أمسية في برية الجبل المقدس آثوس - حوار مع ناسك حول صلاة...

صالة يسوعالحوار مع ناسك حول برية الجبل المقدس آثوسأمسية في المتروبوليت إيروثيوس فالخوس

أرثوذكس تيوب منتدى الشبيبة األرثوذكسية أرثوذكس أونالينhttp://www.orthodoxtube.org/ http://vb.orthodoxonline.org/ http://web.orthodoxonline.org/

من أحد األخوة Word إف ىذا الكتاب غت متوفر لدينا بشكل مطبوع. بل قد وصل إلينا نسخةأننا غت مسؤولت عما وبتويو ىذا الكتاب، وال عن وجود أي ىفوات يف لذلك ننوه، .لكي ننشره

.الطباعة اإللكتونية

.ىنانك قراءة اؼبقدمة واؼبدخل والكتاب ينقصو، حبسب النسخة اإلقبليزية، ما يأب باللوف األضبر، ويبك

Foreword Preface Introduction

1. Silence, Speech and the Life of the monks 2. Sunset on Mt. Athos 3. Ascending to my own Tabor 4. Encounter with the Hermit 5. Discussion with the Gerondas on the Jesus Prayer

1. The Significance of the Jesus Prayer 2. The Stages of the Jesus prayer 3. Ways of the "Jesus Prayer" 4. The War of the Devil and Coping with it 5. The Advent and Withdrawal of Grace 6. The Fruits of the Jesus Prayer 7. Errors in practising the Jesus Prayer and How we Cope with

them 8. The Jesus Prayer is necessary for Clergy and Laymen who live

in the World 9. Saying the Jesus Prayer for Others

6. The Requests of the Hermit 7. Midnight in the Desert of Mt. Athos 8. Celebration of Divine Liturgy 9. Descent from my own Tabor

Epilogue Glossary

http://www.pelagia.org/htm/b01.en.a_night_in_the_desert_of_the_holy_mountain.01.htm



صمت الرهبان، كالمهم وحياتهممكاف سر، ينطق يف الصمت فيقوؿ كثتا. وىذا الصمت ىو األزلية بعينها، ألنو ” آثوس“اعببل اؼبقدس

كما أف للمبلئكة القديست قدرة عقلية أخرى، يتعذر علينا فهمها، ينقل ا أحدىم لغة الدىر اآلب. فاؼبعاشل اإلؽبية، على حد قوؿ القديس باسيليوس الكبت، ىكذا اغباؿ أيضا عند اؼببلئكة األرضيت، إذل

يف اغبياة -الذين ال جسم ؽبم-فإهنم هباىدوف مع السماوين ”. آثوس“العائشت يف اعببل اؼبقدس والصبلة، وؽبم قدرة أخرى ينقلوف ا اذل سواىم اؼبعاشل اإلؽبية اليت يعيشوف، وىذه القدرة ىي الصمت.

فهناؾ ال ”. فصح صامت“والصمت يف اعببل اؼبقدس، بنوع خاص، أفصح من أي بياف. ألنو ة للثيولوجيا )علم البلىوت( يتكلموف كثتا، وإمبا يعيشوف أسرار اهلل يف صمت، ووبيوف اػبربة السلبي

األرثوذكسية. وىم ال يسمعوف صوت اهلل ذا الصمت وحسب، بل يكتسبوف بو الفضيلة أيضا.

إف للمبتدئت طريقا سريعة المتبلؾ الفضيلة، أال وىي صمت “قاؿ القديس ظبعاف البلىوب اعبديد: ”.الشفتت، وإغماض العينت، وصم األذنت

إف ثيوفيلوس ” غتونديكوف“اؼبعروؼ باليونانية بالػ” الشيوخ“مك. نقرأ يف كتاب وصمت الرىباف يعل قل “رئيس األساقفة ذىب يوما اذل اإلسقيط فالتأـ ؾبمع اإلخوة بكامل أعضائو، وقالوا لؤلنبا بامبو:

”.بكبلمي إف دل يستفد بصميت، تعذر عليو اإلنتفاع“فرد الشيخ قائبل: ”. كلمة ما للبابا لكي يستفيد

ينبغي أف تقصد اعببل اؼبقدس ؿبموال بالرغبة يف أف ذبت من الصمت نفعا. فإف عرفت التعلم على ىذا ثػتك األشياء كلها. النحو حد

أجل. ستحدثك وجوه الرىباف الصامتة، وكهوؼ اؼبعتزلت اؼبنسحبت اذل الرباري، واألديرة اللة ة، وحىت األشياء اعبامدة. ستحكي لك ىذه كلها قصصا تارىبية كثتة، باػبشوع، وستهمس لك الطبيع

وتنقل إليك تعاليم رأئعة.

”.يف صمت“ فهذا ىو هنج اعببل اؼبقدس. إنو هبري حواره

إف “وقد وبدث أحيانا أف الرىباف يتكلموف فينفعوف، ألف حياهتم حسنة. قاؿ إيسيذوروس البيلوسي:تنفع بطبيعتها أكثر فبا ينفع الكبلـ ببل حياة )حسنة(. فإف األوذل تنفع وىي حياة )حسنة( ببل كبلـ



صارت مثاال لكل “صامتة. أما الثاشل فيزعج وىو يصرخ. لكن إذا اجتمعت اغبياة والكبلـ معا كوهنم يعيشوف عيشة قداسة. وقد أمسوا –، فإذا تكلم الرىباف نفعوا، كيفما كاف األمر ”الفلسفةللروح القدس، وأبواقا سرية للثالوث القدوس: "احملبة، والكلمة، واغبكمة". فلهم أقواؿ يتفوىوف قيثارات

”.ا، ذلك أهنم يقوموف بأعماؿ كثتة متواصلة، وينطقوف بالقوؿ إذا سئلوا

ية والقوؿ يف لغة الرب ”. أيها األنبا، قل قوال ترشدشل بو كيف أخلص“وشبة سؤاؿ نعرفو من كتب اآلباء: ىو القوؿ الفصل الصادر عن قلب اؼبعتزؿ فيها وىو وليد الروح القدس. ويقبلو السائل من أبيو الروحي

باعتباره جت النعمة اإلؽبية، يبحصو بالنطق، وىو ضروري لو، لكي وبيا.

ئل من فالقوؿ يصدر إذا عن نفس ؿببة هلل، جرحها العشق اإلؽبي. وىو يقاؿ بقدر ما يبدو على الساتعطش إليو. وكما حبلت السيدة العذراء الفائقة القداسة بكلمة اآلب من الروح القدس وولدت يسوع

اإلنساف، فعم الفرح اػبليقة كلها، كذلك اآلباء. فإهنم بسبب نقاوهتم، حبلوا بالقوؿ وىم ينقلونو -اإللو إذل اؼبتعطشت إليو، وبذلك يفرحوهنم.

تقدـ بعض اإلخوة اذل األنبا فيلكس ومعهم بعض “)الغتونديكوف(: ” افشيوخ الرىب“جاء يف كتاب العلمانيت، وتوسلوا إليو كثتا ليقوؿ ؽبم شيئا نافعا. لكن الشيخ صمت. فلما أغبوا عليو قاؿ ؽبم:

دما دل يعد شبة ؾباؿ للقوؿ. فإنو عن“قالوا: نعم أيها األنبا. قاؿ الشيخ: ” أتريدوف أف تسمعوا قوال؟“كاف اإلخوة يسألوف شيوخهم، وينفذوف ما يقولونو ؽبم، كاف اهلل يبنحهم نعمة من العلى، لكي يعرفوا كيف يتكلموف. أما اآلف فإهنم يسألوف وال يفعلوف وفقا ؼبا يسمعوف. لذلك إستد اهلل نعمة القوؿ من

فلما ”. وجب األقواؿ ليس موجود الشيوخ، فبل هبدوف ما ينطقوف بو، طاؼبا أف من كاف عليو أف يفعل دب ”.ظبع اإلخوة ىذا الكبلـ تنهدوا وقالوا: صل من أجلنا أيها األب...

يستدؿ من ىذه اغبادثة أف القوؿ إستنارة من فعل النعمة اإلؽبية. فهي تنت أناسا قديست أنقياء، وذبسد اذل أف الرىباف يعرفوف كيف هبذبوف اذل اغبياة بأقواؿ. كذلك ينطق بالقوؿ بقدر تعطش السائل باإلضافة

اػبت أصحاب القلوب امدة الباردة مذيبت ذبمدىا ولو بتوبيخ فبيز.

أقواال بسيطة، متواضعة ” إشراقات النعمة“فإف تسأؽبم ببساطة واتضاع ورغبة صادقة تسمع منهم ولكنها فبلوءة باغبكمة والنعمة.



م، فهو كلمة اهلل الصارخ اؼبدوي وىو يف الوقت عينو، الصمت العميق. وإهنم ذا ليقتدوف باؼبسيح ر كشف “فقد كاف يتكلم، لكنو كاف يصمت أيضا. فليس ربرؾ اهلل كبو اإلنساف على وجو التدقيق،

أيضا. وىكذا فإف اذباه اإلنساف إذل اهلل من جهة، وإذل ” كلمة وحسب، بل ىو إفصاح عن اؽبدوء جهة أخرى، ينبغي أف يتميز ذين العنصرين أيضا.أخيو اإلنساف من

وأنت فإذا زرت اعببل اؼبقدس بغية التعلم، تتعلم بالصمت أكثر، وبالقوؿ أقل.

عيشة اختبار، ” اغبياة“إف الرىباف سكاف الرباري يف اعببل اؼبقدس، ىذه الطيور الربية اؼبغردة يعيشوف ”. يف أواف خزفية“ين يتأؽبوف حقا، ووبيوف حياة اؼبسيح كلها ويسبحوف يف الفردوس. ىوالء ىم الذ

أعت يف أجساد مرىقة، أهنكتها الرياضة واػبدمة.

عمليا ال نظريا. فالتألو النظري يعلمو من ال يتذوؽ العلم ” تأؽبا “ىناؾ يشاىد اؼبرء ما يبكن تسميتو لك أف اإليباف ببل أعماؿ ؾبرد زبيل، واألعماؿ ىي ذ –اإلؽبي )الثيولوجيا(. إهنم وبيوف اإليباف واألعماؿ

عبادة أصناـ. وعلى أبداهنم اػبشنة ارتسمت نعمة اهلل وصورة اؼبسيح بعد أف ىجروا العادل وما يصحبو مصاؼ “من لطف منافق. قاؿ القديس نيقوذيبوس األغيورييت )أحد رىباف اعببل اؼبقدس آثوس(:

ىبالف الطبيعة واحتفظوا دبا يوافق الطبيعة فاستحقوا اؼبواىب اليت تفوؽ القديست النساؾ قد رباشواما ”.الطبيعة

يقع نظرؾ عليهم فتظن ألوؿ وىلة أهنم ناعسوف مكتئبوف ولكن مىت فاض صفاؤىم الباطت وتدفق فسرعاف ما يغمرؾ!

إذا انشقت ىذه وىم أشبو بالسدود العظيمة اليت زبزف مياىا كثتة يف حاؿ من الصفاء واؽبدوء. حىت السدود، برز ما كانت زبفيو من قوة شديدة، ألف مياىها تندفع لتغمر ما حوؽبا.

تفيض ” ينابيع عسل جارية“وإذا فتح الناسك فاه، مشلك بالطيب الذكي، فإف أفواه الرىباف القديست باؼبياه النقية )يوحناالذىيب الفم(.

أشجار باسقة تناطح “فيهم. لكنك سرعاف ما تتيقن أهنم وقد يبدو لك أف ىؤالء الرىباف ال نفع تظللك وتنعشك.” السماء، ذات أوراؽ وارفة الظبلؿ



وتظن أهنم البسو خرؽ بالية، يتعذر اإلقتاب منهم، بسبب عدـ نظافتهم اؼبطلوبة، المتناعهم عن زنابق غضة متعددة نباتات ذات شبار يانعة، ال تذبل، و “اإلغتساؿ. لكنك سرعاف ما تدرؾ اهنم

الطيوب الذكية، يغمرؾ عبتىا.

”.ألف حياهتم مستتة يف اؼبسيح“كل ىذا، ألف اؼبسيح وبيا فيهم، وىو اغبياة اغبقة.

إف كاف فيك روح اهلل، تتبت وجود حاالت ؾبتمعة معا، متناقضة يف الظاىر، عند كل راىب آثوسي تقليد اآلبائي. إهنا حاالت اؼبوت واغبياة.يقتفي خطوات اآلباء القديست ويعيش ال

فعن اؼبوت تصدر اغبياة صدورىا عن نبع. وبالتمتع باغبياة يبات اؼبوت اكثر. وبقدر ازدياد موت اؼبوت )اػبطيئة( يزداد اختيار حياة اغبياة )اؼبسيح( اؼبعاشة اذل حد حياة اؼبرء قيامة اؼبسيح وصعوده. أعت أف

غبياة تولد. وىكذا نستطيع القوؿ إف الرىباف يلبسوف اؼبوت كالرداء ينعموف باغبياة. يقوؿ اػبطيئة سبات وابعدما قاـ اؼبسيح من بت األموات، لن يبوت ثانية، ولن يكوف “الرسوؿ بولس يف رسالتو اذل أىل رومية:

(.9: 6)رومية ” للموت عليو من سلطاف

عينو ما وبدث لئلنساف القديس، أي اإلنساف الذي وكتب القديس نيكيتا إستيثاتوس يقوؿ إف ىذاإف الذي قاـ من أعماؿ مائتة، قد “صارمسيحا ألنو إذا أميت ومات حسب العادل وبيا حياة اؼبسيح:

فلن يتسلط عليو –واؼبسيح لن يبوت بعد–قاـ مع اؼبسيح. فإف كاف قد قاـ مع اؼبسيح بواسطة اؼبعرفة ش بعد باعبسد والعادل، ذلك أنو قد أميت يف أعضاء جسده ويف أمور أيضا موت اعبهالة، وال يعي

اغبياة)الدنيوية( لكن اؼبسيح وبيا فيو، دبا أنو صار بنعمة الروح القدس، غت خاضع لناموس اعبسد ”.وصارت أعضاؤه أسلحة بر، أي صارمقتبا من اهلل اآلب

ائمت معا.وإنك لتجد أيضا عند أقطاب الرىباف السكوف واغبركة ق

، كما قاؿ القديس مكسيموس اؼبعتؼ. ”يف حركة ساكنة“و” يف سكوف دائم اغبركة“فإهنم وبيوف أعت أهنم قائموف يف اؼبسيح ويتحركوف على الدواـ من أجل أف ينعموا بو بطريقة أكمل. ألف اؼبسيح ىو

ديس غريغوريوس أسقف نيصص اعبوىرة اعبزيلة الثمن ذات األبعاد الكثتة. ىذا ما يشرحو بوضوح القواألعجب من كل شيء ىو أف السكوف واغبركة متطابقاف. فإف الصاعد ال يقف على كل “بقولو:

حاؿ، وأما الواقف فبل ينحدر. أما ىنا فبالوقوؼ يصت الصعود. فبقدر ما يكوف اؼبرء ثابتا يف اػبت وغت



قى ثابتا يف اؼبسيح. ىذا ىو التعطش إذل أي أنو يب”. منتقل، يقطع مسافة أكرب يف طريق الفضيلة اؼبسيح، تعطشا ال ينتهي وىو الشبع اإلؽبي يف الوقت عينو.

إال أف ىذا ليس غريبا عند ”! وبدث رل أمر غريب. فإشل أجوع لكت أشعر بالشبع“قاؿ أحد الرىباف: لقديس يوحنا السلمي.على حد قوؿ ا” كماؿ الكاملت الذي ال يكمل“رجل اهلل. ألف ىذه اغباؿ ىي

إف حياة الرىباف ىي يف صتورة مستديبة. إهنا تصت كلمة، تصت مسيحا. والراىب ااىد وبيا كل أدوار عمر اؼبسيح ألف اؼبسيح يتجسد داخلو، يصنع عجائب، يتحمل األدل، يقـو من جديد ويستعد قوتو.

كلو، الباطت واػبارجي ويتخطى كل التمييزات، ودبا أنو يعيش يف اؼبسيح فهو يصل اذل توحيد عاؼبو ويعود اذل ارتقاء أعلى مقاـ كاف لئلنساف قبل السقوط، حيث كاف آدـ يف البدء.

يذكر القديس مكسيموس اؼبعتؼ طبسة سبييزات فشل آدـ يف زبطيها، وىي اليت يستطيع اإلنساف اآلف ، ”التمييز بت غت ـبلوؽ وـبلوؽ“ي كما يلي: النجاح يف زبطيها دبعونة آدـ اعبديد أعت اؼبسيح. وى

التمييز “، ”التمييز بت فردوس ومسكونة“، ”التمييز بت ظباء وأرض“، ”التمييز بت عقلي وحسي“ومن زبطى التمييز األخت يتقدـ اذل زبطي التمييز األوؿ أيضا وىو التمييز بت غت ”. بت ذكر وأنثى

ف قديس اهلل يقدـ ذاتو والعادل كلها بكاملو اذل اهلل، وؽبذا فإف قديسا ـبلوؽ وـبلوؽ. أعت أف اإلنسا واحدا ىو أعظم ؿبسن لئلنسانية.

،وىو شيخ ينعم -آثوس-لقد اقتبت يوما من راىب شيخ قديس من ىذا النوع، يف اعببل اؼبقدس ى كل شكليات العادل وال توجد بالشبع من رضبة اهلل اليت اليشبع منها يف ما يشبو اعبحر، وقد زبط

كلمات تفي بوصفو. فلو قلت إنو حكيم عبانبت الصواب. ولو قلت إنو ؾبنوف لقصر الوصف عن إبراز حجم جنونو الروحي سباما. وإنك ال تدري ما يبكن وصفو بو، كونو قد أفلت من أشكاؿ العادل

اإلؽبية، وىو يف الواقع متقد قد أحاطتو النار ومظاىره، ومضى قدما يف أعماؽ األبدية! إنو يلحس النار من كل كانت. إنو يشتعل اآلف، بالشعلة غت اؼبخلوقة.

إذا ربدثت معو ظننت أنو سيتقد ووبتؽ كليا وخلت أنو سيغادرؾ جبسده كما حدث إليليا النيب يـو غادر األرض بالعربة النارية!



فيما ىو يباركهم انفرد عنهم وأصعد “ذل السماء كما صعد الرب، وتظن ساعة احملادثة معو أنو سيصعد ا (.15: 42)لو” اذل السماء

ولكن ما يبدو لك أنو سيحدث، ال يتم. ويبدد ظنك حدث آخر ىو شعور اػبشوع واإلنسجاـ إباف على ربدثو إليك يف قضايا روحية وىذا اػبشوع أشبو بتلك الدىشة اليت اعتت تبلميذ السيد اؼبسيح

ظللتهم سحابة نتة، وصوت من السحابة يقوؿ: ىذا ىو إبت اغببيب الذي بو “جبل ثابور حت (.6 – 1: 51)مىت” سررت. لو اظبعوا. وؼبا ظبع التبلميذ سقطوا على وجوىهم وخافوا جدا

يف وأثناء حديثك معو ينزؿ الروح القدس ووبيط بك، ويهيمن عليك، فيعتيك خوؼ. إال أنك ترغب البقاء. وفيما يلقي الناسك القديس عليك كلماتو البسيطة الكافية، البلزمة، تتذكر اؼبسيح يـو كاف وبدث تبلميذه من اعببل أو من البحر. ويف اغبق إف الناسك القديس وبدئك من جبل الثاوريا )الرؤيا(

ا الذي ىو أنت!ومن حبر األبدية، بعيدا عن أمور البشر السطحية، وبعيدا أيضا عن ىذ

إقتبت يوما من ىذا الشيخ، وكنت أعلم أنو الىوب حقيقي. ودل يكن لديو معلومات عن اهلل. لكنو كاف قاؿ القديس غريغوريوس أسقف ”. وىي معرفة غت مدركة عند اعبمهور الغفت“على معرفة باهلل

ئا، ويف اغبق إدراكو صعب، وصبهور الثاولوجيا )العلم باهلل( جبل صاعد صعودا عاموديا مفاج“نيصص: ”.الشعب يكاد أف يصل اذل سفح ىذا اعببل فقط

إف موسى النيب ىو وحده يصعد اذل جبل الرؤية فيصت معاينا اهلل، وقد عرفت أف ىذا الشيخ ىو موسى معاين اهلل.

وبينو؟ وما ىو القاسم شعرت ألوؿ وىلة بارتباؾ. فبماذا يستطيع اؼبرء أف يناقش؟ وأي اتفاؽ كاف بيت اؼبشتؾ بيننا؟ كبن يف الرحلة األوذل للفلسفة العملية. أما ىو، فقد انتقل من اؼبشاىدة الطبيعية اذل الثاولوجيا السرية، وىي اؼبعرفة اليت ال تنتسى. كبن تكتفنا األىواء أما ىو فعرش ذىيب للملك. وكبن

اعبحيم أماىو فإنو الفردوس!

لقد كاف “ثناء احملادثة من مقامو الرفيع ورفعت اذل مقاـ أرفع. فقد أخلى ذاتو وأغناشللكن الناسك نزؿ أوىذا وبدث دائما، فإف الوحدة تتطلب خروج اإلثنت، كما وبصل يف ” غنيا فافتقر لكي أغتت بفقره

القديس ، ونبا الصفة اؼبميزة للعشق اإلؽبي. يقوؿ ”خروج اهلل وخروج اإلنساف“اإلتصاؿ باهلل:



عشقا تارة وحبا طورا، وحينا آخر معشوقا ” اإلؽبي“إف البلىوتيت يسموف“مكسيموس اؼبعتؼ: وؿببوبا. وؽبذا يتحرؾ كعشق وحب من جهة، وكمعشوؽ وؿببوب من جهة أخرى، فيحرؾ كبو ذاتو كل

ب ألنو ال يتؾ العشاؽ إف العشق اإلؽبي جذا“ويقوؿ أيضا ”. من يستطيع أف يتقبل العشق واحملبة ”.ملكا لذواهتم، بل ملك اؼبعشوقت

إف العشق اإلؽبي قادر “ويضيف القديس مكسيموس يف شرحو قوال لديونيسيوس األريوباغي فيقوؿ: على جذب اؼبرء من موقعو ألنو ال يتؾ العشاؽ ملكا لذواهتم، بل ؼبعشوقيهم. ويؤكد ىذا األمر أولئك

قاما بعنايتهم دبن ىم أقل منهم، ويظهره اؼبتوافقوف، بالتابط فيما بينهم، ويربزه الذين صاروا أرفع م ”.اؼبتخلفوف يف الدركات السفلى، بعودهتم كبو األولت، عودة أشد ارتباطا باإلؽبي

لقد حفظت كل شيء، ليس يف ذاكرب وحسب، بل يف أعماؽ قليب أيضا. وىا أنا أروي لكم كيف الشيخ القديس، واغبديث الذي دار بيننا.قابلت



األصيل في الجبل عندمالت الشمس إذل الغروب. أما ساعات الصباح يف اعببل اؼبقدس، فهي عامرة بالطيوب، يكتنفها البهاء

اد لك أيها اؼبظهر “الساحر، وتتبدد ظلمة الليل، فيما الرىباف يرمبوف يف قاعات أديرهتم اؼبقدسة، فكأهنم يطردوف الدجى بأصواهتم الرخيمة وىي ترتل هلل سبحا، وبدقات نواقيسهم ذات ” نور....ال

األغباف العذبة، وبتوسبلهتم اغبارة يقرعوف ا أبواب اؼبلكوت بقدر ما ؽبم من مواىب.

أما الليل وساعات ما بعد الظهتة يف اعببل اؼبقدس مفعمة أيضا باؽبدوء والصفاء. فلقد مر يـو صراع. فآف لو أف يرخي سدولو، وفيو ىبفي الراىب الكثت من جهاداتو، والغزير من دموعو، والعديد من رياضاتو. والشمس آخذة يف اؽببوط لتتوارى. لكن الشمس القائمة يف أفئدة اؼبتقشفت ااىدين لن

ذلء بالنور وال تعكره سحب تنطفىء. ويف قلب كل منهم، القلب الكلي النقاوة، هنارمقيم ال يزوؿ، متؤل األىواء.

، مليء بالروعة واعبماؿ والعذوبة، ”بالسحر“فيا لو من أصيل مدىش يف اعببل اؼبقدس. أصيل عامر أصيل يلفو الصمت.

***

بعد اؼبساء ىبرج بعض ااىدين حبركات بطيئة ووجو مطرؽ اذل األرض، من القاعات العامة يف األديرة صغتة يف بيوهتم، اذل الطبيعة، طلبا لراحة قصتة، فيجلسوف على مقاعد حجرية ويبعنوف ومن الكنائس ال

يف الصبلة ذاكرين اسم اؼبسيح الكلي اغببلوة. وإهنم لتيدوف ويصروف أف يسطروه على صفحات قلوم صخب بأحرؼ صبلة من ذىب. ذبذبت ساعات الصفاء ىذه إليها جذبا. حيث هتدأ الطبيعة إال من

البحر يسمع أحيانا وىو يداعب الصخور، وحيث تلوف الشمس وجو السماء بعديد األلواف.

للطبيعة يف اعببل اؼبقدس نعمة أخرى. فإهنا موقع إشراؽ للصبلة والقداسة. أجل، إف النعمة غت اؼبخلوقة يقة. ولن ذبد ىناؾ شيئا تعرب من النفس اذل اعبسد ب سبتد اذل الطبيعة، غت العاقلة، واذل كل اػبل

متوحشا، أو إنك على األقل ال تراه كأنو وحشي ألف كل األشياء فيو ىادئة. فاعببل اؼبقدس يظل طواؿ الليل وأثناء النهار مشتعبل بالصبلة. والطبيعة ذاهتا هتذا أصوات الرىباف العذبة الشجية، وأغباف

النواقيس اغبلوة، وكذلك الطاعة.



ىا ىناؾ اؼبياه تتدفق باغبسن، واؽبواء شديد اإلعتداؿ، والندى الرطب “نيوس البلغاري: قاؿ أفجاينعشنا، أحراج وارفة، وظبلؿ يف كل مكاف، وأعشاب خضراء يانعة تبهج النظر، ونبات من كل األنواع،

لبعض وأشجار زيتوف وكرـو عنب، واآلس والغار والروباف، وأصمت عن أغراس أخرى، بعضها لؤلكل واة اآلخر ؼبتعة النظر وكلها من أرض خصبة، ورفوؼ من الطيور اؼبغردة الصداحة، بينها البلبل والورواروالقرب

”تتبارى وىي عابرة ىنا وىناؾ وأصوات الفتياف من ؿبيب اؼبوسيقى الذين يتعلموف ىناؾ بتصريح خاص.

***

قدس حبلوة وصباال من نوع آخر. وقد يكوف سبب ىذا ال ذبذبت الطبيعة كثتا، غت أف لطبيعة اعببل اؼبأف اؼبرء يشاىد الطبيعة ىنا من خبلؿ رؤيتو للرىباف اؼبتأؽبت فيستنت، أو ألنو ال يبصرىا بالعت أو بالعقل وإمبا بالقلب اؼبتألو. والقلب يعرؼ أف وبب ويقدر. وقد يساعد اؽبدوء على ىذا، ألف العيش، على حد

غريغوريوس باالماس، إذا ذبرد من اإلنكباب على اإلىتمامات الدنيوية، إبتغاء الرجاء يف قوؿ القديس ”.اهلل، حفز النفس بطريقة طبيعية اذل فهم خبلئق اهلل



الصعود الى ثابور... جبلي..كانت ساعة األصيل. وبينما الشمس يف طريقها اذل اؼبغيب كنت أشق دريب صعودا إذل فوؽ، لكي

النور فيبلقيت غروب الشمس وأنا أصعد على درب ضيقة يصعب اؼبرور عليها. وكنت متجها أشرؽ ب كبو الشرؽ!

وكبن بإيباننا الضئيل نستصعب صعودا كهذا، فيما يفرح بو اؼبؤمنت الذين جعلوا قرارىم البطورل فعبل، فأنكروا العادل، بكل ما فيو من مغريات وافراح، وأحبوا التنسك.

طاؼبا أف “صاعدا اذل اعبانب الشمارل من اعببل اؼبقدس، وأردت تطبيق قوؿ يوحنا الذىيب الفم كنت عشقك اليزاؿ حارا، فاذبو صوب اؼببلئكة وزده حرارة، فإف الكبلـ الذي لدينا يعجز عن إيقادؾ كما

”.تشعلك رؤية األمور اغباصلة

حادة مسننة، كأهنا تشق عناف السماء كما تشقها أيضا ترتفع اذل اليمت واليسار صخور مشاء، رؤوسها حياة ساكت اعببل وترانيمهم.

وكنت أست حاشل الرأس، والدعاء على شفيت ويف قليب وعقلي. فبمثل ىذه الطريقة ينبغي على اؼبرء أف يزور اعببل اؼبقدس وأف تكوف مشاعره مشاعر اغباج البسيط.

على مسافة قصتة من الدرب بيوتا صغتة، ىي قبلرل الرىباف اآلباء وإنك لتشهد داخل الصخورالنساؾ اؼبعتزلت. ترى إحداىا داخل كهف، وأخرى بارزة قليبل، زباؿ وأنت تتأملها أهنا موشكة على السقوط يف البحر. يف ىذه الكهوؼ الصغتة، يعيش النحل الروحي الذي يصنع عسل اؽبدوء الكلي

اغببلوة.

ذكرت التنيمة اليت نظمها القديس نيقوذيبوس لئلشادة برىباف اعببل اؼبقدس.فأخذت أرتلها:ولقد ت

أيتها اػبلية اليت صبعها اهلل يف جحوراعببل وكهوفو،

تصنع عسل اؽبدوء الكلي العذوبة، كأنو يف قفت عقلي.

ليا. ىناؾ اؼبشهد أشد إثارة وذبد مثل ىذه القبلرل يف اعبانب اعبنويب من اعببل يف ما يسمونو بالكارو ىناؾ الصخور ذات السطح األضبر اليت يظن الناظر “وروعة. يقوؿ الرساـ اؼبعروؼ فوب كوندوغلو:



إليها أهنا مطلية بالصدأ، وقد امتد فوقها عدد ضخم من البيوت حىت أعاليها، وبعضها كهوؼ سدوا خر موقع بارز من الصخر ظبح ألحد النساؾ مداخلها جبدراف، تاركت ؽبا بابا صغتا. ويف مكاف آ

اازفت أف يبت عليو كنيسة صغتة ذات قبة، مع قبلية أو قبليتت وحديقة صغتة ضبل ؽبا تراا من مكاف آخر. وىي تطل عليك بباقة من الورود يف شجتات ـبضرة تضفي على اؼبوقع شكبل باعثا على

جت بو كل ىذه اؼبآوي اػبفية فيدعو اؼبرء اذل تشبيهها بأعشاش الدىشة. أما اللوف الظاىر الذي نس حجل البحر.

ويتصل النساؾ فيما بينهم، بواسطة دروب صغتة، ال تتسع إال لشخص واحد، خطر اإلنزالؽ فيها شديد، وال يبكن تبينها من ناحية البحر. ووبتاج من يرغب يف تسلقها اذل ازباذ قرار جريء ويف غاية

اػبطورة. وىناؾ العديد من النساؾ قبع كل واحد منهم يف مسكنو الضيق ال يرضى عن يديبل، ودل يتخط عتبة داره الضيقة طواؿ سنت. لذلك ذبد مقابر يف مناسك أوسع من ىذه ومراقد داخل الكهوؼ حيث

ربفظ عظاـ اإلخوة، وعلى رأس كل صبجمة حفر إسم صاحبها وتاريخ رقاده.

ىذه اغبجبلف الروحية، ضبائم السماء، قد انبثت يبينا ومشاال وىي تعيش اهلل، وسبضي صعدا، حىت إف ”.السماء الثالثة

***

ىذا اؼبشهد يراه أيضا من يصعد على الدرب الضيق، يف اعبانب الشمارل للجبل. وىو الذي سرت فيو عنيفا، إذ وبس اؼبرء فيو بنعمة اهلل تنعشو وتنشطو، صاعدا يف ذلك األصيل. وإنو ليهز الكياف ىزا

ه الذاكرة واألحرى أف يقاؿ إهنا تلذعو بنارىا، وىي أشبو بعليقة موسى اؼبلتهبة. لكنها غت ؿبتقة. وسبددبشاىد من حياة آباء سابقت، مروا من ذلك اؼبكاف، وىم يرقدوف دوء وسكوف، يف انتظار صوت

ء اػبنت الذي يتقدـ كل منهم إليو كعروس. ويف اغبق، إف ىذا اؼبشهد ليقطع القلب رئيس اؼببلئكة وؾبيعن العادل بكل حسناتو. فلقد جاىد ىؤالء اآلباء طواؿ اغبياة، من أجل اغبصوؿ على السبلـ، فنالوه

” نائمدل يبت وإمبا ىو “ونعموا بو، وىم اآلف يستوبوف يف أحضاف إبراىيم. وإف صوت اؼبسيح اؼبنادي: ليدوي ويسمع صداه بقوة يف تلك األماكن النائية...

***



ويف صعودي كانت أفكاري ومشاعري مغايرة. فاؽبدوء ناموس اؼبنطقة، لكنك تسمع ىنا وىنالك بعض إف آثوس “العصافت اؼبتوحشة، تصرخ ؿبلقة، أو تنتهي إليك أنغاـ ببلبل مغردة قاؿ القديس نيقوذيبوس:

وكانت تسمع بت حت وآخر طرقة قوية. وحثثت الست اذل أف ”. يد من الببلبل الصاغبةيغذي العد وصلت اذل بيت صغت حيث رأيت ناسكا بدا رل ىادئا، وىو هبهد نفسو ليحطم صخرة كبتة.

)إفلوغيتو غتوندا(.” بارؾ أيها الشيخ “قلت لو:

فأجاب: الرب... )كتيوس... (.

.. اؼبعتادة يف اعببل اؼبقدس. فإذا سألتهم بركة أجابوا: الرب... )أي ليباركك الرب(، ىذه ىي التحية..ألهنم يعرفوف أنبية اؼبسيح للحياة الروحية ويدركوف عجزىم. ولكنهم يكرروف اسم الرب، موضع شوقهم

يبهجو وحنينهم، بصورة مستمرة، طاؼبا أهنم يعيشوف حضوره. فهو ماكث وقائم معهم، وبلي القلب و بتعزية الروح القدس.

؟”ماذا تعمل ىناؾ أيها الشيخ“قلت للشيخ:

فأجاب: ىا إشل يا بت أحاوؿ ربطيم ىذه الصخرة لكي أبت بركة صغتة أصبع فيها ماء مطر لكي أشرب قليبل، فإشل عانيت يف العاـ اؼباضي من العطش كثتا.

يتأتى لك من دوف العدة اؼبناسبة؟قلت: ولكن ىذا عمل شديد الصعوبة مرىق، فكيف

قاؿ: ماذا أفعل؟ طاؼبا أف اعبسد وبتاج اذل اؼباء. إف اهلل يساعدشل. هبب أال مبلك شيئا ىنا يف الربية. ولكن القليل من اؼباء ضروري. أدخل اذل القبلية لكي تباركها لنا!

لطخ بالدنس أبارؾ المطهر؟؟ وىل أنا اؼب”أأنا أبارؾ قبلية اؼببارؾ“فكرت يف داخلي:

***

دخلت باحتاـ عميق اذل القبلية. وإنك تدخل اذل قبلية ناسك بورع، كأهنا مكاف سر. كانت القبلية غت مكنسة وينقصها التتيب. ولكن ىذه تفاصيل دقيقة يف اعباىد الروحي. فأين الوقت ؼبثل ىذه

األشغاؿ؟



ء وقطعة من راحة اغبلقـو إظهارا للمودة. وإنك لتحس إحساسا حقيقيا أحضر رل الشيخ قليبل من اؼبايف الربية باغبب الصادؽ الربيء ال غش فيو. ففي الطبق الصغت، ومع القليل من اؼباء وقطعة اغبلوى

الصغتة شبة قلب الراىب بكاملو. ألنو يقدـ لك كل ما لديو.

قاؿ: أأنت قادـ من العادل؟

قلت: أجل.

ؿ: كيف حاؿ العادل؟قا

ىذا ىو السؤاؿ الذي تسمعو عادة يف اعببل اؼبقدس. لكنو ىذه اؼبرة ذو مغزى عظيم، ألف الراىب السائل قد ىجر العادل منذ طبست عاما من دوف أف يعود إليو! والناسك يعلم أيضا معت العادل. إنو

الشيطاف آدـ بالكائنات؟ وكم منا من ال خليقة اهلل ويصت يف الوقت عينو خدعة الشرير. أفلم ىبدع يصاب دبثلو؟

قلت: العادل أيها الشيخ نأى كثتا عن اهلل. إنو ال يذكر اهلل أبدا وال يعيش كما يليق بو تعاذل. فقد أقػفرت الكنائس من العابدين وامتؤلت بؤر الشيطاف. لقد ىجر العادل اآلباء الروحت، فغصت

لنفسية باؼبرضى. العادل تقلقو أشغالو، واهنماكاتو منحصرة يف األمور الدنيوية مستشفيات األمراض اوحدىا. اليـو عندنا إنتخابات، وغدا تسقط اغبكومة وبعد غد تعقد مؤسبرات، اخل.. ال يقرأ سوى

ف اعبرائد اليومية، أما الكتاب اؼبقدس فيجهلونو. وىم يقضوف الساعات الطواؿ يف مشاىدة أفبلـ الشيطا اليت زبدرىم، وال يشاىدوف حياة القديست...

ياللعادل اؼبعذب الشقي. إف الشيطاف وبكمو، وىو يأتيو كل يـو حباالت “قاؿ الناسك القديس: وحوادث لكي يسلبو اإلىتماـ بتذكر يسوع، فيكف عن رؤية ذاتو وجراحو الباطنية، ويكوف اآلخروف

رب ينشىء الصراع الباطت الذي ذكرسبوه. إف آدـ قد أخطأ موضع اىتمامو، من دوف نفسو. ىذا اؽبفتوارى، وىرب من أماـ اهلل فتوالت عليو النوائب بعد ذلك. وىذا ما يفعلو البشر. إشل أصلي طويبل من

، وأقضي الليل كلو مصليا، لكي ”ياريب يسوع اؼبسيح إرضبت وارحم عاؼبك“أجل خبلص كل العادل: ىي رسالتنا يف ىذا العصر اؼبضطرب. وقد ألقيت علينا القرعة، لنكوف شهود... يرأؼ اهلل بو. ىذه



لقد قاؿ رل ذلك الناسك أشياء كثتة. وزائر اعببل اؼبقدس يسمع يف كل خطوة مثل ىذه األقواؿ اغبكيمة.

لقبلية ىي شكرتو والتمست دعاءه، وسبنيت أف يذكرشل يف صلواتو.وخرجت من قبليتو مفكرا. وىذه ا اآلف قربه. لكنو سيقـو من ىناؾ اذل اغبياة اغبقة.



المقابلة مع رجل البريةتابعت مستب كبو األعارل، قاصدا جبل ذبل، فوصلت بعد قليل، لكن جبهد كبت، اذل البيت الذي أرـو

زيارتو. ووقفت برىة ألنشف عرقي.

عتزؿ يف الربية ليست خدرا للسر وحسب، بل ىي أيضا وجالت يف ذىت فكرة، ىي أف قبلية الناسك اؼبخدر ظباوي. والساكن فيها ىناؾ، الشاغل ذاتو باؽبدوء والصبلة، ىو رسوؿ للمسيح. ىذا ما يقولو القديس غريغوريوس باالماس يف عظة لو ألقاىا يف مدينة سالونيك، وقد انتهز فرصة الكبلـ عند ذكر

عم عليو برؤية السيد اؼبسيح القائم من اؼبوت يـو ظهوره للتبلميذ يف أحد حاؿ الرسوؿ توما الذي دل ينػ ورجل اهلل القديس يقدـ ”. رأى الرب“القيامة، لغيابو. لكنو بعد شبانية أياـ فيما كاف مع زمبلئو التبلميذ

ئك فليفتش باجتهاد، بعد القداس اإلؽبي يـو األحد، عن شخص مقتد بأول“النصح للمؤمن قائبل الرسل يقيم منعزال مغلقا على نفسو مدة طويلة يقضيها مشتعل الشوؽ اذل اؼبسيح بالصبلة والتنيم يف ىدوء وبتناوؿ طعاـ مناسب. ومىت وجده فليدخل اذل بيتو الصغت بإيباف، كأنو داخل اذل خدر ظباوي،

الساكن فيو، وليقم عنده ما وبوي يف داخلو قوة التقديس، أي قوة الروح القدس. وليجلس اذل جانب استطاع وليتحدث معو عن اهلل واألموراإلؽبية، سائبل ومتعلما باتضاع، وملتمسا اؼبعونة بالدعاء. فمن ينسج على ىذا اؼبنواؿ يأت اؼبسيح إليو بصورة غت مرئية، ويهبو سبلما داخل نفسو ويدفعو اذل التقدـ

” و مع اؼبختارين، يف زمن ملكوت السماوات...باإليباف ويبنحو أيضا دعمو ويرتب

***

اقتبت من تلك القبلية عمبل بوصية القديس، معتربا إياىا اػبدر السماوي. وقد تولد يف داخلي شعور بأف ذلك الشيخ ىو رسوؿ للمسيح قد شاىد الرب القائم من اؼبوت، وىو اآلف موجود يف علية

كل ما هلل “ولو كل ما هلل ماخبل جوىره. قاؿ القديس غريغوريوس باالماس: أورشليم. فهو إذا قد تألو، ”.يكوف أيضا للمتألو بالنعمة، بدوف التطابق حسب اعبوىر

فكيف رل أف تكوف نظرب إليو نظرة ـبالفة طاؼبا أف القديس غريغوريوس مشاىد اهلل يدعوه ىكذا؟ وقد قراري، بتواضع عميق وانسسحاؽ، أف أسألو، وأف أعيش كنت مثل توما أشتهي أف أرى الرب. فازبذت



ما سيقولو رل. وسيدرؾ قارىء كتايب ىذا أشل بتلك احملادثة عن اهلل واألمور اإلؽبية، قد أحسست بسبلـ عميق يغمر نفسي...

***

رعب قرعت باب كوخو اػبارجي. وكاف اؽبدوء البلهنائي مهيمنا على اؼبكاف، فأثار يف شيئا من ال فارذبفت، وظبعت خطوات بطيئة، وانفتح الباب دوء وبرز أمامي أحد مريدي الشيخ.

فقلت: باركوا...

أجاب: الرب...

قلت: أسبت أف أقابل الشيخ إف كاف ىذا فبكنا. فهل ىو منهمك اآلف يف العمل؟

مييز. فقد توقفو عن متابعة إذا زرت أحد النساؾ من اؼبعتزلت يف الربية فاحرص على أف تكوف شديد التصبلتو. وقد يكوف يف حاؿ اختطاؼ إؽبي على جبل ثابور، وأنت هتبط بو إذل األرض اليت تعج بالضجيج فيكوف ىذا أعظم شر ارتكبتو ضده. وىو ال تضايقو شتائمك، وإمبا ربزنو فقط دعوتك لو إذل

خت، ألنو إذا حضر ؼبقابلتك مؤلؾ النزوؿ من اعببل. غت أنك يف الوقت عينو ذبلب لنفسك أعظمبطيب إؽبي، زكي الرائحة، ورؾ بالنور الساطع الذي صبعو فتعمى. فهو كما يقوؿ القديس غريغوريوس

ىبرج من الصبلة وكأنو ملتهب بالنار، كما حدث ؼبوسى. فقد كاف يسطع نورا يـو ىبط من “باالماس إليو ألنو كاف كاغبديد احملمر حت ىبرج توا من النار. وإنك جبل سيناء فلم يقدر اإلسرائيليوف أف ينظروا

”.رائحة اػبلود“لتشم

قاؿ رل التلميذ: سأسأؿ. وذىب ب عاد بعد دقائق، وقاؿ رل: إف الشيخ مريض، لكنو سينهض لكي يراؾ. فإف شئت يبكننا اإلنتقاؿ إذل الداخل.

نفسي تأثتا عميقا شبابو وحياتو يف ىذا اؼبكاف جلست بعض الوقت مع ىذا الراىب الشاب.وقد أثر يف النائي، اؼبوحش، القاسي، فأعجبت بو عن غت سابق معرفة.

؟”ىل عددكم كبت ىنا“سألتو:



قاؿ: الشيخ ومريدوه الثبلثة.

قلت: أريد أف أتناقش يف بعض األمور اليت تشغل فكري وقد جئت إذل ىذا اؼبكاف القفر ؽبذه الغاية.

حسن ما تفعلوف. أما اغبجاج فينبغي أف يأتوا إذل ىنا ؿبمولت دبثل ىذا الشعور. ولكن بعضهم قاؿ: يأب إذل ىنا بدافع الفضوؿ وحب اإلستطبلع اػبارجي. فإهنم هبيئوف لكي يروا الشيخ يف الظاىر

هو يشعر م وحسب، ليعودوا بعد ذلك، ويفتخروا بأهنم قابلوه... إف ىؤالء لتىقونو إذل أبعد حد. فوكأهنم زائرو حديقة حيوانات أو سائحوف... فيحسن بكم إذا أف تسألوه يف موضوعات ومسائل روحية تشغلكم، وهبدر بكم أف تضعوا يف اعتباركم أنو ال تكرز ىنا نظريات. فإف ما يقاؿ معاش. إنو اختبارات

و..حياتية، يعيشها الشيخ، وىو يفصح عن القليل منها ؼبنفعة زائري

وما كاد اؼبريد يتم كبلمو حىت ظهر أمامي األب... كأنو مشس أشرقت فجأة، وربيع أشاع الفرح، وبرؽ ساطع يف دجى الليل، وقد تدلت من وجهو غبيتو الناصعة البياض كأهنا شبلؿ. أما عيناه فبلمعتاف،

ت باصرتت متجليتت مثلهما.نتتاف، سابرتاف، قادرتاف على التغوريف األعماؽ، ونادرا ما شاىد

يقوؿ القديس غريغوريوس باالماس إف الرسل قد شاىدوا النور غت اؼبخلوؽ، على جبل ثابور، بعد أف ذبلت أعينهم قبل ذلك بقوة الروح القدس فصارت قادرة على رؤيتو.

ألنو غت حسي، فبل أترى؟ إف األعت اليت تنظر حسب الطبيعة إذل ذلك النور ىي عمياء،“قاؿ حرفيا: يراه الناظروف إليو بأعينهم اغبسية، وإمبا تراه األعت اليت أعيد تركيبها بقوة الروح اإلؽبي، فتغتت وىكذا

”.شاىدت التغت، ال التغت الذي جرى أختا بل طرأ على طينتنا مذ تأؽبت باإلرباد بكلمة اهلل

شاىدتو لنور ثابور، ويبكن تبت ىذا التغت الكلي اعبماؿ وللشيخ ىنا عيناف متغتتاف، بسبب كثرة م بوضوح.

