:خصائص التالمذة ذوي صعوبات التعلم هنالك العديد من الخصائص التي يتصف بها ) أو ببعض منها(

التالمذة ذوو صعوبات التعلم وهذه الخصائص قد تكون متعلقة بالجانب المعرفي أو الجانب االكاديمي أو الجوانب االجتماعية والسلوكية للتلميذ, ففيما يتعلق بالجانب المعرفي نجد أن هؤالء التالمذة يجدون صعوبة في

التمييز بين المفاهيم المختلفة مثل مفاهيم الحجم واللون والشكل والوقت كذلك فهم يتصفون بضعف القدرة على التفكير المجرد وضعف

مهارات التنظيم كما يعد ضعف القدرة على التذكر من الخصائصالمعرفية البارزة لهؤالء التالمذة

ويعد انخفاض مستوى األداء االكاديمي من أبرز الخصائص االكاديمية كما أن معاناتهم من الصعوباتالمميزة للتالمذة ذوي صعوبات التعلم يقرأون أو يكتبون بشكل معكوساالدراكية و االدراكية- الحركية تجعلهم

كذلك نسخ االشكال والنماذج بشكل دقيق, تؤثر على قدرتهم علىكما انجاز الواجبات المدرسية باإلضافةفإَن هؤالء التالمذة يكونون بطيئين في

أما فيما . في اكتساب مهارات االستيعاب والقراءة االساسية الى البطء يتعلق بخصائصهم السلوكية واالجتماعية فهم يتسمون بضعف العالقات االجتماعية واالندفاعية وعدم التفكير بعواقب االعمال التي يقومون بها

كما أنهم يسيؤون فهموقد يتصرفون بطريقة غير مالئمة للموقف و يحبطون بسهولة ويكونون سلبيين والتلميحات االجتماعية غير اللفظية

قد يجدون صعوبة في االنتقال من مثير إلى آخرأو من نشاط إلى آخر أومن فكرة إلى أخرى .

ويمكن إجمال هذه الخصائص االكاديمية المعرفية والخصائصالسلوكية واالجتماعية في الجدول أدناه

خصائص التالمذة ذوي صعوبات التعلم

الخصائص السلوكية واالجتماعيةالخصائص االكاديمية والمعرفية - مهارات اجتماعية غير ناضجة - تناقض ذو داللة بين القدرات العقلية

والتحصيلنماذج سلوكية غير مقبولة اجتماعيا -- قصور في حل المشكالت

- إساءة فهم التلميحات االجتماعية غير- عجز جوهري في التحصيل األكاديمياللفضية

- صعوبة في اتخاذ القرار- قدرات أكاديمية متفاوتة - انعدام النشاط في أداء المهام

األكاديمية- عدم القدرة على التنبؤ بنتائج السلوك

- دالئل على ضعف اللغة والنموالمعرفي

- استخدام أنماط وأساليب اجتماعيةخاطئة

- ضعف في اكتساب مهاراتاالستيعاب والقراءة األساسية

- رفض من قبل األقران

الصعوبة في التمييز بين مفاهيم الحجم, اللون , الشكل, الوقت

- سذاجة وثقة مطلقة باآلخرين

- خجل وانسحابضعف في مهارات التنظيم- موقع الضبط يكون خارجياضعف في القدرة على التذكر

- يكون العزو سلبيا ) يعزون نجاحهم إلى الحظ وفشلهم إلى نقص في

قدراتهم(

النظريات والنماذج التي فسرت صعوبات التعلم

أوالً: النظريات التي فسرت صعوبات التعلم

تعد النظريات المفسرة لصعوبات التعلم بمثابة أساليب معينة للتفكير هذه النظريات تقدم الوصف التصوريأًنحول هذه الصعوبات إذ

المتكامل لهذه الصعوبات فضال عن تقديم مجموعة من اإلرشادات العامة تستنبط منها األساليب التربوية المختلفة لتعليم التالمذةأًنوالتي يمكن

ذوي صعوبات التعلم .وفي مايلي عرض موجز لهذه النظريات:

) ) لكيفارتperceptual – motor Thearyنظرية اإلدراك الحركي ) .1kephart )

