لماذا أنا ملحدة-جمانة حداد

5

Click here to load reader

Upload: louis-mehmes

Post on 29-Nov-2015

178 views

Category:

Documents


3 download

TRANSCRIPT

Page 1: لماذا أنا ملحدة-جمانة حداد

لماذا أنا ملحدة؟ / جمانة حداد

“مقام فكرة الله الفلسفية أو مكانها في عالم الفكر النساني ل يرجع لما فيها من عناصر القوة القناعية الفلسفية وإنما يعود لحالة يسميها علماء النفس التبرير. أصل فكرة الله تطورت عن حالت

بدائية، وشقت طريقها لعالم الفكر من حالت وهم وخوف وجهل بأسباب الشياء الطبيعية”.)1937اسماعيل أدهم - “لماذا أنا ملحد” (

.............................................................

ا للظروف والحوال. هذا ليس دل مع الوقت، تبع ا من الشعارات التي تتب أنا ملحدة. هذا ليس شعارين ا في التد ا، وبعضه الخر مغرق ناه لكون على موضة العصر الذي قد يبدو بعضه ملحد ء أتب ادعا

الظلمي العمى.

ء على موقف عقلي بحت. في ما مضى، عندما كنت طفلة، كنت أشعر بأني مؤمنة. أنا ملحدة، بنابه في بيئتي العائلية، هو جوهر أساسي في كياني. بأن الحياة الشخصية، بأن الله الذي تنشأت على حل به. مع ا، ل يمكن أن تكون إ والعائلية، والجتماعية، والثقافية، والروحية، بل الحياة في الكون مطلقلدت و الوقت، لم أعد أشعر هذا الشعور. لم أعد أشعر بأن هذا الجوهر يمل كياني. أنا لم أعد أنا التي

في تلك البيئة المؤمنة. لماذا؟ ألني أريد أن أخرج على طفولتي، وطقوسي، وتقاليدي، وبيئتي،ا لما تنشأت عليه؟ ا مضاد وأهلي، وعائلتي؟ أم لني تأثرت بجوهر مناقض، يملي علي موقف

ني. عن أغواري. عن السفر الداخلي الذي ا عن الله. إنه بكل بساطة، بحث ع هذا المقال ليس بحثا لكتنه نفسي، فل أجد ذلك الله الذي كان أساس حياتي ا عميق أسافره في أعماقي، حيث أحفر عميق

في ما مضى.

ل قاها بالعقل، وأتعامل معها بالعقل، قبو ة أتل ا، أو حقيقة. أصبح فكر ا لحياتي، أو جوهر لم يعد الله نبعا. ولنني الن، ل أشعر بأن هذه الفكرة تقنع كياني، وتغمره، وتأخذ به في دروب الحياة أو رفض

والتأمل والتفكير والكتابة والكينونة والممارسة الوجودية، أقول إني ملحدة. أقول إني، على هذاالمستوى من إدراكي لذاتي، أشعر بأن الله هو عدم مطلق. ل حقيقة.

إنها مسألة حياة أحياها، وأنا ل أشعر بأن هذه الحياة تحتاج إلى ذلك الجوهر (و“السند”) الذي كنتني. أو من جوهر وجودي. أنا أحيا الن، بدون الله قد تنشأت عليه. ل أشعر بأن ذلك الجوهر هو جزء م

في داخلي. هذا هو باختصار موقفي العقلي والوجودي من مسألة اليمان. لهذا السبب، لم أعدمؤمنة. لهذا السبب أنا ملحدة.

