حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

54
مس ب له ال ن م ح ر ل ا م ي ح ر ل ا وق ق ح وان ي ح ل ا ها ت ا! مان! ض و ي! ف ه ق! ق ل ا ي م لا س. لا ااد عد. ا ور ي ك الد مد ح6 ا ن سي ا ن راله لق ا! اد ت س6 ا ارك=? ش م عه ام ج لF ا ت يI لب ا ه ي ل ك سات الدرا ه ي ه ق ل ا ه ي! ن ن ا ق ل وا

Upload: oncogenekiller

Post on 27-Jul-2015

420 views

Category:

Documents


8 download

TRANSCRIPT

Page 1: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

الرحيم الرحمن الله بسم

الفقه في وضماناتها الحيوان حقوقاإلسالمي

إعدادالقرالة ياسين أحمد الدكتور

مشارك أستاذ

البيت آل جامعةوالقانونية الفقهية الدراسات كلية

الملخص

المقاصد تحقق التي الحقوق من جملة للحيوان اإلسالمية الشريع أثبتت ، . واستغالال . انتفاعا به االنسان عالقة وتحدد ، وإيجاده خلقه من الشرعية

منع في والحق الغذاء في والحق الحياة في الحق هي الحقوق وهذهالحقوق هذه أن الدراسة وبينت ، نوعه على المحافظة في والحق األلم

أن بينت كما ، . شرعا معتبرة لمصلحة إال وإهدارها بها المساس يجوز الهي وإنما ، اختيارية وإرشادات خلقية توجيهات مجرد ليس الحقوق هذه

واالعتداء انتهاكها وتمنع تكفلها التي الضمانات من بجملة محمية حقوق

Page 2: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

حقوق ينظم قانون مشروع على البحث هذا اشتمل وقد ، عليهامعه . التعامل كيفية ويحدد الحيوان

الرحيم الرحمن الله بسم

والمرسلين, األنبياء سيد على والسالم العالمين, والصالة رب لله الحمدوسلم, وصحبه آله وعلىوبعد:. للحيوان اإلسالمية الشريعة أثبتت فقد األلم عنه وتمنع حياته له تكفل حقوقا

أوجبت , لذلك لها خلق التي وظيفته نوعه, ليؤدي على له , وتحافظ خلق التي الغاية عن الحيوان مع اإلنسان تعامل اليخرج أن الشريعة

لإلنسان. تسخيره من لها,والمقصد هذه تكون أن ,أيعقل شك يساوره وأن البد الحقوق هذه يستقرأ من وإن

هي , فكيف النحو هذا على الحيوان حقوق كانت للحيوان؟! فإذا الحقوق حرمة هي , فما الحرمة هذه للحيوان كان وإذا اإلنسان؟ حقوق إذن

اإلنسان؟! تسحق هي بينما بالحيوان الرفق األمم بعض تدعي أن كبرى لكذبةb وإنها

التي العالم في الوحيدة الدولة أن العجيب من مساء, أليس صباح اإلنسان أنه إسرائيل؟!كما وهي محتلة دولة , هي الحيوان حق لحماية قانون عندها

. يعادل ما عظمى دولة تنفق , أن وغرائبه العالم هذا عجيب من وثالثين ستا , بينما وقطط كالب معظمها في , وهي األليفة الحيوانات على دوالر مليار

. األطفال من اآلف يموت . هذا في جوعا الذين هوالء فإن العالم, وأخيرا

2

Page 3: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

. األرض شعوب أكثر هم والقطط الكالب تلك يرعون , الحيوان للحم شرها , 1غرام كيلو126 يعادل ما اللحم من عندهم الفرد استهالك معدل يبلغ إذ

.2واحد غرام كيلو من أكثر العالم هذا في األفراد بعض حصة التصل بينما., إال المقصودة وضماناتها,وهي الحيوان حقوق في كان وإن فالبحث أن أوال

. اإلنسان حقوق على قوية. داللة. فيه

البحث: مشكلةاآلتية: التساؤالت على اإلجابة في البحث مشكلة تكمناإلسالمي؟ الفقه في حقوق للحيوان هل.1الحقوق؟ هذه مصادر هي ما.2اإلسالمي؟ الفقه في الحيوان حقوق ضمانات هي ما.3

المشكلة: دودح من ليس بالحيوان, كما المتعلقة األحكام بحث إلى البحث هذا اليسعى

, وإنما الحيوان بحقوق المتعلقة األمور في الفقهاء أقوال مقارنة هدفه. تقرر التي األراء من رأي كل اعتبرنا الفقه , تمثل الحيوان حقوق من حقا

وعبقرية عظمة إبراز واحد فقهي مذهب بمقدور ليس , ألنه اإلسالميالعصور, مر على المختلفة الحياة جوانب ,في وتميزه اإلسالمي الفقه

الدراسة: أدبيات , إال به والرفق بالحيوان المتعلقة األحكام عن تتحدث التي الكتب هي كثيرة

الرائعة التشريعية الجوانب تبرز لم كتابات من عليه اطلعنا ما معظم أن الرفق حول يدور الكتابات معظم الحيوان, فكان حقوق ميدان في والرائدة

الحيوان, حق ضمانات كبير حد إلى , أغفلت الكتابات تلك أن بالحيوان, كما. ألن ضائع. حق له الضمانة حقا

الفقه في الحيوان حقوق مصادر أبرز أن البحث هذا في حاولت لذلك. كيفية , وبيان الحقوق هذه بتصنيف قمت اإلسالمي, ثم تحقيقها, وأخيرا

. يجعلها , مما الحقوق لتلك الضمانات أهم بيان توجيهات , المجرد حقوقاالبحث. هذا به يتميزه ما وإرشادات, وهذا

البحث: منهجاآلتية: المناهج على البحث هذا في اعتمدت

أو كتاب في الحيوان حقوق الفقهاء يتناول االستقرائي: لم المنهج(1 جميع في موزعة بها المتعلقة التشريعات كانت ,وإنما مستقل باب

الحقوق هذه تتبع من البد كان اإلسالمي, لذا الفقه وموضوعات أبواب

1 " إستهلكت " الصين أن إلى له . مركزا واشنطن من يأخد الذي ، األرض سياسات معهد طن 64أشار مليونالعام في اللحم , 38مقابل 2004من هو الصين سكان عدد كان وإذا المتحدة للواليات طن مليون

حوالي , 1300 المتحدة الواليات سكان وعدد إنسان , 300مليون على يكون القسمة ناتج فإن نسمة مليون: اآلتي النحوهي (1 اللحم من السنوية الصيني الفرد .49.23حصة غرام كيلوهي (2 األمريكي الفرد حصة .126.66بينما , العالم في نسبة أعلى وهي غرام كيلو

في التقرير ذلك وأعمال BBCArabic.comأنظر العالمي ,اقتصاد النطاق على مستهلك أكبر ,الصينم.2005فبراير 17الخميس

2 http://www.kefaya.org/05znet/050408feesh.htm , , , الحيوان تحرير حركة بيان الفيشاوي ابريل8خالدمتوسط, : ) 2005 يبلغ حيث وقسوة توحشا األرض شعوب أكثر هم األمريكيون ويعتبر فيه جاء حيث

اللحوم من الفرد االستراليون 111استهالك يليهم سنويا، جراما واإلنجليز 90كيلو سنويا، أما 70كيلوجراما ، ). البلدان معظم في سنويا واحد جرام كيلو عن ليقل االستهالك معدل فينخفض الثالث العالم شعوب

3

Page 4: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

ضرورة من االستقرائي المنهج كان وتحديدها, لذا , لتصنيفها واستقرائهاالعمل. هذا

واألقوال النصوص تحليل في عليه اعتمدت التحليلي: وقد المنهج(2 في ويساهم البحث فكرة يخدم بما الحقوق, وتوظيفها بتلك المتعلقة

مشكلته. حلالبحث: خطة

: هي مباحث ثالثة في الموضوع هذا تناولتالحيوان. حقوق األول: مصادر المبحثالحيوان. حقوق الثاني: أهم المبحثالحيوان. حقوق الثالث: ضمانات المبحث

البحث. نتائج الخاتمة: أهم6 مقترح قانون بمشروع أتقدم أن البحث هذا نهاية في حاولت فقد وأخيرا

األحكام من مواده بصياغة اإلسالمي, قمت الفقه في الحيوان حقوق ينظم. البحث هذا في الواردة الفقهية داللة. أو نصا

العالمين, رب لله والحمد

األول المبحثالحيوان: حقوق مصادر

األول المطلب

4

Page 5: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

الشرعية النصوص: نوعان وهي6 واإلحسان, بالرفق المسلم تأمر التي وهي: العامة النصوص أوال

في واإلفساد الفساد عن الوجود, وتنهاه هذا في ما كل مع تعامله فيذلك: األرض, ومن

~ن{: تعالى قال(1 �ه� }إ م�ر� الل� �أ �ع�د�ل~ ي ~ال ان~ ب ~ح�س� �اء و�اإل ~يت �ى ذ~ي و�إ ب �ق�ر� �ه�ى ال �ن و�ي

اء ع�ن~ �ف�ح�ش� �ر~ ال �م�نك �غ�ي~ و�ال �ب �م� و�ال �ع~ظ�ك �م� ي {ك �ع�ل ون� ل {ر� �ذ�ك [ النحل:90 ]{ تالكريمة: اآلية في الداللة وجه , والبغي والمنكر الفحشاء عن , ونهي وأسبابها بالمصالح أمر اآلية في

اآلية هذه عبدالسالم بن اعتبرالعز , وقد3وأسبابها المفاسد عن نهي وهذا المفاسد عن , والزجر كلها المصالح على للحث القرآن في آية أجمع

ما فالحسن العمل في اإلحسان فيها: )وأما العربي ابن , ويقول4بأسرها أن , الينبغي دارك في , والسنور سجنك في الطائر إن , حتى به الله أمر

.( ألحد تترك أال اإلحسان ,ويقال تعهده في تقصر 5حقا~ذ�ا: تعالى قال(2 �و�ل{ى }و�إ ع�ى ت ر�ض~ ف~ي س�

� د� األ �ف�س~ ~ي ~ه�ا ل ~ك� ف~ي �ه�ل ث� و�ي �ح�ر� ال{س�ل� �ه� و�الن � و�الل �ح~ب� ال اد� ي ة[ البقر:205 ]{ الف�س�

الكريمة: اآلية في الداللة وجه , الزرع بإتالف األرض في الفساد6يعملون الذين أولئك على اآلية تنعى

: )...والمراد الطبري , يقول شرعي مقصد دونما وإفنائه الحيوان وإهالك قتله اليحل الذي الحيوان من قتل ما كل قتل في سبيله سلك من كل بها

كذلك ذلك ,بل حق بغير قتله إذا األحوال بعض في قتله يحل ,والذي بحال. ذلك من يخصص لم وتعالى تبارك الله , ألن عندي عمه بل شيء دون شيئا

7التأويل( أهل من جماعة قال ذلك عموم في قلنا ,وبالذي

. عائشة قال: ركبت مسلم اإلمام روى(3 فجعلت صعوبة فيه فكانت بعيرا.8بالرفق عليك الله رسول , فقال تردده

الله رضي عائشة من طلب النبي ,أن الحديث في واضح الداللة ووجه اليكون الرفق : )إن رواية في لها , وقال تسوقه الذي بالبعير الرفق عنها9شانه( إال شيء من , والينزع زانه إال شيء في

6 . موضوعها كان التي النصوص , وهي الخاصة النصوص ثانيا مختصا والخروج انتهاكها عن رعاياتها, والنهي , ووجوب الحيوان حقوق ببيان

.عليهاذلك: ومن

3 , عبدالسالم بن الدين األنام عز مصالح في األحكام , قواعد , ج, العلمية الكتب دار 156ص,1بيروت4 , عبدالسالم بن الدين األحكام عز 189ص,2ج, قواعد5 , العربي ابن األندلسي عبدالله بن القرآن محمد , أحكام ج, , العلمية الكتب دار 155ص,3بيروت6 ) العمل : ) العرب كالم في السعي الطبري ,يقول الطبري, خالد بن يزيد بن جرير بن البيان محمد جامع

القرآن آي ,عن , الفكر, دار ج,1405بيروت 316ص,2هـالبيان الطبري, 7 ج,1405,جامع 318ص, 2هـ8 . الرفق , فضل باب واآلداب والصلة البر كتاب في مسلم رواه9 . الرفق , فضل باب واآلداب والصلة البر كتاب في مسلم رواه

5

Page 6: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

10في إمرأة قال: عذبت وسلم عليه الله صلى النبي أن عمر ابن عن(1

إذ وسقتها أطعمتها الهي النار فيها ,فدخلت ماتت حتى سجنتها هرة 11األرض خشاش من تأكل تركتها ,والهي حبستها

لطف ما , هو12وكسرها ضمها , ويجوز الخاء األرض, بفتح خشاش وقوله األرض هوام , والمراد13السالح عديم , وكان حجمه , وصغر جرمه

