شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

103
مان ي دار الإ ات دي ت ن مhttp://www.daraleman.org/forum ري صي و ب ل ا ردة ب رح& ش مد ح) ا وان+ ض مد ر ح م+ اد ت س) الإ د ت00000 س ى ل علإم00000 س ل وا لإة00000 ص ل وا ن ي م لا00000 ع ل ا ه رت00000 ل لد00000 م ح ل ا عد: ب و ن ي ل س ر م لء وا ا تJ ن+ ن) الإ مد: ح) ا وان+ ض مد ر ح م+ اد ت س) رح الإ ا& س ل ول ا ق ب ري صي و ب ل ا+ اد ت سN ) الإ ردةN ب رح& ش دمه ق م

Upload: garden-of-books

Post on 27-Jul-2015

918 views

Category:

Documents


4 download

TRANSCRIPT

Page 1: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

منتديات دار اإليمانhttp://www.daraleman.org/forum

شرح بردةالبوصيري األستاذ محمدرضوان أحمد

الحمد لله رب الع��المين والص��الة والس��المعلى سيد األنبياء والمرسلين وبعد:

يقول الشارح األستاذ محمد رضوان أحمد:

مقدمة شرح ب!ردة األ!ستاذ البوصيري

الحمد لله الذي أنعم علين��ا بنعم��ة الوج��ود.

وش��رفنا بإتب��اع ص��احب الرك��وع والس��جود.> فكنا بهذه التبعية من الغ?ر المحجلين. شرفا وتم��يزا لن��ا عن س��ائر األمم ي��وم ال��دين. والص��الة والس��الم على أش��رف المرس��لين وخ���اتم النب���يين الن���بي األمي القرش���ي الهاشمي محم��د بن عب��د الل��ه ص��لى الل��ه

عليه وعلى آله وأصحابه التابعين أما بعد:

Page 2: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

فق��د اطلعت على ش��رح ب��ردة األس��تاذ البوص��يري. لألس��تاذ الش��يخ عب��د الحمي��د حس����ين. ف����أعجبتني طريقت����ه وس����رني اختصاره غير أن��ني وج��دت في��ه إبهام��ا في العبارة لجنوحه إلى حسن ال��تركيب وبالغ��ة التش��بيه مم��ا يعس��ر على البس��طاء فهم��ه. ويبع��د على قلي��ل اإلدراك علم��ه. ف��دفعني هذا إلى كتاب��ة ش��رح س��هل العب��ارة ق��ريب

المعنى بعيد عن التعطيل. فش��رعت في ه��ذا الش��رح مس��تمدا من الفيض اإللهي والعطف النبوي فجاء بحم��د الله موافقا للم��رام، داال على أن مثلي م��ع ما به من عجز ال يكتب��ه إال باله��ام. وال��دليل على أن هذا الشرح كان بالهام انج��ازه في أوقات فراغي في ي��ومين ك��املين وبإح��دىدb ح?جبa ض��وئها م��دة ش��هرين. aعي��ني رم�� وال��دليل على قبول��ه إن ش��اء الل��ه ع��ود الشفاء لعي��ني المريض��ة عقب االنته��اء من كتابته مع موافقة ف��راغي منه��ا أذان عص��ر

من رمضان سنة27يوم الخميس الموافق للهجرة بقول المؤذن الل��ه أك��بر الل��ه1350

< وبش��رى م?عجل��ة وال < حس��نا أكبر. فكان ف��أال ش��ك عن��دي في أن ه��ذا من توفي��ق الل��ه< وخل��د < صالحا ورعاية رسوله. جعله الله أثرا ذكره كما خلد ذك��ر ال��بردة بج��اه المم��دوح?ح��رم من دع��وة وبرك��ة الم��ادح ح��تى ال أ

صالحة من فaم طاهر. وق�د اهتم بتص�حيحه أخي في الل�ه األس�تاذ عبد الرزاق أفندي منصور، بلغه الله م��راده

Page 3: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

وكاف��أه ب��القبول والل��ه تع��الى أس��أل أن ال< ممن يعم��ل على نش��ره بين يح��رم أح��دا العب��اد من جزي��ل تعط��ف وعظيم عطي��ات

وواسع رحماته آمين.

ترجم%%%ة األس%%%تاذ محم%%%د بن س%%%عيدالبوصيري رضي الله عنه

هو اإلمام العالمة العارف بالله الصادق في محبة رسول الله. س��يدي محم��د بن س��عيد بن حماد بن محسن بن عبد الله بن صنهاج بن هالل الص���نهاجي )نس���بة إلى ص���نهاجه بل��دة ببالد ال��بربر ب��المغرب األقص��ى( ك��ان أح��د أبوي��ه من دالص واآلخ��ر من بوص��ير. وهما قريتان من قرى صعيد مص��ر فنس��بهر بع��د إليهما فقيل له الدالصيري ولكنه ش��?

ذلك بالبوصيري. وكان مولده في األولى ومرباه في الثاني��ة. ولد رحمه الله بدالص في أول شوال س��نة

ودفن695 هجري����ة وت����وفي س����نة 608 87باإلس��كندرية فك��ان عم��ره حين وفات��ه

س���نة. تعلم في ص���باه الكتاب���ة والق���راءة وحف���ظ الق���رءان الك���ريم وتلقى مب���ادئ العلوم وتدرج في علم األدب والكتابة ف��برز في الش��عر والن��ثر ت��بريزا حبب��ه إلى حك��ام مص��ر فول��وه بعض األعم��ال الكتابي��ة في مديرية الشرقية ببلبيس وق��د ك��ان في أول عهده يس��لك في ش��عره مس��الك الش��عراء من مدح وذم وش��كوى. ولكن��ه في كهولت��ه

Page 4: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

تزهد واتصل باإلمام الواصل الع��ارف بالل��ه سيدي أبي العباس أحمد بن عمر المرس��ي األنص��اري مري��د س��يدي عب��د الس��الم بن مشيش الحسني فصفت نفسه وصلح أمره وخلص لعب��ادة رب��ه. وف?تحa علي��ه في م��دح رسول الله صلى الله علي��ه وس��لم فمدح��ه بقصائد تزهو على شعر الفح��ول بالس��هولة والجمال والجالل طار به��ا ص��يته وخل��د به��ا

ذكره. فمنها البردة وهي )القصيدة الميمية( التي

نحن بصدد ش��رحها وال��تي نظمه��ا في عل��ة أصابته فبريء منها بس��ببها إذ أنش��دها على رسول الل��ه في المن��ام فخل��ع علي��ه بردت��ه الشريفة ومسح على جسده فعوفي لوقت��ه ومنه��ا الهمزي��ة ال��تي جمعت س��يرة الن��بي مفصلة وغيرهما مما ه��و مش��هورb مع��روف لدى الخ��اص والع��ام نفعن��ا الل��ه بالمم��دوح والم���ادح في دار ال���دنيا ودار الس���الم...

آمين.

مدخل

?س���ر? إن المحب الص���ادق في محبت���ه ال ي بش��يء، س��روره ب��ذكر محبوب��ه وال يرت��اح لحديث، راحته لمن يتح��دث إلي��ه في ش��أن من ش��ؤون ه��ذا المحب��وب ول��و ك��ان ه��ذا

Page 5: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

الح��ديث من فم ناص��ح أو الئم كم��ا ق��الالقائل:

أع��د ذك��ر من أه��وى ول��و بمالم **** ف��إنأحاديث الحبيب م?دامي

واألس��تاذ البوص��يري محب لرس��ول الل��ه صلى الله علي��ه وس��لم ص��ادق في محبت��ه. وشاعرb قوي الوجدان ال يض��ارعه غ��يره في ش��اعريته. أخ��ذ قلم��ه وكتب يتغ��نى ب��ذكر محبوب��ه األعظم ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم. ينوع الذكر فقال: وقد س��الت دموع��ه وزاد?س���ائل نفس���ه أو متص���ورا لهيب ش���وقه ي< يسأله عن داعي حزنه وبكائ��ه. أمن شخصا

تذكر الخ...

أمن1 تذكر جيران4 بذي سلم4 *** مزج1ت/ دمعا

ى من مقلة4 بدم8 ر/ ج/

أتذكرت أملك ومنتهى ما تصبو إليه نفس��ك بتل��ك األم��اكن النائي��ة ال��تي عج��زت عن الوصول إليها فبكيت هذا البكاء الحار ال��ذي

امتزج فيه دمعك بدمك؟

وأ/ومض أ/م1 هب<ت8 الريح! م8ن1 تلقاء8 كاظمة4 ***

البرق في الظ<ل1ماء8 من إ8ضم8

Page 6: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

أم هبت الريح من جهة هذه الديار فشممت شذا أنفاس الحبيب. أومض البرق ف��ذكرت

بريق ثغر. فيه ماء حياتك ومنبع ارتوائك؟

تا *** وما فا ه/م/ فما لعينيك إن قلت اك1ف!

لقلبك إن قلت استفق يهم8

م��ا ل��ك ال تجيب، أتظن أن س��كوتك ه��ذا يخفي ما عن��دك من حب. وإذا س��لمنا أن��ك غ��ير محب فم��ا لعيني��ك أن زجرتهم��ا عن?ك��اء ال تكف��ان. وم��ا لقلب��ك إن قلت ل��ه الب ارج��ع إلى طري��ق اله��دى يعص��ك ويظ��ل

هيمان؟

أيحسب الصب! أنO الحب منكتمL *** ما بين

ط<رم8 منسجم منه ومض1

أحسبت أن حبك يخفى على الناس، وق��د ظه����ر به����ذا ال����دمع الم?نس����كب والقلب

الم?لتهب؟

لوال الهوى لم ترق دمعاX على طلل4 *** وال

أرق1ت/ لذكر البان8 والع/لم8

Page 7: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

لوال الهوى يا ص��اح لم ت��رق ه��ذه ال��دموع ،رمت لذي��ذ الن��وم ل��ذكرى دي��ار نائي��ة وال ح��? ليست لك بوطن، وال كنت في واد وعقل��ك

في واد.

فكيف تنكر حباX بعد ما شهدت1 *** به عليك

عدول الدمع والسقم8

< من إنك��ارك الحب، وق��د ش��هد ب��ه فيا عجبا علي����ك ش����اهد ع����دل إن أص����ررتa على الكتمان، كان فيهما ما ينفي كل شك، هم��ا ال��دمع والس��قم، وف��وق ه��ذا ل��دينا حج��ة?خ��رى، هي أن دمع��ك س��بق س��قمك، ول��و أ سبق الضعف الدمع لتوهمنا أن الدمع نتيجة األلم، فما فائدة كتمانك وق��د ق��امت علي��ك

الحجة ولزمك الدليل؟.

***وأثبت الوجد خطى عبرة وضنى مثل الب/هار على خديك والعنم

وزيادة عن كل� ما تقدم من أدلة فقد أك��د لنا وجدaك عالمتان محسوستان هما اصفرار وجهك واحم��رار دمع��ك وهم��ا من عالم��ات العش��اق، ف��أولى ب��ك االع��تراف لع��ل الل��ه ال��ذي ابتالك أن يه��دينا إلى م��داواتك بم��ا

يزيل عالتك.

Page 8: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

قني نعم سرى طيف من أهوى فأر<*** والحبa يعت/رض! اللOذات باأللم

أما وقد ظه��ر ح��بي بم��ا ال س��بيل مع��ه إلى اإلنكار، فنعم يا ص��اح، س��رى خي��ال حبي��بي فنبه��ني من س��بات الفك��ر في��ه إلى يقظ��ة الحرمان من��ه إذ ف��رحت? بإقبال��ه فأس��رعت للقائه، فإذا أنا في مك��اني وه��و حيث أعلم فما أشأم عجلتي التي قطعت لذيذ أحالمي ولكن هي س��نة الحب ف��إن من طبع��ه أن يقطع أسباب الل��ذات بس��يف األلم، وهك��ذاع بجمال��ه، �مت��� كان معي إذ حرص��ت على الت

فحال بيني وبين خياله.

