موافقة حديث لا عدوى للطب و الواقع وجهل المخالفين...

32
علم لمخالفين بال اقع وجهل ا الو لطب و ا عدوى ل موافقة حديث ل .ربيع أحمد د

Upload: -

Post on 20-Jul-2015

87 views

Category:

Spiritual


3 download

TRANSCRIPT

موافقة حديث لا عدوى للطب و الواقع وجهل المخالفين بالعلم

د.ربيع أحمد

احلمد هلل رب العاملني ، والصالة والسالم على خامت املرسلني وعلى أصحابه الغر امليامني ، و على من أتبعهم بإحسان إىل يوم الدين وبعد :

-، و زعموا أن النيب خيالف العلم و الواقع « ال عدوى » فقد توهم بعض أعداء اإلسالم أن حديث : diseasesغى أحد فروع الطب ،وهو فرع األمراض املعدية بذلك قد أل –صلى هللا عليه وسلم

infectious الواقع بنفيه للعدوى وهي موجودة بزعمهم –صلى هللا عليه وسلم -النيب ،وقد خالف الواقع ،ولو كان نبيا حقا ملا خالف الطب و ملا خالف الواقع إىل غري ذلك من االفرتاءات .يف

عند استخدام ،وسوء القصد ،وو هذه االفرتاءات يف حقيقتها تنم عن اجلهل بقواعد تفسري النصوص ديث القواعد العلمية املتبعة يف تفسري النصوص جند أن احلديث يوافق الطب والواقع بل صحح احل

للحد من انتشار األمراض املعدية و الوبائية مما تدابريوضع قد اعتقادات فاسدة ختالف الطب و الواقع و .ال ينطق عن اهلوى –صلى هللا عليه وسلم -يشهد بأن النيب

يف حلاجة فأتكلم عن كل حديث على حدة و كأنه حبث مستقل و قد يالحظ القارئ تكرار بعض كالمي و أن العيب يف فهم املشككني ال يف نفسي و هي دحض دعوى أن حديث ال عدوى خيالف الطب والواقع

كالم خري املرسلني و هللا من وراء القصد ربيع أمحد

ليس من اإلنصاف فهم جزء من كالم شخص مبنأى عن باقي كالمه

ليس من و أن ننظر لباقي كالمه ،مما يعلمه العقالء أن من اإلنصاف عند فهم جزء من كالم شخص .ن كالم شخص مبنأى عن باقي كالمه اإلنصاف أن نفهم جزءا م

هي : اإلجابة املنطقية من هذا الشخص فعندما يتكلم شخصا يف مسألة فتعرتض عليه قبل أن يكملها وكالمي كان ،وكنت سوف أجيب عن هذا االعرتاض أو باقي مهال أخي هل مسعت باقي كالمي لكي تعرتض

.سيوضح لك األمر ؟!!

أي نص من النصوص النظر للسياق الذي ذكر فيه النص والنظر لباقي كالم ومن القواعد املتبعة عند تفسري النص فرمبا كان هذا اجلزء من الكالم يف النص عاما و السياق أو باقي كالم النص خيصصه و رمبا كان هذا

لسياق أو باقي كالم النص يقيده ،ورمبا كان هذا اجلزء من الكالم يف اجلزء من الكالم يف النص مطلقا و ا .النص خمالفا للواقع و عند تكملة النص يتبني عدم خمالفته للواقع

مثال مدرسة ممتلئة بالطالب يف مجيع فصوهلا عدا فصال به عدد قليال جدا من الطلبة إذا قال مدرس هذا الفا للواقع أم أن كالمه له محمل أن عدد طالب هذا الفصل الفصل ال يوجد طلبة هل كالمه يكون خم

بالنسبة لباقي الفصول ال شيء.

و لو أن مدرسا أخذ يسأل العديد من األسئلة للطلبة ،ومل جيبه أحد فقال : ال يوجد طالب هل كالمه يكون جد طالب جمتهد ،وعليه ن أسئلته أو ال يو خمالفا للواقع أم أن كالمه له محمل أنه ال يوجد طالب جييبه ع

فالبد من النظر لسياق النص و احليثيات اليت قيل فيها عند تفسريه .

وختطئته دون النظر لباقي كالمه وسياق كالمه ليس بانتقاء بعض كالمه واخلالصة أن قص كالم شخص باملنهج العلمي السوي .

ليست نصا يف عدم وجود العدوى أو عدم تأثريها مطلقا أحاديث نفي العدوى

تأثري ومن هذه أي عند تتبع أحاديث نفي العدوى ال جند تصرحيا بأن العدوى غري موجودة أو ليس هلا األحاديث :

ا الشؤم يف »: قال - صلى هللا عليه وسلم -رسول الل عن عبد هللا بن عمر، أن ال عدوى وال طي رة، إن

.1«ثالث: يف الفرس، واملرأة، والدار

رة، ي قول: قال رسول الل أب وعن ال عدوى وال طي رة، وال هامة وال : » - صلى هللا عليه وسلم - هري .2«فر من املجذوم كما تفر من األسد صفر، و

5552،ورواه مسلم يف صحيحه رقم 2775رواه البخاري يف صحيحه رقم - 1 2777رواه البخاري يف صحيحه رقم - 2

ال عدوى وال طي رة، »قال: -صلى هللا عليه وسلم - ، عن النيب - رضي الل عنه - عن أنس بن مالك و .3«كلمة طيبة »قالوا: وما الفأل؟ قال: « وي عجبن الفأل

رة أب وعن ف قام « ال عدوى»قال: -صلى هللا عليه وسلم - قال: إن رسول الل -رضي الل عنه -هري باء، ف ي - أتيها البعري األجرب ف تجرب؟ قال النيب أعراب ف قال: أرأيت اإلبل، تكون يف الرمال أمثال الظ

.4«فمن أعدى األول : » - صلى هللا عليه وسلم

يوجد أي تأثريوبون شاسع بني ال عدوى و بني ال وجود للعدوى و فرق شاسع بني ال عدوى و بني ال همه من سياق الكالم و التقدير على الراجح مؤثرة بطبعها أو فاجلملة األوىل : خرب ال محذوف لف للعدوى

