1

الدورة التاسعة عشرة

إمارة الشارقة

دولة اإلمارات العربية املتحدة

حلرية الدينية ا

مية يف الشريعة اإلسال

أبعادها وضوابطها

إعداد

الدكتور حممد بشاري

رئيس معهد ابن سينا للعلوم اإلنسانية

أمني عام املؤمتر اإلسالمي األوروبي

2

I /تعريف املصطلحات

مصطلح حرية االعتقادتعريف أ(

احلرية تعريف مصطلح - 1

االعتقاد تعريف مصطلح -2

تعريف مصطلح حقوق اإلنسان ب(

II حمطات تارخيية: / احلرية الدينية

III /احلريات الدينية يف ظل املواثيق الدولية

يف النظم الوضعية عقيدةحرية الرأي وال أ(

نساناملؤسسات الوطنية حلقوق اإل ب(

IV / الدينية يف اإلسالممكانة احلرية

احلرية الدينية أرسىأول من سالم اإلأ(

حترير اإلنسانحرص اإلسالم على ب(

ية لغري اهلل حترير اإلنسان من قيود العبود -1

من قيود الشهوات احليوانية اإلنسان حترير -2

حترير اجملتمع من النظام الطبقي واالستالب -3

تفريط إىل حرية الوسطية والتوازنحترير الفرد واجملتمع من نزعة اإلفراط وال -4

لفرد من عبودية التقليد األعمى حترير ا -5

V / ضوابط احلرية الدينية يف اإلسالم

للقيماهلادمة و العنيفة لردةعقوبة اتشريع : الضابط األولأ(

: أنواع الردة يف اإلسالم

دية املساملة الردة العق: أوال

: الردة اهلادمة لقيم اجملتمع وثوابته ثانيا

املسلحة( الردة العنيفة ) : ثالثا

من الكفار املعتدين و األعمال الفاسدةمن الثاني تشريع مبدأ التربؤ الضابطب(

الرأي الثاني -الرأي األول

3

: تصحيح بعض املفاهيم

سلمنيأو مكانوا كفارااملني, كون من الظت ةالرباء -1

ؤمننياملغري من ل, صلى اهلل عليه وسلم, كان حيب أناس الرسو

خشااا اص الة والتاااربؤ يف اإلساااالم تتصااال باألعماااال والصااافات ولاااي ب املاااوامفااااهيم -2

: واملعتدين من الظاملني ةاملفهوم احلقيقي للرباء -3

ومداهنتهم يف أمر الدين طاعتهم جتنب امعناه ةالرباء -4

VII / الدولة ذات املرجعية اإلسالمية اليت تكفل احلرية الدينيةطبيعة

تصحيح بعض املفاهيم :: والأ

هي دولة دستورية : الدولة اإلسالمية : املفهوم األول

دولة تقوم على أساس البيعة واالنت اب والشورى املفهوم الثاني : الدولة املدنية :

دولة ذات تعددية دينية وسياسية وحزبية وعرقية الدولة الثيوقراطية :املفهوم الثالث :

حزب الطريق الثالث -حزب األنصار -ب املهاجرين حز

هي دولة مدنية وليست دولة عسكرية :طبيعة الدولة ذات املرجعية اإلسالمية

VIII /ات األغلبية واملرجعية اإلسالميةحقوق غري املسلمني يف الدولة ذ

ثيقة املدينة هي أول وثيقة يف التاريخ تعرتف بالتعددية الدينية و

4

مية أبعادها وضوابطهاحلرية الدينية يف الشريعة اإلسالا

مقدمة

مان أهام وأعقاد القضاايا الايت تشااغل عقياادةوحرياة ال ن قضاية حرياة الارأي والتعابري إ

فاان االتفااق ,بيقاا, فااذا كانات احلرياة نزعاة فطرياة يف البشار كل اجملتمعات تانظريا وتط

موحاادة ملفهااوم عامليااةاملسااتحيالت, حيااث يصااعب إغاااد صاايغة بخشاابه أ علااى أخشااكاهلا يعااد

بسبب االخاتالف باني احلضاارات والثقافاات, فماا يعاد مان قبيال احلرياات يف , وذلكاحلرية

ورغام تبااين اجملتمعاات يف نظرتهاا آخار, كذلك يف جمتمع بالضرورة قد ال يعد ,جمتمع ما

إال أن كل جمتمع يقر بضرورة وجود ضوابط أو قيود ملمارساة احلرياات ,فهوم حرية الرأيمل

بأنواعها.

: تعريف املصطلحاتأوال :

: حرية االعتقادأ( تعريف مصطلح

واألدياان تقادات الشاعور باحلرياة يف اعتنااق املع قد عرفت احلرية الدينية مباا يلاي : ل

.دون جرب أو إكراه

: إن مفهااوم احلريااة مفهااوم نساا خيتلااف يف العموميااات احلريففةتعريففف مصففطلح -1

ويتحد يف خصوص املعنى. ولذلك خيتلف تعريف احلرية من حضارة ألخارى,ومن ديان

, ومان معتقاد وفكار ملعتقاد وفكار آخار, وعلياه ت حيصال اتفااق علاى حادود آلخر

متفق عليه. فاملوسوعة العربية تعرفها : )حالاة جامع مانعا تعريف معناها وت يوضع هل

.ولتقرياب وولياة من يستطيع أن يفعال ماا يشااء مبحاض إرادتاه الكماا يشااءه الغاري(

خيضاع هذا التعريف إىل الذهن قالوا:) احلرياة هاي حالاة الكااون أو الشايء الاذي ال

ه, فالشيء الذي يساقط إىل ألي ضغط خارجي,ويعمل حسب إرادته,أو قوانني طبيعت

األرض حر ألنه خيضع لقوانني طبيعته

: أماااا العقيااادة فهاااي يف اللغاااة مااان العقاااد وهاااو الاااربط, تعريفففف مصفففطلح االعتقفففاد -2

واإلثبااات ومنااه ,والاارتاص والتماسااك, والشااد بقااوة,واإلحكااام,والتوثق, واإلباارام,

اليقني واجلزم.

د,عقااادا ومناااه عقااادة النكاااا والااايمني. : عقد,يعق ويقاااال ,نقااايض احلااال : والعقفففد

يقصاااد باااه االعتقااااد دون العمااال كعقيااادة وجاااود اهلل وبعاااث الرسااال والعقيااادة يف الااادين:ما

عقد اإلنسان عليه قلبه جازما به فهو عقيد ة سواء أكان حقا أم باطال ما وخالصته:

5

تعريف مصطلح حقوق اإلنسان : (ب

تلاك تعرياف مصاطلح حقاوق اإلنساان يعا نهاذا القار علاى يف مرحلة ساابقة كان

-: اإلعااالن العاااملي حلقااوق اإلنسااان وتتااألف ماانة الدوليااة, احلقااوق الاايت تضاامنها الشاارع

خلااص العهاد الادولي ا -قتصادية واالجتماعية والثقافياة العهد الدولي اخلاص باحلقوق اال

. بروتوكوليه االختياريني -باحلقوق املدنية والسياسية

أخذت الصكوك الدولية واإلقليمية حلقوق اإلنسان تعلان ,مع مرور السنواتولكن

أصااابح الشااارعة الدولياااة حلقاااوق اإلنساااان, إىل أن بصاااراحة أكثااار احلقاااوق املبساااوطة يف

جناد ينطوي على قدر أكرب من التفاصيل ومن الت صيص. ولاذلك إلنسان حقوق ا مصطلح

, لضااعفاء ماان األفااراد واجلماعااات ايااة أكاارب ل قااوق اإلنسااان ااد حل ادوليااا قانوناااليااوم

األطفال واجملموعات األصلية من الساكان والالجا ني واملشاردين واملارأة. وباإلضاافة فيشمل

1إىل ذلك وسعت بعض صكوك حقوق اإلنسان هذا التعريف بصياغة حقوق جديدة.

(, 30)د 3447 وق املعااوقني, قاارار انظاار علااى ساابيل املثااال اإلعااالن اخلاااص قاا

, الوثيقااة 34الوثااوق الريياة للعمعياة العاماة ل مام املتحادة, الادورة الاثالثني, امللحاق رقام

A/10034 1975 . 41, املرفاق, 41/128وإعالن احلق يف التنمية, قرار اجلمعية العامة ,

, الوثيقااة 186, صاافحة 53الوثاااوق الرييااة للعمعيااة العامااة ل ماام املتحاادة, امللحااق رقاام

A/41/53 1986.

