الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

31
رد ل ا ى عل ن م ع ب ت ا ر ي غ ب ه ا مذ ل ا عة ب الأ! ر ف ب ل! أ ت( ظ حاف ل ا ذ ب ع ن م ح ر ل ا ن ب ب ج ر ى ل ب ن ح ل ا

Upload: masoodyusuf

Post on 27-Jul-2015

77 views

Category:

Documents


6 download

TRANSCRIPT

Page 1: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

األربعة المذاهب غير اتبع من على الرد

تأليف

الحنبلي رجب بن الرحمن عبد الحافظ

رحمه الحنبلي رجب بن عبدالرحمن الحافظ اإلمام قال:تعالى الله

إلى ينتسب من بعض على الناس بعض إنكار بلغني فقد المشهورين األئمة مذاهب من وغيره أحمد اإلمام مذهب

أن وزعم مسائل في مذاهبهم عن والخروج الزمان هذا فيF يكون قد فعله من وأن فعله، من على ينكر ال ذلك مجتهدا

F F أو له ظهر الذي للحق متبعا ينكر فال. آخر لمجتهد مقلدا.عليه ذلك

Page 2: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

وال التكالن وعليه المستعان وهو التوفيق، وبالله فأقول:بالله إال قوة وال حول

F دينها األمة لهذه - حفظ - تعالى الله أن ريب ال لم حفظاF مثله بحفظ األمة هذه أن وذلك األمة؛ هذه دين غير دينا قبلنا من دين كان كما دينها من دثر ما يجدد نبي بعدها ليس بعده. يأتي آخر نبي جدده نبي دين دثر كلما األنبياء، من

كل في له وأقام الدين، هذا - بحفظ - سبحانه الله فتكفل المبطلين وانتحال الغالين تحريف عنه ينفون حملة عصر

.الجاهلين وتأويل

لحافظون( له وإنا الذكر نزلنا نحن -)إنا تعالى- وقال يتمكن فلم كتابه، بحفظ- - سبحانه الله [. فتكفل9]الحجر

.منها النقص من وال ألفاظه في الزيادة من أحد

القرآن أمته - يقرئ وسلم عليه الله - صلى النبي كان وقدF متعددة؛ أحرٍفd على زمانه في لحفظه األمة على تيسيرا

والغالم الكبير، والشيخ العجوز فيهم كان حيث وتعليمهF يقرأ لم الذي والرجل والجارية . قط كتابا

سبعة يقرئهم أن له حفظهم في الرخصة لهم فطلب.وغيره كعب بن أبي حديث في ذلك ورد كما أحرٍف؛

وتفرق األقطار، في اإلسالم كلمة انتشرت لما ثم يقرأ منهم فريق كل صار المتباعدة البلدان في المسلمون

في حينئذ إليه. فاختلفوا وصل الذي الحرٍف على القرآنF القرآن حروٍف F اختالفا .كثيرا

عهد - في وسلم عليه الله - صلى النبي أصحاب فأجمع تختلف أن خشية واحد، حرٍفd على األمة جمع على عثمان

Page 3: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

كتبهم، في قبلهم األمم اختلفت كما كتابها في األمة هذه.ذلك تقتضي المصلحة أن ورأوا

هذا وكان المصاحف، من الواحد الحرٍف هذا عدا ما وحرقوا - التي عنه الله - رضي عثمان المؤمنين أمير محاسن من

.الصحابة وأعيان وحذيفة علي عليها حمده

على حزام بن حكيم بن هشام على أنكر قد عمر كان وإذا اإلنكار، أشد آية - في وسلم عليه الله - صلى النبي عهد به أخبر ما القرآن اختالٍف بسبب له حصل كعب ابن وأبي - للنبي الوحي يكتب كان من وبعض الشك، من نفسه عن

قلبه في اإليمان يرسخ لم - ممن وسلم عليه الله صلىF مات حتى ذلك بسبب ارتد - النبي عهد في كله هذا. مرتدا

بقي لو أن بعده باألمة الظن فكيف -، وسلم عليه الله صلى علماء جمهور ترك فلهذا بينهم القرآن ألفاظ في االختالٍف

عليه عثمان جمع الذي الحرٍف هذا عدا بما األمة وحكي منهم، نفر فيه ذلك. ورخص عن ونهوا المسلمين،

في به ذلك على عنهما اختالٍف مع ومالك أحمد عن رواية. فقط الصالة خارج أم وغيرها الصالة

ابن بقراءة أحد قرأ لو أنه األمة تختلف حال: فال وبكل عليه، المجتمع المصحف هذا يخالف مما ونحوها مسعود ثابت بن زيد حرٍف هو به قرأ الذي الحرٍف ذلك أن وادعى