تضر بذاهتا أو تنتقل بذاهتا أي ال عدوى مؤثرة بطبعها أو ال عدوى تضر بذاهتا أو ال عدوى تنتقل بذاهتا بل البد من توافر األسباب و فوق ذلك إرادة هللا أما اجلملة الثانية فخرب ال موجود ،وهو لفظ " موجودة "

5552،ورواه مسلم يف صحيحه رقم 2775رواه البخاري يف صحيحه رقم - 3 5557،ورواه مسلم يف صحيحه رقم 2775رواه البخاري يف صحيحه رقم - 4

بل نفي االعتقاد اخلاطئ يف العدوى نفي الطرية على عدم نفي وجود العدوىمع نفي العدوى اقرتان داللة والطرية

،نفي العدوى اقرتن معها نفي الطرية -صلى هللا عليه وسلم -كثري من األحاديث اليت ذكر فيها النيب ا الشؤم يف : »قال - صلى هللا عليه وسلم -رسول الل عن عبد هللا بن عمر، أن ف ال عدوى وال طي رة، إن

رة، ي قول: قال رسول الل أب وعن ، 5«ثالث: يف الفرس، واملرأة، والدار : - صلى هللا عليه وسلم - هري

- عن أنس بن مالك و ، 6«وال طي رة، وال هامة وال صفر، وفر من املجذوم كما تفر من األسد ال عدوى »قالوا: « لفأل ال عدوى وال طي رة، وي عجبن ا»قال: -صلى هللا عليه وسلم - النيب أن، - رضي الل عنه

.7«كلمة طيبة »وما الفأل؟ قال:

من املعلوم أن هناك الكثري من الناس يتطري رغم أن اإلسالم حرم ذلك ،و إذا كانت الطرية موجودة يف و فهذا يدل أن –صلى هللا عليه وسلم -، و مع ذلك قد نفاها النيب من جهة اعتقاد بعض الناس الواقع

يف الطرية اخلاطئ نفي االعتقاد أمر آخر ، وهو على الراجح نفي ولكن املقصود بالنفي ليس نفي الوجود ، . من دون هللا أو نفي تأثري الطرية

5552،ورواه مسلم يف صحيحه رقم 2775رواه البخاري يف صحيحه رقم - 5 2777رواه البخاري يف صحيحه رقم - 6 5552،ورواه مسلم يف صحيحه رقم 2775رواه البخاري يف صحيحه رقم - 7

هذا من و، - ومازال-كان سائدا عند الناس من دون هللا ا يف الطرية ،ودعوى أن للتطري تأثري االعتقاد و ي رة » قال : – صلى هللا عليه وسلم - عبد الل بن مسعود، عن رسول الل عن ،والشرك ي رة شرك، الط الط

التشاؤم الذي يؤدي إىل ترك الشيء أو أي : 8« ، وما منا إال ولكن الل يذهبه بالت وكل ، ثالثا شرك بأسباب مل يضعف التوكل على هللا ،وفيه رجم بالغيب التطري فالشرك العمل من حجام عن العمل أو تركاإل

قد كل إنسان اعت و، اعتقاد حصول الضر والنفع من غري هللا تعاىل و ،و فيه سوء ظن باهلل ، يأذن هبا هللا سبب أي – الشيء املتشائم به أن هذااعتقد و إذا ، ، فإنه مشرك شركا أصغر مل جيعله الشرع سببا سببا

. فهو شرك أكرب يضر من دون هللا -ترك الفعل

يف الطرية أو نفي تأثري الطرية اخلاطئلكن نفي االعتقاد و ا مل يكن املقصود بنفي الطرية نفي الوجود ،و إذ .فكذلك املقصود بنفي العدوى نفي االعتقاد اخلاطئ يف العدوى أي ال طرية مؤثرة من دون هللا

دون إجراء هللا لذلكأن العدوى تنتقل بطبعها وبذاهتا من شخص آلخر هو يف العدوى االعتقاد اخلاطئ و . ،وأن العدوى تضر بذاهتا و أن العدوى تؤثر بذاهتا

أن العدوى ال تنتقل و أن هللا هو مسبب األسباب ،فالبد أن يعتقد اإلنسان اعتقاد باطل االعتقاد وهذا أي البد من وقدر ،وال تضر العدوى إال إذا شاء هللا ذلكمن شخص آلخر إال إذا شاء هللا ذلك و قدر

جعل هللا أن يصاب شخص بالعدوى وميرض فإذا شاء إال بقضاء هللا ،وقدره حتصل ال العدوىاعتقاد أن قدرهتا أسباب العدوى سلبهللا وإن شاء ومؤثرة وأسباب املرض سارية ،ة ومؤثر ساريةأسباب العدوى

وصححه األلباين 5197رواه أبو داود يف سننه رقم - 8

،و لو كانت ،وال عدوى مؤثرة بنفسها بل بإذن هللا فال أثر للعدوى إال مبشيئة هللا وحده على التأثري .العدوى مؤثرة بنفسها ملا ختلفت أحيانا

: -حفظه هللا –قال الشيخ صاحل الفوزان

صلى الل عليه وسلم: "ال عدوى" املراد بالعدوى: انتقال املرض من شخص إىل شخص، أو من قوله ) هبيمة إىل هبيمة، أو من مكان إىل مكان.

واملرض يتعدى من محل إىل محل، ويتعدى من املريض إىل السليم، ويتعدى من اجلرىب إىل الصحيحة، هذا ال ينفي هذا، وإنا ينفي العدوى اليت كان يعتقدها أهل -ى الل عليه وسلم صل -والرسول ، شيء موجود

، فالعدوى وهي: انتقال املرض - سبحانه وتعاىل -اجلاهلية من أن املرض يتعدى بنفسه بدون تقدير هللا رب الصحيح من املريض من محل إىل محل بسبب قرب الصحيح من املريض، واملقدر هلا هو هللا تعاىل، فقد يق

.وال يصيبه شيء، وقد يقرب ويصاب

والسبب: أن هذا راجع إىل هللا، إن شاء سبحانه وتعاىل انتقل هذا املرض، وإن شاء مل ينتقل، فمجرد مقاربة سان املريض أو القدوم على احملل املوبوء هذا سبب، أما التأثر فهو بيد هللا سبحانه وتعاىل، فقد يدخل اإلن

يف األرض املوبوءة وال يصاب، وقد يورد املمرض على املصح وال يصاب، قد ينام املريض جبانب الصحيح وال يصاب، وقد يصاب، فما وجه التفريق بني احلالتني؟ وجه التفريق: أن هذا راجع إىل مشيئة هللا تعاىل.