واكبنيت يف الوقت عينو لكي أعمل اؼبطانية وأقبل يده اؼبقدسة ارحة.. اليت أدمتها ” باركوا...“قلت: قلت لو: لكن السجدات العميقة. إال أف الشيخ أسرع إذل اإلكبناء أكثر مت ولثم يدي فوقفت مبهوتا. و

أيها الشيخ...أأنتم تفعلوف ىذا ألجلي، أنا عبداهلل البطاؿ، العامي؟

فقاؿ: لكنك كاىن حائز على نعمة اهلل. وىل أطلب منك شيئا أكثر من ىذا؟



بينما ربيوف أنتم يف الربية حيث يبلؤىا ” السيء السمعة“قلت: كبن فبلؤوف باػبطايا. ألننا كببا يف العادل هلل نعمة، فصرب ىياكل اهلل، وعرشا ذىبيا للملك. البل أنتم شاروبيم ناري وكما قاؿ القديس حضورا

قد سجلتم األسفار اؼبقدسة ثبلثا صفحات القلب، فأصبح لكم ذىن اؼبسيح “غريغوريوس البلىوب ، فلماذا تعاملونت ىكذا؟”وصرب مسكنا حيا للمسيح يف الروح

أشل ىزمت. واغبقيقة أف قداستو وتواضعو قد ىزماشل. فكثتا ما تلسعك نار قلت ىذا بصوت شاؾ ك تواضع اآلخر أكثر من كبلمو، ويهزؾ ىزا حببو أكثر من توبيخو.

قاؿ وىو ىبفض رأسو: آه... يبدوأنكم ذبهلوا طابع الربية. فإف إحدى ميزات اؽبدوء الشعور اغبياب و يوميا وجد حاالت اػبطيئة قابعة يف داخلو وأحس بتحركات الشرير فبل باػبطيئة. فإذا يأمل اؼبرء ذات

يلبث أف يشعر شعورا حقيقيا بأنو أسوأ اػبطأة. أريد أف تصدقت يا أبت: إف كل من يدخل إذل قبلييت ىو أقدس مت. إنو أحد مبلئكة اهلل

***

قود األعمى وأرشدشل إذل الكنيسة الصغتة. دل أقل شيئا. وقبض على يدي، ودبزيد من احملبة قادشل كما يفشعرت يف تلك الساعة أشل أعمى أماـ نور الشمس اؼببهر، وأشل ضعيف أماـ اعببار، وطفل صغت أماـ الشيخ اغبكيم. وما كاف عملو ىذا سوى سبهيد إلرشاد آخر سيقدمو رل بعد قليل، أوه...إنك تشعر

شل ألحس حبرارة يده اآلف!عنده باألماف وبنعمة ال يبكن وصفها، وإ

مررنا من بابت صغتين، البد لك أف تنحت لكي تعربنبا. كل شيء ىنا يدؿ على اإلتضاع. فيجب أف تدخل قبلية ناسك الربية وأنت منحن وأف تنسى كيف كنت أو ماذا تكوف، فاؼبكاف ىنا ال يتسع

للمتكربين اؼبتعالت واألنانيت.

فدعاشل إذل السجود أماـ أيقونات األيقونسطاس واؼبائدة اؼبقدسة يف اؽبيكل فيما دخلنا الكنيسة الصغتة أخذ يشعل القناديل ويرتل يف الوقت عينو طروبارية القديس شفيع الكنيسة.

***



أوؿ ما يقولونو لك إذا دخلت ديرا أو قبلية ىو أف تسجد أماـ أيقونات الكنيسة. وأوؿ ؾباملة من ا لك السجود أماـ الرفات الشريفة. فهذه ىي األمور األىم عندىم يف كوخ فقت. جانبهم ىي أف يتيحو

وىم يعتوهنا كل اإلىتماـ. إف رفات القديست اليت وبافظوف عليها بكثت من الورع واإلحتاـ، تدؿ على ن غياب القديست من العادل وعلى حضورىم فيو أيضا بالنعمة. فمنذ خروج نفس القديس من جسده م

بعد اكتماؽبا تستلم النعمة اإلؽبية جسده أيضا. وىذا ما يفسر عجائب رفات القديست ورائحتها الذكية كما يقوؿ القديس ظبعاف البلىوب اعبديد.

يف ىذه الكنيسة يشعر الشيخ ومريدوه بصبلح اهلل ويشتكوف يف العشاء السري.

***

ستقباؿ، ربتوي على بعض اؼبقاعد الصغتة. وكاف على قادشل بعد ذلك، إذل مكاف قريب، قاؿ إنو غرفة إرفوؼ أحد جدراهنا بعض اآلباء: فيلوكاليا )أقواؿ كبار النساؾ وشيوخهم واآلباء الصاحت(، غتونديكوف )قصص شيوخ الرىباف وحكمهم(، مقاالت إسحق السرياشل، وأفراـ السرياشل، وغريغوريوس

ين صغتين وجذبت إذل مقربة منو واستغرؽ يف صمت. وكاف باالماس، وسواىم. جلسنا على مقعدواضحا أنو يصلي من أجل أف ينتشل اهلل فأكشف ىناؾ عن ذاب، ومن أجل أف ينته اهلل ىو أيضا لكي

يقوؿ رل ما هبب قولو.



مباحثة مع الشيخ في الصالةعلي يف ىذه األياـ رغبة بدأت الكبلـ بصوت منخفض قائبل: أيها الشيخ القديس، لقد استولت

شديدة أعتقد أف اهلل قد زرعتها يف نفسي. إشل أريد أف أطهر. أرى داخلي يعج باألىواء، وأشاىد قليب كأنو غابة مدغلة متوحشة تأوي العديد من الوحوش الضارية والشيطاف فيو سيد يعيث فسادا كيفما

دصل ذاب بكاملها هلل لكي ينتىا، فتكوف لو. فقد سطا شاء. أجل أريد التحرر من ىذه اغباؿ الرىيبة بتقعليها الشيطاف الشرير كثتا. إشل أريد أف أطهر، ولكت ال أعرؼ كيف أحقق ذلك. اظبعت أيها الشيخ، إشل أريد أف أطهر، فأرشدشل إذل الطرؽ الناجعة وأنا مستعد لقبوؽبا، ولتنفيذ كل ما تقولو رل، بطاعة

عمياء.

أت الكبلـ بصوت منخفض لكت ختمتو بنربة عالية، باكية. وال بد أف كلماب األختة كنت قد بدنزلت على أذشل الشيخ كالصاعقة. فنظر إرل دبحبة بالغة شأهنا شأف احملبة اليت يعرؼ الرىباف وحدىم

إظهارىا وترؾ يف نفسي انطباعا بأنو ينبغي أال أنزعج من ىذا القلق فإنو قلق مبارؾ.

قاؿ: من الواضح أف الروح القدس يكوف حاضرا ويعمل يف داخلنا عندما نعيش ىذه اغباالت. فنحن بذلك نكوف قد شرعنا يف التقدـ يف طريق مشاىدة اهلل. ىذا ىو اؼبقاـ األوؿ يف طريق اؼبشاىدة. وإذا

وء، فإف التوبة وشعورنا بأننا كانت الرؤية الكاملة للنور غت اؼبخلوؽ نورا يلطف النفس ويبث فيها اؽبديف حاؿ خطيئة نور يوقد النفس ويلهبها. فالتوبة والرغبة يف تطهت النفس من األىواء نبا ساعة النعمة اإلؽبية. فهي وحدىا اليت إف حلت يف داخلنا ذبعلنا قادرين على الشعور بعزلتنا، فنحن إذل العودة اهلل

اؿ أف ذبوؿ يف ذىننا مثل ىذه األفكار وأف تكوف لنا ىذه الرغبة إف دل وقباىد لكي نتحد بو. ومن احمل تأت نعمة اهلل.

إنو مرشد حكيم، واسع اػبربة، ورحي. ومن اغبق أنو رجل حلت فيو نعمة اهلل. وىو كالطبيب اؼباىر ها األنانية، يعلم كيف يطمئن وكيف يبث فيك السبلـ، ويعطيك دواء مهدئا ال لتوبك راحة تغلب علي

بل ليتست لو اؼبضي يف اؼبعاعبة حىت إجراء العملية فيشفيك. وتابع كبلمو فقاؿ:



بعد أف نوضح ىذه النقطة، سيكوف علي أف أنصحك بانتهاج بعض الطرائق أو باألحرى ؾبرد طريقة -قط بالصبلة إذل واحدة يف غاية البساطة. فبل تنتظر مت أف أكلفك القياـ بأمور ثقيلة جدا. عليك ف

فإنو يطهر نفسنا.” يا ريب يسوع اؼبسيح، إبن اهلل، إرضبت “يسوع:

وأعت ذه الصبلة صرخة استغاثة ببل توقف ترفعها إذل اهلل ـبلصنا. فإف يف استدعاء يسوع واإلرباد بو خ كمرضى، وىو يأب يبكن خبلصنا كلو. وما علينا إال أف نناديو لكي يوافينا، فإذا أتى شفانا. كبن نصر

ؼبعونتنا، كطبيب ؿبب كالساقط بت اللصوص، علينا أف نستغيث، فيأب السامري الصاحل ليطهر جراحنا ويقودنا إذل الفندؽ، أعت مشاىدة النور الذي يشعل كياننا كلو. حت يأب اهلل قلبنا، يقهر الشيطاف

يتضح من ىذا أف األنتصار على الشيطاف ىو نصر ويصده وينقينا من األدناس اليت أحدثها الشرير فينا.للمسيح بواسطتنا. فنحن علينا القياـ باعبانب البشري وىو أف نستدعي اؼبسيح. أما ىو فيقـو باعبانب

اإلؽبي ليهـز الشيطاف وينقينا.

م ىذا لذا ينبغي أال نرغب كبن يف عمل اعبانب اإلؽبي ويف أف يعمل اهلل اعبانب البشري. هبب أف نفهجيدا وىو أف نقـو من جانبنا البشري بالصبلة واهلل يعمل اعبانب اإلؽبي أال وىو اػببلص...ويف اغبق أف

كل ؿباولة تقـو ا الكنيسة ىي إؽبية وبشربة معا.

قيمة الصالة -1إذل قلت لو: إف كنت قد فهمت جيدا، فهذا يتم ربقيقو بصورة مؤكدة بالتنسك والصحو والصبلة

ىذه الصبلة اليت “يسوع. لكن إظبحوا رل بسؤاؿ، ألشل أؤمن بو، بل ألشل أظبع دائما إعتاضات على من أناس ـبتلفي اؼبشارب يف عصرنا، فهم يقولوف إف الصبلة والطريقة اليت تتم ا ليست ” ربمل النعمة

تقولوف يف ىذا؟مسيحية مرتبطة بنماذج فباثلة يف الديانات الشرقية. فماذا ” يوغا“إال

أجاب: يبدو أف القائلت هبهلوف سباما اغبالة النعموية )الكارزماتية( يف كنيستنا. فنحن كبصل على النعمة اإلؽبية بالصبلة وىم دل يعيشوا ىذه اغبالة لذلك ال يعلموف. لكن ينبغي أال يضعوا أصحاب اػبربة يف

ست فالعديد من ىؤالء اآلباء جاىدوا من أجل ىذا الدعاء موضع اإلهتاـ. إهنم هبدفوف على اآلباء القديربدثوا عنو وعن قيمتو حبرارة وقوة، فهل سقطوا يف ضبلؿ؟ وىل ضل القديس غريغوريوس باالماس؟ وىم

ومعناىا يا يسوع ارضبنا، قاؽبا عمياف ” يا ابن داود إرضبنا“هبهلوف أيضا الكتاب اؼبقدس. فإف عبارة قاؽبا برص فطهروا من برصهم اخل..فوجدوا النور، و



تتألف من أمرين أساسيت، األوؿ عقائدي: إعتاؼ ” يا ريب يسوع اؼبسيح ابن اهلل إرضبت“إف الصبلة: -ببلىوت اؼبسيح، والثاشل توسلي: تضرع من أجل خبلصنا. والصبلة بكبلـ آخر ىي اعتاؼ إيباف باهلل

اػببلص دبفردنا. ىذا ما تقولو الصبلة، وعلى ىذين األمرين اإلنساف، مرتبط بعجزنا عن اغبصوؿ على اإلنساف، وشعور بسقوطنا يف حالة اػبطيئة. فالصبلة تعبػر -يرتكز جهاد اؼبسيحي كلو: إيباف باهلل

بكلمات وجيزة عن ؿباولة اؼبؤمن بكاملها كما إهنا تلخص عقيدة كنيستنا األرثوذكسية كلها.

إف ىوى الكربياء يقـو على “مزدوجة. يقوؿ القديس مكسيموس اؼبعتؼ: وكبصل بالصبلة على معرفةجهلت، نبا جهل للقدرة اإلؽبية وجهل للعجز البشري. وىذا اعبهل اؼبزدوج ينشىء ذىنا مشوشا. فاؼبتكرب إذا ىو إنساف اعبهل، أما اؼبتواضع فهو إنساف اؼبعرفة اؼبزدوجة، ال يعرؼ عجزه الذاب وحسب

ة اؼبسيح أيضا. فبالصبلة إذل اؼبسيح نقر بقوة اؼبسيح ونعتؼ ا: ياريب يسوع اؼبسيح إبن اهلل، بل قو ونقر ونعتؼ أيضا بعجزنا إذ نقوؿ: إرضبت. ذا كبصل على حاؿ اإلتضاع اؼبغبوط. فحيث التواضع

وكيف يبكننا ” لصبلةا“تكوف نعمة اؼبسيح أيضا. وىذه النعمة ىي ملكوت السماوات. أترى إذا قيمة بقوهتا اغبصوؿ على ملكوت اهلل؟

إشل أعلم أيها الشيخ أف ىناؾ شرطا ضروريا للخلق األرثوذكسي، ىو أف ال نفرؽ أبدا اؼبسيح عن -أقنومي الثالوث الفائق القداسة. ؽبذا نستدعي يف القداس اإلؽبي، بصورة دائمة، الثالوث القدوس ومبجده

ألنو ينبغي لك كل ؾبد وإكراـ وسجود أيها “مشتين يف خاسبتها إذل دواعي الطلب: يف كل الطلباتنعمة ربنا يسوع اؼبسيح، وؿببة اهلل اآلب، وشركة الروح ”. “اآلب واإلبن والروح القدس اآلف وكل آف...

دوس اؼبوجهة فقط إذل األقنـو الثاشل للثالوث الق” الصبلة“اخل. فهل ” القدس، لتكن مع صبيعكم تنحرؼ عن التعليم القوصل؟

لكنها تقـو على ” صبلة يسوع“إهنا ال تنحرؼ البتة وسأتوسع يف شرح ذلك. إف الصبلة تسمى -فهو ال يوجد أبدا بدوف ” أحد الثالوث القدوس“أساس ثالوثي اؼبعت. فمما ال ريب فيو أف اؼبسيح ىو ”. ثالوث قائم يف اعبوىر ذاتو وغت منفصل“اآلب والروح القدس، ألنو ىو واألقنوماف اآلخراف

واػبريستولوجيا )الدراسة حوؿ اؼبسيح( ترتبط ارتباطا وثيقا بالثالوثيات )ترياذولوجيا(.

ولنعد إذل موضوع الصبلة. إف اآلب أمر يوسف بواسطة اؼببلؾ أف يطلق على اؼبسيح إسم يسوع فسماه كما أف الروح القدس ”. يسوع“طلق على ابن البتوؿ إسم(. أطاع يوسف أمر اهلل وأ45: 5يسوع )مىت



كو 5” )ال يستطيع أحد أف يقوؿ يسوع رب، إال بالروح القدس“أنار الرسوؿ بولس فكتب يقوؿ: (. فبتديدنا الصبلة )ياريب يسوع اؼبسيح، إبن اهلل إرضبت( نتعرؼ على اآلب من جديد ونظهر 3: 54

ا كبس بأفعاؿ الروح القدس وشركتو. واآلباء القديسوف قد أنارىم الروح لو الطاعة، باإلضافة إذل أننفالثالوث القدوس ”. إف اآلب يفعل كل ااألشياء بواسطة اإلبن يف الروح القدس“القدس، فقالوا لنا

بكاملو قد خلق العادل وصنع اإلنساف. والثالوث القدوس أعاد خلق اإلنساف والعادل من جديد. )لقد دبسرة “ب، والكلمة صار جسدا( و)صار جسدا من الروح القدس(. أي إف تأنس اؼبسيح قد ب سر اآل

ؽبذا نقوؿ أيضا إف خبلص اإلنساف واغبصوؿ على النعم اإلؽبية ” اآلب ودبشاركة الروح القدس يف الفعل عمل مشتؾ للثالوث القدوس. وسأذكر لكم تعليمت فبيزين علمهما اآلباء:

أنا “كتب القديس ظبعاف البلىوب اعبديد، يقوؿ إف ابن اهلل وكلمتو ىو باب اػببلص، حسب إعبلنو (. فإف كاف اؼبسيح ىو الباب، 9.: 5يو ” ) الباب، إف دخل أحد يب ىبلص ويدخل وىبرج وهبد مرعى

بواسطة (. فنحن ندخل إذل لدف اآلب4: 52)يو ” يف بيت أيب منازؿ كثتة“كاف األب ىو البيت اؼبسيح. ولكي يفتح الباب ال بد لنا من اؼبفتاح. واؼبفتاح ىو الروح القدس، ألننا بفعل الروح القدس نعرؼ اغبق. واغبق ىو اؼبسيح. إف اآلب قد أرسل ابنو إذل العادل، وابن اهلل وكلمتو يكشف لنا اآلب. أما

وىكذا نعرؼ ”. يف قلوبنا“صور اؼبسيح الروح القدس اؼبنبثق من اآلب واؼبرسل بواسطة اإلبن فإنو ي ”.اآلب بواسطة اإلبن يف الروح القدس

والقديس مكسيموس اؼبعتؼ يتحدث كثتا يف كتبو عن الكلمة يف ذبسداتو السرية. وقد كتب يقوؿ يف كما كانت أقواؿ الناموس واألنبياء سابقة غبضور الكلمة باعبسد، ىكذا حدث حت “أحد مؤلفاتو إنو

ابن اهلل وكلمتو فقد صار بتجسده سابقا غبضوره الروحي..مؤدبا النفوس بأقواؿ مناسبة لقبوؿ ذبسد ”.حضوره اإلؽبي ايد

وبكبلـ آخر ينبغي أف يتجسد اؼبسيح يف داخلنا، وبدوف ذلك يتعذر علينا أف نرى ؾبده يف السماوات. ة الروح القدس يف الفعل.غت أف ذبسد اؼبسيح يف داخلنا يصت دبسرة اآلب ومشارك

أرأيتم كيف يعرب عن فعل الثالوث القدوس اؼبشتؾ وكيف نتبت السر العظيم ونعتؼ بو، وىو السر الذي أظهره الرب بتجسده؟



فمن يرفض إذا الصبلة إذل يسوع وال يعتؼ ا يرتكب خطأ كبتا. فإنو ينكر الثالوث القدوس ويعصى اقات الروح القدس، وىو إذا ليس على صلة حقيقية باؼبسيح، وعليو أف يساوره اآلب وال يتقبل إشر

الشك يف أنو مسيحي أرثوذكسي.

أسبت أيها الشيخ أف سبدوشل دبزيد من التفست وتتوسعوا يف شرح ما سألتكم عنو سابقا، أعت ما الفرؽ -ىا على الديانات الشرقية األخرى، طاؼبا بت الصبلة وطريقة اليوغا وأف تبينوا رل أفضيلة الصبلة وظبو

لديكم بنوع أخص اؼبزيد من اػبربة يف ىذا اؼبوضوع.

إف ىذا اؼبوضوع، يا بت، واسع جدا. ويبكن أف يقاؿ فيو الكثت. وفبا قلتو تظهر بعض النقاط. -

األب اغبنوف اؼبهتم بأف أوال: الصبلة تعرب بشدة عن اإليباف باهلل الذي خلق العادل ووبكمو ووببو. فهو ”.إرضبت“ؽبذا نتوسل يف الصبلة قائلت ”. يف اهلل“ىبلص خليقتو. واػببلص يتم

إف زبليص اؼبرء نفسو بذاتو، وتأليهو لذاتو، نبا أمراف بعيداف عن ااىد بالصبلة العقلية ألهنما كانا طار الذي حدده اهلل لو. واػببلص ال يتم اػبطيئة اليت سقط فيها آدـ. فقد أراد أف يصت إؽبا خارج اإل

وىو ما تقوؿ بو النظم البشرية وإمبا يتم يف اهلل.” بواسطة الذات ومن الذات“

ثانيا: كبن ال قباىد بالصبلة من أجل أف نقابل إؽبا غت شخصي، ألننا ال نبتغي اإلرتفاع إذل العدـ يا ريب يسوع “األنساف وؽبذا نناديو بالصبلة –لو اؼبطلق، وصبلتنا تتكز على إلو شخصي ىو يسوع اإل

وتلتقي يف اؼبسيح الطبيعتاف اإلؽبية واإلنسانية، أعت اهلل الكلمة واإلنساف بكاملو ”. اؼبسيح، إبن اهلل)يسكن فيو كل ملء البلىوت جسديا(. ولذلك يرتبط تعليم الرىبنة األرثوذكسية عن األنساف واػببلص

برباط وثيق. كبن كبب اؼبسيح وكبفظ وصاياه، ونعطي ؽبذا أنبية كربى، ونصر على بالتعليم عن اؼبسيح ( وحببنا 51: 52)يوحنا ” إف كنتم رببونت فاحفظوا وصاياي“تنفيذ وصايا اؼبسيح. وقد قاؿ ىو نفسو

للمسيح وحفظنا وصاياه نتحد بالثالوث بكاملو.

حاؿ الكربياء، أما النظم اليت ذكرهتا رل سابقا فتسودىا ثالثا: بالصبلة العقلية اؼبتواصلة ال نتدى يف نعتربذاتنا أسوأ الناس ”. إرضبت“الكربياء، ولكننا كبصل بالصبلة على حاؿ التواضع اؼبغبوطة. وإذ نقوؿ

أصبعت، وال كبتقر أحدا من اإلخوة. وااىد بالصبلة تنأى عنو كل أنواع الكربياء. أما من عنده الكربياء أضبق.فهو



ربنا “وإمبا ىي إرباد باهلل، اؼبثلث األقانيم، يف شخص -كما قلنا-رابعا: ليس اػببلص فكرة ؾبردة لكن ىذا اإلرباد ال يبطل العامل البشري. فنحن ال نفت يف اهلل ما دمنا كبن أيضا ”. يسوع اؼبسيح

أشخاصا.

الضبلؿ، فنرى ومبيز حركات الشيطاف. خامسا: إننا كبصل خبلؿ مضينا يف الصبلة على قدرة تػبت ولكننا يف الوقت عينو مبيز أفعاؿ اؼبسيح أيضا، أعت أننا نعرؼ بوضوح روح الضبلؿ الذي كثتا ما

يتشكل يف صورة مبلؾ نور. وىكذا مبيز بت الصاحل والشرير، وبت غت اؼبخلوؽ واؼبخلوؽ.

بتطهت النفس واعبسد من تأثت األىواء القتاؿ. لسنا مرتبط” الصبلة“سادسا: إف اعبهاد من أجل نسعى إذل الوصوؿ إذل التجرد من اإلنفعاؿ )األباثيا( تقوؿ بو الفلسفة الرواقية، بل نبتغي البلوغ إذل

( وإمبا إذل ذبليو )إعادة تشكيلو( أو Pathos)أباثيا( ديناميكية، أعت أننا ال هندؼ إذل إماتة اإلنفعاؿ )فبدوف اإلنفعاؿ البل إنفعارل ال يبكن أف وبب أحد اهلل وال أف ىبلص. لكن دبا أف ىذه احملبة قد هتذيبو.

فسدت واعوجت، فإننا نسعى إذل التجلي، قباىد من أجل ربرير صورتنا من اغباالت الشاذة اؼبشوىة ؽبا، واليت أحدثها الشيطاف.

سيح ال يبكننا أف لبلص. يقوؿ القديس مكسيموس بدوف ىذا اعبهاد الشخصي الذي يتم بنعمة اؼب ”.إف اؼبعرفة غت اؼبقرونة بالعمل ؽبي ثيولوجيا شياطت“اؼبعتؼ

سابعا: ال نبتغي بالصبلة قيادة العقل إذل العدو اؼبطلق، بل توجيهو إذل القلب ونقل نعمة اهلل إذل داخل واعبسد حسب تعليم الكنيسة ليس ” اخلكم إف ملكوت اهلل د“النفس، وامتدادىا إذل اعبسد أيضا.

كما تسميو بعض النظم ” رداء النفس“شرا ولكن التفكت ذا النزعة اعبسدية شر. واعبسد ليس الفلسفية، لذلك هبب علينا أف لبلصو ال أف نلغيو. كما أف اػببلص يعت خبلص اإلنساف بكاملو، نفسا

اعبسد، ولكننا نقاـو عبادة اعبسد، وال نريد ىدـ اغبياة وجسدا. ولذلك كبن ال نسعى من أجل تدمت ألننا متعطشوف ” الصبلة“وال نسعى إذل الوصوؿ إذل عدـ الرغبة يف اغبياة حبيث يتوقف األدل. ومبارس

إذل اغبياة، ونريد أف كبيا مع اهلل إذل األبد.



ذكرهتا تتجنب التفكت يف مشاكل ثامنا: ليس لدينا عدـ اكتاث بالعادل من حولنا. إف ـبتلف النظم اليتالناس ليحفظ أصحاا ألنفسهم السبلـ والتجرد من اإلنفعاؿ. أما كبن فنعمل نقيض ذلك ألننا نصلي

من أجل اعبميع نتضرع إذل اهلل من أجل العادل كلو.

واػببلص بنوع أخص اإلرباد باؼبسيح. لذلك نكوف على صلة إجتماعية بأشخاص آخرين فنحن ال يبكن أف لبلص وحدنا، وال يكوف فرحنا فرحا حقيقيا إف اكبصر فينا ودل يكن فرحا للعادل أيضا.

تاسعا: كبن ال نعت الطرؽ النفسية أنبية كربى وال نكتث ألوضاع اعبسم اؼبختلفة، ونرى أف يف بعض بعد استخدامنا ؽبا ىذه الطرائق وسائل تساعدنا على تركز العقل يف القلب، أي يف بعض جوىره. ومن

ؽبذه الغاية نتكها فورا. وأكرر القوؿ، إننا النسعى إذل التجرد من اإلنفعاؿ بل إذل نيل النعمة اإلؽبية.

قلت: أقدـ لك أيها الشيخ جزيل الشكر على ىذه األفكار اؼبرشدة اؼبوضحة، وىي على جانب كبت اإلختبار. لكن اظبحوا رل بسؤاؿ: ىل الصلوات األخرى من األنبية ألهنا صادرة عنكم، وأنتم تعيشوهنا ب

غت مؤلئمة؟ أفبل تساعد ىي أيضا؟

كل صبلة عظيمة. فهي صرخة نفس. والعوف اإلؽبي يأب دبقدار اإليباف وحرارة التوسل. أكانت صبلة -القديس فهي ذات قيمة كبتة ألهنا، كما قاؿ ” صبلة يسوع“عبادة صباعية أـ صبلة فردية اخل. أما

اليت دل ترىا عت، ودل تسمع ا “إسحق السرياشل، اؼبفتاح الصغت الذي بو نستطيع الولوج إذل األسرارفهي ذبمع العقل وتزيد من ضبطو، وتدفعو إذل الصبلة بقوة أشد، ال ”. أذف، ودل تصعد إذل قلب إنسافوسرعاف ما ذبلب لو نعمة غزيرة ”. ؾبردا من اللوف، والنوعية، والشكل“يبكن تصورىا. اعت أهنا ذبعلو

وىي ربمل إليو اؼبزيد من النعمة، أكثر كثتا فبا يأب بو التتيل، ألهنا وثيقة الصلة بالتواضع ودبعرفتنا خبطايانا معرفة أكيدة. ىذا ما يقولو اآلباء القديسوف. وقد تكلم يف اؼبوضوع عينو القديس غريغوريوس

ىو عمليا للممارست واؼببتدئت. أما الصبلة فهي ألولئك الذين ذاقوا النعمة إف التتيل“السينائي فقاؿ: ”.اإلؽبية أعت م اؽبدوئيت

أما أنت فبل ترتل يف أحياف كثتة.. ألف يف ذلك تشويشا... فما التتيل الكثت إال للعمليت بسبب “...لكي يتوسلوا إليو يف القلب ويبتعدوا عن ” يف اهلل“عدـ اؼبعرفة والتعب، وليس للهدوئيت الذين اكتفوا

وما عليو إال قضاء معظم وقتو يف -حسب تعليم اآلباء -األفكار.. .ومن ذاؽ النعمة فلتتل باعتداؿ



الصبلة. أما إذا كاف يف اإلستاحة واإلستخاء فلتتل أو يطالع اؼبؤلفات العملية، اليت وضعها اآلباء ”.القديسوف

وبدث يا أبت مع التتيل عادة حصوؿ فوضى ال بل تتسرب معو أيضا األنانية والكربياء وأضاؼ قائبل:” الصبلة“بسبب رخامة الصوت وحسنة، وما يفصح عنو سامعوه من انطباعات. أما إذا ردد الراىب

ياء. ؽبذا فإنو يكوف يف منأى عن العوامل اػبارجية اليت تدفع إذل بروز الكرب ” إرضبت“يف قبليتو قائبل يكثر اؽبدوئيوف فبارسة ىذا النوع الذي علمنا إياه آباؤنا، فيصلوف صبلة السحر وصبلة اؼبساء،

”.الصبلة“مستعملت اغببل اؼبعقود ومرددين

لكن ىذه الصبلة قصتة جدا وشديدة اإلقباز. فهل هبب أف يػثبت العقل فيها؟ -

قا شديدا، يفوؽ تعلقو بسواىا. إال أف للصبلة عمقا بعيدا الغور العقل يتعلق باعبمل القصتة تعل -تتعذر رؤيتو من اػبارج. ومن صفات العقل أنو حيث يفق يتغلغل يف العمق ومن ىناؾ يقود الرغبة

إف العقل قد اعتاد التوسع يف األمور اليت “واحملبة. ىذا ما عناه القديس مكسيموس اؼبعتؼ بقولو: قر عليها زمنا، ومن ىذه األمور الرغبة واحملبة فهو يتوسع فيهما ويوجههما إما إذل األمور اإلؽبية يست

”.والواجبة والعقلية، وإما إذل أمور اعبسد واألىواء

مثل ىذا وبدث للمعرفة أيضا بنوع أخص. فإف أمرا بسيطا واحدا يبدو من أوؿ نظرة أف يف اإلمكاف الكلي اغببلوة. ” يسوع“رس وحبث طواؿ سنت. فكم باغبري لو كاف ىذا األمر إسم وضعو موضع د

فبل ريب أف اؼبرء يبكن أف يواظب على درسو طواؿ حياتو.

طاؼبا أف ؽبذا اإلسم قوة ذا اؼبقدار، فاظبحوا رل أيها الشيخ أف أسألكم: كيف يتم ذلك؟ وكيف -يقكم بأسئليت ألنكم تدركوف أف أمامكم إنسانا هبهل ىذه يتست للمرء أف ينعم بو؟ أعرؼ أشل أضا

اؼبوضوعات وال خربة لو فيها. غت أشل قلت يف نفسي إنكم ستساعدونت كثتا.

الصبلة يا بت ىي العلم األعظم، وال يستطيع أحد شرحها على الوجو الدقيق، وال ربديدىا ربديدا -ؾ قصده من ليس لديو أدسل اػبربات. والصبلة أيضا فوزجهاد كامبل. ألنو قد يساء فهمو ولن يدر



حقيقي. ويبكنت القوؿ إهنا الصورة القصوى اليت كبصل منها على الثيولوجيا )علم اإلؽبيات( أوباألحرى نكتسب منها رؤية اهلل.

يها اؼببارؾ وشبرىا اؼبستطاب. أما ىدوء الربية الكلية والثيولوجيا وليدة الصبلة النقية اػبالصة، وىي جنػ اغببلوة فهو مناخ مبوىا وعيشها باإلختبار، بكل ؿبتواىا الفعاؿ. وىي أيضا وليدة التطهرمن األىواء.

لقد سبق رل، أيها الشيخ، أف قرأت اؼبفعم بالنعمة، عمل اؽبدوء العقلي، أعت بو استدعاء إسم -]أعرؼ[ اؼبوضوع من خربتكم الشخصية. فإشل ال يسوع. غت أشل، بعد أف أوضحتم رل قيمتو، أريد أف

أرغب يف ىذه اؼبعرفة رد الفضوؿ اإلستطبلع، وإمبا أريد أف أعيش ىذه اغباؿ اؼبباركة ما استطعت إذل ذلك سبيبل. وعسى أال ترفضوا ىذه الرغبة.

مراحل الصالة -2يسية رفضا للعادل، وطاعة للشيخ، وقرارا لقد ذكرت فيما سبق، أف الصبلة العقلية تتطلب بصورة رئ -

بتصميم الراىب على البقاء يف الغربة، واحملافظة على تنفيذ وصايا اؼبسيح ؼبدة )زمنية( طويلة يتكز انتباىنا يف البدء على ربقيق اؼبسيح وعلى اإلىتماـ باؼبنجزات النسكية، وىي اإلمساؾ والطاعة. ونعلم من آبائنا

ضائل ال توحد اإلنساف مع اهلل توحيدا كامبل بل تنشىء اعبو اؼبناسب لذلك ب تأب القديست أف الف الصبلة ويتوحد اإلنساف مع اهلل القدوس اؼبثلث األقانيم.

والفضائل شرط سابق ال بد منو لنواؿ اؼبزيد من النعمة وىي يف الوقت عينو تضفي على صاحبها نعمة. صبلة، أف مريده قد زبلى عن إرادتو الذاتية وتطهر من أىوائو الثقيلة، قرر أف فإذا تأكد الشيخ اػببت يف ال

يعلمو سر صبلة يسوع. لكنو ال يقوؿ لو كل شىء فورا، ويكتفي دبا يستطيع أف يتحملو ووبققو، فتشده تدرهبا لئبل يتعرض اؼبريد غباؿ من اليأس أو الضبلؿ وىو أمر يتحمل حدوثو أحيانا.

ما ىذه اؼبراحل وما ىي درجات اؼبراقي السرية اليت تؤدي إذل اإلرباد الكامل باؼبسيح، بالنعمة اؼبؤؽبة؟ -

إف غاية الصبلة األساسية ىي توحيد اإلنساف اؼبتفتت تفتت الفخار. -

إظبحوا رل أف أستوقفكم ألسأؿ ما معت توحيد اإلنساف؟ -



قدس ـبلوؽ على صورة اهلل، واهلل مثلث األقانيم ولكنو جوىر إف اإلنساف حبسب صيغة الكتاب اؼب -واحد )اآلب واالبن والروح القدس(. والنفس ىي أيضا كذلك ألهنا على صورة اهلل، فهي موحدة ويف الوقت عينو متعددة القوى وقواىا ثبلث: العقل والشهوة واإلرادة. وينبغي أف تكوف ىذه القوى الثبلث

تتجو صوب اهلل. ويقـو التطور الطبيعي ؽبذه القوىالثبلث حسب قوؿ القديس مكسيموس يف وحدة وأف على مايلي: أف يعرؼ العقل اهلل وأف تشتهي شهوة اؼبرء اهلل ورببو وحده دوف سواه. أما اإلرادة فينبغي

.ومن أف ربب الرب إؽبك من كل قلبك...ومن كل عقلك..“أف تفعل مشيئة الرب. ذا تطبق الوصية ”.كل قوتك...

فإف بقي العقل عند اهلل أثار الشهوة لكي رببو تعاذل، وحفز الوجداف إذل اعبهاد ضد األرواح الشريرة وجد مبتغيا التطهر. وتبقى الوحدة قائمة ما داـ اإلنساف متجها صوب اهلل.

ينتهي -السقوط يف اػبطيئة حاؿ-أما اػبطيئة فإهنا ربطم وحدة قوى النفس الثبلث. ويف ىذه اغباؿ العقل إذل عدـ معرفة اهلل وتتجو الشهوة إذل حب اؼبخلوقات ال إذل حب اػبالق وتقع اإلرادة ربت طغياف األىواء، وبذلك يتم استعباد النفس استبعادا كامبل. ولقد أجاد القديس غريغوريوس باؼباس يف

وصف ىذه اغباؿ فقاؿ:

فإف فتحنا لؤلىواء بابا، يتشتت العقل “عن اهلل ويتجو صوب اؼبخلوقات. أوال، إف عقل اإلنساف ينأىفورا، تائها كل ساعة حوؿ األمور اعبسدية واألرضية وحوؿ اؼبلذات اؼبتنوعة األشكاؿ، وما يدور فيها من

”.ىواجس مضطربة

فإذا تشتت )العقل( انتشرت “ثانيا: إف العقل النائي عن اهلل هبرؼ الشهوة بعيدا عن اهلل وعن وصاياه )الشهوة( يف الزسل واغبماقة، متقاظبة ما يف كل منهما من شرور... ومىت ضعف العقل، تضاءلت قدرة النفس على اغبب اغبقيقي، فتسقط من اشتهاء ما هبب اشتهاؤه وتلتصق دبختلف اؼبيوؿ اؼبندفعة إذل

ضرورية واشتهاء أجساـ غت شريفة ب تتجو طورا طلب التمتع باللذة فتتوزع ما بت اشتهاء أطعمة غت ”.إذل اشتهاء أشياء غت نافعة وتنجذب تارة إذل الرغبة يف ؾبد باطل ال ؾبد فيو



فبل يبسي اؼبرء، ذاؾ الذي رتب لو “ثالثا: تستعبد اإلرادة لؤلىواء وترزح ربت طغياهنا. أعت أهنا تتوحش باغبيوانات البهم غت العاقلة وحسب، بل يكوف أشبو بالزواحف السلمة أف يكوف بت أبناء اهلل، شبيها

”.أيضا كالعقرب واألفعى وليدة األفاعي

ذا إذا تبتعد قوى اإلنساف الثبلث عن اهلل فتفقد الوحدة القائمة يف ما بينها. واؼببلحظ أف الشهوة إذا ة العودة إليو تعاذل رغب العقل عن حب اهلل أرادت العودة إذل اهلل منعتها اإلرادة. وإف أرادت الشهو

وذلك بسبب جحوده وإغباده.

إننا نبتغي ىذه العودة وننجح يف ربقيقها هنائيا بواسطة الصبلة وابتغاء العودة يبدأ بانصراؼ العقل إذل دة ذبميع قواه. أما التحقيق فيتم بانفصالو عما حولو وعودتو إذل ذاتو. وبعد ذلك مباشرة يقـو بإعا

الشهوة.

إشل أعتقد أنكم شرحتم اؼبوضوع بأجلى بياف ففهمتو. -

ليست أنا يا بت بل اآلباء ىم الذين شرحوه. -

بعد اؼبقاطعة وما تبلىا من الشرح أرجو أف تذكروه رل بتحليل أدؽ مراحل الصبلة، ومن أين يبدأ - اؼبرء، وكيف هبب أف يتقدـ فيها؟

أخص.األوذل: صبلة يسوع بالفم. ونكررىا بشفتينا ونسعى يف الوقت ىناؾ طبس مراحل رئيسة بنوع - عينو إذل تركيز انتباىنا على كلماهتا.

، بعد ذلك، ويرددىا ذىنيا ومن ىنا عرفت بالصبلة العقلية. وينصب كل ”الصبلة“ثانيا: يباشر العقل . وحت يتعب العقل نشرع ؾبددا يف انتباىنا على الكلمات من جديد، لكنها تكوف قد ذبمعت يف العقل

بالشفتت.” الصبلة“نبس

ىي دبثابة الدرس األوؿ للصبلة. فمن ىناؾ هبب -إضافة إذل استعماؿ اغببل اؼبعقود-وىذه الطريقة البدء. ولكن مىت جاء دور األكمل بطل األقل كماال ىناؾ.



ل والقلب ويتابطاف. أما اإلنتباه فيكوف يف بعد ذلك إذل القلب فيتحد العق” الصبلة“ثالثا: تنحدر ، وبنوع أخص يف إسم يسوع البعيد الغور... ”الصبلة“القلب حيث يتعمق من جديد يف كلمات

الذي تتعذررؤيتو.

رابعا: تصت الصبلة يف ىذه اغباؿ فاعلة بذاهتا. فهي تستمر بينما اؼبرتاض )الناسك( يعمل أو يأكل أو يف الكنيسة أو حىت إباف نومو، كما جاء يف الكتاب اؼبقدس: أنا أىجع وقليب يتحادث أو يوجد

”.ساىر

خامسا: يشعر اؼبرء بعد ذلك بشعلة إؽبية لطيفة داخل نفسو، فتشعلها وتفرحها ألف نعمة اؼبسيح ربل يف نفسو، ويسكن فيو الثالوث القدوس.

أف وبظى اؼبرء باهلل مقيما يف ذاتو بواسطة ىذه ىي سكت اهلل وىي“يقوؿ القديس باسيليوس الكبتالذكر. ىكذا نصت ىيكبل هلل عندما ال يتقطع الذكر اؼبتواصل باإلىتمامات الدنيوية أو يضطرب العقل باألىواء اؼبفاجئة غت اؼبنتظرة. وعلى ؿبب اهلل حت يتجنب ىذه األمور كلها أف يست كبو اهلل، طاردا

فيشعر يف ”. عوىا إذل اإلكبراؼ وعدـ اإلنضباط وأف يبارس األعماؿ اؼبؤدية إذل الفضيلة األىواء اليت تدداخلو باغبضور اإلؽبي، وسبتد ىذه النعمة إذل اعبسد الذي يبات ويصلب حسب العادل. ىذه اؼبرحلة

تقريبا ولكل ” الصبلة“النهائية تصاحبها أحيانا مشاىدة النور غت اؼبخلوؽ. وىذه ىي مستة تطور نعمة مناسبة.

إظبحوا رل أيها الشيخ ببعض األسئلة اليت نشأت إباف ربدثكم عن مراحل الصبلة. ماذا تعنوف بكلمة - قلب؟

القلب حبسب تعليم اآلباء ىو مركز العادل الروحي. ومن بت اآلراء اآلبائية الكثتة يف ىذا اؼبوضوع -هبب أال يزعم أحد أو وبدد أي “قسطندية يف قربص. فقد قاؿ: أذكر رأي القديس إبيفانيوس أسقف

جزء يتم فيو ملء ما ىو حبسب الصورة... إمبا ينبغي أف نعتؼ أف ما ىو حبسب الصورة قائم يف اإلنساف، ولكن ال نرفض النعمة اإلؽبية ونفقد إيباننا باهلل. فإف كل ما يقولو اهلل حق ولو نأى كبلمو قليبل

والنفس يعرب عنها الوجود البشري كلو ومثلها مثل الشعاع، فإذا سقط على مرآة شفافة ”. فهمنا عنعلى القلب كعضو جسدي فنعزلو ” الصبلة“إنتشر وذبلى يف كل اإلذباىات. إال أننا نركز انتباىنا إباف



دة يرجع العقل، أحد قوى عن األشياء اػبارجية ونعيده إذل داخلنا، إذل القلب العميق. وذه العو ”.النفس، إذل سكنو حيث يتحد مع القوى األخرى للنفس

رل سؤاؿ ثاف: ىل يتبع ىذه الستة اليت شرحتموىا صبيع الذين ؽبم التنعم باهلل؟ -

أف يوحدوا العقل والقلب. وىم يتوسلوف -وحىت منذ البدء-...أكثرىم يفعلوف ولكن شبة من وباولوف -ب يزفروف على ” يا ريب يسوع اؼبسيح “يق الشهيق والزفت، فيشهقوف عند ترديد الكلماتإذل ذلك طر

ويراقبوف اؽبواء أيضا حت يدخل بطريق األنف إذل القلب، وىناؾ يتوقفوف قليبل.” إرضبت“كلمة

م يفعلوف ىذا على وجو التدقيق، لكي يتكزانتباه العقل )بعيدا عن التشتت(. وقد سلمنا وال ريب أهنبكاملها ونزفر فيما نقوؽبا بكاملها. وسبارس ” الصبلة“اآلباء أيضا طريقة أخرى ىي أف نشهق عند قولنا

ىذه الطريقة عند اؼبتقدمت يف ىذه الرياضة. إال أف ىذه الطريقة بواسطة التنفس قد ربدث صعوبات ؼ الشيخ وتوجيهو. ويبكن استعماؽبا رد كثتة ومشاكل صبة، ولذلك هبب ذبنب فبارستها إال بإشرا

فقط، لكي ال يتشتت، وأكرر القوؿ، إف ىذا يتطلب بركة خاصة ” الصبلة“تركيز الذىن على كلمات من شيخ يتحلى بفضيلة التمييز.

ىي إعادة العقل إذل القلب، إي إعادة الفعل إذل اعبوىر. ” الصبلة“قلتم سابقا، أيها الشيخ، إف غاية -يبكننا أف نعيشها بنوع أخص يف اؼبرحلة الثالثة من ىذه اؼبستة الشريفة. لكنكم عند شرحكم اؼبرحلة

–حت يتجنب ىذه كلها –وعلى ؿبب اهلل “اػبامسة ذكرب قوال للقديس باسيليوس الكبت جاء فيو ىذا تناقض؟فكيف يأب العقل إذل القلب وينطلق كبو اهلل؟ وىل يف”. أف يست كبو اهلل..

أجاب الناسك قائبل: كبل، ليس فيو تناقض. يعلم اآلباء القديسوف اؼبتوشحوف باهلل أف ىناؾ مراحل)أي مقامات( ـبتلفة للمصلت. فهناؾ اؼببتدئت واؼبتقدموف، وبتعبت أفضل يستعملو التعليم اآلبائي ىناؾ

وؼ من اهلل وعن الرجاء الصاحل. أما عند العمليوف والنظريوف. فعند العمليت تنشأ الصبلة عن خ النظريت فتنشأ عن عشق إؽبي وعن تطهر يبلغ اغبد األقصى.

وتتميز الدرجة األوذل، أي درجة العمليت بتكز العقل يف القلب، ومنو يقـو العقل بالصبلة إذل اهلل بدوف ختطاؼ النور اإلؽبي للعقل فينعدـ انقطاع. أما الدرجة الثانية للصبلة أي درجة النظريت فتتميز با

إحساسو بأي شيء من العادل ويفقد أيضا شعوره بذاتو. وىذا ىو اقبذاب العقل. ويف ىذه اغباؿ نقوؿ



إف العقل منطلق إذل اهلل. واآلباء اؼبتوشحوف باهلل، الذين عاشوا ىذه األحواؿ اؼبباركة وصفوا ىذا اعبذب إف ىو البطاؼ العقل بالنور اإلؽبي غت احملدود، فبل يشعر “عتؼ اإلؽبي. قاؿ القديس مكسيموس اؼب

”.بذاتو، وال بأي كائن آخر من الكائنات صبيعها ما خبل إحساسو دبن تصدر عنو ىذه اإلنارة باحملبة

إنفحوشل ” أنا أناـ ولكن قليب ساىرا “إظبحوا رل بسؤاؿ آخر. إشل دل أفهم معت اآلية اليت ذكرب - رح ىذه اآلية. كيف يناـ ويظل قلبو مصليا هلل يف الوقت عينو؟عطفكم بش

إف ىذه اآلية قد وردت يف سفر نشيد األناشيد يف العهد القدصل، وليس شرحها عستا. لقد ذكر النيب -داود يف سفر اؼبزامت إف قلب اإلنساف عميق، وكل أحداث النهار وانطباعاتو ومشاغل العقل تنطلق إذل

. فما يشغل اإلنساف يف النهار عادة يشغل قلبو ” ربت الشعور“قلب، إذل ما أعماؽ ال كما نقوؿ اليـوأثناء الليل أيضا، حت يهدأ العقل وتستيح قوى اإلنساف. وىذا واضح يف األحبلـ اليت نشاىدىا. يقوؿ

وىو ” كار النهارإف التخيبلت خبلؿ النـو ما ىي يف الغالب إال صدى ألف“القديس باسيليوس الكبت أثناء النـو ىي صدى الفكر اليومي. واؼبشاغل الشريرة ” األحبلـ“يعت بذلك أف معظم التخيبلت

واألفكار الشريرة يف النهار تنشىء األحبلـ الشريرة. وبدث ىذا األمر كذلك يف األعماؿ الصاغبة. صبلة إذل اهلل طواؿ النهار، وذكر اهلل وإنساف اهلل إصباال، يشغل فكره يف ال” الروحية“فممارس الرياضة

مع تكرار الصبلة لذتو وشغلو الشاغل، وكذلك األمر يف أعمالو األخرى سواء أكل أـ شرب. فهو يعملها كلها د اهلل وفقا لقوؿ الرسوؿ. فمن الطبيعي أف يفكر قلبو باهلل وأف يصلي إليو تعاذل أثناء

إنو يسهر...ساعات راحتو الليلية القليلة.

