مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في...

23

Upload: -

Post on 13-Jul-2015

613 views

Category:

Education


1 download

TRANSCRIPT

Page 1: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

23

Page 2: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف
Page 3: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1311

من خصائص رس�م املصاح�ف العثمانية زيادة بعض احلروف يف رس�م عدد من اللكم�ات، وحذفه�ا من لكمات أخرى، وأكرث ما وقع ذل�ك يف احلروف اثلالثة: األلف والواو وايلاء، ومن خصائص رسم تلك املصاحف أيضا أنها اكنت جمردة من العالمات الكتابية، واش�تغل علماء الرس�م يف حرص اللكمات اليت وقعت فيها الزيادة واحلذف،

واعتنوا يف ضبط تلك اللكمات بالعالمات اليت تبني ما فيها من زيادة أو حذف. واختل�ف العلم�اء يف تقدي�ر احلرف الزائ�د أو املح�ذوف، فمنهم من قال بزيادة احلرف األول، ومنهم من قال بزيادة احلرف اثلاين، ويؤثر ذلك االختالف يف طريق�ة ضبط تل�ك اللكمات، وجاء هذا ابلحث يلتتب�ع مذاهب العلماء يف تقدي�ر احلرف املحذوف يف اللكمات اليت اجتمع يف رس�مها حرفان متش�ابهان ﴾، ومذاهبه�م يف حتديد ﴾، و﴿ ﴾، و﴿ يف الص�ورة، مث�ل ﴿

.﴾ ﴾، و﴿ ﴾، و﴿ احلرف الزائد يف مثل و﴿ووقع ابلحث يف تمهيد يف بيان أهم خصائص الرسم ومعالم الضبط، وأربعة

مباحث يه:األول: ما اجتمع فيه ألفان ورسم بواحدة.اثلاين: ما اجتمع فيه واوان ورسم بواحدة. اثلالث: ما اجتمع فيه ياءان ورسم بواحدة.الرابع: ما زيد يف رسمه ألف أو واو أو ياء.

صت أهم انلتائج اليت انتىه إيلها ابلحث، واهلل تعاىل ويل اتلوفيق. وخاتمة ل

Page 4: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف
Page 5: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1313

مقدمةاحلم�د هلل رب العاملني، والصالة والس�الم ىلع س�يدنا حممد رس�ول اهلل خاتم

انلبيني، وىلع آهل وصحابته أمجعني، واتلابعني هلم بإحسان إىل يوم ادلين، أما بعد:فإن الرس�م القرآين يتقاس�مه علمان: علم الرس�م، وعل�م الضبط، واألول يعن برس�م اللكم�ات يف املصحف ىلع حنو ما كتب�ه الصحابة ريض اهلل عنهم، واثل�اين يع�ن بالعالم�ات الكتابي�ة يف املصح�ف ادلالة ىلع احل�راكت وتميزي احلروف املتش�ابهة يف الصورة، وعلم الرس�م أسبق من علم الضبط نشأة ومادة، ألن موضوع�ه اللكمات القرآنية اليت كتبه�ا الصحابة يف املصاحف، جمردة من العالمات، حبسب ما اكنت عليه الكتابة العربية يف ذلك الوقت، ثم استجد ما داع إىل زيادة تلك العالمات، يلتألف منها ما صار يعرف الحقا بعلم الضبط.ومن خصائص الرس�م القرآين حذف بعض احلروف، أو زيادتها، وأكرث ما وق�ع ذلك يف ح�روف العلة اثلالثة: األلف والواو وايل�اء، ومما اعتن به علماء الضب�ط إحلاق احلرف املحذوف بلون مغاي�ر للون الكتابة، وهو ما جرى عليه العم�ل قديما، أو إحلاقه يف موضع�ه حبجم صغري، كما هو اجلاري يف املصاحف املطبوعة يف زماننا، واعتن علماء الضبط أيضا بوضع عالمة ىلع احلرف املزيد،

حىت ال يلتبس األمر ىلع قارئ القرآن. وإذا اكن احلرف املحذوف أو املزيد منفردا فإنه ال يمثل صعوبة يف ضبطه، اكن ف�إن ،﴾ و﴿ ،﴾ و﴿ ،﴾ و﴿ ،﴾ ﴿ مث�ل: يف كم�ا ،﴾ احلذف لكراهة اجتماع حرفني متش�ابهني يف الصورة، كما يف حنو: ﴿دت الزيادة إىل اجتماع

﴾، أو أ ﴾، و﴿ ﴾، و﴿ ، و﴿

Page 6: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1314

﴾، أو إىل اجتماع حرفني يصلح لك ﴾، و﴿ حرفني مثل�ني، كما يف: ﴿﴾ فإن ذلك اكن سببا الختالف ﴾، و﴿ واحد منها للزيادة، كما يف: ﴿العلم�اء يف تقدير املحذوف أو حتديد املزي�د، ويظهر أثر ذلك يف طريقة ضبط

تلك اللكمات.فلكم�ة )أنتم( إذا دخلت عليها همزة االس�تفهام فإننا نكتبها يف اإلمالء نتم( لكن كتاب املصاحف كتبوها )انتم( بألف واحدة، كراهة اجلمع بني

أ)أ

حرفني متش�ابهني يف الص�ورة، ومثل ذل�ك )الغاوون(، فإنها مج�ع )اغو(، فإن ع�ت اللكمة مجعا س�املا صارت )الغاوون( بواوين، لك�ن كتاب املصاحف مج( رسمت رس�موها بواو واحدة )الغاون(، ومثل ذلك )احلواريني(، مجع )حواري

بياء واحدة يف املصحف )احلوارين(.واختلف علماء الرسم يف حتديد احلرف املحذوف من اللكمات اليت أرشت ره ل، ومنهم من يقد ر املح�ذوف احلرف األو إيله�ا ومن أمثاهلا، فمنهم من يقدرنا اثل�اين، ويظهر أثر ذل�ك يف طريقة ضبط هذه اللكمات يف املصحف، فإن قداحلرف املحذوف يف )أأنتم( األول، وهو همزة االس�تفهام صارت طريقة ضبط رن�ا املح�ذوف احلرف اثلاين ص�ارت طريقة ﴾، وإن قد اللكم�ة هك�ذا:﴿﴾ ىلع تقدير أن ءنت�م﴾، ومثل ذل�ك لكم�ة ﴿

ضب�ط اللكم�ة هك�ذا: ﴿أ

رت أن املحذوف احل�رف األول اكن ضبطها املح�ذوف احلرف اثلاين، فإن ق�د﴾ فإن هذا الضبط غ�اوون﴾ٱ، ومثل ذلك أيضا لكمة ﴿

ىلع ه�ذا انلحو: ﴿ال

رنا أن مبين ىلع أساس أن املحذوف الواو األوىل اليت يه صورة اهلمزة، وإذا قد﴾، ويقاس ىلع املحذوف الواو اثلانية فإن ضبطها سوف يكون هكذا:﴿

ذلك ما اكن مثله.

Page 7: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1315

وجن�د مثل ذلك االخت�الف أيضا يف حتديد احلرف املزي�د، وهو ما يرتتب علي�ه االخت�الف يف ضب�ط اللكم�ات اليت وقع�ت فيها تل�ك الزي�ادة، فلكمة بين ضبطها ىلع أساس زيادة ايلاء وذلك بوضع عالمة الزيادة عليها، نا اهلمزة ىلع ايلاء، ووضعنا عالمة الزيادة

رنا أن األلف يه الزائدة، جعل فإن قد

ئ﴾. ىلع األلف اليت تشبه عالمة الرقم )5( صغريا، هكذا ﴿من نبا

وقد أسهب علماء الرسم والضبط يف حبثهم تلحديد املحذوف أو املزيد يف الرسم، واختلفوا يف ذلك، واحتجوا حبجج كثرية تلأييد وجهات نظرهم، وذللك االخت�الف أثر عميل يظه�ر يف طريقة ضبط تلك اللكم�ات يف املصحف، كما تق�دم، وأح�اول يف هذا ابلحث ع�رض وجهات نظرهم تل�ك، وتوضيح مقدار أثرها يف الضبط، واستنتاج الضوابط اليت حتكمت يف حتديد مذاهبهم يف تأويل ظواهر الرس�م، وبيان م�ا أخذت به جل�ان اإلرشاف ىلع طباعة املصاحف من تل�ك املذاه�ب، وذلك من خالل املباحث اآلتية، ال�يت يتقدمها تمهيد يف بيان

أهم خصائص الرسم ومعالم الضبط:األول: ما اجتمع فيه ألفان ورسم بواحدة.اثلاين: ما اجتمع فيه واوان ورسم بواحدة. اثلالث: ما اجتمع فيه ياءان ورسم بواحدة.الرابع: ما زيد يف رسمه ألف أو واو أو ياء.

وال خي�ى ىلع الق�ارئ املطل�ع أن م�ادة موضوع ابلح�ث متفرقة يف كتب الرس�م والضبط، ال يضمها باب واحد، وال جيمعها عنوان، ومن ثم تطلب مجع م�ادة ه�ذا ابلحث مراجعة كثري من كتب الرس�م والضبط وغريها، لكن يأيت يف الص�دارة كتاب�ا أيب عم�رو ادلاين: املقن�ع يف معرف�ة مرس�وم مصاحف أهل

Page 8: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1316

األمص�ار، واملحك�م يف نقط املصاح�ف، وكتاب�ا أيب داود س�ليمان بن جناح )تلمي�ذ ادلاين(: خمترص اتلبيني هلجاء اتلزنيل، وكت�اب أصول الضبط وكيفيته ىلع جه�ة االختصار، فق�د اكنت هلذين العامل�ني اجلليلني عناي�ة فائقة بعليم ن جاء بعدهما إىل الرس�م والضبط، وتعليل كثري من ظواهره، واس�تند كثري ممكتبهما يف كثري من مسائل هذين العلمني، رمحهم اهلل تعاىل مجيعا، ومجعنا بهم

يف الفردوس األىلع.ويلزمين يف هذا املقام توجيه الشكر، بعد شكر اهلل تعاىل، للجنة اتلحضريية نل�دوة )طباعة املصح�ف الرشيف ونرشه: بني الواقع واملأم�ول(، اليت ترشفت بدعوتها يل للمش�اركة يف انل�دوة، وآمل أن يكون حبيث هذا باملس�توى اذلي تطمح إيله اللجنة، وأس�أل اهلل تعاىل اتلوفيق للعلم انلافع، والعمل الصالح، هو

حسبنا ونعم الوكيل.

Page 9: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1317

تمهيدأهم خصائص الرسم ومعالم الضبط

مان: علم الرس�م، وعلم الضبط، كما يتقاس�م دراس�ة الرس�م املصحيف عل

أرشت إىل ذلك يف املقدمة، وترتبط نشأة هذين العلمني بظهور املصحف مكتوبا بأي�دي الصحابة ريض اهلل عنهم، واكنت كتابة املصحف جمردة من العالمات، واكن انلاس يف الصدراألول يقرؤون القرآن من حفظهم، وتس�اعدهم ملاكتهم اللغوية الالصة ىلع ضبط القراءة، لكن ضعف السليقة اللغوية دلى العرب بس�بب اختالطهم باألمم األخرى، وحاجة املسلمني من غري العرب إىل ضبط ل القراءة، اللغ�ة، جعل علماء اللغة يفكرون يف طريقة تضبط الكتابة، وتس�هفظه�رت العالمات يف الكتاب�ة العربية، اليت اكنت أساس�ا لعلم الضبط، وهذا

تعريف موجز بأهم خصائص الرسم، وأهم معالم الضبط.

ال: أهم خصائص الرسم: وأ

كت�ب الصحاب�ة ريض اهلل عنه�م الق�رآن الكريم بني ي�دي انليب ملسو هيلع هللا ىلص يف حف يف خالفة أيب بك�ر الصديق ريض اهلل عنه، ع�ت يف الص الرق�اع ال�يت مجح�ف يف املصاح�ف يف خالفة عثمان بن عف�ان ريض اهلل عنه، ونس�خت الصوحافظ املس�لمون ىلع رس�م اللكم�ات يف املصحف كما كتبه�ا الصحابة ريض اهلل عنه�م، ويف رس�مها ما ال يتطابق مع نطقها، من ح�ذف أو زيادة أو بدل أو فصل أو وصل، وبعد أن ظهرت العلوم عند العرب نظر علماء اللغة العربية يف الكتابة، وأاعدوا صياغة قواعدها وفق قاعدة اعمة يه أن اللفظ يرسم حبروف

هجائه، مبدوءا به وموقوفا عليه.

Page 10: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1318

، فالقيايس ما طابق صار الرس�م بعد ذلك ىلع قسمني: قيايس واصطالحفي�ه ال�ط اللف�ظ، واالصطالح ما خالف�ه بزيادة أو حذف أو ب�دل أو وصل أو فص�ل، وهو خط املصحف، وأكرثه موافق لقوانني الكتابة القياس�ية، لكن

جاءت أشياء خارجة عن ذلك يلزم اتباعها))(.وصن�ف علماء الرس�م م�ا وقع يف رس�م املصحف من ظواه�ر، ال يتطابق قك رس�مها مع نطقها، ىلع مخس�ة فصول، قال ابن وثيق األندليس: »اعلم - وف

ال إىل معرفة مخسة فصول، عليها مداره: اهلل - أن رسم املصحف يفتقر أواألول: ما وقع فيه من احلذف.اثلاين: ما وقع فيه من الزيادة.

اثلالث: ما وقع فيه من قلب حرف إىل حرف.الرابع: أحاكم اهلمزات.

الامس: ما وقع فيه من القطع والوصل«)2(.وزاد بعض العلماء املتأخرين فصال سادس�ا، وهو ما فيه قراءتان، وكتب لف علماء الرس�م عرشات الكتب - منثورة ومنظومة

ىلع إحداهما)3(. وقد أ

- يف بي�ان ه�ذه الصائص))(، وتوجيه ما فيها من رس�وم)5(، وال يتس�ع املقام

وابن اجلزري: الكتاب ص6)، وابن درستويه: كتاب الرساج: كتاب الط 07)، ابن ينظر: )((النرش 28/2).

اجلامع ص)3 - 32. )2(ينظر: السيويط: اإلتقان 2200/6، والضباع: سمري الطابلني )/67. )3(

ينظر يف أهم تلك املؤلفات: امليرس يف رسم املصحف وضبطه ص)6 - 97. )((ينظر يف الكتب املؤلفة يف تعليل الرسوم: امليرس يف رسم املصحف وضبطه ص)7) - )7). )5(

Page 11: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1319

للحدي�ث املفص�ل عن تلك الصائص، لكن ال بد من اإلش�ارة إىل جوانب منه�ا، يتعل�ق بها املوض�وع اذلي يدور ح�وهل هذا ابلح�ث، وخباصة احلذف

والزيادة واهلمز.وتشرتك هذه الظواهر يف أنها ترتبط باحلروف اثلالثة: األلف والواو وايلاء، فأك�رث احلذف وقع يف هذه احل�روف اثلالثة))(، كما أن الزي�ادة وقعت فيها)2(، ورس�م اهلمزة ينبين عليها كذلك، فقد ترس�م اهلمزة ألفا أو واوا أو ياء، حبسب

ما تؤول إيله يف اتلخفيف)3(.وجرى علماء الرس�م والضبط ىلع إحلاق املح�ذوف يف موضعه من اللكمة، بل�ون خمالف أو حبرف أصغر من حجم�ه املعتاد، وإذا اكن املحذوف ال جياوره ح�رف مش�ابه هل فإن�ه يأخذ ماكنه املناس�ب هل م�ن غري اختالف ب�ني علماء الرس�م والضبط، لكن إذا جاوره حرف مشابه هل أشلك حتديد موقعه من ذلك احلرف. وقد اختلف علماء الرس�م يف حتديد أيهما األول وأيهما اثلاين يف كثري من احلاالت، وكذلك ما اكن مزيدا من احلروف، إذا جاور حرفا مشابها، جرى فيه الالف املذكور، وللهمزة نصيب من ذلك اإلش�اكل، ألن رس�مها كثريا ما يؤدي إىل اجتماع مثلني، فاكن الكتاب األوائل يتحاشون اجلمع بينهما))(، كما

سنبني ذلك يف املباحث الالحقة.

