إميل سيوران - لو كان آدم سعيداً

47
١ ﺴﻴﻭﺭﺍﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺁﺩﻡ ﻛﺎﻥ ﻟﻮ ﺘﺭﺠﻤﺔ ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻴﻭﺴﻔﻲ ﻋﻠﻲ

Upload: younes-el-bouznani

Post on 02-Dec-2015

1.010 views

Category:

Documents


12 download

TRANSCRIPT

١

سيوران

…لو كان آدم سعيدا

علي اليوسفي محمدوتقديم ترجمة

٢

تقديم المترجم

شأةموسيقار العدم يحن إلى ما قبل الن

من دون بعد موته، من النادر جدا أن تصدر األعمال الكاملة ألحد الكتاب الكبار، .أو مقدمة مستفيضة تتناول أعماله دراسة،

نهاية وهذا ما حدث في الطبعة الكاملة ألعمال إميل ميشال سيوران التي صدرت في . صفحة١٨٢٠في )وكوارتسلسلة (عن منشورات غاليمار الفرنسية ١٩٩٥سنة

ولقد اضطر الناشر إلى االعتذار، المبرر، عندما صدر المجلد مشيرا إلى احترام مبدأ .عدم نشر أي كالم آخر غير ما كتبه المؤلف :دافع عنه سيوران

لماذا ؟ : ألسباب عديدة

كل تعليق على كتاب هو ( :"قياسات المرارة " فهاهو ذا سيوران يقول في شذرة من كتابه هذه الشذرة يصدر بها الناشر الطبعة ) فكل ما ال يأتي مباشرة ال قيمة له أو غير مجد،يءس

يقول في .ويمكن أن نجد هذه الفكرة بأشكال وصياغات مختلفة في كتب سيوران .الكاملة أيضالقد اقتنعت بجدوى هذه .داأب ال ينبغي الكتابة عن أحد،:( مثال" االعترافات واللعنات"كتابه

كانت فكرتي األولى أن أهاجم الشخص الذي ذلك، ملت إلى فعل الفكرة إلى درجة أنني كلما .)سأكتب عنه، حتى وإن كنت معجبا به

التجأ الناشر إلى أي عدم التعريف بالكاتب وتقديم أفكاره،؛ وللخروج من هذا المأزقعن نفسه من خالل ملحق يضم مقتطفات من الحوارات أن يجعل المؤلف يتحدث :أسلوب آخر

. التي أجريت معه على مر سني حياتهوسيكون استنادنا أساسا إلى تلك .سنتحدث عنه بلسانه :بدورنا وهذا ما سنقوم به،

وبالخصوص على الكتاب أو كتاباته المقطعية،" شذراته"المقابالت، وعلى بعض آرائه في " جوزيه كورتي" عن منشورات ١٩٩٠ته سيلفي جودو سنة المتميز الذي أصدر

ثم وتعريف تحليلي بأبرز أعماله، ، يلي ذلك نبذة عن حياته،)محاورات مع سيوران(بعنوان

٣

، قد )ماغازين ليترير(ونلفت االنتباه إلى أن المجلة األدبية الفرنسية .مقتطفات مترجمة منها لم تنشر من قبل لسيوران، اسا يضم شذراتكر ١٩٩٧سبتمبر \نشرت في عددها لشهر أيلول

. وقد ترجمنا بعضها استكماال وتنويعا لهذه المختارات

وما بعد الحداثة، لكنه اختار االبتعاد عن عاش سيوران في مرحلة تتحدث عن الحداثة،أعلن أنه ضد .سعى إلى تحطيم المعنى من أجل خوض تجربة الالمعنى .وعن الزمن زمانه،

كما أنه ضد المفكرين الذين ينطلقون من .السفة وضد المنظومات الفلسفية والمقوالتالفعلى الحكمة المختزلة، وواالعتراف، وفضل شكل الكتابة المقطعية، .االقتباس واالستشهاد

إال لديهوال معرفة .يمكننا تحمل الشر وليس مفهمته .الخطاب المتماسك زورا وزيفا كما يقول .)كل تجربة عميقة تصاغ بعبارات فيزيولوجية (عبر الحواس

وهو مثل الشاعر، يخاتل شكوكه .يختار سيوران الشعر والموسيقى أمام الفلسفة والفكر،هذا الوحش الذي يراود خالصه (الشاعر؟ .ليتعاطى الكلمة ويحول الالواقع إلى واقع صيغي

ليست من (والموسيقى؟ .أي الكلمة) حديداعبر الكلمة والذي يمأل خواء الكون برمز الخواء ت .)جوهر إنساني ألنها ال تبعث أبدا على تصور الجحيم

إلى أشار سيوران إلى االستطيقا،" كيف تتحمل الحياة ؟ " في إجابة له عن سؤال

في التعبير )…( أكتب ألتفادى نوبة: "ثمة دور تعزية للفن .ضرورة الكذب من أجل الوجود ."الكتابة انتحار مؤجل )…( راحة

أراد الغربة في أعماقه حتى ال ينتمي إلى أي أرض ويحافظ على وعيه بالطابع االنتقالي وعليه االنخراط في منابع .فاإلنسان الذي يحترم نفسه ليس له وطن .المؤقت لحياة أي إنسان

.الزمن وطرد من األبديةذلك أن التاريخ سقوط أول في .؛ ما قبل االنفصال والتمزقالنشأة . الزمنمنسقوط أي أنه وما بعد التاريخ هو سقوط ثان،

لم الكتابة إذن؟ أمام هذه العدمية، .إنها كتابة تعبر عن انتظار الكائن . الكتابة نسيان الشيء لصالح تسميته أو معرفته

تابة المقطعية استجابة لتشظي ال تأتي عبر منظومة فكرية، بل ضمن انقطاعية الك وهي، لذلك، .الكائن

فكيف نتمكن من معانقة األبدية . عدمية سيوران تستبعد أي هروب خارج عدمنا الزمنيمتصوف دنيوي .إنه غنوصي ذو صفاء ووضوح فكري ينكر الخالص في حضن الزمن؟

خواء :جدفإذا النشوة عنده حضور كلي من دون موضوع و .متخلص من األشكال الماورائية .فال مجال الستعادة الحالة الفردوسية األولى .هو كل شيء عنده، ممتلئ، وهذا الالشيء،

إنه حكيم األزمنة : خاوإن اإلنسان األخير هو إنسان .واليائس من خالصه يصير عالم جمال .الحديثة

٤

القطيعة مع المكان والزمان

وهي قرية في " رازيناري" في ١٩١١ريل أب- نيسان٨ ولد إميل ميشال سيوران يوم وعرف منذ طفولته بحبه للعزلة .من أب قسيس أرثوذكسي مقاطعة ترانسلفانيا الرومانية،

بالمدرسة الثانوية في مدينة سيبيو ١٩٢٠التحق سنة .والتنزه في الجبال المحيطة بقريتهحيث حصل على في جامعة بوخارست ١٩٣٢ و ١٩٢٨وأمضى األعوام ما بين .المجاورة

. واكتشف الفيلسوف األلماني سيمل .دبلوم حول الفيلسوف برغسون ويتحدث سيوران عن حاالت من األرق واليأس الزمته خالل هذه المرحلة فأوحت إليه

ثم " على ذرى اليأس" تحت عنوان ١٩٣٤ ونشره سنة ١٩٣٢بكتابه األول الذي ألفه سنة ".دموع وقديسون"و " ع دالخكتاب "أعقبته عناوين أخرى مثل حصل على منحة دراسية في ألمانيا إلعداد ١٩٣٥ -١٩٣٤ خالل العام الدراسي

ومر بمرحلة عقم في حياته لم تميزها سوى رحلة إلى لكنه لم يفعل شيئا، .أطروحة في الفلسفة تحقيق هذا فعاد إلى رومانيا وعمل على .قرر إثرها اإلقامة في فرنسا باريس لمدة شهر،

فحصل على منحة من المعهد الفرنسي في بوخارست كي يدرس في باريس التي . الهدف" غروب األفكار"وخالل األعوام األولى من إقامته وضع كتاب . ١٩٣٧وصل إليها سنة

.ونشره بالرومانية في سيبيو قرر تعميق لغته التحق بالسربون لدراسة اللغة اإلنكليزية فاكتشف الشعراء اإلنكليز ثم

أن يقطع مع ١٩٤٦حتى قرر سنة ، استغرب هذا االختيارلكنه سرعان ما) الرومانية(األم ونشر .لذلك بدأ يطور لغته الفرنسية .من أجل اإلقامة النهائية في فرنسا لغته ومع الماضي،

التي سوف " غاليمار"ضمن منشورات ،١٩٤٩أي سنة كتابه األول بهذه اللغة بعد ثالثة أعوام،وحصل به على " موجز التفكيك"بالفرنسية بعنوان فكان أول كتاب ينشره. تتولى أعماله الحقا

أندريه : كان من بين أعضاء لجنة التحكيم(جائزة اللغة الفرنسية المخصصة للكتاب األجانب ).…الخ بولهان، جول رومان، سوبرفيال، جيد،

وهذا ما التزم به على الرغم من .واع الجوائز ثم اتخذ سيوران قرارا برفض كل أن، "قياس المرارة : "وتوالت مؤلفاته .وتأكدت قيمته ككاتب باللغة الفرنسية .العروض الكثيرة

وخالل هذه المرحلة؛ ".السقوط في الزمن"، " التاريخ واليوتوبيا"، " بحث في الفكر الرجعي"لكنها لم تنجح على " بلون" ضمن منشورات أشرف على سلسلة دراسات أي مع بداية الستينات،

فكانت تلك .فخاب ظنه وألغى السلسلة بعد صدور الكتاب السابع .الرغم من أهمية عناوينهامساوئ أن ) "١٩٦٩" (يءالخلق الس"وتابع إصدار مؤلفاته .تجربة النشر الوحيدة التي خاضها

٥

وفي العام نفسه ،)١٩٨٦"(عجابتمارين اإل"،)١٩٧٩" (التمزق"، )١٩٧٣"(يكون المرء قد ولد ثم أصدر " دموع وقديسون" صدر له مختصر كتاب كان قد ألفه باللغة الرومانية بعنوان

مترجما عن )١٩٩٠سنة " (على ذرى اليأس"، وكتاب )١٩٨٧سنة "(االعترافات واللعنات" .الرومانية

نفكت تتوسع في األعوام لكن قاعدة قرائه ما ا. أعماله في البداية تقبال محدودا وجدتوكثرت .ظهرت كتبه في سلسلة الجيب الشعبية ف).١٩٩٥(وال سيما بعد موته األخيرة،

.ترجماته وتناولت وسائل اإلعالم كتبه ونجاحه المفاجئ

:قراءة في أعماله ":موجز التفكيك " -١

من المبالغة والكتابة أسلوب فيه الكثير . أول كتاب يؤلفه سيوران باللغة الفرنسية مباشرةبداية إعالن عن .نبرة استفزازية .لم يبلغ فيه إيجاز الحكمة بعد ".الباروكية"الكالسيكية

. مصادر التدمير الذاتي القداسة، االنحطاط ، التاريخ، الخالص، الشر، :موضوعاته األثيرةيوية التي تكاد تكون بنبرته الرؤ" ألعماله الالحقة األم-الخلية"ويعتبر النقاد هذا الكتاب

والميتافيزيقا السلبية التي تستند إلى أفضلية العدم حيث ) نسبة إلى الفيلسوف نيتشه(نيتشويةرؤية تختلط فيها "وما النتيجة التي يتوصل إليها الرائي إال " الكائن مجرد ادعاء بالالشيء"

". بالمقلب… الحكمة بالمرارة و

"قياسات المرارة "-٢ هذا الكتاب عن الكتاب السابق بتالشي الغنائية المتمردة لصالح الصالفة الساخرة يختلف

فإذا الحكمة والفكاهة السوداء والمفارقة تتحالف كلها مع النزعة االرتيابية والحكمة المقطرة؛ .من أجل قلب القيم السائدة

" إغواء الوجود "-٣

وهو األمر غير اإلقامة في وهم الوجود،ما من حل آخر . العدمية تؤدي إلى الجماليةاختار . أي الكلمة :تعويض خواء الكون برمز الخواء ذاته الذي يعني بالنسبة للكاتب،

غريب "وقطع الجذور ليصير ".مدينة الالشيء"كي يقيم في " محاسن المنفى"سيوران فيضع .لكلمةمع تأمالت ينطوي عليها الكتاب حول الشعر والرواية وا ،"الميتافيزيقا

". خلق الكلم "سيوران ثقته في حقيقة الكلمة

٦

"بحث في الفكر الرجعي "-٤

يتناول سيوران في هذا الكتاب مختارات من نصوص الكاتب المتصوف جوزيف دي وهو صوفي ساخر، قارئ جيد " بفصاحة الشراسة"الذي يغوي " المفكر المغالي"ذلك ميتر،