أنه يصاب، -أو كل من قارب املريض -ضأما أهل اجلاهلية فال يفرقون بل عندهم: أن كل من قارب املر وال ينسبون هذا إىل قضاء هللا وقدره، وال يتوكلون على هللا سبحانه وتعاىل، ويفرطون يف التشاؤم والتطري

وانتقال العدوى، ويعملون أعماال تضحك.

أهل اجلاهلية، أما أن العدوى حتصل كان يعتقده فقوله صلى الل عليه وسلم: "ال عدوى" يعن: على مام عن بإذن هللا فهذا أمر واقع، وهلذا هنى صلى الل عليه وسلم عن خمالطة اجملذوم، وهنى صلى الل عليه وسل

ل القدوم على األرض املوبوءة، وهنى من كان يف أرض فيها وباء أن خيرج منها ومن كان خارجها ال يدخفيها، ألن هذه أسباب النتشار املرض، واالمتناع عنها أخذ باألسباب الواقية، واإلقدام عليها إلقاء إىل له على هللا تعاىل؛ فهذا قد يقدم على الوباء وخيالط الت هلكة، وهللا هنى عن ذلك، إال من قوي إميانه وتوك

، لكن هذا ال يكون إال ألهل اإلميان القوي، - بحانه وتعاىلس - املرضى وال يصاب، ألنه متوكل على هللا أما أهل اإلميان الضعيف فهؤالء يبتعدون عن هذه املواطن لئال يصابوا، مث تسوء عقيدهتم.

، ﴾ لكة وال ت لقوا بأيديكم إىل الت ه ﴿واإلقدام على محالت اخلطر من اإللقاء إىل التهلكة، وهللا تعاىل يقول: إال إذا كان هناك مصلحة راجحة من اإلقدام على هذه األمور فيقدم عليها، أما إذا مل يكن فيه مصلحة راجحة فاألخذ باألسباب الواقية أحسن، وإذا كان هناك مصلحة راجحة فاإلقدام أحسن، على حسب

. األحوال

ريوا، وإن كان اإلنسان جيد يف نفسه شيئا فال مينعه ما وقوله: "وال طرية" هذا نفي معناه: النهي، يعن: ال تتطجيد يف نفسه من املضي والعزم، ألن إميانه يسوقه، خبالف ضعيف اإلميان فإن التشاؤم يتغلب عليه فيرتاجع،

وإذا وجدت يف نفسك تشاؤما أو ، ويكون هذا من اخللل يف العقيدة، وضعف التوكل على هللا سبحانه وتعاىل . هية فتوكل على هللا وأقدمكرا

والطرية ليس هلا أصل، خبالف العدوى، وإنا هي من الشيطان، فهي ختيل من اإلنسان بسبب وسوسة فالتطري ليس له أصل، ومن وجد يف نفسه شيئا من الكراهية فليتوكل على هللا وليعزم، وال ترده الشيطان

.9( الطرية عن مقصوده

1-5/7إعانة املستفيد لصاحل الفوزان - 9

ا الشؤم يف ثالث » حديث : داللة أن املقصود بنفي «: يف الفرس، واملرأة، والدار ال عدوى وال طي رة، إن االعتقاد اخلاطئ يف العدوىالعدوى نفي

ا الشؤم يف » قال : -صلى هللا عليه وسلم -، أن رسول الل عن عبد هللا بن عمر ال عدوى وال طي رة، إنال عدوى وال طي رة، والشؤم يف ثالث: يف املرأة، » ويف رواية ، 10«: يف الفرس، واملرأة، والدار ثالث

رية دليل أن املقصود بالنفي نفي االعتقادات الفاسدة ، واقرتان نفي العدوى مع نفي الط 11«والدار، والدابة .حول العدوى والطرية

دليل آخر يف احلديث أن املقصود بالنفي نفي " الشؤم يف ثالث نفي العدوى والطرية مع ذكر " و االعتقادات الفاسدة حول العدوى والطرية .

" أي إن كان الشؤم يف الشؤم يف ثالث : " –صلى هللا عليه وسلم -النيب املراد بقولبيان ذلك أن و، ف قال - صلى هللا عليه وسلم -: ذكروا الشؤم عند النيب عن ابن عمر، قال ف شيء ففي هذه الثالثة

5552،ورواه مسلم يف صحيحه رقم 2775رواه البخاري يف صحيحه رقم - 10 5552،ورواه مسلم يف صحيحه رقم 2725رواه البخاري يف صحيحه رقم - 11

» ، و يف رواية : 12«الشؤم يف شيء ففي الدار، واملرأة، والفرس إن كان : »- ه وسلم صلى هللا علي -النيب ، ففي الفرس، والمرأة، والدار . 13«إن يكن من الشؤم شيء حق

هللا خلق الشؤم يف شيء مما جرى التشاؤم به إن كان أي إن كان الشؤم يف شيء ففي هذه الثالثة ومعىن . فإنا خيلقه يف هذه األشياء وهذا ال يقتضي إثبات الشؤم فيها

ة الشؤم ووجوده على وجه إن فرض وجود الشؤم يكون يف هذه أي : الثالثة والمقصود منه ن في صحلو كان شيء سابق القدر لسب قته العني فال ي نافيه - صلى الل عليه وسلم -و من قبيل ق وله المبالغة ف ه

ي رة يف ق وله .14 ال عدوى وال طي رة : - صلى الل عليه وسلم -حينئذ عموم ن في الط

من قبيل « إن كان الشؤم يف شيء ففي الدار، واملرأة، والفرس : » -صلى هللا عليه وسلم - النيب وقول ، فهذا الكالم ال يفهم منه أن القائل يثبت أن يف الدار زيداقول القائل : إن كان يف هذه الدار أحد فزيد

