للغزالي السعادة كيمياء رسالة

الكتاب تقديم

هـ(505 )ت الغزالي حامد أبو

القلوب( جواهر )شروح في كلمة

المؤلف مقدمة

الذهب كيمياء: األول الفصل

النفس معرفة في: الثاني الفصل

الحقيقة على الوقوف: الثالث الفصل

القلب حقيقة: الرابع الفصل

القلب عسكر معرفة: الخامس الفصل

وأسبابها المعرفة: السادس الفصل

األخالق: السابع الفصل

القهارمة: الثامن الفصل

البهائم صفات: التاسع الفصل

الغيب عالم عجائب: العاشر الفصل

القلب روزنة: عشر الحادي الفصل

وخصائصهم األنبياء: عشر الثاني الفصل

القلب شرف في: عشر الثالث الفصل

النبوة درجات معرفة: عشر الرابع الفصل

الطريق لهذا حجاب العلم: عشر الخامس الفصل

الله معرفة في السعادة: عشر السادس الفصل

القلب جوهر معرفة في: عشر السابع الفصل

وعظمته القلب جوهر: عشر الثامن الفصل

النفس صفات من الحق صفات: عشر التاسع الفصل

وتنزيهه الحق علم: العشرون الفصل

الرحيم الرحمن الله بسم

الكتاب تقديم

هـ(505 )ت الغزالي حامد أبو 1

 

:حياته – أ

محمــد بن محمد حامد ابو الدين زين البحر، والحبر العالمة، هو

وذلــك االســالم حجــة لقب عليــه غلب الذي الغزالي، محمد بن

بفكــره عنهــا ودفاعــه الســالمية،ا العقيــدة حيــاض عن لــذوده

بمدينــة ولــد المتطرفــة الفرق على وردوده ومناظرته وقلمه

ــ الموافقة هـ450 سنة خراسان أعمال من طوس م،1058 لـ

ــة طلب على صغره منذ أقبل صغير، وهو والده وتوفي ودراس

دائب، وسعي مثابرة، وعزيمة متواصلة، بارادة وتحصيله العلم

ــق ــه، في فتعم ــاص فنون ــره، في وغ ــد أبح ــادئ تلقى وق مب

تلقى كمــا رأســه، مســقط في األمــر أول وأصــولها العربيــة

ــا الفقــه ــاني، محمــد بن محمــد بن أحمــد على فيه ثم الراذك

ــل ــان، إلى انتق ــا ودرس جرج ــد على فيه ــم أبي ي بن القاس

ــعدة ــماعيلي مس ــاني، اإلس ــل ثم الجرج ــد ارتح ــك بع إلى ذل

والكالم والفلســفة والمنطــق والجــدل الفقه ودرس نيسابور

المشــهور الجويــني الملــك عبــد المعــالي أبي على واألصــول

تــرك ثم غيره، أستاذ على ذلك بعد يدرس ولم الحرمين، بإمام

فتوجــه العــراق، قصــد ثم الجويــني، اإلمــام وفاة بعد نيسابور

قــد شــهرته ان ولمس العباســية، الخالفــة مركــز بغــداد، إلى

بــالوزير فاتصــل اليهــا، قدومــه قبــل اآلفــاق تلــك إلى سبقته

ــام ــك نظ ــلجوقي، المل ــوض الس ــه فف ــة الي ــدريس مهم الت

فيهـا أسـتاذا وعينـه )بالنظاميـة( ببغـداد، المسـماة بمدرسته

ــة، ويــدرس العلم، ينشــر فأخــذ هـ،484 ســنة ويصــنف الطلب

ــدة الكتب، ــة م ــنوات، أربع ــارق ثم س ــراق، ف ــل الع إلى فرح

الشــام، إلى ذلــك بعــد ورحــل الحــرام، اللــه بيت وحج الحجاز،

وصنف سنتين، من قريب بالقدس، وأقام مدة، دمشق وسكن

المصــرية الــديار إلى رحــل انــه ويقــال مصــنفاته، بعض هناك

طــوس، رأســه مسقط إلى ذلك بعد عاد ثم باإلسكندرية ونزل

فخــر الزمــه ذلــك وبعد والتأليف، والعبادة للخلوة انقطع حيث

فمارس نيسابور، في بمهمته التدريس الملك نظام بن الدين

داره ولــزم طــوس، إلى بعــدها عــاد يسيرة مدة فيها التدريس

على والدوام االحاديث في والنظر العلوم مراجعة على وأكب

رحمــه بطوس ودفن هـ505 سنة مات وأخيرا والذكر، العبادة

الله.

 

العلمية: منزلته – ب

ان البــد ورحالتــه، وشــيوخه الغزالي نشأة على اطلعنا أن بعد

ــرق ــة إلى نتط ــه عن التنوي ــة، منزلت ــزالي ان حيث العلمي للغ

عصــره في ســواء العلمــاء، بين والبــارزة المشــهورة منزلتــه

هــذه الزمتــه تلتــه. وقــد الــتي العصــور او فيــه، عــاش الــذي

فيــه. وكــذلك نعيش نحن الـذي الحاضــر وقتنــا حـتى الشــهرة

بــاالجالل محاطــة منزلتــه إلى المقبلــة األجيال نظرة ستبقى

العلــوم من شــتى فنــون في خــاض والمتابعــة. فقــد واإلكبار

ممتــازة موهبــة أوتي وقــد المواضــيع، المختلفــة والمعــارف

االستنتاج، في والتعمق البيان، وقوة األفق، سعة من وفائقة

كــذلك، عديــدة علــوم في والرســائل الكتب من كثيرا ألف كما

والتربيـة.. واألخالق والتصوت والفقه الكالم وعلم كالفلسفة

.الخ

ــد ــاء، أشــهر تســابق وق ــذلك العلم ــة، وك ــا في الطلب اقتنائه

إلى جيل من عليها والتعليق وشرحها ودراستها واستنساخها

قطــر في الترجمــة مجــال في ما حركة نبدأ كلما وكانت جيل،

ــار، من ــزالي، وكتب اال األقطـ ــأتي الغـ ــة في تـ الكتب مقدمـ

الغــزالي كتب أغلب ان نــرى ولــذلك الترجمــة، في الموشــحة

انظــار تســتقطب زالت وال العالم، في لغات عدة إلى مترجمة

.ودراسة وترجمة تأليفا والمعرفة والعلم الفكر رجال

 

مؤلفاته – جـ

ــيرا الله رحمه وضع فقد الغزالي، حامد ابو كتب عن أما من كث

المعدودين من الله رحمه كان اذ والتصانيف، والكتب الرسائل

مختلفة مواضيع وفي والتأليف، التصنيف بغزارة اشتهر ممن

سابقا. أشرنا كما

المتداولة: ورسائله كتبه أهم ومن

الفالسـفة، تهـافت الضـالل، من المنقـذ الـدين، علـوم احيـاء

ــكاة ــوار، مش ــار األن ــق، في العلم معي ــيزان المنط ــل، م العم

المستقيم، القسطاس والزندقة، االسالم بين التفرقة فيصل

السعادة، كيمياء العارفين، منهاج التوحيد، في العقائد قواعد

وكتب ورسائل السالكين، معراج الكالم، علم عن العوام الجام

غيرها. أخرى ومصنفات

مـر كالـذي صـحيحة منهـا كثـيرة كتب الغزالي إلى نسبت وقد

يلفهــا بــل اليــه، نســبتها في مقطــوع غــير ومنهــا آنفا، ذكره

مخطوطــا يــزال ال ومنهــا أمرهــا، في والتحــير والظن الشــك

عالقــة ال موضــوعة، ومنهــا المكتبــات، خزانــات في محفوظــا

آراء من فيها عما مسؤول وغير بها، الغزالي حامد أبي لالمام

ــار ــات، وأفك ــع ومحتوي ــا وتق ــاع على تبعته ــاخ، الوض والنس

 أعلم وغيرها.. والله

القلوب( جواهر )شروح في كلمة 2

وهي للغزالي السعادة كيمياء رسالة

القلب عجائب شرح في

 

تنحصــر اذ للغــزالي، المهمــة الرســائل من الرسالة هذه تعتبر

الــروح وحقيقــة والقلب النفس أحــوال شــرح في مواضــيعها

المشــاهدة ومنزلــة والمعقــوالت، المحسوسات بين والعالقة

الحاصــلة الروحيــة والرياضــة المجاهــدة من المتولدة القلبية،

ان أجــل من وذلــك أوضــارها، ونبــذ النفس شــهوات قمــع من

الروح. سعادة تتحقق

المتحــف مكتبــة في المخطوطــات خزانــة في مودعة الرسالة

ــة هي كمــا وأوصــافها العــراقي من بطاقــة ظهــر على مدون

كمــا هي والــتي التصوف حقل إلى الراجعة التعريف بطاقات

:يلي

الــرقم الغــزالي محمــد التصوف، السعادة، كيمياء في )رسالة

8956 / 9

ص 38

س 52

سم(15 × 21

اليهــا أشــار وقــد الفارســية، باللغــة أصال الغزالي وضعها وقد

ــور ــد دكت ــرحمن عب ــ ال ــه في دويب ــات كتاب ــزالي( )مؤلف الغ

وأشار وأماكنها، بأرقامها المخطوطة نسخها فذكر بالتفصيل

كتابــه في ذكرهــا الغــزالي بــان قال كما عنها، الدراسات إلى

كما ( ويظهر1934 دمشق طبعة ،155 )ص الضالل من المنقذ

فقــط طبعت الرســالة بــان بــدوي الــرحمن عبــد األســتاذ ذكر

مجموعة ضمن العربي النص نصه: )طبع ما قال حيث طبعتين

1343 ، هـــ1328 ســنة القاهرة الكردي، صبري طبعها رسائل

لم كما بعد، فيما للرسالة غيرهما أخرى طبعة يصدر هـ(.. ولم

لم وأخــيرا بنفســها، مســتقل بشــكل لوحــدها الرســالة تطبع

إلى الرســالة ترجمــة متابعــة بدوي الرحمن عبد الدكتور يغفل

القديمــة لهــا، الترجمــات من جملــة ذكر حيث األخرى، اللغات

واإلنجليزيــة، والهندســتانية، واألورديــة، كالتركيــة، والحديثة،

واأللمانية.

مــرة، الول لوحــدها تنشر انها ميزتها يدينا بين التي والنسخة

الترجمــة ركاكة فيها حظنا ال وقد علميا، تحقيقا محققة وهي

العربيــة، اللغــة بقواعــد المترجم او الناسخ وجهل واألسلوب،

والحــرص النصــوص قــراءة دقــة على الــدارس بمعاودة انه اال

النتــائج إلى الوصول ضوئها على يستطيع أفكارها، ربط على

جدا. بسهولة المتوخاة الواضحة

فيهــا تناولــه الــذي الموضــوعات لكن الحجم، صــغيرة الرسالة

والمفكــرين الفالســفة من احــد في يســبقه لم يكــاد الغزالي

ال والتي السعادة عن البحث موضوع وهو قبله، من المسلمين

الـــتي النفس حقيقـــة لمعرفـــة التـــام باالســـتعداد اال تتم

ــزالي ويستخلص الله، معرفة شرف يتم بواسطتها ان إلى الغ

ــة ــواس معرف ــة الح ــرة، معرف ــة وان قاص ــحيحة المعرف الص

طريــق عن تحصــل والموجــودات الوجــود، بخــالق االقــرار

القلب الجــل خلــق انمــا العقــل ان يذكر ثم القلبية، المجاهدة

السعادة. بها تتم التي الله عبادة الجل والروح القلب وخلق

 

: فائدة

ــاء ــعادة كيميـ الرذائـــل باجتنـــاب النفس )تهـــذيب : هيالسـ

( وتنقســمبهــا وتحليتهــا الفضــائل واكتســاب عنــه، وتزكيتها

آلي:

البــاقي األخــروي المتاع )استبدال : وهيالعوام كيمياء    -1

(.الفاني الدنيوي بالحطام

الكــون عن القلب )تخليص الخــواص: وهي كيميــاء    -2

المكون(. باستئثار

المؤلف مقدمة

ثقتي، وبه الرحيم الرحمن الله بسم

وقطــر الســماء، نجــوم بعــدد والمنة والشكر كثيرا، الله الحمد

والسماء. األرض ودواب القفار ورمل الشجر، وورق المطر،

، والعظمة والكبرياء والجالل، الوحدة صفته الذي لله والحمد

بكمــال علم لمخلقــو ليس خاصــيته ، والبهــاء والمجــد، والعال،

بــل هــو، اال حقيقتــه، معرفــة الى طريــق ألحــد وليس جاللــه،

ــرار ــالعجز اإلقـ ــه عن بـ ــة منتهى معرفتـ ــديقين، معرفـ الصـ

ــاء نهايــة ، وثنائه مجده في بالتقصير االقرار آلي والوصول ثن

اشــراق مبــادئ في العقالء عقــل وغايــة واألنبيــاء، المالئكــة

ــرب طلب في والمريدين السالكين ومنتهى ، حائرة جالله الق

ــل ادراكه أصل في الطمع قطع دهشه، جالله حضرة من تعطي

جميــع نصيب وتمثيل، تشبيه الجمال من معرفته كمال دعوى

العقـول جميــع وثمـرة تحيــير، ذاتـه جمال مالحظة من األعين

للــه .. حاشــاضرورية معرفة تقصير، صنعه لعجائب النظر من

ــون أن ــه ضــميره في يهجس ان ألحــد يك ــه، كن وجالل عظمت

لحظــة مــا لقلب ان ســبحانه للــه وحاشــا هي ومــا ذاتــه،

يعلم، ال بــل وجــوده، فيعلم معرفتــه، صــفة عجائب من واحدة

البدائع وجميع عظمته، أنواع وحد قدرته، آثار جميع يعلم حتى

منــه، والكل حضرته، جمال عليه ما وكل حكمته، من والغرائب

الحقيقة على وجود له شيء فليس هو، الكل ولكن به، والكل

..وجوده على موقوفة األشياء وجميع هو، اال

، األنبياء سيد وسلم عليه الله صلى المصطفى على والصالة

ــد ــق وممه ــرار وأمين الطري ــة أس ــار الربوبي ــرة ومخت الحض

.اإللهية

..أصحابه وعلى

..بيته وأهل

. الشريعة طريق ومظهر األمة، قدوة منهم، واحد كل فان

:بعد أما

وخطــر عظيم، أمــره بــل والهــزل، للعب خلــق ما اآلدمي فان

ترابيــا قالبــه كان وان أبدي، فهو أزليا، يكن لم وان فانه كبير،

في كــان وان وجـوهره علــوي، ربـاني روحـه فحقيقة سفليا،

وشــيطانية، وســبعية بهيمــة بصــيغة ومتعلقــا ممتزجا االبتداء

االخالط من طـاهرا، صـار المجاهـدة، بوطقـة في وضـع فـاذا

أســف من ومرتقيــا الربوبيــة، بحضــرة لجــواز صالحا واللوث،

شــغله وكــذلك وهبــوط، صعود كله عليين، أعلى آلي سافلين

في نــازال، يكــون ان بــه المختص الســافلين وأســفل وديدنــه،

وأعلى والغضــب، الشــهوة أســير صار والسباع، البهائم مقام

والخالص ، المالئكــة درجات آلي الوصول في المختص عليين

له، ملكا ويصيران جميعا، فيتأسرهما والغضب، الشهوة يد من

وهــذا ، اإللهيــة حضــرة لعبــادة صلح الملك هذا آلي وصل فاذا

اليســير حصــل واذا اآلدمي، درجــة وكما المالئكة حق الصلوح

واحــدة، ســاعة عنه يصبر ان يقدر فال اإللهية حضرة جمال من

المعرفــة، جنــة باطنهــا جنتــه، يصــير الجمــال ذلك من ونصيبه

العين نصــيب ]من[ الــتي الجنــة وتلــك الحس، جنــة وظاهرها

اآلدمي جــوهر كــان وان منحصرة، جنة نظيره والفرج والبطن

ــه أول في ــرتقي ان ســبيل فال وخسيســا، ناقصــا خلقت من ي

. والمعالجة بالمجاهدة اال الكال درجة آلي النقصان درجة

الصــفاء في والنحــاس الصــفر توصــل الــتي الكيمياء ان وكما

ال أحــد وكــل عســير، امــر الخالص، الذهب قوم آلي والنظافة

من األمي جـوهر هـو الـذي الكيميـاء جـوهر يعرفـه!! فكـذلك

ــا، يوصل ال ، المالئكة ونفاسة الصفاء آلي البهيمة الخسة اليه

كل يعرفه وال أيضا، عسير اال األبدية السعادة آلي يوصل حتى

ــد، ــود أح ــع في والمقص ــذا وض ــاب ه ــرح الكت ــذه أخالط ش ه

.األبدية السعادة كيمياء بالحقيقة هي التي الكيمياء

واسـم الســعادة، كيميــاء المعــنى بهــذا سـميناه الكتــاب وهذا

يزيــد ال والــذهب النحــاس بين التفاوت فان ، به أولى الكيمياء

الــدنيا، نعيم على تزيــد ال الكيميــاء هــذه وثمــره ، الرزانة على

.ونعيمها يكون، متى آلي ومدتها تعلم وأنت

وذلــك ، المالئكــة وصــفات البهــايم، صفات بين التفاوت فأما

ــة، السعادة وثمرة عليين، أعلى آلي سافلين أسفل من األبدي

أي للكــدورة، طريـق وال نهايـة، لنعيمهــا وال آخر، لمدتها ليس

عارية. هذه بغير الكيمياء، اسم كان جرم فال ، صفائها

األول الفصل

الذهب كيمياء

 

يكــون وانمــا عجــول، كــل اليها يصل ال الذهب كيمياء أن اعلم

ســبحانه اللــه وخزائن موجودة، والرؤساء الملوك خزائن في

عليهم األنبيــاء قلوب األرض وفي المالئكة جواهر السماء في

النبــوة، حضــرة غــير من الكيميــاء هذه طلب من وكل السالم،

حالــة موســم وحاصل التدليس، آلي أمره وأخر الطريق، غلط

ــبين إفالسه، القيامة في ويظهر والتمني، والتخمين الظن وي

ن�ا ظنونه في ويفتضح تدليسه، ف� ك�شــ� ك� ويقال: )ف� اء�ك� ع�نــ� غ�طــ�

ك� ر� ــ� ب�ص م� ف� و� ــ� ــد�( ]ق: ال�ي د�ي ــة [ ومن22ح� ــه رحم ــبحانه الل س

وأربعة نبي، ألف مائة الخلق آلي أرسل انه السابغة، الواسعة

حــتى الكيميــاء، هــذه نســخة النــاس ليعلمــوا ألــف، وعشــرين

المجاهــدة!! وكيــف بوطقــة في القلب يجعــل كيــف يعلمــوا

والكدورة!! وكيــف الخبث، هي التي الذميمة، األخالق يتعدون

ارسـال كـان األنمـوذج الحميـدة!! ولهـذا األوصـاف يكتسبون

ب�ح� من عز فقال الخلق، على المنة ووضع األنبياء، قائــل: )ي�ســ�

ا لله� م�وات� ف�ي م� � الس� ض� في و�مــا ك� األر� د�وس� ا�لملــ� ال�ع�زيــز� ال�قــ�

كيم� و� الح� ذي هــ� � األمي�ين� في ب�ع�ث� الــ� وال ســ� ن�ه�م ر� ا م� م� ي�ت�لــو� ع�لي�ه�

ه� ( ]الجمعــة: آياتــ� م� ك�يه� ز� يــ� األخالق من : ينظفهم أي [،2 ،1و�

م� البهايم، صفة هي التي المذمومة ي�ع�ل�م�ه� ة�( ال�ك�تاب� )و� ك�م� الح� و�

المالئكــة الصــفات ويلبســهم عليهم يخلــع [: أي2]الجمعــة:

.الربانية

والتنظيــف النقص، صــفات من البعــد الكيمياء، هذه ومقصود

.الكمال صفات وتحصيل منها،

وتواجــه الــدنيا، هــذه عن وجهــك تحــول ان الكيمياء هذه وسر

ر� فقيــل )ص(، اللــه رســول كما وتعالى تبارك الله اذ�كــ� لــه: )و�

م� ب�ك� اس� ت�ب�ت�ل� ر� كل من أي: انقطع [،8ت�ب�ت�يال�( ]المزمل: إل�ي�ه� و�

له. كليتك واعط شيء

أشــياء، أربعــة فمعرفــة عنوانه، أما فيطول، هذه تفصيل وأما

اصول. عشرة ركن كل وفي معامالت، أربع وأركانه

نفسك.. حقيقة تعرف األول: فأن العنوان أما

. تعالى الله تعرف ان: الثاني

الدنيا. حقيقة تعرف ان: الثالث

اآلخرة. حقيقة تعرف ان: الرابع

اإلسالم. األربعة: حقيقة هذه ومعرفة

بالظــاهر، متعلقــان فاثنــان اإلســالم، معــامالت أركــان وأمــا

منهما: األول بالظاهر، فالمتعلقانبالباطن. متعلقان واثنان

عبادات. هذا ويسمى األمر حق قضاء

ــركن ــاني والـ ــظالثـ ــات في األدب : حفـ ــكنات الحركـ والسـ

.بالمعامالت يسمى الذي وهو والمعاش

بالباطن: المتعلقان االثنان وأما

الغضـب مثـل المذمومـة األخالق من القلب تنظيف: فأحدهما

تســمى األخالق هذه فان ، والكبرياء والعجب والحسد والبخل

الدين. طريق عقاب وتسمى المهلكات

ــركن ــاني وال ــاألخالق القلب : تهــذيبالث كالصــبر المرضــية ب

.المنجيات تسمى وهذه والتوكل، والرضا والمجد والشكر

ــة في ونحن ــذا جمل ــاب ه ــرح الكت ــذه نش ــة ه ــواين األربع عن

أهــل اعتقـاد : فياألول األصــل العبادات، في أصال واألربعين

في ذكرنــا مــا آخــر العلم.. آلي طلب : فيوالثــانيالســنة..

حديثا.. األربعون وهو الدين( علوم إحياء )كتاب ترجمة

ــاء لكتــاب واألصــول األركــان فهرســت : فهــذهقــال ثم كيمي

لمن الكتــاب هــذا في المعــاني هــذه شــرحناه وانمــا السعادة،

الغاليــة، العبــارات من الكتــاب وحفظنــا ، العجميــة يعــرف

]فيــه[ كــان فــان العــوام، فهم ليــدركها الدقيقــة، والمعــاني

كتاب مثل الغريبة الكتب من فليطلب ، وزوائد وتدقيق تحقيق

األخـر والتصـانيف القـرآن(، )جـواهر الـدين( و علـوم )إحيـاء

الكتــاب، هــذا في المقصــود فــان ، المعــنى هــذا في المؤلفة

بلفــظ لهم أوردهــا ان من التمســوا فــانهم الخلــق، عــوام

ــة، ــه فهمهم، حــد الكالم في نتعــدى ان يمكن وال العجمي والل

من اإلجابـة في ويثبنــا ذلـك، التمـاس في بيتهم يطهر تعالى

ويفتح المــنى، وتحصــيل التكليــف، وكــدورات الريــاء، شوائب

يجري حتى والتيسير التوفيق ويهب وييسره، الصواب، طريق

بال القــول وأمــا معاملــة، ]ء[ به الوفا يقع ما بالقلب، اللسان

بعــون اآلخــر، لقــول اال يقبــل ال سبب بال واالمر ، ضائع عمل،

سبحانه. الله

: الكتاب أول

أربعة: وهو اإلسالم، عنون بيان

النفس. معرفة: األول

النفس، معرفـة وتعـالى سـبحانه اللـه معرفـة مفتاح ان اعلم

.ربه عرف نفسه، عرف قيل: من ولهذا

ــالى وقــال م�تع ن�ر�يه� ا : )ســ� ــ� اق� في آي�ات�ن ــ� ( و�في األ�ف م� ه� ســ� �ن�ف� أ

[.53]فصلت:

نفســك تعــرف لم فإذا منك، اليك أقرب شيء ال الجملة وعلى

ال إذ عرفهــا، قــد انــه ظن من غلــط ولقــد سواك؟ تعرف كيف

وانمــا تعــالى، بــالحق عــارف غــير يكــون ان عرفهــا من يصلح

أكلت، جعت اذا انـك وذلـك فقـط، أعضاءك ظاهرك من يعرف

ــبت وإذا ــ ــك في وأنت نكحت، انعظت وإذا انتقمت، غضـ ــ ذلـ

]ء[.. سوا حد في والبهائم

ــاذا ــرف ان ينبغي ف ــا، تع ــأها!! والى أين ومن كنهه اين منش

!! وبمخلقت القالب!! ولمــاذا هذا من معنى مصيرها!! وألي

ــعادتها!! وفيم ــقاوتها!! وفي س ــاذا ش ــقى م ــا!! تش وانه

والســـباع البهـــائم صـــفات من مجتمعـــة بصـــفات متســـمة

هــذه من أنت ومــا الســالم، عليهم والمالئكــة والشــياطين

اذ ســعادتك، طلب أمكنك ذلك علمت فيك!! فاذا وانها الجملة،

األكــل فللبائهم عليه، اآلخر ما غير ، وغذاؤه أحد، كل سعادة

لتقســيم ذلك، على فاحرص منهم كنت فان والكسب، والنوم

الضــرب وســعادتها، ]ء[ الســباع وغــذا وخرجــك، بطنك أحوال

بالشــر التضــريب وللشــياطين الغضب عند واالنتقام والقتل،

سعادتهم. فيه بما فأشتغل منهم كنت فاي والمكر، والحيل

اإللهيــة، الحضرة مشاهدة وغذاؤهم فسعادتهم المالئكة وأما

ــان فان السبيل، اليهم والسبعية الشيطانية للصفات وليس ك

ــا االصــل في جــوهرك ــة الحضــرة لتعلم فاجتهــد ملكي الرباني

ذلــك مشــاهدة الى لتصــل لتســلكه الطريــق لنفســك وتمهــد

ــال، ــك وتخلص الجم ــط من نفس ــدان في التوري ــهوة مي الش

البهـــائم صـــفات فيـــك خلقت معـــنى ألي وتعلم والغضـــب،

� وتسـتخدمك تستأسـرك ألنهـا والسـباع، كيـف أم ونهـارا�، ليال

ــرها ــخرها تستأس ــفرك في وتس ــذي س ــديك، بين ال ــركب ي ت

مقامك مدة بذلك لتستعين سالحك اآلخر على وتجعل أحدهما

تبلــغ فحينئــذ بمعــاونتهم، سعادتك بذر تقتني حتى طلبك في

عبادة في الغاية وتلك السعادة، نهاية الى وتصل المنى غاية

الجنة. العوام، عبارة وفي اإللهية، الحضرة ، الخواص

ال وأنت المعــاني، هــذه على الوقــوف لــك يتصور ال انه واعلم

عن فهــو ذلــك، يعــرف ال من وكــل نفســك، من شــيئا تعــرف

القشور. اال حقيقته من نصيب له ليس الدين حقائق

 

الثاني الفصل

النفس معرفة في

 

شــيئين: من مخلــوق انــك فــاعلم نفسك، تعرف ان أردت فاذا

.. واآلخر: معــنىبالبصر رؤيته الممكن الظاهر أحدهما: البدن

ــاطن ــميته ب ــروح النفس تس ــدرك والقلب، وال ــيرة ي ال بالبص

نسـميه ونحن وخدمـه، تبعـه عـداه ومـا ذلك فحقيقته بالبصر،

نفســا يســمى الذي هو فالمقصود القلب ذكرنا فمتى القلب،

� مرة الجــانب في الصــدر في الموضــوع اللحم ال مــرة، وروحــا

، والمـوتى للبهـائم موجـود هـو اذ له، قدر ال فانه منه، األيسر

من فهو بالبصر ادراكه يمكن ما وكل بالبصر، يدرك ان ويمكن

من ليس القلب وحقيقــة الشهادة، عالم ، المسمى العالم هذا

واللحم ســبيل، عابر ووصوله غريب، بل شيء، في العالم هذا

اللــه ومعرفــة عســكره، البــدن وجميــع وآلتــه، مركبــه الظاهر

ــاهدة ــرته ومشـ ــفته، حضـ ــه صـ ــف، عليـ ــعادة، التكليـ والسـ

في والبــدن األصــل، وهــو اليه، راجع فيهم واألمر والشقاوة،

اللـه معرفـة مفتـاح وصـفاته حقيقـة ومعرفة له، تابع الجميع

جنس من عزيز جوهر فانه نفسك، تعرف ان سبحانه. فاجتهد

ــاك، من مجيئه االلهية الحضرة أصل ومعدن ، المالئكة جور هن

والحراثــة، للتجــارة هاهنــا تغــرب وانمــا ، مــاثم آلي ومعــاده

تعالى. الله شاء ان والتجارة الحراثة معنى فاعلم

 

الثالث الفصل

الحقيقة على الوقوف

 

ــه أعلم ــا[ حقيقــة، على الوقــوف يمكن ال ان تعلم حــتى ، ]م

هو!! من عسكره ماذا!! وتعرف وانه حقيقته، وتعرف وجوده،

لــه تحصــل وكيــف صفته، تعرف ثمهي!! ما عالقته تعرف ثم

وقــد الســعادة، هــذه الى يصــل ســبحانه!! وكيــف الله معرفة

ــوده أما منه، طرقا وذكرنا ذكرنا، مما واحد كل آلي أشرنا وج

ذلك اذ البدن، هو وليس نفسه، في يشك ال اآلدمي اذ فظاهر،

الــذي الــروح حقيقته بهذا: القلب ومرادنا له، روح وال للميت،

ــده ــون بفق ــذا يك ــة، القلب ه ــو جيف ــه يغمض رجال أن فل عين

اليــه، النظــر يمكن مــا وكــل واألرض، والسماء، قالبه، ونسي

لم ولن خــبر، منهــا لــه ويكون بالضرورة، نفسه وجود فيعرف

ذلك. وغير واالرض السماء، وال بدنه، من خبر له يكن

الرابع الفصل

القلب حقيقة

 

يــرخص صــفته!! فلم شــيء واي وماهيته، القلب، حقيقة أما

ذكــره )ص( في اللــه رســول يــرخص ولم ذكــره، في الشــرع

أيضا..