طرق ))الصالة(( -3أشكركم شكرا جزيبل، أيها الشيخ، على ىذه الشروح اؼبسهبة. فقد استطعت حىت اآلف أف أتتبعكم إذل

، أعت كيفية تطور ىذا العمل الشريف. ولكن أريد أف ”الصبلة“حد ما، وسبكنت من إدراؾ مقامات إذل جهاد وقهر؟ وإذا كاف ملكوت اهلل يغتصب أسأؿ: ىل يتم العمل من غت جهد؟ أفبل وبتاج

اغتصاب أيضا، طاؼبا أف اؼبرء ” الصبلة“( أفبل ينبغي أف يكوف يف 54: 55والغاصبوف ىبتطفونو ) مىت يذوؽ ا ملكوت اهلل؟ ألف مشاىدة النور غت اؼبخلوؽ ىي ملكوت السماوات، وقد قرأت ذلك يف

ن يكوف اعبهاد إذا؟مؤلف للقديس غريغوريوس باالماس. فأي



قاؿ الشيخ اغبكيم )ساكن اعببل اؼبقدس(: ال ريب أف اغباجة توجب اعبهاد، وال بد للمجاىد من -فإف آدـ نفسو بدوف ” أعط دما وخذ روحا “بذؿ دـ غزير. وىنا يصدؽ، بنوع خاص، القوؿ اآلبائي

باألحرى يكوف جهادنا ضروريا، اعبهاد قد خسر الفردوس، مع أنو كاف يف ؾباؿ مشاىدة اهلل. فكملكي كبوز النعمة اإلؽبية. ىبطئ الذين يقولوف بعدـ ضرورة اعبهاد. قاؿ القديس مكسيموس اؼبعتؼ

كانت الصبلة قبل السقوط ذبري ببل كد، شأهنا شأف ”. إف اؼبعرفة بدوف العمل ىي ثيولوجيا شياطت“تتطلب كدا وجهادا. أما الصديقوف يف ملكوت اهلل سبجيد اؼببلئكة الذي ال يهدأ. لكنها بعد السقوط

فسيعودوف إذل اغباؿ اليت كانت قبل السقوط.

أسبت لو تشرحوف رل ىذا اعبهاد. -

إف اعبهاد األوؿ واألكرب ىو قياـ اؼبرء بتجميع عقلو وفصلو عما يربطو دبا حولو من أشياء وأحواؿ -أى عن اهلل مات. فهو كالسمكة إذا خرجت من البحر ومن وحوادث وأفكار شريرة، ألف العقل إذا ن

ما وبدث للسمكة إذا خرجت من البحر، وبدث للعقل إذا نكر “اؼباء. قاؿ القديس اسحق السرياشل والعقل بعد السقوط أشبو بكلب سريع اغبركة يف اؽبرب ويريد الركض على ”. اهلل وانغمس يف ذكر العادل

-لذي ذكر اؼبثل أنو أراد مغادرة منزؿ أبيو فأخذ معو ثروتو )= الشهوة الدواـ. فهو كاالبن الشاطر ااإلرادة ( ب بددىا وأنفقها عائشا يف الضبلؿ. وىذا ما قالو اآلباء الذين عاشوا اغبياة الروحية العميقة

وخباصة القديس غريغوريوس باالماس.

قلت: إهنا فكرة حسنة! ولكن كيف يتجمع العقل؟

فرجع إذل نفسو وقاؿ: كم من أجت أليب يفضل عنو “لبلبن الشاطر سباما. يقوؿ اؼبثل: كما حدث -اػببز، أما أنا فأىلك جوعا. أقـو وأذىب إذل أيب... وقاـ وجاء إذل أبيو.. وقاؿ األب لعبيده... قدموا

” . فابتدأوا يفرحوفالعجل اؼبسمن واذحبوه فنأكل ونفرح. ألف ابت ىذا كاف ميتا فعاش، وضاال فوجد (.42-51: 51)لوقا

والعقل الضاؿ أيضا وبتاج إذل العودة إذل ذاتو من تشتت. فإذا عاوده الشعور حببلوة بيت أبيو وبالسعادة اليت تغمره ورغب يف العودة إليو يكوف االحتفاؿ بقدومو عظيما، فيفرح فرحا عميقا، ويسمع حينذاؾ

ويعطى العقل اؼبائت حياة. ومىت جاء العقل ” تا فعاش، وكاف ضاال فوجدإف ابت كاف مي“صوت يقوؿ



إذل القلب فحينئذ فقط يصت الفرح، كما وبدث عند عودة اؼبغتب إذل بيتو. ويف ىذا يقوؿ نيكيفورس كما أف الرجل اؼبغتب إذا عاد إذل بيتو، فرح دل يكن لو، ألنو استحق االجتماع بأوالده “اؼبتوحد

وذبميع ”. مرأتو، ىكذا وبدث للعقل أيضا، فإنو حت يتحد بالنفس يفعم بلذة وجة يتعذر وصفهاواالعقل يتم بتأجيج القلب قببل. إف شيخي الدائم الذكر، كاف هبلس قليبل عند غروب الشمس فيستعرض

-وف قلبو قد تأججبعد أف يك-” الصبلة“صورا من حالو الداخلية ومن الطبيعية، ب يشرع يف تبلوة ويستمر يف ترداده حىت ساعات السحر، موعد خدمة القداس اإلؽبي. حينذاؾ...

أيها الشيخ أعذروشل لقطع حديثكم. إشل دل أستطع متابعة كبلمكم جيدا. ماذا تعنوف بتأجيج القلب. - إليو؟” الصبلة“كيف يتم تأجيجو وما حاجة

ذل نفسو وقاؿ: كم أجت أليب يفضل عند اػببز، وأنا عاد إ“سيساعدؾ مثل اإلبن الشاطر: فقط -أعت أنو فكر يف سعادة بيت أبيو، ويف شقائو ىو أيضا. فتحرؾ ” أموت جوعا. أقـو وأذىب إذل أيب...

فورا للعودة إذل أبيو. لقد قاـ دبحاولة مضنية لتغم إرادتو ورغبتو على ازباذ قرار بالعودة... وىذا ما نفعلو ، فنحاوؿ التأكد من أننا نعيش يف حاؿ اػبطيئة، حاؿ شقائنا. إننا نرى اكبرافاتنا اليومية ”ةالصبل“يف

فنفحص ـبتلف اغبوادث واػبطايا، لكن ىذا يتم من الناحية اػبارجية فقط، ونشعر كأننا يف ؿبكمة شعرنا ذا يبدأ حيث ذبري ؿباكمتنا، وأف اهلل جالس على كرسي القضاء وكبن على مقعد اؼبتهم. ومىت

ويف ىذه اغباؿ هبب أف نبكي ألف الصبلة اػبالصة القويبة تصدر عن البكاء.”. ارضبت“صراخنا

يقوؿ اآلباء: إف أراد أحد أف يكتسب صبلة عميقة وحياة رىبانية صادقة هبب أف يعرؼ كيف يبكي رين، وأنو حيواف قذر وبيا يف وكيف يعيش شعور من يتهم ذاتو وبكل قوة، وأف يعترب نفسو أسوأ من اآلخ

أف “... دياميس الضبلؿ ودياجت اعبهل، وأف يتحلى بنعمة اؼبتهم نفسو أوال. كما يقوؿ باسيليوس وباهتامو لذاتو أوال ”.. يتهم ذاتو باآلثاـ غت منتظر اهتاـ اآلخرين لو لكي يصت تبدؿ اؼبتهم األوؿ لنفسو

صبلة. قاؿ القديس اسحق السرياشل: إننا قبل الصبلة قبثو على ركبنا كما يف أمثاؿ سليماف، يستعد للونرجع أيدينا إذل الوراء ونعترب ذاتنا مذنبة فيسيطر علينا حينذاؾ ىاجس توبيخ الذات، ويكوف يف كل مرة جديدا. علينا أف نتوقف أمامو لكي نتأملو بدوف زبيل. عندىا ينزؿ العقل إذل القلب تائبا، ونشرع يف

البكاء ونصلي صبلة ثابتة واعية وببل اكبراؼ. سأستعمل ىنا مثبل من اغبياة العاؼبية. ما يكاد أحد الدنيويت يتذكر فكرة إىانتو أحد األشخاص حىت يفكر فيها ويشعر بانقباض يف قلبو ويشرع فورا



العالمية ذات الدوافع بالبكاء. ووبدث ىذا أيضا ؼبن يبارس الصبلة مع الفارؽ بأف مثل ىذه األفكاراألنانية ال تأسره وإمبا يفكر يف نفسو قائبل لقد أحزنت اؼبسيح ونأيت عن النعمة اإلؽبية اخل.. وقد ينجرح

فإنو -وليس بضغط خارجي-قلبو يف أعماقو بسبب ىذا اإلحساس. وإذا ما جرح القلب شعور بالتوبة جرح يف بدنو. وىذا اعبرح يف القلب يضبط العقل ويربطو ينجرح ويتأدل أكثر من أي أدل آخر ينجم عن

ال يطيق النـو حىت يف الليل ألنو يشعر وكأنو قائم فوؽ صبر متقد. وقد ” اروح“باهلل بصورة دائمة، ويقـو على أثر ىذا بالصبلة بقوة ؼبدة ربع ساعة. أما قلبو اروح فيظل ليل هنار يذكر يسوع وىذا ما

اؼبتواصلة ببل انقطاع. أكرر القوؿ إنو يستطيع ربقيق ىذا لبضع دقائق بصبلة قوية مقرونة ندعوه بالصبلة يف داخلو طواؿ أياـ.” الصبلة“بدموع، فيشعر بفعل

ويتوقف التقدـ األكرب ”. الصبلة“وهبب أف أنبو إذل أف شعورنا بعدـ استحقاقنا شرط الـز لنواؿ فعلئة. فبل صبلة حقة بدوف ىذا الوعي. وهبب واغباؿ ىذه أف تقرف الصبلة على ازدياد وعينا غبالتنا اػباط

باغبزف. واآلباء يف الواقع يعلموف أف الصعود إذل السماء مرتبط باؽببوط إذل ذواتنا. فكلما زدنا تركيز إذل انتباىنا على أعماؽ ذواتنا زاد اكتشافنا ػبفاياىا. وبالتوبة ينزؿ ملكوت اهلل إذل القلب فيتحوؿ

ما تزاؿ حية ونافذة يف كل ” توبوا فقد اقتب ملكوت السماوات“فردوس، وإذل ظباء قلبية. ودعوة الرب حت. وبالتوبة وحدىا هنتدي إذل اؼبلكوت.

أفبل توجد حالة ما، يكاد اؼبرء يشعر فيها بأنو متد يف اػبطيئة حىت يتواله إحساس باػبيبة فيتؾ - اعبهاد؟

حالة كهذه. فلو حدثت لدلت على أف الشيطاف ىو الذي دس لئلنساف فكرة كونو توجد ببل ريب -يف حاؿ خطيئة، لكي يقوده إذل شهور باليأس وخيبة الرجاء. أما إذا عدنا إذل اهلل والتمسنا بالصبلة

اؼبسيح.نعمتو اإلؽبية على أثر شعورنا حباؿ اػبطيئة، فإف اذباىنا ىذا يكوف عطية اهلل، وفعل نعمة

واستأنف الشيخ كبلمو فقاؿ: وىناؾ إذل جانب الشعور باػبطيئة طرؽ أخرى يؤجج ا القلب. فمنها إشل أعيش ساعاب األختة، وبعد قليل يأب األبالسة ليأخذوا “ذكر اؼبوت إذ يفكر اؼبرء قائبل:

إذل الصبلة. نفسي...فإذا جالت ىذه الفكرة يف الذىن بدوف زبيل، أثارت الورع ودفعت



أي خوؼ “وردت يف كتاب الشيوخ نصيحة لؤلنبا ثيوفيلوس تدلنا كيف يبكننا أف نفكر وقد جاء فيها: ذعر وقهر يتملكنا حت تنفصل النفس عن اعبسد؟ فإف القوات اؼبعادية تأب إلينا حينذاؾ بكامل

ات وأرواح اػبطيئة، يقبضوف على جحافلها،... رؤساء الظبلـ، أسياد عادل الشر، السبلطت والسيادالنفس وكأهنم يعاقبوهنا مظهرين ؽبا كل ما ارتكبت من خطايا، دبعرفة أو جبهل، منذ صباىا حىت عمرىا اغباضر. وستتم بكل معاصيها. فيا لو من ىوؿ يستورل على النفس يف تلك الساعة إذل أف يصدر اغبكم

ما ستؤوؿ إليو.وتتحرر. ىذه ىي ساعة قهرىا، إذل أف ترى

إال أف القوات اإلؽبية ستقف ىي أيضا يف مواجهة القوات اؼبعادية وستظهر األعماؿ الصاغبة، وتدرؾ النفس وىي واقفة يف الوسط ما يشوا من ذعر وخوؼ، إذل أف يصدر القاضي العادؿ حكمو. فإف

ىم وباألحرى تسكن كانت مستحقة عوقب األبالسة واختطفت منهم. وتصبح من ذلك اغبت ببليزوؿ الوجع “وسيتم اؼبكتوب ”. إف السكت فيك ىي عبميع اؼببتهجت“وفقا ؼبا ورد يف الكتاب.

.( فتتحرر النفس وتست كبو ذلك الفرح واد اللذين يتعذر وصفهما، 5: 31)إشعياء” واغبزف والتنهد وىناؾ تستقر.

، ”لتفع الشرير، لكي ال يرى ؾبد الرب“مع األقواؿ الرىيبة أما إذا كانت قد عاشت يف التواشل فإهنا تسفيستورل عليها فجأة يـو غضب، يـو ضيق وقهر، يـو ظلمة وضباب وتسلم إذل الظلمة الربانية، ووبكم عليها بالنار األبدية فتتعذب إذل دىور ال حصر ؽبا. وحينذاؾ: أين فخر اغبرب؟ أين اد الفارغ؟ أين

واللذة؟ أين اغبياة اؼببهرجة؟ أين الراحة، وأين الكربياء؟ أين اؼباؿ؟ وأين التمايز االجتماعي؟ أين االرتياح ”.األب؟ أين األـ؟ أين األخ؟ من يستطيع أف ىبرجها فيما النار ربرقها وىي ترزح يف العذاب الشديد؟

س وؾبد القديست وؿببة اهلل، ال إال أف ىناؾ أيضا أفكارا أخرى مناسبة، ىي شعور النفس حببلوة الفردو سيما إذا كاف اإلنساف قد حضر القداس اإلؽبي يف ذلك اليـو واشتؾ يف جسد الرب ودمو الطاىرين.

أيها الشيخ إف ظبع العادل مثل ىذه األفكار يشك فيها وال يصدقها. وىناؾ العديد من البلىوتيت، -موف أهنا ليست مناسبة للناس يف العادل ويدعموف زعمهم والروحانيت أيضا، يعارضوف ىذه النقاط فيزع

بنوع أخص باآلباء القديست. وىم يقسموهنم إذل آباء صحويت وآباء اجتماعيت، ويربزوف للعادل اآلباء أكثر التصاقا باألرض، أما تعليم اآلباء الصحويت، فإنو -كما يزعموف -االجتماعيت ألف تعليمهم

لست أدري ما نصيب ىذه اآلراء من الصحة.يصلح لؤلديرة. و



إنكم تطرقوف موضوعا كبتا، متعدد اعبوانب واسعا ويتطلب زمنا طويبل. إال أشل ال أمتنع عن تقدصل -بعض األجوبة العامة. وأوؿ ما أنبو إليو ىو أنو ال يبكن تقسيم اآلباء إذل آباء صحو أو صوفيت، وإذل

أنو ال يبكن تقسيم علم البلىوت إذل صويف وغت صويف أو تقسيم اغبياة الروحية آباء اجتماعيت. كما إذل علمانية ورىبانية أي القوؿ بأف بعض التعاليم ـبصصة للعادل، وأخرى ـبصصة للراىب. إف ثيولوجيا

ت صبيعا الكنيسة الشرقية األرثوذكسية ذات طابع سري، واغبياة الروحية كلها تقشفية ولآلباء القديسمعتقد مشتؾ وحياة مشتكة، وتعليم مشتؾ، وقد حصلوا صبيعا على اغباؿ اؼبغبوطة، حاؿ التألو ،إذ صاروا أحياء يف اؼبسيح واؼبسيح وبيا فيهم، ويف داخلهم يعمل الروح القدس. وؽبذا فإف اآلباء الصحويت

باء االجتماعيت ىم دائما ويف الوقت عينو ىم دائما ويف الوقت عينو آباء اجتماعيوف أيضا كما أف اآلآباء صحويوف. أعت أف اجتماعية اآلباء ما ىي إال فيض من صحو اآلباء. من اىتم منهم باؼبوضوعات االجتماعية ليس عاؼبا اجتماعيا أو عاؼبا نفسيا أو عاؼبا أخبلؽ أو مربيا وحسب بل إنو عادل الىوب

لمة من معت. وىؤالء اآلباء يعيشوف، ىم أوال، اهلل اختياريا ب وباولوف أف أيضا بكل ما يف ىذه الكيساعدوا اإلنساف لكي يعيش اهلل أيضا. فاجتماعية اآلباء بناء على ما سبق ليست سوى بعد من أبعاد

الكنيسة اليت ىي يف الوقت عينو حياة يف الروح القدس وحياة يف“الثيولوجيا، أي أبعاد اغبياة يف اؼبسيح فالكنيسة، يف الواقع، ىي حيز الثيولوجيا األرثوذكسية، والثيولوجيا ىي صوت الكنيسة. وعبميع ”. أيضا

اآلباء نقاط مشتكة، أعت أف الثيولوجيا اليت انتهجوىا كانت أرثوذكسية، وكذلك اؼبعتقد الكنسي، م إذل آباء صحويت وإذل آباء اجتماعيت واغبياة الكهنوتية والرىبانية معاشة عندىم، فمن اػبطأ تقسيمه

ألف فصلهم على ىذا النحو ذو نتائج وبيلة يف اغبياة الروحية وينتهي إذل التجديف على الروح القدس.

أال تظنوف أف بعض اآلباء، كالقديس باسيليوس الكبت أو القديس يوحنا الذىيب الفم، اللذين تكلما - وا أقرب إذل الشعب؟كثتا على مسائل اجتماعية كان

ضرورة بعض التوضيحات. فأوال، إف ىذا ال يعت أف -كما قلت سابقا -بكل تأكيد. لكت أرى -ىؤالء اآلباء دل يعيشوا بالدموع والصحو والصبلة، أعت أنو هبب أف ال نفصل تعليمهم االجتماعي عن

و قد يعترب عاؼبا اجتماعيا أو عادل أخبلؽ حياهتم الداخلية. هبب أال يفكك األب القديس وإال فإنوحسب. والفرؽ شاسع بت العادل االجتماعي والبيولوجي ألف كبل منهما ينطلق من دوافع وأسس

ـبتلفة، واألنثروبولوجيا )علم اإلنساف( زبتلف كثتا عند كل منهما.



ماعية أكثر من سواه فما ذلك إال إذا كاف بعض اآلباء القديست قد تكلم على اؼبسائل االجت -ثانيا . وهبب أال ننسى أف كبلـ النيب أو ألهنم تلقوا من اهلل إعبلنا بأهنم هبب أف يتكلموا مع إنساف معتكبلـ الرسوؿ أو كبلـ القديس يقاؿ للشعب اؼبوجة إليو حسب درجة نضجو وروحانيتو. فإف بدا يف

إذل نقص يف ؾباة األب للموضوع وعجز يف عقليتو، بل إذل كبلـ أحد اآلباء نقص، فهذا ال يعود عجز العادل عن فهم شيء ذي مستوى أعلى فاألب القديس ال هبهل الكبلـ على مستوى عاؿ لكنو يتقيد بقدرة الرعية على االستيعاب. كما أف الروح اؽبدوئية تتجلى يف كثت من اؼبؤلفات االجتماعية اليت

يسوف. وللمزيد من اإليضاح نأخذ حاؿ القديس يوحنا الذىيب الفم الذي ذكرتو. فإف كتبها اآلباء القدىذا األب القديس كاتب اجتماعي، وكتبو صاغبة ألف يقرأىا الناس يف العادل. ويذكر كثتوف تعليمو يف ـبتلف اؼبوضوعات االجتماعية واألخبلقية، لكنهم ينسوف أنو ىو نفسو قد عاش اؽبدوئية والتنسك بالصحو والدموع واغبزف والصبلة اؼبتواصلة وذكر اؼبوت اخل... وإذا قرأ أحد الرىباف اؽبدوئيت كتبو أدرؾ

فورا أنو أب ىدوئي.

)وعن ” صبلة يسوع“سأذكر لكم فقرة من تعليمو ب أحاوؿ إبداء بعض اؼببلحظات. فهو يتحدث عن بعقل مركز، غت مشتت، وبقلب ” لصبلةا“هبب أف سبارس “الصبلة بوجو أعم( وعن قيمتها فيقوؿ: سبلح عظيم وكنز ال ينقص، وثروة ال تستنفد ” الصبلة“إف “ؾبروح بشعور التوبة، لكي يكوف مثمرا.

لك نفسو... وإذ أبدا وميناء غت متموج، وشرط صفاء وأصل ختات ال ربصى. وىي أقوى من اؼب

تواشل، بل أعت صبلة فبتدة بنفس متوجعة، وعقل فبل أقصد صبلة ىزيلة مفعمة بال” الصبلة“أقوؿالصاعدة كبو السماء. فلنزكت إذا حرارة الوجداف ولنحزنن النفس بذكر ” الصبلة“متوتر. فهذه ىي

اػبطايا. لنحزنػنها، ال لكي نضايقها بل لكي نعدىا لكي يستجاب ؽبا، وقبعلها تصحو وتستيقظ مس السماوات...فما من شيء يطرد التواشل وعدـ االكتاث كاألدل واغبزف، وبالصحو واليقظة قبعلها تل

ألهنما هبمعاف العقل من كل مكاف، ويعيدانو إذل ذاتو. فإف اؼبتضايق اؼبصلي على ىذا النحو يستطيع إف أقنع اؼبرء نفسو “وىو يضيف قائبل ”. أف هبلب إذل نفسو اؼبزيد من اللذة فتستقر فيها” الصبلة“بعد

”.أنو أسوأ الناس أصبعت وبصل فورا على دالة يف الصبلة

واستأنف الشيخ قائبل، ذه الطريقة عينها: يا أبت، كاف يبكن أف يتكلم كبت اؽبدوئيت. ونستطيع ىنا أف نبلحظ بعض النقاط:



يقظ( وال بد أف يعود إف القديس يوحنا الذىيب الفم يربط الصبلة بالنفس اؼبتأؼبة والعقل اؼبتوتر)ال -أوال العقل من تشتتو إذل ذاتو لكي تتم الصبلة اؼبتكاملة.

من الضرورة دبكاف لكي يكوف للصبلة فعالية ذات نتائج ناجعة أف يؤجج القلب قبل الصبلة وىو -ثانيا ما ربدثنا عنو آنفا. فإف القلب يتأجج والعقل يعود، وبذلك تكوف الصبلة منتجة.

”.أحط من كل خليقة“القلب بتذكر اػبطايا، وبتوبيخ الذات، والشعور بأننا أسوأ الناس، يؤجج -ثالثا

فإف عشنا ىذه الصبلة وفقا ؽبذا النهج فقط، نستطيع اغبصوؿ على اللذة الروحية، نعمة اؼبسيح. أرأيتم األب اؽبدوئي؟

وربليلكم ؽبا وقد ترؾ رأي األب لقد أدىشتت قراءة ىذه الفقرة من أقواؿ القديس يوحنا الذىيب الفم - القديس يف نفسي أثرا طيبا.

أتسمح رل بتصحيح؟ -

بالتأكيد. -

ليس ىذا رأيا شخصيا للقديس يوحنا الذىيب الفم، وإمبا ىو تعليم الكنيسة. فنحن ال نستطيع أف -اء أخبلؽ، بل نتحدث عن آراء لآلباء القديست، وكأننا نعتربىم فبلسفة وعلماء اجتماعيت وعلم

نتحدث عن تعليم اآلباء من حيث أهنم أعضاء جسد اؼبسيح ايد، يتقبلوف إشراقات نور الروح القدس. وكبن إذا عشنا يف داخل الكنيسة نبطل الفرد أشخاصا وموضع أفعاؿ الثالوث، فيستنت العقل

. وقد أطاع اآلباء القديست ويصت منربا للروح القدس. وكل عمل عظيم يف الكنيسة ينطلق من الطاعةوا وصاروا آنية هلل، وعاشوا ب تكلموا لكي يساعدوا اآلخرين أيضا. اهلل دبلء اغبرية فتغت

أشكركم على التصحيح، وأسألكم أف تتعطفوا فتشرحوا رل شيئا آخر، فقد ذكرنا قببل أف الراىب -انو أب صحوي. فلم ال نستطيع كبن سبييز ذلك، اؽبدوئي إذا قرأ القديس يوحنا آراء الذىيب الفم أدرؾ

ونعترب اآلباء الذين كتبوا يف موضوعات اجتماعية ؾبرد علماء اجتماع وغرباء عن ىذه اغبياة الداخلية؟

وبدث ىذا ألف الروح القدس ال يعمل يف داخلنا عمبل كافيا. والكتاب اؼبقدس ومؤلفات اآلباء -الروح القدس، وىي بالتارل تشرح وتصت مفهومة بإنارتو فقط. فمن لو معتقد القديست قد كتبت بإنارة



اآلباء، وعنده الروح القدس، يقرأ كتاب أي أب فيعرؼ فيو األب اؽبدوئي، الصحوي الذي عرؼ الرب الروح القدس. فإف القديست فقط، ألف حياهتم متطابقة واختباراهتم مشتكة وطرؽ تعبتىم واجدة. فهم

يدركوف النعمة اليت تعمل داخل نفوس اآلباء القديست وفكرىم، من الكلمات اليت يستعملوهنا، وأحيانا من طريقة تعبتىم. فإف قرأ أحد معايت اهلل أفاشت القديس باسيليوس الكبت يف خدمة القداس اإلؽبي

ك حرفيا.يدرؾ فورا أف باسيليوس قد رأى النور غت اؼبخلوؽ مع أنو ال يذكر ذل

أما إذا درس علماء اجتماع أو علماء أخبلؽ مؤلفات اآلباء اؼبختلفة بدوف أف يكونوا حاصلت على الروح القدس، فإهنم يعززوهنا ويفككوهنا. ويبدو رل أف استعمالنا مقتطفات منفردة من مؤلفات اآلباء

اؼبركزة على اإلنساف، ؽبو ىرطقة على اؼبنواؿ أب خارج الروح النسكية لكي نؤيد ا أفكارنا الدنسة)بدعة( كربى. فعندما ننظر إذل أحد اآلباء القديست خارج إطار روح التقشف والتوبة اخل.. فإننا نفككو. وكل تفكيك ىو تغت. وىذا ما فعلو اؽبراطقة صبيعا. فقد استعملوا عبارات من كتب اآلباء

قا على شروط تفستىا تفستا صحيحا.بدوف أف يفهموىا، وبدوف أف يكونوا حائزين مسب

، يقتضي منا أف كبققو ال باالكتفاء بدرس النصوص ولذا فإف شعار العودة إذل اآلباء، الذي يعلن اليـواآلبائية وحسب بل ببذؿ اعبهد بغية اكتساب حياة اآلباء القديست أيضا، فنحيا يف كنيستنا اؼبقدسة

اؼبقدسة، باإلضافة إذل أنو هبب علينا أف ال نبقى ؾبرد أفراد بل أف كبيا وباألسرار اؼبقدسة والفضائل كأشخاص، كأعضاء للمسيح مكرمت.

***

يف تلك اللحظة دخل علينا اؼبريد اؼبهذب، ليسأؿ عما يقدمو رل. أما الشيخ فكاف منهمكا كليا يف ة اؼبتعبة عندىم، وىي أف يقدموا للضيف شيئا احملادثة، وقد نسي مراعاة عادة الرىباف يف ااملة اؼبهذب

على سبيل الربكة. فقد كانت احملادثة الروحية من القوة حبيث أهنا أنستو كل شيء سواىا.

أجل. أحضر شيئا لؤلب... -

ماذا أحضر أيها الشيخ؟ أأقدـ لو قطعة من اؼبلنب، أو قليبل من اؼبرىب، أو شيئا آخر؟ -



، أخذ يشيد بو فقاؿ: إشل يف اغبق دل أكن جديرا بأف يكوف رل مثل بعد أف أمر الشيخ ت لميذه دبا يلـزىؤالء اؼبريدين. لكن اهلل قد رأؼ حبارل فأرسل رل مبلئكة صغارا. فليس رل يف الواقع مريدوف، إمبا ىؤالء

بالذات قد قدـ مبلئكة ىبدمونت. فكيف رل أف أرفع شكري العميق إذل اهلل الكلي القداسة؟ وىذا اؼبريدإرل أختا، وأفكاره أفكار طفل صغت. وىذا أمر ضروري لعمل الصبلة العقلية موضوع حديثنا. إف آباء الكنيسة يعلموف قائلت: إف أراد أحد اػببلص وجب عليو أف يصت جاىبل أي أبلو حسب اؼبسيح )كبن

ل األطفاؿ، فلن تدخلوا ملكوت إف دل تعودوا وتصتوا مث“جهاؿ من أجل اؼبسيح(، أو طفبل وكلنا نستطيع بنعمة الروح القدس اكتساب اؼبراىقة الروحية والذىبية الطفولية إزاء الشر، ”. السماوات

ولو سبق لنا ارتكاب أعظم اػبطايا.

ا إف ناموس اغبياة الروحية مناقض لناموس اغبياة اعبسدية. ففي اغبياة اعبسدية يتحوؿ الفىت شيئا فشيئإذل شيخ. أما يف اغبياة الروحية فاألمر ىبتلف، ألف اإلنساف الذي صار شيخا بسبب اػبطيئة، يتحوؿ إذل طفل.أحضر اؼبريد بركة الكوخ على صينية، وىي قطعة من اؼبلنب، مع قليل من اؼباء. أمسكت كأس

أو أبػلو...اؼباء بيدي والتمست من الشيخ بركتو، قائبل: أدعوا رل لكي أصت طفبل

ىناؾ غبظات ال تستطيع فيها أف تصلي ألف الكبلـ يتوقف وربس يف قرارة نفسك بأنك يف مسيس وؽبذا ال تدعو، ولكنك ”.آثوس“اغباجة إذل طلب األدعية والربكات وإنك لتعيش ىذا يف اعببل اؼبقدس

تلتمس الدعاء.

باركوا... -

الرب... -

ؿ صباح اػبت، وال مساء اػبت، وال ليلة سعيدة. إال انو هبري أحيانا بعض ىذه ىي التحية ىنا. فبل يقاأسبت لكم صربا صبيبل، أو سهرا حسنا، أو ..فردوسا رائعا، أو...هناية “التعديل يف التعبت كقوؽبم:

”.صاغبة

سبت أف تعيش أيها وأتناوؿ قطعة اؼبلنب الشديدة اغببلوة قلت يف نفسي: أ” باركوا“بينما كنت أقوؿ الشيخ إذل سنت عديدة، أجل أف تعيش عمرا مديدا لكي نعيش كبن اػبطأة أيضا...



ودؿ وضعو على أنو كاف يف حاؿ ” الصبلة“وساد صمت عميق. والحظت أف الشيخ كاف يردد .. فقلت:اختطاؼ إؽبي. فتهيبت ووجدت صعوبة كربى يف الكبلـ. ولكن كاف من الواجب أف أتكلم.

أريد أيها الشيخ أف أستوقفكم لكي أستأنف. إشل أعرؼ أف حضوري إذل ىنا يف ىذا احمليط غريب - إذل حد ما. فما أنا سوى متطفل يصعب عليكم حياتكم...

ال..ال تقل ىذا. فإننا نستقبلك كأخ لنا تعيش يف العادل، وذباىد اعبهاد اغبسن، ولك نعمة من اهلل. -

ن اؼبقارنة بت النعمة اليت لنا دبا لكم.ال يبك -

” ألنو حيث كثرت اػبطيئة ازدادت النعمة جددا “ومع ذلك فإف النعمة اإلؽبية تغدؽ عليكم أكثر - (. واهلل ينعم عليكم مزيدا من الرضبة، لكي وبفظكم يف ؿببتو. إف اهلل ليحبكم أكثر...4: 1)رومية

ولكت أريد أف أتابع -قلت ىذا وقد ىزمت حبو وتواضعو -ضاعكم ..أقبل ىذا كمجرد تعبت عن ات -ألننا جئنا إذل ىنا، لكي نستفيد كل الوقت، وآلخر دقيقة. لقد تكلمتم سابقا عن تأجيج القلب وقلتم

ث إنو يتحقق بالتأمل يف العقاب األبدي، والفردوس، ويف حاؿ اػبطيئة اليت نتدى فيها اخل..، أفما وبد ىذا بعض اؼبشاكل؟ لقد قلتم إنو هبب أف نقـو بصبلة غت ظاىرة، لكي يكوف العقل خبلؽبا ؾبردا من

كل شكل. فهل ىذه األشكاؿ تعيق الصبلة النقية.

بادئ ذي بدء أف أنبو إذل أف ىذه األفكار ليست أفكارا ؿبضة وليست زبيبل وإمبا ىي عمل عقلي. - ا نعيش.فنحن ال نفكر وحسب، إمب

أذكر على سبيل اؼبثاؿ أشل كنت يوما أتأمل اعبحيم بضع غبظات قائبل يف نفسي إشل جدير ذا اؼبكاف بسبب كثرة خطاياي فما كاد هبوؿ يف نفسي ىذا الفكر حىت وجدت ذاب يف تلك الظلمة اؼبوحشة

ه اغباؿ كانت قبلييت تفوح وذقت آالمها اليت ال تطاؽ وأوجاعها اليت تفوؽ الوصف. وؼبا أفقت من ىذ منها روائح كريهة.. ال يبكنكم أف تدركوا مدى قذارة اعبحيم وما يعانيو اؼبعاقبوف فيها من أدل...

لقد زاد شعوري اآلف أشل أماـ شيخ قديس يركز ذىنو على اعبحيم. فتكتو يكمل حديثو بدوف أي تعليق...



فكار، قبل الصبلة. فإذا بدأنا الصبلة ذلك وجب أف مبتنع ب إف تأجيج القلب مسبقا يتم ذه األ -” الصبلة“عن إشغاؿ فكرنا يف ىذه اؼبوضوعات، وعلينا أف نصب اىتماـ عقلنا وقلبنا على كلمات

لنتوصل إذل أمر دل نكن نتصوره، وىو ما نبو إليو اآلباء كثتا، أعت أف العقل يصت إذل حاؿ التجرد من ل.الشكل والتخي

الصبلة جهاد ومن شأهنا أف تعزز اؼبؤمن يف جهاده ضد الشيطاف، وىي يف الوقت عينو جهاد داـ مؤدل. ، وقبعل عقلنا أصم وأخرس إزاء كل فكر ”الصبلة“فيجب أف نعمل على تركيز ذىننا على كلمات

واردة من اػبارج وعن الرد سواء كاف ختا أو شريرا، يأب بو الشيطاف. أعت أف مبتنع عن ظباع األفكار العليها، وأف كبتقرىا ونرفض اؼبناقشة فيها. هبب علينا أف نتوخى بكل وسيلة إسكات العقل إسكاتا

فعلها الناجع.” للصبلة“كامبل، ألننا ذا وحده نستطيع أف كبفظ ذاتنا يف سكينة حبيث يكوف

فيو االضطراب. والعقل اؼبضطرب ينقل ومن اؼبعلـو أف األفكار تتجو من العقل إذل القلب فتشيع العدوى إذل النفس فلو ىبت رياح األفكار ألثارت يف النفس أمواجا كما تثت الرياح أمواج البحر.

واالنتباه أمر ضروري للصبلة. ؽبذا يتحدث اآلباء عن التابط بت الصحو والصبلة. فإف الصحو وبفظ الصبلة فتحمل إلينا النعمة اإلؽبية، وكبن نتوصل إذل ىذه الغاية العقل يف يقظة واستعداد مستمرين، أما

الشريفة، أنو يتطلب منا أف تكوف لنا ” الصبلة“بطرؽ عديدة. لنضع يف اعتبارنا قبل الشروع يف عمل خبللو رغبة ملتهبة وترقب مفعم باألمل ومرارة شديدة وصرب صبيل طويل مقروف بالرجاء يف ؿببة اهلل.

ونتلو ” قدوس اهلل...“وبعدىا ” أيها اؼبلك السماوي...“ب ” تبارؾ اهلل إؽبنا كل حت...“ػ نبدأ ببعدىا اؼبزمور اػبمست، مزمور التوبة، بورع وخشوع، ب دستور اإليباف. وننتقل إذل عملية تركيز عقلنا

لك مقرونا بذرؼ وقد يتم ذ-باؽبدوء والصمت، ونؤجج عقلنا باألفكار كما قلنا سابقا ومىت التهب فنتلو كلماهتا ببطء، ونتدارؾ يف الوقت عينو شرود العقل لكي يتابع مستة ” الصبلة“نشرع يف -دموع

الكلمات. أما الكلمات فينبغي أف تكوف متواصلة بدوف أف يفسح ااؿ لتسرب أفكار أو حوادث وىكذا حبيث تصت ” سيح...يا ريب، يسوع اؼب“نتلو الصبلة من جديد ” إرضبت“أخرى وبعد كلمة

دورة كاملة ونتحاشى تدخل إبليس.



هبب أف تعلموا أف الشيطاف سيحاوؿ بكل وسيلة أف يفصم وحدة الكلمات وأف يقتحم العقل والقلب لعلو يفتح ثغرة صغتة يضع فيها قنبلة )لغما( ىي عبارة عن فكرة ينسف ا ؿباولتنا الشريفة ويدمرىا

نسمح لو بذلك. ويف ىذه اغباؿ هبب أف نتلو الصبلة بصوت عاؿ بالفم لتسمعو كلها. فعلينا أال األذناف، فيساعد ىذا العقل على اؼبزيد من التكز.

نتوقف قليبل ” إرضبت“وىناؾ طريقة أخرى ىي نتلو الصبلة بالعقل أو بالقلب ببطء شديد. وبعد كلمة ن جديد. وينصح اآلباء القديسوف أف نضيف عبارة إذل أف يضعف انتباىنا، ب نعود إذل تبلوتو م

إذل الصبلة يف األحواؿ اليت نقصد فيها تأجيج القلب مسبقا بأفكار تدور حوؿ ” إرضبت أنا اػباطئ“ موضوع حياة اػبطيئة اليت نتدى فيها.

يا “أو” يا ريب يسوع اؼبسيح ارضبت“وإذا تعب العقل من تكرار الصبلة بكاملها يبكن اختصارىا ىكذا وكلما مضى اؼبسيحي يف تبلوة الصبلة جاز لو اختصار كلماهتا. ”. يا ريب يسوع“أو ” رب ارضبت

فيكرره ىكذا: يسوع، يسوع، يسوع، يسوع، ” يسوع“وبإمكانو أحيانا أف يكتفي باسم ه يسوع...يسوعي. فتهب موجة من الصفاء والفرح لتشيع يف كيانو. ومن اؼبستحسن أف يبقى يف ىذ

اغباؿ اغبلوة اليت انتقل إليها وأال يكف عن الصبلة ولو كاف فرضو احملدد قد انتهى. وعليو أف يبقي على حرارة قلبو ثابتة كأنو ىبتطفها اختطافا، ويستغل ىذه العطية اإلؽبية، فما ىي إال ىبة كربى نفحو اهلل ا

ة فيتعلق بكلمات الصبلة وينصب عليها انصبابا من األعارل. وىذه اغبرارة تساعد العقل مساعدة ناجع ويهبط إذل القلب ليبقى فيو.

ومن أراد تكريس يومو كلو للصبلة فليعمل بنصح اآلباء فيصلي ساعة ب يقرأ ساعة، يستأنف بعدىا إباف مزاولة عملو اليدوي.” الصبلة“الصبلة ساعة أخرى. وعليو أال يتواسل عن ترديد

اء أيضا بوضع مناسب للجسم ليساعد ااىد يف الصبلة، وذلك بأف هبلس اؼبصلي، وينصح اآلبساعات طويلة، على مقعد، مقفبل عينيو أو مركزا إيانبا على نقطة ثابتة. ومن األفضل أف يثبتهما على

كما -و الصدر من جهة القلب. ويرى القديس غريغوريوس باالماس أف النيب إيليا مبوذج يف ىذا. فإن قد صعد إذل رأس جبل الكرمل وخر إذل األرض وجعل وجهو بت ركبتيو، وأخذ -يقوؿ الكتاب اؼبقدس

يف التصبة الربوتستانتية العربية(. 21 -24: 51يصلي، فزاؿ اعبفاؼ )اؼبلوؾ األوؿ



اشل. وكبن أيضا أجل، يا أبت، إف النيب قد فتح السماوات بصبلتو، فيما كاف متخذا ىذا الوضع اعبسم نفتح السماوات بالطريقة عينها، فتهبط إذل قلبنا اعباؼ غيوث النعمة اإلؽبية.

لقد قرأت بعد زمن ىذه الفقرة من أقواؿ القديس غريغوريوس باالماس اليت ذكرىا رل الشيخ اعبليل يف اف اؽبدوئيت وعملهم، اعببل اؼبقدس. وقد كتبها ردا على الفيلسوؼ برلعاـ، الذي كاف يسخر من الرىب

إف إيليا نفسو “قاؿ ىذا األب اؼبتوشح باهلل ”. حاصري النفس يف صرة البطن“ويطلق عليهم زء لقب الذي كاف األكمل يف رؤية اهلل، قد أزاؿ اعبفاؼ، الذي ظل قائما سنت كثتة، وذلك حت أخفض

اجتهاد. وينصح ىذا األب اؼبتوشح باهلل أيضا بازباذ رأسو إذل ركبتيو، وصبع عقلو يف ذاتو ووجهو إذل اهلل بوهبب أال تتجوؿ العت ىنا وىناؾ وإمبا “طريقة صاغبة تساعد اؼبصلي، أال وىي تثبيت العينت فيقوؿ

ينبغي أف يتكز نظرىا على الصدر أو على صرة البطن، وأف تػرد إذل القلب قوة العقل الشاردة يف األمور ، بوضع اعبسم على ىذا النحو.اػبارجية

وتابع الشيخ كبلمو قائبل: أما اؼبكاف فيلعب ىو أيضا دورا ىاما يف ىذا. فيجب أف يتوفر فيو اؽبدوء والصفاء اػبارجي. وكذلك الزمن ينبغي أف يكوف مناسبا، فإف العقل تشغلو عادة أمور كثتة بعد العمل

م رياضة الصبلة العقلية يف الفجر قبل طلوع الشمس بساعتت. طواؿ النهار. ؽبذا ينصح اآلباء أف تت ففي ىذا الوقت يكوف اعبسم كلو مستوبا والعقل غت شارد، فتأب الصبلة فيو بثمر كثت.

ما الطريقة اليت يبكن أف نستعملها، أيها الشيخ، لضبط العقل يف حاؿ شروده، طاؼبا أنو أمر كثتة - اغبدوث؟

عات ؾبدبة ألسباب عديدة، تعسر فيها الصبلة. وعمل الصبلة يف ىذه األوقات مضن شبة أياـ وسا -وصعب. غت أننا إذا أصررنا على أدائو ساعدتنا النعمة اإلؽبية على مواصلة الصبلة والتقدـ يف طريق

تأؽبنا حسب النعمة. سأذكر لكم بعض الطرؽ اليت تعيننا يف زبطي ىذه الساعات واألياـ اعبدباء.

ينبغي أوال أال نفقد شجاعتنا، مهما كانت األسباب. وعلينا يف ىذه الساعات بالذات أف نردد صبلتنا بالشفتت. وقد يكوف من امتيازات األقوياء اؼبنعم عليهم، أهنم يستطيعوف أف يثبتوا عقوؽبم بسهولة على

ا باألىواء فغدونا يف مسيس الكلمات، وأف يصلوا بدوف تلكؤ. أما كبن فضعفاء وخطأة واكتظت نفوسناغباجة إذل بذؿ كل جهد ال بل إذل إراقة دمنا فعبل يف سبيل الوصوؿ إذل ذلك. وإذا رأينا عقلنا يشرد



باستمرار ويفقد انتباىو، فليس لنا إال أف نلتمس اؼبعونة من عند اهلل، كما فعل الرسوؿ بطرس حت رأى .(.3: 52)مىت ” يا رب قبت“إذل ربو مستغيثا: الريح شديدة، وقد أوشك على الغرؽ، فصرخ

وإذا ىبت فينا ريح اؽبواجس والضجر، فما لنا سوى الصراخ مثل بطرس مستنجدين، فيكوف لنا ما أعت أنو بعد صبلة متعبة، تتبدد حينئذ، دبعونة اهلل، ”. ويف اغباؿ مد يسوع يده وأمسك بو“حدث لو

لتشغل العقل، ألف اسم اؼبسيح ىبرقها بطريقة غت منظورة. كل ىذه التخيبلت اليت تأب

أعود إذل القوؿ إنو هبب أال يستورل علينا الذعر يف ىذه األحواؿ، وما علينا سوى مواصلة اؼبقاومة. وهبب أف تكوف مقاومتنا من القوة حبيث تضارع شدة االعتداء الذي يشنو الشيطاف علينا ويف ساعة

نستقبل أي فكر ولو كاف صاغبا، ألف األفكار شريرة أيضا. أعت أف األفكار الصاغبة الصبلة هبب أال إباف الصبلة تفتح الطريق للشيطاف لكي يدخل ويقطع عمل الصبلة اؼبقدس وبذلك نسقط يف خطيئة

ؾ ارتكب الزسل الروحي. فإف اآلباء يقولوف: إف ابتعد العقل عن ذكر اهلل خبلؿ الصبلة وشرد ىنا وىنازسل روحيا. فهو ىبوف اهلل ويرفضو. وىل ىناؾ أعظم من خطيئة خيانة يسوع اغبلو وجحده ؼبصلحة

إبليس عدو اػبت اغبسود؟

فإف عجزنا عن ضبط العقل ورده عن تشتتو، بات من الضروري القياـ دبزيد من اعبهاد اؼبضت. فإف اؿ ىبوب الرياح، وإذا كاف البحر ىادئا سهلت قيادهتا السفينة يا أبت تشق غمار أليم بالشراع يف ح

إذل ” الصبلة“فإف مؤلت حرارة نعمة اؼبسيح كياننا سارت ” الصبلة“باداؼ. ووبدث مثل ىذا يف غايتها بسهولة. أما إذا غابت النعمة فبل بدلنا من ذبشم مشاؽ التحرؾ بواسطة ااديف أي اؼبزيد من

اؿ ال بد لنا من درس كتب اآلباء اليت ذبمع العقل وترد الفكرة من شروده. ومىت اعبهاد. ويف ىذه اغب ”.الصبلة“شعرنا خبلؿ الدرس باػبشوع لنتوقف عن اؼبطالعة ونستأنف ترديد

ىكذا هبب أف نفهم ما قيل عن وجوب قراءة كتب اآلباء بقلب متألو ال باؼبنطق اعباؼ. علينا أف نقرأ بالقلب، والقلب يقرأ ىذه الكتب بارتياح. ومعت ىذا أنو هبب اعبمع بت القراءة اؼبؤلفات اليت كتبت

والصبلة.