ص260، الطراز واتلنيس: ،(36/2 النرش اجلزري: وابن ص33، اجلامع وثيق: ابن ينظر: )((واملارغين: ديلل احلريان ص))، والضباع: سمري الطابلني )/72.

ينظر: ابن وثيق: اجلامع ص56، واتلنيس: الطراز ص335. )2(ينظر: ابن اجلزري: النرش )/6)). )3(

ينظر اتلنيس: الطراز ص260. )((

Page 12: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1320

: أهم معالم الضبط:ثانيا

اكن�ت الكتاب�ة يف املصاحف العثمانية جمردة م�ن عالمات احلراكت، ومن نق�اط اإلعج�ام، وم�ن العالمات األخرى ادلال�ة ىلع اهلمزة واملدة والتش�ديد والس�كون، ألن تلك العالمات لم تكن قد اس�تعملت يف الكتابة العربية يف

تلك احلقبة. ومر استعمال العالمات بمرحلتني:

ر، اذلي اخرتعه أبو األس�ود ادلؤيل )ت: 69ه( مدواملرحلة األوىل: انلقط ال

ح�ني ق�ال لاكتبه: »خذ املصحف وصبغا خيالف لون املداد، فإذا فتحت ش�فيت فانق�ط واحدة ف�وق احلرف، وإذا ضممتهما فاجع�ل انلقطة إىل جانب احلرف، وإذا كرستهما فاجعل انلقطة يف أسفله، فإن أتبعت شيئا من هذه احلراكت غنة

فانقط نقطتني«))(.

وقام بعض تالمذة أيب األس�ود ادلؤيل باستعمال انلقاط بلون مداد الكتابة تلميزي احلروف املتشابهة يف الصورة، واليت تسىم بنقاط اإلعجام، تميزيا هلا عن نقاط اإلعراب اليت اخرتعها أبو األسود، وينسب هذا العمل إىل نرص بن اعصم

اللييث )ت: 90ه()2(.

�لك املستطيل، وهو استعمال احلراكت من فتحة وضمة املرحلة اثلانية: الشوكرسة، بدال من نقاط اإلعراب، ونقل ادلاين عن حممد بن يزيد املربد أنه قال:

ابن األنباري: إيضاح الوقف واالبتداء )/))2، وينظر: ابن انلديم: الفهرست ص5)، وادلاين: )((املحكم ص6 - 7.

ينظر: محزة األصفهاين: اتلنبيه ىلع حدوث اتلصحيف ص27، وأبو أمحد العسكري: رشح )2(ما يقع فيه اتلصحيف واتلحريف ص3)، والصفدي: تصحيح اتلصحيف وحترير اتلحريف

ص3) - )).

Page 13: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1321

لك اذلي يف الكتب من عمل الليل، وهو مأخوذ من صور احلروف، فالضمة »الشواو صغ�رية الصورة يف أىلع احلرف، ئلال تلتبس بال�واو املكتوبة، والكرسة ياء

حتت احلرف، والفتحة ألف مبطوحة فوق احلرف«))(.

وذك�ر ادلاين أيض�ا أن الليل بن أمح�د جعل عالمات للهمزة والتش�ديد د ثالث س�نات )����ٱ(، وأخذه وم واإلش�مام)2(، فجعل ىلع احلرف املش�د وال�رمن أول ش�ديد، ف�إذا اكن خفيفا جع�ل عليه رأس خ�اء )خ(، وأخذه من أول

خفيف)3(.

ل�ف العلماء يف علم انلقط والش�لك، اذلي ص�ار يعرف يف وقت متأخر وأ

بعل�م الضبط، مؤلفات كثرية، من أش�هرها يف زمانن�ا كتاب )املحكم يف نقط املصاح�ف( أليب عم�رو ادلاين، وكت�اب )أص�ول الضب�ط وكيفيت�ه ىلع جه�ة

االختصار( أليب داود سليمان بن جناح تلميذ ادلاين.

وتتضمن كتب انلقط والشلك أبوابا عن كيفية استعمال عالمات احلراكت، والس�كون، واهلمزة، وهمزة الوصل، والتش�ديد، واملدة، وحنوها، يف مذهب من ر اذلي اندثر من�ذ زمن بعيد، أو مذهب من اس�تعمل م�دو

اس�تعمل انلق�ط ال

لك املستطيل املستعمل ايلوم يف الكتابة العربية، ومن بني املوضواعت اليت الشاعت�ن به�ا علماء الضب�ط كيفية نقط ما نق�ص هجاؤه وما زي�د فيه، وهو ما

يعنينا الوقوف عنده يف هذا ابلحث.

املحكم ص7. )((ينظر: املحكم ص6. )2(

ينظر: املصدر نفسه ص7. )3(

Page 14: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1322

وقد حرص أهل الضبط ىلع إحلاق ما حذف من احلروف اثلالثة من الرسم يف موضعه�ا باحلم�رة، وحث أبو داود س�ليمان بن جناح كت�اب املصاحف ىلع ترك فس�حة للحرف املحذوف، حىت ال يش�وه إحلاقها ص�ورة املصحف، فقال: »وحيتاج انلاس�خ للك مصحف يضبطه أن يرتك ملوضع األلف وايلاء والواو، يف ﴾... وشبهه، مما ﴾، و﴿ ﴾، و﴿ و: ﴿

لك ما ذكرناه وش�بهه، فسحة، حن

حذفت منه األلف وايلاء والواو«))(، وقال يف موضع آخر: »فيحتاج انلاس�خ أن يرايع هذا ابلاب لكه حس�ب ما بيناه يف أول كتابنا هذا، ويرتك فس�حة ماكن يق�ع يف ح�رج، ويوقع غ�ريه يف أعظم م�ن ذلك إذا اكن

اهلم�زة وحركته�ا، وأال

جاهال بالط، أو مستهزئا باألمر، وغري مراع ملا جيب عليه«)2(.ومما حرص عليه أهل الضبط وضع عالمة ىلع احلروف الزوائد يف املصحف، دالل�ة ىلع ت�رك انلطق بها، واكنت عالم�ة احلرف الزائ�د دارة صغرية باحلمرة، فر اذلي جيعله أهل احلس�اب ىلع العدد املعدوم)3(، وصارت يف ويه تش�به الصاملصاحف املطبوعة يف زماننا دارة صغرية بلون الكتابة. وإذا اكن احلرف الزائد ال يشبهه جماوره تعينت ادلارة عليه، وإذا اكن يشبهه احلرف املجاور فإن حتديد احل�رف اذلي توضع عليه ادلارة يعتمد ىلع حتديد احلرف الزائد منهما، وهو ما اكن موضع خالف بني علماء الرس�م والضبط، ويظهر أثر ذلك يف الضبط، ىلع

حنو ما سنفصل احلديث عنه يف املباحث اآلتية، إن شاء اهلل تعاىل.

خمترص اتلبيني 35/2. )((املصدر نفسه 677/3. )2(

ينظر: ادلاين: املحكم ص93) - 95)، وأبو داود: أصول الضبط ص5)2. )3(

Page 15: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1323

املبحث األولما اجتمع فيه ألفان ورسم بواحدة

ة انلاجتة عن إش�باع مداألل�ف يف الكتاب�ة العربية تمثل صوت�ني، هما: ال

﴾، واهلمزة إذا وقعت ﴾، و﴿ ﴾، و﴿ انلط�ق بالفتحة، يف مث�ل ﴿﴾، أو اكنت ﴾، و﴿ ﴾، و﴿ يف أول اللكم�ة بأي حركة حتركت، يف مثل: ﴿﴾، أو يف آخر يف وسط اللكمة إذا اكنت مفتوحة وانفتح ما قبلها، يف مثل: ﴿

.﴾ ﴾، و﴿ ﴾، و﴿ اللكمة بعد فتحة، يف مثل: ﴿

ول�م تكن عالمة اهلم�زة يف وقت كتابة املصاح�ف يف زمن الصحابة قد اس�تعملت، ألن الليل بن أمحد )ت: 70)ه( هو اذلي استعمل رأس العني )ء( لدلالل�ة ىلع اهلم�زة تلوضع ىلع األلفات والواوات وايلاءات املس�تعملة تلمثيل اهلم�زة، قال ابن اجلزري: »إن اهلمزة وإن اكن هلا خمرج خيصها، ولفظ تتمزي به، فإنه لم يكن هلا صورة تمتاز بها، كسائر احلروف، وتلرصفهم فيها باتلخفيف: ف به، فإن اكن ختفيفها ف إب�داال ونقال وإداغما وبني بني، كتبت حبس�ب ما ختألف�ا أو اكألل�ف كتبت ألفا، وإن اكن ياء أو اكيل�اء كتبت ياء، وإن اكن واوا أو

اكلواو كتبت واوا«))(.

واكنت ص�ورة اهلمزة يف وقت كتاب�ة املصاحف العثماني�ة تلتبس بصورة األلف ادلالة ىلع املدة، الحتاد صورتهما، فإذا اجتمعتا يف أول اللكمة أو وسطها أو آخرها، فإن كتاب املصاحف لم يرسموا إال واحدة، كراهة اجلمع بني حرفني

النرش )/66). )((

Page 16: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1324

متش�ابهني يف الص�ورة، وحيثما اجتمع�ت ألفان أو أكرث يف لكمة فال ترس�م إال واحدة. واختلف علماء الرس�م والضبط يف حتديد املحذوف منها، ويرتتب ىلع

ذلك اختالف ضبط اللكمة اليت يه فيها.قال أبو عمرو ادلاين: »وما اكن من االستفهام فيه ألفان أو ثالث فإن الرسم ورد، ب�ال اخت�الف يف يشء من املصاح�ف، بإثبات ألف واح�دة، اكتفاء بها، لكراهة اجتماع صورتني متفقتني فما فوق ذلك يف الرسم. فما اجتمع فيه ألفان ﴾ ]انلمل: ﴾ ]آل عمران: )8[، ... و﴿ ﴾ ]ابلقرة: 6[، و﴿ فنح�و: ﴿﴾ ]ص: 8[، ... وشبهه مما تدخل فيه همزة االستفهام ىلع همزة أخرى. 60[، و﴿

وكذلك لك همزة مفتوحة دخلت ىلع ألف س�واء اكنت تلك األلف مبدلة من ﴾ ]حممد: 6)[، وش�بهه، ﴾ ]ابلقرة: 9[، ...و ﴿ و: ﴿

همزة، أو اكنت زائدة، حن

فرس�م ذل�ك لك�ه بألف واحدة، ويه عن�دي اثلانية. وأما ما في�ه ثالث ألفات ﴾ ]الزخرف: 58[، ال غري«)2(. فقوهل))(:... ﴿

وق�ال أب�و داود يف بيان هذه القاعدة يف الرس�م: »ال ترس�م اهلمزة املفتوحة خطا، إذا وقع بعدها ألف، وال املكس�ورة إذا وقع بعدها ياء، وال املضمومة إذا وقع بعدها واو، ئلال جيتمع يف الكتابة ألفان، أو ياءان، أو واوان«)3(. وفيما يأيت

بيان ألحوال اجتماع ألفني يف الرسم:

﴾ يف األعراف ]23)[ وطه ])7[ والشعراء ]9)[، ىلع قراءة مثل ادلاين هنا أيضا بكلمة: ﴿ )((االستفهام )أ آمنتم(، واكتفيت بنقل ما ورد بثالث ألفات يف رواية حفص عن اعصم، وهو

يؤدي الغرض، وطلبا لالختصار.ص37)، الضبط وأصول ،86/2 اتلبيني خمترص داود: أبو وينظر: ،275 - ص273 املقنع )2(أرباب مجيلة واجلعربي: ص6))، الصقيلة ادلرة واللبيب: ص302، الوسيلة والسخاوي:

املراصد ص85)، واتلنيس: الطراز ص88)، واملارغين: ديلل احلريان ص372.خمترص اتلبيني 2/)9). )3(

Page 17: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1325

أوال: اجتماع همزتني أول اللكمة:﴾، وق�د اختلف علماء العربية ﴾، و﴿ ﴾، و﴿ مث�ال ذلك: ﴿وعلماء الرس�م والضب�ط يف تقدير املحذوف من األلف�ني يف اللكمات املذكورة وما ش�ابهها، ويرتتب ىلع ذلك اختالف ضبطها، قال ابن الرساج )ت: 6)3ه(: »وحك عن الكس�ايئ))( أن ألف االس�تفهام يه اليت سقطت، ألنها دخيل، قال أمحد بن حيىي)2(: وليس كذلك، ال تسقط ألف االستفهام، ألنها دخلت ملعن،

وإذا اجتمعت اهلمزتان تركت اثلانية، فاثلانية يه املحذوفة«)3(. وحىك ادلاين أقواهلم خمترصة يف كتابه )املقنع( حني قال: »واأللف اثلابتة يف ذلك يف الرس�م يه همزة االس�تفهام، للحاجة إيلها، وهو قول الفراء))(، وثعلب، وابن كيسان)5(. وقال الكسايئ: يه األصلية، وكذلك قال أصحاب املصاحف،

وذلك عندي أوجه«)6(.

الكسايئ: يلع بن محزة، أبو احلسن الكسايئ، أحد القراء السبعة، من أهل الكوفة، واستوطن بغداد، )((هل مؤلفات يف علوم العربية وعلوم القرآن، تويف سنة 89) ـه)ينظر: الزبيدي: طبقات انلحويني

واللغويني ص27) - 30)، وابن انلديم: الفهرست ص72، والقفطي: إنباه الرواة 256/2 - )27(. املؤلفات يف علوم بغداد، هل عدد من الكوفيني يف بثعلب، شيخ املعروف العباس، أبو هو )2(العربية، تويف سنة )29 ـه)ينظر: الزبيدي: طبقات انلحويني واللغويني ص))) - 50)، وابن

انلديم: الفهرست ص80 - )8، والقفطي: إنباه الرواة )/73) - 86)(. كتاب الط ص27)، وينظر: أبو حيان: اهلجاء ص8)). )3(

)معاين كتبه أشهر من انلحوية، الكوفة مدرسة شيخ زكرياء، أبو زياد بن حيىي الفراء: )((القرآن(، تويف سنة 207 ـه)ينظر: الزبيدي: طبقات انلحويني واللغويني ص)3) - 33)، وابن

انلديم: الفهرست ص73 - )7، والقفطي: إنباه الرواة )/7 - 23(.مذهب حيفظ اكن ابلغدادي، انلحوي، احلسن أبو كيسان، بن أمحد بن حممد كيسان: ابن )5(طبقات الزبيدي: 299 ـه)ينظر: سنة تويف عدة، مؤلفات وهل والكوفيني، انلحو يف ابلرصيني انلحويني واللغويني ص53)، وابن انلديم: الفهرست ص89، والقفطي: إنباه الرواة 57/3 - 59(.