: حمطات تارخيية()احلرية الدينية ثانيا :

فرياادوم فوفقااا ملؤسسااة يف العااات, لقاارن العشاارون ااوا باااهرا للد قراطيااة خشااهد ا

ر انتشاار الد قراطياة وتاروا هلاا, ة(, وهي منظمة غري حكومية تتبع آثا)بيت احلري هاوس

( خااالل الساانوات الااثالثني 120)إىل ثالثااة أضااعاف إىل زاد عاادد الااد قراطيات يف العااات

.األخرية

1948 18املادة ,اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان.

1966 18املااااادة ,العهااااد الاااادولي اخلاااااص باااااحلقوق املدنيااااة والسياسااااية.

إعااالن بشااأن القضااااء علااى ياااع أخشااكال التعصاااب والتمييااز علاااى 1981

أساس الدين أو املعتقد.

1993 ماان 18املااادة ,للعنااة املعنيااة قااوق اإلنسااان 22التعليااق العااام رقاام

. العهد اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية

1

6

: احلريات الدينية يف ظل املواثيق الدولية -1

: حرية الرأي واملعتقد يف النظم الوضعيةأ(

حريااة وحريااة االعتقاااد, منهااا : , وصاالت إليهااا الاانظم الوضااعية هناااك عاادة حريااات ت

حريااة , ويااة التعلاايمحر, وحريااة التعاابري, وحريااة اإلعااالمو, حريااة االجتماااعو, ريتقرياار املصاا

حرية الصحافة , والعقيدة

إذ جااء ,هذا وقد أولت النظم الوضعية حرية الرأي أهمية تتناسب ومكانتها وأثرهاا

العهااد الاادولي اخلاااص باااحلقوق املدنيااة كااذلك يف و ,يف اإلعااالن العاااملي حلقااوق اإلنسااان

( 19ماا جااء يف املاادة ) صاوص , وعلى وجه اخليشري صراحة إىل حرية الرأي ما ,سياسيةوال

( وفيه 1الفقرة )

الدينياة, اآلراء واملقصاود بااآلراء هناا لكل إنسان حق يف اعتناق آراء دون مضاايقة. -1

, وأية آراء أخرى على اختالف أنواعها.والسياسية, واملدنية

ويشاامل هااذا احلااق حريتااه يف التماااس تلااف ,لتعاابريلكاال إنسااان حااق يف حريااة ا -2

,حادود ياة ألدون اعتباار ,ضروب املعلوماات واألفكاار وتلقيهاا ونقلاها إىل اآلخارين

سواء على خشكل مكتوب أو مطبوع أو يف قالب أو بأي وسيلة أخرى خيتارها

: املؤسسات الوطنية حلقوق اإلنسان ب(

مؤسسات وطنية حلماياة ,األعضاء يف األمم املتحدةمن الدول ,دولة 25توجد يف أكثر من

.بها حقوق اإلنسان ومتابعة تنفيذ االلتزامات ذات الصلة

م :2002املؤسسات واللجان الوطنية حلقوق اإلنسان القائمة يف ج(

جلناة حقاوق اإلنساان الكندياة - جلنة حقوق اإلنسان والفرص املتساوية األسرتالية

جلناة حقاوق - املادافع عان خشاعب األكاوادور -قوق اإلنساان املركز الدا ركي حل -

جلناة هاونك كاونك -أمبودزماان جوياناا -املدافع العام عان جورجياا -ي اإلنسان بفيع

-املكتااب اآلتفااى حلقااوق اإلنسااان - املاادافع العااام اجلامااايكى - ااة للفاارص املتكاف

اللعنااة املونغوليااة -فى يمركااز حقااوق اإلنسااان املالااد -جلنااة إندونيساايا حلقااوق اإلنسااان

جلنااة نيبااال حلقااوق -اجمللاا االستشاااري حلقااوق اإلنسااان باااملغرب - حلقااوق اإلنسااان

-اللعنااة النيعرييااة حلقااوق اإلنسااان -اللعنااة النيوزيلنديااة حلقااوق اإلنسااان -اإلنسااان

جلنااة جنااوب -جلنااة رواناادا حلقااوق اإلنسااان - جلنااة أيرلناادا الشاامالية حلقااوق اإلنسااان

جلنااة تايالنااد حلقااوق - جلنااة سااري النكااا حلقااوق اإلنسااان - يقيااا حلقااوق اإلنسااان أفر

اللعنة الزامبية حلقوق اإلنسان -اللعنة األوغندية حلقوق اإلنسان -اإلنسان

الدينية يف اإلسالممكانة احلرية :

: احلرية الدينية أرسىأول من سالم اإل -1

7

ألديان واالجتاهاات يف جمتمعاه ودولتاه, وجود ساور االذي يتيح و الدين الوحيد إن اإلسالم ه

, وتنفياااذ تعاليمهاااا والعبااااداتطقاااوس الشاااعاور والاحلرياااة الكاملاااة يف ارساااة و نحهاااا

يتادخل يف , دون أن يفرض على أتباع هذه الديانات خشعاوره وأحكاماه, ودون أن وأحكامها

.هم الدينيةخشؤون

لنصارى جنران بضامان حاريتهم الدينياة عليه وسلم, , صلى اهللقد تعهد رسول اهللل

أباي احلاارب باان العهاد املنقاول إليناا يف كتااب يف ذلاك جااء ليقيماوا عبااداتهم وخشاعاورهم, و

مااان حمماااد الااان ... بسااام اهلل الااار ن الااارحيم : وهاااذا نصاااه ,أساااقف جناااران ,علقماااة

: رهبااااا نهاااام إىل األسااااقف أبااااي احلااااارب, وأساااااقفة جنااااران وكهنااااتهم, وماااان تاااابعهم, و

يهم ماان قلياال وكااثري, ماان باايعهم وصاالواتهم ورهبااانيتهم, وجااوار اهلل إن هلاام مااا حتاات أيااد

وال ,ورسوله, ال يغري أسقف من أسقفيته, وال راهب من رهبانيتاه, وال كااهن مان كهانتاه

ه. علاى ذلاك جاوار اهلل ورساوله يغري حق من حقوقهم وال سلطانهم, وال خشيء ا كاانوا عليا

ظاملني . نصحوا واصطلحوا فيما عليهم غري مثقلني بظلم وال , ماأبدا

ت تكان مبستوى احلرية الدينية يف ظال دولاة اإلساالم, فقاال : قد أخشاد آدم متز و

احلكومة اإلسالمية تتدخل يف الشعاور الدينية ألهل الذمة, بل كان يبلغ من بعض اخللفااء

وإن احلكوماة يف حااالت اابااس املطار, أن حيضر مواكبهم وأعيادهم ويأمر بصايانتهم,

د وعلااى واليهاو ,وعلاى رأساهم األساقف ,كانات تاأمر بتنظايم مواكاب يساري فيهااا النصاارى

رأسهم الناف ون باألبواق.

,سااار اإلسااالم لكااي يصاابح قااوة عامليااة علااى سياسااة بارعااة : جولااد تساايهر ويقااول

أو ,ن املااؤمنني مبااذاهب التوحيااد فااالعصااور األوىل ت يكاان اعتناقااه أماارا حمتومااا, ففااي ا

كااان يف ,الااذين يسااتمدون خشااراوعهم ماان كتااب منزلااة كاااليهود والنصااارى والزرادخشااتية

أن يتمتعاااوا رياااة الشاااعاور و اياااة الدولاااة متاااى دفعاااوا ضاااريبة الااارأس )اجلزياااة( وساااعهم

كاان يقصاد إىل إ اا و ,اإلسالمية, وت يكن واجب اإلساالم أن ينفاذ إىل أعمااق أرواحهام

ففي اهلند ماثال ,بل لقد ذهب اإلسالم يف هذه السياسة إىل حدود بعيدة سيادتهم اخلارجية.

واملعابد يف ظل احلكم اإلسالمي. كانت الشعاور القد ة تقام يف اهلياكل

تؤيااد ماادى التسااامح اإلسااالمي, وهااي خشااهادة وجاااء يف األخبااار النصاارانية خشااهادة

إن : إذ كتااب يقااول هااا(, 657 - 647ريركيااة ) عيشااويابة الااذي تااوىل كرسااي البط

العرب الذين مكانهم الارب مان السايطرة علاى العاات يعاملونناا كماا تعرفاون, إنهام ليساوا

و دون ياد املعوناة إىل كناوسانا ن قسيسينا, بأعداء للنصرانية, بل تدحون ملتنا, ويوقرو

.وأديرتنا

: حترير اإلنسانحرص اإلسالم على -2

حترير اإلنسان من قيود العبودية لغري اهلل لكي يفهم معنى العبودية للرب. أ(

8

حتريااره ماان قيااود الشااهوات احليوانيااة لكااي يفهاام روعااة قاادرة اإلنسااان السااوي علااى ب(

التحكم بنزعات اهلوى وهوى الشهوات.