علينا أف نتلو بعض مزامت داود أو أف نلجأ إذل التنيم أيضا. ومن اؼبستحسن أف نكوف قد أعددنا من وإذل اغبضور الثاشل قبل بعض الطروباريات اػبشوعية اليت تذكر ؿببة اهلل وتشت إذل حياتنا يف اػبطيئة،



للمسيح، وتنطوي أيضا على التماس العوف اإلؽبي اخل...وهبب أف نتلوىا قراءة ال ترنيما..أو أف نردد صلوات أخرى نظمها اآلباء القديسوف كالقديس إسحق السرياشل. ىذه كلها ينبغي يف ىذه األحواؿ أف

ى مصحوبة )باغببل اؼبعقود(.فيجب أف تتل” الصبلة“نتلوىا بالفم كما قلت آنفا. أما

وال شك أننا قبت بعض الثمار ذه الطريقة والقليل منها على كل حاؿ خت من حرماف التنعم بو مهما كاف ضئيبل.

أعود فأكرر القوؿ إف اؼبرء يف ىذه األحواؿ وبتاج إذل اؼبزيد من الصرب والثبات. وقد تغدو األفكار اليت استعماؽبا من أجل تطهتنا. زبطر على ذىننا مفيدة يف

أتساعد يف التطهت؟ كيف يكوف ذلك؟ -

حىت يعمل ما يف وسعو ” الصبلة“ال يكاد الشيطاف يرانا وكبن نصلي ونسعى إذل تركيز الذىن على -لكي وبوؿ دوف ذلك. وىو يستغل كل شيء، وخباصة األفكار اليت تشغلنا أكثر من سواىا، ويضرب

يؤؼبنا كثتا فيوجو قوسو إذل ؿبب اؼبلذات فيقذفو بأفكار شهوانية، ويصوب سهمو على وتر ضعفنا الذي إذل ؿبب اؼباؿ ؿبمبل بأفكار تذكي فيو الطمع. أما ؿبب اد فيصب عليو رشقات من سهاـ أفكار

اؽبوس بالعظمة والرفعة.

ط الضعف، وما يبكن داخلنا من ومن األفكار اليت ذبوؿ يف ذىننا خبلؿ الصبلة ندرؾ ما فينا من نقا قباسات، وكبس دبواطن الداء فنستطيع بعد ذلك أف نعتىا انتباىنا وقباىد للخبلص منها.

غت أشل، حت ” صبلة يسوع“اظبحوا رل أيها الشيخ بالتدخل... أعتؼ بأشل قليل اػبربة يف موضوع -د إذل القلب أيضا من شدة التعب. فما ىذا؟ أجاىد لكي أمارسها وبدث رل أدل يف الدماغ وكثتا ما يبت

وما هبب عملو يف مثل ىذه اغباالت؟

إف وجع الدماغ والقلب يصيباف اؼبؤمن يف بدء ىذا اعبهاد الروحي، فيظن أحيانا أف دماغو سينفلق -طبيعي وأف قلبو سيتمزؽ. ويزداد الوجع يف الدماغ إذل حد يظن فيو أنو موشك على اؼبوت. وىذا األدل

إذل حد ما، ومرده إذل عدـ تعود العقل على فبارسة مثل ىذا العمل وإذل وضع اعبسم أيضا. إال أف ىذا كثتا ما يكوف موضع استغبلؿ الشيطاف لكي يوفق الصبلة. ويف حاؿ وجع القلب فيجب أف يتأكد من



عمل طرقا ال تناسبو. عدا ىذا فإف سببو فقد يعود إذل أنو مضى يف ىذا العمل قدما قبل األواف واستوجع القلب قد ساعده ألنو يبكن أف يصت سبا مباشرة لتكيز العقل على موضع األدل وقيامو بصبلة

متواصلة.

إف فكرتكم ىذه مقتضبة جدا وإشل ألرغب يف اؼبزيد من شرحكم ؽبا. وأريد أف أعلم على وجو - ة فيما يكوف العقل متأؼبا؟التحديد ؼباذا ينبغي اإلصرار على الصبل

ألف تطهته يبدأ بعد ذلك مباشرة. وسيتجلى ىذا التطهت يف الدموع إذ تبدأ باؽببوط بغزارة، كالنهر -اؼبتدفق، ويتنقى العقل وينزؿ إذل القلب وحينذاؾ يتوقف األدل ويكف االنزعاج. وىي دموع ال يبكنو

ذرفها. ضبطها، وال تفستىا، ودل يبذؿ أي جهد من

توقف الشيخ عن الكبلـ. وحملت دمعة كثيفة تتدحرج من عينيو فأضاءت وجهو. ودمعت عيناي أيضا عفويا، وقد حطم صوتو وأفكاره النتة قليب اؼبتحجر، تذكرت القديس أرسانيوس الذي كتب عنو

لى عملو اليدوي وعلى لقد قالوا إنو قضى حياتو منكبا ع“)الغتونديكوف( ما يلي: ” الشيوخ“كتابكتفو قطعة من القماش يسمح ا دموعو اؽباطلة من مقلتيو. ويـو ظبع األنبا بيمت برقاده اغرورقت

عيناه وقاؿ:

مغبوط أنت أيها األب أرسانيوس ألنك بكيت على نفسك ىنا يف العادل. ومن ال يبك على نفسو ىنا “ مفر من بكاء اؼبرء سواء ىنا بإرادتو أو ىناؾ بسبب سيبكي عليها ىناؾ يف العادل اآلخر أبديا. وال

”.العذاب

ال حاجة إذل التوقف فورا -وىو أشبو باػبارج من حبر دموع ال تنفد -وقطع الشيخ علي تفكتي فقاؿإذا حل بنا أدل. فإف ىذه األفكار يدسها الشيطاف اػببيث اـر لكي يقضي علينا. غت أف ااىد يف

كف عن الصبلة، وإال فإنك “صبلة يعلم حيل الشرير وأفكاره... والشيطاف يهمس لو قائبل: ال ”.ستتعرض للجنوف أو لداء القلب

كاف أحد الرىباف، إذا ما حاف وقت صبلتو، تعتيو قشعريرة ”. “الشيوخ“سأقرأ لك مبوذجا من كتابض موشك على اؼبوت، فؤلهنض للصبلة قبل وضبى ووجع يف الدماغ. فكاف يقوؿ يف نفسو:ىا إشل مري

أف يدنبت اؼبوت. وكاف يرغم ذاتو ذه الفكرة ويقبل على الصبلة. وما يكاد ينتهي منها حىت تزوؿ



ؽبذا هبب ”. اغبمى. ذه الفكرة صمد األخ يف وجو إبليس الشرير وقاومو بالصبلة فانتصر عليو وىزمو ر عن أي أدل يعتضو وأف يتخطاه.أف يػغض النظ” فبارس رياضة الصبلة

أرغب أيها الشيخ أف تفيضوا يف شرح أدل القلب. فإشل أعلم أف اآلباء قد خصوا ىذا األدل باؼبزيد من -وإشل ألطمع يف أف تذكروا رل بعض أفكارىم يف ”. الصبلة“األنبية العتبارىم إياه طريقا مبلئما ذبتازه

ىذا اؼبوضوع

أو ” صبلة يسوع“ابقا حقيقة ال ريب فيها، فإف اآلباء حت اهنمكوا يف درسإف ما قلتو أنت سباألحرى عاشوا، مروا ذا اؼبقاـ. ولذلك أعطوه ىذه األنبية الكربى. فبل بد أف يصيب ىذا األدل على

يعت وجو التأكيد اؼبنهمكت باستمرار بصبلة يسوع. إهنم يعلقوف عليو أنبية كربى ألف حلوؿ ىذا األدلأف العقل يهبط إذل القلب ويتم ارباده بو بفعل الروح القدس، فيشيع صفاء يف النفس واعبسد ويتنقى اعبانب اؼبفكر يف النفس ويبسي التمييز بت األفكار واضحا. ويف ىذه اغباؿ يبكننا سبييز األفكار جيدا

حالة أحد اػبطأة بدوف أف يرتكب ىو وندرؾ تطورىا وهنايتها. وذا يستطيع الناسك اؽبدوئي أف يعرؼ نفسو إحدى اػبطايا. وىذا وبدث ألنو يعرؼ بعلمو الرياضي )النسكي( ذىنية اؽباجس ومستتو وهنايتو.

وشبة حقيقية واقعية يف ىذا اإلطار وىي أف فعل الصبلة يف قلب الناسك هبعلو شديد اغبساسية فيستطيع رة تكاد أف تكوف مباشرة حالتو، وىكذا يصبح بصتا.أثناء صبلتو من أجل شخص ما يدرؾ بصو

، كما قلت آنفا، أف يوحد اإلنساف كلو، ”الصبلة“ولكي أضع األمور يف نصاا أقوؿ إف من أىداؼأعت توحيد قوى نفسو الثبلث، بتكيز االنتباه على القلب، ليشعر)القلب( يف البدء بفعل الصبلة ب

. فالقلب حسب رأي اآلباء يشعر أوال حبضور اهلل أي نعمتو اإلؽبية ب وبرؾ يتحد العقل والقلب معا العقل أيضا. وقد عاش اآلباء اختباريا )اغبياة الروحية( أوال ب فكروا إؽبيا)ثيولوجيا( لكي يصونوا اغبياة.

ذلك إذا غابت وعلى ىذا فإف القلب يشعر أوال حبرارة حضور الروح القدس وحبلوتو. ووبدث نقيضالنعمة اإلؽبية عن حياة اإلنساف ويتضح ذلك من صبود قلبو وبرودتو. وأكرر القوؿ إف اإلنساف وبب اهلل

أحبب الرب إؽبك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك “بقلبو أوال ب بعقلو. ووصية اهلل جليو (.41.: 5)لو” ومن كل فكرؾ



مرفوض يف الكنيسة. غت أنو من بعد السقوط أمسى عاجزا إذل حد كبت لعلكم تعرفوف أف اؼبنطق غت عن إدراؾ اهلل. ولكن إذا مبا اإلحساس الباطت الروحي ربرؾ العقل إذل إدراكو تعاذل. فالقلب إذا يتبت

بفعل حقيقية حالنا إذا كنا ـبطئت أو ؿبافظت على وصايا اهلل. لكن ارباد العقل والقلب ال يتم إال الروح الكلي قدسو.

وكبصل على النعمة اإلؽبية بالتوبة وحبفظ وصايا اؼبسيح. أما العقل فهو هبد القلب ويتحد بو بفعل والتألو. وؽبذا هبب على القلب البشري ” صبلة يسوع“النعمة. وال ريب أف ىذه خطوة ىامة يف سبيل

ال ريب أف كثتين يستعملوف طرقا عديدة ”. فالقلب اؼبنسحق اؼبتواضع ال يرذلو اهلل“أف ينسحق، متنوعة من أجل ىبوط العقل إذل القلب، إال أف التوبة آمنها وأقبعها. من اؼبفيد جدا أف نشعر بأدل يف القلب بينما نبكي على خطايانا وأف كبس أحيانا باغبرارة تدب إليو، وأف ندرؾ إصباال ربركو وربسو. غت

ي أف يتم شيئا فشيئا، ألف حدوث ىذا الفعل فجأة عند ذوي القلوب الضعيفة غت اؼبعتادة أف ىذا ينبغعلى مثل ذلك قد يؤدي إذل نشوء حاؿ من االكبراؼ البسيط بدوف أي تطورات خطتة، لكن من شأنو

بينو أف يوقف الصبلة. ربسن فبارسة الصبلة بالشفتت يف حاؿ حدوث مثل ىذا األدل. وىذا األمر يتعلى وجو التدقيق مرشدنا الروحي اؼبتشح بالروح. وما ىذا األدل إال آية كماؿ الصحة وىو أدل طبيعي

سباما وخبلصي.

يظن كثت من اؼبتنسكت أهنم قد أصيبوا بداء القلب فيتددوف على األطباء، وىؤالء ال هبدوف عندىم أثرا اإلؽبية على اإلنساف وىو دليل على أف الصبلة قد غارت للمرض، ألف ىذا األدل ىو أدل تسبغو النعمة

إذل أعماؽ القلب حيث استقرت لتؤدي فعلها، وىي خطوة ىامة إذل األماـ.

تتم فعلها يف القلب، يف غبظة ” بالصبلة“لقد سبق أف ظبعت أف العديد من القديست أحسوا -اهلل بشفاعات السيدة والدة اإللو. فهل ىذا معطاة، وىم يشعروف بنوع أخص بأف اللحظة عطية من

صحيح؟

فيها ” الصبلة“أجل. إف كثتين من النساؾ اؽبدوئيت القديست يعملوف حق العلم باللحظة اليت تبدأ -بإسباـ فعلها داخل القلب فيقبلوف على ترديدىا بصورة متواصلة حىت خبلؿ قيامهم بأي عمل. وىم

ؽبم إمبا ىو عطية من السيدة الكلية القداسة. وكاف القديس غريغوريوس يشعروف أيضا بأف ما حدث فناؿ موىبة التكلم باإلؽبيات.” أنتي ظلميت“باالماس يصلي أماـ أيقونة السيدة والدة اإللو قائبل



لو وهبب أف يقاؿ إف حبنا للسيدة والدة اإللو وثيق االرتباط حببنا للسيد اؼبسيح. فنحن كبب والدة اإل ألننا كبب اؼبسيح أو أننا كببها لكي نصل إذل حب اؼبسيح أيضا.

لو دل “واآلباء القديسوف قد عربوا عن ىذا بأجلى بياف. يقوؿ القديس جرمانوس بطريرؾ القسطنطينية أما ”. تكوشل أنت السابقة يا والدة اإللو ؼبا ب أي أمر روحي... وال أحد ـبلص إال بك يا والدة اإللو

أفليست ىي وحدىا على اغبدود بت الطبيعة اؼبخلوقة وغت “القديس غريغوريوس باالماس فقاؿ: اؼبخلوقة، وال أحد يبكنو أف يأب إذل اهلل إال ا وبواسطة اؼبولود منها، وال يعطي اؼببلئكة والبشر أي ىبة

دة والدة اإللو. وىي اليت أعطتنا فنحن نناؿ الكثت من العطايا بواسطة السي” من ىبات اهلل إال ا؟يا والدة اإللو “اؼبسيح، أعظم ىدية، أفبل تعطينا العطايا األخرى أيضا؟. فإذا وجهنا إليها الصبلة فلنقل

”.تشفعي من أجلنا“غت مكتفت بالقوؿ” الفائقة القداسة خلصينا

قل. ىل يبقى العقل يف القلب بعد أف ألعودف إذل أمر نشأ يف ذىت عند ربدثكم عن ارباد القلب والع- يهبط إليو؟ ويف حالة كهذه كيف يعمل اإلنساف؟ وىل يبكنو أف يؤدي وظيفتو...اخل؟

لنسجل أوال أف العقل ال يذوب وال يزوؿ وإمبا يتكامل ويعود إذل حالو الطبيعية، وىو يكوف غت -كل العناصر الغربية اليت تسربت إليو. ”بالصبلة“طبيعي حت يكوف خارج جوىره )أي قلبو(. كما يطرد

وذه الفضلة -اظبحوا رل ذا التعبت -ب إف العقل إذا ىبط إذل القلب يبقى قسم صغت منو زائدا الزائدة يبكنو االهنماؾ يف أعماؿ أخرى من غت أف يؤدي ىذا إذل عزؿ العقل عن القلب.

كنو خبلؿ قيامو خبدمة القداس اإلؽبي أف يظل منتبها ؼبا نذكر على سبيل اؼبثاؿ أف الكاىن اؽبدوئي يبيقـو بو يف أداء اػبدمة اإلؽبية حسب ترتيبها، أو أف يتحدث إذل كاىن و إذل مشاس عن شيء متعلق بسر الشكر دوف أف ينفصل عقلو عن قلبو. ولكن إف اهنمكت ىذه الفضلة الزائدة من العقل بأمور غت

ذلك فصل العقل عن جوىره فصبل تاما. ؽبذا كاف أحد النساؾ، إذا أقبل على الئقة، فقد ينتج عن ،وبصي عقد حبلو، حبيث يشغل ىذه الفضلة من عقلو لئبل ربدث لو شرا. ولعلكم قد ”الصبلة“تبلوة

أدركتم أف الشيطاف وباوؿ استخداـ ىذه الفضلة من العقل، ليشن علينا حربا ىوجاء...



ان ومجابهتهحرب الشيط -4إنكم تكشفوف رل اآلف أف الشيطاف يشن علينا حربا شرسة ال ىوادة فيها. فلم وباربنا؟ وما ىي خطتو -

ومنهجو؟ إشل ؼبتعطش جدا إذل ظباع رأيكم، لكي نتمكن من سبييز ما يبدي الناس من آراء يف كار من صنع الشيطاف ودسو.، ألف للعديدين مزاعم كثتة وال نعلم ما فيها من أف”الصبلة“موضوع

وفتحو ببطء ب أخذ يقرأ: ” الشيوخ“دل ينبس الناسك القديس اغبكيم ببنت شفة وعاد إذل كتاب يف الديار النسكية ربتاج إذل مزيد من –أيها األب –سأؿ اإلخوة األنبا أغاثوف قائلت: أي فضيلة “

س ىناؾ جهد يضاىي جهد صبلة اؼبرء إذل اهلل، اعبهد؟ فقاؿ ؽبم: إنكم ترأفوف يب. لكت أعتقد أنو ليألف اؼببلحظ دائما أف اؼبرء إذا أراد الصبلة تألب عليو األعداء لكي يثنوه عن تأدية ىذا االلتزاـ، فإهنم يعلموف أف الصبلة ىي أعظم العوائق اليت تعتضهم. وإذا ربمل اؼبرء أي طريقة حياة بصرب وثبات

”.ف الصبلة تتطلب منا جهدا حىت آخر نسمة من حياتنااكتسب راحة. غت أ

وأغلق الشيخ الكتاب ب استأنف الكبلـ فقاؿ: لقد علم اآلباء القديسوف قائلت إف دل يكن اإلنساف واقعا ربت سيطرة الشيطاف بصورة دائمة، فهو كيفما كاف اغباؿ قائم يف نطاؽ نفوذه ويف متناوؿ

لسة وبوموف دائما حوؿ النفس يتصدوهنا ووباولوف إسقاط اؼبؤمن يف اػبطيئة عن ىجماتو اعبنونية. واألباطريق اغبواس تارة )عندما يكوف موضوع اػبطيئة قريبا( وعن طريق اؼبخيلة طورا )حت يكوف الشيء أو

دا الشخص بعيدا( ووباوؿ األبالسة إسقاطو أيضا عن طريق ثورات اعبسد. واإلنساف بكاملو نفسا وجس يبكن أف يقع ربت تأثت الشيطاف والتدي يف أسره.

إال أف خطة الشيطاف اغبربية تكوف خبلؿ الصبلة أشد وضوحا منها يف أي وقت آخر. وااىدوف يف الصبلة، ىذا اعبهاد العقلي، يروف الشيطاف جليا وىو وبارم بشراسة يف كل خطوة ىبطوهنا ويبصرونو

سيلة ليعزؿ ذاكرهتم عن ذكر اهلل، وتتكشف ؽبم حبائل إبليس اػببيث، قاتل اإلنساف وىو يلجأ إذل كل و وعدو اػبت.

إذا رأى الشيطاف العقل مصليا من القلب ىجم عليو بتجارب ؿبملة “قاؿ القديس مرقس الناسك صتوا مبلئكة فهو يكره الناس كراىية ليس ؽبا حد. وإذا رآىم يقبلوف على الصبلة بغية أف ي”. بالشر

ويستجعوا ما كاف ؽبم من منزلة قبل السقوط، ازداد حقده عليهم. وقد وصف القديس غريغوريوس



إف ابتغينا كبن البشر القرىب من اهلل يتحرؽ “أسقف نيصص حسد الشيطاف لئلنساف على تأؽبو فقاؿ وبكي الكثت عن ىذه فكل ناسك يبكنو أف”. األبالسة حسدا وغتة ألهنم سقطوا من قرابتهم للخت

اغبرب اليت يشنها الشيطاف. وإذا رأى النساؾ الشيطاف أشفقوا عليو.

سألت: أيشفقوف عليو؟ أغفروا رل، يا أبت، ألشل ال أستطيع أف أفهم كيف ودل يشفق النساؾ على الشيطاف.

جده. أما اآلف فقد بلغ إهنم يشفقوف عليو ؼبا آلت إليو حالو، ولسقوطو. فقد خلق لكي ىبدـ اهلل ويب - حدا يقف فيو معاديا لعمل اهلل وؿباربا اإلنساف الذي أحبو اهلل كثتا.

والشيطاف ىو اآلف روح ىدـ وتدمت متواصل لكل ارباد صاحل. ىو زعيم االنقساـ وقائده. واهلل يريد أف نساف يف كل آف على التمرد يوحد أما ىو فيفرؽ. واهلل يريد أف ىبلص أما ىو فيخرب. وىو وبرص اإل

على اهلل وعلى الكنيسة...

وأين هبد النساؾ كل ىذه القدرة لكي وببوا؟ -

هبدوهنا يف عطية النعمة اليت يبلكوف. والنعمة ىي من الغزارة يف داخلهم حبيث أهنم يريدوف أف وببوا -شديد الرغبة يف ضم اعبميع هلل. اعبميع كل حت، بعد أف اكتسب قلبهم اتساعا، بطرح األىواء وأمسى

وؽبذا وبب النساؾ، الذين تطهروا، الثالوث القدوس، والسيدة الفائقة القداسة، والقديست، واػبطأة، والطبيعة، واغبيوانات، ومع ىذا يظل قلبهم الواسع مكاف، فيحبوف الشيطاف أيضا... وىم يشعروف بأنو

يية. وىو ينقل اؼبوت إذل أولئك الذين يقتبوف منو أو أنو ليس سوى روح مائت ابتعد عن النعمة احمل وباوؿ نقلو إذل كل من يبتغي اػببلص.

ىؤالء النساؾ القديسوف، اؼبفعموف دبحبة إؽبية يفكروف يف عذاب اعبحيم الرىيب الذي أعد للشيطاف ومبلئكتو وتستورل عليهم الدىشة. فكيف ال يشفقوف؟

أىواء اعبسد، فأناخت علينا بظلماهتا، وأعمتنا ذىنية الدنيا، واستوذل علينا فقلت: كبن، استبدت بناالشرير، ولذلك قبهل نواياه. ودل كبصل بعد على نعمة اؼبسيح بغزارة حىت نتمكن بنور ىذه النعمة، من



قلقو. مراقبة كل ربركات الشيطاف الشريرة ارمة. أما أنتم فإنكم تروف ما يدأب عليو من جهد وتدركوف فهل يبكنكم أف تذكروا لنا الطرائق اليت تؤدي بو فعبل إذل اإلرباد باهلل؟

ما سأقولو لكم يا أبت يصعب عليكم فهمو. فقد يبدو لكم غريبا ومبالغا فيو. وحىت الرىباف أنفسهم -واجهوف من الذين يعيشوف يف العادل يعجزوف ىم أيضا عن فهم جهاد رىباف اعببل اؼبقدس )آثوس( وما ي

نشاط ىجومي شرس شنو إبليس الشرير عليهم. وإننا لنراه يف كل خطوة لبطوىا وسأذكر لكم بعض األمور لكي أساعدكم وأفيدكم.

صبدت يف مكاشل ببل حراؾ، وفتحت أذشل ألظبع حكمة الشيخ وأطلع على أحابيل الشيطاف الشرير ؾ ؾباال لبلنطباع بأف ما يقولو قد توصل إليو باالختبار، الكثتة التعقيد. أما الشيخ فإنو من غت أف يت

أخذ يقص علي ما يلجأ إليو الشيطاف من حيل خبيثة ضد من تستهويو صبلة يسوع.

ما نكاد نستعد للصبلة حىت يستعد الشيطاف ىو أيضا يف الوقت عينو ؼبعارضة ذلك باؼبقاومة -. ىذا ما هبب على مزاوؿ رياضة الص بلة أف يعرفو، لكي ال يضطرب حت يتلقى أوذل ىجمات واؽبجـو

الشرير اؼبفاجئة أو يواجو يف ما بعد بعملياتو اغبربية الشديدة اليت يضع فيها كل ما لديو من معدات القتاؿ.

)بينما كاف الناسك اؼبعتزؿ يتحدث خلت نفسي أماـ قائد ؿبنك يف اعبهاد الروحي حامل العديد من على انتصارات كثتة ومكلل بالعديد من أكاليل الظفر(.األوظبة وحائز

إف الشيطاف وباوؿ يف البدء ثنيو عن الصبلة فينصحو باالهنماؾ يف عمل اجتماعي آخر. ب يستحضر - لو حوادث وأشخاص وحاالت...

لكم إشل شديد الفضوؿ... فأريد أف أظبع عن طرؽ ؿبددة قبهلها كبن العائشت يف العادل. أأبوح -بسر؟ لقد دفعتموشل يف ىذه اللحظة إذل كره الشيطاف وباألحرى كره عملو وإذل الشفقة عليو يف الوقت

عينو.

. إننا نشعر بالكراىية ذباه ما يعمل. ونشعر حببنا لو - أجل. يا أبت. إننا كبن أيضا نعيش ىذا كل يـوصبلة “أرد على سؤالك أقوؿ إف غاية يف الوقت عينو ونعرب عن ىذا اغبب حبزننا على اؼبضل! ولكي



ىي استدعاء يسوع اؼبسيح اؼبلك إذل القلب، لكي يظهر ملكوت اهلل داخلنا وتشتعل شرارة ” يسوعإال أف القلب ىو اآلف ”. ليأت ملكوتك“طلبنا -النعمة اؼبغطاة اآلف برماد اػبطيئة. وذا يتحقق نداؤنا

اػبطيئة، واألبالسة يعملوف فوقو. أقوؿ فوؽ القلب ال يف مركزه، يف حلكة من ضباب -كما قلت آنفا -ذلك ألف الفعل غت اؼبخلوؽ، فعل الروح القدس، ىو وحده الذي يستطيع اإلرباد بالنفس. أما الشيطاف

فقد أقاـ سيطرتو فوؽ القلب، ومن ىناؾ يراقب كل شيء.

غدا شبيها حبديقة حيوانات. فاألىواء كلها صدقت يا أبت. إشل أشعر بت ساعة وأخرى بأف قليب قدشبيهة حبيوانات موجودة فيو، وىي تعوي وتزأر. وقد أجاد القديس غريغوريوس باالماس اؼبتوشح باهلل

قاتل بشر، ال حت يصت شبيها باغبيوانات البهم -ويا لؤلسف -يصت اإلنساف“وصف ذلك بقولو: شبيها بالزواحف السامة أيضا كاألفعى أو العقرب. ذاؾ الذي اليت ال عقل ؽبا وحسب، بل حت يصت

”.كاف قد رتب لو ليكوف بت أبناء اهلل يصت وليد األفاعي

إذل نزوؿ اؼبسيح، بكل -بعد أف يتمثل العقل اسم يسوع الكلي اغببلوة-” بالصبلة“فنحن إذا نطمحاف الذي يظلم النفس دبختلف األىواء بعد أف ما لو من ؾبد وجبلؿ، إذل القلب، وإذل طرده الشيط

يسدؿ غشاوة على النعمة اؼبوجودة. فبحضور اؼبسيح يف القلب تستنت النفس، إذ تتلقى نعمة فوؽ نعمة، وىكذا دبقدار نزوؿ اؼبسيح إذل القلب ينهـز الشيطاف وىبتفي ويصاحب ىربو صراخ وتأوه ؼبا نزؿ

ليت وبدثها سوى أصداء ؽبا.بو من ىزيبة ساحقة. وما التجارب ا

فيما كنتم تشرحوف ىذا، تذكرت، يا أبت، اؼبعذبت بأرواح قبسة. فإهنم ما كادوا يروف اؼبسيح حىت -(؟ 49: 1)مىت ” ما لنا ولك يا يسوع ابن اهلل؟ أجئت إذل ىنا قبل الوقت لتعذبنا“أخذوا يصرخوف

أيها الروح األخرس األصم، أنا “وقد قاؿ الرب وتذكرت أيضا حادث الشاب اؼبعذب بروح قبس. (. أظن 46 -1: 9آمرؾ، أخرج منو وال تدخلو أيضا. فصرخ الروح النجس وصرعو شديدا وخرج)مرقس

أف ؼبا قلتموه عبلقة اتت اغبالتت فهل أنا ـبطئ؟

حرر األبرار ال، أنتم على حق. وىناؾ حاالت أخرى تبت ذلك. فإف الرب حت نزؿ إذل اعبحيم -اليـو اعبحيم يتنهد “الذين آمنوا بو. ويف عبادة كنيستنا صورة معربة لعذاب اعبحيم، فهي ترزل قائلة:

صارخا: لقد كاف األصلح رل أال استقبل اؼبولود من مرصل. فإنو جاء فحل سلطاشل وحطم أبوايب



ن كنت قد ابتلعتهم باقتداري قذفهم عت النحاسية... والذين كنت ملكا عليهم حرمت منهم. والذي ”.صبيعا... إف الذي صلب قد أخلى القبور...

كيف يستطيع أحد أف يدخل بيت القوي وينهب أمتعة إف دل يربط “وعدا ىذا، أدل يقل اؼبسيح نفسو ينشط حيث -(؟ ومعت ىذا أف نزوؿ اؼبسيح إذل القلب 49: 54)مىت” القوي أوال. وحينئذ ينهب بيتو

يرتبط رب الشيطاف وتقييده فيمسي طبيعيا أف يزأر ويهيج ويصرخ عاليا، ألف -الشيطاف ويعمل اآلفوردت العبارة ” باركي يا نفسي الرب“اؼبسيح قد جاء ليحل أعماؿ الشيطاف. ويف مزمور صبلة الغروب

ويعلم اآلباء ”. ضت أشرقت الشمس فاجتمعت )اغبيوانات اؼبتوحشة( وإذل صتىا رب“التالية: إذا أشرقت الشمس اختبأت اغبيوانات الضارية يف الكهوؼ وبت الصخور أي يف “الصحويوف قائلت

أوكارىا. وىذا عينو هبري عندما تشرؽ مشس النعمة يف قلبنا. فإف الشياطت هترب وتتوارى.

إذا ما ربط الشيطاف، فمن الطبيعي أف يهدأ. -

اما. فإنو يزداد حقدا ويعمل اآلف من اػبارج بكل وسيلة للتغلب على ما وبدث ىو عكس ذلك سب -اؼبؤمن والعودة إذل قلبو إذا ما انطفأت فيو نعمة اهلل )ودبعت آخر إذا ما أسدؿ عليها ستار(. فهو

لكي وبارب. ويف ىذه النقطة على وجو التدقيق يكمن ” يذىب ويأخذ معو سبعة أرواح أشد شرا منو“التجارب كلو. واػبياؿ ىو أدؽ وسيلة حرب للشيطاف، زبيل اؼباضي وزبيل اؼبستقبل، زبيل األعماؿ معت

الصاغبة، وزبيل األعماؿ الشريرة. تتوارد خواطر ـبتلفة تشعل العقل فيكف عن اللهج باسم يسوع. رفو عن إظهار حبو لو ويبعن الشيطاف يف ؿباوالتو لكي يثت اإلنساف عن إبداء أي اىتماـ باهلل، وليص

تعاذل. وأىم ما يثته فيو أنو وبمل إليو ذكريات زالت ـبتلفة ارتكبها أختا أو من قبل يف حياتو.

واآلباء القديسوف يقولوف إف اغبرب تكوف عادة شديدة دبقدار قوة األىواء يف السابق. واغباجة تقضي بأف يدفع اإلنساف شبن كل لذة دبا يوازيها من عذاب.

ويف حياة اآلباء النسكية يف النعمة عبلقة وثيقة بت اللذة واألدل. فإف اللذة قد جلبت السقوط والعذاب. وعلى ىذا فإف العذاب )األدل( يعيد اإلنساف إذل حالو األصيلة ويشفيو. فبل بد لو أف يتأدل كثتا.

غبوادث اليت سبق أف حدثت لو وسيدفع شبن كل لذة شريرة دبا يوازيها من عذاب لكي وبدث توازف. وا من أعواـ كثتة فسببت لو التمتع باللذة وكاف قد نسيها، ال بد اليأس والقنوط.



وأضاؼ الشيخ قائبل: ستثور يف ذىن ااىد أيضا خواطر ذبديف. منها عدـ تصديق موضوعات اإليباف لعذراء الكلية القداسة، ويف قداسة الكربى، والشك يف ألوىة السيدة اؼبسيح، ويف صحة نقاوة السيدة ا

القديست اخل... وكثتا ما تتوارد ىذه الشكوؾ ساعة الصبلة وتشتد إذل حد أف ااىد يعرب عنها بالشفتت أيضا بدوف إدراؾ ما يفعل، أو بغت إرادة منو.

كرة ملحة، ىي وشبة حاالت أخرى فيها شيطاف الكسل والضجر وعدـ االكتاث. فتسيطر على ااىد ففكرة مغادرة اؼبكاف واالبتعاد عن شيخو اؼبرشد، بفكرة أف ىناؾ شيخا أفضل منو ووبدث كثتا أف

الشيطاف يضـر يف نفس ااىد نار الكراىية ضد شيخو.

ال أستطيع التعبت جيدا. ولكت سأفصح “وشبة حاالت يأب فيها اؼبريد إذل شيخو ليقوؿ لو بدموع وتنهد وكثتا ”! ك عما أشعر بو. إشل أكرىك، وال أريد أف أراؾ. وإف ثورة رىيبة لتهب يف داخلي عندما أراؾل

ما يستورل النـو على ااىد ليوقف صبلتو.وىناؾ ذبارب أخرى عديدة إال أشل أكتفي دبا ذكرت.

صمد أماـ ىذا سألتو:.. كيف للناسك أف يقوى على ربمل ىذه الكثرة من اؼبشقات وكيف لو أف ي اؽبجـو اعبنوشل الشرس؟ قل رل أيها الشيخ. ال تصمت...

لكن الشيخ ااىد بػ.... سكت، فقد استغرؽ يف صمت عميق. ومن يدري ما أصابو من نتاف العدو؟ ومن يعلم كم ذبربة ألمت بو؟

أيها الشيخ، ال تتوقف! أذكر رل الطرائق الناجعة اة ىذا الشر. -

وبتاج ااىد إذل صرب وشجاعة. وخباصة الشجاعة. وينبغي أال يتزعزع وعليو أف هبابو اػبياؿ ىنا -ويثبت عليها، وأال يفكر يف ” الصبلة“باستدعاء متواصل السم يسوع، وأف وبصر فكره يف كلمات

أف يكوف شيء آخر خبلؿ الصبلة سواء كاف شرا أو عمبل صاغبا. وإذا أحاط بو األدل فيما عليو إال فإف اؼبرأة وىي تلد ربزف، ألف ساعتها قد جاءت. ولكن “على يقت بأف شفاءه قد بدأ. كما قلنا آنفا

(. 45: 56)يو ” مىت ولدت الطفل ال تعود تذكر الشدة لسبب الفرح. ألنو قد ولد إنساف يف العادلحياة جديدة تولد، ىي حياة مثل ىذا وبدث ىنا. فإف اإلنساف اعبديد ىبلق بواسطة األدل. إف

اؼبسيح...



يقوؿ اآلباء القديسوف اؼبتوشحوف باهلل إف على ااىد أف يقاـو التجديف باالحتقار. فإف التجديف ال يزوؿ إال ذا النهج. واألفكار ادفة ليست منا وإمبا ىي ىواجس الشرير. ويبكن القوؿ إف ىذا ينطبق

أي أف العقل ال يستطيع القياـ بعملت يف آف ” عوف أف تعبدوا اهلل واؼباؿال تستطي“عليو قوؿ الرب: الكلي اغببلوة من جهة وأف يشك من جهة أخرى إباف ” الصبلة“واحد. فبل يبكنو أف يلتذ بشهد

الصبلة يف قوة الصبلة شيء آخر. وما ىذا الشك إال ىجـو يشنو الشيطاف. فيجب أف هبابو ىاجس التجديف، وجب إفشاء أمره إذل األب الروحي. حينذاؾ يزوؿ فورا. كما باالحتقار. وإذا استمر

تزوؿ أيضا على النمط صبيع ىواجس التجديف اؼبزمنة. واؽباجس اؼبزمن الذي يثور خبلؿ الصبلة بنوع خاص ال بد للمجاىد من يفشي أمره باالعتاؼ بوجوده أماـ أبيو الروحي، وحينذاؾ ىبتفي الشيطاف

بئ ربت ىذا اؽباجس، كما زبتفي األفعى إذا ما رفعنا اغبجر الذي اختبأت ربتو.اؼبخت

وأما مقاومة النعاس الشديد، فتتطلب جهادا خاصا. يف ىذا اعببل اؼبقدس صنع كثت من اآلباء مقعدا ظوف. برجل واحدة، فإذا دب إليهم النعاس انقلب م اؼبقعد وسقطوا معو إذل األرض وحينذاؾ يستيق

وما ىذا يف حقيقة األمر إال مظهر من مظاىر صراعهم مع الشيطاف. عرفت راىبا وضع يف قبليتو إناء فبلوءا باؼباء. فكاف إذا نعس ضبل اإلناء ونقلو إذل موضع آخر يف قبليتو. وعلى ىذا اؼبنواؿ كاف يقاـو

روح النعاس الشيطاشل...

وأنو ؼبثل موسى. وبقدرتو وأدعيتو سيخرج من ” ة اؼبسيحصور “وعلى ااىد أف يعترب شيخو اؼبرشدوعليو أف يقبل على ااىدة، متغاضيا عن نقاط ” األىواء“عبودية مصر ويتحرر من طغياف فرعوف

الضعف عند شيخو، وىي اليت يضخمها لو الشيطاف. وعليو أف يرى ما يبدي من حب هلل وما يتحلى أف تبت صدفة أف لشيخو خطايا كثتة وأىواء متعددة فعلية أف يتجنب بو من نبيل اؼبناقب. وإذا حدث

انتقاده وليعترب خطايا شيخو اؼبرشد، خطاياه الشخصية. وليذرؼ الدمع الكثت بسببها.

إذا كنت مقيما يف دير “وقد شرح القديس ظبعاف البلىوب اعبديد ىذا السلوؾ بأجلى بياف بقولو: ترغنب يف ازباذ موقف األب الذي قص شعر رأسك )شرطنك راىبا( حىت لو رأيتو صباعي لئلخوة، فبل

يزشل أو يسكر، وال ضد أمور الدير اليت يبدو لك أهنا ذبري بطريقة سيئة. وليس ىذا فقط بل عليك أال ك وأىانك وتعرضت للكثت من اؼبضايقات. وال ذبلسن مع الذي ن تقف موفقا مضادا حىت لو وخب

يشتمونو وال تسلكن مع اؼبتآمرين عليو. واصرب عليو حىت النهاية وال تشغلن فكرؾ يف سيئاتو. وضع يف



قلبك ما يفعل من أعماؿ ختة، وألزـ نفشك بتذكرىا وحدىا فقط. وأما ما تراه من أمور غت الئقة، أو ى نفسك واعتربىا خطايا ارتكبتها شرور تصدر عنو سواء كانت بالفعل أو بالقوؿ، فهذه سجلها عل

”.أنت وتب ذارفا الدمع. واحسبو قديسا والتمس دعاءه

يطلب منو ىذا ليمتنع عن انتقاد شيخو. ألف ىذا االنتقاد من شأنو أف تزوؿ معو الطاعة واالتضاع. واالتضاع أساس الطاعة وغايتها النهائية. فإذا زاؿ تعذر اػببلص.

شخصية؟ ما ىذه اؽبجمات وماذا تعنوف ا؟سألتو: ىجمات

ىنا أسألك أف تدعت أكمل حديثي. فإنكم ال تستطيعوف أف تفهموشل. وقد يبدو لك ما أقولو - مدعاة لبلستغراب ألننا ال ندرؾ اغبياة النسكية.

اآلف أيها الشيخ، إشل لفي ؽبفة إذل اؼبعرفة. فأسألك باسم يسوع اؼبسيح أف تعلمت. فقد وجدت - مبتغاي وأود أال أظل يف اغبرماف. قل رل...

قلت ىذا وقد شعرت دبا يعتضو من صعوبة. فماذا كاف يبكن أف يقوؿ لنا كبن الذين لنا مبلبس جلدية للمنطق؟

لن أقوؿ لكم أمورا كثتة. وسأكتفي ببعضها... تسمع أصوات وضحك، ومشادات كبلمية عنيفة -اؼبكاف مزدحم بالناس. وما ذلك إال ليصرؼ الشيطاف انتباه ااىد عن خارج القبلية.. كأف

وكثتا ما يقتب منو فيشعر برعب رىيب ويستحوذ على نفسو وجسده أدل شديد ال يقاس ”. الصبلة“دبا يصيب اؼبرء من خوؼ يف حضور ارمت. ألف اعبحيم بكاملو يقتب منو. ويتخذ الشيطاف أشكاؿ

عة لكي ىبيفو. ويف ستة القديس سابا قبد الشيطاف يتشكل يف صورة أفعى أو عقرب أو حيوانات متنو وبينما كاف جالسا على األرض يف منتصف الليل كاف الشيطاف يتشكل أمامو يف صور “أسد اخل...

اس. األفاعي والعقارب ؿباوال إرىابو. ويظهر لو الشيطاف أحيانا أخرى بشكل أسد مرعب يهدده باالفت وقد ذكر القديس ”. ويظهر األبالسة يف ظروؼ أخرى وىم وبملوف بأيديهم نارا ويهددوف ااىد باغبرؽ

كانوا واقفت بعيدا عت ووباولوف أف ىبيفوشل، ووبملوف نارا بأيديهم “ظبعاف حادثا فباثبل فقاؿ: .”.ويهددوشل باغبرؽ. وكانوا يصرخوف بأصوات عالية وىم وبدثوف قرقعات..



” صبلة“ووبدث أيضا أف الناسك يشعر بيدين تستعداف ػبنقو فيما يكوف جالسا على مقعد وىو يرددفإذا بو يشرع فيها قائبل: يا رب.. ”. الصبلة“يسوع، فتقبضاف على عنقو بشدة لتمنعاه من متابعة

.. وما يكاد اػببلصي. فيتمتم ببطء: ي.. س.. و.. ع.” يسوع“ويصعب عليو االنتقاؿ إذل ذكر اسم أف يكمل حروؼ ىذا االسم الكرصل بعد جهد حىت ىبتفي الشيطاف.

ويأب إرل رىباف أديرة ـبتلفة ويذكروف رل أف الشيطاف يشن عليهم ىجمات صباعية ليخيفهم ويرعبهم، وعلى وجو التحديد فيما يستعدوف لصبلة السهرانية )األغربينا(.

ماذا تقصد باؽبجمات اعبماعية؟ -

نو يهاجم يف الوقت عينو راىبت أو طبسة أو عشرة ووباوؿ خنقهم أو إحداث أي ضرر ؽبم. وقد إ -حصل أف راىبا حل بو رعب شديد، فهرب من القبلية ووقف مذعورا أماـ قبلية الشيخ اؼبرشد ينتظر

. ؽبذا ال يستطيع الناس العاؼبيوف أف يفهموا ما لصبلة األغربينا من قيمة. فإهنا ربرؽ هنوضو من النـوالشيطاف اػببيث وتسحقو. أما ىو فيعمل كل ما وسعو لكي ال يتم ذلك ألنو يعلم أف فبارسة الصلوات

طوؿ الليل تضربو ضربة قاصمة.

والشيطاف يوحي بأفكار إذل صحفيت وسواىم لكي وبولوا دوف ربقيق ىذه الصلوات. ؽبذا أرجوا منكم ثتة يف األبرشية اليت تؤدوف فيها خدمتكم الكهنوتية، فإهنم وسيلة ناجعة أف ال هتملوا إقامة سهرانيات ك

ؼبقاومة الشيطاف.

كبن، أيها الشيخ، خطأة إذل حد أننا دل نعد نشعر ذه اؽبجمات اليت يشنها الشيطاف علينا. وطاؼبا - أنو يعتربنا لو وقد أمعنا كثتا يف اػبطيئة، فلم يهاصبنا..؟

ف أسدي إليك نصيحة؟أتسمح رل بأ -

بالتأكيد، ولست ألظبح لكم بذلك وحسب بل إشل أتوسل إليكم أيضا... -

ال تقولوا ىذه الفكرة: إنكم خطأة وإف الشيطاف ال يهاصبكم شخصيا، ألهنا فكرة مضلة قد يستغلها - الشيطاف ضدكم.

كيف؟ -



اف ذلك فيهاصبك شخصيا ألنو يسمع ما إف قلت إنك غت مستحق بسبب اػبطيئة قد يستغل الشيط -تقوؿ. فإذا قمت بعمل صاحل أو دبمارسة إحدى الفضائل قد ينتهز ىذه الناسبة للظهور لكي يثت لك

معناه أنك ذو شأف، ويوسوس لك بالكربياء وحب اد الفارغ...

، تقديرا مت ؼبا يتحلى اكبنيت بسرعة بدوف أف وبس يب جيدا، وقبضت على يده وقبلتها دبحبة واحتاـ بو من حكمة روحية اكتسبها بعد ااىدة طواؿ سنت...