من بالقراءة أولى أنه أو األمة، عثمان عليه جمع الذيF زيد: لكان حرٍف F ظالما F متعديا ال للعقوبة. وهذا مستحقا

. المسلمين من اثنان فيه يختلف

مع ونحوه مسعود ابن بحرٍف قرأ إذا: الخالٍف محل إنما -عثمان لمصحف المخالف مسعود ابن حرٍف أنه اعترافه

-. عنه الله رضي

في كانت - فإنها وسلم عليه الله - صلى النبي سنة وأما من وكان القرآن، يحفظ كما الصدور في تحفظ األمة

Page 4: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

كتابتها. عن ينهى من ومنهم كالمصحف يكتبها من العلماءF والضبط الحفظ في يتفاوتون الناس أن ريب وال تفاوتا

F .كثيرا

والضالل، البدع أهل من قوم الصحابة عصر بعد حدث ثم - النبي على الكذب وتعمدوا منه ليس ما الدين في أدخلوا-. وسلم عليه الله صلى

F السنة - لحفظ - تعالى الله فأقام فيها دخل ما ميزوا أقواما الضبط غاية ذلك وضبطوا والغلط، والوهم الكذب من

.الحفظ أشد وحفظوه

الكتب وانتشرت ذلك، في التصانيف العلماء صنف ثم في الناس اعتماد وعلموه. وصار الحديث في المؤلفة البخاري، الله عبد أبي اإلمامين كتابي على الصحيح الحديث

عنها الله - رضي القشيري الحجاج بن مسلم الحسين وأبي .-

F الستة الكتب بقية بعد كتابيها بعد واعتمادهم سنن خصوصا ابن كتاب ثم النسائي وكتاب عيسى أبي وجامع داود أبي

.ماجه

صحيحي بعد أخر مصنفات الصحيح في صنف وقد.الشيخين كتابي تبلغ ال لكن الشيخين،

الذي الكتاب عليهما استدرك من على العلماء أنكر ولهذا فيه ليس أنه فزعم الحفاظ بعض المستدرك. وبالغ سماه منه وقال: يصفو غيره، شرطهما. وخالفه على واحد حديث كثير صحيح منه يصفو صحيح. والتحقيق: أنه كثير حديث

وأما ونحوه، عيسى أبي شرط على شرطهما. بل غير على.فال شرطهما على

يعرٍف من لعزة لكن خفية؛ علة وله إال تركاه حديث فقل

Page 5: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

في إال منهم الواحد يتهيأ ال وكونه وينقده، كمعرفتها العلل على االعتماد إلى ذلك في األمر المتباعدة: صار األعصار

بقية إلى بعدهما ثم إليهما، والرجوع بهما والوثوق كتابيها. إليها المشار الكتب

عمن إال والضعيف الصحيح ذلك بعد أحد من يقبل ولم قليل وهم عليه، واطالعه الفن بهذا ومعرفته حذقه اشتهر

F. وأما الكتب هذه على يعملون الناس: فإنهم سائر جدا. إليها بالعزو ويكتفون إليها، المشار

الصحابة أن ريب والحرام: فال الحالل ومسائل األحكام وأما المسائل هذه من كثير في اختلفوا بعدهم ومن والتابعين

F F، اختالفا اشتهر من كل المتقدمة األعصار في وكان كثيرا المسائل، هذه في الحق أنه له ظهر بما يفتي والدين بالعلم

إنكار عن الجمهور عن منهم يشذ كان من يخل لم أنه مع.عليه العلماء

- مسائل عنه الله - رضي عباس ابن على ينكر كان كما عليه، اإلنكار من أشد أتباعه على ذلك بها. وأنكر متعددة

دخل الناس رآه إذا البصرة قدم لما جريج ابن كان حتى بتلك لشذوذه عليه الله ودعوا أيديهم رفعوا الجامع المسجد رجع أنه حتى عباس، ابن أصحاب عن تلقى التي المسائل

الناس أن مع عندهم. وهذا من يخرج أن قبل بعضها عن.والورع الدين عليهم الغالب كان حينئذ

ينصب أو علم، بغير أحدهم يتكلم أن عن يريحهم ذلك فكان والورع، الدين قل بأهل. ثم لذلك هو وليس للكالم نفسه لذلك نفسه ينصب ومن علم بغير الدين في يتكلم من وكثر

األزمان هذه في الحال استمر بأهل. فلو له هو وليس كل أن بحيث األول الصدر في عليه كان ما على المتأخرة

dنظام به الختل الحق؛ أنه له يظهر أنه يدعي بما يفتي أحد F الحالل ولصار محالة، ال الدين F. ولقال والحرام حراما حالال

