(مسأله ـ 6 ـ) لو اخل بالحلق أو التقصیر بمنی حتی...

754
م ت: ة لاحظ م ح، ي ح ص ت ل ا ب ي ت ر ت حات! ف لص ا% ون ك ي ب س ح ات ت لك ا وع ب مط ل ا ي! ف دار وم عل ل ا روت ب% ان! ت لب عام1408 ه.% ن مت روة لع ا! ر مي م% ن ع رحT ش! ف! ن ص م ل ا ة! هذ ب واس ق_ لا ا{ } ه ق! ف ل ا ء! ر ج ل اT ث ل اT ت ل ا% ون ع بلا_ ر وا1

Upload: others

Post on 08-Mar-2020

12 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

التصحيح، مالحظة: تم هـ.1408 عام لبنان بيروت العلوم دار في المطبوع الكتاب حسب يكون الصفحات ترتيب

{ } األقواس بهذه المصنف شرح عن مميز العروة متن

الفقهواألربعون الثالث الجزء

1

2

الفقهاإلسالمي الفقه في استداللية موسوعة

العظمى الله آيةالشيرازي الحسيني محمد السيد

ظله دامالحج كتابالسابع الجزءالعلوم دار

لبنان بيروت

3

الثانية الطبعةم1988 ـ هـ1408

المصادر تخريج مع ومصححة منقحة

طباعة. نشر. توزيع. ـ العلوم دار اللبناني البنك مقابل العبد، بئر حريك، العنوان: حارة

الفرنسي

4

الحج كتابالسابع الجزء

5

الرحيم الرحمن الله بسم

الحمد لله رب العالمين، والصــالة والســالم على أشــرف خلقــه سيدنا محمــد وعلى آلــه الطيــبين الطــاهرين، واللعنــة الدائمــة على

أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

6

فرعالمشهور جواز إلقاء القراد والحلم عن نفسه وعن بعيره.

والقراد بضم القاف كالقرد بضــمها أيضــا: دويبــة تتعلــق بــالبعير ونحوه، وهي كالقمل لإلنسان، والواحده قردة وقرادة، بضم القــاف

فيهما، والجمع قردان بكسر القاف. والحلم بفتح الحاء والالم جمع حلمــة بــالفتح أيضــا، وهي القــرادــع على الصــغيرة من العظيم، وربما يقال بأنه من ألفاظ األضداد يق

القردان والضخمة منها. والذي يدل على جــواز إلقائهمــا من البــدن ومن البعــير، مضــافا

إلى األصل المؤيد بالشهرة كما عرفت، عدة من النصوص: كصحيح عبد الله بن سنان، قلت ألبي عبد الله )عليــه الســالم(:

نعم، وصــغارأرأيت إن وجدت علي قرادا، أو حملة أطرحهما، قال: . (1)لهما إنهما رقيا في غير مرقاها

وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال:إن ألقى المحرم القراد عن بعيره، فال بأس وال يلقي الحلمة(2) .

إن القرادوحسن حريز، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: ليس من البعير

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح79 باب 164 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح80 باب 165 ص9( الوسائل: ج?)2

7

والحلمة من البعير بمنزلة القملة من جســدك، فال تلقهــا، وألــق.(1)القراد

وخبر أبي بصير، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، ســألته عن. (2)نعم، وال ينزع الحلمةالمحرم يقرد البعير، قال:

أقول: يقــال قــرد البعــير كعلم، وقــرد وأقــرد من بــابي التفعيــلواإلفعال، بمعنى نزع قردانه. ال بأس أن تنزع القراد عن بعيرك، والوخبر عمر بن يزيد قال:

. (3)ترم الحلمة ومضمر أبي بصير قــال: ســألته عن المحــرم يــنزع الحلمــة عن

. (4)ال، هي بمنزلة القملة من جسدكالبعير، فقال: وبهذه الجملـة ظهــر أن األقــوى التفصــيل بين القــراد والحلمــة، فيجوز إلقاء األول دون الثانية، كما عن الشيخ وجماعــة، وهــو الــذي

اختاره الحدائق، والمستند والجواهر، فتأمل. وأما رواية عبد الله بن سعيد قال: ســأل أبــو عبــد الــرحمن، أبــا عبــد اللـه )عليـه السـالم(، عن المحـرم يعـالج دبـر الجمـل، فقـال:

يلقي عنه الدواب، وال يدميه(5)فالظاهر أن إطالقه محمــول على ، حال الضرورة؛ أو يقيد بغير الحلمة.

كمــا أن روايــة الحمــيري في قــرب اإلســناد، عن جعفــر )عليــه في المحرم ينزع عنالسالم(، عن أبيه )عليه السالم(، كان يقول:

بعيره القردان والحلم، إن

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح80 باب 165 ص9( الوسائل: ج?)1. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح80 باب 165 ص9( الوسائل: ج?)2. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح80 باب 165 ص9( الوسائل: ج?)3. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح80 باب 165 ص9( الوسائل: ج?)4. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح80 باب 166 ص9( الوسائل: ج?)5

8

. البــد وأن يحمــل على االســتحباب أو نحــوه،(1)عليــه الفديةلضعف سندها، ألن رواتها من العامة.

ثم إن الظاهر عدم الفــرق بين نــزع القــراد عن بــدن بعــيره، أو فرســه أو حمــاره، ألنــه وإن كــان في الغــالب يتعلــق بــالبعير، لكنــه

يتعلق بغيره أيضا. ، ولــو شــكاتــق قتــل الــدواب كلهاوأما قتله فال يجوز، لعموم

في الحلمة وأنهــا صــغير القــردان أو كبيرهــا، ولم يمكن الفحص لميجز إلقاء أحدهما، للعلم اإلجمالي بوجوب إبقاء أحدهما.

من محرمات اإلحرام: )لبس الخــاتم( للزينــة،)الحادي عشر( نسبه في الحدائق إلى األصــحاب، وفي الجــواهر عن كشــف اللثــام قطع به األكثر، وعن الذخيرة ال أعــرف خالفــا بين األصــحاب، ولكن

عن النافع وتبعه المستند الكراهة. واألقوى المشهور، لمــا رواه الفقيــه، عن مســمع، عن أبي عبــد

الالله )عليه السالم(، قال: سألته عن المحرم أيلبس الخاتم، قال: . (2)يلبسه للزينة

. (3)ال يلبسه للزينةومرسل الكافي، وفي رواية أخرى: ويعضــدهما جملــة من الروايــات المتقدمــة في االكتحــال، حيث

علل الحرمة، أو أشعرت بأنها ألجل كونه زينة. نعم يجوز لبسه لغير الزينة، سواء كان للســنة أم ال، لجملــة من

األخبار: كصــحيح أحمــد بن أبي نصــر، عن أبي الحســن )عليــه الســالم(،

ال بأس قال:

. 1( قرب اإلسناد: ج?)1. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح46 باب 127 ص9( الوسائل: ج?)2 باب ما يكره من الزينة للمحرم. 357 ص4( الكافي: ج?)3

9

. (1)بلبس الخاتم للمحرم وصحيح محمــد بن إســماعيل، قــال: رأيت العبــد الصــالح )عليــه

. (2)السالم( وهو محرم وعليه خاتم وهو يطوف طواف الفريضة. (3)ال بأس بلبس الخاتم للمحرموخبر نجيح:

والجمع بين هذه األخبار واألخبار المتقدمة بحملها على الكراهــة غير تام، بعد كون القاعدة التخصيص، مضافا إلى عدم داللة صــحيح ابن إسماعيل، الحتماله كون طواف الفريضة بعـد التحلـل عن مثـل

هذه المحرمات. ثم إن الفارق بين كونه للزينة أو لغيرها النية، كما عن الــذخيرة وجماعة، هذا فيمــا لم يكن الخــاتم بنفســه زينــة، أمــا لــو كــان ففي لبسه إشــكال وإن لم يقصــد، من ظــاهر النص، ومن احتمــال كونــه للزينة حكمة ال علة فيشمل ما لو كان زينــة بنفســه ولــو لم يلبســه

ألجلها، فتدبر. من محرمات اإلحرام: )لبس المحرمة الحلي()الثاني عشر(

في الجملة، وقد اختلفت األخبار واألقــوال في ذلــك، فــالمحكي عنــادة لهــا، وعن االقتصــاد المشــهور حرمــة لبســها الحلي غــير المعت والتهذيب، واالستبصار والجمل والعقود والجــامع والنــافع والشــرائع

وغيرهم الكراهة. وأما المعتادة التي لم تقصد بها الزينة، ففي الجواهر أنه ال بأســوا به، بال خالف أجده فيه، بل في كشف اللثام االتفاق عليه، واختلف

في حرمة إظهارها

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح46 باب 127 ص9( الوسائل: ج?)1. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح46 باب 127 ص9( الوسائل: ج?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح46 باب 127 ص9( الوسائل: ج?)3

10

وعدمه، ففي المستند يكره لها إظهارها للرجال حتى زوجها. وفي الشرائع، كما عن الشيخ والفاضل حرمة ذلك.

وفي الحدائق أن تحريم لبس الحلي للمحرمة هو المشهور، بــل ال نعلم فيــه مخالفــا، إال مــا يظهــر من المحقــق في الشــرائع، حيث جعله أولى، هذا فيما لم يقصد الزينـة، وأمـا مــع ذلـك فال خالف في

تحريمه، انتهی. وأما األخبار، ففي خبر نضــر بن ســويد، عن أبي الحســن )عليــه الســالم(، قــال: ســألته عن المــرأة المحرمــة أي شــيء تلبس من

تلبس الثياب كلها، إال المصبوغة بالزعفران والورس،الثياب، قال: وال تلبس القفــازين، وال حليــا تــتزين بــه لزوجهــا، وال تكتحــل إال منــالعلم في علة، وال تلمس طيبا، وال تلبس حليا، وال فرندا، وال بأس ب

. (1)الثوب وصحيحة محمد بن مســلم، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(،

. (2)المحرمة تلبس الحلي كله، إال الحلي المشهور للزينةقال: أقول: المراد بالمشهور الظاهر.

وصحيحة عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سألت أبا الحسن )عليه الســـالم( عن المـــرأة يكـــون عليهـــا الحلي والخلخـــال والمســـكة والقرطان من الــذهب والــورق تحــرم فيــه، وهــو عليهــا وقــد كــانتــه، تلبسه في بيتها قبل حجها أتنزعه إذا أحــرمت أو تتركــه على حال

تحــرم فيـه وتلبسـه من غـير أن تظهــره للرجـال في مركبهــاقال: . (3)ومسيرها

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح49 باب 131 ص9( الوسائل: ج?)1. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح49 باب 132 ص9( الوسائل: ج?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح49 باب 131 ص9( الوسائل: ج?)3

11

وصحيح الحلبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( في حــديث،. (1)المحرمة ال تلبس الحلي وال المصبغات إال صبغا ال يردعقال:

أقول: الترديع بمعنى اللطخ بالزعفران. وموثق عمار الساباطي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قــال:

تلبس المحرمة الخاتم من ذهب(2) . والحسن الكاهلي، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، أنــه قــال:

تلبس المرأة المحرمــة الحلي كلــه، إال القــرط المشــهور، والقالدة . (3)المشهورة

وصحيح يعقوب بن شعيب، أنه سأل أبا عبد الله )عليه السالم(،.(4)تلبس المسك والخلخالينعن المرأة تلبس الحلي، قال:

ال بــأس أن تلبسوفي رواية ــخرى لــه، عنــه )عليــه الســالم(: . (5)المرأة الخلخالين والمسك

إذا كــانوصحيح حريز، عن أبي عبد الله )عليــه السـالم( قــال: . (6)للمرأة حلي لم تحدثه لإلحرام لم تنزع حليها

ــأس أنوعن الحليي، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: ال ب. (7)تحرم المرأة في الذهب والخز

وعن دعائم اإلسالم: عن جعفر بن محمد )عليهمــا الســالم( أنــهقال في حديث

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح49 باب 131 ص9( الوسائل: ج?)1. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح49 باب 132 ص9( الوسائل: ج?)2. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح49 باب 132 ص9( الوسائل: ج?)3. 7 من أبواب تروك اإلحرام ح49 باب 132 ص9( الوسائل: ج?)4. 8 من أبواب تروك اإلحرام ح49 باب 132 ص9( الوسائل: ج?)5. 9 من أبواب تروك اإلحرام ح49 باب 132 ص9( الوسائل: ج?)6. 10 من أبواب تروك اإلحرام ح49 باب 133 ص9( الوسائل: ج?)7

12

وال بأس أن تلبس الحلي ما لم تظهر به للرجالفي المحرمة: . (1)وهي محرمة

أقول: الحلي الذي ال يراه أحد ال إشكال في لبســه، ولــو إحــداثا بعد اإلحرام، ألنه ال يشمله الفتوى والنص، كما لــو علقت حليــا علىــة إحــداثا فخذها والحلي الذي يراه الناس ولو النساء ولبســتها للزين بعــد اإلحــرام، فقــد عــرفت عن الحــدائق دعــوى عــدم الخالف في

تحريمه. ويدل عليه خبر نضر، وصحيح ابن مسلم وصحيح الحلــبي، ولكن يعارضها موثق عمار في الخاتم، وحســن الكــاهلي في غــير القــرط والقالدة، لكن الالزم تقديم الطائفة األولى لتخصيص خبر نضر وابن

مسلم هذين الخبرين بما إذا لبستها للزينة. وأما استدامة لبسها فقد يقع التعارض بين صــحيح ابن الحجــاج، وبين ما دل على عدم جواز الــتزين، لكن ال يبعــد تقــديم األول، إذ الــة، وهي مشــهورة تظهــر ينفك ما ذكره في الصحيح من كونها للزين لكل أحد، وإنما منع )عليه السالم( من المحرم الذاتي، وهــو إظهــار

.(2)﴾وال يبدين زينتهن﴿الحلي للرجال األجانب، قال تعالی: ولقد أجاد في الجواهر حيث قال: وعلى كل حال يكون الحاصل حرمة إحداث الزينة لها حال اإلحرام، وحرمة إظهار ما كانت متزينة به قبل اإلحرام للرجال، في مركبها ومسيرها، وربما يرجع إلى ذلك ما في اللمعة قال: ولبس الخاتم للزينــة والمــرأة مــا لم تعتــده من

، انتهی. (3)الحلي وإظهار المعتاد منه للزوج فتأمل جدا

. 11 سطر 305 ص1( الدعائم: ج?)1. 31( سورة النور: اآلية ?)2. 374 ص18( الجواهر: ج?)3

13

لكن قد عرفت عدم دليل على حرمة إظهار المعتاد للزوج، بــل صحيح ابن الحجاج كالصريح في جواز ذلك، إذ خص التحريم بالسير والركوب، ومن المعلوم أن بهذه القرينة يكون المراد بالرجــال فيــه األجانب، ألن الغالب كون األجانب هناك، وإال فال إشكال في حرمة

إظهاره لألجانب حتى في بيت. وأمــا خــبرا يعقــوب فال ربــط لهمــا ببــاب اإلحــرام، وإن ذكرهمــا الوسائل وغيره في هذا الباب، فاالستدالل بهما نفيــا وإثباتــا ال يخلــو عن مناقشة، والقول بأن قرينة التخصيص تدل على أنهمــا في بــاب اإلحرام غير مسموع بعد كثرة مثل هذه األســئلة عن األئمــة )عليهمــدل على ــاب ي ــة الب ــبر بقرين ــال: إن الخ ــالم(، اللهم إال أن يق الس

المطلوب، وفيه ما ال يخفی. ثم إن المناط في االعتياد هو أن تلبسها في بيتها قبــل اإلحــرام، من غير فرق بين قصر المدة وطولها، فلو اشترت خاتمــا قبــل يــوم من إحرامها ولبسته ولم يكن تقصد الحج، ثم طارت إليــه وأحــرمت

ال يلزم نزعه. نعم فيما لو لبست ألجــل لبســها حــال اإلحــرام أشــكل جــوازه، لعدم صــدق كــانت تلبســه في بيتهــا قبــل حجهــا، فإنهــا ظــاهرة في

االعتياد ذاتا ال ألجل مقدمة الحج. والظــاهر أنهــا لــو كــانت نازعــة للحلي قبــل اإلحــرام بمــدة، ثم أرادت أن تلبسها بعد اإلحرام لم يشمله صــحيح ابن الحجــاج، اللهم

يشــملتحــرم فيــه وتلبسهإال أن يقال: بأن قوله )عليــه الســالم( ذلك.

وأما لــو كــانت البســة لهــا وأحــرمت، ثم نزعتهــا لغســل نفســهاونحوه، جاز لبسها بعد ذلك، ألنها ال تعد لبسا ابتدائيا.

ثم الظــاهر أن الصــبية في حكم المحرمــة في هــذا الحكم، ألن الظاهر من أدلة اجتناب الطفل ما يجتنب المحرم ذلـك، فمحرمـات

اإلحرام للرجال محرمة على

14

الصبی، ومحرمات اإلحــرام على النســاء محرمــة على الصــبية، وإال فإما أن يرفع اليــد عن أدلــة تجنيبهمــا مــا يجتنب المحــرم حــتى يجــوز للطفــل مطلقــا ســتر الوجــه والــرأس مثال، أو يقــال بوجــوب تجنيبهما األمرين، أو بالعكس فيجعل مختص الرجل للصبية ومختص

المرأة للصبي. واألول: مناف ألدلة تجنيبهما ما يجتنب عنه المحرم.

والثانی: ال دليل عليه، إذ لم يدل دليل على وجوب األمرين علىأحد.

والثالث: خالف المنساق عند العرف من األدلــة، مضــافا إلى أنــمل كثيرا من أدلتها ال يشمل ذلك، فأدلة تحريم الحلي للمرأة ال تش الصبي قطعا، وأدلة تحــريم ســتر الــرأس للرجــل ال تشــمل الصــبية

بداهة، وهكذا، فلم يبق إال ما ذكرناه. ثم لـو اضـطرت المحرمـة إلى لبس الحلي، بـأن خــافت التلـف وكان مما تتضرر به، فال يبعد القــول بــالجواز، لألدلــة العامــة الدالــة على جواز كل محـرم عنـد الضـرورة، لكن هـذا فيمـا لم يكن يمكن

لبسها بنحو غير محرم.ــه، وهل يحرم على الرجل لبس الحلي إذا كان مما ال يحرم بذات كما يلبس بعض الهنــود الشــنف والقــرط، بــل والخلخــال ونحــوه، ال

دليل على التحريم، فاألصل جوازه. وعلى هــذا فالســاعة المعمولــة في هــذه األزمنــة تعليقهــا باليــد

كالسوار، البأس بها. ــذكور ال تختص ــورد المـ ــة الحلي في المـ ــاهر أن حرمـ ثم الظـ بالذهب والفضة، فتشمل كل ما كان حليا وإن كان من معدن آخــر،

لصدق األدلة، وإن صرحت في بعضها بالذهب والورق. والظــاهر أن الحلي المحرمــة ال تختص بمــا كــانت متداولــة في تلك األزمنة من األشياء المذكورة في الروايات ونحوها، بــل تشــمل

كل حلي وإن كانت مستجدة. ولو لبست لباسا هي بنفسها حلية، فال يبعــد شــمول األدلــة لــه،

من غير فرق بين أن

15

يكون ثوبا أو نعال أو غيرهما. ولو انقلبت الحلية في زمان شــناعة دار الحكم مــدار التســمية، ومــا في الروايــات من األشــياء المــذكورة، إنمــا هي لكونهــا من

مصاديق الحلية. ــد والوجــه والرجــل ليســت من والظــاهر أن النقــوش على الي الحلية، وإن كانت من الزينــة، فال يبعــد القــول بــالترك لــدخولها فيجملة من التعليالت المتقدمة في مسألة الخاتم والكحل وغيرهما.

ــالحمرة ــا ب ــزيين وجهه ــرك ت ــة ت ــاألحوط للمحرم ــذا ف وعلى هوالبياض ونحوهما.

وأما الوشم فلو كان على بدنها لم يلزم قلعه وإن تيسر. ولو كان شيء واحد عند قوم حلية وزينة، وعنــد آخــرين لم يكن كذلك، أو كان بالعكس، بل أورث لبسه قبحا وبشاعة، فهــل المــدارــاط العــرف ــده، أم المن هــذا القــوم أم ذاك، أو كــل حســب مــا عن المتعارف عنــد األغلب واألكــثر، أو الحجــاج منهم فقــط، احتمــاالت، وإن كان األقرب الرابع، ألن الحلية بقول مطلق تنصرف إلى الحلية

العرفية ال القومية أو نحوها، والله العالم.

من محرمات اإلحرام: )التدهين(، أمــا مــا فيــه)الثالث عشر( طيب فال خالف وال إشكال في حرمته، كما في الجواهر والحــدائق، بل عن المنتهى دعوى اإلجماع عليه، ويدل عليه مــا دل على حرمــة استعمال الطيب مطلقا ممــا يشــمل التــدهين، وســيأتي أخبــار أخــر

تدل على ذلك بالخصوص. نعم ربما يحكى عن جمل الشـيخ وابن حمـزة القـول بالكراهـة،

لكن الظاهر أن المراد بها الحرمة، ال معناها االصطالحي. وكيف كــان، فال يخفى أن الكالم في الطيب هنــا هــو الكالم في الطيب هناك، ولذا قال في الجواهر في بــاب التــدهين: البحث فيــه

ما عرفت سابقا من عموم

16

، انتهی. (1)الطيب وخصوصه وعلى هذا فما عن العالمــة حيث قــال: أجمــع علماؤنــا على أنــه يحرم اإلدهان في حال اإلحرام باألدهان الطيبة، كدهن الورد والبــان والزنبق، وهو قول عامة أهل العلم، وتجب فيه الفدية إجماعا، ال بد وأن يريــد بــدعواه اإلجمــاع على اإلدهــان، أو المطيب منــه، ويكــون

أمثلة الطيب غير مصب اإلجماع، وإال فال يخفى ما فيه. وكما أنه ال يجوز التدهين بالمطيب بعد اإلحرام ال يجوز قبلــه إذا أراد اإلحــرام وكــان ممــا يبقى أثــره إلى مــا بعــد اإلحــرام، كمــا في الشرائع، وعن القواعد والنهاية والسرائر، بــل عن المــدارك نســبته

إلى األكثر. ويدل على ذلك، مضافا إلى مــا عــرفت في مســألة الطيب من حرمته ابتداء واســتدامة، صــحيح الحلــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

ال تدهن حين تريد أن تحرم بدهن فيه مسك وال عنبرالسالم( قال: ــئت من أجل أن رائحته تبقى في رأسك بعد ما تحرم، وادهن بما ش من الدهن حين تريد أن تحرم، فإذا أحرمت فقد حرم عليــك الــدهن

. (2)حتى تحلــال: ومضمرة علي بن أبي حمزة المروية عن الكافي والفقيه ق سألته عن الرجل يدهن بدهن فيه طيب، وهو يريد أن يحرم، فقال:

ال تدهن حين تريد أن تحرم بدهن فيه مسك وال عنــبر تبقى رائحتــه في رأسك بعد ما تحرم، وادهن بما شئت

. 374 ص18( الجواهر: ج?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ج28 باب 104 ص9( الوسائل: ج?)2

17

من الدهن حين تريد أن تحرم قبل الغسل وبعده، فإذا أحــرمت. (1)فقد حرم عليك الدهن حتى تحل

وقد عرفت ظهور هذين الخبرين لعدم جــواز اإلدهــان بمــا يبقىــود ــل والعق ــرام، لكن حكي عن الجم ــد اإلح ــا بع ــه إلى م ــر طيب أث والوســيلة والمهــذب القــول بالكراهــة، لجــوازه مــا دام محال، غايتــه وجوب اإلزالــة بعــده فــورا، وردهم في الجــواهر بأنــه كاالجتهــاد في

مقابل النص. أقول: لكن الظاهر أن ما فعلوه ليس اجتهادا، بل جمعــا بين مــا دل على النهي عن التــدهين قبــل اإلحــرام ممــا تقــدم، وبين مــا دل على جــوازه في الجملــة، كحســن الحســين بن أبي العالء، قــال: سألت أبا عبد الله )عليه الســالم(، عن الرجــل المحــرم يــدهن بعــد

أن أبــاه كــان، وأدهنا عنده بسليخة بان، وذكــر نعمالغسل، قال: يدهن بعد ما يغتســل لإلحــرام، وأنــه كــان يــدهن بالــدهن مــالم يكن

. (2)غالية، أو دهنا فيه مسك أو عنبرــتربيب ــربب، وال ــل أن ي ــان قب ــر الب ــليخة دهن ثم ــول: الس أق

التطييب واإلجادة. ــه ــدهن ب وصحيح الحلبي، أنه سأل عن دهن الحناء والبنفسج أ ن

. (3)نعمإذا أردنا أن نحرم، فقال: بناء على أن البــان والحنــاء والبنفســج من أقســام الطيب، لكنــذين ــة له ــل ال دالل ــوى، ب ــات األولى أق ــة الرواي ــاف أن دالل اإلنص

الحديثين، فإن دهن البان قبل

. 8 في التهيؤ لإلحرام ح109 الباب 202 ص2( الفقيه: ج?)1. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح29 باب 106 ص9( الوسائل: ج?)2. 7 من أبواب تروك اإلحرام ح29 باب 106 ص9( الوسائل: ج?)3

18

التربيب والحناء والبنفسج ليســت بطيب، مضــافا إلى أن البــانليس من الطيب المحظور.

ولــذا نهى )عليــه الســالم( في حســن الحســين: عن الغاليــةوالمسك والعنبر.

ويؤيد الطائفة األولى جملة أخرى من الروايات: كصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال:

الرجل يــدهن بــأي دهن شــاء، إذا لم يكن فيــه مســك وال عنــبر وال قــال: زعفران وال ورس قبــل أن يغتســل لإلحــرام وال تجمــر ثوبــا

. (1)إلحرامك وصحيح الفضالء، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، أنه سئل عن

كان علي )عليه السالم( اليزيدالطيب عند اإلحرام والدهن، فقال: . (2)على السليخة

وخبر درست بن أبي منصور، عن هشــام بن ســالم، قــال: كنت أنا وابن أبي يعفور وجماعة من أصحابنا بالمدينــة نريــد الحج، قــال: ولم يكن بذي الحليفة مــاء، قــال: فاغتســلنا بالمدينــة ولبســنا ثيــاب إحرامنا، ودخلنا على أبي عبد الله )عليــه الســالم(، قــال: فــدعا لنــا

، قال: فادهنا به، قالليس به بأس هذا المسيخبدهن بان ثم قال: . (3)درست: وهو عصارة ليس فيه شيء

قال في الجواهر: ثم ال يخفى عليك أن تحريم اإلدهان بالمطيبــه، وإال الذي يبقى أثره، إنما يتحقق مع وجوب اإلحرام وتضــييق وقت

،(4)لم يكن اإلدهان محرما، وإن حرم إنشاء اإلحرام قبـل زوال أثـرهانتهی.

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح30 باب 105 ص9( الوسائل: ج?)1. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح30 باب 106 ص9( الوسائل: ج?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح8 باب 12 ص9( الوسائل: ج?)3. 375 ص18( الجواهر: ج?)4

19

هــذا كلــه في الــدهن المطيب، وأمــا غــير المطيب فيحــرم بعــداإلحرام، وال يحرم قبله وإن بقي أثره إلى حال اإلحرام.

أما األول فعلى المشهور، بل عن ظاهر الخالف اإلجمــاع عليــه،ويدل عليه جملة من النصوص المتقدمة.

ــال: وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال تمس شيئا من الطيب وأنت محرم، وال من الدهن .الحديث

ويكــره للمحــرم اإلدهــان الطيبــة إال المضــطروقال في آخره: . (1)إلى الزيت يتداوى به

ال تمس شــيئا منوعنه، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال: . (2)الطيب وال من الدهن في إحرامك

ــرى وصحيح حريز، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، أنه كان ال ي. (3)بأسا بأن تكتحل المرأة وتدهن وتغتسل بعد هذا كله لإلحرام

ــوي: ــهوالرض ــدهن رأس ــه، وال ي ــد إحرام وال يمس الطيب بع. (4)ولحيته

ــد والجمــل والعقــود والكــافي ــك فقــد حكي عن المفي ومــع ذلوالمراسم القول بالجواز.

واستدل لذلك بصحيح محمد بن مسلم، قال: أبو عبد الله )عليه ال بأس بأن يدهن الرجل قبل أن يغتسل لإلحــرام وبعــده،السالم(:

. (5)وكان يكره الدهن الخاثر الذي يبقی

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح29 باب 105 ص9( الوسائل: ج?)1. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 94 ص9( الوسائل: ج?)2. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح30 باب 106 ص9( الوسائل: ج?)3. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح20 الباب 121 ص2( المستدرك ج?)4. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح30 باب 106 ص9( الوسائل: ج?)5

20

ــمرا، وعن ــور مض ــالم، عن ابن أبي يعف ــام بن س ــحيح هش وصــه بعــد الغســل ــه الســالم(، قــال: مــا تقــول في دهن الصــادق )علي

، قال: ثم دعا بقارورةقبل وبعد ومع ليس به بأسلإلحرام، فقال: . (1)بان سليخة ليس فيها شيء، فأمرنا فادهنا منها

وصحيح الفضالء المتقدم.بل وبجملة من الروايات اآلتية في مسألة االضطرار.

لكن ال يخفى عـــدم داللـــة هـــذه األخبـــار، إذ مـــا يـــأتي مختص بالضرورة، وصحيحا هشام ومحمــد يــدالن على جــواز التــدهين بعــدــحيح ــرام، وص ــد اإلح ــا الكالم بع ــه، وإنم ــل، وليس الكالم في الغس الفضــالء مجمــل ال بــد وأن يحمــل على قبــل اإلحــرام، بقرينــة ذكــر

الطيب المسلم عدم جوازه بعد اإلحرام. وأمــا الثــاني فألن مــا تقــدم ممــا دل على جــواز التــدهين بعــد الغسل، يدل بالداللــة العرفيــة عليــه، إذ يبقى أثــر الــدهن إلى حــال

اإلحرام قطعا. نعم، صحيح محمد بن مسلم يدل على كراهة الخاثرة منه، وهــو الثخين الذي اشتد مقابل الــذائب، وبمــا ذكرنــاه أفــتى في الجــواهر

أيضا. ثم إنه يجوز في حال االضطرار استعمال الدهن المطيب وغــير المطيب، لكن جواز األول إنما هو مع عدم رفــع االضــطرار بالثــاني،ــدل على الجــواز في ــاني، وي ــتين بخالف الث إذ حرمــة األول من جهــل ــدم الخالف ب ــة وع ــة العام صــورة االضــطرار، مضــافا إلى األدل

اإلجماع بقسميه كما في الجواهر، جملة من النصوص: كصحيح هشام بن سالم، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال:

إذا خرج بالمحرم الخراج أو الدمل، فليبطه وليداوه بسمن أو زيت(2)

. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح30 باب 106 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح31 باب 107 ص9( الوسائل: ج?)2

21

وخبر األحمسي قال: سأل أبا عبد الله )عليه السالم( ســعيد بن يســار، عن المحــرم تكــون بــه القرحــة أو البــثرة أو الــدمل، فقــال:

اجعل عليه بنفسج وأشباهه مما ليس فيه الريح الطيبة(1) . وعن كتاب العالء بن رزين، عن محمد بن مسلم، قــال: ســألته،ــال: ــداه، ق ــرم تشــققت ي ــه الســالم(، عن مح ــر )علي ــا جعف أي أب

يدهنهما بزيت أو بسمن أو بإهالة(2) . وبهذه النصــوص تحمــل صــحيحة معاويــة: في محــرم كــانت بــه

إن كــان فعلــهقرحة، فداواها بدهن بنفسج، قــال )عليــه الســالم(: ،(3)بجهالة فعليه إطعام مسكين، وإن كــان متعمــدا فعليــه دم شــاة

على االستحباب أو غيره من المحامل. ثم الظــاهر عــدم الفــرق في التحــريم بين تــدهين بعض البــدنــف والفم، ــدبر واألن ــاطن ال ــداخل كب ــه، والجســم والشــعر، وال وكل

والظاهر. كما أنه يحرم على غير المحرم تدهين المحــرم، وعلى المحــرم

تدهين مثله. فعن إســحاق بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( فيــدهن الطيب، ــه الحالل بال حــديث قــال: وســألته عن المحــرم يدهن

.(4)يغسله وليحذروالمحرم ال يعلم ما عليه، قال: أما المحرم فيجوز له تدهين المحل، ألنه ليس محل التحريم.

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح31 باب 107 ص9( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح31 باب 107 ص9( الوسائل: ج?)2. 5 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح4 باب 285 ص9( الوسائل: ج?)3. 7 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح4 باب 285 ص9( الوسائل: ج?)4

22

نعم، ال يجوز أن يدهنه بيده ألنه تدهين لبعض نفسه. وال يختص التدهين بمباشرة اليد ونحوهــا، فلــو ذهب في حــوض

دهن حرم. وال يجوز تدهين الصبي والصــبية المحــرمين، لمــا تقــدم من أنــه

يجنبهما ما يجنب المحرم. ثم إنه يجوز أكل الدهن بالضــرورة واإلجمــاع، لعــدم دليــل على حرمته، وأما االحتقان بالدهن فالظاهر أنه ال يصــدق عليــه التــدهين،ــدهين بين الرجــل والمــرأة، وأقســام الحج وال فــرق في حرمــة الت والعمرة، وأصناف الدهن حتى المتخذ من النبات المعمول في هذه

األزمنة، والله العالم. من محرمــات اإلحــرام: )إزالــة الشــعر( قليلــه)الرابع عشر(

ــة أو ســائر ــرأس أو اللحي ــتى الشــعرة ونصــفها، عن ال ــيره، ح وكث الجسد، بالحلق أو القص أو النتف أو النورة أو غيرهــا، بالخالف كمــا في الحــدائق، بــل اإلجمــاع بقســميه عليــه كمــا في الجــواهر، وعن المنتهى والتذكرة اإلجماع، بل في المستند استفاضة دعوى اإلجماع

على ذلك، ويدل عليه متواتر النصوص: كصحيحة زرارة، قال: سمعت أبا جعفــر )عليــه الســالم( يقــول:

من حلق رأسه، أو نتف إبطــه ناســيا أو جــاهال أو ســاهيا فال شــيء . (1)عليه، ومن فعله متعمدا فعليه دم

وصحيحة زرارة بن أعين، قال: سمعت أبا جعفر )عليه الســالم( من نتف إبطه، أو قلم ظفره، أو حلق رأسه، أو لبس ثوبا اليقول:

ينبغي له لبسه، أو أكل طعاما ال ينبغي له أكله، ففعل ذلك ناســيا أوجاهال أو ساهيا، فليس عليه شيء، ومن فعله متعمدا فعليه دم شاة

(2) .

. 1 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح10 باب 291 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح8 باب 289 ص9( الوسائل: ج?)2

23

ال بــأسوصحيح حريز، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال: أن يحتجم المحرم ما لم يحلق أو يقطع الشعر، واحتجم الحسن بن

. (1)علي )عليه السالم( وهو محرم وتقدم في صحيح معاوية بن عمار، عن الصادق )عليه الســالم(:

أنه يحك رأسه بأظافيره، ما لم يدم أو يقطع الشعر . الوعن عمر بن يزيد، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

بأس بحك الرأس واللحية، ما لم يلق الشعر، ويحــك الجســد مــا لم. (2)يدمه

ال، إال أن الوصحيح الحلبي، ســألته عن المحــرم يحتجم، قــال: . (3)يجد بدا فليحتجم، وال يحلق مكان المحاجم

. (4)إذا نتف الرجل بعد اإلحرام فعليه دموصحيح حريز: إذا نتف المحرم من شعر لحيته وغيرها شــيئا،وحسن الحلبي:

. (5)فعليه أن يطعم مسكينا في يده وعن الصيقل، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، عن المحــرم

، وقــال:ال، إال أن يخــاف التلــف وال يســتطيع الصــالةيحتجم، قال: إذا آذاه الدم فال بأس به ويحتجم وال يحلق الشعر(6) .

وعن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر )عليه الســالم(، نعم، ولكنقال: سألته عن المحرم هل يصلح لــه أن يحتجم، قــال:

. (7)ال يحلق مكان المحاجم وال يجزه

. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح62 باب 144 ص9( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح73 باب 159 ص9( الوسائل: ج?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح62 باب 143 ص9( الوسائل: ج?)3. 1 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح11 باب 292 ص9( الوسائل: ج?)4. 9 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح16 باب 300 ص9( الوسائل: ج?)5. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح62 باب 144 ص9( الوسائل: ج?)6. 11 من أبواب تروك اإلحرام ح62 باب 145 ص9( الوسائل: ج?)7

24

، عن جعفر بن محمد )عليهما السالم( أنه(1)وعن دعائم اإلسالم إلخ. إذا حلق المحرم رأسه أو جزقال:

وعن علي بن أبي طــالب، ومحمــد بن علي، وجعفــر بن محمــدــالم(: ــيد)عليهم الس ــوع من الص ــرم ممن ــال:إن المح ، إلى أن ق

وحلق الرأس(2) .. (3)وال يأخذ المحرم شيئا من شعرهوالرضوي:

إلى غير ذلــك ممــا يــأتي ممــا يــدل على جــوازه مــع الضــرورة،المفهوم منه عدم الجواز في نفسه.

هذا كله في حال االختيار، أما في حال الضــرورة ففي الحــدائق أنه ال خالف في جوازه، وفي الجواهر مازجا: نعم مع الضــرورة من أذيــة قمــل أو قــروح أو صــداع أو حــر أو غــير ذلــك، ال إثم بال خالف أجده فيه، بل اإلجمــاع بقســميه عليــه، مضــافا إلى األصــل وعمــوم

، انتهی. (4)أدلتها، وإلى نفي العسر والحرج والضرر، واآلية أقول: ويدل على ذلك مضـافا إلى األدلـة العامـة، قولـه تعـالی:

يام أو﴿ ــة من صــ ه ففدي ــه أذى من رأســ فمن كان منكم مريضــا أو ب. (5)﴾صدقة أو نسك

مــروصــحيح حريــز، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( على كعب بن عجــرة

، قــال:أتؤذيــك هوامكاألنصاري والقمــل يتنــاثر من رأســه، قــال: فمن كان منكم مريضا أو ﴿نعم، فأنزلت هذه اآلية:

. 13 سطر 304( دعائم اإلسالم: ص?)1. 7 سطر 303( دعائم اإلسالم: ص?)2. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح57 الباب 124 ص2( المستدرك: ج?)3. 378 ص18( الجواهر: ج?)4. 196( سورة البقرة: اآلية ?)5

25

ك ــ ﴾به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نس فأمره رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( فحلق رأسه، وجعل عليه صيام ثالثة أيام، والصدقة على ســتة مســاكين، لكــل مســكين

. (1)مدان، والنسك شاة وكل شــيء في القــرآن )أو(وقال أبو عبد الله )عليه السالم(:

فصاحبه بالخيار يختار ما شاء، وكل شيء في القرآن )فــإن لم يجــد.(2)كذا فعليه كذا( فاألول الخيار

يعــني أن األول هــو مختــارفاألول الخيارقوله )عليه السالم(: الله ابتداء، وما بعده إنما هو عوض عنه مع عدم إمكانه.

وعن الصــدوق في الفقيــه: مــر النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وسلم( على كعب بن عجرة األنصارى وهو محرم وقــد أكــل القمــل رأسه وحاجبيه وعينيــه، فقــال رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه

فــأمره فنســك عنــهمــا كنت أرى أن األمــر يبلــغ مــا أرىوسلم(: ــالی: ــه تع ﴿نسكا وحلق رأسه، لقول الل فمن كان منكم مريضــا

ك ﴾،أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نســ والصيام ثالثة أيام والصدقة على ستة مساكين، لكل مســكين صــاع

. (3)من تمر، والنسك شاة ال يطعم منها أحد إال المساكين قالوخبر عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال:

ــه أذى من﴿الله تعالى في كتابه: فمن كان منكم مريضــا أو بك فمن عــرض لــه﴾، رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نســ

أذى أو وجع فتعاطى ما ال ينبغي للمحرم إذا كــان صــحيحا فالصــيام ثالثة أيــام، والصــدقة على عشــرة مســاكين، يشــبعهم من الطعــام،

والنسك

. 1 من أبواب كفارات اإلحرام ح14 باب 295 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب كفارات اإلحرام ح14 باب 295 ص9( الوسائل: ج?)2.56 و55 في ما يجوز للمحرم... ح118 الباب 228 ص2( من ال يحضره الفقيه: ج?)3

26

. (1)شاة يذبحها فيأكل ويطعم، وإنما عليه واحد من ذلك وعن الغوالي، روي أن رسول الله )صلى عليه وآله وسلم( قال

ــالعلك آذاك هوامكلكعب بن عجرة وقد قمل رأسه: ، قال: نعم ي احلــق رأســك وصــم ثالثــة أيــام، أو أطعم ســتةرسول اللــه، قــال:

ــة، وكــانمساكين، أو انسك شاة ، فكان كعب يقول: في نزلت اآلي قرح رأسه فلما رأه النبي )صلى الله عليه وآلــه وســلم( قـال: كفى به أذی، ومن كان به أذى من رأســه ففديــة من صــيام أو صــدقة أو

. (2)نسك ثم الظــاهر أنــه ال فــرق في الحكم بين كــون الضــرر من نفس الشعر كالشعر النابت في العين، أو من محل الشعر كالقروح الــتي حدثت في الرأس من جهة كـثرة الشـعر، أو ممـا تمكن في الشـعر كالقمل الذي يمكن رفعه بدون الحلق، إلطالق اآلية واألدلــة العامــة

للضرر، وروايات كعب تشمل الساكن والمحل. ولو قطع عضوا كان عليه شعر لم يتعلق بزواله شيء، كمــا في الجواهر، وعن التذكرة والمنتهى لخروجه عن مفهــوم إزالتــه، فضــال

عن صدق الحلق واإلزالة ونحوهما. ولو أكــل دواء أورث ســقوط شــعره لم يلزمــه شــيء لمــا ذكــر

أيضا. ولو تنــور قبــل اإلحــرام فــأحرم والنــورة باقيــة؛ فالظــاهر لــزوم

إزلتها لصدق إزالة الشعر، إال أن يكون قد انقلع الشعر قبل ذلك. وفي الجواهر: الظاهر عدم الخالف، بــل وال اإلشــكال في عــدم

جواز إزالة

. 2 من أبواب كفارات اإلحرام ح14 باب 296 ص9( الوسائل: ج?)1. 239 ح89 ص2( الغوالي: ج?)2

27

، بل في المدارك اإلجماع عليه. (1)المحرم شعر محرم غيره أقول: ويدل عليه مضــافا إلى المالك، مــا دل على أنــه ال يحلــق مكــان المحــاجم ونحــوه، فإنــه لــو ال الحرمــة للفاعــل لم يكن وجــه

للنهي.ومنه يفهم عدم الفرق بين كون الحالق محرما أو غير محرم.

وأما لو كان الحــالق محرمــا والمحلــوق منــه حالال، فعن الشــيخــك في الخالف جوازه وال ضمان لألصل، وعن التهذيب ال يجوز له ذل

ال يأخــذ الحــراملقول الصادق )عليه الســالم( في صــحيح معاويــة: ، ولعله األقوى كمــا في الجــواهر، وهــو المتعين،(2)من شعر الحالل

ال يأخــذوقد روى هذه الروايــة المشــايخ الثالثــة، لكن في الكــافي: (3)المحرم من شعر الحالل

ــير ــرأة، والكب ــذا الحكم بين الرجــل والم ــرق في ه ــه ال ف ثم إن والصغير، فيلزم على من مــع الطفــل أن يمنعــه أن يأخــذ من شــعر

نفسه، أو شعر غيره، أو يأخذ غيره من شعره. ــدارا ــو مق كما أنه ال فرق بين استيصال الشعر، أو أخذ بعضه ول

قليال منه، كأن يقص من شعر طوله ذراع قدر أنملة. ثم إنه لو جاز للمحــرم أخــذ شــعره لضــرورة، فالظــاهر جــوازه لمحــرم آخــر، لمــا يســتفاد من قصــة كعب، إذ جميــع من كــان مــع رسول الله )صلى الله عليه وآلــه وســلم( كــانوا محــرمين، اللهم إال أن يقال: إن المستفاد من صحيح معاوية المتقــدم عــدم جــواز أخــذ المحرم الشعر مطلقا، ولــو كــان من محــرم جــاز أخــذه اضــطرارا،

للمفهوم

. 381 ص18( الجواهر: ج?)1. 2ـ1 من أبواب تروك اإلحرام ح63 باب 145 ص9( الوسائل: ج?)2. 7 باب المحرم يحتجم أو يقص ظفرا ح361 ص4( الكافي: ج?)3

28

األولی، وال يخفى أن األحوط الترك. ولو اضطر بأن لم يكن هناك محل يأخذ شــعره، ولم يتمكن هــو من إزالة شعر نفسه، ففي جواز أخذ محرم شعره تأمــل، واألظهــر

الجواز. ثم إن عدم جواز أخذ المحــرم شــعر المحــل، ال يفــرق فيــه بين كونه في الطريق أو في منى، فلو تم أعمال بعض الحجــاج لم يجــز

لحاج آخر لم يتم أعماله أن يأخذ من شعره. وال إشكال فيما لو طلى بدنه بدواء يمنع من خروج الشعر، ألنــه

ليس حلقا ونحوه. والظــاهر أن حلــق موضــع دفعــة عرفيــة حــرام واحــد، وتــدريجا محرمـــات متعـــددة، وســـيأتي بعض فـــروع المســـألة في أحكـــام

الكفارات إن شاء الله تعالی. ( من محرمات اإلحرام: )تغطية الرجل رأسه(الخامس عشر)

والمرأة وجهها. أما األول: فبال خالف كما في الحــدائق، وعن المنتهى والتــذكرة اإلجمــاع عليــه، وفي الجــواهر اإلجمــاع بقســميه عليــه، ويــدل عليــه

نصوص مستفيضة: كصحيح زرارة، قــال: قلت ألبي جعفــر )عليــه الســالم(: الرجــل

نعم وال يخمــرالمحرم يريد أن ينام يغطي وجهه من الذباب، قــال: . (1)رأسه

وصحيح حريــز، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن يلقي القنــاع عن رأســه ويلــبي والمحرم يغطي رأسه ناسيا، قال:

. (2)شيء عليه وصــحيح الحلــبي، أنــه ســأل أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن

. (3)يلبي إذا ذكرالمحرم يغطي رأسه ناسيا أو نائما، قال:

. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح55 باب 138 ص9( الوسائل: ج?)1. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح55 باب 138 ص9( الوسائل: ج?)2. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح55 باب 138 ص9( الوسائل: ج?)3

29

وصحيح عبد الرحمن قال: سألت أبا الحسن )عليه السالم( عن. (1)الالمحرم يجد البرد في أذنيه يغطيهما، قال:

أمــا منوعن زرارة، قال: سألته عن المحــرم أ يتغطی؟ قــال: . (2)الحر والبرد فال

ــا ــه )عليهم ــر، عن أبي ــون، عن جعف ــه بن ميم ــد الل وحســن عب المحرمــة ال تتنقب، ألن إحــرام المــرأة في وجههــا،السالم(، قــال:

. (3)وإحرام الرجل في رأسهــه، عن علي )عليهم ــ ــر، عن أبي ــ ــتري، عن جعف ــ وعن أبي البخ

المحرم يغطي وجهه عند النوم والغبــار إلى طــرارةالسالم(، قال: . (4)شعره

أقول: المراد من الطرارة منتهى الشعر الذي هو قصاصه. وصحيح ابن سنان، سمعت أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم( يقــول ألبي، وشكى إليه حر الشمس وهو محرم وهو يتاذى به قــال: أتـرى

. (5)ال بأس بذلك ما لم يصب رأسكأن أستتر بطرف ثوبي؟: وال بأس أن تغتسل وأنت محــرم، وأن تصــب المــاءوالرضوی:

. (6)على رأسك وتغطي وجهك، وال تغطي رأسك إلى غير ذلك من الروايات التي تأتي، مما تدل جــواز ذلــك عنــد

الضرورة، المفهوم منها عدم جوازه عند االختيار.

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح55 باب 137 ص9( الوسائل: ج?)1. 14 من أبواب تروك اإلحرام ح64 باب 148 ص9( الوسائل: ج?)2. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح55 باب 138 ص9( الوسائل: ج?)3. 8 من أبواب تروك اإلحرام ح55 باب 139 ص9( الوسائل: ج?)4. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح67 باب 152 ص9( الوسائل: ج?)5. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح60 الباب 125 ص2( المستدرك: ج?)6

30

ومن هــذه النصــوص خصوصــا خــبر أبي البخــتري وصــحيح ابن سنان، يستفاد عدم الفرق بين تغطية جميع الرأس وبعضه، كما عن

العالمة والشهيد وغيرهما وفي الجواهر. ــد ــاوز الحـ ــة إذا لم يتجـ ــام القربـ ــكال في عصـ ــه ال إشـ ثم إنـ المتعارف، كما صرح به غير واحــد، بــل في الجــواهر عــدم الخالف، ويدل عليه صحيحة محمد بن مسلم أنــه ســأل أبــا عبــد اللــه )عليــه السالم(، عن المحرم يضع عصام القربة على رأســه اذا استســقی،

. (1)نعمقال: وحسن يعقوب بن شعيب مثله.

وكــذا ال إشــكال في جــواز التعصــب لحاجــة، كمــا عن التهــذيب والنهاية والمبسوط والسرائر والجامع والتذكرة والتحريــر والمنتهى

وغيرها. ويـدل عليــه صــحيح معاويـة بن وهب، عن أبي عبـد اللـه )عليــه

. (2)ال بأس أن يعصب المحرم رأسه من الصداعالسالم( قال: وخبر الجعفريات، بسنده عن الحســن بن علي )عليــه الســالم(:

إن عليــا )عليــه الســالم( ســئل عن األقــرع واألصــلع، ومن يتخــوف البرد على رأسه إذا هو أحــرم، ومن بــه قــروح في رأســه فيتخــوف

فليكفــر بمــا ســماه اللــه تبــارك وتعــالى فيعليه البردـ، قــال لــه: ــه أذى من﴿: (3)كتابه، قوله تعالی فمن كان منكم مريضــا أو ب

صيام ثالثة أيام،(4)﴾رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك أو صدقة ثالثة أصوع على ستة مساكين، أو نسك وهي شاة، ليضــع

.(5)القلنسوة على رأسه أو العمامة

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح57 باب 140 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح56 باب 139 ص9( الوسائل: ج?)2. 14 سطر 68( الجعفريات: ص ?)3. 196( سورة البقرة: اآلية ?)4. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح45 الباب 123 ص2( المستدرك: ج?)5

31

وإن صـــدع رأســـك ال بـــأس أن تعصـــب رأســـكوالرضـــوي: . (1)بخرقة

وهــل األذنــان داخلتــان في الــرأس، فال يجــوز تغطيتهمــا، أم ال؟ــا اســم قــوالن، قــال في محكي المســالك: الظــاهر أن الــرأس هنــر، ــا للتحري لمنابت الشعر حقيقة أو حكما، فاألذنان ليستا منه، خالف

انتهی. وعن التــذكرة والمنتهى: الــتردد في دخولهمــا وخروجهمــا، وفيــحاب، الحدائق كما عن المدارك نسبة خروجهما إلى جملة من األص

وفي الجواهر الميل إلى الدخول. واألقوى الدخول ال لصدق الرأس عليهما، ولــذا لــو قــال برأســه قرحة لم يفهم منه أنها بأذنه، كمــا لــو قــال: تــألمت رأســه أو رأيت رأسـه أو نحــو ذلـك، لم يتبــادر إال منــابت الشـعر، بــل لصــحيح عبــدــة ــالم( عن تغطي ــه الس ــام )علي ــدم، حيث نهى اإلم ــرحمن المتق ال

األذنين. وعن سماعة، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: ســألته عن المحرم يصيب أذنه الريح، فيخاف أن يمرض هل يصلح لــه أن يســد

. (2)نعم ال بأس بذلك إذا خاف ذلك وإال فالأذنيه بالقطن؟ قال: وبهذين الحديثين يرفع اليد عن ظاهر عمــوم خــبر أبي البخــتري

وابن سنان. والظاهر أن العبرة بالمتعارف، فاألغم واألصلع ونحوهما ال عبرة

بهما، وال دليل على حرمة تغطية غير األذنين. بل في الجواهر: لم أجد من ذكر وجوب غـير األذنين زائـدا على

المنابت،

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح56 الباب 124 ص2( المستدرك: ج?)1. 8 من أبواب تروك اإلحرام ح70 باب 156 ص9( الوسائل: ج?)2

32

. (1)بل لعل السيرة أيضا على خالفة، فتاملــأن ال ثم إنه قال في الحدائق: قد صرح العالمة ومن تأخر عنه بــة ــ ــاد، كالعمام ــ فـــرق في التحـــريم بين أن يغطي رأســـه بالمعتــير، ــاع يس ــل مت ــاء وحم ــتى الطين والحن ــيره ح ــوة، أو بغ والقلنســه في ــح، ألن المنهي عن ــير واض ــه غ ــدارك بأن ــهم في الم واعترضــه والســتر ــاع علي ــرأس ووضــع القن ــبرة، تخمــير ال ــات المعت الروايــه على بالثوب، ال مطلق الستر مع أن النهي لو تعلق به لوجب حمل ما هو المتعارف منـه، وهــو السـتر بالمعتــاد، إال أن المصـير إلى مــا

، انتهی. (2)ذكروه أحوطــبته وفي الجواهر: إنه ال أجد في ذلك خالفا، بل عن التذكرة نس

. (3)إلى علمائناأقول: والمسألة مشكلة:

: من حيث إن المنصــرف من التغطيــة المتعــارف، فال يشــمل1 مثل قليل الحناء، ووضع الطبــق على الــرأس والتلبيــد ونحوهــا؛ بــل

ورد في األخير نصوص: كصحيح زرارة، عن أبي عبد الله )عليه السالم( في حديث قال:

ــرمسألته هل يغتسل المحرم بالماء، قال: ال بأس أن يغتسل المح بالماء ويصب على رأسه ما لم يكن ملبدا، فإن كان ملبدا فال يفيض

. (4)على رأسه الماء إال من االحتالم وفي صحيح آخر، عن الصادق )عليه السالم(، سئل عن المحرم

هل يحك رأسه أو يغتسل

. 384 ص18( الجواهر: ج?)1. 493 ص15( الحدائق: ج?)2. 384 ص18( الجواهر: ج?)3. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح75 باب 160 ص9( الوسائل: ج?)4

33

يحك رأســه مــا لم يتعمــد قتــل دابــة، وال بــأس أنبالماء، قال: يغتسل بالماء ويصيب على رأســه مــا لم يكن ملبــدا فال يفيض على

.(1)رأسه الماء إال من احتالم وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال:

ينبغي للصرورة أن يحلق، وإن كان قد حج فإن شاء قصر وإن شاء ــه ــق وليس ل ــه الحل ــإن علي ــه ف ــعره أو عقص ــد ش ــق، وإذا ألب حل

. (2)التقصير إذا أحرمت فعقصــتوصحيحه اآلخر، عنه )عليه السالم(، قال:

. (3)رأسك أو لبدته فقد وجب عليك الحلق إلى غير ذلك من الروايــات الدالــة على جــواز التلبيــد في حــال اإلحرام وأنه كان متداوال في تلــك األزمنــة، ولــذا حكي عن التحريــر والمنتهى التصريح بجواز التلبيد، بــأن يطلي رأســه بعســل أو صــمغ

ليجتمع الشعر ويتلبد. ــا بل ظاهر المحكي عن المقنع والدروس ذلك أيضا، ألنهمــا أفتي بمضــمون الصــحيح الثــاني، بــل من راجــع مســألة الحلــق في مــنى واختالفهم في وجــوب الحلــق على الملبــد وعدمــه، استشــعر منهم

المفروغية عن جواز التلبيد. لهوعن زرارة، عن أحدهما )عليهما السالم( في المحرم، قال:

ــام ــه إذا أراد أن ين ــه ووجه ــول على(4)أن يغطي رأس ــه محم . لكنالضرورة، كما عن الشيخ وغيره.

ــدم2 ــه ع ــة يســتفاد من ــراد من التغطي ــر أف : ومن حيث إن ذكالخصوصية، مضافا

.3 ح75 باب 160 من أبواب تروك اإلحرام، وص 73 باب 159 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب الحلق والتقصير ح7 باب 185 ص10( الوسائل: ج?)2. 8 من أبواب الحلق والتقصير ح7 باب 186 ص10( الوسائل: ج?)3. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح56 باب 139 ص9( الوسائل: ج?)4

34

إلى أخبــار االرتمــاس في المــاء، بنــاء على أنــه من التغطيــة أوبمعناها، ولذا ال يختص ذلك بالماء كما ذكروا.

وكذا يستفاد ذلك مما سياتي من منــع المحرمــة تغطيــة وجههــا بالمروحة، بنــاء على أنهــا من غــير المتعــارف، وعلى تســاويهما في

ذلك، وإن اختلف محل إحرامهما بالوجه والرأس. ولذا قال في محكي ط: من خضب رأسه أو طينه لزمـه الفـداء

كمن غطاه بثوب بال خالف، انتهی. لكن األقــرب أن الحنــاء اليســير الــذي ال يصــدق عليــه التغطيــة ونحوها، والتلبيد ونحوهما غير ضائر، لعدم صدق العناوين المــذكورة في الروايــات، مضــافا إلى وجــود الــدليل بالنســبة إلى التلبيــد كمــا

عرفت. وما عن كتاب محمد بن المثنى الحضرمي، عن جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبــد اللـه )عليــه

.(1)الالسالم(، قال: سألته عن المتمتع أيطلي رأسه بالحناء، قال: إنما يدل على عدم جواز التطلية.

ومن المعلوم أن الطال يســتلزم التغطيــة، فال ينــافي مــا ذكرنــا، واستفادة وحدة الحكم من االرتماس غير تام، كمــا أن دعــوى العلم

بالمناط عهدتها على العالم، والله العالم. ثم إنــه ال بــأس بالتوســد، كمــا عن الفاضــل والشــهيد، وفي الحدائق والجواهر، ويدل عليه مضافا إلى ضــرورة نــوم المحــرمين، ولم يــرد كيفيـــة خاصــة لبيانـــه حـــتى يكـــون رادعـــا عن الكيفيــة

المشهورة، وإلى أنه ال يصدق عليه التغطية ونحوه من

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح73 الباب 126 ص2( المستدرك: ج?)135

العناوين المــأخوذة في الروايــات، مــا صــرح فيــه من الروايــات بجواز نوم المحرم وتغطية وجهــه، ممــا ســيأتي في مســألة تغطيــة

الوجه. ــذا وكما ال بأس بالتوسد حالة النوم ال بأس به حال الجلوس، وك

حال الوقوف. ولو كانت الوسادة جديد الندف، بحيث تشمل جميع الرأس حال

النوم، لم يجز لصدق التغطية. وال فــرق في حرمــة التغطيــة بين أن يكــون الغطــاء بمــا يختص بالرأس، كالعمامة والقلنســوة والكوفيــة ونحوهــا، أم يشــمل البــدن

كاللحاف إذا غطى به نفسه، أو غيره. ــا في حكم ــالرأس، أو بمـ ــالها بـ ــة اتصـ ــبر في التغطيـ نعم يعتـ االتصال، فالخباء المضروب فوق الرأس، وإن مر ببعض رأســه حين

الدخول البأس به. وال يشترط في الساتر الكثافة، حتى يجوز الستر بالشاف الــذي يحكي ما تحتــه، بــل يحــرم حــتى ذلــك، فال يجــوز التغطيــة بالزجــاج

ونحوه. وال يجــوز التســتر بالمشــبك كالقلنســوة المصــنوعة من ســعف

النخل ونحوه، وإن كانت ثقوبها كثيرة جدا. ثم إنه ال بأس بستر الرأس باليد ونحوها من بعض الجسد، كمــا اختــاره العالمــة والمــدارك والحــدائق والــدروس، وإن جعــل األخــير تركــه أولی، وهــو الظــاهر من الجــواهر وغــيره، وإن استشــكله في

محكي التحرير. ويــدل على المختــار، مضــافا إلى االصــل، وعــدم صــدق الســتر ونحوه مما أخذ في الروايات، وأن المتوضي يمسح رأســه، ومــا دل على جواز حك الرأس للمحرم، كقول أبي عبد الله )عليه الســالم(:

ال بأس بحك الرأس واللحية، ما لم يلق

36

. (1)الشعر ،(2)يحــك رأســه مــا لم يتعمــد قتــل دابةوقوله )عليه السالم(:

وغيرهما. وأن الغالب في الغسل إمرار اليد على الرأس، ولم يرد ما يدل

على النهي عنه. صحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، قــال:

ال بــأس أن يضــع المحــرم ذراعــه على وجهــه من حــر الشــمس، . (3)ال بأس أن يستر بعض جسده ببعضوقال:

فإن عموم الذيل كاف في شموله للحكم المذكور، وسيأتي فيمسألة التظليل ما ينفع المقام.

وأما وجه استشــكال التحريــر، فلعلــه لمــا عن الــدروس من أنالرواية ليست صريحة.

وفيه: ما في الجواهر من أن الظهور كاف.ــعيد ــة س ــحيحة لموثق ــذه الص ــة ه ــا عن بعض من معارض ولم األعرج، أنه سأل أبا عبد الله )عليه السالم( عن المحرم يســتتر من

. (4)ال، إال من علةالشمس بعود أو بيده، فقال: ولكن يــأتي أنهــا محمولــة على االســتحباب، لمــا دل على جــواز ذلك، مضافا إلى أن الصحيحة كافية لرفــع اليــد عن ظهــور الموثقــة

في التحريم. وكيف كان، فاألقوى جواز وضع اليد على الرأس، بل واليدين.

وال يخفى أن الشعر الموصول بالشعر، لو كان في الرجــل كــانالشعر الخارجي في حكم الغطاء.

هذا تمام الكالم في األول الذي هو تغطية الرجل رأسه.وأما الكالم في

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح73 باب 159 ص9( الوسائل: ج?)1. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح73 باب 159 ص9( الوسائل: ج?)2. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح67 باب 152 ص9( الوسائل: ج?)3. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح67 باب 152 ص9( الوسائل: ج?)4

37

الثاني، وهــو تغطيــة المــرأة وجههــا، فبال خالف يعــرف كمــا عن الذخيرة، وعن التذكرة والمنتهی والمدارك والمفاتيح، وفي الجواهر

وغيره اإلجماع عليه، بعنوان التغطية، أو بعنوان النقاب. ويدل على ذلك غير واحد من من النصــوص، كحســن عبــد اللــه

بن ميمون المتقدم. وحسن الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال: مــر أبــو

أحــرميجعفر )عليه السالم( بامرأة متنقبــة، وهي محرمــة فقــال: وأسفرى وأرخي ثوبــك من فــوق رأســك، فإنــك إن تنقبت لم يتغــير

، قــال:تغطي عينها، فقال له رجــل: إلى أين ترخيــه، قــال: لونك. (1)نعمقلت: تبلغ فيها، قال:

ــه وخــبر أحمــد بن محمــد بن أبي نصــر، عن أبي الحســن )علي مــر أبــو جعفــر )عليــه الســالم( بــامرأة محرمــة قــدالسالم(، قال:

. (2)استترت بمروحة فأماط المروحة بنفسه عن وجههاــال: ــه قـ ــال، إال أنـ ــدوق مرسـ ــةورواه الصـ ــاط المروحـ فأمـ

. (3)بقضيبه وخبر أبي عينية، ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( مــا يحــل

الثياب كلها مــا خالللمرأة أن تلبس من الثياب وهي محرمة، قال: .(4)القفازين والبرقع والحرير

وخبر ابن أبي العالء، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، عن أبيــه. (5)أنه كره للمرأة المحرمة البرقع والقفازين)عليه السالم(:

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح48 باب 130 ص9( الوسائل: ج?)1. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح48 باب 130 ص9( الوسائل: ج?)2. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح48 باب 130 ص9( الوسائل: ج?)3. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 42 ص9( الوسائل: ج?)4. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 42 ص9( الوسائل: ج?)5

38

ــه ــه )علي ــد الل ــو عب وصــحيحة العيص بن قاســم، قــال: قــال أب المرأة المحرمة تلبس ما شاءت من الثياب، غير الحريــرالسالم(:

. (1)والقفازين، وكره النقاب وخبر الدعائم، عن جعفر بن محمد )عليهما السالم( أنه نهى أن

يتطيب من أراد اإلحرام، إلى أن قال: . (2)وقفازا أو برقعاــه الســالم(: ــه )علي ــه، عن والمــرأة تلبسوفي موضــع آخــر من

الثياب وتغطي رأسها، وإحرامهــا في وجههــا، وتــرخى عليهــا الــرداء. (3)شيئا من فوق رأسها

إلى غير ذلك مما يأتي. لكن ربما يقال: الالزم حمل هذه األخبار على الكراهة ألمور:

األول: إنها ال تقــام مــادل على وجــوب ســتر المــرأة وجههــا مناآليات واألخبار.

ــار، ــذه األخب ــودة في نفس ه ــة موج ــة الكراه ــاني: إن قرين الث لتصريح خبر أبي عينية بالكراهة، وكــذا صــحيحة العيص، بــل الثــاني قوي جدا، ألنه قابل بين القفاز والنقاب، وصرح في الثاني بالكراهة

مع نهيه عن األول. الثالث: ما دل من األخبـار على جـواز إسـدالها إلى النحـر، ممــا

سيأتي فإنه تغطية. الرابع: التعليل في خبر الحلبي المشعر بكــون الحكم على نحــو

االستحباب.

ــاب 129، وص9 من أبواب تروك اإلحــرام ح33 باب 43 ص9( الوسائل: ج?)1 ح48 ب2 .. 299 ص1( الدعائم: ج?)2. 4 سطر 299 ص1( الدعائم: ج?)3

39

الخامس: صحيح زرارة الذي رواه الكليني، عن أبي جعفر )عليه السالم( قال: قلت: المحــرم يؤذيـه الـذباب حين يريـد النــوم يغطي

نعم، وال يخمر رأسه، والمــرأة المحرمــة ال بــأس بــأنوجهه؟ قال: . (1)تغطي وجهها كله عند النوم

وخبره اآلخر الذي رواه الشيخ، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، قال: قلت ألبي جعفر )عليه السالم(: الرجل المحــرم يريــد أن ينــام

نعم، وال يخمـر رأسـه، والمـرأة اليغطي وجهـه من الـذباب، قـال: . (2)بأس أن تغطى وجهها كله

ــوص لكن ال يخفى أن شيئا من ذلك ال يصلح لرفع اليد عن النصالمتقدمة.

أما األول: فألن أدلة جواز النظر أكثر، حتى أن أدلة عدم الجواز ال تقاومها، فكيف بمعارضتها لهذا الحكم المنصوص على جوازه، لــو لم نقل بوجوبه، بــل ربمــا منــع شــيخنا المرتضــى مــع شــدة تورعــهــر واحتياطه وجود الدليل على وجوب ستر الوجه والكفين، كما يظه

من مراجعة نكاحه )رحمه الله(. والحاصل: إن أدلـة عـدم التسـتر في حــال اإلحـرام أقـوى على

تقدير تسليم أدلة وجوب الستر في نفسها. ــاني: فألن الكراهــة تســتعمل في التحــريم بكــثرة في وأمــا الث األخبار، بــل ربمــا ادعي عــدم ظهورهــا في المعــنى المصــطلح فعالــازين وبين حيث تقع في لسان األخبار، ويشهد لذلك الجمع بين القف البرقع في خبر ابن أبي العالء، وصحيح العيص يمكن أن يكون تغيير السياق فيه لكون البرقع أقل من حيث الحرمة، كيــف ومــا دل على إماطة أبي جعفر )عليه السالم( كالصريح في الحرمــة، فإنــه لوالهــا لم يكن لهــذا الفعــل بهــذه الشــدة وجــه يعــرف، خصوصــا من مثــل

اإلمام )عليه السالم(.

. 1 باب المحرم يغطي رأسه أو وجهه متعمدا أو ناسيا ح349 ص4( الكافي: ج?)1. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح55 باب 138 ص9( الوسائل: ج?)2

40

وأما الثالث: فألن اإلسدال أمــر غــير التغطيــة، فــإن اإلســدال اليمنع من الحر والبرد، لفرض بعده عن الوجه وفصله عن المالبس. وأمـــا الرابـــع: فألن التعليـــل في األخبـــار يـــذكر لكال المحتـــوم والمرغوب فيــه بغــير حتم، بــل ذيــل الخــبر دليــل على كــون الحكم

لزوميا. ــواز وأما الخامس: فألن روايتي زرارة، ال تدالن على أزيد من ج ذلك عند النوم، وعلى تقدير تماميتهما سندا وداللــة وعــدم معــارض أقوى ونحوه، ال بد من تخصيص العمومات بهــذين الخــبرين، ال رفــع

اليد عن تلك بهذين.وفي المقام فروع:

األول: الظاهر جواز تغطية المرأة وجههــا عنــد النــوم، للخــبرين الذين لم نجد لهما معارضا مع تمامية الداللة والسند، بل هناك خــبر ثالث رواه حسن بن محبوب، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم( أيضــا، وإلى ذلك مال صاحب المستند، قال: ويمكن التخصيص بحالة النوم

، وكذا مال إليه الجواهر قال: نعم قــد ســمعت مــا(1)إن كان به قول في صحيح زرارة من جواز تغطية المحرمــة وجههــا كلــه في النــوم،

. (2)بخالف الرجل فإنه يغطي وجهه وال يخمر رأسه ولم أقــف على راد لــه كمــا أني لم أقــف على من اســتثناه من حكم التغطيــة، ويمكن إرادة التغطيــة بمــا يرجــع إلى الســدل أو مــا يقرب منه فتدبر، بل هو صريح الوســائل حيث عنــون البــاب هكــذا:

. (3)جواز تغطية المرأة المحرمة وجهها عند النوم والضرورة خاصة الثاني: الظاهر اشتراك الصبية للمرأة في هذا الحكم، لما تقدم

في الثاني

من أبواب تروك اإلحرام. 29 سطر 219 ص2( المستند: ج?)1. 382 ص18( الجواهر: ج?)2 من أبواب تروك اإلحرام. 59 باب 141 ص9( الوسائل: ج?)3

41

عشر من محرمات اإلحرام فراجع. الثالث: ال فرق في حرمة تغطية الوجه، بين أن تكــون بثــوب أوــك غيره، كما عن غير واحد من األصحاب، وقد عرفت الكالم في ذل

في مسألة تغطية الرأس للرجل. وال يخفى أن أكــثر هــذه الروايــات وإن كــانت متضــمنة للنقــاب والــبرقع، واألول عبــارة عمــا تجعلــه المــرأة من طــرف نحرهــا إلىــا تســتر مارن أنفها أو تستر به وجهها بحيث تظهر عيناها، والثاني مــتين المصــرحتين بهمــا في صــحيحة ــا، إال أن العل ــه المــرأة وجهه ب الحلبي وحسن بن ميمون ونحوهما كاف في العمــوم، وبــذلك يمكن التعدي من الثــوب المتعــارف إلى غــيره من ســائر مــا يمكن تســتر

الوجه به فتبصر. ــا الرابع: يجوز للمرأة وضع يديها على وجهها، كما يجوز لها نومه

عليه، كما صرح به الجواهر وغيره. ويدل على ذلك ما دل على جواز تظليلها، وجواز ســترها وجههــا عند النوم، وال يقاوم ما ذكر خبر سماعة الواردة في المحرمــة، عن

. (1)وال تستتر بيدها من الشمسالصادق )عليه السالم(: ــتي الخامس: ال بأس بستر بعض الوجه، ألن المســتفاد من رواي النقاب والبرقع حرمة ســتر الجميــع، أو إلى مــارن األنــف، ال حرمــة مثل هذا القدر، وإحــرام المــرأة في وجههــا بعــد مــا دل على جــواز

اإلسدال ونحوه ال تدل إال

. 10 من أبواب تروك اإلحرام ح48 باب 131 ص9( الوسائل: ج?)142

على حرمة الستر في الجملــة، وحصــول تغيــير الوجــه كمــا فيالعلة يحصل بدون ذلك.

وبهذا يظهر أن الالزم ستر بعض وجهها مقدمة للصالة، والتستر عن األجنبي كما أفتى بذلك المنتهى والتذكرة والــدروس والمــداركــا في الجــواهر ميال، وغيرها في المحكي عنهم، فاحتمال التخيير كم

أو احتمال تقديم الكشف في غير محله. السادس: ال إشكال في جواز إسدالها قناعهــا إلى طــرف أنفهــاــا عن المنتهى ــده، كمـ ــواهر بال خالف أجـ ــل في الجـ ــوق، بـ من فـــيرهم، االعتراف به، بل في المدارك نسبته إلى إجماع األصحاب وغ نحو ما عن التذكرة من أنه جائز عند علمائنا أجمع، وهو قول عامــة

أهل العلم، ويدل على ذلك مستفيض النصوص. ( من محرمات اإلحرام: )التظليل للرجل( فيالسادس عشر)

حــال الســير بــأن يجلس تحت ســقف كالمحمــل والقبــة والكنيســة والعمارية والسيارة والطائرة وغيرها مما له سقف يظلل المحــرم،ــل عن االنتصــار بال إشــكال وال خالف إال عن محتمــل اإلســكافي، بــواهر ــاهر الج ــتند وظ ــا في المس ــذكرة كم والخالف والمنتهى والت اإلجماع عليه، ويدل عليه متــواتر الروايــات، وقــد تقــرب من أربعين

رواية. كصحيح الحلبي، سألت أبا عبد الله )عليه الســالم( عن المحــرم

. (1)ما يعجبني ذلك، إال أن يكون مريضايركب في القبة، قال: وصحيح علي بن جعفر، سألت أخي )عليه الســالم(: أظلــل وأنــا

محرم،

. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح64 باب 146 ص9( الوسائل: ج?)143

نعم، وعليك الكفارةفقال )عليه السالم(: ــا ، قال: فــرأيت علي. (1)إذا قدم مكة ينحر بدنة لكفارة الظل

ال بــأس بــالظاللوصــحيح جميــل، عنــه )عليــه الســالم( أيضــا: ، والمراد بذلك الترخيص في حــال(2)للنساء وقد رخص فيه للرجال

الضرورة بقرينة سائر الروايات أو محمول على التقية. وصحيح ابن المغيرة، قلت ألبي الحســن األول )عليــه الســالم(:

، قلت: فأظلــل وأكفــر،الأظلل وأنا محرم، قــال )عليــه الســالم(: ، ثمظلل وكفر، قلت: فإن مرضت، قال )عليه السالم(: القال: أما علمت أن رسول الله )صلى الله عليه وآله وســلم( قــال:قال:

ــا حــتى تغيب الشــمس إال غــابت ذنوبــه مــا من حــاج يضــحي ملبي. (3)معها

ــالم( عن وصحيح هشام بن سالم، سألت أبا عبد الله )عليه الس. (4)ال هو للنساء جائزالمحرم يركب في الكنيسة، فقال:

وصحيح ابن مسـلم، عن أحـدهما )عليهمـا السـالم(، سـألته عن ، قلت: فــالمرأة المحرمــة، قــال:الالمحرم يــركب القبــة، فقــال:

نعم(5) . وصحيح سعد بن سعد، عن أبي الحسن الرضــا )عليــه السـالم(،

، فقلت:أ من علةســألته عن المحــرم يظلــل على نفســه، قــال: يؤذيه حر الشمس وهو محرم

. 2 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح6 باب 287 ص9( الوسائل: ج?)1. 10 من أبواب تروك اإلحرام ح64 باب 147 ص9( الوسائل: ج?)2. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح64 باب 146 ص9( الوسائل: ج?)3. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح64 باب 146 ص9( الوسائل: ج?)4. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح64 باب 146 ص9( الوسائل: ج?)5

44

. (1)هي علة، يظلل ويفديفقال )عليه السالم(: وموثق إسحاق بن عمار، عن أبي الحسن )عليه السالم(، سألته

عن المحرم يظلل عليــه وهــو محــرم، قــال )عليــه الســالم(: ال، إال. (2)مريضا أو من به علة، والذي ال يطيق حر الشمس

ــه ــن األول )عليـ ــی، قلت ألبي الحسـ ــار بن عيسـ ــق عمـ وموثـ السالم(: إن علي بن شــهاب يشــكو رأســه والــبرد شــديد ويريــد أن

ــل،يحرم، فقال )عليه السالم(: إن كان كما تزعم فال بأس أن يظل. (3)فأما أنت فأضح لمن أحرمت له

وخــبر عبــد الرحمــان، ســألت أبــا الحســن )عليــه الســالم( عن الرجل المحرم كان إذا أصــابته الشــمس شــق عليــه وصــدع رأســه

هــو أعلم بنفســه إذا علم أنــه ال يســتطيع أنــهفيستتر منها، فقــال: . (4)تصيبه الشمس فليستظل منها

وخــبر إســماعيل بن عبــد الخــالق، ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه ال، إال أن يكــونالسالم(، هل يســتتر المحــرم من الشــمس، قــال:

. (5)أو ذا علة، وقال: شيخا كبيرا الوخبر محمــد بن منصــور، ســألته عن الظالل للمحــرم، قــال:

. (6)يظلل إال من علة أو مرض وخبر جعفر بن المثنى، قال ألبي محمـد: أال أسـرك، قلت: بلى، فقمت إليه، فقال: دخل هذا الفاسق آنفا فجلس قبالة أبي الحســن

)عليه السالم(، ثم أقبل عليه

. 4 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح6 باب 287 ص9( الوسائل: ج?)1. 7 من أبواب تروك اإلحرام ح64 باب 147 ص9( الوسائل: ج?)2. 13 من أبواب تروك اإلحرام ح64 باب 148 ص9( الوسائل: ج?)3. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح64 باب 147 ص9( الوسائل: ج?)4. 9 من أبواب تروك اإلحرام ح64 باب 147 ص9( الوسائل: ج?)5. 8 من أبواب تروك اإلحرام ح64 باب 147 ص9( الوسائل: ج?)6

45

ــتظل على ــرم يس ــول في المح ــا تق ــن م ــا الحس ــا أب ــال: ي فق ،نعم، قــال: فيســتظل في الخبــاء، فقــال لــه: الالمحمل، قــال:

ــرق فأعاد عليه القول شبه المستهزئ يضحك: يا أبا الحسن فما الف يا أبا يوسف إن الدين ليس يقاس كقياســكم، أنتمبين هذين، قال:

ــه تلعبون بالدين، إنا صنعنا كما صنع رسول الله )صلى الله عليه وآل وسلم( كان رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه( يــركب راحلتــه فال يستظل عليها وتؤذيــه الشــمس فيســتر بعض جســده ببعض، وربمــا

. (1)يستر وجهه بيده، وإذا نزل استظل بالخباء وفي البيت وبالجدار وخبر محمد بن الفضل قال: كنا في دهليز يحيى بن خالد بمكة،ــو يوســف وكان أبو الحسن )عليه السالم( وأبو يوسف، فقام إليه أب وتربع بين يديه، فقال: يــا أبـا الحســن )عليــه الســالم( جعلت فـداك

، قال: فيستظل بالجدار والمحمــل ويــدخلالالمحرم يظلل، قال: ، فضــحك أبــو يوســف شــبه المســتهزئ،نعمالبيت والخباء، قــال:

يا أبا يوسف إن الدين ال يقاسفقال له أبو الحسن )عليه السالم(: كقياسك وقياس أصحابك، إن الله عز وجل أمــر في كتابــه بــالطالق وأكــد فيــه بشــاهدين، ولم يــرض بهمــا إال عــدلين، وأمــر في كتابــه بــالتزويج وأهمــل بال شــهود، فــأثبتم شــاهدين فيمــا أبطــل، وأبطلتم شاهدين فيما أكد الله عز وجل، وأجزتم طالق المجنون والسكران، حج رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه( فــأحرم ولم يظلــل، ودخــل البيت والخباء واستظل بالمحمل والجدار، ففعلنا كمــا فعــل رســول

. (2)، فسكتالله )صلى عليه وآله وسلم( ومرسـل عثمـان بن عيسـى، قـال أبـو يوسـف للمهـدي وعنــده موسى بن جعفــر )عليــه الســالم(: أتــاذن لي أن ســأله عن مســائل

ليس عنده فيها شيء، فقال: نعم،

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح66 باب 149 ص9( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح66 باب 150 ص9( الوسائل: ج?)2

46

، قــال: مــا تقــول في التظليــلاســألفقال: أسألك؟ قال لــه: ، قـال: فيضـرب الخبــاء في األرض ويـدخلال يصلحللمحرم، قال:

، قال: فمــا الفــرق بين هــذين، قــال أبــو الحســننعمالبيت، قال: ، قــال: ال،مــا تقــول في الطــامث أتقضــي الصــالة)عليه السالم(:

، قال: هكذا جاء، فقالولم قال: نعم، قال: فتقضي الصومقال: ، فقــال المهــدي ألبيوهكــذا جــاء هــذاأبو الحسن )عليه السالم(:

. (1)يوسف: ما أراك صنعت شيئا، قال: رماني بحجر دامغ ورواية الطبرسي، سأل محمد بن الحسن، أبــا الحســن موســىــوز بن جعفر )عليه السالم( بمحضر من الرشيد بمكة، فقال له: أيج

الللمحرم أن يظلل عليه محمله، فقال له موسى )عليه الســالم(: ، فقال لــه محمــد بن الحســن: أفيجــوز أنيجوز له ذلك مع االختيار

، فتضــاحك محمــد بننعميمشي تحت الظالل مختارا، فقــال لــه: ــه الســالم(: أتعجب منالحسن من ذلك، فقال له أبو الحسن )علي

سنة رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( وتســتهزئ بهــا، إن رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( كشــف ظاللــه في إحرامــه ومشى تحت الظالل وهو محرم، إن أحكام الله يا محمــد ال تقــاس،

، فســكتفمن قــاس بعضــها على بعض فقــد ضــل ســواء الســبيل . (2)محمد بن الحسن ال يرجع جوابا

إلى غيرها من الروايات التي تأتي جملة أخرى منها. ــنزول ــال ال ــوب وح ــال الرك ــل اختالف ح ــاهر أن من عل والظ

مالحظة أمرين: االول: مالحظة تــأثر اإلنســان بــالحر والــبرد، ولــذا شــرع حرمــة

الظل في حال الركوب.

. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح66 باب 151 ص9( الوسائل: ج?)1. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح66 باب 151 ص9( الوسائل: ج?)2

47

الثــانی: مالحظــة أن اإلنســان في حــال الــنزول مضــطر ألجــل اختالطه بأهله وأصــدقائه وطبخــه ونومــه وأن ال مكــان بال ظــل في المدينة ومكة يستوعب كثرة الحجاج إال أن يكون تحت الظالل وفي البيوت، فإن استشــراف النــاس على اإلنســان النــائم، خصوصــا اذا كان مع أهله، وعلى أكلــه وطبخــه ومــا أشــبه صــعب على النفــوس للغاية، ولذا جاز الظالل في المــنزل، وهــذا من أبــدع الحكم، ولعــل

اإلمام لما رأى عناد أبي يوسف لم يجبه بالعلة. ــ في أصــل ــدم ـ ــا تق ــ كم ــان، فال إشــكال وال خالف ـ ــف ك وكي

المسألة.ثم إن تنقيح المسألة يكون في فروع عشرة:

ألن المحرم أما ماش في المنزل كمكة مثال، أو غير المنزل كما في مــا بين الميقــات ومكــة، وعلى كــل حــال، إمــا هــو تحت الظــل

الثابت أو غير الثابت، أو جانب الظل الثابت أو غير الثابت. فهذه ثمانية أقسام، يضاف إليها ما إذا كــان الظــل فــوق رأســه

وتلفحه الشمس، وما إذا كان إلى جانبه وتلفحه الشمس. مــا إذا كــان في المــنزل تحت الظــل الثــابت، كالخيمــةاألول:

ودور مكة وما أشــبه، وال إشــكال في جــوازه، بــل يــدل عليــه النصواإلجماع والسيرة.