ا من التوازن ولوضح: ليس عندي شعور بالعذاب من جراء عدم اليمان بالله. بل أشعر بأن نوع الروحي والجسدي والعقلي والفلسفي يمل سيرورتي، ويمنحني أن أكون امرأة “طبيعية”. ليس

عندي أحمال أو تابوهات إيمانية وإلهية، تثقل وجودي. لهذا السبب أشعر بأني خفيفة. وبأني طليقة.يدة بإرث عميق الجذور كهذا الرث. أشعر بأني موجودة فحسب. وبأن عقلي، بما يجنيه وبأني غير مق

من مشاعر وأحاسيس وعلوم وثقافات وقيم وحضارات ومفاهيم وأسئلة وأجوبة وشكوك ويقينات،هو اليمان الوحيد الذي أؤمن به.

رج هذا الموقف أد ا، ول على سبيل الزعم الفلسفي أو النظري، بل ا، ول استعراض ل أقول ذلك، تحديد للعقل في باعتباره خلصة تجربة وجودية في الحياة فحسب. هذه الخلصة، هي ثمرة تجس

اختبارات وجودي. ولني ل أتوقف عن الختبار، ومواجهة الذات ويقيناتها بالشك، وطرح السئلة، فإنمسألة الله صارت عندي تحت مجهر التفكير في النسبيات ل تحت مجهر المطلق السابق للعقل.

ي إحساس يملني حيال هذه الخلصة العقلية، التي وإذا طرحت على نفسي الن، السؤال التي: أ تقول إن الله ل وجود له في حياتي، وإن خالق البشرية المفترض ليس سوى أحد مخلوقاتها/ اختراعاتها؟ أجيب بسرعة، ولكن بدون تسرع نزق: هو الحساس بالمصالحة مع الذات، بكل

مكوناتها، بطفولتها، بماضيها، بحاضرها، بتناقضاتها، باحتمالتها، وبتناغماتها. والحساس بالمصالحة معالكون، بكل مكوناته، بطبيعته، بتاريخه، بجغرافيته، بشعوبه، بكيميائه وفيزيائه وأرضه ومياهه وكواكبه.

أنا أؤمن بالعلم. بما اخترقه الى الن (الكثير منه يدحض اقتراح الله في شكل حاسم، أو في القل “ضرورته” كتفسير لوجود هذا الكون) وبما سوف يخترقه في الغد. مع كل احترامي للشخاص الذين

Page 2: لماذا أنا ملحدة-جمانة حداد

يؤمنون بالحكايات الخرافية (ويحتاجون إليها كدعامات)، ماذا تكون الديان سوى أداوات عزاء وهمية تستهدف المليين والمليين من العقول التائقة إلى من يطمئنها، في خضم أوجاعها ومخاوفها

ا أن نجازف بحياتنا، ومبادئنا، ومواقفنا، وخياراتنا، وشكوكها وتحدياتها اليومية وأزماتها؟ هل نريد حق كرهان على ذلك؟ ألن يكون من السلم والجدى أن نحترم المبادئ الخلقية والمعنوية الدنيوية،

القائمة على القيم النسانوية العالمية؟ ألن يكون من السلم والجدى أن نقرر بأنفسنا ما هي أخطاؤنا ونحاول أن نصححها؟ هل صحيح (وعادل) أن نعتبر أن فرضية الله تجسيد للحب والسماح

بل الخر والخلق، والطريقة الوحيدة لنقاذ النسان من “حيوانيته” أو غرائزه “الشريرة”؟ ليس وتقا أحكام دينك - ا بعنف. ليس إذا كنت تلتزم حرفي ا على نحو أعمى. ليس إذا كنت طائفي إذا كنت متدينلم أمرك ورأيك وقدرتك على الحكم والتفكير إلى جهة تزعم أنها “أعلى” مهما يكن هذا الدين - وتسيف حياتك، لفظ بها كبار المسؤولين الدينيين في طائفتك، وتك ية كل كلمة يت دق بسلمة طو منك، فتص

ا ورؤياك، وأعمالك مع تلك الحلقة المفرغة من القوانين والوصايا (التي تبلغ في بعض الحيان حدودكر فيها بالنيابة عنك، وقرر أنها تناسبك عبثية)، تلك القوانين والوصايا التي كان شخص آخر قد ف

وتمنحك بطاقة غير مشروطة لـ“الدخول إلى الجنة”.