أهل دين مثل ذلك بسبب ديننا ولصار يشاء، ما شاء من كل

Page 6: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

ضبط - أن - سبحانه الله حكمة قبلنا. فاقتضت من الكتابينF أئمة للناس نصب وحفظه: بأن الدين علمهم على مجتمعا

العلم مرتبة في المقصودة الغاية وبلوغهم ودرايتهم.والحديث الرأي أهل والفتوى،من باألحكام

ويرجعون عليهم، الفتاوى في يعولون كلهم الناس فصار.إليهم األحكام معرفة في

ضبط حتى قواعدهم، ويحرر مذاهبهم يضبط من الله وأقام ترد حتى وفصوله، وقواعده وأصوله منهم إمام كل مذهب

الحالل مسائل في الكالم ويضبط األحكام ذلك إلى.والحرام

جملة ومن المؤمنين، بعباده الله لطف من ذلك وكان.الدين هذا حفظ في الحسنة عوائده

متكلف أحمق كل من العجاب، الناس ذلك: لرأى ولوالdوثاب الناس على جريء برأيه معجب.

وأنه األمة هادي أنه هذا ويدعي األئمة، إمام أنه هذا فيدعي دون والتعويل إليه الناس دون الرجوع ينبغي الذي هو

.عليه الخلق

عظيم خطره الذي الباب هذا انسد ومنته الله بحمد ولكن وكان العظيمة المفاسد هذه حسمت وأن جسيم، وأمره

عوائده وجميل - لعباده - تعالى الله لطف من ذلك بلوغ يدعي من يظهر يزل فلم هذا الحميمة. ومع وعواطفه

من ألحد تقليدd غير من العلم في ويتكلم االجتهاد، درجة.انقياد وال األئمة هؤالء

ومنهم ادعاه، فيما صدقه لظهور ذلك له يسوغ من فمنهم ممن الناس سائر دعواه. وأما في وكذب قوله عليه رد من األئمة، أولئك تقليد إال يسعه فال الدرجة هذه إلى يصل لم

Page 7: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

.األمة سائر فيه دخل فيما والدخول

أقوال في الناس يحصر متكلف: كيف أحمق قال فإن أولئك غير تقليد من أو االجتهاد من ويمنع متعينين علماء

.الدين أئمة من

من - الناس عنهم الله - رضي الصحابة جمع كما: له قيل تتم ال المصلحة أن رأوا لما البلدان؛ سائر في بغيره القراءة

شتى حروٍف على يقرؤون تركوا إذا الناس وأن بذلك، إال.المهالك أعظم في وقعوا

لم لو والحرام، الحالل وفتاوى األحكام مسائل فكذلك إلى ذلك معدودين: ألدى أئمة بأقوال فيها الناس تضبط الرياسة طلبت متكلف أحمق كل يعد وأن الدين، فساد إلى ينسبها مقالة يبتدع وأن المجتهدين زمرة من نفسه يحرفه بتحريف كان فربما المتقدمين؛ من سلف من بعض

F ذلك وقع كما عليهم كانت وربما الظاهريين، بعض من كثيرا تركها على اجتمع قد سلف من بعض من زلة المقالة تلك

قدره ما غير المصلحة تقضي فال. المسلمين من جماعة األئمة هؤالء مذاهب على الناس جمع من وقضاه الله

.- أجمعين عنهم الله - رضي المشهورين

من واحد حرٍفd على الناس جمع بين قيل: الفرق فإن على جمعهم وبين القرآن أحرٍف من السبعة الحروٍف

يقال: كانت السبعة الحروٍف تلك أن أربعة، فقهاء أقوال وهذا الحرٍف، بهذا حاصل والمعنى متقارب أو واحد معناها على يتفقوا أن يجوز فإنه األربعة؛ الفقهاء قول بخالٍفF الحق ويكون شيء .عنهم خارجا

Page 8: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

لم الله وقالوا: إن العلماء، من طائفة منعه قد قيل: هذا تعضد أحاديث ذلك ضاللة. وفي على األمة هذه ليجمع يكن.ذلك

F يقع إنما تسليمه: فهذا تقدير وعلى إال عليه يطلع وال نادراF وهذا إليه، وصلوا مما أكثر إلى وصل مجتهد أو مفقود أيضا

.نادر

له ظهر ما اتباع وجوده: فرضه تقدير على المجتهد وذلك األئمة هؤالء التقليد. وتقليد غيره: ففرضه الحق. وأما من

.بعضهم وال قلدهم من وال عليهم اإلثم ريب، بال سائغ

.الخطأ على األئمة اتباع إلى يفضي قيل: فهذا فإن

يكون أن والبد الخلق، جميع الحق القول يقول قيل: الF الخطأ، لألمة يتفق المخالفين. فلم من أحد به مذموما