ما إذا كان في المنزل في جانب الظل الثابت، كما إذاالثاني: مشى في مكة وإلى جانبه بناء يمنــع إشــراق الشــمس، وال إشــكال

في جوازه أيضا، ويدل عليه األدلة المذكورة. إذا كان في المــنزل تحت الظــل المتحــرك، كما ما إذاالثالث:كان يمشي

48

في شوارع مكة وبيده شمســية تظللــه، وفيــه احتمــاالن، المنــع إلطالق األدلة المانعة عن الظالل، والجواز ألن األدلــة منصــرفة إلى حال السير، وألنــه أي فــرق بين الظــل الثــابت الــذي ال إشــكال في

جوازه وبين الظل المتحرك. وهذا هو األقــرب، وإن كــان األحــوط األول، لإلطالقــات بعــد أن الخارج بالقطع منها هو أمثال سقوف الـبيوت واألسـواق ومــا أشـبه من الثابتــات، ولعلــه لــذا تكــون الســيرة عنــد الشــيعة عــدم حمــل

الشمسية في مكة، وإن حملتها العامة عند الطواف وغيره. كان في المنزل في جانب الظل المتحرك، وهذا إذا ماالرابع:

أخذ الشمسية في جانبه الذي إذا جائز، وال ينبغي اإلشكال فيه، كماهو في طرف الشمس.

ويدل عليه باإلضافة إلى األصل بعد عدم شمول أدلة المنــع لــه، جـاز ذلـك في إذا ما دل على جواز المشي في ظـل المحمـل، فإنه

حالة السير جاز في حال المنزل بطريق أولی. كــان في حــال الســير راكبــا، وفــوق رأســه ظــل إذا الخامس:

ــه نصــا ــا، وال إشــكال في منع ــة ونحوهم متحــرك، كالكنيســة والقبوإجماعا.

كان يمشي تحت المحمل، أي يكون المحمل فوق رأسه إذا أماوهو راجل، فقد اختلفوا فيه.

ــل ــا كظ ــي في الظالل وتحته ــه المش ــوز ل ــتند: يج وفي المس المحمل والحمل والدابة والثــوب ونحــوه بيضــة فــوق رأســه، وفاقــا لجماعــة منهم الشــيخ والشــهيدان وغــيرهم، لصــحيحة ابن بزيــع المتقدم، وهي ما رواه عن الرضا )عليه السالم(: هل يجوز للمحرم

، وسأله رجل عن نعمأن يمشي تحت ظل المحمل؟ فكتب:

49

أنالظالل للمحرم من أذى مطر أو شمس وأنا أستمع، فأمره . (1)يفدي شاة يذبحها بمنی

الوفي خبر آخر: أ يجوز للمحرم أن يظلل عليه محمله، فقال: ، فقيــل: أفيجــوز أن يمشــي تحت الظالليجــوز ذلــك مــع االختيــار

. (2)نعممختارا، فقال )عليه السالم(: ويؤكده تضمن كثير من األخبــار المانعــة بقولــه: ال يســتظل في

المحمل، على المحمل، أو في الكنيسة، أو القبة، انتهی. لكن في الجـــواهر بعــد أن نســب الجـــواز إلى محكي النهايـــة والمبسوط والوسيلة والسرائر والجـامع والروضـة وإطالق القواعــدــا النهي ــتي ال ينافيه والمنتهى، قال: فيه منع واضح، إلطالق األدلة ال

عنها حال الركوب الذي هو أحد األفراد. أقول: وما ذكره أقرب، فأي فرق بين الراكب والماشي بعـد أن

يظلل عليه وهو محــرم،, وأظلل وأنا محرم، قال: القالت األدلة: ، إلى غيرها، كما تقدم جملة منها.أضح لمن أحرمت له، وقال: ال

أمــا الصــحيحة والخــبر فظاهرهمــا المشــي في ظلــه، ال الكــونتحت الحمل والمحمل.

وأما ما أكده المستند به من األخبــار فال تنــافي المطلقــات، ألنالمذكور في األخبار أفراد، وال تدافع بين المطلق والفرد.

من6، وذيلــه بــاب 1 من أبــواب تــروك اإلحــرام ح67 باب 152 ص9( الوسائل: ج?)1. 288بقية الكفارات ص

. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح66 باب 151 ص9( الوسائل: ج?)250

وعلى هذا فال يجــوز أن يأخــذ المحــرم شمســية بيــده في حــال أضــح لمن أحــرمت لهالسير، بل ذلك واضــح المخالفــة مــع مثــل

ونحوه. كان في حــال الســير راكبــا، وفــوق رأســه ظــل إذا السادس:

ــق أو ثابت، كالمرور تحت الجبل أو تحت البناء في مدينة في الطرينحوها، وفيه احتماالن:

من أنــه كالقبــة والكنيســة، وأنــه لم يضــح لمن أحــرم لــه، وهــوظاهر كشف اللثام وغيره.

ومن انصــراف األدلــة عن مثلــه، كمــا هــو صــريح فخــر اإلســالموغيره، وهذا هو األقرب، وإن كان األحوط األول.

ــا أو قال في الجواهر: نعم قد يتوقف في تظليل يسير معه راكب ماشــيا للــتردد في المــنزل ونحــوه، فــاألحوط إن لم يكن أقــوى

، وفيه ما عرفت، وعليه فال فــرق في الجــواز بين الــراكب(1)اجتنابهوالماشي فال يلزم اجتنابه إال لدى الضرورة.

ــابت إذا الســابع: ــل ث ــه ظ ــير، وإلى جانب ــال الس ــان في ح ك كالجبـــل، وال ينبغي اإلشــكال في جـــوازه، راكبـــا كـــان أو ماشـــيا،

النصراف األدلة عن مثله. وهذا هــو المنســوب إلى المنتهى والمختلــف وغيرهمــا، بــل عنــك بالنســبة إلى ثانيهما نفي الخالف فيه، خالفا للمستند فإنه منع ذل الراكب للمطلقات، قال: بل الظاهر أنه يجب حينئذ البروز للشمس

تحــولت إلى جهــة أخــرى لتحقيــق اإلضــحاء المــأمور بــه، وينتفي إذا ، وفيه ما ال يخفى لما عرفت من(2)التستر عن الشمس المنهي عنه

انصراف المطلقات. كان في حال الســير وإلى جانبــه ظــل متحــرك، إذا ماالثامن:

وال ينبغي

. 406 ص18( الجواهر: ج?)1. 4 سطر 219 ص2( المستند: ج?)2

51

اإلشكال في جوازه، راكبا كان أو ماشيا، وذلك لمــا عــرفت منروايات المشي في ظل المحمل وغيرها.

كــان راكبــا، وقــد عــرفت إذا وظاهر إطالق المســتند المنــع عنهجوابه.

ــدا وربما يستدل للمستند بخبر قاسم الصيقل، قال: ما رأيت أح كان أشد تشديدا في الظل من أبي جعفر )عليه السالم(، كان يأمر

. (1)أحرم إذا بقلع القبة والحاجبين ال يســتتر المحــرموخبر المعلی، عن الصادق )عليــه الســالم(:

. (2)من الشمس بثوب، وال بأس أن يستتر بعضه ببعض وفيه: إن األول ال داللة فيــه على الوجــوب، خصوصــا بعــد قــول الراوي )أشد تشــديدا(، والثــاني ظــاهر في كونــه فــوق رأســه، ولــو

بقرينة روايات المحمل وغيرها، ومن هذا ظهر حال: وهو ما كان الظل إلى جانبه وتلفحه الشمس، فإنــه الالتاسع:

ينبغي اإلشكال فيه، إذ ال يشمله شيء من مطلقــات المنــع، ســائراكان أو راكبا.

وهو ما كان الظل فــوق رأسـه وتلفحــه الشـمس،العاشر:أما كما إذا كــان أول النهــار أو آخــره وكــانت الشــمس تلفحــه من أحــد جانبي الظالل، والظاهر عدم جوازه، كما ذكــره المســتند قــال: ألن المراد من التظليــل أعم منــه، كمــا يفصــح عنــه طائفــة من األخبــار

، وهــو ظــاهر الجــواهر(3)المتقدمة المتضمنة لالســتظالل من المطرأيضا.

أقول: ويدل عليه أن قلع القبة ونحو ذلك دال على أن المحذور هو أن يكون شيء فوق رأس اإلنسان مطلقــا، وســتأتي أخبــار أخــر

دالة على ذلك.

. 12 من أبواب تروك اإلحرام ج64 باب 148 ص9( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح67 باب 152 ص9( الوسائل: ج?)2. 6 سطر 219 ص2( المستند: ج?)3

52

ومنه يعلم عدم جواز التظليــل وإن كــان في الليــل، أو في يــومــذلك ــتى ب ــا أف ــمس، كم ــره حيث ال ش ــار أو آخ الغيم، أو أول النه

،(1)الجواهر، قال: ولذا حرم ـــ أي التظليــل ـــ حيث ال تكــون شــمس وكــذا المســتند، بــل هــو ظــاهر المشــهور، وصــريح غــير واحــد من المعاصرين ومن قــارب عصــرنا، وذلــك لمــا تقــدم من داللــة أخبــار

المطر ورفع سقف القبة ونحوهما عليه. على جــوازه، حيث إنــه ال موقــعأضــحوهذا مقــدم على داللــة

لإلضــحاء إذا لم تكن شــمس، كمــا قيــل، مســتدال بقــولهم: )ضــحىــة الظل( أي صار شمسا، )وأضحيت( إذا برزت للشمس، فــإن قرين

المطر كافية في لزوم عدم فصل بينه وبين السماء. ولو جاز ذلك عند عــدم الشــمس الشــتهر، لالحتيــاج إلى الظالل في الليالي الباردة وفي أوقات المطر، مع أن ظاهر النص والفتــوى

عدم جلوسهم في المحامل ونحوها ال ليال والنهارا.ثم إن في المقام فروعا:

يجوز التستر ببعض الجسد، سواء بالوضــع أو بالحيلولــةاألول: بين الشــمس والجســد، كمــا إذا وضــع يــده على رأســه أو وجهــه أو أخذها أمامه، وقايــة عن الشــمس أو المطــر أو غيرهمــا، وقــد ذكــر

غيره واحد، ويدل عليه جملة من الروايات:كخبر جعفر المتقدم.

ال يســتتر المحــرموخبر المعلی، عن الصادق )عليــه الســالم(: . (2)من الشمس بثوب، وال بأس أن يستر لبعضه ببعض

. 401 ص18( الجواهر: ج?)1. 2 ح152 ص9( الوسائل: ج?)2

53

ال بأس أن يضع المحرم ذراعه على وجهــهوصحيحة ابن عمار: .(1)من حر الشمس، وال بأس أن يستر بعض جسده ببعض

. (2)ونحوها صحيحة الحلبي ومنه يعلم لزوم حمل رواية ســعيد األعــرج على الكراهــة، فقــدــود سأل الصادق )عليه السالم(: عن المحرم يستتر من الشمس بع

.(3)ال، إال من علةوبيده، قال: كمــا أن صــحيح ابن ســنان ال داللــة فيهــا على الجــواز والمنــع، الحتمال أن يكون الجواز ألجــل العلــة، قــال: ســمعت أبــا عبــد اللــه )عليه السالم( يقول ألبي وقد شكى إليه حر الشــمس وهــو محــرم يتأذى به، وقال: ترى أن أستتر بطرف ثوبي، قــال )عليــه الســالم(:

ال بأس بذلك ما لم يصبك رأسك(4) . لو دار أمر المحرم بين االستظالل وبين تغطية الــرأسالثاني:

تخير، لعــدم الــدليل على أهميــة أحــدهما، وإن كــان األحــوط تقــديم االستظالل، ألن الحــر والــبرد يلفحــان حينئــذ الــرأس، بخالف مــا إذا تغطی، قال زرارة: سألت أبا عبد الله )عليــه الســالم( عن المحــرم

. (5)أما من الحر والبرد فالأيتغطی، فقال )عليه السالم(: والظاهر أن شق الكالم المحذوف: )وأما المرض ونحوه فنعم(.

الظاهر أنه ال يكفي إضحاء الــرأس فقــط دون الوجــه،الثالث: بأن يغطي وجهه ويستره، كمــا ال يكفي إضــحاء الــرأس إلى الرقبــة

وجعل الجسد في مظلة، ألنه

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح67 باب 152 ص9( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح67 باب 152 ص9( الوسائل: ج?)2. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح67 باب 153 ص9( الوسائل: ج?)3. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح67 باب 152 ص9( الوسائل: ج?)4. 14 من أبواب تروك اإلحرام ح64 باب 148 ص9( الوسائل: ج?)5

54

خالف ظاهر اإلضحاء، وال ينقض ذلك بجواز لبس الثياب ونحوه، ألنه ال ينافي اإلضــحاء لغــة والســيرة القطعيــة، بــل عمــل الرســول

واألئمة )عليهم السالم( حجة عليه، فتأمل. حرمة االســتظالل مخصوصــة بالرجــل، فال يحــرم علىالرابع:

ــه ــاع علي ــوى اإلجم ــل دع ــرأة والصــبي بال خالف وال إشــكال، ب الممشهورة.

ويدل عليه جملــة من الروايــات الســابقة وغيرهــا، مثــل صــحاحهشام ومحمد وجميل ورواية أبي بصير.

ــز: ــة على النســاء والصــبيان وهموصــحيحة حري ال بــأس بالقب.(1)محرمون

ومنـــه يعلم أن إطالق جملـــة من الفقهـــاء حرمـــة الظالل علىالمحرم منصرف إلى الرجال.

ــه أفضــل، وعن ــه( أن اجتناب ــه الل ــة الشــيخ )رحم نعم عن نهايــار االســتثناء ــواز من أخب ــه لفهم الج ــه، وكأن ــه يحتمل المبســوط أن واإلضحاء لمن أحرم له شامل لها، باإلضافة إلى العلة في اإلضحاء. أما الخنثى المشكل، فحيث إن بناءهم على االحتياط فيــه، كــان الالزم اجتنابــه، أمــا على مــا ذكرنــاه فتعمــل بالقرعــة أو تتخــير بين

التزام أحد التكليفين، كما فصلناه في بعض مباحث الكتاب. قد عرفت أنــه ال إشــكال في التظليــل في المــنزل،الخامس:

لكن هل يشمل ذلك التظليــل راكبــا مثال منزلــه مكــة المكرمــة، والإشكال في التظليل في دورها، فهل له

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح65 باب 149 ص9( الوسائل: ج?)155

ــيارة ــة، أو في السـ ــركب في القبـ ــة أن يـ ــل إلى مكـ إن وصـالمسقفة، احتماالن.

ــرك، ــابت والمتح ــل الث ــرق بين الظ ــنزل وال ف ــه في الم من أن فيمشي تحت سقف السوق، أو في سيارة مسقفة، وعليه فال بأس

أن يستصحب الشمسية. ومن إمكان انصراف الدليل عن ذلــك، والمشــي تحت الســقف

من باب الضرورة. واألول أقرب، وإن كان الثـاني أحـوط، وكأنـه لـذا جـرت سـيرة الشيعة ـ كما رأيناهم ـ في عدم استصحاب الشمســية في طرقــات

مكة، وإن فعله العامة. ال فرق في حرمــة التظليــل ولــزوم الكفــارة بســببهالسادس:

بين االبتــداء واالســتدامة، فلــو أحــرم في الســيارة المســقفة أو مــا أشبه لزم الخروج منهــا فــورا، وهــل عليــه الكفــارة إن خــرج فــورا، احتماالن، من أنه تظليل في الجملة، ومن انصراف األدلة عن مثله،

واألول أحوط، وإن كان الثاني أقرب. الظاهر أن المنزل الـذي يجــوز فيــه التظليــل أعم منالسابع:

مثل مكة ومن مثل مقهى في الطريق ينزل فيــه دقــائق، وهــذا هــوظاهر الجواهر ومحكي كشف اللثام أو محتمله.

نعم ال ينفع في جواز التظليل الوصول إلى بلد ال ينزل فيه، كمــا إذا مر راكبا بدون النزول، فإنه ال يصلح لــه االســتظالل مــا دام يمــر

فيه، لشمول الطالق أدلة المنع له.ــه، مثــلالثامن: الشيء القليل الذي ينصرف دليل التظليل عن

حبل أو عود فوق الرأس ال بأس بـه لالنصـراف، وإن كـان مكروهـا،لما تقدم من رواية سعيد.

ويدل عليه رواية محمد، كتب إلى صاحب الزمان )عليه السالم(ــة، أو يســأله عن المحــرم يرفــع الظالل هــل يرفــع خشــب العماري

الكنيسة ويرفع الجناحين

56

ال شــيء عليــه فيأم ال، فكتب )عليــه الســالم( في الجــواب: . (1)ترك رفع الخشب

إن أبا جعفر )عليه السالم( كــانأما ما تقدم من خبر الصيقل: ، فقد تقدم أنه محمول على الندب.يأمر بقلع القبة والحاجبين

ــه، ــة شــيخوخة يضــره عدم ــل من جه ــأس بالتظلي التاســع: ال ب ومرض وتقية واضطرار وإكــراه وخــوف مــرض وعســر ومــا أشــبه، لألدلة العامة، ولما ســيأتي في بــاب الكفــارات من األدلــة الخاصــة،ــقفة أو ــيارة المس ــل إال الس ــيلة نق ــا إذا لم يكن وس ــه يعلم م ومن

الطيارة أو ما أشبه. العاشــر: لــو اضــطر إلى االســتظالل، فمقتصــى القاعــدة عــدم الكفــارة فيــه، إال بالنســبة إلى مــا ســيأتي في بحث الكفــارات، ألن الزم رفــع االضــطرار واإلكــراه رفعهمــا بجميــع آثارهمــا، كمــا تقــدم

الكالم في ذلك. ــك الحادي عشر: ال يجوز التظليل وإن زامل المحــرم عليال، وذل

إلطالق األدلة، وفي الجواهر دعوى عدم الخالف المحقق فيه. ويدل عليه بالخصوص خبر أو صحيحة بكـر بن صـالح، كتبت إلىــتد أبي جعفر الثاني )عليه السالم(: إن عمتى معي وهي زميلة ويش

ظلــلعليها الحر إذا أحرمت أفترى أن أظلــل علي وعليهــا؟ قــال: . (2)عليها وحدها

نعم إذا اضــطر من جهــة العليــل جــاز، إلطالق أدلــة االضــطرار، ومرسل العباس بن معروف، عن الرضا )عليه السالم(، ســألته عن

المحرم له زميل فظلل

. 10 توقيعات الناحية المقدسة سطر 484 ص2( االحتجاج: ج?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 153 ص9( الوسائل: ج?)2

57

. (1)نعمعلى رأسه أله أن يستظل، قال: فهذا محمول على صورة الضرورة، إما كما ذكره الشيخ )رحمه الله( من عود الضــمير إلى المــريض، أو إرادة مــا يحــدث من ظالل

العليل أو غير ذلك، والله العالم. (: من محرمات اإلحــرام )االســتمناء( الــذي هــوالسابع عشر)

استدعاء المني، سواء كــان باليــد أو التخيــل أو المالعبــة أو بصــورة أخری، بال ريب كمــا عن المــدارك، بــل بال خالف كمــا عن المفــاتيحــه، وأرســله غــير واحــد وشــرحه، وفي الجــواهر بال خالف أجــده في

إرسال المسلمات، ويدل عليه جملة من الروايات: كصحيح ابن الحجاج، عن الصــادق )عليــه الســالم( قــال: ســألته عن الرجل يعبث بامرأته حتى يمني وهو محــرم من غــير جمــاع، أو

عليهما جميعا الكفارة مثــل مــايفعل ذلك في شهر رمضان، فقال: . (2)على الذي يجامع

ــه الســالم(، وموثقــة إســحاق بن عمــار، عن أبي الحســن )عليــلقلت: ما تقول في محرم عبث بذكره فأمنی، قال: أرى عليه مث

. (3)ما على من أتى أهله وهو محرم، بدنة والحج من قابل وهذه الروايات ظاهرة في العمد، ولذا التنافيها جملة أخرى من الروايات تدل على عدم البأس باإلمنــاء، حيث إن ظاهرهــا كمــا في

الجواهر والمستند وغيرهما اإلمناء بدون القصد.

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 153 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب كفارات االستمتاع ح14 باب 271 ص9( الوسائل: ج?)2. 1 من أبواب كفارات االستمتاع ح15 باب 272 ص9( الوسائل: ج?)3

58

كخبر أبي بصير، سألت أبا عبد اللــه )عليــه الســالم(، عن رجــل ليسسمع كالم امرأة من خلف حائط فتشهاها حــتى أنــزل، قــال:

. (1)عليه شيء وموثقة سماعة: في المحرم تنعت لــه المــرأة الجميلــة الخلقــة

. (2)ليس عليه شيءفيمني، قال: وخـبر أبي نصـر، عنــه )عليـه السـالم(، في محــرم اسـتمع على

. (3)ليس عليه شيءرجل مجامع أهله فأمنی، قال: والظاهر أن الحكم خــاص بمــا إذا أمــنی، فــإذا لم يمن كــان من

التجري.ــل ــارة بين الرج ــة وكف ــتراك الحكم حرم ــد اش ــه ال يبع ــا أن كم

والمرأة، ألدلة االشتراك في التكليف. وكذلك ال فرق بين أن يكون اإلمنــاء حالال في نفســه، أو حرامــا كاإلمناء باليد وباألجنبية، ولو سبقه المني من دون اســتمناء، أو علم

أنه إذا نام خرج منه المني باالحتالم، لم يكن عليه شيء لألصل. والظاهر أن اللواط ووطئ الدواب حــرام وعليــه كفــارة، ســواء

أمنى أو لم يمن، ألنه داخل في الرفث.ــه، ولو اغتسل قبل البول فأحرم ثم بال مع علمه بأنــه خــرج من

لم يكن عليه شيء، النصراف النص عن مثله. ومثله ما لو استمنى قبل اإلحرام فأخــذ نفســه بحيث لم يخــرج

المني ثم أخرجه بعد اإلحرام.ــاؤه معهــا، وال يجوز للزوجة التهيؤ لجماع الزوج المحرم، أي إمن

ألنه من المعاونة على اإلثم، ولذا لم يكن بامتناعها ناشزا.

. 3 من أبواب كفارات االستمتاع ح20 باب 278 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب كفارات اإلحرام ح20 باب 278 ص9( الوسائل: ج?)2. 2 من أبواب كفارات االستمتاع ح20 باب 278 ص9( الوسائل: ج?)3

59

ــامن عشر) (: ذهب غــير واحــد إلى أن إخــراج الــدم منالثــة ــد والســيد والنهاي محرمــات اإلحــرام، وهــو المنســوب إلى المفي والديلمي والقاضي والحلبي والحلي واإلسكافي والصدوق وغيرهم،ــزة ــوط وابن حم ــا للخالف والمبس ــهور، خالف ــه المش ــل إن ــل قي ب والشرائع، وعن الــدروس نســبته إلى الصــدوق، وعن المــدارك إلى جمــع من األصــحاب فقــالوا بالكراهــة، واختــاره الــذخيرة والمفــاتيح

وشرحه والمستند. وفي الجواهر إن الكراهة ال تخلو من وجه لو ال الشهرة.

واألحوط األول، وإن كان األقرب الثاني، وذلك لصــحيحة حريــز، ال بــأس بــأن يحتجم المحــرمعن أبي عبد الله )عليه السالم( قال:

. (1)مالم يحلق أو يقطع الشعر وخبر يونس بن يعقوب، سألت أبا عبد اللـه )عليــه السـالم( عن

. (2)ال أحبهالمحرم يحتجم، قال: . (3)احتجم الحسن )عليه السالم( وهو محرمومرسل الفقيه:

وصحيحة ابن عمار، قلت ألبي عبد الله )عليه الســالم(: يســتاك ، قلت: فإن أدمى يستاك، قــال:نعمالمحرم، قال )عليه السالم(:

نعم وهو من السنة(4) . وصحيحه اآلخر، سأله عن المحرم يعصــر الــدمل ويربــط عليهــا

. (5)ال بأسالخرقة، فقال )عليه السالم(:

. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح62 باب 144 ص9( الوسائل: ج?)1. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح62 باب 144 ص9( الوسائل: ج?)2. 6 في ما يجوز للمحرم... ح118 الباب 222 ص2( الفقيه: ج?)3. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح71 باب 158 ص9( الوسائل: ج?)4. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح70 باب 155 ص9( الوسائل: ج?)5

60

وخبر علي بن جعفر )عليه الســالم(، عن أخيــه )عليــه الســالم(، ال بــاس وال ينبغيسألته عن المحرم هل يصلح له أن يستاك، قال:

. (1)أن يدمي فيه وموثقه عمار، عن الصادق )عليه الســالم(، ســألته عن المحــرم

يحكــه وإن ســال عنــه الــدم فاليكــون بــه الجــرب فيؤذيــه، قــال: . (2)بأس

ــرم وخبر الصيقل، إنه سأل أبا عبد الله )عليه السالم( عن المح. (3)نعم، ال بأس بهيؤذيه ضرسه أيقلعه، قال )عليه السالم(:

إذا احتــاجوخبر الدعائم، عن الصادق )عليه السالم( إنــه قــال: . (4)المحرم إلى الحجامة فليحتجم وال يحلق موضع الحجامة

. (5)وال بأس بأن يعصر الدمل ويربط القرحةوالرضوي: وفي المقنع مثله.

أما القائلون بالمنع فقد استدلوا بخبر الصيقل، عن أبي عبد الله ال إال أن يخــاف)عليــه الســالم(، ســأله عن المحــرم يحتجم، قــال:

ــالة ــتطيع الص ــف وال يس ــال: التل ــه، وق ــأس ب ــدم فال ب إذا آذاه ال. (6)ويحتحم وال يحلق الشعر

ــالم( وحسن الحلبي، سأله عن المحرم يحتجم، فقال )عليه السال، إال أن ال يجد بدا فليحتجم وال يحلق مكان المحاجم(7) .

. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح72 باب 159 ص9( الوسائل: ج?)1. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح71 باب 157 ص9( الوسائل: ج?)2. 2 من أبواب كفارات الصيد ح95 باب 180 ص9( الوسائل: ج?)3. 17 سطر 304 ص1( الدعائم: ج?)4. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح56 باب 124 ص2( المستدرك: ج?)5. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح62 باب 144 ص9( الوسائل: ج?)6. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح62 باب 143 ص9( الوسائل: ج?)7

61

نعموخبر ذريح، سأله عن المحرم يحتجم، قال )عليه السالم(: . (1)إذا خشي

ــال: ــالم( ق ــه الس ــر )علي ــبر زرارة، عن أبي جعف ال يحتجموخ ، إلى غــير(2)المحرم إال أن يخاف على نفسه أن ال يستطيع الصــالة

ذلك. ــذه على ــل ه ــرورة، لكن حم ــواز على الض ــار الج ــوا أخب وحمل الكراهة أقرب بنظر العرف من حمل تلك على الضرورة، باإلضــافة

إلى أن أخبار الجواز أقوى سندا. وقد فرق بعض الفقهاء بين أقسام إخراج الدم وذكر كــل واحــد من الفصد والحجامة وعصــر الــدمل واالســتياك وغيرهــا على حــدة، كما أن بعضهم فصلوا فقالوا بالحرمة في بعض والكراهــة في بعض آخر، لكن ال داعي إلى كل ذلك بعد وحدة الموضوع في الكــل، كمــا

يظهر ذلك للعرف إذا نظروا إلى مختلف األحاديث التي ذكرناها. ثم ال إشكال وال خالف في جواز اإلدمــاء مــع الضــرورة، ولــو لم تكن شـديدة، بـل في الجراهـر اإلجمـاع بقسـميه عليــه وعلى عـدم الفدية معها، ولو قلنا بالحرمة فالظــاهر لــزوم االحتيــاط فيمــا شــك في أنه هل يخــرج بهــذا العمــل الــدم أم ال إذا كــان موضــعا لخــروج

الدم، كالذي يعتاد اإلدماء باالستياك. وهــذا قرينــة على عــدم الحرمــة العتيــاد غــالب النــاس اإلدمــاء باالستياك، فلو كان حراما لزم المنــع، وأصــالة عــدم خــروج الــدم ال

تنفع بعد االعتياد. ثم الظاهر أنه إذا أخــرج الــدم وجب عليــه عــدم اســتمراره في اإلخراج، وعدم توسيع مكان اإلخراج كــأن يســتمر في االســتياك إذا

خرج الدم، وأن يستاك األسنان

. 8 من أبواب تروك اإلحرام ح62 باب 144 ص9( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح62 باب 143 ص9( الوسائل: ج?)2

62

اآلخر الموجب إلخراج الدم منها أيضا. ال إشكال في أنه إذا جاز إلنسان إخراج الدم جاز لغــيره إخــراج

الدم منه، فيحوز للحجام المحرم أن يحجم غيره لألصل. ــه أما إذا لم يجز له إخراج الدم لم يجز للمحرم إخراجه منه، ألن من اإلعانـــة على اإلثم، أمـــا إذا لم تكن إعانـــة، كمـــا إذا أراد األبــه ــواز لألصــل، وعدم ــده الصــغير المحــرم، ففي الج ــراج دم ول إخلمبغوضية هذا الشيء، احتماالن، وإن كان االحتياط يقتضي الثاني. ثم إنه لو ذهب إلى الحج غــير مختــون وجب عليــه الختــان قبــل الطواف، وإن قلنا بتحريم إخراج الــدم، لقاعــدة األهم والمهم لــدىــه ال ــه اضــطرار، ومن أن ــاالن، من أن ــارة احتم ــتزاحم، وفي الكف ال

منافاة بين الكفارة واالضطرار. ــع عشر) ( من محرمــات اإلحـــرام: )قص األظفــار( بالالتاس

ــاء ــ ــبته إلى علم ــ ــذكرة نس ــ ــكال وال خالف، وعن المنتهى والت ــ إش األمصار، وفي المستند دعوى اإلجماع عليه، وفي الجــواهر اإلجمــاع

بقسميه عليه. أقول: ويدل عليه جملة من األخبار:

ــال: ــه الســـالم( قـ ــاقر )عليـ ــحيح زرارة، عن البـ من قلمكصـ أظافيره ناسيا أو ساهيا أو جاهال فال شيء عليه، ومن فعله متعمــدا

. (1)فعليه دم وموثق إسحاق بن عمار، قال: سألت أبا الحسن )عليه السالم( عن رجــل نســي أن يقلم أظفــاره وهــو عنــد إحرامــه، قــال )عليــه

، قلت: يدعهاالسالم(:

. 5 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح10 ص9( الوسائل: ج?)163

فــإن رجال من أصــحابنا أفتــاه بــأن يقلم أظفــاره ويعيــد إحرامــه. (1)عليه دم يهريقهففعل، فقال:

وموثقته األخـرى، عنــه )عليـه السـالم(، قـال: سـألته عن رجــل ، قــال:يــدعهاأحرم ونسي أن يقلم أظفاره، قال )عليــه الســالم(:

، قلت: فــإن رجال أفتــاه أن يقلمهــاوإن كانت، قال: طوالقلت: . (2)عليه دموأن يغتسل ويعيد إحرامه ففعل، قال )عليه السالم(:

وعن الدعائم، عن علي )عليه السالم( والباقر والصادق )عليهما إلى أن قــال:إن المحــرم ممنــوع من الصــيدالسالم( أنهم قــالوا:

وتقليم األظفار(3) . نعم الظاهر جواز القص إن آذاه الظفر، بل ادعى بعضــهم عــدم

الالخالف فيه، لصحيح معاوية، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: يقص منها شــيئا إن اســتطاع، فــإن كــانت تؤذيــه فليقصــها، وليطعم

. (4)مكان كل ظفر قبضة من طعام ومن طــالت أظــافره وتكســرت لم يقص منهــاوفى الرضــوي:

شيئا، فإن كانت تؤذيه فليقصها وليطعم مكان كــل ظفــر قبضــة من. (5)طعام

ــد ــر ح ــة، فال حاجــة إلى وصــول األم ــة عرفي وال يخفى أن األذي الضرورة، والظاهر أن األذية أعم من األذية الفعليــة والشــأنية، كمــا

أنه إذا كان يوجب مرضا أو ما أشبه

. 2 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح13 باب 295 ص9( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح77 باب 162 ص9( الوسائل: ج?)2. 7 ذكر ما يحرم على المحرم سطر 303 ص9( الوسائل: ج?)3. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح77 باب 161 ص9( الوسائل: ج?)4. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح62 باب 125 ص2( المستدرك: ج?)5

64

ــها، ــا وبعض ــل كله ــد والرج ــافر الي ــرق بين أظ ــاه، وال ف إذا أبقلإلطالق، وصرح به غير واحد.

ــذهب كما ال فرق بين القص بالمقص أو األسنان أو الحك حتى ي ولــو جــزء عــرفي منــه، ال مجــرد الحــك، إلى غــير ذلــك من وســائل

اإلزالة. ولو كان بحيث يمنع من وصــول المــاء إلى البشــرة في الغســل والوضــوء بحيث ال يمكن إيصــال المــاء إال بــالقص، فالظــاهر تقــديم القص، ألن مــا يــدل على الطهــور أهم، منتهى األمــر عــدم العلم

باألهمية فاالحتياط في القص. (: قطع الشجر والحشيش النابتين في الحرم، الذيالعشرون)

ــا أو ــان محرم ــد، بال إشــكال وال خالف، ســواء ك ــد في بري ــو بري ه محرمة، إجماعا محققا ومحكيا مستفيضا كما في المستند، وإجماعاــاء ــذكرة نســبته إلى علم ــل في المنتهى وعن الت ــه، ب بقســميه علي

األمصار كما في الجواهر، ويدل عليه متواتر الروايات: كـلكصحيح حريز وحسنه، عن أبي عبـد اللـه )عليـه السـالم(:

شيء ينبت في الحرم فهـو حــرام على النــاس أجمعين إال مــا أنبتــه. (1)أنت أو غرسته

وصحيح معاوية: سألت أبا عبد الله )عليــه الســالم( عن شــجرة حــرم فرعهــا لمكــانأصلها في الحــرم وفرعهــا في الحــل، فقــال:

، قلت: فإن أصلها في الحل وفرعها في الحــرم، قــال )عليــهأصلها حرم أصلها لمكان فرعها، وكل شيء ينبت في الحرم فالالسالم(:

. (2)يجوز قلعه على وجه وحسن سليمان بن خالــد، عن الصــادق )عليــه الســالم(، ســألته

عن الرجل يقطع

. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح86 باب 173 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح90 باب 177 ص9( الوسائل: ج?)2

65

عليه ثمنه يتصدق به، وال ينزع منمن األراك الذي بمكة، قال: . (1)شجر مكة شيئا إال النخل وشجر الفواكه

ونحوه موثقه ومرسل عبد الكريم وحســنة حريــز، عن الصــادق لما قدم رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه()عليه السالم( قال:

مكة يوم افتتحها فتح باب الكعبة فــأمر بصــور في الكعبــة فطمثت، ثم أخذ بعضادتي البــاب فقــال: ال إلــه إال اللــه وحــده ال شــريك لــه، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم األحزاب وحده، مــا ذا تقولــون ومــا ذا تظنون، قالوا نظن خيرا ونقول خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم وقد

ال تثــريب عليكم﴿قدرت، قال: إني أقول كما قــال أخي يوســف: احمين ر الله لكم وهــو أرحم الــر ــوم يغفــ ، إال أن اللــه(2)﴾الي

ــرام تعالى قد حرم مكة يوم خلق السماوات واألرض فهي حرام بح الله إلى يوم القيامــة، ال ينفــر صــيدها وال يعضــد شــجرها وال يختلى خالها وال تحمل لقطتها إال لمنشد، فقال العباس: يا رســول اللــه إالــا، األذخر فإنه للبقر والبيوت، )وفي آخر( فإنه للبقر ولســقوف بيوتن )وفي ثـالث( لصـناعتنا وقبورنـا، )وفي رابــع( فإنـه لقبتهم وبيــوتهم،

. (3)فقال رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم(: إال األذخر وعن الــدعائم، عن الصــادق )عليــه الســالم(، عن آبائــه )عليهم

إن رسول )صلى الله عليه وآلــهالسالم(، عن علي )عليه السالم(: وســلم( نهى أن ينفــر صــيد مكــة، وأن يقطــع شــجرها، وأن يختلى

.خالها، ورخص في األذخر وعصى الراعي فيه من أصــبتموه اختلى الخالء أو عضــدوعنه )عليه السالم( أيضا:

الشجر أو نفر الصيد يعني

. 2 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح18 باب 301 ص9( الوسائل: ج?)1. 92( سورة يوسف: اآلية ?)2. 4 ح276، وص 1 من أبواب تروك اإلحرام ح88 باب 175 ص9( الوسائل: ج?)3

66

في الحــرم أحــل لكم ســلبه وأوجعــوا ظهــره بمــا اســتحل في. (1)الحرم

حــرموصحيح زرارة وموثقته، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(: الله حرمه بريدا في بريد أن يختلى خالها ويعضد شــجرها إال عــودي

. (2)الناضح أقول: الخال مقصودا الحشيش، ومعنى يختلي خالهــا اختالؤه أي قلعه، والظاهر أن الحشيش أعم من الرطب واليابس، ولذا فســره

الجوهري باليابس، والقاموس بالرطب، ويعضد أي يقطع. والظاهر أن العباس )رضوان الله عليه( لو لم يكن قال ما قال، لقاله رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه وســلم(، إال أنــه اســتعجل، ومن الممكن أنه )صلى الله عليه وآله وسلم( ما كان يستثنيه، إذ ال

يلزم ذكر الخاص مع العام وإنما كان يستثني بعد ذلك. وصــحيح جميــل أو المرســل إليــه قــال: رآني علي بن الحســين

يــا)عليه السالم( وأنا أقلع الحشيش من حول الفســاطيط، فقــال: . (3)بني إن هذا ال يقلع

وصــحيح ابن مســلم، عن أحــدهما )عليهمــا الســالم(، قلت لــه: ،نعمالمحرم ينزع الحشيش من غير الحرم، فقال )عليه السالم(:

.(4)القلت: فمن الحرم، قال: إلى غير ذلك من الروايات التي تأتي جملة أخرى منها.

وال يخفى أن جعل هذا من تــروك اإلحــرام إنمــا هــو بالمناســبة، وإال فهو من أحكــام الحــرم، إذ ال يجــوز لكــل من المحــرم والمحــل قلعــه، كمــا يجــوز للمحــرم قلعــه خــارج الحــرم، ولــذا جعلــه محكي

الدروس مسألة مستقلة، وإنما تبعنا نحن األكثر

في ذكر دخول الحرم ...310 ص1( الدعائم: ج?)1. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح87 باب 174 ص9( الوسائل: ج?)2. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح86 باب 172 ص9( الوسائل: ج?)3. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح85 باب 172 ص9( الوسائل: ج?)4

67

حيث ذكروه هنا.وفي المسألة فروع:

ــنزع، لجميعــهاألول: الظاهر عدم الفرق بين القلع والقطع وال أوبعضه، بيده أو وســيلة، آليــة أو حيوانيــة، كــان يعلم حيوانــا بقلعــه، وكــذا ال فــرق بين الشــجر والحشــيش، وبين األوراق واألغصــان،

واألزهار والجذور، كل ذلك إلطالق النص أو المناط. وكذلك ال فرق بين القطع وأقسام اإلماتة بالنــار أو المــاء الحــارــع أو الثلج، ألن المستفاد من النص احترامه، سواء كان القطع والقلــرق بغاية تنظيف المكان أو ألجل أن يكثر وينمو، أو لغير ذلك، وال ف

بين أن يكون نبت في سطح داره أو ساحتها أو غير ذلك. أما لو نبت في إنائه كالمزهرية ونحوها، فاألقرب جــواز القطــع،

ألنه ال يسمى نبت الحرم، فإن النص منصرف عنه. ولو قلعه لغرسه في مكان آخر فهل يجوز أم ال، احتمــاالن، منــائي، ومن اإلطالق، واألحــوط عــدم ــع النه انصــراف النص إلى القل

القلع. ــاالثاني: هل يجوز قلع وقطع اليابس، احتماالت، الجواز مطلق

كما عن المنتهى وغيره، ألنه ميت فلم يبق له حرمة، والمنع مطلقــا إلطالق النص، والتفصيل بين القلع الموجب لموت جذوره فال يجوز،

والقطع الذي يبقى جذوره فينمو من جديد، كما اختاره التذكرة. لكن األقرب الثــاني، لمــا عــرفت من اإلطالق، خصوصــا صــحيح

حريز وحسنه المشتملين على كل شيء ينبت في الحرم. ــاة فيالثالث : يجوز أخذ الكماة والفقع مما كان كالثمرة الملق

األرض، كما نص عليه غير واحد.

68

نعم لو كان للكماة جذور لم يجز، ولذا أشكل فيه الجواهر. وكـــذا يجـــوز االنتفـــاع بالغصـــن المكســـور، والـــورق والزهـــرــل عن المنتهى ــيره، ب ــل اآلدمي أو غ ــان بفع الســاقطين، ســواء ك

والتذكرة اإلجماع على ذلك، إذا كان القاطع غير آدمي. أمــا مــا في صـحيحة حريــز وحسـنه ممــا ظــاهره اإلطالق، فهـو

منصرف إلى المتصل باألرض. ولو قلع إنسان عمدا أو سهوا أو جهال فهل يجب إرجاعه، ال يبعد

ذلك، إذا كان فيه أمل االتصال باألرض ثانيا، للمناط. نعم لو كسره أو نحوه مما ال أمل في اتصاله ثانيا، لم يكن بأس

باستعماله، كماصرح به الجواهر. وال يجب سقي الحشــيش المــاء لئال يمــوت، لعــدم الــدليل على ذلــك، فاألصــل العــدم، واحتمــال االحــترام إلى هــذا الحــد فالمنــاط

يشمله غير مقطوع به. : إذا نبت النبــات في ملــك اإلنســان جــاز قطعــه وقلعــهالرابع

ونزعه وغير ذلك على المشهور، بل في الجواهر: ال أجد فيــه خالفــا ، لكن في المســتند استشــكل بعضــهم في أصــل االســتثناء(1)محققا

، انتهی. (2)لضعف الروايات وهو عندي غير جيدوكيف كان، فاألقوى هو االستثناء، لجملة من الروايات:

كموثقة حماد، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، في الشــجرة إن بــنىيقلعها الرجل من منزله في الحرم، قــال )عليــه الســالم(:

المــنزل والشــجرة فيــه فليس لــه أن يقلعهــا، وإن كــانت نبتت في. (3)منزله وهو له فليقلعها

. 417 ص18( الجواهر: ج?)1. 31 س214 ص2( المستند: ج?)2. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح87 باب 174 ص9( الوسائل: ج?)3

69

وصحيحته األخری، عنه )عليه السالم(، ســألته عن الرجــل يقلــعــه الســالم(: إنالشجرة من مضربه أو داره في الحرم، فقال )علي

كــانت لم تــزل قبــل أن بــنى الــدار ويتخــذ المضــرب فليس لــه أن. (1)يقلعها، وإن كانت طرأت عليه فله قلعها

ــدخل وحسن إسحاق، قلت ألبي جعفر )عليه السالم(: الرجــل ي اقطع ما كان داخال عليك، وال تقطــعمكة فيقطع من شجرها، قال:

. (2)ما لم يدخل منزلكــات، ال ــق النب ــراد مطل ــون الم ــوى ك ــاهر من النص والفت والظ خصوص الشجر، ولــذا كــان المشــهور ذلــك، كمــا أن الظــاهر عــدم

الفرق بين أقسام الملك. ، باإلضــافةماكــان داخال عليكويدل عليه قوله )عليه السالم(:

إلى ذكــر الضــرب والمــنزل، فمــا ذكــره بعض من االختصــاص ألن الحكم خالف األصل، فال يصــار إليــه إال بــدليل وهــو منتــف في غــير

المنزل ونحوه، ليس كما ينبغي. كما أن الظاهر أنه ال فرق بين ما إذا كان المــنزل ونحــوه ملكــا لإلنسان أو ال، كما إذا جاز تصرفه فيه بإجارة أو إباحــة أو مــا أشــبه، إلطالق المنزل والمضرب، فتعبير الشرائع بالملك تبعا للمحكي عن

ابني زهرة والبراج محل إشكال. كما أن الظاهر أنه لو غرسه بنفسه في المبــاح كــان لــه قلعــه،ــان ألن المستفاد من النص أن االعتبار بالملك في الجملة، ســواء ك صاحب المنزل الذي نبت فيه بعده. وإن كان من نبت الله تعالى أو

كان نبتا له وإن كان في المباح. ولذا كــان المحكي عن النهايــة والمبســوط والســرائر والمنتهى

والتذكرة جواز

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح87 باب 174 ص9( الوسائل: ج?)1. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح87 باب 174 ص9( الوسائل: ج?)2

70

قلع ما غرسه وإن لم يكن في ملكه، ولو زرعه إنسان لم يحرمقلعه من حيث الحرم وإن كان القالع غير مأذون له في قلعه.

ولذا قــال في الجــواهر: لــو غصــب بــذرا أو شــجرا وغرســه في.(1)الحرم، كان له قلعه من هذه الحيثية

ولو كان منبت الشجر في الحــرم وكــان غصــنه خارجــا لم يجــزقطعه، ولو انعكس لم يجز قطعه ما دام في الحرم.

أما إذا رجع إلى خارج الحرم بسبب جاز قطعه.وهل يجوز سحبه إلى الخارج ثم قطعه، مشكل.

ولــو كـان الشـجر في مكــة خــارج الحــرم فهــل لــه قلعــه أم ال، احتماالن، من أن الحرمة للحرم، ومن تعبــير بعض الروايــات بمكــة،

وال يبعد األول، وإن كان األحوط الثاني. ولــو جــاء بــتراب من الخــارج فنبت فيــه في الحــرم، فــإن صــار الـتراب جــزءا من الحــرم لم يجـز قلعـه وإال جــاز، ولــو جــاء بــتراب

الحرم إلى الخارج فنبت فيه، جاز قلعه ألنه ليس من الحرم. : الظاهر أنه ال فرق في عدم جواز قطع شجر الحــرمالخامس

وحشيشه بين أن يكــون مؤذيــا أو ال، كمــا في المســتند، ونقلــه عن الخالف والتـــذكرة إلطالق األدلـــة، واحتمـــال االنصـــراف إلى غـــير

المؤذي مؤيدا بمادل على قتل الحيوان المؤذي غير بعيد. وال ينافي ذلك رواية الجعفريــات، عن الصــادق )عليــه الســالم(، عن آبائه )عليهم السالم(، عن رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه

الحرم ال يختلى وسلم(:

. 419 ص18( الجواهر: ج?)171

ــؤذي،(1)خاله وال يعضــد شــجره وال شــوكه . ألن الكالم في الموليس كل شوك مؤذيا.

ويجوز القلع للضرورة، ألنه ما من شيء حرمه الله إال وقد أحلهالله لمن اضطر إليه.

ولو كان مشيه يوجب كسر النبات ال بأس به، النصــراف الــدليلعن مثله.

ولو قطع السيل أو غيره الشجر فالظاهر جواز استعماله، لعدم صدق أدلة المنع، اللهم إال أن يقال: إن حرمته باقيــة مــا دامت حيــة

للمناط، واألحوط الترك. ــه ــه، ألن ولو كان النبات مزاحما لبناء المسجد أو الكعبة جاز قلع دخل على البيت ولم يدخل البيت عليه، لما يستفاد من الروايـة هنــا

وفي باب من منع إعطاء بيته لتوسيع المسجد. أما لو أراد بناء بيت وكان النبــات مزاحمــا، فــاألحوط أخــذه من

جذوره مع تراب أاطرافها ثم وضعها في موضع آخر. : يجــوز قطــع شــجر الفواكــه من الحــرم، قــال فيالســادس

)بعــد اســتثنائه شــجر الفواكــه والنخــل(: وعلى اســتثنائه(2)المستندــبه في ــاع عن الخالف، واالتفـــاق عن المنتهى، ونسـ دعـــوى اإلجمـــذخيرة إلى قطــع األصــحاب، وفي الجــواهر: بالخالف ــدارك وال الم

، ويدل عليه ما تقدم من الموثقة والمرسلة. (3)أجده فيه ثم إن النخل يشمل الذكر واألنثى، والفواكه يشمل كــل فاكهــة، وما شك في أنه فاكهة أم ال، ال يجــوز قلعــه لدخولــه في العــام ولم

يعلم خروجه باالستثناء.

. 18 سطر 271 ص2( الجعفريات: ج?)1 السطر ما قبل األخير. 214 ص2( المستند: ج?)2. 419 ص18( الجواهر: ج?)3

72

ــابع أما إذا اعتاد أكله في مكان دون مكان، فالظاهر أن حكمه ت لمكة، فإن كان فاكهة هناك جــاز قلعــه، وإن لم يكن فاكهــة هنــاك ـ أي ال تعــد فاكهــة في مكــة وإن عــدت فاكهــة في غيرهــا ـــ ال يجــوز قلعه، وإن اختلف أهل مكة في كونـه فاكهـة فــالحكم لألغلبيــة، وإنــق، ــول مطل ــة بق ــه، إذ ليس ذاك فاكه ــة لم يجــز قلع لم تكن أغلبي

والدليل منصرف إلى ما كان فاكهة بقول مطلق. : يجــوز قطــع اإلذخــر بال خالف كمــا في الجــواهر، وعنالسابع

ــار ــة من األخب ــه جمل ــدل علي ــه، وي ــاع علي ــذكرة اإلجم المنتهى والتالمتقدمة.

رخص رســول اللــهوفي خبر زرارة، عن الباقر )عليه السالم(: )صلى الله عليه وآله وسلم( في قطع عــودي المحالــة وهي البكــرة

. (1)التي يستقى بها من شجر الحرم، واإلذخرــال والظاهر أن جواز قلعه ليس خاصا بالمحتاج إليه، بل حاله حــاس ــول عب ــة، وق ــرم، إلطالق األدل ــير الح ــاب في غ ــائر األعش ســدا إلطالق كالم )رضوان الله عليه( في الرواية السابقة ال يكون مقي

الرسول )لى الله عليه وآله وسلم( ولسائر الروايات. : يجوز قطــع عــودي المحالــة، كمــا هــو المشــهور، وهــوالثامن

يكفي في جبر رواية زرارة السابقة. ويؤيده ما ســيأتي من صــحيح زرارة، حيث ذكــر عــودي الناضــحــوى أن ــتفاد من النص والفت ــإن المس ــة، ف ــرم المدين ــات ح في نبــة ــرة العظيم ــا للبك ــتراط كونهم ــد، واش ــا حكم واح ــرمين لهم الحالمسماة بالمحالة ـ كما في الجواهر ـ غير الزم، بعد وحدة المناط.

. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح87 باب 174 ص9( الوسائل: ج?)173

ثم إن الظاهر أنه ال فرق في االستقاء بين كونه بسبب الحيوانأو اآللة لوحدة المناط.

: ال يجوز قطع الراعي عصا لنفسه، لإلطالقــات الــتي الالتاسعتقاومها رواية الدعائم التي استثنتها.

رخص رســول اللــه )صــلى اللــه عليــهوفي رواية الجعفريــات: وآلــه وســلم( أن يعضــد من شــجر الحــرم اإلذخــر وعصــى الــراعي

.(1)ليسوق بها بعيره، وما يصلح بها من دلو كما ال يجوز قطع سائر ما يحتاج إليــه اإلنســان، كعمــود الخيمــة وحطب الطبخ وما أشبه، لعــدم الــدليل على االســتثناء، وإن احتمــل

أن المستثنيات السابقة من باب المثال، لكنه في غير مورده. ــأس أما القطع للرزق الضروري لنفسه وعائلته فال يبعد عدم الب به، لمكان الضرورة المحللة لــذلك، ولــو قطــع حرامــا جــاز شــراؤه

منه، ألصالة جواز االشتراء. : ال إشــكال في جــواز تــرك اإلبــل وغــيره من الحيــوانالعاشر

يرعى الحشيش، لألصل بعد عدم شمول أدلة المنع له، بـل الظـاهر جواز قطعـه لـرعي اإلبــل، كمــا لم يسـتبعده المــدارك، وإن أشـكل عليه في الجواهر، وذلك للصحيح، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(:

يخلى عن البعير يأكل في الحرم ما شاء(2) . وصحيح جميل ومحمد بن حمران، قاال: سألنا أبا عبد الله )عليــه

السالم( عن

. 72( الجعفريات: ص?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح89 باب 176 ص9( الوسائل: ج?)2

74

أمــا شــيء تأكلــه اإلبــلالنبت الــذي في أرض الحــرم، فقــال: . (1)فليس به بأس أن تنزعه

ومنه يعلم، أن قول اإلسكافي: ال اختار الرعي، ألن البعير ربمــا جــذب النبت من أصــله، فأمــا إذا حصــده اإلنســان وبقي أصــله في األرض فال بأس به، ليس على مــا ينبغي بعــد إطالق النص والفتــوى

والسيرة القطعية. ( من محرمات اإلحرام: )تغسيل المحــرمالواحد والعشرون)

وتحنيطه بالكافور إذا مات( بال إشــكال وال خالف، وفي الجــواهر بالــه ــدل علي ــه، وي ــاع علي ــذكرة اإلجم ــل عن الت ــه، ب ــده في خالف أج

مستفيض الروايات: كصحيح محمــد بن مســلم، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، عن

يغطى وجهــه ويصــنع بــه كمــاالمحرم إذا مات كيف يصنع به، قال: . (2)يصنع بالحالل، إال أنه ال يقربه طيبا

إن عبد الرحمان مولى الحســن بن علي )عليــهوفي الرضوي: السالم( ابن أبي طالب )عليه السالم( توفي باألبواء ومعــه الحســن )عليه السالم( والحسين )عليه السالم(، وعبد الله بن جعفــر، وعبــد الله بن عبـاس، فصـنعوا بـه كمـا يصـنع بـالميت، غـير أنـه لم يمس

، إلى غيرها من الروايات. (3)طيب وخمر وجهه وال يخفى أن هذا حكم المحرم وإن مات في الحــل، ال من كــانــزم غســله ــه الطيب ل في الحــرم، فــإذا أحــل من إحرامــه وحــل ل بالكافور وتحنيطه لألصل، كمــا أنــه إذا شــك في أنــه هــل بقي على

إحرامه، أو هل أحرم، كان الالزم بعد الفحص االستصحاب.

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح89 باب 177 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح83 باب 170 ص9( الوسائل: ج?)2. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح66 الباب 125 ص2( المستدرك: ج?)3

75

والظاهر أنه ال يمس طيبا مطلقا فال خصوصية للكافور، كمــا أن الظاهر أن سائر أحكــام المحــرم ال تــترتب عليــه، فال بــأس بتغطيــة

رأسه، ووجهها ورجلها لألصل، وإطالق الصحيح السابق. ومنه يعلم وجوب حمل خبر الجعفريات على الكراهة، فقد روى بسنده إلى الصــادق )عليــه الســالم(، عن أبيــه )عليــه الســالم(، في

ل ويكفن والالرجل يموت وهو محرم، قــال )عليــه الســالم(: يغســ . قال أبو عبد الله )عليه السالم(: وقديغطى رأسه وال يقربوه طيبا

سأل أبي عن ذلك وقد ذكر لــه قــول عائشــة، فقــال: قــد مــات ابن للحسين بن علي )عليه السالم( ومعه عبد الله بن العبــاس بن عبــد المطلب وعبد اللــه بن جعفــر فــأجمعوا على أن ال يغطى رأســه وال

.(1)يقربوه طيبا ولو حنطوه غفلة أو جهال فالظاهر وجوب مســح مــا كــان يمكن

مسحه عنه.ــاء كما أن الغسل بماء الكافور باطل، فالالزم غسل آخر له بالم

القراح. وإذا غسل بسدر وقراحين كان طاهرا، فال يــوجب مســه غســل

المس ـ كما أفتى بذلك الجواهر ـ قال: وإن احتمل، بل قيل به. ــوم أقول: لكن ال وجه له، وقد تقدم في باب تيمم الميت أنه يق

مقام الغسل في التطهير كما تقدم اإلشكال في أصل الكافور. ــات اإلحــرام: )لبس المحــرمالثاني والعشرون) ( من محرم

السالح( على المشهور، خالفــا للمحقــق والعالمــة في بعض كتبهمــا فكرهــاه، ونســبه المحقــق إلى بعض آخــر، كمــا تبعهمــا بعض آخــر،

واألقوى األول، ويدل عليه جملة من الروايات:

من أبواب تروك األحالام. 66 الباب 125 ص2( المستدرك: ج?)176

كصحيح ابن سنان، سألت أبا عبد اللــه )عليــه الســالم(: أيحمــلــال: ــالح، فقـ ــرم السـ ــارقا فليلبسالمحـ ــدوا أو سـ ــاف عـ إذا خـ

. (1)السالح المحــرم إذا خــافوصحيحه اآلخر، عنــه )عليــه الســالم( أيضــا:

. (2)لبس السالح المحــرم إذا خــاف فلبسوصحيح الحلبي، عنه )عليه الســالم(:

. (3)السالح فال كفارة عليه ال بـأس أن يحـرموخبر زرارة، عن أبي جعفر )عليــه السـالم(:

. (4)الرجل وعليه سالحه إذا خاف العدو وإذا احتــاجوخبر الدعائم، عن أبي جعفر )عليه الســالم( قــال:

.(5)المحرم إلى لبس السالح لبسه. (6)وال بأس أن يلبس المحرم السالح إذا خافوالمقنع:

اما القائل بالكراهــة فقــد اســتدل لــه باألصــل، بعــد حمــل هــذه الروايات على الكراهة، لكن ال مجال لألصــل بعــد الــدليل، وال وجــه

لحمل الظاهر على الكراهة، فالقول بالتحريم أقوی. والمشــهور أن المحــرم إذا لبس الســالح فال يحــرم إشــهاره أو كونه معه، خالفا للمحكي عن الحلبيين فقالوا بتحريم إشهاره، وكأنه للمنــاط، ولمــا روى الخصــال عن علي )عليــه الســالم( في حــديث

. (7)ال تخرجوا بالسيوف إلى الحرماألربعمائة:

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح54 باب 137 ص9( الوسائل: ج?)1. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح54 باب 137 ص9( الوسائل: ج?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح54 باب 137 ص9( الوسائل: ج?)3. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح54 باب 137 ص9( الوسائل: ج?)4. 12 سطر 305 ص1( الدعائم: ج?)5. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح43 الباب 123 ص2( المستدرك: ج?)6. 8 في حديث أربعمائة السطر 616 ص9( الخصال: ج?)7

77

ــدخلوصحيح حريز، عن الصادق )عليه الســالم(: ال ينبغي أن ي. (1)الحرم بسالح إال أن يدخله في جوالق أو يغيبه

ال بأس أن يخرج بالســالح من بلــده، ولكن إذاوخبر أبي بصير: . (2)دخل مكة لم يظهره

ــه، وبين مــا ال يعتمــد على ــة ل ــار بين مــا ال دالل ــه: إن األخب وفي ســنده، ولــذا قــال في الجــواهر: وال ريب في أنــه أحــوط وإن كــان

. (3)األقوى عدم الحرمةــانت ــواز لبس الســالح إذا ك ــه ال إشــكال وال خالف في ج ثم إن ضــرورة، من حيــوان أو ســارق أو عــدو أو مــا أشــبه، إلطالق دليــل الضرورة، ولألخبار الخاصة في المقام، وحينئــذ ال فــرق بين الخــوذة والددع وغيرهما، أمــا إذا لم تكن ضــرورة إلى ســتر الــرأس للرجــل

فالالزم االقتصار على القدر الضروري إذ ستر الرأس محرم آخر.ــرمح أو الســيف في وهــل يحــرم غــير اللبس كمــا إذا حمــل الــات القراب بيده، قيل نعم، ألنه مسلح والمناط المستفاد من الرواي الســابقة حرمــة التســلح مطلقــا، وقيــل ال، ألن المنهي عنــه اللبس وهذا ليس لبسا، واألحوط األول وإن كان ال يبعد الثاني، وعليــه فلــو جلس في الدبابة أو الطائرة الحربية كان مثل أخذ السالح بيده، ولو شك في كون شــيء ســالحا أم ال كالســكين الكبــيرة المعــدة لقتــل

الحيوان ونحوه فاألصل الجواز، لعدم القطع بتحقق الموضوع. ولو ظهر أنه لم يكن ما يخشى منه لم يكن بلبسه السالح بأس، إذ المعيار الخوف وقد كان حاصال، وقــد ذكرنــا بعض فــروع الخــوف في كتاب الصالة في باب صالة الخوف والمطاردة مما ينفع المقام

فراجع.

. 1 من أبواب مقدمات الطواف ح25 باب 358 ص9( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب مقدمات الطواف ح25 باب 359 ص9( الوسائل: ج?)2. 423 ص18( الجواهر: ج?)3

78

فصلاإلحرام مكروهات

مكروهات اإلحرام أمور: : اإلحرام في الثوب األســود، بال إشــكال وال خالف في)األول(

أصل المرجوحية. وعن المبسوط والنهاية والخالف والوسيلة عــدم جــوار اإلحــرامــهم على ــواز في كالم بعض ــدم الج ــل ع ــه، لكن ابن إدريس حم في

الكراهة. وكيف كان، فالمشهور هو األقوى، لألصل بعــد عــدم نهــوض مــا

دل على المنع على التحريم. ــه ــه )علي ــد الل ــار، قلت ألبي عب ــق الحســين بن المخت ففي موث

ــوبالسالم(: يحرم الرجل في الثوب األسود، قال: ال يحرم في الث ، وإنمــا نحمــل الروايــة على الكراهــة(1)األسود وال تكفن بــه الميت

ألمور: األول: إرداف اإلحــرام بــالتكفين، واإلجمــاع قــائم على جــواز

تكفين الميت في األسود. الثاني: ما دل على جواز اإلحرام في كل ثــوب يصــلى فيــه، مــع اإلجمــاع على جــواز الصــالة في األســود، بــل في الجــواهر اإلجمــاع

بقسميه عليه. الثالث: إن المالحظ لروايــات النهي عن لبــاس الســود يــرى أن المراد اتخاذه شعارا، كما ذكرنا تفصيل ذلك في كتاب الصالة، وهذا

موجب لوهن الروايات

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح26 باب 36 ص9( الوسائل: ج?)179

الناهية ما كان منها مطلقا أو خاصا. ثم إنه ال فرق بين أن يكون أسود بالذات أو بالصبغ، ومنــه يعلم أنــه يشــكل تخصــيص الشــرائع حيث قــال: اإلحــرام في الثيــاب

المصبوغة بالسواد. الظاهر كراهة أن يكون ثوب اإلحرام ذا لون يــوجب)الثاني(:

الشهرة، أو ذا لون شديد. ويدل على األول: خبر أبان بن تغلب، سأل أبــا عبــد اللــه )عليــه السالم( أخي وأنا حاضر عن الثوب يكــون مصــبوغا في العصــفر ثم

ليس العصـفريغسل، ألبسه أنا وأنا محرم، فقــال )عليـه السـالم(: . (1)من الطيب، ولكن أكره أن تلبس ما يشهرك بين الناس

ونحوه خبر ابن هالل، عنه )عليه السالم( أيضا. وخبر عامر بن جذاعة، ســأل أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن

ال بــأس بــه إال المفدمــةمصــبغات الثيــاب يلبســها المحــرم، قــال: .(2)المشهورة

الوعلي الثاني: حســن الحلــبي، عن الصــادق )عليــه الســالم(: .(3)تلبس المحرمة الحلي وال الثياب المصبغة إال ثوبا ال يردع

قال الوافي في المحكي عنه: ال يردع أي ال ينفض أثره على مــا يجــاوره، يقــال بــه ردع من زعفــران أو دم، أي لطخ وأثــر، وردعــه

فارتدع أي لطخه به فتلطخ. أقول: فإن شدة اللون توجب الردع، بخالف ما إذا غسل وخف، وفي المنجد: ردع ردعا بالشيء لطخه به، وردعه بالزعفران لطخــه

به. لكن ظاهر الحديث

. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح40 باب 120 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح40 باب 119 ص9( الوسائل: ج?)2. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح43 باب 123 ص9( الوسائل: ج?)3

80

ــوافي، كمــا في صــحيح الحســين بن أبي العالء، إرادة معــنى ال سأل الصادق )عليه السالم( عن الثوب يصيبه الزعفــران ثم يغســل

ال بــأس بــه إذا ذهب ريحــه لــو كــانفال يــذهب، أحــرم فيــه، قــال: .(1)مصبوغا كله إذا ضرب إلى البياض وغسل فال بأس

وال ينافي ذلك صحيح علي بن جعفر )عليه الســالم( ســأل أخــاهــه )عليه السالم( يلبس المحرم الثوب المشبع بالعصفر، فقــال )علي

، إذ عدم البأس ال ينافي(2)إذا لم يكن فيه طيب فال بأسالسالم(: الكراهة.

وربما قيل بكراهة مطلق اللون، فعن ابن حمزة كراهة اإلحــرامــه، قــال في ــاب المفدمــة والمصــبوغة بطيب غــير محــرم علي بالثي

الجواهر: ولم نقف على ما يشهد له. أقول: يمكن أن يكون مستنده خــبر الـدعائم، عن البــاقر )عليــه

يتجرد المحرم في ثوبين أبيضين فــإن لم يجــده فال بــأسالسالم(: .(3)بالصبغ مالم يكن بزعفران أو ورس أو طيب

وكذلك المحرمة ال تلبس مثل هذا الصبغ، فإن ظاهر هذا الخــبركراهة مطلق اللون، والتسامح يقتضي كفاية الفتوى في الكراهة.

ثم إن المراد بالمفدمة المحمرة الشديدة اإلحمرار، فان الفدامـ كما في المنجد ـ األحمر المشبع حمرة.

وال ينافي الكراهــة في مطلــق اللــون خــبر خالــد بن أبي العالء،. (4)قال: رأيت أبا جعفر )عليه السالم( وعليه برد أخضر وهو محرم

وخبر أبي بصير، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، قــال: ســمعتهكان عليا )عليه السالم( وهو يقول:

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح43 باب 122 ص9( الوسائل: ج?)1. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح40 باب 120 ص9( الوسائل: ج?)2 في ذكر ما يحرم على المحرم. 305 ص1( الدعائم: ج?)3. 1 من أبواب اإلحرام ح28 الباب 37 ص9( الوسائل: ج?)4

81

محرما ومعه بعض صبيانه وعليه ثوبان مصبوغان، فمر عمــر بن الخطاب فقال: يا أبا الحسن ما هذان الثوبان، فقال لـه علي )عليــه السالم(: ما نريد أحدا يعلمنا السنة إنما همــا ثوبــان صــبغا بالمشــق

.(1)يعني الطينــا ألنهم ــه، إم ــق في محل ــا حق ــة كم ــافي الكراه إذ العمــل ال ين )عليهم السالم( كانوا يعلمون حكمة الكراهة فعلمهم كان في مورد ال حكمة لها فيه، وإما أن الكراهات الخفيفة التي ال مبغوضية فيها ال

تنافي مقام التأدب أمام الله سبحانه. ثم الظاهر عدم الفرق في الملون كونه ذاتيا أم بواسطة الصبغ ونحوه لوحدة المالك، كما ال فرق بين أن يكــون كــل ثــوب اإلحــرام

ملونا أو بعضه لإلطالق. إنه يكره النوم على كل ما يكره اإلحــرام فيــه، كمــا)الثالث(:عن ابن حمزة.

وعن النهاية والمبسوط والتهـذيب والجـامع والتــذكرة والتحريـرــوم على الفــراش المصــبوغ، وإنمــا اســتظهرنا الكراهــة كراهــة الن للتسامح، وإال ففي الجواهر قال: لم نظفر إال بخــبر أبي بصــير، عن

يكــره للمحــرم أن ينــام على الفــرشأبي جعفــر )عليــه الســالم(: ، أي المخدة. (2)األصفر والمرفقة الصفراء

ونحوه خبر المعلي بن خنيس، عن الصادق )عليه السالم(. وهل يكره اللحــاف كــذلك، احتمــاالن، من صــدق الفــرش عليــه أحيانا. ورواية عمار قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن الرجل يلبس لحافا ظهارته حمراء وباطنته صفراء، قد أتى لــه ســنة

ما لم يكن له أو سنتان، قال )عليه السالم(:

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح42 باب 121 ص9( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح28 باب 104 ص9( الوسائل: ج?)2

82

ريح فال بأس، وكل ثوب يصبغ ويغسل يجــوز اإلحــرام فيــه، وإن.(1)لم يغسل فال

ــوع وفيه: إن الفراش ال يصدق على اللحاف، والمناط غير مقطبه، والرواية بصدد اللباس ال الغطاء الذي فيه الكالم.

يكره اإلحرام في الثياب الوسخة، وإن كانت طــاهرة)الرابع(:بال إشكال وال خالف، لجملة من الروايات.

كصحيح ابن مســلم، ســأل أحــدهما )عليــه الســالم( عن الرجــل ال، وال أقــول إنــه حــرام،يحرم في ثوب وسخ، قال )عليه السالم(:

. (2)لكن تطهيره أحب إلي وطهوره غسله يتجــردوفى روايــة الــدعائم، عن البــاقر )عليــه الســالم( قــال:

. (3)المحرم في ثوبين نقيين أبيضينــالم(: ــوي، عنهم )عليهم الس ــة الرض ــكوفي رواي والبس ثوبي

لإلحرام جديــدين كانــا أو غســيلين بعــد مــا يكونــا طــاهرين نظيفين،.(4)وكذلك تفعل المرأة

لكن في داللــة األخــيرين نظــر، إذ ليس تــرك كــل مســتحبمكروها، كما قرر في محله.

ــة وهل يغسل ثوبه إذا توسخ بعد أن أحرم فيه، لمحبوبية النظاف مطلقــا، أو ال لفضــل أن يكــون النــاس في الحج شــعثا غــبرا، وألنــه يوجب كسر النفس وتذكر أن اإلنســان شــيء هين فال يــدخل الكــبر

قلبه، احتماالن، وإن كان الثاني أقرب لبعض الروايات: ــه الســالم(: ال يغســلكصــحيح ابن مســلم، عن أحــدهما )علي

الرجل ثوبه الذي

. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح43 باب 123 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح38 باب 117 ص9( الوسائل: ج?)2. 305 ص1( الدعائم: ج?)3. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح8 الباب 122 ص2( المستدرك: ج?)4

83

يحرم حتى يحــل فيــه وإن توســخ، إال أن تصــيبه جنابــة أوشــيء. (1)فيغسله

نعم ال إشــكال في جــواز غســله، كمــا هــو المشــهور، وإن كــان المحكي عن الدروس المنع عن غســله. وفيــه: إنــه ال نســلم ظهــور

الخبر في المنع. وال بـأس بغسـل ثيابـك الــتي أحــرمت فيهــا إذاوفي الرضــوي:

. (2)اتسخ، أما إذا تنجس فال إشكال في غسلهــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن فعن الحلــبي، قــال: ســألت أب

، وسألته يغســلها إن أصــابها شــيء،نعمالمحرم يحول ثيابه، قال: . (3)نعم إذا احتلم فيها فيغسلهاقال:

ــبي في)الخــامس(: ــه، فعن الحل ــرم ثياب ــل المح ــره تحوي يك وال بــأس يحــولحــديث، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

نعم إن احتلم، قلت: إذا أصابها شيء يغسلها، قــال: المحرم ثيابه، المحمول على الكراهة بقرينة رواية الحلبي السابقة.(4)فيها

ولعل سر ذلك أن تحويــل الثيــاب كتغســيله، مثــل طــرح القمـل منه، إلى غير ذلك، كله ينــافي مــا قصــد من الحج من كســر النفســة والذل والخضوع الذي جعل الحج له ولغيره، فإن الحج عبادة مادي

روحية، وكلما كان أقرب إلى تطهير النفس كان أفضل. ــونين)السادس(: لبس الثياب المعلمة كالثوب المحــوك من ل

أو ألوان، وكالمنقش بعد الحياكة، وهذا هو المشهور.

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح38 باب 117 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح29 الباب 122 ص2( المستدرك: ج?)2. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح38 باب 118 ص9( الوسائل: ج?)3. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح38 باب 117 ص9( الوسائل: ج?)4

84

ــأس أن ــه الســالم(، قــال: الب ففي الصــحيح، عن الصــادق )علي يحــرم الرجــل في الثــوب المعلم وتركــه أحب إلى إذا قــدر على

. (1)غيرهومنه يعلم أن تقييد المبسوط المعلم باإلبريسم لم يظهر وجهه. وال يعارض ما ذكرناه صحيح الحلبي، سألت أبا عبــد اللــه )عليــه

،(2)ال بــأس بهالسالم( عن الرجل يحرم في ثوب لــه علم، فقــال: إذ ذلك ال ينافي الكراهة.

ــه ــادق )علي ــأل الص ــرادي، س ــحيح ليث الم ــه ص ــا ال يعارض كم نعم إنمــاالسالم( عن الثوب المعلم هل يحــرم فيــه الرجــل، قــال:

ــرم الملحم ــافي(3)يح ــة، فال ين ــدة الكراه ــول على ش ــه محم . فإنالكراهة في المعلم.

ثم الظــاهر أن الكراهــة عامــة للرجــل والمــرأة، وإن كــان في الرجل أشد، أما العموم فألدلة االشتراك في التكليف، وأما األشدية في الرجل فلرواية ســماعة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( في

ــأس أنحديث قال )عليه السالم(: أما الخز والعلم في الثوب فال ب. (4)تلبسه المرأة وهي محرمة

الظاهر كراهـة لبس الثيـاب الملحمـة حـتى للمـرأة)السابع(:ــط ــا بعــدم حرمــة المخي ــط، أو إذا قلن ــا لبس المخي ــتي يجــوز له الــحيح ليث ــك لص ــة، وذل ــدون خياط ــان الملحم ب ــرم، أو إذا ك للمحــالث المتقدم في السادس المحمول على الكراهة، لما تقدم في الث

من رواية عمار في اللحاف، فان الملحم هو اللحاف. ــه الســالم( ــة الحمــيري، كتب رجــل إلى الرضــا )علي وفي رواي

يسأله عن مسائل

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح39 باب 118 ص9( الوسائل: ج?)1. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح39 باب 119 ص9( الوسائل: ج?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح39 باب 118 ص9( الوسائل: ج?)3. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح39 باب 119 ص9( الوسائل: ج?)4

85

ــك، وأراد أن يسأله عن الثوب الملحم يلبسه المحرم ونســي ذل ال بـــأس بـــاإلحرام في الثـــوبفجـــاء جـــواب المســـائل، وفيـــه:

. (1)الملحم وفي رواية الراوندي عنه )عليه السالم( قريب منه، وفي أسفل

. (2)ال بأس بالملحم أن يلبسه المحرمالكتاب منه )عليه السالم(: إنماوفي رواية محمد بن المثنی، قول الصادق )عليه السالم(:

. (3)يكره الملحم فما عن المقنع من قولــه: ال يجــوز أن يحــرم في الملحم، كأنــه

نقل لنص الرواية السابقة. استعمال الحناء للزينة، فإنه مكروه عند األكثر، كمــا)الثامن(:

نقله الجواهر عن كشف اللثام والمدارك وغيرهما. ــر ــة مكــروه على األظه ــاء للزين وفي المســتند: اســتعمال الحن األشهر، كمــا صــرح بــه جماعــة، لكن حكي عن المقنعــة واالقتصــاد والمختلف والشهيد الثاني وآخرين القــول بالحرمــة. لكن المشــهور هو األقـوی، لصـحيح عبــد اللـه بن سـنان، عن أبي عبـد اللـه )عليــه

إن المحــرمالسالم( قال: سألته عن الحناء، فقال )عليه الســالم(: . (4)ليمسه ويداوي به بصره وهو طيب وما به بأس

أما القائــل بالحرمــة، فقــد اســتدل بمــا تقــدم من التعليالت فيــال الخاتم والحلي، وال يخفى ما فيه، إذ النص الصريح ال يسقط بأمث هذه األمور، غاية األمر داللة تلك على الكراهة بمعونة خبر الكنــاني:

سأل الصادق )عليه السالم( عن امرأة خافت الشقاق

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح41 باب 120 ص9( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح41 باب 121 ص9( الوسائل: ج?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح30 باب 122 ص2( المستدرك: ج?)3. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح23 باب 100 ص9( الوسائل: ج?)4

86

فأرادت أن تحرم هل تخضب يدها بالحناء قبل ذلك، قال )عليــه. (1)ما يعجبني أن تفعلالسالم(:

فــإن المســتفاد عرفــا من الجمــع بين الروايــات كراهــة الحنــاء مطلقا، للزينة كـان أوغيرهـا، للرجــل والمــرأة، قبــل اإلحــرام بحيث

يبقى أثره أو بعده. لكن عن الشــيخ والحلي ويحــيى بن ســعيد والفاضــل في بعض كتبــه اختصــاص الكراهــة بــالمرأة، الختصــاص النص بهــا وغلبــة استعمالها وقوة تهيجه الشهوة، وفيه ما ذكره الجواهر من أنــه غــير

واضح بعد قاعدة االشتراك. ثم إنه ال دليل على كراهة مجرد المس بدون التزيين.

كما أن الظاهر أنه ال فرق في الكراهة بين تزيين شــعر الــرأسأو اللحية أو اليد أو الرجل أو غيرها لإلطالق.

ــدم)التاسع(: النقاب للمرأة، والمراد به ما ليس سترا، لما تقأنه من محرمات اإلحرام.

ويدل على الكراهة صحيح العيص، عن الصادق )عليــه الســالم(:،المرأة المحرمة تلبس ما شاءت من الثياب غير الحرير والقفازين

. (2)وكره النقاب إنه كرهوخبر يحيى بن أبي العالء، عن الصادق )عليه السالم(:

. ( 3)للمحرمة البرقع والقفازين ، والبــأس أن تســدل الثــوب علىويكــره النقــابفي المقنــع:

وجهها إلى

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح23 باب 100 ص9( الوسائل: ج?)1ــاب 129، وص 9 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 43 ص9( الوسائل: ج?)2 ح48 ب2 .. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 42 ص9( الوسائل: ج?)3

87

طـرف األنـف قـدر مــا تبصـر، والكراهـة هـو فتــوى غـير واحـد، كالصدوق في المقنع، وكالجمــل والعقــود، والمحقــق في الشــرائع، والعالمــة في بعض كتبــه وغــيرهم، خالفــا آلخــرين، حيث ذهبــوا إلى

التحريم عمال باألخبار المتقدمة في تحريم تغطية المرأة وجهها. لكن الظاهر أنه ال منافاة بين حرمة الستر، وبين كراهة النقاب، إذ النقاب نوع من اإلسدال الذي قد عــرفت هنــاك جــوازه، ومــا دل على النهي عن النقاب ال بد أن يحمــل النهي فيــه على الكراهــة، أو يحمل النقاب على الستر، وقد اضطرب كالم جملة من الفقهاء في

ذلك، والمسألة مشكلة واالحتياط سبيل النجاة. دخول الحمام، فالمشهور فيه الكراهة، لخــبر عقبــة)العاشر(:

بن خالد، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: ســألته عن المحــرم. (1)ال يدخليدخل الحمام، قال )عليه السالم(:

فقــد ادعى التــذكرة ـــ كمــا في المســتند ـــ اإلجمــاع على عــدم. (2)التحريم، وكذا قال الجواهر اإلجماع بقسميه على عدم الحرمة

ويدل عليه صحيح معاوية بن عمار، عن الصادق )عليه السالم(:ال بأس أن يدخل المحرم الحمام ولكن ال يتدلك(3) .

وال يخفى أن المراد بدخول الحمام دخولــه ألجــل االســتحمام اللعمل مع المالبس، ألنه المنصرف من دخول الحمام.

وال فـــرق بين أن يكـــون دخولـــه ألجـــل واجب أو مســـتحب أواعتباطا، كما إذا دخل لغسل الجنابة، أو غسل الجمعة، إذ

. 9 من أبواب تروك اإلحرام ح76 باب 161 ص9( الوسائل: ج?)1. 432 ص18( الجواهر: ج?)2. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح76 باب 161 ص9( الوسائل: ج?)3

88

ال منافاة بين الكراهة وبين الوجوب واالستحباب، كما حقــق في محلــه، وال فــرق أن يكــون الحمــام حمــام الــدار أو حمامــا عموميــا

لإلطالق. تدليك الجسد في الحمام، كما هو المشهور،)الحادي عشر(:

ويدل عليه ما تقدم من صحيح معاوية. وصحيح يعقوب بن شعيب، سألت أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم(

ــال: ــل، قـ ــرم يغتسـ ــه والعن المحـ ــاء على رأسـ نعم يفيض المـ.(1)يدلكه

والخبران محموالن على الكراهــة، لإلجمــاع على عــدم الحرمــة ــقطا ــدميا وال مس ــون م ــترط أن ال يك ــواهر، لكن يش ــا في الج كم

للشعر، وإذا كان معرضا لذلك تجنب الدلك. ــة، أو ــدلك بنفســه، أو بواســطة آل ــه ال فــرق أن يكــون ال ثم إن

بواسطة طفل، أو حيوان، وكذا إذا أمر إنسانا بذلك. والظاهر أنه ال فرق بين شدة إمرار اليد أو خفته لإلطالق.