يا الئمي في الهوى الع!ذري معذرة*** مني إليك ولو أنصفت لم ت/ل!م

لما أقر بحبه أحس بخطئه في إذاعته سره فوج��ه معذرت��ه إلى من يتوق��ع من��ه الل��وم على الحب فق���ال ي���ا الئمي في اع���ترافي به��واي ال��بريء من ك��ل ش��ين إني أعت��ذر إلي��ك فيم��ا ف��رط م��ني. ول��و أنص��فتني م��ا

وجهت إلي أي لوم.

ي بم!ست/تر *** عن Oعدتك حالي ال سر الو!شاة وال دائي بم!نح/سم

Page 9: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

ألن سري ق��د أفش��اه ال��دمع، ودائي ال دواءو ل��ه إال بالوaص��ل، وه��و بعي��د الحص��ول لع?ل��? مقام المحب��وب وبع��د داره، فح��الي تتطلب

الرحمة.

محضت/ني النaصح/ لكن1 لست! أسمعهم/م *** إن< الم!حب/ عن الع!ذOال في ص/

أنت أخلص��ت لي النص��يحة إذ خط��أتني في اعترافي بح��بي، أو استرس��الي في طري��ق هالكي ، غير أن��ني م��ع علمي بح?س��ن نيت��ك�فوه < ما دام ينهاني عن الت ?صحك عذال أعتبر ن بذكر من أحببت فلن اسمع لك ألنني محب

?ذ?ن المحب عن الع?ذال صم�اء . وأ

يب في ع/ذل م1ت! نصيح/ الش< إنOي ات<ه/يب! أبعد! في ن!صح عن *** والش<

التaه/م

?صحك فقد اتهمت فال يسؤك إعراضي عن ن ما هو بعيد عن كل شبهة في نص��يحة من��ك وه��و الش��يب فق��د أن��ذرني بق��رب األج��ل وحثني على ترك األمل ورغ�ب��ني في ص��الح العم����ل فتم����اديت في الغ����رور والزمت

الشرور اعتمادا على أن الله غفور.

في التحذير من هوى النفس

Page 10: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

وء8 ما ات<ع/ظ/ت1 *** Oفإن< أم<ارتي ب8الس

م8 ر/ ي1ب8 واله/ هل8ها ب8ن/ذير8 الش< م8ن1 ج/

وماذا أصنع بنفسي التي تأمر بالش��ر� وتنهى عن الخير حتى مع تذكيرها ب��الموت ببي��اض

الشعر. وضعف الجسم والبصر.

ميل8 ق8رى عل الج/ وال أ/ع/د<ت1 م8ن/ الف8

م8 *** ضي1ف4 ألم< ب8رأسي غير/ م!حت/ش8

aرعaو� فها هي لم ترجع عن المحرمات، ولم ت لق�رب المم�ات وال أع�د�ت من فع�ل الخ�ير والطاعة ما يليق بإكرام هذا الض��يف ال��ذي

نزل برأسي بغير استئذان.

ه! *** ر! hو/ق لو كنت! أعلم! أنOي ما أ!

اX بدا لي منه! بالك/تم8 Oر ك/ت/م1ت! س8

ولو كنت أعلم أنني سأهينه ه��ذه اإلهان��ة، وال أحترمه باإلقبال على الله واتباع أوام��ره واجتناب نواهيه لواريته عن العيون بالسواد�كرامت��ه، ولكن��ه عمي < ل < ل��ه وحفظ��ا احترام��ا

الشباب وضالل الغرور.

اح44 م8ن غ/واي/ت8ها *** م/ من لي ب8ردh ج8

م8 ي1ل8 باللaج! ماح! الخ/ دa ج8 كما ي!ر/ت8ها *** و/ ه1 ر/ ش/ م بالم/عاصي ك/س1 فال ت/ر!

م8 ة/ الن<ه8 هو/ وOي ش/ إن< الطOعام/ ي!ق/

Page 11: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

فمن ه��ذا ال��ذي يرش��دني إلى من ي��رد نفسي عن فيافي الظلم إلى حظيرة الهدى ولو استعمل في س��بيل ذل��ك م��ا يس��تعمله الف���ارس في إزال���ة اعوج���اج فرس���ه مندة. من ه��ذا ال��ذي يفع��ل ذل��ك الع?نف والش� ح��تى ألج��أ إلي��ه وألقي أزم��تي بين يدي��ه؟ أأتركه���ا تهيم في وادي المعاص���ي ح���تى تس���أمها فتع���ود إلى الطاع���ة مس���تعذبة موردها غير منحرفة عنها أم�اذا أفعل؟ ومن يضمن لي رجوعه��ا والطع��ام يق��وي ش��هوة

الشره إلى اإلكثار منه؟

ب< والنaفس كالطhفل8 إن ت!همله! ش/ضاع8 وإن ت/فط8مه! على *** ح!بh الر<

ينفط8م8

وم��ا ذل��ك إال ألن نفس اإلنس��ان كالطف��ل ر aها سارت في طريق الش��� الصغير إن أهملت?الئم طبعه���ا وإن زجرته���ا ومنعته���ا ال���ذي ي امتنعت كما أنك إذا ط��اوعت الطف��ل كلم��ا طلب الرض��اع ك��بر وه��و م?ك�ب� علي��ه وإن

فطمته انفطم ورجع.

لOي/ه! *** فاصر8ف1 هواها وحاذ8ر أن ت!و/

م8 م8 أو ي/ص8 إن الهوى ما تول<ى ي!ص1

Page 12: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

?ج�ب طلباته���ا فمن س���ار وراء ه���وى فال تbنفس��ه هل��ك أو ض��اع ش��رفه وكالهم��ا أم��ر

عظيم وخطبb جسيم.

Lوراع8ها وهي في األعمال سائمة *** وإن1 هي است/حل/ت8 المرعى فال

تسم8

وكن معها على الدوام كالراعي مع ماشيته?ب���اح، وإن هي بمنعه���ا عن أك���ل م���ا ال ي?طل لها الحبل بل قيدها ر� فال ت استحلaت الش�

بقيد من قيود خوف الله الحديدية.

ن/ت1 ل/ذ<ةX للمرء8 قاتلةX *** من س< ك/م1 ح/

م8 م< في الد<س/ aحيث! ل/م ي/در8 أن< الس

وال تغتر ببالغتها وقوة حجتها عند مخاصمتها فكم حس��نت الق��بيح وقبحت الحس��ن ح��تى وق��ع في هاوي��ة الهالك من غ��ره معس��ول

قولها وعظيم دهائها.

واخ/ش الد<سائ8س م8ن جوع4 ومن شب/ع4

م8 رo من التaخ/ ة4 ش/ م/ص/ ب< م/خ1 ر! *** ف/

وهي ماكرة مخادع��ة إذا رأت من��ك الش��دة?خادع��ك ويلين من ت ل��ك م��ا ي � عليه��ا دس�� ش��دتك ك��الجوع ال��داعي إلى اإلق��دام على ارتك���اب المحرم���ات كالس���رقة والغ���در،

Page 13: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

والش��بع الم��ؤدي إلى البط��ر والك��بر والزن��اوشرب الخمر.

واست/فر8غ الد<مع/ من عين قد امت/ألت

مي/ة/ الن<د/م8 م1 ح8 *** م8ن/ الم/حار8م4 والز/

فإذا غلبت النفس وقهرت دسائسها ف��ارجع إلى الل���ه بالتوب���ة واذرف ال���دمع من عين طالم��ا نظ��رت إلى المحرم��ات ولم تخش

بارئ السماوات.

وخالف الن<فس والشيطان واعصهما

م8 *** وإن هما مح<ضاك النaصح فاتOه8

?غريه��ا إذا وال تنسى شريك النفس� ال��ذي ي

تهاونت، ويحثها إذا تباطأت وهو الش��يطان. فنصيحتي إليك أن ال تركن إلى واحد� منهم��ا?ق��دمانها إلي��ك وأن تهمهما في كل� نص��يحة� ي

مهما ظهر لك صالحها.

وال ت!ط8ع منهما خصماX وال حكما ***

ك/م8 فأنت تعرف! كيد/ الخصم والح/

وأسيء الظن� بهما على الدوام، سواء من ظه��ر منهم��ا بمظه��ر الخص��ومة ل��ك ومن تظ���اهر ب���الورع والتق���وى واحتالل منص���ة العدالة، فكالهما غير مؤتمن، ألنهم�ا تحالف��ا

على اإليقاع بك.

Page 14: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

أستغفر! الله من قول4 ب8ال عمل4 ***م بت! به نسالX ل8ذي ع!ق! لقد ن/س/

�اظم رحمه الل��ه تع��الى قول��ه �ر الن هنا يتذكaقول��وا م��ا ال �دa الل��ه� أن� ت ن < ع� ?رa مaق�تا aب تعالى }كaف�عaلون{ فأستغفر الله وقال ما نسبة ه��ذه ت�ص��ائح الغالي��ة واألق��وال الجميل��ة� إلي� إال الن< عند الله �عaقيم ال يلد وكبر مقتا كنسبة ولد� ل

أن يلحق اإلنسان ولدا بغير أبيه وأمه.

أمرت!ك/ الخير لكن ما ائتمرت! به ***

م8 وما استقمت! فما قولي لك استق8

وكي��ف ال أس��تغفر الل��ه وق��د أمرت��ك بفع��ل الخ��ير وأن��ا بعي��د عن��ه، وحثثت��ك على ل��زوم االس��تقامة وأن��ا لم أس��تقم بع��د، وم��ا زلت

شاد. < عن سبيل الر� حائدا

*** Xوال تزو<دت! قبل الموت نافلة

م8 ولم أصلh سوى فرض4 ولم أص!

وأين أنا من االس��تقامة وم��ا ت��زودت قب��ل �نافل��ة� من الص��الة والص��يام، إذ لم م��وتي ب

أصل� ولم أص?م سوى ما فرض الله علي�.

في مدح النبيO صلى الله عليهوسلم

Page 15: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

ظ/ل/م1ت! سنة/ من أحي/ى الظالم/ إلى

م8 ر< من و/ر/ aأن8 اشتك/ت قدماه! الض ***

يقول: نعم ما ص��ليت وال ص��مت س��وى م��ا�ة من أح��يى فرضه الل��ه علي، فظلمت س��ن< إلى أن اشتكت ق��دماه < ساجدا الظالم راكعا ضر الورم، مع أنه منزه عن النقائص محلى بالنفائس ومع هذا أدعي محبت�ه ص�لى الل�ه

عليه وسلم وأرجو شفاعته.

غ/ب4 أحشائ/ه! وطوى *** د< من ش/ وش/

ف/ األ/د/م8 ت1ر/ جارة8 ك/شحاX م! ت/حت/ الح8

وال أدري كيف يكون ذلك وأنا أنام ليال وألهو.> < وأتثاق�ل في تأدي�ة الواجب�ات اغ�ترارا نهارا أتناول ما لذ� وطاب، وكم من جائع ليس ل��ه من يدي س��وى الطع��ان والض��راب، وال��ذي أد�عي حب��ه ق��د ش��د� من الج��وع أحش��ائه، وضغط بالحجر الصلب أمعائه ال من قلة وال لبخل أو علة، ولكن ليس��ن لن��ا س��نة الزه��د في الدنيا حتى ال تلهين��ا بزخرفه��ا، فنع��رض عن اآلخ���رة ونقب���ل عليه���ا فنك���ون من

الهالكين، وحب الدنيا رأس كل خطيئة.

م< م8ن1 ذ/ه/ب4 *** aبال! الش د/ته! الج8 وراو/

مم8 ه8 فأراها أي<ما ش/ عن ن/فس8

Page 16: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

والدليل على أنه صلى الله علي��ه وس��لم لم ي���رد غ���ير الزه���د في ال���دنيا، أن الجب���ال< ف��أبى وم��ا عرضت عليه أن تكون ل��ه ذهب��ا ك��ان علي��ه في اإلجاب��ة من ح��رج غ��ير أن العص����مة وهي من أخص ص����فاته تمن����ع

صاحبها من المباحات.

رورت!ه! *** إن< هد/ه! فيها ض/ وأك<د/ت1 ز!

م8 الضرورة ال ت/ع1د!و على الع8ص/

< أن��ه ومما يؤكد أنه ما فع��ل ذل��ك إال زه��دا أبى قبول أن تكون الجبال ل��ه ذهب��ا وه��و ال يملك درهما واح��دا يمكن��ه من مش��ترى م��ا يزي��ل ب��ه جوع��ه، وش��دة الج��وع ض��رورة قص����وى، ولكن الض����رورة ال تتغلب على

العصمة التي منحه الله إياها.

