المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية...

217
ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﺎﻳﻒ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻗﺴﻢ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﲣﺼﺺ ﺍﳌﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﻋﻘﻮﺑﺘﻬﺎ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﺻﻴﻠﻴﺔ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﳌﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻻ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﺩﺭﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﲣﺼﺺ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﳉﺒﻠﻲ ﺷﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﺍﷲ ﺿﻴﻒ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ/ ﻋﻴﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﳏﻤﺪ1429 ﻫـ- 2008

Upload: shobromy

Post on 24-Dec-2015

36 views

Category:

Documents


15 download

DESCRIPTION

المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

TRANSCRIPT

Page 1: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

جامعة نايف العربية للعلوم األمنية كلية الدراسات العليا قسم العدالة اجلنائية ختصص السياسة اجلنائية

يف ارتكاب اجلرمية اإلرهابية وعقوبتها التبعية املساهمة صيلية تطبيقية مقارنةادراسة ت

على درجة املاجستريمقدمة استكماال ملتطلبات احلصول ختصص السياسة اجلنائية –يف العدالة اجلنائية

إعداد ضيف اهللا بن شبيب اجلبلي

إشراف

حممد فتحي عيد/ اللواء دكتور

م2008-هـ 1429

Page 2: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

﴿بسم اهللا الرمحن الرحيم﴾

﴿ي األرن فوعسيو ولهسرو ون اللهاربحي يناء الذزا جمإن لوا أوقتا أن يادض فس يزخ مله كض ذلاألر نا منفوي أو الفخ نم ملهجأرو يهمدأي قطعت وا أولبصي

يمظع ذابع ةري اآلخف ملها ويني الدف﴾ سورة املائدة )33(

Page 3: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها
Page 4: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها
Page 5: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها
Page 6: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها
Page 7: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

شكر وتقديروفق اإلطار اإلسالمي الرشيد ، فحضارتنا جميـدة حوهلا اتمع والتكاتف مسامهة تتطلب هام اليت من امل األمنمهام

مما يترتب منفتحة معتدلة مجعت بني اإلميان والعلم والتعاون واحملبة وعلينا أن ندرك أن كال منا لبنة يف كيان هذه األمة .وخدمة الصاحل العام نفعه عليه أن يشارك مشاركة فعلية يف بناء جمتمعه واستهداف

وهذه الدراسة مسامهة علمية أسأل اهللا العلي القدير أن يتحقق اهلدف من إعدادها، ويف هذه املناسبة فإنه ال يسـعين نـايف بـن / األمـري صاحب السمو امللكي رجل األمن األول إال أن أتوجه بالشكر العميق والتقدير الفائق لسيدي

نائـب وزيـر الداخليـة أمحد بن عبدالعزيز /صاحب السمو امللكي األمريسيدي ولسمو عبدالعزيز وزير الداخلية بـذلوه للشئون األمنية على مـا وزير الداخلية حممد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد ولصاحب السمو امللكي األمري

. يبذلونه من أجل أمن واستقرار الوطن واملواطن وحماربة اإلرهاب بكافة الوسائل والطرق

وال يفوتين أن أتقدم بالشكر والتقدير ملعايل رئيس جامعة نايف العربية للعلوم األمنية على ما يوليه من اهتمام كـبري ويساهم بالعديـد مـن البحـوث والدراسـات مبجال البحث األمين بكافة جماالته،مما يثري املكتبة األمنية العربية

.املتخصصة

سعيد بن عبداهللا القحطاين على جهوده امللموسة يف سبيل / ر األمن العام الفريقكما أتقدم بالشكر اجلزيل لسعادة مدي .االرتقاء مبستوى رجال األمن علميا ومهاريا ومعرفيا

فهد بن سعود البشر على جهوده املتواصـلة يف / كما أتقدم بالشكر الوفري لسعادة مدير اإلدارة العامة للمرور اللواءكما اليفوتين أن أتوجه بالشكر إىل أستاذي الفاضل الذي غمرين .يب اإلدارة العامة للمرورسبيل الرقي مبستوى منسو

حممد فتحي عيد ، فقد أعطى يل من وقته ومن علمه وخربتـه العمليـة / بتوجيهاته ومتابعته املستمرة اللواء الدكتور .الكثري

فظها ألهلها بالد عز وخري وأعز رجال أمنـها اهللا هذه البالد والقائمني عليها ووقاها شر كل حاسد حاقد وح ىرع .البواسل ووقاهم من كل سوء

الباحث

Page 8: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

مقدمة

احلمد هللا الذي أنعم علينا بنعمة اإلسالم وجعلنا خري أمة أخرجت للناس تأمر باملعروف وتنهى عـن املنكر وأصلي وأسلم على من جعله ربه قدوة لكل قدوة حممد صلى اهللا عليه وسلم ورمحـة مهـداة

. لعاملني وسراجا منريا وهاديا ومبشرا ونذيرا وعلى آله وصحبه وبعد ل دراسـة " يف ارتكاب اجلرمية اإلرهابية وعقوبتـها التبعية املسامهة : هذه الدراسة هو فإن موضوع

الوضـعي تأصيلية مقارنة ، وهو وإن بدا سهال ، ومع وجود العديد مـن كتـب القـانون تطبيقيةئي اإلسالمي اليت تتعرض للمسامهة اجلنائية بنوعيها األصلية والتبعية، إال أن النظـرة اجلنا لتشريعوا

الدراسة ، إىل جانب تنوع طـرق باملتأنية تكشف مدى صعوبته ، بالنظر لقلة الدراسات اليت تناولته . املسامهة يف ارتكاب اجلرمية اإلرهابية

جرائم احلدود وهي اجلرائم اليت جيوز فيها إلسالمي من والواقع أن اجلرائم اإلرهابية تعد يف التشريع امقدرة ختتلف باختالف نوع اجلرميـة ، اإلنسان قبل أن يقدر عليه اإلمام وهي عقوبة مىت سلمالعفو

قتل وسرقة كانت عقوبتها جرمية قتل فقط كانت عقوبتها القتل حدا ، وإن كانت جرمية فإذا كانت جرمية سرقة فقط كانت عقوبتها القطع من خالف ، وإن كانت ميةجر والصلب ، وإن كانتأالقتل

إخافة السبيل كانت عقوبتها النفي ، أما من يساعد يف اجلرائم اإلرهابية هل تكون مسئوليته متضامنة الفقهاء مثل مالك وأبو حنيفة وأمحد على والذي عليه أغلب مع املسئول مباشرة عن احلرابة أم ال ؟

سواء كان ردءا أو معينا أو طليعة ، ولقد اختلف يف مسئولية املتسـبب املدنيـة ، ذلك بأنه مسئول وكذلك إذا كان احملارب رجال أو امرأة تبعا للمذاهب املختلفة ، إال أن الشريعة فرقت بني عقوبـة

ا سواء حد قدرةاملتسبب يف جرمية احلرابة بالعقوبة امل الفاعل املباشر واملتسبب حيث ال يعاقبالفاعل كان االشتراك باالتفاق أو التحريض أو العون ، وإمنا يعاقب بالتعزير إال يف حالة واحـدة إذا كـان

ذلك .املتسبب جعل املباشر أداة يف يده لتحقيق أغراضه فيعاقب يف هذه احلالة املتسبب حدا ال تعزيرا .ألنه يسمي يف التشريع اجلنائي الوضعي الفاعل املعنوي

يف تعريف االشتراك بالتسبب وشروط هذا النوع من مع الشريعة اإلسالمية انني الوضعيةوتتفق القواالشتراك ووسائل االشتراك ووجوب توفر عالقة السببية بني وسيلة االشتراك ووقوع اجلرمية ، وتتفق

Page 9: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ن نظرية الشريعة يف عقوبة الشركاء يف جرائم احلدود والقصاص مع النظرية اليت يأخذ ـا القـانو البلجيكي اليوم فهو جيعل عقوبة الشريك املتسبب أقل من عقوبة الشريك املباشر ، وتتفق كذلك مع

)1(.ما أخذ به القانون املصري يف القتل العمد

باعتباره إحدى وسائل املسامهة األصـلية إىل القوانني اجلنائيةوقد ورد االشتراك باملساعدة يف بعض أن يعـد " من قانون اجلزاء الكوييت على ) 47(املادة فتنصالتبعية ، جانب اعتباره وسيلة للمسامهة

فاعال للجرمية من تصدر منه أفعال مساعدة أثناء ارتكاب اجلرمية أو يكون حاضرا يف املكان الـذي املادة تنصو.. مقاومة أو بقصد تقومي عزم اجلاين أيةترتكب فيه اجلرمية أو بقربه بقصد التغلب على

يعد فاعال للجرمية كل شريك كان حاضرا أثناء ارتكاا " ن قانون العقوبات العراقي على أنم) 49(من قانون العقوبـات يف اإلمـارات )46( املادة تنصو. أو ارتكاب أي فعل من األفعال املكونة هلا

ميـة العربية املتحدة على أن يعد يف حكم الشريك املباشر كل شريك بالتسبب وجد يف مكـان اجلر )2(.بقصد ارتكاا إذا مل يرتكبها غريه

تبقى قضية أخرى وهي الشروع يف اجلرمية ومبدأ الشريعة يف العقاب علـى االتفـاق والتحـريض واإلعانة باعتبارها جرائم مستقلة خرجت عن حدود النية إىل القول بالتحريض أو العمل باملسـاعدة

الوضعية عليها إذا مل تقترن بقول أو عمل ، وتتفق القواننيأما النية يف حد ذاا فال عقاب .. واإلعانة يف استثناءاتال عقاب على النية مستقلة عن القول أو العمل ، إال أن هذا املبدأ له همع الشريعة يف أن

القانون منها تشديد العقوبة على اجلرائم العمدية املصحوبة بسبق اإلصرار يف حني أن ال استثناءات يف ، أما املبدأ الثاين فتخالف فيه القوانني اجلنائية الشريعة حيث تأخذ القوانني الوضـعية عامـة الشريعة

أو التحريض أو اإلعانة إال إذا وقعت اجلرمية املقصودة على أن القـوانني االتفاقبعدم العقاب على لى االتفـاق اجلنائية الوضعية خرجت على هذا املبدأ يف كثري من احلاالت وأصبحت اليوم تعاقب ع

.و يشرع فيها أ املقصودةرمية مستقلة حىت ولو مل تقع اجل ميةاجلنائي باعتباره جر .أرجو أن أوفق فيها وعلى اهللا قصد السبيل جادةويف اجلملة فإن هذه الدراسة حماولة

،،،واهللا ويل التوفيق

. وما بعدها 666انظر، عودة، عبد القادر ، التشريع اجلاين اإلسالمي مقارنا بالقانون الوضعي ، دار التراث للطبع والنشر ، القاهرة ، ص )1(

وما بعدها 2اه منشورة ، صفحة النعمان ، عبداهللا عبدالرمحن ، اجلرمية بني الشريعة والقانون ، رسالة دكتور )2(

Page 10: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

الفصل التمهيدي

املدخل للدراسة

:هي وفيه ثالثة مباحث

اإلطار املنهجي للدراسة: املبحث األول

الدراسات السابقة: املبحث الثاين

تنظيم فصول الدراسة: املبحث الثالث

Page 11: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

للدراسة املنهجياإلطار -املبحث األول

:يتضمن هذا اإلطار املوضوعات التالية

مشكلة الدراسة: أوال

، وهـي قــضية حول قـضية من أهم القـضايا وأشدها خطـرا اآلونة األخريةاشتد النقاش يف . اإلرهاب بكافة جوانبه وأركانه مبا ميثله من خطورة كبرية على اتمعات وعلى استقرارها وتنميتها

وال شك أن عوامل ظهور اإلرهاب متنوعة؛ منها ما هو ناجم عن وجود طبائع قاسية متشنجة ونفوس كون ناشئا بسبب احنـراف ضيقة، ومنها ما يكتسب عن طريق الصحبة والتربية املنحرفة، ومنها ما ي

.. فكري أو ظرف اجتماعي أو اقتصادي أو سياسي أو نفسي أو أيديولوجي أو ديين أو عرقي

ولقد تناول العديد من الباحثني ظاهرة اإلرهاب من جوانب متعـددة ، دون البحـث يف العوامـل .املساعدة يف ارتكاب اجلرائم اإلرهابية بأشكاهلا املختلفة

ارتكاب اجلرائم اإلرهابية يشكل عامال هاما من عوامل انتشارها وزيادة خطرها ، فهي واملساعدة يف .التقل خطورة عن ارتكاب اجلرمية نفسها

والواقع أن هذا املوضوع حيتوي على الكثري من النقاط والقضايا اهلامة املتشـعبة واملتشـابكة يف آن تلك األمهية . كل هذه النقاط يف إطار هذه الدراسة واحد إال أنه من األمهية مبكان حبيث جيب معاجلة

اليت تنبثق من خطورة األحداث اإلرهابية ونتائجها الكارثية اليت تدق ناقوس اخلطر أمام كل النـاس . املعاصرملولنا يف تراثنا اإلسالمي بلسم وترياق لكل جراحات العا

ما الفرق بـني الفاعـل األصـلي : ئيسي وتكمن مشكلة هذه الدراسة يف اإلجابة على التساؤل الر يف اجلرمية اإلرهابية ؟ وما عقوبة الشريك يف هذه اجلرمية؟ ) املساهم التبعي( والشريك

Page 12: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

أهمية الدراسة: ثانيا

: هلذه الدراسة أمهيتان نظرية وعملية ، كما يلي

:اجلانب النظري -أ

مية اإلرهابية بشكل كبري واملعاناة أنه على رغم أمهية هذا املوضوع يف ظل تصاعد حركة اجلر - 1اليت تعانيها اتمعات من اجلرائم اإلرهابية ، ورغم تناول عقوبة مـن يقـوم باملسـامهة يف ارتكاب اجلرمية اإلرهابية سواء كان مسامها أصليا أم تبعيا ، وكذلك دور كل من الفاعـل

ادميية بشكل مستقل عـن هـذا األصلي والشريك أو املساهم التبعي ، فإننا نقدم دراسة أك .املوضوع

أن موضوع الدراسة على جانب من الضرورة يف الوقت احلاضر ، بعـدما زادت اجلـرائم - 2اإلرهابية بشكل كبري استهدفت املدنيني ، وكثرت حوادث التفجري والتدمري وغريهـا مـن

.األعمال اإلرهابية األخرى يف حق اإلنسان والبشرية كلهاوع أمهيته من عناية الشريعة اإلسالمية الغراء ا والتركيز عليه باعتبـاره يستمد هذا املوض - 3

من أهم مقومات نشر األمن واالستقرار يف اتمعات اإلسالمية ، هذا باإلضافة إىل تنـاول الكثري من القوانني واإلجراءات اجلزائية يف العديد من الدول هلذا املوضوع ، وإفرادها لـه

.ألمهيته وحساسيته مساحات كبرية نظرا

اجلانب العملي -ب

املسامهة يف اجلرمية اإلرهابية يؤدي إىل زعزعة األمن الذي هو مقوم احلياة ودعامـة التنميـة -1وإىل إزهاق األرواح الربيئة وترويع اآلمنني وختريب املمتلكات وتقدمي خدمة جمانية ألعداء الدين

.خططاميف اختاذ تلك األعمال اإلرهابية ذريعة مل

أمهية هذا املوضوع وحساسيته خالل مرحلة إجراء التحقيق واحملاكمة الرتكـاب اجلرميـة -2 .اإلرهابية

Page 13: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

.دراسة ظاهرة اإلرهاب من كافة جوانبها وحتليل عوامل انتشارها وسبل مكافحتها-3 حيوية وجتدد موضوع املسامهة كوسيلة من وسائل التحريض أو االتفـاق أو املسـاعدة يف -4

. اجلرمية اإلرهابية انطالقا من أمهيته يف حتقيق العدالة اجلنائية الدراسة أهداف: ثالثا

ويتمثل يف توضيح عقوبة املسامهة التبعية كوسيلة من هدف رئيس: دراسة إىل ما يلي دف هذه ال ح نقاط االخـتالف وتوضي.وسائل ارتكاب اجلرمية اإلرهابية يف الشريعة اإلسالمية والقوانني الوضعية

.واالتفاق بينهما :وينبثق منه عدة أهداف فرعية وهي

.بيان طبيعة اجلرمية اإلرهابية املعاصرة - 1 .توضيح الفرق بني الفاعل األصلي واملساهم التبعي فيها - 2 .معرفة أنواع وصور املسامهة يف اجلرمية اإلرهابية - 3الوضعي يف حتديد عقوبة املساهم يف توضيح أوجه االتفاق واالختالف بني الشريعة والقانون - 4

.اجلرمية اإلرهابية .بيان عقوبة الفاعل األصلي واملساهم التبعي فيها ويف النظام السعودي - 5 الدراسة أسئلة: رابعا ما طبيعة اجلرائم اإلرهابية املعاصرة؟ - 1 ما الفرق بني الفاعل األصلي وبني املساهم التبعي يف اجلرمية اإلرهابية ؟ - 2 املسامهة يف ارتكاب اجلرمية اإلرهابية ؟ ما أنواع - 3ما أوجه االتفاق واالختالف بني الشريعة اإلسالمية والقانون الوضـعي يف حتديـد عقوبـة - 4

املساهم يف اجلرمية اإلرهابية؟ .ما عقوبة الفاعل للجرمية اإلرهابية واملساهم التبعي يف النظام السعودي؟ - 5

Page 14: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

منهج الدراسة -خامسا وذلك بتحليل نصوص الشرع والقانون :املقارنه الدراسة املنهج االستقرائي التحليلي يف هذ سأسلك

بالرجوع إىل الكتب والدراسات املتعلقة باملوضـوع واالسـتناد إىل األدلـة : وعقد مقارنة بينهما مقترنا بالدليل الشرعي واستنباط األحكام والوصـول مـن أراه ية وأراء العلماء وترجيح ما الشرع .زيئات إىل الكلياتاجل

مصطلحات الدراسة : سادسا حمظـورات : " واصـطالحا " مشتقة من اجلرم مبعىن التعدي والذنب :" اجلرمية يف اللغة - 1

)1(رعنها حبد أو تعزي تعاىل اهللا شرعية زجرمادة الكلمة رهب ثالثية الوزن ، وحتمل هذه الكلمة الذعر " -: اإلرهاب يف اللغة العربية - 2

)2().خافه ( ورهبا بفتح الباء ورهبة " بسكون الباء" ورهب رهبا " ب والفزع واخلوف والرعالعـدوان الـذي :" كما تعرفه االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب هو اإلرهاب: ويف االصطالح

دينه ودمه وعقله وماله وعرضه ، ويشـمل يفميارسه أفراد أو مجاعات أو دول بغيا على اإلنسان صنوف التخويف واألذى والتهديد والقتل بغري حق ، وما يتصل بصور احلرابة وإخافة السـبيل وقطع الطريق ، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد، يقع تنفيذا ملشروع إجرامـي فـردي أو مجاعي ، ويهدف إىل إلقاء الرعب بني الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حيام أو حريتهم أو

منهم أو أحواهلم للخطر ، ومن صنوفه إحلاق الضرر بالبيئة أو بأحد املرافق واألمالك العامـة أو أ " اخلاصة أو تعريض أحد املوارد الوطنية أو الطبيعية للخطر

هي جرمية على األرواح واألموال واملمتلكات العامة واخلاصة باملخالفة : " اجلرمية اإلرهابية -3 العام مببادئه املختلفة مبا يف ذلك املبادئ العامة للقانون والـذي توضـحه ألحكام القانون الدويل

االستخدام املنظم للعنف الذي يرمي ابأ أيضاعرف تمن نظام حمكمة العدل الدولية و )18( املادة

219م ، ص ، 1983 1بريوت، دار الكتب العلمية ، ط ) هـ450ت(األحكام السلطانية للماوردي )1(

436ص 2004، 3، دار صادر بريوت ، ط 1، ج) هـ 711ت (لسان العرب جلمال الدين ابن منظور )2(

Page 15: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

جيـاد منيني إله تنظيمات سياسية أو دينية ضد اآلإىل حتقيق أهداف سياسية أو دينية وتقوم مبمارست )1(.األمن ن عدمجو م

أن العقىب جزاء األمر ، وأعقبه أي جازاه وقيل عقب كـل " جاء يف لسان العرب : العقوبة - 4 )2(" شئ آخره ، وقيل العقوبة احلبس ، واعتقبت الرجل احتبسته

)3(" اجلزاء املقرر ملصلحة اجلماعة على عصيان أمر الشارع " والعقوبة يف االصطالح هي

)4(حرض حيرض حتريضا فهو يدفعه إىل فعل شئ : التحريض لغة - 5خلق التصميم على ارتكاب جرمية معينة لدى شخص آخر بنية : أما التحريض يف االصطالح فهو

)5(.دفعه إىل تنفيذها أو جمرد حماولة خلق ذلك التصميمهو من محل أو حاول أن حيمل شخصا آخر بأية وسـيلة كانـت علـى : احملرض - 6

)6(.ةارتكاب جرميأما املسامهة يف االصـطالح )7(ساهم يساهم فهو مساهم أي معاون ومساعد: لغةاملسامهة - 7

صدر عـن أكثـر مـن ما السلوك الذي يؤدي إىل حتقيق الفعل املكون للجرمية مىت :فهي .)8(شخص يوجد بينهم رباط معنوي ومل يكن تعددهم ركنا يف اجلرمية اليت وقعت

علني الذين قاموا بأدوار رئيسية يف ارتكاب اجلرمية نفسها ، وهـذه هـي أو هي حالة تعدد الفااملسامهة األصلية يف اجلرمية بينما املسامهة التبعية هي اليت تفترض قيام شخص أو أكثـر بنشـاط

)9( ثانوي أو تبعي يف ارتكاب اجلرمية

146م ، دار النهضة العربية بالقاهرة ، ص 1992، 2بية ، ط املسامهة يف التشريعات العر حممود جنيب ،، حسين )1(

299ص – 9لسان العرب البن منظور ، ج )2(

.وما بعدها 343انظر، عودة، عبد القادر ، ص )3(

112،ص 3مرجع سابق ،ج:لسان العرب،البن منظور )4(

146 املسامهة يف التشريعات العربية ، مرجع سابق ص حممود جنيب ،، حسين )5(

262م ، ص 1967عبدالستار ، فوزية ، املسامهة األصلية يف اجلرمية ، رسالة دكتوراه ، جامعة القاهرة ، كلية احلقوق ، املطبعة العاملية بالقاهرة ، )6(

213،ص8لسان العرب البن منظور،مرجع سابق،ج )7(

27م ، ص 1998النهضة العربية ، القاهرة ، حلمي ، نبيل ، اإلرهاب وفقا لقواعد القانون الدويل العام ، دار )8(

40طبوعات ، ص الصيفي ، عبدالفتاح ، االشتراك بالتحريض ووضعه من النظرية العامة للمسامهة اجلنائية ، رسالة دكتوراه ، اإلسكندرية ، دار اهلدى للم )9(

Page 16: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

الدراسات السابقة املبحث الثاني

حليل ملوضوع املسامهة يف ارتكـاب اجلرميـة اإلرهابيـة تعد الدراسات اليت تعرضت بالبحث والت :وأعرضها حسب تسلسلها التارخيي وحسب درجاا العلمية كما يليوعقوبتها قليلة

א א :א

رسـالة ) دراسة مقارنة(بعنوان االشتراك بالتحريض ووضعه من النظرية العامة للمسامهة اجلنائية ة احلقوق ، جامعة اإلسكندرية، إعداد عبـدالفتاح مصـطفى دكتوراه منشورة مقدمه إىل كلي

.م 1958الصيفي ، دار اهلدى للمطبوعات ،

ابية ووضـعه مـن املسـامهة حيث هدفت هذه الدراسة إىل دراسة التحريض على اجلرمية اإلرهثـة ، متبعا يف ذلك املنهج التحليلي التأصيلي املقارن، وقد قسم الباحث دراسـته إىل ثال اجلنائية

أبواب ، تناولت وضع التحريض من النظرية العامة للمسامهة اجلنائية ، وعناصر التحريض ومـا .يثريه من مشاكل قانونية

املصري مل يكن دقيقا يف اسـتعماله للمصـطلحات اخلاصـة شرعوقد توصل الباحث إىل أن املظ بطريقـة أثـارت مبوضوع التحريض ، فيما يتعلق مبصطلح الشريك ، حيث استعمل هذا اللف

اخلالف واجلدل بني الفقهاء ، ورأى الباحث أن املقنن كان يف غىن عن هذا كله ، لو أنه استعمل الفاعل األصلي أو الفاعل مع (و) االشتراك(كاسم جنس تندرج حتته درجتان ) املساهم( مصطلح

).غريه

لية مقارنة ويتبعـان املنـهج وتتفق الدراسة احلالية مع الدراسة السابقة من كون الدراستني تأصي .االستقرائي التحليلي املقارن

Page 17: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

:وختتلف الدراسة السابقة عن الدراسة احلالية

يف أا تدرس التحريض بالنظر إىل وضعه من النظرية العامة للمسامهة اجلنائية ومن عناصره ، - 1 .تحريضفيها ال مبابينما الدراسة احلالية تتناول كافة أشكال املسامهة التبعية

أن الدراسة احلالية تركز بشكل أساسي على صور املسامهة التبعية يف ارتكـاب اجلرميـة - 2 .اإلرهابية مبا فيها التحريض بعكس الدراسة السابقة

الدراسة احلالية تطبيقية على جرائم اإلرهاب املعاصر،وذلك بتناول عدد مـن - 3 .دراسة السابقةوذلك بعكس ال.قضايا اإلرهاب وحتليل مضموا وحيثياا

:وقد توصل الباحث إىل عدة نتائج نذكر منها

مل يكن املشرع املصري دقيقا يف استعماله املصطلحات اخلاصة مبوضوع دراسته فيما يتعلـق - 1 .مبصطلح الشريك

سامهة السلبية،الحظ أن هناك اجتاها فقهيا حديثا ينادي بإمكانية عند معاجلة الباحث ملشكلة امل - 2ل القانون املصري،حيث أمل الباحث من املشرع املصري أن يعاجل بنص خاص تصورها يف ظ

مشكلة العقاب على املسامهة السلبية،فهي صورة التقل خطورة عن غريها من صور املسامهة .اجلنائية

متسك الباحث بفكرة إمكانية تدرج نشاط املسامهني بشرط أن يقابلها تدرج يف مسئولية كل - 3حث بإمكانية تدرج صور التحريض من اإليعاز واإلثارة والتعزير،وهذه مساهم كما نادى البا

.الصور الثالث تعترب حتريضا باملعىن الفين للمصطلح

א א :א

فوزية عبدالسـتار علـى ، رسـالة : بعنوان املسامهة األصلية يف اجلرمية دراسة مقارنة ، إعداد القاهرة ، منشورة لدى املطبعـة العامليـة بالقـاهرة ، دكتوراه مقدمة إىل كلية احلقوق ، جامعة

.م1967

Page 18: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

حيث هدفت هذه الدراسة على دراسة املسامهة األصلية يف اجلرمية وبيان الفرق بينها وبني املسامهة .التبعية

واتبعت الباحثة املنهج التحليلي التأصيلي املقارن ، وقسمت دراستها إىل فصل متهيدي ، وثالثـة كل قسم منها على بابني تناولت فيها تاريخ املسامهة األصـلية وحتديـد نطاقهـا أقسام حيتوي

.وأنواعها

:وتوصلت الباحثة إىل العديد من النتائج منها

األخذ مببدأ وحدة اجلرمية على الرغم من تعدد املسامهني فيها ، ورفض مبدأ تعدد اجلرائم - 1 .وفقا لتعدد املسامهني

تبار نظرية السيطرة على الفعل هي النظرية الصحيحة الـيت تفضيل املذهب املختلط واع - 2تكفل حتديد نطاق املسامهة األصلية حتديدا سليما ودقيقا ، إذ هي تعتد باجلـانبني املـادي

.واملعنوي للجرمية لتحديد أمهية دور املساهم أن اجلاين ال يسأل كمساهم أصلي إال إذا أمكن القول بوجود االعتياد علـى ارتكـاب - 3

الفعل لديه ، إذ حمل التجرمي يف هذا النوع من اجلرائم ليس الفعل يف ذاته ،وإمنا العادة اليت تنشأ لدى املتهم بتكرار نوع معني من األفعال ، وإذا كان الركن املادي يقوم بعمل واحد

، كل من حيقق بنشاطه جزءا من أصلياوهو الوضع يف أغلب اجلرائم ـ فإنه يعد مسامها .العملهذا

إمكانية تطبيق فكرة الفاعل املعنوي على اجلرائم العمدية ، أما جرائم االمتنـاع ، فـال - 4 .يتصور وجود فاعل معنوي فيها ، إال يف حالة واحدة وهي حسن نية املنفذ املادي للجرمية

تطبيق فكرة الفاعل املعنوي حني تنتفي النية اخلاصة لدى منفذ اجلرمية وهي تتوافر لـدى - 5يدفعه إليها ، إىل استبعاد تطبيقها حني تنتفي الصفة اخلاصة لدى منفـذ اجلرميـة كل من

.وتتوافر لدى من يدفعه إليها

Page 19: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א :א

:تتفق الدراسة احلالية مع الدراسة السابقة من عدة وجوه

قارن هج االستقرائي التحليلي املتتسم الدراستان بالتأصيل واملقارنة ويتبعان املن -1

.توضيح العالقة بني املساعدة ووسائل املسامهة التبعية األخرى -2

.توضيح الفرق بني املسامهة األصلية واملسامهة التبعية يف القوانني الوضعية -3

:وختتلف عنها من عدة وجوه

أن ختصص دراسيت تأصيلي مقارن يتناول اجلرمية اإلرهابية بكافـة أشـكاهلا وعقوبتـها يف -1 .ة اإلسالمية والقوانني الوضعيةالشريع

نطاق البحث يف دراسيت خيتص بتوضيح أوجه املسامهة يف ارتكاب اجلرمية اإلرهابية ، وهذا ما -2 .مل تتطرق إليه الدراسة األخرى

حتديد عقوبة املساهم يف اجلرمية اإلرهابية يف اململكة العربية السعودية وتوضيح مدى اتساقها -3 .ة اإلسالمية الغراءمع تعاليم الشريع

א א :א

اجلرمية اإلرهابية ، إعداد عصام عبدالفتاح مطر ، رسالة دكتوراه مقدمة إىل كلية احلقوق : بعنوان .م2005، جامعة املنوفية ، ومنشورة لدى دار اجلامعة اجلديدة للنشر باإلسكندرية ،

اجلرمية اإلرهابية والنظرية العامة للجرمية حيث هدفت الدراسة إىل دراسة اجلهود الدولية ملكافحةاإلرهابية ، واتبع الباحث املنهج التحليلي املقارن ، مقسما دراسته إىل فصـل متهيـدي وثالثـة

Page 20: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ابواب، تناول فيها النظرية العامة للجرمية اإلرهابية ومناذج تطبيقية ملكافحة جرائم اإلرهـاب يف .إلجرامية ملكافحة جرائم اإلرهاب التشريع املقارن والسياسة اجلنائية ا

:وقد توصل الباحث إىل عدد من النتائج منها

أسـباب متعـددة هأن اإلرهاب ال ميكن نسبته إىل سبب معني بذاته ، بل تسهم يف وجـود - 1وخمتلفة، وليس من الضروري أن تتوافر مجيعها يف جمتمع معني لوقوع األحداث اإلرهابية فيه

.منها ما يكفي حلدوث ذلك، ولكن القدر املتوافر عدم إمجاع الفقه على معيار حمدد لتعريف اإلرهاب ، حيث أن كل باحث يف هذا اال حيمل - 2

كـل فقيـه يسـعى أنأفكارا مسبقة تسيطر على ذهنه يف حتديد مدلول اإلرهاب، حيث .للوصول إىل نتائج تؤكد أولوياته وختدم أفكاره

سياسية ، كما أا ال تعد إحدى صور اجلرميـة املنظمـة ، أن اجلرمية اإلرهابية ليست جرمية - 3باإلضافة إىل أن أعمال العنف اليت متارسها احلكومات الديكتاتورية ضد مواطنيها ال ميكـن

.إدراجها يف مصاف اجلرائم اإلرهابيةأن غالبية التشريعات اجلنائية اجتهت إىل تشجيع ارمني اإلرهابيني علـى الرجـوع عـن - 4

وذلك عن طريق تقرير بعض القواعد القانونية املتضمنة حاالت قررت فيها ختفيف إجرامهم .العقاب ، وحاالت أخرى قررت فيها اإلعفاء من العقاب

א :א

:تتفق الدراسة احلالية مع الدراسة السابقة من عدة وجوه

.ي التحليلي املقارن كون الدراستني تأصيلية مقارنة ويتبعان املنهج االستقرائ -1

.توضيح العالقة بني املساعدة ووسائل املسامهة التبعية األخرى -2

.توضيح الفرق بني املسامهة األصلية واملسامهة التبعية يف القوانني الوضعية -3

Page 21: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

:وختتلف عنها من عدة وجوه

وبتـها يف أن ختصص دراسيت تأصيلي مقارن يتناول اجلرمية اإلرهابية بكافـة أشـكاهلا وعق -1 .الشريعة اإلسالمية والقوانني الوضعية

نطاق البحث يف دراسيت خيتص بتوضيح أوجه املسامهة يف ارتكاب اجلرمية اإلرهابية ، وهذا ما -2 .مل تتطرق إليه الدراسة األخرى

حتديد عقوبة املساهم يف اجلرمية اإلرهابية يف اململكة العربية السعودية وتوضيح مدى اتساقها مـع .اليم الشريعة اإلسالمية الغراءتع

א א א :א

املساعدة يف ارتكاب اجلرمية بني الشريعة والقانون ، إعداد عبداهللا بن عبدالرمحن النعمان ، حبـث " .لنيل درجة الدكتوراه ) 2005(مقدم جلامعة أم درمان ، اخلرطوم

ص الباحث على إجرائها فيما بني القوانني اتبع الباحث يف هذه الدراسة املنهج الوصفي املقارن ، وحراملصري كونه أقدم القوانني العربية وأمشلها ، إضافة إىل توفر الكثري مـن القانون اجلنائية ، وبالذات

املؤلفات واملراجع عنه ، وبني ما هو موجود بالشريعة اإلسالمية الغراء، مع اإلشارة لبعض القـوانني .وفر ومتاحالعربية األخرى حسب ما هو مت

وقسم الباحث دراسته إىل مثانية فصول ، أوضح فيها وسائل املساعدة يف ارتكاب اجلرمية والفرق بني الشريك باملساعدة من زاوية موضوعية وشخصية وباقي صور املسامهة األخرى كالتحريض واالتفاق

األول ،يف الفقه اإلسـالمي عي ، عنه، وبني أبرز صور املقارنة بني االشتراك باملساعدة يف الفقه الوضعلى أنه صورة من صور املسامهة التبعية بينما يف الثاين حيمل معىن أوسع وامشل حيث تتنوع املسامهة

أسس جتـرمي الشـريك يف كـال ويرجع السبب يف ذلك إىل ،تراك باملباشرة أو بالتسبب معا إىل اش، يقوم الفقه اإلسالمي على فعل الشـريك ، فبينما يعتمد يف الفقه الوضعي على فعل الفاعلالفقهني

Page 22: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

كتجرميه لذاته ، وهو األساس الذي اختلف به القانون الوضعي عن الفقه اإلسالمي ، كذلك الشروع يف االشتراك جند أنه كأصل عام غري معاقب عليه يف القانون الوضعي ، فيما عدا االستثناء ، ومعاقب

ث إىل املسامهة باالمتناع كوسيلة للمسامهة التبعية ، حيث عليه كأصل عام يف الشريعة ، وتطرق الباحتؤدي إىل عدم التراخي والتهاون عند وقوع اجلرمية ، وكذلك النص على املساعدة الالحقة كوسيلة

.من وسائل املسامهة التبعية

راك وينتهي الباحث إىل أن املساعدة كوسيلة للمسامهة هي الصورة احلقيقية اليت يتجلى فيها االشـت باملعىن القانوين كون الشريك باملساعدة يغذي اجلاين بأداة تنفيذ اجلرمية أو أي وسـيلة أو معلومـة

.تساعد على ارتكاب اجلرمية

:ومن النتائج اليت توصل إليها الباحث ما يلي

أن املساعدة كوسيلة للمسامهة يف اجلرمية من املوضوعات اليت أثارت جدال طويال يف الفقه - 1اختلف وما زال حول إجياد معيار للتمييز بني املسامهة األصلية واملسامهة والقضاءي اجلنائ .التبعية

حتظى املساعدة كوسيلة اشتراك باهتمام كبري نظرا لتعقد اجلرمية وتعدد الضـالعني علـى - 2 .تنفيذها واحتياجها تتبعا لذلك ألكثر من شخص إلمتامها

لصورة احلقيقية اليت يتجلى فيها االشتراك بـاملعىن تعترب املساعدة كوسيلة للمسامهة هي ا - 3 .القانوين ، كون الشريك باملساعدة ، يغذي اجلاين بأداة اجلرمية مبا يؤدي إىل ارتكاا

:وتتفق دراسيت مع هذه الدراسة يف

.االختالف بني التكييف القانوين للمساهم يف الشريعة والقانون - 1 .ة يف النظام اجلزائي باململكة العربية السعودية التطرق إىل عقوبة املساهم يف اجلرمي - 2 .توضيح العالقة بني املساعدة ووسائل املسامهة التبعية األخرى - 3

Page 23: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א א א :א

قضـايا التقييد نطاق البحث يف وسائل املسامهة يف ارتكاب جرائم اإلرهاب باعتبارها من - 1 .مدمرة على الفرد واتمع ، وما ينجم عنها من آثار عاصرةامل

أن املسامهة التبعية أوسع وأمشل من املساعدة وتشمل التحريض واالتفاق واملسامهة بشكل - 2 .مباشر

تقييد نطاق البحث يف عقوبة املساهم التبعي على ارتكاب اجلرمية يف الشريعة والقـانون - 3 .إلرهابية فقطبشكل عام ، ويف النظام اجلزائي السعودي بشكل خاص على اجلرائم ا

حتدث عن أمهيتها وصـلتها قد هذا ومل يشر الباحث إىل أهداف الدراسة أو مشكلتها ، وإن كان .باملوضوعات القريبة منها

א א :א

اجلرمية والعقوبة يف الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي ، رسالة ماجستري ، إعداد عبـدالرمحن -هــ 1421، يف مصركز القومي للبحوث االجتماعية واجلنائية عيد العتييب ، وقدمت إىل املر

.م 2001

هذه الدراسة دراسة خمتصرة غري متعمقة اقتصر نطاق البحث فيه على اجلرمية والعقوبة يف الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي بوجه عام ، اتبع الباحث فيها املنهجني التحليلي والوصفي ، معطيـا

ة عن تعريف اجلرمية وأركاا وعقوبتها يف الشريعة والقانون املصري ، وأشـار فيها حملات خمتصر . الباحث إىل العقوبة غري املباشرة يف جرمية احلرابة عند الفقهاء األربعة

هذا ومل يذكر الباحث النتائج اليت توصل إليها يف اية دراسته ، وإن كان قد سجل عـدد مـن .التوصيات فقط

Page 24: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

:الدراسة يف واتفق مع هذه

.املوازنة بني العقوبة يف الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي

:ختلف معه يفاو

أن ختصص دراسيت تأصيلي مقارن يتناول اجلرمية اإلرهابية بكافة أشـكاهلا وعقوبتـها يف - 1 .الشريعة اإلسالمية والقوانني الوضعية

ارتكاب اجلرميـة اإلرهابيـة ، نطاق البحث يف دراسيت خيتص بتوضيح أوجه املسامهة يف - 2 .وهذا ما مل تتطرق إليه الدراسة األخرى

اتساع دائرة البحث لتشمل العقوبة يف أكثر من قانون وضعي وليس يف مصر فقط ، وبني - 3 .الشريعة اإلسالمية

حتديد عقوبة املساهم يف اجلرمية اإلرهابية يف اململكة العربية السعودية وتوضـيح مـدى - 4 .يم الشريعة اإلسالمية الغراءاتساقها مع تعال

هذا ومل حيدد الباحث أهداف الدراسة أو مشكلتها ،واكتفى بتوضيح أمهية موضـوع الدراسـة .واملنهج فقط

Page 25: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

املبحث الثالث تنظيم فصول الدراسة

:كما يليل التمهيدي على أربعة فصول حتتوي هذه الدراسة عدا املقدمة والفص

ابية يف التشريع اجلنائي اإلسالمي والقانون الوضعياجلرمية اإلره : الفصل األول

: مها نيمبحثيتضمن هذا الفصل

اجلرمية اإلرهابية يف التشريع اجلنائي اإلسالمي والقانون الوضعي مفهوم :املبحث األول

الـداخلي صور وأشكال اجلرمية اإلرهابية يف الشريعة اإلسالمية والقانون الوضـعي : املبحث الثاين يلوالدو

:،هيمباحثأربعة رمية اإلرهابية ويتفرع منه املسامهة التبعية يف اجل: الفصل الثاين

املسامهة اجلنائيةمفهوم :املبحث األول

املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية : املبحث الثاين

يف اجلرمية اإلرهابية صور املسامهة التبعية : املبحث الثالث

امهة التبعية بني الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي املس: املبحث الرابع

دور الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي يف احلد من املسامهة التبعيـة يف اجلرميـة :الفصل الثالث . اإلرهابية

Page 26: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

:

دور الشريعة اإلسالمية يف احلد من املسامهة التبعية -املبحث األول

لدولية يف املسامهة التبعية موقف التشريعات اجلنائية ا:ايناملبحث الث

السعودي يف احلد من املسامهة التبعية اجلزائي دور النظام:املبحث الثالث

دراسة تطبيقية مقارنة على قضايا اإلرهاب املعاصرة:الفصل الرابع

السعودية أحكام القضاء املتعلقة جبرائم اإلرهاب يف اململكة العربية:املبحث األول

مجهورية مصر العربيةيف أحكام القضاء املتعلقة باإلرهاب:الثاين املبحث

ومجهورية يف اململكة العربية السعودية واملتعلقة باإلرهاب املطروحة الوقائعمقارنة بني : الثالث املبحث مصر العربية

النتائج والتوصيات : اخلامتة

املصادر واملراجع

Page 27: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

الفصل األول

والقانون الوضعي اإلسالمي ة اإلرهابية يف التشريع اجلنائياجلرمي

: مها يتضمن هذا الفصل مبحثني

والقانون الوضعي اجلنائي اإلسالمي التشريع اجلرمية اإلرهابية يف مفهوم :املبحث األول

صور وأشكال اجلرمية اإلرهابية يف الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي : املبحث الثاين

:ا يلي بيان ذلكوفيم

Page 28: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

الفصل األول

والقانون الوضعي اإلسالمي اجلرمية اإلرهابية يف التشريع اجلنائي

والقانون الوضعي الجريمة اإلرهابية في التشريع الجنائي اإلسالميمفهوم -المبحث األول

دينية أو عرقية، بأي معامل جغرافية أو مقيدةاجتماعية عاملية غري ومتثل جرائم اإلرهاب ظاهرة سياسية عامليـة كافحتـها مكافحـة فهي ال تقتصر على مجاعة بعينها ؛ لذلك فإن من الضروري أن تصبح م

كوـا احملفـل –تشترك فيها مجيع الدول وتتضافر من خالهلا اجلهود الدولية يف إطار األمم املتحدة وأشكاله، سواء كان صادرامن أجل مكافحة اإلرهاب بكافة صوره -الذي متثل فيه مجيع دول العامل

..من أفراد أو دول

والشك أن لدراسة هذا املوضوع أمهية عملية فمعرفتنا بالعوامل اليت تؤثر يف ظهور جرائم اإلرهـاب ..متكننا من مكافحتها مبا حيقق التنمية والتقدم يف اتمع

والقانون اجلنائي ملا تشكله هذه موضوع اإلرهاب حيزا كبريا من اهتمام فقهاء القانون الدويل شغلويالظاهرة من خطر عظيم على اتمع مبا خيلفه من ضياع لألمن وتدمري للممتلكات وانتهاك للحرمات

. منيني وديد حلياة الكثري منهم وتدنيس للمقدسات وقتل وخطف للمدنيني اآل

ية حبكم معاناا من خمتلف صور ويف اململكة العربية السعودية يأخذ هذا املوضوع بعدا أكثر أمه . اجلرائم اإلرهابية

وال شك أن البحث يف مفهوم جرائم اإلرهاب يتطلب دراسته من جوانبه املختلفة غري أن دراسته .هذه تقتصر على حتديد مفهومه باعتباره ظاهرة قانونية على الصعيدين الدويل والداخلي

Page 29: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

سعى إىل حبث مفهوم اجلرمية اإلرهابية يف الشريعة أملقارنة سيقية اويف هذه الدراسة التأصيلية التطب اإلسالمية والقانون الوضعي وتوضيح أشكال املسامهة يف ارتكاب اجلرمية اإلرهابيـة وعقوبتـها يف

. التشريع اجلنائي اإلسالمي والقانون الوضعي وتطبيقاا يف اململكة العربية السعودية

ومنهم من أمهل مسالة التعريـف ، تعريف اجلرمية اإلرهابية وتاريخ ظهورها اختلف الباحثون يف وقد بينما سعى البعض إىل وضع ،تالفيا لصعوبته مكتفيا ببحث ظاهرة اإلرهاب وسرد خصائصها وصورها

فكان إن برزت العديد من التعاريف اليت حتوي على بعض عناصـر اإلرهـاب ،تعريف حمدد وجامع يف حتديد مفهوم هذه الظاهرة وال شك أن من أهم مبادئ البحث " كون أساساواليت من املمكن أن ت

. العلمي الدقيق هو حتديد املفاهيم وتوضيح مضموا حىت يتم الوصول إىل نتائج دقيقة

خمتلف عليه دوليا حمدد حمليا ، وما يصدق على اإلرهاب يصدق علـى وواإلرهاب متفق عليه عربيا .اجلرمية اإلرهابية

وتعريف مصطلح اجلرمية اإلرهابية له أمهية علمية كبرية يف توضيح أشكال ،وصور املسامهة يف اجلرمية .اإلرهابية

إىل تعريف اإلرهاب ، ومن مث توضـيح ماهيـة نتطرقولعل من املناسب أن نتناول ماهية اجلرمية مث :وأنواعها ، وذلك من خالل مخسة مطالب مستقلة اجلرمية اإلرهابية

يف الشريعة اإلسالمية و القانون الوضعي اجلرمية -طلب األول امل

א: א א

)1(يف اللغة مبعىن الكسب والقطع ، وكسب كاجترم وفالن أجرم واجترم فهو جمرم - أ يف آيات كثرية منها قوله تعـاىل ) جمرم ( و) جرمية (و) جرم ( يف القرآن الكرمي ورد لفظ - ب

يا أيها ﴿سورة املطففني ، ) 29(الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ﴾ ﴿إن

90ص 4الفريوزآبادي ، القاموس احمليط ، ج )1(

Page 30: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

وا الذين آمنوا كونوا قوامني لله شهداء بالقسط وال يجرمنكم شنآن قوم علـى أال تعـدل أقر ولوا هدلون﴾ سورة املائدة اآلية اعمعا تبم بريخ إن الله قوا اللهاتى وقولتل 8ب

حمظـورات : ((اخترت من تعريفات الفقه اإلسالمي للجرمية ، تعريف العالمة املاوردي هلا بأاوقد )1()).شرعية، زجر اهللا تعاىل عنها حبد أو تعزير

: )2(حتليل التعريف

حملظورات الشرعية ا -1

: عدة شروط ) احملظور الشرعي (ويشترط لتوافر وصف . احلظر هو املنع والتحرمي من قبل الشرع أن يصدر مـن : وثانيا. أن يكون هناك تكليف شرعي ، أي أمر أو ي من الشارع للمكلف: أوال

. ه ما أمر بـه الشـرع املكلف سلوك إجيايب خيالف به ما ى عنه الشرع ، أو سلوك سليب خيالف بأن يتطابق السلوك املرتكـب : ورابعا . أن ال يكون هناك نص يبيح استثناء السلوك املذكور: وثالثا

.مع السلوك احملظور

هلذا . أن يكون مصدر احلظر هو الشرع ، فالشرع ال العقل ، مصدر التحسني والتقبيح : وخامسا ).ةفال جرمية إال ما يعتربه الشرع جرمي( ،

:زجر اهللا عنها حبد أو تعزير -2

ومفاد هذا الشق من تعريف املاوردي أن اهللا سبحانه وتعاىل منع احملظورات . الزجر هو املنع والنهي املذكورة حبد أو بعقوبة تعزيرية ، ولفظ اجلاللة يعين أن مصادر الزجر على احملظـورات يف الفقـه

285، 1989دار بن قتيبة ، : الدكتور أمحد مبارك البغدادي ، الكويت : انية ، بتحقيق املاوردي ، األحكام السلط )1(هرة الصيفي، عبدالفتاح مصطفى، األحكام العامة للنظام اجلنائي يف الشريعة اإلسالمية والقانون ، مرجع سـابق ، دار النهضـة العربيـة ، القـا )2(

44هـ، ص 1418

Page 31: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ما يصدر من ويل األمر من تعزيرات ، ومصـطلح احلـد القرآن ، والسنة ، و ، هياإلسالمي ثالثة .يشري إىل أن الزجر عن احملظورات الشرعية قد يكون بعقوبة قصاص أو دية أو بعقوبة تعزيرية

حمظورات شرعية، " اجلرائم : وبناء على هذا التوضيح ميكن تفصيل تعريف العالمة املاوردي كالتايلوبناء عليه ، فال عقوبـة إال " ا بعقوبة حد أو قصاص أو تعزير زجر اهللا أو رسوله أو ويل األمر عنه

).حد أو قصاص أو تعزير(بناء على

:)1( א

تتكون اجلرمية من أجزاء أو مقومات تتفاوت يف األمهية، وتتعدد تسميات الفقه العريب واملقارن هلا ، ، ويتحلل الركن إىل عناصر نرمية إىل أركاتتحلل اجل: اآلتية حيث تستخدم اللغة العربية املصطلحات

مادي ومعنوي ، والـركن املـادي :، وتتحلل العناصر إىل شروط ، فاجلرمية مثال تتكون من ركننييتحلل إىل ثالثة عناصر هي الفعل أو النشاط أو السلوك ، والنتيجة اإلجرامية ، ورابطـة السـببية

تلزم األمنوذج القانوين لكل عنصر شروطا ختتلـف مـن املادية اليت تربط بني الفعل والنتيجة ، ويس .عنصر آلخر

אא: א

إنس من ذكر التعريف القانوين للجرمية هنا ، بغية إعطاء جوانب عديدة للجرميـة ، وأقـول االب .ه تكليفا حيميه جزاء جنائي بيهي سلوك إرادي خيالف به مرتك: اجلرمية

ك إرادي غري مشروع ، يصدر عن شخص مسئول جنائيا ، يف غري حاالت اإلباحـة ، أو هي سلو )2(.عدوانا على مال أو مصلحة أو حق حممي جبزاء جنائي

51هـ ، ص 1418األحكام العامة للنظام اجلنائي يف الشريعة اإلسالمية والقانون ، دار النهضة العربية ، القاهرة الصيفي، عبدالفتاح مصطفى، )1(

43هـ ، ص 1418الصيفي، عبدالفتاح مصطفى، األحكام العامة للنظام اجلنائي يف الشريعة اإلسالمية والقانون ، دار النهضة العربية ، القاهرة )2(

Page 32: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

مقدرةالفعل أو الترك الذي نص القانون على عقوبة ( ورد تعريف اجلرمية يف القانون الوضعي أا )1()له

كل سلوك إنساين غري مشروع ، إجيابيا كـان أو ( جلرمية وذهب بعض الفقهاء املعاصرين إىل أن ا )2()سلبيا ، عمديا كان أو غري عمدي ، يرتب له القانون جزاء جنائيا

بأا كل أمر إجيايب أو سليب يعاقب عليه القانون سواء كانت خمالفة أو جنحة : كما تعرف اجلرمية )3(أو جناية

أو السليب الذي يصدر عن اجلاين ويشكل اعتداء على املصلحة وتعرف أيضا بأا السلوك اإلجيايب )4(احملمية

والقانون الوضعي اإلرهاب يف الشريعة اإلسالمية -املطلب الثاين

א: א א

اإلرهاب يف اللغة -أ

والرهبة 0به أي خافه وره،أي خاف )رهبة،يرهب،رهب (يأيت اإلرهاب يف اللغة العربية من الفعل )5(.وترهبه أي توعده ،وهو راهب من اهللا أي خائف من عقابه 0هي اخلوف والفزع

أي خوفه وفزعـه، وهـو : ؛ ويقال أرهب فالنا) أرهب(من الفعل املزيد " إرهاب"كما تشتق كلمة ، )رهـب (املادة وهو أما الفعل ارد من نفس ) . رهب(نفس املعىن الذي يدل عليه الفعل املضعف

25ص 1966، 3حممد ، اجلرمية والعقوبة يف الفقه اإلسالمي ، دار الفكر العريب ، ط أبو زهرة ، )1(

22،ص هـ1405معهد اإلدارة العامة خضر ، عبدالفتاح ، اجلرمية أحكامها العامة يف االجتاهات املعاصرة والفقه اإلسالمي ، )2(

15م، ص 1989، 1وة ، ط جممع اللغة العربية ، املعجم الوسيط ، استانبول ، دار الدع )3(

، ص 2005مطر ، عصام عبدالفتاح عبدالسميع ، اجلرمية اإلرهابية ، رسالة دكتوراه منشورة ، جامعة املنوفية ، دار اجلامعة اجلديـدة للنشـر ، )4(

20؛ حلمي نبيل ، اإلرهاب وفقا لقواعد القانون الدويل، القاهرة، ص 69

1474، ص 1995األول ، بريوت للطباعة والنشر الد –لسان العرب –ابن منظور )5(

Page 33: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

أما الفعل املزيـد . يرهب رهبة ورهبا ورهبا فيعين خاف، فيقال رهب الشيء رهبا ورهبة أي خافه فيعين انقطع للعبادة يف صومعته، ويشتق منه الراهب والراهبة والرهبنة والرهبانية ) ترهب(بالتاء وهو

. أي توعده : عىن توعد إذا كان متعديا فيقال ترهب فالنا إخل، وكذلك يستعمل الفعل ترهب مب… )1(.فالنا أي رهبه ) استرهب(وكذلك تستعمل اللغة العربية صيغة استفعل من نفس املادة فتقول

:إلرهاب يف املصطلح الشرعيا- ب

يدل على خمتلفة االشتقاق من نفس املادة اللغوية، بعضها جاء بصيغ " اإلرهاب"مصطلح يالحظ أن .اإلرهاب واخلوف والفزع، والبعض اآلخر يدل على الرهبنة والتعبد

ما ورد يف اآليات القرآنية اليت تأيت مبعىن الفزع واخلوف واخلشية الرهبة من عقاب اهللا ومثال ذلك :فقد ورد يف قوله تعاىل،تعاىل

.سورة البقرة) 40(ن ﴾ ﴿ وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبو

﴾ ونبهفار ايفإي داحو إله وا همن إنين اثنذوا إهليختال ت قال الله51: النحل[وجاء ﴿و[

] 154: األعراف . [﴿وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون﴾) : يرهبون( -

﴿إنما هـو إلـه ]. 40: البقرة [ ﴿ وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون﴾) : فارهبون( - ﴾ونبهفار ايفإي داح51: النحل [و [

] 60: األنفال [ م﴾﴿ترهبون به عدو اهللا وعدوكم وآخرين من دونه): ترهبون( -

] 116: األعراف . [﴿واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم﴾ ) : استرهبوهم( -

] 13: احلشر [﴿ألنتم أشد رهبة في صدورهم من اهللا﴾ ) : رهبة( -

).رهب(، مادة 3لسان العرب البن منظور، مرجع سابق ، ج )1(

Page 34: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

بينما وردت مشـتقات 1] 90: األنبياء [لنا خاشعني﴾ ﴿ ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا) : رهبا( - :مخس مرات يف مواضع خمتلفة لتدل على الرهبنة والتعبد كالتايل) رهب(نفس املادة

، ولفـظ ]82: املائدة [، كما ورد لفظ ﴿رهبانا﴾ يف ]34: التوبة [يف سورة ) الرهبان(ورد لفظ ].27:احلديد [ية﴾ يف وأخريا ﴿رهبان] 31: التوبة [﴿رهبام﴾ يف

يف ) رهبـة (كثريا يف احلديث النبوي ولعل أشهر ما ورد هو لفظ ) رهب(بينما مل ترد مشتقات مادة ويالحظ أيضا أن القرآن واحلديث قد اشتمال علـى بعـض " . رغبة ورهبة إليك: "حديث الدعاء

لتحقيق أهداف معينة، ومن الكلمات اليت تتضمن اإلرهاب والعنف، مبعىن استخدام القوة أو التهديد . إخل… العقاب والقتل والبغي والعدوان واجلهاد: هذه املفاهيم

א: א א

: يعرف اإلرهاب يف القانون الوضعي بأنه

هو كل اعتداء على األرواح واألموال واملمتلكات العامة واخلاصة ، باملخالفة ألحكام القانون " -1من النظام ) 18( مبصادره املختلفة مبا يف ذلك املبادئ العامة للقانون باملعىن الذي حتدده املادةالدويل