F كان إن هذا يقع ما وأكثر . وقوعه قل فيما واقعا

F إليها المسلمون يحتاج التي المسائل فأما يجوز فال عموما هذه في اإلسالم في بهم المقتدى األئمة أن يعتقد أن

قدح هذا فإن الخطأ؛ على فيها اجتمعوا المستطالة األعصار.منه الله أعاذها وقد األمة هذه في

طريق سلوك من الناس عموم منع نسلم قيل: نحن فإن منع نسلم ال الفساد. لكن أعظم ذلك يفضي لما االجتهاد؛

األئمة هؤالء غير المجتهدين أئمة من متبع إمام تقليد.المشهورين

غير مذاهب أن وهو ذلك من المنع علة على نبهنا قيل: قد لم ما إليهم نسب فربما تنضبط، ولم تشتهر لم هؤالء

من لمذاهبهم وليس يريدوه، لم ما عنهم فهم أو يقولوه

Page 9: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

هذه بخالٍف فيها الخلل من يقع ما على وينبه عنها يذب.المشهورة المذاهب

دون قد غيرهم إمام مذهب في تقولون قبل: فما فإن.هؤالء مذاهب حفظ كما وحفظ وضبط مذهبه

اآلن وقوعه فرض اآلن. وإن وجوده يعلم ال قيل: أوال: هذا لمن إال ذلك يجوز ال فإنه إليه، واالنتساب اتباعه جواز وسلم مذهبه. فأما عن والذب بقوله والفتيا إليه االنتساب أظهر

في وهو المشهورين األئمة بعض إلى االنتساب أظهر من ال سواه: فهذا لمذهب معتقد غيرهم إلى منتسب الباطن سيما وال والتقية، النفاق نوع من وهو البتة، ذلك له يسوغ

المشهور اإلمام ذلك بأصحاب المختصة األموال أخذ من ما أن فأوهمهم الناس، على لبس غيرها. أو أو األوقاٍف من

مذهب هو الباطن في إليه ينتسب من مذهب من به يفتيF، سائغ غير المشهور. فهذا اإلمام ذلك تلبيس وهو قطعا أئمة إلى نسب األمة. ومن علماء على وكذب األمة على

فإنه خالفه يقولون أنهم علم ما أو يقولوه، لم ما اإلسالمF صنف إن ذلك. وكذلك على العقوبة يستحق كاذب كتابا من قول من يعتقده ما فيه وذكر معين، إمام مذهب على

لو قائله. وكذلك إلى نسبته غير من الباطن في إليه ينتسب مصنف أن إال معين، بمذهب يختص ال المصنف الكتاب كان إلى الباطن وفي معين إمام مذهب إلى ينتسب الظاهر في

F إليه ينتسب من أقوال فيه غيره. فيذكر بيان غير من باطناF. فكل إليه ينتسب من لمذهب لمخالفتها إيهام هذا ظاهرا العلماء مذاهب خلط يقتضي وهو جائز، غير وتدليس

وأمر، أدهى كان االجتهاد ذلك مع ادعى واضطرابها. فإنF وأعظم F؛ وأكثر فسادا F ذلك يسوغ ال فعليه عنادا إال مطلقا

اإلجماع معرفة االجتهاد: من أدوات فيه كملت لمن يدعي المعروفة. وهذا االجتهاد شرائط وبقية واالختالٍف،

F F اطالعا سقيمها، من صحيحها ومعرفة السنة، على كثيرا

Page 10: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

عنهم المنقولة واآلثار والتابعين الصحابة مذاهب ومعرفة ويمنع الفتيا، أمر يشدد أحمد اإلمام كان ذلك. ولهذا في من وأكثر حديث ألف ومائتي حديث ألف يحفظ من منها.ذلك

كما المسائل في بالكالم يستقل دعواه: أن صحة وعالمةF كالمه يكون وال األئمة، من غيره استقل كالم من مأخوذا

F إما غيره، كالم نقل مجرد على اعتمد من غيره. فأما حكماF أو F: كان حكما يفهمه لم وربما يفهمه، أن جهده غاية ودليال

F كما االجتهاد درجة عن هذا أبعد وغيره. فما حرفه أو جيدا:قيل

بالمداد وجهك سودت *** ولو منها لست الكتابة عنك فدع

من وغيره أحمد اإلمام نهي في تقولون قيل: فما فإن أحمد: ال اإلمام وقول كالمهم، وكتابة تقليدهم عن األئمة تعلمنا. وهذا كما وتعلم وفالن، فالن كالم وال كالمي تكتب.كالمهم في موجود كثير