كما ال فرق بين الدلك باليد أو بجزء آخر من جسده، مــع خرقــة أو بدونها، لتسمية كليهما دلكا، وال فرق في هــذا الحكم بين الرجــل

والمرأة.والظاهر كراهة أن يدلك اإلنسان جسم الصبي المحرم للمناط. وال فرق في كراهة التدليك بين أن يكــون من على الشــعر كمــا

في الرأس واللحية، أو بدون الشعر. كما ال فرق بين أن يكــون بحائــل أو غــير حائــل، في الحمــام أو

غيره، كل ذلك إلطالق النص أو مناطه، كما ال يخفی. ــأن يقــول في جــواب من)الثاني عشر(: ــه، ب ــة من ينادي تلبي

يناديــه: لبيــك، بال إشــكال والخالف، فقــد أرســلوا المســألة إرســالالمسلمات، وذلك لصحيح حماد

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح75 باب 160 ص9( الوسائل: ج?)189

ليس للمحــرم أن يلــبي من دعــاهعن الصادق )عليه الســالم(: . (1)يقول يا سعد، قلت كيف يقول، قال: حتى يقضي إحرامه

ــولوفي المرسل الذي رواه الصدوق: إذا نودي المحرم فال يق.(2)لبيك، ولكن يقول يا سعد

لكن عن ظاهر التهذيب التحريم، وكأنه لظــاهر مــا تقــدم، وفيــه باإلضافة إلى اإلجماع على الجواز كمــا في الجــواهر، يمنــع الظهــور

يكــره للرجــل أن يجيبالمذكور لما عن الصــادق )عليــه الســالم(: . (3)بالتلبية إذا نودي وهو محرم

.(4)ال بأس أن يلبي المحرموعن أبي جعفر )عليه السالم(: بـل لعـل الكراهـة هي الظـاهرة من التعليـل في روايـة النــوادر

ــال: إذالعلي بن أسباط، عن علي بن الحسين )عليه السالم( أنه ق أحرم الرجل فناداه الرجــل فال يجيبــه بالتلبيــة، ألنــه قــد أجــاب اللـه

. (5)بالتلبية في اإلحرام ثم الظاهر أنه ال بأس باإلجابة بما معناه التلبيــة بلغــة أخــری، إذ المنصرف المنع عن هذا اللفظ، كما أنــه يكــره أن يقــول )لــبين( أو )لبيكما( أو يقول للغائب )لبيك( كما في الزيارة: )لبيــك داعي اللــه(

أو ما أشبه ذلك، لشمول اإلطالق أو المناط للكل. أما قراءة الشعر والنثر المشتمل على ذلك، مثل )لبيك يا أحمد

المختار لبيكا(

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح91 باب 178 ص9( الوسائل: ج?)1 الفقرة الثانية. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح91 باب 178 ص9( الوسائل: ج?)2 الفقرة األولی. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح91 باب 178 ص9( الوسائل: ج?)3. 5 في التلبية ح211 ص2( الفقيه: ج?)4. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح71 باب 126 ص2( المستدرك: ج?)5

90

فيما إذا لم يقصد التلبية، فالظاهر أنه غير مشمول للدليل. ثم إنه إذا خــرج من اإلحــرام وإن كــان أراد إحــرام الحج مثال، ال

.حتى يقضي إحرامهبأس بالتلبية، لقوله )عليه السالم(: ــال، ال وال يستحب أن يقول المحرم )يا سعد(، ألنه من باب المث أنه أمر، فهو إرشاد محض، وإن كان ربما احتمل اســتحبابه، لظهــور

األمر في المولوية، وكيف كان فليس بواجب قطعا. ــر(: ــالث عش اســتعمال الريــاحين، فإنــه مكــروه على)الث

المشـــهور، فقـــد ذهب إلى الكراهـــة اإلســـكافي والشـــيخ والحليوالمحقق والعالمة في أكثر كتبه وغيرهم، كما نقل عنهم المستند.

خالفا للمفيد والمختلف والمنتهى والتذكرة والتحريــر والمــداركوغيرهم فحرموه.

ــة، عن ــحيح معاوي ــل، ولص ــواز فلألص ــا الج ــوى األول، أم واألقــالم(: ــادق )عليــه الس ــر والقيصــومالص ــم اإلذخ ــأس أن تش ال ب

. (1)والخزامي والشيح وأشباهه وأنت محرم وخبر الساباطي، عن الصادق )عليه السالم(، سأله عن المحرم

ــرج، قــال: ــهنعميأكــل األت ــة، فقــال )علي ، قلت: فــإن ريحــه طيب. (2)إن األترج طعام ليس من الطيبالسالم(:

، ممــا ظــاهره أن أكــل(3)وصحيح ابن ســنان الســابق في الحنــا طيب ال بأس به، وإنما ما يسمى في العرف طيبا.

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح25 باب 101 ص9( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح26 باب 102 ص9( الوسائل: ج?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح23 باب 100 ص9( الوسائل: ج?)3

91

ال يمس المحرم شــيئا من الطيبوأما الكراهة فلصحيح حريز: ــدر وال الريحان وال يتلذذ به، فمن ابتلى بشيء من ذلك فليتصدق بق

.(1)ما صنع بقدر شبعه يعني من الطعامونحو منه حسنته.

ال ينبغي للمحــرموحسن معاوية، عن الصادق )عليــه الســالم(: . (2)أن يتلذذ بريح طيبة

. (3)ال تمس ريحانا وأنت محرموصحيح ابن سنان: ــه ورواية البرقي، رفعه إلى حريز، قال: سألت أبا عبد الله )علي

.(4)الالسالم( عن المحرم يشم الريحان، قال )عليه السالم(: فإن الجمع بين الطـائفتين يقتضـي حمــل الثانيــة على الكراهـة،ــزوم الكفــارة في ويحمل التصدق على االستحباب، وال ينافي ذلك ل

الطيب، ألن الكالم مستعمل في عموم المجاز. ومنه يعلم أن استدالل المــانعين بهــذه األخبــار ممنــوع، كمــا أنــة، القول بالحرمة مطلقا إال األمور المخصوصة المذكورة في الرواي كما اختاره المســالك وبعض من تــأخر عنــه، ال وجــه لــه، بعــد كونــه خالف الظاهر من الجمع بين الروايــات، خصوصــا بعــد قولــه )عليــه

ــة: ــاهوأشــباههالســالم( في نفس الرواي ــا ادع ، باإلضــافة إلى مالجواهر من أنه خالف اإلجماع المركب.

ثم إن الريحان مفهوم واضح عرفا، وهي النباتات الطيبة الريح. أما الطيب فهو ما يســمى بهــذا اإلســم عرفــا كــالعطر، كمــا أن األوراد أمثال الورد األحمر والمحمدي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( ومــا

أشبه خارجة عن الريحان، داخلة

. 11 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 95 ص9( الوسائل: ج?)1. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 94 ص9( الوسائل: ج?)2. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 94 ص9( الوسائل: ج?)3. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح25 باب 102 ص9( الوسائل: ج?)4

92

ــة منهــا ملتحقــة ــل جمل في العطــور، وليس كــل ورد كــذلك، ببالريحان.

ــه الفحص على ولوشــك في أن شــيئا ريحــان أو عطــر ولم يدلأحدهما، كان أصل جواز االستعمال فيه محكما.

وال يخفى أن االســـتعمال أعم من األكـــل والشـــم والتمـــريخ وغيرها، وقد أطال جملة من الفقهــاء كالعالمــة والجــواهر وغيرهمــا

الكالم حول ذلك، فمن أراد االطالع فليرجع إليهم. ــه إلى)الرابع عشر(: ــاء، وهــو أن يضــم اإلنســان رجلي االحتب

بطنه بثوب يجمعها به مع ظهره ويشد عليهما، وقــد يكــون باليــدين،وهو مكروه في حالة اإلحرام، كما صرح به الدروس والمستند.

ويدل عليه ما رواه حمــاد بن عثمــان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه يكــره االحتبــاء للمحــرم ويكــره في المســجدالســالم(، أنــه قــال:

، وعليــه فــإذا احتــبى المحــرم في المســجد الحــرام كــان(1)الحرامجمعا بين مكروهين.

المصــارعة، كمــا ذكــر كراهتهــا الــدروس)الخــامس عشــر(: والمستند وغيرهما، وذلك لبعض الروايات الظاهرة في ذلــك، خالفــا

،(2)لعنوان الوسائل قال: ال يجــوز للمحــرمين أن يقتتال وال يصــطرعا ــا ــه ذات ــك في حرمت ــطراع، والش ــير االص ــال غ ــاهره أن االقتت وظ وأشديتها للمحرم، فقد سأل الراوي أبا عبد الله )عليه السالم(، عن

. (3)بئس ما صنعارجلين اقتتال وهمان محرمان، قال: ــه وصحيحة علي بن جعفر )عليه السالم(، عن أخيه موسى )علي

السالم( قال: سألته

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح93 باب 179 ص9( الوسائل: ج?)1 من أبواب تروك اإلحرام. 94 باب 179 ص9( الوسائل: ج?)2. 1 من أبواب كفارات الصيد ح94 باب 180 ص9( الوسائل: ج?)3

93

ال يصــلحعن المحرم يصارع هل يصلح له، قال )عليه السالم(: . (1)له مخافة أن يصيبه جراح أو يقطع بعض شعره

إنشــاد الشــعر، كمــا يظهــر من الجــواهر)الســادس عشــر(:والوسائل وغيرهما.

ــه الســالم( فعن حماد بن عثمان، قال: سمعت أبا عبد الله )علي يكره رواية الشعر للصائم وللمحــرم وفي الحــرم وفي يــوميقول:

، قــال: قلت: وإن كــان شــعر حــق، قــالالجمعــة وأن يــروى بالليل.(2)وإن كان شعر حق)عليه السالم(:

ــظ ــتثناء المواع ــارة( اس ــدعاء والزي ــا )ال ــا في كتابن ــد ذكرن وقوالمدائح والمراثي لهم )عليهم السالم( وغير ذلك من هذه الكلية.

كلما كان معرضا لسقوط الشــعر أو الجــرح،)السابع عشر(: مستفيدا من رواية علي بن جعفر في المصارعة. (3)ذكره الجواهر

قال في الجواهر: في الدروس كراهة غســل)الثامن عشر(: الرأس بالسدر والخطمي، وخطبة النســاء، والمبالغــة في الســواك، وفي دلـــك الوجـــه والـــرأس في الطهـــارة، والهـــذر من الكالم،

، انتهی. (4)واالغتسال للتبرد، بل عن الحلبي تحريمهوال بأس بالقول بالكراهة لفتوى الفقيه.

. 2 من أبواب كفارات الصيد ح94 باب 180 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب كفارات الصيد ح96 باب 181 ص9( الوسائل: ج?)2. 4 سطر 437 ص18( الجواهر: ج?)3. 437 ـ 436 ص8( الجواهر: ج?)4

94

تقدم في الشرح وجــوب اإلحــرام لكــل من يريــد(:1)مسألة دخول مكة واستثناء الحطاب ونحــوه، أمــا من يريــد دخولهــا لقتــال،

فقد اختلفوا في أنه هل يجوز أن يدخلها محال أم ال، على قولين: األول: جواز الدخول محال، كما عن الشــيخ في المبســوط، وابن ادريس في الســـرائر، بـــل عن المـــدارك إنـــه قـــول مشـــهور بين

األصحاب. ــذا، كالشــيخ الثانی: عدم الجواز، كما هو ظاهر من لم يستثن ه

في غير المبسوط. استدل لألول: بأن النبي )صلى الله عليه وآله( وأصحابه دخلوها بال إحرام في عام الفتح، وحيث إنه )صــلى اللـه عليــه وآلـه وسـلم(ــه أسوة بنص اآلية لزم اتباعه، بل في بعض النصوص إنه )صــلى الل

عليه وآله( دخلها وعليه المغفر والسالح. وللثاني: بالروايات الـتي تجعـل ذلـك خاصـا بـالنبي )صـلى اللـه

عليه وآله( وأصحابه في يوم الفتح. كرواية معاوية بن عمار: قال رسول الله )صلى الله عليه وآلــه(

إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات واألرض وهييوم فتح مكة: ــدي، ولم حرام إلى أن تقوم الساعة، لم تحل ألحد قبلي وال تحل بع

. (1)تحل لي إال ساعة من نهار ورواية كليب األسدي: عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال: إن رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( استأذن الله عــز وجــل في مكة ثالث مرات من الدهر، فأذن له فيها ساعة من النهار ثم جعلها

. (2)حراما ما دامت السماوات واألرض ورواية بشير النبال، عن أبي عبد الله )عليه السالم( في حــديث

فتح مكة، قال:

. 7 من أبواب اإلحرام ح50 باب 68 ص9( الوسائل: ج?)1. 9 من أبواب اإلحرام ح50 باب 68 ص9( الوسائل: ج?)2

95

إن النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( قــال: إال أن مكــة محرمــة بتحريم الله، لم تحل ألحد كان قبلي ولم تحل لي إال ساعة من نهار

، الحديث. (1)إلى أن تقوم الساعة وهذا القول أقرب، إذ ال مجال لألسوة بعــد النص الصــريح، فمــاــنى: حلت لي ولمن هــو مثلي، ــون المع عن المنتهى من احتمــال ك

بعيد كما قاله الجواهر، بل بعيد جدا ألنه خالف نص الروايات. والظاهر أن النبي )صلى اللــه عليــه وآلــه( وأصــحابه لم يكونــوا مضــطرين إلى تــرك اإلحــرام وإن كــانوا مضــطرين إلى تــرك بعضــان من محرمات اإلحرام كلباس المخيط والسالح وستر الرأس، وك السهل لهم أن يلبوا مع محرمات اإلحرام المحللة للضــرورة، ثم إذاــلوا دخولها طافوا وصلوا وسعوا وقصروا وطافوا طواف النساء وص

صالتها. ومنه يعلم أنه لو اضطر اإلنســان لقتــال أعــداء اللــه في دخــول

مكة وجب عليه اإلحرام وإتيان األعمال إن أمكن. مــانعم إن لم يمكن جاز الدخول بغير إحــرام للضــرورة، فإنــه

ــطر إليه ــه لمن اض ــد أحل ــه إال وق ــه الل ــيء حرم ــاهرمن ش ، وظ األحاديث المتقدمة عدم الحلية االختياريــة إال للرســول )صــلى اللــه عليــه وآلــه( لمــا عــرفت من أنــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( لم يكن

مضطرا لترك اإلحرام. ويتحقق صورة االضطرار بمــا إذا تمكن من دخــول الحــرم لكن لم يتمكن من دخول المسجد والمسعی، كما إذا تجمهر األعداء في داخلهما وال يمكن إزالتهم بسهولة مما يجعل اإلحــرام والبقــاء عليــه

مدة الحرب عسرا وحرجا. وال يخفى أن الحكم المذكور للحرم ال لمكة، وإنما جاء مكة في

الروايات والفتاوى من باب المثال، ويمكن أن يكون

. 12 من أبواب اإلحرام ح50 باب 69 ص9( الوسائل: ج?)196

الحكم لمكة أيضا، إذا كانت أوسع من الحرم بعــدم التنــافي بيندليلي مكة والحرم.

وقد ذكرنا في مسألة إتمام المصلي في مكة مــا ينفــع المقــام،فراجع.

ثم ال يخفى أن الله تعالى جعــل زمانــا للســالم ومكانــا للســالم، فإن البشر من طبيعتهم الحــرب، والحــرب تنهــك القــوی، كمــا أنهــا تؤجج العداوات، فالبد من زمان ومكــان يــوجب الســالم لــيرجع كــل إلى تفكيره المعقول وتــذوب فيـه العـداوة، وذلـك الزمـان هـو ثلث السنة، وذلك المكان هو الحرم، باإلضافة إلى أن الحــرم لــه أحكــامــاء اإلنســانية ــذكرة اإلنســان بنق ــوجب إشــاعة الســالم وت خاصــة ت

وصفائها. والكالم في هــذا المقــام طويــل نكتفي منــه بهــذا القــدر، واللــه

المستعان.

97

98

فصل الكفارات في

سواء كانت ألجل اإلحرام، أو ألجل الحرم، ونقــدمها بشــيء من أحكام الصيد حال وحرمة، في الحرم وفي الحــل، ومــا يتعلــق بــذلك

من أحكام الصيد: الصيد كما في الشرائع: هــو الحيــوان الممتنــع، وزاد في محكي القواعد كلمة )باألصالة( إلخــراج مــا كــان أهليــا ثم تــوحش، كاإلبــلــا في ــا كم ــا إجماع ــوز قتلهم ــه يج ــالعرض، فإن ــر الممتنعين ب والبق

الجواهر، وعن المسالك. كما أن القيد المذكور يدخل ما صار أهليا بعد مــا كــان متوحشــا كالظبي، فال يجوز قتله إجماعا كما في الجواهر، وعن المسالك. بل

عن الراوندي أن التعريف بذلك مذهبنا. وقد اختلف في شموله للمحرم أم ال، فالمحكي عن الشيخ في المبســوط والمحقــق في النــافع، بــل عن بعض نســبته إلى األكــثر، يشترط أن يكون حالال، قالوا: وما دل على حرمة صيد الحــرام إنمــا

م عليكم﴿هو بــدليل خــارجي، واســتدلوا لــذلك بقولــه تعــالی: حر إذ المتبادر أكله. (1)﴾صيد البر ما دمتم حرما

وبجملة من الروايات الظاهرة في حرمــة األكــل، كقولــه )عليــه.(2)ال تستحلن شيئا من الصيد وأنت حرامالسالم(:

لكن األقرب العموم، لظاهر الصيد، فإنه يعم

. 96( سورة المائدة: اآلية ?)1. 1 من أبواب ... ح2 باب 75 ص9( الوسائل: ج?)2

99

الحرام والحالل بدليل التبادر، وما ذكر له من األدلة كالمنســوبإلى أمير المؤمنين )عليه السالم(:

صيد الملوك أرانب وثعالب فإذا ركبت فصيدي األبطال

ونحوه قرائن خارجيــة، ال أنهــا مســتندات، إلمكــان المناقشــة إذاالستعمال أعم.

ــان أم والحاصل: إن الصيد هو الحيوان الممتنع باألصالة، حالال ك حراما، والذى يهون الخطب ورود الدليل في الصغريات، ولو اشــتبه ففي الشـــهبة المصـــداقية تجـــري الـــبراءة، كمـــا أن في الشـــهبة

المفهومية يتمسك بالعمومات. ثم إن هناك أشياء يحرم صيدها، لكنها ليست ألجــل دخولهــا في مفهوم الصيد، بل ألجل دليل خارجي، فكــل صــيد حــرام وليس كــل حرام صيد، كما هو واضح، لكن ربما يمنع العموم من طرف الصــيد أيضا، لما دل على جـواز قتـل النسـر ونحـوه ممــا هــو صـيد قطعـا، فبينهمــا عمــوم من وجــه، ومــا يقــال من عــدم صــدق الصــيد عليــه

منظور فيه. إذا أحــرمتقال الصــادق )عليــه الســالم( في صــحيح معاويــة:

فاتق قتل الدواب كلهــا، إال األفعى والعقــرب والفــارة، فإنهــا تــوهيــه السقاء، وتحرق أهل البيت، وأما العقرب فإن نبي الله )صــلى الل عليه وآله( مد يده إلى الجحر فلسعته عقــرب فقــال: لعنــك اللــه ال برا تدعين وال فــاجرا، والحيــة إذا أرادتــك فاقتلهــا و‘ن لم تــردك فالــداك ــا، وإن لم يري تردها، والكلب العقور والسبع إذا أراداك فاقتلهمــه على كــل حــال، وارم الحــدأة فال تردهمــا، واألســود الغــدر فاقتل

. (1)والغراب رميا عن ظهر بعيرك

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 166 ص9( الوسائل: ج?)1100

كلما خاف المحرم على نفســه من الســباعوفي صحيح حريز: . (1)والحيات وغيرهما فليقتله، ولو لم يردك فال ترده

وخبر محمد بن الفضــل، ســأل أبــا الحســن )عليــه الســالم( عن يقتل األسود واألفعى والفارةالمحرم وما يقتل من الدواب، فقال:

والعقــرب وكــل حيــة، وإن أرادك الســبع فاقتلــه، وإن لم يــردك فال تقتله، والكلب العقور إن أرادك فاقتله، وال بأس للمحــرم أن يــرمي

. (2)الحدأةــروخبر حنان بن سدير، عن أبي جعفر )عليه السالم(، قال: أم

رسول الله )صلى الله عليه وآلــه وســلم( بقتــل الفــارة في الحــرم واألفعى والعقرب والغراب إال بقع ترميه فــإن أصــبته فأبعــده اللــه، وكان يسمي الفارة الفويسـقة، وقـال: إنهـا تـوهي السـقاء وتضــرم

. (3)البيت على أهله تقتــل في الحــرم واإلحــرام األفعى واألســودوحســن الحلــبي:

الغدر وكــل حيــة ســوء والعقــرب والفــارة وهي الفويســقة، وتــرجم. (4)الغراب والحدأة رجما فإن عرض لك اللصوص امتنعت منهم

يقتــل المحــرموحسن ابن العالء، عن الصادق )عليه الســالم(: األسود الغدر واألفعى والعقرب والفــارة، فــإن رســول اللــه )صــلى الله عليه وآله( سماها الفاسقة والفويسقة ويعذب الغــراب، وقــال:

. (5)اقتل كل واحد منهن يريدك

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 166 ص9( الوسائل: ج?)1. 10 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 168 ص9( الوسائل: ج?)2. 11 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 168 ص9( الوسائل: ج?)3. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 167 ص9( الوسائل: ج?)4. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 167 ص9( الوسائل: ج?)5

101

وخبر أبي البختري، المروي عن جعفر بن محمــد، عن أبيــه، عن يقتل المحرم ما عدا عليه من ســبع وغــيره،علي )عليهم السالم(:

ويقتل الزنبور والعقرب والحية والنسر والذئب واألسد وما خاف أن. (1)يعدو عليه من السباع والكلب العقور

الومرسل المقنعة، قال: سئل عن قتل الذئب واألسد، فقــال: ــباع ــيء أراده من الس ــل ش ــرم إن أراده، وك ــا للمح ــأس بقتلهم ب

. (2)والهوام فال حرج عليه في قتله ال بــأسوخبر غياث بن إبراهيم، عن الصــادق )عليــه الســالم(:

بقتل المحرم الزنبور والنسر واألسود الغــدر والــذئب ومــا خــاف أن.(3)يعدو عليه، وقال: الكلب العقور هو الذئب

إلى غير ذلــك من النصــوص الدالــة على حرمــة مطلــق الصــيد،سواء كان حراما أم حالال.

قــال في المســتند بعــد نقــل العمــوم عن جماعــة: مضــافا إلى عموم صحيحة ابن عمار المتقدمــة المتضــمنة للفــظ الــدواب كلهــا، والنهي فيهـــا، وفي اآلتيـــة عن قتـــل مـــا لم يـــرده من الحيوانـــات المحرمة المذكورة فيها، وما دل على حرمـة قتــل الـوحش والطـير مطلقا في الحرم، والنهي عن قتل غير اإلبل والبقر والغنم والدجاج في الحرم، وحرمة ذبح كل ما أدخل في الحرم حيا، ووجــوب تخليــة سبيل الصقر في الحرم، كما يأتي في باب مسائل الحرم، بضــميمة

اإلجماع على اتحاد حكم الحرم واإلحرام

. 12 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 168 ص9( الوسائل: ج?)1. 69( المقنعة: ص?)2. 8 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 168 ص9( الوسائل: ص?)3

102

، انتهی. (1)في تحريم الصيد، بل داللة صحيحة حريز عليه ويجــوز للمحــرم صــيد البحــر وال كفــارة فيــه بالكتــاب والســنة واإلجماع، وقد تقــدم الكالم فيــه مفصــال في المســألة التاســعة من

مسائل الصيد، فراجع. إذا عرفت هذا نقول في هذا الباب مسائل:

. 21 س206 ص2( المستند: ج?)1103

إذا قتــل المحــرم نعامــة، ذكــرا أو أنــثی، كبــيرا أو(:1)مسألة صغيرا، بأية كيفية قتلها، أعطى كفارته بدنة، ومع العجــز عن البدنــةــذين ــيء من ه ــكال وال خالف في ش ــبر، بال إش ــا على ال فض ثمنه األمرين وغيرهما إال عن الحلبيين، كمــا ســيأتي في المســألة اآلتيــة،

بل في أولهما اإلجماع. ــه ويدل عليه صحيحة محمد بن مسلم وزارة، عن الصــادق )علي

في محرم قتل نعامــة عليــه بدنــة، فــإن لم يجــد فإطعــامالسالم(: ستين مسكينا، فإن كان قيمة البدنة أكثر من إطعام ستين مســكينا لم يزد على إطعام ستين مسكينا، وإن كــان قيمــة البدنــة أقــل من

. (1)إطعام ستين مسكينا، لم يكن عليه إال قيمة البدنة وصحيحة حريز، عن الصادق )عليه السالم(، في قــول اللــه عــز

في النعامة بدنة، وفي حمــار: (2)﴾مثل ما قتل من النعم﴿وجل: . (3)الوحش بقرة، وفي الظبي شاة، وفي البقرة بقرة

ــه ــال )علي وفي رواية يعقوب بن شعيب: المحرم يقتل نعامة، قــة من اإلبلالســالم(: ــه بدن ــل حمــار وحش، قــال:علي ، قلت: يقت

عليه بدنة :)قلت: فالبقرة، قال )عليه السالم ،بقرة(4) . في الظــبيوصحيحة ســليمان بن خالــد، عنــه )عليــه السـالم(:

شاة، وفي البقرة بقرة، وفي الحمار بدنة، وفي النعامة بدنة، وفيما. (5)سوى ذلك قيمته

وعن أبي بصــير، عنــه )عليــه الســالم( قــال: ســألته عن محــرمأصاب نعامة أو حمار

. 7 من أبواب كفارات الصيد ح2 باب 185 ص9( الوسائل: ج?)1. 95( سورة المائدة: اآلية ?)2. 1 من أبواب كفارات الصيد ح1 باب 181 ص9( الوسائل: ج?)3. 4 من أبواب كفارات الصيد ح1 باب 182 ص9( الوسائل: ج?)4. 2 من أبواب كفارات الصيد ح1 باب 181 ص9( الوسائل: ج?)5

104

، قلت: فــإن لم يقــدرعليــه بدنةوحش، قال )عليــه الســالم(: على بدنة، قال: ، قلت: فــإن لم يقــدر علىفليطعم ستين مسكينا

ــد على كــلأن يتصدق، قال: فليصم ثمانية عشر يوما، والصدقة م. (1)مسكين

ــذكر يســمى جــزورا، ــثى، وال ــذكر واألن ــة تشــمل ال ثم إن البدن واألنثى تسمى ناقة، وذلــك ألن جملــة من اللغــويين صــرحوا بــذلك،

وكذلك صرح بذلك جملة من الفقهاء: ــووي، ــذيب األســماء للن ــة، وته ــة األثيري ــا عن العين، والنهاي كم والتحرير له، والمغرب والمعرب وغــيرهم، بــل عن مجمــع البحــرين نســبته إلى جمهــور أهــل اللغــة، وحكي الفتــوى بــه من النهايــة

والمبسوط والسرائر. بل في رواية أبي الصباح، سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه السـالم(،

؟ قال )عليه السالم(:(2)من قتلهعن قول الله عز وجل في الصيد في الظبي شاة، وفي حمار الوحش بقرة، وفي النعامة جزور(3) .

لكن في المستند جعل األحوط األنثى، وهــو وإن كــان كــذلك إالأنه ال معين له.

ــة من ــاالن، من أن جمل ــمل البدنــة البقــرة، احتم ــل تش ثم ه اللغــويين صــرحوا بــالتعميم، كمــا عن الصــحاح والــديوان والمحيــطــا عن ــة، كم ــل خاص ــا اإلب ــاموس، ومن أنه ــوم والق ــمس العل وش الزمخشري، بل ألنه المنصــرف من البدنــة، وهــو الظــاهر من اآليــة

، فإن اإلبل ينحر (4)﴾فإذا وجبت جنوبها﴿حيث قال سبحانه:

. 3 من أبواب كفارات الصيد ح2 باب 183 ص9( الوسائل: ج?)1. 95( سورة المائدة: اآلية ?)2. 3 من أبواب كفارات الصيد ح2 باب 183 ص9( الوسائل: ج?)3. 36( سورة الحج: اآلية ?)4

105

فيسقط على جنبه، بخالف البقرة فإنها تذبح. بل كون المراد به اإلبل هو المشهور بين الفقهاء، وهو الظاهر ـ

كما قيل ـ من الروايات التي ذكرت البدنة للنعامة والبقرة للبقرة. األحوط الثاني، وإن كان ال يبعــد األول، إذ االنصــراف بــدوي في قبال قول اللغويين، واآلية في صدد أصل الحكم فال تنفي ما عداها،ــيين من المشــترك ال يــوجب فإن قيام القرينة على إرادة أحد المعن أن ال يكون اللفظ مشتركا، والمقابلة في الروايــات ال داللــة لهــا، إذ للبقــرة بقــرة، وللنعامــة إبــل أو بقــرة، وجمعهمــا النص في لفــظ:

)البدنة(. ثم الظاهر عدم اعتبار السن، وال الــذكورة واألنوثــة، وال الصــحة والمرض، وال الكمال والنقص، وال أقسام كل من الصــيد والكفــارة، فيصح أن يذبح بدنــة سـنها أقــل من ســن الصــيد وبــالعكس، ويصــح المذكر من المــؤنث وبــالعكس، والصــحيح من المــريض وبــالعكس، والكامل من الناقص وبالعكس، كمــا أنــه ال فــرق بين أقســام اإلبــل

والبقر وأقسام النعامة، كل ذلك إلطالق األدلة. نعم يلزم أن ال يكون الفداء بحيث ينصرف عنــه النص، مثــل مــاــتفاد إذا كان كسيرا كل أعضائه أو مريضا غاية المرض، بحيث ال يس

من لحمه. قال في الجواهر: مقتضى إطالق النص والفتــوى إجزاؤهــا معــه )أي مع السن المعتبر في الهدي( وافقت النعامة في الصغر والكبر

، انتهی. (1)وغيرهما أم ال وفيه إنه ال دليــل على لــزوم الســن المعتــبر في الهــدي هنــا، اذ

إطالق النص والفتوى قاض بكفاية االسم.

. 4 سطر 193 ص20( الجواهر: ج?)1106

أما ماذكره العالمــة في التــذكرة من اعتبـار أن ال يكــون الفــداء أصغر سنا، واعتبار الذكر للذكر واألنثى لألنثى، مستدال بقوله تعالی:

مثــل مــا قتلففيــه: إن الظــاهر من المثــل أصــل الحيــوان ال خصوصياته، وإال لزمت المماثلة في القيمة وفي اللـون وغـير ذلــك،

وال يلتزم بذلك حتى نفس العالمة )رحمه الله(.

107

مــع العجــز عن البدنــة يفض ثمنهــا على الــبر، بال(:2)مسألة إشكال وال خالف، إال مــا يحكى من الحلبــيين فإنهمــا قــاال باالنتقــال إلى الصوم مع العجز عن البدنة، وإال ما يحكى عن أبي الصالح وابن

زهرة فإنهما قاال باالنتقال إلى التصدق بالقيمة. وكأن األولين أرادا العجــز عن العين والقيمــة، وإال فهــو مخــالف للكتاب والسنة واإلجماع الذي ادعاه في الجــواهر، واآلخــرين فهمــا من الفض على البر المثــال، أو اســتندا إلى صــحيح بن مســلم، عن

. (1)عدل الهدي ما بلغ يتصدق بهأبي جعفر )عليه السالم( قال: ولكن كــون مــا في الروايــات مثــاال خالف الظــاهر، والصــحيحة مطلقة يلزم تقييــدها بســائر الروايــات اآلتيــة، ولــو بقرينــة الشــهرة

المحققة واإلجماع المنقول. أما حد العجز فالظاهر أنه من لم يقدر عليها في أيام الحج، ألنه المنصــرف من اإلطالق، فــإذا قــدر في بلــده البعيــد، أو في الســنة الثانية، أو بإرسال ثمنه إلى مكان آخر، لم يكن ذلــك منافيــا لصــدق

العجز، وفي صحيحة أبي عبيدة اآلتية إشارة إليه. ومنه يعلم أن احتمال قياس المقام بمــا إذا لم يجــد الهــدي في أيام منی، حيث يودع ثمنها عنــد من يذبحــه بقيــة أيــام ذي الحجــة ال وجه لـه، ويبــدأ وقت الكفـارة من حين الصــيد، ألنـه زمــان وجوبهـا، وينتهي الزمان الموجب للبدل بصدق العجز، فإذا قــدر في الطريــق

أو كان له بلد قريب جدا كجدة مثال صدق أنه قادر عليه. وال يشترط في العجز من وقت الصيد، فلو كان قادرا في وقتــه

ثم

. 8 من أبواب كفارات الصيد ح8 باب 185 ص9( الوسائل: ج?)1108

عجز كان محكوما بذلك الحكم. وإذا لم يذبح مــع القــدرة جهال أو عمــدا أو غيرهمــا، ثم جــاء إلى بلده، فالظاهر وجــوب الــذبح، أمــا إذا عجــز عن البدنــة ثم لم يفض الثمن وجاء إلى بلــده وقــدر عليهــا في بلــده، فهــل الالزم البدنــة أو الفض، احتماالن، من أنه فاتته فريضــة البدنــة فيقضــيها كمــا فاتتــه، ومن أنه انتقل إلى الفض بسبب العجز، فالالزم البدل، لكن الظاهرــدل األول، ألن المستفاد من النص والفتوى أنه بدل، فإذا أمكن المب

منه لم تصل النوبة إلى البدل. ولــو عجــز ففض الثمن ثم قــدر في أيــام الحج ســقطت البدنــة للعجز المحقــق للموضــوع، وال يقــال: إنــه لم يكن عــاجزا واقعــا، إذ

المنصرف من النص والفتوى العجز حال إرادة اإلعطاء. نعم لو علم بأنه يحصل على البدنة لم يكف الفض، لعدم صــدق

العجز عرفا على العجز المعلوم أنه موقت. ولو عجز فأعطى بعض القيمــة ثم قــدر، فالظــاهر كفايــة إتمــامــان ــة، وإن ك ــق الموضــوع المــوجب لســقوط البدن اإلعطــاء، لتحق االحتياط في الرجوع إلى البدنة، خصوصا إذا لم يعط إال لعدد قليل. ثم الظاهر أن الواجب اإلطعام بما يسمى طعامــا، إلطالق اآليــة والرواية، وذهب إليه بعض الفقهــاء كالمبســوط والخالف والوســيلةــتند ــاره المسـ ــيرهم، واختـ ــا يحكى عنهم، وتبعهم غـ ــامع، كمـ والجـ

ــذكرة ــة في الت ــا للعالم ــام(1)والجــواهر، خالف ــال: إن الطع ، حيث ق المخرج الحنطة والشعير والتمر والزبيب، قال: ولو قيل يجزي كــل ما يسمى طعاما كان حسنا، وخالفا لمن خصصه بالبر، وكان مستند

التخصيص

. 4 س352 ص1( التذكرة: ج?)1109

بالغالت أنه المنصرف من اإلطعام، وفيه نظر واضح. ــبر مــا رواه الزهــري، عن علي بن الحســين كمــا أن مســتند ال

)عليه السالم(، قال )عليه السالم( له: كيف يكون عدل ذلك صياما يقــوم الصــيد قيمــة عــدل ثم، قال: قلت: ال أدري، فقال: يا زهري

تفض تلك القيمة على البر، ثم يكال ذلك البر أصواعا فيصــوم لكــل. (1)نصف صاع يوما

ومثله ما عن الفقه الرضوي )عليه السالم(. إال أن كون البر مثاال أقرب إلى ذهن العرف عن تقييد مطلقات

الكتاب والسنة به. ثم الظاهر أن الالزم إما إشباع البطن، وإما إعطاء مد، وإعطــاء المد هو فتوى غير واحد كالصدوق والعماني وغيرهما، وذلــك لــورود المــد في بعض الروايــات، خالفــا آلخــرين حيث قــالوا بإعطــاء كــل إنسان مدين، بل ربما قيل إن هذا هو األشهر، لورود ذلــك في بعض الروايات، لكن الالزم حمل المدين على األفضــل كمــا هــو مقتضــى الجمع، أما ما عن كشف اللثام من احتمــال الجمــع بينهمــا بــاختالف القيمة فإن وفت بمدين تصدق بهمــا، وإال فبمــد، فهــو خالف الجمــع

العرفي بين الطائفتين، كما هو واضح. ــانت القيمــة وتظهر نتيجة االختالف بين المد والمدين فيما إذا ك ســتين مــدا مثال، فإنــه يعطيهــا لســتين على األول، ولثالثين على الثاني، وفيما إذا كانت القيمة مائة وعشــرين مــدا مثال، فإنــه يعطي

لستين لكل واحد مدا على األول، ولكل واحد مدين على الثاني.ثم تبديل البدنة بإطعام ستين مسكينا يكفي وإن كانت

. 1 من أبواب بقية الصوم الواجب ح1 باب 270 ص7( الوسائل: ج?)1110

قيمـــة البدنـــة أضــعاف أضـــعاف هـــذا المقـــدار، إلطالق النص والفتــوى، كمــا ســيأتي في أن الزائــد من القيمــة لــه، فال يقــال: إن الستين إنما هو في زمان تساوي قيمة البدنة إلطعام ستين، كما هو

واضح. وإذا أعطى األمداد للمســاكين، تخــيروا بين األكــل وبين صــرفها في سائر أمورهم، لعدم الدليل على وجوب األكل، بل إطالق النص

يقتضي كفاية اإلعطاء لهم. ويشترط في الفقــير اإليمــان كمــا ذكــر في كتــاب الزكــاة، ألنــهــاؤهم الثمن إذا ــوز إعط ــه يج ــاهر أن ــرف من اإلطالق، والظ المنص ــا اشتروا به طعاما، كما أن الظاهر كفاية إطعام الكبار والصــغار مع

على ما ذكروا في باب الكفارات. أما الروايات الواردة في المقام فهي بين مــا تــوجب المــد وبينــه ما توجب المدين، ففي صحيحة أبي عبيدة، عن أبي عبد الله )علي

إذا أصــاب المحــرم الصــيد ولم يجــد مــا يكفي منالســالم(، قــال: موضعه الذي أصاب فيــه الصــيد، قــوم جــزاؤه من النعم دراهم، ثم قومت الدراهم طعاما، لكل مسكين نصف صاع، فإن لم يقــدر على

. (1)الطعام صام لكل نصف صاع يوماــه ــه )علي ــد الل وصــحيح زرارة، ومحمــد بن مســلم، عن أبي عب

عليــه بدنــة، فــإن لم يجــدالســالم(، في محــرم قتــل نعامــة، قــال: فإن كانت قيمة البدنة، قال )عليه السالم(: فإطعام ستين مسكينا

أكثر من إطعام ستين مسكينا لم يــزد على إطعــام ســتين مســكينا، وإن كانت قيمة البدنة أقل من إطعام ســتين مســكينا لم يكن عليــه

. (2)إال قيمة البدنة

. 1 من أبواب كفارات الصيد ح2 باب 183 ص9( الوسائل: ج?)1. 7 من أبواب كفارات الصيد ح2 باب 185 ص9( الوسائل: ج?)2

111

. (1 )ونحوه مرسل جميل، عنه )عليه السالم( وخبر علي بن جعفــر )عليــه الســالم(، عن أخيــه موســى )عليــه

عليــهالسالم(، سألته عن رجل محرم أصاب نعامة ما عليــه، قــال: بدنة، فإن لم يجد فليتصدق على ستين مسكينا، فإن لم يجد فليصم

. (2)ثمانية عشر يوما ورواية تحف العقــول، عن الجــواد )عليــه الســالم(، قــال )عليــه

وإن كــان من الــوحش فعليــه في حمــار الــوحش بقــرة،الســالم(: فكذلك في النعامة بدنة، فإن لم يقدر فإطعام ســتين مســكينا، وإن

. (3)لم يقدر فليصم ثمانية عشر يوما وخبر أبي بصير قال: ســألته )عليــه الســالم( عن محــرم أصــاب

ــه بدنةنعامة أو حمار وحش، قال )عليه السالم(: ــإنعلي ، قلت: ف :فليطعم ســتين مســكينالم يقدر على بدنة، قال )عليه الســالم(:

فليصــم ثمانيــة عشــرقلت: فــإن لم يقــدر على أن يتصــدق، قــال: ، قــال: وسـألته عن محــرميومــا، والصــدقة مــد على كــل مسـكين

، قلت: فــإن لم يقـدرعليه بقـرةأصاب بقرة، قال )عليه السالم(: على بقــرة، قــال )عليــه الســالم(: ، قلت:فليطعم ثالثين مســكينا. (4)فليصم تسعة أيامفإن لم يقدر على أن يتصدق، قال:

وصحيح ابن حماد، عن الصادق )عليه السالم(: من أصاب شيئا فداؤه بدنــة من اإلبــل فــإن لم يجــد مــا يشــتري بــه بدنــة فــأراد أن يتصدق، فعليه أن يطعم ستين مســكينا لكــل مســكين مــد، فــإن لم

يقدر على ذلك صام مكان ذلك ثمانية عشر يوما

. 2 من أبواب كفارات الصيد ح2 باب 183 ص9( الوسائل: ج?)1. 6 من أبواب كفارات الصيد ح2 باب 184 ص9( الوسائل: ج?)2. 333( تحف العقول: ص?)3. 3 من أبواب كفارات الصيد ح2 باب 183 ص9( الوسائل: ج?)4

112

. (1)لكل عشرة مساكين ثالثة أيام وخبر ابن سنان، عن الصادق )عليــه الســالم(، قــال: ســألته عن

دا فجزاء﴿قول الله عز وجل: اآلية ما(2)﴾ومن قتله منكم متعم ينظر الذي هو عليه جزاء ما قتل، فإما أنهو، قال )عليه السالم(:

يهديه، وإما أن يقوم فيشــتري طعامــا فيطعمــه المســاكين، فيطعم لكل مسكين مدا، وإما أن ينظـر كم يبلـغ عــدد ذلـك من المسـاكين

. (3)ليصوم لكل مسكين يوما فيمن عليه بدنةوخبر داود الرقي، عن الصادق )عليه السالم(:

واجبة في فداء إذا لم يجــد بدنــة فســبع شــياة، فــإن لم يقــدر صــام. (4)ثمانية عشر يوما

في المحــرموخــبر الــدعائم، عن البــاقر )عليــه الســالم( قــال: يصيب نعامة عليه بدنة هديا بــالغ الكعبــة، فــإن لم يجــد بدنــة أطعم

. (5)ستين مسكينا، فإن لم يقدر على ذلك صام ثمانية عشر يوما. (6)وفي الرضوي )عليه السالم( مثله

هــذه جملــة من الروايــات الــواردة في البــاب، والجمــع بينهمــايقتضي إعطاء مد لكل مسكين، واألفضل إعطاء مدين.

أما خبر داود المشتمل على سبع شياة فلم يوجد عامل به، كما اعترف به في الجواهر، وإال كان الالزم القــول بــالتخيير بين الشــياة

وبين إطعام ستين مسكينا

. 11 من أبواب كفارات الصيد ح2 باب 186 ص9( الوسائل: ج?)1. 95( سورة المائدة: اآلية ?)2. 12 من أبواب كفارات الصيد ح2 باب 186 ص9( الوسائل: ج?)3. 4 من أبواب كفارات الصيد ح2 باب 184 ص9( الوسائل: ج?)4. 13 ذكر جزاء الصيد يصيبه المحرم سطر 307 ص1( الدعائم: ج?)5. 2 من أبواب الكفارات ح2 الباب 126 ص2( المستدرك: ج?)6

113

جمعا بين الدليلين، ولعل سبع شياة يعادل طعام ستين مسكينا. ثم إن إطعام الستين بدون زيــادة وإن زاد الثمن مقتضــى النص وإجماع الخالف كما حكي عنه، كما أن كفاية إطعام الناقص إذا كان

الثمن أقل من الستين، هي مقتضى اإلطالق النص وعدم الخالف. ثم إنه إذا لم يقدر على البدنة ال لعدمها، بل ألنه ال يملك قيمتهــا

الغالية، رجع إلى اإلطعام فالصيام للمناط. ــه ذوا عــدل منكم﴿بقي شيء، وهو أن ظاهر اآلية: ﴾يحكم ب

، اعتبار حكم العــدلين في مثليــة الجــزاء، ولــذا كــان المحكي عن(1) الطبرسي في جامع الجوامع، والمقــداد في آيــات األحكــام، وكــذلك

الوجيز: يحكم به رجالن عدالن فقيهان.وحكي أيضا عن مجمع البيان أنه حكاه عن ابن عباس.

والظاهر عدم اعتبار الفقاهة، إذ إطالق اآلية يمنعها، وال ربط لها بما يكون عرفيا، والمراد بيحكم: الشهادة كمــا هــو واضـح، ال الحكم

الذي هو من شؤون القاضي. نعم أشكل على أقوال هؤالء بأمرين:

األول: إنه ال مورد لآلية الكريمــة، ألن المنصــوص من الكفــارات حكمه مــا جــاء في النص، وغــير المنصــوص حكمــه ضــمان القيمــة، وفيه: إنه ال يسلم ضمان القيمة مطلقا، بل الالزم المثل إن حصــل، وإن لم يحصــل فالقيمــة، والمماثلـة ليســت حقيقيــة حــتى يقــال إن

الحيوانات المصيدة ال مماثل لها حقيقة. ، وفســرذو عــدلالثــاني: إن قــراءة األئمــة )عليهم الســالم(:

بالنبي )صلى الله عليه وآله( واإلمام )عليه السالم( فال مجال لحكمــرآن، ــف الق ــدم تحري ــعه ع ــق في موض ــد تحق ــه: ق ــدلين، وفي العوالتفسير بالنبي واإلمام من باب أنهم الفرد األظهر من ذوي عدل

. 95( سورة المائدة: اآلية ?)1114

فإذا حكمـا بشـيء لم يبـق مجـال لـذوي العـدل، ألنهمـا أعــرف بمراد الله سبحانه، وأعرف بالمماثلة العرفية، وإذا لم يحكما بشيء

كان مجال حكم ذوي عدل. ويدل عليه ما رواه زرارة، قال: سمعت أبا جعفر )عليه السالم(

ــه قال: يحكم به ذوا عدل منكميقول: ذلك رسول الله )صلى الل. (1)عليه وآله( واإلمام من بعده، فإذا حكم به اإلمام فحسبك

فالمراد بذوي: النبي واإلمام كل في وقته، وظاهر هذه الروايــة بصيغة التثنية. ذواأن اإلمام )عليه السالم( صدق أنه

ــه الســالم( كما أنه الظاهر مما رواه محمد بن مسلم، عنه )علي في تفسير اآلية، قال: يعــني رجال واحــدا يعــني اإلمــام، فقــد صــدق

، فمـا في بعض الروايــات منذوااإلمــام )عليـه السـالم( أن اآليـة أخطاء النساخ.

مثل ما رواه زرارة، سأل أبا جعفر )عليه السالم( عن قول الله العــدل رســول اللــه )صــلى، فقــال: يحكم به ذوا عدلعز وجل:

هذا مما أخطأت به الكتــاب، ثم قال: عليه وآله( واإلمام من بعده(2).

المفسرة بالعدلين فيذواالبد وأن يراد به أخطئوا في قراءة قبال النبي واإلمام، فهو مثل من أفتى برأيــه فأصــاب، فقــد أخطــأ، فألخطأا باعتبار القراءة المفسرة، ال في أصــل القــراءة، وهــذا وإنــد من ــه ال ب كان خالف المنصرف إلى الذهن في بادي النظــر، إال أن

،منكمالــذهاب إليــه لبعض القــرائن الداخليــة، مثــل قولــه تعــالی والخارجية المذكورة في مسألة عدم تحريف القرآن.

. 198 ص20( الجواهر: ج?)1. 5 باب نوادر ح397 ص4( الكافي: ج?)2

115

أما ما في الــدعائم، قــال: روينــا أن رجال من أصــحاب أبي عبــد الله )عليه السالم( وقف على أبي حنيفة وهو في حلقة يفتي الناس وحوله أصحابه، فقال: يا أبا حنيفة ما تقول في محرم أصاب صــيدا، قال: عليه الكفارة، قال: ومن يحكم عليه بها، قــال أبــو حنيفــة: ذوا عدل، كما قال الله تعالی، قال الرجل: فإن اختلفا، قال أبو حنيفــة: يتوقف عن الحكم حتى يتفقا، قال الرجــل: فــأنت ال تــرى أن تحكم في صــيد قيمتــه درهم وحــدك حــتى يتفــق معــك آخــر، وتحكم في الدماء والفروج واألموال برأيك. فلم يحر أبــو حنيفــة جوابــا غــير أن

. (1)نظر إلى أصحابه فقال: مسألة رافضي فمن المعلــوم أنــه كــان إلزامــا ألبي حنيفــة، وإال فنفس الرجــل المستشكل أيضا ملتزم بصحة فتوى فقيه واحد في األموال والدماء والفروج، وقد أطال الجواهر الكالم في المقام، وفيه مواقــع للنظــر

كما يظهر لمن راجعه.

ذكر جزاء الصيد يصيبه المحرم. 306 ص1( الدعائم: ج?)1116

لــو عجــز عن إطعــام الســتين، إمــا لعــدم الفقــير(:3)مسألة أصال، أو لعدم حصول هذا العدد، أو لعــدم قدرتــه على المــال، فــإن كان يرجو زوال العذر قريبا صبر، وإال لم يكــف إطعــام األغنيــاء، وال بعض العدد مرات، وال اإلطعام بدون حد الشبع إطعاما في الجملــة، إذ الظاهر من األدلة ولو بمناسبة حكم سائر الكفارات لزوم كــونهم فقراء، كما أن ظاهرهــا لــزوم المغــايرة في العــدد، فال يكفي ثالثين

مرتين، ولزوم االشباع ال دون ذلك. ولو لم يشبع الفقير بالمد لم يكلف باألزيــد، كمــا أنــه إذا مســك

دون أكله المد لم يكلف بإعطاء زائده له أو فقير آخر. وكيف كان فلو عجز عن اإلطعام وصل اإلمــر إلى الصــيام، كمــا أنه إذا عجز عن البدنة وصل األمــر إلى اإلطعـام مرتبـا، ألنــه ظـاهر

النصوص السابقة، بل حكي عن األكثر. وفى الجواهر لعله المشهور، بل عن ظــاهر المبســوط اإلجمــاع عليه، خالفا لما عن الخالف وجمل الشيخ وابن ادريس والعالمة في

جملة من كتبه حيث قالوا بالتخيير، لظاهر اآلية ورواية العياشي. لكن الالزم حملهما على الروايــات، اللهم إال أن يقــال: إنــه يقــع التعارض بين ظاهر روايات الترتيب وبين صحيح حريز، عن الصــادق

كـل شـيء في القـرآن أو، فصـاحبه بالخيــار)عليـه السـالم( قـال: يختــار مــا شــاء، وكــل شــيء في القــرآن فمن لم يجــد فعليــه كــذا،

. (1)فاألول الخيار فاألمر دائر بين تخصــيص هــذه الصــحيحة بتلــك الروايــات، وبين حمــل تلــك الروايــات على األفضــلية، فال يقــال: بلــزوم حمــل اآليــة ورواية العياشي على الروايــات، لكونهمــا ظــاهرين والروايــات نص،

والظاهر يحمل على النص.

. 1 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح14 باب 295 ص9( الوسائل: ج?)1117

ــا ال والظاهر الذي عليه األكثر عدم اعتبار التتابع في الصوم، كم يلزم الدفعة في اإلطعام، إلطالق األدلة، ولخصوص خبر سليمان بن جعفر الجعفري، قال: سألت أبا الحسن )عليه الســالم( عن الرجــل يكـون عليـه أيـام من شـهر رمضـان أيقضـيها متفرقـة، قـال )عليـه

ال بأس بتفريقه قضاء شهر رمضان، إنما الصــيام الــذي الالسالم(: . (1)يفرق كفارة الظهار وكفارة الدم وكفارة اليمين

فإن ظاهر الحصر عدم التتابع فيمــا ســواها، خالفــا للمحكى عن المفيد والمرتضى وسالر حيث أوجبوا التتابع، واستدلوا لذلك بظهور

الكتاب والسنة والفتاوى بأنه كفارة، واألصل فيها اعتبار التتابع. وفيه: إن هذا الوجه االعتباري ال يقــاوم مــا ذكرنــاه، ولــذا اختــار

المستند والجواهر عدم التتابع. بقي الكالم في أنه إذا لم يقــدر على اإلطعــام فمــا هــو تكليفــه،

والكالم في أمور: األول: في أن أصل الصوم كم يوما.

الثاني: في أنه إذا عجز عن المقدر ما ذا يصنع. الثالث: في أنه لو كـان كســر في الطعــام على تقــدير اإلطعــام

فما هو تكليفه في بدله. ــا، وفي المســتند أما األول: فالمشهور أن الصوم هو ستون يوم نقل عن التبيان والغنية والكنز اإلجماع عليه، وفي الجواهر عن فقه القرآن أنــه المــروي عن ائمتنــا )عليهم الســالم(، لكن عن العمــاني والصدوق أن الواجب ثمانية عشر يومــا، وهــذا هــو األقــرب بــالنظر

إلى الصناعة، وإن كان األول أحوط. وجه قول المشهور خبر الزهري، وصحيحة أبي عبيدة، وصحيحة

ابن مسلم المتقدمات، ووجه

. 1 باب قضاء شهر رمضان ح120 ص4( الكافي: ج?)1118

القول المختار صــحيح ابن عمــار، وموثقــة أبي بصــير، وروايــاتأبي بصير، وعلي بن جعفر، وتحف العقول.

ومقتضى الجمع بين الطــائفتين حمــل الســتين على األفضــل، ال تقييد الثمانية عشر بمــا إذا لم يقــدر على الســتين، وحيث إن مبــنى المشهور التقييد المذكور لم تكن شهرتهم مقوية لروايات الســتين،ــبين عــدم ــاد إذا ت ــوم أن االجته ــد اجتهــاد منهم، ومن المعل إذ التقيي

موافقته للموازين ال يوجب جبرا وال كسرا. الثاني: لو عجز عن صيام ثمانية عشر، فالظــاهر أنــه يصــوم مــاــال ــال الســقوط رأســا الحتم ــدليل الميســور، واحتم ــه ل ــدر علي يقــة، والعجــز االرتباطية ال وجه له، بعد ظهور العدد في عدم االرتباطي إنما يكون إذا كـان عــاجزا إلى آخــر العمـر ال بصـدق أنـه عـاجز في

الجملة. ــاه إلى ــع في معن ــتى يرج ــز ح ــظ العج ــام لف إذ ليس في المق العرف، بل المرجع قاعدة االمتثال عقال، ومنه يعلم وجه الفرق بينــة أو ــز عن البدن ــا، وبين العج ــر يوم ــة عش ــيام ثماني ــز عن ص العج اإلطعام، حيث إن الموضــوع فيهمــا مــذكور في الروايــات فــالمرجع

العرف، فتأمل. الثالث: حيث عرفت أن بدل اإلطعام صيام ثمانية عشر يوما لم يبق مجال لمسألة أنه لو كان ثمن البدنة يساوي إطعام عدد صحيح مع بعض العدد، كما إذا كان ثمنها يساوي خمسين مدا ونصــف مــد، فهــل الــواجب أن يصــوم خمســين يومــا، أو واحــدا وخمســين يومــا

باعتبار أن الصوم ال يتبعض. لكن غير واحد من الفقهاء عنــون هــذه المسـألة باعتبــار أن في بعض الروايات داللة على أن قدر الصيام بمقدار إمداد الطعام، كما

. (1)صام لكل نصف صاع يومافي صحيح أبي عبيدة: وخبر

. 1 من أبواب كفارات الصيد ح2 باب 183 ص9( الوسائل: ج?)1119

. (1)ليصوم لكل مسكين يوماابن سنان: ــة نعم، كما قلنا بأن مقتضى الجمع بين روايات الســتين والثماني عشر حمل األولى على االستحباب كذلك مقتضى الجمع في المقام

لكــلحمل روايات الزيادة على ثمانيــة عشــر، الــذي هــو مقتضــی: على االستحباب.مسكين يوما

ــا، وعليه فإذا كان كسر في المد تخير بين أن يصوم للكسر يومأو ال يصوم.

. 12 من أبواب كفارات الصيد ح2 باب 184 ص9( الوسائل: ج?)1120

الظاهر أن حكم فــراخ النعامــة حكم كبارهــا، في(:4)مسألة أن على من صادها بدنة، مخيرا بين الكبير والصغير.

وذلك إلطالق األدلة السابقة، باإلضافة إلى خصوص صحيح أبــان بن تغلب، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في قوم حجاج محرمين

عليهم مكان كــل فــرخ أكلــوه بدنــةأصابوا فراخ نعام فأكلوا، قال: . (1)يشتركون فيها على عدد الفراخ وعلى عدد الرجال

ــال والظاهر أن المراد باالشتراك أنهم يجمعون بين أنفسهم المــذبح ــه أنهم اشــتركوا في الصــيد وال الكــافي لعــدد الكفــارة، ووجه واألكل، وإن كان من الجائز أن يعطي كل واحد بدنة بنفســه، ســواء

كان أكل أكثر من فرخ أو أقل. وفي المسألة قوالن آخران:

األول: إن عليهم صـــغار اإلبـــل، كمـــا عن األحمـــدي والمقنعـــة والخالف والكـــافي والمراســـم وجمـــل العلم والعمـــل والســـرائر وغيرهم، واستدلوا لذلك بمرسلة النهاية والمبسوط والسرائر، وفيــترف الشرائع أن بها رواية، لكن في الجواهر لم نقف عليها، كما اع

مثل مــا قتــل من﴿بــه غــير واحــد، كمــا اســتدلوا بقولــه تعــالى: .(2)﴾النعم

وفي كال األمرين نظر، إذ جواز الصغار ال يدل على تعيينها، كمــاأن اآلية ال تدل على المماثلة من هذا الحيث، كما تقدم وجهه.

ــة ــإطالق بدن ــذلك ب ــتدل ل ــل، واس ــار اإلب ــاني: إن عليهم كب الث الظاهرة في الكبيرة، مع عدم ثبوت المرسلة، وفيه: إن البدنة اسم يشمل الصغير، وإن كان أصل التسمية باعتبار عظم البدن، كمــا أن

الجزور اسم باعتبار أنه يجزر وإن لم يجزر حتى

. 4 من أبواب كفارات الصيد ح18 باب 210 ص9( الوسائل: ج?)1. 95( سورة المائدة: اآلية ?)2

121

مات، مضافا إلى احتمال أن البدنة باعتبار عظم بدنه ولو كان صغيرا، قبال بدن سائر الحيوانات.

وكيف كان، فاألقوى ما ذكرنــاه، تبعــا لمــا يظهــر من المشــهور،وإن نسب إليهم لزوم الصغار.

ــة تبــدل إلى القيمــة ثم ــا عن البدن ــه إذا عجــز هن ثم الظــاهر أنالصيام، كما في الكبير إلطالق األدلة.

ثم ال يخفى أنه إذا كانت قيمــة اإلبــل مختلفــة من جهــة اختالف أنواعها أو اختالف أسنانها، جاز له أن يأخــذ بأدناهــا قيمــة في الفض على الطعام، إلطالق األدلة، كما كان يجوز له اشــتراء أدناهــا قيمــة

في صورة اإلمكان. ثم إنه لو رمى جماعة الصــيد فشــك أحــدهم مثال هــل أنــه كــان شريكا في القتل أم ال، فاألصل عدم الكفــارة، كمــا لوشــك في أنــه هل قتل بسهمه أو بسهم غيره، أو أنه هل قتله في حالة إحرامــه أو قبل إحرامه، أو أن المقتول هل كــان نعامــة أم ال، فيمــا إذا لم يكن للطرف اآلخر من الترديد أيضا كفارة، ففي الكل تجري أصالة عدم

الكفارة في صورة الفحص واليأس.

122

في بقرة الوحش إذا قتلها المحــرم بقــرة أهليــة،(:5)مسألة بال إشكال وال خالف، وفي الجواهر ال أجد خالفا فيه، وفي المســتند اإلجماع عليه. وذلك لجملة من الروايات الســابقة في البدنــة، مثــل

صحيحة حريز، وموثقة أبي بصير، ورواية الكناني. وفي حمار الوحش بقرة، كما عن األكثر، بل عن الغنية اإلجمــاع عليــه، وعن المقنــع أن فيهــا بدنــة لصــحيحتي يعقــوب وســليمان بن خالد، وروايــة أبي بصــير، ورد بالشــهرة المحققــة وبظــاهر الكتــاب،ــراد من ــة، وباحتمــال أن ي حيث إن البقــرة شــبيهة بالحمــار ال البدن البدنة البقرة، كما تقدم أن جماعــة من اللغــويين قــالوا بــأن البدنــة

شاملة لهما. هذا ولكن األقرب التخيير بين البقرة واإلبل، ألنه مقتضى الجمعــائي من ــاهر البن ــة على الظ ــة مقدم ــة الخاص ــدليلين، واألدل بين ال الكتاب، والتخيير هو مذهب اإلسكافي وجماعة من المتــأخرين وقــد

اختاره المستند.وال يخفى أن الفروع التي ذكرناها في النعامة آتية هنا أيضا.

ثم إنه إذا عجز عن الفداء ـ بالمعنى المتقدم للعجز في البدنة ـ فض قيمة البقرة على مطلق الطعام، ال البر خاصة، لمــا ســبق من كفاية مطلق الطعام، وأطعمــه ثالثين فقــيرا ال أكــثر، بال إشــكال وال خالف، كما في المستند والجواهر، وذلك لبعض النصوص المتقدمة.

ــانوخصوص صحيح معاوية، عن الصادق )عليه السالم(: من ك عليــه شــيء من الصــيد فــداؤه بقــرة، فــإن لم يجــد فليطعم ثالثين

.(1)مسكينا، فإن لم يجد فليصم تسعة أيام وإذا أراد أن يعطى عروضـــا أعطى كـــل فقـــير مـــدا، وال يحب

إعطاء كل

. 11 من أبواب كفارات الصيد ح2 باب 186 ص9( الوسائل: ج?)1123

فقير مدين لما تقدم في النعامة.ــ إذا نقص الثمن عن ثالثين اكتفى ــة ـ وهنا أيضا ـ كما في النعامــل بما أمكن، واذا زاد لم تجب الزيادة، بال خالف كما في المستند، ب عن الخالف اإلجماع عليه، وفي الجواهر أرسله إرسال المســلمات،

وكأنه لفهم المناط القطعي عرفا. ومن ادعى من الفقهاء داللة األخبار عليه، كأنه أراد هذا المنــاط

الذي ذكرناه. وإذا عجز عن اإلطعام صام قبــال كــل مســكين يومــا، أي ثالثين يوما، فإن عجــز عن الثالثين فتســعة أيــام، كمــا عن األكــثر كــذا في

الجواهر، واألشهر كما في المستند، وإجماعا كما عن الغنية. لكن األظهر، وفاقا لغـير واحــد أنــه إذا عجـز عن اإلطعــام صــام

تسعة أيام، لكونه مقتضى الصحيح السابق. وقد تقدم وجه كالم المشهور في النعامة، وتقدم رده فراجع.

ويأتي في هذا المقــام ـــ أي قتــل البقــرة والحمــار الوحشــيين ـجملة من الفروع التي ذكرناها في مسألة النعامة كما ال يخفی.

ولـو تـردد في أنـه هـل قتـل نعامــة أو بقـرة وحش مثال، أعطى بقرة على ما استظهرناه هناك من كفاية البقــرة للنعامــة، أمــا على مذهب من يرى وجوب البدنة هناك فهل المحكم العلم اإلجمالي، أو

يكفي أحدهما )البدنة أو البقرة( لقاعدة ال ضرر، احتماالن. أما لو وصل األمر إلى اإلطعام والصيام، فالظــاهر كفايــة األخــذ

بالقدر المتيقن وإجراء البراءة عن الزائد فتأمل.

124

في قتل الظــبي شــاة، بال إشــكال وال خالف، بــل(:6)مسألة في المســتند بالكتــاب والســنة واإلجمــاع، وعن ابن زهــرة كمــا في

الجواهر عدم الخالف فيه، وعن المنتهى اإلجماع عليه. ويدل عليــه بعض مــا تقــدم، ففى خــبر أبي بصــير، عن الصــادق

، قلت: فإنعليه شاة)عليه السالم(، قلت: فإن أصاب ظبيا، قال: فإطعـام عشـرة مسـاكين، فـإن لملم يقدر، قال )عليـه السـالم(:

. (1)يجد ما يتصدق به فعليه صيام ثالثة أيام في الظبيوخبر سليمان بن خالد، عن الصادق )عليه السالم(:

شاة، وفي البقرة بقرة، وفي الحمار بدنة، وفي النعامة بدنة، وفيما. (2)سوى ذلك قيمته

ــاةوالرضوي )عليه السالم(: وإن كان الصيد ظبيا فعليك دم ش(3) .

في المحــرموعن الدعائم، عن الصـادق )عليــه السـالم( قــال: . (4)يصيب ظبيا إنه عليه شاة

إلى غيرها من الروايات. ثم الظاهر أنه ال فــرق في الظــبي بين الــذكر واألنــثی، والكبــير والصــغير، والصــحيح والمــريض، والكامــل وغــير الكامــل، وكــذلك ال

فرق بين مختلف أقسامه. وال يبعد دخول األقسام المشابهة للظبي في الحكم أيضــا، مثــل اإليل والوعيل وغيرهما، ألن الشاة شبيهة لكــل منهــا، وال فــرق فيــواهر، ــا في الج ــثى كم ــذكر واألن ــز، وال ــأن والمع ــاة بين الض الش للمشابهة ووحدة المناط، وإن كـان األحــوط الضــأن، إلى غــير ذلـك

من التقسيمات كالكبير والصغير وغيرها.فإن عجز عن الفداء

. 3 من أبواب كفارات الصيد ح2 باب 184 ص9( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب كفارات الصيد ح1 باب 181 ص9( الوسائل: ج?)2. 1 من أبواب الكفارات ح1 الباب 126 ص2( المستدرك: ج?)3. 9 سطر 308 ص1( الدعائم: ج?)4

125

وقــد تقــدم معــنى العجــز في النعامــة، أطعم عشــرة مســاكين إطعاما أو إعطاء لكل مسكين مدا على المختــار، خالفــا لمن أوجب

مدين، وقد تقدم الكالم في ذلك.ــاع، بعض ــة واإلجمـ ــافة إلى اآليـ ــام، باإلضـ ــدل على اإلطعـ ويـ

الروايات السابقة. ومن كانت عليه شاة فلم يجد فليطعم عشرةوصحيح معاوية:

. (1)مساكين، فمن لم يجد صام ثالثة أيام في الظبى إطعام عشــرة مســاكين،والرضوي )عليه السالم(: . (2)وإن لم تقدر صمت ثالثة أيام

ومن كــان عليــه شــاة فلم يجــد فإطعــاموفى موضع آخر منه: . (3)عشرة مساكين، فإن لم يجد فصيام ثالثة أيام في الحج

وإن كــان ظبيــا فعليــهوفي رواية اإلمام الجواد )عليه السالم(: شاة، فإن لم يقدر فإطعام عشرة مســاكين، فــإن لم يقــدر فصــيام

. (4)ثالثة أيام ثم إن بقية األحكام هنا كما تقدم في النعامة من الترتيب وعدم الزيادة عن عشرة مساكين، وعدم الزيــادة على القيمــة إذا نقصــت

عن طعام عشرة، إلى غير ذلك. أما من ذهب إلى أنــه إذا لم يقــدر على اإلطعــام صــام عن كــل مسكين يوما، فإن عجز صام ثالثة أيــام فقــد تقــدم في نظــيره أنــه

خال عن الشاهد، وإن نسبه المستند إلى األشهر. وقد تقدم حكم ما لو شك في أنه هل أصــابه أم ال، وأن األصــل البراءة بعد الفحص، وحكم ما لو شك أنه قتل ظبيا، أو ما هــو أكــبر

منه في الفداء،

. 11 من أبواب كفارات الصيد ح2 باب 186 ص9( الوسائل: ج?)1. 7 من أبواب الكفارات ح2 الباب 126 ص2( المستدرك: ج?)2. 7 من أبواب الكفارات ح2 الباب 126 ص2( المستدرك: ج?)3. 2 من أبواب كفارات الصيد ح3 باب 188 ص9( الوسائل: ج?)4

126

فإن الحكم هنا كالحكم في سابقه، لوحدة المناط. والظاهر أنه لو قتــل أحــد المــذكورات الــتي فيهــا الفــداء وكــان حــامال، أو في بطنــه بيض فتلــف، لم تــزد كفارتــه، لألصــل، وإطالق األدلة مع غلبة حمل االنثى بالبيض أو الجنين، ومع ذلــك لم ينبــه في

الروايات وجوب زيادة الكفارة.ــام، خالف ــل المق ــبيض لمث ــرخ وال ــة الف ــال شــمول أدل واحتم

المنصرف. ــه ظــاهر نعم لو كان الحيوان الذي صاده صاحب أفراخ في بطنــدليل لألم ــمل ال ــذلك، ش ــات ك ــو في بعض الحيوان ــا ه ــه، كم بعض والفرخ، لكن بناءهم أن ما ليس فيــه نص الضــمان، وســيأتي الكالم

فيه.

127

في قتـــل الثعلب واألرنب شـــاة، وادعى عـــدم(:7)مســألة الخالف فيه المستند، وفي الجواهر بال خالف أجده فيه، وعن ظاهر الغنية اإلجماع عليه، وعن التذكرة والمنتهى نســبته إلى علمائنــا في

األرنب، وفي المقام جملة من الروايات: كصحيح الحلبي، سألت أبا عبد اللــه )عليــه الســالم( عن األرنب

. (1)شاة هديا بالغ الكعبةيصيبه المحرم، فقال )عليه السالم(: وصحيح أحمد بن محمد، سألت أبا الحســن )عليــه الســالم( عن

ــه الســالم(: ــال )علي ــا، فق ــا أو ثعلب في األرنبمحــرم أصــاب أرنب. (2)شاة

وخبر أبي بصير، سألت أبـا عبــد اللـه )عليـه السـالم( عن رجــل مثــل، قلت: فأرنبا، قــال: عليه دمقتل ثعلبا، قال )عليه السالم(:

. (3)ما في الثعلب. (4)في الثعلب واألرنب دم شاةوالرضوي )عليه السالم(:

وفي المقنع مثله. في الضـبعوفى الجعفريات، عن الصادق )عليه السـالم( قـال:

. (5)شاة، وفي األرنب شاة، وفي الثعلب شاةإلى غيرها من الروايات الواردة في األرنب.

وأخبار الثعلب وإن كانت ضعيفة، إال أن اإلجماع المنقول وعــدمــافة إلى أن ــبر، باإلض ــان في الج ــهرة المحققين يكفي الخالف والش

الشاة مثل عرفا. ولعل سكوت اإلمام في صحيح أحمد عن الثعلب لظهوره، حيث

إنه إذا

. 2 من أبواب كفارات الصيد ح4 باب 189 ص9( الوسائل: ج?)1. 3 من أبواب كفارات الصيد ح4 باب 189 ص9( الوسائل: ج?)2. 4 من أبواب كفارات الصيد ح4 باب 190 ص9( الوسائل: ج?)3. 2 من أبواب كفارات الصيد ح4 الباب 127 ص2( المستدرك: ج?)4. 1 من أبواب كفارات الصيد ح4 الباب 127 ص2( المستدرك: ج?)5

128

كان في األرنب الشاة كانت الشاة في الثعلب أولی. ثم إنهم اختلفوا في أنه هل لفدائهما بدل أم ال، ذهب إلى األول الشيخان وسالر والقاضــي وابن حمــزة والحلــبى ويحــيى بن ســعيد، وإلى الثـــاني الصـــدوقان وابن الجنيـــد وابن أبي عقيـــل والمحقـــق

وغيرهم على ما حكي عن يعضهم. وفي المستند أنه لو لم يجد الشاة فهما كالظبي في البدل على األظهر األشهر األحوط، لصحاح الحذاء ومحمد وابن عمار، ومرسلة

ابن بكير. وكذلك يدل عليــه صــحيح معاويــة، هــذا باإلضــافة إلى أن وجــودــع البدل في كثير من أقسام الصيد كما تقدم وسيأتي يشرف المطل

على القطع بوجوده هنا أيضا. ــات ــا أشــبه من الحيوان ــل الضــبع وم ثم إن الظــاهر أن في قت الشبيهة بالشاة أيضا شاة، إلطالق اآلية وبعض المؤيدات األخــر، وال يعارض ذلــك صــحيح ســليمان بن خالــد المتقــدم، حيث قــال )عليــه

وفيمــا ســوىالسالم( بعد ذكر الظبي والبقــرة والحمــار والنعامــة: ، إذ لو قلنــا بــأن األبــدال على ســبيل التخيــير لم يــدل(1)ذلك قيمته

الصـــحيح إال على التســـهيل في الفض، كمـــا أنـــه ال ينافيـــه ســائر الروايــات الــواردة في األشــباه مثــل األرنب والثعلب وغيرهمــا ممــا

سيأتي، فتأمل. ــه ولو الثعلب أو الضبع أراد المحرم بسوء أو أراد غيره، جاز قتل وال كفارة، لما تقدم من الروايات الدالة على قتل كل حيوان أراده،

فإن ظاهره أنه هدر فال حرمة وال كفارة.ــه يعلم أن الحكم كــذلك في مــا لــو أراد حمــار الــوحش أو ومن

بقرته أو غيرهما اإلنسان بسوء، فإنه هدر وال كفارة.

. 2 من أبواب كفارات الصيد ح1 باب 181 ص9( الوسائل: ج?)1129

في كسر بيض النعام أقوال: (:8)مسألة األول: التفصــيل بين مــا علم أن فيــه فرخــا يتحــرك، ففي كــل بيضــة بكــرة من اإلبــل، وبين مــا لم يعلم، فــالالزم أن يرســل فحــل اإلبل في عدد ما كســره من البيضــة من اإلنــاث، بشــرط أن يكــون الفحل المرسل بقدر كفاية تلــك اإلنــاث، فمــا نتج هــدي لــبيت اللــهالحرام، وهذا القول هو المشهور، بل عن غير واحد اإلجماع عليه.

الثــاني: إن في كســر بيض النعــام مطلقــا إرســال الفحولــة في اإلناث، فما نتج فهدي، وهذا هو المنسوب إلى اإلسكافي والصــدوق

في بعض كتبه والمفيد والسيد والديلمي. الثالث: إنه إذا تحرك الفرخ أرسل الفحولــة في اإلنــاث فالنــاتج هــدي، وبــدون التحــرك فلكــل بيضــة شــاة، وهــذا هــو المحكي عن

الصدوقين في بعض كتبهما. الرابع: ما عن المقنع أنه إن أصاب البيضــة شــاة، وإن وطــأه أو

فدغه فعليه إرسال الفحولة.وهناك بعض األقوال األخر الشاذة.

أما القول األول: فقد استدل لتفصيله بأنــه مقتضــى الجمــع بين ما دل على أن فيه البكرة مطلقا، وبين ما دل على أن فيه اإلرسال

مطلقا، قال: وهذا الجمع لداللة بعض الروايات عليه. ــليمان بن أما ما دل على أنه فيه البكرة مطلقا، فهو صحيحة س

إن في كتــاب علي )عليــهخالــد، عن الصــادق )عليــه الســالم(: السالم( في بيض القط بكارة من الغنم إذا أصابه المحرم، مثــل مــا

. (1)في بيض النعام بكارة من اإلبل

. 4 من أبواب كفارات الصيد ح24 باب 217 ص9( الوسائل: ج?)1130

وأمـــا مـــا دل على أن فيــه اإلرســال مطلقــا فهي جملــة منالروايات:

كصحيح الكناني، عن الصادق )عليه السالم( إنه قال في حديث: في رجل وطأ بيض نعام فقدعها وهو محــرم، قــال )عليــه الســالم(:

قضى فيه علي )عليــه الســالم( أن يرســل الفحــل على مثــل عــدد البيض من اإلبل، فما لقح وســلم حــتى ينتج كــان اإلنتــاج هــديا بــالغ

. (1)الكعبةــالم(: وصحيحه اآلخر عنه مثله، إال أن فيه زيادة قوله )عليه الس

ما وطأته أو أوطأته بعيرك أو دابتك وأنت محرم فعليك فداؤه(2) . ومرسل الشــيخين في التهــذيب والمقنعــة: إن رجال ســأل أمــير المؤمنين )عليه السالم(، فقال لــه: يــا أمــير المؤمــنين إني خــرجت محرما فوطأت ناقتي بيض نعام فكسرته هل علي كفارة، فقال له:

امض فاسأل ابني الحسن عنهاوكان بحيث يسمع كالمه، فتقــدم ، يجب عليك أنإليه الرجل فسأله، فقال له الحسن )عليه السالم(:

ترسل فحولة اإلبل في إناثها بعــدد مــا انكســر من الــبيض، فمــا نتجــه الســالم(: فهو هدي لبيت الله تعالی، فقال له أمير المؤمنين )علي

يا بني كيف قلت ذلك، وأنت تعلم أن اإلبل ربما أزلقت أو كان فيها يا أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم(، فقال )عليه السالم(: ما يزلق

، فتبســم أمــير المؤمــنينوالبيض ربما أمرق أو كان فيه مــا يمــرقية بعضها﴿صــدقت يــا بــني، ثم تلی: )عليه السالم( فقال لــه: ذر

. (4)(3)﴾من بعض و الله سميع عليم من أصـابوصحيح الحلبي، عن أبي عبد اللـه )عليـه السـالم(:

بيض نعام وهو

. 6 من أبواب كفارات الصيد ح23 باب 216 ص9( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب كفارات الصيد ح23 باب 215 ص9( الوسائل: ج?)2. 34( سورة آل عمران: اآلية ?)3 في الكفــارة عن خطــأ25 البــاب 354 ص5. التهــذيب: ج31 س68( المقنعــة: ص?)4

. 144المحرم ح131

محرم فعليه أن يرسل الفحل في مثــل عــدد الــبيض من اإلبــل، فإنه ربما فسد كله وربما خلق كله، وربما صلح بعضه وفسد بعضه،

. (1)فما نتجت اإلبل فهديا بالغ الكعبةــالم( عن وخبر علي بن أبي حمزة، سألت أبا الحسن )عليه الس

يرســلرجل أصاب بيض نعامة وهو محــرم، قــال )عليــه الســالم(: ، قلت: فــإن الـبيض يفسـد كلـهالفحـل في اإلبــل في عــدد الـبيض

ــالغويصلح كله، قال )عليه السالم(: ما نتج من الهدي فهــو هــدي بــل الكعبة، وإن لم تنتج فليس عليه شيء، فمن لم يجد إبال فعليه لكــإن لم يجــد فالصــدقة على عشــرة مســاكين لكــل بيضــه شــاة، ف

.(2)مسكين مد، فإن لم يقدر فصيام ثالثة أيامــه الســالم(: عليــكوفي رواية ابن شهر آشوب، قال علي )علي

بكل بيضة جنين ناقة، أو ضراب ناقــة، فلمــا ســئل الرســول )صــلى الله عليه وآله وسلم( عن ما قاله علي )عليه السالم(، قــال )صــلى

قد قــال علي )عليــه الســالم( بمــا ســمعت،الله عليه وآله وسلم(: ــوم أو إطعــام ــك بكــل بيضــة صــوم ي ولكن هلم إلى الرخصــة، علي

.(3)مسكينــير بين المثــل والطعــام ــد مــا دل على التخي ــة تؤي وهــذه الرواي

والصيام، كما تقدم الكالم فيه في النعامة. وأما مــا دل على الجمــع بين الطــائفتين، فهي صــحيحة علي بن جعفر، سأل أخاه )عليه الســالم(، عن رجــل كســر بيض نعــام، وفي

عليه لكل فرخ تحــركالبيض فراخ قد تحرك، فقال )عليه السالم(: .(4)بعير ينحره في المنحر

. 1 من أبواب كفارات الصيد ح23 باب 214 ص9( الوسائل: ج?)1. 5 من أبواب كفارات الصيد ح23 باب 215 ص9( الوسائل: ج?)2. 4 من أبواب كفارات الصيد سطر 17 باب 129 ج2( المستدرك: ج?)3. 1 من أبواب كفارات الصيد ح24 باب 216 ص9( الوسائل: ج?)4

132

كما أنه استدل لهذا الجمع بما تقدم من روايــتي الحســن )عليــه السالم( والصادق )عليه الســالم(، حيث إن ظاهرهمــا كســر الــبيض

المجرد من الفرخ المتحرك. ــدل على أقــول: هــذا الجمــع غــير ظــاهر، إذ صــحيحة علي ال ت التقييد، فإن اإلمام )عليه السالم( أجاب بمثل ســؤال الســائل، ومن الواضح أن مثل ذلـك ال مفهـوم لـه، فإنـه من قبيـل مفهـوم اللقب، والروايتان في مقام بيان عــدم معلوميــة اإلنتــاج، فكمــا أنــه ال يعلم إنتــاج الــبيض بــالفرخ الكامــل، كــذلك ال يعلم إنتــاج اإلرســال بــأوالد

كاملة، فال داللة فيهما على التفصيل فتبقى الطائفتان. ومن المعلوم أن الجمع العرفي بينهما جواز كال األمرين: إعطاء البكــرة واإلرســال، فــإن العــرف يــرى أن اإلرســال هــو الالزم وأن البكرة الفرد األفضل، ولعل القول الثــاني أراد مــا ذكرنــاه، ال أنــه ال

يكتفي بالبكرة، ألنه بعيد جدا. وأما القــوالن اآلخــران فشــذوذهما وضــعف ســند دليلهمــا غالبــا يوجب عــدم االهتمــام بشــأنهما، وإن كــان يســتدل ألولهمــا بمــا في

فــإن أكلت بيض النعامــة فعليــك دمالرضوي، قال )عليه الســالم(: شاة، وكذلك إذا وطأتها، فإن وطأتها وكان فيها فرخ يتحــرك فعليــك أن ترسل فحولة من البدن على عددها من اإلناث قدر عــدد الــبيض

. (1)فما نتج منها فهو هدي لبيت الله تعالی في بيضة النعامــةوخبر أبي بصير، عن الصادق )عليه السالم(:

شاة، فإن لم

. 3 من أبواب كفارات الصيد ح18 الباب 130 ص2( المستدرك: ج?)1133

يجد فصيام ثالثة أيام، فمن لم يستطع فكفارتــه إطعــام عشــرة. (1)مساكين إذا أصابه وهو محرم

فإن الجمع بني هاتين الروايتين وصحيحة الحذاء، وبين مطلقات اإلرسال ينتج ما ذكره الصدوقان بقرينة خبر محمد بن الفضيل، عن

وإذا أصاب المحرم بيض نعام ذبحأبي الحسن )عليه السالم( قال: ــه صــيام عن كل بيضة شاة بقدر عدد البيض، فإن لم يجد شاة فعلي ثالثة أيام، فــإن لم يقــدر فإطعــام عشــرة مســاكين، وإذا وطــأ بيض نعام فقدغها وهو محرم وفيها أفراخ تتحرك فعليه أن يرسل فحولــة من البدن على اإلناث بقدر عدد الــبيض، فمــا لقح وســلم حــتى ينتج

.(2)فهو هدي لبيت الله الحرام، فإن لم ينتج فليس عليه شيء أما القول الرابــع: فال دليــل عليــه إال بتكلــف، وكأنــه فهم أن مــا

ذكره في المقنع هو مضمون الروايات.ــيال لم(3 )وفي الدعائم، خبر عن علي )عليه السالم( ، فصل تفص

يفت به أحد.وكيف كان، فالمعتمد هو ما رجحناه، والله سبحانه العالم.