)2()األساسي حملكمة العدل الدولية

تعرف االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب الصادرة عن جملس وزراء الداخلية العرب ، اإلرهاب -2أيا كان بواعثه أو أغراضه ، يقع تنفيذا ملشروع إجرامي كل فعل من أفعال العنف والتهديد به" بأنه

فردي أو مجاعي ، ويهدف إىل إلقاء الرعب بني الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعـريض حيـام أو حريتهم أو أمنهم للخطر ، أو إحلاق الضرر بالبيئة أو بأحد املرافق أو األمالك العامة أو احتالهلـا أو

)3(" تعريض أحد املوارد الوطنية للخطر االستيالء عليها أو

111دار الشعب، القاهرة ص. املعجم املفهرس أللفاظ القرآن الكرمي: حممد عبدالباقي )1(

57ص . م1988لنهضة العريب القاهرة ، حلمي، نبيل ، اإلرهاب الدويل وفقا لقواعد القانون الدويل العام ، دار ا )2(

م 1998االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب الصادرة لسنة )3(

Page 35: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

دفع الدول إىل إقامة املـؤمترات والنـدوات كبريا وقد بلغت أمهية تعريف ظاهرة اإلرهاب حدا ظهر يف هذا السبيل اجتاهان األول االجتـاه املـادي وعموما 0لتحديد مفهومه وعناصره ومسبباته :والثاين هو االجتاه املعنوي أو الغائي

א:אא א א

يقوم األساس املادي يف تعريف اإلرهاب على السلوك املكون للجرمية أو األفعـال املكونـة هلـا لذلك يعرف اإلرهاب بأنه عمل أو جمموعة من األفعال املعينة اليت دف إىل حتقيـق هـدف " وطبقا

)1(معني

ىل تعريف اإلرهاب باالستناد إىل تعداد اجلرائم اليت تعد إرهابية دون البحث ملفهوم إا وقد قاد هذا . يف الغرض أو اهلدف من العمل اإلرهايب

إىل أن اإلرهاب قابل للتعريف فيما إذا كانت األعمال الـيت )بروس باملر (ويف هذا االجتاه يذهب يقة موضوعية دون متييز فيما يتعلق بالفاعل جيري تعدادها وتعريفها بصورة دقيقة وبطر، يضمها معناه

مثل األفراد وأعضاء اجلماعات السياسية، ومن مث ذهب أنصار هذا األسلوب إىل االكتفاء بتعـداد األعمال أو األفعال اليت تعد إرهابية كالقتل واالغتيال واالختطاف واحتجـاز الرهـائن و أعمـال

..القرصنة

حديد من قصور من حيث انه جتاوز عن أهم عنصر من عناصر اجلرمية وال خيفى ما يكتنف هذا الت اإلرهابية وهو الغرض أو اهلدف السياسي كما إن التحديد احلصري جلرائم معينة على إا إرهابيـة يؤدي إىل خروج الكثري من اجلرائم من دائرة اإلرهاب ال لشيء سوى إا مل تذكر يف ضـمن هـذا

ين عما قد جيلبه التطور العلمي والتكنولوجي من صور جديـدة للجـرائم النوع من اجلرائم متجاوز .اإلرهابية

26، ص ، 1986عز الدين ، أمحد جالل ، اإلرهاب والعنف السياسي ، كتاب احلرية ، القاهرة )1(

Page 36: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

إزاء ذلك اجته جانب من الفقه إىل حتديد صفات معينة للجرائم اإلرهابية لتمييزها من غريها وعدم :ومن تلك الصفات على سبيل املثال) 1(االكتفاء بالتعداد احلصري

.غري مشروعةف بأا أعمال عنف أو ديد به إن األعمال اإلرهابية تتص-1

وتقوم ـذا الـدور األداة أو الوسـيلة ،أن يتضمن هذا العنف إحداث الرعب أو التخويف -2 .املستخدمة يف العمل اإلرهايب

" وعلى ذلك فعمل االغتيال الذي ال يكون جزء ،ومستمرا أو منظما إن يكون هذا العنف منسقا -3 0"يعد إرهابيامن نشاط منظم ال

عن احملتوى األساسـي لإلرهـاب اه يف تطوير مذهبه فقد ظل بعيداكانت حماوالت هذا االجت أياو رغم حماوالت بعض الدول السـيما الواليـات ة الطابع السياسي للجرمية االرهابيوالذي يتجلى يف

.املتحدة األمريكية القبول ذا التعريف

تحدة يف الدورة الثامنة والعشرين للجمعية العامة لألمم املتحدة املعنية فقد ذهب وفد الواليات امل أو كل شخص يقتل شخصـا "باإلرهاب وطرق معاجلته إىل اقتراح تعريف ظاهرة اإلرهاب على إا

أو خيطفه أو حياول القيام بفعل كهذا أو يشارك شخصا قام أو حـاول "بالغا" جسديا يسبب له ضررا القيام بذلك

א א:א א א

ف اإلرهاب على أساس الغاية أو اهلدف الذي يسعى إليه اإلرهايب مـن ييركز هذا االجتاه يف تعر غري إن أنصار هذا االجتاه خيتلفون يف طبيعة هذه األهداف فهناك أهداف سياسية وأخرى . خالل عمله

فهل يتعلق اإلرهاب دف من هذه األهداف بالتحديد باعتباره الركن 0دينية وثالثة فكرية وهكذا املعنوي للجرمية اإلرهابية ؟

110ص 2004ت اجلامعية، اإلسكندرية، دار املطبوعا -اإلرهاب البنيان القانوين للجرمية –عطا اهللا ، إمام حسنني )1(

Page 37: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

استقر الرأي الغالب على القول بان الركن املعنوي يف اجلرمية اإلرهابية يتجلى يف غاية اإلرهـاب )1(.كان نوعها" ذاته وهو توظيف الرعب والفزع الشديد لتحقيق مآرب سياسية أيا

استخدام غـري شـرعي "ويف ذلك يعرف الدكتور شفيق املصري اإلرهاب بشكل عام باعتباره )2(".للقوة او العنف أو التهديد باستخدامها بقصد حتقيق أهداف سياسية

غري إن هذا التعريف يشكل نوعا من التطابق بني اجلرمية السياسية واألعمال اإلرهابية وهو أمر غـري فـإذا كـان الغـرض ) 3(ود إليه ذلك من ختفيف للعقوبة وعدم إمكان تسليم ارمني مقبول ملا يق

يزها ييف اجلرمية اإلرهابية فهو ليس املعيار الوحيد يف مت"مهما"السياسي عنصرا

إزاء ذلك ذهب البعض إىل التركيز على عناصر أخرى يف التعريف منها استخدام الوسائل القادرة أو "أو دينيـا "كانت صورته سياسـيا " الرعب والفزع بقصد حتقيق اهلدف أيا على أحداث حاله من

.ويف هذا إخراج للجرمية السياسية واليت ميكن أن حتصل دون اللجوء إىل العنف،"أو عنصريا"عقائديا

إننا نشايع الرأي الذي يرى إن اإلرهـاب "ويف هذا السياق يكتب الدكتور إمام حسانني عطا هللا أو أسلوب فهو سلوك خاص وليس طريقة للتفكري أو وسيله للوصول إىل هـدف معـني هو طريقة

–تعين النظـام أو األسـلوب Ismeبالفرنسية Terrorismeويؤيد ذلك إن املقطع األخري من كلمة فاإلرهاب على ذلك هو األسلوب أو الطريقة املستخدمة واليت من طبيعتها إثارة الرعـب والفـزع

)4(". ىل اهلدف النهائيبقصد الوصول إ

إن هذا التعريف مقبول إىل حد كبري فهو يتضمن العناصر الواجب مراعاا يف حتديـد مضـمون .األعمال اإلرهابية ومتييزها عما قد خيتلط ا من أفعال أخرى

13، ص 2000عبد املهدي ، فكري عطا اهللا ، اإلرهاب الدويل ،القاهرة ، دار الكتاب احلديث )1(

102، الرباط ص 1999، 7ج . جملة التضامن املغربية –املناع ، هيثم ، اإلرهاب وحقوق اإلنسان )2(

.وما بعدها 298، بغداد ، ص 1982بدالقادر ، املبادئ العامة يف قانون العقوبات اخللف، علي حسن ، الشاوي ، سلطان ع )3(

. 123عطا اهللا ، إمام حسانني ، مصدر سابق ص )4(

Page 38: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

غري مشروعه لتميز الفعـل "على انه من املهم التأكيد على أن تكون أعمال العنف تلك ، أعماال .اإلرهايب عن أعمال العنف املشروعة كأعمال املقاومة والكفاح املسلح

)1( :ومن مث ميكن حتديد عناصر تعريف اإلرهاب فيما يلي

العنف غري املشروع -1

التنسيق والتنظيم -2

.حالة الرعب والفزع تكوينأن يؤدي العنف إىل -3

عقائدية أو عنصرية بعيدة عـن الغايـات أن يهدف العمل إىل حتقيق أهداف سياسية أو دينية أو-4 0الفردية

أن ميارس هذا العنف املنسق وغري املشروع من األفـراد أوالتنظيمـات أو الدولـة "ويستوي أخريا "مادامت قد اجتمعت فيه العناصر املذكورة األخرى

لوك الـيت وحقيقة األمر أن مصطلح اإلرهاب إمنا ينصرف إىل األثر الذي حتدثه الوسائل وأمناط السإيديولوجيا ويكون من شان هذه األفعال أويرتكبها بعض األفراد دف معني غالبا ما يكون سياسيا

عرضني فقط لألعمال اإلرهابية وإمنا أيضا لدى القائمني على األمر تإحداث األثر النفسي ليس لدى امليث يـدفع ـم إىل اختـاذ يف دولة من الدول إلظهار عجزها عن حتقيق األمن والطمأنينة للناس، حب

.إجراءات جتهض األهداف واإلغراض اليت يتوخاها مرتكبو تلك األفعال أوقرارات

وهناك التنظيمات اإلرهابية اليت تأخذ شكل اجلرمية املنظمة اليت تقدم وسائل اإلرهاب للتشـكيالت صـاحل متبادلـة األخرى وقد ظهرت هذه التنظيمات يف بعض الدول وأقامت فيما بينها عالقات ومواإلرهاب الذي . ولعل هذا هو ما بسط اإلرهاب على كثري من الدول وجعلها مشكلة يتعني جماتها

ينبغي مواجهته هو ما جيمع عليه اتمع الدويل باعتباره تنظيما إجراميا هادفا إىل هدم القيم اإلنسانية

14عبداملهدي، عطا اهللا ، مصدر سابق ص 1-

Page 39: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

العنف واملقاومة املشروعة اليت تباشرها ولذلك خيرج عن نطاقه أعمال . واملعنوية للمجتمعات املعاصرة .الشعوب ضد االحتالل ألن ذلك إرهاب دولة

ختتلف عن اجلرائم العادية يف البواعث واألهداف فالبواعث السياسية اجلرائم اإلرهابية وعلى هذا فإنن واإليديولوجية هي اليت تقف وراء جرائم اإلرهاب أما البواعث اإلجرامية األخرى اليت قـد يكـو

الغرض منها فرض السيطرة على مجاعة من املواطنني أو غريهم فهي نوع من اإلرهـاب االجتمـاعي الذي تواجهه التشريعات اجلنائية باألساليب العقابية العادية وقد حتتاج إىل التعاون الدويل يف مكافحته

.إذا اخذ شكل اجلرمية املنظمة

االستعمال املنظم والعمدي لوسائل من شـأا ( بأا : على ذلك ميكن تعريف اجلرمية اإلرهابية ءوبنا )1()إثارة الرعب بقصد حتقيق هدف معني

א א א :א

أي جرمية أو شروع ترتكب تنفيذا لغرض إرهايب يف أي " تعرف االتفاقية العربية اجلرمية اإلرهابية بأا متعاقدة ، أو على ممتلكاا أو مصاحلها أو رعاياها أو ممتلكام يعاقب عليها قانوا الـداخلي ، دولة

وكذلك التحريض على اجلرائم اإلرهابية أو الترويج هلا أو حتبيذها ، وطبع ونشر أو حيازة حمـررات عليها ، وكانـت أو مطبوعات أو تسجيالت أيا كان نوعها إذا كانت معدة للتوزيع أو الطالع الغري

ويعد جرمية إرهابية تقدمي أو مجع األموال أيا كـان نوعهـا . تتضمن تروجيا أو حتبيذا لتلك اجلرائم )2("لتمويل اجلرائم اإلرهابية مع العلم بذلك

وبنظرة عامة هلذا التعريف جند أن اجلرمية اإلرهابية ختتلف صورها فيمكن أن تأخذ شكل خطف ا بالقوة أو تدمريها أو أخذ ركاا رهائن أو قتلهم، أو تتخذ شكل تفجـريات طائرات وتغيري مساره

للمباين ، وإمجاال كل ما يعتدى فيه على األشخاص من املمتلكات وغريها واألموال ووسائل النقـل

28حلمي نبيل ، اإلرهاب وفقا لقواعد القانون الدويل ، مرجع سابق ص )1(

118،ص 2005، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ، الرياض . اإلرهاب واملخدرات عيد، حممد فتحي، )2(

Page 40: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

وال شك أن التقدم العلمي والتقين الذي يشهده العامل اليوم أدى إىل زيادة خطورة . بأنواعها املختلفةئم اإلرهاب وتعقيدها سواء من حيث تسهيل االتصال بني العناصر اإلرهابية وتنسيق عملياا أو جرا

أو زيادة مرتكيب تلك اجلرائم ممـا )1(من حيث املساعدة على ابتكار مواد وأساليب إجرامية متقدمة . يلأدى إىل ازدياد اجلرمية اإلرهابية وأصبحت من أهم األخطار اليت تواجه اتمع الدو

من قانون العقوبات السوري ) 304(من قانون العقوبات اللبناين واملادة )314( ووفقا للمادةحالة ذعر وترتكـب تكوينواليت تطرقت لتعريف اجلرائم اإلرهابية تعين مجيع األعمال اليت ترمي إىل عوامل الوبائية أو املكروبية بوسائل كاألدوات املتفجرة واملواد امللتهبة واملنتجات السامة أو احملترقة وال

.اليت من شأا أن حتدث خطرا عاما

من قانون اجلزاء العماين فأضافت ملا سبق ذكره توضـيح العقوبـة إذا أدت )123( أما املادة )2(.اجلرمية اإلرهابية إىل تلف نفسي أو هدم بناية أو جزء منها كان مسكونا

:ائص الثالث التاليةوعلى هذا فإن جرائم اإلرهاب تتميز باخلص

ـ أن جرائم اإلرهاب من صنع مجاعات من الناس أو عصابات كثرية ينتمي أفرادها إىل أكثر مـن 1 .دولة واحدة مما جيعل نشاطها شديد اخلطورة

ـ أن الوسائل اليت تستخدم يف اقتراف جرائم اإلرهاب من شأا نشر الرعب والذعر كالتفجريات 2 .وط احلديدية واجلسور واملباين وتسميم مياه الشرب ونشر األوبئةوخطف الطائرات ونسف اخلط

.ـ أن من شأن جرائم اإلرهاب أن تولد أخطار عامة شاملة3

اآلراء السابقة جند أا اتفقت حول شيء واحد هو ما حيدثه اإلرهاب مـن ترويـع تحليل وب . وتدمري للممتلكات وإزهاق لألرواح ونشر الرعب يف اتمع

ذو احلجـة -العدد الثامن واخلمسـون ، الريـاض -وزارة الداخلية -جملة األمن -اإلرهاب والسبيل إىل هزميته : الزهراين ، صاحل بن فارس )1(

. 34ص -هـ 1424

.174نائية العربية ملكافحة اإلرهاب من الناحيتني املوضوعية واإلجرائية ، ص عيد، حممد فتحي ، التشريعات اجل )2(

Page 41: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

أفعال القوة هي أفعال عنف، ولكن هناك أفعال جيب أن تكـون ممنوعـة حـىت يف أن كلوالظروف اليت يعترب فيها استخدام العنف نوعا من أنواع الكفاح املسلح املشروع، وهو مـا يقتضـي التفريق الدقيق بني كل وسيلة من وسائل العنف املستخدم، وعلى هذا التفريق وضعت قواعد وأسس

ائم احلرب، مثل قتل األسرى، واإلساءة إليهم، ومثل التعـدي علـى املـدنيني، لتوصيف بعض جروارتكاب جرائم ضد اجلنس البشري واليت نصت عليها االتفاقات اإلنسانية الدولية األربـع لعـام

. وملحقاا 1949

:هذه احملاوالت الفقهية عرض ومن خالل

بأا االستخدام غري املشروع للعنف اجلرمية اإلرهابية من منظوري الشخصي أعرفميكن أن بواسطة فرد أو جمموعة أو دولة ضد فرد أو مجاعة ينتج عنها رعب يعـرض للخطـر به أو التهديد

ري يأرواحا بشرية أو يهدد حريات سياسية ويكون الغرض منة هو الضغط على اجلماعة أو الدولة لتغيكـون اهلـدف مـن ة حرابة وأحيانـا تشكل جرمية اإلرهاب جرمي وىف معظم األحوال.. اسلوكه

.األحوالاستخدام اجلرمية اإلرهابية هو هدف سياسي بل أكثر من ذلك يف بعض

املقارناجلرمية اإلرهابية يف القانون -الثالث املطلب

تتجه التشريعات اجلنائية يف خمتلف دول العامل حنو معاجلة مشكلة اإلرهاب غري إن أغلبها يقف عاجزا عريف حمدد هلذه الظاهرة ويكتفي بالنص على أفعال معينه متثل صور من اجلرائم اإلرهابية عن وضع ت

وبعـد أن .يتم إخضاعها لنظام قانوين خاص ملواجهة أثارها اخلطرية على اتمـع وردع مرتكبيهـا حثنتطرق يف هذا املبإىل مفهوم اجلرمية واإلرهاب يف الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي تطرقت

:إىل بعض التشريعات العربية اليت عاجلت موضوع اإلرهاب واجلرمية اإلرهابية

Page 42: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א מ א :א

بصفة عامة اململكة العربية السعودية إحدى الدول العربية املوقعة على اتفاقية مكافحة اإلرهاب جبامعة ا على عهد امللك عبدا لعزيز رمحه اهللا التمسك الدول العربية ، انتهجت الدولة السعودية منذ تأسيسه

باإلسالم منهجا للحياة مقدمة الدليل على أن اإلسالم دين ودولة، وأن ما حتقق من انسجام وتوحـد بني أبناء هذه البالد ما كان ليتم إال على منهج اإلسالم، وإميانا بصالبة هذا املبدأ تعاملت مع القوى

ونصت املادة األوىل من النظام األساسي للحكم على أن دين اململكة العربيـة . الدولية بواقعية وثقة ، كما يستمد احلكم سلطته مـن السعودية هو اإلسالم ودستورها كتاب اهللا تعاىل وسنة رسول

، كما حتمي )1(أنظمة الدولة هذا النظام ومجيع كتاب اهللا تعاىل وسنة رسوله ومها احلاكمان على مجيعيدة اإلسالم، وتطبق شريعته، وتأمر باملعروف وتنهى عن املنكر وتقوم بواجب الـدعوة إىل الدولة عق

).2( اهللا

وتـاريخ )148( وقد صدر قرار هيئـة كبـار العلمـاء باململكـة العربيـة السـعودية رقـم هـ معتربا أن من يقوم بارتكاب اجلرائم اإلرهابية فإن عقوبته القتل ألن ضرره أشد 12/1/1409 ).3(رر قاطع الطريق وقد حكم اهللا عليه مبا ذكر يف آية احلرابةمن ض

אאא

جرمية مستقلة ومل يضع هلا قواعد موضوعية أو إجرائية هإلرهاب بوصفلاملصري التشريع تطرقمل ي الثانية بقوله م الذي عرف اإلرهاب يف مادته1992 يوليويف )97(رقم خاصة حىت صدور القانون

يقصد باإلرهاب يف تطبيق أحكام هذا القانون استخدام القوة أو العنف أو التهديد أو الترويع يلجأ " ، دف اإلخالل بالنظام العام او تعريض سالمة إليه اجلاين تنفيذا ملشروع إجرامي فردي أو مجاعي

إلقاء الرعب بينهم أو تعريض حيام اتمع وأمنه للخطر إذا كان من شأن ذلك إيذاء األشخاص أو

.هـ1412لسنة 90/من النظام األساسي للحكم الصادر باألمر امللكي رقم أ) 7املادة ( )1( .هـ 27/8/1412الصادر بتاريخ 90/من النظام األساسي للحكم الصادر باألمر امللكي رقم أ) 23املادة ( )2(هــ ، 1409، 24جملة البحوث اإلسالمية الصادرة عن الرئاسة العامة إلدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد ، الرياض، العدد ) 3(

384ص

Page 43: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

أو أمنهم للخطر أو إحلاق الضرر بالبيئة ، أو باالتصاالت أو املواصالت أو بـاألموال أو املبـاين أو باألمالك العامة أو اخلاصة أو احتالهلا أو االستيالء عليها أو منع أو عرقلة ممارسة السلطات العامة أو

ويبدو مـن 1".و اللوائحأ تعطيل تطبيق الدستور أو القوانني أو. ماهلا دور العبادة أو معاهد العلم ألعتوسع يف تعريف اإلرهاب فشمل العديد من األفعال اليت قد تقع املصري قد قننامل أنهذا التعريف

حتت معناه املتعارف عليه فهو على سبيل املثال جتاوز عن عامل التأثري النفسي أو الرعب اتمع على إيذاء األشخاص وتعـريض حيـام أو إليهكصفه مميزة للجرائم اإلرهابية فشمل باإلضافة اشتراطه

حريام أو أمنهم للخطر وإحلاق الضرر بالبيئة وباالتصاالت اخل وهي مبجملها قد تشـكل جـرائم .عادية حتفل ا التشريعات اجلنائية

:يتمثل يفاملصري القانونوذا فإن تعريف اإلرهاب يف

أن كل استخدام للقوة والعنف أو التهديد من شأنه إيذاء األفراد وترويعهم وتعريضهم للخطـر أو ((تعطيل تطبيق الدستور أو القوانني ، أو استهداف اإلخالل بالنظام العام أو تعريض سـالمة اتمـع

.)2( ))وأمنه للخطر

جديد ملكافحة اإلرهاب، ومشروع إىل إصدار قانون طريقهاواجلدير بالذكر أن احلكومة املصرية يف .هذا القانون حمل دراسة من جانب اجلهات املختلفة املعنية باإلرهاب من زواياه املتعددة

אאא

العربية اليت تناولت موضوع اإلرهـاب باعتبـاره جرميـة القواننيالسوري من أقدم القانونيعد يقصد باألعمـال " اإلرهاب بقوهلا 1949من قانون العقوبات لعام )304( املادة فتعرف. مستقلة

حالة ذعر ، وترتكب بوسائل كاألدوات املتفجرة ، واألسلحة تكويناإلرهابية األفعال اليت ترمي إىل أن احلربية واملواد امللتهبة ، واملنتجات السامة أو احملرقة ، والعوامل الوبائية أو اجلرثومية اليت من شأا

206عطا اهللا ، إمام حسانني ، مرجع سابق ص ) 1(

12م ص 1998ت والنشر ، عمان ، التل ، أمحد يوسف ، اإلرهاب يف العاملني العريب والغريب ، دائرة املطبوعا) 2(

Page 44: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

وقد عاقب القانون بشدة على اقتراف هذا النوع من اجلرائم أو التآمر الرتكاا " . دث خطرا عاماحتمن ) 306( ويف املادة. )1(كما عاقب باإلعدام فيما إذا نتج عنها ختريب أو أفضت إىل موت إنسان .واألعضاء املنتمني إليها ذات القانون عاقب املشرع املنظمات اإلرهابية وأمر حبلها ومعاقبة مؤسسيها

אאא אالعراقي اإلرهاب من حيث انه عنصر من عناصر بعض اجلرائم املعاقب عليها كجرمية املقننتناول

التأمر لتغيري مبادئ الدستور األساسية أو االعتداء على النظم األساسية للدولة أو االعتـداء علـى لسـنة ) 111(من قانون العقوبـات رقـم ) 200/2(فقد ورد يف املادة . اطننياملوظفني واملو

يعاقب بالسجن مدة التزيد على سبع سنوات أو احلبس كل من حبـذ أو روج أيـا مـن "1969املذاهب اليت ترمي إىل تغيري مبادئ الدستور األساسية أو النظم األساسية االجتماعية أو لتسويد طبقة

من النظم األساسية للهيئة االجتماعية مىت كان استعمال القوة أو اإلرهاب أو هااجتماعية على غرييعاقب بـاحلبس أو ) " 365(وورد يف املادة . )2(" أي وسيلة أخرى غري مشروعة ملحوظا يف ذلك

الغرامة أو بإحدى هاتني العقوبتني من اعتدى أو شرع يف االعتداء على حق املـوظفني أو املكلفـني عامة يف العمل باستعمال القوة أو العنف أو اإلرهاب أو التهديد أو أية وسيلة أخـرى غـري خبدمة

".مشروعة يعاقب باحلبس مدة ال تزيد على سنه أو بغرامة ال تزيـد …" على انه )366( املادة تنصكما

خرى غري مشروعة على مائة دينار من استعمل القوة أو العنف أو اإلرهاب أو التهديد أو أية وسيلة أ " .عن استخدام أي شخص أو على حقه يف أن يستخدم أو ميتنع ضد حق الغري يف العمل

)21( من املـادة ) ه -أ( ومن اجلدير بالذكر أن تعبري اجلرائم اإلرهابية قد ورد يف الفقرة تعد سياسية ولـو كانـت قـد من قانون العقوبات العراقي يف سياق تعداد اجلرائم اإلرهابية اليت ال

وان مل أنهرى أف هذه اجلرائم ومل يأت بأمثلة تطبيقية هلا وارتكبت بباعث سياسي ولكن القانون مل يعرمن واجبه جترمي اإلرهاب بوصفه جرمية مستقلة قائمـة فإنيكن من واجب املشرع إيراد التعريفات

. القتل واالختطاف واالبتزاز والتخريب مثل بذاا الزال العراق يعاين من الكثري من صورها

م1949لعام ) 148( من قانون العقوبات السوري رقم) 305(املادة ) 1(

م1969لسنة ) 111(من قانون العقوبات العراقي رقم ) 200/2(املادة ) 2(

Page 45: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

يف االتفاقيات الدوليةاجلرمية اإلرهابية -الرابع املطلب

مل يتفق العامل بعد على تعريف حمدد لإلرهاب وبالتايل على تعريف للجرمية اإلرهابية، ولكنه اتفق على بعض صور اإلرهـاب مثـل شجب اإلرهاب ووضع تدابري ملكافحته كما قام اتمع الدويل بتجرمي

وهو ما أكدته األمـم املتحـدة يف ل األعمال اإلرهابية وغريها كثري،خطف الطائرات وجرائم متويعندما أدانت اجلمعية العامة مجيع إشكال اإلرهاب وهو ما فعلـه الربوتوكـوالن 29/12/1985

والعدالة اجلنائية املنعقـد واملؤمتر الثامن ملنع اجلرمية 1977، 1949املضافان ملعاهدة جنيف سنة وكذلك مؤمتر األمم املتحدة التاسع ملنع اجلرمية والعدالة اجلنائية املنعقد يف القاهرة 1990يف هافانا

. 1995سنة

أن يقوم اتمع الدويل بوضع تعريف متفق عليه لإلرهاب واجلرمية اإلرهابية علىالوضع الصحيح ووحىت ميكن . التجرمي تطلب حتديدا لألفعال موضوعتلشرعية اجلنائية اليت اعتبار أن هذا األمر يتعلق با

.أن تنفذ سياسة عاملية ملكافحة اإلرهاب دون معوقات

تـأخر اجلهـد العـريب يف ووضح يف هذا املطلب موقف القانون الدويل من اجلرمية اإلرهابية أو اء الداخلية العرب إىل ضرورة وضـع عندما دعا جملس وزر )1( 1994مكافحة اإلرهاب حىت عام

إستراتيجية أمنية عربية ملكافحة اإلرهاب وصياغة اتفاقية عربية مشتركة ملكافحـة اإلرهـاب ، ويف م وافق جملس وزراء الداخلية العرب يف دورة انعقاده الثالث عشر ، علـى اعتمـاد 1996يناير

.لعرب ملكافحة اإلرهابقواعد سلوك للدول األعضاء يف جملس وزراء الداخلية ا

م وافق جملس وزراء الداخلية العرب يف دورة انعقاده الرابع عشر علـى اعتمـاد 1997ويف يناير .اإلستراتيجية العربية ملكافحة اإلرهاب

70، ص 1994حسني ، نعمة علي، مشكلة اإلرهاب الدويل ، مركز البحوث واملعلومات ، بغداد ) 1(

Page 46: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

م ، اعتمد جملسا وزراء الداخلية العرب والدول العربية على االتفاقيـة العربيـة 1998ويف أبريل برمت االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب واليت تتكون من ديباجة وأربعـة حيث أ.ملكافحة اإلرهاب كل فعل مـن أفعـال " ويف املادة األوىل من االتفاقية عرف اإلرهاب بأنه مادة )42(أبواب وحتتوي

، يقع تنفيذا ملشروع إجرامي فـردي أو مجـاعي ، أغراضهالعنف أو التهديد به أيا كانت بواعثه أو أمنهم للخطر ء الرعب بني الناس ، أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حيام أو حريتهم أوودف إلقا

، أو احتالهلا أو االستيالء عليها أو إحلاق الضرر بالبيئة أو بأحد املرافق أو األمالك العامة أو اخلاصة ، " . أو تعريض احد املوارد الوطنية للخطر

ف اجلرمية اإلرهابية يف االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب بعـد كما أوضحت الفقرة اخلاصة بتعري أي جرمية أو شروع ترتكب تنفيذا لغرض إرهايب يف أي دولة " أن مت تعديلها لكي تصبح كالتايل بأا

متعاقدة ، أو على ممتلكاا أو مصاحلها أو رعاياها أو ممتلكام يعاقب عليهـا قانوـا الـداخلي ، ريض على اجلرائم اإلرهابية أو الترويج هلا أو حتبيذها ، وطبع ونشر أو حيازة حمـررات وكذلك التح

أو مطبوعات أو تسجيالت أيا كان نوعها إذا كانت معدة للتوزيع أو الطالع الغري عليها ، وكانـت ن نوعهـا ويعد جرمية إرهابية تقدمي أو مجع األموال أيا كـا . تتضمن تروجيا أو حتبيذا لتلك اجلرائم )1("لتمويل اجلرائم اإلرهابية مع العلم بذلك

على أن تعد من اجلرائم اإلرهابية اجلرائم املنصوص عليها يف املعاهدات الدولية عدا ما استثنته منـها )2(:تشريعات الدول املتعاقدة أو اليت مل تصادق عليها

الطائرات واملوقعـة بتـاريخ اتفاقية طوكيو واخلاصة باجلرائم واألفعال اليت ترتكب على منت - أ .م14/9/1963

اتفاقية الهاي بشأن مكافحة االستيالء غري املشروع علـى الطـائرات واملوقعـة بتـاريخ - ب .م16/12/1970

. 118مرجع سابق ص . حممد فتحي، اإلرهاب واملخدرات عيد، ) 1(

.وما بعدها 28، ص، 2000بدر، أسامه حممد ، مواجهة اإلرهاب يف التشريع املصري واملقارن ، القاهرة ) 2(

Page 47: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

اتفاقية مونتريال اخلاصة بقمع األعمال غري املشروعة املوجهة ضد سالمة الطـريان املـدين ، -ج .م 23/9/1971واملوقعة يف

اصة مبنع ومعاقبة اجلرائم املرتكبة ضد األشخاص املشمولني باحلماية الدولية اتفاقية نيويورك اخل -د م14/12/1973واملوقعة يف

م 17/12/1979اتفاقية اختطاف واحتجاز الرهائن واملوقعة يف -ه .م وما تعلق منها بالقرصنة البحرية1982اتفاقية األمم املتحدة لقانون البحار لسنة - و

لعربية نزع الصفة السياسية عن بعض اجلرائم حىت لو ارتكبت بدافع سياسي وقد قررت االتفاقية ا التعد جرمية إرهابية ، حاالت الكفاح مبختلف الوسائل " غري أا أكدت يف املادة الثانية على انه . )1(

مبا يف ذلك الكفاح املسلح ضد االحتالل األجنيب والعدوان من اجل التحرير وتقرير املصري ، وفقـأ بادئ القانون الدويل وال يعترب من هذه احلاالت كل عمل ميس بالوحدة الترابية ألي مـن الـدول مل

" العربية

االتفاقيات الدولية أحكام

أعد اتمع الدويل الكثري من االتفاقيات الدولية املتعلقة باإلرهاب منها ما مت إبرامه يف عهد عصبة كانت أول حماولة على املستوى الدويل 1973اومة اإلرهاب عام األمم ولعل اتفاقية جنيف ملنع ومق

، مت التصـديق عليهـا يف سـنة إنشاء حمكمة جنائية دولية تنظر يف قضايا اإلرهـاب إىلوقد دعت وعرفت األعمال اإلرهابية بأا الوقائع م،11/4/2002م يف روما ودخلت حيز التنفيذ يف 1998

ها أو طبيعتها هو إثارة الرعب لدى شخصيات حمددة يف جمموعات اإلجرامية املوجهة ضد دولة وهدفأوىف اجلمهور وعلى أي حال فان هذه االتفاقية مل تصبح نافذة املفعول لعدم تصديقها إال مـن دولـه

بأشكال حمددة من اإلرهاب وقد أعقبت هذه االتفاقية العديد من املعاهدات الدولية اخلاصة2واحدة اخلاصة باجلرائم واألفعال اليت تركت علـى مـنت الطـائرة واملوقعـة بتـاريخ منها اتفاقية طوكيو

من االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب) 2(املادة ) 1(

101اهن ، دمشق ، صشكري ، حممد عزيز، اإلرهاب الدويل والنظام العاملي الر) 2(

Page 48: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

واتفاقية الهاي بشأن مكافحة االستيالء غري املشروع على الطائرات واملوقعة بتاريخ 14/9/1963واتفاقية مونتريال اخلاصة بقمع األعمال غري املشروعة واملوجهة ضـد سـالمة 26/12/1970

والربوتوكـول امللحـق ـا املوقـع يف مونتريـال يف 23/9/1971عـة يف الطريان املدين املوقفيما يتعلق بالقرصنة البحرية واتفاقية 1982واتفاقية األمم املتحدة لقانون البحار 10/5/1984

يرتكب "على انه تنصاليت 15/12/1997مكافحة العمليات اإلرهابية بواسطة املتفجرات بتاريخ وبصورة غري مشروعة على تسليم أو وضع أو تفجري قذيفة قاتلـة يف جرمية كل شخص يقوم عمدا

مكان عام أو إدارة رمسية ،منشآت عامة ، وسيلة نقل أو بنية حتتية بقصد التسبب بوفاة أشـخاص أو أضرار مادية بالغة اخلطورة إليقاع التخريب وإحلاق خسائر اقتصادية جسيمة واالرتكاب أو حماولـة

كما جاء يف اتفاقية منع متويل اإلرهاب اليت تبنتها اجلمعية العامة ". راك أو التدخلاالرتكاب أو االشتوسيلة وبصورة غري مشروعة بأيةيشكل جرما قيام أي شخص " 1999/ 9/12لألمم املتحدة يف

الرتكاب جرم من جرائم اإلرهاب وكل عمل يرمي وقصدا جبميع األموال دف استعماهلا مع العلم )1(". ل أو جرح مدين وشخص اليشترك يف أعمال حربية إىل قت

غري انه وبالرغم من كثرة وتشعب االتفاقيات الدولية املتعلقة باإلرهاب بقيـت مهمـة حتديـد املقصود باإلرهاب يف القانون الدويل حمل االختالف اآلراء بني القانونيني إال أن املتفـق عليـه هـو

سبيل مكافحة اإلرهاب ويف هذا السبيل أنشأت اجلمعيـة العامـة ضرورة اختاذ اخلطوات اجلادة يفجلنه خاصة باإلرهاب مهمتها إعداد اتفاقية دوليـة ملزمـة ملكافحـة 1996لألمم املتحدة يف عام

.اإلرهاب

القرارات الدولية

صدرت العديد من القرارات الدولية عن اجلمعية العامة لألمم املتحدة تتضـمن إدانـة أعمـال وخطـف الدبلوماسـيني 1971اإلرهاب أو أشكال معينة منه السيما جمال خطـف الطـائرات

4ليان ، ميشال، مرجع سابق ص ) 1(

Page 49: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

يف 49/60كما دعـت اجلمعيـة العموميـة لألمـم املتحـدة يف قرارهـا املـرقم .)1(1973م مجيع الدول وجملس ألمن وحمكمة العدل الدولية والوكاالت املتخصصة لتطبيـق 9/12/1994

زالة اإلرهاب الدويل امللحق بقرارها ذاته وقد تضمن هذا اإلعـالن إدانـة إعالا املتعلق بإجراءات إكاملة ألعمال اإلرهاب بكل أشكاله ومظاهرة مبا يف ذلك األعمال اليت تكون الدولة متورطة فيهـا بشكل مباشر أو غري مباشر ووجوب إحالة القائمني باألعمال اإلرهابية إىل العدالة من اجل وضع حد

واء كان مرتكبوها أفراد عاديني أو موظفني رمسيني أو سياسيني وقد أكد اإلعـالن علـى ائي هلا سضرورة التعاون بني مجيع الدول من اجل تعزيز مبادئ األمم املتحدة وتوفري السالم واألمن الـدوليني

. وتعديل واستحداث القوانني الداخلية للدول مبا يتالءم مع هذه االتفاقيات

أنواع اجلرائم اإلرهابية - اخلامسملطلب ا :إن اجلرائم اإلرهابية تنقسم إىل

.جرائم إرهابية لذاا أو بذاا - 1 .جرائم مكملة أو مساعدة للجرائم اإلرهابية - 2

:نوعني من اجلرائموفيما يلي توضيح هذين الالذاتيـة ، ال هي اجلرائم اليت تستمد صفتها اإلرهابية من خصائصها: اجلرائم اإلرهابية بذاا: أوال

i.من انعكاس خارجي عليها من جرمية إرهابية أخرى سابقة والحقة :ويلخص العاديل اجلرائم لذاا فيما يلي

جرائم تأليف التنظيمات املناهضة للدولة والشرعية واتمع أو االشـتراك فيهـا أو التـرويج - .ألفكارها

.هايب أجنيب لتحقيق أهداف إرهابيةجرائم السعي أو التخابر لدى دولة أجنبية أو تنظيم إر - .التعاون أو االلتحاق جبهة أجنبية أو عسكرية - .اختطاف وسائل نقل جوية أو حبرية أو برية لتحقيق أهداف إرهابية -

م 1972وعام 1970يف دورا اخلامسة والعشرين ، وقرار جملس األمن عام 1970إعالن األمم املتحدة لسنة ) 1(

Page 50: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

واالشتراك يف التنظيم املناهض ينصرف إىل مسامهة اجلاين يف نشاط املنظمة وأعماهلا ، كأن حيضر - )1(.ى إىل حتقيق أهدافها مع علمه بذلكاجتماعاا أو ندواا، أو يسع

واملساعدة يف اجلرائم اإلرهابية إما أن تنصرف إىل أشياء مادية كاألسلحة والـذخائر واملفرقعـات . واملهمات واآلالت واألموال ، وإما أن تنصرف إىل معلومات يتم تزويد اجلاين ا

ض للدولة أو الشـرعية أو اتمـع، كمـا كما تعين املساعدة وضع اإلمكانيات أمام التنظيم املناه . تنصرف إىل إزالة العقبات أمامه لتحقيق مآربه

: اجلرائم املكملة للجرائم اإلرهابية -ثانيافهي تلك اجلرائم اليت تتصل موضوعيا جبرمية سابقة عليها أو معاصرة أو الحقة هلا ، واليت يعاقـب

قتة ، لكل من مكن أو شرع يف متكني مقبـوض عليـه يف عليها املقنن املصري باألشغال الشاقة املؤ )2(.اجلرائم اإلرهابية باألشغال الشاقة املؤقتة

كما يقصد باجلرائم املسهلة اجلرائم اهزة أو املسهلة لبعض اجلرائم من إعـداد وحتضـري ويئـة االتفاق على إعداد الوسائل اليت تعني اجلناة على ارتكاب اجلرمية أو التخلص من عواقبها مثال ذلك

األسلحة أو املواد اليت تستعمل يف تنفيذ اجلرمية ، أو االتفاق على استئجار شخص يتـوىل تنفيـذ )3(اجلرمية أو مجع املعلومات عن األشخاص لالعتداء عليهم

ويف واجلرائم اإلرهابية من اجلرائم العمدية اليت التقع قانونا إال إذا توفر القصد اجلنائي عند اجلاين ،جرمية املساعدة يتعني أن يتوفر لدى اجلاين علمه بالغرض الذي تدعو إليه التنظيمات اإلرهابية ، مع

ويف جرمية االشتراك ، أو االنضمام يف هذه التنظيمات ووسـائل ، اجتاه إرادته إىل معونتها يف ذلك .حتقيقها واجتاه إرادته إىل اإلسهام يف ذلك

جهل اجلاين حقيقة السلوك الصادر منه، أو حقيقة أغراض التنظيم املناهض وترتيبا على ما سبق فإن .للدولة أو الشرعية او اتمع من شأنه عدم قيام اجلرمية

109العاديل ، حممود صاحل ، موسوعة القانون اجلنائي لإلرهاب ، املرجع سابق ص )1(

149وسوعة القانون اجلنائي ، مرجع سابق ص العاديل ، حممود صاحل، م )2(

.255م ، ص 2000سرور، طارق، اجلماعة اإلجرامية املنظمة ،دار النهضة العربية ، )3(

Page 51: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

املبحث الثاني

صور وأشكال اجلرمية اإلرهابية يف الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي

لى املمتلكات واألعراض ، فبـدون األمـن اإلسالم هو دين السالم واالستقرار واحملبة ، واحملافظة عالذين آمنوا ولم تصعب احلياة ، كما يعد األمن مقصد من مقاصد الشريعة اإلسالمية ، يقول تعاىل

هـذه اآليـة وتوضح ،سورة األنعام ) )82يلبسوا إميانهم بظلم أولئك لهم األمن وهم مهتدون أن األمن واإلميان مترابطان ، وأنه حىت يكون اإلنسان آمنا ال بد أن يكون مؤمنا ، كما تشهد كرمية ال

بأمهية العدل والبعد عن الظلم حىت يستقيم إميان العبد ، والشريعة اإلسالمية ترفض كـل أشـكال رسوله ويسعون في األرض فسادا أن إنما جزاء الذين يحاربون الله و العنف وصوره ، يقول تعاىل

له كض ذلاألر نا منفوي أو الفخ نم ملهجأرو يهمدأي قطعت وا أولبصي لوا أوقتا ييني الدف يزخ م يمظع ذابع ةري اآلخف ملهو )33 (دة سورة املائ

وتوضح هذه اآلية الكرمية أا حرمت نوعني أساسني من العنف ينطوي حتتهما كافة أشكال اإلرهاب وقد عرف التاريخ اإلسالمي صورا من اجلرائم اإلرهابية ورصد هلـا . مبفهومه املعاصر وهي احلرابة

جند أن من املناسـب اشد العقوبات ولعل جرمية احلرابة أقرب صور اجلرائم إىل األعمال اإلرهابية و ..البحث يف مضموا ، وهل تعترب جرمية البغي من قبيل اجلرائم اإلرهابية أم السياسية

صور وأشكال اجلرمية اإلرهابية يف الشريعة اإلسالمية -املطلب األول

: تتخذ اجلرمية اإلرهابية يف الشريعة اإلسالمية شكلني مها

جرمية البغي: أوال

Page 52: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

على التأويل السائغ والتأويل السائغ يقابل يف "غي جرمية سياسية تقترف ضد السلطة بناءو جرمية الب القانون الباعث السياسي فالتأويل قد يكون سائغأ وقد يكون فاسدأ ، وكذلك الباعث قـد يكـون

)1(".وقد يكون شريفا"دنيئا

لبغاة لظلمهم وعدوام عـن والبغي لغة يطلق على الطلب ، وعلى الظلم وجماوزة احلد ومنه مسي ا" )2("احلق ، فالبغاة هم الظاملون العادلون عن احلق والبغاة مجع باغ وهو اسم فاعل من البغي

اخلارجون على اإلمام احلق بغري احلـق " وهو ما استدعى الفقهاء املسلمني إىل تعريف البغاة بأم هم اخلارجون على إمام ولو غري "ن إىل القول بأم بينما ذهب آخرو )3("فلو خرجوا حبق فليسوا بغاة ).4(" عادل بتأويل سائغ وهلم شوكة

جرمية احلرابة : ثانيا

تعد جرمية احلرابة من أبشع اجلرائم اليت ورد النص عليها يف التشريع اإلسالمي ووضـعت هلـا بة عليها واليت ورد الـنص شروط خاصة وأركان خاصة ال تتحقق إال بوجودها جلسامة العقوبة املترت

إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسـعون فـي األرض تعاىل قال عليها يف القرآن الكرمي من األرض ذلك لهم خزي فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خالف أو ينفوا

ذابع ةري اآلخف ملها ويني الدف يمظع )33 ( سورة املائدة.

وهلذا الفعل عدة معان منها أن احلرب مبعىن . واحلرابة يف اللغة مصدر مشتق من فعل حارب حيارب )5(.حلرب معىن سلب ه كما يأيت ااعص اومبعىن املعصية وحارب اهللا إذالقتل

157ص -1989بيت احلكمة –الكبيسي، أمحد ، وحبيب ، حممد شالل ، املختصر يف الفقه اجلنائي اإلسالمي ) 1(

91ن الدولة وعقوبتها يف الفقه اإلسالمي ، املختار اإلسالمي ، ص الشال ، يوسف عبد اهلادي ، جرائم أم) 2(

91املرجع السابق ، صفحة ، الشال، يوسف عبداهلادي) 3(

109الكبيسي ، أمحد ، مرجع سابق ، ص ) 4(

307لسان العرب مرجع سابق ص ) 5(

Page 53: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

أو فرد ذي شوكه إىل الطريق العام بغيـة منـع ةخروج مجاع( ويف اصطالح الفقهاء تعرف بأا اخلـروج ( وعرفها احلنفية بأـا )1().املسافرين أو سرقة أموال املسافرين أو االعتداء على أرواحهم

يف حـني . )2() ارة من املرور ويقطع الطريقعلى سبيل املغالبة على وجه مينع امل ألخذ املال على املارةعرفها الشافعية بأا الربوز آلخذ املال أو قتل أو إرهاب ويضيف بعضهم أن يكون ذلك مكـابرة أو

)3(.اعتمادا على الشوكة مع البعد عن الغوث

، أو خوفه ، أو اخلروج إلخافة الناس ألخذ مال حمترم مبكابرة قتال : "احلرابة بأا واأما املالكية فعرفوال ) العداوة والشـحناء ( لذهاب عقل أو قتل ، خفية ، أو رد قطع الطريق ، ال إلمرة ، وال نائرة

)4("عداوة

ومن جمموع هذه التعريفات ميكن القول بأن فقهاء املسلمني مبختلف مذاهبهم جيمعون علـى أن . تلهم أو جرحهم هو من قبيل احلرابة اخلروج إلخافة الناس يف الطريق أو ألخذ أمواهلم أو ق

وإذا ما أردنا مقارنه بني هذه األفعال والصور املعاصرة من اجلرائم اإلرهابية جند أما يتفقان مـن حيث توافر العنصر النفسي ونشر الرعب أو اخلوف وقد تقدم أن الشافعية عرفوا احلرابة بأا الربوز

ط الفقهاء جتريد السالح واملكابرة باالعتماد على الشوكة واملغالبة كما اشتر. آلخذ املال أو إرهاب وهو ما ينطبق على أكثر العمليات اإلرهابية يف الوقت احلاضر السيما أعمـال القرصـنة البحريـة وخطف الطائرات حيث ميتنع الغوث ويتم استخدام السالح أو التهديد بـه لنشـر الرعـب بـني

.املسافرين

د أن جرمية احلرابة يف الشريعة اإلسالمية هي الصورة املقابلة للجرمية اإلرهابيـة يف وعلى ذلك جن وقد حرص اإلسالم على ضمان أمن واستقرار اتمع باعتبار هذه اجلرميـة مـن . التشريع الوضعي

139الكبيسي ، أمحد ، مرجع سابق ص، ) 1(

90، ص 7ائع ، للكاساين ، دار الكتب العلمية ،ج بدائع الصنائع يف ترتيب الشر) 2(

336، 1986الزهراء لإلعالم –عبداهللا ، علي حسن ، الباعث وأثره يف املسئولية اجلنائية ) 3(

، 33العدد 15الشهري، علي بن عبداهللا ، جرمية اختطاف الطائرات املدنية يف الفقه اإلسالمي والنظام السعودي ، جملة البحوث األمنية ، جملد ) 4(

45ص

Page 54: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

الكبائر ورصد هلا أشد العقوبات ملا يف قطع الطريق وقتل الناس وإرهام من إشاعة للفوضى والرعب )1(وإخالل خطري للنظام العام

وتـاريخ )148( وقد صدر قرار هيئـة كبـار العلمـاء باململكـة العربيـة السـعودية رقـم " هـ ، معتربا أن من يقوم مبثل هذه األعمال فإن عقوبته القتل ألن ضرره اشد مـن 12/1/1409

)2("ضرر قاطع الطريق وقد حكم اهللا عليه مبا ذكر يف آية احلرابة

يف القانون الوضعيوأشكال اجلرائم اإلرهابية صور -الثاين املطلب

بالشرح اجلرمية اإلرهابية يف القانون الدويل واالتفاقيات املربمة ملواجهة آثارها املدمرة تبعد أن تناولأوردنا يف املبحث الثالث أن اجلرائم املعاصرة تعد من جرائم احملاربة هللا ورسـوله وعلى اتمعات ،

)3(ساد يف األرض ، ولكن جيب توافر جمموعة من العناصر العتبار األعمال اإلرهابية جرمية ومنهاواإلف

أن يكون العمل اإلرهايب موجها ضد دولة ،وأن يكون الغرض منه إثـارة الرعـب ، أن - 1 .دولية صبغةيكون ذا

ملكافحـة أن يكون واردا يف األفعال اليت تضمنتها نصوص االتفاقيات العربية والدوليـة - 2 .اإلرهاب

األفعال املوجهة ضد حياة أو سالمة الشخصيات العامة مثـل الرؤسـاء أو زوجـام أو - 3 .األشخاص القائمني على وظائف أو خدمات عامة

صنع أو حيازة األسلحة أو الذخائر أو املتفجرات أو املواد الضارة دف تنفيذ جرمية من - 4 .اجلرائم املذكورة يف أي بلد كان

218عطا اهللا ، إمام حسانني ، مرجع سابق ص ) 1(

، ص 2004 العمريي، حممد عبداهللا ، مسقطات حد احلرابة وتطبيقاا يف اململكة العربية السعودية ، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ، الريـاض ) 2(

48 ــ ، ص 1424بيقاا الفقهية املعاصرة ، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ، الريـاض الربيش، أمحد بن سليمان صاحل ، جرائم اإلرهاب وتط) 3(

ما بعدها 43

Page 55: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

.اولت املادة الثالثة من اتفاقية جنيف ملنع ومعاقبة اإلرهابوقد تن

)1(:األفعال اليت تدخل حتت نطاق املسامهة يف اجلرمية اإلرهابية يف عدة نقاط كما يلي

.التآمر الرتكاب أي من األفعال واجلرائم الواردة يف املادة الثانية من االتفاقية - 1 .جرميته إمتام حال جناح الفاعل يف التحريض على ارتكاب أي من هذه األفعال يف - 2مـن " 3"و" 2"و" 1"التحريض العلين املباشر الرتكاب أي من األفعال الواردة يف البنود - 3

.املادة الثانية سواء أدى هذا التحريض إىل إمتام اجلرمية أم ال .االشتراك عمدا يف ارتكاب أي من هذا األفعال - 4 .ب أي من هذه األفعال تقدمي املساعدة عن علم ، لتسهيل ارتكا - 5

:إىل هذه العناصر )2(ويضيف الربيش

صنع أو حيازة األسلحة أو الذخائر أو املتفجرات أو املواد الضارة بقصد تنفيذ جرمية مـن - 1 .اجلرائم املذكورة يف أي بلد كان

.تنظيم مجعية أو االتفاق بقصد ارتكاب هذه األفعال - 2 .املسامهة العمدية يف أعمال اإلرهاب - 3 .مساعدة تبذل عمدا بقصد ارتكاب فعل من هذه األفعال كل - 4

وقد عاجلت االتفاقية بعض األفعال اليت ال تشكل يف حد ذاا جرائم إرهابية ، ولكنها وثيقـة " الصلة ذه اجلرائم ، ومثاهلا وثائق السفر أو بطاقات حتقيق الشخصية أو غريها دف إخفاء هوية

وصوله إىل مكان ارتكاب جرميته أو تسهيل هروبه مـن مسـرح منفذ العمل اإلرهايب أو تأمني )3("األحداث بعد ارتكاب جرميته

63رفعت، أمحد حممد ، الطيار، صاحل بكر، اإلرهاب الدويل ، مركز الدراسات العريب األوريب ، ص ) 1(

45اصرة ، مرجع سابق ، ص الربيش، أمحد بن سليمان صاحل ، جرائم اإلرهاب وتطبيقاا الفقهية املع) 2(

64رفعت، أمحد حممد ، الطيار، صاحل بكر، اإلرهاب الدويل ، مركز الدراسات العريب األوريب ، مرجع سابق ، ص ) 3(

Page 56: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

:ومها شكلني من أشكال اإلرهاب املعاصر) 1(وأوضح عيد

إرهاب اموعات الوطنية اليت تطالب حبق تقرير املصري - 1 .إرهاب اموعات العقائدية اليت دف لتغيري نظام احلكم بالدولة - 2

شـراح وقد عرضهاأنواع صور اإلرهاب املعاصرة فقد تنوعت وتعددت أشكاهلا بصورة كبرية ، أما :القانون الوضعي املعاصرين كما يلي

)2(جرائم االغتياالت - 1 )3(احتجاز الرهائن وحجز السفن والتوسع اإلقليمي واالستعمار االستيطاين - 2 .القرصنة اجلوية املتمثلة يف خطف الطائرات - 3

وما بعدها 34هـ ، ص 1420عيد، حممد فتحي ، واقع اإلرهاب يف الوطن العريب ، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ، الرياض ) 1(

45ئم اإلرهاب وتطبيقاا املعاصرة الفقهية املعاصرة ، مرجع سابق ص جرا) 2(

وما بعدها 35م ص 1998التل ، أمحد يوسف، اإلرهاب يف العاملني العريب والغريب ، دائرة املطبوعات والنشر ، عمان ) 3(

Page 57: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

الفصل الثاني املساهمة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية

: يتضمن هذا الفصل أربعة مباحث مقسمة إىل مطالب وهي

اجلنائية مفهوم املسامهة :املبحث األول

أركان املسامهة اجلنائية: املطلب األول

التمييز بني املسامهة األصلية واملسامهة التبعية: املطلب الثاين

املسئولية اجلنائية يف الشريعة اإلسالمية: ثاملطلب الثال

صور املسامهة اجلنائية - املطلب الرابع

املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية ماهية وأركان :املبحث الثاين

ماهية املسامهة التبعية: املطلب األول

أركان املسامهة التبعية: املطلب الثاين

يف اجلرمية اإلرهابية صور املسامهة التبعية: املبحث الثالث

التحريض على اجلرمية اإلرهابية: املطلب األول

االتفاق على اجلرمية اإلرهابية: املطلب الثاين

املساعدة يف اجلرمية اإلرهابية:املطلب الثالث

األعمال التحضريية الرتكاب اجلرمية اإلرهابية : املطلب الرابع

Page 58: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

والقانون الوضعي اإلسالمية عةاملسامهة التبعية بني الشري: املبحث الرابع

املقارنة من حيث التعريف: املطلب األول

املقارنة من حيث الفاعل والشريك: املطلب الثاين

.املقارنة من حيث االشتراك املباشر واالشتراك بالتسبب: املطلب الثالث

.وفيما يلي بيان ذلك بالتفصيل املناسب

Page 59: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

املبحث األول نائيةاملساهمة اجل مفهوم

تعدد اجلنـاة : املسامهة اجلنائية تعين تعدد اجلناة الذين ارتكبوا اجلرمية ، وهي بذلك تقوم على أمرين .)1(ووحدة اجلرمية املرتكبة

فاملسامهني يف اجلرمية بصورة أصـلية . )2(فاملسامهة اجلنائية ال تكون إال بتعدد اجلناة مع وحدة اجلرمية .الفاعل والشريك واحملرض واملتدخل واملخبئ يف املتمثلون أو فرعية هم هؤالء األشخاص

إال أنه ميكنه أيضا أن ينفذها بواسطة غـريه فيختلـف . وعادة ما يقوم الفاعل بتنفيذ جرميته مبفرده فإذا أقدم على تنفيذ جرميته بواسطة شخص . الوصف القانوين الذي يعطي له وإن بقى دوره هو ذاته