ئ�لون�ك� الله قال وقد ي�س� وح� ع�ن� سبحانه: )و� ل� الر� وح� قــ� م�ن� الــر�

م�ر�ب�ي( ]اإلسراء: أ� وهو هذا، من اكثر في له يؤذن فلم [،85ر�

األمـر، عـالم من فانـه اإللهيـة، األمـور من الروح ان يقول ان

طريــق، اليــه والكميــة للمقــدار مــا وكــل واألمــر، الخلــق ولله

بمعــنى اللغــة أصــل في والخلــق الخلــق، عــالم من هو فيقال

ــدير، ــه ليس اآلدمي وقلب التق ــدار، ل ــة، وال مق ــذا كمي ال وله

بعضــه، لكــان ينقســم، او ، يتجزأ ان جاز لو اذ االنقسام، يقبل

جــاهال عالمــا يكــون أن ومحــال به، عالما واآلخر بشيء، جاهال

واحد. حال في واحد بشيء

اإلبداع إذ، مخلوق، فهو ، للقسم قابل غير كان وان انه واعلم

بالخلق.. التقدير على يطلق لما الخلق اسم عليه يطلق أيضا،

، وبــالمعنى الخلــق، عــالم جملــة من هــو ، المعــنى بهــذا فــاذا

طريـق ال أشـياء عن عبـارة هـو إذ ، ]التقـدير[ عالم من اآلخر،

للمقدار.. اليها للمسامحة

قــديم الــروح ان ظن ومن قديم، الروح ان آلي قوم ذهب وقد

غلط.. فقد

ال العرض فان ايضا، غلطوا وقد عرض، انه آلي آخرون وذهب

ــع، عــداه وما اآلدمي أصل والروح تبع، هو بل بنفسه، يقوم تب

عرضا!! يكون فكيف

ــد ــط وق ــه آلي ذهب من أيضــا، غل ــل جســم أن القســمة، يقب

وهو الروح، انه يقال آخر شيء هاهنا ولعمري بخالفه، والروح

ســميناه الــذي الــروح وأما ، البهائم أرواح لكنه القسمة قابل

للبهــائم وليس تعــالى، اللــه معرفــة فيــه تحل الذي فهو قلبا،

جــوهر جنس من جــوهر هــو بــل عــرض، وال بجســم فليس

ولم كنهـه، ومعرفـة حقيقتـه، على الوقـوف يعسـر المالئكة

في حاجـة معرفتــه آلي وليســت شـرحه، في الشــرع يـرخص

فمن ، المجاهــدة الــدين طريــق أول اذ، الــدين، ســلوك ابتــداء

ــمعه قد يكن لم وان له، تحصل هذا فمعرفة بالشرط، جاهد س

الحــق قــال الــتي الهدايــة جملــة من المعرفة وهذه غيره، من

ذين� الــ� � تعالى: )و� ا دو� اهــ� ا ج� ينــ� م� ف� د�ي�ن�ه� ب�ل�نا ل�ن�هــ� ( ]العنكبــوت:ســ�

ــد فال المجاهدة، قبل الروح حقيقة معه نذكر ان يجوز [ ال69 ب

يقــدر ال عسكره، يعرف لم من فان القلب، عسكر معرفة، من

.المجاهدة على

ــدن أن واعلم عســاكر المملكــة هــذه وفي القلب، مملكــة الب

ا مختلفة، ود� ي�ع�ل�م� )و�م� نـ� ك� ج� بـ� وانمـا [،31: هـو�( ]المـدثر إال ر�

وســعادته الســعادة، طلب وشــغله اآلخــرة، ألجــل القلب خلق

ــائب بمعرفة تحصل تعالى الله ومعرفة تعالى، الله معرفة عج

بــالقلب، الحــواس وقوام الحواس بطريق تحصل وهذه العالم

وجمالــه، مركبــه والجســد شبكته، والحواس صيده، فالمعرفة

من مــركب والجســد الجســد، الى الحاجــة دعت السبب فلهذا

هــو الســبب هــذا وألجــل والرطوبــة، والحــرارة والتراب الماء

والعطش، الجوع بسبب باطنه، من الهالك خطر وفي ضعيف،

ــاهره، ومن ــبب ظ ــاء بس ــار، الم ــبب والن ــد وبس ــداء قص األع

ذلك. وغير والسباع

احتاج وبسببه الشراب، الى احتاج والعطش الجوع هذا فألجل

واألســنان والفم والرجــل كاليد ظاهر احدهما عسكرين، آلي

ــاطن واآلخــر والمعــدة، والشــراب، للطعــام الشــهوة مثــل ب

أحــدهما ، الخارجــة األعــداء لــدفع عســكرين آلي ايضا واحتاج

الغضــب، مثــل بــاطن واآلخــر والســالح، والرجــل كاليــد ظاهر

.والرضا

اال األعــداء، ودفــع الغــذاء، تحصــيل آلي التوصــل يكن لم ولما

ظــاهر فبعضــها اليهــا، للحاجــة بهــا تعــالى الله أنعم بإدراكات

واللمس، والــذوق واألذن العين مثــل الخمس، الحــواس وهي

قـوة مثــل الـدماغ ومنزلهــا خمس أيضـا وهي بـاطن وبعضـها

، التــوهم وقــوة الــذكر وقوة الحفظ وقوة الفكر وقوة الخيال

أحدهما، اختل فاذا به، يختص شغل القوى هذه من واحد ولكل

والدنيا. الدين أمر في به المنوط الشغل اختل

القلب، بأمر ، كلهم والباطن، الظاهر، العسكرين، هذا وجملة

نطــق. واذا بــالكالم اللســان أمر فإذا وملكهم، الكل أمير فانه

مشــت.. واذا بالمشــي الرجــل أمر وإذا اخذت ، باألخذ اليد أمر

]بـالتفكير[ الفكـر قـوة أمـر نظـرت.. واذا بـالنظر العين أمـر

ليحفظــوا، رســمه ويمتثل أمره، ويطيع يطيعه، وكل تفكرت،

أخرتـه، تجـارة وتتم صـيده، ويحصـل زاده، يأخـذ حتى الجسد،

سعادته.. حب ويزرع

تبـارك للـه المالئكـة طاعـة تشـبه للقلب العسـكر هذا وطاعة

بــالطبع بل أمر، في مخالفته على يقدرون ال فانهم ، وتعالى

األوامر. يمتثلون والطوع

 

الخامس الفصل

القلب عسكر معرفة

 

ــة ان اعلم ــ ــيل معرف ــ ــكر تفاص ــ ــة، القلب عس ــ وتعلم طويل

ــد بلد، مثل البدن مثل ان بمثال: اعلم مقصودك والرجــل والي

والغضــب الخــراج، كعامــل والشــهوة أهله، ]ء[ مثال واألعضا

والعقــل ملكهــا، والقلب المظــالم، صاحب وهو الشحنة، مثل

الملــك، أحــوال بســبب كلهم هــؤالء آلي حاجة وللملك وزيره،

مخلط فضولي كذاب الخراج عامل مثل هي التي الشهوة لكن

ان أبــدا وتمنيــه بقولــه، ما بكل العقل هو الذي للوزير مخالف

هــو الــذي الغضــب وهــو الخــراج، بحجــة المملكة أموال تنقص

يشــاور وقلمــا والشــر، القتــل محب أبدا وهو شرير، الشحنة،

مــا لكــل يمكن وال يعــزل، الكــذاب والعامل ووزيره، البلد ملك

الشــحنة عليــه يسلط بل منه، يسمع وال الوزير، مخالفة يقوله

مقصــورا، مقهــورا، يكــون أبدا والشحنة الفضول، من ليمنعه

المملكــة، أمــور انتظمت هــذا فعــل فــاذا حــده، من يخــرج لئال

هو الذي الوزير باشارة فعل اذا القلب، هو الذي الملك وكذلك

ينقطــع وال الســعادة، وطريــق المملكة أمور استمرت العقل،

العقــل جعــل واذا اإللهيــة، الحضــرة آلي الوصول طريق عليه

� الملــك ويصــير المملكة، خربت والشهوة، الغضب أسير هالكــا

البحث. ردي

 

 

السادس الفصل

وأسبابها المعرفة

 

الشــهوة امــام أســلفناها الــتي الجملــة هــذه بينــة علمت قــد

البــدن، وحفــظ والشــراب، الطعام ألجل خلقنا انما والغضب،

والشــرب الطعــام في للبــدن خادمــان االثنــان، هــاذان، فــإذا،

وخلقت الحــواس، ليحمــل البــدن وخلــق علفــه، همــا اللــذين

صــنع عجــائب ليعلم لــه، شــبكة ليكونوا للعقل، خدما الحواس

بها. وجل عز الله

القلب، ألجــل خلــق انمــا والعقــل العقــل، خــدم الحواس فاذا

كان فاذا الربوبية، حضرة جمال الى النظر ألجل خلق والقلب

وهــذا اإللهيــة، للحضــرة والخــادم العبد اذا، فهو بهذا، مشغوال

ا قوله معنى مــ� ت� عزوجــل: )و� ل�ق� ن� خ� ( إال� و�اإلنس� ال�ج� د�ون� ل�ي�ع�بــ�

و والمملكة، العسكر هذا أعضاء خلقت وانما [،56]الذاريات:

، أعلى آلي الــتراب عــالم من ليســافر البــدن مركب اليه سلم

العبوديــة بشــرط ويــأتي النعمــة، هذه حق يقضي ان أراد فاذا

ويتخــذ المملكة صدر في الملك يجلس ان ينبغي موضعها، في

وقــرارا�، وطنــا اآلخــرة ومن ومقصدا، قبلة اإللهية حضرة من

ــدنيا ومن مركبــا، البــدن ومن ــنزال، ال ــل اليــد ومن م والرج

وآخــر بعــد بعــالم منهم واحــد كــل ويوكــل ]ء[ خــدما واألعضا

الخيـال قـوة من ويتخـذ العمـل، ذلـك أخبـار جميع له ليجمعوا

الجواســيس عنــده ليجمــع بريــد صــاحب الــدماغ أول في التي

خريطــة ويتخــذ الــدماغ آخــر في الــتي الحفــظ قــوة من كلهم

يــد من أحــدها الــتي البطاقــة وهي األخبار، جريدة فيها يجعل

المملكــة في األمــر ليــدبر الــوزير على يعــرض البريد، صاحب

واحــدا رأى فــاذا الملــك، سفر ويدبر األخبار من بلغه ما بوفق

على بغي قــد وغيرهمــا والغضــب الشــهوة مثــل العسكر، من

دبــر عليــه الطريــق قطــع وأراد الطاعة، من يده وأخرج الملك

ــاده. واشــتغل في ــه جه ــه، يقصــد وال ب ــة فــان قتل ال المملك

الطاعــة حــد الى لــه ليــذعنوا يــدبر ان فينبغي به، اال تستقيم

كــان ذلــك فعــل فــاذا يديــه، بين الذي السفر حد على ليعينوه

في الخلعــة من يســتحق مــا ويجــد النعمــة، حق وقضي سعيدا

]ء[ واألعــدا الطريق قطاع وافق ذلك بخالف عجل وان وقتها،

والعقوبة. النكال فاستحق شقيا، وكان النعمة، وكفر البغاة،

 

السابع الفصل

األخالق

 