*******

ل عن إلحادي العقلي و“العقلني”، ينبغي لي، للنزاهة الفكرية، أن أضيف أني أجد في بعض فضا حاجة العديد من هم طبع العقائد الدينية الثابتة إهانات ل تحصى لكينونتي كإنسان/ إنسانة. أنا أتف

ا” ما يسهر على الناس إلى اليمان بشيء/ كائن/ قوة أكبر منهم، والركون إلى فكرة أن “أحدل، الحاجة التي استثمرها مؤسسو الديانات على مر العصور بغية سلمتهم ويعتني بهم. هذه هي، أص

كم بالجماعات من طريق استغلل خوف طبيعي ومشروع، في سبيل السيطرة على العقول التحوالسلوكات والمصادر النسانية والقتصادية والسياسية في العالم.

ا عن الديان التوحيدية الثلثة التي نشأت في كنفها (حوض المتوسط)، والتي هي دث هنا تحديد أتح في الواقع دين واحد بمتغيرات أو تأويلت ثلثة: اليهودية فالمسيحية ثم السلم. مشكلتي مع هذه

لها ومن دون استثناء، أنها قد أثبتت عبر الزمن، وبألف طريقة وطريقة، أنها الديان الثلثة، ك متناقضة، فهي تناقض ذاتها بذاتها. وأنها عنصرية، متحاملة على النساء، عديمة الرحمة، دموية،

د ا ض ة خصوص يز د النسانية والحريات وحقوق النسان. وهي متح ا ض يزة عملني رافضة للختلف، متحعلم. إنها مؤسسات جبلتها يد نخبة من مشتهي السلطة، سلمة المنطق ورجاحة العقل وإنجازات ال

ا ا رائع كم بالناس وبحيواتهم ومواردهم وقراراتهم من طريق بيعهم وهم ول تهدف سوى إلى التحة ة بالنبياء وتار يعرفون تار اسمه “الحياة ما بعد الموت”، ابتدعته عقول مجموعة من العباقرة ( أخرى بالقديسين والشيوخ والمتصوفة). ناهيك بأن هذه الديان الثلثة أقدمت كلها، في مجرى

دت بشراسة للقوى العلمانية والمتنورة ا لهدافها، وتص تاريخها، على توظيف العنف والرهاب ترويجوي، فأنت لدت بسبب طابعها الحصري (إن لم تكن معي فأنت عد دد استمراريتها، وو التي برزت لته

ق الذين ل يتبعونها. ا بح طن ا أو مب ا مباشر كافر، فأنت إنسان سيئ)، ظلم

******

بناء على ما سبق، فإن السباب التي تدفعني الى موقف انتقادي (“براني” و“بارد”) من الديانالتوحيدية كثيرة، لكني سأورد في ما يأتي اثنين منها فقط، أعتبرهما رئيسيين وجوهريين:

ني امرأة. امرأة ذات كرامة. امرأة تؤمن بشكل ل مجال ل، ل تشعرني بالهانة، أو الديان التوحيدية فيه للشك بأنها مساوية للرجل، وبأنه ينبغي لها أن تتمتع بالحقوق والمتيازات نفسها التي يتمتع هو

ا كارهة للنساء بشكل متأصل، ومعادية لمبدأ المساواة بين ل أرفض أديان بها. فكيف يسعني أ الجنسين، وتتنافس في ما بينها لتطبيق المعايير البطريركية، من إذلل للنساء، إلى تصنيفهن كملك

ا، مقتطفات من من أملك الرجل، وقمعهن، والتعامل معهن بدونية؟ إليكم، قبل أن أمضي قدمدسة الثلثة: الكتب السماوية المق