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح23 باب 215 ص9( الوسائل: ج?)1. 8 في ما يجب على المحرم في أنواع ما يصيب سطر 234 ص2( الفقيه: ج?)2. 307 ص1( الدعائم: ج?)3

134

لو عجز عن اإلرسال وجبت البكرة، لما تقدم من(:9)مسألة التخيير بينهما، مع أنها أفضل الفردين، فإذا لم يقدر على المفضــول

لزم األفضل، ألنه فرد وال تصل النوبة إلى غيرها. فإن عجز عنها أيضــا فعن كــل بيضــة شــاة بال إشــكال والخالف، ونســبه إلى المشــهور كــل من المســتند والجــواهر، وعن المــدارك ظــاهر األصــحاب االتفــاق عليــه، وذلــك لخــبر أبي حمــزة المتقــدم

المجبور بعمل األصحاب. ولو عجز عن الشاة أطعم عشرة مساكين، ولو عجز صام ثالثــة أيام على المشهور، للخبر المذكور، خالفا للصدوق حيث جعــل على من لم يجد الشــاة صــيام ثالثــة أيــام، فــإن لم يقــدر أطعم عشــرة، وذلك لخبري أبي بصير وابن الفضـيل، ولعـل المقنــع المفـتي بـذلك أخذه من الروايتين أو من غيرهمــا، فــالمعروف أنــه متــون األخبــار،

وخالفا البن زهرة فإن المحكي عنه أنه لم يذكر اإلطعام أصال. والظاهر لزوم القول بالتخيير بين الشاة واإلطعام والصيام على ما ذكرناه سابقا، لظهور اآلية في التخيــير، وحمــل الروايــات الدالــة على الترتيب على الفضل، بقرينــة الصــحيحة المرويــة عن الصــادق )عليه السالم( المتقدمــة، أولى من حمــل الروايــات على ظاهرهــا، وجعل الصحيحة مخصصة ـ كما سبق الكالم في ذلك ـ لكن لم أجــد هنــا من قــال بــذلك، بــل مقتضــى مــا ذكرنــاه أن التخيــير جــار بين

اإلرسال واإلطعام والصيام. ويؤيده ما تقدم من رواية ابن شــهر آشــوب، وإن كــان مــا فيهــا

.(1)من صيام يوم أو إطعام مسكين غير معمول به أصال ثم إنه قد تقدم أن لمن وجب عليه اإلطعام إعطاء كل مســكين

مدا أو إطعامهم

. 5 من أبواب كفارات الصيد سطر17 باب 129 ص2( المستدرك: ج?)1135

ــا ــا متوســطا أو إعطــاء المــال ألن يطعمــوا، إلى آخــر م طعامذكرناه هناك.

ثم ال فـرق بين وطئ اإلنسـان نفسـه الـبيض، أو وطئ دابتـه أو سيارته أو ما أشبه، لإلطالق والمناط، كما ال فــرق بين العلم بصــحة

البيض وعدم العلم بصحتها.ــه ــأن الفــرخ ميت فيهــا لم يجب علي أمــا إذا علم بفســادها أو ب شــيء، كمــا صــرح بــه الجــواهر وغــيره، وذلــك ألصــالة العــدم بعــد

انصراف األدلة إلى ما ذكرناه. ولــو كســر الــبيض فخــرج منهــا فــرخ فعــاش فال شــيء عليــه،

النصراف دليل الكفارة عنه. ولو لم يعلم أن البيض للنعامة أم ال، فإذا احتمــل أنهــا لغــير ذي الكفارة كاألفعى، فإن الظاهر أنه كما يجوز قتله يجوز كســر بيضــه،

وكذلك ما أشبهها، فال شيء عليه بعد الفحص إن أمكن لألصل. وإذا تردد بين حيوانين في كليهما كفارة، ففيه احتماالن، وجوب

، فيقــرعال ضررالكفارتين للعلم اإلجمالي، وإحداهما فقط، لدليل بين إعطاء إحداهما.

ويشترط أن تكون الفحولة المرسلة كافيــة لتسـفد عــدد األنــثى الذي هو بعدد البيضة، وكذا يشترط رؤيــة الســفاد أو العلم بــه، وأن تكــون األنــثى قابلــة للحمــل، كــل ذلــك لالنصــراف، وصــرح ببعضــها

المدارك والجواهر وغيرهما. ولو ولدت األنثى توأمــا فهـل الالزم كالهمـا لإلطالق، أو أحــدهما

فقط لالنصراف، احتماالن، واألول أحوط، والثاني مقتضى األصل. واإلطعام للمســاكين هــو المنصــرف من النص والفتــوى، وبهمــا تفسر اآلية الكريمة، فالقول بأنــه يصــرف في مصــالح الكعبــة، كمــا عن المسالك ونســبه إلى ظــاهر األخبــار والفتــاوى محــل نظــر، وال

يشترط في الشاة الكمال كما تقدم في البدنة.

136

والظـاهر أن البقـرة ال تكفي عن الشـاة، إذ ال دليـل على ذلـك،ــل على أن ــه ال دلي ــه إن ــه أحســن للفقــراء، لكن في وإن احتمــل ألن األحسن جائز في المقام، وإال فإعطــاء اللبــاس للفقــير أحســن من

إشباع بطنه.

137

في كسر بيض القطاة يتخير بين اإلرســال وبين(:10)مسألة بكرة من الغنم، فحال البيض هنا بالنسبة إلى الغنم حال البيض في

النعامة بالنسبة إلى اإلبل، وذلك لورود األخبار هنا كما هناك. ــد ففي صحيح سليمان بن خالد، ومنصور بن حــازم، عن أبي عبــه الســالم( قــاال: ســألناه عن محــرم وطــأ بيض القطــاة اللــه )علي

يرسل الفحل في مثل عــدة الــبيضفشدخه، فقال )عليه السالم(: . (1)من الغنم كما يرسل الفحل في عدة البيض من اإلبل

وفي روايـــة ابن ربـــاط المرســـلة، عن أبي عبـــد اللـــه )عليـــه يصــنع فيــه في الغنم،السالم(، قال: سألته عن بيض القطاة، قال:

. (2)كما يصنع في بيض النعام في اإلبل فيوفي روايــة ســليمان بن خالــد، عنــه )عليــه الســالم( قــال:

كتاب علي )عليه السالم( في بيض القطاة كفارة مثل مــا في بيض.(3)النعام

فــإن وطــأ بيض قطــاةوفي خــبر محمــد بن الفضــل المتقــدم: فشدخه فعليه أن يرســل فحولــة من الغنم على عــددها من اإلنــاث

. (4)بقدر عدد البيض فما سلم فهو هدي لبيت الله الحرامومثلها ما عن المقنع.

فإن الجمع بين هذه الروايات الدالة على اإلرسال، وبين صــحيحسليمان

. 1 من أبواب كفارات الصيد ح25 باب 218 ص9( الوسائل: ج?)1. 3 من أبواب كفارات الصيد ح25 باب 218 ص9( الوسائل: ج?)2. 2 من أبواب كفارات الصيد ح25 باب 218 ص9( الوسائل: ج?)3 مــا يجب على المحــرم في أنــواع مــا يصــيب من119 بــاب 234 ص2( الفقيــه: ج?)4

الصيد. 138

في كتاب عليابن خالد، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: )عليه السالم(: في بيض القطاة بكارة من الغنم إذا أصابها المحرم

،(1)مثــل مــا في بيض النعــام بكــارة من اإلبــل إذا أصــابه المحــرمالتخيير الذي ذكرناه.

والمراد بالبكارة الصغيرة، ومن المعلوم أن الكبير مجز بطريــقــبيض أولی، هذا باإلضافة إلى أن التخيير هو مقتضى تشبيه المقام ب

النعامة حيث قد عرفت أن هناك التخيير.ــاة ــأ بيض قط ــل وط ــد، عن رج ــليمان بن خال ــمرة س ــا مض أم

يرســل الفحــل في عــدد الــبيض منفشدخه، قال )عليه الســالم(: الغنم، كما يرســل الفحــل في عــدد الــبيض من اإلبــل، ومن أصــاب

ــاض من الغنم ــه مخ ــة فعلي ــات(2)بيض ــل الرواي ــدره مث ــإن ص ، ف السابقة، وذيله مجمل هل المراد بيضة مجهولة، أو بيضة واحدة منــة ومن ــدة من النعام ــيرة، أو بيضــة واح ــوض كث ــل بي القطــاة مقاب

القطاة، أو غير ذلك، فال يمكن العمل به. وبما ذكرناه تبين أن سائر األقوال في المسائل وإن كان بعضها

مشهورا خالف الصناعة. أما ما ذهب إليه علي بن بابويه من أن اإلرسال فيمــا إذا تحــرك الفرخ، وأن اإلرسال يكــون في المعــز، فكأنــه اســتند إلى الرضــوي

في بيض القطاة إذا أصبته قيمته، فــإن وطأتــه)عليه السالم( قال: وفيها فراخ يتحرك فعليك أن ترسل الذكران في المعز على عــددها

،(3)من اإلناث على قدر عدد الــبيض، فمــا نتج كــان هــديا لــبيت اللهلكن ضعف سنده يوجب عدم العمل به.

. 4 من أبواب كفارات الصيد ح24 باب 217 ص9( الوسائل: ج?)1. 4 من أبواب كفارات الصيد ح25 باب 218 ص9( الوسائل: ج?)2. 2 من أبواب كفارات الصيد ح19 الباب 130 ص2( المستدرك: ج?)3

139

نعم قد تقــدم أنــه ال فــرق بين المعــز والضــأن في المقــام، ألن الدليل أو المناط يشمله، كما أنــه ال فــرق بين كــل أقســامهما، كمــا ســبق في مســألة النعامــة، ويــأتي في المقــام فــروع مســألة بيض

النعام. ــان أما إذا خرج النعام أو القطاة عن القشر وأخذ الفرخ يدرج ك بحكم الكبير منهمــا، كمــا تقــدم في أنــه ال فــرق في كــل واحــد من

الصيد والفداء بين الكبير والصغير.ــه بحكم الفــرخ، ولو كان بعض الفرخ خارجا فوطأه، فالظاهر أن

النصراف البيض إلى غير المفقوس، وسيأتي بعض أحكام الفرخ.ــه ــأتي في كفارت ــه بيض نعــام أو قطــاة ي ــو اشــتبه فرضــا أن ول االحتماالن السابقان، من الجمع بين الكفارتين ومن كفايــة إحــداهما

بالقرعة.

140

ــه إذا عجــز من الفــداء باإلرســال(:11)مســألة المشــهور أنــز والبكرة من الغنم أطعم عن كل بيضة عشرة مساكين، ومع العج عنه صام ثالثة أيام، وذلــك ألن في بعض الروايــات الســابقة تشــبيه بيض القطاة ببيض النعــام، بضــميمة مــا تقــدم في بيض النعــام من

عشرة مساكين وصيام ثالثة أيام. ثم إنــه ألحــق غــير واحــد بــبيض القطـاة بيض الحجــل والــدراج، واستدلوا لــذلك بالمشــابهة، بتقــريب أن اآليــة دلت على أن الجــزاءــاة ــاة، وحيث ثبت أن في بيض القط ــية للقط ــل، إذ ال خصوص بالمث

فدية خاصة ثبت تلك في بيضهما للمشابهة. أقول: هذا ال بأس بــه لفهم العــرف من اللفــظ أو المنــاط على شرط أن ال يكون بيضهما ملحقا ببيض الحمام، لصدق الحمام عليها أو وجود مناطــه فيهمــا، وســيأتي تفصــيل الكالم في ذلــك هنــاك إن

شاء الله تعالی.

141

في قتل المحرم في الحل للحمام شاة كما هــو(:12)مسألة ــه، ــاع عليـ ــذكرة والمنتهى اإلجمـ ــل عن الخالف والتـ ــهور، بـ المشـ والظاهر أن كل أشباه الحمام من الطير حكمه ذلك، بل وكذا سائر

أقسام الطير األكبر من الحمام إلى قدر الظبي. ثم اختلفوا اختالفا كبيرا في المراد بالحمــام، هــل هــو المطــوق بأي لون كان طوقه، أو الذي يهدر، أو الذي يعب الماء عبا أي يشير به وهو واضع منقاره فيه شــربا مســتمرا ولــو لفــترات كمــا يشــرب األنعام، في قبــال مــا يشــربه قطــرة فقطــرة كالعصــفور، وبعضــهم ذهب إلى الجمع بين صفتين أو بين الصفات، أو قسم بأن جعل كــل واحد من أقسام الحمام، وقد أكثر الجــواهر في نقــل األقــوال، لكن

الظاهر عدم الحاجة إلى ذلك ألمرين: األول: التبادر الموجود في أذهان العـرف إلى النــوع المعـروف، وصحة السلب عن غيره، خصوصا بعد تضارب األقوال، فكلمــا كــان داخال في التبادر كان محكوما بحكمه، وكلمــا لم يكن كــذلك لم يكن محكوما بذلك، ولو شك في قسم كان األصــل عــدم كونــه محكومــا بــذلك الحكم، إال إذا كــان الشــك مقرونــا بــالعلم اإلجمــالي على مــا

تقدم من أن فيه احتمالين. الثـــاني: إن الحمـــام وإن ورد ذكـــره في أخبـــار كثـــيرة، إال أن الظــاهر أن حكم غــيره حكم الحمــام، فال فائــدة مهمــة من تحقيــق ذلك، فــإن أشــباه الحمــام لهــا حكم الحمــام، كمــا هــو المحكي عن الصدوقين والمدارك والذخيرة وفي المستند وغيرهم، ففى صحيحة

ــه دمسليمان: من أصاب قطاة أو حجلة أو دراجة أو نظيرهن فعلي(1)والدم منصرف إلى الشاة، باإلضافة إلى ذكر الشــاة في أخبــار ،

الحمام الموجب لفهم

. 2 من أبواب كفارات الصيد ح5 باب 190 ص9( الوسائل: ج?)1142

ــق ــة موث ــه في الدالل ــحيحة، ومثل ــاة في الص ــا من الش إرادته الكناني، وخبر الدعائم، وخبر الجواد )عليه السالم(، وصحيحة زرارة

اآلتيات. وكيف كان، فمن الروايات الواردة في الحمام حسن حريز، عن

ــاة،الصادق )عليه السالم( قال: المحرم إذا أصاب حمامة ففيها ش. (1)وإن قتل فراخه ففيه حمل، وإن وطأ البيض فعليه درهم

في الحمــام وأشــباهها إنوموثق الكناني، عنه )عليه الســالم(: . (2)قتله المحرم شاة، وإن كان فراخا فعدلها من الحمالن

وخبر أبي بصير، عن الصادق )عليــه الســالم(، قــال: ســألته عن محرم قتل حمامة من حمام الحرم خارجا من الحــرم، قــال: فقــال

، إلى أن قال: قلت: فمن قتله فرخا منعليه شاة)عليه السالم(: . (3)عليه حملحمام الحرم وهو محرم، قال:

وخــبر عبــد اللــه بن ســنان، عن الصــادق )عليــه الســالم( قــال: في حمام مكة الطير األهلي من غير حمــام الحــرم،سمعته يقول:

من ذبح طيرا منه وهو غير محرم فعليه أن يتصــدق بصــدقة أفضــل. (4)من ثمنه، فإن كان محرما فشاة عن كل طير

ــول: فيوخبره اآلخر، عنه )عليه السالم( أيضا قال: سمعته يق حمام مكة األهلي غير حمام الحرم، من ذبح طيرا وهــو غــير محــرم

. (5)فعليه أن يتصدق، وإن كان محرما شاة عن كل طير في محــرموخبره الثالث، عنه )عليه السالم( أيضــا، أنــه قــال:

ذبح طيرا إن عليه

. 1 من أبواب كفارات الصيد ح9 باب 193 ص9( الوسائل: ج?)1. 3 من أبواب كفارات الصيد ح9 باب 193 ص9( الوسائل: ج?)2. 9 من أبواب كفارات الصيد ح9 باب 194 ص9( الوسائل: ج?)3. 5 من أبواب كفارات الصيد ح9 باب 193 ص9( الوسائل: ج?)4. 10 من أبواب كفارات الصيد ح9 باب 194 ص9( الوسائل: ج?)5

143

دم شاة يهريقــه، فــإن كــان فرخــا فجــدي أو حمــل صــغير من . (1)الضأن

وخبر سليمان بن خالد، قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: رجل إن كــان أغلــق البــاب بعــد مــا أحــرمأغلق بابه على طــائر، فقــال:

فعليه شاة، وأن عليه لكل طائر شاة، ولكل فرخ حمال، وإن لم يكن. (2)تحرك فدرهم، وللبيض نصف درهم

وفي الحمامــةوخبر الدعائم، عن الصادق )عليه السالم( قــال: في فراخهــا في، وقــال )عليــه الســالم(: وأشباهها من الطير شاة

. (3)كل فرخ حملــه الســالم(: ــواد )علي ــام الج ــروي عن اإلم ــبر الم إنوفى الخ

المحرم إذا قتل صيدا في الحل وكان الصيد من ذوات الطير، وكان الطير من كبارها فعليه شاة، وإن أصــابه في الحــرم فعليــه الحــرام مضاعفا، وإذا قتل فرخا فعليه حمــل فطم من اللبن، وإذا قتلــه في

. (4)الحرم فعليه الحمل وقيمة الفرخــة إلى أنوصحيحة زرارة: إن أصاب المحرم في الحــرم حمام

. (5)يبلغ الظبي، عليه دم يهريقه ويتصدق بمثل ثمنهــاني وجملة من هذه األخبار أمثال صحيحة سليمان وموثقــة الكن وخــبري الــدعائم والجــواد )عليــه الســالم( وصــحيحة زرارة، تشــمل

سائر أشباه الحمام. نعم قال في الشرائع: في كل واحد من القطا والحجل والدراج

، وفي الجواهر بال خالف أجده فيه، لكن في(6)حمل قد فطم ورعىالمستند وسوس في

. 6 من أبواب كفارات الصيد ح9 باب 194 ص9( الوسائل: ج?)1. 11 من أبواب كفارات الصيد ح9 باب 195 ص9( الوسائل: ج?)2. 16 سطر 308 ص1( الدعائم: ج?)3. 1 من أبواب كفارات الصيد ح3 باب 187 ص9( الوسائل: ج?)4. 4 من أبواب كفارات الصيد ح11 باب 198 ص9( الوسائل: ج?)5 في الكفارة. 215( الشرائع: ص?)6

144

ثبوت عدم الخالف في الحجل والدراج، قال: فإن ثبت اإلجمــاع. (1)وإال فحكمهما حكم مطلق الطير

أقول: الظاهر أن التفصيل بين الثالثة وبين ســائر الطيــور الــتي هي تشبه الحمام ال وجه له، بعد ما تقدم أن مــا ذكرنــاه من الشــاة

تشمل الكبير والصغير. أما ما في صــحيح ســليمان بن خالــد، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

ــه الســالم( في القطــاة إذاالســالم(: ــاب علي )علي وجــدنا في كت. (2)أصابها المحرم حمل قد فطم من اللبن وأكل من الشجر

،(3 )ومثله خبر المفضل بن صــالح، عن الصــادق )عليــه الســالم( فال منافاة لها مع األخبار الدالة على أن نظيرات الحمــام لهــا شــاة، وإنما تدل على كفايــة الشــاة الصــغيرة، وإثبــات ذلــك ال ينفي جــواز

الشاة الكبيرة، وال أن غير القطاة له نفس الحكم أيضا. ثم الظــاهر من صــحيح زرارة، بــل من اآليــة المباركــة، أن كبــار الطــير أيضــا محكــوم بنفس حكم الحمــام، وهمــا في الداللــة على إثبات ذلـك أقــوى من داللــة مفهـوم اللقب ــ في الروايـات الناصـة على أن أشباه الحمام حكمها حكم الحمام ـــ على عــدم الشــاة في

الطير الكبير، كما هو واضح.

السطر ما قبل األخير. 296 ص2( المستند: ج?)1. 1 من أبواب كفارات الصيد ح5 باب 190 ص9( الوسائل: ج?)2. 3 من أبواب كفارات الصيد ح5 باب 190 ص9( الوسائل: ج?)3

145

لو قتل المحل في الحرم الحمام، ففيه قوالن: (:13)مسألة األول: إنه يجب عليه إعطــاء درهم كفــارة، وهــذا هــو المشــهور

كما نسبه الجواهر إليهم. الثاني: إعطاء قيمته، ســواء كــانت أزيــد من الــدرهم أو أقــل أو

، قــال:(1)مساويا، والظاهر من إطالق المستند أن هذا هو المشــهور من قتل في الحرم صيدا وإن كان محال فعليه التصدق بقيمتــه على األظهر الموافق لألكثر كما في الذخيرة والمدارك، بل بال خالف كما في المفاتيح، وباتفاق األصحاب كما في شــرحه، وفي المــدارك بــل قيل إنه إجماع، ثم ذكر المستند بعض الروايات التي وردت في باب

قتل الحمام كما ذكر غيرها. ــه: استدل للقول األول: بالروايات الناصة على الــدرهم، لكن في إن ذلــك من بــاب أنــه كــان في زمن الروايــة قيمــة الحمــام درهم، بقرينة جملة من الروايــات الدالــة على لــزوم إعطــاء قيمتــه، وهــذا أظهر عرفا من روايات الدرهم بعد أن كان بينهما عمــوم من وجــه، وجعـــل العكس أظهـــر باعتبـــار أن الـــدرهم قيمـــة شـــرعية خالف

المتفاهم عرفا. من أصــاب طــيرا في الحــرم وهــو محــلففى صحيح صفوان:

. (2)فعليه القيمة، درهم يشتري به علفا لحمام فإن العرف يرى التصرف في الدرهم بقرينة القيمة، ال العكس، كما أنه إذا قال المولى لعبده: أعط قيمة ما كسرت من آنية الناس

دينارا، رأى العرف ما

. 4 س319 ص2( المستند: ج?)1. 3 من أبواب كفارات الصيد ح10 باب 196 ص9( الوسائل: ج?)2

146

ذكرناه ال عكسه، حــتى إذا تــبين أن المــولى اشــتبه في القيمــةوأنها دينار ونصف، رأى العرف لزوم أن يعطي العبد دينارا ونصفا.

وخبر محمد بن الفضل، عن أبي الحســن )عليــه الســالم( قــال: سألته عن رجــل قتــل حمامــة من حمــام الحــرم وهــو محــرم، قــال

عليه قيمتها وهــو درهم يتصــدق بــه، أو يشــتري بــه)عليه السالم(: طعاما لحمام الحرم، وإن قتلها وهو محــرم في الحــرم فعليــه شــاة

.(1)وقيمة الحمامة وصحيحة منصور بن حازم، قال: حدثني صــاحب لنــا ثقــة، قــال: كنت أمشــي في بعض طــرق مكــة فلقيــني إنســان فقــال: اذبح لنــا هذين الطيرين فذبحتهما ناســيا وأنــا حالل، ثم ســألت أبــا عبــد اللــه

. (2)عليك الثمن)عليه السالم(، قال: وصحيح عبد الله بن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(:

في حمام مكة من ذبح منه طيرا وهو غير محرم، فعليه أن يتصدق . وهـــذا محمـــول على االســـتحباب بال(3)بصـــدقة أفضـــل من ثمنهإشكال، جمعا بين األدلة.

وصـحيح الحلـبي، عن أبي عبــد اللـه )عليـه السـالم(، في رجــل أغلــق بــاب بيت على طــير من حمــام الحــرم فمــات، فقــال )عليــه

. (4)يتصدق بدرهم، أو يطعم به حمام الحرمالسالم(: ــل وخبر حماد بن عثمان، قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: رج أصاب طيرين واحدا من حمام الحرم، واآلخر من غير حمام الحرم،

يشتري قال )عليه السالم(:

. 6 من أبواب كفارات الصيد ح10 باب 196 ص9( الوسائل: ج?)1. 8 من أبواب كفارات الصيد ح10 باب 197 ص9( الوسائل: ج?)2. 5 من أبواب كفارات الصيد ح9 باب 193 ص9( الوسائل: ج?)3. 1 من أبواب كفارات الصيد ح16 باب 207 ص9( الوسائل: ج?)4

147

بقيمــة الــذي من حمــام الحــرم قمحــا فيطعمــه حمــام الحــرم. (1)ويتصدق بجزاء اآلخر

وصــحيح معاويــة بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: ســألته عن رجــل أهــدي لــه حمــام أهلي جيء بــه وهــو في الحــرم،

إن أصاب منه شيئا فليتصدق بثمنه نحوا مما كان يسوى فيفقال: . (2)القيمة

. (3)فليتصدق مكانه بنحو من ثمنهورواه في محكى الفقيه: منوصحيح صفوان، عن أبي الحســن الرضــا )عليــه الســالم(:

أصاب طيرا في الحرم وهو محل فعليــه القيمــة، درهم يشــتري بــه. (4)علفا لحمام الحرم

ــه الســالم( عن وصحيح محمد بن مسلم، سأل أبا عبد الله )علي رجل أهدي له حمام أهلي وجيء بــه وهــو في الحــرم ومحــل، قــال

إن هو أصاب منه شــيئا فليتصــدق مكانــه بنحــو من)عليه السالم(: . (5)ثمنه

وصــحيح معاويــة بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، سألته عن رجل أهدي له حمام أهلي وهو في الحــرم، فقــال )عليــه

إن أصاب منه شيئا فليتصدق مكانــه من ثمنــه نحــوا ممــاالسالم(: . (6)كان يسوي في القيمة

وصحيحه اآلخر، عنه )عليه السالم( أيضا، سأله عن طــائر أهلي ومن﴿ال يمس، إن اللــه تعــالى يقــول: أدخــل الحــرم حيــا، فقــال:

. (7)﴾دخله كان آمنا

. 6 من أبواب كفارات الصيد ح22 باب 214 ص9( الوسائل: ج?)1. 5 من أبواب كفارات الصيد ح12 باب 200 ص9( الوسائل: ج?)2. 11 من أبواب تحريم صيد الحرم ح65 باب 168 ص2( الفقيه: ج?)3. 4 من أبواب كفارات الصيد ح22 باب 213 ص9( الوسائل: ج?)4. 3 من أبواب كفارات الصيد ح12 باب 199 ص9( الوسائل: ج?)5. 5 من أبواب كفارات الصيد ح12 باب 200 ص9( الوسائل: ج?)6. 97( سورة آل عمران: اآلية ?)7

148

إذا أصــابوفي الدعائم، عن الصادق )عليه السالم(، إنه قــال: . (1)الحالل صيدا في الحرم فعليه قيمته

إلى غيرها من الروايات. ثم إنه ال يستشكل في المقام بأنه إذا كان الحمام أهليا لم يكن بأس في صيده وذبحه وما أشــبه، ألن الصــيد خــاص بالوحشـي كمــا

تقدم في محرمات اإلحرام. ألنه يقال: قد سبق في المســألة الســابعة من فصــل محرمــات اإلحرام أن الميزان هو الممتنع باألصـالة، وإن صـار أهليـا، والحمـام ممتنع باألصالة كما هو واضح، وال ينقض ذلــك بالــدجاج لــورود النص

في حليته. ثم الظاهر أن حكم سائر الطيــور األكــبر من الحمــام والمشــابه للحمام حكم الحمام في ما ذكر من قتله في الحــرم للمحــل، وكــذاــاط ــه في الحــل، أو في الحــرم، للمن ــل المحــرم ل بالنســبة إلى قت المســتفاد من الروايــات المتقدمــة في وحــدة أحكــام جميعهــا، إذ ال يرى العرف فرقا بين حكم الحمام، قتله محرم أو محــل، في الحــلــد ورود ــام إلى الظــبي، بع ــل الحم ــرم، وبين حكم ســائر مث أو الح

الروايات التي سبقت في المسألة السابقة. نعم من يرى الفــرق بين الحمــام وغــيره ال بــد لــه من التمــاس

دليل آخر.

في ذكره دخول الحرم والعمل فيه. 311 ص1( الدعائم: ج?)1149

ــألة إذا قتــل المحــرم في الحــل فــرخ الحمــام،(:14)مس فالمشهور أن عليه حمال، وقال في محكي المــدارك: إن عليــه حمال أو جديا، وهــذا هــو الظــاهر وإن قــال في الجــواهر: إني لم أجــد لــه موافقا، إال أن المستند وهو قبل الجواهر وافق السيد، وهو الظــاهر

من عنوان الوسائل للباب، وذلك ألمرين: األول: ما تقدم من عدم الفرق بين الضـأن والمعـز، وقـد تقـدم من نفس الجواهر دعوى عدم الفرق، فإذا كــان ال فــرق بين الشــاة والمعز في ما فيه الشاة مذكورة في النص، ألجــل المنــاط ونحــوه،

كذلك كان األمر فيما فيه الحمل. الثاني: إنه جـواز كليهمــا هـو مقتضــى الجمــع بين صــحيح حريــزــال وخبر أبي بصير وخبر الكناني وغيرها، وبين صحيح ابن ســنان، ق

.(1)فإن كان فرخا فجدي أو حمل صغير من الضأن)عليه السالم(: ثم إنــك حيث عــرفت ســابقا عــدم الفــرق ال في الصــيد وال في الفداء بين الكبير والصغير مما يسمى باسم الفــداء وباســم الصــيد،ــرخ، كان الالزم صحة الحمل في كبير الحمام، وصحة الشاة في الفــأن ــامين، وك ــحة في أي من المق ــدم الص ــرض لع ــد من تع ولم أج الروايات والفتاوى إنما خص الحمل بالمقــام ألجــل قــوة المشــابهة،

، وإال فال(2)﴾فجزاء مثل مــا قتــل من النعم﴿حيث قال سبحانه: خصوصية كما عرفت.

ثم إن المحكي عن أبناء بابويه وحمزة والبراج والفاضل وصــف الحمل بأن يكــون فطم ورعى الشــجر، ولعلــه لعــدم صــدق الحمــل

بدون ذلك، أو لوروده في

. 6 من أبواب كفارات الصيد ح9 باب 194 ص9( الوسائل: ج?)1. 95( سورة المائدة: اآلية ?)2

150

أخبار قتل القطاة كما تقدم، بعد فهم عدم الخصوصية، وفي كال األمرين نظر، إذ الصدق ال يتوقف على ذلك، وما في أخبــار القطــاة ال بد أن يحمل على الفضل، بقرينة إطالقات الشــاة والــدم والمثــل في اآلية الكريمــة الــتي تقييــدها بالحمــل الفطيم أصــعب من حمــل

الفطيم على الفضيلة. أما رعي الشجر في أخبار القطاة، فال شك أنه من باب المثال، لوضوح أن أكله الشعير ونحوه كاف حتى على القول بلزوم فطمه، ولذا أطلق كثير من الفقهــاء الحمــل، هــذا كلــه فيمــا إذا كــان فــرخ

الحمام. أما فرخ غيره فالظاهر أن حكمه ذلك أيضا مــا بين الحمــام إلى ما فوق ـــ ال في الطــير األصــغر من الحمــام، فانــه ســيأتي حكمــه ـ

وذلك لظهور وحدة الحكم في صغيرها كوحدة الحكم في كبيرها. وقد تقدم أن الحمام ومــا أشــبه، ومــا كــان أكــبر منــه كلهــا في صيدها الشاة، فكما كان الحمام في الروايات مثاال، حسب مــا يفهم من بعض الروايــات الــتي ذكــرت )نظيرهــا( أو )إلى الظــبي( كــذلك يكون )فرخ الحمام( مثاال، ولذا كان المحكي عن المفيد والمرتضـى

وحدة الحكم في فرخ الحمامة وشبهها. ثم إنه ال ينبغي اإلشكال في كفاية الحمل في قتل المحرم فرخ الحمامة في الحل، كما هو عنــوان المســألة، ولكن من القــريب أن يكون الحمــل واجبــا تخييريــا بينــه وبين نصــف درهم، وذلــك إلطالق

في قيمة الحمامةصحيحة حفص، عن الصادق )عليه السالم( قال: . (1)درهم، وفي الفرخ نصف درهم، وفي البيض ربع درهم

. 1 من أبواب كفارات الصيد ح10 باب 195 ص9( الوسائل: ج?)1151

في الحمامــةوصحيحة ابن الحجاج، عنه )عليــه الســالم( قــال: . (1)درهم، وفي الفرخ نصف درهم، وفي البيض ربع درهم

ــف وقد أفتى المفيد والمرتضى وسالر أن في فرخ الحمامة نص درهم، فإذا جمــع بين هــاتين الصــحيحتين، وبين مــا دل على أن في فرخ الحمام حمل، كان مقتضى القاعدة التخيير، وال بعــد في ذلــك، كما ال بعد في كون الدرهم للحمامة، إذ قيمة الشاة كــانت في تلــك األزمنة درهما، كما يـدل عليـه خـبر عـروة البـارقي، فكــان الشـارع

اكتفى في الفداء بعين الشاة أو قيمتها. ــيره، وتبعــه غــيره، من حمــل ــا لغ ــا صــنعه الجــواهر تبع ــا م أمــه محال، ــال كون ــو في الحــرم ح ــذي يصــيد وه الصــحيحتين على ال بشهادة ابن الحجاج، سألت أبا عبد الله )عليه الســالم( عن فــرخين

، قلت:لم ذبحتهمامســـرولين ذبحتهمـــا وأنـــا بمكـــة، فقـــال لي: ــا، فظننت أني جاءتني بهما جارية من أهل مكة فسألتني أن أذبحهم

قلت: كم قيمتهــا،عليــك قيمتهابالكوفة ولم أذكر الحــرم، فقــال: . (2)درهم وهو خير منهماقال:

فال يخفى ما فيه، إذ ال داللة في الصحيحة على الخصوصية، فما المانع على وحدة الدرهم في كل من المحــرم في الحــل، والمحــل

في الحرم. وكيف كان، فال إشكال عند المشهور في أن المحـل في الحـرم إذا ذبح الفرخ عليــه نصــف درهم، وذلــك للصــحيحة المتقدمــة، لكن ربمــا ينــاقش فيــه بــأن نصــف الــدرهم من بــاب القيمــة، ال أن لــه

خصوصية، وقد تقدم عدم تسليم

. 5 من أبواب كفارات الصيد ح10 باب 196 ص9( الوسائل: ج?)1. 7 من أبواب كفارات الصيد ح10 باب 196 ص9( الوسائل: ج?)2

152

القيمة الشرعية كما ذكره بعض، وعليــه فاالحتيـاط في مراعـاةالقيمة في كل زمان ال ينبغي تركه.

ويؤيده ما سيأتي في المسألة التاليــة من أن صــيد المحــرم في الحرم يوجب الشاة أو القيمة خصوصا مــا في صــحيح الحلــبي حيث

ــة،(1)درهم أو شبههقال )عليه السالم(: ــديره لثمن الحمام في تقــد: ــبر محمـ ــة الحمامةوفي خـ ــاة وقيمـ ــا من(2)شـ ، إلى غيرهمـ

الرواياب، والله العالم.

. 3 من أبواب كفارات الصيد ح11 باب 198 ص9( الوسائل: ج?)1. 6 من أبواب كفارات الصيد ح10 باب 196 ص9( الوسائل: ج?)2

153

(:15)مسألة لو صاد المحرم طيرا وما هــو أكــبر عنــه، كبــيرا كان أو فرخا، وكان في الحرم، فعليه األمران، أي الشاة أو الحمل، والدرهم أو نصــفه على المشــهور، بــل عن شــرح الجمــل للقاضــي اإلجماع عليه، وعلى ما ذكرناه من االحتياط يكون عوض الــدرهم أو نصفه القيمة، ويدل على الحكم باإلضافة إلى قاعدة تعدد المســبب بتعدد السبب، حيث اجتمعت الحرمتان )اإلحرام والحرم( جملــة من

الروايات: إن قتــلكصــحيح الحلــبي، عن الصــادق )عليــه الســالم( قــال:

المحرم حمامة في الحرم فعليه شاة وثمن الحمامة درهم أو شبهه. (1)يتصدق به أو يطعمه حمام الحرم

وإن قتلهــاوخبر محمد بن الفضل، عن الصادق )عليه السالم(: . (2)وهو محرم في الحرم فعليه شاة وقيمة الحمامة إذا أصــاب المحــرموصحيح زرارة، عن الباقر )عليــه الســالم(:

في الحرم حمامــة إلى أن يبلــغ الظــبي فعليــه دم يهريقــه ويتصــدقــل ــه أن يتصــدق بمث ــه وهــو حالل فعلي ــه، وإن أصــاب من ــل ثمن بمث

. (3)ثمنه وخـبر أبي بصـير، عن الصـادق )عليـه السـالم(، عن رجـل قتـل طيرا من طيور الحرم وهو محرم في الحرم، فقال )عليه الســالم(:

عليه شاة وقيمة الحمامة درهم يعلف بــه حمــام الحــرم، وإن كــان ــام ــه حم ــف ب ــرخ نصــف درهم يعل ــة الف ــه حمــل وقيم ــا فعلي فرخ

. (4)الحرم

. 3 من أبواب كفارات الصيد ح11 باب 198 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب كفارات الصيد ح11 باب 198 ص9( الوسائل: ج?)2. 4 من أبواب كفارات الصيد ح11 باب 198 ص9( الوسائل: ج?)3. 5 من أبواب كفارات الصيد ح11 باب 198 ص9( الوسائل: ج?)4

154

وموثقة أبي بصير، عن الصادق )عليه السالم( أيضــا، ســأله عن عليــهمحرم قتل حمامة من حمام الحرم خارجا من الحــرم، قــال:

عليــه، قلت: فإن قتلها في جوف الحرم، قال )عليه السالم(: شاة ، قلت: فإن قتلها في الحرم وهــو حالل، قــال:شاة وقيمة الحمامة

عليه شاة(1) .الحديث ، وهذا هو المراد بالمضــاعفة في الصــحيح المــروي عن الصــادق

إن أصــبت الصــيد وأنت حــرام في الحــرم،)عليــه الســالم( قــال: فالفداء مضــاعف عليــك، وإن أصـبته وأنت حــرام في الحـل فقيمــة

.(2)واحدة، وإن أصبته وأنت حالل في الحرم فإنما عليك فداء واحدــرم فيوقوله )عليه السالم( في الموثق: وإن أصبته وأنت مح

. (3)الحرم فعليك الفداء مضاعفا وذلك أوال: ألنه الظــاهر من الروايـتين، وليس مجـازا، إذ المـراد

مضاعفة أصل الكفارة ال خصوصياتها. وثانيا: إن الروايات السابقة قرينة عليه، ويؤيــده الرضــوي فإنــه ذكر مرة المضاعفة وذكـر مــرة الفــداء والقيمــة في نسـختين منـه،

فإن أصبته وأنت محرم في الحــرم فعليــك دمقال )عليه السالم(: . (4)وقيمة الطير درهم

ومــتى أصــبته وأنتوفي نســخة أخــری، قــال )عليــه السـالم(: . (5)حرام في الحرم فالفداء عليك مضاعف

. 2 من أبواب كفارات الصد ح11 باب 198 ص9( الوسائل: ج?)1. 5 من أبواب كفارات الصيد ح44 باب 241 ص9( الوسائل: ج?)2. 5 من أبواب كفارات الصيد ح31 باب 227 ص9( الوسائل: ج?)3. 1 من أبواب كفارات الصيد ح31 الباب 131 ص2( المستدرك: ج?)4. 2 من أبواب كفارات الصيد ح31 الباب 131 ص2( المستدرك: ج?)5

155

ومنه يتبين أن قول اإلسكافي بتضاعف الفداء ال وجه له. كما أن بما تقدم ظهر أن قول المرتضى بوجوب الفداء والقيمة

مضاعفة، وقول العماني بوجوب الشاة خاصة، ال وجه لهما. ــأن الــواجب إعطــاء قيمــة كفــارة وقيمــة وإن اســتدل لألول: ب

للمالك. وللثاني: بإطالق اآلية والرواية بوجوب المثل والشاة. إذ يرد على األول: إن ظاهر المرتضى قيمتاه كفارة.

وعلى الثاني: إن المطلق ال بد وأن يقيد باألدلة الخاصــة كســائرالمطلقات.

156

الظاهر أنه لــو قتــل المحــرم في الحــرم الصــيد(:١٦)مسألة كان جزاؤه مضاعفا، النتهاكه حرمــة اإلحــرام وحــرم الحــرم، ســواء كانت الكفارة فدية أو قيمة، كما أن الظــاهر أن هــذا الحكم يســريــا ابن إلى كل كفارة كان صوما أو إطعاما، والكلية المذكورة قال به

إدريس، وقال: إن ناقدي أصحابنا أطلق القول بالتضعيف. نعم العالمة في المختلف نقل عن الشيخ في المبسوط والنهاية والتهذيب أنه استثنى ما إذا وصلت الفدية إلى البدنــة فال تتضــاعف، وبه قال المحقق، أما وجه اإلطالق فهو جملة روايــات وقــد تقــدمتــر الحــدائق ــذه المناســبة ذك ــا في مســألة الحمــام، وبه ــة منه جمل

والجواهر المسألة هنا، وإال كان محلها مكانا آخر.كما أنه يدل على اإلطالق جملة من الروايات:

مثل المروي عن اإلمام الجواد )عليه الســالم( في قصــة يحــيى بن األكثم، فانه بعد أن ذكر حكم ذوات الطير، وأنه إن قتله المحرم

وإن كــانفي الحرم فعليه الجزاء المضاعف، قال )عليه الســالم(: من الوحش، وكان حمار وحش فعليه بقرة، وإن كــان نعامــة فعليــه بدنة، وإن كان ظبيا فعليه شاة، وإن كان قتــل من ذلــك في الحــرم

. (1)فعليه الجزاء مضاعفا هديا بالغ الكعبة المحــرم الورواية المفيــد في المقنعــة، قــال )عليــه الســالم(:

يأكــل من الصــيد وإن صــاده الحالل، وعلى المحــرم في صــيده في، الحديث. (2)الحل فداء وعليه في الحرم القيمة مضاعفة

. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٣ باب ١٨٧ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٣٤ سطر ٧٠( المقنعة: ص?)2

157

ــا من ــدر، إلى غيرهم ــة الص ــداء بقرين ــة الف ــراد من القيم والمــد الروايات، والتي منها ما رواه معاوية بن عمار قال: سمعت أبا عب اللــه )عليــه الســالم( يقــول: في محــرم اصــطاد طــيرا في الحــرم

عليــه ثالث قيمــات، قيمــة إلحرامــه،فضرب به األرض فقتله، قال: . (1)وقيمة للحرم، وقيمة الستصغاره إياه

هذا باإلضافة إلى أن تعدد السبب يوجب تعدد المسبب، واألصلعدم التداخل.

أما من استثنى البدنة، فقد استدل لــه بخــبر حســن بن علي بن فيفضــال، عن رجــل ســماه، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(:

. (2)الصيد مضاعفة ما بينه وبين بدنة فليس عليه التضعيف ورواية الكــافي، عن حســن بن علي، عن بعض رجالــه، عن أبي

إنما يكون الجزاء مضــاعفا فيمــا دونعبد الله )عليه السالم( قال: البدنة حتى يبلغ البدنة، فإذا بلــغ البدنــة فال تضــاعف ألنــه أعظم مــا

عائر الله فإنهــا من﴿يكون، قال الله عزوجل: و من يعظم شــ. (4) (3)﴾تقوى القلوب

وهاتان الروايتان تقيدان المطلقات، والتي منها حســنة معاويــة، وإن أصبته وأنت حرام في الحرمعن أبي عبد الله )عليه السالم(:

. (5)فعليك الفداء مضاعفاــان وحيث إن رواية الكافي حجة، كان ال بد من االستثناء، وإن ك األحــوط المضـاعفة حـتى في البدنـة، وقــد احتــاط الجــواهر وغــيره

بالمضاعفة، والله العالم.

. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٤٥ باب ٢٤٢ ص٩( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب كفارات الصيد ح٤٦ باب ٢٤٣ ص٩( الوسائل: ج?)2. ٣٢( سورة الحج: اآلية ?)3. ٥ ح٣٩٥ ص٤( الكافي: ج?)4. ٥ من أبواب كفارات الصيد ح٣١ باب ٢٢٧ ص٩( الوسائل: ج?)5

158

ــألة في كســـر بيض الحمـــام اختلفت الروايـــات(:١٧)مسـوالفتاوی، أما الروايات فهي طوائف:

األولی: مــا أطلــق أن فيــه ربــع درهم، كصــحيح حفص، عن أبي في الحمامــة درهم، وفي الفــرخ نصــفعبد اللــه )عليــه الســالم(:

. (1)درهم، وفي البيض ربع درهمومثله صحيح ابن الحجاج.

وإطالقهمــا من حيث اإلحــرام والحــرم، وتحــرك الفــرخ وعــدمتحرك الفرخ.

الثانية: مــا أطلــق فيــه درهم، وهــو صــحيح حريــز، عن الصــادق وإن وطأ المحرم بيضـة فكسـرها فعليـه درهم)عليه السالم( قال:

.(2)يتصدق به بمكة ومنی وإطالقه من حيث التحــرك وعــدم التحــرك، ومن حيث المحــرم

كان في الحرم أم ال. الثالثة: مــا دل على أن فيــه قيمــة البيضــة إذا كــان في الحــرم، مثل ما رواه يزيد بن خليفة، قال: كان في بيتي مكتل فيه بيض من ــه بيضــا حمام الحرم فذهب غالمي فاكب المكتل وهو ال يعلم أن فيــه الســالم( فكسره فخرجت، إلى أن قال: فلقيت أبا عبد اللــه )علي

عليــه ثمن طــيرين يطعم بــه حمــامفأخبرته، فقال )عليه السالم(: .(3)الحرم

وإطالقه من حيث التحرك وعدمــه، ومن حيث إنــه كــان محرمــاأم ال.

ــال: الرابعة: ما دل على أن فيه حمال أو جديا، كصحيح الحلبي ق كان حرك الغالم مكتال فكسر بيضــتين في الحــرم فســألت أبــا عبــد

الله )عليه السالم(، فقال

. ٥ من أبواب كفارات الصيد ح١٠ باب ١٩٦ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٧ من أبواب كفارات الصيد ح٩ باب ١٩٤ ص٩( الوسائل: ج?)2. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح٢٦ باب ٢٢٠ ص٩( الوسائل: ج?)3

159

.(1)جديين أو حملين)عليه السالم(: وإطالقه من حيث التحرك وعدمــه، ومن حيث إنــه كــان محرمــا

أم ال. الخامســة: مــا دل على التفصــيل بين التحــرك فالشــاة، وعــدم

التحرك فالقيمة، مع كون الكاسر محرما. مثل صحيحة علي بن جعفر، أنه )عليه السالم( سأل أخاه )عليه السالم( عن رجل كسر بيض الحمام، وفي البيض فراخ قد تحركت،

عليــه أن يتصــدق عن كــل فــرخ قــد تحــركتقال )عليــه الســالم(: بشاة، ويتصدق بلحومها إن كان محرما، وإن كان الفراخ لم تتحــرك

.(2)تصدق بقيمته ورقا يشتري به علفا يطرحه لحمام الحرموإطالقه من حيث أن كان محرما أم ال.

السادسة: ما دل على أن المحرم في الحرم عليه نصف درهم، كخبر يونس، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن رجل أغلق بابه على حمام من حمام الحرم وفراخ وبيض، قال )عليه الســالم(:

إن كان أغلق عليها قبل أن يحرم فإن عليه لكل طير درهما، ولكل فرخ نصف درهم، وللبيض لكــل بيضــة ربــع درهم، فــإن كــان أغلــق عليها بعد ما أحرم، فإن عليه لكل طائر شاة، ولكل فرخ حمال، وإن

. (3)لم يتحرك فدرهم والبيض نصف درهم وإنوإطالقه شامل للتحرك وعدمه، فإن قوله )عليه الســالم(:

ظاهره عدم تحرك الفرخ الخارج من البيض. لم يتحرك وهذه الروايات أقرب وجوه الجمع بينها أنه لو تحرك الفرخ كان عليه الشاة حمال أو غيره إذا تحقــق اإلحــرام أو الحــرم، فــإن روايــة

الحمل وإن

. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٢٦ باب ٢١٩ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٨ من أبواب كفارات الصيد ح٩ باب ١٩٤ ص٩( الوسائل: ج?)2. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح16 باب 207 ص٩( الوسائل: ج?)3

160

كانت مطلقــة من حيث التحــرك، إال أنهــا تقيــد بمــا دل على أن الشاة كفارة البيض في صورة التحرك، وإن لم يتحرك الفــرخ فــإن

كان محرما في الحرم أو ال فعليه القيمة. وهذا هو المراد بروايــة الثمن وبروايــة الــدرهم وبروايــة القيمــة وبرواية نصف الــدرهم، فــإن القيمــة قــد تكــون درهمــا، وقــد تكــونــع درهم، نصف درهم، وإن كان في الحرم من غير اإلحرام فعليه رب كما في الرواية السادسة ويحمــل عليهــا الطائفــة األولی، وإن كــان

األحوط ربع القيمة. وبهذا يظهر اإلشكال في األقوال األخر التي منها قول الشرائع: )على المحرم درهم(. حيث إنك قد عرفت أن عليه القيمة درهما أو أقل أكثر، )ألن ما ذكرنــاه هــو مقتضــى الجمــع بين الــدرهم ونصــف

الدرهم والقيمة كما وردت في الروايات(. وعلى قوله اآلخر حيث قال: )ولو كان محرما في الحــرم لزمــه درهم وربع( حيث إنك قــد عــرفت أن المحــرم عليــه القيمــة فقــط،

، والله سبحانه العالم. (1)سواء كان في الحرم أم ال

المختار في الجمع بين الروايات: تحرك الفرخ: شاة، حمل أو غيره.

لم يتحرك: المحرم في الحرم أو ال: القيمة لم يتحرك: الحرم بدون اإلحرام: ربع درهم.

الشرائع: تحرك الفرخ: حمل.

لم يتحرك: محرم خارج الحرم: درهم.لم يتحرك: محل في الحرم: ربع درهم.

( صورة الروايات: ?)1- محرم: ربع درهم.1- محرم: درهم.2- حرم: ثمن.3- حرم: حمل. 4- محرم: ٥

ألف- تحرك: شاة ـ ب- لم يتحرك: قيمة.

- حرم: ٦ألف- غير محرم: ربع. ب- محرم: نصف.

161

لم يتحرك: محرم في الحرم: درهم وربع.

ثم الظاهر أن غير الحمام من الطيور المشابهة له أو األكبر منه حال بيضها حال بيضة الحمام، لمــا يســتفاد من روايــات )نظــيرهن( و)إلى الظبي( من وحــدة الحكم الســاري في الفــرخ والــبيض، كمــا

يسري في نفس الطير.

162

ال فرق في األحكام التي ذكرناها للحمام وبيضه(ـ: 18)مسألة وفرخــه، ولمــا أشــبه الحمــام في األكــبر منــه، بين األهلي ـــ أيــك إلطالق المستأنس ـ والوحشي، والمملوك وغير المملوك، كل ذل األدلة، وداللة بعض الروايات على الحمام المملوك بصــورة خاصــة،

وقد تقدم في باب حرمة الصيد ما ينفع المقام. وإذا قتل المحرم أو من في الحــرم الصــيد المملــوك فعليــه مــا

تقدم، باإلضافة إلى كونه ضامنا لمالكه، لمطلقات أدلة الضمان. كما أن الظاهر أن عليــه التعزيــر إن كــان عامــدا، ألنــه مقتضــى

التعزير لكل حرام، كما أن عليه االستغفار والتوبة. ــه بين ثم إن الظاهر أنه لو كان الطير من الحرم، تخــير في ثمن اشتراء العلف لحمــام الحــرم وبين الصــدقة، كمــا ذكــره بعض، وإن ذكر آخرون أن عليه اشــتراء العلــف فقــط، وقــد نقــل الجــواهر عن

التذكرة والمنتهى عدم الخالف في اشتراء العلف. ــة من ــير جمل ــاه من التخي ــا ذكرن ــدل على م ــان، في ــف ك وكي الروايات، التي منهـا مــا تقــدم من صـحيح الحلـبي وخـبر محمـد بنــه ــد اللــه )علي الفضيل، وال يضر بذلك خبر حماد، قال: قلت ألبي عب السالم(: رجل أصاب طيرين أحدهما من حمام الحــرم، واآلخــر من

ــاغير حمام الحرم، قال: يشتري بقيمة الذي من حمام الحرم قمح . فإنــه ال يــدل إال على(1)فيطعمه حمام الحرم ويتصدق بجزاء اآلخراألفضلية بعد جمعه مع الروايات السابقة.

ــل يكفي وال يشــترط أن يكــون من حمــام المســجد أو مكــة، بمطلق الحرم، إلطالق األدلة.

فهــو من جهــة أنهــامكةوما في حسن الحلبي من ذكــر لفــظ بعض الحرم، كما

. ٦ من أبواب كفارات الصيد ح٢٢ باب ٢١٤ ص٩( الوسائل: ج?)1163

ال يشترط القمح، إلطالق األدلة التي ال يقيدها خــبر حمــاد، ألنــهمن باب المثال حسب ما يفهم العرف.

أما لو كان الطير من غير الحرم تعين الصــدقة بقيمتــه، بــل فيالجواهر إن النص والفتوى متطابقان على ذلك.

ثم الظاهر أنه ال فرق بين إطعــام المملــوك من الطــير وغــيره، وال بين كونــه حمامــا أو غــيره، وذلــك إلطالق النص، ومــا تقــدم من وجود مناط الحمام في غيره من الطيور، كما ال فرق بين أن تكــون

الكفارة ألجل الحمام أو لطير آخر. نعم ال يطعم سائر أقسام الحيوان المحرم على المحــرم أو في

الحرم، ألن األدلة ال تدل على جواز ذلك.ولو لم يمكن إطعام الطير أو التصدق رجع إلى اآلخر.

ــة ــه، فالظــاهر كفاي ــه مــال ليفعــل مــا يجب علي ــو لم يكن ل ول االستغفار، ال أنه يبقى في ذمتــه إلى المســتقبل، ألن المســتفاد من روايات ذوات األبدال عدم البقاء في الذمة، باإلضــافة إلى انصــراف أدلــة المقــام إلى الكفــارة في نفس الحج، ال بعــد أشــهر وســنوات،

فتأمل. والظاهر أنه لو كان حمام الحرم سببا ألذية الناس جــاز طــرده، لما يستفاد من روايات باب حرمة الصيد إال العادي، وقد تقدم بعض

رواياته هناك، فراجع. وعليه فال يطعم مثل هذا الطير. ثم إن الظــاهر أنــه ال يجــوز أن يجهض الطــائر بيضــه المــوجب

لفساده، ولو فعل كان عليه كفارة إفساد البيض إلطالق األدلة. ــه بن ــد الل بل يحرم اإلجهاض وإن لم يفسد البيض، لما رواه عب سنان، أنه سأل أبا عبد الله )عليه السالم(، عن قول الله عز وجــل:

﴿ ؟ (1)﴾ومن دخله كان آمنا

. 97( سورة آل عمران: اآلية ?)1164

من دخل الحرم مستجيرا بــه كــان آمنــا من ســخط اللــه،قال: ومن دخله من الوحش والطير كان آمنا من أن يهاج أو يؤذى يخــرج

. (1)من الحرمإلى غيرها من الروايات المشعرة بذلك.

. ٢ من أبواب تروك اإلحرام ح٨٨ باب ١٧٥ ص٩( الوسائل: ج?)1165

المشهور أن في العصــفور والقــبرة والصــعوة ـ(: ١٩)مسألة وهي عصفور صغير له ذنب طويل يرمح به ـ مــد من طعــام، خالفــاــأوجب للصدوقين، فأوجبا لكل طائر عدا النعامة شاة، ولإلسكافي ف في العصــفور والقمــري ومــا جــرى مجراهمــا قيمتــه، وفي الحــرم

قيمتين. استدل المشــهور بمرســل صــفوان المنجــبر بالشــهرة، عن أبي

القنــبرة والعصــفور إذا قتلــه المحــرمعبد الله )عليه السالم( قال: . (1)فعليه مد من طعام

أما الصدوقان فقد استدال بصحيح ابن سنان، عن الصادق )عليه في محــرم ذبح طــيرا أن عليــه دم شــاة يهريقــه،السالم( إنه قال:

. (2)فإن كان فرخا فجدي أو حمل صغير من الضأنومثله في الداللة الرضوي.

كمــا اســتدل اإلســكافي بخــبر ســليمان بن خالــد المــروي، عن الكافي والشيخ، قال: سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( بمــا فيــه ــال )علي ــل، ق ــفور والبلب ــماني والعص ــي والس ــرى والدبس القم

ــه دمالسالم(: قيمته، فإن أصابه وهو محرم فقيمتان ليس عليه في. (3)شاة

. الدبسيوفي مكان آخر: )الدنجي( مكان ــحيح، وحيث إن ــص للصـ ــل مخصـ ــول: ال يخفى أن المرسـ أقـ المرسل حجة صــح التخصــيص، إال أن المــدارك قــدم الصــحيح على أصله، أما رواية الكافي فقد ردها الجواهر بقصور السند، لكن حيث إن الرواي له الكافي، فالظاهر جواز العمــل بــه والتخيــير بين المــدــه ــرم فعلي ــا في الح ــان محرم ــه إذا ك ــول بأن ــة، والالزم الق والقيم

قيمتان، ألن إطالق المرسل مقيد بهذا.

. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٧ باب ١٩٢ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٦ من أبواب كفارات الصيد ح٩ باب ١٩٤ ص٩( الوسائل: ج?)2. ٧ ح390 ص٤( الكافي: ج?)3

166

ثم الظاهر أن سائر الطيور الصغيرة حالها حــال مــا ذكرنــاه من التخيير بين المد والقيمة، فإن المنتهى والتــذكرة والــدروس ألحقــوا بــالطيور الثالثــة المــذكورة مــا أشــبهها، بــل نســبه األوالن إلى أكــثر

علمائنا، كما نقله الحدائق عنهم، وذلك للمناط في هذه الثالثة. والصـــعوة، وإن لم تكن مـــذكورة في النص، إال أنهـــا نـــوع من العصفور، فإنه بعد أن لم يكن في الصغر من الحمامــة شــاة بداللــة

وكــان الطــير منخبر سليمان وظاهر قول الجواد )عليه الســالم(: ، والشــاة ليســت مثال للصــغير من الطــير، فالكبارهــا فعليــه شــاة

كــان(1)﴾فجزاء مثــل مــا قتــل من النعم﴿يشمله قوله تعــالی: المناط والذي مال كه فهم العرف محكما.

ومنه يعلم أن فتوى المســتند بــأن في غــير الثالثــة والقطــاة دم شاة، محل نظر، ومما تقدم ظهر أن الحكم عام لفراخ هذه الطيور األصغر من الحمام، إلطالق األدلــة، وال يبعــد أن يكــون حكم الــبيضهنا القيمة، كما تقدم في بيض الحمام، لفهم وحدة المالك، فتأمل. ثم إنه لو شك في أن الطائر من شبه الحمــام أو األصــغر منــه،ــد كان الحكم العلم اإلجمالي، بناء على جريانه في الماليات، لكن ق تقــدم اإلشــكال في ذلــك، وعليــه يكــون بعــد الفحص وبقــاء الشــك

مخيرا بين الكفارتين أو نصفهما.

. ٩٥( سورة المائدة: اآلية ?)1167

في قتل كل واحد من القنفذ والضــب والــيربوع(:20)مسألة جدي على المشهور، بــل قــال في الجــواهر: ال أجــد فيــه خالفــا بين المتأخرين، خالفا للحلبيين، فإنهم أوجبوا فيهــا حمال قــد فطم ورعى

. (1)من الشجر، وعن ابن زهرة اإلجماع عليه أقول: وال بأس بالقول بجواز كليهما، لما تقدم من وحــدة األمــر

فيهما، ويدل عليه اآلية المباركة والرواية. فيففي صــحيحة مســمع، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(:

اليربوع والقنفذ والضب إذا أصابه المحرم فعليه جدي، والجدي خير ،(2)منه، وإنما جعل عليه هذا لكي ينكل عن قتلــه غــيره من الصــيد

فإن المماثلة حاصلة بين المذكورات وبين الحمــل، كمــا أن العلــتينالجدي خيرو إنما جعل .كلتيهما موجودتان في الحمل

ــه الســالم(: ــال )علي ــذوفي الرضــوي، ق ــيربوع والقنف وفي ال. (3)والضب جدي، والجدي خير منه

وفي الضــبوفي الدعائم، عن الصــادق )عليــه الســالم( قــال: . (4)جدي، وفي اليربوع جدي، وفي القنفذ جدي

أقول: والحمل وإن كــان جــائزا، إال أن األولى الجــدي للروايــاتوالشهرة.

ــل عن ثم إن الجدي ما صدق عليه عرفا فليس له عمر خاص، ب جماعة أنـه جـدي من حين الـوالدة، وإن قـال آخـرون باعتبـار عمـر خاص فيه، وال بأس بـاألكبر من الجــدي، لوضـوح أنـه من بـاب أقــل

الواجب، كما تقدم مثله في الحمل،

. ٢٤٣ ص٢٠( الجواهر: ج?)1. ٦ من أبواب كفارات الصيد ح٦ باب ١٩١ ص٩( الوسائل: ج?)2. ٢٦ س٢٩( فقه الرضا: ص?)3. ١٥ في ذكر جزاء الصيد يصيبه المحرم سطر ٣٠٨ ص١( الدعائم: ج?)4

168

والظاهر أن أشباه الثالثة لها حكمها في الجدي، كما عن الســيد والشيخين وبني إدريس وحمزة وســعيد والمحقــق الثــاني وغــيرهم، ومال إليه الرياض، وذلك للمماثلة في اآليــة المباركــة والعلــتين في

الرواية، فالقطة وابن عرس وما أشبه لها حكم الثالثة. أما ابن آوى فالظاهر أنه من قبيل األرنب والثعلب.

ثم إنه لــو لم يجــد الكفــارة فهــل لهــا بــدل أم ال، احتمــاالن، من المناط في سائر ما له بدل، ومن األصــل، واألول أحــوط، وإن كــان

الثاني أقرب.

169

في قتل العظاية، وهي من كبار الوزغ، كف من(:٢١)مسألة الطعــام، كمـا أفـتى بـذلك الصــدوق والشـيخ والمختلـف والـدروســه ــال )علي ــة، ق ــل عظاي ــار: محــرم قت وآخــرون، لصــحيحة ابن عم

. (1)كف من طعامالسالم(: وداللتها كسندها ال غبار عليها.

أما عدم فتوى األكثر به، كمــا في المسـتند واختــاره هـو، فليس.(2)بشيء، قال: لقصور الصحيحة عن إفادة الوجوب

وفيه: إنه ال قصور لها. ــان ثم إن صغار الوزغ يلحق بالقنفذ ونحوه علی األحوط، وإن ك

من المحتمل أنه ال شيء فيه، ألنه أصغر من القنفذ. وأما احتمــال القيمــة، فالظـاهر أنــه ال وجــه لــه، وإن كــان ربمــا يستدل لذلك بقول الصــادق )عليــه الســالم( في صــحيحة ســليمان:

وفي ما سوى ذلك قيمته(3)إذ هو منصرف عن مثل الــوزغ الــذي . ال قيمــة لــه عرفــا، وإن كــان في بعض البالد الكــافرة وفي وقت

االضطرار كصنعه دواء وما أشبه يمكن أن تكون له قيمة.

. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح٧ باب ١٩٢ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٨ س٢٩٩ ص٢( المستند: ج?)2. ١ من أبواب كفارات الصيد ح١ باب ١٨١ ص٩( الوسائل: ?)3

170

في قتــل الجــراد في اإلحــرام الفــداء بكــف من(:٢٢)مسألة ــذيب ــا للمحكي عن التهـ ــا، وفاقـ ــيرا بينهمـ ــرة، مخـ ــام أو تمـ طعـ

والمبسوط والتحرير والتذكرة والمنتهى والشهيدين وغيرهم. وذلك للجمع بين صحيح محمد بن مسلم، عن أبي جعفــر )عليــه السالم( قال: سألته عن محرم قتــل جــرادة، قــال )عليــه الســالم(:

كف من طعام، وإن كان كثيرا فعليه شاة(1). وبين صحيح زرارة، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في محــرم

. (2)يطعم تمرة، والتمرة خير من جرادةقتل جرادة، قال: وصحيح معاوية، عنه )عليه الســالم( أيضــا، قلت: مــا تقــول في

تمــرة خــير منرجل قتل جرادة وهو محرم، قال )عليــه الســالم(: . (3)جرادة

ــالم(: يطعمومرسل حريز، عنه )عليه السالم(، قال )عليه الس. (4)تمرة، والتمرة خير من جرادة

وقال جمع منهم الغنية والمراســم والمقنعــة والشــرائع والنــافعــه ــرون منهم الفقي ــال آخ ــام، وق ــف من الطع ــد بتعين الك والقواع والنهاية والمقنع والخالف والمهذب والنزهــة والجــامع ورســالة علي بن بابويه والسرائر بتعين التمرة، ووجــه كليهمــا ضــعيف بعــد صــحة

في صــحيح ابن مســلم في بعضجــراداســند الطــرفين، ووجــود النسخ ال يضر، بعد كون المراد منه الجنس الشامل للواحد أيضا.

ــثرة ثم الظاهر أنه إن قتل جرادا كثيرا عليه دم، للصحيحة، والكعرفية فال تشمل

. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح٣٧ باب ٢٣٢ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٣٧ باب ٢٣٢ ص٩( الوسائل: ج?)2.1 من أبواب كفارات الصيد ح37 باب 232 ص9( الوسائل: ج?)3. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٣٧ باب ٢٣٢ ص٩( الوسائل: ج?)4

171

مثل االثنتين والثالثة وما أشبه، خصوصا بضميمة ما رواه محمــد بن مسلم، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: ســألته عن محــرم

ــيرا، قــال: كــف من طعــام، وإن كــان أكــثر فعليــهقتــل جــرادا كث. (1)شاة

وال فــرق في الجــراد بين مــا اســتقل بــالطيران وغــيره، وال بين قتله بنفسه أو ببعيره أو بوسيلة أخری، كما لو أشعل نارا فسقطت

فيها، إلطالق الدليل. ثم إنه ربما يقال بأنه ال فرق بين أن يقتلها أو يأكلهــا أو يفعلهمــا معا، وذلك ألن الدليل شامل للقتل، واألكــل يلحــق بــه من جهــة مــا يســتفاد من روايــات الصــيد من حرمــة أكلــه، وقــد أفــتى بــذلك ابنــاط، عن الجنيد، لكن جعل كفارته دما، استنادا إلى رواية عروة الحن أبي عبد الله )عليه السالم(، في رجل أصــاب جــرادة فأكلهــا، قــال:

عليه دم(2) .ــة ــة من جه ــذه الرواي ــأخرين ردوا ه ــدائق أن المت لكن في الح

ضعف السند. أقول: وهو كــذلك، فمنتهى األمــر القــول باســتحباب الــدم، هــذا ولكن في الحكم في األكــل بــدون القتــل تــردد، وإن كــان االحتيــاط

لحوقه بالقتل. قال في الجواهر: المتجه إلحاق أكل الجراد بقتلها في التصــدق

.(3)وتمرة خير من جرادةبتمرة، خصوصا بعد قوله: ولو كان الجراد مؤذيا جاز قتله وال كفارة، لما عرفت في فصــل

محرمات اإلحرام. ولو أصاب الجراد وأطلقها بدون أذية لم يكن عليه شــيء، وأمــا إذا أخذها وأعطاها لغيره فقتلها لم يستبعد أن تكــون عليــه الكفــارة

إن كان الفاعل مختارا، للمناط.

. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح٣٧ باب ٢٣٢ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٥ من أبواب كفارات الصيد ح٣٧ باب ٢٣٢ ص٩( الوسائل: ج?)2. ٢٤٦ ص٢٠( الجواهر: ج?)3

172

أما إذا كان آلة فال شك في الكفارة، ألن فعلها فعله، وقد تقــدمحرمة الداللة على الصيد.

ثم إنه قد تقـدم أن الحرمـة في قتــل الجـراد إذا أمكن اجتنابـه،وإال لم يكن حراما وال كفارة حينئذ.

173

حيث تقدم جواز قتل القمــل وإلقائــه، فالظــاهر(:٢٣)مسألة أن ما ورد من الكفارة فيها محمول على االستحباب.

ففي صحيح حماد، ســأل الصــادق )عليــه الســالم( عن المحــرم يطعم مكانهــايبين القملة عن جسده فيلقيها، قال )عليه الســالم(:

. (1)طعاما. (2)ومثله خبر ابن مسلم، عنه )عليه السالم( أيضا

المحــرم ال يــنزع القملــة منوصــحيح الحســين بن أبي العالء: جسده، وال من ثوبه متعمدا، وإن قتل شــيئا من ذلــك خطــأ فليطعم

. (3)مكانها طعاما قبضة بيده وخبر ابن مسكان، عن الحلبي، قال: حككت رأسي وأنــا محــرم

تصـدق بكــف منفوقع منه قمالت، فـأردت ردهن فنهـاني، وقــال: . (4)طعام

وهذه األخبار محمولة على االستحباب، لصحيح ابن عمار، ســئل الصادق )عليه السالم( عن المحرم يحك رأسه فيسقط عنه القملــة

. (5)ال شيء عليه وال يعودوالثنتان، فقال )عليه السالم(: ال شــيء فيوفى صحيحته األخرى، عنه )عليــه الســالم( قــال:

. (6)القملة، وال ينبغى أن يتعمد قتلها وخبر مرة مولى خالــد، أنــه ســأله )عليــه الســالم( عن المحــرم

يلقي القملة، فقال

. ١ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح١٥ باب ٢٩٧ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٢ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح١٥ باب ٢٩٧ ص٩( الوسائل: ج?)2. ٣ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح١٥ باب ٢٩٧ ص٩( الوسائل: ج?)3. ٤ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح١٥ باب ٢٩٧ ص٩( الوسائل: ج?)4. ٥ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح١٥ باب ٢٩٧ ص٩( الوسائل: ج?)5. ٦ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح١٥ باب ٢٩٨ ص٩( الوسائل: ج?)6

174

ألقوهــا، أبعــدها اللــه تعــالى غــير محمــودة وال)عليه الســالم(: . (1)مفقودة

ورواية أبي الجاورد، قال: سألت أبــا جعفــر )عليــه الســالم( عن ، قال: فما فــداؤها،بئس ما صنعرجل قتل قملة وهو محرم، قال:

. (2)ال فداء لهاقال )عليه السالم(: ــئل بل وخبر الجعفريات، بسنده إلى علي )عليه السالم(، أنه س

كل شــيء يتصــدق بــه فهــو خــير منهــا،عن محرم قتل قملة، قال: . (3)التمرة خير منها

ثم إن المشهور حكموا بأن حكم قتلهــا حكم إلقائهــا، خالفــا لمــا عن الشيخ في المبسوط، حيث جوز قتلها وأوجب الفداء في رميهــا

دون قتلها. ثم إنه إذا جاز قتلها ورميها لم يفرق أن يكون من نفســه أو من

غيره. أما إذا لم يجز وأوجب الكفارة، فالظــاهر أن الحكم شــامل لمــا إذا رماه أو قتله ولو من محل إلطالق األدلة، ومن القتل العمدي إذا جعل في رأسه ما يقتلــه في حــال اإلحــرام، وإن كــان الجعــل قبــل

حال اإلحرام. أما إذا كان الجعل في حال اإلحرام والقتل بعد اإلحــرام لم يكن بذلك بأس، فهو كما إذا نصــب شــبكة في حــال اإلحــرام تصــيد بعــد

اإلحرام، حيث ال شيء عليه. وإذا قلنا بعدم جواز اإللقاء لم يكن منــه مــا إذا نــزع ثيابــه الــتي كان فيها القمل، أما إذا غســل نفســه أو ثوبــه فقتــل القمــل عمــدا،

فالظاهر أنه ملحق بالقتل العمدي.

. ٦ من أبواب تروك اإلحرام ح٧٨ باب ١٦٣ ص٩( الوسائل: ج?)1.٨ من كفارات الصيد ح١٥ باب ٢٩٦ ص٩( الوسائل: ج?)2.75( الجعفريات: ص?)3

175

المحكي عن المبســوط والوســيلة واإلصــباح أن(:٢٤)مسألة في قتل البطة واألوزة والكركي شاة، وكأنه لصحيح ابن سنان، عن

ــه دمأبي عبد الله )عليه السالم( قال: في محرم ذبح طيرا إن علي.(1)شاة يهريقه

لكنك قد عرفت سابقا عــدم اختصــاص الحكم بهن، بــل كــل مــا كان بمقدار الحمام أو أكبر منــه لــه حكم واحــد، وقــد حكي عن ابن حمزة دعــوى وجــود الروايــة في الكــركي، فــإن كــانت فهي مؤيــدة

إلطالق ما ذكرناه. لكن في الجواهر أنه لم يعثر على الرواية. وذهب جماعــة منهم علي بن بابويــه وابن حمــزة إلى وجــوب كبش في قتل األسد، وقيده بعضهم بما إذا لم يــرده، ونفى آخــرون

فيه الكفارة بخصوصه. استدل األولون بما رواه الكافي، عن سعيد المكاري، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: رجل قتل أسدا في الحرم، قال )عليه

. (2)عليه كبش يذبحهالسالم(: ورده اآلخرون باألصل وضعف الرواية.

أقول: ال إشـكال في عـدم الكفـارة إن أراده األسـد، أمـا إذا لم يرده، فالرواية لكونها في الكافي مشكل ردها، فاألحوط العمل بها، والظاهر أن حكم المحرم ذلك أيضــا، لمفهــوم مــا يــأتي في أحكــام الحرم من الصحيحة الدالة على أنه يجوز للمحرم قتل ما يجوز قتله

للمحل في الحرم. بأن غاية مــا يــدل عليــه(3)ومنه يعلم اإلشكال في قول المستند

الرواية ذبح الكبش للحرم ال لإلحرام، فتأمل.

. ٦ من أبواب كفارات الصيد ح٩ باب ١٩٤ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٢٦ باب صيد الحرم ح٢٣٧ ص٤( الكافي: ج?)2. ١٨ س٢٩٩ ص٢( المستند: ج?)3

176

(:٢٥)مسألة في قتل الزنبور كف من طعام إن كــان متعمــدافي قتله ولم يكن أراده، وإال فال شيء.

ويــدل عليــه صــحيح معاويــة قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه السالم(، عن رجل محرم قتل زنبورا؟ قال: أن كان خطاء فال شيء

.(1)عليه، وان كان متعمدا يطعم شيئا من الطعامــل وصحيحه اآلخر، عنه )عليه السالم( قال: سألته عن محرم قت

، قلت: ال بل متعمــدا،إن كان خطأ فليس عليه شيءزنبورا، قال: إن، قــال: قلت: إنــه أرادني، قــال: يطعم شــيئا من طعــامقــال:

.(2)أرادك فاقتله وعن صفوان بن يحيى، قال: سألت أبا عبد الله )عليــه الســالم(

إن كــانوأبا الحسن )عليه السالم( عن محــرم قتــل زنبــورا، قــال: يطعم شيئا من، قال: قلت: والقمل، قال: خطأ فليس عليه شيء

. (3)طعام وإن قتلت زنبورا تصــدقت بكــف منوالرضوي )عليه السالم(:

. طعام ومن قتل زنبورا فعليــه شــيء من الطعــام،وفي بعض نسخه:

. (4)فإن كان أراده فليس عليه شيءــه قــال: ــه الســالم( إن ومن قتــلوالــدعائم، عن الصــادق )علي

عظاية أو زنبورا وهو محرم، فإن لم يعتمد ذلك فليس عليه شــيء، وإن تعمــد أطعم كفــا من طعــام، وكــذلك النمــل والــذرة والبعــوض

. (5)والقراد والقمل

. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٨ باب ١٩٢ ص٩( الوسائل: ج?)1. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٨ باب ١٩٢ ص٩( الوسائل: ج?)2. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح٨ باب ١٩٢ ص٩( الوسائل: ج?)3. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٨ الباب ١٢٨ ص٢( المستدرك ج?)4. ٣١٠ ص١( الدعائم: ج?)5

177

.(1)وفي المقنع مثل الرضوي ومقتضى هذه الروايات وجوب كف أو شيء من الطعام، وحيث إن الروايات فيها المعتمد وجب العمــل بهــا، والشــيء يقيــد بــالكف

حمال للعام على الخاص. لكن عن المفيد والســيد أن في قتــل الزنبــور تمــرة، وفي قتــل

زنابير كثيرة مدا من طعام أو من تمر. وعن اإلســكافي إن فيــه كفــا من طعــام أو تمــر، وعن جماعــة منهم الحلي أن مع العمد فيه كفا من طعــام وال شــيء مــع الخطــأ،

إلى غير ذلك من األقوال. ــه فهم منهــا أن ــات من هــذه األقــوال كأن ومــا ال يوافــق الرواي الشيء يشمل التمرة، أو تمسك بقوله )عليه السالم( في الروايــات

، والمد باعتبار اشتماله على تمراتتمرة خير من جرادةالسابقة: كثيرة قبال أنه قتل زنابير كثيرة، لكن الظاهر لزوم كف لكل زنبور،

ألنه مقتضى السببية. أما ما ذكره المستند من أن شيئا من األخبــار ال يثبت الوجــوب، فال يخفى ما فيه، ولذا اختار الحدائق وغيره الوجوب، أمــا مــا تقــدم في محرمات اإلحرام من قتـل الزنبــور فالبـد أن يقيــد مــا في هـذه

األخبار. ــارف ال ــور المتع ــار الزنب ــذه األخب ــراد من ه ثم الظــاهر أن الم

النحل. ثم الظاهر أن في قتل سائر الهوام إن أراده أو أخطــأ في قتلــه

لم يكن عليه شيء، لألصل والمناط وما سيأتي. وأمــا إذا قتلــه عمــدا بــدون قصــد، فــاألحوط التمــرة، لروايــات

الجراد المعللة، أو

. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح٨ الباب ١٢٨ ص٢( المستدرك: ج?)1178

كف من طعام لروايات الزنبور، بعد استفادة وجوب شيء عليه وكل شيء أراده من السباع والهوام فال حرجمن مرسل المقنعة:

.(1)عليه في قتله إذا أحــرمتبل وصحيح معاويــة، عن الصــادق )عليــه الســالم(:

، الحديث. (2)فاتق الدواب كلها إال األفعیبل وغيرهما أيضا من بعض الروايات األخر.

ــر ثم إنه ال بأس بالقول باستحباب كفارة كف من طعام، لما ذكفي خبر الدعائم، من باب التسامح.

. ٢٧ سطر ٧٠( المقنعة: ص?)1. ٢ من أبواب تروك اإلحرام ح٨١ باب ١٦٦ ص٩( الوسائل: ص?)2

179

ما ال تقدير لفديته يجب مع قتله قيمته، قال في(: ٢٦)مسألة ، وفي(1)الجــواهر: بال خالف أجــده فيــه، كمــا اعــترف بــه غــير واحد

الحدائق صرح األصحاب به وظاهرهم االتفــاق عليــه، وفي المســتندبال خالف فيه يعلم.

واستدلوا لذلك بأمرين: األول: تحقق الضمان ومع عدم تقدير للمضمون شــرعا فــيرجع إلى القيمة كغــيره، وفيــه نظــر واضــح، إذ أي دليــل دل على إطالق

الضمان فاألصل عدمه. الثاني: صحيحة سليمان بن خالــد، عن الصــادق )عليــه الســالم(

في الظبي شاة، وفي البقرة بقــرة، وفي الحمــار بدنــة، وفيقال: . (2)النعامة بدنة، وفيما سوى ذلك قيمته

أقــول: ال يبعــد إرادة الحيوانــات الســائمة غــير الطيــور والهــوام وأمثالهما من هذه الصـحيحة، إذ قـد عـرفت في المسـائل السـابقة

أحكام الطيور والهوام، باإلضافة إلى أن الهوام ال قيمة لها غالبا. ومنه يعلم خروج حكم الـبيض أيضـا، وقـد ذكرنـا سـابقا حكمـه،ــبيوض القيمــة، وعليه فما في الجواهر تبعا للشــرائع من أن حكم ال

محل نظر. ــالالزم ــة، ف ــا من اآلي ــة أخص مطلق ــذه الرواي ثم الظــاهر أن ه تخصيصــها بهــا، لكن ربمــا يقــال بأنــه ال تعــارض بينهمــا، إذ مقتضــى الجمــع بينهمــا التخيــير بين القيمــة والمثــل، إال أن األحــوط القيمــة، والقيمة يعينها العرف، والظاهر كفاية الواحد فيــه إذا كــان من أهــل

الخبرة إذا كان ثقة، إذ اعتبار

. ٢٤٨ ص٢٠( الجواهر: ج?)1. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح١ باب ١٨١ ص٩( الوسائل: ج?)2

180

التعدد والعدالة في أهل الخبرة غير ظــاهر الوجــه، ولــو اختلــف أهــل الخــبرة أخــذ بنصــفي القــولين وثلث الثالثــة وهكــذا، ويحتمــل التخيير ألنهما حجتان فكالهما طريق، ويحتمــل جــواز األخــذ بأقلهمــا

ألصالة البراءة عن الزائد. ــه لــو وجب على إنســان الشــاة كفــارة فلم يجــدها أطعم ثم إن عشرة مساكين، فإن لم يجد صام ثالثة أيام، فإن لم يقــدر اســتغفر الله سبحانه إذا كان عن ذنب، وإاللم يعلم وجــوب االســتغفار، اللهم إال أن يقـــال: إن االســـتغفار عن نقص ال عن ذنب، ولـــذا حكي عن

إني اســتغفر اللــه كــلالنبي )صلى الله عليه وآله وسلم( أنه قال: ، فــإن لــوازم الجســم نــوع من عــدميوم سبعين مرة من غير ذنب

اللياقة االضطراري في جنب الله سبحانه. من كــانففي صحيح ابن عمار، عن الصــادق )عليــه الســالم(:

عليه شاة فلم يجد فليطعم عشــرة مســاكين، فمن لم يجــد فصــيام. (1)ثالثة أيام

أما االستغفار فهو مقتضى القاعدة في الــذنب، دون مــا ســواه، بــل الــواجب االســتغفار على ذنب الصــيد المحــرم على كــل حــال، وكونــه بــدال عن الكفــارة المفقــودة غــير ظــاهر الوجــه، وإن ذكــره

بعضهم. ــأن تمكن من ثم إنه لو لم يقدر على القيمة الكاملة أو الشاة، ب

بعض الشاة ولو لحما، لم يستبعد وجوبهما، لقاعدة الميسور. وكذلك بالنسبة إلى عشرة مساكين وثالثة أيام.

وهل القيمة الــتي تقــدمت لمــا ســوى المــذكورات في صــحيحة سـليمان، تعطى للفقـير أو يطعم بهـا الفقـير، األحـوط الثـانی، وإن

كان ال يبعد التخيير إلطالق الدليل، نعم ال شك في أنه ال يعطى

. ١١ من أبواب كفارات الصيد ح٢ باب ١٨٦ ص٩( الوسائل: ج?)1181

وال يطعم غير الفقير النصراف الدليل عنه. ثم إنه قد تقدم في بعض المسائل السابقة أن المعيار في عدم الوجدان في القيمــة وعــدم اإلمكــان في الصــيام العــرف، والعــرف يرى أن اعتبار العجز إنمــا هــو في األزمنــة القريبــة من الحج ال إلى

آخر العمر.

