الخصائص العامة للإسلام الربانية و الشمولية

2
- : اﻟﺮﺑـﺎﻧﯿﺔ: اﻟﻤﺮاد ﺑﺎﻟﺮﺑﺎﻧﯿﺔ: وﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺎﻹﺳﻼم ﺷﺮﯾﻌﺘ ﻣﻦ اﻟﺮب ﺳﺒﺤﺎﻧـﺎﯾﺘـ وﻣﻨﺸـﺄه وﻧ أن اﻟﺪﯾﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻣـﺎدﺗﯿﻦ رﺑﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ وﺟ: : رﺑﺎﻧﯿﺔ اﻟﻤﺼﺪر واﻟﻤﻨ: ﺞ رﺑﺎﻧﻲ ﺧﺎﻟﺺ ﻣﻨ وأھﺪاﻓ اﻹﺳﻼم ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺎﺗﺞ اﻟﺬي رﺳﻤ إن اﻟﻤﻨ وﺳﻠﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﺗﻌﺎﻟﻰ إﻟﻰ ﺧﺎﺗﻢ رﺳﻠ. ﺞ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻹرادة ﻓﺮد، أو أﺳﺮة، أو ﻃﺒﻘﺔ، أو ﺣﺰب، أو ﺷﻌﺐ، وإﻧﻤﺎ ﺟﺎء ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻹرادة اﷲ ﻟﻢ ﯾﺄت ھﺬا اﻟﻤﻨﺪى واﻟﻨﻮر، واﻟﺒﯿﺎن واﻟﺒﺸﺮى، واﻟﺸﻔﺎء واﻟﺮﺣﻤﺔ ﻟﻌﺒﺎده اﻟ اﻟﺬي أراد ﺑ. : } ﺎ اﻟﻨﺎس ﻗﺪ ﺎ أﯾ ﻣﺒﯿﻨﺎ ﺟﺎءﻛﻢ ﺑﺮھﺎن ﻣﻦ رﺑﻜﻢ وأﻧﺰﻟﻨﺎ إﻟﯿﻜﻢ ﻧﻮرا{ ] : 174 .[ : } ﺎ اﻟﻨﺎس ﻗﺪ ﺟﺎءﺗﻜﻢ ﻣﻮﻋﻈﺔ ﻣﻦ رﺑﻜﻢ وﺷﻔﺎء ﻟﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺪور وھﺪى ورﺣﻤﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﯾﺎ أﯾ{ ] ﯾﻮﺳﻒ: 57 .[ ﺛﺎﻧﯿﺎ: رﺑﺎﻧﯿﺔ اﻟﻐﺎﯾﺔ واﻟﻮﺟ: إن اﻹﺳﻼم ﯾﺠﻌ اﻟﺒﻌﯿﺪ ھﻮﺣﺴﻦ اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ، واﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻷﺧﯿﺮة وھﺪﻓ ﻞ ﻏﺎﯾﺘ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة، ﻗﺎل وﻛﺪﺣ وﺳﻌﯿﻰ أﻣﻠﺬه ھﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻹﺳﻼم، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ھﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻹﻧﺴﺎن، وﻣﻨﺘ، ﻓ ﻣﺮﺿﺎﺗ: } ﻓﻤﻼﻗﯿ إﻟﻰ رﺑﻚ ﻛﺪﺣﺎ ﺎ اﻹﻧﺴﺎن إﻧﻚ ﻛﺎدح ﯾﺎ أﯾ{ ] : 6 .[ : } وأن إﻟﻰ رﺑﻚ اﻟﻤﻨﺘ{ ] : 42 .[ ﷲ، ﻻ ﺧﺎﻟﺼﺎ وإرﺷﺎد، إﻧﻤﺎ ﯾﻘﺼﺪ إﻟﻰ إﻋﺪاد اﻹﻧﺴﺎن ﻟﯿﻜﻮن ﻋﺒﺪا وﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻣﻦ ﺗﺸﺮﯾﻊ وﺗﻮﺟﯿ. ﺬا ﻛﺎن روح اﻹﺳﻼم وﺟﻮھﺮه ھﻮ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ وﻟ. وﺳﻠﻢ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯿ ﻣﺤﻤﺪا وﻟﻘﺪ ﺧﺎﻃﺐ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ رﺳﻮﻟﺎ ﻟﻠﻨﺎس،ﺎ وﯾﺒﻠﻐﺬه اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ، وأﻣﺮه أن ﯾﻌﻠﻨ: } ، وﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮﻛﯿﻦ ﻣﻠﺔ إﺑﺮاھﯿﻢ ﺣﻨﯿﻔﺎ ﻗﯿﻤﺎ ﻗﻞ إﻧﻨﻲ ھﺪاﻧﻲ رﺑﻲ إﻟﻰ ﺻﺮاط ﻣﺴﺘﻘﯿﻢ دﯾﻨﺎ. و ﺻﻼﺗﻲ وﻧﺴﻜﻲ وﻣﺤﯿﺎي وﻣﻤﺎﺗﻲ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﻦ، ﻻﺷﺮﯾﻚ ﻟ ﺑﺬﻟﻚ أﻣﺮت وأﻧﺎ أول اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ. ﻗﻞ أﻏﯿﺮ وھﻮ اﷲ أﺑﻐﻲ رﺑﺎ{ ] : 161 - 163 .