ينهى - كان عنه الله - رضي أحمد اإلمام أن ريب قيل: الF بها واالشتغال الفقهاء آراء عن F حفظا ودراسة، وكتابة وفهما

بعدهم من كالم دون والتابعين الصحابة آثار وبكتاب الشاذ والقول منه والمأخوذ سقيمه من ذلك صحة ومعرفة.منه المطرح

F بتعلمه واالشتغال به االهتمام يتعين مما هذا أن ريب وال أوال.غيره قبل

إليه أشار كما معرفته من النهاية وبلغ ذلك عرٍف فمنF علمه صار فقد أحمد، اإلمام ال فهذا. أحمد علم من قريبا لم من منع في الكالم إنما فيه، الكالم يتوجه وال عليه حجر

Page 11: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

هذا من فهم وال النهاية هذه إلى ارتقى وال الغاية هذه يبلغ حال هو الزمان. بل هذا أهل حال هو كما اليسير، النزر إال

إلى الوصول منهم كثير دعوى مع أزمان، منذ الناس أكثر درجة عن يرتقوا لم وأكثرهم النهايات إلى واالنتهاء الغايات

علم إلى فانظر وتحقيقه، ذلك معرفة أردت البدايات. وإذا.والسنة - بالكتاب عنه الله - رضي أحمد اإلمام

العناية شديد - كان عنه الله - رضي بالكتاب: فإنه علمه أما ترك ألصحابه: قد يقول وكان وعلومه، وفهمه بالقرآن في جمع وقد لهم الذم وجه القرآن. على فهم الناس والمنسوخ، الناسخ كتاب ذلك من الكتب، من القرآن

على محتوd وهو الكبير، التفسير وجمع والمؤخر والمقدم بأمور ذلك من أقرانه عن واختص والتابعين الصحابة كالم

كان قيل: إنه وقد وكثرته، الحفظ سعة ومنها متعددة، من صحيحه حديث. ومنها: معرفة ألف مائه ثالث يحفظ

وإليه المجروحين، من الثقات بمعرفة تارة سقيمه: وذلك.ذلك في النهاية كانت

الحديث علل معرفة في الحفاظ من كثير شاركه وإن وهذا اآلثار بعلل معرفته إلى منهم أحد يصل فلم المرفوعة،

وجزم العجب، ذلك: رأى في كالمه تأمل الموقوفة. ومن عنه الله - رضي العلم هذا في فهمه إلى وصل من قل بأنه

.-

ومعانيه، وحرامه وحالله وفهمه الحديث فقه ومنها: معرفة أقرانه: من األئمة به شهد كما بذلك أقرانه أعلم وكان

.وغيرهما عبيد، وأبي كإسحاق،

علم فيه، ومداركه مأخذه وفهم الفقه في كالمه تأمل ومن صعب ربما ذلك في كالمه واستنباطه. ولدقة فهمه قوة

على هو ممن التصانيف أهل أئمة من كثير على فهمه ضعيفة أخر مآخذ إلى الدقيقة مآخذه عن فيعدلون مذهبه، في كثير خلل ذلك بسبب ويقع مذهبه، أهل غير عن يتلقونها

Page 12: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

الطالب يحتاج محمله. وال غير على وحمله كالمه فهم.كالمه وفهم إمعان إلى إال لمذهبه

ال وكيف العجب، منه يقضي ما وعلمه فهمه من رؤي وقد فيها بعدهم ومن والتابعين للصحابة سبق مسألة يكن ولم المسألة تلك مأخذ وفهم بها علمه وأحاط علمه وقد إال كالم

كما البلدان وأئمة األمصار فقهاء عامة كالم وكذلك وفقهها،.وغيرهم والثوري، واألوزاعي، كمالك، معرفته به يحيط

فأجاب وفتاويهم، األئمة هؤالء علم عامة عليه عرض وقد الموطأ من وفتاويه مالك مسائل عليه عرضوا وجماعة عنها

وغيره. حنبل عنه ذلك نقل عنها. وقد فأجاب وغيره، الثوري، مسائل عامة عليه عرض منصور بن وإسحاق

F عنها. وكان فأجاب حنيفة أبي أصحاب كتب كتب قد أوال ناظر قد وكان ومدركهم، الفقه في مآخذهم وفهم وفهمها

.عنه وأخذ مدة وجالسه الشافعي

الشهادات - تلك عنه الله - رضي الشافعي له وشهد يتكهل. لم شاب هذا مع وأحمد ، والعلم الفقه في العظيمة فأسهل فيها، برع كلها العلوم هذه علم فهم من أن ومعلوم

تلك قياس على عنها، والجواب الحوادث معرفة عنده شيء عنه قال هنا المعروفة. ومن والمآخذ المضبوطة األصول