وقد ركزت هذه النظرية على دراسة النمو اإلدراكي – الحركي للطفل فبالنسبة الى كيفارت كل سلوك مبني على أساس حركي إذ إن الطفل

يبدأ بالتعامل مع محيطة من خالل الحركة فاإلدراك ليس له معنى إال عندما يالئم النموذج الحركي فهذا الطفل يكتسب في أثناء عملية نموه أشكال متنوعة من الحركة يطور من خاللها تعميمات حركية وبناءً على

جميع التطوراتأًنذلك يشكل الطفل تركيبا إدراكيا معرفيا ويرى كيفارت اإلدراكية تنشأ مع تدرج المهارات الحركية وقد قام بتدريج هذه المهارات

وبحسب تعقيدها أ – السيطرة على الحركة ب – االستطالع المنظم ج- اإلدراك

د- التكامل الحسي الداخلي و- تكوين المفاهيم يكونأًنولغرض إنجاز كل مرحلة من مراحل هذا التدرج يفترض

هنالك قاعدة متينة للقدرة الحركية وفيما يتعلق بصعوبات التعلم فإنها تنشأ نتيجة لسبب من اثنين هما:- تباطؤ عام في االنجاز الحركي أو

عدم القدرة على التطور الحركي وقد حدد كيفارت أربعة نماذج من التعميمات الحركية األساسية والتي

تساعد الطفل على تطوير عالقته بالبيئة المحيطة:-أًنيمكن التوازن: إذ يحتاج الطفل إلى المحافظة على ثبات جسمه واتزانه.1

في أثناء حركته االنتقال: ويتضمن حركات الزحف والمشي والركض بهدف.2

استكشاف األشياء في البيئة المحيطة التماس واالتصال: ويتضمن مسك األجسام بأطرافه والتعرف على.3

خصائصها السحب والدفع: إذ يقوم الطفل بسحب األشياء الموجودة في.4

محيط الطفل ودفعها ورميها بعيدا الطفل الطبيعي يستطيع من خالل هذه التعميمات انأًنويرى كيفارت

ينمي خبراته اإلدراكية – الحركية

أما الطفل ذو صعوبة التعلم فتكون خبراته اإلدراكية – الحركية غير ثابتة وبالنتيجة ال يكون لديهم أساس ثابت للحقائق المتعلقة بمحيطهم

فيكونون غير منتظمين إدراكيا – حركيا ومعرفيا. المفهوم المركزي في نظرية كيفارت هو ) التطابق اإلدراكي –

الحركي( هذا المفهوم يعتمد على افتراضين هما التطور الحركي يسبق التطور البصري. -1 تستخدم لمراقبةأًناإلحساس الحركي يوفر تغذية مرتده يمكن -2

الفعاليات الحركية – البصرية . والطفل الطبيعي يتعلم التطابق اإلدراكي – الحركي من خالل عدة

مراحل من خالل الحركة العشوائية لليد يلمس الطفل الشيء الحائز على اهتمامه وعينه تتحرك باتجاه هذا الشيء للتحقق البصري ومن ثم تتعلم

أًنالعين لترى ما تحسه اليد, في مرحلة الحقه العين وحدها تستطيع تتحقق وتتعرف إلى الشيء من دون إعادة لمسه ألن المخرجات اإلدراكية – الحركية تصبح أفضل تطابقا، وفي حالة الطفل ذي صعوبة التعلم فإنه ال

يحقق التطابق اإلدراكي – الحركي بشكل مالئم فهو يعيش في عالمين منفصلين وغير متطابقين هما عالم اإلدراك وعالم الحركة وهو ال يثق في

المعلومات التي يحصل عليها ويحاول دائما لمس األشياء للتأكد مما يراه . ( أيlateralityوهنالك مفهوم آخر مهم في نظرية كيفارت وهو التجانب )

القدرة على تميز الجانب األيمن من األيسر لألشياء وكيفارت يعتقد ان إتقان هذا المفهوم ضروري لألطفال لكي يحددوا اليمين واليسار في