املقنع ص275. )6(

Page 18: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1326

ونق�ل ادلاين أقواهل�م تلك وم�ا احتجوا به ىلع حنو أك�رث تفصيال يف كتابه )املحكم( فقال: »واختلف علماء العربية يف أيهما املحذوفة، فقال الكس�ايئ: املحذوفة من اهلمزتني همزة االستفهام، من حيث اكنت حرفا زائدا داخال ىلع اللكم�ة، واثلابتة همزة األص�ل أو القطع، من حيث اكن�ت الزمة لللكمة، وىلع

هذا القول اعمة أصحاب املصاحف.وق�ال الفراء، وأمح�د بن حيىي، وأبو احلس�ن بن كيس�ان: املحذوفة منهما

همزة األصل أو القطع، واملرسومة همزة االستفهام، وذلك من جهتني: إحداهما: أن همزة االس�تفهام مبتدأة، واملبتدأة ال حتذف صورتها يف حنو: ﴾، وش�بهه بإمجاع، وذلك من حيث لم جيز ختفيفها ﴾، و﴿ ﴾، و﴿ ﴿

يف تلك احلال، ال حبذف وال تسهيل، لعدم ما ينوب عنها.واثلانية: أنها داخلة ملعن، وهو االستخبار، فوجب رسمها وإثبات صورتها، يلت�أدى بذل�ك املعن اذلي دخل�ت هل، واجتلب�ت ألجله...والوجه�ان يف ذلك

صحيحان«))(.ونق�ل أبو داود س�ليمان ب�ن جناح ما قاهل ش�يخه ادلاين يف رس�م اللكمات املذك�ورة بألف واحدة، وذكر اختالف انلحويني يف تقدير األلف املحذوفة)2(، ونق�ل م�ا قاهل ادلاين يف املحكم يف بيان مذاهبهم وم�ا احتجوا به، وقال أيضا:

»والوجهان يف ذلك صحيحان«)3(.

املحكم ص)9 - 95. )(()2( ينظر: خمترص اتلبيني 86/2 - 88.

أصول الضبط ص39) - 0))، وينظر: اتلنيس: الطراز ص88) - 89)، واملارغين: ديلل احلريان )3(ص372.

Page 19: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1327

وظهر أثر ه�ذا االختالف يف طريقة ضبط هذه اللكمات، ولعلماء الضبط كالم طوي�ل يف طريق�ة ضبطها حبس�ب مذاهب القراء يف حتقي�ق اهلمزتني أو تس�هيل إحداهم�ا، وما يعنينا بيانه هو الوق�وف ىلع طريقة ضبطها ىلع مذهب ق اهلمزتني، وهو اذلي علي�ه املصاحف اليت تضبط برواية حفص عن م�ن حقاعص�م، لكن ضبط اهلم�زة يف زم�ن ادلاين وأيب داود اكن باس�تعمال انلقاط،

ر مقصودهما. وليس يصعب ىلع القارئ تصو

وذك�ر ادلاين وأب�و داود أن اهلمزت�ني تلتقي�ان يف أول اللكم�ة ىلع ثالث�ة أرضب))(:

.﴾ الرضب األول: أن تتحرك اهلمزتان بالفتح، حنو: ﴿

.﴾ الرضب اثلاين: أن تتحرك األوىل بالفتح، واثلانية بالكرس، حنو: ﴿

.﴾ الرضب اثلالث: أن تتحرك األوىل بالفتح، واثلانية بالضم حنو: ﴿

وب�ني علم�اء الضبط اختالف يف ضبط اللكمات املذكورة وما أش�بهها مما اجتمع يف أوهل همزتان، فقال ادلاين يف نقط الرضب األول، وهو ما اجتمعت فيه ق اهلمزتني)2( معا همزتان مفتوحتان: »وأما نقط هذا الرضب ىلع قراءة من حقعل اهلمزة األوىل نقطة بالصفراء، وحركتها عليها نقطة باحلمراء، قبل

فهو أن جت

عل اهلمزة اثلانية نقطة بالصفراء وحركتها عليها يف األلف

األلف املصورة، وجتاملص�ورة. هذا ىلع قول من قال إن اهلمزة األوىل يه املحذوف صورتها، وصورة

﴾، وشبهه. ﴾، و﴿ ﴾، و﴿ ﴾، و﴿ ذلك كما ترى: ﴿

ينظر: ادلاين: املحكم ص93، وأبو داود: أصول الضبط ص37). )((ينظر: ادلاين: اتليسري ص9))، وابن اجلزري: تقريب النرش )/258. )2(

Page 20: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1328

عل اهلمزة

وىلع ق�ول م�ن ق�ال إن اهلمزة اثلاني�ة يه املحذوف صورته�ا جتاألوىل وحركته�ا يف األل�ف املص�ورة، وجتعل اهلمزة اثلاني�ة وحركتها بعد تلك ،﴾ ءدل

ءنت�م﴾، و﴿أ

ءنذرته�م﴾، و﴿أ

األل�ف... وص�ورة ذل�ك كم�ا ت�رى: ﴿أ

ءشفقتم﴾، وشبهه«))(.و﴿أ

وتب�دو حجة الفراء ومتابعيه يف قوهلم إن األلف املحذوفة من الرس�م يه ص�ورة اهلم�زة اثلاني�ة أظهر م�ن حجة الكس�ايئ يف قوهل إن األل�ف املحذوفة يه ص�ورة اهلم�زة األوىل، وم�ع أن ادلاين وأب�ا داود ق�اال: إن الوجه�ني يف ذلك خذ به يف ضب�ط كثري من املصاحف، مثل املصحف

صحيح�ان، إال أن اذلي أ

األمريي )يف القاهرة( ومصحف املدينة انلبوية هو قول الكسايئ، وقد يكون ق�ول ادلاين يف املقنع: »وكذلك قال أصحاب املصاحف، وذلك عندي أوجه« قد

ح مذهب الكسايئ)2(. رج

أم�ا نق�ط الرضب اثل�اين، وهو ما اكنت في�ه اهلمزة األوىل مفتوح�ة واثلانية مكسورة، ونقط الرضب اثلالث، وهو ما اكنت فيه اهلمزة األوىل مفتوحة واثلانية مضمومة، فقد اختلف فيه انلاقطون، مثل اختالفهم يف املتفقتني، فيكون نقطهما ىلع مذهب من جيعل األلف املرس�ومة يه همزة االستفهام، وهو مذهب الفراء، ﴾، وىلع مذهب من جيعل األلف املرس�ومة يه ﴾، و﴿ ىلع ه�ذا انلحو: ﴿

نزل﴾.اثلانية، وهو مذهب الكسايئ، ىلع هذا انلحو: ﴿ءإذا﴾ و﴿ءأ

املحكم ص96، وينظر: أبو داود: خمترص اتلبيني 86/2، وأصول الضبط ص))) - 2)). )((ذكر الراز املذهبني يف ضبطه، ورصح أن مذهب الكسايئ هو املختار يف املتفقتني )ينظر: )2(يف املختار إنه الضباع: يلع حممد الشيخ وقال ،)520 - 5(8 ابليت ص0)، الظمآن مورد

املتفقتني )ينظر: سمري الطابلني 2/2)6(.

Page 21: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1329

واذلي أخ�ذ به أك�رث أهل الضب�ط يف املختلفتني ه�و املذهب األول، حوه يف ضب�ط اهلمزتني املتفقتني أع�ين مذهب الف�راء، ىلع عكس ما رجبالفت�ح))(، وعليه العمل يف املصحف األم�ريي، ومصحف املدينة انلبوية

وغريهما.وق�د يثري ترجي�ح أهل الضبط مذهب الكس�ايئ يف املتفقتني، يف مثل ﴾ ﴾، و﴿ الف�راء يف املختلفت�ني يف مث�ل: ﴿ ، ومذه�ب التس�اؤل دلى بعض ادلارسني عن السبب اذلي جعلهم خيتارون ضبطني خمتلف�ني يف اهلمزت�ني املجتمعتني يف أول اللكمة، ول�م لم يأخذوا بمذهب الكس�ايئ يف املختلفتني أيضا، فيكون ضبطهما ىلع ه�ذا انلحو: ﴿ءإذا﴾

نزل﴾؟و﴿ءأ

يب�دو أن ذلك يرجع إىل أن اهلمزتني املختلفتني يف أول اللكمة قد جاءت اهلمزة اثلانية منهما مرس�ومة يف بعض املواضع بايلاء، إذا اكنت مكس�ورة يف ﴾ ﴾ ]الواقع�ة 7)[، وبال�واو إذا كنت مضموم�ة يف مثل: ﴿ مث�ل: ﴿]آل عمران 5)[، ىلع مذهب أهل التسهيل، ويتعني حينئذ كون األلف املرسومة

لوا ما رس�مت فيه ح ادلاين بذلك)2(، وم�ن ثم مح هم�زة االس�تفهام، كم�ا رص﴾، ىلع ﴾ ىلع ما رس�مت فيه ألف وياء يف مثل ﴿ ألف واحدة يف مثل ﴿تقدير أن األلف املرس�ومة صورة هلمزة االس�تفهام يف انلوعني، ومثل ذلك يف

املضمومة أيضا.

ينظر: اتلنيس: الطراز ص200 - )20، والضباع: سمري الطابلني 3/2)6. )((ينظر: املحكم ص)0)، وص 06). )2(

Page 22: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1330

ولو أخذ علماء الضبط املتأخرون بمذهب الفراء يف مجيع حاالت اهلمزتني املجتمعتني يف أول اللكمة لما اضطروا إىل اس�تعمال طريقتني من الضبط فيها، وجل�اء ضبطها ىلع س�ن واحد، لكنهم رجح�وا مذهب الكس�ايئ يف املتفقتني ﴾، متابعة لرتجيح علماء املصاح�ف األوائل، كما قال بالفت�ح يف مث�ل ﴿ادلاين: »وكذل�ك ق�ال أصح�اب املصاحف، وذل�ك عندي أوج�ه«))(، ورجحوا

مذهب الفراء يف املختلفتني)2(.

: اجتماع همزة وألف يف أول اللكمة:ثانيا

﴾ ]آل عمران: 66[، ﴾ ]ابلقرة: )2[، و﴿ اجتمعت اهلمزة واأللف يف ﴿ورس�مت ألف واحدة)3(، واختلف علماء الكتابة العربية األوائل يف املحذوف منهم�ا، وقد ح�ىك ادلاين أقواهلم يف كتابه املحكم، فق�ال: »وقد زعم أمحد بن حيىي ثعلب وموافقوه أن املحذوفة من إحدى األلفني يف الرسم يف هذا الرضب يه اهلم�زة، وأن اثلابت�ة فيه منهما يه األلف الس�اكنة))(، ولي�س ذلك بوجه،

وذلك من جهات أربع)5(:

املقنع ص275، وينظر: املحكم ص)9. )((از ذلك يف الضبط بقوهل )ينظر: مورد الظمآن ص0)(: ولص الر )2(

منهما لللاوىل صللورة فقيل: ثانيهما519- إىل ه بلللل وقللليلللل: املتفقني يف اختري األخللري وذا املختلفني520- يف الللوجللهللني ل وأو

والضباع: واملارغين: ديلل احلريان ص372، الطراز ص95)، اتلنيس: ذلك: بيان وينظر يف سمري الطابلني 2/))6.

ينظر: ابن قتيبة: أدب الاكتب ص90 - )9). )3(أشار إىل ذلك ابن الرساج يف كتاب الط )ص28)(. )((

أشار ميمون الفخار إىل مذهب الفراء، ورد ادلاين عليه يف أرجوزته = )5(

Page 23: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1331

إحداهللن: أن ثعلبا وموافقيه قد أمجعوا معنا ىلع أن املحذوف من الرس�م ﴾ ]ابلقرة: 25[... وش�بهه، من ﴾ ]الفرقان: 30[... و﴿ ختفيف�ا يف حن�و قوهل: ﴿املنادى واتلنبيه من األس�ماء هو األلف الس�اكنة ال غري، لعدم سواها يف ذلك، ذف هناك، ال سيما وقد دخلت

فكما حذفت ها هنا بإمجاع، كذلك جيب أن حت

فيه خاصة ىلع ما هو مثلها يف الصورة، وهو اهلمزة.وىل وقعت طرفا، واتلغيري باحلذف وغريه أكرث ما يس�تعمل

واثلانية: أن األ

فيه، واثلانية وقعت ابتداء، واملبتدأ ال حيذف. كثريا باحل�ذف وغريه، واثلاثلللة: أن األوىل س�اكنة، والس�اكن قد يغ�ري

صورته. واثلانية متحركة، واملتحرك ال حيذف، وال تغريوالرابعللة: أن اتلغي�ري يف الس�اكنني باحلذف واتلحري�ك، ويف املثلني إذا أدغ�م أحدهما يف اآلخر إنما يلحق األول منهم�ا، دون اثلاين. فكذا جيب أن ة باحل�ذف من إحدى األلفني، فيم�ا تقدم، يه األوىل مغري

تك�ون األل�ف ال

دون اثلانية.وإىل ذلك ذهب الكسايئ، وغريه من انلحويني، وبه أقول«))(.

وق�ال ادلاين يف املقن�ع: »واأللف اثلابتة يف الط بع�د ايلاء واهلاء فيما اكن بعدهما فيه همزة يه اهلمزة، لكونها مبتدأة«)2(.

ادلرة اجللية )ص79(، بقوهل: =ثعلب وىل

األ أثبت لكنه يعجب1031- وللليللس اثللللاين،

وحللللذف

أربعه وجللوه من عليه رد ، ومللوضللعلله1032-

أحللللدهللللا: مللللللآلاملحكم ص)5) - 55)، وينظر: أبو حيان: اهلجاء ص)3). )((

املقنع ص222. )2(

Page 24: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1332

�ص أبو داود س�ليمان ب�ن جناح ما قاهل ش�يخه ادلاين يف هذه املس�ألة، ولخل عليه«))(. عو

واختار ما رجحه ادلاين، فقال: »وهو اذلي أختار أن يضبط به، وأ

وترت�ب ىلع االخت�الف يف تقدير املحذوف يف اللكمات املذكورة اختالف ح علم�اء الضبط ذلك، لكن املتقدمني يف طريق�ة ضبطها يف املصحف، ووضمنه�م وصفوا طريق�ة ضبطها بانلقط، وحنن نذكره بالش�لك ىلع ما جرى عليه املتأخرون، وهو املس�تعمل يف زماننا، يف املصاحف ويف غريها، وصورة ضبطها

﴾، و ىلع مذهب الكس�ايئ، وهو اذلي رجحه ادلاين وأبو داود: ﴿وعلي�ه العم�ل يف مصحف املدين�ة انلبوية ويف غريه، وص�ورة ضبطها ىلع رأي

ها﴾، و﴿هآءنتم﴾. ثعلب ومتابعيه: ﴿يآءيولو كتبت هذه اللكمات يف غري املصحف، لرس�مت منفصلة، ورسمت لك لكمة منها بألف، هكذا: يا أيها، وها أنتم، لكن علماء الرسم والضبط حرصوا ىلع إبق�اء ه�ذه اللكمات كم�ا رس�مت يف املصاحف العثماني�ة األوىل، حبذف

إحدى األلفني، واستدركوا ذلك من خالل الضبط.

: اجتماع همزتني وألف يف اللكمة:ثاثلا

ق�د جتتمع همزتان وألف يف أول بعض اللكمات، وترس�م ألف واحدة، ﴾ ]الزخرف 58[، ق�ال ادلاين: »وأما ما فيه ثالث كم�ا يف قوهل تعاىل: ﴿م نقل قول ﴾ ال غري«)2(. وتقد ألفات من االس�تفهام، فقوهل:...﴿ادلاين اذلي ذكر فيه آراء العلماء يف األلف املرسومة عند احلديث عن قوهل

أصول الضبط ص75) - 76)، وينظر: خمترص اتلبيني 2/)0). )((املقنع ص)27 - 275، وينظر: ابن الرساج: كتاب الط ص27)، وأبوحيان: اهلجاء ص8)). )2(

Page 25: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1333

﴾، وما أش�بهه مما اجتمع فيه ألفان، وقال يف كتابه املحكم: تعاىل: ﴿»وحتتمل تلك األلف املرس�ومة ثالثة أوجه: أن تكون همزة االس�تفهام، م�ن حيث اكن�ت داخلة ملعن ال بد من تأديت�ه، وأن تكون همزة القطع، م�ن حيث اكنت اكلالزمة، وأن تكون هم�زة األصل من حيث اكنت من

نفس اللكمة«))(.ونق�ل أب�و داود يف كتاب�ه )خمت�رص اتلبي�ني( رأي أس�تاذه يف تلك األلف

باختصار)2(، وذكره ىلع حنو أكرث تفصيال يف كتابه )أصول الضبط()3(.واتف�ق الش�يخان يف بي�ان أثر االخت�الف يف تقدير احل�رف املحذوف من ق اهلمزتني، ل اهلمزة اثلانية، ومن حق هذه األلفات يف الضبط ىلع قراءة من سهواذلي يهمن�ا الوق�وف علي�ه يف هذا ابلح�ث ضبط اللكمة ىلع ق�راءة من حقق اهلمزتني، ىلع االحتماالت اثلالثة: أن األلف املرس�ومة يه همزة االستفهام، أو هم�زة القط�ع، أو همزة األصل، فتنقط ىلع الوج�ه األول وهو أن تكون األلف ،﴾ ، وىلع اثلاين: ﴿ املرس�ومة يه همزة االس�تفهام، كما ت�رى:وىلع اثلالث:﴿ءءالهتنا﴾))(، واختار ادلاين وأبو داود أن تكون األلف املرسومة يه هم�زة القط�ع)5(، وه�و املذهب املعتم�د يف ضبط مصحف املدين�ة انلبوية،

برواية حفص عن اعصم.