في الــتي العســاكر من واحــد كــل مــع اآلدمي لقلب ان اعلم

وبعض وصــفة، خلــف واحــد كــل من لــه يظهــر عالقــة باطنــه

آلي توصـله ، أحسن وبعضها له، المهلكة الردية الردية األخالق

.السعادة

آلي يصــير كمالهــا كثــيرة جملــة كانت وان األخالق تلك وجملة

األخالق: من أقسام أربعة

. البهائم أخالق

.السباع وأخالق

.الشياطين وأخالق

. المالئكة وأخالق

البشــرة كإظهــار البهــائم أفعــال يفعــل الشهوة وضع فسبب

الكلب أفعــال يفعـل فيــه الغضـب وضــع وبســبب األكــل، عنــد

باليد الخلق في والوقوع والقتل الضرب مثل واألسد، والذئب

ــان، ــبب واللس ــا وبس ــه م ــر من في ــة المك ــبيس والحيل والتل

الشــياطين، فعــل يفعــل الخلــق بين الفتن وإرادة والتخليــط

: محبــةمثــل ، المالئكــة أفعــال يفعــل العل من فيه ما وبسبب

ــالح، العلم، ــة والص ــال من والحمي ــة، األفع ــرح الخسيس ويف

ــة ــة،]ء[ األشــيا بمعرف ــرى الجميل ــدم والجهــل العيب وي وع

أشــيا أربعــة اآلدمي جلســة في ان الحقيقــة وعلى المعرفــة،

أجــل من يذم ال الكلب وملك.. فان وجني، وخنزير، كلب، ]ء[،

والخــوض الشــره يقــع وبها فيه، التي الصفة ألجل بل صورته

ــة، وحقيقــة ، القــذرة القبيحــة]ء[ األشــيا في وكــذلك الكلبي

والملك.. الشيطان حقيقة

بكشــف فمــأمور األمي ،فأمــا المعــنى هــذا من قلنــاه ما وهذا

أنــوار آثار من هي التي العقل بأنواع ومكره الشيطان تلبيس

وعيوبه، الفتنة آثار فيه تظهر وال عواره، يظهر حتى المالئكة

أيضــا ولي شــيطان آدمي )ص( قــال: )لكــل اللــه رســول كما

يقــدر ال قهري تحت صار حتى عليه نصرني الله ولكن شيطان

ــأمرني ان ــيء ي ــد من بش ــرور( فق ــر الش ــأدب أم ــنزيره ب خ

يقوما كيال العقل يد تحت يجعلهما حتى غضبه وكلب وشهوته،

حســنة أخالق هــذا من حصل ذلك فعل فاذا بإذنه، اال يقعدا وال

وشــد ذلــك بخالف فعــل فــان سعادته، لب هي جميلة وصفات

لب هي أخالق فيــه تظهــر حــتى خــدمتها منطقة وسطه على

يــرى النــوم في او اليقظــة في حالتــه له كشف فان شقاوته،

او كلب او خــنزير يــدي بين الخدمــة في الوسط مشدود نفسه

اكــثر أنصــف ولــو وأقبح، أفحش حالــه ان فيعلم اســير، جــني

أوســاطهم في الخدمــة منطقة رأوا أنفسهم وحاسبوا الخلق

على وحــالهم ونهــارا ليال أنفســهم ولهوا، لمرادهم، مشدودة

يشــبهون الصــور في كــانوا وان ذكرنــاه الــذي هــذا الحقيقــة،

وتكــون المعــاني، تظهــر انمــا ، القيامــة في فغــدا اآلدمــيين،

عليــه غالبــة الشــهوة كــانت فالـذي المعاني، قدر على الصور

ــه غالبا الغضب كان والذي خنزيرا، القيامة يوم يرى ــرى علي ي

النــون في رأى اذا هــذا ألجــل ســبع، صــورة في القيامــة يوم

انــه فتعبيره خنزيرا، رأى ظالم. وان رجل فتعبيره: انه سبعا،

النـوم من القـدر وهـذا المـوت، أنمـوذج النـوم الن قذر، رجل

ان حـتى للمعـنى تبعـا الصورة كانت اذا العالم هذا من له يعبر

يحتملــه ال عظيم ســر باطنــه. وهــذا قــدر على أحــد كل صورة

الكتاب. شرح

 

الثامن الفصل

القهارمة

 

ــاذا ــاطن في ان علمت ف ــؤالء ب ــة ه ــة: القهارم فكن ، األربع

أنت من طاعــة في تتــبين حــتى وســكناتك، بحركاتــك موافقا

منهم.

تبقى حرفــة كــل من صــفة لقلبك تحصل انه بالحقيقة واعلم

يقـال الصـفات وتلك العالم، ذلك الى صحبتك في وتأتي معك

فانــك القهارمــة، هــؤالء من أنــواره تنفتح وانمــا األخالق، لها

القــذارة صــفة فيــك ظهــرت الخنزيرية الشهوة أطلعت ]إن[

قهرتــه وان ذلــك، وغير والشماتة والحسد والحرص والوقاحة

وحفــظ القناعــة، صفة فيك ظهرت يدك، تحت وجعلته وأدبته

وقصــر الطمــع، وقلــة والزهــادة، والظــرف، والحياء، النفس،

والهم المبــاالة قلــة ظهــرت الكلــبي الغضب اطعت وان اليد،

على والتحسر واالفتخار، والكبرياء وبغضهم للخلق والتنقيص

وقلــة الخلق، في والوقيعة الدنيا، من النهاية بلوغ من فات ما

ظهــر الكلب هــذا أدبت وان اليهم، وااللتفــات بهم، االكــتراث

والشــهامة والســكون والثبــات والشــجاعة والعفو الصبر فيك

ذلك. وغير

والخـنزير الكلب هــذا تحريض عمله الذي الشيطان أطعت وان

والحيلــة المكــر وتعليمهم وتشــجيعهم القبيحة، األفعال على

ــرت ــك ظه ــة في ــط الخيان ــوء والتخلي ــة، وس ــاق الطوي والنف

ــبيس، ــه وان والتل عســكر وصــرفت بتلبيســه تغــتر ولم قهرت

وطلب والحكمــة، والعلم والمعرفــة الــذكاء فيــك ظهــر القلب

. والرئاسة والعصمة، للخلق، الصالح

ــذه ــنة االخالق وه ــة الحس ــك، الباقي ــتي مع ــات، هي ال الباقي

لهــا يقــال األخالق، هــذه من تظهــر التي سعادتك، بدء ويكون

ــة، ــات الطاعـ ــكناته اآلدمي وحركـ ــرج ال وسـ ــذين من تخـ هـ

القبيحــة واألخالق النــيرة، المضــيئة مثــل والقلب الوصــفين،

فال ، ظلمــة صــيريها اليهــا، وصــلت اذا والظلمــة، الدخان مثل

حجابا�. وتكون اإللهية الحضرة يرى

رفعت القلب آلي وصلت اذا النور، مثل الحسنة األخالق وهذه

الســيئة )ص(: )اتبــع اللــه رســول قــال ولهذا المعصية، ظلمة

(.تمحها الحسنة

أتى من اال ينجــو وال ومظلمــا، القلب يــأتي انما القيامة وفي

مثــل خلقتــه، ابتــداء في آدم ابن وقلب ســليم، بقلب اللــه

العــالم، في مــا كل فيها يظهر منيرة، مرآة منه تتأتى الحديد،

ــاذا ــدت ف ــذه على أري الصــدأ غشــيها واال حفظت، الصــفة ه

مــا على مــرآة منهــا تأتي ال بصفة تصير حتى الزنجار، وأكلها

� الله قال ان� ب�ل� تعالى: )ك�ال ل�وب�ه�م ع�ل�ى ر� ا ق� � م� ان�وا ( كــ� ب�ون� ي�ك�ســ�

[.14]المطففين:

 

التاسع الفصل

البهائم صفات

 

والســباع البهــائم صــفات كــانت اذا تقــول انــك شــك وال

وبــاي ؟ المالئكة صفة علمتم اين فمن. والمالئكة والشياطين

بــاقي دون الملكيــة األخالق لتحصــيل خلق انما انه يعلم شيء

.الصفات

من وأجمــل أشــرف اآلدمي ان علمت اذا ذلك تعلم انما فاعلم

فــذلك كمــاال، أعطي شــيء وكــل ذلك، وغير والسباع البهائم

أشــرف الفــرس ان هذا، مثال خلق، خلق وألجله درجته، نهاية

والفــرس خلــق، األحمــال نقــل ألجــل الحمار فان الحمار، من

الفــارس تحت يمــر حــتى والقتال، والجهاد الجري ألجل خلق

وأعطي الحمــار، مثــل الحمــل قــوة ايضا وأعطي أراد ما حيث

ــه عن عجز فان الحمار، يعطي لم ما من والزيادة الكمال كمال

ونقصانه، هالكه وهذا الحمار، درجة الى ورد حمولة، منه اتخذ

والجمــاع والنــوم لألكــل خلــق انما اآلدمي ان قوم ظن ولذلك

ــل خلق انما قوم وظن ذلك، في زمانهم فأنفذوا والتمتع، ألج

واألكــراد، الــترك مثــل الغــير وقهر واالستيالء والغلبة الغضب

بالشــهوة، يكونــان والجمــاع األكــل فــان خطــأ الرأيان وهذان

اآلدمي، أكــل من أكــثر الحمار وأكل ، البهائم في مركبة وهي

ومــا ، منهم أشــرف اآلدمي يكــون ممــا أكــثر العصفور وسفاد

ــذه السباع أعطيت وقد بالغضب، فيكونان واالستيالء للغلبة ه

ــوة ــوة الق ــد …الق ــا اآلدمي أعطي فق والبهــائم للســباع م

اللــه بــه يعــرف الــذي العقل وهو كمال الزيادة ولتلك وزيادة،

والشهوة، الغضب يد من نفسه وتخليص صنعه، وجميل تعالى

البهــائم على اســتولى الصــفة وبهــذه المالئكــة صــفة وهــذه

وجــه على جــاء مــا كــل وكذلك له، مسخرون وكلهم والسباع،

ر� الله قال ما على االرض، خ� ا ل�ك�م تعالى: )و�س� م�وات� ف�ي م� الس�

ا ض� ف�ي و�م� ر�� األ� يعا م� ن�ه�( ]الجاثية: اآلية ج� [.13 م�

فانهــا الصــفات وبــاقي وشــرفه، كمــال منه، ما حقيقته، فاذا

اذا ولهــذا وعدتــه، عــدده اليه أرسلت وانما وعارية، فيه غريبة

الصــافي الجــوهر فانما الشهوة، وال الغضب معه يبق لم مات

لهم، رفيقـا يكـون جرم ال المالئكة صورة وهو الحق، صفة انه

اإللهيــة: )ف�ي حضــرة في أبــدا وهم ، األعلى للمأل رفيق وهذا

ع�د� د�ق� م�ق� نـد� صــ� ل�يـك� ع� د�ر( ]القمـر: م� تـ� المظلم وأمـا [،55م�ق�

وكــان المعصــية، ظلمــة من الصــدأ بــه تعلــق فانما المنكوس،

وقــد والغضــبية، الشــهوانية األخالق ن بــه اعتداه بما منكوسا

قلبـه فوجـه القـدس، عـالم العالم، هذا في له شهوة كل ترك

تحت العــالم وهــذا ومراده، شوته، محل فانها الدنيا، وجه الى

تعــالى قوله معنى هذا منكوسا، رأسه يكون فاذا اآلخرة، عالم

و� لــ� ى : )و� ر� ون� إذ� تــ� ر�مــ� � ال�م�ج� وا م� ن�اك�ســ� ه� ء�وســ� نــد� ر� ( ع� م� ب�ه� ر�

[ ]اآلية[.12]السجدة:

وال ســجين، في الشــياطين، من فهــو صــفته، هذه كانت ومن

ا اللـه قـال هذا وألجل سجين، معنى ما أحد يعلم تعـالى: )و�مـ�

ا أ�د�راك� ( ]المطففين: م� ين� ج� [ ]اآلية[.8س�

 

العاشر الفصل

الغيب عالم عجائب

 

ــك من وأعجب نهاية، له ليست الغيب عالم عجائب ان اعلم ذل

ذلك. عن غافلون الخلق وأكثر وشرفه، القلب عجائب جملة

وجهين: من وشرفه

شـرفه أمـا القـدرة، وجه واآلخر: من العلم، وجه من: أحدهما

ــه من ــتين فعلى العلم وج ــاطبق ــدهما: م ــه : أح ــع يعلم جمي

امـاعزيـز. وهـو أحـد، كـل يعرفـه وال واآلخـر: خفي، الخلـق،

بهــا يعمــل حــتى الصناعات جملة معرفة قوة الظاهر: ]فهو[

الهندســة مثــل ويتعلمهــا، الكتب، في مــا ويقــرأ جملتهــا،

في واحــد انــه مــع الشريعة، وعلم والنجوم والطب والحساب

كــل بــل العلــوم، جميــع فيــه يســع اذ القســمة، يقبل ال نفسه

فكــره في يــذهب واحــدة لحظــة في بحــر، في ذره فيه العالم

آلي المشـــرق ومن العال، آلي الـــثرى من وحركتهـــا نفســـه

انه حتى النجوم ومقدار السماوات مساحة علمه مع المغرب

ــاحة يعلم ــك كم مس ــرج ، ذراع من ذل ــك ويخ ــر من المس البح

ــة، ــط بالحيل ــير ويحي ــوا من الط ــخر األرض، ]ء[ آلي اله ويس

ما وكل والفرس، واألسد الفيل مثل بنفسه القوية الحيوانات

عنده.. العلوم عجائب من العالم في

الحــواس هــذه طريــق من تحصل انما عنده العلوم هذه وجملة

طاعــة لهــا خلــق ولهــذا ظــاهرة، كانت السبب وبهذا الخمس،

مفتوحـة روزنـة القلب باطن في ان هذا من وأعجب الطريق،

دروب خمســة القلب خارج في ان كما السماوات ملكوت تحت

ــة ــ ــالم آلي مفتوح ــ ــات ع ــ ــمى المحسوس ــ ــالم المس ــ بالع

الروحــاني العــالم فيســمى الملكــوت عــالم امــا الجســماني،

وهــذا بالمحســوس الجســماني العــالم يلقبــون الخلــق وأكــثر

علــوم الحــواس جهــة من الحاصــل والعلم ، باألصــل مختصــر

آلي روزنــة القلب ابطان في ان على والدليل أيضا، مختصرة

انســدت اذا النائم فان أحدهما: الرؤيا شيئان، األخرى العلوم

من الغيب لــه فيظهــر البــاطن، البــاب لــه انفتح الحواس عليه

في يكــون مــا يعلم حتى المحفوظ اللوح ومن الملكوت، عالم

بمثال واما يكون، ان يريد ما مثل ظاهرا اما ويراه المستقبل،

ان النـاس يظن الظـاهر حيث ومن التفسـير، آلي فيـه يحتـاج

يــدركون انهم ويــرون اليقظة، حال في بالمعرفة أولى المرء

طريق من ال المنام حال في ويؤدونه اليقظة، حال في النظر

هــذا في شــرحه يمكننــا ال النــوم حقيقة شرح ]وإن[ الحواس

الكتاب.