األهلية اعترب فاعال معنويا بينما اعترب املنفذ مبثابـة األداة املاديـة للجرميـة وال حسن النية أو عدميأما إذا أقدم على تنفيذ جرميته بواسطة شخص واع أصدر له األمر بتنفيذها اعتـرب . مسؤولية عليه

مها شريكان يف إنفاذها فاعال ذهنيا للجرمية ، أي آمرا ا ، كما اعترب املنفذ فاعال ماديا للجرمية وكالومرتلتهما مرتلة الفاعل ويف أحيان أخرى يقدم شخص أو أكثر على حتريض الفاعل علـى ارتكـاب جرميته أو يتدخل هؤالء فيها إما مباشرة عن طريق إمداد الفاعل املذكور باإلرشـادات الالزمـة أو

الء األشخاص خيتلف بـاختالف ووضع هؤ. بتشديد عزميته أو مبساعدته على يئة أو إخفاء آثارها وقد اختذت التشريعات اجلزائية مواقف خمتلفة منهم فمنها من أنـزهلم . الدور الذي يلعبه كل منهم

مرتلة الفاعل نفسه ومنها من خص كل مساهم يف اجلرمية بوضع خاص تبعا للدور الذي قـام بـه يف مل الفاعل والشريك واملسامهة التبعية وتشمل ومنها من ميز بني املسامهة األصلية اليت تش. )3(حتقيقها

احملرض واملتدخل واملخبئ حبيث يكون مصري التجرمي يف املسامهة التبعية وقفا علـى قيـام املسـامهة

. 16، ص 1960. املسامهة اجلنائية يف التشريعات العربية ، القاهرة : حممود جنيب ،حسين ) 1(

ومن شروط وحدة اجلرمية أن تكون النتيجة واحدة ، مع وحدة معنويـة تـربط 398: ، ص 1977، املرجع السابق ، حممود جنيب ،حسين ) 2(

. 325، 324: ، ص 1974مجيع اجلناة ، الدكتور حممود حممود مصطفي ، القسم العام ،

. 211، ص 1967القاهرة سنة . املسامهة األصلية يف اجلرمية ، دار النهضة العربية : لستار يراجع ذا الصدد مؤلف الدكتورة فوزية عبد ا) 3(

Page 60: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

وسوف أتناول احلـديث . األصلية فإذا انتفى وقوع اجلرم األصلي انتفى التجرمي يف املسامهة التبعية : مطالب جمموعةعن املسامهة اجلنائية يف

. أركان املسامهة اجلنائية : األول

امهة األصلية واملسامهة التبعية يز بني املسيالتم: الثاين

املسئولية اجلنائية يف الشريعة اإلسالمية: الثالث

صور املسامهة اجلنائية: الرابع

أركان املساهمة اجلنائية - ملطلب األولا

وتعدد اجلناة يعىن –تعدد اجلناة ووحدة اجلرمية : على أمرين مها طبقا ملا تقدم فاملسامهة اجلنائية تقوممسامهة أكثر من شخص يف ارتكاب اجلرمية وهي مسألة ال تثري صعوبة ، أما وحدة اجلرمية فهي تعين

كوفـاة اـين 1أن أفعال اجلناة قد تعددت ومجيعها رغم اختالفها أفضت إىل نتيجة إجرامية واحدة . لقتل أو انتزاع املال يف جرائم السرقة من حيازة اين عليه ونقله إىل حيازة اجلناة عليه يف جرائم ا

كذلك فإن وحدة اجلرمية ال تتوقف فقط على وحدة النتيجة اإلجرامية بل تتطلب عالوة على ذلـك ليت أفضت توافر عالقة سببية بني الفعل الذي ارتكبه كل مساهم يف اجلرمية ، وبني النتيجة اإلجرامية ا

فمن حرض شخصا على قتل آخر فارتكبت اجلرمية بناء على هذا التحـريض ، )2(إليها هذه األفعالفعالقة السببية قائمة بني نشاط احملرض ووفاة اين عليه ، إذ لوال التحريض مـا فكـر القاتـل يف

السـتعماله إذا كذلك من ميد لصا بسـالح –ارتكاب اجلرمية أو نشأ عنده التصميم على ارتكاا استعمال الفاعل للسالح رغم محله إياه اقتضى األمر يف سرقة أحد املنازل ومتت جرمية السرقة بدون

فإن عالقة السببية تعد قائمة إذا لوال محل الفاعل هلذا السالح ما توافر لديه التصميم واجلرأة على –

. 325: ، ص 1974، الدكتور حممود حممود مصطفي ، القسم العام ،القاهرة 399: ، ص حممود جنيب ،حسين ) 1(

. 400: ، القسم العام ، ص حممود جنيب ،حسين ) 2(

Page 61: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ما وجد اين عليه يف مسـكنه واعتقـد ارتكاب اجلرمية ولكان من احملتمل أن يعدل عن تنفيذها إذا . )1(تصديه للدفاع عن ماله

ومن ناحية أخرى تعد عالقة السببية إذا كان نشاط الشريك ال حيول دون حتقق النتيجة اإلجراميـة . )2(على النحو الذي حتققت به أي أنه ما كان يطرأ عليها تغيري أي كان

: الوحدة املعنوية للجرمية

اين يف املسامهة اجلنائية هو الوحدة املعنوية للجرمية وجيمع فقهاء القانون بأنه ملساءلة الفاعل العنصر الث، فر لدى اجلميع قصد خاص باالشتراكاألصلي أو الشريك يف اجلرمية اليت أمتها غريه ، يشترط أن يتوا

قتل سامل وتركه لو شرع علي يف" عالوة على القصد العادي ، وسأضرب لذلك مثاال ينحصر يف أنه على أنه مات مث أيت بكر بعد ذلك وقتل ساملا ، فحيث أن علي مل يدخل يف ارتكاب جرمية القتـل ،

وتفسري ذلك أن عليا مل يقصد أن يساهم مع بكر يف " فهو ال يكون مدينا إال جبرمية الشروع يف القتل ةالوفا أو علي عنلكن يسأل زيد النتيجة اليت حدثت فيسأل كل منهما عن فعله مستقال عن اآلخر

. أي كان لديه قصد التداخل مع األخري )3(مىت لو قصد بفعله معاونة بكر

فضابط الوحدة املعنوية للجرمية إذا يف اجلرائم العمدية يقوم على العلم واإلرادة ، ومها عنصرا القصد مهني يف اجلرمية ، وأن يريد وقوع أي علم كل مساهم باألفعال اليت يرتكبها غريه من املسا –اجلنائي

هذه األفعال وأن يتوقع ويريد النتيجة اليت سوف تترتب على هذه األفعال يف جمموعها مبعىن أن يكون كل مساهم عاملا بنشاط اآلخرين ، وقصد اآلخر وأن تتجه إرادته إىل إقحام نشـاطه اإلجرامـي يف

وذلك حسب اخلطة اليت وضعت أو تكونـت سلسلة العوامل اليت أدت جمتمعة إىل حصول النتيجةلديهم فجأة فإذا فقدت اجلرمية وحدا املعنوية ، فانتفت كل رابطة ذهنية جتمع بني اجلناة وثبـت أن

فإن اجلرائم يف هذه احلالة تتعـدد –كل واحد منهم ارتكب النشاط اإلجرامي مستقال عن اآلخرين

. 401، 400: ، القسم العام ، املرجع السابق ، ص حممود جنيب ،حسين ) 1(

. 573: سرور، أمحد فتحي ، أصول قانون العقوبات، القاهرة ، ص ) 2(

. 333: ، قانون العقوبات ، القسم العام ، القاهرة ص 1974مصطفي ، حممود حممود ، ) 3(

Page 62: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

األفعال اليت وقعت من اجلناة سامهت من الناحية املاديـة بتعدد األركان املعنوية حىت ولو تبني أن كل وتأخذ معظم التشريعات مببدأ وحدة اجلرمية عند توافر عنصري املسامهة اجلنائية .يف وقوع اجلرمية

ومها الوحدة املادية للجرمية والوحدة املعنوية ـ كما يفرق بني صور املسامهة كالتفرقة بني الفاعـل .والشريك

يز بني املساهمة األصلية واملساهمة التبعيةيالتم - ثانياملطلب ال

املسامهة اجلنائية التبعية هي نشاط يرتبط بالفعل اإلجرامي ونتيجته برابطة السببية دون أن يتضـمن وحيدد هذا التعريف الفروق بني املسامهة األصـلية .تنفيذ اجلرمية ، أو قياما بدور رئيسي يف تنفيذها

النشاط الذي يعاقب القانون عليه ، سواء باشر اجلاين هذا النشاط كله أو باشر جزءا ألا تعين إتيان )1(.منه منه أو أيت فعال يتصل به على حنو وثيق حبيث يعد يف خطة اجلرمية جزءا

وباإلضافة إىل ذلك ، فإن املساهم األصلي يأيت نشاطا إجراميا حلسابه ، فهو يعترب نفسه سيد املشروع .مي اإلجرا

وهـو مـا 2وملا كانت معظم التشريعات قد أخذت مببدأ التفرقة بني فاعل وشريك يف جرمية واحدة .أنتهي اليه مؤمتر أتينا

فالفاعل هو من يرتكب فعال يعد عمال تنفيذيا وهو الذي يقوم به الركن املادي للجرمية وليس بشرط من هذه إمنا يكفي أن يرتكب واحدا –كملها أن يرتكب املساهم األصلي األفعال املكونة للجرمية بأ

أما الشريك فمجال مسامهته فيما دون ذلك من أفعال وهـي األعمـال –أو جزءا منه –األفعال . التحضريية

247العربية ، مرجع سابق ص حسين ، حممود جنيب ، املسامهة اجلنائية يف التشريعات ) 1(

.م1982،طبعة383:م،ص40،406،1977:الدكتور حممود جنيب حسىن ،ص) 2(

Page 63: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

املسئولية اجلنائية يف الشريعة اإلسالمية - الثالث املطلب

ا انتفى أحدها انتفـت املسـئولية تقوم املسئولية اجلنائية يف الشريعة اإلسالمية على ثالثة عناصر إذ ) .1(بالتبعية

:وهذه العناصر هي

.أن يكون الفاعل خمتارا - 1 .أن يكون مدركا - 2 .أن يأيت الفاعل فعال حمرما - 3

ومن هذا يتضح أن املسئولية اجلنائية يف الشريعة اإلسالمية تقوم على مبدأ شخصـية املسـئولية إال فاعله ، وال يؤخذ امرئ جبريرة غريه مهما كـان درجـة اجلنائية مبعىن أنه ال يسال عن اجلرم

من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ومـا ربـك يقول تعاىل . القرابة أو الصداقة بينهما بيدبظلام للع )46 ( ويقول أيضا . سورة فصلتو فسهنا فلحالل صمع نم ا ثمهلياء فعأس نم

من عمل سيئة فلا يجزى إلـا سورة اجلاثية ، ويقول يف آية أخرى ) )15إلى ربكم ترجعونزرة ينلون الجخدي كلئفأو نمؤم وهأنثى و ن ذكر أوا محالل صمع نما وثلهـر ميـا بغيهقون ف

سورة غافر) )40حساب

ه ـوهو ما أكدته السنة النبوية الشريفة ، وما جاء بأحاديث الرسول صلى اهللا عليه وسلم من قولال جيين عليك وال " ة وابنه خذ الرجل جبريرة أبيه ، وال جبريرة أخيه ،وحينما قال أليب رمثؤال ي {

)2(}عليه جتين

340عودة ، عبدالقادر ، التشريع اجلنائي اإلسالمي ، مرجع سابق ، اجلزء األول ص ) 1(

220هـ ص 1349ط ، .الشوكاين ، حممد بن علي ، نيل األوطار من حديث سيد األخيار ، دار اجليل ، بريوت ، د) 2(

Page 64: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

العامة اليت تقوم عليها املسئولية اجلنائية يف الشريعة اإلسالمية ، ولكن مع ذلـك هذه هي املبادئفإن الشريك املتسبب أو املساهم التبعي يسال عن اجلرمية اليت ارتكبها الشريك املباشر ، وذلـك

:يف احلاالت التالية

حصوهلا نتيجة إذا كانت اجلرمية اليت وقعت نتيجة حمتملة الشتراكه ، وكان من املمكن توقع - 1لتنفيذ اجلرمية املقصودة ، فمن حرض شخصا على ضرب آخر فضربه ضربة أدت إىل وفاته ، فالشريك املتسبب ال يسأل عن الضرب فقط ، وإمنا يسأل عن القتل شبه العمد ألن القتـل

)1.(كان نتيجة حمتملة الوقوع لتنفيذ الضرب لشريك املتسبب فعلى كل منهما عقوبة ، إذا إذا ارتكب الشريك املباشر الفعل الذي قصده ا - 2

كان الفعل من جرائم التعازير ، أما إذا كان الفعل من جرائم احلدود أو القصـاص فلكـل .منهما عقوبته اخلاصة

ال عقاب على النية أو حديث النفس ووسوسة الصدر ملا ورد عن رسول اهللا صلى اهللا عليه - 3 )2( }به هنا أنفسها ، ما مل يتكلموا أو يعملوا بهإن اهللا جتاوز ألميت ما حدثت {وسلم

واألصل يف الشريعة اإلسالمية أن االتفاق على اجلرمية والتحريض عليها وإعانة ارم على جرميته ، كل ذلك يعد بذاته جرمية مستقلة ، سواء وقعت اجلرمية املقصودة أم مل تقع ، ويعد جرمية مـن

:)3(وجهني

رم األمر باملنكر واالتفاق واإلعانة عليه ، واجلرائم هي أشد املنكرات وأكربها أن الشريعة حت - 1 .يف الشريعة اإلسالمية

ارتكاب ما حترمه الشريعة مـن إىلوالتحريض واإلعانة عليها يؤدي أن االتفاق على اجلرمية - 2بة من حرض اجلرائم والقاعدة األصولية أن ما أدى إىل احملرم فهو حمرم ، وعلى هذا جيوز معاق

324عودة ، عبدالقادر ، التشريع اجلنائي اإلسالمي ، الد األول ، مرجع سابق ، ص ) 1(

م 1997املنذري ، زكي الدين عبدالعظيم ، خمتصر صحيح مسلم ، حتقيق حممد ناصر الدين األلباين ، املكتب اإلسالمي ، بريوت الطبعة الثالثة ، ) 2(

23أحدكم إسالمه فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثاهلا ص ، باب إذا أحسن268حديث رقم

324، ص 1عودة ، عبدالقادر ، التشريع اجلنائي اإلسالمي ، مرجع سابق ، ج) 3(

Page 65: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

أو أعان على جرمية ولو مل تقع هذه اجلرمية ، ألن جمرد االتفاق والتحريض واإلعانة ال خيرج عن كونه جرمية بذاته، وبناء عليه فالتحريض العام على اجلرائم معاقب عليـه يف الشـريعة

التفاق اإلسالمية ، وأن االتفاق اجلنائي على اجلرائم معاقب عليه ، سواء أدى التحريض أو ا .إىل نتائجه املقصودة أو مل يؤد إىل هذه النتائج

صور املساهمة اجلنائية -الرابع املطلب

.عرفت الشريعة اإلسالمية املسامهة يف اجلرمية سواء األصلية أو التبعية ولكن مع اختالف املسمى

سالمي ، وكـذلك فاملسامهة األصلية يف القانون الوضعي هي نفسها االشتراك املباشر يف الفقه اإلهـذا وإن . املسامهة التبعية يف القانون الوضعي هي نفسها االشتراك بالتسبب يف الفقه اإلسالمي

.اتفق املسمى إال أن احلكم خيتلف بالنسبة للشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي

يا باتا وحتذير وقد وردت آيات كثرية يف القرآن الكرمي بشأن جترمي املسامهة اجلنائية والنهي عنها. اإلنسان من أن يتخذ غريه عونا له لالعتداء على أخيه اإلنسان سواء بدنيا أو ماليـا أو أدبيـا

وتعاونوا على الرب والتقوى وال تعاونوا على اإلثم والعدوان واتقوا الله إن اللـه : يقول تعاىل يددقاب شالع )2 ( سورة املائدة.

:وورد عن عن عمر رضي اهللا عنه احلديث التايل

من أهل صنعاء برجل وقال لو اشترك فيه أهـل أنفس عن بن عمر أن عمر بن اخلطاب قتل سبعة )1(صنعاء لقتلتهم

:وورد عن علي رضي اهللا عنه

12/228انظر الباري ج)أوصل وأوضح(،قال عن هذه الرواية ابن حجر أا 5/429ج/مصنف ابن أيب شيبة) 1(

Page 66: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ه علي مث جاءا بآخر وقـاال قال مطرف عن الشعيب يف رجلني شهدا على رجل أنه سرق فقطع(( )1()تكماأخطأنا فأبطل شهادما وأخذا بدية األول،وقال لو علمت أنكما تعمدمتا لقطع

احلالة اليت ينفذ فيها كل شريك ركن اجلرميـة : )2(أو املسامهة األصلية يعين االشتراك املباشرإن مراحل تنفيذ اجلرميـة ، املادي أو جزء منه ، أو هو الذي يكون فيه عمل كل شريك مرحلة من

كمن يشترك مع غريه يف مرحلة محل املتاع املسروق من حرزه ، ومن يشترك مع آخـر يف قتـل .إنسان بأن يقوما بضربه ضربا تنتج عنه الوفاة

:ولالشتراك املباشر يف الفقه اجلنائي اإلسالمي صورتان مها

أي دون أن يكـون ( ق ، واالشتراك بالتوافق أي االشتراك بالتواطؤ أو باالتفا: االشتراك بالتمالؤ .بني املشتركني نية تفاهم أو اتفاق سابق

االشتراك بالتسبب أو املسامهة التبعية مبعىن أن يكون دور الشريك خارجا عن تنفيذ ركن اجلرمية االشتراك باالتفـاق ،واالشـتراك بـالتحريض ، ( املادي، وهلذا النوع من االشتراك أربع صور

ويسمى فعل الشريك املتسبب االشتراك غري املباشر ) شتراك باملساعدة ، واالشتراك بالتستر واال .)3(. أو االشتراك بالتسبب

)4(:وقسم ابن قدامه صور االشتراك بالتسبب إىل أربع صور

.على قتل آخر فيقتله رجلبأن يكره : اإلكراه-

6/2527ج /رجل هل يعاقب أو يقتص منهم كلهم باب إذا أصاب قوم من/صحيح البخاري) 1(

ىل ، الفاخري ، غيث حممود ، االشتراك يف الفقه اإلسالمي ،دراسة مقارنة بالقانون الوضعي ، منشورات جامعة قاريونس ، بنغازي ، الطبعـة األو ) 2(

122م ، ص 1993

79م ص 1986هية مقارنة ، دار الشروق القاهرة ، نسي ، فتحي أمحد ، نظريات يف الفقه اجلنائي اإلسالمي ، دراسة فق) 3(

331،ص 1980املغين ، الرياض ، مكتبة الرياض احلديثة ، الطبعة الرابعة ، ) هـ630( ابن قدامه ، عبداهللا بن أمحد ، )4(

Page 67: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

تل ، فقتل بشهادما مث رجعا واعترفـا الشهادة ، فإذا شهد رجالن على آخر بأنه هو الذي ق- .بتعمدمها فعليهما القصاص

احلاكم إذا حكم على رجل معصوم بالقتل عاملا بذلك ومتعمدا فقتل واعترف بذلك وجب عليه - .القصاص

فاحلكم متعلق . فلو وكل غريه بالقتل ، ومل يكن يتعمد قتله ظلما ، أي الفاعل : القتل بالتوكيل - .ملوكل كما لو باشرهبالويل أو ا

ومن هذا يتبني أن فكرة املسامهة اجلنائية يف الشريعة اإلسالمية أوسع منها عن فكـرة املسـامهة اجلنائية يف الفقه الوضعي ، حيث أا تتسع لتشمل أفكار النظرية املادية والشخصية السـائدة يف

.الفقه الوضعي

اين مما يكون معصية ، سواء كان مـا ارتكبـه فالشريعة اإلسالمية تعاقب على كل فعل يأتيه اجل .اجلاين يؤدي حتما إىل الركن املادي للجرمية املقصودة أو ال يؤدي إليه

فالقاعدة العامة يف الفقه اإلسالمي ، أن العقوبات املقدرة شرعا توقع على من باشر اجلرميـة دون و حنيفة ، ولكـن با ذهب إليه اإلمام أاملتسبب الذي يستحق يف هذه احلالة عقوبة تعزيرية وفقا مل

بقية الفقهاء استثنوا منها االعتداء على النفس وما دوا وحجتهم يف ذلك أن طبيعة هذه اجلرائم أا تقع كثريا بالتسبب ، فلو طبق العقاب بالنسبة هلذه اجلرائم على املباشر فقط ، المتنع توقيـع

1.ذ الركن املادي للجرمية كما فعل املباشرالعقوبة املقدرة على املتسبب مع أنه نف

الفقه اإلسالمي متفق على حتديد الطبيعة القانونيـة للمسـاهم : وتطبيقا ملا سبق ميكن القول بأن .التبعي على أساس كونه مباشرا بالتسبب من حيث املبدأ العام ، وأنه يعد شريكا باملباشرة استثناء

411،ص2عودة،عبدالقادر،التشريع اجلنائي اإلسالمي،ج )1(

Page 68: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

املبحث الثاني

ساهمة التبعية يف اجلرمية اإلرهابيةاملماهية وأركان

مية اإلرهابية بشكل خـاص ، يف الفصل األول إىل مفهوم اإلرهاب بشكل عام واجلر تعرضتبعد أن إىل أشريالفرق بني نظرة الشريعة اإلسالمية ، وبني القوانني الوضعية لإلرهاب ، جيب أن توأوضح

االستفادة من مثرات اجلهود العلمية، طاملا كانـت أن التشريع اجلنائي اإلسالمي، ال يرفض وال يأىب وإن جمال التعزير اإلسالمي جمال خصب، يسمح لويل . متفقة مع أحكامه، بال أدىن تعارض أو تناقض

األمر، أن يستفيد إىل أبعد مدى من تلك الثمرات يف تشريع بعض األحكام وتطبيقها، فيما حيتاج إليه دود والقصاصاتمع اإلسالمي خارج إطار احل

للحديث عن املسامهة التبعية وتوضيح ماهيتـها وأنواعهـا املتعـددة يف املبحثختصيص هذا وأرى .ارتكاب اجلرائم اإلرهابية

ماهية املساهمة التبعية - املطلب األول

تعين الصفة التبعية للمسامهة يف اجلرمية اإلرهابية أن اكتساب نشاط املساهم التبعـي للصـفة غـري شروعة رهن باكتساب املساهم األصلي فعال غري مشروع ، وبعبارة أخرى فإن نشـاط املسـاهم امل

.)1(التبعي يعد غري مشروع تبعا التصاف نشاط املساهم األصلي بالصفة غري املشروعة

وهذه الصلة الوثيقة بني النشاطني من الناحية املوضوعية ال تنفي استقالال من الناحيـة الشخصـية م التبعي عن املساهم األصلي ، ويف عبارة أخرى فإن مسئولية أحدمها ال تتأثر مبـا يعـرض للمساه

ملسئولية األخر من أسباب تنفيها أو ختفف منها ، فإذا ثبت أن لنشاط املساهم األصـلي يف اجلرميـة

أثره يف ارتكاب جرمية القتل يف الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي ، دار اجلامعـة اجلديـدة للنشـر ، الزيين ، حممود حممد عبدالعزيز ، التمالؤ و )1(

352، ص 2004االسكندرية

Page 69: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

نشاطه اإلرهابية فامتدت هذه الصفة تبعا لذلك إىل نشاط املساهم التبعي فإن مسئولية كل منهما عن )1(تستند إىل أسس ينبغي البحث عنها يف شخصه

هو (وقبل أن نتحدث عن تعريف املسامهة التبعية جيدر بنا تعريف الفاعل األصلي حيث مت تعريفه بأنه املـادي للجرميـة كمـا عرفـه من قام بنفسه بارتكاب الفعل الذي تتوافر فيه مجيع عناصر الركن

)2()القانون

رى أن الفاعل األصلي هو من قام باملباشرة الفعلية الرتكاب اجلرمية كما يتـبني وعلى هذا التعريف ن .أنه قد يقوم بارتكاب اجلرمية منفردا، أي يقوم بالتخطيط والتنفيذ معا

واملسامهة يف اجلرمية وبعبارة أخرى املسامهة اجلنائية، تعين تعدد اجلناة يف جرمية واحدة، فهي تتكـون )3(دد اجلناة و وحدة اجلرمية تع: من عنصرين مها

يتخذ صورا عديدة ، حسب الدور الذي يقـوم بـه كـل ، ــ تعدد اجلناة يف اجلرمية الواحدة 1فقد يكون دور أحدهم رئيسيا فيسمى فاعال ، ويكون دور آخر ثانويا فيسـمى . مساهم يف ارتكاا

.شريكا

أو يتعـدد ، رد فاعل مع شـريك أو شـركاء وقد يتعدد الفاعلون وحدهم دون الشريك ، أو ينف .الفاعلون والشركاء يف جرمية واحدة

.ـ وحدة اجلرمية ، وتتحقق بوحدا املادية و وحدا املعنوية 2

الوحدة املادية للجرمية تعين احتفاظ الركن املادي للجرمية بوحدته املادية، ويستلزم ذلك وحدة ) أ ( .نتيجة اجلرمية

353التمالؤ وأثره يف ارتكاب جرمية القتل ، مرجع سابق ص )1(، ص لشرعي ، اإلسكندرية ، املكتـب اجلـامعي احلـديث القصد اجلنائي و املسامهة و املسئولية اجلنائية والشروع والدفاع ا،أبو الروس، أمحد )2(

310.

. 15، ص 1960. املسامهة اجلنائية يف التشريعات العربية ، القاهرة : حممود جنيب ،حسين )3(

Page 70: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

بتوافر رابطة ذهنية بني املسامهني ، املعنوية للجرمية تعين وحدة الركن املعنوي للجرميةالوحدة ) ب ( يف اجلرمية، تفترض اتفاقا سابقا بينهم على ارتكاا، أو تفامها بينهم على ذلك، سواء كان ذلك سابقا

يكفـي أن يكـون وال يشترط أن يكون هذا التفاهم صرحيا ، بل. على تنفيذ اجلرمية أو معاصرا لهضمنيا ، كأن يدخل لص إىل دار لسرقته ، فيفاجأ خبادم يف الدار يساعده على السرقة ، فتتم اجلرمية

مبسامهتهما معا واليت قامت على التفاهم الضمين بينهما

ويقصد ا ) الشريك(نشاط تبعي أو ثانوي يصدر من املساهم التبعي ( أما املسامهة التبعية فتعرف بأا )1()املسامهة أو التدخل يف نشاط إجرامي

ومن هذا التعريف يتبني أن املساهم التبعي هو الذي يقوم بدور ثانوي يف ارتكاب اجلرمية ولكن هـذا .الدور يعد هاما وعنصرا فاعال وركنا من أركان ارتكاب اجلرمية

تبارها تطبيقا ملبدأ تقسيم العمل على كما تعرف املسامهة التبعية بتعدد اجلناة الذين ارتكبوا اجلرمية باع )2(املشروع اإلجرامي

.يقصر املسامهة على تعدد املسامهني، ومل يوضح نوعية املسامهة وال هدفها يوهذا التعريف يف نظر

واصطالح املسامهة ليس شائعا حيث جاءت بلفظ االشتراك يف اجلرمية فقد جاء لفظ االشـتراك يف القانون اللبناين والقانون السوري حيث يستعمالن تعبري الشريك يف اجلرميـة القوانني العربية ، مثل

.على من يساهم يف اجلرمية مع غريه مسامهة أصلية

كما تعرف املسامهة التبعية بأا نشاط يرتبط بالفعل اإلجرامي ونتيجته برابطة السببية دون أن يتضمن . ا تنفيذا للجرمية ، أو قياما بدور رئيس يف ارتكا

53ص ، 2001شرح قانون العقوبات القسم العام ، ، دار املطبوعات اجلامعية باإلسكندرية ، الشاذيل، فتوح عبداهللا )1(

1م، ص 1960املسامهة اجلنائية يف التشريعات العربية ، مركز جامعة القاهرة للطباعة والنشر، ، د جنيبوسين، حممح )2(

Page 71: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ال يقوم بأفعال اجلرمية املادية كلـها أو " الشريك " من خالل هذا التعريف يتبني أن املساهم التبعي بعض منها ، ويعد نشاطه يف األصل غري جمرر1( مة اليت ارتكبها غريهم لوال صلته بوقوع النتيجة ا(.

ة عبارات متشاة يف املعىن ، وقد اسـتعمل واإلسهام اجلرمي أو املشاركة اجلرمية أو املسامهة اجلرمي(املشرع اللبناين يف قانون العقوبات عبارة االشتراك اجلرمي بالرغم من التباسها مع صورة من صـور

االشـتراك ( اإلسهام اجلرمي وهي صورة الشريك أو الفاعل مع غريه و يقصد باإلسـهام اجلرمـي خاص الذين يرتكبون ذات اجلرمية سواء كانت تامـة أم أو املسامهة اجلرمية حالة تعدد األش) اجلرمي

. )2()يف مرحلة احملاولة

من قانون العقوبات ، اليت نصت على أنـه يعـد )48(العراقي الشريك يف املادة املقننوقد عرف : يف اجلرمية شريكا

. من حرض على ارتكاا فوقعت بناء على هذا التحريض ) 1(

. ه على ارتكاب اجلرمية فوقعت بناء على هذا االتفاق من اتفق مع غري) 2(

من أعطى الفاعل سالحا أو آالت أو أي آخر مما استعمل يف ارتكاب اجلرمية مع علمه ـا أو ) 3( .ساعده بأي طريقة أخرى يف األعمال املمهدة أو املسهلة أو املتممة الرتكاا

النهج الذي اتبعه قانون العقوبات األردين ، حيث ، ذكورةوخيتلف عن املنهج الذي اتبعته القوانني املمنه ، و اعترب كل من احملـرض و 76اصطلح على تسمية الفاعلني مع غريهم بالشركاء ، يف املادة

املتدخل مسامها تبعيا ، مع التمييز بينهما ، حيث قرر معاقبة احملرض بعقوبة اخف من عقوبة اجلرميـة ا ، يف حني قرر معاقبة املتدخل بذات العقوبة املخففـة يف اليت حرض على ارتكاا ولو مل يتم ارتكا

من ) أ ( املتدخل بأنه 2/ 80وقد عرفت املادة ) 81مادة ( حال ارتكاب اجلرمية املتدخل فيها .ساعد على وقوع اجلرمية بإرشاداته اخلادمة لوقوعها

247،ص 1413هاشم، سامي حممد ، جناية قطع الطريق بني الشريعة والقانون اجلنائي ، املركز العريب للدراسات األمنية والتدريب بالرياض )1(

310قانون العقوبات القسم العام ، ص شرح ، عاليه مسري )2(

Page 72: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

.أي شئ آخر مما يساعد على إيقاع اجلرمية من أعطى الفاعل سالحا أو أدوات أو ) ب (

من كان موجودا يف املكان الذي ارتكب فيها جلرم بقصد إرهاب املقاومني أو تقوية تصـميم ) ج ( .الفاعل األصلي أو ضمان ارتكاب اجلرم املقصود

.من ساعد الفاعل على األفعال اليت هيأت اجلرمية أو سهلتها أو أمتت ارتكاا ) د (

من كان متفقا مع الفاعل أو املتدخلني قبل ارتكاب اجلرمية وساهم يف إخفاء معاملها أو ختبئة ) هـ ( أو تصريف األشياء احلاصلة بارتكاا مجيعا أو بعضها أو إخفاء شخص أو أكثر من الذين اشـتركوا

. فيها عن وجه العدالة

و ارتكاب أعمال العنف ضد امن ريقم قطع الطر اجلنائية الذين دأمن كان عاملا بسرية األشرا) و ( أو املمتلكات وقدم هلم طعاما أو مأوى أو خمبـأ أو مكانـا الدولة أو السالمة أو ضد األشخاص

وقـانون ) 219ـ 216 مواد( ونفس النهج تقريبا اتبعه قانون العقوبات السوري )) لالجتماع .) 220 - 217 مواد( العقوبات اللبناين

: من قانون العقوبات املصري الشريك أو املساهم بقوهلا) 40( املادة تعرفو

:يعد شريكا يف اجلرمية

كل من حرض على ارتكاب الفعل املكون للجرمية إذا كان هذا الفعل قد وقع بناء على هـذا : أوال . التحريض

. االتفاق من اتفق مع غريه على ارتكاب اجلرمية فوقعت بناء على هذا : ثانيا

من أعطي الفاعل أو الفاعلني سالحا أو آالت أو أي شئ آخر مما استعمل يف ارتكاب اجلرميـة : ثالثا )1(.مع علمه ا أو ساعدهم بأي طريقة أخري يف األعمال اهزة أو املسهلة أو املتممة الرتكاا

. 400، ص 2003األحكام العامة لقانون العقوبات ، دار النهضة العربية القاهرة ، أبو خطوة ، أمحد شوقي عمر )1(

Page 73: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

د هذا التعريف الشتماله على نوعية وأؤي.ومن هذا التعريف يتضح لنا صور املسامهة التبعية وأشكاهلا .املشاركة أو املسامهة اجلنائية بركنيها املادي واملعنوي

كما يعرف الشريك يف اجلرمية بأنه هو من ساهم فيها جبزء ال يصل إيل حد ركنها املادي أو أعماهلـا ه أو يأيت عمال التنفيذية خبالف الفاعل األصلي الذي يقع منه الركن املادي كامال أو يرتكب جزء من

:من األعمال التنفيذية للجرمية ويتمثل فعل االشتراك يف ثالث عناصر هي

.ـ النشاط اإلجرامي ويتمثل يف وسائل االشتراك

.ـ النتيجة وهي الفعل الذي يأتيه الفاعل األصلي

)1(.ـ عالقة السببية

صلية من وجه وختتلف عنها من وجه بأن املسامهة التبعية تتفق مع املسامهة األ أرى وعلى هذا األساسارتبـاط ، فهما تتفقان يف أن اجلاين يتدخل يف كل منهما على حنو ما يف اجلرمية ويرتبط سلوكه ـا

تلفان من حيث طبيعة السلوك الالزم يف كل منهما ، فسـلوك املسـاهم خيالسبب بالنتيجة ، لكنهما مباشرة من احلق أو املصلحة اليت حيميها القـانون ، األصلي أو الفاعل معاقب عليه لذاته ، ألنه ينال

وهلذا كان الفاعل معاقبا يف كل حال ، أما سلوك املساهم التبعي أو الشريك فال عقاب عليه يف ذاته ، ألنه ال ينال مباشرة من احلق أو املصلحة حمل احلماية،وإمنا يعاقب عليه فحسب إذا وقعـت اجلرميـة

)2(.نتيجة له

: امهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابيةاملسأعرف و

بأا كل عمل أو نشاط مثل التحريض أو االتفاق أو املساعدة ، نتج عنه وقـوع جرميـة أدت إىل . إزهاق األرواح أو ختريب املمتلكات ونشر الفزع والرعب بني اآلمنني

313سابق صالابو خطوة، أمحد شوقي عمر، املرجع )1(

364 شرح قانون العقوبات القسم العام، جامعة اإلسكندرية ، ص ،حممد، عوض )2(

Page 74: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ملادي املكـون للجرميـة، أو وتتحقق هذه املسامهة يف احلالة اليت ال جيسم فيها نشاط املساهم الفعل ا . عمال من أعمال تنفيذها، أو عمال يبلغ مرحلة الشروع فيها

و ذا تتضح صفة التبعية يف االشتراك، حيث جيسم الفاعل األصلي السلوك النموذجي للجرمية التامة :أو للشروع يف اجلرمية، يف حني أن الشريك جيسم السلوك النموذجي اخلاص به، و الذي يتمثل يف

1.أو املساعدة، و هو سلوك ال يطابق سلوك الفاعل األصلي) 2( التحريض ) 1( :شروط املسامهة التبعية العامة

:املسامهة التبعية هلا شرطان جيب توفرمها العتبار املسامهة التبعية جرمية ، وهذان الشرطان مها .ال غري مباشرأن يتعدد اجلناة، فإذا مل يتعددوا فليس هناك اشتراك مباشر و - 1أن ينسب إىل اجلناة فعل جمرم معاقب عليه ، فإذا مل يكن الفعل املنسوب إليهم معاقبا عليه - 2

.فليس هناك جرمية وبالتايل ، ال اشتراك

اإلرهابية يف اجلرمية أركان املساهمة التبعية - املطلب الثاني : تنقسم أركان املسامهة التبعية يف اجلرمية إىل ثالثة أركان هي

: الركن الشرعي -1القانون ال جيرم نشاط الشريك لذات فعله ، إمنا جيرمه لعالقته بفعل غري مشروع ارتكبـه فاعـل إن

ومصدر عدم مشروعية الفعل خضوعه لنص جترمي وعدم اخلضوع لسـبب أباحـة فـإذا –اجلرمية نفسها الشريك يف اكتسب نشاط الفاعل صفة عدم املشروعية يصبح من املمكن أن يكتسب الصفة

)2(هذه اجلرمية تبعا لنظام االستعارة أو لنظام التبعية

الركن املادي -2

: يتألف الركن املادي يف جرمية الشريك من ثالثة عناصر هي

. من نشاط أو الفاعل فعل يتمثل فيما يأتيه الشريك -

230م ، ص 1997،دار النهضة العربية القاهرة ألحكام العامة للنظام اجلنائي يف الشريعة اإلسالمية و القانونالصيفي ، عبد الفتاح، ا )1(

249ص ، 1413جناية قطع الطريق بني الشريعة والقانون اجلنائي ، املركز العريب للدراسات األمنية والتدريب بالرياض ، هاشم، سامي حممد )2(

Page 75: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

. نتيجة تتمثل يف وقوع جرمية الفاعل األصلي -

. ط بني سلوك الشريك وجرمية الفاعل عالقة سببية ترب -

)القصد اجلنائي( الركن املعنوي -3

العلم واإلرادة فالعلم ينصرف إيل أركـان اجلرميـة :وجيمع الفقه بأن القصد اجلنائي قوامه عنصران يف الذي تقوم عليه والنتيجة اليت تترتب علي هذا الفعل ،وقد حدد املشرع الفعل،واإلرادة تتجه إيل

ماديات وسلوك الشريك الذي يتخذ صورة احدي الوسائل الثالث اليت نـص القوانني العقابية مجيعواليت يترتب عليها ارتكاب الفاعل للجرمية اليت ى عنها القانون مـع تـوافر املقارن عليها القانون

.عالقة السببية بني نشاط الشريك واجلرمية اليت وقعت

:علم الشريك

ك مباهية نشاطه ويدرك أنه يتجه حنو املسامهة يف اجلرمية فإذا ساعد بوسيلة ما علي جيب أن يعلم الشريحتقق جرمية ينبغي أن يعلم أن من شأن تلك الوسيلة اليت يقدمها أن تعني علي ارتكاا ومعين ذلك أن

مل الشريك ال يسأل عن جرمية قتل إذا أعطي الفاعل سالحا ليصطاد به فاستعمله يف قتل عمد ألنـه .يتجه إيل قصد املعاونة يف هذه اجلرمية

Page 76: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

املبحث الثالث

اإلرهابية ميةصور املساهمة التبعية يف اجلر

لكي يعد الشخص شريكا يف اجلرمية ، جيب أن يكون قد تدخل فيها بوسيلة من وسـائل املسـامهة :التبعية واليت حددها شراح القانون يف أحد الوسائل الثالث وهي

االتفاق ، املساعدة التحريض ،

.وكل عمل ال يدخل يف نوع من هذه األنواع الثالثة ال يعد فاعله شريكا يف اجلرمية اليت وقعت

مادية –ووسائل املسامهة التبعية نوعان معنوية

.االتفاق دي خارجي و تتمثل يف التحريض أو اليت ليس هلا مظهر ما هياملعنوية فالوسيلة

كون هلا مظهر خارجي كاملساعدة ، كمن يقدم للجاين سالحا ليستعمله يف ياليت هيفاملادية والوسيلة .جناية قتل أو يقدم له سيارة ليفجرها يف مكان حكومي

واألعمال اليت تدخل يف املسامهة التبعية بوسائلها الثالث قد تكون سابقة للجرمية أو معاصرة هلـا أو صلح لقيام االشتراك املعاقب عليها ، وإمنا قد يعاقـب عليهـا مقارنة هلا ، أما األعمال الالحقة فال ت

مـن )44( لمـادة طبقا لباعتبارها جرمية قائمة بذاا كإخفاء األشياء املتحصلة من جناية أو جنحة عقوبـات )145( قانون العقوبات املصري ،وإعانة اجلناة على الفرار من وجه القضاء طبقا للمادة

)1(مصري

بعية ال تقع بالترك الن وسائل املسامهة التبعية ال تكون إال بنشاط إجيـايب مـن اجلـاين واملسامهة الت فاملوقف السليب الذي قد يقفه شخص من جرمية ترتكب ال جيعله شريكا فيها

لنشـر ، الزيين ، حممود حممد عبدالعزيز ، التمالؤ وأثره يف ارتكاب جرمية القتل يف الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي ، دار اجلامعـة اجلديـدة ل )1(

358، ص 2004االسكندرية

Page 77: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

وتنحصر أفعال السامهة التبعية يف اجلرائم اإلرهابية كما أشرنا يف ثالث صور هي التحريض واالتفاق أن تقع اجلرمية األصلية بناء على إحدى هذه الوسائل إلمكان مسائلة املسـاهم أو واملساعدة وجيب

الشريك عنها ، فإذ مل تقع بناء عليها ، أي مل توافر رابطة السببية بينهما ، فال جمال للحـديث عـن والقاعدة املنصوص عليها يف مجيع التشريعات الوضعية أن أفعال التحـريض ، . االشتراك يف اجلرميةهي أفعال تبعية ال يعاقب عليها إال إذا وقعت اجلرمية اليت دف إليها ) التسهيل( االتفاق ، املساعدة

هذه األفعال التبعية ، ولكن يف بعض األحيان قد يكون الفعل التبعي على جانب كبري من اخلطـورة فيحرمها املقنن اسـتقالال ، عليها املقنن ستار احلماية اجلنائية أسبغويهدد قيمة من قيم احلماية اليت

حيث ذهبت معظم التشريعات اجلنائية يف جترميها ألعمال املسامهة التبعية يف اجلرائم اإلرهابية ، ممـا يربر التعرض هلا لرصد هذه األحكام اليت متيزها عن القواعد العامة وملا كان ما يهمنا هو رصد موقف

: اول هذا املوضوع يف شقني التشريعات اجلنائية يف هذا الصدد فسوف تن

. صور املسامهة التبعية يف التشريع اجلنائي املقارن : الشق األول

موقف الشريعة اإلسالمية والتشريع اجلنائي منها: الشق الثاين

مل يضع التشريع اجلنائي للعديد من الدول قواعد عامة خبصوص املسامهة التبعية يف اجلرائم اإلرهابية ، العقاب على أعمال االشتراك يف اجلرائم اإلرهابية ويتميـز –يف أغلب األحوال –و يقرر مع هذا فه

)1(: يف هذا بثالث خصائص

. إنه قد جيعل أعمال االشتراك مبثابة جرائم تامة هلا نفس عقوبة اجلرمية األصلية - 1الث أن يتوسع يف مفهوم أعمال االشتراك من خالل التوسع يف حتديد مدلول الصـور الـث - 2

. التقليدية للمسامهة ، التحريض واالتفاق واملساعدة .إنه ال يتطلب وقوع اجلرمية األصلية للعقاب على أعمال االشتراك - 3

وفيما يلي تفصيل ذلك يف أربعة مطالب مستقلة

515، ص 2004اإلرهاب والبنيان القانوين للجرمية، دار املطبوعات احلديثة ، عطا اهللا ، إمام حسانني )1(

Page 78: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

التحريض يف اجلرمية اإلرهابية - املطلب األول

لتحريض خلطورة األثر املرتب عليـه ، كمـا يعترب التحريض على اجلرمية اإلرهابية من أخطر أنواع اتعترب هذه اجلرمية من اجلنايات ، و صورة خاصة من التجرمي خروجـا علـى القواعـد العامـة يف

).1(كاالشترا

تناول يف هذا املبحث تعريف التحريض لغة أوصورة من صور املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية وس موضعه من نظرية املسامهة اجلنائية واصطالحا، التحريض وأنواعه ، و

، و تأويل التحريض يف اللغة هو أن )2(ض حتريضا، فهو يدفعه إىل فعل شئض حيرحر :التحريض لغة " قارب اهلالك ، و داللة الفعـل حتث اإلنسان حثا يعلم معه أنه حارض، ومعىن احلارض أي الذي

تعين املداولة على القتال ، وعلى هذا املعىن فسروا قولـه عند اللحياين عامل اللغة املعروف " حارض "أيضـا قولـه تعـاىل ، سورة األنفـال ) )65يا أيها النبي حرض المؤمنني على القتال تعاىل

أ اللهوا وكفر ينالذ أسب كفأن ي ى اللهسع ننيمؤض المرحـيال ونكت دأشا وأسب دش )84 (سورة النساء فالداللة تشري إىل معىن احلث على أن حيارضوا أي يداوموا على القتال ، و احملرض هو اهلالك مرضا الذي ال حي فريجى و ال ميت فيواس منه ، وإىل هذا املعىن تشري اآلية الكرمية يف قولـه

سورة يوسف ) )85أ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكنيقالوا تاهللا تفت تعاىل . فاالحراض هو الفساد بأي سبب كان،ورجل أحرضه احلب أي أفسده

و لفظة التحريض مل ترد يف القرآن الكرمي إال يف هذه املواضع الثالثة من سور األنفـال و النسـاء و بعد استعراضنا للمعاين اللغوية هلذه اللفظة أن هناك خيطا يربط الدالالت املختلفة يوسف ، و نالحظ

بعضها ببعض ، فاحلث و اإلمحاء و املداومة كلها تبغي يف النهاية إحلاق األذى و اهلالك باحملرض عليهم أمـا اجلانـب و املتمثل يف القرآن الكرمي يف الكفار ، هذا من اجلانب احملسوس املادي من الداللة ،

548، ص املرجع السابقعطا اهللا، إمام حسانني، )1(

112لسان العرب البن منظور، مرجع سابق، ص )2(

Page 79: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

املعنوي فقد أدى هذه الداللة بشكل مباشر ، ذلك أن املعنويات يف حاجة إىل شكل واضح و ملموس . إلدراكها

ويتسع التحريض ليشمل ألفاظا أخرى كاملخادعة والدسيسة والسعاية ، ولكـن ميكـن القـول أن . ص إىل ارتكـاب اجلرميـة املخادعة والدسيسة والسعاية حتوي يف داخلها حتريضا خفيا يدفع الشخ

فاملخادعة هي إظهار ما يبديه املرء ، واخلدع منع احلق ، وخدع الرجل أعطى مث أمسـك ، وخـدع .أي قليلة املطر" قبل الدجال سنني خداعة " الزمان أي قل مطره ، ويف احلديث

. )1( ءا الدسيسة فهي أيضا داللة اإلخفاهذا عن املخادعة ، أم

وهـي 59يف سورة النحل اآليـة ءت يف القرآن الكرمي مرتني يف سورتني ، األوىلوهذه اللفظة جايتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب أال ساء " سورة مكية قـد أفلـح مـن لشمس اآليـة العاشـرة والثانية يف سورة ا" سورة النحل) )59ما يحكمون

خـاب مـن : سورة الشمس، ويف تفسري قوله تعايل 10، 9اآلية هامن دساوقد خاب زكاهاعن تفسـري –وثعلب وابن األعرايب من أبرز علماء اللغة –سألت ابن األعرايب " دساها قال ثعلب

. )2(" من دس نفسه مع الصاحلني وليس منهم قوله تعايل وقد خاب من دساها فقال معناه

وأن لـيس والسعاية من السعي ، والسعي يف كالم العرب التصرف يف كل عمل ، ومنه قوله تعايلسورة النجم، والسعي يكون يف الصالح ويكون يف الفسـاد ، وهـذا ) )39للإنسان إلا ما سعى

اء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في األرض فسادا أن يقتلـوا أو إنما جزتفسري قوله تعايل ي الدف يزخ مله كض ذلاألر نا منفوي أو الفخ نم ملهجأرو يهمدأي قطعت وا أولبصي يف ملها وين

ةراآلخ يمظع ذابع)33 ( سورة املائدة فهذه الكلمة تلتقي مع التحريض يف كثري من العناصر لعل .يكون التحريض للخري والشر أيضا أمهها أا تكون للخري والشر كما

. 385ص 7السابق ج املرجع )1(

. 306ص 7املرجع السابق ج )2(

Page 80: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

وأصل الكلمة الغي،والغي يف اللغة الضـالل " اإلغواء"ومن األلفاظ اليت تتداخل مع لفظة التحريضعن عدي بن حامت أن رجال خطب عند النيب صلى اهللا عليه وسـلم :(ويف احلديث واخليبة والفساد،

من يطع اهللا ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى،فقـال رسـول اهللا صـلى اهللا عليـه :فقال 1)بئس اخلطيب أنت قل ومن يعص اهللا ورسوله قال منري فقد غوى:وسلم

لتحريض وتشترك معها يف كثري أو قليل من مالحمها ، كانت هذه أهم األلفاظ اليت تتداخل مع لفظة االقصد ، واخلفاء ، ونيـة : ونستطيع أن نلمح العناصر املشتركة بني هذه األلفاظ مجيعا واملتمثلة يف

اإلفساد ، مث ختتلف بقية العناصر من لفظة إىل أخرى ، ولكن تبقي هذه العناصر الثالثة هي الرابطة . س واخلداع والغي والسعي والعون اليت تربط التحريض بالد

كما توجد بعض املعاين اخلفية اليت تالمس التحريض و ال تتداخل معه ، وهذه املعاين تؤديها األساليب البالغية املختلفة كاالستفهام مثال عندما يفيد اإلغراء،و يف القرآن الكرمي شواهد كثرية للداللة على

فوسوس إليه الشيطان قال يـا الشيطان آلدم يف قوله تعاىل هذا األسلوب فالقرآن يصف لنا إغراء، فالنص القرآين ال توجـد 2سورة طـه ) )120آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى

أن الغرض البالغي فيه لفظة تشري إىل هذا اإلغراء ، و لكنه األسلوب االستفهامي و الذي يتضح منه .هو اإلغراء

:التحريض اصطالحا

ارتكاب التحريض بصفة عامة هو توجيه النشاط اإلجرامي حنو إرادة الغري توجيها من شأنه دفعها إىلوهذا هو اإليعـاز أو إثارـا أو تعزيزهـا ، يعـد الفكرة اإلجرامية تكوينجرمية معينة ، وذلك ب

تراك يف اجلرمية اليت ال يعاقب القانون عليها إال إذا أفضى إىل وقوع التحريض وسيلة من وسائل االشاجلرمية ، ولكن قد ينص القانون على عقاب التحريض حىت وإن مل تقع اجلرمية األصلية ويف مثل هذه

.احلالة يكون القانون قد جعل الفعل التبعي فعال أصليا

594ص /2ج/باب ختفيف الصالة واخلطبة/ صحيح مسلم )1(

. 120سورة طه آية )2(

Page 81: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

التصميم عليها لـدى تكوينع إىل ارتكاب اجلرمية وأو الدفبأنه احلمل ( ويعرف التحريض يف اجلرمية . )1( )الفاعل

و يتضح من هذا التعريف أن التحريض نشاط ذو طبيعة نفسية يتوجه به احملرض إىل ذهن الفاعـل، ويستوي أن يكون الذهن خاليا متاما من فكرة اجلرمية أو أن يكون معبأ بتلك الفكرة من قبل ولكنـه

احملرض فكرة اجلرمية والتصـميم عليهـا ويف يوجدففي احلالة األوىل . ى تنفيذهايتردد يف اإلقدام علالتصميم عليهـا، فيتحقـق التحـريض يف يوجداحلالة الثانية حيبذ فكرا ويزيل التردد يف تنفيذها و

.احلالتني ويسأل احملرض كشريك إذا وقعت اجلرمية فعال بناء على هذا التحريض

.)2()من محل الغري أو حاول محله على ارتكاب جرمية ( هو ــ املشرع اللبناين كما عرفه ـ واحملرض

حث اجلاين على ارتكاب اجلرمية عن طريق بث فكرة اجلرميـة يف ذهنـه، مث (كما يقصد بالتحريض )3()تدعيم هذه الفكرة حىت تقع اجلرمية

و هـو . على ذلك إىل ارتكاا التصميم على اجلرمية لدى الفاعل ودفعه بناء بتكوينويتم التحريض و النتيجـة ، إحدامها نفسية تبدو يف اختاذ الفاعل قراره بارتكاب اجلرمية : بذلك يؤدي إىل نتيجتني

.األخرى مادية تظهر يف اندفاعه حنو ارتكاب اجلرمية بناء على القرار الذي اختذه

و اللييب طريقة معينة للتحـريض ، وال تشترط معظم القوانني ــ ومنها القانون العراقي واملصري )4(كما يعرف التحريض بأنه خلق العزم عمدا يف ذهن اجلاين علي ارتكاب جرمية معينة

ووفق هذا التعريف يتبني أن نشاط احملرض ال يتجه إيل ماديات اجلرمية اليت يريد أن تتحقـق وإمنـا يقرر إخراجها إىل حيـز الوجـود ينصب على نفسية احملرض بقصد خلق فكرة اجلرمية يف ذهنه حىت

171مصطفى،االشتراك بالتحريض، مرجع سابق ص الصيفي ، عبدالفتاح )1(

324شرح قانون العقوبات القسم العام ، مرجع سابق ص )2(

200ص ، هـ1405خضر، عبد الفتاح ، اجلرمية أحكامها العامة يف االجتاهات املعاصرة والفقه اإلسالمي ، معهد اإلدارة العامة )3(

.260 اجلرمية ،رسالة دكتوراه ، القاهرة ، املطبعة العاملية بالقاهرة ، ص فوزية ، املسامهة األصلية يف. عبدالستار )4(

Page 82: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

فالذي مييز احملرض عن الفاعل املادي أن نشاط األول ذو أثر نفسي بينما . فريتكبها هو دون احملرض . نشاط الفاعل يغلب أن يكون ذا أثر مادي

ويف تعريف آخر للتحريض يوضح ماهيته بأنه بث فكرة اجلرمية يف نفس الفاعل أو دعمها لديـه إذا اسخة أو غري حامسة فاحملرض هو الذي يدفع غريه حنو ارتكاب اجلرمية وإذا كان األصـل كانت غري ر

يف التحريض اعتباره وسيلة لالشتراك فان القانون املصري اعتربه جرمية قائمة بذاا يف بعض احلاالت ـ )95( ادةويف هذه احلالة تتم اجلرمية مبجرد التحريض ولو مل تقع اجلرمية احملرض عليها مثال ذلك امل

اليت عاقبت على التحريض على ارتكاب اجلنايات املضرة بأمن الدولة من املصري عقوباتمن قانون العقوبات بشأنه التحريض مباشرة على ارتكاب جنايات القتل أو النهب )172(جهة الداخل واملادة

)1(. أو احلريق أو اجلنايات املخلة بأمن احلكومة

ارتكاب اجلرمية لدي احملرض ، يف معـىن رقرا تكوينمعناه الدقيق هو ن التحريض يفأ تكروكما ذإنشاء فكرة اجلرمية والعزم عليها لدي شخص كان ذهنه خاليا منها ، كما يعد التحـريض كوسـيلة مسامهة تبعية وهو تشجيع اجلاين على االستمرار يف املشروع اإلجرامي الذي اختذ وحده قرار ارتكابه

طبيعته حتريضا ، وإمنا جمرد تشجيع وتعضيد وتأييد مما يدخل يف نطاق املسـاعدة فهو ليس من حيث .املعنوية

يعد حمرضـا علـى ( نهقانون السوداين يعرف التحريض بأمن ال )82( ووفقا للبند األول من املادة )2()يغري غريه على إتيان ذلك الشئ : ارتكاب اجلرمية ، كل شخص

ودي يف اململكة العربية السعودية فلم يتعرض لتعريف التحريض على اجلرمية أما بالنسبة للمنظم السعواكتفى بالنص عليه باعتباره صورة من صور االشتراك اجلرمية ، من ذلك ما أوضحه صراحة يف املادة

هـ 29/12/1412وتاريخ )36(الصادر باملرسوم امللكي رقم( العاشرة من نظام مكافحة الرشوة كل من يساهم يف اجلرميـة باالتفـاق أو التحـريض أو : استخدامه للفظ الشريك أنه يقصد عند )

261عبدالستار،فوزية، املرجع السابق ص )1(

44م ص 1998دار اجليل بريوت –املسامهة اجلنائية يف اجلرائم الكاملة وغري املكتملة ، ، بابكر، مصعب اهلادي )2(

Page 83: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

يعاقب املرتشي والوسيط وكل من اشترك يف إحـدى ( املساعدة ، حيث نص يف تلك املادة على أنه اجلرائم الواردة يف هذا النظام بالعقوبة املنصوص عليها يف املادة اليت جترمها ، ويعترب شريكا يف اجلرمية كل من اتفق أو حرض أو ساعد يف ارتكابه مع علمه بذلك مىت متت اجلرمية بناء على هذا االتفاق أو