أجسامهم وفي األشياء األخرى ويرى كيفارت ان التالمذة ذوي صعوبات التعلم لديهم خلل في هذا المفهوم والدليل على ذلك هو قراءتهم لبعض

( لذا فهم يحتاجون الى تدريبb تقرا dالحروف بشكل معكوس ) مثال في التجانب

Neurological organization Theoryنظرية التنظيم العصبي -2 ( doman and delcato )لدومان – ديلكاتو

لقد كان لهذه النظرية والبرنامج العالجي المشتق منها أثر مهم في تشخيص طيف واسع من الفئات ضمن التربية الخاصة مثل ذوي الخلل

الدماغي والمتخلفين عقليا وذوي صعوبات التعلم وبشكل خاص التالمذة الذين يواجهون صعوبات في القراءة ،هذه النظرية مبينة على ثالثة

افتراضات وهي: تطور الفرد النمائي يلخص تطور النوع والساللةأًن-1التالمذة ضمن فئات التربية الخاصة يحتاجون إلى التدريب -2

إجراءات التدريب تقوم على عمليات معالجة الدماغ نفسه وليس فقط-3معالجة األعراض السلوكية الناتجة

neurologicalالمفهوم المركزي في هذه النظرية هو)التنظيم العصبي organizationجسم الفرد يقوم بعددأًن وحسب رأي دومان – ديلكاتو ف

من الوظائف منها )الكالم والكتابة والقراءة والمهارات الحركية والسمع الخ ..( والقيام بهذه الوظائف بالشكل المطلوب له أثر مهم في تطور الفرد نحو تنظيم متكامل للجهاز العصبي ، والطفل الطبيعي من خالل

يطور تنظيما عصبيا بشكل متكامل أما في حالة الطفلأًننموه يستطيع ذي صعوبة التعلم فإن الخلل النيورولوجي في احدى الوظائف السابقة

يقود الى صعوبات في أداء هذه الوظائف بالشكل األمثل ) بمعنى يكون تنظيمهم العصبي غير متكامل ( مما يؤدي الى وجود صعوبات لفظية أو

حركية والسبيل الوحيد لمساعدة هؤالء التالمذة يكمن في تقديم التدريباتالكفيلة بمساعدتهم على النمو العصبي السليم .

(Getman )( لجتمانvisual – motor Theoyالنظرية – البصرية الحركية )-3 ركزت هذه النظرية على مظاهر النمو البصري – الحركي للطفل

عملية التعلم هي عملية إدراكيةأًنوعالقته بالتعلم، إذ أكد جتمان على اإلدراك البصري يعد بمثابة مهارة عليا يحتاجها الطفل للتمكن منأًنكما

اكتساب المفاهيم المعقدة هذه المهارة تتطور تدريجيا من خالل االتصال مع البيئة ومن خالل التعلم الحركي ولكي يتم التعلم البد من وجود عملية

التكامل البصري – الحركي وهذه العملية تكون فعالة خالل السنوات الثمانية األولى من عمر الطفل، وقد لخص جتمان تطور اإلدراك البصري –

الحركي في أربع مراحل:- ( سنوات : خالل هذه المرحلة األنشطة3-1المرحلة األولى من عمر )ا-

الحركية تقود األنشطة البصرية الكتساب المعلومات هذه المرحلةتدعى المرحلة الحركية – البصرية .

( سنوات : خالل هذه المرحلة تتساوى5-4المرحلة الثانية من العمر)ب-فعالية األنشطة الحركية واألنشطة البصرية في اكتساب المعلومات.