وا إلاى كلماة أهل الكتاب تعال قل يا}حترير اجملتمع من النظام الطبقي واالستالب ا(

رباباا سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به خشي ا ولا يت ذ بعضنا بعضاا أ

(.44)سورة آل عمران, اآلية {من دون الله فان تولوا فقولوا اخشهدوا بأنا مسلمون

حترير الفرد واجملتمع من نزعة اإلفراط والتفريط إىل حرية الوسطية والتوازن. د(

تبااع العقال والفطارة واملنطاق ودياة التقلياد األعماى وحاث النااس إل حترير الفرد من عب ه(

ياى أخشاكال فحول بذلك قيوده اليت فرضها على احلريات إىل حريات جديادة هاي أ

لفطرة اإلنسان. عتوافقا ماحلريات وأكثرها

: ضوابط احلرية الدينية يف اإلسالم -3

لتطبيق مبدأ احلرية الدينياة ليحماي األمان والنظاام العاام ضوابطلقد وضع اإلسالم

علاى غاري املسالمني جناده حيظار لاذلك مة, وكاذلك الصاحة العاماة, اآلداب العاللمعتمع, و

وإن كاان ال على امل من النااس, رالسكزنا, وخشرب اخلمر, وفواحش, من الاجملاهرة بال

احلاادود الاايت يطبقهااا علااى –عنااد اقاارتاف هااذه االارافااات يف غااري عالنيااة – يطبااق علاايهم

املسلمني,

و اية للنظام العام وأمن اجملتمع, يعمل اإلسالم علاى إحبااط أي حماولاة تهادف إىل

ت ذلااك خشاارع عاادة عقوباااوماان أجاال ,أو العماال املساالحتقااويض دعاااوم اجملتمااع بطريااق العنااف

: منهالضبط ارسة حرية التدين, و

لردة :عقوبة اتشريع : الضابط األول أ(

القرآن الكاريم من الضوابط ملمارساة حرياة التادين, فا تعترب عقوبة الردة يف اإلسالم

ن قد لا إكراه في الدي} : التأويلبصورة واضحة ال حتتمل اللب وال يدعو إىل حرية املعتقد

ى لاا تبين الرخشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن باللاه فقاد استمساك باالعروة الاوثق

وقل الحق }وكذلك قوله تعااىل : ,(254)سورة البقرة, اآلية {انفصام لها والله سميع عليم

(.22)سورة الكهف, اآلية {م فمن خشاء فليؤمن ومن خشاء فليكفرمن ربك

, ال إعادام دياة أو عقوباة دنيوياة علاى اقرتافهاا حد للردة العقشتمل على يالقرآن ال إن

ن . كمااا أ موكولااة إىل اهلل تبااارك وتعاااىل عليهااا عقوبااة أخرويااة وال دون ذلااك, فهااو ينااذر ب

خشارع عقوباة أن اإلساالم غاري .طيلاة حياتاه الشاريفة دياة ردة عق يقتال مرتادا الرسول )ص( ت

فاالردة يف اإلساالم ثالثاة أناواع ولكال ردة . اهلادماة لقايم اإلساالم وثوابتاه على الردة العنيفة و

: عالا

9

ال دياة املسااملة : مبعناى خاروا اإلنساان مان اإلساالم بطريقاة مسااملة الردة العق : والأ

هنااك ففاال يكاون فيهاا تطااول علاى ديان إلساالم وال ساعي إىل تقاويض دولتاه. حتدب فتناة,

وبااث الفتنااة فيمااا الشااتم واالزدراء فاارق بااني حريااة املعتقااد والاارأي والتعاابري, بااني التطاااول و

أقلياة ثال فمن هنا وجب علاى املرتاد الاذي , ضته األغلبية نظاما عاما للحياة االجتماعيةارت

.ن تردعهعلى األغلبية أ كانبية, وإال األغلنظام أن حيرتم

يم الاايت قااالتقااويض ترمااي إىلردة وهااي هلادمااة لقاايم اجملتمااع وثوابتااه : ثانيااا الااردة ا

ا للحياة, فهذه الردة غري مسمو بها يف اإلسالم, وال يفارتق منهعاألغلبية واختذتها ارتضتها

باالنفي يعاقاب عليهاا احلديثة, ولذا فهاو اإلسالم يف هذا املوقف عن اجملتمعات الد قراطية

فيكااون ماان املناسااب عندوااذ ماان الدولااة, وغالبااا مااا تكااون هااذه الااردة مصااحوبة بالتاا مر,

على من خيون النظام خيانة عظمى. اليت تطبق العقوباتتوقيع

يف مواجهاة الساال وهي اليت يقوم فيها املرتدون بشهراملسلحة( : ثالثا الردة العنيفة )

فاال ر اة ., وعقوبتهاا يف اإلساالم القتال وإحداب االضطرابات اليت تهز أمن اجملتماع النظام

قاه أباو وهاذا ماا طب ,مع الذين يهددون أمن الوطن وسالمة مواطنيه ونظام األغلبيةوال هوادة

.والفنت اليت أعقبت وفاة الرسول, صلى اهلل عليه وسلم بكر الصديق يف حروب الردة

كاذلك , ومان ناحياة كاافرين مان أعماال ال : تشريع مبدأ التاربؤ لثانيالضابط اب(

وذلااك ماان أجاال التوفيااق بااني مصاالحة املااواطن ماانهم ماان ناحيااة أخاارى. املعتاادينماان أخشاا اص

.للماااواطنني غاااري املسااالمنيمبااادأ حرياااة التااادين , وباااني إتاحاااة والواااه وحباااه لديناااهاملساالم يف

املرتبطاة باالكفر, كماا حيظار مالتربؤ من أفعاهل, مع م غري املسلمنيفاإلسالم يأمر باحرتا

يف أمور الدين. أما الكافر الظات واملعتدي على الناس واجملتمع, فقد أمر اإلساالم مموالته

اإلسااالمية بعقياادة الااوالء صااطلحات يف امل يساامىمااا لتربؤ ماان خش صااه ومعاقبتااه. وذلااك بااا

.ةوالرباء

مؤرقة لكال مسالم غياور علاى ت قضية , أصبحهذه ةقضية الوالء والرباءوإن كانت

ون حاادود عالقاااتهم مااع اآلخاارين فيمااا يتعلااق يعرفاادينااه, فلاام يعااد كااثري ماان املساالمني اليااوم

بالدين. وذلك هو السابب يف ظهاور اجتاهاات ليسات مبنياة علاى آراء مؤصالة أدت إىل تعاريض

ولااذلك جنااد منااه أو بغاارض الت ويااف منااه. إمااا خوفااا ,للااهعوم ماان غااري املساالمني اإلسااالم

عند املسلمني اليوم : ةمفهوم عقيدة الوالء والرباء حتديد يف اجتاهني

جع سبب البغض وعدم املوالة إىل الكفر يف حد ذاته.الرأي األول : ير

اعتااداء جااع ساابب الاابغض وعاادم املااوالة إىل الكفاار, ولكاان إىل يرال الاارأي الثاااني :

.الكافر

.لنصوص الشرعيةهم اذلك يرجع إىل االختالف يف فوسبب

10

ن الاااردة, ثااام النصاااوص الااايت تكلمااات عااا بدراساااة موضاااوعية لكافاااة وإذا قمناااا

يتضاح لناا , فساوف أسقطناها إسقاطا صحيحا على الطبيعة امل تلفة واملتنوعة لغري املسلمني

.هو الكفر أم االعتداءجبالء سبب التربؤ لنعرف إن كان

يها الذين آمنوا لا تت ذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إلايهم أ يا}: اهلل تعالي يقول أوال :

بكم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ي رجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ر

هادا فاي سابيلي وابتغااء مرضااتي تسارون إلايهم باالمودة وأناا أعلام بماا إن كنتم خرجتم ج

(.1)سورة املمتحنة, اآلية {أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل

ماان اختاااذ الااذين عااادوه, منااع أن اهلل تعاااىل هااذه اآليااة الكر ااة هااو مااا نفهمااه ماان

ب ساابوذلااك ب, وحظاار مااودتهمأولياااء ,واملااؤمنني ماان ديااارهم الرسااول وأخرجااوه هااو وعااادوا