.14وحشراتها طعام بدون الدواب من يشابهها وما الهرة حبس تحريم على يدل الحديث و

يدل , وهو15الشارع عنه نهى , وقد الله خلق تعذيب من ذلك , ألن وشراب مقصد لغير أوتعذيبه قتله تحريم , وعلى الحياة في الحيوان حق على

محرم فعلها أن , ولو الفعل ذلك على المرأة عذب تعالى الله شرعي,ألنالعذاب. استحقت لما العطش, عليه اشتد بطريق يمشي رجل : )بينما الله رسول قال(2

. فوجد من الثرى يأكل يلهث كلب , فإذا خرج ثم فشرب فيها فنزل بئرا كان الذي مثل العطش من الكلب هذا بلغ : لقد الرجل فقال العطش

فسقى رقى حتى بفيه أمسكه ثم خفه البئرفمأل ,فنزل مني بلغ قد في لنا , إن الله : يارسول له, قالوا فغفر له الله , فشكر الكلب.؟فقال البهائم 16أجر. رطبة كبد كل : في أجرا

الحديث: في الداللة ووجه والمعاناة األلم رفع في حقه الحياة, وعلى في الحيوان حق على الحديث دل

أن على يدل للكلب, وهذا السقاية بفعل الرجل لذلك المغفرة عنه, بدليل فيه ما كل إلى اإلحسان اعتبر الحديث أن لله, كما طاعة فعل من به قام ما

. روح . فعال .17الفعل ذلك على تحضيض هذا عليه, وفي مثاباالثاني المطلب

الشريعة مقاصد لتحقيقها الشريعة تسعى التي والح~كم المعاني : هي الشريعة مقاصد

.18لألحكام تشريعها من إال به األضرار , ومنع الحيوان على المحافظة الشريعة مقاصد من وكان

شرعية. راجحة, ولغاية لمصلحة في الحيوان حقوق على المحافظة في الشريعة مقاصد دور ويظهراآلتي:

بالحيوان. الواقعة المفسدة منعا ذلك كان سواء المصلحة تحقيق , أن اإلسالمي التشريع في المقرر من

منع كان الشريعة, لذلك مقصد , هو المفسدة درء , أو المنفعة بجلب

10 , النووي , شرف بن يحيى زكريا أبو هرة بسبب عذبت النووي والمعنى بشرح مسلم م,1981, صحيح,240ص,14ج العسقالني, , حجر ابن للتعليل تستعمل في أن على دليل الحديث الباري وفي ص,1ج, فتح

31711 . , الهر , قتل تحريم باب ونحوه الحيات قتل كتاب في مسلم رواهالشوكاني : 12 علي بن األوطار محمد , نيل ج, الحديث 8ص,7داربحر , 13 بن عمرو عثمان الحيوان أبو ,كتاب , , ج, الجيل دار بيروت هارون عبدالسالم 28ص,1تحقيقاألوطار الشوكاني : 14 8ص,7ج,نيلاألوطار الشوكاني : 15 8ص,7ج,نيل16 . , المحترمة البهائم ساقي فضل باب ونحوها الحيات قتل كتاب في ومسلم رواهالنووي النووي, 17 بشرح مسلم 241ص,14ج,صحيحعاشور , أنظر 18 بن الطاهر ,محمد اإلسالمية الشريعة ,مقاصد بدون, للتوزيع التونسية الشركة تونس

ص, . 51تاريخ

6

Page 7: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

غيرها الغذاء,أو في أو الحياة في بحقه سواء بالحيوان تلحق التي المفسدة ترفع التي األحكام من الكثير الفقهاء أثبت , وقد الشريعة مقاصد أحد

على بناء الفقهاء شرعها التي األحكام , ومن الحيوان على الواقع الفسادقدامة: ابن ذكره ما ذلك

ملكها, وبه وخلصها وسقاها فأطعمها إنسان فأخذها بمهلكة دابة ترك )من , أو إليها ليرجع تركها يكون أن , إال وإسحاق صالح بن والحسن الليث قال

, وقال عليها أنفق ما ويغرم األول لمالكها هي مالك , وقال منه ضلت( بالنفقة متبرع واآلخر لمالكها هي المنذر وابن الشافعي

اآلتية: باألدلة قدامة ابن استدل وقد عليه الله صلى الله رسول أن الشعبي روى ما .1

أهلها عنها عجز قد دابة وجد من قال وسلم19له. فهي فأحياها فأخذها فسيبوها

بملكها: الحكم في وألن.2الهالك من وإنقاذها إحياءها ,. الضياع عن للمال وحفظا الحيوان حرمة على ومحافظة, كله لذلك تضييع التملك بأنها القول وفي

20 مصلحة غير مناألدلة. هذه في واضح بالمصلحة والتعليل

الحيوان. على المتوقعة المفسدة منعب. يعمل , وإنما الواقع الفساد برفع اإلسالمي التشريع اليكتفي لرفع جاهدا األدلة الواقع,ومن كالفساد فساد النهاية في مآله ,ألن المتوقع الفساد

اعتمد الذرائع, وقد سد وقوعه قبل المتوقع الفساد تمنع التي التشريعيةيأتي: ما ذلك على األمثلة الحيوان, ومن حقوق تقرير في الفقهاء عليه

يهارش لمن الديكة بيع الفقهاء منع(1.22طاقتها فوق يحملها لمن , والدابة21 بها يناطح لمن بها, والكباش

على (2 يحرم انه على الفقاء نصعلى , واجبة كفايته ألن بولدها يضر ما لبنها من يحلب أن الدابة مالك

.23مالكه. الذرائع بسد العمل باب من هي األحكام وهذه لمصلحة , تحقيقا

الحيوان.الثالث المطلب

القياس. القياس إلى الفقهاء استند و حدودها , وبيان الحيوان حقوق إلثبات كثيرا

حجةb القياس أن المعلوم عليها, ومن االعتداء حكم ضوابطها, ولبيان

19 , حديث . حسيرا أحيا من باب البيوع كتاب في أبوداود رواه مرسل األشعث , 3523حديث بن سليمان رقمداود السجستاني, أبي .سنن , بيروت , الفكر دار الحميد عبد الدين محيي محمد تحقيق

قدامة : 20 رقم 33ص,6ج , المغنيابن 4553المسألة21 , عميرة البرسلي وأحمد القليوبي سالمة وعميرة أحمد قليوبي اكتب, , حاشيتا إحياء دار بيروت

ج, 229ص,2العربيةالهيثمي , 22 حجر بن علي بن محمد بن المنهاج أحمد شرح في المحتاج التراث, تحفة إحياء دار بيروت

ج, 317ص,4العربيالبهوتي , 23 يونس بن اإلقناع منصور متن عن القناع , كشاف ج, , العلمية الكتب دار 494ص,5بيروت

7

Page 8: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

bشرعية bاألحكام,ومن إثبات في عليها يعتمد التي المصادر من ومصدر : يأتي ما بالقياس الفقهاء أثبتها التي الحقوق

, ولم مرة سرق إذا الهر قتل جواز عدم على الفقهاء نص(1 من منه الميئوس على يقاس , فال السرقة فعل يتكررمنه , يقول24العكس بقياس يسمى والحيوان,وهذا اإلنسان يوجب , فال فلتة منه ذلك وقع ) إذا ذلك حكم في الحطاب

اآلدميين من استصالحه من كالميئوس يكون , فال قتله25والبهائم(

وكسر األعداء إلغاظة الحرب حال في الحيوان قتل جواز عدم(2. جاء وصبيانهم, فقد نسائم قتل جواز عدم على شوكتهم, قياسا

قتله يجز فلم روح ذو حيوان : )وألنه ذلك تعليل في المغني في . 26وصبيانهم( , كنسائهم المشركين لغيظ

له , واليجوز المضطر للحيوان يبذله أن الماء مالك على يجب(3. يهلك تركه . عطشا لإلنسان, يقول بذله وجوب على , قياسا

غيره كذلك المضطر اآلدمي رمق سد يجب :) وكما الصنعاني 27قتلها( , واليجوز التؤكل التي الحيوانات سائر من

وجوب , مع الهالك من محترم حيوان لتخليص اإلفطار وجوب (4. والفدية القضاء الشربيني المرضع, يقول المرأة على , قياسا

وجوب في المحترم الحيوان نزلوا ) ألنهم ذلك تعليل في,28المعصوم( اآلدمي منزلة عنه الدفع

الرابع المطلبالعام العرف

دليلb هناك اليكون التشريع, حيث في والمصادر األدلة أحد 29العرف يعتبره مجال القضائي, وفي والترجيح الشرعية األحكام بناء في به , ويحتج غير�

اآلثار , وبيان الحقوق تلك إقرار في دورb للعرف كان الحيوان حقوق , ومن أحكامهم من الكثير في ذلك إلى الفقهاء أشار عليها, وقد المترتبة

ذلك: , دابة شخص عنده أودع من أن(1

. سقايتها, كان وال بإطعامها صاحبها يأمره ولم بذلك, ألن ملزما إطعامها يقتضي العرف , ألن الواجب الحفظ تمام من ذلك

. به مأمور وسقايتها, فهو . , والواجب عرفا . كالواجب عرفا , نصا. فماتت يسقها لم أو يعلفها لم فإن . أو جوعا , ضمنها عطشا

. به أمر ما بترك , وتعديه الحفظ في لتقصيره الوديع 30 عرفا

24 , : بهادر محمد بن الدين بدر الحكم علة في الفتراقهما غيره في الحكم نقيض إثبات هو العكس قياس

المحيط الزركشي, ,البحر ج, الكتبي 60ص, 7دارالجليل الحطاب: ? 25 236ص,3ج,مواهبقدامة : 26 رقم 232ص, 9ج , المغنيابن 7580المسألةالمذهب العنسي, 27 ألحكام المذهب 295ص,2ج, التاج28 , الشربيني أحمد المنهاج محمدبن ألفاظ معرفة إلى المحتاج ,مغني , ج, العلمية الكتب دار بيروت175ص,229 , , وهو : للعرف عليها وقفنا التي التعاريف أحسن من وهذا فعل أو قول في جمهور عادة هو العرف

, ,, الزرقا أحمد مصطفى الزرقا مصطفى العام للعالمة الفقهي ,المدخل دار( 10ط)1968بيروت ,ج, 840ص ,2الفكر

البهوتي , 30 يونس بن اإلقناع منصور متن عن القناع , كشاف ج, , العلمية الكتب دار 170ص,4بيروت

8

Page 9: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

والبهائم الحيوانات لصاحب يجوز (2 بها اليضر ذلك كان , إذا المملوكة واألنهار الجداول من سقايتها

.31العرفي اإلذن بمالكها, بداللة أو

الثاني المبحثالحيوان حقوق

تحقيق إلى ,تسعى الحقوق من جملة للحيوان اإلسالمية الشريعة أثبتت لمنفعة النهاية في تؤول الحقوق وجوده, وهذه , وغاية خلقه مقصد

, فأضحت اإلنسان لمنفعة خلق إنما الحيوان , ألن اإلنسان ومصلحة. مصلحته ., لإلنسان مصلحة. حاال مآال

الحقوق. هذه أهم نبين اآلتية المطالب وفي األول المطلب

الحياة. في الحيوان حق مقيدة الحياة , وهذه عليها له المحافظة , يجب الحياة في الحق للحيوان

: األصفهاني اإلنسان, يقول حياة أو مصلحة أو غذاء حساب على التكون بأن النتفاعه , إما اإلنسان ألجل أوجد فإنما العالم هذا في أوجد ما كل أن )واعلم

, والثمار والحبوب والغنم كالبقر له األغذية , أو والحمير والبغال كالخيل به 32والحشرات( كالعشب اإلنسان به ينتفع ما النتفاع وإما

اآلتية: األمور في الحق هذا ويظهرمنفعة. لغير الحيوان قتل أوال6حرمة

مصلحة على مقدمة اإلنسان مصلحة أن فيها الشك التي األمور من ومصلحته, قال اإلنسان لمنفعة خلق الوجود هذه في ما كل الحيوان,ألن

{ذ~ي }ه�و� تعالى �ق� ال �ك�م خ�ل ر�ض~ ف~ي م{ا ل� .{ األ كما والمعنى, ة[البقر:29 ]ج�م~يعا

وقوله,33( منافع آدم لبني فيها ما وجميع األرض : )أن الطبري يقول�ع�ام� �ن �ق�ه�ا تعالى}و�األ �م� خ�ل �ك ءb ف~يه�ا ل �اف~ع� د~ف� �ه�ا و�م�ن �ون� و�م~ن �ل �ك �أ �م� ، ت �ك ج�م�الb ف~يه�ا و�ل

�ر~يح�ون� ح~ين� ح�ون� و�ح~ين� ت ر� �س� �ح�م~ل� ، ت �م� و�ت �ك �ق�ال �ث ~ل�ى أ �د� إ �ل �م� ب �وا ل �ون �ك ~غ~يه~ ت �ال { ب ~ال إ~ش~ق� �ف�س~ ب �ن ~ن{ األ �م� إ {ك ب ؤ�وفb ر� �ر� ح~يمb ل �ل� ، ر� ي �خ� ~غ�ال� و�ال �ب �ح�م~ير� و�ال �وه�ا و�ال �ب ك �ر� ~ت ل�ة. �ق� و�ز~ين ل �خ� �م�ون�{ ال م�ا و�ي �ع�ل :النحل[8 ]ت لإلنسان المتحققة المصلحة أن ذلك على بناء الفقهاء قرر وقد