).التحريض أو املساعدة

ولقد أورد املنظم السعودي يف نصوص نظامية متعددة ما يفيد استخدامه للفظ الشريك للداللة على .ل األصلي والشريك كمبدأ عام التحريض واالتفاق واملساعدة وقد ساوى يف العقاب بني الفاع

)1(:وقد اختلفت التشريعات يف تكييفها للتحريض إيل ثالثة مذاهب تشريعية

املذهب األول يعترب التحريض فعال أصليا شأنه يف ذلك شأن الفعل الذي يقوم عليه الـركن املـادي .الربتغايلأهم أمثلة هلذه التشريعات قوانني العقوبات البلجيكي واألسباين و، للجرمية

واملذهب الثاين يرى أن التحريض ال ترقى خطورته إىل حد مساواته بالفعل األصلي املادي الذي تقع يوجدبه اجلرمية ، ويف نفس الوقت يراه أشد خطورة من املسامهة التبعية باعتبار أن احملرض هو الذي

فاعترب احملرض مسامها من نـوع .التصميم اإلجرامي يف ذهن الفاعل فتقع اجلرمية بناء على حتريضه خاص حتتل مسامهته املرتلة الوسطى بني املسامهة األصلية واملسامهة التبعية ، وقرر له نفـس عقوبـة

. وأهم مثال هلذه التشريعات قانون العقوبات األملاين : الفاعل

ـ ( واللبنـاين ) 216/1املادة ( لسوري ويتفق مع هذا الرأي قانونا العقوبات ا ) 217/1ادة امليعد حمرضا من محل أو حاول أن حيمل شخصا آخر بأية وسيلة كانت على (( اللذان ينصان على أن

كذلك أوصي مؤمتر أثينا باعتبار التحريض جرمية قائمة بذاا يف األحوال اليت تتسم ))ارتكاب جرميةأنه يعـد ( فيها ما نصه حيث جاء . باخلطورة ، ولكنه ركز على أن التحريض فعل تبعي وليس أصلي

حمرضا من يغري الفاعل عمدا على ارتكاب جرمية ، وأنه يلزم معاقبة احملرض أن يبـدأ الفاعـل يف

رجع سابق امل، بابكر، مصعب اهلادي )1(

Page 84: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

التنفيذ ، ومع ذلك فمن املمكن املعاقبة على التحريض الذي ال يترتب عليه اثر بالنظر إىل خطـورة )1().اجلرمية وما يالءم كل نظام قانوين

.تحريض وفقا ملؤمتر أثينا جرمية قائمة بذاا ، تتمتع باالستقالليةوعلى هذا يعترب ال

واملذهب الثالث يعترب التحريض وسيلة مسامهة تبعية يف اجلرمية، مثال ذلك قانونا العقوبات الفرنسي ). 40املادة ( واملصري ) 60املادة (

وقع الفعـل األصـلي نتيجـة مما سبق يتضح أن بعض التشريعات ال تعاقب على التحريض إال إذا التحريض وبعضها قد جتعل من التحريض فعال أصليا فتقع اجلرمية مىت وقع التحريض حـىت ولـو مل

.يترتب على التحريض وقوع اجلرمية اليت أرادها احملرض

: ويشترط لتوافر التحريض ثالثة عناصر وهي

فهو حيبذ اجلرميـة ، ويـربز : رة ونشاط احملرض هو يف جوهره تعبري عن فك: ـ نشاط احملرض 1 . دوافعها ، ويغض من شأن العقبات اليت تعترض تنفيذها ، وحيبذ آثارها

فال فرق بني حتريض عن طريق القول ، وحتريض عـن طريـق : وتستوي لدى القانون سبل التعبري يصـلح –اضحة إذا كانت له بالنظر إىل الظروف اليت صدر فيها داللة و –الكتابة ، بل إن اإلمياء

. تعبريا عن الفكر

. وال يشترط أن يكون التحريض صرحيا ، وإمنا قد يكون ضمنيا كالتحريض عن طريق اإلمياء

، أي أن ينصب على فعل إجرامي ، أي فعل غري مشروع يف ولكن يتعني أن يكون التحريض مباشراولكـن .النشاط أن يتم بوسيلة معينةوال يشترط القانون املصري يف هذا 1. تقدير الشارع اجلنائي

يشترط أن يكون منصبا على جرمية معينة، ولكن يستوي أن يكون صرحيا أو ضمنيا، فرديا أو علنيا

200ص ، خضر، عبد الفتاح ، اجلرمية أحكامها العامة يف االجتاهات املعاصرة والفقه اإلسالمي ، مرجع سابق )1(

Page 85: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

.نه أو عدة أشخاص معينني بالذاتـ جيب أن يكون التحريض موجها إىل شخص بعي 2

ستقل بذاته ، وإمنا هو إجرام فرعي ومعىن هذا كله أن إجرام احملرض ليس إجراما أصليا يتصور أن يويالحظ بعد هذا أن الفاعل مع غريه يف حالـة املسـامهة . أو تبعي مشتق من إجرام الفاعل األصلي

اجلنائية جتتمع له يف الواقع صفة الفاعل والشريك يف آن واحد كل ما هنالك أن صفته كفاعل تكون .العامة اليت تقضي بتغليب األصل على الفرع أساس املساءلة اجلنائية عمال باألصول القانونية

وتتميز تبعة احملرض يف الشريعة اإلسالمية بأا مستقلة عن تبعة غريه من املباشـرين أو املتسـببني يف .جرمية القتل

فإذا كان املباشر أو املتسبب غري مسئول لصغر سنه أو جلنونه أو عرض لنشاطه سبب مـن أسـباب اشر حقا هو له مبقتضى قواعد الشريعة اإلسالمية، فان األمر موضع نظر بني اإلباحة، كأن يكون قد ب :علماء الشريعة اإلسالمية

فيقرر اإلمام مالك مبدأ استقالل كل شريك بتبعته، فكل يسأل عما أتاه هو استقالال عن اآلخـرين :وحجته يف ذلك

.أن عقوبة القصاص تلحق بالقاتل ملا اقترفه من نشاط إجرامي

א :א

التحريض إما أن يكون مباشرا أو غري مباشر،والتحريض املباشر هو الذي ينصب على شخص معـني أو أشخاص معينني الرتكاب جرمية أو جرائم حمددة ، أما غري املباشر فال يعد وسيلة لالشتراك وبالتايل

نفسامها بالكراهية واحلقد والضغينة مثال ذلك من يسعى بالوقيعة بني شخصني فتمتلئ . ال عقاب عليهفيندفع أحدمها لقتل اآلخر ، ال يعترب شريكا بالتحريض ملن حرضه ، ألن ما وقع منه ال يعترب حتريضا

290ص رجع سابق املسامهة اجلنائية يف التشريعات العربية ، م: حممود جنيب ،حسين )1(

Page 86: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

مباشرا ألن التحريض على البغض أو الكراهية أو احلقد ال يعاقب عليها القانون حبسب األصل ، حىت . اب جرمية ولو أدت هذه املشاعر باحملرض إىل ارتك

وال خيفى خطورة ما ميكن أن يؤدي إليه التحريض غري املباشر يف بعض احلاالت وهذا ما دعا املشرع ومـن ذلـك . املصري إىل جترمي صور معينة من صور التحريض غري املباشر باعتباره جرمية مستقلة

أن يكون هذا التحريض التحريض على ارتكاب جرمية من اجلرائم املاسة باألمن الداخلي للدولة دون موجها إىل شخص معني أو أشخاص معينني

. وكذلك كل من حرض اجلند على اخلروج عن الطاعة أو على التحول عن أداء واجبام العسكرية وكذلك الشأن أيضا من حيرض غريه بإحدى طرق العالنية على عدم االنقياد للقوانني أو حسن أمرا

رض بطريقة من طرق العالنية على بغض طائفة مـن النـاس أوعلـي وأيضا كل من ح. يعد جرمية ).1(االزدراء ا إذا كان من شأن هذا التحريض تكدير السلم العام

א: א א

التصميم على ارتكاا لديه ويقوم الشـخص إجيادفكرة اجلرمية لدى شخص مث إجيادالتحريض معناه رتكاب اجلرمية بناء على هذا التحريض الذي قد يكون بوعد أو بوعيد أو مبخادعة أو باستعمال ما با

. )2(للمحرض من الصولة على مرتكب اجلرمية

هذا املعىن للتحريض لدى القانونيني ال خيرج عن معناه عند علماء الشريعة اإلسالمية فقد ورد يف هذا ر السلطان شخصا بقتل آخر بغري حق ويعلم املـأمور بظلمـه ، املذهب الشافعي أنه لو أم الشأن يف

ألنه ال جيوز طاعته وال شئ ).3(وجب القود على املأمور إن مل خيف قهره بالبطش مبا حيصل به اإلكراه

404ص مرجع سابق شرح األحكام العامة لقانون العقوبات ، عبدالستار،فوزية ، )1(

. 256: ، ص 1957حممود جنيب ، قانون العقوبات ، القسم اخلاص ، ، حسين )2(

. 12: مغىن احملتاج ، حممد اخلطيب الشربيين ، اجلزء الرابع ، ص )3(

Page 87: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

بظلم السلطان وجب القـود أو الديـة أو يعلمأما إذا كان املأمور ال ).1(على السلطان سوى اإلمث . )2(ان وال شئ على املأمور ألنه آلتهالكفارة على السلط

اآلمرويعد اإلكراه من باب التحريض حيث يدخل يف معناه ألن املكره يرتكب اجلرمية حتت ديد من أما إذا أكره بالغ .3((من قبل مذهب الشافعية من وجوب القصاص على املكره واملكره أوضحتوقد

كذلك جيب القود على اآلمـر إن كـان ).4(قصاصمراهقا على قتل شخص فقتله ، فعلى البالغ الاألول هو املسامهة األصلية : فكرة التحريض على اجلرمية يتجاذا قطبان رئيسيان و ).5(املكره جمنونا

و يف الواقع فإن فكريت املسامهة األصلية و املسامهة التبعية كانتا مـن و الثاين هو املسامهة التبعية ، البعض منهم فاعلني والـبعض ية الذي أقام تفرقة بني املسامهني يف اجلرمية حبيث عدمثار مذهب التبع

اآلخر شركاء يف حني أن مذهب االستقالل قد احتفظ لكل مساهم يف اجلرمية بذاتية شخصية تكمن يف نشاطه اإلجرامي الذي حيتفظ يف داخله بعناصر عدم املشروعية ، و يف احلقيقة فإن فكرة التفرقـة

ني املسامهة األصلية و املسامهة التبعية هي الفكرة األكثر رواجا يف الفقه املصري بصفة خاصة و الفقه ب .العريب بصفة عامة

א א :א

تنحصر وسائل التحريض يف اهلدية والوعد والوعيد واملخادعة والدسيسة واإلرشاد واستعمال مـا ).6(ى مرتكب اجلرميةللمحرض من الصولة عل

:ماهية نشاط احملرض

. 13ص املرجع السابق )1(

. 9ص ملرجع السابق ا )2(

. 10: املرجع السابق ، ص )3(

. 11: املرجع السابق ، ص )4(

. 11املرجع السابق ، ص )5(

لنشـر ، الزيين ، حممود حممد عبدالعزيز ، التمالؤ وأثره يف ارتكاب جرمية القتل يف الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي ، دار اجلامعـة اجلديـدة ل )6(

362، ص 2004اإلسكندرية

Page 88: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

كما سبق يف تعريف التحريض بأنه دفع اجلاين إىل ارتكاب اجلرمية ، وعليه فإن نشاط احملـرض هـو تعبري عن فكرة ، فهو حيبذ اجلرمية ويربز دوافعها ، ويستوي لدى القانون سبل التعبري ، فال فرق بني

).1(بة أو اإلمياءحتريض بالقول وحتريض عن طريق الكتا

ويشترط يف التحريض ارم أن يكون مباشرا أي ينصب على فعل غري مشـروع أو أفعـال غـري مشروعة ، أما التحريض غري املباشر فهو ما كان موضوعه غري صفة إجرامية ، ولكنـه أفضـى إىل

يصلح وسـيلة ارتكاب جرمية كان وقوعها حلظة التحريض متفقا مع السري العادي لألمور ، فهو ال .للمتابعة التبعية

א א א :א

التحريض كوسيلة للمسامهة التبعية ، اليعاقب عليه إال إذا أفضى إىل وقوع اجلرمية ، أي ال يعاقـب عليه لذاته ، وإمنا يعاقب عليه بالنظر إىل تأثريه املفضي على وقوع اجلرمية ، وإىل جانب هذا التحريض

عرف القانون الوضعي املصري نوعا آخر يعاقب عليه لذاته ، ومثال ذلك التحريض على ارتكـاب ياجلرائم املضرة بالدولة من الداخل ، وكذلك التحريض على ارتكاب جنايات القتـل أو النـهب أو

)2(.احلريق أو اجلنايات املخلة بأمن الدولة

حتريض فردي ، حتريض عام وكالمهـا جيعـل : ان والتحريض الذي يعد وسيلة للمسامهة التبعية نوع القائم به شريكا يف اجلرمية إذا توافرت شروطه

التحريض الفردي: أوال

هو املوجه إىل شخص أو أكثر حبيث يكون بينهم وبني احملرض صلة أو معرفة تسمح بإقناعهم باجلرمية :وذلك بشرط

362الزيين مرجع سابق ص )1(

363الزيين ، مرجع سابق ص )2(

Page 89: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

.حصول حتريض على ارتكاب الفعل املكون للجرمية - 1ن يقع الفعل بناء عليه فال يكفي وقوع الفعل بل جيب أن يكون مرتبطا بالتحريض ونتيجة وأ - 2

.له

מ: א א

وهو التحريض الذي يوجه إىل مجهور من الناس عن طريق وسيلة من وسائل العالنيـة والغـرض أن ة أحدهم بالـذات ، وإمنـا احملرض ال يعرف أفراد اجلمهور الذي خياطبه وال يعنيه أن يرتكب اجلرمي

يستوي عنده أن يقدم أيهم على ارتكاا ، وهذا النوع أخطر من التحريض الفردي ، ألنه ال يوجـه إىل شخص أو أشخاص معينني بل إىل اجلمهور كافة ، وقد يكون بني من يوجه إليهم من هو سـهل

وجيهه إىل عدد غري معني من الناس ، التأثر ، فيكون أسهل انقيادا له ، فضال عن اتساع نطاقه حبكم تكل من أغرى واحدا " من قانون العقوبات املصري بقوهلا ) 171(ويوضح ذلك ما نصت عليه املادة

أو أكثر بارتكاب جناية أو جنحة بقول أو صياح جهر به علنا أو بفعل أو إمياء صدر منـه علنـا أو ثيل جعلها علنية أو بأيـة يقة أخرى من طرق التمبكتابة أو رسوم أو صور مشسية أو رموز أو أية طر

رى من وسائل العالنية يعد شريكا يف فعلها ويعاقب بالعقاب املقرر هلا إذا ترتب على هـذا خوسيلة أاإلغراء وقوع تلك اجلناية أو اجلنحة بالفعل ، أما إذا ترتب على اإلغراء جمرد الشـروع يف اجلرميـة

)1(ية يف العقاب على الشروعفيطبق القاضي األحكام القانون

يتجرد التحريض يف أغلب حاالته من مظهر تلمسه احلواس لذلك يتم إثبات جرمية التحريض علـى ارتكاب اجلرمية بدليل مباشر من شهادة أو اعتراف أو رسالة مكتوبة ، إال أنه يف أغلـب األحيـان

.بعد وقوع اجلرمية يستنتج من القرائن وعلى األخص من سلوك الشخص

366 ، مرجع سابق ص الزيين )1(

Page 90: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

والتحريض كما سبق اإلشارة إلية وسيلة مسامهة تبعية يف اجلرمية ال يعاقب القـانون عليهـا إال إذا أفضى إىل وقوع اجلرمية ، ولكن يوجد نوع آخر من التحريض الذي يعاقب عليه القـانون دون ان

ن العقوبـات العراقـي جرميـة مثال ذلك يف قـانو . تقع اجلرمية اليت جرى التحريض على ارتكاا 156 (التحريض على ارتكاب إحدى اجلرائم املاسة بأمن الدولة اخلارجي املنصوص عليها يف املواد

ويف قانون العقوبات املصري جرمية التحريض . )170 ( اليت يعاقب عليها املادة )169ــ ـــ 86(نصوص عليها يف املواد على ارتكاب إحدى اجلرائم املضرة باحلكومة من جهة الداخل امل

ويف قانون العقوبات اللييب جرمية حتريض موظف عمومي . )1( )95( اليت يعاقب عليها املادة) 94بأية طريقة كانت على ترك العمل أو االمتناع عن أداء واجب من واجبات الوظيفة ، املنصوص عليها

). 2/ 239 ( يف املادة

تترتب عليه أية نتيجة ، هـو التحـريض أنيض معاقب عليه دون كذلك يوجد نوع آخر من التحرمثال ذلك ما ورد يف . العام الذي ال يكون موجها إيل شخص معني وإمنا إىل مجهور من الناس وعلنا

يعاقب باحلبس من حرض بإحـدى (( من قانون العقوبات العراقي اليت تنص على أنه )212( املادةجنايات القتل أو السرقة أو اإلتالف أو احلريق أو غريها من اجلنايات اليت طرق العالنية على ارتكاب

)2())من شأا تكدير األمن العام ومل يترتب على حتريضه نتيجة

א א :א

ركن مادي قوامه نشاط احملرض املتجه إىل نفسية الفاعل واملنصب على جرمية أو جـرائم معينـة ، ركن معنوي يتخذ صورة القصد اجلنائي املتجه إىل تنفيذ اجلرمية أو اجلرائم موضوع التحريض عـن و

.)3(آخر طريق شخص

. 214ص 1998إبراهيم ، أكرم نشأت ، القواعد العامة يف قانون العقوبات املقارن ، مطبعة الفتيان، بغداد ، الطبعة األوىل )1(

214إبراهيم ،أكرم نشأت، القواعد العامة يف قانون العقوبات املقارن ، مرجع سابق ص )2(

288نائية يف التشريعات العربية ، مرجع سابق ص حسين، حممود جنيب، املسامهة اجل )3(

Page 91: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

االتفاق يف اجلرمية اإلرهابية - ملطلب الثانيا

اول يف هذا املبحث تعريف االتفاق أتناالتفاق صورة من صور املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية وس وأنواعه وأركانه ، والفرق بينه وبني التوافق ،االتفاق

:االتفاق لغة

)1(اتفق يتفق اتفاقا فهو متفق

א :א

يتوافر االتفاق باحتاد إرادتني أو أكثر على ارتكاب اجلرمية مما ينطوي على معىن االنعقاد والعزم وقد ( ق على ارتكاب اجلرمية أكثر مـن تقابـل يقع االتفاق مع التحريض أو ينفصل عنه وال يقتضي االتفا

)2()إرادة املشتركني فيه فال يشترط لتوافره وقت معني

ويتضح من هذا النص أن جوهر االتفاق اجلنائي هو احتاد شخصني فأكثر وانعقادها على اإلجـرام ، .وأن االتفاق يتميز مبوضوعه هو أن تكون له صفة إجرامية

أنه هو انعقاد العزمية أو اجتماع اإلرادة بـني : بعدة تعريفات منهاوقد عرفه عدد من رجال القانون شخصني أو أكثر ، أو أنه احتاد اجلناة على أمر معني أو التقاء إرادم أو تفامههم عليه ، أو هو تقابل

)3(إرادتني أو أكثر واحتادمها حول موضوع معني وهو بذلك خيرج عن جمرد توافق اإلرادات

االتفاق بأنه احتاد شخصني أو أكثر من بينهم الفاعل األصلي للجرمية على ارتكاب : ويعرف الصيفي )1(اجلرمية دون أن تكون إلرادة أحدهم السيطرة املعنوية على إرادة هذا الفاعل

419،ص 1لسان العرب البن منظور،ج )1(

316لقصد اجلنائي و املسامهة و املسئولية اجلنائية والشروع والدفاع الشرعي، مرجع سابق ص حسين،حممود جنيب، )2(

60م ص 1999القانونية ، القاهرة جرمية االتفاق اجلنائي ، املكتب الفين لإلصدارات، سعد الدين، هشام )3(

Page 92: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

: وتعترف أغلب القوانني العربية باالتفاق كوسيلة للمسامهة التبعية يف اجلرمية ، ومن هذه القـوانني وقـانون ) 2 / 48املادة ( وقانون العقوبات العراقي ) 2/ 40املادة ( ات املصري قانون العقوب

) 2/ 45املـادة ( وقانون العقوبات يف اإلمارات العربية املتحـدة ) 2/ 48املادة ( اجلزاء الكوييت ـ ) 58املادة ( ، واملشروعان املصريان ) 2 / 44املادة ( وقانون العقوبات البحريين روع مـن املش

. ) من املشروع الثاين) 45واملادة ( األول ،

ولكن بعض القوانني العربية مل تدرج االتفاق بني وسائل املسامهة التبعية ، فحصـرا يف التحـريض ) 32الفصـل ( سـي والقانون التون) 100املادة ( يبومن هذه القوانني القانون اللي واملساعدة ،

) . 129الفصل ( قانون املغريب وال) 42املادة ( يوالقانون اجلزائر

كما يعرف االتفاق بأنه تالقي إرادتني متكافئتني خبالف التحريض الذي يعتـرب تـأثري إرادة علـى .األخرى

تقع اجلرمية وأن الفاعل األصلي قد وافقه على أنيف إرادتهويفترض أن الشريك باالتفاق قد عرب عن . )2(جلرمية ، أي احتدت إرادما على ارتكااذلك وعرب عن إرادته يف أن يرتكب ا

3ويفترض االتفاق عرضا من أحد الطرفني صادفه قبول من الطرف اآلخر

:أركان جرمية االتفاق

كما سبق وأن مت تعريف االتفاق بأنه احتاد إرادتني أو أكثر الرتكاب جرمية ما ، أو علـى األعمـال . اهزة أو املسهلة الرتكاا

:من هذا التعريف أركان االتفاق اليت تنحصر يف أمور ثالثة هي ويتضح

: ، ص م1958دار النهضة العربية ، القـاهرة –مقارنة راسةاالشتراك بالتحريض ووضعه من النظرية العامة للمسامهة اجلنائية د، الصيفي، عبد الفتاح مصطفي )1(

202 . 257: ، ص رجع سابق قانون العقوبات ، القسم العام ، معبدالستار،فوزية، )2(

368، ص 2004التمالؤ وأثره يف ارتكاب جرمية القتل يف الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي ، ، دار اجلامعة اجلديدة للنشر ، اإلسكندرية ،الزيين، حممود حممد )3(

Page 93: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

. اتفاق شخصني أو أكثر مبعىن تواطؤ سابق على ارتكاب اجلرمية وعقد العزم على إتياا -1

. ارتكاب جرمية ما مبعىن وقوع اجلرمية فعال بناء على هذا االتفاق -2

"القصد اجلنائي "الركن املعنوي -3

:)1(ة االتفاق بعدة أمور منهاوتتميز جرمي

أن االتفاق وسيلة لتحقيق غاية وهي اجلرمية موضوع االتفاق ، فإذا وقعت اجلرمية موضوع - 1 .رة لالتفاق اجلنائيقدهلا دون العقوبة امل قدرةاالتفاق خضع املتفقون للعقوبة امل

وذلك أن االتفاق يتسم بالسرية التامة وذلك على عكس أي جرمية أخرى تكون واضحة - 2 .فور حدوثها

.أن االتفاق يكون صادرا عن مكنونات النفس وبعد تفكري ذهين - 3 أن االتفاق ال يقوم استنادا إىل إرادة واحدة ، وال يتحقق إال عن طريق تعدد للجناة - 4

א א :א

بت اجلرمية بناء عليه ، االتفاق كوسيلة للمسامهة التبعية يف اجلرمية ال يعاقب القانون عليه إال إذا ارتك . ويعين ذلك أنه يستمد صفته غري املشروعة من جرمية متميزة عنه يف كياا وان كانت متولدة عنه

ولكن القانون يعرف نوعا آخر من االتفاق يعاقب عليه يف ذاته ، وأهم النصوص العربية اليت تعاقب مـن قـانون ) 59 – 55 (، واملواد ريالعقوبات املص من قانون 96على االتفاق يف ذاته املادة )2(من قانون اجلزاء الكوييت) 56( العقوبات العراقي ، واملادة

21ص رجع سابقجرمية االتفاق اجلنائي ، مسعد الدين ، هشام، )1(

297ص رجع سابقم يف التشريعات العربية ،املسامهة اجلنائية حسين، حممود جنيب ، )2(

298املرجع السابق ص )2(

Page 94: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ويتم إثبات االتفاق عن طريق القاضي الذي يستطيع أن يستخلصه جبميع طرق اإلثبات، فان مل يكن حقه علـى دليل مباشر عليه كاعتراف أو شهادة، فله أن يستخلصه من القرائن وقد تكون وقائع ال

.ارتكاب اجلرمية

א א א :א

فاالتفاق كما أسلفنا القول هو تالقـي اإلرادات وانعقـاد . ينبغي عدم اخللط بني االتفاق والتوافق أما التوافق فهو جمرد توارد اخلواطر على اإلجرام ، أي قيام فكرة اجلرمية . العزم على ارتكاب جرمية

من شخص يف وقت واحد دون سابق اتصال أو تفاهم بينهم مبعىن أن جوهر االتفاق ذاا لدى أكثر أكثر أي تالقيهما عند موضوع واحد ولكن التوافق يعىن جمرد اجتاه اإلرادتـني وهو انعقاد إرادتني أ

)1(.حنو موضوع واحد دون أن تتالقى

أن يتضمن االتفاق اتصال رأيني وانعقاد عـزم أن حيصل اتفاق على ارتكاب اجلرمية مبعىن - 1 .الفاعل والشريك على ارتكاب اجلرمية

أن تقع اجلرمية بناء على هذا االتفاق كما هو الشأن يف االشتراك بالتحريض ، فإذا مل تقع - 2 .اجلرمية فال اشتراك ، ولكن حالة االتفاق ذاا تكون معاقبا عليها

Page 95: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

اجلرمية اإلرهابيةاملساعدة يف - املطلب الثالث

العون هو الظهري على األمر ، و استعنت بفالن فأعانين و عاونين ، ويف الدعاء : تعريف املساعدة لغة كل شئ أعانك فهو عون لك كالصـوم عـون علـى : ، قال الليث " رب أعين و ال تعن علي "

).1(العبادة

مالحمها التشخيصية ،فهي تدل على و نالحظ أن هذه الكلمة تشترك مع كلمة التحريض يف كثري مناملعاونة يف اخلري و الشر أيضا ، و لكننا جند أن هذه الكلمة وردت يف القرآن الكرمي بداللتها علـى

م قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبيـنه اخلري غالبا ، فقد جاء يف قوله تعايل واستعينوا بالصبر سورة الفاحتة ، و) 5(إياك نعبد وإياك نستعنيسورة الكهف ، و) )95ردما

سورة البقرة ، وجاءت هذه اللفظة بداللتها على ) )45الخاشعني والصالة وإنها لكبرية إال على وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليـه آية واحدة يف قوله تعايل اجلانب السليب يف

وجاءت بداللتيها اإلجيابية والسـلبية يف . سورة الفرقان ) )4قوم آخرون فقد جاؤوا ظلما وزورا ذين آمنوا ال تحلوا شعآئر الله وال الشهر الحرام وال الهدي وال يا أيها الآية واحدة يف قوله تعايل

ا وال يجرمنكم القآلئد وال آمني البيت الحرام يبتغون فضال من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادو علـى قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على الرب والتقوى وال تعاونواشنآن

. سورة املائدة ) )2اإلثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب

א :א

.ع التشريعات اجلنائية على اعتبار املساعدة إحدى وسائل املسامهة التبعية يف اجلرميةجتم

املساعدة هي الوسيلة الثالثة للمسامهة التبعية وهي تقدمي العون أيا كانت صـورته إىل الفاعـل : بصورة من الصور التالية

. 172ص 17لسان العرب ج - 1

Page 96: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

اب اجلرمية مع علمه إعطاء السالح أو آالت للفاعلني أو أي شيئ آخر مما استعمل يف ارتك - 1 . ا

. املساعدة يف األعمال اهزة الرتكاب اجلرمية - 2 .املساعدة يف األعمال املسهلة الرتكاب اجلرمية - 3 . املساعدة يف األعمال املتممة الرتكاب اجلرمية - 4

والصورة األويل للمساعدة وهي إعطاء السالح أو غريه مـن اآلالت الـيت اسـتعملها الفاعـل أو )1(.ن للجرمية الفاعلو

واملساعدة هي تقدمي العون أيا كانت صورته إىل الفاعل ،فريتكب اجلرمية بناء عليه ويتضح من هـذا التعريف أن املساعد يقدم إىل الفاعل الوسائل واإلمكانيات اليت يئ له ارتكاب اجلرمية ،أو تسهل له

منها وأمهيه نشاط املساعد أنه ذلك، أو هو يزيل عقبات كانت تعترض طريقه،أو على األقل يضعف ).2(واحد من العوامل اليت تساهم فئ إحداث النتيجة اإلجرامية

وللمساعدة صور عديدة، إذ ختتلف باختالف ظروف كل جرمية والنحو الذي يقـدر مرتكبوهـا أن املساعدة تكون به جمديه يلي هذه الصور إعطاء تعليمات وإرشادات إىل الفاعل توضح لـه كيفيـه

مساعده : تكاب اجلرمية أو التخلص من املخاطر اليت تصحب ارتكاا وتوصف هذه املساعدة ،بأاارنفسيه أو معنوية ومن صور املساعدة كذالك تقدمي أسلحه أو آالت أو أي شئ آخر كي يستعمل يف

يم ارتكاب اجلرمية وهلذه الصورة مظهر مادي واضح اذ تفترض شيئا ذا كيان مادي يرد عليه التسـل من املساعدة إىل الفاعل أهم هذه األشياء هي األسلحة أيا كان نوعها وسواء أكانت أسلحه بطبيعتها

. كالبنادق والسيوف ،أم أدوات ميكن أن تستخدم عرضا يف االعتداء كالفئوس واملطارق

وتوصـف يف وتتميز املساعدة يف صورتيها السابقتني بأا سابقة على بدء الفاعل يف تنفيذ اجلرميـة ، " .مساعدة يف األعمال اهزة للجرمية" الصورة الثانية بأا

259جناية قطع الطريق بني الشريعة والقانون ، مرجع سابق ، ص - 1

306 - 302ص مرجع سابق املسامهة اجلنائية يف التشريعات العربية ،حسين، حممود جنيب ، - 2

Page 97: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

مسـاعدة يف األعمـال " ولكن املساعدة قد تكون معاصرة لتنفيذ اجلرمية ، وتوصف حينئذ بأا " . املسهلة أو املتممة للجرمية

: كوسيلة للمسامهة التبعية البحث يف موضوعني " املساعدة " وتثري

والثـاين ، هـو . ل هو حتديد ما إذا كانت املساعدة تتحقق بأفعال الحقة على ارتكاب اجلرمية األومـا : البحث فيما إذا كان االمتناع عن القيام بفعل معني يصلح صورة للمساعدة ، أو يف تعبري آخر

. إذا كان من اجلائز أن تتحقق املساعدة عن طريق حمض امتناع

.وضوعني ونفصل فيما يلي هذين امل

:املساعدة بأفعال الحقة على ارتكاب اجلرمية – 1

ختتلف التشريعات فيما بينها يف تكييفها األعمال الالحقة على ارتكاب اجلرمية اليت تتصل ا علـى .حنو وثيق ، ألا تتجه إىل متكني الفاعل من االحتفاظ بثمراا ، أو استغالهلا أو إعدام أدلتها

باالشـتراك " يعات إىل اعتبار هذه األفعال اشتراكا يف اجلرمية السابقة ، ويسمي تذهب بعض التشر " . الالحق على اجلرمية

: التشريعات اليت تعترف باالشتراك الالحق على اجلرمية

5 / 219املادة ( قانون العقوبات اللبناين من التشريعات اليت تعترف باالشتراك الالحق على اجلرمية 2 / 80املادة (وقانون العقوبات األردين ) د /هـ /218املادة ( العقوبات السوري وقانون) 6/تعترب االتفاق قبل اجلرمية مث إخفاء معاملها أو ختبئة أو تصريف األشياء النامجـة عنـها أو ) و /هـ /

)1(.إخفاء شخص أو أكثر من الذي اشتركوا فيها عن وجه العدالة من وسائل املسامهة التبعية

306د جنيب ، املسامهة اجلنائية يف التشريعات العربية ، مرجع سابق ص حسين، حممو - 1

Page 98: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

يعـد " منه أن ) 49(وينص قانون اجلزاء الكوييت على الشريك يف اجلرمية بعد وقوعها فتقرر املادة . شريكا يف اجلرمية بعد وقوعها من كان عاملا بتمام ارتكاب اجلرمية

وقد اتبع الشارع اللبناين يف تعداد وسائل املسامهة التبعية جا ابتعد به عن النهج الذي اتبعته أغلب القوانني العربية ، وقد اقتبس الشارع السوري هذه اخلطة ، مث أخذها عنهما الشـارع األردين مـع

ويبدو لنا أن االختالف بني هذه القوانني وسائر القوانني العربية يتعلـق بالصـياغة . بعض التصرف . أساسا ، أما األحكام اليت حتدد نطاق املسامهة التبعية فاالختالف يف شأا قليل

إعطاء إرشادات القتراف اجلرمية وان مل : نص القانونان اللبناين والسوري على وسائل ست ، هي ويتساعد هذه اإلرشادات على الفعل ، وشد عزمية الفاعل بوسيلة من الوسائل ، وقبول عرض الفاعل

عال اليت هيأت ارتكاب اجلرمية ابتغاء مصلحة مادية أو معنوية ، ومساعدة الفاعل أو معاونته على األفاجلرمية أو سهلتها أو على األفعال اليت أمتت ارتكاا ، واالتفاق مع الفاعل أو أحد املتـدخلني قبـل ارتكاب اجلرمية مث املسامهة يف إخفاء معاملها أو ختبئة أو تصريف األشياء النامجة عنها أو إخفاء شخص

طعام أو مأوى أو خمتبأ أو مكان لالجتماع أو أكثر من الذين اشتركوا فيها عن وجه العدالة ، وتقدميإىل األشرار الذي دأم قطع الطرقات أو ارتكاب أعمال العنف ضد أمن الدولة أو السالمة العامة أو

. ضد األشخاص واملمتلكات مع العلم بسريم اجلنائية

Page 99: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

األعمال التحضريية الرتكاب اجلرمية اإلرهابية - املطلب الرابع ذا املطلب املوضوعات التالية أتناول يف ه

א :אوهي يئة الوسائل اليت تعني اجلاين على ارتكاا ، وقد يقتضي ذلك تدبري األداة الالزمة أو إعـداد املكان أو يئة الظروف ، ومتثل مرحلة التحضري حلقة وسطى بني التفكري والتصـميم ، والبـدء يف

أي يف ذلك حول طبيعة األعمال التحضريية ، وهل يشترط أن تكون ذات طبيعة التنفيذ، واختلف الر )1(مادية أم معنوية

فهناك من يذهب إىل أا ذات طابع مادي ، وهناك من يذهب إىل أا قد تكون ذات طـابع مـادي )2(ومعنوي على حسب األحوال

ية ذات طابع مـادي وذلـك الرأي األول الذي يذهب إىل أن األعمال التحضري )3(ويرجح خضر النصراف مفهوم التحضري للجرمية، إىل التحضري املادي هلا ، بتجهيز األدوات أو الوسائل الالزمـة

أما االستعدادات املعنوية لتنمية القدرات العقلية والنفسية وزيادة الشجاعة واإلقدام ومـا . لتنفيذها .ريإىل ذلك ، فتخرج عن إطار املعىن املقصود من التحض

واألعمال التحضريية يف حد ذاا ال تلحق ضررا وال تعرض خلطر مباشر ، لذا فالسياسـة الرشـيدة توجب إفساح اال أمام اجلاين للنكول عن عزمه حىت ال يدفعه اإلحساس بالتورط إىل االستمرار يف

، ألنه يـرى يف بعـض واملشرع يف كثري من التشريعات العربية واألجنبية يفعل ذلك استثناء .اجلرميةصور التحضري للجرمية إفصاحا عن خطورة الشخص ، وعن ديد حمتمل للمصلحة القانونيـة الـيت حتميها القاعدة القانونية ، وبالتايل يعاقب على بعض صورها كجرائم مستقلة ، مثل محل سالح بدون

)4(.تل وغريها من اجلرائمترخيص ، فهذه اجلرمية عمل حتضريي جلرمية كجرمية اإلرهاب وجرمية الق

133، ص 1971الشناوي ، مسري ، الشروع يف اجلرمية ، رسالة دكتوراه ، القاهرة )1(

98ص مرجع سابق خضر، عبد الفتاح ، اجلرمية أحكامها العامة يف االجتاهات املعاصرة والفقه اإلسالمي )2(

98ص ملرجع السابقفتاح ، اجلرمية أحكامها العامة يف االجتاهات املعاصرة والفقه اإلسالمي اخضر، عبد ال )3(

وما بعدها 594، ص 2002دراسة مقارنة ، منشورات احلليب احلقوقية ، بريوت ، –عبداملنعم ، سليمان ، النظرية العامة لقانون العقوبات )4(

Page 100: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

مراحل األعمال التحضريية يف اجلرمية اإلرهابية

: باملراحل التاليةمتر اجلرمية

: مرحلة العزم على ارتكاب اجلرمية - 1

التفكري مث العزم ، ومن املسلم أن ال عقاب على العـزم علـى : رحلتنيمتر اجلرمية يف هذه املرحلة مبمن قانون العقوبات املصري ومن قـانون 45عليه صراحة املادتان ارتكاب اجلرمية ، وهذا ما نصت

ال يعترب شروعا يف اجلناية أو اجلنحـة ( اجلزاء الكوييت ، وجيري نص األوىل يف فقرا الثانية على أنه وتزيد املادة الثانية املسألة إيضـاحا ) جمرد العزم على ارتكاب اجلرمية وال األعمال التحضريية لذلك

، ومـا )ال يعترب شروعا يف اجلرمية جمرد التفكري فيها أو التصميم على ارتكااو( على أنه فتنص ).1( )تتجه إليه القوانني يف ذلك يتفق مع الشريعة اإلسالمية يف أنه ال عقاب دنيويا على جمرد القصد

نها صاحبها ووجهها إىل ومن جهة ثانية جيرم القانون صورا من العزم جتاوزت كامن النفس فأفصح عغريه فائتلف هلا ذا الركنان املادي واملعنوي ، فاعتربها القانون جرمية قائمة بذاا ومسـتقلة عـن

، وجرميـة التحـريض ) أو االتفاق اجلنائي( اجلرمية اليت يستهدفها العزم ، ومن ذلك جرمية املؤامرة املـؤامرة : ميتني لكل منهما ركناها ، ومها جرمية العلين ، فإذا وقعت اجلرمية املستهدفة كنا بصدد جر

. أو التحريض العلين ، واجلرمية اليت وقعت بناء على املؤامرة أو التحريض

يف هذه املرحلة يعد الفاعل وسيلة ارتكاب اجلرمية وأداـا ويهيـئ : مرحلة التحضري للجرمية -2املادة السامة السـتخدامها يف القتـل ، عدادإظروف ارتكاا ، ويعترب من قبيل التحضري للجرمية ،

وإعداد مكان خيتفي فيه الفاعل عند مباشرته للجرمية، وختتلف األعمال التحضريية مـن جرميـة إىل الوسط إجيادأخرى، ويف مجلة خمتصرة فإن األعمال التحضريية تتمثل يف كل فعل يهدف به الفاعل إىل

.املالئم لتنفيذ اجلرمية

هـ ، 1418األحكام العامة للنظام اجلنائي يف الشريعة اإلسالمية والقانون ، دار النهضة العربية ، القاهرة نقال عن الصيفي، عبدالفتاح مصطفى، )1(

198ص

Page 101: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

التقنينات اجلنائية أن العقاب على التحضري للجرمية ، إضافة إىل أن السياسـة العقابيـة والسائد يف تقضي عدم جترمي األعمال التحضريية أمال يف إفساح اال أمام مرتكبها لكي يقلع عن عزمه وحيجم

.عن املضي يف تصميمه

يف ذاا تشكل جرميـة قائمـة على أن هذا ال حيول دون املعاقبة على األعمال التحضريية إذا كانت بذاا ، كتجرمي إحراز السالح بدون ترخيص باعتباره جرمية قائمة بذاا ، أو باعتباره عمال حتضرييا

.جلرمية قتل ينوي الفاعل استخدامه يف ارتكاا مستقبال

اقب القـانون وقد يعاقب القانون على األعمال التحضريية باعتبارها ظرفا مشددا بعد وقوعها ، ويععلى األعمال التحضريية إذا قدمها صاحبها مساعدة منه آلخر أقدم على ارتكاب جرمية استخدم فيها

).1(هذه األعمال ، فيعترب صاحب هذه األعمال شريكا يف اجلرمية باملساعدة

:مرحلة تنفيذ اجلرمية وإمتامها -3

ية اجلنائية إىل مرحلة الالمشـروعية اجلنائيـة ، إذا بدأ الفاعل تنفيذ جرميته انتقل من مرحلة املشروعوذلك ألنه ذا يكون قد أتى فعال ينطوي على ديد للمال أو املصلحة أو احلق احملمي جنائيا ، وبعد

.ان ينتهي الفاعل من تنفيذ اجلرمية وحيقق النتيجة اإلجرامية تكون اجلرمية قد متت

الشروع يف املسامهة التبعية

).2(اخلوض فيقال شرع يف األمر أي خاض يف تنفيذه : ة الشروع لغ

.هو مرحلة وسطى بني اإلعداد للجرمية وإمتام تنفيذها: الشروع اصطالحا

إذا جتاوز الفاعل مرحلة األعمال التحضريية ، ودخل جمال تنفيذ اجلرمية ، فال خيلو وضعه من أحـد اإلجرامية ، فتتم اجلرمية ذا ، وإمـا أن حيـول إما أن يكمل تنفيذها فتتحقق نتيجتها : فروض ثالثة

200هـ ، ص 1418الصيفي، عبدالفتاح مصطفى، األحكام العامة للنظام اجلنائي يف الشريعة اإلسالمية والقانون ، دار النهضة العربية ، القاهرة )1(

335م ، ص، 1967، بريوت 1خمتار الصحاح ، ط الرازي ، )2(

Page 102: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

حائل ال دخل إلرادته فيه دون أن تتحقق هذه النتيجة ، فتقف اجلرمية عند مرحلة الشروع ، وإما أن .يعدل طواعية عن إمتامها

البدء يف تنفيذ فعل بقصد ارتكاب جناية أو جنحة إذا ( بأنه )45(وقد عرف قانون العقوبات املصري( وعرفه قانون اجلـزاء الكـوييت بأنـه ) و خاب أثره ألسباب ال دخل إلرادة الفاعل فيها أوقف أ

ارتكاب فعل بقصد تنفيذها أي اجلرمية ، إذا مل يستطع الفاعل ألسباب ال دخل إلرادته فيهـا إمتـام )اجلرمية

خيتلف عن الركن املادي لذات اجلرمية إذا متت ، وال ذادي واملتمثل يف البدء يف التنفيالركن امل: أوال .إال من حيث الكم ال الكيف

وهو ذات القصد اجلنائي الذي عقد الفاعل نيته عليه منذ حلظة عزمه علـى : الركن املعنوي : الثاين .ارتكاب اجلرمية

عدم إمتام اجلرمية لسبب ال دخل إلرادة الفاعل فيه : الثالث

اصر مادية ، وأخرى معنوية ، فعناصره املادية تشمل األعمال التنفيذية اليت ويشتمل الشروع على عن .يأيت اجلاين ا، واملعنوية تشتمل على العناصر النفسية املتمثلة يف قصد ارتكاب اجلرمية

فقد ال يثمر نشاط املساهم التبعي لدي املسـاهم األصـلي ، فـال : )1(ولذلك صورتان رئيسيتانوقد يعتنق املساهم األصلي فكرة اجلرمية ، ولكنه ال ينفذها لسبب من األسباب . يستجيب للتحريض

، كاإلشفاق على اين عليه ، أو خشية السلطات العامة ، أو ألن غرضه قد حتقق عن غـري طريـق . اجلرمية

342حسين، حممود جنيب ، املسامهة اجلنائية يف التشريعات العربية ، مرجع سابق ص )1(

Page 103: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ي نشـاطه وقد يتصور الشروع يف املسامهة التبعية يف صورة ثالثة ، هي حالة ما إذا أيت املساهم التبع )1(وحتققت نتيجته بوقوع اجلرمية ، ولكن ثبت انتفاء عالقة السببية بينهما

א אא :א

اليت اختصت بتجرمي األعمال اإلرهابية مل خترج عما اختطته التشريعات اجلنائية الوضعيةالتشريعات جرمية اإلرهابية حيث أوردت نصا مسـتقال جيـرم حماولـة الداخلية يف جترمي األعمال التحضريية لل

ارتكاب هذه األفعال بوصفها جرمية تامة ، واحملاولة درجة أقل من الشروع الذي يعد بدءا يف التنفيذ أي ارتكاب فعل من شأنه أن يؤدي حاال ومباشرة إىل ارتكاب اجلرمية ، جمرد األعمـال التحضـريية

نفيذ ، أي كانت هذه األعمال ، فقد تكون تقدمي مسـاعدات أو معونـات السابقة على البدء يف التمعينة مل ترق إىل حد االشتراك يف اجلرمية أو البدء يف تنفيذها وقد تكون حتريضا غري متبوع بأي أثـر

)2(وقد تكون اتفاقا على ارتكاب جرمية مل تتحقق بالفعل

:للجرمية وذلك على النحو التايل قدرةبة اخف من العقوبة املرتب القانون للشروع يف اجلرمية عقو

يعاقب على الشروع يف اجلنايـة ( نص على أتنلعقوبات املصري من قانون ا) 46(املادة - 1باألشغال الشاقة املؤبدة إذا كانت : بالعقوبات اآلتية إال إذا نص قانونا على خالف ذلك

)ؤقتة إذا كانت عقوبة اجلناية األشغال الشاقة املؤبدة باألشغال الشاقة امل. العقوبة اإلعدام يعاقب على الشروع بالعقوبـات ( على أن تنصمن قانون اجلزاء الكوييت ) 46(املادة - 2

احلبس املؤبد إذا كانت عقوبة اجلرميـة التامـة : اآلتية إال إذا قضى القانون خبالف ذلك إذا كانت عقوبة اجلرمية التامة احلـبس اإلعدام ، احلبس مدة ال تتجاوز مخس عشرة سنة

.املؤبد

99ص ، هـ 1405معهد اإلدارة العامة املرجع السابق خضر، عبد الفتاح ، اجلرمية أحكامها العامة يف االجتاهات املعاصرة والفقه اإلسالمي )1(

527 عطا اهللا ، إمام حسانني، اإلرهاب والبنيان القانوين للجرمية، ، مرجع سابق ص )2(

Page 104: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

يرى جانب من الفقه اجلنائي أن الشروع يف السعي غري متصور، ألنه مـن قبيـل األعمـال -3 .التحضريية للعدوان على أمن الدولة ، ونظرا خلطورته اعتربه املقنن املصري جرمية خاصة

ر الشروع فيه بكل سلوك يـؤدي حبسـب يف حني يرى جانب آخر من الفقه ان السعي من املتصو .ارى العادي لألمور على االتصال غري املشروع باجلهة األجنبية

املصري يف العقاب بني وقوع اجلرمية على حد االتصال غري املشروع، وبني تنفيذ شرعوقد فرق امل .اجلرمية موضوع السعي أو التخابر أو الشروع يف هذا التنفيذ

ين عند وقوف اجلرمية عند حد االتصال غري املشروع بعقوبة األشغال الشاقة املؤبدة وقرر جمازاة اجلا

أي يف حالة وقوع اجلرمية موضوع السعي أو التخابر أو الشروع فيها فقد ادخـر : أما احلالة الثانية .)1(هلا املقنن املصري عقوبة اإلعدام

א א א :א

ال عقاب على هذه املرحلة ، ألا ال تعتـرب : بالنسبة ملرحلة التفكري والتصميم أو العزم : أوال دثت به أنفسـها إن اهللا جتاوز ألمين عما وسوست أو ح{ : معصية ، لقوله صلى اهللا عليه وسلم

وذا يكون للشريعة اإلسالمية فضل األسبقية والسمو علـى كافـة ).2(}أو تكلم ه مامل تعمل ب .القوانني الوضعية

:مرحلة التحضري للجرمية : ثانيا .يف ذاته ) معصية(ال عقاب على هذه املرحلة ما مل يكن إعداد وسيلة ارتكاب اجلرمية

: مرحلة تنفيذ اجلرمية: ثالثا

127-123موسوعة القانون اجلنائي ، مرجع سابق ، ص : العاديل،حممود صاحل )1( سبق خترجيه )2(

Page 105: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

تعاقب الشريعة اإلسالمية على هذه املرحلة باعتبارها معصية يف حد ذاا ، ويرجع عـد اهتمـام اإلسالمية مبا نطلق عليه حديثا تسمية الشروع يف اجلرمية إىل أن العربة بالفعل ذاته ، فإذا الشريعة

انطوى على معصية وجبت العقوبة ، بغض النظر عن اعتبار الفعل حلقة يف سلسلة ارتكاب جرمية ة عليهـا مل تقع بعد ، فإذا ما وقعت اجلرمية تامة خضع اجلاين لعقوبتها دون عقوبة األفعال السابق

واملؤدية إليها ن ألننا يف هذه احلالة نكون بصدد صورة مـن صـور التسلسـل االسـتيعايب أو ).1(االستغراقي

: أثر عدول اجلاين عن اجلرمية :يعاقب الفقهاء بني نوعني من العدول االختياري عن اجلرمية

قوبة تعزيرية ما دام ما صدر وعليه يعاقب الفاعل بع: العدول االختيار غري املقترن بالتوبة : األولعنه يعترب معصية ، ويالحظ أن العقوبة يف حالة العدول غري املقترن بالتوبة تتعلق جبرمية تعزيريـة

.مستقلة عن اجلرمية اليت عدل الفاعل عنها :الثاين العدول االختياري للتوبة وفيه خالف بني الفقهاء

أن سائر احلدود عدا احلرابـة ال تسـقط : عند احلنفية وبعض فقهاء الشافعية واحلنابلة - 1 .بالتوبة ، وتقاس عليها عقوبة من عدل للتوبة فال تسقط عقوبته

أن التوبة قبل القدرة تسقط العقوبة قياسا على حد احملاربـة ، : وعند الشافعية واحلنابلة - 2 .وقياسا تسقط عقوبة من عدل للتوبة

احلدود إذا مل يتم تنفيذها ، ويف اجلنايـات علـى يف: والشروع يف كل اجلرائم العمدية متصور .النفس ومادوا كذلك ، ويف سائر التعزيرات

أما يف جمال اجلرمية املستحيلة ، فيأخذ الفقه اجلنائي اإلسالمي باالجتاه الشخصي فيخضـع الفاعـل )2(.لعقوبة تعزيرية ملا أبداه من خطورة إجرامية

هــ ، 1418دار النهضـة العربيـة ، القـاهرة الصيفي، عبدالفتاح مصطفى، األحكام العامة للنظام اجلنائي يف الشريعة اإلسالمية والقانون ،)1(

220ص

221الصيفي، عبدالفتاح مصطفى، األحكام العامة للنظام اجلنائي يف الشريعة اإلسالمية والقانون ، مرجع سابق ، ص )2(

Page 106: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ملبحث الرابعا )1(بني الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي املساهمة التبعية

سأقارن يف جمال املسامهة التبعية بني الشريعة والقانون من حيث التعريف ومـن حيـث الفاعـل . والشريك واالشتراك وسيتم ذلك يف ثالثة مطالب

املقارنة من حيث التعريف - املطلب األول

ب ، وشروط هذا النـوع مـن االشـتراك ، تتفق القوانني الوضعية يف تعريف االشتراك بالتسبووسائل االشتراك ، ويف وجوب توافر عالقة السببية بني وسيلة االشتراك ووقوع اجلرمية ، وتتفق النظرية اليت يأخذ ا القانون البلجيكي يف عقوبة الشركاء يف جرائم احلـدود والقصـاص مـع

ق مع ما أخذ به القانون املصري احلايل يف النظرية اليت يقول ا فقهاء املسلمني ، وهي كذلك تتفالقتل العمد ، وكذلك بالنسبة لعقوبة الشركاء يف جرائم التعازير، حيث يسـوي بـني عقوبـة الشريك املباشر وعقوبة الشريك املتسبب، وكذلك تتفق نظرية القانون اإليطايل مع مـا تقـرره

ه اخلاصة ، ويبقى الفوارق األساسـية الشريعة اإلسالمية من استفادة الشريك املتسبب من ظروفاليت ختتص ا الشريعة اإلسالمية من أسبقيتها فلقد نزلت منذ أكثر من أربعة عشـر قرنـا مـن

.الزمان، وكانت النظريات الوضعية كلها الحقة على ما جاءت به الشريعة اإلسالمية

املقارنة من حيث التفرقة بني الفاعل والشريك - املطلب الثاني

النظر والتدقيق يف آراء الفقهاء ، نستخلص أم يفرقون بني املباشر للجرمية ، ومن اتفق وأعان ب " .االتفاق، املساعدة، التحريض" أو حرض عليها

فاملباشر هو من ارتكب اجلرمية وحده أو مع غريه ، أو أتى عمال من األعمال املكونة للجرميـة ، وبة املباشر هي القصاص أما من اتفق أو أعان أو حرض أو من ومن املتفق عليه بني الفقهاء أن عق

352-439الزيين ، مرجع سابق ص )1(

Page 107: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

مـن االتفـاق أو املسـاعدة أو ذكرـا اشترك يف اجلرمية بأية وسيلة من وسائل االشتراك اليت .التحريض واليت يطلق عليها الفقهاء باإلعانة فحكمهم ليس واحدا

ما من أعان فجزاؤه القصاص عنـد فمن اتفق أو حرض فجزاؤه التعزير عند األئمة عدا مالكا ، أ .مالك والتعزير عند باقي األئمة

من حيث العقاب على وسائل االشتراك إذا مل تقع اجلرمية املقصودةو

القاعدة العامة يف الشريعة اإلسالمية ، أنه العقاب على حديث النفس ووسوسة الصدر وما ينتوي إن { القاعدة قول الرسول صلى اهللا عليه وسلم املرء عمله ما مل يعمل به أو يتكلم ، وأساس هذه

1}اهللا جتاوز ألميت ما حدثت به أنفسها ما مل يتكلموا أو يعملوا به

ويترتب على ذلك أن الفرد إذا فكر يف اجلرمية أو انتواها وصمم عليها فال عقاب عليه ، مـا دام ارتكاب اجلرمية ، أو بقول كـأن أنه مل خيرج نيته إىل حيز التنفيذ ، سواء كان التنفيذ بعمل مثل

يأمر غريه بارتكاب اجلرمية أو حيرضه على ذلك ، أو يتفق معه على ارتكاب اجلرمية ، واألصل يف الشريعة أن االتفاق على اجلرمية والتحريض عليها وإعانة ارم على جرميته ، كل ذلك يعترب بذاته

:تقع ، وهو يعترب جرمية من وجهني جرمية مستقلة ، سواء وقعت اجلرمية املقصودة أم مل

أن الشريعة حترم األمر باملنكر واالتفاق عليه واإلعانة عليه ، واجلرائم هي أشد املنكرات : أوهلما .وأكربها يف الشريعة اإلسالمية

أن االتفاق على اجلرمية والتحريض واإلعانة عليها يؤدي إىل ارتكاب ما حترمه الشـريعة : ثانيهما .ئم ، والقاعدة األصولية أن ما أدى إىل احملرم فهو حمرموهي اجلرا

ب إذا أحسن أحدكم إسالمه فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثاهلا، ، با68املنذري، زكي الدين عبدالعظيم ، خمتصر صحيح مسلم ، حديث رقم )1(

23ص

Page 108: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

وعلى هذا جيوز عقاب من اتفق أو حرض أو أعان على جرمية ولو مل تقع هذه اجلرمية ألن جمـرد االتفاق والتحريض واإلعانة على ارتكاب اجلرائم اإلرهابية ال خيرج عن كونه جرمية بذاته ، فإذا

املتفق أو احملرض أو املعني شريكا بالتسبب فيهـا ، وكـان عليـه وقعت اجلرمية املقصودة اعترب .عقوبتها طبقا للقواعد السابقة

وينبين على ما سبق أن التحريض العام على اجلرائم معاقب عليه يف الشـريعة اإلسـالمية ، وأن ـ اق أو االتفاق اجلنائي على ارتكاب اجلرائم اإلرهابية معاقب عليه سواء أدى التحريض أو االتف

).1(اإلعانة إىل نتائجه املقصودة أو مل يؤد هلذه النتائج

ومبدأ الشريعة اإلسالمية يف العقاب على االتفاق والتحريض واإلعانة باعتبارها جرائم مسـتقلة يف عدم العقاب على النية ما مل يصحبها عمل أو قـول ، فـاملتفق أو مبدئهايتفق متام االتفاق مع اإلرهابية ينوي إتيان اجلرمية ويظهر نيته مصحوبة بقـول هـو االتفـاق أو احملرض على اجلرمية