املحكم ص99. )((ينظر: خمترص اتلبيني 87/2. )2(

ينظر: أصول الضبط ص5)). واتلنيس: الطراز ص206، واملارغين: ديلل احلريان ص378. )3(ينظر: ادلاين: املحكم ص00)، وأبو داود: أصول الضبط ص8)). )((

ينظر: املحكم ص00)، وأصول الضبط ص8)). )5(

Page 26: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1334

: اجتماع همزة وألف يف آخر اللكمة:رابعا

إذا اجتمع�ت همزةوأل�ف يف آخ�ر اللكم�ة رس�مت يف املصاح�ف أل�ف واح�دة، قال ادلاين: »واتفقت املصاحف أيضا ىلع حذف ألف انلصب إذا اكن ﴾ ]املؤمنون ))[، ﴾ ]ابلق�رة 22[، و﴿ قبله�ا هم�زة قبلها ألف، حن�و ق�وهل: ﴿

﴾ ]آل عمران 3))[، وما اكن مثله، ئلال جيتمع ألفان، ﴾ ]الرعد 7)[، و﴿ و﴿ل أقيس«))(. و

وىل، واأل

وقد جيوز أن تكون يه املرسومة، واملحذوفة األ

وانبن ىلع هذا االختالف يف تقدير احلرف املحذوف اختالف يف الضبط، وق�د ضبطت هذه اللكمات يف املصح�ف وما اكن مثلها، حبذف ألف انلصب، كما ال خيى ىلع القارئ، ولو ضبطت ىلع تقدير أن األلف األوىل يه املحذوفة

اكن ضبطها هكذا: ﴿م�ئا﴾)2(.

وق�د يبدو للق�ارئ أن هذه اللكمات قد اجتم�ع يف آخرها ثالث ألفات)3(: أل�ف األص�ل، وألف اهلم�زة، وأل�ف اتلنوين املنص�وب، لكن علماء الرس�م اعملوه�ا معاملة ما اجتم�ع فيه ألفان، ىلع تقدير أن اهلمزة املفتوحة إذا وقعت

بع�د أل�ف ال تكتب هلا صورة، س�واء اتصل بها ضمري، كم�ا يف مثل: ﴿﴾ ]آل عم�ران )6[، أم لم يتص�ل كما يف اللكمات اليت

تقدمت))(.

املقنع ص282، وينظر: ادلاين: املحكم ص)6، وأبو داود: خمترص اتلبيني 02/2) - 03). )((ينظر: ادلاين: املحكم ص)6)، وأبو داود: أصول الضبط ص89). )2(

﴾ يف سورة الشعراء ])6[، ينظر تفصيل رسمها: ادلاين: املقنع ومثل هذه اللكمات أيضا: ﴿ )3(ص276، واملحكم ص57)، وأبو داود: خمترص اتلبيني )/926، وأصول الضبط ص)8).

ينظر: ادلاين: املقنع ص)3)، واملحكم ص25). )((

Page 27: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1335

املبحث اثلاينما اجتمعت فيه ياءان ورسم بواحدة

يف رسم املصحف لكمات اجتمع فيها ياءان ورسمت بياء واحدة اختصارا، ومنه�ا م�ا اكنت فيه إح�دى ايلاءين ص�ورة للهمزة، ومنها ما لي�س كذلك))(، وقد اختلف علماء الرسم والضبط يف تقدير ايلاء املحذوفة، ومن ثم اختلفت

طريقتهم يف ضبط تلك اللكمات.

أوال: ما اجتمعت فيه ياءان ليست إحداهما صورة للهمزة:قال أبو عمرو ادلاين يف كتابه املقنع: »اعلم أن املصاحف اتفقت ىلع حذف إح�دى ايلاءين إذا اكنت اثلانية عالمة للجمع، واثلابتة عندي يه تلك، وجيوز ﴾ ]ابلق�رة: )6[، أن تك�ون األوىل، واألول أقي�س، وذل�ك يف حن�و ق�وهل: ﴿﴾ ]املائدة: )))[، ﴾ ]آل عمران: 79[، و﴿ ﴾ ]آل عمران: 75[، و﴿ و﴿

وما اكن مثله«)2(.�ل ادلاين يف كتاب�ه )املحكم( م�ا أمجله يف )املقنع( بق�وهل: اعلم أن وفص

كتاب املصاحف اتفقوا ىلع حذف إحدى ايلاءين من الرسم يف قوهل: حيث وقع.

، اليت يه زائدة للمد يف بناء)فعيل(،

وىلوجيوز أن تكون املحذوفة منهما األ

ل ايلاءين، ألن اهلم�زة بينهما)3(، لفائه�ا وأن ال صورة هلا، لزيادته�ا، وأنه�ا أو

ينظر: اتلنيس: الطراز ص260، واملارغين: ديلل احلريان ص386. )((املقنع ص378، وينظر: املحكم ص65). )2(

وذلك يف قراءة من قرأ بهمز لكمة )انلبيني(، وهو نافع. ينظر: ابن اجلزري: تقريب النرش )/297(. )3(

Page 28: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1336

ليس�ت بفاصلة، فوجب ذللك حذفها من الرس�م، إذ كره اجلمع بينها وبني اليت بعدها فيه.

وجي�وز أن تكون املحذوفة من ايلاءين اثلانية اليت يه عالمة اجلمع، من ، واكن اثلقل والكراهة للجمع بني صورتني

وىل

حيث اكن ابلناء خيتل حبذف األ

.

وىلمتفقتني إنما وجب باثلانية ال باأل

ية عن ا جاءت مؤد ل أوج�ه، لما بينته، وألن ايلاء اثلاني�ة لم واملذه�ب األو، وأيضا فإنها مالزمة

دى بذلك املعن اذلي جاءت هل

معن اجلمع لزم إثباتها، يلتأ

للنون، ال تفارقها والتنفصل عنها، من حيث اكنتا معا عالمة للجميع، فوجب ذللك إثباتها رضورة))(.

ص أبو داود سليمان بن جناح يف كتابه )أصول الضبط( ما ذكره شيخه ولادلاين يف املحك�م)2(، لكن�ه خالفه يف تقدير املحذوف، ورجح أن تكون ايلاء اثلاني�ة يه املحذوفة)3(، فقال يف كتابه )خمترص اتلبيني(: »وايلاء املحذوفة من إحدى ايلاءي�ن املذكورتني اليت تكون اثلانية عالمة للجمع جيوز أن تكون املحذوف�ة منهم�ا األوىل اليت يه زائ�دة للمد يف بناء فعي�ل لزيادتها، ألنها أول ايلاءي�ن، وجيوز أن تك�ون املحذوفة اثلانية ال�يت يه عالمة اجلمع من حيث اكن ابلن�اء خيتل حب�ذف األوىل، وكأن))( اثلقل والكراه�ة للجمع بني صورتني

متفقتني إنما وجبت باثلانية ال باألوىل.

املحكم ص65). )((ينظر: أصول الضبط ص)9). )2(

لص الراز ذلك يف مورد الظمآن )ص )2( بقوهل: )3(وىل

األ

حللذف ادلاين للح ورج وىل278-

أ االخللللرى قللال: جنللاح وابلللن

كذا يف خمترص اتلبيني املطبوع، وقد يكون املناسب قراءة اللكمة )اكن(. )((

Page 29: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1337

قال أس�تاذنا احلافظ أبو عمرو القريش))(: واملذهب األول أوجه، ملالزمتها انل�ون، وألنه�ا ال تنفصل عنها وال تفارقها، من حيث اكنتا معا عالمة للجمع،

فوجب ذللك إثباتها رضورة دون األوىل.ق�ال أب�و داود: وأن�ا أخالف أب�ا عمرو يف ه�ذا، وأق�ول: إن املذهب اثلاين وىل، وأن اثلانية يه اليت

أحس�ن عن�دي، من أج�ل أن ابلناء خيت�ل حب�ذف األ

دخلت عليها فوجب حذفها ذللك...)2(.أ

وأيضا فإن كرستها باقية، ودالة ىلع ايلاء اثلانية، تنوب عنها، وتدل عليها، فكأنها لم حتذف.

وىل الساكنة النداغمها وأيضا فإن األصل فيها ثالث ياءات، فلما حذفت األ

يف املتحركة، ىلع األصل، لس�كونها وحترك اثلاني�ة، وجب أن تكون املتحركة وىل

يه املرس�ومة ال الس�اكنة اثلانية، إذ ال يشء يدل عليها كما تدل كرسة األ

عليها، فاعلمه موفقا للصواب، إن شاء اهلل، واهلل املستعان«)3(.وظه�ر أثر ه�ذا ال�الف يف تقدير ايل�اء املحذوفة يف طريق�ة ضبط هذه اللكم�ات يف املصح�ف، ف�لك واح�دة من اللكم�ات املذك�ورة فيها ي�اءان قبل انل�ون، واكن حقهم�ا أن يكتبا كما نكتبهما ايل�وم يف إمالئنا هكذا: انلبيني واحلواري�ني، لك�ن كت�اب املصاحف م�ن الصحابة ريض اهلل عنه�م حذفوا إح�دى ايلاءين، كما حذف�وا أحد احلرفني إذا اجتمع مع نظ�ريه، كراهة اجلمع بني صورتني متفقتني يف الط، كما مرت اإلشارة إىل ذلك يف أكرث من موضع.

القريش لقب لدلاين، ألنه أموي بالوالء أو بالنسب. )((حذفت من انلص مقدار سطرين لعدم وضوح معناه، وكأنه أصابه يشء من اتلصحيف، وما )2(

ورد يف انلص املنقول اكف يف بيان املراد. )وينظر أيضا: أصول الضبط، أليب داود ص)9)(.خمترص اتلبيني 2/)5) - 53). )3(

Page 30: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1338

واعتن علماء الضبط ببيان طريقة ضبط هذه اللكمات ىلع املذهبني، فبنيادلاين طريق�ة ضب�ط هذه اللكم�ات بعد أن ذكر أن املحذوف�ة جيوز أن تكون وىل، وجيوز أن تكون اثلانية، مش�ريا إىل ترجي�ح املذهب األول، وذلك بأن

األ

حق ياء ترس�م ياء باحلمراء قبل ايلاء الس�وداء، ىلع الوجه املختار عنده، وأن تل

باحلم�راء بعد الس�وداء ىلع الوجه اثل�اين))(، وهو اذلي رجحه أب�و داود)2(، وهو اذلي عليه العمل يف املصاحف اآلن)3(.

ونظ�را لرتك اس�تعمال األلوان يف املصاحف املطبوعة ف�إن احلروف املحذوفة حق يف مواضعها باللون األسود يف املصحف، لكن حبرف أصغر، كما

من الرسم تل

﴾ وحنوها، ﴾ و﴿ يظه�ر ذلك يف مصحف املدينة انلبوية يف مثل: ﴿هذا ىلع مذهب أيب داود اذلي ذهب إىل أن ايلاء اثلانية يه املحذوفة، كما تقدم.

أم�ا ىلع مذهب ادلاين اذلي ذهب إىل أن ايلاء األوىل يه املحذوفة فيكون ضب�ط اللكمات املذكورة ىلع انلحو اآليت، بقدر ما تس�مح ب�ه حروف الطابعة:

، و ويقاس ىلع ذلك ما أشبهها من لكمات.

: ما اجتمع فيه ياءان إحداهما صورة للهمزة:ثانيا

﴾ أم�ا ما اجتم�ع فيه ياءان إحداهم�ا صورة للهم�زة يف مثل قوهل: ﴿ ﴾ ﴾ ]ابلقرة: 65[، و﴿ ﴾ ]احلجر: 95[، و﴿ ]الكه�ف: )3[، و﴿

]يوس�ف: 97[، فقد رس�م بياء واحدة أيضا، وقال ادلاين: »فإن ايلاء املرس�ومة قبل

ينظر املحكم ص65) - 66). )((ينظر: أصول الضبط ص92) - 93). )2(

ينظر املارغين: ديلل احلريان ص99) و278. )3(

Page 31: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1339

انل�ون يف ذلك حتتمل أن تكون صورة للهم�زة، تلحركها وحترك ما قبلها، وأن تك�ون عالمة للجمع، وذلك األوجه، ملا بيناه قب�ل، وألن اهلمزة لكونها حرفا

من احلروف قد تستغين عن الصورة«))(.

ولم خيالف أبو داود يف هذه املس�ألة ش�يخه ادلاين، فنقل يف خمترص اتلبيني ما قاهل ادلاين يف ما حتتمله ايلاء املرسومة يف اللكمات املذكورة)2(، وأاعد ذكره يف كتاب�ه أصول الضبط، وعقب عليه بق�وهل: »والكهما صواب، وىلع الوجه األول

أعتمد وبه أنقط، وبذلك آمر، فاعلمه«)3(.

ويظه�ر أثر االخت�الف يف تقدير ايل�اء املحذوفة يف اللكم�ات املذكورة يف طريق�ة ضبطها، فص�ورة نقطها ىلع الوجه الراجح عن�د ادلاين وأيب داود هو أن تكون ايلاء عالمة للجمع املذكر السالم، وتكون ايلاء اليت يه صورة اهلمزة حمذوف�ة، كم�ا ترى يف رس�مها اذلي نقلناه آنف�ا من مصحف املدين�ة انلبوية. ويك�ون نقطها ىلع املذهب اآلخ�ر اذلي جيعل ايلاء املرس�ومة صورة للهمزة، ، و ر ح�ذف ياء إع�راب اجلمع هك�ذا: ويق�د

ويقاس ىلع ذلك ما أشبهه.

ويس�توقف ادلارس اخت�الف موقف الش�يخني يف تقدير ايل�اء املحذوفة ﴾، واتفاقهم�ا يف تقدير ايلاء املحذوفة يف مثل: ﴾ و﴿ يف مث�ل ﴿﴾، وأج�د أن م�ا ذهب إيل�ه أب�و داود يف تقدير ايلاء ﴾، و﴿ ﴿

املحكم ص67). )((خمترص اتلبيني 53/2). )2(

أصول الضبط ص)9). )3(

Page 32: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1340

املحذوفة يف ما اجتمع فيه ياءان ليس�ت إحداهما همزة أرجح من رأي ادلاين، ألن ايل�اء املش�ددة أقوى يف انلطق ويف ابلنية من ايل�اء املخففة، ومن ثم اكنت خذ بمذهب أيب

ر حذفها، ال سيما أنها جاءت ثانية، وقد أ املخففة أوىل بأن يقد

داود يف ضبط املصاحف املعارصة.وق�د يتس�اءل ادلارس عن ترجيح الش�يخني حذف ايل�اء األوىل اليت يه حا ص�ورة للهمزة يف اللكمات ال�يت اجتمعت فيها مع ياء أخرى، ومل�اذا لم يرجح�ذف ايل�اء اليت يه عالم�ة اجلمع كما أخ�ذا يف احلالة الس�ابقة ؟ وقد علل ادلاين ذلك بقوهل الس�ابق: »وألن اهلمزة لكونها حرفا من احلروف قد تس�تغين ع�ن الصورة«، أي: إنه�ا ال حتتاج أن تكتب بصورة غريها: ياء أو واوا أو ألفا، ألن رأس الع�ني ي�دل عليه�ا، وإن اكنت رأس العني غ�ري معروفة وقت كتابة

املصاحف العثمانية األوىل، ألنها من اخرتاع الليل بن أمحد، كما قدمنا.