النفي أن يكون فيها زيد أقرب منه إىل اإلثبات أن فيها زيدابل ذلك من

2 رواه البخاري يف صحيحه رقم - 12 7 1 2 5رواه مسلم يف صحيحه رقم - 13 5 5 2 8/1حتفة األحوذي - 14 5

، أما وإنلطول مالزمة اإلنسان هلذه األشياءيف هذه الثالثة مؤثرة كانت الطرية مؤثرة يف شيء لكانت لوو أوىل .ا من باب أكثر ما يالزم املرء فإن الطرية منفية يف غريه مؤثرة يف هذه األشياء رغم أهناليست الطرية

قد يسمى كل مكروه فالشؤم مبعىن ما يكرهه اإلنسان فو على التسليم اجلديل أن يف هذه املذكورات شؤم ،وهذه األشياء قد يقدر هللا أن تكون سببا ملا يكرهه اإلنسان ويسيئه أو توصل إىل ما يكرهه 15ومحذور شؤم

يسيء اإلنسان و يكرهه أو قد ما يف حصول اإلنسان و يسيئه أي هذه األشياء قد جيعلها هللا سببا قدريايكون يف بعض أعيان هذه الثالثة ضرر محسوس، كاملرأة السيئة اخللق، والدار الضيقة، أو السيئة اجلريان،

. هذا كله شيء مشاهد معلوم ليس هو من باب الطرية،و ، والفرس السيئة الطباع، وحنو ذلك

إن خيف من شيء أن يكون سببا ملا خياف شره ويتشاءم به ف هذه األشياء، ال على وقال ابن اجلوزي :) ا القدر جيعل لألسباب تأثريا بيل اليت تظنها اجلاهلية من العدوي والطرية، وإن . 16( الس

أو ال أنه منها ذه األشياءالشؤم قد حيصل مقارنا هلفمن قبيل اجملاز إضافة الشؤم إىل هذه الثالثة إنا هوو ها أن مييت فيها خلقا من عباده كما توقد ، عندها ال هباالشؤم حيدث كون الدار قد قضى هللا عز وجل علي

قرقول - 15 ع األنوار على صحاح اآلثار البن 5/2مطال5/5كشف املشكل من حديث الصحيحني البن اجلوزي - 16 5 8

ازا يقدر ذلك يف الب لد الذي ينزل الطاعون به ويف المكان الذي يكثر الوباء به فيضاف ذلك إىل المكان جم .17موت عند قتل القاتل وهللا خلقه عنده وقدره فيه كما خيلق ال

هذه األشياء الثالثة ليس هلا بأنفسها وطباعها فعل وتأثري، وإنا ذلك كله مبشيئة هللا ) وقال الطييب : وقضائه، وخصت بالذكر ألهنا أعم األشياء اليت يقتنيها الناس، وملا كان اإلنسان ال خيلو عن العارض فيها،

.18( ة مكان ومحلأضيف إليها اليمن والشؤم إضاف

إن كان هللا خلق الشؤم يف شيء مما جرى التشاؤم به فإنا : " الشؤم يف ثالث " : و إذا كان معىن حديثمن باب أوىل ،وإذ مل يكن يف هذه األشياء شؤم فغريها ليس فيه شؤم من باب أوىل خيلقه يف هذه األشياء

ال » : -صلى هللا عليه وسلم - النيب ،وعليه فيكون معىن قولشؤم أو ضرر ذوات هذه األشياء يف فليسا الشؤم يف ثالث أي ال تضر العدوى بنفسها وال تضر «: يف الفرس، واملرأة، والدار عدوى وال طي رة، إن

شياء ،وإذ مل يكن فيها فغريها من باب أوىل .على فرض وجود الشؤم لكان موجودا يف هذه األالطرية ،و

بتقدير هللا ذلك فيكون معىن أن يف هذه الثالثة شؤم وضرر " : الشؤم يف ثالث " : و إذا كان معىن حديثا الشؤم يف ث » : -صلى هللا عليه وسلم - النيب قول : يف الفرس، واملرأة، الث ال عدوى وال طي رة، إن

5/25مفتاح دار السعادة البن القيم - 17 2 7/5شرح املشكاة للطييب - 18 5 5 9

ال تعتقدوا أن العدوى أو الطرية تؤثر بنفسها من دون هللا إنا هللا قد جيعل يف بعض األشياء ضررا «والدار ملن الزمها بتقديره سبحانه ،وليس ألن هذه األشياء تضر بنفسها .

" دليل أن السياق يتكلم عن نفي اعتقادات فاسدة ثالث الشؤم يف وعليه فنفي العدوى والطرية مع ذكر " فالشريعة دائما و أبدا ترفض التقليد األعمى و ترفض إشاعة اخلرافات و االعتقادات الفاسدة .

أن ، «تفر من األسد ال عدوى وال طي رة، وال هامة وال صفر، وفر من املجذوم كما »حديث : داللة املقصود بنفي العدوى نفي االعتقاد اخلاطئ يف العدوى

رة ال عدوى وال طي رة، وال هامة وال صفر، : » -صلى هللا عليه وسلم -: قال رسول الل قال ، عن أب هري من فيها هذا احلديث يدل أن نفي العدوى نفي االعتقاد الفاسد ،و 19« تفر من األسد وفر من املجذوم كما

عدة وجوه :

الطرية موجودة من جهة اعتقاد بعض الناس فيها و،نفي العدوى مع نفي الطرية اقرتان الوجه األول :،و واملسموعات مما يكرهون وتردهم عن حاجتهمما يعتقده أهل اجلاهلية من التطري باملرئيات ،واملعىن نفي

ليس نفي وجود و لكن نفي االعتقادات - طريةنفي العدوى و نفي ال – يف األمرين املراد بالنفيعليه ف اخلاطئة حول العدوى و الطرية .