التحريض،واملعني على اجلرمية يظهر نيته مصحوبة بعمل هو املساعدة ، فأصبح كل منـهم أهـال .للعقاب على ما وسوست له نفسه بعد أن أظهره يف عمله أو قوله

يف أحد املبدأين فتتفق القوانني مع الشـريعة هذا وتتفق القوانني الوضعية مع الشريعة اإلسالمية اإلسالمية يف أنه ال عقاب على النية مستقلة عن القول أو العمل، لكن القوانني ال تطبق املبدأ بدقة حيث له مستثنيات ، منها تشديد العقاب على اجلرائم العمدية اليت مل يصحبها إصرار ، ومعـىن

أما الشـريعة اإلسـالمية . قب على النية مستقلة عن الفعلهذه التفرقة أن القوانني الوضعية تعا .فتطبق املبدأ بدقة تامة وال جتعل له مستثنيات

أما املبدأ الثاين فتخالف فيه القوانني الوضعية الشريعة اإلسالمية ، حيث تأخذ القـوانني بعـدم سواء كانت تامة أم العقاب على االتفاق أو التحريض أو اإلعانة إال إذا وقعت جرمية مقصودة ،

377ص 1عودة ، عبدالقادر ، مرجع سابق ج )1(

Page 109: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

مل تتم ، وأصبحت اليوم تعاقب على االتفاقات اجلنائية باعتبارها جرائم مسـتقلة ولـو مل تقـع ).1(اجلرائم املقصودة أو يشرع فيها

وهذا االجتاه الذي اجتهت إليه القوانني الوضعية هو أخذ بنظرية الشريعة اإلسالمية اليت متتاز بأا ق حاجات اجلماعة ، فمن وجهة املنطق ، إمـا أن يكـون االتفـاق أو أدق منطقيا وأوىف بتحقي

التحريض أو العون جمرما لذاته أو غري جمرم ، فإن كان جمرما لذاته فقد وجب العقاب عليه سواء وقعت اجلرمية أو مل تقع ، وإن كان غري جمرما لذاته فال حمل للعقاب عليه بعد وقوع اجلرمية ، ألن

اب على عمل غري جمرم ، وألن اجلرمية وقعت فمن باشرها فهو خمتار مميـز فـال العقاب عليه عقيسأل عنها غريه ، وألن املتفق أو احملرض أو املعني مل يعمل شيئا ما بعـد االتفـاق والتحـريض

)2(واإلعانة ، وقد اعتربناها غري جمرمة لذاا

اإلسالمية تساعد على حفظ النظام وكبح أما من ناحية حتقيق املصلحة العامة ، فإن نظرية الشريعة تيار اإلجرام ، وليس أدل على ذلك من أن القوانني الوضعية أخذت بنظرية الشريعة اإلسالمية يف

.االتفاقات اجلنائية

املقارنة من حيث االشرتاك املباشر واالشرتاك بالتسبب -املطلب الثالث

مية اهتموا بإبراز أحكام االشتراك ، بينمـا جيب أن نالحظ قبل كل شي أن فقهاء الشريعة اإلسال :أمهلوا إىل حد كبري االشتراك بالتسبب ولذلك االهتمام وهذا اإلمهال سببان

أن الفقهاء الشرعيني قصروا اهتمامهم على بيان أحكام اجلرائم ذات العقوبـات : السبب األولري بتغري الظروف الزمانية واملكانية وهي جرائم احلدود والقصاص ، ألا جرائم ثابتة ال تتغ قدرةامل

واختالف وجهات النظر ، أما جرائم التعزير فلم يهتموا ا ومل يضعوا هلا أحكاما خاصـة،ألا يف

379مصطفى السعيد، األحكام العامة يف قانون العقوبات ، الطبعة الثالثة، دار املعارف املصرية ص . السعيد )1(

379، مرجع سابق ص 1ي ، جـ عودة عبدالقادر ، التشريع اجلنائي اإلسالم )2(

Page 110: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

الغالب جرائم غري ثابتة تتغري بتغري الزمان واملكان واختالف وجهات النظر ، كما أن عقوبـات .التعزير غري ثابتة فهي تقبل الزيادة والنقص

تقع على من باشـر قدرةأن القاعدة العامة يف الشريعة اإلسالمية أن العقوبات امل: لسبب الثاينااجلرمية دون املتسبب، وهذه القاعدة مطبقة بدقة عند أيب حنيفة ، ولكن بقية الفقهاء يستثنون من

لـك أن القاعدة جرائم االعتداء على النفس، وما دوا أي جرائم القتل واجلرح، وحجتهم يف ذمن طبيعة هذه اجلرائم أن تقع باملباشرة والتسبب، وأا تقع كثريا بالتسبب، فلو طبقت القاعـدة

على املتسبب مع أنه نفذ الركن املادي للجرمية كما قدرةعلى املباشر فقط المتنع توقيع العقوبة املما الشـركاء املتسـببون فعل املباشر، ويقصر هؤالء الفقهاء االستثناء على الشركاء املباشرين، أ

1فيخضعوم للقاعدة العامة

مل يعاقب مقدرةويترتب على هذه القاعدة أن الشريك املتسبب إذا اشترك يف جرمية ذات عقوبة ال تقع إال على الشريك املباشر فقـط، فجرميـة االشـتراك قدرةذه العقوبة ، ألن العقوبة امل

سواء اشترك الشريك املتسبب يف جرمية من جرائم بالتسبب هي من جرائم التعازير يف كل حالاحلدود والقصاص أو اشترك يف جرمية من جرائم التعازير، وهذا يفسـر لنـا اهتمـام الفقهـاء باالشتراك املباشر، وإمهاهلم االشتراك بالتسبب ، فقد اهتموا باالشتراك املباشـر ، ألن الشـريك

كب جرمية من جرائم احلدود أو القصاص ، والفقهاء املباشر يعاقب بعقوبة احلد والقصاص إذا ارتبالرغم مما سبق مل يهملوا االشتراك غري املباشر إمهاال كليا، بل تعرضوا له أثناء حبث اجلناية علـى النفس أو ما دوا أي جرائم القتل واجلرح ، واليت تنطبق على اجلرائم اإلرهابيـة ، ألن هـذه

بالتسبب ، واالشتراك غري املباشر ، نوع من أنواع التسبب، ومـا اجلرائم ترتكب إما مباشرة أو ذكره الفقهاء عن االشتراك بالتسبب مبناسبة الكالم على القتل واجلرح كاف الستخراج القواعد

.2العامة اليت بين عليها الفقهاء أحكام هذا النوع من االشتراك

358مرجع سابق ص 1 -عودة ، عبدالقادر ، التشريع اجلنائي اإلسالمي ، ج )1(

بتصرف 359- 358عودة،عبدالقادر، املرجع السابق ،ص )2(

Page 111: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

الفصل الثالث

لوضعي يف احلد من املساهمة التبعيةدور الشريعة اإلسالمية والقانون ا

: يتضمن هذا الفصل ثالثة مباحث

املسامهة التبعية دور الشريعة اإلسالمية يف احلد من -املبحث األول

الدولية من املسامهة التبعية موقف التشريعات اجلنائية -املبحث الثاين

:ة وفيما يلي بيان ذلك دور النظام السعودي يف احلد من املسامهة التبعي -املبحث الثالث

Page 112: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

املبحث األول دور الشريعة اإلسالمية يف احلد من املساهمة التبعية

التبعية ودور الشريعة يف احلد من أتطرق يف هذا املبحث،ملوقف الشريعة اإلسالمية من صور املسامهة .ثة مطالب مستقلةاملسامهة التبعية من حيث التجرمي،وكذلك من حيث العقاب،وسأتناول ذلك يف ثال

موقف الشريعة اإلسالمية من صور املسامهة التبعية - املطلب األول

فقد اهتم الفقه اجلنائي بأفعال املسامهة التبعية أو االشتراك يف اجلرائم العمدية مع حتديد معىن الفاعل . انونية ملا هلذه التفرقة من أمهية ق 1األصلي ، ومفهومه يهدف التفرقة بني الفاعل والشريك

لذلك فإن احلديث عن االشتراك أصبح مرتبطا بتحديد معىن الفاعل األصلي إذ مبقتضى ذلك ميكـن التفرقة بني املسامهة التبعية وأفعال املسامهة األصلية يف اجلرمية واليت تدق التفرقة بينها وبـني أفعـال

. كاب اجلرمية االشتراك خصوصا إن كانت األخرية بوسيلة املساعدة املعاصرة الرت

فاألفعال املادية للجرمية قد يرتكبها شخص واحد وتتحقق النتيجة اإلجرامية مثرة ألفعاله دون تدخل من أحد بسلوك جيرمه القانون ويف هذه احلالة ال يكون هناك حمل للحديث عن املسامهة اجلنائية الـيت

رمية أن تكون النتيجة واحدة ، مـع ال تكون اال بتعدد اجلناة مع وحدة اجلرمية ومن شروط وحدة اجل . وحدة معنوية تربط مجيع اجلناة

وسأتناول موقف الشريعة اإلسالمية من كل صورة من صور املسامهة التبعية واليت تتمثل كما سـبق يف ) اإلشارة إليه الشريك بالتحريض أو االتفاق أو املساعدة وهو من يطلق عليه الشريك بالتسـبب

والفقهاء ). 2(متييزا له عن الفاعل مع غريه الذي يطلق عليه اإلسالم الشريك املباشر الفقه اإلسالمي ،يسلمون بأن مسئولية الشريك باالتفاق أو التحريض أو املساعدة ، مسئولية تبعية ، وعقابـه عقابـا

. من قانون العقوبات املصري الشريك وحددت حاالت االشتراك ) 40(عرفت املادة )1(

363ص ) ت.د(بريوت دار الكتاب اإلسالمي ، ،يع اجلنائي اإلسالمي ، مقارنا بالقانون الوضعي ، اجلزء األول عودة ، عبد الغفار ، التشر )2(

Page 113: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ى مسـرح تعزيريا، اليت اعترب الفقهاء فيها االشتراك بالتسبب مباشرة كحاالت اإلكراه والتواجد عل .اجلرمية مع استعداد الشريك لتنفيذها عند ختاذل الفاعل

آراء فقهاء الشريعة من صور املسامهة التبعية وهي املسـاعدة ، التحـريض ، طلبوسأبني يف هذا امل ، وذلك يف ثالثة فروع مستقلةاالتفاق

א א−א א א א )1(א

" حتدث فقهاء الشريعة اإلسالمية عن املساعدة ، فذكروا حكم الردء واملعني ، واملراد بـالردء هـو .العون املباشر وهي وسيلة تبعية للمسامهة اجلنائية

) يف رأي لـه ( وقد اختلف الفقهاء يف حالة من ميسك إنسانا ليقتله فريى أبو حنيفة والشافعي وأمحد وليس فاعال مباشرا للقتل ، وحجتهم يف ذلك أن املمسـك ) أي باملساعدة(أن املمسك شريك معني

وإن كان قد تسبب مبساعدته يف القتل ، إال أن الثالث هو الذي باشره ، واملباشـرة تتغلـب علـى )2(السبب

أن املمسك والفاعل كالمها مباشرا للقتـل وحجتـهم أن )3() يف رأي آخر له ( ويرى مالك وأمحد والتسبب تساويا يف إحداث النتيجة وهي إزهاق الروح ، ومل يكن يف اإلمكان أن حتدث هذه املباشرة

النتيجة لو مل يكن أحد الفعلني ، فمن أعان احملارب بتحريض أو اتفاق أو مساعدة فهو حمارب ، بـل أو يعترب يف حكم احملارب من حيضر فعل احلرابة ولو مل يباشره بنفسه كمن يوكل إليه أمـر احلفـظ

احلراسة أو من يراقب الطريق ، أو من يقدم السالح ، أو يأوي احملاربني ، أو خيفيهم أو خيفي أدوات اجلرمية بعد ارتكاا ويستندون يف ذلك إىل أن احملاربة مبنية على حصول املنعة واملعاضدة واملناصـرة

ترب ساعيا يف األرض فسـادا وإن مل فال يتمكن املباشر من فعله إال بقوة الردء ، كما أن غري املباشر يعيرتكب قتال أو أخذ مال ، هذا يف حني أن الرأي اآلخر ، والذي ميثله الشافعية والشـيعة اإلماميـة

235، ص 1405خضر، عبدالفتاح ، اجلرمية وأحكامها العامة يف االجتاهات املعاصرة والفقه اجلنائي ، معهد اإلدارة العامة بالرياض )1(

235مية وأحكامها العامة يف االجتاهات املعاصرة والفقه اجلنائي مرجع سابق ، ص خضر، عبدالفتاح ، اجلر )2(

235خضر، عبدالفتاح ، اجلرمية وأحكامها العامة يف االجتاهات املعاصرة والفقه اجلنائي املرجع السابق ، ص )3(

Page 114: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

والزيدية ، يشترطون مباشرة احملارب اجلرمية بنفسه ، فيسقط احلد عن الردء واملعـني والتـابع فـال ) .1(عصية وال يتعلق باملعني كسائر احلدود خيضعون إال للتعزيز ، ألن احلد جيب ارتكاب امل

والراجح هو مالك وأمحد ألنه هو املأثور عن اخللفاء الراشدين ألن عمر بن اخلطاب رضي اهللا عنـه . قتل ربيئة احملاربني ، والربيئة هو الناظر الذي جيلس على مكان عايل ينظر منه للمحاربني من جيئ

، وبصفة خاصة يف جرائم أمن الدولة الشتراك يف اجلرمية بصفة عامةولعل هذا الرأي يتفق مع أحكام اومنها اإلرهاب ، الذي يعاقب فيه املشرع على صور االشتراك بصورة أوسع من غريه من اجلـرائم فقد يصل العقاب إىل عقوبة اجلنايات على بعض أنواع املساعدة اليت ال ترقي إىل مستوى االشتراك يف

ن تكون جمرد عمال حتضرييا ويف هذا اإلطار فإن املالكية يوجبون العقوبـة علـى اجلرمية وال تعدو أاملعاون للمحارب إلمساكه له أو إشارته إليه ، بل ولو متثلت املعاونة يف التقوى جباهه ، فتكفي جمـرد

. املماالة حلدوث املعاونة

شافعية يرون أن حكم الردء هـو اآلراء السابقة جند أن مجيع املذاهب الفقهية عدا الوبعد استعراض فإذا ارتكب احملـارب قـتال –للمحاربني قدرةنفسه حكم املباشر ألفعال احلرابة يستحق العقوبة امل

. وللردء هو القتل حدا عمال بنظرية وحدة اجلرمية اليت اشترك فيها اجلميع –كانت العقوبة له

ن إذ من شأن تطبيقه احلد من ارتكاب هذا وهذا احلكم للردء يتفق مع ظروف العصر الذي نعيشه اآلالنوع من اجلرائم ذات اخلطورة اخلاصة على أمن الناس ومصاحلها ويؤدي األخذ بـه إىل الضـرب بشدة ليس فقط على أيدي احملاربني بل على أعوام الذين شاركوهم يف اقتراف هذا اجلرم وتعاونوا

.معهم يف ارتكابه

211، ص 2004 ، القاهرة ات احلديثةاإلرهاب والبنيان القانوين للجرمية، دار املطبوع ، عطا اهللا ، إمام حسانني )1(

Page 115: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א אא−א א א א

عند أيب حنيفة والشافعي وأمحد يعترب احملرض شريكا بالتسبب ما مل يصـل التحـريض إىل درجـة اإلكراه ، فيصبح احملرض فاعال ، وال يعترب الفقهاء اآلمر فاعال إال إذا كان له سلطان على املـأمور

. كان اآلمر جمرد حمرض عادي حبيث يصبح أداة يف يده ، وإال

وعند اإلمام مالك يعترب احملرض فاعال أصليا إذا كان على مسرح اجلرمية وقت ارتكاا ، سواء ساعد الفاعل املباشر أو مل يساعده ، ويشترط أن يثبت أنه كان سيقوم باملباشرة إذا مل يقم الفاعل األصـلي

.).)1ا

א א−א אא א א

. ذكرنا أن االتفاق هو انعقاد اإلرادة وهو أمر ينتفي يف التوافق ويتجرد منه

لكن يشـترط .)2("التمالؤ " هفقهاء الشريعة اإلسالمية ويسمونهذا املعىن لالتفاق يتفق مع تعريف و اجلرح حضوره على مسرح اجلرميـة وقـت فقهاء الشريعة لعقاب الشريك الذي متاأل على القتل أ

ارتكاا والقيام بفعل من أفعال اجلرمية املادية ، وقد أشرنا إىل هذا النوع من النشاط اإلجرامي وأدرج . ضمن األفعال املادية اليت جيب فيها القصاص باعتباره فاعال أصليا

ح فإنه ال جيب عليه القصاص عند احلنفية لكن إذا مل يباشر الشريك فعال ماديا من أفعال القتل أو اجلرواحلنابلة ، والشافعية أما املالكية فقد وسعوا العقاب يف االشتراك املبين على االتفاق ووسعوا مفهـوم

.)3( املباشرة

أما مذهب مالك رضي اهللا عنه فإنه يعترب " وقد خلص ذلك اإلمام الراحل حممد أبوزهرة حيث يقول والشركة باملباشرة أوسع معىن من املباشرة عند أيب –عترب الشركة بالتسبب أيضا الشركة باملباشرة وي

233خضر، عبدالفتاح ، اجلرمية وأحكامها العامة يف االجتاهات املعاصرة والفقه اجلنائي مرجع سابق ، ص )1(

300: الفقه على املذاهب األربعة ، الد اخلامس ،بريوت ، دار إحياء التراث العريب ص )2(

217ة والقانون اجلنائي ، مرجع سابق ص جناية قطع الطريق بني الشريع )3(

Page 116: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

حنيفة ، فيعترب مباشرا إذا حضر سواء اشترك يف القتل فعال أم مل يشترك وسواء أكان عمله قلـيال أم مـا تـرك كان عمله كبريا ، فما دام قد متاأل معه على القتل وحضر فإنه يعد قاتال ولو مل يباشر ألنه

العمل إال لكفاية اآلخر له ومكاثرته له باحلضور هلا أثرها يف نفس املقتول ، مث هو مستعد لإلعانة إذا . )1(استعان به

وإذا كان الشريك غري مباشر للقتل وال حاضرا له ، ولكنه أعان عليه بأن منع املغيثني من أن يغيثـوا ك اين عليه ، فإنه يعد شريكا عند اإلمام مال

وتأكيدا ملا سبق فقد ورد يف كتب الفقه املالكي بأن جزاء القتل يكون للجماعة املتمالئة علـى قتـل شخص وان مل يضربوه بآلة تقتل كاليد والسوط ، وحىت ولو مل يل القتل إال واحد بشرط أن يكونوا

–مرتكب فعل القتـل وهذا الرأي للمالكية من التسوية يف العقاب بني . حبيث لو استعني م أعانوا –واملعاونني له يف اجلرمية الذي تواجدوا على مسرحها خصيصا هلذا الغرض للمعاونة إذا تطلب األمر

يعد أنسب اآلراء الفقهية ملا يف تطبيقه من الضرب على أيدي ذوي النفوس اإلجرامية الذين يتمالئون ني من إغاثة اين عليه أو بتسهيلها بأي أسلوب على القتل ويعاونون يف متام اجلرمية ، سواء مبنع املغيث

آخر حبيث تكون معاونتهم وإن كانت ال تعد من األفعال املادية للقتل إال أا ألمهيتها ميكن اعتبارها واالتفاق على ارتكاب جرمية كوسيلة للمسامهة التبعية فهو كالتحريض يرتب مسئولية تبعية ، .كذلك

ففي االتفـاق أو التمـالؤ تتحـد إرادة : تفاق أو التمالؤ و بني التوافق ويفرق أغلب الفقهاء بني االالشريك املباشر و إرادة الشريك املتسبب على ارتكاب جرمية بعينها ، و يترتب عليه أن يسأل كـل

أما التوافق ، ففيه تتجه إرادة اجلناة إىل ارتكاب اجلرمية دون أن يكـون . منهما عن اجلرمية اليت تقع اتفاق سابق فيعمل كل منهم حتت تأثري الدافع الشخصي و الفكرة الطارئة اليت جالت خباطره و بينهم

هلذا ، . و من أمثلة التوافق املشاجرة اليت حتدث فجأة يف مقهى أو مكان عام . خباطر غريه من اجلناة ملتيقن من إثباته ال يسأل كل من اجلناة إال عن فعله وحده ، حبيث تنحصر مسؤوليته يف نطاق القدر ا

.يف حقه من األفعال

. 417: أبوزهرة ، حممد ، فقه اجلرمية، ص )1(

Page 117: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

هذا ، وال يفرق أبو حنيفة بني التوافق و التمالؤ ، ففيهما ال يسأل الفاعل إال عن فعله وحـده ، يف حني يفرق سائر األئمة بني التوافق و التمالؤ على النحو سالف الذكر ، و إن كان بعض الفقهـاء يف

مع مراعاة اختالف رأي مالك عن بقية الفقهـاء يف .حنيفة مذهيب الشافعي و أمحد يأخذون برأي أيبحالة وجود الشريك باالتفاق على مسرح اجلرمية وقت التنفيذ، فإنه يصبح مبثابة الفاعل ال الشريك،

)1(.مىت ثبت أنه على استعداد ملباشرة تنفيذها إذا مل ينفذها الفاعل األصلي

يف احلد من املسامهة التبعية من حيث لقوانني الوضعية اإلسالمية وا ر الشريعةدو - املطلب الثاين . التجرمي

تسهم الشريعة اإلسالمية بفعالية يف احلد من املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية مـن خـالل جترمي اإلرهاب بكافة أشكاله وصوره ، إميانا منها بضرورة التعاون بني أفراد اتمع ، فقد قال تعـاىل

جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقالئد ذلك الكرمي يف كتابه يملء عيبكل ش أن اللهض وي األرا فمو اتاومي السا فم لمعي وا أن اللهلمعتل )97 (ة املائدة سور

اإلكراه،اجلنون وعاهة العقل ، صغر (، فاملسامهة التبعية يف العمليات اإلرهابية بغري مانع شرعي )2({ : يعد من قبيل التعاون على اإلمث والعدوان ، وقد قال رسول اهللا صلى اهللا عليـه وسـلم ) السن

مظلوما ، فكيف ننصره ظاملا ؟ قال يا رسول اهللا ، هذا ننصره: قالوا } انصر أخاك ظاملا أو مظلوما ، ووقاية الظلم يقتضي عدم املسامهة يف اجلرمية والتعاون مع سلطات األمـن يف )3()تأخذ فوق يديه :(

.كشف مرتكيب العمليات اإلرهابية وإلقاء القبض عليهم

234ص ، هـ1405، معهد اإلدارة العامة مرجع سابق خضر، عبد الفتاح ، اجلرمية أحكامها العامة يف االجتاهات املعاصرة والفقه اإلسالمي )1(

. 2سورة املائدة آية )2(

.387، ص 5، ج) 2401( ، حديث رقم ) اعن أخاك ظاملا أو مظلوما ( يف صحيحه ، كتاب املظامل ، باب أخرجه البخاري )3(

Page 118: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

מ: א מ

إطار ( يرة باحلماية اجلنائية ، وصياغتها يف سياسة التجرمي هي السياسة اليت تتناول املصاحل اجلد .)1(نصوص التجرمي والعقوبات والتدابري املالئمة لكل جرمية ) نظري يوضح

ويقصد بسياسة التجرمي ماجيب حظره جنائيا من األفعال واالمتناعات وما ال جيب حظره مـن .)2(اإلدارية انتهاكات للمصاحل اكتفاء باللوم االجتماعي أو اجلزاءات املدنية و

وهي تقرر اجلرمية وجزاءها بناء على نظرا للمصاحل االجتماعية ، دف محاية هذه املصاحل حسب ظروف واحتياجات كل جمتمع ، وتتأثر هذه احلماية بتقاليـد كـل جمتمـع ونظامـه االقتصـادي

.)3(واالجتماعي والسياسي ، ويعد التجرمي أقصى مراتب احلماية ملصاحل اتمع

وحتدد السياسة ما جيب حظره جنائيا من األفعال واالمتناعات ومـا ال جيـب حظـره مـن .)4(انتهاكات للمصاحل اكتفاء باللوم االجتماعي أواجلزاءات املدنية واإلدارية

א: א א א א מ אא א

التجرمي على فكرة دفع الضرر ، ألا تعمل على محاية املصاحل أو القيم اليت أهـدرت أو تقوم سياسةدمرت جزئيا أو هددت باالنتهاك ، إذ أن األضرار اجلنائية عبارة عن نوع من اإلضرار االجتماعيـة

ـ ) الجرمية وال عقوبة إال بـنص ( اليت عرفها املنظم بأا جرمية ، وكما هو معلوم رائم فهـذه اجل :وعقوباا حددا الشريعة اإلسالمية من خالل التقسيم التايل للجرائم

. 42ص ) ت . جدة ، مكتبة اخلدمات احلديثة ، د ( مبادئ التشريع اجلنائي اإلسالمي ، : حممد ، شريف فوزي )1(

. 11ص ) م 1997معة نايف العربية للعلوم األمنية ، جا: الرياض ( السياسة اجلنائية ،: عوض ، حممد حميي الدين )2(

.255ص ) م 1993دار الشواف ، : القاهرة ( التشريع اإلسالمي والقانون الوضعي ، : عليان ، شوكت حممد )3(

.11السياسة اجلنائية ، مرجع سابق ، ص : عوض ، حممد حميي الدين )4(

Page 119: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

هي اجلرائم اليت يعاقب عليها حبد ، واحلد عبارة عن عقوبة مقدرة حقـا هللا : جرائم احلدود - 1: تعاىل الجيوز تعديلها أو الزيادة والنقصان عليها أو العفو عن مرتكبها ، وجرائم احلدود هي

.قذف ، والسرقة ، واحلرابة ، والردة ، والبغي ، وشرب اخلمرالزنا ، والهي اجلرائم اليت يعاقب عليها بقصاص أو دية ، وهـي عقوبـات : جرائم القصاص والدية - 2

القتل العمد ، والقتل شبه العمد ، والقتل اخلطـأ ، واجلنايـة : مقدرة حقا لألفراد ، وتشمل وتشمل املسامهة التبعية يف اجلرمية . ون النفس خطأعلى ما دون النفس عمدا واجلناية على ماد

.اإلرهابيةاجلرائم الـيت )1(وهي تأديب على ذنوب مل تشرع فيها احلدود والقصاص: جرائم التعازير - 3

متس بكيان اتمع كالعمليات اإلرهابية اليت تفرد هلا الشريعة اإلسالمية عقوبة احلرابة ، فـإن لة بذاا تستوجب معاقبة مرتكبها بشرط أن يكون غـري فاقـد املسامهة فيها تعد جرمية مستق

األهلية ، وأن ال يكون مكرها أو مصابا باجلنون أو العاهة العقلية ، مع ضرورة تـوفر النيـة والقصد اجلنائي ، فالنية يف مساعدة اإلرهابيني تكمل أركان جرمية املسامهة التبعية وتعـرض

إمنا األعمال بالنيات ، وإمنا { : اهللا صلى اهللا عليه وسلم صاحبها للعقوبات ، فقد قال رسولفمن كانت هجرته إىل دنيا يصيبها أو إىل امرأة ينكحها ، فهجرته إىل ما : لكل إمرئ ما نوى

.)2(}هاجرإليه

א: א א א מ א א א

عوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما علـى رسـولنا أطيقوله تعايل - 1بنيالغ المالب )92 (سورة املائدة

بلـاغ المـبني وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا القوله تعايل - 2 سورة التغابن ) 12(

املكتـب : بريوت ( لسلطانية والواليات الدينية ، حتقيق عصام فارس احلرستاين و حممد إبراهيم الزعلي، األحكام ا: املاوردي ، على حممد حبيب )1(

.11 – 10ص ) م 1996هـ ، 1416اإلسالمي ،

.حديث متفق عليه )2(

Page 120: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم فإن تنازعتم قوله تعاىل - 3ليوم اآلخر ذلك خيـر وأحسـن في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله وا

سورة النساء) )59تأوياللعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك } :قوله تعاىل - 4

ه لبئس مـا كـانوا يفعلـون ، كانوا ال يتناهون عن منكر فعلوبما عصوا وكانوا يعتدون .سورة املائدة) 78،79(

تدل اآليات السابقة على حترمي املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية ألن فيه شق عصا الطاعة لوالة األمر واخلروج عليهم ، ولذلك جيرم صاحبه ويلعنه القرآن الكرمي ألنه من قبيـل عـدم إنكـار

. املنكر

شرعية يف وجوب طاعة أويل األمـر ، واملسـامهة يف العمليـات وقد تضافرت النصوص ال اإلرهابية يعين خمالفتهم واخلروج عليهم وزعزعة األمن واالستقرار الذي يقوى يبتهم وقـوم ،

ال يزال الناس خبري ما عظموا السلطان والعلماء ، فإن عظموا هذين { : ويف ذلك يقول القرطيب ).1(} وإن استخفوا ذين ، أفسدوا دنياهم وأخراهم أصلح اهللا دنياهم وأخراهم

األدلة من السنة النبوية املباركة على جترمي املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية : رابعا

أوصـيكم { : عن عرباض بن سارية رضي اهللا عنه أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال - 1ـ ش مـنكم بعـدي يحبشيا ، فإنه من يعبتقوى اهللا والسمع والطاعة وإن كان عبدا ريى فس

عليهـا بالنواجـذ ، ، فعليكم بسنيت وسنة اخللفاء الراشدين املهديني ، وعضوا اختالفا كثريا .)2(}فإن كل حمدثة بدعة وكل بدعة ضاللة واحملدثاتوإياكم

. 261 – 260، ص ص 5القرطيب ، حممد بن أمحد ، مرجع سابق ، ج )1(

سلسلة ( وقال األلباين حديث صحيح . 44، ص 1، ج) 96( باب إتباع السنة ، حديث رقم ) عليه وسلم النيب صلى اهللا( سنن الدارمي ، كتاب )2(

.هـ 1416، 1مكتب املعارف ، ط: ، الرياض 526، ص 6، ج ) 2735(األحاديث الصحيحة ، حممد ناصر الدين األلباين ، حديث رقم

Page 121: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

فقد من أطاعين{ : قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : عن أيب هريرة رضي اهللا عنه قال - 2أطاع اهللا ، ومن عصاين فقد عصى اهللا ، ومن أطاع أمريي فقد أطاعين ، ومن عصى أمـريي

.)1(}فقد عصاين فمن . املدينة حرم { :وعن أيب هريرة رضي اهللا عنه أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال - 3

اليقبل منه يوم القيامة .أحدث فيها حدثا أو أوى حمدثا فعليه لعنة اهللا واملالئكة والناس أمجعني .)2(}عدل وال صرف

تدل األحاديث السابقة على جترمي املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية ملا يترتب على ذلـك مـن مفاسد وأخطار عظيمة ، فضال عن خمالفته الصرحية ألويل األمر ، فيدل احلديث علـى أن مـن

ل على جترمي فعله ، فمن يأوي أهل املعاصـي أحدث حدثا أو آوى حمدثا يستحق اللعنة وهذا يد .)3(يشترك معهم يف جرمهم وإمثهم ألنه رضي بعملهم ، وذا يلتحق م

من آوى حماربا أو سارقا أو قاتال وحنوهم ممن وجب عليـه { : ويف ذلك يقول ابن تيمية رمحه اهللا .)4(}ال عدوان فهو شريكه يف اجلرم حد أو حق هللا تعاىل أو البن أدم ومنه أن يستوىف منه الواجب ب

يتضح مما سبق أن املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية حمرمة بنص القرآن الكـرمي والسـنة النبوية املطهرة ملا فيه خمالفة ألويل األمر ، فضال عن اآلثار السلبية الناجتة عن املسـامهة يف اجلرميـة

التفاق أم بالتحريض أم باملساعدة بكافة أشكاهلا الـيت متتـد اإلرهابية بأي صورة من صورها سواء بازمة لوقاية اتمع من نـوازع الفسـاد لتشمل تعطيل إقامة احلدود وكذلك العقوبات التعزيرية الال

واالحنراف ، مما يترتب عليه تشجيع ارمني على ارتكاب املزيد من اجلـرائم وممارسـة نشـاطام .اإلرهابية اعتمادا على املساعدات اليت يقدمها املسامهون هلم

، ) 6979( قول اهللا تعاىل أطيعوا اهللا وأطيعوا الرسول وأويل األمر منكم ، حديث رقم ( ، باب ) األحكام ( رواه البخاري يف صحيحه ، كتاب )1(

3، ص 15ج

.122، ص 9، ج ) 3284( ، حديث رقم ) فضل املدينة ودعاء النيب فيها بالربكة ( ، باب ) كتاب احلج ( أخرجه مسلم يف صحيحه )2(

. 195، ص 13ج ) م 1987/ هـ 1407املكتبة السلفية ، : دمشق ( اري ، فتح الب: ابن حجر ، أمحد بن علي )3(

. 323، ص 28جمموع الفتاوى ، مرجع سابق ، ج : ابن تيمية ، أمحد )4(

Page 122: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

رميـة يف احلـد مـن املسـاهمة التبعيـة يف اجلاإلسالمية دور الشريعة - لثاملطلب الثا اإلرهابية من حيث العقاب

سأتناول يف هذا املطلب بالشرح مفهوم العقوبة وعناصرها وكذلك مفهوم السياسة العقابية ، كمـا أوضح دور الشريعة اإلسالمية يف احلد من املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية من حيث العقاب

א−1 :מ

زواجر وضعها اهللا تعاىل للردع عن ارتكاب ما حظر وترك مـا :بأا احلدود عرف املاوردي .)1(أمر به

موانع قبل الفعل زواجر بعده ، أي أن العلم بشرعيتها مينع اإلقدام : " وعرفها ابن اهلمام بأا .)2(على العمل ، وإيقاعها مينع العود إليها

.)3(وهي إيالم مقصود من أجل اجلرمية ويتناسب معها

إيـالم "عرف العقوبـة بأـا تيف إبراز األمل كجوهر للعقوبة، فعظم التعريفات الفقهية تتفق م .)4(" مقصود يوقع من أجل اجلرمية ويتناسب معها

العقوبة جزاء يوقع باسم اتمع تنفيذا حلكم قضـائي "العقوبة بأا ويعرف البعض اآلخر من حيث هي جزاء، تنطوي على أمل يلحق بارم نظري فالعقوبة، من . على من تثبت مسئوليته عن اجلرمية

.337املاوردي ، علي بن حممد ، مرجع سابق ، ص )1(

، ص 4م ، ج 1897/ هــ 1315الطبعـة األمرييـة : صر م( فتح القدير شرح اهلداية : ابن اهلمام ، كمال الدين حممد بن عبدالواحد )2(

112 .

.421ص ) م 2003منشورات احلليب احلقوقية ، : بريوت ( علم اإلجرام واجلزاء ، : عبداملنعم ، سليمان )3(

. 35ص -1967، علم العقاب، القاهرة، دار النهضة العربية، حممود جنيب، حسين )4(

Page 123: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

احملكوم عليه من حق من حقوقه كحقـه يف نأمره، ويتمثل هذا األمل يف حرما خمالفته ى القانون أو .)1(احلياة أو احلرية أو يف مباشرة نشاطه السياسي وما إىل ذلك

حكام القانون بقصد إيالم ووفقا للتعريف السابق فإن العقوبة تقرر حبكم قضائي تنفيذا أل . املسئول عن ارتكاب اجلرمية

جزاء ينص عليه القانون ليلحق باجلاين بسبب ارتكابه جرميته، يتميز هـذا "ولذلك يعرفها الفقه بأا التعريف بالتحديد فهو يتسع لكافة أهداف اجلزاء اجلنائي يف خمتلف مذاهب السياسة اجلنائية، أي أنه

).2()يتسع لكافة املفاهيم اليت متليها السياسة اجلنائيةجمرد إطار قانوين

اجلزاء املقرر ملصلحة اجلماعة على عصيان أمر الشـارع "ويعرف الفقه اإلسالمي العقوبة بأا . )3(واملقصود من فرض عقوبة على عصيان أمر الشارع هو إصالح حال البشر ومحايتهم من املفاسد

موانع قبل الفعل زواجر بعده، أي العلـم "ه اإلسالمي بأا وكذلك تعرف العقوبات يف الفق . )4(بشرعيتها مينع اإلقدام على الفعل وإيقاعها بعده مينع العودة إليه

خنلص مما سبق أن العقوبة جزاء جلرمية ارتكبت يف حق اتمع، والبد من توافر أركان اجلرمية جنائي، وبذلك تتميز عـن اجلـزاءات القانونيـة حىت تثبت مسئولية اجلاين، والعقوبة جزاء له طابع

األخرى اليت ليس هلا هذا الطابع، مثل التعويض املدين واجلزاء اإلداري وكذلك تقرر العقوبة بنص يف . القانون تطبيقا ملبدأ شرعية العقوبات

مبقتضى القانون، أو توقيع عقوبة تزيد على احلد األقصـى مقدرةفال جيوز توقيع عقوبة غري .)1(املقرر يف القانون إال يف األحوال اليت جييز فيها القانون جتاوز احلد األقصى

. 555ص. 1983، شرح قانون العقوبات، القسم العام، الطبعة العاشرة، مطبعة جامعة القاهرة، القاهرة مصطفى، حممود حممود )1(

. 574ص1991ن، .سرور ، أمحد فتحي ، الوسيط يف قانون العقوبات، القاهرة، د )2(

. 609عودة ،عبد القادر ، التشريع اجلنائي يف اإلسالم ، مرجع سابق ص )3(

. 9، ص1961، مكتبة العروبة، القاهرة، 2حي ، العقوبة يف الفقه اإلسالمي، طنسي ، أمحد فت )4(

Page 124: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

: ووفقا للتعريفات السابقة للعقوبة، فإن العقوبة هلا عناصر ثالثة

كله -احلرمان منه -ويعين اإليالم املساس حبق ملن ترتل به العقوبة، ويعين املساس باحلق : اإليالم -1 : ويتحقق معىن اإليالم يف صورتني. ض قيود على استعمالهأو جزء منه، أو فر

صورة مادية باعتبار أن املساس باحلق جيعل وسائل من ناله حمدودة فيضيق تبعا لذلك جمال نشـاطه يف . اتمع، وصورة معنوية تتمثل يف شعوره باملهانة هلبوط مركزه يف اتمع

بة البد أن يكون مقصودا، وال حيدث عرضا أو كـأثر اإليالم يف العقو: إيالم العقوبة مقصود -2لتنظري تدبري أو إجراء معني، وتطبيقا لذلك ينتفي معىن العقوبة من كل تدبري أو إجراء ينطوي بطبيعته على إيالم غري مقصود، مثل إجراءات التحقيق أو احملاكمة، فقد يقبض علـى املتـهم

لو تنفيذها عادة من املساس بـبعض احلقـوق، ويفتش أو حيبس احتياطيا وهي إجراءات ال خيومع ذلك فهي ال تستهدف اإليالم، وإن حدث بالفعل فهو غري مقصود، وإمنا يترتـب دون

).2(حمالة نتيجة طبيعية الختاذ اإلجراء

وكون اإليالم مقصودا يربز معىن اجلزاء يف العقوبة، تقوم فكرة اجلزاء هو مقابلة الشر بالشر، جلاين من شر باتمع واين عليه يتعني أن يقابله شر يف صورة إيالم العقوبة، وهذا الشـر فما أنزله ا

. )3(يتعني أن يكون مقصودا، إذ بغري ذلك ال يتحقق معىن اجلزاء

: إن إيالم العقوبة جيب أن يرتبط باجلرمية من وجهني: ارتباط أو الصلة بني إيالم العقوبة واجلرمية -3

. 205ص. 1997اإلسكندرية، -النظرية العامة للجرمية -القسم العام، الكتاب األول -القهوجي ، علي عبد القادر ، شرح قانون العقوبات )1(

. 209، املرجع السابق، صلعربية، حسين، حممود جنيب ، علم العقاب، القاهرة، دار النهضة ا )2(

. 37، املرجع السابق،،صحسين، حممود جنيب ، علم العقاب، القاهرة، دار النهضة العربية، )3(

Page 125: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ويستتبع ذلك أن يكون . الذي تتضمنه العقوبة ال ميكن إنزاله إال كأثر للجرميةأن اإليالم - أ . الحقا على ارتكاب اجلرمية، فتكون اجلرمية سببا لإليالم

ويعين ذلك أن هناك حد أدىن من التناسب . إن إيالم العقوبة جيب أن يتناسب مع اجلرمية - ب . )1(بة لتلك العقوبةينبغي أن يتحقق بني إيالم العقوبة واجلرمية املوج

فالعقوبة عبارة عن جزاء جنائي يقرره النظام على كل من تثبت مسئوليته عن ارتكاب اجلرمية ليوقع كرها مبقتضى حكم يصدره القضاء على اجلاين يصيبه بقدر مقصود من األمل يف شخصه أو ماله

.)2(أو شرفه

على مرتكب اجلرمية ، سواء حلق هـذا األمل إا قدر من األمل تفرضه اهليئات القضائية باتمع .)3(ببدنه أو حريته أو ماله

والعقوبة هي اجلزاء املقرر ملصلحة اجلماعة على عصيان أمر الشارع دف إصالح أحـوال .)4(البشر ومحايتهم من املفاسد واستنقاذهم من اجلهالة وإرشادهم من الضاللة

مفهوم السياسة العقابية -2

لعقاب هي السياسة اليت حتدد العقوبات وطريقة تطبيقها وتنفيذها ، وهـي تكمـل سياسة ا سياسة التجرمي ، فال توجد عقوبة دون جترمي مسبق للفعل اإلجرامي الذي يستحق هذه العقوبة الـيت

.)5(تسعى حلماية املصاحل األساسية لبقاء اتمع واستمراره

. 211القهوجي، علي عبد القادر، شرح قانون العقوبات، املرجع السابق، ص )1(

.28ص ) م 2004دار الفكر العريب ، : القاهرة ( ديدة ، حنو سياسة جنائية ج: جتزئة العقوبة : عبدالبصري ، عصام عفيفي )2(

.322ص ) م 1985دار املطبوعات اجلامعية ، : اإلسكندرية ( دراسة يف علم اإلجرام والعقاب ، : أبو عامر ، حممد زكي )3(

.906التشريع اجلنائي اإلسالمي مقارنا بالقانون الوضعي ، مرجع سابق ، ص : عودة ، عبدالقادر )4(

2002جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ، : الرياض ( اجتاهات السياسة اجلنائية املعاصرة والشريعة اإلسالمية ، : بوساق ، حممد بن املدين )5(

. 32ص ) م

Page 126: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

لعقوبة واليت ختضع يف ماضيها وحاضرها ومستقبلها وهي السياسة اليت حتدد ماهية واجتاهات ا .)1(لتطور أفكار وعقائد وقيم اتمع

والسياسة العقابية من هذا املنطلق هي ترمجة فعلية لقيم وأفكار واجتاهـات اتمعـات جتـاه العقوبة الالزم توقيعها على من يرتكب عمال يوصف بعدم الشرعية ، ويتعدى على حقوق اآلخرين ،

.خيرج عن قواعد وتقاليد وأعراف اجلماعاتو

، لقاء ما ارتكبه ويف الوقت ذاتهويقصد ا أساليب توقيع العقوبة املناسبة املفروضة على اجلاين .إعادة تأهيله ودجمه يف اتمع

ففي املاضي كانت سياسة العقاب تقوم على مبدأ إرهاب اجلاين وتعذيبه وإذالله وعدم مراعاة إلنسانية وإهانته ومعاملته معاملة قاسية ، ولكن يف العصر احلديث تطورت هـذه السياسـة احلقوق ا

اجلزاء اجلـاين ، ازدواجيةدف إصالح اجلاين وتقوميه ، وبعد ذلك اعتنقت السياسة العقابية فكرة ال يعـود ألن العقوبة وحدها غري كافية إذا مل يتم رعاية ارم بعد قضاء مدة العقوبة ومتابعته حـىت

للجرمية وبعد ذلك ظهر املنهج العلمي ذو الرتعة اإلنسانية حلركة الدفاع االجتماعي الذي نادى بعدم التضحية باإلنسان يف سبيل اتمع وألغى عقوبة اإلعدام ، إذ أن محاية الفرد أساس محاية اتمـع ،

.)2(مني يف اتمع وقد حيتاج األمر إىل العقاب كوسيلة فعالة إلعادة دمج بعض ار

دور سياسة العقاب يف الشريعة اإلسالمية والقوانني الوضعية يف احلد من املسـامهة التبعيـة يف -3 اجلرمية اإلرهابية

א: א

تقوم السياسة العقابية يف الشريعة اإلسالمية على أساس محاية اجلماعة وصيانة نظامها ، ودفع ثام واألخطاء واألضرار واملفاسد من جهة ، ومن جهة أخرى إصالح األفراد وذيبـهم الشرور واآل

.35ص ) م 1996مكتبة النهضة ، : بغداد ( دراسة مقارنة ، : السياسة اجلنائية : إبراهيم ، أكرم نشأت )1(

. 28 – 27السياسة اجلنائية ، مرجع سابق ، ص ص : عوض ، حممد حميي الدين )2(

Page 127: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ورعاية حقوقهم ، وتذكريهم مبا هلم من حقوق وما عليهم من التزامات ، واستنقاذهم من الضاللة ، .1وكفهم عن املعاصي واجلرائم واملخالفات ، وهدايتهم حنو الطريق السوي والصراط املستقيم

الشريعة اإلسالمية حد احلرابة على جرائم اإلرهاب وهو يتكون من ثالثة مسـتويات وتطبق .القتل ، القطع من خالف، النفي من األرض، السجن: تتناسب ومستوى اجلرم املرتكب وهي

ومن املعروف أن اجلرائم اإلرهابية تشترك فيها أطراف كثرية ، البعض منها خيطط والـبعض ينفـذ .بعض يساعد والبعض حيميوالبعض يراقب وال

فاملسئولية اجلنائية لكل هذه األطراف موزعة ، ويؤيد هذا الرأي ما ذهب إليه علمـاء األحنـاف ، فإذا اجتمع حماربون فباشر بعضـهم القتـل ) الردء(واملالكية والشافعية يف معاملة من يقدم العون

األحوال، اكتفاء بوجود احملاربة سواء واألخذ، وكان بعضهم ردءا كان للردء حكم احملاربني يف مجيع ).2(باشر القتل أم مل يباشر

وتتراوح العقوبات اليت تقررها التشريعات الوضعية يف بقية الدول العربية على مـرتكيب جـرائم اإلرهاب بني اإلعدام واألشغال الشاقة بنوعيها املؤبدة واملؤقتة ، باإلضافة إىل املصـادرة ، ومل جتـز

ات األخرى الدفع باألسباب املخففة للحكم نظرا ألن جرائم اإلرهاب هي اجلـرائم بعض التشريعاليت تؤدي على الترويع واإلفزاع وتقوض أركان النظام العام للمجتمع ومن مث ال جيوز التخفيـف

)2(فيها

ـ ال يف ومن املعروف أن املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية يترتب عليها أضرار بليغة كما هـو احلجرائم احلدود ، وبصفة خاصة يف ارتكاب العمليات اإلرهابية الـيت تفضـي إىل ترويـع اآلمـنني ،وديدهم واالعتداء على أمواهلم ، وأعراضهم ، وممتلكام ، ونشر الذعر بينهم أو اخلروج علـى

لنشره خلسة ، فإن ، أو قتل النفس اليت حرم اهللا ، أو حيازة السالح املهرب) البغي ( احلاكم املسلم

.82اجتاهات السياسة اجلنائية املعاصرة والشريعة اإلسالمية ، مرجع سابق ص : بوساق ، حممد املدين )1(

64، ص 1424ة نايف العربية للعلوم األمنية الربيش ، أمحد سليمان صاحل ، جرائم اإلرهاب وتطبيقاا الفقهية املعاصرة ، ، جامع )2(

1424، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية 49الربيش ، أمحد سليمان صاحل ، جرائم اإلرهاب وتطبيقاا الفقهية املعاصرة ، مرجع سابق ، ص )3(

Page 128: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

الشريعة اإلسالمية تعاقب املتستر بعقوبة تعزيرية يترك تقديرها لويل األمر بناء على نوع اجلرمية املتستر .عليها ومقدار الضرر منها

تقدر الشريعة اإلسالمية العقوبة حبسب ضخامة اجلرمية فحد جرميـة القـذف للمحصـنات والذين يرمون : عدم قبول شهادم قال تعاىل يف كتابه الكرمي ورميهن بالزنا هو اجللد مثانني جلدة و

أبدا وأولئك هم المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانني جلدة ولا تقبلوا لهم شهادةما جرمية املسامهة التبعية فهي من قبيل جرائم احلرابة واإلفساد ، أ) سورة النــور) )4الفاسقون .يف األرض

واملسامهة التبعية صورة من صور ترك األمر باملعروف والنهي عن املنكر ، لذلك شرعت هلـا :الشريعة اإلسالمية العقوبات التالية للحد منها ومن آثارها السلبية

: سامهني يف اجلرمية ، فقد قال تعاىل يف كتابه الكـرمي تلعن الشريعة اإلسالمية امل: اللعن - 1كانوا وصا عبم كذل ميرن مى ابيسعو وداود انسلى ليل عائرني إسن بوا مكفر ينالذ نوا لع

:كةواألدلة على ذلك من السنة النبوية املبار. 1)سورة املائدة) )78يعتدون

إن أول ما دخل النقص علـى { قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : عن عبداهللا بن مسعود قال - أ بين إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق اهللا ودع ما تصنع فإنه ال حيل لـك ، مث

قلوم يلقاه من الغد فال مينعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب اهللالعن الذين كفروا من بين إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مرمي : ( بعضهم ببعض ، مث قال

كال واهللا لتأمرن باملعروف وتنهون عن املنكر ولتأخذن على يدي : ، مث قال ) إىل قوله فاسقون – . )2(}الظامل ، ولتأطرنه على احلق أطرا ، ولتقصرنه على احلق قصرا

. 79 – 78اآليتان : سورة املائدة )1(

. 88، ص 4، ج 4338األمر والنهي ، حديث رقم ( اب رواه أبو داود يف سننه ، كتاب املالحم ، ب )2(

Page 129: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

فمـن . املدينة حرم { : ريرة رضي اهللا عنه أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال عن أيب ه - ب ال يقبل منه يوم القيامـة . أحدث فيها حدثا أو آوى حمدثا فعليه لعنة اهللا واملالئكة والناس أمجعني

.)1(}وال صرف عدل

عليه حد أو حـق هللا فمن آوى حماربا أو سارقا أو قاتال أو مرتكب أي عملية إرهابية ممن وجب تعاىل أو لإلنسان وتستر عليه وساعد على عدم القصاص منه ، فهو شريكه يف اجلرم ، وقد لعنه اهللا ورسوله ، وإذا القي القبض عليه ، يطلب منه إحضار من آواه أو اإلعالم به ، فإن أمتنع جيب عقابه

.)2(دث باحلبس والضرب مرة بعد مرة حىت يديل مبا يفيد القبض على احمل

א− א :א

تعاقب عدد من التشريعات العربية مرتكيب جرمية االنضمام أو االشتراك يف التنظيم املناهض باألشغال الشاقة املؤقتة ، ومنها قانون العقوبات املصري والذي يعاقب أيضا على جرميـة مسـاعدة التنظـيم

وترتفع العقوبة إىل اإلعدام أو األشغال الشاقة املؤبـدة إذا كـان املناهض باألشغال الشاقة املؤقتة ، .)2(اإلرهاب من الوسائل اليت تستخدم يف حتقيق أو تنفيذ األغراض اليت يدعو إليها التنظيم املناهض

أما الشروع والتخابر فريى جانب من الفقه اجلنائي أن الشروع يف السعي غري متصور، ألنه من قبيل .حضريية للعدوان على أمن الدولة ، ونظرا خلطورته اعتربه املقنن املصري جرمية خاصةاألعمال الت

السعي من املتصور الشروع فيه بكل سلوك يـؤدي حبسـب أنيف حني يرى جانب آخر من الفقه .ارى العادي لألمور على االتصال غري املشروع باجلهة األجنبية

وقوع اجلرمية على حد االتصال غري املشروع، وبني تنفيذ املصري يف العقاب بني شرعوقد فرق امل اجلرمية موضوع السعي أو التخابر أو الشروع يف هذا التنفيذ

وقرر جمازاة اجلاين عند وقوف اجلرمية عند حد االتصال غري املشروع بعقوبة األشغال الشاقة املؤبدة

.حديث متفق عليه )1(

. 323، ص 28جمموع الفتاوى ، مرجع سابق ، ج : ابن تيمية ، أمحد )2(

117العاديل ، حممود ، موسوعة القانون اجلنائي ، مرجع سابق ص )3(

Page 130: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

السعي أو التخابر أو الشروع فيها فقد ادخـر أي يف حالة وقوع اجلرمية موضوع : أما احلالة الثانية .)1(هلا املقنن املصري عقوبة اإلعدام

موقف التشريعات اجلنائية الدولية من املساهمة التبعية

يف احلد من هذه املسـامهة التشريعات اجلنائية الدوليةاملوقف من حيث التجرمي ، ودور هناسأتناول وذلك يف مطلبني

م صور املساهمة التبعية يف التشريعات اجلنائية الدوليةجتري -املطلب األول

اختذ جترمي صور املسامهة التبعية يف التشريعات اجلنائية الدولية عدة صور ميكن رصدها من االتفاقات : الدولية يف هذا الشأن كالتايل

א)2(: א מ א :א

ارتكاب هذه األفعال بوصفها جرمية تامة ، واحملاولة درجة أقـل حماولة حيث جترم االتفاقات الدولية يف التنفيذ أي ارتكاب فعل من شأنه أن يؤدي حاال ومباشرة إىل ارتكاب الذي يعد بدءا من الشروع

كانت هذه األعمال ، فقد تكون ااجلرمية ، جمرد األعمال التحضريية السابقة على البدء يف التنفيذ ، أيات أو معونات معينة مل ترق إىل حد االشتراك يف اجلرمية أو البدء يف تنفيذها وقد تكون تقدمي مساعد

. على ارتكاب جرمية مل تتحقق بالفعل غري متبوع بأي أثر وقد تكون اتفاقا حتريضا

.اتفاقية جنيف لقمع أعمال اإلرهاب – 1

لة ارتكاب أي منها ، وكذلك جرمـت جرمت األعمال اإلرهابية يف املادة الثانية منها مث جرمت حماوتقدمي أو احلصول على األسلحة أو الذخائر أو املفرقعات أو املواد الضارة إذا كـان اهلـدف منـها

. ارتكاب إحدى اجلرائم املذكورة

127-123، ص العاديل ، حممود ، موسوعة القانون اجلنائي ، مرجع سابق )1(

وما بعدها 527عطا اهللا ، إمام حسانني، اإلرهاب والبنيان القانوين للجرمية، ، مرجع سابق ص )2(

Page 131: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

" اتفاقية األمم املتحدة ملنع وقمع ومعاقبة اجلرائم املوجهة ضد األشخاص املتمتعني حبماية دولية – 2فهي تعاقب أيضا على أعمال االشتراك يف اجلرائم الواردة ا أيا كانت وسيلة : 1973 "نيويورك

االشتراك ، واالتفاق أو التحريض أو املساعدة بوصفها جرائم تامة ، حىت لو مل تتحقق اجلرمية األصلية ك األفعال بناء على هذا االشتراك أو تلك املسامهة ، وقد سارت التشريعات الداخلية اليت جرمت تل

بوصفها جرائم تستحق عقوبات تتناسب مع خطورا ، على نفس –اليت تضمنتها هذه االتفاقيات – . النهج فجرمت أعمال املسامهة يف هذه اجلرائم

א: א א מ א :א

: اجلرائم ضد املالحة البحرية ) 1(

: املسامهة يف أعمال القرصنة –أ

جترمي أعمال القرصنة 29/4/1958أعمال املساعدة تضمنت اتفاقية جنيف ألعايل البحار يف – 1الدولية واليت عرفتها فاعتربت من قبيل القرصنة الدولية املسامهة يف األعمال اليت تقوم ا السفينة أو

وجودة على متنها ، الطائرة القرصانية ضد السفينة أو الطائرة األخرى ، أو األموال أو األشخاص امل –وهذا ميثل فعل املسامهة ، أما بالنسبة للركن املعنوي يف املسامهة فقد ظهر يف اسـتلزام االتفاقيـة

اليت يساهم ( أن يكون املساهم على علم بالوقائع اليت جتعل هذه السفينة أو الطائرة –لتحقيق اجلرمية لم يكتمل به القصد اجلنائي يف املسامهة وهو قصد هي سفينة أو طائرة قرصانية وهذا الع) يف أعماهلا

. التدخل يف األعمال اليت تقوم ا السفينة القرصانية

يف فقرا الثالثة النص ) 15(التحريض وتسهيل ارتكاب اجلرائم الواردة باالتفاقية أوردت املادة – 2( عال املذكورة يف االتفاقية على اعتبار من أعمال القرصنة كل حتريض أو تسهيل عمدي لفعل من األف