Page 33: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1341

املبحث اثلالثما اجتمع فيه واوان ورسم بواحدة

إذا اجتمع واوان يف رس�م لكمة يف املصحف فإنها لم ترس�م إال بواو واحدة، ش�أنهما يف ذلك ش�أن ما اجتمع فيه ألفان أو ياءان، كراهة اجلمع بني صورتني متفقت�ني يف الرس�م، وتعددت صور اجتماع الواوين يف الرس�م، وتعددت ذللك

وجهة نظرالعلماء يف تقدير املحذوف، ويف طريقة الضبط. وقد مجع ادلاين أمثلة مجيع ما حذفت منه إحدى الواوين يف كتابه »املقنع« يف صعيد واحد، بقوهل: »وكذلك حذف إحدى الواوين يف الرسم، اجزتاء بإحداهما، إذا ﴾ و قوهل: ﴿

اكنت اثلانية عالمة للجمع، أو دخلت للبناء، واليت للجمع حن

﴾ ﴾ ]الش�عراء: )22[، و﴿ ﴾ ]اتلوبة: 9)[، و﴿ ]آل عم�ران: 53)[، و﴿

﴾ ]الكهف: 6)[، وشبهه. ﴾ ]آل عمران: 68)[، و﴿ ]اإلرساء: 7[، و﴿

﴾ و﴿ ،](20 ]اتلوب�ة: ﴾ و﴿ ،]22 ]الرع�د: ﴾ ﴿ وكذل�ك: ]اتلوبة: 3)[... وشبهه مما قبل واو اجلمع فيه همزة قبلها فتحة، أو كرسة.

﴾ ]اتلكوير: 8[، ﴾ ]األعراف: 20[، و﴿ ا اليت للبناء فنحو قوهل: ﴿ وأم﴾ ]اإلرساء: 83[، وشبهه. و﴿

واثلابت�ة عن�دي يف لك ما تق�دم يف الط يه اثلاني�ة، إذ يه داخلة ملعن، وجي�وز عندي أن تكون األوىل، لكونها م�ن نفس اللكمة، وذلك عندي أوجه

يف ما دخلت فيه للبناء خاصة، وباهلل اتلوفيق«))(.

املقنع ص332 - )33، وينظر: أبو داود: خمترص اتلبيني 299/2 و375، و676/3 - 677، و272/5) - 273). )((

Page 34: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1342

�ل ادلاين الق�ول يف طريقة ضبط هذه اللكم�ات يف كتابه )املحكم(، وفصمبين�ا ما يرتجح عن�ده يف تقدير الواو املحذوفة فيه�ا، وكيفية ضبطها ىلع كال ﴾ ]اإلرساء: 7[، و �مها مخس جمم�واعت، ويه: ﴿ االحتمالني، وقس ﴾ ]الرع�د: 22[، و﴿ ﴾ ]اتلكوي�ر: 8[، و﴿ ﴾ )5[، و﴿ ]األح�زاب:

]الش�عراء: )22[، وه�ذا عرض ملا قاهل ادلاين يف ذلك، مع�ززا بما ذهب إيله تلميذه

أبو داود سليمان بن جناح، فيما وافقه فيه أو خالفه.﴾ ]اإلرساء: 7[: يف هذه اللكمة عدد من القراءات))(، وال يتسع ال: ﴿ أواملق�ام للحدي�ث عن ضبطها يف غ�ري رواية حفص عن اعص�م، واكن حقها أن ترس�م بث�الث واوات: واو عني الفعل، وواو المه ال�يت يه صورة للهمزة، وواو اجلمع، هكذا: )ليس�وؤوا(، وقد رسمت بواو واحدة يف املصحف، كراهة اجلمع بني صورتني متفقتني يف الرسم، أو أكرث، وحتدث عنها ادلاين ىلع تقدير رسمها بواوي�ن، ألن اهلم�زة يف رأيه مس�تغنية عن الص�ورة يف هذا املق�ام، وقد رصح اتلنيس بذلك حني قال: »واتفقت املصاحف ىلع كتبه بواو واحدة، ئلال جيتمع

واوان، إذ اهلمز الفاصل بينهما غري موجود خطا «)2(. ومن ثم فإن ادلاين حني حتدث عن تقدير الواو املحذوفة لم يذكر إال عني الفع�ل والمه، فقال: »وجي�وز أن تكون املحذوفة منهم�ا األوىل اليت يه عني من الفعل، إذ يه السابقة، وجيوز أن تكون اثلانية اليت يه عالمة اجلمع، من وىل من س�نخ)3( احلرف، واملذهب

حي�ث اكن�ت حرفا زائدا دخي�ال، واكنت األ

ينظر: ادلاين: اتليسري ص))3، وابن اجلزري: تقريب النرش 576/2. )((الطراز ص267. )2(

نخ من لك يشء: األصل، وأسناخ اثلنايا واألسنان: أصوهلا )ينظر: الزبيدي: تاج العروس الس )3(7/)27 سنخ(.

Page 35: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1343

وج�ه، ألن معن اجلمع خيتل بس�قوط عالمته، وع�دم ديلله«))(، ووافقه األول أ

أبو داود يف ذلك، ونقل نص كالمه)2(.

وال خي�ى ىلع الق�ارئ أن ضبط اللكمة جرى يف مصح�ف املدينة انلبوية ىلع م�ا رجحه ادلاين وأب�و داود من حذف الم الفعل، وإثب�ات واو اجلمع، وإذا ر فيه حذف واو اجلمع فإنها ستكون ضبطت اللكمة ىلع الوجه اآلخر اذلي يقدحظ القارئ رسم واو اجلمع صغرية بعد اهلمزة

﴾، ويل

بهذه الصورة: ﴿ليس�وءوا

داللة ىلع حذفها من الرسم)3(.

﴾ ]األحللزاب: 51[: اجتمع يف رس�م هذه اللكم�ة واوان، األوىل ﴿ :ثانيللا

﴾ ]ابلقرة: 260[، واثلانية ص�ورة اهلم�زة اليت يه فاء الفعل، كما ترس�م يف ﴿ع�ني اللكمة، واجتمعت املصاحف ىلع رس�مها بواو واح�دة))(، وذهب ادلاين وأبو داود إىل أن الواو املرسومة يه اثلانية، واملحذوفة يه صورة اهلمزة، وذكر ادلاين مخس علل لالستدالل ىلع ذلك، تتعلق بطبيعة لك من اهلمزة والواو يف

هذه اللكمة، وما أشبهها، ونقل أبو داود ذلك عنه)5(.

وبن�اء ىلع ذلك لم يذكر الش�يخان إال وجها واح�دا لضبط هذه اللكمة، وه�و اذلي عليه العم�ل يف مصحف املدينة انلبوية، كما ترى، مع اس�تعمال انلقط�ة الصف�راء عندهما بدال م�ن رأس العني اليت تس�تعمل ايلوم، فقاال:

املحكم ص69). )((ينظر: أصول الضبط ص96) - 97). )2(

ينظر: ادلاين: املحكم ص69)، وأبو داود: أصول الضبط ص98). )3(ينظر: ابن اجلزري: النرش )/0)). )((

ينظر: املحكم ص69) - 70)، وأصول الضبط: 99) - 200. )5(

Page 36: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1344

»ف�إذا نقط ذلك جعلت اهلمزة نقطة بالصفراء، وعالمة الس�كون عليها بني اتلاء والواو السوداء«))(.

وإذا أخذن�ا باالحتمال اثل�اين، وهو أن تكون اهلمزة املحذوفة يه اثلانية، وأن املرس�ومة يه ص�ورة اهلم�زة، وهو احتم�ال وارد، وإن لم يذكره الش�يخان، رت رسم الواو فإن نقط اللكمة سوف يكون بهذه الصورة: ﴿تؤوي﴾، وقد صغوا عليه�ا بذلك يف مثل اثلاني�ة لدلالل�ة ىلع أنه�ا املحذوفة يف اتلقدي�ر، كما دل

﴾، كما سيأيت، واهلل أعلم. لكمة: ﴿

﴾ ]اتلكوير: 8[: اجتمعت يف هذه اللكمة واو ساكنة بعد فتح، ﴿ :ثاثلا

وهم�زة مضمومة بعدها واو س�اكنة بعد ضم، وحق اهلم�زة أن تكتب واوا يف هذا املوضع، لكنها لم ترسم كراهة اجلمع بني حرفني مشتبهني يف الصورة، كما

خريني. حذفوا إحدى الواوين األ

وذك�ر ادلاين أن ال�واو املرس�ومة يف هذه اللكمة حتتم�ل أن تكون الواو ال�يت يه ف�اء اللكمة وتقع قبل اهلمزة، وحتتم�ل أن تكون اليت بعدها ويه ح الوجه األول، واس�تدل ىلع ذلك بث�الث حجج)2(. ولم واو مفعول�ة، ورجحه ادلاين، ونقل يذكر أبو داود يف كتابه )خمترص اتلبيني( إال الوجه اذلي رجم�ا احتج به ذلل�ك)3(، لكنه يف كتاب�ه )أصول الضبط( أش�ار إىل الوجهني،

ورجح األول))(.

املحكم ص70)، وأصول الضبط )20. )((ينظر: املحكم ص70) - )7). )2(ينظر: خمترص اتلبيني 272/5). )3(

ينظر أصول الضبط ص)20 - 203. )((

Page 37: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1345

ويظهر أثر ذلك االختالف يف تقدير املحذوف يف ضبط اللكمة، فعىل الوجه حق بعد اهلمزة واو

ع�ل اهلم�زة نقطة بالصفراء بعد الواو الس�وداء، وتل

األول جت

مح�راء، دالل�ة ىلع الواو املحذوفة، وعلي�ه العمل يف مصح�ف املدينة انلبوية، ،﴾ بإب�دال انلقطة ب�رأس العني، والواو احلمراء ب�واو صغرى، هكذا: ﴿وإذا نقط�ت اللكمة ىلع الوجه اثلاين املرجوح، وه�و أن تكون الواو اثلابتة يه اثلانية، رسمت واو باحلمرة بعد امليم متصلة بها، وجعلت اهلمزة وضمتها أمامها قليال، بينها وبني الواو السوداء))(، ويمكن تصوير ذلك بالشلك اذلي نستعمله

موءودة﴾.يف كتابتنا هكذا)2(: ﴿ٱال

﴾ ]الرعللد: 22[: اجتم�ع يف هذه اللكمة ال�واو اليت يه صورة ﴿ :رابعللا

اهلم�زة ويه الم الفعل )ي�درأ(، وواو اجلمع بعدها، ورس�مت بواو واحدة كما تقدمت اإلش�ارة إىل ذلك يف صدر هذا املبحث، ومثلها لكمات أخرى جاءت ﴾ ﴾ ]ي�س: 56[، و﴿ يف املصحف مرس�ومة ب�واو واحدة، مث�ل: ﴿﴾ ]األعراف: 8)[، وما ﴾ ]اإلرساء: 83[، و﴿ ]اتلوب�ة: 20)[، ومثلها أيض�ا: ﴿

اكن مثلها مما الواو فيه من بنية اللكمة.

وحتتمل الواو املرسومة يف هذه اللكمات أن تكون واو اجلمع أو واو ابلنية، وأن تكون الواو اليت يه صورة اهلمزة حمذوفة، وجائز أن تكون الواو املرسومة يه صورة اهلمزة، وتكون واو اجلمع أوواو ابلنية يه املحذوفة، ورجح الشيخان

ينظر: ادلاين املحكم ص)7)، وأبو داود: أصول الضبط ص202 - 203. )((رة يف اللكمة لدلاللة ىلع أنها املحذوفة، ومن ثم رسمتها باحلمرة داللة ت رسم الواو مصغ

لم يتأ )2(

ىلع ذلك.

Page 38: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1346

ادلاين وأب�و داود الوج�ه األول))(، وعليه العمل يف مصحف املدينة انلبوية، كما ت�رى، وإذا نق�ط ىلع الوجه اثلاين جعل�ت اهلمزة يف الواو األوىل، ورس�مت واو محراء بعدها، داللة ىلع حذفها، ويمكن أن ترس�م واو صغرية بدهلا يف زماننا، هكذا:﴿يطؤون﴾، و﴿مذؤوما﴾، ولو تيرست وسائل الطباعة باأللوان ألمكن

رسم الواو املحذوفة باحلمرة.

﴾ ]الشعراء: 224[: اجتمع يف رسم هذه اللكمة واوان: األوىل ﴿ :خامسللا

ع�ني اللكم�ة، ألنه من )غ�وي(، واثلاني�ة واو اجلمع، وما اجتمع في�ه واوان مما ليس�ت إحداهما صورة للهمزة كثري، سواء اكنت الواو اثلانية للجمع يف اللكمة ﴾ ]األعراف: 20[، ورس�م ذلك لكه املذك�ورة، أو اكنت للبنية، كما يف مثل: ﴿

بواو واحدة، كما تقدمت اإلشارة إىل ذلك يف أول املبحث.

واختلف علماء الرسم والضبط يف الواو املحذوفة، كما اختلفوا يف ما تقدم مم�ا فيه واوان ورس�م بواو واحدة، ورجح الش�يخان: ادلاين، وتلمي�ذه أبو داود، أن تك�ون املرس�ومة الواو األوىل تلحركها، وس�كون اثلاني�ة، وعليه العمل يف

مصحف املدينة انلبوية كما ترى يف اللكمات اليت تقدم ذكرها.

وإذا نقط�ت اللكم�ات املذك�ورة ىلع الوج�ه اثلاين بأن تك�ون األوىل يه املحذوف�ة، ف�إن تيرس اس�تعمال األل�وان يف الطباعة، اكن ضبطها برس�م الواو األوىل باحلم�رة داللة ىلع كونه�ا املحذوفة)2(، وإن لم يتيرس اس�تعمال األلوان اكن ضبطه�ا برس�م ال�واو املحذوفة صغرية، كما رس�مت يف مصح�ف املدينة

ينظر: املحكم ص72) - 73)، وأصول الضبط ص)20 - 206. )((ينظر: املحكم ص73)، وأصول الضبط ص207 - 209. )2(

Page 39: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1347

ٱ، و وإذا ب�دا ضب�ط انلبوي�ة ىلع اتلقدي�ر األول، هك�ذا: اللكمة األوىل - ىلع هذا املذهب - مقبوال، ألن الواو الصغرية جاءت يف وس�ط رت اللكمة واو صغرية، اللكم�ة، فإن ضبط اللكمة اثلانية يبدو غريبا، فقد تصدوم�ن ثم ف�إن تقدير إثبات األوىل وحذف اثلانية يب�دو أكرث مالءمة من حيث الرس�م، وأكرث مناسبة لطبيعة الصورتني، فالواو األوىل املحركة بالضم أقوى من

الواو اثلانية الساكنة بعد ضم، واهلل أعلم.

Page 40: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1348

املبحث الرابع

و ياءو واو أ

لف أ

ما زيد يف رسمه أ

وقع�ت الزيادة يف رس�م املصحف بأح�د احلروف اثلالثة ال�يت كرث فيها احلذف، ويه األلف وال�واو وايلاء))(، وليس الغرض يف هذا املبحث الوقوف ىلع لك مواض�ع الزيادة تلك، وإنما الغرض الوقوف عند ما اختلف يف حتديد احل�رف املزي�د فيه من اللكمات، ال س�يما م�ا اجتمع فيه حرفان متش�ابهان يف الص�ورة، وبي�ان أثر ذل�ك يف الضبط، وق�د مجعتها يف مبح�ث واحد لقلة اللكم�ات اليت اجتمع فيها مثالن أحدهما مزيد واآلخر نظري هل، وس�وف أبدأ ، ثم أذكر باللكم�ات ال�يت وقعت فيها الزيادة، لكنها لم ت�ؤد إىل اجتماع مثلنيما اجتمع فيه مثالن بس�بب الزيادة، وما يثريه ذلك من مس�ائل تتعلق بضبط

تلك اللكمات.