ئا مما لقريبك (العهد القديم، * “ل تشته امرأة قريبك ول عبده ول أمته ول ثوره ول حماره ول شي)”17سفر الخروج، الصحاح العشرون، آية

* “لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع. ولكن لست آذن للمرأة أن تعلم ول تتسلط على الرجلل ثم حواء. وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في بل تكون في سكوت. لن آدم جبل أو

التعدي. ولكنها ستخلص بولدة الولد إن ثبتن في اليمان والمحبة والقداسة مع التعقل” (رسالة).15-11: 2بولس الرسول الولى إلى تيموثاوس،

* “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات

Page 3: لماذا أنا ملحدة-جمانة حداد

قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجعا” (القرآن، سورة النساء، ا كبير ل إن الله كان علي )34واضربوهن فإن أطعنكم فل تبغوا عليهن سبي

ا أو يعقل أن نكون يهود ا إلى ما سبق، وما هو إل نقطة في بحر هائل من الميزوجينية، هل استناد مسيحيين أو مسلمين، ومؤمنين بهذه الديانات كل اليمان، وأن نكافح، في الوقت عينه، النظام

البطريركي، أو ندافع عن المساواة بين الجنسين؟ إن الجابة بـ“نعم” ما هي إل من مظاهر التناقضنى الموقف نفسه تجاه المرأة، وإن ددة التي نعيشها اليوم. فهذه الديان الثلثة تتب والنكار المتع

ا، منذ البدء مع حكاية “الضلع” و“الخطيئة ا ومهين ا وجائر د ا مستب بوجوه وأقنعة مختلفة: موقفا بأن ل سبيل لتحقيق النسجام بين نقر تالي الصلية” التي حملت المرأة وزرها، حتى يومنا هذا. متى

التعاليم السماوية من جهة، وكرامة المرأة وحقوقها من جهة أخرى؟

هذا ل يعني أني أنادي، على مستوى النطاق العام، الى دولة ملحدة. لكني، أبعد من موقفي الخاصدها الدنى. لطالما نالت المرأة حيال مسألة اليمان، ل بد من أن أطالب بأنظمة علمانية في ح

ل يتها في مختلف أنحاء العالم ضمن إطار علماني، ومن الضروري- ل بل من الساسي- أ حقوقها وحر يغفل المرء عن ذلك. بطبيعة الحال، ليست العلمانية الضامن الوحيد للمساواة بين الجنسين.

ء ل يتجزأ من الوصول إلى هذا الهدف. نها جز فوحدها ل تكفي، لك

لفات فيروس “غربي” انتقل إلي (وهو أرجو أل يتجرأ شخص ما، فيقول إن أفكاري هذه ما هي إل مخيوجه إلى عربي أو عربية يدافعان عن مبادئ العلمانية والحرية والمساواة بين الجنسين تهام أسهل ا

ا بين “الحرية العربية” و“الحرية الغربية”، و“الكرامة العربية” و“الكرامة إلخ). لكأن هناك فرقا على الغرب. لمن المعيب والمذل لنا الغربية” إلخ. حقوق النسان إنسانية، عالمية، وليست حكر

ة بالغرب. فلنعد إلى العلن العالمي لحقوق النسان الذي صادقت نحن العرب أن نعتبرها محصورا)، تفهموا ما أقصد. عليه معظم الدول العربية (نظري

ا فرون جهد يات الحسنة، الذين ل يو من هنا، أتأسف على جميع أولئك النساء والرجال، أصحاب النقدة” للغاية، لحين بتفسيرات وتأويلت “مع للتوفيق بين طرفين متناقضين كل التناقض، متس

نني أكرر: إن الديان السماوية تقصي النسوية، وبأسلوب انتقائي في قراءة النصوص الدينية، لك والعكس صحيح، إل إذا كنتم تعتمدون “النتقائية” في تفسيركم لكل المفهومين. إنها أديان تحط من

وامون؟ وقون” (ق كد، بشكل واضح وصريح، أن الرجال “متف قدر النساء بمظاهر مختلفة، وتؤرؤوس؟ حماة؟ أسياد؟) على النساء.