182

الظاهر أنه يجزي فداء المعيب عن الصــحيح إذا(:٢٧)مسألة صدق عرفا، لإلطالق، وكذا المريض عن السليم، والمماثلة في اآلية

في أصل الشيء ال في خصوصياته، ألنه المنصرف من اآلية. نعم البد وأن ال يكون شديد المريض بحيث ينصرف عنه الدليل،

خصوصا إذا أوجب مرضا في األكل وكان ضارا.ــبر ونحوهمــا في وكــذا يجــزي القســم المــردي من التمــرة والــرداءة بحيث ــديد الـ ــون شـ ــام لإلطالق، نعم الالزم أن ال يكـ الطعـ

ينصرف عنه الدليل. ولو كان المعيب ناقصا نقصــا من أصــل الحيــوان، كمــا لــو كــان

مقطوع اللية أو اليد والرجل لم يجز لالنصراف. وال إشــكال في أنــه يجــزي الصــحيح عن المعيب، وال في كفايــة المماثل في العيب، كما لو فدى األعور بــاألعور، واألعــرج بــاألعرج،

بل في الجواهر بال خالف أجده إال من أبي علي على الظاهر. نعم ينبغي عدم اإلشـكال فيمـا إذا كـان الحيــوان مريضــا شـديد المرض، بحيث إنه لو كان فداؤه مريضا لم ينتفــع بــه ألنــه ضــار، لم

يكف النصراف الدليل عنه. أمــا المماثلــة في الــذكورة واألنوثــة واللــون والســمن والهــزال والكبر والصغر وأمثــال ذلــك فال ينبغي اإلشــكال في عــدم اعتبارهــا

بعد الصدق. كما ال ينبغي اإلشكال في كفاية الشاة والصــخل في كــل مكــان ورد الحمل والجدي فيه، لوضوح أنه من باب أقل المجزي، بــل في

الجواهر أنه ال خالف عندنا فيه. ثم الظاهر أنه ال إشكال في صحة كون الفداء حامال إذا لم يكن الصيد حامال بل وإن كان حــامال، إلطالق المماثلــة، وإن كــان الصــيد حامال بتوأم والفداء حامال بواحد، أو كان الصيد حامال والفداء فارغا،ــه فالظاهر الكفاية، إلطالق األدلة، بعد كثرة حمل الصيد ولو كان في

كفارة زائدة لزم التنبيه، فعدم التنبيه

183

دليل العدم. ومنه يعلم أن ما ذكره جمع من اعتبار المماثلة في الحمل، فإذا

كان الصيد حامال وجب فداء حامل، محل منع. وعن المدارك احتمال إجزاء غير الماخض قويا، لعدم تأثير هــذه الصفة في زيادة اللحم، بــل ربمــا اقتضــت نقصــه فال يضــر وجودهــا

كاللون. أقول: قد عرفت أن هذا االحتمــال هــو األقــرب إلطالق الــدليل، وأما احتمال أن يجب في الصيد الحامل فداءان له ولولــده فاألصــل

منعه، بعد عدم شمول اإلطالق للجنين في البطن. ــداء ــه بيض، لم يجب ف ــو كــان في بطن ــه يعلم أن الطــير ل ومن البيض، وإن كان األحوط فداؤه، الحتمال شــمول أدلــة فــداء الصــيد والبيض له، بل قال في الشرائع: إذا أصاب صيدا حامال فألقت جنينا

، وشـرحه(1)حيا ثم ماتا باإلصابة فدى األم بمثلهــا والصـغير بالصـغير الجواهر بقوله: بال خالف أجده فيه بيننا، بــل في المــدارك نفيــه بين

، انتهی.(2)العلماء، بل وال إشكال بوجوب األمر بالفداءــو، فإن ثبت إجماع أو أن العرف رأى شمول اإلطالق للجنين فه وإال فقد عرفت اإلشكال في وجوب الزائد عن فداء واحد، وإن كان

أحوط خصوصا في فرض الشرائع. ثم الظاهر أن وقت التقــويم في القيمي وغــيره وقت الضــمان،

ألنه وقت التعلق بالذمة، والله سبحانه العالم.

في أحكام الصيد والكفارة. ٢١٦( الشرائع: ص?)1. ٢٥٣ ص٢٠( الجواهر: ج?)2

184

ــة أشــياء: مباشــرة(:٢٨)مســألة ــوجب الضــمان ثالث ــالوا ت ق اإلتالف، واليــد، والســبب، بال إشــكال وال خالف في الجملــة، ويــدل على ذلــك النص واإلجمــاع في الجملـة، كمــا ســيأتي طي المسـائل

اآلتية. أما المباشرة فإنه كما يجب قتل الصيد فدية، كذلك يوجب أكله الفدية بال خالف وال إشكال، وفي الجواهر: تطابق على ذلك الكتاب

.(1)والسنة واإلجماع بقسميه

وقبل الشروع في المطلب ال بد من بيان أمرين: األول: إن الظاهر أن غير األكل من سائر االستعماالت، كمــا إذا قتله ولبس جلده أو تدهن بدهنه أو ما أشبه ذلــك ال يــوجب الفديــة، وذلك لألصل بعد عدم داللة الدليل عليه، وإن كان الظاهر أنه حــرام

فيستحل منلإلشعار في الروايات عليه، مثل قوله )عليه السالم(: ، وغيرهما. (3)يدفنه، وقوله )عليه السالم( (2)أجلك

الثانی: هل إن أكل المحرم من الصيد كالضــب، وأكــل المحــرم من الحيوان المحلل في األصل كأكل خصية الظبي أو شــرب دمــه، في حكم أكل لحمه أم ال، احتماالن، من أنــه أولى بالفديــة من أكــل الحالل باألصل عرفــا، ومن أن المنصــرف من األدلــة أكـل المحلــل، فاألصل عدم الفدية في األكل غير المحلل، وهذا لعله األقــرب، وان

كان األول أحوط. ولو تحول اللحم أو نحوه من الصيد من أصــله باالســتحالة، كمــا إذا جعل رمــادا دواء مثال وأكلــه، فهــل لــه نفس حرمــة وفديــة أكــل

الصيد، احتماالن، من سلب الصدق وانصراف األدلة، ومن

. ٢٥٥ ص٢٠( الجواهر: ج?)1. ١ من أبواب كفارات الصيد ح١٧ باب ٢٠٨ ص٩( الوسائل: ج?)2. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٥٥ باب ٢٥٠ ص٩( الوسائل: ج?)3

185

أنه أكله حقيقة، واألحوط الثاني.ومثله ما لو طبخه فشرب الماء المطبوخ معه، ال نفس اللحم. إذا عرفت ذلك نقول: قد اختلفــوا في الفديــة الــتي تجب بأكــل

الصيد على قولين: األول: إنه يلزمــه فــداء آخــر، وهــو المحكي عن الشــيخ والحليوالفاضل والشهيدين وغيرهم، بل نسب إلى األكثر وإلى المشهور.

ــا أكــل، وهــو المحكي عن الخالف ــه يلزمــه قيمــة م ــاني: إن الث والقواعد واإلرشاد والشرائع وغيرهم، وقــد أشــكل في كال القــولين المدارك قال: ولــو تخيــل اإلجمــاع على ثبــوت أحــد األمــرين ألمكن

، ويؤيــده(1)القــول باالكتفــاء بفــداء القتــل تمســكا بمقتضــى األصلــواهر: صحيح أبان اآلتي حيث لم يذكر شيئا غير الفداء، قال في الج

. (2)وقد سبقه إلى هذا أستاذه األردبيلي، بل منع اإلجماع أقول: لكن الروايات المتواترة تدل على لزوم أمرين، باإلضــافة إلى اقتضاء تعدد السبب لتعدد المسبب، وبهذه األدلة ترفع اليد عنــهور، ظهور صحيح أبان إن سلم له ظهور، واألقرب هو القول المش ويدل عليه متواتر الروايات، مثــل الروايــات المستفيضــة اآلتيــة فيــه مسألة اضطرار المحرم إلى أكل الصيد أو الميتة، حيث ذكــرت أن

يأكل الصيد ويفديه، وظاهره وجوب الفدية المتعارفة ال القيمة. وصــحيح أبي عبيــدة، ســأله )عليــه الســالم( عن محــل اشــترى

لمحرم بيض نعامة

. ٧ سطر ٥٣٦( المدارك: ص?)1. ٢٦٠ ص٢٠( الجواهر: ج?)2

186

ــه الســالم(: ــال )علي ــرم، فق ــه المح ــذي اشــتراهفأكل على ال على، قلت: ومــا عليهــا، قــال: للمحرم فداء وعلى المحــرم فــداء

المحل جزاء قيمة البيض لكل بيضة درهم، وعلى المحرم جزاء لكل. (1)بيضة شاة

وصحيح زرارة، عن أبي جعفر )عليه السالم(: من أكــل طعامــا. (2)ال ينبغي له أكله وهو محرم متعمدا فعليه دم شاة

عن رجــل أكــل من لحم صــيد الومرفوعــة محمــد بن يحــيی: . (3)يدري ما هو وهو محرم عليه دم شاة

وصــحيح علي بن جعفــر، ســأل أخــاه )عليــه الســالم( عن قــوم اشتروا ظبيا فــأكلوا منــه جمعــا وهم حــرم مــا عليهم، فقــال )عليــه

ــان منهمالسالم(: على كل من أكل منهم فداء صيد، على كل إنس. (4)على حدته

وخبر يوسف الطاطري قال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: عليهم شاة شاة، وليس على الذابحصيد أكله قوم محرمون، قال:

. (5)إال شاة ومرسلة ابن أبي عمير، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، قلت

له: المحرم يصــيد الصــيد فيفديــه أو يطعمــه أو يطرحــه، قــال: إذا ، قلت: فمــا يصــنع بــه، قــال )عليــه الســالم(:يكون عليه فــداء آخر

يدفنه(6) . ،الوروايته األخری، عنــه )عليــه الســالم(، قلت: أيأكلــه، قــال:

قلت:

. ٥ من أبواب كفارات الصيد ح٢٤ باب ٢١٧ ص٩( الوسائل: ج?)1. ١ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح٨ الباب ٢١٩ ص٩( الوسائل: ج?)2. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٥٤ باب ٢٥٠ ص٩( الوسائل: ج?)3. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح١٨ باب ٢٠٩ ص٩( الوسائل: ج?)4. ٨ من أبواب كفارات الصيد ح١٨ باب ٢١١ ص٩( الوسائل: ج?)5. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٥٥ باب ٢٥١ ص٩( الوسائل: ج?)6

187

، قلت: فمايصنع بــه،إذا طرحه فعليه فداء آخرفيطرحه، قال: . (1)يدفنهقال:

وخبر الحرث بن المغيرة، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، عنــةرجل أكل من بيض حمام الحرم وهو محرم، قال: عليه لكل بيض

إن الفــداء لزمتــه ألكلــه، إلى أن قــال: دم وعليهــا ثمنهــا وفــديتها. (2)والجزاء لزمه ألخذ بيض حمام الحرم

وصحيح أبــان بن تغلب، ســئل عن الصــادق )عليــه الســالم( عن محرمين أصابوا فراخ نعام فذبحوها وأكلوها؟ فقال )عليه الســالم(:

عليهم مكان كل فرخ أصــابوه وأكلــوه بدنــة، يشــتركون فيهن على ، قال: فإن منهم من ال يقدر على شــيء،عدد الفراخ وعدد الرجال

يقوم بحساب ما يصيبه عن البدن ويصوم لكــل بدنــة ثمانيــةفقال: . (3)عشر يوما

فإن ظاهره لزوم بــدنات على عــدد الفــراخ، وبــدنات على عــدد ويصوم لكل بدنةالرجال الذين أكلوا، ويؤيده قوله )عليه السالم(:

فإن ظاهره أن على كل رجل بدنات، بدنــة لذبحــه وبدنــة ألكلــه منهذا، وبدنة ألكله من ذاك.

ــألته وموثقة أبي بصير، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: س عن قوم محرمين اشتروا صيدا فاشــتركوا فيــه، فقــالت رفقــة لهم:

على كــلاجعلوا لي فيه بدرهم، فجلعوا لها، فقال )عليه الســالم(: . (4)إنسان منهم شاة

وهذه الروايات دالة على قــول المشــهور، وخفــاء داللــة بعضــهاوضعف سند بعضها ال يضر بعد وجود المعتمد الدال فيها.

. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٥٥ باب ٢٥٠ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٤ من أبواب كفارات الصيد ح١٠ باب ١٩٦ ص٩( الوسائل: ج?)2. ٤ من أبواب كفارات الصيد ح١٨ باب ٢١٠ ص٩( الوسائل: ج?)3. ٥ من أبواب كفارات الصيد ح١٨ باب ٢١٠ ص٩( الوسائل: ج?)4

188

أما القول الثانی: فقد استدل لـه بروايــات، باإلضـافة إلى أصـل عدم تعدد الفداء، ففى موثق ابن عمار، عن الصادق )عليه السالم(

وأي قوم اجتمعوا على صيد فأكلوا منه، فإن على كل إنســانقال: . (1)منهم قيمته، فإن اجتمعوا في صيد فعليهم مثل ذلك

وحســن منصــور بن حــازم، أو صــحيحه، عن الصــادق )عليــه الالسالم(، قال له: أهدي لنا طير مذبوح بمكة فأكله أهلنــا، فقــال:

عليهم، قال: فــأي شــيء تقــول أنت، قــال: يرى به أهل مكة بأسا. (2)ثمنه

ومتى اجتمــع قــوم على صــيد وهم محرمــون فعلىوالرضوي: . (3)كل واحد منهم قيمته

ويــرد عليهم أن المــراد بالموثقــة الفــداء بقرينــة ذيلهــا، وبهــذهــتين القرينة وقرينة سائر الروايات يحمــل الثمن والقيمــة في الروايــير بين ــال التخي األخريين على ذلك أيضا، وعلى هذا فال مجال الحتم القيمــة والفــداء، كمــا ال يبقى وجــه لقــول المــدارك وأســتاذه، وأن

صحيحة أبان ال بد من تقييدها بما تقدم، فتأمل. ثم الظاهر أن موضوع المسألة كون القتل واألكــل للمحــرم فيــو كــان محرمــا في الحــل، ال في الحــرم، وإال فيتضــاعف الجــزاء ل الحرم، وذلك إلطالق أدلة القتل وأدلة األكل وأدلة الحرم، وهــذا هــو الذي اختاره الجواهر تبعا لغيره، قال: فيأتي على قول المصــنف إذا

قتل في الحرم وأكل وهو محرم فداء

. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح١٨ باب ٢٠٩ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٧ من أبواب كفارات الصيد ح١٤ باب ٢٠٥ ص٩( الوسائل: ج?)2. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٣ الباب ١٢٧ ص٢( المستدرك: ج?)3

189

.(1)وقيمتان، وإن كان في الحل فداء وقيمة وفي المســتند: األقــوى وجــوب دم شــاة في أكــل لحم الصــيد

. (2)مطلقاــان ــإن ك لكن ظاهر النصوص السابقة تكرر الفداء أيا ما كان، ف الفداء بقرة فبقرة، وإن كان بدنة فبدنة، وإن كان شاة فشــاة، وقــد

أن تكون(3)صرح بذلك في صحيح أبان، وال وجه لقول كاشف اللثامالبدنة هنا لتضاعف الجزاء، ألنه خالف الظاهر.

نعم ال بأس بالقول بأن ما ليس فداؤه حيوانــا يكــون فــداء أكلــهالشاة، لخبر الطاطري المتقدم، بل وإلشعار غيره فتأمل.

ثم إنــه لــو لم يقــدر على الفــداء لألكــل، شــاة كــانت الفــداء أو غيرها، كــان الحكم كمــا ســبق في المســائل الســابقة بالنســبة إلى

األبدال، لوحدة المناط لدى العرف.

. ٢٦٠ ص٢٠( الجواهر: ج?)1.٢٠ السطر ٣٠١ ص٢( المستند: ج?)2. ٥ س٣٩٧ ص١( كاشف اللثام: ج?)3

190

لو رمى صيدا فله صور خمس. (:٢٩)مسألة األولی: ما إذا لم يصبه.

الثانية: ما إذا شك في اإلصابة وعدمه. الثالثة: ما إذا أصابه ولم يؤثر فيه.

الرابعة: ما إذا أصابه وشك في أنه أثر فيه أم ال.الخامسة: ما إذا أصابه وأثر فيه.

قال في المستند، بعد ذكــر أربــع صــور األولى: فال شــيء عليــه باألصل وباإلجماع في األول، وبال خالف إال من القاضي كما قيل في الثاني، وبال خالف مطلقا كما قيل، بل باإلجماع المحكي عن جماعة في الثالث، وعلى األقوى وفاقا لظاهر المدارك في الرابــع، وظــاهر الشرائع والتحرير التوقف فيه، كل ذلك لألصــل الخــالي عمــا يصــلح

، انتهی. (1)للمعارضة، مضافا في الثالث إلى رواية أبي بصير أقول: ظاهر الروايات الموجبــة للكفــارة العلم بتحقــق موضــوع اإلصابة، فإذا لم يعلم كان مجرى للبراءة، باإلضافة إلى أنه مقتضى

القاعدة. نعم ال بد من التحقيق مع الشــك، لمــا ذكرنــاه في موضــعه من

لزوم الفحص في الشبهات الموضوعية. ثم إن القاضي كما عرفت توقـف في الثـاني، وكأنـه لمــا ألجلـه

توقف الفاضالن في الرابع. قال في الجواهر مازجا مع المتن: وكذا يضمن الفــداء كــامال لــو أصابه ولم يعلم أنه أثر فيه أو ال، كمــا في القواعــد وغيرهــا ومحكي

النهاية والسرائر، ثم نقل عن

. ٢٢ السطر ٣٠١ ص٢( المستند: ج?)1191

اإلجماع على الفــداء، وعن المهــذب مــا يفهم(1)الغنية والجواهرــداء إلى منه اإلجماع، ثم نسب إلى النافع والتحرير نسبة القول بالف القيل مشعرا بتمريضه، وتردد هو أوال ثم اختار الفداء ولــو من بــاب

شدة االحتياط في مراعاة الحرم واإلحرام. أقول: والظــاهر الــبراءة، إذ االحتيــاط ال مجــال لــه مــع األصــل،ــافا إلى واحتمال اإلجماع موهون بذهاب من عرفت إلى العدم، مض أنه محتمـل االسـتناد إلى التعليــل في روايـة أبي بصـير ــ الـتي هي دليل آخر للقول بالفداء ـ وهي ما رواه عن الصادق )عليه الســالم(،ــه ــال )علي ــرج، فق ــده فع ــرم رمى صــيدا فأصــاب ي ســأله عن مح

إن كان مشى عليها ورعى وهو ينظر إليه فال شيء عليه،السالم(: وإن كان الظــبي ذهب على وجهــه وهــو رافعهــا فال يــدري مــا صــنع

، وأنت تــرى عــدم داللــة(2)فعليه فداه ألنــه ال يــدرى لعلــه قــد هلكالتعليل على مذهبهم، فالقول بالعدم هو األقوی.

وأما الصورة الخامسة: وهى ما إذا رماه فجرحه فله شقان: األول: أن يراه بعد ذلك وقد طاب أو تعيب.

الثاني: أن ال يراه ويحتمل هالكه. ــرائع وعن ــ ــا في الش ــ ــمان األرش كم ــ ــوال: ض ــ ففى األول أق القواعد، وربع الفداء كما عن النافع، وربــع القيمــة كمــا عن النهايــة

والمبسوط والمهذب واإلصباح والسرائر والجامع. وهنا قول رابع وهو تصدق بشيء مع الجرح في غير يده ورجله،

كما عن والد الصدوق والمفيد والحلي والديلمي وابن

. ٢٦٤ ص٢٠( الجواهر: ج?)1. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح٢٧ باب ٢٢١ ص٩( الوسائل: ج?)2

192

حمزة والمختلف. واألقرب أنه في كسر اليــد والرجــل التخيــير بين ربــع الفــداء أوــة ــا في النص، وال أظهري ــل منهم ــريح بك ــيد، للتص ــة الص ــع قيم رب ألحــدهما على اآلخــر لــيرجع إليــه، وهــذا التخيــير هــو الــذي يقتضــيه )المماثلة( في اآلية، فإذا ماثل شيء شيئا كــان ربــع هــذا مثــل ربــع

ذاك. أما ما في سوى ذلك من الجراح، مثــل فقــاء عينـه وجــدع أنفــه وصلم أذنه وسائر جروحه، فاألرش ألنه مقتضى المماثلة المذكورة، والزم التخيير في اليد والرجل التخيير هنا أيضا، أي بين أرش الصيد

وأرش الفداء المشابه له، وإن كان أرش نفس الصيد أولی. ففى صحيح علي بن جعفر، عن أخيه )عليه السالم(، سألته عن رجل رمى صيدا وهو محرم فكسر يده أو رجله فمضى الصــيد على

عليه الفداء كامال إذا لموجهه فلم يدر الرجل ما صنع الصيد، قال: يدر ما صنع الصيد، فإن رآه بعد أن انكسر يــده أو رجلــه وقــد رعى

. (1)وانصلح فعليه ربع قيمته وخبره اآلخر، عنه )عليــه الســالم( أيضــا قــال: ســألته عن رجــل رمى صيدا انكسر يــده أو رجلــه وتركــه فــرعى الصــيد، قــال )عليــه

. (2)عليه ربع الفداءالسالم(: وخبر أبي بصير، قلت ألبي عبد الله )عليه الســالم(: رجــل رمىــه فلم ظبيا وهو محرم فكسر يده أو رجله، فذهب الظبي على وجه

، قلت: فإنه رآه بعدعليه فداؤهيدر ما صنع، فقال )عليه السالم(: . (3)عليه ربع ثمنهذلك مشی، قال:

ــال: ــالم( ق ــه الس ــادق )علي ــدعائم، عن الص ــبر ال إذا رمىوخالمحرم الصيد فكسر

. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٢٧ باب ٢٢١ ص٩( الوسائل: ج?)1. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٢٨ باب 222 ص٩( الوسائل: ج?)2. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٢٨ باب ٢٢٢ ص٩( الوسائل: ج?)3

193

. (1)يده أو رجله، فإن تركه قائما يرعى فعليه ربع الجزاء أما ما في الرضوي من التصدق بشيء في الجرح، فهو محمول على األرش، إذ غالبا ما ال يعلم األرش بالضبط أو ال يكــون لـه أرش عند العرف فالالزم التصدق بشــيء، ألنــه مضــمون، وإن كــان ربمــا

يقال إنه إذا لم يكن له أرش فاألصل البراءة. ــا فكســرتقال في فقه الرضا )عليه السالم(: فإن رميت ظبي

يده أو رجله فذهب على وجهه ال يدرى ما صنع فعليك فــداؤه، فــإن رأيت بعد ذلك يرعى ويمشي فعليك ربع قيمتــه، وإن كســرت قرنــه

. (2)أوجرحته تصدقت بشيء من الطعام الثانی: أن ال يراه بعد التعيب ويحتمل أنه هلك، وفي هذا الحــالــل عن المنتهى ــكال وال خالف، بـ ــل، بال إشـ ــداء الكامـ ــه الفـ يلزمـ واالنتصار وشرح الجمل للقاضــي والخالف وغــيرهم اإلجمــاع عليــه،

ويدل عليه ما تقدم من الروايات. أما رواية السكوني التي عبر عنها الجواهر بالقويــة، عن جعفــر، عن أبيه، عن آبائــه، عن علي )عليهم السـالم(، في المحــرم يصــيب

، فال داللــة فيهــا على(3)عليه جــزاؤهالصيد فيدميه ثم يرسله قال: مجمل. جزاؤهما نحن فيه، إذ

ثم لو قام عنده ما هو حجة كالشهادة أنه لم يهلك لم يكن عليهالفداء الكامل، ألن ظاهر النص والفتوى أنه لم يدر ما صنع الصيد.

وال ينبغي اإلشــكال في أن الــرمي في الروايــات والفتــاوى من باب المثال، وإال فحال كسره أو جرحه بيــده أو بإلقائــه من شــاهق،

أو إلقاء شاهق عليه له نفس الحكم.ولو أمر غيره

في ذكر الصيد يصيبه المحرم. ٣٠٩ ص١( الدعائم: ج?)1. ٢١ س٢٩( فقه الرضا: ص?)2 من أبواب كفارات الصيد ح٢٧ الباب ٢٢٢ ص٩، والوسائل: ج٢٦٧ ص٢( الجواهر: ج?)3٥ .

194

فإن كان آلة كان عليه الكفارة، وإال فهو داخل في الداللة.ــا، أو يشــمل الحكم وهل المراد بكسر يده أو رجله واحدة منهم حتى في كسر كل األربع، الظاهر األول، ففي كســر كــل يــد ورجــل

ربع القيمة. ولو لم يقدر على القيمــة فالظــاهر أن حكمــه حكم من ال يقــدر على الجزاء للمناط، ومع عدم القدرة مطلقا فالظاهر أنــه ال شــيء عليه، إذ مع العمد فاالســتغفار محتــاج إليــه على كــل حــال، وبــدون

العمد فال دليل على االستغفار فاألصل عدمه. ولو كسر رجل أو جناح طائر، أو جرحه كان عليــه الجــزاء، فــإن كان الطائر فيه الشاة، كمــا في الحمــام ونظــائره إلى األكــبر منــه، كان حكمه حكم الصيد، لوحدة المناط في كل ما ذكرناه، وإن كــان أصغر من الحمام كان في كسر جناحــه أو رجلــه ربــع المــد، أو ربــع

القيمة، وفي جرجه بالنسبة، وذلك لجريان مناط المقام هنا أيضا. ومنه يعلم حال فعل الكسر والجــرح بمــا فيــه الحمــل والجــدي، كمــا يعلم حــال كســر وجــرح ســائر الصــيد، إذ العــرف يســتفاد من

روايات المقام وحدة المناط.ــط، أو في وكذلك يعلم ما إذا كان الكسر والجرح في الحرم فق اإلحرام فقط، أو حال كونه في اإلحرام وفي الحــرم، إلطالق األدلــة

المتقدمة والمناط في بعض األدلة األخر.

195

روى الشــيخ عن أبي بصــير بســند ضــعيف، أنــه(:٣٠)مسألة قال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: ما تقــول في محــرم كســر

عليــه ربــع قيمــةأحد قرني الغزال في الحل، قال )عليه الســالم(: عليه نصف قيمتــه يتصــدق به، قلت: فإن كسر قرنيه قال: الغزال

:قلت: فإن هــو فقــأ عينــه، قــال ،عليــه قيمتهقلت: فــإن كســر ، ، قلت: فــإن هــو كســر إحــدىعليه نصــف قيمتهإحدى يديه، قال:

عليــه، قلت: فإن هــو قتلــه، قــال: عليه نصف قيمتهرجليه، قال: عليــه، قلت: فإن هو فعل به وهو محــرم في الحــرم، قــال: قيمته

.(1)دم يهريقه وعليه هذه القيمة إذا كان محرما في الحرم وقد عمــل بهــذه الروايــة القواعــد وفوائــد الشــرائع والمبســوطــل ــاد، ب ــامع واإلرش ــرائر والج ــذب والس ــيلة والمه ــة والوس والنهاي والمختلف في خصوص العين، بل نسبه غير واحد إلى الشهرة، كماــدم ــا، لع ــاد عليه ــة ال يمكن االعتم نقــل عنهم الجــواهر، لكن الرواي شهرة محققة جابرة، وال أنها في مثل الفقيه أو الكافي الذي ضمن صاحبه أن ال يودع فيــه إال مــا هــو حجــة، ولــذا ذهب غــير واحــد إلى األرش في األمــور المــذكورة ممــا لم يثبت فيــه شــيء آخــر بــدليل خاص، وإنما قالوا باألرش لما ســبق من أنــه مقتضــى المماثلــة في اآلية المباركة، فإن األرش مثل، وال يبعد أن يكــون الجــزاء منصــرفا إلى األرش في قوي السكوني المتقدم، فإنه إذا قيل لإلنسان أعــط

جزاء ما فعلت ال يتبادر منه إال إعطاء مقدار خرابه. أما األخبار األخر الواردة في المقام، فالالزم حملها على ما ذكر

من المقدر في اليد والرجل، واألرش فيما سوى ذلك.

. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح٢٨ باب ٢٢٣ ص٩( الوسائل: ج?)1196

إذا كنتففي صحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(: حالال فقتلت الصــيد في الحــل مــا بين البريــد والحــرم، فــإن عليــكــدقت ــه تص ــه أو جرحت ــرت قرن ــه أو كس ــإن فقئت عين ــزاءه، ف ج

. (1)بصدقة وفى خــبر الخــازني، ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن

أنــك إذا كنتالمحرم إذا اضــطر إلى الميتــة، إلى أن قــال: وذكــر: حالال وقتلت الصيد ما بين البريد والحـرم، فــإن عليــك جــزاءه، فــإن

، فــإن(2)فقئت عينه أو كســرت قرنــه، أو جرحتــه تصــدقت بصــدقةالصدقة مطلقة محمولة على ما تقدم.

وفي خبر أبي بصــير، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: ، قــال:يجب عليــه الفــداءسألته عن محرم كسر قرن ظبي، قال:

فإن كســر يــده ولم يــرعقلت: فإن كسر يده، قال )عليه السالم(: . (3)فعليه دم شاة

فــإن الفــداء يحمــل على الربــع، كمــا ذكــر في خــبره المتقــدم،والشاة تحمل على ما لم يره، كما تقدم.

ــذكورة ومما ذكرنا ظهر وجه المناقشة في كثير من األقوال المفي المقام، كما ظهر وجه الجمع بين الروايات.

. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٣٢ باب ٢٢٨ ص٩( الوسائل: ج?)1 ح٣٢ بــاب ٢٢٨، وص ١٢ من أبواب كفارات الصيد ح٤٣ باب ٢٤٠ ص٩( الوسائل: ج?)2٢ .. 4 من أبواب كفارات الصيد ح٢٨ باب ٢٢٣ ص٩( الوسائل: ج?)3

197

لو اشترك جماعة في قتل صيد، ضمن كل واحد(:٣١)مسألة منهم فداء، إجماعا محققــا ومنقــوال، وقــد نقــل المســتند والجــواهر اإلجماع المستفيض نقله فيــه وفي الحـدائق، وعن المـدارك وغــيره

اإلجماع عليه، ويدل على الحكم مستفيض الروايات: كصحيح عبد الرحمــان، ســألت أبــا الحســن )عليــه الســالم( عن رجلين أصابا صيدا وهما محرمان، الجزاء بينهمــا أم على كــل واحــد

،ال، بل عليهما أن يجزى كل واحد منهمــا الصـيدمنهما جزاء، قال: إذاقلت: إن بعض أصحابنا سألني عن ذلك فلم أدر ما عليه، فقال:

أصــبتم بمثــل هــذا فلم تــدروا فعليكم باالحتيــاط حــتى تســألوا عنــه. (1)فتعلموا

أقول: المراد االحتياط عن الجواب. ــالم(، في ــا السـ ــدهما )عليهمـ ــير، عن أحـ ــحيح زرارة وبكـ وصـ

. (2)على كل واحد منهما الفداءمحرمين أصابا صيدا، فقال: وصــحيح ضــريس، قــال: ســألت أبــا جعفــر )عليــه الســالم( عن رجلين محرمين رميا صيدا فأصــاب أحــدهما، قــال )عليــه الســالم(:

على كل واحد منهما الفداء(3) . ولعل المراد إصابة أحــدهما إصــابة شــديدة دون اآلخــر، أمــا أن يكون المراد أن الرمي دون اإلصابة يوجب الفدية، فهو خالف ظاهر

األدلة. إلى غيرها من الروايات، ومثلــه لــو اشــتركوا في األكــل، ويــدل

عليه جملة من األدلة قبل اإلجماع المحقق.

. ٦ من أبواب كفارات الصيد ح١٨ باب ٢١٠ ص٩( الوسائل: ج?)1. 7 من أبواب كفارات الصيد ح١٨ باب ٢١٠ ص٩( الوسائل: ج?)2. 1 من أبواب كفارات الصيد ح20 باب 212 ص٩( الوسائل: ج?)3

198

مثل ما رواه معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( إذا اجتمع قوم على صيد وهم محرمــون، في صــيده أو أكلــواقال:

ــد منهم قيمته ــل واح ــه، فعلى ك ــة(1)من ــزاء بقرين ــه الج ــراد ب ، المالروايات االخر.

وما رواه أبو بصير، كما في كتب المشايخ الثالثة: سألت أبا عبدــه، الله )عليه السالم( عن قوم محرمين اشتروا صيدا فاشــتركوا في فقالت رفيقة لهم: اجعلوا لي فيه بدرهم، فجعلوا لهــا، فقــال )عليــه

. (2)على كل إنسان منهم فداءالسالم(: . (3)شاةوفي محكى الفقيه والتهذيب:

ــه ورواية الطاطري، قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: صيد أكل عليهم شاة شــاة، وليس على الــذي ذبحــه إالقوم محرمون، قال:

. (4)شاةإلى غيرها من الروايات.

ثم الظاهر تبعا لغير واحد كالعالمة والشــهيدين وغــيرهم، أنــه الــرمين والمحلين والمختلفين، ــذكور بين المحـ فـــرق في الحكم المـ

فليزم كال منهم حكمة لو كان منفردا. ــداء قال في الجواهر: فيجتمع على المحرم منهم في الحرم الف والقيمة، وعلى المحل القيمة، ولــو اشــتركا فيــه في الحــل لم يكن

.(5)على المحل شيء وعلى المحرم الفداء ونسب إلى ظاهر من ذكرنــا ســيما العالمــة في المنتهی، أنــه ال

خالف فيه

. ١ من أبواب كفارات الصيد ح١٨ باب ٢٠٩ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٥ من أبواب كفارات الصيد ح١٨ باب ٢١٠ ص٩( الوسائل: ج?)2ــذيب: ج?)3 ــ٥( الته ــاب ٣٥١ ص ــه٢٥ الب ــرم وتعدي ــأ المح ــارة عن خط ــاب الكف من ب

الشروط. . ٨ من أبواب كفارات الصيد ح١٨ باب ٢١١ ص٩( الوسائل: ج?)4. ٢٦٨ ص٢٠( الجواهر: ج?)5

199

بيننا إال من الشيخ في التهذيب في المحل والمحرم إذا اشــتركا. (1)في صيد حرمي الفداء كامال، وعلى المحل نصف الفداء

أقول: كأن الشيخ اســتند إلى خــبر إســماعيل بن أبي زيــاد، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، عن أبيه )عليه السالم(: كان يقول في

على المحــرم الفــداء كــامال، وعلىمحرم ومحل قتال صيدا، فقــال: . المحل نصف الفداء

وحيث قد عرفت أن الفداء يطلق على القيمــة، بــل هــو األصــل في الفــداء، ألنــه جعــل ممــاثال للصــيد، كــان ال بــد من حمــل الخــبر المذكور على إرادة القيمة من نصف الفداء، وذلك بقرينة أن نصف الفداء بمعنى الشاة غير معــروف فكيــف يصــنع بنصــفه اآلخــر، وإن

أمكن بيعه أو أكله. ويؤيد ما ذكرناه ما رواه الــدعائم، عن الصــادق )عليــه الســالم(

في الصــيد تصــيبه الجماعــة على كــل واحــد منهم الجــزاءأنه قال: ، فإن الظاهره أن كل واحد يعمل بتكليف نفسه. (2)منفردا

ثم الظاهر إنه ال فرق في االشتراك بين أن يكون بنسبة واحــدة في القتل واألكل، أو بنسب مختلفــة مثال، كمــا إذا رمى اثنــان ظبيــا أصاب أحدهما رجله وهو ال يقتل، والثاني قلبه وهــو يقتــل، وكــذا إذاــد، أكل أحدهما مقدار مد من لحم الصيد وأكل اآلخر مقدار نصف م

وذلك إلطالق الدليل مع تعارف االختالف. والظاهر في الحكم من جهة القتل الدفعة العرفيــة ال التعــاقب، فإذا رماه أحدهما فكسر رجله فهرب، فرآه آخر فأخذه وذبحه بدون التواطي بينهما كان على األول جــزاء الكســر، وعلى الثــاني الفــداء

الكامل، وذلك ألن نص الكسر شامل ألوليهما،

. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٢١ باب ٢١٢ ص٩( الوسائل: ج?)1 في ذكر جزاء الصيد يصيبه المحرم. ١٩ سطر ٣٠٨ ح١( الدعائم: ج?)2

200

وال يشمله نصوص المقام. وهل األكل الموجب للفداء الكامل هو األكل مرة أو ولو مــرات، كما لو أخذ حصــته من الصــيد وأكلــه ظهــرا وليال، مقتضــى القاعــدة تعــدد المســبب بتعــدد الســبب، فــإن المنصــرف من دليــل الكفــارة

الواحدة وحدة األكل.وال فرق بين الصيد باآللة أو الكلب أو سائر الوسائل للمناط.

كما ال فرق في األكــل بين أكــل مــا هــو حــرام من المــذبوح، أوحالل، وبين األكل والشرب من دمه مثال، لإلطالق والمناط.

وال فرق في وجــوب األكـل للكفــارة بين أن يبقى في معدتــه أويستفرغه لإلطالق.

201

لو كــان محرمــا في الحــرم فصــاد طــيرا فقتلــه(:٣٢)مسألة بضربه على األرض، كان عليه دم وقيمتان، إحداهما للحرم واألخرى الستصغاره، كما عن النهاية والمبسوط والسرائر والجامع والقواعد

والوسيلة والمهذب والنافع وغيرهم، وكذا في الشرائع. واألصل فيه خبر معاويــة بن عمــار، قــال ســمعت أبــا عبــد اللــه )عليه السالم( يقول: في محرم اصطاد طيرا في الحرم فضرب بــه

ــالم(: ــه الس ــال )علي ــه، ق ــةاألرض فقتل ــات، قيم ــه ثالث قيم علي.(1)إلحرامه، وقيمة لقتله، وقيمة الستصغاره إياه

وهــذا الخــبر مجبــور بالشــهرة المحققــة، بــل عــدم الخالف في الحكم كما في الجواهر، وإن أشكل فيه المدارك استضعافا للخــبر، والظاهر أن المراد بالقيمة بالنسبة إلى اإلحرام الــدم، بالنســبة إلى ما فيه الدم، وقد تقدم أنه يعــبر بالقيمــة عن الــدم، ولــذا عــبر غــير

قيمــةواحد من الفقهاء بالدم وقيمتين، فــإن قولــه )عليــه السـالم( ــدم منإلحرامه ــاف في إرادة ال ــر ك ــات األخ ــة الرواي ــع قريني ، م

القيمة، ولعل وجه التعبير بالقيمة ليشــمل جــزاء مــا فيــه الــدم ومــاليس فيه دم.

إذ قد تقدم أن الطير األصغر من الحمام ليس فيه الدم، بخالفما يشبه الحمام واألكبر منه. ــه ضــمير راجــع إلى الطــير، ال إلىاستصــغارهثم الظــاهر أن

الحرم، فيشمل المحرم في الحل والمحل في الحــرم، فكلمــا كــان الطير محترما كان استصغاره موجبا للفداء، وإذا ضربه على األرض فلم يقتل كان عليه ثمن استصغاره لوجود العلة، وهل المناط قصــد

االستصغار، فإذا ضرب به األرض ألمر آخر كالخوف

. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٤٥ باب ٢٤٢ ص٩( الوسائل: ج?)1202

ممن يراه وقد صاد تخليصا لنفسه وفرارا عن تبعته، أو المنــاطضربه األرض، الظاهر األول.

وعليه فإذا ضرب بــه الحائــط، أو ضــرب شــيئا عليــه، أو ســحقه بحذائه كان له ذلك الحكم، ولو ضرب به األرض بعد القتل فالظـاهر

أن الحكم موجود لوجود العلة. وهل يتعلق الحكم إلى غير الطير، غير بعيد، لفهم العرف وحدة

المناط، فإشكال الجواهر فيه ال وجه له. ثم إن المحكي عن األكــثر التعزيــر مــع ذلــك، وهــو مقتضــى القاعدة، ألنه في كل معصية، باإلضافة إلى خبر حمــران، قــال ألبي جعفر )عليه السالم(: محــرم قتــل طــيرا فيمــا بين الصــفا والمــروة

، قال: قلت:عليه الفداء والجزاء ويعزرعمدا، قال )عليه السالم(: عليه الفداء والجزاء ويضرب دونفإن قتله في الكعبة عمدا، قال:

. (1)الحد، ويقال للناس كي ينكل غيره ثم إن مقتضــى المســألة الســابقة أنــه لــو اشــترك جماعــة في الضـــرب على األرض لطـــير واحـــد، كـــان على كـــل واحـــد جـــزاء استصغاره، ولو ألجأ الطير إلى الفرار فضرب نفسه بحائط أو نحوه فمـــات، لم يكن عليـــه جـــزاء االستصـــغار لالنصـــراف، فال شـــيء

النصراف النص عن مثله.

. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح٤٤ باب ٢٤١ ص٩( الوسائل: ج?)1203

لو رمى الصيد وهو حالل، فأصابه وقد أحرم، لم(:٣٣)مسألة يضمنه، كما أفتى به الشرائع وغيره، وفي الجــواهر بال خالف أجــده بين من تعرض له وال إشكال، وذلك ألنه فعله حــال الحــل، واألصــل عدم الضمان، فهو مثــل مــا لــو رمى طــائرا بــدون قصــد اســتمالكه فأخذه إنسان ثم أصابه الرمي فإنه لم يضمن، وإن ملكه الغير قبــل اإلصابة، وكذا لو رمى كافرا حربيا فأسلم ثم أصابه الرمي، وسيأتى

تفصيل هذه المسألة في كتاب القصاص. نعم لو قدر على رد الرمية وجب عليه الضمان، ألنــه يعــد فعلــه

حال إحرامه وحال إسالم الكافر. نعم في رمي الصيد ثم ملكه غيره قبــل اإلصــابة يشــكل القــول

بضمانه، ألنه فعل ذلك حالال ولم يدل دليل على انقالب الحكم. ولو انعكست المسألة فرماه محرما فأحل قبل الوصول أشــكل الضمان، ألنه قتله في حال كونه حالال، وال دليــل على حرمــة مجــرد

الرمي حال اإلحرام.

204

أفــتى جمــع من األصــحاب كالشــيخ والمحقــق(:٣٤)مســألة وجماعة ممن تبعهما بأن من شرب لبن ظبية في الحرم وهو محرم لزمه دم شاه وقيمة اللبن، وأشكل في المــدارك في الحكم بأنــه ال مستند له، إال رواية يزيد بن عبد الملك، عن الصادق )عليه الســالم( في رجل مر وهو محــرم في الحــرم فأخــذ ظبيــة فاحتلبهــا وشــرب

.(1)عليه دم وجزاؤه في الحرملبنها، قال: ــول أو ــو مجه ــة وه ــالح بن عقب ــة ص ــق الرواي ــال: وفي طري ق مطعون، وحيث تسقط الرواية فــالالزم إعطــاء القيمــة ألنــه ممــا ال

نص فيه، وفيه القيمة. ــة وهى تجعلهــا أقول: يرد عليه أوال: بأن المشهور عملوا بالرواي

حجة. وثانيا: بأن الحكم على وفق القاعدة، فقد استدل له في محكي التذكرة بأنه شرب ما ال يحل له شربه، إذ اللبن كــالجزء من الصــيدــول فكان ممنوعا منه، فيكون أكال لما ال يحل له أكله، فيدخل في ق

إلى أن قال: من نتف إبطهالباقر )عليه السالم(: أو أكــل طعامــا ال ينبغي له أكله وهو محرم، ففعل ذلك ناسيا أو جــاهال فليس عليــه

، فإن منــاط األكــل موجــودشيء، ومن فعله متعمدا فعليه دم شاةفي الشرب أيضا بال إشكال، لفهم العرف وحدة المالك فيهما.

هــذا بالنســبة إلى الشــاة، وأمــا بالنســبة إلى القيمــة فألن اللبنجزء الصيد، فكان عليه قيمته.

ومنه يعلم أن إشكال الجواهر في استدالل العالمــة محــل منــع، هذا باإلضافة إلى أن ظاهر المحكي عن الحلي العمل بالرواية، وهو مؤيد لحجيتهــا ألنــه ال يعمــل إال بــالخبر الحجــة، ولــذا عمــل بــالحكم

الحدائق وغيره.

. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٥٤ باب ٢٤٩ ص٩( الوسائل: ص?)1205

نعم ينبغي الكالم في جملة من الفروع، مثــل أنــه هــل ينســحب الحكم إلى البقــرة وحمــار الــوحش وغيرهمــا، احتمــاالن، وإن كــان

الظاهر وحدة المالك. وهل ينسحب الحكم إلى مــا لــو شــرب بــدون االحتالب، ال يبعــد ذلك، إذ المنصرف أن الجزاء ألجل الشرب، وعليه فلو حلبهــا بــدون

شرب، بل أشربه طفل الغزالة فال كفارة عليه.ــدون ولو كان محرما بدون كونه في الحرم، أو كان في الحرم ب اإلحرام، كــانت عليــه كفــارة واحــدة، كمــا ذهب إليــه بعض، لظهــور

النص والفتوى أن الحكم بالجمع لمكان اإلحرام والحرم. أما لو حلب فــأتلف اللبن فلم يبعـد وجــوب الكفــارة عليــه، ولــو

حلب فشربه غيره كانت الكفارة على الغير ال على الحالب. واألحكام المذكورة وإن كان بعضها مورد التأمل، إال أن األقــرب

ما ذكرناه، خصوصا وأن الكفارة موافقة لالحتياط. ــوان حــرام اللحم جهال أو استســهاال أو وأمــا لــو شــرب لبن حي غفلــة، فهـــل ينســحب الحكم إليـــه، األصـــل الـــبراءة، واالحتيـــاط

االنسحاب، وإن كان األول غير بعيد.

206

تقــدم أن موجبــات الضــمان ثالثــة، وقــد ســبق(:٣٥)مســألة الكالم في المباشرة، والكالم اآلن في الصــيد، فقــد اختلفــوا في أن اإلنسان لو كان معه صيد فأحرم، هل يخرج الصــيد عن ملكــه، كمــاــل عن صرح به الشيخ والمحقق والعالمة وغيرهم، بل عن األكــثر، ب

جواهر القاضي ومنتهى العالمة وغيرهما اإلجماع عليه.ــا عن ــه إرســاله، كم ــل يحب علي ــه، ب ــه ال يخــرج عن ملك أو أنــأخرين اإلسكافي والشيخ في بعض كتبه، وتبعهما غير واحد من المت

منهم المستند. وهذا هو الظــاهر، لألصــل واالستصــحاب، بعــد عــدم تماميــة مــا

استدل به للقول األول، فإنهم استدلوا لذلك بأمور: ــه األول: إنه كما ال يملك الصيد ابتداء ال يملكه استدامة، وفيه إن

ال دليل على المالزمة المذكورة. ــر﴿الثاني: قوله تعالی: يد الب م عليكم صــ ــه: إن(1)﴾وحر ، وفي

ــداء ال ــا االبت ــافة إلى أن ظاهره ــا، باإلض ــة ليس ذات ــيد في اآلي الصاالستمرار.

الثالث: إنه لــو كــان باقيــا في ملكــه، جــاز لــه أن يتصــرف فيــه تصرف المالك في أمالكهم، والحــال أنــه يجب عليــه إطالقــه، لخــبر

ال يحرم أحد ومعهأبي سعيد المكاري، عن الصادق )عليه السالم(: شيء من الصيد حتى يخرجــه عن ملكــه، فــإن أدخلــه الحــرم وجبــزم ــات ل ــدخل الحــرم وم ــل حــتى ي ــإن لم يفع ــه، ف ــه أن يخلي علي

. (2)الفداء ويؤيده حسنة بكير بن أعين، سألت أبــا جعفــر )عليــه الســالم(، عن رجل أصاب ظبيا فأدخله الحرم فمات الظبي في الحرم، فقــال

إن )عليه السالم(:

. ٩٦( سورة المائدة: اآلية ?)1. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح٣٤ باب ٢٣ ص٩( الوسائل: ج?)2

207

ــكه كان حين أدخله الحرم خلى سبيله فال شيء عليه، فإن أمس. (1)حتى مات فعليه الفداء

وخبر الدعائم، عن الصادق )عليه السالم(، أنــه ســئل عن رجــل الدخل إلى الحرم ومعه صيد أله أن يخرج به، قال )عليه السالم(:

، ولذا اشــتهر بينهم وجــوب(2)قد حرم عليه إمساكه إذا دخل الحرمإرساله، بل عن الغنية اإلجماع عليه.

وفيه: إن غاية ما تدل عليه الروايات وجوب اإلرســال، وال تالزم بين األمرين، خصوصا بعد ما يــأتي في مســألة االضــطرار إلى أكــل واحد من الميتة أو الصيد المصرحة بأولويـة أكـل الصـيد، ألنـه مالـه

بخالف الميتة. قال في الجواهر: وتظهر الفائدة فيما لو أخذه آخذ وجنى عليه،

.(3)فعلى المختار من أنه ليس ملكا له، ال ضمان بخالف القول اآلخرأقول: ويظهر أيضا في بيعه وسائر العقود عليه.

ولو مات الصيد تحت يده ضمن على قول من يــرى زوال ملكــه عنه، كما صرح به غير واحــد، قــالوا لكونــه مضــمون بالــدخول تحتــه اليــد العاديــة فكــان كالمغصــوب، بــل عن منتهى العالمــة أن علي

اإلجماع منا، ومن القائلين بوجوب اإلرسال. أقول: اإلجماع غير محقق، والعلة المذكورة غير تامة، ألن كونه مضمونا أول الكالم، وعليه فاألصل البراءة عن الضــمان إذا لم يكن سببا للتلف، وعلى هذا فالالزم االقتصار على موضع النص، وهـو مــا إذا كان موته في الحــرم، كمــا يــدل عليــه الخــبران الســابقان، لكن

االحتياط في الضمان مطلقا.

. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح٣٦ باب ٢٣١ ص٩( الوسائل: ج?)1. ١٢ ذكر دخول الحرم والعمل فيه، سطر ٣١١ ص١( الدعائم: ج?)2. ٢٧٥ ص٢( الجواهر: ج?)3

208

أمــا دعــوى الجــواهر اإلجمــاع على الضــمان مطلقــا، ففيــه إنــه مخدوش صغرى وكــبری، كيــف وظــاهر المســتند وغــيره اختصــاص

الضمان بالموت في الحرم. ثم لو قتله أحــد في الحــرم، فهــل على الصــائد الفــداء، أو علىــراف النص إلى ــبرين، ومن انص ــاالن، من إطالق الخ ــل، احتم القات كــون موتــه حتــف أنفــه ال بســبب يضــمنه، وإال لــزم أن يكــون على

الصائد فداءان إن أماته الصائد بنفسه فتأمل. ولو لم يمكنــه إرســاله ومــات فهــل ال يضــمن، كمــا اعــترف بــه جماعــة، بــل في الجــواهر ال أجــد فيــه خالفــا كمــا اعــترف بــه فيــد ــذكرة أح ــه الت ــا جعل ــمن، كم ــراف النص، أو يض ــاض، النص الري

الوجهين، واحتاط استحبابا في الجواهر. احتماالن، األقرب الضمان، خصوصــا إذا كــان عالمــا عامــدا في

إدخاله الحرم، فإن انصراف النص ال وجه له. ولــو لم يرســله حــتى أحــل فال شــيء عليــه، سـواء كــان أدخلـه الحرم أو ال، ألن القول بشيء عليه إنما هو من انسحاب الحكم من

موضوع إلى موضوع آخر. نعم إذا صاد من صيد الحرم، لزمه أحكام صيد الحرم.

ــرا، ولو لم يرسله هو بعد دخوله الحرم، وإنما أرسله مرسله قهــود في النص أو انفلت الصيد لم يكن عليه شيء، إذ اإلرسال الموج

والفتوى طريقي. ولو أدخلــه الحــرم فعــدى عليــه أو على آخــر فقتلــه لم يضــمنه، لدخوله في قتــل المــؤذي، وقــد تقــدم في محرمــات اإلحــرام عــدم

البأس بقتل المؤذي. ولو أدخله الحرم ثم أخرجه، فعن المسالك وجــوب إعادتــه إليــه للرواية، ونوقش بمنع كونه من صيد الحرم بمجرد اإلدخال وهي في

محلها. ولــو كــان الصــيد بيــده وديعــة أو عاريــة، فالظــاهر عــدم جــواز

إرساله، النصراف النص والفتوى إلى ما ليس بملك آلخر،

209

واألحوط دفعه إلى مالكه أو وليه العام أو الخاص. ــر، أما قول المسالك: فإن تعذر أرسله وضمن، فال يخلو من نظ

قاله في الجواهر، وهو في محله. ولو كان اإلرسـال ضـررا على الصـيد، كـأن يفترسـه حيــوان، أو على نفسه ألنه يحرسه مثال كالفهد، أو على غيره ألنه يفترسه مثال،

لم يجز إرساله، النصراف النص والفتوى عن ذلك.ومثله لو كان يموت جوعا وما أشبه كالفراخ ونحوه.

ثم إنه لو كان الصيد نائيا عنه لم يزل ملكه عنــه، بال إشــكال والــا صــرح خالف، ولم يجب األمر بإرساله، وفي المستند بال خالف كم به جماعة، ويدل عليه باإلضافة إلى األصــل بعــد انصــراف الروايــات السابقة عن ذلك، صحيح جميل، سأل الصــادق )عليــه الســالم( عن الصيد يكون عند الرجل من الــوحش في أهلــه أو من الطــير يحــرم

. (1)وما به بأس ال يضرهوهو في منزله، قال )عليه السالم(: وصحيح ابن مسلم، سأله )عليه السالم( أيضا، عن الرجل يحرم

الوعنده في أهله صيد إما وحش وإما طير، قــال )عليــه الســالم(: . (2)بأس

وإطالق النص شامل لما إذا كان أهله عنــده، كمــا إذا كــان بيتــه قريب الميقات فأحرم ومر على بيتــه، أو أحــرم في بيتــه الــذي هــو

الميقات، والروايات السابقة منصرفة عنه. ثم الظاهر أنه يصح له إجراء العقود على الصيد الذي في بيتــه، أو في ملكه في حالة اإلحرام وفي الحرم، إلطالق أدلــة العقــود من

دون دليل ينافيه، وقد

. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٣٤ باب ٢٢٩ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٤ من أبواب كفارات الصيد ح٣٤ باب ٢٣٠ ص٩( الوسائل: ج?)2

210

صــرح بــذلك المنتهى والتحريــر والمســالك وغــيرهم في محكيكالمهم.

وكذلك يجوز له أمــره بقتلــه وذبحــه لألصــل بعـد انصــراف أدلــة المنع عن مثل ذلك، بل ال يبعد وجود السيرة، فإن أصــحاب الطيــورــادتهم الذين أكلهم منه إذا سافروا ذبح أهلهم الطيور وأكلوه على عــذلك ــور، وك ــة أصــحاب الطي ــك بموافق ــون ذل الســابقة، وهم يفعل بالنسبة إلى أكلهم لبيض الطيور واحتالب الوحش كالغزال، إلى غير

ذلك ولم ينقل من أحد انكار ذلك. قال في الجواهر: وكما ال يمنع اإلحرام اســتدامة ملــك البعيــد ال يمنع ابتداؤه، أي للبعيد، فلو اشترى صــيدا أو اتهبــه أو ورثــه، انتقــل إلى ملكه أيضا، ولعلــه لألصـل وإطالق األدلــة، لكن عن بعض المنــع

، انتهی. (1)في األول، وعن ظاهر الشيخ المنع في الثاني. (2)لكن في المستند أن األكثر قالوا بعدم دخوله في ملكه

أقول: الظاهر جــواز االنتقــال مطلقــا، وذلــك لألصــل بعــد عــدمشمول األدلة للبعيد.

استدل القائلون بالمنع بأمور: األول: المالك، لوحــدة حكم البعيــد والقــريب، وفيــه عــدم العلم بالمالك، بل يعرف من مسألة عدم انطالق صــيده البعيــد عن ملكــه

بمجرد إحرامه، عدم المالك. م عليكم صيد البر﴿الثاني: اآلية الكريمة: ــه: إن(3)﴾وحر ، وفي

ــالی: ــ ــه تع ــ ــة قول ــ ــدر بقرين ــ ــة المص ــ ــاهر اآلي ــ و إذا حللتم﴿ظ. (4)﴾فاصطادوا

. 277 ص20( الجواهر: ج?)1. 1 السطر 302 ص2( المستند: ج?)2. 96( سورة المائدة: اآلية ?)3. 2( سورة المائدة: اآلية ?)4

211

الثــالث: بعض الروايــات، مثــل روايــة أبي الربيــع، عن الصــادق )عليه السالم(، سأله عن رجل خرج إلى مكة وله في منزلــه حمــام

فلينظــر أهلــهطيارة فألفها طير من الصيد وكان مع حمامه، قــال: في المقدار، أي في الوقت، الذي يظنون أنه أحــرم، يحــرم فيــه وال يعرضون لذلك الطير وال يفزعونه ويطعمونه حتى يوم النحر، ويحل

. (1)صاحبه من إحرامه من اشــترى بيض نعامــة لرجــل محــرم فعلىوصحيحة الحذاء:

. (2)الذي اشتراه فداء إن قوما محرمين اشتروا صيدا على كلوفي رواية أبي بصير:

. (3)إنسان منهم فداء وبعض الروايات الســابقة الدالــة على أن على المشــتركين في شراء الصيد الكفارة، مع أن الغــالب أن بعضــهم يتــولى االشــتراء ال

كلهم.ــة على ــع محمولـ ــة أبي الربيـ ــا ال يخفی، فروايـ ــل مـ وفي الكـــرمين االستحباب، بقرينة ما فيه من حكم األهل مع أنهم ليسوا بمح وال يرتبط الصيد بهم، ومن األمر بإطعامه مع أن إطعام الصيد ليس

بالزم، هذا باإلضافة إلى ضعف سنده.ــدهم والروايات األخر ظاهرة في كون اشترائهم للصيد لطير عنــو ــال ه ــإطالق صــحة االنتق ــالقول ب ــه ف ــد عنهم، وعلي ال لطــير بعي المتعين، خصوصا والسيرة جارية باإلرث لكثرة من يموت أقرباؤهم ويورثونــه الحمــام ونحــوه، ولم يعلم من أحــد القــول بأنــه ال ينتقــل

الطير إلى الحاج.

. 2 من أبواب كفارات الصيد ح34 باب 229 ص9( الوسائل: ج?)1 من24 البــاب 217 ص9، والوسائل: ج18 السطر 300 ص2( كما في المستند: ج?)2

، ولكن ذكره عن أبي عبيدة. 5أبواب كفارات الصيد ح. 5 من أبواب كفارات الصيد ح18 باب 210 ص9( الوسائل: ج?)3

212

ثم إنه لم ينقل من أحد خروج أجزاء الصــيد كجلــده أو لحمــه أو ما أشبه عن ملك اإلنسان عند إحرامه، فاألصل بقاؤه في ملكه بعد عدم شمول األدلة المتقدمــة على تقــدير داللتهــا على خــروج الكال،

والله العالم.

213

لو أمسك المحرم صــيدا وذبحــه محــرم آخــر أو(:36)مسألة محل آخر، وجب على الممســك الكفــارة بال إشــكال وال خالف، بــل عن الخالف والتذكرة اإلجماع على كفارتين إذا كانــا محــرمين، وفي

المستند اإلجماع عليه ظاهرا. قال في الجواهر: ألولويته من الضمان بالداللة والمشــاركة في

الرمي بدون إصابة. ولو كانا في الحرم تضاعف الفداء بال إشكال، وأرسله غير واحد إرسال المسلمات، وذلــك لقاعــدة الكفــارة والقيمــة في الــذبح في الحــرم، لكن ذلــك مــا لم يبلــغ بدنــة، لمــا تقــدم من أن الكفــارة إذا

وصلت إلى البدنة لم يكن فيها تضاعف. ولو كانا في الحرم، لكن أحدهما كان محال، تضاعف الفداء على المحرم ال المحل، ألن المحل ليس عليه إال كفارة الحرم فقط، ولو أمسك الطير محــل في الحــل فذبحــه محــرم في الحــل، كــان على المحرم كفارة واحــدة إلحرامــه، وال شــيء على المحــل إال التعزيــر

إلنه إعانة على اإلثم.ــك ولو نقل المحل في الحرم بيضا من موضعه ففسد بسبب ذل

ضمنه، كما صرح به الشرايع ونقله الجواهر عن غير واحد. وكذا إذا أطار األم الحاضـن لـه ففسـد، أو سـبب إفسـاده بـأمر آخــر، وذلــك ألن أخبــار الكســر تشـمله بالمنــاط، بــل عن المسـالك األقوى الضمان ما لم يتحقق خروج الفــرخ منــه ســليما، فلــو جهــلــا الحال ضمنه أيضا، وهو المحكي عن ظار الدروس، وكأنه لمناط م

تقدم فيمن رمى صيدا فأصابه فغاب فلم يعرف حاله. لكن ال يبعد أن يكون الحكم احتياطا، ألن المنــاط غــير مقطــوع

به. ولو أحضن البيض طيرا أو وسيلة آليــة فخــرج الفــرخ ســليما لم يضــمنه كمــا في الشــرائع، وفي الجــواهر إنــه صــرح بــه غــير واحــد

لألصل.

214

أما إذا كسره فخــرج فاســدا فلم يبعــد ضــمانه، إذ إطالق أخبــارالكسر يشمله.

ولو عمل األعمال المذكورة محرم في الحل كان الحكم كذلك. ولو عملها محرم في الحرم كــان الجــزاء كمــا ســبق في أخبــار

البيض من الكسر واإلفساد.ــان ضــامنا، ولو حضن البيض طائرا آخر فلما خرج الفرخ قتله ك

ألنه هو السبب فيضمنه.ولو ترك البيض األم لم يجب على المحرم حفظه لألصل.

ولو توجه حيــوان ألكـل الــبيض أو الطــير لم يجب على المحــرمطرد الموذي لألصل.

ولو كان البيض حراما، كان له كل أحكام الحالل، إلطالق األدلة،واحتمال انصراف األكل ونحوه إلى الحالل بدوي.

ــان فلو كان النعامة جاللة، أو كان بيض الغراب األسود فأكله، كعليه الضمان.

ولــو شــك في أن الــبيض للدجاجــة فيجــوز أكلــه أو الحمــام مثال فحص، فإن لم يأته الفحص بنتيجة جــاز كســره وأكلــه لألصــل، وإن

كان االحتياط الترك. والظاهر أن بيض الحيوان ال يكون حرامــا لكســر المحــرم إيــاه، وذلك لألصل، ولو قلنا إن الحيوان إذا ذبحه المحرم يكون ميتة، كما

تقدم الكالم في ذلك في بحث محرمات اإلحرام. ــة بال أما إذا أصطاد المحرم الحيوان فذبحه المحل فال يكون ميت إشكال، لألصل بعد عدم الدليل عليه، بل في الجواهر بال خالف فيه وال إشكال، بل هو موضع وفاق كما في المدارك، لألصــل والصــحاح

المستفيضة.ــه في ــه فعل ولو علم بأنه كسر البيض أو ذبح الحيوان أو يعلم أن حال كونه حالال له ذلك كما لو كان في حالة عدم اإلحرام وكان في الحل، أو أنــه في حــال كونــه حرامــا عليــه بــأن كــان محرمــا أو فيــريم أو ــي التح ــل يقتض ــالي وال أص ــإذا لم يكن علم إجم ــرم ف الح

الكفارة، كان األصل الحلية وبراءة ذمته.

215

تقدم الكالم في موجبين من موجبات الضــمان،(:٣٧)مسألة أما الموجب الثالث فهو الســبب، فلــو أغلــق على حمــام من حمــامــوا الحرم وفراخ وبيض، فال شك في ضمانه في الجملة، وإنما اختلف في أن نفس اإلغالق سبب ولو مع ســالمة الحمــام وفرخــه وبيضــه،ــا لم ــواهر: إن ــال الج ــدائق نســبته إلى الشــيخ، وإن ق ــا في الح كمــافع ــول من الن ــذا الق ــل ه ــذا نق ــه، وك ــق خالف ــل المحق ــه ب نتحقق

والتلخيص.أو أن اإلغالق المتعقب للهالك سبب، كما عن المشهور؟قوالن، مستند كل منهما الروايات الواردة في المقام.

ففي خبر يونس أو موثقه، سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن رجــل أغلــق بابــه على حمــام من حمــام الحــرم وفــراخ وبيض،

إن كان أغلــق عليهــا قبــل أن يحــرم، فــإن عليــه لكــل طــيرفقال: درهما، ولكل فرخ نصــف درهم، ولكــل بيضــة ربــع درهم، وإن كــان أغلق عليها بعد ما أحرم، فــإن عليــه لكــل طــائر شــاة، ولكــل فــرخ

. (1)حمال، وإن لم يكن تحرك فدرهم، وللبيض نصف درهم والصحيح عن إبراهيم بن عمر اليماني، وسليمان بن خالد، قال: قلنا ألبي عبد الله )عليه السالم(: رجل أغلق بابه على طائر، فقال:

إن كان أغلق الباب بعد ما أحرم فعليه شاة، وإن كان أغلق البــاب . (2)قبل أن يحرم فعليه ثمنه

في السؤال. فماتورواه الصدوق بزيادة: وصـحيح الحلـبي، عن أبي عبــد اللـه )عليـه السـالم(، في رجــل

أغلق باب

. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح١٦ باب ٢٠٧ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح١٦ باب ٢٠٧ ص٩( الوسائل: ج?)2

216

يتصدق بدرهم، أوبيت على طير من حمام الحرم فمات، قال: . (1)يطعم به حمام الحرم

وخبر الواسطي، قــال: ســألت أبــا الحســن )عليــه الســالم( عنــه ــال )علي ــرم، فق ــام الح ــام من حم ــاب على حم ــوا الب ــوم أغلق ق

عليهم قيمة كل طائر درهم يشترى به علفا لحمام الحرمالسالم(: (2) .

وروايــة الكيــدري في شــرح نهج البالغــة، عنــد قولــه في خطبــة الشقشقية: )فقام رجل من السواد فناولــه كتابــا فيــه مســائل( إلىــد أن قال، ومنها حج جماعة ونزلوا في دار من دور مكة وأغلق واح منهم باب الدار، وفي الدار حمامات فمتن من العطش قبل عودهم

ــه الســالم(: ــال )علي ــالجزاء على أيهم يجب، فق ــدار ف علىإلى ال. (3)الذي أغلق الباب ولم يخرج الحمامات ولم يضع لهن ماء

والظاهر أن قول المشهور هو األصح لقــوة التقييــد في روايــاتموت الحمام على اإلطالق في الرواية المطلقة.

ويؤيده ما تقدم من أن أخذ الصيد ليس فيــه كفــارة إذا أطلقــه، باإلضافة إلى وضوح أن الحجاج في الليالي الشتوية يغلقــون أبــواب الغـرف وفيهــا الحمــام أحيانــا، وال يخطــر ببــال أحــد من المتشـرعة

حرمة ذلك فضال عن الكفارة. ثم إنه ال فرق في كون الموت بسبب الجوع أو العطش أو الحر

أو البرد أو غير ذلك. ــاب، لم نعم لو مات الحمام لحضور أجله بدون مدخلية لغلق الب

يكن عليه

. ١ من أبواب كفارات الصيد ح١٦ باب ٢٠٧ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٢٢ باب ٢١٣ ص٩( الوسائل: ج?)2. ١ من أبواب كفارات الصيد ج١٥ الباب ١٢٨ ص٢( المستدرك: ج?)3

217

شيء، النصراف النص عن مثله. وكــذا لــو صــاده إنســان أو حيــوان، بحيث لم يكن لغلــق البــاب

مدخلية فيه. ولو لم يمت ولكنه مرض فعل حراما مــع العمــد، لكن ال كفــارة

عليه. وال فرق بين باب البيت أو بــاب القفص، كمــا ال فــرق بين غلــق الباب، أو فعل شيء ســبب عــدم خــروج الحمــام، كــا إذا ربــط عنــد

الحمام هرة فخاف منها فلم يخرج. ثم الظاهر أن الكفارة واجبة للمحــل في الحــرم، وللمحــرم في الحل، وتجتمعان على المحرم في الحرم، كما هو مقتضى القاعدة،

ولذا حمل الجواهر صحيح الحلبي ورواية الواسطي على المحل. كما أن الظــاهر أن الحكم ليس خاصــا بالحمــام، بــل عــام لكــل

صيد، ألن الحكم فيه على وفق القاعدة. والحكم كذلك لو كان الغلق سببا للموت ال من جهة منع الحمام

عن الخروج، بل من جهة عدم إمكان المطعم للحمام إلطعامه.

218

لو نفر حمام الحرم، فهل عليه شيء، قال جمــع(:٣٨)مسألة منهم الشـــيخان وابنـــاء بابويـــه والـــبراج وحمـــزة وإدريس وســـالر والفاضل وغيرهم إنه إن عاد الحمام فعليه شاة واحدة، وإن لم يعدــثر ــبته إلى أك ــام نس ــف اللث ــل عن كش ــاة، ب ــة ش ــل حمام فعن ك

األصحاب، وعن المسالك اشتهر بينهم حتى كاد يكون إجماعا. لكن عن التهــذيب في شــرح عبــارة المقنعــة المتضــمنة للحكم المزبور، قــال: ذكـر ذلـك علي بن الحسـين بن بابويــه في رسـالته،

، وكأنه لذا نسبه المحقق إلى القيل.(1)ولم أجد بذلك حديثا مسنداــع وعن ابن الجنيد ومن نفر طيور الحرم كان عليه لكل طائر رب

. (2)قيمته أقول: لم يثبت نص معتمد في الحكم، وإنما منتهى األمر ظــاهر

كالم الشيخ في التهذيب من أن به حديثا غير مسند. ــه الســالم(: ــال )علي ــرموالرضــوي، ق ــام الح ــرت حم وإن نف

ــير فرجعت فعليك في كلها شاة، وإن لم ترها رجعت فعليك لكل ط. (3)دم شاة

. (4)وفي الحدائق: إن علي بن الحسين أخذ هذا من الرضوي ولعل أنه مصدر الفتوی، حيث نســب هــذا القــول المــدارك إلى

المفيد، وإال فقد عرفت أن آخرين أيضا ذكروه. وكيف كان، فالحكم بذلك إنما هــو احتيــاط، لعــدم وجــدان خــبر صحيح بذلك، منتهى األمر أن عليــه روايــة ضــعيفة وشــهرة لم يعلم

وصولها إلى حد الجبر الموجب

. ١٣٠ في الكفارة ح٢٥ باب ٣٥٠ ص٥( التهذيب: ج?)1. ٢٨٨ ص١٥( كما في الحدائق: ج?)2. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٤٠ الباب ١٣٢ ص٢( المستدرك: ج?)3. ٢٨٨ ص١٥( الحدائق: ج?)4

219

للفتوى بذلك.وفي المقام فروع.

األول: ال فرق في التنفير أن يكــون بعمــد أم ال لإلطالق، كمــا ال فرق بين أن يكون بنفسه أو بآلة لذلك أيضــا، ويــراد بــالتنفير مــا إذا كان مع تحقــق النفــرة، أمــا إذا كــان بــدون تحققهــا لم يكن شــيء،

النصراف التنفير إلى ما كان مع النفرة. ــاني: هــل الحكم عــام لألهلي أم خــاص بالوحشــي، اإلطالق الث

يقتضي األول، واالنصراف الثاني، وال يبعد أن يكون الثاني أقرب. ــام، الثالث: هل الحكم عام لكل طير ولكل صيد أم خاص بالحمــون ــاط، لكن يك ــال المن ــاط في التعميم، الحتم ــاالت، واالحتي احتم بالنسبة إلى الصيد الذي ليس فيه شاة، مع عدم العــود مــا فيــه من

بدنة ونحوها، ومع العود كفارة أخرى مناسبة. الرابع: الظاهر أن المراد التنفــير من مكــان الحمــام إلى مكــان

بعيد في الجملة، كما هو العادة فيمن ينفر حماما. والمراد بالرجوع ما يسمى رجوعا، وان كــان إلى مكــان قــريب من محله، كما لو نفره من يمين الكعبة فــرجعت إلى يســارها، فمــا في الجواهر تبعا لغيره من استظهار كون التنفير والعود من الحــرم إليه، ال وجه له، ومنه يظهر منع إرادة التنفير من مكان من المسجد إلى مكان قريب آخر منه، ألنه خالف المنصرف من النص والفتوی.ــا الخامس: لو رجع الحمام ثم ذهب ولم يستقر، فهل يعد رجوع أم ال، احتمــاالن، كمــا أنــه لــو كــان في الهــواء يريــد الــنزول فنفــره

فذهب بعيدا فهل هو تنفير، احتماالن.

220

السادس: لو شك في العدد، فاألصل كونه أقــل، ولــو رجــع لكن بعد يوم وما أشبه، فالظاهر أنه داخل في الرجوع، فال يلزم الرجوع

فورا. الســابع: لــو اشــترك في التنفــير جماعــة، ففيــه احتمــاالن، منــارة، ومن المناط في اشتراك جماعة في القتل، فعلى كل واحد كف أن األصل عدم تعدد الكفــارة، فــإن السـبب الواحــد يقتضــي مسـببا واحــدا، واألول أقــرب، وعلى هــذا فلــو اشــترك في التنفــير جماعــةــل ــل، أو مختلفين فعلى ك ــرمين في الح ــرم، أو مح محلين في الح

حكمه. الثامن: لو كان التنفــير من مصــلحة الحمــام، كمــا لــو أن طــيرا جارحــا يريــد صــيده، فالظــاهر جــوازه وعــدم كفــارة على المنفــر،

النصراف األدلة عن مثله. ــان أو كفــارة واحــدة، ال التاسع: لو نفره فقتل، فهل عليه كفارت

يبعد األول لتعدد السبب. العاشر: الظاهر أنه لو كان السير يوجب التنفير كالطواف حول الكعبة أو ما أشبه ذلك، ولم يكن لإلنســان مجــال آخــر أو كــان فيــه حرج ونحوه، لم يكن على المنفر كفــارة، النصــراف النص والفتــوى

عن ذلك. وهل منه ما أوجب وساخة الدار مما كان في طرده النظافة، ال

يبعد ذلك، النصراف الدليل.أما إذا أغلق بابه حتى ال يدخل غرفته فليس ذلك من التنفير.

وفي المقام مسائل كثيرة نكتفي منها بهذا القدر.

221

إذا رمى اثنــان صــيدا فأصــاب أحــدهما وأخطــأ(:٣٩)مســألة اآلخر، فعلى كل واحد منهما فداء، قال في الحدائق على المشهور، وقال في الجواهر بال خالف أجده فيــه، بـل وال إشـكال عــدا مــا عنــق في بعض ــة والمحق ــيء على المخطئ، لكن العالم الحلي فال ش

كتبهما لم يذهبا إلى إطالق الفداء على المخطئ. ويدل عليــه صــحيح ضــريس بن أعين، ســألت أبــا جعفــر )عليــه

علىالسالم( عن رجلين محرمين رميا صيدا فأصابه أحدهما، قال: . (1)كل واحد منهما الفداء

وخبر إدريس بن عبد الله، سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن محرمين يرميان صيدا فأصــابه أحــدهما، الجــزاء بينهمــا أو على

عليهما جميعا، يفــدي كــل واحــد منهمــا علىكل واحد منهما، قال: . (2)حدة

ثم إنه لو تعدد الرماة فالظاهر تعدي الحكم إليهم جميعا. ولو كان محل في الحرم، ومحرم في الحل، كان على كل واحد

منهما حكمه. ولو كانا محرمين أو محلين في الحــرم، أو محــرمين في الحــل، فعلى كل كفارته، للمناط المستفاد من النص والفتــوی، فمــا جعلــه الحدائق أظهر من عــدم تعــدي الحكم إلى المحلين إذا رميــا الصــيد

في الحرم محل نظر. ولـو رمى الصـيد إنسـان واحـد فلم يصـبه، فهـل عليـه الكفـارةللمناط في المقام، أم ال لألصل، احتماالن، وإن كان الثاني أقرب.

ولو رميا صيدين هذا ظبيا وذاك ظبيا آخر مثال، فأصــاب أحــدهماظبيه، ولم

. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٢٠ باب ٢١٢ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٢٠ باب ٢١٢ ص٩( الوسائل: ج?)2

222

يصب اآلخر كان لكل منهما حكمه.ــر، أو أراد رمي ــفر فأصــاب األحم ــرامي رمي األص ــو أراد ال ول

الحمام فأصاب الغزال، كان المعتبر الصيد ال القصد. ولو رمى قاصدا الهواء، أو شيئا ال كفارة فيــه، فأصــاب مــا فيــه

الكفارة، وجبت عليه إلطالق أدلة الصيد.وسيأتي انسحاب حكم الكفارة إلى الجاهل وغيره.

ولو أصاب الــرمي لكن لم يــؤثر فيــه، احتمــل أنــه لم يكن على الرامي شيء، والظــاهر الوجــوب من جهــة منــاط الروايــتين، واللـه

العالم.

223

إذا أوقد جماعة نــارا فوقــع صــيد فيهــا لــزم كــل(:٤٠)مسألة واحد منهم فداء، إذا كان قصدهم من االيقاد االصــطياد، وإال لــزمهم فداء واحد، قال في الجواهر: بال خالف بين من تعــرض لــه كالشــيخ

.(1)والفاضلين والشهيدين وغيرهمــلمات، أقول: وهو الظاهر من إرسال غير واحد له إرسال المس واألصل في ذلك باإلضافة إلى أنه لو كان مع القصد كــان من قبيــل التعاون على صيد حيــوان ممـا تقـدم أنـه يـوجب الكفــارة على كـل واحد منهم، صحيح أبي والد الحناط قال: خرجنــا مــع ســتة نفــر من أصحابنا إلى مكة فأوقــدنا نــارا عظيمــة في بعض المنــازل أردنــا أن نطرح عليها لحما نكييــه وكنــا محــرمين، فمــر بنـا طـير صــاف مثـل حمامة أو شبهها فاحترق جناحاه فسقط في النــار فمــات فاغتممنــا لــذلك، فــدخلت على أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( بمكــة فأخبرتــه

ــكوسألته فقال: عليكم فداء واحد تشتركون فيه جميعا إن كان ذل منكم على غير تعمد، وإن كان ذلــك منكم تعمــدا ليقــع فيهــا الصــيد

، قال أبو والد: وكان ذلــك منــافوقعت، ألزمت كل رجل منكم شاة. (2)قبل أن ندخل الحرم

والظاهر أن الحكم ليس خاصا بإيقاد النــار، بــل يشــمل كــل مــاأوجب هالك الطائر، كما إذا هيئوا مادة مهلكة كالتيزاب للمناط.

كما أن الظاهر عــدم اختصـاص الحكم بــالطير، بــل يشــمل كـلــانوا محلين في ــو ك صيد، ولو كان هناك بيض ففسد بسبب النار، ول

الحرم أو محرمين في الحل، كان لكل

. ٢٨٦ ص٢٠( الجواهر: ج?)1. ١ من أبواب كفارات الصيد ح١٩ باب ٢١١ ص٩( الوسائل: ج?)2

224

حكمه، كما قــال بــذلك جمــع من األصــحاب الســتفادة ذلــك منــل في فحوى هذا الصحيح ونصوص التضمين بالداللة للمحرم والمح الحرم، فقول المدارك هو جيد مع القصد بــذلك إلى االصــطياد، أمــا بدونه فمشكل النتفاء النص كتعليق الحدائق عليــه بأنــه جيــد، محــل

منع. ولو قصد بعضهم دون اآلخر كان لكــل حكمــه، ســواء كــان غــير القاصد واحدا أو أكثر، وتساوي غير القاصد للقاصد ال بــأس بــه بعــد

داللة الدليل ولو بالمناط عليه. ولو لم يمت الصيد، كان مثل ذلك، كما إذا قطــع عضــوا منــه أو جرحه لشمول تلــك األدلــة لــه، ولــو شــك في أنــه مــات أم ال، كــان

حكمه حكم من رمى الغزال ثم غاب عنه لوحدة المناط. وال يشترط أن يكون السقوط وقت إيقــادهم بــل وإن كــان بعــد ذلك، كما إذا نــاموا فلمـا قــاموا رأوا سـقوط الصـيد في بقايـا النــار إلطالق لدليل، والحكم سار في الجراد أيضــا، ولــو رأوا حيوانــا ميتــا

فلم يعلموا أنه بسبب نارهم أم ال، فاألصل عدم الكفارة. ولو كان إيقاد النار معرضا لموت الصيد أو نقصه وجرحه أشكل

جوازه.

225

لو رمى صيدا فقتله أو جرحه أو اضطرب فقتــل(:٤١)مسألة أو جرح صـيدا آخــر أو أفسـد بيضــا، كـان عليــه جــزاء الجميــع، وفيــة، الجواهر أنه بال خالف وال إشكال، وذلك ألنه سبب اإلتالف كالداللــرم، أو محال في ــل أو في الح ــا في الح ــه محرم ــرق بين كون وال ف

الحرم، فعلى كل واحد منهم حكمه. وكذلك لو كــان يهــدم عمــارة، أو يقــوض خيمــة فســقطت على صيد فمات أو جرح، وكذا إذا لم يجرح المرمي ولم يقتل لكنه خاف

من الرمي ونحوه فاضطرب وقتل آخر.

226

الظاهر أن المحــرم يضــمن مــا أتلفــه دابتــه من(:٤٢)مسألة الصيد، سواء كان راكبا أو سائقا أو قائدا، أو تركها بدون تحفظ، أما

لو حفظها فهربت وأتلفت فليس بضامن. أما الضــمان في الصــور األربــع، فيــدل عليــه باإلضــافة إلى أنــه

السبب فيشمله ما دل على ضمان السبب، جملة من الروايات. كصحيح أبي الصباح الكناني، قال أبو عبد اللــه )عليــه الســالم(:

ما وطأته أو وطأه بعيرك أو دابتك وأنت محرم فعليك فداؤه(1) .ــدبا إذا وطــأهوصحيحة ابن عمار في المحرم: ما وطأت من ال

.(2)بعيرك فعليك فداؤه

مــا وطــأ بعــيرك وأنت محــرم فعليــكوفى صــحيحته األخــری: . (3)فداؤه

وأما ما روي عن النبي )صلى الله عليه وآله وســلم( من قولــه:العجماء جباريعني ما أتلفه فهو هدر، فقــد قيــل إنــه غــير معتمــد ،

السند وال واضح الداللة، وإطالق األدلة السابقة يشــمل مــا ذكرنــاه،باإلضافة إلى أن المقام أخص.

ــه تنكب ــا لم يمكن ــراد فيم ــه الج ــه صــورة قتل نعم يســتثنى من الطريق، لجملة من الروايات الواردة على عدم الضمان حينئذ، وأماــد ــربت وتلفت، فأصــالة عــدم الضــمان محكمــة بع ــا فه ــو حفظه ل انصراف األدلة المذكورة عنه، قال في الجواهر: ومنــه يظهــر عــدم

. (4)الضمان لو أتلفت الدابة بال تفريط من صاحبها ومما تقدم ظهر أنه ال فرق بين الدابة بكل أقسامها من بعير أو

فرس أو

. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح٥٣ باب ٢٤٩ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٥٣ باب ٢٤٩ ص٩( الوسائل: ج?)2. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٥٣ باب ٢٤٩ ص٩( الوسائل: ج?)3. ٢٨٨ ص٢٠( الجواهر: ج?)4

227

حمار أو غيرها، ســواء كــانت للركـوب أو للهـدي، أو كـان راعيــامثال يرعى األغنام وغيرها.