قد كانات لكام أساوة }: قال تعاىل . سلوكهم العدواني, فاآلية خاصة بالكفار املعتدين

قالوا لقومهم إناا بارآء مانكم ومماا تعبادون مان دون اللاه حسنة في إبراهيم والذين معه إذ

ا قاول كفرنا بكم وبدا بيننا وبيانكم العاداوة والبغضااء أبادا حتاى تؤمناوا باللاه وحاده إلا

رن لك وما أملك لك من الله من خشيء ربنا علياك توكلناا وإلياك أنبناا إبراهيم لأبيه لأستغف

األنبياااء ياآليااة تااأمر املساالمني أن يقتاادوا بااأب (.4)سااورة املمتحنااة, اآليااة {وإليااك المصااري

ر, وكاان ذلاك وا مان الكفاا نهام تاربؤ , حياث إ والذين معاه ,السالمالصالة وعليه ,إبراهيم

أهاال علااىيعتاادون الكفااار الاايت باادت بااني الطاارفني, فقااد كااان العااداوة والبغضاااء بساابب

.اإل ان واحلق

عسى الله أن يععل بينكم وبين الذين عااديتم مانهم ماودة واللاه قادير }: قال تعاىل

ىل إمكانياة حلاول ترخشاد إ (. فهذه اآلية الكر ة 7)سورة املمتحنة, اآلية {يموالله غفور رح

ل العداوة بني املؤمنني وغريهم.املودة حم

لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولام ي رجاوكم مان }: قال تعاىل

(.8)سورة املمتحنة, اآلية {وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطنيدياركم أن تبروهم

وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بري ون مما أعمل }: قال اهلل تعاىل

(.41)سورة يون , اآلية {وأنا بريء مما تعملون

إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أخشهد الله واخشهدوا أني }: قال تعاىل

(.54)سورة هود, اآلية {بريء مما تشركون

أناتم * دونقاال أفارأيتم ماا كناتم تعبا }: قال اهلل تعاىل على لسان إبراهيم اخلليل

(.77 - 75)سورة الشعراء, اآليات {فانهم عدو لي إلا رب العالمني* وآباؤكم الأقدمون

لااوط لتكااونن ماان قااالوا لاا ن لاام تنتااه يااا }ن نبيااه لااوط : قااال اهلل تعاااىل علااى لسااا

(. 148 - 147)سورة الشعراء, اآليتان {ي لعملكم من القالنيقال إن* الم رجني

11

واخفااض * وأنااذر عشااريتك الااأقربني}: قااال اهلل تعاااىل اطبااا حبيبااه رسااول اهلل

)سااورة {تعملااون فااان عصااوك فقاال إنااي بااريء ممااا * جناحااك لماان اتبعااك ماان المااؤمنني

(.214 - 214الشعراء, اآليات

إلاا الاذي * وإذ قال إبراهيم لأبيه وقوماه إنناي باراء مماا تعبادون }: قال اهلل تعاىل

(.27 - 24)سورة الزخرف, اآليتان {يفطرني فانه سيهدين

واعلموا أن فيكم رسول اللاه لاو يطايعكم فاي كاثري مان الاأمر }: ىلاقال اهلل تع

فساوق لعنتم ولكن الله حبب إليكم الا ان وزينه في قلوبكم وكره إلايكم الكفار وال

.(7)سورة احلعرات, اآلية {خشدونوالعصيان أول ك هم الرا

فان عصوك فقل إني بريء * واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنني}: قال تعاىل

ناي باريء فقال إ ت يقال فاان عصاوك (.214 - 215)ساورة الشاعراء, اآليتاان {مما تعملاون

ولاي مان األخشا اص يكاون مان العمال, فالتربؤ ا تعملون. , وإ ا قال فاني بريءمنكم

أنفسهم.

حاال للمسااالمني طعااامهم جعاال زواا ماان أهاال الكتاااب و إباحااة الاا ال خشااك أن ثانيااا:

ال ينبغاي أن تكاون تلااك املواواد, واألمار مباودتهم, وعنااد دعاوتهم إىل اإلساالم ليشااركوهم

ل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلماوا ولا تعادلوا أه} إال باليت هي أحسن الدعوة

عادم املاوالة عمام القول الذي يكل ذلك كفيل بتفنيد (,44)سورة العنكبوت, اآلية {منهم

إىل الكفاار ذاتاااه وإىل أخشاا اص الكااافرين يف ياااع فريجعهااا كلااها ويف ياااع األحااوال

ص علااى غااري ملتنااا قااد يف العقياادة ملااا أباايح الاازواا ماان . فلااو كااان يف مااودة خشاا األحااوال

باادون مااودة وألفااة للزوجااة وأهلااها, ومااا ماان أحااد ينكاار وزن املاارأة يف الكتابيااة, فااال زواا

)أبو إنما النساء خشقاوق الرجالقال الرسول, صلى اهلل عليه وسلم : , وقد احلياة الزوجية

(.24222. أ د, باقي مسند األنصار 105 د, الرتمذي, الطهارة . أ2004داود, الطهارة

اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتااب حال لكام }: اهلل تعاىل يقول

الاذين أوتاوا الكتااب مان وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمناات والمحصانات مان

قابلكم إذا آتيتمااوهن أجااورهن محصاانني غياار مساافحني ولااا مت ااذي أخاادان وماان يكفاار

إن هادف (.5)ساورة املاوادة, اآلياة {بالا ان فقد حبط عمله وهو في ال خرة من ال اسرين

وهال هنااك تاول هلااؤالء أكثار مان أن ياازوا جلاب املاودة واةبااة. امل الطاة وأكال الطعاام هااو

؟ فاالزواا إليهم, وتصبح الواحدة من نسااوهم جازء مان أسارته بال العماود الفقاري يف األسارة

سابحانه يقاول اهلل, , ولاذا باني البشار القرابة روابط من أقوى أوجه املودة, وتتولد منه أقوى

)ساورة {وهو الذي خلق مان المااء بشارا فععلاه نسابا وصاهرا وكاان رباك قاديرا }: وتعاىل

الرابطااة بااني املساالمني وبااني قااوم, إال لااو كااان (. فكيااف تتحقااق هااذه 54, اآليااة الفرقااان

اد أوالده وجاداتهم وكيف يسوغ للمسلم أن يصهر إليهم, فيصبح منهم أجديبادلونهم املودة,

12

قال أم أوالده منهم إن ت يواليهم! وأخواهلم وخاالتهم ؟ فضال عن أن تكون زوجه وربة داره و

{وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن اللاه بكال خشايء علايم }اهلل تعالي :

.اآلية الكر ة تقارر الوالياة باني أولاي األرحاام علاى العماوم هذه (, ف75, اآلية سورة األنفال)

كان معاذ باليمن فارتفعوا إليه في يهودي ماات وتارك أخاا : قال ,عن أبي الأسود الديلي

إن الاسلام يزيد : يقول ,ى الله عليه وسلمالله صل ,إني سمعت رسول: فقال معاذ ,مسلما

(.2524. أبو داود, الفراوض 20228)أ د, مسند األنصار فورثه .ولا ينقص

ه من ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الل} قال تعاىل :

(.113)سورة هود, اآلية {أولياء ثم لا تنصرون

قااال أو مااؤمنني. كااانوا كفاااراواجبااة جتاااه الظاااملني, سااواء ةالاارباءتكااون :ثالثااا

واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم فاي كاثري مان الاأمر لعناتم ولكان اللاه }تعاىل:

ك حبب إليكم الا ان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفار والفساوق والعصايان أول ا

وكااره إلاايكم يف معناهااا : اآليااة صاارحية إن (.7)سااورة احلعاارات, اآليااة {خشاادونهاام الرا

كاان وقاد .سق والعاصير والفاكره إليكم الكافووت تقل ,الكفر والفسوق والعصيان

ال فقا خشا اص ت يشاأ اهلل هلام اهلداياة, سول, صلى اهلل عليه وسلم, يدعو اهلل من أجل أالر

)ساورة القصاص, اآلياة {ن اللاه يهادي مان يشااء دي مان أحببات ولكا إنك لا ته}تعاىل: اهلل

ي خشااا ص ت يوفاااق إىل اإل اااان, كااان احلاااب واالحااارتام أل ي(. ومعناااى ذلاااك أن املاااؤمن 54

مشااي ة اهلل العااات بأساارار األنفاا ولكاان وحياارص علااى دعوتااه لطريااق الرخشااد واهلدايااة,

خش صااا آخاار رد أنكااافر جملااأن يصاارف قلااب يشاااء ال اهللوالقلااوب هااي الفيصاال, ذلااك أن

ياع البشاار توضاع قاد اهلل فمشاي ة , عو لاه دون أن يساعى هاو نفساه إىل طرياق اإل اان ياد