*******

د لنفاق الديان ا، لني أؤمن بأن جسدي ملكي، ول ح وبعد: الديان التوحيدية تشعرني بالهانة، ثانيلهم ل عن أني ل أفهم لمذا يشغل رجال الدين با لق بموضوع الجنس. فض السماوية في ما يتع

ننا محاطون بالمتزمتين الزائفين، من أمثال أسامة وتفكيرهم بكيفية استخدامنا لعضائنا التناسلية؟ إ بن لدن ومخزونه المزعوم من الشرائط الباحية، وصول الى الكهنة المتحرشين بالطفال. في

له بكلمة واحدة: السيطرة. الواقع، يمكن اختصار ذلك ك

ا في الخفاء؛ د؛ أشخاص طاهرون في العلن وفاسقون غالب المجتمعات العربية مبتلية بانفصام حادث عنه أو ممارسته بكل أشخاص مهووسون بالجنس، لكنهم ل يستطيعون حمل أنفسهم على التح

فة، لكنهم أبعد ما يكونون حرية؛ أشخاص يتلون على مسامعنا محاضرات في القيم الخلقية والععقدهم فسون عن رغباتهم المكبوتة و عنها؛ أشخاص يدعون إلى الصلة والتطهر من الثام، لكنهم ين

حيث ل عين ترى ول أذن تسمع.

في ثقافتنا، تندرج الفضيلة والعفة كمفهومين مترادفين، يمكن استبدال أحدهما بالخر. كذلك بالنسبةيما في حال النساء: متلزمة كازانوفا من جهة (الرجل “الفحل”) ومتلزمة إلى الحرية والفجور، ولس

قع من النساء أن يحافظن على الفاجرة (المرأة “السهلة”) من جهة أخرى. ل يزال المجتمع يتوقي المرأة، ا بمنفرج سا ا وثيق عذريتهن في انتظار الزواج؛ ول يزال مفهوم الشرف يرتبط ارتباط

ظر إلى المرأة الراشدة ين ا ما ل عن ذلك، غالب ق الرجال. فض وأجساد النساء تعتبر مكاسب من حق له أن يقرر ما يفعل بجسده، سواء أقررت مضاجعة رجل أم “المتحررة” كساقطة، ل كشخص يح

ي رجل على الطلق. خمسة رجال أم عدم مقاربة أ

لة أن بعض النساء يتجرأن فيزعمن أن هذه المعاملة الفوقية التي يلقينها إنما هي يزيد الطين بل، نفسي على القل، هو كيف توافق هؤلء النسوة على “خيارهن”. لعل ما يحز في النفس فع

لة، فيساومن بذلك على حقهن في استخدام أجسادهن بالطريقة التي يخترنها. نرى المعاملة المذا، أو يسحبن ا مخزي المهات ينحزن إلى صف السرة عند ارتكاب جرائم الشرف، أو يلتزمن صمت

Page 4: لماذا أنا ملحدة-جمانة حداد

قع أغشية بكارتهن أو يحرمنهن حق اللذة عبر إخضاعهن للختان. بناتهن إلى الطبيب النسائي كي يرا للذات بفعل عملية ا قسري ة منهن تلعب بعقلها المجتمع البطريركي، فعاشت إنكار كم من امرأدد العبارات نفسها التي شربتها إياها المجتمعات ا؛ امرأة ل تبرح تر غسيل دماغي استمرت قرون

والديان الذكورية.