( سنوات : خالل هذه المرحلة يكون7-5المرحلة الثالثة من العمر )ج- النظام اإلدراكي البصري أكثر فعالية واستخداما في اكتساب

المعلومات وتدعى هذه المرحلة البصرية – الحركية ( سنة : التحقق البصري من األشياء12-7المرحلة الرابعة من العمر )د-

يكون بديال فعاال للتحقق اللمسي . النمو يسير بخطوات تعتمد على سابقتهاأًنوقد أكد جتمان على

وقد رتبها على ست خطوات أساسية :-

نمو جهاز الحركة العامة:- نمو هذا الجهاز أساسي لكل نوع من أنواع.1 األداء الحركي والتي يستخدمها الطفل الستكشاف البيئة المحيطة مثل

الزحف , والوقوف والمشي ومن ثم الركض نمو جهاز الحركة الخاصة:- نمو هذا الجهاز أساسي الستعمال أجزاء.2

الجسم بشكل متناغم النجاز أهداف محدده مثل تأزر حركة العين – اليدأو اليد – القدم

نمو الجهاز البصري – الحركي:- نمو الجهاز أساسي لنقل البصر من.3 منطقة إلى أخرى ومتابعة األجسام المتحركة وهنا تكون العين وسيلة

للتحقق من األشياء أو األجسام بدال من استخدام حاسة اللمس نمو الجهاز الحركي – الصوتي:- نمو هذا الجهاز أساسي لتطور مهارات.4

الكالم ويرى جتمان ان هنالك ترابطا قويا أيضاً بين العمليات البصريةاللغوية

تطور أنظمة الرؤيا :- تطور هذه األنظمة يسمح للطفل بتميز االختالف.5 والتشابه بين األشياء األرقام,الكلمات كذلك فهو يسمح بادراك العالقة بين الشيء وصورته وكذلك فان تطور هذه األنظمة يدعم تطور مهارة

القراءة تنظيم اإلدراك البصري :- وهو المرحلة النهائية من تطور الطفل.6

ويتضمن تكوين األفكار والمفاهيم المجردة وكذلك القدرة على تميزًاألشياء من خالل وصفها والشيء الهام في هذه المرحلة ها تمثلأن

بداية مقدرة الطفل للتعلم من القراءة .ًويرى جتمان ه البد من إتقان كل مرحلة من هذه المراحل قبلأن

االنتقال إلى المرحلة السابقة أما بالنسبة الى التالمذة ذوي الصعوبات التعلم فهم يواجهون صعوبة أو تأخر في مرحلة أو أكثر من هذه المراحل

فعلى سبيل المثال هؤالء التالمذة قد يكون لديهم صعوبة في نمو جهاز الحركة الخاص يؤثر في عملية التآزر البصري– الحركي ويفقدهم التناغم في أداء المهام التي تتطلب هذا النوع من التآزر أو قد يكون لديهم تأخير

في نمو الجهاز البصري – الحركي أو الحركي – الصوتي مما ينعكس سلبياعلى قدرتهم على التعلم .

النماذج المفسرة لصعوبات التعلم : هنالك العديد من النماذج التصورية التي حاول الباحثون من خاللها

تفسير صعوبات التعلم هذه النماذج هي انعكاس لالختالفات الجوهرية في وجهات النظر حول طبيعة صعوبات التعلم وماهية األسباب المؤدية إلى

هذه الصعوبات وكيفية معالجتها.

medical modelالنموذج الطبي -1 هذا النموذج جذب االنتباه إلى التفسيرات البايلوجية لصعوبات التعلم

فالفكرة االساسية في هذا النموذج تتمثل في ان السبب الرئيسي في

أيأًنحدوث صعوبات التعلم هو الخلل الوظيفي في المخ وبالتالي ف اضطراب في سلوك التالمذة ذوي صعوبات التعلم او أي قصور في تحصيلهم يعزى أساسا إلى المشكالت النيورولوجية لهؤالء التالمذة

والناتجة عن العوامل الوراثية واألمراض والحوادث التي تؤدي إلى أضرار في الدماغ , وهذا النموذج اليركز على تشخيص أسباب الصعوبات فحسب

بل يقدم طرق العالج المناسبة . والتي تتمثل في التدخالت الطبية ) وبشكل رئيسي العقاقير( , فهذا

األسباب المؤدية إلى الخلل الوظيفي الدماغي اذا ماأًنالنموذج يفترض التالمذة ذوي صعوبات التعلم سيتخلصون من هذهأًنتم عالجها طبيا ف

الصعوبات بصرف النظر عن وجود المعوقات البيئية واالجتماعية األخرى .