اهلامة طري و اقرتان نفي العدوى مع نفي اهلامة ،واهلامة موجودة من جهة اعتقاد بعض الناس الوجه الثاين :كانوا يتشاءمون هبا إذا وقعت على بيت أحدهم، يقول: ) من طري الليل كأنه يعن البومة قال ابن األعراب:

،وقال الشهرستاين : 20( ن عت إيل نفسي أو أحدا من أهل داري، فجاء احلديث بنفي ذلك وإبطاله

قتل اجتمع دم الدماغ وأجزاء بنيته، فانتصب ومن العرب من يعتقد التناسخ، فيقول: إذا مات اإلنسان أو) ، واملعىن نفي 21( طريا هامة، فريجع إىل رأس القرب كل مائة سنة, وعن هذا أنكر عليهم الرسول عليه السالم

2رواه البخاري يف صحيحه رقم - 19 7 7 7 571فتح اجمليد شرح كتاب التوحيد لعبد الرمحن حسن ص - 20

هذه املعتقدات الباطلة ،و عليه فاملراد بالنفي يف األمرين ليس نفي وجود و لكن نفي االعتقادات اخلاطئة مة .حول العدوى و اهلا

شهر صفر موجود لكن بعض الناس يعتقدون يف شهر اقرتان نفي العدوى مع نفي صفر ،و :لثالوجه الثا -وسلم صلى هللا عليه - النيب ، فأبطلمشئوم، ويقولون: إنه شهر هيتشاءمون بو صفر اعتقادات فاسدة ،

نفي العدوى – يف األمرين بالنفيعليه فاملراد و، من جنس الطرية املنهي عنها صفروالتشاؤم ب ، 22 ذلك ليس نفي وجود و لكن نفي االعتقادات اخلاطئة حول العدوى و شهر صفر . -و نفي صفر

ال عدوى وال طي رة، وال هامة أي - : ) وهذا النفي يف هذه األمور األربعة–رمحه هللا –وقال ابن عثيمني ألهنا موجودة ولكنه نفي للتأثري; فاملؤثر هو هللا، فما كان منها سببا معلوما; ليس نفيا للوجود; - وال صفر

فهو سبب صحيح، وما كان منها سببا موهوما; فهو سبب باطل، ويكون نفيا لتأثريه بنفسه إن كان صحيحا، .23ولكونه سببا إن كان باطال (

كان يف ،و قد فر من املجذوم كما تفر من األسد " : " -صلى هللا عليه وسلم -قول النيب الوجه الرابع :مما يدل 24جع : إنا قد باي عناك؛ فار -صلى هللا عليه وسلم -وفد ثقيف رجل جمذوم، فأرسل إليه رسول هللا

5/89امللل و النحل للشهرستاين - 21 595انظر حاشية كتاب التوحيد البن قاسم ص - 22 252القول املفيد البن عثيمني ص - 235رواه مسلم يف صحيحه رقم - 24 5 5 9

من أن خمالطة هذا املريض أيكي ال تنتقل العدوى منه إىل غريه مشروعية اجتناب مريض اجلذام على مما يدل أن استقالال بطبعهاال املرض العادة بأهنا تفضي إىل -تعاىل سبحانه و - األسباب اليت أجرى هللا

.علة فاعلة حبيث تكون الزما للعدوى تأثريا لكن تأثريها ليس أمرا

مأمور باتقاء الشر إذا كان يف عافية، فكما أنه يؤمر أن ال يلقي نفسه يف املاء، ويف النار، فكذلك و اإلنسان رض معدي من باب مبريض املاجتناب أي أن ملرضاأسباب من اجتناب مقاربة املريض كاجملذوم، فإن هذه

. ; فاألسباب ال تؤثر بنفسها تأثري األسباب بنفسهاال من باب اليت تكون سببا للبالء جتنب األسباب

، not highly infectiousليس شديد العدوى مرض معدي لكنه Leprosy ومرض اجلذام املتكررة مع احلاالت أثناء املخالطات احلميمة و nasal droplets عرب رذاذ األنف املرض ينتقلو

أو مالمسة long time of contact املصابني لفرتات طويلةمالمسة األشخاص مل تعاجل أو اليت . القرح ومفرزات األغشية املخاطية ملرضى احلاالت أو املراحل املتقدمة

خاصة من رذاذ األنف ، و إن كان اجلذام ليس شديد العدوى إال أن هناك نوع من أنواعه شديد العدوى فهو أخطر مراحل املرض و أخطر Lepromatous leprosyوهو اجلذام اجلذامين أو األسدي

و تظهر ، diffuse skin lesionsاألنواع حيث يصاب اجللد بآفات جلدية بصورة منتشرة high bacterialبالبكرتيا املسببة للمرض محملة تكون تقرحات شديدة باجللد و هذه اآلفات اجللدية

load و أكثر األماكن إصابة الوجه و اجلبهة و يبدو وجه املريض كوجه األسدLion face .

ومريض اجلذام إذا رأى صحيح البدن يدمي النظر إليه و حيزن ملا أصابه فيصاب باإلحباط و تضعف مناعته مرضه كما وتزداد شدة املرض لذلك كان اهلدي النبوي بالفرار منه حىت ال يقع بصره على الصحاح فيزداد

أن اإلنسان عندما يرى أسدا يتصنع يف عدم رؤية األسد له .

أن املقصود بنفي العدوى نفي االعتقاد اخلاطئ فيها « ال عدوى وال طي رة، وي عجبن الفأل »داللة حديث :

ال عدوى وال طي رة، »قال: -صلى هللا عليه وسلم -النيب ، عن -رضي الل عنه -عن أنس بن مالك ، وهذا احلديث يدل أن املقصود بالعدوى نفي 25« كلمة طيبة : » قالوا: وما الفأل؟ قال « وي عجبن الفأل

االعتقاد اخلاطئ فيها من وجهني :

الطرية موجودة من جهة اعتقاد بعض الناس فيها و،اقرتان نفي العدوى مع نفي الطرية الوجه األول :

،و ما يعتقده أهل اجلاهلية من التطري باملرئيات واملسموعات مما يكرهون وتردهم عن حاجتهم،واملعىن نفي نفي االعتقادات ليس نفي وجود و لكن -نفي العدوى و نفي الطرية –عليه فاملراد بالنفي يف األمرين

اخلاطئة حول العدوى و الطرية .