، فالتحريض على ارتكاب أحد هذه اجلرائم حىت لو مل ترتكب اجلرمية األصلية يعد جرمية ) فقرة أويل تامة من قبيل القرصنة ، وكذلك تقدمي التسهيالت الرتكاا حىت لو مل تتم أو متـت بـدون هـذه

التسهيالت تتحقق اجلرمية التامة

Page 132: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

تفاقية جتعل من أعمال االشتراك أو املسامهة التبعية يف القرصنة من قبيل جرمية ومما سبق يتضح أن اال . القرصنة التامة وتعاقب عليها بنفس عقوبتها

) : 1988اتفاقية روما ( االعتداءات ضد املالحة البحرية –ب

ـ ا للفقـرة سلكت اتفاقية روما نفس املسلك فاعتربت عددا من األفعال من قبيل اجلرائم وذلك وفقويف الفقرة الثانية من نفس املادة عاقبـت ) أ ، ب ، ج ، د ، هـ ، و ، ز ( األويل من املادة الثالثة

:على أعمال االشتراك واليت متثلت يف

ب من املادة الثالثة أن حتريض شخص آلخر على ارتكاب / فاعتربت الفقرة الثانية : التحريض – 1ة األويل مبثابة جرمية تامة ، ولكن بشرط أن تقع اجلرمية األصلية فعال ، أي من اجلرائم الواردة بالفقر

ولكن من ناحية أخرى مل تتطلب االتفاقية صراحة أن تكون اجلرمية األصلية وقعت بناء على التحريض ومن مث فإنه ميكن العقاب على التحريض بوصفه جرمية تامة حىت لو كانت اجلرمية األصلية قد وقعت

غري التحريض حبيث مل تربطها به رابطة سببية بل دخلت إىل جانبها عوامل أخرى سامهت لسبب آخريف حتقيقها ، فإذا كانت التشريعات الداخلية تتوسع يف أحكام املسامهة التبعية فإنه من األويل أن يكون

ص دولة بعينها وال خت بآثارهام اجلماعة الدولية ذلك هو شأن التشريعات الدولية ألا حتمي مصاحلمما يربر التوسع بعدم تطلب رابطة السببية بني التحريض واجلرمية األصلية قياسا علـى التشـريعات اجلنائية الداخلية يف هذا الشأن ، واليت تضطلع مبهمة ترمجة هذه النصوص الدولية لتصـبح ضـمن

.نظامها القانوين

) ب/3/2/م ( العبارة اليت وردت يف ايةهذه : االشتراك بأي صورة كانت مع مرتكب اجلرمية -2من االتفاقية تشمل مجيع وسائل االشتراك األخرى مثل أعمال املساعدة واالتفاق بغرض ارتكاب أي من اجلرائم الواردة باالتفاقية ، وال يشترط أن تؤدي هذه األعمال إىل وقوع اجلرمية فعـال ويعاقـب

.عليها بوصفها جرائم تامة

Page 133: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

أوردت اتفاقيات املالحة اجلوية الثالثة ودرجت هذه التشـريعات : املالحة اجلوية اجلرائم ضد )2(على أن جترم يف فقرة خاصة االشتراك مع أي شخص سواء كانت اجلرمية تامة أم يف حالة شـروع ، وهذا يعكس حرص هذه االتفاقيات على اإلحاطة باألفعال اليت تشكل خطورة على أمـن املالحـة

كانت أفعاال أصلية أو تبعية ما دامت تترتب عليها اخلطورة اليت يضفيها املشرع على اجلوية ، سواء .هذه املصلحة احليوية

اليت نقلت هذه التجرميات الدولية إىل تشريعاا الداخليـة علـى –وقد سارت التشريعات الوطنية سامهة التبعية فيها سواء نفس النهج فلم تقتصر على جترمي األفعال بصورة أصلية بل جرمت أعمال امل

يف صورة اتفاق أو حتريض أو مساعدة وسواء وقعت اجلرمية األصلية أو مل تقع وسواء كان وقوعهـا . )1(بناء على فعل املسامهة أو ال ، حيث أا جترمها بوصفها فعال خطرا يف ذاته على املصلحة احملمية

–ني املطلب الثا

ة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية من حيث الوقايةاحلد من املساهم يفدور الشريعة

املطلب سأوضح دور الشريعة اإلسالمية يف احلد من املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية من هذا يف : حيث الوقاية وذلك على النحو التايل

א מ

رة اإلجراميـة والتـدابري املانعـة السياسة اليت تبحث يف ماهية اخلطو: ( سياسة الوقاية هي . )2()الواجب االلتجاء إليها للحيلولة دون وقوع اجلرمية

122، ص 2005، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ، الرياض . عيد، حممد فتحي، اإلرهاب واملخدرات )1(

.295ص ) م 1972دار النهضة العربية ، : القاهرة ( أصول السياسة اجلنائية ، : سرور ، أمحد فتحي )2(

Page 134: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ويقصد بسياسة الوقاية اختاذ اإلجراءات والتدابري جتاه بعض األفراد الذي ينم سلوكهم عـن ميـد خطورة على باقي أفراد اتمع ، ولذلك يتم اختاذ هذه اإلجراءات والتدابري دف حتييدهم وجت

.)1(نشاطهم للوقاية من خطورم

سياسة الوقاية أو السياسة الوقائية عبارة عن إجراء خمطط يتم اختاذه من موقف التوقع ملشكلة ما ، أو مضاعفات متعلقة بظرف واقع بالفعل ، دف احليلولة بشكل كامل أو جزئي دون حـدوث

.)2(املشكلة أو املضاعفات أو كليهما

الوقاية يف الشريعة اإلسالمية على أساس األمر باملعروف والنهي عن املنكـر ، وترتكز سياسة وعلى احملتسب أن يبحث عن املنكرات الظاهرة ليصل إىل أسباا ويعمل على معاجلتها ، وأن يبحث عما ترك من املعروف بإقامته والتمسك به ، فعلى احملتسب العمل على منع املنكرات والعوامل الـيت

إليها بقدر اإلمكان ، مع عدم توقيع العقوبة إال إذا ثبت الذنب ، والوقاية واالحتراز يكون مع تؤدي الشبهة كما منع عمر بن اخلطاب اجتماع الصبيان مبن كان يتهم بالفاحشة ، وكذلك عـدم قبـول

)3(شهادة املتهم بالكذب ، أو ائتمان املتهم باخليانة

א: אא

مفهوم األمر باملعروف والنهي عن املنكر - 1

كل قول أو فعل ينبغي قوله أو فعله طبقا لنصوص الشريعة اإلسالمية ومبادئها ( املعروف هو العامة وروحها ، كالتخلق باألخالق الفاضلة ، والعفو عنـد املقـدرة ، واإلصـالح بـني

إىل الفقراء واملساكني ، وإقامـة املعاهـد املتخاصمني وإيثار اآلخرة على الدنيا ، واإلحسان

.11السياسة اجلنائية ، مرجع سابق ، ص : عوض ، حممد حميي الدين )1(

جامعة نايف العربية للعلـوم : الرياض ( االدمان على املسكرات وسبل الوقاية منه ، ندوة املخدرات الثانية ، : جامعة نايف العربية للعلوم األمنية )2(

.62ص ) م 1984منية ، األ

298أصول السياسة اجلنائية ، مرجع سابق ، ص : سرور ، أمحد فتحي )3(

Page 135: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

واملالجئ واملستشفيات ، ونصرة املظلوم والتسوية بني اخلصـوم يف احلكـم ، والـدعوة إىل .)1()الشورى ، واخلضوع لرأي اجلماعة وتنفيذ مشيئتها ، وصرف األموال العامة يف مصارفها

فاملعروف جامع لكل ما عرف وهو كل ماتعرفه النفس وتطمئن إليه من خري وأعمال صاحلة ، .)2(من طاعة اهللا وتقرب إليه وإحسان إىل خلقه

واملعروف هو كل مايعرفه الشارع ويأمر به وميتدحه ويثين علـى أهلـه ، ويتضـمن مجيـع )3(الطاعات ويف مقدمتها توحيد اهللا عز وجل واإلميان به

ت من مكلف أو غري مكلـف ، كل معصية حرمتها الشريعة اإلسالمية سواء وقع: املنكر هو ، ومن رأى جمنونا يزين مبجنونـة أو اخلمر فمن رأى صبيا أو جمنونا يشرب مخرا فعليه أن مينعه ويريق

.))4يمة فعليه منع ذلك ، فاملنع واجب سواء ارتكبت املعصية سرا أو عالنية

عاصي والبدع ويف وهو كل ما ينكره الشرع وينهى عنه ويذمه ويذم أهله ، ويتضمن مجيع امل .)5(مقدمتها الشرك باهللا عز وجل وإنكار وحدانيته وربوبيته أو أمسائه أو صفاته

هو أمر باملعروف إذا ظهر تركه وي عن املنكر إذا ظهر : األمر باملعروف والنهي عن املنكر .)6(فعله

ه النهي عن املنكـر ، وإذا أطلق األمر باملعروف دون اقتران بالنهي عن املنكر، فإنه يدخل في ال خير في :ألن ترك املنهيات من املعروف ، فال يتم فعل اخلري إال بترك الشر كما يوضح قوله تعاىل

.492التشريع اجلنائي اإلسالمي مقارنا بالقانون الوضعي ، مرجع سابق ص : عودة ، عبدالقادر )1(

. 25ص ) م 1995املنتدى اإلسالمي ، : لندن ( دابه ، أصوله وضوابطه وآ: األمر باملعروف والنهي عن املنكر : السبت ، خالد بن عثمان )2(

م 1997دار أشبيليا للنشر والتوزيع ، : الرياض ( حقيقة األمر باملعروف والنهي عن املنكر وأركانه وجماالته : العمار ، محد بن ناصر بن عبدالرمحن )3(

.11ص

. 492قانون الوضعي ، مرجع سابق ، ص عودة ، عبدالقادر التشريع اجلنائي اإلسالمي مقارنا بال )4(

. 12العمار ، محد بن ناصر بن عبدالرمحن ، حقيقة األمر باملعروف والنهي عن املنكر وأركانه وجماالته ، مرجع سابق ، ص )5(

. 12ص ) م 1995، دار املسلم للنشر والتوزيع : فقه االحتساب على غري املسلمني ، الرياض : الطريقي ، عبداهللا بن إبراهيم )6(

Page 136: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

رضات بتغاء مكثري من نجواهم إال من أمر بصدقة أو معروف أو إصالح بين الناس ومن يفعل ذلك افاألمر باملعروف يتضمن النهي عن املنكـر )1(سورة النساء) )114الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما

)2(.

وإذا أطلق األمر النهي عن املنكر دون أن يقترن باألمر باملعروف فإنه يـدخل فيـه األمـر : بفعل اخلري كما يوضح قوله تعـاىل باملعروف ، ألن ترك املعروف من املنكر ، فال يتم ترك الشر إال

ذابوا بعظلم ينا الذذنأخوء ون السن عوهني ينا الذنأجني وا بها ذكروا مسا نوا فلما كـانيس بمئب .)4(وف، فالنهي عن املنكر يتضمن األمر باملعر )3(سورة األعراف) )165يفسقون

فاألمر باملعروف هو الترغيب فيما ينبغي عمله أو قوله طبقا للشريعة ، أما النهي عن املنكـر .)5(فهو الترغيب يف ترك ما ينبغي تركه أو تغيري ما ينبغي تركه طبقا للشريعة

فضل األمر باملعروف والنهي عن املنكر وأمهيته -2

اء اخلري للغري ، ولذلك تناولته الكثري من النصوص األمر باملعروف والنهي عن املنكر يعين إهد :يف الكتاب والسنة لتوضيح عظيم فضله وأمهيته كما يتضح مما يلي

: األدلة على فضل األمر باملعروف والنهي عن املنكر يف القرآن الكرمي - أالمعروف وينهـون ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون ب قوله تعايل - 1

سورة آل عمران )6( .104عن المنكر وأولئك هم المفلحون

.114سورة النساء آية )1(

.13حقيقة األمر باملعروف والنهي عن املنكر وأركانه وجماالته ، مرجع سابق ، ص : العمار ، محد بن ناصر بن عبدالرمحن )2(

. 165سورة األعراف آية )3(

13ن املنكر وأركانه وجماالته ، مرجع سابق ، ص حقيقة األمر باملعروف والنهي ع: العمار ، محد بن ناصر بن عبدالرمحن )4(

. 493عودة ، عبدالقادر، مرجع سابق ، ص )5(

. 104سورة آل عمران آية )6(

Page 137: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهـون عـن قوله تعاىل - 2كتاب لكان خيرا لهـم مـنهم المؤمنـون المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل ال

.)1(سورة آل عمران) )110وأكثرهم الفاسقونليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قآئمة يتلون آيات الله آناء الليل قوله تعاىل - 3

الله واليوم اآلخر ويأمرون بالمعروف وينهـون عـن يؤمنون بوهم يسجدون سـورة آل ) )114المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك مـن الصـالحني

.)2(عمران

:األدلة على فضل األمر باملعروف والنهي عن املنكر يف السنة النبوية –ب

يصبح على كل سالمي { اهللا عنه أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال عن أيب ذر رضي - 1فكل تسبيحة صدقة ، وكل حتميدة صدقة ، وكل ليلة صدقة ، وكـل . من أحدكم صدقة

تكبرية صدقة ، وأمر باملعروف صدقة ، وي عن املنكر صدقة ، وجيزئ من ذلـك ركعـتني .)3(} يركعهما من الضحى

تبسمك يف وجـه { : قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : هللا عنه قال عن أيب ذر رضي ا - 2أخيك صدقة ، وأمرك باملعروف ويك عن املنكر صدقة ، وإرشادك الرجل يف أرض الضالل لك صدقة ، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة ، وإماطتك احلجر والشوك والعظـم

.)4(} لو أخيك صدقة عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلوك يف دإيـاكم واجللـوس { :عن أيب سعيد اخلدري أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال - 3

بالطرقات ، قالوا يارسول اهللا ما بد لنا من جمالسنا نتحدث فيها ، فقال رسول اهللا صـلى اهللا

. 110سورة آل عمران آية )1(

. 114 – 113سورة آل عمران آية )2(

، 720، حديث رقـم 1، ج ) لضحى وأقلها ركعتني استحباب صالة ا( باب ) صالة املسافرين وقصرها ( أخرجه مسلم يف صحيحه ، كتاب )3(

.499 – 498ص

( ي،صحيح البخـاري، حـديث رقـم ،البخار 2، ج ) ماجاء يف صنائع املعروف ( ، باب ) الرب والصلة ( أخرجه الترمذي يف سننه ، كتاب )4(

. 186- 185ص ) 2039

Page 138: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

: ؟ قـال فقالوا وما حق الطريق يا رسـول اهللا . إن أبيتم فأعطوا الطريق حقه : عليه وسلم .)1(}غض البصر وكف األذى ورد السالم واألمر باملعروف والنهي عن املنكر

تدل األحاديث السابقة على أمهية األمر باملعروف والنهي عن املنكر ودورمها الفعال يف تذكري ريات التذكري بفعل اخلفاملسلمني بالطريق املستقيم ، وإبعادهم عن الضاللة واستنقاذهم من اجلهالة ،

.واالبتعاد عن املنكرات من أهم الوسائل اليت ذب النفس وتسهم يف تكوين الفرد املسلم وإصالحه

دور سياسة الوقاية يف الشريعة اإلسالمية يف احلد من املسامهة يف اجلرمية اإلرهابية : ثالثا

عـن املنكـر تقوم سياسة الوقاية يف الشريعة اإلسالمية على أساس األمر باملعروف والنـهي اعوجـاج وتقوميبأول ، كوسيلة فعالة يف حتسني سلوكيات األفراد وتنقية اتمع من الشوائب أوال

األفراد واجلماعات وتذكريهم باستمرار بإتباع الصراط املستقيم ومراقبة اهللا يف السر والعلـن ، مبـا .دها يترتب عليهم وأد النوازع اإلجرامية الكامنة والقضاء عليها يف مه

:وينحصر دور سياسة الوقاية يف احلد من املسامهة يف اجلرمية اإلرهابية فيما يلي

:النهي عن االعتداء والقتل - 1

املنكرات املنهي عنها يف الشريعة اإلسالمية فاحملافظة علـى أشدقتل النفس اليت حرم اهللا من إنيرتكز عليها األمر باملعروف والنهي النفس البشرية وعدم التعرض هلا بسوء من أهم الدعائم اليت

عن املنكر ، فللنفس البشرية حرمة ال ينبغي انتهاكها والتعدي عليها ، لذلك وضـع اإلسـالم أحكاما مشددة ملواجهة االعتداء على الغري وعدها من الكبائر اليت تلي الشرك باهللا ، فقد حرم اهللا

، واالتفـاق أو 2ما كـان أو غـري مسـلم سبحانه وتعاىل قتل اإلنسان نفسه أو قتل غريه مسلالتحريض أو مساعدة ارمني ومرتكيب العمليات اإلرهابية يساعد على قتل أبرياء ال ذنب هلـم

صحيح أيب داود ، حممد ناصر ( ، وصححه األلباين 4815الطرقات ، حديث رقم رواه أبو داود يف سننه ، كتاب األدب ، باب يف اجللوس يف )1(

). 914، ص 3، ج ) 4030( الدين األلباين ، حديث رقم

. 323موقف اإلسالم من اإلرهاب ، مرجع سابق ص : العمريي ، حممد بن عبداهللا )2(

Page 139: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

﴿يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا أموالكم : وهذا منهي عنه فقد قال سبحانه وتعاىل يف كتابه الكرمي بالب كمنيا﴾ بيمحر كان بكم إن الله كملوا أنفسقتال تو نكماض مرن تة عارجكون تل إال أن تاط

سورة النساء ، وهكذا يتضح أن النهي عن قتل النفس اليت حرم اهللا قتلها إال باحلق مـن ) 29(الوسائل املانعة اليت حتـد مـن مسـامهة أساسيات األمر باملعروف والنهي عن املنكر ، وهي من

املتسترين يف ذلك ، ألا توضح هلم أن ذلك معصية لوالة األمر ، ويترتب عليـه مفسـدة وأمث يشتركون فيه ، وقد بني رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم احلق الذي تقتل فيه النفس ، فعن عبداهللا

ال حيل دم امرئ مسـلم { :هللا عليه وسلم قال رسول اهللا صلى ا: بن مسعود رضي اهللا عنه قال واملفارق ،الثيب الزاين ويشهد أن ال إله إال اهللا وأين رسول اهللا إال بإحدى ثالث النفس بالنفس

.)1(}للجماعة التاركلدينه

كما الحيل قتل غري املسلمني إذا مل يتعرضوا بأذى للمسلمني ، فعن عبداهللا بن عمر رضي اهللا من قتل نفسا معاهدا مل يرح رائحة اجلنة وأن { :ال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ق: عنهما قال

.)2(}يوجد من مسرية أربعني عاما لرحيها :النهي عن الفساد يف األرض - 2

تؤدى املسامهة التبعية يف اجلرمية بصفة عامة ومرتكيب العمليات اإلرهابية بصـفة خاصـة إىل ض سواء بقتل األفراد أو تدمري ممتلكام وإتـالف أمـواهلم أو املساعدة على اإلفساد يف األر

إخافتهم وترويعهم ، فالفساد يف األرض هو العمل مبا ى اهللا عنه وتضييع ما أمر به ، لـذلك ، وقد قال تعاىل ناهيا 3فمن أولويات االحتساب النهي عن الفساد الذي يعد من أشد املنكرات

تفسدوا في األرض بعد إصالحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت عن اإلفساد يف األرض ﴿وال ﴾سننيحالم نم قريب سورة األعراف ، ومن الفسـاد يف األرض قيـام مـرتكيب ) 56(الله

بالعني واألنف باألنف واألذن باألذن واجلروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له أن النفس بالنفس والعني(باب قول اهللا تعاىل/صحيح البخاري )1(

.3/1302ج/باب ما يباح به دم املسلم/وصحيح مسلم .2521ص /6/ج) ومن مل حيكم مبا أنزل اهللا فأولئك هم الظاملون

2533ص /6ج/باب امث من قتل ذميا بغري جرم/صحيح البخاري )2(

. 330موقف اإلسالم من اإلرهاب ، مرجع سابق ص : عبداهللا العمريي ، حممد بن )3(

Page 140: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ين وإشعال العمليات اإلرهابية بنسف املساكن واملنشآت العامة واخلاصة وتفجري الطائرات واملبا .)1(احلرائق يف املمتلكات وقطع الطريق وإزهاق األرواح الربيئة

:النهي عن الظلم والبغي - 3تعد املسامهة التبعية يف ارتكاب العمليات اإلرهابية اليت تتضمن القتل والتشريد واالعتداء علـى

لـى السـلطة رجال األمن ومقاومة السلطات من قبيل املساعدة على الظلم ،والبغي واخلروج عالرمسية ، وهو من أشد املنكرات ألن خطره يعم اتمع ويصيب األبرياء ، وبه تعم الفتنة ، لذلك

والظلم والبغي قد يكون علـى الـنفس . كان النهي عن الظلم والبغي من أساسيات االحتساب ناس والبغي عليهم موارد التهلكة والزج ا يف ركب الندامة اخلاسرة باملعصية ، أو ظلم ال بإيرادها

﴿إن الله يأمر بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي القربى وينهـى : لذلك قال تعاىل يف كتابه الكرمي . 2 سورة النحل) 90(عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون﴾

:النهي عن الغلو والتطرف - 4

الغلو والتطرف هو املبالغة يف الشيء والتشدد فيه بتجاوز احلد ، وهذا يتضمن الزيادة يف الـدين على جهل يظنه دينا وليس بدين ، مما جيعله يدخل يف إطار املنكر الذي حيرص االحتساب علـى النهي عنه ألن ذلك يتضمن البدع واألهواء اليت حياول البعض إدخاهلا على الـدين اإلسـالمي

﴿ قل يا أهل الكتاب ال تغلوا :، لذلك تعاىل ناهيا عن الغلو والتطرف )3(رم وأهدافهم آلتنفيذ مـ لوا عضا وريلوا كثأضل ون قبلوا مض م قداء قوووا أهبعتال تو قالح رغي ينكمي داء فـون س

قال رسول اهللا صلى اهللا عليـه : وعن عبداهللا بن عباس قال . )4(سورة املائدة ) 77(السبيل﴾

. 333موقف اإلسالم من اإلرهاب ، مرجع سابق ، ص : العمريي ، حممد بن عبداهللا )1(

333موقف اإلسالم من اإلرهاب ، مرجع سابق ، ص : العمريي ،حممد بن عبداهللا )2(

337 - 336م من اإلرهاب ، مرجع سابق ، ص موقف اإلسال: العمريي ،حممد بن عبداهللا )3(

.77سورة املائدة آية )4(

Page 141: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

، واملتنطعون هم املتعمقون ااوزون احلدود يف أفعـاهلم ) 1(قاهلا ثالثا } هلك املتنطعون{ : وسلم . )2(وأقواهلم

لسياسـة وهكذا يتضح أن األمر باملعروف والنهي عن املنكر الذي ميثل املرتكـز األساسـي الوقاية يف الشريعة اإلسالمية هو وسيلة وقاية اتمع اإلسالمي من جرمية اإلرهاب ، ألنـه يهـذب النفس اإلنسانية وينقي اتمع املسلم من شوائب الفكر الضال أوال بأول ، ويذكر النـاس بالـدين

ن الدين وغريهـم مـن وكيفية التضامن والتكافل والوقوف يدا واحدة يف وجه املعتدين واملارقني عأعداء اإلسالم ، فضال عن إكساب األمة اإلسالمية املناعة الفكرية والعقائدية اليت جتعل أفرادها أكثر قوة وأكثر قدرة على مواجهة املشكالت األمنية املعاصرة من خالل الدور الفعال الذي تقـوم بـه

النهي عن االعتداء والقتل ، والنهي عـن سياسة الوقاية ممثلة يف األمر باملعروف والنهي عن املنكر يف .الفساد يف األرض ، والنهي عن الظلم والبغي ، والنهي عن الغلو والتطرف

الثالثاملبحث

دور النظام اجلزائي السعودي يف احلد من املساهمة التبعية

يتضمن هذا املبحث أربعة مطالب ، هي

. 190ص 6735، حديث رقم 16رواه مسلم يف صحيحه كتاب العلم ، باب هلك املتنطعون ، ج )1(

.238العمريي ، حممد بن عبداهللا، مرجع سابق ، ص )2(

Page 142: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ودي يف احلد من املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية مـن دور النظام اجلزائي السع: املطلب األول حيث التجرمي

.دور النظام اجلزائي السعودي يف احلد من اجلرمية اإلرهابية من حيث العقاب: املطلب الثاين

دور النظام اجلزائي السعودي يف احلد من املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية مـن : املطلب الثالث .ث الوقاية حي

إستراتيجية اململكة العربية السعودية يف التعامل مع اإلرهاب : املطلب الرابع

-ملطلب األولاــة يف اجلرميــة ــي الســعودي يف احلــد مــن املســاهمة التبعي دور النظــام اجلزائ

: اإلرهابية من حيث التجريم

مية الغراء ويطبق عقوبة احلرابة يطبق النظام اجلزائي السعودي أسس ومبادئ الشريعة اإلسال على املسامهني يف اجلرائم اإلرهابية ، العتبارها من قبيل خمالفة أولياء األمر واخلروج عليهم ، فضـال عن معارضة األمر باملعروف والنهي عن املنكر واملساعدة على اإلفساد يف األرض ، أما املساهم التبعي

Page 143: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

قلية أو زائل العقل بسكر أو ختدير ، أو صغر السن ، اإلكراه اجلنون أو العاهة الع( دون عذر شرعي .فيعاقب بعقوبة تعزيرية يترك حتديدها لويل األمر ) واملعنوي املادي

يف الشريعة اإلسالمية عقوبة املسامهني يف اجلرمية اإلرهابية

:القتل - 1

على مشروعيته آية احلرابة القتل أحد العقوبات التعزيرية للمسامهة التبعية بصفة عامة ، والدليل

وعقوبة القتل من العقوبات التعزيرية جلرمية املسامهة التبعية ملرتكيب العمليات اإلرهابية اليت يترك .لويل األمر أو القاضي تقديرها

:النفي - 2

ه النفي أحد العقوبات التعزيرية جلرمية املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية ، والدليل على مشـروعيت لعن النيب صلى اهللا عليه وسلم املخنـثني مـن الرجـال { :حديث ابن عباس رضي اهللا عنهما قال

)1(} فالنا ، وأخرج عمر واخرج فالنا}{أخرجوهم من بيوتكم : واملترجالت من النساء وقال

بية على مـرتكيب وعقوبة النفي من العقوبات التعزيرية جلرمية املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرها .العمليات اإلرهابية اليت يترك لويل األمر أو القاضي تقديرها

:مصادرة األموال أو الغرامة - 3مصادرة املال تعين مصادرة أموال املساهم التبعي عقوبة على مسامهته إما إلتالفه ، أو لرده لبيت

ون عقوبة أصـلية مبعـىن أن مال املسلمني ، أما الغرامة فتؤخذ من أموال املساهم التبعي ، وتك .املساهم التبعي يعاقب ا مع احلبس أو النفي

. 129ص 14ج 6685أهل املعاصي واملخنثني حديث رقم أخرجه البخاري يف صحيحه ، كتاب احلدود ، باب نفي )1(

Page 144: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

يتضح مما سبق أن عقوبة مصادرة األموال وما قد يلحق ا من معدات وكذلك عقوبة الغرامة مـن العقوبات التعزيرية جلرمية املسامهة التبعية على مرتكيب العمليات اإلرهابية اليت يترك لويل األمـر أو

.ضي تقديرهاالقادور النظام اجلزائي السعودي يف احلد من املسامهة التبعية يف اجلرمية اإلرهابية مـن - املطلب الثاين حيث العقاب

من املعلوم أن اململكة العربية السعودية تستقي كل أحكامها وأنظمتها من الشريعة اإلسالمية كما جاء تنص على أن اململكة العربية السعودية بلـد دينـه يف النظام األساسي للحكم يف مادته األوىل اليت

.اإلسالم ودستوره القرآن الكرمي )200(وتأسيسا على ذلك فإن نظام اإلجراءات اجلزائية الذي صدر بقرار جملس الـوزراء رقـم

ــاريخ ــه باملرســوم امللكــي رقــم 14/7/1422وت ــاريخ ) 39/م(هـــ املصــادق علي وتتطبق احملـاكم يف القضـايا " ىل من الباب األول على ما يلي هـ نص يف املادة األو28/7/1422

الشريعة اإلسالمية ، وفقا ملا دل عليه الكتاب والسنة ، وما يصدره ويل األمر أحكاماملعروضة أمامها وتسرى . من أنظمة ال تتعارض مع الكتاب والسنة وتتقيد يف إجراءات نظرها مبا ورد يف هذا النظام

)1("م على القضايا اجلزائية اليت مل يتم الفصل فيها واإلجراءات اليت مل تتم قبل نفاذهأحكام هذا النظا :من نفس النظام على مايلي) 188( كما نصت املادة

)2("كل إجراء خمالف ألحكام الشريعة اإلسالمية ، أو األنظمة املستمدة منها يكون باطال" أما املسامهة التبعية فيهـا ) احلرابة ( إلسالمية تعد من جرائم ومبا أن اجلرائم اإلرهابية وفقا للشريعة ا

فتعد من جرائم التعزير فلم يرد بشأا نص من املنظم السعودي ، وترك حكمهما ملـا ورد بشـأما بالقرآن الكرمي والسنة النبوية املطهرة والرجوع إىل تفسري الفقه اإلسالمي وبناء ملا تقرره هيئة كبـار

وهنا تظهر أمهية وجود جمموعة أحكام عامة تبني الطريق الواجب ( اململكة العربية السعودية العلماء يف

املادة األوىل من نظام اإلجراءات اجلزائية السعودي )1(

.من النظام نفسه) 188(املادة )2(

Page 145: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

يف مسألة املساعدة والشريك يف حالة عدم وجود النص اخلاص ، بدال من اخلوض يف كتـب اتباعها )1()الفقه اليت حتتاج إىل مراس كبري

ه الثالثني ، املسامهة التبعية يف اجلرمية حيث جاء ولقد حدد نظام اإلجراءات اجلزائية السعودي يف مادتوتعـد . تكون اجلرمية متلبسا ا يف حال ارتكاا ، أو عقب ارتكاا بوقت قريب : " النص كالتايل

اجلرمية متلبسا ا إذا تبع اجلاين عليه شخصا، أو تبعته العامة مع الصياح إثر وقوعهـا، أو إذا وجـد بوقت قريب حامال آالت ، أو أسلحة ، أو أمتعة ، أو أدوات ، أو أشياء يستدل مرتكبها بعد وقوعها

)2("منها على أنه فاعل أو شريك فيها ، أو إذا وجدت به يف هذا الوقت أثار أو عالمات تفيد ذلكوقد قرر جملس هيئة كبار العلماء باململكة العربية السعودية باإلمجاع يف دورتـه الثانيـة والـثالثني

)3(هـ مايلي1409حمرم 12-8املنعقدة مبدينة الطائف يف الفترة من من ثبت شرعا أنه قام بعمل من أعمال التخريب واإلفساد يف األرض اليت تزعزع األمـن - أ

باالعتداء على األنفس واملمتلكات اخلاصة أو العامة ، كنسف املسـاكن أو املسـاجد أو اللة آيات احلرابة عليه ، على أن مثل هذا اإلفساد فإن عقوبته القتل لد. اخل .... املدارس

.يف األرض يقتضي إهدار دم املفسد أنه ال بد قبل إيقاع العقوبة املشار إليها يف الفقرة السابقة من استكمال اإلجراءات الثبوتية - ب

الالزمة من جهة احملاكم الشرعية وهيئات التمييز وجملس القضاء األعلى بـراءة للذمـة لألنفس وإشعارا مبا عليه هذه البالد من التقيد بكافة اإلجراءات الالزمة شرعا ، واحتياطا

.لثبوت اجلرائم وتقرير عقوبتهاوعلى هذا تتفق نظرة اململكة العربية السعودية لإلرهاب مع الشريعة اإلسالمية الغراء يف حتديدها

ات الوضعية يف جعل اإلعدام عقوبة عقوبة القتل ملرتكيب جرائم اإلرهاب ، كما تتفق مع التشريع

، ص 2005مية النعمان، عبداهللا عبدالرمحن ، املساعدة يف اجلرمية بني الشريعة والقانون ، رسالة دكتوراه منشورة ، جامعة أم درمـان اإلسـال )1(

210 نظام اإلجراءات اجلزائبة السعودي )2(حـة عيد ، حممد فتحي ، التشريعات اجلنائية العربية ملكافحة اإلرهاب من الناحيتني املوضوعية واإلجرائية ، حبث مقدم لنـدوة تشـريعات مكاف )3(

وما بعدها 194م ، ص1999، اإلرهاب يف الوطن العريب ، جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ، الرياض

Page 146: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ووفق قرار هيئة كبار العلماء مل يتم حتديد عقوبة املسامهة التبعية حتديـدا .ألكثر جرائم اإلرهاب . دقيقا وتركت ذلك لتقدير احملكمة والقاضي

: وقد وردت العديد من النصوص اليت حتد من وقوع املسامهة التبعية يف اجلرائم اإلرهابية كالتايل :يلي املادة الثانية واألربعون من نظام األسلحة والذخائر على ما تنص - 1

يعاقب باحلبس مدة ال تتجاوز ستة أشهر وبغرامة ال تزيد عن ثالثة أالف ريال ، أو بإحـدى ( هاتني العقوبتني ، كل من ثبت أن لديه معلومات عن عمليات متاجرة باألسلحة دون ترخيص أو

.1)ا ومل يعلم السلطات املختصة بذلكعن عمليات ريب هل املادة الثامنة عشر من األنظمة والتعليمات املنظمة الستخدام املواد املتفجرة على مـا تنص - 2

يعاقب بالسجن ملدة ال تزيد عن ثالثة سنوات وبغرامة ال تزيد عن ثالثني ألف ريال : (( يلي من املتفجرات ومـا يف حكمهـا سعودي أو بأحدي هاتني العقوبتني كل من علم بفقد شيء

. )2()) قدرةه ا ومل يبلغ اجلهة املختصة خالل املدة املـاملرخص ل

.هـ 1426/ 7/ 25يف 45/ املادة الثانية واألربعون من نظام األسلحة والذخائر الصادر باملرسوم امللكي رقم م )1(

دي املوحـد املادة الثامنة عشر من األنظمة والتعليمات املنظمة الستخدام املواد املتفجرة يف اململكة الصادرة ضمن مشروع القـانون االسترشـا )2(

هـ 30/2/1415للمتفجرات بدول جملس التعاون لدول اخلليج العربية الصادر يف

Page 147: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

– املطلب الثالثدور النظام اجلزائي السعودي يف احلد من املساهمة التبعيـة يف اجلرميـة اإلرهابيـة

: من حيث الوقاية

منع عودة املتستر مـن ارتكـاب جرميـة الوقاية أو املنع هي اختاذ اإلجراءات اليت من شأا اإلرهاب بكافة أشكاهلا وصورها ونظام الوقاية يف األنظمة السعودية أعتمد على عنصر الردع مـن

: خالل ما يلي

فقـد : تعميم وزارة الداخلية بتخصيص مكافآت مالية ملن يبلغ عن مطلوبني أمنيـا - 1ملن يبلغ أو يرشد عن املطلـوبني خصصت وزارة الداخلية السعودية مكافآت مادية فورية

:أمنيا أو غريهم من العناصر اإلرهابية وفق ما يلي

.مليون ريال سعودي لكل من يديل مبعلومات تؤدي إىل القبض على أحد املطلوبني أمنيا - أ مخسة ماليني ريال سعودي لكل من يديل مبعلومات تؤدي إىل القبض علـى جمموعـة مـن - ب

.املطلوبني يال سعودي لكل من يسهم يف إحباط عمل إرهايب وذلك بالكشف عن اخلليـة سبعة ماليني ر -ج

.1أو اموعة اليت تعتزم القيام به

.اإلعالم عن العقوبة يف الصحف احمللية وما يترتب عليها من أمل معنوي للجاين - 2اختاذ اإلجراءات اليت تشجع املواطنني واملقيمني على اإلبالغ عن املطلوبني ومن يأويهم - 3

أو يقدم املساعدة هلم توعية املواطنني واملقيمني مبضار اإلرهاب وأضراره وعقوباته - 4حتفيز املواطنني واملقيمني عن طريق منحهم مكافآت مالية لإلبالغ عن املطلوبني لضمان - 5

.التعاون يف مكافحة اإلرهاب

: جدير بالذكر أن وزارة الداخلية السعودية ختصص مكافآت مالية ملن يبلغ عن مطلوبني انظر موقعها االلكتروين )1(HTTP://WWW.SECURITY.GOV.SA/PORTAL/NEWSVIEW.PHP?DISPLAY.

Page 148: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

رهابإسرتاتيجية اململكة العربية السعودية يف التعامل مع اإل - املطلب الرابع

بصفة اململكة العربية السعودية إحدى الدول العربية املوقعة على اتفاقية مكافحة اإلرهاب :جبامعة الدول العربية فهي تلزم نفسها مبا يلي

א– מ א א א :א

االشتراك فيهـا بأيـة هذه التدابري تشمل عدم تنظيم أو متويل أو ارتكاب األعمال اإلرهابية أوصورة من الصور، والتزاما منها مبنع ومكافحة اجلرائم اإلرهابية طبقـا للقـوانني واإلجـراءات

:الداخلية لكل منها ، ومن ذلك

احليلولة دون اختاذ أراضيها مسرحا لتخطيط أو تنظيم أو تنفيذ اجلرائم اإلرهابية أو الشروع .1لصور، مبا يف ذلك العمل على منع تسلل العناصر اإلرهابية إليها أو االشتراك فيها بأية صورة من ا

أو إقامتها على أراضيها فرادى أو مجاعات أو استقباهلا أو إيوائها أو تدريبـها أو تسـليحها أو . متويلها أو تقدمي أية تسهيالت هلا

ن اجلرائم اإلرهابيـة التعاون والتنسيق بني الدول العربية، وخاصة املتجاورة منها، اليت تعاين م .2 . بصورة متشاة أو مشتركة

تطوير وتعزيز األنظمة املتصلة بالكشف عن نقل واسترياد وتصـدير وختـزين واسـتخدام .3األسلحة والذخائر واملتفجرات، وغريها من وسائل االعتداء والقتل والدمار، وإجراءات مراقبتها

أخرى، أو إىل غريها من الدول، ألغراض مشروعة عرب اجلمارك واحلدود ملنع انتقاهلا من دولة إىل . على حنو ثابت

تطوير وتعزيز األنظمة املتصلة بإجراءات املراقبة وتامني احلدود واملنافذ الربيـة والبحريـة .4 . واجلوية ملنع حاالت التسلل منها

. تعزيز نظم تامني ومحاية الشخصيات و املنشآت احليوية ووسائل النقل العام .5

Page 149: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

تعزيز احلماية واألمن والسالمة للشخصيات وللبعثات الدبلوماسية والقنصلية واملنظمات .6 . اإلقليمية و الدولية املعتمدة ، وفقا لالتفاقيات الدولية اليت حتكم هذا املوضوع

تعزيز أنشطة اإلعالم األمين وتنسيقها مع األنشطة اإلعالمية وفقا لسياستها اإلعالمية، .7أهداف اجلماعات والتنظيمات اإلرهابية، وإحباط خمططاا ،وبيان مدى خطورا وذلك لكشف

. على األمن واالستقرار

إنشاء قاعدة بيانات جلمع وحتليل املعلومات اخلاصة بالعناصر واجلماعات واحلركات .8ا، والتنظيمات اإلرهابية ومتابعة مستجدات ظاهرة اإلرهاب، والتجارب الناجحة يف مواجها

وحتديث هذه املعلومات، وتزويد األجهزة املختصة يف الدول العربية ا ، وذلك يف حدود ما . تسمح به القوانني واإلجراءات الداخلية لكل دولة

א− :א

:ويشمل هذه التدابري ما يلي

احلنيف، أو القبض على مرتكيب اجلرائم اإلرهابية وحماكمتهم وفقا ألحكام الشرع .1تسليمهم وفقا لالتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب أو االتفاقيات الثنائية بني الدولتني الطالبة

. واملطلوب إليها التسليم

. تامني محاية فعالة للعاملني يف ميدان العدالة اجلنائية .2

. اتأمني محاية فعالة ملصادر املعلومات عن اجلرائم اإلرهابية والشهود فيه .3

. توفري ما يلزم من مساعدات لضحايا احلرب .4

Page 150: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

إقامة تعاون فعال بني األجهزة املعنية وبني املواطنني ملواجهة اإلرهاب مبـا يف ذلـك إجيـاد .5ضمانات وحوافز مناسبة للتشجيع على اإلبالغ عن األعمال اإلرهابية، وتقدمي املعلومات الـيت

. ض على مرتكبيهاتساعد يف الكشف عنها والتعاون يف القب

: تعزيز تبادل املعلومات مع الدول العربية حول .6

أنشطة وجرائم اجلماعات اإلرهابية وقيادا وعناصرها وأماكن متركزها وتدريبها ووسـائل -أومصادر متويلها وتسليحها وأنواع األسلحة والذخائر واملتفجرات اليت تستخدمها، وغريها من

.الدماروسائل االعتداء والقتل و

وسائل االتصال والدعاية اليت تستخدمها اجلماعات اإلرهابية وأسلوب عملها ،وتنقالت –ب .قيادا وعناصرها ووثائق السفر اليت تستعملها

اإلبالغ عن أية جرمية إرهابية تقع يف اململكة تستهدف املساس مبصاحل دولـة عربيـة أو -7ا أحاط باجلرمية من ظروف واجلناة فيها وضحاياها مبواطنيها، على أن تبني يف ذلك األخطار مب

واخلسائر النامجة عنها واألدوات واألساليب املستخدمة يف ارتكاا ،وذلك بالقدر الـذي ال .يتعارض مع متطلبات البحث والتحقق

التعاون مع الدول العربية لتبادل املعلومات ملكافحة اجلـرائم اإلرهابيـة ، وأن تبـادر -8دولة أو الدول األخرى املتعاقدة بكل ما يتوافر لديها من معلومات أو بيانات مـن بإخطار ال

شأا أن حتول دون وقوع جرائم إرهابية على إقليمها أو ضد مواطنيها أو املقيمني فيها أو ضد .مصاحلها

:تزويد أية دولة عربية مبا يتوافر لديها من معلومات أو بيانات من شأا -9

مية إرهابية ضـد مصـاحل تلـك يف القبض على متهم أو متهمني بارتكاب جرأن تساعد . أ .، أو الشروع أو االشتراك فيها سواء باملساعدة أو االتفاق أو التحريضالدولة

Page 151: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

أن تؤدي إىل ضبط أية أسلحة أو ذخائر أو متفجرات أو أدوات أو أموال استخدمت أو . ب .أعدت لالستخدام يف جرمية إرهابية

افظة على سرية املعلومات املتبادلة فيما بينهما، وعدم تزويد أية دولة أو جهة أخرى احمل. جـ .ا، دون أخذ املوافقة قبل ذلك من دولة مصدر املعلومات

وتشمل هذه التحريات تعزيز التعاون فيما بني الدول العربيـة، وتقـدمي : التحريات -ثالثا لى اهلاربني من املتهمني أو احملكوم عليهم جبرائم املساعدة يف جمال إجراءات التحري والقبض ع

.إرهابية وفقا لقوانني وأنظمة كل دولة

:تبادل اخلربات ، ومن ذلك -رابعا

إجراء الدراسات والبحوث ملكافحة اجلرائم اإلرهابية، وتبادل ما لديها مـن خـربات يف .1 . جمال املكافحة مع الدول العربية

ية املتاحة إلعداد برامج أو عقد دورات تدريبية مشتركة، أو خاصة توفري املساعدات الفن .2بدولة أو جمموعة من الدول العربية عن احلاجة، للعاملني يف جمال مكافحة اإلرهاب، لتنميـة

. قدرام العملية والعلمية ورفع مستوى أدائهم

Page 152: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

الفصل الرابع

دراسة تطبيقية مقارنة على قضايا اإلرهاب املعاصرة

أحكام القضاء املتعلقة جبرائم اإلرهاب يف اململكة العربية السعودية:املبحث األول

مجهورية مصر العربيةأحكام القضاء املتعلقة باإلرهاب يف :الثاين املبحث

مقارنة بني األحكام الصادرة يف القضايا املطروحة: املبحث الثالث

ومجهورية مصر العربيةة اململكة العربية السعودييف واملتعلقة باإلرهاب

Page 153: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

املبحث األول

يف اململكة العربية السعودية إرهابية رائم وقائع جل

اإلرهابية اليت تتضمن املسامهة التبعية يف ارتكاب اجلرمية اإلرهابية لتحديـد الوقائعإن حتليل اليت متثل خطـرا من جرائم احلرابةتعد أشكاهلا وأسباا حتتاج إىل حبث دقيق لكشف مالبساا وألا

جرائم املسـامهة التبعيـة فشديدا على اتمع ، واليت حتتاج لتوفر شروط العلم واإلرادة واإلدراك ، تقترن باملشاركة سواء بالتحريض أو االتفاق أو املساعدة بتقدمي الدعم املـادي واملعنـوي ملـرتكيب

ت احملمية وتقدمي املساعدة بالسالح والعتاد ومنفذي العمليات اإلرهابية ، وتوفري املالذ اآلمن والتنقال .الرتكاب اجلرمية اإلرهابية

:روعي فيها ما يلي العمليات اإلرهابيةمن عددعلى ري وقد وقع اختيا

:اختالف أشكال املسامهة التبعية فيها بقدر اإلمكان - 1

التحريض - االتفاق اجلنائي - .ملواصالت واألسلحة واملتفجراتاملساعدة للمطلوبني أمنيا بتوفري وسائل النقل وا -التستر والذي تعتربه بعض التشريعات كالقانون الكوييت اشتراكا يف جرمية اإلرهـاب وتعتـربه -

تشريعات أخرى جرمية مستقلة قائمة بذاته .توفري املالذ األمن ملرتكيب ومنفذي العمليات اإلرهابية ويصدق عليه ما يصدق على التستر - :ا مت حتليلها باستخدام املنهج التايل وبعد اختيار القضاي -القضية األوىل ، الثانية ، الثالثـة ، وعنونتـها حسـب : تزويد كل قضية برقم على النحو التايل -

.مالبساا وشكل املسامهة فيها . كتابة األمساء واألماكن يف شكل رموز نظرا للسرية اليت تتسم ا هذه القضايا - .ذكر احلكم وحيثاته -

Page 154: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

الوقائع ، اإلجراءات ، أسباب تقدير العقوبة ، منطوق : يل القضايا حسب التسلسل التايل مت حتل - :وذلك على النحو التايل.احلكم ، حتليل مضمون القضية

يف فة كيفية مواجهة اإلرهـاب كلها تتعلق باإلرهاب وذلك ملعر وقائع سيتم بإذن اهللا عرض ست و .عة اإلسالميةاململكة ومدى مطابقة هذه األحكام للشري

: األوىل الواقعة

ضاال خططوا لتنفيذ هجمات انتحارية ضد شخصيات عامـة وقواعـد عسـكرية 172ضبط )1(ومنشآت نفطية

:الوقائع

عند الكعبة املشرفة على السمع والطاعة وتنفيذ مجيـع ) ع ، م(قام البعض من الفئة الضالة مببايعة زهم وذلك من خالل رفع لياقتهم البدنيـة والتـدريب علـى أوامره، وقد شرع يف تدريبهم وجتهي

الستخدامهم يف تنفيذ استعمال السالح وإرسال البعض منهم إىل بلدان أخرى لدراسة الطريان متهيدا .داخل اململكة يف عمليات إرهابية

هــ 1428قامت قوات األمن وبتوفيق من اهللا يف شهر ربيع الثاين من عـام : اإلجراءات نت من متابعة التحركات املشبوهة للمتأثرين بالفكر الضال الذين جعلوا مـن أنفسـهم ومتك

أدوات يف أيدي الغري لإلساءة إىل دينهم وجمتمعهم ووطنهم واختذوا من تكفري املسلمني وسيلة الستباحة الدماء واألموال وعملوا على تأجيج الفتنة والتغرير حبديثي السن وجتنيدهم للخروج

املضطربة إضافة إىل التستر على املطلوبني ومتويل عمليام اليت تستهدف الـوطن يف للمناطق ومن خالل املتابعة األمنية اليت استهدفت هذه التحركات مت رصد . أمنه ومقدراته وقوت أبنائه

عدد من خاليا الفئة الضالة ارتبط البعض منها بعناصر خارجية عملت على إقامة املعسكرات تدريب امللتحقني ا على األعمال التخريبية واستخدام األسـلحة واملتفجـرات يف اخلارج ل

)1( HTTP://ARCHIVE.AL-JAZIRAH.COM.SA/2007

Page 155: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

وإعادم بعد ذلك لتنفيذ أعمال إرهابية داخل اململكة؛ حيث قامت قـوات األمـن بتنفيـذ : العمليات التالية

بتوفيق من اهللا ومن خالل عمليات استباقية نفذت بشكل متزامن مت القبض على خاليـا : أوالغالبهم من السعوديني حيث ) 61 ( ة كانت على وشك االنطالق يبلغ تعداد عناصرهامتفرق

قام البعض منهم مببايعة من يتزعمهم عند الكعبة املشرفة على السمع والطاعة، وتنفيذ مجيـع أوامره، وقد شرع يف تدريبهم وجتهيزهم، وذلك من خالل رفع لياقتهم البدنية والتدريب على

وإرسال البعض منهم إىل بلدان أخرى لدراسة الطريان متهيدا السـتخدامهم استعمال السالح يف تنفيذ عمليات إرهابية داخل اململكة، كما أنه ويف سبيل توفري الـدعم املـايل موعتـه وللتنظيم بشكل عام عمل على مجع مبالغ مالية طائلة من عدد كبري من األشخاص الذين غرر

الغ يف شركات ومهية، وقد تبني أن من أبرز أهدافهم القيام جمات م حبجة استثمار هذه املبانتحارية ضد شخصيات عامة ومنشآت ومصايف بترولية واسـتهداف قواعـد عسـكرية يف

. الداخل واخلارج

عنصرا من السعوديني واملقيمني تنتشر يف مناطق عدة مـن )59(ضبط خلية تتكون من : ثانياوتنظيمات فكرية خارجية، وينتهج أعضاوها الفكر التكفريي جتاه اململكة وترتبط مبعسكرات

الشعوب واحلكومات والقيادات العربية واإلسالمية، كما تقوم بإرسال من يتم التغرير م إىل معسكرات تدريب خارجية ومتويلها وذلك للمشاركة يف الصراعات اإلقليمية، ومن مث تسهيل

. م اإلجراميةعودم إىل اململكة لتنفيذ خمططا

عنصرا معظمهم من السعوديني قاموا بتكوين خلية وهـم خـارج ) 16(القبض على : ثالثااململكة ومن مث التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية يف اململكة، كما شرعوا يف التخطيط لعمليات

. يف بلدان أخرى

Page 156: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

جنسـيات خمتلفـة ممـن من السعوديني واملقيمني من )13(متابعة وضبط ما جمموعه : رابعاينتهجون الفكر التكفريي ويعملون على تأسيس تنظيم يعمل على نشر الفوضى يف بلد جماور . ليكون بيئة مناسبة ألنشطتهم، ومن مث االنطالق بعدها ملهامجة أهداف داخل اململكة وخارجها

رسة أنشطتهم من السعوديني يتخذون من إحدى حمافظات اململكة مقرا ملما )9(ضبط : خامساومنها نشر الفكر الضال ودعم األنشطة اإلرهابية يف الداخل واخلارج واستهداف املنشـآت النفطية والتهيئة لذلك عن طريق ختزين األسلحة ودفنها يف منطقة برية قريبة من مواقع تلـك

. األهداف

ملكة إلخراج من املقيمني شكلوا خلية هدفها اقتحام أحد السجون يف امل )9 ( ضبط: سادسا . املوقوفني من الفئة الضالة

أشخاص ممن تورطوا يف االعتداء على معامل بقيق الصناعية بتـاريخ ) 5(القبض على : سابعاهـ حيث قام أحدهم بتصوير العملية واملشاركة يف إطالق النار يف املوقع 1-1427 -25

ستر على مرتكيب ذلك االعتداء أما البقية فقد تنوعت أدوارهم بني االستطالع والتجهيز والت . اآلمث

ومن خالل كشف هذه اخلاليا والقبض على عناصرها مت ضبط أسـلحة متنوعـة ومتعـددة وأموال بلغت أكثر من عشرين مليون ريال ووثائق ووسائل اتصال وأجهزة حواسيب ووسائط

وال تـزال إلكترونية تفصح عن الفكر الذي حيمله هؤالء، وتكشف عن أهدافهم اإلجرامية، . اإلجراءات قائمة يف متابعة كل من له عالقة ذه اخلاليا

Page 157: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ضموناملحتليل : ثالثا

: يتضح اآليت الواقعةبدراسة

مسامهة تبعية تكاملت فيها كافة صور املسامهة يف اجلرمية واقعة ة املطروحة عبارة عن واقعال - 1بية ، والشروع يف تدريب جمموعة مـن لتنفيذ عمليات إرها) املؤامرة (إرهابية من االتفاق

الفئة الضالة وجتهيزهم وذلك من خالل رفع لياقتهم البدنية والتدريب علـى اسـتعمال السالح وإرسال البعض منهم إىل بلدان أخرى لدراسة الطريان متهيـدا السـتخدامهم يف

هابيـة إىل جانب التحريض على تنفيذ خمططات إر. تنفيذ عمليات إرهابية داخل اململكة .بضرب منشآت حيوية إستراتيجية

الصـلب أو وأتل ، ويعاقب عليها بعقوبة الق) حرابة ( وهي من اجلنايات املاسة بكيان اتمع . تقطيع أيديهم وأرجلهم من خالف أو ينفوا من األرض

يف ) ع ، م( ة ، حيث قـام املـدعو رادتوفر الركن املعنوي بتوفر شرطي العلم واإل -2موعة من الفئة الضالة وجتهيزهم وذلك من خالل رفع لياقتهم البدنية والتـدريب تدريب جم

على استعمال السالح وإرسال البعض منهم إىل بلدان أخـرى لدراسـة الطـريان متهيـدا .. الستخدامهم يف تنفيذ عمليات إرهابية داخل اململكة

، فاحملرض على تنفيذ العمليـات كافة أركان جرمية املسامهة التبعية الواقعةتتوفر يف هذه -3واملسامهني معه عقالء بالغني مكلفني خمتارين ، ومت ) ع ، م ( اإلرهابية واملخطط واملدبر هلا

. التيقن من وجود املسامهني ، ومساعدته هلم مع توفر القصد اجلنائي لديه

يذ العمليات اإلرهابيـة وقد مت القبض عليه ومن بصحبته من الفئة الضالة املارقة ملنعهم من تنفحليازم أسلحة وذخائر ومتفجرات الستخدامها يف أغراضهم اإلرهابية ضد النظـام واتمـع ،

وإلجهاض كافة خمططام، وحفاظا على أمن واستقرار اتمع

Page 158: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

إن السبب املباشر هلؤالء اإلرهابيني كان التطرف الفكري ووجود خلل يف االعتقاد بـأم -4وصواب ، مع تكفري اجلهات األمنية واملسئولني واعتبارهم مرتدين يستحقون القتـل ، على حق

. الدين إيوائهم كإخوة له يف) ع ، م ( وإن من واجب املدعو

إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في األرض فسادا : واستنادا إىل قوله تعاىل -5 كض ذلاألر نا منفوي أو الفخ نم ملهجأرو يهمدأي قطعت وا أولبصي لوا أوقتـي أن يف يزخ مله

يمظع ذابع ةري اآلخف ملها وينالد )33 ( سورة املائدة فقد قامت قوات األمن مبا يلي :

. إلصرارهم وعدم تسليم أنفسهم بالنظرومن بصحبته من اإلرهابيني ) ع ، م(القبض على -أ

مصادرة األسلحة والذخائر واملضبوطات األخرى اليت وجدت يف حوزة اإلرهابيني واليت -بمتثلت يف أسلحة متنوعة ومتعددة وأموال بلغت أكثر من عشرين مليون ريال ووثائق ووسـائل

ئط إلكترونية تفصح عن الفكر الذي حيمله هؤالء، وتكشـف اتصال وأجهزة حواسيب ووسامن نظام األسلحة والـذخائر والئحتـه ) 29( وذلك وفقا للمادة . عن أهدافهم اإلجرامية،

يف مجيع املخالفات املنصوص عليها يف هذا النظـام جتـرى ": التنفيذية اليت تنص على ما يلي . "ذلك وسيلة النقل املستخدمة مصادرة السالح أو األسلحة املضبوطة ، وك

Page 159: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

الثانية الواقعة )1( التسرت على مطلوبني أمنيا

א:هـ قامت قوات األمن مبدامهة شقة 5/2/1426يف أنه بتاريخ هذه العمليةتتلخص وقائع

إ ، ( عى الشقيق األكرب ألحد املطلوبني أمنيا يد )س ، ي( سكنية حبي الربوة جبدة تعود لشخص يدعى، وبعد إنذار اإلرهابيني املوجودين داخل الشقة بتسليم أنفسهم رفضوا وبادروا قوات األمـن ) ي