Behavioral model النموذج السلوكي-2 صعوبات التعلمأًنتتمثل الفكرة األساسية في النموذج السلوكي في

هذاأًنتنتج عن التدريس غير المناسب الذي يتلقاه التلميذ ووفقا لذلك ف النموذج اليركز على األسباب البايوفيزيقية للصعوبات وال يركز على

المتعلم نفسه بقدر ما يركز على البيئة المحيطة بالمتعلم ، وهذا النموذج السلوك األكاديمي ما هو إال استجابة للموقف الذي يوجد فيهأًنيفترض

المتعلم وهذا السلوك يتم تعلمه عن طريق تقديم التغذية الراجعة البيئية فإذا ما حدث أي قصور في تقديم التغذية الراجعة فان المتعلم قد يواجه

صعوبات في تعلمه . لذا فان معالجة هذه الصعوبات تتمثل في تغيير نوعية المهام التي يتم تقديمها للتالمذة ذوي صعوبات التعلم فضال عن

تغيير التغذية الراجعة الستجابات التلميذ لتلك المهام وهناك استراتيجيتان أساسيتان يقدمهما هذا النموذج لمواجهة صعوبات التعلم هما :تحليل

المهمة والتعليم المباشر. Education model النموذج التربوي-3

جهها التالمذة ذويايركز هذا النموذج على تشخيص الصعوبات التي يو صعوبات التعلم في مجاالت أكاديمية معينة مثل )القراءة والكتابة

والرياضيات( أو تشخيص الصعوبات في عمليات معرفية معينة )مثل اإلغالق السمعي ، أو اإلغالق البصري ... الخ ( وليس على تشخيص

األسباب النيرولوجية المؤدية إلى هذه الصعوبات فالفكرة األساسية في صعوبات التعلم تحدث بسبب تعرض بعض مجاالتأًنهذا النموذج هي

التعلم أو بعض العمليات المعرفية إلى المشكالت أو األخطاء التي تبعدها ن مواجهة هذه الصعوبات من خالل وضعمكعن مسارها الصحيح وي

البرامج العالجية الكفيلة بعالج هذه المشكالت أو األخطاء وعندها يمكن يتعلم بدون أي صعوبة، وفي هذا النموذج يكون المعلم والمتعلمأًنللتلميذ

محوراً لعملية التشخيص على حد سواء وهذا التشخيص يتم في غرفة الصف وليس في غرفة الطبيب الشيء المهم في هذا النموذج انه يسعى

لتشخيص جوانب القوة لدى المتعلم سواء في قدرته أو معلوماته والتركيزعليها وكذلك تشخيص جوانب القصور لديه من اجل تالفيها .

constructivist model النموذج البنائي-4 صعوبات التعلم تحدث نتيجةأًنالفكرة األساسية في هذا النموذج هي

لتقديم معلومات ومعارف مجزئه وغير منظمة وال ترتبط بواقع التلميذ ، تكونأًن المهام التربوية التي تقدم للتالمذة يجب أًنفهذا النموذج يفترض

من واقع الحياة وان يتم تعلمها من خالل التفاعالت االجتماعية مع اآلخرين وعلى ذلك يتمثل مفتاح التعامل مع التالمذة ذوي صعوبات التعلم في

جعلهم يقومون ببناء معارفهم وتنظيمها خالل المواقف االجتماعية الحقيقية من أهم المفاهيم التي يقوم عليها هذا النموذج رفضه لتحليلأًن، كما

المهام المقدمة إلى التلميذ إذ إن فهم هذه المهام يتطلب إدراكها ككل موحد فالمهمة أو المادة التي يتم تحليلها إلى أجزائها المكونة لها تفقد

معناها كما يواجه التالمذة صعوبة في تعلمها لذا يتوجب على المعلم مساعدة هؤالء التالمذة على تطوير معاني جيدة كاستجابة للخبرات

الجديدة بدال من تعلم المعاني التي يقدمها اآلخرون .