حيب الفأل وفسره -عليه الصالة والسالم -كان و ذكر الفأل بعد نفيه للعدوى و الطرية ، الوجه الثاين :، وأنه سيحصل له كذا وكذا من اخلريات، ؛ ألن الكلمة الطيبة إذا مسعها فتفاءل هبا بأنه الكلمة الطيبة

جل -، فالفأل حسن ظن باهلل، والتشاؤم سوء ظن باهلل-جل وعال -الظن باهلليكون من باب حسن ؛ وهلذا كان الفأل ممدوحا ومحمودا، والشؤم مذموما. -وعال

يتفاءل، -عليه الصالة والسالم-وهلذا كان -جل وعال -ومعلوم أن العبد مأمور بأن حيسن الظن بالربلظن به وتعلق القلب به، وأنه ال يفعل للعبد إال ما هو وحسن ا -جل وعال -وكل ذلك من تعظيم هللا

. 26أصلح له

5552،ورواه مسلم يف صحيحه رقم 2775رواه البخاري يف صحيحه رقم - 25 527التمهيد لشرح كتاب التوحيد لصاحل آل الشيخ ص - 26

فيه بني محذورين ومرغوب; فاحملذوران مها العدوى -صلى هللا عليه وسلم -وهذا احلديث مجع النيب فمن ذكر املرهوب -صلى هللا عليه وسلم - والطرية، واملرغوب هو الفأل، وهذا من حسن تعليم النيب

يذكر معه ما يكون مرغوبا، وهلذا كان القرآن مثاين إذا ذكر أوصاف املؤمنني ذكر أوصاف ينبغي أن .27الكافرين، وإذا ذكر العقوبة ذكر املثوبة، وهكذا

للفأل بعد نفي العدوى و الطرية يدل أن املقصود بالنفي نفي –صلى هللا عليه وسلم -النيب و ذكر ؛ ألن االعتقاد اخلاطئ يف العدوى و الطرية فيه سوء ظن باهلل ورجم االعتقاد اخلاطئ يف العدوى و الطرية

دون توقع للبالء بالغيب فاعتقاد أن العدوى تنتقل بنفسها و أهنا حتما ستنتقل من شخص لشخص فيه بالء للو توقع سوء ظن باهلل ورجم بالغيب ،واعتقاد أن سبب الضرر هذا الشيء املتشائم به وسبب محقق

ستبشار حبصول اخلري عند مساع ما يسرفافيه رجم بالغيب وسوء ظن باهلل أما الفأل و هذا قق محدون سبب و فيبقى القلب متعلقا باهلل تعاىل وحده ، و اعتقاد أن هللا يقدر النفع لإلنسانأي رجاء اخلري و ظن حصوله

.هذا من حسن الظن باهلل

أن املقصود بنفي العدوى نفي االعتقاد اخلاطئ يف العدوى فمن أعدى األول داللة حديث :

رة أب عن ف قام « ال عدوى»قال: -صلى هللا عليه وسلم - قال: إن رسول الل -رضي الل عنه -هري باء، ف يأتيها البعري األجرب ف تجرب؟ قال النيب أعراب ف قال: أرأيت اإلبل، تكون يف الرم - ال أمثال الظ

277القول املفيد البن عثيمني ص - 27

،وهذا احلديث يدل أن املقصود بنفي العدوى نفي 28«فمن أعدى األول : » - صلى هللا عليه وسلم االعتقاد اخلاطئ يف العدوى من وجهني :

لقول األعراب : أرأيت اإلبل، تكون يف الرمال أمثال –صلى هللا عليه وسلم -إقرار النيب الوجه األول :باء، ف يأتيها البعري األجرب ف تجرب ،أي خمالطة البعري األجرب للبعري الصحيح تسبب عدوى اجلرب الظ

scabies سببت عدوى اجلرب فالعدوى موجودة ومؤثرة خمالطة البعري األجرب للبعري الصحيح ،ومادامتعلى كالم األعراب ،ويقول له هذا ليس بصحيح أو هذا خطأ أو –صلى هللا عليه وسلم -،ومل يعرتض النيب

مثل ذلك .

أو أي من الذي سبب العدوى ؟ «فمن أعدى األول »: –صلى هللا عليه وسلم -قول النيب الوجه الثاين :و سبب مرض اجلرب يف البعري انتقال الطفيل من الذي أنزل العدوى ؟ أو من الذي قدر حدوث العدوى ؟

سبب التهابات يالبعري فداخل جلد إىل البعري مث تكاثره Sarcoptes Scabiei املسبب للجرب، ولو شاء هللا عدم حدوث -عز وجل -بتقدير هللا وكل ذلك احلكة تيجةباجللد على هيئة بثور تظهر ن

. ذلك ملا حدث

أو املرض األول نزل من واملقصود أن البعري األول حدث له مرض اجلرب بقضاء هللا و قدره و كذلك الثاينمما يدل أن العدوى موجودة ،ولكن عند هللا وكذلك الثاين أو انتقل العدوى يف األول بأمر هللا و كذلك الثاين

أو تؤثر البد من االلتفات ملسبب األسباب و عدم اعتقاد أن األمراض تأيت من نفسها أو تنتقل من نفسها من نفسها .

2رواه البخاري يف صحيحه رقم - 28 7 7 5،ورواه مسلم يف صحيحه رقم 5 5 5 7

ينفي حدوث العدوى ؟ « ال ي عدي شيء شيئا» هل حديث

رة، قال: قال رسول هللا ال ي عدي شيء شيئا، ال ي عدي شيء »: - صلى هللا عليه وسلم - عن أب هري قبة تكون مبشفر البعري، أو ب «شيئا ، ف قال: يا رسول هللا، إن الن عجبه، ف تشتمل ، ثالثا، قال: ف قام أعراب

بل ما أعدى األول، ال عدوى، وال صفر، وال هامة، خلق هللا كل »جربا، قال: فسكت ساعة، مث قال: اإل، و هذا احلديث ال ينفي حدوث العدوى بل ينفي 29«ن فس، فكتب حيات ها وموت ها ومصيباهتا ورزق ها

: وهحدوث العدوى بذاهتا من وج

كان السائد عند الناس يف العصر النبوي و ما قبله أن العدوى تنتقل بنفسها وتعدي بنفسها األول :الوجه هذا الفهم و قال – صلى هللا عليه وسلم -فصحح النيب -إذا مل يكن علم امليكروبات اكتشف بعد –

نتقال امليكرب من بعدم إمكان حدوث العدوى بنفسها فاملرض املعدي ال يعدي بنفسه ،ولكن بواسطة ال الذي حيدث أي املرض املعدي ال يعدي أحد بذاته ب « ال ي عدي شيء شيئا » شيء إىل غريه لذلك قال :

مث يتكاثر امليكروب مث حيدث أو العكس أو حيوان آخر هو انتقال امليكروب من إنسان أو حيوان إىل إنسان ال املرض causative microorganismاملرض أي الذي ينتقل هو مسبب املرض

disease و القول بغري ذلك جهل بالطب و الواقع . -عز وجل –بتقدير هللا

فان ليفنهوك أنتوين على يد م9575عام اكتشف Microbiologyعلم امليكروبات و Antony van Leeuwenhoek .