مثل وأهم ما فيه أنه موسوم، .تاز أيضا بانتمائه إلى القرن الثامن عشرللعهد القديم لكنه يمغير أن .ويؤمن مثله بسقوط اإلنسان ألن الشر يسكن أفعاله" ختم المنفى"سيوران، بـ

كان دي ميتر من أبرز ".بالخطيئة األولى"سيوران يأخذ على جوزيف دي ميتر إيمانه وقد شكل إعجاب سيوران به د الثورة الفرنسية،مفكري القرن الثامن عشر الذين وقفوا ض

). انظر المختارات(بعض آرائه في السياسة والثورة فرصة مناسبة ليقدم " التاريخ واليوتوبيا "-٥

غير أن سيوران .مقاالت مطولة" التاريخ واليوتوبيا"يضم كتاب " إغواء الوجود"مثل كتاب الفيلسوف؛ فيبحث عن الدوافع الخفية وراء مختلف يبدو هنا أقرب إلى المؤرخ منه إلى

إن :األنظمة السياسية بالطريقة ذاتها التي توخاها في دراسته عن جوزيف دي ميتر) النشأة(ويكون موقع تلك الفراديس إما في الماضي الزمن،فييديولوجيات تختلق فراديس اإل

.أو إلى عبادة التقدم للماضي،وذلك حسب الرغبة في الدعوة إلى الحنين أوفي المستقبل،

" السقوط في الزمن" -٦

! وهو أهم كتبه ومفتاحها . هذا الكتاب يضم جوهر أفكار سيوران ورؤيته الميتافيزيقيةهذا . لقد نفي اإلنسان من براءته األولى وسقط في التاريخ .تاريخ الوعي هو تاريخ محنته

لكنه مهدد .ل درجة من درجات سقوطه وانحطاطهأو :السقوط يقود إلى رعب الصيرورة :والى سأم" أبدية جهنمية "بالسقوط من هذا الزمن أيضا بسبب الشك الذي يحول الزمن إلى

واالرتيابية تلوح بمثابة الصيغة الدنيوية " الجحيم هو المكان الذي نحكم فيه بالزمن إلى األبد"ما من منفذ .إنما يعني عبادة الالمعنى طلقا آخر،وحتى السعي إلى جعل المعرفة م .للشيطاني والتخلص من الثنائية عبر التجربة الموحدة للخواء، تحويل هذا العدم إلى امتالء،: إال هذا

.والمؤدية إلى عتبة البوذية والصوفيةإنه يهرب نحو المستقبل محبوسا .انفصل عن عالمه وعن ذاته .اإلنسان سجين الوقت -

.وهو ما يميز الحضارة .لمدوخ للزمنبسبب التسارع اهذا اإلنسان المحاصر والمستعبد من الزمن يستطيع السمو إلى عظمة مأسوية بفضل -

إذا كان هذا الشك ثأره فهو أيضا لكن، .الشك، هذه المسافة النقدية التي يقيمها مع ذاته ".تبدأ الحضارة باألسطورة وتنتهي بالشك"خسرانه

٧

!وكذلك أن تكف عن أن تكون كذلك ال،أن تكون إنسانا ليس ح -

وهي الطريق الوحيدة لبلوغ " التمرن على أن تكون ال شيئا" من أجل كسب الحرية ينبغي - .براءة ثانية

. المرض يقظة تكسب اإلنسان زيادة في الكينونة -

"يءالخالق الس" -٧ ادئ غنوصية عرفانيةفيه يفصح سيوران عن مب . مشكلة الشر هي جوهر هذا الكتاب

).نزعة فلسفية دينية تهدف إلى إدراك كنه األسرار الربانية( .وجود مبدأ الشر في أصل النشأة- …المسيحية في ضوء مبدأ الشر- .البوذية ومفهوم الخواء- "مساوئ أن يكون المرء قد ولد "-٨

شيء؟ ويمكن تلخيص بالقليل أفضل من ال ىلماذا الرض :األصل و مجموعة من الحكم؛حتى " زمن ما قبل الزمن"إلى حنين، نوستالجيا،!" لو ولدنا قبل اإلنسان! آه: "الكتاب هكذا

.إذن فالشر خلفنا وليس أمامنا .نتفادى كارثة الوالدةالتراجيديا الحقيقية لإلنسان هي في استحالة العودة إلى زمن الماضي وبلوغ عدم ما قبل -

.الوعي "التمزق " – ٩

يتناول سيوران في هذا الكتاب ما بعد بعد التأمل في مفهوم التاريخ ضمن أعمال سابقة،النهاية ".بالمراهنة على الكارثة "ويحاول تخيل إحدى النهايات المحتملة لحضارتنا، .التاريخ

براءته بعد أن غادر ذلك أن الجنس البشري،" مقدرة ومكتوبة في بداياتها"المحتومة لإلنسانية .يمعن في االنحطاط والعماء األولى،

"تمارين اإلعجاب " -١٠

غير أن . هذا الكتاب يضم المقاالت والمقدمات التي كتبها سيوران عن كتاب آخرينوكما يدل عنوان الكتاب فهو .هواجسه الشخصية تبرز من خالل آرائه في اآلخرين

لكنها " الكتابة رذيلة"عن مفهومه الخاص لألدب ويتحدث فيه سيوران ".بورتريهات إعجاب"ألن التعبير يؤدي :) فلنقل هذه الكلمة ال تنتمي إلى قاموسه،"(يطهر"ألن التعبير رذيلة خالص،

.إلى بعض الراحة

٨

: ومن آرائه في اآلخرين نقتطف !وحش فاتن. أشد المفكرين شغفا وتعصبا :جوزيف دي ميتر-في ذهب إلى حيث تصير اللغة هوائية، الحدود القصوى مع اللغة،ذهب إلى :بول فاليري-

. دانتيال ودرجة أخيرة قبل الالواقعجوهرفال يبقى منها إال منتهى الرقة والخطورة؛لم يكن يعيش في الزمن بل كان يعيش موازيا ".سنده الوحيد "جعل من حب الكلمات :بيكيت-

.للزمناقترابه من .المتصوف المكبوت .على أن يكون نزيهاالمهووس القادر :هنري ميشو-

وسر طريقته يكمن في معايشة الدوار بالعمل على ."عواصفه الداخلية"التصوف يتم عبر .تعميقه

ومع ذلك فهو قادر على العطاء بعيد وغريب عن كل الديانات التي يدرسها، :ميرسيا إلياد- ربما سبق له أن عاش في حياة أخرى ولم يتغذ إال أذكر أنني قلت له ذات يوم بأنه .والخصب . والبراءة أيضا وذلك لنجاحه في المحافظة على قدر كبير من الحيوية والثقة، باألعشاب،

من أولئك الشعراء الوسطاء في النزاع القائم بيننا وبين : "يتحدى العدم :سان جون بيرس- .الزمني …إنه مثل القصيدة؛ معاصر ".العالم

وككل الطائشين ظل .من دون أن تكون له روح باسكال" باسكالية"عاش تجربة :تزجيرالدفي- .يخشى تعميق التوغل في ذاته

: وهناك كتاب آخرون نستطيع تقريبه منهماستطاع من خالل تأمل األحجار أن يعود إلى النشأة؛ أن .المخفق في عالم التصوف :كايوا-

.يتسلل خارج الزمنكان األجدر به أن يظل في ".الحضري الذي بال وطن "أو " الحضري المترحل : "يسبورخ-

إنه يمثل صنفا من اإلنسانية في طورها إلى .أكبر عقوبة له هي تكريسه شعبيا الظل؛أكثر ما يعجبني فيه قدرته على التحدث بالرهافة نفسها عن العودة األبدية كما عن .االنقراض

. ما دام هو مركز كل شيء بالنسبة إليه، قيمته،لكل شيء .التانغو

" اعترافات ولعنات "-١١الخواء، : وتتناول التيمات المعتادة م المقطعية التي تأتي على شكل شذرات، متابعة الحك

:منذ العنوان .ومحاسبة الذات وصوال إلى الشيخوخة، … انحطاط الكائن الخ الخيبة،أصبنا كلنا بعدوى "حكم قصيرة .لحظات فالتة ومضات، .د والقبولبمعنى التمر اعترافات؛

: " تسليم. نوع من عودة الفكر إلى لحظات صفاء وسكينة. عودة إلى تأمل الموسيقى ".األمل ".على أية حال ليس للحياة أي مبرر وجود، وهذا هو المبرر الوحيد،

٩

"دموع وقديسون " –١٢ .مع تشذيبها من الحميا األولى من كتابة الشباب، .الرومانية ترجم هذا الكتاب من

والمنفى الدموع تعكس آالم الحنين للمطلق، ".الشغف بالمطلق في روح مرتابة "نواتات تفكيره ".بين هوى الوجد ورعب الخواء "والقديس أو المتصوف ينوس . الماورائي

"على ذرى اليأس " -١٣

وتدل عناوينه . بالرومانية وكان في الثانية والعشرين من العمر هو أول كتاب وضعه ،"مهزلة ويأس" ،"الشعور بالنهاية" ،"عدم القدرة على مواصلة العيش: "الفرعية على مضامينه

…الخ ،"السخرية والسخرية المضادة" ،"احتكار األلم" ،"رؤيا" ،"كآبة ووجد" ، "استشعار الجنون"وصوال مديح الصمت، الشعور بالعدم، القلق والكآبة، :اة كتبه األخرىويعتبر هذا الكتاب نو

هاجس حب الموسيقى، الكسل، األرق، النزهات الليلية، :إلى عاداته الشخصية التي الزمتهوهي تيمة " أيكون الوجود بالنسبة إلينا منفى والعدم وطنا؟ : "االنتحار، والمنفى الميتافيزيقي

.د ويطورها في أكثر من كتابتالزمه في ما بع سوف .غنائية وشكوى من الوجود ".لو لم أكتبه النتحرت ": إنه كتاب منبثق من عنف داخلي

استسالم المتصوف ينبجس من . "إحاالت إلى الطاقة الحيوية عند نيتشة .الشباب.مديح النارفما من فكر " ة الهوىمأسوي"ويؤاخذ الحكيم ألنه يتجاهل " الخواء وليس من النار الباطنية

أي التي ينتسب إليها سيوران؛" المفكر العضوي"ومن هنا صفة .خالق حقا يتخلى عن ذاتيته :من تجربته الذاتية ويستخلص نظرياته من لحمه ودمه؛ المفكر الذي يحول حاالته إلى معرفة،

المفكر ضوي،ينهض اإلنسان الع في مواجهة اإلنسان المجرد الذي يفكر من أجل التفكير،"أحب األفكار التي تحافظ على .الذي يحدده فقدان توازن حيوي يقع في ما وراء العلم والفن

وأن ألم يفهم الناس بعد أن زمن االهتمامات السطحية والذكية قد ولى، .نكهة الدم واللحما ال ذلك أن صرخة اليأس أكثر إيحاء بم مشكلة األلم أكثر إيحاء من مشكلة الجدل والقياس،

"لم ال نريد التسليم بالقيمة المتفردة للحقائق الحية؟ ... من مالحظة حاذقة يقاس،

:بعض آرائه ارتأينا ترجمة مقتطفات من آرائه المبثوثة في عدد من قبل تقديم مختارات من شذراته،

وقد صدرت بدورها ضمن أعماله الكاملة عن منشورات المقابالت التي أجريت معه،الذي صدر " محاورات مع سيوران"ونبدأ بمقتطفات من كتاب سيلفي جودو .الفرنسية" غاليمار"

. عن منشورات جوزيه كورتي ١٩٩٠سنة

١٠

في " على ذرى اليأس" يقول سيوران متحدثا عن الفترة التي سبقت تأليف كتابه األول هزة فورية تأخذك من .هريكون المرء فيها مأخوذا خارج المظا عشت لحظات،"بداية شبابه كانت تجربة .أو باألحرى في خواء حماسي يجد الكائن نفسه في امتالء خارق، .دون استعداد

تلك االشراقات فتحت لي مجال معرفة السعادة .عظيمة؛ الكشف المباشر ببطالن كل شيءوجودا وخارج هذه العادة المؤقتة ال يمتلك أي شيء .القصوى التي يتحدث عنها المتصوفة

سواء ال نعود كما كنا أبدا، على أية حال، ونحن، .نحن نعيش في مملكة األشباح .حقيقيا ". أكانت تلك العودة من الفردوس أم من الجحيم

) بعد الكشف"(الخطر لدى المتصوفة ليس الشيطان بل ذلك الخواء " - ."والتصوف يغدو فاقدا للمطلق .الخواء يغدو معرفة" - وما يعقبه من ندم، طيلة حياتي كنت مفتونا بالفشل، .و الصيغة العصرية للعدماإلخفاق ه" -

".على ذرى اليأس "وهو ما عبرت عنه في كتابي بأي شكل أفضل دليل على أن الموسيقى ليست من جوهر إنساني،: "وعن الموسيقى يقول

فن الوحيد الذي يضفي إنها ال )…( هو أنها ال تبعث أبدا على تصور الجحيم من األشكال،ألنه يتالشى مع عودة إنها المطلق معيشا لكن عبر وهم كبير، .معنى على كلمة المطلق

"…الصمت وبالشعر، .بقدر ما تطول عالقتنا بالشعر نتمكن من مغالبة الخواء الداخلي: " وعن الشعرإذا أنت خارج ف وفي الشعر يستبعد الزمن، .جوهريا نالمس شيئا ما، كما بالموسيقى،

." الموسيقى والشعر غيبوبتان متساميتان…الصيرورةألتزم بكل كلمة في " مساوئ أن يكون المرء قد ولد "كتاب ( : عن أقرب كتبه إلى نفسه

كذلك أميل .وليس من الضروري قراءته كله هذا الكتاب الذي نستطيع فتحه في أي صفحة،غير أنني أتمسك بشكل خاص بالصفحات . كثيرين هاجموهألن" قياسات المرارة " إلى كتاب

.)وهي تمثل أفضل ما كتبت وأكثره جدية" السقوط في الزمن"السبع األخيرة من كتاب بقيت مجهوال تماما طيلة ثالثين : "١٩٨٨ ومن مقابلة أجراها معه مايكل جاكوب سنة

.يدا ألنه يناسب رؤيتي لألشياءلقد تقبلت ذلك الوضع ج .عاما، وكانت كتبي ال تباع قط مع –أن تكون مجهوال ففي ذلك لذة .األعوام الوحيدة المهمة هي تلك التي عشتها مجهوال

."لكنها حالة خارقة جوانب من المرارة أحيانا،أشعر "١٩٧٧، يجيب في مقابلة أجراها معه فرناندو سافاتر سنة وعن مسألة انتمائهأشبه قليال أولئك .أنا متشرد ميتافيزيقي .لدان وعن كل المجموعاتأنني منفصل عن كل الب

األمر " مواطنو العالم"والذين كانوا يشعرون بأنهم ، في نهاية اإلمبراطورية الرومانيةالرواقيين ." الذي يعني أنهم مواطنو الالمكان

١١

و المبرر الكبير الضحك ه: "١٩٨٤في مقابلة مع ليا فرجين سنة " الضحك" ويتحدث عن هذا ما .كنت قادرا على الضحك حتى في أعمق لحظات اليأس، وعلي القول إنني،! للحياة

تماما كما يمكن للفرح أن يكون حالة الضحك ظاهرة عدمية، .يميز اإلنسان عن الحيوان ."مأتمية

: دو يقول في حواره مع سيلفي جو أو الشذرات، ، وعن تفضيله للكتابة المقطعية مع كل التناقضات تمثل كبرياء لحظة محولة، الشذرة، وهي الشكل الوحيد المالئم لمزاجي،"

هو وخاضعا لمتطلبات البناء ومزيفا بهاجس التتابع، إن عمال ذا نفس طويل،. التي تحتويها ."عمل من اإلفراط في التماسك بحيث ال يمكن أن يكون حقيقيا

المختارات

هذه المختارات شخصية جدا؛ فقد قرأت األعمال الكاملة لسيوران واخترت منها ما لكنني في مرحلة الحقة، وجدت أن ما ترجمته من شذرات . وأغناني،أدهشني حقا، ما فاجأني

قراءتها وغربلتها وأعدت . فعدت إلى األعمال الكاملة. من حيث الحجم،قد ال يستوي كتابا .لكن ليس الكثير منها. بعض الشذرات، نعم أضفت. ريبابالطريقة السابقة تق

!هو حجم ما اخترتهكان الحاصل في هذا الكتاب و

" :موجز التفكيك "من كتاب *

.عندما يستيقظ يكون الشر قد زاد قليال في العالم .في كل إنسان ينام نبي*

، ذلك أن استخدامه من )لصفةا(يكمن الفرق بين الذكاء والغباء في طريقة التعامل مع النعت .دون تنويع هو الذي يؤدي إلى ابتذاله

*

١٢

.الخالص ينهي كل شيء وينهيناومن شأن الشاعر .مجال عدم االكتمال العيب في كل مذهب للخالص يكمن في إلغاء الشعر،

. نفي الفن والروح فالخالص هو موت النشيد، :أن يخون نفسه إذا طمع في الخالص*

كل واحد يجر وراءه . موت إنسان آخر– ال شعوريا على األقل –إنسان لم يتمن ال يوجد القلب وليس من المهم كثيرا أن تكون تلك المقبرة قد أحيلت إلى مهاوي مقبرة أصدقاء وأعداء؛

.أو أسقطت على سطح الرغبات*

.شيطاني من جوهر أخالقيالحرية مبدأ

* كما أن نبرة ا الفكرة هو الدليل الوحيد على عمقها،مجمل تدرجات الضوء التي تتضمنه

.االبتهاج اليائسة بها هي الدليل على فتنتها*

ومعايشته كتاباته مطوال، عند قراءته، :ما يجعلني أعترف بأن الشاعر حقيقي يكمن في ما يلي …في داخلي ،شيء ما يتغير

* …وت هدية يقدمها لألحياء أولئك المهووسون بالم-الحياة ،

" :قياسات المرارة " من كتاب *

وقد يطلب المزيد منها مهما وأن يسكن الحيرة، شخص ماكر يمكنه أن يتبرم بال داع،: الشاعر .تأتي أجيال ساذجة وتشفق عليه فيما بعد، .كانت الوسائل

* ية المتدل(كل مفكر، في بداية طريقه، يؤثر رغما عنه الجدل أو الصفصافة المستحية

).األغصان*

١٣

ما عسى سقراط …يصيبنا نوع من الضيق عندما نحاول تخيل الحياة اليومية للمفكرين الكبار حوالي الثانية ظهرا؟ كان يفعل،

* .أحرار الشعر الجدير بهذا االسم يبدأ من تجربة القدر؛ وحدهم الشعراء السيئون

* .يتعفن شيء ما فينا مع كل فكرة تولد فينا،

* .مكر العبقري وسر الفن! ب ينبوع دموعالكذ

* وقت الغضب أو وقت االنهيار؛ أنا إال إذا كنت تحت أناي أو فوقها،–ال أكون أنا

.عندما أكون في مستواي المعتاد ال أدرك أنني موجود* .ما بين السأم والوجد تجري كل تجربتنا مع الزمن*

.األمل وهم وتخييل اليأس موثق،*

أو عندما نكتفي بمن عندنا ننا لم نعد في مرحلة الشباب عندما نكف عن اختيار أعدائنا،ندرك أ .منهم

* تأتي أحقادنا كلها من بقائنا تحت مستوى ذواتنا وعدم قدرتنا على اللحاق بها وهذا لن نغفره

.لآلخرين أبدا*

.كل تجربة عميقة تصاغ بعبارات فيسيولوجية*

تدعونا المصائب إلى .حتى مساعينا تتغير: جعلتنا تافهين أكثر كلما أحاطت بنا المصائب، .الشخصيةتخنق فينا الشخص كي توقظ التبجح،

* …ال أعطل من قديس

* .منذ ألفي عام والمسيح ينتقم منا ألنه لم يمت على أريكة

*

١٤

:عن الحب .شقائق النعمانهو في القدرة على الجمع بين مزاج مصاص الدماء ورصانة فن الحب؟

* .من يقتل نفسه من أجل غانية يدخل تجربة أكمل وأعمق من تجربة البطل الذي يبلبل العالم

* …أحلم أحيانا بحب بعيد وبخاري مثل انفصام العطر*

.ثمة راهب وجزار يتشاجران داخل كل رغبة* .لو كان آدم سعيدا في الحب لوفر علينا التاريخ

* .فيبكي عند جذورها-يحزنه زنا األزهار- أعمق من ربيعأن نتصور حبا

* )…(بلقنة األجساد :الجنس

* يبلغ نعود إلى أصولنا؛ الشمبانزي المستبعد بغير وجه حق، في اللذة كما في أوقات الهلع،

. ولو لمدة الصرخة–المجد أخيرا *

…ايةتغطي ال نه" على أية حال "على أية حال؛ وهذه الـ …ما زلنا نحب*

:عن الموسيقى

الدقيق عن ولكان في ذلك فردوس الوضوح، لوال هيمنة المفهوم لحلت الموسيقى محل الفلسفة، .وباء من النشوة المتنقلة التعبير،

* ! ما قيمة كل األلحان مقارنة بتلك التي تخنق فينا االستحالة المزدوجة للعيش وللموت

* حتها السعادةالموسيقى ملجأ األرواح التي جر.

* .لزمن انجس ما من موسيقى حقيقية إال تلك التي تجعلنا

*

١٥

ومع ذلك فهي حقيقة الموسيقى، بل لغو وانعدام معنى بالنسبة للفلسفة، ،الراهنةالالنهاية .جوهرها ذاته

* يلمع خنجر أمام عيوننا؛ لم يبق شيء يسندنا، عندما تلوح الموسيقى نفسها عاجزة عن إنقاذنا،

.إال إذا استثنينا فتنة الجريمة* .ألنني شككت أحيانا في سمو أذيتها كم أتمنى الموت بالموسيقى حتى أعاقب نفسي،

* بل الموسيقى منظومة وداعات تستدعي طبيعة فيزيولوجية لم تكن الذرات نقطة انطالقها،

.الدموع*

:عن التاريخ ودواره

…أورام الزمن :األحداث*

.أن يكون نائبا يمثل المعارضة كان من شأن برومثيوس، في أيامنا،: ورتط*

. الكارثة يفرزاإلنسان كائن*

:عن مصادر الخواء .وحدها الروح المتصدعة يكون لها انفتاح على الماوراء

* . ، مسرحي أو مؤرخ وقائعلحسن الحظ للحشرات جحيم ينقصه،

* .م مع السريراألرق هو شكل البطولة الوحيد المنسج

* هؤالء المفرغون من كل لغز وأولئك الذين خزنوا :ال يبلغ الجنون إال الثرثارون والصموتون

.من األلغاز الكثير*

." ما الجدوى من آالمي؟ لست شاعرا حتى استثمرها أو أفتخر بها: "قال لي أحد المرضى*

١٦

بيننا وبين لسنا ندري –تراض أو االع–في حالة الشحوب ينسحب دمنا كي يكف عن التدخل …ماذا

* والمريض؟–ويحكمنا به " في العمق "يجبرنا على التوغل المرض منفذ ال إرادي إلى ذواتنا،

.إنه ميتافيزيقي رغم أنفه*

من ترتد إلى الموت، حتى تتمكن في هذا المنفى الجديد، بعد البحث سدى عن بلد تنتمي إليه، .اإلقامة كمواطن

* يطريق في حالته الخامالحي قاطع وان المنوي.

"بحث في الفكر الرجعي" من كتاب *

يعتقدون أنهم يتميزون عن أولئك المنخرطين في حزب الذين ينتمون إلى حزب من األحزاب، بمجرد لجوئهم إلى االختيار، وفي طبيعة واحدة، ،الحال أن جميعهم يلتقون في العمقو آخر،

ومن الجنون أن نتخيل الحقيقة .أي حسب القناع الذي اختاروه في الظاهر،وال يختلفون إالومن سوء .يعادل االستهانة بالحقيقة كامنة في االختيار ما دام كل اختيار أو تحديد موقف،

كل واحد منا مكره على اختيار حظنا أن االختيار واتخاذ الموقف قدر ال مناص لنا منه، .الالحقيقة والخطأ

* تتحول إلى ما هو عكس االختمار والوالدة فتكف رة الناجحة التي تستولي على السلطة،الثو

مالمح النظام الذي قلبته، وكذلك أجهزته وطريقة بل عليها أن تقلد، عن كونها ثورة وتقلد،زادت في هدم )وهي ال تستطيع أن تفعل غير ذلك(وكلما بذلت جهدا من أجل ذلك .عمله

. حظوتهامبادئها والقضاء على*

١٧

فال تقاتل من أجل الماضي، بل تقاتل دفاعا عن تصير الثورة محافظة على طريقتها الخاصة،وال شيء يساعدها على ذلك أفضل من اتباع الطرق واألساليب التي مارسها النظام .الحاضر

.السابق عليها للمحافظة على ديمومته*

عندما ينخرط الناس في العبادة المزدوجة ة،ما من حالة ثورية حقا إال حالة ما قبل الثور .للمستقبل وللهدم

* يخفي في أعماق تمرده إنسانا رجعيا ينتظر الساعة حتى الفوضوي المتطرف في نزعته،

سلطة مشاكل ال …حيث يطرح تحول الفوضوي إلى ساعة االستيالء على السلطة، المناسبة،من دون أن تسقط في الغنائية وإثارة على حلها، أو محاولة حلها،يمكن ألية يوتوبيا أن تتجرأ

.السخرية*

حو آلية نفي لحظة اقترابها من الهدف وتحققها في الدولة، ما من حركة تجديد إال وتنزلق،وهذا هو وكلما تحددت واتضحت فقدت من طاقتها؛ .لتسترجع التقاليد، المؤسسات القديمةكل فكرة جلية :كلما زادت صياغتها ووضوحها نقصت جدواها وفاعليتها :وضع األفكار أيضا :تنحط كل من الفكرة والفعل ويلتغيان وفي ما وراء الطور األخالقي، .هي فكرة بال غد

.والثاني يؤدي إلى السلطة األولى تؤدي إلى المنظومة الفكرية،* التي تحمل كل حركة على إنكار ذاتها وخيانة تكمن مأساة الحياة السياسية في تلك القوة الخفية

فال شيء يكتمل، في السياسة كما .إلهامها األول، وإلى فسادها المطرد مع تأكيد ذاتها وتقدمها .إال على هالكه في غيرها،

* فإن لقاء اإلنسان باعتبار أن الفكر ال يكون بناء إال سهوا، :كل مذهب يتضمن نواة كارثته

.عاقبة وخيمة على وجه التقريب، ة يتضمن دائما،والفكر

"السقوط في الزمن"من كتاب

* عندما نتجرد منه نجد أنفسنا بال يشكل عنصرنا الحيوي؛ وال بد من اإلقرار بذلك، الزمن، .أو في قلب الجحيم في عمق الالواقع، سند،

١٨

* . تطابق مع العالمأن تبلغ حالة عدم أن تتألم يعني أن تكون أنت ذاتك تماما،

* .ال وجود لحرية وال لحياة حقيقية من دون التمرن على التخلص من الملكية

* .ينبثق من اللحظة الراهنة ويحمل عالماتها مهما كانت درجة سموه،] إبداعي[كل أثر

* وكذلك هو شأن النور الذي يعيش فيه خامال، ال عقيم وغير ناجع، من حيث الوصف، المالك،

أما اإلله .الذي يكمن في كل تمظهر للحياة الباطني، ألنه محروم من المبدأ المعتم، لد شيئا،ي ولوال عدم االكتمال الحيوي لتلك الظلمات، :فإنه يظهر أكثر امتيازا ألنه مجبول من الظلمات

بما إنه مدين لها بكل شيء، .عاجزا عن أداء الدور الذي نعرف لظل في حالة شلل أو غياب، .كينونتهفي ذلك

.ما هو خصب وحقيقي ال يكون مضيئا كليا وال جديرا باالحترام كليا

*

مقتطفات من الصفحات السبع األخيرة المفضلة لدى سيوران ")السقوط في الزمن"من كتابه (

*

.خرىوليس االنتقال نحو لحظة أ هو لهاثها واحتضارها، ما أميزه في كل لحظة من اللحظات، .وأتمرغ في اختناق الصيرورة أهيئ زمنا ميتا،

* . الزمن منأما أنا فقد سقطت الزمن؛ فياآلخرون يسقطون

* إنني أتأمله .فأنا بالمقابل أعرفه إذا كنت بعيدا عنه أكثر من أي كان، بالزمن، أحس إذا كنت ال .إنه يشغل مركز وعيي: باستمرار

* ! د قادرا أن يكون فيهارحموا من كان في الزمن ولم يع

*

١٩

في كل أشكال الحياة المتخلصة من في كل كائن ال يعرف أنه يوجد، مقدس، ثمة شيء ما، .ومن لم يحسد النبات قط ينتقل الى جانب المأساة اإلنسانية. الوعي

* عندما يدرك المرء كيف يؤدي وعي المرء بالموت إلى تلطيف فكرة الموت أو تأخير حدوثه؟

وال يظل يموت في كل مرة يدرك فيها أنه يموت مرتين فقط ، فمعنى ذلك في الواقع، أنه فان، .أنه سيموت

* .الجميل في الحرية أننا نتعلق بها في النطاق ذاته الذي تبدو فيه مستحيلة

* حيث تمكن من العيش حتى وإن خانته سقط في الزمن، بعد أن أفسد اإلنسان األبدية الحق،

.التاريخ إن عملية ذلك السقوط والتكيف تدعى ثابت أنه حقق االنسجام والتكيف،ال :البحبوحة*

هذه المرة لم يعد األمر .لكن ثمة سقطة أخرى تنتظره وتهدده وإن كان يصعب تقدير مداهاإنه بل من الزمن، والسقوط من الزمن يعني السقوط من التاريخ، يتعلق بسقوطه من األبدية،

…الصيرورة المعلقة نجد أنفسنا بال سند، وعندما ينزع منا، ال بد من االعتراف بأن الزمن يشكل عنصرنا الحيوي؛

ذلك الحنين في السأم، وربما في االثنين معا، .أو في قلب الجحيم في الالواقع تماما،واإلحباط من رؤيته يتدفق واستحالة اللحاق به واالندراج فيه، الظامئ إلى الزمن،)النوستالجي(

والسأم هو اجترار هذه ! لقد خسرنا األبدية والزمن .فوق بؤسنا وشقائنا هناك في األعلى، .الخسارة المزدوجة

"يءالخالق الس" من كتاب

*

.عالمة على الشيخوخة المبكرة ؟ إذا كان ذلك صحيحا فقد ولدت مسنا الندمأال يشكل *

"وحه ؟ ماذا ينفع اإلنسان إذا ربح العالم وخسر ر" .خسرت االثنين معا :أنا فعلت أفضل من ذلك-!أن يربح العالم ويخسر روحه

* .كيف ؟ إنه شخص نتمنى قتله من دون أن نعرف جيدا،"المعاصر"من هو

٢٠

* .تتمزق كل لحظة بين الحنين إلى زمن الطوفان ونشوة الرتابة

* .التعمقأي الصبر على ال تتقدم الروح إال إذا تحلت بالصبر على اللف والدوران،

* .الخجل من الذات :الواجب األول عند االستيقاظ

* .نصيب الذي أفرط في التمرد أن ال تبقى له من الطاقة إال القدرة على الخيبة

* .يعني أنه يفضل الموت مكروها على الموت منسيا أن يتمنى المرء المجد،

* فال حاجة إلى التساؤل عما إذا كان .حظةلحظة ل األلم يجعلك تعيش الزمن في تفاصيله،

لذلك يمكن القول إنهم على الذين ال يتألمون؛ إنه ينزلق على اآلخرين،! موجودا بالنسبة إليك .وربما لم يعيشوا فيه قط ال يعيشون في الزمن،

* كاس إذا كنا نفهم بعض األشياء فإن الفضل في ذلك يعود إلى انت .كل أفكارنا مرتبطة بمصائبنا

.فقط صحتنا،*

.وكل ما يسعك إنتاجه هو بكاء تم تحويله أعماال، حججا، يطلبون منك أفعاال،*

.ال يستسلم الطموح للظلمة إال بعد استنفاد كل احتياطي المرارة الذي بحوزته*

. بأن الوجود أفضل من عدم الوجود للبرهنةال توجد أية وسيلة*

هل تكون استحالة النوم سببا أم نتيجة للقسوة ؟ ليغوال إلى هتلر؛من كا دور األرق في التاريخ، . وهذا ما يميزه في الجوهر– يسهرالطاغية

* ."تنمو بوتيرة أسرع عندما أبكي بجوار زهرة،: "قال شحاذ

* .كف عن التطورلعل الجنون مجرد حزن

*

٢١

.الندمالوظيفة الوحيدة للذاكرة تكمن في مساعدتنا على *

.داية لفكرة توافق جرحا ال يدرك في الروحكل ب*

.الرغبة :أفظع األمراض قاطبة نعت شرفي يفترض أن ال يتميز به إال مرض واحد،! عضال*

. المعرفة تنتجأن تتألم يعني أن*

كي نقطع العالقات، نبدأ بالتفكير، نفكر،.مبدئهفي :وبشكل أدق .التفكير هدم في جوهره عندما يتقدم الحفر والتنقيب، فيما بعد فقط، ".واقعي"ونجازف ببنية ما هو ونلغي الصالت،

.يستدرك الفكر ويتمرد على حركته الطبيعية*

.على المستوى الروحي فقط كل ألم هو فرصة؛ على المستوى الروحي،* إلى سوف ينظر وهو أكثر تقدما من قرننا، يمكن الزعم بكل ثقة أن القرن الحادي والعشرين،

.هتلر وستالين باعتبارهما طفلين في جوقة*

!يا لكمية التعب التي ترتاح في دماغي*

بعد مرور بضعة قد يفيدنا النوم في شيء ما لو أننا في كل مرة ننام نتدرب على الموت؛أو من شأن الموت أن يفقد كل امتياز ولن يبدو إال مجرد إجراء شكلي، أعوام من التدرب،

.اجمجرد إزع*

نحن مدينون له .وحده يقاوم تفاهتها وحده يسبغ مذاقا على اللحظات، .الموت نكهة الوجودهو أفضل تعزية لنا في الحياة الذي نزداد إنكارا له، هذا االعتراف بالدين، .بكل شيء تقريبا

.الدنيا*

.يعتبر ثرثرة كل حوار مع شخص لم يعرف األلم *

تشغلني كل أشكال القلق التي تفتح هوة عمليا، را أن أعيش أو أن أموت؛نظريا ال يهمني كثي .بين الحياة والموت

٢٢

* .أنا أنحدر من نظرته !ذلك الحيوان الثديي المفجع الكآبة التي تعبر عنها عينا الغوريال،

* ن لك ؛روالمثابرة مع ذلك في الكينونة بنشاط وحبو يمكن للمرء التفكير في الموت كل يوم،

من ال ينظر إال إلى تلك اللحظة من موته؛ ساعةاألمر ليس كذلك إذا ما فكر باستمرار في .شأنه ارتكاب جريمة ضد كل لحظاته األخرى

* وحدها الفكرة العقيم تحافظ على .تنحل إلى معتقد كل فكرة خصبة تتحول إلى فكرة كاذبة،

.حالة الفكرة*

.قريبا سوف نتحدث عن آخر قملة: كل ما يتحرك ما يعيش،يالحق كل اإلنسان هذا المبيد،*

.كل كائن هو نشيد مدمر*

دجال مثلهم تماما، لكنني أدرك ذلك …ومع ذلك فهم كذلك؛ أنا ال يشعر اآلخرون أنهم دجالون؛ .وأتألم منه

* .ما تبقى مجرد ظالل فروق .أو في عدم الرغبة كل شيء يختصر إجماال في الرغبة،

* فوق هذه الجملة رفعت المتشرد الذي نطق بها في ذلك اليوم،-،"أنا حر في الدرجة األخيرة"

على وهو في قمة مهنته، ألن أحدا من هؤالء لم يتجرأ، مستوى الفالسفة والفاتحين والقديسين، .ذكر مثل هذا النجاح

* ن نلومه على ذلك نح .الساقط إنسان مثلنا جميعا، مع فارق أنه لم يتفضل بخوض اللعبة

.بمثابة بائس وخائن بحق، ونعتبره، نؤاخذه على كشف سرنا وعرضه علنا، ونتحاشاه،*

إلى " :وكان جوابي "إلى أين تذهب هذه اللحظة؟" :استيقظت مندفعا من النوم بسبب هذا التساؤل .وسرعان ما عدت إلى النوم" الموت

* .ثم يتالشى تماما حالما تحدث، قترابهاالتلذذ بتوقع الكارثة يتقلص طردا مع ا

*

٢٣

.إنها تعلمنا كيف ننزف خفية :الحكمة تستر جراحنا

* . بالموت جديراالذي لم يمت شابا يكون

* لوالهما لما تمكنا من التعرف : ما عدا النظرة والصوت كل شيء يتالشى ويفسد لدى الكائنات،

.على أحد بعد مرور بضعة أعوام*

بينما أبحث سدى، ثمة آالف وآالف يحتضرون، وفي كل مكان تقريبا، ه اللحظة تحديدا،في هذ . عن كلمة للتعليق على احتضارهم متشبثا بقلمي،

* .ومع ذلك أتوسل لآللهة باستمرار كي تعيدني إلى ذاتي مللت من كوني أنا،

* أظافرها الصغيرة منبثقة من أمام مومياء إلحدى المغنيات وقد بدت في المتحف البريطاني،

…أنا: أذكر أنني أقسمت أال أقول أبدا الضمادات،*

.بال سببأن نبكي :ال وجود إال لعالمة واحدة تشهد على أننا فهمنا كل شيء* ؟ ينبغي إعادة هذه التجربة مع جزء هو وأنا ما اسم هذا العظم الذي ألمسه؟ ما العالقة بيننا،

.ملكناذلك إلى أن تكف كل األجزاء عن أن تكون ومواصلة آخر من الجسد،*

وأن ال يأتي أحدهم ليتدخل بينه وبين ".ينسى"الشيء أفضل له من أن لكي يجد المرء نفسه،إنهم ينقذوننا من خالل :كلما انصرف اآلخرون عنا ازداد عملهم من أجل كمالنا .ما هو مهم

.هجرنا*

ة للتحمل يكمن في ذلك االستمتاع برؤية أولئك الذين آمنوا بنا لعل ما يجعل الشيخوخة قابل .وهكذا لم يعد من الممكن أن نخيب ظنهم فينا يتالشون واحدا واحدا،

* وماذا يكون : يمثل الندم ملجأنا الوحيد ضد مناورات النسيان مستشرسا من أجل إنقاذ الماضي،

؟ عندما يحيي الندم وقائع عديدة ويحورها وقد انتقلت إلى الهجومالندم في جوهره غير الذاكرة

٢٤

بحيث يكون من الصحيح القول بأنها تبدو لنا، يقدم لنا كل الصيغ المطلوبة لحياتنا، كما يريد، .مثيرة للشفقة وزاخرة في آن بفضل الندم،

* .عصر الكهوف وعصر األنوار :ما أفضله

ت إلى المقصلة ت إلى التاريخ،لكنني ال أنسى أن الكهوف أدوأن الصالونات أد. *

في السابق، كان اإلنجاب -لكن ما قيمة جسد مدعوم ماليا؟ .الجسد مقابل المال :في كل مكانهذه المبالغة في الحسابات .ما اليوم فمن أجل قبض اإلعانات المالية أ.يتم عن قناعة أو عرضا

.ذى بالنسبة إلى نوعية الحيوانات المنويةال يمكن أن تكون خالية من األ*

بصفة استثنائية موجودان في كتابات هوميروس، وكتعبير عنه أيضا، كشعور، التلذذ باأللملقد كان الدرب طويال من الملحمة إلى .فينبغي انتظار أزمنة أقرب أما بصفة عامة، .طبعا

.المذكرات الشخصية*

" مخوزق"ذات يوم، على شخص الكائنات لوال األمل في العثور،لم يكن من شأننا االهتمام ب .أكثر منا

* .كلنا نعيش في قرارة جحيم، وكل لحظة فيه معجزة

"مساوئ أن يكون المرء قد ولد " من كتاب

* من خالل الالتواصل االتصال الحقيقي بين الكائنات ال يتم إال من خالل الحضور الصامت،

.والذي يشبه الصالة الداخلية الخالي من الكلمات، ل التبادل الغريب،من خال ظاهريا،*

أن يتحقق ويوجد إال إذا تم إعداده في الظل مع اعتناء يتميز به القاتل ] األثر[ال يمكن للعمل . الضربوفي الحالتين يكون المقام األول إلرادة .الذي يهيئ لضربته

*

٢٥

هذا الخلل يكف عن كونه كذلك إذا .د عدد الفنانينازدا كلما توغل الفن في طريق مسدود، .، صار مستحيال وسهال في آنفي طريقه إلى النضوب فكرنا بأن الفن،

* يلوح كل واحد .ال يبدو على أحد أنه يتنفس أو يمشي .يلوح المارة آليين بعد ليلة أرق بيضاء، أنت نفسك شبح، .وحركات أشباح ابتسامات آلية، الشيء يأتي تلقائيا؛ :وكأنه يتحرك بنابض

فكيف تريد أن تجد في اآلخرين أحياء؟*

كل شيء يتخذ مظهرا آخر، .يتوجب علينا تغيير أسمائنا، ألننا لم نعد نحن بعد تجارب معينة،أفضل "ونتوصل إلى اعتباره فنتصالح معه، إنه يلوح قريبا ومرغوبا فيه، .بداية من الموت .ال عنه موزار في إحدى رسائله إلى والده المحتضركما ق" أصدقاء اإلنسان

* مثل الفالسفة السيئين الذين (ما يجعل الشعراء السيئين أكثر سوءا هو اكتفاؤهم بقراءة الشعراء

قد يستفيدون أكثر من كتاب في علم –الشعراء–والحال أنهم ) ال يقرؤون إال الفالسفة الرديئينللمرء أن يغتني إال إذا عايش اختصاصات بعيدة عن ال يمكن .النبات أو الجيولوجيا

.األناإال في المجاالت التي تستفحل فيها طبعا، وهذا ال يكون صحيحا،. اختصاصه*

.ينبغي أن يكون الدواء أقوى من الداء .ترياق السأم هو الخوف*

انات قد وإال لكانت الحيو الخوف المرضي وليس الخوف الطبيعي، ،الوعيالخوف يؤدي إلى .بلغت درجة وعي تفوق وعينا

* أتجاوز فأنا أتألم أكثر مما يتألم الفرد، إذا ما تألمت حقا، .الحقيقة تكمن في المأساة الفردية

.وألتحق بجوهر اآلخرين "أناي"دائرة .الطريقة الوحيدة لبلوغ ما هو كوني تكمن في ضرورة انشغالنا بما يخصنا فقط

* فهم وحدهم ، يتوجب عليك أن تعايش كتابه الذين من الدرجة الثانية،لى بلدإذا أردت التعرف ع

ال :همأو يشوهون ضحالة مواطنيهمبا اآلخرون فانهم إما يشهرون أم .يعكسون طبيعته الحقيقية .إنهم شهود مشبوهون .يريدون وال يستطيعون أن يكونوا في مستوى واحد معهم

* هذا ! تتخلى عنهمان تبلغ حدا ال يعود لك فيه أ.ا وجد حتى اليومهو أفضل م الناسك التائه؛

.ما ينبغي أن يكون عليه حلم كل عاقل تخلص من الوهم وبلغ الهدى

٢٦

* !يا لها من مرافعة عن المعادن اضجيجكل ما يعيش يصدر

* جهول ال يعرف فيه أحد،عندما يبلغ عمرا معينا، أن يغير اسمه ويلجأ إلى مكان م على المرء،

.حياة شرير منهك وهنالك يعيش حياة رضية وهادئة؛ وال يخشى فيه رؤية أصدقاء أو أعداء،*

فما أن أكسب عدوا حتى ،أما اآلن .كانت لذتي في خلق أعداء ال تعادلها لذة عندما كنت شابا،حملي .عداء مسؤولية كبيرةامتالك أ .تكون فكرتي األولى هي التصالح معه كي ال أنشغل به

.لم أعد قادرا على حمل أعباء اآلخرين يكفيني،*

وهذا هو معنى ( األبديةنتقبل من دون رعب فكرة النوم المتواصل؛ وبالمقابل من شأن اليقظة .أن تصيبنا بالرعب) الخلود لو كان ممكنا

* .الوعي منفى الالشعور وطن؛

* .بل نهاية التاريخ رف كما لو أنه بلغ القمة،ويتص كل جيل يعيش في المطلق،

*

.ال يمتلك قناعات إال ذاك الذي لم يعمق شيئا*

عندئذ يعطي .مختاريذهب به الظن إلى أنه شعب ،في مرحلة من مراحل تطوره كل شعب، .أفضل ما فيه، وأسوأ ما فيه

* الدة وتبدو لنا بمظهر ما إن تكف الحيوانات عن الخوف من بعضها بعضا حتى تسقط في الب

ومن شأن األفراد والشعوب أن يقدموا المشهد .الوهن الذي نالحظه عليها في حدائق الحيواناتعالنية أو في وإلى عدم االرتجاف خوفا، لو توصلوا ذات يوم إلى العيش في تناغم، نفسه، .الخفاء

* ألم يكن من األفضل لو تشبثنا ن،إذا كان صحيحا أن الموت يعيدنا إلى ما كنا عليه قبل أن نكو

باالحتمال المحض ولم نتحرك إلى ما هو أبعد منه؟ لم هذه االنعطافة إذا كان في إمكاننا البقاء أبديا في امتالء غير متحقق؟

*

٢٧

.نصنع الماضي من الصباح إلى المساء،) …(*

،ضد بؤس أن يكون المرء ا،الملجأ الوحيد ضد األن .الحياة" مبدأ حياة"إنه الالوعي هو السروهي حالة من الرعب وصعوبة ضد األثر المضني لحالة الوعي؛ قد اكتسب فردانيته،

.المواجهة بحيث كان ينبغي أن تكون مخصصة للمصارعين وحدهم*

لو .وال أشك أنني مخطئ .كلما مر الزمن ازدادت قناعاتي بأن أعوامي األولى كانت فردوسا .نه يتوجب علي البحث عنه قبل أعوامي كلهاكان هناك فردوس فإ

* .ال شيء يفوق جسامة الحقارات والبذاءات التي نقترفها بسبب الخجل

* .ومع ذلك ضدها تمرد اإلنسان .العطالة إلهية …

* هذا ما .نبيها وفطنا أكثر من النص المشروح عادة، يكون الشارح، في الفن كما في كل شيء،

. على الضحيةجالديمتاز به ال* "التمزق"من كتاب

* .على الكتاب أن يشكل خطرا. على الكتاب الحقيقي أن يحرك الجراح، بل عليه أن يتسبب فيها

* .طموحما األلم؟ إحساس ال يريد الزوال، إحساس

*

٢٨

كانت الخادم، وهي ريفية أمية،". الالهوت"كنا ذات يوم نتحلق حول المائدة ونتحادث في بعد مرور حياة ". أنا ال أؤمن باإلله إال عندما أشعر بألم في أسناني:" قالت. تستمع إلينا واقفة

.كاملة ظل تدخلها هو الوحيد الذي أتذكره*

يقول لي بأنني " ت"كتب . عندما تكره شخصا تريد منه أن يكون كل شئ إال ما هو عليهت نفسه أن أتخلى عن هواجسي، وأغير لكنه ناشدني في الوق… أفضل إنسان يحبه في العالم

.وجوديمعنى ذلك أنه يرفض . طريقي، وأن أصير شخصا آخر متخليا عن الذي أكونه* كل الحيوانات، وهي من باب التعريف سوية، . كل فعل شجاع يتأتى من شخص غير متوازن

. أنها األقوى، وهذا هو الجبن بعينهتدركتعتبر جبانة، إال عندما *

.الوطن مادة الصقة. الذي يحترم نفسه ليس له وطنإلنسان ا*

.في حالة الهياج العام ال نتجرأ على تخيل تعابيرها .كل تلك العيون القاسية، الشرسةإنها مفردة كانت مشروعة في الحضارات .ليس لها من معنى في المدن الكبرى" جار"كلمة

هم أن يتبادلوا الحب أو الكراهية في الريفية، حيث كان الناس يعرفون بعضهم عن قرب، ويمكن .سالم

* بالمواضيع التي يعالجونها، اإليمانيمكننا، عند كل المفكرين تقريبا، مالحظة حاجتهم إلى

هذه الحاجة، المدانة على مستوى النظرية، تبدو مع ذلك نعمة، . وتماهيهم معها إلى حد ما …فبفضلها ال يقرفون من التفكير

* اأن تكون موجودا ( ا يعني أن تكون محشوررمحاص.(

* .من العائلة التي أصابها صدع، ينبثق ولد ويكرس نفسه للحقيقة فيتيه باحثا عنها

* أحول مقاومة االهتمام الذي أبديه تجاهها، فأتخيل عينيها، خديها، أنفها، شفتيها، في أوج التحلل

ثل هذه اللحظات ندرك لماذا نجحت في م. فما يتضوع منها ويعجز عنه الوصف يستمر: عبثا .الحياة في البقاء على الرغم من المعرفة

*

٢٩

؟ إن ما نتوصل الفهمما . يكون من األفضل لنا عندما نتوصل إلى الفهم أن نقضي نحبنا فوراإلى فهمه حقا ال يصير قابال للتعبير بأية طريقة كانت، وال يمكن إبالغه إلى أحد، حتى إلى

.يموت المرء وهو يجهل الطبيعة المحددة لسره الخاصالذات، بحيث *

.أعتقد أنه من األسهل علي تأسيس إمبراطورية. تأسيس عائلة*

.وحدها الورقة التي تسقط هي ورقة كاملة: قول ياباني* عندما يتالشى هذا اإلذعان . اإلذعان كبرياءيكمن أساس المجتمع، أي مجتمع، في نوع من

.ينهار المجتمع*

.نحن عبيد ونبقى عبيدا، طالما لم نشف من عادة األمل*

.من العالمتعبي ال أقاوم العالم، أقاوم قوة أكبر، أقاوم *

ينبغي االعتراف بأن هذه القيمة ظلت قائمة منذ أن كانت . ما زال النشاط الجنسي القديم معتبرا؟ إن هذا النشاط األقدم الذي يطبع كيف نفسر الملل من كل شيء إال من الجنس. الحياة حياة

الكائن الحي ال يمكن إال أن يترك ميسمه علينا، وهكذا نفهم لماذا يعتبر من ال يمارسه شخصا .منفصال، حطام إنسان أو قديسا

* .ال خالف بين القتلة. مهمتي أن أقتل الوقت، ومهمته أن يقتلني أيضا

* ما إن نكف عن التألم حتى نكف . ما كانت حالة الواقعحالة العافية هي حالة عدم إحساس، ورب

.عن الوجود*

.ما من صداقة تتحمل مقدارا مبالغا فيه من الصراحة* .كل شيء هو ال شيء، بما في ذلك وعي الالشيء*

لو قيض لألمواج أن تفكر العتقدت أنها تتقدم، ولها هدف، وتتطور، وتعمل لخير البحر، وقد .ن وضع فلسفة ال تقل بالهة عن اندفاعهاال تتخلف ع

٣٠

* !بئس كتاب نستطيع قراءته دون التساؤل طيلة الوقت عن المؤلف

*

.ال شيء أغرب من قدر الجسد

* بعد مرور ليلة ال يبقى المرء هو ذاته، غدا في فكرة عالجناها البارحة؟كيف يمكن التوسع

.ومن الغش ادعاء االستمرارية*

.بة مخيب لآلمال بال شك ، مع أنه الوحيد النزيهالشذرة، جنس كتا*

أمر لكل ذلككل شخص ينتظر اضمحالله بفعل األمراض أو السنين، في حين أن وضع نهاية .األفراد مثل اإلمبراطوريات، يفضلون النهاية الطويلة المخجلة. متاح

* .ليست الشيخوخة، في النهاية، إال القصاص منك ألنك عشت

* ذي يبدو وكأنه يعمق كل شيء ال يعمق في الواقع شيئا، بالنظر إلى أنه ال يتوغل الضجر ال

.نازال إال في ذاته وال يسبر إال فراغه الخاص*

.األمل هو الشكل السوي للهذيان*

ياله من . كان من شأن فالن أو فالن أن يحلله. حلمت حلما عجيبا أفضل عدم التوقف عنده .لي تدفن اللياليلندع الليا! خطأ

* .كل مشروع هو شكل مموه للعبودية

* بلى، سعادة أن أنصت، . ماذا عساي أتمنى أفضل؟ ال وجود لسعادة أكثر كثافة. وحديأنا اآلن

.تنمومن شدة الصمت، إلى وحدتي وهي *

٣١

يد، مع أن الخجل مصدر ال ينضب لآلالم في الحياة العملية، فهو السبب المباشر، وربما الوحلكل غنى داخلي.

* .الموت هو أمتن ما ابتكرته الحياة حتى اآلن

* عندما ينبح كلب واحد لرؤية شبح، يتولى عشرة آالف كلب مهمة تحويل ذلك : " مثل صيني

."الشبح إلى حقيقة

"اعترافات ولعنات " من كتاب

* ثمة مجاالت ال .طأ في الذوقإن تطبيق المعاملة ذاتها على الشاعر وعلى المفكر تبدو لي خ

بل عمل هو جريمة،)فلسفية(تفكيك القصيدة كما تفكك منظومة .ينبغي أن يقترب منها الفالسفة .تدنيسي وانتهاك حرمات

ذلك أن الرطانة تغريهم .الشعراء يبتهجون عندما ال يفهمون ما يكتب عنهم :أمر مثير للفضول .م دون مستوى نقادهم وشارحيهمهذا الضعف يجعله .وتوهمهم بتحقيق تقدم

* سوف ينقلون إليه ذلك فال تبقى .أفضل طريقة للتخلص من العدو هي أن تمدحه أينما حللت

لكن من دون وسوف يواصل حملته ضدك دائما، … لقد حطمت قوته :لديه قوة إلزعاجك .هلقد هزم وهو يجهل هزيمت .صرامة وبأس، إذ يكون قد كف ال شعوريا عن كرهك

* !أولئك األبناء الذين لم أرغب في مجيئهم ، ليتهم يدركون السعادة التي يدينون لي بها

* .ذلك هو الوطن وال شيء غيره .بل يسكن لغة ال يسكن المرء بالدا،

* وفي خاتمة المطاف ال تكون ناجزه أو مكتملة إال .سيرته الذاتية …من يعش الخلود يفوت

.المصائر المحطمة*

.البارحة رأيت أبي .والموتى يستغلون ذلك كي يزعجونا .يلغي الموت بإلغائه للزمن، لحلم،ا وإذا لم يكن هو؟ تعانقنا على الطريقة الرومانية، .ومع ذلك ترددت قليال .كان كما عرفته دائما

٣٢

من دون حرارة، من دون إظهار مشاعر لكن كما هي الحال معه دائما؛ من دون دفق حنان،تيقنت أنه هو، الثلجية، وبسبب تلك القبلة المتحفظة، .مثلما هو متبع لدى شعب منفتحالفرح وإن ذلك منغصا، استيقظت وأنا أقول لنفسي إن المرء ال يبعث من الموت إال دخيال، .فعال

.الخلود المزعج هو الوحيد الموجود*

.ال من أجل فهم اآلخر لذات،ينبغي أن تتم القراءة من أجل فهم ا :النقد تفسير خاطئ ومعكوس*

.ال أجد قيمة إال لما لم أفعل مهما فعلت، بحيث، كل رغبة تبعث في داخلي رغبة مضادة،*

في سورة لست هكذا قلت ذات يوم،" سوف تحل نهاية اإلنسانية عندما يصير الجميع مثلي" . مؤهال لوصفها

* هذا ما يجعلنا نفهم لماذا ! الظلمة وعفونة الكهوفما أشد ما كان البشر يتبادلون الكراهية في

في تخليد وجوه من يشبهونهم لم يرغب الرسامون الذين كانوا يتعيشون داخل تلك الكهوف، .الحيوانات وفضلوا عليهم وجوه

* .الحقائق الكبرى تقال على العتبات .كثيرا ما ينبجس الجوهري إثر حديث طويل

* أي المبالغة في كلتا االسم تكتب تحت وطأة اإلعجاب أو االستنكار،الرسالة الجديرة بهذا

.لهذا نفهم لماذا تكون الرسالة الجدية رسالة ميتة في المهد .الحالتين*

.تغيير الكاتب لغته يعادل كتابة رسالة حب بوساطة قاموس*

إنه ينحط ، شأنه .ى فانأي هوى هو هو .ليس غير الموسيقى لربط صلة ال تنفصم بين كائنينوبالتالي أسمى في حين أن الموسيقى ذات جوهر أسمى من الحياة، شأن كل ماله صلة بالحياة،

.من الموت*

شأنها شأن اللهجة سريعة االنتشار، وهذا عين الصواب، من المالحظ أن الرطانة الفلسفية، .إفراطان مدمران في حيويتها،والثانية مفرطة والسبب؟ األولى مفرطة في تكلفها،. العامية

* .أحدهما يدوم لحظة؛ والثاني يدوم حياة. ،ذروة؛ اليأس أيضا االنتعاظ أو هزة الجماع

٣٣

* .وهو الوحيد على أية حال هو مبرر للعيش، حقيقة أن الحياة ليس لها معنى،

* والموت، .ركزت الطبيعة اختيارها على الموت في بحثها عن صيغة قابلة إلرضاء الجميع،

.لم يكن ليرضي أحدا كما كان متوقعا،*

عن وجود ويتحدث عن نهايته بصيغة الماضي، منذ أعوام، منذ شهور، يعيش أيامه األخيرة،جسدي وروحي : "استغربت كيف أنه ال يأكل شيئا تقريبا ويتوصل إلى البقاء .يلي الممات

إلى درجة أنهما ال يتوصالن اآلن إلى ام،استغرقا الكثير من الزمن والضراوة من أجل االلتح ."االنفصال

وإذا لم يكن له صوت تشوبه نوبة احتضار فإن مرد ذلك إلى كونه لم يعد على قيد الحياة منذ وعندما .هذه أصح عبارة قالها بخصوص تحوله األخير." أنا شمعة مطفأة" .زمن طويل

." لب األمر الكثير من المعجزاتيتط: "كان جوابه حدثته عن احتمال حدوث معجزة،* ألنها ال تنبثق من وليس عن األفكار أبدا، :كان علينا أال نتكلم إال عن األحاسيس والرؤى

.أبدا دواخلنا وال تكون ملكنا حقا،*

…على البطيءمدمر ومكتسح بالسأم ، هذا اإلعصار *

.إنها األنا في مواجهة ذاتها إلى األبد :اوالثانية تالزمن األولى يعالجها الدواء، توجد كآبتان؛*

هذا هو الرد الوحيد على من يخبرك .في التخلص من الحياة حرمان من سعادة السخرية منها .بأنه يرغب في التخلص منها

* .كثيرا ما يكون عدوا مستقبليا :المادح

* .أجدى طريقة الكتساب أصدقاء أوفياء أن تهنئهم على فشلهم

* .الذروة الجنسية لم تكن حدثا فلسفيا قط .ة في الحديث عن الجنس تفسدهالمبالغ

* .ما من عائق أمام الخالص اكبر من الحاجة إلى الفشل

٣٤

* .اإلشراق إطاللة أخيرة على الوهم

* . عندما نموت نصير سادة العالم

* حظات، ندركه الزمن العاري والمختزل في جوهر متدفق بال انقطاع لل التدفق الخالص للزمن،

تكف .ننصت فال نسمع شيئا .ويتسرب الصمت إلى كل مكان .كل شيء يختفي .في األرقنحو أي خارج ؟ إنه انغمار ال يبقى فيه إال هذا التدفق .الخارج الحواس عن التوجه نحو

.ولن ينتهي إال مع النوم أو طلوع النهار الخالص من خاللنا، وهو نحن أيضا،*

نساء على الرجال فألنهن يتميزن عن الرجال باختالل أشد في التوازن،إذا كنت أفضل المن دون نسيان ذلك السمو الغامض الذي تمنحهن وتوقد ذهن وصالفة، بتعقيد أكثر،وبالتالي،

.إياه عبودية القرون*

الكثير من يوهمنا بأننا عشنا إذ يمتعنا باستعادة حياتنا، كهجرة في االتجاه المعاكس، إن الندم، .الحيوات

* .يقاس عمق أي هوى بالمشاعر الدنيئة التي تسكنه والتي تضمن كثافته وديمومته

* .مثل اإلله ال يوجد إال بمقدار ديمومة الوجد ال توجد الموسيقى إال بمقدار زمن االستماع،

* .الفن السامي والكائن السامي يشتركان في كونهما يتوقفان علينا كليا

* .ولهذا ال تعرف كيف تتجدد ة تتغذى من ذاتها،الكآب

* .االحتجاج عالمة على أن اإلنسان لم يجتز أي جحيم .كلما تألمنا أكثر طالبنا باألقل

* .أي ما بين وهمين بين الوجود والعدم، موقعنا في مكان ما،

*

٣٥

من الذي " رأى األهداب فارتعب من الشبكة عندما هفا طائر النوم إلى بناء عشه في حدقتي،"أن يسبر ما ال يسبر من هذا الشاعر العربي األندلسي، أفضل من ابن الحمراء، استطاع،

أعماق األرق؟*

كيف أسمي ذلك نوما ؟ –رفعت جبال الهمااليا طيلة الليل *

أليس من البذاءة أن يكشف .الفراغ والخزي بعد كالم كثير لمدة ساعات هاأنذا يغزوني الفراغ،في حين أن أكثر لحظات حياته أن يحكي ويستمع إلى من يحكي، ء أسراره ويعري كيانه،المر

خالل اإلدراك الحسي للصمت؟ امتالء قد عرفها خالل الصمت،*

ومع ذلك عليك أن تكون مستعدا .أما هو فيسهر ويترقب .لقد نسيت عدوك أنت اآلن هادئ،أي ه بسبب ذلك الهدر الهائل للطاقة،سوف تنتصر عليه ألن الضعف تمكن من .عندما يهجم

.الحقد*

بحيث ال يتبقى لنا من حياتنا إال ما لم ما لم نستطع إنجازه، ما ال يهمنا هو الذي لم ننجزه، .تكنه

* سوف تحافظ على ال جدوى من تخليك عن هذا المعتقد الديني أو ذاك المعتقد السياسي،

لكن غضبك سوف يكون سوف تظل حانقا دوما، يه،التصلب والتعصب اللذين دفعا بك إلى تبنبصرف وسوف يبقى، أما التعصب فإنه يظل ملتحما بجوهرك، المعتقد المتروك؛ضد موجها

سوف جوهرك، العمق هو عمقك، .النظر عن القناعات التي تستطيع الدفاع عنها أو رفضها .ولن تستطيع تحويره بمجرد تغيير آرائك يبقى هو ذاته،

* "ى الرب أن النور حسن ورأ"

جحيم أقسى من جحيم فالضوء عندهم اعتداء، .ماعدا األرقين هذا أيضا هو رأي الفانين، .الليل

* يكمن ربما هنا، .ال شيء أشد ازعاجا الستمرارية التأمل من الشعور بالحضور الملح للدماغ

).ومضات( السبب في أن المجانين ال يفكرون إال من خالل بروق*

.هنا يكمن سر األسرار .ومع ذلك لم يفقد الموت شيئا من نضارته .ذ القدم ونحن نموتمن

٣٦

* .إنه الشكل األكثر لطفا في درجات االستغالل .أن تقرأ يعني أنك تترك آخر يجهد من أجلك

* .حتى أنام" أنا "ما أن أخرج من

* دل وزنها خمسين ألف مرة من لكي تبني المحارة قوقعتها عليها أن تمرر في جسمها ما يعا

.مياه البحر ! إلى أين ذهبت أبحث عن دروس في الصبر…

* .أن نكون أو ال نكون

.ال هذا وال ذاك… *

.حذار من المفكرين الذين ال تعمل عقولهم إال انطالقا من االقتباس*

ا للعراك وليس إلقامة إذا كانت الروابط بين البشر على هذه الدرجة من الصعوبة فألنهم خلقو ".روابط "

* . ارتيابيةال وجود لموسيقى :لكن مع استثناء مهم االرتياب يتسلل إلى كل شيء،

* وآخر كاتب المع في اليونان، لوسيان، كالهما تعامل مع جوفنال، آخر شاعر مهم في روما،

.أن ينتهي ا أم ال،سواء أكان أدب كما ينبغي لكل شيء، السخرية التي انتهى إليها أدبهما،*

وفي التخلص من يا للحظ الذي يتمتع به الروائي أو المؤلف المسرحي في التعبير متنكرا،األمر ! في التخلص من كل أولئك الشخوص الذين يتعاركون داخله وأكثر من ذلك، صراعاته،

عبر مختلف بالنسبة للباحث فهو محصور في جنس جاحد ال يسقط فيه تعارضاته الخاصة إال … انتصار لألنا المجزأة–في الحكمة تحرر أوسع .مناقضة نفسه في كل مرة

* .هذه هي نقطة البدء لالفتخار الفكري. ال نعم؛ قناعات، آراء،

*

٣٧

إنه يعيدك إلى الوراء مليارات .لحظة االستيقاظ " للصرصور"ال شيء يعادل الظهور المفاجئ حتى المبدأ ذاته أي في الواقع، رات الوجود،حتى أما السنين حتى العالمات األولى،

.للصرصور*

.ال يدوم إال ما هو قابل لتعدد التآويل .كل ما نستطيع تصنيفه قابل للتلف*

فرار يليه –كل دقيقة تتظاهر بمرافقتنا ثم تهرب .ال أحد غير مجتمع الدقائق في أوج الليالي، .فرار

* هم أنفسنا متحررين من كل شيء وأننا في الواقع لسنا كلما تقدمنا في السن أدركنا أننا نتو

.متحررين من أي شيء*

.ال بد من جرعة كبيرة من فقدان الحس كي نواجه الخريف .األوراق األخيرة تسقط متراقصة*

. أريد يقوض ما أعرفما*

.يأتي وقت ال يقلد المرء فيه إال نفسه*

فهي ال تكون موجودة فيك بل . بالكلماتواعينكون ن) غير اللغة األم( في لغة أخرى مستعارةأن يكون المرء بل استحالة، هذا البون بينك وبين وسيلتك للتعبير يفسر صعوبة، .خارجك

كيف عساك تستخلص جوهر كلمات ليست متجذرة فيك؟ إن القادم .شاعرا في غير لغتهأن يترجم ذلك االحتضار را،في لغة تعلمها متأخ وال يمكنه، الجديد يعيش على سطح الكلمة، .الباطني الذي ينبجس منه الشعر

* بسبب بسبب النزق، بسبب الكسل، "–. سألني ذلك الفيلسوف الشاب مؤاخذا" لماذا الشذرات؟ "

أطنبت في تفسيرات وبما أنني لم أجد منها سببا واحدا،–" …لكن ألسباب أخرى أيضا القرف، .اعهبدت له جادة وانتهت بإقن

* .في هذا الكون الزائغ كأي إنسان، أنا أيضا تمرغت، لم أضع وقتي، على أية حال،

٣٨

* "دموع وقديسون"من كتاب

* عندئذ،.بل يقظة الدموع التي تغفو في أعماق ذواتنا ليست المعرفة هي ما يقربنا من القديسين،

أن يصير قديسا بعد أن كان نبلغ المعرفة وندرك كيف يتمكن المرء من ومن خاللها فقط، .إنسانا

* هل أصير طاهرا بما فيه الكفاية ذات يوم لكي أنعكس في دموع القديسين؟

* .يوم الحساب ال توزن إال الدموع

* )نيتشة" (ال أستطيع وضع اختالف بين الدموع والموسيقى"

حقيقية تخرج من كل موسيقى .من ال يستوعب هذا فورا لم يعش في حميمية الموسيقى قط .ألنها ولدت من الندم على الفردوس الدموع،

* والشعور رفع كتل هائلة من الصخور تحت جلد السياط مع رؤية تلك الصخور تدخل األبدية،

كان العبد األخير أقرب إلى األبدية ! بالفراغ وهو يولد حول األهرامات بسبب هروب الزمنأما نحن فقد . يعيشون في نشوة الشمس والموتكان المصريون! من أي فيلسوف غربي

.وقد استسلم العالم الحديث إلى إغراء األشياء المنتهية! صارت الشمس بالنسبة إلينا لحدا مأتميا*

.الفردوس والبحر، يستطيعان إعفائي من اللجوء إلى الموسيقى وحدهما،*

بفهم استشعار النهاية لدى أبدأ كلما فكرت في الخوف المريع من الموت لدى تولتستوي، .األفيال

* .حد كل ألم ألم أكبر منه

* .خروج آدم هو الحدث التاريخي الوحيد، في الجنة*

وهاتان طريقتان .شكسبير ودوستويفسكي يديمان فيك الندم على كونك لم تكن قديسا أو مجرما .للتدمير الذاتي

٣٩

* كل ما هو موسيقي .ي في أعمق طبقات الذكرىإنها تثو :نحمل في داخلنا الموسيقى كلها

.إلى كل شيء ،أسماءعندما كنا بال الشك أننا استمعنا، .يعتبر ذا عالقة بالتذكر*

.التفكيرأما ما ليس كذلك فهو أن تنكب على . بالفلسفة فهذا دليل عافيةتؤمنأن *

إن الوجودات .الرعبولوال ذلك لما عانيت كل هذا .ربما سبق لي أن عشت حيوات أخرىلقد سبقونا .الروحوحدهم الشرقيون أدركوا شيئا ما عن .السابقة هي المبرر الوحيد للرعب

، في حياة نكفرنحن العصريين، عن ترحلنا ؟ إننا ،لماذا تخلينا. ف يدومون أكثر مناوسو .، عن الصيرورة الالمتناهيةواحدة

* ثمة تهيؤ للدموع يجد تعبيره في .الدموع وليس البكاء .الدموع محك الحقيقة في عالم المشاعر

.ويوجد مريدون في مادة الدموع لم يبكوا قط ، فعال .جوانيوابل *

التصوف اقتحام المطلق .ومعه حتى النور يصبح عديم الجدوى من دون اإلله كل شيء ليل، .ومبررها األخير إكليل كل ثقافة، إنه مثل الموسيقى، .للتاريخ

* ال يهتم الشعراء بالقديسين إال في نطاق كون ا عدا في لحظات الشعور بالحاجة إلى العزاء،م

.مثيرين لالهتماماألخيرين * ومع ذلك ال أحد يطمح إلى الموت، .البطل هو الذي يفكر في الموت أقل من كل الناس

شهوة الموت من :هذه المفارقة تحدد وضعيته .كما يطمح إليه البطل بطريقة ال واعية طبعا، .دون اإلحساس به

* هذه الكلمات نفسها تصدرت .كل شيء قد انتهى :أنصت إلى الصمت وال أستطيع خنق صوته

…بما أن الصمت سبق تلك البداية بداية العالم،* ذلك أن السخرية األنا تحول العالم إلى عدم، .السخرية تمرين يعري الضحالة في جدية الوجود

.منظور السخرية خدعة لهذيان العظمة .إلحساس بالقوة إال عندما يلغى كل شيءال تجلب اتصيب السخرية كل ما هو جدي عندما .كل شيءولكي تتعزى األنا من عدم وجودها تصير

.المأسوي هو الطور النهائي للسخرية .تبلغ الرؤيا القاسية لالشيء

٤٠

* .ود السعادةيستشعرون حد تماما مثل العشاق، األطفال،

* -إن أي عالم كبير .فأنت إنسان بائس مهما كانت درجة ثقافتك، إذا لم تفكر في الموت بكثافة،

العلم بصورة عامة .هو أدنى بكثير من أمي مسكون باألسئلة النهائية-حتى وإن كان كذلك حقا .يبلد األرواح عبر تقليص وعيها الميتافيزيقي

* لكن ما إن تنظر عبر النافذة حتى .بدو لك العالم موجودا كيفما كانعندما تذرع الشوارع ي

ما الذي يجعل شفافية زجاج نافذة قادرة على فصلنا عن الحياة إلى .يصير كل شيء ال واقعيا من طول رؤيتنا للحياة، .هذه الدرجة؟ في الواقع تبعدنا النافذة عن العالم أكثر من جدار السجن

.نسيانهاإلى ينتهي بنا األمر *

ومن هنا ينبع اإلحساس بأن الشيء قد .هروب خارج الزمن والطبيعة بوجه عام، كل مشهد، .وذلك في كل مرة نستسلم فيها لحلم المادة الذي هو الطبيعة وجد،

* .ثمة في الحياة ما يشبه هستيريا نهاية لفصل الربيع*

ست المباليا بما فيه الكفاية لكي أصير ول …لست تعسا بما فيه الكفاية لكي أصير شاعرا .لكنني أتحلى بصفاء كاف لكي أدان فيلسوفا،

…ال يمكن أن نضيف شيئا حول العزلة).مايكل أنجلو"(أعيش بما يموت منه اآلخرون"*

لذلك لن يفوت الفكر .فاخترناه كمادة للتأمل-نحتاج إلى التفكير بشيء ما .العالم مجرد ذريعة .دميرهفرصة ت

* ال بتعبير آخر،.وقارنوها بالمالئكة اعتبر الزهاد المسيحيون أن الصحراء وحدها بال خطيئة،

.وجود للطهر إال حيث ال ينمو شيء*

الذين كانوا يحفرون قبرا ليسكبوا فيه الدموع ليل " طيبة"أحيانا أنكب على التفكير في نساك .ابوا بأنهم يبكون أرواحهموإذا سئلوا عن سبب أساهم أج .نهار

يحفرون ثقبا كي يمتلكوا نقطة ثابتة في .مكان وسند القبر واحة، في الصحراء الخالية، .ويموتون كي ال يتيهوا. الفضاء

٤١

* هكذا نفكر في الداللة الميتافيزيقية .بينما الذاكرة تنتحب الفردوس يزمجر في قاع الوعي،

.ها سياقا للندمللدموع كما نفكر في الحياة باعتبار

(*)ملحق *

.أقول هذا بكل االفتخار المطلوب .فهو أنا إذا كان هناك مخفق للمطلق،*

نداءات السديم قبل أن يتحول أو ينحط حتى وإن لم أتوغل فيها إال قليال، أسمع في أعماقي، …إلى كون

* جهة التي وضعتها لقد وجهت حياتي خارج الو .شجاعة موجهة ضدي ،ك شجاعة سلبيةأمتل .لقد أعقت مصيري .لي

* .أنا متقدم كثيرا على الموت

* .تنبح؛ إنها ال تفسر شيئا، بل تنفجر إذا كانت هناك أفكار، أفكاري، .أنا فيلسوف عواء

* . وشاب) عاما؟١٩(أمامي فتاة في القطار الذي كان ينقلني من كومبياني إلى باريس، باألمس،

في حالة جثة تخيلتها ميتة، ولكي أتوصل إلى ذلك، امي بالفتاة وبجاذبيتها،حاولت مقاومة اهتممن دون لكن، .في حالة تحلل كل ما فيها، شفتيها، أنفها، وجنتيها، وتخيلت عينيها، متحللة، . تلك هي معجزة الحياة .ظلت فتنتها تجذبني .طائل

* في وقت واحد وأن يحس، ة مثلي،ال أحد يستطيع أن يحب الحيا: كل تناقضاتي تأتي مما يلي

أنا مثل إنسان أكول يفقد .إحساسا بعدم االنتماء وبالمنفى والتخلي وبطريقة غير متقطعة تقريبا، .شهية األكل بسبب طول تفكيره في الجوع

*

٤٢

بلغت سن .المال ال يناسبني .عجزي عن العيش ال يضاهيه إال عجزي عن الكسب الماديلذلك ال أستطيع التفكير .من دون التوصل إلى الحصول على دخل ماديالسابعة واألربعين

.في ما له عالقة بالمال*

مكتبي؟ هذا ما يصيبك ". مكتبي"فكتب لي يطلب مقابلتي في مر بباريس، ناشر أمريكي،كل ما .أو أية آلة بسيطة، أشعر بالغثيان والهلع السيارة، أمام الهاتف، .بالغثيان إلى األبد

إنه شعور بعدم انتماء كامل إلى رموز .تجته العبقرية التقنية يصيبني برعب مقدس تقريباأن .العالم الحديث

* . ما من استقرار في أي مكان: وهذا امتياز .منذ خمسة وعشرين عاما وأنا أعيش في الفنادق

لموشك،إنه شعور دائم بالرحيل ا .ويعيش حياة عابر سبيل .وهكذا ال يتمسك المرء بشيء .إدراك لواقع انتقالي إلى أقصى حد

* أنا .يبدو أن هناك من سحرني .خارج ما ندعوه كل شيء أشعر أنني خارج كل شيء،

من؟ لكن، .هناك من يمسك بي. مسحور*

قليل من اليقين .لم ال أميل إلى الصالة ؟ ال أحد في العالم أقرب مني إليك وال أبعد إلهي، .ال تستطيع لكنك ال تستطيع اإلجابة، .ا كل ما أطلب منكهذ وقليل من العزاء،

* فنظرت في عندما رغبت في ترتيب منديل رقبتي، كنت أتهيأ للخروج، …منذ بضعة أيام

وعبثا .من هذا الرجل؟ من المستحيل أن أتعرف على نفسي :رعب ال يسمى فجأة،. المرآةدام ذلك ثالثين . أناألنني لم أكن من أنا؛لم أعرف وقبعتي، ومنديلي، تعرفت على معطفي،

.لكنه تقهقر رويدا رويدا ولما نجحت في العودة إلى ذاتي؛ لم ينته الرعب فورا، ثانية تقريبا، .المحافظة على العقل امتياز يمكن أن يسحب منا*

.ماذا تفعل؟ أنتظرني*

.مادام المرء غير راض عن نفسه لم يضع كل شيء،*

ألن كل ما يوجد يلوح لي مهجورا، على أي شيء، أن أشفقت حتى على قطعة معدن،حدث كل كل ما له شكل يتألم، .حتى حجر الصوان ربما يتألم بدوره .وقد أسيء فهمه الحظ،يءس

٤٣

كل موجود هو .وحيدةالمادة .ما هو منفصل عن السديم من أجل متابعة مصير منفصل !ن إله يستطيع إنقاذ هذا العالم من هذه الوحدة العجوزما م ما من أحد، .وحيد

* ومني شخصيا يصيبني الذهول من كمية الوقت الذي أمضيته وأنا أتبرم من كل شيء،

حسب البشر، فإن سببها هو ذلك الوقت الذي أهدرته، إذا كانت لي قيمة ما، لكن،. باألساس .وليس حسب اإلله

* سكنتني .ومكث يتناعس تحت الشمس خرج أسد بحر من بركته، في حديقة النباتات، باألمس،

ال يمكن إيجاد صورة أفضل من :ولم تكف عن مالزمتي المنهكة، البليدة، تلك الكتلة الشحمية، …األولي الثخين، عن الضجر األبله، تلك،

.)لهذا السبب يالحقني ويسكنني .ذلك الفاقد لإلرادة، هو أنا أسد البحر،(*

ذات ظهيرة لن أنساها، ،)١٩١٦سنة (ة الضجر التي انتابتني في الخامسة من عمريأزمومن كنت قبل .إلى تلك الظهيرة تعود والدتي كائنا واعيا .شكلت لدي أول يقظة حقيقية للوعي

كعالمة على بذلك الصدع وتلك المكاشفة معا،" أناي"بدأت .ذلك؟ كنت كائنا ال أكثر وال أقلفي في عظامي، فجأة أحسست بحضور الالشيء في دمي، .الطبيعة المزدوجة للضجر

لم يعد من وجود للسماء أو لألرض، .كنت مفرغا مثل األشياء وفي كل ما يحيط بي، أنفاسي، .الزمن الموميائي المحنط بل امتداد شاسع للزمن؛

* الضجر …هبت إمكانية التعرف على ذاتيبفضله وبسببه و .لوال الضجر لما كانت لي هوية

.من خالل إدراك بطالن الذات-هو اللقاء مع الذات*

.هذا ما أمتاز به على القلقين الكبار الذين كانوا إجماال مستسلمين وهادئين.ي انفجارضجري*

ما ما يندرج أ .ال أستطيع أن ابدي شغفا في االهتمام إال باإلله وبكل ما هو في منتهى التفاهة .فهي تبدو لي غير محتملة وغير مجدية ، الجادةأي األمور بينهما،

* هذه الحاجة إلى العراك بوسائل ! شيء ما ضد أحدهم أوضديا لها من عادة سيئة أن أفكر

عندما أو حتى من جبن في الحياة ؟ من المؤكد أنني، الدماغ؛ أال تأتي من شراسة غير مشبعة، .القلم، أكتسب شجاعة ال يمكنني التحلي بها أبدا أمام العدوأمسك ب

٤٤

* .،لتمتعت بتوازن كامل كي أصرخ ربع ساعة كل يوم، لو كانت لي شجاعة كافية،

* ٤٣الرابعة و الساعة اآلن، :فيها توجد ساعة حائطية تشير إلى الدقائق .محطة قطارات الشمال

غاصت في الكتلة وأنها تالشت إلى األبد، لن تعود أبدا،فكرت في أن هذه الدقيقة -دقيقةكل شيء يتالشى ! كم تبدو لي نظرية العودة األبدية تافهة وبال أسس .المحتومة التي لن تعود

.وبال أهميةمتفرد كل شيء هو .ولن أعود إلى رؤية هذه اللحظة أبدا .إلى األبد*

لم أكف عن ترديد بعض األغاني يقة اللوكسمبورغ،طيلة نزهتي المعتادة حول حد هذا المساء،كنت أمر بنوبة من .ألن الجميع كانوا يلتفتون وكان ذلك بصوت عال على ما يبدو، اإلسبانية،

يظن من الخارج، وال شك أن الذي يراني، .تلك النوبات التي تتغلب فيها اإلثارة على االنهيار وبمعنى من المعاني،!) علم أينياهللا ال في األرض بل،( سعيدأو يتوقع أنني أنني مجنون،

ذلك أنني استطعت أن أستعيد في ذهني تلك الليلة كلها التي قضيتها في .كنت سعيدا، فعالواستيقظت فجأة حوالي الثالثة أو الرابعة فجرا كي أقصد الصخور الوعرة المشرفة " تاالمانكا"

وعليها معطف مطري أسود اللون؛ ،"البيجاما"أرتدي كنت .إلنهاء كل شيء -على البحرحتى لكن، .مكثت بضع ساعات فوق تلك الصخور إلى أن جاء الضوء وطرد أفكاري السوداء

وأخيرا السماء، وصخب األمواج، ونباتات الدرب، الح لي جمال المنظر، قبل شروق الشمس،واعتبرته متسرعا على ن مشروعي،كل ذلك بدا لي على درجة من الجمال بحيث تخليت ع

ثم أجبت .فإن هذا المنظر الواقعي أيضا إذا كان كل شيء الواقعيا، :قلت في نفسي .أية حالالجمال ليس .تعزيني تغريني، بل حقيقي؛ غير أن تلك الالواقعية تروق لي، هذا ممكن،: نفسي

. واقعبداية إنه مطلع وهم، وهما كامال،*

–الذي ما انفك يضرب نفسه بعنف العتقاده بأنه مسؤول عن انتحار زوجته " س"يد إلى السوإذا كان وأنها لم تكن تنتظر سوى ذريعة حتى تقتل نفسها، أوضحت بأن االنتحار كامن فيها،

تماما كما كان كان االنتحار فيها، "هذا كل ما في األمر .له من ذنب فهو توفيره لتلك الذريعة .قلت له" ضمير فيكتبكيت ال

* في أن يلتذ بتمزيق أو تبكيت الضمير؟ إنه الرغبة في أن يجد المرء نفسه مذنبا، ما الندم،

.نفسه، في أن يرى نفسه ويحسها أسود مما هي في الواقع*

٤٥

عانى من سوء .من دون أن يشعر بأي ذنب" فاغرام"فقد نابليون ثالثين ألف جندي في معركة ما جدوى مالحظة هذه األمور؟ إن الشعور بالذنب ال يصيب إال الذين لكن–المزاج فقط

.، وهكذا فإن الندم عندهم يحل محل العملالفعل،الذين ال يستطيعون الفعلينقصهم*

لكنه تقريبا، ال يبدده .ال يحس بأنه يبدد وقته حتى وإن لم يفعل شيئا، عندما يكون المرء وحده، .إال إذا كان في رفقة

* إذ ال وجود لحوار عقيم مع حقيقي وخصب،" الالشيء"هذا ! شيء لدي حتى أقوله؟ ال يهمال

.ذات يوم مالقاة الذات،أملحتى وإن تمثلت في هناك نتيجة دائما، .الذات*

أجهد كي أجعل .عدم االهتمام بي أريد عدم اإلزعاج، من أنت؟ أنا إنسان يزعجه كل شيء، ...ومع ذلك .أي انتباهاآلخرين ال يعيرونني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــسبتمبر -المجلة األدبية الفرنسية، في شهر أيلول" ماغازين ليتيرير " هذا الملحق يضم بدوره مختارات من كراس نشرته مجلة (*) . لكاملة ؛ أي بعد موت المؤلف، وتضمن بعض الشذرات التي لم تنشر ضمن األعمال ا١٩٩٧

محمد علي اليوسفي

1950 مارس3محمد علي اليوسفي من مواليد مدينة باجة بالجمهورية التونسية * . متزوج وله أنسي ودانية* ة بتونس ثم سافر إلى الشرق العربي حيث أتم دراسته درس المرحلتين االبتدائية والثانوي*

. الجامعية في جامعة دمشق وتخرج في قسم الفلسفة والعلوم االجتماعية .تابع الدراسات العليا في االختصاص ذاته بالجامعة اللبنانية خالل الحرب األهلية* لصحف والمجالتوفي األثناء مارس الترجمة والكتابة والصحافة الثقافية في أبرز ا*

. واللبنانية والفلسطينية السورية .عاد إلى تونس ليستقر بها بعد عشرين عاما أمضى ثمانية منها في جزيرة قبرص*

٤٦

:أعماله المؤلفة*

: في الشعر-أ .1988، دار الكلمة، بيروت حافة األرض * .1998، دار الطليعة الجديدة، دمشق امرأة سادسة للحواس * .1998، وزارة الثقافة السورية، دمشق جداد ليل األ*

: في الرواية-ب

. 1992رياض الريس للكتب والنشر، لندن ] جائزة الناقد للرواية[توقيت البنكا * .1997دار الجنوب، تونس ] الريشة الذهبية:جائزة كومار[، شمس القراميد* .2001دار الطليعة الجديدة، دمشق، سوريا مملكة األخيضر، * 2002دار الفارابي، بيروت بيروت ونهر الخيانات،* ٢٠٠٥دانتيال، دار الفارابي، بيروت * ٢٠٠٧عتبات الجنة، دار الفارابي، بيروت *

: في النقد-ج

. 1988 ، بيسان برس، نيقوسيا، قبرص، أبجدية الحجارة*

: أعماله المترجمة* :أ ـ شعر

.1983لدار العالمية، بيروت ، أوكتافيو باث، احرية مشروطة* .١٩٩٤، مختارات من الشعر اليوناني، دار الملتقى، ليماسول، قبرصمدائح النور*

:رواية ـ ب

.1980، غابرييل غارسيا ماركيز، دار ابن رشد، بيروت حكاية بحار غريق * طبعة جديدة، دار .1981ة بيروت، غابرييل غارسيا ماركيز، دار الكلمخريف البطريرك*

.٢٠٠٥المدى، دمشق .1981، ميغيل أنخل استورياس، دار التنوير، بيروتالبابا األخضر * .1982، شيتشيرو فوكازاوا، دار التنوير، بيروت ناراياما * .1982، أليخو كاربنتييه، دار الحقائق، بيروت مملكة هذا العالم* .1986يبيدا ساموديو، دار منارات، عمان ، ألفارو سالبيت الكبير*

٤٧

. 1994، كريستين بروويه ، دار الجنوب، تونس ليلة طويلة جدا* الدار ـ بلزاك والخياطة الصينية الصغيرة، داي سيجي، المركز الثقافي العربي، بيروت*

٢٠٠٤البيضاء،

:ج ـ سيرة .1994داب، بيروت ، سيرة نيكوس كازنتزاكي بقلم زوجته، دار اآل المنشق*

: ـ دراسات د .1981، ماكس هوركهايمر، دار التنوير، بيروت بدايات فلسفة التاريخ البورجوازية* ، جورج لوكاش، المؤسسة العربية للناشرين المتحدين، تونس بلزاك والواقعية الفرنسية*

1985. ٢٠٠٧نظرية الدين، جورج باتاي، دار معد، دمشق *

: سينما-هـ

.٢٠٠٣ ، الثورة الفرنسية في السينما، المؤسسة العامة للسينما، دمشق*

.٢٠٠٥، قرن من السينما الفرنسية، المؤسسة العامة للسينما، دمشق*

و ـ رحالت

٢٠٠٤ من تونس إلى القيروان، غي دي موباسان، دار المدى، دمشق، *

fr.yahoo@yousdali : العنوان اإللكتروني

com.gmail@yousfimedali