, دون أن تاؤثر علاى إرادة أي مانهم الكفار واإل اان باني احلار االختياار أمام حمناة بالتساوي

.اإلرخشاد, دون القهر واإلجباار إرادة خش ص آخر, وكل ما كن يف هذا املقام هو النصح و

وإن جاهداك على أن تشرك بي ما لي لك }وكما قال اهلل تعاىل يف الوالدين املشركني :

رجعكم مبه علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي

.(15)سورة لقمان, اآلية {فأنب كم بما كنتم تعملون

عان رضاي اهلل عناه, ,عان أنا وعلينا أن نذكر يف هاذا الصادد حاديث اإل اان :

ياه ماا يحاب لنفساه لاا ياؤمن أحادكم حتاى يحاب لأخ : قاال ,صلى الله عليه وسلم ,النبي

, فااذا كاان (4231. النسااوي, اإل اان وخشاراوعه 44. مسالم, اإل اان 12)الب اري, اإل ان

الناس كلاهم إخاوة يف اإلنساانية : اإل ان, فعليه أن حيبه لغريه, ذلك أن املؤمن حيب لنفسه

قاد أذهاب اللاه : قال ,الله صلى الله عليه وسلمأن رسول ,رضي الله عنه ,عن أبي هريرة

ماان عانكم عبيااة العاهلياة وف رهااا بال بااء مااؤمن تقااي وفااجر خشااقي والنااس بنااو آدم وآدم

بال (.8381د, باقي مساند املكثارين . أ 4452. أبو داود, 3821)الرتمذي, املناقب تراب

عااان ااااطبتهم أن تلاااوم أنفسااانا علاااى تقصااارينا يف دعااوة غاااري املسااالمني, واإلعاااراض علينااا

13

بلغاتهم, فاإلحصاويات املعنية برت ة اخلطاب الادي والكتاب واملصاادر اإلساالمية تفضاح

كان أن يقاال يف ععز املسلمني املعاصرين عن دعوة األمم إىل التعرف علاى اإلساالم, وماا

هذا املقام أن هناك بعض الثقافات غري العربية قاد حظيات بثاراء املعرفاة اإلساالمية, ولكان

ملااذا ال وهي األغلب عددا ووزنا مازالت فقرية إىل العلم باإلسالم الصحيح. - بقية الثقافات

بياة, لت ارا كافاة اللغاات غاري العر نشاء منظمة تعرف باإلساالم ب يتعاون املسلمون يف سبيل إ

ا ناصعا بلسان اجلمهاور املساتفيد, يف كتاب وتر اات وبارامك إعالمياة وقناوات دينيا خطاب

فضاوية وعلى اإلنرتنت ... ولنعاجل مسألة خطرية يلحظها الغرب علينا, أال وهي أنناا نغارق يف

اطبة أنفسنا وبلغتنا ونعيش وهما بأننا خناطب الغرب !

العقيادة, ملؤمنني يفوالعدل والقسط مع الذين خيالفون عامل بالرب ال بد من التإذا, ف

طاملااا ت الطيبااة الاايت غااب أن تسااود بااني البشاار. توطياادا للااروابطو للمااودة والساالم,تعزياازا

يعتدوا على املؤمنني وت يقاتلوهم بسبب اختيارهم الادي وت يقوماوا بااخراجهم مان بياوتهم

مني علاى حتقياق العادل, فعلاى املاؤمن أن عاىل حياب املقساطني القااو وأوطانهم. هذا ألن اهلل ت

عماال , يسري ذلاك علاى األفاراد كماا يساري علاى الادول القسط والعدل. وم بعاملهربهم ويي

لا ينهاكم الله عن الاذين لام يقااتلوكم فاي الادين ولام ي رجاوكم مان }بقول اهلل تعاىل :

(.8)سورة املمتحنة, اآلية {ياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطنيد

فيظلماااونهم يف احلقاااوق , منني بالقتاااال بسااابب الااادين أماااا الاااذين اعتااادوا علاااى املاااؤ

والتحاالف ماواالتهم عان يساعدون علاى إخاراجهم, فاان اهلل ينهاى من ديارهم أو خيرجونهم و

إنماا ينهااكم اللاه } الظلام ن يتحالف معهم وينصارهم ويؤيادهم فهاو خشاريك هلام يف . وممعهم

عاان الااذين قاااتلوكم فااي الاادين وأخرجااوكم ماان دياااركم وظاااهروا علااى إخااراجكم أن

.(2)سورة املمتحنة, اآلية {ك هم الظالمونتولوهم ومن يتولهم فأول

: معنى املواالة

يف معناهااا العااام تعاا التاا زر, وهااي قااد تكااون بااني أفااراد, كمااا كاان املااواالة

حالاة حارب الاذي يكاون عاادة يف التحاالف تكون بني اجلماعات والدول. ويدخل يف معناها

دهما أو كالهماا إىل أسالوب التكتال باني طارفني أو أكثار, ويساعى أحا ملتهبة أو خصومة

لتقوية جانبه, فيلعأ إىل استمالة قوى أخرى ت تكن مان حياث املبادأ طرفاا يف اخلصاومة,

.الواحااادة ولكنهاااا تصاااري كاااذلك مبعااارد حتقاااق احللاااف, فيكثااار اخلصاااوم يف القضاااية

ماا وعك ذلك الرباءة أو التربؤ الذي يع إباداء فارد أو اعاة أو دولاة ختليهاا عان طارف

يف حالة نزاع أو خصومة مع طرف أو أطراف آخرين.

أنفسااااااهم : خشاااااا اصتتعلااااااق بالصاااااافات ولااااااي باألاإلسااااااالم املااااااواالة والتااااااربؤ يف

لااا ينهاااكم اللااه عاان الااذين لاام }إن التحديااد جاااء بالوصااف ولااي بالشاا ص . فاآليااة األوىل

كم من دياركم أن تبروهم وتقساطوا إلايهم إن اللاه يحاب يقاتلوكم في الدين ولم ي رجو

14

جاااءت عامااة يف وصااف األخشاا اص الطبيعاايني واالعتباااريني الااذين ينبغااي علااى {المقسااطني

املؤمنني أن يربوهم ويقسطوا إليهم, كما كان ذلك حال احلبشة الايت ت تكان يف التااريخ

, وقاد أخارا أباو داود , ولكان دولاة املسالمني سااملتها وت تفارض عليهاا اجلزياة دولة مسالمة

عن أبي ساكينة سالم : حديثا مرسال, ولكن معناه منسعما متاما مع منطق احلرب يف اإل

صلى اللاه ,عن النبي ,لمصلى الله عليه وس ,رجل من المحررين عن رجل من أصحاب النبي

أباو داود, )دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ماا تركاوكم : أنه قال ,عليه وسلم

ويف عاااون املعباااود خشااار سااانن أباااي داود, تعلياااق يرخشاااد إىل أن الااارتك يعااا .(3748املالحااام

أة باحلرب. وسبب ذلاك أن احلارب ت تشارع يف اإلساالم إال ألحاد أمارين أو االمتناع عن املباد

الدفاع ضد معتد أو طرف حيضر لالعتاداء, واألمار الثااني : حالة كليهما معا : األمر األول

علااى حااق فيصااادر ,ضااد دولااة يعاارتض حاكمهااا طريااق وصااول الرسااالة إىل خشااعبه اجلهاااد :

يف االختياااار احلااار باااني اعتنااااق اإلساااالم أو حاااق كاااليف العلااام بالرساااالة اخلامتاااة و النااااس

اإلعااراض عنااهحل واحلبشااة ت تكاان تصااد دعاااة اإلسااالم وال تاادبر لالعتااداء علااى املساالمني,

, بالرغم من أن خشعبها ت يعتنق اإلسالم. وت ينقل التاريخ أن املسلمني أجربوا فاردا فساملوها

بال أكثار مان ذلاك, الثقافااتحل ات منفتحاة . وجمتمعاتنا املعاصرة جمتمعواحدا على اإلسالم

, فسمة اجملتمعات الد قراطية أنها هي الايت تساعى إىل جلاب املعرفاة باإلساالم إىل ثقافاتهاا

وال متنع أحدا من اعتناق ذلك الدين القيم الذي هو تتماة لسلسالة الرسااالت الايت أرسالها رب

نهاااكم اللااه عاان الااذين قاااتلوكم فااي الاادين إنمااا ي}أمااا اآليااة الثانيااة : العاااملني إىل البشاار.