ومنه يظهر حال سيارات اليوم وسائر المواصالت. ولو كان راكبا وغيره يقود أو يسوق الدابة أو الســيارة فالظــاهرــبب ــه ليس بس ــراكب، ألن ــائق ال ال ــد والس ــمان على القائ أن الض

فاألصل عدم ضمانه. ولو سقطت الدابة فــأتلفت صــيدا فال ضــمان، كمــا عن المنتهى

وأفتى به المستند لألصل بعد انصرف األدلة السابقة عنه. والظاهر أن حكم المحرم في الحــل، والمحــل في الحــرم، ومــا إذا اجتمعــا مثــل ســائر المقامــات، وقــد نســبه الحــدائق إلى قطــع األصحاب، وذلك لما عرفت غير مرة من المنــاط، ولــو ضــرب طــير بنفسه على الدابة أو السيارة فمات أو جــرح لم يكن على اإلنســان

الضمان لألصل. ومثله لو ضرب بنفسه على اإلنسان أو الخيمة أو ما أشبه، وإن كان مقتضى ما تقدم من سقوط الطير في النار كون الكفارة على

اإلنسان، لكن المناط غير مقطوع به. ولو حاربت بقرة صائلة مثال دابة اإلنسان ممــا ســبب جرحهــا أو كسرها أو موتها لم يكن عليه شيء، لألصل بعد انصراف األدلــة عن

مثله. ولو اصطدمت سيارتان فمات بسبب ذلك الصيد الذي فيها كان

ضمانه على من سبب االصطدام. ولو كان مع اإلنسان دابة لغيره فأتلفت حيوانا كــان حالهــا دابــة اإلنسان نفسه في الضمان وعدمــه، لألدلــة الســابقة في المســتثنى

منه والمستثنی، والله العالم.

228

ــان(:٤٣)مسألة إذا أمسك المحرم أما فمات طفلها، سواء ك اإلمســاك في الحــل أو الحــرم، وســواء كــان الطفــل في الحــل أو الحرم، ضمن الطفل بال إشــكال، بــل وبال خالف كمــا في الجــواهر،

ألن الممسك صار سبب الهالك.ــو أمســك محرمــان أحــدهما األب واآلخــر األم، فصــار عــدم ول كونهمــا بجنب األطفــال ســببا لهالكهم، فهــل عليهمــا كفــارة واحــدة لوحدة السبب المقتضي لوحــدة المســبب، أو كفارتــان للمنــاط في قتل جماعة صيدا، وهذا هو األقرب، وال فرق في مــوت الطفــل بين أن يكون بسبب الجوع والعطش أو الصطياد هرة أو طــائر لــه حيث

لم يدافع عنه أبواه. نعم إذا كان القتل بسبب إنسان لم يكن لوجود أبويــه وعــدمهما

مدخل في قتله له، كان ضمان الطفل على القاتل. ثم إن المحل إذا مسك أما في الحــل فمــات طفلــه في الحــرم

كان الحكم كذلك، ألنه سبب قتل طفل محترم بالحرم. أما لو أمسك المحل في الحرم أما فمات طفله في الحل، فهل عليه الضمان لكون اإلتالف لسبب في الحــرم فصــار، كمــا لــو رمى من الحرم، ففي خبر مسمع، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، في

عليهرجل حل في الحرم رمى صيدا خارجا من الحرم فقتله، قال: ، أم ال لألصل بعد(1)الجزاء، ألن اآلفة جاءت الصيد من ناحية الحرم

كـون صـيد خـارج الحـرم ليس محترمــا، والتنظـير بالروايـة قيـاس، احتمــاالن، لكن األقــرب األول للعلــة المنصوصــة، ولــذا اختــار ثــاني

الشهيدين

. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٣٣ باب ٢٢٩ ص٩( الوسائل: ج?)1229

والجواهر الضمان. وال يخفى أنه لو كان الولد في الحرم وكان الماسك محرما كان

عليه كفارتان على مقتضى القاعدة. ولو نفر إنسان صيد الحرم فخرج فقتله إنسان محل، كــان على

المنفر الكفارة حسب العلة السابقة فتأمل. ــاره ـ ــا باختي نعم لو دخل الصيد الحرم بعد أن نفره ثم خرج ثاني الذي لم يكن من ضغط المنفر ـ لم يكن الضمان على المنفر، وكذا

إذا خرج من الحرم فقتله حيوان مفترس أو سبب آخر.

230

ــواء(:٤٤)مسألة لو أغرى المحرم كلبه بصيد فقتله ضمن، س كــان في الحــل أو في الحــرم، ويتضــاعف إذا كــان في الحــرم، بال خالف وال إشكال كما في الجواهر، وأرسله المستند وغــيره إرســال المسلمات، ويدل على الحكم أنــه من االصــطياد واإلصــابة الــواردة

في الروايات. ــرم أن استصــحابه ــل في الح ــرم أو المح ــان يعلم المح ــو ك ول للكلب يــوجب صـيده للحيوانـات ضـمن ألنــه السـبب، ومثــل الكلبــيودا، أو لم يكن الهرة وكل حيوان صيود، أما إذا لم يكن الحيوان ص صيودا لهذا الصيد، وإنما اضــطر إلى ذلــك، كمــا إذا كــان معــه ديــك

فنقر عصفورا فقتله، ففيه احتماالن. هــذا إذا لم يكن بــإغراء المحــرم أو في الحــرم، وإال كــان عليــه الضمان بال شبهة، وفي حكم اإلغراء إذا أطلــق كلبــه وهــو يعلم أنــه

يصيد، أو أطلق ديكه وهو يعلم أنه يقتل الصيد. وكذا لو حل الصيد المربوط مما سبب أخـذ الصـائد لـه إذا كـان بقصــد بال شــبهة، وإذا كــان بــدون القصــد والعلم للمنــاط في قتــل

الدابة للحيوان، ومن أوقد نارا كما تقدم. نعم أشكل هنا صاحب الجــواهر، ألنــه ليس ســببا إذا لم يقصــد، ومقتضى ذلك أنه لو حفر بئرا بــأي قصــد كــان فــتردى فيهــا حيــوان ضمنه. ومنه يعلم اإلشكال فيما عن القواعد من أنه لــو حفرهــا في ملكه أو موات لم يضمن، ولو حفر في ملكــه في الحــرم، فــاألقرب الضمان، ألن حرمة الحرم شـاملة فصــار كمـا لـو نصـب شـبكة في

ملكه في الحرم، انتهی. وعلى ما ذكرنا، ال فرق في كون الحفر مباحــا أو مســتحبا، ألنــه فعله لمنفعة الناس، أو واجبا، كما لو توقف عليه حياة إنســان، فــإن الواجب ال ينافي الضــمان، واحتمــال عــدم الضــمان ألنــه ليس علىــإن ــه، ف المحسنين سبيل، غير وارد، إذ األدلة الخاصة ال تدع مجاال ل من يوقد النار ألكلـه الـواجب أو المسـتحب، ومن يسـير على دابتــه

ألداء الحج الواجب، ومن يأكل طعام الغير في المخمصة

231

لئال يهلك، وغــيرهم كلهم محســنون، ومــع ذلــك عليهم الضــمانــه، فيما إذا سقط فيها صيد فاحترق، أو داست دابته على صيد فقتلتــة وكذا بالنسبة إلى الغير الذي أكل طعامه، وهذا ليس تخصيصا لآلي حتى يقال إنها غــير قابلــة للتخصــيص، بــل إنــه من بــاب الجمــع بين

الحقين. والظاهر أنه ال يلزم إنقاذ الصيد من براثن حيوان يريد افتراسه، ولو أراد رمي الموذي للصيد تبرعا فنال الــرمي الصــيد ضــمن، ولــو أراد رمى الصيد فنال غيره، فالظاهر أنــه ال ضــمان، وإن كــان ربمــا يحتمل الضمان، ألنه من قبيل ما إذا رميا صيدا فأصاب أحدهما ولم يصب اآلخر، حيث تقــدم أن على من ال يصــيب الكفــارة أيضــا، لكن

األصل العدم، والمناط غير معلوم فتأمل. ومما تقدم يعلم أنــه لــو وقــع الصــيد في مهلكــة فــأراد تخليصــه فهلك أو جرح بسبب تخليصــه ضــمنه، كمــا عن الخالف والمبســوط والجامع والفاضــل في كثــير من كتبــه والشــرائع وغــيرهم، وال وجــه إلشكال الشهيد في ذلك ألنه محســن، وال لشــك الجــواهر من جهــة

كون المتيقن من الضمان هي صورة وضع اليد مع العدوان. إذ يرد على األول: ما عرفت.

وعلى الثاني: إن الدليل مطلق، خصوصا بعد تأييد مثل من أوقدالنار، ومن أهلكت دابته الصيد، فتأمل.

وكذا يعلم مما ذكرناه أنه لو نفر صيدا فهلك بمصادمة شيء، أو أخــذ جــارح لــه ممــا كــان ســببه التنفــير، ضــمن بال خالف كمــا في الجواهر، بل عن المدارك نسبته إلى القطع في كالم األصحاب، ألنه

السبب. وكذا إذا مات أو جرح بآفــة ســماوية، كمــا عن الفاضــل وغــيره،ــحيح علي بن ــوص ص ــدات المتقدمــة، وخص ــة والمؤي إلطالق األدل

جعفر، عن أخيه )عليه السالم(:

232

في رجل أخرج حمامة من الحرم عليــه أن يردهــا، فــإن مــاتت .(1)فعليه ثمنها يتصدق به

ــامن إذ ــه ض ــاز، لكن ــوه ج ــل ونح ــيد ألك ــطر إلى الص ــو اض ولاالضطرار ال يرفع الضمان فيشمله إطالق األدلة.

ولو حال بين الصيد وبين أن ينام على بيوضــه فلم يفــرخ، لكنــه لم يفســد أيضــا لم يضــمن، إذ ال دليــل على الضــمان، فاألصــل هــو

المحكم.

. 2 من أبواب كفارات الصيد ح14 باب 204 ص9( الوسائل: ج?)1233

ــيد(:45)مســألة ــا إذا دل على الص ــمان م ــباب الض من أسفقتل، بال إشكال وال خالف، بل عن الخالف والغنية اإلجماع عليه.

ويدل عليه صحيح الحلبي وحسنه، عن الصادق )عليــه الســالم(:،ال تستحلن شـيئا من الصـيد وأنت حـرام وال أنت حالل في الحـرم

وال تدلن عليه محال وال محرما فيصطاده، وال تشر إليه فيستحل من. (1)أجلك، فإن فيه فداء لمن تعمده المحـرم ال يـدل على الصــيد، فـإنوصحيحة منصور بن حــازم:

.(2)دل فقتل فعليه الفداء في بعض النسخ غير ضار بعد وجوده في نســخةفقتلوحذف

الكافي والتهذيب. وهكذا حكم الجرح لوحدة المناط.

ــا ــه، خالف فإذا لم يترتب على الداللة قتل وال جرح فال شيء علي لظـــاهر المحكي عن جمـــل العلم والعمـــل وشـــرحه، والمراســـم والمهذب، فأطلقوا الفداء بالداللة، لكنه خالف ظــاهر النص، بــل لمــا لنص الجــواهر ــوا مخــالفين، وخالف يعلم أنهم أرادوا اإلطالق ليكون حيث أوجب الفداء بأخذ الصيد، لكن فيــه إن األخــذ وحــده ال كفــارة عليه، فإذا لم يكن ألخـذه كفـارة لم يكن للداللـة على أخـذه كفـارة

باألولی، مضافا إلى األصل، وعدم داللة الصحيحتين على ذلك. أما رواية الجعفريــات، بســند األئمــة )عليهم الســالم(: إن عليــا

ــه )عليه السالم( سئل عن المحرم يصيد الصيد ثم يرسله، قال: علي . فمجمــل هــل أن المــراد جــزاؤه في اآلخــرة، ألن عملــه(3)جــزاؤه

م عليكم صيد البر ما دمتمحرام، قال تعالی: وحر

. 1 من أبواب كفارات الصيد ح17 باب 208 ص9( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب كفارات الصيد ح17 باب 208 ص9( الوسائل: ج?)2. 252( الجعفريات: ص?)3

234

(1)حرما ، فإنه إما مطلق يشمل كل شيء من الصيد أخذا وقتالفــإذا حللتم فاصــطادواوأكال وغير ذلك، أو المراد به المصدر لداللة

وعلى كــل حــال فأخــذه حــرام، أو أن المــراد أن عليــه جــزاء في ، الدنيا، فال يمكن التمسك به إلثبات الجزاء الدنيوي عليه.

ثم إن المدلول لو كان يرى الصيد بحيث لم يزده الدال شيئا لميكن على الدال شيء، النصراف الدليل عن مثله.

ولو زاده الدال شيئا، كما إذا كان المدلول يعلم أن الصــيد يــأتي إلى وكره بالليل، فقال له الدال: إنه يأتى بالنهار أيضــا، فصــاده في النهار ثبت ضمانه، لصدق الداللة، وكذا إذا كان يريــد المــدلول صــيد الحمام على ماء فدله على وكره، فلما ذهب إلى وكره أخــذ فرخــه وبيضـــه بحيث لـــوال الداللـــة لم يصـــدهما، فإنـــه يجب على الـــدال

الكفارة.ولو دال إنسانا واحدا على صيد واحد كان عليه كفارة واحدة.

أما لو دل متعددا فصاد كل واحد، أو دل واحدا على متعدد، فإن لكل صيد كفارة، لقاعدة تعدد المســبب بتعــدد الســبب، ومن داللــة الواحد على المتعدد ما إذا دله على وكر فيه فراخ وطيــور وبيــوض،

ومثل ذلك سائر أقسام الصيد.ــل، إلى والظاهر أن الفداء الواجب هو فداء األصل، فللنعامــة إب آخر ما هنالك، كما أن الظاهر اشــتراط العمــل، كمــا نص عليــه في الصحيح، فـإذا سـلك السـائق طريقـا فيـه أوكـار الصــيد بغـير قصـد للداللة فتبعه القافلة مما سبب صيدهم لم يكن على السائق شيء. قال في الجواهر: ومما ذكرنا يظهر لك الحــال في جميــع صــور

المسألة

. 96( سورة المائدة: آية ?)1235

المرتقبة إلى اثنتين وثالثين صورة: ألن الـــدال والمـــدلول أمـــا أن يكونـــا محلين، أو محـــرمين، أو بالتفريق، وعلى كل تقدير فإما أن يكونــا في الحــل، أو في الحــرم، أو بالتفريق، فهذه ســت عشــرة صــورة. وعلى كــل تقــدير فإمــا أن

يكون الصيد في الحل، أو في الحرم. بل لو لو حظ مع ذلــك اتحــاد الــدال والمــدلول وتعــددهما زادت

، انتهی. (1)على ذلك ثم الداللــة تشــمل اإلنســان والحيــوان، لصــدق أنــه اســتحل من

أجله.

. 393 ص20( الجواهر: ج?)1236

الحرم مكان خاص جعله الله أمنــا، ولــه أحكــام(:46)مسألة خاصــة ســيأتي الكالم عليهــا إن شــاء اللــه تعــالی، وبينــه وبين مكــة عموم من وجه، ألن الحرم مكان مخصوص ال يتغير، أمــا مكــة فهي

البناء والدور حول الكعبة، فقد يزيد وقد ينقص. فعن ابن أبي نصر، قال: سألت أبا الحســن )عليــه الســالم( عن

إن آدم لمــا هبــط على أبيالحرم وأعالمه؟ فقال )عليــه الســالم(: قــبيس شــكا إلى ربــه الوحشـة، وأنــه ال يسـمع مــا كــان يســمع في الجنة، فأهبط الله عز وجل عليه ياقوتة حمراء فوضــعها في موضــع البيت، فكان يطوف بها آدم فكان ضوؤها يبلغ موضــع األعالم فيعلم

. (1)األعالم على ضوئها فجعله الله حرما وعن ابن سنان، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال: ســألته

﴿عن قول اللــه عــز وجــل: ــبيت أـــم(2)﴾ومن دخله كان آمنــا ، الــو آمن منالحرم، قال: من دخل الحرم من الناس مستجيرا به فه

سخط الله، ومن دخله من الوحش والطير كان آمنا من أن يهــاج أو. (3)يؤذى حتى يخرج من الحرم

حــرموعن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر )عليه السالم( يقول: ــيره الله حرمه أن يختلى خاله أو يعضد شجره إال اإلذخر أو يصاد ط

(4) . وفي الجواهر: إن تسمية الحــرم بــذلك، إمــا ألن آدم لمــا أهبــط إلى األرض خـــاف على نفســه من الشــيطان فبعث اللــه مالئكــة تحرســه فوقفــوا في مواضــع أنصــاب الحــرم فصــار مــا بينــه وبين

مواقفهم حرما، وإما ألن الحجر األسود لما وضعه الخليل

. 1 من الجزء الثاني ح159 الباب 420( علل الشرائع: ص?)1. 97( سورة آل عمران: اآلية ?)2. 1 من أبواب كفارات الصيد ح13 باب 202 ص9( الوسائل: ج?)3. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح87 باب 174 ص9( الوسائل: ج?)4

237

في الكعبة حين بناها أضاء الحجر يمينــا وشــماال وشــرقا وغربــا،. (1)فحرم الله من حيث انتهى نوره

أقول: وال منافاة بين ما في الروايات وبين ما ذكره إن دل عليهدليل شرعي.

ــالم(، وكيف كان، فهذه األعالم وضعت في زمان آدم )عليه الس وفي زمن إبراهيم )عليه السالم(، وفي زمن رسول الله )صلى الله

عليه وآله وسلم( وفيما بعده )صلى الله عليه وآله( أيضا. وقد روي: إن قريش قلعت األعالم في زمن النــبي )صــلى اللــه عليه وآلـه وسـلم( فاشـتد ذلـك عليــه فجــاءه جبرئيــل فـأخبره أنهم سيعيدونها، فرآى رجال منهم في المنام قــائال يقــول: حــرم أعــزكم الله به نزعتم أنصابه ستحطمكم العـرب، فأعادوهـا، فقـال جبرئيـل للنبي )صلى الله عليه وآلــه وســلم(: يــا محمــد قــد أعادوهــا، فقــال )صلى الله عليه وآله وسلم(: هل أصابوا، فقال: ما وضــعوا فيهــا إال بيد ملك، وقد أعاد رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( تجديدها

في عام الفتح. وال يخفى أن األعالم حجة للتلقي وإلخبار أهل الخبرة، والظــاهر لزوم مد خط بين العالمــتين مســتقيما، وإن صــار محــاط الخطــوط

غير تام التربيع.ــا وهل األعالم وضعت خارج الحرم أو داخل الحرم أو نصــفها هنــبراءة تقتضــي كونهــا خارجــة إال أن ــاك، احتمــاالت، وال ونصــفها هن االحتياط يقتضي باعتبارها داخلــة، خصوصــا وظــاهر بعض الروايــات أن الحرم دقيق جــدا حــتى أن االمــام )عليــه الســالم( كــان يضــرب

خباءه نصفه في الحرم ونصفه خارجا منه.ــدار المتعــارف، والظاهر أن الحرم يشمل هواء الحرم إلى المق أما ما فوق ذلك فال يشمله أحكام الحرم، مثل فرسخ فوق الحــرم،

لعدم الصدق وانصراف األدلة.

. 293 ص20( الجواهر: ج?)1238

أما القبلة فقد دل الدليل أنها إلى عنان السماء، ولذا جاز الصيد في أجــواء الســماء خــارج الصــدق، بينمــا يصــح التوجــه إلى الخــط الموازي للقبلة هنــاك، فلــو كــان بعيــدا جــدا عن األرض بحيث يــرى دورانها تغيرت قبلته حسب حركــة الخــط المــوازي للقبلــة كمــا هــو

واضح. أما بالنسبة إلى أعماق األرض، فالحرم صادق إلى بعد قــريب ال يوجب سلب الصدق عرفا، أما الزائــد عن ذلــك فليس بحــرم لعــدم

الصدق. ولو كان صيد بعضه في الحرم وبعضه خارجا منه لم يجز صيده، بل وال أذية الجزء الخارج منه، لصدق كونه في الحــرم في الجملــة، وقد تقدم في قطع شجر الحرم أنه لو كان أحد من األصــل والفــرع

في الحرم كفى في حرمة ما ليس في الحرم.

239

ــه يحــرم من الصــيد(:47)مسألة ال إشــكال وال خالف في أنــل ــه في الح ــرم من ــرم على المح ــا يح ــرم م ــل في الح على المح والحــرم، بــل في الجــواهر اإلجمــاع بقســميه عليــه، وفي المســتند بإجماع العلماء كافة محققــا ومحكيــا في كالم جماعــة، ويــدل عليــه

متواتر الروايات: كصحيحة ابن سنان: ومن دخله من الوحش والطــير كــان آمنــا

. (1)من أن يهاج أو يؤذى حتى يخرج من الحرم حرم الله حرمه، بريدا في بريد، أن يختلى خالهوموثقة زرارة:

. (2)أو يعضد شجره إال اإلذخر أو يصاد طيره وصحيحة الحلــبي، عن الصــيد يصــاد في الحــل ثم يجــاء بــه إلى

إذا أدخله الحــرم فقــد حــرمالحرم وهو حي، فقال )عليه السالم(: . (3)أكله وإمساكه

وفي رواية أخری: عن صيد رمي في الحل ثم أدخل الحرم وهوف‘ذا أدخله الحرم وهو حي فقد حرم لحمه وإمســاكهحي، فقال:

:)وقال )عليه السالم ، . ال تشتره في الحرم إال مذبوحاــری: ــرام، وال أنتوفي أخ ال تحملن شــيئا من الصــيد وأنت ح

حالل في الحرم، وال تدلن عليه محرما وال محال فيصطاده، وال تشــر. (4)إليه فيستحل من أجلك، فإن فيه فداء لمن تعمده

كــل مــا دخــل الحــرم من الطــير ممــا يصــفومرســلة حريــز: جناحيه فقد دخل

. 1 من أبواب كفارات الصيد ح13 باب 202 ص9( الوسائل: ج?)1. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح87 باب 174 ص9( الوسائل: ج?)2. 6 من أبواب كفارات الصيد ح14 باب 205 ص9( الوسائل: ج?)3. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح5 باب 80 ص9( الوسائل: ج?)4

240

. (1)مأمنه فخل سبيله ورواية ابن سنان: إن هؤالء يأتوننا بهذه اليعـاقيب، فقــال )عليــه

. (2)ال تقربوها في الحرمالسالم(: أما علمت أن ما أدخلت به الحرم حيا فقد حرمورواية شهاب:

. (3)عليك ذبحه وإمساكهــل والبقــر والغنموصحيحة أبي بصير: ال يذبح في الحرم إال اإلب

. (4)والدجاج المحرم يــذبح مــا أحــل للحالل في الحــرم، أنوصحيحة حريز:

. (5)يذبحه هو في الحل والحرم جميعاإلى غيرها من األخبار.

ولــو كــان الصــيد متولــدا بين حــرام وحالل، كــالطير والدجاجــة، والغنم والذنب مثال، تبع في حليته وحرمته في الحــرم االســم، فــإن كان له اسم ثالث حرم لدخوله في المستثنى منه وعدم دخوله في

المستثنی. ومنه يعلم أنه لو شك أنــه من المســتثنى أو المســتثنى منــه لم

يجز، إلطالق أدلة المستثنى منه بدون العلم بخروجه. أما لحم الصيد فالظاهر جــواز شــرائه في الحــرم. نعم ال يجــوز

أكلــه، ويــدل عليــه قولــه )عليــه الســالم(: ال تشــتره في الحــرم إال. (6)مذبوحا

6من أبواب كفارات الصيد ح12 باب 200 ص9( الوسائل: ج?)1. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح5 باب 81 ص9( الوسائل: ج?)2. ٤ من أبواب كفارات الصيد ح١٢ الباب ٢٠٠ ص٩( الوسائل: ج?)3. ٥ من أبواب تروك اإلحرام ح٨٢ باب ١٧١ ص٩( الوسائل: ج?)4. ٢ من أبواب تروك اإلحرام ح٨٢ باب ١٦٩ ص٩( الوسائل: ج?)5. ٦ من أبواب كفارات الصيد ح١٤ باب ٢٠٥ ص٩( الوسائل: ج?)6

241

ورواية ابن مهزيار، قال: سألته عن المحرم معه لحم من لحوم الصيد في زاده، هل يجوز أن يكون معه وال يأكله ويدخل مكــة وهــو

.(1)نعم، إذا لم يكن صادهمحرم، فإذا أحل أكله، فقال: أما سائر أجزاء الصيد، كما إذا كان معــه شــيء من جلــد غــزال ونحـــوه، فالظـــاهر أنـــه ال ينبغي اإلشـــكال في جـــواز استصـــحابه واستعماله في حالة اإلحرام، إذ األصل بعد عــدم شــمول األدلــة لــه يشمله، بل ال يبعد دعوى السيرة، إذ كثـير من الحجـاج معهم شـيء

من هذا القبيل، كريش الطائر في المخدة وغيره. وكيــف كــان، فــإذا قتــل المحــل صــيدا في الحــرم وجب عليــه القيمة، وكــذا لــو قتلــه المحــرم في الحــل عليــه الفــداء، ولــو قتلــه المحرم في الحرم فعليه األمران، الفداء والقيمة إذا كان لــه فــداء،

وإال تضاعفت القيمة، وقد تقدم الكالم في كل ذلك.ــل صــيد وجب كما تقدم الكالم في أنه لو اشترك جماعة في قت على كل واحد منهم فداء، فقد قال الصادق )عليه السالم( في خــبر

أي قوم اجتمعوا على صــيد فــأكلوا منــه، فــإن على كــلابن عمار: .(2)إنسان منهم قيمته، فإن اجتمعوا في صيده فعليهم مثل ذلك

ــانوا محلين أو ــواء كـ ــك، سـ ــهم نفي الخالف في ذلـ وعن بعضـ محــرمين أو بــاالختالف، فال ينبغي اإلشــكال فيمــا إذا كــانوا محلين،ــبر، وأن ــرمين من الخـ ــال إرادة المحـ ــهم الحتمـ ــكل بعضـ واستشـ االشــتراك في القتــل ليس بأشــد من اشــتراكهم في قتــل مــؤمن،ــل المــؤمن ــه: إن االحتمــال ال يرفــع اإلطالق، ومــا ذكــر من قت وفي

قياس، وضعف الخبر مجبور بالشهرة المحققة.

. ٢٥٨ باب الكفارة عن خطأ المحرم وتعديه ح٢٥ الباب ٣٨٥ ص٥( التهذيب: ج?)1. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح١٨ باب ٢٠٩ ص٩( الوسائل: ج?)2

242

ــبرغوث نعم ال إشكال وال خالف في جواز قتل المحل القمل وال والبق والنمل وما أشبه في الحرم، بل عن المدارك اإلجمــاع عليــه،

ال بــأس بقتــل البــقلصحيح معاوية، عن الصــادق )عليــه الســالم(: .والقمل في الحرم

. (1)ال بأس بقتل القملة في الحرموقال )عليه السالم(: ال بــأس بقتــل القمــلوفى صحيحه اآلخر، عنه )عليه الســالم(:

.(2)والبق في الحرمــواردة في ــات الـ ــرام الروايـ ــات اإلحـ ــدم في محرمـ ــد تقـ وقـ

المستثنيات، كاألفعى والعقرب وكل مؤذ، وغير ذلك فراجع.ــة الصــيد في الحــرم، إلطالق األدلــة، ــه ال يحــل أذي والظــاهر أنــه وخصوص رواية محمد بن حمران: كنت مع علي بن الحسين )علي

يــا بــني ال تقتلهنالسالم( بالحرم فرآني أوذي الخطاطيف، فقــال: ، فإن الخطاف حيث ال يكــون من(3)وال تؤذهن، فإنهن اليؤذين شيئا

الحيوانات المؤذية ال يحوز أذيته في الحرم. أما الحيوان المؤذي فتجوز أذيته بقدر قتله أو دفعه، أما ما فوق ذلك اعتباطا فالظاهر أنه ال يجوز، كما إذا نتف ريش غراب أو صــلم أذن فار مثال، إلطالق أدلة عدم أذية الحيوان الذي يكون في الحرم، لما يستفاد من الروايات من حرمة الحــرم القاضــية بزيــادة احــترام

كل شيء فيه. وكذا يجري هذا الحكم بالنسبة إلى ما يجوز ذبحه، مثــل الــدجاج واألنعام الثالثــة، فــإن أذيتهن غــير جــائزة وإن جــاز ذبحهن، لوضــوح

فإنهن ال يــؤذين شــيئاعدم التالزم، بل يشمله قوله )عليه السالم(: .

. ٢ من أبواب تروك اإلحرام ح٨٤ با ب١٧١ ص٩( الوسائل: ج?)1. ١ من أبواب تروك اإلحرام ح٨٤ باب ١٧١ ص٩( الوسائل: ج?)2. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح١٣ باب ٢٠٢ ص٩( الوسائل: ج?)3

243

الظاهر أنه يكــره على المحــل خــارج الحــرم أن(:٤٨)مسألة يقتل الصيد الذي في الحل إذا كان قاصــدا للحــرم، وهــذا هــو الــذي اختاره الفقيه واالستبصــار والســرائر والشــرائع والمتــأخرون كافــة،ــذيب ــا للمحكي عن الخالف والته ــواهر، خالف ــبه إليهم الج ــا نس كم

والنهاية والمبسوط وجمع آخر، حيث قالوا بالحرمة والكفارة. ويدل على المشهور صــحيح ابن الحجــاج، ســألت أبــا عبــد اللــه )عليه السالم( عن رجل رمى صيدا في الحل وهو يؤم الحــرم فيمــا بين البريد والمسجد فأصـابه في الحـل فمضـى برميتـه حـتى دخـل

ليس عليــه جــزاء،الحرم فمات فيه برميته هل عليه جزاؤه، فقال: وإنما مثل هذا مثــل من نصــب شــركا في الحــل إلى جــانب الحــرم فوقع فيــه صــيد فاضــطرب حــتى دخــل الحــرم فمــات فليس عليــه جزاء، ألنه نصب حيث نصب وهو له حالل، ورمى حيث رمى وهو له

، فقلت: هــذاحالل، فليس عليه فيما كان بعد ذلــك شــيء بالشــيء إنما شــبهت لــك الشــيءالقياس عند الناس، فقال )عليه السالم(:

. (1)لتعرفه وصحيحه اآلخر أيضا، سأل أبا الحسن )عليه الســالم( عن رجــل رمى صيدا في الحل فمضى برميته حتى دخل الحـرم فمـات، عليـه

، فإنه مطلق يشمل ما أم الحرم(2)ليس عليه جزاؤهجزاؤه، قال: وغيره.

ــو وخبره عن الصادق )عليه السالم( في الرجل يرمي الصيد وه يؤم الحرم فتصيبه الرمية فيتحامل بها حــتى يــدخل الحــرم فيمــوت

ليس عليه شيء، فيه، قال:

. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح٣٠ باب ٢٢٥ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٤ من أبواب كفارات الصيد ح٣٠ باب ٢٢٥ ص٩( الوسائل: ج?)2

244

إنما هو بمنزلة رجــل نصــب شــبكة في الحــل فوقــع فيهــا صــيد. (1)فاضطرب حتى دخل الحرم فمات فيه

وخبر الدعائم، عن الصــادق )عليــه الســالم(: فيمن رمى صــيدا في الحل فأصابه فيه فتحامل الصيد حتى دخــل الحــرم فمــات فيــه

. (2)من رميته فال شيء عليه أما القول الثاني، فقد استدل له باإلضافة إلى اإلجمــاع المحكي الذي ال حجية فيه، إذ كيف يتحقــق اإلجمــاع مــع مخالفــة المشــهور،

بجملة من الروايات. كــانمثل مرسل ابن أبي عمير، عن الصــادق )عليــه الســالم(:

. (3)يكره أن يرمي الصيد وهو يؤم الحرم وخبر علي بن عقبة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، ســألته عن رجله قضى حجة ثم أقبل حــتى إذا خــرج من الحــرم فاســتقبله صيد قريبا من الحرم، والصيد متوجه نحــو الحــرم فرمــاه فقتلــه مــا

. (4)يفديه على نحوهعليه، قال )عليه السالم(: وصحيح الحلبي، عن الصادق )عليه السالم( قال: إذا كنت محال

في الحل فقتلت صيدا فيما بينك وبين البريد إلى الحرم، فإن عليك. (5)جزاؤه، فإن فقأت عينه أو كسرت قرنه تصدقت بصدقة

وهذه الروايات محمولة على الكراهة بقرينة الروايات الســابقة، أمــا أكــل لحمــه إذا مــات في الحــرم ففيــه احتمــاالن، الجــواز ألنــه مقتضى األصل، ولظاهر األخبار المتقدمــة، والمنــع لحســن مســمع،

عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في رجل حل

. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٣٠ باب ٢٢٥ ص٩( الوسائل: ج?)1 في ذكر دخول الحرم والعمل فيه. ٣١١ ص١( الدعائم: ج?)2. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٣٠ باب٢٢٤ ص٩( الوسائل: ج?)3. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٣٠ باب٢٢٤ ص٩( الوسائل: ج?)4. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٣٢ باب ٢٢٨ ص٩( الوسائل: ج?)5

245

رمى صيدا في الحل فتحامل الصيد حــتى دخــل الحــرم، فقــال:لحمه حرام مثل الميتة(1) .

وقــد أفــتى بــذلك الشــيخ في جملــة من كتبــه، والقاضــي وابن سعيد، وعن الشهيد الثاني أنه ميتة على كال القــولين، لكن فيــه إنــه خالف ظاهر القائل بالجواز، ولذا قــال الحــدائق: الظــاهر بعــد قــول الشهيد على تقدير القول بـالجواز وظــاهر الصــحيحتين المــذكورتين حل الصيد المذكور، كما هو قضــية التنظــير بالشــبك المنصــوب إلى

. (2)جانب الحرم أقول: ال إشكال أن القول بالحلية أقرب، خصوصا وأنــه إذا جــاز القتل ولم يجز األكل كان إسرافا، وإن كان االجتنــاب أحــوط، واللــه

سبحانه العالم.

. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٢٩ باب ٢٢٤ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٣٠٤ ص١٥( الحدائق: ج?)2

246

يكــره االصــطياد بين البريــد والحــرم، كمــا في(:٤٩)مســألة الشرائع وعن النافع والقواعد وغيرهما، وقد أرسله الجواهر إرســال

المسلمات، ونقله الحدائق عن المشهور.ــه ــا يســتظهر من ــذلك مم ــداء ب ــة حيث أوجب الف ــا للمقنع خالف

التحريم، وكذا قال بالمنع الشيخ وابن حمزة والقاضي. واألقوى المشهور، ويدل عليه األخبــار السـابقة الموجبـة لحمــل األخبــار المانعــة على الكراهــة، ويؤيــد أخبــار الجــواز مفهــوم قولــه

﴿تعالی: م عليكم صيد البر ما دمتم حرما ، وإطالق قوله(1)﴾حر. (2)﴾وإذا حللتم فاصطادوا﴿تعالی:

ثم هل المنع كراهة أو تحريما بين طــرف المســجد إلى البريــد، كما هو ظاهر صحيح ابن الحجاج، أو بين طــرف الحــرم إلى البريــد، أي مسافة أربعة فراسخ خارج الحرم، كما هو ظاهر صحيح الحلبي، احتمــاالن، وإن كــان األقــوى الثــاني، ألن المســجد قــد يطلــق على

مع أن المعراج لم(3)﴾من المسجد الحرام﴿الحرم، قال سبحانه: يكن من داخل المسجد.

ثم الظاهر أن األربعة تحســب من الضــلع في األضــالع األربعــة، ومن محل الزاوية في الزوايا األربع، فيكون المحاط للمضــلع يكــره فيه الصيد، ال أن المحاط لمربع لوحظ في بعده ضــلع الحــرم حــتى يكون البعد في الزاوية أكثر من البريد، وال أن المحاط لمربع لوحظ في بعده مقعر زاوية الحرم حتى يكون البعد في الضلع للحرم أقــل

من البريد. ثم الظاهر أن الفداء في المقام هــو الفــداء فيمــا إذا صــاده في

الحرم، كما

. ٩٦( سورة المائدة: اآلية ?)1. ٢( سورة المائدة: اآلية ?)2. ١( سورة اإلسراء: اآلية ?)3

247

أن الظاهر أن الكسر والجرح ونحوهما له صدقة فقــط ال أكــثر، وإن كان ال يبعد أن يراد بالصـدقة هنــا في صـحيح الحلـبي نفس مـا

أريد في باب كسر وجرح الصيد في الحرم. والصيد هنا شـامل لكــل أنـواع االصــطياد ممــا كـان محرمــا في الحــرم، ألنــه المنصــرف من النص حــتى يشــمل مــا إذا رميــا اثنــان فأصاب أحدهما ولم يصب اآلخر، وحتى كسر البيض أو سحق الدابة

للصيد. أما مصرف هذه الصدقة والفداء فمصــرفهما في صــيد الحــرم، كما أن اإلنسان لو كان محرما وفعل ذلــك فعليــه الجــزاء مضــاعفا، كما إذا فعله المحرم في الحرم، وهــل محــل هــذا الفــداء والصــدقة محلهمــا في صــيد الحــرم، أو مطلقــا، احتمــاالن، وإن كــان األحــوط

األول، لكن حيث إن الحكم استحبابي فاألمر سهل. ثم إن الحرم بريد في بريد، ففي موثق زرارة قال: ســمعت أبــا

حــرم اللـه حرمــه، بريــدا في بريــد، أنجعفر )عليه السالم( يقول: الحديث. (1)يختلو خاله أو يعضد شجره إال اإلذخر أو يصاد طيره

وحيث إن ظاهر ذلك الضرب، فالحرم ســتة عشــر فرســخا، والحاجة إلى تحقيق مكان الزوايا األربع بعد تحديد الحرم بالعالمات.

نعم ممــا يقطــع بــه أن مقطــع خطى البريــد في الوســط ليس المسجد أو الكعبة، إذ يختلــف امتــداد الحــرم من أطــراف المســجد زيادة ونقيصـة، ولم يعـرف السـبب لـذلك، مـع أنـك قـد عـرفت أن السبب أن ضوء الياقوتة كــانت يبلــغ مواضــع األعالم، ولعــل الجبــال

كانت مانعة عن زيادة انتشار الضوء في جانب، أو أن

. ٤ من أبواب تروك اإلحرام ح٨٧ باب ١٧٤ ص٩( الوسائل: ج?)1248

الياقوته، كان لها مواضع مختلفــة بعضــها أكــثر اشــراقا، أو غــيرذلك.

ــأليف ــل العلم واالطالع لت ــرغ بعض أه ــدا أن يف ومن الجــدير ج كتــاب حــول المحــرم والحج ومكــة، يحتــوي على كــل شــئون ذلــك المكــان الطــاهر، على ضــوء الكتــاب والســنة المطهــرة والتــواريخ

الصحيحة، على غرار )وفاء الوفا( والله سبحانه المستعان.

249

لــو ربــط صــيدا في الحــل، فــدخل برباطــه في(:٥٠)مسألة الحرم لم يجز إخراجه، بال خالف فيـه، كمـا في الجـواهر، لكن ذلـك إذا لم يكن من الصيد غير المحترم، وإال جاز كما هــو واضــح، ويــدل

ــان آمناعلى المســتثنى منــه قولــه تعــالی: ، فــإن(1)ومن دخلــه ك ظاهره األمن التشريعي، لكن اآلية أخص من المدعى، فإن اإلخراج

قد ينافي األمن، كما إذا أخرجه لنفع الصيد ال ألذاه. وكيف كان، فظاهر النص والفتوى أن اإلخراج للقيد أو للقتل أو ما أشبه غير جائز، أما اإلخراج إلجــل حفظــه أو عالجــه أو مــا أشــبه جائز، كمــا إذا كــان للصــيد فــرخ خــارج الحــرم إذا لم يخرجــه مــات الفرخ، أو كــان فرخــا إذا لم يخرجــه ألمــه أو تركــه وشــأنه مــات أو

صيد. ــه ــادق )علي ــول الص ــة، ق ــافة إلى اآلي ــدل على الحكم باإلض وي السالم(، في خبر محمد بن مسلم، حيث سأله عن ظــبي دخــل في

ــال: ــول: الحــرم، فق ــالى يق ــه تع ومن﴿ال يؤخــذ وال يمس، إن الل. (2)﴾دخله كان آمنا

وخبر عبد األعلى بن أعين، سألت أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن الرجل أصاب صيدا في الحل، فربطه إلى جانب الحرم، فمشى الصيد بربطه حتى دخل الحــرم، والربــاط في عنقــه، فجــره الرجـل بحبلــه حــتى أخرجــه، والرجــل في الحــل من الحــرم، فقــال )عليــه

. (3)ثمنه ولحمه حرام مثل الميتةالسالم(: ــرم، وقد علل الحكم في الحدائق بأنه بدخوله صار من صيد الح وكأنه أخذه من المــدارك، والظــاهر أن التعليــل المــذكور تــام، ألنــه

المستفاد عرفا من

. ٩٧( سورة آل عمران: اآلية ?)1. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٣٦ الباب ٢٣١ ص٩( الوسائل: ج?)2. ١ من أبواب كفارات الصيد ح١٥ باب ٢٠٦ ص٩( الوسائل: ج?)3

250

األدلة، وعليه إذا قتله كان لحمه حرامــا، كمــا أنــه إذا باعــه كـانثمنه حراما، ألن صيد الحرم ال يباع.

نعم لو خرج هو بنفسه خرج عن كونه صيد الحرم. وهل أن من اإلخراج ما إذا وضع لــه طعامــا فخــرج هــو بنفســه، احتماالن، لكن الظاهر أنه ليس من مورد النص، ويؤيده ما إذا خرج المجرم من الحرم، حيث إنه يزول أمنــه، وإن كــان اإلخــراج بــإغراء

ونحوه، ومع ذلك فاالحتياط في الترك. وأما مسه الوارد في رواية محمد، فالمراد به المس بسوء، كماــة إذا لم يكن ــل على الحرم هو المنصرف، أما مطلق المس فال دلي فيه تهييج له، أما التهييج فهو حــرام، لمــا تقــدم في بعض النصــوص

السابقة.ــد واذا أخرج الصيد وجب عليه إطالقه، أما كونه يملكه أم ال، فق

تقدم أن فيه قولين واحتمالين، فراجع تفصيل ذلك. ثم إنه لو أعرض المالك عنه بعد أن دخل الحرم، فخــرج الصــيد من الحرم وأخذه غيره ملكه، وكــذا إذا مــات في الحــرم أو خارجــه جاز لغيره االنتفاع بصــوفه ونحــوه، على إشــكال فيمــا إذا مــات في

الحرم. أما إذا لم يعرض عنه، فإن قلنا بزوال ملك المالــك فال إشــكال، وأما إذا قلنا بعدم زوال ملكه فال يملكه غــيره، إال إذا تحقــق شــرط زوال الملك الذي هو انسالب الملك عرفا أو نحوه، ومحل المســألة

غير هذا الكتاب.

251

ــو كــان صــيد على شــجرة بعضــها في الحــرم(:٥١)مسألة ل وبعضها خارج، سواء كان أصلها خارجا، أو كان فرعهــا خارجــا، فــإن

كان الصيد على الجزء الحرمي منه فواضح أنه ال يجوز اصطياده. وأما إذا كان على الجزء الخارج فال إشكال وال خالف في أنــه ال

يجوز اصطياده وقتله. ــل عن ــه، ب ــدم الخالف في ــواهر ع ــا في الج ــاض كم وعن الري الخالف والجواهر للقاضي اإلجماع عليه، وكــذلك حكي اإلجمــاع عن التذكرة والمنتهی، فيما إذا كان أصل الشــجرة خــارج الحــرم وكــان

. (1)بعضها في الحرم ويدل على الحكم قوي السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي )عليهم السالم( أنه سئل عن شجرة أصلها في الحرم وأغصانها في

عليــه جــزاؤهالحل، على غصن منها طير رماه رجل فصرعه، قال: . إذا كان أصلها في الحرم

ويؤيده صحيح معاوية: سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن حــرم فرعهــاشــجرة أصــلها في الحــرم وفرعهــا في الحــل، قــال:

، قال: قلت: فإن أصلها في الحل وفرعها في الحرم،لمكان أصلها. (2)حرم أصلها لمكان فرعهاقال )عليه السالم(:

والظاهر تغليب جانب الحرم مطلقا، فإذا كان بعض الفروع في الحرم كفى في حرمة الصـيد، وإن كـان على فــرع آخـر في الحـل،

وكان أصل الشجر في الحل أيضا. وهل يتعدى الحكم إلى ما لــو كــان الصــيد على بنــاء بعضــه في

الحل

. ٢ من أبواب تروك اإلحرام ح٩٠ باب ١٧٧ ص٩( الوسائل: ج?)1. ١ من أبواب تروك اإلحرام ح٩٠ باب ١٧٧ ص٩( الوسائل: ج?)2

252

وبعضه في الحرم، احتماالن، وإن كان ال يبعد كونه كالصيد علىالشجرة المذكورة.

نعم الظاهر أنه ال يحكم بهذا الحكم إذا كــان على شــيء بعضــه في الحرم، كما إذا كان على سيارة كذلك، ألن المنصرف من النص الشيء الثابت، وكذلك إذا كان على جبل بعضه داخل وبعضه خارج،

ألن الجبل في حكم األرض.ــذكورة مثال، ال إشــكال في ــان الصــيد على الســيارة الم وإذا ك جواز حركتها بحيث يصير كلها خارجا، فإذا خرجت بكلها جــاز الصــيد المــذكورة، ومن المحتمــل أن يكــون حالــه حــال مــا إذا أهــاج صــيد الحرم فخرج منه، حيث تقدم في بعض المسائل الســابقة اإلشــكال

في اصطياده، ولعل األول أقرب، والله العالم.

253

لــو صــاد اإلنســان في الحــرم طــائرا مقصــوص(:٥٢)مسألة الجناح، وجب حفظه حــتى يكمــل ريشــه ثم يرســله، بال إشــكال وال

خالف كما في الجواهر وغيره. ــد اللــه )عليــه ويدل عليه صحيح حفص بن البختري، عن أبي عب

إن كــان مســتويالســالم(، فيمن أصــاب طــيرا في الحــرم، قــال: ــإذا الجناح فليخل عنه، وإن كان غير مستو فيقيه وأطعمه وسقاه، ف

. استوى جناحاه خلى عنه وصــحيح زرارة: إن الحكم ســأل أبــا جعفــر )عليــه الســالم( عن رجل أهدي له في الحرم حمامة مقصوصة، فقــال )عليــه الســالم(:

نيقها وأحسن علفها حتى إذا استوى ريشها فخل سبيلها . وخبر مثنى، قال: خرجنا إلى مكــة فاصــطاد النســاء قمريــة من قماري فخ حيث بلغنــا البريــد، فنتــف النســاء جناحيهــا ثم دخلــوا بــه مكة، فدخل أبو بصــير على أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( فــأخبره،

ينظرون امرأة ال بــأس بهــا فيعطونهــا الطــيرفقال )عليه السالم(: . تعلفه وتمسكه حتى إذا استوى جناحاه خلته

وخبر كرب الصيرفي، قال: كنا جماعة فاشترينا طيرا فقصصناه ودخلنا به مكة، فعاب ذلك علينا أهــل مكــة، فأرســل كــرب إلى أبي

اســتودعوه رجال من أهــلعبد الله )عليه الســالم( فســأله، فقــال: . مكة مسلما، أو امرأة مسلمة، فإذا استوى ريشه خلوا سبيله

ثم إن الظاهر كفاية كون المودع عنده ثقة، فإنه المنصــرف منال بأس بهاخالفــا لمــا عن المنتهی، حيث اعتــبر فيــه العدالــة، وال ،

دليل عليه، وهل يشترط إسالمه لظاهر خبر كرب، أو يكفي الوثــوقوإن لم يكن مسلما، ال يبعد الثاني،

254

وإن كان األحوط األول. ولو لم يكن هناك ثقة يقبل الوديعة، فالظاهر أنــه ال يجــبر الثقــة على ذلك لألصل، فإن تمكن الممســك من بقائــه بنفســه فهــو، وإال

بأن كان حرجا عليه خلى سبيله في مكان أمانا كالمسجد مثال. وال يبعد تعدي الحكم إلى سائر أقسام الصيد للمناط، إذ العرف

ال يرى خصوصية للطائر. ثم ما تقدم إنما هو حكم الطائر المحترم، أما غــير المحــترم فالــترام بأس بتركه كما هو واضح، كما أن الدجاجة ونحوها ليس لها اح

حرمي، وكذلك السباع. ــه ســئل ففي خبر ابن أبي عمير، عن الصادق )عليه السالم(، أن

هــو ســبع،عن رجل أدخل فهده إلى الحرم أله أن يخرجــه، فقــال: . (1)وكلما أدخلت من السبع الحرم أسيرا فلك أن تخرجه

. (2)وقريب منه خبر حمزة بن اليسعــترام، لم يكن يجب ــبع احـ ومن المعلـــوم أنـــه إذا لم يكن للسـ حفظه وتطبيبه، أما الصيد المحترم فهل يجب تطبيبه إذا رجــا زوال آفته، ال يبعد ذلك، للمناط في الروايات السابقة، ولو يئس من برئـه فالظاهر وجــوب حفظــه إلى أن يمــوت، ال أن يــترك حــتى يصــاد أو

يموت موتا غير طبيعي. ولو كان اآلخذ للصيد المحترم هو الذي آذاه بنتف ريشه أو كسر يده مثال، وكان ذلك في حالة إحرامه أو في الحــرم، لــزم باإلضــافة

إلى حفظه حتى يطيب كفارة جنايته، إلطالق أدلة الكفارة. ثم إنه لو خرج الطائر المقصوص الجناح أو الحيوان الكسير عن الحرم بنفسه، فالظاهر أنــه يســقط بــذلك التكليــف، فال حاجــة إلى

إعادته إلى الحرم وحفظه.

. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٤١ باب ٢٣٦ ص٩( الوسائل: ح?)1. ٦ من أبواب كفارات الصيد ح٤١ باب ٢٣٧ ص٩( الوسائل: ح?)2

255

نعم لو أخرجه لزم إرجاعه. وقد تبين أنه لو خرج صــيد الحــرم بنفســه عن الحــرم ســقطت عنه حرمة الحرم، وهذا هو الذي اختاره محكي الخالف والمبســوط والحلي وجماعة آخرين، خالفــا للمحكي عن النهايــة والتهــذيب وحج المبسوط، والعالمة في جملــة من كتبــه وثــاني الشــهيدين وســبطه وغيرهم، فقالوا بأنه ال يحل صيد حمام الحرم واإلنسـان الصـائد في

المحل. ويدل على ما اخترناه ما في الصحيح، عن قول الله عــز وجــل:

﴿ من دخــل الحــرم مســتجيرا كــان قــال: (1)﴾ومن دخله كان آمنا ــا آمنا من سخط الله تعالی، ومن دخله من الوحش والطير كان آمن

. (2)من أن يهاج ويؤذى حتى يخرج من الحرمفإن ظاهره أنه لو خرج عن الحرم بنفسه لم يكن محترما.

بل ومفهوم رواية مسمع، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، في عليهرجل حل في الحرم رمى صيدا خارجا من الحرم فقتله، قال:

، ألن اآلفة جاءت الصيد من ناحية الحرم. (3)الجزاء أما القائــل بالحرمــة، فقــد اســتدل لــه بمــا عن علي، عن أخيــه الكاظم )عليه السـالم(، سـأله عن الرجــل هـل يصـلح لــه أن يصــيد

ال يصلححمام الحرم في الحل فيذبحه فيدخل الحرم فيأكله، قال: . (4)أكل حمام الحرم على كل حال

اليصــاد حمــام الحــرموصحيحه اآلخر، عنه )عليه السالم( قال: . (5)حيث كان، إذا علم أنه من حمام الحرم

. ٩٧( سورة آل عمران: اآلية ?)1. ١ من أبواب كفارات الصيد ح١٣ باب ٢٠٢ ص٩( الوسائل: ج?)2. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٣٣ باب ٢٢٩ ص٩( الوسائل: ج?)3. ١١٧، وقرب اإلسناد: ص٢ من أبواب تروك اإلحرام ح٤ باب ٧٩ ص٩( الوسائل: ج?)4. ٤ من أبواب كفارات الصيد ح١٣ باب ٢٠٣ ص٩( الوسائل: ج?)5

256

لكن الجمع العرفي بين الــدليلين يقتضــي حمــل الروايــتين على الكراهة. ال يصلحالكراهة، بل في الجواهر أن المنسبق من

نعم الحدائق أفتى بالحرمة، وتبعــه المســتند، قــال: فيــه قــوالن.(1)أحوطهما بل اجودهما التحريم

ثم على القول بالحرمة البد وأن يصدق على الصيد أنه من صيد الحرم، وإال فلو عبر صــيد من الحــرم ال يصــدق عليــه أنــه من صــيد

الحرم، فال ينبغي اإلشكال فيه. وفي حكم الصيد بيض الطير إذ لم يكن الطير من الحــرم، فــإذا أخرج حيوان بيض حمــام الحــرم أو بــاض هــو خــارج الحــرم لم يكن

للبيض حرمة. نعم إذا أخرجه إنسان أشكل أكلــه، ألن الــواجب إرجاعــه، وكــذا

إذا أخرج الطير، فتأمل.

. ٢٩ س٣١٩ ص٢( المستند: ج?)1257

لو نتف ريشة من حمام الحرم كان عليه صدقة(:53)مسألة ــه، وعن ــده في ــواهر بال خالف أج ــل في الج ــهور، ب ــو المش ــا ه كم المــدارك نســبته إلى القطــع بــه في كالم األصــحاب، وكــذلك قالــه

الحدائق، وظاهر المستند أن الحكم بذلك احتياط. ويدل على ذلك رواية إبــراهيم بن ميمــون، قلت ألبي عبــد اللــه

يتصــدق)عليه السالم(: فيمن نتف ريشة من حمــام الحــرم، قــال: .(1)بصدقة على مسكين، ويعطي باليد التي نتف بها فإنه قد أوجعه

والخــبر مجبــور بمــا تقــدم، وظــاهرهم بــل صــريح جماعــة منهمــأس العمل بما في الخبر، من لزوم كون الصدقة باليد الجانية، وال ب به بعد انجبار الخبر كما عرفت، لكن عن الدروس عدم وجوب ذلك،

وفيه نظر. نعم إذا كان النتف بغير اليد كاألســنان مثال، ال دليــل على لــزوم

كون الصدقة بها. كما أنه لو لم يكن مسكين هنــاك واضــطر إلى إعطــاء الصــدقة إلى المسكين بواسطة إنســان ســقط هــذا الــواجب، لوضــوح تعــدد

المطلوب. ولو نتف أكثر من ريشة فال يبعد تعدد الصــدقة، لتعــدد المســبب

بتعدد السبب.ــا ضــمن األرش، كمــا هــو المحكي عن ــالنتف عيب ولــو أحــدث بــه الشهيد )رحمه الله( لما تقدم في بعض المسائل الســابقة، من أن

مضمون. ومقتضى تعــدد الكفــارة بكونــه محرمــا في الحــرم تعــددها هنــا

أيضا. والظــاهر أن الحكم ليس خاصــا بالحمــام، بــل كــل طــير كــذلك لوحدة المناط، ولــذا كــان المحكي عن المقنعــة والمراســم وجمــل

العلم والعمل التعبير بنتف ريش طائر من طيور الحرم.كما أن الظاهر أن الحكم كذلك في نتف الصوف

. 5 من أبواب كفارات الصيد ح13 باب 203 ص9( الوسائل: ج?)1258

والوبر من سائر أقســام الصــيد، لظــاهر قولــه )عليــه الســالم(:ألنه أوجعه .وعدم فهم العرف الفرق ،

أما ما في الجواهر من األرش فال يخفى ما فيــه، خصوصــا وأنــهكثيرا ما ال يكون فيه أرش.

وال فرق في وجــوب الصــدقة بين أن ينبت الشــعر أو ال، كمــا الفرق في الصدقة بين القليل والكثير والنقد وغيره لإلطالق.

ولو مات الطير بسبب النتف كان كمن قتلـه بغــيره، وهــل تجب حينئذ الصـدقة باإلضـافة إلى الكفــارة، احتمـاالن، واألحـوط الجمـع،

خصوصا إذا تباطأ موته بعد النتف. وإيالم الحيوان بغير النتف حرام كمــا يظهــر من التعليــل، إال أن

لزوم الصدقة فيه محل تأمل. ولو لم ينتف الــريش لكن قصــه كــان حرامــا، لكن لم يكن فيــهــه القص ــاإلرش إن أوجب ــول ب ــان الالزم الق صــدقة لألصــل، وإن ك

للدليل المتقدم، والله العالم.

259

من أخرج صيدا من الحرم وجب عليه إعادته بال(:54)مسألة إشـــكال وال خالف، وفي الحـــدائق من غـــير خالف يعـــرف، وفي الجواهر بال خالف أجده فيه، ولو تلف قبل ذلك أو مــات حتــف أنفــه

ضمنه، بال إشكال وال خالف أيضا، بل في المستند اإلجماع عليه. ــه ــه )علي ــر، عن أخي ــدل على الحكمين صــحيح علي بن جعف ويــة السالم(، سأله عن رجل أخرج حمامة من حمام الحرم إلى الكوف

عليــه أن يردهــا، فــإن مــاتت فعليــه ثمنهــا أنأو إلى غيرهــا، قــال: . (1)يتصدق به

. (2)ونحوه صحيحه اآلخر، عنه )عليه السالم( وصحيحة زرارة، عن الصــادق )عليــه الســالم(، ســأله عن رجــل

يــرده إلىأخرج طيرا من مكة إلى الكوفــة، قــال )عليــه الســالم(: . (3)مكة

وخبر يونس بن يعقــوب قــال: أرســلت إلى أبي الحســن )عليــهــا إلى السالم(: إن أخا لي اشترى حماما من المدينة فذهبنا بهــا معن مكة فاعتمرنا وأقمنا إلى الحج ثم أخرجنا الحمام معنا من مكة إلى

يــذبح عن كــلالكوفة، هل علينا في ذلــك شــيء، فقــال للرســول: . (4)طير شاة

وعن يعقوب، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(ــك أن تخرجــه منهــا مــاقــال: ــة فجــائز ل إذا أدخلت الطــير المدين

أدخلت، وإذا أدخلت مكة

. 2 من أبواب كفارات الصيد ح14 باب 204 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب كفارات الصيد ح14 باب 204 ص9( الوسائل: ج?)2. 8 من أبواب كفارات الصيد ح14 باب 206 ص9( الوسائل: ج?)3. 9 من أبواب كفارات الصيد ح14 باب 206 ص9( الوسائل: ج?)4

260

. (1)فليس لك أن تخرجه وهذه الروايات وإن ذكرت الطير والحمام، إال أن المناط شامل

لكل أنواع الصيد. : إن األصحاب قاطعون بتساوي أنواع الصــيد(2)قال في الحدائق

في هـــذا الحكم، وخـــبر يـــونس مجمـــل في أن الشـــاة لموتهـــا أو إلخراجها أو إلبقائها خارج مكة بأن ال يجب عليه ردها، وعليه فالالزم العمل بصحيح ابن جعفر، وإن كان من المحتمل التخيـير بين الشـاة

والثمن جمعا بين الروايتين. ثم إنه لو لم يمكن اإلرجاع لم يكن عليه شيء لألصل، وكــذا لــو

كان اإلرجاع محل خوف التلف. وهل يلزم إرجاع بيضه الذي باضه أو فرخــه الــذي حصــل خــارج الحرم، احتماالن، من أنه تابع له، ومن األصل، واألحــوط األول، ولــو احتاج إعادته إلى أجــرة وجب إعطاؤهــا، إال إذا كــان ضــررا بالغــا أو

عسرا أو حرجا أو غير مقدور له. ــه، فال ــادة إلي ــرم واإلع ــراج من الح ــيزان اإلخ والظــاهر أن الم

خصوصية لمكة.ــه في ــل األمن، ال أن يتركـ ــون إلى محـ ــادة يجب أن تكـ واإلعـ صحراء الحرم، حيث يخشــى من صــيده أو موتــه أو مــا أشــبه، ألنــه

المنصرف من النص. ثم إنه كما يضمن تلفه قبل العــود، كــذلك يضــمن نقصــه وعيبــه

للمناط.ــات، كــان مقتضــى العلم ــو اشــتبه المطــارد بين عــدة حيوان ول االجمالي إعادة الجميع وإن كــان فيــه نــوع تأمــل، وتفصــيل بأنــه إن كـان ضــررا عليــه اكتفى باالمتثــال االحتمــالي، وإال وجبت الموافقــة

القطعية منه.

. 5 من أبواب كفارات الصيد ح14 باب 205 ص9( الوسائل: ج?)1. 312 ص15( الحدائق: ج?)2

261

لو رمى المحــل في الحــل ســهما فعــبر الحــرم(:55)مسألة وخــرج إلى الحــل فقتــل صــيدا، فالظــاهر أنــه ال تجب عليــه الفــداء لألصل، وقيل بأن عليه الفداء للتعليل في خبر مسمع المتقــدم بــأن اآلفة قد جاءت إلى الصيد من قبــل الحــرم، وفيــه: إن ظــاهر العلــة

كون المنطلق الحرم ال المعبر. ومنه يعلم أنه لـو أرسـل كلبــه من الحـل إلى الحـل، لكنـه عـبر الحرم لم يكن عليه شيء، كما أفتى به الجواهر وغـيره، وكـذلك إذا عدا هو بنفسه من الحل إلى الحل، لكنه عبر الحرم فاصــطاد صــيدا

لم يكن عليه شيء كما عن المنتهی. ومثله ما لو اشــترى البندقيــة من الحــرم، أو تحــرك من الحــرم

وجاء إلى الحل لالصطياد.ــه ــه، فالظــاهر أن ثم إنه لو كان بقاء الصيد في الحرم ضررا علي

يجوز إخراجه من الحرم، لكن الالزم حفظه إلرجاعه.

262

يجتمع على المحرم في الحــرم إذا قتــل صــيدا،(:56)مسألة ــك، أو فعل ما يوجب الكفارة، كقطع عضوه أو نتف ريشه أو غير ذل أمران: الكفــارة لكونــه محرمــا، والقيمــة لكونــه في الحــرم، فيجب الفداء والقيمة إذا كان لــه فــداء خــاص، أو القيمتــان إذا لم يكن لــه فــداء خــاص على المشــهور كمــا في الجــواهر، وفي المســتند على الحق المشهور، كما صرح به جماعة، بــل نســب خالفــه إلى النــادر،

انتهی. وعن القاضي اإلجماع عليه.

وفي المقام أقوال أخر: ــل المحــرم ــه ليس في قت ــل من أن ــا عن ابن أبي عقي األول: م

للحمامة في الحرم إال شاة. الثانی: ما عن المقنع من المضاعفة في الفداء.

الثالث: ما عن ابن إدريس من أنه إذا كان ذلك منــه في الحــرموهو محرم عامدا إليه تضاعف ما كان عليه في الحل.

لكن المشهور هو األقوى لداللة متواتر الروايات عليه: مثل روايــة ابن الفضــيل، عن أبي الحســن )عليــه الســالم(، عن

إن قتلهــا وهــورجل قتل حمامة من حمام الحرم وهو محرم، قال: . (1)محرم في الحرم فعليه شاة وقيمة الحمامة درهم

ورواية أبي بصير، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال: ســألته عن محرم قتل حمامة من حمــام الحــرم خارجــا عن الحــرم، قــال:

عليه شاة :قلت: فإن قتلهـا في جــوف الحـرم، قـال .عليـه شـاة . (2)وقيمة الحمامة

. 1 من أبواب كفارات الصيد ح11 باب 198 ص9( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب كفارات الصيد ح11 باب 198 ص9( الوسائل: ج?)2

263

إن قتــلوخبر الحلبي، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال: المحرم حمامة في الحرم فعليه شاة وثمن الحمامة درهم أو شبهه يتصــدق بــه أو يطعمــه حمامــة مكــة، فــإن قتلهــا في الحــرم وليس

. (1)بمحرم فعليه ثمنها إذا أصــابوخــبر زرارة، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم( قــال:

المحرم في الحــرم حمامــة إلى أن يبلــغ الظــبي، فعليــه دم يهريقــه ويتصــدق بمثــل ثمنــه أيضــا، فــإن أصــاب منــه وهــو حالل فعليــه أن

. (2)يتصدق بمثل ثمنه وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في رجل قتل

عليه شاة وقيمةطيرا من طير الحرم وهو محرم في الحرم، قال: الحمامــة درهم يعلــف حمــام الحــرم، وإن كــان فرخــا فعليــه حمــل

. (3)وقيمة الفرخ نصف درهم يعلف به حمام الحرموالرضوي )عليه السالم(: والمحــرم في الحــرم إذا فعــل شــيئا

. (4)من ذلك تضاعف عليه الفداء مرتين فــإن أصــبته وأنت محــرموقال )عليه السالم( في موضع آخر:

ــك دم في الحرم فعليك دم وقيمة الطير درهم، وإن كان فرخا فعلي. (5)ونصف درهم

إن أصــبت الصــيدوخبر معاويــة، عن الصــادق )عليــه الســالم(: وأنت حرام في الحــرم فالفــداء مضــاعف عليــك، وإن أصــبته وأنت

حالل في الحرم فقيمة

. 3 من أبواب كفارات الصيد ح11 باب 198 ص9( الوسائل: ج?)1. 4 من أبواب كفارات الصيد ح11 باب 198 ص9( الوسائل: ج?)2. 5 من أبواب كفارات الصيد ح11 باب 198 ص9( الوسائل: ج?)3. 1 من أبواب كفارات الصيد ح11 باب 128 ص2( المستدرك: ج?)4. 28 سطر 29( فقه الرضا: ص?)5

264

واحدة، وإن أصبته وأنت حرام في الحل، فإن عليك فداء واحدا(1) .

وخبر الجواد )عليه السالم( في جــواب مســائل يحــيى بن أكثم:إن المحرم إذا قتل صيدا في الحـل وكـان الصـيد من ذوات الطـير

وكان الطير من كبارهــا فعليــه شــاة، وإن أصــابه في الحــرم فعليــه الجزاء مضاعفا، وإذا قتــل فرخــا في الحــل فعليــه حمــل فطيم من اللبن، وإذا قتله في الحرم فعليه الحمل وقيمة الفرخ، وإن كان من الوحش وكان حمار وحش فعليه بقرة، وإن كان نعامة فعليــه بدنــة،ــه وإن كان ظبيا فعليه شاة، وإن كان قتل من ذلك في الحــرم فعلي

.(2)الجزاء مضاعفا هديا بالغ الكعبة وخبر سليمان بن خالد، أنه سأله )عليه السالم( ما في القمــري

قيمتــه، فــإن أصــابهوالدبسي والسمان والعصــفور والبلبــل، قــال: . (3)المحرم في الحرم فعليه قيمتان ليس عليه دم

والروايات المتضمنة للمضاعفة يراد بها الدم والقيمــة بــالقرائنالداخلية والخارجية.

أما خبر سليمان، فكأنه ألجل أنه يــرى القيمــة في المــذكورات، وإن كان ذلك خالف ما تقدم من لزوم الــدم في الحمــام وأضــرابه،

ولعله يكون مخيرا بين الدم والقيمة في الحمام وأضرابه. وكيف كان، فهذه الروايــة ال تقــاوم متــواتر الروايــات والشــهرة

المحققة، أما

. 5 من أبواب كفارات الصيد ح44 باب 241 ص9( الوسائل: ج?)1. 2 من أبواب كفارات الصيد ح3 باب 188 ص9( الوسائل: ج?)2. 7 من أبواب كفارات الصيد ح44 باب 242 ص9( الوسائل: ج?)3

265

ما عن المنتهى والتذكرة من أنه يمكن أن يكون وجه هذه أنه المثل للمذكورات من النعم، ففيه ما ال يخفی.

ــرف وكيف كان فالظاهر لزوم أن تكون القيمة نقدا، ألنه المنصمنها.

نعم ال ينبغى اإلشــكال في كفايــة معــادل القيمــة علفــا لحمــامالحرم، إذ ال خصوصية ألن يعطي قيمة ثم يجعلها علفا.

266

إذا انتهى التضاعف إلى البدنة كمــا في النعامــة(:57)مسألة ــل في ــأخرين، ب فهل تتضاعف أيضا، كما عن ابن إدريس وجمع المت المستند ادعى عليه الشهرة، بل عن ابن إدريس نسبته إلى ما عــدا

الشيخ من األصحاب مؤذنا باالتفاق عليه، كما في الجواهر. أو ال تتضاعف، كمــا ذهب إليــه الشــيخ والمحقــق وآخــرون، بــل

نسبه محكي المسالك إلى المشهور. قوالن، أقواهما ثانيهما، لروايــة ابن فضــال، عن الصــادق )عليــه

إنما يكون الجــزاء مضــاعفا فيمــا دون البدنــة، حــتى يبلــغالسالم(: .(1)البدنة فإذا بلغ البدنة فال تضاعف، ألنه أعظم ما يكون

، والرواية صحيحة كما قاله الحدائق، ولو(2)ومثلها روايته األخریــا في ــا، وألنه ــهور إليه ــتناد المش ــة، الس ــحيحة فهي حج لم تكن ص

الكافي الذي ذكرنا غير مرة حجية أخباره. ولــذا قــال المســتند: والقــول بضــعف المرســلتين ال اعتبــار لــه

. (3)عندنا وقــال في الجــواهر: وإن أمكن القــول بانجبــار المرســلتين بمــاــا في الكتب األربـــع، ــافا إلى تـــبين مـ ســـمعته من الشـــهرة، مضـ

. (4)فيصلحان للتخصيص والتقييد ثم الظاهر أن المراد ببلوغ البدنة بلــوغ نفســها، ال قيمتهــا، ألنــه المنصرف من النص، فقول المسالك المراد ببلوغ البدنة بلوغ نفس

البدنة أو قيمتها ممنوع. ولو لم يملك البدنة وأراد الفض على الـبر أو الصـيام يبقى على ما هو عليه فال تــزاد القيمــة فيمــا إذا فعلــه محرمــا في الحــرم، ألن

المنصرف أن حكم البدل حكم المبدل. وال يخفى أن المــراد بالبدنــة الكبــيرة، ولــذا كــان التضــاعف في إرسال الفحولة نصا وإجماعا، لكن هذا ليس استثناء من المقام، بل

من المسألة اآلتية.

. 1 من أبواب كفارات الصيد ح46 باب 243 ص9( الوسائل: ج?)12 من أبواب كفارات الصيد ح46 باب 243 ص9( الوسائل: ج?)2. 5 س303 ص2( المستند: ج?)3.321 ص20( الجواهر: ج?)4

267

إذا تكرر من المحرم قتل الصيد، فــإن كــان عن(:58)مسألة غير علم وعمد تكررت الكفارة مطلقا، سواء كان عن جهل أو خطأــا، وفي أو نسيان أو سهو بال إشكال وال خالف، وفي المستند إجماعــاع بقســيمه ــل اإلجم ــواهر بال خالف ب ــدائق بال خالف، وفي الج الح

عليه، بل المحكي منهما مستفيض أو متواتر. ويدل عليه اإلطالقــات والخصوصــات، كصــحيحة ابن عمــار: في

ــاالمحرم يصيد الصيد، قال )عليه السالم(: عليه الكفارة في كل م. (1)أصاب

عليــهوصحيحه اآلخر: محرم أصاب صيدا، قال )عليه الســالم(: . (2)عليه كلما عاد كفارة، قلت: فإن هو عاد، قال: الكفارة

إلى غيرهما من اإلطالقات، فما دل على أنه ال كفارة في المرةالثانية، كما سيأتي مخصص بما ذكر.

وال فرق بين الجهل بالحكم أو بالموضوع، كما إذا جهــل أن هــذا صيد أو أن الصيد حرام في اإلحرام، ألن ما يــأتي من عــدم اإلعــادة

خاص بالعالم العامد.هذا كله في غير العالم العامد، أما هو ففيه قوالن:

االول: عدم تكرر الكفارة، وإنمــا ينتقم اللــه من الــذي صــاد فيــة ــع والنهاي ــه والمقن ــو المحكي عن الفقي ــذا ه ــة، وه ــرة الثاني الم والتهــذيب واالستبصــار والمهــذب والجــامع والنكت والمســالك، بــل أكثر المتأخرين، بــل عن كــنز العرفــان نســبته إلى أكــثر األصــحاب، وعن التبيان أنه ظــاهر مــذهب األصــحاب، وعن المجمــع أنـه ظــاهر رواياتنا، خالفــا البــني الجنيــد وإدريس والمبســوط والخالف والســيد

والحلبي والعالمة في جملة من كتبه، وكنز العرفان وغيرهم،

. 1 من أبواب كفارات الصيد ح47 باب 243 ص9( الوسائل: ج?)1. 3 من أبواب كفارات الصيد ح47 باب 244 ص9( الوسائل: ج?)2

268

فقالوا بتكرر الكفــارة، واألقــوى هــو القــول األول لظــاهر اآليــة،ولجملة من الروايات:

المحــرم إذامثل: صحيح الحلبي، عن الصادق )عليــه الســالم(: قتل الصيد فعليه جزاؤه، ويتصدق بالصــيد على مســكين، فــإن عــاد فقتل صيدا آخر لم يكن عليــه جــزاء، وينتقم اللــه منــه والنقمــة في

. (1)اآلخرة وصحيحه اآلخر، عنه )عليــه الســالم(، في محــرم أصــاب صــيدا،

إذا أصــاب آخــر، قلت: فإن أصاب آخر، قــال: عليه الكفارةقال: ومن عــاد فينتقمليس عليه كفارة، وهو ممن قال اللــه عــز وجــل:

. )2((3)الله منهــه ــه )علي ــبي، عن ــا رواه العياشــی، عن الحل ــا، م ــريب منهم وق

السالم(. إذاوخبر حفص األعور، عن أبي عبد الله )عليــه السـالم( قــال:

أصاب المحرم الصيد فقولوا لــه هــل أصــبت صــيدا قبــل هــذا وأنت محرم، فإن قال نعم، فقولوا له: إن الله منتقم منك، فاحذر النقمة،

. (4)وإن قال ال، فاحكموا عليه جزاء ذلك الصيد وفى خبر أبي عمــير، الــذي هــو صــحيح أو كالصــحيح، عن بعض

إذا أصــاب المحــرمأصحابه، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال: ــدا الصيد خطاء فعليه كفارة، فإن أصابه ثانيا خطاء فعليه الكفارة أب إذا كان خطاء، فإن أصابه متعمــدا كـان عليــه الكفـارة، فـإن أصـابه

ثانية متعمدا فهو ممن ينتفم الله منه، والنقمة

. 1 من أبواب كفارات الصيد ح48 باب 244 ص9( الوسائل: ج?)1. ٩٥( سورة المائدة: ?)2. ٤ من أبواب كفارات الصيد ح٤٨ باب ٢٤٥ ص٩( الوسائل: ج?)3. ٣ من أبواب كفارات الصيد ح٤٨ باب ٢٤٥ ص٩( الوسائل: ج?)4

269

. (1)في اآلخرة، ولم يكن عليه كفارة ومثله رواية ثانية عنه، غير مســندة إلى اإلمــام )عليــه الســالم(،

. (2)وإنما رواه عن بعض األصحاب إنــه قــال فيوخبر دعائم اإلسالم، عن الصادق )عليه السالم(:

ــه عــز وجــل: ــه الل ــهقول ــاد فينتقم اللــه من ــهومن ع ــال )علي ، ق من قتل صيدا وهو محرم حكم عليه أن يجزي بمثله، فإنالسالم(:

. (3)عاد فقتل آخر لم يحكم عليه، وينتقم الله منه وإن كان ممن عاد فهو ممنوفي رواية الجواد )عليه السالم(:

. (4)ينتقم الله منه، وليس عليه كفارة، والنقمة في اآلخرةوفي المقنع، مثل رواية الدعائم.

وهــذه الروايــات كمــا تراهــا معتمــدة الســند، صــريحة الداللــة،مشهورة العمل بها، فال بد من الذهاب إلى الحكم المتضمنة له.

أما القول الثاني فقــد اســتدل عليــه بــإطالق صــدر اآليــة؛ وبأنــه قاعــدة كــل ســبب يحتــاج إلى مســبب، وبــإطالق الروايــات المثبتــه

للكفارة. وبصــحيح الــبزنطی، ســئل الرضــا )عليــه الســالم( عن المحــرم يصيب الصيد بجهالة أو خطاء أو عمــدا هم فيــه ســواء، قــال )عليــه

، قلت: جعلت فداك ما تقــول في رجــل أصــاب الصــيدالالسالم(: عليه، قال: فإن أخطأ، قال: عليه كفارةبجهالة وهو محرم، قال:

،عليــه الكفــارة، قال: فإن أخذ ظبيا متعمدا فذبحــه، قــال: كفارةجعلت فداك ألست قلت إن الخطأ والجهالة والعمد ليس قال:

. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٤٨ باب ٢٤٤ ص٩( الوسائل: ج?)1 عن بعض أصحابه. ٢ من أبواب كفارات الصيد ح٤٨ باب ٢٤٤ ص٩( الوسائل: ج?)2 ذكر جزاء الصيد يصيبه المحرم. ٣٠٧ ص١( الدعائم: ج?)3. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٣ الباب ١٢٧ ص٢( المستدرك: ج?)4

270

بأنــه آثمســواء، فبــأي شــيء يفضــل المتعمــد الخــاطئ، قــال: . بتقريب أن العامد لو كان بينه وبين غــيره فــرق من(1)ولعب بدينه

جهة آخر، مثل عدم الكفارة عليه في المرة الثانية، لزم بيانه، فعدمبيانه دليل العدم.

وربما أيد هذا القول بوجوه اعتبارية: مثل أنه لو قتل جرادة ثم نعامة، كـان عليــه كفــارة جــرادة دون النعامة، مع أنه خالف الذوق الشرعي، ألن الشارع يجعــل لمــرتكب

األشد عقابا أشد، كالقبلة والزنا، والجرح والقتل. ومثل أنه يلزم أن يكون ذنب من يقتل جرادة عقيب قتل نعامــة أعظم من قتلــه للنعامــة، ألن في قتــل النعامــة يكفــر وينتهي، وفي

قتل الجرادة له عقاب أخروي.ــل ومثل أنه في المرة الثانية إن تاب فال عقاب عليه، فيكون أق شأنا من المرة األولی، ألنها تحتــاج إلى توبــة وكفــارة، وإن لم يتب

كان في كلتيها العقاب فتكون المرة األولى أشد أيضا. لكن ال يخفى أن شيئا من الوجوه المــذكورة ال تصــلح لمقاومــة األدلة السابقة، فضال عن التقــدم عليهــا، إذ اآليــة بقرينــة عــدم ذكــر الكفارة في المرة الثانية ظاهرة ظهــورا عرفيــا في عــدم الكفــارة، والقاعدة مرفوعة بالدليل، والروايات مخصصة أو مقيدة، والصــحيحــه في ليس في مقام المرة الثانية، باإلضافة إلى أنه على تقدير كون

مقام اإلطالق ال بد من تقييده. وأما الوجوه االعتباريـة، فباإلضـافة إلى أنهـا ال تزيـد على كونهـا

استحسانات، أنه يرد: على أولها: إن عقاب الشارع لمرتكب األشد بعقاب أشــد، إنمــا هو إذا لم يصادم مصلحة أهم، مثــل عــدم التشــديد الــدنيوي ليكــون

سببا للنفرة. وعلى ثانيها: بأن قتل الجرادة عصيان ثان، وهو أشــد، وال عــبرة

بكبر جسم النعامة وصغر جسم الجرادة.

باب الكفارة عن خطأ المحرم وتعديــه الشــروط ح٢٥ الباب ٣٦٠ ص٥( التهذيب: ج?)1١٦٦ .

271

ــاني أكــثر من عقــاب وعلى ثالثهــا: بأنــه إن لم يتب فعقــاب الثــاني أعظم من العفــو عن ــالعفو عن الث ــاب ف ــارة األول، وإن ت وكف

األول، فالثاني عفوا وعقابا أهم من األول.وفي المقام فروع:

األول: هل عدم العقاب في المــرة الثانيــة بــاإلحرام أو جــار فيــرام، ففي ــدليل في اإلح ــاالن، من أن ال ــرم، احتم ــل في الح المح الحرم يبقى الحكم على قاعدة تعدد المسبب بتعــدد الســبب، وهــذا هو مختار المستند والجواهر تبعا لثاني الشهيدين وغيره، ومن أنه ال خصوصية لإلحــرام، لكن األقــرب األول لنص اإلحــرام في الروايــات

السابقة، وفي اآلية الكريمة والمناط غير مقطوع به. وعلى هذا فإذا قتله محرمــا في الحــرم مــرتين كــان في المــرة

األولى كفارتان وفي المرة الثانية كفارة الحرم فقط. الثاني: لو تعمد أوال وأخطأ ثانيا كان عليه في كــل مــرة كفــارة، ولو انعكس بأن أخطأ أوال وتعمد ثانيا، فال يبعــد عــدم الكفــارة عليــه

في الثانية إلطالق األدلة، وإن كان االحتياط في دفع الكفارة. الثالث: مقتضى عــدم تشــريع الكفــارة في الثانيــة أن إعطاءهــا لغو، لكن حيث أفتى بذلك جماعــة كــان ال بــأس بهــا، ولــو من بــاب

التسامح في أدلة السنن. الرابع: الظاهر أنــه في اإلحــرام الواحــد وإن طــال ســنة فرضــاــان، ألن المنصــرف كفارة واحدة، أما في إحرامين وإن قربا فكفارتــة إنمــا هــو ــة على عــدم الكفــارة في المــرة الثاني ــة الدال من األدل بالنسبة إلى إحرام واحد، كما اعترف به الجــواهر وغــيره، وال فــرق بين اإلحرامين المرتبطين كمــا في المتمتــع، وغــير المــرتبطين كمــا

في عمرتين مستقلتين. الخامس: ال فرق في عدم تعدد الكفــارة مــع العمــد بين إعطــاء

الكفارة بعد

272

األول وعدمه، إلطالق أدلة عدم الكفارة في المرة الثانية. السادس: لــو رمى غــزالين في رميــة واحــدة مثال، كــانت عليــه

، ويؤيده مــا إذا أغلــق البــاب على حمــامعادكفارتان، لعدم صدق الحرم حيث في كل حمام شاة.

أما لو أغلق بابا فبابا مثال فهـل هـذه مـرة أو مرتـان، احتمـاالن،وإن كان األول أقرب.

ولــو رمى غــزاال فلم يمت، ورمى ثانيــا فمــات، ثم مــات األول، عادفالظاهر أن الكفارة على األول فقط، وإن تأخر موته، لصدق

على الثاني، وكــذا لــو رش غــزاالت بالرشــاش كــانت الكفــارة على وإن لم يكن الفاصـــل بين األولعـــاداألول فقـــط، فـــإن الثـــاني

والثاني إال لحظة فقط، فتأمل. السابع: هل يشمل الحكم كسر بيضة وبيضة، ونتف ريش ونتف ريش، والكسر ثم الكسر، وهل يشمل القتل ثم الكســر، أو الكســر ثم القتــل، احتمــاالن، من ظــاهر اآليــة ومــا في بعض الروايــات من

الشامل للكسر، والثانيأصابالقتل، ومن أن في بعض الروايات أقرب، والبيض يحتمل أن يلحق بذلك بالمنــاط، وســتأتي روايــة أبي عبيدة، وأن في كل بيضة شاة، لكن المســألة بحاجــة إلى التفصــيلــدة ــرق بين الواح ــراد حيث ورد النص على الف ــل الج ــل قت في مث والكثيرة، مع أن الكثيرة تقتل مرات، وكــذا في مثــل مــا إذا احــترق جناح الطائر أوال ثم وقــع في النــار فمــات إذا كــان اإلشــعال عمــدا،

حيث إن الموت بعد احتراق الجناح، فتأمل. الثامن: لو رمى صيدا فمزقه السهم فقتل صيدا آخر، كان عليــه

، ولــذا أفــتى بالتعــدد الشــرائععــادفــداءان، ألنــه ال يصــدق عليــه والجواهر وغيرهما، وكذا إذا رمى صيدا حامال فقتله وفرخه، أو رمى

طيرا مثال فسبب ذلك قتله ومات بسببه فراخه وفسدت بيوضه.

273

التاســع: ال فــرق في قــدر الكفــارة بين العامــد وغــيره كمــا هــو المشــهور، بــل في الجــواهر أنــه ظــاهر النصــوص والفتــاوی، خالفــا للســيد المرتضــى حيث قــال بتضــاعف الفــداء في العمــد، واسـتدل لذلك باإلجماع واالحتياط، وبأن عليه مع النسيان جزاء والعمد أغلظ

فتجب فيه المضاعفة.ــه ال ــاوى، أن ــه خالف ظــاهر النص والفت ــه: باإلضــافة إلى أن وفيــة إجماع في المسألة قطعا، واالحتياط ال وجه له بعد النص، والغلظ تكون في العقاب ال في الكفارة، ولذا قــال في الحــدائق إن ضــعفه

أظهر من أن يحتاج إلى مزيد بيان. العاشر: من العمد الموجب لعدم الكفارة في المــرة الثانيــة مــا إذا أراد رمي طير مثال عمدا فأصاب ظبيا، ألن ظاهر النص والفتوى كون العمد في أصل الصــيد ال في خصوصــياته، وإن كــان في بعض

المواضع ال يصدق العمد إال بقصد الخصوصيات. ــا ــل حيوان نعم إذا كان ما قصده هدرا، كما إذا أراد قتل مؤذ فقت محترما، أو مر السهم من المؤذي المقصود إلى حيوان محترم فإنه

ال يكون من العمد.

274

في اشتراء بيض النعام وأكلــه صــور، فــإذا كــان(:٥٩)مسألة المشتري محال واآلكل محرما وكانا في الحل فعلى المحرم عن كل بيضة شاة، وعلى المحل عن كل بيضة درهم، بال إشكال وال خالف،

وادعى الجواهر عدم الخالف فيه، وعن المسالك االتفاق عليه. ويدل عليه صحيح أبي عبيدة، ســألت أبــا جعفــر )عليــه الســالم( عن رجل محل اشترى لمحرم بيض نعام، فأكله المحــرم، فمــا على

على الذي اشتراه فداء لكـل بيضـة درهم، وعلىالذي أكله، فقال: . قــالوا: وهــذه الروايــة تخــالف القاعــدة(1)المحرم لكل بيضة شــاة

األولية من جهات: ــل بين أن ــدرهم على المح ــزوم ال ــرق في ل ــه لم يف األولی: إنــارة يكون في الحل أو في الحرم، مع أن القاعدة تقتضي عدم الكف على المحل في الحل، منتهى األمر إنه أعــان على اإلثم، لكن مثلــه موجود في باب الكفارات، فإن المحل إذا أعان المحرم على الصيد

أو شاركه فيه لم يكن عليه شيء. الثانية: إن القاعدة تقتضي لزوم القيمة على المحل في الحــرم ال الدرهم، لكن عن المسالك إنه يمكن وجــوب أكــثر األمــرين عليــه

من القيمة والدرهم لو كان في الحرم. أقول: كأنه حمل الــدرهم في الصــحيحة على المثــال، لكن رده

في الجواهر بأن قوله مجرد اعتبار. ــون ــرق بين ك ــدم الف ــي ع ــحيحة يقتض ــة: إن إطالق الص الثالث المحرم في الحل أو في الحــرم، مــع أن القاعــدة تقتضــي أن يجب

عليه التضاعف في الحرم بالشاة

باب الكفارة عن خطأ المحرم وتعديــه الشــروط ح٢٥ الباب ٣٥٥ ص٥( التهذيب: ج?)1١٤٨ .

275

والقيمــة، لكن عن الشــهيد الثــاني وســبطه في المــدارك عــدم العمل بإطالق الصحيحة، والقول بالتضــاعف في الحــرم، وقــال في

الحدائق ال ريب أنه أحوط. أقــول: ال ريب أنــه أحــوط، لكن االحتيــاط غــير الزم، ألن ظــاهر الروايــات المتقدمــة في مضــاعفة القيمــة كلهــا في الصــيد، فكــون المناط المسـتفاد منهـا يكـون لـه من القـوة مــا يـوجب تقييـد هـذه الصــحيحة غــير معلــوم، ولــذا قــال في الجــواهر: قــد يقــال بظهــور

الفتاوى في عدم وجوب غير الشاة. الرابعة: ال فرق في وجوب الشــاة على المحــرم بين أن يكســر هو البيضة ويأكلها، أم يكسرها غيره ويأكلها هــو، إلطالق الصــحيحة، وهذا أيضا مخالف للقاعدة المتقدمــة في أن في كســر بيض النعــام إرسال الفحولة، فالالزم تخصيص تلــك القاعــدة بهــذه الصــحيحة، ال تخصيص الصحيحة بالقاعدة المذكورة، كما ارتكبه غــير واحــد، حيث قالوا بأن الشاة إنما هي فيما إذا كسر البيضة غيره وأكلها المحرم، وإال فإن كسرها المحرم وأكلها وجب عليه أمــران: الشــاة وإرســال الفحولة، وردهم الجــواهر بأنــه يمكن إخــراج هــذه المســألة بــالنص

والفتوى عن ذلك اإلطالق.وفي المقام فروع:

األول: ال فرق في الحكم المذكور بين أن يأكلهـا المحــرم نيــا أومطبوخا، وأن يأكل بعضها أو كلها لإلطالق.

الثاني: لو أكلهــا محرمــان كــان على كــل منهمــا شــاة لإلطالق، باإلضافة إلى المناط في ما تقـدم من اشـتراك جماعــة في الصـيد،

حيث إنه على كل واحد منهم كفارة. الثالث: لو طبخه المحرم ولم يأكله، ففيه احتماالت، الشاة ألنــه كاألكل، وإرســال الفحولــة ألنــه بمنزلــة الكســر في إفســاد البيضــة

وإخراجها عن قابلية

276

االستفراخ، والتفصيل بين كونها فاسدة فال شــيء لألصــل، وبين كونها قابلة فأحــد األمــرين من الشــاة واإلرســال، ويحتمــل الــبراءة

مطلقا لألصل، لكن أقربها أن الطبخ كالكسر لوحدة المناط. الرابع: لو كسر المطبوخ أو غير المطبوخ محــل فأكلــه المحــرم

لم يكن عليه شيء، وإنما الكفارة على المحرم فقط. قــال في الجــواهر: لألصــل الســالم عن معارضــة النص، لكن ال يبعد وجوب الدرهم عليه للمناط، إذا لم يكن هو الشاري، وإذا كــان هــو الشــاري لم يــزد على الــدرهم لألصــل، فــإذا أخــذ المحــل بيض

النعام من وكره وكسره بدون اشتراء كان عليه درهم. الخامس: لو اشترى المحل الــبيض وأعطــاه لمحــل، ثم المحــل أكله، لم يكن على الشاري شيء لألصل، بعـد ظهــور الصـحيحة في أنه أعطاه للمحرم، كما أنه إذا أعطاه للمحرم ثم أحل فأكلــه، فإنــه

ليس على أي منهما شيء. السادس: الظاهر لــزوم قصــد المحــل ألكــل المحــرم لــه، فــإذا أعطاه بقصد أن يضــعه في وكــره مثال فأكلــه، لم يكن على المحــل

شيء، لألصل بعد انصراف النص إلى القاصد. الســابع: لــو اشــترى المحــل، وطبخــه وكســره المحــرم، فأكلــه محرم ثان، فهــل على المحــرم الكاســر شــيء، الظــاهر ال لألصــل، واحتمال وجوب اإلرسـال من جهـة تلـك النصــوص ال وجــه لـه، بعــد ظهور تلك النصوص في كسر البيض الصالح لإلفراخ، وهذا هو الذي اختــاره الجــواهر، خالفــا لمحكي المســالك، حيث قــال: في وجــوب

الشاة أو القيمة أو الدرهم نظر.

277

الثامن: لو اشترى المحرم لمحرم آخر ففيه احتماالت: األول: إنه ال شيء عليه إال اإلثم لألصل، كما يظهر من الجــواهر

وإن تأمل فيه أخيرا. ــانی: وجــوب الشــاة، جعلــه الحــدائق أنســب بالقواعــد، ألن الث المشتري شارك األكل، فهو كما لو باشر أحــدهما قتــل الصــيد ودل

اآلخر، حيث إن على كل منهما كفارة. ــه الثالث: وجوب الدرهم، ألولويته من المحل المشــترى بإعطائ

الدرهم، مع أصالة البراءة عن الزائد، وهذا احتمله المسالك قويا. أقول: وهذا أقرب الوجــوه، وإن كــان الشــاة محتمال، أمــا األول

فهو أبعد الوجوه. التاسع: لو اشتراه المحرم فكسره وأكلـه، فقـد احتمـل وجـوب الدرهم لشرائه، واإلرسال لكسره، والشاة ألكلــه، وهــذا غــير بعيــد،

وإن كان في الدرهم نظر لعدم القطع بالمناط. نعم اإلرسال والشاة أدلتهما شاملة للمقام، إال أنـك قــد عــرفت

أن الصحيحة ال تدع مجاال لإلرسال. العاشر: هل الدرهم على المحل لشــرائه أو إلعطائــه للمحــرم، الظاهر الثانی، وعليه فال فرق بين أن يشتريه أو يصــل إليــه بحيــازة

أو انتقال قهري كاإلرث، أو معاملة أخری كالهبة والصلح. نعم لــو انتقــل إلى نفس المحــرم بأحــد األســباب المــذكورة لم يكن عليه شيء، إال لكسره وأكله، أو أكله فقط، أي الشاة فقط، إذ

ال دليل على الدرهم واإلرسال كما تقدم وجه عدمهما عليه.

278

ــو اشــترى المحــل بيض غــير النعامــة كــبيض الحــادي عشــر: ل الحمام، وأعطاه للمحــرم فأكلــه، فالظــاهر أن على المحــل القيمــة لقوة احتمال أن يكون الدرهم على بيض النعامــة من بــاب القيمــة، وألصالة عدم الزيادة، وإن كــان الحكم بــذلك أقــرب إلى االحتيــاط،

الحتمال جريان أصالة البراءة. الثاني عشر: لو اشترى المحل الصــيد وأعطــاه للمحــرم فأكلــه ــا فهل عليه شيء، الظاهر ال لألصل، ولذا جعله الجواهر المتجــه تبع

لكشف اللثام. ومما تقدم ظهرت أحكام الصور المختلفة للمسألة التي هي أن المشتري واآلكل إما محرمان أو محالن أو مختلفان، وعلى كل حال إما هما في الحرم أو في الحل أو بــاالختالف، مــع وضــوح أنهمــا إذا

كانا محلين في الحل لم يكن على أي منهما شيء.

279

ــو اضــطر المحــرم أو أكــره إلى أكــل الصــيد(:٦٠)مســألة ل لمخمصة أو دواء أو ما أشبه، جــاز أكلــه بال إشــكال وال خالف، وفي الجواهر إجماعا بقسميه ونصوصا، قاله في االضطرار تبعا للشرائع،

وإنما نقول باإلكراه من جهة األدلة العامة. ثم إن على المضــطر الضــمان، وفي الحــدائق بال خالف، وفي الجواهر إجماعا بقسميه ونصوصا، وربمــا ينــاقش في الضــمان بــأن إلــزام الشــارع إلى أكلــه أو إجازتــه ألكلــه ـــ فيمــا إذا لم يكن بحــدــوه، الوجوب ـ ظاهر في عدم الضمان، مثل إجازته لقتل السبع ونحــد، أال ترى أنه لو حرم المولى مال زيد ثم قال لعبده: أتلف مــال زي كان المستفاد عرفا منه أنه ال ضــمان عليــه، ولــذا قــالوا في مــا إذا قتل المسلم ألن الكــافر تــترس بــه أو ألنــه أراد قتلــه لم يكن عليــه

دية.وربما يقال بالضمان لوجهين:

ــإذا ارتفعت ــا للضــمان، ف ــا وموجب األول: إن الصــيد كــان حرامالحرمة لالضطرار أو اإلكراه لم يكن وجه الرتفاع الضمان.

ــروا الثاني: إن المقام مثل أكل المخمصة لمال الناس، حيث ذكأن عليه الضمان جمعا بين الحقين.

ويـــرد على األول: إنـــه فـــرع وجـــود دليـــل على الضـــمان فياالضطرار واإلكراه.

وعلى الثاني: إنه إن ثبت الضمان في أكــل المخصــمة ال يقــاس به المقام ألنه حق الناس، وفــرق بين حــق اللـه وحــق النــاس، هـذا باإلضافة إلى إمكان المناقشة هناك، حيث إن إيجاب الشــارع ألكلــه يستظهر منه عرفا أنه ال ضــمان عليــه، باإلضــافة إلى قولــه تعــالی:

ائل والمحروم حق معلوم﴿ ، فإن المضطر إلى أكله من(1)﴾للس أظهر أفراد المحروم، ومقتضى كونه حقا أن ال بدل على المحروم،

ومحل الكالم في ذلك غير ما نحن فيه.

. ٢٥ و24( سورة المعارج: اآلية ?)1280

هذا كله حسب القواعد العامة، وإال ففي المقام روايات صريحة في الضمان كما سيأتي، فالالزم القول به، كما ذهب إليه المشهور،

بل قد عرفت دعوى اإلجماع عليه. ــطياده أو ثم إنه لو اضطر أو أكره إلى أكل الصيد، سواء مع اص أكل لحمــه بــدون االصــطياد، أو الميتــة، قــدم أكــل الصــيد، فإنــه إذا

تعارض حرامان قدم ما فيه مالك أقل على ما فيه مالك أكثر.ــدم ــاء النجس ق ــر وشــرب الم ــره بين شــرب الخم مثال دار أم النجس، ألنــه فيــه مالك واحــد للحرمــة، بخالف الخمــر فإنهــا حــرام

ونجسة. أو ما كان حقا لله تعالى على ما فيه حــق للنــاس، ألن في حــق الناس حقين، حقا لله الذي نهى عن التصرف في مال الغير، وحقــا للناس، بخالف حق الله، فإن فيه حقا واحدا، كمــا إذا خلــف مقــدارا

من المال يكفي لحجه الواجب أو لدينه أعطى دينه.ــره بين أو ما كان صغيرة على ما كان كبيرة، كما كما إذا دار أم

الزنا والقبلة، ألنها صغيرة ـ بالنسبة ـ بخالف الزنا. أو ما لم يكن من الدماء والفروج واألموال، كمـا إذا اضـطر إلى

الزنا أو شرب الخمر فإنه يقدم شرب الخمر. وفي غير هــذه الصــور األربــع يقــدم المهم حســب المركــوز في أذهان المتشرعة، إذا لم يكن دليل خاص على أهميــة أحــدهما، كمــاــة، فــإن إذا دار أمره بين النظر إلى جسد المرأة األجنبية وبين القبل

المركوز في أذهان المتشرعة أن القبلة أعظم. والموازين األربع التي ذكرناها إنما هي أصــول أوليــة، وإال فــيرد عليها نقوض ليس هنا موضع ذكرها، كمــا أن المركوزيــة في أذهــان المتشرعة ليس من باب أن االرتكاز دليل مقابل األدلة األربعـة، بــل هــو نــوع من الســنة، كمــا أن الســيرة كــذلك، لكشــفهما عن قــول

المعصوم، ولتفصيل الكالم في هذه األمور

281

محل آخر، وإنمــا الكالم اآلن في أنــه لـو دار األمــر اضــطرارا أو إكراها بين أكل الميتة وأكل الصــيد، واألقــوال في ذلــك متعــددة، إالــداء، ــه الف ــا، أو إن أمكن ــيد مطلق ــديم الص ــول األهم هي تق أن الق وتقديم الميتة، والتخيير، واألقوى األول مطلقا، ويدل عليه صــحيحتا ابن بكير وزرارة، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في رجل اضــطر

. (1)يأكل الصيد ويفديإلى ميتة أو صيد وهو محرم، قال: وصحيحة الحلبي، عنــه )عليــه الســالم( أيضــا، قــال: ســألته عن المحرم يضطر فيجد الميتة والصيد أيهما يأكل، قال )عليه السالم(:

يأكــل من الصــيد، أمــا يحب أن يأكــل من ماله:قلت: بلی، قــال ، إنما عيه الفداء، فليأكل وليفده(2) .

وخبر منصور بن حازم، عن الصادق )عليه الســالم(، ســألته عن أيهمــا أحب إليــك أنمحرم اضطر إلى أكل الصيد أو الميتة، قــال:

ــة، ألن الصــيد محــرم علىتأكــل من الصــيد أو الميتة ، قلت: الميت ، قلت:أيهمــا أحب أن تأكــل من مالــك أو الميتةالمحــرم، فقــال:

. (3)فكل الصيد وأفدهاألكل من مالي، قال )عليه السالم(: وخبر يونس بن يعقوب، سألت أبا عبد اللـه )عليــه السـالم( عن

، قلت: إنيأكــل الصــيدالمضطر إلى الميتة وهو يجد الصيد، قال: الله عز وجل قد أحل له الميتة إذا اضطر إليها ولم يحل لــه الصــيد،

، قلت: من مــالي، قــال:أتأكل من مالك أحب إليك أو الميتةقال: هــو مالــك وعليــك فــداؤه:قلت: فــإن لم يكن عنــدي مــال، قــال ، تقضيه إذا رجعت إلى مالك(4) .

. 3 باب المحرم يضطر إلى الصيد والميتة ح383 ص4( الكافي: ج?)1. 1 باب المحرم يضطر إلى الصيد والميتة ح383 ص4( الكافي: ج?)2. 9 من أبواب كفارات الصيد ح43 باب 239 ص9( الوسائل: ج?)3. 2 من أبواب كفارات الصيد ح43 باب 238 ص9( الوسائل: ج?)4

282

ــه ســأل عن وعن دعائم اإلسالم، عن الصادق )عليه السالم(، إن يأكــل الصــيدالمحرم يضطر فيجد الصيد والميتة أيهما يأكل، قــال:

. (1)ويجزي عنه إذا قدر وإذا اضــطر المحــرم فوجــد صــيدا وميتــة أكــل منوالرضــوي:

. (2)الصيد، ألن فداءه في ماله قائم، فإنما يأكل من ماله وإذا اضطر المحــرم إلى صــيد وميتــة فإنــه يأكــلوفي المقنع:

. (3)الصيد ويفدي والظاهر من هذه الروايات أن المقدم أكل الصيد، وإنما الفــداء تكليف القادر عليه، فال ربط ألكل الصيد باشتراطه بــه، حــتى إذا لم يقدر لم يأكل الصيد وإنما يأكـل الميتــة، خصوصـا وأن بعض أقسـام

، بل يحرم أكل الضار،ال ضرر والضرار في اإلسالمالميتة ضارة، وففى الميتة حرمتان، وفي الصيد حرمة واحدة.

أما القائل بتقديم الميتة، فقد استدل بخبر عبــد الغفــار، ســألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن المحرم إذا اضطر إلى ميتة فوجــدها

. (4)يأكل الميتة ويترك الصيدووجد صيدا، قال )عليه السالم(: ــه ــه )علي ــالم(، عن أبي ــه الس ــر )علي ــحاق، عن جعف ــبر إس وخ

إذا اضطر المحرم إلىالسالم(، إن عليا )عليه السالم( كان يقول: .الصيد والميتة فليأكل الميتة التي أحل الله له

لكن هذين الخبرين ال يقاومان األخبار السابقة لوجوه:

. 309 ص1( الدعائم: ج?)1. 2 من أبواب كفارات الصيد ح3 الباب 131 ص2( المستدرك: ج?)2. 14 سطر 21( المقنع: من الجوامع الفقهية ص?)3. 12 من أبواب كفارات الصيد ح43 باب 240 ص9( الوسائل: ج?)4

283

ــتى إن ــهور، ح ــة للمش ــات األولى هي الموافق ــا: إن الرواي منه السيد المرتضى في االنتصار ادعى اإلجماع على اختيــار الصــيد مــع

فدائه. ومنهــا: إن هــاتين الروايــتين موافقتــان لمــا عليــه أكــثر العامــة

ورؤساؤهم. ومنها: إنها أقل عددا وأضعف سندا، إلى غير ذلك.

ــه الصــدوق في ومنه يعرف ضعف القول الثالث الــذي ذهب إلي الفقيه من التخيير، قال: ألن أبا الحسن الثالث )عليه السالم( قــال:

يذبح الصيد ويأكله أحب إلى من الميتةفإن التخيير فــرع التكــافؤ ، يســتعملأحبالمفقود في المقام، بل في داللة ما رواه نظــر إذ

في التعيين، كما يستعمل في األفضلية. ثم إنه ظهر مما تقدم عدم الفرق في أكل الصيد بين أن يتــولى هو صيده وذبحه، أو يتولى هو األكل فقط، إلطالق أدلة الجــواز. نعم إن تولى هو الصيد واألكل لزم عليــه كفارتــان، وإن كانــا في الحــرم زادت الكفارة، فإن ما دل على الكفارة آت هنا إال أن األكل والصيد

وغيرهما في المقام جائز فتأمل. ــبيض، وكفــر ــبيض، أكــل ال ــة وأكــل ال ــو دار األمــر بين الميت ول

للمناط. ولو دار بين أكل بيض حــرام كــبيض الجالل الــذي ال كفــارة فيــه ذاتا من جهة أنــه ليس من الصــيد، وأكــل بيض حالل ذاتــا وإن حــرم

بالصيد، قدم الثاني لفحوى تقديم أكل الصيد على الميتة. ولو دار أمره بين أكل الصيد وأكل البيض، قدم الثــاني، إن كــان ال بد له من ذبح الصيد وأكله، حيث إن البيض أقل حرمــة في مــورد

حرمتهما معا، ألنه قتل وأكل، وهنا أكل فقط.

284

نعم لو كان البيض كسـر وأكـل تسـاويا من جهـة عــدد الحرمـة،ــوز في وإن كان ربما يقال بأن أكل البيض أقل أهمية حســب المرك

أذهان المتشرعة. ولو دار أمره بين ذبح الصيد وأكله، وبين أخذ لحمــه فقــط حيث

ذبح قبله، قدم الثاني، ألنه أقل محذورا. وهل يفرق بين الحيوان الكبير والصغير، الظاهر أنــه ال فــرق إذا كان مذبوحا، أما إذا لم يكن مذبوحا فال يبعد تقديم مثل الجراد على مثل النعامة، بل يتعين ذلــك وشــبهه إذا أمكنــه كفــارة الصــغير، ولم يمكنه كفارة الكبير، بل إذا أمكنه كفارة أحدهما دون اآلخر قــدم مــا

يقدر على كفارته دون ما ال يقدر. ــفور مثال، وإن ــبيض على ذبح العص ــل ال ــديم أك ــد تق نعم ال يبع احتاج األول إلى كفــارة أصــعب من إرســال الفحولــة، ألن المركــوز

في أذهان المشترعة أن البيض أقل أهمية من الذبح. ثم إنه ال فرق في البيض بين بيض النعامة وبيض العصفور مثال،ــدل إذ ال دليل على الفرق بين الكبير والصغير، واختالف الكفارة ال ي داللة قاطعة على األهمية، كما أنه ال فرق بين قتــل النعامــة أو قتــل العصفور، وكذلك ال فرق بين لحمهما لو كان كالهما مذبوحا، وهكــذا إذا كــان كــل من النعامــة والجــرادة مقتــوال، وإن قلنــا بتقــديم أكــل

الجرادة على النعامة إذا كان كالهما حيا. ــوانين صــغيرين كعصــفورين، أو ذبح ــر بين ذبح حي ــو دار األم ول حيوان كبير كالحمـام، ألنـه ال يكفيـه إال أكـل قـدر عصـفورين، قـدمــاني، ألن االضــطرار يرتفــع بمخالفــة، فال اضــطرار إلى مخالفــة الث

ثانية. وكذا لو دار بين األكل من حيوانين أو من حيوان واحد.

ولو أمكن أن يشترك حاجان في ذبحــه، ويمكن أن يذبحــه حــاجواحد قدم الثاني، لعدم

285

االضطرار إلى مخالفة حاج ثان. وال يجوز كسر رجل الصيد مثال إذا اضطر إلى ذبحه، ولم يضطر

إلى كسر رجله، ألنه مخالفة زائدة. والمسائل المتقدمة ال فرق فيها بين اإلحرام وبين الحــرم، كمــا ال فرق فيها بين أكل لحم الصــيد أو ذبحــه، أو أكــل بيضــه أو شــرب لبنه، أو االستفادة بشيء آخر منه، كاالستفادة من جلــده ألجــل بــرد

أو غيره.

286

إذا كان الصيد مملوكــا فعلى القاتــل لــه كفــارة(:61)مسألة وقيمة لمالكه.

قــال في المســتند: على مــا يقتضــيه قاعــدة اإلتالف، وفاقــاــر والمنتهی ــ ــذكرة والتحري ــ ــوط والت ــ للمحكي عن الخالف والمبس والدروس والمسالك والمحقق الشيخ علي، وجماعة من المتأخرينــل ظــاهر المنتهى بل أكثرهم، بل قيل إنه مذهب المتأخرين كافة، ب

االتفاق عليه. وقال في الجواهر: لعموم ما دل على ضمان األموال بالمثــل أو القيمة، وظهور الكتاب والسنة في كون الفداء المزبور إنما هــو من

هــديا بــالغجهة اإلحرام والحــرم، خصوصــا بمالحظــة قولــه تعــالی: ونحوه مما أمر فيه بالصدقة به على المساكين ونحــو ذلــك،الكعبة

فتبقى حينئذ جهة المالية على حالها في االقتضاء كما وكيفــا، انتهی،وهو جيد.

أمــا مــا ذكـره الشـرائع وغــيره من أنــه إن كـان الصــيد مملوكـا ففداؤه لصاحبه فلم يظهــر وجهــه، إال احتمــال أن يكــون المــراد أن الفداء الذي هو القيمة للمالك، من جهة أن الشيء ال يقوم مــرتين، وحــق النــاس مقــدم على حــق اللــه، وفي الكــل مــا ال يخفی، ولــذا أشكل عليهم في المســالك بعــدة إشــكاالت أغلبهــا وجهيــة، فراجــع

كالمه. ثم إنه إذا جاز الصيد فإن أمكن إرضاء المالك وأمكن صيد مباح تخير بينهما، وإال يمكن المباح لزم اإلرضاء، وإن لم يرض كان كأكل

المخمصة. وإذا جــاز الصــيد للمضــطر فهــل يجــوز لغــيره الداللــة عليــه أو مســاعدته، احتمــاالن، من أنــه إذا حــل لــه لم تكن الداللــة مقدمــة للحرام، مثل نظر الطبيب إلى جسم األجنبية، ومن أن حلية الحرام

إلنسان ال توجب حليته لغيره، والظاهر التفصيل بين ما إذا كان

287

يقدر المضطر على الصيد بنفســه لم يجــز لغــيره، إلطالق أدلــة المنع، وبين ما إذا لم يقدر فإنه يجــوز لغــيره ألنــه من التعــاون على

البر وقضاء حاجة المؤمن. ومنه يظهر الحال فيما إذا احتاج المضطر إلى ذبح الغير لصيده. نعم إذا كان هناك محل خارج الحرم يمكنــه ذبح صــيد المضــطر أشكل فعله لمن في اإلحرام أو في الحرم، مثل مــا إذا كــان هنــاكــه ال ــك ألن ــا، وذل ــل النظــر إليه ــوز للرج ــرأة حيث ال يج ــة للم طبيب

اضطرار حينئذ. ولو تمكن المضطر من الصــيد في اإلحــرام دون الحــرم، أو في الحرم دون اإلحرام، لم يجز الجمــع بينهمــا، ألنــه مضــطر إلى هتــكــداهما فالظــاهر حرمة واحدة، ال هتك حرمتين، وإذا دار بين هتك إح

التساوي، وإن كان األحوط اإلبقاء على حرمة الحرم. ــد من ثم إن الفداء والقيمة لله سبحانه، بال إشكال وال خالف عن عرفت، إذا كان الصيد مملوكا، وأما إذا لم يكن مملوكــا فبالضــرورةــواتر ــة، ومت ــة الكريم ــك لظــاهر اآلي ــالف، وذل ــاع بال أي مخ واإلجم

الروايات التي تقدمت في خالل المباحث السابقة.ــام المســاكين، أو حمــام الحــرم، ويشــترط في ــواجب إطع وال المساكين اإلســالم واإليمــان، كمــا يشــترط في حمــام الحــرم أن ال يكون مملوكا للناس، وال يأكل هو من الفــداء، ويــدل على اشــتراط اإلسالم واإليمان في المساكين ما ذكر في بــاب الكفــارات، أمــا مــا عن العالمة من لــزوم أن يكونــوا من فقــراء الحــرم ومســاكينه، فال دليل عليه، إذ إطالق األدلة يقتضي أكــل كــل مســكين ولــو جــاء من

خارج الحرم. وأما اشتراط أن ال يكون الحمــام مملوكــا، فألن المنصــرف من

النص ذلك. وأما اشتراط أن ال يأكل هو فلظهور أدلة كونه صدقة وفداء في

ذلك، باإلضافة إلى بعض النصوص:

288

كرواية ابن مسكان، عن رجل أهدى هديا فانكســر، قــال )عليــهــذر أوالسالم(: إن كان مضمونا والمضمون مــا كــان في يمين أو ن

ــداؤه ــه فـ ــزاء فعليـ ــال: جـ ــه، قـ ــل منـ ــو، قلت: أيأكـ ــا هـ ال إنمـ. (1)للمساكين

ــال: ورواية علي بن حمزة، عن رجل قبل امرأته وهو محــرم، قعليه بدنة وإن لم ينزل، وليس له أن يأكل منها(2) .

وهل يجوز أكــل واجب النفقــة منــه، احتمــاالن، من المنــاط في باب الخمس والزكاة، ومن إطالق دليل إطعــام المســكين، والثــاني أظهر، إذ المناط غير مقطوع به، بــل عــدم جــواز أكــل نفســه أيضــا محل الكالم، فإنه وإن قال في المستند: إن عدم أكله منــه ال خالف فيه بــل عليــه اإلجمــاع عن جماعــة، إال أن في جملــة من الروايــات

داللة على جواز أكله. مثل صحيحتي ابن عمار وابن سنان، وحســنة الكــاهلي، وروايــة جعفر بن بشير، والجمع بين هاتين الطائفتين يقتضي جواز األكل مع

الكراهة. نعم في ما إذا كان الواجب إطعام عدد من المساكين معينا، لم

يأكل هو منه النصراف األدلة عن كونه أحدهم. أما جمع المســتند بين الطــائفتين بأنــه يجــوز األكــل مــع ضــمان القيمة، وال يجوز األكل مجانا، لما صرح بلزوم القيمة لــو أكــل، كمــاــل في صحيحة حريز ورواية السكوني، كجمع غيره بينهما بجواز األك

مع الضرورة دون غيرها، فال يخفى

. 16 من أبواب الذبح ح40 الباب 145 ص10( الوسائل: ج?)1. 4 من أبواب كفارات االستمتاع ح18 الباب 277 ص9( الوسائل: ج?)2

289

ما فيهما، إذ ظاهر الروايتين أنه لو أكل مع عــدم جــوازه لــزمت القيمة، ال أن ضمان القيمة يجوز األكل، كما أن حمل المجوزة على

الضرورة خالف الظاهر، وال دليل عليه، فهو جمع تبرعي. ــان خالف ــرب، وإن ك ــل أق ــواز األك ــالقول بج ــان، ف ــف ك وكي

االحتياط. ثم الظاهر أنــه يجــوز أن يطبخ الفــداء ويطعم المســاكين لحمــا

خالصا أو ثريدا أو غير ذلك، لإلطالق.كما يجوز أن يعطي كل مسكين مقدارا من اللحم يأكله.

وال يصــح أن يبيعــه المســكين ويشــري بــه لباســا أو غــيره، ألن ظاهر األدلة اإلطعام، كما ال يصــح أن يعطي ثمنــه لهم ليشــتروا مــا

يشاؤون.ــد من يشــتريه إذا وجــد، وال ــه عن ــدل أودع ثمن ــو لم يجــد الب ول يشترط أن يكون في أشــهر الحج لإلطالق، وهــل يجــوز أن يشــتري في بلده أو سائر البالد مع القدرة الشــترائه هنــاك، الظــاهر الجــواز

لما سيأتي من الروايات ولآلية الكريمة. ــداع، نعم إذا لم يجد هو بنفسه الهدي فال يبعد عــدم وجــوب اإلي بل يشتري في بلده، ألصالة عدم وجوب اإليــداع، فيتمســك بــإطالق دليل الكفارة، ويؤيده أو يدل عليه ما يأتي من خبر زرارة عن الباقر

)عليه السالم(. نعم ال إشكال في الكفاية إذا لم يقدر على اإليداع.

ثم إنه قــد تقــدم أن الصــيد إذا كــان مملوكــا إلنســان كــان على القاتل مثلــه أو قيمتــه لمالكــه، وهــذا الحكم جــار فيمــا إذا لم يقتــلــا أن الصيد، بل كسر رجله أو ما أشبه، فإن عليه األرش لمالكه، كم ذلك إنما هو فيمــا إذا كــان ملكــا لغــيره، أمــا إذا كــان ملكــا لنفســه

فليس عليه إال الكفارة المقررة شرعا، كما هو واضح. ويلزم تعدد المساكين اآلكلين

290

للطعام، ألنه الظــاهر من األدلــة، فال يصــح إعطــاء الكفــارة فيغير مثل التمرة ونحوها لفقير واحد.

والمراد بالمسكين في النصوص الفقير ال األسوأ منه، فإنهما إذااجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، كما قرر في باب الزكاة.

ــر والغنم على ــل والبق ثم الظاهر أن أجرة القصاب في ذبح اإلب من عليه الكفارة، ألنه المكلف بإعطائه الكفــارة، فهي مثــل أجرتــهــق في منی، كما أن الظاهر أن جلد الحيوان المذبوح للفقير، فال يح

له أن يتصرف فيه، ألنه المنصرف من األدلة. ثم مقتضى الجمــع بين األدلــة أن فــداء حمــام الحــرم للمحــرم، وقيمته للمحل في الحرم، ولهما للمحرم في الحرم، يتخير فيــه بين التصدق به أو أشتراء العلف لحمام الحرم، كما أفــتى بــه المســتند، وذلــك لصــحيحة الحلــبي المصــرحة بــالتخيير، فيحمــل بســبب هــذه الصــحيحة مطلقــات األمــر باشــتراء العلــف عن ظاهرهــا الــذي هــو

التعيين. نعم يمكن القول إن اشتراء العلف أفضل من التصدق. ثم إن العلــف المشــترى يجــوز أن يكــون من كــل شــيء يأكلــه

الحمام، من حنطة أو خبز أو غيرهما. والظاهر أنه ال يكفي اشتراء الماء مع احتياج الحمام إلى المــاء، وإن كان ال يبعد للمناط، أما صرفه في عالج الحمام أو بناء عش له

أو ما أشبه، فالظاهر أنه ال يكفي، لعدم ظهور المناط. والمراد بحمام الحرم ما يتبادر منه، ال مطلق طير الحرم، وذلك للتبادر، وإن ســمىي بعض األقســام األخــر أيضــا حمامــا، وقــد تقــدم تحقيق ذلك في بحث كفارة الحمام، وليس المراد حمــام المســجد،ــام ــا حم بل حمام كل الحرم، ألنه ال وجه لتقييد الحرم بالمسجد، أم مكــة خــارج الحــرم فيشــكل صــرف الطعــام لــه، ألنــه ليس بحمــام

الحرم.

291

،(1)يتصــدق بــه أو يطعمــه حمامــة مكةنعم في رواية الحلبي: وعليه فال بأس به أيضـا، وإن كـان األحـوط مالحظـة حمـام الحـرم،وإنما نحتاط بذلك الحتمال انصراف مكة في هذا النص إلى الحرم.

والظاهر أنه يلزم أن يعلم أكل حمام الحــرم للطعــام، فال يكفي صب الطعام أمامه، لالنصراف، فلو صب الطعام فأكله غير الحمــام ال يكفي، وال يجــوز صــب الطعــام في مكــان هــو معــرض الصــطياد الحمام بسبب الطعام من هرة أو غيرهــا، فلــو فعــل ذلــك فاصــطيد

كان سببا وعليه الكفارة.ــترى ــد، ويش ــارة عن واح ــدق ببعض الكف ــوز أن يتص ــل يج وه الطعام ببعضها آلخر، احتماالن، من المناط، ومن احتمــال انصــراف إلى أحدهما، كما قالوا إنه ال يصــح أن تكــون نصــفها زوجــة ونصــفها

مملوكة في باب النكاح، والله العالم.

3من أبواب كفارات الصيد ح11 باب 198 ص9( الوسائل: ج?)1292

ــر(:62)مســألة ــل ذبح ونح ــاء في مح ــوال الفقه اختلفت أقــة الفداء، وقد جمع األقوال في ذلك المستند، قال: الفداء إما للجناي في الحج أو العمرة المتمتــع بهــا أو المفــردة، وعلى التقــديرين إمــا

فداء للصيد أو غيره. : فإن كان فداء للجنايــة بالصــيد في الحج، فــذهب األكــثر إلى1

وجوب النحر بمنی أو الذبح، حكي عن والــد الصــدوق )رحمــه اللــه( والخالف والمبســـوط والنهايـــة وفقـــه القـــرآن والفقيـــه والمقنـــع والمراسم واإلصباح واإلرشاد والغنية وجمل العلم والعمل والمقنعة والكافي والمهذب والوسيلة والجامع وروض الجنــان، وفي الســرائر والشرائع والنافع والقواعد واإلرشاد، بل ال خالف فيه أجده، وأوجبه

بعضهم حيث أصابه. : وإن كان فداء للصيد في إحرام العمرة، فذهب أكثر من ذكر2

أيضــا إلى وجــوب ذبحــه بمكــة، وقــال في الســرائر: وحكي عن الوسيلة والراونــدي بوجــوب ذبحــه في العمــرة المتمتــع بهــا بمــنی،

وعن الصدوق تجويز ذبح فداء الصيد في عمرة التمتع بمنی. : وإن كان فداء لغير الصيد في الحج، فإطالق كالم جمــع ممن3

ذكر يدل على وجوب ذبحــه بمــنی، ولكن كالم كثــير منهم خــال عنذكره القتصارهم على جزاء الصيد.

: وإن كان فداء لغير الصيد في إحرام العمرة، فكالم من ذكــر4 فيه ككالمهم في الحج بالنسبة إلى مكة، فــبين مطلــق بوجــوب ذبح المعتمر بمكة، وبين مقتصــر بــذكر جــزاء الصــيد، إال أن عن النهايــة والمبسوط والوســيلة والجــامع وروض الجنــان التصــريح بجــواز ذبح

المعتمر كفارة غير الصيد بمنی. وعلى هذا ففيه قوالن: وجوب الذبح بمكــة، والتخيــير بينــه وبين

منی.

293

أقول: الروايـات الـواردة في المقــام فيهــا شـيء من االختالف،فنذكرها أوال لتعرف كيفية الجمع بينها.

ففي صحيح ابن سنان، المروي عن الكافي، قال أبــو عبــد اللــه من وجب عليه فداء صيد أصابه وهــو محــرم، فــإن)عليه السالم(:

كان حاجا نحر هديه الذي يجب عليه بمنی، وإن كان معتمــرا نحرهــا. (1)بمكة قبالة الكعبة

فيوموثقـــة زرارة، عن أبي جعفـــر )عليـــه الســـالم(، قـــال: المحرم إذا أصاب صيدا فوجب عليه الفداء فعليه أن ينحره إن كان في الحج بمنى حيث ينحر الناس، وإن كــان في عمــرة نحــر بمكــة،

. (2)وإن شاء تركه إلى أن يقدم فيشتريه فإنه يجزئ عنهــه الســالم(: ــة اإلرشــاد، عن الجــواد )علي إذا أصــابوفي رواي

المحرم ما يجب عليه الهدي فيه، وكان إحرامه بالحج نحــره بمــنی،. (3)وإن كان إحرامه بالعمرة نحره بمكة

المحــرم بــالحج ينحــر الفــداء بمــنى،وروايــة علي بن إبــراهيم: . (4)والمحرم بالعمرة ينحر الفداء بمكة

فإن كان هديا واجبــا فال ينحــره إال بمــنی، وإنورواية الكرخي: . (5)كان ليس بواجب فلينحره بمكة إن شاء

. 3 ح384 ص4( الكافي: ج?)1. 4 ح384 ص4( الكافي: ج?)2. 9 س322( اإلرشاد، للمفيد: ص?)3. 183 ص1( تفسير القمي: ج?)4. 3 باب من يجب عليه الهدي ح488 ص4( الكافي: ج?)5

294

فــإن قتــل فرخــا وهــو محــرم في غــير الحــرموصحيحة حريز: فعليــه حمــل قــد فطم، وليس عليــه قميتــه، ألنــه ليس في الحــرم، ويذبح الفداء إن شاء بمنزله بمكــة، وإن شــاء بــالحزورة بين الصــفا

. (1)والمروة وصحيحة منصور، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، ســأله عن

بمكة إال أن يشاء صــاحبهاكفارة العمرة المفردة أين يكون، فقال: . (2)أن يؤخرها إلى منى، ويجعلها بمكة أحب إلي وأفضل

وصحيحة ابن عمار، سأله عن كفــارة العمــرة أين يكــون، قــال:بمكة إال أن يؤخرها إلى الحج فيكون بمنی، وتعجيلها أفضــل وأحب

. (3)إلي. (4)يفدي المحرم فداء الصيد حيث أصابهوصحيحته األخری:

ــه ــه )علي ــد الل ــه، عن أبي عب ــد، عن بعض رجال ــلة أحم ومرس من وجب عليه هدي في إحرامه فله أن ينحره حيث شاءالسالم(:

. (5)هديا بالغ الكعبةإال فداء الصيد، فإن الله عز وجل يقول: وموثقة إسحاق، عن الصادق )عليه السالم(، الرجــل يجــرح عن حجته شيئا يلزم فيه دم، يجزيه أن يذبحه إذا رجع إلى أهلــه، فقــال:

نعم(6) . يجرح عن حجــهوقريبة منها الثانية والثالثة، إال أن في األخيرة:

مقام وعليه شيء . من يجرح عن حجه شيئا

ذكره عن محمد بن الفضيل. 8 ح119 الباب 243 ص2( الفقيه: ج?)1. 4 من أبواب كفارات الصيد ح49 باب 246 ص9( الوسائل: ج?)2. 5 ح539 ص4( الكافي: ج?)3. 1 ح384 ص4( الكافي ج?)4. 2 ح384 ص4( الكافي: ج?)5. 4 ح488 ص4( الكافي ج?)6

295

أقول: يجرح بالجيم والراء والحاء، بمعنی: يكسب، ومنه تسمىالجارحة لليد ونحوها ألنها تكسب العمل.

منوخبر دعائم اإلسالم، عن الصادق )عليه السالم( إنــه قــال: ــرا جزى عن الصيد إن كان حاجا يجزي الجزاء بمنی، وإن كان معتم

. (1)نحره بمكة وكل من وجب عليه فـداء شـيء أصـابه وهـو محـرم،والمقنع:

فإن كان حاجا نحر هديه الذي وجب عليــه بمــنی، وإن كــان معتمــرا. (2)نحره بمكة قبالة الكعبة

وكلما أتيته من الصيد في عمرة أو متعة، فعليك أنوالرضوي: تذبح أو تنحر ما لزمك من الجزاء بمكة عند الحــزورة قبالــة الكعبــة

. (3)موضع النحر، وإن شئت أخرته إلى أيام التشريق فتنحره بمنی وإذا وجب عليك في متعــة ومــا أتيتــه ممــاوقد روى ذلك أيضا:

يجب عليك فيه الجزاء من حج فال تنحره إال بمنی، فــإن كــان عليــك دم واجب قلدتــه أو جللتــه أو أشـعرته فال تنحــره إال في يــوم النحــر

. (4)بمنی أي المفــردة، وقولــهفي عمــرةأقول: قوله )عليــه الســالم(:

أي عمــرة التمتــع، وقولــه )عليــه الســالم(أو متعة)عليه السالم(: ــه الســالم(: متعةفي ــه )علي ــع، وقول ــنيمن حج أي حج تمت يع

المفردة، قال في الحدائق: فإن إطالق العمرة

. 310 ص1( الدعائم: ج?)1. 20 سطر 21( المقنع، من الجوامع الفقهية: ص?)2. 7 س28( فقه الرضا: ص?)3. 8 س28( فقه الرضا: ص?)4

296

على المفــردة، والحج على حج اإلفــراد كثــير في األخبــار، فالمنافاة بين فقرات الرضوي كما ال يخفی.

وصحيح الحلبي، قال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن. (1)شاة، هديا بالغ الكعبةاألرنب يصيبه المحرم، فقال:

ــدي وفي جملة من روايات اإلرسال: فهو هدي بالغ الكعبة، أو هبيت الله الحرام.

اذا عرفت مضمون الروايات، فالكالم اآلن في المــوارد األربعــةالتي ذكرناها في األول:

ــير أما المورد األول، وهو فداء الصيد في الحج، فالظاهر أنه مخ بين أن يذبحه بمنى أو بمكــة أو عنــد أهلــه، خالفــا للمشــهور، وذلــك للجمــع بين اآليــة الظــاهرة في كونــه في مكــة، حيث قــال تعــالی:

، وصحيحة حريز الــدالتين على الــذبح بمكــة،(2)﴾هديا بالغ الكعبة﴿ وبين موثقات إسحاق الداالت على الــذبح عنــد أهلــه، وبين صــحيحةــنی، وال ــذبح بم ــة على ال ــا الدال ــة زرارة وغيرهم ابن ســنان وموثق يعارض مــا ذكرنــاه من التخيــير إال الشــهرة كمــا عــرفت، ومثلهــا ال تكون حجة على الرواية، بعــد وضــوح أنهم فهمــوا الحكم ترجيحــا ال من جهة خلل في الروايات، بل يمكن أن يقال إن للتخيير شقا رابعاــه ــك وجعل ــان ذل ــد أوجب الحلبي ــذبح في محــل الصــيد، وق ــو ال وه

األردبيلي أفضل.

. 6 من أبواب ما يجب على المحرم، ح119 الباب 232 ص2( الفقيه: ج?)1. 95( سورة المائدة: اآلية ?)2

297

يفــدي المحــرم فــداءوذلك لصــحيحة معاويــة بن عمــار، قــال: . (1)الصيد من حيث صاد

ــه الســالم(، في ــه )علي ــد الل ــدة، عن أبي عب وصــحيحة أبي عبي إذا أصــاب المحــرم الصــيدكفارة قتل النعامة، قال )عليه السالم(:

ــوم ــيد ق ــه الص ــاب في ــذي أص ــعه ال ــر في موض ــا يكف ــد م ولم يج. (2)جزاءه

بل قــال األردبيلي: يمكن فهم ذلــك ممــا في روايــة محمــد، عن. (3)فليتصدق مكانه بنحو من ثمنهأبي عبد الله )عليه السالم(:

أقول: وقد أورد الحدائق عليــه )رحمــه اللــه( بجملــة إشــكاالت،ــد: من وجبأوجهها أنها تعارض ما رواه الكافي عن أحمد بن محم

إلى آخر الحديث المتقدم. عليه هدي في إحرامه وفيه: إن مقتضـى الجمـع حملـه على األفضـلية ال إسـقاط تلـك

الروايات بهذه الرواية. وأما رد الجواهر لألردبيلي بأنه مخــالف لظــاهر الكتــاب والســنة مع أنه يمكن دعوى اإلجمــاع على خالفــه، ففيــه مــا قــد عــرفت من عدم المخالفة بعد ظهور الجمــع عرفــا، وإال لكــان مقالــة المشــهور مردودة أيضا بمخالفتها لظاهر الكتاب، واإلجماع المحتمــل االســتناد ليس بحجة، فكيف بإمكان دعواه، والذي يظهر أن عمدة مــا أوقــف

أصحاب الحدائق والمستند والجواهر عن قول األردبيلي هو كون

. 3 من أبواب كفارات الصيد ح5 باب 189 ص9( الوسائل: ج?)1. ١ من أبواب كفارات الصيد ح٢ باب ١٨٣ ص٩( الوسائل: ج?)2. ٢٩ س٣٩٦ ص١( مجمع الفائدة والبرهان: ج?)3

298

المشهور على خالفه. وأمــا المــورد الثــاني: وهــو ممــا كــان فــداء للصــيد في إحــرام

العمرة، والظاهر التخيير بين ذبحه في مكة أو في منی. أما مكة فلظاهر اآليــة، وجملــة من الروايــات الســابقة، كروايــةــراهيم، ــير علي بن إب ــروي في تفس ــالم(، والم ــه الس ــواد )علي الج

وصحيحة ابن سنان، وموثقة زرارة، وغيرها. وأما منى فلصحيحة ابن عمار، وجملــة من المطلقــات وغيرهــا، وال يبعد جواز تأخير الذبح إلى بلده أيضــا، لــذيل موثقــة زرارة، فــإن

ظاهره أن له أن يؤخر االشتراء إلى بلده. ــراء أما قول الشيخ من أن المراد باإلجزاء أنه ال يجب عليه الشــا ال ــره كم ــاهر، إذ الكالم في نح ــو خالف الظ ــاده، فه من حيث ص

يخفی. وأما المورد الثالث: وهو فداء غير الصيد في الحج، فالظاهر أنــاره جمــع منهم األردبيلي له أن يذبحه حيث شاء، وهذا هو الذي اخت

والمدارك والحدائق وغيرهم. ويــدل عليــه باالضــافة إلى األصــل، وجملــة من المطلقــات، خصوص مرسلة أحمــد بن محمــد، وقــد عــرفت أنهــا حجــة العتمــاد المشهور عليها، باإلضافة إلى كونها في الكافي الــذي ضــمن حجيــةــر ما في كتابه، وموثقات إسحاق المتقدمات، ومن هذه األخبار يظه أن ما عين فيه منى أو مكة لزم أن يحمل على الفضــل، كصــحيحي

منصور وابن عمار المتقدمين، حيث ذكرا كال من منى ومكة. وصـحيح إسـماعيل بن بزيـع، عن الرضـا )عليـه السـالم(، قــال:

سأله رجل عن

299

الظالل للمحرم من أذى أو شمس وأنا أسمع، فــأمره أن يفــدي. (1)شاة يذبحها بمنی

. (2)ونحن إذا أردنا ذلك ظللنا وفديناورواه في الفقيه بزيادة: وصحيح علي بن جعفــر، قــال: ســألت أخي أظلــل وأنــا محــرم،

. قـال: ورأيت عليـا إذانعم وعليـك الكفـارةفقال )عليه السـالم(: .(3)قدم مكة ينحر بدنة لكفارة الظل

فــإن هــذين الخــبرين وإن دال على مكــة أو مــنی، إال أن صــحيحــه علي ال داللة فيه على التعيين أصال، وصحيح إسماعيل وإن كــان ل ظهور إال أنه ال بــد من حملــه على المثــال أو الفضــل بقرينــة ســائر

الروايات. وأما المورد الرابع: وهو فداء غير الصــيد في العمــرة، فالظــاهر أن له أن يذبحه حيث شاء، وذلــك لألصــل، ومرســلة أحمــد وموثقــة زرارة حسب ما عرفت من داللة ذيلهــا، بــل ال يبعــد داللــة موثقــاتــرة، ــل من الحج والعم ــق على ك ــا حيث إن الحج يطل ــحاق أيض إس

وعليه فروايات الذبح في مكة أو في منى محمولة على الفضل. ثم إن إطالقات األدلة السابقة تقتضــي عــدم الفــرق في كفــارة الحج بين حج التمتـــع أو القـــران أو اإلفـــراد، األصـــلي أو النيـــابي، الواجب والمستحب، كما تقتضي اإلطالقات المذكورة عــدم الفــرق

في العمرة بين عمرة التمتع والعمرة المفردة. وقــد تلخص ممــا ذكرنــاه أن الكفــارة مطلقــا، كــانت للصــيد أو غــيره، للحج أو العمــرة، يجــوز أن تــذبح في مكــة أو مــنى أو مكــان الصيد أو عند أهله، ومثل عند األهل مكان آخر، لوحــدة المالك، وإن

كان األحوط اتباع المشهور، وال يخفى أنا

. ٣٩٩ ص١٨( الجواهر: ج?)1. ٣٥ ح١١٨ باب ٢٢٩ ص٢( الفقيه: ج?)2. ٢ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح٦ باب ٢٨٧ ص٩( الوسائل: ج?)3

300

تركنا جملة من االستدالالت وردودها، واالستدالل في كــل بحث بحث ببعض الروايات المؤيدة أو المعارضة استغناء عنها بما ذكرناه،ــه ســبحانه ــة، والل ــيرجع إلى الكتب الثالث ومن أراد تفصــيال أكــثر فل

العالم. وفى المقام فروع:

األول: الظاهر من كالمهم أن مكة ومنى كل جــزء منهمــا منحــر ومذبح، ونسبه الحدائق إلى ظاهر األخبار، لكن األفضل تجاه الكعبة

في الحزورة، واألفضل في منى عند المسجد. ففي موثق إسحاق بن عمار: إن عباد البصري جاء إلى أبي عبد الله )عليه السالم( وقد دخل مكة بعمرة مبتولة وأهدى هــديا، فــأمر به فنحر بمنزلــه بمكــة، فقــال لــه عبــاد: نحــرت الهــدي في منزلــك وتركت أن تنحر بفناء الكعبة وأنت رجــل يؤخــذ منــك، فقــال )عليــه

ألم تعلم أن رسول الله )صلى الله عليه وآلــه وســلم(السالم( له: نحر هديه بمنی، وأمر الناس فنحروا في منازلهم، وكان ذلك متسعا لهم، فكذلك هو موسع على من ينحــر الهــدي بمكــة في منزلــه، إذا

. (1)كان معتمرا الثاني: الظـاهر أن سـائر الكفـارات غـير مــا ورد إطعـام حمـام الحرم به يجوز إعطاؤها في أي مكان شاء، إلطالق األدلة، كمــا أنــه

ثالثةفي غير ما دل الدليل على مكان خاص للصوم، كقوله تعالی: ام في الحج وسبعة إذا رجعتم يجوز الصوم في أي مكان شـاء،(2)أي

وال خالف في مكان الصوم، كمـا ذكـره المسـتند، ونسـبه إلى قـول أيضا، وكذلك يجوز تــأخير الكفــارة والصــوم واإلطعــام إلى أي وقت

شاء إذا لم يعد تهاونا وتفويتا، إلطالق األدلة.

.1 من أبواب كفارات الصيد ح52 باب 248 ص9( الوسائل: ج?)1. ١٩٦( سورة البقرة: ?)2

301

ــويت، لكن عن ــاون والتف ــورة الته ــرفة عن ص ــة منص نعم األدل الشهيد في الدروس إنه ألحق بالذبح صدقات الكفارة في أن محلها

مكة إن كانت الجناية في عمرة، ومنى إن كان في الحج. قال في المستند: وال أرى عليه دليال.

أما صحيحتا منصور وابن عمار الدالتان على كون محل الكفــارة مكة أو منى، فقد عرفت أنهمــا من بــاب األفضــل، ومنــه يعلم وجــه

فــإن وطــأ المحــرم بيضــةحمل صحيح حريــز على األفضــل، قــال: ، فتأمل. وكسرها فعليه درهم كل هذا يتصدق به بمكة ومنی

الثالث: في الكفــارة يصــح أن يعطيهــا حيــا للفقــراء فيــذبحونها، ويصح أن يذبحها ويعطيها لهم لحما أو مطبوخا كما تقدم، ويصــح أن يكون اآلخذ أي فقير كان، فما عن المنتهى بأن المصــرف مســاكين الحرم، إن أراد أهله فال دليل عليه، وإن أراد كل من حضر فيه، فإن اإلضــافة يكفي فيهــا أدنى مناســبة، لم يكن بــذلك بــأس، لكنــك قــد

عرفت جواز ذبحه في أي مكان شاء. ــال في ــا، ق ــراء مطلق ــة فمصــرفها الفق ــات الحرمي ــا الجناي أم المستند: واألحــوط صــرفها أيضــا في مســاكين الحــرم وإن لم يكن

دليل على تعيينه. ثم إن الطعام، فيما لم يكن دليل خــاص على لـزوم كونــه شــيئا

خاصا، يكفي فيه كل طعام، إلطالق األدلة. أما ما ذكره العالمة في بعض كتبــه من لــزوم كونــه من الغالت األربع، لم يدل عليه دليل، ولذا قال في الحدائق: إن كالمــه ال يخلــو

من إشكال.

302

فيها أمور: (:٦٣)مسألة األول: األفضل دفن الصيد الذي يصيده، وإذا طرحه أعطى فداء آخر، بل ذكر غير واحد وجوب ذلك، لما رواه خالد الســري، عن أبي عبد الله )عليه السالم( في رجل ذبح حمامة من حمام الحرم، قال:

عليــه الفــداء :)قلت: فيأكلــه، قــال )عليــه الســالم ،ال:قلت ، ، قلت:إذا طرحــه فعليــه فــداء آخرفيطرحه، قال )عليه الســالم(:

. (1)يدفنهفما يصنع به، قال )عليه السالم(: وإنما حملنا هذا الحديث على الفضيلة لما تقدم من رواية جــواز

الصدقة بالصيد على مسكين. الثاني: إذا كســر رجــل الصــيد أو جرحــه، فالظــاهر أنــه ال يلــزم

عالجه لألصل. نعم اليبعد اســتحبابه، لمــا روي عن عيســي )عليــه الســالم( من

، فــإن(2)الجارح وتارك المداواة ســواءإطالق قوله )عليه السالم(: مناطه شامل للمقام، باإلضافة إلى أنه قد يســتأنس لــه من مــا دل

على أنه ال يهاج وال يؤذى، إلى غير ذلك. ــوك الثالث: تقدم في شرح العروة مسألة ما إذا لو خالف الممل والطفل فصاد بعد إحجاج المولى والولي لهما، فال داعي إلى إعادة

الكالم في المسألة هنا. الرابع: الظاهر أنه يستحب الكفارة لمن أخذ الصــيد ثم أرســله،

أن عليــا )عليــهلما رواه الجعفريات بسند األئمــة )عليهم الســالم(: الســالم( ســئل عن المحــرم يصــيد الصــيد ثم يرســله، قــال )عليــه

. وضـــعف الخـــبر يـــوجب حملـــه على(3)الســـالم(: عليـــه جـــزاؤهاالستحباب.

. ٢ من أبواب تروك اإلحرام ح١٠ الباب ٨٥ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٥٤٥ ح٣٤٥ ص٨( كما في الكافي: ج?)2. ١٨ سطر ٢٥٢( الجعفريات: ص?)3

303

هذا آخر ما أردنا إيراده في هذا الكتاب، والله المستعان. .(1)محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

( إلى هنا انتهى الجزء الخامس حسب تجزأة المؤلف )دام ظله(. ?)1304

فصلفي باقي المحظورات التي تجب عليها الكفارة

وهي أمور، نذكرها في ضمن مسائل: االستمتاع بالنســاء مــوجب للكفــارة في الجملــة،(:١)مسألة

فمن جامع زوجته في حال اإلحرام قبال أو دبــرا عالمــا عامــدا فســد حجــه، وتــرتب عليــه باإلضـافة إلى وجـوب إتمامــه، بدنــة والحج من قابــل، والتفريــق بينهمــا في الجملــة، بال إشــكال وال خالف في كــل ذلك، بل في الجــواهر اإلجمــاع بقســميه عليــه، بــل المحكي منهمــا

مستفيض كالنصوص، ذكره الجواهر بالنسبة إلى الثالثة األول. قال في المستند: أما وجوب إتمام الحج فلم أظفر على تصريح

به في خبر، ولكن الظاهر انعقاد اإلجماع عليه. أقول: في كالمه نظر واضح، إذ جملة من الروايــات اآلتيــة تــدل

على اإلتمام. ففى صحيح معاوية، سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن رجل

إن كــان جــاهال فليسمحرم وقع على أهله، فقال )عليه الســالم(: عليه شيء، وإن لم يكن جاهال فإن

305

عليه أن يسوق بدنة، ويفرق بينهما حتى يقضيا المناسك ويرجعا. (1)إلى المكان الذي أصاب فيه ما أصابا، وعليه الحج من قابل

وصــحيح زرارة: ســأله عن محــرم غشــى امرأتــه وهى محرمــة، ، فقلت: أجبنى عن الوجهين جميعا، قال:جاهلين أو عالمينفقال:

إن كان جاهلين استغفرا ربهمــا ومضــيا على حجيهمــا ليس عليهمــا شيء، وإن كانا عالمين فــرق بينهمــا من المكــان الــذي أحــدثا فيــه، وعليهما بدنة وعليهما الحج من قابل، فإذا بلغا المكــان الــذي أحــدثا فيه فرق بينهما حتى يقضــيا مناســكهما، ويرجعــا إلى المكــان الــذي

األولى، قلت: فــأي الحجــتين لهمــا، قــال: الذى أصابا فيه ما أصابا. (2)الذي أحدثا فيه ما أحدثا، واألخرى عليهما عقوبة

وصحيحته األخری: قلت ألبي جعفر )عليــه الســالم(: رجــل وقــع ، قلت:أجاهل أو عــالمعلى أهله وهو محرم، قال )عليه السالم(:

. (3)يستغفر الله وال يعودجاهل، قال: وصــحيح معاويــة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: في

إن كان أفضى إليها فعليه بدنة والحجالمحرم يقع على أهله، قال: من قابل، وإن لم يكن أفضــى إليهــا فعليــه بدنــة، وليس عليــه الحج

. (4)من قابلــالم( عن وخبر علي بن أبي حمزة: سألت أبا الحسن )عليه الس

،قــد أتى عظيمارجل محــرم واقــع أهلــه، فقــال )عليــه الســالم(: استكرهها قلت: قد ابتلى، قال:

. ٢ من أبواب كفارات االستمتاع ح٣ الباب ٢٢٥ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٩ من أبواب كفارات االستمتاع ح٣ الباب ٢٥٧ ص٩( الوسائل: ج?)2. ٢ من أبواب كفارات االستمتاع ح٢ الباب ٢٥٤ ص٩( الوسائل: ج?)3. ٢ من أبواب كفارات االستمتاع ح٧ الباب ٢٦٢ ص٩( الوسائل: ج?)4

306

إن كـان، قلت: أفتـني فيهمــا جميعـا، فقــال: أو لم يسـتكرههاــا ــة، وعليه استكرهها فعليه بدنتان، وإن لم يكن استكرهها فعليه بدن بدنة، ويفرقان من المكان الذي كـان فيــه مــا كـان حــتى ينتهيــا إلى

، قال: قلت: فــإذا انتهيــا إلىمكة، وعليهما الحج من قابل ال بد منه نعم هي امرأتــه كمــا هي، فــإذامكة فهي امرأته كما كانت، فقــال:

انتهيا إلى المكان الذي كان منهمــا مـا كـان افترقـا حـتى يحال، فـإذا. (1)أحال فقد انقضى عنهما، إن أبي كان يقول ذلك

ــةوعن التهذيب، قال: وفي رواية أخری: فإن لم يقدر على بدن فإطعام ستين مسكينا لكل مسكين مد، فإن لم يقدر فصيام ثمانيــة

. (2)عشر يوما، وعليها أيضا مثله إن لم يكن استكرهها وصحيح جميل بن دراج، سألت أبا عبد اللـه )عليــه السـالم( عن

ـ إلى أنعليــه بدنةمحرم وقع على أهلـه، قـال )عليــه السـالم(: ــال: ــذا، ق ــير ه ــه شــيء غ ــ قلت: علي ــال: ـ ــه الحج منق نعم علي

. (3)قابل إذا وقــعوصــحيح معاويــة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(:

الرجل بامرأته دون المزدلفة أو قبــل أن يــأتي مزدلفــة فعليــه الحج.(4)من قابل

. (5)ونحوه حسنه أيضاــالم(: إن وقعت علىومرسل الصدوق، عن الصادق )عليه الس

أهلك بعــد مــا تعقــد اإلحــرام وقبــل أن تلــبي فال شــيء عليــك، وإنــة والحج من ــك بدن جامعت وأنت محرم قبل أن تقف بالمشعر فعلي

قابل، وإن جامعت بعد وقوفك بالمشعر فعليك

. ٢ من أبواب كفارات االستمتاع ح٤ الباب ٢٥٩ ص٩( الوسائل: ج?)1. ٧ في الكفارة عن خطأ المحرم ح٢٥ الباب ٣١٨ ص٥( التهذيب: ج?)2. ٩ في الكفارة عن خطأ المحرم ح٢٥ الباب ٣١٨ ص٥( التهذيب: ج?)3. ١ من أبواب كفارات االستمتاع ح٣ الباب ٢٥٥ ص٩( الوسائل: ج?)4. ١٠ من أبواب كفارات االستمتاع ح٣ الباب ٢٥٧ ص٩( الوسائل: ج?)5

307

بدنة، وليس عليــك الحج من قابــل، وإن كنت ناســيا أوســاهيا أو. (1)جاهال فال شيء عليك

فمنوصحيحة علي، وفيها بعد تفســير الــرفث بجمــاع النســاء: . (2)رفث فعليه بدنة ينحرها

منوخبر دعائم اإلسالم، عن الصادق )عليه السالم( إنــه قــال: واقع امرأته في الحج، ولم يعلما أن ذلك ال يجوز، أو كانا ناسيين فال

. (3)شيء عليهماــاقر والصــادق )عليهم الســالم(: ــه أيضــا: عن علي والب إنوفي

وإنــه إن جــامع إلى أن قــال: المحــرم ممنــوع من صــيد أو جمــاع متعمدا بعد أن أحرم وقبل أن يقف بعرفة فقد أفســد حجــه، وعليــه الهدي والحج من قابل، وإن كانت المرأة محرمــة وطاوعتــه فعليهــا

. (4)مثل ذلك وإن اســتكرهها أو أتاهــاوفيــه أيضــا، وقــالوا )عليهم الســالم(:

. (5)نائمة أو لم تكن محرمة فال شيء عليهاــوجب الحجوالرضوي، قال )عليه السالم(: الذي يفسد الحج وي

فــإن جــامعت إلى أن قــال: من قابل الجماع للمحــرم في الحــرمــل، ويجب أن ــة والحج من قاب ــك بدن ــرج فعلي ــرم في الف وأنت مح

يفرق بينك وبين أهلك حتى تؤديا

. ٢ في ما جاء على المحرم اجتنابه ح١١٦ الباب ٢١٣ ص٢( الفقيه: ج?)1. ١٦ من أبواب كفارات االستمتاع ح٣ الباب ٢٥٩ ص٩( الوسائل: ج?)2 في ذكر ما يحرم على المحرم. ٣٠٣ ص١( الدعائم: ج?)3 في ذكر ما يحرم على المحرم. ٣٠٣ ص١( الدعائم: ج?)4 في ذكر ما يحرم على المحرم. ٣٠٣ ص١( الدعائم: ج?)5

308

المناسك ثم تجتمعان، فإن أخذتما على غير الطريق الذي كنتما أحدثتما فيــه العــام األول لم يفــرق بينكمــا، ويلــزم المــرأة بدنــة إذا

. (1)جامعها الرجلإلى غيرها من الروايات، والتي تأتي بعضها. وقد استفيد من هذه الروايات أمور خمسة:

األول: إتمام الحج، فال يوجب الجماع بطالنه مثل إبطال الحــدثللصالة.

الثاني: وجوب الحج من قابل. الثالث: وجوب البدنة كفارة لهذا العمل.

الرابع: وجوب افتراقهما عن محل الجماع في هذا الحج. الخامس: وجوب افتراقهما عن محل الجماع في الحج القادم.

واألمور الثالثة األول إجماعية، بل عليها دعاوي اإلجماع متواترة. نعم قد اختلفوا في التفريق، فالمشــهور قــالوا بوجوبــه اســتنادا إلى األوامــر الصــريحة في ذلــك، بــل إن دعــوى الشــهرة عليــه

مستفيضة. وعن الخالف والغنية والمدارك اإلجماع عليه. لكن المحكي عن ظاهر المبسوط والنهاية والســرائر والمهــذب

االستحباب، فإنهم عبروا بلفظ )ينبغي( الظاهر فيه. وعن المختلف التوقف في وجوبه واستحبابه، وفي المستند أنــهــار بكثرتهــا على الوجــوب، بــل غايتهــا ال داللــة في شــيء من األخب الرجحــان المــوجب للحكم باالســتحباب بضــميمة األصــل، وفيــه إن

األخبار صريحة في الوجوب.

. ٩ س٢٧، ص٢٤ س٢٦( فقه الرضا: ص?)1309

إال الرضــوي، وليس ذلــكيجبنعم ليس بلفظ األمر أو لفــظ بشرط في استفادة الوجوب، كما قرر في محله.

وكيف كان، ففي المقام فروع: األول: الظاهر أنه ال فرق في األهل بين الزوجة واألمــة الدائمــة والمنقطعة إلطالق األدلة، وهذا هو المشهور عنــد من تعــرض لهــذه المسألة، ولكن ربما استشكل في المنقطعة النصــراف الــدليل إلى الدائمة، وفيه إنه لو سلم االنصراف كان بــدويا، كمــا أنــه استشــكل

بعض في األمة لتبادر غيرها من األهل واالمرأة. قال في المستند: واالستشكال في ذلــك في موقعــه، فــاألقوى

عدم اإللحاق. وفيه: إنه ال وجه لإلشكال بعد اإلطالق، واالنصراف لو سلم كان

بدويا. الثــاني: الظـاهر أنــه ال فــرق بين القبــل والــدبر لصــدق الجمــاع ونحوه عليهما، ومنه يعلم أن اإلشكال بالنسبة إلى وطي الــدبر كمــا ــه أوال نقله الشيخ في الخالف عن بعض، ليس له وجــه، وإن احتج ل باالنصراف، وثانيا بصحيح ابن عمار، ســأل الصــادق )عليــه الســالم(

عليــه بدنــة، وليسعن رجل وقع على أهله فيما دون الفرج، قــال: . بــدعوى أن الــدبر دون الفــرج، إذ يــرد على(1)عليه الحج من قابل

األول منع االنصراف، وعلى الثاني إن الفرج صادق على الدبر عرفاوشرعا ولغة، كما حكي عن النهاية والقاموس والمصباح.

الثالث: الظاهر أنــه ال فــرق بين الحج الــواجب والمنــدوب، كمــا عن الشــيخ والقاضــي والحلي والمحقــق والعالمــة وتبعهم الجــواهر وغيره، وذلك إلطالق األدلــة، وكــذا ال فــرق بين حج اإلســالم والنــذر

والنيابي وغيرها، كل

. 1 من أبواب كفارات االستمتاع ح7 الباب 262 ص9( الوسائل: ج?)1310

ذلك لإلطالق، وال مانع من أن يكــون أصــل الحج مســتحبا، ومــعذلك إذا ارتكب فيه هذا المحرم وجب عليه الحج ثانيا عقوبة.

الرابع: ال فرق في الحكم المذكور بين اإلنزال وعدمــه لإلطالق، وبين أن يــدخل هــو فيهــا، أو تــدخل هي فيــه، لإلطالق أيضــا، ولكن الظاهر اشتراط اإلدخال بمقدار الحشفة، وإال كــان من اإلتيــان دون الفرج الذي هو كالمالعبة كمــا قالــه الجــواهر، فمــا عن المنتهى من التردد فيه فاحتمل عمومه محل نظر، وقد تقدم في باب الجنابة ماــان ينفع المقام. ولو شك في أنه هل دخل المقدار المذكور أم ال، ك

األصل العدم. الخامس: الظاهر عدم شمول األدلــة المــذكورة للزنــا واللــواط فاعال ومفعوال ووطي البهيمــة، كمــا اختــار عــدم األحكــام المــذكورة على الثالثة المستند وغــيره لألصــل، وكــون الحكم في المــذكورات

أفحش فالمناط آت فيها غير مفيد، إذ لعله ممن ينتقم الله منه. وفي وطي البهيمــة أشــهر القــولين العــدم، كمــا عن المســالك، ومنه يظهر أن ما ذكره الجواهر تبعــا للفاضــل وغــيره من انســحاب

الحكم إلى الزنا واللواط غير ظاهر الوجه. الســادس: الظــاهر أنــه ال فــرق في األحكــام المــذكورة بين أن يكون محرما بحج أو بعمرة تمتع، وذلــك إلطالق األدلــة، وقــد صــرح

في الحدائق بأنه ال فرق بين أن يكون محرما بحج أو بعمرة. وعلى هذا لو ترك عمرته تلك وأتى بعمــرة جديــدة لم ينفــع في رفــع األحكــام المــذكورة عنــه، إذا كــان جــامع في إحــرام العمــرة، إلطالق األدلة، كما أنه إذا رفع يده عن الحج وأتم العمــرة فقــط، لم

ينفعه في رفع األحكام المذكورة،

311

بل يكـون حالـه حــال من رفــع يـده عن بقيــة مناسـك الحج، إذاواقع بعد إحرام الحج.

ــا، ــرادا أو تمتع ــا أو إف ــون قران ــرق في الحج أن يك ــه ال ف ثم إنإلطالق النص الفتوی.

أما لو كانت عمرة مفردة فهل يترتب على جماعه فيها األحكام الخمسة، احتمــاالن، من أن ظــاهر النص والفتــوی أن تلــك األحكــام إنما هي في ما إذا كان يحج بقرينــة ذكــر المزدلفــة وذكــر الحج منــل، ــأخير إلى القاب ــة إلى الت ــردة ال حاج ــرة المف ــل، إذ في العم قاب وبقرينــة انصــراف الحج إلى مــا كــان فيــه الحج، كــالقران واإلفــراد وكــالتمتع بقســميه العمــرة والحج، ومن وحــدة المنــاط في عمــرة التمتــع والعمــرة المفــردة فتــترتب كــل األحكــام الخمســة على من جامع في العمرة المفردة، إال أن الظــاهر كفايــة العمــرة من جديــد بدون تأخيرها، إذ ال وجه له كما عرفت، وسيأتي تفصــيل الكالم في

ذلك في مسألة مستقلة. السابع: الظاهر أنه إذا تكرر منه الجماع وجب عليه تكرر البدنــةــك ألصــالة أن وتكرر الحج في اآلتي، ويفرق بينهما في كل حج، وذل

كل سبب يحتاج إلى مسبب، فتأمل. الثامن: إذا كان الواطئ خنثى مشكال ترتبت األحكــام المــذكورةــار ــالتكليفين، واعتب عليه، على ما ذكروا من لزوم احتياطه باإلتيان ب كل فرج له أصليا للعلم اإلجمالي، لكنــا أشــكلنا في ذلــك الســتلزامــا ترتب كال التكليفين عليه في كل األبواب عسرا وحرجا، فالالزم إم

التخيير أو القرعة، واألحوط الثاني، ألنها لكل أمر مشكل. ومنه يعلم حال ما إذا كان الخنثى موطوء في قبله، وأن المناط القرعة، فال يقــال إن الــواطئ يعلم بتوجــه أحــد التكليفين إليــه بــأن

الشارع يقول له رتب

312

أحكام الجماع على الوطي الكائن بينك وبينه بسبب أحد قبليه. أما لو وطأ دبر الخنثى فال إشكال في تـرتب األحكــام الخمسـة، فما في الجــواهر من تــرتب األحكــام على الــوطي في دبــره ال فيقبله لألصل، ال يخلو فرعه الثاني ـ أي الوطي في قبله ـ من نظر.

التاسع: لــو أفســد حجــه بالجمــاع، ثم لم يتم حجــه عمــدا حــتى انقلب عمرة مفردة، فهل عليه األمــور المــذكورة بنــاء على عــدمها في العمرة، احتماالن، من أنهــا في الحج وهــذا ليس بحج، ومن أنــهــاألول، ــال ب لما أفسده كان حجا فتعلقت به األمور المذكورة، قد يق

ألنه لم يكن حجا واقعا، وإن ظنه حجا. العاشــر: إنــه لــو لم يرجــع من ذلــك الطريــق لم يكن عليــه االفتراق، وقد أفتى بذلك الصدوق والفاضل والشهيد وغــيرهم، بأنــه إن أخذا في غــير طريــق العــام األول لم يفــرق بينهمــا، ومســتندهم ظهور الروايات المتقدمة الدالة على أنه إذا وصال إلى ذلـك المكــان فرق بينهما، في عدم هذا الحكم لو ذهبا من طريق آخــر، باإلضــافة

إلى تصريح الرضوي المعمول به على ذلك. ومنه يعلم أن ما احتمله الشهيد الثاني من وجــوب التفريــق في الطـريقين ضــعيف، كمــا ضــعفه الــذخيرة، كمــا أنــه ظهــر أن حصــر الحدائق دليل المسألة في الرضوي ممنــوع، لمــا عــرفت من داللــة

بعض الروايات األخر عليه. ثم الظــاهر أن التفريــق واجب عليهمــا وعلى غيرهمــا، لمــا في

. فرقالنص من قوله )عليه السالم(:

313

للجماع أربع صور: (:2)مسألة األولی: أن يكون قبل التلبيــة ولــو بعــد التهيــؤ، بــأن لبس لبــاســوجب شــيئا من األحكــام ــك، وهــذا ال ي اإلحــرام واغتســل وغــير ذل الخمسة المــذكورة بال إشــكال وال خالف، بــل في المســتند إجماعــا محققا ومحكيا مستفيضا، وذلــك ألنــه لم يــدخل في الحج بعــد، لمــا تقدم في مسائل اإلحــرام أن بــدون التلبيــة ال ينعقــد اإلحــرام، وقــد

إن وقعت على أهلــك بعــد مــا تعقــد لإلحــرامتقــدم في المرســلة: . (1)وقبل أن تلبي فال شيء عليك

ــه، أما لو جامع قبل إتمام التلبية فالظاهر أنه كذلك ال شيء علي إذ اإلحرام ال ينعقد إال بتمــام التلبيــة، فحالهــا حــال تكبــيرة اإلحــرام، حيث ال تنعقد الصالة إال بتمامها، كما حقق في محله، فإنه مقتضــى

كون التلبية سببا الظاهر في كونها بمجموعها كذلك. الثانية: ما إذا كان بعد اإلحرام وقبــل الوقــوف بالمشـعر، سـواء كـان قبــل الوقـوف بعرفــة أو بعـده قبــل الوقـوف بالمشـعر، وهــذا

يوجب األحكام الخمسة السابقة. أمــا إذا كــان قبــل الوقــوف بعرفــة فبال إشــكال وال خالف، بــل

اإلجماعات عليه مستفيضة، ويدل عليه الروايات المتقدمة. ــام ــترتب األحك وأما إذا كان بعد الوقوف بعرفة وقبل المشعر ف الخمسة هــو المشــهور، بــل المحكي عن االكــثر، بــل عن المســائل الرسية وجمــل العلم والعمــل والجــواهر للقاضــي والغنيــة اإلجمــاع

عليه، خالفا للمحكي عن

. 2 من أبواب كفا رات االستمتاع ح4 الباب 253 ص9( الوسائل: ج?)1314

المفيد وسالر والحلبي، فلم يوجبوا األحكام الخمسة، إال إذا كانالجماع قبل عرفة.

واألصح األول، إلطالقات األدلة السابقة، وال يرد عليه ما استدل ، وفيــه مــع ضــعفالحج عرفةبــه للقــول الثــاني بمــا روي من أن

السند محتمل لكون المراد به أنه أعظم األركان، كما قاله الجواهر، من وقــفبل هذا هو الظاهر، فهو من قبيل قوله )عليــه الســالم(:

ــالجزء األعظم، وإال فمنبعرفة فقد تم حجه ــه أتى ب الظاهر في أنالضروري أنه لم يتم حجه.

الثالثة: ما إذا جامع بعد الوقــوف بالمشــعر فال قضــاء في العــام القابل وال فساد وال تفريق، بال إشــكال وال خالف، بــل في المســتندــواهر بال خالف ــه، وفي الج ــق والمحكي في ــاع المحق ــوى اإلجم دعــاع أجده، بل باإلجماع بقسميه عليه، وكذا ادعيا عدم الخالف واإلجم

على وجوب البدنة عليه.ويدل على الحكمين جملة من الروايات:

وإن جــامعت بعــد وقوفــك بالمشــعرمثل المرســلة المتقدمــة: . (1)فعليك بدنة، وليس عليك الحج من قابل

ــأتيومفهوم صحيح ابن عمار: ــل أن ي إذا واقع المحرم أهله قب.(2)المزدلفة فعليه الحج من قبل. (3)وقريب منه صحيحه اآلخر

وصحيح ابن عمار، عن رجل وقــع على امرأتــه قبــل أن يطــوف عليــه جــزور سـمينة، وإن كـانطواف النساء، قال )عليه السالم(:

. (4)جاهال فليس عليه شيء

. ٢ في ما جاء على المحرم اجتنابه ح١١٦ الباب ٢١٣ ص٢( الفقيه: ج?)1. ١٠ من أبواب كفارات االستمتاع ح٣ الباب ٢٥٧ ص٩( الوسائل: ج?)2. ١ من أبواب كفارات االستمتاع ح٣ الباب ٢٥٥ ص٩( الوسائل: ج?)3. ١ من أبواب كفارات االستمتاع ح٩ الباب ٢٦٤ ص٩( الوسائل: ج?)4

315

، إال أنه ليس فيها قوله )عليــه الســالم(:(1)وصحيحة زرارة نحوه إلخ. وإن كان جاهال

ورواية أحمد، عن رجــل أتى امرأتــه متعمــدا ولم يطــف طــواف. (2)عليه بدنة وهي تجزي عنهماالنساء، قال )عليه السالم(:

ــع ورواية سلمة: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن رجل واق ليس عليهأهله قبل أن يطوف طواف النساء، قال )عليه السالم(:

، فخرجت إلى أصحابنا فأخبرتهم، فقــالوا: اتقــاك هــذا ميســرشيء ، قــال: فــدخلت عليــه،عليــك بدنةقد سأله عما سألت فقــال لــه:

فقلت لـه: جعلت فــداك إني أخـبرت أصـحابنا بمـا أجبتـني، فقـالوا: إناتقاك، هذا ميسر قد سـأله عن ذلــك فقـال عليــه بدنــة، فقـال:

. (3)ليس عليك شيء، قلت: ال، قال: ذلك كان بلغه فهل بلغك، إلى غيرها من األخبار.(4)ومثلها روايته األخرى

ــه ــار خــبر حمــران، عن أبي جعفــر )علي وال يعــارض هــذه األخب إن كــان طــاف طــواف النســاء فطــاف منــه ثالثــةالســالم( قــال:

. (5)أشواط، ثم خرج فغشي فقد أفسد حجه إن على الموســروخبر القالنسي، عن الصادق )عليه السالم(:

. (6)بدنة، وعلى المتوسط بقرة، وعلى الفقير شاةألنه ال بد من حمل األول على إرادة مطلق

. ۳ من أبواب كفارات االستمتاع ح۱۰ الباب ۲65 ص۹( الوسائل: ج?)1. 4 من أبواب كفارات االستمتاع ح۱۰ الباب ۲65 ص۹( الوسائل: ج?)2. ۲ من أبواب كفارات االستمتاع ح۱۰ الباب ۲65 ص۹( الوسائل: ج?)3. 5 من أبواب كفارات االستمتاع ح۱۰ الباب ۲66 ص۹( الوسائل: ج?)4. ۱ من أبواب كفارات االستمتاع ح۱۰ الباب ۲6۷ ص۹( الوسائل: ج?)5. ۱ من أبواب كفارات االستمتاع ح۱۰ الباب ۲65 ص۹( الوسائل: ج?)6

316

النقص ال غير ذلك، فهو من قبيل قولهم فسدت الفاكهة.ــميه على وحمل الثاني على االستحباب، وذلك ألن اإلجماع بقس خالف األول، ولم نجد من أفتى بالثاني، كما في الجــواهر، وســيأتي

الكالم في هذا الخبر في بعض المسائل اآلتية. ثم الظاهر من النص والفتوى أن المراد بـ )بعدية الوقوف( بعــد أن وقــف فيهــا ولــو لحظــة بمقــدار أقــل الــواجب، لصــدق أنــه بعــد الوقوف، ال أن يكــون المــراد بعــد اإلتمــام للوقــوف بــه، فــإن قولــه

ــالنصقبل أن يأتي مزدلفة)عليه السالم( في صحيح ابن عمار: كفي ذلك.

