بسم الله الرحمن الرحيم

رفع المنارة لتخريجأحاديث التوسل والزيارة

محمود سعيدللشيخ المحدث بن محمد ممدوح

أحد تالمذة الحافظ المحدث السيد الشريف الحبيب الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري

الحسني

كلمة من خادم الحديث أحمد بنالدرويش عفى الله تعالى عنه

مما يؤسف له أن أخي الشيخ المحدث محمود سعيد لم يتيسر له نشر ما

أحسن فيه من خدمة الحديث الشريف على اإلنترنت ولما زرت مصر هذه

المرة عزمنى على اإلفطار فوجدته على خير كثير من مواظبة على حلقة

ذكر أسبوعية بمنزله بعد مغرب الجمعة وطلب منى أن أعلم ابنه قبل سفري

بعض المهارات فسعدت بالطلب

والمطلوب، المهم األن أنا أتيح هذاslideshareالعمل في موقعنا وفي

وبقيت ملحوظة مع حبي وتقديري ألخي فأنا ال أوافقه في بعض عبارات

وفقرات في كتابه في التفضيل وأيضا ال أوافقه في كتابه األخير عن زيدية

موالنا إدريس مؤسس المغرب وموالنا عبد السالم بن مشيش رضي الله تعالى عنهم، والحفاظ المغاربة أطلع منه في العلم ولم يقولوا بذلك فال يحسب أحد أن هذا قول الحافظ عبد الله الغماري رحمه الله تعالى ورضي عنه وأرى أن

الخطأ جاء من عدم معرفة الشيخ سعيد مقتضيات الحال والزمان والمكان

لهؤالء الناس فما بقي لنا إال التقليد الاإلجتهاد القاصر والله تعالى أعلم. اهـ

محمود سعيد بنقال الشيخ المحدث محمد ممدوح

الحمد لله رب العالمين، منزل الكتاب ،

واهب العطاء ، اختص من شاء بما شاء ، فهو السميع، العليم، الحكيم، الكريم، المبدئ،

المعيد، الوهاب .

6

والصالة والسالم على سيدنا محمد المخصوص بالكماالت ، السراج المنير،

والبشير النذير، الفارق بين الحق والباطل، والهدى والضالل ، والرشاد والغى ، من تبعه

نجا ، ومن خالفه هلك ، واإليمان به وسيلة كل مسلم ، قال تعالى )) يا أيها اللذين آمنوا اتقوا

الله وابتغوا إليه الوسيلة (( صلى الله وسلمQ لديه ، وعلى Q وشرفا وبارك عليه ، وزاده فضال آله األطهار ، ورضى الله عن صحابته األبرار ،

ومن تبعه بإحسان . وبعد ..

فإن مسألتى الوسيلة و الزيارة منQ ، وصنفت المسائل التى شغلت الناس كثيرا

فيهما - خاصة سألة التوسل - مصنفات متعددة وحصل أخذ ورد وجدل ،وتزيد وتاجر بهما

سماسرة االختالف بين المسلمين ومما زاد الطين بلة أن سبكهما المتشددون فى مسائل اإلعتقاد .. !! وقد حصل بسببهما الخوض فى

أعراض كثير من أئمة الدين ، وتطاول فىأعراض جماهير المسلمين .

Q بما ذكرت علم كم صحب ومن أحاط علما ذلك من النهى الشديد والتخويف والتهديد ، وقد تالحقت أقالم فى ذلك كان من آخرها

رسالة

7

باسم )) األخطاء األساسية فى توحيد األلوهيةالواقعة فى فتح البارى (( .

hع فيها صاحبها على الحافظ ابن حجر شن لتجويزه التوسل وقوله باستحباب الزيارة ، وهذا غاية فى الغلو والتعصب والجهل من

صاحب الرسالة الذكورة . فيا للعار والشنار قاضى قضاة المسلمين

وشيخ المحدثين وإمامهم ومفخرة المسلمين رحمه (1)) أحمد بن حجر العسقالنى (

hف فيه بدون حياء - رسالة تحوى هذا mصن الله ت المعنى الذى ال يدل إال على مبلغ انحراف

hه عليها على جماعة مصنفها المسكين ومن دلالمسلمين .

ولكن أهل الفضل ال يكترثون بمصنف تالف ، فغايته أنه صرير باب أو طنين ذباب وال

يضر البحر العظيم أمثاله .Q أن رمى فيه مايضر البحر أمسى زاخرا

غالم بحجر mتبت مثل هذه الرسالة فى عصر انتشار ولو ك العلم ، والعناية بأهله لكان للقضاء وللعلماء

موقف آخر من هذا المتطاول وأمثاله . وأهل الحق يعملون فساد مقاالت المتشددين ،

وان الحق لم يحالفهم

8

والحافظ مع ذلك إمام من أئمة أصول الدين ، وكالمه في مبحث(1) الصفات يسير فيه بسير أئمة أهل السنة والجماعة لذى ترى أفراخ

الكرامية المجسمة القائلين بالقدم النوعي للعرش ، وقيام الحوادث بذات الله والمثبتين للحد ، والجنب والجوارح يتناولون ))فتح الباري (( إما بالتعليق أو باإلختصار أو بالحرق أو بالتحذير

وصنعيهم عالمة على بدعتهم . وروينا باإلسناد الصحيح إلى العالمة القاضي محمد بن علي الشوكاني

أنه حين طلب منه شرح البخاري قال : ال هجرة بعد الفتح .

في المسألتين _ مرة، وأن هذا اإلختالف منإدبار الدين وليس من إقباله .

فيا قومنا الله الله فى إسالمكم ال تفسدوهلهوى شيطان مريدz أو جاهلz مغرضz مسكين .

* * * وقد استعنت بالله تعالى على تخريح

األحاديث الواردة فى التوس|ل والزيارة ، وأردت أن أسلك فيه سبيل اإلنصاف ، وبعدت فيه عن

المحاباة والتعصب واإلعتساب ، وتقيدتبقواعد الحديث الشريف .

والغرض من هذا المصنف بعد بيان الصواب فى نظرى فى األحاديث، هو أن الخالف فى

مسألة التوسل هو خالف فى الفروع،ومثله الhيصح أن يشنه به أخ على أخيه أو يعيبه به، وأن من قال به _ وهو التوسل باألنبياء و األولياء _

متمسك بأدلة ثابتة ثبوت الجبال الرواسى وردها ال يجيء إال من متعنت أو مكابر ، فإن لم

تقنع فاسكت وسلم وال تشنع فالخالف فى

9

الفروع ال يحتمل هذا اإلفراط ، سلك الله بناسواء السبيل .

وأما المقصود فى مسألة الزيارة فهو اثبات إطباق علماء األمة على استحباب أو وجوب زيارة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم

بشد رحلz أو بدونه ، وأن من قال بتحريم الزيارة المستوجبة لشد الرحل قد ابتدع وخالف النصوص الصريحة وإطباق فقهاء

Q عن المذاهب األخرى . مذهبه فضال فأولى بأولى النهى ترك الشاذ من القول

والتسليم بالمعروف المشهور الذى أطبقتاألمة على العمل به ، والله المستعان . أما من تعود أن يقول )) عنزة ولو

طارت (( ، أو )) يا داخل مصر مثلك كثير (( فهو مكابر أو متعنت فال كالم لنا معه ، فقد خالف صريح الدليل ، وحالف أعيان األئمة

وسرج األمة . )) رفع المنارة وقد سميت هذا المصنف

لتخريج أحاديث التوسل والزيارة (( أسأل الله تعالى أن يتقبله بقبول حسن ،

ويجعله فى صحيفة حسناتى .وقد عقدت مقدمتين لهذا المصنف :

األولى : فى الكالم عن التوسل .والثانية: فى الكالم عن الزيارة .

10

ومهدت لهما بكلمة عن الصارم المنكىوشفاء السقام

وكتب

محمودسعيد ممدوح

غفر اللهتعالى له

رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسلوالزيارة

تمهيـد شاع بين كثير من الناس أن أحاديث

الزيارة كلها ضعيفة بل موضوعة وهو خطأ بال ريب، ومصادمة لقواعد الحديث بال مين، ويكفى

اللبيب قول الذهبى الحافظ الناقد عن حديث الزيارة: طرقه كلها لينة لكن يتقوى بعضها

ببعض ألن ما فى روايتها متهم بالكذب، نقله عنه السخاوى ، وأقره فى المقاصد الحسنة

( .413)ص كتاب ومنشأ هذا الخطأ هواإلعتماد على )) الصارم المنكى فى الرد على

للحافظ أبى عبد الله محمد بنالسبكى ((أحمد بن عبد الهادى رحمة الله تعالى عليه .

11

وكنت أرى اإلحالة على هذا الكتاب من كثير من الكتاب سواء من المشتغلين بالحديث أو

غيرهم فأكتفى بالسكوت رغبة فى اغتنامفرصةz لتحقيق مدى صحة هذه المقولة . وبعد النظر فى )) الصارم المنكي ((

وتحقيق أحاديث الزيارة ، رأيت الهول في هذا الكتاب ، فتراه يتعنت أشد التعنت فى رد األحاديث عند كالمه على الرجال، ويطول

Q ما يراه يؤيد رأيه Q على الرجال ناقال الكالم جدا وهو الجرح ، وال يذكرمن التعديل إال ما يوافقه

كما فعل مع عبد الله بن عمر العمري ، وتطويله للكالم يخرجه عن المقصود إلى اللغو

Q ص والحشو مع التكرار الممل )) أنظر مثال226 ، 454 ، 256 ، 257 ، 315 ، 290، ) …… إلخ (( 31 ، 132 ، 168 ، 154 ، 130

1). Q خارجة عن المقصود وهو يذكر أبحاثا

كالبحث المتعلق بالمرسل وطرق الحديث الذىفيه حفص بن سليمان القاري .

Q بذكر فتوى فى الزيارة البن ويطيل الكتاب جدا تيمية عقب كل حديث فى الزيارة ،وحاصلها

مكرر ومعروف ، ولو اختصر الكتاب بحذف كلخارج عن المقصود لجاء فى جزء صغير .

12

أما تهجمه على اإلمام المجتهد التقيQ ) ص ،20السبكي فحدث وال حرج وخذ مثال

(، وعند المحاققة تجد الحق مع اإلمام95 ، 62 ( احتلف فى20المجتهد السبكى ، ففى ) ص

نقل عن أبي محمد الجويني ، والصواب فيه مع –122السبكي كما يعلم من شفاء السقام )ص

( ونصرة اإلمام السبكي للسمنودي ) ص1234. )

Q يأتى بتعليالت لألحاديث خارجة عن وأحيانا قواعد الحديث ، كقوله عند محاولة تضعيفجه أحد من أصحاب بعض األحاديث : لم يخر|

الكتب الستة وال رواه اإلمام أحمد فى مسنده … إلخ ، وغير خفي أن| هذا التعليل فيه نظر

فالعبرة باإلسناد ولو كان الحديث فى جزء غير ( وما بعدها فى هذا227مشهور وانظر ) ص

الكتاب .hقى وقد أكثر فى كتابه من الدعاوى على الت

السبكي من غير برهان .واإلحالة على طبعة الرياض التي حققها الشيخ إسماعيل األنصاري(1)

بيد أن الخطأ في الفروع له وزنه عند أهل العلم، أما الخطأ فى األصول فمما ال

يجترئ عليه إالمن بعmد عن الحق، فمن شقاشق ابن عبد الهادي قوله : )) وقد اختلف

13

المثبتون للنزول هل يلزم منه خلو العرش من ( .304أم ال ؟ (( ) ص

وهذا الباطل ال تجده فى نصوص الكتاب والسنة ، وما فاه به أحد من أئمة السلف وال يبحثه إال من اليفرق بين الخالق والمخلوق ،

تعالى الله عما يأفكون ، ليس كمثله شيء وهوالسميع البصير .

وفى اإلقتصاد فى اإلعتقاد للحافظ عبد الغني (112االمقدسي الحنبلي صاحب الكمال ) ص

: ومن قال : يخلو العرش عند النزول أو اليخلو فقد أتى بقول مبتدع ، ورأى مخترع . اهـ .

ومن اآلفات المردية انتصار اإلنسان�نz فى األصول . �ي لشيخه ولو فى خطأ ب

ولشيخنا العارف بالله العالمة المحدث السيد عبد العزيز بن الصد�يق الغماري حفظه الله تعالى كلمة جامعة فى بيان حال الصارم

)) التهاني فىالمنكي ذكرها فى كتابه فقال : التعقيب على موضوعات الصغاني ((

وابن عبد الهادي، سلك فى ذلك الكتاب)) مسلك اإلفراط الخارج عن قواعد أهل

الحديث، فيجب الحذر منه، زيادة على سوء األدب في التعبير مع التقي السبكي الحافظ

الفاقه، وإتيانه في حقه بما ال يليق بأهل العلم سلوكه، يضاف إلى ذلك ما أتى به من القول الفاسد والرأي الباطل والخروج عن

14

سبيل السلف فى ذلك، وإن زعم أنه ينصر عقيدتهم ، ويكفيك من ذلك أنه ذكر الخالف

فى مسألة النزول هل يخلو العرش من الرحمن عند نزوله في ثلث الليل أوال ؟

وهذا مما ال ينبغي أن يذكره فى كتاب إال مoشبnه بليد ال يفقه وال يدري ما يخرجه من رأسه ، وأين وجد عن السلف هذا التشبيه حتى يبني عليه الخالف فى خلو العرش أو

( .49 . ) التهاني ص عدم خلوه (( ا هـ ومع ذلك فال نبخس ابن عبد الهادى ، والحق

أقول : ففي الكتاب فوائد ، ونكات ، وقواعد هامة دلت على موهبة وتمكن فى الفن ولكنها

ضاعت في أثناء جداله العنيف وانتصاره لشيخه فى مقولة خاسرة ، بعكس كتابه المفيد )) التنقيح(( فإنه مشى فيه على طريق

المحدثين بدون مواربة أو هوى، ولذلك تجده يخالف بعض ما يكتب فى صارمه كما ترى ذلك عند الكالم على عبد الله بن عمر العمري الذي

(1 : 122استدل به فى التنقيح )) بينما أقام الدنيا ولم يقعدها على العمري

المذكور فى الصارم . غفر الله لنا وله ، إنهسميع قريب مجيب الدعاء .

وإذا كان هذا حال الصارم المنكي ، فإنقام فى زيارة خيركتاب nشفاء الس ((

األنام (( الذى دبجته يراعة اإلمام التقي على

15

بن عبد الكافي السبكي الشافعي المتوفي ( رحمه الله تعالى الذى قال عنه 756سنة )

الحافظ الذهبي :ا عاله sمtوي لtاألم oن المنبرuهtيvل

الحاكمo البحرo التقي شيوُخo العصر أحفظهoهم جميعاw وأخطبهم

sم عليoوأقضاه أنفس كتاب صmنف في هذا الباب ، جمع فيه

Q في غاية مؤلفه بين النقل والعقل ، وزاد أبوابا األهمية كالتوسل ، وحياة األنبياء ، والشفاعة

وغير ذلك، وعظhم الجناب النبويh الشريف صلى الله عليه وسم وبارك عليه، وكان عفh اللسان

قويh الحجة ناصع البرهان . وأنشد الصالح الصفدي فى ترجمة التقي

/21السبكي فى كتابه الوافي بالوفيات ) ( فى مدح شفاء السقام هذه األبيات : 256

لقول ابن تمية زخرف أتى فىزيارة خير األنام

فجائت نفوس الورى تشتكي إلىخير حبرz وأزكى إمام

فصنف هذه وداواهم فكانيقينا شفاء الس�قام

وإذا كان قد أورد ما ليس بصحيح من أحاديث الزيارة فيغتفر فى بحر حسناته، وقد

أوردها في مقام اإلستشهاد، وقد حقق األقوال

16

في مسألة الزيارة وغيرها من مباحث الكتابQ ما عليه مزيد، يجزم الواقف عليه بأن تحقيقا

ابن عبد الهادي قد ظلمه في صارمه، ولم يجبعلى كثيرمن مباحثه .!

أسأل الله لي ولهما الرحمة فيعفو عمhن أساء ويقبل ممن أحسن فلكلz محمل حسن

وتحسين الظن بعلماء المسلمين واجب . وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى

آله وأصحابه ، والحمد لله رب العالمين .* * *

17

المقدمة األولىفي الكالم على التوسل

* التوسل في اللغة : 5قال الجوهري في الصحاح مادة )) وسل (( )

:1841: ) )) الوسيلة : ما يتقرب به إلى الغير ، والجمع : الوسيلة والوسائل ، والتوسيل

والتوسل واحد يقال : وسل فالن إلى ربه وسيلة وتوسل إليه بوسيلة أي تقرب إليه بعمل

(( اهـ . وقال اإلمام القرطبي فى تفسيره ، طبعة الشعب ( :2156) ص

} يا أيها الذين آمنوا اتقواقوله تعالى : الله وابتغوا إليه الوسيلة { .

الوسيلة : هى القربة عن أبي وائل ،د�ي، mوالحسن ، ومجاهد ، وقتادة ، وعطاء، والس

وابن زيد، وعبد الله بن كثير، وهى فعلية منتوسلت إليه أى تقربت. قال عنترة :

18

إنh الرجال لهم إليك وسيلة إنيأخذوك تكحلي وتخضبي

والجمع الوسائل قال : إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا وعاد

التصافي بيننا والوسائلm ويقال : منه سلت أسأل ، أي طلبت ، وهما يتساوالن ، أي يطلب

كل واحد من صاحبه ، فاألصل الطلب ، والوسيلة

القربة التي ينبغي أن يطلب بها . اهـ

وكون الوسيلة هي القربة ال خالف بين المفسرين في ذلك كما صرح به ابن كثير في

( وقال : )) الوسيلة هي ما97 : 3تفسيره ) يتوصل بها إلى تحصيل المطلوب (( . اهـ .

فقول بعضهم :" إن~ التوسل هو اتخاذ واسطة بين العبد وربه " خطأ وجهل ،

. wفالتوسل ليس من هذا الباب قطعا فالمتوس�لm لم يدع إال الله وحده ، فالله وحده

هو المعطي والمانع والنافع والضار ولكنل اتخذ قربة رجاء قبول دعاءه ، والقربة المتوس|

في الدعاء مشروعة باإلتفاق .�ر�دm الوسيلة بمعنى المنزلة كما في الحديث وت الصحيح المشهور : ) سلوا الله لي الوسيلة

… ( الحديث .

19

والبحث هنا يدور مع المعنى األول فقط ، وهىكونها ) القربة ( .

والتوسل على نوعين :كm الخوض فيه أحدهما : ما اتفق عليه ، وتر�

صواب� ألنه تكرار وتحصيل حاصل . ما اختلف فيه وهو السؤال بالنبي ثانيهما :

أو بالولي أو بالحق أو بالجاه أو بالحرمة أو بالذات وما في معنى ذلك ، والخالف فيه

ضعيف ومبتدع . وهذا النوع لم ير المتبصر في أقوال

السلف من قال بحرمته أو أنه بدعة ضاللة أو شدد فيه وجعله من موضوعات العقائد كما

نرى اآلن . ولم يقع هذا التشدد إال فى القرن اللسابعmقل عن السلف توسل من هذا وما بعده ، وقد ن

القبيل . قال ابن تيمية في )) التوس�ل

( :98) ص والوسيلة (( هذا الدعاء )) أي الذي فيه توسل بالنبي

)ص( (( ونحوه قد روى أنه دعا به السلف ونقل عن أحمد بن حنبل في منسك المروزي التوسل بالنبي )ص(

( من155 اهـ، ونحوه في )صفي الدعاء.الكتاب المذكور .

20

)) والسؤال به ) أى ( : 65وقال في ) ص بالمخلوق ( فهذا يجوزه طائفة من

الناس ، ونقل في ذلك آثار عن بعض السلف وهو موجود في دعاء كثير من

. اهـ .الناس ((Q فيه التوسل بالنبي )ص( لفظه : وذكر أثرا

)) اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم

تسليماw ، يا محمد إنى أتوجه بك إلى .ربك وربي يرحمني مما بي ((

هذا الدعاء ونحوه روى أنهقال ابن تيمية : دعا به السلف ، ونقل عن بن حنبل فى

منسك المروزي التوسل بالنبي )ص( . اهـ .في الدعاء

وهذا هو نص� عبارة أحمد بن حنبل فقال في منسك المروزي بعد كالم ما نص�ه:)) وسل

mق�ض� من الله Q إليه بنبيه)ص(ت الله حاجتك متوسال عز وجل ((. اهـ هكذا ذكره ابن تيمية في الرد

( .168على األخنائي )ص والتوسل به صلى الله عليه وآله وسلم

معتمد في المذاهب ، ومرغب فيه نصh على ذلك األمة واألعالم، وكتب التفسير، والحديث،

والخصائص ودالئل النبوة ، والفقه ، طافحة�بأدلة ذلك بدون تحريم وهى بكثرة .

21

******************* وقد أكثر ابن تيمية من بحث النوع الثانى

mد�هh Q بمنعه وقل من التوسل في مصنفاته قائالوردhد� صدhى كالمه آخرون .

ويحسن ذكر كالم ابن تيمية مع بيان ما فيه ، واقتصاري على كالمه فقط هو األولى ،

Q ألن من تشبث بكالمه ال يزيد عن كونه متشبعاQ فى فلكه، والله المستعان . من موائده دائرا

************************ كان ابن تيمية يرى منع التوسل باألنبياء

والمالئكة والصالحين، وقال: التوسل حقيقة هو التوسل بالدعاء _ دعاء الحي فقط _ وذكر ذلك

في مواضع من كتابه )) التوسل والوسيلة (( ( . 169) ص

(1) : (65وقال ابن تيمية ) ص )) السؤال به ) أي المخلوق ( فهذا يجوزه

طائقة من الناس، لكن ما

وهو اإلعتراض األول ، ومعه الجواب عليه .(1)

روى عن النبي )ص(في ذلك كله ضعيف بلوليس عنه حديث(1)موضوع

22

تعالى( 1 ) الله رحمه تيمية ابن وخصومات وتسرع، منه خطأ وهذاينكرها التي األحاديث في Q جزءا كتبت وقد ، العبارات هذه مثل في أوقعته

السالم عليهم البيت آل فضائل فيفي الشطط تيمية بابن بلغ وقد الرافضي، على رده في ثابتة وهي

. " متواتر " وهو المواالة حديث ضعف أن إلى البيت آل فضائلالرافضي " " ) على الرد كذب مؤمن كل في ولي أن حديث عن وقال

(4/104 ) مسنده ) في حنبل ابن أحمد إمامه وأخرجه ، مسلم شرط على 4وهو

والطيالسي ( )437/ والترمذي( )829، حبان( )5/269، ابن وصححه ،والحاكم( 6929 ،

(3/ 110)رسول " عهد على المنافقين نعرف كنا ما عمر ابن حديث عن وقال

ص ) ( اللهقال " ) Q عليا ببغضهم المعرفة( : 3/228إال أهل يستريب ال الحديث هذا

بالحديث اهـ . . مكذوب موضوع أنه

مسلم ) صحيح ففي صحيح حديث النبي( : 78وهو لعهد إنه وغيرهالله صلى األمي

منافق إال يبغضني وال ، مؤمن إال يحبني أال وسلم عليهالفضائل ) في حنبل بن أحمد إمامه شرط( 979وأخرج على بإسناد

أبي عن البخاري . : Q عليا ببغضهم األنصار منافقي نعرف كنا إنما قال الخدري سعيد

زوائده ) البزار مسند ما ( : 169/ 3وفي قال جابر عن حسن بإسنادلعلي . ببغضهم إال األنصار معشر منافقينا نعرف كنا

الله : : " نبي سمعت قال ، لعلي حبك أشد ما لسلمان رجل وقال( " تيمية) ( : ابن قال ، أحبني فقد أحبه من يقول كذب( : .3/9ص

المستدرك : ) في حسن طريق فله لغيره صحيح بل ،( 130 / 3قلتللطبراني ) الكبير المعجم في قال( 901 /308/ 23وآخر ، سلمة أم عن

المجمع ) في الهيثمي اهـ(: . .132 / 9عنه حسن وإسنادهتيمية " " ) ابن قال سلمك وسلمي ، حربك حربي علي يا /2وحديث

300=…… :)

23

……………………………………………

كتب = ) ( من شيء في وليس ص الله رسول على موضوع كذب هذااهـ . . معروف بإسناد روي وال المعروفة الحديث

الصحابة : ) فضائل في أحمد إمامه وأخرجه ، جرأة هذه قلتالحاكم( )1350 أخرجه شاهد ( 149 / 3، وله أحمد اإلمام طريق من

الترمذي ) أخرجه والطبراني( )3/149والحاكم ( )5/699حسن ،3/149 )بحبهم " وأمرني أصحابي من أربعة يحب أنه إلي أوحى الله إن حديث

: ، وسلمان ، سيدهم علي قال ؟ الله رسول يا هم من له فقيل ، ذر . وأبو ، والمقداد

تيمية ) ابن يقوم ( : 173 / 3قال إسناد له وليس ، موضوع بل ضعيفاهـ . . به

المسند : ) في حنبل بن أحمد إمامه أخرجه والترمذي( )5/351قلت ،ماجه( ) 3718 وابن ،149. )

شاهد . وله ، الترمذي وحسنهذكر يرد لم بأنه وصرح ، األبدال حديث الرافضي على رده في وأنكر

على طريق وله صحيح األبدال حديث أن مع Q موقوفا أو Q مرفوعا األبدالابن عاد ثم جزء، في أفردته وقد داود أبي سنن في الشيخين شرط

ولذلك ، المسلول الصارم في األبدال حديث طرق بعض يسرد تيميةفي المتشددين من وعدوه تعقبه من الحفاظ من عنه تأخر من بعض أكثر

خصومه . بها يحتج التي األحاديث على الحكميوم : " التوسعة حديث بتصحيح الصغراء هدية مقدمة شئت إذا وانظر

الغماري " . الصديق بن أحمد للسيد ، عاشوراءللسيد " " الفضل من والعرب وقريش هاشم لبني فيما الفصل القول و

وهما ، الحسيني العلوي الحداد الهدار الله عبد بن طاهر بن علويالجميع . الله ورحم ، مطبوعان

من " تيمية ابن ينفيه لما الحثيث التعقب الكوثري زاهد محمد وللشيخفقد" . ولعله يطبع لم الحديث

ثابت قد يظن أن لهم فيه حجة، إال حديث األعمى ال حجة لهم فيه، فإنه صريح في أنه

24

إنما توسل بدعاء النبي )ص(وشفاعته،وهو طلب من النبي) ص(الدعاء، وقد أمره

النبي)ص(أن يقول:))اللهمh شف�عهm فيh((، ولهذا رد الله عليه بصره لما دعا له النبي)ص(، وكان

ذلك مما يعد من آيات النبي )ص(، ولو توسل غيره من العميان الذين لم يدع لهم النبي)ص(

بالسؤال به لم تكن حالهم كحاله (( . اهـ . : قوله: )) كله ضعيف بل موضوعقلت

وليس عنه حديث ثابت قد يظن أن لهم فيه حجة إال ….. ((، وسيأتي إن شاء الله الرد على

هذا الكالم في تخريج األحاديث، ففي أحاديث التوسل الصحيح والحسن والضعيف عند أئمة

هذا الشأن ووفق قواعد الفن . أما قوله: )) إال حديث األعمى ال حجة لهم

فيه، فإنه صريح في أنه إنما توسل بدعاء النبي )ص(وشفاعته وهو طلب من النبي)ص(الدعاء ، وقد أمره النبي )ص( أن يقول: )) اللهمh شفعه فىh ((، ولهذا ردh الله عليه بصره لما دعا النبي

)ص( وكان ذلك مما يعد من آيات النبي)ص( ((. اهـ .

: فنظر ابن تيمية إألى أن التوسل منقلت األعمىكان بدعاء النبي )ص(

25

وكالمه فيه نظر ظاهر، ألن الناظر في حديثتوسل األعمى يجد فيه اآلتي :

(1)mجاء األعمى للنبى ) ص ( فقال له : )) ادع لله أن يعافيني ((،

فاألعمى طلب الدعاء .Q: )) إن شئت2 ) (فأجاب النبي )ص( قائال

أخرتm ذلك وهو خير، وإن شئت دعوت ((hن له أن الصبر فخيره رسول الله )ص(، وبي

أفضل . ( ولكن لشدة حاجة األعمى التمس الدعاء3 )

من النبي ) ص ( . ( عند ذلك أمره النبي )ص ( أن يتوضأ4 )

فيحسن وضوءه ويصلي ركعتين . ( وزاد على ذلك هذا الدعاء: )) اللهم إني5 )

أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي

فتقضي لي ( . فدعا النبي ) ص ( بهذا الدعاء كما طلب األعمى في أول الحديث ، ودعا

األعمى بهذا الدعاء كما علمه النيى ) ص ( .( 6Qدعاء )هو توسل به( فعلمه النبي )ص

صلى الله عليه وسلم، وهو نٌص� في التوسل به صلى الله عليه وسلم ال

وكيف يحتمل غير التوسليحتمل أي تأويل ،

26

أتوجه إليكبه صلى الله عليه وسلم،وفيه )) ((، )) إني توجهت بك (( ؟!!بنبيك

ومن رأى غير ذلك فقد استعجم عليهالحديث .

وابتهج األلباني في توسله بكالم ابن تيميةQ )ص (: 72فردده قائال

)) وعلى هذا فالحادثة كلها تدور حولQ مما الدعاء _ كما هو ظاهر _ وليس فيه شيئا

يزعمون (( . اهـ .

قلت : هذه مصادرة للنص وتعمية على القارئ كيف ال يكون ذلك والنبي )ص( علhم

الرجل دعاءQ فيه السؤال بالنبي )ص( ؟؟!!!!! نعم … الحادثة كلها تدور حول الدعاء ، ولكن السؤال هنا ما هو الدعاء الذى دعا به النبي ) ص ( ؟ ، زما هو الدعاء الذى علمه

للرجل األعمى ؟ ال يستطيع أي� منصفz إال اإلجابة بأن هذا

الدعاء هو الذي فيه نص بالتوسل به صلى الله عليه وسلم. فاألعمى جاء يطلب مطلق الدعاء برد بصره. وعلمه صلى الله عليه وسلم وأمره

بالتوسل به ليتحقق المطلوب.( 7h( ثم قال صلى الله عليه وسلم : ) اللهم

شفعه في وشفعني في نفسي ( أي تقبل

27

شفاعته أي دعاءه في وتقبل دعائي في نفسي.

أي� دعاء هنا الذى يطلبوهنا سؤال : قبوله ؟ .

ال شك أن اإلجابة عليه ترد بداهة في ذهن أي شخص إنه الدعاء المذكور فيه التوس|ل به صلى الله عليه وسلم ، وهذا ال يحتاج إلعمال

فكر أو إطالة نظر وتأمل وهو واضح وضوحhالشمس في رابعة النهار . ويمكن أن يقال : إن

سؤال قبول الشفاعة هو توس|ل بدعائه صلى الله عليه وسلم مع التوس|ل بذاته ، وهذا منتهى

hص والله أعلم . ما يفهم من الن ( فيسبب رد� بصر األعمى هو توسله8 )

بالنبي| ) ص ( وهذا ما فهمه

األئمة الحفاظ الذين أخرجوا الحديث في مصنفاتهم فذكروا الحديث على أنه من األدعية

التي تقال عند الحاجات. فقال البيهقي في ( باب: )) ماجاء في166 : 6))دالئل النبوة (( )

تعليمه الضرير ما كان فيه شفاؤه حين لم يبصروما ظهر في ذلك من آثار النبوة (( اهـ .

وال يخفى أن تعليمه للضرير هو الدعاء الذي فيه التوس�ل بالذوات وعبارة البيهقي

Q . فالبيهقي حافظ فقيه . واضحة جدا

28

وهكذا ذكره النسائي، وابن الس�ني في عمل اليوم والليلة ، والترمذي في الدعوات،

والطبراني في الدعاء ، والحاكم في المستدرك ، والمنذري في الترغيب والترهيب ، والهيثمي في مجمع الزوائد في صالة الحاجة ودعائها ،

والنووي في األذكار ، وغيرهم على أنه من األذكار التي تقال عند عروض الحاجات . وذكره ابن الجزري في ) العدة ( في باب صالة الضر�

( .161والحاجة ) ص فى تحفة( 1) وقال القاضي الشوكاني

وفي هذا الحديث(: )) 162الذاكرين )ص دليل على جواز التوسل برسول

الله)ص( إلى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى، وأنه المعطى المانع ما شاء الله كان، وما لم

(( . اهـ .يشأ لم يكن واستقصاء الحفاظ وأئمة الدين الذين

فهموا أن الحديث على

ص ( )1) تعالى الله شاء إن ستأتي للشوكاني هامة كلمة وما 40وانظربعدها (

عمومه واستعمال الدعاء الوارد فيه التوسل بهصلى الله عليه وسلم يطول .

( إن عثمان بن حنيف رضي الله عنه وهو9) راوي الحديث فهم من الحديث العموم ، فقد

29

Q يريد أن يدخل على عثمان بن عفان وجhه رجال رضى الله عنه إلى التوجه بالدعاء المذكور في الحديث الذي فيه التوسل بالنبي)ص(واسناده

صحيح سيأتى إن شاء الله تعالى. وفهم الصحابي الجليل عثمان بن حنيف رضي الله

عنه هو ما ال يستقيم فهم الحديث إال به . ( إنh رواية ابن أبي خيثمة للحديث من10)

طريق حماد بن سلمة الحافظ الثقة فيها )) (( ،فإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك

وهي زيادة ثقة حافظ ، فهي صحيحة مقبولة كما هو معلوم ومقرر في علوم الحديث . وهذه

الرواية تدل على العموم وطلب العمل بالحديث في الحياة وبعد الممات إلى قيام

الساعة . ثم قال ابن تيمية :

mولو توسل غيره من العميان الذين لم يدع (( لهم النبي )ص( بالسؤال به لم تكن حالهم

كحاله (( . اهـ . وقال ابن تيمية في موضع آخر: )) وكذلك لو

كان أعمى توس|ل به صلى الله عليه وسلم ولم يدعm له الرسول )ص( بمنزلة ذلك األعمى لكان عميان الصحابة أو بعضهم يفعلون مثل ما فعل

األعمى، فعدولهم عن هذا

30

إلى هذا، دليل على أن المشروع ما سألوه دونما تركوه (( . اهـ .

: الجواب عليه سهل ميسور، وكنتقلت أود أال أورد هذا اإليراد، لكنني رأيت جماعة

أخذوا هذا اإليرا ونسبوه ألنفسهم وكان الصواب أال يذكر لفساده أو يذكر مع نسبته

ومن الذين نسبوه ألنفسهملقائله ، (76األلباني فإنه قال في توسله ) ص

: )) لو كان السر في شفاء األعمى أنه توسل

بجاه النبي ) ص ( وقدره وحقه كما يفهم عامة المتأخرين لكان المفروض أن يحصل هذا الشفاء لغيره من العميان الذين يتوسلون

بجاهه صلى الله عليه وسلم بل و يضمون إليهQ جاه جميع األنبياء المرسلين وكل األولياء أحيانا والشهداء والصالحين وجاه كل من له جاه عند الله من المالئكة واإلنس والجن أجمعين ، ولم

Q قد علم حصول مثل هذا نعلم وال نظن أحدا خالل هذه القرون الطويلة بعد وفاته صلى الله

عليه وسلم إلى اليوم (( . اهـ . نسيب الرفاعيوذكر نحو هذا اإليراد الشيخ

رحمة الله تعالى عليه صاحب )) التوصل ( ،243إلى حقيقة التوسل (( ) ص وكذا المتعالم صاحب )) هذه

31

( وجميعهم37مفاهيمنا (( ) ص يرددون الصدى .

والجواب على هذا اإليراد باآلتي : إجابة الدعاء ليست من شروط صحة-1

الدعاء، وقد قال الله تعالى: {، ونحن نرىادعوني أستجب لكم}

بعض المسلمين يدعون فال يستجاب لهم، وهذا اإليراد يأتي على الدعاء كله ، فانظر

إلى هذا اإليراد أين ذهب بصاحبه ؟

- هذا اإليراد عليه احتمال أقوى منه2 وحاصله أن عدم توسل عميان الصحابة

وغيرهم احتمال فقط ال يؤيده دليل ، وهم إما توسلوا فاستجيب لهم ، أو تركوا ربة في

Q لهم أو اآلجر ، أو توسلوا وادmخ�ر� ذلك أجراتعجلوا فاستجيب لهم .

وقد صحh أن رسول الله )ص( قال : يستجاب ألحدكم ما لم يعجل، يقول: قد دعوت فلم

يستجب لي . رواه البخاري ، ومسلم ، وغيرهما.

Q لله بأسماءه وصفاته وكم من داعz متوسالmستجب له .. ! ويلزم هؤالء إشكال وهو ولم ي

أننا نرى من يدعوا ويتوسل بأسماء الله وصفاته أو بعمله الصالح أو بدعاء رجل صالح ولم نر

32

إجابة الدعاء . هذا من تمام الحجة عليهم ونقض إيرادهم ، فال تالزم بين الدعاء واإلجابة

والله أعلم بالصواب . على أن~ قول األلباني : ال نعلم وال

نظن أحداw .. الخ، تهافت وشهادة علىنفي ال ينخدع بها إال مسلوب العقل .

تذنيب مفيد لكل لبيبل بالنبيn صلى وnز التوس~ tجoاأللباني ي

الله عليه وآله وسلم

بعد أن تبين لك داللة الحديث الواضحة علىQ التوس|ل بالنبي| )ص( وأن المخالف متسنم بيتا

من بيوت العنكبوت ، تجد أن من هؤالء المخالفين من لم يستطع تحت قوة الدليل إال اإلعتراف بجواز هذا التوسل وأنه ال غبار عليه فشكك في شبهاته وأسقط كالمه إنه األلباني

له )ص (:77الذي قال في توس� )) على أنني أقول: لو صحh أن األعمى إنما

توسل بذاته صلى الله عليه وسلم فيكونQ به صلى الله عليه وسلم ال يشاركه Qخاصا حكما فيه غيره من األنبياء والصالحين ، وإلحاقهم به

مما ال يقبله النظر الصحيح ، ألنه صلى الله

33

Q فيمكن أن عليه وسلم سيدهم وأفضلهم جميعا يكون هذا مم خصه الله به عليهم ككثير مما

يصح به الخبر ، وباب الخصوصيات ال تدخل فيه فمن رأى أن~ توسل األعمىالقياسات،

كان بذاته صلى الله عليه وسلم فعليه أن يقف عنده وال يزيد عليهكما نقل عن اإلمام أحمد والشيخ العز بن عبد السالم

رحمهما الله تعالى ، هذا هو الذى يقتضيه البحث العلمي مع النصاف ،

اهـ .والله الموفق للصواب (( فقل لي بربك لماذا كان كل هذا المرء من أساسه وترك الدليل الصحيح إلى تقليد الشذوذ

؟ بيد أن عبارته فيها هنات ال تخفى ، فقصره

التوسل على النبي )ص( فقط ال دليل عليه ، هو تخصيص بدون مخصص ، فالخصوصية ال

تثبت إال بدليل . وإذا كان اإلمام أحمد رحمه الله تعالى

يجوز التوسل بالنبي )ص( فلم ينقل عنه المنع من التوسل بغيره ؟! ومن نقل عنه ذلك يكون قد افتأت عليه ، والحنابلة وهم أعرف بإمامهم

لم يذهبوا إلى القصر الذى ادعاه األلباني . :595فيقوا ابن مفلح الحنبلي في الفروع )

ويجوز التوسل بصالح وقيل :(: )) 1

34

يستحب قال أحمد في منسكه الذي كتبه للمروزي : إنه يتوسل بالنبي )ص(

في دعائه ، وجزم به في المستوعب اهـ .وغيره ((

****************** االعتراض الثاني والجواب

عليه : ثم قال ابن تيمية : )) ودعاءm أمير

المؤمنين عمر بن الخطاب في االستسقاء المشهور بين المهاجرين واألنصار وقوله :

hا إذا أجدبنا نتوسhل إليك بنبينا hا كن )) اللهمh إن فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا (( يدل على أن التوسل المشروع عندهم هو التوسل بدعائه

وشفاعته ال السؤال بذاته ، إذا لو كان هذاQ لم يعدل عمر والمهاجرون واألنصار مشروعا

عن السؤال بالرسول ) ص ( إلى السؤال ( .66بالعباس (( . اهـ . ) ص

وقال في موضع آخر : )) وكذلك ثبت في الصحيح عن ابن عمر ،

وأنس ، وغيرهما أنهم كانوا إذا أجدبوا، إنما يتوسلون بدعاء النبي ) ص ( واستسقائه،لم

ينقل عن أحد منهم أنه كام في حياته صلى الله عليه وسلم سأل الله تعالى بمخلوق، ال به وال

بغيره ، ال في اإلستسقاء وال غيره ، وحديث

35

األعمى سنتكلم عليه إن شاء الله تعالى ، فلوQ عند الصحابة لقالوا كان السؤال به معروفا

لعمر : إن السؤال والتوسل به أولى من السؤال بالعباس، فلم نعدل عن األمر

المشروع الذي كنا نفعله في حياته وهو التوسلبأفضل الخلق إلى ان نتوسل ببعض أقاربه ؟ .نة المشروعة وعدول وفي ذلك ترك الس�

عن األفضل، وسؤال الله تعالى بأضعف السببين ، مع القدرة على أعالهما ، ونحن

مضطرون غاية اإلضطرار في عام الرمادة الذي يضرب به المثل في الجدب ، والذي فعله

عمر فعل مثله معاوية بحضرة من معه من الصحابة والتابعين ، فتوسلوا بيزيد بن األسود

الجرشي كما توسل عمر بالعباس ((. اهـ )ص67. )

قلت وبالله التوفيق : الناظر في كالم ابن تيمية يجده ينفي

Q ، ألن الصحابة رضى التوسل بالذوات مطلقا الله عنهم تركوا التوس|ل به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ألنه مقصور على الدعاءفقط ، ودعاؤه بعد انتقاله غير ممكن في

Q لما تركوه رأيه ، ولو كان توسلهم بذاته ممكنامع قيام المفتضي .

36

والجواب على هذا اليررا يظهر في النقاطالتالية :

- إنh غايتة ترك للتوسل به صلى الله عليه1 وسلم مع قيام المقتضي، و هو شدة

الحاجة . والترك بمفرده ال يدل على التحريم

أوالكراهية ، وإنما يفيد الترك أن المتروك جائز تركه فقط ، أما التحريم أو الكراهية ، فهذا

يحتاج لدليل آخر يفيد الحظر ، وينغبي أال ينسبلساكت قول ، فتدبر .

وقد حرر مسألة الترك تحريراw ما عليه مزيد شيخنا العالمة المحقق سيدي عبد الله بن الصديق الغماري رحمة الله

تعالى ونو~ر مرقده في رسالته

vم ه� tالت~ف oن uسoالمطبوعة باسم )) ح والد~رك لمسألة الت~رك (( .

-لو كان الترك يدل على التحريم ، فإن2 الصحابة قد تركوا التوس|ل المتفق على جاللته وفضله، وهو التوس|ل بأسماء الله وصفاته وهم

مضطرون غاية اإلضطرار لحال الشدة والقحط. كما يعلم من استسقاء عمر رضي

الله عنه . - إن قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :3

ال يخرج)) إنا نتوسل إليك بعم نبينا ((

37

Q بالنبي )ص( فقد قال العباس عن كونه توسال وقد توجه القوم بي إليكفي دعائه : ))

(( ، ولذلك قال عمر بنلمكاني من نبيك (( ، ولم يقل :بعمn نبيكالخطاب : ))

)) بالعباس (( . وكان األحرى بعمر في شدة الضيق أن

يتوسل بمن هو أفضل من العباس من الصحابة وهم متوافرون ولكنh عمر رضي الله عنه قال:

)) واتخذوا وسيلةQ إلى الله ((، فلم يعدل عنالتوسل بالنبي )ص( .

فتوسل عمر بالعباس رضى الله عنهما فيه إرضاء للنبي )ص( واإلقتداء به في إكرام عم�ه واتخاذه وسيلة لقربه ، ثم مع هذا رجاء دعائه

لصالحه . ( : )) ويستفاد2 : 47قال الحافظ في الفتح )

من قصة العباس استحبابm االستشفاع بأهل الخير والصالح ، وأهل بيت النبوة وفيه فضل

العباس ، وفضل عمر ، لتواضعه للعباسومعرفته بحقه (( . اهـ .

( : 68 أما قول األلباني في توسله )) ص )) لو صحhت هذه الرواية ، فهى إنما تدل على

السبب الذي من أجله توسل عمر بالعباس دون غيره من الصحابة الحاضرين حينذاك ، وأما أن تدل على جواز الرغبة عن التوسل

38

Q بذاته صلى الله عليه وسلم – لو كان جائزا، h عندهم – إلى التوسل بالعباس أى بذاته فكال

h ، ألننا نعلم بالبداهة والضرورة – كما قال ثم كالhه لو أصاب جماعة من الناس قحط بعضهم – أن شديد، وأرادوا أن يتوسلوا بأحدهم لما أمكن أن

يعدلوا ع�مhن دعاؤه أقرب إلى اإلجابة وإلىQ رحمة الله سبحانه وتعالى ، ولو أنh إنسانا

أصيب بمكروه فادح وكان أمامه نبي وآخر غير نبي وأراد أن يطلب الدعاء من أحدهما لما طلبه ال من النبي ، ولو طلبه من ير النبي

وترك النبي لعmدh من اآلثمين الجاهلين ، فكيفmظن بعمر ومن معه من الصحابة أن يعدلوا عن ي

التوسل به صلى الله عليه وسلم إلى التوسلبغيره ؟ (( اهـ .

: هذه الرواية _ واتخذوه وسيلة إلىقلت الله _ مقبولة اإلسناد ، وتفصيل الكالم عليها

سيأتي إن شاء الله تعالى . وخذ اآلتي :

قوله : )) فهي إنما تدل على السبب الذي من أجله توسل بالعباس

دون غيره من الصحابة (( . اهـ . : هذا تسليم منه بالمطلوب ، فكانقلت

يكفيه الوقوف عند ذلك ولكن … أما التوس�ل باألدنى مع وجود األعلى ، والفاضل مع وجود

39

المفضول ، فله نظائر كثيرة بين الصحابة معلومة في أماكنها ، وقد توس�ل عمر هنا

Q وهو أفضل من العباس بالعباس ، وترك علياعنهم .

: )) ولو طلبه من غير النبي قوله ) ص ( وترك النبي لعدh من اآلثمين

الجاهلين (( . اهـ . : هذا تهويل وتشويش وإيهام باطلقلت

ولم يقل أحد بمقولته هذه التي ال دليل عليهاك� ، والترك يدل على جوازه وغاية األمر أنه تر� فقط ، وتركهم ) إن سلم ذلك ( له احتماالت كثيررة ، وال ينبغي أن ينسب لساكت قول ،

mفmول . والبناء على المجهول أ - قول ابن تيمية : وقوله : اللهمh إنا كنا إذا4

أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا )) يدل

على أنh التوسل المشروع عندهم هو التوسلبدعائه وشفاعته ال السؤال بذاته (( . اهـ .

: قوله هذا يخالف فهم الصحابة رضيقلت الله عنهم ، وهو أعرف وأفهم من غيرهم ، كيف ال وقد حضروا التوسل بالعباس ، وهم

عرب لم تدخلهم عجمة ، فالفرق بين فهمهم وبين فهم مخالفهم كالفرق بين األبيض واألسود

40

فالقول قولهم ، والصواب حليفهم ، وال يرضىالعاقل بغير فهمهم لو أراد اإلنصاف .

وممن فهم أن التوسل بالعباس هو توسل� به أى بذاته ال بدعائه حسان ابن ثابت الصحابى

رضي الله عنه حيث قال : سأل� األنام وقد تتابع جدبنا فسقي

الغمام بغرة العباس عم النبي وصنو والده الذي ورث

النبي بذاك دون الناس أحيا اإلله به البالد فأصبحت مخضرة

األجناب بعد اليأس وصحابي آخر وهو عباس بن عتبة بن أبي

لهب فقال : بعمي سقى الله الحجاز وأهله عشية

يستسقى بشيبته عمرQ إليه توجه بالعباس في الجدب راغبا

فما رام� حتى أتى المطرhا رسول الله فينا تراثه فهل ومن

فوق هذا للمفاخر مفتخر

فاألبيات السابقة تصرح بأنh التوسل كانبالعباس رضي الله عنه أي

ال بدعائه ، والباء حرف إلصاق فلماذا(1)بذاتهيلوون عنق النص ؟

41

ومن يحاول أن يصرف اللفظ هنا عن ظاهره ، يكون قد كذب على صاحبي األبيات رضى الله

عنهما ، واتبع هواه . - وعليه فإن قول بعضهم : إن الكالم ليس5

على ظاهره، وال بد من تقدير مضاف محذوف في قول عمر ))وإنا نتوسل إليك بعم نبينا((،

أي بدعاء عم نبينا، قولهم هذا فيه صرف للنص�هz متخيلة ، ب mعن ظاهره وال دليل معهم إال ش

فالواجب والحالة هنا إبقاء النص على ظاهره . ذلك أن الحذف يكون على خالف األصل ،

والواجب العمل باألصل ، وتجد المخالفيقول : أراد عمر بدعاء عم نبيك .

وهذا خطأ ألن اإلرادة محلها القلب ، فتعيين اإلرادة على خالف الظاهر باطل ، وعمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه أجل من أن

�ب�س على الناس دينهم فيكون ظاهر كالمه mل يQ لما يرده . مخالفا

- بقى بيان أنh اإلسترسال السابق هوفي6 دفع شبهz فقط ، وإال فالصحابةرضي الله عنهم

توسلوا بالنبي)ص(بعد انتقاله، ثبت ذلك عن ( وعائشة2ابن عمر، وبالل بن الحارث المزني)

كما سيأتي إن شاء الله تعالى ،(1( حنبل( بن أحمد لإلمام الرجال ومعرفة العلل قال( : "1/163وفي قال

بن : يزيد بن ويزيد ، عجالن ابن بهما يستسقى صالحان رجالن عيينة ابنقد " يكون بدعائهم توسل أنه فهم ومن ، الصالحين بذات توسل وها جابر

أخطأ .

42

الصعب( 2) الباري فتح على تعليقه في باز بن العزيز عبد الشيخ وركب( المزني الحارث بن بالل أثر على Q تعليقا -2/495فقال على(: )) األثر هذا

ليس - الشارح قال كما صحته = فرض

) ( مجهول= السائل ألن وفاته بعد ص بالنبي االستسقاء جواز على بحجةالناس وهوأعلم خالفه، على عنهم الله رضي الصحابة عمل وألن

عدل بل غيرها وال السقيا يسأله قبره إلى منهم أحد يأت ولم بالشرع،أحد عليه ذلك ينكر ولم بالعباس االستسقاء إلى الجدب وقع لما عمرعنه

منكر الرجل هذا فعله ما وأن الحق هو ذلك أن فعلم الصحابة، منوأما الشرك أنواع من العلم أهل بعض جعله قد بل الشرك إلى ووسيلة

ففي )) (( الحارث بن بالل المذكورة سيف رواية في السائل تسميةصحته تقدير وعلى ذلك في سيف سند يذكرالشارح ولم نظر، ذلك صحة

بالرسول أعلم وهم يخالفه، الصحابة كبار عمل ألن ، فيه حجة ال عنهاهـ) ( (( . . أعلم والله ، غيرهم من وشريعته ص

في: )) (( قلت األلباني كالم معنى هو مجهول السائل ألن قولهص ) : )) 122توسله ألن( فيها حجة فال صحيحة القص أن هب قال حيث

Q شيئا يساوي ال سيف رواية Qفي بالال وتسميته ، يسم لم رجل على مدارهااهـ (( . . ضعفه على متفق Q سيفا ألن

فقلت هذا عن تعالى الله بتوفيق أجبت :وقدفي فالحجة Q تابعيا أو Q صحابيا كان سواء الشريف القبر إلى الجائيعما ينهه لم حيث لعلمه عنه تعالى الله رضي الخطاب بن عمر إقرار

. . : أعلم والله عنه عجزت ما إال آلو ما رب يا وقال عمر بكى بل فعلخالفه : )) (( قوله على عنهم الله رضي الصحابة عمل :قلتوألن

نظر لفت فيه الجائي لهذا عمر وإقرار الترك حكم حكمه أن تقدم قدعائشة أثر ومثله خالفه، على ليس الصحابة فعل أن إلى الكريم للقارئ

الباب . في نصان ،وهما الكوى فتح في عنها الله رضيبل : )) قوله ، الشرك إلى ووسيلة ، منكر الرجل هذا فعله ما وألن

الشرك (( . أنواع من العلم أهل بعض جعلهأمير : قلت أترى األثر بصحة تسليمك فبعد أصبت وما ، أخطأت

رأيك - - في الشرك على الرجل mيقر عنه تعالى الله رضي عمر المؤمنين؟ هذا من حاشاه

عليهم : الله رضوان الصحابة من نتعلم هل ويسأل يتعجب أن للناظر ثمغير قواعد من نراه ما ووفق عليها ونحكم أعمالهم في ننظر أم ؟ ديننا

التعليقات في الفوضى تكون وهكا مسلمة؟عنهم الله رضي الصحابة وعمل الصحيحة اآلثار يخالف ما هجر العلم أهل سبيل

إلى = والمجئ

43

وتقدمت األبيات الصرحة بالتوسل بالعباسرضى الله تعالى عنه .

ثم ال يخفى على اللبيب أنh المتوس|ل لمQ، وإنما طلب يطلب من الميت أو الحي شيئا

Q إلى Q أى متقربا من الله عز وجل فقط متوسال اله تعالى بكرامة هذا الميت أو الحي أو عمله

الصالح أو نحو ذلك ، فهل في هذا ونحوه عبادة للميت أو تأليه له، تعوذ بالله من المجازفة

والهجوم على أعراض المسلمين .* * *

االعتراض الثالث والجواب عليه : :494 قال البخاري في صحيحه )) الفتح

2: ) حدثنا عمرو بن على قال: حدثنا أبو قتيبة:

حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه، قال: سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي

طالب: �سقى الغمامm بوجه�ه ثمال ت وأبيض� يس�

اليتامى عصمة لألرامل

) ( تيمية= ابن واعتراف بشرك ليس ص الرسول ومخاطبة الشريف القبرالمستقيم ) الصراط اقتضاء في انظره وغيرها الواقعة بد( .373بهذه وال

44

حقه البحث يعط لم المعلق أن أم الشرك يقر نظرك في تيمية ابن فهلوالشرك . البدعة ورض ، والتناقض ، التخبط من بالله نعوذ ؟ ماذا أم

الصحابة : )) كبار عمل ألن فيه حجة ال عنه صحته تقدير وعلى قولهاهـ (( . . غيرهم من وسلم عليه الله صلى بشريعته أعلم وهو يخالفه

عمل : إن ثم ، عنه الله رضي وإقراره عمر قول في الحجة قلتعلم في مقرر هو كما لهم صغارهم مخالفة مع بحجة ليس الحابة كبار

لو�فيت. اإلطالة خشية ولوال ذلك، من أكثر يحتمل هنا والكالم األصولالمستعان . والله ، بصاع Q صاعا الكيل

وقال عمر بن حمزة: حدثنا سالم، عن أبيه )) ربما ذكرت قول الشاعر، وأنا انظر إلى وجه

النبي )( يستسقي فما ينزل حتى يجيش كلميزاب :

�سقى الغمامm بوجه�ه ثمال ت وأبيض� يس�اليتامى عصمة لألرامل

وهو قول أبي طالب . والشاهد فيه قوله : )) يستسقي

الغمام بوجهه (( .�ل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فتمث

بقول أبي طالب وتذكره له مع النظر للنبي)ص(يدل على توسله بالنبي)ص(في

وهو نٌص� ال بحتمل غيره .اإلستسقاء، وقد أجاب الشيخ بشير السهسواني على

هذا النص� الصريح إجابة مندفعة فقال في ( :373 ) (1)صيانة اإلنسان

))فإن قلت: لفظ ))يستسقي الغمام بوجهه(( يدل على أن التوس|ل بالذوات

45

من التوسل( 2)الفاضلة جائز قلت: المكروههو أن يقال أسألك

الشافعية( 1) مفتي مشايخنا شيخ على السهسواني بشير الشيخ فيه ردسنة المتوفي دحالن زيني بن أحمد جرت 1304السيد والسهسواني ، هـ

أن إذا ، وردود مساجالت الكوفي الحي عبد العالمة عريه وبين بينهتعصبه ) ( فرط من وها ص النبي يزر ولم ، الببيت حج السهسواني

بدار عليها وقفت رسائل بثالث اللكنوي عليه فنقص ، الباطل للمذهبالمصرية . الكتب

آخر ( : 2) موضع في ويشددون ، هنا كما مكروه فيقولون التناقض انظرالشرك : !!! . إلى ووسيلة بدعة فيقولون

بحق فالن أو بحرمة فالن ، وإما إحضار الصالحين في مقام اإلستسقاء أو طلب الدعاء

منهم فهو ليس من المكروه في شئ بل هوhة الصحيحة (( . اهـ . ن mثابت بالس

( : )) وإذا كان274وقال في موضع آخر )ص حضور الصحابة والتابعين وتابعي التابعين

Q للنصر والفتح فما ظنك بحضور والضعفاء سبباسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم (( . اهـ .

(: ))فالمراد بوجهه في275 ثم قال في)ص قول أبي طالب:)) يستسقى بوجهه (( ببركة

حضور ذاته أو بدعائه (( . اهـ . : صرف قلت وبالله التوفيق

السهسواني هذا التوسل إلى التبرك بالذات أو الدعاء فيه نظر ، أما الدعاء فظاهر أما كون

المراد يستسقى بوجه ببركة حضوره فيمكن أن يكون كذلك إن كان التبرك والتوس|ل عنده

مترادفان ، وهو الصواب .

46

وهو ما صرح به العالمة البدر العيني ( : 7 : 30فقال في عمدة القاري )

))معنى قول أبي طالب هذا في الحقيقة توسل إلى الله عز وجل بنبيه ألنه حضر

استقصاء عبد المطلب والنبي )ص( معه، فيكون استسقاء الناس الغمام في ذلك الوقت

ببركة وجهه الكريم (( . اهـ . يستسقى الغماموإن لم يكن فلفظة ))

(( هو عين التوسل بالذات (( ، بوجهه وال بد من حمل النص� على ظاهره وال يصرف

zإال بدليلوال صارف له هنا . والله أعلم .

***************

وللعالمة محمد بن علي الشوكاني كلمة في جواز التوسل باألنبياء

وغيرهم من الصالحين رد~ فيها على منعه وفن~د إيراداته ، فقال رحمه الله تعالى في رسالته )) الدر النضيد في

(1إخالص كلمة التوحيد (( )

ص( )1) الشوكاني عن النقل تقدم الذاكرين( ) (25وقد تحفة كتابه منكالم كان ولما وسلم عليه الله صلى الله رسول بسيدنا التوسل جواز في

حلوق في شجى المانعين على والرد التوسل تجويزه في الشوكانيخالد قال كما عليه مدسوس أنه بادعاء إما فيه للتصرف المخالفين،سعوا

على تعليقاته انظر يعرف، ال من بعض عن Q نقال العلمي اللطيف عبد ( ص للشوكاني السلفية وأكثر( 143الرسائل العربي، الكتاب دار طبعة

47

ما منها وحذف المذكورة الشوكاني رسالة طبع بعضهم أن هذا منالمتقدم المعلق به صرح ما وهو التحريف، في عادتهم على هواه يخالف

ص ) في ( 143ذكرهالتحقيق – – على الشوكاني القاضي حال بيان من المقام أخلي أال وأحب

السلفية . مدعي عندبعنوان للدكتوراه أطروحة في)) ففي الشوكاني اإلمام منهج

في العقيدة (( المنورة بالمدينة اإلسالمية الجامعة في نوقشت والتيالثالثاء سنة 29يوم الحجة ذي الرسالة 1412من بمؤسسة طبعت ثم

! …أهمها : من نتائج على نومسوك الله عبد الباحث انفصل

االلح- . 1 بالعمل كالتوسل وجعله والجاه بالذات التوسل الشوكاني أجازورد- 2 سواء صفاته من ثبت بما وجل عز الله تسمية جواز إلى ذهب

يرد . لم أو بها التوفيقنص�ه- ) 3 ما المتقدم الباحث يقول تعالى الله صفات ( :857 – 856 / 2في

تعالى : الله صفات في1.Q Q أشعريا ( أوhل بعض الصفات اإللهية في تفسيره: فتح القدير. تأويال

والصفات التي أولها هي:=

ما نصه : zأما التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأحد

من خلقه في مطلب يطلبه العبد من ربه ، فقد قال الشيخ عز الدين بن عبد السالم : إنه

ال يجوز

=الوجه ، والعين ، واليد ، والعلو| ، والمجىء ، واإلتيان ، والمحبة ، والغضب ، على التفيل الذي ذكرته في الرسالة . وهذا التأويل مناقض

لمنهجه في رسالته ) التحف ( في إثبات الصفات على ظاهرها من غير تحريف وال تعطيل ، وال تكييف ، وال تمثيل ، وهو مذهب السلف

رضوان الله عليهم . ( نهج منهج أهل التفويض في صفة المعية في رسالته التحف ، فلم2

يفسرها بمعية العلم ، بل زعم أن هذا التفسير شعبة من شعب التأويل المخالف لمذهب السلف . وهذا مخالف لما ذهب إليه

48

في تفسيره وفي كتابه ) تحفة الذاكرين ( من أنh هذه المعية|ة العلم ، وفسرها هنا تفسير السلف . معي

( ذهب مذهب الواقفية في مسألة خلق القرآن ، فلم يجزم برأي هل3هو مخلوق أو غير مخلوق .

في نواقض التوحيد : ( أجاز تحري الدعاء عند قبور األنبياء والصالحين باعتبارها أماكن1

مباركة يستجاب الدعاء فيها .ومخالف لما قرره ودعاإليه في عدد من كتبه من سد الذرائع إلى الشرك في األموات .

( جعل الحلف بالقرآن كالحلف بمخلوق من مخلوقات الله .2في النبوات :

يرى في مسألة التفضيل بين األنبياء والرسل عليهم الصالة والسالم .إنتهى .

�Qعندهم ، هو ولك أن تخلص مما تقدم أن الشوكاني – وهو المدعو إماما وفق قواعدهم ، وما قرروه بأنفسهم ، وكا ابتدعوه من قواعد باطلة

، حكموا بها على المسلمين أئمتهم بالكفر والضالل ، فيكون الشوكاني في نظرهم ، وشهد شاهد من أهلها – مبتدع ، ضال ، قبوري

، جهمي ، معطل للصفات ، متوقف في مسألة خلق القرآن ، مناقض للتوحيد … الخ . وإذا كان هذا حال الشوكاني ، وفق

قواعدهم ، فقل لي بربك ، من هو السني ، وأين هم أهل السنةوالجماعة في نظر مشايخ … ؟

ما تنحل منه حبوتك، وتعرف"ابن تيمية و أصحابه"وفي رسالتي مدى تطرف فكر الخوارج.

التوسل إلى الله تعالى إال بالنبي ) ص ( إن صح الحديث فيه . ولعلhه يشير إلى الحديث الذي أخرجه النسائي في سننه،والترمذي

وصححه،وابن ماجة ، وغيرهمأن أعمى أتى النبي ) ص (فذكر الحديث .

hاس في معنى هذا قوالن : قال وللن أنh التوسل هو الذي ذكرهأحداهما:

hا إذا أجدبنا عمر بن الخطاب لما قال : كنل بنبينا إليك فتسقينا، وإنا نتوسل بعم نبينا hنتوس

49

هو في صحيح البخاري وغيره ، فقدذكرعمر رضى الله عنه إنهم كانوا يتوسلون بالنبى

)ص(في حياته باالستسقاء، ثم توسل بعمه العباس بعد موته، وتوسلهم هو استسقاؤهم

بحيث يدعو ويدعون معه فيكون هو وسيلتهم إلى الله تعالى ، والنبي ) ص ( كان في مثل

هذا شافعا وداعيا لهم . إن التوسل به صلى اللهوالقول الثاني :

عليه وسلم يكون في حياته وبعد موته وفي حضرته وفي مغيبه، وال يخفاك أنه قد ثبت التوسل به صلى الله عليه وسلم في حياته

وثبت التوسل بغيره بعد موته بإجماع الصحابةQا لعدم إنكار أحد منهم على رضي إجماعا سكوتي

الله عنه في توسله بالعباس رضي الله عنه . وعندي أنه ال و�ج�ه� لتخصيص جواز التوسل بالنبي )ص( كما زعمه الشيخ عز الدين بن عبد

من ما عرفناك به األول:السالم ألمرين: إجماع الصحابة رضي الله تعالى عنهم ،

والثاني : إن التوسل إلى الله بأهل الفضل والعلم هو في التحقيق توسل

الفاضله إذ بأعمالهم الصالحة ومزاياهم ،(1ال يكون الفاضل فاضال إال بأعماله )

فإذا قال القائل : اللهمh إنى أتوسل إليك بالعالمالفالني فهو باعتبار ما قام به من العلم .

50

وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما ، أن النبي ) ص ( حكى عن الثالثة الذين انطبقت عليهم الصخرة أنh كلh واحد منهم توسhل إلى الله بأعظم عملz عمله ، فارتفعت الصخرة .

فلو كان التوسل باألعمال الفاضلة غير جائز أوQ كما يزعمه المتشددون في هذا كان شركا

(،ومن قال بقوله2الباب كابن عبد السالم)من أتباعه لم تحصل اإلجابة من الله لهم وال

( فرجع األمر إلى تصويب القول بالتوسل وأن المانع يمنع1)Q ال وجود له في الحقيقة . أمرا

،يتشدد البتة( العز بن عبد السالم رحمه الله تعالى لم 2) ولكن عذر الشوكاني أنه نقل كالم العز ابن عبد السالم

بواسطة، كما وضحه شيخنا العالمة المحقق السيد عبد الله رحمه الله تعالى ونور مرقده في الرد بن الصديق الغماري (، فإنه قال: هذا غلط في النقل عن55المحكم المتين )ص

ابن عبد السالم، ألن فتواه في اإلقسام على الله بخلقه ال في سؤاله بجاه فالن ، ونحن ننقل كالمه في ذلك ليتضح

المراد، فقد جاء في الفتاوي الموصلية ما نصه: أما مسألة الدعاء فقد جاء في بعض األحاديث أن رسول الله ) ص (

قل اللهمعلhم بعض الناس الدعاء فقال في أوله : ) وهذاإني أقسم عليك بنبيك محمد نبي الرحمة (

Q على رسول الله الحديث إن صحh فينبغي أن يكون مقصورا ) ص ( ألنه سيد ولد آدم ، وأن يقسم على الله بغيره من األنبياء والمالئكة واألولياء ألنهم ليسوا في درجته

وأن يكون هذا مما خص به نبينا على علو درجته ومرتبته . اهـ.

ثم قال السيد عبد الله بن الصديق رحمه الله تعالى ونور ضريحه : هذا كالم عز الدين بحروفه نقلناه من الفتاوي الموصلية ،

وهكذا نقله أصحاب الخصائص كالحافظ السيوطي والقسطالني وغيرهما مستدلين به على أن اإلقسام على الله تعالى بالنبي ) ص (

51

من خصوصياته وهذا غير ما نحن فيه، وهو سؤال الله بجاه فالن من غير إقسام عليه . وبين المسألتين بون� كبير كما ال يخفى،

فاشتبه الحال على ابن تيمية ودخلت عليه مسألة في أخرى والكماللله تعالى (( . انتهى كالم =

سكت النبي ) ص ( عن إنكار ما فعلوه بعدحكايته عنهم .

وبهذا تعلم أن ما يورده المانعون من التوسل باألنبياء والصلحاء من نحو قوله تعالى :

} مانعبدهم إال ليقربونا إلى الله فال تدعوا ، ونحو قوله تعالى : } زلفى {

wله { ، ونحو قوله تعالى: } مع الله أحدا والذين يدعون من دونه ال دعوة الحق

{ ليس بوارد بل هويستجيبون لهم بشئ من االستدالل على محل النزاع بما هو أجنبي عنه، فإن قولهم: ) ما نعبدهم إال ليقربونا إلى

الله زلفى ( مصرح بأنهم عبدوهم لذلكQ لم يعبده بل علم أن له والمتوسل بالعالم مثالمزيةQ عند الله بحمله العلم، فتوسل به لذلك .

فال تدعوا مع الله وكذلك قوله :} wفإنه نهى عن أن يدعو مع الله غيرهأحدا }

كأن يقول يا الله ويا فالن، والمتوسل بالعالمQ لم يدعm إال الله فإنما وقع منه التوسل ليه مثال

بعمل صالح عمله بعض عباده ، كما توسل الثالثة الذين انطبقت عليهم الصخرة بصالح

والذين يدعون منأعمالهم ، وكذلك قوله }

52

{ اآلية ، فإن هؤالء دعوا من ال يستجيبدونهلهم ولم يدعوا ربهم الذي يستجيب لهم .

Q لم يدع إال الله ، والمتوسل بالعالم مثالولم يدع غيره دونه وال دعا غيره معه .

فإذا عرفت هذا لم يخف عليك دفع مايورده المانعون للتوسل من

=شيخنا رحمه الله تعالى ونور قبره . وانظر الرد المحكم المتين )

( منه .222 ( وحاشية )ص 55 ، 54Q Q زائدا األدلة الخارجة عن محل النزاع، خروجا وماعلى ما ذكرناه، كاستداللهم بقوله تعالى } أدراك ما يوم الدين ، ثم ما أدراك ما

يوم الدين ، يوم ال تملك نفس لنفس {، فإن هذه اآليةشيئاw ، واألمر يومئذ� لله

الشريفة ليس فيها داللة إال أنه تعالى هو المنفرد باألمر يوم الدين وأنه ليس لغيره من

األمر شئ ، والمتوسل بنبي من األنبياء أ, عالم من العلماء هو ال يعتقد أن لمن توسل به

مشاركة لله جل جالله في أمر يوم الدين . ومن اعتقد هذا لعبد من العباد سواء كان

Qأو غير نبي فهو في ضالل مبين . نبيا وهكذا االستدالل على منع التوسل بقوله

} قل {، ليس لك من األمر شئتعالى: } } wوال ضرا wفإنال أملك لنفسى نفعا ،

هاتين اآليتين مصرحتان بأنه ليس لرسول الله

53

)ص(من أمر الله شئ، وأنه ال يملك لنفسهQ فكيف يملك لغيره ، وليس فيه Q وال ضرا نفعا

منع التوسل به أو بغيره من األنبياء أو األولياء أو العلماء، وقد جعل الله لرسول الله)ص(

المقام المحمود مقام الشفاعة العظمى وأرشد الخلق إلى أن يسألوه ذلك ويطلبوه منه ، وقال

|د ذلك في mعطh واشفع تشفع ، وقي له: سل� ت كتابه العزيز بأن الشفاعة ال تكون إال بإذنه وال

تكون إال لمن ارتضى . وهكذا االستدالل على منع التوسل بقوله صلى الله عليه وسلم لما نزل قوله تعالى:}

{: يا فالن ابنوأنذر عشيرتك األقربينQ ، يا فالنة بنت فالن ال أملك لك من الله شيئا

. Q فالن ال أملك لك من الله شيئا فإن هذا ليس فيه إال التصريح بأنه صلى الله عليه وسلم ال يستطيع نفع ما أراد الله

ضره ، وال ضرh من أراد الله تعالى نفعه ، وأنهQ Q عن غيرهم شيئا ال يملك ألحد من قرابته فضال

من الله ، وهذا معلوم لكل مسلم وليس فيه أنه ال يتوسل به إلى الله ، فإن ذلك هو طلب

األمر ممhن له األمر والنهي ، وإنما أراد الطالبQ لإلجابة أن يقدم بين يدي طلبه ما يكون سببا

ممن هو المنفرد بالعطاء والمنع وهو مالك يوم

54

الدين (( . انتهى كالم الشوكاني رحمه اللهتعالى .

مؤيداw التوسل بجاه(1 )وقال اآللوسي النبي ) ص ( :

Q في التوسل إلى الله )) أنا ال أرى بأساQ تعالى بجاه النبي ) ص ( عند الله تعالى حيا

Q، ويراد بالجاه معنى يرجع إلى صفة من وميتا صفاته تعالى مثل أن يراد به المحبة التامة

المستدعية عدم رده وقبول شفاعته ، فيكون معنى قول القائل إلهي أتوسل بجاه نبيك صلى

الله تعالى عليه وسلم أن تقضي لي حاجتي ، إلهي اجعل محبتك له وسيلة في قضاء

حاجتي ، وال فرق بين هذا وقولك : إلهي أتوسل إليك برحمتك أن تفعل كذا ، إذ معناه

Q إلهي اجعل رحمتك وسيلة في فعل كذا (( أيضا . انتهى من جالء العيني بمحاكمة األحمدين

( . 572) ص *************

( وهو ممن يشايع ابن تيمية1)

التوسل ليس من مباحثاالعتقاد

التوسل من موضوعات الفروع، ألن حقيقته اتخاذ وسيلة، أى قربة إلى الله تعالى،

55

يا أيها الذين آمنواقال الله عز وجل: } { اتقوا الله ، وابتغوا إليه الوسيلة

والتوسل على أنواعz وأمره يدور بين الجواز والندب، والحرمة، وما كان أمره كذلك فهو من األحكام الشرعية التي موضوعها علم

الفقه، وإقحام موضوعات الفقه في التوحيدوالعقائد خطأ يجب مجانبته .

mكره أن وهذا اإلمام أبو حنيفة يقول : )) وي يقول الرجل في دعائه : أسألك بمعقد العز� من

عرشك (( . اهـ ) الجامع الصغير لإلمام محمد مع النافع الكبير ( .395ص

فعبر اإلمام أبو حنيفة رحمة اللههo((، فدار األمر بين tرuكoتعالى بقوله ))ي الكراهية التنزيهية أو التحريمية ، كما قرره أصحابه في كتاب )) الكراهية ((

أو )) الحظر واإلباحة (( من مصنفاتهمالفقهية .

والسادة الفقهاء يذكرون استحباب التوسل أو جوازه، في باب االستسقاء في

كتاب الصالة وعند زيارة قبر النبي )ص( فيكتاب الحج .

أما سلك بحث التوسل في العقائد ، وجعله وسيلة من وسائل الشرك ، فبدعة قد حلتQ قج زرع العداوة بينهم بالمسلمين ، ومسلكا

56

ونفخ في بوق الخالف بين األح وأخيه واألبوابنه .

ومن قلhب النظر في عشرات الكتب والرسائل التي يصنفها بعض المعاصرين التي تتحدث عن

((، و))منهج أهل السنة والجماعة)) أصول أهل السن~ة(( ، و ))عقيدة الفرقة

الناجية(( ، و ))العقيدة الصحيحة(( . و )) مجمل أصول أهل السنة والجماعة ((

… ،. وخصائٌص … ، ومميزات …. وبالياQ ، ووقف على أنواع لرأى الهول ، والجهل معا

من التشدد كادت أن تأتي على األخضرواليابس .

وينبغي على العقالء كشف أوضار وأخطارهؤالء الجهلة ومن على شاكلتهم ، من

المتاجرين بالخالف بين المسلمين . وإنh المرء ال يعجب ممن يأخذ بأحد

الرأين، ولكن ال ينقضى عجبه ممن يتبع أحد هذين الرأين ، ثمh يجعل ما اتبعه هو الحق الذي يجب المصير إليه ، ويجعل من اختيار اآلخرين

للرأي اآلخر برهان كونهم مبتدعة يجب مفارقتهم ويجب …. ويجب …. ، فقل لي بربك

أي عالم من علماء األمة يقر هذا المسلكmتهم كثير من عباد المتخلف العجيب ، ولطالما ا الله الصالحين باإلبتداع وغيره ، وعند المحاققة

57

تجد الحق معهم ، والجهل مع غيرهم ، فإلىالله المشتكى مما آل إليه أمر المسلمين . والنصيحة إلخواني المتشددين في هذا

الباب توجب علىh أن أذكر بعض النصوص التي تؤيد الحق الذي ذكرته ، وعنيت بأن تكون

للمانعين من التوسل : ( قال الشيخ حسين بن غنام1

( في )) روضة األفكار واإلفهام1 )اإلحسائي لمرتاد حال اإلمام (( :

)) )العاشرة ( قولهم في الستسقاء ال بأس بالتوسل بالصالحين ، وقول أحمد يتوسل بالنبيhه ال يستغاث بمخلوق، )ص( خاصة مع قولهم إنQ وليس الكالم مما نحن فيه فالفرق ظاهر جدا

فكون بعضهم يرخص بالتوسل بالصالحين وبعضهم يخصه بالنبي )ص(، و )) وأكثر العلماء

هذه المسألة(، 2ينهى عن ذلك ويكرهه (() ، ولو كان الصواب عندنامن مسائل الفقه

قول الجمهور أنه مكروه فال ننكر على من فعله وال إنكار في مسائل االجتهاد (( . انتهى

( .183من كتاب )) السهسواني (( ) ص ( قال الشيخ سعد بن حمد بن عتيق2

النجدي : مسألة التوسل بالنبي ) ص ( وهو أن يقول

القائل : اللهمh إني أتوسل إليك بنبيك محمد

58

) ص ( ، فهى مسألة مشهورة ، والكالم فيهامعروف عنج أهل العلم .

فطائفة من العلماء منعوا من ذلك سواء توسلبالمنبي أو بغيره .

( من أصحاب محمد بن عبد الوهاب ، وكتابه المذكور مطبوع .1) ( .78 / 1انظر روضة الناظرين : )

( قوله : ))وأكثر العلماء (( ربما يعني الشيخ )) علماءQ مخصوين2) عنده (( ، والصواب أن جماهير علماء األمة على جوازه ، والشيخ

مالكي ، وأهل مذهبه متفقون على جواز التوسل بالنبي ) ص ( وال يحفظ عن أحد من المالكية قول بكراهية التوسل بالنبي )ص ( كما

حققه شيخنا العالمة المحقق السيد عبد الله بن الصديق ( .91 – 89الغماري قدس الله سره في الرد المحكم المتين ) ص

(،1 وطائفة جوزوا ذلك بالنبي)ص(ال بغيره) واستدل هؤالء بما روى الترمذي والنسائى أن

النبى )ص ( علم بعض أصحابه أن يدعوا فيقول�ي أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد : )) اللهم� إن

نبي الرحمة ، يا رسول لله إني أتوسل بك إلىربي في حاجتي ليقضيها ، اللهم فشفعه في (( ، فاستدلوا بهذا الحديث على جواز

التوسل به صلى الله عليه وسلم في حياتهوبعد مماته .

وقالوا : ليس في التوسل به صلى الله عليه وسلم دعاء للمخلوق واالستغاثة به ، وإنما هودعاء ولكن فيه بجاهه صلى الله عليه وسلم .

قالوا : وهذه مثل قوله فيما رواه بن ماجة�ى في دعاء الخارج إلى الصالة : )) اللهمh إن

59

أسألك بحق السائلين وبحق ممشاي هذا ، فإنيQ خرجت اتقاء سخطك Q وال بطرا لم أخرج إشرا وابتغاء مرضاتك ، أسألك أن تنقذني من النار

Q إنه ال يفر الذنوب إال وأن تغفر لي ذنوبي جميعاأنت (( .

هذا حاصل ما استدل به المجوزون للتوسل به) ص ( .

وأما المانعون من ذلك فيقولون / إنh صح الحديث فليس فيه دليل على جواز التوسل به

صلى الله عليه وآله وسلم بعد مماته وإنماجواز ذلك في حياته بحضوره .

( لم يذكر الشيخ من جوhز التوسل بالنبي ) ص ( وبغيره من األنبياء1) واألولياء ، وهم الجماهير فتدبر .

قالوا :والدليل على صحة ما قلناه أن عمر بن الخطاب استسقى بالعباس رضى الله

عنهما ، فقال : اللهمh إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبيك فتسقينا ، وإنا نتوسل بعم نبيك

فاسقنا فيسقون . ولو كان التوسل به صلى الله عليه وسلم

Q لما عدل عمر عن بعد مماته مشروعا النبي)ص(إلى العباس، وهذا ما ذكره العلماء

( .1في هذه المسألة) ونحن إن قلنا بالمنع من التوسل به )ص(

بهذا اللفظ أو نحوه لم نعتقده من أصحية ال نشدد في ذلك علىالمنع، فنحن مع ذلك

60

من فعله مستدالw بالحديث فضالw عن أ، ( .34 – 33 . اهـ ) ص نكفره ((

ئل محمد بن عبد الوهاب3 oعن(وس : قولهم في االستسقاء : ) ال بأس بالتوسل

بالصالحين( وقول أحمد: يتوسل�ه ال يستغاث بالنبي)ص(خاصة مع قولهم: ))إن

بمخلوق (( . فأجاب بكالم منه قوله : فهذه المسألة من

مسائل الفقه ، وإن كان الصواب عندنا قول (:إنه مكروه، فال ننكر على من2الجمهور)فعله، وال

( قد تقدم أن غاية استدالله هو استدالل بالترك ، وأجيب بأن الترك1) يدل على جواز ترك المتروك فقط ، على أن الصحابة توسلوا بالنبي )ص( بعد انتقاله كما في آثار عن بالل بن الحارث ، وابن

عمر ، وعائشة ، والتوسل بالعباس توسل بذاته كما تقدم ، بما ال يمكنرده إال من مكابر .

( بل العكس هو الصحيح فالجمهور على الجواز أو الندب وفي2) ( ما نص�ه :595 / 1الفروع البن مفلح الحنبلي )

)) ويجوز التوسل بصالح وقيل يستحب ، قال أحمد في منسكه الذي كتبه للمروزي إنه يتوسل بالنبي ) ص ( في دعائه ، وجزم به في

المستوعب وغيره (( . اهـ

إنكار في مسائل اإلجتهاد…الخ، انظر فتاوى( . 3: 68ابن عبد الوهاب )

نsوجي( 4 vفي باب آداب الدعاء منوقال الق ( ما نصه :37كتب ))نزل األبرار(( )ص

)) ومنها التوسل إلى الله سبحانه باألنبياء ، ويدل عليه ما أخرجه الترمذي من

61

حديث عثمان بن حنيف - وذكر حديث توسل الضرير- ثم قال : ومنها التوسل بالصالحين

ويدل له ما ثبت في الصحبح أن الصحابة استسقوا بالعباس عم الرسول ) ص ( ، ثم

قال : ومسألة التوسل باألنبياء والصالحين مماQ بلغت Q شديدا اختلف فيه أهل العلم اختالفا

Q أو بدع وضلل . النوبة إلى أن كفر بعضهم بعضا واألمر أيسر من ذلك وأهون مما هنا للك ، وقد قضى الوطر منها صاحب كتاب ) الدين الخالص

( ، والعالمة الشوكاني في )) الدر النضيد فيإخالص كلمة التوحيد (( .

وحاصلها : جواز التوسل بهم على ما ورد من الهيئات و على القصر على ما في

الروايات، وال يقاس عليه وال يزاد عليه شئ، والQ لله لعليه نشك أنh من ال يرى التوسل إخالصا

اثم وال وزر . ومن توسل فما أساء ، بل جاء بما

وكذلك ثبت التوسلهو جائز في الجملة، باألعمال الصالحة كما سبقت اإلشارة إليه فيما

مستحقةتقدم وبالجملة ليست المسألة لمثل تلك الالزل والقالقل ، ولكن مفاسد الجهل والتعصب ومساوئ

.اهـ.التقليد والتعسف ال تحصى ((

62

والبأس أن ألفت نظر القارئ الكريم لنوع من رسائل الجهل والتهويل والتضليل ، والتعدي

على المسمين _ وما أكثرها _ من هذه الرسائل رسالة باسم ) وقفات مع كتاب للدعاة

فقط ( يعيب المؤلف فيها على صاحب كتب للدعاة فقط مسائل منها قول اإلمام حسن البنا رحمه الله تعالى : )) والدعاء إذا قرن

بالتوس|ل إلى الله تعالى بأحدzمن خلقه خالف� فرعي في كيفية الدعاء وليس من مسائل

( .25العقيدة (( . اهـ . ) وهذا حق ال مرية فيه ، ومنكره منكر

للمحسوس ، ومكابر في الضروريات ، وألن صاحب الرسالة الذكورة وقف على بعض

الرسائل التي ترشح بالتهويل ، والتضليل ، وتعميق الخالف بين المسلمين ، جرى

المسكين في فلك هذه الرسائل فأبرق لمن ( بقوله1يفتيه وفق مراده ، فأفاده بعضهم )

المضحك المبكي : )) التوسل في الدعاء بذوات الصالحين أو

Q، ووسيلة من Q مبتدعا حقهم أو جاههم يعتبر أمرأQ في وسائل الشرك ، والخالف فيه يعتبر خالفا

مسائل العقيدة ال في مسائل الفروع، ألن الدعاء فيه أعظم أنواع العبادة وال يجوز فيه إال

63

hة ….. إلخ ) ص _31ما ورد في الكتاب والسن32. )

قلت : ال يخفى أن األحاديث واآلثارالصحيحة والحسنة ترد قوله،

( هو صالح الفوزان .1)

Q منها ، Q واحدا ولو استحضر هذا المجيب حديثا وليكن حديث توسل األعمى بالنبي ) ص (

واستعمال عثمان بن حنيف له وزياد حم|اد بنQ سلمة الصحيحة ، وكان مع استحضاره منصفا

وترك تقليد غيره ألعرض عما تفوه به، فإن أبى ترك التقليد فأولى به تقليد إمامه في توسله بالنبي)ص( بل وجماعة من السلف كما نقله

( فإذا65،98ابن تيمية في التوسل والوسيلة ) كان أحمد وجماعة من السلف ال يعرفون

الشرك ووسائله وعرفه هذا المستدرك عليهم فليكن ما عرفه هو سب� السلف وأئمة الدين

ورميهم بالعظائم ال غير . نعم الدعاء من أعظم أنواع العبادة، كلمة حق أريد بها الباطل، لكنh المتوسل ال يدعوا إال

Q لقولz بقول الله الله عز وجل ، ولكنه اتباعا تعالى : )) وابتوا إليه الوسيلة (( توسل في

دعائه . وهذه الوسيلة مختلف في بعض أنواعها منها ما يجوز، ومنها ما ال يجوز فاألمر فيه

خالف وهو ضعيف، ومحل هذا الخالف موضوع

64

علم الفقه، أما علم العقيدة أو التوحيد فيتكلم في اآللهيات والنبويات والسمعيات، فال معنى إلدخال بحث التوسل في العقيدة وبون كبير

بين العلمين . ومن جملة ما استدل به في جوابه قول

وقال ربكم ادعونيالله تعالى : )) أستجب لكم (( ، )) فادعوا الله مخلصين

. )) وهذا االستدالل عجيب ألنه استدل بخارج

عن النزاع أجنبي عنه وتقدم جواب مسكتألمثال هؤالء عن العالمة الشوكاني .

واآلية األولى فيها طلب دعاء الله تعالى ، والثانية فيها حث على الدعاء مع اإلخالص، أما

التوسل فهو اتخاذ قربة لله رغبة في إجابة الدعاء ، وهذه القربة على أنواع كما معلوم فال تنافي بأي وجه مع اآليتين، بل التوسل يوفقهما

من حيث أن يدعوا الله تعالى وال يدعو غيره.Q ثم رأيت المجيب عن السؤال إعني صالحا

الفوزان يقول في رسالة له مطبوعة باسم تعقيبات على كتاب السلفية ليست))

w(( عن التوسل : )) إنها لمسألة خطيرةمذهبا تمس العقيدة ، وتجر إلى الشرك ، فكيف

تكون هينة (( . اهـ .

65

قلت : هون على نفسك يا شيخ، فإذا كان التوسل يجر إلى الشرك فقل لي برب هؤالء

األئمة الذين توسلوا بالنبي )ص( أحمد بن حنبل وغيره من السلف ، ومن بعدهم هل علمت

أنهم انجروا إلى الشرك ؟!! حاشهم من ذلك ،وهم من أئمة الدين .

وكالمك يعني أن التوسل يستلزم بالضرورة اإلنجرار للشرك ، وهو الزم باطل ال

ينكره إال مكابر . ( الذي يتشدد هنا التشتت1وهذا الرجل )

الممقوت ويخالف مذهبه _

( هو صالح الفوزان، ودعوى البدعة والشرك عنده سهلة جداً ،1 )Q له عدh فيه الدعاء عند القبر حتى أنني رأيت منسكا

الشريف من األخطاء العظيمة ألنه ) وإن كان الد اعي ال يدعو إلى الله ( وغير52( بدعة ووسيلةإلى الشرك. كذا في منسكه )ص

خفي أن الدعاء عند القبر الشريف تضافرت النقول عليه عنالسلف والخلف وابن تيمية نقل الدعاء عند القبر الشريف ……… =

----------------------------------------

( فانظره.38_37 عن جماعات في رده على العالمة األخنائي )ص= ثم رأيت أن اتحف القارئ الكريم بهذه الفائدة من معجم الشيوخ

( ما نصه : عن74-1/73للحافظ الذهبي الذي قال في ) عبيد الله عن نافع عن ابن عمر : )) أنه كان يكره مس قبر النبي

)ص( (( قلت : كره ذلك ألنه رآه إساءة أدب . وقد سئل أحمد بن حنبل عن مس القبر النبوي وتقبيله فلم ير

بذلك إساءة أدب . وقد سئل أحمد بن حنبل عن مس القبر النبوي وتقبيله فلم ير

Q، ورواه عنه ولده عبد الله بن أحمد . بذلك بأسا

66

، Q Q فعل ذلك من الصحابة قيل : ألنهم عاينوه حيا فإن قيل: فهال وتملوا به ، وقبوا يده ، وكادوا يقتتلون على وضوئه واقتسموا شعره

المطهر يوم الحج األكبر ، وكان إذا تنخم ال تكاد نخامته تقعإال في يد رجل فيدلك بها وجهه .

ونحن فلما ال يصح لنا مثل هذا النصيب األوفر ترامينا على قبرهبااللتزام والتبجيل واالستسالم والتقبيل .

أال ترى كيف فعل ثابت البناني ، كان يقبل يد أنس بن مالكويضعها على وجهه ويقول : يد مست يد رسول الله ) ص ( .

وهذه األمور ال يحركها من المسلم إال فرط حبه للنبي ) ص ( إذ هو مأمور بأن يحب الله ورسوله أشد من حبه لنفسه ، وولده ،

والناس أجمعين ، ومن أمواله ومن الجنة وحورها ، بل خلقمن المؤمنين يحبون أبا بكر وعمر أكثر من حب أنفسهم .

Q سبh أبا بكر حكى لنا جندار أنه كان يجبل البقاع فسمع رجال فسل سيفه وضرب عنقه ، ولو كان سمعه يسبه أو يسب أباه لما

استباح دمه . أال ترى الصحابة في فرط حبهم للنبي ) ص ( قالوا : أال نسجد لك ؟

فقال : ال ، فلو أذن لهم لسجدوا سجود إجالل وتوقير ال سجودعبادة كما سجد إخوة يوسف _ عليهم السالم _ ليوسف .

وكذلك القول في سجود المسلم لقبر النبي ) ص ( على سبيلQ فليعرف أن هذا Q بل يكون عاصيا التعظيم والتبجيل ال يكفر به أصال

منهى عنه ، وكذلك الصالة إلى القبر (( . انتهى كالم الذهبي .

في أمرفرعي، تجده في مكان آخر يتساهلQ فتجده يقول Q مذموما في محض اإلعتقاد تساهال

Q على من نقل في رسالته المذكورة تعقيبااإلجماع على بقاء النار فقال :

)) وتعقيبنا عليه من وجهين : )الوجه األول( : أنه لم يحصل إجماع على

|ار وعده من البدع كما تخطئة القول بفناء الن زعم . فالمسألة خالفية ، وإن كان الجمهور ال

يرون القول بذلك ، لكنه لم يتم إجماع على

67

وإنما هو من المسائل الخالفيةإنكاره ، التي ال يبدع فيها .

) الوجه الثاني ( : أن الذين قالوا بفنائها استدلوا بأدلة من القرآن والسنة، وبقطع النظر

فإنعن صحة استداللهم بها ، أو عدم صحته ، ما دام أنهذا القول ال يعتبر من البدع

أصحابه يستدلون له ، ألن البدع ما ليس لهاQ ، وغاية ما يقال إنه قول حطأ أور دليل أصال

رأي ير صواب وال يقال بدعة ، وليس قصدي الدفاع عن هذا القول، ولكن قصدي بيان أنه

ليس بدعة وال ينطبق عليه طابق البدعة و هو ( .40 _ 39من المسائل الخالفية . اهـ ) ص

قلت : وغير خفي على اللبيب والبليد أن كالمه نهاية في البطالن والتعصب، وأن القول

بفناء النار هو قول المبتدعة من جهمية المعتزلة، وأن من يعتد به في اإلجماع من

األئمة فارق هذا القول وخالفه ، وقد قالالطحاوي في العقيدة المشهورة :

)) والجنة و النار مخلوقتان أبداw ال . اهـ ) صتفنيان وال تبيدان ((

مع الشرح ( .476 وبسط الرد على هذه البدعة في كتاب

( للتقياالعتبار ببقاء الجنة والنار) ورفع اإلستار إلبطال أدلةالسبكي، )

68

( لألمير الصنعاني وقدالقائلين بفناء النارQ بصاع خاصة أولهما . طبعا وقد وفيا الكيل صاعا

وصفوة القول : أنه تشدد فيما هو سهل وتساهل في أمر االعتقاد وما أرى ذلك

إالبسبب اتباع الهوى واالنتصار لألشخاص ال ير ، وهذا هو اللو الذي قاموا وقعدوا ولفوا وداروا حوله ، ووقعوا في أئمة الدين بسببه ، ف لله

األمر من قبل ومن بعدنعوذ بالله من الهوى والمناكدة ، وإن كل متمسك بالحق خال قلبه من شوائب العصبيات واألهواء ليبرأ إلى الله

تعالى من التالعب بالدين .* * *

وإذا كان صاحب رسالة )) وقفات مع كتبللدعاة فقط (( قد اعتمد على غيره .

قد اعتمد علىأبابكر الجزائريفإن Q من Q وافرا نفسه، فزاد الطين بلة وكفhر قسطا

المسلمين فقال ما نص�ه : ))إن� دعاء الصالحين ، واالستغاثة بهم ،

والتوسل بجاههم، لم يكن في دين الله تعالىQ وإنما كان Q فيتوسلm به أبدا Q صالحا قربة وال عمال

Q يخرج فاعله من Q في عبادة الله محرما شركا الدين ويوجب له الخلود في جهنم (( انتهى 144بحرفه من كتابه ) عقيدة المؤمن (( ) ص

( ؟

69

والصحيح أن المؤمن ال يعتقد في ذلك إخوانه المؤمنين الذين يعتقدون أال مؤثر إال الله عز وجل ، وغاية عملهم أن علموا منزلة النبي

)ص( عند ربه فتوسلوا به واتبعوا األدلة الصحيحة، وقد تأسوا في ذلك بالصحابة رضوان

الله عليهم . وقد أخطأ ) أبو بكر الجزائري ( فكفر عباد الله الصالحين ، وهذا التكفير الجزاف ال ارتباط له بكتاب أو سنة وال بما عليه السواد األعظم،

ولم يقل ذو عقل، ودين بمقولته الفاسدة إالمن كان على رأى الخوارج، نسأل الله العافية . ولألسف قد طبع كتابه عدة مرات ، وليتأمل

القارئ المنصف كم من المسلمين فتنوا بهذاالباطل ، والله المستعان .

وال بد أن يفرق المصنف بين وقوع الفعل في حدود ما أباحه الشارع

ووقوعه إذا خرج عن المحدود وإن كان جائزاw في نفسه ، فال يعني وقوع بعض

األلفاظ المتوهمة من العوام ضرورةمنع األصل الذي أباحه الشرع ، فتدبر .

* * *

وإذا كان أبو بكر الجزائري قد تفوه بالتكفير، ) محمد صالح العثيمين(فهناك آخر هو

70

الذي أصر على اعتبار أن التوسل من مباحث اإلعتقاد واستدل على مقولته بما لم يصرح به

مسلم فقال : ))بالنسبة للتوسل فهو داخل في العقيدة ألن المتوسل يعتقد أن لهذه الوسيلة تأثيرأ في

حصول مطلوبه ودفع مكروهه ، فهو فى الحقيقة من مسائل العقيدة ، ألن اإلنسان ال

Q فيما يتسل بشئ ال وهو يعتقد أن له تأثيرا (كما3: 100يريد (( اهـ من فتاوي ابن عثيمين )

نقله عنه جامع ) فتاوي مهمة لعموم األمة ص89. )

قلت : اثبت العرش ثم انقش ، فمن الذي أطلعك على ما في صدور المتوسلين حتى

تصرح بهذه المقولة الشنيعة ، التي يلزم منها. Q تكفير المتوسلين جميعا

Q فكل إنh ما قاله منافz لإلعتقاد تماماQ أنh الله عز وجل هو Q جازما مسلم يعتقد اعتقادا

النافع ، وهو الضار ، وأن المؤثر الحقيقي هو الله ، وأنه وحده مسبب األسباب، فال فاعل إال الله، وال خالق سواه، وإليه يرجع األمر كله، فال

حول وال قوة إال بالله . وغاية ما في المتوسل أن يقول : اللهم

إني أسألك أو أتوسل ليك بنبيك ) ص ( أو. Q بالولي الفالني مثال

71

فالمتوسل سأل الله تعالى ولم يسألسواه، ولم ينسب إلى المتوس�ل به

Q، إنما أثبت له القربة Q أو خلقا Q أو فعال تأثيرأ والمنزلة عند الله تعالى فقط، وتلك المنزلة ثابتة له في الدنيا واآلخرة ، وإليه نذهب يوم

Q للشفاعة . القيامة طلبا ومن يعتقد أن إخوانه المسلمين يعتقدون

ل به له تأثير فيكون قد كفرهم، hأن المتوس ونصhب نفسه مقام العارف بما فى الصدور، وهذه فتاوي يضحك بها هؤالء الشيوخ على البسطاء ليوضحوا لهم أن المتوسلين من

جلدة أخرى وكالم العثيمين ينسحب إلى التوسل كله والحق يقال: إنه كالم ال عالقة له بالعلم ، بل هو نوع من أنواع الجهل ، والتعالم

وسوء الظن بالمسلمين ، وكم من حوادثوفتن تتبع هذه الفتاوي .

وكم من جاهل كفhر أبويه أو أهل خطته بسبب اغتراره بمثل هذه الفتاوي، لو تمهلQ ألدرك سخف مقولته . المفتي وفكر قليال

والعجب أنه أطلق وما قيد ، فهل للعملالصالح المتوسhل به تأثير بذاته ؟

ومحال أن الصحابة اعتقدوا هذا اإلعتقاد فيالنبي )ص( والعباس ويزيد عندما توسلوا بهم .

72

ومحال أن يعتقد السلف ومنهم اإلمام أحمدالذين توسلوا بالنبي ) ص (

) كما صرح به ابن تيمية في التوسل والوسيلة ( هذا اإلعتقاد الفاسد .98ص

والحنابلة يجوزون أو يستحبون التوسل بالنبي )ص( كما صرح إمامهم ابن قدامة بذلك

في المغني ، فهل يراهم يعتقدون مثل هذااإلعتقاد ؟!!!

إن من اآلفات المردية التسرع في رمى العباد بالعظائم، والحاصل أن ما قاله العثيمين

Q على ما ادعى بل هو مما يدوم ال يصلح دليال ضررة ، ألن آثارها نراها دارجة تفرق بين

Q الهداية المسلمين ، نسأل الله تعالى لنا جميعاوالتوفيق .

ولو حسhن الشيخ الظن بإخوانه المسلمين لكان له موقف آخر، ولهذه الفتوى وصاحبها

محمد بن صالح العثيمين نظائر ، واللهالمستعان .

وليكن هذا آخر الكالم على مبحثQ ، وصلى الله Q وآخرا التوسل ، والحمد لله أوالوسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه .

* * *

73

المقدمة الثانية في الكالم على الزيارة

كالم األئمة الفقهاء في استحبابأو وجوب

زيارة القبر الشريف قال اإلمام - المجمع على علمه وفضله

- أبو زكريا النووي رحمه اللهتعالى :

)) واعلم أن زيرة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهم القربات، وأنجح

المساعي، فإذا انصرف الحجاج والمعتمرونQ أن Q متأكدا من مكة استحب لهم استحبابا

يتوجهوا إلى المدينة لزيارته صلى الله عليه وشدوسلم، وينوي الزائر من الزيارة التقرب

((. اهـ ) المجموع :الرحل إليه والصالة فيه8 / 204. )

Q في اإليضاح في مناسك الحج : وقال أيضا )) إذا انصرف الحجاج والمعتمرون من مكة فليتوجهوا إلى مدينة رسول الله )ص(

لزيارة تربته صلى الله عليه وسلم فإنها منار hأهم القربات وأنجح المساعي ، وقد روى البز

والدار قطني بإسنادهما عن ابن عمر رضي

74

)منالله عنهما، قال: قال رسول الله )ص( : ( (( اهـزار قبري وجبت له شفاعتي

( . 214) ص وعلhق اإلمام الفقيه ابنm حجر الهيثمي على

الحديث، فقال في حاشية اإليضاح : ، Q Q وميتا )) الحديث يشمل زيارته )ص( حيا

ويشمل الذكر واألنثى ، اآلتي من قرب ومن بعد ، فيستدل به على فضيلة شد الرحال

لذلك ، وندب السفر للزيارة إذ للوسائل حكم حاشية214المقاصد (( . اهـ . ) ص

اإليضاح ( . وقال اإلمام المحقق الكمال ابن

الهمام الحنفي في شرح فتح القدير : المقصد الثالث في زيارة قبر النبي

) ص ( : قال مشايخنا رحمهم الله تعالى : من

أفضل المندوبات ، وفي مناسك الفارس وشرحالمختار : إنها قريبة من الوجوب لمن له سعة . ثم قال بعد كالم ما نصه: واألولى فيما يقع عند العبد الضعيف تجريد النية لزيارة قبر

النبي )ص( ثم إذا حصل له إذا قدhم زيارة المسجد أو يستفتح فضل الله سبحانه في مرة أخرى ينويهما فيه، ألن في ذلك زيادة

75

_179/ 3تعظيمه )ص( وإجالله . اهـ ) 180. )

وعلhق عليه العالمة محمد أنور شاهالكشميري فقال :

وهو الحق عندي ، فإن آالف األلوف من السلف كانوا يشدون الرحال لزيارة النبي )ص(

ويزعمونها من أعظم القربات، وتجريد نياتهم إنها كانت للمسجد دون الرضة المباركة

باطل ،بل كانوا ينوون زيارة قبر النبي ) ص(Q . اهـ ) فيض الباري : ( .2/433قطعا

قلت: كالمه صواب وجيد _ رحمه الله تعالى _ وكيف ال يكون كذلك وقد تركوا ثواب مائة ألف صالة في مكة المكرمة وبذلوا النفس

والنفيس وسافروا أترى لماذا . ؟ لماذا تركوا بلدة قال فيها رسول الله )ص(: )والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى

الله (( . هل تركوا ذلك من أجل زيارة المسجد

كما يقولون ؟ كال ولو استظهروا بالثقلين لخالفوهمhما شدوا الرحال لزيارة الحبيب ولقالوا : إن

المصطفى ) ص ( فقط .وفي رد المختار على الدر المختار :

76

"قوله مندوبة": أي بإجماع المسلمين كما في اللباب، قوله: ))بل قيل واجبة (( ذكره في

شرح اللباب ، وقال كما بينته في " الدرةQ النبوية في الزيارة المصطفوية " ، وذكره أيضا

الخير الرملي في حاشية المنح عن ابن حجر قال : وانتصر له ، نعم عبارة اللباب والفتح

وشرح المختار إنها قريبة من الوجوب لمن له سعة ، وقد ذكر في الفتح ما ورد في فضل الزيارة وذكر كيفيتها وآدابها وأطال في ذلك

وكذا شرح المختار واللباب . اهـ. قوله: "ويبدأ …. إلخ". قال في شرح

اللباب: وقد روي الحسن عن أبي حنيفة إنه إذاQ ، فاألحسن للحاج أن يبدأ بالحج كان الحج فرضا ثم يثني بالزيارة وإن بدأ بالزيارة جاز . اهـ )رد

( . 2/257المختار على الدر المختار : وقال علي القارى :

م ط ابن تيمية من الحنابلة حيث حر| hوقد فر السفر لزيارة النبي )ص( كما أفرط غيره حيث

قال: كون الزيارة قربة معلومة من الدينhبالضرورة وجاحدة محكوم عليها بالكفر، ولعل

الثاني أقرب للصواب ألن تحريم ما أجمعQ ، ألنه فوق العلماء فيه باالستحباب يكون كفراتحريم المباح المتفق عليه في هذا الباب. اهـ)

77

من شرح الشفا بهامش نسيم2/514الرياض(.

2وقال القاضي عياض في الشفا ) /74 : )

فصل في حكم زيار المصطفى صلى الله عليه وسلم وفضيلة من زاره وسلhم عليه،

hة وكيف يسلم ويدعو وزيارة قبره ) ص ( سنQمن سنن المسلمين مجمع عليها وفضيلة

مرغب فيها. اهـ .Q عن75 / 2وقال في موضع آخر ) ( نقال

ابن عبد البر : الزيارة مباحة بين الناس ، وواجب شد

المطي إلى قبره ) ص ( قال عياض : يريد بالوجوب هنا وجوب ندب

وترغيب وتأكيد ال وجوب فرض . اهـ .وقال العالمة الدردير في الشرح :

وندب زيارة النبي ) ص ( وهي من أعظم( .381 /2القربات. اهـ )

وقال محقق مذهب الحنابلة أبومحمد بن قدامة المقدسي :

ويستحب زيارة قبر النبي )ص( لما روى الدارقطني بإسناده عن ابن عمر قال: قال

من حج فزار قبري بعدرسول الله )ص( : ) . وفيفي حياتي (( وفاتي فكأنما زارني

78

))من زار قبري وجبت لهرواية رواه باللفظ األول سعيد سناشفاعتي((

حفص بن سليمان عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر، وقال أحمد في رواية عبد الله عن يزيد�ط عن أبي هريرة أن النبي )ص(قال: ي بن قmس�

ما من أحد يسلم على~ عند قبري إال رد) (.الله على~ روحي حتي أرد عليه السالم

وإذا حج الذي لم يحج قط يعني من غير طريق الشام ال يأخذ على طريق المدينة ألني أخاف أن يحدث به حدث فينبغي أن يقصد مكة من أقصر الطرق وال يتشاغل بغيره ، ويروى عن

Q عند قبر تاعتبي قال : كنت جالسا النبي)ص(فجاء أعرابي فقال: السالم عليك يا

} ولو أنهم إذرسول الله سمعت الله يقول ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله

wواستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا } wلذنبيرحيما Q ، وقد جئتك مستغفرا

Q بك إلى ربي ثم أنشأ يقول : مستشفعا يا خير من دmفنت بالقاع أعظمه فطاب من

طيبهنh القاع واألكم نفسي الفداء لقبرz أنت ساكنه فيه

العفاف وفيه الجود والكرم ثم انصرف األعرابي فحملتني عيني فنمت

فرأيت النبي )ص( في النوم، فقال: يا عتبى

79

ألح�ق� األعرابيh فبشره أنh الله غفر له. اهـ( .589_ 3/588)المغني:

وقال أبو الفرج ابن قدامة الحنبليفي الشرح الكبير :

: " إذا فرغ من الحج استحب زيارة)مسألة( قبر النبي ) ص ( وقبر صاحبيه رضي الله

عنهما".تستحب زيارة قبر النبي )ص(لما روى الدارقطني بإسناده عن ابن عمر رضي الله

من حجعنهما قال: قال رسول الله )ص( : ) فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني

من زار قبري، وفي رواية: )في حياتي ( رواه باللفظ األولوجبت له شفاعتي (

سعيد . وقال أحمد في رواية عبد الله عن يزيد بن

قmسيط عن أبي هريرة رضى الله عنه أن )ما من أحد يسلمرسول الله)ص(قال:

على عند قبري إال رد الله علي~ روحي . اهـ . حتى أرد عليه السالم (

ثم ذكر قصة العتبي التي تقدمت )الشرح( .3/494الكبير:

وقال الشيخ منصور البهوتي فياف القناع : كش~

: وإذا فرغ من الحج استحب له) فصل ( زيارة النبي )ص( ، وقبر صاحبيه أبي بكر وعمر

80

رضي الله عنهما لحديث الدارقطني عن ابن )من حجعمر قال: قال رسول الله )ص( :

فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني )من زار قبري. وفي رواية : في حياتي (

رواه باللفظ األولوجبت له شفاعتي (سعيد . قال بن نصر الله : الزم استحباب زيارةتنبيه:

قبر الرسول ) ص ( استحباب شد الرحال إليها ألنh زيارته للحاج بعد حجة ال تمكن بدون شد

الرحال ، فهذا كالتصريح باستحباب شد الرحل 2/514لزيارته صلى الله عليه وسلم (( . اهـ )

( ، وذكر قصة العتبي التي تقدم ذكرها .515_ : إذا فرغ من الحج استحبوفي متن المقنع

له زيارة قبر النبي ) ص ( وزيارة قبر صاحبيه مع المبدع (.258 / 2رضي الله عنهما )

وكذا في المبدع شرح المقنع البن مفلح، _258 / 2وقرر عليه وزاد بذكر قصة العتبي )

260. ) وقال أبو الحسن المرداوي في

( : 4/53 )اإلنصاف ))" قوله إذا فرغ من الحج استحب له

هذازيارة قبر النبي ) ص ( وقبر صاحبيه". المذهب وعليه األصحاب قاطبةً

. اهـ .متقدمهم ومتأخرهم ((

81

وفي زاد المستقنع مختصرالمقنع :

))ويستحب زيارة قبر النبي )ص(، وقبر صاحبيه رضي الله عنهما((. اهـ ) الروض

( . 152المربع ص هذا حاصل ما للسادة فقهاء المذاهب األربعة في مسألة الزيارة، وقد علمت مما

،Q Q وندبا سبق اتفاقهم على طلب الزيارة وجوبا وتسابقوا في ذكر تأكيدهما وجريان عمل

المسلمين على ذلك . وفيما ذكر كفاية لمن كان من أهل العناية،وسلhم ألولي الفقه وعرف قدره ووقف عنده .

أما من رغب في معرفة الدليل فإنهمhة، ن mاستدلوا على مطلوبهم بالكتاب، والس

واإلجماع :

أوالw – الدليل من الكتاب :tن~هم إذuقال الله تبارك وتعالى : لtوu أ tو {

وا الله oر tهم جاءوك فاستغف tس oفuوا أنoمtلtظ wابا دoوا الله تtو~ tجtوtل oالرسول oم oله tفرuغtت uواس

} wيما vح tر. هذه اآلية تشمل حالتي� الحياة وبعد

اإلنتقال ، ومن أراد تخصيصها بحال الحياة ، فما أصاب ألن الفعل في سياق الشرط يفيد

العموم ، وأعلى صيغ العموم ما وقع في سياق

82

(122الشرط، كما في ارشاد الفحول )صوغيره .

قال شيخنا العالsمة المحقق السيد عبد الله بن الصديق الغoماري رحمه الله

:فهذه اآلية عامة تشمل حالة الحياةتعالى وحالة الوفاة وتخصيصها بأحدهما يحتاج إلى

دليل ، وهو مفقود هنا ، فإن قيل : من أين أتى العموم حتى يكون تخصيصها بحالة الحياة

دعوى تحتاج إلى دليل ؟ قلنا : من وقوع الفعل في سياق الشرط، والقاعدة المقررة في

األصول أن الفعل إذا وقع فيQ، ألن الفعل في معنى سياق الشرط كان عاما

Q ، والنكرة Q منكرا النكرة لتضمنه مصدرا الواقعة في سياق النفي أو الشرط تكون

Q . انتهى من الرد� المحكم المتين ) للعموم وضعا ( .44ص

فاآلية الشريفة طالبة للمجئ إليه )ص( في جميع الحاالت لوقوع "جاءوك" فيها حيز

الشرط الذي يدل على العموم . وقد فهم المفسرون من اآلية العموم ،

ولذلك تراهم يذكرون معها حكاية العتبي الذي جاء للقبر الشريف

Q بالنبي )ص ( ، فقال ابن كثير في مستشفعا ( :306 / 2تفسيره )

83

وقد ذكر جماعةm منهم الشيخ أبو النصر الصhباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورةQ عند قبر النبي �بي قال: كنت جالسا عن العmت

) ص ( فجاء أعرابي فقال : السالم عليك يالtوu أtن~همرسول الله سمعت الله يقول : } tو

وا oر tتغف uوك فاسoاء tهم ج tس oفuوا أنoمtلtظ uإذ دoوا الله tجtوtالرسول ل oم oله tفرuغtت uالله واس

wيما vح tر wابا Q لذنبيتtو~ {، وقد جئتك مستغفراQ بك إلى ربي ثم أنشأ يقول : مستشفعا

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطابمن طيبهن القاع واألكم

نفسي الفداء لقبرz أنت ساكنه فيهالعفاف وفيه الجود والكرم

ثم انصرف األعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي )ص( في النوم فقال: يا عتبي إلحق

( .1األعرابي فبشره أن الله قد غفر له)

( وقد ذكر قصة العتبي اإلمام المجمع على فضله وعلمه يحيى بن1)شرف النوي الشافعي رحمه الله تعالى في كتابه "األذكار" .

ولكن بعض القائمين على نشر الكتاب فارق األمانة فبادر بحذف قصة العتبي في الطبعة التي حققت لحساب دار الهدى بالرياض

( .1409سنة ) ولم يكتفوا بهذا التحريف فله نظائر أخرى في نفس الكتاب

منها :أن اإلمام النووي قال في األذكار :

في زيارة قبر رسول الله )ص( وأذكارها : اعلم أنه"فصل" ينبغي لكل من حج أن يتوجه إلى زيارة رسول الله )ص ( سواء كان

ذلك طريقه أو لم يكن فإن زيارته )ص ( من =

84

= أهم القربات وأربح المساعي وأفضل الطلبات …. إلخ . هذه عبارةفوا عبارة النووي . وهذا نص� hاإلمام النووي ، ولكنهم حر

( : 295تحريفهم ) ص في زيارة مسجد رسول الله )ص( اعلم أنه يستحب"فصل"

من أراد زيارة مسجد رسول الله )ص ( أن يكثر من الصالة عليه)ص ( …… إلخ .

فليتق الله هؤالء المتالعبون ، وانظر إلى نصرة الباطل بالباطل ، فهؤالء أيدوا الباطل وكذبوا على النووي ، وعلى مذهب الشافعي وعلى المسلمين الين أجمعوا على استحباب السفر لزيارة

القبر الشريف ، وصدق رسول الله ) ص ( القائل : )) إذا لم تستحفاصنع ما شئت (( .

وظننت أن المحقق للطبع المحرفة الشيخ "عبد القادر األرناؤوط" هو الذي حرف الكتاب ليروج عند بعضهم ، ثم التقيت

Q عن والده هذا التحريف ، Q قاطعا بابنه "محمود" بدبي فنفى نفيا فقلت له : إذا كان ذلك فال بد من كتابة تمحو إلصاق هذا الفعل

المشين به ، خاصة وأن هذا باب إذا فتح لم يغلق . ثم وقفت على تبرئة الشيخ عبد القادر األرناؤوط بخطه ، وقد

عصhب الجناية بطرف آخر ، وال أظن أن هذا الطرف المسيء وقف عند حد تحريف كتاب "األذكار فقط" بل ال بد وأن

Q ، وقد ينتهون يكونوا جاوزوا هذا الحد إلى حدود أخرى أبعد وأعظم أثرا بهذا التحريف وبهذه الجرأة على تغيير وتشويه كتب األئمة

المتقدمين ، استهانة منهم بكل ما خالفهم .!

نٌص براءة الشيخ عبد القادر األرناؤوط من تحريف كتاباألذكار لإلمام النووي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العلمين ، والصالة والسالم على سيدنا محمد

وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد : فإن هذا الكتاب الي بين أيدينا ) األذكار( لإلمام النووي رحمه

(1391الله قد طبع بتحقيقي في مطبعة المالح بدمشق سنة ) ( م ، ثم قمت بتحقيقه مرة أخرى وقام1971هـ ، الموافق )

بطبعه صاحب دار الهدى بالرياض األستاذ أحمد النحاس ، وكان قد قدمه لإلدارة العامة لشؤون المصاحف ومراقبة المطبوعات

برئاسة البحوث العلمية والدعوة واإلرشاد في الرياض ،

85

وسلم الكتاب إلى هيئة مراقبة المطبوعات ،وقرأه أحد األساتذةفتصرف فيه في )فصل في =

= زيارة قبر رسول الله )ص( وجعله )) فصل في زيارة مسجد رسولالله )ص( (( مع تغيير بعض العبارات في هذا الفصل صفحة )

( قصة العتبي ، وهو محمد297( ، وحذف من صفحة ) 295 ابن عبد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان

صخر بن حرب بن أمية األموي العتبي الشاعر ، الذي ذكر قصة األعرابي الذي جاء قبر رسول الله ) ص ( وقال له : جئتك

Q من ذنبي . مستغفرا وأن العتبي رأى النبي ) ص ( في المنام وقال له : يا عتبي

إلحق األعرابي فبشره بأن الله قد غفر له وحذف التعليق الذي ذكرته حول القصة ، وقد ذكرت أنها غير حيحة ، ومع ذلك كله

حذفها ، وحذف التعليق الذي علقته عليها . وهذا التصرف الذي حصل في هذا الكتاب لم يكن مني أنا العبد الفقير إلى الله تعالى العلي القدير ) عبد القادر األرناؤط ( وكذلك لم يكن من صاحب دار الهدى األستاذ أحمد النحاس ، وإنما

حصل من هيئة مراقبة المطبوعات ، وصاحب دار الهدى ومحقق الكتاب ال يحمالن تبعة ذلك ، إنما الذي يحمل تبعة ذلك هيئة

مراقبة المطبوعات ، وال شك أن التصرف في عبارات المؤلفين ال يجوز ، وهي أمانة علمية ، وإنما على المحقق والمدقق أنQ يترك عبارة المؤلف كما هي ، وأن يعلق على ما يراه مخالفا

للشرع والسنة في نظره ، دون تغيير لعبارة المؤلف . وكان األخ في الله األستاذ أحمد النحاس كلمني بالهاتف من الرياض إلى دمشق ، وذكر لي أن المدقق تصرف في الكتاب ، وأنه

حصل تغيير وتبديل ، ولكن كل ظني أنه تصرف معالتعليق على ذلك المكان ، كما هي عادة المحققين والدققين .

Q طبع الكتاب وطرح إلى السوق في الرياض ، وبعد وأخيرا اطالعنا على الكتاب ما كان من صاحب دار الهدى األستاذ

أحمد النحاس إال أن قام بطباعته مرة أخرى ، ورد قصة العتبيQ في جميع الطبعات ، مع التعليق المحذوفة إلى مكانها كما كانت سابقا

Q أن هذه القصة غير عليها من قبلي وزدت عليه مبينا صحيحة وفي هذه الطبعة األخيرة رد كالم النووي كما كان

Q في جميع الطبعات مع التعليق عليه . أيضا قال الله تبارك وتعالى : )) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولواQ يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم نوبكم ، ومن يطع الله Q سديدا قوال

86

Q عظيما (( ) األحزاب : ( ،71 – 70ورسوله فقد فاز فوزا كما نسأله تعالى أن يجعل قلوبنا طاهرة من الحقد والحسد ، وعامرة

بذكر الله تعالى =

= والصالة على رسول الله ) ص ( ، وأن يلهمنا القول بالحق في الرضى والغضب ، وأن يرزقنا التقوى في السر والعالنية )) هو

( ، إنه على كل شيء قدير56أهل التقوى وأهل المغفرة (( )المدثر : وباإلجابة جدير ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

هـ .1413 ربيع األول 1دمشق : م . 1992 آب 29

طالبالعلم الشريف

العبد الفقير إلى الله تعالى العلي القدير

) عبد القادر األرناؤوط (

( ورة لهذه التبرئة بخط يد الشيخ379 – 377انظر في ) ص عبد القادر األرناؤوط .

وهكذا انطفأ سراج األمانة ، وعبث الصغار بكتب الكبار .

وذكرني هذا التحريف وهذا التعدي بسلف هذا المتعدي . ففي طبقات الشافعية الكبرى لإلمام عبد الوهاب بن علي

( :17 ، 16 / 2السبكي ) "قد تزايد الحال بالخطابية ، وهم المجسمة في زماننا هذا ،

فصاروا يرون الكذب على مخالفيهم في العقيدة ، ال سيما القائم عليهم بكل ما يسوءه في نفسه وماله وبلغني أني كبيرهم استفتى في

شافعي ؛ أيشهد عليه بالكذب ؟ فقال : ألست تعتقد أن دمه حالل ، قال : نعم ، قال : فما دون ذلك دون دمه ! فاشهد وادفع فساده عن

المسلمين ، فهذه عقيدتهم ، ويرون أنهم المسلمون ، وأنهم أهل السنةQ Q لما بلغ علماؤهم – وال عالم فيهم على الحقيقة – مبلغا ولو عدوا عددا

يعتبر ، ويكفرون غالب علماء األمة ، ثم يعتزن إلى اإلمام أحمد بن حنبل ضي الله عنه وهو منهم بريء ،ولكنه كما قال بعض العارفين

ورأيته بخط الشيخ تقي الدين ابن الصالح : إمامان ابتالهما الله بأصحابهما وهما بريان منهم ؛ أحمد بن حنبل ابتلي

بالمجسمة ، وجعفر الصادق ابتلي بالرافضة " اهـ .

87

( :19/ 2ثم قال اإلمام ابن السبكي ) " وقد وصل حال بعض المجسمة في زماننا إلى كتب شرح " صحيح مسلم " للشيخ محيي الدين النووي وحذف من

كالم النووي ما تكلم به على أحاديث الصفات فإن النووي أشعري العقيدة فلم تحمل قوى هذا الكاتب أن يكتب الكتاب على

الوضع الذي صنفه =

= مصنفه ، وهذا عندي من كبائر الذنوب ؛ فإن تحريفه للشريعة وفتح باب ال يؤمن معه بكتب الناس وما في أيديهم من

المصنفات فقبح الله فاعله وأخزاه وقد كان في غنية عنكتابه هذا الشرح ، وكان الشرح في غنية عنه " اهـ .

ومثل هذا التحريف تجده في كتب اإلبانة ألبي الحسن األشعريالمطبوعة بواسطة أذناب الكرامية .

قال المام أبو الحسن األشعري في كتابه "اإلبانة " المحقق على أربع نسخ خطية والمطبوع في))دار األنصار بتحقيق الدكتورة

(( ما نصه :21فوقية ص " وأن الله تعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله وبالمنعى الذي أراده ، استواء منزها عن المماسة واالستقرار والتمكن والحلول واالنتقال ، ال يحمله العرش ، بل العرش وحملته

محمولون بلطف قدرته ، ومقهورون في قبضته ، وهو فوق العرش ، وفوق كل شيء إلى تخوم الثرى ، فوقية ال تزيده قربا إلى

العرش والسماء ، بل هو رفيع الدرجات عن العرش ، كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى ، وهو مع ذلك قريب من كل موجود ، وهو

أقرب إلى العبد من حبل الوريد ، وهو على كل شيء شهيد. "

وهذا النص ال تجده في النسخ المحرفة . وانظر ما كتبه فضيلة أستاذنا الشيخ " وهبي سليمان األلباني "

عن التحريف في كتاب اإلبانة . وقال الشيخ " زاهد الكوثري " في تكملة الرد على نونية ابن

( :85القيم ) " قال أبو حيان األندلسي الحافظ في تفسير قوله تعالى

)) وسع كرسيه السموات واألرض (( وقد قرأت في كتاب ألحمدبن تيمية هذا الذي عاصرناه ، وهو بخطه سماه كتاب العرش :

88

Q يقعد معه فيه إن الله يجلس على الكرسي وقد أخلى فيه مكانا رسول الله )ص( ، تحيل عليه محمد بن على بن عبد الحق ، وكان من

تحيله أنه أظهر أنه داعية له حتى أخذ منه الكتاب وقرأنا ذلك فيه " كما ترى ذلك في النسخ المخطوطة من تفسير أبي حيان ،

وليست هذه الجملة بموجودة في تفسير البحر المطبوع ، وأخبرني مصحح طبعه بمطبعة السعادة أنه استفظعها

Q وأكبر أن ينسب مثلها لى مسلم ، فحذفها عند الطبع لئال يستغلها جدا أعداء الدين ورجاني أن أسجل ذلك هنا استدراكا لما كان منه

ونيحة للمسلمين اهـ ………………………………… =

hوهى حكاية غير صحيحة اإلسناد لكن الشاهد من ذكرها هو بيان أن العلماء ذكروها

Q لبيان أن اآلية تفيد العموم . استئناسا وحديث عرض األعمال يؤيد االستدالل

)) حياتىبهذه اآلية وهو قوله ) ص ( : خير لكم ، ومماتي خير لكم تoحدثون

ويoحدث لكم وتعرض على~ أعمالكم فما وجدت من خير حمدت الله وما

.وجدت من غير ذلك استغفرت لكم (( وهو حديث صحيح ، وسيأتي إن شاء الله

تعالى .

Q في تكملة الرد على النونية ) ص (108= وقال العالمة الكوثري أيضا:

" وهو – أي األلوسي صاحب جالء العينين _ ليس بأمين على طبع تفسير والده ولو قابله أحدهم بالنسخة المحفوظة اليوم بمكتبة

راغب باشا باسطنبول _ وهي النسخة التي كان المؤلف

89

أهداها إلى السلطان عبد الحميد خان _ لوجد ما يطمئن إليه )) أي فيإثبات الحذف والتحرف (( نسأل الله السالمة " اهـ .

وقال شيخنا السيد عبد الله الصديق رحمه الله تعالى في كتابه ( عند الكالم على تفسيرأي حيان156" بدع التفاسير " ) ص

األندلسي : " وقد تعرض البن تيمية وذكر أنه اغتر به أول األمر فمدحه ، ثم

تبين له خالف ذلك ، فذمه وحط عليه ، وذكر بعض عيوبه ، لكن القائمين على طبع التفسير حذفوا منه ذم| ابن تيمية غيرة منه

عليه " . والقائمة طويلة ، وقد تعامى عنها بكر أبو زيد صاحب كتاب "

تحريف النو " لحاجةz في نفسه ، والباء تجر على جميعالمذاهب ، والله المستعان .

ومع عموم اآلية المتقدمة الذي ال يررتاب فيه مرتابm ، أغرب ابن عبد الهادي فقال:

)) ولم يفهم منها أحد من السلف والخلف إال المجئ إليه في حياته ليستغفر لهم (( . اهـ

من الصارم المنكي ( .425) ص قلت: عجبت وال ينقضي عجبي من ابن

عبد الهادي رحمه الله تعالى، فهو يشهد شهادة نفي على السلف والخلف، فلم يكفه السلف

بل تعدى إلى الخلف ، ونظرة إلى كتاب التفاسير والمناسك والفقه التي بين أيدينا تجدهم يذكرون هذه اآلية عند الكالم على

الزيارة ، ولو استحضر ابن عبد الهادي رحمه الله تعالى كتب مذهبه واستدالل فقهاء السادة الحنابلة باآلية على استحباب الزيارة لما صرح

حبك للشئ يعميبقوله المذكور ، ولكن ويصم .

90

وما زال الحجاج على قرون عديدة يأتون للزيارة قبل أو بعد المناسك ، متشرفين

بالوقوف بين يدي المصطفى صلى الله عليه وسلم يسلمون عليه فيرد عليهم السالم ،

hويدعون ويستفرون ، وهذا يكفي لرددعواه .

ثم الواجب على المسلم أن يعمل بالدليلالذي صحh وال ينظر هل عmمل به أم ال ؟

وتوقفه عن العمل بسبب هذه الشائبة فيه افتئات على الشرع، وتوقف عن العمل بالدليل

فاللعارض متوهhم ، وقد قال الله تعالى : } وربك ال يؤمنون حتى يحكموك فيما

شجر بينهم ثم ال يجدوا في أنفسهم حرجاw مما قضيت ويسلموا

} wتسليما. ولم يتقرر بعد توقف العمل بالدليل إال بعد

حصر من عمل به ولم يعمل ، وال تجد هذا إالفي مخيلة من يدفع بالصدر فقط .

والحاصل أن التخصيص ال يكون إال بحجة،وال حجة هنا في عرف الشرع .

وأجاد العالمة أبو بكر المراغي فقال رحمه الله تعالى في عموم هذه اآلية : )) وينبغي لكل

مسلم اعتقاد كون زيارته ) ص ( قربة لألحاديث الواردة في ذلك ولقوله تعالى : }

91

هم جاءوك tس oفuوا أنoمtلtظ uن~هم إذt لtوu أ tو oالرسول oم oله tفرuغtت uوا الله واس oر tفاستغف

}wيما vح tر wابا دoوا الله تtو~ tجtوtل. ألن تعظيمه ) ص ( ال ينقطع بموته وال

يقال : إن استغفار الرسول )ص(إنما هو في حال حياته فقط، وليست الزيارة كذلك لما

اآلية دلتأجاب بعض العلماء المحققين أن wرحيما wعلى تعليق وجدان الله توابا

بثالثة أمور : المجئ واستغفارهمواستغفار الرسول لهم .

وقد حصل استغفار الرسول ) ص ( لجميع المؤمنين ألنه ) ص ( قد استغفر للجميع . قال

واستغفر لذنبكالله تعالى : }} سورة19 ) آية وللمؤمنين والمؤمنات {{

سيدنا محمد) ص (( فإذا وجد مجيئهم واستغفارهم تكملت األمور الثالثة الموجبة

وقد أجمع المسلمونلتوبة الله ورحمته ، على استحباب زيارة القبور كما حكاه

. النووي ، وأوجبها الظاهرية فزيارته )ص( مطلوبة بالعموم والخصوص

( . 203 _ 102لما سبق. اهـ )صقام في زيارة ذوأصل الكالم في " شفاء الس�

خير األنام " للتقي الس�بكي

*********

92

اعتراض العثيمين والجوابعليه

محمد بن صالحوقد اعترض ) ( على االستدالل باآلية المذكورةالعثيمين

( ما نص�ه : 89 / 1فقال في فتاويه ) Q ))"إذ" هذه ظرف لما مضى وليس ظرفا للمستقبل لم يقل الله: ولو أنهم إذ ظلموا بل قال : "إذ ظلموا" فاآلية تتحدث عن إمر وقع

في حياة الرسول )ص( واستغفار الرسول )ص( بعد مماته أمر متعذر، ألنه إذا مات انقطع

عمله إال من ثالث كما قال الرسول)ص(: صدقة جارية ألو علم يoنتفع به أو ولد"

فال يمكن لإلنسان بعد موتهصالح يدعو له "، Q أن يستغفر ألحد بل وال يستغفر لنفسه أيضا

ألن العمل انقطع (( . انتهى . العثيمينقلت : هذا إقدام جرئ من

نسأل الله العافية .

93

وإليك تفنيده باآلتي : أما قصره "إذ" على الزمن الماضي فقط ففيه نظر ألن " إذ" كما تستعمل في الماضي

Q ، ولها معان فتستعمل في المستقبل أيضا /1أخرى ذكرها ابن هشام في مغني اللبيب )

80 _ 83 . ) وقد نص على أنh "إذ" تستعمل للمستقبل:

( : 47 / 15األزهري فقال في تهذيب اللغة ) العرب تضع "إذ" للمستقبل و "إذا"

vذuللماضي قال الله عز وجل : }} ى إ tرtت tوtل tو ( .51{{ ) سورة سبأ آية رقم فزعوا

: ومن استعمال إذ للمستقبل قوله قلتوا عtلtى الن~ار {تعالى: } oفvقoولو ترى إذ و

( .27) األنعام اآلية {ولو ترى إذ وقفوا على ربهم }

( .30) األنعام اآلية ولو ترى إذ الظالمون في غمرات }

( .93{ ) األنعام اآلية ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا }

( .12{ )السجدة اآلية رؤسهم عند ربهم : واستغفار الرسول )ص( أمروأما قوله

متعذر ألنه إذا مات انقطع عمله إال من ثالثاهـ .

94

: واستغفار سيدنا رسول الله فخطأ) ص ( غير متعذر ألمور :

: قد صح أن النبي ) ص ( قال : ) األول (األنبياء أحياء في قبورهم يصلون

(. وأبو15أخرجه البيهقي في حياة األنبياء )ص (، وأبو نعيم في أخبار6/147يعلى في مسنده )

/2( ، وابن عدي في الكامل ) 2/44أصبهان )739 . )

(:211 /8 وقال الهيثمي في المجمع ) )) ورجال أبي يعلى ثقات((. اهـ والحديث له

طرق . )مررت على وقال رسول الله )ص(:

موسى وهو قائم يصلي في قبره ( (120 /3(، وأحمد )4/1845أخرجه مسلم )

والبغوي في شرح السنة

( وغيرهم .351 / 13) وقال ابن القيم فبي نونيته عند الكالم على حياة الرسول بعد مماتهم ) النونية مع

( .160 / 2شرح ابن عيسى ( بال شك1والرسل أكمل حالة منه)

وهذا ظاهر التبيان فذلك كانوا بالحياة أحق من شهدائنا

بالعقل والبرهان

95

وبأن عقد نكاحه لم ينفسخ فنساؤهفي عصمة وصيان

وألجل هذا لم يحل لغـيره منهنواحدة مدى األزمان

أفليس في هذا دليل أنــه حــي لمنكانت له أذنان

Qالثاني : ثبت أن النبي ) ص ( قد صلى إماما باألنبياء عليهم السالم في اإلسراء ، وهذا

Q ، وراجعه موسى متواتر ، وكانوا قد ماتوا جميعا عليه السالم في الصلوات ورأى غيره في

السماوات . فمن كان هذا حاله فكيف يتعذر عليه

االستغفار ؟والصالة دعاء� ، واستغفار� ، وتضرع� .

: قد صح أن النبي )ص( قال:الثالثدtثo لكم، uحoحدثون ويoحياتى خير لكم ت( ووفاتي خير لكم تعرض على~ أعمالكم

فما رأيت من خير حمدت الله عليه وماوجدت من غير شر� استغفرت لكم (( .

وهو حديث صحيح وقال عنه الحافظ ( : إسناده3/297العراقي في طرح التثريب )

جيد .( أي الشهيد .1)

(: رواه24/ 9 وقال الهيثمي )المجمع البزار ورجاله رجال الصحيح .

96

/2 وصححه السيوطي في الخصائص ) 281. )

وكالم العراقي والهيثمي بالنسبة إلسنادالبزار فقط .

وإال فالحديث صحيح كما قال الحافظ السيوطي ، وغيره ، وسيأتي الكالم عن

الحديث بتوسع إن شاء الله تعالى . : استغفار الرسول )ص( حاصلالرابع

لجميع المؤمنين سواء من أدرك حياته أو من واستغفرلم يدركها قال الله تعالى : ))

وهذه منةلذنبك وللمؤمنين والمؤمنات (( من الله تعالى، وخصوصية من خصوصيات

سيدنا رسول الله ) ص ( . وقد علم مما سبق أن األمور الثالثة

المذكورة في اآلية وهي : - المجئ إليه ) ص ( .1- واالستغفار .2 - واستغفار الرسول ) ص ( للمؤمنين .3

هذه الثالثة حاصلة في حياته وبعد انتقاله . وال يقال : إنh اآلية وردت في أقوام معينين

ال يقال ذلك ألنه كما هو معروف "العبرة بعموماللفظ ال بخصوص السبب " .

ولذلك فهم المفسرون وغيرهم من اآلية العموم واستحبوا لمن جاء إلى القبر الشريف

97

tن~هم إذu ظtلtمoواأن يقرأ هذه اآلية : }} لtوu أ tو وا الله oر tهم جاءوك فاستغف tس oفuأن

wابا دoوا الله تtو~ tجtوtل oالرسول oم oله tفرuغtت uواس }}wيما vح tر

ويستغفر الله تعالى . وهذه التفاسير بين أيدينا والمناسك التي

صنفها علماء المذاهب كذلك وكلها تظهر صدقدعوى االستدالل باآلية .

Q فهذا العالمة أبو محمد ولماذا نذهب بعيدا ابن قدامة الحنبلي صاحب المغني، الذي يقول

فيه ابن تيمية: ما دخل الشام بعد األوزاعي أفقه من ابن قدامة. يذكر هذه اآلية في المغني

( في صفة زيارة المصطفى )ص( وقد3/590) ( .65تقدم نحو ذلك في ) ص

فقد قال في صفة الزيارة ما نص�ه: ثم تأتي القبر فتول� ظهرك وتستقبل وسطه

وتقول: السالم عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته . السالم عليك يا نبي الله وخيرته من خلقه … إلى أن قال بعد الثناء والصالة علىالنبي )ص(:اللهم إنك قلت وقولك الحق:هم جاءوك tس oفuوا أنoمtلtظ uن~هم إذt لtوu أ tو{

oالرسول oم oله tفرuغtت uوا الله واس oر tفاستغف }} wيما vح tر wابا دoوا الله تtو~ tجtوtوقد اتيتكل

�ي Q بك إلى رب Q من ذنوبي مستشفعا مستغفرا

98

فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته ، اللهم اجعله أول الشافعين ، وأنجح السائلين ، وأكرم اآلخرين

واألولين ، برحمتك يا أرحم الراحمين . ثم يدعو لوالديه وإلخوانه المسلمين أجمعين . انتهى

باختصار . بقى الكالم على قول العثيمين : ألنه إذا

مات انقطع عمله إال من ثالث … إلخ . قلت: سيدنا رسول الله )ص( له من

الكماالت والخصوصيات ما لم يصح ألحد ، وهذا قرره ابن تيمية في كتابه

) الصارم المسلول على شاتم الرسول(وهو أحسن كتبه وهو)ص( في ترقz وارتفاع إلى يوم

الدين، وهذا أمر� معلوم من الدين بالضرورة ومقرر في كتب الخصائص ، ودالئل النبوة

والشفا وشروحه . ) من دعا إلى هدى كان فقد قال )ص(:

له من األجر مثل أجور من اتبعه ال wأخرجهينقٌص ذلك من أجورهم شيئا . )

مسلم وغيره . فجميع األعمال التي تصدر عن األمة

المحمدية راجعة لدعوة رسول الله ) ص ( ،Q من فثوابها راجع إليه ، وينتفع به قطعا. Q غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا

99

وفي هذا الصواب قال ابن تيمية في الفتاوي (: ثبت عنه )ص( في الصحيح أنه قال :1/191)

من دعا إلى هدى كان له من األجر مثل أجور من اتبعه ال ينقٌص ذلك من

.أجورهم شئ ومحمد )ص( هو الداعي إلى ما تفعله أمته من الخيرات، فما يفعلون له فيه من األجر مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شئ(( .

انتهى كالم ابن تيمية . والحاصل أن~ ابن عثيمين زل~ فيما

قال . نعوذ بالله من الكالم في كتاب الله بغير علم ، والتعدي على مقام سيدنا رسول الله

) ص ( .* * * *

ن~ة : oالدليل من الس wثانيا

وهو ينقسم إلى قسمين : : األحاديث الدالة علىالقسم األول

مطلق األمر بزيارة القبور : ولها ألفاظ متعددة بلغت حد التواتر كما

( ، وإتحاف81 _ 80في نظم المتناثر ) ص ( .97ذوي الفضائل المشتهرة ) ص

100

كنتومن أشهر ألفاظه قوله ) ص ( : )) قد نهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروها

. فإنها تذكرة اآلخرة ( )فمن أراد أن يزور ومن ألفاظه:

. )wأخرجهالقبور فليزر وال تقولوا هجرا ( .73 / 4بهذذا اللفظ النسائي في سننه )

والفعل في سياق الشرط يفيد العموم والQ للحديث . تجد مخصصا

وقبر سيدنا رسول الله ) ص ( سيد القبورQ وأوالها بالزيارة . مطلقا

* وهنا إشكال حاصله أنه قد حصل االتفاق على جواز السفر لطلب العلم وصلة األرحام

وزيارة اإلخوة في الله والتجارة ، فما الذيQ خصh أحاديث زيارة القبور وجعل جوازها مقرونا

بعدم السفر ؟! ال شك أن من قيد األحاديث التي فيها

مطلق زيارة القبور يكون قد أبعد، وردh علىرسول الله ) ص ( ، فتدبر .

إيقاظ لفظ "الزيارة" يلزم منه االنتقال من مكان

آلخر . فالشارع يحض� على االنتقال من مكان

آلخر من أجل زيارة القبور .

101

فإن قيل: قد قال ابن تيمية في الرد� على(: 77العالمة األحنائي )ص

قوله "فزوروا القبور " فاألمر بمطلق الزيارة أو استحبابها أو اباحتها ال يستلزم السفر إلى

ذلك ال استحبابه وال اباحته اهـ . قلت : الحديث عام ال يخصصه شيء ، وقد

تقرر : أنh األمر إذا ثبت ثبتت لوازمه . وعليه فإذا تعلقت الزيارة بانتقال سفرفال يوجد

نص� يمنع من هذا السفر . ثم المرجع عند االختالف هو الشرع قال

فإن تنازعتoم في شيءالله تعالى: } uمoتuكن uسول إن tد�وه إلى الله والر oفر

تoؤمنونt باللهv واليومv اآلخر ذلك خير ( .59 ) النساء اآلية وأحسن تأويال {

وقد سمى الشارع السفر زيارة وهو نص�ال يحتمل التأويل .

( "4/1988 فقد أخرج مسلم في صحيحه )Q له في قرية أخرى، فأرصد الله Q زار أخا أن رجالQ فلما أتى عليه قال: أين تريد على مدرجته ملكا

Q لي في تلك القرية قال : هل ؟ قال: أريد أخا�ها ؟ ب mلك عليه من نعمة تر

قال: ال، غير أنني أحببته في الله عز وجل . فقال : إني رسول الله إليك ، بأنh الله أحبك

كما أحببته " .

102

فالشارع قد سمى السفر وهو االنتقال من قرية ألخرى زيارة ، وعليه فلفظ الزيارة يحتمل

السفر وعدمه . فقصر لفظ الزيارة على أحد نوعيها ، وهو

الزيارة التي بدون سفر تحكم في النص�ومخالفة الشرع ، والله أعلم .

* * *

فـائـدة بين الحافظ العراقي ، وابن رجب

في الزيارةعة العراقي في طرح ر� mقال الحافظ أبو ز

( :43 ؟ 6التثريب ) وكان والدي ) أي الحافظ الكبير ولي الله

العراقي ( رحمه الله تعالى يحكي أنه كانQ للشيخ زين الدين عبد الرحيم بن رجب معادال

الحنبلي في التوجه إلى بلد الخليل عليه السالم ، فلما دنا من البلد قال : نويت الصالة في

مسجد الخليل ليحتزر عن شد� الرحال لزيارته

103

على طريقة شيخ الحنابلة ابن تيمية قال: قلت: نويت زيارة قبر الخليل عليه السالم ثم قلت له

: أما أنت فقد خالفت النبي )ص( ألنه قال : ) ال تشد الرحال إال إلى ثالثة مساجد( وقد شددت الرحل إلى مسجد رابع، وأما أنا

)) زوار القبورفاتبعت النبي )ص( ألنه قال : أفقال إال قبور األنبياء ؟ قال: فبهت اهـ .((

،Q وأبو الفضل العراقي الكبير كان حافظاQ، فأسكت ابن رجب ، رحمه الله Q، أصوليا فقيها

على الجميع . : األحاديث الدالة علىالقسم الثاني

زيارة قبره ) ص ( بخصوصه : ومنها ما هو حسن بل صححه أو حسنه

بعض األئمة كابن السكن ، والسبكي ، والسيوطي وإلى الحmسن تكاد تصرح عبارة

الذهبي . ومن أحسنها ما روي من طريق موسى بن هالل العبدي عن عبد الله ابن عمر

العمري وعبيد الله بن عمر العمري عن نافع ))عن ابن عمر قال : قال رسول الله ) ص ( : من زار قبري وجبت له شفاعتي (( . والصواب : إثبات رواية العبدي للحديث

عن العمري المكبر والمصغر، والمكبر وإن كان فيه كالم لكنه حسن الحديث . وقال ابن معين

في حديثه عن نافع : صالح ثقة .

104

ومما يجب أن نلفت نظر القارئ الكريم إليه أنh ابن عبد الهادي الذي حشد نصوص الجرح في العمري المكبر قد حسhن حديث

(،122 / 1العمري هذا في تنقيح التحقيق ) والحجة في قول يحيى ابن معين إمام الجرح والتعديل وغيره من األئمة الذين قبلوا حديث

العمري . وموسى بن هالل العبدي روى عنه أئمة

حفاظ وهو من شيوخ أحمد، وقد قال عنه (: صالح الحديث،4/226الذهبي في الميزان )

وقال ابن عدي : أرجو أنه ال بأس به . ومن أحاديث الزيارة ما هو صالح لإلحتجاج

على طريقة أبي داود السجستاني في سننهكما ستجده في مكانه إن شاء الله تعالى . وصفوة القول أنh أحاديث زيارة القبر الشريف تصلح إلقامة صلب الدعوى ومن

الجرأة الحكم عليها بالوضع كما زعم بعضهم .ثالثاw : اإلجماع :

وقد نقله جماعة منهم القاضي عياض ، فقالفي الشفا بتعريف حقوق

( : 74 / 2المصطفى )ص( ) hة من سنن )) زيارة قبره ) ص( سن

المسلمين مجمع عليها وفضيلة مرغب فيها (( .اهـ .

105

/5وقال الشوكاني في نيل األوطار ) 110 : )

Q من قال بالمشروعية بأنه )) واحتج أيضا لم يزل دأب المسلمين القاصدين للحج في

جميع األزمان على تباين الديار ، واختالف المذاهب الوصول إلى المدينة المشرفة لقصد زيارته ، ويعدون ذلك من أفضل األعمال فكان

Q (( . اهـ . إجماعا محمدوقال العالمة المحقق أبو الحسنات ( في1)عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي" إبراز الغي الواقع في شفاء العي| " :

))و أما نفس زيارة القبر النبوي فلم يذهب أحد من األئمة وعلماء الملة إلى عصر

بن تيمية إلى عدم شرعيته بل اتفقوا على أنها من أفضل العبادات وأرفع الطاعات ، واختلفوا

في ندبها ووجوبها ، فقال كثير منهم بأنها مندوبة، وقال بعض المالكية والظاهرية : إنها

واجبة وقال أكثر الحنفية أنها قريبة من الواجب ، وقريب الواجب عندهم في حكم الواجب ،

وأول من خرق اإلجماع فيه وأتى بشئ لميسبق إليه عالم قبله هو ابن تيمية (( . اهـ .

( كلمة العالمة اللكنوي كافية وشافية ، ومرهم لعلل الشذاذ ،1)واللكنوي معروف في األوساط العلمية بالتحقيق واإلنصاف معا .

وقد أتى المعارض هنا بتمحالت ، وليس عنده ما يشفي ومن جملة تمحالته أنه يعترف

106

باإلجماع المذكور ، ولكنه حرف الكلم عن مواضعه وقال : مقصودهم زيارة القبر الشريف

بدون شد الرحل أو زيارة المسجد إن اقترنبشد الرحال .

وهذا التمحل باطل ويبطله النصوص المتقدمة عن السادة الفقهاء رضي الله عنهم

وعمل األمة، فمن ذا الذي يتحمل مشقة السفر والتعرض للمخاطر حتى يحصل أجر ألف صالة في حين أنه يتمكن من تحصيل أجر مائة ألف

في مكة المكرمة . ال شك أن األمة ما شدت الرحل وما

سمحت بهذه التفدية العظيمة إال لزيارة تلك البقعة المقدسة التي ثوى فيها حبيب رب العالمين وإمام المرسلبن وسيد ولد آدم

Q Q وشرفا أجمعين)ص(وبارك عليه، وزاده فضاللديه.

وال يظن ظان أننا ننكر فضل المسجد النبوي ، كال وإنما مع وجود فضيلة المسجد

النبوي فهي تقل عن فضيلة المسجد الحرام كما جاء النص� بذلك، فلوكان شد الرحل

لتحصيل األجر فقط لكان المسجد الحرم أولى وأولى، وانظر رحمني الله وإياك هل تشد الرحال لزيارة المسجد األقصى كما تشد لللمسجد النبوي؟!فذلك أدل دليل وأقوى

107

برهان على أن الذي يحث العزائم والركائب هو زيارة سيدنا وموالنا رسول الله ) ص ( وليتنبه

القارئ إلى أنه لم يقل أحد من فقهاء األمة بنية شد الرحل لزيارة مسجده ) ص ( فقط قبل

ابن تيمية . والحاصل أن اإلجماع القولي والعلمي

على مشروعية شد الرحل لزيارة القبر الشريف قد ثبت ثبوت الجبال الرواسي ،والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

وثمh ألفاظ وردت عن اإلمام مالك رحمه الله تعالى ال تقدح في هذا اإلجماع أجاب

أصحابه عليها كما هو معلوم في محله، ومثله ما يروى عن أبي محمد الجويني في مسألة

النذر ، فإنه ال تعلق له بزيارة القبر الشريف ، كما حققه التقي السبكي في شفاء الس�قام

( .123 _ 121) ص

* * *

108

حديث "ال تشد� الرحال …الحديث"

يدل بمفهومه على استحبابالزيارة

من المعروف أن ابن تيمية انفرد في القرن السابع بمنع إنشاء السفر لزيارة

النبي)ص(،وقد أكثر تلميه ابن عبد الهادي من نقل فتاوي شيخه ابن تيمية المصرحة بتحريم

شد الرحل لمجرد الزيارة ، وأعقب فتيا ابنتيمية مناظرات ومصنفات وفتن .

د| مقالته ) ( .1 وأكثر العلماء من ر� (5/66 قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" )

بعد اإلشارة لهذه الفتنة : )) والحاصل أنهم ألزموا ابن تيمية بتحريم

شد� الرحل إلى زيارة قبر سيدنا رسول الله (2)ص(، ثمقال الحافظ: وهي من أبشع)

المسائل المنقولة ( ومحاولة تصوير الرادين على ابن تيمية أنهم من علماء السوء1)

تهافت وبعد عن البحث وركوب لمقام اإلفساد الذي يردهالواقع ، وال بد من المبالغة في رد أمثال هذه الوساوس .

Q على عبارة الحافظ المذكورة2) ( قال الشيخ عبد العزيز بن باز معلقا ( :66 / 3أعاله ) الفتح :

وهذا الالزم ال بأس به ، وقد التزمه الشيخ وليس في ذلك بشاعة بحمد الله عند من عرف السنة مواردها ومصادرها ، واألحاديث

المروية في فضل زيارة قبر النبي ) ص ( كلها ضعيفة بل موضوعة ، كما حقق ذلك أبو العباس في منسكه وغيره ، ولو صحت لم يكن فيها

109

حجة على جواز شد الرحال إلى زيارة قبره عليه الالة والسالممن دون قصد المسجد ، بل تكون عامة مطلقة .

وأحاديث النهي عن شد الرحال إلى غير المساجد الثالثة يخهاويقيدها (( . اهـ .

قلت : إذا كان كالم الشيخ ابن تيمية فيه بشاعة شدد بسببها العلماء النكير عليه فاألبشع منه قولك : ولو صحت … إلخ ، فالزم

كالمك تحريم السفر لطلب العلم وصلة الرحم وزيارة أخ في الله وللتجارة … إلخ ، ألن األحاديث التي وردت في مثل هذه األنواع

عامة مطلقة ، وأحاديث =

عن ابن تيمية (( اهـ . وقال الحافظ أبو زرعة العراقي في بعض أجوبته المسماة ) األجوبة المرضية عن األسئلة

(، وهو بصدد الكالم على98–96المكية صالمسائل التي انفرد ابن تيمية بها :

( في1 " وما أبشع مسألتي ابن تيمية)Q الشيخ الطالق والزيارة، وقد رد عليه فيهما معا تقي الدين السبكي وأفرد ذلك بالتصنيف فأجاد

وأحسن " اهـ .Q في طرح التثريب ) ( :43 / 6وقال أيضا

وللشيخ تقي الدين ابن تيمية هنا كالم بشععجيب يتضمن منع شد

= النهي عن شد الرحال إلى غير المساجد الثالثة يخها ويقيدها حسب عبارتك وهذل لم يقل به أحد من األمة وال يعقل

وكان أولى بالكاتب أن يتقيد بمذهبه الحنبلي بله مذاهب األئمة قاطبة وقد تقدمت بعض نوهم ، وال يخفي على القاريء اللبيب أن الحديث المذكور في شد الرحال ال يفيد العموم ، ودونك

فهم الصحابة له مثل عمر بن الخطاب ، وسعد بن أبي وقاص ،وأبي هريرة وسيأتي إن شاء الله تعالى والله المستعان .

110

Q كما يفهم من كالمه فقال1) ( وكأن ابن تيمية يمنع من الزيارة مطلقا ( : والمسافر إليه102في الرد على األخنائي ) ص

إنما يسافر إلى المسجد ، وإذا سمى هذا زيارة لقبره فهو اسم ال مسمى له إنما هو تيان إلى مسجده . اهـ .وقلده ابن عبد

الهادي فقال : وألن زيارة قبره ) ص ( ال يتمكن منها أحد كما يتمكنمن الزيارة المعروفة عند قبر غيره . اهـ .

قلت : مشيا رحمهما الله على اشتراط مشاهدة القبر في الزيارة وهو أمر لم يصرح به أحد من المسلمين ، على أنه قد استفاض لفظ القبر الشريف مع الزيارة والسالم والدعاء وطلب

االستسقاء والله المستعان .

الرحل للزيارة ، وأنه ليس من القرب، بل بضد ذلك،ورد عليه الشيخ تقي الدين السبكي في

قام فشفى صدور قوم مؤمنين اهـ . شفاء الس� وذكر الحافظ العالئي المسائل التي انفرد

بها ابن تيمية فقال : ))ومنها … أنh إنشاء السفر لزيارة نبينا )ص( معصية ال تقصر فيها الصالة، وبالغ في

( ((1ذلك ولم يقل به أحد من المسلمين قبله).

(143انظر تكملة الرد� على النونية )ص �ح في األمة باب فتنة ، وبمقولة ابن تيمية فmت

وقضى الله وال راد لقضائه . وعمدة ابن تيمية على هذا المنع حديث: ال

تشد� الرحال إال إلى ثالثة مساجد . المسجدالحرام والمسجد األقصى ومسجدي هذا .

والجواب على هذا من وجوه : الوجه األول :

111

هذا االستثناء المذكور في الحديث استثناء مفرغ�، وال بدh من تقدير المستثنى منه ، وهو إماmحم�ل على عمومه فيقدر له أعمh العام ألن أن يmاالستثناء معيار العموم ، فيكون التقدير ال تشد

الرحالm إلى مكان إال إلى المساجد الثالثة . وهذا باطل بداهة ألنه يستلزم تعطيل

Q إال للمساجد الثالثة . السفر مطلقا

( وكلمة الحافظ صالح الدين العالئي مثبتة لإلجماع ، نافية للشذوذ1 )

. ولكن ال بد أن يكون المستثنى من جنس

المستثنى منه . قال ابن النجار الحنبلي في" شرح

( :3/286الكوكب المنير" )Q من غير الجنس وال يصح اإلستثناء أيضا

Q ، ألن الحمار لم يدخل نحو جاء القوم إال حمارا في القوم ، وكذا : له عندي مائة درهم إال

Q ونحوه ، وهذا هو الصحيح من الروايتين دينارا عن اإلمام أحمد رضي الله عنه واختيار األكثر

من أصحابنا وغيرهم . اهـ . واختاره اإلمام الغزالي في المنخول ) ص

159. ) ومن قال بجواز االستثناء من غير الجنس

قال : إنه مجاز .

112

وعليه فال يصح أن يقال: قام القوم إالQ مع إرادة الحقيقة. فإن أراد المجاز صح حمارا هنا بأن يجعل الحمار كناية عن البليد، كذا في

( .117المدخل البن بدران الحنبلي ) صQ قول الخرقي في مختصره : وفيه أيضا ومن أقر بشئ واستثنى من غير جنسه كان

Q . اهـ . استثناؤه باطال واستظهر أبو إسحق الشيرازي كون�

االستثناء من غير الجنس من باب المجاز ، كذافي نزهة المشتاق شرح لمع أبي إسحاق ) ص

( لشيخ مشايخنا الشيخ يحيى231 _ 230أمان المكي رحمه الله تعالى .

وصفوة القول أن كون المستثنى ال بد أن يكون من جنس المستثنى منه هو مذهب

الحنابلة . وأن من جوزه جعله من باب المجاز ،

فرجع خالفهم إلى وفاق . وعلى ما سبق تقريره ينبغي أن يقدر

مستثنى منه يوافق المستثنى ) المساجد ( المذكور في الحديث . فيكون نظم الحديث

كاآلتي : ( إال إلىمسجدال تشد الرحال إلى )

( .مساجد ثالثة )

113

ورواية شهر بن حوشب في تعيين المستثنى منه مشهورة وقد أخرجها أحمد في

(، وأبو يعلى في مسنده )3/64،93المسند )2/489. )

(: وشهر3/65 وقال الحافظ في الفتح ) حسن الحديث وإن كان فيه بعض الضعف .

اهـ . وذكره الذهبي فيمن تكلم فيه وهو موثق

(، فهو ممن يحسن حديثه عند الذهبي100)ص. Q أيضا

فهذان حافظان جبالن في الحفظ ومعرفة الرجال ذهبا إلى تحسين حديث شهر بن

حوشب، فال تنظر بعد لتشغيب األلباني وقد رددت عليه بما سيأتي في مكانه إن شاء الله

تعالى ، وقد تتابع على تقدير المستثنى بالمساجد شراح الحديث . وقال الكرماني في

( عند قوله "7/12شرحه على البخاري )ال إلى ثالثة مساجد " :

واالستثناء مفرغ ، فإن قلت : فتقدير لكالم ال تشد الرحال إلى موضع أو مكان ،

فيلزم أن ال يجوز السفر إلى مكان غير المستثنى حتى ال يجوز السفر لزيارة إبراهيم

الخليل عليه السالم ونحوه ، ألن المستثنى منه

114

في المفرغ ال بد أن يقدر أعم العام، قلت:المراد بأعم العام ما يناسب المستثنى

Q كان Q كما إذا قلت : ما رأيت إال زيدا Q ووصفا نوعاQ ، ال ما Q إال زيدا Q أو أحدا تقديره : ما رأيت رجال

Q ، فهاهنا تقديره : ال Q إال زيدا Q أو حيوانا رأيت شيئا تشد إلى مسجد إال إلى ثالثة . وقد وقع في

هذه المسألة في عصرنا مناظرات كثيرة في البالد الشامية، وصنف فيها رسائل من

الطرفين لسنا اآلن لبيانها . اهـ . /6وقال العالمة البدر العينى الحنفي )

276: ) وشد الرحال كناية عن لسفر ألنه الزم للسفر ، واالستثناء مفرغ، فتقدير لكالم : ال تشد الرحال إلى موضع أو مكان، فإن قيل:

فعلى هذا يلزم أن ال يجوز السفر إلى ما كان غير المستثنى حتى ال يجوز السفر لزيارة

إبراهيم الخليل صلوات الله تعالى وسالمه عليه ونحوه ، ألن المستثنى منه في المفرغ ال بد أن يقدر أعم العام . وأجيب بن المراد بأعم العام

Q ووصفQ كما إذا ما يناسب المستثنى نوعاQ كان تقديره : ما رأيت قلت : ما رأيت إال زيدا

Q Q أو حيوانا Q ، ال ما رأيت شيئا Q إال زيدا Q أو أحدا رجالQ ، فها هنا تقديره ال تشد إلى مسجد إال إال زيدا

إلى ثالثة . اهـ .

115

( :66 /3وفي فتح الباري ) قال بعض المحققين : قوله : " إال إلى

ثالثة مساجد " المستثنى منه محذوف ، فإماQ فيصير : ال تشد الرحل إلى مكان إن يقدر عاما

في أي أمر كان إال إلى الثالثة أو أخص منذلك، ال سبيل إلى األول إلفاضه إلى سد

باب السفر للتجارة وصلة الرحم وطلب العلم ويرها فتعين الثاني ، واألولى أن يقدر ما هو

أكثر مناسبة وهو : ال تشد الرحال إلى مسجد فيبطل بلك قول منللالة إال إلى الثالثة ،

منع شد~ الرحال إلى زيارة القبر الشريف وغيره من قبور الصالحين

. اهـ .والله أعلم

****************

116

إيقاظ هو ما وافق)مسجد( كون المستثنى منه

( .12 / 27عليه بن تيمية فقال في الفتاوي ) " والتقدير في أحد أمرين " :

أما أن يقال: "التشد الرحال" إلى مسجد"إال إلى المساجد الثالثة".

Q عنها باللفظ . اهـ. فيكون نهيا وياليته اقتصر على لك ولكنه قل :

Q عن سائر Q عنها باللفظ ، ونهيا "فيكون نهيا البقاع التي يعتقد فضيلتها بالتنبيه والفحوى

وطريق األولى … ثم قال : فإذا كان السفر إلى البقاع الفاضلة قد نهى عنه فالسفر إلى

المفضولة أولى وأحرى " . اهـ .قلت :

Q وما قاله ابن تيمية العكس هو الصواب تماما ملزم له ، فإن هذه المساجد اختصت بزيادة فضل ، واستحب السفر لها ، فبداللة النص ،

وطريق األولى ، فإن السفر لهذه البقعة الشريفة أولى من السفر للمساجد الثالثة، ألن البقعة التي ضمت جسده الشريف أفضل من المساجد الثالثة ، وال يقارن مسلم عاقل بين

الجص والحجارة وبين بقعة ضمت جسد النبي( .1 ) ص ( )

117

( انظر في علو مقام سيدنا رسول الله )ص( " داللة القرآن المبين1) على أن النبي ) ص ( أفضل العالمين " لسيدي اإلمام عبد الله بن

الصديق الحسني رحمه الله تعالى وطيب ثراه ، وهو مطبوع .

قال اإلمام مالك: "إن البقعة التي فيها جسد النبي )ص( أفضل من كل شئ حتي الكرسي

والعرش ثم الكعبه ثم المسجد النبوي ثمالمسجد الحرام ثم مكة " .

وقد حكى القاضي عياض اإلجماع علىأنها أفضل بقاع األرض كما في الشفا .

وحكاه قبله أبو الوليد الباجي وغيره وبعده القررافي وغيره من المالكية ويطلب تفصيل ذلك من معارف السنن شرح سنن الترمذي

hمة المحقق محمد يوسف البنوري للسيد العال ( .323 / 3الحنفي )

وعليه فقول ابن تيمية المتقدم: "فإذا كان السفر إلى البقاع الفاضلة قد نهى عنه فالسفر

إلى المفضولة أولى وأحرى". اهـ، ينبغي أنيزاد عليه:

والسفر إلى المكان األفضل باإلجماع )وهوQ بداللة القبر النبوي الشريف( أولى وأحرى أيضا

النص ، الله الموفق ، والهادي للصواب .الوجه الثاني :

قال شيخ اإلسالم التقي السبكي في ( : 118شفاء السقام ) ص

118

اعلم أن هذا االستثناء مفرغ تقديره ال تشد الرحال إلى مسجد إال إلى المساجد الثالثة ، أو ال تشد الرحال إلى مكان إال إلى المساجد

الثالثة وال بد من أحد هذين التقديرين ليكونQ تحت المستثنى منه والتقدير المستثنى مندرجا

األول أولى ألنه جنس قريب . اهـ . وعلى اعتبار عموم الحديث أي ال تشد

الرحال إلى مكان إال إلى المساجد الثالثة ، أي قال ،العموم الذي يذهب إليه ابن تيمية

(1)التقي السبكي في شفاء السقام(:121 _ 119)صما ملخصه

))السفر فيه أمران، األول: باعث عليه كطلب لعلم وزيارة الوالدين وما أشبه ذلك ،

وهو مشروع بالتفاق . الثاني : المكان الذي هو نهاية السفر كالسفر إلى مكة أو المدينة أو بيت المقدس

ويشمله الحديث والمسفر لزيارة النبي )ص(لم يدخل في الحديث ألنه لم يسافر لتعظيم

البقعة،وإنما سافر لزيارة من فيها فإنه لمQ ، وإنما يدخل في النوع يدخل في الحديث قطعا

األول المشروع . فالنهى عن السفر مشروطبأمرين :

أحدهما: أن يكون غايته المساجدالثالثة .

119

والثاني : أن تكون علته تعظيمالبقعة .

والسفر لزيارة النبي )ص ( ايته أحد المساجد الثالثة وعلته تعظيم ساكن البقعة ال البقعة ،

فكيف يقال بالنهي عنه ؟ بل أقول : إن للسفر المطلوب سببين أحدهما : ما يكون غايته أحد

: ما يكون لعبادة وإنوالثانيالمساجد الثالثة،كان إلى غيرها .

( تقرير اإلمام السبكي عال وجيد خرج من إمام مجتهد محقق ،1) وهو وحده كافz لحل اإلشكال الضعيف الذي ابتدع في القرن

الثامن .

والسفر لزيارة المصطفى )ص( اجتمع فيه األمران، فهو في الدرجة العليا من الطلب

ودونه ما وجد في أحد أمرين ، ون كان السفر الذي غايته أحد األماكن الثالثة ال بد في كونه قربة من قصد صالح، وأما السفر لمكان غير

األماكن الثالثة لتعظيم ذلك المكان، فهو الذي ورد فيه الحديث ، ولهذا جاء عن بعض التابعين

أنه قال : قلت البن عمر إني أريد أن آتي الطور. قال: إنما تشد الرحال إلى ثالثة

مساجد: مسجد الحرام، ومسجد رسول الله ) ص ( ، ومسجد األقصى . ودع الطور فال

تأته . اهـ . والحاصل أن الحديث إن حmم�ل� على عمومه

�ردm على الزيارة وفق مراد ابن تيمية فهو ال ي

120

Q، ألن المسافر للزيارة مسافر لساكن مطلقاQ ، أما البقعة كالعالم والقريب وهذه جائز إجماعا

الحديث فوارد في األماكن فقط ، فتدبرتستفد ، ولله در التقي� السبكي .

إيقاظ تقرير التقي السبكي يصرح بأن الحديث

خاص بالنهي عن السفر لألماكن فقط . وهو يتفق مع ما صرح به ابن تيمية فقد

(:27/21قال )الفتاي ال تشد الرحال إال إلى "قوله )ص( )

( يتناول المنع من السفر إلىثالثة مساجد كل بقعة مقصودة ، بخالف السفر للتجارة

وطلب العلم ونحو ذلك فإن السفر لطلب تلك الحاجة حيث كانت ، وكذلك السفر لزيارة األخ

في الله فإنه هو المقصود حيث كان " اهـ . قلت : وعليه فالحديث خاص بالنهى عن

السفر إلى تلك األمكنة . إذا علم ذلك فزيارة النبي )ص( ال تدخل

في الحديث البتة ألنها زيارة وسفر لساكنالبقعة وليس للبقعة ، فتدبر .

121

وبعد فلعل اللبيب يدرك ن االستدالل بحديث "ال تشد الرحل " _ بعد ذلك _ على منع السفر للزيارة هو استدالل

بأجنبي .

الوجه الثالث : إن النهي هنا ليس على وجه واحد، وهو

التحريم، فقد اختلفوا على أي وجه هو ؟ قال ابن بطال: هذا الحديث، إنم هو عند

العلماء فيمن نذر على نفسه الصالة في مسجدمن سائر المساجد غير المساجد الثالثة . اهـ .

وقال اإلمام أبو سليمان الخطابي فيمعالم السنن :

هذا "أي حديث ال تشد الرحال …" في النذر ، ينذر اإلنسن أن يصلي في بعض

المساجد فإن شاء وفhى به ، وإن شاء صلى في غيره إال أن يكون نذر الالة في واحد من هذه المساجد ، فإن الوفاء يلزمه بما نذره فيها . وإنما خص� هذه المساجد بذلك ألنها مساجد

األنبياء صلوات الله عليهم أجمعين وقد أمرنا(.2/443باالقتداء بهم . ا هـ . )معالم السنن

ومن المقرر أن النذر ال يجب إال في ( ، فمعنى لحديث يجب الوفاء لمن1طاعة )

نذر إتيان أحد المساجد الثالثة للصالة فيها ،

122

فمن نذر إتيان غير هذه المساجد ال يجب عليهالوفاء بالنذر .

( وزيارة النبي )ص( طاعة لذلك يلزم الوفاء الوفاء بالنذر لمن نذر1) إتيات القبر الشريف. قال القاضي ابن كج الشافعي : إذا نذر أنQ . اهـ . Q واحدا يزور قبر النبي ) ص( فعندي أنه يلزم الوفاء بلك وجها

( .8/376) المجموع : وابن كج - بفتح الكاف - هو يوسف بن أحمد الدينوري ، قال ابن قاضي

( : أحد األئمة المشهورين ،196 / 1شبهة ) الطبقات وحفاظ المذهب المصنفين ، وأصحاب الوجوه المتقنين ، كان

يضرب به المثل في حفظ المذهب . اهـ .

قال اإلمام النووي: ال خالف في ذلك إال ماروي عن الليث أنه قال:

يجب الوفاء به ، وعن الحنابلة رواية: يلزمه كفارة يمين ، وال ينعقد نذره ، وعن المالكية رواية: إذا تعلقت به عبادة تختص به كرباط لزمه ، وإال فال، وذكر عن نحند بن مسلمة

المالكي في مسجد قباء ألن النبي)ص( كان ( .377 / 8يأتيه كل سبت . اهـ المجموع )

قال ابن بطال: وأما من أراد الصالة في مساجد الصالحين والتبرك بها متطوعQ بلك فمباح إن قصدها بإعمال المطي ويره واليتوجه إليه الذي في هذا الحديث . اهـ .

وقال النووي رحمه الله تعالى في شرحصحيح مسلم :

والصحيح عند أصحابنا وهو الذى اختاره مام الحرمين والمحققون أنه ال يحرم وال

يكره . قالوا : والمراد أن الفضيلة التامة إنما

123

هي في شد الرحال إلى هذه الثالثة خاصة والله ( .106 / 9أعلم . )

وقال الشيخ اإلمام أبو محمد ابن قدامة المقدسي الحنبلي : فإن سافر لزيارة القبور

والمشاهد، فقال ابن عقيل:ال يباح له الترخص ألنه منهي عن السفر إليها. قال النبي )ص(:)ال تشد الرحال إال إلى ثالثة مساجد( متفق عليه والصحيح إباحته وجواز القصر فيه ألن النبي

Q وكان يزور Q وماشيا ) ص ( كان يأتي قباء راكبا( تذكركم اآلخرة( ،1القبور وقال : )زوروها)

Q فيحمل لفظ الزيارة على انتقال1) ( والزيارة تقتضي االنتقال مطلقا بسفرz وبدون سفرz ، فاستدالل ابن قدامة استدالل ففيه

عارف ، وقد حاول ابن تيمية تعقب ابن قدامة فقصر لفظ =

وأما قوله عليه السالم )) ال تشد الرحال إال إلى ثالثة مساجد (( فيحمل على نفي التفضيل ال

Q في إباحة على التخريم وليست الفضيلة شرطا _2/103القصر، فال يضر انتفاؤها ، )) النغني

104. )) ومثله ألبي الفرج ابن قدامة في الشرح

( .93 / 2الكبير ) وقال إمام الحرمين : )) والظاهر أنه ليس

فيه تحريم ، وال كراهة ، وبه قال الشيخ أبو علي : ومقصود الحديث تخيص القربة بقصد

(، و3/324المساجد الثالثة (. اهـ )الروضة: ( .8/375)المجموع:

124

وصفوة ما سبق: أن الصالة في هذه المساجد تخت بصطاعة زائدة على ما سواها من المساجد ، ولما كان األمر كذلك فال يصح

الوفاء بالنذر إال إليها . أما غيرها من المساجد فيستوي ثواب

الصالة فيها، والسفر إليها سفر مباح يجوز قصرالصالة فيه .

h كشفت لنا ما يؤيد ما فإن قيل : هالذكرته ؟

قلت: وبالله استعنت : ويؤيد من ذهب إلىأن الحديث خا بالنذر اآلتي :

( ما صح يبإسناد رجاله رجال مسلم أن1 ) إن خير ما ركبتالرسول ) ص ( قال :

إليه الرواحل مسجدي هذا والبيت ،العتيق (

= الزيارة على أنه انتقال بدون سفر وفي كالم ابن تيمية نظر وتقدم

( ، فقد سمى الشارع السفر زيارة ،84 ، 83الكالم عليه )ص والصواب مع ابن قدامة .

وسيأتي تخريجه إن شاء الله تعالى . والحديث يصرح بأنه يجوز ركوب الرواحل إلى

غيرهما من المساجد والبقاع .فهم الصحابة وهاك بعض األمثلة :( 2

أ( فقد روى عن عمر بن شبه في "تاريخ ( من طريق عبد الصمد بن1/42المدينة " )

عبد الوارث ، حدثنا صخر بن جويرية ، عن

125

عائشة بنت سعد بن أبي وقاص قالت: سمعت أبي يقول : )) ألن أصلي في مسجد قباء

ركعتين ، أحب إلىh من أن آتي بيت المقدس مرتين، ولو يعلمون ما في قباء لضربوا إليه

أكباد اإلبل (( . قال الحافظ ابن حجر : إسناده صحيح

( .69 /3)) الفتح : وروى ابن أبي شيبة نحوه في المصنف ب(

(2/373. ) /5 وروى عبد الرازق في المصنف )ج(

( عن الثوري ، عن يعقوب بن مجمع بن133 جارية ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب أنه

قال: "لو كان مسجد قباء في أفق من اآلفاق،ضربنا إليه أكباد المطي".

إسناده حسن فإن يعقوب بن مجمع وثقة ابن حبان

وروى عنه إمام كالثوري .وقال الحافظ الذهبي في الكاشف)

(:وثق ومجمع بن جارية صحابي . 2/395 ولهذا األثر طريق آخر أخرجه عمر بن شبه في

( 49 / 1أخبار المدينة ) فيه أسامة بن زيد بن أسلم وهو وإن ضعف منقبل حفظه ، فهو يلح في المتابعات والشواهد .

126

وعمر رضىالله عنه من رواة حديث "ال تشد الرحال" فلو علم أن النهي في الحديث

للتحريم لما قال مقولته في مسجد قباء .فتدبر تستفد .

وأخرج الفاكهي في تاريخ مكة )رقم د( ( بإسناد ال بأس به حدثنا أحمد بن صالح2596

قال: ثنا محمد بن عبد الله ، عن صخر بن جويرية ، عن عائشة بنت سعد قالت: كان سعد رضي الله عنه يقول: لو كنت من أهل مكة ما

أحطأني جمعة ال أصلي فيه _ يعني مسجد الخيف _ ولو يعلم الناس ما فيه لضربوا إليه

أكباد اإلبل ، ألن أصلي في مسجد الخيف ركعتين أحب إلي من أن آتي بيت المقدس

مرتين فأصلي فيه . وغير خفي أن سعد بن أبي وقاص كان من أكابر الصحابة، ولو علم أن النهي في الحديث

للتحريم لعلم أن كالمه فيه رد� على رسول الله) ص ( . (،6/397 وروى أحمد في المسند )هـ(

( من310 / 2الطبراني في المعجم الكبير ) حديث مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي بصرة الغفاري قالت: لقيت أبا هريرة وهو يسير إلى مسجد الطور ليصلي فيه قال: فقلت له : لو

أدركتك قبل أن ترتحل ما ارتحلت قال : فقال

127

ولم ؟ قال : فقلت: إني سمعت رسول الله )ال تشد الرحال إال إلى ثالثة)ص( يقول:

مساجد: المسجد الحرام ، المسجد األقصى ،

ومسجدي (( . فأبو هريرة لقى أبا بصرة رضي الله عنهما

( ،1: وكان أبو هريرة يسير إلى مسجد الطور ) ولما أعلمه أبو بصرة بنص الحديث لم يرجع أبو

هريرة . ولو كان أبو هريرة قد فهم من الحديث التحريم لرجع ولكنه لم يفعل، بل ولم يخرج

Q ألنه من رواة هذا الحديث، فدل فعله على أصال أن النهي الذي في الحديث ال يفيد التحريم عند

أبي هريرة رضي الله عنه .، يطلب zوأي برهان، وأي دليل ،zفأي حجة

بعد فهم أكابر الصحابة رضي الله عنهمللحديث ؟

ومما سبق يعلم أنه ليس من منطوق أو مفهوه حديث " ال تشد الرحال … الحديث "

نهي عن شد الرحال لزيارة القبر النبويالشريف، والله أعلم .

وتعجبني كلمة الفقيه اللغوي مجد الدين الفيروز آبادي إذ قال في كتابه الصالت والبشر

( :127)ص

128

أما حديث ال تشد الرحال إال إلى ثالثة مساجد فال داللة فيه على النهي عن الزيارة بل

Q على حرمة هو حجة في ذلك ومن جعله دليال الزيارة فقد أعظم الجراءة على الله ورسوله

وفيه برهان قاطع على غباوة ( فكالم إبي هريرة وأبي بصرة خاص بالمساجد التي تقصد للصالة1)

Q نهي ابن عمر لقزعة على السفر للطور ، نهى عن السفر ومثله تماما إلى موضع يقصد للصالة فيه أي المساجد ، انظره في مجمع الزوائد )

4/4. )

قائله ، وقصوره عن نيل درجة كيفية االستنباطواالستدالل . اهـ .

فال تنظر بعد لمن يردد صدى كالم ال يفقه ، ونما هو مؤيد فقط لرأي غيره بدون

تأمل أو من يلخص ويتعصب !! وبعد … فهذا أان الشروع في المقصود بالذات من هذا المصنف وهو تخريج أحاديث

التوسل ، والزيارة أسأل الله اإلعانة التوفيق .

* * *

129

تخريج أحاديثالتوسل

الحديث األول قال إمام المحدثين محمد بن

إسماعيل البخاري في صحيحه ( :2/494) الفتح :

، قال: حدثنا أبو قتيبة، حدثنا عمرو بن على| قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار

عن أبيه قال: سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبيطالب:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمالعصمة لألرامل

130

وقال عمر بن حمزة: حدثنا سالم عن أبيه "ربما ذكرت قول الشاعر، وأنا أنظر إلى وجه النبي )ص( يستسقي، فما ينزل حتى يجيش

كل ميزاب: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال

عصمة لألراملوهو قول أبي طالب . اهـ .

: طريق عمر بن حمزة العمريقلت(، وابن ماجة )2/93وصلها بسند صحيح أحمد )

(،6/142(، والبيهقي في دالئل النبوة )1/405 ( . كلهم من طريق3/88وفي السنن الكبرى )

أبي عقيل عبد الله بن عقيل ، وهو ثقة ، وهو نص� صريح في توسل ابن عمر رضي الله

عنهما بذاته ) ص ( . وأخرج البيهقي من غير وجه في دالئل

( عن سعيد بن خثيم142_ 6/140النبوة ) الهاللي ، عن مسلم المالئي عن أنس بن مالك

قال : جاء أعرابي إلى النبي )ص( فقال : يارسل

الله لقد أتيناك وما لنا بعير� يئطm وال صبي يصيح وأنشده :

أتيناك والعذراء يدمى لبانها وقد شغلت أمالصبي عن الطفل

Q وألقى بكفيه الصبي استكانة من الجوع ضعفاما يمر وال يخلى

131

وال شئ مم يأكل الناس عندنا سوى الحنظلالعامي والهلعز الفسل

وليس لنا إال إليك فرارنا وأين فرار الناس إال إلى الرسل

فقام رسول الله )ص( حتى صعد المنبر ثم

رفع يديه إلى السماء فقال:Q Q عاجال Q، طبقا Q غدقا Q مريعا Q مريئا )اللهم اسقنا غيثا

Q غير ضار تمأل به الضرع وتنبت به غير رائث، نافعا الزرع وتحيي به األرض بعد موتها وكذلك

تخرجون ( ، فوالله ما رد يديه إلى نحره حتى ألقت السماء بإبراقها وجاء أهل البطانة يعجون يا رسول الغرق الغرق ، فرفع يديه إلى السماء ، ثم قال : )) اللهم حوالينا وال علينا (( فانجاب السماء عن المدينة حتى أحدق بها كاإلكليل ، فضحك رسول الله )ص( حتى بدت نواجذه ثم

Q قرتا عيناه قال : ) لله در أبي طالب لو كان حيا من ينشدنا قوله ( ؟ فقام على| بن أبي طالب

رضي الله عنه فقال : يا رسول الله كأنك أردت : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى

عصمة لألرامل يلوذ به الهالك من آل هاشم فهم عنده في

نعمة وفواضلQ ولما نقتل كذبتم وبيت الله نبزى محمدا

دونه ونناضل ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن

أبنائنا والحالئل

132

ومسلم المالئي ضعيف ، وقال الحافظ في الفتح ) ( : وإسناد حديث أنس وإن كان فيه ضعف495 / 2

لكنه يصلح للمتابعة . اهـ . ( : وحدثني281 / 1وقال ابن هشام في السيرة )

من أثق به فذكره .

الحديث الثاني /2قال البخاري في صحيحه ) الفتح :

494: ) حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا محمد

بن عبد الله األنصاري، قال: حدثني أبي عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: )اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقنا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا (( .

قال فيسقون .نة ) m409 / 3أسنده البغوي في شرح الس)

Q هكذا من طريق البخاري ورواه عن أنس أيضا (7/110(، وابن حبان )1412ابن خزيمة )رقم

(، وفي6/147والبيهقي في دالئل النبوة ) ( وابن سعد في3/352السنن الكبرى )

الطبقات . وهو صريح في التوسل بالصالحين ، ال سيماإذا كانوا من أهل البيت النبوي عليهم السالم .

( :497 / 2قال الحافظ في الفتح )

133

ويستفاد من قصة العباس استحباب)) االستشفاع بأهل الخير والصالح وأهل بيت النبوة، وفيه فضل العباس وفضل

عمر لتواضعه للعباس ومعرفته بحقه ((. اهـ .

وليس في هذا األثر تحريم التوسل به )ص(بعد

انتقاله لعموم األدلة ، وألن غاية ما فيه هو جواز ترك التوسل به ، وفرق بين الجواز وغيره .

على أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد بالتوسل بالعباس رضي الله عنه االقتداء بالنبي

) ص ( في تبجيل وإكرام العباس ، وقد كانفي الصحابة من هم أفضل من العباس .

(3/334وقد أخرج الحاكم في المستدرك ) من طريق داود بن عطاء المدني عن زيد بن

أسلم ، عن ابن عمر أنه قال : )) استسقى عمر بن الخطاب عام

الرمادة باعباس بن عبد المطلب فقال : اللهم ها عم نبيك العباس نتوجه

إليك به فاسقنا ، فما برحوا حتى سقاهم الله ، قال : فخطب عمر في الناس فقال : أيها الناس إن~ رسول

الله )ص( كان يرى للعباس ما يرى الولد لوالده يعظمه ويفخمه ويبر قسمه

134

فاقتدوا أيها الناس برسول الله ) ص ( في عمه العباس واتخذوه وسيلة إلى

الله فيما نزل بكم (( . وهكذا رواه الزبير بن بكار في األنساب كما

( ، وأخرجه ابن عساكر497 / 2في الفتح ) في تاريخ دمشق من طريق الزبير بن بكار به )

8/932. ) فيه داود بن عطاء المدني ضعيف ،قلت :

وقد ضعفه به الذهبي في تلخيص المستدرك ،وأما الحاكم فلم يتكلم عليه .

قال الحافظ في الفتح بعد سياقه لطريق داود بن عطاء الضعيف ما نصه:وأخرجه

البالذري من طريق هشام بن سعد عن زيد بنأسلم، فقال

عن أبيه بدل ابن عمر : فيحتمل أن يكون لزيدفيه شيخان . اهـ .

واحتمال الحافظ قوي وله نظائر . والعجب أنh األلباني لم يذكر هذا االحتمال

القوي في توسله . !! ولذلك وجه آخر : وهو أن هشام بن سعد من

رجال مسلم فالقول قوله . وأغرب األلباني – غفر الله لنا وله - فاشتغل

( بتضعيف داود بن68_67في توسله )ص

135

عطاء المدني، ولما رأى متابعة هشام بن سعدقال: إن في السند اضطرابا . اهـ .

قلت : هذا قول مدفوع ينبغي أال يلتفت إليه ، وال أرى دعامة له إال الهوى الذي أداه لمخالفة

قواعد الحديث . فإن من المعروف أن الحكم باالضطراب على السند ال يكون إال إذا تساوت الروايات

وامتنع الجمع والترجيح ، عند ذلك يحكمQ ، فإن هشام بن باالضطراب وهو هنا ممتنع جدا سعد من رجال مسلم فحديثه راجح ، وقد رأيت

األلباني يحسن حديثه مرات . وداود بن عطاء ضعيف فكيف يغض األلباني طرفه عن هذا

الحق األبلج . هب أنهما متساويان ، فالجمع واجب كما

صرح به الحافظ وتقدم عنه رحمه الله تعالى . فثبت ولله الحمد توسل عمر

بالعباس من قول عمر نفسه وهو زيادةفي التوسل بالنبي ) ص ( .

وفيه أيضاw أن التوسل كان بالعباس وليس بدعائه بدليل قول عمر :

))واتخذوه وسيلة إلى الله فيما نزل بكم(( ، فالضمير يعود على شخٌص

العباس قوالw واحداw ، إال عند أهلالتحريف .

136

* * *

الحديث الثالث /4قال اإلمام أحمد في المسند )

138: ) حدثنا عثمان بن عمر ، أخبرنا شعبة بن أبي جعفر ، عن عمارة بن خزيمة ابن ثابت عن

أن رجالw ضرير البصرعثمان بن حنيف: " أتى النبي )ص ( فقال: ادع الله أن يعافيني قال: إن شئت دعوت وإن

شئت صبرت فهو خير لك، قال: فادعه، قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه

ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا

محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتoقضى لvي اللهم فشفعه

في "

137

قال الترمذي ) كما في التحفة (:هذا حديث حسن صحيح غريب ال نعرفه إال من هذا الوجه

من حديث أبي جعفر وهو غير الخطمي . ورواه من هذا الوجه ابن خزيمة في

(،133 ، 132 / 10صحيحه ، والترمذي )تحفة ( ،417والنسائي في عمل اليوم والليلة )ص

( والبخاري441 / 1وابن ماجة في السنن ) ( . والطبراني في210 / 6في التاريخ الكبير )

Q )19 /9المعجم الكبير ) 2 ( ، وفي الدعاء أيضا ،313 / 1 ( والحاكم في المستدرك ) 1289/

( وصححه وسلمه الذهبي والبيهقي في519 ( ، وفي الدعوات166 / 6دالئل النبوة )

الكبير . وتابع حماد بن سلمة شعبة في روايته عن

أبي جعفر . أخرج هذه المتابعة النسائي في عمل اليوم

/4 ( وأحمد في المسند ) 417والليلة ) ص ( . وقد6/209(، والبخاري في تاريخه )138

اتفق شعبة وحماد بن سلمة على أن شيخ أبي جعفر هو عمارة بن خزيمة بن ثابت ، بينما

خالفهما هشام الدستوائي وروح ابن القاسم . قال النسائي في عمل اليوم والليلة )

( : )) خالفهما هشام الدستوائي وروح بن418 القاسم ، فقاال عن أبي جعفر عمير بن يزيد بن

138

خماشة عن أبي أمامة بن سهل عن عثمان بنحنيف (( . اهـ .

: حديث هشام الدستوائي أخرجهقلت (418النسائي في عمل اليوم والليلة )ص

( .6/210والبخاري في التاريخ الكبير ) ( .168 /6والبيهقي في دالئل النبوة )

وأمت حديث روح بن القاسم فأخرجه ( ابن السني6/210البخاري في التاريخ الكبير ) (، والطبراني209في عمل اليوم والليلة )ص

(، وفي الصغير1/17في المعجم الكبير ) (،2/1288( وفي الدعاء )1/183وصححه )

(، والبيهقي1/526والحاكم في المستدرك )( .168 – 6/167في دالئل النبوة )

هذا إسناد صحيح ، وقد صححه غيرقلت: واحد من الحفاظ - وقد تقدم - منهم : الترمي

والطبراني وابن خزيمة والحاكم والذهبي . وأبو جعفر: هو الخطمي عمير بن يزيد بن عمير بن خماشة المدني، كما نصh على

ذلك النسائي في عمل اليوم والليلة ، وقد وقع التصريح بالخطمي عند أحمد ، وبالمديني عند

Q وابن ماجة والحاكم والبيهقي ، أحمد أيضاوبالخطمي المدني عند الطبراني وابن السني .

139

فال تلتفت لتشغيب الشيخ بشير السهسواني رحمه الله تعالى في صيانة اإلنسان ) ص

( ، فإنه مما ال فائدة فيه .127 – 125 وقد جاءت زيادة موقوفة عن المرفوع

. 1قال الطبراني في المعجم الصغير )

/184: ) حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المقري

المصري التميمي ، حدثنا أصبغ بن الفرج، حدثنا عبد الله بن وهب عن شعيب بن سعيد المكي، عن روح بن القاسم ، عن أبي جعفر الخطمي المدني ، عن أبي أمامة ابن سهل ابن حنيف ،

عن عمه عثمان بن حنيف :Q كان يختلف إلى عثمان بن عفان أن رجال رضي الله عنه في حاجة له، فكان عثمان ال

يلتفت إليه وال ينظر في حاجته ، فلقى عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه ، فقال له عثمان بن

حنيف اءت الميضاة فتوضأ ثم ائت المسجدفصل فيه ركعتين ثم قل :

اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبينا محمد )ص( نبي الرحمة، يا محمد إني

أتوجه بك إلى ربك )ربي( جل وعز فيقضي لي حاجتي ، وتذكر حاجتك.

. فانطلق الرجلورح إليs حتى أروح معك

140

فصنع ما قاله عثمان ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخ بيده فأدخله على عثمان بن

عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال : حاجتك ؟ فذكر حاجته فقضاها له ثم قال له :

ما كرت حاجتك حتى كانت هه الساعة ، وقال : ما كانت لك من حاجة فأتنا ، ثم إن الرجل خرج

من عنده فلقى عثمان بن حنيف ، فقال له :Q ، ما كان ينظر في حاجتي وال جزاك الله خيرا

يلتفت إلى حتى كلمته في، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله )ص( وأتاه ضرير فشكا إليه ذلك ذهاب بصره ،

فقال له النبي )ص(: )أفتبصر ؟(، فقال: يا رسول الله إنه لي قائد وقد شق علي، فقال له النبي ) ص ( ايت الميضأة فتوضأ ، ثم صل ركعتين ، ثم ادع بهذه

)) فواللهالدعوات . قال عثمان ابن حنيف : ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل

علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط ((.

لم يروه عن روح بن القاسم إال شبيب بن سعيد أبو سعيد المكي وهو ثقة، وهو الذي

يحدث عنه أحمد )ابن أحمد( بن شبيب عن أبيهعن يونس بن يزيد األبلي .

141

وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر لخطمي واسمه عمير ابن يزيد وهو ثقة تفرد به عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة ، والحديث

صحيح . اهـ . وأخرجه من هذا الوجه الطبراني في الكبير )

( ،2/1288 ( ، وفي الدعاء )17/ 9 ( .168 – 167 /6والبيهقي في دالئل النبوة )

: ال كالم بعد تصحيح الطبراني للحديثقلت. Q مرفوعQ وموقوفا

: قد صحح الطبراني الحديث المرفوعفإن قيللكنه لم يصحح القصة الموقوفة .

بأن الطبراني قد وثق ) شبيب بنأجيب: سعيد الحبطي ( وهو راوي الموقوف، وتوثيق

حديث الرجل هو تصحيح لحديثه ، فاألمر سهل وال يحتاج لبيان ، ويؤيد هذا ويوضحه أن الهيثمي

( لم يتكلم على179 / 2في مجمع الزوائد ) الحديث كما عهد عنه ولكنه اقتصر على نقل

تصحيح الطبرني فقط ، فتدبر أيها المستبصر . ومع ذلك سعى الساعون لتضعيف هذه

الزيادة الصحيحة الموقوفة فأتوا بعلل مزعومةهي :

شيخ الطبراني )طاهر بن عيسى ( ،-1 مجهول في زعمهم .

) شبيب بن سعيد الحبطي ( نفرد- 2 بالقصة ، وهو ضعيف الحفظ ، زعموا .

142

اإلختالف عليه فيها .-3 مخالفته للثقات الين لم يذكرروا القصة-4

في الحديث . والثالثة األخيرة ذكرها األلباني في توسله

( ، والناظرفيها ال يراها أكثر من دفعة88) ص صدر من متعنت ، وسيرى أن السعي لتضعيف األحاديث الصحيحة بهذه الحجج الواهية سعي

إلقامة باطل بدعائم هي أوهى من بيوت العنكبوت، ولو فتح هذا المهيع الخطير النسد

باب اآلثار، والله المستعان .وإليك نقض هذه العلل المتوهمة :

وهي كون شيخأما عن العلة األولى :الطبراني طاهر بن عيسى

المصري من المجهولين فخذ اآلتي : - من علل الحديث بجهالة شيخ الطبراني1

Q عن معرفة الحديث وغاير قواعده، أبعد جدا فإن القصة الموقوفة تفرد بها شبيب، ثم رواها

عن شبيب ثالثة، ورواه عن الثالثة المذكورين ثالثة آخرون وعنهم آخرون، فلم يتفرد أحد برواية القصة إال شبيب ، فال مدخل لشيخ

الطبراني هنا فتأمل . - قد صحح الطبراني الحديث ، وتصحيحه2

يعني توثيق رجال إسناده ومنهم شيخه طاهربن عيسى المصري وهو أعلم به من غيره .

143

فال تغتر بعد بكالم الشيخ فهد الدوسري صاحب النهج السديد في تخريج أحاديث فتح

( .93المجيد عن شيخ الطبراني ) ص وهي ضعف حفظأما عن العلة الثانية :

المتفرد بها وهو ) شبيب ابن سعيد الحبطي ( ( ولم88هكذا زعم األلباني في توسله ) ص

أجد من سبقه إلى هذه الدعوى . فشبيب بن سعيد الحبطي قد وثقه علي بن

المديني ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، والدارقطني ، والطبراني ، وابن حبان والحاكم . وقال أبو زرعة ، وأبو حاتم والنسائي : ال

بأس به . وهذا غاية ما يطلب من التوثيق في الراوي

ليصحح حديثه ويحتج به في الصحيحين .

فإن قيل ماذا تقول في قول ابن عدي في ( :1347 / 4الكامل )

)) كان شبيب إذذا روي عنه ابنه أحمد بن شبيب نسخة يونس عن الزهري إذ هي أحاديث

مستقيمة ، ليس هو شبيب بن سعيد الذي يحدث عنه ابن وهب بالمناكير التي يرويها

Q بمصر في تجارته إليها كتب عنه ، ولعل شعيبا عنه من حفظه ، فيغلط ويهم وأرجو أال يتعمد

شبيب هذا الكذب(( . اهـ .

144

: في هذا الكالم ثالثةقلت وبالله استعنت أمور :

: ما رواهعبد الله بن شبيب عن أبيه ،األول أعني نسخة يونس عن الزهري فهي أحاديث

مستقيمة . ما رواه عبد الله بن وهب عنالثاني :

شبيب بمصر ، فيه غلط ووهم . الثالث : حديثه في غير النوعين

السابقين ، صحيح ، ألنه قيد وهم شبيب بكونه من رواية ابن وهب بمصر

وصحة النوع الثالث هو ما يقتضيه النظر الصحيح ، وفي الذهاب لغير هذا المذهب فيه

إهدار لتوثيق تسعة من الحفاظ لشبيب بنسعيد الحبطي .

فالرجل ثقة طرأ عليه طارئ أثناء تجارتهبمصر شأنه شأن كثير من الرواة الثقات .

فإن قيل : قد قال على بن المديني : ثقة كان يختلف في تجارة إلى مصر ، وكتابه كتاب صحيح ، وقد كتبتها عن ابنه أحمد بن شبيب .

اهـ . كالم ابن المديني يدل على أن الرجلقلت :

( إال1 ثقة وكتابه صحيح ، وقد فهم من ال يفهم) السب والشتم– سامحه الله – أن هذا القول

145

من ابن المديني يثبت أن روايته من غير كتابهال تصح . الرجل وثقة ابن المديني ، فهو يعنيقلت :

Q وكتابةQ ، ثم نصh على أحد أنه ضابط حفظا أفراد العموم ، وهو صحة كتابه فلم يشترط

ولم يصرح ولم يشر إلى شيء عن حفظه وكالمه ال مفهوم له ، وكنت أود أن يبين من

أين أتى بهذا الفهم الذي ال يحسد عليه ؟ والتفاته إلى السب والشتم صرفه عن

الفهم .تنبيه :

من غريب التشويش والحذف في العبارات أن األلباني – غفر الله لنا وله – حاول أن

يستدل بعبارة على بن المديني على ضعف حفظ شبيب بن سعيد فقال في توسله ) ص

86: ) قال ابن المديني : كان يختلف في تجارة إلى

وحذف األلباني أهم كلمةمصر … إلخ ، من كالم ابن المديني التي صدر بها

عبارته وهو قوله : )ثقة( كان يختلف … إلخ

وهكذا تكون األمانة العلمية ، فالله المستعان.

146

Q لم Q آخر غريبا وقد أبعد األلباني فسلك مسلكا يسبق إليه ، فأهمل كالم األئمة الحفاظ الذين

Q ، فنقله من طائفة الثقات الذين وثقوا شبيبا mل� mق�ب ي

( .40هو صاحب كشف المتوارى )ص(1)

حديثهم إال غرائب وقعت في رحالتهم ، إلى طائفة الضعفاء ، الذين ال يقبل حديثهم إال

بشروط ، فشرط شرطين لقبول حديث شبيب بن سعيد الحبطي ، فقال في توسله ) ص

87: ) أن يكون من رواية ابنه أحمد عنه .األول :

أن يكون من رواية شبيب عنوالثاني :يونس . اهـ .

في مثل هذااأللباني الذي أوقع قلت : ( ،1القول الغريب هو عدم رجوعه لألصول ) فقد نقل عبارة ابن عدي في شبيب من

(، واعتمد عليه دون الرجوع2/262الميزان) لألصول ، والذي نقله األلباني عن ابن عدي هم

ما نصه : كان شبيب لعله يغلط ويهم إذا حدث من

حفظه وأرجو أنه ال يتعمد، فإذا حدث عنه ابنه أحمد بأحاديث يونس فكأنه شبيب آخر يعني

يجود . كان شبيب لعله يغلط ويهمففرق بين )

( كما في الميزان .إذا حدث من حفظه

147

w ( : 4/1347وبين عبارة الكامل ) )لعل~ شيبا بمصر في تجارته إليها كتب عنه ابن

وهب من حفظه فيغلط ويهم ( .

Q من كالمه على الرجال فوجدته ال يرجع1) Q كثيرا ( وقد تتبعت شيئا لألصول، ويكتفي بالكتاب الواحد المختصر في الكالم

Q، وقد نبهت على لك في ) وصولعلى الرجال غالبا الطبعةالتهاني بإثبات سنية السبحة والرد على األلباني(

النقد الصحيح لما اعترضالجديدة، وفي مقدمة )للحافظ العالئي رحمه الله تعالى .عليه من أحاديث المصابيح (

فاألولى تعني أن الغلط والوهم كانا ديدنه ،وصفةQ الزمةQ له .

وهي عبارة فيها نظر . والثانية التي في الكامل : تعني أن الغلط

والوهم طارئ عليه وهو ما حدث عنه ابن وهببمصر .

فاألولى تعني ضعفه ، والثانية ال تعني ذلك ،واألمر واضح .

وقد صرح النقاد بوجوب حكاية الجرح والتعديل وعدم التصرف في عبارة المعدل أو

المجرح . وقد اهتبل األلباني تصرف الذهبي في عبارةابن عدي ولم يرجع لألصل فحدث منه ما تراه . والحاصل أن حديث شبيب بن سعيد صحيح ، من غير رواية عبد الله ابن وهب ، إذا أخنا كالم

ابن عدي في االعتبار فإنh كالمه فيه نظر .

148

( :195 / 1ولذلك قال الذهبي في المني ) ثقة ، له غرائب

( : ثقة ، يأتي141وقال في الديوان ) ص بغرائب .

( : صدوق .4 / 2وفي الكاشف )

* * *

فصـل

فإن قيل قد ذكره الحافظ ابن رجب رحمه (418الله تعالى في رح علل الترمذي ) ص

z ثقات، لهم كتاب صحيح ، وفي ضمن قومحفظهم بعض شيء .

فجوابه: أن هذا ال يعني ضعف حديثهم إذا حدثوا من حفظهم، وإنما يعني أن حديثهم من الكتب صحيح، وأدون منه حديثهم من حفظهم؛

ألنهم قوم ثقات قد وثقهم عدد من األئمة بدليل قوله : )) وفي حفظهم بعض شيء (( ، فهذه العبارة ال تفيد أن الغلط كان ير منفك عنهم

فهم ضعفاء الحفظ ، بال العكس هو الصواب . وقد ذكر ابن رجب في هذا النوع

طائفة من أعيان الثقات كعبد العزيز بن محمد الداروردي ، وهمام البصري ، وعبد الرزاق

الصنعاني ، وأبي داود الطيالسي ، وإبراهيم بن سعد الزهري وغيرهم ، والعمل عند المحدثين

149

قاطبة على قبول حديثهم حدثوا من كتاب أو من حفظهم . على أنh العبارات التي قيلت

فيهم هي أشد من التي قيلت في شبيب بن سعيد الحبطي رغم االتفاق عليهم وأنت إذا

توقفت في حديث هؤالء األئمة الذين حدثوا بهمن حفظهم التهمت بالجنون ، فتدبر .

* * *فصل

الكالم على أمرين : بقىاألمر األول :

( في263قال الحافظ في التقريب ) ص ترجمة شبيب :

ال بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه، المن رواية ابن وهب. اهـ .

( يعني صحة القصة1وما قاله الحافظ)Q لم يرتضه األلباني فعقب المذكورة، وهذا أيضا

( :87عليه بقوله في توسله )ص وليس كذلك بل هذا مقيد بأن يكون من

روايته هو عن يونس .. ، ويؤيده أن الحافظQ هذا في نفسه أشار لهذا القيد، فإنه أورد شبيبا )من طعن فيه من رجال البخاري( من مقدمة

(، ثم دفع الطعن عنه بعد133فتح الباري )ص أن ذكر من وثقه وقول ابن عدي فيه بقوله : )) قلت : أخرج البخاري من رواية ابنه عن يونس

150

أحاديث ، ولم يخرج من روايته عن غير، )) Q يونس ، وال من رواية ابن وهب عنه شيئا فقد أشار رحمه الله بهذا الكالم إلى الطعن

قائم في شبيب ، إذا كانت روايته عن ير يونس، ولو من رواية ابنه أحمد عنه . اهـ .

الذي أشار له الحافظ هو أن البخاريقلت : أخرج له أصح حديثه، ذلك أن البخاري عندما

أرد أن يخرج حديث الزهري في جامعه الصحيح أراده من طريق الطبقة األولى من أصحاب

الزهري كما فصله الحافظ( وفيه تدد لقصره القبول على رواية ابنه أحمد فقط . فتدبر .1)

الحازمي في شروط األئمة . ولما كان يونس من هذه الطبقة وكان شبيب

عنده نسخة يونس بن يزيد، عن الزهري، وسمعها منه أحمد بن شبيب فأصبحت النسخة

من هذا الطريق غاية في الصحة فأخرجهاالبخاري في صحيحه .

فأحمد ، عن أبيه ، عن يونس ، عن الزهريمن شرط البخاري .

فعدم إخراج البخاري لحديث شبيب من غير هذا الطريق ال تعني ضعف التي لم تخرج في

الصحيح ، بل تعني أنه ليس على شرط البخاري فقط. ألن البخاري لم يستوعب

151

الصحيح، وما ادعاه ، وصحح أحاديث خارجصحيحه .

وال يلزم من كونه على غير شرطه أنه ال يصلح لالحتجاج به عند البخاري نفسه بل قد

Q لالحتجاج به عنده وليس هو على يكون صالحا شرط صحيحه الذي هو أعلى شروط الصحة ،

( ،2/205كما صرح بذلك الحافظ في الفتح )Q ما يختم الحافظ الترجمة في مقدمة وكثيرا الفتح في بيان كيفية رواية البخاري لحديث

الراوي المتكلم فيه ، ذلك أن حديث الرجل إذا جاء على خالف ما ذكره الحافظ يكون فيه

تفصيل هذا ما يجب التمسك به ، والذعان إليه وإال نكون قد أهدرنا توسيق تسعة من أئمة

الحفاظ لشبيب . ولم أر من سبق األلباني في رد حديث بيب مع

اشتراط هذين الشرطين. ولم يزد ابن تيمية في كتابه ) قاعدة في

( عن قوله :102التوسل ( ) )شبيب هذا صدوق ، روى له البخاري(. وهو كالم جيد يرد على األلباني وعلى من شايعه ،Q آخر لتعليل هذا الحديث وهو: لكنه اتبع سبيال

األمر الثاني : وحاصله أن هذا الحديث يررويه شبيب ، عن

روح بن القاسم ، وقد ذكر ابن عدي حديثين

152

في كامله أنكرهما على شبيب من رواية شبيب، عن روح بن القاسم ، وإن كان شبيب

قد غلط في ذينك الحديثين أمكن أن يكون غلط في هذا الحديث . انظر قاعدة في

( .105_104التوسل له )صقلت وبالله التوفيق :

هذان الحديثان من رواية ابن وهب ، عن-1 شبيب ، عن روح بن القاسم ، وقد تقدم أن

Q حدث أثناء تجارته بمصر ابن وهب ببعض شبيباما أنكر عليه .

وقد أورد هذين الحديثين ابن عدي في كامله ليستدل بهما على صحة دعواه، فال

مدخل هنا لما يرويه شبيب عن روح بن القاسم، فالكالم على من حدثه شبيب )وهو

ابن وهب(، ال من حدث عنه شبيب سواء كانQ أو غيره . روحا

ال يسلم البن عدي استشهاده بهذين-2الحديثين على صحة دعواه وهاك الحديثين .

: ما رواه شبيب بن سعيد ،الحديث األول عن روح ابن القاسم، عن أبي عقيل، عن سابق

بن ناجية، عن أبي سالم قال: مر بنا رجل فقالوا : إن هذا قد خدم النبي )ص(قال: فقمت

Q سمعته من رسول إليه، فقلت: حدثني شيئا الله )ص(لم يتداوله الرجال بينك وبينه قال:

153

)من قال حين يصبح وحينسمعته يقول: wيمسي رضيت بالله ربا وباإلسالم دينا

وبمحمد� نبياw ، كان حقاw أن على الله أنيرضيه يوم القيامة (( .

وحاصل ما في هذا الحديث أن بعضهم جعله عن أبي عقيل ، عن سابق بن ناجية، عن أبي

. Q سالم، عن خادم رسول الله )ص( به مرفوعاوهم شعبة وهشيم ، وروح بن القاسم .

فأبو سالم هنا روى عمن رفعه . وخالفهم مسعر فجعله عن أبي عقيل ، عن

. Q سابق ، عن أبي سالم به مرفوعافأبو سالم هنا هو الذي رفعه .

والصواب قول شعبة والجماعة وهو ما صححه الحفاظ : المزي ، والعالئي في جامع

(، وابن حجر في اإلصابة )385التحصيل )ص ( ، والبوصيري في مصباح الزجاجة )3/93

4/150. ) ومن هنا يظهر خطأ ابن عدي رحمه الله

تعالى ومن اعتمد عليه في إيراد هذا الحديثعلى أنه مما أنكر عليه شبيب .

وخطأ بن عدي من وجهين : االختالف من طبقة شيوخ شبيب ، األول :

فال مدخل لشبيب فيه .

154

أن بيب بن سعيد سلك المسلك الثاني :الصواب فيه كما ترى ، والله أعلم .

فهو ما رواه شبيب وأما الحديث الثاني : عن روح بن القاسم عن عبد الله بن الحسن ،

عن أمه فاطمة بنت الحسن أن رسول الله )) إذا دخلت المسجد …(()ص( قال:

الحديث . ورواه عبد العزيز الداروردي ، وإسماعيل بن إبراهيم بن عmلية ، وقيس ابن الربيع ، وليث ابن أبي سليم ، عن عبد الله بن الحسن ، عن أمه

فاطمة الكبرى عليها السالم . وإذا كان شبيب قد انفرد عن روح وروى

Q ، فالقول قول الجماعة ، ولكن الحديث معضال الخطب هنا سهل ومثله يحدث لكثير من كبار

الحفاظ وال يعني هذا ضعف شبيب في روح بن القاسم ألنه جود الحديث السابق ووافق

الجماعة . شبيب بن سعيد بصري كروح بن القاسم-3

البصري، ورواية شبيب عن بلديه لها مزية وقوة، وأبو جعفر الخطمي مدني بصري كذلك،

ومما يزيدها قوة أن حدث بها بصريين مثلههما: ابنيه أحمد وإسماعيل .

والحاصل مما سبق :

155

أن شبيب بن سعيد ثقة إال ما حدث عن ابن وهب ، وليس كله من المنكرات بل تعرف

وتنكر، فإذا توبع ابن وهب كما هنا وجب عليكأن

تعرف وتقبل، واللع أعلم بالصواب . وبذلك تعلم أن إطالق الضعف على شبيب

Q عن118من األلباني في توسله )ص ( فضالQ فهو أمر مردود ولم يسبق إليه . كونه تهافتا

* * *فصـل

أما عن األمر الثاني الذي ضعف به األلبانيالحديث فهو قوله :

واإلختالف عليه فيها . اهـ .قلت : أعاد الضمير إلى شبيب .

(87 ولكنه جعل اإلختالف في توسله ) ص على أحمد بن شبيب فقال : ثم ظهر لي علة

أخرى وهي االختالف على أحمد فيها . فبان من هذا اضطرابه ، فاألمر سهل

والخطب غير جليل واألمثلة على تحديثه الراوي للحديث على وجهين كثيرة ، فإذا رجع الحديثلشبيب ابن سعيد فقد روى القصة عنه ثالثة . اثنان في بلدته البصرة وقت الراحة والبعد

عن السفر والمشقة ، وهما : أحمد وإسماعيل

156

ابنا شبيب كما في دالئل النبوة للبيهقي )6/167-168. )

أما الثالث : فهو عبد الله بن وهب . فقد روى عنه القصة وقت السفر ، وكان

Q بالتجارة حيث تبلبل البال وتشتت السفر خاصا األفكار ، ولكنه حدث على الجادة ولم يتلعثم

ولم يخطئ، فجاء حديثه في قطعة العذابQ لحديثه في بلدته، والراوي إذا حدث في موافقا

بلده كان أتقن مما يحدث به في حال سفره كام هو معروف ونص عليه الحافظ في الفتح )

10/444. ) وإذا كان شبيب ففي هذا الحديث قد أجاد في

السفر والحضر ، فإن هذا غاية ما يطلب في الرجل كما ال يخفى على أولي العناية واإلنصاف

.Q قد جود وإذا قد انتهى األمر إلى أن شبيبا

الحديث بهذه الصورة فال مدخل بعد صحة هذه القصة لمن يأتي من الرواة عن شبيب ويروي

الحديث تارة بذكر القصة وتارة أخرى ال يذكرها.

ولكن الهوى والتعصب يدفعان إلى اإلفتراء ،Q على وهو ما تراه هنا بادعاء األلباني اختالفا

أحمد بن شبيب .

157

وجواب هذا االختالف الذي ارتآه األلباني فقط : أن أحمد بن شبيب كان يحدث الحديث بطوله

، وفيه مجئ الرجل لعثمان بن عفان رضي الله عنه حدث بذلك الحافظ الثقة المتقن يعقوب بن سفيان الفسوي كما في دالئل

( .6/168النبوة للبيهقي )Q أخرى ال ينشط فيقتصر وكان أحمد أحيانا

على أصل الحديث فقط ، أخرج ذلك ابن السني والحاكم ،فكان ماذا ؟ والرجل )أي

أحمد( ثقة ، اللهم إال التعنت والتعصب .

( قال : روى الحديث دون1على أن بعضهم )ذكر القصة عن ابن السني :

العباس بن فرج الرياشي .(1 والحسين بن يحيى الثوري .(2

ورواه الحاكم وعنه البيهقي من طريق :محمد بن علي بن زيد الصائغ .(3

ثالثتهم عن أحمد بن شبيب ، ولم يذكرواالقصة .

ولم يروي القصة عن أحمد إال يعقوب بن سفيان الفسوي ، فهو على ثقته ال يقابل بمن

Q من الثقات . اهـ . هو أكثر منه عددا : إن صح هذا الكالم فرحمه الله علىقلت

العلم ، والعقل ، والبرهان ، وخذ اآلتي :

158

هؤالء الثالثة الذين قال عنهم ثقات إذا-1 أضيف إليهم مثلهم لم يرجحوا على اإلمام

الحافظ العلم يعقوب بن سفيان الفسوي ، فهو ثقة ، وفوق الثقة ، وقد قال أبو زرعة

الدمشقي : قدم علينا رجالن من نبالء الناس "يعقوب بن سفيان"أحدهما وأرجلهما

. wيعجز أهل العراق أن يروا مثله رجال ومن المعروف أن الشيوخ إذا خالفهم حافظ

يرجح قول الحافظ على

( .44 ( هو صاحب كشف المتوارى )ص1)

الشيوخ فالقول قول الحافظ وإن اجتمع الشيوخ عليه ويعقوب الفسوي إمام حافظ ،

وفوق الحافظ . العباس بن فرج روى الوجهين فقد أسند-2

القصة عن إسماعيل بن شبيب عن أبيه . (6/168 أخرجها البيهقي في دالئل النبوة )

فوافق الحجة العلم يعقوب بن سفيان الفسوي.

فبقى اثنان من الثالثة ، فهل ما زال يصر المعترض على مخالفتهما للفسوي ؟ اللهم

غفرانك . واالثنان الباقيان أحدهما : الحسين بن يحيى

الثوري لم أجده بعد بحث ! فما أسرع انهيارصرح التعصب !

159

ثم إن تعجب فعجب من محاولة تقديم رواية عون الضعيف ألنه لم يرو القصة على من

رواها كشبيب وابنه أحمد وعبد الله بن وهب ويعقوب بن سفيان الفسوي وغيرهم من

الثقات ! . رواية الحديث على أي من الوجهين ال-3

تعل األخرى فكالهما صحيح ، وهذا مقرر ومعروف ، ذلك أن االختالف الذي يوجد الشك

والريبة في الرواية هو االضطراب الذي ال يمكن توجيهه أما هنا فال اختالف وال اضطراب ونسأل الله السالمة ، والصون من التخبط ،

والتعصب . * * *

فصـل أما األمر األخير الذي ضعف به

األلباني الحديث فهو قوله في توسله ( :88)ص

ومخالفته للثقات الذين لم يذكروها اهـ .في الحديث .

قلت : هذا تمحل ! فأنت ترى أن الزيادة هي أن يروي جماعة

Q بسنادz واحد ومتنz واحدz، فيزيد Q واحدا حديثا بعض الرواة فيه زيادة لم يذكرها بقية الرواة.

160

كذا البن رجب في شرح علل الترمذي )ص310. )

وقال الحافظ في نكته على ابن الصالح ) ( : وإنما الزيادة التي يتوقف أهل2/692

الحديث في قبولها من غبر الحافظ حيث يقع في الحديث الذي يتحد مخرجه كمالك ، عن

نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما إذا روى الحديث جماعة من الحفاظ األثبات العارفين بحديث ذلك الشيخ وانفرد دونهم بعض رواته

بزيادة ، فإنها لو كانت محفوظة لما غفلالجمهور من رواته عنها . اهـ .

Q من Q لم يخالف أحدا إذا علمت هذا فإن شبيبا الثقات في ذكره القصة الموقوفة وبيان ذلك

في الوجهين اآلتيين : : غاية ما في األمر أن مخرج الحديثاألول

غير واحد فمرجعه إلى شيخين ألبي جعفرالخطمي .

فلشعبة ، وحماد طريق .ولروح، وهشام طريق آخر .

وإذالم يتحد المخرج فدعوى المخالفةغير واردة . : قد اتحد المخرج بين روح لبنفإن قيل

القاسم ، وهشام الدستوائي ، وقد جاءتالقصة الموقوفة من طريق روح بن القاسم .

161

: بأن شبيب بن سعيد روى عن روحأجيبQ عن صحابي بعد Q موقوفا بن القاسم أمرا

سنوات عديدة من رواية الحديث المرفوع . فهذا مرفوع وذاك موقوف فأين هي المخالفة

الواقعة في المتن ؟ ال تجدها إال في التوهم . وقد صرح الحدثون الذين صنفوا في قواعد الحديث بقبول زيادة الراوي إذا تعدد المجلس

ولم يتحد ، فكيف وبين المرفوع والموقوف بون شاسع من السنين ، فأين المجلس الذي

اتحد هنا ؟!Q لما قد هب أن المخرج واحد فهو ال يضر أيضا

سبق بيانه . وغير واحد من أئمة الحديث قال : بوجوب

قبول زيادة الثقة مالم تكن منافية منهم : الخطيب البغدادي ومشى عليه النووي وانتصر

له في كتبه . : قال اإلمام أحمد بن حنبل رحمهالثاني

الله تعالى : إذا كان في الحديث قصة دل على أن روايه حفظه. اهـ . نقله عنه الحافظ في

( . وهذا يدل على شفوف363مقدمة الفتح )نظر اإلمام أحمد . فتدبر .

�Q ثقة يصحح فالحق الذي ال مرية فيه أن شبيباحديثه كما فعل األئمة ،

162

فإن تعنت غاية التعنت ، فالرجل ليس بأقل ممن يحسن حديثه األئمة ، ولو وهم هذا الوهم

وخالف هذه المخالفة فنقل قصةQ وقعت في زمان عثمان ابن عفان رضي الله عنه لسقط إلى درجة الضعفاء والمتروكين الذين ال يحتج

بهم أو الواضعين الذين ال ينظر في حديثهم وال يظن أحد بشبيب أن يفعل ذلك أو يقاربه ولم يختلط أو يصل وهمه إلى هذه الدرجة الدنيا إن

صح وهمm عنه وما أراه يصح . واالختالط ال يضر إذا أمكن الجمع أو

الترجيح بين الروايات على قواعد المحدثين، هذا إذا وجد الخالف وتصور حدوثه ، أما هنا فال

خالف إال في مخيلة من يدفع بالصدر ، واللهالمستعان .

وحاصل ما تقدم أن هذه الزيادة الموقوفة التي فيها قصة مجئ الرجل إلى عثمان بن

عفان رضي الله تعالى عنه صحيحة ، ولذا فقد صححها الحفاظ أمثال الطبراني والحاكم

والهيثمي ، والحمد لله رب العالمين .* * *

قال ابن أبي خيثمة في تاريخه ) كما في ( .106قاعدة في التوسل البن تيمية ص

ثنا حما بن حدثنا مسلم بن إبراهيم ، ، أنا أبو جعفر الخطمي عن عمارة بنسلمة

163

خزيمة ، عن عثمان بن حنيف رضي الله تعالىQ أعمى أتى النبي )ص( فقال : إني عنه أن رجال أصبت في بصري فادع الله لي قال : ))اذهب

فتوضأ وصل ركعتين ، ثم قل : اللهم إني أسألك واتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة يا

محمد إني أستشفع بك على ربي في رد بصري ، اللهم فشفعني في نفسي وشفع نبيي في رد بصري ، وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك (( .

اهـ .هذا سند غاية في الصحة .قلت :

وحماد بن سلمة ، ثقة ، حافظ علم . ومع ذلك فقد أعل بوجود زيادة في المتن

وهي : )) وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك (( ، بتفرد حماد بن سلمة بها ، وهي زيادة تفرد بها

عن شعبة فتكون شاذة . زعموا … ! والجواب عن هذا : إن زيادة الثقة مقبولة مالم تقع منافية أو فيها نوع مخالفة لرواية

األوثق ، وقوله: )وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك( ال تنافي أصل الحديث أو تخالفه بل

Q ، ألن األصل العموم واستعمال توافقه تماماالحديث في أي وقت .

وكون حماد غلط ظنm مجرد ال حجة فيه ، وغاية ما في األمر أنها زيادة ثقة ليس فيها نوع

منافاة فهي مقبولة بال ريب .

164

Q للمتشددين : وإن لم تصح هذه ونقول تبكيتا الزيادة فاألولى جعل زيادة الثقات من باب

الحديث الشاذ ، وبالله التوفيق . وهذا اإلمام الحافظ أبو حاتم ابن حبان

يقول على زيادة تفرد بها حماد بن سلمة في( ما نصه :8/1الثقات )

هذه اللفظة … تفرد بها حماد بن سلمة وهوثقة مأمون ، وزياد األلفاظ

عندنا مقبولة عن الثقات، إذ جائز أن يحضرQ في سماع شيء ثم يخفى على جماعة شيخا

أحدهم بعض الشيء ويحفظه من هومثله أو دونهفي اإلتقان .اهـ.

وهو كالم رصين ينبغي تعقله .تنبيه :

Q هنا أن يخلى المقام من بيان ثم ال ينبغي أيضا أن األلباني الذي يسارع برد هذه الزيادة بدعوى

مخالفة حماد بن سلمة لراوz واحد فقط هو تجده يقبل مخالفة حماد بن سلمةشعبة ،

لجماعة في موضع آخر فيقول في صحيحته ) ( ما نصه :1/203

( حماد بن سلمة …1وخالف الجماعة) فيحتمل أن يكون قد حفظ مالم يحفظه

الجماعة . اهـ . نعوذ بالله من الهوى .

165

وعليه فزيادة رواية حماد بن سلمة ثابتة حتى عند من صنف إلنكارها، وهو األلباني،

والحمد لله رب العالمين .

* * *

خطأ، بل تابعه الفزاري اإلمام الثقةوخالف الجماعة(( قوله: )1)Q يتأيد برواية90في عشرة النساء )ص (، ثم ذكر أم حمادا

Q خطأ، فعلي بن زيد ذكرها عن علي بن زيد وهذا أيضا كأنه أخطأ فرواه بوجهين: وجه كرواية حماد، وآخر مخالفله في المسند

(. وليس المقصود التنبيه على هذه األخطاء، ولكن6/182) المقصود ذكر عبارة األلباني، وأن زيادة حماد بن سلمة أولى

بالقبول في حديث األعمى .

الحديث الرابع قال الطبراني في المعجم الكبير

( :871 حديث( رقم )24/352) حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة ، ثنا روح بن

صالح ، ثنا سفيان الثوري ، عن عاصم األحول ، عن أنس بن مالك قال : لما ماتت فاطمة بنت

أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب دخل عليها رسول الله )ص( فجلس عند رأسها فقال

: ))رحمك الله يا أمي كنت أمي بعد

أمي ، تجوعين وتشبعيني وتعرينwوتكسيني وتمنعين نفسك طيبا

وتطعميني، تريدين بذلك وجه اللهQ ، فلما، والدار اآلخرة (( ثم أمر أن تغسل ثالثا

166

بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله )ص( بيده ثم خلع رسول الله )ص( قميصه فألبسها إياه

وكفنها ببرد فوقه، ثم دعا رسول الله )ص( أسامة بن زيد وأبا أيوب األنصاري وعمر بن

Q أسود يحفرون، فحفروا قبرها، فلما الخطاب وغالما بلغوا اللحد حفره رسول الله )ص( بيده وأخرج ترابه بيده ، فلما فرغ دخل رسول

)) الله الذيالله )ص( فاضطجع فيه ثم قال : يحيي ويميت وهو حي ال يموت اغفر ألمي

فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ، ووسع عليها مدخلها بحق نبيك واألنبياء الذين من

Qقبلي فإنك أرحم الراحمين (( ، وكبر عليها أربعا وأدخلوها اللحد هو والعباس ، وأبو بكر الصديق رضي

الله عنهما . /1ورواه من هذا الوجه الطبراني في األوسط ) /3( ، ومن طريقه أبونعيم في الحلية ) 152 268 / 1 ( ، وابن الجوزي في العلل المتناهية ) 121

. )وهو حديث حسن .

( :257 / 9قال الهيثمي في مجمع الزوائد ) رواه الطبراني في الكبير واألوسط ، وفيه روح

بن صالح وثقة ابن حبان ، والحاكم ، وفيهضعف وبقية رجاله رجال الصحيح . اهـ .

قلت : شيخ الطبراني أحمد بن حماد بن زغبة ثقة ، من شيوخ النسائي ، ولم يخرج له في

الصحيح .

167

أما روح بن صالح فقد اختلف فيه فوثقه قوم وضعفه آخرون فمثله يحتاج إلعمال النظر لبيان

حاله . فقال عنه الحاكم في سؤاالت السجزي : ثقة

مأمون . ( .8/244وذكره ابن حبان في الثقات )

وروى عنه يعقوب بن سفيان الفسوي في ( فهو ثقة عنده ، قال3/406المعرفة والتاريخ )

( : كتبت عن ألف378 /11الفسوي )التهذيب : شيخ وكسر كلهم ثقات . اهـ .

أما من جرحه فلم يذكر سبب جرحه ولميفسره .

ففي المؤتلف والمختلف للدارقطني ) ( قال : روح بن صالح ابن سيابه يروي3/1377

Q عن ابن لهيعة وعن الثوري وغيرهما كان ضعيفافي الحديث سكن مصر . اهـ . ( وابن5/15 ومثله البن ماكوال في اإلكمال )

(.3/1005عدي في الكامل ) وهذا جرح مبهم ، غير مفسر ، فيرد في مقابل

التعديل المذكور قبلهكما هو مقرر

مثاله قول الحافظ في مقدمة الفتح )ص ( في ترجمة ) محمد بن بشار بن بندار(437

ضعفه عمرو بن علي الفالس، ولم يذكر سببذلك، فما عرجوا على تجريحه . اهـ .

168

( أن الجرح مفسر في1وادعى األلباني) روح بن صالح بقول ابن يونس: رويت عنه مناكير ، وبقول ابن عدي في الكامل : في

بعض حديثه نكرة . قلت : كالم األلباني فيه نظر يظهر في

الوجهين اآلتيين : عبارتي ابن يونس ، وابن عدي الاألول :

تدالن على الجرح . قال : ابن دقيق العيد في "شرح اإللمام"

( ، "فتح1/179كما في "نصب الراية" ) ( : قولهم "روى مناكير" ال1/347المغيث" )

تقتضي بمجرده ترك روايته حتى تكثر المناكير في روايته وينتهي أن يقال فيه "منكر

الحديث" ، ألن منكر الحديث وصف في الرجليستحق به الترك لحديثه . اهـ .

: قولهم : "روى المناكير" ، أو "رويتالثانيQ من الجرح في شيء ، عنه المناكير" ليس أيضا

فقد تكون تلك المنكرات من شيوخه أو منQ تحمله فقط . الرواة عنه وهو روى شيئا -217قال الحاكم للدار قطني ) السؤاالت

( : سليمان ابن شرحبيل ، قال : ثقة ،218 قلت : أليس عنده مناكير ، قال : يحدث بها عن

قوم ضعفاء . اهـ .فما كل من روى المناكير ضعيف عندهم .

169

وعندما ترجم ابن عدي لروح بن صالح في ( روى عنه حديثين ،1006 _3/1005كامله )

اآلفة والحمل فيهما من الراوي عن روح بنصالح .

وعادة ابن عدي في كامله كما يقول الحافظ ( : أن يخرج األحاديث429في مقدمة الفتح ) ص

التي أنكرت على الثقة أو على غير الثقة فلو وجدQ أنكر على روح بن صالح ألتى به ابن عدي شيئا

، Q في ترجمته ولكنه خرج ما حدث به وكان منكراولكن الحمل فيه على غيره .

فتدبر .فائدة

أراد األلباني تضعيف الحديث المذكور ، فاعتبر قول ابن يونس في روح بن صالح :"رويت عنه

مناكير" من الجرح المفسر الذي يضعف به الراوي ، بينما تناقض فاعتبر قولهم في راوz آخرQ ، وذلك في ثنايا "له مناكير " ليس بجرح مطلقا

( .67-66رده على الشيخ البوطي )ص وأكثر من هذا أنه اعتبر "منكر الحديث" جرح

1/769مردود ، ألنه غير مفسر كذا في صحيحته ). )

وأنت ترى أال فارق بين القولين ولكنك ترىQ بين صنيعي األلباني ، فارقا

Q يبتعد عن فعندما يريد أن ينتصر لما يراه صواباقواعد الحديث ، ويسير

حسبما يرى ، فالله المستعان

170

فصـل قال األلباني في رد توثيق ابن حبان

وتلميذه الحاكم لروح بن صالح ما نصه (: إن ابن حبان متساهل في1/32)ضعيفته

Q ما يوثق المجهولين … التوثيق ، فإنه كثيرا ومثله في التساهل الحاكم كما ال يخفى على المتضلع بعلم التراجم والرجال فقولهما عند

التعارض ال يقام له وزن حتى ولو كان الجرحQ لم يذكر له سبب . اهـ . مبهما

: هذا كالم من لم يفهم – رغم اشتغالهقلت – توثيق ابن حبان ، ولم يمعن النظر في ثقاته ،

فسارع برد توثيقه واألولى التفصيل . فتوثيق ابن حبان على قسمين نص عليهما

( :13 /1في مقدمة ثقاته ) : من اختلف فيه علملء الجرحفاألول

والتعديل ، فإذا ثبت عنده أنه ثقة أدخله فيثقاته ، وإال فأودعه كتابه اآلخر .

: من لم يعرف بجرح وال تعديل ، الثاني وكان كل من شيخه والراوي عنه ثقة ، ولم

يأت بحديث منكر ، فهو ثقة عنده ، ولم ينفرد ابن حبان بذلك المذهب ، ولكن هذا النوع من

( .1الرواة عند الجمهور يكون مجهول الحال) وأما نسبة التساهل إليه فبالنظر للنوع الثانيQ خطأ ، وال فقط ، فإهدار توثيق ابن حبان مطلقا

171

تصح نسبة التساهل إليه مطلقا ، إنما هو فينوع ( وإلذا كان الرجل ليس من المجهولين فتوثيق ابن حبان لروح1)

بن صالح مقبول شأنه شأن غيره من النقاد .

معين من الرواة فقط وهو الثاني، أما النوع األول فتوثيقه ال يقل عن توثيق غيره من األئمة

. إذا علم ذلك ، فإن رد توثيق ابن حبان لروح

بن صالح بدعوى تساهله فيه نظر ظاهر . فروح بن صالح روى عنه يعقوب بن سفيان

الحافظ ، ومحمد بن إبراهيم البوشنجي الفقيه الحافظ ، وأحمد بن حماد بن زغبة صاحب

النسائي الثقة ، وأحمد بن رشدين وابنه عبد الرحمن ، وعيسى بن صالح المؤذن، وفيه جرح

وتعديل وبعضهم سبق ابن حبان في الكالمعليه كابن يونس .

Q بدعوى أما عن توثيق الحاكم فرده أيضا التساهل خطأ بين ، فما زال العلماء ينقلون

توثيق الحاكم معتمدين له ، وكتب الرجالطافحة بذلك ، وهي بين أيدينا .

وكان الحاكم إمام أهل زمانه في الحديث ، وكانت له المعرفة التامة في الجرح والتعديل ،

والعلل ، وكل فنون الحديث ، وكان يراجع مشايخه في الكالم على الرجال ، وكان

172

الدارقطني – وهو من مشايخه – يقدمه علىابن منده .

وقال الحافظ أبو حازم العبدوي : وسمعت مشيختنا يقولون : كان الشيخ أبو بكر بن إسحاق ،

وأبو الوليد النيسابوري يرجعان إلى أبي عبد الله الحاكم في السؤال عن الجرح والتعديل ، وعلل

الحديث ، وصحيحه ، وسقيمه . قال )أي الحافظ العبدوي ( : وأقمت عند

Q من ثالث الشيخ أبي عبد الله العصمي قريبا سنين، ولم أر في جملة مشايخنا أتقى منه، والQ، فكان إذا أشكل عليه شيء أمرني أكثر تنقيرا

أن أكتب إلى الحاكم أبي عبد الله، وإذا ورد جوابه حكم به وقطع بقوله ، وانتخب على

المشايخ خمسين سنة . اهـ . كذلك في طبقات ( .4/158الشافعية )

نعم .. ذكر الذهبي في جزء )ذكر من يعتمد ( الحاكم172قوله في الجرح والتعديل( )ص

على أنه من المتساهلين كالترمذي . قلت: تساهل الحاكم خاص بالحكم على

(، فإنه رحمه الله1األحاديث في المستدرك) تعالى أدركته المنية قبل أن ينقحه كله كما هو

معلوم في مكانه . وتوثيقه لروح بن صالح خارج المستدرك في

سؤاالت السجزي .

173

ومما قوي دعوى تساهله أن صحح أحاديث في فضل علي عليه السالم شنع عليه بسببها ، وعند تطبيق القواعد القول فيها قوله ، والحق

فيها معه ، ولبسط هذا مكان آخر . اما كالمه في غير المستدرك فكغيره من

األئمة النقاد . بل تراه يظهر التشدد أحيانا فكذب ابن قتيبة

كما في الميزان

( ، واأللباني قام على طبعه1/459( وهذا ما ذكر في التنكيل )1) وخاصم فيه ، فهو مطالب بما فيه ، وينبغي أن يقيد التساهل في

المستدرك بالقسم الذي لم يفته الحاكم بسبب انتهاء أجلهرحمه الله تعالى .

( 2/503. ) وفي ترجمة محمد بن الفرج األزرق )

( .قال الذهبي : تكلم فيه الحاكم لمجرد4/4 صحبته الحسين الكرابيسي ، وهذا تعنت زائد .

اهـ . وكم عاب الحاكم على الشيخين البخاري

ومسلم إخراجهما لحديث رجال تكلم فيهم . هب أن الحاكم متساهل كما يقولون ، فإنه

قال عن روح بن صالح: "ثقة مأمون" ، فالرجل عنده في أعلى درجات القبول والتوثيق، فليس

من العدل الذي أمرنا الله أن نقوم به أن نسقط هذا القول بالكلية بل نقول هو : "ثقة" ،

174

وإذا تشددنا غاية التدد فالرجل "صدوق" والبد .

فإذا ضم هذا التوثيق لتوثيق ابن حبان ، وإذا كنت في أعلى درجات التعنت فال يمكنك أن

تنفك إال عن توثيق الرجل . ويقوي توثيقي ابن حبان والحاكم توثيق

ضمني من يعقوب بن سفيان الفسوي ألنه من مشايخه ، فالرجل حديثه ال يقل عن الحسن ،

والله تعالى أعلم بالصواب . ( : فقولهما عند التعارض1أما قول األلباني )

ال يقام له وزن حتى لو

( ونقل كالمه وأضاف لنفسه الشيخ حماد بن محمد األنصاري في1) ( ، ومما كنت أحب له أال يكتبه قوله عن روح بن صالح44كتابه )ص

( ما نصه : فأنت ترى أئمة الجرح قد اتفقت عباراتهم على45)ص تضعيفه . اهـ .

فال أدري هل يعقوب بن سفيان الفسوي والحاكم وشيخه ابن حبان من طلبة الحديث أو أئمته أو من حملة الدكتوراه ؟ فلماذا هذه

التعمية ؟ ولماذا هذا التهويل ؟

Q لم يذكر له سبب . اهـ . كان الجرح مبهما ففيه اهدار لتوثيق هذين اإلمامين بالكلية ،

وهو قول فيه نظر وال يساوي سماعه ألنهمخالف للواقع وفيه جرأة ال تحمد .

ثم زاد الطين بلة فقال : حتى لو كانQ لم يذكر له سبب . الجرح مبهما

175

Q ، وهذا مثال للكالم الساقط قلت : زدت نكدا الذي نجل كل مشتغل بالحديث أن يهذى

بمثله ، ونستحي له ، فالله المستعان . وحاصل ما تقدم أن روح بن صالح ) صدوق ( والحديث حسن اإلسناد ،

والله أعلم .

***********

الحديث الخامس حديث : )) حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ، ووفاتي خير لكم تعرض

على أعمالكم ، فما رأيت من خير حمدت الله عليه ، وما رأيت من شر

استغفرت لكم (( . قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده

(:1/397)كشف األستار: حدثنا يوسف بن موسى ، ثنا عبد المجيد بن

عبد العزيز بن أبي رواد عن سفيان عن عبد الله بن السائب ، عن زاذان ، عن عبد الله عن

النبي )ص( قال :

176

)) حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ، ووفاتي خير لكم تعرض على أعمالكم ، فما

رأيت من خير حمدت الله عليه ، وما رأيت منشرz استغفرت لكم (( .

قال الحافظ العراقي في )طرح التثريب ( )( : إسناده جيد.297 / 3

( :9/24وقال الهيثمي في ) مجمع الزوائد( )رواه البزار ورجاله رجال الصحيح . اهـ .

/2وصححه السيوطي في الخصائص ) ( ، وفي تخريج الشفا وهو كما قال .281

ولشيخنا العالمة المحقق السيد عبد

الله بن الصديق الغماري الحسني رحمه الله تعالى، ونور مرقده في هذا الحديث جزء مفيد مطبوع، اسمه "نهاية اآلمال ، في شرح وتصحيح حديث عرض

األعمال" .ورجال السند ثقات .

وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ثقةQ احتج به مسلم، وسيأتي تفصيل الكالم أيضا

عليه إن شاء الله تعالى . وللحديث طرق أخرى غير ما رواه ابن

مسعود رضي الله عنه ، فجاء عن أنس رضي،Q الله عنه، وعن بكر بن عبد الله المزني مرسال

وهو غاية في الصحة .

177

وعن محمد بن علي بن الحسين عليهم. Q السالم معضال

أما مرسل بكر بن عبد الله المزني فله عنهطريقان صحيحان ، ثالث ضعيف .

أما الصحيحان فأخرجهما القاضي إسماعيل ،38في فضل الصالة على النبي )ص ( ) ص

39. ) وقد قال ابن عبد الهادي في الصارم بعد

(: هذا إسناد217ذكره أحد اإلسنادين )ص (، وبكر من ثقات1صحيح إلى بكر المزني)التابعين وأئمتهم . اهـ .

والثالث الضعيف هو ما رواه الحارث بنأسامة في مسنده : حدثنا

( فهذا المرسل بمفرده حجة عند كثير من األئمة كأبي حنيفة ،1)ومالك ، وأحمد ، وغيرهم .

الحسن بن قتيبة، ثنا جسر بن فرقد ، عن بكرQ وانظر المطالب بن عبد الله المزني به مرفوعا

( .23 / 4العالية )قلت : الحسن بن قتيبة ، وشيخه ضعيفان . وأما حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى

عنه ، فقال أبوطاهر المخلص في فوائده )من (:17( ص1االكتفاء بتخريج أحاديث الشفاء )

حدثنا يحيى بن محمد ابن صاعد ، ثنا يحيى بن خذام بالبصرة ، ثنا محمد بن عبد الله بن زياد

178

أبو سلمة األنصاري ، ثنا مالك بن دينار عنأنس بن مالك قال : قال رسول الله ) ص ( :

)) حياتي خير لكم – ثالث مرات – ووفات خير لكم _ ثالث مرات _ فسكت القوم ، فقال

عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأبي أنت وأمي كيف يكون هذا ؟ قلت : حياتي خير لكم

ثالث مرات ، ثم قلت : موتي خير لكم ثالث مرات . قال : حياتي خير لك ينزل علي الوحي

من السماء فأخبركم بما يحل لكم وما يحرم عليكم ، وموتي خير لكم ثالث مرات تعرض

علي أعمالكم كل خميس ، فما كان من حسن حمدت الله عليه وما كان من ذنبz استوهبت

لكم ذنوبكم (( . قلت : أبو سلمة األنصاري كذبه ابن طاهر ،

وتركه غيره . ( هو لحافظ العصر السيد أحمد بن الصديق الغماري ، وصل فيه1)

إلى قريب ربع الكتاب ، وهو أوسع تخريج ألحاديث الشفاء وقد شرغت في اختصار االكتفاء ثم اكماله يسر الله تعالى إتمامه ، ورزقنا الشفا

Q كثيرا بحب المصطفى ) ص ( وآله المستكملين الشرفا ، وسلم تسليما.

وله طريق آخر عن أنس أسقط منه ، رواه ( ، والحارث ابن أبي أسامة3/945ابن عدي )

( وفيه خراش بن4/148) كما في المغني : عبد الله .

وأما حديث محمد بن علي بن الحسين بن أبي جعفر عليهم السالم فقال الحافظ السيد

179

أحمد بن الصديق رحمه الله تعالى في )االكتفاء( :18في تخريج أحاديث الشفا( )ص

رواه أبو جعفر الطوسي في أمياله من طريق إبراهيم بن إسحاق النهاوندي األحمري،

حدثني محمد بن عبد الحميد وعبد الله بن الصلت عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، قال

إبراهيم حدثني عبد الله بن حماد ، عن سدير، عن أبي جعفر قال: قال رسول الله )ص( وهو

)إن مقامي بينفي نفر من أصحابه: أظهركم خير لكم ، وإن مفاالقتي إياكم

، فقام إليه جابر بن عبد الله، فقال:خير لكم( يا رسول الله أما مقامك بين أظهرنا فهو خير

Q لنا ، فقال: لنا، فكيف تكون مفارقتك إيانا خيرا )أما مقامي بين أظهركم خير لكم فألن

الله عز وجل يقول: } وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله

، يعني :معذبهم وهم يستغفرون { وأما مفارقتي إياكم ،تعذيبهم بالسيف ،

فهو خير لكم ألن أعمالكم تعرض علي كل اثنين وخميس فما كان من حسن حمدت الله تعالى وما كان من سيئة

. وهذا غير صحيح بلاستغفرت لكم (( ملفق مركب محرف ، أخرجه إبراهيم األحمري

المذكور في مصنفاته وهو ضعيف ، كما ذكره

180

Q في الطوسي في فهرسته فقال: كان ضعيفاQ في دينه ، وهكذا قال من قبله حديثه متهما

النجاشي وغيره . انتهى من كتاب )) االكتفاء في تخريج أحاديث الشفاء (( للسيد أحمد بن

الصديق الغماري رحمه الله تعالى .وما تقدم فيه غنية .

والحاصل أن الحديث صحيح بال ريب . فإذا وقفت على قول الحفظ العراقي في

( إذ يقول :148 / 4تخريج اإلحياء ) أخرجه البزار من حديث عبد الله بن مسعود

، ورجاله رجال الصحيح إال أن عبد المجيد بن أبي رواد ، وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين

، والنسائي ، فقد ضعفه كثيرون ، ورواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده من حديث

أنس بنحوه بإسنادz ضعيف . اهـ .فال تتهيب مخالفته ألمور :

إن صاحبه وقائله – الحافظألول :ا العراقي- قد جود إسناد البزار في طرح

( ، وكالمه في طرح التثريب3/297التثريب ) مقدم على كالمه في تخريج أحاديث اإلحياء ،

فاألول آخر كتبه و الثاني كتبه وهو دون العشرين، قال تقي الدين ابن فهد في لحظ

(: ولع ) أي الحافظ العراقي (228األلحاظ )ص

181

بتخريج أحاديث اإلحياء ، وله من العمر قريبمن العشرين سنة . اهـ .

إن كالم الحافظ العراقي يقتضيالثاني : تحسينه للحديث ألنه ذكر طريقين للحديثين ، فإن سلم ضعفهما ،فالحديث حسن بهما كما

هو مقرر . إن الحديث حسن عند العراقيالثالث :

Q ، وبيانه أنه تكلم على طريقين للحديث لزاما هما : طريق ابن مسعود ، وطريق أنس . ولم

يتكلم على مرسل بكر بن عبد الله المزني وهو مرسل غاية في الصحة ولو وقف عليه لما ترك

الكالم عليه . فبالنظر إلى ما ذكره العراقي وما فاته

يقوى الحديث ويحكم بقبوله والله أعلم***********

فصـل وكعادة األلباني في مثل هذه

األحاديث سعى لتضعيف هذا الحديث فاتبع سبيالw لم يسبق إليه، وتالعب

تالعباw يعاب عليه .Q لم يسبف أما تضعيفه للحديث فاتبع سبيال

( ،2/405إليه كما صرح هو بذلك في ضعيفته )Q آخر رواه جمع من فإنه أضاف للحديث حديثا الثقات ، وجعل حديث ) حياتي خير لكم …(

182

زيادة على الحديث األول انفرد بها عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد فحكم على الحديث

الثاني بالشذوذ لمخالفة عبد المجيد للثقاتالذين رووا الحديث األول .. !!!

وذلك أن الحافظ البزار قال في مسنده : حدثنا يوسف بن موسى ثنا عبد المجيد بن عبد

العزيز بن أبي رواد عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله عن النبي )ص(قال: )إن لله مالئكة سياحين يبلغوني عن

. قال: وقال رسول الله )ص(:أمتي السالم( حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم)

… ( الحديث . : رواه عن سفيان جمعفالحديث األول

من الثقات . : انفرد به عبد المجيد بنوالحديث الثاني

عبد العزيز بن أبي رواد ، فلما جعلهما األلبانيQ حكم على الثاني بالشذوذ ، ولم Q واحدا حديثا

Q بل زيادة ، وهذا خطأ بين ! . Q مستقال يعده حديثا ذلك أن المدقق ال بد وأن يعلم أن هذين

حديثين بسندz واحدz أخرجهما البزار كما ترى سعيا لالختصار ، وعدم تكرار االسناد ، وهو ما

يكثر حدوثه في كتب الحديث، حيث يذكرونQ واحدQ لعدة متون، وهو ظاهر ال يحتاج سندا

لشرح وبيان، وقد أصاب الحافظ السيوطي

183

فجعل في جامعيه الصغير والكبير الحديث األول في مكان. والحديث الثاني في مكان آخر

وهذا من شفوف نظره، وثاقب فهمه، رحمهالله تعالى ، والله أعلم .

*****************فصـل

ولكي تروق لأللباني دعوته صرح بأن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد متكلم فيه من قبل حفظه ، وهو وإن وثقه بعضهم لكن ضعفه آخرون وبين بعضهم السبب )كذا( في

(، فكالمه يرشح بضعف الرجل2/404ضعيفته ).

وألن الرجل ثقة ، ومن رجل الصحيح فقد رأيت أن هذا مقام الذب عنه وبيان

ثقته . فقد وثقه بن معين ، واحمد وأبو داود ،

والنسائي ، وابن شاهين ، والخليلي . ورجل يوثقه هؤالء ، ويكثر مسلم من االحتجاج به في صحيحه يكون قد جاوز

Q القنطر ، ويكون ما جاء فيه من الجرح مردودا عند التأمل والنظر الصحيح الموافق لقواعد

الحديث .فمن تكلم فيه فألسباب :

184

Q، وهذا ال-1 بسبب مذهبه ، فإنه كان مرجئا يضر في الرواية كما هو مقرر في محله ، وقد قال الحافظ الذهبي في الميزان بعد ذكر عبد المجيد بن عبد العزيز في جماعة من الثقات

المرجئين ما نصه:إلرجاء مذهب لعدة من جلةالعلماء ال ينبغي التحامل عليه به . اهـ .

كونه أخطأ في أحاديث ، فإنه روى حديث-2 األعمال بالنيات من طريق مالك ، عن يزيد بن

أسلم ، عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد . Q الخدري به مرفوعا

(342 / 6هكذا أخرجه أبو نعيم في الحلية ) والققضاعي في مسند الشهاب ) فتح الوهاب

( ، وأبو يعلى الخليلي في اإلرشاد 1/16 (1/233. )

والمحفوظ هو عن مالك عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عنQ هكذا أخرجه علقمة . عن عمر بع مرفوعا

الجماعة . ولذا عد هذا الحديث مما أخطأ فيه عبد

المجيد فكان ماذا ؟ فمن ذا الذي ما غلط فيحديث بل في أحاديث ؟

فإذا وقفت على ترجم ة ابن عدي لعبد ( .1982 /5المجيد بن أبي رواد في الكامل )

( : 78فتذكر قول الذهبي في الموقظة ) ص

185

وليس من حد الثقة أنه ال يغلط ، وال يخطئ ، فمن الذي يسلم من ذلك ؟ ير المعصوم الذي

ال يقر على خطأ ؟ وقد نبه الذهبي على هذا المعنى عدة مرات

في ميزان االعتدال . والحاصل أن وجود بعض الوهم في حديث

عبد المجيد بن أبي رواد ال يخرجه من حد الثقةQ ما يقع Q وكثيرا Q مكثرا ، ال سيما وأنه كان حافظا

من الكثرين مثل ذلك . وقد وصفه الذهبي بالحفظ والصدق فقال

( : العالم القدوة الحافظ9/434في النبالء )الصادق . اهـ .

من تكلم فيه بجرح غير مفسر كقول أبي-3 حاتم الرازي – وتشدده معروف ومشهور–)ال

( ، وكقول ابن سعد:1يحتج به ، يعتبر به()) كان

( وال أدري كيف جعل األلباني هذا القول بعد أن نسبه على1) سبيل الوهم – للنسائي – من الجرح المفسر ؟؟

Q ( ، وكقول أبي أحمد Q ضعيفا كثير الحديث مرجئا الحاكم : ) ليس بالمتين عندهم ( ، وكقول بيعبد الله الحاكم : )) هو ممن سكتوا عنه (( .

Q عن كونه من الجرح الخفيف الذي فهذا فضال لم يسلم منه إال الطبقة األولى من الثقات ، فهو من الجرح الغير مفسر الذي ينبغي رده

186

في مقابل توثيق ابن معين ، وأحمد ، وأبي داود، والنسائي ، ويرهم .

- من تكلم فيه بجرح فيه مبالغة وتشدد4 مردود ، وهو ابن حبان حيث قال في

Q ،2/161المجروحين ) ( : منكر الحديث جدا يقلب األخبار، ويروي المناكير عن المشاهير

فاستحق الترك . اهـ . (361وقد نبه الحافظ في التقريب ) ص

( .1على إفراط ابن حبان بمقولة الترك)Q للترك ويغيب وكيف يكون الرجل مستحقا

ذلك عمن حدث عنه ووثقه كأحمد وابن معين .Q في الجرح حتى قال عنه وبن حبان يبالغ جدا

(: ابن حبان ربما1/274الذهبي في الميزان ) قصب الثقة حتى كأنه ال يدري ما يخرج من

رأسه . اهـ . ( وإن تعجب فعجب من األلباني، فالحافظ نبه في التقريب ) ص1)

361، Q ( على إفراط ابن حبان فقال : صدوق يخطئ وكان مرجئاأفرط ابن حبان فقال : متروك . اهـ .

( على قول الحافظ :2/404فاقتصر األلباني في ضعيفته ) ))صدوق يخطئ(( ، ولم يذكر تعقب الحافظ على ابن حبان ، وما فعل

هذا إال ليوهم القراء أأن الرجل متروك وكالم ابن حبان مقبول غيرمتعقب ، نعوذ بالله تعلى من اتباع الهوى وشره .

وكأن مستند ابن حبان في المبالة في جرحه لعبد المجيد بن أبي رواد ما رواه في

( من طريق عبد المجيد161 /2المجروحين ) عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس قال:

187

)القدرية كفر، والشيعة هلكة، والحرورية بدعة،وما نعلم الحق إال في المرجئة (( .

قال الدار قطني في )) الفراد (( : تفرد بهعبد المجيد ، وزاد الحافظ في التهذيب )

( : وبقية رجاله ثقات . اهـ .6/383 قلت: ما قال الدار قطني والحافظ حق ال

مرية فيه، وال يعني هذا اتهام عبد المجيد،Q الذي ال مرية فيه فالصواب، وهو الحق أيضاQ اتهام من دلسه ابن جريج ، فإنه كان مدلسا

سيء التدليس . قال الدار قطني: تجنب تليس ابن جريج،

فإنه قبيح التدليس ال يدلس إال فيما سمعه منمجروح . اهـ .

وقال اإلمام أحمد بن حنبل : بعض هذه االحاديث التي كان يرسلها ابن جريح أحاديث

موضوعة ، كان ابن جريح ال يبالي من أين ( .2/659يأخذها . اهـ هكذا في الميزان )

وبذا تعلم ما في جرح ابن حبان من النظر، وتعصب الجناية في هذا اإلسناد فيمن دلسه ابن جريج، والحمد لله الذي بنعمته تتم

الصالحات . والحاصل أن الرجل كما قال معاصروه أحمد ، وابن معين : ثقة ، ومن تكلم فيه

فكالمه مردود ال ينتبه إليه .

188

ومن أجل هذا اعتمده مسلم في صحيحهوأخرج له في أصوله .

ولهذا قال الحافظ الذهبي في "منتكلم فيه (: ثقة مرجئ داعية ،124وهو موثق " ) ص

غمزه ابن حبان .اهـ . فكالم الذهبي يصرح بتوثيق الرجل ،وأن

بدعته وكالم ابن حبان ال يؤثران في ثقته ، وإن كان لهما تأثير لما صرح بتوثيقه فتنبه ، والله

أعلم بالصواب .************

فصـلwأما كونه ) أي األلباني ( تالعب تالعبا

يعاب عليه فبيانه من وجهين : ( : فلعل2/405 قال في ضعيفته )األول :

Q عن هذا الحديث الذي رواه عبد المجيد موصوال ابن مسعود أصله هذا المرسل عن بكر ، أخطأQ فيه عبد المجيد فوصله عن ابن مسعود ملحقا

إياه بحديثه األول . اهـ . : هذا ظن ، والظن ليس بكذب فقط ،قلت

ولكنه أكذب الحديث ، ويلزم من هذا الظن الفاسد رد المسند –الذي فيه راوz تكلم فيه- للمرسل الذي جاء من وجه أقوى، فال يصح بذلك مرسل إال بشق األنفس ، وفيه إهدار

189

لشطر من السنة ، ولم أجد من سبق األلبانيلهذه الخرافة .

الثاني : فإنه قد تقرر أن الحديث المرسليتقوى بأمور ، منها إذا ورد

هذا المرسل من طريق آخر موصول ضعيف تقوى المرسل به، وصار من باب الحسن لغيره

، وبه تقوم الحجة ويلزم العمل به ، وإذا كان الموصول الذي فيه عبد المجيد بن عبد العزيز

بن أبي رواد من قسم الضعيف كما ارتآهQ بالصدر،فإن المرسل الصحيح إذا األلباني دفعا ضم إليه صار من قسم الحسن المقبول الذي

. Q يجب العمل به اتفاقاQ عند األلباني يبعده عن اتباع ولم أجد مبررا القواعد الحديثية هنا إال التعنت، واتباع الهوى

في رد مثل هذه األحاديث . وأزيد هنا بخصوص هذا الحديث رده على نفسه واتباعه لما تقرر من قبول المرسل

بالشروط المبسوطة في محلها قوله في رده( ما نصه :1على الشيخ إسماعيل األنصاري)

المرسل الصحيح إسناده حجة وحده عند جمهور الفقهاء ، قال الحافظ بن كثير :

)) واالحتجاج به مذهب مالك وأبي حنيفةوأصحابهما وهو يحكى عن أحمد في رواية (( .

190

وأما مذهب الشافعي فشرطه في االحتجاج به معروف ، وهو أن يجئ من وجه آخر ولوQ .. فهذا الحديث المرسل صحيح حجة مرسال

عند المذاهب األربعة وغيرهم من أئمة أصول الحديث والفقه ، وبذلك يظهر لكل منصف أن القول بسقوط االستدالل بهذا الحديث لمجرد

وروده

(135 – 1/134( كتاب الشيباني : )1)

(Q ( هو الساقط . اهـ .1مرسال : بل يظهر لكل منصف أن هوى الرجلقلت

أوقعه في التناقض والرد على نفسه والكيلبمكياين … !

(2غفر الله لنا وله ، وسلك بنا سبل السالم).

( ثم حديث عرض األعمال أولى بالقبول من هذا المرسل الذي1) تقوى بموصول ، فالموصول في الرد على األنصاري ، فيه ليث بن أبي

سليم حاله معروف في الضعف ، وموصولنا فيه عبد المجيد ابن عبد العزيز بن أبي رواد وقد تقدم توثيقه ، وأنه من رجال مسلم ، فيكون

قد جاوز القنطرة . والله أعلم . ( وقفت على بحث كتب للحصول على شهادة الماجستير باسم2)

"الدعاء ومنزلته من العقيدة اإلسالمية " لجيالن بن خضر العروسي ، تعرض فيه للكالم عن أحاديث التوسل وبخاصة حديث عرض األعمال ، ولم يجاوز كالم األلباني ، بل لم يحسن التصرف فيه ، وهي كغيرها من

رسائل أهل الدراسات العليا في العقيدة بالذات تفتقر إلى الصدقألمور :

- الطالب مقيد بمنهج في التفكير يعادي أئمة اإلسالم وعلمائه ، وهو1 عندهم ما بين مشرك أو مبتدع أو كما يقولون : نسأل الله أن يكونوا

191

ماتوا على غير ذلك ، أو تاب اإلمام الفالني مما عنده من بدع ! واليستطيع الطالب أن يخالف هذا المنهج وإال طرد ) إرهاب فكري ( .

- الطالب يريد أن ينتهي من البحث ليتفرغ لما بعده حتى إذا نال2Q يشار إليه بالبنان ،وفتحت الجامعات والمراكز "الدكتوراه " أصبح عالما العليا أبوابها له، وغفل على أنه ما صعد إلى هذه المنزلة إال بنهش لحم

علماء األمة.Q أن بعض الطلبة – خاصة الوافدين – يكونوا أكثر3 - األمر األشد إيالما

شراسة من يرهم ، وجلهم ال يعتقدون ما يكتبون ، ولكن حب الدنيا ، والسعي نحو دريهمات معدودة ، وعرض زائل يدفعهم إلى التزلف

والنفاق رغبة في التسلق . - زد على ما تقدم السرقات ، والنقل ، والتدليس ـ وشهو حب4

الظهور ، والتبجح بالمخالفة واالستدراك على المتقدمين . ولسنا في حاجة لضرب األمثلة ، فاألمر شائع ومشهور ،وهذا ال يمنع

من اإلشادة بنوادر البحوث التي تشهد بكفاءة وجدارة أصحابها .

(1 )الحديث السـادس حديث : )) من خرج من بيته إلى

الصالة فقال : اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك ، وأسألك بحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشراw وال بطراw وال رياءw وال سمع وخرجت اتقاء سخطك

وابتغاء مرضاتك ، فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي ، إنه ال يغفر الذنوب إال أنت أقبل الله عليه

بوجهه واستغفر له سبعون ألفملك (( .

( : حدثنا256 / 1قال ابن ماجه في سننه ) محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري، ثنا الفضل بن الموفق أبو الجهم، ثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال:

192

قال رسول الله )ص(:)من خرج من بيته إلى الصالة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين

عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا فإني لم أخرجQ وال رياءQ وال سمعة وخرجت Q وال بطرا أشرا

اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك ، فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي ، إنه ال يغفر الذنوب إال أنت أقبل الله عليه بوجهه

واستغفر له سبعون ألف ملك ( . ( عن يزيد بن3/21ورواه أحمد في المسند )

(18، 17هارون ، وابن خزيمة في التوحيد )عن ابن فضيل بن غزوان وأبي خالد األحمر .

( الكال على هذا الحديث أفردته بجزء خاص مطبوع اسمه "مباحثة1)السائرين بحديث اللهم إني أسألك بحق السائلين ".

( وابن السني2/990والطبراني في الدعاء ) ( كالهما عن40في عمل اليوم والليلة )ص

عبد الله بن صالح العجلي . 262 والبغوي في حديث علي بن الجعد )ل نسختي( عن يحيى بن أبي كبير، ويزيد بن

هارون، وأحمد بن منيع كما جاء في )مصباح( عن يزيد بن هارون .1/99الزجاجة( )

( عن47والبيهقي في )الدعوات الكبير( )صيحيى بن أبي كبير .

193

كلهم عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

. Q به مرفوعا-10/211ورواه ابن أبي شيبة في المصنف )

( عن وكيع وأبى نعيم الفضل بن دكين كما212( .1/273في )أمالي األذكار( )

كالهما عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عنQ عليه، وهذا وجه أبي سعيد الخدري موقوفا

مرجوح كما سيأتي بيانه عن شاء الله . وإسناد هذا الحديث من شرط

الحسن ، وقد حسنه جمع من الحفاظ منهم الحافظ الدمياطي في المتجرالرابح في ثواب العمل الصالح )ص

( ، والحافظ أبو الحسن472_471 المقدسي شيخ الحافظ المنذري كما

( .3/273في التريب والترهيب ) والحافظ العراقي في تخريج أحاديث

( .1/291الحياء ) والحافظ بن حجر العسقالني في

( .1/272أمالي األذكار ) وقال الحافظ البوصيري في مصباح

( : لكن رواه1/99الزجاجة )

194

ابن خزيمة في صحيحه، من طريق فضيل بن مرزوق، فهو صحيح عنده .

اهـ . فهؤالء خمسة من الحفاظ ، رحمهم الله تعالى ، صححوا أو حسنوا الحديث

، والوقوف عنده،وقولهم حقيق بالقبول واإلذعان إليه، وسنبين للقارئ صواب مسلك الحفاظ المذكورين، ومن تبعهم، إن شاء الله

تعالى، ولكن ال بد من ذكر ما أعل به الحديث،ثم الجواب عليه، بعون الله تعالىفقد أعل الحديث بثالث علل :

: بالكالم في فضيل بناألولى والثانيةمرزوق ، وعطية العوفي .

: ترجيح الوقف على الرفع … كماوالثالثةزعموا .

***********فصـل

أما عن فضيل بن مرزوق فهو من رجال مسلم في صحيحه ، ووثقه جماعة من األئمة

منهم : ( فقال : جائز384العجلي في ثقاته )ص

الحديث ، ثقة .ووثقه السفيانان : ابن عيينة ، والثوري .

195

( :6/2045وقال ابن عدي في الكامل )ولفضيل أحاديث حسان ، وأرجو أنه ال بأس به .

وقال أحمد بن حنبل كما في الجرح )7/75. Q ( : ال أعلم إال خيرا

وقال الحافظ الكبير الهيثم بن جميل : كانQ . اهـ . Q وفضال من أئمة الهدى زهدا

وهذا الثناء ال تجده إال في األفراد منالرجال .

ووثقه ابن شاهين بإدخله في الثقات )ص185. )

(316 /7وكذا ابن حبان فذكره في الثقات ) .

ومع هؤالء فقد وثقه من اتفق الناس علىQ رحمه الله قبول توثيقه أعني اإلمام مسلما

تعالى ، فأدخله في صحيحه ، واحتج به . أما إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين

فقد نقل عنه خمسة من أصحابه توثيقه لفضيل بن مرزوق فقال عثمان بن سعيد

الدارمي عنه : ال بأس به .وقال عباس الدوري عنه : ثقة .

وقال عبد الخالق بن منصور عنه : صالحالحديث .

وقال ابن محرز عنه : صويلح .

196

أما أحمد بن زهير بن أبي خيثمة فمرة قال :ثقة ، ومرة أخرى قال : ضعيف .

والتوثيق حقيق بالقبول ألنه موافق للروايات األخرى عن ابن معين في الجملة ال سيما وهو

موافق لآلخرين . فهؤالء هم أئمة الجرح والتعديل قد عدلوه

وقبلوا حديثه ، واحتج به مسلم في صحيحه فيكالمهم هو المقبول .

********فصـلوأما من جرحه فقسمان :

قال الحاكم في )سؤاالت مسعوداألول : السجزي( له : فضيل بن مرزوق ليس من

شروط الصحيح فعيب على مسلم بإخرجه فيالصحيح . اهـ .

قلت : هذا في نظر الحاكم وليس في نظر مسلم بن حجاج ، وقول مسلم مقدم على قول

الحاكم في هذا الفن . ثم إن كالم الحاكم ال يدل على الجرح في

شيء ، وكم عاب الحاكم على الشيخين إخراجهما لحديث بعض الناس في صحيحهما ،

Q في فلم يلتفت إلى قوله كما تجد ذلك مبسوطا كتب المصطلح والرجال ، على أن الحاكم

197

صحح لفضيل بن مرزوق في المستدرك )3/70. )

تنبيه : ( : إنما7/342 قال الذهبي في سير النبالء )

يروي له مسلم في المتابعات . اهـ . وتبعه المعلمي في تعليقاته على موضوعات

( 353الشوكاني )ص

. Q Q ال تنقيدا تقليدا 7/75: قال أبو حاتم الرازي )والثاني

Q يكتب الجرح(: صدوق صالح الحديث يهم كثيرا حديثه ، قال ابن أبي حاتم : يحتج به ؟ قال: ال.

اهـ. قلت : ال يخفى تشدد أبي حاتم الرازي في الجرح حتى قال عنه الحافظ الذهبي – وهو من أهل االسقراء التام في الرجال كما قال

عنه الحافظ بن حجر –في سير أعالم النبالء )Q كالم أبي زرعة في13/81 (: ))يعجبني كثيرا

الجرح والتعديل يبين عليه الورع والمخبرة :بخالف رفيقه أبي حاتم فإنه جراح . (( اهـ .

( Q ( : إذا13/260وقال الذهبي في السير أيضاQ فتمسك بقوله فإنه ال يوثق وثق أبو حاتم رجالQ أو قال: Q صحيح الحديث، وإذا لين رجال إال رجال ال يحتج به فتوقف حتى ترى ما قال غيره فيه،

فإن وثقه أحد فال تبن على تجريح أبي حاتم

198

فإنه متعنت في الرجال قد قال في طائفة من رجال الصحاح : ليس بحجة ، ليس بقوي أو نحو

ذلك . اهـ . بل قال ابن تيمية في رسائله في الزيارة

( : وأما قول أبي حاتم : يكتب حديثه وال88)ص يحتج به فأبو حاتم يقول مثل هذا في كثير من رجال الصحيحين وذلك أن شرطه في التعديل صعب ، والحجة في اصطالحه ليس هو الحجة

في اصطالح جمهور أهل العلم . اهـ .وقال ابن الهادي في " التنقيح " :

))وقول أبي حاتم : ال يحتج به ، غير قادحQ ، فإنه لم يذكر السبب ، وقد تكررت هذه أيضا

اللفظة منه في رجال كثيرين من أصحاب الصحيح الثقات األثبات من غير بيان السبب

كخالد الحدذاء وغيره والله أعلم (( . ( .2/439انتهى من نصب الراية )

فإذا علم تشدد أبي حاتم في الجرح وهذا جواب عام ، فلقائل أن يقول: قد بين أبو حانم

سبب جرحه لفضل بن مرزوق وهو قوله :Q( وابن حبان عندما ذكره في الثقات ) يهم كثيرا

( أخذ كلمة أبي حاتم وقال : كان ممن7/316)يخطئ .

فمحله الجواب الخاص وهو : إن سلمنا ألبي حاتم قوله فإن الوهم الذي يقع في حديث

199

الراوي الموثق ال يخرجه عن حد الثقة إال إذا كثر الوهم في حديثه ولب عليه ، أما إذا كان

Q فال يخرجه عن حد الثقة الذي الوهم قليال يصحح حديثه ، ولكن ال يكون حديثه من الطبقة

العليا من الحديث الصحيح بل من الطبقة الثانية ألنه كما هو مقرر فإن الحديث الصحيح ينقسم ألقسام ، ويعرف له درجات ومنهم من

يدرج الحسن فيه كابن حبان ، وابن خزيمةوغيرهما .

فإن قيل هذا يسلم لك إن كان قليل الوهموقد وصفه أبو حاتم الرازي بكثرة الوهم .

قلت : هذا من دالئل تعنته ، وتشدده ، وأوضح دليل على ذلك أن األئمة الذين وثقوه وهم

سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل ، والهيثم بن جميل ،

ومسلم بن الحجاج ، وابن عدي ، وابن شاهين ،Q عن أوهامه القليلة بله أوهامه لم يذكروا شيئا

الكثيرة .فدل ذلك على وجود جهتين :

األولى : سبعة من الحفاظ يقولون بتوثيقQ عن أوهامه . الرجل ولم يذكروا شيئا

والثانية : حافظ خالفهم هو أبو حاتم الرازييقول بوهمه الكثير .

200

Q لجميع األقوال في الرجل ، ولما فإعماال عرف من تعنت أبي حاتم الرازي فلك أن

تقول: إن الرجل ثقة، في حديثه بعض الوهم ، فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى أو صحيح

ولكن ليس في الدرجة العليا من الصحة . أما قول النسائي )ضعيف( فإنه من الجرح المبهم غير المفسر فيرد في مقبل التعديل

الذي ورد في حق فضيل بن مرزوق عن عددمن األئمة الحفاظ الذين تقدم ذكرهم .

على أن النسائي أخرج لفضيل بن مرزوق في سننه وهو المعروف بتشدده وتعنته في

الرجال فتدبر . وأما ابن حبان فإنه حامل راية التشدد

والتعنت في الرجال ، فكم من ثقة أودعه كتابهQ عليه بالترك وعلى مروياته )المجروحين( حاكما

بالنكارة ،

وقد أتى بمالم يسبق إليه في الرجل فقال:Q( وهو قول� شاذ ال يلتفت )منكر الحديث جدا

إليه وال يعتمد عليه، بل ابن حبان نفسه خالف مقولته هذه فقال عقبها : كان ممن يخطئ على الثقات ويروى عن عطية الموضوعات

وعن الثقات األشياء المستقيمة فاشتبه أمره .اهـ .

201

قلت : هذا الكالم ال يفيد أن الرجل ثقة ال غير ، شأنه في الرواية كشأن سائر الثقات ، فالثقة

إذا روى عن ثقة فحديثه مستقيم ، وإن روى من غير ثقة فحديثه غير ذلك فال مدخل للثقة

فيمن روى عنه ، وإذا كان الرجل يؤدي ماQ فهو من رسم الثقة، ثم قال ابن سمعه تماما

حبان: "والذي عندي أن كل ما يروى عن عطية من المناكير يلزق ذلك كله بعطية ويبرأ فضيل

منها " . قلت: إذا برئ الرجل من غلط غيره فال بد

من إخراجه من المجروحين وإدخاله في الثقات وهذا مالم يستطيع أن ينفك منه ابن حبان

( ، وهذا هو األولى7/316فأدخله في ثقاته ) والصواب من قوليه ألنه الموافق ألقوال

الجماعة وفيهم السفيانان ابن عيينة وابن معين ، وأحمد ، وأتبع ابن حبان توثيقه بقوله : ) كان ممن يخطئ ( ولم يأت بما يدل على خطئه ال في الثقات وال في المجروحين كما سترى إن

شاء الله تعالى . ثم قال ابن حبان : ))وفيما وافق الثقات من

Q به ، وفيما الوايات عن األثبات يكون محتجا انفرد على الثقات مالم يتابع عليه يتنكب عنها

في االحتجاج به (( اهـ .

202

قلت : حاصل هذا أن حديثه ال يقبل إالبمتابع .

وهو معارض بقوله : )) هو يروى عن الثقات األشياء المستقيمة (( فإن من يروي األحاديث المستقيم عن الثقات ويكون هذا شأنه وديدنه

وطريقته ال يحتاج للتوقف في أمره وأخذ ما وافق والتنكب عما انفرد به ، فإن من يتنكب

عن حديثه إذا انفرد به هو الذي يغلط عن الثقات ، وإذا كان الرجل يأتي بالوجه الصحيح

عن الثقات فمقتضى ذلك قبول حديثه ال التوقف فيما انفرد به والتنكب عنه ، وهذا

التوقف والتنكب من دالئل تشدد وتعنت ابنحبان في الجرح رحمه الله تعالى .

ثم كأن ابن حبان يستدل على مقولته فقال : روى الفضيل بن مرزوق عن أبي سحاق عن زيد بن يثيع عن علي بن أبي طالب عن النبي

Q )ص( قال: )إن تؤمروا أبا بكر تجدوه أميناQ في اآلخرة ، وإن تؤمروا Q في الدنيا راغبا زاهدا

. )) Q عمر تجدوه قويا قلت : ال شيء على فضيل بن مرزوق في

هذا الحديث ، فالرجل لم ينفرد به من هذا الوجه ، بل تابعه إسرائيل ابن يونس بن أبي

إسحاق السبيعي فيما أخرجه أحمد في المسند ( وعبد الله بن أحمد في السنة ، وأبو1/109)

203

( ، وابن الجوزي في1/64نعيم في الحلية )Q إبراهيم1/251العلل المتناهية ) ( وتابعه أيضا

بن هراسة و سفيان الثوري في الحلية )1/64. )

ومنه يعلم أن كالم ابن حبان في فضيل بنمرزوق غير مقبول ،

والحديث الذي تسرع وأتى به ال يساعده في دعواه بل يفيد إتقان الرجل وأنه لم ينفرد به

بل وافقه غيره ، فتأمل . والحاصل أن فضيل بن مرزوق إن لم يكن

حديثه في أعلى درجات الصحة فإنه ال يقل عندرجة الحسن .

وكون الرجل حسن الحديث هو معنى قولابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم )

( : هو ثقة وسط . اهـ .1/210 وهو ما صرح به الذهبي في ) سير أعالم

( فقال : ما ذكره في الضعفاء7/342النبالء ( ) البخاري وال العقيلي وال الدالبي وحديثه )) أيفضيل بن مرزوق (( في عداد الحسن . اهـ .

وأدخله الذهبي في كتابه ))من تكلم فيه وهو ( وهو يعني أن حديثه ال يقل151موثق (( )ص

عن رتبة الحسن ، بل أطلق الذهبي القول ( وليس هذا ببعيد2/332بتوثيقه في الكاشف )

204

عن رجل يوثقه األئمة ويحتج به مسلم فيصحيحه .

تتمة مهمة : ضعف األلباني هذا الحديث بأمور منها

تصريحه ، بضعف فضيل بن مرزوق، وقد دافع ثم(، 1/323عن ذلك وتشدد فيه في ضعيفته )

تناقض كعادته ، وحسن حديثه في( فتأمل .3/128صحيحته )

**************فصـل

أما عن العلة الثانية وهي الكالم فيعطية بن سعد العوفي :

فمن تكلم على عطية فعلى قسمين : : قسم أبهم الجرح ، ولم يفسره .األول : قسم آخر ذكر سبب جرحه ، وهؤالءالثاني

كالمهم في عطية العوفي يرجع إلى ثالثةأسباب ، هي :

تدليسه .-1 وتشيعه .-2Q أنكر عليه .-3 وروايته شيئا

أما الجرح المبهم فينبغي رده وعدم االلتفاتQ، ألنه تقرر في قواعد Q كبيرا إليه ولو بلغ مبلغا علوم الحديث أن الراوي الذي جاء فيه جرح

وتعديل وهذا الجرح مبهم غير مفسر ينبغي رده

205

وعدم العمل به وترك االلتفات إليه وبالتالي األخذ بالتعديل الذي جاء في الراوي هو

الصحيح، وقد استقر العمل عند المحدثين علىهذا .

وأما من جرحه بسبب تدليسه ، وهم األكثرون ، فاعتمادهم في ذلك على رواية تفرد بها تالف ، متهم بالكذب، هو محمد بن السائب الكلبي ال ينبي االعتماد عليه ، وقد توارد كثرة

. Q Q ال تنقيدا على ذلك تقليدا ومن تكلموا فيه بسبب تشيعه فجرحهم في

الحقيقة مردود ألن الجرح

بالبدعة ال يلتفت ليه بعد بيان صدق الراويQ لبدعته أو وعدالته خاصة إذا لم يكن داعيا المروي يؤيد بدعته ، ولم يثبت أن عطية

Q للتشيع ، والحديث المروي العوفي كان داعيا هنا الذي نحن بصدده ال عالقة له بالتشيع ،

وعليه فكالم من تكلم في عطية العوفي بسبب تشيعه ال ينظر إليه ، خاصة إذا كان هذا المتكلم

فيه متهم بالنصب وهو ضد التشيع .Q أنكر عليه وأما الكالم فيه بسبب روايته شيئا فلم أجد له فيما وقفت عليه من كتب الرجالQ فقط ذكره ابن Q واحدا Q من ذلك إال حديثا شيئا

عدي ، والقول فيه قول عطية ، والصواب هو حديثه كما سيأتي إن شاء الله تعالى ، حتى وإن

206

لط عطية العوفي في الحديث الذي ذكره له ابن عدي فهذا ال يفيد تضعيفه وإسقاط

حديثه ، فليس معنى كون الراوي مقبولQ هذا بعيد الحديث ان تكون مروياته كلها صوابا

Q عن الواقع ، ألن اإلنسان عامد للنسيان جداQ وتغلب عليه الطبيعة البشرية، ولذا ال تجد إماما مهما عال قدره وقوي حفظه ال يهم في حديثه ،

Q ولكن إذا كان صوابه أكثر من خطئه كان مقبوالوإال فال .

والحاصل أن ثبوت بعض األخطاء في حديثه عطية العوفي ال يضره في جنب ما

Q والله تعالى أعلم روى ، خاصة أنه كان مكثرابالصواب.

وهذا الكالم المجمل ينبغي بيانه في الفصولالتالية :

*****************فصـل

جرح األكثرون عطية العوفي بسبب روايتهمتدليسه تدليس الشيوخ .

( : 2/176قال ابن حبان في المجروحين ) سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث فلما مات أبو سعيد جعل يجالس الكلبي ويحضر

قصصه ، فإذا قال الكلبي : قال رسول الله كذا فيحفظه وكناه أبا سعيد ويروي عنه، فإذا قيل

207

له من حدثك بهذا ؟ فيقول: حدثني أبو سعيد فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري وإنما أراد

الكلبي . اهـ . وقد اعتمد من اتهم عطية العوفي بتدليس

الشيوخ على اآلتي : قال عبد الله بن أحمد ، سمعت أببي ذكر

عطية العوفي فقال: هو ضعيف الحديث، بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير

وكان يكنيه بأبي سعيد فيقول : قال أبو سعيد :قال أبي : وكان هشيم يضعف حديث عطية . وقال عبد الله بن أحمد : حدثنا أبي ، ثنا أبو أحمد الزبيري ، سمعت الثوري قال : سمعت

الكلبي قال : كناني عطية بأبي سعيد . وسمعت أبي يقول : كان سفيان الثوري

يضعف حديث عطية العوفي . اهـ . ( ،1/122 كذا في العلل ومعرفة الرجال )

( وضعفاء العقيلي )6/383والجرح والتعديل )( .5/2007( ، والكامل البن عدي )3/359

( :2/177وفي المجروحين البن حبان )Q يقول : سمعت جعفر ابن أبان سمعت مكحوال

يقول : ابن نصير يقول قال لي أبو خالد األحمر قال لي الكلبي : قال عطية كنيتك بأبي سعيد

قال : فأنا أقول حدثنا أبو سعيد . اهـ .

208

فأنت أيها القارئ المنصف إذا نظرت بعين الناقد المتجرد تجد أن أحمد قد ضعف عطية

العوفي ثم ذكر مستنده في تضعيفه وهي حكاية الكلبي وهي سبب كالم هشيم في عطية

. وحكى أحمد تضعيف الثوري لعطية بعد أن

أسند البالغ من طريق الثوري ، فحكاية الكلبيQ في تضعيفه هي أصل مستند الثوري أيضا

عطية العوفي .وقد أدخله ابن حبان في المجروحين )

Q على كالم الكلبي ولم يذكر2/176 ( اعتماداQ آخر يتكئ عليه إال هذه الحكاية، ولم تفته شيئاالمبالغة في الجرح كعادته رحمه الله تعالى . وها الذي اعتمدوا عليه فيه نظر وال يصح

سنده ، ألن مداره على محمد بن السائب الكلبي وحاله معروف فهو تالف متهم بالكذب، فالسند الذي يكون فيه ذلك الرجل ال ينظر إليه وال يعتمد عليه في شيء ، ومع ذلك فقد سارت

الركبان بمقولته التالفة وتوارد البعض على حكايتها ، والكمال لله تعالى والمعصوم هو

رسوله )ص( . وإن تعجبت من اعتماد البعض على هذه

الرواية الساقطة في رمي

209

عطية العوفي بتدليس الشيوخ فاعجب أكثر لتوارد الكثير على هذا الجرح المردود ، فصار

هؤالء خلف المعتمدين على هذه الروايةQ ال غير . الساقطة تقليدا

Q عن الدليل فإنهم ومع كون قولهم جاء عاريا لم يذكروا ما يؤيد دعواهم ويقيم صلب

Q لذكروه خاصة مستندهم ولو وجدوا شيئا المتأخرين منهم ، ولما لم نجد لك علم أن من تأخر قلد المتقدم وحصل التوارد على الخطأ ،

وهذا له نظائر كثيرة في كتب الرجال ، فالحمدلله على توفيقه .

ولم أجد من تنبه لهذا الخطأ من أهل الحديثإال اثنين .

أولهما : الحافظ البارع أبو الفرج عبد الرحمن بن رجب الحنبلي حيث قال في شرح علل

( بعد نقله أصل الحكاية عن471الترمذي )صالعلل لإلمام أحمد ما نصه :

ولكن الكلبي ال يعتمد على ما يرويه . اهـ . ثانيهما : الحافظ السيد أحمد بن الصديق

الغماري ، فقال في الهداية في تخريج أحاديث ( في أثناء كالم له عن عطية6/172البداية )

العوفي : وإنما نقلوا عنه التدليس في حكاية ما أراها

تصح مع الكلبي . اهـ .

210

وقد تقعقع األلباني كعادته فشنع في توسله ( على عطية العوفي بسبب هذه98-94)ص

الرواية التالفة وشنع على من حسن الحديث ، وهو كالم ال يلتفت إليه ، وال يشتغل برده لما علمت من حال هذه الرواية التي هي عمدة

ورأس مال من اتهمه بالتدليس ، واللهالمستعان .

فصـل50Qقال صاحب الكشف والتبيين )ص ( تعقيبا

على كالم ابن رجب الحنبلي : أما أن الكلبي ال يعتمد على ما يرويه فهذا

صحيح لكن … ليس له شأن هنا إذ أن العلماء الذين ذكروه بهذا النوع من التدليس القبيح لم

يعتمدوا فقط على قول الكلبي عن عطية وتكنيته له وإنما اعتمدوا ذلك بناء على سبرهم

مروياته وتنقيدهم لروايته . اهـ . قلت : هذا كالم متناقض فإنه يسلم بعد

Q هنا االعتماد على الكلبي ، ثم ينفي أن له شأنا ثم يثبت عكس ذلك فيصرح بان العلماء الذين

ذكروا عطية بالتدليس لم يعتمدوا على قولQ الكلبي فقط ولكن على سبرهم مروياته أيضا

فهذا يعني أنهم يعتمدون عبى قول الكلبيQ ثم يثبته ويتناقض كعادة وغيره فهو ينفي أمرا

شيخه ، هذه واحدة .

211

والثانية : من ذكر تدليس الشيوخ عن عطية العوفي ، وتكنيته للكلبي بأبي سعيد اعتمد

فقط على رواية الكلبي فهذه كتب الرجال بين أيدينا لم تذكر إال الرواية التي فيها الكلبي

المتهم بالكذب فقط، ولم تشر ألي شيء آخر من مرويات عطية العوفي، فكيف يقول هذا

عن الكلبي: ليس له شأن هنا ؟! الثالثة : إن هذه دعوى ال دليل عليها وال

مستند لها ، وكل ما كان حاله كذلك فهو مردود ال ينظر إليه ألن الله عز

} قل هاتوا برهانكم إن كنتموجل يقول: صادقين {.

فمن لم يأت ببرهان على دعواه فكالمه فيهنظر .

: قوله : وإنما اعتمدوا ذلك بناء علىالرابعةسبرهم مروياته وتنقيدهم لرواياته . اهـ .

قلت : لما لم يصرح أحد بمقولته دل ذلك على أنه اعتمد على ظن مرجوح ، والظن الQ ، ومن األدلة على كونه يغني من الحق شيئاQ أنه لو كان معه شيء يؤيد دعواه ألبرزه ظنا

ليؤيد قوله وينصر رأيه ، فلما لم يفعل دل أنهذا من باب أكذب الحديث والله أعلم .

ولك أن تقول : إن كالمهم في تدليس عطيةQ على سبر مروياته الكوفي لو كان معتمدا

212

ألبرزوا ذلك ، وبينوه ، وتداولوه في كتبQ واحدأ الرجال والتاريخ ، وكأنك ال تجد مثاال

يسعف صاحب الدعوى ، فلما لم تصح الدعوىرجع ذلك إلى رواية الكلبي فقط .

: تدليس الشيوخ ال يعرف إال بنصالخامسة ، فكون عطية العوفي كنى الكلبي بأبي سعيد حتى ال يتميز عن أبي سعيد الخدري هذا أمر

يحتاج إلى توقيف وال عبرة إال به ، فسبرQ في ذلك ما لم يكن معه المرويات ال يفيد شيئا

نص في حكاية التكنية . هذه إحالة على مجهول ، السادسة :

ومحاولة ثبات التدليس القبيح

Q بالصدر ال غير ، ولو صحت هذه الطريقة دفعا فرحمة الله عز وجل على الحجة والبرهان

والدليل ، فمثله كمثل رجل اعتمد على حديث مكذوب في إثبات أمر ما، فلما حاجه غيره

وبين له كذب ما اعتمدت عليه وافق هذا الرجل من حاجه، ولكنه يريد أن يثبت األمرالذي في

ذهنه فقال لمن حاجه: أسلم لك بكذب ما اعتمدت عليه لكن هناك أدلة أخرى وسكت ،

ولو علمها ألبرزها .. !!! zومنكر zوبهذه الطريقة يمكن إثبات كل باطل واالعتماد على الموضوعات ، والله المستعان .

213

قد تقرر أنه ال ينسب لساكتالسابعة : قول وقد سكتوا عما سوى رواية الكلبي ، فمن

نسب للحفاظ غير حكاية الكلبي يكون قدQ ، وقول الناس ماال يقولوه ، نسب للساكت قوال

والله المستعان .تنبيه :

( بعد ذكر95 قال األلباني في توسله )ص تنكية عطية للكلبي وهو تالفة كما تقدم )) وهذا

وحده عندي يسقط عدالة عطية هذا (( اهـ .قلت : هذا خطأ ألمرين :

: قال الحافظ السيوطي في تدريباألول( :231/ 1الراوي )

من أقسام التدليس .. إعطاء شخص اسمQ ، ذكره ابن السبكي في آخر مشهور تشبيها

جمع الجوامع قال: كقولنا أخبرنا إبو عبد اللهالحافظ

Q بالبيهقي حيث يقول ذلك يعني الذهبي تشبيهاQ ألن يعني به الحاكم .. وليس ذلك بجرح قطعا ذلك من المعاريض ال من الكذب ،قال اآلمدي في اإلحكام ، وابن دقيق العيد في االقتراح .

اهـ . ما ذكر من تكنية عطية العوفيالثاني :

للكلبي ، فعل نحوه جماعة من األعيانالعدول .

214

( :2/253قال ابن حبان في المجروحين ) محمد بن السائب الكلبي ، كنيته أبو النضر، من

أهل الكوفة ، وهو الذي يروي عنه الثوري ، ومحمد ابن إسحاق ويقوالن : حدثنا أبو النضر

حتى ال يعرف . اهـ . قلت : ومن شيوخهما سالم بن أبي أمية

المكني بأبي النضر ، وهو تابعي ثقة احتج به( .3/431الجماعة كما في التهذيب )

وكان هشيم بن بشير الواسطي الحافظ الثقة – وهو من المتكلمين في عطية العوفي –

يفعل ذلك . قال يحيى بن معين : لم يلق أبا إسحاق

السبيعي ، وإنما كان يروي عن أبي إسحاق الكوفي ، وهو عبد الله بن ميسرة وكنيته أبو

عبد الجليل فكناه هشيم كنية أخرى . اهـ . من( .11/63التهذيب )

قلت : عبد الله بن ميسرة ضعيف . وقال ابن أبي خيثمة ، عن ابن معين : كان مروان يغير األسماء يعمي الناس كان يحدثنا

عن الحكم بن أبي خالد، وإنما هو حكم بنظهير.اهـ.

قلت : ومروان هو ابن معاوية الفزاري الثقة (: ثقة حافظ ،6575الحافظ وفي التقريب )

وكان يدلس أسماء الشيوخ ، والحكم الذي

215

يدلسه متروك متهم ، وابن معين مع ذلك يقولعن مروان : ثقة .

فهؤالء أربعة ، من كبار أعيان الحفاظ ، يدلسون تدليس الشيوخ عن الضعفاء ، وأنت أيها المنصف تقول بعدالتهم ، وال تستطيع أن

تنفك عن هذا القول . فإذا تكلمت بعد ذلك في عطية العوفي وقلت

: بسقوط عدالته فقد تخبطت وبعدت عناإلنصاف .

**************فصـل

أما من تكلموا فيه لتشيعه كالجوزجاني فإنه ( : مائل . اهـ .65قال في )أحوال الرجال ص

Q Q بالنصب مشهورا والجوزجاني كان معروفا به – وكتابه ماثل بين أيدينا – حتى قال عنه

( :1/16الحافظ في مقدمة اللسان ) الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني ألهل الكوفة رأى العجب،وذلك لشدة انحرافه

في النصب ،وشهرة أهلها بالتشيع . اهـ . على أن قول الجوزجاني هذا مع سخافته ،

وسقوطه ، هو في حقيقته توثيق لعطيةQ في حديث العوفي ، ألنه لما لم يجد شيئا

Q ، لم يجد ما Q شيعيا العوفي ، وكان الرجل كوفيا يذكره به إال تشيعه فقال : )مائل( ، ولو وجد

216

Q لسارع بإظهاره لشدة عدواته الجوزجاني شيئا( .1ألهل الكوفة)

والنواصب مجروحون بقوله )ص( لعلي عليه ال يحبك إال مؤمن ، وال يبغضكالسالم: )

. ففض يديك من جرح النواصبإال منافق (. Q تسلم ، وهم أولى بالجرح قطعا

تنبيه : ( عن3/359نقل العقيلي في الضعفاء )

سالم المرادي أنه قال : كان عطية العوفي. Q Q متشيعا رجال

( قول3/79وأورد الذهبي في الميزان )المرادي .

Q البتة . وهي كلمة ال تفيد جرحا فالمرادي هو ابن عبد الواحد الكوفي ، ليس

هو من الحفاظ ، وال من النقاد الذين يقف المرء عند قولهم في الجرح والتعديل ، وهو

Q شيعي كعطية العوفي ، بل عطية العوفي أيضاQ عن نقد عطية من مشايخه فهو بعيد جدا

العوفي .Q على الشيخ وقد أوردت هذا التنبيه تعقيبا

Q المرادي من حماد األنصاري حيث عد سالما النقاد المضعفين لعطية العوفي في رسالته (64"تحفة القاري في الرد على الغماري" )ص

.

217

( قال10/157(في ترجمة مصدع المعرقب في تهذيب التهذيب )1) الحافظ إنما قيل له المعرقب ألن الحجاج أو بشر بن مروان عررض

عليه سب علي فأبى فقطع عرقوبه .اهـ . وهو من رجال مسلم ، واألربعة ، ووثقه العجلي ، ومع ذلك قال عنه الجوزجاني في أحوال

Q عن الطريق" . فقل لي بربك من249الرجال ) Q حائدا ( : "كان زائغااألولى بالجرح هنا ؟

وكالمه خطأ من وجهين :Q المرادى( ليس مناألول : أن )سالما

Q في عطية فقط . النقاد ، بل هو يحكي أمرا أن كالمه ليس من الجرح فيالثاني:

شيء ، فكيف يعده الشيخ حماد األنصاري منQ المجروحين لعطية العوفي، وكأن الشيخ حمادا

األنصاري يريد أن يحشد المجروحين لعطيةبدون تأمل .

وكذا قول الساجي في عطية العوفي كما ( ليس بحجة وكان يقدم7/226في التهذيب )

Q على الكل . اهـ . علياQ ، والبصريون كثر فإن الساجي كان بصريا

فيهم النصب ، قال الحافظ في اللسان ) ( : النصب معروف في كثير من أهل4/439

البصرة . اهـ . وهم يفرطون فيمن يتشيع ألنهم عثمانيون ،

وخاصة فيما كان بين أظهرهم كذا في التهذيب(7/413. )

Q والساجي رحمه الله تعالى كان شديداQ ، فجرحه للكوفيين ينبغي التدقيق فيه ، متصلبا

218

فإنه قد يجرح الرجل بسبب مذهبه كما حدث لعطية العوفي هنا فإنه قال عنه: ليس بحجة،

Q ثم أبان عن سبب قوله فقال : وكان يقدم عليا( .1على الكل )

( وهذا مذهب عددz من الصحابة ، ذكرهم ابن عبد البر في1) االستيعاب أثناء ترجمته لعلي عليه السالم ، وفاته جماعة منهم ) أبو

جحيفة ( انظر ترجمته في أسد الغابة ، وإن شئت التحقيق فعليك "بالبرهان الجلي في تحقيق انتساب الصوفية إلى علي أو

لحافظ العصر السيد أحمد بنعلي إمام العارفين" الصديق الغماري ، رحمه الله تعالى ، وفيه تحقيقات ونكات وفوائد

نادرة ، وهو مطبوع بمصر .

Q على الكل ، Q يقدم عليا وإذا كان الرجل شيعيا فال بد أن يجرح عند المخالف لقوله وال يكون

حجة عنده . على أن الجرح بالتشيع وغيره مردود ال

يلتفت إليه ، فالعبرة بصدق الراوي ال بمذهبه، فكم من الرواة الشيعة والنواصب والخوارج

وغيرهم قد أخرج حديثهم في الصحيحين وقد( .1استقر األمر على ذلك)

Q ومما زاد في جرحهم لعطية أنه كان محبا ( بحيث2لعلي بن أبي طالب عليه السالم)

عرض النواصب عليه سبه فأبى ، وكان هذاQينبغي أن يحسب له ، ولكن للنواصب شدة

. Qوصولة( :6/403قال ابن سعد في الطبقات )

خرج عطية مع ابن األشعث ، فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم أن يعرضه على سب

219

علي فإن لم يفعل فاضربه أربعمائة سوط واحلق لحيته ، فاستدعاه فأبى أن يسب ،

فأمضى حكم الحجاج فيه . اهـ . ( انظر للكالم على قبول رواية المبتدع كتاب "فتح الملك العلي1)

بصحة حديث باب مدينة العلم علي" للحافظ السيد أحمد بن الصديق الغماري رحمه الله تعالى ، ففيه فوائد ومناقشات قد ال توجد في غيره

. ( السالم على آل البيت دأب كثير من المتقدمين خاصة المحدثين2)

وقد قال الله تعالى : )سالم على إل ياسين ( وآل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالسالم عليهم ، وقد ذكرت في جزء ) بشارة المؤمن بتصحيح حديث اتقوا فراسة المؤمن ( بعض النقول في

ذلك ، وهي غيض من فيض ، فال تلتفت لتشغيب النواصب ومن تأثربهم .

فانظر إلى جلد الرجل وحبه لعلي كرم الله وجهه ، وقد صح أن رسول الله )ص( قال لعلي

رضي الله تعالى عنه : ) ال يحبك إال مؤمن واليبغضك إال منافق ( .

نعوذ بالله من النواصب الذين وضعوا القواعد التي تخدم مذهبهم ، وقل لي بربك من األولى بالجرح ، ال شك أن الناصبي المنافق هو

المجروح والمخذول .***************

فصـلQ أنكر أما من تكلم فيه بسبب روايته شيئا

عليه، فلم أجد من صرح بذلك عند ترجمتهQ Q واحدا لعطية العوفي إال أن ابن عدي أورد حديثا

( الذي جاء5/2207في ترجمته من الكامل )

220

بدليل يؤيد دعواه التي أشار إليها ولم يصرح بها.

قال ابن عدي: حدثنا أبو العالء محمد بن أحمد الكوفي بمصر، ثنا محمد بن الصباح

الدوالبي ، ثنا إبراهيم بن سليمان بن رزين وهو أبو إسماعيل المؤدب ، ثنا عطية العوفي في

سنة عشر ومائة عن أبي سعيد الخدري قال :قال رسول الله )ص( :

إن أهل عليين ليراهم من تحتهم)) كما ترون الكوكب الدري باألفق ، وأن

أبا بكر وعمر منهم ، وأنعما (( . قلت : حديث أبي سعيد الخدري أصله في

( ، ومسلم )6/230الصحيحين )الفتح : ( ولفظه :4/2177

) إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم ، كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في

األفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم(، قالوا: يا رسول الله تلك منازل األنبياء ال يبلغها غيرهم قال: )بلى والذي نفسي بيده ،

رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ( . ( ،3/27،50،93وأخرجه أحمد في المسند )

(، وأبو داود )1/49وفي فضائل الصحابة ) (، وابن142-10/141(، والترمذي )تحفة 4/48

( ، وعبد بن2/333( ، والحميدي )1/37ماجه )

221

( ، وأبو يعلي170حميد في المنتخب )ص ( ، وابن أبي عاصم2/369،400الموصلي ) ( ، وخيثمة بن سليمان2/616في السنة )

( ،200األطرابلسي في جزء الفضائل )ص وما بعدها259وانظر علي بن الجعد )ل

نسختي( كلهم من طريق عطية ، عن أبيQ بما رواه ابن عدي . سعيد الخدري مرفوعا

وكأن ابن عدي أنكر على عطية العوفي هذه ) وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما ( فإن

أصل الحديث في الصحيحين كما تقدم . قلت : هذه الزيادة ثابتة ولم ينفرد بها عطية

العوفي ، فقد أخرجه أحمد في المسند ) ( ، وأبو1/69(، وفي فضائل الصحابة )3/26

( من طريق مجالد2/416يعلي في مسنده )عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري به

. Q مرفوعا مجالد فيه كالم لكن تابعه غير واحد من

الثقات ، وأبو الوداك تابعي ثقة . وبعد ثبوت الزيادة المذكورة تبين لك أن

جرح عطية العوفي من هذا الباب دعوى تحتاجلدليل .

ثم حديث آخر ففي المطبوع باسم( ما نصه :124)التاريخ الصغير( للبخاري )ص

222

قال أحمد في حديث عبد الملك عن عطية تركت فيكمعن أبي سعيد قال النبي )ص( ))

( ،أحاديث الكوفيين هذه مناكير .1()الثقلين (اهـ .

قلت : النكارة لها معان : أحدها : مرادفة الشاذ .

ثانيها : مخالف الضعيف لمن هو أوثق منه.

ثالثها : تفرد الضعيف الذي ال يحتملتفرده وال يوجد من يتابعه أو يشهد له .

Q لألصول Q ومخالفا رابعها : كون المتن غريبامع ركاكة األلفاظ .

خامسها : مطلق التفرد ولو بوجه منالوجوه .

: وهو مرادفته للشاذ ، فلماألولأما عن Q ال في متن وال في يخالف عطية العوفي أحدا

إسناد .( وهو حديث متواتر .1)

: فمثله .الثانيوعن Q فال ينطبقالثالثوعن : فالحديث ليس فرداعليه .

Q هنا فالالرابع وعن : فإنه منتف تماماتعارض بينه وبين يره بل هو مفيد للعلم .

: وهو مطلقالخامسفلم يبق إال الوجه التفرد من جهة عطية عن أبي سعيد الخدري

223

وهذا الوجه يجب أن يحمل عليه قول اإلمامأحمد بن حنبل رحمه الله تعالى .*************

فصـل قول أبي زرعة : كوفي لين ، وقول أبي حاتم

الرازي : ضعيف يكتب حديثه . هذا من الجرح المبهم غير المفسر ، فهو يرد

كما تقرر في قواعد الحديث، وكما استقر العمل على ذلك، واألخذ في مقابل ذلك

بالتعديل الوارد في عطية العوفي .ولكن يجب أال يخلى المقام من أمرين :

: أن الجرح المذكور أعاله ليس منأولهما الجرح الشديد الذي ينزل بمفرده عند خلو

الراوي من التعديل لى درجة التالف الذي ال يعتبر بحديثه، بل هو جرح خفيف لم يخل منه

عدد من الرواة صحح لهم الحفاظ وخرجحديثهم في الصحيح .

: إن هذا الجرح ير المفسر في ثانيهما حقيقته يرجع إلى األمرين اللذين ظلم

بسببهما ، وهما التشيع والتدليس . ( :1/271وقد قال الحافظ في نتائج األفكار )

ضعف عطية إنما جاء من قبل التشيع ومن قبل التدليس .اهـ . وقد تقدم الكالم على التشيع

والتدليس المنقولين عن عطية العوفي .

224

بقى أن تعلم أن أبا حاتم الرازي قد جاء عنه توثيق لعطية العوفي كما سيأتي إن شاء الله

تعالى .************

فصـلأما عن قو البن عدي في الكامل )

( : )وهو مع ضعفه يكتب حديثه( .5/2007 فإن ابن عدي اعتمد في ترجمة عطية

العوفي على أمور هي : رواية ابن أبي مريم عن يحيى بن معين-1

قال عن عطية العوفي : ضعيف إال أنه يكتبحديثه .

تضعيف أحمد والثوري وهشيم بسبب-2 حكاية الكلبي تدليس عطية له .

قول الجوزجاني : مائل .- 3 الحديث الذي ذكره له وقد تقدم الكالم-4

عليه . وظاهر أن ابن عدي لم يقنع بشئ من هذه

األمور الثالثة األخيرة وارتضى قول يحيى بن معين في رواية ابن

أبي مريم عنه حيث قال : ضعيف إال أنه يكتب حديثه ، فتبع يحيى بن معين في مقولته ، بل

ونقل عبارته فختم الترجمة بقوله : مع ضعفهيكتب حديثه .

225

وكون ابن عدي لم يقنع باألمور الثالثة هو الصواب ، فإن تضعيف أحمد ، والثوري، وهشيم

راجع لحكاية التدليس التي ال تصح النفراد محمد بن السائب الكلبي بها وحاله معرف في

الضعف ، وقول الجزجاني قد فرغنا منه،Q في الرجل، ون والحديث المذكور ال يعد قدحا

تضعيفه بسبب هذا الحديث يعتبر تعنت مرفض ، فلم يبق ال اعتماده كالم يحيى بن

معين فهو تابع أو قل مقلد إن شئت . وإذا علم ذلك فإن هذه الرواية في عطية

العوفي التي اعتمد عليها ابن عدي وهي رواية ابن أبي مريم مرجوحة أما الرووايات األخرى

عن ابن معين التي وثقت عطية العوفي .، Q وإذا كان ما اعتمد عليه ابن عدي مرجوحا

فقوله كذلك، فتدبر، والله أعلم بالصواب .***********

فصـل وبعد أن تبين لك حقيقة الجرح الذي جاء

في عطية العوفي، وأنه ال يضر الرجل وال يوهن أمره ألنه عند المحاققة جرح ال يلتفت إليه وال

يعمل به، وجب بيان صدق الرجل، وعدالته،وعمل األئمة بحديثه واحتجاجهم

به في األحكام وتخريجهم له في األبواب .

226

فالرجل قد وثقه وعدله وقبل حديثه جماعة والصواب معهم، فمن هؤالء ابن سعد حيث قال

( : وكان ثقة6/304في "الطبقات الكبرى" ) إن شاء الله ، وله أحاديث صالحة ، ومن الناس

من ال يحتج به . اهـ . وقد حاول صاحب )الكشف والتبيين( رد هذا

(39التوثيق ، فقال في رسالته المذكورة )صما نصه :

ومثل هذا التوثيق ال يعارض تضافر األئمة على تضعيفه كما سبق تفصيله ، وبخاصة أن

ابن سعد مادته من الواقدي في الغالب، والواقدي ليس بمعتمد كما قال الحافظ بن

( ، وانظر )ص417حجر في هدي الساري )ص( منه . اهـ .443،447

قلت : لو قبل كل جرح صدر عن إمام أوQ Q ، فال تجد راويا غيره النسد باب الرواية تماما قد خال من الجرح إال النادر، ولكن الحاذق هو

Q Q حقيقيا الذي يعرف ما ينبغي أن يعد جرحا فيقبله وإال فال ، والذين جرحوا عطية جرحهم راجع إلى التدليس أو التشيع أو إنكار بعض ما روى ، وقد علمت أن األولى ال تعتمد إال على

محمد بن السائب الكلبي التالف المتهمQ، وما أنكر عليه بالكذب، والتشيع ال يعد جرحا

تقدم أن الصواب مع عطية والقول قوله .

227

Q أما عن اعتماد ابن سعد على الواقدي غالبا فهو ما صرح به الحافظ، لكن هذا ليس على

إطالقه ، فإذا رأيت ابن سعد ترجم للرجلترجمة

عارف بأحواله وبحديثه وبكالم الناس فيه فالمدخل عند ذلك للواقدي،

.هذه واحدة : إن كالم ابن سعد هو كالم مدني والثانية

في عراقي وقد كان بينهما ما كان ، وهو ما (443علل به الحافظ في مقدمة الفتح )ص

سبب عدم قبول كالم ابن سعد فقال : ابن سعد يقلد الواقدي ، والواقدي على طريقة أهل المدينة في االنحراف على أهل

العراق فاعلم ذلك ترشد إن شاء الله تعالى .اهـ .

Q في وعليه فإذا وجدت البن سعد جرحا عراقي فال بد من الحذر والتأني في قبوله ، أماQ فال بد من العض Q كوفيا إذا وثق ابن سعد عراقيا عليه بالنواجذ فإن شهادة الخصم هي من أقوى

الشهادات . ثم قول ابن سعد : كان ثقة إن شاء الله تعالى وله أحاديث صالحة ومن الناس من ال

يحتج به . اهـ . يفيد أشياء : توثيقه لعطية العوفي-1

228

إن عطية العوفي له أحاديث صالحة-2مقبولة .

إن مما يؤكد توثيقه وسبره لحاله أنه رأى-3 بعضهم لم يحتج به فأعرض عنهم ورجح توثيقه

مما يبين لك أنه لم يقنع بقولهم _ وهو المتحامل على أهل الكوفة – ولم يقف عندهQ في الحقيقة ، لما ظهر له من أنه ليس جرحا

Q لرد حديثه وصرح بعدم توثيقه . ولو كان جرحا والحاصل أن توثيق ابن سعد لعطية العوفي

مقبول وال بد ، والله أعلم .فصـل

أما إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين ، فقد وثقه ونقل عنه ذلك عدة مرات، ففي

(: قل ليحيى : كيف2/407سؤاالت الدوري )( .1حديث عطية ؟ قال : صالح)

وفيه سألت عن عطية وعن أبي نضرةفقال : أبو نضرة أحب إلي. اهـ .

( عن قول ابن معين في38( قال صاحب الكشف والتبيين )ص1)عطية العوفي ما نصه :

واما قوله في تاريخ الدوري )صالح( فهذا تمريض منه للقول فيه كما( . اهـ .417صرح بمثله الحافظ في الهدي )ص

قلت : قائل هذه العبارة هو ابن حبان ، وليس الحافظ ، وهذا ظاهر ( في ترجمة عبد الرحمن بن417لمن نظر في هدي الساري )

سليمان المعروف بابن الغسيل ، وأصرح من هذا أنك تجد .هذه واحدة( 2/57هذا النص في المجروحين البن حبان )

تقرر في قواعد الحديث أن الناقد إذا سئل عن حال والثانية : حديث الرجل فقال : صالح ، هذا يعتبر من باب التعديل ، فيكون

229

Q بهذا القول ألنه صالح الحديث ، لكن هذا ال يعني الرجل موثقاأنه في المرتبة العليا من التوثيق فمثله يحسن حديثه .

فإذا قلت : إنها عبارة تمريض فيمكن قبول هذا على أنه ليس من الجرح ولكنه تمريض بالنسبة للدرجة العليا من التوثيق ، فإنك قد

مرضت هذا بالنسبة لآلخر فهو كالم نسبي ، أما إذا اعتبرت أن هذا من الجرح فهذا من الجرح فهذا فهم سقيم ال يحسد عليه

صاحبه . : فهم إمام من األئمة الحذاق وهو الحافظ ابن القطانوالثالثة

السجلماسي الفهم الصحيح لكلمة ابن معين فقال : )كما ( : عطية العوفي مضعف ، وقال ابن معين4/68في نب الراية :

فيه : صالح . فالحديث به حسن . اهـ .Q على قول ابن فانظر إلى تحسينه لحديث عطية العوفي اعتمادا

معين : صالح . وهذا حافظ آخر من المتأخرين هو الهيثمي إذا اعتمد توثيق ابن

( ، كما حسن لعطية7/314معين في مجمع الزوائد )( .10/371العوفي في المجمع في موضع آخر انظره في )

وهذا النص توثيق منه لعطية ، ألن أبا نضرة ثقة عند يحيى بن معين كما في )التهذيب( فهو

في حقيقته مقارنة بين ثقتين . وقال ابن أبي خيثمة : قيل البن معين : عطية

مثل أبي الوداك ؟ قال : ال، قيل: فمثل أبي هارونقال: أبو الوداك ثقة ما له وألبي هارون. اهـ .

( .2/60كذا في التهذيب ) فانظر إلى ارتضاء ابن معين لمقارنته بأبي

الوداك الثقة ، فهو توثيق منه لعطية العوفي .Q في كتب الجرح والتعديل ونظائره كثيرة جدا

في المقارنة بين الثقات ، فيحيى بن معين يحبعطية العوفي ، وأبو نضرة أحب إليه ،فتدبر.

وقال يحيى بن معين في رواية أبي خالد الدقاق( :27)ص

230

عطية العوفي ليس به بأس . اهـ . قلت : هذا توثيق من إمام الجرح والتعديل

لعطية العوفي ، وقد صرح يحيى بن معين أن من قال فيه: ال بأس به فهو ثقة، وهذه حكاية عن

نفسه ونص من عنده وال اجتهاد مع وجود النص . وتجد هذا النص عن ابن معين في كتب شتى

( ، ومقدمة ابن270منها ثقات ابن شاهين )ص( .1/13الصالح ، وفي مقدمة اللسان )

وقال ابن الجنيد عن ابن معين : هو وعمرو بن أبي قيس ال بأس بهما قلت: ثقتان، قال:

( وهو ظاهر6/207ثقتان.اهـ. كذا في التهذيب ) في ترادف اللفظين . فهو اصطالح خاص بيحيى

بن معين وال مشاحة فيه .

************فصـل

( :38قال صاحب "الكشف والتبيين" )ص قال ابن معين : "ليس به بأس" ، أو "ال بأسQ التوثيق أو التجريح إذ به" ال يفهم منه – مجردا غالب من قال فيهم مثل ذلك هم ثقات، لكن

األمر ليس على إطالقه، فقد وردت عنه قوله: )ال بأس به(، أو ليس به بأس، في أناس ضعفاء

.

231

وانظر أمثلة على ذلك في ميزان االعتدال ) ( ،3/11 ( ، والجرح والتعديل )1/341،435

( . اهـ .1/93وتهذيب التهذيب) : هذا الكالم فيه نظر من وجوه : قلت

: إن ابن معين قد صرح كما تقدم بأناألول "ال بأس به" عنده معناه أن الرجل ثقة ، فال

ينبغي بعد ذلك تقويله ما لم يقله . : إذا قال ابن معين في الرجل "الالثاني

Q عند غيره فهذا ال يعني بأس به " وكان ضعيفاإهدار توثيق ابن معين .

فكم انفرد ابن معين بتوثيق رجال ضعفهم غيره ، وهذا ليس شأن يحيى بن معين فقط ،

ولكنه شأن سائر أئمة الجرح والتعديل تجد فيQ Q ألحدهم وانفرادا ترجمة الراوي المضعف توثيقا

منهم بهذا التوثيق . وإذا كان تصريح الناقد بالتوثيق ال يعني

معناه ، فمعنى ذلك أن علم الجرح والتعديل قد سقط كلية وأصبحت

نصوصه جوفاء ال تنطبق على أفرادها ، وأناأللفاظ ال تعتبر قوالب للمعاني !! .

: قوله : ) قد ورد عنه قوله ال بأسالثالثبه أو ليس به بأس في أناس ضعفاء ( .

قلت : ضعفاء عند غيره ولكنهم ثقات عنده فكان ماذا ؟ ، وآلخر أن يعارضه بقوله : ورد

232

عنه قوله ثقة في أناس ضعفاء وهذا كثير ،Q ؟ فكا ناقد مجتهد له نظره فكان ماذا أيضا

وقوله . : ثم ذكر أربعة أمثلة لتأييد مقولتهالرابع

المردودة ، فهاك الكالم عليها : : بكار بن محمد بن عبد اللهالمثال األول

(1/34بن محمد بن سيرين السيريني )الميزان قال عنه يحيى بن معين: كتبت عنه، ليس به

بأس ، وضعفه غيره .Q وال قلت : وهذا المثال ال يفيد الدعوى شيئا

يفيد تضعيف ابن معين للرجل، كيف وهو يقولQ عند متبت عنه، فهو من شيوخه، وكونه ضعيفا

Q عنده أو غيره ال يلزم من أن يكون ضعيفاQ في نفس األمر فالالزم باطل ، والرجل ضعيفا

أدرى بشيوخه . المثال الثاني : الحارث بن عبد الله األعور

الشيعي الكوفي وهذا المثال يهدم الدعوى من أساسها ، فقد قال عنه يحيى بن معين في

رواية الدوري: ليس به بأس . وقال عثمان الدارمي : سألت يحيى بن

معين عن الحارث األعور فقال: ثقة . فانظر إلى توافق هذا اإلمام وإتقانه ، وقد

نقل هذا التوثيق عن ابن معين غير واحد منهم

233

ابن شاهين في الجزء المطبوع بنهاية تاريخ ( .656-655جرجان )ص

فإن قيل : قال عثمان بن سعيد الدارمي بعد حكايته عن ابن معين ما نصه : ليس يتابع يحيى

على هذا . اهـ . قلت : هذا مبلغ علم الدارمي ، فقد وثقه

أحمد بن صالح المصري، وقال ابن معين : ما زال المحدثون يقبلون حديثه ، وهذا من يحيى

بن معين اإلمام في هذا الشأن زيادة لقبول حديث الحارث وثقته كما قال ابن شاهين )ص

655-656. )Q يقول عنه ابن المثال الثالث : لم أجد راويا

معين : "ال بأس به " في الموضع المشار إليه( .3/11)الجرح والتعديل

المثال الرابع : أبان بن إسحاق األسديQ من أكبر األدلة على الكوفي ، هذا المثال أيضا

وهن كالمه ، فإن أبان بن إسحاق فيه أربع أقوال في التهذيب: قول ابن معين ليس به

بأس، وتوثيق العجلي، وابن حبان، وقول األزديمتروك الحديث .

فالرجل ليس بضعيف فهو خارج عن موضوعالدعوى .

وقد اعتمد الحافظ قول ابن معين في "أبان بن إسحاق" على أنه توثيق للرجل فقال في

234

( : ثقة تكلم فيه األزدي بال135التقريب )صحجة . اهـ .

وقد قال الحافظ العراقي في ألفية الحديث : وابن معين قال: من أقول ال بأس به

فثقة ………………… والحاصل أن كالم صاحب "الكشف والتبيين"

Q أبان عن محاولته رد توثيق ابن معين دفعا بالصدر فيلوي عنق النص ، ثم هو يستخف

بالقراء ، ويضحك عليهم بإيراد أمثلة ال طائل تحتها، بل لك أن تقول : إنها عليه ال له ، والله

تعالى أعلم بالصواب . وبعد أن تبين لك أن يحيى بن معين قد وثق

عطية العوفي ، فإنك قد تقف على أقوال ليحيى بن معين ظاهرها قد يشير إلى غير

ذلك . كرواية موسى بن أبي الجارود ، فهي وجادة

منقطعة . ورواية ابن أبي مريم وهو مصري

وأصحاب يحيى بن معين البغداديين وال سيماQ بيحيى بن عباس الدوري أكثر مالزمة والتصاقا

معين، فروايتهم مقدمة على رواية غيرهم ،والله أعلم .

بقى الكالم على ما جاء في المطبوع باسم ( عن علي133)التاريخ الصغير ( للبخاري )ص

235

بن المديني عن يحيى بن معين : عطية ،وهارون العبدي ، وبشربن حرب عندي سواء . فمعناه - والله أعلم – أنهم سواء في الطبقة

والمذهب ، فهم من شيعة التابعين ، ويشتركون في الرواية عن أبي سعيد الخدري رضي الله

عنه وكيف يسوي يحيى بن معين بين أبي هارون العبدي ، وعطية العوفي وقد قال عن

أولهما : غير ثقة وكان يكذب ، بينما وثق الثانيورفع شأنه .

وقد تلقف الشيخ بشير السهسواني في ( هذه الكلمة عن100"صيانة اإلنسان" )ص

يحيى بن معين فنسب لعطية العوفي األلفاظQ التي قيلت في أبي هارون العبدي الشديدة جدا

ثم تناقض فقال : المختار عندي قول أبي حاتم :" ضعيف يكتب

حديثه" فإنه أعدل األقوال وأصوبها . اهـ . وما درى السهسواني رحمه الله تعالى أنQ آخر يفيد توثيق عطية ألبي حاتم الرازي قوال

العوفي سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى .ومنهم ابن شاهين :

وقد أدخل عطية العوفي في الثقات )ص172Q (فهو من موثقيه فإن قيل : قد ذكره أيضا

في الضعفاء فقال : ضعفه أحمد ويحيى .

236

قلت : التوثيق هو الراجح لما قد علمت مم سبق من اعتماد أحمد على رواية محمد بن السائب الكلبي ، وهي رواية تالفة ال يعتمد

عليها في جرح عطية العوفي ، وأن يحيى بنمعين من موثقيه كما تقدم .ومنهم أبو بكر البزار :

( : كان7/226فإنه قال كما في "التهذيب" )يعده في التشيع ، روى

عنه جلة الناس . اهـ، وهذه صيغة تعديل تعادل قولهم : صالح الحديث، مقارب الحديث ، ونحو

ذلك كما يعلم من قواعد الحديث . ورغم وضوح هذا القول من البزار وكونه

Q في كتاب متداول مشهور كالتهذيب ، موجوداQ ممن سعى في تضعيف هذا فلم أجد أحدا

الحديث تعرض لذكر قول أبي بكر البزار المفيد تعديل عطية العوفي ، فالحمد لله تعالى على

توفيقه .ومنهم أبو حاتم الرازي :

فقد قال ابن أبي حاتم : سئل أبي عن أبينضرة وعطية ، فقال : أبو نضرة أحب إلي .

وهذا في حقيقته مقارنة بين ثقتين ، فإن أبانضرة المنذذر بن مالك العبدي : ثقة .

ومنهم يحيى بن سعيد القطان :

237

فقد قال عن جبر بن نوف أبي الوداك كما ( هو أحب إلى من2/60في " التهذيب " )

Q مقارنة بين عطية . اهـ . قلت : هذا أيضاثقتين .

ومنهم ابن خزيمة :فإنه أخرج الحديث في صحيحه :

قال البوصيري في )مصباح الزجاجة ( ) ( : رواه ابن خزيمة في صحيحه من طرق1/98

فضيل بن مرزوق فهو صحيح عنده . اهـ .

قلت : فمقتضى تصحيح الحديث توثيق رجالهومنهم عطية العوفي .

وهذا لم يرق لصاحب "الكشف والتبيين" ( فوجه سهامه لصحيح ابن خزيمة ،64،65)ص

( Q فنقل عن الحافظ بن حجر في النكت كالما( حاصله في اآلتي :1/290-291( ، )1/270

أن ابن خزيمة كان ال يفرق بين الصحيح-1Q ، بل فيه والحسن ، فليس كل ما عنده صحيحا

الحسن المدرج في الصحيح . قال الحافظ : حكم األحاديث التي في-2

كتاب ابن خزيمة … صالحية االحتجاج بها لكونها دائرة بين الصحيح والحسن مالم يظهر في

بعضها علة قادحة . اهـ . قلت : يؤخذ من كالم الحافظ أن أحاديث بن

خزيمة على قسمين :

238

صحيح أو حسن .-1 2-. Q ما ظهر فيه علة قادحة وهو قليل جدا

ولكن هذا في نظر غيره وليس في نظر إمام األئمة ابن خزيمة الذي سمى كتابه

)المسند الصحيح المتصل بنقل العدل عن العدل من غير قطع في السند وال جرح في

النقلة ( . وإذا كانت األنظار تتفاوت في الحكم على الرجال ، فالمقصود هو إثبات أن تصحيح ابن خزيمة لهذا الحديثهو توثيق لرجاله ، ومنهم

عطية العوفي فهو ثقة عند ابن خزيمة ، واللهأعلم .

ومنهم األمام أبو عيسى الترمذي : فإنه حسن له عدة أحاديث من أفراده ، بل

حسن له عدة أحاديث انفرد بها فضيل بن مرزوق عن عطية الكوفي – كما في الحديث

الذي نحن بصدد الكالم عليه – انظرها في"تحفة األشراف" .

Q عند ومقتضى ذلك التحسين أن يكون صدوقا الترمذي كما صرح بذلك الحافظ في )تعجيل

( .153المنفعة( )ص وعليه : فعطية العوفي "صدوق" عند

الترمذي ، وهو شرط الحسن لذاته والتشغيب هنا برمي الترمذي بالتساهل خطأ جسيم، ألن

239

الترمذي لم ينفرد بتعديل عطية العوفي فقد مر تعديله عن ابن سعد ، وابن معين ، والبزار ،

وأبي حاتم الرازي ، وابن شاهين ، ويحيى بنسعيد القطان .

ثم الترمذي إمام حافظ ثقة كان يقول له إمام أهل الصناعة محمد بن إسماعيل

البخاري : استفدنا منك أكثر مما استفدت منا . وقول الترمذي معتمد عندهم في الجرح

والتعديل وحكمه على األحاديث كذلك، ون ظهر شيء انفرد به في قوله وحكمه ، فهو كغيره

من األئمة وال يخدش ذلك في األخذ بقولهوحكمه فليس هو بعصوم .

وكم حسن الترمذي أحاديث في الصحيحين ،Q من هذه الجهة ؟ فهل يعد متشددا

وقد تلقف هذا أو ذاك كلمة ابن دحيلة ( في الكالم على جامع الترمذي وبنى1الكلبي)

Q أو نظر في جامع الترمذي Q وأوهاما عليها أحكاما نظرة متأخر متبع لقواعد سقيمة متروكة

فاستخلص منها تساهل الترمذي بسقيم فهمه . والكالم يحتاج لبسط ليس هذا محله لكن ينبغي أال يخلى المقام من المثال الذي ذكره

( ليستدل به45صاحب "الكشف والتبيين")صعلى تساهل الترمذي قال :

240

ومن أقرب ما يذكر حديث سمرة "صلى بناQ رسول الله )ص( في كسوف ال نسمع له صوتا " فقد رواه الترمذي وصححه ونقل الحافظ بن

حجر تصحيحه في "التلخيص الحبير" ، ولكن تعقبه بإعالل ابن حزم له بجهالة ثعلبة بن عباد

وأن ابن المديني قال فيه : مجهول .اهـ. : هذا الكاتب إما أنه ال يفهم أو يضحك قلت

على القراء ، وأحالهما مر . فالصواب مع الترمذي والقول فيه قوله ،

وهاك اآلتي : ثعلبة بن عباد لم ينفرد الترمذي بتصحيح

حديثه ، بل وافقه على هذا التصحيح ابن خزيمة ( ،2851،2852( ، وابن حبان )1397)

( وابن السكن ، والحافظ في1/330والحاكم )( .11،47اإلصابة )

Q إال أنه كما(1) Q متفننا ابن دحية الكلبي األندلسي رغم كونه حافظا (:4/1421قال الذهبي في تذكرة الحفاظ )

Q على كثرة علمه، وفضائله بالمجازفة، والدعاوي كان معروفاالعريضة. اهـ . وترجمته تحوى غرائب، رحمه الله .

Q أخرجه النسائي ) (،3/140والحديث أيضا ( ،1/402(، وابن ماجه)1/700وأبو دود )

( ، والطحاوي في5/16وأحمد في المسند ) ( ، والبيهقي في1/329شرح معاني اآلثار )

( كلهم من طريق3/335السنن الكبرى )ثعلبة .

241

فمقتضى تصحيح الترمذي وابن خزيمة ، وابن السكن ، وابن حبان والحاكم للحديث أن رجاله ثقات عندهم . وقد ذكر ابن حبان ثعلبة بن عباد

( ، فالرجل ثقة وال بد .4/98في ثقاته ) وقوي حاله إخراج حديثه في السنن المذكورة

. فإن قيل قد جهله ابن المديني وابن القطان

قلت : من علم حجة على من لم يعلم . وقد أجاب الحافظ ابن الملقن في )البدر

( عن دعوى الجهالة فقال :3/213/1المنير( ) وتصحيح األئمة الماضيين لحديثه يرفع الجهالة

عنه . اهـ . وقد شنع اإلمام تقي الدين بن دقيق العيد على من يرد تصحيح الترمذي بدعوى الحكم بجهالة أحد الرواة ، فقال رحمه الله تعالى

( ما نصه :1/149) نصب الراية : ومن العجب كون ابن القطان لم يكتف

بتصحيح الترمذي في معرفة حال عمرو بن بجدان مع تفرده بالحديث وهو قد نقل كالمه:

هذا حديث حسن صحيح وأي فرق بين أنQ انفرد به ؟ يقول: هو ثقة، أو يصحح له حديثا

وإن كان توقف عن ذلك لكونه لم يرو عنه إال أبو قالبة ، فليس هذا بمقتضى مذهبه، فإنه ال

يلتفت إلى كثرة الرواة في نفي جهالة الحالة،

242

فذلك ال يوجب جهالة الحال بانفراد راوz واحد عنه بعد وجود ما يقتضي تعديله وهو تصحيح

الترمذي . اهـ .وقال الحافظ الذهبي في "الموقظة" )ص

( : ومن الثقات من لم يخرج لهم في81 الصحيحين خلق منهم من صحح لهم الترمذي

وابن خزيمة ثم من روى لهم النسائي وابنحبان . اهـ .

فانظر لى توثيقه لمن صحح لهم الترمذي ،ومن رروى له النسائي وابن حبان .

فال بد إن أردت أن تسلك سبيل أهل الحديث وتتبع قواعدهم ، وتقف عند كالم

أئمتهم أن تقول بقولهم وتحذو حذوهم ، فالQ تنفك عند ذلك عن توثيق ثعلبة ابن عباد اتباعا

Q عن تصحيح الحاكم لتصحيح الترمذي له ، فضالوابن حبان وإخراج النسائي لحديثه .

فلله در الترمذي اإلمام الحافظ العلم ، وبذا يكون األنتقاد قد انقلب على صاحبه المنتقد

بدون روية ، والمنازل بدون آلة ، والحمد للهالذي بنعمته تتم الصالحات .

وإن وفق الله عز وجل ففي النية إشباع هذا البحث في جزء خاص به يسر الله ربي

على ذلك وأعان .**************

243

فصــلوخالصة ما تقدم أن عطية العوفي قد عدله)

( يحيى بن سعيد القطان وابن سعد وابن1 معين والترمذي والبزار وابن شاهين وتبعهم

بعض من تأخر عنهم فقال ابم القطان )كما في ( : وعطية العوفي مضعف ،4/68نصب الراية

قال ابن معين فيه :صالح ،فالحديث حسن . اهـ.

والحاصل أن من تكلم فيه فألجل ما رمي به من التدليس – وهو لم يصح البتة – أو التشيع ،Q تكلم فيه ، وقد تبين لك أن هذه أو روايته شيئا

األمور الثالثة التي تكلم فيها بسببها ليستقادحة .

فالصواب قبول حديثه واعتباره من الحسنلذاته .

وقد قال شيخ الفن ، وطبيب علله ، الحافظ( األذكار )2بن حجر العسقالني في أمالي)

1/217: )

( فمن الخطأ البين والظلم لذا الرجل قول ابن الجوزي في1)الموضوعات : ضعفه الكل .

وقول الذهبي في الديوان : مجمع على ضعفه . وقوله في مختصر( : واهz 4/222المستدرك )

وقول البوصيري في )مصباح الزجاجة ( : متفق على ضعفه . وهذه أقوال مخالفة للواقع فال يلتفت إليها فليس الرجل بواهz أو

أجمعوا على ضعفه ، وكتب الرجال إن لم ينظر الناظر فيها بعين الناقد البصير الصيرفي زل

وضل ، والله المستعان .

244

Q لباب الكالم في عطية العوفي2) Q وسادا ( ولما كان كالم الحافظ قاطعالم يرق ذلك لصاحب Q من االعتراف بقصوره والتسليم42الكشف والتبيين )ص ( فبدال

للحافظ رحمه الله تعالى أغمض عن هذا وأخذ يمز أماليQ لنقد الكتب عند الحافظ على األذكار ، وذلك كسعيهم دائما

المخالفة ، فإذا أرادوا رد تصحيح أو تحسين لحافظ اتهموه بالتساهلوبأن كتابه فيه كذا =

ضعف عطية إنما جاء من قبل التشيع ، ومنقبل التدليس وهو في نفسه صدوق . اهـ .

وإذا تبن لك أن دعوى التدليس ليست بصحيحة والتشيع ال دخل له في روايته ،

فالرجل صدوق . وقد أصر الحافظ على كون عطية العوفيQ ، فعندما سرد أسامي المدلسين في صدوقا

( ، وهم من2/644النكت على ابن الصالح )وصفوا بالتدليس مع صدقهم فهو صدوق عنده .

Q لعطية فإذا وجدت بعد هذا البيان تضعيفاالعوفي ، فاعلم أنه مخالف للصواب .

وبعد فيمكن لك أن تسمي ما كتبته في االنتصار لعطية العوفي بـ )القول المستوفي

في االنتصار لعطية العوفي ( والله تعالىأعلم .

********************

= وكذا ، وإذا وقفوا على حديث صحيح ال يوافق شذوذهم تراهم يقولون : لم يخرجه أحمد وليس في الصحيحين وال الموطأ

وال تجده في السنن األربعة بل هو في الكتب التي تروي الضعاف كالدارقطني والبزار … إلخ ، وهو كالم ساقط بنفسه ال يحتاج

245

إلسقاط . وها نحن نراهم اليوم يتكلمون ويغمزون أمالي األذكار وهي جرأة قبيحة من منازل بغير آلة وتطاول على كتاب

حاز القدح المعلى في بابه يحق أن يفاحر به كبار الحفاظ المتقدمين ،والله المستعان .

فصـلأما عن العلة الثالثة :

(2/184فقد قال ابن أبي حاتم في "العلل" ) : سألت أبي عن حديث رواه عبد الله بن صالح بن مسلم، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، عن أبي سعيد عن النبي )ص( قال: "إذا خرج

الرجل من بيته فقال : اللهم بحق السائلين عليك وبحق ممشاي" وذكر الحديث، رواه أبو نعيم، عن فضيل، عن عطية ، عن أبي سعيد

Q قال أبي : موقوف أشبه . اهـ . موقوفاأيده الذهبي في "الميزان" .

Q كما قلت : ال تتسرع بإعالن الموافقة تقليدافعل جماعة منهم .

بشير السهسواني في صيانة األنسان ، ( ، وحماد األنصاري1/37واأللباني في ضعيفته )

في المفهوم الصحيح للتوسل ، وغغيرهم . فإن الحديث قد اختلف فيه عن فضيل بن

. Q Q وموقوفا مرزوق فروى مرفوعا: wفممن رواه مرفوعا

246

يحيى بن أبي بكير ، أخرجه البغوي في-1 نسختي ( ،262حديث علي بن الجعد )ل

( .47والبيهقي في الدعوات الكبير )ص محمد بن فضيل بن غزوان ، أخرجه-2

( .17ابن خزيمة في التوحيد )ص سليمان بن حيان أبو خالد األحمر ،-3

( .18أخرجه ابن خزيمة في التوحيد )ص عبد الله بن صالح العجلي، أخرجه-4

( ، وابن السني2/990الطبراني في الدعاء ) ( .40)ص الفضل بن الموفق ، أخرجه ابن ماجة )-5

1/256. ) يزيد بن هارون، فقد روى أحمد في-6

(، والبغوي في حديث علي بن3/21مسنده ) نسختي( ، وأحمد بن منيع كما262الجعد )ل

( من طريق يزيد1/99في مصباح الزجاجة ) ابن هارون أخبرنا فضيل بن مرزوق ، عن

عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري فقلت لفضيل: رفعه ؟ أحسب قد رفعه ثم ذكر

. Q الحديث مرفوعا قلت : هذا ظن راجح تقوى )بقد( وهو حرف

تحقيق هنا دخل على الماضي فقربه من الحال ، وعليه فراويه يزيد بن هارون من قسم

247

المرفوع وال بد ، وهو صنيع من تكلم علىالحديث من تأخر من الحفاظ .

Q اثنان : ورواه عن فضيل بن مرزوق موقوفا أبو نعيم الفضل بن دكين، اخرجه في-1

كتاب ) الصالة(، كما في أمالي األذكار )1/273. )

وكيع بن الجراح ، أخرجه ابن أبي شيبة-2( .10/211212في المصنف )

وللمحدثين في ذلك مسلكان كالهما يقويالرفع :

: عن الرفع زيادة ثقة وهي مقبولة ،فأولهما إذ أن الحكم لمن أتى بالزيادة وهو مذهب الخطيب البغدادي وجماعة من أئمة الفقه

والحديث واألصول . وثانيهما : الترجيح باعتبار القرائن وهو ما

Q ، فإن من رفع يقوي الحكم بالرفع أيضاQ )وهم ستة (، ممن وقفه الحديث أكثر عددا

)وهم اثنان فقط( نعم الفضل بين دكين ووكيع إمامان ثقتان لكن في مقابلهما يزيد ابن هارون، ويحيى بن

ابي بكير وها كذلك ومعهما ابن غزوان ثقة احتج به الجماعة، وكذا سليمان بن حيان احتج به الجماعة، والعجلي ثقة من رجال البخاري ،

248

فهؤالء القول قولهم وهو الرفع ن والله تعالىأعلم .

فال تتهيب بعد مخالفة القائل بالوقف والمرجح له ، فإن قواعد الحديث التي إليها

المرجع في هذا الشأن ترجح الرفع ، وكم من حديث مرفوع حكم عليه أبو حاتم الرازي

بالوقف ، وكم من موصل حكم بإرساله ، وكم من صحيح حكم بضعفه ، والمرجح عند الخالف

هو االحتكام لقواعد الحديث ، والله أعلم . ومن التالعب البغيض نصب صاحب الكشف

( للخالف بين وكيع بن الجراح23والتبيين )ص وفضيل بن غزوان من جهة أنهما وقفا الحديث،

وبين عبد الله بن صالح العجلي والفضل بنالموفق من جهة أنهما رفعا الحديث .وهذا خطأ ومغالطة واضحة ألمور :

: ال دخل لفضيل بن غزوان هنا .األول : أخرج يحيى بن أبي بكير عند الثاني

الترجيح وجعله في حاشية الكتاب ، فلم يضمهلزميليه في الرفع وهو عين التالعب .

: لم يستوعب أسماء من رفعواالثالثالحديث وهم ستة .

فال أدري لماذا يسارع هؤالء بالتصنيف ؟ للدعاوي الفارغة ، أم للتجارة البائرة ؟!! والله

المستعان .

249

تنبيه : (1/37أغرب األلباني فادعى في ضعيفته )

Q من عطية أو ابن مرزوق ألنه جاء اضطراباQ وهذا خطأ، ألن االضطراب Q وموقوفا مرفوعا يكون عند تساوي الوجوه ، وحيث ال تساوي وأمكن الترجيح كما سبق فال اضطراب ، ولم

أجد من سبقه إلى هذه الدعوى عند الكالمعلى هذا الحديث ، والله أعلم .

فصـلوللحديث شاهد ال يفرح به .

قال أبو بكر ابن السني في عمل اليوم ( : حدثنا ابن منيع ، ثنا40-39والليلة )ص

الحسن بن عرفة ، ثنا على بن ثابت الجريري عن الوازع بن نافع العقيلي ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن جابر بن عبد الله ، عن بالل

مؤذن رسول الله )ص(قال: كان رسولالله)ص(إذا خرج إلى الصالة قال :

)) بسم الله آمنت بالله ، توكلت على الله ال حول وال قو إال بالله، اللهم بحق

السائلين عليك، وبحق مخرجي هذا ، فإني لم أخرج أشراw وال بطراw وال رياء

وال سمعة ، خرجت ابتغاء مرضاتك ، واتقاء سخطك أسألك أن تعيذني من

النار وتدخلني الجنة (( .

250

الوازع شديد الضعف ، لذلك قال الحافظ ( : هذا الحديث واه1/271zفي نتائج األفكار )

Q أخرجه الدارقطني في األفراد من هذا جداالوجه وقال : تفرد الوازع به . اهـ .

تنبيه : قال العالمة الشيخ محمد زاهد الكوثري

( عند394رحمه الله تعالى في مقاالته )ص الكالم على هذا الحديث : ولم ينفرد عطية عن

الخدري بل تابعه أبو الصديق عنه في رواية عبد الحكم بن ذكوان، وهو ثقة عند ابن حبان وإن

أعله به أبو الفرج في علله . اهـ .( بقوله :1/37فتعقبه األلباني في ضعيفته )

لقد عاد الشيخ )) أي الكوثري (( إلى االعتداد بتوثيق ابن حبان مع اعترافه بشذوذه في ذلك كما سبق النقل عنه ، هذا مع قول ابن معين

في ابن ذكوان هذا : ال أعرفه ، فإذا لم يعرفه إمام الجرح والتعديل فأنى البن حبان أن يعرفه

؟ فتبين أن ال قيمة لهذا المتابع لجهالة الراوي

عنه ، فإعالل أبي الفرج للحديث به حق ال غبارعليه عند من ينصف . اهـ .

قلت : هذا الكالم مسلسل باألوهام .w : هذه ليست متابعة البتة . وعبد فأوال

الحكم هو ابن عبد الله القسملي ، وليس ابن

251

ذكوان فقد قال ابن الجوزي في العلل( :1/410المتناهية )

أنبأنا علي بن عبيد الله قال : أنبأنا علي بن أحمد البندار ، قال : نا الحسن بن عثمان بن

بكران قال : نا عبد الله بن عبد الرحمن العسكري ، قال: نا عبد الملك بن محمد، قال : نا سهل بن سعيد بن أبي تمام بن رافع، قال: نا عبد الحكم القسملي عن أبي الصديق عن أبي سعيد عن النبي )ص( قال:"بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة".

اهـ . وأخرجه من حديث عبد الحكم بن عبد الله

( .2/361القسملي به أبو يعلى في مسنده ) ( رواه2/30وقال الهيثمي في مجمه الزوائد )

أبو يعلى وفيه عبد الحكم بن عبد الله وهو ضعيف . اهـ . والرجل ذكره ابن حبان في

( وقال : ال يحل كتابة2/143المجروحين )حديثه إال على جهة التعجب . وضعفه غيره .

:wعلى أن األلباني الذي ترجح عندهثانيا عبد الحكم هو ابن ذكوان ينبغي أن يلزم

بتحسين الحديث وبيانه: أن عبد الحكم بن ذكوان وثقه ابن

حبان وروى عنه أهل البصرة ومعهم ثالثة من الحفاظ الثقات هم : أبو داود الطيالسي ،

252

ومروان بن معاوية الفزاري ، وأبو عمر حفصبن عمر الحوضي أو الحرضي .

وقال ابن أبي حاتم في )الجرح والتعديل( )( في ترجمته :6/36

سألته عنه فقال : بصري ،قلت : هو أحب إليك أم عبد الحكم القسملي صاحب أنس ؟

قال : هذا أستر . اهـ . وحسن حديثه الحافظ البوصيري في زوائد

( .4/175ابن ماجه ) فالرجل إن لم يحسن حديثه لذاته فهو حسن

، Q لغيره وال بد ، على رأي أشد الناس تعنتاواأللباني ملزم لهذا بهذا ، والله أعلم .

m : قوله : إذا لم يعرفه إمام الجرح ثالثاوالتعديل فأنى البن حبان أن يعرفه .

قلت: قد عرفه ، قبل ابن حبان حافظ كبير هو أبو حاتم الرازي ، ومن علم حجة على من

لم يعلم ، ولم يقل أحد بمقولة األلباني هه حتىوال المبتدئ في هذا الفن .

Q : قوله : ال قيمة لهذا المتابع لجهالة رابعاالراوي عنه .

قلت : هذا خطأ ومجازفة فبون كبير بين قولهم ال أعرفه والحكم على الراوي بالجهالة .

( في ترجمة1/4322قال الحافظ في اللسان )إسماعيل الصفار :

253

))من عادة األئمة أن يعبروا في مثل هذا بقولهم : ال نعرفه أوال نعرف حاله ، أما الحكم

عليه بالجهالة بغير زائد ال يقع إال من مطلععليه أو مجازف(( اهـ .

وفي هذا القدر كفاية ، ونسأل الله تعالىالسالمة والصون .

وحاصل ما تقدم أن ما علل به حديث : )) اللهم إني أسألك بحق السائلين ..( غير منتهض ، وأنه ال يقوى أما قواعد الحديث

إلثبات علة واحدة بهذا الحديث . وعليه فلك أن تقول : إن من حسن الحديث

من الحفاظ كالدمياطي والمقدسي، والعراقي، والعسقالني، وقبلهم إمام األئمة ابن خزيمة

الذي صححه ؛ والقول قولهم، والصواب حليفهم، وقواعد الحديث مؤيدة لهم، والله عز

وجل أعلم بالصواب .

*****************

الحديث السابع )) إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فالة فليناد يا عباد الله احبسوا علي ، فإن

254

لله في األرض حاضراw سيحبسهعليكم (( .

قال الطبراني في المعجم الكبير )10/267: )

حدثنا إبراهيم بن نائلة األصبهاني ، ثنا الحسن بن عمر بن شقيق ، ثنا معروف بن حسان السمرقندي عن سعيد بن أبي عروبة ، عن

قتادة ، عن عبد الله بن بريدة ، عن عبد اللهبن مسعود ، قال رسول الله )ص( :

)) إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فالة فليناد يا عباد الله احبسوا علي ، فإن لله في األرض

Q سيحبسه عليكم (( . حاضراورواه من هذا الوجه أبو يعلى في مسنده )

( ، وابن السني في عمل اليوم9/177 ( قال الهيثمي في مجمع162والليلة)ص

( بعد أن عزاه ألبي يعلى10/132الزوائد) والطبراني: فيه معروف بن حسان وهو ضعيف.

اهـ . وكذا قال الحافظ البوصيري في مختصر

إتحاف السادة المهرة )حاشية المطالب العالية3/239. )

وقال الحافظ ابن حجر في تخريج األذكار ( بعد أن عزاه البن5/150)شرح ابن عالن

255

السني والطبراني : وفي السند انقطاع بين ابنبريدة وابن مسعود . اهـ .

ومع ذلك فللحديث طرق تقوية وترفعه منالضعف إلى الحسن المقبول المعمول به .

ما أخرجه الطبراني في المعجماألول : ( من طريق عبد الرحمن بن17/117الكبير )

شريك قال: حدثني أبي عن عبد الله بن عيسى عن يزيد بن علي عن عتبة بن غزوان عن نبي

Q أو أراد الله)ص(قال: إذا أضل أحدكم شيئاQ، وهو بأرضz ليس بها أنيسm فليقل: أحدكم عوناQ ال يا عباد الله أعينوني أغيثوني، فإن لله عبادا

وقد جرب ذلك .نراهم . قلت : في سنده ضعف وانقطاع .

قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ) ( : رواه الطبراني ورجاله وثقوا على10/132

ضعف في بعضهم إال أن يزيد بن علي لم يدركعتبة . اهـ .

واقتصر الحافظ على إعالله باالنقطاع فقط في تخريج األذكار : أخرجه الطبراني بسندQ . اهـ . منقطع عن عتبة بن غزوان مرفوعا

ما أخرجه ابن أبي شيبة فيالثاني :( :10/424،425المصنف )

حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح أن رسول الله)ص(

256

قال : "إذا نفرت دابة أحدكم أو بعيره بفالةz منQ فليقل : أعينوني عباد األرض ال يرى بها أحدا

الله ، فإنه سيعان" . قلت : هذا مرسل ، ولوال عنعنة محمد بن

إسحاق لكان حسن اإلسناد ، وأعله األلباني في ( باإلعضال وهو خطأ ألن أبان2/109ضعيفته )

بن صالح من صغار التابعين ، والله أعلم .

وما أخرجه البزار في مسندهالثالث:( :34-4/33)كشف األستار :

حدثنا موسى بن إسحاق ، ثنا منجاب بن الحارث ، ثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن

زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول الله )ص( قال : "إن لله

مالئكة في األرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر ، فإذا أصاب أحدكمعرجة بأرض فالة فليناد : أعينوا عباد الله" .

قال الهيثمي في مجمع الزوائد )( : رواه البزار ورجاله ثقات اهـ .10/132

قال الحافظ في تخريج األذكار )شرح ابنQ ،5/151عالن ( حسن اإلسناد غريب جدا

واقتصار الحافظ على تحسينه سببه وجود أسامة بن زيد الليثي في إسناده فقد اختلف

فيه .

257

وأخرجه البيهقي في شعب اإليمان عن ابنQ – لكنه موقوف – من طريق جعفر عباس أيضا

بن عون ثنا أسامة بن زيد عن أبان بن صالحعن مجاهد عن ابن عباس به . ( الطريق2/112وأعل األلباني في ضعيفته )

المرفوعة عن ابن عباس بهذه الموقوفة فقال : جعفر بن عون أوثق من حاتم بن

إسماعيل … ولذلك فالحديث عندي معلولبالمخالفة ، واألرجح أنه موقوف . اهـ .

قلت : هذا خطأ من وجهين : تقرر في علم الحديث أنه إذاأولهما:

تعارض الرفع والوقوف فالحكم فيه للرفع .قال اإلمام النووي في مقدمة شرح مسلم )

1/32: )Q إذا رواه بعض الثقات الضابطين متصال

Q وبعضهم Q أو بعضهم موقوفا وبعضهم مرسالQ أو وصله هو أو رفعه في وقت وأرسله مرفوعا

أو وقفه في وقت ، فالصحيح الذي قاله المحققون من المحدثين وقاله الفقهاء

وأصحاب األصول وصححه الخطيب البغدادي: أن الحكم لمن وصله أو رفعه، سواء كان

المخالف له مثله أو أكثر وأحفظ ألنه زيادة ثقةوهي مقبولة. اهـ .

258

وقد صرح بذلك ابن الهادي في التنقيح )( طبعة مصر .1/350

: إن حاتم بن إسماعيل لم ينفردثانيهما برفع الحديث بل وافقه على الرفع محمد ابن إسحاق كما تقدم باإلضافة إلى شاهد عبد الله

. Q بن مسعود المذكور أوال والصواب هنا أن يقال : إن أبان بن صالح كان

Q أخرى ال ينشط لرفعه Q ، وأحيانا يرفعه أحياناQ . والله أعلم . ونظائره كثيرة جدا

وعليه فإعالل األلباني للطريق المرفوعة بالموقوفة تمحل ال معنى له ، وعلة ال تساوي

سماعها يريد بها دفع الحديث والتخلص منه بأي وسيلة كانت ولو بمخالفة قواعد الحديث ،

فاللهم غفرانك . ومما سبق بيانه يعلم أن الحديث جيد مقبول وال بد خاص وأن الشاهد الثالث حسن اإلسناد لذاته ،

والله أعلم .فائـدة

إذا ورد حديث بسند ضعيف يصير من قسم المقبول الذي هو أعلم من الصحيح والحسن إذا تلقته األمة بالقبول ، أما إذا عمل به بعضاألئمة – كحديثنا هذا – ففي عملهم تقوية له .

قال الحافظ البيهقي في السنن الكبرى ) ( بعد أن روى حديث صالة التسبيح ما3/52

نصه:وكان عبد الله بن المبارك يفعلها وتداولها

259

الصالحون بعضهم عن بعض وفيه تقويةللحديث المرفوع . اهـ .

ونحوه لشيخه الحاكم في المستدرك )1/320. )

والحديث عمل به األئمة وجربوه : : ففي المسائل ، وشعب اإليمان للبيهقي -1

قال عبد الله بن اإلمام أحمد : سمعت حججت خمس حجج منها اثنتينأبي يقول:

Q Q وثالثة راكبا Q ، أو ثنتين ماشيا Q ، وثالثة ماشيا راكباQ ، فضللت الطريق في حجة وكنت ماشيا

فجعلت أقول : يا عباد الله دلونا على الطريق ، فلم أزل أقل ذلك حتى وقعت على الطريق ،

أو كما قال أبي . اهـ . وبعد أن أخرج أبو القاسم الطبراني-2

( قال :17/117الحديث في معجمه الكبير )وقد جرب ذلك .

(133 قال اإلمام النووي في األذكار )ص-4 بعد أن ذكر الحديث ما نصه:حكى لي بعض شيوخنا الكبار في العلم أنه انفلتت له دابة

أظنها بغلة وكان يعرف هذا الحديث فقاله، فحسبها الله

عليهم في الحال، وكنت أنا مرةQ مع جماعة فانفلتت منا بهيمة وعجزوا عنها فقلته فوقفت

في الحال يغير سوى هذا الكالم . اهـ .

260

والحاصل أن للناقد مسلكين في تقوية هذاالحديث :

Q ، والأحدهما : تقويته بالشواهد فيصير حسناريب في ذلك .

تقويته بعمل األمة به .ثانيهما :وأحد المسلكين أقوى من اآلخر والله أعلم .

*********************

الحديث الثامن )) ليأتين على الناس زمان يخرج

الجيش من جيوشهم فيقال : هل فيكم أحد صحب محمداw فتستنصرون به

فتنصروا ؟ ثم يقال : هل فيكم من صحب محمداw فيقال: ال . فمن صحب أصحابه ؟ فيقال ال . فيقال: من رأى

من صحب أصحابه ؟ فلو سمعوا به منوراء البحر ألتوه (( .

(4/132قال أبو يعلى الموصلي في مسنده ):

261

حدثنا عقبة ، حدثنا يونس ، حدثنا سليمان األعمش ، عن أبي سفيان، عن جابر ، أن

رسول الله )ص( قال : )) ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش منQ جيوشهم فيقال : هل فيكم أحد صحب محمدا فتستنصرون به فتنصروا ؟ ثم يقال : هل فيكم

Q فيقال : ال . فمن صحب من صحب محمدا أصحابه ؟ فيقال ال . فيقال من رأى من صحب

أصحابه ؟ فلو سمعوا به من وراء البحر ألتوه ((.

إسناده صحيح .Q فهو معدود في واألعمش وإن كان مدلسا

المرتبة الثانية منهم ، وحديثهم مقبول صرحوابالسماع أو لم يصرحوا .

( بلفظ200 / 4ورواه أبو يعلى في مسنده ) مقارب :

حدثنا ابن نمير ، حدثنا محاضر ، عن األعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال : سمعت

رسول الله )ص( يقول : " يبعث بعث� فيقال لهم : هل فيكم أحد

Q ؟ فيقال : نعم. فيلتمس فيوجد صحب محمدا الرجل فيستفتح فيفتح عليهم . ثم يبعث بعث

فيقال: هل فيكم من رأى أصحاب محمد ؟ قيلتمس فال يوجد حتى لو كان من وراء البحر

262

ألتيتموه . ثم يبقى قوم يقرؤن القرآن ال يدرونما هو " .

. Q وهو سند صحيح أيضا( :10/18وقال الهيثمي في مجمع الزوائد )

رواه أبو يعلى من طريقين ورجالهما رجالالصحيح . اهـ .

وهذا الحديث الصحيح فيه استحبابالتوسل بذوات الصالحين .

*******************

الحديث التاسع )) كان رسول الله )ص( يستفتح

بصعاليك المهاجرين ((( :1/292قال الطبراني في معجمه الكبير )

حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه ، ثنا أبي ، ثنا عيسى بن يونس ، حدثني أبي عن أبيه ،عن

أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، قال : ) كان رسول الله )ص( يستفتح بصعاليك

المهاجرين ( .

263

ثم قال : وحدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، ثنا يحيى بن سعيد عن أبي إسحاق عن أمية بن

خالد قال : ) كان رسول الله )ص( يستفتح بصعاليك

المهاجرين ( . ثم رواه من طريق قيس بن الربيع ، عن أبي إسحاق ، عن المهلب بن أبي صفرة ، عن أمية

Q نحوه . بن خالد مرفوعاقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد )

( : رواه الطبراني ورجال الرواية10/262األولى رجال الصحيح . اهـ .

قلت : أمية بن عبد الله بن خالد )تابعي( ، ولم يخرج له في الصحيح لكنه ثقة ، ولال عنعنة أبي إسحاق السبيعي – فإنه مذكور في المرتبة

( – لكان الحديث42الثالثة من المدلسين )صQ صحيح اإلسناد والله أعلم. مرسال

*******************الحديث العاشر

))ال تبكوا على الدين إذا وليه أهله ،ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله (( .

( :5/422قال اإلمام أحمد في مسنده : ) ثنا عبد الملك بن عمرو ، ثنا كثير بن زيد ،

عن داود بن أبي صالح قال :

264

Q وجهه Q واضعا Q فوجد رجال أقبل مروان يوما على القبر فقال : أتدري ما تصنع؟ فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب فقال: نعم جئت رسول الله

)ص( ولم آت الحجر،سمعت رسول الله)ص(يقول: )ال تبكوا على الدين إذا وليهأهله ، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله ((.

وأخرجه من هذا الوجه الحاكم في ( وقال صحيح اإلسناد ،4/515المستدرك )

وسلمه الذهبي . عبد الملك بن عمرو هو القيسي أبو عامر

العقدي ، ثقة احتج به الجماعة وكثير بن زيد ،حسن الحديث .

وداود بن أبي صالح قال عنه الذهبي في ( : "ال يعرف" ، وسكت عنه ابن2/9الميزان )

( .3/416أبي حاتم الرازي )الجرح Q وقال في وذكره الحافظ بن حجر تمييزا

التقريب : "مقبول" .

فإذا تشددت وأعرضت عن تصحيح الحاكم وموافقة الذهبي له ألن التصحيح هو توثيق للراوي فهذا االسناد فيه ضعف يسير يزول

بالمتابعة ، وداود بن أبي صالح قد تابعه المطلب بن عبد الله بن حنطب فيما أخرجه

(4/189الطبراني في المعجم الكبير ) ( ، وأبو الحسين يحيى بن1/199واألوسط )

265

الحسن في أخبار المدينة ) كما في شفاء ( .152السقام ص

والمطلب بن عبد الله بن حنطب صدوق ويدلس ، ومثله يصلح للمتابعة صرح بالسماع

أو لم يصرح ، أدرك أبا أيوب أو لم يدركه . فغاية هذا اإلسناد أنه فيه انقطاع يسير قد

زال بالمتابع المتقدمة . وبهذه المتابعة يثبت الحديث ويصير من

قسم الحسن لغيره ، والله أعلم .تنبيه :

أما األلباني فكان وال بد أن يضعف الحديث، فماذا فعل في تضعيفه ؟! .

اقتصر على رواية أحمد والحاكم التي فيها داود بن أبي صالح وضعف الحديث به ، وهذا قصور وقد علمت وجود متابع لداود بن أبي

صالح . ثم أخطأ على الحافظ العلم نور الدين

الهيثمي فقال األلباني : وذهل عن هذه العلة – ) أي داود بن أبي صالح ( – الحافظ الهيثمي

( :5/245فقال في المجمع ) رواه أحمد والطبراني في الكبير ، واألوسط ، وفيه كثير بن يزيد ، وثقة أحمد وغيره ، وضعفه

النسائي وغيره . اهـ .

266

Q ، ذلك وخطأ األلباني أنه اعتبر الجودة ذهوال أن الحافظ الهيثمي عندما نظر إلسنادي

Q لداود بن أبي صالح أحمد والطبراني وجد متابعا وهو المطلب بن عبد الله بن حنطب فلم يجد

ما يستحق الكالم عليه إال كثير بن زبيد فبين أنهمختلف، ومثله يحسن حديثه .

فحصر الهيثمي ، الكالم على كثير بن زيد هوالصواب .

ومنشأ خطأ األلباني هو عدم وقوفه علىالمتابعة ، وهو قصور بال شك .

وبيان هذا القصور أنه عندما علم تخريج الطبراني للحديث كان ينبغي المسارعة

والبحث عن إسناد الطبراني والنظر فيه ، وهذا هو مسلك المحدثين الناقدين ، أما االقتصار

على طريق واحد للحديث ثم تضعيف األلباني له مع وجود طريق آخر فهو خطأ بال ريب .

ولعمل األلباني هذا نظائر في كتبه . والحديث فيه التجاء أحد الصحابة رضي الله تعالى عنهم إلى القبر

الشريف .

*****************الحديث الحادي عشر

)) اللهم أنت أحق من ذكر ، وأحق من عبد ، وأنصر من ابتغى وأروف من

267

ملك ، وأجود من سئل ، وأوسع من أعطى ، أنت الملك ال شريك لك، والفرد

ال تهلك، كل شيء هالك إال وجهك، لن تطاع إال بإذنك ، ولم تعٌص إال بعلمك، تطاع فتشكر، وتعصى فتغفر، أقرب

شهيد ، وأدنى حفيظ ، حلت دون الثغور وأخذت بالنواصي ، وكتبت اآلثار ،

ونسخت اآلجال ، القلوب لك مفضية ، والسر عندك عالنية ، الحالل ما أحللت ،

والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، واألمر ما قضيت ، والخلق خلقك ، والعبد عبدك ، وأنت الله الرؤوف الرحيم ، أسألك بنور وجهك الذي

أشرقت له السماوات واألرض ، بكل حق هو لك ، وبحق السائلين عليك أن

تقبلني في هذه الغداة أو في هذه العشية ، وأن تجيرني من النار

بقدرتك (( .( :8/264قال الطبراني في المعجم الكبير )

حدثنا أحمد بن علي بن األبار البغدادي ، ثنا العباس بن الوليد النرسي ، ثنا هشام بن هشام

الكوفي ، ثنا فضال بن جبير ، عن أبي أمامة الباهلي قال : كان رسول الله )ص( إذا أصبح

وأمسى دعا بهذه الدعوات:

268

))اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد ، وأنصر من ابتغى وأروف من ملك، وأجود من سئل، وأوسع من أعطى، أنت الملك ال شريك

لك، والفرد ال تهلك، كل شيء هالك إال وجهك ، لن تطاع إال بإذنك، ولم تعص إال بعلمك ، تطاع فتشكر ، وتعصى فتغفر ، أقرب شهيد ، وأدنى

حفيظ، حلت دون الثغور وأخذت بالنواصي ، وكتبت اآلثار ، ونسخت اآلجال ، القلوب لك

مفضية ، والسر عندك عالنية ، الحالل ما أحللت ، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، واألمر ما قضيت ، والخلق خلقك ، والعبد عبدك

، وأنت الله الرؤوف الرحيم ، أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات واألرض ،

بكل حق هو لك ، وبحق السائلين عليك أن تقبلني في هذه الغداة أو في هذه العشية، وأن

تجيرني من النار بقدرتك((.قلت : فيه فضال بن جبير .

( :6/2047 قال ابن عدي في الكامل ) لفضال بن جبير عن أبي أمامة قدر عشرة

أحاديث كلها غير محفوظة . اهـ . ( :2/204 وقال ابن حبان في المجروحين )

يروى عن أبي أمامة ما ليس من حديثه ، اليحل االحتجاج به بحال . اهـ .

269

ولذلك قال الهيثمي في مجمع الزوائد )10/117: )

رواه الطبراني، وفيه فضال بن جبير، وهوضعيف، مجمع على ضعفه . اهـ .

قلت: ولوال قوة فضال بن جبير في الضعف لجاز االستشهاد به لحديث )) اللهم إني أسألك

بحق السائلين عليك …( الحديث *****************

الحديث الثاني عشر )) إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني ،

وليصل علي ((( :2/120قال الطبراني في معجمه الصغير )

حدثنا نصر بن عبد الملك السنجاري بمدينة ثمان وسبعين ومائتين ،278سنجار سنة

حدثنا معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع صاحب النبي )ص( ، حدثنا أبي محمد عن أبيه عبيد الله عن أبيه أبي رافع قال : قال رسول

الله )ص( : )إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني ، وليصل

علي (( ال يروى عن أبي رافع إال بهذا االسنادتفرد به معمر بن محمد .

قلت : لم يتفرد به معمر بن محمد كماسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى .

270

وقد أخرجه من هذا الوجه البزار في مسنده (، والبيهقي في4/32)كشف األستار

الدعوات ، وأبو يعلى ، وابن عدي في الكامل )( .4/261( ، والعقيلي في الضعفاء )2443/ 6

( : ليس له أصل .4/104وقال العقيلي ) ولذا أورده من طريقه ابن الجوزي في

( .3/76الموضوعات ) وذكره ابن طاهر المقدسي في تذكرة

( .32الموضوعات )ص ومعمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع

وأبوه ضعيفان .

فمعمر كذب، وقال البخاري: منكر الحديث . ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع قال عنه

البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيفQ ، ذاهب . وقال الحديث منكر منكر الحديث جدا

الدارقطني : متروك ومع ذلك ذكره ابن حبانفي الثقات .

واقتصر الحافظ على تضعيفه في التقريب . ومعمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع

لم يتفرد به كما قال الطبراني ، بل له طرق أخرى لكن مدارها على أبيه محمد بن عبيد الله

بن أبي رافع وقد علمت قوته في الضعف .

271

أخرجها ابن خزيمة في صحيحه ، والخرائطي ( وابن السني في80في مكارم األخالق )ص ( ، والطبراني في66عمل اليوم والليلة )ص

(، وابن عدي في322-1/321المعجم الكبير ) (، وابن حبان في المجروحين6/2126الكامل )

( . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد )2/250) ( : إسناد الطبراني في الكبير10/138

حسن .اهـ . وهذا منه غريب لما قد تبين من ضعف

النتفرد به ، بل قوته في الضعف . وأغرب منه إخراج ابن خزيمة له في

صحيحه .وقد انتقده الحفاظ على ذلك .

فقال السخاوي في )القول البديع في الصالة ( :225على الحبيب الشفيع ( )ص

وقد أخرجه ابن خزيمة في صحيحه ، وذلكعجيب ألن إسناده غريب وفي ثبوته نظر .

( ،6/467وقال نحوه ابن كثير في تفسيره ) ( ابن1/399وقلد المناوي في فيض القدير )

خزيمة والهيثمي فبعد عن الصواب، والله تعالىأعلم.

******************

272

الحديث الثالث عشر )) لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي، فقال

الله: يا آدم وكيف عرفت محمداw ولم أخلقه، قال : يا رب ألنك لما خلقتني

بيدك ونفخت في من روحك رفعتwرأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا

ال إله إال الله، محمد رسول الله ، فعلمت أنك لم تضف إلى إسمك إال

أحب الخلق إليك ، فقال الله صدقت يا آدم إنه ألحب الخلق إلي ادعني بحقه

فقد غفرت لك ولوال محمد ما خلقتك ((.

( :2/615قال الحاكم في المستدرك ) حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل ، ثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن

إبراهيم الحنظلي ، ثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري ، ثنا إسماعيل ابن مسلمة ، أنبأ

عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :

قال رسول الله )ص( :

273

)) لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله :Q ولم أخلقه ، قال : يا آدم وكيف عرفت محمدا يا رب ألنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من

روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرشQ ال إله إال الله ، محمد رسول الله، مكتوبا

فعلمت أنك لم تضف إلى إسمك إال أحب الخلق إليك، فقال الله صدقت يا آدم إنه ألحب

الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولوال محمد ما

خلقتك (( . ( ، وهو أول1هذا حديث صحيح اإلسناد)

حديث ذكرته لعبد الرحمن ابن زيد بن أسلمفي هذا الكتاب . اهـ .

( من427ورواه اآلجري في الشريهة )ص هذا الوجه مع زياد رجل بين الفهري وشيخه

لكنه موقوف . وأخرجه البيهقي عن الحاكم في دالئل النبوة

( وقال :تفرد به عبد الرحمن بن زيد5/489)بن أسلم من هذا الوجه عنه ،وهو ضعيف . ولكن الذهبي في تلخيص المستدرك )

( كان حكمه أشد فقال :2/615

274

موضوع، وعبد الرحمن واهz، رواه عبد الله بن مسلم الفهري وال أدري من ذا عن إسماعيل

بن مسلمة عنه . لكنه قال في ترجمة عبد الله بن مسلم من

( :2/504الميزان ) روى عن إسماعيل بن مسلمة بن قعنب عن

Q فيه: يا Q باطال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم خبرا آدم لوال محمد ما خلقتك، رواه البيهقي في

) دالئل النبوة ( .( 3/360وأقره الحافظ في اللسان )

( وهو حديث حسن باعتبار طريق ميسرة الفجر ، الذي سيأتي ذكره1)في نهاية الكالم على هذا الحديث إن شاء الله .

ولكن لم ينفرد عبد الله بن مسلم به فقدتوبع .

( :2/82قال الطبراني في المعجم الصغير ) حدثنا محمد بن داود بن أسلم الصدفي

المصري ، حدثنا أحمد بن سعيد المدني الفهري، حدثنا عبد الله بن إسماعيل المدني

عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :

قال رسول الله )ص( : )) لما أذنب آدم صلى الله عليه وسلم الذنب الذي أذنبه رفع رأسه إلى العرش فقال: أسألك

بحق محمدz إال غفرت لي، فأوحى الله إليه

275

وما محمد ومن محمد ؟ فقال: تبارك اسمك لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك، فإذا فيه مكتوب ال إله إال الله محمد رسول الله فعلمت

Q ممن جعلت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ايمه مع اسمك ، فأوحى الله عز وجل إليه يا آدم إنه آخر النبيين من ذريتك ، وإن أمته آخراألمم من ذريتك ولواله يا آدم ما خلقتك (( . قال الطبراني : ال يروى عن عمر إال بهذا

اإلسناد ، تفرد به أحمد بن سعيد . قلت : واألمر ليس كما قال فأحمد بن سعيد

توبع كما تقدم عند الحاكم ، لكن هذا السند فيهمن لم أجد تراجمهم .

( :8/153وقال الهيثمي في مجمع الزوائد )

رواه الطبراني في األوسط والصغير ، وفيهمن لم أعرفهم . اهـ .

والحاصل ان الحديث تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من الرجه المتقدم وهو ضعيف كما قال البيهقي : ضعفه الكل ، إال ابن عدي

فإنه رغم روايته لمنكرات له في الكامل قال )4/1585: )

له أحاديث حسان … وهو ممن احتمله الناس وصدقه بعضهم وهو ممن يكتب حديثه .

اهـ .وشدد بعضهم فيه .

276

وبسبب تساهل الحاكم في تصحيح هذا الحديث قال الحافظ في النكت على ابن

( :1/328الصالح ) ومن عجيب ما وقع للحاكم أنه أخرج لعبد

الرحمن بن زيد بن أسلم وقال _ بعد روايته : هذا صحيح اإلسناد ، وهو أول حديث ذكرته

لعبد الرحمن مع أنه قال في كتابه الذي جمعه في الضعفاء : عبد الرحمن بن زيد بن أسلم

روى عن أبيه أحاديث موضوعة ال يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها

عليه . وقال آخر هذا الكتاب : فهؤالء الذين

ذكرتهم قد ظهر عندي جرحهم ألن الجرح الQ . اهـ . أستحله تقليدا

وله شاهد موقوف ولكنه ضعيف . أخرجهاآلجري في الشريعة

( : أخبرنا أبو أحمد هارون بن425-422)ص يوسف بن زياد التاجر قال : حدثنا أبو مروان العثماني قال : حدثني ابن عثمان بن خالد ،

عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه قال : )) من الكلمات التي تاب الله عز وجل بها

على آدم عليه السالم أنه قال : اللهم إني أسألك بحق محمد عليك ، قال الله عز وجل : يا آدم وما يدريك بمحمد ؟ قال: يا رب رفعت

277

Q على عرشك ال له إال الله رأسي فرأيت مكتوبا محمد رسول الله فعلمت أنه أكرم خلق الله

عليك (( . قلت : أبو مروان العثماني فيه كالم ، وأبوه عثمان بن خالد متروك ، ومع ذلك فهو معضل

وموقوف . وله شاهد آخر مرسل موقوفولكن ألفاه فيها نكارة .

فقد أخرج ابن المنذر في تفسيره ) كما في ( عن محمد الباقر بن علي1/60الدر المنثور :

بن الحسين عليهم السالم قال : لما أصاب آدم الخطيئة عظم كربه واشتد ندمه فجاء جبريل فقال : يا آدم هل أدلك على باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه ، قال : بلى يا جبريل ، قال : فقم في مقامك الذي تناجي فيه ربك

فمجد وامدح فليس شيء أحب لله من المدح ، قال : فأقول ماا يا جبريل ؟ قال : فقل ال إله

إال الله وحده ال شريك له ، له الملك وله الحمد يحيى ويميت ، وهو حي ال يموت بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير ، ثم تبوء بخطيئتك

فتقول : سبحانك اللهم وبحمدك ال إله إال أنت رب� إني ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر

لي إنه ال يفر الذنوب إال أنت ، اللهم إني أسألك بجاه محمد عبدك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي، قال: ففعل آدم ، فقال الله : يا آدم

278

من علمك هذا ، فقال : يا رب إنك لما نفختQ أسمع وأبصر Q سويا في الروح فقمت بشرا

: Q وأعقل وأنظر رأيت على ساق عرشك مكتوبا بسم الله الرحمن الرحيم ال إله إال الله وحده ال

شريك له محمد رسول الله ، فلما لم أر على أثر إسمك اسم ملك مقرب ، وال نبي مرسل غير اسمه علمت أنه أكرم خلقك عليك، قال: صدقت وقد تبت عليك وغفرت لك خطيئتك، قال: فحمد آدم ربه وشكره وانصرف بأعظم سرور لم ينصرف به عبد من عند ربه ، وكان

لباس آدم النور ، قال الله ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما ثياب النور ، قال : فجاءته

Q تهنئة يقولون : لتهنك توبة الله المالئكة أفواجايا أبا محمد (( .

لم أقف على إسناده إلى محمد الباقر عليهQ جليل القدر من السالم ، وهو رغم كونه إماما أئمة التابعين وثقاتهم ، إال أن في متنه نكارة

بينة ، وهو أجل من أن تنسب إليه هذهالنكارة ، ولكنها من الرواة عنه ، والله أعلم .

وبعد كتابة ما تقدم ، وجدت لحديث. wقويا wتوسل آدم بالنبي )ص( شاهدا

قد أخرج الحافظ أبو الحسن بن بشران قال : حدثنا أو جعفر محمد ابن عمرو، حدثنا أحمد

بن سحاق بن صالح، ثنا محمد بن صالح، ثنا

279

محمد ابن سنان العوقي، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن

(، عن ميسرة قال: قلت: يا رسول1شقيق)Q ؟ قال: )) لما خلق الله الله، متى كنت نبيا األرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات ، وخلق العرش،كتب على ساق

العرش: محمد رسول الله خاتم األنبياء، وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء، فكتب

اسمي على األبواب، واألوراق والقباب، والخيام،وآدم بين الروح والجسد،فلما أحياه

الله تعالى: نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله أنه سيد ولدك، فلما غرهما

( .واستشفعا باسمي إليهالشيطان ، تابا وأخرجه ابن الجوزي في الوفا بفضائل

المصطفى من طريق ابن بشران، نقله عن ابنQ به .2/159تيمية في الفتاوي ) ( مستشهدا

وذكره شيخنا العالمة المحقق السيد عبد الله بن الصديق الغماري – نور الله مرقده – في

( وقال :139 – 138الرد المحكم المتين )ص ) إسناد هذا الحديث قوي، وهو أقوى شاهد

وقفت عليه لحديث عبد الرحمن بن زيد( . اهـ .وكذا قال الحافظ بن حجر .

zقلت: إسناده مسلسل بالثقات ، ما خال راو واحد صدوق .

280

( )عبد الله بن سفيان ( ،2/150( وقد وقع في فتاوي ابن تيمية )1) والصواب )عبد الله بن شقيق( هكذا جاء عند من أخرج أصل الحديث

( ، وأبو نعيم2/129 ، 1/85( ، والبيهقي في الدالئل )2/608كالحاكم ) ، ترجمة رقم7/374( ، والتاريخ الكبير للبخاري )9/53في الحلية )

( وقد ذكره شيخنا المحقق1/179( ، والسنة البن أبي عاصم )1606 العالمة السيد عبد الله الصديق الغماري رحمه الله تعالى على الصواب

( .139في الرد المحكم المتين )ص

فأبو جعفر محمد بن عمرو ، وهو ابن البختري الرزاز ، ثقة ثبت ، وله ترجمة في

( .3/132تاريخ بغداد ) وأحمد بن إسحاق بن صالح ، هو أبو بكر الوزان ، صدوق على األقل ، وله ترجمة في

( Q ( .4/28تاريخ بغداد أيضا ومحمد بن صالح هو أبو بكر األنماطي المعروف بكيلجة ، ثقة حافظ من رجال

التهذيب ، ويمكن أن يكون هو محمد بن صالحQ، ومترجم في الواسطي كعب الذراع، ثقة أيضا

(، واالختالف في تعيين5/360تاريخ الخطيب )الثقة ال يضر .

ومحمد بن سنان العوقي فمن فوقه ثقاتمن رجال التهذيب .

فالصواب أن هذا اإلسناد من شرط الحسن على األقل ، ويصححه من يدخل الحسن في

الصحيح من الحفاظ كابن حبان والحاكم .

******************

281

الحديث الرابع عشر )) من أراد يؤتيه الله حفظ القرآن

وحفظ العلم فيكتب هذا الدعاء في إناء نظيف بعسل ، ثم يغسله بماء مطر ،

يأخذه قبل أن يقع إلى األرض، ثم يشربه على الريق ثالثة أيام ، فإنه

يحفظ بإذن الله: اللهم إني أسألك بأنك مسؤوول لم يسأل مثلك ، أسألك بحق محمد رسولك ونبيك ، وإبراهيم خليلك

وصيفك، وموسى كليمك ونجيك ، وعيسى كلمتك وروحك … ( الحديث

بطوله . قال الخطيب البغدادي في الجامع ألخالق

( : 2/2661الراوي وآداب السامع) أنا محمد بن الحسين بن محمد المتوه ، نا

عثمان بن أحمد الدقاق ، نا محمد بن خلف بن عبد السالم ، نا موسى بن إبراهيم المروزي ، نا وكيع، عن عبيدة ، عن شقيق ، عن ابن مسعود

، عن النبي )ص( قال : ))من أراد يؤتيه الله حفظ القرآن وحفظ

العلم فيكتب هذا الدعاء في إناء نظيف بعسل ، ثم يغسله بماء مطر ، يأخذه قبل أن يقع إلى األرض، ثم يشربه على الريق ثالثة أيام ، فإنه

282

يحفظ بإذن الله : اللهم إني أسألك بأنك مسؤوول لم يسأل مثلك ، أسألك بحق محمد

رسولك ونبيك ، وإبراهيم خليلك وصيفك، وموسى كليمك ونجيك، وعيسى كلمتك

وروحك…( الحديث بطوله . قلت : هذا موضوع ، والمتهم به موسى بن

إبراهيم أبو عمران المروزي . كذبه يحيى بن معين ، وقال الدارقطني

ويره : متروك ، وقد عد الحافظ الذهبي في ( هذا الحديث من باليا موسى4/199الميزان )

بن إبراهيم . وقد سرقه منه عمر بن صبح الخراساني

Q آخر وهو الذي أخرجه الكذاب وركب له إسنادا -3/174ابن الجوزي في الموضوعات )

175 . ) ورواه أبو الشيخ في الثواب ) كما في

( من طريق الحسن بن عرفة ،2/357الآللئ : حدثنا زيد بن حباب ، حدثنا عبد الملك بن

هارون بن عنترة ، عن أبيه أن أبا بكر الصديقرضي الله تعالى عنه أتى النبي )ص( فقال : إني أتعلم القرآن فينفلت مني، فقال النبي

)ص(: )قل : اللهم إني أسألك بحق محمد نبيك، وإبراهيم خليلك ، وموسى نجيك ،

وعيسى روحك ..( الحديث .

283

( :89وفي الوسيلة والتوسل ) ص ورواه أبو موسى المديني من حديث زيد بن الحباب ، عن عبد الملك بن هارون بن عنترة،

وقال: هذا حديث حسن مع أنه ليس بالمتصل ، قال أبو موسى: ورواه محرز بن هشام، عن عبد الملك، عن أبيه، عن جده، عن الصديق

رضي الله عنه، وعبد الملك ليس بذاك القويوكان بالري، وأبوه وجده ثقتان . اهـ .

قلت : هذا مثل أسانيد الحديث على وهائه . فهارون بن عنترة بن عبد الرحمن ، تابعي

ثقة ، وزعم بعضهم أن له صحبة فإسناده متصل ، لكن آفته عبد الملك بن هارون بن

عنترة هالك . قال عنه يحيى بن معين : كذاب ، وقال أبو

حاتم : متروك ذاهب الحديث .والحاصل أن الحديث موضوع .

وهو مما أصاب ابن الجوزي بذكره فيالموضوعات ، والله أعلم .

***************

284

تخريجات اآلثاراألثر األول

wشديدا wقحط أهل المدينة قحطا (( فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا إلى

قبر النبي )ص( فاجعلوا منه كواw لى السماء حتى ال يكون بينه وبين السماء

wسقف قال : ففعلوا ، فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت اإلبل حتى

تفتقت من الشحم فسمي عامالفتق (( .

(44 – 1/43قال الحافظ الدارمي في سننه ): باب ما أكرم الله تعالى نبيه بعد موته : حدثنا أبو النعمان ، ثنا سعيد بن زيد ، ثنا

عمرو بن مالك النكري، حدثنا أبو الجوزاء أوسبن عبد الله قال :

Q فشكوا Q شديدا )) قحط أهل المدينة قحطا إلى عائشة فقالت : انظروا إلى قبر النبي

Q لى السماء حتى ال يكون )ص( فاجعلوا منه كوا بينه وبين السماء سقف قال: ففعلوا ، فمطرنا

Q حتى نبت العشب وسمنت اإلبل حتى مطراتفتقت من الشحم فسمي عام الفتق (( .

قلت : هذا إسناد حسن إن شاء اللهتعالى .

285

أبو نعمان هو محمد بن الفضل السدوسي الملقب بعارم ، ثقة مشهور ، وإن كان قداختلط بآخره فحديثه مقبول هنا ألمرين :

: قال الحافظ ابن الصالح في مقدمتهاألول ( : عارم محمد ابن الفضل اختلط426)ص

بأخرةz، فما رواه عنه البخاري ، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهما من الحفاظ ينبغي أن

Q عنه قبل اختالطه . اهـ . يكون مأخوا وعقب عليه الحافظ العراقي في التقييد

( ، فقال : وكذلك ينبغي أن462واإليضاح )ص يكون من حدث عنه من شيوخ البخاري

ومسلم.اهـ. قلت : عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي من

شيوخ مسلم والبخاري فيكون الدارمي ممن حدثوا عن محمد بن الفضل السدوسي قبل

اختالطه وال بد . : قال الذهبي في الميزان في الثاني

( : وقال الدارقطني: تغير4/8ترجمة عارم ) بآخره، ما ظهر له بعد اختالطه حديث منكر

وهو ثقة . قلت أي الذهبي : "فهذا قول حافظ العصر

الي لم يأت بعد النسائي مثله ، فأين هذا القول من قول ابن حبان الخساف المتهور في عارم فقال: اختلط في آخر عمره وتغير حتى كان ال

286

يدري ما يحدث به ، فوقع في حديثه المناكير الكثيرة ، فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون، فإذا لم يعلم هذا ترك الكل ، وال يحتج بشيء منها . قلت : ولم يقدر ابن حبان

Q ، فأين مازعم " . Q منكرا أن يسوق له حديثاانتهى كالم الذهبي .

وأقر العراقي في ) التقييد واإليضاح ، ص ( الذهبي في دفعه لجرح 461

ابن حبان . ( بأنه3/79 وصرح الذهبي في الكاشف )

تغير قبل موته فما حدث .اهـ. وكالم الحافظ الهبي جيد دل على براعة ،

والواقع يؤيده ، فإذا كان الرجل قد اختلط ، وما ظهر له بعد اختالطه حديث منكر – كما صرح

بذلك الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث – فيكون قد أمسك عن التحديث ، وبعد ؛ فمن يختلف عن مثل عارم الثقة فال تلتفت إليه ،

وقد:Q Q ورجاال خلق الله للحروب رجاال

لقصعةz وثريد�والله أعلم .

وإذ قد تبين لك أن ما رواه الدارمي ، عن أبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي

مقبول ال مراء فيه .

287

فإن تعجب فعجب من صنيع األلباني الذي نقل ( ، ذكر ابن128في كتابه "التوسل" )ص

الصالح ألبي النعمان في المختلطين ، ثم لم ينقل من كالم ابن الصالح ما يدحض شبهته

وهي قول ابن الصالح – وقد تقدم ذكره -: ما رواه البخاري ، ومحمد بن يحيى الذهلي

Q وغيرهما من الحفاظ ينبغي أن يكون مأخوذاعنه قبل اختالطه . اهـ .

والدارمي من كبار الحفاظ وهو من شيوخالبخاري والذهلي .

وأكثر من هذا أنه – أي األلباني – قال في ( :129حاشية كتابه المذكور )ص

وتغافل عن هذه العلة – أي اختالط أبي النعمان ( .43– الشيخ الغماري في "المصباح" )ص

اهـ .والصواب : رد كالم األلباني عليه .

وما أحسن قول القائل :Q وآفته من Q صحيحا وكم من عائب قوال

الفهم السقيم فتكلم فيه ، لكن وأما سعيد بن زيد

وثقه ابن معين ، وابن سعد ، والعجلي ،وسليمان بن حرب ، وغيرهم .

وقد احتج به مسلم في صحيحه .

288

وقد كفانا الحافظ الذذهبي مؤنة تفصيل القول في قبول حديثه بإيراده إياه في جزء

( ، وحديثهم85"من تكلم فيه وهو موثق" )ص ال ينزل عن درجة الحسن عنده ، كما صرح بلك

( .27في مقدمة الجزء المذكور )ص فال تلتفت – أيها المصنف – بعد ذلم لمن

يشغب عليك ، ويضعف الرجال المخرج لهمفي الصحيح .

، فقد وثقه وأما عمرو بن مالك النكري ( ، وال يقول قائل إنه7/228ابن حبان ) الثقات

من المجاهيل الذين يدخلهم كتابه الثقات ، فالرجل روى عنه جماعة من الثقات، وعندما

ترجمه ابن حبان في ثقاته قال ما نصه :

عمرو بن مالك النكري كنيته أبو مالك ، من أهل البصرة ، يروي عن أبي الجوزاء ، روى عنه حماد بن زيد وجعفر بن سليمان وابنه

يحيى بن عمرو ، ويعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه ، مات سنة تسع وعشرين ومائة .

اهـ . وأكثر من هذا أن ابن حبان ترجم لعمرو بن

(155مالك النكري في مشاهير علماء )ص ضمن طبقة اتباع التابعين في البصرة

وقال: وقعت المناكير في حديثه من رواية ابنهعنه ، وهو في نفسه صدوق اللهجة . اهـ .

289

فأنت ترى أن ابن حبان عرف اسم الراوي ، وكنيته ، بلده ، وشهرته بالعلم وعرف الرواة

عنه ، وأنه قد سبر روايته بدليل قوله يعتبرحديثه … إلخ ، وقوله وقعت المناكير … إلخ .

فقبول توثيق ابن حبان حق ال مرية فيه ، وهوالذي اعتمده الحافظ ، قال في التقريب )ص

( : صدوق له أوهام . اهـ .426 لكن الصواب من قول الحافظ في عمرو بن مالك النكري هو قوله "صدوق" فقط، وبيان

(8/96هذا الصواب أنه وقع في "التهذيب" ) زيادة على كالم ابن حبان لم أجدها في الثقات

هي "يخطئ ويغرب"، وهي سبق قلم بني عليهاالحاف قوله : " له أوهام " .

فإذا رفعت هذه الزيادة التي ال أصل لها منكالم ابن حبان ، رفع

كالم الحافظ المعتمد عليها، وكان الصواب من قول الحافظ في عمرو بن مالك هو

"صدوق" فقط ، والله أعلم . فإن قيل : فما بالنا ، نراك قد أعرضت عن

كالم أحمد في عمرو بن مالك النكري، فقد نقل عن عبد الله بن أحمد عن أبيه في

(: أنه كأنه ضعفه . اهـ .89مسائله)ص ظن ال تقوم به حجة ."كأن"قلت :

290

وذلك كقول الحافظ بن حجر في ترجمة الحسن بن موسى األشيب في مقدمة الفتح

( :397)ص روى عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه قال : كان ببغداد )أي الحسن بن موسى( ،

وكأنه ضعفه . قلت )أي الحافظ ( : ها ظن ال تقوم به

حجة . اهـ .Q أنه جرح غير Q مرجوحا أضف إلى كونه ظنا مفسر ، وحكمه الرد في مقابل التعديل كما

تقرر في علم الحديث . فتوثيق عمرو بن مالك بعد ذلك البيان ال مرية

فيه . وهو ما صرح به الحافظ الذهبي في "الميزان

( .2/489( ، وفي "المغني" )3/286)

تنبيـه وإذا قد تبين لك ثقة عمرو بن مالك النكريفلك أن تعجب من قول األلباني في ضعيفته )

Q على الحافظين المنذري1/131 ( تعقيبا والهيثمي إذ حسنا لعمرو بن مالك النكري ؛

قال األلباني :

291

Q ها لم يوثقه وفيما قااله نظر ، فإن عمرا غير ابن حبان ، وهو متساهل في التوثيق حتىإنه ليوثق المجهولين عند األئمة النقاد .. اهـ .

قلت : تقدم قبول توثيق ابن حبان له ، ومحل العجب من األلباني، حيث قال في

تعليقه على فضل الصالة على النبي )ص( )ص88: )

عمرو بن مالك النكري ، وهو ثقة كما قالالذهبي .

ثم عاد ووثقه مرة أخرى في صحيحته )5/608!! … )

فأنت تراه يصحح ويضعف وفق غرضه وهواه ، ولهذا يكثر التناقض منه ويترك القواعد

، نعوذ بالله تعالى من الهوى والمناكد .تنبيه آخر

خلط ابن عدي رحمه الله تعالى في كامله ) ( بين عمرو بن مالك النكري، وعمرو5/1779

بن مالك الراسبي فقال، منكر الحديث عن الثقات ،ويسرق الحديث، ثم ختم الترجمة

بقوله: ولعمرو غير ما ذكرت أحاديث مناكيربعضها سرقها من قوم ثقات . اهـ .

إال أنه قال في صدر الترجمة : عمرو بن مالك النكري ، والصواب أنه عمرو بن مالك الراسبي ال النكري ، وقد نبه على وهم ابن

292

(، وفرق8/95عدي الحافظ في "التهذيب" ) (، وفي3/286بينهما الذهبي في "الميزان" )

( .2/489"المغني" )واغتر بخلط ابن عدي جماعة منهم :

( ، وفي2/231 ابن الجوزي في "الضعفاء" ) (، وابن تيمية في2/145"الموضوعات" )

"التوسل" وغيره. وكان من أثر ذلك أن حكما على هذا األثر بالوضع ، وهو خطأ بال ريب

منشأة تقليد ابن عدي . وأبو الجوزاء هو أوس بن عبد الله

ثقة احتج به الجماعة، وقد تكلم فيالبصري: سماعه من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

.والصواب إثبات سماعه منها لآلتي :

أن حديث أبي الجوزاء عن عائشة األول: رضي الله عنها أخرجه مسلم في صحيحه ،

وكفى بهذا حجة . قال البخاري في )التاريخ الكبير( ) الثاني:

( : قال لنا مسدد عن جعفر بن سليمان ،2/17 عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء قال :

أقمت مع ابن العباس ، وعائشة اثنتي عشرةسنة ليس من القرآن آية وإال سألتهم عنها .

( :7/224 وفي رواية أخرجها ابن سعد ) أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد

293

، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء قال : جاورت ابن عباس في داره اثنتي عشر سنة ما

في القرآن آية وإال وقد سألته عنها . (3/79 وأخرجه أبو نعيم في )الحلية" )

بزيادة :Qوكان رسولي يختلف إلى أم المؤمنين غدوة وعشيةQ فما سمعت أحد من العلماء وال سمعت

أن الله تعالى يقول لذنب : إني ال أغفره إالالشرك به .

( :1/384قال الحافظ في "التهذيب" ) لكن ال مانع من جواز كونه توجه إليها بعد ذلك فشافهها على مذهب مسلم في إمكان

اللقاء . اهـ . فإن كان أبو الجوزاء قد أدرك السيدة عائشة

رضي الله تعالى عنها بيقين، ولم يكن أبوQ فروايته عنها محمولة على الجوزاء مدلسا

السماع كما هو مذهب اإلمام مسلم بل الجمهور ، واستقر العمل على ذلك ، والله

أعلم . وقد صحح أبو نعيم األصبهاني في ترجمة أبي

الجوزاء في "الحلية" عدة أحاديث له عنعائشة .

وفي الجمع بين الصحيحين البن القيسراني )( : سمع عائشة . اهـ .1/46

294

فحاصل ما تقدم : أن هذا إسناد حسن أو صحيح ورجاله رجال مسلم ما خال

عمرو بن مالك النكري ، وهو ثقة .والله تعالى أعلم بالصواب .

****************األثر الثاني

)) أصاب الناس قحط في زمن عمر ، فجاء رجل إلى قبر النبي )ص( فقال : يا رسول الله استسق ألمتك فإنهم قد هلكوا ، فأتى الرجل في المنام فقيل

له : ائت عمر فاقرئه السالم وأخبره أنكم مسقيون ، وقل له: عليك الكيس، عليك الكيس، فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال: يا رب ال آلو إال ما عجزت

عنه (( .-12/31قال ابن أبي شيبة في "المصنف" )

32: ) حدثنا أبو معاوية عن األعمش ، عن أبي

صالح ، عن مالك الدار ، قال : وكان خازن عمرعلى الطعام ، قال :

)أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي )ص( فقال: يا رسول الله استسق ألمتك فإنهم قد هلكوا ، فأتى الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر فاقرئه السالم

295

وأخبره أنكم مسقيون ، وقل له : عليك الكيس، عليك الكيس، فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم

قال: يا رب ال آلو إال ما عجزت عنه (( وأخرجه من هذا الوجه ابن أبي خيثمة كما

(، والبيهقي في3/484في "اإلصابة" )(( والخليلي في "اإلرشاد" )7/47"الدالئل" )

( ، وابن عبد البر في "االستيعاب"1/313-314(2/464. )

( : وقد2/459وقال الحافظ في "الفتح" )روى سيف في الفتوح أن

الذي رأى المنام المذكور هو بالل بن الحارثالمزني أحد الصحابة. اهـ .

قلت إسناده صحيح ، وقد صححه الحافظان ( ، وابن حجر7/101ابن كثير في "البداية" )

( وقال ابن كثير في جامع2/495في "الفتح " ) ( : إسناده1/223المسانيد – مسند عمر – )

جيد قوي . اهـ . وأقر ابن تيمية بثبوته في اقتضاء

( .373الصراط المستقيم )ص وقد سعى بعضهم لتضعيف هذا األثر الصحيح

Q في بابه بأمور مخالفة لقواعد القوي جدا الحديث رأيت أن أسوقها ثم أبين مجانبتها

للصواب ، وهي قولهم :

296

األعمش مدلس ، ولم يصرح-1 بالسماع .

مالك الدار : مجهول .-2 مظنة انقطاع بين أبي صالح ومالك-3

الدار . إن صحت الرواي فال حجة فيها ألن-4

Q في مدارها على رجل لم يسم وتسميته بالالQ متفق Q ، ألن سيفا رواية سيف ال يساوي شيئا

على ضعفه . تفرد مالك المجهول – في ظنهم – رغم-5

عظم الحادثة وشدة وقعها على الناس إذ همQ يفك هذه األزمة مما في كرب ، عن سببا

تتداعى الهمم على نقله، فإذا لم ينقلوه دل على أن األمر لم يكن كما رواه مالك، فلعله

. Q ظنه ظنا : وهي تدليس األعمش :أما عن األولى

Q إال أن حديثه هنا فإن األعمش وإن كان مدلسامقبول صرح بالسماع أو لم يصرح ألمرين :

: وهو أن األعمش مذكور في المرتبةاألول الثانية من المدلسين ، وهم من احتمل األئمة حديثهم وأخرجوا لهم في الصحيح إلمامتهم ، وقلة تدليسهم في جنب ما رووا، فاألعمشحديثه مقبول صرح بالسماع أو لم يصرح .

297

: وهو وإن لم نقبل من حديثه ال والثاني ما صرح فيه بالسماع كأهل المرتبة الثالثة وما

بعدها من المدلسين فحديثه هما مقبول ألنهيروي عن أبي صالح وهو ذكوان السمان .

( : متى2/224قال الذهبي في "الميزان" ) قال )أي األعمش( "عن" تطرق إليه احتمال

التدليس إال في شيوخ له أكثر عنهم : كإبراهيم وابن أبي وائل ، وأبي صالح السمان ، فإن

روايته عن هذا الصنف محمولة على االتصال .اهـ .

: وهي ظنهم جهالة مالكأما عن الثانية الدار الثقة المخضرم ، فقد أبعد األلباني وغاير

-120قواعد الحديث وقال في " التوسل " )121: )

مالك الدار غير معروف العدالة والضبط ، واستدل على ذلك بأن ابن أبي حاتم لم يذكر

Q عنه غير أبي صالح ففيه إشعار بأنه راويا مجهول ويؤيده أن أبي حاتم نفسه _ مع سعة

Q فبقى حفظه واطالعه _ لم يحك فيه توثيقا على الجهالة، ثم أيد كالمه بأن الحافظ المنذري

أورد قصة من رواية مالك الدار عن عمر ثم قال : ومالك الدار ال أعرفه ، وكذا قال الهيثمي

في )مجمع الزوائد( . اهـ . انتهى باختصاراقتضاه المقام .

298

( .121ثم صرح أللباني بجهالته )ص قلت وبالله التوفيق: مالك الدار ثقة،

وفوق الثقة ، متفق عليه، أثنى عليهجمع من التابعين .

ولنا في بيان ذلك مسالك :المسلك األول

مالك الدار هو مالك بن عياض مولى عمر بن الخطاب ، ذكره الحافظ في المخضرمين

(. وقال: له إدراك وسمع3/484في "اإلصابة" ) من أبي بكر الصديق ، وروى عن الشيخين ،

ومعاذ ، وأب عبيدة ، روى عنه أبو صالح ( وعبد الله ابنا مالك ثم1السمان وابناه عون)

ذكر بعد كالم في الرواة عنه : عبد الرحمن بنسعيد ابن يربوع الثقة .

وذكره ابن سعد في الطبقة األولى من (، وقال : وكان5/6التابعين في أهل المدينة )

Q اهـ . معروفاوقال أبو عبيدة كما في "اإلصابة " )

3/484: ) واله عمر وكله عياله ، فلما قدم عثمان واله

القسم . اهـ .Q قال إسماعيل القاضي عن علي وفيها أيضا

بن المديني : كان مالك

299

( ، والحلية ،2/32( حديثه عنه في المعجم الكبير للطبراني )1)والزهد البن المبارك .

Q لعمر . اهـ . الدار خازنا وأجاد الحافظ أبو يعلى الخليلي فقال في

( : مالك الدار مولى عمر بن1/313اإلرشاد ) تابعي قديم،الخطاب رضي الله تعالى عنه

. اهـ .متفق عليه ، أثنى عليه التابعون( .5/384ووثقه ابن حبان في " الثقات " )

فأي ثناء يطلب بعد هذا في الرجل حتىيصحح حديثه ؟

وأي حجة تطلب في توثيق الرجل بعد ذلك ؟ فتوثيق جمعz له وخاصة إذا كانوا معاصرين

ومن التابعين الذين هم خير القرون بعد القرناألول ال تجده إال في أفذاذ الثقات .

فالرجل متفق على االحتجاج به بال مريةكما هو ظاهر كالم الخليلي .

ولفرط دينه وأمانته استعمله أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما .

المسلك الثاني إن تشددت غاية التشدد ، وأعرضت عن

توثيق ابن حبان ، ولم تقف على كالم الخليلي الذي هو قاطع للنزاع ، فغاية ما في الرجل أنه

عدل الظاهر برواية أربعة ثقات عنه، بله اعتماد أئمة الصحابة له. فال يخرج عن كونه _ في

300

أدنى األحوال ومع كامل التشدد _ من مستوريالتابعين وقد

قبل األئمة حديثهم .( :145 قال ابن الصالح في مقدمتهم )ص

ويشبه أن يكون العمل على هذا الرأي )وهو قبول رواية المستور( في كثير من كتب

الحديث المشهورة في غير واحد من الرواة الذين تقادم العهد بهم وتعذرت الخبرة الباطنة

بحالهم . والله أعلم . ومن أكبر األدلة على قبول رواية المستور

هو تصحيح الشيخين البخاري ومسلم لحديثهم . ( في1/556 قال الذهبي في "الميزان" )

ترجمة حفص بن بغيل: ففي الصحيحين من هذا النمط خلق كثير مستورون ما ضعفهم أحد ،

وال هم بمجاهيل . اهـ .( Q (3/426وقال الذهبي في )الميزان( أيضافي ترجمة مالك بن الخير الزيادي :

وفي رواة الصحيحين عدد كثير ما علمنا أن والجمهور علىأحداص نص على توثيقهم

أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه

صحيح . اهـ . قلت : مالك بن الخير الزيادي من ت ابعي التابعين ، وحفص بن بغيل من صغارهم فأين

301

هم ثم أين هم من مالك الدار، المخضرم المعترف بدينه وأمانته من عمر وعثمان رضي

الله عنهما ؟! وعليه فإذا صحح األئمة ألمثال من تقدم

فمالك بن عياض حديثه أصح منهم ، وال بد . بل وأكثر مما تقدم قول الذهبي في

( في ترجمة الربيع ابن زياد2/40"الميزان" )Q، وهو جائز الهمداني ما رأيت ألحد فيه تضعيفا

الحديث. اهـ . وقال في ترجمة زياد بن مليك من

( Q ( شيخ مستور ما وثق2/93"الميزان" أيضا وال ضعف فهو جائز الحديث . اهـ . وزيادة يروي

Q عن مالك الدار أمثال عمن تأخروا كثيرااألعمش وطبقته .

والمتقدمون من الرواة أمثال مالك الدار تعذرت الخبرة الباطنة بهم على النقاد ، ولما

كانت األخبار تبنى على حسن الظن بالراي قبل األئمة حديثه وحديث امثاله ، وقد صرح بنحو

( .1/299هذا السخاوي في شرح األلفية ) وهذا أمير المؤمنين في الحديث أبو الحسن

الدارقطني يقول ) كما في فتح المغيث1/298: )

من روى عنه ثقتان فقد ارتفعت . اهـ .جهالته وثبتت عدالته

302

فإذا علمت ما سبق عن األئمة في قبول حديث مالك بن عياض وأمثاله ، فال تنظر بعد ذلك لقول غيرهم إال مع قولك : إنه قول بعيد

عن الصحة ، بعيد عن التحقيق ، والله أعلمبالصواب .

المسلك الثالثمالك الدار مخضرم له إدراك .

ومن له إدراك يذكره بعضهم في الصحابة ، قال الحافظ في "التهذيب" في ترجمة إبراهيم

( :135 / 1بن أبي موسى األشعري ) ذكره جماعة في الصحابة على عادتهم في

من له إدراك . اهـ .وقال في ترجمة األسود بن مسعود العنبري )

1/342: ) ذكره البارودي وجماعة ممن ألف في

الصحابة إلدراكه . اهـ . وقال الحافظ السيوطي في حسن المحاضرة

( في ترجمة األكدر بن حمام :1/103) أورده الحافظ بن حجر رحمه الله في

اإلصابة في قسم المخضرمين ، وهم من أدرك النبي )ص( ولم يسلم إال بعد وفاته وهم صحبة

في قول ابن عبد البر وطائفة . اهـ .

303

ولذا ذكره السيوطي في ) در السحابة فيمندخل مصر من الصحابة(.

قلت : وقال آخرون : ليس بصحابي . وإذا كان من له إدراك ممن اختلفوا في

صحبته : فأثبتها بعضهم ، ونفاها آخرون ، فلكأن تقول : من له إدراك مختلف في صحبته .

إذا علم ذلك ، فقد قال الحافظ ابن حجر في ( عند الكالم على1/74)التلخيص الحبير ( )

حديث ) ال وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ( قال عند الكالم على أسماء بنت سعيد بن زيد

بن عمرو ما نصه : وأما حالها فقد ذكرت في الصحابة ، وإن لم

يثبت لها صحبة فمثلها ال يسأل عن حالها . اهـ . فجعل الحافظ _ ولله دره _ بقوله )فمثلها(

أي من اختلف في صحبته يدخل في الثقاتالذين ال يسأل عن حالهم .

فحاصل ما سبق يمكن أن تقول : مالك الدار له إدراك ، وكل من له إدراك

اختلفوا في صحبته ، ومن اختلفوا في صحبته فهو ثقة ال يسأل عن حاله، فالنتيجة مما تقدم إن مالك الدار ثقة ، ال يسأل عن حاله ، والله

أعلم .المسلك الرابع

304

واأللباني الذي يرد رواية مالك بن عياض الشهير بالدار – وهو المعتمد من أئمة الصحابة

رضوان الله عليهم – بدعوى جهالته، يقبل روايةQ منه ن واألمثلة عندي كثيرة من هم أقل شأنا

وهي توضح تناقض مسلكه وتناديه بأعلى صوت وتلزمه بأقوى برهان هكذا صنعت في

المذكورين وهم أقل من مالك الدار فأنت ملزمبقبول حديث مالك الدار ، والله المستعان .

وأتحف القارئ بعشرة أمثلة توضح ماذكرت :

مهاجر بن أبي مسلم جود حديثه في-1 ( برواية جمع من الثقات عنه2/487صحيحته )

وتوثيق ابن حبان له . ( :548قلت : وفي "التقريب" )ص

"مقبول" . اهـ . يحيى بن العريان الهروي حسن له في-2

(، وحجته أن الخطيب البغدادي49م1صحيحته ) ( ذكر أنه161م14عندما ترجمه في التاريخ )

!! Q كان محدثا قلت : ال زلت أتعجب من مسلكه ، فليس التحديث من عبارات التعديل ، وال يلزم من

Q أن يصحح حديثه أو Q أو حافظا كون الرجل محدثايحسن وهذا بيان ال يحتاج لبيان .

305

موسى بن عبد الله بن إسحاق بن طلحة-3 (وفي1/295القرشي :صحح له في صحيحته )

(: "مقبول" . اهـ .552"التقريب")ص مالك بن الخير الزيادي : صحح حديثه-4

برواية جمع من الثقات وتوثيق ابن حبان له( .2/517)صحيحته :

عون بن محمد بن الحنفية : حسن له-5 ( وهو كسابقه .2/274)صحيحته :

عبد الله بن يسار األعرج المكي مولى ابنعمر : جود حديثه في

Q ، وفي2/290صحيحته ) ( ، وهو كسابقه أيضا(: "مقبول" . اهـ .330التقريب )ص

محمد بن األشعث : جود حديثه في-7 ( بتوثيق ابن حبان، ورواية2/313صحيحته )

Q، وفي التقريب: Q كبيرا جمع عنه كونه تابعيا( .469)مقبول(. اهـ . )ص

أبو سعيد الغفاري: جود له في صحيحته-8 ( ، وقال بعد ارتفاع الجهالة العينية عنه2/298)

ما نصه : ثم هو تابعي كبير فمثله يحسن حديثه جماعة

من الحفاظ ، فال جرم جود إسناده الحافظ العراقي وهو الذي انشرح له صدري واطمأنت

إليه نفسي . اهـ .

306

قلت : فيا هذا ما الفارق بين الغفاري ومالكالدار ؟

بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد-9 (2/392العزيز : حسن له في صحيحته )

بسكوت ابن أبي حاتم ورواية بعض الثقات عنهواحتمال كونه في ثقات ابن حبان .!

قلت : جعله ابن حبان في تبع األتباع )Q بالنسبة لمالك الدار8/138 ( فطبقته نازلة جدا

الثقة المخضرم المعتمد من كبار الصحابة، ولكن حبك للشيء يعمي ويصم ، نعوذ بالله من

اتباع الهوى . صالح بن حوات حسن له في صحيحته )-10

( برواية جمع 2/436

من الثقات عنه وتوثيق ابن حبان له . ( : "مقبول271قلت : في "التقريب" )ص

من أهل الثامنة" . اهـ .فأين هو من أهل الثانية . ؟

***************** بقى الكالم على عبارات وقعت في عبارات

األلباني رأيت أن السكوت عنها ليس بجيد ،وهاك بيانها :

قوله : مالك الدار ، ير معروف العدالةوالضبط . اهـ .

307

قلت : المقصود هنا بالعدالة عدالة الظاهر وهو عدل بال شك برواية أربعة عنه ، وزد على ذلك اعتماد أئمة الصحابة عليه في األمور التي

تحتاج لكامل العدالة والمروءة . وأما قوله : وقد أورده ابن أبي حاتم في

"الجرح والتعديل" إشعار بأنه مجهول ، ويؤيده أن ابن أبي حاتم نفسه مع سعة حفظهQ فبقى على واطالعه لم يحك فيه توثيقا

الجهالة . اهـ . فأقول : هذا تقصير في البحث ال ينبغي لمن يتصف به أن يتكلم في الرجال ، ويحكم على األحاديث فاعتماد األلباني على كتاب الرازي فقط أوقعه فيم تراه من قصور شديد ، وإال

فالرجل ترجمه ابن حبان في الثقات كما تقدم، ( ، والذهبي101-7/100وابن كثير في )البداية

( ، والحافظ في3/69في تاريخ اإلسالم )( ، والخليلي في 3/484اإلصابة ) ( ، والسخاوي في التحفة1/313اإلرشاد ) ( ، وله ذكر في تهذيب3/445اللطيفة )( .7/226( ، )8/217التهذيب )

zومنهم تعلم عدالة مالك الدار، ورواية جمع هذه واحدة .غير أبي صالح السمان عنه،

: فإن سكوت ابن أبي حاتم عن أما الثانية الرجل ال يشعر بجهالته كما صرح بذلك األلباني

308

هنا ، وأكثر من هذا قول الشيخ حماد بن محمد ( : كل من سكت عنه ابن أبي1األنصاري)

حاتم في الجرح والتعديل فهو مجهول . اهـ .فجعلها الشيخ حماد قضية كلية ، ولله المر . قلت : سكت ابن أبي حاتم عن الراوي ألنهQ ؛ فقال في ختام Q وال تعديال لم يجد فيها جرحا

( :1/37كالمه على مباحث الجرح والتعديل ) على أنا قد ذكرنا أسامي كثيرة مهمل من الجرح والتعديل كتبناها ليشتمل الكتاب على

كل من روي عنه العلم رجاء وجود الجرح ( في مجموعة مقاالت له نشرت في مجلة )الجامعة اإلسالمية(1)

باسم "المفهوم الصحيح للتوسل" ، أو "تحفة القاري في الرد على الغماري" ، وفيما يراه القارئ من تحقيق ألحاديث

التوسل في هذا الكتاب نسف لتحفته ، ثم وقفت على رسالة ألبي بكر الجزائري باسم )وجاءوا يركضون ..( نقل فيها عن حماد

األنصاري أنه قال : إن هذا األثر )أي اثر مالك الدار( قد تتبعته فيQ . اهـ . Q ومتنا Q سندا مصادره ، ودرست سنده ، فوجدته باطال

وهذا من القول بغير علم ن وهو مردود بتصحيح الحفاظ له كابنكثير وابن حجر وغيرهما .

ورجال إسناده ثقات . والمتن ال غبار عليه ، وال يناقض التوحيد في شيء ، اللهم إال توحيد … ومن يدور في فلكهم . والحمد لله

الذي بنعمته تتم الصالحات .

والتعديل فيهم ، فنحن ملحقوها بهم من بعد إنشاء الله تعالى. اهـ.

فعدم وجود الجرح والتعديل ال يعني جهالتهم ألن الجهالة جرح ، فلم يصرح بذلك ، ولم يشرQ ؛ فكم من إليه ، بل والواقع يخالف ذلك قطعا

الرواة الذين سكت عنهم ابن أبي حاتم وجد

309

فيهم الجرح أو التعديل غيره من األئمة ، وكتبالرجال طافحة باألمثلة .

وأكثر من هذا أن أبا حاتم الذي يعتمد قوله ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل قد عبر

بعبارة مجهول في كثير من الصحابة ، وصرح( .3/357بذلك الحافظ في التهذيب )

( تصحيح120 ثم وجه األلباني )توسله ص الحافظ بن حجر لهذا السند بكالم متهافت ال

يشتغل به وال برده ألنه عبث ال فائدة فيه واللهالمستعان .

*******************فصـل

فإن قلت : سلمنا لك أن مالك الدار مخضرم وثقة ، وقد استعمله كبار الصحابة ، فما لنا نرى

اثنين من الحفاظ وهما المنذري والهيثمي قدقاال في مالك الدار : ال أعرفه .

قلت : لم يعرفاه ، ولكن قد عرفه غيرهمافكان ماذا ؟!

من عرف حجة على من لم يعرف، ويقولوا :من لم يعرف حجة

على من عرف . وهنا نكتة ال تخلومن فائدة وهي أن

الحافظين المنذري والهيثمي نفيا المعرفة فقط

310

ولم يحكما بالجهالة مما يدل على معرفتهماالتامة بالفن .

بينما جازف األلباني فادعى جهالة الرجل ،وبون شاسع بين اللفظين .

قال الحافظ في اللسان في ترجمة(:1/432إسماعيل بن محمد الصفار )

لم يعرفه ابن حزم فقال في "المحلى" : إنه مجهول … ومن عادة األئمة أن يعبروا في مثل هذا بقولهم : ال نعرفه أو ال نعرف حاله ، وأما الحكم عليه بالجهالة بغير زائد ال يقع إال

من مطلع عليه أو مجازف ( . اهـ . فليتأمل المطلع الفرق بين الصنيعين ، صنيع

أهل الفن وصنيع غيرهم . وكم لأللباني من عدول عن "عدم المعرفة" إلى "الحكم

بالجهالة" وهو خطأ شائع في كتبه . وقد نبهت عليه في مقدمة )النقد الصحيح

لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح(للحافظ صالح الدين العالئي رحمه الله والله

المستعان . وأما عن العلة الثالثة ، وهي مظنة

االنقطاع بين أبي صالح ذكوان السمانومالك الدار .

هذه العلة المتوهمة ذكرها صاحب كتاب( .62،63 )ص"هذه مفاهيمنا"

311

وهذا الذي ظنه صاحب الكتاب المذكور ظنQ ، ويكفي في باطل ال يغني من الحق شيئا

بطالنه أن تعرف أن أبا صالح ذكوان السمان مدني كمالك الدار وجل روايته عن الصحابة ،

Q ، والمعاصرة تكفي للحكم ولم يكن مدلسا على السند باالتصال كما هو مقرر ، ونقل

اإلمام مسلم اإلجماع عليه في مقدمةصحيحه .

وفي هذا القدر كفاية ، والله أعلم . وهي قولهم : إن وأما العلة الرابعة :

صحت الرواية فال حجة فيها ألن مدارها علىQ في رواية سيف ال رجل لم يسم ، وتسميته بالال

Q متفق على ضعفه . Q ألن سيفا يساوي شيئا نعم سيف شديد الضعف لكن الجائيقلت :

Q ال Q أو تابعيا إلى القبر الشريف سواء كان صحابيا يضر الجهل به ، ألن الحجة في إقرار سيدنا

عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لعمله حيث لم ينهه عما فعله بل أقره وبكى عمر

رضي الله تعالى عنه وقال : يا رب ال آلو إال ماعجزت عنه . والله أعلم .

وأما عن العلة الخامسة ، وهي : عظمالحادثة ، وتفرد مالك الدار بنقلها .

)وهو مجهول عندهم ( دل على أن األمر لم. Q يكن كما رواه مالك فلعله ظنه ظنا

312

Q صاحب كتاب "هذهأورد هذا االعتراض أيضا( .62 )صمفاهيمنا"

قلت: تقرر في علم األصول أن الخبر يقطعبكذبه إذا توفرت فيه ثالثة شروط :

: إذا انفرد به واحد .األول : أن يكون ممن تجتمع الدواعي الثاني

للناس على نقله . : أن يشاركه خلق كثير في حضور الثالث

ما يدعيه المنفرد . والشرطان األخيران ال يتوافران في خبر مالك الدار ، فإن خبره لم تتوفر الدواعي

للناس على نقله فتدبر. وتقدم أن مالك الدارمعروف متفق عليه كما قال أبو يعلى الخليلي .

نعوذ بالله من رد اآلثار الصحيحة بمثل هذهالتوهمات ، واتباع سبل أهل البدع واألهواء .

وكم من حديث عد من األصول ومع ذلك تفرد به رواته كحديث )إنما األعمال بالنيات(،فهو فرد،ويدخل في ربع العلم كما قال عدد من

األئمة. وحاصل ما ذكر أن أثر مالك الدار في المجئ إلى القبر الشريف صحيح ، ومن طعن فيه فما أصاب ، والحمد لله الذي

بنعمته تتم الصالحات .********************

313

تخريج أحاديثالزيارة

الحديث األول )) من زار قبري وجبت له شفاعتي ((

. ( ،2/278أخرجه الدارقطني في سننه ) ( ،2/64والدوالبي في الكنى واألسماء )

( ،3/490والبيهقي في شعب اإليمان ) والخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم )

(، وابن الدبيثي في الذيل على التاريخ )1/581(، وابن النجار في تاريخ المدينة )ص2/170

314

( ، وابن4/170(،والعقيلي في الضعفاء )142 (، والسبكي في6/235عدي في الكامل )( .14-2شفاء السقام )ص

جميعهم من طرق عن موسى بن هالل العبدي ، عن عبيد الله بن عمر وعبد الله بن

عمر كالهما عن نافع ، عن ابن عمر به. Q مرفوعا

وهذا اإلسناد حسن سواء قال موسى بن هالل : عن عبيد الله بن عمر أو عن أخيه : عبد

الله بن عمر أو : عنهما . وقد صححه عبد الحق اإلشبيلي ، وصححه أو

حسنه السبكي في )شفاء السقام( ، والسيوطي في )مناهل الصفا في تخريج

أحاديث الشفا( ، و آخرون ممن تأخروا عنه . وقد أعل هذا الحديث بعلل ال يصح منها شيء وال بد من ذكرها ثم الجواب عليها بدون تكلف

إن شاء الله تعالى .فأعل الحديث باآلتي :

موسى بن هالل مجهول ، واضطرب في- 1هذا الحديث .

أن موسى بن هالل يرويه عن عبد الله بن-2 عمر العمري، وال تصح روايته عن عبيد الله بن

عمر الثقة الحافظ . أن عبد الله بن عمر العمري ضعيف .-3

315

وهذه العلل ال تصح ، وهي غير ناهضة للحكمعلى الحديث بالضعف لآلتي :

موسى بن هالل حسن الحديث .-1 وقد قال عنه ابن عدي : أرجو أنه البأس به ،

وقال الذهبي : صالح الحديث . وروى عنه عدد من األئمة الحفاظ من أجلهم

أحمد بن حنبل ، هب أن موسى بن هالل ضعيف فهو لم ينفرد به بل تابعه غيره عليه

فزال بذلك أي تعلق للمتشددين في موسى بنهالل .

ودعوى اإلضطراب ال تصح إال مع تعذر الجمع بين الروايات ، وقد أمكن الجمع من الجهتين ،

كما سيأتي إن شاء الله تعالى . وقد ثبت الحديث من طرق متعددة عن -2

موسى بن هالل عن عبيدالله ابن عمر الثقة الحافظ فال مجال في الطعن في ثبوت روايته

للحديث عن عبيد الله بن عمر .

إن سلم أن موسى بن هالل ال يرويه إال-3 عن عبد الله بن عمر العمري .

فالعمري حسن الحديث ، كما قال غير واحد من األئمة ، وهذا ابن عبدالهادي الذي أقام

الدنيا ولم يقعدها وحشد األقوال في تضعيف

316

عبد الله بن عمر العمري قد استدل بحديثه في( .1/122تنقيح التحقيق )

هذا ما أردت أن ألفت نظر القارئ إليه على سبيل اإلجمال ، وهاك تفصيل ما أجملت على

طريقة اللف والنشر المرتب ،والله المستعان . : فموسى بن هاللاألمر األولأما عن

العبدي حسن الحديث .فقد قال عنه أبو حاتم الرازي في الجرح )

( : مجهول .8/166 ( : وال يصح حديثه وال4/170وقال العقيلي )

يتابع عليه . وقال الدارقطني في سؤاالت البرقاني :

مجهول . هذا حاصل ما قيل في الرجل : الرمي

بالجهالة والتفرد . ( فهي مردودة بمعرفة1أما عن الجهالة)

غيره له ، فقد روى عنه عدد كبير من الرواة وفيهم أئمة حفاظ منهم اإلمام أحمد، وعده ابن

( من49الجوزي في مناقب اإلمام أحمد )صشيوخه .

وقد تبع ابن القطان أبا حاتم الرازي فماأصاب

وروى عنه غير أحمد بن حنبل جماعة منهم :أحمد بن الخليل ، ومحمد

317

( وقد تتبع ابن القطان أبا حاتم الرازي فما أصاب1)

ابن إسماعيل األحمسي، وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي ، وعبيد بن محمد

الوراق ، والفضل بن سهل ، وجعفر بن محمد البزوري ، ومحمد بن زنجويه العسيري ، وعلي بن معبد بن نوح ، والعباس بن فضل ، وهارون

ابن سفيان ، ومحمد بن جابر المحاربي ، وأحمد بن أبي غرزة ، وأبو محمد عبد الملك بن

إبراهيم ، ومحمد بن عبد الرازق . وإذا كانت جهالة الظاهر ترتفع برواية اثنين أو واحد كما هو مقرر في موضعه ، فما بالك

. Q بمن روى عنه خمسة عشر رجالQ ، فقد اعتمده يعقوب وكان الرجل مشهورا بن سفيان الفسوي في معرف وفيات بعض

البصريين )انظر المعرفة والتاريخ :1/122،127،128. )

أما عن جهالة الحال فهي مردودة بأمرين : بقول ابن عدي في الكامل ) :األمر األول

( : أرجو أنه ال بأس به .6/2350 وإذا كان قد تقرر في المصطلح أن التزكية تقبل بقول واحد فقط في الرواية فمن روى

Q وفيهم أئمة حفاظ ، عنه خمسة عشر رجال وزكاه ابن عدي بقوله ال بأس به ، ال بد أنه غير

مجهول بل حديثه حسن مقبول .

318

وهذا حال كثير من الرواة الذين يصحح األئمةحديثهم .

روى عنه أحمد )مناقب أحمد البنالثاني : ( وهو 49الجوزي ص

ال يروي إال عن ثقة كما هو مقرر في محله . فإن قيل : قد قال ابن عبد الهادي رحمه الله

تعالى في الصارم المنكي في الجواب على( ما نصه :41-40ذلك )ص

الجواب: أن يقال: رواي أحمد عن الثقات هو الغالب من فعله ، واالكثر من عمله كما هو المعروف من طريقة شعبة، ومالك، وعبد

الرحمن ابن مهدي ، ويحيى بن سعيد القطان ،Q في بعض وغيرهم ، وقد يروي اإلمام أحمد قليال

األحيان عن جماعة سبوا إلى الضعف وقلة الضبط وذلك على وجه االعتبار واالستشهاد ال على طريق االجتهاد واالعتماد مثل روايته عن:

عامر بن صالح الزبيري:ومحمد بن القاسم األسدي، وعمر بن هارون البلخي ، وعلي بن

عاصم الواسطي ، وإبراهيم بن أبي الليث صاحب األشجعي، ويحيى بن يزيد بن عبد

الملك النوفلي، ونصر بن باب، وتليد بن سليمان الكوفي وحسين بن حسن األشقر،

وأبي سعيد الصاغاني، ومحمد بن ميسر ونحوهم ممن اشتهر الكالم فيه ، وهكذا روايته

319

( .1عن موسى بن هالل إن صحت روايته عنه)اهـ .

(هذا ظلم بين لموسى بن هالل إذ كيف يسوى ابن عبد الهادي1) الحافظ العارف بالحديث بين موسى بن هالل وبين المذكورين ؟! ،

Q كعامر بن صالح الزبيري الذي كذبه ابن وفيهم أقوياء في الضعف جدا معين ، ومحمد بن القاسم األسدي الكذاب ، وعمر بن هارون البلخي

. Q المتروك ، وإبراهيم بن أبي الليث المتروك أيضا وبضرب هذه األمثلة يظهر للبيب سعي ابن عبد الهادي الحثيث

لتضعيف موسى بن هالل العبدي ، ولو عن طريق التشدد المكشوف .!

قلت : هنا أمور : أحمد ال يروي ال عن ثقة ، ولكناألول :

Q يروي عن الضعفاء ألسباب : أحيانا أنه لم يتبين حال الراوي:منها

الضعيف . أنه يروي عنه على سبيل التعجب :ومنها

كما كان يروي شعبة عن جابر الجعفي ، وعنمحمد بن عبيد الله العرزمي .

الرواية عنهم في غير الحالل :ومنها والحرام كما في ترجمة موسى بن عبيدة

الربدي . إذا علم ذلك وكان قد استقر لدينا أن اإلمام

أحمد بن حنبل ال يروي إال عن ثقة ، فهل رواية أحمد عن موسى بن هالل مقوية لحال موسى

أم ماذا ؟ : قال ابن أبي حاتم الرازي )الجرح : قلت

( سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل2/36

320

Q غير ثقة مما يقويه؟ قال إذا كان معروفاQ بالضعف لم تقوه روايته عنه، وإذا كان مجهوال

نفعه روايته عنه. اهـ . ثم قال ابن أبي حاتم سألت أبي زرعة عن

روايات الثقات عن رجل مما يقوى حديثه؟ قال: أي لعمري، قلت: الكلبي روى عنه

الثوري، قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء ، كان الكلبي يتكلم فيه ، قال أبو زرعة: حدثنا أبو نعيم، نا ثفيان، نا محمد بن السائب الكلبي

وتبسم الثوري، قال

أبو محمد : قلت ألبي ما معنى رواية الثوري عن الكلبي وهو غير ثقة عنده ، فقال : كان الثوري يذكر الرواية عن الكلبي على اإلنكار

والتعجب . اهـ . ومنه يعلم أن رواية الثقة في نظر أبي زرعة

الرازي مفيدة في حالتين : إذا كان المروي عنه مجهولاألولى :

( .1الحال) إذا كان الراوي غير ضارب فيالثانية :

Q فيه كمحمد ابن السائب الضعف متوغال الكلبي ، وجابر الجعفي ، وعامر بن صالح

الزبيري ، وعمر بن هارون البلخي وأضرابهم . وعليه فرواية أحمد لقوية لموسى بن هالل

العبدي فهو مجهول الحال عند بعضهم، وقد

321

روى أحمد عنه في كتبه وخارجها، فروى عنه في "الزهد"، وأسند الفسوي من طريق أحمد

عن موسى بن هالل . وهذا الذي ذكرته على سبيل التنزل فقط

مع القائلين بجهالة موسى ابن هالل العبدي وإالفالرجل من شرط الحسن .

وقد قال الزركشي في "المعتبر في تاريخ (: وقال226أحاديث المنهاج والمختصر" )ص

Q أهل هذا الشأن: إن جهالة الراوي ال تجب قدحا إذا كان من روى عنه ثقة فن روايته عنه تكون

Q له . اهـ. تعديال والحاصل مما سبق أن إطالق جهالة

الحال على موسى بن هالل من

وهذا تجد أمثلة كثيرة له في كتب الرجال .(1)

( فيها نظر32ابن عبد الهادي )الصارم ص ظاهر، وانظر إلى المقال وال تنظر لمن قال،

فإذا وافق المقال القواعد فهو الحق، وإنخالفه فهو مما ال يلتفت إليه . والله المستعان .

أما قول العقيلي في الضعفاء ) ( : ال يصح حديثه وال يتابع عليه .4/170

اهـ . فالناظر والمدقق فيه يرى أن آخره سبب ألوله

.

322

فألن موسى بن هالل ال يتابع عليه ) أي حديث الزيارة فال يصح حديثه، وذلك في نظر اطالع

العقيلي ( . وفي الجواب على ذلك يقال :

إن قوله: ال يتابع عليه )وهو األساس المبني عليه( ليس من الجرح في شيء ولم يذكره المصنفون في علوم الحديث ضمن مراتب

الجرح إنما هو عالمة على التفرد فقط . قال الحافظ ابن رجب في "شرح علل

( :264الترمذي" )ص وأما أكثر الحفاظ المتقدمين فإنهم يقولون

في الحديث إذا تفرد به واحد ، وإن لم يرو الثقات خالفه : إنه ال يتابع عليه ، ويجعلون ذلك

علةQ فيه . اهـ . فالرجل عند العقيلي ليس في أعلى درجات التوثيق حتى يصحح له ما انفرد به ولم يتابع

عليه ، وليس هو في الدرجة الدنيا من الجرحفيترك حديثه، ولكنه وسط أو صالح الحديث .

أما وقد توبع الرجل كما سيأتي إن شاء الله فحديثه مقبول حتى عند العقيليتعالى ،

. وقد تعقب الحافظ في " التلخيٌص"

(، قول العقيلي فقال: وفي2/267) قوله )أي العقيلي( ال يتابع عليه نظر،

323

ثم ذكر المتابعة التي ستأتي إن شاءالله تعالى .

وصفوة القول مما تقدم أن الرجل غير مجهول، وليس فيه إال قول العقيلي ال يصح حديثه وال

يتابع عليه )إا اعتبرت هذا من الجرح الذييزول بالمتابعة( .

وفي مقابل ما تقدم عن العقيلي تجد قول ابن أرجو أنه ال( : 6/2350عدي في )الكامل ( )

بأس به، مع توثيق ضمني من أحمد بنحنبل بروايته عنه .

فتحسين حديث موسى بن هالل هو ما أراهQ ، والله أعلم . صوابا

(4/226وقد قال الحافظ الذهبي في الميزان ) بعد حكاية أقال أبي حاتم، والعقيلي، وابن عديفي موسى بن هالل قال : هو صالح الحديث .

******************** أما عن األمر الثاني : فهو اثبات

رواية موسى بن هالل للحديث عن عبيدالله بن عمر الثقة الحافظ :

فقد اختلف على موسى بن هالل العبدي فيرواية الحديث .

فبعضهم قال : عن موسى بن هالل عن عبيدالله بن عمر المصغر ،

وقال آخرون عن عبد الله بن عمر المكبر .

324

فمن قال عبد الله بن عمر المصغر الحافظ الثقة جماعة هم :

عبيد بن محمد الوراق .-1وجعفر بن محمد البزوري .-2 ومحمد بن إسماعيل بن سمرة األحمسي .-3والفضل بن سهل .-4ومحمد بن عبد الرازق .-5

فرواية األول وهو عبيد بن محمد الوراق ( ، ثنا2/278أخرجها الدارقطني في سننه )

القاضي المحاملي، نا عبيد بن محمد الوراق، نا موسى بن هالل العبدي، عن عبيد الله بن عمر

به . قلت : القاضي المحاملي هو أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي المحاملي ثقة

حافظ، والوراق ثقة مترجم في "تاريخ( .11/97الخطيب" )

وقد اتفقت عدة نسخ معتمدة من سنن الدارقطني على ذكر عبيد الله ابن عمر

المصغر منها نسخة ابن بشران المطبوعة ، ومنها نسخة أبي طاهر محمد بن أحمد بن عبد

Q )ص (، وأخرجه5الرحيم كما في الشفاء أيضاالخلعي في فوائده من طريق أبي النعمان )ل

55/1. )

325

وهكذا اتفقت روايات الدارقطني على ذكر عبيد الله بن عمر المصغر، وتابع القاضي

المحاملي عن عبيد بن محمد الوراق محمد بنزنجويه

العسيري . ورواية الثاني : وهو جعقر بن محمدالبزوري أخرجها العقيلي في الضعفاء )

(، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا4/170 جعفر بن محمد البزوري، ثنا موسى بن هالل

البصري عن عبيد الله به . ورواية محمد بن إسماعيل بن سمرة

األحمسي أخرجها البيهقي في شعب اإليمان ) (، وأسندها تقي الدين السبكي في3/490

( .7)شفاء السقام( )ص ورواية الفضل بن سهل اخرجها البيهقي في

( .3/490)شعب اإليمان( ) ورواية محمد بن عبد الرازق أخرجها القاضي

( .2/74عياض في الشفا ) فهؤالء خمسة من الرواة قال عن )عبيد الله بن عمر( الثقة الحافظ ، فال مجال للطعن في

هذه الراواية .****************

326

فصــل وأما من قال : عن عبد الله بن عمر

العمري المكبر :فعلي بن معبد بن نوح .-1والفضل بن سهل .-2ومحمد بن إسماعيل األحمسي .-3

وعبيد بن محمد الوراق .-4 أما حديث علي بن معبد بن نوح، فأخرجه

( .2/64الدوالبي في الكني ) وحديث الفضل بن سهل أسنده التقي

السبكي من طريق ابن أبي الدنيا )شفاء( .9السقام ص

ورواية محمد بن إسماعيل األحمسي( .3/490أخرجها البيهقي في شعب اإليمان )

رواية الوراق أخرجها الخطيب في تلخيص( .1/581المتشابه في الرسم )

فحاصل ما تقدم أن الحديث رواه عن موسى بن هالل العبدي ستة :

خمسة منهم قالوا عن عبيد الله المصغر، وثالثة رووه بالوجهين، وانفرد

الخامس بقوله عن: عبد الله بن عمرفقط .

وسبب ذلك كثرة الرواة عنه .

327

وللمحدثين في ذلك مسلكان : إما أن يقولوا بالترجيح، المسلك األول :

وبذلك ترجح رواية عبيد الله بن عمرالمصغر .

أن تقول : يحتمل أن والمسلك الثاني : يكون الحديث عن عبيد الله المصغر وأخيه عبد

الله المكبر،ويكون الراوي عنهم موسى بن هالل العبدي قد رواه عنهما إال أنه كان يكثر من

الرواية به عن عبيد الله بن عمر المصغرالحافظ الثقة .

واأللباني مع تشدده اعترف بثبوت الروايتين )عبيد الله وعبد الله ابني

، فقال : أن الطرق بالروايتين عنهعمر((.4/337متقابلة. )اإلرواء:

لكنه بحث عن علة فلم يجد إال االضطراب ، ( ، وسيأتي الجواب1وما أضعفها من علة)

عليها إن شاء الله تعالى . وحاصل ما تقدم أن الحديث ثابت ثبوت

الجبال برواية موسى بن هالل العبدي عن عبيد الله بن عمر

اإلمام الثقة الحافظ .**************

328

فصـلفإن قيل : قال ابن عبد الهادي في الصارم )ص

( ما نصه :39-40 )) وكأن موسى بن هالل حدث به مرة عن

عبيد الله فأخطأ ألنه ليس من أهل الحديث وال من المشهرين بنقل، وهو لم يدرك عبيد الله وال لحقه، فإن بعض الرواة عنه ال يروي عن رجل عن عبيد الله وإنما يروي عن رجل آخر

عن عبيد الله، فإن عبيد الله متقدم الوفاة كما ذكرنا ذلك فيما تقدم بخالف عبد الله فإنه

Q بعد أخيه عبيد الله وكأن موسى عاش دهرا

وعدد من الحفاظ ال يعتبرون االضطراب علة قادحة كابن حزم، وله(1)بيان قوي ال يهمل

راجع ))علم علل الحديث (( للسيد العالمة إبراهيم بن الصديق الغماري

بن هالل لم يكن يميز بين عبيد الله وعبد الله وال يعرف أنهما رجالن، فإنه لم يكن من أهل

العلم، وال يعتمد عليه في ضبط باب منأبواه (. اهـ.

هذا تهويل، قلت وبالله استعنت : وتشدد، وكالم يحتمل دعاوى مغايرة

للواقع، وتعصب ممقوت، ولوال اغترار( ما نبهت عليه .1بعض الناس به )

قوله : )وكأن موسى بن هالل حدث به مرةعن عبيد الله فأخطأ ( .

329

قلت : بل حدث به موسى بن هالل ، عن عبيد الله بن عمر بأسانيد صحيحة مرات،

وبمخارج متعددة، فقد رواه هنا من هذا الوجه – كما سبق – خمسة من الثقات ، وتعددت

مخارجهم . وهذه دعوى باضطراب موسى بن هالل،

ولما وجد ابن عبد الهادي أنه لم يسبق إلى هذه الدعوى أراد أن يؤيدها بنفي رواية موسى بن

هالل عن عبيد الله واستدل على ذلمكبأمرين : وهو قوله : )) وهو لم يدرك عبيد اللهاألول :

وال لحقه … إلخ (( .Q، فقد روى موسى Q بينا قلت : بل أدركه إدراكا

بن هالل عن متقدمي الوفاة مثل كهمس بن على ما143الحسن البصري المتوفي سنة

في المعرفة والتاريخ للفسوي ، وروايته عنهQ .6/213في الحلية ) ( أيضا

وروى عن هشام بن حسان كما في "الزهد"لإلمام أحمد

4/337(منهم األلباني الذي نقل ها الكالم بعلله الظاهرة في إروائه )1)

–338)

( ، وتوفى هشام6/212( ، "الحلية" )279)ص . 148 أو سنة 147بن حسان سنة

330

إذا علم ذلمك فروايته عن عبيد الله بنQ ثم إنه رحل Q بينا عمر صحيحة ألنه أدركه إدراكا

(، ولم يكن6/313إلى الحجاز كما في الحلية ). Q مدلسا

وهذا مما يؤيد ويؤكد رواية موسى بنهالل عن عبيد الله بن عمر .

: قوله: فإن بعض الرواة عنه الالثاني يروى عن رجل عن عبيد الله، وإنما يروي عن

رجل آخر عن عبيد الله . اهـ . األمر سهل وال يحتاج لحشد األدلةقلت :

الواهية واإلعراض عن رد هذه الواهيات أولى ألولي النظر ، لكن لما رأيت اغترار بعضهم

بكالمه تعين بيان ما فيه . وليعلم أن هذا األمر مخدوش بقوله

"بعض" ، فمعنى ذلك أن البعض اآلخر يروي هذاعن عبيد الله العمري بواسطة واحدة ،

إجمال .أما التفصيل :

فمن الرواة عن موسى بن هالل "أحمد بن حنبل"، وقد روى عن يحيى بن سعيد عبد

الرازق و حماد بن أسام ، وأبي معاوية فيرجال آخرين عن عبيد الله بن عمر .

ومنهم أبو أمية الطرسسي، وعلي بن معبد بننوح البغدادي

331

كالهما عن روح بن عبادة ، عن عبيد الله بنعمر .

ومنهم محمد بن إسماعيل األحمسي، ومحمد بن جابر المحاربي كالهما عن وكيع ،

عن عبيد الله بن عمر . واألخير عن ابن عيينة، عن عبيد الله بن

عمر . والحاصل : أنه يجب أن يحكم على الحديث باالتصال من طريق موسى بن هالل، عن عبيد الله حيث لم يعلم انتفاء اللقاء بينهما بل ترجح ثبوته، فعند ذلك يكون الحكم لالتصال كما هو

مقرر . والله أعلم . ثم قال ابن عبد الهادي : وكأن موسى بن هالل لم يكن يميز بين عبيد الله، وعبد الله وال

يعرف أنهما رجالن ، ثم استدل على ذلك بقوله : فإنه لم يكن من أهل العلم وال يعتمد عليه في

ضبط باب من أبوابه. اهـ. قلت : هذا تابع لدعوى االضطراب التي

ادعاها ابن عبد الهادي، وردها سيأتي إن شاءالله تعالى .

ثم إن مسى بن هالل قد روى عنه خمسة عشرQ ، فيهم أئمة حفاظ في أعلى درجات رجال

، كيف يكون في نهاية التردي1التوثيق) والسقوط واالختالط والجهل الذي ادعاه الرجل

332

؟ ثم كيف يكون الرجل بالصورة التي ادعاها ابن عبد الهادي ويعتمده حافظ جليل كيعقوب

ابن

(ومنهم إمام ابن عبد الهادي شيخ مذهبه اإلمام المبجل أحمد بن1)حنبل الشيباني رحمه الله تعالى .

سفيان الفسوي في معرفة وفيات البصريين ؟ ،127 ، 1/122. انظر "المعرفة والتاريخ" )

128. ) األمر سهل للغاية، فالحديث قصير المتن،

مشهور اإلسناد . ثم إن تعجب فعجب من دعوى االضطراب

، Q التي ادعيت ، وهي كلمة تقال استرواحا واألمر فيه تفصيل ، فإن المقرر عند علماء

الحديث أن االضطراب إنما يكون حيث تختلف الروايات بالتنافي مع تعذر الجمع، فالمراتب

ثالث في هذا الباب: جمع، فترجيح ، فاضطراب… والترتيب واجب عند أولي األلباب .

فتح1/221قال الحافظ العراقي في ألفيته )المغيث( :

مضطرب الحديث ما قد ورداQ من واحد فأزيدا مختلفا

في متن أو في سند إن اتضح فيهتساوي الخلف أما إن رجح

333

Q بعض الوجوه لم يكن مضطرباوالحكم للراجح منها وجبا

وإذا كانت الروايات قد صحت إلى موسى بن هالل برواية الحديث على الوجهين، فالجمع هنا واجب بأن نقول : قد روى موسى الوجهين

وكان يحدث تارة بوجه، وتارة أخرى بالوجهاآلخر كما تقدم ، والله أعلم .

*******************فصــل

قال ابن عبد الهادي رحمه الله تعالى في( ما نصه :34الصارم )

ولو فرض أن الحديث من رواية عبيد الله لمQ فإن تفرد موسى بن يلزم أن يكون صحيحا هالل به عنه دون سائر أصحابه المشهورين

بمالزمته وحفظ حديثه وضبطه من أدل األشياء على أنه منكر غير محفوظ ، وأصحاب عبيد الله بن عمر المعروفون بالرواية عنه مثل يحيى بن

سعيد القطان … ثم ذكر جملة من صحاب عبيد الله إلى أن

قال : فإذا كان الحديث لم يروه عن عبيد الله أحد من هؤالء األثبات ، وال رواه ثقة غيرهم

علمنا إنه منكر غير مقبول وجزمنا بخطأ منحسنه أو صححه . اهـ .

334

: إذا تفرد الرجل بحديث ال يعد ذلك قلت Q إال بشرطين : منكرا

Q ال األول : أن يكون لمنفرد به ضعيفايصحح حديثه أو يحسن .

أن ال يوجد ما يقوي حديثه من الثاني :متابعات وشواهد .

( :2/675 قال الحافظ في "النكت" ) إذا نفرد المستور أو الموصوف بسوء

الحفظ أو المضعف في بعض مشايخه دون بعض بشيء ال متابع له وال شاهد فهذا أحد

قسمي المنكر . اهـ . وموسى بن هالل العبدي ليس بمستور أو سيء

الحفظ أو مضعف، كيف يكون كذلك ، وقد روى عنه أئمة حفاظ

ثقات كاإلمام أحمد . وقال عنه ابن عدي : ال بأس به .

وقال عنه الذهبي : صالح الحديث . فإذا اعتبرنا تفرد من كان على هذا الحال من قبيل المنكر ألعرضنا عن شطر عظيم من

السنة ، والله المستعان . وإن سلمنا البن عبد الهادي بتضعيف

موسى بن هالل العبدي، فال يعتبر ما تفرد بهQ لوجود الشواهد المتكاثرة لهذا الحديث، منكرا

بل والمتابع كما سيأتي إن شاء الله تعالى .

335

وقد أشفقت على علوم الحديث التي تغافل عنها ابن عبد الهادي رحمه الله لغرض

ينصره ومذهب باطل يؤيده .******************

فصــلوإذا سلمنا بتضعيف موسى بن هالل العبدي .

( أن حديثه يحسن إذا1فمثله ال يختلف اثنان)توبع وجاء من طريق آخر.

فقد أخرج الطبراني في المعجم الكبير ) ( ، من حديث عبد الله بن محمد12/291

العبادي البصري ، ثنا مسلم بن سالم الجهني ، حدثني عبيد الله بن عمر ، عن نافع عن سالم

عن ابن عمر قال : قال رسول الله (بشرط أن اليكون أحدهما ابن عبد الهادي . 1)

)من جاءني زائراw ال يعمل له حاجة إال زيارتي كان حقاw علي أن أكون له

شفيعاw يوم القيامة ( . ( :4/2 وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" )

رواه الطبراني في األوسط والكبير وفيهمسلمة بن سالم ، وهو ضعيف . اهـ .

هكذا أخرجه الطبراني ، والخلعي، وابنصاعد فقالوا : عن نافع عن سالم .

وقال ابن المقري في معجمه : عن نافعوسالم .

336

وكلهم من طريق عبد الله بن محمد العباديعن مسلمة عن عبيد الله العمري .

وعبد الله بن محمد العبادي البصري ترجمهالسمعاني في األنساب .

وتابعه من هو أحسن منه أعني "مسلم بنحاتم األنصاري" .

فقد وثقه الترمذي، والطبراني، وابن حبان(.10/1125)التهذيب:

ورواه عن مسلمة بن سالم الجهني عبد الله يعني العمري، حدثني نافع عن سالم عن ابن

)من جاءنيعمر قال:قال رسول الله)ص(: زائراw لم تنزعه حاجة إال زيارتي كان

حقاw علي أن أكون له شفيعاw يومالقيامة (.

: وما رواه مسلم بن حاتم األنصاري قلت Q أوثق من عبد الله بن هو األصح ألن مسلما

محمد العبادي . : أن السند صح إلى مسلمة بن والحاصل

سالم الجهني، فانحصر الكالم فيه . فأقول: الرجل وإن قال عنه أبو داود: ليس بثقة. لكن صحح له ابن السكن، ومقتضى ذلك

أن يكون ثقة عنده، فمع توثيق ابن السكن وكالم أبي داود، فالرجل يصلح للمتابعات وال

ريب .

337

*****************فصــل

وقد تقعقع ابن الهادي رحمه الله تعالىفأخذ يضعف هذه المتابعة فقال :

إنه حديث ضعيف اإلسناد ، منكر المتن، ال يصلح االحتجاج به، وال يجوز االعتماد على مثله ، ولم خرجه أحد من أصحاب الكتب

الستة، وال رواه اإلمام أحمد في مسنده، وال أحد من األئة المعتمدة على ما أطلقوه في

روايتهم وال صححه إمام يعتمد على تصحيحه ، الذي لم يعرف بنقل(1وقد تفرد به هذا الشيخ)

العلم ولم يشتهر بحمله ولم يعرف من حاله ما يوجب قبول خبره، وهو مسلمة بن سالم الجهني

الذي لم يشتهر إال برواية هذا الحديث المنكر، وحديث آخر موضوع ذكره الطبراني باإلسناد

المتقدم ومتنه : "الحجامة في الرأس امان من الجنون، والجذام، والبرص والنعاس،

والضرس".وروى عنه حديث آخر منكر من رواية آخر غير العبادي، وإذا تفرد مثل هذا الشيخ المجهول الحال القليل الرواية بمثل هذين

الحديثين المنكرين عن عبيد الله بن عمر أثبت آلعمر بن الخطاب في زمانه

( وأغرب بن عبد الهادي فقال : إنه مجهول الحال )الصارم المنكي1)( .69ص

338

وأحفظهم عن نافع عن سالم عن أبيه عبد الله بن عمر من بين سائر أصحاب عبيد الله الثقات

المشهرين واألثبات المتقنين علم أنه شيخ ال يحل االحتجاج بخبره وال يجوز االعتماد على

روايته . اهـ . أما كونه ضعيف اإلسناد منكر قلت:

المتن ، فهو معارض بتصحيح من هو أعلم، وأقدم، وأقعد بهذا الفن منه، أعني الحافظ أبا

( الذي صحح هذا الطريق1علي ابن السكن) بفرده. فما بالك وهذا الطريق متابع لموسى بن

هالل البصري فهو مقبول حسب القواعد . أما كونه ) منكر المتن ( ، فهي دعى ال

يسندها إال الدفع بالصدر فقط، فالدليل أتى به ابن عبد الهادي ليقيم به صلب هذه الدعوى

المتهاوية! أما قوله : ولم يخرجه حد من أصحاب الكتاب

الستة وال رواه اإلمام أحمد في مسنده …إلخ ، فهذا اعتارض ال يليق بعارف بالحديث كابن عبد الهادي ، وعندما عرف العلماء الحديث الصحيح

Q في الكتب ما خال لم يشترطو أن يكون مرويا ألنالكتب التي ذكرها ابن عبد الهادي وغيرها،

العبرة بالسند ال بالكتاب ما خال الكتب التي لها شروط معينة، إذ الكتاب ال يفيد الحديث قوة أو ضعفاw ، وكذلك

339

صاحب الكتاب ال يفيد الحديث شيئwا إذا كان السند الذي ذكره في كتابه

. wضعيفا وعندما رتب ابن حزم كتب السنة جعل صحيح ابن السكن ثالث الكتب

( 3/1153بعد الصحيحين ، راجع تذكرة الحفاظ للذهبي )

Q بالمنكرت ، وقد يكون الكتاب مشحونا والواهيات ، والمضوعات ويسند صاحبه في

أحاديث صحيحة وحسنة ومتابعات مقبولة فيحكم لها بالصحة أو الحسن حسب حال

السند ، وبغض النظر عن الكتاب وهكذا األمرQ في جميع كتب السنة إال من اشترط شرطا

لكتابه كأصحاب الصحاح والمستخرجات . أن كالم ابن عبد الهادي مخالفوالحاصل:

ألدنى قواعد علم الحديث الشريف وهي تعريف الحديث الصحيح الذي لم يشترط أن يكون

Q في كتاب كذا وليس في كتاب كذا. والله مروياالمستعان .

على أن هذه المتابعة صححها ابن السكن بإيرادها إياه في صحيحه، وأخرجها الطبراني في معجميه الكبير، واألوسط وهما من أهم

أصول اإلسالم المعتنى بها .( :2/122 وقد قال ابن تيمية في المنهاج )

من المعلوم أن األحاديث المنقولة ال يميز بين صدقها وكذبها إال بالطرق الدالة على ذلك .

اهـ .

340

فانظر إلى قوله "بالطرق" ، ولم يقلبالكتب . والله المستعان .

)وقد تفردوأما قول ابن عبد الهادي: به هذا الشيخ … ( . إلخ .

قد مر أن الشيخ هو مسلمة بن قلت: سالم الجهني لم ينفرد به ، بل تابعه بلديه

موسى بن هالل البصري ، وكذا تقدم والكالم على صالحية مسلمة بن سالم الجهني

للمتابعات ، ثم أراد ابن عبد الهادي أن يجهزQ ، فحكم على على الرجل ويطيح به أرضا

حديثين أخرجهما له الطبراي بالوضع والنكارة . : وهو حديث : ) الحجامة فياألول أما

الرأس أمان من الجنون، والجذام ، البرص ، النعاس ، والضرس ( فلم يسبق ابن عبد

الهادي من أحدz – والله أعلم – في الحكم علىهذا الحديث بالوضع .

وكيف يحكم عليه بالوضع وله شاهد على ( ، وابن عدي1/83ابن عباس أخرجه العقيلي )

(، وفيه إسماعيل بن شيبة الطائفي،6/2074)Q لكنه لم يتهم بالكذب، فإذا وهو وإن كان ضعيفا

ضممنا هذا الشاهد لحديث مسلمة بن سالم الجهني كان الحكم على الحديث المذكور

Q جدQ عن قواعد الحديث . والله بالوضع بعيداالمستعان .

341

: فالخطب فيه هين،الحديث اآلخر وأما واألمر فيه ليس بعظيم وال يخرج الرجل عن

االستشهاد به، واقتصر الهيثمي في المجمع ) ( على تضعيف الحديث بمسلمة بن3/211

سالم فقط ، وهو يعني اعتباره في المتابعات والشواهد، وهو قول حفظ، ناقد، ثاقب الرأي،

ليس بمتشدد أو جراح . : وإذا تفرد مثل هذا الشيخ المجهول قوله

الحال القليل الرواية بمثل هذين المنكرين عنعبيد الله بن عمر .. الخ .

قلت : دعوى لم يسبق إليها ، فليس الرجلبمجهول الحال ولم يصرح أحد بذلك .

فقد روى عنه جماعة ، وصحح له ابن السكن،وقال عنه ابو داود :

Q لمسجد بني حرام ليس بثقة ، وكان إمامابالبصرة ، فكيف يكون مجهوالص بعد ذلك ؟

على أن تفرده عن عبيد الله العمري اليضره .

فقد تابعه بلديه موسى بن هالل البصري ، وقد مر الكالم على مثل هذه الشبهة . والله

المستعان . *********************

أما عن األمر الثالث فهو خاص ببيانحال عبد الله بن عمر العمري .

342

فقد قال ابن عبد الهادي ما نصه : وقد تكلم في عبد الله العمري جماعة من

أئمة الجرح والتعديل ونسبوه إلى سوء الحفظ،والمخالفة للثقات في الروايات .

قال ابو حاتم محمد بن حبان البستي في كتاب "المجروحين من المحدثين" : عبد الله

بن عمر بن ممد بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري اخو عبيد الله بن عمر من

أهل المدينة ، يروي عن نافع ، روى عنه العراقيون وهل المدينة ، كان ممن لب عليه

الصالح والعبادة حتى غفل عن حفاظ األخبار وجودة الحفظ لآلثار فوقع المناكير في روايته ، فلما فحش خطؤه استحق الترك ، ومات سنة

ثالث وسبعين ومائة . حدثنا الهمداني ، حدثنا عمرو بن علي قال :

كان يحيى بن سعيد ال يحدث عن عبد الله بن عمر ، قال أبو حاتم: وهو الذي روى عنه نافع

)أن النبي )ص( كان إذا توضأعن عمر ، وروى عن نافع عن ابن عمر أنخلل لحيته(

)من أتى عرافاw فسألهالنبي )ص( قال : )wوروى عنلم تقبل له صالة أربعين يوما ،

)أسهمنافع عن ابن عمر أن النبي)ص( )wفيماللفارس سهمين وللراجل سهما

343

يشبه هذا من المقلوبات والملزوقات التيينكرها من أمعن في العلم وطلبه من مظانه .

وقال أبو عيسى الترمذي في جامعة : وعبد الله بن عمر ضعفه يحيى ابن سعيد من قبل حفظه ، وقال البخاري في تاريخه : عبد

الله بن عمر بن حفص العمري المدني قرشي كان يحيى بن سعيد يضعفه، وقال النسائي في

كتاب "الكني" : أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر "ضعيف " ،

وقال العقيلي: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت يحيى ابن معين عن عبد الله بن عمر العمري فقال: "ضعيف"،حدثنا عبد الله،

قال : سألت أبي عن عبد الله بن عمر فقال : كذا وكذا ، وقال أبو زرعة الدمشقي: قيل

ألحمد بن حنبل: كيف حديث عبد الله بن عمر؟Q فقال: كان يزيد في األسانيد ويخالف وكان رجالQ ، وقد ذكر العقيلي هذا القول عن اإلمام صالحا أحمد بن حنبل من رواية أبي بكر األثرم عنه ،

وروى إسحق بن منصور عن يحيى بن معين قال عبد الله بن عمر صويلح ، وقال عبد الله

بن علي بن المديني عن أبيه :"ضعيف" ، وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه، وال يحتج به،

وقال يعقوب بن شيبة: صدوق في حديثه اضطراب ، وقال صالح بن محمد البدادي : لين

344

مختلط الحديث، وقال الحاكم أبو أحمد : ليسبالقي عندهم . انتهى من الصارم المنكي

( .38 _ 36)ص قلت: أسرف ابن عبد الهادي – رحمه اللهتعالى – بذكر الجرح وقنع بالقليل من التعديل .

فالذي يقف على ما ذكره ابن عبد الهادي يجزم بضعف الرجل ، أما لواقع ونفس األمر فشيء آخر ، وعلى ذلك يجب االلتفات ألمور

أذكرها في فصول بعون الله تعالى .*************

فصــل صدر ابن عبد الهادي كالمه بنقل األول:

جرح ابن حبان للعمري "المجروحين" من )2/6. )

وتعنت ابن حبان ومبالغته في الجرحاستفاضت واشتهرت .

وقد نص على تعنته ومبالغته في الجرح عدد من الحفاظ منهم الذهبي، وابن حجر ، كما

تقدم في أماكن سابقة . وقد بين ابن حبان مستنده في جرحه للعمري فأتى بثالثة أحاديث ادعى خطأ عبد لله العمري

فيها .

345

فقال أبو حاتم ابنالحديث األول:أما حبان: وهو الذي روى عن نافع عن ابن عمر أن

النبي )ص( كان إذا توضأ خلل لحيته . اهـ . قلت : إن كان للحديث علة فمن

الراوي عن عبد الله العمري . 1/39قال الطبراي في المعجم األوسط )

مجمع البحرين( : لم يروه عن

العمري إال مؤمل بن إسماعيل . اهـ . ومؤمل وإن وثق لكن ضعفه جمع ، وقال

فيه البخاري : منكر الحديث . فاألولى الحمل على مؤمل بن

إسماعيل ، بل هو الواجب . : فقال أبو حاتم بن أما الحديث الثاني

حبان : وروى عن نافع عن ابن عمر أن النبيQ فسأله لم تقبل له )ص( قال : ))من تى عرافا

Q ( . اهـ . صالة أربعين يوما ( ،114أخرجه ابن وهب في "الجامع" )ص

سمعت عبد الله بن عمر يحدث عن نافع عن. Q صفية عن بعض أزواج النبي )ص( به مرفوعا قلت: أراد ابن حبان أن عبد الله خالف أخاه الذي رواه من حديث نافع عن صفية عن بعض

. Q أزواج النبي )ص( به مرفوعا /4رواه من هذا الوجه مسلم في صحيحه )

( ، وأبو4/68( ، وأحمد في المسند )1751

346

( ، وتاريخ أصبهان ،10/407نعيم في الحلية )( .8/138البيهقي في السنن الكبرى )

فابن حبان يرى أن الصواب عن نافع عنصفية .

( من8/246لن أخرجه أبو نعيم في الحلية ) حديث أبي إسحاق السبيعي ، عن سعيد بن

Q نحوه . وهب ، عن ابن عمر مرفوعا قلت : أبو إسحاق السبيعي ، وسعيد بن وهب

ثقتان معروفان ، وهذه المتابعة تظهر أن الحديث صحيح من مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فلم يخطئ فيه عبد الله

العمري ، كما تظهر مدى التسرع في تخطئةعبد لله العمري .

: فقال ابن حبان :أما الحديث الثالث وروى عن نافع عن ابن عمر أن النبي )ص( :

. ) Q )أسهم للفارس سهمين وللراجل سهما غرض ابن حبان بيان أن عبد الله قلت :

العمري خالف أخاه عبيد الله الذي رواه باختالف في اللفظ عن نافع عن ابن عمر

رضي الله عنهما أن النبي )ص( ) جعل. ) Q للفرس سهمين ، ولصاحبه سهما

واإلجابة على ذلك هي ما قاله الحافظ في( قال :6/68)الفتح( )

347

المعنى أسهم للفارس بسبب فرسه غيرسهمه المختص به . اهـ .

وإن سلم بخطأ عبد الله العمري في هذا الحديث فال يضره بجانب ما روى ، والرجل

مكثر ، قد أخطأ في حديث فكان ماذا ؟ فإن قيل: فقد ذكر معنى الترك غير ابن

حبان، وهو ابن عمار الموصلي، فقال كما في (: لم يتركه أحد ال يحيى بن5/328التهذيب )

سعيد .اهـ. قلت: قال عمرو بن علي الفالس : كان يحيى

بن سعيد ال يحدث عنه . وابن عمار أو الفالس لم يذكرا مستند يحيى

بن سعيد في عدم الرواية عنه . والحاذق يعلم أن بن عمار لم يقصد الترك

بالمعنى االصطالحي ، ولكنه قصد الترك بمعنى عدم الرواية، وبون شاسع بين المعنيين فلزم

التنبيه. ويوضحه ويقويه قل أبي عيسى الترمذي

( :12الحافظ )العلل مع شرحه ص ذكر عن يحيى بن سعيد أنه كان إذا رأى

الرجل يحدث من حفظه مرة هكذا، ومرة هكذا ال يثبت على رواية واحدة تركه ، وقد حدث عن

هؤالء الذين تركهم يحيى بن سعيد القطان :

348

عبد الله بن المبارك ، ووكيع بن الجراح ، وعبدالرحمن بن مهدي ، وغيرهم من األئمة . اهـ .

وهذا ابن عبد الهادي الذي شنع على عبد اللهالعمري يقول عن أحد الرواة :

وكون يحيى بن سعيد كان ال يرضاه غير قادح فيه ، فإن يحيى شرطه شديد في الرجال ،

ولذلك قال : لو لم أرو إال عمن أرضى ما رويتإال عن خمسة . اهـ .

وكونه ال يرضاه أي ال يرضى الرواية عنه ،فهو كعبد الله العمري فتأمل .

(402وقال الحافظ في "مقدمة الفتح" )صفي ترجمة الزبير

البصري : وحكى الباجي في رجال البخاري عن علي بن

المديني أنه قال : لم

يرو عنه شعبة ، وبين اللفظين فرقان . اهـ . وترك الرواية قد يكون لشبهة ال توجب الجرح

. ومما يدل على أن قول ابن حبان في العمري

غير معمول به ، ولم يلتفت إليه أن المحدثين انقسموا في العمري لقسمين : منهم من قبل

حديثه ، والثاني من ضعفه . وهذا األخير قبل حديثه في باب المتابعات

والشواهد ، والمعلوم والمقرر أن المتروك ال

349

يقبل حديثه في المتابعات و الشواهد ، فعلم أن ضعفه عندهم من الضعف الخفيف الذي يزول

بمجيء متابع له أو شاهد فيرتقي حديثه إلىالحسن لغيره . والله أعلم .

ويعضده أن الرجل قد أخرج له مسلك فيQ بأخيه عبيد الله . صحيحه مقرونا

فكيف يكون من أخرج له مسلم في صحيحهQ بغيره – حاله كما ذكر ابن حبان ، – ولو مقرونا

واعتمده ابن عبد الهادي ؟!!***************

فصـل ثم نقل ابن عبد الهادي عن اإلمام أحمد بن حنبل قوله : كذا وكذا ، وقوله : كان يزيد في

. Q Q صالحا األسانيد ويخالف، وكان رجال

قلت : أما عن األولى فلك في النظر إليهاوجهان :

: قال الذهبي في الميزان ) الوجه األول ( في ترجمة يونس بن أبي إسحاق4/483

السبيعي هذه العبارة – أي قول أحمد : كذاQ فيما وكذا – يستعملها عبد الله بن أحمد كثيرا

كناية عمنيجيبه به والده، وهي باالستقراء اهـ .فيه لين .

واللين أقل الضعف .

350

ولكن لم يذكر ابن عبد الهادي – سامحه الله – ما يدل على توثيق أحمد لعبد الله بن عمر

العمري ، حيث قال كما في الجرح والتعديل )5/109-110.)

) صالح ال بأس به ، قد روى عنهالناس ( اهـ .

: قال ابن عدي في "الكامل"الوجه الثاني(4/1460: )

ثنا ابن حماد، ثنا عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: عبد الله بن عمر بن حفص ابن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو أخو عبيد الله بن عمر: كذا وكذا، ثنا ابن أبي عصمة، ثنا طالب سألت أحمد بن حنبل عن عبد الله بن عمر العمري

قال : ) صالح ، قد روى عنه، ال بأس به، ولكن ليس مثل أخيه عبيد الله (

اهـ . قلت : المدقق في أقوال اإلمام أحمد رحمه

الله تعالى يجد أن كالمه هو توثيق نسبي أو تليين نسبة ال يراد به المعنى المتعين من

اللفظ الثاني فإنه نزل به بالنسبة ألخيه عبيدالله الثقة الحافظ المتفق عليه .

351

وقد نبه الحافظ السخاي على الجرح والتعديل النسبي فقال )فتح المغيث:

1/348: ) ينبغي أن نتأمل أقوال المزكين ومخارجها ، فقد يقولون : فالن ثقة أو ضعيف ، وال يريدن

به أنه ممن يحتج بحديثه ال ممن يرد ، وإنما ذلك بالنسبة لمن قرن معه وفق ما وجه إلى

القائل من السؤال كان يسأل عن الفاضل المتوسط في حديثه ويقرن بالضعفاء ، فيقال ما تقول في فالن وفالن ؟ فيقول : فالن ثقة يريد أنه ليس من نمط قورن به ، فإذا سئل عنه بمفرده بين حاله في المتوسط . وأمثلة

ذلك كثيرة ال نطيل بها . اهـ . ويؤيد ذلك ما سيأتي عن ابن عدي إن شاء

الله تعالى .******************

فصـل

ونقل ابن عبد الهادي عن يحيى بن معينقولين :

األول : تضعيفه .والثاني : قوله : صويلح .

فلم يستوف ابن عبد الهادي ما قاله ابنمعين في الرجل .

352

فقد روى ابن أبي مريم عن يحيى بن معين اهـ .ليس به بأس يكتب، حديثه .أنه قال :

ومن المعلوم أن قول ابن معين في الرجلليس به بأس معناه أنه : ثقة .

قلت البنوقال عثمان بن سعيد الدارمي: معين : كيف حاله في نافع ؟ قال :

( .4/1459 )الكامل : صالح ثقة . توثيق مطلق من ابن معينفاألول :

للعمري . توثيقه له في خصوص روايتهوالثاني :

عن نافع كما في حديثنا هذا ، وهو نص من إمامالجرح والتعديل قاطع النزاع .

والدارمي الذي روى عنه هذذا النص من أخص وأشهر أصحاب ابن معين ، والله

المستعان . ومما سبق يعلم أن الراجح من أقوال اإلمام أحمد ، وإمام الجرح والتعديل يحيى بن معين

هو قبول حديث عبد الله بن عمر العمري ، واعتماد حديثه مالم يخالف غيره ، شأنه في

ذلك شأن جمهرة الثقات فإن حديث الثقةمقبول ما لم يخالف . والله أعلم .

**********************

353

فصـل واذا تبين للقارئ الكريم حقيقة أقوال يحيى بن معين ، وأحمد ، وابن حبان ، في العمري

فليعلم المستفيد أن الرجل قد ووثقه جمع من األئمة ، واعتمده عدد من حفاظ األمة ، وهذامعروف ومسطور في كتب الجرح والتعديل .

ولكن الغريب أال يذكره ابن عبد الهادي ،وللهفي خلقه شئون ..!

فممن وثق العمري ممن لم يذكره ابن عبد الهادي في الصارم : اإلمام العلم أحمد بن

( .151صالح المصري )ثقات ابن شاهين ص ( :5/110وقال أبو حاتم الرازي )الجرح:

( يحسن الثناء على1رأيت أحمد بن صالح )عبد الله العمري .

وقال العجلي : ال بأس به )الثقات ص239. )

ووثقه ابن شاهين بإيراده له في ثقاته )ص151. )

وقال الخليلي : ثقة ير أن الحفاظ لم يرضوا حفظه . اهـ ، وقوله )الحفاظ لم يرضوا

حفظه ( أي سعة محفوظ، انظر نظير ذلك في( .420مقدمة الفتح )ص

354

ولعلهم لم يرضوا حفظه بالنسبة لحفظ أخيهQ من أقوالهم فيه عبيد الله العمري ، فإن كثيرا

ترجع للمقارنة مع أخيه ، كما سيأتي تصريح ابن

( أحمد بن حنبل وهو خطأ، والصواب5/327( وقع في التهذيب )1)ما في الجرح والتعديل

عدي بذلك ، والمقصود بيان أن الرجل : ثقةعند أبي يعلى الخليلي .

وكان عبد الرحمن مهدي يحدث عنه .وحسن له أبو يعلى الموصلي .

Q ييعقوب بن شيبة وقال وحسن له أيضا ( : ثقة صدوق في حديثه10/20)تاريخ بغداد

اضطراب . اهـ . وهو يعني أن اإلضطراب الذي في حديثه ال

يخرجه عن حد الثقة الصدوق .وقد صحح له ابن السكن ، وهو يعني توثيقه .

(392 – 9/391 وحسن لله الترمذي )تحفة في باب ما يقول إذا رأى مبتلى ، وفي أبواب

( في باب دخول مكة1()3/590الحج )تحفة Q ، وجوز البخاري تصحيح حديثه كما تشير نهارا

(، وذكره25عبارته في جزء رفع اليدين )ص في صحيحه في كتاب العلم ، باب المناولة

( فجزم الكرماني أنه العمري ،1/154)الفتح ( وخالفهما1/407ومال إليه البد العيني )

( ، وحسن له ابن كثير1/154الحافظ )الفتح

355

في التفسير في أوائل سورة القصص ، وحسن له المنذري في التريب لكن ال يحضرني اآلن

أماكنه .

(3/950(ووهم المبار كفوري رحمه الله تعالى في تحفة األحوي )1) فذكر أنه عبيد الله بن عمر فوهم ، والصواب أنه : عبد الله العمري ،

( .6/107وانظر تحفة األشراف )

( :5/1869و قال ابن عدي في "الكامل" )وثقة الناس . اهـ .

وهو يعني قبول الناس لحديثه .( Q ( : ولعبد4/1461وقال في "الكامل" أيضا

الله بن عمر حديث صالح وأروى من رأيت عنه ابن وهب ووكيع وغيرهما من ثقات المسلمين

وهو ال بأس في رواياته، وإنما ، قالوا فيه ال يلحق أخاه عبيد الله، وإال فهو في نفسه صدوق

ال بأس به . اهـ . وهذا الذي ذكره ابن عدي هو أعدل

األقوال في عبد الله العمري . فالرجل وإن تكلم فيه حديثه حسن إال إذ تبين

مخلفته شأنه شأن من يحسن حديثهم ، ومن قارون ترجمته بترجمة من يحسن األئمة حديثه

كمحمد بن إسحاق وعبد الله بن محمد بن عقيل وأضرابهما ال ينفك إال عن تحسين حديث الرجل وهو ما ذهب إليه الحافظ الذهبي، فقال

356

( : صدوق حسن الحديث .1/348في المغني )اهـ .

واقتصر على عبارات التوثيق الواردة فيه( ، و"الديون" )ص2/99في كتابيه "الكاشف" )

( ، وأدخله في جزء "من تكلم فيه وهو173( .112موثق " )ص

وقال الحافظ السخاوي في "التحفة3/366Qاللطيفة" ) Q خيرا Q عالما ( : كان صالحا

صالح الحديث اهـ .***************

فصــل

وإذا سلمنا بتضعيف عبد الله العمري . فقد قال عثمان بن سعيد : قلت ليحيى بن

معين : عبد الله العمري ما حاله في نافع قال:(.4/1459صالح ثقة . اهـ . كذا في "الكامل" )قلت : والرجل يروي هنا عن نافع .

فها نص قاطع للنزاع من إمام الجرحوالتعديل ، والله المستعان .

تنبيه : حمل ابن عبد الهادي رحمه الله تعالى في الصارم المنكي على عبد الله العمري ورفع راية تضعيفه ، فن تعجب فلك لك إذا وقفت على تقويته لعبد الله العمري في "التنقيح"

357

ورده على من ضعفه ، واحتجاجه بحديثه في"األحكام" .

فلما ضعف المخالف عبد الله بن عمر( :1/122العمري قال ابن عبد الهادي )

وأما عبد الله بن عمر فقد قال يحيى فيرواية : ليس به بأس . اهـ . وهي تعني توثيقه .

ثم لك أن تعجب ثانية إذا علمت أن هذه الرواية التي تفيد توثيق ابن معين للعمري لم

Q أو حتى إشارة في يذكرها ابن عبد الهادي نصا

الصارم المنكي .ونسأل الله العافي .

وحاصل ما تقدم أن حديث الزيارة "من زار قبري وجبت له شفاعتي"

حديث حسن وال بد ، وهذا ما تقتضيه قواعد الحديث ، أما من كابر فال كالم لنا معه، وهو غير مقصود بالذات من

الكالم المتقدم، لكنه عرف مأخوذ األئمة وقوة حجتهم فلله درهم ، والحمد لله

الذي بنعته تتم الصالحات .*******************

358

الحديث الثاني )) من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي ، ومن زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له شهيداw يوم

القيامة (( . ( :3/457أخرجه العقيلي في "الضعفاء" )

حدثنا سعيد بن محمد الحضرمي ، ثنا فضالة بن سعيد بن زميل المأربي ، حدثنا محمد بن يحيى

المأربي ، عن ابن جريح عن عطاء ، عن ابن. Q عباس به مرفوعا

ورواه تقي الدين السبكي في "شفاء ( بسنده إلى ابن عساكر الذي38السقام" )ص

أخرجه من طريق العقيلي المذكور ولفظه : ) من رآني في المنام كان كمن رآني في

حياتي … ( الحديث . والصواب ما في ضعفاء العقيلي ، وإن كانت

Q ، فال ضير رواية ابن عساكر هي صواب أيضا في ذلك ، فإن لفظ الزيارة ثابت في كال

الروايتين في آخر الحديث . وأعل هذا الحديث بفضالة بن سعيد بن زميل

المأربي ، وبشيخه محمد بن يحيى بن قيسالمأربي .

أما فضالة بن سعيد بن زميل المأربي فقال ( : حديثه غير3/457العقيلي في "الضعفاء " )

359

محفوظ ، وال يعرف ال به ، ثم قال بعد أن ذكر الحديث محل البحث بسناده : "وهذا يروى بغير

Q فيه لين " . اهـ . هذا اإلسناد من طريق أيضا

فدل كالم العقيلي على أمور : أن حديث فضالة بن سعيد المأربياألول :

غير محفوظ .أنه فرد .الثاني : أن هذا اإلسناد فيه لين .الثالث :

هو خالص نظر العقيلي فيواألمر الثالث : هذا اإلسناد أنه فيه لين. واللين هو أقل الضعف

. وإن تعجب فعجب من الحافظ الذهبي –

رحمه الله تعالى – ففي ترجمته لفضالة بن سعيد بن زميل المأربي ذكر الحديث موضع

( : "هذا موضوع على3/349البحث ثم قال )ابن جريج" . اهـ .

وال يوجد في اإلسناد أو المتن ما يساعدهعلى دعواه .

فهي دعوى ال برهان عليها ، وال ذكر الذهبيQ يشهد لها ، وكالم العقيلي هنا أقوى دليال

وأقعد .

*********************

360

فصــل وأما محمد بن يحيى بن قيس المأربي فقد

(464وثقه الدار قطني في سؤاالت البرقاني )( .9/45وابن حبان )

وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"برواية جمع عنه ، ولم يذكر

( Q Q وال تعديال ( .8/123فيه جرحاوقال ابن حزم : مجهول .

فقبول توثيق الدارقطني وابن حبان هو الموافق لقواعد الحديث ، ومن علم حجة على

من لم يعلم .فإن قيل قد قال ابن عدي في "الكامل" )

( : أحاديث مظلمة منكرة . اهـ .6/2239 هذا سرف من ابن عدي رحمه اللهقلت :

تعالى .وقد ذكر حديثين له في ترجمته :

في مدح وذم بعض المدن ،أولهما : والحمل فيه على من رواه عنه ، وهو خطاب

بن عمر الهمداني ، وقد قال الذهبي في ترجمته من "الميزان" : مجهول ، وخبره في

فضل البلدان كذب . اهـ . وأصاب العقيلي بذكره هذا الحديث الموضوع

( .2/25في ترجمة خطاب بن عمر الهمداني )

361

والحديث اآلخر الذي ذكره ابن عدي في ترجمة محمد بن يحيى المأربي حديث في

)االستقطاع( أخرجه أصحاب السنن وغيرهم ، ( ، والخطب فيه10/351وصححه ابن حبان )

سهل ال يستحق معه أن يقال في حق الرجل : أحاديثه مظلة منكرة . وأين هي األحاديثالكثيرة التي تستحق هذا الوصف .. ؟!! .

( : وثق .3/95وقال الذهبي في "الكاشف" ) وهي تقضي على تردده المذكور في ترجمة

(4/62محمد بن يحيى المأربي في "الميزان" ).

وخالصة ما قيل في محمد بن يحيى المأربي (: لين513هو قول الحافظ في التقريب )ص

الحديث اهـ . والترمذي : يحسن لمن قيل فيهمثل ذلك.تنبيه :

أما ابن عبد الهادي فإنه ما أصاب في كالمه عن محمد بن يحيى المأربي وتشدد وبعد

عن اإلنصاف ، فذكر أن الرجل مختلف فيه . ثم أراد أن يقوي رجحان جرحه وتضعيفه ،

فذكر كالم ابن عدي وأيده بالحديث الموضوع في مدح وذم بعض المدن ، وتقدم أن الحمل فيه على خطاب بن عمر الهمداني المجهول ،

فلم يكفه أنه لم يصرح بتوثيق الدارقطني

362

( بل زاد464للمأربي في سؤاالت البرقاني )Q ، نسأل الله تعالى Q موضوعا أن ألصق به حديثا

السالمة والصون . بقى الكالم على قد يظن بعضهم أن علة ثالثة في هذا اإلسناد ، وهي أن ابن جريح وهو

عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح مدلس ولميصرح بالسماع .

والجواب على ذلك: أن هذا ما يرويه ابن جريج عن عطاء وروايته عنه محمولة على

السماع صرح أو لم يصرح ، فإن ابن جريج قال: إذا قلت:

قال عطاء : فأنا سمعته منه ، وإن لم أقل(.406 /6سمعت. ) التهذيب

zفالحاصل مما تقدم أن هذا اإلسناد فيه راو غاية ما فيه أنه مجهول وتفرد بهذا الحديث ،

وآخر اختلف فيه : وثقة الدارقطني وصحح له ابن حبان، ووثقه وأخرج له أصحاب السنن:

النسائي، وأبو داود، والترمذي، وقال عنهالحافظ : لين الديث .وقال الذهبي : وثق . فإذا كان األمر كذلك فهذا اإلسناد ضعيف

فقط بسبب فضالة بن سعيد بن زميل المأربي فقط ، ويمكن أن ينجبر ، بغيره بل يمكن أن

يكون مشبه بالحسن على رأي جماعة من الحفاظ ، وهو وحده يقضي على قولهم

363

المتهافت : أحاديث الزيارة كلها ضعيفة بل موضوعة . فيكف ولهذا الحديث نظائر أقوى

منه . وسأل الله تعالى اإلنصاف في الغضب

والرضا . والله تعالى أعلم بالصواب .

*********************

الحديث الثالث )) من زارني بالمدينة محتسباw كنت له

شفيعاw وشهيداw يوم القيامة (( . ( ،3/488أخرجه البيهقي في شعب اإليمان )

وحمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان ( ومن طريقه السبكي في شفاء434)ص

( ، وابن أبي الدنيا في كتاب35السقام )ص "القبور" كلهم من طريق محمد بن إسماعيل

بن أبي فديك عن سليمان بن يزيد الكعبي أبي المثنى عن أنس بن مالك أن رسول الله )ص(

قال :Q Q كنت له شفيعا )) من زارني بالمدينة محتسبا

Q يوم القيامة (( . وشهيدا قلت : محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ثقة

احتج به الجماعة . لكن أبا المثنى سليمان بن يزيد الكعبي قال

عنه أبو حاتم : منكر الحديث ليس بقوي.

364

وضعفه الدارقطني، وقال ابن حبان في "المجروحين": يخالف الثقات في الروايات ، ال يجوز االحتجاج به وال الرواية عنه إال لالعتبار .

( ، وحسن له6/395لكنه ذكره في"الثقات" ) الترمذي . ومقتضى ذلك أن يكون "صدوق الحديث" عند الترمذي ، قال الحافظ في

( :153"تعجيل المنفعة" )ص قول الترمذي : )حسن غريب( هذا يقتضي أن

الراوي عنده صدوق معروف . اهـ . ( وهو يعني222-4/221وصحح له الحاكم )

أن الرجل ثقة عنده . فإن أعرضت عن تحسين الترمذي ، وتصحيح الحاكم له ، وتوثيق ابن

حبان ، فالرجل ضعفه من النوع الخفيف الذي يزول بمجيء متابع أو شاهد له ، لذلك اقتصر

(670الحافظ على تضعيفه في "التقريب" )ص.

وأجاد الحافظ الذهبي فقال في "الكاشف" ) ( : " وثق، وقال أبو حاتم ليس بقوي " .3/331

اهـ . وتبقى علة أخرى في هذا السند ، وهي

االنقطاع بين سليمان بن يزيد وأنس بن مالك ،فإن سليمان بن يزيد من أتباع التابعين .

وله طريق آخر عن أنس :

365

قال إسحاق بن راهويه في مسنده: أخبرنا عيسى بن يونس، ثنا ثور ابن يزيد ، حدثني

شيخ عن أنس عن النبي )ص(. )المداوي لعلل( .232/ل6المناوي:

قلت: عيسى بن يونس هو ابن أبي إسحاقالسبيعي ، ثقة .

وثور بن يزيد ثقة ثبت . فلوال الشيخ المبهم الذي لم يسم لكان السند في أعلى درجات

الصحة . لكن هذا الطريق إذا ضم لسابقه استفاد

الحديث قوة، فإن قال قائل: إنه مشبه بالحسن يكون قد أصاب، وكم احتج

األئمة الفقهاء بأقل من هذا وبمثله في األحكام ، بل هذا بمفرده يثبت مشروعية

الزيارة . وابن عبد الهادي لم يذكر الطريق الثاني عن

أنس الذي ذكره السيد أحمد بن الصديق الغماري في المداوي، ولعل ابن عبد الهادي لم

Q على يقف عليه، ولذا كان كالمه مقصوراالطريق األول فقط .

ولو وقف عليه ابن عبد الهادي لشنع عليه وصب تشنيعه على الراوي المبهم كما هي

طريقته ألنه يأبى أن يثبت حديث في الباب .والله المستعان .

366

************************

الحديث الرابع

)) من أتى المدينة زائراw لي وجبت له شفاعتي يوم القيامة ، ومن مات في

. )) wأحد الحرمين بعث آمنا أخرجه يحيى بن الحسن بن جعفر في أخبار

( .40المدينة كما في "شفاء السقام" )ص ثنا محمد بن يعقوب ، ثنا عبد الله بن وهب ،

عن رجل عن بكر بن عبد الله عنQ لي النبي)ص(قال: "من أتى المدينة زائرا

وجبت له شفاعتي يوم القيامة ، ومن مات في. )) Q أحد الحرمين بعث آمنا

محمد بن يعقوب هو األسدي الزبيري المدنيأبو عمر .

قال عنه أبوحاتم والنسائي : ال بأس به ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : مستقيم

( .9/533الحديث )التهذيب : ( :514وقال الحافظ في التقريب )ص

"صدوق" .وعبد الله بن وهب هو الثقة الحافظ الفقيه .

367

أما بكر بن عبد الله فالذي يظهر لي أنه المزني البصري فهو تابعي، ثقة ، جليل كما في

(، فعلى هذا فالحديث127"التقريب" )ص مرسل، ولوال الرجل المبهم لكان صحيح

اإلسناد .واحتمل السيد السمهودي في "وفاء الوفا" )

( أن بكر بن 4/1348

عبد الله هو المزني المذكور أو هو بكر بن عبد الله بن الربيع األنصاري الصحابي المترجم له

( .1/164في اإلصابة ) ( بكير243 ووقع في "الصارم المنكي" )ص

بن عبد الله بالياء ، وهو تصحيف من الناسخ،Q – وهو بعيد – فإن عبد الله وإن لم يكن تصحيفا بن وهب يروي في جامعة عن بكير بن عبد الله

األشج المدني ثم المصري بواسطة واحدة،وبكير بن عبد الله األشج من تابعي

التابعين . واألرجح فيما سبق – والله أعلم – أن بكر

بن عبد الله هو المزني التابعي الثقة . ومع االحتماالت الثالثة المذكورة ، فالحديث

ضعيف اإلسناد فقط . فمن مجانبة قواعد الحديث قول ابن عبد

( وهو حديث باطل ال243الهادي في الصارم ) أصل له ، وخبر معضل ال يعتمد على مثله، وهو

368

من أضعف المراسيل وأوهى المنقطعات .اهـ .

Q ، وبالغ ، غوتغعنت ،قلت: تزيد الرجل جداوتشدد كعادته .

فإسناد الحديث ليس فيه إال الرجل المبهم ، وإمامه أحمد بن حنبل وغيره من أئمة الفقه

والحديث يحتجون بالمرسل . ولم يذكر ابن عبد الهادي دليل مقولته ألن

قواعد الحديث ال توافقه . ومن تعصب األلباني قوله في رده

على الشيخ محمد سعيد رمضان( :109البوطي )

" وهذا باطل كما قال ابن عبد الهادي . اهـ ."

فعمدته قول ابن عبد الهادي الذي ما استطاع أن يقيم صلب دعوته المتهاوية، ثم جاء األلباني

يردد الصدى ال غير ، وهذا هو القليد المذمومفأين البحث منه أو ممن قلده هنا ؟! .

والمتتبع يجد أن المحدثين ال يزيدون في مثل هذا على قولهم : مرسل ضعيف اإلسناد ،

ومثلع ينجبر بغيره . نسأل الله تعالى السالمةوالصون .

***************

369

الحديث الخامس )) من زارني بعد موتي فكأنما زارني

في حياتي ، ومن مات بأحد الحرمينبعث من اآلمنين يوم القيامة (( .

( ،2/278أخرجه الدارقطني في سننه ) حدثنا أبو عبيد و القاضي أبو عبد الله وابن

مخلد قالوا : أنا محمد بن الوليد البسري ، نا وكيع ، نا خالد بن أبي خالد وأبو عون عن

الشعبي واألسود بن ميمون عن هارون أبي قزعة عن رجل من آل حاطب عن حاطب قال:

قال رسول الله )ص( : )) من زارني بعد موتي فكأنما زارني في

حياتي ، ومن مات بأحد الحرمين بعث مناآلمنين يوم القيامة (( .

وأخرجه من هذا الوجه البيهقي في "شعب ( والمحاملي والساجي كما3/488اإليمان" )

في الميزان ، وعلقه بن عبد البر في االستذكار.

ورواه البخاري في تاريخه فقال :

370

ميمون بن سوار العبدي عن هارون أبي قزعة عن رجل من ولد حاطب عن رسول الله

)ص( : )) من مات في أحد الحرمين…(( . قلت وبالله استعنت : خالد بن أبي خالد هو

خالد بن طهمان، فإنه يروي عن طبقة الشعبي وهوكوفي مثله ، ويروي عنه وكيع وليس هو خالد بن أبي خلدة كما ادعى ابن عبد الهادي

( .151في "الصارم المنكي" )ص وخالد بن طهمان "صدوق" وكان قد اختلط ، لكن تابعه ابن عون ، ويقال أبو عون، وهو هو، فإنه عبد الله بن عون البصري وكنيته أبو عون وهو ثقة ثبت، فصح بذلك السند إلى عامر بن

شراحيل الشعبي بل إلى هارون بن أبي قزعة،ألن الشعبي حافظ ثقة ال يسأل عن مثله .Q وهول وأغرب بن عبد الهادي وتشدد جدا

فقال : وأما ما وقع من الزيادة في اإلسناد عن وكيع

عن خالد بن أبي خالد وأبي عون أو ابن عون ( ، فإنها1عن الشعبي أو بإسقاط الشعبي)

زيادة منكرة غير محفوظة ، وليس للشعبي مدخل في إسناد هذا الحديث .. ثم قال :

والحاصل أن ذكر هذه الزيادة المظلمة في اإلسناد لم تزد الحديث فقط بل لم تزده إال

Q )الصارم المنكي ص Q واضطرابا ( .151ضعفا

371

قلت : هذه الزيادة مسلسلة بالثقات كما تقدم : وكيع بن الجراح وخالد بن طهمان

ومتابعة عبد الله بن عون البصري ، ثم عامر الشعبي كلهم ثقات ال ينظر في حالهم ما خال

ابن طهان وهو )صدوق( وقد توبع . ونسأل الله تعالى اإلنصاف في الرضا

والغضب . إذا علم ذلك فإن الكالم في هذا اإلسناد

انحصر في : هارون بن أبي قزعة ، وشيخهالمبهم .

رجح السبكي في "شفاء السقام" رواية : إثبات تاشعبي وهو الصواب

( .33)ص

أما هارون بن أبي قزعة فقد قيل : هارون أبوقزعة، وقيل: ابن قزعة وهذا ال يضر .

قال الحافظ في : النكت على ابن الصالح ) ( : واختالف الراوة في اسم رجل ال2/773

يؤثر ذلك ، ألنه إن كان لك الرجل ثقة فال ضير ، وإن كان غير ثقة فضعف الحديث إنما هو من قبل ضعفه ال من قبل اختالف الثقات

في اسمه" . اهـ . فتأمل لك . والرجل قد ضعفه يعقوب بن شيبة، وذكره

العقيلي، والساجي، وابن الجارود فيالضعفاء ، لكن ذكره ابن حبان في الثقات )

7/580. )

372

ويروي عنه عامر الشعبي فيكون هارون بنأبي قزعة ثقة عنده .

قال يحيى بن معين في "الشعبي" : إذا حدث عن رجل فسماه فهو ثقة ،ويحتج به

(، فرواية الشعبي عن هارون5/67)التهذيب : ابن أبي قزعة توثيق له ، كما قال ابن معين ألنه سماه . وهو توثيق أقل من النص عليه

صراحة ، ألنه توثيق ضمني أو إجمالي . فمع توثيق ابن حبان ورواية الشعبي الموثقة

لهارون بن أبي قزعة ، فالرجل ممن يعتبربحديثه ويستشهد به .

وتبقى علة واحدة في هذا اإلسناد وهي شيخهارون بن أبي قزعة المبهم .

وليكن الضعف في هذا الحديث غيرشديد ، بل ضعفه قريب ويحتج

الفقهاء بمثله في إثبات مشروعية أمر ما، ودونك كتب الفقه لتتحقق من صحة مقولتي ، فكيف وألحاديث الزيارة طرق

بعضها من شرط الحسن . فإذا وقفت بعد على قولهم : أحاديث

الزيارة ضعيفة بل موضوعة فاضرب بقولهم عرض الحائط ألنه مخالف

للقواعد .

373

وقد قال الحافظ الذهبي : أجودها )أيQ حديث حاطب ، وأقره أحاديث الزيارة ( إسنادا

( ،413السخاوي في "المقاصد الحسنة" )ص ( فهؤالء173والسيوطي في "الدرر المنتثرة" )

ثالثة من الحفاظ اتفقوا على مقولة تدحضالمخالف ، وهم السعداء ال يشقى جليسهم .

بقى التنبيه على أن ابن تيمية قد حكم على هذا الحديث بالكذب ، فقال في كتابه )التوسل

(: هذا كذب ظاهر مخالف74والوسيلة ص لدين المسلمين ، فإن من زاره في حياته وكان

Q به كان من أصحابه ، وال سيما إن كان مؤمنا من المهاجرين إليه المجاهدين معه، وقد ثبت

عنه )ص( أنه قال: "ال تسبوا أصحابي فو الذيQ ما بلغ نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا

مد أحدهم وال نصيفه" . أخرجاه فيالصحيحين .

والواحد من بعد الصحابة ال يكون مثل الصحابة بأعمال مأمور بها واجبة كالحج،

والجهاد، والصلوات الخمس، والصالة عليه، فكيف بعمل ليس بواجب باتفاق المسلمين ؟

( .74اهـ )ص وقلده األلباني فحكم على هذا الحديث

بالبطالن فما أصابا .وجواب هذا اإلشكال سهل :

374

- قوله : فكأنما زارني … الحديث ، هذا1 تشبيه وال يلزم من التشبيه المساواة بين

طرفي التشبيه ، فقد يكون أحدهما أفضل من اآلخر ، فيكون من باب إلحاق فاضل بأفضل

منه كقولك : الرملي كالشافعي ، وأبو يوسف كأبي حنيفة ، وزيد كالبدر ، ومدرسة كاألزهر

ونحو ذلك . - الجامع بين طرفي التشبيه هو الحياة،2

فمن زاره )ص( بعد موته يشبه من زاره في حياته باعتبار حياة النبي)ص(في قبره الشريف،

وحياة النبي )ص(في قبره تواترت بها األخبار وأفردها بالتصنيف عدد من الحفاظ منهم

البيهقي، والسيوطي، وللحافظ السيد أحمد بن الصديق الغماري رحمه الله تعالى خالصة

جامعة في حياة األنبياء تجدها في خاتمة كتاب "الرد المحكم المتين على كتاب القول المبين " لشيخنا العالمة المحقق الجامع سيدي عبدالله بن الصديق رحمه الله تعالى ونور مرقده .

بيد أن األمر ال يخلو من توجيه نظر القارئ إلى أن هذا اإلتفاق الذي ذكره ابن تيمية فيه نظر، ألن زيارة سيدنا رسول الله)ص(واجبة

عند كثير من علماء المسلمين وهو قول الظاهرية، وعليه كثير من المالكية، وهو قول

عند الحنفية كما تقدم .

375

*************************الحديث السادس

)) من زار قبري أو قال من زارني كنت له شفيعاw أو شهيداw من مات في

أحد الحرمين بعثه الله من اآلمنين يومالقيامة (( .

أخرجه أبو داود الطيالسي )منحة المعبود( ، والبيهقي في السنن الكبرى )1/228( .3/488( ، وفي شعب اإليمان )5/245

حدثنا سوار بن ميمون أبو الجراح العبدي، قال: حدثني رجل من آل عمر قال : سمعت

رسول الله )ص( يقول : )) من زار قبري أو قال من زارني كنت له

Q، ومن مات في أحد الحرمين Q أو شهيدا شفيعابعثه الله من اآلمنين يوم القيامة (( .

(3/489وأخرجه البيهقي في شعب اإليمان ) من حديث شعبة بن الحجاج عن سوار بن

ميمون ، نا هارون بن قزعة ، عن رجل من آلالخطاب عن النبي )ص( قال :

Q كان في جواري يوم )) من زارني متعمدا القيامة ، ومن سكن المدينة وجد على بالئها

Q ، ومن مات في أحد Q أو شفيعا كنت له شهيداالحرمين بعثه الله من اآلمنين يوم القيامة (( .

376

وقال العقيلي : والرواية في هذا لينة )4/170. )

فاختلف حديثا شعبة وأبي داود الطيالسيوخالفهما يرجع ألمرين :

قال شعبة : عن سوار بن ميمون ،األول : عن هارون بن قزعة . ولم يذكر أبو داود هارون

بن قزعة . االختالف فيمن رفع الحديث .الثاني :

وهذا االختالف ال مدخل لشعبة وألبي داود الطيالسي فيه فكالهما من كبار الحفاظ الثقات

خاصة أولهما فتوهيم أحدهما – كما فعل ابنعبد الهادي – فيه نظر .

فقد حكم ابن عبد الهادي بوهم أبي داودالطيالسي من جهتين :

أنه وهم بإسقاط هارون بن قزعةاألولى :من روايته . أن ذكر عمر وهم من الطيالس .الثانية :

كذا قال ابن عبد الهادي سامحه الله ( !!132)الصارم المنكي ص

Q من ابن عبد الهادي ، فإن وهذا عجيب جدا أبا داود الطيالسي حافظ ثقة إمام مصنف

حدث بما تحمله ، فال مدخل له فيه . والصواب أن هذا االختالف راجع لسوار بنميمون ، فإنه ال ترجمة له في كتب الرجال .

377

فال ينبغي أن يوهم الطيالسي ويترك سوار بن يمون - أو ميمون بن سوار كما قيل في

بعض الروايات – وهو غير معروف . والحاصل أن الحديث ضعيف بهذا اإلسناد

فقط ، وليس بموضوع .

*****************الحديث السابع

)) من حج فزار قبري بعد موتي كانكمن زارني في حياتي (( .

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ) (،2/278(، والدارقطني في سننه )12/406

(، وابن5/264والبيهقي في السنن الكبرى ) (، واألصبهاني في2/790عدي في الكامل )

(، والفاكهي في1/447الترغيب والترهيب ) (، وعزاه الذهبي للبخاري1/437أخبار مكة )

Q، ولم أجده في الطبوعة في الضعفاء تعليقا(، وهو في المطالب العلية )1/599)الميزان:

Q ألبي يعلى .1/327 ( معزوا جميعهم من طرق حفص بن شليمان

األسدي القاري ، عن ليث بن أبي سليم، عنQ قال : قال مجاهد بن جبر عن ابن عمر مرفوعا

رسول الله )ص( : ) من حج فزار قبري بعدموتي كان كمن زارني في حياتي ( .

378

وفي هذا اإلسناد ضعيفان ، وأولهما أضعفمن الثاني .

: فهو حفص بن سليمانأولهماأما الكوفي القاري .

ضعفه جماعة ، وقال بعضهم : متروك، وبالغفيه بعضهم فنسبه إلى الكذب .

وقد أجاب على هذه المبالغة تقي الدينالسبكي رحمه الله تعالى فقال:

وعندي أن هذا القول سرف، فإن هذا الرجل إمام قراءة وكيف يعتقد أنه يقدم على وضع

الحديث والكذب، ويتفق الناس على األخذ بقراءته، وإنما غايته أنه ليس من أهل الحديث ،

فلذلك وقهت المنكرات والغلط الكثير في( .25روايته . اهـ )من شفاء السقام ص

وقال تلميذه الذهبي في ترجمة عاصم بنأبي النجود القاري :

Q في كا زال في كل وقت يكون العالم إماماQ في فنون وكذلك كان صاحبه كل فن مقصراQ في حفص بن سليمان ثبتQ في القراءة واهياQ في الحديث ،وكان األعمش بخالفه كان ثبتاQ في الحروف . اهـ )سير النبالء: الحديث لينا

5/260. )

379

وبكالم التقي السبكي والذهبي يذهب ما قد يشكل للبعض عن حال حفص بن سليمان

القاري . وثانيهما : هو ليث بن أبي سليم صدوق في

نفسه لكنه اختلط ، ولم يتميز حديثه، فمثله وإن كان ضعيفQ لم يتخلف عنه بصير في باب

المتابعات والشواهد . ولم ينفرد حفص بن سليمان به عن ليث بن

أبي سليم فله متابعان : المتابعة األولى : أخرجها الطبراني في

(1/201( ، واألوسط )12/406معجميه الكبيؤ ).

قال : حدثنا أحمد بن رشدين، قال : حدثنا علي بن الحسن هارون األنصاري، قال : حدثني الليث بن ابنة الليث بن أبي سليم قال: حدثتني عائشة ابنة يونس امرأة الليث عن ليث بن أبي

. Q سليم عن مجاهد عن ابن عمر به مرفوعاهكذا وقع في الكبير .

وفي المطبوع من المعجم األوسط للطبراني لم يذكر ليث بن أبي سليم، والصوب

ما وقع في الكبير ، وأشار الطبرني في األوسط إلى تفرد علي بن الحسن بن هارون

األنصاري به .

380

وقال الهيثمي في "المجمع": وفيه عائشة( .اهـ .4/2بنت سعد، ولم أجد من ترجمها )

قلت : واألمر كذلك ، ومثلها علي بن الحسن بن هارون األنصاري، والليث بن ابنة الليث بن

أبي سليم لم أجد من ترجمها . وشيخ الطبراني أحمد بن رشدين المقال فيه

. Q مشهور . فهذا اإلسناد ضعيف جدا : فهي ما أخرجهاالمتابعة الثانية أما

أبوبكر محمد بن السري بن عثمان التمار فيجزئه قل :

ثنا نصر بن شعيب مولي العبديين ، ثنا أبي، وثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن ليث عن

Q. كذ في " شفاء مجاهد عن ابن عمر مرفوعا( .27السقام" )ص

وهذ اإلسند ضعيف . بسبب أبي بكر محمدبن السري بن عثمان التمار .

قال عنه الذهبي : يروى المناكير والباليا ، ليس بشيء ، وأقره

( .5/174الحافظ في اللسان )وفيه ضعف آخر وهو نصر بن شعيب .

( :2/251قال الذهبي عنه في الميزان ) نصر بن شعيب عن أبيه عن جعفر بن سليمان

ضعف .

381

وقال ابن عساكر: هو وهم وإنما هو حفص بن سليمان أبو عمر األسدي الغاضري القاري

( . وعلى كل فالحديث27)شفاء السقام صضعيف .

**************

الحديث الثامن )من حج حجة اإلسالم وزار قبري ،

وغزا غزوة ، وصلى في بيت المقدسلم يسأله الله عما افترض عليه ( .

أخرجه أبو الفتح األزدي في فوائده قال : ثنا النعمان بن هارون بن أبى الدلهات، ثنا

أبو سهل بدر بن عبد الله المصيصى، ثنا الحسن بن عثمان الزيادي، ثنا عمار بن محمد،

حدثني خالى سفيان عن منصور ، عن إبراهيم ،Q عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود مرفوعا

به .( .34كذا في شفاء السقام )ص

382

ولكن وقع فيه ابن عمر، والصواب ابن (، والقول البديع2/4مسعود كما في اللسان )

( .2/175(، وتنزيه الشريعة )135)ص أبو الفتح األزدي صاحب الجزء هو حافظ

شهور ضعفه جماعة، وبالغ فيه بعضهم بسببQ اتهم به . روايته حديثا

( : وسألت2/244 قال الخطيب في التاريخ) محمد بن جعفر بن عالن عنه فذكره بالحفظ

وحسن المعرفة بالحديث وأثنى عليه ، فحدثني أبو النجيب عبد الغفار ابن عبد الواحد األرموي

قال : رأيت أهل الموصل يوهنون أبا الفاتحQ . قال : وحدثني Q وال يعدونه شيئا األزدي جدا محمد بن صدقة الموصلي أن أبا الفتح قدم

بغداد على األمير – يعني ابن بويه – فوضع لهQ: أن جبريل كان ينزل على النبي )ص( في حديثا

صورته . اقل : فأجازه وأعطاه دراهم كثيرة .أ . هـ .

( :11/303وقال ابن كثير في "البداية" : ) ضعفه كثير من الحفاظ من أهل زمانه

واتهمه بعضهم بوضع حديث رواه البن بويه ، حين قدم عليه بغداد، فساقه بإسناد إلى النبي

)ص( : "أن جبريل كان ينزل عليه في مثل صورة ذلك األمير" ، فأجازه وأعطاه دراهم

كثيرة . اهـ .

383

وفي إسناده أبو سهل بدر بن عبد الله المصيصي قال عنه الحافظ الذهبي: … عن الحسن بن عثمان الزيادي بخبر باطل وعنه

( .1/300النعمان بن هارون . )الميزان : وقال الحافظ بن حجر في ترجمته في

(: والخبر المذكور أخرجه أبو2/4اللسان ) الفتح األزدي في الثامن من فوائده فذكره

الحافظ بإسناده . وأورده السيوطي في "ذيل الآللئ " ،

Q له . ) فذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة تبعا2/175. )

وقال الحافظ السخاوي في القول البديع( : في ثبوته نظر .اهـ .135)ص

فالصواب – والله أعلم – أن الحمل في هذا الحديث على أبي الفتح األزدي ال على

المصيصي ، وقد قال اإلمام السبكي عنالمصيصي: ما

Q )شفاء السقام ص –34 علمت من حاله شيئا35. )

وهل صح السند إلى المصيصي حتى تعلقالتهمة به ؟

والحاصل: أن الحديث ال يصح وبعضهم حكمعليه بالوضع وفي المتن نكارة .

***************

384

الحديث التاسع )) من حج البيت ولم يزرني فقد

جفاني (( . (،7/2480أخرجه ابن عدي في "الكامل" )

( ،3/73وابن حبان في "المجروحين" ) والدارقطني في "غرائب مالك" ) كما في

(، والسهمي في "تاريخ28شفاء السقام ص ( .217جرجان" )ص

جميعهم من طريق محمد بن محمد بن النعمان بن شبل قال : حدثني جدي، قال :

حدثنا الك ، عن نافع ، عن ابن عمر به. Q مرفوعا

وقد حكم عليه ابن الجوزي بالوضع ( فأصاب في حكمه،2/217)الموضوعات :

ووافقه في هذا الحكم جماعة من الحفاظ . فمحمد بن محمد بن النعمان بن شبل طعن

( .4/26فيه الدارقطني واتهمه )الميزان:

385

وجده النعمان بن شبل قال عنه موسى بنQ )الكامل: (، وقال7/2480هارون: كان متهما

(: يأتي عن3/73ابن حبان في "المجروحين" ) الثقات بالطامات، وعن األثبات بالمقلوبات .

اهـ .فإذا قيل : قد قال ابن عدي في "الكامل" )

( : ثنا صالح بن أحمد بن أبى مقاتل،7/2480 ثنا عمران بن موسى الدجاجي، ثنا النعمان بن

شبل وكان ثقة . اهـ .

أجيب بأن هذا التوثيق إما أن يكون من صالح بن أحمد أو من عمران ابن موسى

Q الدجاجي، فإن كان من أولهما ، فهو ليس أهال له . وإن كان من ثانيهم فالرواية ال تصح إليه،

فإن صالح بن أحمد بن أبي مقاتل هو المعروف بالقيراطي البزار شديد الضعف حتى قال عنه الدارقطني : متروك كذاب دجال ، وقال عنه

ابن عدي: كان يسرق الحديث . وعلى كلz فالحمل في هذا الحديث على

محمد بن محمد بن النعمان أولى من الحمل على جده النعمان بن شبل وهو ما صرح به

الدارقطني ، فقال فيما نقله عنه ابن الجوزي( حيث قال :2/217في الموضوعات )

الطعن في هذا الحديث من محمد بن محمدبن النعمان . اهـ .

386

والنعمان بن شبل قد ارتضاه ابن عدي في( .7/2480"الكامل " )

. Q ويورى هذا الحديث بإسناد ساقط جدا ولعل محمد بن محمد بن النعمان سرقه منQ عن مالك، عن نافع Q نظيفا جده وركب له إسنادا ، عن ابن عمر ، فقد أخرج أبو الحسن يحيى بن الحسن بن جعفر في أخبار المدينة )كما في

( من حديث النعمان بن39شفاء السقام شبل ، ثنا محمد بن الفضل عن جابر عن

محمد بن علي عن علي رضي الله عنه قال :قال رسول الله )ص( :

)) من زار قبري بعد موتي فكأنما زارنيفي حياتي، ومن لم يزرني فقد جفاني (( .

قلت : هذا تالف .والنعمان بن شبل تقدم الكالم عليه .

ومحمد بن الفضل هو ابن عطية العبسيالكوفي كذبه غير واحد من النقاد .

وجبر هو ابن يزيد الجعفي، حاله معروف فيالضعف .

*****************

387

الحديث العاشر)) من زار قبري حلت له شفاعتي ((

أخرجه البزار في مسنده )كشف األستر :2/57. )

حدثنا قتيبة ، ثنا عبد الله بن إبراهيم ، ثنا عبد الرحمن بن زيد ، عن أبيه عن ابن عمر عن

النبي )ص( : )) من زار قبري حلت له شفاعتي.)))

قال البزار : عبد اللع بن إبراهيم لم يتابع على هذا وإنما

يكتب ما يتفرد به . اهـ. (: رواه4/2وقال الهيثمي في المجمع )

البزار ، وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري ،وهو ضعيف . اهـ .

قلت : عبد الله بن إبراهيم الغفاري حاله أشد في الضعف . فقد قال عنه الحافظ في

( : متروك، ونسبه ابن حبان295التقريب ) صإلى الوضع . اهـ .

وشيخه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف.Q Q أيضا ، أو ضعيف جدا

388

وكان ابن عدي حسن الرأي فيه ، وتقدمالكالم عليه .

Q بهذا والحاصل : أن هذا الحديث ضعيف جدااإلسناد .

****************

الحديث الثاني عشر )) من زارني بعد موتي فكأنما زارني

وأنا حي (( . قال اإلمام تقي الدين السبكي : رواه أبو

الفتوح سعيد بن محمد بن إسماعيل اليعقوبي في جزء له فيه فوائد مشتملة على بعض

شمائل سيدنا رسول الله )ص( وآثاره وما ورد في فضل زيارته ودرجة زواره )شفاء السقم

( .35- 34ص وأخرجه اليعقوبي من طريق خالد بن يزيد ،

ثنا عبد الله بن عمر العمري، قال: سمعت سعيد المقبري يقول: سمعت ب هريرة رضي

. Q الله عنه يقول فذكره مرفوعا في هذا اإلسناد خالد بن يزيد أبو الهيثم

العمري المكي كذبه أبو حاتم ويحيى بن معين،Q العقيلي ، وابن عدي ، وابن حبان وضعفه جدا

وغيرهم.

389

*************

الحديث الثاني عشر، wفكأنما زارني حيا wمن زارني ميتا (( ومن زتر قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة ، وما من أحد من أامتي له سعة

ثم لم يزرني فليس له عذر (( . أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة في

( .144فضائل المدينة )ص من طريق محمد بن مقاتل عن جعفر بن

هارون عن سمعان بن المهدي عن أنسQ به . مرفوعا

وهذا بعض من نسخة سمعان بن المهديالمكذوبة .

(2/234قال الحافظ الذهبي في الميزان )عن سمعان هذا :

ألصقت به نسخة مكذوبة رأيته قبح الله منوضعها . اهـ.

( في3/114وقال الحافظ في "اللسان" ) ترجمة سمعن المذكور : وهي من رواية محمد

بن مقاتل الرازي ، عن جعفر بن هارون الواسطى ، عن سمعن ، فذكر النسخة وهي

390

من أكثر من ثالثمائة حديث أكثر متونها موضوعة . وهذا هو عين السند المذكور أعاله

ومحمد بن مقاتل الرازي قال عنه الذهبي )4/47: )

تكلم فيه ولم يترك . اهـ . وجعفر بن هارون الوسطي قال عنه الذهبي.

أتى بخبر موضوع. اهـ. ونسخة سمعان بن مهدي عن أنس من

النسخ المشهورة بالوضع .*************************

الحديث الثالث عشر ) رحم الله من زارني ، وزمام ناقته

بيده ( . هذا الحديث وضعه العوام وال إسناد له ، وقد

صرح الحافظ بن حجر بأنه مما ال أصل له . وأقره تلميذه الحافظ السخاوي في

الحسنة .

********************الحديث الرابع عشر

)) من زارني وزار أبي إبراهيم فيعام واحد دخل الجنة (( .

هذا حديث موضوع وال إسناد له ، صرح بذلك ( ، وابن8/209اإلمام النووي في المجموع )

391

تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم )ص402. )

وممن يحكم ببطالنه الزركشي ،والسيوطي ، وابن عراق في جماعة آخرين .

***************

الحدديث الخامس عشر )) من صلى علي عند قبري سمعته ،

ومن صلى علي نائياw أبلغته ((. أخرجه أبو الشيخ األصبهاني في الثواب

(.1/283) كما في الآللئ: حدثنا عبد الرحمن بن أحمد األعرج ، حدثنا

الحسن بن الصباح ، حدثنا أبو معاوية ، عن األعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة به

.Q مرفوعا قال الحافظ السخاوي في القول البديع

وسنده جيد كما أفاده شيخنا( : 154)ص) أي الحافظ بن حجر ( . اهـ .

وقد أصاب الحافظ في حكه ، فإسناد الحديث رجاله رجال الصحيح ما خال شيخ أبي الشيخ األصبهاني ، وهو عبد الرحمن بن أحمد

بن أبي يحيى الزهري أبو صالح األعرج ترجمة أبو الشيخ األصبهاني300المتوفي سنة

392

( ، وأبو3/541في طبقات المحدثين بأصبهان ) ( ، ولم يذكرا2/113نعيم في أخبار أصبهان )

. Q Q أو تعديال فيه جرحا وقد روى عنه جماعة من أبو اليخ ابن حيان األصبهاني الحافظ، فغاية ما في الرجل إنه

مستور، وهو على شرط ابن حبان لكن لمأجده في ثقاته .

ومثل هذا الصنف من الرواة يقبل الجمهور حديثه مالم يخالف كما صرح الذهبي بذلك في

ترجمة مالك بن الخير الزيادي .وقال الذهبي في ترجمة زياد بن مليك )

( : شيخ مستور ما وثق وال ضعف ، فهو2/93جائز الحديث . اهـ .

وقال في ترجمة الربيع بن زياد الهمداني )Q ، فهو جائز2/40 ( : ما رأيت ألحد فيه تضعيفا

الحديث . اهـ . وتوسع الزركشي فقال في المعتبر في

( :69تخريج أحاديث المنهاج والمختصر )ص قال أهل هذا الشأن : إن جهالة لراوي الQ إذا كان من روى عنه ثقة ، فإن توجب قدحا

Q له . اهـ . روايته عنه تكون تعديال الحاصل أن روية من كان هذا شأنه مقبولة

ملم يخالف و يأت بمتن منكر ، وال تجد هنامخالفة ، ومتن الحديث ليس فيه نكارة .

393

وقد قالفالحديث بهذا اإلسناد مقبول ، الحافظ أحمد بن الصديق الغماري في

(6/277/1المداوي لعلل المناوى )إسناده نظيف.اهـ.

وقد صرح بن تيمية في الرد على ( أن الحديث صحيح134األخنائي )ص

ولكنه تكلم في إسناده من وجه آخرالمعني ،باعتبار ما سيأتي إن شاء الله تعالى .

وللحديث طريق آخر عن األعمش . (،4/137أخرجه العقيلي في الضعفاء )

( ، وفي15والبيهقي في حياة األنبياء )ص ( / والخطيب في التاريخ2/218شعب اإليمان )

( ، وابن الجوزي في292، 3/291)( ، وغيرهم .1/303الموضوعات )

من طريق محمد بن السدي ، عن األعمش ،. Q عن أبي صالح ، عن أبي هريرة به مرفوعا

قلت : في إسناده محمد بن مروان السديمتروك الحديث وكذب .

وقال العقيلي في الضعفاء : ال أصل له من حديث األعمش وليس بمحفوظ وال يتابعه إال

من دونه . اهـ . ( :6/466وقال ابن كثير في "التفسير" )

في إسناده نظر تفرد به محمد ابن مروانالسدي الصغير وهو متروك .اهـ .

394

النظر الذي ذكره ابن كثير هو بالنسبة لهذا اإلسناد فقط ، فقد حكم على هذا الحديث

بالوضع ابن الجوزي بالنظر لإلسناد الذي فيه السدي ومن تبعه ، والحفاظ يحكمون على

أحاديث صحيحة بالوضع من جهة إسناد معين ، وهذا معروف ، ونبه عليه شيخنا العالمة

المحدث السيد عبد العزيز الغماري في( .1"التبصرة بنقد التذكرة " )

أما بالنظر لما للطريق الذي أخرجه أبو الشيخ في الثواب ، فالحديث جيد اإلسناد

كماصرح بذلك الحافظ ابن حجر ، واختلف فيه قول ابن تيميمة ، فحكم عليه بالوضع في

( ، لكن قال : إسناده لين27/241الفتاوي ) ( وقال17في إحدى رسائله في الزيارة )ص

( : وإن كان134في الرد على األخنائي )صQ فإسناده ال يحتج به. معناه صحيحا

(وهو كتاب نقد فيه تذكرة الموضوعات ألبي الفضل ابن طاهر1)

المعروف بابن القيسراني . أنت خبير أن حكمه بالوضع فبالنظر إلسناد

السدي الصغير فقط . وإن تعجب فاعجب من ابن عبد الهدي رحمه

الله تعالى الذي ذهب إلى أقصى التشدد ، ( : وقد روى بعضهم284فقال في صارمه )ص

هذا الحديث من رواية أبي معاوية عن األعمش

395

، وهو خطأ فاحش ، وإنما محمد بن مروان تفرد به ، وهو متروك الحديث متهم بالكذب .

اهـ . ووجه العجب أنه جعل رواية السدي

المتروك المكذب هي المحفوظة وسواء كان قد وقف على رواية أبي الشييخ أو لم يقف

عليها،فإنه لم يأت بدليل يقيم صلب دعواه ، وما كان كذلك فإنه ينهار من أساسه، ثم محمد

ابن مروان السدي لم يتفرد به كما يير إليه كالم العقيلي وكما يعلم من رواية أبي الشيخ

األصبهاني المتقدمة وهي قاطعة للنزاع ، ولعل ابن عبد الهادي لم يرد أن يخالف شيخه

ابن تيمية . وحاصل ما ذكر أن الحديث جيد

اإلسناد، ومن حكم على هذا الحديث بالوضع فلعدم وقوفه على رواية أبي

وهذا الحديث بمفرده يرد دعوى ابنالشيخ. تيمية ومن شايعه من معاصريه كابن عبد

الهادي ، ومن معاصرينا كاأللباني، أن أحاديث الزيارة موضوعة، فما بالك إذا ضم لألحاديث

المتقدمة ومنها الحسن ، والمشبه به ، والضعيف المنجبر ، وفق قواعد الحديث ،

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

***************

396

الحديث السادس عشر )ما من أحد يسلم علي، إال رد الله

علىي روحي حتى أرد عليه (.( ، وأبو داود )2/527أخرجه أحمد )

( ، والبيهقي في السنن الكبرى )2/293 ( ، وفي11(، وفي حياة األنبياء )ص5/245

(، وأبو نعيم في أخبار أصبهان2/217الشعب )(2/353. )

جميعهم من طريق أبي صخر حميد بن زياد، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي هريرة

أن رسول الله )ص( قال: )ما من حدz يسلم علي إال رد الله علي روحي حتى أرد عليه

السالم ((. أبو صخر حميد بن زياد قال عنه أحمد وابن

معين: ال بأس به ، ووثقه الدارقطني ، وابنحبان ، وقال البغوي : مدني صالح الحديث .

وقال ابن عدي : وهو عندي صالح الحديث ،ووثقه ابن شاهين .

وضعفه يحيى بن معين في رواية وكذاالنسائي .

وذكره الذهبي في جزء "من تكلم فيه ، وهو( .73موثق" )ص

397

ثم وثقه من اتفق األئمة على قبول توثيقه والعمل بمقتضاه، فقد أخرج له مسلم في

صحيحه . فالرجل حسن الحديث على األقل ، فال

تلتفت لتشغيب ابن عبد الهادي، فإنه جعلQ لرد االختالف في إسم وكنية الراوي سببا

حديثه، Q ولو كان االختالف في االسم والكنية سببا

لتضعيف الراوي لفتح باب جديد لتضعيف الرواة ، وعند ذلك فللعقالء أن يقولوا : رحمة الله

على الحديث وعلومه، فكم من راوz حتلف في اسمه وكنيته، وهو ثقة، وكم من راوz اتفق على

إسمه وكنيته وهو ضعيف .والحاصل أن حميد بن زياد حسن الحديث .

أما يزيد بن عبد الله بن قسيط فقد احتج به الجماعة ، ووثقه النسائي وبن حبان ، وابن عبد

البر ، وغيرهم، وقال ابن معين : ال بأس به .فالحديث حسن بهذا اإلسناد . والله أعلم .

****************

398

الحديث السابع عشر . (2/595أخرج الحاكم في المستدرك )

من طريق محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عطاء مولى

أم حبيبة قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله )ص( : )ليهبطن عيسى بن مريم حكماw عدالw، وإماماw مقسطاw، وليسلكن

فجاw حاجاw أو معتمراw أو بنيتيهما ، وليأتين قبري حتى يسلم علي وألردن

عليه (( . قال الحاكم : هذا حديث صحيح اإلسناد ولم

يخرجاه بهذه السياقة ، وسلمه الذهبي . وللحديث أوجه أخر ، ورجح هذا الوجه أبو

( وهو2747زرعة الرازي في العلل )رقم حديث حسن على األقل ، وال يضر هنا عدم

تصريح محمد بن إسحاق بالسماع ألنه توبع . فللحديث طرق متعددة، وعطاء مولى أم حبيبة ، تابعي روى عنه إمام ثقة حافظ هو

سعيد بن أبي سعيد المقبري، فإذا ضممت له ( وتصحيح5/201ذكر ابن حبان له في الثقات )

( فهو4/164الحاكم له ، ورواية النسائي له ) كافz لقبول حديثه ، إذأنه لم يأت بم ينكر

عليه .

399

( :81وتذكر كلمة الذهبي في الموقظة )ص ومن الثقات الذين لم يخرج لهم في الصحيحين خلق منهم : من صحح له الترمذي وابن خزيمة،

ثم: من روى لهم النسائي … اهـ .

فدونك كلمة الذهبي الذهبية ، وهي مرهملعلل كثير من المعاصرين.

وحكم األلباني على عطاء مولى أم حبيبة ( خطأ وحكمه3/647بالجهالة في ضعيفته )

Q على هذه الزيادة ) وليأتين قبري .. يضا الحديث (( بالنكارة خطأ ، ألن حديث بي هريرة

في نزول عيسى بن مريم صحيح ، وله عنه طرق صحيحة بألفاظ مختلفة ، استوعبها شيخنا

العالمة المحدث السيد عبد الله بن الصديق الغماري رحمه الله تعلى ونور مرقده في كتابه "عقيدة أهل إلسالم في نزول عيسى

( .34–23عليه السالم )من فيصعب مع طرقه المتشعبة وألفاظه

المختلفة ، الحكم على هذه الزيادة بالنكارة إالمن متعنت .

(3/647 ثم أعل األلباني في ضعيفته ) اإلسناد بعلة أخرى وهي عدم تصريح بن

إسحاق بالسماع، وغاب عنه أن ابن إسحاقتابعه الثقة الثبت أبو صخر .

400

قال أبو يعلى الموصلي في مسنده )حديث ( : حدثنا أحمد بن عيسى، حدثنا ابن6584رقم

Q المقبري أخبره وهب، عن بي صخر ، أن سعيدا أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول

الله)ص(يقول: والذي نفس أبي القاسم بيدهQ Q مقسطQا، وحكما لينزلن عيسى بن مريم ، إماما

Q ، فليكسرن الصليب ، وليقتلن الخنزير ، عدال وليصلحن ذات البين ، وليذهبن الشحناء،

ثم لئن قاموليعرضن عليه المال فال يقبله ، على قبري فقال : يا محمد

ألجبته . قلت : رجله ثقات ، أبو صخر هو حميد بن زياد الخراط ، من رجال مسلم ، وعدم ذكر عطاء مولى أم حبيبة في إسناد أبي يعلى ال

يضر ولك هنا احتماالن : األول : أن لسعيد بن أبي سعيد المقبري

شيخين في هذا الحديث . الثاني : أن حديث الحاكم من باب المزيد

في متصل األسانيد . فتدبر. ( : رجاله8/211وقال الهيثمي في المجمع ؛

رجال الصحيح . والحاصل أن الحديث حسن على

. خاصة مع وجود الطريق الذي فياألقل مسند أبي يعلى الموصلي ، ولم يقف عليه

401

األلباني فقصر كالمه على الحديث في ضعيفتهعلى إسناد الحاكم فقط فأخطأ .

ثم شهد شاهد من أهلها ، فاأللباني مع سعيه المستميت في إنكار أحاديث الزيارة ولو

بالتحاكم إلى تشدد وشذوذ ابن عبد الهادي ،Q تنقض فأورد لحديث من رواية أبي رأيته أخيرا

( وقال عنه2733يعلى الموصلي في صحيحته ): وهذا إسناد جيد … إلخ

ثم قال بعد كالم : والجملة األخيرة لهاطريق أخرى عنه بلفظ :

"… وليأتين قبري حتى يسلم علي، وألردن عليه … أخرجه الحاكم وصححه الذهبي

وغيرهما من المتأخرين ، وفيه علتان بينتهما ( ، لكن لعله5540في الضعيفة تحت الحديث )

Q للطريق األولى . " يصلح شاهدا وإذا كان كذلك فهذاا مصير منه إلى تقوية ما

ضعفه ، فعليه أن يخرج هذا القوي منضعيفته .

ولكن م ذكرته آنفQ لعله الصواب وهو : أنQ ، وهو حديث حسن أو Q واحدا للحديث طريقا

صحيح ، والله أعلم بالصوب . وهذا الحديث وحده كافz لرد دعوى ابن تيمية رحمه الله تعالى ومن شايعه كابن عبد الهادي في زعم وضع أحاديث الزيارة، حتى

402

Q – فم بالك إذ وإن سلمنا بضعفه – وهو بعيد جدا( 1ضم لألحاديث المتقدمة . )

وهذا الحديث القوي لم يذكره ابن عبد الهادي في الصارم(1) المنكي وهو نص في استحباب الزيارة ، وقد ذكره مع شرحه شيخنا

المحقق العالمة سيدي عبد الله بن الصديق الغماري في كتابهالمفيد :األحاديث المنتقاه في فضائل رسول الله )ص( " حديث رقم )

( .138-136( ، فقال نور الله مرقده في بيان معناه )ص41Q أو اسم موضوع في Q واسعا Q( بفتح الفاء طريقا قوله )وليسلكن فجاQ أو معتمرQ ) وليأتين قبري حتى يسلم علي ( تحقيقا طريق مكة حاجا

لتبعيته لي واتباعه لشريعتي وألردن عليه السالم، والالم في ليهبطن، وليسلكن ، وليأتين وألردن تدل على قسم مقدر ، أي والله ليهبطن

والله ليسلكن والله ليأتيت والله ألردن ، فهذه األفعال مؤكدة بشيئين القسم في أولها ونو التوكيد المشددة في آخرها ، وذلك غاية م يطلب

في التوكيد كما ال يخفى ، ويؤخذ من الحديث أمور : ))األول(( : فضيلة النبي )ص( لكون عيسى عليه السالم وهوQ Q له وملتزما رسول كريم من أولي العزم ينزل تابعا

لشريعته ، قل العلماء : والحكمة في تخصيص نزوله الرد على اليهودحيث زعموا أنهم قتلوه وصلبوه ، وكذبوا في زعمهم ذلك .

))الثاني(( : إثبات نزول عيسى عليه السالم . ))الثالث(( : استحباب إتيان قبر النبي )ص( لزيارته والسالم عليه

وهذا مما ال خالف فيه ، قال القاضي عياض : وزيارة قبره )ص( سنة

من سنن المسلمين مجمع عليها . اهـ .

لحديث الثامن عشرا )) ال تشد الرحال إال إلى ثالثة مساجد

: المسجد الحرام والمسجد األقصى ،ومسجدي هذا (( .

حديث صحيح بل متواتر له طرق متعددة عن أبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة ، وجابر بن عبد الله ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن

عمرو بن العاص ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي

403

الجعد الضمري ، وواثلة بن األسقع ، والمقدام بن معدي كرب ، أبي أمامة ، وعمر بن

الخطاب رضي الله عنهم . أما حديث أبي سعيد الخدري ، فأخرجه

( ،2/976( ، ومسلم )3/63البخاري ) ( ، وقال حسن صحيح وابن2/148والترمذي )

( وأبو45،51 ، 3/34( ، وأحمد )1/452ماجه ) ( ، وابن أبي2/330( والحميدي )2/338يعلى )

( ، وابن حبان في2/274شيبة في المصنف )(، والطحاوي في مشكل اآلثار )3/71صحيحه )

( ، والبيهقي في السنن الكبرى )1/242 ( ، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين10/82

( ، وأبو نعيم في ذكر أخبار2/221بأصبهان ) (، والطبراني في المعجم األوط1/85أصبهان )

( ، والخطيب في تاريخ بغداد )3/103) ( ، والواسطي في فضائل بيت11/195

( والبغوي في شرح السنة )6المقدس )ص(، وغيرهم 2/336

من طرق عن قزعة بن يحيى ، عن أبي. Q سعيد الخدري به مرفوعاولفظ البخاري وغيره :

)) ال تسافر المرأة مسيرة يومين إال ومعها زوجها أو ذو محرم ، وال صوم في يومين:

الفطر واألضحى ، وال صالة بعد الصبح حتى

404

تطلع الشمس ، وال بعد العصر حتى تغرب ، وال تشد الرحال إال إلى ثالثة مساجد ، مسجد

الحرام ، مسجد األقصى، ومسجدي هذا ((. وله طريق ثاني عن أبي سعيد الخدري

( ، وابن3/53أخرجه أحمد في المسند ) ( من طريق96الجوزي في فضائل القدس )ص

مجالد بن سعيد ، عن أبي الوداك عن أبي. Q سعيد الخدري به مرفوعا

مجالد بن سعيد ، وأبو الوداك هو جبر بن نوف فيهما مقال ، وحديثهما يصلح لإلستشهاد

به على األقل . وطريق ثالث أخرجه الطبراني في المعجم

( من حديث عطية العوفي ،2/2/ل2األوسط )عن أبي سعيد الخدري .

وعطية العوفي سبق تفصيل الكالم عليه عند الكالم على حديث: )) اللهم إني أسألك بحق

السائلين (( . وطريق رابع أخرجه عبد بن حميد في

( ،180،وص 949المسند )المنتخب رقم ( .1/300وتمام في فوائده ) الروض البسام

من طريق أبي هارون عمارة بن جوينQ به . العبدي ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعا

وعمارة بن جوين شديد الضعف ، وقال عنهالحافظ في التقريب : متروك .

405

وأخرجه بعضه من هذا الطريق أبو يعلى( .2/372الموصلي في مسنده )

وطريق خامس أخرجه أحمد في المسند ) ( عن عكرمة مولى زياد عن أبي سعيد3/71

Q به . الخدري مرفوعا وثم طريق سادس فيه أخذ ورد أخرجه أحمد

( ، وأبو يعلى في مسنده )93، 3/64) ( ، وكالهما من طريق ليث ، وعبد2/489

الحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب قال: أقبلت أنا ورجال من عمرة فمررنا بأبي سعيد

الخدري، فدخلنا عليه فقال: أين تريدون ؟ قلت: نريد الطور، قال: وما الطور ؟ سمعت

رسول الله )ص( يقول : )) ال تشد رحال المطي إلى مسجد يذكر اللغه غفغيه إال إلى

ثالثة مساجد : مسجد الحرام ، ومسجد المدينة، وبيت المقدس …( الحديث .

فزاد شهر بن حوشب زيادة هي : ) إلى مسجد يذكر الله فيه أو إلى مسجد تبتغي فيه

الصالة ( . ومثل هذه الزيادة محل أخذ ورد بين

المحدثين ، ومحدثي الفقهاء، والفقهاء و األصحقبولها .

وممن قال بقبولها الحافظ بن حجر ، فقال( : ويؤيده 3/65في الفتح )

406

ما روى أحمد من طريق شهر بن حوشب قال : سمعت أبا سعيد وذكرت عنده الصالة في الطور، فقال: قال رسول الله)ص(: )ال

ينبغي للمصلي أن يشد رحال إلى مسجد تبتغى فيه الصالة غير المسجد الحرام والمسجد

األقصى ومسجدي (( . وشهر حسن الحديث وإن كان فيه بعض

الضعف … اهـ. فهذا قول شيخ الفن ، وعلمه المفرد ،

فانظر أيها المتبصر في اعتماد رواية شهر بنحوشب في شرح المراد من الحديث .

فانفراد شهر بن حوشب بهذه اللفظة ال يعني سقوطها وردها ، فالرجل حسن الحديث،

كما صرح الحافظ، وغيره من الحفاظ، ومال إلى هذا الحافظ ابن الصالح في صيانة صحيح

( ، وقال الحافظ الذهبي في122مسلم )ص ( : واالحتجاج به مترجع .4/378سير النبالء )

اهـ .Q في جزء من تكلم وأودعه - الذهبي - أيضا

(.100فيه وهو موثق" )ص فإن تشددت غاية التشدد ، فإن هذه اللفظة

التي انفرد بها شهر بن حوشب هي من قبيل الرواية بالمعنى وتفسير للحديث من أحد كبار

علماء التابعين .

407

تنبيه : حاول األلباني أن يسقط اللفظة التي انفرد

بها شهر بن حوشب

( :3/230بالكلية، فقال في إروائه ) قوله: ))إلى مسجد(( زيادة في الحديث ال

أصل لها في شيء من طرق الحديث عن أبي سعيد، وال عن غيره فهي منكرة بل باطلة ،

واآلفة إما من شهر ، فإنه سيء الحفظ ، وإما،Q من عبد الحميد وهو ابن بهرام ، فإن فيه كالما وهذا هو األقرب عندي، فقد رواه ليث عن شهر

بدون الزيادة. اهـ. : كالمه فيه نظر : قلت

فإن ما انفرد به شهر أو زاده على-1 غيره ال يصح أن يقول األلباني عليه: ال أصل له،

ثم يطلق البطالن على زيادته ، ثم يقول : واآلفة من شهر ، نعم ال يصح أن يقال ذلك

Q وشعبة Q ما خالف مالكا Q ، فإن شهرا أيضاQ Q معلوما وسفيان وأمثالهم ، وما خالف أمرا

Q به . مقطوعا ثم حديث الرجل يدور بين الحسن إما

. Q Q فال يكون مثله آفة أبدا Q أو استشهادا احتجاجا على أن هذه اللفظة التي انفرد بها شهر

يقبلها جمع من الفقهاء ومحدثيهم .

408

قوله : وإما من عبد الحميد وهو ابن بهرام-2 Q اهـ . ، فإن فيه كالما

نع عبد الحميد بن بهرام فيه كالم لكن قلت: حديثه عن شهر بن حوشب مقبول كما نص

على ذلك عدد من الحفاظ .

قال أحمد : أحاديثه عن شهر مقاربة . قال ابن أبي حاتم عن أبيه : هو في شهر كالليث في سعيد المقبري ، قلت: ما تقول فيه؟ قال: ليس به بأس أحاديثه عن شهر

صحاح ال أعلم روى عن شهر احاديث أحسنمنها .

وقال أحمد بن صالح المصري : عبد الحميد بن بهرام ثقة يعجبني حديثه أحاديثه عن شهر

صحيحة .Q وعلى ذلك فالناقد المتيقظ ال يضعف حديثا عن شهر بن حوشب رواه عنه عبد الحميد بن

بهرام . ومن فعل ذلك فقد أوتي من قلة اطالع أو

تعصب . قوله : فقد رواه ليث ع نشهر بدون- 3

الزيادة . اهـ . : بل رواه بالزيادة المذكورة ليث ، عنقلت

شهر بن حوشب بطريق صحيح في مسند أبي ( ، وكان األولى2/489يعلى الموصلي )

409

Q من باأللباني إبقاء االحتمال والتعلق به بدال القطع والخوض في أحوال األوهام، فالقول في

هذه الزيادة هو قول الحافظ فلله دره ، واللهأعلم .

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري ( ، وعبد2/1014( ، ومسلم )3/63)الفتح

( ، والحميدي في5/132الرازق في المصنف ) ،2/234( ، وأحمد في مسنده )2/421سنده )

( ، والدرامي 501، 238

( ، والنسائي )2/528( ، وأبو داود )1/272)( ، وأبو يعلى )1/452( ، وابن ماجه )2/37

( ، والبيهقي في السنن الكبرى )9/283 ( ،9/222( ، والخطيب في التاريخ )5/244

( .2/337والبغوي في شرح السنة )جميعه من طرق متعددة عن أبي هريرة :

وله رواية منكرة عن أبي هريرة أخرجها /أ( من طريق11/ل2الطبراني في األوسط )

خثيم بن مروان عن أبي هريرة قال: قال: قال رسول الله )ص( : " ال تشد الرحال إال إلى

ثالثة مساجد مسجد الخيف، ومسجد الحرام ،ومسجدي هذا " .

410

قال الطبراني : لم يذكر مسجد الخفيف في شد الرحال إال في هذا الحديث . اهـ . قلت :

فيه ضعف انقطاع . ( :3/210قال البخاري في التاريخ الكبير )

ال يتابع في مسجد الخيف وال يعرف لخيثمسماع من أبي هريرة . اهـ .

وخيثم بن مروان ذكره ابن الجارد في الضعفاء ، قال العقيلي : ال يتابع على حديثه ،

وال يعرف إال به، ووثقه ابن حبان، والحاصل أن هذه اللفظة : "مسجد الخيف" منكرة تفرد بهاخثيم ، وهو ضعيف ، لم يسمع من أبي هريرة .

وأما حد يث جابر بن عبد الله رضي اللهعنهما فأخرجه أحمد

(، والنسائي في السنن الكبرى )تحفة3/350) ( وعبد بن حميد في المنتخب من2/341

( ، وأبو يعلى197 ، ص 1097المسند )رقم ( ، وابن حبان في183_4/182في مسنده )

( ، والطبراني في األوسط )4/495صحيحه ) ( ، والحضرمي في تاريخ علماء مصر1/415

( ، وقاسم بن قطلوبغا في عوالي107)ص( .35الليث )رقم

جميعهم من طرق عن الليث بن سعد ، عن. Q أبي الزبير ، عن جابر به مرفوعا

411

وقال الطبراني في المعجم األوسط : لم يرو هذا الحديث عن الليث إال العالء ابن موسى

. اهـ .وفيه نظر .

فقد تابع العالء بن موسى آخرون هم : يونس بن محمد المؤدب في المسند ، وقتيبة

بن سعيد في السنن الكبرى ، وعيسى بن يونس في صحيح ابن حبان ، وأحمد بن يونس

في المنتخب من مسند عبد بن حميد ، والحضرمي في تاريخ مصر ، وكامل الجحدري

في مسند أبي يعلى . فاإلسناد صحيح سواء انفرد به العالء بن

موسى أو تابعه غيره . ولم ينفرد به الليث بن سعد، عن أبي

الزبير . فقد رواه عن أبي الزبير – فيما علمت –

اثنان : ابن لهيعة أخرج هذه المتابعةأولهما :

( قال 3/336أحمد في المسند ) ثنا حسن ، ثنا ابن لهيعة ، ثنا أبو الزبير ، عن

جابر قال : قال سمعت رسول الله )ص( يقول: "خير ما ركبت إليه الرواحل مسجد

إبراهيم عليه السالم ومسجدي " .

412

حسن هو ابن موسى األشيب ثقة احتج بهالجماعة .

وعبد الله بن لهيعة مدلس ، كان قد اختلطبعد احتراق كتبه ، وقد صرح بالسماع .

موسى بن عقبة ، فقد أخرجوثانيهما : ( ، والطحاوي في2/4البزار )كشف األستار:

( كالهما من طريق1/241مشكل اآلثار ) عبد العزيز بن عبد الله األويسي المدني عن عبد الرجمن بن أبي الزناد ، عن موسى بن

عقبة، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله)ص( قال:

) خير ما ركبت إليه الرواحل مسجد إبراهيم عليه السالم ومسجد محمد )ص( ( ، هذا

اإلسناد صحيح . وعبد الرحمن بن أبي الزناد من تكلم فيه ففي حديث غير المدنيين عنه فقط ، والراوي

عنه هنا مدني ثقة . وأما حديث ابن عمر رضي الله عنهما

( ،8/459فأخرجه ابن حبان في الثقات ) ( ،1538والطبراني في مسند االميين )رقم

(، والضياء3/256والعقيلي في الضعفاء )(.5المقدسي في فضائل بيت المقدس )رقم

413

جميعهم من طرق متعددة عن علي بن يونس البلخي العابد، عن هشام بن الغاز ، عن

نافع ، عن ابن عمر عن النبي )ص( قال : " ال تشد المطايا إال إلى ثالثة مساجد مسجد

الحرام ومسجدي هذا والمسجد األقصى " . وعلى بن يونس البلخي ذكره العقيلي في

( وقال :3/256الضعفاء ) ال يتابع على حديثه . اهـ . وسكت عنه ابن

أبي حاتم ، ووثقه ابن حبان ، وروى عنجماعة .

واعتمد الهيثمي توثيق ابن حبان لعلي بن (: رجاله ثقات .4/3يونس فقال في المجمع )

اهـ .Q بلفظ : وله طريق آخر ع نابن عمر مرفوعا

"ال تشد الرحال إال إلى ثالثة مساجد : مسجد الحرام، ومسجد المدينة ، ومسجد بيت

المقدس " . وشيخ الطبراني فيه هو أحمد بن محمد بن

رشدين، فقال فيه مقال مشهور ، وبالغ بعضهمفيه فكذبه .

Q عن الن عمر من لكن الحديث جاء موقوفاطرق أنظف من الطريقين المكورين بكثير .

فقد أخرج البخاري في التاريخ الكبير ) ( ، وابن أبي5/135( ، وعبد الرازق )7/204

414

( . وعمر بن شبه في أخبار2/373شيبة ) ( .342المدينة )كما في الصار المنكي ص

من حديث سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار، عن طلق بن حبيب، عن قزعة قال:

سألت ابن عمر: آتي الطور؟ قال: دع الطور وال تأتها وقال : ال تشدوا الرحال إال ثالثة

مساجد .وهذا اإلسناد صحيح ال علة فيه .

وقد تابع ورقاء بن عمر سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار ، أخرج هذه المتابعة البيهقي

( .8/106في شعب اإليمان )Q ابن جريج ، أخرج هذه المتابعة وتابعه أيضا

( ، وعبد الرازق2/94الفاكهي في أخبار مكة )( .5/131في المصنف )

وقد خالف أصحاب ابن عيينة وهو جمع من الثقات الحفاظ أحمد بن محمد األزرقي ،

Q كما في أخبار مكة فرواه عن ابن عمر مرفوعا ( .65 – 2/64لحفيده )

فرواية األزرقي شاذة لمخالفتها لجمع منالثقات .

وعليه فتصحيح األلباني لهذه الرواية ( خطأ287الشاذة في أحكام الجنائز )ص

ظاهر .

415

وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاصرضي الله عنه .

( ، والطحاوي في1/452فأخرجه ابن ماجه ) (، والطبراني في مسند1/242مشكل اآلثار )

( ، والفاكهي في أخبار مكة )2/309الشاميين ) (2/295( ، ويعقوب بن سفيان الفسوي )2/99

.

جميعهم من طريق يزيد بن أبي مريم ، عن قزعة بن يحيى ، عن عبد الله بن عمرو به

Q وهذا إسناد صحيح . مرفوعا ووقع عند ابن ماجه ، والطحاوي ،

والطبراني في مسند الشاميين عبد الله بنQ بأبي سعيد الخدري . عمرو مقرونا

وأما حديث علي بن أبي طالب عبيهالسالم :

/ل8فأخرجه الطبراني في األوسط ) ( ، ومن طريقه1/173( ، والصغير )210/2

الضياء المقدسي في فضائل بيت المقدس ( .6)رقم

قال الطبراني في المعجم الصغير : حدثنا سلمة بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي ، حدثني

أبي، عن أبيه، عن جده سلمة بن كهيل

416

الحضرمي ، عن حجية بن عدي ، عن علي عليه. Q السالم مرفوعا

قال الطبراني : لم يروه عن سلمة إال ابنة يحيى تفرد به ولده عنه . وأشار لهذه الغرابة

الضياء المقدسي . وهذا اإلسناد شديد الضعف ، فإبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة ضعيف ، وأبوه

وجده متروكان . (4 ، 4/3واقتصر الهيثمي في المجمع )

على إعالله باألول فقط فقال: رواه الطبراني في الصغير واألوسط وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى الكهيلي ، وهو

ضعيف . اهـ .

ومتن الحديث معروف من حديث أبي سعيدالخدري كما تقدم .

وأما حديث أبي الجعد الضمري رضي الله ( ،2/4عنه فأخرجه البزار )كشف األستار

( ،1/244والطحاوي في مشكل اآلثار ) (،22/366والطبراني في المعجم الكبير )

والضياء المقدسي في فضائل بيت المقدس ( .5)رقم

جميعهم عن سعيد بن عمرو ، ثنا عبثر ، عن محمد بن عمرو ، عن عبيدة بن سفيان ، عن

. Q أبي الجعد الضمري به مرفوعا

417

رجاله ثقات رجال الصحيح . ( : رواه4/4وقد قال الهيثمي في المجمع )

الطبراني في الكبير واألوسط ورجاله رجالQ . اهـ . الصحيح ورواه البزار أيضا

وأما حديث واثلة بن األسقع رضي الله عنه فأخرجه الضياء المقدسي في فضائل بيت

( من طريق أيوب بن مدرك7المقدس )رقم الحنفي عن مكحول عن واثلة بن األسقع به . وقال الضياء المقدسي : ال أعلم أني كتبته من حديث واثلة إال من هذا الوجه من رواية

أيوب بن مدرك ، وهو من المتكلمين فيه اهـ . وأيوب بن مدرك قال عنه ابن معين : ليس

بشيء . وقال مرة : كذاب، وقال أبو حاتم، والنسائي

: متروك .

ومع ضعف أيوب بن مدرك، ففي اإلسناد انقطاع ، فإن أيوب بن مدرك عن مكحول

( .1/423مرسل ) التاريخ الكبير: فهذا اإلسناد من قسم الواهيات .

وأما حديث المقدام بن معدي كرب ، وأبي أمامة رضي الله عنهما فأخرجه أبو نعيم

( .9/308األصبهاني في الحلية ) حدثنا سليمان ، ثنا موسى ، ثنا محمد بن

المبارك ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن زيد بن

418

زرعة عن شريح بن عبيد ، عن المقدام بنمعدي كرب ، وأبي أمامة به مرفوعاص .

في هذا اإلسناد ضعف ، وانقطاع . أما الضعف فبسبب موسى وهو ابن عيسى

بن المنذر هكذا وقع في ترجمة محمد بن. Q المبارك الحمصي في حلية األولياء مرارا

وموسى بن عيسى قال عنه الحافظ في ( :127 – 6/126اللسان )

روى عنه الطبراني ، وهو من قدماء شيوخه سمع منه قبل الثمانين ومائتين ، وكتب

Q النسائي عنه فقال : حمصي ال أحدث عنه شيئاQ . اهـ . ليس هو شيئا

قلت : وقع سماعه في المعجم الصغير )( ، سنة ثمان وسبعين ومائتين .2/109

Q لم يدرك أبا أمامة وأما االنقطاع فإن شريحاوال المقدام .

قال ابن أبي حاتم الرازي سمعت أبي يقول : شريح بن عبيد الحضرمي لم يدرك أباأمامة ، وال الحارث بن الحارث وال المقدام .

( .90اهـ . ) المراسيل ص وأما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه

فأخرجه البزار في سنده البحر الزخار )1/291-292. )

419

قال : حدثنا يحيى بن محمد بن السكن قال : نا حبان بن هالل وأماله علينا من كتابه عن همام ، عن قتادة ، عن أبي العالية ، عنابن عباس ، عن عمر أن النبي )ص( : قال

" ال تشد الرحال إال إلى ثالثة مساجد : مسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، ومسجد

األقصى " . قال البزار : وهذا الحديث ال نعلمه يروى عن

عمر إال من هذا الوجه من هذا اإلسناد ، وهو خطأإ أإتى خطؤه من حبان ألن هذا الحديث

إنما يرويه همام وغيره عن قتادة ، عن قزعة ،عن أبي سعيد . اهـ .

( :4/4قال الهيثمي في المجمع ) رواه البزار ورجاله رجال الصحيح إال أن

البزار قال : أخطأ فيه حبان ابن هالل . اهـ . وحبان ابن هالل )بفتح الحاء( ثقة ثبت متفق

عليه لكنه خالف أصحاب همام فجعله من مسند عمر بن

الخطاب ، والصواب أنه من مسند أبي سعيدالخدري كما تقدم .

وهكذا رواه أصحب قتادة من وجوه .

*************** نجز الكتاب بحمد الله تعالى ، وصلى الله

وسلم وبارك على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق

420

، والخاتم لما سبق ، ناصر الحق بالحق ، والهادي إلى صراطك المستقيم ، وعلى آله

األكرمين في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوملك ، ورضي الله عن أصحابه والتابعين

وكتبمحمود سعيد بن محمد ممدوح

عفا الله عنه

421