اليجوز أنه الفقهاء وقرر, 34بالحيوان تلحق التي المفسدة من أولى

31 , عبدالسالم بن الدين األحكام عز 133ص,2ج,قواعد32 , , األصفهاني بالراغب المعروف المفضل بن محمد بن الحسين القاسم مكارم أبو إلى الذريعة

, الشريعة ط , , , الصحوة دار القاهرة العجمي اليزيد أبو 84ص,1,1985تحقيق,الطبري, 33 البيان 190ص,1ججامعالحيوان : ) يقول 34 هالك مفسدة من أعظم اإلنسان هالك ومفسدة عبدالسالم بن عبد(, العز عبدالعزيزبن

األنام السالم, مصالح في األحكام ,قواعد ص, , العلمية الكتب دار ., 74بيروت أيضا الحيوان ذبح : )ويقول. جاز , لكنهالحيوان حق في مفسدة للتغذية المأكول بقاء مصلحة على اإلنسان بقاء لمصلحة تقديما

9

Page 10: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

اليحل أنه خالف : )وال الزركشي , يقول النفس على وتقديمها البهيمة إيثار ,35( المهجة الستبقاء البهيمة قتل , ويجب هذا يظن , وكيف البهيمة إيثار

ذكره ما ذلك في , والعلة36نفسه( على بهيمة اليؤثر :)وكذا النووي ويقول.37الحيوان( حرمة من أعظم آدم بني ) حرمة أن حجرمن ابن

غيره, وفي أو بجلده لالنتفاع , أو لألكل الحيوان ذبح يجوز ذلك على وبناء وتحميله ركوبه يجوز الحياة, كذلك في الحيوان حق يسقط الحال هذه

فقد لإلنسان حاصلة منفعة أو مأكلة لغير ذبحه أو الحيوان قتل األثقال, أما منعه, به, ويجب القيام جواز وعدم الفعل ذلك حرمة على الفقهاء نص

: ذلك على األدلة وقوعه, ومن دون والحيلولة�م� ال� } : تعالى قوله {ك �ح�ط~م�ن �م�ان� ي �ي ل �ود�ه� س� ن ون� ال� و�ه�م� و�ج� ع�ر� �ش� , ]{ ي التفاتة اليشعرون وهم : )فقولها تفسيرها في القرطبي [, يقولالنمل:18

فما نملة اليحطمون جنوده , وفضل وفضله سليمان عدل من أي مؤمن األذى منه اليصدر المؤمن أن على يدل ,وهذا38( يشعروا بأال إال فوقها

.,فهو العربي: ابن األعجم, يقول للحيوان حتى وأمان أمن مصدر قصدا القصد مع نملة يؤذي من فيهم يكن لم سليمان جند بأن فهمها إلى ) فانظر

المؤمن. شأن هو , وهذا39( به , والعلم ذلك إلى تعالى الله حق إلى راجع الحياة في الحيوان حق أن الفقهاء اعتبر وقد

: الشربيني , يقول عليه المحافظة , وأهمية الحق ذلك أهمية يدل وهذا40 , وخالف ألكله إال الحيوان ذبح عن للنهي المحترم الحيوان إتالف )ويحرم ... ولذلكتعالى الله حق, و مالكه : حق حرمتين للحيوان , ألن األشجار

الفقهاء نص , وقد41األشجار( بخالف وعطشه إجاعته من الحيوان مالك يمنع بغير إهالكه إلى يؤول , ألنه الذكاة نية بغير المأكول اصطياد حرمة على

. الفعل يجعل شرعي, مما مقصد . ممنوع وهو عبثا . 42 شرعا فال منه الضرره ما باإلنسان, أما يلحق الذي أذاه لدفع الحيوان قتل يجوز كما

أنفسهم في , وضرهم الناس آذى ما : )كل قدامة ابن , يقول قتله يجوز , فيه المضرة , وما الذئب نفع, أشبه بال يؤذي , ألنه قتله , يباح وأموالهم

يأتي: بما مقيد المؤذي قتل , وجواز43الخبر( من ذكرنا , لما قتله اليباحيجوز فال قتل بال أذاه دفع أمكن , فإن بالقتل إال أذاه اليندفع أن

. 44قتلهضرره أو أذاه يكون أن . . 45والمحتمل المعتاد عن خارجا

األنام الحيوان(, مصالح في األحكام 102ص,1ج,قواعدالزركشي , 35 بهادر بن محمد بن الدين الفقهية بدر القواعد في وزارة, ,المنثور فائق تيسير تحقيق

, ج الكويتية 212ص,1األوقافالنووي : 36 شرف بن المهذب يحيى شرح ,المجموع , ج , المنيرية المطبعة 48ص,9القاهرةالباري العسقالني , 37 359ص,6ج,فتح38 , القرطبي األنصاري أحمد بن القرآن محمد ألحكام , الجامع , ج, الشعب دار 170ص,13القاهرة39 , العربي القرآن ابن 475ص,3ج,أحكام40 , , الجوزية قيم بإبن المعروف الزرعي بكر أبي بن العالمين محمد رب عن الموقعين تحقيق,إعالم

, , , ج العلمية الكتب دار بيروت الحميد عبد الدين محي 18ص,2محمدالمحتاج الشربيني, 41 37ص,6ج,مغني42 , ج الجليل مواهب شرحه مع مطبوع خليل األنصاري ,,222ص, 3مختصر زكيا بن محمد بن أسنىزكريا

الطالب دليل شرح , المطالب ج, , اإلسالمي الكتاب دار 555ص,1بيروتقدامة : 43 رقم 173ص,4ج , المغنيابن 3156المسألة44 , حجرالهيثمي بن علي بن محمد بن الكبرى أحمد الفقهية ج, , الفتاوى اإلسالمية 240ص,4المكتبةالجليل الحطاب: ? 45 ,مواهب ج, الفكر 236ص,3دار

10

Page 11: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

الحيوان حرمة أن , كما النبات حق على مقدم الحياة في الحيوان وحق الحياة في الحيوان حق تعارض الروح, فإذا الذي المال حرمة على مقدمة

المال, يقول تقديم واليجوز بالمال ويضحى الحيوان يقدم المال حرمة مع إلقاء الركبان على فالواجب الغرق على السفينة أشرفت : )ولو البهوتي

, المتاع من النجاة به تظن ما إلقاء يجب , أي الحاجة حسب األمتعة بعض. كله ولو من أعظم الحيوان حرمة بأخفهما, ألن المفسدتين ألعظم دفعا

التخفيف أمكن ,حيث المحترمة الدواب إلقاء , ويحرم المتاع حرمة. القاؤها , جاز الدواب أي إلقائها إلى الضرورة ألجأت , وإن باألمتعة صونا حق تقديم على تدل والتي الفقهاء ذكرها التي المسائل , ومن46( لآلدميينيأتي: يا ما المال حرمة على الحيوان

. رجل غصب لو ما(1 . به فخاط خيطا به ماخاط كان , فإن شيئا كان , وإن صاحبه إلى ورده الخيط نزع عليه وجب فيه الروح

, لحرمته نزعه, ) إبقاء. يجوز فال المحترم كالحيوان روح فيه , بدله برد ينجبر , ألنه المال حرمة من آكد الحيوان حرمة ألن

47( له الجابر الحيوان حقو

عليها, وقد االعتداء من , والمنع الحيوان أجنة على المحافظة(2. ء الفقها ذكر احترام من والدهشة العجب تثير ذلك من صورا

: ذلك الحياة,ومن في الحيوان جنين لحق اإلسالمقتل- أي : )لو النووي اإلمام ذكره ما . المحرم- صيدا

. . بمثله قابلناه حامال يقوم بل الحامل , والنذبح حامال. المثل . بقيمته ويتصدق حامال 48يصوم( أو طعاما

اخذ ما الهر) إذا في حجر ابن ويقول . وغلب وهرب شيئا عن ليعوقه سهم بنحو رميه فله اليدركه أنه الظن على

أنثى يكن لم إن ومحله, قتله إلى أدى , وإن الهرب6 رميها يجز لم , وإال حامال6 لحملها رعاية مطلقا

يهدر , فال جناية منه يقع لم محترم هو , إذ 49(غيره بجناية

الحرب. زمن الحياة في الحيوان حق السلم وقت في الحيوان حق على , بالمحافظة المسلمين فقهاء يكتف ولم

المسلمين فقهاء منع , فقد الحرب زمن في عليها حافظوا , وإنما فقط لم إذا إيذائه, هذا أو قتله إلى يؤدي مما غيره أو بالسالح الحيوان استهداف

. الحيوان يكن أن المسيب بن سعيد واإلسناد,عن اإلمداد عملية في مشاركا أبي بن يزيد الشام نحو الجنود أمراء بعث لما عنه الله رضي الصديق بكر أبا

بتقوى , قال: ) أوصيكم حسنة بن , وشرحبيل العاص بن , وعمرو سفيان ناصر تعالى الله , فإن بالله كفر من قاتلوا الله سبيل في أغزوا عزوجل الله. والتغرقن األرض في والتفسدوا والتجنبوا والتغدروا والتغلوا دينه نخال

اإلمام ويقول50بيعة( تهدموا وال تثمر ,والشجرة بهيمة , والتعقروا والتحرقنها. البهائم من األرواح ذوات قتل كان : )فلما الشافعي وصفت بما إال محظورا

البهوتي , 46 يونس بن اإلقناع منصور متن عن القناع , كشاف ج, , العلمية الكتب دار 132, 4بيروت47 , األنصاري زكريا بن محمد بن الطالب زكريا روض شرح المطالب 359ص,2ج, ,أسنى433ص,7ج,المجموعالنووي , 48الهيثمي , 49 حجر الكبرى ابن الفقهية 240ص,4ج,الفتاوى50 , الطحاوي محمد بن اآلثار أحمد , مشكل ج, العلمية الكتب ودار 145ص,1بيروت

11

Page 12: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

. المشركين من عليها راكب ال التي والدواب الخيل عقر , كان لك محظورا. . الحظر معنى في داخال , 51المباح( معنى من , خارجا

, وإنما وإيذائه الحيوان قتل عن باالمتناع المسلمون الفقهاء يكتف ولم أن على الشافعي اإلمام نص الحقوق,حيث هذه بمراعاة غيرهم طالبوا , واليقتلوها بهيمة اليعذبوا ,أن الذمة عقد الذمة أهل على يشترط اإلمام

.52الذبح بغير التشريع في الحيوان لحقوق واألممي الدولي البعد على يدل وهذا

اإلسالمي.6 عنه الضرر ودفع الهالك من انقاذه وجوب ثانيا

. اإلسالمي التشريع في الحيوان حق ليس اتالفه حرمة على مقتصرا. كونه اليعدو هذا , ألن شرعي مقصد دون حياته على واالعتداء . فعال , سلبيا

أن المسلم على أوجب , إذ ذلك من أبعد إلى اإلسالمي الفقه ذهب وإنما ذكرنا , وقدواستطاعته طاقته بقدر بالحيوان يلحق الذي واألذى الضرر يدفع

. . أن سابقا مافيه : ) أما الشربيني ,يقول كلب إلى بإحسانه الجنة دخل رجال لحرمة بضع أو نفسه على يخش لم ما إتالفه قصد إذا عنه الدفع فيجب روح

. أجنبيb رأى لو , حتى . نفس~ه حيوان يتلف شخصا . إتالفا عليه وجب محرما كذلك المضطر اآلدمي رمق سد يجب : ) وكما العنسي , ويقول53دفعه( أو له كانت , وسواء قتلها , واليجوز التؤكل التي الحيوانات سائر من غيره إذا تذكيتها يجب , لكنه يجب لم له وهي يؤكل مما كانت لو , فأما لغيره. تموت واليتركها عليها خشي . أو جوعا لغيره كانت , وإن نحوهما أو عطشا54التضمين( خشية مع إيثارها عليه وجب

الحيوان: حق على للمحافظة الفقهاء شرعها التي األحكام ومنالتيمم. إلى والعدول بالماء المضطر الحيوان إيثار(1

حيوانb هناك , وكان لوضوئه إال اليكفي اإلنسان يملكه الذي الماء كان إذاbمحترم bوإيثار الماء صاحب على الواجب� , فإن الماء لذلك , مضطر , التيمم�

. الماء صاحب كان , ولو التيمم إلى والعدول بالماء الحيوان ييمم , فإنه ميتا بالمحافظة ذلك الفقهاء , ويعلل ليشرب الحيوان إلى الماء ويدفع كذلك اللحم مأكول� الحيوان يكون أن بين ذلك في , والفرق55الحيوان حياة على� يفعل لم , فإن56مأكول� أوغير� . وضؤه كان بالماء وتوضأ .57 وأثم� صحيحا