واستأنف الشيخ حديثو قائبل: إف الشيطاف كثتا ما يظهر للمجاىد ويكلمو ويتحداه لكي هبره إذل ا حينا آخر ؿبادثتو، فيتهمو تارة، ويبدحو طورا ويهزأ بو حينا، ويفسر لو بعض اغبوادث تفستا خاطئ

اخل.. أما عديبو اػبربة يف ىذا اعبهاد الروحي فإهنم يشرعوف يف ؿبادثة الشيطاف، ويردوف على أسئلتو وإىاناتو. لكن ىذا ضبلؿ، وخباصة عند اؼببتدئت )من اؼبريدين( ألف عديبي اػبربة يف مثل ىذه األحواؿ

أماـ معارضتهم. وزبلف ىذه احملادثة يف نفوسهم يصابوف باؽبزيبة، حىت ولو بدا ؽبم أف الشيطاف قد وذل اضطرابا وخوفا. وإذا تذكروا بعد زمن ىا اؼبشهد وما جرى فيو من حديث مع الشيطاف اعتهتم قلقلة واضطراب. وينصح اآلباء القديسوف أولئك الذين تنقصهم القدرات البلزمة وال تتوفر فيهم شروط

وا على الشيطاف. وأف يواجهوه بعدـ االكتاث ووبتقروه. وهبب أف يقفوا منو األىلية الواجبة.. بأف ال يرد ىذا اؼبوقف يف حرب اؽبواجس أيضا. فاؼبطلوب إذا ىو احتقار الشيطاف ويف الوقت عينو اإلصرار على

”.صبلة يسوع“مواصلة

وبعد برىة صمت استأنف قائبل:

،وأف نكوف إصباال يف ىذه حاؿ صبلة. ”لصبلةا“يلـز يف كل ىذه التجارب أف نصر على مواصلة -وعندما نقوؿ حاؿ صبلة فإمبا نقصد ا صوما ىادفا وسهرا للصبلة )أغربينا( ومشقة جسدية، وصمتا.

وكل ىذه هبب أف تتم يف مناخ الطاعة. وأف كبققها مقرونة بربكات مرشدنا الروحي.

والسهر والصمت واؼبطانيات( بالصبلة ارتباط وثيقا إذل ىذا قلت: دل ترتبط الرياضة اعبسدية )أي الصـو اغبد، وتعترب حاؿ صبلة؟

إف اعبسد يشارؾ يف عمل الصبلة. ودبا أنو ىو أيضا يناؿ النعمة اإلؽبية لذلك هبب أف هباىد. وعدا - ىذا، فإننا بالرياضات واآلالـ ننشئ الشروط البلزمة لنواؿ النعمة اإلؽبية.



يغوريوس باالماس يذكر حالة سر الكهنوت لكي يؤيد ىذه اغبقيقة. فيقوؿ إف النعمة اإلؽبية والقديس غر ليس بطريق الصبلة اليت “تنتقل إذل الشماس )اؼبرشح( أو إذل الكاىن أو إذل األسقف، يف سر الكهنوت

رئيس ويقصد بذلك أف ”. تتلى بالذىن وحسب بل أيضا عن طريق اعبسد الذي يشتؾ بواسطة اللمسالكهنة ال يكتفي بالصبلة من أجل أف ربل النعمة اإلؽبية احمليية وإمبا يضع يده أيضا على رأس اؼبتقدـ

فبل يكفي أف نردد الصبلة بالذىن لكي ”. صبلة يسوع“للشرطونية )الرسامة(. وىذا عينو وبدث يف ن نفس وجسد واعبسد هبب أف نناؿ النعمة وإمبا هبب أف يشتؾ اعبسد أيضا ألف اإلنساف مؤلف م

ىبلص أيضا، ولذا فإننا باستنادنا إذل اآلباء نستطيع أف نؤكد أف من يرفض مبدأ الصبلة: الورع والدموع، الوجع والتنهد والصمت، ينكر كياف الصبلة نفسو. وأكرر القوؿ إف كل ىذه هبب أف تتم بربكات

مرشدنا الروحي لكي ال يستغلها الشيطاف.

ووجهت الكبلـ إذل الشيخ قائبل: إف عمل الصبلة كما ” إف ىذه ااىدة عستة..“ت نفسي..حدثشرحتموه رل صعب. وطاؼبا أننا معرضوف ؽبجمات ضارية إذل ىذا اغبد من جانب العدو، وتصدمنا

؟أمواج الشرير العاتية حاملة إلينا شرور فبلكتو الشيطانية، فكيف يقوى اؼبرء على مقاومتها

مجيء النعمة وت واريها -5أرى من الواجب أف أزيد يف توضيح ىذه النقطة. إف النساؾ يعرفوف خبث الشيطاف، ويعرفوف أيضا -

1ىزيبتو وضعفو. يعلموف باػبربة حقد الشيطاف، لكننهم يعرفوف أيضا معرفة جيدة إحساف ]اؼبسيح[رب يتفوؽ إحساف اؼبسيح وحبو لئلنساف. فإف الرب يأب وحبو لئلنساف حبا كلي اغببلوة. ويف ىذه اغب

إذل النفس رويدا رويدا، وكلما زاد اقتابو منها زادىا نعمة وفرحا. فبعد كل معركة ذبيء إذل النفس نعمة إؽبية: فرح وسكينة وصفاء، وىي نعمة غت مدركة، يعجز البياف عن وصفها.

اؼببدأ اغبقيقي للصبلة حرارة قلب ربرؽ األىواء، وتنشئ يف النفس قاؿ القديس غريغوريوس السينائي إف إننا لنشعر ذا جيدا، ألننا نعيش حالة دل تكن لنأمن قبل، هتدأ فيها كل ”. بشرا فضبل عن الفرح

فتصت سبجيدا ” يا ريب يسوع اؼبسيح ارضبت” “صبلة يسوع“األمور داخلنا ويسودىا السكوف. أما يسوع “حينذاؾ نواظب بنوع أخص على ترديد اسم يسوع، ألف ”. اد لك يا اهلل“ )ذوكصولوجية(

(.41: 55)يو ” يكوف ىهنا

1 يتضح ما بحسب النص سياق هو هذا ألن وضعناها ولكننا. لنا أرسلت التي االلكترونية النسخة في موجود غير][ قوسين بين جاء ما

(الشبكة.... )بتعديلها لنقوم لنا ويرسلها للصفحة Scan بعمل يقوم أن الكتاب، من مطبوعة نسخة لديه ممن ونرجو. لنا



وذكر اسم يسوع بالعقل اؼبتكز يف القلب يتم برغبة شديدة وبدوف جهد. وىو يف كل مرة يذكر فيها إليها غاية اغبنت. وبلي القلب، ونشعر برغبة ملحة يف أف لبسر ىذه الساعة اإلؽبية، وكبن

ولكنو كاف يقوؿ إنو دل يقض ” صبلة يسوع“إف شيخي الدائم الذكر كاف يقضي ست ساعات مرددا يف ىذه الصبلة سوى ربع الساعة...وفيها يأب الفرح متدفقا كاألمواج، وحينذاؾ يدؽ القلب دقا. وقد

تكلم كثتا من اآلباء عن وثبة القلب ىذه.

يها الشيخ أف البار نيقوديبوس أيضا يشرح على ىذا اؼبنواؿ صبلة السيدة العذراء الكلية إشل أذكر أ - ”.تعظم نفسي الرب، وتبتهج روحي باهلل ـبلصي“القداسة:

ذاؾ يبتهج، من يثب قلبو “فقد تذكرت فعبل يف تلك اللحظة تعليم القديس نيقوذيبوس حيث يقوؿ: البالغ أقصى غايتو، فهو يتحمس بطريقة ما وؽبذا يسمي اآلباء ويقفز ويرقص من الفرح اؼبمتد،

الصحويوف ىذه البهجة رقصة القلب أو وثبتو، من فعل النعمة اإلؽبية ويضيف القديس نيقوذيبوس إف قلبك يرقص إذا أرادت النعمة أف تفتقدؾ وكلما شاء الروح القدس أف هبري فعلو سريا داخل “قائبل

”.ة الشريفة اؼبسماة بالصبلة القلبيةنفسك، خبلؿ الصبل

وربدث العديد من آباء كنيستنا عن وثبة القلب ورقصو. نذكر على سبيل اؼبثاؿ القديس غريغوريوس إف رقص القلب أشبو دبن يثبوف حبماسة احملبة للخت، ويعترب باسيليوس الكبت “...باالماس، الذي قاؿ

”.عمةوأثناسيوس العظيم أف ىذا ىو آية الن

إف األمر لكذلك. فإف نعمة اؼبسيح تأب إذل قلبنا –قاؿ الناسك القديس ذو اػبربة الواسعة–أجل -بعد جهاد بطورل مرير مفعم باألدل فتضفي عليو السكينة والصفاء. لكنها ال تأب إذل كل شخص

دس، الذي يفعل كما يشاء ما بالطريقة عينها. األمر يتوقف على تقدـ اؼبرء روحيا، وعلى فعل الروح القإف بدء النعمة يتجلى يف الصبلة للبعض بصورة متفارقة وتوزيع الروح يتم بطرؽ “ىو موافق...

مثاؿ ذلك إيليا النيب. فقد أحس بروح عظيم قدير يبدد ” كثتة...ويشاىد ويعرؼ حسبما يشاء ىو ”.وىناؾ كاف الرب “اعبباؿ، عقبو زلزاؿ، وحفيف نسيم لطيف

إنو يأب كروح خوؼ إذل البعض، وخباصة إذل اؼببتدئت، “ويشرح البار غريغوريوس السينائي ىذا فيقوؿيبدد جباؿ األىواء، ويسحق القلوب اؼبتحجرة القاسية)يعت توبة ودموعا يذرفها اؼبرء بسبب حياة



إليهم كزلزاؿ يعت اػبطيئة اليت سبق لو أف عاشها يف ما انقضى من عمره( أما اؼبتقدموف فيأبابتهاجا)وىذا ىو الرقص الذي ذكرناه آنفا(وإؽبابا ؿبرقا للقلب. وىو يأب أيضا إذل األكثر تقدما كنسيم

”.يشيع سبلـ نور“لطيف

فاؼببتدئوف يتقبلوف بعض أفعاؿ النعمة. أما اؼبتقدموف فيحظوف دبلء النعمة. سأقرأ لك ىذه الفقرة من وريوس:أقواؿ البار غريغ

على النمط الذي ظهر فيو إليليا التسبييت يظهر فينا أيضا. فيأب إذل البعض روح خوؼ، مبددا “..جباؿ أىواء، ساحقا صخورا ىي القلوب القاسية حبيث هبعل اؼبرء يستمر متجمدا من اؽبلع، ويبسي

و ما دعاه اآلباء رقصا( يستقبل يف اعبسد مائتا. ويأب أيضا إذل آخرين كزلزاؿ عنيف، يعت ابتهاجا)وىأعماؽ الذات قبل كل شيء وىو غت مادي وجوىري. ألف ما ليس جوىر وال كياف ىو أيضا موجود.

يشيع “وأختا يفعل اهلل سريا حت يظهر بالروح يف آخرين وخباصة اؼبتقدمت يف الصبلة كنسيم لطيفيب إف الرب ليس ىنا أو ىناؾ يف بعض األفعاؿ )اإلؽبية( ، وؽبذا قاؿ اهلل إيليا يف جبل حور ”سبلـ نور

”. اليت تعطى للمبتدئت وحسب بل يف نسيم نور، لطيف أيضا، مبينا ذا اعبانب الكامل يف الصبلة ومعت ىذا أف جهاد شخصي، وما نظهر من اتضاع.

فهل تأب النعمة إذا ب تذىب من جديد؟ -

وتذىب لكي تأب من جديد، ب تتوارى. اهلل يرسل نعمتو ب يستدىا. ويف بدء أجل. إف النعمة تأب -ىذا اعبهاد العقلي تكوف اؼبسافات اليت تفصل بت استداد النعمة وعودهتا أكرب. إال أف اؼبسافة تقصر

هتا.بعد الرياضة لفتة طويلة. وااىد يعرؼ ىذا االفتقاد اؼبتعدد من جانب النعمة واختفاءا

لكن...ؼباذا وبدث ىذا؟ وما الغاية من ؾبيئها ب ذىاا؟ -

تأب النعمة لتعزية ااىد وإسعاده. ب تذىب لتتوفر لو إمكانية التمثل والطلب والتذلل. أعت لكي - يدرؾ ااىد أف ما حدث ىو عطية إؽبية، وأننا بالتارل غت مستحقت سباما لقبوؽبا. وكثت من الرىباف

ىذه من اختباراهتم، وقد تدـو سنوات طويلة بت ؾبيء وذىاب. ففي اغبالة ” لعبة النعمة“يعرفوف جيدا ىا إشل ىنا(! ويف “األوذل تعزز النعمة اإلؽبية الراىب دبجيئها، وتفعم نفسو بتعزية إؽبية، وكأهنا تقوؿ لو

. ووبتاج إذل جهد كثت وصبلة حارة اغبالة الثانية تذىب النعمة لكي يتمثلها. وىذا ىو العمل األصعب



لكي يتمثل اؼبرء النعمة اليت ناؽبا. ألف شبة حاالت تلقى فيها بعض الرىباف النعمة اإلؽبية ولكنهم سرعاف ما رفضوىا. أفلم وبدث ىذا األمر عينو للرسوؿ بطرس؟. فلقد تلقى على جبل ثابور نعمة غزيرة إال أنو

بتمثلها. فانتهى بو اغباؿ على إنكار اؼبسيح. دل يكن حىت ذلك اغبت جديرا

إف مرحلة التمثل ىذه مرتبط بطلب مؤدل. فااىد يدرؾ اآلف أف النعمة موجودة )بظهورىا( وىذا ما يدفعو إذل طلبها من جديد، باكيا. إنو ينتحب كطفل يفتش عن أمو اؼبتوارية.

أين أنت، يا نوري؟“

أين أنت يا فرحي؟

تركتت وقليب يتأدل؟دل

دل تواريت عت ونفسي تنتحب؟

عندما جئت إذل نفسي أحرقت خطاياي.

تعاؿ اآلف أيضا إذل نفسي

وأحرؽ خطاياي منم جديد،

خطاياي اليت أخفتك عت

كما زبفي الغيوـ الشمس.

تعاؿ إرل، وأجت حبضورؾ.

دل تبطئ يا رب؟

أنت ترى أف نفسي تشقى مكدورة

أشل أعود إذل طلبك بعرباتو

فأين زبتفي؟



وكيف ال تراؾ نفسي

وأنت اغباضر يف كل مكاف.

إشل ألطلبك بقلب قد أناخ عليو األدل بكبلكلو.

ىكذا كانت العذراء الكلية الطهارة مع يوسف

يفتشاف عنك يـو كنت غبلما فتيا. وقد أضنانبا اغبزف.

ترى دباذا فكرت إباف حزهنا

”على ابنها اغببيب؟.. حت دل تعثر

غضب القديس ستافيم ساروؼ على أحد اإلخوة وحزف، ففارقتو نعمة اهلل. فاستفدح اغبرماف منها واعتربه أعظم كارثة حلت بو وحينذاؾ فقط عرؼ عذاب آدـ وكبيبو لفقده االتصاؿ باهلل وخروجو من

ليلة، يتضرع طالبا النعمة اإلؽبية. ودل الفردوس. وأقاـ القديس ستافيم على صخرة لزمها ألف يـو وألف ينزؿ عنها إال بعد أف استعاد النعمة.

وتابع الشيخ الروحاشل كبلمو قائبل:

يتبت من ىذا أف النعمة تنكفئ لكي تتيح للقلب أف وبب حبا أكثر، ويتعطش تعطشا أشد بعد خرب -أف تذوؽ أيضا مرارة اػبطيئة يعود إذل طلب النعمة حبلوة النعمة وعرؼ ما ىبلفو غياا من فراغ. وبعد

من جديد، فبل وبدث ذلك عنده شعورا باػبيبة أو نقصا يف اإليباف وهبب أف أضيف إذل ىذا أف النعمة ” لكي ال يبوت“الغزيرة بعد أف تكتنف العقل، وتقوده إذل اعبذب، سرعاف ما تفارقو)وخباصة يف البدء

حينئذ بعد أف “رؼ يف الطعاـ وتقيأه. ىذا ما يقولو القديس ظبعاف: ويكوف أشبو برضيع قد أس -لكي ال يبوت -تكتنف)النعمة( العقل فجأة لوقت قصت زبطفو إياه إذل حاؿ جذب، ب تتكو بسرعة

حبيث ال يفهم شيئا فبا حدث بسبب السرعة القصوى وال يتذكر صباال أبصره، وال وبتويو لئبل يأكل وىو ذاء الرجاؿ الكاملت فيصاب فورا باهنيار أو يتضرر ويتقيأ فإهنا )النعمة( من ذلك اغبت ترشد رضيع غ

بل –فإف ىذا للكاملت -وتقوي وتعلم آتية ومغادرة، فنحتاج إليها. لكنها ال تأب لعوننا مىت أردنا كبن ”.عندما نعجز وننهار سباما فتشرؽ من بعيد وذبعلت أحس ا يف قليب



إف يء النعمة وذىاا ميزة خبلصية أيضا. فهي تأب قليبل فتطهر اإلنساف من أحد األىواء ب تذىب. ولكنها تعود من جديد لتطهره من ىوى آخر. وتظل تعمل على ىذا اؼبنواؿ إذل أف يتمكن اؼبرء دبساعدة

عد جهد كثت وتضحيات عديدة ربت النعمة اإلؽبية احمليية من تطهت اعبانب االنفعارل يف النفس وباللحظة اليت فيها تثبت النعمة تقريبا يف القلب فيغمره صفاء مستدصل. وسكينة غت منقطعة، وشعور باغببلوة أبدي. فإف جبل ثابور يكوف يف النفس..السماء على األرض... ملكوت يبؤل القلب...الثالوث

لو!...القدوس داخلنا...اإلنساف حسب صورة اهلل ومثا

تأملت يف ما بلغو حب اهلل لنا، ذلك اغبب العظيم!. لقد قرأت أختا يف كتاب روحي ما يتفق وكبلـ ما دل زبترب بنفسك أفعاؿ الشيطاف وحبائلو وىجماتو فإنك لن تدرؾ ال “الشيخ، وقد جاء فيو ما يلي:

عرؼ الروح الذي يقتل فلن تعرؼ بل إنك لن تقدر إحسانات الروح اؼبعزي اليت يبنحك إياىا. وما دل ت ”.الذي وبيي. ولن تعرؼ اؼبسيح معطي اغبياة معرفة حقو

ما أعظم حب اؼبسيح لنا! فإنو يعرؼ مؤامرات الشرير ويعلم كيف يستعملها للخت. فهو يستخرج من ختا إذل اؼبر حبلوة ووبوؿ حقد الشيطاف إذل حب هلل. وذا ندرؾ أف الشيطاف، مهما فعل، فسينتهي أ

ىدـ ذاتو. وال ريب أنو وبارب الناس. أما اهلل فيدعو حرا ألنو شخص وىو بالتارل ذو حرية وبتمها اهلل، إال أف اهلل حببو وإحسانو للبشر وبد من عمل الشيطاف اؽبداـ.

و اإلؽبية. وىذا ظبعت ذات يـو ناسكا يقوؿ إف اهلل وبوؿ حببو القليل من الكربياء إذل اتضاع هبذب نعمتيعت أف اؼبسيحي إذا تكرب حل بو السقوط توا. فإذا تقبل النعمة اإلؽبية بعد السقوط تاب واتضع أكثر. وىكذا يطهر ذاتو تدرهبا من خطيئة الكربياء الشيطانية الدنسة. وذا يبكننا القوؿ من جديد إف

الشيطاف يهدـ ذاتو ويتبلشى.

ؿ:بعد ىذا وقف الشيخ وقا

لقد حانت ساعة صبلة اؼبساء. فهيا بنا لنتلو الصبلة باغببل اؼبعقود) كومبو سيخت( اذىب إذل تلك -الصغتة ”صبلتنا “الغرفة وصل مرددا الصبلة إذل أف أدعوؾ لكي نستأنف اغبديث. هبب أال ننسى

أبدا.



د أحسن صنعا حت كف عن اؼبست دخلت القبلية اليت أشار إليها. أصعدشل إذل مكاف عاؿ جدا. وقفوجدت الفرصة مؤاتية رل لكي أستيح. وكانت القبلية عبارة عن غرفة ضيقة جدا كسائر قبلرل اعببل اؼبقدس )آثوس(. وكاف يف داخلها سرير صغت خشن مصنوع من بعض األلواح اػبشبية اؼبستندة إذل

ة(. وليس فيها شيء يذكرنا بالعادل. وكاف يف داخل رجلت خشبيتت. وكاف فوؽ األلواح غطاء )بطاني القبلية أيضا طاولة صغتة عليها قنديل كاز اسودت بلورتو، ومقعد صغت يستخدمو الراىب أثناء الصلوات الليلية اؼبتواصلة لفتة طويلة. وقد علقت على اعبدار أيقونة للسيد اؼبسيح وإذل جانبها أيقونة

و اليت وببها رىباف اعببل اؼبقدس بنوع خاص. وىي قائدة اعببل وحاميتو وسيدتو.للسيدة والدة اإلل

وال بد أف نذكر أف من اؼبتممات الضرورية للقبلية بعض العناكب وخباصة يف زوايا الغرفة. وأسل للشيخ أف هبد ساعة من الوقت ىبصصها للتنظيف الدقيق؟

بسرعة حىت سقطت على أرضها فأحدث سقوطي دويا. وما كدت أدخل القبلية وأجيل فيها نظري تارة ” صبلة يسوع“وضممت كفي وأسندهتما إذل أرض القبلية، ووضعت رأسي فوقهما. وأخذت أردد

وعلى اسم ” يا ريب“كاملة، مع التشديد أحيانا على كلمة”الصبلة“بتمتمة وطورا بقوة. وكنت أردد وذلك بقصد تركيز عقلي جيدا يف ” ارضبت “سيح، أو على عبارةيسوع أحيانا أخرى، وعلى لفظ اؼب

”...الصبلة“

دل أعرؼ كم مضى علي من الوقت وأنا منطرح على أرض القبلية. فإف الزمن يتوقف يف ىذه الساعات... كنت أتأمل يف خطيئيت، ويف حضوري بت آباء قديست متأؽبت، فأبكي. وقلت من أعماؽ

ديس يوحنا الذىيب الفم، الذي أساء فهمو البعض ظانت أنو أراد بو أف ال يسكن الرىباف قليب قوال للقطوىب لكواكب اؼبسكونة، ألف غرفتهم نقية خالية من كل ضجة، ونفسهم مصفاة من كل “األديرة:

ىوى، ومتحررة من كل مرض. وىي رقيقة، خفيفة، وأنقى بكثت من ىواء عليل. أما العمل عندىم فهوما كاف آلدـ يف البدء قبل اػبطيئة، يـو كاف متسرببل اد ويكلم اهلل بدالة، مقيما يف ذلك اؼبكاف اؼبفعم

”.غبطة

بعد مرور وقت غت قليل ظبعت صوت اؼبريد ىبربشل أف الشيخ ينتظرشل الستئناؼ اغبديث. فعدت من غبزف بسبب قطع صبلب.جديد إذل الناسك اؼبعتزؿ ويف نفسي مزيج من آيات الفرح وا



سألت: كيف بدا لك ىذا التوقف؟

فقلت: ال أستطيع أف أكلمكم وأف أجيب على سؤالكم... )من يدري! فلعلو كاف يصلي من أجلي فقط إباف وجودي يف القبلية. فحدث يف نفسي من أثر ذلك ما بدا علي من انسحاؽ(.

قلت بعد غبظات:

لى نفسي، وبشعور من األسى بسبب اػبطيئة. وقد امتؤلت يف الوقت لقد أحسست بصفاء يهيمن ع -عينو فرحا ألجل ؿببة يسوعي. أجل إف يسوع وببت حبا صبا، فوؽ ما كنت أظن. وىبيل إرل أنكم تشعروف دائما دبثل ىذا، وقد يكوف نتيجة افتقاد نعمة اؼبسيح، اليت تأب بقوة بعد سنوات طويلة من

اغباملة اغبياة، ترديدا متواصبل.”. الصبلة“ل يسوع، وبعد ترديدالصعود إذل جب

، ىي من الكثرة حبيث يتعذر على اؼبرء إحصاؤىا كلها. ”الصبلة“إف األمر لكذلك. لكن شبرات - أشبو بشجرة مثقلة بثمار يف غاية من اغببلوة، والواحدة فيها خت من األخرى.” الصبلة“فإف

، قم من ”... الربية اؼبمتلئة نعمة“من النعمة اإلؽبية بعض ىذه الثمرات من شبارأعطت أنا احملرـو - أجلي بعمل قطاؼ روحي، لكي أعرفها على األقل...

))الصالة(( ثمار -6ىي يف البدء خبز ” الصبلة“سأذكر لك بعض ىذه األشبار ما دمت ترغب يف االستماع إرل . إف -

فيحدث االقبذاب واإلرباد ”.. ذبذبو“تا وبلي قلبو، وبعدىا سبسي طبرة.. يسند قلب ااىد ب تصت زيباهلل. وللمزيد من التحديد أقوؿ إف العطية األوذل اليت يعطيها اؼبسيح لئلنساف اؼبصلي ىي معرفة يقينية

يف رجسا اػبراب فيما ىو واقف“بأنو يف حاؿ خطيئة، فيكف عن االعتقاد بأنو صاحل ويعترب نفسو وتضرب حفارة النعمة عمق النفس وربفره فما أكثر األقذار يف داخلنا! إف نفسنا لنتنة!”. مكاف مقدس

يأب البعض إذل قبلييت أحيانا وىم منتنوف خبثت رائحتهم... الصادرة عن قباسات داخلية..أجل، إف ف نتيجة ىذا االكتشاؼ أنو وتكو ” بالصبلة“ىذه تكوف ؾبهولة من قبل، لكن ااىد يكتشفها اآلف



يعترب نفسو أقل صبيع الناس وأف اعبحيم ىي مثواه األبدي فيشرع يف البكاء ندما. أجل إنو يذرؼ الدمع ىتونا على ذاتو اؼبائتة. وىل يبكي اؼبرء على ميت يف بيت جاره وال يبكي على ميت يف بيتو ىو؟

يئة اآلخرين وإمبا يرى ما حل بو نفسو من فهو ال يرى خط”. الصبلة“ىذا ما وبدث للمجاىد يف إماتة، فتمسي عيناه ينبوع دموع تصدر عن قلب عصره العذاب. وىو يبكي كما يبكي احملكـو عليو،

كما ينقي اؼباء ألشياء -ذه الدموع”... أرضبت“، ”أرضبت“، ”ارضبت“ويصرخ يف الوقت عينو حبرارة ء من الغيـو وينظف األرض من األقذار. فليست ىذه الدموع إال ماء اؼبوسخة، وكما يصفي اؼبطر السما

اؼبعمودية الثانية. فالصبلة إذا تأب بثمرة التطهت الكلية اغببلوة.

أيطهر اؼبرء تطهتا تاما إذا افتقدتو النعمة اإلؽبية؟ -

يذكر القديس يوحنا ”. ينتهيال “ال يطهر سباما ، إمبا هبري تطهره بصورة دائمة، ألف التطهت -فبقدر ”. ىذا ىو كماؿ الكاملت، كماؿ ال ينتهي“السلمي قوال ظبعو من راىب عدصل اؽبوى جاء فيو:

ما يبكي اؼبرء يزداد طهرا. وكلما كثرت تنقيتو اشتدت رؤيتو طبقات اػبطيئة السفلى، فيشعر من جديد إف ىؤالء “ن القديس ظبعاف البلىوب شرح ىذا بقولو: باغباجة إذل البكاء. وىكذا دواليك..وقد أحس

يطهروف النفس بأدعية متواصلة، وأصوات ال ينطق ا، وباهنيار دموع. وحت يراىا ىؤالء وىي تتطهر تتملكهم نار الشوؽ، ونار الرغبة يف أف يروىا مطهرة تطهتا كامبل. لكنهم ما داموا عاجزين عن العثور

كتمبل يكوف التطهر عندىم غت منتو. فإشل مهما بلغت، أنا الشقي، من التطهر واالستنارة على النور مومهما زاد الروح الذي ينقيت وضوحا أماـ عيت فما ذلك سوى بدء رل يف التطهر والرؤية. فمن يستطيع

”ياس؟إذا أف يعثر على مكاف وسط أو هناية يف عمق غت ؿبدود، ويف علو غت قابل للق

أف اإلنساف يتكمل ويتطهر باضطراد. فيتنقى أوال اعبانب االنفعارل –كما تفهموف يا أبت –وىذا يعت الرغبات(، ب يتلوه اعبانب العقلي يف النفس. -الشهوات -يف النفس )اعبانب الغضيب

لغضب، واغبقد)اعبانب ينعتق اؼبؤمن من األىواء اعبسدية )اعبانب الشهواشل( ب من أىواء البغض، واالغضيب( لكن ىذا يتم باإلكثار من الصبلة ودبجاىدة أشد. ومىت سبكن ااىد من االنعتاؽ من الغضب واغبقد كاف ذلك دليبل بينا على أف اعبانب االنفعارل يف نفسو قد تطهر تقريبا. ب تتبع ىذا حرب

ىد الكربياء وحب اد الفارغ اخل..وكل اؽبواجس الباطلة. تنحصر كلها يف اعبانب العقلي. فيحارب اا



وتبلـز ىذه اغبرب اؼبؤمن حىت هناية حياتو. إال أف ىذه اؼبستة كلها، مستة التطهت، تتم دبساعدة النعمة ىوب اإلؽبية وفعلها، بقصد أف يصت اؼبؤمن إناء يتسع للنعمة الغزيرة. ويف ىذا يقوؿ القديس ظبعاف البل

أيضا:

فلن يستطيع اإلنساف التغلب على األىواء ما دل يكن ىذا )النور( إذل جانبو للمساعدة. وىو ال يطرد “األىواء كلها )من النفس( دفعو واحدة. فإف اإلنساف النفساشل ال يصت جديرا بتقبل الروح كلو فجأة، وال

شيء: من عري، وعدـ سعي، وانفصاؿ عما ىبصو، يصت عدصل اؽبوى إال مىت فعل بقدر اؼبستطاع كل وذبرد من اإلرادة الذاتية، وإنكار للعادل، وربمل للتجارب، وصبلة وحزف، وفقر واتضاع. وذلك بقدر

”استطاعتو...

وكيف يدرؾ اإلنساف أف نفسو آخذة يف التطهر؟ أجاب الناسك اغبكيم: -

مل إيسيخيوس الكاىن صورة لبياف ذلك. فهو يقوؿ: ىذا أمر سهل ويبكن إدراكو بسرعة. يستع -كما أف األطعمة اليت ربمل اؼبرض إذا دخلت اؼبعدة أزعجت وآؼبت، لكنها زبرج منها بتناوؿ الدواء “

فتستيح، ويشعر اؼبرء باالرتياح، ىكذا يكوف األمر يف اغبياة الروحية. فإف اإلنساف حت يتلقى أفكارا يطردىا هنائيا متقيئا بسهولة. ” الصبلة“وبثقلها، وىذا أمر طبيعي. غت أنو بواسطة شريرة يشعر باؼبرارة

ويشعر بعدىا بالتطهر إذل حد بعيد. ووبس اؼبصلي بالتطهر، ألف اعبراح الداخلية الناشئة عن األىواء يتوقف نزفها فورا.

يسوع ومست ىدب ثوبو وللحاؿ توقف اليت جاءت من خلف“نقرأ يف إقبيل لوقا عن اؼبرأة النازفة الدـ ( فأف اقتاب اؼبرء من يسوع اؼبسيح يشف فورا )يتوقف نزؼ الدـ ( أي 22: 1)لوقا ” نزؼ دمها

يتوقف نزؼ دـ األىواء. أريد القوؿ أيضا إف الصور والرسـو واألشخاص الذين كانوا يعثروننا قببل يكفوف إذا أزعجنا بعض األشخاص أو األشياء كاف ذلك دليبل على أننا عن إعثارنا. وىذا يعت يا أبت أنو

ؾبروحوف، وقد جرحنا الشيطاف جماتو والعثرة قائمة يف داخلنا. إال أف اؼبرء بعد التطهر يرى صبيع الناس وكل األشياء كائنات خلقها اهلل، ال بل أنو يعترب األشخاص بنوع ” الصبلة“دبساعدة

ب.أخص صورا هلل احمل



فمن كاف متسرببل نعمة اؼبسيح يرى اآلخرين أيضا متشحت ولو كانوا عراة جسديا. أما من دل وبظ بالنعمة اإلؽبية فإنو ينظر إذل البلبست جسديا فيحسبهم عراة.

وددت أيها اغببيب عند ىذه النقطة أف أقرأ لك من أقواؿ القديس ظبعاف البلىوب اعبديد.

يقة الىوب وقد قرأت بعض كتبو فتحمست!قلت: إنو يف اغبق

أنصحك بقراءة كتبو كلها. ألنك بذلك تستطيع أف تقتت تذوقا للثيولوجيا الصوفية، الطريق السلبية -إف ظبعاف القديس الورع “..لبلختبار النسكي. يقوؿ ىذا األب معاين اهلل يف إحدى قصائده:

كل إنساف وال أف يشاىدىم عراة وال أف يرى ىو أيضا عاريا األستوذييت ما كاف يستحي أف يرى أعضاء . فقد كاف لو اؼبسيح كلو.ىو كلو كاف مسيحا. أعضاؤه كلها، وأعضاء كل شخص آخر، كل واحد دبفرده، والكل معا كاف ينظر إليهم على الدواـ فيحسبهم مسيحا. وكاف يبقى ببل حركة، غت متضرر،

اف بكاملو مسيحا. وىو يرى صبيع اؼبعمدين متشحت باؼبسيح بكاملو. فإف وعدصل اؽبوى. فكأنو كوجدت عاريا وجسد يبلمس جسدا وصرت مهووسا باألنثى كحمار أو حصاف فلم ذبرؤ على التطاوؿ على القديس واهتامو زورا، والتجديف على اؼبسيح اؼبتحد فينا اؼبعطي عبيده القديست موىبة التحرر من

”.اؽبوى؟

وأضاؼ الشيخ قائبل:

ال يعثره شيء فبا يرى. والشيطاف ” الصبلة“إف اإلنساف اؼبتحرر من اؽبوى، الذي تطهر بواسطة -ينهـز يف الوقت عينو، وىذا من شبار الصبلة أيضا. ينكشف العدو وشباكو بسرعة فيطرد من النفس

حملاربتو من جديد، فيتخذ اإلجراءات اؼبضادة بتأىب الشيطاف ”الصبلة“بسهولة. ويشعر ااىد يف البلزمة يف الوقت اؼبناسب. وىو يرى سهاـ الشرير تصوب إذل النفس لكنها تنطفئ قبل أف سبسها.

إذا ما وصلت السهاـ إذل موضع ما يف اعبزء اػبارجي للقلب تبدد ىناؾ ألف “يقوؿ القديس ذياذوخوس بالسة، النارية، تنطفئ فورا عند مراكز اإلحساس اػبارجية يف اعبسم. نعمة اهلل تكمن داخل القلب. األ

ألف ندى الروح القدس يهز القلب برياح سبلمية ويطفئ سهاـ الشيطاف حامل النار، اليت ظلت باقية يف اؽبواء...



”.يف اهلل توحيد اإلنساف بكاملو: العقل والرغبة واإلرادة، وتتناسق كلها معا -كما قلنا سابقا –ويتم

ىتفت: التطهر من اؽبوى. إنو عطية عظمى!

قاؿ: أجل، ىذا حق إف التحرر من اؽبوى ىو عطية النعمة. والتحرر من اؽبوى يفتض وجود التطهر واحملبة. وىو يزيد احملبة صقبل.

ليلة صافية ال وقديس اهلل ظبعاف يساعدنا يف فهم ىذه النقطة. فإنو يستعمل صورة صبيلة فيقوؿ إننا يف سحب فيها نشاىد صفحة القمر يف السماء متؤللئة بالنور اػبالص الكلي النقاوة. وكثتا ما نشاىد حوؽبا ىالة من نور. ولنر كيف ينسق القديس بت ىذه الصورة وصورة اإلنساف اؼبطهر تاما، واؼبتحرر من

هم حامل البلىوت فإنو أشبو بصفحة القمر. اؽبوى. فهو يقوؿ إف أجساد القديست ىي السماء أما قلبواغبب اؼبقدس ىو النور الفعاؿ الكلي القدرة الذي يبؤل القلب يوميا بقدر ما أصابو من تطهر، وتأب بعد ذلك غبظة يبتلئ فيها القلب بنور اغبب الساطع فيصبح بدرا. إال أف ىذا النور ال يتناقص مثلما

االجتهاد واعبهاد والعمل الصاحل..وبدث للقمر ألنو يتغذى ب

وموىبة التحرر من ” يظل القلب مفعما كلو بالنور فيما يغذى باجتهاد القديست وإحساهنم...“...إهنا “اؽبوى )األباثيا( دائرة فبتلئة كلها بالنور ربيط بالقلب وتصونو ساؼبا من ىجمات الشرير الشرسة.

وربفظهم ساؼبت من كل فكرة شريرة وتصوهنم ببل مضرة وأحرارا تست)القديست( على الدواـ وربرسهموتستعيدىم من كل األعداء. ليس ىذا وحسب بل إهنا تعمل أيضا عبعلهم بعيدين عن متناوؿ

”اؼبضادين..

األختة كما أهنا ليست ” الصبلة“ومع أف موىبة التحرر من اؽبوى ضرورية سباما إال أهنا ليست عطية كل شيء. فإف ما وبدث بعد ذلك ىو البدء يف الصعود كبو اهلل. ويصف اآلباء القديسوف ىذا إمتبلؾ

الصعود الروحي كبو التألو بأنو تطهر واستنارة، وتكمل. سأذكر لك مبوذجت من الكتاب اؼبقدس بغية مستة الشعب اإليضاح. أوؽبما حالة صعود موسى النيب إذل جبل سيناء لكي يتسلم الشريعة، والثاشل

اإلسرائيلي كبو أرض اؼبيعاد.

يشرح القديس غريغوريوس أسقف نيصص اغبالة األوذل. أما الثانية فيشرحها القديس مكسيموس اؼبعتؼ.



إف اآلباء وبمسونت على الدواـ. فإهنم يفسروف كبلـ اهلل تفستا صحيحا. وؽبذا أود ظباع شروح - اآلباء.

نقهم وليغسلوا الثياب، وليكونوا “ف أوال ثيام ونقوا ذواهتم امتثاال ألمر اهلل. لقد طهر العربانيو - ”.متأىبت يف اليـو الثالث

ورأى الربوؽ والسحب الضبابية على جبل ” وصوت البوؽ“ويف اليـو الثالث ظبع الشعب كلو األصوات بل. أما موسى النيب فقد دخل وتقدـ الشعب إذل أسفل اعب”. كاف جبل سيناء يدخن كلو“سيناء.

وحده يف السحاب اؼبنت. ب وصل بعد ذلك إذل القمة حيث تسلم ألواح الناموس.

ويشرح القديس غريغوريوس أسقف نيصص ىذا، فيقوؿ إف الطريق إذل اؼبعرفة اإلؽبية ىي طهارة اعبسد فسا وجسدا. وهبب أف يغسل والنفس. واؼبزمع الصعود هبب أف يكوف، بقدر اؼبستطاع، نقيا ببل دنس ن

ثيابو حسب الوصية اإلؽبية، ال ثيابو اؼبادية، ألهنا ليست عائقا ؼبن يريدوف التألو، إمبا هبب غسل مئزر اؼبشاغل حبسب ىذه اغبياة، يعت كل أعماؿ اغبياة اليت ربيط بنا كالثوب. هبب أف يبعد أيضا عن اعببل

، أف يتخطى كل معرفة ”اؼبعرفة اؼبكتسبة بطريق اغبس “يتخطى اغبيوانات البهم اليت ال عقل ؽبا، أي وغت عاقلة، وأف يغسل الذىن، أي أف ” حسية“تقدمها أدوات اغبواس. وعليو أف يتطهر من كل حركة

بعد أف يتأىب ويستعد ويتطهر على ىذا -اؼببلـز لو وليجرؤ” اإلحساس“ينفصل الذىن عن رفيقو أي اب من اعببل اؼبوشح بالضباب.على االقت -اؼبنواؿ

يضاؼ إذل ىذا أف الشعب يصعب عليو صعود اعببل. ودبا أف الشعب يصعب عليو االقتاب من اعببل وكاف على موسى النيب وحده أف يبضي فيو قدما، أي كاف مدعوا إذل الصعود، يتبت من ىذا، يا أبت،

يتبعو الصعود من أجل اؼبشاىدة. فإف أعظم اػبتات، أف التطهر كما يبدو ىنا ىو ضروري مقدما ب بناء على ما تقدـ، تأب بعد التطهر. وإف ىذا التطهر شرط ضروري للحصوؿ عليها.

وربدث الناسك معاين اهلل عن النموذج الثاشل فقاؿ: لقد كتب القديس مكسيموس اؼبعتؼ أف ىناؾ ثبلث مراحل للصعود السري كبو اهلل:

الفلسفة العلمية وىي سلبية: ) التطهر من األىواء( وإهبابية: )اكتساب الفضائل(. +



+ واؼبشاىدة الطبيعية ىي اليت يشاىد إباهنا العقل احملض، الطاىر، اػبليقة كلها واؼبعاشل الباطنية ب تأب بعدىا لؤلشياء، فيتعرؼ على اؼبعت الروحي للكتب اؼبقدسة، ويرى اهلل يف الطبيعة ويصلي إليو.

اؼبرحلة الثالثة واألختة ىي:

+الثيولوجيا السرية اليت توحد اؼبؤمن ااىد باهلل. وىذه اؼبراحل الثبلث تتجلى بوضوح يف مستة الشعب اإلسرائيلي.

لقد ىرب اإلسرائيليوف أوال من عبودية مصر بعد أف عربوا البحر األضبر الذي غرؽ فيو اعبيش اؼبصري. ا إذل الربية حيث تلقوا بطرؽ ـبتلفة عطايا ؿببة اهلل لئلنساف )اؼبن اؼباء وسحابة النور والشريعة ب وصلو

والنصر على األعداء(. وبعد جهاد داـ سنت كثتة دخلوا أرض اؼبيعاد.

فإنو ىبرج أوال من عبودية األىواء )اؼبشاىدة الطبيعية( ”. بالصبلة“وبدث مثل ىذا أيضا للمجاىد قبل عطايا ؿببة اهلل. وبعد ؾباىدة بطولية يصت مستحقا أرض اؼبيعاد )اليولوجيا السرية(: اإلرباد حيث يت

التاـ باهلل والتنعم باألزلية الذي وبدث دبشاىدة النور غت اؼبخلوؽ.

وفبا ال ريب فيو أف ىذه اؼبراحل حبسب رأي اآلباء ليست منفصلة عن بعضها انفصاال تاما. فإننا بعد وصولنا إذل الرؤية الطبيعية وإذل الثيولوجيا السرية، ال نتؾ الرياضة واالنسحاؽ أي الفلسفة العلمية. ألف

اإلنساف وىو يواصل اؼبضي صعودا إذل األعلى، يتابع جهاده أيضا لكي ال ىبسر الرضبة اليت ناؽبا.

ية السامية، وجب عليك أف تزيد من وينصح اآلباء القديسوف قائلت: مىت صرت جديرا باؼبشاىدة اإلؽباجتهادؾ يف فبارسة احملبة واإلمساؾ. يقوؿ القديس مكسيموس اؼبعتؼ: يكوف اء نفسك عدصل الزواؿ

”.ما دمت تصوف اعبانب االنفعارل )يف النفس( خاليا من اإلضراب

لكو أوال خوؼ من ومن الضرورة أف يبضي اؼبرء يف مستتو الروحية على الدواـ خبوؼ. فيجب أف يتمالعذاب والعقاب. )وىذا ىو اػبوؼ التمهيدي(. ب يعقبو اػبوؼ من فقداف النعمة والسقوط منها

”.إعملوا ػببلص ذواتكم خبوؼ ورعدة“)وىذا ىو اػبوؼ الكامل(. يقوؿ الرسوؿ بولس:

ره وقبل أف يتمتع بعد تطه ” بالصبلة“حدثت اآلف أيها الشيخ عن العطايا اليت يتلقاىا ااىد - من شبار أخرى.” للصبلة“باإلرباد التاـ باهلل. وأكمل رل وصف ما



يشعر الراىب ااىد بالتعزية اإلؽبية يف حضور اؼبسيح الذي يشيع ىدوءا عذبا وسبلما غت متزعزع، -ؽبي ال يبكن واتضاعا، وؿببة كبو اعبميع ال تكل. وال ريب أف ىذه التعزية الناصبة عن اغبضور اإل

مقارنتها بأي شيء بشري.

لقد عرفت ناسكا مرض مرضا شديدا فدخل إحدى اؼبستشفيات للمعاعبة. وقد أحاطو أطباء بارعوف بعنايتهم لتقديرىم الشخصي لو. وشفي وشكر أطباءه وعاد إذل قبليتو. لكن سرعاف ما عاوده اؼبرض.

منعزال يف خلوة. فكاف يتوجع كثتا، لكنو كاف يشعر ودل يعرؼ إخوتو الرىباف دبا لو ألنو كاف يعيشبتعزية عميقة ال مثيل ؽبا يفيضها اهلل عليو وال يبكن مقارنتها دبا بذؿ األطباء لو من براعة طبهم وكرصل إحساهنم وال مقارنتها دبا تناوؿ من أدوية شافية فعالة. وقد أحس براحة دل يسبق لو أف أحس مثلها من

ذا وبرص بعض النساؾ باجتهاد على رباشي التعزية البشرية ) وىذا طبعا سلوؾ غريب عن عقلية قبل. ؽبالعادل( وقصدىم من وراء ذلك أف وبسوا بالعذوبة اؼبسكرة والبهجة اؼبقيمة اليت تتصف ا التعزية

اإلؽبية...

قلت: إف ىذا عبت عجيب، شبر الصبلة العقلية...أكمل يا أبت ..أكمل.

يكتسب اإلنساف الغبطة يف التجارب اليت وبدثها أناس يعيش معهم. فهو وبلق يف أجواء اغبياة -الروحية اؽبادئة اؼبتؤللئة بالنور، حيث ال تطالو سهاـ البشر وىو ال يتضايق منها بل إنو ال يشعر ا البتة.

ا، كذلك وبدث ؽبذا وكما أنك ال تستطيع إسقاط طائرة بضرا باغبصى، وىي بدورىا ال تشعر اإلنساف. فهو ال يتضايق من االفتاء عليو، وال من االضطهاد، وال من االحتقار، وال من التهم. فما

وبزنو ىو سقوط أخيو. ولو نشأ عنده ضيق فإنو يعرؼ كيف يتخلص منو.

ده يبصق أف أحد الشيوخ ذىب إذل األنبا أخيلبلس فوج” الغتونديكوف“ومثل ىذا ما جاء يف كتاب دما. فسألو: ما ىذا يا أبت؟..فأجاب الشيخ قائبل: ما حدث ىو كبلـ قالو أحد اإلخوة أحزنت وقد جاىدت من أجل االمتناع عن إعبلف ما قاؿ وسألت اهلل أف وبررشل من ذلك الكبلـ. فتحوؿ الكبلـ

”.صائرا كالدـ يف فمي وقد بصقتو فوجدت السكينة ونسيت حزشل

غبق إف ىذه ؿببة كاملة كبو األخ، ؿببة تصفح عن كل شيء، وىو ال يريد حىت تذكر الكبلـ. يف ا - ذا السلوؾ نكوف قد بلغنا الكماؿ!



ىذا مؤكد. وىو يتحقق بصبلة يسوع. فهذه احملبة ىي نتيجة اغبياة اإلختبارية الرباد اعبنس البشري. -ذي بلغ ىذه اغباؿ من التقدـ الروحي ال تتوحد ذاتو ، حسنة اؼبذاؽ. فاإلنساف ال”للصبلة“وىي شبرة

ىو نفسو وحسب بل إنو ليشعر بوحدة اعبنس البشري أيضا.