[ ﺎ ھﻮ ﺗﻨﻈﯿﻢ ﺣﯿﺎة اﻟﻨﺎس وﺗﺤﺮﯾﺮھﻢ ﻣﻦ اﻟﺼﺮاع ﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﺗﺸﺮﯾﻊ وﻣﻌﺎﻣﻼت، وﻟﻜﻦ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﻣﻨﻢ إﻟﻰ اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻷﺳﻤﻰ؛ ﻋﺒﺎدة اﷲ وﻃﺎﻋﺘ اﻟﻤﺘﺎع اﻷدﻧﻰ، وﺗﻮﺣﯿﺪ وﺟ. ﺎد وﻗﺘﺎل ﻟﻸﻋﺪاء، وﻟﻜﻦ اﻟﻐﺎﯾﺔ وﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﺟ: } ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻓﺘﻨﺔ وﯾﻜﻮن اﻟﺪﯾﻦ ﻛﻠ{ ] : 29 .[ ﺎ وﻟﻜﻦ اﻟﻐﺎﯾﺔ ھﻲ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺸﻜﺮ ﻧﻌﻤﺔ وﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﺣﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻛﺐ اﻷرض، واﻷﻛﻞ ﻣﻦ ﻃﯿﺒﺎﺗ اﷲ وأداء ﺣﻘ: } ﺑﻠﺪة ﻃﯿﺒﺔ ﻛﻠﻮا ﻣﻦ رزق رﺑﻜﻢ، واﺷﻜﺮوا ﻟ{ ] : 15 .[ إن اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻣﻦ ﺧﻠﻖ اﻟﺠﻦ واﻹﻧﺲ ھﻲ ﻋﺒﺎدة اﷲ ﺑﻤﻌﻨﺎھﺎ اﻟﺸﺎﻣﻞ، ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ: } واﻹﻧﺲ إﻻ ﻟﯿﻌﺒﺪون* ﻢ ﻣﻦ رزق وﻣﺎ أرﯾﺪ أن ﯾﻄﻌﻤﻮن إن اﷲ ھﻮ اﻟﺮزاق ذو اﻟﻘﻮة اﻟﻤﺘﯿﻦ ﻣﺎ أرﯾﺪ ﻣﻨ{ ] اﻟﺬارﯾﺎت: 56 - 58 .[ ﺞ رﺑﺎﻧﻲ، ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﯾﻒ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﺎﻟﺰﯾﺎدة أو اﻟﻨﻘﺼﺎن، ﺑﺨﻼف اﻷدﯾﺎن اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ إﻣﺎ أن ﻣﻨﺎ ﻣﺘﺄﺛﺮة ﺑﻘﺼﻮر واﺿﻌﯿﻢ، ﻷﻧﻲ ﻗﺎﺻﺮة ﻋﻦ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺴﻌﺎدﺗﺎ ﻣﻦ وﺿﻊ اﻟﺒﺸﺮ، ﻓ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ أﺳﺎﺳﺎ، أو ﺗﻜﻮن ﻓﻲ أﺻﻢ، ﻛﺎﻟﺪﯾﺎﻧﺎت اﻟﻮﺿﻌﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف أﻧﻮاﻋﻢ وأھﻮاﺋ وﺟﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ ، ﺛﻢ دﺧﻠﻮدﯾﺔ واﻟﻨﺼﺮاﻧﯿﺔﺎ اﻟﺮﺑﺎﻧﯿﺔ، ﻛﺎﻟﯿﺎ وﺻﻔﺘﺎ ﻗﺪاﺳﺘ اﻟﺘﺤﺮﯾﻒ واﻟﺘﺒﺪﯾﻞ ﻓﺬھﺒﺖ ﻋﻨ. : } ﻟﺤﺎﻓﻈﻮن إﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺰﻟﻨﺎ اﻟﺬﻛﺮ وإﻧﺎ ﻟ{ ] : 9 .[ www.haybac.com