Cognitive model النموذج المعرفي-5 صعوبات التعلم تحدثأًنتتمثل الفكرة األساسية لهذا النموذج في

لدى التالمذة نتيجة لخلل أو قصور في عملية معالجة المعلومات ، فهؤالء التالمذة قد يواجهون صعوبات في إدراك المدخالت الحسية أو في إجراء

التكامل بين هذه المدخالت والخبرات السابقة أو في خزن واستعادةالتعلم الجديد.

( والتي تتمثل بالمعلومات المستقبلة منInputففيما يتعلق بالمدخالت ) خالل الحواس نجد ان الصعوبات التي يواجهها التالمذة ذوي صعوبات

التعلم في إدراك هذه المدخالت البصرية تؤدي إلى مواجهة صعوبات في تخلق مشاكل مع التنسيقأًنتمييز األشكال, األوضاع والحجوم كما يمكن

الصعوبات في إدراك المدخالت السمعية تجعل من الصعب على أًنكما يميز بين األصوات التي يسمعها في وقت واحد وبالتالي الأًنالتلميذ

يستطيع التركيز على واحد من هذه األصوات مثل صوت المعلم . وقد (Integrationتكون الصعوبات التي يواجهها التالمذة في إجراء التكامل )

هي المسببة لصعوبات التعلم فهؤالء التالمذة ربما يكونون غير قادرين على وضع المعلومات الجديدة في تسلسل معين أو وصلها بالتعلم السابق

لذا قد نجدهم غير قادرين على رواية قصة معينة بالتسلسل الصحيح أو

غير قادرين على تعميم المفاهيم التي تعلموها في مواقف معينة علىالمواقف األخرى.

(storageوقد يواجه التالمذة ذوو صعوبات التعلم صعوبات في خزن ) المعلومات الجديدة وخصوصا فيما يتعلق بالخزن في الذاكرة قصيرة

المدى مما يجعل من الصعب تعلم مواد جديدة بدون إعادة وتكرار، وقد ( فالمعلومات تخرجout putتكون لدى التالمذة صعوبات في المخرجات )

من الدماغ أما على شكل كلمات مثل اللغة أو على شكل نشاطات عضلية مثل ) الكتابة ، الرسم.... الخ ( فالصعوبات في المخرجات اللغوية يمكن

يخلق مشاكل في اإلجابة على األسئلة والتواصل مع اآلخرين، أماأًن الصعوبات في المخرجات الحركية فهي السبب في الصعوبات التي

يواجهها هؤالء التالمذة في كافة النشاطات التي تتعلق بحركة العضالتالدقيقة والكبيرة.

الصعوبات السلوكية المرتبطة بصعوبات التعلم التالمذة ذوي صعوبات التعلم أًنتشير ادبيات صعوبات التعلم الى

معرضون لتطور العديد من االضطرابات السيكولوجية ومواجهة عدد كبير من المشاكل في الجوانب االجتماعية، االنفعالية، العمليات الحركية،

السمعية، البصرية، ضعف الذاكرة، ضعف اللغة، ضعف مهارات االستدالل والتجريد. فمن غير المألوف أًن نجد ذي صعوبة التعلم يعاني من مشكلة

في مجال واحد فقط . وخالل العقود األخيرة من القرن العشرين ازداد الوعي بالمشكالت

السلوكية و االجتماعية لألطفال ذوي صعوبات التعلم بشكل الفت للنظر. وقد أشارت البحوث الى أًن التالمذة ذوي صعوبات التعلم يواجهون بعض الصعوبات االجتماعية، هذه الصعوبات تزداد بشكل الفت للنظر عندما يشخص التلميذ كونه من ذوي قصور االنتباه و النشاط المفرط

إضافة إلى كونه من ذوي صعوبات التعلم . لذا سيتم هنا القاء الضوء على نمطين من المشاكل طالما حظيا باهتمام

الباحثين في ميدان صعوبات التعلم هذين النمطين هما::- الصعوبات المتعلقة بالمهارات االجتماعية1

يعد عجز المهارات االجتماعية واحدة من أكثر الصعوبات المالحظة لدى التالمذة ذوي صعوبات التعلم وقد أشارت البحوث إلى أًن هناك عددا