محمدL سيOد! الكون/ي1ن8 والثقل *** ن8

م8 والفريقين8 م8ن ع!رب4 ومن ع/ج/

ومن ذا ال��ذي تحلى به��ذه الص��فات وجم��ع هذه الكماالت وطبع على هذه المكارم؟ هو محمد س��يد اإلنس والجن والع��رب والعجم?مaم صلى الل��ه مبعث الهدي والنور لسائر األ

عليه وسل�م.

دL *** أب/ر< ر! الناهي فال أح/ ن/ب8يaنا اآلم8

ن1ه! وال ن/ع/م88 في قول4 ال م8

Page 17: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

هو نبينا الذي صدقنا برسالته وأمرنا بالعمل بشريعته واقتفاء س��يرته اآلم��ر ب��المعروف، والناهي عن المنكر، الصادق الوعد ال��ذي ال يوج��د في الخل��ق أوفى من��ه إذا ق��ال ال أو

نعم.

هو الحبيب! الذي ت!رجى شفاعته! ***

م8 ل8كLلh ه/و1ل4 م8ن/ األهوال8 م!قت/ح/

وهو حبيبنا الذي ال يصل إلى مركز حبه أحد س���واه، وكي���ف ال وه���و هادين���ا وش���فيعنا

وملجؤنا في حياتنا.

كون/ به8 *** دعا إلى الله8 فالم!ست/مس8

م8 ص8 ن1ف/ بل4 غير8 م! كون/ ب8ح/ ت/مس8 م!س1

جاءته الرسالة فدعا الخل��ق إلى الل��ه، فمن أجاب دعوت��ه وعم��ل بش��ريعته وس��ار على سنته تمسك بسبب قوي من أسباب النجاة

لن يضيع من تمسك به.

*** ل!ق4 ل1ق4 وفي خ! فاق/ الن<بيين/ في خ/

م4 ولم ي!دانوه! في ع8لم4 وال ك/ر/

ق وهم م��ع ف��اق النب��يين في الخل��ق� والخ?ل��? تحليهم بصفة النبوة والرسالة لم يقاربوه ال� وال فيما خص�ه الل��ه فيما منحه? الله من علم من ك��رم فه��و أعلم الخل��ق� وأك��رمهم على

اإلطالق.

Page 18: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

***Lلت/م8س وك!لaه!م من رسول8 الله8 م!

غ/رفاL من البحر8 أو رشفاX من الدhي/م8

وكيف يدانونه في ص��فة� من ص��فاته وكلهم من فيض بح��ر� معرفت��ه وغن��اه مقتبس ك��ل�< من على قدر ما وهبه الل��ه ج��ل� وعال غرف��ا< من مي��اه األمط��ار أي كث��يرا البحر� أو رشفا

.> أو قليال

دhه8م*** من وواقفون لديه8 عند/ ح/

ك/م8 ن!قط/ة8 الع8لم8 أو من شكل/ة8 الح8

فجميعهم واقفون بالنسبة� إليه عن��د ح��د�هم، ومن أولى د�م والفض��ل� aق��� aرفون ل��ه بالت م?عت

منهم باالعتراف بالفضل� ل�صاحبه.

ت!ه!*** ث!م< فهو/ الذي ت/م< معناه! وصور/

م8 اصطفاه! حبيباX بارئ الن<س/

فهو الوحيد في المخلوقين الذي كم�له? الل��ه> ?م� اخت��اره حبيب��ا < ث < وكم��اال < وص�فات. وأدبا ذاتا?خ��رجهم < واس��طة بين��ه وبين خلق��ه ي ورسوالور فه��و عين الكم��ال من الظ�لم��ات إلى الن��� ونبراس الهدى ومهب��ط ال��وحي فل��و تمثلت

جميع الكماالت صورة لما تعد�ت ذاته.

ن8ه8*** هL عن شريك4 في محاس8 منز<

م8 س8 ن1ق/ وه/ر! الح!سن8 فيه8 غير! م! ج/ ف/

Page 19: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

ه��ه الل��ه عن فهو المخلوق الوحي��د ال��ذي نز��زاته ومحاسنه. مشاركة مخلوق له في ممي

د/ع1 ما اد<ع/ت1ه! النصارى في نبيhهم8 ***

ئ1ت/ م/دحاX فيه8 واحت/كم8 واحكم ب8ما ش8

فيا من تريد وص��فه ك��ف عم��ا ال ق��درة ل��ك عليه. ألنك لن توفيه بعض م��ا يجب ل��ه من الوصف الذي يليق بمكانته عن��د رب��ه. ولكن إذا أص���ررت على الم���دح فال تجعل���ه لل���ه< كما فعل النصارى مع سيدنا عيسى، شريكا وبالغ في وصفه بما ش��ئت فلس��ت بموفي��ه حق���ه علي���ك ول���و أف���نيت البح���ار م���دادا<. وكي��ف ال وه��ذه آيات��ه واألش��جار أقالم��ا البينات ما زالت تهدي األمم إلى ما لم تكن تعلم خاض���عة لق���ول الل���ه تع���الى )أولم يتفكروا في ملكوت السموات واألرض وم��ا

خلق الله( وقوله )ويخلق ما ال تعلمون(.

ف4 ر/ وانسب إلى ذات8ه8 ما شئت من ش/ئت/ م8ن1 در8ه8 ما ش8 ب1 إلى ق/ *** وانس!

ع8ظ/م8

فانسب ك��ل ش��رف علمت��ه وك��ل عظم في الق��در والجالل والفض��ل أدركت��ه إلى ذات��ه الشريفة، فليس بعد ذات��ه وق��دره م��ا يص��ح

إسناد كل شرف وعظم إليه.

Page 20: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

فإن< فضل/ رسول الله ليس/ ل/ه! ***

م8 ي!ع1ر8ب! عنه! ناطقL بف/ حدo ف/

كرر في المدح ما شئت ونو�ع في المع��اني وتالعب باأللفاظ على ق��در م��ا وهب��ك الل��ه من علم وفهم فس�����تعترف في النهاي�����ة بالعجز عن بلوغ فضل ال حد ل��ه ح��تى يع��بر عن��ه ن��اطق بفم. ألن فض��له ف��وق م��دارك

العقول البشرية.

ه! آيات!ه! ع8ظماX *** أحي در/ ب/ت1 ق/ لو ناس/

مم8 ه! حين/ ي!دعى دار8س/ الر< اسم!

ولئن بهرت العالم معجزاته وحيرت العقول آياته فكل ذلك صغير بالنسبة إلي��ه ألن الل��ه سبحانه وتعالى لو أعطاه من المعجزات ما يناسب قدره ألحي اس��مه األجس��اد البالي��ة

حين ينادي به عندها.

ن<ا بما ت/عي/ى العقول! به8 *** ت/ح8 لم ي/م1

م8 ل/م ن/ه8 ل/م1 ن/رت/ب1 و/ ح8رصاX علينا ف/

> يقول: غ��ير أن� الل��ه س��بحانه وتع��الى فض��اله� ?عط��� < لهذه األم�ة لطف بن��ا فلم ي منه تكريما من الم?عجزات ما يك�ون س�بب فتنتن�ا. كم�ا افتتن قوم عيسى بإحيائه للم��وتى فجعل��وه لل���ه ش���ريكا. فالحم���د لل���ه على نعمائ���ه.

والشكر له على أن جعلنا من اتباعه.

Page 21: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

م! معناه فليس/ ي!رى ه1 أعي/ى الو/رى ف/

م8 ح8 نف/ رب8 والب!عد8 فيه8 غير! م! *** للق!

فهو صلى الل��ه علي��ه وس��ل�م مع��نى غ��امض استأثر الله بمعرف��ة حقيقت��ه ف��أعيى جمي��ع الخلق فهمه فما س��عى أح��د وراء الوق��وف> على حقيقت��ه إال وع��اد بع��د الجه��د مق��را

. < بالجهل� بالعجز معترفا

ر للع/ي1نين8 م8ن ب!ع!د4 *** مس8 تظه/ كالش<

م/م4ةX وتك8لa الط<رف/ من1 أ/ غير/ ص/

وذل��ك ان��ه يظه��ر بداه��ة بش��ر مث��ل س��ائر البشر امتاز بالرس�الة وأك�رم ب�النبوة ولكن م��تى ش��رع اإلنس��ان في تحلي��ل أخالق��ه< غ��ير البش��ر ومطالعة س��يرته وج��ده بش��را الذي درس أخالقه وعلم طباعه فهو ش��يء عظيم استأثر الله بعلم م��ا ح��وى من جالل

وجمال وكمال.

ت/ه! *** وكيف/ ي!در8ك! في الدaنيا حقيق/

ل!م8 ا ع/ن1ه! ب8الح! ل<و1 ق/ومL ن8يامL ت/س/

فمن العبث وهو كما وصفنا أن يس��عى إلى�ي��ام عن الوص��ول إلى فهم حقيقت��ه ق��ومb ن التفك��ير في ملك��وت الس��موات واألرض. فلم تص���ف نفوس���هم من أدران البش���رية الخاطئ���ة ولم تش���تمل بن���يران الملكي���ة

المعصومة.

Page 22: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

رL *** وأن<ه! ب1ل/غ! الع8ل1م8 فيه8 أن<ه! ب/ش/ م/ ف/

م8 ل1ق8 الله8 ك!لhه8 ي1ر! خ/ خ/

فغاية علم البشر فيه أن��ه بش��ر مثلهم وأن��هخير خلق الله على اإلطالق.

سل! الكرام! بها *** aآي4 أتى الر aوكل

م8 فإنما اتصل/ت1 م8ن نوره8 ب8ه8

د الل��ه به��ا � يقول: وكل معجزات ب��اهرات أي�� األنبي��اء الس��ابقين في دع��واهم إنم��ا هي

مقتبسة من نوره صلى الله عليه وسلم.

فانه شمس! فضل4 ه!م كواك8ب!ها ***

رن/ أنوارها للن<اس8 في الظaل/م8 ي!ظه8

ألنه شمس الك��ون الحقيقي��ة وهم كواكبه��ا. ولهذا ك��ان ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم فض��ل

الهداية من لدن آدم حتى قيام الساعة.

*** Lل!ق ل1ق8 نبي{ زان/ه! خ! أكر8م ب8خ!

م8 ت<س8 بالح!سن8 مشت/م8ل4 بالب8شر8 م!

> ف��أكر�م ب��ه من ن��بي� تحلى بالح?س��ن خaلق��ار يسرا وعسرا. �ش� ?قا ولم يفارقه الب ل وخ?

Page 23: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

ف4 ر/ ف4 والب/در8 في ش/ ه1ر8 في ت/ر/ كالز<م4 والد<هر8 في *** والب/حر8 في ك/ر/

ه8م/م8

> ة، وكالب��در ش��رفا �< ور�ق�� فه��و ك��الزهر لين��ا وعل��وا وارتفاع��ا. وك��البحر كرم��ا وعط��اء. وكال��دهر ق��وة وبطش��ا. والغ��رض من ه��ذا التشبيه تق��ريب المع��نى لألذه��ان كالتش��بيه في قوله تعالى: }مثل? نوره كمش��كاة فيه��ا مص��باح * المص��باح في زجاج��ة * الزجاج��ةد? من ش��جرة مبارك��ة aي� يوق�� � كأنها كوكب در?ضيء زيتونة ال شرقية وال غربية يكاد زيتها ي ولو لم تمسسه ن��ار * ن��ور على ن��ور{، ألن قدر النبي أعلى من أن يشبه بالزهر والبدر

والبحر والدهر.

ردL من جاللت8ه8 *** في و/ ف/ كأن<ه! وه1

م8 عسك/ر4 حين/ تلقاه! وفي ح/ش/

وهو مع هذه الصفات التي الب�د� من الج��رأة لمن يتحلى به��ا من البش��ر. إذا لقيت��ه ف��ردا خاله ملكا في حشمه وجنده، لما وهبه الله

من هيبة وجالل.