واستأنف الناسك قائبل: إنكم تعلموف أف وحدة الطبيعة البشرية قد تصدعت وتفككت فور عصياف بأهنا لو )من جسده( آدـ. واهلل من بعد خلقو آدـ جبل حواء من جنبو. وقد أفرحو خلق حواء وشعر

(. لكن آدـ بعد سقوطو 43: 4)تكوين” ىذه اآلف عظم من عظامي وجسد من جسدي..“ؽبذا قاؿ : 3)تكوين” اؼبرأة اليت جعلتها معي ىي اليت أعطتت من الشجرة فأكلت “أجاب على سؤاؿ اهلل قائبل

إمرأة أعطاه اهلل “صارت (. فحواء كانت قبل السقوط عظما من عظامو. أما بعد السقوط فقد 54 ”!إياىا

يتجلى ىنا بوضوح تفكك الطبيعة البشرية من بعد اػبطيئة وقد وضح ىذا يف ما بعد عند أبناء آدـ يف كل التاريخ، تاريخ إسرائيل وتاريخ البشرية كلها. وىذا أمر طبيعي ألف اإلنساف فقد اهلل فخسر ذاتو أيضا

اتو عزلة عن اآلخرين وعبودية. أما إعادة توحيد الطبيعة فقد حدثت وانفصل عن الناس. وقد سبلكت حيفهو نفسو قد بسط كفيو ووحد ما كاف من قبل متفرقا فصار بإمكانو كل إنساف أف ”. يف اؼبسيح“

يتحد بو فيحيا وحدة الطبيعة البشرية أيضا.

اغبب يتحد بو. ومن الطبيعي بعدىا حبا عظيما ليسوع اؼبسيح. وذا” بالصبلة“الناسك إذا يكتسب يريد أف صبيع الناس ىبلصوف، وإذل معرفة اغبق “أف وبب ما وببو اهلل وأف يريد ما يريده تعاذل. واهلل

وىذا عينو ما يريده ؾباىد الصبلة. لذلك يزعجو وجود الشر يف العادل ووبزننا كثتا ىبلؾ ”. يقبلوفأبعادا أكليسيولوجية وعاؼبية تؤثر يف كل العادل، كاف طبيعيا أف وبيا اإلخوة كجهلهم. ودبا أف للخطيئة

اؼبصلي مأساة البشرية كلها، وأف يتأدل كثتا بسببها ووبيا اكتئاب الرب يسوع يف اعبشمانية. وينتهي بو ذل اغباؿ إذل الكف عن الصبلة من أجل نفسو ىو لكي يصلي باستمرار من اجل اآلخرين، لكي يأتوا إ

معرفة اهلل.

إف تطهره من األىواء، وحصولو على نعمة اهلل احمليية، والصبلة من أجل اآلخرين بدافع من شعوره بوحدة اعبنس البشري كلو يف اؼبسيح يسوع ؽبو أعظم رسالة دينية. ىذه كانت نظرة اآلباء القديست إذل عمل

لبشري وتوحيد الطبيعية. وكل إنساف يطهر يبسي عامبل الرسالة الدينية، باعتبارىا عمبل لتجديد الكياف ا



صاغبا ألجل اموع االجتماعي طاؼبا أننا كلنا نؤلف جسد اؼبسيح اؼببارؾ. )فإف فرح أحد األعضاء فرح معو كل األعضاء( كما قاؿ الرسوؿ بولس وىذا ما نراه بوضوح يف شخص العذراء الفائقة القداسة. فإهنا

نعمة فأعطت الطبيعة البشرية كلها نعمة وزينتها ا. ودبا أهنا مفعمة نعمة ومطهرة تصلي قد امتؤلت بالمن أجل العادل كلو. وذا نستطيع القوؿ إف السيدة الكلية القداسة تقـو بأداء رسالة دينية كربى وتفيد

اعبنس البشري فائدة ناجعة.

دة الطبيعة كلها أيضا.وصمت الشيخ برىة ب استأنف كبلمو: لكنو يشعر بوح

ماذا يعت ىذا؟ -

إف الطبيعة كلها تعتؼ بو. فقد كاف آدـ قبل سقوطو ملكا للخليقة كلها وكانت صبيع اغبيوانات -تعتؼ بو ملكا عليها، ولكن بعد سقوطو تقطع ىذا الرباط أيضا وبطل االعتاؼ بو. وقد حلل نيقوال

ولو: إف اإلنساف ـبلوؽ على صورة اهلل. وما ىو حسب الصورة اإلؽبية كاباسيبلس ىذه اغباؿ بوضوح بقعند آدـ كاف اؼبرآة الصافية اليت يضفي منها نور اهلل أشعتو على الطبيعة. وكانت الطبيعة كلها منارة ما

فورا بقيت اؼبرآة غت ؿبطمة. ولكن ما كادت ىذه اؼبرآة تتحطم )وتتفتت( حىت أسدؿ على اػبليقة كلها ظبلـ كثيف. حينذاؾ ثارت الطبيعة على اإلنساف وكفت عن االعتاؼ بو وىي تريد أال تعطيو شبارا. ودل

يعد قادرا على اكتساب قوتو إال بالقلق والعناء. وصارت اغبيوانات زبشاه وأخذت تعتدي عليو كثتا.

حسب صورة “قوى نفسو كلها، ويصتتتوحد ” يف الروح القدس“لكن اإلنساف حت يتقبل نعمة اؼبسيحأي أنو يصت نورا ويشع أيضا النعمة اإلؽبية على الطبيعة غت العاقلة. ويف ىذه اغباؿ تعتؼ ” اهلل ومتأؽبا

اؼبنعزؿ ويف -بو اغبيوانات سيدا ؽبا وزبضع لو وربتمو. وىناؾ أحواؿ ليست قليلة عاش فيها الناسك متوحشة، يقدـ ؽبا الطعاـ وىي زبدمو.رفقتو دببة وحيوانات أخرى

يصت من جديد ملكا على الطبيعة حىت أنو يرتقي إذل ”بالصبلة“وىكذا إذا ما اكتسب النعمة اإلؽبيةمرتبة أعلى من اؼبرتبة اليت كانت آلدـ. ألف آدـ، كما يقوؿ اآلباء كاف لو ما ىو حسب الصورة اإلؽبية

وذلك بالطاعة. فما كاف متأؽبا إمبا كانت عنده “ثاؿ اهلل وكاف من الواجب عليو أف يصت حسب م ”إمكانية التألو



حسب مثاؿ “أما فبارس الرياضة )الروحية( فإنو يكتسب دبساعدة النعمة اإلؽبية، وبقدر اإلمكاف، ما ىوذكر أي)التألو( ولكن بدوف أف يدخل يف اعبوىر اإلؽبي. وىو وبوز على أفعاؿ اهلل غت اؼبخلوقة. أ” اهلل

لك على سبيل اؼبثاؿ حادثا يتجلى فيو اعتاؼ اغبيوانات ؾبددا بسيادة اإلنساف وخضوعها لو.

كانت العصافت الربية تقف على شباؾ قبليتو ” صبلة يسوع“فيما كاف شيخي الدائم الذكر يصلية. ولكن اغبقيقة وتنقر الزجاج دبناقتىا. حىت ليظن اؼبرء أف ذلك من فعل الشيطاف لكي يثنيو عن الصبل

”.ىي أف العصافت الربية كانت ذبذا صبلة الشيخ

يا لك من شيخ حكيم. فلقد أرشدشل إذل الكماؿ، إذل غاية اغبياة الروحية. وذا يصبح اؼبرء ملكا... -

ابتسم الناسك الشيخ ابتسامة خفيفة ب استأنف اغبديث:

د اعبهاد الكثت الذي حدثتك عنو منذ قليل قد ينتقل إذل شبة أمور أخرى أظبى وأرقى. فإف ااىد بع - حاؿ اإلقبذاب، اإللبطاؼ اإلؽبي، ويدخل أورشليم اعبديدة، أرض اؼبيعاد اعبديدة.

حت شاىد متقدمو الرسل على اعببل ما ال يطاؽ “يف صبلة مساء عيد التجلي نرزل الطروبارية التالية: وا إذل حاؿ االقبذاب اإلؽبي من انبعاث نورؾ وما يتعذر الدنو ”.منو يف الىوتك تغت

واالقبذاب واؼبشاىدة متابطاف. وبقولنا االقبذاب ال نعت عدـ اغبركة وإمبا نقصد بو حضورا إؽبيا وحركة روحية. فليس ىذا سكونا وحاؿ موت إمبا حياة يف اهلل.

، كف عن تبلوهتا بشفتيو. فإف الفم ”بلةالص“يقوؿ اآلباء إنو إذا احتل النور اإلؽبي اإلنساف خبلؿ واللساف يصمتاف، ويكوف القلب أيضا صامتا. حينذاؾ وبظى ااىد دبشاىدة نور ثابور. يشاىد فعل

ؾبد طبيعي هلل وشعاع طبيعي لبلىوت ال “اهلل، الفعل غت اؼبخلوؽ، وىو كما يقوؿ غريغوريوس باالماسإنو األزلية. وىذا نور جبل ثابور الذي رآه التبلميذ، ”. الكماؿبدء لو وصباؿ هلل جوىري، وحسن يفوؽ

صباؿ الدىر اآلب “وىو ملكوت اهلل. إنو األزلية. وىذا النور يف رأي القديس غريغوريوس باالماس ىو وأولئك الذين يصتوف ”. طعاـ السماويت“و” وغاية الكماؿ يف رؤية اهلل“وأقنـو اػبتات اؼبستقبلية ”

شاىدة النور غت اؼبخلوؽ ىم أنبياء العهد اعبديد. فكما أف أنبياء العهد القدصل كانوا مستحقت م



يتخطوف الزمن ويشاىدوف ذبسد اؼبسيح يف ؾبيئو األوؿ، ىكذا يتخطى الزمن أيضا مشاىدو ىذا النور ويروف ؾبد اؼبسيح يف ملكوت السماوات.

ف حديثو قائبل: حينذاؾ وبتل النور اإلؽبي كياف وصمت الشيخ قليبل واستنشق اؽبواء بعمق ب استأناإلنساف كلو، وينت حضور اؼبسيح قبليتو. أما ىو فينعم ذا السكر الصحوي، ويرى اهلل غت اؼبنظور.

ويف رأي باالماس احملامي عن ”. إف اهلل نور. ورؤيتو ىي رؤية نور“يقوؿ ظبعاف البلىوب اعبديد ”لراىب يف تلك الساعة يراقب نورا إؽبيا ويا لو من مشهد مقدس مبهج!...إف ا“البلىجت باإلؽبيات

ما أصبل أف يكوف اؼبرء ؾبتمعا مع اؼبسيح؟ “ويصف مكاريوس خريسوكيفالوس ىذه اؼبشاىدة بقولو: وىل شبة أعظم من اإلشتياؽ إذل ؾبده اإلؽبي؟ فإنو ليس ىناؾ ما ىو أحلى من نوره الذي يستمد منو

ل مصاؼ اؼببلئكة والبشر، فبل يوجد ما ىو أحب من تلك اغبياة اليت كبيا فيها ونتحرؾ ونوجد، النور كوال أعذب من اعبماؿ اغبي الباقي، وال أطرب من البهجة اليت ال ينطق ا، وال يوجد أعظم من التوؽ

”. ال ربدإذل الفرح اؼبقيم الذي ال يزوؿ وإذل اعبماؿ البالغ غاية اعبماؿ، وإذل الغبطة اليت

ىذا يعت أف الفرح والبهجة يكوناف حينئذ ببل حدود. وال هبد اؼبرء كبلما لوصف ىذه األحواؿ.

سأذكر لك كيف يصف القديس ظبعاف البلىوب اعبديد ىذه اغباؿ على وجو التقريب. وأخذ الشيخ أحد الكتب ب فتحو وقرأ ما يلي:

أنا يف وسط قبلييت أرى الكائن خارج العادل قد حضر إشل أجلس على السرير خارج العادل. وفيما “فأتكلم معو. وأجرؤ على القوؿ إشل أحبو وىو أيضا وببت وإشل كل وأتغذى جيدا باؼبشاىدة وحدىا. وأذباوز السماوات باربادي بو. وقد عرفت أف ىذا حق، ووجوده مؤكد. وأين يكوف اعبسد آنئذ؟ لست

يصت رل مرئيا. عرفت أف اؼبنفصل عن كل خليقة يأخذشل يف داخلو وىبفيت أعلم. عرفت أف من ال يرىيف أحضانو. فأكوف حينذاؾ خارج كل العادل وقد وأنا أيضا اؼبائت، اغبقت من العادل أشاىد يف داخلي

”.مبدع العادل وقد عرفت أشل لن أموت إذ نلت يف باطت حياة. واغبياة تفيض يف داخلي

ىذه الفقرة بشوؽ عميق وقد مبت نربات صوتو عن شديد ضباستو. وؼبعت عيناه. وارتسم على قرأ الشيخوجهو فرح بعيد عن الوصف، فهزشل صوتو اؼبتهدج والبهجة الروحية اليت بدت عليو واغرورقت عيناي

بالدمع.



وأضاؼ الشيخ:

الضباب “نيب يف ضباب البلمعرفة، إف اغبضور اإلؽبي ينت حينذاؾ وجو ااىد، ويدخل مثل موسى ال-فيحصل ىكذا على اؼبعرفة اليت ]ال[ تنسى، وعلى العلم اإلؽبي الذي يعجز البياف ” اؼبتؤللئ بالنور الفائق

عن التعبت عنو.

وعاد الشيخ إذل التوقف ىنيهة. وكنت أراقبو وأنا يف حاؿ اقبذاب تقريبا وقد ضاؽ تنفسي وكأشل أصبت بالربو.

اغببلوة، حبلوة النور، يشعر ا اعبسد أيضا وىو يتغت يف ىذه اللحظات.ىذه -

ماذا تعنوف ذا؟ -

إف اعبسد ىو أيضا يتقبل، بصورة ما، النعمة اليت تؤدي فعلها يف العقل وينتظم معها فيتلقى شعورا -” فيو اغبرارة بطريقة غريبةىبف اعبسم وتدب “بالسر الذي ال يعرب عنو، والقائم يف النفس، وحينذاؾ

أي أنو يشعر حبرارة غريبة نتيجة ؼبشاىدتو النور ااإلؽبي ومثلو يف ىذا مثل الشمعة فهي حت تشتعل سبتد اغبرارة إذل جسمها فتنار.

لكن...اظبحوا رل ىنا بسؤاؿ قد يكوف ذبديفا. لكت سأوجهو إليكم..ىل ىذا التغت الذي وبدث - ية أـ ؾبرد خياؿ أو حرارة ونبية؟للجسم ىو حقيقة واقع

ال، يا أبت، إنو حقيقة واقعية. فإف اعبسد يشتؾ يف كل أحواؿ النفس. وليس اعبسد شرا. ولكن -الذىنية اعبسدية تكوف شرا عندىا يستعبد اعبسد للشيطاف. وعدا ىذا فإف مشاىدة النور ىي مشاىدة

ا تغيتا وقوهتما فصارتا جديرتت برؤية النور غت اؼبخلوؽ، ويف بالعينت بعد أف أجرت النعمة اإلؽبية فيهمالكتاب اؼبقدس أمثلة عديدة تدؿ على أف نعمة اهلل سبتد من النفس إذل اعبسد أيضا فيشعر بفعل النعمة

اإلؽبية احمليية.

أتستطيعوف أف تذكروا رل بعضها؟ -

إف قليب وجسدي قد ابتهجا باإللو اغبي) “لك. فمثبل ىناؾ العديد من األبيات يف مزامت داود تؤيد ذ -ما أعذب أقوالك “ 551(. ويف اؼبزمور41)مز” وعليو اتكل قليب فأعنت وأحيي جسدي(. “13مز



وىناؾ حالة النيب موسى. فإنو حت نزؿ من سيناء حامبل ”. يف حلقي، أحلى من الشهد يف فميزؿ موسى من جبل سيناء ولوحا الشهادة يف يده دل يعلم أف وكاف ؼبا ن“الناموس كاف وجهو مضيئا.

جلد وجهو صار يلمع فيما كاف اهلل يتكلم معو. لكن ىاروف وصبيع بت إسرائيل رأوا أف وجهو كاف يلمع .(.3 -49: 32)سفر اػبروج” ويرسل أشعة نور، فخافوا أف يقتبوا إليو

رأوا وجهو كأنو “الظاىرة. فإهنم حت قادرة إذل امع ويف حالة استفانوس رئيس الشمامسة بدت ىذه (. والقديس غريغوريوس باالماس يرى أف الرب يسوع حت كاف يصلي يف 1: 6)أعماؿ ” وجو مبلؾ

”.بستاف اعبشمانية يعلم أف اغبرارة اليت أحس ا اعبسد قد نشأت فقط عن الصبلة الطويلة إذل اهلل

قد أتعبتكم بسؤارل ادؼ، الدنيوي. فنحن ال نستطيع أف نفهم ألننا أطلب عفوكم يا أبت فإشل -وف ويشاىدوف ”...العادل“نعيش يف لكن اظبحوا رل بسؤاؿ آخر. ىل يوجد اليـو رىباف يصلوف فيتغت

النور غت اؼبخلوؽ؟

ابتسم الشيخ وقاؿ:

نور غت اؼبخلوؽ وجود. إف اعببل لو توقف الروح القدس عن العمل يف الكنيسة ؼبا بقي ؼبشاىدي ال -اؼبقدس )آثوس( ىبفي كنوزا عظيمة. فليس الذين وباربونو، بأي طريقة كانت، سوى أخصاـ وأعداء هلل. كاف بعض الناس يف زمن القديس أثناسيوس الكبت ينكروف الىوت السيد اؼبسيح. ويف عهد القديس

يف ألوىية األفعاؿ غت اؼبخلوقة. ونقع اليـو يف غريغوريوس باالماس كاف بعض الناس أيضا يشكوف اػبطيئة عينها تقريبا. فنشك يف حقيقة وجود أشخاص متأؽبت يشاىدوف النور اإلؽبي. يوجد اليـو رىباف مقدسوف ىم آؽبة حبسب النعمة. ويعود الفضل يف بقاء األرض إذل ىؤالء النساؾ اؼبتأؽبت. فإهنم ينتوف

أناخت عليها الظلمة بسبب اػبطيئة.األرض اغبالية اليت

رل سؤاؿ آخر قد بكوف صادرا عن عدـ سبييز. ىل شاىدت النور اإلؽبي أنت أيها الشيخ بالذات؟ -

ليسمح رل قارئ ىذا البحث الصغت أال أصف ىذا اؼبوقف اؼبؤثر وما قيل فيو. وقد أردت إخفاءه وراء ستار من الصمت. ولعلو يعذرشل...



شيخ طويبل عن الكبلـ فساد السكوف. إال أشل عدت بعد قليل إذل إزعاج الناسك يف صمتو. توقف الفقد كاف ذلك ضروريا ألف الوقت ضيق وأنا ؿبتاج إذل اؼبزيد من العلم وقد أردت استغبلؿ ىذا األب

الشيخ الرائي واإلفادة منو بقدر اؼبستطاع، فقلت:

وا رل، لقد قلتم إنو ال يزاؿ حىت اآلف يف اعببل اؼبقدس )آثوس( أسألكم يا أبت من جديد أف تغفر -رىباف يشاىدوف النور غت اؼبخلوؽ. وأعتقد أف الراىب نفسو ال بد أف يشاىده مرات عديدة. فهل

يكوف ؼبعاف ىذا النور ىو عينو كل مرة يشاىد فيها؟

ا يبكننا القوؿ بوجود نور روحي، ونور يراه اؼبرء بعينيو الط - بيعيتت بعد أف وبدث فيهما تغيت ويػعد لرؤيتو.

إف ”..يا رب إف شريعتك سراج لرجلي ونور لسبلي“والنور الروحي ىو الوصايا، ويتلقاه من وبفظها. وليست ؾبرد أوامر خليقة خارجية. والفضائل اليت تكتسب يف ” كبلـ حياة أبدية“وصايا اؼبسيح ىي

اؼبسيح ىي أنوار. واإليباف نور شأنو شأف الرجاء واحملبة. واهلل ىو النور اغبقيقي ؿباولة اؼبرء تطبيق وصاياؽبذا نقوؿ إف احملبة نور أسطع من سائر ”. إف اهلل ؿببة“واسم اهلل ىو احملبة أيضا. ”. نور العادل“و

ية حيث يطهر الفضائل. والتوبة أيضا ىي نور يضيء يف نفس اإلنساف ويقوده إذل جرف اؼبعمودية الثان الشبلؿ الروحي األعت.

وخباصة من ابتغى التطهر من ” اعبهاد اغبسن“إف ىذا النور يتمتع بو صبيع اؼبسيحيت الذين هباىدوف األىواء. وذلك طبعا يكوف بقدر ما يبذؿ كل واحد منهم من جهد يف ىذا السبيل.

فهناؾ االستنارة الساطعة والثانية ال تعطى حيث يكوف التطهر “ويقوؿ القديس غريغوريوس البلىوب وذا اؼبعت ينبغي تفست قوؿ القديس ظبعاف البلىوب اعبديد: ما دل ير اإلنساف ”. بدوف األوذل

بسبب –النور)اإلؽبي( يف اغبياة اغباضرة فلن يراه يف اغبياة األخرى. وقد وبدث أحيانا أف يؤىل البعض بالغة وما يظهروف من شديد ااىدة باإلضافة إذل سبب آخر ىو رضى اهلل ما يتحلوف بو من من نقاوة

لرؤية النور)اإلؽبي( بأعينهم الطبيعية، كما رآه تبلميذ السيد اؼبسيح الثبلثة على جبل –بنوع أخص كل نورا عظيما يشيع الفرح يف“ثابور. وىنا يوجد فارؽ. فإهنم عند رؤيتهم النور للمرة األوذل يشاىدونو

إذا ” نورا عظيما “شيء داخلهم. غت أهنم يف الواقع ال يروف سوى نور خافت. إمبا يعتربونو كما قلت



ما قيس بالظلمات اليت كانوا فيها سابقا. لكن ااىد يرى النور يف اؼبرة الثانية أكثر حيوية ألنو يكوف من اعبوىر اإلؽبي تشتد رؤية ؼبا ىو غت مرئي قد توافق وتبلءـ مع اؼبشاىدة. وىو بقدر ما يزداد اقتابا

”.ذا النور األظبى”الضباب“من الطبيعة اإلؽبية وىو ما يسميو اآلباء

دل افهم الكثت فبا قلتم. -

سأساعد على الفهم بذكر حاؿ النيب موسى مشاىد اهلل كما يعرضها القديس غريغوريوس أسقف - نيصص.

على جبل حوريب ليقود الشعب إذل أرض اؼبيعاد، رأى يف البدء النور إف موسى النيب عندىا دعاه اهلل “يف شكل العليقة اؼبلتهبة. أما يف اؼبرة الثانية، فقد دعاه اهلل ليدخل يف الضباب ويقابلو ىناؾ. فالنور أوال

ب الضباب.

ألنو كاف يعيش قببل ويعلق القديس غريغوريوس على ىذا قائبل إف اإلنساف يرى يف البدء النور)اإلؽبي(يف الظلمات. لكنو كلما زاد اقتابا من اعبوىر اإلؽبي مع مرور الزمن زادت رؤية للغماـ )بطريقة غت

مرئية( وىو ما تتعذر رؤية يف اعبوىر اإلؽبي. سأقرأ لك نص األب القديس غريغوريوس بكاملو:

اهلل فيو؟ وما يرد ذكره اآلف يبدو أنو –وىو يف ىذه اغباؿ –ماذا يعت دخوؿ موسى الغماـ لتى “نقيض للظهور اإلؽبي األوؿ. فإف البلىوت قد ظهر ىناؾ يف نور. أما اآلف ففي غماـ. نعتقد بأف ىذا ينسجم واألمور الواقعة ربت نظرنا يف تدرجها الصاعد. ويعلمنا كبلـ اهلل ذه األمور أف معرفة التقوى

عند من يكونوف فيها. ألف ما يفهم أنو ـبالف للتقوى فهو ظبلـ. واالبتعاد تصت نورا يف اغباؿ األوذل عن الظبلـ يتم بالتمتع بالنور والبقاء فيو. وإذا تقدـ العقل وصار، بواسطة انتباه أعظم وأكمل ومتزايد

ة يف على الدواـ، قادرا على االستيعاب العميق لئلدراؾ حبق، زادت رؤية ؼبا ىو غت قابل للمشاىداعبوىر، وذلك كلما زاد اقتابا منو باؼبشاىدة ألنو يتؾ كل ىو ظاىر، ال كل ما يدركو اإلحساس وحسب، بل ما يظن العقل أنو يراه أيضا. وىو يتجو دوما إذل التعمق يف الباطن إذل ما ىو أبعد، حىت

ى اهلل. ويف ىذا يكوف اػبرب اغبق يصل خبربة الذىن الكبتة إذل ما ال يبكن رؤية وال إدراكو وىناؾ ير اؼبطلوب رؤية ما ىو ىذا، يف عدـ الرؤية ألف اؼبطلوب يفوؽ كل خرب، وكأنو ضباب ؿباط بعدـ اإلدراؾ

”.من كل جانب



وأضاؼ قائبل:

ىذا ما وبدث عادة. اإلنساف يتقدـ من مشاىدة نور ضئيل خافت إذل مشاىدة نور)كبت( أسطع، -ذي النور الذي يفوؽ النور، كما يصفو القديس غريغوريوس. ولكي نفهم ىذه إذل أف يصل الضباب

اعبملة ذكرت فهما أرثوذكسيا يلزمنا معرفة التعليم اآلبائي عن رؤية الضباب ذي النور الفائق األظبى من يكوف إف اهلل يف نظر اآلباء القديست يظهر دائما كنور وال يظهر البتة كضباب. غت أنو حت”. النور

عقل الناسك ااىد الرائي يف حاؿ مشاىدة يرغب يف الدخوؿ إذل اعبوىر اإلؽبي أيضا فيقابل ما يتعذر التغلغل فيو أي الغماـ اإلؽبي ذا النور األظبى من النور. فالغماـ بناء على ما تقدـ ليس ظهور اهلل

أي أف الغماـ ”. ر ال يدسل منوألف اهلل نو “كغماـ. ولكن ىناؾ عجز اإلنساف عن رؤية جوىر اهلل ودل يقل أنا ” أنا نور العادل“اإلؽبي ىو نور وكنو نور ال يراه اإلنساف وال يدنو منو. إف اهلل نور. لقد قاؿ

إف الضباب اإلؽبي ىو النور الذي ال يدسل “ضباب العادل. وكما يقوؿ القديس ديونيسيوس األريوباغي ىو يظل غت منظور بسبب سطوعو الفائق. وال يدسل منو أيضا بسبب منو ويقاؿ إف اهلل يسكن فيو. و

انبعاث نوره اؼبفرط الفائق اعبوىر. وكل من يصت مستأىبل ألف يعرؼ اهلل ويراه يصل فيو إذل حاؿ ال ”!يرى فيها وال يعرؼ...

عن الدخوؿ إذل الضباب ذا اؼبعت إذا نقوؿ إف الضباب ىو ما بعد النور لكن اآلباء كثتا ما يتحدثوفاإلؽبي وإذل رؤية إؽبية للضباب ذي النور األظبى. نذكر على سبيل اؼبثاؿ ما قالو القديس غريغوريوس

إننا كثتا ما عرفنا أنو كاف يصل إذل داخل “أسقف نيصص عن أخيو القديس باسيليوس الكبت قائبل: ، الدخوؿ إذل اعبوىر اإلؽبي، وإمبا يريدوف بو أف لكن اآلباء ال يقصدوف ذا”. الضباب، حيث كاف اهلل

فإف التعليم األرثوذكسي يقوؿ إف البشر ”. نور اؼبعرفة الطبيعية“ينبهوا إذل تفوؽ النور غت اؼبخلوؽ إزاء ملك اؼبلوؾ ورب “..يشاركوف يف التمتع بأفعاؿ اهلل غت اؼبخلوقة وليس جبوىره اإلؽبي. قاؿ الرسوؿ بولس

ب، الذي وحده لو عدـ اؼبوت ساكنا يف نور ال يدسل منو. الذي دل يره أحد من الناس وال يقدر أف األربا (.51: 6)تيمو” يراه...

لبلص إذل القوؿ يا أبت إف الضباب ذا النور األظبى ىو يف نظر اآلباء نور اعبوىر اإلؽبي الذي ال يدسل األظبى للضباب ال يريدوف التعبتعن قيمة الضباب إزاء منو. وعندىا يتحدثوف أيضا عن قيمة رؤية النور

مشاىدة النور غت اؼبخلوؽ بل قيمتو إزاء نور اؼبعرفة الطبيعية وىي اؼبعرفة العقلية.



رل سؤاؿ يا أبت، ىل يتابع اإلنساف صبلتو مىت شاىد النور؟ -

نساف يشاىد اؼبسيح، ال. يبكننا أف نسمي الصبلة حينذاؾ صبلة متحولة على مشاىدة. فإف اإل -وحضوره اإلؽبي يبهجو. وعندىا تستمر الصبلة ولكن بدوف كبلـ. يقوؿ القديس إسحق: إذا كانت الصبلة ىي البذار، فإف االقبذاب حصادىا. وكما يذىل اغبصادوف إذا رأوا البذرة الصغتة قد أتت جبت

فإنو وليد الصبلة. والعقل ”. الصبلة“كثت، يذىل النساؾ من أصحاب الرؤية اإلؽبية حت يروف حصاد على حد قوؿ القديس إسحق أيضا، ال يصلي آنذاؾ أي صبلة وإمبا يصل إذل حاؿ اقبذاب يف األمور

احملجوب وخرس الروح. ”.السكوف السري“غت اؼبدركة. وىذه ىي جهل أظبى من اؼبعرفة وىي أيضا ية الكربى اليت تعطى إباف الصبلة وسبنح للقديست. يسمى اآلباء القديسوف ىذه اغباؿ صبلة ألهنا العط

لكن اإلنساف هبهل اظبها اغبقيقي ألنو يكف حينذاؾ عن الصبلة ويرتفع فوؽ األقواؿ واؼبعاشل. ؽبذا يسمي كثت من اآلباء ىذه اغباؿ أسباتا إؽبيا أو أسبات العقل. دبعت أنو كما كاف العربانيوف قد أمروا أف

يـو السبت، ىكذا ىي ىذه اغباؿ الروحية. فهي سبت نفس إذ هتدأ وتستيح من كل يستوبوا األعماؿ.

إف سبت السبوت ىو ىدوء روحي للنفس العاقلة، يستد العقل من كل “يقوؿ القديس مكسيموس: علو شيء، حىت من األقواؿ األكثر إؽبية أيضا ويوجهو بكاملو كبو اهلل وحده يف حاؿ اقبذاب عشقي، وهب

واؼبرء يف ىذه اللحظة ال يفعل شيئا ” ثابتا يف اهلل وغت متزعزع، وذلك بواسطة العلم اإلؽبي السري..!غت البكاء إنو يذرؼ الدمع ىتونا ال بسبب شعوره باػبطيئة اليت كانت تدفعو على البكاء ندما يف البدء

الدموع، دموعا مبهجة، تفعم النفس وإمبا بسبب مشاىدتو فعل اهلل، غت اؼبخلوؽ. إنو يذرؼ اآلففرحا، دموعا إؽبية، مسرة. إهنا دموع من غت أدل ودموع مرضية للنفس، تندي القلب وتعزيو. أجل إهنا دموع سبؤل العينت وزبدش الوجو وتكوف أهنارا وقنوات ويكوف اؼبرء حينذاؾ يف حاؿ البطاؼ. وىو ال

خارج اعبسد وتفعم النفس واعبسد بفرح يعجز اللساف عن يعلم ىل ىذا اإللبطاؼ يف اعبسد أـ وصفو.

ويشرح القديس غريغوريوس باالماس فقرة من كبلـ القديس غريغوريوس األريوباغي فيقوؿ إف عاشق العيش مع اهلل حت يفك النفس من كل رباط، ويعقد العقل بالصبلة اؼبتواصلة، يرتفع صاعدا إذل

“.... بو، ويرقى بالسكينة والصمت عن الكبلـ فوؽ األشياء اؼبخلوقة كلها. السماوات صعودا ال ينطق



، إذل صعود ”الصبلة“يربط العقل بالصبلة إذل اهلل، صبلة غت منقطعة، ومىت وصل بكل ذاتو، بواسطة إذل السماوات، هبد ما يبكن أف يسمى بالضباب أي ضباب السكوف السري –ال ينطق بو –جديد

تقي فوؽ كل اؼبخلوقات مركزا عليو انتباه العقل على وجو التدقيق، بلذة ال ينطق ا، ويف فاء اػبفي، فت ”.كلي، غاية يف البساطة واغببلوة، وسكوف وصمت عن الكبلـ

حينذاؾ تصبح األمور األرضية كلها كالرماد والزبر، وكأهنا نفايات. فبل يعود اؼبرءيشعر باضطراب اؽبوى، ذاهتا، ذلك ألف ؿببة اهلل أحلى من اغبياة ومعرفة اهلل أعذب من أي معرفة أخرى. بل ينسى حياتو

فيا لو من مهد صبيل مقدس.

يا ؽبا من سرمدية إؽبية!

يا لو من صفاء عذب!

ويا ؽبا من ؿببة إؽبية!

. أيها الشيخ: أرجو منك أف تكف عن الكبلـ... فلقد أصابت دوار شديد، وإشل ألشعر باإلجهاد - وما عدت أستطيع تتبع صعودؾ..إشل ال أحتمل....

اقتب مت الشيخ، وأمسك بيدي، وقاؿ رل بصوت ملؤه اغبناف غت أفهمك...ولكنك أنت طلبت أف أمضي متقدما يف الكبلـ...وىاأنذا قد تكلمت.!.إشل أفهم صرختك، طاؼبا أننا كبن أيضا بعد مشاىدة

نهارين سباما...حت تأب النعمة تبدو كأهنا ربمل سوطا ذبلد بو جسدنا النور نكوف يف غاية اإلعياء، م الفاشل. وإهنا لثقل ال يتحملو جسدنا الضعيف. ؽبذا يركع ب يعود تدرهبا إذل حالو الطبيعية.

ؾ أعتؼ بأشل كثتا ما كنت أشعر بعد خدمة القداس اإلؽبي باالهنيار وباغباجة اؼباسة إذل الراحة، وحينذافقط يبدأ اعبسم يف استداد قواه تدرهبا وىو أشبو بعشب تدوسو بقدمك فينحت، ب ال يلبث أف يعود فتتفع شيئا فشيئا إذل حالو السابقة ولو كنا رأينا النعمة اإلؽبية بكاملها ؼبتنا! إال أف ؿببة اهلل تدبر األمور

كلها!.

أرجاء اؼبنطقة، فبل يقطعو سوى صوت أحد اؼبريدين سكتنا وتوقفنا عن الكبلـ.. وكاف الصمت يلف بت وقت وآخر وىو يردد بشفتيو صبلة يسوع، يف حديقة ىذا الكوخ فيما كاف يكنس األرض. وكنت



أتنفس بعمق. وكاف قليب ريع النبض حىت ليكاد أف ينفجر...واستولت علي ضبى، فقد اقتبت من قدس قداس اليت ال يقتب منها غت اؼبكرست )اؼبطلعت على السر(.أقداس الثيولوجيا السرية..من األ

وىناؾ من بعيد، يف البحر، كاف قرص الشمس قد غاص يف اؼباء فبدا البحر من الكوخ موشى بالذىب. ورأيت من شباؾ القبلية الكبت قطيعا من الدلفت يلهو قافزا فوؽ سطح اؼباء اؼبذىب وغائصا فيو

لفت يف البحر بالقرب من جبل آثوس أمر عادي(. قلت يف نفسي إف ىؤالء الرىباف عشاؽ )وظهور الدالسماء أشبو بالدلفت، فإهنم يعيشوف غائصت يف ماء النعمة، وال ىبرجوف منها ال قليبل، لكي يشعرونا

اهلل.” مشاىدة“بوجودىا وحسب، ب يعودوف إذل الغوص من جديد إذل

ؼبستنت باهلل يعيش داخل نور ثابور غت اؼبخلوؽ، لذلك يغبط عشاؽ اهلل قائبل كاف القديس ظبعاف اطوىب للذين اتشحوا اآلف بنوره، ألهنم قد تسربلوا ثوب العرس، الذين لن يػقيدوا بأيديهم أو بأرجلهم “

ولن يطرحوا يف النار األبدية...

و ببل انطفاء، فإهنم عند اػبروج من اغبياة طوىب للذين أضاءوا من اآلف النور يف قلبهم وحافظوا علي“ سيستقبلوف العريس فرحت، ويدخلوف معو على العرس حاملت اؼبصابيح...

طوىب للذين دنوا من النور اإلؽبي ووعبوا إذل داخلو فصاروا بكاملهم نورا وتبلضبوا بو ألهنم خلعوا الثوب “، ”الصبلة“طوىب لذلك الراىب الذي يبثل أماـ اهلل يف .. “البارل كليا ولن يذرفوا فيما بعد دموعا مرة .

فتى اهلل ويراه اهلل ويشعر بأنو قد أمسى خارج العادل، وأنو كائن يف اهلل وحده، وال يستطيع أف يعلم ىل حدث ىذا باعبسد أـ خارج اعبسد، ألنو سيسمع كلمات ال ينطق ا وليس يف قدرة إنساف أف

دل تره عت، وال ظبعت بو أذف، وال خطر على قلب إنساشل غبمي... يتحدث عنها، وستى ما

طوىب ؼبن شاىد نور العادل متخذا شكبل يف ذاتو.ألنو سيعترب أما للمسيح دبا أنو يكوف حائزا على “ ”.اؼبسيح كجنت. وقد أعلن الرب نفسو ىذا وىو ال يكذب

ىب كاف يعيش واقع اغبياة السماوية بداء من ىذه لقد كنت حقا إذل جانب جبل ملتهب، إذل جانب رااغبياة األرضية. ويف اػبارج ساد سكوف يف الطبيعة، أما نفسي فقد غمرىا اؽبدوء. إف اهلل... الفردوس...

خارج الزمن أيضا. وىو قريب منا جدا. إنو داخلنا، يقطع الزمن والتاريخ.



بعض الوقت خارجا... قاؿ.... لنتوقف عن اغبديث... ىلم بنا نقض

علم، جامعة بكاملها. وإشل ” الصبلة“ قلت: ال... ال... إشل أريد أف أتعلم أمورا أخرى. فقد قلتم إف ألرغب رغبة ملحة أف ذبعلوشل يف ىذا اؼبساء عاؼبا!!.

))الصالة(( ومجابهتها أخطاء أثناء -7ما دل هباىد ىو شخصيا فيبدأ ىذا العمل ” ةصبل“إنك تطلب الكثت. ال يبكن أف يصت اؼبرء عادل -

العقلي بنفسو. ومهما قاؿ اآلخروف لو إال ؾبرد مدخل يفتح لو الشهية الروحية. وقد يكوف من الواجب، ،أف أربدث قليبل أيضا عن األخطار واألخطاء اليت قد تنشأ إباف الست ”الصبلة“تكملة ألفكاري عن

فيها.

نا سابقا عن الرىباف إهنم يتحاشوف نزوؿ العقل مباشرة إذل القلب قلت: ىذه حق. فقد تكلم ويستعملوف وسائل متنوعة للحيلولة دوف ذلك ذبنبا لنشوء أخطار، فما ىذه األخطار وىذه األخطاء؟

يبدأ اػبطأ من فكرة وجوب حصولو على النعمة اإلؽبية يف فتة زمنية قصتة. يبارس كثتوف عمل -النور يف وقت قريب. ودبا أف ىذا ال يبكن أف ” مشاىدة“س، ويريدوف أف يدخلوا يف اؼبقد ” الصبلة“

يتم فورا عند اعبميع، يقلقوف ويشعروف باػبيبة.

من البلـز أف يتخذ ااىد قراره، أف هباىد طواؿ سنت كثتة. فإف اهلل ال هبرب إراداتنا، ذلك ألننا أيضا أال نعتدي على حرية اهلل ألنو شخص أي لندعو يأب أشخاص وبالتارل أحرار كما هبب علينا كبن

إلينا مىت شاء وارتضى.

وتوقف الشيخ قليبل ب استأنف الكبلـ قائبل:

نرتكب خطأ آخر إذا أعطينا أنبية كربى للطرؽ النفسية الفنية. فما ىذه الطرؽ )من شهيق أو زفت أو -كن من ضبط الذىن وزبليصو من عناصر غريبة. أريد أف نبض قلب اخل( سوى وسائل مساعدة لكي نتم

أقوؿ إنو ليست ؽبذه الطرؽ قوة سحرية. غت أهنا مفيدة لكي نتحاشى ا تشتت الذىن. ومىت انضبط العقل وعاد بسهولة إذل ذاتو وجب التخلي عن كل الوسائل اؼبساعدة.

وىل ىناؾ أخطاء أخرى؟ -



القفز يف مستة الصبلة لقد ذكرنا قليل أف ىناؾ مراحل تطور بالتأكيد. ىناؾ أخطاء حت نقـو ب -بالشفتت. ثانيتها أف كبفظ ذكر يسوع يف ” الصبلة“ـبتلفة ػبصناىا يف طبس مراحل.أوالىا أف نتلو

العقل وبعدىا ينزؿ وحده إذل القلب. لكن البعض يبدأوف فورا من اؼبرحلة الثانية وال وبصلوف على أشياء خروف ينتقلوف من اؼبرحلة األوذل إذل اؼبرحلة الثالثة ووباولوف ذلك على األكثر بالتنفس، وىذا كثتة. وآ

على وجع يف القلب ألسباب طبيعية فيكوف سببا إليقاؼ -كما قلت سابقا -خطر ألنو قد يؤدي ا العمل ومن اؼبؤكد أف ىذا ال يكوف مرضا غت أنو على كل حاؿ قد يؤدي إذل إيقاؼ ىذ”. الصبلة“

اؼبقدس. وأضاؼ. قد تنشأ أيضا بعض اؼبشكبلت حوؿ الدموع.

ماذا تعنوف ذا؟ -

قلنا سابقا إف العينت تبلبلف بالدمع، ب ينهمر ىتونا فيما يبقى الدعاء يف العقل. لكن ىذا ال يكوف -. فبل لزـو للشعور باػبيبة يف ضروريا بصورة دائمة. فإف الصبلة يبكن اف تست ستا حسنا بدوف الدموع

حاؿ عدـ وجود الدموع. وستذرؼ تلقائيا إف ظبح اهلل بذلك. وحىت إذا غرقنا يف فيض من الدموع فينبغي أال نعتىا التفاتا. وال لزـو لشرح ىذه األحواؿ آلخرين، واػبربة النسكية تقوؿ إننا حت نذكر ىذه

يف العودة.األحواؿ لآلخرين تتوقف فورا ب تتأخر

يكفي أف أنبو إذل أننا إذا عرفنا مراحل الصبلة العقلية وجب علينا رباشي التفكت يف أية مرحلة كبن موجودوف. وعلينا أف نكمل اؼبستة بتواضع. وعدا ىذا فإف الكربياء يف الصبلة ضباقة وأظنت قد قلت

شبو مستعطيا يطلب قطعة من اػبز ب ىذا من قبل. أجل إهنا غبماقة. واإلنساف يف مثل ىذه اغباؿ ي تكرب ألنو حصل عليها. وما ىذا إال ضباقة وسقوط.

أرى االتضاع يلعب ىنا أيضا دورا ىاما. -

ىنا ويف كل مكاف. فإف القديس باسيليوس يقوؿ إف التواضع خزانة صبيع الفضائل. فهو ىبفي -ة الروحية إصباال ينبغي رباشي الكربياء باجتهاد، وخباصة الفضائل كلها داخلو وأختا ىو أيضا. ويف اغبيا إذا ازبذت مظهر حب ؾبد فارغ.وال ريب أنكم

، أو تعلموف أف حب اد الفارغ يبكن أف يظهر يف كل فضيلة سواء يف الكبلـ، أو الصمت ، أو الصـوف حب اد الفارغ أشبو أيضا ويف اؽبدوء وطوؿ األناة ويقوؿ اآلباء” الصبلة“السهر هلل وحىت يف



باػبائن الذي يفتح أبواب اؼبدينة خفية ليدخلها العدو. حينذاؾ يقتحمها ووبتلها مهما كانت حسناهتا ومهما بلغت قوة دفاعها من دقة التنظيم والشدة واؼبنعة. ووبدث ىذا عينو يف اغبياة الروحية ألف حب

ن الفضائل ومهما بلغت قدرتنا من الشدة. وينصح اآلباء اد الفارغ يسلمنا للشرير مهما كاف لنا م القديسوف بأف ال يتوذل اؼبرء عمبل يؤدي بو إذل حب اد الفارغ.

إشل دل أفهم ىذا جيدا. فهل تتكرموف علي دبزيد من الشرح؟-

كد بأف لنعد على موضوع الصبلة... ينبغي على اؼبؤمن أف ال يفرط يف عمل الصبلة، ألف إفراطو يؤ -الشيطاف هبذبو. وحينذاؾ يكوف كل ما يفعلو فوؽ طاقتو من فعل الشيطاف وقدرتو، فيما هبره الشيطاف ب يتكو ويدفعو يف الوقت عينو من اػبلف فيسقط إذل عمق بعيد األغوار ويدمر بكل ما يف ىذه الكلمة

من معت.

وكيف يبكن ذبنب ىذا السقوط الرىيب؟ -

نبا طريق اػببلص. هبب أف تربط الصبلة باغبزف برباط وثيق ألف الشيطاف إذا رأى اغبزف والطاعة - شخصا يسلك حبزف أخلى اؼبكاف وىرب، ذلك ألنو ىباؼ من االتضاع الذي ينشأ عن اغبزف.

ؽبذا فإف اغبزف ىو أعظم سبلح وبملو اؼبرء يف الصبلة لكي ال “يقوؿ القديس غريغوريوس السينائي: ”. لتكرب بسبب فرح الصبلة ولكنو إذا اختار لنفسو الفرح اؼبقروف باغبزف، حفظها بدوف ضرريسقط يف ا

فمن الضروري مبلزمة اغبزف والشعور حباؿ اػبطيئة للصبلة اػبالصة يف مستهتا. وعلى ااىد أف يركز يمة والرجاء عقلو يف التفكت باعبحيم بدوف يأس. ومن جهة أخرى فإف الشعور باػبطيئة وبعدـ الق

بيسوع احملب البشر ميزة تتميز ا األرثوذكسية وىي ميزة أساسية أيضا لكل الطروباريات ) أناشيد النصر اليت ترمبها كنيستنا األرثوذكسية(.

وهبدر اإلشارة إذل أف اغبزف الشديد يتميز بو القليلوف. فليس كل الناس قادرين على العيش ذا اغبزف صمدوا فيو وبتاجوف إذل قدرة عظيمة وتذوؽ سابق للنعمة اإلؽبية لكي ال يتزعزعوا. إال العميق، ولكي ي

أننا ينبغي أف نعيش صبيعا ىذا اغبزف اؼبغبوط، كل منا يقدر استطاعتو. كما أف الطاعة للشيخ ىي أيضا يخ وإرشاد بربكة الش -ال يستثت منها أي عمل مهما كاف بسيطا -الزمة، لكي ذبري كل أعمالنا

اغبكيم. وكذلك ما يتعلق دبشاىدة النور غت اؼبخلوؽ.