د للخطيئة: ل بأس من ممارسته، لكن في إطار الزواج يون من جهة بأن الجنس تجسي قن المسيح يلة. أما نم مباشر ا بهدف التناسل ل غير. كل ما خل ذلك إثم ل يغتفر، يرسل بالخاطئ إلى جه وضمني

لدى المسلمين، فيكفي أن نقارن التقشف المفروض على المؤمنين في هذه الحياة الدنيا،يكافأ هذا وعة، س ا إلى أحاديث شريفة متن بمواصفات الجنة الموعودة لكل مسلم صالح: استناد

بتزويجه خمسين (أو ستين أو اثنتين وسبعين: ما الفرق؟) عذراء لهن صدور “عارمة” أو “مكتنزة” أوا لذوق الرجل)، وهي صدور ل تصاب بالترهل البتة. من الحاديث الخرى ما بتي رمان” (تبع “ناتئة كح

ا ل يصيبه الرتخاء ول ينال منه الضعف! ا أبد ا منتصب نة يملك قضيب يورد أن الرجل في الج

أول ما يتبادر إلى الذهن بعد قراءة مواصفات الجنة المذكورة أعله- إذا كان المرء صحيح العقللك. أما الفكرة الثانية، سليم المنطق- مدى انعدام الثقة بالنفس لدى الذكور، ناهيك بحسهم بالتم

ق فهي: ماذا عن المسلمات الصالحات؟ ما الذي ينلنه في نهاية المطاف؟ أمن المعقول أن يح زوجة في الخرة، فيما ل يحصلن هن على شيء72لزواجهن التنعم بأربع زوجات في الحياة الدنيا و

ا؟ بالطبع ل، بما أن الرجل، الرجل وحده، هو دق عليهن مكافأة جنسية أيض تغ في المقابل؟ ألن دنا، له ير صاحب الشهوة والرغبات الجنسية؛ فيما تخضع المرأة لهذه التجربة كواجب ليس إل. هذا كلم الكثيرون، منذ نعومة أظفارهم، أن من جديد، إلى المعايير المزدوجة المعتمدة في الدين. لقد تع

يكافأ (مكافأة غير مضمونة البتة) في الحياة الجنس خطيئة، وعمل قذر وفاسد. وها هو الرجل ا، أليس كذلك؟ ا” وخطيئة" على الرض. أمر منطقي تمام تبر “قذر الخرى بكمية وافرة مما اع

حسبنا أن نذكر، كمثال ثان على هذه الزدواجية المقيتة، الكلمات المروعة التي كتبها الخميني، فيا، ا كان النكاح أو منقطع كتابه “تحرير الوسيلة”: “ل يجوز وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين، دوام وأما سائر الستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فل بأس بها حتى في الرضيعة، ولو وطأها

قبل التسع ولم يفضها لم يترتب عليه شيء غير الثم على القوى”.

نة، فهاكم هذه الفتوى حول حكم زواج الكبير بالصغيرة والستمتاع بها: “إن الصغيرة أما لدى الس التي لم تحض بعد يمكن أن تتزوج وتطلق فتكون عدتها حينئذ ثلثة أشهر. وإذا تزوج الرجل الكبير

ا. البنت الصغيرة التي يستمتع بمثلها عادة جاز له أن يستمتع بها بكل أنواع الستمتاع المباحة شرع - التصنيف:11251أما وطؤها فل يطأها حتى تكون مطيقة للوطء بحيث ل يضر بها” (رقم الفتوى:

ل عما ورد في “فتح الباري شرح صحيح البخاري”، في باب “كتاب النكاح”، اختيار الزوجين). هذا فضا ولو كانت في المهد لكن ل حول تزويج الصغار من الكبار: “يجوز تزويج الصغيرة بالكبير إجماع

يحرم الخمر يمكن منها حتى تصلح للوطء”. هل ثمة أفظع من تحليل الستمتاع بـ“رضيعة”، بينما ولحم الخنزير؟

*******

ا، أكرر: لست ملحدة لني ماركسية. ول أنا ملحدة لني عدمية. أو من أتباع الشيطان. أو أشتهي ختام إثارة النتباه. أو أرغب في زيادة عدد أعدائي: لدي من النتباه (ومن العداء) ما يكفيني وأكثر. أنا