د/ف4 *** كأن<ما اللaؤل!ؤ! المكنون! في ص/

م8 بت/س8 ن1ه! وم! م8ن م/عد8ن/ي1 منط8ق4 م8

ر� أمامه��ا الجب��ابرة ومع هيبته هذه ال��تي تخ��� فه��و إذا تكل�م خ�لت ال��د�ر� يتن��اثر من فم��ه

Page 24: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

حالوة ورق���ة وإذا س���كت نظ���رت اللؤل���ؤ< ولمعان��ا. < بين شفتيه ص��ف�ا المكنون مستقرا فم��ا آلليء الص��دف المكن��ون إذا قيس��ت بآلليء حكمه البالغة إال خزف فسبحان من

كو�نه وجم�له.

ه! *** م< أعظ!م/ ال طيب/ ي/عد8ل! ت!رباX ض/

لت/ثم8 ق4 منه! و/م! طوبى ل8م!نتش8

ومن الخصائص التي ميزه الله بها أن جعله طيبا بحيث ال يوجد في العالم طيبb ي��وازي زكاء رائحة تراب مكان حوى ذاته الش��ريفة ألن طيبه عليه الس��الم طيبb إلهي مس��تمر غير منقط��ع وق��د أك��رم الل��ه من استنش��ق

طيبه فجعل جزاءه الجنة.

في مولده عليه الصالة والسالم

أبان/ مول8د!ه! عن طيب8 ع!نصر8ه8 *** يا

طيب/ مبتدأ منه! وم!خت/ت/م8

وقد كشف مولده علي��ه الس��الم عن ق��دره وجلي��ل خط��ره بم��ا ح��دث عن��د والدت��ه من ه?وي� األصنام وإرع��اب األعج��ام فم��ا أطيب�م بدأه وختامه. إذ بدأ بسيدنا إس��ماعيل وخ?ت بعبد الل��ه وكالهم��ا ذبيح ط��اهر مح��ترم من الجمي��ع فلم ي��زل علي��ه الس��الم من��ذ آدم يتنق��ل من طه��ر إلى طه��ر ومن ظه��ر إلى

Page 25: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

< عن س��فاح الجاهلي��ة ح��تى ظه��ر. بعي��دا تش���رفت الكائن���ات بظه���ور ب���در محي���اه

وإشراق شمس عاله.

د1 م! *** ق/ رس! أن<ه! س/ فيه8 الف! ر< يومL ت/ف/

م8 لول8 البؤس8 والنhق/ أ!نذ8روا ب8ح!

ففي يوم مول��ده فهم الف��رس فراس��ة بم��ا ح�����ل� ببالدهم من الن�����وائب الجس�����ام?ن��ذروا والصدمات التي حيرت األفهام أنهم أ بالوي��ل والثب��ور وعظ��ائم األم��ور فت��أهبوا�م?القاة النوائب بالعزم والقوة. فلم ينفعهم ل عزة وال قوة وال عدة وال ع��دد عن��دما ظه��ر

من سيذهب ملكهم ويهد� جبروتهم.

*** Lد8ع وبات/ إيوان! ك8سرى و/ه1و/ م!نص/

لت/ئ8م8 مل8 أصحاب8 ك8سرى غير م! ك/ش/

وه��ا هي ب��وادر فش��لهم ق��د ب��دأت بتص��د�ع إيوان كسرى القوي البنيان الثابت األرك��ان إذ لم يقو ما شيدته يد الطغيان على البق��اء أم��ام جالل ص��احب البره��ان كم��ا تش��تت ش��مل كس��رى الكث��ير الع��دد الق��وي الع��دة< من ه��ول م��ا رأى من آي��ات < ورعب��ا ذع��را

بينات.

والنار خامدة األنفاس من أسف4 ***

د/م8 عليه8 والن<هر ساهي العين من س/

Page 26: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

وظهرت جلية واضحة من خمود الن��ار ال�تي يعبدونها وهي لم تطف��أ من��ذ آالف الس��نين.< بانطف��اء دولتهم. ف��وا وم��ا ذل��ك إال إي��ذانا أس���فاه على من يعب���دون الن���ار من دون الواح��د القه��ار. ووق��ف نه��رهم عن جريان��ه< لمولود بشرت به حيتانه. وحزنا لبعده إجالال�ر معالم الكفر ظه��وره عن دار هذا الذي غي

فأضاء ظلمات الجهالة نوره.

وساء ساوة أن غاضت1 ب!حيرت!ها ***د< واردها بالغيظ حين ظ/مي ور!

وقد عم الحزن آل ساوة لما حل� بهم البالء بجفاف بحيرتهم التي عليها تتوق��ف حي��اتهم حتى رجع كل قاصد الري منها والغيظ? يأكل

قلبه خيبة أمله وسوء منقلبه.

كأن< بالن<ار ما بالماء من بلل4 ***

م8 ر/ زناX وبالماء ما بالن<ار8 من ض/ ح!

كأن الحال تبدل غير الحال فصار طبع النار البلل والري واالنطفاء فخمد لهبها.... وصار طبع الماء اإلحراق وإزال��ة الرطوب��ة فج��ف وزال.... أو حزن الماء والنار لع��دم إس��راع الف��رس إلى اغتن��ام الخ��ير بالتص��ديق بمن

ر الجماد بمولده. بش�

***Lوالج8ن تهت8ف واألنوار ساط8عة

والحقa يظهر! من معنىX ومن ك/ل8م8

Page 27: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

ماذا أصابهم حتى لم ينتبه��وا إلى ك��ل ه��ذهرة بظه��ور اآليات وها هي الجن� تهتف مبش��� سيد الكائنات وف��وق ه��ذا كل��ه ف��أنوار ه��ذا?ف��ق بطح��اء مك��ة ال البدر ال��ذي انبث��ق في أة على عل��و كعب��ه � تخفى وال��براهين الدال���مa ال تت��دبرون وفضله متع��ددة ق��وال وفعال فل

�مa ال تعقلون؟ أيها الف?رس ول

ع/موا وصمaوا فإعالن! البشائر8 لم***

م8 ة! اإلنذار لم ت!ش/ ت!سمع وبارق/

سرت البشر بمولد ه��ذا العظيم في جمي��ع األقطار بواسطة الطير في الهواء والحيتان في الم��اء. والوح��وش في الفض��اء والجن في جميع األرجاء ومع كل هذا فق��د ص��مت آذان ه���ؤالء الق���وم عن���د س���ماع بش���رى المبش������رين. وعميت أعينهم فلم ي������روا س��واطع الن��ذر المتك��ررة. والل��ه يه��دي من

يشاء إلى صراط مستقيم.

*** م1 من بعد8 ما أخبر/ األقوام/ كاهن/ه!

م8 م الم!عو/ج< ل/م1 ي/ق! بأن< دينه!

ك��ل ه��ذا ق��د ح��دث من بع��د م��ا أخ��برهم كاهنهم ب��أن دينهم ق��د انه��ار فلن تق��وم ل��ه قائم��ة ولن يق��ر ل��ه بع��د الي��وم ق��رار فلم يف��دهم ش��يء من ه��ذا كم��ا لم تف��دهم منكاهنهم النصيحة وهو لديهم الصادق األمين.

Page 28: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

وبعدما عاينوا في األ!ف1ق8 منة4 وفق ما في *** م!نقض< ه!ب4 ش!

األرض من صنم8

ح���تى بع���دما ع���اينوا الش���هب تنقض على األصنام ال��تي يعب��دونها وبأي��ديهم يص��نعونها

فتبتلعها.

Lز8م ن1ه/ حتى غدا عن طريق الوحي8 م!

ز8م8 نه/ ياطين8 يقفو إثر/ م! *** من الش<

> < إثر ه��ارب ف��رارا ورأوا من الشياطين هاربا من الش��هب الم?حرق��ة ال��تي ح��الت بينهم?ولون األدب��ار وبين استراق السمع إذ كانوا ي< بعد واحد عن طريق الوحي والشهب واحدا تتبعهم إلى حيث يتجهون حتى بعد ك�ل ه�ذا لم يرجع���وا عن إعراض���هم ويت���دبروا في

مستقبلهم.

ة4 *** أو ه/ كأنهم هرباX أطفال! أبر/م8ى عسكر4 بالحصى من راحت/ي1ه8 ر!

م��ع أن الش��ياطين في ه��ربهم ك��انوا من الكثرة بحيث أشبهوا أبطال أبرهة الذي جاء بجيش� عظيم لهدم الكعبة حين ش��تت الل��ه< عنه���ا. أو جيش ش���ملهم وأهلكهم دفاع���ا الكف��ار في غ��زوة ب��در وح��نين حين رم��اهالمصطفى بالحصى فكانوا من المهزومين.

Page 29: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

ما *** نبذ/ X به8 بعد تسبيح4 ببطن8ه8 نبذا

م8 ن1ت/ق8 بhح من أحشاء8 م! الم!س/

�راحتي��ه علي��ه �ح? ب ?س��ب حيث ك��ان الحص��ى ي السالم. فكان نب��ذه الحص��ى من كف��ه وه��و?س علي��ه ?س��بح كإلق��اء الح��وت س��يدaنا ي��ون ي السالم من جوفه وهو يقول: ال ال��ه إال أنت

سبحانك إني كنت من الظالمين.

في معجزاته صلى الله عليه وسلم

*** Xجاءت لدعوته األشجار ساجدة

د/م8 تمشي إليه على ساق4 ب8ال ق/

فaه الله بم��ا تق��دم لما بلغ المولود الذي شر�ة على ع�ظم �aل��� من ال���د�الئل الس���اطعة الد�ا منزلته عند ربه أربعين س��نة اص��طفاه الل��هق� إلى < وبعثه رسوال وأم��ره ب��دعوة الخaل��� نبيا< م��ع ?ش��ركون ب��ه ش��يئا عبادة الله وح��ده ال ي�صديق برسالته فامتثل األمر ودعا الناس الت< ف��آمن من س��بقت س��عادته < ثم جه��را را س��� وأبى من حق�ت عليه شقاوته فأيده الله في� يك�ون �ئال < ل�ه? ل �نات� تصديقا أثناء ذلك بآيات� بي للجاحدين ح?ج�ة< يعتمدون عليها. وهي كث��يرة< منه��ا دعوت��ه الش��جرة ال��تي ?حصى عددا ال ت

Page 30: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

ق� األرض ش��ق�ا ح��تى وص��لت أتت إلي��ه تش��?إليه وشه�دت برسالته إجابة له.

كأنما سطرت سطراX لما كتبت ***

م8 فروعها من بديع8 الخط بالل<ق/

دعوى �ئال يكون في هذه المعجزة مجال ل��� ول السحر. ظهرت خطوط فروعه��ا على وج��ه األرض ظه��ور خ��ط الك��اتب في الص��حيفة< بين المعج��زة والس��حر إذ البيض��اء. فرق��ارى ل��ه من األث��ر الحقيقي السحر خيال ال ي��?

شيء.

*** Xى سار/ سائرةOم8ثل الغمامة8 أن جير8 ح/مى8 تقيه حر< وطيس4 لله/

وال غراب��ة في س��عي الش��جرة إلي��ه. إذ ال ف��رق بين س��عي الش��جرة إلي��ه وتظلي��ل الغمامة إياه وقاي��ة من الش��مس المحرق��ة في وسط الصحراء القفرة فكالهما معجزة خارقة للعادة وقد اعترفوا بتظليل الغمام��ة قب���ل الرس���الة فلم ال يع���ترفون بس���عي

الشجرة بعدها!

قh إن< ل/ه! *** أقسمت! بالقمر8 الم!نش/

م8 س/ ب/ةX مبرورة الق/ من قلبه ن8س1

> ?قسم بالقمر الذي انشق له انشقاقا وإني أل محسوسا كما شق جبريل صدره الش��ريف

Page 31: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

< حقيقي��ا، أقس��م أن� بين انش��قاق قلب��ه شقا وانش��قاق القم��ر نس��بة ال مم��اراة فيه��ا وال

إيهام.

م4 وما حوى الغار من خير4 ومن ك/ر/ار عنه! ع/م8ي Oف4 من الك!ف *** وك!لa طر1

وأقسم بما حوى الغ��ار من خ��ير ومن ك��رمعميت عيون الكفار عن االهتداء إليه.