لوح الدنيا علم كأن مسألة عن سئل إذا أحمد ثور: كان أبو - النبي عن صحيحة سنة نعلم وال قال كما . أو عينيه بين

F، بها أحاط وقد - إال وسلم عليه الله صلى أشد وكان علماF الناس قوي. معارض يعارضها ولم صحت إذا للسنة اتباعا

F. قوي معارض عارضه وبما يصح، لم بما األخذ ترك وإما جدا بزمن عهدهم - لقرب عنهم الله - رضي السلف وكان ومن والتابعين الصحابة كالم ممارستهم وكثرة النبوة بها، يعمل لم التي الشاذة األحاديث يعرفون بعدهم

السلف. عليه مضى بما بالعمل ويكتفون ويطرحونها تبلغه لم ممن بعدهم، من يعرفه لم ما ذلك من ويعرفون

.وبعده العهد لطول الحديث كتب من إال السنن

Page 13: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

الطالب أيها لك نصيحة وعلمته: فهذه هذا فهمت إذا -؛ - تعالى الله لوجه خالصة إليك أؤديها اإلمام هذا لمذهب

.لنفسه يحب ما ألخيه يحب حتى أحدكم يؤمن ال فإنه

لم ما على اطلعت قد أنك نفسك تحدث أن إياك ثم إياك إليه يصل لم ما إلى الفهم من ووصلت اإلمام، عليه يطلع.اإلفهام أولي من بعده من على فهمه فضل ظهر الذي هذا

من إليه أشار ما فهم على مجموعة كلها همتك ولتكن.شرحه سبق الذي الوجه على والسنة الكتاب

جميع في اإلمام هذا كالم فهم في همك ذلك: ليكن بعد ثم اإليمان اإلسالم. أعني: مسائل مسائل ال العلم، مسائل

العلم وهو واآلخر، واليوم ورسله وكتبه ومالئكته بالله السنة. فإن بعلم العلماء من كثير اصطالح في المسمى

بسبب امتحن وقد العلم، هذا في غاية كان اإلمام هذا المسلمون ورضي المحنة، تلك على لله وصبر منه مسائل

إمام أنه وشهدوا قامه الذي ومقامه قاله الذي بقوله كلهم.الناس لكفر لواله وأنه السنة

إلى يحتاج كيف السنة، علم في منزلته هذه كانت فمن لمن السيما غيره، العلماء من أحد من العلم هذا تلقي

الباب، هذا عامة في بكالمه مذهبه. فليتمسك إلى ينتسب أحدثت. التي المسائل فضول من أحدث عما ويعرض

العلم عن تشغل بل حاجة؛ أحدث فيما للمسلمين وليس وتوجب المسلمين، بين والبغضاء العداوة وتوقع النافع،

عند عنه منهي هو مما الدنيا في والخصومات الجدل كثرة علم الماضين. وكذلك السلف من وغيره اإلمام هذا

فيه اإلمام هذا كان والخشية، المراقبة علم اإلحسان: وهو كان آية. لكن واإليمان اإلسالم علم في كان كما غاية

تزويق دون األعمال تحقيق العلم هذا في عليه الغالب ما دون السلف عن المأثور إال يطلق ال كان فلذلك األحوال؛

Page 14: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

- عنه الله - رضي كان ولقد. الخلف عن المتأخرون أخذتهF علومه جميع في يطلقه لم ما إطالق يرى ال بالسنة، مستندا

اإليمان علم في سيما وال األقوال من الصالح السلف عن فيه يجيب اإلسالم: فكان علم واإلحسان. وأما

إلى للحاجة كالم؛ فيها يسبق لم مما الواقعية الحوادث لهم ليس مسائل في يتكلموا أن ألصحابه نهيه ذلك. مع

F يجيب كان إمام. وإنما فيها فيه، الكالم سبق عما غالبا يولده ما حكمه. فأما ومعرفة لوقوعه بد وال يحتاج وفيما

F، إال تقع تكاد ال أو تقع ال التي المسائل من الفقهاء نادرا ويشتغل الفائدة قليل ألنه فيها؛ الكالم عن كثير ينتهي فكان الله - رضي معرفته. وكان إلى يحتاج مما منه أهم هو عما أو لقيل توسعة وال والجدال، الخصام كثرة يرى -: ال عنه

يرى واألحوال. إنما والمعارٍف العلوم من شيء في لقال معاني فهم على ويحث واآلثار، بالسنة ذلك في االكتفاء

الكالم توسعة يترك واإلكثار. ولم للقول إطالةd غير من ذلكF الله بحمد F، وال عجزا F ولكن جهال F ورعا بالسنة واكتفاء وفضال الصحابة من الصالح بالسلف واقتداءF كفاية، فيها فإن