غيرl كان وإن حتى بالغذاء الحيوان رمق سد وجوب(2للباذل. مملوك

, المضطر للحيوان يقدمه , أن حاجته عن الزائد الطعام مالك على يجب قادرعلى وهو الجوع من الموت يصارع الحيوان يترك أن له واليجوز

. الحيوان يكون أن بين ذلك في فرق يمتنع, وال ثم مساعدته أو له مملوكا.58لغيره

274ص,4ج,األمالشافعي , 51218ص,4ج,األمالشافعي , 52المحتاج الشربيني : 53 528ص,5ج, مغنيالمذهب العنسي, 54 ألحكام المذهب 295ص,2ج, التاج55 , , , ج , العربي التراث إحياء دار بيروت الدسوقي حاشية الكبيرمع الشرح 162ص,1الدرديرالجليل الحطاب: 56 335ص,1ج,مواهبالمذهب العنسي, 57 ألحكام المذهب 53ص,1ج, التاج 51ص,9ج,المجموعالنووي : 58

12

Page 13: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

من الحيوان إنقاذ توقف إذا للصائم اإلفطار جواز(3اإلفطار. على الهالك

, إذا الهالك من الحيوان حياة إلنقاذ اإلفطار وجوب على الفقهاء نص كذلك.59والفدية القضاء عليه اإلفطار, ويجب على اإلنقاذ توقف

الحيوان. حياة إلنقاذ والجماعة الجمعة ترك جواز(4 من الحيوان , إلنقاذ والجماعة الجمعة صالة عن التخلف للمسلم يجوز كذلك

والجماعة:)حفظ الجمعة ترك فيه مايباح في البهجة شرح في الهالك, جاء60( كاآلدمي المحترم الحيوان أن يحتمل اآلدمي

حياته. لحفظ الدواء أو الطعام غصب جواز(5. الحيوان إطعام إلى المسلم اضطر إذا إال يطعمه ما يجد لحياته, ولم انقاذا

بذلك صاحبه يرض لم وإن الطعام ذلك من إطعامه له غيره,يجوز مال إلى يؤدي ما كل غصب له يجوز به, وكذلك ضررورة له اليكون أن بشرط آخر, يقول بديل يوجد لم إذا جرحه لخياطة خيط , كغصب حياته حفظ

الخيط غصب المحظورات: ) ويجوز تبيح الضرورات قاعدة في الزركشي. يجد لم إذا محترم حيوان جرح لخياطة .( خيطا 61حالال

الثاني المطلبالغذاء في الحيوان حق

الطعام في حقه اإلسالمي التشريع في للحيوان المقررة الحقوق من. الحيوان كان والشراب, سواء التشريع اعتبار مملوك,ويظهر غير أو مملوكا

اآلتية: األمور في الحق لهذا اإلسالمي6 الغذاء, وبين الحيوان بين الحيلولة حرمة أوال

ابن : عن وسلم عليه الله صلى الله رسول قول ذلك على والدليل (3 هرة في إمرأة قال: عذبت وسلم عليه الله صلى النبي أن عمر

إذ وسقتها أطعمتها الهي النار فيها ,فدخلت ماتت حتى سجنتها. 62األرض خشاش من تأكل تركتها ,والهي حبستها

: الحديث في الدلة ووجه. ليس المملوك الحيوان ربط مجرد ) إن على إال الذم يرتب لم , ألنه حراما

الهرة, وتحريم قتل لتحريم دليل فيه النووي ,وقال وإرسالها إطعامها ترك,63( أوشراب طعام بغير حبسها6 6 كان إن له الغذاء تقديم وجوب ثانيا 6 قدرا حاجته. عن عليه, وزائدا , ويحرم والشراب بالطعام يتعهدها , أن والدواب الحيوان مالك على يحب هذا مظاهر بيان , ويمكن الفقهاء عليه نص ما ذلك, هذا عن االمتناع عليه

اآلتية: األمور في الوجوب. يكن لم إذا أمه من الرضاعة في الصغير حق(1 مكتفيا

بغيرها,

المطالب األنصاري, 59 ,429ص,1ج,أسنى المحتاج الشربيني, 175ص,2ج,مغنيالبهجة األنصاري, 60 411وص1ج, شرحالفقهية الزركشي , 61 القواعد في ,318ص,2ج, المنثور السيوطي, بكر أبي بن الرحمن األشباهعبد

,والنظائر ص, , العلمية الكتب دار 84بيروت62 . , الهر , قتل تحريم باب ونحوه الحيات قتل كتاب في مسلم رواهالعراقي : 63 حسين بن الرحيم التثريب عبد ج, , , طرح العربي التراث إحياء دار 243ص, 8بيروت

13

Page 14: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

ما يحلب , وإنما غذاؤه , ألنه بولدها يضر ما يحلب أن الدابة مالك على يحرم لبن إلى به يعدل أن ....وله اليموت حتى يقيمه , وهوما ولدها ر~ي عن فضل

اليكفي األم حليب كان , وإذا64أمه بلبن أحق فهو , وإال استمرأه إن أمه غير.65 غيرها من غذائه تكميل صاحبه على وجب حاجته

, نفس~ه الوقت في , وهو بنفسه غذاء�ه يصنع الذي الحيوان(2bالغذاء جميع يأخذ أن لإلنسان ,اليجوز لإلنسان غذاء

ما له يبقي أن عليه يجب طعام, بل بال الحيوان� ويترك�.66بديل بطعام يزوده أن , أو يكفيه

�ه فاتت وإن حتى مالكه على واجبة الحيوان نفقة(3 , منفعت, واليجوز فيه مادام bوإن البهوتي وشراب,يقول طعام بال تركه روح ( :

اإلنفاق على أجبر اليؤكل مما كانت , فإن بها ينتفع فلم بهيمة عطبت67عليها( واإلنفاق ذبحها بين خير مأكولة كانت عليها, وإن

واجبة المملوك الحيوان على النفقة أن في الفقهاء بين والخالف هذا المنكر, عن والنهي بالمعروف األمر باب من به , يؤمر صاحبه على ديانة

قولين: على قضاء وجوبه في اختلفوا ولكنهم. الحنفية جمهور قول األول: وهو القول نفقة ,أن68يوسف ألبي خالفا

من إال قضاء., فاليجبر واجبة ليست أنها إال ديانة واجبة كانت وإن الحيوانالمنكر, عن والنهي المعروف باب

ذلك: في ودليلهم , الحق صاحب من والخصومة الطلب عند يكون إنما الحق على الجبر إن

. ليست الدابة , ألن هنا والخصم . 69للخصومة أهال نفقة أن الحنفية من يوسف أبو الجمهورومعهم قول الثاني: وهو القول

ديانة. واجبة هي كما قضاء. واجبة الحيوانودليلهم:

. الحيوان على النفقة ترك في ألن.1 . بال له تعذيبا فائدة, وتضييعا., ألنه عنها منهي أمور , وهي للمال العاقبة عن وخال سفه شرعا

. حرام , والسفه الحميدة .70عقال. 71عليها إجباره للسلطان , فكان عليه واجبة نفقة ألنها.2

. نراه والذي إن , ثم أدلتهم , لقوة الجمهور قول هو راجحاالوقف. متولى في المحتسب,كما يتوالها أن الخصومة,يمكن

الثالث المطلبالتعذيب منع في حقه

المحتاج الشربيني : 64 البهوتي, , 5ج,مغني يونس بن اإلقناع منصور متن عن القناع بيروت, ,كشاف , ج العلمية الكتب ,5دار المرتضى, :494ص, بن يحيى الزخار أحمدبن ج, , البحر اإلسالمي الكتاب ص ,4دار

284 ,المطالب األنصاري : 65 456ص,3ج, أسنىالرملي : 66 الدين شهاب بن المنهاج محمد شرح على المحتاج , نهاية ج, , الفكر دار 243ص,7بيروت67 , البهوتي يونس بن اإلرادات منصور منتهى ,شرح , ج, العلمية الكتب دار 247ص,3بيروت68 , الكاساني أحمد بن الشرائع مسعود ترتيب في الصنائع ,بدائع , ج, العلمية الكتب دار 40ص,4بيروتالصنائع الكاساني, 69 40ص,4ج,بدائعالصنائع الكاساني, 70 40ص,4ج,بدائعقدامة : 71 رقم, 206ص,8ج , المغنيابن 6579المسألة

14

Page 15: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

الحيوان بدن عصمة هو األصل أن هي اإلسالمي التشريع في العامة القاعدة. معتبرة حاجة هناك يكن لم فإذا ,وعليه72 واالبتذال اإليالم عن إليالم شرعا

الممنوعة الصور من الكثير على الفقهاء نص إيالمه,وقد يحرم الحيوانيأتي: ما , وأهمها بالحيوان األلم تلحق , ألنها والمحرمة

6 منفعة. لغير بالضرب التعذيب أوال. معتبرة مصلحة إيالمه في كان إذا بالحيوان األلم الحاق يجوز ,73شرعا

إلنسان, راجعة المنفعة كانت إذا , أو74والعالج والتأديب الترويض كمصلحةاآلتية: بالشروط وذلك المفسدة من أعظم األلم إيقاع من المتحصلة المنفعة تكون أن.1

يلحق الذي األلم مقابل في تافهة المنفعة كانت عنه,فإذا الناشئة.75إيقاعها يجوز , فال بالحيوان

اإليالم يجوز فال ألم دون المقصود تحقق األلم, فإذا ايقاع في التدرج.2 إلى عنه يعدل لم باألدنى تحصل مشروع, وإن غير بذاته األلم ,ألن

.76األعلى. األلم يكون أن.3 ., أما معتادا , وكان مألوف وال معتاد غير� كان إذا مألوفا

. . قاسيا عند الحمل عن الكشف ذلك إيقاعه, ومن يجوز فال شديدا , جائز الخارج, فهو من الكشف كان شرائها,فإن أو بيعها عند الدواب

. الكشف كان إن أما ذلك, ألن يجوز فال الفرج في اليد بإدخال داخليا. فيه . عنه المنهي الحيوان تعذيب من له, وهو المبرر إيالما .77شرعا

6 طاقته. فوق الحيوان تكليف ثانيا ما األعمال من , وتكليفه تجاوزها اليجوز محددة وقدرة معينة طاقة للحيوان. ذلك في شديدين, ألن وحرج بعنت واليطيقه,إال اليتحمله . تعذيبا له, وانتهاكا

. عنه المنهي الضرر من وحرمته, وهو لحقه ذكرها التي الصور , ومن78شرعايأتي: ما المجال هذا في الفقهاء

الرضى للمستأجر اليجوز طاقتها فوق المؤجر� فحملها دابة. رجلb استأجر لوبذلك, المزمن(, ألن المرض والزمنة)ذات المريضة البهائم إجارة جواز عدم

. اإلجارة هذه في .79طاقته فوق للحيوان تكليفا6 أذى. دفع , أو مصلحةs قتلها في كان ما إذا قتلها إحسان ثالثا

. بينا . مقصودة لمنفعة ذبحه أو الحيوان قتل جواز سابقا , األكل كمنفعة شرعا : )إن ,لقوله والذبح القتل بإحسان مقيدb كله األذى, وهذا دفع مصلحة أو

الحيوان) : الحطاب يقول 72 تعذيب عدم األصل الجليل (,إن .189ص,3ج, مواهبيلحق , , 73 . ألما كونها التعدو فالعقوبات اإلصالح أو العالج حالة في كما نفسه باإلنسان األلم إلحاق يجوز بل

. غيره , , , وزجر الجاني إلصالح . شرعا معتبر أنه إال باإلنسان74 ( : الحيوان إلى تعود لمصلحة الحيوان إلى األلم إيصال األصل أن المحيط وفي الرائق البحر في جاء

,يجوز نجيم( بن إبراهيم بن الدين الدقائق زين كنز شرح الرائق ,البحر , ج, اإلسالمي الكتاب دار ,8بيروت232

75 , السالم عبد األحكام عبدالعزيزبن 122ص,1ج,قواعد76 , السالم عبد األحكام عبدالعزيزبن 88ص,قواعد77 : عليش محمد بن أحمد بن المالك محمد العلي ج , , فتح المعرفة دار و 119ص,2بيروت,البهوتي , 78 القناع 494ص,5جكشافالمرداوي , 79 سليمان بن الخالف علي من الراجح معرفة في التراث, , اإلنصاف إحياء دار بيروت

ج, 34ص,6العربي

15

Page 16: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

~قتلة فأحسنوا قتلتم شيء, فإذا كل على اإلحسان كتب الله ذبحتم , وإذا ال�ه أحد�كم , وليحد� فأحسنواالذ~بح �ه( , وليرح� شفرت , 80ذبيحت

ألم اتباعها,لتخفيف الذابح على يجب التي األمور من جملة الفقهاء وضع وقد:81ذلك الحيوان,ومن على الذبح. . عنيفا . برجلهاجرا الحيوان اليجر أن. حادة غير كالة بسكين اليذبح أن. , الروح منها وتخرج الذبيحة تبرد حتى السلخ في اليشرع أن

. ليس القتل وإحسان كل في واجب هو بل المأكول الحيوان على مقتصرا اندفع العقور, فإذا المفترس, والكلب , كالذئب منها المؤذي حتى حيوان