وأخرجااوكم ماان دياااركم وظاااهروا علااى إخااراجكم أن تولااوهم وماان يتااولهم فأول ااك هاام

يقااره العقاال حل فهااي ال حتتاااا إىل خشاار أو تعليااق, حيااث إنهااا صااياغة بليغااة ملباادأ {الظااالمون

وتفهمه يع األمم.

ومواقاف بل مع صفات معينني بذاتهم, وألن اخلصومة واملواالة ال تتعامل مع أخش اص

تتطلاااب لااادى البشااار ااايعهمحل فااايمكن إذا الاااتكلم عااان تفصااايالت قابلاااة للاااتغري والتبااادل

: تلفة أحكاما

هاذا غاب و اناب : ولكنه مسات ماأمون اجل أو ملحد, ,باهلل تعاىلهناك مشرك أ(

مان ساورة عماال مباا ورد بااآليتني الساابق ذكرهماا , رب واإلحسانالتعامل معه بال

ن الكفر .م إىل اإلسالم وجناتهدعوه بلطف ن ناملمتحنة, وعلينا أ

علاى االساتهزاء ب ياات اهلل تعااىل اعتاداؤه يقتصار ولكن هناك مشرك أو ملحد, ب(

منني : وهااذا يارد عليااه ازم وينصااح باارتك تعادي املااادي اجلسادي علااى املاؤ دون ال

قاات يكااون التااربؤ منااه يف وقاات حماادد وهااو و االسااتهزاء مبقدسااات املساالمني. و

ه حاني يساتهز ن عان اجللاوس معا ينهاى املؤمناو واستهزاوه ب يات اهلل, عز وجال,

, فاااذا حتاادب يف موضااوع آخاار فااال بااأس باااجللوس معااه وجعلااه باااهلل تعاااىل وآياتااه

عوة.ال للنصح والدحم

15

ويطاردهم مان عقيدته وجمرم قاتل يسفك دماء املسلمني هناك مشرك كافر يف ا(

وا إليها . هذا الصنف غاب قطاع جلأ ديارهم ويطاردهم يف األماكن األخرى اليت

كل صالت املودة واملوالة له

باملسالمني كماواطنني كادين مان األدياان, و هاا يف قوانينساالم باإل دول تعرتفهناك (د

,سااجد للعباادة املبنااء وهلام حقوقهاا دون متيياز, فيكاون هلام املواطناة واجباات عليهم

. كما يوجد بهذه الادول مان املاواطنني غاري , بل هناكسالميالدين اإلعليم دارس لتوم

باملسااجد, بال وماة واأل باملادارس اإلساالمية, دفع أجاور األسااتذة يتطوع با من املسلمني

املباني امل صصة لتدري اإلسالم وختاريك نفقتهأكثر من ذلك, فمنهم من يقيم على

تارى فهال ياا بذل املال من أجال متكاني املسالمني مان خشار اإلساالم ونشارهحل وي ,األومة

أن نبادي هلام العاداوة والبغضااء, أم مانهم أو و نتاربأ أاإلسالم يأمرنا باأن نابغض هاؤالء

نفسانا كماا اباه أل وااب هلام اإل اان هلم الود نشكرهم ونكنحيثنا على أن ديننا

فندعوهم بلطف إىل التعرف والتقرب من اإلسالم.

, وحكام والعصايان يقرتف اإلجرام, ولكنه مسلم بعقيدتهمن الناس من هو هناك ( ها

.حتى يتوبمنها والتربؤ أعماله بغضهذا هو

: نهاااااااااااام املعتاااااااااااادوو املني,ماااااااااااان الظااااااااااااة املفهااااااااااااوم احلقيقااااااااااااي للاااااااااااارباء -2

أيهاا الااذين ياا }: اىلاهلل تعااال قا كماا , هم يف أماار الادين عادم طااعت امعناها ةالارباء

)سورة آل {آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين

(.142عمران, اآلية

{لااو تاادهن فياادهنون ودوا }: تعاااىل اهلل قااال ة ماان مداهااانتهم يف أماار الاادين, الاارباء

(.2)سورة القلم, اآلية

سالمية اليت تكفل احلرية الدينية ذات املرجعية اإلطبيعة الدولة -3

تصحيح بعض املفاهيم : -أوال

مصطلح يقصد باه عادة , الدولة اإلسالمية : سالمية: مفهوم الدولة اإل ولاملفهوم األ

كماا قاد يف ياع أمورهاا. املرجعية اإلسالميةؤسسة على والعدل امل دوله احلقمعان : أوهلا

حريصااة علااى تفعياال تعاااليم د قراطيااة يشااتمل خشااعبها علااى أغلبيااة مساالمة يشااري إىل دولااة

ت توصف تلك الدولة صراحة بالصفة اإلسالمية.ولو ,اإلسالم

لدولاة مفهوم الدولاة املدنياة, ويقصاد باملدنياة نقايض العساكرية, فا : فهوم الثانيامل

ساالمية عة اإلحكاام الشاري يعرتضون علاى تطبياق أ فالذين . للثيوقراطيةاملدنية ليست نقيضا

.ونهم ط املدنية سالمية تناقض ن صفة اإل عة أغلبية املسلمة األ يف الدولة املدنية ذات

16

ت يعاارف اإلسااالم الثيوقراطيااة أباادا, : مفهااوم الدولااة الثيوقراطيااة : املفهااوم الثالااث

ا وال معصااوما يف نظاار لااي مقدساا حلاااكم يف اإلسااالم ليساات لااه أيااة صاافة إهليااة, فهااو اف

سلطة دينية ختوله التعريف بالدين وتفسري نصوصه. إن احلااكم لي له أن املسلمني, كما

املصااا حراسااة يف اإلسااالم ال يعاادو أن يكااون فااردا قااد وثااق املساالمون بكفاءتااه فااأولوه

ة واالقتصاادية, وهاذه املصاا يعهاا تتعلاق بالادين مبفهوماه الواساع االجتماعية والسياسي

ط سياساة الادنيا دون إغفاال لةخارة, ذلاك العاات الاذي ياؤول النااس يعاا إلياه الذي يضب

د قيال وقا الاذي ال مفار مناه البتاة. باملوت املكتوب على البشر كافة, وهو املا ل منذ رحيلهم

لساات خليفااة هلل ولكاا خليفااة رسااول اهلل . وللحاااكم : فقااال ألبااي بكاار: يااا خليفااة اهلل,

حق السمع والطاعة, كما أن للشعب على احلااكم حاق اإلخاالص يف الشرعي على الشعب

.سلطانه مكتسب من بيعتهم له وثقتهم فيهن أليق العدل واملساواة, قاحلكم وحت

الد قراطياة )االنت ااب, الد قراطية : ونقصد بهاا املمارساة الدولة املفهوم الرابع :

التااداول علااى الساالطة, مراقبااة احلاااكم وحماساابته, وعزلااه عنااد االقتضاااء( ولااي فلساافة

الد قراطية اليت تنطلق من منطلقات خارا الوحي.

: ذات املرجعية اإلسالمية ثانيا طبيعة الدولة

ترجااع إليااه, ور حتااتكم إليااه وقااانون: هلااا دساات هااي دولااة دسااتوريةالطبيعااة األوىل :

ختااالف القاارآن الكااريم, والساانة ودسااتورها يتمثاال يف املباااد واألحكااام الشاارعية الاايت ال

القااوانني, إنشاااء تكااون علااى طبيعتهااا وهااي أو الربملااان . ومهمااة املقاانن ةالنبويااة الصااحيح

وحمققااة ألهاادافها. سااالميةالشااريعة اإللكنااه حياارص علااى أن تكااون متفقااة مااع أحكااام

يكااون وإ ااا عااالم ماان علماااء الاادين, لألماار غااي أو يف هااذه الدولااة ال يكااون واالحتكااام

الذي ال خيالف الشريعة اإلسالمية.لقانون

أمام األمة, وحاق ول مس , واحلاكم فيها انت ابية هي دولة خشورى : الطبيعة الثانية

.كل فرد يف الرعية أن ينصح احلاكم ويأمره باملعروف وينهاه عن املنكر

األماة, عن اهلل بل هو وكيل : إن احلاكم يف اإلسالم لي مفوضا منروي الدولة -

وهاي الايت تعزلاه إذا اساتوجب العازل. هي اليت ختتاره وهي اليت تراقبه, وهي اليت حتاسبه,

: مان الاروي الثااني للدولاة اإلساالمية وتاريخ اإلسالم حيمال لناا قاول أباي بكار الصاديق,

.عوجاجا فليقوم ارأى منكم يف

كاان أن تتعاادد فيهااا الااديانات واألحاازاب واألعااراق : هااي دولااة : الطبيعااة الثالثااة