واللــوح المــرآة مثل القلب ان تعلم ان ينبغي الذي القدر وأما

الموجــودات، جميــع صــورة فيهــا أخــرى مــرآة مثل المحفوظ

األخــرى في تقــع المــرآتين احــدى في الــتي الصورة ان وكما

في يظهــر المحفــوظ اللــوح في مــا فكذلك لها، المقابلة في

مناســبات، منــه واخذ المحسوسات من وفرغ صفي اذا القلب

مناســبات عن محجوبــا كــان بالمحسوســات مشــغوال دام ما و

فال المحسوسـات من يفـرغ النـوم حالـة وفي الملكوت، عالم

اذا ولكن الملكوت، مطالعة من جوهره، في ما فيه يظهر جرم

فألجــل موضعه، في باق فالخيال النوم لسبب الحواس وقعت

تصــريحا يكــون فال خيــال، مثــل كســوة في يــراه ما يكون هذا

الموت، عند اال األغلب من الخيال غطاء من يخرج وال مكشوفا

ويــرى األغطيــة فتكشــف حــواس، وال خيــال يبقى ال فحينئــذ

ن�ا ويقــال خيال، بال األمور ف� ك�شــ� ك� لــه) ف� ك� غ�طــاء�ك� ع�نــ� ر� ب�صــ� ف�

و�م� د�يــد� ال�يــ� ا22( ]ق: ح� ب�نــ� ن�ا [ ويقولــون: )ر� ر� �ب�صــ� ع�ن�ا أ م� و�ســ�

ع�ن�ا ج� ار� � ن�ع�م�ل� ف� ال�حا ( ]الســجدة: إن�ا ص� ون� نــ� آخــر [ دليــل12م�وق�

اإللهــام ســبيل على مســتقيم وخاطر فراسة األولية أخذ من

وهــو منه، ظهر بل الحواس، طريق غير من القلب آلي واصل

ــذا ، جــاءه أين من يعلم ال ــوم ان يعلم القــدر وبه ــا العل ال كله

من ليس القلب ان بهذا فتعلم المحسوسات، طريق من تكون

أجـل من له الحواس وجعلت الملكوت، عالم من بل العالم هذا

العالم ذلك مطالعة من حجابه كانت لذلك جرم فال العالم، هذه

العالم. ذلك الى الطريق يجد ال العالم هذا من يفرغ لم فما

 

عشر الحادي الفصل

القلب روزنة

 

ــة ان تظن ال ــل للملكــوت تفتح ال القلب روزن ــو ب ــان ل رجال ك

واألخالق والشــهوة الغضــب يد من قلبه، وخلص نفسه راضى

موضع في ويجلس ، العالم لهذا مرارة قلبه من ويخرج الردية،

المناســبة لقلبــه ويعطي حواسه، ويعطل عينيه ويغمض خال،

ال : اللــه.. اللــه.. بــالقلبالــدوام على يقــول الملكوت، بعالم

العــالم جميــع ومن خــبر، بال نفســه من يصير ان الى باللسان

وان كذلك، صار فاذا تعالى، الله من اال شيء من خبر بال لفظا

النوم في الخلق يراه وما الروزنة، تلك انفتحت مستيقظا كان

حســنة، صورة في له تظهر المالئكة وأرواح اليقظة، في يراه

المدد، منها له ويجعل الفوائد منهم وياخذ كلهم األنبياء ويرى

البــاب هــذا لــه يفتح ومن واألرض، الســماوات ملكــوت ويــرى

ــرى ــور ي ــة األم ــة العظيم ــتي الهائل ــدخل ال ال الحس تحت ت

األرض لي )ص(: )زويت اللــه رســول قــال الذي وهو والخيال

ســبحانه: الحــق قــال الــذي وهــو ومغاربهــا، مشارقها فرأيت

ذلك� ر�ي و�كـ� اهيم� نـ� ر� وت� إبـ� ل�كـ� ماو�ات� م� ( ]األنعـام: السـ� ض� ر� و�األ�

ــا علوم جميع بل الحال، هذه من كان [ كله75 ]ء[ كــانت األنبي

هذه وبداية والتعليم، الحواس طريق من ال الطريقة، هذه من

. المجاهدة( كلها

ــا ــال كم ر� ق ــ� أذ�ك ــبحانه: )و� م� س ــ� ك� أس ــ� ب ل� ر� ــ� ت�ب�ت ه� و� ــ� ت�ب�ت�يال�( إل�ي

كــل عن وانقطــع شــيء، كــل من تنظــف يعني[ 8]المزمل:

اللــه فــان الــدنيا بتــدبير تشــغل وال لــه كليتــك واعــط شــيء،

هــو، اال إلــه ال والمغــرب، المشرق رب مؤنتها، يكفيك سبحانه

تشــغلن وال بــالخلق تختلــط وال اليــه فــافرغ وكيال�. أي فاتخذه

ب�ر� بهم ا ع�ل�ى )و�اص� ول�ون� م� م� ي�ق� ه� ر� � و�اه�ج� را م�يال�( ]المزمل: ه�ج� ج�

القلب به يصير كيما والرياضة المجاهدة تعليم كله وهذا [،10

وهــذا المحسوســات، وشغل والشهوة الخلق رذيلة من صافيا

ــق لهم يحصل ما أما النبوة، طريق وهو الصوفية، طريق بطري

باإلضــافة مختصر ولكن أيضا، أكثر وهذا العلماء، بذات التعليم

من لهم الحاصــل واألوليــاء األنبيــاء وعلم النبــوة، طريـق الى

ــوبهم، عن اآلدمــيين تعليم واسطة بال سبحانه الحق حضرة قل

ــق هــذا وتصــحيح ــوم الطري ــه معل ــة، كل ــق بالتجرب ــير، لخل كث

هــذه لــك حصــلت قــد تكن لم وان أيضــا، العقلي، وبالبرهــان

أن من أقل فال العقلي، بالبرهان وال بالعلم وال بالذوق الحالة

وال درجـات، الثالث هــذه أحـدى تحرم لئال مصدقا مؤمنا تكون

 شرحه علم وبه الغيب عالم عجائب من وهذا كافرا�، تصير

عشر الثاني الفصل

وخصائصهم األنبياء

 

وان مخصوصــين، غــير الســالم عليهم األنبياء هؤالء ان واعلم

يصـلح ان كمـا الفطـرة، اصـل في كلها لحتص اآلدميين جواهر

صــورة تحكي مــرآة فطرتــه أصــل من حديــد كــل من يتخــذ ان

ــالم ــا في غــاض اذا لكن الع ــار الصــدأ جوهره ــده والزنج فس

والشــهوات الــدنيا حــرص عليــه غلب اذا القلب كذلك وأهلكه،

ــك منه وتبطل الخاصية لتلك يصلح ال فيه وتمكن والمعاصي تل

يهودانــه وأبــواه الفطــرة على يولــد مولــود )وكــل الفطــرة،

والصــالحية والخاصــية العمــوم ولهــذا ويمجســانه(، وينصرانه

ت� اذ عنها تعالى الحق قائل أخبر ب�ك�م قال: )ألس� الوا ب�ر� ب�لى( ق�

ــثر االنسان له قيل عاقال رجال ان لو [ هكذا172: ]األعراف أك

يسمع لم عاقال أن ولو صحيح، الكالم هذا بلى لقال الواحد من

يصــدق باطنــه لكــان بلســانه يقل ولم سمع قد يكن ولم بإذنه

تعــالى، اللــه فطرة على مصوغة اآلدميين فطرة فكذلك ذلك

ل�ئ�ن قائل من غز قال وكما �ل�ت�ه�م : )و� أ ق� م�ن� ســ� ــ� ل اوات� خ� م� الســ�

ول�ن� و�األ�رض� تعـالى: )ف�طـر�ت وقـال[ 25الله�( ]لقمـان: ل�ي�ق�

اس� ف�ط�ر� ال�تي الله� ا( ]الـروم: النــ� ]بـ[ عـرف وقـد [،30ع�ل�ي�هــ�

مخصوصــين غــير كلهم األنبيــاء ان والتجربــة العقلي البرهان

ــا )ص(: )إنمــا قال ما على آدميون وأنهم مثلكم( لكن بشــر أن

آلي ودعــاهم الخلق، صالح له ظهر لواحد، الطريق هذا فتح اذا

من يجــبر وال كرامــة، وحالــه، وليا، يسمى له ظهر والذي ذلك،

في بل ودعوتهم بالخلق يشتغل ان على الحالة هذه له ظهرت

الشــريعة ان أجــل من امــا بــدعوتهم يشــغله ال ان اللــه قــدرة

الدعوة ان أجل ومن أخرى دعوة آلي يحتاج فال جديدة طريقة

ان فيجب الــولي هــذا في موجــودة تكــون ال أخرى شروط لها

. األولياء وكرامة بأوليائه صحيحا ايمانك يكون

اليــه ولالختبــار بالمجاهــدة، تعلــق لــه األمر هذا أول ان وتعلم

وال وصــل، سلك من كل وال سلك، عزم من ليس ولكن طريق،

كـانت وأعـز، عزيـز هـو شـغل كـل وجـد.. لكن وصـل من كـل

اآلدمــيين، درجات أشرق هو وهذا وأعز، أبر ووجوده شرائطه

قــد ممن شــيخ وال مجاهدة، بال طلبه ومن المعرفة، مقام في

ولم التوفيق، يساعده لم ومن يوصل، وال يتم ال الطريق سلك

ووجود المقصود، يصل فال السعادة، بهذه األول في له يحكن

ــة درجــات ــالم في اإلمام ــع وفي الظــاهر، الع األشــغال جمي

كذلك. حكمها االختيارية

 

عشر الثالث الفصل

القلب شرف في

 

المســمى اآلدمــيين جــوهر شــرف من أنموذجــا علمت قــد

جهــة من ايضــا لــه ان االن واعلم العلم، طريــق وهــو بالقلب،

يوجــد وال المالئكــة، خاصــية من المعــنى وذلــك شرفا، القدرة

للمالئكة مسخر االجسام عالم ان كما اآلخر، الحيوان في ذلك

اليــه الخلــق حاجــة مــع صــوابا يرونــه مــا على تعالى الله باذن

في الحيوانــات ويصــورون الربيــع، زمن في الهــوا فيثــيرون

ــام، ــات األرح ــذه من جنس ولكن األرض، في والنب ــور ه األم

اآلدمي قلب ومملكــة.. كــذلك مســخرة، المالئكــة من طائفــة

يســخر قــدرة ايضــا اعطي وقد المالئكة، جوهر جنس من فانه

ــخص المتعلق المشخص والعالم العالم، اجسام بعض بها بالش

ليس القلب ان معلـــوم وانـــه للقلب، مســـخرة وبدنـــه يـــداه

ــبع، ــبع ليس واالرادة والعلم باالصـ ــا، باالصـ ــالقلب ايضـ ال فـ

صــورة ظهــرت فــاذا العســكر، على بــل االصــبع بــامر يتحــرك

الســبعة من بــالعروق البــدن مســام انفتح القلب في الغضــب

صــورة القلب في ظهــرت واذا المطــر، مثــل وهــذا األعضــاء

في تفكر واذا الشهوة، جانب الى وتحرك الريح ظهر الشهوة

الخدمــة الى اللســان تحت الــتي القــوة مــاتت وأكلــه الطعام

ليس وهــذا اكلــه، يمكن كمــا الطعــام لــترطب المــاء وأراقت

مسخر له والبدن ظاهر البدن في القلب تصرف فان بمغطي،

القلــوب بعض يكــون ان ويمكن يجــوز، انه تعلم ان يجب ولكن

اخــرى اجســام فتعطيــه المالئكة بجانب وأشبه وأقوى اشرف

مطيعــا فيصــير مثال األســد على هيبتــه فتفــع بدنه عن خارجه

على الــوهم ويطــرح فيشــفي بمــريض الهمــة ويعلق وخاضعا

فتظهر اليه ليصل شخص حق في الفكر ويدير فيمرض صحيح

المطر نزول على الهمة وتعلق الشخص ذلك باطن من حركته

بالتجربــة، ومعلــوم العقلي بالبرهان منكر غير كله هذا فينزل

البــاب هــذا والســحر. فمن العين اصــابة من يســمى ما وايضا

ــه ــة من فان ــأثير جمل ــام في اآلدمي نفس ت ــر، اجس ــان أخ ف

الحســد جهــة على اليهــا ونظــر حسنة بهيمة نظر اذا الشخص

النظــر الى الــداعي الحســد مــع البهيمــة تلك في همته فعلو

ان الخـبر في روى كمـا الـوقت، في تهلــك البهيمة فان كذلك

ذلــك ان واعلم القــدر(، والجمــل القــبر الرجــل لتدخل )العين

ــه ــائب من كل ــدرة عج ــذه القلب، ق ــية وه ــرت اذا الخاص ظه

داعيا يكن لم وان ، معجزة كانت للخلق داعيا كان فان لشخص

وليــا الرجــل ذلك سمي خير شغل في كان وان كرامة، سميت

والكرامــات والســحر ســاحرا، ســمي شــرا كــان وان نبيــا، او

كــان وان اآلدمي، القلب قــدرة خــواص من كلهــا والمعجــزات

الكتاب. هذا بيانها يحمل ال كثيرة فروق بينهم

 

عشر الرابع الفصل

النبوة درجات معرفة

ــه اسلفناها التي الجمل هذه من يعرف فالعاقل ــه يكن لم ان ل

ــة من ــبر حقيق ــورة اال الخ ــماع، ص ــوة وان وس ــة النب والوالي

ثالث خواصه ان فتعلم اآلدمي، قلب شرف من شريفة درجات

:

ــه ينكشف الخلق لعامة النوم في ينكشف ما ان: احدهما في ل

اليقظة.

ونفس ابدانهم في اال انفسهم تؤثر ال الخلق عامة ان: الثاني

طريق على بدنه عن الخارجة االجسام في تؤثر والولي النبي

فسادهم. يكون وال فيه الخلق صالح يكون

يحصــل بــالتعلم العلم من الخلــق للعامة يحصل ما ان: الثالث

وأقــوى اصــفى وتكون تعلم، غير من اكثرها ام العلوم تلك له

من� رحمة� تعالى: )ات�يناه� قال كما العلم: اللدني، ذلك ويسمى

ند�نا اجتمعت من [ فكــل65ع�لما�( ]الكهف: ل�د�نا من وع�ل�مناه� ع�

االوليــاء من او الكبار األنبياء من كان الخواص الثالث هذه فيه

هــذه ينــال فقلمــا الثالث، هــذه من واحدة حصل ومن االخيار،

فانــه عظيم تفــاوت الثالث هــذه من واحــدة كل وفي الدرجة،

يكــون وقد قليل، شيء منها واحدة، كل من ما، لشخص يكون

هذه اجتماع كان لما )ص(، نبينا ان وكما منها، كثير شيء آلخر

يظهــر ان أراد لمــا سبحانه والله فيه، باعيانها الخواص الثالث

منــه ويتعلمــوا يعــاينوه حــتى نبوتــه بظهــور للخلــق الطريــق

الخــواص الثالث هــذه من شــخص لكل اعطي السعادة، طريق

ومن النـــوم في ينكشـــف االول: مـــا فـــاألنموذجانموذجـــا:

خاصيته..