واحد، ولم جيتمع فيه مثان

أوال: ما زيد يف رسمه حرفزيدت األلف يف عدد من اللكمات مقرتنة بصورة اهلمزة، ومن ذلك: ،)2( ﴾ ]الكه�ف: 23[، و ﴾ ]األنف�ال: 65[، و﴿ ]ابلق�رة: 259[، و﴿

وشبه ذلك)3(.

ينظر: اتلنيس: الطراز ص335. )((يف الزمر 69، والفجر 23. )2(

ينظر: ادلاين: املقنع ص)35 - 353، وأبو داود: خمترص اتلبيني 93/2 و302. )3(

Page 41: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1349

وزيدت الواو يف عدد من اللكمات مقرتنة بصورة اهلمزة، ومن ذلك: ،)3( ﴾ ]املؤمنون: )2[، و ﴾)2( و﴿ ﴾))(، و﴿ ]ابلقرة: 5[، و﴿

وشبه ذلك))(.وزي�دت ايل�اء يف ع�دد من اللكم�ات مقرتنة بص�ورة اهلم�زة، ومن ذلك:

﴾ ]يونس: 5)[، وشبه ذلك)6(. ﴾ ]األنعام: )3[، و﴿ )5(، و﴿

واتفق الشيخان أبو عمرو ادلاين وأبو داود سليمان بن جناح ىلع أن األلف ، يه الزائ�دة يف أك�رث ه�ذه اللكم�ات، إال ما زيدت فيه ايل�اء يف مثل: ﴾، ف�إن ادلاين ق�ال: »فيج�وز أن تك�ون ايلاء يف ذلك يه ﴾، و﴿ و﴿الزائ�دة، واألل�ف قبلها يه اهلمزة، وجي�وز أن تكون األل�ف يه الزائدة بيانا ﴾، فإن لك واح�دة من الواو للهم�زة، وايل�اء يه اهلم�زة«)7(، وكذل�ك ﴿

واأللف حتتمل الزيادة)8(. وذكر ادلاين يف كتابه )املحكم( أن بعض أهل زمانه ذهب إىل أن ايلاء يه ﴾، وأن اهلمزة تقع ىلع األلف دون ايلاء)9(، ورد عليه ونس�به الزائ�دة يف ﴿

يف األعراف 5))، واألنبياء 37. )((يف إبراهيم 9، وسورة ص)2و67، واتلغابن 5. )2(

يف إبراهيم )2، واغفر 7). )3(ينظر: ادلاين: املقنع ص395، وأبو داود: خمترص اتلبيني 3/)))و572و7)7، و)/888. )((

يف آل عمران )))، واألنبياء )3. )5(ينظر ادلاين: املقنع ص395، وأبو داود: خمترص اتلبيني 369/2 - )37. )6(

املقنع ص)37، وينظر: السخاوي: الوسيلة ص)35. )7(ينظر: ادلاين: أوراق غري منشورة من كتاب املحكم ص69. )8(

قال أبو حيان يف باب )اهلجاء( من كتاب اتلذييل واتلكميل )ص 5))(: »فاذلي أختاره أن )9(تكتب باأللف دون ايلاء ىلع وجه حتقيق اهلمزة، أو بايلاء دون األلف ىلع وجه تسهيلها«.

Page 42: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1350

إىل الغلط، وذكر أن األلف يف هذه اللكمة زيدت للفرق بينها وبني ما يش�بهها يف الص�ورة، مثل )منه())(، واحلق م�ع ادلاين يف القول بزيادة األلف، ألنها نظري ﴾ اليت رسمت يف املصحف بايلاء، لكن تفسري زيادتها قد يكون لكمة ﴿

موضع نقاش، ليس هذا موضعه)2(. وإذا اكن لك من ايلاء واأللف يف هذه اللكمات حيتمل الزيادة وعدمها، فإن ر زيادته فيها، وإن اكن ضبطه�ا يتبع ذلك، فتوض�ع دارة ىلع احلرف اذلي تق�دالضب�ط خيتل�ف يف اللكمات ال�يت فيها قبل اهلمزة ألف، عن�ه يف اللكمات اليت

ليس فيها قبل اهلمزة ألف)3(.وإذا اكن أك�رث اللكمات ال�يت ذكرناها قد اتفق الش�يخان أبو عمرو ادلاين وتلمي�ذه أب�و داود ىلع زي�ادة األلف فيها، ومن املتوق�ع أال حيدث اختالف يف طريق�ة ضبطها، كما ح�دث يف اللكمات اليت اختل�ف يف حتديد احلرف الزائد ثر يف طريقة الضبط يف هذه اللكمات هو حتديد املعن اذلي

فيها، لكن اذلي أ

زيدت األلف من أجله، فإذا اكنت قد زيدت للفرق فإنه يكتى بوضع ادلارة فوقها، لكن ذلك واحد من احتماالت عدة، اجتهد علماء الرسم فيها تلفسري

تلك الزيادة.

املحكم ص76). )((يف املصحف، برسم املتعلقة انلظريات من عدد مراجعة الفرق: نظرية مناقشة يف ينظر )2(ضوء علم الطوط القديمة )حبث( منشور ضمن )حبوث املؤتمر ادلويل تلطوير ادلراسات

القرآنية( 6/2)) - 62).أوراق غري منشورة من كتاب املحكم ص57 وما بعدها، وأبو داود: أصول ينظر: ادلاين: )3(

الضبط ص225 - 226.

Page 43: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1351

﴾ وما ﴾، و﴿ ذلك ما قاهل ادلاين يف تفسري زيادة الواو يف ﴿ يبني﴾ فلمعان مخسة: ﴾، و﴿ أشبههما: »فأما زيادتها يف ﴿

أوهلا: أن تكون زيدت للفرق.

واثلاين: أن تكون صورة حلركة اهلمزة.

واثلالث: أن تكون احلركة نفسها.

والرابع: أن تكون تقوية للهمزة.

واخلامس: أن تكون عالمة إلشباع حركتها«))(.

ادلاين كيفي�ة نق�ط تل�ك اللكم�ات ىلع الوج�وه اليت ذكره�ا لزيادة وب�نيالواو)2(.

﴾، فقال: »وأما زيادة الواو يف ث أيضا عن وجوه زيادة الواو يف ﴿ د وحت أثر ذلك يف ضبط اللكمة)3(. ﴾... فلمعان ستة«، وذكرها ادلاين، وبني ﴿

﴾، فقال: »فما ﴾، و﴿ وفع�ل مثل ذلك يف زيادة ايل�اء يف مثل: ﴿﴾ ]األنعام )2[، اكن يف هذه املواضع ليس قبل اهلمزة فيه ألف يف ﴿

احتمل رسم ايلاء ثمانية أوجه:

ادلاين بعد أن أورد هذه األول: أن تك�ون ص�ورة لكرسة اهلمزة..«، وب�نياألوجه أثرها ىلع الضبط ))(.

أوراق غري منشورة من كتاب املحكم ص66. )((ينظر: املصدر السابق ص67، وأبو داود: أصول الضبط ص230 - 232. )2(

ينظر: أوراق غري منشورة من كتاب املحكم ص68. )3(أوراق غري منشورة من كتاب املحكم ص57 - 59. )((

Page 44: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1352

وج�رى ضب�ط هذه اللكمات وما أش�بهها يف مصحف املدين�ة انلبوية ىلع ،﴾ ﴾، وىلع الواو يف مثل﴿ وضع عالمة الزيادة ىلع األلف يف مثل ﴿، وإذا أريد ضبطه�ا ىلع الوجه اآلخر اكنت صورتها وىلع ايل�اء يف مثل ئ�ن﴾. وال أج�د رضورة

فا

ؤريكم﴾، و﴿أ

ي�ة﴾، و﴿س�ا

ىلع ه�ذا الش�لك: ﴿مأ

إلطالة الكالم يف عرض األوجه اليت ذكرها ادلاين وأبو داود يف تعليل الزيادة يف اللكمات الس�ابقة، ال س�يما أن أكرثها يقوم ىلع فكرة قد ثبت خطؤها، ويه أن

العرب اكنت تصور احلراكت حروفا))(.

: ما زيد يف رسمه حرف واحد، فاجتمع فيه مثان:ثانيا

دت زيادة بعض احلروف يف الرسم إىل ظهور عدد من اللكمات يف املصحف أ

اجتمع يف رس�مها مثالن، وعددها حمدود، إىل جانب أنه لم جتتمع واوان بسبب ذلك، واقترص ذلك ىلع ما اجتمع فيه ألفان أو ياءان، وأبدأ بذكر ما اجتمع فيه

ألفان، ثم أذكر ما اجتمع فيه ياءان.

)1( ما اجتمع فيه ألفان يف الرسم:�ص أبو داود س�ليمان بن جن�اح يف كتابه خمترص اتلبيني م�ا زيدت فيه

ل

ألف، فاجتمع يف الرسم نتيجة ذلك مثالن بقوهل:�ر م�ا زي�دت األلف في�ه بعد ال�الم ألف املهم�وزة: وكتب�وا يف بعض

»ذك

﴾ ]آل عمران: 58)[، بألف بعد الالم ألف، وكذلك املصاحف هنا: ﴿﴾ يف املوضعني بغري ألف. ﴾ ]68[، ويف بعضها ﴿ يف والصافات: ﴿

يف املصحف، برسم املتعلقة انلظريات من عدد مراجعة انلظرية: هذه مناقشة يف ينظر )((ضوء علم الطوط القديمة )حبث( منشور ضمن )حبوث املؤتمر ادلويل تلطوير ادلراسات

القرآنية( 63/2) - 69).

Page 45: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1353

اوضعوا﴾ ﴾ ]7)[ بغري أل�ف، ويف بعضه�ا ﴿وأل وك�ذا يف اتلوب�ة ﴿

]2([ ﴾ بأل�ف بع�د الالم أل�ف، ويف انلمل كتبوا يف مجي�ع املصاحف ﴿بألف بعد الالم ألف، وكتب يف بعض مصاحف أهل العراق يف سورة األحزاب ﴾ ]))[ بألف بعد الالم ألف، ويف بعضها بغري ألف، وسائر األمصار بغري ﴿﴾ يف احلرش ]3)[ بألف ألف. ورسم الغازي بن قيس))( يف كتابه ﴿

بعد الالم ألف، ولم أر ذلك لغريه.

وأن�ا أخت�ار كتب هذه املواضع المس�ة املذكورة بغري أل�ف مليجء ذلك... ﴾ يف انلم�ل، فأكتبه واملوض�ع اذلي اجتمع�ت علي�ه املصاح�ف هو﴿

بألف بعد الالم، حسبما اجتمعت عليه املصاحف«)2(.

واختل�ف يف األل�ف الزائدة منهم�ا، وذكر ادلاين أن أصح�اب املصاحف ذهبوا إىل أن الزائدة يه املنفصلة عن الالم، وأن انلحويني مثل الفراء وثعلب ذهب�وا إىل أن األل�ف الزائ�دة يه املتصلة بالالم، وذكر م�ا حتتمله زيادتها ىلع

كال الوجهني، وما يرتتب ىلع ذلك من أثر يف الضبط)3(.

، وأخذ القراءة عن نافع، الغازي بن قيس األندليس، من أهل قرطبة، رحل إىل املرشق فحج )((الزبيدي: 99) ـه)ينظر: وتويف سنة املصحف، هل كتاب يف رسم مالك، احلديث عن وروى

طبقات انلحويني واللغويني ص)25، وابن اجلزري: اغية انلهاية 2/2(.خمترص اتلبيني 379/2 - )38، وينظر: ادلاين: املقنع ص)36، واملحكم ص)7)، واجلهين: )2(ابلديع ص6)، وابن وثيق: اجلامع ص58، والسخاوي: الوسيلة ص57) - 58)، واللبيب: الطراز واتلنيس: ص3)3، املراصد أرباب مجيلة واجلعربي: ص285، الصقيلة ادلرة

ص338. ادلرة واللبيب: ،22( - ص220 الضبط أصول داود: وأبو ،(79 - ص76) املحكم ينظر: )3(

الصقيلة ص286 - 288، واتلنيس: الطراز ص339 - 3)3.

Page 46: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1354

وال يتس�ع املج�ال لع�رض تلك الوج�وه، ألن أكرثها يتعلق بتفس�ري زيادة األلف ىلع أنها صورة للفتحة، أو الفتحة نفسها، وحنو ذلك مما ثبت عدم دقته، وال خي�ى ىلع الق�ارئ أن مصحف املدينة انلبوية ق�د ضبطت فيه هذه اللكمة ﴾ ىلع اليت أمجع كتاب املصاحف ىلع زيادة األلف يف رس�مها، ويه ﴿أساس زيادة األلف اثلانية، من غري أن تكون دالة ىلع احلركة أو غريها، ومن

ثم وضعت عليها ادلارة اليت توضع ىلع احلرف الزوائد.

)2( ما اجتمع فيه ياءان يف الرسم:أم�ا زي�ادة ايل�اء واقرتانها بي�اء أخرى فق�د ورد يف املصح�ف منه ثالث لكم�ات، وذك�رت كتب الرس�م زيادتها يف لكمات أخرى، لكن لم تش�تهر ولم ،﴾ ﴾، و﴿ جي�ر ىلع إثباتها العمل، ق�ال ادلاين: »ورأيت يف بعضها ﴿﴾، حي�ث وق�ع بياءين، إذا اكنت ابلاء خاصة يف أوهل، ىلع األصل قبل و﴿االعتالل، ويف بعضها بياء واحدة ىلع اللفظ، وهو األكرث«))(. وذكر هذه الزيادة

ل عليه«)2(. ابن وثيق، لكنه قال:»وهذا ال يعوأم�ا اللكم�ات اثلالث ال�يت زيدت فيها ي�اء، واقرتنت الزي�ادة فيها بياء

أخرى، فيه)3(:﴾ يف إبراهيم ]5[. ﴿

﴾ يف اذلاريات ]7)[. ﴿

املقنع ص)38، وينظر: أبو داود: خمترص اتلبيني 22/2) - 23). )((اجلامع ص60. )2(

و)/2)))، ،7(6/3 اتلبيني خمترص داود: وأبو و5)5، 373 - ص372 املقنع ادلاين: ينظر: )3(و8/5)2)، واتلنيس: الطراز ص399 و7)) - 20).

Page 47: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1355

﴾ يف القلم ]6[. ﴿

مل عليها زي�ادة ايلاء يف هذه

وذك�ر علماء الرس�م والضبط الوج�وه اليت حتاللكم�ات، وم�ا يرتتب ىلع ذلك من أث�ر يف طريقة ضبطه�ا يف املصحف، فقال ﴾ فلما ﴾: »وأما زيادتهم إياه�ا يف ﴿ ادلاين يف تعلي�ل زيادة ايل�اء يف ﴿ الم، و)األيدي(

حكيناه قبل من مراد الفرق بني )األيد( اذلي هو القوة، وداهل

.)((».. اليت يه مجع يد ودالها عني

﴾ فق�ال ادلاين عنه�ا: »فأما زيادته�م ايلاء يف وأم�ا زي�ادة ايلاء يف ﴿دغم فيه

فلدلاللة ىلع أن احلرف املدغم، اذلي يرتفع اللسان به وبما أ

ارتفاعة واحدة، حرفان يف األصل والوزن، واقترص يف ادلاللة ىلع ذلك ىلع هذا لوا اجلمع بني صورتني م املوضع خاصة ملا فيه من اإلشعار واإلعالم بذلك، وحت

يف هاتني اللكمتني للتعريف بالفرق، واتلنبيه ىلع األصل، مع ندارتهما«)2(.