دhيق! ل/م ي/رما Oد1ق! في الغار والص hفالص

*** وه!م يقولون ما بالغار م8ن أر8م8

إن النبي صلى الله علي��ه وس��لم والص��د�يق أبا بكر في الغار لم يبرحاه. وعمي األبص��ار والبص��ائر ممن يبحث��ون عنهم��ا يقول��ون م��ا

بالغار أحد.

ظنOوا الحمام/ وظنOوا العنكبوت/ على

م8 ل/م1 ت/ح! ج1 و/ ي<ة8 ل/م1 ت/ن1س! *** خير8 البر8

?مكن الل��ه ك��بر على عق��ولهم الناقص��ة أن ي العن��اكب من نس��ج خيوطه��ا والحم��ام من ط��رح بيض��ها في بعض ي��وم. دفاع��ا عن��ه وصديقه إذ هما في الغار. فينصرهما العزيز القهار. وهما ضعيفان أعزالن ال ح��ول لهم��ا إال بالل��ه. وم��ا هي إال آي��ة أي��ده الل��ه به��ا إلنكارهم سعي الش��جرة وانش��قاق القم��ر،

Page 32: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

حق����ا إنه����ا ال تعمى األبص����ار ولكن تعمىالقلوب التي في الصدور.

وقاية الله أغنت عن م!ضاعفة4 ***م8ن الدaروع8 وعن عال4 من األ!ط!م

في��ا أيه��ا األغبي��اء البله��اء، ال تع��دوا ذل��ك مس���تحيال ألن� العن���اكب والحم���ام س���ببان ظاهري��ان والفاع��ل في الحقيق��ة ه��و الل��ه بقدرت��ه العلي��ة. وم��ا إس��ناد الفع��ل له��ذه المخلوقات الضعيفة إال استهزاء بج��بروتكم< لك��رامتكم ال��تي ا �< لق��وتكم وحط�� وتعج��يزا تدعونها. وليس تصديق هذا بكبير عليكم لو رجعتم إلى العقل وخالفتم الش��يطان ألنكم شاهدتموه ب��أعينكم ولمس��تموه بأي��ديكم... وإنه ليسير علينا التصديق به على الس��ماع دون المشاهدة فما لكم ال تؤمن��ون؟ فبع��دا للقوم الكافرين.. اللهم إني آمنت وص��دقت بأن وقاية الله به��ذين الحي��وانين الض��عيفين أش��د وأعظم من وقاي��ة الحص��ون المنيع��ة

والدروع المضاعفة.

ما سامني الدهر! ضيماX واستجرت! ب8ه8

م8 نه! ل/م1 ي!ض/ X م8 وارا ***إالO ون8لت! ج8

أقسمت بما مر� جميعه أن��ني م��ا وقعت في ش���دة وال ض���رني أم���ر واس���تجرت به���ذا الرسول إال ونلت م��ا رج��وت ونج��وت مم��ا خفت بم��ا ل��ه عن��د الل��ه من مكان��ة. ح��تى

Page 33: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

< بص��دق دعوت�ه. إن < ب�ه ويقين��ا ازددت إيمان�اكان بعد تصديق المؤمن ويقينه مزيد.

ت! غنى الدOارين8 من ي/د8ه8 وال التمس1 *** إالO است/ل/م1ت! الن<دى م8ن1 خير8

ت/ل/م8 م!س1

وال عضني الدهر وجردني الفقر وأزعجت��ني المعاصي والتمست غنى الدارين منه صلى الل��ه علي��ه وس��لم إال اس��تلمت عط��اء جم��ا وخيرا عميما من كريم، وتلك شيمة الع��رب

العرباء فما بالك بسيد األنبياء.

ال ت!نكر8 الو/حي/ من رؤياه! إن< له!***

قلباX إذا نامت8 العينان8 ل/م1 ي/ن/م8

غره من فمتى علمت ما وهب��ه الل��ه في ص��� جميل الخصال كاألدب في اليتم والعلم م��ع?مي��ة وتظلي��ل الغم��ام وإزع��اج األعج��ام األ?نك�ر أن رؤي�اه وحي وتكس�ير األص�نام. فال ت من عند الله إذ ه��و ليس مثلي ومثل��ك ألن��ه إذا نامت عيناه فقلبه ال ينام. فم��ا ي��راه في

منامه حق ال خيال فيه وال إيهام.

وذاك حين بلوغ4 من نبوت8ه8*** فليس

ي!نكر فيه حال م!حتلم8

< وأن هذه الرؤي��ا ك��انت بع��د بلوغ��ه خصوصا< ورس��وال الس��ن ال��تي أهلت��ه الن يك��ون نبي��ا

Page 34: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

وهاديا وواس��طة بين الل��ه وبين خلق��ه حيثتمت مداركه وحيث ال تنكر رؤيا راء�.

*** وال ب4 تبارك الله! ما وحيL ب8م!كت/س/

م8 ت<ه/ نبيo على غيب4 ب8م!

تنزه الله عن أن يجعل وحيه تحت س��لطان أي��ة ق��وة روحي��ة ح��تى يكتس��به من يري��ده> بالرياضة والعب��ادة وت��نزه عن أن يتخ��ذ نبي��ا كذوبا ح�تى يتهم فيم�ا يخ�بر ب�ه من األم�ور

الغيبية.

أ/ت1 و/صباX باللمس8 راحت!ه!*** كم أبر/

ة8 اللOم/م8 ر8باX من ر8ب1ق// ت1 أ وأطلق/

وكيف يتهم فيما ادعاه؟ وكم أبرأت مريض��ا باللمس راحته. وأطلقت مخبوال مسه الجن من أسر شيطان مارد فعاد إلي��ه عقل��ه ورد

إليه صوابه بعد الجنون.

هباء/ دعوت!ه!*** نة/ الش< وأحيت8 الس<

ر8 الدaه!م8 ةX في األعص! ك/ت1 غ!ر< حتOى ح/

وناهي��ك ب��دعوة أنق��ذت الع��رب من س��نة مجدب��ة أهلكت الح��رث والنس��ل. إذ ج��ف الضرع واح��ترق ال��زرع. وك��ثرت الش��كوى. وعظم البالء. فإذا بغيث هاطل ي��أتي بدع��ة من��ه وم��اء منهم��ر يلجئ ط��الب الم��اء إلى اإلس��راع ب��العودة إلي��ه لطلب رفع��ه خ��وف

Page 35: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

الغ��رق وخش��ية التل��ف فيفع��ل الن��بي ذاكرحمة بهم وعطفا عليهم.

لت! البطاح/ ب8ها *** ب8عارض4 جاد/ أو خ8

سيبL من اليمh أو1 سيلL من الع/ر8م8

أج��اب الل��ه دع��وة الرس��ول بطلب الم��اء.< لم ي��زل يج��ود بم��اء < ممط��را فأرسل سحابا منهمر حتى خ?يل لل��رائي أن بمس��يل الم��اء

� < من بح��ر عظيم في األراضي الواسعة سيباأو سيال كسيل العرم.

في شرف القرءان ومدحه

ت1 *** ر/ ي/ آيات4 له! ظ/ه/ دعني ووصف8

ظهور نار8 القرى ليالX على علم8

أم��ا وق��د وقفت على كث��ير من معجزات��هف? ل��ك معج��زة من الب��اهرة ف��دعني أص��� معجزاته ال��تي ظه��رت ظه��ور ن��ار� عظيم��ة. فعم� الك��ون نوره��ا على قم��ة جب��ل ع��ال� فانتفع به��ا من آمن به��ا ومن جح��دها. فهي الم?عج��زة الخال��دة ال��تي بقيت تفق��أ عين الجاح��دين وتفض��ح المتفلس��فين. أال وهي

القرءان المبين.

Page 36: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

*** Lوهو منتظم Xيزداد ح!سنا aرaفالد

وليس ي/نق!ص! قدراX غير م!نتظم8

فإن� اجتم��اع ه��ذه اآلي��ات يزي��د في حس��نها وإن ك���ان في ك���ل واح���دة بمفرده���ا من?ق��د�ر قيمت��ه الح?سن ما ال يمكن وص��فه وال ت< ويظ��ل� < إذا انتظم عق��دا كالد�ر� ي��زداد حس��نا

< قيمته وهو غير منظوم. حافظا

فما تطاول آمال المديح إلى *** ما

ي/م8 hفيه من كرم8 األخالق8 والش

إذ ليس في مق����دور أح����د الوص����ول إلى حقيق����ة م����ا في����ه من األخالق الكريم����ةل ?مكن أن يص��� والص��فات الجميل��ة وكي��ف ي إلى حقيقته مخلوقb بعد أن مدح��ه الل��ه في كتاب��ه ووص��فه بآيات��ه. فق��ال تع��الى: }لق��د جاءكم رسولb من أنفس�كم عزي��زb علي��ه م��ا�م ح�����ريصb عليكم ب�����المؤمنين رؤوف �ت عaن رحيم{. وقال: }وإن��ك لعلى خل��ق عظيم{،> < ون��ذيرا < ومبشرا وقال: }إنا أرسلناك شاهدا< منيرا{. وقال < إلى الله بإذنه وسراجا وداعيا في ذم من ذم��ه: }إن��ا أعطين��اك الك��وثر، فصل لربك وانحر، إن ش��انئك ه��و األب��تر{. وقال: }تبت يدا أبي لهب وتب * م��ا أغ��نى< ذات عنه ماله وم��ا كس��ب * سيص��لى ن��ارا لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد{. وقال يهدىء روعه عن��دما توق��ف ال��وحي من ال��نزول لف��ترة إلي��ه:

Page 37: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

}والضحى * والليل إذا س��جى * م��ا ودع��ك ربك وما قلى * ولآلخرة خير لك من األولى?عطيك ربكa فترضى{.. إلى غير * ولسوف ي

ذلك الكثير الكثير.

ة4 *** ز/ دامت لدينا فقامت ك!ل< م!عج8

من الن<بيين إذ جاءت ول/م1 ت/د!م8

ة القديم��ة المع��نى ال��تي فهي اآلي��ات الحق���?نزلت على سيدنا محم��د ص��لى الل��ه علي��ه أ وسلم فصارت جديدة اللفظ. ص��الحة لك��ل� زمان ومكان ال فرق بين قطر وقطر ون��وع من ب��ني آدم ون��وع وكي��ف ال وهي من عن��د من خلق الجميع ونو�ع معاشهم وف��اوت بين عقولهم وعلم مستقبل حياتهم ح��تى تق��وم

الساعة وتنتهي الدنيا.

نا *** ب8ر! ت/ر8ن بزمان4 وهي/ ت/خ1 ل/م1 ت/ق1

م8 عن8 الم/عاد8 وع/ن1 عاد4 وع/ن1 إر/

لم تظه���ر في غ��ير زمن الن���بي م���ع أنه���ا أخ���برت عن اآلتي المع���اد وعن الماض���ي كقصة عاد وإرم ذات العماد. حتى ال يتهمها متهم في اآلتي لصدقها في الماض��ي ال��ذي خفي أمره إال على قليل من أه��ل الكت��اب.?مي ال يق��رأ وق��د ج��اءت هي على لس��ان أ المكت����وب وال يكتب بعي����د عن العلم����اء

والرهبان فسبحان من أنطق كل لسان.

Page 38: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

*** Lآيات حق{ من الرحمن8 م!حد/ث/ة

د/م8 فة! الم/وصوف8 ب8الق8 قديمةL ص8

وقد فاقت معجزة القرءان كل معجزة ج��اء به��ا الن��بيون أممهم ألن معج��زاتهم انتهت بموتهم أما هذه فدائمة تكر السنون وتم��ر العصور وتتب��دل ال��دول. وهي هي لم تتغ��ير ولم تتب��دل. محافظ��ة على كأنه��ا األول منا نحن? � ق�وة الحج�ة وإص�ابة المحج�ة.....}إن�

�ا له? لحافظون{. لنا الذكر وإن نز�

ب/ه4 *** ي/ن م8ن ش! م!حكماتL فما ت!ب1ق8

ك/م8 قاق4 وما تب1غين/ من ح8 ل8ذي ش8

آي��ات محكم��ة تنفي ك��ل ش��بهة عن ش��ديد الخصومة قوي الجدل. المتعص��ب لغ��ير م��ا أمرت به فهي غير محتاجة إلى قاض يحكم بينه����ا وبين من يجادله����ا. ألنه����ا الحج����ة الواضحة والحكم الع��دل البعي��د عن اله��وى

المنزه عن الغرض.