قبة تكون مبشفر البعري، أو لقول األعراب : –صلى هللا عليه وسلم -إقرار النيب : ثاينالوجه ال إن الن بل جربا scabiesسبب عدوى اجلرب خمالطة البعري األجرب للبعري الصحيح ت،أي بعجبه، ف تشتمل اإل

سببت عدوى اجلرب فالعدوى موجودة ومؤثرة ،ومل يعرتض خمالطة البعري األجرب للبعري الصحيح ،ومادامت

8رواه أمحد يف مسنده رقم - 29 5 2 5

على كالم األعراب ،ويقول له هذا ليس بصحيح أو هذا خطأ أو مثل ذلك –صلى هللا عليه وسلم -النيب .

ما أو أي ما سبب العدوى ؟ « ما أعدى األول »: –صلى هللا عليه وسلم -قول النيب الوجه الثالث : . ؟ أي ما مصدر العامل املمرض أي أين كان يعيش قبل ذلك hostحدوث العدوى مصدر

إىل البعري مث Sarcoptes Scabiei و سبب مرض اجلرب يف البعري انتقال الطفيل املسبب للجرب -بتقدير هللا وكل ذلك احلكة سبب التهابات باجللد على هيئة بثور تظهر نتيجةيالبعري فداخل جلد ثرهتكا

، ولو شاء هللا عدم حدوث ذلك ملا حدث . -عز وجل

فقرن نفي العدوى « ال عدوى، وال صفر، وال هامة »: –صلى هللا عليه وسلم -قول النيب الوجه الرابع :واهلامة مع نفي صفر مع نفي اهلامة ،والعدوى موجودة والتشائم بصفر موجود من جهة اعتقاد الناس

لذلك النفي يف األمور الثالثة ليس نفي للوجود لكن نفي االعتقاد موجودة من جهة اعتقاد بعض الناس اخلاطئ عند الناس يف العدوى و صفر و اهلامة .

خلق هللا كل ن فس، فكتب حيات ها »بعد ذلك : –صلى هللا عليه وسلم -قول النيب :الوجه اخلامس مما يدل أن املقصود أن كل شيء يف الكون حيدث بتدبري هللا و مشيئته و كذلك « وموت ها ومصيباهتا ورزق ها

جيوز االعتقاد يف األسباب ونسيان املسبب . العدوى حتدث بتدبري هللا و مشيئته فال

تشهد بأنه يثبت حدوث العدوى –صلى هللا عليه وسلم -لنيب لأقوال

كان يثبت حدوث العدوى ،وليس –صلى هللا عليه وسلم -تدل أن النيب يوجد العديد من األحاديث إثبات العدوى فحسب بل يثبت أن العدوى ال تنتقل من نفسها بل عن طريق عامل مسبب للمرض ) الكائنات الدقيقة و الطفيليات ( ،و ليس إثبات عامل مسبب للمرض فحسب بل وضع تدابري للوقاية من

ال ينطق عن اهلوى و من –ى هللا عليه وسلم صل -بأن النيب العدوى وللحد من انتشار الوباء مما يشهد ضمن هذه األحاديث ما يلي :

رة أب عن احلديث األول : ال »قال: -صلى هللا عليه وسلم - قال: إن رسول الل -رضي الل عنه -هري باء، ف يأتيها البعري األجرب ف تجرب؟ ف قام أعراب ف قال:« عدوى أرأيت اإلبل، تكون يف الرمال أمثال الظ

،وهذا احلديث يثبت حدوث العدوى من 30«فمن أعدى األول : » - صلى هللا عليه وسلم - قال النيب وجهني :

لقول األعراب : أرأيت اإلبل، تكون يف الرمال أمثال –صلى هللا عليه وسلم -الوجه األول : إقرار النيب باء، ف يأتيها البعري األجرب ف تجرب ،أي عدوى حدوث الخمالطة البعري األجرب للبعري الصحيح تسبب الظ

على كالم األعراب ،ويقول له هذا ليس –صلى هللا عليه وسلم -،ومل يعرتض النيب biesscaاجلرب ب بصحيح أو هذا خطأ أو مثل ذلك .

أو أي من الذي سبب العدوى ؟ «فمن أعدى األول »: –صلى هللا عليه وسلم -الوجه الثاين : قول النيب أو الذي و السؤال عن سبب حدوث العدوى لعدوى ؟ أو من الذي قدر حدوث العدوى ؟ من الذي أنزل ا

دليل على حدوث العدوى فال جيوز أن أقول ؟ من فعل كذا و أنزل العدوى أو الذي قدر حدوث العدوى . ال يوجد فعل أصال

رة، قال: قال رسول هللا احلديث الثاين : ال ي عدي شيء شيئا، ال »: - صلى هللا عليه وسلم -عن أب هري قبة تكون مبشفر البعري، أو «ي عدي شيء شيئا ، ف قال: يا رسول هللا، إن الن ، ثالثا، قال: ف قام أعراب

بل جربا، قال: فسكت ساعة، مث قال: ، وال ما أعدى األول، ال عدوى، وال صفر »بعجبه، ف تشتمل اإل

5557،ورواه مسلم يف صحيحه رقم 2775رواه البخاري يف صحيحه رقم - 30

،وهذا احلديث يثبت حدوث العدوى 31«هامة، خلق هللا كل ن فس، فكتب حيات ها وموت ها ومصيباهتا ورزق ها من وجهني :

قبة تكون مب لقول األعراب : –صلى هللا عليه وسلم -: إقرار النيب األولالوجه شفر البعري، أو إن الن بل جربا عدوى اجلرب حدوث خمالطة البعري األجرب للبعري الصحيح تسبب،أي بعجبه، ف تشتمل اإل

scabies على كالم األعراب ،ويقول له هذا ليس بصحيح أو –صلى هللا عليه وسلم -،ومل يعرتض النيب هذا خطأ أو مثل ذلك .