ى اهلل عليااه صاال ,رسااول اهلل حتاات رواسااة باملدينااة املنااورة اإلسااالمية دولااة عناادما نشااأت ال

م, عرقية وقبلية ودينية. وعند موت الرسول, صالى اهلل علياه وسال انبثقت عن تعددية ,وسلم

كن أن نالحظ احلوار السياسي الذي دار بني األحزاب التالية :

17

وأسساوا ,ديق لتولي رواسة الدولةرخشحوا أبا بكر الصالذين وهم : حزب املهاجرين

اجتاههم على احلعك اآلتية :

يف مهدها عباء الدعوة و لوهاإنهم الذين حتملوا أ -

منهم ,صلى اهلل عليه وسلم ,الرسول -

يف بداية الدعوة ذى يف سبيل اهللمن حتمل األ هم -

رواسااة الدولااة, وأسسااوا رخشااحوا سااعد باان عبااادة لتااوليوهاام الااذين : نصااارحازب األ

اجتاههم على احلعك اآلتية :

وطنهمن املدينة عاصمة الدولة هي إ

إنهم هم الذين استقبلوا الرسول واملهاجرين وآووهم

وقوي بهم اإلسالم سالميةإنهم هم الذين وا الدعوة اإل

وهاو دعاوة إىل ثناوياة التمثيال احلزباي يف احلكام, فيكاون خليفاة : وسطال االجتاه

.نصارمن األرسول اهلل من املهاجرين, ووزراوه

ار مت اض احلاوار ودامت املداوالت والنقاخشات يف سقيفة ب ساعدة سااعات مان نها

للدولة وانصرف كل مواطن إىل ارسة مهاماه رويسا بي بكر الصديقفيها على اختيار أ

ن يف احلكم وان يف الرعيةأ

الطبيعة الرابعة : هي دولة مدنية وليست دولة عسكرية

احلاكم فيها ينت ب من طرف الشعب وحياسبه ويعزله عند االقتضاء

وهذا احلاكم هو الذي يعني القاود العسكري وحياسبه ويعزله عند االقتضاء

: سالميةاألغلبية املسلمة واملرجعية اإلغري املسلمني يف الدولة ذات حقوق -4

ة الفعلياة يف التنظايم املشارك هلم احلق يف كل احلقوق وعليهم كل الواجبات, هلم

وقياااادة وظااواااافال يف تاااولي, وكاااذلك الثقاااايفجتمااااعي, وتصاااادي, واالقالسياساااي, واال

متياز غريهام علايهم, ساواء فيماا ط وخشار بادون , وبالتساوي ماع املسالمني الدولة,مؤسسات

أو العرقيااة, إال مااا كااان متعلقااا بالنظااام العااام الااذي يقتضااي أن اخلصوصااية الدينيااة يتعلااق ب

ماور أيف نيياة لغاري املسالم علاى املسالم والال ملن ينتمي إىل األغلبية, ف صب الدينيةاملناتكون

با دينيا يف الكنااو واملعاباد. وكاان كما أنه لي ملسلم أن يتوىل منص, العقيدة والشريعة

مثال حرياة التعابري علاى قادم املسااواة ماع املسالمني, لغري املسالمني كافاة احلقاوق السياساية

لضارب وهو األماناة والصادق, فاال يتاذرعون بهاذه احلقاوق شرط مفهوم تلقاويجتماع, بواال

املسلمة. غلبيةأس دولة األ

18

هال الذماة, الدولاة الايت حتاتكم لمساالم يف التااريخ بأ ملسالمني يف ولقد يي غاري ا

االتفاااق, ويف املصااطلح وتعنااى العقااد, وتعاا تعنااى العهااد, كلمااة الذمااة يف اللغااة العربيااة

السياسي وقت ذ, كانت تع عقد األمان الذي يع أن هلم كافة ما للمسلمني من حقاوق,

مة علاى أسااس الادفاع عان اإلساالم وأال غربوا على مشاركتهم يف احلروب اليت كانت قاو

أو السعي إىل إيصال العلم به إىل الشعوب, وأفتاى الفقهااء بساقوط اجلزياة عان الاذمي الاذي

, يف حاني أنهام حيارب باختياره مع املسالمني, وال تفارض علايهم الزكااة الايت علاى املسالمني

العاماة, يف حاني أنهام . وبنااء علاى تلاك اإلعفااءات مان األعبااء يستفيدون مان بيات املاال العاام

نضااال املساالمني يف ايااة وطاانهم وأنفسااهم وأمااواهلم, فكااان ماان الطبيعااي يسااتفيدون ماان

فرض ضريبة علايهم حتقاق خشاي ا مان التعاادل. وقاد نقال لناا التااريخ أن با تغلاب كاانوا مان

العاارب الااذين تنصااروا يف اجلاهليااة, فااامتنعوا عاان دفااع اجلزيااة يف عهااد عماار باان اخلطاااب,

ين إياهااا انتقاصااا حلقااوقهم الاايت غااب أن تكااون متساااوية مااع العاارب, وعرضااوا دفااع معتاارب

الزكاااة الاايت ياادفعها املساالمون, فقباال ماانهم اخلليفااة ذلااك بعااد املشااورة, فكااان مااا دفعااوه

ضعف ما كان غاب أن يادفعوا مان اجلزياة الايت كانات حتساب فقاط علاى أعاداد الشاباب

أماا الزكااة فهاي ن النسااء واألطفاال والععااوز. الذكور القاادرين علاى احلارب, وتساقط عا

فريضة على كل مسلم تلك نصابها, من الشباب واألطفال والشيوخ والنساء.

: ريخ تعاااااااارتف بالتعدديااااااااة الدينيااااااااةول وثيقااااااااة يف التاااااااااوثيقااااااااة املدينااااااااة هااااااااي أ

ليساات الكلمااة ة الذمااة. لكاان وجاادنا كلمااة جدياادة و هااذا العقااد كلماا يفجنااد ألول ماارة

عملها العارب قبال ذلاك. وجادنا اسات ت معروفة, و ليست كلمة الذماة الايت كان ليتة االقد

, و 15ن ذمااة اهلل واحاادة ) فااى املااادة ال الاان )ص( يااأمر بااأن يكتااب يف هااذه الوثيقااة و إ

الوثيقة غاد ان الرساول )ص( أنشاأ أول نظاام للمواطناة يف مادة(.القار هلذه 47الوثيقة بها

التاريخ.

جاءت قضية الذمة و اجلزية بعد حرب الروم. بعد ما حاول الروم االعتاداء علاى و لقد

غزوة مؤتة نزل القرآن يقول إن الاذين يصانعون رة وهيدولة اإلسالم و حدثت املعركة املشهو

ن و حياربون هذه الدولة ال غوز أن يعقد معهم صالح. لكان الواجاب أ هذا و يقاتلون املؤمنني

هم, ماذا بعد ذلك ؟ هناك حاالن م اهلل عليهم. فاذا أظهركم اهلل عليتقاتلوهم حتى يظهرك

ن يقتلوا.: إما أن يستعبدوا أو أ اريخ القديمالت يف

: البن هشام , من السرية النبوية , نص الوثيقة

املهااجرين باني كتاباا ,وسالم علياه اهلل صالى ,اهلل رساول وكتاب : إساحاق ابن قال

واخشاارتط هلام, وخشاارط وأماواهلم, ديانهم علااى وأقارهم وعاهادهم, يهااود فياه وادع, واألنصاار

: عليهم

19

مان واملسالمني املاؤمنني بني, الن حممد من كتاب هذا الرحيم, الر ن اهلل بسم

النااااس, دون مااان واحااادة أماااة إنهااام: معهااام وجاهاااد بهااام فلحاااق تااابعهم ومااان ويثااارب قاااريش

باني والقساط بااملعروف عانيهم يفدون موه بينهم, يتعاقلون ربعتهم على قريش من املهاجرون

عانيهاااا تفااادي طاوفاااة كااال األوىل, معاقلاااهم يتعااااقلون ربعاااتهم علاااى عاااوف وبناااو حل املاااؤمنني

وكال األوىل, معاقلاهم يتعااقلون ربعاتهم علاى سااعدة وبناو حل املاؤمنني باني والقسط باملعروف

يتعااقلون ربعتهم على ارباحل وبنو حل املؤمنني بني والقسط باملعروف عانيها تفدي منهم طاوفة

علاى جشام وبناو حل املاؤمنني بني والقسط باملعروف عانيها تفدي طاوفة وكل األوىل, معاقلهم