. الهداية تحصل بهم فباالقتداء والتابعين

الصحيحة، الطريقة وسلكت النصيحة هذه قبلت أنت فإن الوقوٍف ثم والسنة، الكتاب ألفاظ همتك: حفظ فلتكن

كالم حفظ ثم وأئمتها، األمة سلف قال بما معانيها على واعرٍف األمصار، أئمة وكالم وفتاويهم، والتابعين الصحابة

على واالجتهاد ومعانيه بحروفه وضبطه أحمد اإلمام كالم في تظن فال الغاية هذه من بلغت إذا ومعرفته. وأنت فهمه

جملة من متعلم طالب أنت وإنما النهاية، بلغت أنك نفسك موجودا عرفت ما معرفتك بعد كنت المتعلمين. ولو الطلبة

F حينئذ كنت ما أحمد، اإلمام زمن في جملة من معدودا أو انتهيت قد أنك ذلك بعد نفسك حدثت فإن الطالبين

ثم رأيت. وإياك ما فبئس السلف إليه وصل ما إلى وصلت وضبط إليها المشار العلوم هذه حفظ تترك إياك: أن الخصام بكثير تشتغل ثم عليها، المعول واآلثار النصوص على األقوال بعض وترجيح والقال القيل وكثرة والجدال

Page 15: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

الحقيقة في تعرٍف وال عقلك، استحسنه مما األقوال بعض المعتبر السلف من هو وهل األقوال، لتلك القائل من

في تتكلم أن االعتدال. وإياك أهل غير من أو بأقوالهم كما السلف قاله ما بغير الله رسول حديث في أو الله كتاب فإن. أيامك وتضيع النافع العلم فيفوتك إمامك، إليه أشار عن وهو الصدور، في ضبط ما هو النافع: إنما العلم

النافع: العلم مأثور. وليس الصالح السلف عن أو الرسول إذا ممن بعدهم ومن الصحابة ذلك عن نهى وأريت؛ أرأيت

االنتساب دعوى لك يصح اهتديت. وكيف فقد بهم اقتديت وأعماله علومه ومن مصر مخالفته على وأنت اإلمام، إلى

بتلك اشتغلت كلما الله: أنك وفقك تفر. وأعلم وطريقته الحقيقة، على الله إلى الموصلة السبل وسلكت الطريقة،

أحوال في ونظرت المراقبة، ونفسها الخشية واستعملت بحسن أحوالهم في النظر بإدمان األئمة من سلف من

F وبأمره بالله ازددت العاقبة، F لنفسك وازددت علما احتقارا،F تتفرغ أن عن شاغل شغل نفسك من لك وكان وهظماF تكن المسلمين. وال لمخالفة فرق جميع على حاكما

F أوتيت قد كأنك المؤمنين، مقام إلى صلت أو يؤتوه لم علماF بنفسه الظن أساء من الله يصلوه. فرحم لم F علما وعمال

F F نفسه من وعرٍف سلف، بمن الظن وأحسن وحاال نقصاF، السلف ومن سيما وال الدين أئمة على يهجم ولم كماالF أحمد اإلمام مثل وإن. المنتسبين من إليه كان إن وخصوصا والخصام، الجدال طريقة وسلكت النصيحة أبيت أنت

وشقشقة والتفيهق التشدق من عنه نهيت ما وارتكبت والتفتيش المسلمين أئمة على الرد شغلك وصار الكالم،

F إال لنفسك تزداد ال الدين: فإنك أئمة عيوب عن وال عجباF إال الحق ومن حبا إال األرض في العلو لطلب وعن بعداF، إال الباطل من أولى وأنا أقول ال فتقول: ولم وحينئذ قربا كما مني؛ أفقه ومن مني اعلم ومن واالختبار، بالقول غيري

وقود هو من األمة هذه من يقوله الحديث. هذا في ورد وإياكم ووفقنا الفضائح، هذه من وإياكم الله النار. وأعاذنا

وأكرم الرحمين أرحم إنه وكرمه بمنه النصائح لقبول هو والتفقه العلم أن على اإلصرار إال أبيت األكرمين. فإن

Page 16: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

اتسع من وأن والجدال، عليها البحث وكثرة األقوال نقل أعلم واالستدالل بالنظر األئمة عيوب عن ونقب ذلك في

هنالك. فليس كالمه قل من وأن كذلك، يكن لم ممن أن الضالل أهل من طوائف اعتقد هنا لك: من فأقول القيل كثرة من به امتازوا لما السلف؛ من أعلم الخلف