أي ما سبب العدوى ؟ ما مصدر « ما أعدى األول »: –صلى هللا عليه وسلم -الوجه الثاين : قول النيب و السؤال عن سبب حدوث العدوى دليل على حدوث العدوى فال جيوز أن أقول ؟ من حدوث العدوى ؟

فعل كذا و ال يوجد فعل أصال .

أي ما سبب حدوث العدوي أو ما مصدر « ما أعدى األول »: – عليه وسلم صلى هللا -قول النيب و يدل أن العدوى ال تنتقل من نفسها و ال حتدث من نفسها بل عن طريق سبب. حدوث العدوى ؟

عترب سبق علمي يف العصر النبوي الذي مل يكن فيه علم الكائنات الدقيقة قد اكتشف بعد فاحلديث وهذا ي يثبت أن العدوى ال تنتقل من نفسها بل عن طريق عامل مسبب للمرض و هو إما كائن دقيق

8525رواه أمحد يف مسنده رقم - 31

microorganism أو طفيلparasite لم من يتك –صلى هللا عليه وسلم -،ولو كان النيب . عند نفسه لقال مبا هو سائد يف عصره أن العدوى تنتقل بنفسها

32« ال يورد ممرض على مصح »قال : –صلى هللا عليه وسلم -عن أب هريرة أن النيب : لثاحلديث الثامما يدل على 33العدوىأي: ال يورد صاحب اإلبل املريضة على صاحب اإلبل الصحيحة; لئال تنتقل

حدوث العدوى ، وهذا يعترب من التدابري للحد من انتشار األمراض املعدية .

ا كا -عن عبد الل بن عامر احلديث الرابع : أم، ف لم أي –ن بسرغ ب لغه أن الوباء أن عمر خرج إىل الشأم قد وقع ب -الطاعون ال: ق -صلى هللا عليه وسلم - فأخب ره عبد الرمحن بن عوف: أن رسول الل -الش

تم هبا، فال خترجوا فرارا منه «34 ،وهذا احلديث عتم به بأرض فال ت قدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأن »إذا مسهبا طاعون سواء مرض الطاعون ،و النهي عن اخلروج من املناطق اليتفيه هني عن دخول املناطق اليت هبا

أحد األمراض ، و الطاعونلئال ينتشر الطاعون يف البالد األخرى أكان الشخص مصابا هبذا الوباء أم ال ل فيه وضع تدبري للحد من حلدوث العدوي ب –صلى هللا عليه وسلم -مما يدل على إثبات النيب يةالوبائ

.انتشار الوباء

1595،ورواه أمحد يف مسنده رقم 5559رواه مسلم يف صحيحه رقم - 32 252 القول املفيد البن عثيمني ص - 33 2757رواه البخاري يف صحيحه رقم - 34

منع أي شخص من دخول املناطق اليت انتشر فيها نوع من الوباء ، واالختالط بأهلها ، يف احلديث و ، وهذا يسمى اء أم الوكذلك مينع أهل تلك املناطق من اخلروج منها ، سواء أكان الشخص مصابا هبذا الوب

. يف الطب احلجر الصحي للحد من انتشار الوباء

ينتقل من مكان توطنه إىل املناطق اخلالية منه عن طريق اخلروج من البلد اليت هبا وباء لبلد أخرى ليس وباءوال . لبلد أخرى هبا وباء أو دخول بلد هبا وباء مث اخلروج منها

وإن قيل ملاذا هني الشخص السليم الذي يف مناطق الوباء من اخلروج من املنطقة اليت هبا الوباء ؟ و اجلواب قد يكون حامال للمرض و هو ال يدري فألن هذا الشخص و إن كان سليما يف الظاهر

asymptomatic carrier أو آثار املرض مل تظهر بعد خالل فرتة حضانة املرضincubation period .

املسبب للعدوى وحىت الدقيق أو الطفيلللكائن التعرض ر من حلظةليت متاو فرتة حضانة املرض هي الفرتة فقد حتدث diseaseحدوث املرض infection،و ليس معىن حدوث العدوى أعراض املرض ظهور

العدوى و ال حيدث مرض ؛ ألن مناعة الشخص قوية أو امليكروب ضعيف لكن يكون الشخص حامال للمرض .

للمرض قد ينقل املرض لغريه لذلك من حكمة الشريعة النهي عن خروج من يف أرض و الشخص احلامل ذلك ؟ –وسلم صلى هللا عليه -الوباء لبلد أخرى و إن كان سليما يف الظاهر فمن علم النيب

رة، ي قول: قال رسول الل أب عن احلديث اخلامس : ال عدوى وال طي رة، : » - صلى هللا عليه وسلم - هري ،و مرض اجلذام من األمراض املعدية وتزداد 35«وال هامة وال صفر، وفر من املجذوم كما تفر من األسد

املرض عن العدوى يف اجلذام األسدي ،ولذلك جاءت الشريعة باجتناب املريض مبرض معدي كي ال ينتشر ذلك ؟ –صلى هللا عليه وسلم -طريق املخالطة أو االتصال فمن علم النيب

ة النبوية توافق العلم والواقع ، و املرض املعدي ال ينتقل و من هنا يتبني مبا ال يدع جماال للشك أن السن يعتمد هذا بل املعدي باملرض يصاب عدوى له حدثت من كل ،وليسبل الذي ينتقل مسبب املرض بنفسه

أسباب له هيئ الشخص ميرض أن هللا أراد فإذا املرض إحداث على امليكروب وقدرة الشخص مناعة على

واحلمد هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات . أسبابه توافرت ولو حىت املرض دثحي ال يشأ مل ،وإذا املرض

2رواه البخاري يف صحيحه رقم - 35 7 7 7