كبيرا من الدراسات التي أكدت على أًن الصعوبات االجتماعية بين األشخاص وداخل الشخص نفسه تحدد عادة خالل السنة األولى من التعليم الرسمي وذلك عندما يبدأ الطفل ذو صعوبة التعلم في مواجهة الصعوبات

داخل الصف الخاصية الشائعة لتلك الصعوبات هي عدم الحساسية تجاه اآلخرين كنتيجة لعدم القدرة على فهم التلميحات الغير لفظية مثل

إيماءات الوجه والمزاج ونبرة ألصوت.. الخ , ومن جانب اخر اكدت هذه الدراسات على أًن صعوبات التعلم قد ترتبط بالعدوان و إساءة التصرف داخل الصف , كما ان هؤالء التالمذة عرضة ألن يكونوا غير مقبولين من قبل أقرانهم وفي عزلة عن المعلم وعن بقية التالمذة في الصف قلما يختارون االشتراك في النشاطات الجماعية كذلك فأًن الصعوبات في الوظائف اإلجرائية ومعالجة المعلومات تجعل من التلميذ ذي صعوبة

التعلم غير قادر على إجراء التكيف المالئم للمواقف الجديدة مما يقوده إلى الشعور بالتوتر واإلحباط في الصف وفي البيت والمواقف األخرى.

هذا الشعور بالتوتر واإلحباط يؤدي بالتلميذ إلى الدخول في مشاجرات معزمالئه إضافة إلى امتالكه القليل من األصدقاء.

كذلك ربما يكون للتالمذة ذوي صعوبات التعلم مشاكل في إدراكهم لذواتهم مثل انخفاض اإليمان بفاعلية الذات وانخفاض في مفهوم الذات

مقارنة بالتالمذة الذين ال يعانون من صعوبات التعلم هذا االنخفاض في مفهوم الذات ربما يؤثر سلبا على تصرفاتهم، تعلمهم وعالقاتهم االجتماعية

مع اآلخرين , هذا االنخفاض في مفهوم الذات يكون ناتجاعن فشلهم األكاديمي في العديد من الحاالت فهؤالء التالمذة يفكرون في أنفسهم

بصورة مستمرة كأشخاص غير كفوئين وعديمي الفائدة وفي بعض الحاالت هؤالء التالمذة يرفضون ببساطة إكمال واجباتهم المدرسية ألنهم

يخافون من الفشل ففقدان الثقة بالنفس شيء رئيس في صعوبات التعلم وهو يؤدي بالتلميذ ذي صعوبة التعلم إلى اليأس وإقناع نفسه بأنه ال

يستطيع األداء بشكل مالئم. وعلى نقيض العدوانية التي قد يظهرها بعض التالمذة ذوي صعوبات التعلم ممن يعانون من مشاكل اجتماعية نجد أًن

البعض اآلخر منهم هادئ بشكل غير اعتيادي، بسيط وساذج في بعض األحيان، غير قادر على الحكم. على أهداف ونوايا اآلخرين، لديه ثقةمطلقة بكل الناس هذه الثقة يمكن أًن تزج به في متاعب كثيرة .

و السلوك غير االجتماعي ال يؤثر فقط على العالقات االجتماعية داخل الصف وإنما يؤثر بصورة مباشرة على التحصيل ومدى واسع من

السلوكيات المالئمة والوثيقة الصلة بالتحصيل مثل اإلصغاء إلى التعليمات، االستمرار في أداء المهمة وطرح األسئلة. ويرى العديد من الباحثين ان

شعور هؤالء التالمذة بالوحدة وافتقاد األصدقاء يؤدي إلى ظهور أولى اإلشارات على هذه المشاكل, الشعور بالرفض والمهارات االجتماعية غير الكافية يستمر خالل المراهقة وخالل السنوات االخيرة من المدرسة يكف

ذوي صعوبات التعلم عن البحث عن دعم ومساندة األصدقاء كما يفعل أقرانهم العاديين مما يعزز شعورهم بالعزلة ويستطيع المعلم أًن يؤدي

دورا مهما في تقليص الشعور بالرفض والعزلة لدى هؤالء التالمذة من خالل التقريب بينهم وبين التالمذة العاديين من خالل إشراكهم في

النشاطات الجماعية سواء كانت هذه النشاطات اكاديمية أو غيرأكاديمية .

:الصعوبات المتعلقة باضطراب فرط النشاط وقصور االنتباه- 2 Attention- deficit andاضطراب فرط النشاط وقصوره االنتباه

hyperactivity disorder( ًأو مايرمز له اختصارا ADHDاضطراب ) نيورولوجي أساسي ينتج عن عجز في ناقالت عصبية محددة أو مجاميع

من الناقالت العصبية في مناطق معينة من الدماغ ويتضمن هذا االضطراب ثالثة نماذج أو أنماط النموذج األول قصور االنتباه والنموذج

الثاني النشاط المفرط- االندفاعية والنموذج الثالث خليط من النموذجين ومن الجدير بالذكر أًن الخصائص التي ترتبط باضطراب.األول والثاني

االنتباه تعد وثيقة الصلة بصعوبات التعلم وذلك بدرجة أكبر من ارتباط تلكالخصائص المتعلقة بالنشاط المفرط- االندفاعية بصعوبات التعلم .

أًن مشكالت االنتباه وفرط النشاط شائعة بين التالمذة ذوي صعوبات %( من التالمذة ذوي فرط النشاط واضطراب50-25التعلم فحوالي )

االنتباه لديهم صعوبات التعلم ( وأسبابه ونتائجهADHDوقد أجريت العديد من الدراسات حول ماهية )

وتأثيراته على الفرد بشكل عام وعلى تعلمه بشكل خاص وكذلك خصائص األشخاص ذوي فرط النشاط واضطراب االنتباه، وكذلك تم بحث كيفية

عالجه أو على األقل التخفيف من تأثيراته فالدراسات التي أجريت لمعرفة أسباب هذا االضطراب حددت نوعين من العوامل ) العوامل

(, ومن أهمADHDالنيورولوجية ، العوامل الوراثية( كأسباب محتملة لـ) الخصائص المميزة للتلميذ المصاب بقصور االنتباه مع النشاط الحركي

المفرط باالضافة إلى صعوبات التعلم فهي الصعوبة في إتباع التعليمات و المواظبة على المهام التي تتطلب استمرار االنتباه والتململ والنقر

بأصابعه على المكتب أو المنضدة وسهولة تشتيت االنتباه. كما انه متنمر وحاد المزاح وعنيد و اليستجيب للعقاب و قد يقود المعلم أو األب إلى اليأس وكذلك فانه نادراً ما يكمل العمل الذي يبدأ به و أنًه يعمل

باندفاع , من ناحية ثانية هو عاجز عن الجلوس بهدوء وكثير ما يضرب التالمذة في أثناء اللعب و قد ينهمك في نشاطات خطرة من دون التفكير

في عواقبها مثل الركض في الشارع من دون أدنى انتباه للسيارات , وبسبب الضعف في العمليات السيكولوجية األساسية نجد إن التالمذة ذوي

اضطراب االنتباه وفرط النشاط مع صعوبات التعلم كثيري النسيان، شاردي الذهن، غير منظمين، ضعيفي اإلدراك، غير واعين بالعوامل

المؤثرة على تعلمهم . لذا نجد أًن هذه الخصائص جميعها ترتبط في النهاية بضعف األداء

األكاديمي بشكل عام، ويذكر بعض الباحثين أًن فرط النشاط الحركي ( مرات أكثر من وجودها9-3وقصور االنتباه توجد لدى األوالد بحوالي )

لدى البنات في حين يرى البعض االخر أًن نسبة انتشار هذا االضطراب ( للبنات ومن األكثر احتماال إن1( للبنين مقابل )4-3تصل إلى حوالي )

يكون قصور االنتباه يتواجد لدى البنات أكثر من فرط النشاط وتعكس الحالة بالنسبة الى البنين ففرط النشاط لدى البنين يكون أكثر من قصور

االنتباه

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة بابل / كلية التربية األساسية

قسم التربية الخاصة

صعوبات التعلمالمفهوم , األسباب , العالج

إعدادم. م. زينب علي هادي