Upload: toto1228

Post on 29-Jul-2015

387 views

Category:

Documents


6 download

TRANSCRIPT

Page 1: الخصائص العامة للإسلام الربانية و الشمولية

- خصائص اإلسالم العامة:: الربـانیة

أن الدین اإلسالمي، مـادتھ ومنشـأه ونھایتـھ من الرب سبحانـھ وتعالى، فاإلسالم شریعتھ : المراد بالربانیة: ربانیة من وجھین

: ربانیة المصدر والمنھج: أوال؛ ألن مصدره وحي اهللا إن المنھج الذي رسمھ اإلسالم للوصول إلى غایاتھ وأھدافھ منھج رباني خالص

. تعالى إلى خاتم رسلھ محمد صلى اهللا علیھ وسلملم یأت ھذا المنھج نتیجة إلرادة فرد، أو أسرة، أو طبقة، أو حزب، أو شعب، وإنما جاء نتیجة إلرادة اهللا

ا أیھا الناس قد ی{: كما قال تعالى. الذي أراد بھ الھدى والنور، والبیان والبشرى، والشفاء والرحمة لعباده]. 174: النساء[} جاءكم برھان من ربكم وأنزلنا إلیكم نورا مبینا

} یا أیھا الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وھدى ورحمة للمؤمنین {: وقال تعالى]. 57: یوسف[

: ربانیة الغایة والوجھة: ثانیال غایتھ األخیرة وھدفھ البعید ھوحسن الصلة باهللا تبارك وتعالى، والحصول على إن اإلسالم یجع

مرضاتھ، فھذه ھي غایة اإلسالم، وبالتالي ھي غایة اإلنسان، ومنتھى أملھ وسعیھ وكدحھ في الحیاة، قال ]. 6: االنشقاق[} یا أیھا اإلنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فمالقیھ {: تعالى

]. 42: النجم[} وأن إلى ربك المنتھى {: لىوقال تعاوكل ما في اإلسالم من تشریع وتوجیھ وإرشاد، إنما یقصد إلى إعداد اإلنسان لیكون عبدا خالصا هللا، ال

. ولھذا كان روح اإلسالم وجوھره ھو التوحید. ألحد سواهبھذه الحقیقة، وأمره أن یعلنھا ویبلغھا للناس، ولقد خاطب اهللا تعالى رسولھ محمدا صلى اهللا علیھ وسلم

قل إن . قل إنني ھداني ربي إلى صراط مستقیم دینا قیما ملة إبراھیم حنیفا، وما كان من المشركین{: فقالقل أغیر . بذلك أمرت وأنا أول المسلمینصالتي ونسكي ومحیاي ومماتي هللا رب العالمین، الشریك لھ و

]. 163-161: األنعام[} رب كل شيء اهللا أبغي ربا وھو

في اإلسالم تشریع ومعامالت، ولكن المقصود منھا ھو تنظیم حیاة الناس وتحریرھم من الصراع على . المتاع األدنى، وتوحید وجھتھم إلى الغایة األسمى؛ عبادة اهللا وطاعتھ

]. 29: األنفال[} حتى ال تكون فتنة ویكون الدین كلھ هللا {: وفي اإلسالم جھاد وقتال لألعداء، ولكن الغایة

وفي اإلسالم حث على المشي في مناكب األرض، واألكل من طیباتھا ولكن الغایة ھي القیام بشكر نعمة ]. 15: سبأ[} ورب غفور كلوا من رزق ربكم، واشكروا لھ بلدة طیبة{: اهللا وأداء حقھ

وما خلقت الجن {: إن الغایة الكبرى من خلق الجن واإلنس ھي عبادة اهللا بمعناھا الشامل، قال تعالى} ما أرید منھم من رزق وما أرید أن یطعمون إن اهللا ھو الرزاق ذو القوة المتین * واإلنس إال لیعبدون

]. 58-56: الذاریات[منھج رباني، سلم من تحریف البشر بالزیادة أو النقصان، بخالف األدیان األخرى التي إما أن فاإلسالم إذا

تكون في أساسھا من وضع البشر، فھي قاصرة عن الوفاء بسعادتھم، ألنھا متأثرة بقصور واضعیھا ، ثم دخلھا لھا من عند اهللاوجھلھم وأھوائھم، كالدیانات الوضعیة على اختالف أنواعھا، أو تكون في أص

. التحریف والتبدیل فذھبت عنھا قداستھا وصفتھا الربانیة، كالیھودیة والنصرانیة]. 9: الحجر[} إنا نحن نزلنا الذكر وإنا لھ لحافظون {: قال عز وجل

www.haybac.com

Page 2: الخصائص العامة للإسلام الربانية و الشمولية

:الشمول

:- .

. . :}

{] :158 .[]. 28: سبأ[} {: :} {] :1 .[

- .

. - .

،

. .

:} {] :208 .[

:}

* {] :150-151 .[

www.haybac.com