فيه بما قتله فاليجوز , وعليه األلم في اإلمعان اليجوز الرفيق بالقتل أذاه. ليهلك يحبس , كأن له تعذيب . أو جوعا أن العامة ,والقاعدة82أوغيره عطشا

بدونه, حتى يتحقق المقصود أن دام إيقاع�ه,ما اليجوز ألم زيادة فيه ما كل.83مشروعة لغاية القتل أو الذبح كان وإن

6 شرعا6. معتبرة منفعة لغير حبسها كراهيه رابعا على أو عليه تعود لمنفعة الحيوان حبس جواز في العلماء بين الخالف له يحفظ والرعاية, وأن بالعناية صاحبه يتعهده أن بشرط , ولكن اإلنسان

عن القفال : ) وسئل الهيثمي حجر ابن والشراب, يقول الطعام في حق�ه , إذا بالجواز فأجاب ذلك وغير أصواتها لسماع أقفاص في الطيور حبس

84تربط( كالبهيمة إليه, ألنها تحتاج بما مالكها تعهدها

. فيه , ألن الفعل ذلك كراهة إلى ذهب البعض أن إال , يقول85للحيوان تعذيبا الطير حبس عن عنه ورضي الله حمه عقيل ابن سئل : ) وقد السفاريني

ذبحها على نقدم أن يكفينا وبطرb ثراه: سفهb الله طيب نغمتها, فقال لطيب الطيران على نياحة. هتفت ربما الحمام من الهواتف� , ألن فحسب لألكل. يعذب أن بعاقل , أفيحسن فراخها وذكر من منع ؟!, فقد بنياحته ليترنم� حيا. وسموه أصحابنا هذا 86( سفها

6 والحيوان. اإلنسان من غيرها وبين بينها التحريش حرمة خامسا هذا , ألن87بينها والتحريش الحيوانات بين اإلغراء حرمة على الفقهاء نص

. معتبرةb مصلحةb فيه ليس الفعل الحيوان تعذيب إلى يؤدي , وألنه شرعا في الفقهاء استند اإلنسان, وقد أو الحيوان على تعود فائدة غير من وإيالمه

الله رسول نهى قال عنهما الله رضي عباس ابن رواه الذي الحديث ذلك88البهائم( بين التحريش عن وسلم عليه الله صلى

أو القوم بين : التحريش: اإلغراء القاموس في : ) قال الشوكاني يقول له , يقال البهائم من الكالب عدا ما بين اإلغراء أن الحديث , وظاهر الكالب

تحديد , 80 و والقتل الذبح بإحسان األمر باب الحيوان من يؤكل وما والذبائح الصيد كتاب في مسلم رواه الشفرة.

81 : القرشي األخوة بن أحمد بن محمد بن الحسبة محمد معالم في القربة , معالم الفنون , دار كمبرج98ص, المحتاج الرملي : 82 242ص,7ج,نهاية83 : العلماء من الهندية مجموعة ج , , الفتاوى الفكر دار 288ص,5بيروتحجرالهيثمي , 84 المحتاج ابن 210ص,9ج,تحفةاإلرادات البهوتي, 85 منتهى 593ص,3ج,شرح86 , السفاريني سالم بن أحمد بن اآلداب محمد منظومة شرح في الأللباب , غذاء ج, قرطبة مؤسسة230ص,1157ص,6ج,المجموعالنووي : 8788 , في , , مسلم له وروى خالف توثيقه وفي القتات يحيى أبو فيه لكن صحيح بإسناد والترمذي داود ابو رواه

155ص,6ج,المجموع النووي, : صحيحه

16

Page 17: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

مجرد , بل فائدة بدون لها واتعاب للحيوانات إيالم أنه النهي ,ووجه تحريش89( عبث

فيه , إذ العالم دول بعض في تحدث التي الثيران مصارعة ذلك في ويدخلبتحريمه. يقطع ما بالحيوان واإلضرار األلم من

6 الحيوانات من يؤذيها ما مع جمعها أو حبسها عدم سادسااألخرى.

يمنع أن عليه يحب , وإنما إيذائها عن يمتنع أن الدواب مالك من اليكتفى لألطفال يسمح أن له اليجوز , لذلك والدواب الناس من يؤذيها ما كل عنها

. ذلك المختلفة, ومن اإليذاء بصور , وإيذائها فيها بالعبث والسفهاء أن أيضا البهائم حقوقالعز: ) األخرى, يقول الحيوانات من يؤذيها ما مع يحبسها

أو زمنت , ولو مثلها نفقة� عليها ينفق أن , وذلك اإلنسان على والحيوان ما وبين بينها , واليجمع التطيق ما اليحملها بها, وأن الينتفع بحيث مرضت.90( جرح أو نطح أو بكسر جنسها غير من أو جنسها من يؤذيها

باإليذاء ذلك , وعللوا البقر على الخيل إنزاء حرمة على الفقهاء نص وكذلك : األذرعي الشربيني: )قال الفعل, يقول ذلك جراء من بالبقر يلحق الذي

91الخيل( آلة بكبر وتضررها ,لضعفها البقر على الخيل إنزاء تحريم والظاهرتسمينها. ألجل حاجتها فوق يؤذيها, أو ما إطعامها سابعا6عدم

. الحيوان إطعام اليجوز . أوسقايته طعاما عليه تعود فائدة لغير يؤذيه شرابا. إطعامه , فاليحل اإلنسان أوعلى ما أو الخمر سقيها , أو92 حشيشة أو سما

. فيه مسكر, ألن هو ,93لها تعذيبا ألجل طاقته فوق الشرب أو األكل على الحيوان إجبار الفقهاء كره وكذلك. ذلك في , ألن 94تسمينه , 95له تعذيبا6 ولدها. وبين بينها التفريق ثامنا

. كان , إذا وولدها البهيمة بين التفريق حرمة على الفقهاء نص . صغيرا معتمدا لذبحه الصغير أخذ إذا عليها, أما متوقفة , وحياته رضاعته في أمه على

96عنه, التعذيب فيجوز, النتفاء. الفقهاء نص وقد يكن ولم األغنام لرعي استؤجر إذا الراعي أن على أيضا

معه ليرعى آخر , براع� يأتي أن الغنم رب على , يجب األوالد برعاية عرفه ذلك الدسوقي , ويعلل97أمهاتها وبين الصغار بين اليفرق , حتى الصغار

األوطار الشوكاني : 89 99ص, 8ج, نيل90 , السالم عبد األحكام عبدالعزيزبن 167ص,1ج,قواعدالمحتاج الشربيني, 91 194ص,4ج, مغنيالهيثمي , 92 حجر الكبرى ابن الفقهية 232ص,4ج,الفتاوىالمحتاج الرملي : ? 93 ,نهاية ج, الفكر 14ص,8دارالحيوان , 94 تسمين يكون أن اليجوز إذ اإلسالمي االقتصاد في األخالقية الجوانب على األدلة من وهذا

, على , والدليل المعاصر الوقت في الدول بعض به تقوم كما الوفير للربح وسيلة. صلى بتعذيبه الله ول أن. : , الخلق نماء فيها عمر ابن قال والبهائم الخيل إخصاء عن نهى وسلم عليه الله

, فيها : ) : .. عمر ابن وقول الحيوانات خصي تحريم على دليل وفيه الخصية سل اإلخصاء الشوكاني يقوللنفع , , , . جالبا كان ما كل ليس ولكن الحيوانات به تنمو مما الخصي أن إلى إشارة زيادته أي الخلق نماء

) عنه , , , , نهى بل الشارع به يأذن لم إيالم ألنه مانع ههنا الحيوان وإيالم المانع عدم من البد بل . حالال يكونالشوكاني : علي بن األوطار محمد ج, , نيل الحديث .99ص, 8دار

المرداوي , 95 سليمان بن الخالف علي من الراجح معرفة في التراث, , اإلنصاف إحياء دار بيروتج, 414ص,9العربي

96 , حجر بن علي بن محمد بن الكبائر أحمد اقتراف عن ,الزواجر , ج, الفكر دار ,391ص, 1بيروتالجليل الحطاب: ,370ص,4ج, مواهب الصنعاني, إسماعيل بن السالم محمد ,سبل ج, الحديث ص,2دار

المرتضى, :32 الزخار ابن 318ص,4ج,البحرالجليل الحطاب: 97 370ص,4ج,مواهب

17

Page 18: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

., لما األمهات رعي مع ليرعاها :) أي بقوله تعذيب من فيه المنفردا98الحيوان(

. الفقهاء ونص . ملك من أن على أيضا إضاعة. فيه إرساله,ألن عليه يحرم صيدا بفقد يموت الذي ولده ألجل الحيوان ارسال جواز الفقهاء للمال, واستثنى

. ملك : )من الزركشي إرساله, يقول الفقهاء أوجب والده, بل حرم صيدا بحبسه, أو يموت فرخ للطائر يكون , أو يحرم : أن صور في إال إرساله عليه

.99إرساله( فيجب به يذبحه ما أو يطعمه ما يجد لم6 األذى , برفع المتألم الحيوان مساعدة عن االمتناع حرمة تاسعاعنه. واأللم

. يكون أن على المسلم اإلسالم حث , وطالب الوجود مع تعامله في إيجابيا قوله وغيره, بدليل إنسان بين , الفرق اآلخرين مساعدة إلى المبادرة منه

رفع وجوب على الفقهاء نص صدقة, لذلك رطبة كبد كل في السالم عليه. كان , إذا بالحيوان يلحق الذي األلم ذلك في يكن , ولم ذلك على قادرا

يأتي: ما الفقهاء عليها نص التي الصور ومن100بنفسه, لألذى إلحاقوذلك الشديدين البرد و الحر من حمايته الحيوان مالك على يجب,

. بإلباسها . البرد و الحر يقيها لباسا بينا . ضررا يضرها ذلك كان .101إذا , , الحلب ترك كان إن تركه عليه ويحرم حلبها الدابة مالك على يجب

, , أظافره طول كان إن حلبها قبل أظافره تقليم عليه ويجب بها يضرتؤذيها بها الضرر يلحق بحيث تفاحش .102قد

6 وإهانته. ابتذاله حرمة عاشرا مخلوق فيه, وهو وتعالى تبارك الله أودعها التي روحه ألجل حرمة للحيوان صور , بكافة به االنتفاع لإلنسان يجوز ومنفعته, لذلك اإلنسان لخدمة ومذلل., كاألكل المباحة االنتفاع امتهان وغيرها, أما والركوب والشرب شرعا بها لإلنسان تتحقق أن غير من بالحيوان تلحق مفسدة فهي وابتذاله الحيوان

bمن المسلم قصد� يكون أن , واليجوز إضرار محض� الفعل� , فيغدو منفعة باآلخرين. اإلضرار محض� فعله , واليكون الحيوان فيها يمتهن التي الصور من الكثير على الفقهاء نص وقد

ذلك: اإلنسان, ومن يجنيها منفعة. االمتهان لذلكوشتمه. الحيوان لعن تحريم(1 , لإلنسان مصلحة به التتحقق الفعل هذا , ألن وشتمه الحيوان لعن اليجوز

. هذا . كونه عن فضال . فعال أن اللعان, كما وال بالطعان ليس المؤمن , ألن قبيحا , فكان واللعن الشتم اليفهم الحيوان للحيوان, ألن ترجى منفعة فيه ليس. . فعال نص العبث, لذلك اليفعل , والمؤمن عبث الغاية, فهو من مجردا

مسلم اإلمام رواه ما ذلك على ,والدليل 103الدابة لعن حرمة على الفقهاء من وامرأة أسفاره بعض في الله رسول قال: بينما حصين بن عمران عن

عليها ما خذوا فقال الله رسول ذلك فسمع فلعنتها فضجرت األنصار

98 : الدسوقي عرفة بن احمد بن الكبير محمد الشرح على الدسوقي التراث, , حاشية إحياء دار بيروتج, 23ص,4العربي

الفقهية الزركشي , 99 القواعد في 113ص,2ج,المنثور100 . , , عنه الضرر ودفع الهالك من إنقاذه وحوب عنوان تحت األول المطلب في ذلك على األمثلة أنظراألنصاري : 101 محمد بن الطالب زكريا روض شرح المطالب .456ص,3ج, أسنىاألنصاري : 102 محمد بن الطالب زكريا روض شرح المطالب 455ص,3ج, أسنىالقناع البهوتي , 103 494ص, 5ج,كشاف

18

Page 19: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

ما الناس في تمشي اآلن أراها فكأني عمران ملعونة, قال فإنها ودعوها104أحد. لها يعرض

. هذا قال : )إنما شرحه في النووي يقول سبق قد , وكان ولغيرها لها زجرا عن النهي الناقة, والمراد بإرسال فعوقبت اللعن عن غيرها ونهي نهيها

غير في وركوبها وذبحها بيعها , وأما الطريق في الناقة لتلك مصاحبته باقية , فهي هذا قبل جائزة كانت التي التصرفات من ذلك وغير مصاحبته

105كان( كما الباقي فبقي المصاحبة عن بالنهي ورد الشرع , ألن الجواز على

أو بضربه وجهه تشويه تحريم(2وسمه.