سألتو وأنا مندىش فبا قاؿ: ما عبلقة الطاعة للشيخ برؤية النور غت اؼبخلوؽ؟

فقاؿ: إذا مشى اؼبرء وحده بدوف التزود بالربكة البلزمة يدفعو الشيطاف، كما ذكرنا آنفا، فيما تعتلج يف رؤية النور غت اؼبخلوؽ. فيؤمن أف ىذا كماؿ يريد الوصوؿ إليو بسرعة...داخلو رغبة، ال هتدأ، يف

قلت: أوليس ىذا حسنا؟

فقاؿ: ال. ليس ىذا حسنا. فإف القديس ذياذوخوس ينصح الناسك بأف ال يقضي حياتو النسكية راجيا ”!لكي ال هبد الشيطاف النفس مستعدة لبلختطاؼ من ىناؾ“رؤية النور غت اؼبخلوؽ

مقرونا حببو هلل والطاعة ؼبشيئتو اإلؽبية اؼبقدسة. وقد يظهر لو الشيطاف ” الصبلة“إف اؼبرء ينطلق يف عمل بصورة مبلئكة صاغبت وبتمونو ألف الشيطاف يبكنو أف يتشكل يف صورة مبلؾ نور، كما يقوؿ الكتاب

ؿ طاؼبا أنو وبيا مع اؼببلئكة وال يدري اؼبقدس، فيظن اؼبصلي اؼبسكت أنو وصل إذل عارل درجات الكما أنو يف الواقع يتحادث مع األبالسة!

ويتعرض الناسك ااىد لتجربة أخرى حت يوسوس لو األبالسة أثناء الصبلة واجس تدفعو إذل الظن بأنو ستى النور غت اؼبخلوؽ بعد قليل. إف ىذه اغباؿ الدقيقة اػبطرة لتتطلب منو اغبذر الشديد واالنتباه. وعليو أف يكف عن الصبلة فورا ليؤنب نفسو تأنيبا عنيفا قائبل: أتريد أيها التاعس القذر أف

ترى النور غت اؼبخلوؽ..؟

ىذا ما هبب أف يعلمو يا أبت ألنو ليس ىناؾ أخطر من فكرة ذبعلو يظن أنو جدير برؤية النور غت الويل رل، ماأشقاشل! فقد جاء األبالسة القتلة لكي “أيضا: اؼبخلوؽ. ويبكنو يف ىذه اغباؿ أف يقوؿ

وحينذاؾ ىبتفي الشيطاف العدو فورا. وكثتا ما وبدث أف الشيطاف يأب ”. يقضوا على نفسي ويزيلوىابنور إذل قلية الراىب لكي يشبع ما يف نفسو من حب للمجد ويزيد من سيطرتو عليو وأسره لو. إال اف

س النور غت اؼبخلوؽ، وإمبا ىو نور شيطاشل ـبلوؽ من صنع إبليس.ىذا النور لي

وكيف يبكن سبييزه عن النور غت اؼبخلوؽ؟ -

ىناؾ طرؽ كثتة تساعد الناسك على التمييز بت النورين. سأذكر لك يف ما يلي بعض األحكاـ - اؼبميزة.



، فإف طرؽ الطاعة الكاملة اػبالصة ىي إذا كاف قد وصل بالطاعة إذل مشاىدة النور غت اؼبخلوؽ -أوال اليت تؤمن وتضمن اؼبشاىدة الصحيحة. والناسك ااىد ملـز بأف يعرض كل اؼبوضوعات اليت ؽبا عبلقة باؼبشاىدة على شيخو البصت، اؼبتحرر من اؽبوى، وأف يسألو عنها. فلو جالت يف فكرة عدـ سؤاؿ

ي أبدا إذل تقييد الناسك ااىد يف دياجت الظبلـ وجعلو مرشده الشيخ لكاف مصدرىا الشيطاف، الساع غارقا يف الضبلؿ ورازحا يف العبودية.

وينطبق ىذا القوؿ على ما وبدث ”. من شبارىم تعرفوهنم“ربدث الرب عن األنبياء الكذبة، فقاؿ -ثانيا ر كل منهما. فالنور غت اؼبخلوؽ ىنا. فإف التمييز بت النور غت اؼبخلوؽ والنور اؼبخلوؽ يظهر يف شبا

يبعث يف النفس ىدوءا وصفاء واتضاعا ومعرفة اختيارية حباؿ الشقاء. يـو استحق إبراىيم أف يكلم أظبى ظبعتك “( وقاؿ أيوب 41: 51)تك” إشل قد شرعت أكلم ريب وأنا أرض ورماد“ذاتو أرضا ورمادا.

ك عيت فشكوت من شقائي وذبت وأشعر أشل يف الواقع أرض من قبل ظبع األذف، أما اآلف فقد رأتويل رل إشل “(. والنيب إشعياء رأى ؾبد اهلل فهتف قائبل: 6: 24)سفر أيوب يف السبعينية ” ورماد

ىلكت، إشل إنساف قبس الشفتت، وأنا ساكن بت شعب قبس الشفتت، ألف عيت قد رأتا اؼبلك رب أما مشاىدة النور الشيطاشل فتنشأ عنها الكربياء وحب اد الفارغ وفكرة (. 1: 6)إشعياء” اعبنود

اكتساب الكماؿ.

إعلم إذا أف مفاعيل النعمة واضحة، وال يقدر الشيطاف أف “يقوؿ القديس غريغوريوس السينائي: ىواء وىذه كلها يبنحها. فهو ال يهب وداعة وال تساؿبا وال اتضاعا وال بغضا للعادل، وال وبرؽ لذات وأوال يعرؼ اؼبرء ” مفاعيل النعمة. أما فعل الشيطاف فهو ىوس حبب اد الفارغ وكربياء، وجنب، وكل شر

أفعاؿ الشيطاف من التكرب وحسب بل من االضطراب أيضا. إف فعل الروح القدس يقدـ للنفس واعبسد سبلما وذبردا من اػبوؼ واالضطراب .

رأيو يف ىذا اؼبوضوع فيقوؿ إف التشويش والفوضى مركبة الشيطاف ألنو ينقل ما والقديس إسحق يبدي يف طبعو إذل اآلخرين. والروح القدس ىو بطبعو روح سبلـ وؽبذا يعطي السبلـ. يف حت أف الشيطاف ىو

بالطبع روح اضطراب واػبوؼ.

ولو يف البدء. يف حت أف رؤية النور غت إف النفس ال تتقبل النور الشيطاشل فورا بل تتدد يف قب -ثالثا اؼبخلوؽ تنشئ يف النفس منذ البدء تقريبا يقينا وقبوال.



يقوؿ القديس غريغوريوس السينائي: يذكر اآلباء أف كل ما يأب إذل النفس سواء كاف حسيا أو عقليا، ”.ل العدوفيتدد القلب إزاءه وال يقبلو، يكوف غت صادر عن اهلل بل مرسل من قب

وقد يأب النور غت اؼبخلوؽ يف غبظة ال تنتظرىا ولكنك ال ترتاب يف صحتو.

شبة فارؽ يف اللوف أيضا. فقد شاىد التبلميذ يف جبل ثابور أثناء ذبلي السيد اؼبسيح أف وجهو -رابعا ى العكس، ( أما لوف النور الشيطاشل فهو، عل4: 51أضاء كالشمس وصارت ثيابو بيضاء كالنور)مىت

أضبر حبسب شهادة آباء كثتين ربققوا من ىذا الفارؽ.

ىناؾ االختبلؼ يف الشكل أيضا. قاؿ القديس ظبعاف البلىوب اعبديد إف مشاىدي النور غت -خامسا ولو كاف لو شكل لكاف قريب الشبو ”. ال يروف شكبل أو نوعا أو رظبا بل نورا ال شكل لو“اؼبخلوؽ

فإف اهلل يظهر كشمس أو كقرص مشس، كرويا ، بارزا، مشعشعا بالنور،كشعلة ال بقرص الشمس. شكل ؽبا وال نوع. على عكس ما وبدث يف مشاىدة النور الشيطاشل اؼبخلوؽ. وقد ذكر القديس غريغوريوس ىذه اغباؿ فقاؿ إف أكينذينوس ذىب ذات يـو إذل اعببل )آثوس( وأقاـ فيو بضعة أياـ

وؼبا انفتح النور بكثافة من اعبانب األسفل بدا لو من “يما كاف وباوؿ أف يصلي رأى نور وأخربه أنو فأي رأى داخل الثغرة وجو إنساف. وإذا دل يكن النور بدوف شكل حذره القديس ” الداخل وجو بشري

أما أنا أبديت لو رأيي بأف ىذا ضبلؿ مشت وىزء وؽبو “باالماس منو ألنو نور شيطاشل فقاؿ: ”.شيطاشل... ال بل إنو على األكثر فخ خبيث...

وأضاؼ الناسك الواسع اػبربة قائبل: إف اآلباء يعلموف أنو ينبغي أال نقبل كل ما هبري خبلؿ الصبلة... وعلينا أف نسأؿ شيخنا يف كل ىذه األمور. ” إحرص على االحتفاظ باغبسن بعد االمتحاف الكثت...“

تمييز بت الضبلؿ واغبق ال تتاح لنا إال بعد جهاد طويل األمد وعلى قدر النعمة فإف القدرة على الاإلؽبية اليت كبصل عليها. وإنك تكاد أال تفرؽ بت النبيذ واػبل من حيث اؼبظهر، لكنهما ـبتلفاف يف

اؼبذاؽ. ىكذا يكتسب ااىد مع مرور الزمن إمكانية الشعور بالفارؽ..

ف. وكاف رأسو منحنيا كبو األرض. أما أنا فقد كنت أصغي إليو مندىشا. وسبنيت أال كاف يتكلم ببل توق أقطع ىذه األفكار اآلبائية األرثوذكسية. وقد انتشر صفاء وىدوء فيما كاف يتحدث ويف ىذا دليل على

أف تعليمو كاف أرثوذكسيا بكاملو.



لقديس ظبعاف البلىوب اعبديد حيث يظهر اهلل فيها كل ما قلتو لك يتجلى وضوح يف ؿبادثة عرفها ا - كنور ينشئ عذوبة. ويسأؿ اؼبريد شيخو البصت، عارؼ اهلل، عنها فيؤكد لو أف ما رآه ىو اهلل.

سأقرأ لك النص لتى كيف يعرضو ىذا األب الرائي القديس... وأخذ الكتاب وقرأ:

يرى نورا فيعجب فبا رأى، لكنو ال يعرؼ -ذاتوحت يكشف -اهلل نور ومنظره نور، عندما يراه أحد “ فورا من الظاىر وال هبرؤ على سؤالو، إذ كيف يسألو من ال يقدر أي كاف على رفع عينيو لتاه؟ وىو ينظر فقط لع وخوؼ شديدين كأمبا يصوب نظره كبو رجليو عارفا أف الذي ظهر أماـ وجهو ىو شيء

لقد “لو ىذه األمور من قبل دبا أنو عارؼ هلل، يذىب إليو ويقوؿ لو: بكاملو. فإف كاف أحد قد شرح نورا حلوا، حلوا. إف ذىت لعاجز عن اإلفصاح عن -أيها األب -نورا -رأيت فيجيبو: ماذا يا بت؟

شيء.

ة وفيما يقوؿ ىذا يرقص قلبو يف اغباؿ وينتفض ويتوقد شوقا إذل اؼبرئي ب يستأنف الكبلـ بدموع حار غزيرة قائبل: لقد ظهر رل أيها األب ذلك النور فارتفع يف اغباؿ بيت قبلييت ووذل العادل على ما أظن، ىاربا من وجهو وبقيت أنا وحدي موجودا مع النور وحده ودل أعلم أيها األب ىل اعبسد موجودا ىناؾ،

رتدي جسدا وبيط يب. ولقد نعمت يف ذلك الوقت، وأجهل إف كنت قد صرت أنا خارجو. ودل أدر أشل أوما زلت أنعم بالفرح الذي ال يعرب عنو وتدفعت ؿببة وشوؽ شديد إذل ذرؼ الدموع أهنارا وىو ما تراه

اآلف أيضا.

”.إنو . يا ولدي“فرد عليو قائبل:

ىل “جع ويسألو قائبل: ومع الكبلـ يراه من جديد ويتطهر شيئا فشيئا تطهرا تاما. وفيما ىز يتطهر يتشأنا اهلل صار إنسانا من أجلك وقد جعلتك كما ترى. وسأجعلك “أنت إؽبي؟. فيجيبو قائبل: نعم

”.إؽبا

…”.وبعد أف يقضي زمنا حزينا باكيا وراكعا أمامو متذلبل يبدأ يف معرفة اهلل قليبل

-نو وجد مرشدا حكيما واسع اػبربةوقد غرت منو أل -يف تلك الساعة ظهر أمامي الراىب اؼببتدئ وسأؿ شيخو قائبل:



طلبتم مت أف أسقي اعبرة الصغتة األخرى؟ -

فكر الشيخ ىنيهة ب التفت إليو وقاؿ: أجل اسقها ب قاؿ رل: ىذه ىي الطاعة اليت حدثتك عنها منذ يتؾ ؼبخيلتو أف تقدـ لو قليل. فمن يظهرىا بسؤالو مرشده عن كل أمر، يتقدـ روحيا، فهو أوال، ال

حلوال. وقد أحسن ىذا الراىب صنعا، ألنو ذه الطريقة يطهر ذىنو من اؽبواجس الثقيلة منها والبسيطة، دبزيد من االنتباه. ثانيا: يتعلم أف يسأؿ. ويف سؤالو أباه الروحي خبلص. فإف ” للصبلة“وينقطع

ة الطاعة.التواضع يكوف حيث تكوف الطاعة، ألنو قاعد

وىذا يبنع الشيطاف، روح التكرب، ويصده عن الدخوؿ إذل نفس الراىب، ليحدث فيها حاالت شاذة ورىيبة. ويف مستة ىذا العمل إصباال ال بد من الطاعة. لكن علينا أال مبضي فيها ببل مرشد ألف الشيخ

ا الروحية، وىو الذي سيأمرنا بوقف مرشدنا الروحي، ىو الذي يعت حدود مستتنا، وينظم برنامج حياتن أحد األعماؿ وىبربنا ىل نتقدـ تقدما حسنا مرضيا هلل.

ومقامو بالنسبة إذل الرىباف الذين يتوذل ”. رسم اؼبسيح“واهلل نفسو موجود يف شخص الشيخ. فهو إرشادىم ىو مقاـ األسقف يف رعيتو، واإليغومانس يف ديره.

سك الشيخ ىذه األنبية؟أإذل ىذا اغبد يعطي التن -

بالتأكيد، فبل يستطيع أحد التقدـ بدوف الشيخ. وبدونو أيضا ال يقدر أف وبيا حياة التقليد الصحيح. -فاغبياة الروحية تنتقل على غرار اغبياة اعبسدية من جيل إذل جيل. والشيخ ىو حامل التقليد ومالكو،

إنو ينقلو إذل من يريد أف يكتسبو. ويف ىذا بالذات يبكن ينقلو إذل ولده الروحي، وبلده حبسب اؼبسيح.معت الطاعة، اػببلصي. إشل أمارس الطاعة ال لكي أزوؿ من الوجود، وإمبا أمارسها لكي أميت ذاب الشريرة، وأربرر من إرادب اػباصة وأتقبل التقليد، ولكي يتصور اؼبسيح يف. إشل أطيع لكي أولد. والطاعة

ليس أشقى وأسهل “الزمة وضرورية بسبب وجود خطر الضبلؿ. ؽبذا كتب األنبا ذوروماوس ىنا حيث ال “وقد فسر األب نفسو اآلية ”. اقتحاما واحتبلال فبن ليس ؽبم من يقودىم يف طريق اهلل

( فقاؿ إف الورقة تكوف يف البدء خضراء طرية، 52: 4سفر األمثاؿ ” ) حكومة يسقطوف كاألوراؽنها بعد وقت ذبف وتيبس وتسقط وربتقر وتداس. وىذا عينو وبدث ؼبن ليس لو مرشد روحي فإنو لك

سرعاف ما ييبس ويقع يف متناوؿ األعداء. إف الورقة تكوف دائما يف البدء خضراء طرية، ب تيبس شيئا



أوؿ األمر فشيئا، وتسقط وربتقر وتداس. ىكذا يكوف حاؿ اإلنساف الذي ال وبكمو أحد. فهو يفيكوف دائما حارا يف الصـو والسهر واؽبدوء والطاعة، ويف بعض اػبتات األخرى. ولكن حرارتو تتضاءؿ وزبمد شيئا فشيئا. ودبا أنو ليس لو من من وبكمو، لكي يثبتو، ويذكي حرارتو، لذلك ييبس بدوف أف

”.وبس ويسقط. وىكذا يبسي يف األعداء فيفعلوف بو ما يشاؤوف

سأذكر لك مثبل لتدرؾ ضرورة وجود الشيخ، ذبنبا للضبلؿ. فلقد عرفت راىبا شعر أثناء الصبلة بأدل شديد يف قلبو، فأفضى فورا بأمره إذل شيخو. وقلق الشيخ، ودفعتو خربتو، اليت يتميز ا، إذل سؤاؿ

من اػبارج فأمره الشيخ الراىب عن موضوع األدل يف القلب. فأجاب أنو يشعر بوجع يف أسفل القلبؼبدة أسبوع. ألنو كاف ينبغي أف تشعر باألدل يف اعبانب األعلى ” الصبلة“قائبل: كف فورا عن تبلوة

داخل القلب. ذلك ألف األىواء تنشط يف اعبانب األسفل من القلب. ىذا يؤكد أف الشيطاف الشرير ف الشرير الذي كاف تأثته قد بدأ يظهر فيو واآلباء يعد لك أمرا. ىكذا قبا الراىب من ضبلؿ الشيطا

إف رأيت شابا يصعد إذل السماء بإرادتو ىو، فاقبض على “القديسوف يعلموننا من اختبارىم قائلت ”.رجلو واجذبو إذل أسفل. ألف ذلك لن يفيده

ذكرت قصيدة لقد غبطت ذلك اؼبريد، لتواضعو اعبم، وغبصولو على مثل ىذا اؼبرشد القديس. وتلثيوذوروس اإلستوذييت جاء فيها: إذل مريد... ىلم إرل تعاؿ بقلب حار واحن كتفيك بطاعة حسنة متواضعا بكل جوارحك، ومائتا من حيث اإلرادة وكاشفا عن كل فكرة كامنة يف القلب. إف كنت تصر

وال أي نظاـ غبياة السالكت يف طريق اهلل، على البقاء هنائيا يف ميداف اعبهاد، فبل زبفك برية وال عمود ”.وإنك لتعلم كل شيء كما ىو مكتوب إؽبيا ألنك تسلك طريق أوؿ الشهداء

قلت:

إف ىؤالء الرىباف ااىدين يف اغبياة الروحية سعداء ألهنم طيور مغردة، مغبوطة، تنعم بندى الربيع... -غباالت. وإننا لنبتلع غازات قذارتنا، ونأكل من تراب األرض. باهلل! أما كبن فبل نستطيع أف نعيش ىذه ا

أال إننا لنأكل ذاتنا عينها.



ولكنكم تقدروف أنتم أيضا أف تنعموا بأشعة اد اإلؽبي، من انبعاث النور اإلؽبي. وإف شئتم أف -ا ىناؾ تصتوا الىوتيت حقيقيت وجب عليكم أف تصلوا. فإف الروح القدس يكوف حينذاؾ حاضر

ويفعل...

”.إف كنت الىوتيا صل حبق“

”.فإف تصل تكن يف اغبقيقة الىوتيا “

سأذكر لك فكرة يبكن أف تساعدنا على الفهم. إف اؼبرء بعد ارتكابو خطيئة )جسدية بنوع أخص( ارسة يقدر أف يؤلف حبوثا الىوتية، وأف ينهمك يف ربليل كتب لآلباء القديست. غت أنو يعجز فب

الصبلة، ألف سقوطو يف اإلب يفقده النعمة اإلؽبية. فالصبلة تتوقف بدوف أف يتوقف التأليف.

اختباريا. وبناء على ىذا يبكنكم ” الصبلة“من ىذا يستدؿ على أف البلىوب اغبقيقي ىو الذي وبيا لضياء.أنتم أيضا أف تتقبلوا طرقات ية، يطرقها اإلشراؽ اإلؽبي الساطع ا

كيف يتم ذلك؟ إنكم ستساعدونت كثتا يف ىذا اؼبوضوع سيكوف ما تقولونو درسا عمليا الزما. -

)) الصالة(( الزمة لإلكليروس والعلمانيين الذين يعيشون في العالم -8هبب أف ينبغي أف يبؤل وعيكم شعور باغباجة إذل التطهر من األىواء وأال تكتفوا دبعاعبة اآلخرين وإمبا

مفعموف باألىواء. وكل ىوى ىو جحيم. -بل كبن كلنا أيضا -تؤمنوا أنكم

ىي الدواء الذي يشفي النفس ويطهرىا ال ” الصبلة“أف -وفقا ؼبا ذكرنا آنفا -وينبغي أف تعلموا أيضا نساف وتوحده كل شيء، ولكننا نستطيع القوؿ إهنا تطهر أو تنت دبعت أهنا ترفع اإل” الصبلة“يعت إف

باهلل ىو وحده واهلل ىو وحده الذي يطهر وينت. وىو وحده طبيب النفوس واألجساد وىو النور اغبقيقي الذي ينت كل إنساف آتيا إذل العادل. وكما أف األدوية اليت ذبعل البصر قادرا على رؤية األشياء اؼبختلفة

”.الصبلة“ذاتكم وطلبتم االستنارة من اهلل بواسطة ىكذا وبدث إف أردب التطهر وتغيت” منتة“تسمى

أتعتقدوف أننا كبن الذين نعمل يف العادل نستطيع أف نقـو ذا العمل اإلؽبي، عمل الصبلة مثلما يقـو - الرىباف؟



إف دل يكن ذلك على غرارىم سباما فعلى كل حاؿ هبب عليكم أف تتوخوا التوصل إذل الكثت، وأنتم -فإف الصبلة ”. صبلة يسوع“حواؿ قادروف على ذلك. وهبب التمييز بت الصبلة العقلية ويف كل األ

العقلية اليت يقـو ا الرىباف اؽبدوئيوف تتطلب حياة ؾبردة من االىتماـ الدنيوي اؼبقلق وثابتة غت مشتتة. ة الصبلة العقلية ووجدب يلزمها ىدوء وأشياء أخرى كثتة سبق لنا ذكرىا. فإف عجزب يف العادل عن فبارس

أو تبلوهتا كلما ” صبلة يسوع“ذلك يف غاية الصعوبة فما عليكم إال الصبلة يف ساعات معينة مرددين أتيحت لكم الفرصة وىذا يفيدكم كثتا.

ىل تنصحونت دبمارسة بعض الطرؽ العملية النافعة؟ -

صبلة “صوا ساعات خاصة ؼبمارسة باإلضافة إذل ما تقوموف بو من صلوات كنسية طقسية خص -اشرعوا يف التقدـ قليبل قليبل بقدر تعطشكم وإحساسكم بالنعمة. ”. لتديد اسم يسوع” “يسوع

مدة نصف ساعة يف الصباح قبل شروؽ الشمس، ونصف ساعة ” الصبلة“ويبكن أف يقـو اؼبرء ذه صيص موعد ثابت ؽبذه الصبلة فبل يلغيو يف اؼبساء من بعد صبلة النـو وقبل الرقاد. ومن الضروري زب

شيء ولو كاف القصد من ىذا اإللغاء القياـ بأعماؿ صاغبة وقد يأب إليك يف تلك الساعة شخص يريد االعتاؼ. فإف دل يكن مريضا، وليس ىناؾ أي مانع قاىر يبنع تأجيل االعتاؼ إذل موعد آخر، فبل

قصد من ىذا التأجيل أداء عمل صاحل.تؤجل ساعة فبارسة الصبلة حىت لو كاف ال

يف غرفة ىادئة بعيدة عن الضوضاء بالطريقة اليت ذكرنا، أي بتأجيج ” الصبلة“وينبغي الشروع يف فبارسة القلب أو بقراءة كتاب ألحد اآلباء القديست وبفز على االنسحاؽ والتخشع ب نتلو بعد ذلك صبلة

دبرور ” للصبلة“در ما بلغنا من تقدـ وسيزداد الوقت اؼبخصص يسوع بالشفتت أو بالعقل أو بالقلب بقالزمن ليسعد القلب فننتظره دبزيد من الشوؽ واغبنت... وأعود إذل القوؿ أيضا إف اإلنساف وبتاج إذل قهر

نفسو يف البدء، لفتة وجيزة، فيجت من ذلك نفعا عظيما.

ىل ىذه الفتة الوجيزة كافية؟ -

ية. ولكن اهلل يكمل ما يف الصبلة من نقص إذا توفرت لدى اؼبصلي الرغبة الصادقة يف ليست كاف -إسبامها، مع االتضاع وإذا كاف اهلل يرأؼ بنا يف أحواؿ سقوطنا، أفما يكوف رحيما إزاء سعينا من اجل



واحدة يف تغتنا؟ فإنو سبحانو يكمل كل نقص فينا. وىو يعرؼ ظروؼ كل منا. فقد تقضوف ساعة الصبلة تفيض عليكم فيها بركة إؽبية أعظم فبا يصيبو منها الراىب بعد أف يقضي يف الصبلة زمنا أطوؿ.

وذلك ألنكم ملزموف باالنشغاؿ يف أعماؿ أخرى.

لقد أعجبتت ىذا الراىب اآلثوسي اؼببلؾ يف اعبسد بتمييزه. فهو يبيز كل اؼبسائل بقدرة مدىشة … تلفة ويضع كبل منها يف موضعها.ويرتب القضايا اؼبخ

وأضاؼ الشيخ قائبل: إف الشيطاف يأتيكم بالعديد من التجارب خبلؿ الصبلة كما قلت لكم آنفا فتنهاؿ عليكم حوادث متعددة لكي تضطركم إذل وقف الصبلة. ولكن عليكم أف تعلموا أف اهلل يسمح

يأب ” الصبلة“الرغبة صادقة وحاولتم مواصلة فإف كانت ىذه ”. الصبلة“بذلك امتحانا لرغبتكم يف اهلل ؼبساعدتكم ويذلل أمامكم كل الصعوبات ويزيل كل العراقيل.

لكت أيها الشيخ لو كنت خبلؿ الصبلة أفكر يف شيء آخر كإعداد أو خطبة دينية مثبل أويف أداء - ؟خدمة ألخ رل بدافع احملبة فهل هبب أف أزبلى عن ىذا العمل الصاحل

تأب إلينا ” الصبلة“أجل هبب التخلي عنو. ذلك ألف أفكارنا الصاغبة اليت تتوارد على ذىننا خبلؿ -من أجل ىذه ” الصبلة“أو يستعملها الشيطاف لكي ال نصلي. وإذا تبت للشيطاف أننا مستعدوف لتؾ

تنا. فإف ب لو ذلك مبتنع عن األفكار، أرسل إلينا الكثت مثلها وكذلك يف الساعة اليت أرجأنا إليها صبلالصبلة وبذلك نفقد السبيل إذل التطهر... واإلخوة ىم أيضا ال ينتفعوف منا. فإف العظة الدينية مثبل اليت

كبيت الصبلة من أجل إعدادىا لن تكوف مثمرة، وبالتارل لن يكوف لئلخوة أي فائدة.

قداف العديد من قوانا، ؾبهدين وقد دب نعاس ثقيل، فبل وبدث أحيانا أننا نعود إذل قبليتنا بعد ف - نقوى على الصبلة وال على القياـ بفرضنا اؼبعتاد، فماذا نعمل يف مثل ىذه األحواؿ؟

حىت يف ىذه األحواؿ. والقديس ظبعاف ينصح بأال قبعل من خدمتنا ” الصبلة“ينبغي عدـ إنباؿ -وإال فإننا لبسر الكثت وعلينا أف ننأى عن استعماؿ األعذار ”.الصبلة“لئلخوة سببا وبرمنا من فبارسة

لئلمتاع عنها. وىو يقوؿ:



خبشوع ” الصبلة“ينبغي بذؿ اعبهد، بقدر اإلمكاف، يف اػبدمة، أما يف القبلية فيجب الثبات يف “سأقلل -اغبد وقد تعبت اليـو تعبا يفوؽ-وانتباه مع دموع متواصلة. فبل تضع يف ذىنك فكرة قائبل إشل

، بسبب اإلهناؾ اعبسدي. فإشل أقوؿ لك إف اؼبرء مهما بالغ يف قهر ذاتو يف ”الصبلة“من تبلوة واألمر ىو كذلك إف نصف ساعة ”.. الصبلة“اػبدمة، فإنو يف رأيي ىبسر شيئا عظيما إذا حـر من

يف صورة ” الصبلة“. ولتضارع ثبلث ساعات نقضيها يف نـو يريح من العناء” الصبلة“نقضيها يف متقدمة تريح اإلنساف من التعب وذبلب الصفاء. فهي من ىذه الناحية دواء منشط عبهاز اإلنساف.

فبينما نسلك دبشقات كثتة، ”. الصبلة“أجل أيها األب، لفوا كل أعمالكم داخل الغطاء الذىيب ي فما ذلك إال ألهنم يعملوف كثتا ويتضايق العديد من اإلخوة ويستورل عليهم القلق من العمل الروح

باؼبنطق العقلي ال بالقلب. وىم يتعبوف لكي يصلوا إذل التفكت فيما هبب أف يقولوه. أما كبن فإف األفكار تنبع عندنا كالنهر اؼبندفع بقوة بينا نعيش النعمة اإلؽبية.

إف كنا نتضايق من االعتداءات وإف كاف اإلخوة يتخاصموف فيما بينهم ويتعذر سيادة السبلـ فيهم، و بصبلت ” الصبلة“اؼبتكررة علينا وال نفرح بسببها، حسب وصية اؼبسيح، فما ذلك إال لعدـ ارتباطنا و

حسنة.

والقديس نيقوذيبوس األغيورييت )اآلثوسي( يريد أف ينتخب األسقف من مصاؼ الرىباف، متبعا بذلك يكوف لو وجداف رىباشل فبل تضايقو االضطهادات وال الوشايات التقليد اؼبرعي طواؿ قروف. وذلك ألنو س

وال االهتامات وال اإلىانات طاؼبا أنو ىو نفسو، أوؿ من يضطهد ذاتو اػباطئة ويتهمها. وىكذا هبت كل الثمار اليت ذكرنا وأخصها احملبة اؼبرتبطة بالنعمة اإلؽبية الغزيرة ودبوىبة يسميها اآلباء موىبة عدـ السقوط.

ماذا تعنوف يا أبت بالوجداف الرىباشل؟ -

طاعة للشيخ ولؤلب ”. الصبلة“أعت بو طاعة، واتضاعا، وتوبيخ اؼبرء لذاتو، وتعطشا شديدا إذل -الروحي اػباص، واتضاعا إزاء اعبميع، واتضاعا بنوع أخص مرتبطا باعبهاد من أجل التطهر من األىواء.

ألننا يف ىذا اؼبوضوع قد أثرت فينا لؤلسف بدع أخرى ـبتلفة. والعمل األعظم وأال نعمل أعماال كثتة ىو أف نتوخى اكتساب االتضاع والقداسة. فإف اكتسبنانبا نكوف أغنياء حقا.



وليس الكهنة موظفت أو ” خزانة النعمة اإلؽبية“إف الكنيسة ليست وزارة شؤوف اجتماعية. وإمبا ىي . وإمبا ىم رعاة يرعوف شعب اهلل. وعملهم الرعائي ىذا ال يبكن أف ذوي عمل اجتماعي رظب ي للعمـو

يتم إال باإلتضاع والقداسة. وكل عمل اجتماعي ال يتم بالقداسة واالتضاع سرعاف ما يزوؿ، يف حت يبقى العمل االجتماعي مهما كاف صغتا ويتخذ لو أبعادا عظيمة إذا الزمتو حياة مفعمة بالقداسة

االتضاع.و

وهبب أف يبلـز االتضاع توبيخ اؼبرء لذاتو. فعلينا كبن أوال أف نضع أنفسنا موضع اهتاـ. وأما احتاـ اآلخرين لنا فيجب أف ننسبها إذل ذاتنا اػباطئة ال إذل الكهنوت فنحظى بسبلـ ونعمة جزيلت يغدؽ اهلل

ا.علينا ما ونتوخى استبعاد كل سبب يدفعنا إذل كره أخين

دبزيد من التعطش فبل كبسنب الصبلة ؾبرد مناسبة بل نعتربىا ” الصبلة“وينبغي أيضا أف نقبل على حياتنا، فنتحرؾ داخل الصبلة. وليجر خوضنا يف علم اإلؽبيات، وكرازتنا يف ؿبيط الصبلة اؼبقدس.

. فلو عاش اؼبرء على ىذ ا النحو لتحقق لو منو نفع وليكن لنا قانوننا أي فرض صبلتنا نؤديو كل يـويفوؽ حدود التصور. ومهما صار اؼبرء، سواء قسا أو أسقفا، فعليو أف يضع نصب عينيو نبا يشغلو وىو

أف وبذر فقداف صفة الراىب. فقد جاء يف كتاب الشيوخ )الغتونديكوف( مايلي:

قبليتو يف جبل سيناء كاف ينظم روي عن األنبا نيطرا تلميذ األنبا سلوانوس أنو حت كاف يقيم يف “حياتو بالتناسق مع حاجات جسده. وؼبا صار أسقفا لفاراف أخذ يقهر ذاتو كثتا وهبهدىا يف التقشف القاسي. فقاؿ لو تلميذه: أيها األنبا، كنا مقيمت يف الربية فلم سبارس كل ىذه الرياضة القاسية. فقاؿ

يئا، وكنت ملزما بالعناية باعبسد، لكي ال أمرض، فأطلب ما الشيخ: ىناؾ برية وعوز حيث ال مبلك شليس عندي أما اآلف فالعادل موجود واألسباب متوفرة، فإف مرضت ىنا وجدت من يعتت يب. لذلك

”أمارس كل ىذه الرياضات لكي ال أفقد الراىب!

جة إذل نواؿ الربكة، واغبائزوف على الوجداف الرىباشل، يشعروف عند كل عمل يعملونو، أهنم يف حاويلجأوف خبلؿ العمل، أو بعد إقبازه، إذل األسقف وإذل اؼبرشد الروحي ذي اػبربة، لكي يتفحصو، . وىم ال يبتغوف مدحا ؼبا يفعلوف. ألف من يكرـ أكثر فبا يستحق ويبدي رأيو فيو، ويصلحو عند اللزـو

”.ىبسر كثتا



كاف تكونوف فيو سواء يف الطريق أو يف السيارة أو يف أي أجل يا أبت، رددوا صبلة يسوع يف أي م ”.ياوالدة اإللو الفائقة القداسة خلصيت“ورددوا أيضا ” يا ريب يسوع اؼبسيح ارضبت“مكاف آخر، قائلت

وهبب أف تقوموا خبدمة القداس اإلؽبي باستمرار بعد استعداد كبت وأف تشتكوا يف تناوؿ األسرار ل ما يف اػبليقة يرزل هلل ويبجده. والكاىن الذي ال يقـو خبدمة القداس اإلؽبي إف ىو إال الطاىرة. إف ك

نغمة شاذة يف ىذا التنيم اؼبمتاز! ووبسن أف ترتلوا بت وقت وآخر القانوف اؼبوضوع يف التوسل إذل ربنا سوع )اؼبوجود يف آخر يسوع اؼبسيح وسبجيده )اؼبوجود يف كتاب السواعي الكبت( وكذلك مدائح الرب ي

الذي وضعو القديس نيقوذيبوس األغيورييت( من أجل أف وبفزنا على ” اغبرب غت اؼبنظورة “كتاب التأمل على الدواـ يف اسم ربنا يسوع اؼبسيح اػببلصي، الكلي اغببلوة، اؼبانح الفرح، وباعث كل

”.الصاغبات، وأف ال نردده بالفم فقط، بل بالقلب والعقل أيضا

عليكم واجب الصبلة أيضا من أجل اآلخرين، ألف اهلل أوكل غليكم شعبو وؽبذا انتم ملزموف باالختبلء للصبلة من أجل أف يبنح اهلل شعبو السبلـ واإلنارة كما فعل موسى العظيم أيضا...

))الصالة(( من أجل اآلخرين -9من أجل اآلخرين فكيف يبكن ” بلةالص“ىذا حق أيها الشيخ. إننا دل نقل حىت اآلف شيئا عن -

للمرء استخدامها يف ىذا السبيل؟

يف العادل يا أبت الكثت من الشقاء والضبلؿ وعدـ معرفة اهلل، واآلباء القديسوف يعتربوف جهل - اإلنساف هلل أعظم خطيئة، وؽبذا أنتم ملزموف بأف تبكوا وتصلوا.

الفضائل( كتب خطابا وجهو إذل الراعي، أي إذل رئيس إف القديس يوحنا السلمي )صاحب كتاب سلمدير، وىو يصلح أف يوجو أيضا إذل كل أسقف وإذل كل مرشد روحي، ألف اؼبرشد الروحي ىو أسقف

هبب على الكاىن أف يفعل ما يفعلو الراعي حت تستيح األغناـ. فإنو يطلق “كل نفس. قاؿ فيو: ربرس القطيع من الذئاب ففيما يناـ اؼبسيحيوف هبب على الكاىن أف اغبرية للكبلب حوؿ الصتة لكي

يسهر وأف يطلق عقلو حرا مستيقظا ال يناـ لكي يصرخ إذل اهلل من أجل شعبو. فكم منهم يف تلك الساعة يسلك طريق الضبلؿ؟ وكم منهم من يرغب يف االنتحار. وكم منهم من يعد العدة الرتكاب

من استحوذ عليو القنوط والشعور باػبيبة وفقد اػبتات؟ من أجل ىؤالء ينبغي جرائم رىيبة؟ وكم منهم



إف كانت ىناؾ حالة فريدة ” يا ريب يسوع اؼبسيح خلص عبيدؾ أو عبدؾ“ىكذا: ” الصبلة“أف تتلوا معينة.

ف ينبغي أف تتم بدوف زبيبلت. واآل” الصبلة“أتسمحوف رل بسؤاؿ؟... لقد قلتم قبل قليل إف -تقولوف بضرورة الصبلة من أجل اآلخرين الذين ينوءوف ربت اؼبشاكل. ولكن... أما تشغل أمورىم ىذه اؼبخيلة وتنميها فتكوف سببا لتشتت العقل يف وقت هبب علينا أف نتوخى فيو تركيز العقل يف ذاتو ورده

من شتاتو ليستقر يف القلب أيضا؟

رل، ألف اؼبزيد من الشرح والتوضيح ضروري ىنا. هبب علينا حت لقد أحسنت بتوجيو ىذا السؤاؿ إ -خارجيا، أعت أننا إذا ما أردنا الصبلة لفتة وجيزة بواسطة ” الصبلة“نصلي من أجل اآلخرين أف نتلو

يا ريب يسوع اؼبسيح خلص عبيدؾ، “من أجل اآلخرين فعلينا أف نقوؿ يف اؼبرة األوذل ” صبلة يسوع“نذكر أظباءىم(. وبعد ذلك نواصل ترديد الدعاء عينو بدوف ذكر األظباء، متوخت إبقاء أو عبدؾ )و

” الصبلة“عقلنا يف منأى عن اإلطبلؽ إليها. إف اهلل يعرؼ من نصلي من أجلو. فيجب أال نفكر إباف فإف كاف لتسل اهلل نعمتو اإلؽبية. ” خلص عبدؾ“يف اؼبشاكل اليت تشغلو، ويكفي أف نذكره قائلت

صلى من أجلو مستحقا للنعمة تفعل ويبنحو اهلل مفاعليها حسب حالتو. اؼب

إف النعمة اإلؽبية يا أبت، مثلها مثل اؼباء ما يكاد يأب إذل اغبقل حىت سبتصو جذور النباتات ويعطي كل ؟ فإننا نصلي من أجل شجرة ما ربتاج إليو. أو لسنا كبافظ على ىذا اؼببدأ يف خدمة القداس اإلؽبي أيضا

ألف رضبة اهلل إذا حلت أعطت اإلنساف ما ىو يف ” يا ريب أرحم“كل األمور، والشعب يردد قائبل: حاجة ماسة إليو. وعدا ىذا فإف الصبلة من أجل اآلخرين ىي عمل رعائي الـز لسبب وجيو.

وما ىو يا أبت؟ -

اهلل يف اغباؿ خربا عن حاجتو اػباصة، وعندىا فيما كبن نصلي من أجل شخص آخر، نتلقى من - نتمكن من العمل، بطريقة فعالة ناجعة، من أجل خبلصو.

، شخص، فمدح مسيحيا تبدو عليو ظبات النجاح ظاىريا. وؼبا كانت آراء حضر إذل قبلييت، ذات يـوألت اهلل أف يكشف رل الشخص اؼبمدوح غت أرثوذكسية، انطلقت يف اغباؿ إذل الكنيسة الصغتة، وس

حقيقة أمره.. ولن تصدؽ إذا قلت لك....



معاذ اهلل يا أبت... كيف تقولوف رل ىذا؟ ودل ال أصدؽ؟ -

... لقد امتؤلت الكنيسة الصغتة فورا برائحة كريهة. فقلت يف نفسي إف ىذا اإلنساف ليس صاغبا -إنو ذو اسم “اإلؽبية احمليية. ولذا فهو مائت أيضا. وليس عنده نعمة اؼبسيح. أجل إنو ؾبرد من النعمة

ومثل اإلنساف مثل النفس إذا غادرت اعبسد مات وأننت. فإف غادرتو النعمة ”. ألنو حي ولكنو مائت اإلؽبية ماتت نفسو وخلفت رائحة روحية نتنة!

ومة باألنانية. فإف لقد أرعدشل كبلمو إذ كشف رل حىت اآلف الكثت بطريقة ال يبكن وصفها بأهنا موسالقديست قد زبطوا كل ىذه األشكاؿ. فهم ليسوا أنانيت وال وضعاء، وإمبا ىم رجاؿ اهلل. ويقولوف ىذه األمور ال بقصد االستعراض الذاب، بل من أجل إسداء النفع وما ذلك كلو إال من أجل ؾبد اهلل. فإف

قا يف كل ستهتم.عمي -ناموس اهلل أمسى ناموسهم وقد خط عميقا

وأضاؼ قائبل: يبكن القوؿ، على وجو اإلصباؿ، يا أبت، إف صبلة يسوع الزمة لعملكم. فاف تصلوا شديد ” الصبلة“تستطيعوف تبت حركات الشرير اػببيث داخل قلبكم. فإف القلب يصت بواسطة

تضفي عليو، يف الوقت ” بلةالص“اإلحساس، ثاقب البصر، عليما قادرا، يعي وجود الشيطاف فيو و عينو، قوة زائدة سبكنو من طرد الشيطاف. وىكذا يبسي إناء يتقبل الروح القدس.

-دبا لكم من خربة حصلتم عليها يف حربكم ضد الشيطاف، ودبعرفة النعمة اإلؽبية –حينذاؾ تستطيعوف عاؼبو الباطت، فتكوف الفائدة أف تدخلوا بسهولة نفس اؼبتقدـ إذل االعتاؼ أمامكم، وأف تتعمقوا يف

جزيلة، ألنو سيخرج إنسانا آخر بعد فبارسة سر االعتاؼ، متحررا من األىواء، ما كاف منها معروفا أو ؾبهوال على السواء.

وأضاؼ قائبل: إشل أرغب يف أف أسألكم أف ربققوا رل التماسات ثبلثة. وأعتقد أنكم تستجيبوف.

وف فإشل موقن أنو سيكوف قاببل للتحقيق.قلت: أطلبوا ما تشاؤ -



االلتماسات الثالثةيلجوف بنعمة اؼبسيح فبلكة الشيطاف وىبربوهنا، يدمروف خططو ” بالصبلة“األوؿ: إف الرىباف ااىدين

كلها. وىم يزعجونو بالصبلة اؼبتواصلة. ففي اعببل اؼبقدس ال سبر دقيقة واحدة ال يسمع فيها نداء إذليسوع وإذل السيدة والدة اإللو. والشيطاف يرتعب ألهنم يزعجونو. ومن أعمالو الرئيسة ؿباوالتو إيقاؼ الرغبة الصاغبة اليت تلج بنفس إنساف ينشد اؽبدوء. ؽبذا أسألك أال تنسى يف صبلتك الرىباف واؼبرشحت

ا والدة اإللو الفائقة القداسة ي“وأيضا ” يا ريب يسوع اؼبسيح خلص عبيدؾ“للرىبنة. ردد من أجلهم ”.خلصي عبيدؾ

إذا رأى الشيطاف أشخاصا يستعدوف لبللبراط يف سلك الرىبنة ضبل إليهم حب الناس ؽبم، ذلك اغبب الذي دل يكتثوا لو من قبل.فيأب إليهم أقرباء وأصدقاء وآباء روحيوف أيضا ليظهروا ؽبم حبهم بكلمات

تماـ بارز.صبيلة وعبارات منمقة واى

والناس ال يصلوف يف ىذه األياـ، كما أهنم ال يدعوف الراغبت يف الصبلة وشأهنم. ويريدوف أف أف يعايشهم الناس صبيعا يف اتمع بدوف صبلة إال أف العادل لفي ضياع، وىو يعاشل بسبب عدـ وجود من

يهتم حباجاتو بل بسبب ضآلة عدد اؼبصلت فيو.

عمل الرىباف اؼبنصب معظمو على الصبلة ىو عمل تافو ال نقع فيو. وما دروا أف ويظن كثتوف أف الصبلة عمل روحي ىادؼ، وؾباىدة دموية، وحضور صاح ال ينعس. كما أهنم ال يريدوف أف يعلموا أف ىناؾ أشخاصا يصلوف من أجل حل مشاكلهم. وىم يقاوموف اؼبيوؿ الرىبانية وبذلك يبسوف أدوات

اف.للشيط

والشيطاف اػببيث وباوؿ أيضا جر الذين يتأىبوف لبللبراط يف الرىبنة إذل خطايا شنيعة تنجس اعبسد. –كما قلنا –حىت إذا قبح يف إسقاطهم قص أجنحتهم وعسر أمورىم يف اغبياة الرىبانية. ذلك ألنو

بنة وىو يف طريق التطهر.دبقدار ما يشعر اؼبرء باللذة يف العادل، يذوؽ والعذاب واألدل يف الرى

الثاشل: أذكرشل يف أدعيتك لكي يرضبت اهلل. فإشل أخشى أف أفقد النعمة اإلؽبية بسبب هتاوشل، لئبل أغرؽ يف ىذا اؼبيناء الصغت اؽبادئ.



صل من أجل أف يهبت اهلل بقية زماف حياب مسيحية سبلمية ببل وجع وال خزي وجوابا حسنا لدى منرب رىوب.اؼبسيح اؼب

صل إذل السيدة والدة اإللو من أجل أف تعزيت وأف تقويت إشل أتوسل إليها كل مساء بنوع خاص، من الذين يريدوف أف -ساعة خروج نفسي-أجل أف ترعاشل وتساعدشل يف اغبياة الراىنة، وأف تطرد األبالسة

وأف تؤىلت للتمتع ببهجة الفردوس.ىبطفوىا. وأف زبلصت يف يـو الدينونة الرىيب من العذاب األبدي

صل أنت من أجلي لكي أتوب. إشل أريد أف أبكي بسبب خطاياي، ومن أجل أف أصت مستحقا لرضبة ربنا.