الصحيحة. الفراسة: الثانية

المستقيم. : الخاطرالثالث ومن

شيء، جنسه من له يكون ال بشيء اآلدمي يؤمن ان يمكن وال

بحــال، صــورته يفهم فال أنمــوذج منه عنده يكن لم ما كل فان

هــذا اللــه.. وشــرح اال كمالــه بحقيقة الله يعرف ال هذا وألجل

اســماء كتــاب: شــرح في وكشفناه بيناه وقد طويل، التحقيق

ان نجــوز ان االن والمقصــود المضــي، بالبرهــان تعــالى اللــه

لنــا ليس ما الثالث، هذه غير من خواص واألولياء لالنبياء يكون

اللـه يعـرف ال انه قلت كما انموذج، منه لنا يكن لم اذ خبر، منه

ــول، اال يعرفه ال والرسول فتقول الله، اال بكماله من او الرس

االنبيــاء، تعرفــه اآلدميين من االنبياء فقرب بدرجة، فوقه كان

نــوم لنــا يكن لم لــو وانــه المقدار هذا غير نعرف فلم نحن اما

وال حركــه، لــه وليســت وقــع قــد رجال ان شــخص لنــا ويحكي

كــان واذا غــدا، يكــون مــا ويــري يتكلم، وال يســمع، وال يبصــر،

ما كل واآلدمي قط، نصدقه ال فكنا ذلك يري فال ويسمع يبصر

ذ�بوا : )بــل�سبحانه الحق قال ولهذا به، يصدق ال يراه ل�م بمــا كــ�

ا ب�ع�لمه� ي�حيط�وا م� ولم� ــونس: يأتيه� إذ [ وقــال: )و�39تأويل�ه�( ]ي

تد�وا ل�م� ول�ون� بــه� ي�ه� يق� ( ]االحقــاف: إفــك� هــذا ف�ســ� [،11قــديم�

ال الــتي الصــفات من واألوليــاء لألنبياء يكون ما نتعجب ولذلك

اللــذات، األحوال تلك من يجدون وهم خبر، منها لغيرهم يكون

ال الشــعر ذوق لــه ليس شخصــا ترى فانك الشريفة، واألحوال

ان شخص أراد ولو قدر، عنده للسماع يكون وال ، لذة لذلك يجد

جنس من عنــده فليس فانــه عليــه يقــدر لم ذلــك معنى يعلمه

ــر، لذة وال االلوان معنى يفهم ال األكمة وكذلك خبر، ذلك النظ

تلــك لرؤيــة االدراكــات بعض يخلــق ان اللــه قدرة من صح فاذا

ذلك. من خبر منكريها عند يكون وال النبوة من الدرجة

 

عشر الخامس الفصل

الطريق لهذا حجاب العلم

 

طريــق من اآلدمي جــوهر شــرف الجملــة هــذه من علمت قــد

يقولــون: انهم الصــوفية من ســمعت انــك والشــك الصــوفية،

ــر ان فاحذر القول، هذا فانكرت الطريق لهذا حجاب العلم تنك

طريــق من علم وكــل المحسوسات، فان حق، فانه القول هذا

من حجابا كان فيه، واستغرقت به، اشتغلت اذا المحسوسات،

ومثــل المــاء، حــوض مثــل ذلــك في القلوب ومثل الوجه، هذا

فــاذا خــارج، من الحــوض في تصب انهار خمسة مثل الحواس

ــاء يظهر حتى الحوض قعر من الصافي الماء تخرج ان اردت م

بالمـاء مشـغوال الحـوض دام فمـا الحـوض، بـاطن من صـافي

المــاء، باطنــه من يظهر ان يمكن ال خارج، من فيه حصل الذي

يخال حتى يظهر وال القلب باطن من يحصل ال العلم هذا كذلك

من قلبــه خال اذا العــالم امــا خارج، من فيه حصل ما جميع من

الماضــي العلم يكون فال بذلك، قلبه يشغل ولم المتعلم العلم

نفســه أخلي اذا انه كما الفتح، هذا له يظهر ان ويمكن حجاب،

وانمــا حجابــه، تكــون ال الماضــية والمحسوســات الخياالت من

ــا بداللتها، السنة اهل اعتقاد تعلم رجل مثل الحجاب سبب كم

واعتقــد لذلك كليته واعطي والمناظرة الجدل في مدروك هو

هــذا فيقــول آخــر شــيء ببالــه خطر وان هذا، وراء علم ال انه

فال باطــل، فهــو خالفــه، كان ما وكل سمعته، الذي ذلك خالف

االمــور حقــائق من شــيئا الرجــل هــذا يعــرف ان بحــال يمكن

عين ال الحقيقـــة، قـــالب العـــوام يتعلمـــه الـــذي واالعتقـــاد

هــذه من الحقــائق لــه تنكشــف ان المعرفــة، وتمام الحقيقة،

وكـل القشـر، من وغـيره اللـوز من اللب يخـرج كما القوالب،

ــق تعلم من ــدل طري ــره في الج ــاد نص ــف ال االعتق ــه تنكش ل

ــه، الظن فهــذا وتعلمه، معه ذلك كل ان ظن اذا الحقيقة حجاب

كان جرم فال شيئا تعلم شخص على غالبا الظن هذا كان ولما

هــذا له حصل واذا الدرجة هذه عن محجوبين القوم هؤالء أكثر

وطريقــة الكمــال، غايــة في كــان المنزلة هذه وظهرت الفتح

تمضــي بمــا قــدر العلم في قدمه ترسخ رجل، من وأصح، آمن

حجابــا يكــون شــبهه باطــل خيــال رباط من ويبقى هذه، عليه

آمن. هذا من والعالم هنالك،

من ســمعته اذا تنكــر وال تعلم، ان في حجــاب العلم معنى فاذا

اليها.. واصل المكاشفة حضرة في هو رجل

هــذا في الموجــودين المخلصــين غــير المطوفــون هــؤالء امــا

قــط، الحــال هــذا لهم يكن لم فيــه، ظهــروا قــد الــذي الزمان

وشــغلهم الصــوفية طامات من معدودة عبارات حفظوا ولكن

ومرقعــة، أثــوابهم، وينظفــوا ايديهم، يغسلوا ان النهار طول

الغســل اهل أولئك والعلم، العلماء يذمون ذلك وغير وسجادة،

اللــه عــدو فان ورسوله، الله وأعداء الخلق، شياطين األخساء

دعــا من ورســوله الله وحبيب والعلماء، العلم يعادي رسوله و

ــذا العلم، الى ــة صــاحب يكن لم اذا المــدبر فه حصــل وال حال

يســمع رجــل مثــل ومثله هذا، له يجوز فمتى العلم، من شيء

ال مــا الــذهب من لــه حصــل وقــد الــذهب من اجود الكيمياء ان

ويقول فيها، يده يضع وال يديه بين الكنوز له فتوضع له، نهاية

ــاء معرفة تحصيل بل قدره، وما الذهب إلى حاجة مالي الكيمي

مــدبرا حقيرا فيبقى الذهب من شيئا يأخذ وال ، األصل هو فان

في وهــو الكيميــاء، علم علم، ومن معه، شيء ال جائعا مفلسا

ــاء المكاشفة فمثل الخلق، على بهمته زهاء الذهب علم لألنبي

ــاء، ــل واألولي ــاء، مث ــال الكيمي ــاء، علم ومث ــال العلم علم مث

ــذهب صاحب على الكيمياء ولصاحب الذهب، ولكن فضــيلة، ال

فضل، دينار الف معه رجل ان لو وهو اخرى دقيقة هاهنا بقي

ــل ال وحقيقتها كثير وحديثها طالبها الكيمياء ان كما في تحص

طلبهــا، في يــذهبون أقــوام واكــثر طويــل زمــان في اال اليــد

فكــذلك والزغــل، والقلب التــدليس الى عملهم حاصل ويرجع

لهم يكـون ومـا قليلـون أعـزا الصـوفية ذلـك مثـل يكون ايضا

ان بهــذا تعلم ان فينبغي الكمال، يحصل ان ونادر، أيضا، قليل

فال ذلــك لــه وظهــر الصــوفية حــال من شيء له حصل من كل

أوائل من له تظهر اكثرهم فان عالم، كل على فضل له يكون

ــر ــيء األم ــذ الش ــتراجعون وحينئ ــك عن ي ــلون وال ذل الى يص

لــه، حقيقــة ال وخيــال ، الســوداء عليــه يغلب وبعضــهم تمامه،

وكما ، كذلك تسعة عشرة كل ومن ، شغل ذلك ان يظنون وهم

بــل الخيــال، في فكــذلك احالم، واضغاث حقيقة النوم في ان

الحالــة هــذه في كــان اذا العلمــاء، على الفضــل لــه يكون انما

، بــالتعليم لهم حصــل بالــدين، تعلــق له علم كل فيكون كامال،

عظيم. نادر وهذا تعلم، بال له وحصل

وال وبفضــلهم، التصوف، طريق باصل مؤمنا تكون ان فينبغي

تــرى من كــل و الزمــان، هــذا مطوف اجل من اعتقادك تفسد

يفعــل خاصــيته قلــة من انــه فــاعلم العلماء، في يطعن منهم

..ذلك

 

عشر السادس الفصل

الله معرفة في السعادة

 

اللــه معرفــة في اآلدمي ســعادة ان اعلم بمــاذا تقــول لعلــك

تعالى..