ما حور8ب/ت1 ق/طa إالO عاد/ من ح/رب4 ***

ل/م8 ي/ الس< ل1ق8 أعدى األعادي إليها م!

ما اعت��دى عليه��ا ع��دو من أش�د أع��دائها إال< بتفوقه��ا على < معترفا عاد بعد التعب مغلوبا كل حجة وغلبتها لكل مجادل واعترف بأنه��ا

منزهة عن كالم البشر وبالغته.

Page 39: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

د< ها *** ر/ د<ت1 بالغت!ها دعوى م!عار8ض8 ر/

م8 ر/ الغيور ي/د/ الجاني ع/ن8 الح!

وما عارض��ها مع��ارض من المف��ترين ال��ذين كذبوا ف��ادعوا أنه��ا من كالم البش��ر وادع��وا قدرتهم على اإلتيان بمثلها. إال وردته بالغتها< ب��العجز كم��ا ي��رد البط��ل < مق��رأ مقه��ورا المقدام ي��د المعت��دي ال��تي امت��دت إلى م��ا

في حمايته من الحرم والمال.

د/د4 *** لها معان4 كموج8 البحر في م/

ي/م8 ن8 والق8 وفو1ق/ جوه/ر8ه8 في الح!س1

أما معانيها فكموج البحر ال تع��د وال تحص��ى وال تستقص���ى. وكي���ف ال وق���د م���ر على ظهورها زهاء ألف وأربعمائة ع��ام وجب��ابرة العق����ول من العلم����اء يعرض����ون له����ا فيشرحونها. كل على قدر ما وهبه الل��ه من فهم. والى اآلن لم يص��ل أح��د إلى س��احل بحره��ا. فكي��ف يق��در بش��ر على إخ��راج أس��رارها. ال س��يما أن بحره��ا عظيم الغ��ور كبير الخط��ر ال يص��ل إلي��ه إال من اص��طفاه الل����ه لفيض ن����ور إلهام����ه من النب����يين والص���ديقين والص���الحين. ك���ل على ق���در

منزلته عند ربه.

فما ت!عدa وال ت!حصى عجائبها *** وال

ت!سام على اإلكثار بالسأم8

Page 40: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

ولك��ل ب��احث عليم في فهم معانيه��ا ط��رق تظهر فيها عجائب. من حسن في ال��تركيب وجمال في التشبيه. وإبداع في االس��تعارة. وإص������ابة في الحكم. مم������ا دل على أن عجائبها ال تحص��ى. وهي م��ع ك��ثرة معانيه��ا وتن��وع م��رامي بالغته��ا. ال يس��أم متتبعه��ا وتاليه��ا، لحالوة م��ذاقها وعذوب��ة ألفاظه��ا وغرابة م�ا فيه�ا من جم�ال يتجلى للمتأم�ل

البصير. وإتقان يحير كل فطن خبير.

ت بها عين! قاريها ر< ق/ فقلت له! *** لقد ظفرت/

بحبل الله فاعتصم

ق��رت به��ا عين الق��ارىء المت��دبر الح��ريص على فهم ما حوت من أم��ر ونهي وت��رغيب وترهيب ووعد ووعيد فقلت له لقد ظف��رت بباب النجاة فاعمل بما فيها تعتصم من كل م��ا تخش��ى وتخ��اف. فهي مفت��اح الس��عادة

ودليل الخيرات.

إن تتل!ها خيفةX من حر نار لظى *** أطفأ1ت/

ب8م8 Oحر لظى من1 ورد8ها الش

< من الن��ار و?قيت ش��ر ألن��ك إذا تلوته��ا خوف��ا النار ألنها مخلوق الهي تتالشى أمامه��ا ك��ل حرارة مهما عظمت قوتها واش��تد خطره��ا.

Page 41: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

وان تلوته��ا طلب��ا للث��واب ورض��اء الواح��دالوهاب. بلغت المراد وما تعدت السداد.

كأنها الحوض تبي/ضa الوجوه به ***

م/م8 من العصاة وقد جاؤوه! كالح!

وال غرابة في ذلك. فهي كالحوض الموع��ود به في اآلخ��رة. إذ يخ��رج العص��اة من الن��ار مح��ترقين ك��الفحم فيغتس��لون ب��ه فت��بيض وج���وههم وتع���ود أجس���امهم إلى حالته���ا الطبيعية، فهك��ذا هي. يت��ذكر المت��دبر أثن��اء> �ت��ه فين��دم ويقب��ل على الل��ه تائب��ا تالوتها زال< على ما مضى. يطلب العف��و والرض��ا. نادما وهي التوبة الحقة الصادقة التي تزيل سواد

القلوب وتغسل الذنوب عمن يتوب.

*** Xع1د/ل/ة وكالصراط وكالميزان م! فالق8سط! من غيرها في الناس ل/م1

م8 ي/ق!

وكالص��راط وك��الميزان تم��يز الخ��بيث من الطيب والت����ام من الن����اقص تق����ول لمن رجحت كفة خطاياه ويل لك على م��ا ف��ر�ط في حقوق الله فيرجع عن طريق الخسران من كتبت ل��ه الس��عادة. وتق��ول لمن اتب��ع األوام��ر واجتنب الن��واهي. ط��وبى ل��ك فهي

جزاء المتقين.

Page 42: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

ب/ن1 لحسود4 راح/ ي!نكرها *** ال تعج/

م8 ه8 تجاه!الX و/ه1و/ عين! الحاذ8ق8 الف/

فال تعجب بعد كل هذا من تجاهل حاسد لهاaم وإنكاره إياها وهو يعلم ما تضمنته من ح�ك�ن فإن هذا من لوازم الحسد غaوال� وهدي بي?حسد إال من وهو ال يحط من قدرها ألنه ال ي

تم�ت نعمته وبلغ العلى في كماله.

د4 م/ ء/ الشمس8 م8ن1 ر/ قد ت!نك8ر! الع/ي1ن! ضو1م ق/ م! ط/ع1م/ الماء8 من س/ *** وي!نك8ر! الف/

?نك���ر ض���وء نعم ال تعجب، ف���العين ق���د ت الشمس وهي طالعة أللم ألم� به��ا ال تق��وى مع��ه على رؤي��ة الن��ور. والفم ينك��ر طعم الماء الع��ذب الص��افي لم��رض ح��ل ب��ه. وال يحط من قدر الشمس والم��اء ه��ذا اإلنك��ار الذي ينكره ال��ذوق والعي��ان. فال غراب��ة في< ممن ختم الل��ه إنك��ار معج��زة الق��رءان إذاعلى قلبه وتسيطر الشيطان على حواسه.

في إسرائه ومعراجه صلى الله عليهوسلم

يا خير من يم<م/ العافون/ ساحت/ه! ***

م8 س! aوفوق م!تون8 األين!ق8 الر Xسعيا

Page 43: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

يا خير من قص��د المحت��اجون حرم��ه مش��اة وركبانا طلبا لم�ا عج�زوا عن الوص�ول إلي�ه

من غيرك.

عت/ب8ر4*** وم/ن1 هو/ اآلي/ة! الك!برى ل8م!ة! الع!ظمى ل8م!غت/نم ومن هو النhع1م/

ويا من هو المعجزة العظيمة للمتعظ ال��ذي�م العق���ل فيم���ا ج���اء على ي���ده من ?حك ي معج��زات مش��اهدات ب��اهرات. وي��ا من ه��و النعمة العظيمة لمن يري��د اغتن��ام القرب��ات

المنجيات.

م4 *** ر/ ي1ت من حرم4 ليالX إلى ح/ ر/ س/

كما سرى الب/د1ر! في داج4 م8ن/ الظaل/م8

لق���د س���رت من الح���رم المكي إلى بيت المق���دس ثم ع���دت في بعض ليل���ة. كم���ا سرى البدر في الليلة الظلماء من المشرق

إلى المغرب.

*** Xل/ة ن1ز8 وب8ت< ترقى إلى أن1 ن8ل1ت/ م/

م8 ل/م1 ت!ر/ ك1 و/ ي1ن8 ل/م1 ت!در/ من قاب8 قوس/

وفي ه���ذا ال���زمن اليس���ير ع���رجت إلى السموات العال حتى صرت قاب قوس��ين أو أدنى كما أخبر الله تبارك وتعالى ب��ذلك في القرءان الكريم، وقد قالت السيدة عائش��ة رضي الله عنها أنا أول من سأل النبي عليه

Page 44: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

?م� دن��ا الص��الة والس��الم عن ه��ذه اآلي��ة: }ث فتدل�ى فكان قاب قوسين أو أدنى{. فق��ال

لي: هو جبريل يا عائشة.

ت1ك/ جميع! األنبياء8 ب8ها *** د<م/ و/ق/

د/م8 ل8 تقديم/ مخدوم4 على خ/ س1 aوالر

وقدمتك جميع األنبياء والرسل حيث ص�ليت بهم إمام���ا في المس���جد األقص���ى فك���ان تقديمك تقديم السيد وه��و أك��بر دلي��ل على عل����و مقام����ك عن مقام����ات األنبي����اء

والمرسلين أجمعين.

بع/ الطhباق/ ب8هم *** تر8ق! الس< وأنت/ ت/خ1

في موك8ب4 ك!ن1ت/ فيه8 صاحب/ الع/ل/م8

حيث صعدت تخترق الس��موات الس��بع بهم في م���وكب عظيم كنت أنت في���ه القائ���د

األعظم صاحب العلم األكبر.

X ل8م!ستبق4 *** حتى إذا لم تد/ع1 شأوا

من الدنوh وال م/رقىX ل8م!ستن8م8

ح��تى إذا وص��لت إلى مق��ام ال ينبغي ألح��د سواك اعتالؤه تأخر الجمي�ع وتق�دمت ح�تى

دنوت مقام الشرف.

خفضت/ كل< مقام4 باإلضافة8 إذ ***

نوديت/ بالرفع8 مثل الم!فرد8 الع/ل/م8

Page 45: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

فك���ان ك���ل مق���ام من مقام���ات األنبي���اء والمرس��لين والمالئك��ة المق��ربين بالنس��بة إلى مقام���ك أص���غر وإذ س���معت ص���رير األقالم. ن��وديت من قب��ل العلي الق��دير بي��ا

محمد.

كيما تفوز/ بوصل4 أيh م!ستت8ر4 *** عن

ر4 أيh م!كتتم8 العيون8 وس8

نوديت لتتمتع بحب الله المنزه عن الكي��ف.?منح من لدن��ه تع��الى عظيم��ات األس��رار ولت

اإللهية.

ك4 *** فح!زت/ كل< ف/خار4 غير م!شتر/

م8 وج!زت/ كل مقام4 غ/ي1ر8 مزد/ح/

< ال فح���زت به���ذا التفض���ل اإللهي فخ���را يشاركك فيه أحد وتع��ديت ك��ل مق��ام ح��تى

صرت فردا ال يزاحمك مزاحم.

تب4 *** وجل مقدار! ما و!ليت/ من ر!

وعز< إدراك ما أ!تيت/ من ن8ع/م8

فم���ا أعظم م���ا أوالك الل���ه من الم���راتب العلية. وما أعز على غيرك إدراك بعض م��ا

أوالك الله من نعم سنية.

Page 46: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

ب!شرى لنا معشر اإلسالم إنO لنا ***

د8م8 نه/ من العناية ركناX غير م!

فبشرى لنا بك يا أشرف الخلق فإن لنا ب��ك< ال من عناية الله ورحمته وغفرانه ركنا قوي��ا تزعزعه عواص��ف المعاص��ي. وال ت��ؤثر في��ه

زالزل الخطايا.

ا دعا الله! داعينا ل8طاعته *** Oلم

ل8 ك!نOا أكرم األ!م/م8 س1 aبأكرم8 الر

ولم��ا دع��ا الل��ه رس��ولنا ال��ذي دعان��ا إلى التوحي��د وه��دانا من الظلم��ات إلى الن��ور?مم. ألن ب��أكرم الرس��ل. كن��ا نحن أك��رم األ الت��ابع يش��رف بش��رف المتب��وع. وإذا ك��ان الرجل يفخر على أقرانه بتبعيته لدولة قوية من ال���دول األجنبي���ة فكي���ف ال يفخ���ر من انتسب إلى الملة المحمدية التي هي حزب الله. وحزب الله هم المفلحون. فالحمد للهة ال��تي هي خ��ير � الذي جعلن��ا من ه��ذه األم��?خر�جaت للناس ت��أمر ب��المعروف وتنهى أم�ة أ?ك��افىء ه��ذه النعم��ة < ي عن المنك��ر. حم��دا

العظيمة والمنحة الجليلة.