قي ملحدة، بكل بساطة، لن عقلي، وكرامتي كإنسان/ إنسانة، يحولن دون إيماني. وأؤمن بأن من حبر عن ذلك. أن أع

أعرف أن الكثير من المؤمنين سيشعرون بالستياء (في أقل تقدير) لدى قراءة هذا النص. لهؤلء أقول: صحيح أنكم قد تحسون بالهانة لتعبيري عن عدم إيماني، لكن الوقت قد حان لتدركوا أننا، أنا وآخرين مثلي، موجودون (وبكثرة)، وأننا نشعر بالدرجة نفسها من الهانة لفرضكم علينا إيمانكم كل يوم، بشتى الوسائل والساليب، وأينما كان من حولنا. ل بل ان تعبير الملحدين عن آرائهم ل يعادل،

تغرقوننا فيه كل يوم. ي شكل من الشكال، حجم الستعراض الديني الذي بأ

ا حيال ا لمشاعر الهانة التي تعصف بكم، وعندما تصبحون أكثر تسامح عندما ل يعود إلحادي مصدر وجودي ووجود الملحدين غيري، عندها فقط أكون قد أثبت وجهة نظري. في المناسبة، إن التسامح ل

كرونني، يين المنافقين يذ يعني المتناع عن رجمنا أو إحراقنا، كما ل ينفك بعض القراء المسيح لقناعي بأن دينهم “أفضل” وأكثر رحمة من السلم. نحن غير مضطرين أيها المسيحيون الكرام لن

قنا في التعبير عن أنفسنا من نكم “تسمحون” لنا بأن نمارس ح دم لكم جزيل شكرنا وامتناننا ل نقتل في المقابل. أما من سيشعر بالغضب بسبب كلمي، فله أن يتجاهلني وينام قرير نق دون أن

Page 5: لماذا أنا ملحدة-جمانة حداد

به سيعاقبني. العين، بما أنه يعلم علم “اليقين” أن ر

*****

مسؤوليتنا كجنس “عاقل” تقضي بالوقوف في وجوه أولئك الذين يريدون غسل أدمغتنا وتضليلهاثل بآلهة وشخصيات ذكورية ومنعها من التقدم. مسؤوليتنا تقضي بإدراكنا أن كل هذه الديان التي تتمد، من علة. مسؤوليتنا فقط (من بابوات وشيوخ وأئمة وكهنة وقساوسة وأنبياء وغيرهم) تشكو، ول ب

تقضي بإيماننا بقوة مجتمع مدني علماني ينقلنا من قطعان الى مواطنين، والمساهمة في تعزيزه وتطويره. مسؤوليتنا تقضي بمكافحتنا تدخل رجال الدين المنهجي في حياتنا العامة والسياسية. لكنها

تقضي، في الدرجة الولى، بأن نجرؤ أن نسائل.

حري بنا العودة إلى ما قبل عهد “الصواب” و“الخطأ”، ما قبل عهد المؤسسات الدينية، ما قبل عهدكر مثلي” و“نحن على حق وهم المخطئون”. لنعد إلى ما قبل ذلك حتى: إلى ما قبل عهد “ف

ثرة بها. لفات المشوهة وطريقة التفكير المتأ الخطيئة الصلية، وكل المؤ

فلنعد إلى ما قبل آدم. ما قبل حواء. ما قبل الملئكة وقبل البالسة. قبل الصالح والمستقيم، وقبلدسات. قبل الله. وقبل الشيطان. الثم والشرير. ما قبل الوصايا. قبل العقاب. قبل الثواب. قبل المق

من ثم، دعونا نبدأ من جديد. نبدأنا نحن البشر من جديد، من تلك النقطة البيضاء بالذات.

عن جريدة النهار البيروتية