األمر كان ولو األقوال، هذه من الله إلى براء والقيل. ونحن سلف من أعلم والرافضة المعتزلة شيوخ لكان هذا على بن الجبار كعبد المعتزلة شيوخ كالم وأئمتها. وتأمل األمة في واتساعه وجداله بحوثه وكثرة وغيره الهمداني أحمد سائر من الكالم أهل من كان من وكذلك مقاله، كثرة

الفقه وفي الكالم، سائر في المصنفون الطوائف. وكذلك أطالة مسألة كل في الكالم الطوائف: يطيلون فقهاء من

F مفرطة بتقريرها المسائل تلك في أئمتهم يتكلم ولم. جدا أئمة على فضلهم بذلك يعتقد أن يجوز فيها. هل وكالمهم وعطاء، والحسن، المسيب، بن مثل: سعيد اإلسالم،

، ومالك واألوزاعي، والليث، والثوري، والنخعي، ونحوهم. بل عبيد، وأبي وإسحاق، وأحمد، والشافعي،

بكثير. الصحابة من أكثر المقال في المتسعون التابعون الصحابة. علماء من أعلم التابعين أن مسلم يعتقد فهل

يمان - )اإليمان وسلم عليه الله - صلى النبي قول وتأمل اليمن أهل مدح في يمانية( قاله والحكمة يمان والفقه

عليهم ونسبها واإليمان، بالفقه لهم وفضلهم. فشهد طائفة نعلم والحكمة. وال واإليمان الفقه في الغاية لبلوغهم

F أقل المسلمين علماء من أقل وال اليمن، أهل من كالماF F منهم جداال F. فدل سلفا والفقه العلم أن على وخلفا

إلى المؤدي بالله العلم الشارع: هو لسان في الممدوح إليه يحتاج بما العلم مع وهما وتعظيمه، وإجالله ومحبته حبهF، اليمن أهل علماء عليه كان كما ونوهيه أوامره من قديما

وأويس، الخوالني، مسلم وأبي األشعري، موسى مثل: أبي الناس أقوال ضرب ذلك: من على زاد ما وغيرهم. دون

وزالتهم. وهو عوراتهم عن التفتيش وكثرة ببعض، بعضها في تقدح ال مما يسيرة مسائل في غلطوا األئمة أكثر أن

في ذاك انغمر ماذا. فلقد فكان وعلمهم، إمامتهم

Page 17: الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة

ونصرهم مقاصدهم وحسن صوابهم، وكثرة محاسنهمF ليس زالتهم عن للتنقيب للدين. واالنتصاب وال محمودا

،F فيها يضر ال التي المسائل فضول في سيما ال مشكورا كثرة وبيانه. وكذلك خطئهم كشف فيها ينفع وال الخطأ

الله عن وتشغل الدين في تنفع ال علوم فضول عن البحوث حب ألهلها ويوجب ذكره عن القلب وتقسي به، واالشتغال

كان وقد محمود، غير هذا فكل الخلق، على والرئاسة العلو وفي ينفع، ال علم من - يتعوذ وسلم عليه الله - صلى النبي

F الله )سلوا قال أنه عنه حديث F علما علم من وتعوذوا نافعاF(وكان العلم من )إن عنه حديث ينفع(. وفي ال - صلى جهال

الكالم، تشقيق وكثرة القول إطالة - يكره وسلم عليه الله كثيرة أحاديث عنه ذلك وفي القول؛ في التجوز ويحب بجنس البدع أهل كالم لرد التصدي ذكرها. وكذلك يطول

اإلمام العقول: يكرهه وأدلة الكالمية األقيسة من كالمهم، مهدي، وابن القطان، كيحيى الحديث أهل وأئمة أحمد،

والسنة الكتاب بنصوص عليهم الرد يرون وغيرهم. وإنماF، كان إن األمة سلف وكالم السكوت رأوا وإال موجودا

ليس: يقول األئمة من غيره أو المبارك، ابن أسلم. وكان سكت من بل األهواء، أهل على رد من عندنا السنة أهل

به جاء الذي العلم عن صد لما كراهية هذا عنهم. ذكر بمقتضاه؛ العمل - وعن وسلم عليه الله - صلى الرسول

!الله كفاه فال ذلك يكفيه لم ومن كفاية، فيه فإن

والخصومات الجدال أهل أن أعلم هاهنا: فأنا ذكرته ما وكل أشد عليه ويعترضون المناقشة أشد فيه يناقشون

االلتفات وترك اتباعه تعين الحق وضح إذا االعتراض. ولكن هاهنا ومن. وألب وجادل وخاصم وشغب فيه نازع من إلى

األئمة من سبيله سلك ومن أحمد اإلمام علم يعلم: أن هداه لمن كفاية فيه وأن وأعالها، وأجلها األمة علوم أعلمF له الله يجعل لم الحق. ومن إلى الله .نور من فماله نورا