في جهاد النOبي صلى الله عليهوسلم

لوب/ الع8دا أنباء! ب8ع1ث/ته8 *** راع/ت1 ق!

الX من الغ/ن/م8 ل/ت1 غ!ف1 كن/بأ/ة4 أجف/

Page 47: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

عن��دما أراد الل��ه إيق��اظ الع��رب ب��ل الع��الم أجم���ع من س���بات جهال���ة عمي���اء وش���ر مس���تطير حيث الس���لب والنهب وانته���اك الحرم��ات وأك��ل أم��وال الن��اس بالباط��ل اإلكراه على البغاء. أظهر الذات المحمدي��ة في مظهره���ا الحقيقي مظه���ر الرس���ول القوي الموفد من قبل ملك الملوك لي��دعو إلى الله فدعا الناس إلى التوحي��د فه��التهم دعوته التي ستنقلهم من عبادة األوثان إلىه عن مش��ابهة �ان الم��نز� عب��ادة الواح��د ال��دي�ال كي���ف� وال < ب < وأب���دا العي���ان الموج���ود أزال مك��ان. ف��ذعروا له��ذه ال��دعوة كم��ا ت��ذعر الغنم الرابضة حين تفاجئها زأرة أس��د على غرة فتف��ترق ح��يرى ال ت��دري إلى أي جه��ة

تتجه وال على أي طريق تسير.

ك4 *** ما زال يلقاه!م! في كلh م!عت/ر/

م8 نا لحماX على و/ض/ ك/وا ب8الق/ حتOى ح/

كبر عليهم دعوته إلى الله فناص��بوه الع��داء وأبو إجابته وآذوه إي��ذاء ش��ديدا وه��و يق��ول اللهم اه��د� ق��ومي ف��إنهم ال يعلم��ون. فلم��ا ط��ال األم��د مالزم��ون للعن��اد أم��ره الل��ه بقت��الهم فح��ذرهم الح��رب فلم ي��زدادوا إال اس��تهزاء فحم��ل عليهم بع��دده القلي��ل في معارك كث��يرة فنص��ره الل��ه على جيوش��هم المتكاثف���ة ح���تى تخطفهم أس���نة رم���اح أصحابه فاشتبهت قطع لح��ومهم المقطع��ة

Page 48: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

ب��أطراف الرم��اح قط��ع اللحم الموض��وعةعلى خشبة الجزار.

رار فكادوا يغب8طون به *** دOوا الف/ و/م خ/ بان8 والر< أشالء شال/ت1 م/ع/ الع8ق1

فلما رأوا الغلبة عليهم في جمي��ع المع��ارك ورأوا رءوس��هم تتط��اير ودوا الف��رار ح��تى صاروا من شغفهم به يغبط��ون قط��ع اللحم ال���تي ارتفعت م���ع العقب���ان وال���رخم من أجس����ام أنص����ارهم. ولكن أين المف����ر. والخوف قد سد عليهم ك��ل طري��ق والجبن عمي عليهم ك��ل مس��لك والل��ه من ورائهم

محيط.

د<ت/ها *** تمضي الليالي وال يدرون ع8

م8 ر! ما لم تك!ن من ليالي األشهر8 الح!

شغلهم الرسول ب��الحرب ح��تى ك��انت تم��ر اللي��الي ال يعرف��ون كم هي وال في أي زمنم ال�تي تض�ع ر? هم اللهم إال أيام األشهر الح�? الح����رب فيه����ا أوزاره����ا. وهي رجب وذو

القعدة وذو الحجة والمحرم.

ل< ساحت/ه!م *** كأنما الدOين! ضيفL ح/

ر8م8 م إلى لحم8 الع8دا ق/ ر1 ب8ك!لh ق/

Page 49: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

كأنم��ا دين اإلس��الم حين ن��زل بهم ض��يف. أتباعه أبطال أص��حاء مش��تهون أك��ل لح��وم

أعدائهم.

ر/ خميس4 فوق/ ساب8حة4 *** رa ب/ح1 ي/ج!

ل1ت/ط/م8 يرمي بموج4 من األبطال8 م!

< يحكي لك��ثرة < عرمرم��ا يج��ر وراءه جيش��ا< متالطم األمواج يخش��ى منظ��ره عدده بحرا

ويخاف مخبره.

ب *** من كل منتدب لله م!حتس8

ط/ل/م8 يسطو بمستأصل4 للكفر م!ص1

في��ه ك��ل مجاه��د في س��بيل الل��ه محتس��ب أجره من الله ال يرجو سوى تأييد كلمة الله يصول على الكفار بسيف يقتل��ع الكف��ر من

جذوره. ال يفل له حد وال ترد له ضربة.

لة! اإلسالم وهي بهم1 حتى غدت م8*** من بعد غربتها موصولة الرحم

فلم يزل ه��ؤالء الص��ناديد ي��دعون إلى الل��ه ويق��اتلون من ي��أبى إجاب��ة ال��دعوة ح��تى صارت ملة اإلس��الم بهمتهم وق��وة إيم��انهم وإق���دامهم على الم���وت ص���احبة الح���ول والط��ول إن ش��رقت أو غ��ربت وج��دت له��ا<. بع��د أن ك��انت غريب��ة في أق��ارب وأنص��ارا وطنه��ا ال ناص��ر له��ا. فس��بحان من بي��ده

Page 50: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

ملك��وت ك��ل ش��يء. وه��و على ك��ل ش��يءقدير.

مكفولة أبداX منهم بخير أب4 *** وخيربعل4 فل/م1 تي1ت/م1 ولم ت/ئ8م

وليس في ذلك غرابة وق��د كفله��ا منهم من هو منها بمنزلة األب كالرس��ول ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم ومن ه��و منه��ا بمنزل��ة البع��ل كالمه��اجرين واألنص��ار رض��وان الل��ه عليهم فهي لم تيتم ولم نفق���د البع���ل ألن الل���ه

موجدها ومسخر من يحفظها.

ل1 عنهم م!صادم/ه!م هم الجبال فس/

*** ماذا رأى منهم في كل م!صطد/م8

< وإذا ش��ئت وأن أنصارها كالجبال قوة وثباتا أن تعرفهم حق معرفتهم لتلم اإللمام الت��ام بمن باعوا أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة وكان على ي��دهم النص��ر والفتح. فاس��تفهم عنهم ممن اشتبك معهم في معامع الوقائع يخبرك أنهم الجب��ال الرواس��ي ال��ذين ثبت��وا عن���د اللق���اء فلم ت���زعجهم الك���ثرة. وال أخافتهم العدة. وال زح��زحهم عن م��واقفهم

تتابع الطعنات.

X دا ل أ!ح! ل/1 بدرا وس/ ل1 حنيناX وس/ وس/م1 أدهى من *** فصول حتف4 له!

م8 الو/خ/

Page 51: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

واستفس��ر عن المواض��ع ال��تي دارت رحى الح��رب فيه��ا بينهم وبين أع��دائهم كح��نين?ح?د فقد رأوا فيها أنواعا من الم��وت وبدر وأ أش��د عليهم من الوب��اء ال��داهم إذ ت��ركهم المسلمون حص��يدا بع��د أن أذاق��وهم ع��ذابا

أليما.

مراX بعدما وردت1 الم!صدري البيض ح!

د{ من اللOم/م8 *** من الع8دا كل< م!سو/

فهم قوم ال تخفى على أح��د ص��فاتهم ألنهم م��ا رجع��وا بس��يوفهم ق��ط غ��ير مخض��بة< من < ش��هيا بال��دماء. بع��د أن وردت م��وردا

رءوس األعداء.

ك/ت1 *** ر8 الخ/طh ما ت/ر/ م1 والكاتبين ب8س!

م8 ن1ع/ج8 أقالم!هم1 ح/رف/ ج8سم4 غير/ م!

وقد جرحوا برماحهم من أجسام الكفار م��ا لم يجرح من قبل بقواط�ع الس�يوف لمنع��ة ص��احبه وقوت��ه فكتب��وا بم��ا أح��دثوا به��ا من ج��راح راي��ات النص��ر ال��تي لم يتمكن��وا من كتابته���ا في الص���حف ب���األقالم ألميتهم أو

لمشغوليتهم بالحرب.

م1 ه! يhز! شاكي السالح8 لهم1 سيما ت!م/

ل/م8 *** والورد! يمتاز! بالسيما من الس<

Page 52: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

?ق��رب علي��ك األم��ر بوص��ف أخص. فهم وأل قوم على الدوام البسون سالحهم ألنهم إما في الح���رب أو مس���تعدون لح���رب فهم ال يخشون الموت. وعالمتهم التي تميزهم من الن���اس. هي هيب���ة البطول���ة ون���ور اليقين وص���احبة التق���وى. فهم ك���الورد بالنس���بة للناس والناس بالنسبة لهم كالسلم. والورد

والسلم نوعان من الشجر ال يشتبهان.

ه!م! *** ر/ ت!هدي إليك رياح! النصر8 ن/ش1فتحسب! الزهر/ في األكمام8 ك!ل< ك/م8ي

تهدي إليك على الدوام رائحتهم الزكية أنباء النص��ر. وله��ذا تخ��ال الزه��ور في أكمامه��ا< الش��تمالها على رائح��ة زكي��ة تش��به أبط��اال

رائحة تحيات نصرهم المتواترة.

*** Xبا كأنهم في ظهور الخيل نبت! ر!

م8 ز! م8 ال من شدOة الح! ز1 من شدOة الح/

فهم فوق ظهور الخيل ثابتون. ال تزع��زعهم هجم��ات األع��داء وال ك��ثرة الص��يحات كنبت األرض العالي��ة ال��ذي ال ت��ؤثر في��ه الري��اح الهوج��اء. وال الس��يول العمي��اء. وذل��ك من شدة الثبات ورباطة الجأش ال من قوة شد

الحبال كما يفعل الجبان الخوار.

X قا ر/ طارت قلوب الع8دا من بأسهم ف/

م8 م8 والب!ه! رق! بين/ الب/ه1 *** فما ت!ف/

Page 53: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

جن األعداء من ش��دتهم وانتص��ارهم عليهم مع قلتهم فأعماهم الفزع وال��رعب. فهم ال يفرق�ون عن�د اللق�اء بين الرج�ال وال�دواب وكي�ف ال يخ�ذل من يخب�ط خب�ط عش�واء .

?ض�ل�ل الله فما له هاد. ومن ي

ت!ه! *** وم/ن1 ت/ك!ن1 برسول الله8 ن!صر/

م8 ه! األ!سد! في آجامها ت/ج8 إن ت/ل1ق/

وكي��ف ال يك��ون الثب��ات واإلق��دام من ش��يم ه��ؤالء األبط��ال. وال يك��ون النص��ر حليفهم. والجبن والخذالن من مستلزمات أعدائهم؟ وناصرهم رسول الل��ه ومن تك��ون برس��ول الله نصرته إذا داهم األسد في م��أواه حيث< وما وجدت < فرت منه هربا تكون أشد دفاعا

إلى الثبات سبيال.

ولن ترى من ولي{ غير منتصر4 *** به8

م8 ص8 ن1ق/ وال من عدو{ غي1ر8 م!

وكيف ال ينصرون ويه�ز�مونa من ج��رؤ عليهم من األعداء. وق�د ب�اعوا أنفس�هم وأم�والهم لله فاشتراها منهم بأن� لهم الجن��ة وت��والهم بحمايته. فهم أولياء الله ال خ��وف عليهم وال هم يحزنون وكيف ترى وليا من أولياء الل��ه غير منتصر بحبه لحبيبه األعظم ص��لى الل��ه عليه وسلم؟! وكيف ت��رى ع��دوا من أع��داء

Page 54: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

الله غير مخذول بإبغاضه لرس��وله الص��ادقاألمين؟!

