لماذا أوجد الله الشر ؟

22
لسلة سد إيمانك كيف تجده الش ؟لذا أوجد ال لالشاميمي التهاذ الستا ا1

Upload: chamithami

Post on 15-Apr-2017

50 views

Category:

Education


0 download

TRANSCRIPT

سلسلة كيف تجدد إيمانك

لاذا أوجد الله الش ؟

الستاذ التهامي الشامي

1

محتويات البحث

4 ـ 3* القمدمة ............................................................................... 7 ـ 5* ثقمافة السؤال ......................................................................... 10 ـ 8* التأسيس اليإماني للعقمل .............................................................. 15 ـ 11* حكمة الش الطبيعي .................................................................. 21 ـ 16* عبثية الش األخلقاي ..................................................................

2

الـمقـدمـة

لل " لل ، وكان النسان أكث شءي جد قاال تعالى : " ولقمد صفنا في هذا القمرآن للناس من كل مث ـ54ـ الكهف

إن الثـل هـو من أكثـر األشكال التعبييإة الت لها دللة شاملة على أبلغ الحكمة ، و الـراد مـنه هـوالتأمل و التدبر و التفكر في الآمل والحال ، إل أن النـسان بسبب عناده ومكابرته قاـد يإغفل عـن كـلهـذا ويإخـوض في الجادلة ، و في هـذه الحالة وجب الجـدل الحسن كأسلوب تفكي ومنهج لتعـديإللا للتصـديإق بالبــرهان الـصادق والـحجة الـساطعة ، وهـذه مهمة العرفة وورُّ ، لكي يإكـون مطابقم التص

النسانية البنـيـة على علـوم شتـى مـن ضمنها الفلسفة ، الت هـي ليست ملحـدة بطبعها أو تقمـودلذلك فإنه ليس من النطقمي أن تكون النظـرة إلى الفلسفة كالنظـرة إلى اللحادلللحاد ضـرورُّة ، و

لحا إليه . فالفـلسفة والــديإن هما اللذان يإهتمان باألسئلة الـوجـوديإة فـي كـل لقما واض أو إعتبارُّها طــريإأبعادها ، وهـذا يإعن أن من الـممكن الـتـوفـيق بي الـفـلسفة الـحقمـة والنطق القمرآني ، إل أن بعـض

لل للهـروب من التفلسفي بفعل الحيـرة و الـقمـصـورُّ الفكـري أصابتهم لـوثـة التفلسف ، فاستعملوا حينننية قاضايإا غيبية لم يإستطعوا تفسيها ، فكان أن نظمـوها في فلسفة الوهم البنية على العرفة الـظـ

الـدسـوسة بالسـتدللتا الـسفسطـائية التـي ل تتلءيم مع الحكـمة والعقمـلنية ، و ليـس لـها شـأنندحض سـوى الغالطة ، أي التفكيـر بإستعمال النطـق الـتضليلي عـن طـريإق البهـارُّ بالستـدلل والـوالدهشة من أجل قالب الحقميقمة إلى وهم ، للوصول إلى إستدللتا خاطئة من الصعب التخلص منها

لا لنجاعتها في القاناع ، بحيث توهم السامع بأنها حق ل يإمكن دفعه ككن رُّواد فلسفة نظر . وهكـذا تمللطـلـق ، تـبـدأ مـنه وتـنتهـي عـنـده لنـفـي وجـود الله بصفاته اللحاد من نشـر نـزعة تنتهج الشك اليإضفي عليه دهـشة فلسفـية نيإف حقميقمة مفهـوم النطق القمرآني ، و ضض يإــز نر لمغـ ضك للى ، وهـذا مـسل لع لل اننرده عـن نلماتا التبليـد ، للطعن في الخصائص المية الت تـفـ لـمـلءي الفـراغ بيقمينياتا التجهيـل ومسكمع فــي خاصـية واحـدة هــي الخاصية ندد ولكـنها تـتج وورُّاتا ، هــذه الخـصائص تـتعـ سائــر التصــالربانية ، الت تعنـي أنـه مـن عنـد الله تعالى بكـل مواصفاته و مقموماته ، يإقمـول سيـد قاطـب رُّحمه

3

الله فـي كـتابه ( خصائص التصـورُّ السلمـي ومقمـوماته ) :" الــربانية أولـى خصائص التصــورُّالسلمي ومصـدرُّ هــذه الخصائص كـذلك ، فهــو تصـورُّ إعتقمادي مـوحى بـه من الله ، ومحصورُّ في

لا لـه عـن التـصـورُّاتا الفـلسفـية ، التـي يإنشئها الفكـر ليإستـمـد مـن غيــره ، وذلـك تمـييـز الـمصـدرُّ ل البشي حول الحقميقمة اللهية ، أو الحقميقمة الكونية أو الحقميقمة النسانية ، والرُّتباطـاتا القمـائمة بيـنلا لـه كـذلك عـن العتقمـداتا الوثـنية ، التـي تنشئها الشاعر واألخيلة واألوهام هـذه الحقمـائق ، وتمييـز

والتصورُّاتا البشيإة ".إن النطـق القمـرآني استأثــر بأسلـوب يإتماهـى مـع العقمـل البشـري ، و جعـل آيإاتـه أدلـة مـتلئمة مـعلحـول بينه وبي الستادة من ليإ ول حـركة العقمل أو لا من األحكام يإش النطق الفطري ، ول يإتضمن حكملا نحــو التصديإــق واللـتـزام الـمنسجـم مـع متطـلباتا لا مـختـصـر ليإـمهـد للنسـان طــريإقمــ العـلـوم ، و ننهــل عـليه وجــود دليـل قااطـع كافـي مـقمـنع بـحسـب مستـواه الفكـري ، و لـم ليإس التنيإل الحكـيـم ، و نر مـوضوع السـتـدلل العقمـلي كمـد الـمهاتـراتا والـمطارُّحاتا العقمدة كفلسفة الــوهم ، بل لـقمـد أقاـ يإتعـو دعـا إلى التأمـل والتـدبـر ، و عـدم قابـول شـيءي بغيـر حجة ول برهان ، قاال تعالى : " قال هاتوا

ـ64برهانكم إن كنتم صادقاي "ـ النمل لل تقمــود أسـسه إلـى إكـتمال لا مـتـكـام و كـما عـالـج بقمـياس مـنـتظـم جــوانب الحيـاة بصفـتها نـسقمـوصـر لة تــدفـع بالنسان إلـى التنــوع العرفي والتب لة عقمـلي لا للحقميقمـة وقااعــد العـرفـة ، لتصبح مـقمياس

لدرُّاك الحـق والـخضوع لـه ، و ل يإقمتص حيـن إلقمـائه الحقمائـق على الطرح العقمـلي فقمـط ، وإنمايإستعـرض العبـرة و إظهارُّ العاقاـبة ، و السـبـب في ذلك هـو أن غـرضه الهدايإة التـي ل تتحقمـق إل

بالجاهدة ، و العزم على تحدي كل العوقااتا والثبطاتا لبلوغ منلـة عـباد الـرحمـن ، قاال تعالى : " إن فـي خلـق السماواتا واألرُّض واختلفا الليل والنهارُّ ليإاتا ألولي األلباب . الذيإن يإذكرون الله

لل لا وعـلى جنوبهم ، ويإتفكرون في خلق السماواتا واألرُّض ، رُّبنا ما خلقمت هذا باط لا وقاـعـود قاـيام ـ191 ـ 190سبحانك فقمنا عذاب النارُّ " ـ آل عمران

و ما توفيقمي إل بالله

4

ثـقـافـة الـسـؤال

النسان كائن متسائل يإستفهـم عن سـبب وجـوده وكينـونته ، وسـبب وجـود هذا الكـون من حـوله لا بالنسان كيفما كان مستواه العرفي ، وبفـضل السـؤال يإستعيـد وهو إستفهام فطري ، نجده لصيقملا مـن الحقميقمة ومجابهتها ، ألن الحقميقمة لا فـشيئ ننربـه شيـئ الفرد وعيه بذاته كوجود وفعل وهويإة ، ويإقم

ننلة لا فـي طبيعة النسان ، ألنه عندما يإندهش يإتساءيل عن ع نذرُّ عميقمـ ضة ل يإوقاظها إل السؤال التج كي نف غااألشياءي وهـذه مـزيإة فـطـريإة من مــزايإا العـقمـل ، بــل هـي السبيـل األوحـد لكـتسـاب العـلم والعـرفـةلا أفـضل ويإتـقمـدم فـي ألن بمقمدارُّ ما يإسأل النسان فهـو يإكتشـف ذاتـه فـي فرادتهـا ، ويإكـتـنهها إكـتناه

ودد لتجاوز خطأ األفكارُّ الثابتة ، ولنيل هذا البتغى على تحقميقمها ، فيكتشف آفاق العرفة الدائمة التجالسائـل اللتـزام بمشـروعية السـؤال التـي يإستمـدها من التفكيـر النطقمـي ، وهـذا يإعنـي أنـه ل يإكفيط،رُّح سـؤال إعتباطي بـدون قاصديإة ، بـل يإجب أن نحسن صـوغه بشكل ملهم و نتعامل معه بعقملنقمدي ، ل بعقمل إستسلمي يإفض بنـا إلى الهـذرُّ و الـتشـتيت التواصل للـذهـن ، مما يإجعـل القمضايإاالـماثـلة أمـام الفـكـر تظــل عالـقمـة يإصعـب القاتـراب مـنهـا ، بـسـبب العتقمـاداتا الـيقميـنية الـمسبـقمـة

ويـزيإـة الجـاهـزة ، و التـفسيـراتا الـنمـطيـة العتـادة التـي تـرسـخِّ يإـقمـينـية ثـقمـافــة نتح واألحكـام الـالتلقمي ، السكـونة بالـفكر الستحـواذي والهـووسة بالـورُّوث الفـكري إلـى درُّجـة التقمـديإـس ، ألنلنه للسائد والألـوفا والـورُّوث ، وحي يإغتال قاـدرُّته نعنا ننلم ليإس له بشءي مثلما يإتيه حي نتي ليإ الفكـر ل

ودالطبيعية على الساءيلة والستشكال والنقمد ، لتعـ نيإة للعقمل التـي وفـق التساؤلتا التحفيـز لـحص تـدنتسع ألكثــر من تفسيـر ، ومن غيـر ســؤال يإبقمـى النـسان البـدايإة النطقمية لدرُّاك الحقمـيقمة التـي تـللقمطـة ، وبي لا للسائد الجاهـز و النمطـي ، و الـبـون شـاسع بي تلقمي جــواب تتلقمـاه ك لا جيـد ننقمن لمتل

الـبحث عـنه ثـم إكـتشافـه كمعرفة ذاتية توحي بالـثـقمـة بعـد عنـاءي السـؤال . يي بـي سـؤال محمــود هـدفـه إظهـارُّ الـحـق والـدللة عليه والدعــوة إلـيه نلـ لجـ و بالطبع هنـاك فــرق و سؤال مذموم هدفه طمس نورُّ الحق والتشغيب عليه وشغل أهل الحق عنه ، رُّغـم وجـود الحجج

نكــل والباهي الدامغة واليإاتا الساطعة التعددة ، و يإبدو أن سؤال : "لاذا أوجد الله الشـر ؟ قاد ش

5

ليإمثـل مشكـلة لهـوتية وعقملية في جـوهـر تارُّيإخِّ الفلسفة قاضية كبـرى شغـلت بـال الفلسفـة ، ألنـه لتبحـر في الــوهم وتبتعد عن الـواقاع ، و تنشـر ألنـهالقمـديإمة والحديإثـة ، يإتضمن في طياته محاججة

ولهـا ليإـدرُّك بـأن قاضية الش ليسـت مشكلة علمية ، يإمكـن للنسان ح ضبابها على كـل فكـر قااصـر لـم لا ، بـل هـي نســدها فلسفي بالـزيإد من اللحظة والتجـريإب حتـى يإقمـف علـى العاني الحقميقمية التـي تجلا من أن يإفهمها العقمل الجرد ألنها أعقمد من التصنيفاتا الذهنية البسطة للعقمـل ، ول يإمكن أكث تعقميدفـهـمها إل من خلل الخـروج من حيـز األنا الهـتاجة بالكـابـرة ، والـتماهية مع وهـم التفلسف الــذي

نلـدتا عـنه أفـكـارُّ خاطئة ترسبت في زيإف النطق . و هذا الضـرب من التفكيـر يإفضـي إلى وجـوب تــووجــود عالـم كالحلـم واقاـعـي بقمــدرُّ ما هــو خـيالـي ، وإفتـراضـي بـقمـدرُّ ما هــو حقمـيقمــي ، عـالـم لـهنفـذهـا الخالق حسب الطلب ليعيش اللحد في عالم ننددها اللحد ، و يإجب أن يإن مـواصفـاتا خاصة يإحـالثـل ، ل يإجوع فيه ول يإعرى ول يإظمأ فيه ول يإضحى ، عالم خيالي يإعطيه شهوة الحلم بعنفوانه

ودهشته الدائمة ، لـملءي الخـواءي الفجع الذي يإجعل الحياة أسطورُّة شخصية .لا ، و أعطـى لنفـسه لا ومنفـذ لا وخصم كصب نـفسـه حكـم وبـما أن الله لـم يإستجب لطـلب اللحد فـقمـد نـ

كية نقمـ لط لر لهــ ندد من هـو الله ، و ما هــو دورُّه وكـيف يإجـب أن يإتصـرفا ، إنها فـكـرة ليإحـ األحقمية في أن لل من طـبيعة قاصـورُّه وجهـله الكامني فـيه ليإبتلى بهـا النسان بفعـ تفـضـي إلــى الشبهـاتا التـي قاــد

لا الحـدود التـي ل يإنبغـي له أن لا متجـاوز مما يإجعله يإطغى و يإشعر بالستعلءي الذاتي ، ويإذهب بعيـدلا بإمتياز ، ل يإجد لا و فــريإد لا ومتعالي يد يإحجـزه عــن التألـه ليبقمى مختلف يإتجـاوزها ، حتـى ل يإبقمـى حـنصه فـي محيط ضيـق ل يإتعـدى مطـالب الـجسد لح لت بدايإته إل في األنـا اـلممتـدة خارُّج الـذاتا ، الت لتنكـر علـيه النــوازع الــروحية والثـل الـعليا ، ومـن هنا كـان الـمدخل األخطــر ومــدرُّكاتا الحـس ، و

نما يإفعـل ليإسائـل اللـه عـ لفـكـرة أنسنـة الله عـبـر إسباغ صفـاتا إنـسانـية عـليه ، مـما جعـل الـملحد كجه إلـيه النقمــد ضمن الشـرط النساني ليإــو حقمـيقمـة هـذا الـوجـود ، ولن تجتمع الـحقمـيقمـةالناقاـض لو

والـوهم فـي شـيءي واحـد على الطلق ، لـذلك ل يإمكـن إعلءي شـأن الـوهم وإثباتا صحته بأي شكل لأسس الحقميقمـة الصائبة التـي كان ، بـل الـواجـب هـو اقاتـرابنا مـن حقميقمـة ما هـو كائن بعقمـولنا لـدعم

نرد من واقاـعيتنا . فالهـروب مما هـو تمكننا من إقاصاءي الـوهم ، لكـي ل نفـقمـد واقاـعنا الحقميقمي و نتجـ

6

لا ، ولكـن مـواجهته هـي النفــذ ألنـه يإمثل ما يإجب علينا فعله لنتقمي كائن ليس الـوسيلة الثلى حقمـنكـن من معرفـة ما هـو صحيح ومـا هـو خاطـئ بالواقاع ، وهذا ما يإجب أن يإنشغـل به ذهننا حتـى نتمننول لنحـ لنفـصل بيـن ما هــو كائـن وما يإنبغي أن يإكــون أي بي الـواقاعي والثالـي ، ونحـن نأمـل أن

عنـدما نكتشف أننا نعيش في عالم ليس له علم بما هـوالـواقاع إلى ماهـو أفضل فـي ما هـو كائن ، ولمخيف ! كيإف و نن عالنا هذا هو عالم مز كائن ويإفلسف ما يإجب أن يإكون ، تأكد أ

7

فـلسفـة الـوهـم

لا ، ألنه ل يإمـر بسلسلة القمواعد التعلقمة بالعـرفة الـوهم هـو معـرفة ظنية ل تغنـي عن الحقميقمة شيئلا على الـوضوعية ، التـي تـؤكد أو تنفـي البـرهان مـن أجـل تفسيـر واقاـعة ، أو فـهـم ظاهـرة تأسيس

األسباب والشـروط التـي ل تنفصل عنها ، وكـل أشكـال الــوهم هـي ثمــرة لسـؤال مـتعلـق بـما ليس لا أمـام الحـواس ، يإنتـج عـنه وعـي عـبارُّة عـن أحكـام متعـددة التـصـورُّاتا غيـر الواقاعية التـي واقاـعـ

تـزيإد من ثـراءي أشـكال الـوهم . لا ، وبالتالي لرُّ مـن األوهام فـقمـط ، بـل ومسارُّ إنتاج الـوهم وتأكيده أيإض ور لتحـ لرُّ والفـلسفـة ليسـت مـساندم صورُّة معكـوسة عـن الـواقاع ليإقمـ ففـلسفـة الـوهم هي التـي تبن أفكارُّها على تبـريإـر غيـر معقمـول ، الحقميقمي ل وجـود لهـا ، لـقمـلـب الحقمائـق وتشـويإـهـها بأسلـوب ماكـر ل يإرقاـى إلـيه الشك ، وهـو أسوأ

أنواع الوعي ألنه ناتج عن العناد والكابرة وليس عن عقميدة . قاال تعالى: " ومن الناس من يإقمول ـ10آمنا بالله ، فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله "ـ العنكبوتا

ني اليإة الكريإمة صورُّة واضحة عن أصحاب العقمول العليلة والنفوس الضعيفة ، الذي يإقمولون : تبلا فـزعمـوا أنهم محقمون بأن ما تعيشه البشيإة لا ، مما جعل أمرهم عليهم متلبس لا من القمول وزورُّ منكرلنه من سفـك الـدماءي ، وإنـتشارُّ الفقمـر والعـوز والبـؤس والتعاسة ، وسـيادة الظـلم والطغيان نيإ لتعـا و

كنـوه ليإعيـدونها إلـى معـتقمـد تب والكـراهية وأنــواع التعصب السيطــرة ، كل هـذه الساوئ و الشــرورُّ كسخِّ فـي عقمـولـهم ، هــو أن الله كــان ومـازال السـؤول عـن وجــود الشـر . معتقمـد كهـذا يإــؤجج لر وتــلة مـن الهتـزاز الروحي والفكـري في إيإمان السلمي الطـيبيـن ، الـذيإن قاـد يإعيش الـشـك ليإجـاد حال

بعضهم بساطة العقميـدة وسـذاجة الفكـر ، الت ل تتيح لهم الدخول في متاهاتا الجـدل الفكـري الـذيلفا لللحاد ، ولـذلك أقاـول لهؤلءي لقمـد يإثيــره اللحـدون ، الـذيإـن يإــرون بأن "معضلة الشــر"سـبب كـالتم ما ليس لـكم بـه علـم ، وخضتم مع الخائضي بـدون عـلم أو إستـدلل لفـراغ اليإمان بالله لو لفـ لقاـ

مـن الفهـم الذي يإستند إلى العقمل الراجح .ود الفـيلسـوفا الغـريإقمي إبيقمــورُّ هــو أول مـن طــرح "معضلة الشـر" من خـلل تساؤلـه : كـيـف ليإـعـ و

8

يإـمكن وجـود الشـر والعاناة في العالم ، مع فكرة وجود إله ذي قادرُّة ومعرفة وخي مطلق ؟وأتت محاججته على الشكل التالي :

وش .1 لا لن يإوجد ال ـ إذا كان يإوجد إله كامل القمدرُّة والعرفة والخي بالعالم إذيش في العالم .2 ـ يإوجد لا فإنه ل يإوجد إله كامل القمدرُّة والعرفة والخي في الن ذاته .3 ـ إذ

ننبــر عـن الـوهـم ، ألنها تتضمن مقمـدمة تفتـرض إن ظاهـر هــذه الحاجـجـة "العقملنـية" وباطـنها يإعلا لا منطقمي القمضية الـمراد البـرهنة عليها ، وبالتالي كانت النتيجة مصادرُّة الحقميقمة ، و هذا ليس طرحلا ، ألن إكـتشـافا الحقمـيقمـة يإـكـون بأسئلة مجـردة تـبحث عـن إجابـة حقمـيقمية ، يإمكـن قاـياسها فـلسفـينلـف يإـصب فـي خـانة الـوهم والخبـل ليتـيه فـكـر التلقمـي نجج بمنطـق متكـ ليإحـا وقاـياس دلئلها ، فهــو نل بالوهم إذا أعـوزه البـرهان الصادق ، هـدفـه في فرضياتا المكناتا ، وهكـذا هـو حـال اللحـد يإستـدمن خلل محاججته هو أن نعرفا ماهية الله من خلل إحتمالته النغلقمة على ذاتها ، الت طـرحها

ننقمي إلى ثلث إحتمالتا : لا بالتل لءي على شبهة "معضلة الش" الفضية ضمني بنا

ليإعتقمد فيه الكمال الطلق ، وبالتالي لمحالتا و ل كنه عن النقمائص والـ * الحتمال األول : الله غي مهو عاجز ل يإستطيع أن يإوقاف الش في العالم .

* الحتمال الثاني : الله شيإر بذاته ألنه سمح لهذه الشورُّ الكثية أن تسكن العالم .

لا ل مغزى لها . * الحتمال الثالث : الله غي موجود و كل ما يإحصل هو عشوائية أساس

لثى لـه لر ليإ كررُّهـا الـملحد آلفا الراتا في اليوم ، فهـو فـقمـط يإستهلك ذاته فـي لهو إحتمالت واهـية لـو كـلا من إيإجاد أي علة في لا عند نفس النقمطة يإدورُّ ببلهة إلى األبد ، و لـن يإتمكـن أبد وسيجد نفسه دوم

سلسلة الحتمالتا المكنة ، الت يإمكن أن تفس له لاذا الحياة على هذا النحو وليس غيه ؟

نل التفـسيـر العقملي الغائي الكامـن فـي نلـت التفـسيـر الــوهمي للـوجـود مـحـ إن الفـلسفـة اللحاديإة حـاليإـاتا الكــونـية ، و ألغـت باقاـي األدواتا الدرُّاكــية الـتعـددة التـي تتكـامـل فـيـما بينها مـن أجـلاسـتكنـاه الحقمائـق الغيـبـية ، إذ يإستحيـل على النسان تحـديإـد ما هـو مـمكـن أو ضـرورُّي في عالم

9

الـماورُّائياتا ، ألنه عـالم يإقمـع خارُّج دائـرة الدرُّاك العقمـلي التجـريإب الـذي يإتـوقاـف علـى الـقمـياسلت إختازل معــرفة الكـون لل لو لحـا البهاني ، و النظم الستدللية الفـضية إلـى التصديإـق التجريإبـي ، و نلـه و حشــره فـي بــؤرُّة التناقاـض والتضاد لحسم نظرتها اللحاديإة ، فـكـم هـي األشياءي الت نملك كـعنها تصورُّاتا حسية سابقمـة و لكننا لم نـدرُّك الـحكمة من وجـودها ، التـي يإمكـن لكل فطـرة سليـمةننلـل عليها بأبسط الـبـديإهياتا العقمـلية بل نفــورُّ ، ألنها متوافـقمـة مع الــقمـيم والثــوابـت العـقمـلية لتـد أن

الـغـيـر الخـاضعة لــوجهاتا النـظــر أو الـنــزواتا والـشطـحاتا و األهــواءي الـنضـويإـة تـحـت عـنـوانالحجج والبـراهي ، و ماهـي فـي واقاـع األمــر إل سفـسطة و شـبهـة ذاتا الـتـأثيـر الـسلبـى ، التـيلر علـى الفطـرة السليـمة لـتبعـدها عـن الدرُّاك اليإماني الفـضـي إلـى التصديإـق نشـ لو لتشــ يإمـكـن أن

وورُّي ، الــذي يإـنسـب األشـياءي إلـى الـحقمـيقمـة ل الـحقمـيقمـة إلــى األشـيـاءي ، ألن ل أحــد يإعـلم كــل لص كت الالحقمـيـقمـة عـن هــذا الـوجـود أي يإحيط بـه إحاطـة تامـة ، وإنـما يإعـرفــه معـرفـة نسـبية نـاتجة عــنمعتقمده و قاـدرُّاته العقمـلية في إطارُّ المكن ، ومـن هـنا يإبـدأ الـخلفا حـول إدرُّاك الحقميقمة . فالـمـؤمن

يإــرى بأن كــل أفـعال الله تجـري بـإرُّادتـه ومـشيئتـه وحـكـمتـه ، بينما الـملحد يإـستقمطع كـل هـذاويإتخطـاه إلـى مـا يإتعـارُّض معـه لنفـي الغيبياتا بالكـلية ، لجـرد أنها ل تخـضع ألدواتا إدرُّاكـه

نند الفـكـري ، وهـذا مــؤشـر عـقمـلي كـافـي بالنسبـة إلـيه ليعـطـي تـفسيـراتـه الــوهـمية ، قاـصـد سـلبغـيـة إظهـارُّ إدرُّاك الوجود مـوقاـوفا على الحسوس فـقمـط و إدرُّاك النسان فــراغـاتـه الـعـرفـية ، لا الدرُّاك بالبديإهية الـذي ل يإحتاج فــي ذهـن العاقاـل إلـى شـرح وتفسيـر محصـورُّ في العقمـل ، نافـيلعـا لقاـها إذا تكاتـفـت كــل القمـدرُّاتا العقمـلية والعقمائـديإة وتكـاملت م لمـا صـد لظهــر حـت لي ألن البديإهية سبـكـل إتـزان وتناسـق ، لـبيان أن ل تـعـارُّض و ل تناقاـض بـيـن وجـود الشـر و الحـكمة مـن وجـودهنيإة يإجب أن ل يإفض بنا إلى التشكيك في حقميقمة نية البش وبالتالي فإفلتا الحكمة من آلتنا الدرُّاك

اللـه أو القمـول بعـدمـه ، ذلـك أن عـدم الفـهـم أو عـدم الدرُّاك ألبعاد ومعالـم أي أمـر مـن األمـورُّننعـن إلـى الغيـبية ، يإـجـب أن ليإــؤدي إلى رُّفـضه أو معاداته ألنه اسـتنتـاج منافـي للتفكـيـر الـمتم

كتكـامـل بيـن الـملكـاتا الدرُّاكـية . ند الخــروج عـن التــزان الفكـري ، الـذي يإـدعـو إلى ال حـ

10

11

حكمة الش الطبيعي

الـحكمة هـي إدرُّاك الغايإـة مـن حقمائـق األشياءي على ما هـي عليه في الـوجود بقمـدرُّ الطاقاة البشيإةواليإمان بالحكمة الـربانية ل يإنبنـي على إدرُّاك حقميقمة وجـود األشياءي فقمط ، ولـكـن يإتأسس كـذلك

علـى الـثـقمــة فــي خالـقمها ومبـدعـها ، هــذه الـثـقمــة التـي يإـجـب أن تـتجــذرُّ وتـسـتـقمــر فــي العـقمــلوالـوجـدان ، لتـرسيـخِّ العتـقمـاد بأن الحكـمة هي الشـرط الضـرورُّي لتقمـبل الوجود على ما هو عليهنرُّكه اللحلد الذي ل تهـمه الآملتا والقمـاصد الت توصله إلى الحكمة ، وإنما شغله ليإـد وهـذا الفهـوم ل الشاغـل هـو نيـل حـظه مـن الخيـر دون الشـر فـي هـذه الحياة وهـذا منتهى ما يإطمح إليه ، و بسببلل ، قاــال تعالى : " الله خالـق كـل شءي وهو نررُّ أذى عاج مكابـرته فهو يإرى أن أي نعيم عاقاـب ل يإبـ

ـ 62على كل شءي وكيل"ـ الزمر ننش لا لكل شءي للخي وال ننل شءي ، وخالقم لا لك وب رُّب اليإة تـشيـر إلى كـمال الربوبية وشموليتها ليكون الرلءي النافــذة لحصـول الـسـبب أو الـمانعـة لحصـوله ، وجميعها ناقاـصة لا ، كـما خـلـق السبباتا ســوا مـعـومفـتقمـرة إلى خالـقمها سبحانـه ، و عاجـزة عـن الحـدوث إل بإذنـه ، فا"الشـر الـطبيعي" الـذي تعانيننرد بخلـق الشءي مـنه الخلئــق إنما هــو مـن مقمــدورُّاته ، لـكـي يإـظهــر قاــدرُّته لـخلقمـه على أنــه التـفــ

كدد لـه غـايإة نـاتجـة وضـده بـل مـمانـع ول منـازع ، لـقمـد خـلقمـه و وضع لـه قاـوانـي وضـوابط وحـضق بقمصورُّ الـادة وضعف إمكـاناتها ننل لا فـي مفعـولته ل فـي أفـعـاله ، ومتع عـن حـكـمـة ، وجعـله قاـائملا عــن عـجـز القمــدرُّة اللهية بـل هـو مـن ذاتياتا كيإـة ، وهـذا الـنقمـص لـيس نـابع نتسامهــا بالـمحـدود و اكخرها سبحانه بإرُّادتـه الكــونيـة ل بإرُّادتـه الشعـية . و مــن الطـبيعة الـاديإة و لــوازمهـا ، التـي سالـبديإهي أن يإكـون الخالـق عز وجل أكمـل مـن الخلوق الـذي ل يإخلـو مـن نقمـص يإتنه عـنه الخالـقوإتفاقاهما فـي الكـمال الطلـق مستحيـل يإمتنع عـن التصورُّ ، ألنه شاءي سبحانه أن يإكون لكل مخلوق

نقمـص هـو مظهـر كـمالـه فــل يإجـوز تعطـيـله ، إذ لـو اقاـتصــرتا مـشيئـته علـى مـقمــدورُّ واحـد مــنلزا ، قاال تعالى : ولنبلـونكم بشـيءي من مقمــدورُّاتـه ، معنـى ذلك أنه عاجـز عـن غيـره فـتـركه عجـ

ـ 155الخوفا والجوع ونقمص من األموال واألنفس والثمراتا وبش الصابريإن "ـ البقمرة

12

نخرة بإذن الله ، قاد إن اليإة تبي بوضوح بأن "الش الطبيعي" ما هو إل عبارُّة عن قاواني ونظم مسلا ، فالخوفا ما هو إل نقمص في األمـن ، والجـوع نقمـص لا مطلقم لتفض إلى نقمص في الخي وليست شــرلس على ذلك ، و ذلـك دلـيـل عقمـلي قااطـع علـى حـتمـية نقاـ لو في الشبع ، والفـقمـر نـقمص في الغن.... الـنـقمـص في الوجوداتا الـذي هـو عيـن البتلءي ، وبالتالي فـي إستطاعـة النـسان أن يإختـزل هــذاكد تلك النقمـص بـفـضل العـلم والعـر فة وحسـن الـتـوكل على خالـق األسباب ، و لـكنه ل يإستطيع رُّلتحـدث األشياءي كما يإـريإدها على الصيغة التـي القمــواني والنظـم ألنـها رُّهـينة بـمشيئـته سبحانـه ، لة أعمـق من الحـركاتا الجـزئية الـوقاتية الـدائمة ، وهي قاـائمة على لا وغايإـ يإـريإدها ، و لها معن وهـدفأسـاس الـحكمة التـي تعنـي الغائية ونـفـي العبثيـة ، قاال ابن تيمية رُّحمه الله : " وقاـد يإـعلم بعضالـعباد بعـض حكـمته ، وقاـد يإخفـى عـليهـم منهـا ما يإـخفـى ، والناس يإتفاضلـون فـي العلم بـحكمتهلما بحكمة الله وعدله ورُّحمته لما بحقمائـق األمـورُّ ، ازداد علـ ورُّحـمته وعـدله ، وكـلما ازداد العبـد عل

وقادرُّته . "وهـذا دلـيـل على أن الـسبيل األوحـد للحكمـة هـو العـلم ، فـمـن آمـن بالعـلم وحـده فـقمـد قاــدح فـي

كطـلها ، وإن آمـن بالحكمة وحـدها فـقمـد قاــدح فـي العلم ونقمـصه ، بـل الـواجب رُّبط العلم الحكـمة وعبالحكـمة ليكتمـل اليإمان الـذي ليس كـلمة يإكفـي قاـولها ، إنما هـو إلـتـزام يإتطـلب الصـدق والجاهـدة

لتها إنـما تكــون بتحقمـيـق نسـع والستعـداد لـتحمـل الـشاق ، فـإذا ألـمـت بالـؤمن الشـدائـد تــذكـر أن العبـوديإة لن بيـده األمـر ، مـع األخـذ باألسباب للتعبيـر عـن مدى نجاحه في الستجابة لقمتضياتا

التكليف الشـرعـي والحياتـي ، ونجاعـة أدائه فـي مياديإـن الحياة وحســن تدبيه لشؤونه ، فـتتحركنند مـن األضـرارُّ وتهـيـئة ما يإلــزم للـرقاـي إلـى مــدارُّج التـكمـال ، ولـن يإستطيع النسان القمابلياتا للحـنلـي عام تحقمـيـق هـذه الغايإة وهـو غـيـر مــدرُّك لقمــواني الطبيعة الجـزئـية ، الـنضـويإة تـحت نظـام كنخـر لـه لمـلـم بأســرارُّها وخصائصها بعـد أن زوده الله سبحانـه بقمـدرُّاتا عقمـلية ، وسـ شامـل ، وغيـر

لا أكـبـر للنسانـيـة مـن ورُّاءي هــذا نده باألدواتا الـلزمـة ، لـيحقمــق خـيـر لا وأمــ مـا فـي األرُّض جـميعـنحيل إلى أيإـة غائياتا خارُّجة عـنه ، وهـذا الفهـم أداته ليإ لل للفهـم ول لقاا قاـاب "الشـر" ، بــوصفه مخلـوككنـت النسـان مـن إبتكـارُّ أفـضـل القمـصوى هـي الـعلـوم والـمعارُّفا الـتـي هـي أداة الـعقمـل ، التـي مـ

13

لتـثـل لرُّادتـه ، لختـزال "الـشـر" بـغـية تـحقميـق الـخيــر . فالكـوارُّث لم الـوسائــل لـجعـل الطبيعة تـلا" تسي وتفعـل وفـق قاواني يإسـودها النتظام وثباتا أصـل السببية ، مما الطبيعية التـي نـراها "شـرنفـر للنسان الـبيـئة الضـرورُّيإة لسلمـة التفكيـر العقملي وإستنباطاته وتـوقاعاتـه إذ بالعلم يإمكـن يإــو

نكن من فهمها وإستيعابها تـعليـل كــل ظاهـرة كـونية بـواسطة القمـواني الت تهيمن عليها ، فـإذا تمنول السلب القمائم فـيها إلى إيإجاب . استطاع أن يإح

نعلـل الفاعلة فيها ، وذلك كد العلم هـو النظـر في الـمـوجوداتا للبحث عن ال ومما سبـق ذكره نرى أن حـلغـرض فـهـمها وتفسيـرها وإستخـراج قاواعدها وقاـوانينها ، إما لتجنب أضارُّها وإما لتطويإع فـوائـدهاند مـنـه النسـان العــرفـة ، الت تساعـده وهـكـذا تصبح الكــوارُّث الطبيعية هـي الـمـرجع الـذي يإـستمـلل للختـزال لا" ، الــذي جعـله الله قاابـ لرا مـستطيـر لتتـر فيما كان يإــراه "شــ لسـ لمـ لل على إكتشافا الخيــر الا مـن السعادة فـي إطارُّ لا للـمشيئة اللهية ، ليعيش الناس نـوعـ كلق طبقم لا بعملية التطـورُّ الخ و مـرتهنليإنكـرون التنظيم حدود مـا يإسمح بـه التجلي اللهـي ، وهذا ما جعـل كــبارُّ عـلماءي الكــونـياتا اليـوم ل

ورون بــوجـود حـكـمـة فائـقمـة ومـذهـلـة فـي الغائي أي الـحكمة فـي ما يإــكتشفــونه ، مـما جعلهـم يإـقمــالتـركـيب البـديإع ألجـزاءي الكـون ، بحيث وجـدوا أن كــل مـخلـوق تحكـمه قاـواني ومباديءي لها طابع

لا ، ليسيـر كـل كدد سلف الشمـول كـامنة فـي فـيه ولـيس خارُّجه ، و تخضع لتسلسـل منطـقمي سببـي محـنني بـجلءي ل غبش شءي وفقمها بما في ذلك النسان نفسه . والقاـرارُّ بحقميقمة هـذا التـقمـان الغائي يإب

فيه أن ما يإبدو من "شـر" في بعض أوجه الـحياة إنـما هــو مقمصــود ، فـلـو دقاـقمـنا النظــر فـيه لعلمنافينظـر كيفتخلفكم فـي األرُّض أنـه صادرُّ عـن مـحض الحكـمة الـمتجليـة فـي قاـوله تعالى : " و يإس

ـ129 "ـ األعرافاتعملونكخـر الله سبحانه للنسان في هذه الدنيا ، حيث الحكـمة الـربانية تكمـن فـي "كيف تعملون" فـيما س

ننة التغييـر مـن خـلل األسباب الـطبيعية الـودعة في كـل كائن ، وقاـد لا لس جعـل كـل مـوجـود خاضعلف نع لض ليإ لر و ننوي الخيـ ليقمــ لا لرُّادة النسـان ل كخـر بعـضها و جعـلها خاضعـة للتغيـيـر والتبديإل ، تـبع س

ني إلـى معـرفـة الخفــي بالجتهـاد نسـل بالجـل ليتـو ليا ل لرا وبعضها خـفـ "الشـر"، وجعـل بعضها ظاهـنرط ، فيكـون ثوابهـم نص والجتهد مـن الف ند مـن القم ني الجـ وإتعاب النفس وإعمال الفكـر ، حتـى يإتب

14

لا لقمـولـه تعالى: " قال هل يإستوي الذيإن يإعلمون بقمدرُّ إجتهادهم ومراتبهم على قادرُّ علومهم ، طبقم ـ9والذيإن ل يإعلمون إنما يإتذكر أولو األلباب "ـ الزمر

نضمـن السنـن ننـما و لـم يإجعـل سبحانه جـريإان األمــورُّ فـي هــذا العالـم ضمـن سنـن الخـوارُّق ، وإالـرتـيبة ليإصال النـفـع إلى خـلقمـه ، فـل مـجـال لحـوادث عشـوائية غيـر محـددة األسباب ، فكل ما

يإحـدث قاـابـل للتفسيـر والتنبـؤ مـن حيث البـدأ ، ألن الخالق سبحانه شاءي أن تكون بنية العالم على ننل ظاهرة أو حـدث ، قاال تعالى :" سـنـريإهـم آيإـاتنا فـي الفاق وفي لؤ عقملي لكـ صـورُّة تسمـح بـتنبـ

ـ53أنفسهم حت يإتبي لهم أنه الحق ، أو ل يإكفي بأن رُّبك على كل شهيد "ـ فصلت نة لر لمـ لض لم لل ومعن : سنيإهم آيإاتنا" أي سنمكن النسان بفضل قادرُّاته العقملية من إكتشافا القمواني اننيـر لنها من أداءي وظائـفها فـي هـذا الـوجـود ، و ل يإمـكن للنسان أن يإغ ننكـ لتم في كـنـه األشياءي ، الت هـذه القمـواني أو الخروج عليها ، بل قاـدرُّتـه تتمثـل في إتخاذ قاـرارُّاتا مـؤثرة ومهمة من خلل هذه

كخرها الله إيإاه دون قايود قااهـرة لتطـويإر سبـل الحياة و إعمارُّ األرُّض القمواني الحتمية ، الت سوإصلحها .

كد له لتبـريإـر أخطـاءي النسان لءي ل مـر ومن الـؤسف أن بعض التفيقمهي جعلـوا "الش الطبيعي" قاضاننسخـون في عقمـول السلمي ليإر وفشله في تدبيـر وإدارُّة شـؤونه ، وأبشع ما في هذا الفتاءي هـو أنهم الطيبي ، الذيإـن قاد يإعيش بعضهم بساطة العقميـدة وسذاجة الفكر رُّوح الستسلم والنهزامية ، ولـو تـدبروا قاوله تعالى : " قال سيوا في األرُّض فانظروا كيف بدأ الخلق ، ثم الله يإنش النشأة الخرة

ـ 20إن الله على كل شءي قاديإر "ـ العنكبوتا لعلموا بأن الحق سبحانه يإدعوهم ويإأمرهم بضورُّة النظر العقملني اللزم للتفكر والتدبر، لكتشافاالقمواني والنظم الـربانية التحكمة فـي األرُّض ومن عليهـا ، إضافـة إلى أخـذ العبـرة من آثارُّ األقاـوامالغابـرة مـن أجـل إكتساب مـزيإد مـن الخبـرة والبحـث عـن الـحكـمـة ، لستكمـال السيـرة الـحضارُّيإـةلءي ، وهـذا التـوجيه الــربانـي يإحثـنا علـى تـوظيف " الـشـر لا وأقاـل أخطا النسانية بمنهجية أكثـر رُّشدلا في حياتنا بغـية إختـزال معانـاة النسان ، بـدل أن نضفـي عليـه الغمـوض لا عملي الطبيعي" تـوظيفكد لـه ، بينما هــو ضم مـن الله ل مـر ضب وإنتقمـا ننيجه بالـطلسيم و نستسلم لـه عـن قاـناعـة بأنه عــذا ونـس

15

لة ، بـل لة مفـرد لا أو نازل لا طارُّئ حتمي بسبب القمواني والنظم الجارُّيإة فـي هـذا الــوجـود ، و ليـس أمــرلق النسان بـما تقمـتضيه حكـمة الله مـن وجــود تكـاليـف شـرعـية وضـرورُّاتا لة وغـايإـة خلـ هــو عــلحياتية ، ونوازل كونية ومدافعاتا بشيإة ، للكشف عن من أحسن العمل ومن أساءيه ، لتقمام الـحجة

ليإذم على ما اكتسب . ليثاب على ما كسب و على النسان ف

16

عبثية الش الخلقاي

لتفض بالنسان إلى إجتارُّ أفكارُّه العبثية تتنافى مع النطق ول تحتم قاواعده ول تخضع لها ، والجوفاءي الت ل مضمون لها ، ألنه فقمد القمدرُّة على رُّؤيإة األشياءي بحجمها الطبيعي ، فلم يإعد لسلوكه

معن في الحياة .ليإقمصد به الجوانب السلبية في تفكي النسان وسلوكه ، بحيث تصبح عنده رُّغبة و الش األخلقاي

نرة لرُّتكاب الشـر في حـق الخـريإن ، و هـذه الرُّادة الحـرة هي قاـدرُّة كحة في إستعمال إرُّادته الحـ لملننجهة ، تستخلص الفاهيم والبادئ األخلقاية من األحاسيس والنفعالتا األولية لمو نرُّكة و واعية مـدلعـة أعـمال نب لت األصلية من إسـتحسان أو إسـتنكـارُّ للفعـل الـفض إما للخيـر أو الشـر ، وبالتالـي فإن النسان ومسـؤولياته تـقمـع عليه وحـده . ومعنــى هذا أن الخيـر و الشـر ليسـا متأصليـن في فطــرة

ول عليهما بقمـدرُّاته العقملية ويإختارُّ أحدهما بإرُّادته الحـرة ، وهـذه ند لستـ ليإ نية ، وإنما نقمـ لل لخ لل النسان االقمدرُّاتا قاابلة للتبية والتـوجيه نحـو الخيـر أو الشـر وهنا مـحك البتلءي و الفـتنة ، قاـال تعالى :

ـ 10" وهديإناه النجديإن " ـ البلد و الهدى في لغة العرب : هو كل ما يإدل على سبيل النجاة ويإدل على الخي والسعادة ، و هـدايإة اللهننجـه الرُّادة لتــو تـعالى تـتـم بــواسطة الـبــراهي واألدلــة العـقمـلية و الحجـج القمـرآنية الـدامغة ، التـي الحـرة لتحقميق الخيــر ونـبـذ الشــر ، لذا جعل الله النسان هو الكائن الـوا حد الذي يإستدل على اللهنرمـه من خلل آيإاتا األنفـس و الفاق ، بـحيث جعـله سبحانه فـي مـركزيإة هذا الكـون دون غيـره وكــنق دون ســواه بالعـقمـل ، وليـس لـه أفـضلية إل بالـقمــدرُّة عـلى فـعــل الـخيــر ونـبـذ الـشــر لـيكــون أحـنلـفـه بإعـمارُّ األرُّض وإصلحهـا وأمـره بأن ل يإبتغـي بالسـتخلفا فـي األرُّض ، و عندما استخلفه كـ

نوده بالـقمــدرُّاتا الـعـقمـلية الـتـي تـجـعـلـه كفــر لــه المـكانـاتا والــوسائـل وز الـفـساد فـي األرُّض ،فــولا علـى الستفـادة مـن تـلك الـمقمـوماتا ، لجـلب الـخيـر والسعادة لبنـي الـبشـر من خـلل اللتام قاــادرُّليإـطـغـى نر و ليإـغـتــ نيـم الـحـق والخيـر والـجمال ، إل أن النسـان وث عـلى قاـ بالنطـق القمرآني ، الـذي يإحـ

ود عـن الـمنطــق الـرباني و يإـحتكم إلـى الطاغــوتا ، و يإنقمـلـب فـيــزيإـغ عــن الـسبيــل الـقمـويإـم ، ويإــصـ

17

يتكب األخطاءي والزلتا والوبقماتاوضعـه مـن إعـتنـاق الـفـضيلـة لـيسقمـط فـي بـؤرُّة الرذيإلة ، فنغي الفساد ، قاال تعالى : "كل إن النسان ليطغى أن رُّآه استغن"ـ العلق لبت ليإ ـ6و

تـشيـر هـذه اليإـة الـكريإمة إلى حقمـيقمـة سـلـوكية شـديإـدة األهميـة ، يإـجب عـلى كـل عاقاـل رُّشـيـد أنيإحتاط لها وهي الستغناءي ، بحيث يإتصورُّ النسان في كثيـر من األحيان أنه قاد وصل إلى قامة العلمليقمبـل عـلـى نره فـ لبــ نكـ لع جـنــون العـظـمـة بـسـبب غـــرورُّه و و الجـاه و السلطان و القموة ، فـيقمـع صـريإ

كــل فـعـل يإــوافق هــواه ويإـميـل إلـيه بإرُّادته الـحـرة ، والنتيجة الحتمية لـذلك هـو الطغيان الــذيكرُّع الـطـاغـية عـن ود أعظـم الفـاسد األخلقاية التـي يإتعـرض لها األفـراد والجتمعاتا ، إذ ل يإـتــو ليإـعـإستخدام كل أسـاليب الـعنف والكـراه لتحقميـق رُّغباته وأهـوائـه لـيفسد فـي األرُّض ويإهـلك الحـرثوالنسل ، وقاـد يإـتمادى أكـثـر من ذلك كـما فـعـل فـرعــون ، إذ قاال :" أنا رُّبـكـم األعلى" وما أكـثــر

ليإسأل النسان عن أعماله الغيـر الكـره فــراعنة هـذا الـزمن األغـبـر ، لذا اقاـتضت حكـمته سبحانه أن ليإسألون "ـ األنبياءي على فعلها ، قاال تعالى ليإسأل عما يإفعل وهم ـ 23: " ل

ليإسأل الله سبحانـه عـما يإفعـل ألن عـلمه مطلق و أزلي وهو الحكيم الخبيـر ، كـل ومن النطـق ان ل ننهة عن العبث ، ل يإـكــون في ملـكـه إل فعـل هـو واقاع بقمـدرُّته و محـض مشيئته وصـرفا إرُّادته اللتـفض إلى مصلحة الخلـق ألنـه سبحانه غـنـي بـكمـاله ما يإـريإد ، ولـه في جميع أفعاله حكمة بالغة لا يإشـمـل جـميع أفـعـاله فـي الـغايإـة لا بالــذاتا كــان واجـب لا و واجـبـ لل مطـلقمـ الطـلـق ، ومـا كــان كـمـا

القمصـوى من الكمـال الـممكن ، و عليه يإكـون هـذا النظام الكـلـي الوجود أمكن األنظمة التصورُّة .لد لا ، و فـعله ليس مجـر لا مـكتسبـ لا نسبيـ لن عـما يإـفـعـل ألن عـلمه عـلمـ لل النسا لأ لسـ ليإ و من الـمنطـق أن

لل إل إذا رُّأى أن نتيجتـه لة بـل هـو تصـورُّ يإحمـل رُّؤى وتصـورُّاتا ، بـحيث ل يإفعـل فعـ لة جسميـ حـركـلءي تعـود عـليه بنفـع أو دفع ضـررُّ ، وبالتالي فـهــو يإسعى مـن أجــل الـكمال والخـروج من النقمـص بنـانتبايإـن لا بما ل يإشتهيه بسبب ال على الظـروفا والصالح والـرغباتا والعـرفة ، وقاـد تأتي قاــرارُّته أحيانود ذلـك إلـى جهـله وعجـزه عـن إدرُّاك لثه الفعل ، ومـر ند لحـ ليإ الـحاصل فـي تفسيـر ما يإقمـوم بـه وبيـن ما الخي في صورُّته الكلية ، قاال تعالى : " ولو كنت أعلم الغيب لستكثتا من الخي وما مسن السوءي

ـ188إن أنا إل نذيإر وبشي لقموم يإؤمنون "ـ األعرافا

18

لخلـق وهـذه الحقمية تـقمـضـي بأن يإسعي النسان مـنـذ إدرُّاكـه بإتـجاه الكمال اللئـق والمكـن الـذي نلق ننيق من النقمص ، وبلـوغ هـذا القمام يإتطلب العلم الخ لا في الحيـز الض ألجـلـه ، و أن ل يإبـق عـالقمـنناءي لعمارُّ األرُّض ، وإصلحها بما فيه الكفايإة لجعـل الخيـر يإظهـر في الـوجـود ألن به تـتقمـوى والبإرُّادة النسـان ، ويإــرتـقمي فـكـره ويإـتحقمـق لـه النـسجام الطلـوب عـند بلـوغ الغـايإاتا ، التـي تمثـلالكـمالتا الـواقاعية النسجمة مـع طبيعة النسان و مع ممـن حـوله مـن الناس والطبيعة ، لكـن هـذالبنا أو تـناسـب أفـكارُّنا ، ولكن يإعنـي بأنـنا يإمكـننا أن لس ني طـريإقمة عمله لتنا ليغ لس لعنـي أن الكـون ل يإنكنا مـن فهـم هـذه نخـلـق عـلقاـة منسجمة مـع الوجـود نبن عليها كــل تصفاتنا وأفعالنا ، و إذا تمالحقميقمة سيكون أسهل علينا أن ندرُّك بأن منشأ الوعي اليقمظ يإتأسس على إمتلك الحقميقمة ل على

إمتلك الوجود . الجتمعاتا البشيإة تعاني اليوم الكثي من األزماتا الزمنة في ظل واقاع فاسد يإضجومن الحزن أن

لل النسان إلـى حافـة التطـرفا ، فاتخـذ مـن لصـ لو نأ بالظـلم والستبـداد ، بسـبب جنـون العظـمة الـذي وما يإتبع ذلك من فقمـر وجهـل العنف والرُّهاب وسيلة لنش الخراب والدمارُّ والضطراب والفوض ،

وتفش األمـراض واألوبئة والجاعة وتدهـورُّ البيئة الحيـويإة ، مما أدى إلى ثقمب األوزون والتغياتاالناخية وخطر الشعاعاتا التايإد ، و قاـد أفـض هـذا الواقاع الزرُّي إلـى غياب حالة األمـن وإزديإاد

حالتا الـخاوفا ونسـب الجـرائم ، وإنتهاك لجميع العاني النسانية إلـى درُّجة أن أصبحت مهـمـةلل ، لا ومستحي لا عسي لءي من مخيلتنا ، لقمد أصبحت التنبؤ بمصي النسان أمر و فوبياصورُّ الجازرُّ جز

ولنـا ، وثقمافـة الخـوفا لاتكـرارُّ الآمس النسانية تلزمنا كـما يإلزمنا ظـ لا متسارُّع لا جـامح تنتج حاضـرليإغرق البشيإة في اليأس والقمنوط وفقمدان األمل في حياة حرة و مستقمبل آمن ، وهكـذا أصبح الشـرنسقمـوط في مستنقمع االعنف ، الذي يإنتهي نناس ويإدفعهم إلى ال كي بألوان رُّائعة وزاهية ، ليخدع ال يإتبالشـر على الصعيد الفــردي و الجتماعي كحتـمـية لـتطلعاتا األنا الـمركزيإة الت ل تـرى غيـر ذاتهاوتخفق في معايإنة الحقميقمة الت تخفيها شمولية الحياة ، قاال تعالى: " ظهر الفساد في الب والبحر

ـ 41بما كسبت أيإدي الناس ليذيإقمهم بعض الذي عملوا لعلهم يإرجعون"ـ الروم لل إن النسان هذا الخلوق الذى فضله الله على سائر مخلوقااته بالعقمـل الـرشيد كفر بأنعم الله جه

19

لا كول إلي كائن عبثـي و فـوضوي أكث ضاوة على وجه األرُّض ، و جعل الش طريإقم لا ، وقاـد تحـ وحمقملا على فعل الشـر و نشـره وتبـريإـره ، وإعادة إنتـاجه بشكـل لا لتحقميـق أهـدافه ، وأصبح قاـادرُّ وأسلـوبلعن له بطـريإقمة عقملنية لر لشـ لا لديإه ل يإبعث فعله على األس و الندم ، بل تلقمائي إلى أن أصبح مألوفننورُّ الـواقاع البشـري كظــر له ، وهكـذا أصبح " النسان ذئب النسان" ، إنـها مقمــولـة صادقاـة تصـ و نـننبـب األلـم ليس لر عن أنيابه ل لرُّ كاشـ لا كــوحش ضا لا دمــويإ كغابة مستـوحشـة ، أصبح فيها النسان كائنوالشقماءي ألخيه النسان . إنه قاانـون الغاب القمــوي يإسيطــر على الـضعيف و يإخـضعـه و يإستعمـلـه

كـأداة و وسيلـة مـن أجـل تحقمـيـق مـصالحه الـخاصة دون مـراعاة لنسانيته و كـرامـته ، مما جعـل لدا حتـى انعكس على الـواقاع كـفـكـر لز ج لل مقمـز لا بشكـ ولص كسع ويإـزداد حجم الخيـر تقم رُّقاعة الشـر تتـولا للش ، فأصبح العالم كية النسان حت أصبح رُّمز نب لئ نذ لحا أمام تعاظم وممارُّسة ، و ترك الجال فسي

لل للقموة الباطشة عند األقاويإاءي ، وللخداع والكر والتحايإـل عنـد الضعفاءي ، وعلى هـذا النحو إزداد مجالة في الستحواذ على الزيإد من القمـوة لشباع الرغباتا ، وإشباع الرغباتا يإتطلب البحث النسان رُّغب

عن أسباب القموة وإكتسابها ، وهكذا أصبح من له الحـق فـي الغايإة لـه الحـق في الوسيلة ، التـييإـراها مناسبة لتحقميـق غايإته ، وذلـك نـتيـجة للعقمـل الحسابي النفعي الذي يإجمع ويإطـرح ثـم يإختارُّلا ، كل لا وبيئي لا ونفسي لا وعقملي نمـر النسان نفسه جسديإ األنفع دون ما أدنى إعتبارُّ للخـريإن إلى أن دذلك أثبت أن عملية سيطرة النسان على البيئة بهدفا تـوسيع دائـرة نفـوذه وسلطته ، أصبحت فيندد بـقمـاءي النسان على قاـيـد الحياة ، وهذا البقماءي هـو مـن األهـمية بحيـث يإشكـل الـشـرط لتهــ الحقميقمـة األساسـي لسـتـتباب األمــن الــوجـودي ، الـذي هـو مـن الـمبادئ الكــونية والحقمـائـق العلـويإـة التـي ننررُّ النسان من األنـا التـي تـحتجـزه داخـل متاهـة الـتعصب والـتسلط واللإنسانـية يإمكـنهـا أن تـحـنند من و من الذهبية والعقمائديإة الغارُّقاة في العتقماد بإمتلك القموة الطلقمة ، ومن ثمة تمكينه من الحغلواءي حب الذاتا لتوسيع مجال التعاطف الجتماعي ، وخلـق الناخ الـذي يإشجـع علـى تحقميق الخيلا أعظم و السعي الحثيت لتعطيل عبثية الشـر األخلقاي ، الذي حـرم النسان لـذة الحياة وسبب له أل

نن نـصيب مـآمسـي الشـر األخلقاـي ستكـون ننـنـا حسـبنـا الـحصيلة بالـنسب الئــويإة فـل رُّيإب أ و لـو أأضعافا مضاعفة بكثي مما يإسببه الش الطبيعي ، الذي من المكن أن يإختله النسان إذا بذل جهده

20

في طلب العلم الفض إلى إعمارُّ األرُّض وجعل الدنيا مطية للدارُّ الخرة ، أما إذا اختل وجـوده فيهـذه الحياة الدنيا وقاطعه عن كـل وجـود آخـر ، سينظـر إلى الدنيا كـرحلة تنتهي عنـد حافـة القمبـر

لدا ، ألن الحياة األخـرى من منظورُّ النطق نولى في رُّحلة أطـول ل تنتهـي أبـ دون أن يإجعلها مـرحلة أنمـة لزمـة للفـصل األول مـن رُّحلة النسان فـي دنـيا البتلءي ، فـلـو إلتـزم النسان الـرباني هـي تـتـ

لا و جهـدا لا دائـم بالـرحمة ونبـذ القمسـوة لكانت األرُّض دارُّ أمـن وسلم ورُّخاءي ، وهـذا يإتطـلب سعيـنودوا أن يإفكـروا بسطحية ، قاال كبـأنا الحـق سبحانـه عـن حـال أولئك الـذيإن تعـ لل ، ولقمـد ن متـواص

لا من الحياة الدنيا وهم عن الخرة هم غافلون "ـ الروم – 7تعالى : " يإعلمون ظاهرودها إلى إقاتصارُّ عقمـولنا على زخـرفا الحياة الـدنيا ، الـذي انغمسنا إن كـل الـمآمسـي الت نعانيها مـر

بالكلية في حبه وعشـق بـريإقمه الفـاني والتكالب عـليه ، مـما أدى بنـا إلى الغفلة عـن الخرة ونسينانصيبنا منها ، ألننا ألقمينا ورُّاءي ظهورُّنا النطق الرباني وتغافلنا عن منطق العقمل السليم ، مما أدىبنـا إلى عجـزنا عن تحـويإل الدنيا إلى مـطـية للخرة ، قاال تعالى: " وابـتغ فـيما آتـاك الله الـدارُّالخرة ول تنس نصيبك من الدنيا ، وأحسن كما أحسن الله إليك ، ول تبغ الفساد في األرُّض إن

ـ77الله ل يإحب الفسديإن "ـ القمصص ننـزعة النسانية لتحريإر النسان والرُّتقماءي به في نمن مشوع أخلقاي يإرتكز على ال اليإة الكريإمة تتض

نون أفق العن والقميمة ، أي الرُّتقماءي به إلى الراقاي الروحية والنفسية والعرفية والعمرانية ، الت تكالصورُّة التكيبية التكاملة بواسطة تظافر العقمل واليإمان ، من أجل ترشيد إستخلفا النسان عـن

ني يإكمن في رُّقايه العقملي طريإق ترويإض الرُّادة النسانية ، على أساس أن األصل في الكمال النسانو األخلقاـي ، الذي يإحصل عـن طريإق تحصيل العلوم و كسب اللكاتا الفاضلة ، وليس عـن طـريإـق

ضة حقميقمية تصيب رُّواد فلسفة الوهم ودها حدود ، وهذه مأسا لح ليإ الوهم الذي يإسكن منطقمة إفتاضية ل لءي فيه متـوافر و مـتاح نهمـوا الغاويإن بعالم كل ش ليو لة ، ل لأ والخطيئة عـقميد لون الحقميقمة خطـ نلب لقمـ ليإ الـذيإن لمـون منـه بالصـورُّة الـوهمية لت لح ليإ لفضونه و ليإواجهوا الواقاع الـذي يإر لل ممكن ، بدل من أن وكـل مستحيننيهم يإعمهون مقمـتفيـن أثـر من سبقموهم في ننريإن على عناديإتهم ، وسيبقمـون في غ نصـ لم الـخزونة لديإهم لل من الكابرة ، ألن اللحاد عناد واستكبارُّ وليس قاناعة ، ومعن هذا أنهم حت و لو وجدوا عالم خا

21

لة ، قاال تعالى: " وقاالـوا لـن لا وغايإ للمـوا من الـوهم بـل سيتسلمـون له ويإـرتضونه منهج لس ليإ الشـر فـلن نجر لنا من األرُّض يإنبوعا . أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر األنهارُّ خللها نؤمن لك حت تفتفجيا. أو تسقمط السماءي كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله واللئكة قابيل . أو يإكون لك بيت من

زخرفا أو ترقاى في السماءي ، ولن نؤمن لرقايك حت تنل علينا كتابا نقمرؤه ، قال سبحان رُّبي هل ـ93 ـ 90كنت إل بشا رُّسول "ـ السإاءي

نم بعون الله وتوفيقمه ت

*****

22