بإطالق النار فبادلتهم قوات األمن إطالق النار وأسفر ذلك عن إصابة أربعة عشر من قوات األمـن زوجتـه املعلمـة إصابات طفيفة ، باإلضافة إىل إصابة فرد يسكن جبوار الشقة املدامهـة ، ووفـاة

. وإلقاء القبض عليه ) إ ، ي ( وإصابة املطلوب أمنيا ) ع ، ح ( א: א אمن خالل سيارة كان يستقلها ومت حتديد ) إ ، ي ( قام أحد رجال األمن برصد املطلوب أمنيا

وبـدأت علـى مكانه ، وبعد التأكد من حتديد مكانه حتركت قوات األمن وحاصرت مقر السكن ، الفور مبناداة املطلوبني أمنيا عرب مكربات الصوت بتسليم أنفسهم ، ولكنهم رفضوا تسليم أنفسـهم وتبادلوا إطالق النار مع قوات األمن اليت ردت عليهم باملثل ، ومتكنت من إصابة واعتقال املطلوب

قة والذي تسـتر علـى صاحب الش) س ، ي ( ، وجاري البحث عن شقيقه األكرب ) إ ، ي ( أمنيا . شقيقه ومنحه الشقة ليختفي فيها عن عيون قوات األمن

املصاب حتت احلراسة املشددة باملستشفى ، وبسؤاله أنكر ) إ ، ي ( بعد ذلك مت التحفظ على املدعو : معرفته مبكان أخيه ، وقد اتضح من التحقيقات ما يلي

الذي مت إلقاء ) إ ، ي ( يا بينهم شقيقه بإيوائه مطلوبني أمن) س ، ي ( ثبوت إدانة -1 ) . س ، ي ( القبض عليه داخل الشقة املستأجرة باسم

.حبقه بعد العثورعليه قدرةاختاذ اإلجراءات التعزيرية امل -2

يف موقـع علـى (تأملنا ملقتل بريئة واملالحقون بادروا بـإطالق النـار، : صرح صاحب السمو امللكي األمري أمحد بن عبدالعزيز جلريدة عكاظ ) 1(

HTTP://NEWS.OKAZ.COM) االنترنت

Page 160: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א: א

: ا يلي إىل م) س ، ي ( ترجع أسباب تقدير العقوبة التعزيرية حبق

) إ ، ي ( على اإلرهابيني املطلوبني أمنيا ومن بينهم شـقيقه ) س ، ي ( تستر املدعو -1 .بتوفري السكن املناسب الذي سهل إخفائهم عن األنظار يف الشقة اليت استأجرها بامسه

، وكذلك بعد حماصـرة ) إ ، ي ( ثبوت إدانته بعد التحقق من رصد موقع اإلرهايب -2إ ، ي .( واكتشاف وجود املطلوبني أمنيا ومن بينهم شقيق) س ، ي ( ملستأجر باسم السكن ا

. على تستره عليهم ) بينة ( بداخله ، مما يعد قرينة قوية )

يترك ) س ، ي ( ضوء األسباب املذكورة أنفا يتم توقيع عقوبة تعزيرية على املدعو يف -3 . تقديرها لويل األمر

מא:א

: بناء على دعوى املدعي العام وبدراسة القضية مت اختاذ ما يلي

بالتستر على مطلوبني أمنيا بعد التأكد بالبينة مـن وجـود ) س ، ي ( إدانة املدعو -1 . ستأجرها بامسه ااملطلوبني أمنيا ومن بينهم شقيقه بالشقة اليت

زيرية بالسجن أو الغرامة أو مجـيعهم بعـد إنفاذ ما تقرر شرعا مبعاقبة املتهم بعقوبة تع -2 . العثور عليه

. فصله من العمل احلكومي -3

Page 161: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א:

: بدراسة القضية يتضح اآليت

القضية املطروحة عبارة عن قضية تستر على مطلوبني أمنيا مـن مـرتكيب اجلنايـات -1، ويعاقب عليها بعقوبة السجن أو الغرامة ) حرابة ( معة املاسة بكيان اتيواملخالفات الشرع

. أو اجللد أو أيا منهم أو مجيعهم مع الفصل مع إاء اخلدمة يف اجلهات احلكومية

) س ، ي ( توفر الركن املعنوي بتوفر شرطي العلم واإلرادة ، حيث قام املدعو -2اموا به وما يعدون للقيام به من أعمال ختريبيـة بإيواء املطلوبني أمنيا وهو يعلم متام العلم ما ق

. ونشاطات غري مشروعة

اختذت اإلجراءات النظامية حبق املتستر ، حيث ثبت إدانته ومت توقيع العقوبة املناسـبة -3 . عليه متهيدا لتنفيذها بعد إلقاء القبض عليه

) س ، ي ( ر ، فاملستتراستند يف تقدير العقوبة إىل توافر كافة أركان جرمية التست -4عاقال بالغا مكلفا خمتارا ، ومت التيقن من وجود املتستر عليهم بالشقة اليت أستأجرها بامسـه ، مع توفر القصد اجلنائي لديه بعلمه بأن املتستر عليهم مطلوبني أمنيا واجتاه إرادته إىل إيـوائهم

. وإخفائهم

: مع فصله من عمله لألسباب التالية ) س ، ي ( و وقد مت تقدير عقوبة تعزيرية للمدع

. خمالفته للنظام بإيواء مطلوبني أمنيا -أ

هروبه وعدم تسليم نفسه للسلطات بعد إلقاء القبض على أخيه ومن بصحبته -ب . من اإلرهابيني

Page 162: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

جتمع إن السبب املباشر إليواء اإلرهابيني كان العامل االجتماعي وهو صلة القرابة اليت -5 ) . س ، ي ( وأخيه املتستر عليهم وعلى زمالئه ) إ ، ي ( بني اإلرهايب

من أوى حماربا أو سارقا أو قاتال << واستنادا على ما ذكره ابن تيمية ـ رمحه اهللا ـ -6أو أي فرد وجب عليه حد أو حق هللا تعاىل أو لإلنسان وتستر عليه وسـاعد علـى عـدم

يف اجلرم ، وقد لعنه اهللا ورسوله ، وإذا ألقى القبض عليه يطلـب القصاص منه ، فهو شريكهمنه إحضار من أواه أو اإلعالم به ، فإن امتنع جيب عقابه باحلبس والضرب مرة بعد مرة حىت

، ونظرا ملا جاء يف خطاب صاحب السمو امللكـي >> يديل مبا يفيد يف القبض على احملدث د العزيز آل سعود بأنه ال يوجد عقوبة خاصة للتستر ، وأن وزير الداخلية األمري نايف بن عب

تقدير العقوبة وحتديدها حسب جسامة اجلرم راجع إىل القاضي ، وأن عقوبة التستر عقوبـة : تعزيرية يف مجيع األحوال ، فقد تقرر ما يلي

. إنفاذ ما تقرر شرعا حببسه تعزيرا -أ

. فصله من العمل احلكومي -ب

Page 163: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א 1אא

:א:

.تستر :نوع اجلرمية - 1

:أسلوب ارتكاا - 2

) أ ، ب(هـ قامت قوات األمن مبحاصرة 20/10/1425تتلخص وقائع القضية يف أنه بتاريخ أحد اإلرهابيني املطلوبني أمنيا الذي قام بالتستر على اإلرهابيني يف عدة عمليات إرهابية كان من

التجهيز لتدمري جممع احمليا السكين حيث قام بتأمني املأوى وتوفري الغطاء العائلي بينها مساعدم بهلم أثناء تنقالم وبعد مطالبته بتسليم نفسه رفض االمتثال وتبادل إطالق النار مع قوات األمـن

. ووقع قتيال

: اإلجراءات - 3

عد التأكد مـن املعلومـات وب) أ ، ب(تلقت اجلهات األمنية املختصة بالغا يفيد بتحركات الواردة ضـمن الـبالغ حتركـت قـوات األمـن وباغـت املـذكور وحاصـرته بتـاريخ

هـ ، وبعد أن قامت قوات األمن مبحاصرته وطلبت منه تسليم نفسه وعـدم 20/10/1425املقاومة رفض وبادر بإطالق النار كما ألقى قنبلة كانت حبوزته ليتمكن من الفرار، إال أن قـوات

.بادرته بإطالق النار عليه وأردته قتيال األمن

: ضموناملحتليل - 4

عبارة عن قضية تستتر على مطلوبني أمنيا من مرتكيب اجلنايـات واملخالفـات عملية املطروحة ال -بتوفري املأوى الالزم وكذلك توفري الغطاء العائلي أثنـاء ) حرابة(الشرعية املاسة بكيان اتمع

HTTP/.TEXT/TAKREER.HOTMAIL)موقع على االنترنت ( مكافحة اإلرهاب )1(

Page 164: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

رجال األمن ويعاقب عليها بعقوبة السجن أو الغرامة أو اجللد أو أيا منها أو تنقالم للتمويه على .مجيعها مع الفصل من العمل وإاء اخلدمة يف اجلهات احلكومية إذا كان املتستر يعمل باحلكومة

بتـوفري املقـر الـالزم ) أ،ب(توفر الركن املعنوي بتوفر شرطي العلم واإلرادة حيث قام املدعو -ني بتجهيزهم وإعدادهم لعمليات إرهابية، وتستتر عليهم بغطاء عائلي لتغطيـة تـنقالت لإلرهابي

.وهو يعلم متام العلم أم يعدون العدة للقيام بأعمال إرهابية ونشاطات غري مشروعة. اإلرهابيني مناداة املذكور بتسليم نفسه حيث رفض االمتثال لألمر وقاوم السلطات بإطالق النـار علـيهم -

هم بقنبلة لكي يلوذ بالفرار على الفور، فقامت قوات األمن بالتعامل معه وأطلقت النار عليه وقذف .وأردته قتيال

عاقال بالغا مكلفا خمتـارا ، ومت ) أ، ب(كافة أركان جرمية التستر، فاملتستر العمليةتتوفر يف هذه - مقر إليوائهم يف مدينـة الريـاض، التيقن من قيامه بالتستر على اإلرهابيني ومساعدته هلم بتوفري

واستخدام النساء واألطفال للتمويه أثناء إقامة املطلوبني امنيا لديه ، مبعىن التستر عليهم بغطـاء عائلي العتبارهم من أفراد عائلته سواء يف إقامتهم أو خالل تنقالم مع توفر القصد اجلنائي لديه

يا ، واجتاه إرادته إىل إيوائهم وإخفائهم وتقدمي املسـاعدة ، لعلمه بأن املتستر عليهم مطلوبون أمن .املادية واملعنوية هلم

:وقد مت قتل املتستر لألسباب التالية

.إصراره على املقاومة بإطالق النار وقذف قنبلة جتاه رجال األمن لتغطية حماولة فراره - أ .عدم استجابته لألمر بتسليم نفسه ومقاومته للسلطات - ب

ب املباشر إليواء اإلرهابيني هو اعتناقه للفكر املنحرف الضال واقتناعه مبعتقدام يف تكفري إن السب - .الذين ال يوافقونه واعتبارهم مرتدين يستحلون دماءهم وقتاهلم

فسـادا أن إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في األرض واستنادا إىل قوله تعاىل -له كض ذلاألر نا منفوي أو الفخ نم ملهجأرو يهمدأي قطعت وا أولبصي لوا أوقتـي يف يزخ م

يمظع ذابع ةري اآلخف ملها وينالد)33 (سورة املائدة ، وقد قامت قوات األمن مبا يلي:

Page 165: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

.ل املتستر وذلك ملقاومته ورفضه تسليم نفسه وإطالق النار على رجال األمنقت - أ

مصادرة األسلحة والذخائر واألموال واملضبوطات األخرى اليت وجدت حبوزته وفقا -بيف :( من نظام األسلحة والذخائر والئحته التنفيذية اليت تنص على مـايلي ) 29(للمادة

هذا النظام جتري مصـادرة السـالح أو األسـلحة مجيع املخالفات املنصوص عليها يف .)املضبوطة

Page 166: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א אא א

) 1(التستر على مطلوبني أمنيا ومساعدم بتوفري وسيلة نقل

א:

يف أنه يف وقـت مبكـر مـن صـباح يـوم األحـد املوافـق هذه العمليةتتلخص وقائع طقة القصيم ترافقها طائرات عمودية ودوريـات م قامت قوات الطوارئ اخلاصة مبن 28/1/2005

النفـود <<أمنية من شرطة الزلفي واجلهات األمنية برصد جمموعة إرهابية يف منطقة صحراوية نائية وقامت بتطويق اخليمة اليت ختتبئ ا اموعة وطالبتهم بتسـليم أنفسـهم عـرب "الثوير "مشال >>

ق النار وإلقاء القنابل على رجال األمـن حملاولـة الفـرار مكربات الصوت ، إال أم بادروا بإطال، فبادرهم رجال األمن بإطالق النار وقتلتهم مجيعا ، وأصيب ) ع ، ق ( باستخدام سيارة وفرها هلم

.ثالثة من رجال األمن بإصابات طفيفة

א: א א

ن املطلوبني أمنيا داخـل خيمـة يف تلقت اجلهات األمنية املختصة بالغا يفيد بوجود أربعة م كيلو مترا مشال حمافظة الزلفي وبعد التأكـد مـن 90منطقة صحراوية يف نفود الثويرات اليت تبعد

املعلومات الواردة ضمن البالغ حتركت قوات األمن وحاصرت املوقع يف الساعة السابعة والنصـف لى الفور مبناداة املطلوبني أمنيـا عـرب م ، وبدأت ع 10/5/2005من صباح يوم الثالثاء املوافق

مكربات الصوت بتسليم أنفسهم ، فرفضوا مجيعا تسليم أنفسهم ، وبادروا بإطالق النـار والقنابـل على قوات األمن وحماولة الفرار يف السيارة اليت زودهم ا

اخليمة مت العثور علـى ، فبادلتهم قوات األمن إطالق النار وأردم مجيعا قتلى ، وبتفتيش ) م ، ع ( .كمية من األسلحة واملتفجرات ومبلغ مايل وحاسب آيل ومواد دهان وأدوات

رصدم قوات األمن مشال الزلفي ) 1(

HTTP://WWW.ALNEMR.NET انظر املوقع اإللكتروين

Page 167: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א:

تستر على مطلوبني أمنيا مـن مـرتكيب اجلنايـات واقعةاملطروحة عبارة عن الواقعة -1يلة نقل كمساعدة هلـم ، بتزويدهم بوس) حرابة ( واملخالفات الشرعية املاسة بكيان اتمع

على أعماهلم ويعاقب عليها بعقوبة السجن أو الغرامة أو اجللد أو أيا منهم أو مجـيعهم مـع الفصل مع إاء اخلدمة يف اجلهات احلكومية

بتوفري ) ع ، ق ( توفر الركن املعنوي بتوفر شرطي العلم واإلدارة ، حيث قام املدعو -2للمطلوبني أمنيا وتستر عليهم بغطاء عائلي ، أي باعتبـارهم ) سيارته اخلاصة ( وسيلة النقل

من أفراد عائلته ، كما قام بتهيئة موقع إليواء الفئة الضالة ، وهو يعلم متام العلم ما قاموا بـه وما يعدون للقيام به من أعمال ختريبية ونشاطات غري مشروعة ، وكذلك حماولتهم اهلـرب

. خارج البالد

املذكورين لتسليم أنفسهم ، فرفضوا االمتثال لألمـر وقـاوموا السـلطات مت مناداة -3فقامت قوات األمن بالتعامـل ) ع ، ق ( وحاولوا الفرار مستخدمني السيارة اليت وفرها هلم

. معهم وأطلقت النار عليهم وأردم مجيعا قتلى

عاقال بالغا مكلفا خمتارا ) ع ، ق (كافة أركان جرمية التستر ، فاملتستر الواقعةتتوفر يف هذه -4، ومت التيقن من وجود املتستر عليهم معه ، ومساعدته هلم بتوفري مقر إليـوائهم، وكـذلك تـوفري استخدام سيارته اخلاصة يف تنقالم ، فضال عن التستر عليهم بغطاء عائلي باعتبارهم من أفراد عائلته

بأن املتستر عليهم مطلوبني أمنيا واجتـاه إرادتـه إىل إيـوائهم ، مع توفر القصد اجلنائي لديه بعلمه . وإخفائهم وتقدمي املساعدة املادية واملعنوية هلم

: وقد مت قتل املتستر ومن بصحبته لألسباب التالية

. إصرارهم على املقاومة بإطالق النار على رجال األمن وحماولتهم الفرار -أ

Page 168: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

. ليم أنفسهم ومقاومتهم للسلطات عدم استجابتهم لألمر بتس -ب

إن السبب املباشر إليواء اإلرهابيني كان التطرف الفكري ووجود خلل يف االعتقاد بأم على -5حق وصواب ، مع تكفري اجلهات األمنية واملسئولني واعتبارهم مرتدين يستحقون القتل ، وإن من

جيب خذهلم أو تسليمهم امتثاال للحـديث إيوائهم كإخوة له يف الدين ال) ع ، ق ( واجب املدعو . >>املسلم أخو املسلم ال يظلمه وال يسلمه <<: الشريف

إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في األرض فسادا : واستنادا إىل قوله تعاىل -6ت وا أولبصي لوا أوقتي أن يف يزخ مله كض ذلاألر نا منفوي أو الفخ نم ملهجأرو يهمدأي قطع

يمظع ذابع ةري اآلخف ملها وينالد)33 ( سورة املائدة فقد قامت قوات األمن مبا يلي :

على املقاومة بإطالق النار على رجال قتل املتستر ومن بصحبته من اإلرهابيني نظرا إلصرارهم -أ . األمن وعدم استجابتهم لألمر بتسليم أنفسهم

مصادرة األسلحة والذخائر واملضبوطات األخرى اليت وجدت يف خيمة اإلرهابيني وكـذلك -بمن نظام األسلحة والذخائر والئحته التنفيذية اليت تنص على ) 29( السيارة املستخدمة وفقا للمادة

يف مجيع املخالفات املنصوص عليها يف هذا النظام جترى مصادرة السـالح أو األسـلحة (: يلي ما . )املضبوطة ، وكذلك وسيلة النقل املستخدمة

Page 169: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א אא

) 1(وسائل النقل واألسلحة واملتفجرات التستر على مطلوبني أمنيا ومساعدم بتوفري

א:

هـ قامت قوات األمن 16/11/1425يف أنه يف يوم الثالثاء املوافق لعمليةاتتلخص وقائع برصد ومطاردة عناصر إرهابية اشتركت يف أعمال إرهابية مبدينة الرياض ، وتعاملت قوات األمـن

يف حمطة وقود مبدينة وجودهم معهم بعد أن رفضوا تسليم أنفسهم ، ومتكنت من قتل ثالثة منهم أثناء هـ داهم 17/11/1425املوافق ) األربعاء ( الساعة العاشرة من مساء اليوم التايلالرياض ، ويف

رجال األمن أحد أوكار اإلرهابيني مبدينة الرياض ومت التعامل مع اإلرهابيني بعد أن رفضـوا تسـليم أنفسهم وأطلقوا النار على رجال األمن الذين بادلوهم إطالق النار وأسفر ذلك عن مقتـل سـبعة

ع ( ، ) م ، و ( ، ) ب ، س ( ، ) خ ، س ( ، ) س ، س ( ابيني من بينهم مخسة إرهابيني هم إرهتستروا على زمالئهم بإيوائهم وتأمني السيارات ومواد التفجري ، وتأمني أوكار هلم ، ومنازل ) ، ش

. واستراحات متفرقة ، وتلبية ومطالبهم وتأمني أغراضهم

א: א א

داخل الرياض وبعد يف يفيد بتحرك بعض املطلوبني أمنيا ات اجلهات األمنية املختصة بالغتلق التأكد من املعلومات الواردة ضمن البالغ حتركـت قـوات األمـن يف يـوم الثالثـاء املوافـق

هـ ، وفاجأم داخل إحدى حمطات الوقود ، وطلبت منهم تسـليم أنفسـهم 16/11/1425الق النار مع قوات األمن وحالوا الفرار فقتلت قوات األمن ثالثـة منـهم والذ فرفضوا وتبادلوا إط

هـ انطلقـت 17/11/1425الباقون بالفرار ، ويف الساعة العاشرة مساء من اليوم التايل األربعاء قوات األمن إللقاء القبض على بقية اإلرهابيني بعد حصر وحتديد وكرهم الذي كان عبارة عن شـقة

ي التعاون ، وحاصرت قوات األمن املوقع يف الساعة وأخلت املسـاكن اـاورة مـن سكنية يف ح

. من املكفرين واملفجرين يف عمليتني أمنيتني 10مصرع ) 1(

HTTP://WWW.ALYAUM.NET انظر املوقع االلكتروين

Page 170: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

السكان ، وبدأت على الفور مبناداة املطلوبني أمنيا عرب مكربات الصوت بتسليم أنفسهم ، فرفضـوا ن مجيعا تسليم أنفسهم ، وبادروا بإطالق النار على قوات األمن وحماولة الفرار ، فبادلتهم قوات األم

ب ، ( ، ) خ ، س ( ، ) س ، س ( إطالق النار وأردم مجيعا قتلى ، وكان من بني القتلى كل مـن الذين تستروا على زمالئهم بإيوائهم وتـأمني السـيارات ومـواد ) ع ، ش ( ، ) م ، و ( ، ) س

وبعد . راضهم التفجري ، وتأمني أوكار هلم ، ومنازل واستراحات متفرقة ، وتلبية مطالبهم وتأمني أغتفتيش الشقة عثرت أجهزة األمن على عدد من األسلحة والذخائر واملتفجرات وجهاز كمبيوتر كان

.يستخدمه اإلرهابيون يف عمليات االتصال وتلقي األوامر والتعليمات

א:اجلنايـات املطروحة عبارة عن قضية تستر على مطلوبني أمنيا مـن مـرتكيب الواقعة -1

، بتزويدهم بإيوائهم وتأمني السيارات ) حرابة ( واملخالفات الشرعية املاسة بكيان اتمع ومواد التفجري ، وتأمني أوكار هلم ، ومنازل واستراحات متفرقة ، وتلبية مطالبـهم وتـوفري

عهم مـع أغراضهم ، ويعاقب عليها بعقوبة السجن أو الغرامة أو اجللد أو أيا منهم أو مجـي الفصل مع إاء اخلدمة يف اجلهات احلكومية يف حالة عدم االشتراك الفعلـي يف العمليـات

.اإلرهابية ، أما يف حالة االشتراك فإن العقوبة هي عقوبة احلرابة شأم شأن اإلرهابيني ( ، ) س ، س ( توفر الركن املعنوي بتوفر شرطي العلم واإلرادة ، حيث قام لكل من -2

بإيواء اإلرهابيني وتأمني السيارات ومواد ) ع ، ش ( ، ) م ، و ( ، ) ب ، س ( ، ) س خ ، التفجري ، وتأمني أوكار متفرقة هلم ومنازل واستراحات ن وتلبية مطالبهم وتأمني أغراضهم ، وهم يعملون متام العلم مبا قاموا به وما يعدون للقيام به من أعمال ختريبية ونشـاطات غـري

. مشروعة مت مناداة املذكورين لتسليم أنفسهم ، فرفضوا االمتثال لألمـر وقـاوموا السـلطات -3

. وحالوا الفرار ، فقامت قوات األمن بالتعامل معهم وأطلقت النار عليهم وأردم مجيعا قتلى ، ) خ ، س ( ، ) كافة أركان جرمية التستر ، فاملتستر س ، س الواقعةتتوفر يف هذه -4عاقلني بالغني خمتارين ، ومت التيقن من وجود املتسـتر ) ع ، ش ( ، ) م ، و ( ، ) ، س ب (

Page 171: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

عليهم معهم ، ومساعدم هلم بتوفري مقر إليوائهم وتأمني السيارات ومواد التفجري ، وتأمني أوكار متفرقة هلم ، ومنازل واستراحات ، وتلبية مطالبهم وتأمني أغراضهم ، مع توفر القصد

ئي لديهم بعلمه بأن املتستر عليهم مطلوبني أمنيا واجتاه إرادته إىل إيـوائهم وإخفـائهم اجلنا . وتقدمي املساعدة املادية واملعنوية هلم

: وقد مت قتل املتسترين ومن بصحبتهم لألسباب التالية .اشتراكهم يف إطالق النار على رجال األمن وحماولتهم الفرار . أ . بتسليم أنفسهم ومقاومتهم للسلطات عدم استجابتهم لألمر - بإن السبب املباشر إليواء اإلرهابيني كان التطرف الفكري ووجود خلل يف االعتقاد بأم - 5

على حق وصواب ، مع تكفري اجلهات األمنية واملسئولني واعتبارهم مرتدين يستحقون القتل ، إيـوائهم ) ع ، ش ( ، ) م ، و( ، ) خ ، س ( ،) س ، س ( وإن من واجب املـدعوين

املسلم أخو املسلم {: كإخوة هلم يف الدين ال جيب خذهلم أو تسليمهم امتثاال للحديث الشريف . }ال يظلمه وال يسلمه

إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فـي األرض : واستنادا إىل قوله تعاىل - 6لهم أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خالف أو ينفوا من األرض ذلك فسادا

يمظع ذابع ةري اآلخف ملها ويني الدف يزخ ) فقد قامت قـوات ) 33أية : سورة املائدة :األمن مبا يلي

تسترين ومن بصحبتهم من اإلرهابيني ، وذلك ملقاومتهم رجال األمن بإطالق النار علـيهم قتل امل - . ورفضهم تسليم أنفسهم

مصادرة األسلحة والذخائر واملضبوطات األخرى اليت وجدت يف خيمة اإلرهابيني وفقا للمـادة -يف مجيـع ": يلـي من نظام األسلحة والذخائر والئحته التنفيذية اليت تنص علـى مـا ) 29(

."املخالفات املنصوص عليها يف هذا النظام جتري مصادرة السالح أو األسلحة املضبوطة

Page 172: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א )1(אא

هـ باملدينة املنـورة قامـت 18/3/1428يف أنه يف يوم اجلمعة الواقعةتتلخص : الوقائع متابعة رجال األمن اخلنـاق وقد ضيقت ) م.و(اإلرهايب ) القاتل(قوات األمن بتحديد مكان

–) ع، س(على اهلاربني القتلة ليفتح بابا جديدا مليئا باليقني يف القبض على اإلرهابيني اهلاربني وكانت معلومات أمنية قد حددت ورصدت حتركات اإلرهايب خطوة خبطوة لتكون ). ن، ل(

من رجال األمن بإصـابات وإصابة اثنني) ظ، ا(املواجهة اليت استشهد خالهلا النقيب البطل . طفيفة

تلقت اجلهات األمنية املختصة بالغا يفيد بتحرك بعض املطلوبني أمنيا داخـل املدينـة : اإلجراءاتاملنورة وبعد التأكد من املعلومات الواردة ضمن البالغ حتركت قوات األمـن يف اجلمعـة املوافـق

الذي بادر رجال األمـن بإلقـاء ) م.و(يبهـ ، وفاجأم داخل مكان القاتل اإلرها 18/3/1428البواسل لريدوا النـار بالنـار ) صدور(القنابل اليدوية عليهم وفتح أعرية الرشاش اآليل حبوزته على

مـن املقـيمني 4والذي تأكد ضلوعه يف مقتـل 36فريدونه قتيال ليسقط آخر املطلوبني يف قائمة ق على اهلاربني القتلة ليفتح بابا جديدا مليئا باليقني يف الفرنسيني وقد ضيقت متابعة رجال األمن اخلنا

. القبض على اإلرهابيني اهلاربني

ضمون املحتليل : ثالثا

: بدراسة القضية يتضح اآليت

القضية املطروحة عبارة عن قضية مسامهة أصلية ملطلوبني أمنيا من مـرتكيب -1 4، الضالعني يف مقتـل ) حرابة ( ان اتمع اجلنايات واملخالفات الشرعية املاسة بكي

من املقيمني الفرنسيني وقد ضيقت متابعة رجال األمن اخلناق على اهلاربني القتلة ليفتح بابا جديدا مليئا باليقني يف القبض على اإلرهابيني اهلاربني ويعاقب عليها عقوبة احلرابة

JAZIRAH.COM-HTTP://ARCHIVE.ALانظر املوقع االلكتروين - 1

Page 173: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في األرض إنما جزاء الالواردة يف سورة املائدة فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خالف أو ينفوا مـن األرض

سورة املائدة) )33ب عظيمذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في اآلخرة عذا

، ) م.و(توفر الركن املعنوي بتوفر شرطي العلم واإلرادة ، حيث قام لكل من -2 . من املقيمني الفرنسيني 4يف قتل). ن، ل( –) ع، س(

مت مناداة املذكورين لتسليم أنفسهم ، فرفضـوا االمتثـال لألمـر وقـاوموا -3قوات األمن بالتعامل معهم وأطلقت النار علـيهم السلطات وحالوا الفرار ، فقامت

. وأردت أحد املطلوبني قتيال والذ اآلخرون بالفرار

تتوفر يف هذه القضية كافة أركان املسامهة األصـلية يف اجلرميـة اإلرهابيـة ، -4عاقلون بالغون خمتـارون ، ). ن، ل( –) ع، س(وشريكاه ) م.و(فاملساهم األصلي

وجودهم معه ، مع توفر القصد اجلنائي ومت التيقن من

: وقد مت قتل املطلوب أمنيا لألسباب التالية

.اشتراكه يف إطالق النار على رجال األمن - 1 . عدم استجابته لألمر بتسليم نفسه ومن معه ومقاومتهم للسلطات - 2إن السبب املباشر لإلرهابيني كان التطرف الفكري ووجود خلـل يف - 3

ى حق وصواب ، مع تكفري اجلهات األمنية واملسئولني االعتقاد بأم عل .واعتبارهم مرتدين يستحقون القتل

إنما جزاء الذين يحـاربون اللـه ورسـوله : واستنادا إىل قوله تعاىل -4يديهم وأرجلهم من ويسعون في األرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أ

ذابع ةري اآلخف ملها ويني الدف يزخ مله كض ذلاألر نا منفوي أو الفخ يمظع)33 (سورة املائدة فقد قامت قوات األمن مبا يلي:

Page 174: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

قتل املطلوب أمنيا ومالحقة من بصحبته من اإلرهابيني ، وذلك ملقاومتـهم - 1 . رجال األمن بإطالق النار عليهم ورفضهم تسليم أنفسهم

مصادرة األسلحة والذخائر واملضبوطات األخرى اليت وجدت معهم اإلرهـابيني -ب من نظام األسلحة والذخائر والئحته التنفيذية اليت تنص على ما ) 29( وفقا للمادة

ري مصـادرة السـالح أو يف مجيع املخالفات املنصوص عليها يف هذا النظام جت": يلي . "األسلحة املضبوطة

Page 175: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

املبحث الثاني

)1(مجهورية مصر العربيةيف أحكام القضاء املتعلقة باإلرهاب

سيتم عرض مخس قضايا لدراستها وبيان احلكم الصادر فيها ملعرفة كيفية املواجهة القضـائية .جلرائم اإلرهاب يف هذه القوانني الوضعية

א א

2.م 10/1981: ة رقمقضي) د . ع :( هماملت

:االام

.نقل ذخائر وإخفائها يف صحراء اإلمساعيلية بدون تصريح - أ . املشاركة يف تنظيم شبه عسكري يرمي إىل قلب نظام احلكم -ب .االشتراك يف إعداد بيان الثورة - ج يف االستيالء على بعض أسلحة إحدى الوحدات العسكرية بأملاظة متهيدا الستخدامها - د

.اقتحام مبىن اإلذاعة والتليفزيون

:حتليل حيثيات احلكم

:يتضح لنا من دراسة حيثيات احلكم يف هذه القضية املرتبطة بأخرى ما يلي

الواردة بالبند ) نقل أسلحة وذخائر ( رفضت احملكمة بعض االامات املوجهة للمتهم : أوال على أساس أن هذه الواقعة قد سبق أن حوكم من األول من وقائع االام سالفة الذكر بعاليه

علـى شـكل م ولقد أخذا مباشرة 1981املتعلقة باإلرهاب ، مجهورية مصر العربية ، عام ) طوارئ ( ملفات قضايا حمكمة أمن الدولة العليا )1(

.قضايا مستقلة عن بعضها البعض .ملفات قضايا حمكمة أمن الدولة العليا ، مجهورية مصر العربية )2(

Page 176: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

أجلها املتهم أمام احملكمة العسكرية العليا بصفته من األفراد العسـكريني يف اجلنايـة رقـم وقضى عليه باألشغال الشاقة عشر سـنوات ، . م مصر أمن دولة عسكرية عليا 7/1981

.وبالتايل ال جيوز إعادة احملاكمة عن هذه الواقعة مرة أخرى " مل تعول احملكمة على األدلة املستقاة من مناقشة الشهود بسـبب تضـارا يف جمـال : ثانيا

القائمة على التخيالت واالفتراضات الشخصية وهو ما ال يرقى إىل مرتبـة " األقوال الظنية .األدلة الثبوتية اليقينية اليت جيب أن يؤخذ ا املتهم

ري تقارير املعلومات الصادرة عن جهات أمن الدولـة إىل اعتربت احملكمة حجب وتأخ: ثالثا جهات التحقيق االبتدائي دون تربير هذا احلجب أو التأخري مثار شك مل تطمئن به احملكمـة

.على ارتكاب املتهم للجرائم املنسوبة إليه ورد بأوراق التحقيقات من اعترافات سابقة للمتهم ، حيـث رفضت احملكمة كل ما: رابعا بني هلا عدم اعترافه بأي مة من التهم املنسوبة إليه ، وبالتايل عـدم قانونيـة ومشـروعية ت

.االعتراف املنسوب إليهويتضح لنا كذلك أن احملكمة املصرية رفضت اعتبار احلكم الصادر ضد املتهم املاثل : خامسا

رى ، حيث أن وقائع أمامها ومن حمكمة أخرى وعن واقعة أخرى دليال لثبوت اامه جبرمية أخكل جرمية ختتلف عن وقائع اجلرمية األخرى ، وإن كان هذا األمر يعد دليال على سوء سلوك

.املتهم وإرادته اآلمثة يف بعض األنظمة األخرى مثل القضاء األجنلو أمريكي يتضح لنا جبالء أن معظم هذه التحقيقات واالامات قد تأسسـت علـى تقـارير : سادسا

ن الدولة ، وقد اعتمدت احملكمة معيارا واضحا لتقييم مثل هذه التقـارير حيـث مباحث أماعتربا جمرد حتريات ، تتمثل يف عملية مجع معلومات ما زالت يف حاجة إىل مساندا وتعزيزها بأدلة تؤيدها ، فلما افتقدت تلك املعلومات ما يؤيدها من أدلة مادية ترقى ا مـن مراحـل

.ك إىل مراحل املاديات فلم تطمئن إليها احملكمة فطرحتها ومل تعول عليهاالظنون والشكو

ومما هو جدير بالذكر أن احملكمة عندما طرحت الدليل املساند لالام مل تطرحه عن غري بينة أو . تأويل بل طرحته بعد تأويل وتفنيد استحق دحضه

Page 177: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

وهذا ما استقر عليه غالبيـة أحكـام . ضرورة التعويل على الدليل بالتأويل : مما نستفيد منه .القضاء واتفق عليه الفقه اجلنائي ، وتؤيده أحكام الشريعة اإلسالمية الغراء

تبني لنا بوضوح أن احملكمة قد فصلت بني ما تعمده املتهمون من أقوال يف التحقيقات : سابعا .ان كل اعتراف إقراروإن ك) قانوين ( اعتراف إقراراملتتالية وبني اعترافام ، فليس كل

أقرت احملكمة مبدأ اقتناع القاضي عند احلكم والقضاء ، وبالتايل فالقضاء واحملاكمـة : ثامنا النهائية تفترض اقتناعية القضاء بأدلة قطعية الثبوت يقينية احلدوث تنفي كل ظن وتدرأ كـل

.شبهة قبل املتهم

فمعيار ) أن احملكمة ال تطمئن إىل األدلة وحيث ( وقد عربت احملكمة عن عدم اقتناعها بقوهلا ولو كان نفسي أساسا فأنه ال يرقى بالدليل املقدم واملطروح أمام احملكمة إىل القطـع االطمئنانعدم

سانيد مادية اسـتظهرا مـن أواليقني ، ومع ذلك فقد أولت احملكمة أسباب عدم ارتياحها النفسي ب .اء مرحلة التحقيق النهائي أوراق التحقيق ومن مناقشة األدلة أثن

نلمح كذلك من استعراض حيثيات احلكم وعلى الرغم من جسامة اجلرم وخطـورة : تاسعا وهـو ( االام مدى حرص احملكمة على توفري أقصى ضمانات الدفاع عن املتهم كأصل فيه

.ام هو اال –كاستثناء –مبين على أساس يقيين ال ينقضه إال أصل يقيين آخر ) الرباءة

فاألصل هو براءة املتهم حىت تثبت إدانته وهذا األصل هو اليقني ، واالام استثناء ال جيـوز .القياس عليه وال يقوم إال بيقني تؤيده أدلة مادية قطعية الثبوت ليست ظنية الداللة

ية القانونية فإذا أثارت الشك فأنه يفسر لصاحل املتهم ، وهي قاعدة أصولية فرضتها نتائج مبدأ الشرع

فقد أورد . تبدو لنا جرأة القضاء عن حق عندما قضى برباءة املتهمني وإدانة اجلهات األمنية : عاشرا احلكم كثريا من مناذج التعذيب وأساليبه ورفض االقتناع مبا نشأ عنه من اعترافات ملخالفـة ذلـك

تلك صـورة : وضح ذلك بقوله بل أن احلكم أ. أحكام الشريعة والعقيدة ومبادئ شرعية القانون

Page 178: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

حية ناطقة من الطريقة اليت كانت تتم ا االستدالالت يف هذه القضية خمالفة ـا سـلطات األمـن .والقوانني الوضعية ومبدأ الشرعية اليت يقوم عليها احلكم يف الدولة

طى حلمـل إن التعذيب كان بصورة بشعة كما كان يتم يف القرون الوس: فقد ثبت أن أردفت قائلة أا ذه الوسيلة ميكنها مفاداة أخطائها الناجتة عـن –سلطات األمن –متهم على االعتراف معتقدة

.عدم كشف أمر التنظيم ، قبل أن ميارس نشاطه ، وتقدمي األدلة املادية على نشاطه

قيق يقر فيها إن حماضر الضبط املقدمة واملسجل فيها اعترافات وحماضر حت: والغريب أن تقول احملكمة جتئ بعد ذلك سلطة االام وتطلب من احملكمة اليت جيب أن . بأقوال تطابق ما جاء يف حماضر الضبط

.تبين حكمها على اجلزم واليقني أن تطمئن إىل هذه األقوال وتأخذ ا

، 304/1/2، 14/1إن احملكمة ال يسعها إال أن تستبعد كل أقوال املتهم وفقا ألحكـام املـواد .من قانون اإلجراءات اجلنائية املصرية 386، 384، 381/1

).براءة مجيع املتهمني ( دحض االام بسبب األدلة والوقائع : احلكم

:مناقشة احلكم الصادر يف القضية

مما سبق يتضح لنا أن وقائع القضية املطروحة ال تعد يف نظر الشريعة اإلسـالمية وتكييفهـا حيث أنه ليس فيها خروج على احلاكم بالشكل الصحيح بشوكة وتأويل ، –ي جرمية بغ –للجرائم

والشوكة وإن كان تطرف تتضح من حيازة أسلحة وذخائر ، والتنظيم وإن كان يدل عليـه أتفـاق جمموعة من األفراد يقوي بعضهم بعضا ، والتأويل يتضح من تكفريهم اتمع واحلاكم بفتوى إال أن

قضايا ال زالوا يف مراحل اإلعداد والتنظيم ، ومل يصلوا إىل مرحلة اخلـروج علـى املتهمني يف هذه الالظهور و استشهار أمرهم وإعالن : ألن اخلروج معناه . اإلمام ، حىت يعدون بغاة ، إن صدق االام

خروجهم وشبهتهم وتأويلهم ، أما وهم ما زالوا يف السر ومراحل اإلعداد ، فال يصـح أن يطلـق .]درءوا احلدود بالشبهات ا [: بغاة لقول رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عليهم

Page 179: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

وهذه األمور كافية يف الشريعة اإلسالمية للقول بانعدام جرمية البغي ، وعلى ذلك ميكننـا أن نقرر اتفاق احلكم الصادر مع الشريعة اإلسالمية من جهة عدم قتل املتهم ، أو توقيع أي عقوبة على

.املتهمني

هذا إذا نظرنا نظرة شرعية يف وقائع القضية واحلكم فيها ،أما احلكم برباءة املتهم مطلقا فحكم .حالفه الصواب يف نظري ونظر الشريعة اإلسالمية

:أوجه القصور يف احلكم

قضت احملكمة برباءة املتهم ، ومل توقع عليه أي عقوبة لعدم ثبوت التهمة لدى احملكمة : حمل اخلالف هنا كان احلكم صائبا ويتطابق مع الشريعة اإلسالمية ألن الشريعة اإلسالمية تلجأ إىل التعزيـر ومن

عندما يسقط احلد بالشبهة وتكون التهمة قوية تسندها قرائن ، وعلى ذلك مل يوجـد يف احلكـم أي .وجه ظاهر من أوجه القصور

Page 180: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א א

)1()طوارئ ( جلسة حمكمة أمن الدولة العليا

:االام

.تكوين تنظيم دف مناهضة نظام احلكم - 1 .التحريض على مقاومة السلطات - 2 .حيازة أسلحة وذخائر باالستيالء عليها من أسلحة القوات املسلحة - 3 .إتالف مباين للدولة ولألفراد - 4

) ص.ع(و) ع.أ(و) م.ن(و ) س.ط(و ) ع.م(و ) أ.ع( و ) ل.أ(و ) ح.ج:(كـل مـن : املتهمون ).ل.س(و ) أ.ن(و) ع.أ(و) ك.ك(و ) أ.م(و) أ.ع(و ) م.هـ(و) أ.م(و

م جبمهوريـة مصـر 1986م وحىت أواخر يونيـو 1985قام املذكورون يف غضون عام العربية ، بتنظيم جمموعات الغرض منها مناهضة املبادئ األساسية اليت يقوم عليها نظـام احلكـم يف

ا والتحريض على مقاومة السلطات العامة فيها ، وكـان واالزدراءهيتها الدولة ، واحلض على كرا :استعمال القوة والعنف ملحوظا يف ذلك ، وقد ارتكبوا يف سبيل بلوغ أهدافهم اجلرائم التالية

اشتركوا يف اتفاق جنائي حرض عليه وتداخل يف إدارته أحد املتهمني الغرض منـه ارتكـاب 1شروع فيه وإتالف األمالك واألموال العامة واخلاصة ، واالسـتيالء جرائم احلريق العمد وال

على أسلحة نارية وذخائر للقوات املسلحة ، بعد أن اتفقوا فيما بينهم على القيام ا وحددوا زمان ومكان ارتكاا ، وأعدوا األدوات والوسائل املستخدمة فيها ، فوقعت منهم تنفيذا هلذا

: االتفاق اجلرائم اآلتية

.ملفات حمكمة أمن الدولة العليا )1(

Page 181: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

أشعلوا النار عمدا يف حمال مسكونة ومبان كائنة يف املدن ، هي مسرح اهلوسابري ، ودار سينما - أ كرمي ، والكنيسة الفرنساوي ببوالق ، وكازينو الشجرة ، وعدد من حمال االجتار يف أشـرطة

.وآخرين ) م . ع . ع ( التسجيالت املرئية اململوكة لـ د من حمـال االجتـار يف أشـرطة التسـجيالت املرئيـة شرعوا يف إشعال النار عمدا يف عد -ب

وآخرين ، على النحو املبني ) ج . م . أ ( لـ واملشروبات واملأكوالت ، ومتجر مالبس .باألوراق حالة كون هذه احملال مبباين كائنة مبدينة القاهرة

وكة للشـرطة وجلهـات أشعلوا النار عمدا يف السيارات املبينة أرقامها يف التحقيقات واململ - ج .حكومية وبنكية أخرى فأحدثوا ا التلفية املبني قيمتها باألوراق

:احلكم

حكمت احملكمة يف هذه القضية برباءة املتهمني الثالثة عشر األول ، أما املتهم الرابـع عشـر ـ ه فصدر احلكم عليه باألشغال الشاقة ملدة ثالثة سنوات ومصـادرة األسـلحة املضـبوطة وإلزام

سنوات ، وغرامة مخسمائة جنيـه ، وبـرباءة املتـهم 7، واملتهم اخلامس عشر بالسجن صاريفبامل .السادس عشر والسابع عشر

Page 182: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א א מ א :א

من خالل عرض هذه القضية يتبني من وقائعها أا تعد من جرائم احلرابـة حيـث تـوافرت لى احلاكم من خالل تنظيم يدعو إىل ذلك والتحريض على مقاومة عناصر هذه اجلرمية من اخلروج ع

السلطات وهذا يعد إفسادا يف األرض ، أيضا املغالبة على األموال وذلك بسلب األمـوال وسـرقة كما اتسمت هذه اجلرمية بتكوين عصابة تسـببت . األسلحة والذخائر واحلصول عليها بطريق حمظور

.للدولة واألفراد يف إشعال حرائق وإتالف ممتلكات

.هذه العناصر واألركان توافرت وثبتت على اجلناة ، فالعقوبة بال شك حدية

أما وقد قامت شبهة حول ثبوت هذه األفعال ونسبتها للجناة ، فالعقوبة احلديـة تسـقط ، ا قرائن وجتب بدال عنها العقوبة التعزيرية مبا يتناسب مع اجلرم املرتكب إذا كانت الشبهة قوية تسنده

מ א :א

ثنني دون أدىن عقوبة تعزيرية ، فهذا اأما وأن حكمت احملكمة بالرباءة جلميع املتهمني باستثناء لرأي الشريعة اإلسالمية اليت توجب عقوبة على أي فعل يرتكب عقوبة يقدرها احلـاكم يعد موافقا

.للجاين وأمثاله زجراو على أن تكون مناسبة له ، ليكون ذلك ردعا

.فاحلكم بالرباءة هنا مع وقائع الدعوى املطروحة يتفق مع حكمة تشريع العقوبة التعزيرية

Page 183: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א א

א )1()א(א

)أ.م.ع(و ) أ.أ.هـ(و ) ع.م.م(و ) ع.أ.ع( و ) ل.م.ع(و ) س.أ.ط: ( كل من : املتهمون

:ع القضية عرض وقائ

أنشأ املتهمون وأسسوا وأداروا مجاعة ، الغرض منها الدعوة إىل مناهضة املبادئ األساسية اليت يقوم عليها نظام احلكم يف الدولة ، واحلض على كراهيتها ، واالزدراء ا والتحريض على مقاومـة

ستعمال القـوة والعنـف السلطات العامة فيها ، والدعوة إىل اجلهاد إلسقاط نظام احلكم ، وكان املحوظا يف ذلك بتدريب بعض أفراد اجلماعة تدريبات بدنية ، وعلى أسـاليب القتـال ، وحـازوا

.مفرقعات وأسلحة وذخائر بغرض استخدامها يف حتقيق هدفهم

.براءة كل املتهمني يف القضية : احلكم الصادر

:االام

عمل على تقويضه وإسقاطه حلكم والتكوين مجاعة الغرض منها مناهضة نظام ا - 1 .التحريض على مقاومة السلطات العامة يف الدولة - 2 .استعمال القوة والعنف - 3 .حيازة أسلحة وذخائر ومفرقعات - 4 .تدريب اجلماعة على استخدام األسلحة ضد السلطات - 5

:على احلكم الصادر يف القضية ي تعليق

.ملفات حمكمة أمن الدولة العليا )1(

Page 184: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

تدخل ضمن جرمية البغي يف الشريعة من خالل عرض هذه الوقائع يتبني لنا أن هذه اجلرمية ال اإلسالمية حيث مل تتوافر أركاا ، وإن كان مقصودا ا اخلروج على احلاكم بالسـالح إلسـقاطه

.بنظامه ، إال أن مجيع هذه األفعال مل تتعدى املرحلة التحضريية

احلكم الصادر وملا مل تتوافر أركان جرمية البغي ، فالشريعة ال توجب فيها عقوبة معينة ، وأن .بالرباءة دون أدىن عقوبة متفق مع ما تقرره الشريعة اإلسالمية يف مثل هذه اجلرمية

:موافقة احلكم للشرع أو عدم موافقته

احلكم الصادر يف هذه القضية متفق بالرباءة مع الشريعة اإلسالمية ، حيث أن أركان اجلرميـة .غري متوفرة

Page 185: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א א א

)1()أمن دولة عسكرية عليا ( م 1977لسنة 6رقم القضية

) .أ . م . أ ( و ) ب . ع . م ( و ) م . ش : ( املتهمون

:االام

إنشاء وتأسيس وإدارة منظمة أطلقوا عليها اسم مجاعة املسلمني ، املعروفـة جبماعـة -ائمة على الشريعة التكفري واهلجرة ، ترمي إىل قلب نظام الدولة األساسية واالجتماعية الق

.اإلسالمية الغراء

.تكفري أفراد اتمع حكاما وحمكومني -

.عدم االعتراف بالقوانني الوضعية ونظم الزواج املتعارف عليها شرعا وقانونا -

حترمي الصالة يف املساجد والتعليم يف املعاهد العلمية والتوظف يف اهليئـات احلكوميـة - .سلحةواخلدمة يف صفوف القوات امل

.استعمال القوة واإلرهاب والوسائل غري املشروعة -

.حيازة أسلحة وذخائر وتدريب أعضاءها على استعماهلا -

.اهلجوم على السكان اآلمنني ، ومقاومة السلطات بالسالح -

قيام املتهم األول بتشكيل املنظمة وتويل زعامتها ، والتحريض على مقاومة السـلطات - .وقتل كل من ينشق عنها من أعضائهابالقوة والعنف ،

.ملفات حمكمة أمن الدولة العليا -1

Page 186: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

قامت هذه اجلماعة مبهامجة طائفة من السكان ، وقاومت بالسالح رجال السلطة العامة أثنـاء تنفيذ القانون ، وقامت هذه العصابة باإلعداد ملهامجة كل من يعارضها سواء من رجاهلا املنشقني عليها

لنشاطها ، أو رجال الدين الكاشفني الحنراف أهدافها ، ونفذت ما أعدت ، أو رجال األمن املتتبعنيله بأن جهزت بعض الشقق باملتفجرات والشراك اخلداعية لقتل من حياول من رجال السلطة التصدي

حممد بن حسني الذهيب وزيـر / هلا ، تنفيذا ملا تقضي به القوانني ، كما هامجت مرتل الشيخ الدكتور صري السابق ، وقامت خبطفه وقتله ، وقد قام بقيادة هذه العصابة املتهم األول وعني لـه األوقاف امل

.أمراء ومساعدين يف نشاطات هذه العصابة

.صدر احلكم باإلعدام بإمجاع اآلراء على املتهم األول والثاين والثالث: احلكم

א א מ א :א

ماعة بفكرها ودعوا وسلوكها يعد وفقا لألنظمة الوضعية من جرائم مما سبق يتبني أن هذه اجل أمن الدولة العليا ، أي اليت يكون اهلدف من تنظيمها وسلوكها فلب أنظمة احلكم ، مما جعل الدول

وال متر هذه القضايا بسالم بل . تم ذه القضايا بداية بالتحريات ومجع املعلومات واية باحملاكمات وهي على كل حال مـن صـور . ارم فيها أقصى العقاب ملا يسببه من ضرر بالعباد والبالد يأخذ

اإلرهاب املعاصر ، أما يف الشريعة اإلسالمية فينظر إىل هذه القضايا حتت مسمى البغي على اعتبار أن البغـي فيها خروج على احلاكم من مجاعة هلم شوكة وتأويل ، حيث توفرت العناصر املكونة جلرمية

:واملتمثلة يف

.التحريض على عصيان احلاكم بل الدعوة إىل ذلك علنا وبالقوة - 1 .حيازم أسلحة وذخائر وتدريبهم على ذلك مما يثبت أن هلم شوكة ومقاومة للسلطة - 2أن هلم رأي أي فتوى وهذا يعد من أساسيات اعتبار اجلماعة اخلارجة بغاة ، أن يكون هلـم - 3

.ماعة املسلمني ، ويتسبب عنه الفوضى يف اتمع تأويل رأوه خمالفا جل

Page 187: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

من خالل عرض القضية واحلكم الصادر فيها يتبني لنا موافقة احلكم الصادر للشـريعة اإلسـالمية ، حيث تقضي الشريعة اإلسالمية يف مثل هذه اجلرائم بوقائعها املذكورة بالقتل حدا ، عمال بالعقوبـة

ما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في األرض فسادا أن يقتلوا إنالواردة يف آية احلرابة الدنيا ولهم أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خالف أو ينفوا من األرض ذلك لهم خزي في

.33أية : املائدة ) )33آلخرة عذاب عظيم في ا

فلما كان احلكم الصادر هو إعدام اجلناة يف القضية ، فإننا ميكن القول مبوافقة احلكم للشريعة .اإلسالمية وإن اختلفت الوسيلة

:التعليق على القضية

يع أركان جرمية البغي القضية املطروحة لدراستها من منظور الشريعة اإلسالمية تتضح فيها مج ، فقد صدرت فيها جرمية القتل العمد ألفراد ميثلون أجهزة األمن يف الدولة ، وهـذا يعـد بغيـا يف

واحتالل مبان مملوكة للدولة بالقوة . الشريعة حيث دل عليه التنظيم السري بقصد قلب نظام احلكم موال عامة وخاصة وسرقة احملالت ، والتخريب العمدي للممتلكات العامة واخلاصة ، وكذلك ب أ

، والشروع يف قتل جمموعات ، واستعمال القوة والعنف ، واستعمال املفرقعات واألسلحة والذخائر ، وسرقة جموهرات ذهبية ونقود بالقوة اجلربية ، وإشعال حرائق يف مباين مملوكة ، والتحريض علـى

.ة مقاومة السلطات بالقوة وغري ذلك من الوقائع املذكور

هذا باإلضافة إىل فتوى من إمامهم جبواز كل ذلك شرعا ، وهذا ما جيعل هذه الصور تـدخل :دون شك حتت صور البغي حيث توافرت أركانه

.خروج على احلاكم - 1قوة وتأويل أي فتوى تبيح هلم مـايقترفوه مـن : وجود شوكة لتلك اجلماعة املذكورة أي - 2

خارج البنيان ، وهذه احلاالت توافرت يف القضية ووقوع اخلروج داخل أو. خروج وأفعال املطروحة ، فاحلكم شرعا هو عقوبة البغي على من ثبتت عليه األدلة دون شـبهة ، أمـا إذا

Page 188: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

قامت شبهة فالعقوبة هي التعزير كل جمرم حسب ما قام به من أفعال ، حبيث تكون العقوبـة أمن اتمع من شرور ارمني واملفسـدين مناسبة ملا أرتكبه ، لتكون ردعا له وألمثاله حىت ي

واخلارجني عن النظام واألمن ليعيش اتمع يف أمن وأمان وسالم واحلكم الصادر يف القضـية والثاين . قتل من توفرت األدلة املثبتة إلدانتهم ذه اجلرمية : وافق الشريعة يف أمرين ، األول

ر األدلة اليقينية إلدانتهم وإن كان ذلك قد مت حبكم العقوبة التعزيرية ملن سواهم ممن مل تتوف: .القانون الوضعي وليس حبكم الشريعة اإلسالمية

Page 189: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

)1(אא

:االام

.وجهت النيابة مة ارتكاب أفعال ترمي إىل قلب نظام احلكم وتغيري نظام الدولة

:سند االام

87واملواد 1/2/مكرر ) 44(اد م واملو 1966لسنة ) 25(أ من ق /138املادة ).االعتداء على أمن الدولة من جهة الداخل ( ع . ق 98،

:أدلة االام

.االعترافات املصادقة للمضبوطات - 1 .احليازة والتسليم وضبط األحراز واألسلحة واألموال - 2قامـة تشكيل جملس شورى أفىت جبواز االستيالء بالقوة على املال لتمويل التنظيم اهلادف إل - 3

).استحالل األموال( الدولة اإلسالمية ).فقيه اجلهاد( إمارة التنظيم وتويل الدعوة بالقول والفعل ) ز.ع( قبول املتهم - 4 ).شهود اإلثبات ( الشهادة - 5 .نتائج اخلرباء وفحص األسلحة واألحراز - 6 .التسجيالت - 7

.ملفات حمكمة أمن الدولة العليا - 1

Page 190: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

.عقوبات متراوحةبراءة معظم املتهمني يف القضية ، وسجن البعض اآلخر ب: احلكم

:حتليل حيثيات احلكم

باستعراض حيثيات احلكم ملناقشته تبني لنا أمور عدة أوضحتها حماضر اجللسات نوجزهـا يف :التايل

بالنسبة لرباءة املتهم األول زعيم التنظيم ومفيت اجلهاد وصاحب فقهه اعتمدت أسباب الرباءة : أوال :على ما يلي

رضته النيابة من أدلة اام سالفة البيان على أساس أا مل تطمئن إليها أهدرت احملكمة كل ما ع :وقد اعتمدت يف سبيل ذلك مايلي .