م<ته في حرز مل<ت8ه8 *** كالليث

أحل< أ!

م8 حل< مع األشبال8 في أج/

?مت��ه في حص��ن ه��ذا الرس��ول ال��ذي أح��ل أ الدين المنيع فهم آمن��ون ب��ه من الش��يطان وجنوده والكفر ونصرائه. كما يتحصن الليث وأش��باله في م��أواه من ك��ل ط��ارىء ولنيجرؤ على الدنو من األسد في عرينه احد.

د8ل4 *** د<ل/ت1 كلمات الله م8ن1 ج/ كم ج/

م8 م/ البرهان! من خ/ص8 فيه وكم خص/

وم��اذا أع��دد من معج��زات ال تحص��ى وكم أرغمت كلم��ات الل��ه وآيات��ه في��ه أن��ف ك��ل> مفوه كثير الجدل. وكم قهر البرهان خصما

< من أشد معارضيه. لدودا

*** Xمعجزة hيOكفاك بالع8ل1م8 في األ!م

في الجاهلية8 والتOأديب8 في الي!ت!م8

كل ما كان من معجزاتك يا رسول الل��ه ل��و< على ص��دق رس��التك لم يكن لكف��اك دليال?ميتك وتأديبك في يتمك. ألس��ت علمك مع أ أنت الذي جئتنا من عند الله ب��القرآن ال��ذي أعجز البلغاء وأفحم الخطب��اء. فعج��زوا عن

Page 55: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

مجاراته والوصول إلى محاكات��ه في أص��غرسورة منه. اللهم بلى.

في التوسل بالنبي صلى الله عليهوسلم

د/مت!ه! ب8م/ديح4 أستقيل! ب8ه8 *** ذنوب/ خ/

د/م8 ع1ر8 والخ8 hر4 م/ض/ي في الش ع!م1

خدمته؟ ال، بل خدمت نفسي بمدحه ص��لى الله عليه وس��لم رج��اء أن يقيل��ني الل��ه من ذنوب كثيرة جنيتها ط��ول عم��ر قض��يته في الشعر بمدح من ال يستحق الم��دح وذم من ل��و ت��ركت ذم��ه لك��ان أولى وأح��ق. وفي خدمة من ال ينفع وقد يضر. وكل عمل لغير

الله باطل.

ب!ه! *** ل<داني ما ت!خشى عواق8 إذ ق/

د1يL من الن<ع/م8 ا ه/ م/ كأني ب8ه8

إذ قلدني الشعر والخدمة بقالدة من األوزار تخش��ى عاقبته��ا فكنت كه��دي النعم ال��ذي

يساق إلى الذبح فداء لدى البيت الحرام.

با في الحالتين وما hأطعت غ/ي< الص

*** حصلت! إالO على اآلثام8 والن<د/م8

Page 56: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

أطعت ه��وى ش��بابي فقلت الش��عر مادح��ا وذام��ا وخ��دمت ه��ذا وذاك رج��اء منفع��ة دنيوية. فما جنيت واأس��فاه س��وى ال��ذنوب التي عليها اآلن أندم. فما ك��ان أغ��اني عم��ا ي���وجب ت���أنيب الض���مير والخش���ية ممن

يحاسب على النقير والقطمير.

فيا خسارة نفس4 في تجارتها ***

م8 تر8 الدOين/ بالدنيا ول/م1 ت/س! لم ت/ش1

فيا خسارة نفس في هذه التجارة التي لم تشتر فيها ال��دين بال��دنيا ب��ل عكس��ت. ولم تطلب زيادة الثمن إذ ضحت هذه التض��حية العظيمة. فباعت دينه��ا ب��دنياها. ول��و فعلت هذا لكان لها في كثرة الثمن شبه ع��ذر في

إقدامها على هذه الصفقة الخاسرة.

الX منه بعاجل8ه8 *** ي/ب8ن1 له! ومن ي/ب8ع1 آج8

ل/م8 الغ8ب1ن! في بيع4 وفي س/

ومن باع الدار الباقية التي ال فناء له��ا ب��دار فانية زائلة ظهر له بعد تمام البيع الخسارة

في البيع والتسليم.

ن1تق8ض4 *** إن1 آت8 ذنباX فما عهدي بم!

من النبيO وال حبلى بمنصرم8

وأنا وإن ارتكبت الذنوب وشملتني العي��وب.> فما نقضت والحمد لله لرسول الل��ه عه��دا

Page 57: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

وال قطعت بيني وبينه صلة وإن لك��ل ج��واد كب��وة وكب��وتي ه��ذه إن ش��اء الل��ه بس��ببه

مغفورة.

ي/تي *** ةX منه! ب8تسم8 فإن< لي ذ8م<

ل1ق8 بالذ8م/م8 و/ أوفى الخ/ م!حمداX و/ه1

< وه��و تس��ميتي < وثيق��ا فإن بيني وبين��ه عه��دا باس��مه الش��ريف. فال خ��وف إن ش��اء الل��ه عaلaي� من ذن����وب أثقلت ك����اهلي وأحبطت عملي ف���إنني ن���اج� بس���بب ه���ذا العه���د فالرسول األعظم أوفى الخل�ق ب�العهود فال

يترك من لجأ إلى ساحة كرمه.

إن لم يكن في معادي آخذاX بيدي ***

د/م8 ل1 يا زل<ة/ الق/ ق! فضالX وإالO ف/

إن لم يأخ��ذ بي��دي رس��ول? الل��ه ي��وم يق��ول الكافر )يا ليتني كنت ترابا( في��ا زل��ة الق��دم ويا س�وء الم�آل ألن االعتم�اد على الطاع�ة في طلب النج��اة من س��وء الت��دبير وقل��ة

اإلدراك.

اجي مكارم/ه! *** Oحاشاه! أن ي!حرم/ الر

م8 ن1ه! غير/ م!حت/ر/ ع/ الجار! م8 أو ي/رج8م1ت! أفكاري مدائ8حه! *** ومنذ! ألز/

لت/زم8 وجدت!ه! لخالصي خير/ م!

Page 58: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

وح��اش لل��ه أن يس��تجير ب��ه مس��تجير أو يرج��وه راج فال ي��أمن المس��تجير وال ين��ال الراجي مبتغاه فبشراك يا نفس��ي. ألن��ه ل��و?جيرني من ع��ذاب ش��ديد لم يقبل رجائي وي لعلي كنت لم أقف لمدحه بهذا الخص��وص، فإن توفيقي لمدحه صلى الله علي��ه وس��لم وتف��ريج ك��ل ك��رب بالتج��ائي إلي��ه دليالن�ني على أن� خ��اتم األنبي��اء ق��د واض��حان دال التزم خالصي وتعه��د بنج��اتي إن ش��اء الل��ه

رب العالمين.

X ت/ر8ب/ت1 *** ن1ه! يدا ول/ن1 يفوت/ الغ8نى م8

إن< الحيا ي!ن1ب8ت! األزهار في األكم8

وال يف��وت حنان��ه وعطف��ه نفس تعلقت ب��ه ألن��ه ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم أعظم من<، والمطر يروي األرض المقفرة المطر نفعا التي ال ينتف��ع به��ا كث��يرا فينبت فيه��ا الزه��ر

وهي غير أهل له لخلوها ممن ينتفع به.

ت1 ر8د زهرة/ الدنيا التي اقتط/ف/ ولم1 أ!

ير4 بما أث1نى على ه/ر8م8 ه/ *** يدا ز!

وأنا مع إكثاري من مدحه ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم لم أرد به��ذا الم��دح منفع��ة دنيوي��ة تنقضي بانقضاء األجل التي أرادها زهير من ه��رم بن س��نان. وإنم��ا أردت رض��اء الل��ه ورض��اه وال��دار اآلخ��رة ال��تي طرحته��ا وراء

.> < طويال < وزمنا < مديدا ظهري عمرا

Page 59: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

في المناجاة وعرض الحاجات

ل1ق8 مالي من ألوذ! به8 يا أكرم/ الخ/

لول8 الحادث ال1ع/م8م8 سواك/ عند/ ح!

فيا أكرم الخلق ها أنا مقر بذنبي مع��ترف بخط��ئي ن��ادم على تف��ريطي. وق��د يك��ون وليس لي باب إلى النجاة سوى باب كرمك فخذ بيدي يا رسول الله عن��د عرض��ي على

من ال تخفى عليه خافية.

ل/ن1 يضيق/ رسول الله جاه!ك/ بي و/

م8 ن1ت/ق8 إذا الكريم! تجل<ى باسم م!

فلن يضيق واسع جاهك بي ي��ا رس��ول الل��ه إذا تجلى مل��ك المل��وك ي��وم القيام��ة على

عباده باسم المنتقم.

ت/ها Oمن جودك الدنيا وضر Oفإن

ومن علومك علم/ اللوح8 والقلم8

وكيف يضيق جاهك بي، ومن ج��ودك ال��دنيا واآلخرة بما حوتا، ومما علمك الله بعض ما?علم��ك جرى به القلم على الل��وح وه��ا أن��ا أ بحالتي وحاجتي وأنتم ي��ا س��يدي ي��ا رس��ول

الله تأخذون بيد من لجأ إليكم.

Page 60: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

ل<ة4 ع/ظ!م/ت1 ن/طي من ز/ يا نفس ال ت/ق1 إن< الكبائر في الغ!فران88

كالل<م/م8

هن���ا أحس� البوص���يري رض���ي الل���ه عن���ه ب��العطف النب��وي، والقب��ول اإللهي. فق��ال< يهتز من الف��رح: ي��ا نفس < مسرورا منشرحا ال تقنطي من النجاة لخطاياي العظيم��ة م��ا دام الملج��أ رس��ول الل��ه. ف��إن الل��ه يغف��ر<. ال فرق عند غفرانه س��بحان الذنوب جميعا بين الكب��ائر والص��غائر. وق��د أحس��نت ب��ه الظن وه��و س��بحانه عن��د ظن عب��ده ب��ه

فبشرى لك يا نفس.

م!ها *** س8 لعل رحمة/ ربhي حين/ ي/ق1ب8 العصيان في تأتي على ح/س/

م8 س/ الق8

ورج��ائي أن الل��ه حين يقس��م رحمت��ه بين خلقه يجعل القسمة على قدر المعاص��ي ال على ع���دد األنفس. ألن نص���يبي س���يكون< أنجو به إن شاء الله من عذاب أليم عظيما لم��ا أعلم��ه من خطاي��اي العظيم��ة ال��تي ال

أستطيع أن أعد�ها أو أحصيها.

ن1ع/ك8س4 يا ربh واجعل1 رجائي غير/ م!

ر8م8 ن1خ/ *** لديك واجعل حسابي غير/ م!

Page 61: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

ف��اللهم اجع��ل ه��ذا الرج��اء غ��ير منعكس واجع��ل حس��ابي ال��ذي حس��بته من قس��مة

الرحمة على قدر المعاصي غير خاطىء.

والط!ف1 بعبدك/ في الدارين8 إن< له!

ز8م8 *** صبراX متى ت/د1ع!ه! األهوال! ي/ن1ه/

والط��ف اللهم بي في ال��دارين ألن ص��بري ضعيف ينهزم متى دهمتني األهوال فخ�ذ ي�ا< لمن لج���أت? إلى باب���ه رب بي���دي إكرام���ا

واحتميت بحمى جنابه.

*** Xح1ب8 صالة4 منك/ دائمة وأذن1 ل8س!

م8 ج8 ن1س/ ل4 وم! ن1ه/ على الن<بي ب8م!

كم��ا أس��ألك أن تص��ب من فيض فض��لك رحم��ات دائم��ات ك��الغيث المتت��ابع ال��ذي ال

ينقطع على نبيك وخيرتك من خلقك.

*** Xما رن<ح/ت1 عذبات8 البان8 ريح! صبا

وأطرب/ العيس حادي العيس8 بالن<غ/م8

ت ال��ريح أط��راف واجعلها مستمرة م��ا ه��ز� األغص��ان. واط��رب الن��وق ح��ادي الن��وق

باأللحان.

وآخره أن الحمد لله رب� العالمين

Page 62: شرح بردة البوصيري - محمد رضوان أحمد

�دنا محم�د وعلى اله وصل�ى الله على سيوصحبه الطيبين الطاهرين