وأشار ادلاين إىل تفسري آخر هلذه الزيادة بقوهل: »وقد تتجه زيادتهم ايلاء يف هات�ني اللكمتني إىل معن آخر، وهو أن تكون ايل�اء األوىل من ايلاءين فيهما، واألل�ف قبلها، صورت�ني للهم�زة، إذ اكن فيها اتلحقي�ق واتلخفيف، فاأللف ة، وايلاء ص�ورة تلخفيفها، من حيث

ص�ورة تلحقيقها، من حي�ث اكنت مبتدأ

اكن�ت مفتوحة، مكس�ورا م�ا قبلها، فلك واحدة م�ن الصورتني تقتيض إحدى حاتليها، املخصوصة بهما«)3(.

أوراق غري منشورة من كتاب املحكم ص63، وينظر: اتلنيس: الطراز ص399، و02). )((أوراق غري منشورة من كتاب املحكم ص)6. )2(

املصدر نفسه ص)6 - 65. )3(

Page 48: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1356

ول�م يذكر امله�دوي إال وجها واح�دا لزيادة ايلاء يف هات�ني اللكمتني، وهو ن م�ن مذهبه ختفيف اهلم�زة يقلب اهلمزة فيها ي�اء حمضة، النفتاحها

ق�وهل: »أ

ر ىلع ر ىلع مذهبه ياء، وينب�ي أن تصو وانكس�ار ما قبله�ا، فينبي أن تص�وق�راءة من حيقق اهلمزة ألفا، ف�كأن هاتني اللكمتني كتبتا ىلع اللغتني، فجعلت

لك لكمة منها بعالمتني: عالمة للتحقيق، وعالمة للتخفيف«))(.

وأش�ار علم�اء الضب�ط إىل أثر ال�الف يف حقيقة تلك الزي�ادة يف كيفية الة ىلع ﴾ توضع ادلارة ادل نق�ط هذه اللكمات، فعىل القول بزيادة ايلاء يف ﴿الزي�ادة ىلع ايل�اء اثلانية، وعالمة الس�كون ىلع األوىل، وىلع الق�ول بأن ايلاء ىل ايلاء األوىل ن من حرفني خت ن املدغم مكو

اثلاني�ة يف لدلاللة ىلع أ

من العالمة، وتوضع الشدة وحركتها ىلع اثلانية)2(، وهذا ما جرى عليه الضبط يف مصحف املدينة انلبوية.

وأم�ا نق�ط اللكمتني ىلع املذه�ب اثلاين، وهو أن تك�ون ايلاء عالمة ىلع تليني اهلمزة، واأللف عالمة ىلع حتقيقها، فقال ادلاين يف وصفه: »فإذا نقط ىلع هذا الوجه جعلت اهلمزة نقطة بالصفراء فقط، وجعل ىلع ايلاء نقطة باحلمراء، فت�ؤذن الصف�راء باتلحقيق، وت�ؤذن احلمراء باتلخفيف، وجع�ل ىلع اثلانية يف عالم�ة الس�كون، وجع�ل ىلع اثلانية يف عالمة التش�ديد،

سن«)3(.وهذا الوجه من الغامض اللطيف احل

هجاء مصاحف األمصار ص67. )((ينظر: ادلاين: املحكم ص)6، وأبو داود: أصول الضبط ص227 - 229، واتلنيس: الطراز ص02). )2(

أوراق غري منشورة من كتاب املحكم ص65، وقال أبو داود بعد أن ذكر الوجهني )أصول )3(الضبط ص229(: »والوجه األول أختار، وبه أنقط«.

Page 49: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1357

وقال اتلنيس معرتضا ىلع ما ذهب إيله الشيخان من وضع عالمة ىلع ايلاء األوىل، وعالمة ىلع ايلاء اثلانية: »واذلي عندي أن األمر، كما قدمنا قبل هذا، مب�ين ىلع القراءتني، فإذا قرأت باتلحقي�ق جعلت الصفراء ىلع األلف، وترتك ايل�اء اعري�ة، وإن قرأت بالتس�هيل جعلت احلم�راء ىلع ايل�اء، وترتك األلف

اعرية، واهلل أعلم«))(.ويمكن ادلارس أن يفاضل بني املذهبني يف تفسري زيادة ايلاء يف اللكمتني، وم�ا يرتتب ىلع ذلك من اختالف يف طريقة ضبطهما، لكين أوثر احلديث عن اللكمة اثلاثلة، قبل الرتجيح بني هذه املذاهب يف تفسري زيادة ايلاء، ألين أحسب

أن اللكمات اثلالث حتكمها قاعدة واحدة.ق�ال أب�و عم�رو ادلاين يف ب�اب ما اختلفت في�ه مصاحف أه�ل األمصار ﴾ باإلثب�ات واحلذف: »ويف إبراهي�م: يف بعض املصاحف: ﴿]5[، قال أبو عمرو: يعين بياءين من غري ألف، وقد رأيته أنا يف بعض مصاحف

أه�ل املدين�ة والعراق كذلك، وكذا ذكره الغازي ب�ن قيس يف كتابه بياءين من ﴾ بألف وياء واحدة«)3(. يام

غري ألف. قال نصري)2(: ويف بعضها ﴿بأ

ولم يتس�ع القول دلى علماء الرس�م والضبط يف رس�م هذه اللكمة، بل جاء خمترصا، ويبدو أن ادلاين اكتى بنقل الالف فيه، ولم ينص ىلع ضبطه، وكذلك فع�ل تلمي�ذه أبو داود، لكنه قال يف تعليله: »كتب�وه يف بعض املصاحف بياءين

الطراز ص)0). )((نصري بن يوسف انلحوي ابلغدادي، صاحب الكسايئ، هل كتاب يف الرسم، تويف يف حدود سنة )2(

0)2 ـه)ينظر: اذلهيب: معرفة القراء )/27)، وابن اجلزري: اغية انلهاية 0/2)3(.املقنع ص5)5، وينظر: اللبيب: ادلرة الصقيلة ص)30 - 302. )3(

Page 50: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1358

ىلع األص�ل، م�ن غري ألف بعده�ا، اكتفاء بفتح�ة ايلاء قبله�ا ىلع االختصار واحل�ذف، ويف بعضه�ا بياء واح�دة، وألف بعده�ا ىلع اللف�ظ، واألول أختار،

والكهما حسن«))(.﴾ اتلنبي�ه ىلع جواز مذه�ب اإلمالة، وق�ال اجلع�ربي: »ووج�ه ياء ﴿

كمذهب قتيبة)2( فيهما«)3(.﴾ وجهان: وقال املارغين: »فيتحصل يف ﴿

أحدهمللا: رس�مه بي�اء واح�دة يف ثب�وت األلف بعده�ا ىلع اللف�ظ، مثل ]اجلاثية ))[.

والوجه اآلخر: رس�مه بياءين مع حذف األلف، وه�ذا الوجه اثلاين اختاره ه زيادة ايلاء، إما ىلع ج�واز اإلمالة فيه))(، يف اتلزني�ل، وبه العمل، وعلي�ه توجعل عالمة التش�ديد ىلع ايلاء

حق ألف محراء ىلع ايلاء اثلانية، وجت

وحينئ�ذ تل

﴾ ]اجلمعة: األوىل، وإم�ا اتلنبي�ه ىلع جواز كتابته ىلع األصل، كما كتب: ﴿ح�ق األلف احلم�راء بعد ايلاءين،

﴾)5( ]األنبي�اء: 55[، وحينئ�ذ تل ))[، و﴿

ع�ل عالمة التش�ديد ىلع ايلاء اثلانية، وبهذا، أع�ين إحلاق األلف احلمراء

وجتبعد ايلاءين وجعل عالمة التشديد ىلع ايلاء اثلانية، جرى عملنا«)6(.

خمترص اتلبيني 6/3)7. )((قتيبة بن مهران، أبو عبد الرمحن األصبهاين، أحد الرواة عن الكسايئ، تويف سنة بضع ومئتني )2(

من اهلجرة )ينظر: اذلهيب: معرفة القراء )/356، وابن اجلزري: اغية انلهاية 26/2(.مجيلة أرباب املراصد ص333. )3(

وقال الشيخ حممد الصادق قمحاوي يف حاشية ديلل احلريان )ص)))(:» لم ترد إمالة األلف )((يف لفظ )بأيام( املذكور عن أحد من القراء العرشة«.

يف األصل )اللعب(، وليس يف القرآن. )5(ديلل احلريان ص))). )6(

Page 51: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1359

إن اتلأم�ل يف طريقة ضبط اللكمات اثل�الث يف مصحف املدينة انلبوية: أن هذه اللكمات لم ختضع ألصل واحد ﴾، يبني ﴾، و﴿ ﴾، و﴿ ﴿يف تفس�ري الزيادة، وال قاعدة واحدة يف اختيار الضبط، فاللكمة األوىل وضعت عالم�ة الزيادة فيها ىلع ايلاء اثلاني�ة، داللة ىلع زيادتها للفرق، واللكمة اثلانية وضع التش�ديد فيها ىلع ايلاء اثلانية، مع إخالء األوىل من العالمة، إش�ارة إىل أص�ل اإلداغم، واللكم�ة اثلاثلة وضعت الش�دة فيها ىلع ايل�اء األوىل، واأللف الصغ�رية ادلالة ىلع املح�ذوف وضعت ىلع ايلاء اثلاني�ة داللة ىلع ابلدل، كما

﴾ ]القصص: 25[. توضع يف مثل: ﴿وم�ع إجالنلا جله�ود علماء الرس�م والضبط م�ن املتقدم�ني واملتأخرين، وتقديرنا حلرصهم ىلع حتقيق وجوه الرس�م، وتدقيق اختيارهم يف الضبط، فإنين أج�د أنهم لم حيس�نوا االختيار يف ضبط هذه اللكم�ات، وإذا اكن املتقدمون قد وضع�وا االحتماالت اليت بدت هلم لزيادة ايل�اء يف اللكمات اثلالث، وما ينبين ىلع ذلك من الضبط، فإن املتأخرين لم يوفقوا يف اختيار ما هو أقوى ديلال من

تلك االحتماالت.واذلي ب�دا يل - بع�د اتلأم�ل ومجع انلظ�ري إىل انلظري - أن ه�ذه اللكمات، ومعه�ا لكم�ات أخرى، ينب�ي أن ختضع لقاعدة واح�دة، وأن حتمل زيادة ايلاء فيها ىلع وجه واحد، حرصا ىلع اختيار أقوى الوجوه يف ضبط هذه اللكمات، وهو الالئ�ق باملصحف الرشيف، وطردا الختيار القاعدة اليت حتكم هذه الرس�وم املتشابهة، وتزنيها لكتاب املصاحف عن محل رسومهم ىلع احتماالت ال تقوم بها احلجة الواضحة، وادليلل القوي، وبذلك تظهر براعة الصحابة يف رسم هذه

اللكمات، وخيرج القارئ يف املصحف من احلرية يف فهم اختالف ضبطها.

Page 52: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1360

والقاعدة اليت ختضع هلا هذه اللكمات يه ما ذكره ادلاين، واختاره املهدوي، ويتلخص يف أن رسم همزاتها برمزين يدل ىلع اتلحقيق والتسهيل، وهلذا نظائر أخ�رى كث�رية يمكن أن حتمل لكها عليها، لكن أق�رب انلظائر إيلها، بل يه ﴾ مفردة وجمموعة، إذا دخلت منها ما ذكره ادلاين وأبو داود من رسم لكمة ﴿ ﴾ عليها باء اجلر، بياءين، ومثل ذلك ما ذكره أبو داود من أن رس�م لكمة ﴿يف مصحف الغازي بن قيس بياءين))(، وجاء يف املصاحف القديمة املخطوطة، مثل مصحف طشقند، ومصحف جامع عمرو بن العاص، ومصاحف صنعاء، أمثلة أخرى غري اليت ذكرتها كتب الرس�م )2(، وكذلك مصحف جامع احلسني ﴾ يف س�ورة الرمحن يف مجيع مواضعها، يف القاهرة، اذلي رس�مت فيه لكمة ﴿

بياءين أيضا)3(.ويتلخ�ص أص�ل هذه القاع�دة يف أن اهلمزة املفتوحة بعد ك�رس تبدل ياء ﴾، واهلمزة ال�يت تقع يف أول يف التس�هيل، ويمكن أن ترس�م ي�اء، مثل ﴿اللكمة ترس�م ألفا، وعوملت همزات هذه اللكمات اليت دخل عليها حرف اجلر معاملة اهلمزات املتوس�طة، فرسمت همزاتها ياء، مع إثبات األلف اليت رسمت به�ا اهلم�زة باعتباره�ا يف أول اللكمة، وإذا وقعت بعد األل�ف اليت يف أول هذه اللكم�ات ي�اء اجتمعت ياءان، لك�ن ال خيى ىلع املتأمل أن ايل�اء الزائدة يه األوىل، ال�يت جاءت من ختفيف اهلمزة، وأحس�ن اتلنيس حني اختار أن توضع

ينظر: خمترص اتلبيني 585/3، واتلنيس: الطراز ص8)) - 9)). )((ينظر: ظواهر كتابية يف مصاحف خمطوطة )لاكتب ابلحث باالشرتاك مع ادلكتور إياد سالم )2(

السامرايئ( ص35 - 36.ينظر: إياد سالم السامرايئ: ظواهر الرسم يف مصحف جامع احلسني يف القاهرة، دراسة موازنة )3(

ص537 - 3)5.

Page 53: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1361

عالم�ة الزيادة ىلع ايلاء، إذا اكن املصح�ف يضبط ىلع قراءة من حيقق اهلمزة، وىلع األلف إذا اكن يضبط ىلع قراءة من خيففها))(.

ومم�ا يع�زز ما ذهبنا إيله من محل زيادة ايلاء يف اللكمات املذكورة ىلع إرادة التس�هيل أن رس�م املصحف مبين يف مجلته ىلع التس�هيل، ألنه من لغة اذلين نزل القرآن بلس�انهم، واختاره كتبة املصاحف ىلع غريه من األلس�نة إذا وقع

الالف بينهم يف الكتابة.قال اإلمام أبو عمرو ادلاين: »إن أكرث الرسم ورد ىلع اتلخفيف، والسبب يف ذلك كونه لغة اذلين ولوا نس�خ املصاحف زمن عثمان رمحه اهلل، وهم قريش... فذلل�ك ورد أكرث اهلمز ىلع التس�هيل، إذ هو املس�تقر يف طباعهم، واجلاري ىلع

ألسنتهم«)2(.وقال تلميذه أبو داود سليمان بن جناح: ».. إال أن الط مبين ىلع لغة أهل

احلجاز من قريش، وكنانة، ومن جاورهم«)3(.حته من أن األلف يه وه�ذه صورة ضبط اللكمات اثلالث بناء ىلع ما رجييكم﴾،

ييد﴾))(، و﴿بأ

ص�ورة اهلمزة عند اتلحقيق، وايلاء حينئذ زائ�دة: ﴿بأ

يي�م﴾.و﴿بأ

ينظر: الطراز ص379. )((املحكم )5). )2(

خمترص اتلبيني 2/)9. )3(لعدم اثلانية، ايلاء ىلع املصحف يف تستعمل اليت السكون عالمة وضع من أتمكن لم )((

وجودها يف مفاتيح اآللة الاكتبة.

Page 54: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1362

اخلاتمةاحلمد هلل يف ابلدء والتام، والصالة والس�الم ىلع سيدنا حممد خري األنام،

وبعد:

فقد تناول هذا ابلحث مذاهب العلماء يف تقدير احلرف املحذوف وحتديد احلرف الزائد يف رسم املصحف، وأثر ذلك يف ضبط اللكمات، من خالل اتلمهيد اذلي تضمن بيان أهم خصائص الرسم، ومعالم الضبط، وأربعة مباحث تضمنت بيان اللكمات اليت اجتمع فيها حرفان متش�ابهان وحذف أحدهما من الرس�م، واختلف العلماء يف تقدير احلرف املحذوف، وبيان اللكمات اليت زيد يف رسمها

حرف، واختلف العلماء يف حتديد الزائد.

وقد اختلف علماء العربية األوائل، مثل الكس�ايئ والفراء يف ذلك، لكن ابلح�ث أظهر اتفاق أكابر علماء الرس�م ىلع تقدير احل�رف املحذوف، وحتديد ﴾، وليس احلرف الزائد، ويف ضبط تلك اللكمات، فقد اتفقوا ىلع اختيار ﴿ءنتم(، بناء ىلع أن األلف اثلابتة يه األلف األصلية وليست همزة االستفهام،

نزل(، بناء ىلع ﴾، وليس )ءأ ﴾، وليس )ءإذا(، و﴿ واتفق�وا ىلع اختيار ﴿

أن األلف اثلابتة يه همزة االس�تفهام وليست همزة األصل، ولعل من املناسب األخذ بمذهب واحد يف اللكمات اثلالث وما أشبهها.

،﴾ ه�ا(، و﴿ )يآءي ﴾، ولي�س اتفق�وا ىلع اختي�ار ﴿ وكذل�ك وليس )هآءنتم(، وما أش�به ذلك مما اجتمع فيه ألفان أو أكرث يف الرس�م، ورسم

بأحدهما.

Page 55: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1363

وكذل�ك اتفق�وا ىلع اختيار ضب�ط اللكمات اليت اجتمع يف رس�مها واوان، ولي�س ،﴾ و﴿ ،﴾ ﴿ فاخت�اروا أحدهم�ا، وح�ذف

و)يطؤون(.واختلف أبو عمرو ادلاين وتلميذه أبو داود سليمان بن جناح يف ضبط اللكم�ات ال�يت اجتم�ع فيها ي�اءان يف الرس�م، وحذفت إحداهم�ا، فاختار أب�و عم�رو ادلاين ح�ذف ايل�اء األوىل، فيك�ون ضبطه�ا ىلع ه�ذا انلحو: ، واخت�ار تلميذه أبو داود حذف ايلاء اثلانية، ﴾، وعليه العمل يف ﴾، و﴿ فيكون ضبطها ىلع هذا انلحو: ﴿

مصحف املدينة انلبوية. ﴾ واجته�د ادلاين وتلمي�ذه أب�و داود يف تفس�ري الزي�ادة يف مث�ل: ﴿، وحتدي�د احلرف الزائ�د فيها، وكيفية ضبط ه�ذه اللكمات بناء ىلع ذل�ك، ولك�ن موقف علماء الرس�م والضبط تعدد يف تفس�ري زي�ادة ايلاء يف ﴾، فيه زائدة للفرق يف اللكمة ﴾ و﴿ ﴾ و﴿ اللكم�ات اآلتية: و﴿األوىل، ويه ايل�اء األوىل من ايلاء املش�ددة، بعد ف�ك اإلداغم بناء ىلع األصل يف اللكمة اثلانية، ويه رمز لأللف ىلع ابلدل يف اللكمة اثلاثلة، وانتىه ابلحث إىل ترجي�ح أن اللكم�ات اثلالث ختض�ع لقاعدة واح�دة، ويه أن األلف فيها رم�ز للهمزة، ىلع اتلحقي�ق، وأن ايلاء فيها رمز للهمزة أيض�ا، لكن بناء ىلع التس�هيل، وهو م�ا اكن ادلاين قد أملح إيل�ه، وأخذ به امله�دوي، ويرتجح أيضا م�ن خ�الل ما أظهرته ابلح�وث املعارصة م�ن ضعف نظرية الف�رق، ونظرية رس�م احل�راكت حروفا، ومن ثم فإن�ه يمكن مراجعة ضبط ه�ذه اللكمات يف

املصحف، يف ضوء ذلك، كما ورد يف املبحث الرابع.

Page 56: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1364

وال ب�د من اإلش�ارة يف خاتمة هذا ابلحث إىل أن علم�اء العربية األوائل، مثل الكس�ايئ والفراء، وعلماء الرس�م، مثل ادلاين وأبو داود سليمان بن جناح، قد أعملوا فكرهم، وبذلوا جهدهم يف تفس�ري ظواهر الرس�م من زيادة وحذف وحنوه�ا، ويف طريق�ة ضبط اللكم�ات يف ضوء ذلك اتلفس�ري، وم�ا ورد يف هذا ابلح�ث خري ديل�ل ىلع ذل�ك، واكن اختالفهم يف تفس�ري بعض الظواهر س�ببا يف توس�يع دائ�رة اتلفكري فيها، وتقديم عدد من االحتم�االت اليت يمكن من

خالهلا الوصول إىل اتلفسري املناسب هلا.ويمكن ابلاحث املتأمل يف مذاهب العلماء يف تناول اللكمات اليت وقعت فيه�ا زي�ادة أو حذف أن يلمح ع�ددا من األمور اليت اس�تندوا إيلها يف ترجيح تفس�ري ىلع آخ�ر، مثل ترجيح الق�ول بزيادة حرف املد إذا ج�اور حرف العلة، وترجيح حذف احلرف اذلي هو جزء من اللكمة ىلع حذف احلرف اذلي يؤدي وظيفة حنوية أو رصفية يف اللكمة، وقد يكون ملوقع احلرف يف اللكمة عالقة يف

ترجيح حذفه أو زيادته.هذا واهلل تعاىل أعلم، وهو ويل اتلوفيق.

Page 57: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1365

قائمة املصادر واملراجع• إيضاح الوق�ف واالبتداء يف ابللن األنباري )أبو بكر حممد بن القاسللم(:كتاب اهلل عز وجل، حتقيق د. حميي ادلين عبد الرمحن رمضان، جممع اللغة

العربية، دمشق 390) ـه- )97)م. إياد سالم السامرايئ )دكتور(:. 1

ظواهر كتابية يف مصاحف خمطوطة: دراس�ة ومعجم )باالش�رتاك مع أ. د. اغن�م ق�دوري احلم�د(، دار الغوثاين لدلراس�ات القرآنية، دمش�ق

)3)) ـه- 0)20م.ظواهر الرس�م يف مصحف جامع احلس�ني يف القاهرة: دراس�ة لغوية ب.

موازنة، دار الغوثاين لدلراسات القرآنية، دمشق 33)) ـه- 2)20م.• الطراز يف رشح ضبط الراز، حتقيق د. أمحد اتلنيس )حممد بن عبد اهلل(:اب�ن أمحد رشش�ال، جممع امللك فه�د لطباعة املصح�ف الرشيف، املدينة

املنورة 20)) ـه- 2000م.

• ابن اجلزري )أبو اخلري حممد بن حممد بن حممد(:تقري�ب الن�رش يف الق�راءات الع�رش، حتقي�ق د.اعدل إبراهيم حممد أ. رف�ايع، جممع امللك فهد لطباعة املصح�ف الرشيف، املدينة املنورة

33))م. اغي�ة انلهاية يف طبقات القراء، حتقيق برجس�رتارس، مكتبة الانيج، ب.

القاهرة 932)م.

Page 58: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1366

الن�رش يف الق�راءات العرش، راجع�ه يلع حممد الضب�اع، دار الكتب ج. العلمية، بريوت )د.ت(.

• مجيلة أرباب املراصد يف رشح عقيلة أتراب اجلعللري )إبراهيم بن عمر(:القصائ�د، حتقيق د. حممد خضري مضيح الزوبيع، دار الغوثاين لدلراس�ات

القرآنية، دمشق )3)) ـه0)20م.• ابلديع يف معرفة ما رس�م يف مصحف عثمان اجلهين )حممد بن يوسللف(:

ريض اهلل عنهم، حتقيق اغنم قدوري احلمد، دار عمار )2)) ـه- 2000م.• اتلنبيه ىلع حدوث اتلصحيف، حتقيق حممد محزة بن احلسللن األصفهاين:

أسعد طلس، دمشق 968)م.• اهلجاء )آخر أبواب اتلذييل واتلكميل(، أبو حيان األندليس )حممد بن يوسف(:

حتقيق د. تريك بن سهو نزال العتييب، دار صادر، بريوت 30)) ـه- 2009م.• مورد الظمآن يف رسم أحرف اخلراز )حممد بن حممد بن إبراهيم الرشييش(:الق�رآن، وم�ن اذليل يف الضبط، حتقيق د.أرشف حمم�د فؤاد طلعت، ط2،

مكتبة اإلمام ابلخاري، اإلسماعيلية 23)) ـه- 2006م. • ادلاين )أبو عمرو عثمان بن سعيد(:

أوراق غري منش�ورة من كتاب املحكم، حتقيق اغنم قدوري احلمد، أ. دار الغوثاين لدلراسات القرآنية، دمشق 33)) ـه- 2)20م..

اتليس�ري يف القراءات الس�بع، حتقيق د. حاتم صالح الضامن، مكتبة ب. الصحابة، الشارقة 29)) ـه- 2008م.

املحكم يف نقط املصاحف، حتقيق د. عزة حسن، دار الفكر، دمشق ج. 8))) ـه- 997)م.

Page 59: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1367

املقن�ع يف معرفة مرس�وم مصاحف أهل األمص�ار، حتقيق نورة بنت د. حسن بن فهد احلميد، دار اتلدمرية )3)) ـه- 0)20م.

• أبو داود )سليمان بن جناح(:كتاب أصول الضبط وكيفيته ىلع جهة االختصار، حتقيق د. أمحد بن أ. أمحد بن معمر رشش�ال، جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف،

املدينة املنورة 27))ه. خمت�رص اتلبي�ني هلج�اء اتلزني�ل، حتقيق د.أمح�د بن أمحد ب�ن معمر ب. رشش�ال، جممع امللك فهد لطباعة املصحف الرشيف، املدينة املنورة

23)) ـه- 2002م.• كت�اب الكتاب، حتقي�ق د. إبراهيم ابن درسللتويه )عبللد اهلل بن جعفر(:

السامرايئ ود. عبد احلسني الفتيل الكويت 397) ـه- 977)م.• معرفة القراء الكب�ار ىلع الطبقات اذلهللي )حممد بن أمحد بن عثمللان(:واألعصار، حتقيق د.طيار آليت قوالج، مركز ابلحوث اإلسالمية، إستانبول

6))) ـه- 995)م.• طبقات انلحويني واللغويني، حتقيق حممد أبو بيدي )حممد بن احلسن(: الز

الفضل إبراهيم، دار املعارف بمرص 973)م.• ت�اج العروس م�ن جواهر القام�وس، حتقيق بيللدي )حممللد مرتىض(: الز

جمموعة من املحققني، دار اهلداية • الوسيلة إىل كشف العقيلة، حتقيق السللخاوي )علم ادلين يلع بن حممد(:موالي حممد اإلدرييس الطاهري، ط3، مكتبة الرش�د )نارشون(، الرياض

26)) ـه- 2005م.

Page 60: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1368

• كتاب الط، حتقيق ادلكتور عبد احلس�ني ابن الرساج )حممد بن الرسي(:حممد، جملة املورد، مج 5 ع 3، بغداد 396) ـه- 976)م.

• اإلتقان يف علوم القرآن، السيويط )جال ادلين عبد الرمحن بن أيب بكر(:حتقي�ق: مركز ادلراس�ات القرآني�ة، جممع املل�ك فهد لطباع�ة املصحف

الرشيف، املدينة املنورة 26))ه.• تصحي�ح اتلصحيف وحترير الصفللدي )صاح ادلين خليل بللن أيبك(:اتلحري�ف، حتقيق الس�يد الرشق�اوي، مكتبة الانيج بالقاه�رة 07)) ـه-

987)م. • س�مري الطابلني يف رسم وضبط الكتاب املبني، مع الضباع )يلع بن حممد(:س�فري العاملني، لدلكتور أرشف حممد فؤاد طلعت، مكتبة اإلمام ابلخاري،

اإلسماعيلية 29)) ـه- 2008م.• رشح ما يقع فيه اتلصحيف العسللكري )أبو أمحد احلسني بن عبد اهلل(:

واتلحريف، حتقيق عبد العزيز أمحد، ابلايب احلليب بمرص 963)م.• اغنم قدوري احلمد:

مراجع�ة عدد من انلظريات املتعلقة برس�م املصحف، يف ضوء علم أ. الطوط القديمة )حبث( منشور ضمن )حبوث املؤتمر ادلويل تلطوير

ادلراسات القرآنية( الرياض )3)) ـه- 3)20م.امليرس يف رسم املصحف وضبطه، معهد اإلمام الشاطيب، جدة 33)) ـه ب.

- 2)20م.• أدب الاكتب، حتقي�ق حممد حميي ادلين ابللن قتيبة )عبد اهلل بن مسلللم(:

عبد احلميد، ط)، مطبعة السعادة بمرص 382) ـه- 963)م.

Page 61: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1369

• إنباه ال�رواة ىلع أنباه انلح�اة، حتقيق حممد أبو القفطي )يلع بن يوسللف(:الفضل إبراهيم، املكتبة العرصية، صيدا - بريوت )2)) ـه- )200م.

• ادلرة الصقيلة يف رشح أبيات العقيلة، اللبيب )أبو بكر بن عبد الغين(:حتقيق د. عبد العيل أيت زعبول، وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، قطر

32)) ـه- ))20م.• ديلل احل�ريان يف رشح م�ورد الظمآن، دار املارغللين )إبراهيم بللن أمحد(:

القرآن، القاهرة )97)م.• ادلرة اجللية يف رس�م وضب�ط املصاحف العثمانية، حتقيق ميمون الفخار:د. يارس إبراهيم املزرويع، وزارة األوقاف والش�ؤون اإلس�المية، الكويت

)3)) ـه- 0)20م.• الفهرس�ت، حتقيق رض�ا - جتدد، طهران ابن انلديم )حممد بن إسللحاق(:

)97)م.• اجلامع ملا حيتاج إيله من رس�م ابللن وثيق )إبراهيم بللن حممد اإلشللبييل(:

املصحف، حتقيق اغنم قدوري احلمد، دار عمار، عمان 29)) ـه- 2009م.

Page 62: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1370

ملخص ابلحث . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1311

مقدمة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1313

تمهيد: أهم خصائص الرسم ومعالم الضبط . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1317

1317 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أوال: أهم خصائص الرسم

: أهم معالم الضبط . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1320 ثانيا

املبحث األول: ما اجتمع فيه ألفان ورسم بواحدة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1323

أوال: اجتماع همزتني يف أول اللكمة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1325

: اجتماع همزة وألف يف أول اللكمة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1330 ثانيا

: اجتماع همزتني وألف يف اللكمة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1332 ثاثلا

: اجتماع همزة وألف يف آخر اللكمة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1334 رابعا

املبحث اثلاين: ما اجتمعت فيه ياءان ورسم بواحدة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1335

أوال: ما اجتمعت فيه ياءان ليست إحداهما صورة للهمزة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1335

: ما اجتمعت فيه ياءان إحداهما صورة للهمزة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1338 ثانيا

املبحث اثلالث: ما اجتمع فيه واوان ورسم بواحدة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1341

1342 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ﴾ أوال: ﴿

1343 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ﴾ ثانيا: ﴿

1344 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ﴾ ﴿ : ثاثلا

1345 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ﴾ ﴿ : رابعا

الصفحة املوضوع

فهرس املوضواعت

Page 63: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف

1371

1346 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ﴾ ﴿ : خامسا

املبحث الرابع: ما زيد يف رسمه ألف أو واو أو ياء . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1348

1348 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . واحد، ولم جيتمع فيه مثان

أوال: ما زيد يف رسمه حرف

: ما زيد يف رسمه حرف واحد، فاجتمع فيه مثان . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1352 ثانيا

اخلاتمة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1362

قائمة املصادر واملراجع . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1365

فهرس املوضواعت . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 1370

الصفحة املوضوع

Page 64: مذاهب العلماء في تقدير المحذوف وتحديد الزائد وأثرها في ضبط المصحف