عنـد إدالئـه ) ع.ع(ما وقر يف ضمريها وثبت هلا على وجه القطع واليقني أن املتهم - أ مـن ( بأقواله يف التحقيقات مل تكن إرادته حرة ، فقد كان واقعا حتت تأثري التعذيب

وقد دللـت ) ترة القبض عليه حىت مثوله أمام النيابة العسكرية مث أمام النيابة العامة ففاإلرادة معيبة مشوبة . احملكمة على يقينها بعدم مشروعية الدليل وعدم تعويلها عليه

:باإلكراه وما أوردته من تعذيب متثل يف

:التعذيب النفسي •

ويلة على قدميه من العصر حـىت الفجـر بالضغط الكبري الواقع عليه ووقوفه ملدد ط • .والعكس

.تعدد جلسات التحقيق •

:التعذيب اجلسدي •

.الضرب بالعصا والكرباج على قدميه •

Page 191: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

.التهديد بإحضار زوجته وش جسدها بالكالب • .التهديد بإحضار زوجته واالعتداء عليها سبا وهتك عرضها • .التهديد تك عرضه مما أصابه بالرعب • .مات وضرب بالظهروجود آثار كد •

أثبتت مناقشة املتهم يف آرائه قوة حجته أمام حجة النيابة فهي ليست نتاج فكر خاص به بل -ب فالقـانون ال . اجتهاد تصدى هو له بصفته عاملا به خالصته احلكم بوجوب ما أنـزل اهللا

.يعاقب على أبداء اآلراء خاصة وإن كان من أهل االختصاص :مثل) ما شاا احلذر( ناقشة األدلة والشهود وقد استخلصت احملكمة من م

.عدم قيام جرمية االشتراك يف إنشاء التنظيم أو تأسيسه قبل املتهم - أ .أن عالقة املتهم بباقي املتهمني مل يقصد منها الفتنة بل الفتيا -ب .أن املتهم مؤهل حبكم عمله لإلفتاء والتدريس والتعليم الديين - ج ).اآلمثة ( بينها ، ونفي عالقام باملتهم تناقض أقوال املتهمني فيما - د صـحة اإلفتـاء : عدم صحة بعض الوقائع اإلجرامية املنسوبة للمتهم يف أساسـها مثـل - ه

باستحالل أموال املسيحيني النقطاع عالقة السببية وافتقاد علم املفيت حبقيقة قصد من أفتوه بب النقل السـماعي ، فاألدلـة وتأويلهم لفتواه ، وقد دحضت احملكمة أقوال الشهود بس

) .حمل شك (النقلية كانت لدى احملكمة اعتربت احملكمة األدلة اليت قدمتها النيابة ليست قطعية الداللة على حيازة املتـهم لـبعض -و

.املضبوطات اليت حتض على كراهية وازدراء مبادئ احلكم األساسية بسبب ظروف الزمان واملكان الواقع أهدرت احملكمة بعض أدلة االعتراف الصادر من املتهم -ز

( فيه االعتراف حيث تبني أنه وقع أثناء وجوده يف السجن ومل يكرره املتهم أمـام النيابـة ). تعذيبا

تأخري عرض بعض األدلة املادية اهلامة على جهات التحقيق االبتدائي ومد حجبـها - ح ).ثالثة أشهر ( عنها مع عدم تربير هذا التأخري

Page 192: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א: א ).98(א

:فمن حيث التكييف القانوين

) ق ع 98( اعتربت احملكمة أن التكييف القانوين الوارد باألمنوذج املنصوص عليه يف املادة يعاقب باحلبس كل من علم بوجود مشروع الرتكاب جرمية من اجلـرائم . " غري مكتمل : املصري

ع ، ومل يبلـغ 94، 93، 92، 91مكرر ، 90، 90، 89، 78ملنصوص عليها يف املواد ا " .بعلمه إىل السلطات املختصة

:فاملستفاد من تفسريها للنص

إن اكتمال عناصر قيام اجلرمية يفترض علم اجلاين باملشروع كامال وليس جزء منه حىت يلـزم وليس من املقصود أن يعاقب الشخص على عدم إبالغ عـن باإلبالغ قانونا عنه وهذا مامل حيدث ،

.واقعه مل تكتمل عناصر جترميها

.فإن افتقاد العلم الكايف بواقعة اجلرمية يسقط عناصر التجرمي: ومبعىن آلخر

وقد استدلت احملكمة بعدم علم املتهم الكايف مبا ثبت لديها من عدم وجوده حيث كان خمتفيا باقي األدلة املقدمة إىل احملكمة كانت أدلة ظنية افتراضية فهي حمل شك وال تعـول ومبا أن. أو هاربا

.عليها احملكمة ، الذي تعني معه قضاؤها بتربئة املتهم من مجيع التهم املنسوبة إليه

:التعليق على احلكم الصادر فيها

سـتجواب واحلكـم ، يتضح لنا أن القضية املطروحة بداية باالام والتحقيق واال: مما سبق جاءت وفق األنظمة الوضعية ال وفق الشريعة اإلسالمية بداية واية ، ومع ذلك ميكن لنا القول بأن اهلدف من التجرمي ، واالام والتحقيق ، واالستجواب واحملاكمة ، إمنا هو عقاب اـرم وردعـه

.الفرد واتمع وأمثاله عن اقتراف أي فعل يسبب ترويعا وختويفا وديدا ألمن

Page 193: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ففي هذا اجلانب ميكن لنا القول باتفاق املوقف الوضعي يف القضايا املطروحـة مـع موقـف لكن يبدو حمل اخلالف يف الوسيلة ، ففي الشريعة . الشريعة اإلسالمية وهدفها من التجرمي والعقاب

وص عليها شرعا ليس الوسيلة لذلك جترمي الفعل ، منصوص عليه شرعا ، كذلك العقوبة احلدية منصمن قبيل البشر ، إمنا من قبل اهللا سبحانه ، أو ال حمل فيها الجتهاد على اإلطالق ، ومن هنا مسيـت عقوبة حدية ، مبعىن أا حمددة نصا ال دخل لبشر يف وضعها أو تأويلها على اإلطالق خبالف القضايا

ها ، فالتجرمي واحلكم فيها مـن وضـع واألحكام يف القضايا املذكورة يف التشريعات الوضعية وغري .شراح القانون وذوي اخلربة يف جمال التشريعات اجلنائية

ومن جهة أخرى ميكن أن نقرر أن القضية املطروحة وإن كان التجرمي فيها من وضع رجـال ألمـور وذلك ملا ورد يف وقائعها من ا) جرمية بغي ( القانون ، إال أا تعد يف فقه الشريعة اإلسالمية

:التالية

.حيازة أسلحة وذخائر - 1 .خروج اجلماعة املذكورة عن اإلمام بفتوى ورأي باستحالل أموال اآلخرين - 2 .تشكيل تنظيم ليقوض سلطة احلاكم - 3

فهذه الوقائع تكييفها الشرعي الدقيق جرمية بغي ، ومع البغي ارتكب القتل فوقعت معه جرمية إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في األرض : احلرابة ، وعقوبتها وردت يف اآلية

ذلك لهم خزي فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خالف أو ينفوا من األرضملها ويني الدف يمظع ذابع ةري اآلخف )33 (ومعلوم أن قتل احملـارب حـدا .... سورة املائدة

واجب إذا قتل ، وإذا مل يقتل خري اإلمام بني قتله وعدمه ، هذا عند اإلمام مالك خالفا لألئمة الثالثة .، فال جيب القتل إال بالقتل وإذا قامت شبهة حول اعتبار اجلرمية حرابة سقط احلد

وملا ثبت يف هذه القضية من شبهة اتضحت من عد اطمئنان احملكمة إىل أدلة االام ، وكـون اعتراف املتهمني وقع حتت تأثري نفسي وعضوي ، ونفي احملكمة صفة االشتراك يف إنشاء التنظـيم أو

Page 194: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

تأسيسه ، وكون الفتوى الصادرة من املتهم تعد من صميم عمله ووظيفته حيث أنـه متخصـص يف .لوم الشريعة وأستاذ يف اجلامعة ففتواه ال حتمل على أا خروج عن اإلمام بفتوى وتأويل ع

ملا سبق تسقط العقوبة احلدية يف الشريعة اإلسالمية ، وملا أن حكمت احملكمة بـرباءة املتـهم المية األول وحبس البعض اآلخر بعقوبات خمتلفة ، فاحلكم وفقا لوقائع القضية متفق مع الشريعة اإلس

.هذا إذا نظرنا إىل الوقائع واحلكم من منظور إسالمي.

وملا حكمت احملكمة على القاتل بالقتل ، وعلى الباقني بالرباءة ، فيمكن القول بـأن احلكـم مطابق ملا ورد يف حكم الباغي إذا قتل ، وإذا مل يقتل فال جيب قتله ، بل رده حىت ولو كان رده بقتاله

روج على احلاكم ، ومحاية اتمع من شره ، لكن هناك أفعاال اتبعتها اجلماعـة وألجل منعه من اخل. اليت حكمت احملكمة برباءا ، جيب وفقا للشريعة اإلسالمية أن تنال عقابا تعزيريا عليهـا وال تنجـو

.متاما من أي عقوبة ، ولو تعزيرية

رسالة أا تعترب جرائم بغـي يف وقد اتضح من دراستنا للقضايا الوضعية اليت مت عرضها يف ال .منظور التشريع اإلسالمي ، كما ورد يف القرآن والسنة واجتهادات الفقهاء

وختتلف هذه اجلرمية عن احلرابة بأا موجهة ضد احلاكم ، بقصد اخلروج عليـه واالسـتيالء ـ –باجلرمية السياسية –على السلطة ، وهو ما يسمى يف الفكر اجلنائي املعاصر ذا جنـد مـن ل

املناسب عرض خالصة ملفهومنا عن جرمية البغي وذلك ملا وجدنا من أا هي اجلرمية اإلرهابية يف علما بأن جرمية احلرابة يعرب عنـها يف الفكـر اجلنـائي . القضايا املطروحة يف التشريع الوضعي

.املعاصر باإلرهاب خبالف البغي فيطلق عليه اجلرمية السياسية

ة البغي يف أن مجاعة من املسلمني خالفوا اإلمام ، وال يشترط أن يكـون اإلمـام وتتمثل جرمي عادال ، حيث تأخذ اخلروج عليه حكم البغي ولو مل يكن عادال ، حيث جتب طاعة اإلمـام ولـو كان جائرا فيما ال خيالف الشرع من أمر أو ي ، خبالف ما خيالف الشرع فال طاعة ملخلـوق يف

.معصية اخلالق

Page 195: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

: ومسوا بغاة لبغيهم وظلمهم وجماوزم احلد وعدوهلم عن احلق ، واألصل فيهم قوله تعاىل

ى فقاترلى الأخا عماهدإح تغا فإن بمهنيوا بحللوا فأصتاقت ننيمؤالم نم انفتإن طائـي ولوا الت مر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهمـا بالعـدل وأقسـطوا إن اللـه يحـب تبغي حتى تفيء إلى أ

نيقسطالم] وجيب مقاتلتهم ال قتلهم بشروط جيب أن تتحقق فيهم . ] 9آية : احلجرات:

.قوة ميكن معها مقاومة اإلمام : أن يكونوا يف منعة - 1 .ا أن يكونوا أفرادا يسهل ضبطهم فليسوا بغاةإم. أن يكون هلم قائد - 2أن خيرجوا على اإلمام بترك االنقياد له أو مبنع حق توجب عليهم سواء كان ماليا كالزكـاة - 3

.أو غريه كجد أو قصاص أن يكون هلم تأويل أي شبهة ، يعتقدون ا جواز اخلروج عن طاعة اإلمام مثـل تأويـل - 4

أمرنا بدفع الزكاة إىل من صالته سكن لنا : صديق حيث قالوا مانعي الزكاة يف زمن أيب بكر الخذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم : قال تعاىل ، وهو رسول اهللا

يملع يعمس اللهو مله كنس كالتإن ص ] 103: التوبة.[

اخلارجني على اإلمام علي رضي اهللا عنه بأنه يعرف قتلة عثمان رضي اهللا عنه ويقدر ومثل تأويلويح عمار تقتله الفئة الباغية { عليهم وال يقتص منهم لرضاه بقتله ، وإن كان احلق معه لقوله

عة فقد دعا عمار بن ياسر رضي اهللا عنه أهل صفني إىل طا )1(}يدعوهم إىل اجلنة ويدعونه إىل الناراإلمام علي اليت هي سبب اجلنة ، وهم دعوه إىل عصيانه الذي هو سبب النار وقتلوه فعلم مـن

.ذلك أم الفئة الباغية وإن احلق مع علي

( والبغاة جيب ردهم ، ودفع شرهم ال القتل ، فإن أمكن األسر فال قتل وإذا أمكن اإلثخـان م القتال خرج األمر عن الضبط ، فلو أسر واحد فإذا التح) اإلجهاز عليه ( فال تزفيف ) اجلرح

.منهم أو أثخن باجلراحة فال يقتل

.، وبلفظ يدعوهم إىل اهللا ويدعونه إىل النار 22، ص 2خاري ذا اللفظ الذي أوردته ، جملد رواه الب )1(

Page 196: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

وبعد استعراض هذه النماذج من القضايا واحلكم فيها يف األنظمة الوضعية وكيفيـة تعامـل األنظمة مع اإلرهاب من أجل القضاء عليه ، ميكن يف النهاية القول مبعاناة األنظمة الوضعية معنويـا

وأمنيا للبحث عن وسيلة يأمن ا األفراد واجلماعات واحلكام من العبث باألمن واالسـتقرار وماديامن أجل أن يهنأ اجلميع حبياة آمنة وكرمية ، وينهضوا للعمل من أجل رفاهية مشروعة وحياة رغـدة

، واحتاروا وحبثهم عن وسيلة ليل ار ملقاومة العابثني لكن مع ذلك مل يتحقق كل ما يريدون . كرمية يف الوسيلة ، ولو أم جوا منهج الشريعة يف العقوبات كرادع لتحقق ما يشتهون من أمن وأمـان واستقرار وملا حتقق هلم هذا اإلجهاد الكبري ، والعناء الطويل ، من جهود تبذل ومال يبدد ، وأسلحة

.تصنع وحراسات تشدد

ية يسري وفق الشريعة اإلسالمية نصا ومعـىن ، فـإن وملا كان القضاء يف اململكة العربية السعود التجرمي يف القضايا الخيرج عن ما جاء يف النصوص أثناء تكييف اجلرائم ، فكل اجلرائم اليت يترتـب عليها إخالل باألمن العام ، وإتالف املمتلكات العامة أو اخلاصة دون حق ، وختويف وترويع اآلمنني ،

.ل هذا يعد يف نظر الشريعة اإلسالمية بغي أو حرابة ك. واخلروج على احلاكم اخل

فدراسة هذه القضايا هي دراسة جلرائم هي يف ذاا إرهاب معاصر ، ومعرفة كيفية مواجهـة .القضاء السعودي هلا

ومن خالل ما سبق تبني لنا أن القضاء يف اململكة العربية السعودية طبق مـا نصـت عليـه ) احلرابة والبغـي ( خيرج عنها قيد أمنلة ، حيث طبق العقوبات اخلاصة جبرمييت الشريعة اإلسالمية ومل

لذا قل اإلرهاب يف البالد إن مل تنعدم كثري من صوره اليت ما زالت تعاين . والواردة يف القرآن الكرمي ن بـاهللا منها دول العامل ، وليتهم ملسوا هذا ، وطبقوا احلكم الوارد يف القرآن ، إن مل يكن عن إميـا .ويقني ، فعن جتربة فقط ، وذلك إذا كانوا يريدون مصلحة شعوم وحتقيق األمن يف أوطام

Page 197: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

الثالث املبحث واملتعلقة باإلرهاب مقارنة بني القضايا املطروحة

ومجهورية مصر العربيةاململكة العربية السعودية يف

الفكر املعاصر واألحكام الصادرة بعد استعراض جمموعة القضايا السابقة واليت تعد إرهابا يف ميكننا أن نبني فروقا واضحة بينة بينهما ، تتضـح . والنظام املصريوفق النظام القضائي السعودي :هذه الفروق على النحو التايل

:من جهة التجرمي - 1

جترمي األفعال يرجع إىل أهل اخلربة يف التشريع اجلنـائي ، وال يشـترط : يف القانون الوضعي يهم أن يكونوا فقهاء جمتهدين بعلوم الشريعة ، خبالف التجرمي يف الشريعة اإلسالمية بشـأن ف

وإذا جاز فيـه االجتـهاد . جرائم احلرابة ، فمنصوص عليه ، وما عداه فوفق ضوابط النص فوفق الضوابط املتعلقة بالنص وبشرط أن يكون من أهل اخلربة واالجتهاد يف األمور الشرعية

.كونوا فقهاء جمتهدين يف علوم الشريعة أي أن ي.

:أما من جهة الوسائل - 2

فوسائل ضبط وكشف اجلرمية ، والتحقيق وطرق االستجواب ال جند خالفا بني الفقهني ، ما دامت الوسيلة مشروعة ، وليس فيها ما هو حمظور شرعا ، كأن يضغط على املتهم معنويا أو

ومـا دامـت الغايـة . قة تؤدي إىل كشف احلقيقة أو يقتحم مرتله بطري. ماديا لالعتراف إذا كـان . مشروعة بأن يكون القصد هو معرفة احلقيقة أينما كانت دون جتاوز أمر شرعي

كذلك فيمكننا القول بأن الفقهني متفقني يف هذا اال إال ما ثبتت خمالفتـه ألمـر شـرعي .من أجل غرض معني كالتعذيب ألخذ تقريرات غري واقعية من أجل فربكة االام

Page 198: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

:من جهة العقاب - 3

:صور احلرابة - أ

قدرت عقوبتها وفق ما نص عليه القرآن بآية احلرابة ، وال حمل فيها لزيادة أو اجتهاد علـى اإلطالق ، فالعقوبة حدية مبعىن أا حد مينع جتاوزه أو النقص عنه إذا توافرت عناصر وأركان

لبغي يف الشريعة اإلسالمية فيطلق عليه يف القانون الوضعي اجلرمية دون شبهة تدرأ احلد ، أما ا :عدة مسميات نقل

.القيام بتنظيم الغرض منه قلب نظام احلكم - .التحريض على مقاومة السلطات - .تكفري احلاكم واتمع - .استعمال القوة والعنف يف مواجهة سلطات األمن -غراضهم اإلرهابية ضد النظام واتمع ، على حيازة أسلحة وذخائر ومتفجرات الستخدامها يف أ -

.اعتبار أن احلاكم كافر ألنه حيكم بغري ما أنزل اهللارفض التعامل مع اتمع أو دخول مساجدهم أو العمل يف مصاحلهم أو إدارام احلكومية ، ألنه -

.جمتمع جاهلي .هليهدم املساجد واألبنية احلكومية ألا أجهزة النظام الفاسد واجلا -

وكل هذه املسميات وإن اعتربت شرعا ضمن صور البغي يف الشريعة ، إال أن القـائلني ـذه املسميات مل يقصدوا ربطها بالشريعة ال يف الوسيلة وال يف الغاية ، بل وفق أهداف وغايـات وإن

أن اتفقت مع الشريعة من جهة جترمي األفعال اخلطرة على األفراد واتمعات واحلكومـات ، إال .احتواء الشريعة للموضوع بداية واية الميكن القطع بوجوده

Page 199: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

مث أن هذه املسميات صدرت من أهل اخلربة يف هذا اال ، وميكن أن ال تكون مع هذه اخلربة شروط االجتهاد املشروعة عند هؤالء ، باإلضافة إىل اختالف هذه املسميات من وقـت آلخـر

.وتعددها وتنوعها حسب جهة أهل اخلربة يف اال

:يف الشريعة اإلسالمية –ب

بديال ومناسبا لألفعال املقترفة من قبل –غالبا –إذا سقطت عقوبة احلرابة لشبهة كان التعزير اجلاين أو اجلناة ليكون عقابا عادال للجاين وردعا ألمثاله ، ممن تراودهم أنفسهم وشياطينهم الرتكاب

.مثل هذه اجلرائم

القانون فإذا وجدت احملكمة شبهة درأت العقوبة وحكمت بالرباءة دون شرط احلكـم أما يف بعقوبة أخرى أخف ، ويف هذا ترك اجلاين دون أي عقاب ، مع أنه قد أتى أفعاال حمظورة إخالال بأمن

.األفراد وإزعاجا للسلطات وترويعا لآلمنني

:أيضا يف عقوبة احلرابة -جـ

الجتهاد ، حيث جاءت منصوص عليها يف القرآن الكرمي ، فليست مـن العقوبة الحمل فيها ل يف القانون الوضعي فهي ) صور احلرابة ( وضع أفراد أو مجاعة أو نظام ، خبالف عقوبة هذه األفعال

من وضع أهل اخلربة يف التشريع ، ومعلوم أنه كل ما يضعه البشر من نصوص وأحكام إمنا هو عرضة نراه ونسمعه النقص ، أو اإللغاء أيضا ، وعرضة للنقد واألخذ والرد ، وهذا ما بالتعديل للزيادة أو

يف قاعات احملاكم من طلب إلغاء النص أو تعديله ، أو التحايل عليه يف أي من جوانبه خبالف الـنص كيف ال وهو وضع احلكيم اخلـبري خـالق . الوارد يف القرآن فثابت ، لن يطرأ عليه شيء من ذلك

ألا يعلم من خلق وهو اللطيـف العامل مبا ينفعهم ويضرهم ومبا يصلحهم يف دنياهم وأخراهم البشر بريالخ ]14: سورة امللك[

لذا جند القوانني الوضعية يف هذا اال تتغري وتتبدل وختتلف األحكام يف ذات القضـية مـن هذا اال املنصوص عليها فهي ثابتة إىل قيام الساعة ، وقت آلخر ، خبالف التشريعات اإلسالمية يف

Page 200: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

ويف هذا تثبيت للقواعد احملكمة واهلامة حلفظ اتمع من صور اإلرهاب القطعية والبالغة اخلطورة ليهنأ .اجلميع صغريا و كبريا حبياة هادئة آمنة مطمئنة ال خوف فيها وال ترويع ، وال ضرر فيها وال ضرار

:بقة األحكام للشريعة من عدمه من جهة مطا -4

أما من جهة مطابقة األحكام الصادرة يف القضايا املطروحة والصادرة من حماكم اململكة العربيـة من خالل عرض وقائعها واألحكام الصادرة فيها يتبني لنا جبالء أا : السعودية ميكننا القول بأنه

.ا ومعىن مطابقة متاما ملا نصت عليه الشريعة اإلسالمية نص

أما األحكام الصادرة من واقع القضاء املصري فمختلفة متاما من جهة النص حيث العقوبـات املنصوص عليها املوقعة على اجلرائم اإلرهابية ، عقوبات وضعية وضعها أهل اخلربة يف التشـريع

مـن جهـة وهى ال شك خمالفة للعقوبة الواردة يف الشريعة اإلسالمية ، وإن اتفقت مع الشريعة الغاية ، حيث الغاية من التجرمي والعقاب يف األنظمة الوضعية هو مكافحة اجلرائم ومعاقبة ارمني

.بالعقوبات الرادعة

ويالحظ تعدد التشريعات خبصوص جرائم اإلرهاب املعاصر يف األنظمة الوضعية ، وكـذلك هذه األنظمة اجلهد والوقـت العقوبات ، ومن زمن آلخر ومن مكان آلخر ، باإلضافة إىل تكلف

كـل واملال واألشخاص يف سبيل حتقيق األمن يف احلراسات واملواجهات لإلرهاب ورجالـه يف ، يف حني أن هذه األنظمة لو طبقت عقوبة اإلرهاب على اجلـرائم الـواردة والواقعـة يف مكان

أقصر طريق ، وهذا هو الشريعة اإلسالمية لتوفر املال والوقت واجلهد ، ولتحقق األمن من أيسر واحلاصل يف اململكة العربية السعودية حيث تطبق هذه العقوبة على مجيع صـور اإلرهـاب دون

.تردد

Page 201: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

:من جهة النتيجة - 4

أن صور اإلرهاب تكاد تكون منعدمة يف اململكة العربية السعودية ، ويرجع ذلـك لتطبيـق ر ما دامت أركان وعناصر اجلرمية قـد القضاء فيها عقوبة احلرابة على كل صور اإلرهاب املعاص

.توافرت

يف حني جند صور اإلرهاب يف كل مكان يف العامل تتزايد والسبب يرجع لعدم تطبيقهم شـرع اهللا على جرائم اإلرهاب ، وليتهم أخذوا العقوبة الشرعية ، وعملوا ا ولو على سبيل التجربة ،

حمدودو مث يدرسوا نتائجه ، لكن غالـب الـدول عن أمن بالدهم مث يدرسوه ويطبقوه ولو لفترة .تعاين من جرائم اإلرهاب وتقول أين املخرج ، وما املخرج منهم ببعيد

Page 202: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

خامتة الدراسة :وتشتمل على ما يلي

عرض ألهم النتائج اليت توصلت إليها: أوال

ئج ، عرض ألهم التوصيات اليت أرى إعماهلا يف ضوء ما توصلت إليه من نتا: ثانيا وفيما يلي بيان ذلك

Page 203: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א: א

احلمد هللا والصالة والسالم على رسول اهللا حممد ابن عبد اهللا وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثريا

وأشكر اهللا شكرا يليق جبالل ذاته وعظمته على توفيق إلمتام رساليت ، وإاء مهميت ، وكـان مـن :الدراسة والبحث إىل نقاط خمتصرة أوجزها فيما يلي الطبيعي أن انتهي بعد هذه

مبـداها وقـع إن مشكلة اإلرهاب هي مشكلة عاملية حبق مل يسلم منها أحد وال أحد يستطيع الت -1لذلك فأنا أعتقد بعد هذا االستعراض أن األمر بتطلب وقفة جادة وصادقة من اتمع الدويل بكـل

ها من منبتها قبل أن تتشعب وتتجـذر ومتتـد مثـل املـرض ثطوائفه لعالج جذور اإلرهاب واجتثاأن تتوقف عن الظلم والقهر وكـذلك مـن الغربيةمطلوب من الدول والسرطاين يف كل األحناء ،

مطلوب من األمم املتحدة أن تصلح من نظامها الذي تسيطر فيه واألنظمة الديكتاتورية نفس املطلب .ة الفساد والرجوع إىل الدين مطلوب معاجلواألقلية على األغلبية ،

خيطئ من يظن أن معاجلة اإلرهاب هي زاوية أمنية فقط فلو كان األمر كذلك لكنا قد ختلصنا من -2فيها العديد مـن شاركإن مشكلة اإلرهاب هي مشكلة معقدة متشابكة تت،اإلرهاب منذ زمن طويل

وحتتاج إىل وقفة جادة صادقة حامسة مـن العوامل وختتلف من دولة إىل أخرى ومن جمتمع إىل جمتمع .كل من يعنيهم األمر قبل أن حيرق اإلرهاب األخضر واليابس وحنصد من بذور الشر مثار الدمار

، وهي الذي حيدثه اإلرهاب وضع اإلسالم عقوبة رادعة تقي اتمع من الرعب والذعر واخلوف -3اليف املادية والبشرية يف كل مكان ، وحتقق األمـن إذا طبقت يف أي بلد تقيه التكفعقوبة احلرابة ،

.واألمان والسالم يف مجيع ربوع اتمع

إنمـا إن عقوبة احلرابة من أشد العقوبات الرادعة وهي عقوبة حدية ، األصل فيها قوله تعاىل -4سادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيـديهم جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في األرض ف

ـذابع ةـرـي اآلخف ـملها ويني الدف يزخ مله كض ذلاألر نا منفوي أو الفخ نم ملهجأرو يمظع ]جرائم تتسم باخلطورة البالغة ملواجهة حكيموقد شرعت من لدن عزيز . ]14: املائدة

Page 204: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

على الفرد واتمع ، ودد كيان األمة وتزعزع األمن واالستقرار فجاءت هذه العقوبة للحفاظ على .وحدة اتمع وأمنه ومحاية األمة من اإلرهاب والفوضى واالضطراب

لم مل مصلحة الشريعة اإلسالمية شرعت عقوبة احلرابة مراعاة ملصلحة الفرد واجلماعة ، فإن -5املتهم نفسه حيث وازنت شدة العقوبة باالحتياط يف وسائل وطرق إثبات اجلرمية ، فتشدد يف إثباـا

.مقتصرا على اإلقرار أو الشهادة بشروط معينة دون وجود أدىن شبهة

ـ قدرةالراجح يف تطبيق عقوبة احلرابة إمنا هو التخيري بني العقوبات املإن -6 راه يف اآلية حسـبما يكما هو شأن القوانني –لردع املطلوب ، وليس التنويع وحماولة إسقاط العقوبة احلدية ا القاضي حمققا

وال يصح العفو عن احلرابة من اإلمام وال أثر لعفو اين عليه أو وليه فيها مـىت بلغـت –الوضعية .اإلمام ألا حق خالص هللا

ب واملسامهة فيه منذ أكثر من ألف وأربعمائـة عـام ، أن الشريعة اإلسالمية قد كافحت اإلرها -7 .فشرعت ملرتكبيها العقوبات الرادعة اليت تكفل محاية اتمع وحتقيق أمنه واستقراره

أو تعين إتيان النشاط الذي يعاقـب القـانون يف اجلرمية اإلرهابيةاملسامهة األصلية أن -8يتصل به على منه أو أيت فعال له أو باشر جزءاعليه ، سواء باشر اجلاين هذا النشاط ك النظام

منه وباإلضافة إىل ذلك ، فإن املساهم األصلي يـأيت حنو وثيق حبيث يعد يف خطة اجلرمية جزءاهـي أما املسامهة التبعية ف .نشاطا إجراميا حلسابه ، فهو يعترب نفسه سيد املشروع اإلجرامي

.وي أو تبعي يف ارتكاب اجلرميةاليت تفترض قيام شخص أو أكثر بنشاط ثان

وشروط هـذا ،تتفق مع القوانني الوضعية يف تعريف االشتراك بالتسبباإلسالمية الشريعةأن -9النوع من االشتراك ووسائل االشتراك ووجوب توفر عالقة السببية بني وسيلة االشـتراك ووقـوع

احلدود والقصاص مع النظرية اليت يأخذ اجلرمية ، وتتفق نظرية الشريعة يف عقوبة الشركاء يف جرائم ا القانون البلجيكي فهو جيعل عقوبة الشريك املتسبب أقل من عقوبة الشريك املباشـر ، وتتفـق

.كذلك مع ما أخذ به القانون املصري يف القتل العمد

Page 205: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

واجهت مجيع الدول ظاهرة اإلرهاب سواء على املستوى اإلقليمي أو على املستوى الـدويل -10 .وذلك بالقوانني الوطنية أو الدولية

وبسرية قصوى وبإعداد وترتيب منظم ، مما أن أي جرمية إرهابية خيطط هلا بشكل دقيق جدا -11 .حيتاج يف اكتشافها وإحباطها إىل ختطيط أدق ووعي أمين رفيع املستوى

لية والتمرس الطويل يف املنفذون للعمليات اإلرهابية يكونون يف الغالب من ذوي اخلربات العا -12عامل اجلرمية ، إضافة إىل التدريب املسبق واملكثف للمهام اليت يقومون ا ، مما جيعل التصـدي هلـم

.يف فنون القتال وخربة ومترسا أكثر تدريبا يتطلب أفرادا

خـالل باألمن العريب اجلماعي ، واإل انالداخلي واخلارجي لكل دولة عربية مرتبط نياألمنإن -13باألمن الداخلي يف أي دولة عربية تتعدى آثاره بالضرورة إىل اإلخالل باالستقرار الضروري للحيـاة السياسية واالقتصادية واالجتماعية والقدرة العسكرية مما يؤثر يف النهاية على حمصلة القـوة الذاتيـة

منيعـا ، والوقوف سدا تدامةاملس لألمة العربية واإلسالمية ، وعلى جهودها من أجل التنمية الشاملة .أمام حماوالت الطامعني فيها واملتربصني بأمنها ووحدا

يتميز قضاء اململكة العربية السعودية عن غريها من الدول يف مواجهة اإلرهاب يف أمور عديدة -14يف القرآن منها أن اململكة تطبق الشريعة اإلسالمية على مجيع جرائم اإلرهاب وذلك بالعقوبة الواردة

خبالف الدول األخرى فلها قوانني ليست نابعة من الشريعة اإلسالمية ، فلم تأخـذ . ورة املائدة سيف لذا كانت النتيجة أن التجرمي ألفعال اإلرهـاب وكـذلك ،بالتجرمي والعقاب الواردين يف الشريعة

عن اجلرائم واإلرهاب يف العقوبات الواردة ضده مل تقض عليه ، فما زلنا نسمع كل يوم صباح مساءكل مكان بعكس احلال يف اململكة العربية السعودية فتكاد ختلوا من جرائم اإلرهاب ، وذلـك ألن

لذا انعدمت صور اإلرهاب وإن وجـدت فعلـى . دون هوادة تطبقالعقوبة اليت وردت يف القرآن ، أما الـدول األخـرى فـبطء بعد ثبوا دون شبهة ، بال بطء أو تردد مطبقةالفور تكون العقوبة

عن غياب أحكام الشريعة اإلسالمية يف احملاكم كل هذا كـان اإلجراءات وعدم ردع العقوبة فضاليف وجود اجلرمية اإلرهابية لتهاون الناس بالعقوبة من جهة ، وعدم اقتناعهم بالقضاء البعيد عـن سببا

Page 206: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

األنظمة واللـوائح ارمـة القوانني ورات يف عن احتمال وجود الثغ منهج اهللا من جهة ثانية ، فضال .لألفعال أو إجياد ثغرة قانونية تنفي التجرمي أو ختفف العقوبة

א: א

:من خالل ما رمسته يف هذه الدراسة من أهداف وما توصلت إليه من نتائج أعرض التوصيات التالية

رمية اإلرهابية ملا للمسامهة التبعية من دور كـبري يف ضرورة تشديد العقاب على املسامهني يف اجل -1 .تسهيل ارتكاب اجلرائم اإلرهابية

ضرورة وضع نظام قانوين شامل جلرائم اإلرهاب داخل اململكة بتجرمي كافة صـور املسـامهة -2 . التبعية من حتريض واتفاق ، ومساعدة وتستر

يت تسلك منهجا متطرفا ، وعمـل محـالت ضرورة تفعيل قنوات احلوار مع كافة اجلماعات ال -3 .إعالمية مكثفة توضح خطورة صور املسامهة التبعية على اتمع

التأكيد على التوصيات املنبثقة عن التعاون العريب العريب أو العـريب الـدويل ملكافحـة ضرورة -4ية العربيـة ملكافحـة اإلرهاب وهي متثل التوصيات العربية والتوصيات العربية الدولية واإلستراتيج

اإلرهاب واالتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب ، فظاهرة اإلرهاب ظاهرة يف غاية اخلطورة وال ميكـن .مكافحتها إال بالتعاون اجلاد واملثمر بني كافة أعضاء اتمع الدويل

ا من الفقر تنمية املناطق اليت شهدت إمهاال مستمرا طوال العقود املاضية وعانت كثريضرورة -5املرافق وهو األمر الذي خلق إحباطات كثرية ومثل بيئة خصبة للتطرف أداء والبطالة وتدىن مستوى

. واإلرهاب

تطوير اخلدمات االجتماعية واألمنية للدولة يف مناطق اإلرهاب للسيطرة على اجتاهات ضرورة -6وصرف صحي وكهرباء وخـدمات التطرف واإلرهاب ، وتطوير مرافق هذه املناطق من نقل ومياه

.صحية وتعليمية

Page 207: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

تطوير نظم التعليم على النحو الذي يساهم يف إرساء املفاهيم الصحيحة عـن الـدين ضرورة -7 . واحلياة

االهتمام بالنواحي الثقافية وإرساء قيم ثقافية حتبذ التسامح وتنبذ اإلرهاب وتؤكد على ضرورة -8وذلك من خالل الوسـائل السـمعية ) لناس كما حتب أن يعاملوك عامل ا( املبدأ اإلسالمي السامي

والبصرية واملقروءة ومن خالل قوافل التوعية اليت حيب أن تصل إىل املناطق النائية واملعزولـة ومـن . خالل املكتبات واحملاضرات والندوات

ي وهلـم قـدرة تطوير أساليب املواجهة الدينية من خالل علماء دين هلم حضور مجاهريضرورة -9 . على مواجهة أفكار اإلرهاب اخلاطئة

تكثيف برامج الشباب خالل قنوات شرعية بعيدا عن الكبت والقهر حىت ال حيـدث ضرورة -10 . انفجار نفسي أو سياسي

التأكيد على التزام الدول العربية بالشرعية اإلسالمية والقانونية واحتـرام حقـوق ضرورة -11جراءات املانعة من ارتكاب اجلرمية واإلجراءات السابقة علـى ضـبط اجلرميـة اإلنسان يف مجيع اإل

مع ختصيص دوائـر قضـائية الطبيعيواإلجراءات الالحقة للضبط وحماكمة اإلرهابيني أمام القضاء . لسرعة النظر يف القضايا

تشـجيع تشجيع املواطنني على التعاون مع أجهزة مكافحة اإلرهاب على أن يشمل الضرورة -12 . املكافآت املادية واملعنوية

الرشوة واستغالل النفوذ والتربح من الوظيفة وإهدار املال خصوصاالفساد و كافحةمضرورة -13 . اليت تستفز اجلماهري ويستغلها اإلرهابيون يف إثارة املواطنني الفسادالعام وما إىل ذلك من صور

ببحث اجتماعي نفسي لدراسة شخصيات اإلرهابيني ةيف اململكقيام األجهزة املختصة ضرورة -14على أن يكون ذلك بعد صدور األحكام عليهم دف التعرف أكثر على مسام الشخصية ومستواهم

Page 208: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

أهدافهم معرفة االجتماعي واالقتصادي والعلمي والثقايف ، والتعرف على ما يعانون منه من مشاكل ونظـام تربـوي وتثقيفـي إنشاء سعيا وراء بعضاببعضهم وآماهلم يف احلياة والصالت اليت تربطهم

لعالج النواحي السلبية يف شخصيام ومساعدم على التخلص من القـيم وذلك وإعالمي للشباب . اهلابطة وامليول اإلجرامية والسلوكيات الفاسدة

لعدل واملساواة يف جمتمع يسوده ا سياسيةإن خط الوقاية والدفاع ضد اإلرهاب هو إقامة حياة -15 . والتعاون على الرب والتقوى وصد اإلمث والعدوان

جترمي قيام الفرد أو اجلماعة باختاذ أراضي الدولة مسرحا لتخطيط أو تنظيم اجلـرائم ضرورة -16اإلرهابية املوجهة إىل دول أخرى وجترمي قيام الشخص بإيواء اإلرهابيني الذي يسـتهدفون بإرهـام

.دريبهم أو متويلهم وتقدمي أي معونات هلم دوال أخرى أو ت

جهة موحدة لتنسيق هذه اجلهود بإجيادنتيجة لتعدد املؤسسات املعنية مبكافحة اإلرهاب وصيأ -17ن االعتماد علـى التخطـيط ’فيما بينها، تلتقي فيها املعلومات، وتنسق فيها خطط العمليات، حيث

، جيعـل القـرارات بعيــدة عــن االرجتاليـة العلمـي والتنظيـم والتوجيه والـرقـابــة . والعشـوائيـة واالنفعـاالت الوقتيـة

أن تعمل على تفعيـل القنـوات بالتعاون مع اجلهات األخرى أيضا املؤسسات األمنيةأوصي -18 : اآلتية

. اليت تفرغ اإلرهاب وذلك باحلد من األسباب: املنع والوقاية •

. الضعف املوجودة يف عمل املؤسسة األمنيةنقاط بإزالةوذلك : احلماية •

. يف كل زمان ومكان وذلك مبالحقة اإلرهابيني: املطاردة •

التمرينات والتدريب علـى تنفيـذ باستمرار وعمل واقفويتحقق بالتكيف مع امل: اإلعداد • . اخلطط

Page 209: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

: بالتأكيد على الوصايا العشر للتعامل مع اإلرهاب وهيأوصي -18

. االستهانة باخلصم جتنبذر وتوخي احل .1

). القضاء على اجلماعات اإلرهابية، واختراق التنظيم(حتديد اهلدف .2

. االحتفاظ حبرية احلركة .3

. احملافظة على عنصر املبادأة واملباغتة .4

. احلشد للقوة املناسبة والقادرة على تنفيذ العمليات .5

. هوراحلرص على احلصول على تعاون اجلم .6

. اإلجرامية التدرج يف استخدام القوة وضمان التفوق يف السيطرة على األحداث .7

. ألرواح واملمتلكاتتأمني ا .8

. اإلجرامية التزود باملعلومات واملواجهة السريعة والتعرض السريع لألحداث .9

. ف األساليب املباشرةوذلك لتجنب تكالي استخدام األساليب غري املباشرة كلما كان ممكنا .10

ويف اخلتام نسأل اهللا أن حيمي اململكة العربية السعودية وأهلها من كيد الكائدين، وأن يرد كيدهم يف بفضل دعوة أبينا إبراهيم عليه السالم حيث قال تعاىل حكايـة –إن شاء اهللا –ي حممية حنورهم، وه

ذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم وإذ قال إبراهيم رب اجعل ه: عنه ريصالم بئسار وذاب النإلى ع هطرأض يال ثمقل هعتفأم كفر نمر قال واآلخ

. اهللا على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعنيوآخر دعوانا أن احلمد هللا رب العاملني وصلى

Page 210: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

املصادر واملراجع

אא:

.دار الفكر العريب: اتمع اإلسالمي ، القاهرة ) . ت.د(أبو زهرة ، حممد - 1، مجع وتبويب عبدالرمحن بن حممد النجـدي ، فتاوىجمموعة ال) 1398(ميه ، أمحد ابن تي - 2

.دار العربية: بريوت دار صـادر 436، ص 1هــ ، ج 711ت 0لسان العرب جلمال الدين ابن منظور - 3

2004، 3بريوت ، ط 4القاموس احمليط ، ج بريوت ، دار صادرالفريوزآبادي ، - 4املعجم الوسيط ، استانبول ، دار الدعوي ، ) جممع اللغة العربية ( أنيس ، إبراهيم وآخرون - 5

م1989، 1ط األحكام السلطانية والواليات الدينية ، حتقيق عصام فارس : د حبيب املاوردي ، على حمم - - 6

م 1996هـ ، 1416املكتب اإلسالمي ، : احلرستاين و حممد إبراهيم الزعلي، بريوت مكتب : باب إتباع السنة ، الرياض ) النيب صلى اهللا عليه وسلم ( سنن الدارمي ، كتاب - - 7

.هـ 1416، 1املعارف ، ط/ هــ 1407املكتبـة السـلفية ، : فتح الباري ، دمشق : جر ، أمحد بن علي ابن ح - 8

. 13ج ، م 1987الطبعة : فتح القدير شرح اهلداية مصر : ابن اهلمام ، كمال الدين حممد بن عبدالواحد - - 9

. 4م ، ج 1897/ هـ 1315األمريية

Page 211: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א: א א

، أكرم نشأت ، القواعد العامة يف قانون العقوبات املقارن ، مطبعة الفتيان، إبراهيم - )1 . 1998بغداد ، الطبعة األوىل

مكتبة النهضـة ، : دراسة مقارنة ، بغداد : السياسة اجلنائية : إبراهيم ، أكرم نشأت )2 م 1996

-تـاب األول القسم العام، الك -شرح قانون العقوبات/ القهوجي ، علي عبد القادر )3 . 1997اإلسكندرية، -النظرية العامة للجرمية

أبو خطوة ، أمحد شوقي عمر ، شرح األحكام العامة لقانون العقوبات ، ، دار النهضـة )4 2003العربية القاهرة

الصيفي، عبدالفتاح مصطفى، األحكام العامة للنظام اجلنـائي يف الشـريعة اإلسـالمية )5 هـ 1418بية ، القاهرة والقانون ، دار النهضة العر

الزيين ، حممود حممد عبدالعزيز ، التمالؤ وأثره يف ارتكاب جرمية القتـل يف الفقـه - )6 2004اإلسالمي والقانون الوضعي ، دار اجلامعة اجلديدة للنشر ، االسكندرية

قاهرة حلمي ، نبيل ، اإلرهاب وفقا لقواعد القانون الدويل العام ، دار النهضة العربية ، ال )7 م 1998،

عودة، عبد القادر ، التشريع اجلاين اإلسالمي مقارنا بالقانون الوضعي ، دار التراث للطبع )8 .والنشر ، القاهرة

.1986عز الدين ، أمحد جالل ، اإلرهاب والعنف السياسي ، كتاب احلرية ، )9عات اجلامعيـة اإلرهاب البنيان القانوين للجرمية، دار املطبو –عطا اهللا ، إمام حسنني )10

2004 م ، دار النهضة 1992، 2حممود ، جنيب حسين، املسامهة يف التشريعات العربية ، ط )11

بالقاهرة جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ، الرياض . عيد، حممد فتحي، اإلرهاب واملخدرات )12

2005

Page 212: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

القاهرة " ريب دار الفكر الع. العاديل، حممود صاحل ، موسوعة القانون اجلنائي لإلرهاب )13 "2003

الفهم املفروض لإلرهاب املرفـوض ، دار النشـر .. اإلرهاب . على فايز . اجلحين )14 .م 2000 -هـ 1421جامعة نايف العربية للعلوم األمنية

الفاخري ، غيث حممود ، االشتراك يف الفقه اإلسالمي ،دراسة مقارنة بالقـانون - )15 م 1993بنغازي ، الطبعة األوىل ، الوضعي ، منشورات جامعة قاريونس ،

1991ن، .سرور ، أمحد فتحي ، الوسيط يف قانون العقوبات، القاهرة، د -)16 ، مكتبة العروبـة، القـاهرة، 2نسي ، أمحد فتحي ، العقوبة يف الفقه اإلسالمي، ط )17

. 9، ص1961دار : القاهرة ( ة جديدة ، حنو سياسة جنائي: جتزئة العقوبة : عبدالبصري ، عصام عفيفي )18

.28ص ) م 2004الفكر العريب ، دار : اإلسـكندرية ( دراسة يف علم اإلجرام والعقـاب ، : أبو عامر ، حممد زكي )19

) .م 1985املطبوعات اجلامعية ، ( اجتاهات السياسة اجلنائية املعاصرة والشـريعة اإلسـالمية ، : بوساق ، حممد بن املدين )20

أصول : سرور ، أمحد فتحي -) م 2002جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ، : الرياض 1972دار النهضة العربية ، : القاهرة ( السياسة اجلنائية ،

الطبعة الثالثة، 1979مصطفى السعيد، األحكام العامة يف قانون العقوبات ، . السعيد ) 21 دار املعارف املصرية

ي ، فتحي أمحد ، نظريات يف الفقه اجلنائي اإلسالمي ، دراسة فقهية مقارنة ، دار نس - )22 م1986الشروق القاهرة ،

اجتاهات السياسة اجلنائية املعاصرة والشريعة اإلسـالمية ، دار . حممد املدين . بو ساق ) 23 . م 20002 -هـ 1423النشر جامعة نايف العربية للعلوم األمنية

دار اجليل –مصعب اهلادي ، املسامهة اجلنائية يف اجلرائم الكاملة وغري املكتملة بابكر، )24 م1998بريوت

Page 213: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

دراسة مقارنة ، منشـورات –عبداملنعم ، سليمان ، النظرية العامة لقانون العقوبات )25 2002احلليب احلقوقية ، بريوت ،

، القـاهرة ، 1املصـري ، ط عبيد، رءوف، مبادئ القسم العام من التشريع العقـايب )26 م 1965

دار : القـاهرة ( التشريع اإلسالمي والقـانون الوضـعي ، : عليان ، شوكت حممد )27 ).م 1993الشواف ،

عوض، حممد حمي الدين ، القانون اجلنائي ، مبادئه األساسـية وتطبيقاتـه العامـة يف )28 م1963التشريعني املصري والسوداين ،

دار . جزاءان .. التشريع اجلنائي اإلسالمي مقارنا بالقانون الوضعي . ادر عبدالق. عوده) 29 .بريوت ، لبنان.. النشر مؤسسة الرسالة

هاشم، سامي حممد ، جناية قطع الطريق بني الشريعة والقانون اجلنائي ،املركز العريب )30 1413للدراسات األمنية والتدريب بالرياض

.قانون العقوبات القسم العام، جامعة اإلسكندرية حممد، عوض، شرح )31 جدة ، مكتبة اخلـدمات ( مبادئ التشريع اجلنائي اإلسالمي ، : حممد ، شريف فوزي )32

) ت . احلديثة ، د

אא:

شورة النعمان ، عبداهللا عبدالرمحن ، اجلرمية بني الشريعة والقانون ، رسالة دكتوراه من - 1

Page 214: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

.1971الشناوي ، مسري ، الشروع يف اجلرمية ، رسالة دكتوراه ، القاهرة -2

ة ، جامعـة القـاهرة ، كليـة عبدالستار ، فوزية ، املسامهة األصلية يف اجلرمية ، رسالة دكتوراه منشور -3 م 1967، املطبعة العاملية بالقاهرة ، احلقوق

جلرمية اإلرهابية ، رسالة دكتوراة منشـورة ، جامعـة مطر ، عصام عبدالفتاح عبدالسميع ، ا -4 .2005املنوفية ، دار اجلامعة اجلديدة للنشر ،

االشتراك بالتحريض ووضعه من النظرية العامة للمسامهة اجلنائية ،عبدالفتاح مصطفى الصيفي ، -5اهلـدى رسالة دكتوراه منشورة كلية احلقـوق ، جامعـة اإلسـكندرية، ، دار ) دراسة مقارنة(

.م 1958للمطبوعات ،

א:א א א א א :א

نظام اإلجراءات اجلزائية ، وزارة العدل باململكة العربية السعودية ، جملة العدل العـدد احلـادي - هـ1425، حمرم 127والعشرون ، ص

ملكـة ضـمن مشـروع القـانون األنظمة والتعليمات املنظمة الستخدام املواد املتفجرة يف امل - .هـ30/5/1415االسترشادي املوحد للمتفجرات بدول جملس التعاون اخلليجي يف

.هـ 25/7/1426يف 45/مشروع نظام األسلحة والذخائر الصادر باملرسوم امللكي رقم م -، 57االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب ، جملة املعلومات ، مركز املعلومات القـومي ، العـدد -

م1998دمشق

Page 215: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

א א

3 ........................................................................................................ شكر وتقدير 4 ............................................................................................................... مقدمة

6 .................................................................................................. الفصل التمهيدي 6 ................................................................................................... المدخل للدراسة 7 .................................................................... اإلطار المنهجي للدراسة-المبحث األول

7 ........................................................................................... شكلة الدراسةم: أوال 8 ............................................................................................. أهمية الدراسة:ثانيا 9 ........................................................................................... أهداف الدراسة: ثالثا 9 ............................................................................................ أسئلة الدراسة: رابعا

10 ...................................................................................... منهج الدراسة -خامسا 10 .................................................................................. مصطلحات الدراسة: سادسا

12 ............................................................................ المبحث الثاني الدراسات السابقة 21 ....................................................................... المبحث الثالث تنظيم فصول الدراسة

23 ..................................................................................................... الفصل األول 23 ................................ الجريمة اإلرهابية في التشريع الجنائي اإلسالمي والقانون الوضعي

24 ..................................................................................................... الفصل األول 24 ................................ ية في التشريع الجنائي اإلسالمي والقانون الوضعيالجريمة اإلرهاب 24 ... مفهوم الجريمة اإلرهابية في التشريع الجنائي اإلسالمي والقانون الوضعي -المبحث األول 25 ................................ الجريمة في الشريعة اإلسالمية و القانون الوضعي -المطلب األول 28 ................................ اإلرهاب في الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي - المطلب الثاني 37 ............................................... الجريمة اإلرهابية في القانون المقارن - المطلب الثالث 47 ................................................................................................... المبحث الثاني

47 ........................ ة والقانون الوضعيصور وأشكال الجريمة اإلرهابية في الشريعة اإلسالمي 47 ........................... صور وأشكال الجريمة اإلرهابية في الشريعة اإلسالمية -المطلب األول

50 ............................. ابية في القانون الوضعيصور وأشكال الجرائم اإلره - المطلب الثاني 53 .....................................................................................................الفصل الثاني

53 ................................................................... المساهمة التبعية في الجريمة اإلرهابية 55 .................................................................................................... المبحث األول

55 ..................................................................................... مفهوم المساهمة الجنائية 56 .................................................................. أركان المساهمة الجنائية -المطلب األول

57 ................................................................................... :الوحدة المعنوية للجريمة 58 ................................. التمييز بين المساهمة األصلية والمساهمة التبعية - المطلب الثاني 59 ...........................................المسئولية الجنائية في الشريعة اإلسالمية - المطلب الثالث

Page 216: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

61 ................................................................ صور المساهمة الجنائية - المطلب الرابع 64 ................................................................................................... المبحث الثاني

64 ................................................. ماهية وأركان المساهمة التبعية في الجريمة اإلرهابية 64 .................................................................. ماهية المساهمة التبعية -المطلب األول 70 ..................................... أركان المساهمة التبعية في الجريمة اإلرهابية - المطلب الثاني 72 ................................................................................................... المبحث الثالث

72 ............................................................ ي الجريمة اإلرهابيةصور المساهمة التبعية ف 74 ....................................................... التحريض في الجريمة اإلرهابية -المطلب األول

76 ........................................................................................... :التحريض اصطالحا 81 ......................................................................................... :ثانيا أنواع التحريض

82 .................................................. موضع التحريض من نظرية المساهمة الجنائية:ثالثا 87 .......................................................... ي الجريمة اإلرهابيةاالتفاق ف - المطلب الثاني 91 ....................................................... المساعدة في الجريمة اإلرهابية - المطلب الثالث 95 .................................... بيةاألعمال التحضيرية الرتكاب الجريمة اإلرها - المطلب الرابع

96 ....................................................... مراحل األعمال التحضيرية في الجريمة اإلرهابية 102 .................................................................................................. المبحث الرابع

102 ......................................... المساهمة التبعية بين الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي 102 ............................................................. المقارنة من حيث التعريف -المطلب األول 102 ................................... لمقارنة من حيث التفرقة بين الفاعل والشريكا - المطلب الثاني 105 ......................... المقارنة من حيث االشتراك المباشر واالشتراك بالتسبب -المطلب الثالث 107 ................................................................................................... الفصل الثالث

107 ......................... دور الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي في الحد من المساهمة التبعية 108 ................................................................................................... المبحث األول

108 ............................................... دور الشريعة اإلسالمية في الحد من المساهمة التبعية 108 ........................... موقف الشريعة اإلسالمية من صور المساهمة التبعية -المطلب األول

113 ......... .دور الشريعة اإلسالمية والقوانين الوضعية في الحد من المساهمة التبعية من حيث التجريم - المطلب الثاني

118 ..... في الجريمة اإلرهابية من حيث العقابدور الشريعة اإلسالمية في الحد من المساهمة التبعية - المطلب الثالث 126 .............................................. موقف التشريعات الجنائية الدولية من المساهمة التبعية

126 ................. ة التبعية في التشريعات الجنائية الدوليةتجريم صور المساهم -المطلب األول 129 ............................................................................................... –المطلب الثاني

129 ........... حيث الوقايةدور الشريعة في الحد من المساهمة التبعية في الجريمة اإلرهابية من 137 .................................................................................................. المبحث الثالث

137 ........................................ دور النظام الجزائي السعودي في الحد من المساهمة التبعية 138 ................................................................................................. -المطلب األول

138 .............. :دور النظام الجزائي السعودي في الحد من المساهمة التبعية في الجريمة اإلرهابية من حيث التجريم

Page 217: المساهمة التبعية في ارتكاب الجريمة االإرهابية وعقوبتها

140دور النظام الجزائي السعودي في الحد من المساهمة التبعية في الجريمة اإلرهابية من حيث العقاب - المطلب الثاني 143 ................................................................................................... –المطلب الثالث

143 ......... :دور النظام الجزائي السعودي في الحد من المساهمة التبعية في الجريمة اإلرهابية من حيث الوقاية 144 ............... إستراتيجية المملكة العربية السعودية في التعامل مع اإلرهاب - المطلب الرابع 148 ................................................................................................... الفصل الرابع

148 ................................................. دراسة تطبيقية مقارنة على قضايا اإلرهاب المعاصرة 149 ................................................................................................... المبحث األول

149 .................................................. وقائع لجرائم إرهابية في المملكة العربية السعودية 155 .................................................................................................. الواقعة الثانية

156 ..................................................................... أسباب تقدير العقوبة التعزيرية: ثالثا 156 ......................................................................................... منطوق الحكم: رابعا

157 ............................................................................ تحليل مضمون القضية: خامسا 171 .................................................................................................. المبحث الثاني

171 ....................................... ()أحكام القضاء المتعلقة باإلرهاب في جمهورية مصر العربية 193 .................................................................................................. المبحث الثالث

193 ..................................................... مقارنة بين القضايا المطروحة والمتعلقة باإلرهاب 193 ............................................... العربيةفي المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر