كلمة محمد السعيدي

0891يونيو 3-2/ 0311شعبان 00-01 -بتزنيت العالمت محمد المختار السوسي ندوة فقيد سوس

0

المملكة المغربية رابطة علماء المغرب

فرع إقليم تزنيت

0311شعبان 00و 01تزنيت

0891يونيو 3و 2الموافق

جوانب من شخصية محمد المختار السوسي

مراكش -محمد السعيدي كلمة األستاذ: ية الوطنيةالمفتش العام لوزارة الترب


1

عباقرة وأفذاذ وعلماء وباحثون –ف تارخ العدد من األمم والشعوب

جالبل أعمالهم ف أنصع صفحاته بؤحرؾ من نور. واأمجاد، سجل

فت له الدنا قدره، فتمتع بالشهرة الطابرة والصت الذابع، منهم من عر

ونال ما هو جدر به من تكرم وتمجد حا ومتا. ومنهم من عاش ف الظل،

عرفون عن جوانب –فضال عن عامتهم–جندا مجهوال، ال كاد خاصة الناس

ر القلل، بل منهم من طمرت جهوده زعظمته، وأسرار شخصته، إال الن

لشعوب لاته تحت ركام من التجاهل والتناس واإلهمال. ولعمري إن وتضح

لعقوقا كعقوق بعض األبناء. ومن أبشع أنواع ذلك العقوق أن تتناسى أبطالها

العظام. ونبؽابها الكبار، وقادتها األمجاد الذن أرسوا قواعد عزها. وشادوا

صرح مجدها.

تعترؾ لوطننا الحبب. لهذا ونحن بحمد هللا نعتز ونفخر بؤن الدنا كلها

عرن –عبر العصور–الجناح الؽرب من أرض العروبة واإلسالم بؤنه ظل

كان لها إسهام كبر ف مادن ،أسود، ومنبت مواهب خارقة، وعبقرات نادرة

مختلفة مما تعتز به اإلنسانة من نفس التراث.

ان به من ؼر أننا نالحظ بحسرة دفنة وألم عمق أن عددا ال سته

رجاالتنا لم وزن بالقسطاس المستقم. ولم نل حظه العادل مما هو جدر به من

تجلة وتقدر. إن ف ذلك لجناة على ماضنا بإطفاء مشاعله وطمس معالمه،

وتشوها لحاضرنا بقطع صلته وتوهن أواصره، وخسارة لمستقبلنا باستبعاد

ة الرابعة لرجاله.القدوة الصالحة ألجاله، واألمثلة الخالد

إن المرء ال سعه إال أن عرب عن عظم السعادة وبالػ االبتهاج، وأن

تقدم بعمق الشكر وعاطر التنوه إلى عمالة إقلم تزنت وإلى منتخبه ورجال

الفكر واألدب به على هذه البادرة النبلة الت تستهدؾ إطالع ناشبتنا على جهاد

، المرب ىدان مه الشامخ الذي ال طاول والونضال علم سوس المفرد، وهر

حرر، المرحوم محمد المختار السوس.نوالمعلم الؽور والعالمة البحاثة ال


2

الرجل الذي وهب نفسه لدنه ووطنه. وأفنى عمره الطول بن قرآن تلى،

ة المجاهدة بوورد ردد، وعلم درس، وإرشاد وجه، وكان ف مقدمة الكت

رؾ السلب، واستعادة الكرامة المهضومة ومن أجل مبادبه ومثله السترداد الش

العلا القى ما القه المجاهدون المخلصون فسجن، ونف وطورد وحوصر. فلم

زده كل ذلك إال ثباتا ورسوخا.

ال تتسع -كحاة محمد المختار السوس–إن حاة زاخرة بالنضال واإلنتاج

خاطؾ ال سمن وال ؽن من جوع. إن لها عشرات المجلدات ناهك عن عرض

الباحث ف حاة هذا اإلمام الجلل لحار بؤي جوانبها بدأ وعند أي من مفاخرها

توقؾ، وكؾ ستطع ذلك. وكل أامه بل كل ثوان حاته الؽنة المعطاء عمل

وبناء وإنتاج، وكل أعماله وتحركاته مآثر ومكرمات.

عبر كتبه وما دون –الباحثون الدارسونكما فعل –إنن ال أتحدث عنه

بن الروح البار عن مربه الحكم الذي ارتوى من أخباره فقط. ولكن حدث اال

من معن علومه النمر، ونهل من نبوع أدبه الثري الفاض. وف حلقات

دروس، وجلسات أدب ومساجلة تجسد لنا ما نقرأه عن اإلمامن الكبرن جمال

ومحمد عبده. ولم ال؟ أكان شخنا الهمام قل عن أي منهما علما الدن األفؽان

ووطنة وإنتاجا؟ أو نقص عنهما صالبة ف الحق وصمودا ف وجه العثو

والطؽان؟

سؤكتف باستعراض سرع لرواة حاته الت شاهدت فصولها األخرة،

جالل ألقؾ وقفة تؤمل واعتبار عند محمد المختار السلف الصوف. ووقفة إ

نتشاء وإعجاب عند محمد اووقفة ،وإكبار عند محمد المختار المإرخ الناقد

إن –المختار البلبل الصداح، والشاعر المبدع المجد. رؼبة ف تقدم صورة

كان المجال فرض أن تظل خاطفة سرعة فلتكن أقرب إلى العموم والشمول.

كلو مترا، ومن 84ف قرة "إلػ" الت تبعد عن مدنة تزنت بحوال

أسرة نبلة ذات مكانة وحرمة ف القبلة لتمسكها الشدد بؤخالق الدن الحنؾ

تهاج بومثله العلا ولد للفقه سدي عل الدرقاوي مولود ذكر ابتهج لمالده أما ا

هـ.3131واختار له اسما نبوا سنا هو "محمد المختار" وكان ذلك سنة

-إلى جانب كونه شخا للطرقة الدرقاوة-اذنا وكان الشخ عل والد أست

على جانب مهم من الثقافة اإلسالمة األصلة وخصوصا علم السلوك ومباحث


3

أدل على ذلك من أرجوزته الت تحدث فها شاهده أثناء رحلته التصوؾ. وال

إلى الدار المقدسة ألداء فرضة الحج، وما دار من نقاش ومناظرات بنه وبن

هم ف طرقه من العلماء والنساك. وهذا نموذج من تلك األرجوزة الت من لق

و ألف بت.حتقع ف ن

قول:

سـددنــا الـذي هلل الـحـمـد

أرشـدنـا المصطفـى ولبقـاع ***

الشتـا فـ القرشــن وآلـؾ

أتـى لمـن بهـا رحلة والصؾ ***

اإلــمـان بـنعمـة أكـرمنـا

والقــرآن هللا خلـق ربـخــ ***

بالبـشـارة الـرسول وأرسـل

إشــارة بـال بهـا مصـرحـا ***

:هـ 3131وقد ودع أحد علماء تونس سنة ،ومنها

األــام آخـر ف ل جـرى وقـد

..األعـالم من فـذ مع هـنـاك ***

للمحبـة العقــد فــ ذاكــرن

األحبـــــة ف كالعـادة هلل ***

الـرسـول إلـى بلؽـن: فقـال

بالمـثـول منـه حظـت متـى ***

الـقـلـوب ألهـب قـوال فقـال

تـذوبـا أن منـه تـكـاد حتى ***

واألرواحـا األشـبـاح وحـرك

والبـطاحـا الجـبـال وحـرك ***

الشرـؾ قبره وصلت إذا: قـال

الظرـؾ مقامـه أثنــاء وكنت ***

بالمنـى هنـاك نـفسال وفـازت

بالسنـا منـه عنـاك واكتحلـت ***

الـرسـول أـهـا اـــــ لـه فـقـل

تـ بـنــ عــرا *** هـــول كـــملـ الـذ

مستـضعــفـة ألمـة وإنـهـا

مستضعفـة أمـم احتوشـتـهـا ***


4

وضـم فـوق كاللحـم ؼذت حتى

ـمله إلهـا الشـدق فتـح من ***

خلـفـتـا ما كـل وراء رمـوا

أسلفـتـا ما الدـن ف وضعوا ***

أطـالل سـوى الدـن ونـبـذوا

..كالـظـالل أسست لمـا تـبدو ***

شـدـد بـنـهـم فبـؤسـهـم

حـدـد هـمـكـؤن أجلهـا من ***

ووصـن ةــفـلـؼ ــف هـم بـنـا

رسـن من الـورى بن لهم لس ***

ى الدـار بـن دهمـت ذإ الجلـ

قتلى والبعض األسرى ف فالبعض ***

كفـار بالدهـم زعـزعـت قـد

ثـار ذلـك قـبل من لهـم كان ***

أمتـك بـالد علـى فاستحـوذوا

ملتـك لكـل محـو وقصـدهـم ***

اإلمــان بنـ كـل ؼذا حتـى

البلـدان ف الدور بوسط أسـرى ***

عــانـا ممـتهـن هـمودـن

الهـوانـا أهـلـه القـ كمـا ***

رواـواحتقـ وشتـتـوا فمزقـوا

كفـروا قـد من بـد وامتهنـوا ***

حـوال ال صقعهـم فـ فهـاهم

ـتـلـى دعـاء ؼـر قـوة ال ***

ستشفعـون بـه وجـه لهـم وما

رتـجـون ومنـه هـإإلل إلـى ***

عنـده البراـا رخـ ـا سواك

وحـده ـرد لـس من فـؤنـت ***

ؼـر نــــللـمستـضعـف فلـس

والضـر البـال مـس إذا دعـاء ***

فستجـاب للـدعـاء بـاب فؤنت

الصواب أخطؤ فما الباب أتى فمن ***

الـكـالم ذاــهـ نـبــنـا إلى لـػـب

المـالسـ من له تقرأ أن بعد من ***

العون فـ والدمـوع ذلك لقو

...عـون بمابهـا ثرت كؤنمـا ***

صمـوت بننـا مـا جـرى ثـم

وتـسـك تحــر مـن ادـوس ***

كـالم منـه وال منـ كـن فلم

للسـالم الدـن مـد سـوى بعد ***

فـافتـرقنـا المؽرب قـرب إذ

احتـرقـنـا جرى بمـا وأننـا ***


5

الدـن لضعـؾ نحز ذا لس من

مكـنـون مختـب نفـاق فـذو ***

حكمـا أن مإمـن رضى وكؾ

أجرمـا وال اإلمـان ذوي أمر ***

فؤنتم ترون هذه السهولة ف اللفظ، وهذا الحسن ف السبك وهذه الصحة

األمر الذي شهد لصاحبها بمستوى ثقاف مرموق ف زمان وببة لم ،ف الوزن

ة.جعر سوق رابكن فهما للش

ق بعد ذلك بعدة وإن بعض أبات هذه األرجوزة لتذكرن بما قاله شو

وهذه األبات ه: "إلى عرفات هللاسنوات ف قصدته "

محمد قبـر البـت بعد زرت إذا

العطـرات األعظـم مثوى وقبلت ***

مهابـة العون الدمع من وفاضت

والحجـرات الستـر بـن ألحمد ***

سنـة كل تحـت نـور وأشـرق

حصـاة كل تحت أرـج وضاء ***

ةــنوفـت تحت هللا نـد لمظهر

الةــف فوق المجد صروح وبان ***

مرسـل خـر ا هللا لرسول فقل

الحسـرات مـن تـدري ما أبثك ***

وؼربهـا البالد شرق ف شعوبك

سبـات عمق ف كهؾ كؤصحاب ***

وسنـة ذكـر وراننـ بؤمانهـم

الظلمــات حـالك ف بالهم فما ***

أمتـ لعزابـم وفـق ربـ وقل

والعزمـات األفعـال لهـا وزن ***

طبعا نحن ال نقارن بن والد شخنا وبن أمر الشعراء إذ لس هذا من

فه، هو أن الشخ كان ف مجال للمقارنة، إنما الذي ال شك وكدنا. ولس هناك

د العلماء بالمفهوم الدقق للكلمة ف ذلك العهد.عدا

حداث أوؼرته، وتجلى صدق تفاعله مع تهومن األرجوزة تطفح وطن

عصره. وعمق حسرته لما حل بؤمته.

اللبان الت اؼتدى بها محمد المختار السوس منذ اكتحلت عناه ههذه

رع، قوي الذاكرة، خارق ا وترعبالنور، وف أحضان العلم واإلمان والوطنة رب


6

الذكاء، مرهؾ اإلحساس خصب الخال نبل الشعور واإلحساس، وقد ساعدته

هذه المزاا على أن تسلق سلم التعلم وطوي مراحله بالسرعة الت طوها

الالمعون من نوابػ األذكاء، وهكذا أتم حفظ القرآن الكرم وأشهر المتون وأتقن

ن جد مبكرة على د شخه عبد هللا بن محمد أستاذ مبادئ اللؽة العربة ف س

م قصد مدرسة الشاعر المبدع والعالمة الكبر سدي الطاهر األفران ثالقرة،

الذي صقل موهبته وأذكى شاعرته وؼرس ف نفسه التعلق باألدب والهام به.

ومن ومها أقبل الشاب األدب على أصول األدب العرب وعونه لتهمها

هاما. وف الوقت نفسه أخذ جرب قرحته، ودرب قلمه فسجلت له محاوالت الت

عد ف سن المراهقة.شعرة وهو

بعدها انتقل إلى مدرسة السعدات حث تتلمذ على شخها عبد القادر

السباع.

وأبى عله الطموح إال أن تطلع إلى رحاب أوسع. وأن ستشرؾ أفاقا أبعد

المرابطن والموحدن ومنارة المعرفة المشعة ف عاصمة -وألول مرة-فقصد

وف جامعة ابن هـ3118الجنوب كله حتى تخوم الصحراء وكان ذلك سنة

وسؾ وجد ضالته المنشودة فاختلؾ إلى أنواع من العلماء، وتلقى ألوانا من

واشتهر بمالزمته الدابمة لحلقات قاض ،عت أفقه وأعلت كعبهالعلوم والفنون وس

راء العالمة سدي محمد بن لحسن.الحم

شد الرحال إلى جامعة القرون لتوج بمعارؾ علمابها هـ3141وف سنة

ا زاده وبها التقى بشخ اإلسالم عالمة المؽرب األكبر سدي محمد نمحصلته، م

بن العرب العلوي فالزمه مالزمة الظل، وعنه أخذ مبادئ السلفة، وإله رجع

به أستاذنا من حرة الفكر، ورحابة الصدر، والفهم الجد الفضل فما عرؾ

لروح التشرع، ومقاصده العلا الت حجرها التقلد واالنؽالق، وهنا التقى بنخبة

دباء الشباب فكونوا جمعة أدبة للكتابة والخطابة وقرض الشعر. من األ

ا راقبون متعاهدن على أن ندروا أنفسهم لخدمة وطنهم ودنهم ولؽتهم وأخذو

األحداث الداخلة والخارجة بمنتهى القظة والترقب متحفزن لتلبة أي واجب

وطن دعموهم.

كان لكل هذا األثر العمق ف نفس أستاذنا ولندعه صؾ لنا ما أحسه ف

نفسه من تؽر نتجة لكل هذا قول:


7

الت فبدلت أخالقا ؼر يعلى القر م طثم لما حللت بفاس أتى الوادي ف

عهدت من نفس قبل وأنا ف مراكش وأحواز مراكش فقد تلقحت ف جو فاس

بما لم أتلقح به ونزعت نفس عزوؾ تقول بملء فها.

حـرة عــالــة هـمـة لـ

منتـهـى لـه لـس طموحهـا ***

العتـلـت الثـرى كل ملكـت لو

المنتـهـى سـدرة امتـالك إلى ***

قت بها ما بن الخرافات المموهة، وبن رة دنة فر تكونت ل ف فاس فك

ت بها نفس ومصالح ؼرة وطنة نس الروحانة الربانة. كما نبتت ف

ت نفس فداء لدن ولوطن وألمت الت ه أمة العرب دالشخصة، فؤعد

واإلسالم جمعاء.

وأنا بن هاتن: الفكرة والؽرة أسبح ف آداب حة طلع بها العصر

من نثر المنفلوط وفرد وجدي ومحمد عبده وأضرابهم، الحدث، فصرت أقرأ

عرفت به أن الذي كنت أسبح فه ما ومن شعر شوق وحافظ ومطران وأمثالهما

منذ صؽري لس إال ضحضاحا كدرا. ال برء عطشا وال طفا ؼلة وال قض

على لهفة.

أن جمع حوله اعوبفضل خفة ظله وعذوبة روحه، وسعة معارفه استط

اب، ورواد الثقافة والفكر، ممن شاطرونه نفس المبادئ عددا من عشاق اآلد

واألهداؾ، وربطته صداقة متنة مع رجال أصبحوا فما بعد قادة الحركة

الوطنة وزعماء للنهضة واإلصالح.

ف رواة حاة أستاذنا المجاهد هذه صفحة وضاءة مشرقة ربما كانت ألمع

امى ساإلطالق، إذ سجلت له موقؾ المومن الوطن الؽور الذي ت صفحاتها على

فوق النعرات الضقة والقومات المتعصبة الت لم جء اإلسالم لهدم شء كما

ألوان وال حدود وال الجاء لتقوضها ونسفها. فجنسة المسلم عقدته وشرعته

وإنما المإمنون إخوة" المسلم أنما وجد وحثما وجد " .لؽات وال قومات المسلم

وآتواو "ال فضل لعرب على عجم إال بالتقوى" "فإن تابوا وأقاموا الصالة

م أبا بكر وعمر وعثمان القرشن الزكاة فإخوانكم ف الدن" واإلسالم الذي كر


8

منح نفس التكرم إلى سلمان الفارس وبالل الحبش وصهب الروم، وطرد

م الرسول الشرؾ أبا لهب.من حظرته مذموما مدحورا ع

وإذن فهو اإلمان بالمبادئ والمثل العلا شكل لحمة دونها لحمة النسب،

ومن جمعتهم كلمة التوحد، وألفت بنهم القبلة الواحدة. وصهرتهم ف بوتقة

واحدة صفوؾ الجماعة وحشود الجمعة والعد، والموقؾ األكبر بعرفات فلن

تباعد األقطار. فالمومن للمإمن تتتعدد اللهجات أو عرهم أن تختلؾ األلوان أو

كالبنان شد بعضه بعضا، وكالجسم إذا اشتكى منه عضو تداعى له سابر الجسد

بالسهر والحمى.

تلك روابطه ووشابجه.وهذه ه دعوة اإلسالم،

ل إله أنه قادر على أن وهن هذه الروابط. الشره الؽب خ االستعمارلكن

ة المتماسكة لسهل عله تهشم كل أعوادها واحدا واحدا. فاستصدر وفتت الحزم

ظهره البربري المشإوم رد أن بعد به جزء من األمة المؽربة عن العمل

بدنها الذي قدمت وتقدم من أجل فدابه األرواح والدماء رخصة سخة، وفرق

اآلمال بن أشقاء اختلطت دماإهم بالنسب والصهر، وتمازجت عواطفهم ب

قد تفجر ل، وحدث بنهم الوقعة. وضرم الشقاق. فماذا كانت النتجة؟ مواآلال

ؼضب شعب ساحقا مدمرا، فؤصابت حممه الخونة المتآمرن، وجلجل ابركان

هدر االستفضاع واالحتجاج ف كل مكان لهذه الردة المقنعة، والصلبة

ي جار إلى هللا داعا المتنكرة، ورددت أبهاء جامع القرون اللطؾ الذ

متضرعا "اللهم ا لطؾ نسؤلك اللطؾ فما جرت به المقادر، وال تفرق بننا

."وبن إخواتنا البرابر

للمإامرة فضحها ىأما علماء األمة وزعماإها فكانوا ف طلعة من تصد

وبن سوء عواقبها، وللمكدة مزقها ورم بها ف وجه من حاكوها.

لمرحوم محمد المختار السوس قلمه لخوض به معركة تشق اموهنا ا

الدفاع عن وحدة شعبنا كما تخوض الوم جوشنا الباسلة معركة الدفاع عن وحدة

أراضه بإمان عمق بالقضة وباستعداد تام لكل تضحة مهما ؼلت من أجلها.

ولدفاع محمد المختار السوس بالذات عن هذه القضة مؽزاه العمق، فقد

بطل حجة المستعمر الواهة، وشهد شاهد من أهل البربر مثلهم أصدق وأدق أ

تمثل على أنهم أشد الناس تمسكا بالدن، وأكثرهم حرصا على التماسك


9

"ألم ات:ه بدال. وكان ردد أمثال هذه اآلوالوحدة، وال بؽون بدن هللا وشرعت

من قبلك ردون أن أنزل نهم آمنوا بما أنزل إلك وماتر إلى الذن زعمون أ

تحاكموا إلى الطاؼوت وقد أمروا أن كفروا به ورد الشطان أن ضلهم

ضالال بعدا".

جمعا" واألرض"أفؽر دن هللا تبؽون وله أسلم من ف السماوات

"ومن لم حكم بما أنزل هللا فؤولبك هم الكافرون"

رن وإلى تحكم صنوف حماسة وإمان وإخالص دعا إلى توحد الع

ودعا إلى إحابها ودافع بحرارة وصدق عن لؽة الضاد -وحدها-شرعة هللا

ونشرها، وأننا لنلمس هذا واضحا ف القصدة التالة الت ترسم فها خطى شاعر

طلعها: مالنل حافظ إبراهم ف قصدته على لسان اللؽة العربة: والت

ترجعت لنفس فاتهمت حصا

وه من محاوالته الشعرة األولى وفها لوزن والقافة أضا،منتحال ا

قول:

اتــعظ ؤيـب أم ابـخط بؤي

ــلؽات شطر الشعب وجه أوجه ***

ةــمـكـح ةــبؤ أم فعال بؤي

راتــخـن مـأعظ من أنشرها ***

اـــلنشره هـأرتض نلسا فؤي

ات ــالعجم من تـصؽ وألسننا ***

ت ــبلـفؤق اـنفس كنزا هاب تركنا

درات ـمبت األفكار اـؼره على ***

-اــراحه هللا قطع- ا ــأكف نمد

ات ـالسمج اللؽى من ؼرها إلى ***

ىـالنه تخلب روضة منها ونترك

رات ــالزه ةـالمخضل بطلعتها ***

ذرة لــالعق نـم اـنلن أننا فلو

اةـح لـأق اـانــطوا ونالت ***

أصوله ف طرفه كل وأمعن

رات ـظـالن اـأحواله ف وأنعم ***

اــحاته تـتح العز جمع رأنا

الدرجات ف الشعب ترقى اـبه ***

عـمجم كل ف األعواد سؤستعجم

واتــالخل ف األفكار وأستطلع ***


10

ـلـوأفت الـالرج وأسبر أؼوار

ات ـلسالج ف الناس جمع عقول ***

م ــأراه الذن لـك ف وأعرض

ـراتـحس بنهم وأبدي خطاب ***

هـأن نـلـوأع ـرأ إلى وأدعو

اةــنج قـطر بؽ لمن نجاة ***

ـتقـفؤل انـالزم واتن أن إلى

العقبات عن اـرؼم ـبمنشودت ***

الحجا بن بن الوبام، فكرت، بن

اتـالقظ بن ،النظرة العلا بن ***

واــواثبت بالنواجذ، فعضوا وجدتم

اتــثب بؽر اــالعل تدرك فلن ***

مـاتكـلؽ حاة ف الصالح وعن

اةــح لـك للشعب بها فسري ***

ذيــال إلى بسع اآلت ونستقبل

التــالوح هذه من اــسنشلن ***

وهو خر لكم" وصدقت اآلة الكرمة "عسى أن تكرهوا شبا

فهذه الخطوة اللعنة من الدخل الؽاصب كانت الشرارة المباركة الت

أذكت شعلة الوطنة إذ سقط عن وجه الكره قناع التمدن والتطور الذي كان

ؽش به أهدافه االستؽاللة االستنزافة وبدا على حققته ممزقا مفرقا ناها.

حل العلماء وأكابر الباحثن إال شد افطوظل رحمه هللا ال كاد سمع بؤحد من

ط الت باتت تشد شدا إلى فاس بالرحال إله، وتتلمذ عله وهكذا برؼم الروا

وأجوابها الفكرة الت لقت هوى ف نفس األدب المتعطش فإنه ما كادت أنباء

العالمة الفذ، والمحدث الحجة اإلمام الشخ أب شعب الدكال تصل إله حتى

وسرعان ما أصبح النجم هـ3141جنحة الشوق إلى رباط الفتح سنة طار بؤ

الالمع ف دروس الحدث كما كان ف حلقات النحو والصرؾ والبالؼة

والمنطق واألدب واألصول والفقه.

الحسن بن وف الرباط جذبته أضا براعة العالمة البارع سدي المدن

فالزمه ردحا من الدهر.

ل من االنكباب على الدراسة والتحصل وبعد تلك بعد هذا العمر الطو

الجولة الكبرة ف العواصم العلمة المؽربة تقوى عوده وأنع ؼصنه، وأصبح

مإهال لإدي رسالة العلم إلى األجال الصامدة، وأذكر هنا أننا كنا نلمس فه

راء وآباحترام زوهو متا تواضع العلماء فما انفك عتبر نفسه طالبا مثلنا،


11

بفضل رودة دم. بل إنه لصرح أمام المإلوتعتقل وب األخرن وناظر ف أناة

ناقشونه أراءه، وقول هذا أستاذي ف كلمة بعض تالمذته عله وشجع الذن

لكن أن صرؾ ، كذا، وهذا أخذت عنه القولة الفالنة والبت الفالن... الخ

بضاعته النفسة وأن نفق كنزه الثمن؟.

ن وجد الحقل الخصب الذي توفر على تربة خصبة تضمن لمبادبه أ

اإلسالمة وأفكاره الوطنة أن تنمو وتترعرع.

لعل ذكرات األمس البعد قد عاودته دفعته دفعا إلى تلك المدنة الت جن

بحبها كما لم حبب أة بقعة حل بها وتعلق بسكانها كما تعلقوا به وبادلوه حبا

بؤعنؾ منه.

ر ورابع القصد والت سنذكر له عنها مراكش الت أطلقت لسانه ببدع الشإ

ام له بالحمراء وأبنابها.قصدة منها تبرهن على صدق ما ادعناه من ه

وكلكم عرؾ أن عاصمة الجنوب قد نكبت باستعمارن إثنن ف نفس

ى وأمر الوقت شاركت ف أولهما شققاتها المؽربة، وانفردت بالثان وهو أده

وأعنى به ذلك الكابوس المخؾ الذي كان جثم على صدرها. وخنق أنفاس

الجالدن اإلقطاعن الذن جعلوا أعزة أهلها أذلة. سكانها كابوس الخونة

وساموهم ألوانا من التنكل والتعذب.

وكان طاؼتها حرص على أن تظل بعدة عن راح التؽر راكدة

روحون ال خشون ؽدو فها الحكام الدخالء ومتحجرة خاضعة مستسلمة،

فقر واالنتقاداتانتفاضة الشعب المقهور بل وال تقلق راحتهم حتى بالمطالب

وجهل ورعب وخنق ه الصفات الت تمز المدنة الت حل بها المختار

هـ فماذا عساه فعل وهو الوحد. وكؾ حارب هذا الخصم 3148السوس سنة

الشر والظلم؟ ومن أن تكون البداة، وما ه الوسابل؟ العات من قوى

بد أنه ال فت ،إنه موقؾ صعب قفه األنباء والرسل والقادة والمصلحون

ف عضدهم، وال ضعؾ من همهم.

ة ولنسمع إله حدثنا عما ظقبحلوله النور واألمل والوع والحل بها فحل

عقده من عزم وما بته من نات:


12

الحمراء وقد ألقت فها مرسات، وانوي أن أقض الواجب عل حللت ب"

لدن ولوطن ولشعب ما بن تلمذ هذب، وبن درس وإرشاد لق، وأنا ف

جانب ذلك أناج الراع، فما عسى أن رفع من شؤن هذه األمة من إحاء ما

ها ف اندثر من آثار ماضها، ومن المحافظة على العربة الفصحى الت أرا

انهار قضت أزمانا تكشفت عن أعمال كان فضل هللا عل فها عظما.

كر هللا وتقتصر ذوإذا بالزاوة الدرقاوة بح باب دكالة الت كانت تعج ب

لقراءة الورد حولها المجاهد البطل -فقط–على استقبال الفقراء الذن إمونها

األسر من مختلؾ األحاء. عهد علم ما إن شاع خبره حتى تقاطرت علهمإلى

المجد حتى انهال عله القاصدون من أحواز مراكش هوما قضى شهرا من عمر

وه تتحول والمدن الساحلة المجاورة فاضطر إلى توسعها وإضافة ؼرؾ إلها

لال إلى مراقد للطلبة الوافدن.

ط وقد سجل التارخ أن معلمنا العظم لم كن تطوع للتدرس مجانا فق

وإنما كان كل ما تملكه داه نفق على طلبة ،وجند كل أبنابه البررة لذلك فحسب

العلم ورواد المعرفة كسوا العاري وطعم الجابع وواس الضعؾ، وقدم

جند نفسه ا.ع النقود على من راهم ف حاجة إلهزبل و ،الكتب واألدوات

فما عانى أزمة وال اشتكى ،لىوماله. واسترخص وقته وجهده وكانت آة هللا تتج

خصاصة.

ولم تقؾ همته العلاء عند هذا الحد فعاصمة كبرى كمراكش ال مكن أن

تلب مدرسة واحدة حاجتها الملحة إلى التعلم اإلسالم الحنؾ والتكون الوطن

السلم.

وإذن فلستعن بذوي األرحات والنات الحسنة ولوعز بالفكرة إلى علماء

تكون المدارس بؤهمةة وأؼنابها ولبذل كل ما لده وسابل إلقناعهم المدن

الحرة وبالموقؾ الذي ستقفه ف وجه تعلم أبتر ملؽوم مسموم. وبفضل تشجعاته

المادة والمعنوة رأت النور ف فترات متقاربة متالحقة ثمان مدارس حرة

وبرامجها حة متطورة حها وطنة وعقدتها إسالمة. وأخرى لؽتها عربة، ور

.تبعث أمجاد شعبنا وتح دارس عزه

هكذا نفخ المختار السوس الروح ف مدنة كانت عظاما نخرة. وأقظ من

الذهول والؽفلة شبابا كان ؽط ف سبات عمق.


13

وكان منح باض الوم لتكون التالمذ والطلبة، وسواد اللل لتوجه الكبار

ته ومسجده مفتوحة من صالة الفجر إلى صالة اوزووإرشادهم وظل بته

خرة كخلة نحل ال تهدأ وال تسكن.العشاء األ

وباب دكالة وابن وسؾ ززوإن سؤلتم مساجد الكتبة وسدي عبد الع

مة ف التفسر واألصول والفقه والحدث والتوحد كم عن دروسه الق تحدث

والسرة واألخالق والتارخ والبالؼة واألدب.

ة العلماء من شوخه الذن مر بنا ذوقد مثل ف كل هذا فؤحسن التمثل جهاب

ذكرهم.

وعجبت طابفة من جرأته على التفسر والحدث ف عصر حصره التقلد

والجمود ف نطاق المتون الفقهة وتردد أقوال الفقهاء ف انؽالق وتحجر لكنه لم

اء الؽاون.كن عبؤ بانتقادات الجامدن وال بهراء السخف

أربعاء فإذا ه عكاظ كل ال أنسى سوقا أدبة كان عقدها مساء ىوإن أنس

جدد تتبارى فه األقالم الناشبة نظما ونثرا فما شبت من فخر وحماسة ووصؾ

وؼزل واألستاذ صؽ ونتش وفاضل وقارن وشجع ووجز. وكثرا ما نظم

قابها دفعا لهم ف طرق اإلنشاء مقطوعات على لسان بعض التالمذ وأمرهم بإل

واإلبداع.

ماء الحركة لوقد حضر هذه المشاهد األدبة المثرة جماعة من كبار ع

دباء والعلماء فامتألت نفوسهم عزة وفخرا. وشاهدوا البذور الوطنة وأجلة األ

الت ؼرسها المختار السوس تزهر وتثمر.

والشعر وسلة ذك بها وهو ف كل هذا كان رحمه هللا جعل من األدب

الحماسة الوطنة والعزة القومة والؽرة اإلسالمة.

ه لتنام عن هذه الثكنة الت درب فها جنود بذناأولم تكن عون المستعمر و

وتحفزون لالنتفاض عله، فقد أدرك أن البطل تمكن من نفوذ إلى عقول الشباب

هم الوم تت قوذالسامة ؼ همبادبوأنه أضحى ساكنا ف قلوبهم ودمابهم وإن

وهواءهم الذي به حون فؤحاطوه بالجواسس، وطوقوا مسكنه ومدرسته وحتى

دروسه الللة بالعون والمخبرن وأخذوا حصون عله أنفاسه وتتبعون

بترصد "أخبار الجنوب"تحركاته، وأوعزوا إلى جردة مؤجورة كانت تدعى

بالنقد والتزؾ وطالبته اإلدارة بؤن دل عمالهوأتحركاته والتعرض ألفكاره


14

ها كتاب قرآن ال حتاج إلى بالرخصة الت تبح له أن فتح "مدرسة" فرد بؤن

وشددت من خناقها عله طوال فلم جد ذلك فتال.رخصة،

فعرضت عله ا لجؤت إلى أسلوب آخر أسلوب اإلؼراء واالستهواءهعند

سعة أفقه، فرفضه كما رفض قبله اإلمام منصب القضاء نظرا لؽزارة علمه و

ولطفه المؤلوؾ فقد قال أنه مرض، وانه لم ةأحمد بن حنبل لكن بكاسته المعهود

سبق أن مارس خطة العدالة وأنه ال توفر على صبر القضاة وطول تحملهم.

أن هذا العرض تكلؾ ال تشرؾ وف ؼلظة وجبروت أفهمه المندوب الفرنس

ختار وشدة إصراره أقوى من أن تنال منها صرخات عشرات صالبة الم لكن

المندوبن.

آخر حنما اختاروه فض أرادوا أن ضموه ف قفص 3111وف سنة

عم زربسا للجمعة الخرة وما كان له أن رفض هذا المنصب وهو

ن رفضه اعتبر إوالمحرومن وهو نسابالمصلحن وربس المجندن لخدمة الب

ن أداء واجب اجتماع لس هناك أحق منه.متهربا م

هذه ه الحجة الت كان تدرع بها طاؼة مراكش وهو دعوه إلى هذا

المنصب الجدد. وإن الهدؾ صرفه عن جهاده وأهدافه. وضربه بالمسو

"كوج" ربس المجلس البلدي العند وضرب األستاذ به ف نفس الوقت.

لهذا -مإقتا-ها لم سعه إال الرضوخ لكن تحت ضؽط علماء البلدة وأعان

المطلب.

وسرعان ما اضطرم النزاع المتوقع بن الرجلن فما كان لصدوق نزه

كمحمد المختار السوس أن رى أموال الجمعة تنهب وسكت وما كان له أن

رى التموه والعبث وقره.

عة بها الكل ه أن محمد المختار السوس ربس الجم لكن الت طفح

ه وال تعرض لها فما تنتظره منه من بالخرة تجاهل الدولة الحامة ف خط

ظ األمر الذي تنافس فه اآلخرون ورؼم أن التهام الكالوي كان رثناء وتق

جامل أستاذنا وظهر له التجلة واالحترام إال أنه كان رى فه عببا ثقال عله

صرح بها لخاصته ومستشاره قال: وال أدل على ذلك من هذه القولة الت

إن لم نبعد المختار السوس من مراكش نالها منه ما نال فاسا من عالل "

."ومحمد بن الحسن والرباط من أحمد بال فرج ومحمد الزدي


15

ولما بلؽت أستاذنا قولة الكالوي هذه أحس أن ؼوم المحنة بدأت تلوث

ى دنو ساعة الفراق، وكثرا ما أنشد ر إلشالجو وبدأت األقوال الت تند عنه ت

نى رافق إنشادها سالن العبرات.عأباتا بهذا الم

ذي الحجة الوم الرهب الذي ودعت فه مراكش 18وكان وم الخمس

طالبا كان 313منقذها وحببها بالعبرات المرة، والقلوب الملتهبة مخلفا وراءه

مجالسه وأندته ومساجده. ؽذهم مادا وروحا تاركا صمت القبور لؾ

ه ف أمور عدعاه الكالوي صباح ذلك الوم إلى قصره بشبهة المذاكرة م

تهم الجمعة الخرة. لكنه لم جد الطاؼة ف انتظاره وإنما وجد سارة بها

شرطان نقلته إلى منفاه ف مسقط رأسه بإلػ.

موا باهلل جهد أمانهم أفاق التالمذ ف الوم التال من هول الصدمة فؤقس

ولن كل واحد منهم إلى مختار جدد وأن تستمر المدارس الت أرادوا لها حلت

الشلل والتوقؾ ف أداء رسالتها وأن الشعلة الت أوقدها محمد المختار السوس

لن تنطفا أبدا.

وأصبحت المدنة الودعة المستسلمة بركانا هادرا من السخط على

ه لتتحول ساحاتها بعد ذلك إلى مقبرة رهبة لهم. ولكال لهم بانتزاالستعمار و

هم من ضربات المقاومة والفداء.لعلى أرضها أعنؾ ما كل

وأما بطلنا المقدام مكث ف إلػ سبع سنوات ورؼم ما لقه بن ذوي رحمه

الحمراء وقد أطلق البن لسانه فمن حفاوة وترحاب، فإنه خلؾ قلبه وإحساسه

الحدث عن أدبه. دبعض نماذجه عن ويرؤه بقصد شجى باك سوأجرى قلب

ورؼم المحنة والحرمان فإن إلػ كانت مهبط وحه ومولد موسوعته

3131الخالدة" المعسول" وبها نظم جل قصابد دوانه الحالم الرقق. وف سنة

هـ سمح له ثانة بالعودة إلى موطن الذكرات وربع األحبة واألصدقاء، فعانقته

عاد سرته األولى معها معلما ناصحا مرشدا. أمراكش ثانة ف شوق وحنن و

م 3113ولما أصبحت وكرا للتآمر على مقدسات األمة. ؼادرها إلى البضاء سنة

ومع انفجار الهجمة االستعمارة الشرسة على المشروعة المؽربة وعلى محمد

و ننا الكبر إلى اؼبالالخامس رمز السادة وقابد الكفاح الوطن نف مجاهد

غ فجر االنعتاق زكردوس حث ظل رفقة جماعة من المناضلن إلى أن ب

والحرة.


16

اله عن وزرا لألوقاؾ ف ضواعترافا بعلمه وفضله وتقدرا لجهاده ون

أول حكومة مؽربة ثم وزرا للتاج ف الحكومة الثانة.

.3131نونبر 31 وظل ف هذا المنصب إلى أن استؤثرت به رحمة هللا ف

هذه ه حاة المختار السوس، سفر قم من أسفار تارخ أمتنا المجد

الزاخر بالبطوالت والمفاخر، صفحة مشرقة من صفحات مقاومة شعبنا للؽاصب

الدخل، معلمة من معالم الطرق لكل الذن حبون هذا الوطن وسعون الستعادة

عزه.

ها. وما ه الصوفة الت سلكها؟ ألسنا واآلن ما ه السلفة الت إمن ب

لفا صوفا ف نفس الوقت؟ وهل تناقضا سافرا بن أن كون المرء سنالحظ

لتحارب ؼلو الصوفة وشطحاتهم؟ -إال حركة تصحح-جاءت السلفة

وهل انتفض أستاذنا المصلح إال لقاوم بعض شوخ الضالل ممن ربطوا

هم لخدمة أهدافه.بشعو أنفسهم بعجلة المستعمر، وجندوا

جب أن نتذكر أوال أنه نشؤ ف أسرة صوفة تنتحل الدرقاوة طرقة على

حلقات أذكارها فتح عنه.

وبترانم أذكارها مأل أذنه، وقد كانت صوفة مستقمة ال تحد عما رسمته

من بالبدع والخرافات، ه، وال تإبناذوأ عة السمحاء، وال تهادن االستعمارالشر

ولعل خر من ،ن لم تكن عنهاإمتى كانت الصوفة كذلك كانت شققة السلفة و

وضح لنا حققة موقؾ المختار السوس، وعطنا كلمة الفصل ف هذا الجانب

من جوانب شخصته هو المختار السوس نفسه فلنسمع إله قول ف كتابه الذي

مناقب سدي عل الدرقاوي ألفه عن والده والذي عنوانه: التراق المداوي ف

قول:

نا على ذلك. وأومن أوبعد، فإن مإلؾ هذا الكتاب، مبدب هو السلفة و"

بؤن الدن الخالص هو ما كان عله السلؾ الصالح وما لم كن عله دنا، فلن

فالعلم ،ف العمل اإلخالصكون الوم دنا وأعرؾ ان التصوؾ الذي مدلوله

ة وه ما صح عن رسول ة سن ؼبار عله، وأن السن الالصحح هو الحق الذي

نإوالناس على تركها، وأن البدعة بدعة ن تماألإهللا صلى هللا عله وسلم، و

الناس على اعتناقها. فهذه عقدت وعلى هذا أحا، وعله أموت، فال أقلد تماأل

فقد فتح هللا ،إنسانأي التناق بدعة ال شخا و ال أبا وعف ترك سنة، وال ف ا


17

بفضله أعننا بما تلقناه من السنة الصححة فال تؽتر بقول بدعة وال بكرامة، وال

ن أبخرق عادة وال بشهرة أحد. ألننا عودنا أنفسنا أن نعرؾ الرجال بالحق ال

."نعرؾ الحق بالرجال هذا هو مبدب أسجله هنا تسجال

إنهلقابل ما قول فهل ترك المختار السوس بعد هذا االضاح الكاشؾ

ال تخرؾ وال ،ان على الكتاب والسنة ال تقلدا وال ابتداعنالمب واإلمانناع تقاال

قه ره بعد ذلك أن تخذ وردا. وأن صحب شخا قه ف طرضة، وال ذشعو

شهر للصوفة وهو الصوفة أن وما أشك ف أنه كان ردد التعرؾ الالمهالك،

لو طردك.باب المحبوب وب تنخ

بعد هذا نخلص إلى جانب عظم من جوانب هذه الشخصة النادرة الفذة

ثام عن مظهر جدد من مظاهر عبقرتها. لونمط ال

هاللوإنه المختار السوس المإرخ الناقد الذي خلد سوسا وأمجادها والذي

معالم فترات تارخة ؼنة بالداللة. تدرسالن

3141إلى 3111نفا بقرته إلػ من سنة الت قضاها م ةلقد كانت الفتر

والت أرادها له االستعمار فترة انكماش وؤس وخمول فترة خصبة منتجة لم

نقطع خاللها ثانة عن خدمة وطنه وهو خدمه هذه المرة بقلمه السال وعلمه

الؽزر.

ولنترك له الكلمة مرة أخرى خبرنا ف مقدمة كتابه "سوس العالمة" قابال:

د سودت ف إلػ مسقط رأس حث ألزمت العزلة عن الناس أجزاء فق"

كثرة تناهز خمسن جزء ف العلماء واألدباء والرإساء واألخبار والنوادر

."االجتماعةوالهبة

ولم كن اختاره للموضوعات محض صدفة لكنه كان رد فعل عنؾ

ثقافة المستعمر واالستؽراب وللهجمة الشرسة الت هجمتها لحركة االستالب

جاهدة ف قطع حاضر المؽرب عن ماضه منكرة على أهله كل مزة وكل

فضل.

وهو لم كن بدعا ف هذا بل كان له رفاق من رعل الحركة الوطنة

األولى جندوا أنفسهم لكتابة توارخ محلة لجهات ومدن مختلفة من المؽرب منهم

بمن اإلعالم"وصاحب كتاب الحاج العباس الطعارج وهو من شوخ أستاذنا


18

" ومحمد الكانون صاحب كتاب "أسف وماله اإلعالممراكش وأؼمات من بـحل

قدما وحدثا" والشموس المنرة ف أخبار الصورة.

ومحمد داود صاحب تارخ تطوان وبن زدان صاحب كتاب: أتحاؾ

دنة الرباط.إعالم الناس بؤخار مدنة مكناس وأبو جندار الذي اهتم بؤخبار م

وهذه حركة تسر جنبا إلى جنب مع النضال الوطن وفتح المدارس الحرة

وإحاء اللؽة واألدب العربن وكلها واجهات كنا نجد المختار السوس منها ف

المقدمة، وهو عتقد أن التارخ العام الشامل للبالد لن كتب إال إذا سبقته هذه

بادرة إلى ذلك بدون تقاعس فقول:مالتوارخ المحلة ودعو إلى ال

فمكن أن تكون التارخ العام للمؽرب تاما إذا لم قم أبناإه الوم أ"

والعهد ال زال قربا، ولما تؽامرنا أمواج هذه الحضارة الؽربة الجارفة، الت

هلها أؽرضن من منا بعض العما كتبه ؟ بتحاول منذ اآلن، حتى إفساد ماضنا

ا مكن جمعه".جمع كل مب

فإن ذلك كان عن كان حاطب لل، دون الؽث والسمن ولبن قال قابل انه

لعلمة االمراجع وهاعمد وسابق أصرار، فهو أكد أنه إنما جمع المواد الخام،

التارخة الت ال تستهن بؤي شء وتستنبط من كل حدث مهما كان تافها

دمة كتابه المعسول إذ قول:إشارات ودالالت، هذا ما صرح به ف مق

إجاد فلهإالء األحفاد جب على من وفقه هللا من أبناء الوم أن سعى ف"

ما ذلك إال بإجاد وندثر بن أعننا، تالمواد الخام لهم ف ناحة من النواح الت

مراجع للتارخ سجل فها عن أمس كل ما مكن من األخبار والعادات لا

ظة على المثل العلا".واألعمال والمحاف

وما دمنا مع المختار السوس المإرخ فلنسجل بمداد الفخار أنه كان رابدا

ف ناحة هامة من التارخ أهملها الكثرون وأؼنى بها "التارخ القروي" الذي

، وهو زصقاع السوسة وطننا العزاهتم بجمعه وتدونه وتتبع أخباره ف هذه األ

ا ف مقدمة "سوس العالمة" إذ قول:لفت االنتباه إلى هذ

ف المؽرب حواضر وبوادي وتارخه العلم العام ال مكن أن تكون "

تاما إال من التوارخ الخاصة لكل حاضرة من تلك الحواضر ولكل بادة من هذه

البوادي، فإن كان بعض الحواضر فازت بما لق على تارخها العلم بعض


19

تزال إلى اآلن داجة كن فإن تلك البوادي المترامة الالضوء نر الطرق للسال

."اآلفاق ف أنظار المتطلعن الباحثن

إلػ وجزولة إال فكرة مجهولة لوال أضواء المختار وهل كانت أبناء

السوس الكاشفة؟ ولس ف كل ما فعل إقلمة وال عنصرة ألنه من أشد الناس

باألرض الت أنبتته، رما وإنما هو البروترفعا عنهما واحتقارا لمن دعو إله

وثقفوا عقله، وتدون لما رأى وسمع دلله ف جل ما هفكر والشوخ الذن ؼذوا

لمعاصرة كما قول علماء الحدث.وا ىن اللقدو

وهاهو ستنكر النعرات العصبة واالقلمات الضقة فقول:

الوطنة الضقة الت من رى تارخ الشعوب بعن اإلسالمال دن بدن "

الؽرب ف الشرق، بل لو شبت أن أقول وإدن ره بقة من بقاا االستعما

دن فما أقول: إنن أرى اإلنسانة جمعاء أسرة واحدة ال فضل فها لعرب على

."عجم إال بالتقوى

ف كتابة التارخ، فهو ال كتف باألحداث زولألستاذ أسلوب خاص متم

الحروب كما فعل وقادات سردا وال قصر اهتمامه على األمراء سردها

نكاد نعتر فه على معالم للجوانب كثرون ممن دونوا تارخنا فؤصبحنا اللا

االجتماعة واالقتصادة والفنة والثقافة وؼرها.

ولك أن تقرأ الفصول األولى من كتاب المعسول لترى كؾ نتقل بك من

دقق لقرة إلػ إلى العادات األصلة والتقالد االجتماعة الوصؾ الجؽراف ال

الموروثة والروح الدنة السابدة مارا بك باألوضاع االقتصادة واصفا لك

طقوس القبلة وعادتها ف األعراس والموالد وحفالت الختان والعققة، والجنازة

أسالبهم ف ولال الحصاد ومختلؾ الصنابع والحرؾ وأخالق اناس العامة و

األطعمة واألشربة والمالبس واألجواء السابدة ف المساجد والمدارس العلمة

ؽة بطرؾ زمثلة باللؽة األماؤودور المرأة ومكانتها االجتماعة مازجا ذلك ب

تملحات أدبة فكؤنك تعش الجو الذي حدثك عنه وكؤن أشخاص رواته سوم

ربون بالحاة.طالحة ض

ون ما نقله من ؼبات، وما ذبه الثاقب أن سؤخذ عله اآلخوقد أدرك بذكا

فرد لومونه على عدم التمحص والتنقحكرامات وخوارق وعادات وس قبله من

:سلفا قابال ف مقدمة المعسول أضا


20

ثم إنن ابن زاوة وابن ببة مإمن بالروحات الصادقة فؤقبل خرق العادة "

بعض لس له هذا اإلمان إن وجد فرن من ن ذلك واقع ولذلك فلعذأن صح إ

."دنه ول دن هذلك فلالتراجم من الكتاب مثل

وإلى جانب إمانه هذا وقبوله لما قد ال قبله ؼره فإنه قد دون الخرافة

تصدقا بما جاء فها وهو ا بما لها من داللة لدى المإرخ الظالشعبة احتفا

صرح بهذا أضا فقول:

ط المتاع، ومما قمما أكتبه ما عده من س -من أبناء الوم-جد القارئ وقد "

ال نبؽ أن هتم به من عده عند نفسه من الخرافات، ولكن ال نسن أن

."مإرخ

وإذن فه األمانة التارخة تفرض عله أن نقل الصورة كما ه دون

مساحق وال أصباغ ألس هو القابل:

ذى ؽة المصور تلتقط كل ما أمامها حتى ما تسكعدقلم المإرخ الجماعة "

قلم من تلتقط الظالل القاتمة، فإن لم كنالساطعة اإلشاعاتبه العن، فكما تلقط

."قلم التظلل والمسخ للحقابق نجمع للتارخ كذلك فإ

د وال تعلق وهل عقل دون نق األعشىلس معنى هذا أنه كتف بالجمع

قا كذكابه، ومالحظة دققة كمالحظاته أن علم متى كفه ذكاء فاب ذلك ممن أت

ا صرح قابال:ذأن جمع وستعرض، ومتى عله أن قبل ورفض وهو ف ه

أن أذكر كل شء مدحا وقدحا وإن كنت ولهذا أحرص أنا ف التراجم"

أعمل فكري وأختار وأرجح ألن هذا أضا من وظابؾ المإرخ وال خر ف

."ن ؼر أن ظهر أثر فكره فما كتبهمإرخ جماع فقط م

وإلى المختار السوس المإرخ رجع الفضل ف االحتفاظ بؤكثر من عشر

ه لظلت الف موسوعته "المعسول" ولو لرة أدرجت بنصها الكامذات ناطومخط

الخفة باألطلس الصؽر. الخاصة تكما ه مبعثرة ف خزانات الزواا والخزانا

والخلود لكثر من الظهور ه المنقبة ضمن المختار إلى هذ وباإلضافة

ستؽنى عنها الباحث ف الوثابق التارخة ذات القمة الت ال تقدر والت ال

ؼنى أقة من طالتارخ الساس والدن واالقتصادي واالجتماع والفكري لمن

ر ابمناطق المؽرب بالحاة والحركة وأكثرها حساسة وأهمة وذلك كالظه


21

والفتاوى واإلجازاتخزنة والمراسالت المخزنة وبعض الصكوك والعقود الم

والنوازل والوصاا الت تسلط أضواء كاشفة على فترة تمتد من بداة الدولة

السعدة إلى أوابل القرن العشرن.

ومإرخنا هو كما أسلفنا من علماء الحدث ومن علماء التعدل والتجرح،

إال او خبرة منتهى الدقة والتحري، فنراه ال ذكر وثقة أوتقتضه أمانته التارخ

ذكر مصدره وأن وجد معرفا على وصفه إن كان مخطوطا، ذكر الحجم والخط

والناسخ ثم قابل بن الرواات ووازن ورجح وقبل ف النهاة أو نف وهو

حدث.بهذا سبق عمره، وسار ف نفس الطرق الت سلكها النقد التارخ ال

ىوأخرا لندخل مع محمد المختار السوس حدقة أشعاره الؽناء ولنتمل

عن الصورة المقتضبة الت -منذ المدخل-بمقطوعات من شدوه وتؽرده ولنعتذر

نقدمها عن هذا الجانب الهام من جوانب شخصته الالمعة المتمزة.

ظهر سرى ر النور بعد، ووم تاح له أن لم -كما تعلمون-فدوانه

لتقطناه سرعا ف االناس شاعرا فحال مبدعا، أما الشذرات الت بن أدنا مما

شاعرته، وتحدد إلبرازبعض الجلسات أو ف حلقات الدروس فه ال تكف

ة القرض.ؼاصمكانه بن

وق الشعر البلػ، وترنم لوثبات الخال وتمال وردد ذت -رحمه هللا-كان

التالوة، وقد كان وما كسجدات مبارك قوله بؤن للشعر سجدات كزمع الدكتور

على معنا ف تدرس الرسالة الهزلة البن زدون فرأته ردد هذه األبات وهو

من االنتشاء والطرب. رقص المنبر تمال حتى لكاد

أال ا صبا نجد متى هجت من نجد

على وجد لقد زادن مسراك وجدا ***

حى أ أن هتفت ورقاء ف رونق الض

ن *** بات من الر د ـعلى فنن ؼض الن

بك الولد، ولم تك ت كما ن ــبك

ب *** ت الذي لم تكن ديـجلدا ، وأبد

اــوا أن المحب إذا دن ـوقد زعم

شف من الوج *** ؤي مل، وأن الن د ـ

شؾ مـبكل تداون اـا بنـا، فلم

ر من البعد *** على أن قرب الدار خ


22

س بنـعلى أن قرب ال ار ل افع ــد

س ب *** ذي ود ـإذا كان من تهواه ل

اء قد عرفوا مدلول الشعر ف نظرهم بؤنه لس وإذا كان بعض الشعر

نما هو شء أسمى من ذلك وأعلى فقال الشاعر إزون مقفى وومجرد كالم م

هاوي فه:زالعراق جمل صدق ال

أعرضه جبت شعوري إال الشعر ما

دخـل ذي ؼر شرفا نقدا فانقده ***

قـابلـه بعد دهرا عاش ما الشعر

كالمثـل األفواه على جرى وسار ***

سامعـه روح منه اهتز ما والشعر

ؼفـل على سلك من تكهرب كمن ***

تطـلبنـ لمـا قلتـه قد الشعـر

أقـل لم الشعـر عن تنكب ولو ***

منتحـال جاء وؼري ابتكرت لـه

كمنتحـل شبـا مبتكـر ولـس ***

ةـلـوأمث لوـتع اـحكم هـضمنت

ـل وصفق شعب به فسر ،تحلو ***

:وقال أمر الشعراء

وعاطفة ذكرى كن لم إن والشعر

وأوزان تقطـع فهو حكمة أو ***

براهم:إوقال شاعر الحمراء محمد بن

فانتعشـت الروح سمعته ما الشعر

الثمـل كالشـارب بـه وصارت ***

سامعه أذن ف حال قد ما والشعر

الملـل مـن خشـى وال فستعد ***

منعـدم الشعـر فإن هذا، كان إن

قبلـ من ؤت لم إذا ؤت ولس ***

شعر بقوله:ووصؾ العالمة السوس ال

لـه بقـافـة موزون الشعـر ما

سدــد الجلـس بؤسماع معنى ***

فـ جـاء إن الذي الشعر لكنمـا

وعـود بالفتـى ذهـب األسماع ***

بـرنـة الضمـر أثنـاء وـرن

المـوءود بهـا ح نؽمـاتهـا ***


23

كؤنـه الضمـر مكنـون فثـر

جـدد السمـاء أكناؾ من وح ***

فنثنــ الشعوب ف روحا وبث

"ثمـود" و علابهـا إلـى" عـاد" ***

أختــاره الـذي الشعـر هو هذا

وأرـــد وأوده لـ وـروق ***

ه زعم وطن مكافح، ومصلح اجتماع ؼور، فقد جرد حسام شعروألنه

بها عن الكرامة المهضومة ف ؼضبة للشرؾ هذا مناضال بسالح الكلمة مدافعا

ب، فلنستمع إله قول:صوثورة على الؽا

الجهـل عبـده شعبـ متى حتى

قبل من السادة قطب كن لم كؤن ***

الـ لتلكم مدرا وما كن لم كؤن

وحتـــل شـــاء ما حم كـالــمم ***

محكمـا الشعوب بن كن لم كؤن

علو رأسه من الرأس حن قال إذا ***

وهكـذا وكنـا كنـا إننـا أجـل

القول قولـه من القول لسان قول ***

نظـرة ومـك ألقـت إذا ولكـن

تعلو حسـرة وكم تذكو لوعة فكم ***

ولتقم السماوات األرض على لتسقط

الجهـل وال فالهالك شعب قامة ***

خناقـه الجهول بالشعب ضاق فقد

الكـل طفـح وقد محاه ساء وقد ***

ترى أن من أولى البال رح فموت

لـعق وال شعور ى سبعا مالن ***

ألس الرجل ف هذه األبات ذوب حسرات؟ ألسنا نشاطره اآلن جرحه

وما تعانه أعماقه من ثورة وتمزق؟ الدام

ورؼم هذه السلقة المطاوعة، وهذا البان السلس المنقاد فلم كن راضا

.عن مستوى شعره، وكان تهم قرحته بالقحط والجدب

جمعته ذات وم جلسة أدبة الت فها الشعراء الكبار عالل الفاس، ومحمد

قصابد عصماء، ولم كن شاعرنا العد، ومحمد القرى ومحمد المك الناصري

قد أعد شبا، فؤلهمه الموقؾ الحرج هذه المقطوعة المرتجلة:


24

دـأر ؾـك رـالشع اقول ال لم

ود؟ـوق ورـالشع رانـبن اـوأن ***

لـلمـمتم ـوإنن ولـأق ال مـل

ودـرق نـالقابل أن نـح ـف ***

ىـانتح وما الحالل السحر وأتاهم

دـدـوح اـصف إال اـأن ـقلم ***

أصبع ف ومرقم جش فكري

د؟ـأر ؾـك الشعر خط ال مـل ***

ـمـ"و" رىـق"و" اللـع" زـأه

دـفتم اـالسم عرهمـبش" ــك ***

ـالت دـالع ةـابـب مـوتقوده

ودـتق ؾـك السحر بذلك عرفت ***

إذا مـبه الـالخ وـج ف فتطر

ودـبـمع رـاحـس انـب مـبه ***

اـقـدفـمت مـمنه لـك لـوس

ودـلمـج هـابـعب امـأم اـوأن ***

ـول راـحص بنهم حظ أكون

د؟ـعم ورـالشع انـبؤشج قلب ***

اـبهــله رـثـست داتـوتنه

ودـالمنك ـوشعب بـالؽر دن ***

ـبجوانح ىـاألس ذكو أنا حتى

دـوأج مـولهـكق ولـأق ال لم ***

ويـفست السلم الذوق فاتن هل

؟"دـالع" ػـوالبل الشوعر عندي ***

ادةـقـن رةـفك ديـعن سـل أم

ودـالمقص اـأنضاره عن فضل ***

ـاهتـفه تـدر ما نـولك كال

دودـمق اـعه دـلـج أي نـم ***

ـتعلم ادـفس من أم ؟ـببت من

دود؟ـج هـتـثأور شء ذات أم ***

جـالـبخ سـح ـقلم مرة كم

ودـقـمف هـب إذا مـهـ ىـحت ***

اـبه ىـرض قصدة قط قلت ما

دودـالمح ريـوفك مـالسل ذوق ***

وال زالـؼ وال هـأتقن الوصؾ ال

دـأج رـالضم وح وال مدحا، ***

بحار من ، بنما ؽرق اآلخرون شعارهم ف إنتاجههكذا تحامل على

القرض والثناء، لكم حذار من تصدقه هذه المرة فقط، فهو تواضعه وطموحه

جعاله، ال رضى حتى عما عجب منه به الكثرون.


25

أمر شعراء هوقد كان أدباء عصره جلون قدره، وعلون منزلته، فباعو

قمت المؽرب ف الذكرى األلفة لشاعر العروبة الخالد أب الطب المتنب الت أ

هـ بعد أن ألقى فها قصدته العصماء وفها قول: 3114سنة

اـحلب ف دانـحم بن قبور هزت

اـاألدب نـألس فها تسابق ذكرى ***

اـدولته اآلداب عـتسترج ومـال

اـواآلدب الشعر ستلذ من ا سعد ***

طرب من األقالم الراحة على ست ما

م اهـمبتؽ نل ومن *** اـطرب س ـفل

من مشة الطرس سطور بن تختال

والؽلبا األقران على انتصارا نال ***

بؽبطتها فاختالت السؾ على فازت

اـمكتبب دـنق ؼمده ف والسؾ ***

زةـجـمع ومـ ـللمتنب ومـال

اـالعجب رـتبص كما لحاظك أجد ***

دـوق النضر الح األدب لنا أحا

اـخرب اـدارس بابا زمانا ىأمس ***

ةـومخرق اداـالح ؤـتنب واـالـق

اـفصب هـسوداب ف الكفر وأظلم ***

واـا زعمـم كـاإلف أن علم هللا

اـواألدب خـوالتار العقل نستشهد ***

وـول ضـبالقر اـعجب تنبؤ لكن

اـعجب واـهـتؤل اتهـبآ ازواـف ***

جزل، وتواته مثل هذه المعان تطرق الشك أمن قول مثل هذا الشعر ال

إلى شاعرته وموهبته؟

وقد سبق أن أشرت إلى الفترات الحرجة الت مرت به، وكان من أشدها

جباره على مؽادرة مراكش الت منحها قلبه، وتالمذته الذن ؼدوا إقسوة عله

فلذات من كبده فؤطلق هذه الزفرة الحرى قابال:

درـأج بك نهأ راـصب ون:ـقول

رـأصب ؾـك لكنن نعم: فقلت ***

اـفربم استطعت ما تكلؾ وقالوا:

رـأقه مـث اولتهـح لقد لهم فقلت ***

دـق فقلت دىـالن ف تجلد وقالوا:

رـتفج وعـبالدم اـحن اؼثـأب ***


26

قد فقلت استطعت ما تباعد وقالوا:

رـأحض الرؼم على لكن تباعدت ***

مـتركته قد من كل أتبك وقالوا:

رـكف سـل مـفه لعش فقلت ***

مـذكره ـتناس تقدر ألم وقالوا:

أقدر لست ال قلت عودوا، أن إلى ***

ـإنن قلت وفوا أضا أهم وقالوا:

درـأؼ لست ـإنن حال كل على ***

هل قلت بالشوق استعبدت قد وقالوا:

رـمتخ ىـفت إال النوى ف ف ***

ىـبل لهم قلت الحر ألست وقالوا:

ررـأح ال مـوده من ـولكنن ***

سإددا عندك الناس أعلى من وقالوا

حن الورى ف فخرا أزكى ومن ***

فخر؟

اـوافع شخا الحمراء بن فقلت

رـخب ذلكـب نـم كراء ولس ***

هـعقل ونـالمراكش سبى واـقال

رـأخ اـم رهماـمخت أنا: فقلت ***

نه إهل سمعتهم بؤصدق من هذا الوفاء؟ وهل لمستم أمتن من هذا التعلق؟

نه التجاوب الروح، إقلب محمد المختار الكبر، وروحه الشفافة المرهفة،

دوأدركه عد المول حنون عطوؾ وأبناء كرام بررة. وااللتقاء العاطف بن أب

لػ فعادت به الذكرات إلى إف منفاه ب زالنبوي الشرؾ وهو عان األسر والحج

ذا الشمل إأمثال هذا العد ف البهجة الحمراء، إذ الناس ناس والزمان زمان، و

جمع الصدور ال شوبه كدر، ومع إشراقة العد أرسل هذه العبارات السخة:

الدـــم وال جـبه رـطـف ال

ادـاألع تـانـفب الصحاب بان ***

اـكـضواح نـبج أعادا عودت

الدـم اـ تـجب هـوج ؤيـفب ***

وف عرسا ل الحمراء ف كنت قد

دادـإح ـل تـوأن ود،ـتع إلػ ***

اـر الربـزه مراكش ف نحن إذ

ادـهـع مـالنس دـ تحت طلته ***

اـكؤنم السرور ف ـونمس نؽدو

ادـطـمن هـاقـآف اـبن وىـط ***

تـوآنس إلػـب مراءـالح أنستن

الدـالم اـبه أن بـألحس حتى ***


27

مـبنه نـم اـأبناإه ـل وأشاد

ادـش نـربـاالق نـب لس ما ***

لـوه ـأشقاب ـأم وـال بن هم

ادـأعض الورى بن ؼرهم ـل ***

مـبه اـفؤن ـل راءـالحم ولدتهم

دادــأج مـهـولدت ـاأللـب ال ***

ـوأقارب ـتوصحاب إخوت هم

واألوالد لـواأله ـرتـوعش ***

دتـب ما مـسواه أرضى ال تاهلل

ادـاآلم تـوتوال الضحى شمس ***

وإن ـشران ـف دماب وجرت

ادـالحس تـوؼظ دوـالع رهـك ***

نـم لـوك رامـالك والـمال فاهلل

ادـإشه -كفوا وقد- القصد تلو ***

الدــم الو جـهـبـ رـفط ال

األعاد تـفبان ابـالصح انـب ***

اـضواحك نـجب اداـأع عودت

الدـم اـ تـجب هـوج ؤيـفب ***

وف عرسا ل الحمراء ف كنت قد

دادـإح ـل تـوأن ود،ـتع إلػ ***

اـر الربـزه مراكش ف نحن إذ

ادـعه مـالنس دـ تـتح طلته ***

اـكؤنم السرور ـف ونمس نؽدو

ادـمنط هـاقـآف اـبن وىـطـ ***

تـوآنس إلػـب راءـالحم أنستن

الدـالم اـبه أن بـألحس حتى ***

مـبنه من اـأبناإه ـل ادـوأش

ادـش نـاالقرب نـب لس اـم ***

لـوه ـأشقاب ـأم وـال بن هم

ادـأعض ورىـال بن ؼرهم ل ***

مـبه اـؤنف ـل الحمراء مـولدته

دادـأج مـدتهـول ـاأللـب ال ***

ـاربـوأق وصحابت إخوت هم

واألوالد لـواأله ـرتـوعش ***

دتـب اـم سواهم أرضى ال تاهلل

ادـاآلم تـوتوال الضحى شمس ***

وإن ـشران ف ـدماب وجرت

ادـالحس تـوؼظ دوـالع رهـك ***

نـم لـوك رامـالك والـمال فاهلل

ادـإشه -كفوا وقد- القصد تلو ***


28

فبعد هذا الم من هام بحبه، وأخلص ف التعلق به ورأى فه األب

والمرب والزعم والمعلم ولو أنصفته مراكش لنحتت له تمثاال رمز إلى موقظها

وباعثها ومرب أجالها.

قبلة حبه وها هو ذا ف استقباله لعد آخر أام المنفى ول وجهه شطر

وناجها باكا بعد الدار مستعدا شرط الذكرات الحلوة المنقوشة على صفحات

القلوب.

ادـاعت اـم نـأ نـولك د،ـع

اد؟ـاألع لتـح اـم إذا عندي ***

نـوأ اـبهجته نـأ الرملة أن

اد؟ـاألكب مـه من ةـالرمل بنو ***

مـوده نـم اـ الحمراء بن أه

ادــواألوت ابـاألطن ـاتـلح ***

اـالوف لـأه مـمثلك من مثلكم من

دادـواألن الـثـاألم دتـع إن ***

مـكـل أرى ونـالعادل وتب أأنا

ادـأمج كمـوكل ؾـوك اـشبه ***

وقول:

دي أوسعوا قد الحمراء بن فإن

راـالكف اختش أنكرتها لو أادي ***

هرت وان لالجم نسى كان فال

راـجح عسفها من رجته ممن به ***

در عشر معشار ما ستحق من تق -فما علم هللا-وما أسدت إله الحمراء

ها لنعله وتتهافت على تقبل راحته، وتحطه وتكرم رؼم أنها كانت تفرش خد

بما هو أهل له من هاالت التمجد الت تلق بؤمثاله من زعماء اإلصالح، وأبمة

الهدى.

وأختم هذه الباقة المصنوعة من أدبه بالجانب المرح منه فقد كان أبعد

طرب لها، وجارى الفقهاء، وكان تذوق النكتة البارعة و تالناس عن تزم

والخمرات ومنها هذه األبات: زلالشعراء ف التؽ


29

بـذهـال وابـؤكـب راحـال أدر

بـالله ونـل من حمراء وأجلها ***

ةــزاه ةـقـلــط اـهوأسقن

بـبـح نـم تاج تحت تتهادى ***

ـوف ونـالل نـم مرـأح شفق

ربـبالض وبـمش عذب ذوقها ***

ىـلـعـل اـؤنـف اـمنه اـنـعل

ذابـالع دـك اـلن أنست مسرح ***

نـكـت مـل سـإن لـك الـفخ

بـنـالع تـبن مجلسه حضرت ***

ؼبا:وقال فما عانه من خاطب

دـدـش ومـ ـف الصخر لحمل

دـدـالح ـف افرـباألظ ونقش ***

ىـمعن الـصـإ من ىـإل أحب

دـلـبـال نـللذه مـالفه قـدق ***

وعلم ذات وم ان أحد أصدقابه مرض فذهب لعادته ففوجء بعدم وجوده

فقال على الفور: هلزبمن

هـب اـنـسمع قد اـم بـوأعج

دـوجـ وال ادـعـ ضـرـم ***

وعثرت على رسالة أخوة كتبها من البضاء إلى صدق له خاط بمراكش

هذا نصها: 3111شعبان 1مإرخة بـ

األخ سدي محمد خاط الشباب وعلكم السالم، هذا فا مرحبا برسالة تنم "

عما ف قلب األخ من أشواق ربما توازي أشواقنا إله من القلوب إلى القلوب

مسجد الرملة، وجران والبل، فقد حركتم الساكن إلى الرملة وأبناء الرملة د

الرملة فمن نسى تلكم األوطان الت فها ما تشتهه األنفس وتلذ األعن فما

خاء متن ودن خالص وكرم فلتق هللا إة صافة وأخالق دمثة وفشبت من نط

السابلون.

نها األماجد أن عزوكم على وبعد فهذه البضاء حاول كرمها وسكا

وراسلوه ف كل وقت وتعهدوه باألقالم وباألقدام ذواجنمختاركم فعضوا عله بال


30

ن إأن تعلق بالجدد، و اإلنسانقبل أن علق الرهن فصر بضاوا، فمن شمة

."كان القدم مما ال نبؽ أن نسى

أها السادة:

متعددة الجوانب باهرة شخصة نادرة كشخصة محمد المختار السوس

، وأن واالعتبارؤن وقؾ عندها وقفة التؤمل األعمال، عمقة التؤثر جدرة ب

ستلهم من جهادها ونضالها وإنتاجها وأن تظل مثاال حتذى وقدوة تتبع.

ن دولجزل هللا له حسن الثواب على ما قدمه للفسالم عله ف الخالدن،

عدة من جزل الثواب.والوطن والثقافة واألجال الصا

كلمة محمد السعيدي

Documents