. الحاجة تدعو قد تعين وتأديبه, إذا إلصالحه الحيوان ضرب إلى أحيانا. الفعل هذا لذلك, ويكون وسيلة الضرب المصلحة� به تتحقق ما بمقدار جائزا

في الحيوان ضرب حرمة على نصوا الفقهاء أن الحيوان, إال وسم , وكذلكالله رسول : نهى قال جابر عن مسلم اإلمام روى وسمه, فقد وكذلك الوجه

106الوجه في الوسم , وعن الوجه في الضرب عن. في الحيوان وسم تحريم على دليل : )وفيه شرحه في الشوكاني يقول , ذلك فعل لمن الوارد اللعن ذلك , ويؤيد حقيقة النهي معنى , وهو وجهه

فعل من - إالاليلعن- , فإنه الباب حديث في المذكورة الرواية في كما. فمنهي الوجه في الضرب : وأما النووي , قال الوجه ضرب , وكذلك محرما

والبغال واإلبل والخيل والحمير اآلدمي من المحترم الحيوان كل في عنه ولما للحديث باإلجماع عنه فمنهي الوجه في الوسم ...وأما وغيرها والغنم تعذيبه واليجوز إليه الحاجة , وألنه لكرامته حرامb فوسمه اآلدمي , فأما ذكرنا وهو تحريمه إلى فأشار : اليجوز أصحابنا من جماعة فقال اآلدمي غير , وأما

يقتضي , واللعن فاعله لعن وسلم عليه الله صلى النبي , ألن األظهر , لكن عندنا خالف بال فجائز اآلدمي غير من الوجه غير وسم , وأما التحريم�عم في يستحب , قال عنه ,والينهى غيرها في واليستحب و والجزية الزكاة ن

107( السمةالعالمة من ... وأصله الكي أثر : الوسم اللغة أهل

المتصلة, الحيوان بأجزاء االستنجاء تحريم إلى الفقهاء بعض ذهب وقد. فيه وغيرها, ألن والشعر والوبر والصوف واألذن كالذنب . امتهانا وابتذاال

.108لهالرحيم. بالقتل والعناء األلم من إراحته عشر حادي

عن مالكه صغر,ويعجز أو هرم أو لمرض نفسه إعالة عن يعجزالحيوان قد ,أو الشديد األلم به يلحق بجرح أو بمرض يصاب عليه, وقد والنفقة رعايته

. حياته يجعل الشراب, مما أو الطعام له اليتيسر قد أمام له, فنقف عذابا ذبحه جواز على الفقهاء نص عنه, لذلك والمعاناة األلم رفع عن عاجزين ذلك

. األلم من إلراحته القرافي:) قال , يقول109الضررين ألخف والعذاب, ارتكابا أو مرضها طال إذا لحمها اليؤكل التي القاسم:الدابة ابن قال البيان صاحب

104 , , الدواب لعن عن النهي باب واآلداب والصلة البر كتاب في مسلم رواهالنووي النووي, 105 بشرح مسلم 147ص,16ج,1981,صحيح106 . فيه ووسمه وجهه في الحيوان ضرب عن النهي باب كتاب في مسلم رواهاألوطار الشوكاني : 107 99ص, 8ج,نيل138ص,2ج,المجموعالنووي : ? 108الجليل الحطاب: ? 109 236ص,3ج,مواهب

19

Page 20: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

لتحصلبقائها, من أولى فيها,ذبحها العلف أرض في السير من تعبت ,110 العذاب( من راحتها

المال,يقول إتالف عن ذبحه, للنهي جواز عدم إلى آخر فريق وذهب تعذيب عن السالم عليه لنهيه تعقر وال التذبح وهب ابن القرافي: )وقال

وال البهيمة أي قتلها يجوز : ) وال البهوتي , ويقول111( مأكلة لغير الحيوان عن نهي , وقد لها إتالف , وذبحها حية دامت ما مال , ألنها لإلراحة ذبحها.( مادام معصوم ..ألنه الصعبة باألمراض المتألم كاآلدمي المال إتالف 112حيا

, كذلك عنه منهي المال إتالف أن كما , ألنه األول القول رجحان نرى ونحن ذلك عنه, وقياس األلم رفع عن االمتناع , أو بالحيوان األلم إلحاق عن منهي , كما اإلنسان في ذلك بحرمة النص الفارق, لورود مع قياس اإلنسان على

غير , وهذا الفعل ذلك على مأجور وهو والتحمل بالصبر مكلف اإلنسان أنالقياس. يصح الحيوان, فال في متحقق

الرابع المطلبنوعه على الحفاظ في حقه

أو قتله اليجوز , لذلك نوعه بقاء في الحق للحيوان اإلسالمي الفقه أثبت اإلسالم مفاخر من وفنائه, وإن انقراضه إلى يؤدي ذلك كان إذا ذبحه

اإلسالم, وهي في كانت البشرية عرفتها طبيعية محمية أول أن العظيمة , واليروع شجرها يقطع , وال صيدها اليجوز , إذ113والمدينة المكرمة مكة

قال النبي عن عنهما الله رضي عباس بنا عن البخاري روى آمنها,فقد نهار من ساعة لي أحلت,بعدي ألحد وال قبلي ألحد تحل فلم مكة الله حرم

إال لقطتها تلتقط وال, صيدها ينفر وال,شجرها يعضد وال,خالها يختلى ال, إال فقال وقبورنا لصاغتنا اإلذخر إال عنه الله رضي العباس فقال�,لمعرف.114اإلذخر

المهددة األصناف حماية هو الطبيعية المحميات إيجاد من المقصد كان وإذا . كان , سواء وردها من لكل محمية مكة باالنقراض, فإن باالنقراض مهددا

الحيوان حقوق من حق الحيوان نوع على الحفاظ أن على يدل ال, ومما أم: يأتي ما

~ذ�ا: تعالى قال.1 �و�ل{ى }و�إ ع�ى ت ر�ض~ ف~ي س�� د� األ �ف�س~ ~ي ~ه�ا ل ~ك� ف~ي �ه�ل ث� و�ي �ح�ر� ال

{س�ل� �ه� و�الن � و�الل �ح~ب� ال اد� ي [البقرة:205 ]{ الف�س�: اآلية في الداللة وجه

البروق القرافي : 110 100ص,3ج,أنوارالبروق القرافي : 111 100ص,3ج,أنوارالقناع البهوتي , 112 494ص, 5ج, كشاف

سنه•   الكاتب: يقول 113 أحمد ناصر ) د واضعة. الطبيعية المحميات اإلسالمية الحضارة عرفت لقد ـ : رم المحميــات أول والمدينــة مكة فكانت الحيوانية، البيئة على للحفاظ التشريعات عليكم الطبيعيــة: )وحــ�

.( المائدة: دمتم ما البر صيد مه )مكة( ـ ـ البلد هذا نإ< ،96حرما صيده، ينفر وال شوكه، يعضد ال الله حر�. ذلك فكان عرفها>، لمن إال �لقطته تلتقط وال األرض، بقـاع مختلـف في الحيوانيـة بالبيئـة للعنايـة أنموذجا

وادي األميركيــة الحكومــة أعلنت عندما م،1864 العام إال المحميات هذه الغربية الحضارة تعرف لم بينما مســاحة مســاحتها تعــادل والــتي ـ األمازون غابات على التعديات ولمراقبة طبيعية، <يوسميتى> محمية

وحضــارتنا ( , حضــارتهمدوالر· مليــار بكلفــة مشروع تدشين م2002 العام البرازيل في تم ـ الغربية أوربا.( الحيوانية بالبيئة ) العناية .http://alwaei.com/topics/current/article.php?sdd=294&issue=455 أنموذجا

114 , رقم , حديث القبر في والحشيش األذخر باب الجنائز كتاب في البخاري .1349رواه

20

Page 21: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

فيها 115عملوا األرض في سعوا إذا الذين المنافقين على تعالى الله ينعى ذلك أن الحيوان,ولوال لنسل , وإهالكهم الزرع بإهالكهم الفساد, وذلك

أهل : )اختلف الطبري عليه, يقول ذمهم , ولما عنه نهاهم لما قبيح الفعل صفة من وصفه بما الله وصفه الذي المنافق هذا إهالك وجه في التأويل. منه ذلك كان بعضهم , فقال والنسل الحرث إهالك من قوم لزرع إحراقا

. المسلمين إهالكه معنى في جائز السدي...وكذلك لحمرهم...عن وعقرا في فيكون النسل يكون منها التي آباءه أو أمهاته بقتله كان يكون أن النسل

سلك من كل بها ويقول)...والمراد116( نسلهما انقطاع واألمهات اآلباء قتله يحل ,والذي بحال قتله اليحل الذي الحيوان من قتل ما كل قتل في سبيله

الله , ألن عندي كذلك ذلك ,بل حق بغير قتله إذا األحوال بعض في قتله. ذلك من يخصص لم وتعالى تبارك في قلنا عمه, وبالذي بل شيء دون شيئا.117التأويل( أهل من جماعة قال ذلك عموم إليه, مبغوض الفعل هذا أن على يدل الفساد اليحب والله تعالى وقولهبه. القيام اليجوز أن لوال الله رسول , قال قال مغفل بن عبدالله عن داود أبو روى.2

118البيهم. األسود منها , فاقتلوا بقتلها , ألمرت األمم من أمة الكالب

الخلق من جيل وإعدام األمم من أمة إفناء كره أنه : )معناه الخطابي يقول وفيه إال تعالى لله خلق من ما , ألنه باقية منه يبقى , فال كله عليه يأتي حتى وال هذا على األمر كان إذا , يقول المصلحة من , وضرب الحكمة من نوع

ما , وأبقوا البهم السود , وهي شرارهن , فاقتلوا كلهن قتلهن إلى سبيل 119الحراسة( في بهن لتنتفعوا سواها نملةb يقول الله رسول سمعت قال عنه الله رضي هريرة أبي عن.3

. قرصت الله , فأوحى فأحرقت النمل بقرية األنبياء, فأمر من نبيا : رواية تسبح, وفي األمم من أمة أهلكت نملة قرصتك أن في إليه120واحدة نملة فهال

على السالم عليه النبي ذلك عاتب تعالى الله أن الحديث في الداللة ووجه اإلبادة التجوز أنه على يدل , وهذا قرصته نملة , ألجل األمم من أمة قتل

نملة ) فهال قوله شرح في النووي اإلمام للحيوان, يقول الجماعيةواحدة(:

غيرها , وأما الجانية , ألنها قرصتك التي هي واحدة نملة عاقبت ) فهال 121( للحيوان بالنار اإلحراق يجوز فال شرعنا في , وأما جناية لها فليس التي األحكام من مجموعة على المسلمين فقهاء نص الحق ذلك على وبناء

ذلك: , ومن نوعه للحيوان تحفظ والتكاثر, حتى التوالد إناثها, ليحصل تلقيح من ذكورالحيوانات تمكين(1

من الجوزية قيم ابن اعتبره , وقد ذلك على نص نوعها, وقد اليفنىيقول: اإلنسان, حيث على للحيوان الثابتة الحقوق

115 ) العمل : ) العرب كالم في السعي ,الطبري البيان الطبري, 316ص,2ج,جامعالبيان الطبري, 116 317ص,2ج,جامعالبيان الطبري, 117 318ص, 2ج,جامعللصيد , 118 الكلب اتخاذ باب الصيد كتاب في داود أبو رواهالخطابي , 119 محمد بن حمد بن أحمد سليمان السنن أبو ,2ط, معالم العلمية , المكتبة ج,1981بيروت289ص,4

120 , ينجو حتى أسروه الذين ويخدع يقتل أن لألسير هل باب كتاب في البخاري رواهالنووي النووي,121 بشرح مسلم 239ص,14ج,صحيح

21

Page 22: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

نفقة عليها ينفق أن , وذلك اإلنسان على والحيوان البهائم حقوق) ذكورها بين يجمع وأنبها, ... الينتفع بحيث مرضت أو زمنت , ولو مثلها

122( إتيانها إبان في وإناثها

أكل عن , والنهي الخيل على الحمر إنزاء عن النهي ء الفقها علل(2 ابن تقليلها, يقول أو الخيل 123نسل انقطاع إلى يؤدي ذلك بأن لحومها

إلى ذريعة ذلك , ألن الخيل على الحمر إنزاء عن نهى : ) إنه الجوزية قيم صح إن لحومها أكل عن نهيه هذا , ومن تقليلها أو الخيل نسل قطع

عن السيوطي ويقول124تقليها( إلى ذريعة ألنه كان إنما فيه الحديث وكون الجنس اختالف ذلك الخيل: ) وعلة على الحمر إنزاء كراهية , ويقول125قلتها( منه , فيلزم الخيل جنس عن يخرج منها المتولد

الحمر أن اعلم والله المعنى يكون أن : يشبه الخطابي : )قال الشوكاني.126( منافعها وتعطلت نماؤها وانقطع عددها قل الخيل على حملت إذا