لذتــه فيــه مــا في شيء كل السعادة ان تعلم : بانذلك فاعلم

مــا في شــيء، كل ولذة ذلك، هي انما القلب، وراحلة وراحته

لذة ان كما ألجله، خلق لما شيء كل ومقتضى طبعه، يقتضي

من االنتقــام في الغضــب ولــذة مقصــودها الى نيلهــا الشهوة

في الســمع ولــذة الجميلــة، الصــورة في العين ولــذة االعداء،

في القلب لــذة كــذلك المتناســبة، وااللحــان الحسنة االصوات

فــان االمــور حقــائق معرفــة وذلــك خلق، ألجلها التي خاصيته

وادراك والغضـــب الشـــهوة امـــا هـــذه، اآلدمي قلب خاصـــية

ــذا والجل ، للبهائم فموجود الخمس بالحواس المحسوسات ه

الى يتقاضـــاه مـــا طبعـــه في الشـــيء يعلم لم اذا اآلدمي ان

وان ويفخــر بــه وينجح يعلمــه مــا بكل ويفرح ليعلمه التجنيس

ــان ــيء في ك ــيس، ش ــل خس ــطرنج مث ــل ان مثال، الش ان قي

بــل ذلــك، عن خــبره عشــر يعلم ال الشطرنج علم يعلم الرجال

يفتخــر ان يريــد العربيــة اللغــة بعلم فرحــه ومن عليــه، يقــدر

بعلمــه يفــرح الرجــل فــان ذلــك، من اكثر تلذ واالشرف األكبر

للمملكــة وتدبيره ونيته الملك اسرار علم فاذا الوزير، باسرار

ــان ــك ك ــد ذل ــا، اش ــان ومن فرح ــا ك ــكل عالم ــماء، بش الس

ــدارها، ــة، وعلم ومق ــان الهندس ــد ك ــا اش ــالم ن فرح علم ع

ــذي فالرجــل الشــطرنج، ــف علم ال حــتى الشــطرنج بحث كي

ان يحب كيـف يعلم الـذي الشــخص من لـذة أشـد كان وضعها،

بــه العلم كــان اشــرف المعلــوم كــان كلمــا وهكــذا، بهــا يلعب

األشــياء جميــع عالم من أشرف موجود وال اكثر، ولذته أشرف

جــرم فال صــنعته، آثار العالم عجائب وجميع العالم كل بل ]ء[

أطيب وال منهــا، ألذ وال المعرفة، هذه من أشد معرفة تكون ال

اذ ذلــك، القلب طبــع ومقتضــى الربوبيــة، حضــرة نظــارة من

ثم كان فان خلق، ألجلها التي خاصيته شيء كل طبع مقتضى

اليهـا، شـوق بطـل وقـد المعرفة، هذه تقاضى فيه ليس قلب

ربمــا اذ الغــذاء، تتقاضــى فيــه بطل قد مريض بدن مثل وكان

الى يرجع حتى يعالجه لم وان الخبز، من اليه احب الطين كان

البخت ردي كــان الفاسدة، الشهوة هذه منه تذهب ولم طبعه،

المتعلقــة المحسوسات واللذات الشهوات وجميع اآلخرة، في

بــالموت، يهلــك ال القلب فــان بالموت، تتضاعف اآلدمي ببدن

فتتضــاعف صــافيا يصــير بــل موضــعها، في تبقى والمعرفــة

بتمامــه هــذا وشــرح الشــهوات، بــاقي زحمــة فترتفع اللذات،

 . الكتاب هذا آخر في المحبة أصل في نذكره

عشر السابع الفصل

القلب جوهر معرفة في

كفايــة اآلدمي جــواهر أحــوال من أوردناه الذي القدر هذا في

في ]ه[ قلنــا فقــد زيــادة رجل أراد فان الكتاب، هذا مثل في

نفســه اآلدمي يعــرف الكتــابين وبهــذين ، القلب عجائب كتاب

وهــذا القلب، عجــائب شرح بعض كله هذا بل التمام على ايضا

األركان. أحد

عجــائب أيضــا البدن خلق وفي بدنه آدمي،ال عند الثاني الركن

وفي عجيبة، معاني وباطنه، ظاهره من عضو، كل في كثيرة،

من ألفــا كــذا اآلدمي بــدن وفي غريبــة، حكم منهــا، واحــد كل

واحــد وكــل اخرى، صفة على واحد كل وعظم، وعروق عصب

ــذا تعــرف ما ومن الجميع من خبر بال وأنت أخر، غرض ألجل ه

واللســان المشي، ألجل والرجل األخذ، ألجل اليد المقدار: ان

لــو حتى مختلفات، طبقات عشر فمن العين وأما القول الجل

كــل ان يعلم فال البصــر، اختــل العشــرة هــذه من واحدة نقص

تمس شــيء خلقت!! والي لمــاذا الطبقــات هــذه من واحــدة

ــه، هو ما على ظاهر العين ومقدار النظر في اليها الحاجة علي

فال ذلــك تعلم ال كنت وانت مجلــدات، في مــذكور علمه وشرح

مثــل البطن أحشــاء خلقت لماذا تعلم ال فانك ذلك، من تعجب

محــل ذلــك.. والكبــد وغــير والكليــة، والمرارة والطحال الكبد

المعدة من اليه وصلت اذا واحدة صفة على المختلفة االطعمة

يكــون الن صــالحا يكــون الن صــالحا ليصــير الدم بلون وتجعله

منــه ترســمت بالكبــد الــدم انطبخ فــاذا االعضاء، للسبعة غذاء

ــه ــه في ــه والطحــال ، الســوء وذلــك نقات تأخــذ كي خلــق الجل

بال كــان رقيقــا خفيفــا الكبد من الدم خرج واذا منه السودانية

ذا يكون حتى المائية تلك تأخذ انها ألجل خلقت فالكلية قوام،

وخلقت الصــفراء، وتلــك دعوتــه قــوة تســقط وكــذلك قــوام،

وال مائيــة وال صــفرة بال الــدم يبقى حــتى بهــا، تجــد المــرارة

ــوداء ــع س ــوام، م ــذهب الق ــروق، في ي ــاذا الع على وقعت ف

اليرقــان منــه فيحــدث الــدم، في الصفراء، بقيت آفة المرارة

الســوداء بقيت الطحــال على طرأ وان الجسم على والصفرة

آفــة الكليــة اصــابت وان الســوداوية، العلــل فتظهــر الدم، مع

االجــزاء من جزء كل وهكذا االستسقاء، فيحدث المائية، بقيت

كونه مع اآلدمي بدن فان عمل الجل خلقت والباطنة الظاهرة

فيــه العــالم في خلــق مــا كل فان العالم لجميع امثال مختصر

مثل والعروق الجبال امثال الغليظة العظام في أنموذج، منها

وتفصــيل النجوم، مثل والحواس السماء، مثل والعرق األودية

ــال، منهــا فيه المخلوقات اجناس جميع بل يطول ايضا هذا مث

والمالئكــة والجن، ، والبهــائم والــذئب والخــنزير الكلب مثــال

منهـا فيـه العـالم في صـنعة وكل وشرحناه، أسلفناه ما على

يهضـم فانـه الطبــاخ مثــل المعــدة في الـتي فـالقوة أنموذج،

الى صــافية وترســله الطعــام تصــفي الــتي والقــوة الطعــام،

يحيــل الــذي وذلــك القصــار، مثــل األمعــاء الى ونقلــه الجسد،

أيضـا الـدم يحيـل الـذي وذلـك كالصباغ، الدم لون الى الطعام

جــزء كــل في الــذي وذلــك ، مثــل منيــا ويحيله لبنا، الصدر في

في وذلــك الحالب، مثــل والكبــد العــروق، من الصــفراء يجدب

المثانــة، في ويصــبه الكبــد من نفســه الى المــاء يجدب الكلية

الكنــاس، مثــل خــارج من النقل يرمي الذي وذلك السقا، مثل

العيار مثل البدن داخل في والسوداء الصفراء يثير الذي وذلك

الــرئيس مثــل والعلــل الصــفراء يرفــع الــذي وذلــك المفســد،

ــوالم من كم تعلم ان ومقصوده يطول، هذا وشرح العادل، الع

غافــل وانت بشــغل مشــغول واجــد كل باطنك، في المختلفة

بشكر تأتي وال تعلم ال وانت خدمتك عن لحظة يغفلون ال وهم

غالمــه ارســل رجال ان ولــو خــدمتك، في قــائمين جعلهم من

خلــق، والذي عمرك طول بشكره الشتغلت ليخدمك اليك يوما

ال واحــدة، لحظــة خــدمتك عن يغفلــوا ال ووزيــر خــادم الف لك

ــمى اعضائه، ومعرفة البدن، تركيب بشكره. ومعرفة تأتي يس

وعنــه غــافلون، عنــه الخلــق عظيم علم وهــو التشــريح، علم

ــتاذين ليصيروا يقرونه انما يقرونه الذي وكذلك معرضون، اس

ــة اليه الحاجة كانت وان مختص، عليه والطب الطب، في ماس

فانمــا الــدين، في نظــر له رجل اما به، الدين لطريق تعلق فال

فانه العالم كمال ويعرف تعالى، الله صنع عجائب ليرى يقره

قطــرة من الشــخص هذا اختراع من العالم في اعجب شيء ال

الثــاني، المــوت بعــد اآلخرة النشأة على يقدر الذي وذلك ماء،

العجــائب هــذه مثــل فان األشياء، بجميع علمه محيط عالم انه

الثــالث، علم بكمال اال تكون ان يمكن ال الغريب الحكم هذا مع

ــاجون ما كل لهم فخلق بعبيده، والعناية والرحمة، اللطف يحت

بالضـــرورة، والـــذي بـــه، ويـــتزينون اليـــه ويضـــطرون اليـــه

يتعلــق والــذي والــدماغ، والكبــد القلب مثــل اليــه فالمضــطر

ــل اليد مثل اليه الضرورة تكن لم وان به الحاجة والعين والرج

زيـادة فيــه ولكن فيــه ضــرورة وال اليــه حاجة ال وما واللسان،

وحمــرة الشــعر، ســواد مثــل الوجــه، في ذلــك ويكــون زينــة،

ذلك. وغير الحاجب واعوجاج الشفة،

حتى زنبور لكل بل فقط لآلدمي يكن لم والعناية اللطف وهذا

اليــه، يحتــاج مــا جميــع منهم واحد كل اعطى والذباب الزنبور

الصــفات معرفــة مفتــاح اآلدمي بــدن تفصــيل في النظر فان

من ال العلم هــذا شــرف الســبب وبهــذا الوجه، هذا من اإللهية

والتصــانيف الشــعر غرائب وكذلك حاجة اليه للطبيب ان أجل

الشــاعر عظمــة قلبــك في زاد اكــثر علمتهــا كلمــا والصــنائع

الله بعظمة العلم مفتاح هي الله صنع عجائب فكذلك والصانع

باالضــافة مختصرة لكن النفس معرفة من شعبة فهذه تعالى،

الفــارس مثــل والقلب للقلب كالمركب البدن فان القلب الى

وغرضــنا المــركب، الجــل الفــارس ال الفارس الجل والمركب

بهــذه التمــام على نفســك تعلم ان تقدر ال انك نعرف ان بهذا

ــرف ال من وكل منك، اليك أقرب شيء ال انه على السهولة يع

ــدر ال مفلس مثل آخر شيء معرفة ويدعي نفسه يطعم ان يق

قـبيح وهــذا البلــد لفقـراء الطعــام يعطي انـه يـدعي الطعــام

.ومحال

 

عشر الثامن الفصل

وعظمته القلب جوهر

وعظمتــه وعزتــه القلب شــرف الجملــة هــذه من عــرفت فاذا

وبينه بينك وحجب العزيز الجوهر هذا اعطيت فانك وجوهريته

عظيمــا عقابــا لــك كــان عنــه وغفلت وضــيعته تطلبــه لم فاذا

مشــغلة من واخرجه قلبك طلب في فاجتهد جسيما، وخسرانا

ــر العالم ذلك في عزه و شرفه كمال الى فتوصل فــترى اظه

ــز، بال والقدرة فناء بال والبقاء غم بال الفرح ــة عج بال والمعرف

علم فقــد العــالم هذا في أما كدرة، بال الحضرة وجمال شبهة،

غير الخفي والشرف العز ذلك الى يصل الن صالح وانه شرفه

والمــرض والــبرد والحــر والعطش الجوع اسير فانه ناقص انه

ــة في له ما فكل والشهوة، والغضب واأللم والغم والوجع راح

والتعب، بــالمرارة مقرون فهو ينفعه ما وكل آخرته ضرر فهو

او واإلرادة، بالقــدرة او بــالعلم، وعــز شــرف انمــا والشــخص

منــه، أجهــل تــرى فال علمــه الى نظــرت فان الصورة، بجمال

ال الجنــون او الهالك فيه وكان عرق جسمه في ضرب اذا فانه

بين عالجــه يكون ماذا!! وقد في عالجه يعلم وال نشأ مما يعلم

فــاي وقدرتــه قوتــه الى نظــرت وان يعلمه ال وهو يراه عينيه،

فقــد شوكة عليه سلط ولو ذبابة، يقاوم ال اذ منه، اعجز شيء

قــرار، وال نــوم بال تركتــه زنبورة لسعته ولو منها، هالكه يكون

دانــق، بســبب صــدره ويضــيق يتغير تراه همته الى نظرت وان

شــيء واي مدهوشــا، تــراه لقمــة فألجل اكله وقت جاوز واذا

قــد مذبلــة تــراه صــورته جمال الى نظرت وان هذا؟ من أخس

من عليــه ظهــرت وجهــه يغســل لم وان بجلــد، وجههــا ألبس

وأمــور النتن من ويظهــر نفســه، من يشــمئز مــا القــاذورات

جامع هو مما بطنه في ومما هذا، من اشنع شيء واي شنيعة،

مرة!! كذا بيده القدرة ويغسل له جمل ومماذا وخازن

من رهــط مــع يمشي الله رحمه الخرازي سعيد ابو الشيخ كان

موضــع فيــه يقتضــوا كــان موضــع الى الصــوفية من اصــحابه

كلهم وهربــوا فوقــف الطريق على النجاسة وكانت الطهارة،

فوقــف النتن، قبح من افــواههم وســدوا واحــد، موضــع الى

النجاسـة! هـذه لي تقـول مـا تعلمـون قـوم وقـال: يـا الشيخ

األكيــاس في مــا علي يــوزن الســوق في كنت تقول: باالمس

حتى واحدة ليلة من اكثر صحبتهم فما ايديهم في احصل حتى

!مــني وتعربــوا منكم اهــرب ان لي فيجب الصفة، بهذه صرت

غايــة في العــالم هذا في اآلدمي فان الحقيقة على هو وهكذا

ان فهــو شــرفه نــور وامــا االنســانية، وعــدم والعجز النقصان

من انتقل قلبه جوهر على السعادة كيمياء وضع اذا غدا، يكون

الــدنيا الى وجهــه صرف وان المالئكة درجة الى البهائم درجة

ترابــا يصــيرون فــانهم والخــنزير الكلب عليه فضل وشهواتها

قــد انــه فكمــا العــذاب، في هو ويبقى التعب من ويستريحون

مفــاتيح من مفتاحــا كــان الوجــه هــذا من نفســه شــرف عرف

شــرح في كــاف المقــدار وهــذا وتعــالى، ســبحانه الله معرفة

القول: من اكثر يحمل ال الكتاب هذا مثل فان النفس، معرفة

تعالى(: الحق معرفة : )فيالثاني العنوان

معــروف الســالم عليهم المتقــدمين األنبياء كتب في ان اعلم

اآلثــار ربــك.. وفي تعــرف نفسك أعرف انسان اللفظ: يا هذا

وهــذه ربــه، يعــرف نفســه يعــرف من فــان معــروف، واالخبار

ينظــر من كــل ، المرأة مثل اآلدمي نفس ان على دليل الكلمة

يعــرف فال نفســه في ينظر الخلق من وكثير الحق، ينظر فيها

تلــك في انظــر الــذي الوجــه ذلــك معرفــة من البـد فاذا الحق،

للحق. معرفة المرآة

يحتملــه وال االخــرى من أغمض احــداهما درجــتين، على وهذا

..بصواب ليس العوام تفهمه ال ما وشرح االفهام، اكثر

اآلدمي ان فــذلك احــد كــل يفهمــه ان يمكن الــذي الوجــد امــا

صــفات صــفاته من ويعــرف الحــق، ذات وجــود ذاته من يعرف

تعــرف اعضــاءه او بدنــه، وهــو مملكته، في تعرفه ومن الحق،

نفســه عــرف لمــا نــه هــوا هــذا وشرح العالم، جملة في الحق

ــاعوام ذلك قبل يكن لم انه وعلم بالوجود، يكن ولم موجــود، ب

ع�لى� أتى وتعــالى: )هــل� سبحانه قال كما عالمة وال اسم، منه

� يك�ن لم� الــد�هر من حين� اإلنســان� � شــيئا ا مــذكورا نــا إنــ� خلق�

علنــاه� نبتليــه� أمشــاج� ن�طفــة� من اإلنســان� ج� � ف� ب�صــيرا�( ســميعا

ال خلقتــه الى اآلدمي يوصــل الــذي [ والقــدر1،2]اإلنســان:

ســمع، وال عقــل، ال مدره ما فطرة اوال وجوده من أكثر يكون

ــروق، وال رجل، وال يد، وال لسان، وال رأس، وال بصر، وال وال ع

ــاء جلد، وال لحم، وال عظام، وال عصب، صــفته، تملي أبيض، م

الــذي هــو يكــون ان اما يخلو فال فيه، ظهرت العجائب هذه ثم

حالــة في بالضــرورة وعلم اظهــره، آخر شيء او نفسه أظهر

خلــق عن عــاجز هو االستقالل درجة في انه والنهاية، الكمال،

فــاذا وأنقص، أعجز كان ماء قطرة كان لما انه فيعلم شعيرة،

خــالق، فاعل ذات ووجود ذاته، وجود من بالضرورة، ذلك يعلم

البــاطن وجه ومن الظاهر وجه من بدنه في عجائب نظر فاذا

الكمـال، على خالقـه قدرة ظهور فيعلم شرحه، تقدم ما على

من تصــير قــدرة اي وانــه يريــد كما يريد ما يخلق ان يقدر وانه

والكمال الجمال مع الشخص هذا مثل مهينة حقيرة ماء قطرة

اعضائه ومنافع صفاته غرائب في نظر واذا وبدائع عجائب مع

اليــد مثــل الظــاهرة االعضــاء خلق!! من حكمة الي واحد، وان

الباطنــة األعضــاء .. ومنواألســنان واللســان والعين والرجل

خالقــه علم فيعلم ذلــك، وغــير والمــرارة والطحال الكبد مثل

هذا مثل ان ويعلم شيء، بكل ومحيط الكمال، نهاية على وانه

لــو العقالء جميع عقل فان شيء، عنه يعزب ان يجوز ال العالم

مشـتغلون وهم طويلـة اعمـار وأعطـوا ببعض بعضـهم ضـرب

ممــا الخلقــة في اجــود بوجه يأتوا ان على يقدروا لم بالتفكر

االنسـان وضـع مـا غـير اخـرى صـورة يقـدر ان مثل عليه، هو

الطعــام لتقطــع حـادة رؤوسـها المقدمة االسنان فان عليها،

ذلـك في واللسـان الطعـام، لتطحن عريضـة رؤوس والباقي

الطعــام يــرم الذي األسنان ومثل ، للرحى التي المجرفة مثل

في المــاء يطرح العجان مثل اللسان، تحت التي والقوة اليها،

ــيرطب الماء فيصب منه يحتاج ما بقدر الحاجة وقت الطعــام ل

ال العقالء عقـــل فجميـــع بـــه، يغص لئال الحلـــق في وينحـــدر

أكمــل االخــرى الصور من شيء في يتفكروا ان على يقدرون

منهــا اربــع أصابع، خمسة ]تحوي[ فانها اليد وكذلك أملح، وال

ذل، وانمــا الطول، في وأفضل منها، ابعد واإلبهام صفة، في

منها، واحد ولكل وشغال، فعال منها واحد لكل يفعل ان ليتمكن

ليقتبض ذلــك فاتخــذ ظاهرتان، انملتان واإلبهام أنامل، ، ثالث

ــا ويتخذ يفتحها ان اراد واذا مجرفة، ويتخذها يشاء، ما بها منه

. أخرى وأشياء ملعقة فتصير ويصغرها ويلطفها طبقا

في آخــر هوجــ في التفكــر ارادوا العقالء جميــع عقــل ان ولــو

آخـر، جـانب في وثالث واحـد صـف في واألصـابع اليـد موضع

ــاقص، هــو يقال فيه، يتفكر وكل وأربع، بست الخمس وهذه ن

هــذا خــالق ان بهــذا فعلم تعــالى الله خلقه ما كله ذلك واكمل

من جــزء كــل وفي مطلــع، شــيء كــل وعلى محيط، الشخص

العلم هــذا قرأ من فكل وايضا كثيرة، حكم اآلدمي عالم اجزاء

في اآلدمي نظــر واذا أكــثر، اللــه عظمــة من تعجبــه كــان اكثر

ــات ــه حاج ــا نفس ــاء، اوله ــام الى ثم األعض ــاس، العظ واللب

والــبرد والغيم والــريح المطــر الى طعامــه، وحاجــة والســكر،

ذلــك، صــالح الى بها االمر يقضي ان الى الصنائع والى والحر

ثم يتحد، كيف وانه والمعرفة بالهداية اآلالت هذه الى وحاجته

التمــام على ومصــنوع مخلــوق كلــه هــذا ان حينئــذ ينظــر

كـذلك يكن لم لـو انـواع يتخـذ منهـا واحـد كـل ومن والمالحة،

منهــا شــيء احــد ببال خطر ولما االنواع تلك كانت لما الشيء

كلهــا بل علم وال طلب غير من يريده ما و اليه يحتاج ما أعطي

]حاجــة[ صــفته هاهنــا من فتعلم والرحمــة، بــاللطف مهيئات

المخلوقــات، بجميــع والعنايــة اللطف هو وذلك األولياء، جميع

اللــه رسول قال وكما غضبي، رحمتي تعالى: سبقت قال كما

على الوالــدة شــفقة من اكــثر العبيــد على الله )ص(: )شفقة

ووجــود ذاتــه وجــود الى بنظــره علم قد الصغير(.. فاذا ولدها

كمــا رأى وأطرافــه نفسه اجزاء تفاضل كثرة في تعالى الحق

رأى نفسـه اطـراف ومنـافع الحكم عجـائب وفي الحق، قدرة

ماســة اليــه الحاجــة كــانت مــا اجتمــاع في الحــق علم جمــال

فــيرى معــه مخلوقة كانها فتجدها والمالحة، داعية والضرورة

]الله[ ورحمته. لطف

معرفــة مفتــاح النفس، معرفــة صــارت قــد الوصــف بهذا فاذا

. الحق

 

عشر التاسع الفصل

النفس صفات من الحق صفات

 

ذات وعلم نفسـه، صـفات من الحـق صفات عرف قد انه فكما

ليس ]ء[ البــد ومعــنى تقديســها ايضــا فيعلم ذاتــه من الحــق

الــوهم في يــدخل مــا كــل من مطهــر انــه الحــق، في التنزيــه

موضــع ليس كــان وان مكــان، الى اضافة من ومنزه والخيال،

فــان نفســه، من يــراه هــذا انموذج واآلدمي تصرفه من مجال

فاننــا والخيــال، الوهم في يدخل مما منزه الذي روحه حقيقة

كــذلك، كــان واذا القسمة، يقبل وال كمية، وال له مقدار ال قلنا

يــدخل فال مقدار وال لون له يكون ال ما وكل لون، له يكون فال

بحال الخيال في يدخل انما فانه االحوال من بحال الخيال في

البصــر رآه قــدر شيء الخيال في يدخل انما فانه االحوال من

ــيء او ــه من ش ــة في وليس جنس ــر والي ــال البص ــير والخي غ

الشــي ذلـك اذ الطبـع، تقاضـي من يـراه ما وااللوان االشكال

شــكل اي لونــه!! وعلى مــا الشيء ذلك ان هو!! فمعناه كيف

طريــق الصــفات بهــذه ليس صــغير!! فشــيء او هــو!! كبــير

ان يجــوز انــه تعلم ان أردت باطــل!! فــان في الكيف فسؤال

نفســك، حقيقة الى فانظر اليه، للكيفية طريق ال شيء يكون

القســمة، تقبــل ال المعرفــة محل هي التي الحقيقة تلك فان

ســال فــان طريق، اليها للكمية وال للكيفية وال للمقدار وليس

للكيفيــة طريــق ال يقال ان هو!! فجوابه كيف الروح ان سائل

بهـذا تعـالى الحق فاعلم الصفة بهذه نفسك عرفت فاذا اليه،

ــة بال يكــون موجود من يتعجبون والخلق ، أولى التقديس كيفي

ــو اآلدمي بل انفسهم، يعرفون ال وهم كذلك، وهم كمية، وال ل

نفســه في يــرى فانــه لزاد، كيف بال شيء ألف بدنه في طلب

والكميــة الكيفيــة طلب ولــو واللــذة، واآلالم والعشق، الغضب

ــون، وال لها، شكل ال األشياء، هذه فان عليها، يقدر لم لذلك، ل

حقيقـة طلب رجال ان بـل البتـة، الســؤال هـذا الى طريق وال

يعجــز كيف، انها المطعم، حقيقة او الشم، حقيقة او الصوت،

الخيــال، يتقاضــاهما والكميــة الكيفية ان هذا وسبب ذلك، عن

شــيء كــل من يطلب فحينئــذ البصر، خاصية من الحاصل فانه

فليس مثال، الصــوت مثل السمع، والية في والذي اليه، نصيب

فــان محــال، والكيفيــة الكميــة كليــة بــل نصــيب فيــه للبصــر

مـنزه واللــون الشــكل ان كما البصر، نصيب عن منزه الصوت،

ويعلم، يــدرك والــذي القلب، خاصية فكذلك السمع نصيب عن

والكميــة الحــواس، جميــع نصــيب عن مــنزه فكــذلك وبالعقــل

وغــور تحقيــق ولهــذا المحسوســات، في يكــون انما والكيفية

هــذا في القــدر هــذا فيكفينا )المعقوالت( كتاب في شرحناه

ــه نفسه من يعلم ان يمكن اآلدمي ان والمقصود الكتاب، بال ان

ــة ــة وال كيفي ــق وان كمي ــة ال الح ــة، وال كيفي ــه ويعلم كمي ان

البدن، في ما وكل البدن، وملك موجود، الروح ان كما موجود،

فكلــه كميــة وال كيفيــة مالــه من ]و[ كميــة، وال كيفيــة مالــه

ــة ماله وكل كمية، وال كيفية بال تعالى فالحق مملكة، وال كيفي

في اآلخــر مملكتــه.. النــوع فكلهــا المحسوســات مثــل كميــه

يمكن فال والــروح موضــع، الى تضــيفه ال أنــك التنزيــه: وهــو

في يقــال ان يمكن ال فانــه االعضــاء، من شــيء الى اضافتها

بــل آخــر، موضــع في وال الــرأس في وال الرجــل في وال اليــد

ومــا القسمة، يقبل ال وهو القسمة، تقبل البدن، اعضاء جميع

يصـير فانـه فيـه، يحـل ان محال القسمة يقبل ما في يقبل ال

من شــيء الى االضــافة يقبل ال انه فكما للقسمة، قابال ايضا

امــره وتحت تصــرفه من خــال االعضــاء من شيء فال االعضاء

العــالم، ملــك حضــرة في العالم جميع ان ما الجميع، ملك وهو

من النـوع هـذا وتمـام خـاص، موضـع يضاف ان عن منزه وهو

في وليس وســرها الــروح خاصية باظهار يظهر انما التقديس

تمـام في ويظهـر يفهمـه، ال من عنـد شـرحه في رخصـة ذلك

( وقيــلصورته على آدم خلق الله )ص(: )ان قوله معنى ذلك

وعال. جل الرحمن صورة على

 

العشرون الفصل

وتنزيهه الحق علم

 

مكان، الى اضافته عن تنزيهه أيضا وعلم الحق، ذات علم فاذا

يحتـاج آخـر بـاب أيضـا فهاهنـا اآلدمي، نفس كله ذلك ومفتاح

وعلى هي، كيف معرفته في انفاذ معرفة وذلك معرفته، الى

في ويقضي يأتمر ومن المالئكة من يأمر ومن يكون، وجه اي

األرض أهــل أمــور وارتبــاط والنجــوم، السماء، وتحريك األمر،

ــق بالســماوات، ــه والح ــاتيح الســموات على ل االرزاق، بمف

الحــق معرفــة في عظيم بــاب وهــذا هي، وكيــف هذا، وكيفية

معرفــة هــذا ومفتــاح االفعــال، المعرفــة هــذه وتسمى تعالى

كيــف مملكتــك، في نفســك ملــك تعــرف انت وكيــف النفس،

واحــدا اعــرف أوال العــالم؟ ملــك تعرف ان تريد فكيف تمضيه،

ــك، من ــة، مثال أفعال ــاذا الكتاب ــد على تكتب ان أردت ف : الكاغ

ثم وارادة رغبة فيك يظهر ما فاول الرحيم، الرحمن الله بسم

الطــاهر، القلب هــذا اعــني واضطراب، حركة قلبك في تظهر

من ويتحــرك الصــدر[ ]من األيســر الجــانب في لحم هــو الذي

الجســم وهــذا الــدماغ، الى يصــعد لطيــف جســم القلب هــذا

الحســن قيمــة كمــال فانــه روحــا، االطبــاء تســميه اللطيــف

طريــق، اليــه وللمــوت مثلــه، للبهائم آخر روح وهذا والحركة،

وال للبهــائم يكــون ال القلب ســميناه الــذي اآلخــر الروح وانما

هــذا وصــل فــاذا تعــالى، اللــه لمعرفــة محــل فانه قط، يموت

الــرحيم الــرحمن اللــه بسم صورة وحصلت الدماغ الى الروح

ــة في ــدماغ، اول خزان ــال، قــوة موضــع ال ــك، وظهــر الخي ذل

فتصــل الــدماغ، من منشــأها الــتي باالعصــاب ذلك اثر فيتعلق

ذلــك ويظهــر كالخيوط، االصابع رؤوس فيبلغ االعضاء، بجملة

فتتحـرك يشــاهد، ان ويمكن البدن، نحيف كان من ساعد على

وبتحريــك االصــابع، رؤوس تتحــرك فبحركتهــا االعصاب، تلك

فتظهــر الحــرف، يحرك والقلم القلم، يتحرك االصابع رؤوس

ما على الكاغد على الرحيم، الرحمن الله بسم صورة ذلك من

من العين خصوصــا الحــواس بمعاونــة الخيــال خزانة وفق في

الكتابة. في اليه يحتاج فان البدن جملة

ــور أول فان فيك، ظهرت رغبة االمور أول ان وكما ــا األم كله

االرادة. تسمى تعالى الله صفات من صفة

بواسطة ثم قلبك في ظهرت الرغبة تلك االرادة اول ان وكما

ظهر تعالى الحق ارادة اثر فأول آخر، موضع الى ووصل ذلك

مثل لطيفا جسما ان وكما الباقي الى وصل ثم العرش، على

وهــذا الــدماغ، الى األثــر هــذا أوصــل القلب عروق من البخار

ذلــك اوصــل فــالحق لطيف، جوهر وهو الروح له يقال الجسم

الجــوهر وذلــك جوهر، بواسطة الكرسي الى العرش من االثر

من يصل ذلك آثار ان القدس. وكما روح ويسمى ملكا، يسمى

الواليـــة حكم في القلب مـــع والـــدماغ الـــدماغ الى القلب

الى واصــل تعــالى اللــه عــرش من االول فــاالثر والتصــرف،

هــو الــذي الرحيم، الرحمن الله بسم صورة ان وكما الكرسي،

الــدماغ من االول خزانــة في تظهــر فعلك، من ويكون مرادك،

بتمامــه العــالم في مــا فكــل ذلــك، وفــق على الفعــل ويظهر

القــوة ان وكمــا المحفــوظ، اللــوح في نقشــه يكون ان ينبغي

اليــد اعصــاب تحرك االعصاب لجميع المحركة الدماغ في التي

بــالعرش الموكلــة اللطيفــة الجواهر فكذلك والقلم، واالصابع

الــدماغ قــوة ان وكمــا والكواكب، السماوات تحرك والكرسي

ــط ــار، بالرواب ــاب واألوت ــرك واالعص ــابع، تح ــالجواهر االص ف

وروابــط الكــواكب بواســطة بالملكيــة المســماة اللطيفــة

الســفلي العــالم امهات طبائع تحرك السفلي بعالم ساعاتها

ــذي ــع يســمى ال ــائع ارب ــة الحــرارة: طب ــبرودة، والرطوب وال

صــورة ليظهر ويفرقه، المداد يجمع القلم ان وكما واليبوسة،

ــتراب والماء والبرودة والحرارة الرحيم، الرحمن الله بسم وال

المــداد يقبــل الكاغــد ان وكما محركة، المركبات هذه وأمهات

قابلــة المركبــات هــذه رطوبــة فكــذلك جمــع، او عليه فرق اذا

اذ اليبوسة فكذلك لالشكال، حافظة تصير انها وكما لالشكال،

لمــا اليبوســة تكن لم ولو األشكال، قبلت لما الرطوبة تكن لم

توفيقــه، وحســن اللــه بعــون الكتــاب من األشــكال انحفظت

ــد سيدنا على الله وصلى العالمين رب لله والحمد وعلى محم

الدين. يوم الى كثيرا تسليما وسلم وصحبه آله

تم