بااني والقسااط باااملعروف عانيهااا تفاادي ماانهم طاوفااة وكاال األوىل, معاقلااهم يتعاااقلون ربعااتهم

عانيهاا تفادي هممان طاوفاة وكل األوىل, معاقلهم يتعاقلون ربعتهم على النعار وبنو حل املؤمنني

األوىل, معاقلاهم يتعااقلون ربعاتهم علاى عاوف بان عمرو وبنو حل املؤمنني بني والقسط باملعروف

يتعااقلون ربعاتهم على النبيت وبنو حل املؤمنني بني والقسط باملعروف عانيها تفدي طاوفة وكل

علاى األوس ووبنا حل املؤمنني بني والقسط باملعروف عانيها تفدي طاوفة وكل األوىل, معاقلهم

بااني والقسااط باااملعروف عانيهااا تفاادي ماانهم طاوفااة وكاال األوىل, معاقلااهم يتعاااقلون ربعااتهم

قال ابان ) عقل أو فداء يف باملعروف يعطوه أن بينهم مفرحا يرتكون ال املؤمنني وإن حل املؤمنني

وإن حل دوناه نماؤم ماوىل ماؤمن حياالف ال وأن (العياال والكاثري بالدين املثقل: املفر هشام :

بااني فساااد أو عاادوان أو إثاام أو ظلاام دساايعة ابتغااى أو , ماانهم بغااى ماان علااى املااتقني املااؤمنني

كاافر, يف مؤمناا مؤمن يقتل وال حل أحدهم ولد كان ولو يعا, عليه أيديهم وإن حل املؤمنني

بعضاهم املؤمنني وإن حل أدناهم عليهم غري واحدة, اهلل ذمة وإن حل مؤمن على كافر ينصر وال

وال مظلاومني غاري واألساوة, النصار لاه فاان يهاود مان تبعناا من وإنه حل الناس دون بعض موالي

ساابيل يف قتااال يف مااؤمن دون مااؤمن يسااات ال , واحاادة املااؤمنني ساالم وإن علاايهمحل متناصاارين

وإن حل بعضااا بعضااها يعقااب معنااا غاازت غازيااة كاال وإن حل بياانهم وعاادل سااواء علااى إال اهلل,

علااى املااتقني املااؤمنني وإن حل اهلل ساابيل يف دماااءهم نااال مبااا بعااض علااى بعضااهم ءياا املااؤمنني

ماؤمن علاى دوناه حياول وال ,نفسا وال لقريش ماال مشرك غري ال وإنه حل وأقومه هدي أحسن

املاؤمنني وإن املقتاول, ولاي يرضاى أن إال باه قاود فاناه بيناة عان قاتال مؤمناا اعتابط من وإنه حل

وآمان الصاحيفة, هاذه يف مبا أقر ملؤمن حيل ال وإنه حل عليه قيام إال هلم حيل وال كافة, عليه

اهلل لعنااة عليااه فااان آواه, أو نصااره ماان وأنااه يؤويااه وال محاادثا ينصاار أن اآلخاار, واليااوم باااهلل

, خشايء مان فياه اختلفاتم مهماا وإنكام حل ,عدل وال صرف منه يؤخذ والالقيامة يوم وغضبه

مااع ينفقااون اليهااود وإن حل صاالى اهلل عليااه وساالم حممااد وإىل وجاال, عااز اهلل إىل ماارده فااان

وللمسالمني ديانهم لليهاود املاؤمنني, ماع أماة عاوف با يهاود وإن حل حمااربني داموا ما املؤمنني

با ليهاود وإن حل بيتاه وأهال نفساه إال يوتغ ال فانه وأثم ظلم من إال وأنفسهم, مواليهم دينهم,

ليهاود وإن حل عاوف با ليهاود ماا مثال احلاارب ب ليهود وإن حل عوف ب دليهو ما مثل النعار

ليهاود وإن حل عوف ب ليهود ما مثل جشم ب ليهود وإن حل عوف ب ليهود ما مثل ساعدة ب

ظلم من إال حل عوف ب ليهود ما مثل ثعلبة ب ليهود وإن حل عوف ب ليهود ما مثل األوس ب

20

لااب وإن حل كأنفسااهم ثعلبااة ماان بطاان جفنااة وإن حل بيتااه وأهاال نفسااه إال يوتااغ ال فانااه وأثاام,

وإن حل كأنفسااهم ثعلبااة مااوالي وإن حل اإلثاام دون الاارب وإن , عااوف باا ليهااود مااا مثاال الشااطيبة

وإناه حل وسالم علياه اهلل صالى حمماد باذن إال أحد منهم خيرا ال وإنه حل كأنفسهم يهود بطانة

علاى اهلل وإن حل ظلام مان إال بيته, وأهل فتك, فبنفسه فتك من نهوإ حل جر نار على ينحعز ال

بينهم وإن حل نفقتهم املسلمني وعلى نفقتهم اليهود على وإن حل هذا أبر

دون والارب , والنصايحة النصاح بيانهم وإن حل الصحيفة هذه أهل حارب من على النصر

ماا املاؤمنني ماع ينفقاون اليهاود وإن حل للمظلاوم النصار وإن حل ليفاه امارؤ ياأثم ت وإنه حل اإلثم

غااري كااالنف اجلااار وإن حل الصااحيفة هااذه ألهاال جوفهااا حاارام يثاارب وإن حل حماااربني دامااوا

مان الصاحيفة هاذه أهال باني كان ما وإنه حل أهلها باذن إال حرمة جتار ال وإنه حل آثم وال مضار

صالى ,اهلل رساول حمماد وإىل وجال, عاز اهلل إىل مارده فان فساده, خياف اخشتعار أو حدب

مان وال قاريش جتاار ال وإناه حل وأباره الصاحيفة هذه يف ما أتقى على اهلل وإن حل وسلم عليه اهلل

ويلبساونه, يصااحلونه صالح إىل دعاوا وإذا يثارب, دهام مان علاى النصار بيانهم وإن حل نصرها

ماان إال ,املااؤمنني علااى هلاام فانااه ذلااك مثاال إىل دعااوا إذا وإنهاام حل ويلبسااونه يصاااحلونه فااانهم

األوس, يهاااود وإن حل قاابلهم الااذي جااانبهم ماان حصااتهم أناااس كاال علااى الاادين, يف حااارب

الصاحيفة هاذه أهال من اةض الرب مع ,الصحيفة هذه ألهل ما مثل على وأنفسهم, مواليهم

الارب وإن: إساحاق ابان قاال (الصحيفة هذه أهل من اةسن الرب مع: ويقال : هشام ابن قال)

الصااحيفة هااذه يف مااا أصاادق علااى اهلل وإن حل نفسااه علااى إال كاسااب يكسااب ال م,اإلثاا دون

آماان قعااد وماان آماان, خاارا ماان وإنااه وآثاام, ظااات دون الكتاااب هااذا حيااول ال وإنااه حل وأبااره

علياه اهلل صالى ,اهلل رساول وحممد واتقى, بر ملن جار اهلل وإن حل أثم أو ظلم من إال باملدينة,

(.وما بعدها 32, ص3البن هشام, ط. دار اجليل, االسرية النبوية,, )وسلم

.والسالم عليكم ور ة اهلل وبركاته

الدكتور حممد بشاري

رئيس معهد ابن سينا للعلوم اإلنسانية

وأمني عام املؤمتر اإلسالمي األوروبي

bechari@aol.com

21

املراجع

سالمي د يوسف القرضاوي غري املسلمني يف اجملتمع اإل (1)

حقوق اإلنسان يف اإلسالم 200فرباير 28رابطة العات اإلسالمي ندوة (2)

i. مصطفى حمقق داماداملدني, د.احلقوق اإلنسانية بني اإلسالم واجملتمع

ii. 1997ندوة أكتوبر ,حقوق اإلنسان يف اإلسالم بني اخلصوصية والعاملية

iii. اد م, د ألساال جعفار عباد ا , د. ساالمية املسلمون واآلخار, رابطاة اجلامعاات اإل

السايح

iv. .حممد سليم العوا الفقه اإلسالمي يف طريق التعديد, د

v. .الصاقوط حممد املواطنة والوطنية, د

م حمفوظ.النظم السياسية, د. عبد املنع (3)

i. , ( 1الوجيز يف الانظم السياساية والقاانون الدساتوري املغرباي) ا د. حممد مريغ

.1978, ط. وما بعدها 12ص

ii. ,ة ل نظماااة السياساااية ونظااام نظرياااة الدولاااة واملبااااد العامااا د. طعيماااة اجلااارف

احلكم.

iii. ها 1411, ط. دار اجليل السرية النبوية, البن هشام