الثالث المبحث الحيوان حق حماية ضمانات

نظرية, , وتشريعات مثالية مبادىء مجرد� اإلسالم في الحيوان حقوق ليست , ورغباتهم الناس ألهواء موكولة. , ليست مستقرةb و ثابتةb حقوق هي بل

, أو عليها التعدي تمنع كثيرة بضمانات برعايتها اإلسالمي التشريع قامالضمانات. هذه أهم , نبين اآلتية المطالب , وفي بها اإلخالل

األول المطلبالخلقي. الديني الجانب

, رغبة تعالى الله ألوامر الذاتية االستجابة في المتمثل الديني الجانب يعتبر التشريع عليها يعول التي الضمانات أهم من عقابه من , ورهبة ثوابه في

المكلف تمنع التي الوسائل أقوى ألحكامه, ومن االمتثال لحسن اإلسالميعليها, التحايل أو عنها الخروج من. بينا وقد الحقوق هذه كفالة في الديني� الوازع� استثمر كيف سابقا

. انتهكت هرة, ألنها في النار� تدخل امرأةb واحترامها, فهذه حقوقها, من حقا. صان ,ألنه سقاه كلب في الجنة� دخل رجلb وذاك حقوقه,وثالثb من حقا

بوسمه الحيوان خلق تشويه الله- على رحمة من الطرد اللعن- وهو يستحق. وجهه في نمل قرية قتله على يعاتب تعالى الله أنبياء من نبي فهذا ,وأخيرا

الفقهاء التفت , وقد الضمانات هذه من أكثر ضمانة� قرصته, فأي نملة ,ألجل. ووظفوها النصوص هذه إلى . توظيفا الحيوان حقوق صيانة في جيدا

وحمايتها, الشديد~ التعذيب~ أو بالقتل~ الحيوان حقوق انتهاك� الهيثمي حجر ابن� اعتبر وقد.127الكبائر من كبيرة. به التمثيل , أو شرعية� فائدة� لغير

122 , السالم عبد األحكام عبدالعزيزبن 167ص,1ج,قواعد123 , الدمشقي كثير بن عمر بن العظيم إسماعيل القرآن ,تفسير , الفكر, دار ج, 1401بيروت 564ص,2هـ124 , الجوزية قيم العالمين إبن رب عن الموقعين 121ص,3ج, إعالموالنظائر السيوطي, 125 257ص,األشباهاألوطار الشوكاني : 126 100ص, 8ج, نيل127 : الهيثمي حجر الكبائر ابن اقتراف عن 349ص,1ج,الزواجر

22

Page 23: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

. أوردناها التي النصوص استقرأ ومن في الديني البعد مدى له يظهر سابقا النخل سقي ترك إذا المود�ع أن على الفقهاء نص الحيوان,فقد حق رعاية

. يكون فإنه تلفت حتى عنده المودعة ترك إذا , أما بذلك اليأثم لكنه لها ضامنا أروع , ومن128 الحيوان , لحرمة اإلثم وعليه ضمن مات حتى الحيوان سقي

كسب اعتبر الفقهاء بعض , أن الحيوان حق رعاية على تدل التي األمثلة. دابته فيه أجهد الذي اإلنسان التفريق في الخادمي شبهة, يقول فيه كسبا

إذ منه أخص , وقيل الحالل هو الطيب نصه: )قيل ما والحالل الطيب بين الذي الكسب بأن ومثل الطيب دون شبهة نوع فيه ما على يصدق الحالل

طاقته فوق فيه البقر� حمل الذي الزرع , أو الجماعة� ترك أو الصالة� فيه أخر.129بطيب( ليس الدابة...حالل تحميل مطلق , وكذا من أشد الدابة ظلم اعتبروا حيث ذلك من أكثر إلى المسلمين فقهاء وذهب

على اإلنسان , ألن اإلنسان ظلم bبحقه, والمطالبة~ نفسه عن الدفاع قادر ذلك, من شيء على التقدر التي الدابة , بخالف130 ظلمه من ومخاصمة~

, وظلم الذمي ظلم من أشد الدابة ظلم إذ: ) الحصكفي يقول 131( المسلم ظلم من أشد الذمي

الثاني المطلبالمنكر. عن والنهي بالمعروف األمر

الناس, وبينا على واجبات� تعتبر الحيوانات حقوق أن إلى سبق فيما انتهينا المسلمين على , وجب وقع , فإذا إيقاع�ه ,اليجوز حرامb الحيوان ظلم أن

والنهي بالمعروف باألمر ديانة. مأمور , والمسلم منكرb , ألنه ورفع�ه منع�ه�ك�ن تعالى المنكر, لقوله عن �ت �م� }و�ل م{ةb م�نك

� �د�ع�ون� أ ~ل�ى ي �ر~ إ ي �خ� ون� ال م�ر�� �أ و�ي

وف~ �م�ع�ر� ~ال �ه�و�ن� ب �ن �ر~ ع�ن~ و�ي �م�نك ~ك� ال ئ ـ� و�ل� ~ح�ون� ه�م� و�أ �م�ف�ل آل:104, ]{ ال

. منكم رأى ) من� [,ولقولهعمران �يغيره منكرا يستطع� لم فإن بيده فل النبي تولى ,وقد132اإليمان( أضعف� , وذلك فبقلبه يستطع� لم فإن فبلسانه

اإلمام روى الحيوان, فقد حقوق انتهك من على اإلنكار� بنفسه السالم عليه. الله رسول : رأى قال عباس ابن عن مسلم , الوجه موسوم� حمارا.133ذلك( فأنكر

�ه تولى وكذلك للحيوان,فقد اساءةb فيها التي األفعال إنكار� الكرام صحابت نصبوا قد قومb فإذا أيوب بن الحكم دار دخل أنه أنس عن الشيخان روى

�صبر� أن وسلم عليه الله صلى الله رسول نهى , فقال يرمونها دجاجة. ت . البهائم�

أو بفتية فمروا عمر بن عند كنت قال جبير بن سعيد عن الشيخان وروى عمر ابن , وقال عنها تفرقوا عمر بن رأوا , فلما يرمونها دجاجة. نصبوا بنفرهذا. فعل من لعن النبي إن هذا؟ فعل من

الحيوان نفقة بأن يقولون الذين الحنفية , حتى الفقهاء� اليه أشار ما وهذاbالدياني, الواجب ذلك بأداء يأمر الحيوان صاحب قضائي,فإن ال دياني واجب

128 , الجمل المصري الععجيلي منصور بن الجمل سليمان , حاشية ج, , الفكر دار 80ص,4بيروت129 , الخادمي مصطفى بن محمد بن محمود محمد , بريقة ج, العربيو التراث إحياء دار 74ص,1بيروت130 , عابدين بن أمين المختار محمد الدر على المحتار , رد , ج, العلمية الكتب دار 402ص,6بيروتالدر, 131 ج ,المختار الحصكفي المحتار رد شرحه 401ص,6معوينقص , , , 132 يزيد اإليمان وأن اإليمان من المنكر عن النهي كون بيان باب اإليمان كتاب في مسلم رواه

. واجبان المنكر عن والنهي بالمعروف األمر وأن133 ? . فيه , ووسمه وجهه في الحيوان ضرب عن النهي باب والزينة اللباس كتاب في مسلم رواه

23

Page 24: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

وسقيها, فإن علفها لزمها بهيمة ملك الهندية: )ومن الفتاوى في جاء فقد بينه فيما ديانة يؤمر أن إال بيعها على , واليجبر عليه يجبر لم ذلك عن امتنع, 134 ( المنكر عن والنهي بالمعروف األمر طريق , على تعالى الله وبين

الثالث المطلب الدولة سلطان

, باالكتفاء صيانتها , وضمانة الحيوان حقوق حماية في اإلسالم يكتف لم عن والنهي بالمعروف األمر خالل من الذاتي , والجهد الديني بالوازع

, الوسائل لهذه االستجابة في واحدة درجة على ليسوا الناس المنكر, ألن لمتابعة بالدولة المسؤولية اإلسالم أناط , لذلك الضمانات لهذه والخضوع

التي الضعيفه النفوس في وهيبة سلطان من لها , بما الحقوق هذه احترام. وإرشاداتهم المؤمنين بنصائح تنزجر خلق,ولم وال إيمان يردعها لم

تسيير في عامة والية من لها بما بالدولة اإلسالم أناطه الذي الواجب وهذاأهمها: كثيرة صور الحياة, له شؤون

6 االحتساب أوال�ه ظهر إذا بالمعروف أمرb بقوله: هي الحسبة الماوردي عرف , ونهي ترك

. 135فعل�ه ظهر إذا المنكر عن. اليجعل التعريف وهذا المنكر, عن والنهي بالمعروف األمر وبين بينها فرقا

. بينهما أن مع .136تسعة إلى نفس�ه الماوردي أوصلها كثيرة فروقا المنكر, عن والنهي بالمعروف األمر وبين بينها التفريق من البد وبالتالي

ذكرها التي الفروق عنه نشأت الذي , وهو بينهما الجوهري� الفرق� ولعل األمر, تمنح ولي من ممنوحة سلطة إلى تستند الحسبة أن , هو الماوردي

في , كما والنهي األمر مجرد� والتنفيذ, وليس واإللزام اإلجبار حق صاحبها. كان وإن المنكر, فهو عن والنهي بالمعروف األمر . واجبا اليخول إنه , إال دينيا

أن بين األخوة ابن أن ذلك على ,والدليل المحتسب , صالحيات صاحبه الرعية, أحوال في للنظر نائبه أو و اإلمام نصبه : )من هو المحتسب نعرف أن يمكن ذلك على ,وبناء137ومصالحهم( أمورهم عن والكشف بأداء األمر حق صاحبها تخول األمر ولي يمنحها بأنها: سلطة الحسبة

الممنوعات. فعل عن الوجبات, والنهي بقوله: ) أما خلدون ابن ذلك إلى أشار رسمية,كما وظيفة الحسبة أن أي

138المنكر( عن والنهي بالمعروف األمر باب من دينية وظيفة : في الحسبة

هي: ثالث بدرجات يتم الحيوان حقوق مجال في واألحتساب

واإلرشاد أ- التوجيه , المنكر عن والنهي بالمعروف األمر هو كما اإلسالم في يعتبراالحتساب

ذلك على فعلها,وبناء حصل مفسدة دفع , أو تركها تم منفعة لجلب وسيلة

134 : العلماء من الهندية مجموعة 573ص,1ج ,الفتاوى135 , الماوردي حبيب بن محمد بن الدينية علي والواليات السلطانية , 1ط,األحكام الكتب, دار بيروت

ص, 299العلميةالدينية الماوردي, 136 والواليات السلطانية 299ص,األحكام137 , القرشي األخوة بن الحسبة ا معالم في القربة .7ص , معالم138 , خلدون ابن محمد بن ,المقدمةعبدالرحمن , ص, العربي التراث إحياء دار 255بيروت

24

Page 25: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

إال اللهم وظيفةb لالحتساب يعد , لم المفسدة الواجب, وارتفعت حصل فإذا.139واإلرشاد النصح باب من كان إذا

من ,أوالمنع الواجب حصول هو احتسابه من المحتسب مقصد فإن لذلك األعلى إلى عنه يعدل لم باألدنى ذلك تحقق المفسدة, فإذا حصول

واإلرشاد, أي بالتوجيه يبدأه احتسابه يبدأ ما أول المحتسب فإن ,وبالتالي مالكي يوجه أن المحتسب فعلى القولي,وبالتالي النهي أو باألمر يكتفي أنه

:140اآلتية األمور إلى ومستخدميها الدوابكاهله. ترهق التي باألثقال طاقته, وإرهاقه فوق الحيوان تحميل عدماألحمال ظهورها , وعلى طويلة لفترات الحيوانات إيقاف عدم

واألثقال.سوقها عدم . . سوقا األثقال. تحمل وهي شديداضربها عدم . . ضربا طاقتها. أقصى الستخراج شديداالشبع�. ,بمايحقق للحيوان العلف توفير

االمتناع. أو الفعل على ب- اإلجبار , االستجابة تحصل لم واإلرشاد, إذا التوجيه مجرد عند المحتسب دور اليقف

يأمرون الذين الناس آحاد من غير وبين بينه فرق من اليجعل ذلك ألن الواجب أداء اإلجبارعلى عليه يجب المنكر, وإنما عن وينهون بالمعروف

أشار فعله,وقد ظهر الذي الممنوع ترك على اإلجبار , أو به أخل الذيذلك: , ومن هذا إلى الفقهاء

اليؤكل مما كانت , فإن بها ينتفع فلم عطبت إذا البهيمة أن(1 خ�ير مأكولة. كانت عليها, وإن اإلنفاق صاحبهاعلى أجبر لحمه

, 141عليها واإلنفاق ذبحها بين بذبحها إال إخراجه يمكن , فلم قمقم في رأسها دابة أدخلت لو(2

صاحب امتنع ...وإن ,ذبحت اقل� ذبحها في الضرر ,وكان شيء على اليجبر ماله تخليص إلى يؤدي ما فعل عن القمقم

, وأما تخليصه على صاحبه يجبر , فال له الحرمة القمقم , ألن الحيوان تعذيب من فيه تركها, لما له يحل فال الشاة صاحب

تغرم أن , وإما العذاب من لتريحها الشاة تذبح أن فيقال: إما., ويخلصها, ألن اقل كسره كان لصاحبه, إذا القمقم ضررا

كعلفها فلزمه العذاب من تخليصها او إبقائها ضرورة من ذلك , حكم� حكمه يكون أن , احتمل مأكول غير الحيوان كان , وإن

.142المأكولالفعلي. جـ- التنفيذ

حقوق من بحق أخل من يجبر أن المحتسب على أن إلى سبق فيما انتهينا وأن يحصل قد نصابه, ولكن إلى األمر , وإعادة الخلل رفع على الحيوان

مكتوف� يقف أن للمحتسب اليجوز الحالة هذه , وفي المأمور اليستجيب. , واليفعل والظلم الخلل , يرى اليدين وظيفته بحكم عليه يجب , وإنما شيئا. بنفسه التنفيذ يباشر , أن سلطة من له , وبما . أو فعال األدلة , ومن تركا على دخل أنه عنهما الله رضي عمر بن عن البخاري رواه ما ذلك على

139 , الغزالي محمد بن الدين محمد علوم , إحياء ج, الحديثةو الرشاد دار 324ص,2بيوت140 , الرتبة الشيزري 117ص,نهايةاإلرادات البهوتي, 141 منتهى 247ص,3ج,شرحقدامة : 142 رقم 165ص,5ج , المغنيابن 3986المسالة

25

Page 26: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

ابن إليها , فمشى يرميها دجاجة رابط يحيى بني من , وغالم سعيد بن يحيى عن هذا غالمكم : ازجروا فقال معه وبالغالم بها أقبل , ثم حلها حتى عمر

غيرها أو بهيمة تصبر أن نهى النبي سمعت , فإني للقتل الطير يصبر أنللقتل.

الفقهاء أشار , وقد عنها األلم ورفع الدجاجة بحل بنفسه قام عمر فابن إذا الحيوان صاحب أن على الفقهاء نص موضع, وقد من أكثر في ذلك إلى

على يجبر , كما عليه واجب , ألنه ذلك على أجبر عليها اإلنفاق من امتنع أو بيعها على أجبر عنه عجز , أو عليها اإلنفاق أبى , فإن الواجبات سائر

عليها اإلنفاق بترك يده في بقاء�ها , ألن مأكولة كانت إذا ذبحها أو إجارتهاbالحاكم , فإن األمور هذه أحد فعل أبى , فإن إزالته يجب , والظلم� ظلم الدين أداء من امتنع لو , كما عليها وينفق عليه يقترض منها, أو األصلح يفعل

�ها أبى : )ولو المرداوي , ويقول143 , أو األصلح� الحاكم� فعل عليه الواجب� رب على اإلنفاق من امتنع : لو والعشرين الثالثة القاعدة في عليه, قال اقترض ابن , وقال األصحاب من كثير , أطلقه البيع أو اإلنفاق على أجبر بهائمه

144عليه( الحاكم باع أبى : إن الزاغواني

والمادية المعنوية د-العقوبات إزالته حرام, يجب الحيوان حقوق من بحق اإلخالل أن سبق فيما انتهينا

لرفع وسيلة العقوبة تتعين فقد ممنوع,وبالتالي , والظلم ظلم ورفعه, ألنهبها. واألخذ إليها المصير من البد عندها الظلم: نوعان العقوبة وهذه. المعنوية. العقوبة أوال

حرمان فيها , وإنما بالشخص يلحق مالي أو بدني إيالمb فيها ليس التي وهي النبي أن العقوبة هذه له, ودليل التي المعنوية الحقوق من حق من اإلنسان

وجهها. في البهيمة� وسم� من لعن�. : المادية العقوبة ثانيا. فيها والجزاء العقوبة معنى يكون التي وهي الغرامة, , أو كالضرب ظاهرا

أوغيره. التصرف ببطالن الحكم أو: يأتي ما الحيوان لحق حماية الفقهاء عليها نص التي العقوبات ومن األقفاص الطيورفي حبس استدامة أن على الفقهاء بعض نص(1

, وترد فاعله عدالة يجرح وتغريدها أصواتها لسماع , والبالبل كالقماري ,وكذلك145للحيوان. تعذيب أنه الحاجات, كما من ليس شهادته, ألنه به

.146المروءة ومخالفته لتحريمه العدالة يجرح الحيوان بين واإلغراء النعي , الغير طعام إلى الغير بهيمة اضطرت إذا أنه على الفقهاء بعض نص(2

. وكان لها تقديمه من فامتنع يلحقه ضرر , دون لها تقديمه على قادرا.147 ضمانها عليه الجوع, فإن بسبب فماتت

من لحق انتقاص فيه كان , إذا العقد بطالن على الفقهاء بعض نص(3 بين فيه يفرق الذي البيع بطالن على حجر ابن نص الحيوان, وقد حقوق

القناع البهوتي , 143 494ص, 5ج, كشاف415ص, 9ج,اإلنصافالمرداوي ,144145 , المقدسي محمد بن مفلح بن , الفروعمحمد ج, الكتب عالم له, 6,576بيروت الشرعية وأنظر ,اآلداب346ص3ج

المرتضى : 146 الزخار ابن 32ص, 6ج,البحر52ص, 10ج,اإلنصافالمرداوي , 147

26

Page 27: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

. كان ولدها, إذا وبين البهيمة مستغن� غير حياته في عليها معتمدا والقصد يستغن لم :) فإن يقول الذبح, حيث بالشراء يقصد عنها,ولم

, 148البيع( نحو وبطل حرم الذبحللمسؤولية الدولة هـ- تحمل

. الغذاء , بتأمين الحيوان حق حماية عن السابقة الوسائل عجزت فإذا وأخيرا بذلك تقوم أن الدولة على يجب عنه والمعاناة األلم , ومنع له والشراب

توجد مناسبة, كأن تراها التي ورعايته, بالطريقة الحيوان بكفاية بنفسها القرشي األخوة ابن ذكر , وقد الهرمة الحيوانات أو الضالة للحيوانات مأوى وجب بهيمة ملك : ) ومن يقول حيث الحيوان لحقوق الرعاية هذه ترتيب من , واليحلب العبد في كما يضرها ما عليها , واليحمل بعلفها القيام عليه وإن, منه منعه فاليجوز للولد غذاء خلق , ألنه ولدها عن فضل ما إال لبنها لم فإن, زوجته نفقة على يجبر , كما ذلك على أجبر عليها اإلنفاق من امتنع يزال كما عليه بيع يمكن لم وإن, كراؤه أمكن إن عليه أكري مال له يكن

فكفايتها راغب فيها يرغب لم فإن, بنفقتها اإلعسار عند الزوجة عن ملكه .149( كفايتها المسلمين فعلى يكن لم فإن, المال بيت من

مع التعامل كيفية تحدد التي التشريعات بسن الدولة تقوم أن بعد كله وهذا أن المالك على يجب التي مالكه, والواجبات على حقوقه , وبيان الحيوان

الصيد فترات تحدد أن عليها يجب يملكه, كما الذي الحيوان تجاه يؤديها. بها المسموح جاهدة تسعى , وأن بالصغار والضرر األذى إلحاق من خوفا

عن والمعاناة األلم ترفع التي األدوية وتوفير البيطرة عيادات توفير إلى طبيعية. محميات� تكون معينة مناطق تخصص أن عليها يجب الحيوان, كما

األمم مع التنسيق عليها , كما باالنقراض المهددة� الحيوانات� إليها تأوياإلنساني. الصالح إلى النهاية في يعود الذي الحيوان صالح فيه لما األخرى

الحيوان حقوق حماية قانون مشروعاآلتية: المعاني وردت حيثما اآلتية للكلمات (: يكون1المادة)

. روح فيه مما اإلنسان عدا ما كل الحيوان: هو.1 . مملوك غير أو ,مملوكا: اآلتية األفعال من فعل كل : هو الشرعي المقصد.2والحيوان. لإلنسان والطعام الغذاءا

والروحية. الدينية الشعائربومتعلقاته. اإلنسان لباسجاإلنسان. صحةدله. وسيلة القتل تعين إذا الشرعي الدفاعهقيمة. له كان إذا الحيوان قيمة عن اليقل أن على اإلنسان مالودونه. أجراؤها اليمكن التي الطبية التجاربزالمعهودة. األثقال , وتحميله الحيوان ركوبحاإلبل. و الخيول بين المسابقةطوتغريدها. بمناظرالحيوانات التمتعي

148 , الهيثمي حجر الكبائر ابن اقتراف عن 391ص 1ج,الزواجر149 : القرشي األخوة بن الحسبة ا معالم في القربة .27ص , معالم

27

Page 28: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

. والعناء األلم من الحيوان إراحتهكوعالجه. الحيوان إصالحل

لمقصد إال عليها االعتداء الحياة, واليجوز في الحق للحيوان(: 3المادة)شرعي.شرعي. مقصد لغير إيالمه أو الحيوان تعذيب اليجوز(: 4المادة). كان مالكه,فإن على المملوك الحيوان نفقة(: 5المادة) عنها, أجبر عاجزا

فيه. التصرف على.عالجه نفقة الحيوان مالك على(: 6المادة) له له, واليجوز مناسب مأوى في حفظه الحيوان مالك على(: 7المادة)

لألذى. عرضة تسييبه, وجعله في إشراكه اليجوز طاقته, كما فوق الحيوان تكليف اليجوز(: 8) المادة.الخطرة األلعاب

فوق اليكلفه معاملته, وأن يحسن إن الحيوان مالك على(: 9المادة).طاقته

. مالكه كان , إذا المملوك الحيوان نفقة الدولة على(: 10المادة) عاجزافيه. التصرف على قادر نفقته, وغير عن

والتنسيق, باالنقراض المهددة الحيوانات حماية الدولة على(: 11المادة)لحمايتها. األخرى الدول مع

.مسبق بترخيص إال الصيد الصيد, واليجوز الدولة تنظم(: 12المادة). حيوان بحق ارتكب مكلف كل) ( ب يعاقب(: 13المادة) األفعال من فعال

: اآلتية.شرعي مقصد لغير قتله تعمدا.شرعي مقصد لغير به شديد ألم إلحاق تعمدبخلقه. تشويه ,أو به التمثيل تعمدج. لألذى عرضد . حيوانا وتقصيره. بإهماله برعايته مكلفا. , وكان مساعدته عن باالمتناع قتلهه بالخطر. عليها قادرا. سيبو والحفظ. الرعاية الى يحتاج حيوانا. آخر حيوان أو صبي بإغراء إيذائه في تسببز

أذى. من بالحيوان يلحقه ما على الصغير يؤدب(: 14المادة)عليها. واإلنفاق جمعها السائبة, مقابل الحيوانات الدولة تملك(: 15المادة). (:يقع16المادة) شرعي. مقصد لغير الحيوان حق من ينتقص اتفاق كل باطال الحق باسم الحيوان لحق دعوى رفع في الحق مكلف ( لكل17المادة)

العام, الشرعي

28

Page 29: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

الخاتمة آله , وعلى محمد سيدنا على والسالم العالمين, والصالة رب لله الحمد

وسلم, وصحبهوبعد:

اآلتية: باألمور نتائجه ألخص أن البحث هذا من االنتهاء بعد لي فيمكناآلتية: الحقوق للحيوان اإلسالمية الشريعة أثبتت(1

شرعي. مقصد غير من قتله يجوز الحياة, فال في الحقغذائه, كما وبين بينه الحيلولة اليجوز , إذ الغذاء في الحق

له. توفيره مالكه على يجبإلى نفعه يعود شرعي لمقصد , إال األلم منع في الحق

الحيوان. أو اإلنسانمنع على العمل نوعه, فيجب واستمرار بقائه في الحق

وفنائه. انقراضه عليها, االعتداء , ومنع له الحقوق ثبوت في كاإلنسان الحيوان(2

يقدم الحالة هذه في والتزاحم, إذ التعارض عند إال بينهما فرق واليظهر., واليجوز اإلنسان حق ذلك في وتقديمه, ألن الحيوان إيثار بحال قطعا. ومصلحته. اإلنسان لمنفعة مخلوق الحيوان , ألن للمعادلة قلبا

وتجليات أمنيات مجرد ليست اإلسالمي الفقه في الحيوان حقوق(3 من بسياج , محاطة ومقررة ثابتة حقوق هي لها, وإنما الضمان فلسفيةبها. واإلخالل هدرها كثيرة, تمنع , بوسائل والرعاية الحرمة

:التوصيات , الحيوان حقوق , ينظم اإلسالمي الفقه من مستمد تشريع صياغة(1

معه. التعامل , وطريقة منه االستفادة كيفية ويحدد بشكل الحيوان مع , والتعامل عام بشكل الرفق ثقافة إشاعة(2

خاص.

29

Page 30: حقوق الحيوان وضماناتها في الفقه الإسلامي

, مستقلة علمية شاملة, برسالة دراسة الموضوع هذا دراسة(3زواياه. كافة , من جوانبه جميع تستوفي

العلمين رب لله والحمد

30