-51: 6الثالث: استعمل لنفسك يا أخي سوط يسوع واجلد باسم يسوع ؿباربيك ]راجع أفسس رب.لتجد رضبة لدى ال” صبلة يسوع“... )الشبكة([. إتل 51

أتعلم أي ؾبد يعد الرب يف السماء حملبيو؟ وىل تدرؾ أي حفل يج متؤللئ بالنور ينتظر الصديقت؟ ”.إشل ال أعرفكم“لكي ال تبقى خارج خدر اؼبسيح ولكي ال تسمع قولو:

الكلية يا والدة اإللو “يا ريب يسوع اؼبسيح ارضبت أنا اػباطئ، وارحم عبدؾ... “تنهد الناسك ب قاؿ بعدىا أحت رأسو واستغرؽ يف صمت...”. القداسة خلصيت وخلصي عبدؾ...

إشل أعدؾ باستجابة مطالبك الثبلثة أيها الشيخ القديس، أنت الذي صرت رل يف ىذا اؼبساء نور -ث نفسي... مهما كاف األمر فإشل سأحقق مطلبك األوؿ، ب الثاشل، ولو أنو ال لزـو لو. أما اؼبطلب الثال

فإشل أعيده إليك...

سقطت على ركبتيو وصرخت بدموع ملتهبة:

احتفظ يب بقربك معينا رل، لكي أخلص. لست أرغب يف العودة إذل العادل، فلقد وجدت اآلف -خبلصي. خذشل إذا أيها األب القديس وعلمت. دلت على الدرجات السرية، درجات التألو. افتح رل

وأنا عشار دفعتت اػبطيئة ”. ارضبت“رل كل أجنحتو فإشل أعمى وأصرخ ببلط اسم يسوع وأظهروإشل لغريب اعبنس كاؼبرأة الكنعانية، لكت أجرؤ على االستغاثة ارضبت... ”... ارضبت“عشورىا وأصرخ

وأنا االبن الضاؿ، طالب العودة... أنا... ”... ارضبت“وقد بليت بربص األىواء وأصرخ من كل نفسي



نا... أنا لست ابنا هلل وإمبا أنا ابن الشيطاف... اقبلت عندؾ أيها الشيخ.. ال تدعت أغادر ىذا أاؼبكاف.. أريد أف أموت ىنا. يف ىذا اؼبكاف اؼبوحش ادب، لكي تفوح نفسي باؼبسك وأشاىد اهلل.

ة سحر:أود أف تصت دموعي غذائي وأف أمسي قيثارة هلل، ألرزل كما ترمبوف يف كل صبل

سهرت وصرت كالعصفور اؼبتوحد على السطح وصارت دموعي خبز النهار والليل إشل أكلت الرماد “مثل اػببز ومزجت شرايب بالنحيب، تعبت يف تنهدي وبدموعي أبل فراشي كل ليلة ألشل ذىلت عن أكل

ا صعبة. خبزي، من صوت تنهدي التصق عظمي بلحمي، من أجل كبلـ شفتيك أنا حفظت طرق ”.تعطشت نفسي إليك كثتا يف أرض برية وعديبة اؼباء. يا جيت خلصت من احمليطت يب اؼبتآمرين علي

أتسمع أيها الشيخ؟ لن أذىب... وسأبقى ىنا. أجل إشل سأعيش ىنا وأموت ىنا. ومن ىنا أيضا سأصعد إذل السماء فاقبلت يا أبت...

ا كاف يتكلم. لكنت دل أستطع أف أظبع شيئا. ظبعتو أختا يقوؿ: أما ىو فقد صمت. وردب

إذىب إذل بيتك وحدث “يا ولدي إف العادل يف حاجة. اذىب إذل العادل واعمل وأعلن إرادة اهلل... - ”.دبا صنع اهلل بك

.ووجدتت ملزما باالمتثاؿ لنصيحة الشيخ، على األقل يف الوقت اغباضر، فهذه ىي مشيئة اهلل

قلت: ولكن... أعطت وعدا بقبولك رل للبقاء عندؾ بضعة شهور، لكي أتتلمذ يف ملكوت اهلل.

أجل إنك ستكوف مقبوال مىت شئت، قم اآلف واستح قليبل. فقد اقتب منتصف الليل، وسنقـو بعد - قليل خبدمة القداس اإلؽبي. استعد اليـو لتتوذل خدمة القداس.

ت يف ىذه الليلة بالذات، والقبلية ال تسعت. فلقد ولدت يف ىذا اؼبساء واعتمدت. إف النـو لن يروب -فهبت بركتك ألبقى خارجا، يف اغبديقة، إذل أف وبت موعد القداس إف السهر يف مثل ىذه الساعات

ف يتيح للمرء التمتع بأفضل راحة. والقائموف حبراسات الليل يسمعوف صوت رئيس اؼببلئكة، ويسجدو لئللو اإلنساف ويصتوف أناسا متأؽبت!

فليكن مباركا... اهلل معك. -



منتصف الليل في برية الجبل المقدسانسحبت إذل اػبارج وجلست على صخرة. وكاف الليل قد أرخى سدولو. أما البحر فكاف يرسل إلينا

ؽبدوء يبسط السكينة بغت أصداء صخبو من بعيد، وقد مؤلت حبلوة األبدية نفسي اؼبضطربة. ىنا ا اإلنساف، العارؼ أف يبؤل اؼبكاف اػبارل والزماف الذاىب!-حدود، لكت أحسست حبضور اهلل

دل أعش يف حياب مثل ىذه اللحظات السعيدة إال قليبل. مرتت على وجو التحديد. يف اؼبرة األوذل كنت تعليم الديت، وبفمو طردت الشيطاف لكي أصت طفبل صغتا يف حضن أيب الروحي )عرايب( وقد ظبعت ال

جديرا بدخوؿ جرف اؼبعمودية اؼبقدس وعضوا صاغبا يف جسد اؼبسيح. أما اؼبرة الثانية فقد حدثت يف تلك األمسية يف مكاف منعزؿ يف اعببل اؼبقدس )آثوس( حيث ظبعت التعليم الديت من فم مبارؾ ال

كن بعد ذلك من دخوؿ جرف معمودية ثاف ىو جرف التوبة، ومن مقابلة يكل ىو فم الشيخ، لكي أسباهلل. مع فارؽ واحد ىو أشل يف اؼبرة األوذل دل أكن أفهم شيئا )ال شيء تقريبا(، وأما يف اؼبرة الثانية فقد

ن وغذاشل اؼب -يف تلك العشية-كنت عارفا إذل حد ما باغبركة اؼبتجهة صوب اهلل... ولقد أرسل اهلل إرل بواسطة ذلك الشخص القديس الناسك.

ويشرح إيغومانوس دير ”. طوىب ؼبن لو يف صهيوف بذرة وأىل يف أورشليم“يقوؿ النيب إشعياء يبكننا القوؿ إننا كلنا مغبوطوف. ألف “ستافرونيكيتا األغيورييت )اآلثوسي( ىذه اآلية بفكرة عميقة قائبل

س(، صهيوف األرثوذكسية، بذرة النساؾ القديست، ولنا أيضا العديد من أىلنا لنا يف اعببل اؼبقدس )آثو ”.يف أورشليم العلوية. وىؤالء يعيشوف من أجلنا، وىم نور ورجاء غبياتنا اغباضرة واآلتية

أردت أف أطبق بعض ما قالو رل الناسك الشيخ وىو الذي كاف رل خبلؿ مستة احملادثة كما وصفو األنبا فأحنيت رأسي ووضعتو بت ركبيت على غرار ما فعل ”. مرشدا إذل السر أكثر منو واضع ناموس“ بيمت

”.صبلة يسوع“النيب إيليا يف جبل الكرمل. وأخذت أؤجج قليب قبل الشروع يف

ال تنقطع وتثت فيهم أفكارا عن يسوع ” صبلة“إف ساعات الليل مبعث حياة للرىباف ألهنا ربفزىم إذل ة العذوبة. ولليل تأثت حاسم يف نفوسهم إذ هبعل اغبياة اؼببلئكة معاشة فيهم. بذلك يفضلوف كلي

زبصيص الليل للعمل العقلي والصبلة. والرىباف يلغوف الليل، طاؼبا أف اغبياة الرىبانية تلغي كل شيء. قل بو اؼبوت أيضا يف الوقت وإهنا إلبطاؿ للموت أيضا، ألف اغبياة تنتقل إذل اآلخرين بطريق الزواج وتنت



عينو، فيولد كائن جديد، مزمع أف يبوت أيضا، يف حت أف حياة البتولية توفق اؼبوت عن التحكم يف البشرية وقهرىا. فعند الراىب تبدأ األبدية وىي اغبياة اغبقة، وىو لذلك وبيا الواقع األخروي

أبناء ىذا الدىر يزوجوف ويزوجوف. لكن الذين “ )اإلسخاتولوجي( والستة اؼببلئكية. وقد قاؿ الرب 31: 41)لوقا ”. حسبوا أىبل للحصوؿ على ذلك الدىر والقيامة من األموات، ال يزوجوف وال يزوجوف

(. فإف حياهتم ىي حياة دىر آخر. واغبياة اغباضرة سبسي عندىم أبدية، والزمن يغدو ال زمنيا.

ينبغي التقدـ أوال بسلوؾ البتولية على األرض من جهة، وااللتصاؽ “و اؼبائدة قاؿ ميثوذيوس يف كتابوؽبذا يبكننا القوؿ إف اغبياة البتولية ىي إبطاؿ لليل أيضا. والليل يتحوؿ ”. بالسماويات من جهة أخرى

سب سفر الرؤيا إذل هنار طاؼبا أهنم يعيشوف الستة اؼببلئكية اإلسخاتولوجية عيشة إختبارية. وحيث أنو حبىذا عينو هبب أف ال يكوف ليل عند ىؤالء الذين ىم مبلئكة يف اعبسم، فإف ”. ال يكوف ىناؾ ليل“

اؼبسيح اغبمل والشمس، ينت كل شيء والليل يف نظر اآلباء القديست مفيد للجميع، العمليت منهم يف اؼبرحلة األوذل من اغبياة الرىبانية، والنظريت على السواء. والعمليوف ىم اؼببتدئوف الذي ال يزالوف

” مربو ائم“واؼبلزموف بأف يقاوموا أىواءىم ويبذلوا جهدىم، لكي وبولوىا إذل عشق إؽبي!. فإهنم ووباولوف أف يقودوا البهائم. وما ىذه البهائم إال حاالت منحرفة للنفس. أما الرىباف النظريوف فهم الذين

انتقلوا من عبودية مصر)عبودية األىواء( إذل برية البلىوى. وىم رعاة يقودوف قطعوا ىذه اؼبرحلة وقد غنما، أعت ا العقل النقي والقلب الطاىر، إذل جباؿ اؼبشاىدة. يقوؿ اآلباء إف الليل الـز ونافع

خبلؿ النهار للرىباف العمليت والنظريت على السواء. فالعمليوف منهم يذكروف فيو ما ارتكبوا من خطايا باغبق ال -وما يتبع انزالقهم إذل اؼبعاصي من تشويش واضطراب. ودبؤازرة النعمة اؼبتدفقة حياة يكتشفوف

يا ريب يسوع اؼبسيح، ابن اهلل، “بعد أخبلقيات النفس واعبسد فيأخذوف بعد ذلك بالصراخ -بالتخيل، وأعماؽبم اآلشبة، مقيدة يف أعماؽ كهوؼ وال يتكوف صبيع أفكارىم اؼبذنبة وشهواهتم البذيئة”. ارضبت

البلوعي بل يدخلوف بشجاعة ىذه الكهوؼ وىبرجوف كل ما كبت فيها، مؤازرين يف ذلك بقوة النعمة اإلؽبية، وذه الطريقة يشفوف، إذ ا يطهروف القلب والعقل ال من اؽبواجس اؼبركبة وحسب بل اؽبواجس

البسيطة أيضا.

اف النظريوف فإهنم يقضوف ساعات الليل بطريقة ـبتلفة، فقد سبق تطهرىم من اغباالت اؼبخالفة أما الرىبللطبيعة ولذلك ينصرفوف إذل اؼبزيد من سبجيد اهلل القدوس اؼبثلث األقانيم. وىم يهدأوف عقليا ويقودوف



حت كانت األرض غت الفكر والقلب إذل جباؿ اؼبشاىدة. فإذا سجا الليل فكروا يف يـو خلق العادل،مرئية، وغت منظمة، وىبيم الظبلـ فوؽ اللجة. وبعدىا تبدأ النجـو بالربوز فيذكروف خلق النجـو وكما سبح اؼببلئكة اهلل وقتئذ ػبلقو العادل كلو، يسبحوف ىم أيضا اآلف اهلل على خلقو العادل كلو. وبينما الناس

ء وحدىم مع اهلل ويبجدونو كما كاف يبجده آدـ قبل أف ىبطأ. يناموف كأهنم غت موجودين، يسهر ىؤالوإذا ظهرت الربوؽ واشتد قصف الرعود تذكروا يـو الدينونة الرىيب. وعند ظباعهم الطت وىي تصدح يشعروف بصوت األبواؽ وىي تدعوا األموات ليهبوا من قبورىم. ويذكرىم شروؽ قبمة الصبح وبزوغ

الكرصل احمليي، آية ابن اإلنساف. ويذكرىم سطوع نور الشمس دبجيء اؼبسيح الفجر بظهور الصليب مشس الرب، دبجد عظيم والقديسوف ىم أولئك الذين ينهضوف حينذاؾ فورا لكي يسبحوا اؼبسيح، وىم

أما الذين يتوانوف عند شروؽ الشمس مهملت ”. الذين ىبتطفوف يف السحب الستقباؿ الرب يف اؽبواء يح هلل فأولئك ىم اػبطأة الذين سيدانوف...التسب

لقد حاولت أف أعيش تلك األمسية على ىذا اؼبنواؿ إذل حد ما وتوخيت ذه األفكار، أف أبث اغبرارة يف قليب البارد فلما دبت فيو اغبرارة صليت بكلمات، تكاد أف أف تلك الكلمات احملبوبة عينها اليت قاؽبا

إنك أنت القوس اؼبختارة والسيف البتار القادر على “ط.. )الشبكة([ أغوسطينوس: القديس ]اؼبغبو اختاؽ شغاؼ القلب اإلنساشل الصلب. اجرح قليب بسهم شوقك، لتقوؿ لك نفسي: لقد اقبرحت بعشقك فسالت دموعي مدرارا طوؿ الليل والنهار بسبب جرح حيب لك. إشل أسألك، يا سيد، اضرب

بنصل سيف حبك القوي، وأنفذ إذل أعماقها بقدرتك الفائقة. وامنح رأسي ماء غزيرا بغت نفسي الصلبةحد، ساكبا يف عيت ينابيع دموع تفيض على الدواـ مت أنا الذي ملكو اغبب والشوؽ ببل حد إذل رؤية

، إذل أف أوىل لرؤية وجهك الكلي اعبماؿ لكي أبكي على الدواـ، غت قابل أي تعزية يف اغبياة اغباضرة اػبنت احملبوب الفائق اغبسن يف اؼبظاؿ السماوية إؽبي وريب...

ارفع إذل فوؽ فم نفسي اؼبتعطشة إليك، كبو التيارات القائمة فوؽ األشياء، تيارات شعبك السرمدي، طيع، أحيا إذل وباألحرى أجذا إليك أيها الينبوع اغبي، إؽبي وحياب حىت إذا شربت منو بقدر ما أست

األبد. يا ينبوع اغبياة، إمؤل ذىت من هنر نعيمك، وأسكر قليب سكرا بدوف طبر، ىو سكر عشقك، ”.فأنسى األباطيل والتوافو واألمور األرضية، وال يبقى يف ذاكرب على الدواـ سواؾ أنت وحدؾ...



اليت علمت إياىا الناسك. ”الصبلة“ما استطعت إذل ذلك سبيبل، وىي ” الصبلة“بعد ذلك رددت ودل أدر كم من الوقت قضيت ىناؾ. فإف بعض اللحظات تتوقف عندىا عقارب الساعة وال تتحرؾ.

واألبدية قد أوقفت الزمن...

لقد انقضى الوقت وقطعت منتصف الليل من زمن. وبدت رل أكواخ النساؾ وىي تضاء شيئا فشيئا، لتجري متدفقة ىنا ” ينابيع التخشع واالنسحاؽ“لكي تغرد. تنهض ألف ببلبل الليل تستيقظ اآلف

لكي يعم ” الزنابق العطرة“لكي تنت تتفتح ” أبراج اعببل النارية“وىناؾ فتوي أرضا عطشى هتب أرهبها اؼبسكونة.

بوف من بعد قليل يصدح النساؾ بالتضرعات والتانيم يف فيضاف من دموع التوبة واإلشراؽ. إهنم يه رقادىم ليسبحوا اؼبسيح متوسلت عليو أف يرسل نعمتو اإلؽبية ورضبتو الغنية.

يا يسوع، أيها اعبماؿ اؼبذىل، الذي يفوؽ كل حسن، أؾبدؾ يا من تبلـز قدرتو إرادتو.

يا يسوع، العشق اعبنوشل اؼبشوؽ إليو أكثر من كل شيء. أؾبدؾ أيها القادر على حكم عوادل ال ربصى.

يا يسوع، الطريق واغبق واغبياة، أشكرؾ ألنك قدتت إذل حقيقة أقوالك اإلؽبية احمليية.

اؼبغلوطت، أشكرؾ ألنك أىلت طبيعتنا غت اؼبستحقة ؼبثل ” ؼبشاىدة“يا يسوع أيها اؼبوضوع النهائي ىذا اد، ؾبدؾ.

يئة، وقد غمرتت دياجت الظبلـ.يا يسوع النور الذي يفوؽ كل نور، أعتؼ لك بأشل أست يف ظلمة اػبط

يا يسوع يا آخر القضاة، أعتؼ لك بأنو دل يسبق رل أف جرحت حببك كما هبب.

يا يسوع اغبرارة احمليية الكلية العذوبة، بث حرارتك يف أنا الذي استحوذت عليو الربودة.

، اؼبتؤللئ بالنور، زيت أنا ا لعرياف.يا يسوع أيها الثوب اؼبرصع بالنجـو

يا يسوع يا بدء حياب ومنتصفها وهنايتها، طهر قليب، لكي أراؾ.

يا يسوع، الكائن للجميع وفوؽ األشياء كلها. أنت إؽبي. أظهر يف وجهك، فأخلص.



يا يسوع، أيها الواحد الفائق العقل، اجعلت موحدا كليا بذاب بعودة عقلي وهتذيبو.

ؿ بصورة فائقة، اجعلت أظبى من كل شيء حسي وعقلي.يا يسوع، يا سر السكوف اهو

يا يسوع ابن اهلل، ارضبت.

إف اعببل )آثوس( يف ىذه الساعات ؿباصر، والشيطاف يزأر، بيد أف الرىباف يتأؽبوف حقا...



خدمة القداس اإللهيلعادل وشعرت يف طويبل وتذكرت أشخاصا، إخوة رل وأصدقاء يعيشوف يف ا” الصبلة“واصلت تبلوة

تلك الساعة باغباجة على التضرع من أجلهم حبرارة.

لقد دعوشل ذات يـو للقيم خبدمة القداس اإلؽبي يف كنيسة صغتة يف الكوخ. ويا لو من قداس عظيم.. كنت أعلم أف القداس ىو علم الىوت كامل ورؤية إؽبية وأف القداس أيضا ىو الفصح اغبقيقي:

اؼبسيح. إال أشل يف تلك األمسية عشت ىذه اغبقيقة وفهمتها. وقد أدركت أف القداس واعبلجثة وقيامة ىذا ىو منتهى اغبياة فبل تبقى ىناؾ حاجة إذل “ىو اغبد األخت غبياة اؼبؤمن يقوؿ نقوال كاباسيبلس:

تلك األمسية.أجل إنو سعادة اؼبؤمن العظمى. وىو ما عشتو ىناؾ يف ”. شيء يتعلق بالسعادة اؼبنشودة

كانت بعض القناديل مضاءة يف تلك الكنيسة الصغتة أماـ األيقونات لتربز وجوه القديست والسيدة الفائقة القداسة واؼبسيح وكاف اؼبريدوف الثبلثة والشيخ ثابتت يف كراسيهم العتيقة وكانوا يعيشوف السر

ل كانوا يقدسوف معي أيضا! وكانت صورىم اإلؽبي )القداس اإلؽبي( وما كانوا يتابعوف اػبدمة وحسب بأشبو بأيقونات القديست اؼبرسومة على جدراف الكنيسة وكأهنم قد انفصلوا عن ىذه اعبدراف ليعيشوا

الفصح.

وكانت األصوات رقيقة، ضعيفة، ىبنقها اغبزف. وكاف التتيل يصدر من أعماؽ النفس عن قلب جرحو ساف العادل بوضوح، ذلك اإلنساف الذي ال يعيش بالتنسك العشق اإلؽبي وىناؾ يبكن تبت إن

واالنسحاؽ.

أعتؼ أف ذلك القداس اإلؽبي أوقعت يف مشكلة. فإشل دل أشعر مرة يف حياب دبثل اغبتة اليت انتابتت فيو ” السبلـ عبميعكم“إذل جانب الفرح العميق الذي نعمت بو. فقد كنت كلما خرجت ألبارؾ قائبل:

ت يف مشكلة من الناحية البشرية. فقد كاف هبوؿ يف ذىت أف ىؤالء حائزوف على السبلـ، أما أنا وقعنعمة ربنا يسوع اؼبسيح “ففي مسيس اغباجة إذل حياة السبلـ. وعندما كنت أوجو إليهم الربكة الرسولية

ت أفعل... فلقد كنت كنت أعلم جيدا ما كن” وؿببة اهلل اآلب وشركة الروح القدس لتكن مع صبيعكملقـو وضعوا قلوم يف ” لنضع قلوبنا فوؽ“أرسل بركة ونعمة إذل ىؤالء اؼبمتلئت نعمة. وكنت أقوؿ



السماء لتظل ىناؾ إذل األبد. لقد كنت أنا وحدي اإلنساف الذي ينبغي أف توجو إليو ىذه الدعوات يف القداس.

ليس أحد من “ اػبطيئة حت شرعت يف تبلوة إفشت ولقد أدركت يف القداس أيضا حقيقة وجودي يفاؼبرتبطت بالشهوات واللذات اعبسدانية مستحقا أف يتقدـ إليك أو يدنو منك أو ىبدمك يا ملك

أنظر إرل أنا عبدؾ اػباطئ والبطاؿ، وطهر نفسي “واستوذل علي خشوع وانسحاؽ حت قلت ” اد...واجعلت كفؤا بقوة روحك القدوس أنا البلبس نعمة الكهنوت ألف أقف لدى وقليب من الضمت الشرير،

مائدتك اؼبقدسة، وأخدـ جسدؾ اؼبقدس الطاىر ودمك الكرصل، ألشل إليك أتقدـ حانيا وطالبا إليك، فبل تصرؼ وجهك عت، وال ترذلت من بت عبيدؾ، لكن ارتض أف تقدـ لك ىذه القرابت على يدي أنا

”.عبدؾ اػباطئ وغت اؼبستحق

بيد أشل شعرت بالنعمة أيضا وقد أضفى اغبضور اإلؽبي على نفسي لذة وعذوبة، بعد أف تطهرت من لتكوف مسكنا ؼبلك الكل...” تقدـ“قبل جيدا بإرشاد الناسك اغبكيم وبركتو وىي اآلف

ميق بلغ أقصى مداه. فقد اقتب أشخاص عشت غبظات من التأثر الع” الشركة اإلؽبية“وؼبا حاف وقت متجردوف من اؼبادة بعد أف مارسوا رياضات التنسك، نتوف إستمدوا نورىم من رؤيتهم للنور الذي

عاشوه، اقتبوا ليشتكوا يف األسرار الطاىرة وليأخذوا نعمة من ملء جسد اؼبسيح.

دفعتهم دفعا إذل مائدة احملبة وقادهتم إذل تزيد احملبة قوة وتنميها وكلما زادت اشتعاال ” الصبلة“إف احملبة. وبقدر ما يكثروف من االشتاؾ يف جسد الرب ودمو الكريبت تزداد غتهتم يف –اإلرباد باهلل

”.الصبلة“

أجل.. أجل. كانوا ”. يتناوؿ عبد اهلل... الراىب جسد الرب ودمو ؼبغفرة اػبطايا وللحياة األبدية“ىذه ىي اغبياة األبدية أف يعرفوؾ أنت اإللو اغبقيقي وحدؾ ويسوع اؼبسيح “ألبدية. يأخذوف اغبياة ا

(. 3: 51)يوحنا ” الذي أرسلتو

إهنا ؼبشكلة حقا أف تقـو خبدمة القداس اإلؽبي وتنقل اؼبسيح إذل آؽبة حبسب النعمة. فإف اؼبسيح حاضر ”.إف اهلل بت آؽبة متأؽبت من اهلل حقا “ىنا.



عضاء اإلنساف تصت بالشركة اإلؽبية حاملة نور. فنحن بتناولنا الغذاء السماوي، اؼبن الروحي، ال إف أا! كبولو إذل جسد بل اعبسد يتحوؿ إليو. وكل شيء يصت بو نت

كل “.. بعد الشركة اإلؽبية يقوؿ القائم بوظيفة مرتل، حبسب ترتيب اعببل اؼبقدس )آثوس( من بعد آمت. آمت. لغفراف اػبطايا وللحياة “ما يلي: ” وكل اآلف وكل أواف وإذل دىر الداىرينحت اآلف

األبدية. ليمتلئ فمنا تسبيحا يا رب لكي نتزل دبجدؾ. ألنك أىلتنا لبلشتاؾ يف أسرارؾ اؼبقدسة لليلويا.. الطاىرة، عديبة اؼبوت، فثبتنا يف تقديسك لكي نتأمل عدلك كل النهار. ىلليلويا.. ى

فإهنم من أجل ىذا يشتكوف )يتناولوف( لكي يعيشوا كل يومهم مع اؼبسيح ويتأملوا اظبو ”. ىلليلويا القدوس اؼبشوؽ إليو جدا.

وعند هناية القداس يقرأ أحد الرىباف صبلة الشكر هلل بعد الشركة اؼبقدسة. وفيها يدرؾ اؼبرء جيدا بعد اليت وضعها اآلباء القديسوف ومنها ما جاء يف التضرع إذل ربنا يسوع تلك اللحظات اؼبؤثرة معت األدعية

ىب أف تكوف ىذه رل أنا أيضا الستنارة عيت قليب، ولبلزدياد من نعمتك اإلؽبية، والتأىل “اؼبسيح: ؼبلكوتك، حىت أذكر نعمتك على الدواـ وأنا ؿبفوظ ا يف تقديسك، وال أعيش بعد اآلف لذاب، بل

”.يدي واحملسن إرل لك يا س

يا من “... ومنها التوسل إذل سيدتنا والدة اإللو الفائقة القداسة اليت يكرمها الرىباف بنوع خاص: ولدت النور اغبقيقي، أنتي عيت قليب العقليتت، يا من ولدت ينبوع عدـ اؼبوت، أحييت أنا اؼبائت

ـ اهلل الرحيم، اغبنونة. ارضبيت وأعطي قليب انسحاقا، وزبشعا، واتضاعا يف أفكاري، باػبطيئة، يا أواستعادة يف حالة أسر ىواجس، واجعليت أىبل، حىت آخر نسمة، لقبوؿ تقديس األسرار الطاىرة ببل

”دينونة. وىبيت دموع توبة واعتاؼ، ألسبحك وأؾبدؾ كل أياـ حياب...

أيضا. إهنم يتحدثوف عن النور واغبياة، وعن دموع التوبة

ومن بعد الشركة اإلؽبية )اؼبناولة اؼبقدسة( تزداد اغبياة الروحية مبوا. فإف اؼبسيح الـز وضروري ؼبواصلة الرياضة والتقشف.



إف الكنيسة الصغتة يف تلك الليلة كانت بالنسبة إرل، األرثوذكسية بكاملها، سر حضور اؼبسيح وسلم ، ”يا لو من مكاف رىيب، إنو بيت اهلل. وىذا ىو باب السماء“صرخة يعقوب. ومن أعماؽ قليب ندت

من ىنا يصعد اآلباء األبرار إذل األبدية وينعموف ا.

قبل قليل شفى اهلل شللي على يد الناسك القديس. أما اآلف فإشل إباف خدمة القداس اإلؽبي يف الكنيسة قد شفاه الرب عند الربكة ب رآه ىذا يف اؽبيكل فعرفو رأيت اهلل وتعرفت عليو كما حدث للمخلع سباما. ف

وسجد لو.

يف تلك الليلة أشرقت... إهنا ليلة ليست كسائر الليارل. دعنا نصورىا بكلمات أستتيوس:

أيتها الليلة األشد اء من النهار،“

أيتها الليلة األسطع نورا من الشمس،

أيتها الليلة األنصع بياضا من الثلج،

ها الليلة األجلى بريقا من الربؽ،أيت

، أيتها الليلة طاردة النـو

”.أيتها الليلة معلمة السهر للصبلة مع اؼببلئكة...

إشل أعتؼ بكل توكيد أف يوما واحدا نقضيو يف اعببل اؼبقدس )آثوس( أشبن من سنة بكاملها يف التأمل قيمة من شهادة جامعية. وأف حديثا مع أحد والدرس، وأف أمسية يف كوخ يف مكاف بعيد مقفر ألعظم

النساؾ لبضع دقائق ؽبو ملعقة فيتامينات أشبن بكثت من آالؼ التوافو اليت نأكلها يف العادل!

وأعترب اعببل اؼبقدس )آثوس( فلكا لؤلرثوذكسية ال يقوؿ الكثت وإمبا يعيش الكثت. وىو كما قاؿ إنو ”. ء حدود العادل وفوؽ العاؼبيات. وآثوس ىذا موطن الفضيلةقائم ورا“القديس غريغوريوس باالماس

ودياف خضراء يانعة للعادل األرثوذكسي. وكل ناسك فيو مقاومة صامتة ضد روح علمنة إيباننا. ؽبذا كاف وال يزاؿ ما يقدـ من عطاء عظيما جدا. وىذا اؼبكاف صاحل للتوبة، وتتوفر فيو اإلمكانية ليعيش اإلنساف

ثوذكسية عيشة اختبار. وبذلك يقدـ آثوس خدمات جلى للكنيسة وللناس العائشت يف العادل.األر



إف كل ناسك يف آثوس ىو يوناف )النيب( دبعناه اغبسن، الذي يبدو أنو ذاىب إذل ترشيش )إذل الربية( لعادل( لكي يكرز أي )نعمة اهلل( يقوده إذل نينوى اؼبدينة العظيمة )أي إذل ا” اغبوت البحري“إال أف

بالتوبة أي بالعودة إذل اهلل.

، أما أنا فلم يكن رل مظلة ىناؾ وبعد أف أخذت كنز ”حسن أف نكوف ىنا ونصنع ثبلث مظاؿ“، ”الصبلة“الذي شرحو الشيخ رل، كاف علي أف أسرع إذل العادل الكبت لكي أمطره بقدرة ” الصبلة“

الثمت الذي يبلكو اعببل اؼبقدس )آثوس(. ولست أقصد ذا الكنز معلنا يف كل أكباء اليوناف عن الكنز ما يف آثوس من نفائس أثرية ذىبية رائعة ومن مبلبس كهنوتية مزركشة بالذىب وال من ـبطوطات قيمة

اؼبفعمة بالنعمة اإلؽبية ذات القوة اليت ” الصبلة“مكتوبة بروائع اػبطوط وإمبا أقصد الكنز الذي سبلكو كل ما سبق ذكره يف ىذا الكتاب.أبدعت



النزول من ثابورعندما أخذ نور الفجر ينبلج يف األفق أردت أف أستمد بركة األب ألىبط من اعببل إذل البحر أو لنقل

فيما يزاوؿ حرفتو ” الصبلة“من اعببل الروحي إذل خضم اتمع. وقد وجدتو صايف الوجو، ىادئا، يردد بواسطتها طعامو اؼبؤلف من بعض قطع اػببز احملمص )البقسماط( وبعض اللواـز اليدوية اليت يؤمن الضرورية األخرى.

وفقك اهلل يا ولدي ولتكن سيدتنا “فيما اكبنيت أللثم يبينو فأجاب قائبل: ” صل من أجلي“قلت لو: من كل شر ومن كل والدة اإللو معك وليقوؾ الثالوث القدوس وليحفظ الرب اإللو نفسك وجسدؾ

أذى شيطاشل ومن كل زبيل يثت االضطراب، وليكن الرب نورؾ وستؾ وطريقك وعزتك وإكليل جتك رفيقا مبلزما لك وصل من أجلي ” صبلة يسوع“وعونا أبديا لك. إحرص على مراقبة نفسك واجعل

”لكي يرضبت اهلل...

وتصدر عن قلب متألو.إف صلوات الرىباف كلها تتدفق فيها اغبياة

قلت: أيها الشيخ، إشل لشاكر لك على كل شيء صل من أجلي ومن أجل أصدقائي ومن أجل أبنائي الروحيت وأىلي. صل... أجل صل أيها الكاىن القديس من أجل العادل كلو ألنك يف أعلى موقع منو

ل ألنك كنز لؤلرثوذكسية ال يثمن، كبو السماء... صل أيها الشيخ فأنت أنبل إنساف يف البشرية. صؿبفوظ يف ؾبموعة كنوز اعببل اؼبقدس )آثوس( شأنو شأف آخرين كثتين. صل، أجل صل من أجلنا كبن اػبطأة. فأنت اغبية النحاسية اليت رفعت يف الربية وكبن اػبطأة الذين لسعتهم أفعى اػبطيئة وإننا لنلقي

موسى لنا. ترفع يديك من أعارل اعببل يف موقف صبلة وكبن ربت بصرنا عليك فنشفى. إنك النيب ننتصر على العدو. فبل زبفض يديك لئبل تسحقنا قوة الشيطاف عدونا. أجل، صل أيها الشيخ...

لتضبت اهلل يا ولدي. -

باركوا. -

ليبارؾ الرب. وإشل أنتظر ؾبيئك إرل يف السنة القادمة... -



من اعببل إذل الشاطئ ألركب القارب كنت أشبو بعصفور ذي أجنحة كثتة وبالنيب إيليا فيما كنت نازال حامل النار. وقد توقف منطقي أما قليب فكاف مشتعبل. إنو كاف يطت. وبدوف أف أدرؾ جيدا ما يدور

وس من حورل أخذت أرزل بعض عبارات من اػبدمة الدينية ألفها اآلثوسي اؼبميز القديس نيقوذيبمن وبدث عن “األغيورييت لآلباء القديست األغيوريتيت )الذين عاشوا يف جبل آثوس(جاء فيها:

جهاداتكم أيها اآلباء اؼبغبوطوف؟ ومن يتزل وينشد كما بإقبازاتكم اؼبمتازة يف الرياضات اليت قمتم ا غت باستشهاد الوجداف اهد ىنا؟ أيبدح ما لكم من صفاء العقل؟ أـ ديبومة الصبلة ببل انقطاع؟ أـ يت

من أجل الفضيلة؟ أـ يذكر ااىدات ضد األىواء؟ أـ سهركم واقفت طواؿ الليل مصلت؟ أـ يثت على عرباتكم اؼبنهمرة على الدواـ؟ وىل يبدحكم كشراع تعمل يف اػبفاء؟ أو يلهج دبا لكم من اتضاع الفكر؟

... يا قافلة اؼبواىب، أيتها اعبموع، صبوع األبرار اؼبتقدسة أو يعدد انتصاراتكم الباىرة على الشياطت؟احملبوبة لدى اهلل، ويا أيها النحل الذي صبعو اهلل يف مغاور وكهوؼ اعببل اؼبقدس )آثوس( يصنع العسل الكلي اغببلوة، عسل اؽبدوء، يف خبليا عقلية يا طيوب الثالوث ومباىج والدة اإللو ومفاخر آثوس

”.ؼبسكونة وإجبلؽبا، تشفعوا إذل الرب لكي يرحم نفوسناوموضع تعظيم ا

يا ريب يسوع اؼبسيح، ابن اهلل، بشفاعات قديسيك، ارضبت أنا اػباطئ.

يا والدة اإللو الفائقة القداسة خلصيت.



نظرة مجملةث الكلي اآلف وقد أشرفت على النهاية، أشعر باغباجة إذل توجيو جزيل شكري وعميق إجبلرل إذل الثالو

القداسة، ألنو فتح عيت وأعانت لكي أرتبط روحيا باعببل اؼبقدس )آثوس( بيت الفضيلة، وأف أعرؼ فيو وبتعريف عليهم ”. وبيوف على األرض لكن ستهتم يف السماء“أناسا مقدست وبيوف حياة إؽبية بشرية،

لروحية. فلقد عرفت حرية الروح وفعالية وحديثي معهم وتزودي بنصائحهم وجدت بعد آخر يف اغبياة اخبلصي بعيدا عن الكبلـ باألخبلقيات والتقويات اؼبصطنعة العقيمة، وشعرت يف قرارة نفسي برسالة

اؼبسيحي.

وإشل ؼبدين بشكر ال وبد للنعمة اإلؽبية، ألهنا جعلتت أىبل لتدوين ىذه احملادثة اليت جرت يف جبل ه الكلمات اؼبدونة تقصر عن عرض ذلك اغبديث اؼبقدس اغبي عرضا وافيا، آثوس. وال ريب أف ىذ

طاؼبا أف الكلمات ىي حبد ذاهتا ضعيفة، وكثتا ما تكوف غت مناسبة لتعرب تعبتا كامبل عما دار يف أثارتو تلك احملادثة. بيد أف القليل اؼبدوف يف ىذا الكتاب قد يتيح للقارئ أف يستشف إذل حد ما، ما

احملادثة اؼبقدسة من زبشع وانسحاؽ. وإشل لعلى يقت أف ىذه األفكار القليلة قد تساعد البعض بطريقة ما، ويقيت ىذا يؤكده ما حدث رل وىو أف الشيطاف حاربت كثتا خبلؿ تدويت ؽبذه احملادثة. فقد

عن اؼبضي يف عملي ىذا. غت أف النعمة شعرت بأنو موجود بالقرب مت وىو وباوؿ بكل حيلة أف يثنيت اإلؽبية قد آزرتت يف إقبازه.

إف األرثوذكسيت صبيعا يعلموف أف خبلصنا فبكن وتعود إمكانية التألو إذل أننا ـبلوقوف حبسب صورة اإلنساف. -اهلل، وأف صورة اهلل موجودة. إهنا يسوع اؼبسيح اهلل

كسيت إذل حقيقة ىامة، أال وىي أف يسوع اهلل اإلنساف ىو اغبل لكل وينبو كثت من البلىوتيت األرثوذ اؼبعضبلت األنثروبولوجية واؼبسيحانية )اػبريستولوجيا( ىي قاعدة األنثروبولوجيا )علم اإلنساف(. ويـو كاف اآلباء القديسوف يناضلوف ضد البدع، ما كانوا يفعلوف بدافع الكره لئلنساف، وإمبا كاف حافزىم

اإلنساف خاليا من كل تزييف أو -إلنساف. ويـو كانوا هباىدوف يف سبيل صيانة التعليم عن اهللحب اربريف، فإمبا كانوا يفعلوف ذلك من أجل خبلص اإلنساف. وإال فإف إمكانية خبلصنا تضيع بأضاليل

اإلنساف. -البدع وخباصة ما يدور منها حوؿ شخص اهلل



اإلنساف، اهلل التاـ، اهلل اغبق واإلنساف اغبق. -يف أقنـو اهلل -وذكسيحبسب التعليم األرث -لقد اربدوارباد الطبيعيتت ىذا يقدـ لنا إمكانية التألو والرجاء يف ربقيقو. لقد ”. ببل اختبلط، وال تغت“وذلك

. ويبقى اآلف ألو يسوع اللو اإلنساف، الطبيعة البشرية اليت أخذىا من مرصل البتوؿ)بدوف خطيئة( وؾبدىا-أف يتألو البشر )من يريد منهم اػببلص(. وىذا فبكن بالتوبة والسعي من أجل أف يرتبط اؼبرء بػ اإللو

اإلنساف، بيسوع اؼبسيح، ووبيا فيو. والتطهر يأب بإشراؽ النور واإلرباد باؼبسيح. يقوؿ القديس وىذا على كل ”. ي الثاشل بدوف األوؿحيث التطهر يكوف إشراؽ النور، وال يعط“غريغوريوس البلىوب

حاؿ ىو معت التجسد اإلؽبي، ذبسد اهلل الكلمة. دل تتجسد الطبيعة اإلؽبية وإمبا الذي ذبسد ىو أقنـو ”.إف الكلمة صار جسدا )إنسانا( لكي يصت اعبسد )اإلنساف( كلمة“اهلل الكلمة. قاؿ مرقس الناسك

ساف ويقيم الصورة اليت سقطت منذ القدـ. أجل إف اإلنساف اإلنساف يستطيع أف ىبلص اإلن -واهللاإلنساف. وكما أف اهلل الكلمة صار إنسانا -إنسانا بواسطة اؼبسيح اهلل -ليستطيع اآلف أف يصت إؽبا

حبسب التدبت، يستطيع اإلنساف أف يصت إؽبا، حبسب النعمة.

د على الثمار األخبلقية يف عيد مولد اؼبسيح، تلك الثمار اليت نبعت من مولد وقد جرت العادة أف نشدإنساف أعت السبلـ واحملبة واالتضاع اخل. وكل ىذه ال تزاؿ قائمة ألف الطبيعة البشرية اربدت -اهلل

”. ألنو ولد لنا ـبلص“اإلنساف فادينا قد ولد. -بالطبيعة اإلؽبية فحظيت بالسبلـ والفرح والنعمة، فاهللاإلنساف فيسوع ليس حامل نبأ خبلصنا وإمبا ىو اػببلص عينو. وليس زائرا على -ولد لنا اهللأجل لقد

عجل مر بأرضنا التاعسة، وإمبا ىو الرأس الذي هبتمع فيو الكل من جديد. إنو خلق العادل من جديد. ـ، اػباطئ ىو األصل السليم اعبديد الذي وبيي الطبيعة البشرية بعد أف أسقطنا يف اؼبرض أصل آد

-فبل خبلص للبشر خارج اهلل”. زيتونة صاغبة“القدصل. وقد نقل إلينا اغبياة، لكي نستطيع أف نكوف اإلنساف. فإف يف االبتعاد عنو تعاذل تغرب وحرماف وسقوط من األنسنة. ومن ال يعيش مع اؼبسيح يبتعد

هوال، وتتحوؿ ذاتو إذل حيواف متوحش. قاؿ عن اهلل، وعن ذاتو ىو، وعن قريبو ويعترب اهلل غريبا عنو وؾبإذا نأى العقل عن اهلل صار ؿببا للشهوات يميا أو متوحشا وؽبذا “القديس مكسيموس اؼبعتؼ:

”.يبسي معاديا للناس



اإلنساف -وال يكوف القريب بالنسبة إليو مصدر فرح لو بل سبب عذاب. وىكذا يػفسد بعيدا عن اهللويبسي على صورة الوحش الذي ورد ذكره يف سفر الرؤيا وىذا الوحش ىو ” زمر“مع يف ويتفكك، ويتج

”.الشيطاف. وينتهي إذل حالة يشذ فيها عن الطبيعة وىي حالة الصفر

وىو أيضا ” غت كائن“وقد وصف البلىوب الصويف نقوال كاباسيبلس اإلنساف اؼببتعد عن اهلل بأنو اإلنساف ىو اإلنساف الصحيح . -فمن يعيش يف اهلل”. جود حبسب اؼبسيحالو “ألنو مفتقر إذل ” عدـ“

وعلى ىذا نستطيع القوؿ إف كل إنساف يقدر أف يكوف إؽبا وإنسانا أو وحشا وإنسانا. وىذا يكوف هناية التاريخ أيضا.

الكنيسة واشتكنا فيلزمنا أف نػتمسحن وأف نتكلمن )أف نصت مسيحا وكلمة(. ووبدث ىذا إف عشنا يف يفهم معناىا وتدرؾ أنبيتها يف األسرار اؼبقدسة ال -كما يقوؿ كاباسيبلس -يف أسرارىا. ألف الكنيسة

ويبكننا ”. كأعضاء يف كرمة“كرموز بل كأعضاء بالقلب وكأعضاء يف أصل نبات، وكما قاؿ الرب ، ”يسوع اؼبسيح، ابن اهلل، ارضبتيا ريب ” “للصبلة“التوصل إذل ىذا باللهج باسم يسوع يف تريدنا

مرتبطة بنوع أخص بالشركة اإلؽبية )اؼبناولة اؼبقدسة( ارتباطا وثيقا.” الصبلة“طاؼبا أف ىذه

القصتة سبكن ثيولوجيا كنسيتنا اؼبقدسة األرثوذكسية. ؽبذا ينبغي أف نذكر على ” الصبلة“ىنا يف ىذه ة.الدواـ اسم يسوع اؼبفرح، الكلي العذوب

صبلة “وقفا على الرىباف وحدىم دوف سواىم. وال ريب أف ؽبؤالء إمكانية جعل ” الصبلة“وليست مبلزمة غبياهتم باستمرار. غت أننا كبن اػبطأة قادروف أيضا على ترديدىا.” يسوع

عشر ومن اػبت أف لبصص للصبلة وقتا ؿبددا، وأف نشرع يف ترديدىا ؼبدة عشر دقائق يف الصباح، و أخرى يف اؼبساء، بشرط أف يتم ذلك ببل توقف فإف ؽبذا التحديد، ولو ؼبدة وجيزة ، أنبية كربى. ب تزداد ىذه اؼبدة دبرور الزمن لكي سبؤل النفس والشفتت حبلوة وعذوبة... ولنحاوؿ أف نتلو الصبلة أيضا خبلؿ

ستنا يف الطريق وقبيل النـو وكلما سنحت لنا الفرص...

يف الصباح واؼبساء ؼبدة ال تتجاوز الدقائق ” الصبلة“زواج أو أفراد األسرة صبيعا، فيحسن أف يتلو اأما األويقـو أحد أعضاء األسرة بتبلوتو بصوت مسموع ىادئ، رصت. وقد مارس ىذا الدعاء كثت من

األزواج واألسر فحدثت ؽبم عجائب...



زمو مرشد من ذوي اػبربة. وعلينا أف ننسق يف الوقت ومن يرغب يف اؼبضي قدما يف العمق أكثر، يلعينو، حياتنا ووصايا اؼبسيح، ألف شخص اؼبسيح مرتبط بعملو وتعليمو، فإذا طبقنا وصاياه يف سلوكنا

من يقبل إحدى الوصايا “نلنا النعمة وحظينا بالثالوث األقدس. قاؿ القديس مكسيموس اؼبعتؼ: ”.األقدس سريا ويعمل دبوجبها كاف لو الثالوث

إف كنت يا أخي قد وجدت يف األفكار الواردة يف ىذا الكتاب ما ينفعك فتكرـ بالصبلة من أجلي أنا ” يف الكنيسة“، أحيا ”اإلنساف-يف اهلل“كاتب ىذه اغبادثة، لكي أتوب وأجذب إرل رضبة إؽبنا، وأحيا

.ولكي أعيش إؽبيا وإنسانيا. إشل أتوسل إليك من كل نفسي

أمسية في برية الجبل المقدس آثوس - حوار مع ناسك حول صلاة...

Documents