وهنا فروع: األول: في العمرة المفردة إذا جــامع قبــل طــواف النســاء كــان

عليه جزور، كما دل عليه إطالق بعض الروايات المتقدمة. الثاني: المراد بالفرج في المقام ما يشــمل الفــرجين، كمــا في المسـألة السـابقة، وقـد تقــدم المسـائل المرتبطـة بالزنــا واللـواط

ونكاح البهيمة والخنثى. الثالث: إذا وقع على امرأته فيما دون الفرج كــانت عليــه بدنــة،ــار، ــة بن عم وليس تفريق وال فساد وال حج من قابل، لصحيح معاوي عن الصادق )عليه السالم(، عن رجــل وقــع على أهلــه في مــا دون

عليــه بدنــة، وليس عليــه الحج من قابــل، وإن كــانتالفــرج، قــال: ــان ــه، وإن ك ــا علي ــل م ــا مث ــاع فعليه ــه على الجم ــرأة طاوعت الم

. (1)استكرهها فعليه فديتان، وعليهما الحج من قابل إن كــان أفضــى إليهــا فعليــه بدنــة،وقد تقــدم صــحيحه اآلخــر:

والحج من قابل

. ۱۰ في الكفارة عن خطأ المحرم ح25 الباب318 ص5( التهذيب: ج?)1317

وإن لم يكن أفضى إليها فعليه بدنة، وليس عليــه الحج من قابل(1) .

وما في ذيل الصحيح األول ظاهره حكم اإلفضاء. ــدم في الرابع: الظاهر وجوب البدنة عليها مع المطاوعة، لما تق

الصحيح. الخامس: المراد بما دون الفرج مثل التفخيــذ، ال إذا وقــع عليهــا

مع المالبس أو قبلها أو المسها بيده أو نحو ذلك.ــذ بين أن ــل التفخي ــرق في مث ــدم الف وإطالق النص يقتضــي ع ينزل، أو ال ينزل، فالالزم عليه في كلتــا الحــالتين بدنــة، وقــد نســب ذلك محكي المدارك إلى إطالق النص وكالم األصحاب، لكن العالمة في محكي المنتهى تردد في البدنة مع عدم اإلنزال، وكأنه الحتمــال

انصراف النص، وفيه: إنه لو كان انصراف فهو بدوي كما ال يخفى. وسيأتي الكالم في الصورة الرابعة في مسألة مــا إذا جــامع في

أثناء طواف النساء.

. ۲ من أبواب كفارات االستمتاع ح۷ الباب ۲6۲ ص۹( الوسائل: ج?)1318

الظاهر أن الحجة األولى فرضــه والثانيــة عقوبــة،(:۳)مسألة وهذا هو المحكي عن الشيخ وجماعــة آخــرين، وعن المــدارك نقلــهــاره ــد اخت ــافع، وق ــل كالم الن ــرائع، ومي ــد من الش ــام الص من أحك

المستند والجواهر وغيرهما.ــا يجب ــدة وإنم ــه واألولى فاس ــة فرض ــل الثاني ــا لمن جع خالف إتمامها إما عقوبــة أو من قبيــل خطــاب الوضــع، ألنــه ال محلــل عن اإلحرام إال قضاء المناسـك، أصــالة أو نيابــة، وهــذا هــو المحكي عن الشيخ في الخالف والحلي وكثير من كتب العالمة وظــاهر الشــرائعــبته إلى إطالق وغيره ممن عبروا بفساد الحج، بل عن المختلف نس

الفقهاء.ويدل على ما اخترناه: االستصحاب.

ــال: ــا، ق ــتين لهم ــأي الحج ــابقة، قلت: ف ــحيحة زرارة الس وصاألولى التي أحدثا فيها ما أحدثا، واآلخر عليهما عقوبة(1).

بل ويشعر بذلك األمر بإتمامه، والصحيحة أقوى في الداللــة من في الجدال شاة،دليل القول الثاني، وهو صحيح سليمان بن خالد: . وفي السباب والفسوق بقرة، والرفث فساد الحج

ورواية عبيد: فإن كــان طــاف بــالبيت طــواف الفريضــة فطــاف أربعة أشواط ثم غمزه بطنه فخرج فقضى حاجته فغشي أهله، قال

. (2)أفسد حجه وعليه بدنة)عليه السالم(: والذي يفسـد الحج ويـوجب الحج من قابـل الجمـاعوالرضوي:

. (3)للمحرم في الحرم، وما سوى ذلك ففيه الكفارات

. ۹ من أبواب كفارات االإستمتاع ح۳ الباب ۲5۷ ص۹( الوسائل: ج?)1. ۲ من أبواب كفارات االستمتاع ح۱۱ الباب ۲6۷ ص۹( الوسائل: ج?)2. ۲4 س۲6( فقه الرضا: ص?)3

319

فإن كل هذه الروايات ال تمنع من أن يراد بالفســاد فيهــا الخلــلوالنقص، ال الفساد الحقيقي.

ويؤيــد الصــحة روايــة أبي بصــير، عن رجــل واقــع امرأتــه وهــو ينبغي ألصــحابه أن، قال: ال يقــدر، قــال: عليه جزورمحرم، قال:

. (1)يجمعوا له وال يفسد له حجه مع وضوح أن إعطاء الكفارة ال يؤثر لو كــان الحج فاســدا، ولــذا

من يقول بفساد الحج ال يقول بارتفاع الفساد بعد إعطاء الكفارة.ــة حمــران: فيمن جــامع بعــد أن طــاف ثالثــة وكــذا يؤيــده رواي

. (2)قد أفسد حجه وعليه بدنةأشواط، قال: ــذه ــحة الحج في ه ــاع على ص ــام اإلجم ــواهر: ق ــال في الج ق

الصورة. وحيث قد عرفت اختالف األقوال في الفساد وعدمه كــان ال بــدــاد على إرادة األعم، ــاع على الفس ــوى التنقيح اإلجم ــل دع من حم

خصوصا وأنه هو نقل القول بعدم الفساد. ثم إنه تظهر الفائدة في الفرق بين القولين في أمور:

األول: نية البقية فينــوي حجــة اإلســالم على المختــار، والعقوبـةعلى غيره.

الثاني: نيــة الحجــة الثانيــة فينــوي حجــة اإلســالم على المختــار،والعقوبة على غيره.

ــدة ــو وح ــذه الســنة على نح ــا إذا اســتأجره للحج ه ــالث: م الثــأت ــه لم ي ــارة، ألن ــة بطلت اإلج ــانت عقوب ــه إن ك ــوب، فإن المطل

بمتعلقها، وإن كان الثانية عقوبة

. ۱ من أبواب كفارات االستمتاع ح۲۲ الباب ۲۷۹ ص۹( الوسائل: ج?)1. ۱ من أبواب كفارات االستمتاع ح۱۱ الباب ۲6۷ ص۹( الوسائل: ج?)2

320

صحت اإلجارة، هذا إذا كانت اإلجارة مطلقة كما هو الغالب، أما إذا كانت متعلقة بحجة ال خلل فيها فهي باطلــة على كال التقــديرين،ــو كــان بنحــو تعــدد المطلــوب كــان ــد اإلجــارة بهــذه ل كمــا أن تقي للمستأجر أن يرفع يده عن القيد فتصح اإلجارة ويأتي بها في السنة الثانية على كـون األول عقوبـة، كمــا أنـه تصــح اإلجـارة على وحــدة

المطلوب أيضا، إذا كانت مطلقة تشمل مثل حج العقوبة أيضا. الرابع: ما إذا نذر أن يحج هذه السنة، فإنه لو أفسده كان مؤديا للنذر على المختار، غير مؤد لــه على غــيره، وعليــه فــالواجب عليــه الكفارة، إال إذا كان نــذره بحيث يشـمل مثــل هــذا الحج الفاســد فالــاه في اإلجــارة في جملــة من ــذر حــال مــا ذكرن كفــارة، فحــال الن

الفروع.إلى غير ذلك من النتائج التي ال تخفى بالقياس إلى ما ذكرناه.

321

ــذكورة(:4)مســألة ــام الم ال إشــكال وال خالف في أن األحك للجماع مرتبة على فعــل العــالم العامــد، وقــد ادعى الجــواهر عــدم الخالف في ذلك، كما أن المحكي عن الخالف والغنية اإلجمــاع على عــدم الحكم على الناسـي، وفي المســتند أن غــير العـالم العامــد ال

شيء عليه إجماعا، كما صرح به بعضهم. ويـــدل على عـــدم األحكـــام المـــذكورة بالنســـبة إلى الجاهـــل والساهي والناسي باإلضافة إلى األصل وأدلة رفع الجهل والنسيان، األخبــار المتقدمــة المصــرحة بأنــه ال شــيء على الجاهــل والســاهي

والناسي. وال يخفى أن كل الثالثة المذكورة تشمل الجهل بالحكم ونسيانه والسهو فيه، كما تشمل نسيان نسيان اإلحرام والســهو عنــه، وكــذا إذا زعم أنه خرج عن اإلحرام، وعليــه فالــذين يــذهبون إلى الحج وال يطوفون طواف النســاء جهال ثم يظنــون إتمــامهم للحج ويجــامعون

أهلهم ليس عليهم شيء. ثم الظاهر أنه لو أكره الرجل مكــره لم يكن عليــه شــيء، كمــا أفتى بــه غــير واحــد، بــل في الجــواهر بال خالف وال إشــكال، وذلــك إلطالق أدلــة رفــع اإلكــراه، بــل والمنــاط في الزوجــة المكرهــة، وال

فرق بين أن يكون المكره ـ بالكسر ـ الزوجة أو األجنبي.ومثل اإلكراه ما إذا فعل ذلك تقية.

ــا إذا أغميت وكذا ال تترتب األحكام المذكورة على المضطر، كم على زوجته فلم يكن عالج لها إال الوقاع، كما ذكروا ذلك في الطبــع ــة رف ــاط وأدل ــك لإلطالق والمن ــها، وذل ــام أمراض في بعض أقســاء االضطرار، ومما ذكر يعلم أنه لو فعل بها في حالة النوم أو اإلغمــه أو السكر أو الجنون ـ إذا لم يكن جنونه مبطال للحج ـ لم يكن علي

شيء. أما لو فعل الطفل المميز عالما عامدا فالكفارة على مــا تقــدم

في شرح العروة، أما غير المميز إذا فعل لم يكن عليه شيء.

322

ما تقدم إنمــا هــو حــال الرجــل، أمــا المــرأة فــإن(:5)مسألة كانت مطاوعة كانت كالرجل في كل األحكام المذكورة.

قــال في الجــواهر: بال خالف أجــده فيــه، بــل اإلجمــاع بقســميه عليه، وذلك لألخبار المتقدمة، وفي خبر خالــد األصــم قــال: حججت ومعنا جماعة من أصحابنا وكان معنا امرأة، فلما قــدمنا مكــة جاءنــاــاذا، قلت: ــا: بم رجل من أصحابنا فقال: يا هؤالء إني قد ابتليت، قلن سكرت بهذه االمرأة، فاسألوا أبا عبد الله )عليه السالم(، فســألناه،

. (1)عليها بدنةقال )عليه السالم(: والظاهر أن العلم والعمد وعدم االضطرار واإلكراه شـرط فيهـا

أيضا، وإال لم تكن عليها العقوبات المذكورة. نعم ال إشــكال في وجــوب اإلتمــام عليهــا، وقــد ادعى المســتند عليه اإلجماع، كمــا ادعى اإلجمــاع على عــدم الكفــارة عليهــا وعلى

عدم الحج من القابل. وإن لم يكن جــاهال فــإن عليــه أنأما ما في صحيح ابن عمــار:

يسوق بدنة، ويفرق بينهما حتى يقضيا المناسك ويرجعا إلى المكــان. (2)عليه الحج من قابلوالذي أصابا فيه ما أصابا،

ــالمراد بـ ــو(3)عليهماف ــا ه ــا، كم ــو في صــورة علمهم ــا ه إنم المتبــادر من النص، ال علمــه وحــده، فال مجــال لقــول المســتند إنــه

مخالف لإلجماع غير

5. والتهــذيب: ج۷ من أبــواب كفــارات االســتمتاع ح۳ الباب 256 ص۹( الوسائل: ج?)1. 5۳ في الكفارة عن خطأ المحرم ح25 الباب ۳۳۱ص

. ۲ من أبواب كفارات االستمتاع ح۳ الباب ۲55 ص۹( الوسائل: ج?)2 واألخرى عليهمــا( لفظة )عليهما( وردت في رواية زرارة، حيث قال )عليه السالم(: ?)3

، وليست في رواية ابن عمار.عقوبة323

معمول به عند األصحاب، ولذا قــال الجــواهر: إن المســتفاد من النصوص المزبورة كون المدار في هــذه األحكــام على الجمــاع مــع

العلم والعمد، من غير فرق بين الرجل والمرأة.وفي المقام فروع:

األول: لو كانت المرأة عالمة دون الرجل، ترتب عليهــا األحكــامالمذكورة دونه، ألن لكل واحد حكمه.

الثاني: لو كانت في األول مكرهة ثم رضــيت في األثنــاء، تــرتب عليــه حكمــان وعليهــا حكم واحــد، كمــا ذكــروا في بــاب الصــوم إذا جامعها مكرهة ثم رضيت في األثناء، وذلك ألنه مقتضــى الجمــع بين الدليلين، وكذا إذا كان الرجل في أول األمر مكرها ثم رضي، وهكذاــاء كاالكراه االضطرار المرفوع في األثناء، والجهل إذا تبدل في األثن علما، والنسيان إذا تبدل تــذكرا، أمــا إذا كــانت في األول راضــية ثم أكرهت لم ينفع إكراهها في رفع حكم الكفارة عنهــا، وكــذا إذا كــانــع ــارة ثبت فال يرتف ــف بالكف ــره، ألن التكلي ــيا ثم أك في األول راض

باإلكراه المتأخر، وكذا لو تبدل الذكر نسيانا في األثناء. الثالث: قد تقدم أن تكرر الجماع تكــرر الكفــارة، فــإذا كــان في المجلس الواحد إدخاال وإخراجا لم يكن تكررا، بل إنما هــو فيمــا إذا كان في أكثر من مجلس، وذلك إلطالق الدليل المنصرف منه وحدة الكفارة مــع اتحــاد المجلس مــع تعــارف اإلدخــال واإلخــراج مكــررا، ومنه يعلم أنه ال فرق في المجلس الواحد بين اإلدخال في الفرجين

أو في فرج واحد. الرابع: لو كان أحدهما مكرها دون اآلخر فأشكل حكمه، كما أنه إذا كان أحــدهما عالمــا واآلخــر ناســيا أو جــاهال، وذلــك إلطالق أدلــة

الطرفين. الخامس: تقدم أن الزنا ال يوجب الكفــارة المــذكورة، فلــو كــان

في األول

324

زنا ثم عقدها في أثناء الجماع وجبت الكفارة، ولــو انعكس كمــا لــو انقضــت مــدة المتعــة في أثنــاء الجمــاع بــأن صــار زنــا كمــا في اليائسة، لم ينفع في رفع حكم الكفــارة الثــابت بالجمــاع المشــروع

في األول. الســادس: لــو أدخــل وفي أثنائــه لــبى وجبت الكفــارة، لتحقيــق الجماع حال اإلحــرام اســتدامة، وكــذا لــو جــامع حــال اإلحــرام وفي أثنائه خرج عن اإلحرام بالتقصير، لتحقق الجماع حال اإلحرام ابتداء

كما ال يخفى.

325

ــدا،(:6)مسألة ــا عام قد تقدم وجوب التفريق إذا جامعا عالم خالفا لبعض حيث قال باستحبابه، لكن عرفت مــا فيــه، والكالم اآلن

في أمور: األول: الالزم هــو التفريــق في كال الحجين األداء والقضــاء؛ كمــا هو المحكي عن غير واحد، منهم الصدوقان واإلسكافي وغيرهم، بلــات ــة من الرواي ــة جمل ــك لدالل ــه، وذل ــاع علي ــرة اإلجم عن ابن زه المتقدمــة، فــإن في بعض األخبــار التفريــق في الحجين، وفي بعضــة، وال ــق في األولى، وفي بعضــها التفريــق في الثاني ــار التفري األخبــه في ــافي ثبوت ــق في إحــداهما ال ين ــوت التفري ــا ألن ثب ــافى بينه تن

األخرى. خالفا آلخــرين، حيث ذهبــوا إلى أن التفريــق في الثانيــة خاصــة،ــا وهذا هو الذي ذهب إليه الشرائع والنافع والقواعد وغيرهم على مــالتفريق في ــدليل ب حكي عن بعضهم، وال وجه له ظاهر بعد ورود ال

األولى أيضا. الثاني: مبدأ التفريق بعــد الجمــاع مباشــرة، ال بعــد الخــروج عن

ذلك المنزل، إلطالق دليل التفريق الشامل لما بعده مباشرة. الثالث: لو لم يمكن التفريــق بمعــنى وجــود ثــالث كمــا ســيأتي،ــارة ــق مثال، ســقط الوجــوب، وال كف ــا وحــدهما في الطري لكونهم

لألصل. نعم الظاهر عدم جواز ســفرهما إذا علمــا بعــدم الثــالث، إذا لم

يوجب عدم السفر عدم إدراك الحج. الرابــع: التفريــق يحصــل بوجــود ثــالث معهمــا، كمــا عن النهايــة والمبسوط والسرائر والقواعد والمهذب، وفي الشرائع، وكــذا قالــه

غيرهم، وذلك لجملة من الروايات: ففي صحيحة وحسنة معاوية، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(

يفــرق بينهمــا والفي المحرم يقع على أهله، فقال )عليه الســالم(: يجتمعان في خباء، إال أن يكون

326

. (1)معهما غيرهما، حتى يبلغ الهدي محله وفي رواية أبان بن عثمان، رفعه إلى البــاقر والصــادق )عليهمــا

المحرم إذا وقع على أهله يفرق بينهما، يعنى بذلك الالسالم( قاال: . (2)يخلوان وأن يكون معهما ثالث

وفي مرفوعتــه، عن أحــدهما )عليهمــا الســالم( قــال )عليــهــالم(: ــاالس ــون معهم ــوان وأن يك ــا أي ال يخل ــرق بينهم ــنى يف مع

. (3)ثالث فــإذا أتى الموضــع الــذيوفي الرضوي، قــال )عليــه الســالم(:

واقع فرق بينهما فلم يجتمعا في خبــاء إال أن يكــون معهمــا غيرهمــا.(4)حتى يبلغ الهدي محله

وحيث إن الظاهر أن الثالث إنما هو إشعارهما بالخيانة وأنهما ال يؤمنان، فالالزم أن يكون الثالث بحيث يؤدى منــه هــذه الفائــدة، فال

ينفع ما إذا كان طفال صغيرا أو مجنونا أو أعمى أو كان شبه ذلك. نعم يشكل عدم الكفاية في األمة والزوجــة، وإن ذكــر الجــواهر عدم كفايتهما، وذلك لعدم امتناع حصول المواقعة مع حضورهما، إذ فيه: إن اإلطالق شامل، ولو كانت العلة ذلك للزم إخراج كــل من ال

يأبيان المواقعة أمامه، ولو لعدم مباالتهما ذلك أمامه. والظــاهر من إطالق النص كفايــة الثــالث وإن كــان في الظالم،

لتعارف ظالم الخيمة ليال.

. 5 من أبواب كفارات االستمتاع ح۳ الباب 256 ص۹( الوسائل: ج?)1. 6 من أبواب كفارات االستمتاع ح۳ الباب 256 ص۹( الوسائل: ج?)2. ۱۱ من أبواب كفارات االستمتاع ح۳ الباب ۲5۷ ص۹( الوسائل: ج?)3.6 س74( فقه الرضا: ص?)4

327

نعم إذا كان في الخيمة ستر يوجب عدم صدق أن معهمــا ثـالثلم يكف.

وال يلزم أن يكــون الثــالث مالزمــا لهمــا، فــإذا خرجــا إلى خــارجالخيمة لحاجة مثال لم يلزم له اتباعهما.

ولو لم يفعال استصحاب الثالث لهمــا فعال حرامــا، لكن لم يضــرذلك بحجهما وال كفارة.

والظــاهر أنــه إن احتــاج الثــالث إلى األجــرة وجب على الفاعــل حراما منهما بذلها، أما غير الفاعل حراما فال دليل على وجوب بذلها

له واألصل العدم. ولو طلقها طالقا باينا فهــل يجب التفريــق، احتمــاالن من إطالق األدلة، ومن عدم العلة خصوصا إذا تزوجهــا غــيره، ومثلــه إذا حصــل

الفسخ أو سبب آخر لالنفصال. ولو سقطت رجولة الرجل لمرض ونحوه جاء االحتمــاالن، إال أن

لزوم التفريق هنا أقرب.ولو طلقها طالقا بائنا ثم تزوجها لم يسقط حكم االفتراق.

الخامس: قــد اختلفت األخبــار واألقــوال في أن منتهى التفريــقإلى أين.

ففي صــحيح عبيــد اللــه وحســنه، عن الصــادق )عليــه الســالم(:يفرق بينهما حتى يتفرق الناس ويرجعا إلى المكان الذي أصابا فيه

، قــال: قلت: أرأيت إن أخــذا في غــير ذلــك الطريــق إلىما أصــابا. (1)نعمأرض أخرى يجتمعان، قال )عليه السالم(:

وفي موثــق ابن مســلم، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(: أرأيت يســوق الهــدي ويفــرق بينــه وبينمن ابتلي الرفث ما عليــه، قــال:

ــه أهله حتى يقضيا المناسك وحتى يعودا إلى المكان الذي أصــابا في ، قــال: أرأيت إن أرادا أن يرجعــا في غــير ذلــك الطريــق،ما أصــابا

. (2)فليجتمعا إذا قضيا المناسكقال:

. ۱4 من أبواب كفارات االستمتاع ح۳ الباب ۲5۸ ص۹( الوسائل: ج?)1. ۱6 من أبواب كفارات االستمتاع ح۳ الباب ۲5۸ ص۹( الوسائل: ج?)2

328

. (1)حتى يبلغ الهدي محلهوفي صحيحة معاوية وحسنه: حــتى يقضــيا المناســك ويعــودا إلىوفي جملــة من الروايــات:

. (2)موضع الخطيئةــالم(: ــه الس ــاظم )علي ــزة، عن الك ــبر علي بن أبي حم وفي خ

،ويفترقان في المكان الذي كان فيه ما كان حــتى ينتهيــا إلى مكــة ، قلت: فــإذا انتهيــا إلى مكــةوعليهمــا الحج من من قابــل البــد منه

نعم هي امرأته كمــا هي، فــإذا انتهيــافهي امرأته كما كانت، فقال: إلى المكان الذي كان منهما ما كان، افترقا حتى يحال، فإذا حال فقــد

. (3)انقضى عنهما، فإن أبي كان يقول ذلك وعليهمــا الحج من قابــل، فــإذا بلغــا المكــانوفي رواية زرارة:

الــذي أحــدثا فيــه فــرق بينهمــا حــتى يقضــيا مناســكهما ويرجعــا إلى. (4)المكان الذي أصابا فيه ما أصابا

فقد اشتملت هــذه األخبــار إلى أن نهايــة االفــتراق بلــوغ الهــدي محله، أي منى، وحتى يحال، وإلى مكة، وحتى يفرغــا من المناســك، وحتى يرجعا إلى المكان الــذي أصــابا فيــه الخطيئــة، وحيث إن كــل واحد من هذه العنــاوين أبعــد من ســابقه، حيث إن بلــوغ مــنى قبــلــك، ــراغ من المناس ــل الف ــة قب ــة، ومك ــل مك اإلحالل، واإلحالل قب والفراغ قبل المكان الذي أصابا، فيما إذا كــانت اإلصــابة قبــل ورود مكة، وحمل الحدائق والرياض االختالف على تفاوت مراتب الفضل

وكفاية األقل، أي بلوغ الهدي محله، وهذا هو األقرب.أما ما ذكراه من أنه كفاية عن الذبح فلم يظهر له وجه.

والظاهر أن ذلك تكليفهما في حج األداء وحج

. 5 ح۲56، وص۱۲ من أبواب كفارات االستمتاع ح۳ الباب ۲5۷ ص۹( الوسائل: ج?)1. ۳۷۰ ص۱5( كما في الحدائق: ج?)2. ۲ من أبواب كفارات االستمتاع ح4 الباب ۲59 ص۹( الوسائل: ج?)3. ۹ من أبواب كفارات االستمتاع ح۳ الباب ۲5۷ ص۹( الوسائل: ج?)4

329

العقوبة على حد سواء، لظهور األدلة في وحدة التكليف فيهما. ــاء ــل االنته ــتين، ففي األولى جع ــهم بين الحج ــل بعض نعم فص موضــع الخطيئــة، وفي الثانيــة جعلــه وقت اإلحالل، وليس لــه وجــه

معتد به. وفي الجواهر قال: يمكن تحصيل اإلجماع على وجوب االفــتراق في حجة القضاء إلى قضاء المناسك ال أزيــد، ممــا يــدل على وجــود االختالف بين الحجــتين، من جهــة وجــود اإلجمــاع في أحــدهما دون

اآلخر. كما ال وجه معتد به لما ذكره المستند من االحتياط المطلق في

االفتراق فيهما إلى موضع الخطيئة. وال يخفى أن المراد بمكة في رواية ابن أبي حمــزة )مكــة( بعــد )منى(، ال مكة قبله، فإذا أحرم في مســجد الشــجرة مثال وجــاء إلىــة مكة ليذهب إلى عرفات في القران مثال، لم يكف وصوله إلى مك

في انتهاء االفتراق، بل ظاهرهم التسالم عليه. ــة االفــتراق بين الحج ــه ال فــرق في نهاي وممــا تقــدم يعــرف أن والعمرة بأقسامهما، فلو جــامع في عمــرة التمتــع كــانت النهايــة إذا

قصر. ثم الظــاهر أن وجــوب االفــتراق عــام بالنســبة إلى مــا إذا كــان أحدهما عالما عامدا، أو كان كالهما كذلك، ولــذا قــال في الجــواهر:

إن تقييده بالمطاوعة ال وجه له. أما رواية زرارة حيث ذكر )عالمين( ممــا مفهومــه أنــه لــو كــان

أحدهما جاهال لم يكن تفريق، فالالزم تقييده بسائر األخبار. ثم إن وجوب االفتراق عليهمــا وإن كــان أحــدهما جــاهال، فليس

المقام من قبيل ما يحرم على أحدهما دون اآلخر. ثم لو كان في التفريق حــرج أو ضــرر أو خــوف معتــد بــه رافــع

للتكليف لم يجب، لحكومة أدلتها على ما ذكرناه من الروايات.ولو علما بأنهما في العام القابل لم

330

ــدم ــتراق، لتق ــدون االف ــا ب ــتراق وجب أن يحج ــا من االف يتمكنالوجوب على الحرام، لقوة مالكه.

فروع: ــوز ــل، فال يج ــام القاب ــة في الع ــان حج العقوب األول: الالزم إتيــة تأخيره، إال إذا كرر الجماع، فإن الالزم اإلتيان بالعقوبتين في الثاني والثالثة، ولو أبطل العمرة المفردة وقلنا بوجوب قضائها جاز اإلتيان بها فورا، فإن العام القابل إنما هو بالنسـبة إلى الحج الـذي ال يمكن

اإلتيان به قبل ذلك. ــه مقامــه في التفريــق، الثاني: إذا مات قبل اإلتمام ال يقوم نائب وإن تزوج زوجة بأن كان طلقها باينا قبل موته، لألصل، كمــا ال يجب على النائب عنه في العام الثاني سواء نــاب لموتــه أو لعــدم قدرتــه عن الحج أصــال، أن يفــترق عن زوجــة نفســه، وإن كــانت هي أيضــا

نائبة عن المفعول بها لألصل. والظـــاهر وجـــوب االســـتنابة في صـــورتي المـــوت والمـــرض المأيوس عن برئه، أما لو لم يقدر في العــام اآلتي مــع رجائــه زوالــور، فال العذر فالظاهر وجوب التأخير إلى عام القدرة، لدليل الميس تسقط العقوبة لعدم القدرة فعال، كما ال تنتقل عنه إلى النائب حتى

تجب االستنابة. الثالث: إذا أفسد حجه بالجمــاع في حج العقوبــة لــزم عليــه مــا لزم أوال، كما صرح به الشرائع، وأيده الجواهر، وذلك إلطالق األدلة.

331

ــدا،(:۷)مسألة لو جامع المحل أمته المحرمة بإذنه عالما عام فإن كان موسرا كفر عن عمله بدنة أو بقــرة أو شــاة مخــيرا بينهــا، وإذا كان معسرا فشاة أو صيام، في الجــواهر بال خالف أجــده فيــه، بل نسبه غير واحد إلى قطع األصحاب مشعرا باإلجماع عليــه، وفي

المستند بال خالف معتنى به في جميع هذه األحكام. لكن المحكي عن النهاية والمبسوط والسرائر كان عليه كفــارة

يتحملها عنها، فإن بدنة، فإن لم يقدر فشاة أو صيام ثالثة أيام. وكذا ال خالف بينهم في أنه لو كــان غــير عــالم أو غــير عامــد أو كان إحرامها بدون إذنــه لم يكن عليــه شــيء، واألصــل في األحكــامــه ــه، قلت ألبي الحســن )علي المــذكورة صــحيحة إســحاق أو موثقت الســالم(: أخــبرني عن رجــل محــل وقــع على أمــة محرمــة، قــال:

هــو أمرهــا أو لم، قلت: أجبــني عنهمــا، قــال: موســرا أو معســرا إن، قلت: أجبــني عنهمــا، قــال: يأمرها، وأحرمت من قبل نفســها

كان موســرا وكــان عالمــا أنــه ال ينبغي لــه، وكــان هــو الــذي أمرهــا باإلحرام كان عليه بدنة، وإن شاء بقرة، وإن شاء شاة، وإن لم يكن أمرها باإلحرام فال شــيء عليــه، موســرا كــان أو معســرا، وإن كــان

. (1)أمرها وهو معسر فعليه دم شاة أو صيام. (2)أو صيام أو صدقةومثله رواية البرقي، إال أن في آخره:

وقد اعترف المستند والجواهر بأنــه لم يجــد دليال لقــول الشــيخ وابن إدريس، ثم نقل عن كشف اللثام أنـه كأنهمـا حمال الخــبر على

اإلكراه لألصل. وكيف كان، فهــذا الخــبر ليس معارضــا بصــحيح ضــريس: ســئل

الصادق )عليه

. ۱5 في الكفارة عن خطأ المحرم ح۲5 الباب ۳۲۰ ص5( التهذيب: ج?)1. ۲4 ح۳۱۰ ص۲( المحاسن: ج?)2

332

السالم( عن رجل أمــر جاريتــه أن تحــرم من الــوقت فــأحرمت يأمرهــا فتغتسـلولم يكن هو أحرم فغشيها بعد ما أحــرمت، قــال:

. (1)ثم تحرم وال شيء عليه فالظــاهر أنهــا فيمــا إذا لبســت اإلحــرام ولم تلب، كمــا حملهــا

الشيخ في كتابي األخبار على ذلك. وكذا تحمل روايــة وهب بن عبــد ربــه، عن أبي عبــد اللـه )عليــه السالم(، في رجل كانت معه أم ولد له فأحرمت قبل سيدها لــه أن

. (2)نعمينقض إحرامها ويطأها قبل أن يحرم، قال )عليه السالم(: أو أنها محمولة على صورة عدم إذنه لها.

وكيف كان، فال ينبغي اإلشكال في أصل المســألة، وإنمــا الكالمفي فروع لها:

ــزوج في ــدون إذن ال ــو كــانت زوجــة حــرة وأحــرمت ب األول: ل اإلحــرام المسـتحب، فالظـاهر أنــه ال شــيء عليــه، لعــدم حقهــا في إحرامها بــدون إذنــه، ولألصــل، وكــذا لــو كــان تعجيلهــا في اإلحــرام الواجب بدون إذنـه، حيث إن حـق الـزوج مقـدم في الـواجب الـذي يسع وقته، للتعارض بين الواجب المضيق والواجب الموسع، فيقدم

األول عليه. الثاني: الظاهر في الصيام ثالثة أيام، ألنه بــدل الشــاة، لكن في المستند أنه يوم واحد لإلطالق، وفيه نظــر لالنصــراف، واحتمــل في

الجواهر كفاية اليوم الواحد.والظاهر أنه ال يشترط التتابع في الثالثة لإلطالق.

ولو قدر على بعض البدنة أو البقرة أو الشاة أو األيام، فالظاهر لزومه ألدلة الميسور، كما أن الظاهر أن المراد بالقدرة القدرة في

األيام القريبة من الحج، فإن لم يقدر وصام

. ۳ من أبواب كفارات االستمتاع ح۸ الباب ۲6۳ ص۹( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب كفارات االستمتاع ح۸ الباب ۲62 ص۹( الوسائل: ج?)2

333

ثم قدر بعد مدة لم يكن عليه شيء. وإذا لم يقدر على الصــيام، فهــل يســقط عنــه أو يجب عليــه إذا

قدر، أو يجب عليه إحدى الثالثة إذا قدر؟ وإن لم يقدر مطلقــا فالصــيام، فــإن لم يقــدر عليــه أيضــا وجب

إعطاء قضائه عنه بعد الموت؟احتماالت، واألحوط االحتمال األخير.

الثالث: الظاهر أنه ال فرق بين المطاوعــة والمكرهــة، والعالمــة والجاهلة، والعامدة وغيرها، إلطالق النص والفتوى، وقد صرح بذلك غير واحد بالنسبة إلى المطاوعــة والمكرهــة، وفي المســتند نســبته

إلى األكثر. لكن عن العالمــة ومن تبعــه الفــرق، وأن عليهــا مــع المطاوعــة اإلثم والحج من قابل، وفيه نظر، وإن كان ربما يستدل له بما تقـدمــا ــاهر أن عليه ــة أخص. نعم الظ ــرمين، لكن الموثق في وطي المح

اإلثم لوجوب اجتنابها بعد أن كان إحرامها صحيحا بسبب إذنه لها. الرابع: الظاهر أن المراد باإلعسار واليسر معناهمــا المتعــارف،ــل في ــام داخ ــط في المق ــرف من اللفظين، والمتوس ــه المنص ألن العسر، ألنه ال يسمى موسرا، وهكذا كلما قســم النــاس إلى أغنيــاء وفقراء دخل المتوسط في الثاني، فما في الجــواهر من أن المــراد

بإعسار المولى إعساره عن البدنة والبقرة غير ظاهر الوجه. الخامس: مصرف هــذه الكفــارة مصــرف ســائر الكفــارات كمــا تقدم، ألنه المنصرف من النص والفتوى، ومحــل ذبحــه كمــا ذكرنــاه

سابقا، لوحدة المناط. الســادس: لــو وطــأ عبــده المحــرم بإذنــه كــان حرامــا، لكن لم يترتب عليه الكفارة وإن كان أفحش، لألصل، ولعله ممن ينتقم الله

منه، لكن حكي عن

334

ــا ــواهر احتياط ــه الج ــه، وجعل ــأخرين إلحاق ــأخري المت بعض متمستحبا.

السابع: لو كانت األمة زوجــة كــان المعيــار إجــازة الــزوج، فــإن أجاز الزوج لم يحق له وطيها، وإال جــاز لــه، فــان وطأهــا وقــد أجــاز كان من قبيل وطي الزوج للحرة، فإن كان محرما كان حكمــه كمــا ســبق في وطي المحــرمين، وإن لم يكن محرمــا فالظــاهر أنــه أثم لكن ال شيء عليه لألصــل، ولــو كـانت مكرهـة ال شــيء عليهــا، وإن

كانت مطاوعة كانت عليها الكفارة، كما تقدم. أما المولى إن وطــأ أمتــه المزوجــة فهــو زنــا، ال حكم بالكفــارة

عليه وإن كان أشد وأكثر جرما. ولو جامع المحل زوجته المحرمة وجوبا أو بإذنه، فالظاهر أنه ال كفارة عليه لألصل، وإن كان أحوط الحتمال المناط، وكــذا ال كفــارة عليهــا إذا أكــرهت الرجــل فيمــا لــو كــان الرجــل محرمــا واألمــة أو

الزوجة محلة، فتأمل. الثامن: هل يبطل وطي األمة والزوجة في صورة عــدم اإلجــازة إحرامهما، أو يتوقف على اإلجازة، الظاهر الثاني لألصــل بعــد عــدم وجه للبطالن، فما يظهر من بعضهم من أنــه بــدون اإلجــازة لغــو لم يظهر وجهه، بل حال اإلحرام حال مــا إذا قــامت للصــالة المندوبــة، حيث ال بطالن لها إال عند منــع الــزوج والمــولى. أمــا الــوطي فليس

مالزما لإلبطال، فحاله حال التظليل وسائر محرمات اإلحرام. التاسع: الظاهر أن اعتبار اليسـر والعسـر في حـال اإلعطـاء، ال حال الجماع، فلو جامع وهو معسر فاتفق يسره بعد يوم قبل الــذبح كان عليه الذبح، ولو انعكس كان عليه الصيام، فــإن مــا ذكرنــاه هــو

المنصرف عرفا من النص والفتوى. العاشــر: ال حكم عليــه إذا كــان الجمــاع دون اإلدخــال، لألصــل، وتنظــير مــا نحن فيــه بــالمحرمين ال دليــل عليــه بعــد عــدم القطــع

بالمناط.

335

ــة،(:۸)مسألة ــه بدن لو جامع المحرم قبل طواف الزيارة لزم بال إشكال وال خالف كما تقــدم، إنمــا الكالم في أنــه إن عجــز ففيــه

قوالن: األول: إن عليــه بقــرة أو شــاة، كمــا في الشــرائع، وعن النــافع

والتهذيب. والثاني: فإن عجــز فبقــرة، فــإن عجــز فشــاة، كمــا عن النهايــة والمبسوط السرائر والتحرير والتذكرة والمنتهى والمهذب واإلرشاد

والتلخيص. واألقــرب األول، وذلـك للجمـع بين مــا دل على أن الكفــارة أوالالبدنة، ثم في بعضها البقرة فالشاة، وفي بعضها الشاة بعد البدنة. ــالم( في ــا الس ــه )عليهم ــر، عن أخي ــحيح علي بن جعف ففي ص

إلى أنالــرفث الجمــاع قــال: (1)﴾فال رفث﴿تفسير قوله تعــالى: . (2)فمن رفث فعليه بدنة ينحرها وإن لم يجد فشاةقال:

وخبر أبي خالد القماط، سأله عمن وقــع على أهلــه يــوم النحــر إن كان وقــع عليهــا بشــهوة فعليــه بدنــة، وإنقبل أن يزور، فقال: ــه الســالم(: كان غير ذلك فبقرة أو، قال: قلت: أو شاة، قال )علي

. (3)شاة وهذه الرواية تدل على التخيير بينهما، وال يضــره التفصــيل فيهــا بما ال يقولون به، إلمكان التقطيع في الحجية، هذا باإلضــافة إلى أن الصحيحة دلت على الشاة بعد البدنــة، والبقــرة يفهم منهــا بالمنــاط وباالتفاق على جوازها إما بعد البدنــة مرتبــا أو مخــيرا، نعم األحــوط

الترتيب.

. ۱۹۷( سورة البقرة: اآلية ?)1. ۱6 من أبواب كفارات االستمتاع ح۳ الباب ۲5۹ ص۹( الوسائل: ج?)2. ۳ من أبواب كفارات االستمتاع ح۹ الباب ۲64 ص۹( الوسائل: ج?)3

336

أما صحيح العيص: سألت أبا عبد الله )عليــه الســالم( عن رجــل واقع امرأته حين ضحى قبل أن يزور الــبيت، قــال )عليــه الســالم(:

، فهو محمول على التفصيل الذي ذكرناه. (1)يهريق دما ثم إنه إذا كان الفاعل جاهال فال شيء عليه، كما أنه إذا لم يقدر على البدنـة وأمكن مســاعدة أصـحابه لـه كـان مقــدما على البقــرة

والشاة. ويدل على األول: حسن عمار، سئل الصادق )عليه السالم( عن

ينحــر جــزورا وقــد خشــيت أنمتمتع وقع على أهله ولم يزر، قال: . (2)يكون قد ثلم حجه إن كان عالما، وإن كان جاهال فال شيء عليه

وعلى الثاني: خبر أبي بصير، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه السالم( عن رجل واقــع امرأتــه وهــو محــرم، قــال )عليــه الســالم(:

ــاء ــه جــزور كوم ــال: علي ــدر، ق ــال: ال يق ينبغي ألصــحابه أن، فق. (3)يجمعوا له وال يفسد حجه

أما خبر داود بن فرقــد، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، في إذا لم يجد بدنة فســبعرجل يكون عليه بدنة واحدة في فداء، قال: ، فليس في مقامنــا،(4)شياه، فإن لم يقدر صام ثمانيــة عشــر يومــا

فإنه في مقام عدم وجدان البدنة، ال عدم إمكان الفاعــل، باإلضــافة إلى ما قاله الجواهر تبعا للحدائق من أن الخــبر في فــداء الصــيد ال

مطلق الكفارة. يبقى الكالم في خبر خالــد بيــاع القالنس، ســألت أبــا عبــد اللــه

)عليه السالم(

. ۲ من أبواب كفارات االستمتاع ح۹ الباب ۲64 ص۹( الوسائل: ج?)1. ۱ من أبواب كفارات االستمتاع ح۹ الباب ۲64 ص۹( الوسائل: ج?)2. ۱۳ من أبواب كفارات االستمتاع ح۳ الباب ۲5۸ ص۹( الوسائل: ج?)3. 4 من أبواب كفارات الصيد ح۲ الباب ۱۸4 ص۹( الوسائل: ج?)4

337

، ثمعليــه بدنةعن رجل أتى أهله وعليه طواف النساء، قــال: ، ثم جاءه آخر وسأله عنها،عليه بقرةجاء آخر فسأله عنها، فقال:

، فقلت بعــد أن قــاموا: أصــلحك اللــه كيــف قلتعليه شاةفقال: أنت موســر عليــك بدنــة، وعلى الوســط بقــرة،عليه بدنــة، فقــال:

. (1)وعلى الفقير شاة والظاهر أنه غير مناف لما اخترناه، إذ قلنا إن القادر عليه بدنة،ــترتيب وغير القادر بقرة أو شاة، والخبر يدل على ذلك بعد حمــل ال بين البقرة والشاة على الفضــيلة، بقرينــة صــحيحة علي بن جعفــر،

ولوال الصحيحة لكان دليال على القول الثاني.

. ۷5 في ما يجوز للمحرم إتيانه ح۱۱۸ الباب ۲۳۱ ص۲( الفقيه: ج?)1338

إذا وجب عليــه بدنــة إلفســاد الحج بجماعــه قبــل(:۹)مسألة المشعر، ولم يقدر عليها، فهل إنه ال بــدل لهــا، كمــا عن ابن حمــزة وسالر، بل في الجواهر إنه ظاهر من اقتصر عليها، كمــا إنــه ظــاهر النصوص، ثم استدل له بخــبر أبي بصــير المتقــدم، لكن فيــه: إنــه ال

داللة فيه على العدم، بل هو ساكت عن حالة عدم إمكان البدنة.أو إن لها بدل، كما عن الشيخ والعالمة.

قــال في محكي الخالف: من وجب عليــه دم في إفســاد الحج فلم يجد فعليه بقرة، فإن لم يجد فسبع شياه على الترتبب، فإن لم يجد فقيمة البدنة دراهم، أو ثمنها طعامــا يتصــدق بــه، فــإن لم يجــد

.(1)صام عن كل يوم مدادليلنا إجماع الفرقة وأخبارهم، وطريقة االحتياط.

وعن العالمة في المنتهى والتذكرة موافقته، وعن الســرائر أنــه ذكر الشياه السبعة بدل البدنــة ابتــداء، وعن الفقيــه والمقنــع أنهمــا ذكرا السبع شياه بدل البدنة فإن لم يقــدر صــام ثمانيــة عشــر يومــا بمكة، وعن القاضي أنه إن لم يقدر على البدنة قومها وفض القيمة

على البر. فاألقوال في المســألة أربعــة: عــدم البــدل، والبقــرة، والشــياة،

والبر. أقول: الــذي يمكن االســتدالل بــه في المســألة: إجمــاع الشــيخ

روي إطعام ستينومرسلته، وما رواه الدروس عن التهذيب، قال: مسكينا لكل مسكين مد، فإن عجز صام ثمانيــة عشــر يومــا، ذكــره

. (2)في الرجل والمرأة إذا لم يجــد بدنــة فســبع شــياه، فــإن لمورواية داود المتقدمة: . (3)يقدر صام ثمانية عشر يوما

. ۲۱4 مسألة 271 ص۱( الخالف: ج?)1. 6 س۱۰6( الدروس: ص?)2. 4 من أبواب كفارات الصيد ح۲ الباب ۱۸4 ص۹( الوسائل: ج?)3

339

. بمكة أو بمنزله: (2) والفقيه(1)وزاد في التهذيب فمن رفث فعليــه بدنـة ينحرهــا، فمن لموصـحيحة ابن جعفـر:

. (3)يجد فشاةــا أما البقرة فكان الدليل عليها ما تقدم من رواية القالنسي، وم

استدل له العالمة من أنها بدل عن البدنة في بعض الموارد. أقول: ال بأس بالعمل بصحيحة علي بن جعفر، وإن كان األفضلــة بدل البدنة سبع شياه، فإن لم يجد الشاة صام ثمانية عشر، لرواي داود المعتبرة لوجودها في الفقيه، أما مرســلة الشــيخ فال يبعــد أنــه

جمعها من عدة أخبار بالمناط. قال في الجواهر: ال ريب أن األحوط العمــل بمــا ذكــره الشــيخ،

وإن كان في تعيينه نظر. أقول: والصوم يخير فيه بين مكة ومنزلــه، للنص والفتــوى، وإذا لم يقدر عليـه فبمـا قـدر منــه لـدليل الميسـور، فـإذا لم يقـدر على شيء منه استغفر احتياطا للمناط في بعض روايات االستغفار، وإن

لم يجب لما ذكرناه في بعض المسائل السابقة.

. ۳5۷ في الزيادات في فقه الحج ح۲6 الباب 4۸۱ ص5( التهذيب: ج?)1. ۲ في ما يجب على المحرم ح۱۱۹ الباب ۲۳۲ ص۲( الفقيه: ج?)2. ۱6 من أبواب كفارات االستمتاع ح۳ الباب ۲۹5 ص۹( الوسائل: ج?)3

340

ــدم الكالم في بعض المســائل الســابقة في(:۱۰)مســألة تق ثالث صور من صور جماع المحرم، أما الصورة الرابعة، فهي مــا إذا

جامع أثناء الطواف، فنقول: إذا أدى المحــرم من طــواف النســاء ثالثــة أشــواط ونصــف، ثم جامع ولو عالما عامدا، لم تلزمه كفــارة وال شــيء آخــر، وبــنى على

طوافه، كما اختاره الشيخ والمختلف وأتباعهما.ــة ــة ثالث ــذخيرة ذهب إلى كفاي ــر: فال ــوال أخ ــألة أق وفي المس أشواط في سقوط الكفارة بعده، والمستند ذهب إلى كفايــة أربعــة أشواط، والشرائع والنافع والعالمة ذهبوا إلى كفاية خمسة أشواط، وابن إدريس وكشف اللثام ذهبا إلى لزوم إتمام السبعة، وإال لزمتــه

الكفارة. أقول: يدل على ما اخترنــاه صــحيحة حمــران بن أعين، عن أبي جعفر )عليه السالم(، سألته عن رجل كــان يطــوف طــواف النســاء وحده، فطاف منه خمسة أشواط، ثم غمزه بطنــه فخــاف أن يبــدأ، فخــرج إلى منزلــه فنفض ثم غشــى جاريتــه، قــال )عليــه الســالم(:

يغتسل ثم يرجع فيطـوف بــالبيت طــوافين تمــام مــا كـان قــد بقي عليه من طوافه، ويستغفر الله ربه وال يعد، وإن كان طــاف النســاء وطاف منه ثالثة أشواط ثم خــرج فغشــي فقــد أفســد حجــه وعليــه

. (1)بدنة، ويغتسل ثم يعود فيطوف أسبوعا بضميمة مارواه الفقيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللــه )عليــه

ــال: ــاء؟ ق ــواف النس ــي ط ــل نس ــالم(، في الرج إذا زاد علىالس النصف وخرج ناسيا أمر من يطوف عنه، ولــه أن يقــرب النســاء إذا

. (2)زاد على النصف

. 6 باب في المحرم يأتي أهله ح۳۷۹ ص4( الكافي: ج?)1. 4 في حكم من نسي طواف... ح۱۲۷ الباب ۲46 ص۲( الفقيه: ج?)2

341

فإن الجمــع بين هــاتين الروايــتين يــدل على كفايــة التجــاوز عنالنصف في عدم الفساد والكفارة وصحة البناء على ما أتى به.

اســتدل الــذخيرة بــأن مفهــوم الصــحيحة أنــه إذا زاد على ثالثــة أشواط كفى، وفيه: إن رواية الفقيه تدل على عدم كفاية الثالثة إذا

لم يتجاوز النصف. واستدل المستند برواية أبي بصير، بعد حملها على أن المراد بـ

زادأنــه أتى أربعــة، وفيــه: إن ظاهرهــا الزيــادة على النصــف، أي صلة بإتيانه ثالثة ونصف.

والشــرائع وغــيره اســتدلوا بالصــحيحة حيث ذكــر فيهــا خمســة أشواط. وفيه: إنه وقع في السؤال، وال عبرة به بعد اعتبار الجــواب

كفاية الزائد على النصف في إسقاط الكفارة. وابن إدريس اســتدل بعمــوم األخبــار بأنــه إذا لم يطــف طــواف النساء فعليه بدنة، وادعى اإلجماع على أنه من جــامع قبــل طــواف النساء وجبت عليــه الكفــارة، وهــو متحقــق في الفــرض، وفيــه: إن

المطلقات مقيدة بالصحيحة، واإلجماع غير حاصل قطعا. ومما ذكرناه يعلم وجه اختيار الجــواهر مــا اخترنــاه، كمــا يظهــر

وجه اإلشكال في إشكال الحدائق في المسألة. ثم ال يخفى أنه لو قدم طواف النساء على عرفات لضرورة كما سيأتي، لم يشمله هذا الحكم، ألن المنصرف من الصــحيحة طــواف النساء الذي هو في محله، فجميع أحــوال قبــل النصــف من طــواف النساء الــذي يقــع في محلــه مشــمول لألدلــة الســابقة الدالــة على

وجوب البدنة. أما صحيحة منصور ورواية عبيد الدالتان على عــدم الكفــارة إذا كــان بعــد طــواف الزيــارة ولــو قبــل تمــام الســعي، فهي موهونــة بمخالفــة األصــحاب طــرا كمــا في المســتند، بــل في داللتهمــا وهن

فراجع. بقي شيء، وهو أن ظاهر الصحيحة حرمة هــذا العمــل، وظــاهر

الرواية جوازه،

342

والجمع الداللي وإن كان يقتضــي الكراهــة، إال أن االحتيــاط فيــانت الترك، خصوصا والصحيحة أقوى سندا وداللة، إذ الرواية وإن ك حجة لكونها في الفقيه ولالستناد عليها، إال أن الصحيحة أقــوى منهــا بال إشكال، باإلضافة إلى إطالقــات المنــع مــا دام لم يطــف الظــاهر

في إتمام الطواف. أما الداللة فالرواية إنما هي في مورد الناسي، فمن الممكن أن

يكون هناك فرق بين األمرين. ــه ال فــرق في هــذا الحكم بين أن يكــون كالهمــا ثم الظــاهر أن محرما أو الرجل أو المرأة للمناط، وأدلــة المشــاركة في التكليــف، كما ال فرق بين حجة اإلسالم وغيره، الواجب أو المنــدوب األصــلي،

أو العقوبة، أصالة أو نيابة، كل ذلك لإلطالق والمناط. ولو شك في أنه طاف ثالثة ونصفا أم أقل بنى على األقل.

ومما تقدم ظهر أنه لو جامع بعــد الطــواف قبــل صــالته لم يكنعليه شيء.

ثم إنه ال فرق في عدم الكفارة بين الجماع بالزوجة، أو الجمــاع المحرم، بأنثى أو ذكر أو بهيمة، لألصل، وكذا في جماعها بزوجها أو

بالمحرم عليها.

343

إذا جــامع في العمــرة المفــردة قبــل المشــعر(:۱۱)مســألة فسدت عمرته، وعليه بدنـة بال خالف وال إشـكال، بـل عن المـدارك إنه مذهب األصحاب وال أعلم فيه مخالفا، وعن المنتهى إنــه موضــع وفاق، بل عن غير واحد دعوى اإلجماع عليه، ويدل عليــه جملــة من

الروايات. ففي صحيح بريد العجلي، سألت أبا جعفــر )عليــه السـالم(، عن رجل اعتمر عمرة مفــردة فغشــي أهلــه قبــل أن يفــرغ من طوافــه

عليــه بدنــة لفســاد عمرتــه، وعليــه أنوسعيه، قال )عليه السالم(: ــرم ــواقيت فيحـ ــر، فيخـــرج إلى بعض المـ ــهر اآلخـ يقيم إلى الشـ

. (1)بعمرةــه الســالم(، في وصــحيح مســمع أو حســنه، عن الصــادق )علي الرجل يعتمر عمرة مفردة، ثم يطوف بالبيت طــواف الفريضــة، ثم يغشي أهله قبل أن يسعى بين الصفا والمروة، قال )عليه السالم(:

قد أفسد عمرته، وعليه بدنة، وعليه أن يقيم بمكة محال حتى يخرج الشهر الذي اعتمر فيه، ثم يخرج إلى الوقت الذي وقته رسول الله

. (2))صلى الله عليه وآله وسلم( ألهله، فيحرم منه ويعتمر وصحيح أحمد بن علي، عن أبي جعفر )عليه السالم(، في رجــل اعتمر عمرة مفردة ووطأ أهله وهو محرم قبل أن يفرغ من طوافه

عليــه بدنــة لفســاد عمرتــه، وعليــه أنوسعيه، قال )عليه السالم(: يقيم بمكة حتى يدخل شهرا آخر فيخرج إلى بعض المواقيت فيحرم

. (3)منه

. ۱ من أبواب كفارات االستمتاع ح۱۲ الباب ۲6۸ ص۹( الوسائل: ج?)1 5. والتهــذيب: ج۲ من أبواب كفــارات االســتمتاع ح۱۲ الباب ۲6۸ ص۹( الوسائل: ج?)2

. ۲4 في الكفارة عن خطأ المحرم... ح25 الباب ۳۲۳ص. 4 من أبواب كفارات االستمتاع ح۱۲ الباب ۲۶۹ ص۹( الوسائل: ج?)3

344

ثم الظاهر أنه يجب عليه اإلتمام واالفتراق عن زوجته كما تقدم في الحج، كما عن الفاضلين والشهيدين وغيرهم، وذلك الستصحاب بقاء اإلحرام ما لم يتمه، ولظهــور البقــاء إلى شــهر لتجديــد العمــرة في أن العمرة األولى ليست كالعــدم، وإال لم يحتج إلى بقــاء شــهر، وللمناط في الحج، فإن الجمع بين نصوص البابين موجب الستظهار األحكام فيهما، ولذا قلنا بوجوب وحدة التفريق أيضا، وهذا هو الــذي

اختاره الجواهر. ــدم ــالة ع ــق ألص ــام والتفري ــكال في اإلتم ــه يعلم أن اإلش ومن وجوبهما، بعد عدم وجود الدليل في المقام عليهمــا، بــل ألن ظــاهر

ونحوه أنــه صــار كالعــدم، ال وجــه لــه،أفسدقوله )عليه السالم(: ولفظ الفساد ولو بقرينة روايات الحج ظاهر في عدم االكتفاء به، ال

السقوط عن العمرية مطلقا.ــاط بين والظاهر أن األولى فرضه، والثانية عقوبته، لوحــدة المن المقام والحج، كما أن الظاهر عدم لزوم تأخير الثانية إلى شهر، بل هو أفضــل، لمــا حقــق في بــاب الفصــل بين العمــرتين من أفضــليةــدائق إلى ظــاهر ــد نســبه الح ــد، وق ــا واح ــان مناطهم ــك، والباب ذل األصحاب، وإن أشكل هو فيه بــأن األولى فاســدة، فلم يظهــر وجــه

تأخير الثانية إلى شهر، وفي كالمه نظر واضح. والكالم هنا في عدم الفرق بين الزوجة واألمة، والدائمة والتمتع

بها وغير ذلك، كالكالم في الحج لوحدة المالك.ــدر على ــا إذا لم يق ــان الكالم كم ــة، ك ــدر على البدن وإذا لم يق

البدنة في الحج لوحدة المناط.ولو تكرر منه الجماع كان كما لو تكرر الجماع في الحج.

ــة ــبراءة عن البدن ــان ال ــو وطــأ دون الفــرج فال يبعــد جري أمــا ل واستيناف العمرة وما أشبه، وإن كان االحتياط اإلتيــان بكــل مــا في

الحج هنا أيضا الحتمال المناط.ــه ــه، كمــا أن ــا إذا أمــنى فســيأتي الكالم في هــذا إذا لم يمن، أم

سيأتي الكالم في اللمس

345

بشهوة، وال فــرق بين كــون العمــرة المفــردة لنفســه، واجبــا أوــأجرة أو مســتحبا، أصــليا أو نــذرا أو غيرهمــا، أو لغــيره، تبرعــا أو ب غيرهما، كل ذلك لإلطالق، والمناط في باب الحج، وقد تقــدم هنــاك

من الفروع ما ينفع هنا. ثم إنه ال فرق في ترتب األحكام المذكورة من اإلتمام والقضــاء والبدنة، بين كون جماعه قبل الطــواف أو في أثنائــه أو بعــده، قبــل الصالة أو بعدها، قبل السعي أو في أثنائه، لشــمول الروايــات لكــل

هذه الصور. ــا أما إذا كان بعد السعي وقبل التقصير فالواجب بدنة فقط، كم سيأتي في باب التقصير إن شــاء اللــه تعــالى، وذلــك لعــدم شــمول

هذه األدلة له، وشمول تلك األدلة له. ففي صحيحة الحلبي، قال: سألت أبا عبد اللــه )عليــه الســالم(، عن رجل طاف بالبيت وبالصفا والمروة وقد تمتــع، ثم عجــل فقبــل

عليه دم يهريقه، وإن جــامعامرأته قبل أن يقصر من رأسه، فقال: ، إلى غيرهــا من الروايــات اآلتيــة في بحث(1)فعليه جــزور أو بقــرة

التقصير. قال في الحدائق: ظاهر جملة من األصحاب شــمول حكم عــدم

الفساد ووجوب البدنة لعمرة التمتع والمفردة. وفي الجواهر: إذا كان الجماع بعد السعي فال فســاد من عمــرة التمتع قطعا، إلى أن قال: وقد جزم ثاني الشهيدين وغيره بمساواة العمرة المفردة لها في عدم الفســاد بــذلك أيضــا، بــل لعلــه ظــاهر

المصنف وغيره ممن قيد الفساد بما

.5 من أبواب كفارات االستمتاع ح۱۳ الباب ۲۷۰ ص۹( الوسائل: ج?)1346

إذا كان قبــل الســعي، ثم نقــل عن المــدارك عــدم الــدليل على ذلك، ورده بأصالة الصــحة، وبمــا عن ابن أبي عقيــل يظهــر منــه أن

عدم الفساد محفوظ عن األئمة، انتهى. ــردة أما إذا كان الجماع بعد طواف النساء وقبل صالته في المف فال شيء عليه قطعا لألصل، وما تقدم من الدليل على عــدم شــيء

عليه في باب طواف نساء الحج للمناط. ومنه يعلم حـال مـا إذا كـان الجمـاع في أثنـاء الطـواف لوحـدة

المناط، فحاله ما إذا كان في أثناء طواف نساء الحج. ثم الظاهر أنه إذا كان المجامع جــاهال لم يكن عليــه شــيء هنــا، كما لم يكن عليه شيء في الحج لوحدة المناط، وينوي في العمــرةــة، لظهــور الثانية العقوبة وهي واجبة، وإن كان أصل العمــرة مندوب النص والفتوى في وجوبها، وكذلك يــأتي هنــا ســائر المســائل هنــاك من النسيان والغفلة واإلكراه لهـا، أو هي لـه، أو من األجنــبي لهمــا، واالضطرار، إلى غيرها من الفروع المفصــلة هنــاك، واللــه ســبحانه

العالم. هذا تمام الكالم في العمرة المفردة.

أمــا عمــرة التمتــع فهي كــالمفردة، كمــا هــو ظــاهر جملــة منــثر وصــريح األصحاب كما في الحدائق، وعن المدارك أنه ظاهر األك البعض، وفي المســتند صــرح بعضــهم بعــدم الخالف فيــه، لكن عنــاص الحكم ظاهر التهذيب وآخرين حيث ذكروا اسم المفردة، اختص بها، وفي الجواهر لم أعثر على نص في المتمتع بها، كما اعترف به

غير واحد، ثم نقل عن القواعد اإلشكال فيها.واألقوى المشهور، وذلك إلطالق األخبار التي

347

تقدمت في مسألة الجماع في الحج، فإنها تضــمنت قضــاء الحج والبدنة والتفريق إذا واقع في حال اإلحــرام، واإلحــرام يشــمل الحج

ويشمل العمرة. فإذا كان الوقت ضيقا عن إنشــاء عمــرة جديــدة وجب الحج في القابل، أما إذا كان الوقت واسعا فال داعي لتــأخير األمــر إلى العــام القابل فينشؤ عمرة أخــرى. بــل في المســتند اإلجمــاع على خــروج صورة االتساع، هذا باإلضافة إلى المنــاط في العمــرة المفــردة، وال

دخلت العمرةيستشكل على ذلك إال بقوله )صلى الله عليه وآله(: ــة(1)في الحج ــرة ثاني ــدخول، لكن تجب عم ــتزم بال ــه نل ــه: إن ، وفيعقوبة.

نعم ربما احتمل أنه إن كان الوقت ضيقا عن قضاء العمرة ثانيــاانقلب حجه إفرادا وأتى بالعمرة بعد الحج،

وهذا وإن كـان غــير بعيـد للمنــاط في أشــباهه بالنسـبة إلى من يجب عليه حج التمتــع، إال أن أصــاله عــدم انقالب الحج إلى المفــرد

مانع عن القول بذلك. نعم ظاهر الجواهر الفتوى باالنقالب وليس ذلك بالبعيد.

هذا كله إذا كــان الجمــاع قبــل تمــام الســعي، أمــا إذا كــان بعــد السعي وقبل التقصير فسيأتي الكالم فيه، وأنه ال فساد في العمــرة قطعا، وإنما تجب عليه كفارة بدنة، أو بدنة أو بقرة مخــيرا، أو على الموســر بدنــة وعلى المتوســط بقــرة وعلى المعســر شــاة، واللــه

سبحانه العالم.

. 4 من أبواب أقسام الحج ح۲ الباب ۱5۰ ص۸( الوسائل: ج?)1348

لو عبث بذكره فأمنى، كان عليه بدنة والحج من(:۱۲)مسألة ــدم الخالف ــترف بع ــد اع ــكال والخالف في األول، وق ــل بال إش قاب المــدارك والجــواهر، وعلى مــا ذهب إليــه جماعــة في الثــاني، فــإن وجــوب القضــاء هــو المحكي عن التهــذيب والنهايــة والمبســوطــيره ــل عن التنقيح وغ ــف، ب ــامع والمختل ــذب والوســيلة والج والمه نسبته إلى األكثر، خالفــا للخالف واالستبصــار وابن إدريس والحلــبي

والشرائع وغيرهم فقد ذهبوا إلى عدم وجوب القضاء. ويدل على ما اخترناه موثق إسحاق بن عمــار، عن أبي الحســنــال: ــأمنى، ق )عليه السالم( قلت: ما تقول في محرم عبث بذكره ف

أرى عليه مثل ما على من أتى أهلــه وهــو محــرم، بدنــة والحج من . (1)قابل

وصــحيح ابن الحجــاج، ســألت أبــا الحســن )عليــه الســالم(، عن المحرم يعبث بأهله وهو محرم حتى يمــني من غــير جمــاع، ويفعــل

عليهمــا جميعــا الكفــارةذلك في شهر رمضان مــاذا عليهمـا، قــال: . (2)مثل ما على الذي يجامع

وخبر الــدعائم، عن الصــادق )عليــه الســالم(: فــإن عبث بــذكره هـذا عليــه مثـل مـا على منفانعـظ فـأمنى، قـال )عليـه السـالم(

. (3)وطأــواطئ في الصــحيح والخــبر يعطي ــل بالمجــامع وال فــإن التمثي

وجوب القضاء، لكن الصحيح غير مربوط بالمقام كما ال يخفى. أما من قــال بعــدم وجــوب القضــاء فقــد اســتدل بصــحيحي ابن عمار السابقين، من عدم القضــاء على من جــامع فيهــا دون الفــرجــه: إن مــورد ــه، وفي ــه فــرد من الــذي هــو أغلــظ من االســتمناء، وأن

الصحيحين

. ۱ من أبواب كفارات االستمتاع ح۱5 الباب ۲۷۲ ص۹( الوسائل: ج?)1. ۲۷ في الكفارة عن خطأ المحرم... ح۲5 الباب ۳۲4 ص5( التهذيب: ج?)2 في ذكر ما يحرم على المحرم. ۳04 ص۱( الدعائم: ج?)3

349

غير مورد الروايات في هذا الباب. ومن أين علم أن المجامع دون الفــرج أغلــظ، بــل لعــل العــرف الشرعي يرى أن االستمناء أغلظ من جهــة أنــه حــرام ذاتي، بخالف المجامع، فإنه لم يفعل حراما ذاتيا، ولذا تقدم أنه إذا دار األمــر بينــذلك في أكل الميتة وأكل الصيد قدم الثاني على األول، بل نقــول ب المقام، فإنــه إذا مــا دار بين التفخيــذ مــع زوجتــه واالســتمناء، قــدمــرام أحــدهما األول على الثاني، وكذا في كل ما دار بين محرمي إح جائز ذاتا قدم الجائز ذاتا، ألن في الحرام ذاتــا حــرامين، وكــذلك لــو دار األمر بين التفخيذ مع الزوجة واالســتمناء في بــاب الصــوم قــدم

األول. إذا أنــزل المــاء إمــاأما حسنة مســمع الــتي رواهــا اإلســكافي:

بعبث بحرمته )بجزء منه( أو بذكره أو بإدمان نظره مثل الذي جامعفال يمكن االعتماد عليهــا، الحتمــال أن يكــون من كالم اإلســكافي ،

مع قطع النظر عن اختالف نسخه. ثم العبث بالذكر الوارد في الرواية يشمل ما كـان عبثــا بيــده أوــه أو حائــط أو ببعض أجزاء بدنه أو ببدن حيوان أو إنسان محرم علي

ما أشبه، لصدق العبث على كل ذلك. والمحــرم شــامل للمعتمــر والحــاج، إال أن قرينــة قولــه )عليــه

الحج من قابل يعطي أنه في الحج، لكن الظاهر أن حكمالسالم(: العمــرة في المقــام حكمهــا المتقــدم بالنســبة إلى الــواطي لمكــان

التشبيه في الموثق ووحدة المناط. ولو عبث غيره بذكره بإجــازة منــه كــان كمن عبث هــو، أمــا إذا

كان بدون اختياره لم يكن عليه شيء لألصل. والحاالت التي يقع فيها االستمناء، قبــل المشــعر وبعــده، وقبــل منى وبعده، وفي أثنــاء طــواف النســاء، في األحكــام مثــل الحــاالت التي يقع فيهـا الجمـاع، للتشـبيه والمنــاط، فـالحكم في البـابين من

هذه الجهة واحد.

350

ــه كما أن الظاهر أنه إذا كان جاهال أو ناسيا أو غافال لم يكن عليشيء، كما لم يكن على الجاهل في الجماع شيء.

ولو اســتمنى بإنســان لم يجب عليهمــا االفــتراق لعــدم الــدليل، واألصل البراءة، وكونه مثل الجماع إذا كان مع الزوجة وأفظــع منــه إذا كان مع محرم اليوجب انسحاب حكم الجماع هنا، إذ الجماع مــع الزوجة أفظع من االستمناء معها، فال أولوية، ومع غــير الزوجــة وإن

من ينتقم اللــهكان افظع، إال أنه ال قطع بالمنــاط، فلعلــه من بــاب إال أن االحتياط في االفتراق.منه

والــواجب إتمــام مــا بيــده من حج أو عمــرة بعــد االســتمناءلالستصحاب كما تقدم في باب الجماع.

واذا استمنى مكرها أو مضطرا لم يكن عليه شــيء، كمــا تقــدمــو عبثت المــرأة بنفســها فــأمنت، لم يكن عليهــا ــاب الحج، ول في بشيء، مع احتمال أن تكون كالرجل لدليل المشاركة في التكليف.

وهذا وإن كان غير مقطوع به، لكن ينبغي االحتياط فيه.ــروع ــا، إلى ســائر الف ــا به ــو عبثت غيره ــا ل ــه يعلم حكم م ومن

المتقدمة في االستمناء. ولو نظر أو تفكر فأمنى، ففيه احتماالن، من أن المنــاط اإلمنــاء وهو حاصل، ومن أن الدليل دل على العبث بذكره، وسيأتي تفصيل

الكالم فيه، كما يأتي الكالم فيمن استمع فأمنى.ــاهر من وهل يلزم في لزوم الكفارة قصد االستمناء، كما هو ظ ذكر هذا اللفظ، فإن معنــاه طلب المــني، وبــدون القصــد ال يتحقــق

فــأمنىذلك، أو ال يلزم القصــد، كمــا هــو مقتضــى إطالق الروايــة واختاره المستند وغيره، احتماالن، والثاني أقرب.

أما لو قصد االســتمناء فلم يــأت المــني، فالظــاهر أنــه ال شــيءعليه، ولذا قال في الجواهر: مع اإلنزال.

ــه ــان علي ــرج ك ــه ثم خ ــني فلم يخرج ــاء الم ــو اســتمنى فج ول الكفارة، ولو لم يأت المني لكن ذلــك ســبب خروجــه في المنــام أو بــأدنى شــيء بــدون قصــد فالظــاهر عــدم الكفــارة أيضــا النصــراف

الدليل عن مثله.ولو جاء المني في

351

المنام فأخذ أمامه ثم أخرجه في اليقظة لم يكن عليه شيء إذا لم يكن استمناء في اليقظة، ولو استمنى قبل أن يلبي فلبى فجاءهــتمناء المني بعدها لم يكن عليه كفارة، لظهور الدليل في كون االس

بعد اإلحرام.ــة كــان التكليــف كمــا تقــدم في ــه إن لم يقــدر على البدن ثم إن

الجماع، للتشبيه وللمناط.

352

لــو نظــر إلى غــير أهلــه فــأمنى، فــاألحوط أن(:۱۳)مســألة ــان يعطي بدنة إن كان موسرا، وبقرة إن كان متوسطا، وشاة إن ك معســرا، بــل عن النهايــة والمبسـوط والسـرائر والمهــذب والجــامع والشرائع والنافع والقواعد وآخرين الفتوى به، بل نســبه غــير واحــد

إلى األكثر. وفي الجواهر ادعى الشهرة عليه، وذلك لموثق أبي بصير، قلت ألبي عبد الله )عليــه الســالم(: رجــل محــرم نظــر إلى ســاق امــرأة

إن كان موسرا فعليــه بدنــة، وإن كــانفأمنى، قال )عليه السالم(: ، ثم قـال )عليــهوسـطا فعليـه بقـرة، وإن كـان فقـيرا فعليـه شـاة

أما إني لم أجعل عليه ألنه أمنى، وإنما جعلتــه عليــه ألنــهالسالم(: . (1)نظر إلى ما ال يحل له

وإن كان الظاهر كفاية البقرة للموسر، كمــا أفــتى بــه الصــدوق وجماعة أخر، لصحيح زرارة، سألت أبــا جعفــر )عليــه الســالم(، عن

عليــه جــزور أو بقــرة،رجل محرم نظر إلى غير أهله فأنزل، قــال: . (2)فإن لم يجد فشاة

.(4)، والمقنع(3)ومثله في الرضوي ورمي الجواهر الصحيحة بالقصور ال وجه له، أما حسن معاويــة:

عليــه دمفي محرم نظر إلى غير أهله فأنزل، قال )عليه السالم(: ألنه نظر إلى غير ما يحل له، وإن لم يكن أنــزل فليتــق اللــه تعــالى

. فــالالزم حملــه على مــا تقــدم، ألنــه(5)وال يعــد وليس عليــه شــيءمطلق فالالزم حمله على المقيد.

. ۲ من أبواب كفارات االستمتاع ح۱6 الباب ۲۷۲ ص۹( الوسائل: ج?)1. ۱ من أبواب كفارات االستمتاع ح۱6 الباب ۲۷۲ ص۹( الوسائل: ج?)2. ۳۲ س۷۲( فقه الرضا: ص?)3. ۲4 س۲۰( المقنع: ص?)4. 5 من أبواب كفارات االستمتاع ح۱6 الباب ۲۷۳ ص۹( الوسائل: ج?)5

353

ــة ــا واألم ــع به ــة والمتمت ــل أعم من الدائم ــاهر أن األه ثم الظ والمحللة، كما ال يشمل األمة المنكوحــة بالنســبة إلى موالهــا، ألنهــا

ليست له بأهل كما هو واضح. ثم إنــه ال فــرق في الحكم المــذكور بين قصــد اإلمنــاء وعدمــه، وكون النظر بشهوة أو ال، واعتياده اإلمناء وعدمه، كل ذلــك إلطالق

النص والفتوى، وصرح بذلك الجواهر أيضا.ــا خالفا لمحكي المسالك حيث إنه ألحق معتاد اإلمناء بالنظر ومــه: إن إطالق ــني، وفي ــه بحكم مســتدعي الم ــاء، فإن إذا قصــد اإلمن

المقام محكم. ولو نظر إلى ولــد فــأمنى، أو إلى صــورة كــذلك أو إلى حيــوان، فهــل الحكم كــذلك، احتمــاالن، من المنــاط، ومن أنــه خالف ظــاهر

النص، ألن المنصرف منه امرأة غير أهله. واألحوط األول. وغير األهل يشمل المحرم وغير المحرم، كمــا يشــمل الخطيبــة وغـير الخطيبــة، والمشـتركة والمبعضــة والمحللـة ونحـوهن حكمهــا

حكم غير األهل.ــل ــأمنت، فه ولو انعكس األمر فنظرت المرأة إلى غير زوجها ف عليها ما على الرجل، احتماالن، من دليــل االشــتراك، ومن األصــل،

واألول أحوط. ولو اضطر إلى النظـر إليهــا لشــهادة أو أكـره فــأمنى، فـاألظهرــة المــذكورة في ــراه واالضــطرار، وللعل ــع اإلك ــارة، لرف عــدم الكف

الموثقة.ــاالن، من إطالق ولو كان جاهال بالحكم فهل عليه الكفارة، احتم الدليل، ومن المناط في الجماع، والثاني وإن كان غــير بعيــد، إال أن

األول أحوط. ولو زعم أنها زوجته فنظر فأمنى، فالظاهر عــدم تــرتب الحكم،

ألن المنصرف من النص النظر العمدي إلى غير األهل. ومنه يعلم أنه لو وقــع نظــره بــدون اختيــاره فــأمنى لم يكن لــه ذلك الحكم، ولو ظنها أجنبية فنظر فأمنى فتبين أنها زوجتــه لم يكن

عليه شيء كما سيأتي،

354

لعدم تحقق الموضوع. نعم إذا كانت النظرة بشــهوة كــان عليــهبدنة.

ولو نظر امرأة إلى امرأة فأمنت، ففيــه االحتمــاالن المــذكورانفي نظر المرأة إلى الرجل.

أما احتمال التفصيل بين محرمها وغير محرمها، كما إذا نظــرت إلى عورة امــرأة أخــرى، بالكفــارة في الثــاني دون األول، فال وجــه

معتد به له. ثم إن نظر الرجل إلى غير أهله لقصد الخطبــة أو لكونــه طبيبــا أو إلنقاذه من الغرق ونحوه، فالظاهر عدم الكفارة لألصل والتعليــل

في الموثقة. وال فرق في نظره إلى غير األهل بين العــورة وغيرهــا. نعم منــه أن يقــول بعــدم الكفــارة إذا لم يكن يســتثني الوجــه والكفين فل

النظر بشهوة. ثم الظــاهر أنــه إذا لم يــوجب الجمــاع شــيئا، كمــا إذا كــان بين طواف النساء بعد النصف كما تقدم، لم يكن في اإلمناء شيء أيضا

للمناط. كمـــا أنـــه ال فـــرق في األحكـــام المـــذكورة بين أقســـام الحج

والعمرة.

355

لو نظر إلى امرأته فأمنى، فإن لم يكن بشــهوة(:14)مسألة لم يكن عليــه شـيء، بال إشـكال وال خالف، بــل دعــاوي اإلجماعــات المحكية عليه مستفيضة، لألصل بعد عدم الدليل، وخصوص صــحيحــرم معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( سألته عن مح

ــأمنى، أو أمــذى وهــو محــرم، قــال: ــه ف ال شــيءنظــر إلى امرأت. (1)عليه

ولكن يغتسل ويسـتغفر ربـه، وإن حملهـا منوزاد في الكافي: غير شــهوة فــأمنى أو أمــذى فال شــيء عليــه، وإن حملهــا أو مســها

. وقــال: في المحــرم ينظــر إلىبشهوة فأمنى أو أمــذى فعليــه دم. (2)عليه بدنةامرأته وينزلها بشهوة حتى ينزل، قال:

ويؤيده مفهوم التعليل في خبر أبي بصير السابق. ــه شــيءوالرضــوي: ــأمنى لم يكن علي ــه ف وإن نظــر إلى أهل

. (3)ويغتسل ويستغفر ربه ثم إن ذكر المذي في الروايــة محمــول على االســتحباب، لعــدم قائل به حســب مــا وجــدت، والغســل محمــول على االســتحباب، أو

على غسل التوبة، وكذلك بالنسبة إلى الدم إذا أمذى. ولو كان نظره بغير شهوة لكن مع اعتيــاد اإلمنــاء، فعن بعضــهم إلحاقه بالنظر بشهوة، لكن الشرائع وغــيره أطلقــوا عــدم شــيء إال أن يقال إنــه منصــرف عن النص والفتــوى، ولــو شــك في الوجــوب

فاألصل عدم الكفارة. ولو نظرت الزوجة إلى الزوج فأمنت بدون شهوة لم يكن عليها

شيء، لألصل والمناط. وكذا لو نظر إلى رجل أو حيوان، أو امرأة إلى امــرأة أو حيــوان

أو ما أشبه بدون الشهوة فأمنى أو أمنت لم يكن عليهما شيء. هذا كله في النظر بدون الشهوة، أما لو كــان نظــر الرجــل إلى

أهله بشهوة فأمنى،

.1 من أبواب كفارات االستمتاع ح17 الباب 274 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 باب المحرم يقبل امرأته ... ح375 ص4( الكافي: ج?)2. 32 س72( فقه الرضا: ص?)3

356

فالمشهور أن عليه بدنة، وفي الجواهر صرح به غير واحد، وعن المدارك وغيرها نسبته إلى قطع األصحاب، بل عن المنتهى اإلجماع

عليه. ويدل عليه باإلضافة إلى ما تقــدم من صــحيحة معاويــة، وتعليــل رواية أبي بصير، حسن مســمع، عن الصــادق )عليــه الســالم(، قــال

ومن نظــر إلى امرأتــه نظــر شــهوة فــأمنى فعليــه)عليه الســالم(: . (1)جزور

ولكن المحكي عن المفيــد والمرتضــى نفي الكفــارة، لموثــق إسحاق، عن الصــادق )عليــه الســالم( في محــرم نظــر إلى امرأتــه

. (2)ليس عليه شيءبشهوة فأمنى، قال: فإن الجمع بين الموثقة والصحيحة يقتضي حمل الصــحيحة على

االستحباب. وإن نظر المحرم إلى المرأة نظر شهوةويؤيده ما في المقنع:

. والتعليــل في(3)فليس عليــه شــيء، فــإن لمســها فعليــه دم شــاةرواية أبي بصير، فإن حرمة النظر بشهوة تحتاج إلى الدليل.

وال يرد الموثقة إال شهرة العمل بغيرها، وهي مستندة إلى ما الــة على حــال ــذيب الموثق ــد حمــل الشــيخ في محكي الته يعلم، وق السهو دون العمد، لكنه ال وجـه لـه، ولـذا قـال في الحـدائق: إنـه ال يخلو من بعد، أما حمل المستند لها على أن المراد بالشيء المنفيــحيحة أخص، ــاب فالص ــق والعق ــاء والتفري ــة والقض األعم من البدن

ففيه: إن العرف يرى التصادم بينهما.ــتمالها على ــتحباب اش ــحيحة على االس ــل الص ــد حم ــا يؤي ومم

المذي.

. ۳ من أبواب كفارات االستمتاع ح17 الباب 274 ص9( الوسائل: ج?)1. ۷ من أبواب كفارات االستمتاع ح۱۷ الباب ۲۷6 ص۹( الوسائل: ج?)2. 24 س20( المقنع: ص?)3

357

وكيف كان، فاألقرب في الصناعة حمل البدنة على االستحباب،وإن كان مخالفة المشهور لها توجب االحتياط.

ــاالن، من ــذلك، احتم ــزوج ك ــرأة إلى ال ــر الم ــل حكم نظ ثم هاألصل، ومن أدلة االشتراك في التكليف، والثاني أحوط.

وهل عليهما قضاء وتفريق، الظاهر العدم لألصــل، وقــد عــرفت تصــريح المســتند بالعــدم، وال فــرق في الحكم بين أقســام الحج والعمرة، كما أنه لو كــان بعــد نصــف طــواف النســاء لم يكن عليــه

شيء، لما تقدم من المناط في الجماع.

358

لو مس المحرم امرأته فإن كان بغير شهوة لم(:15)مسألة يكن عليه شيء وإن أمنى، بال إشكال وال خالف.

ويدل عليــه باإلضــافة إلى األصــل والســيرة في إنــزال وإركــاب المحارم لنسائهم فضال عن الزوجين، حســن الحلــبي، عن أبي عبــد الله )عليــه الســالم(، قــال: ســألته عن المحــرم يضــع يــده من غــير

نعم يصــلح عليهــا خمارهــا ويصــلح عليهــاشهوة على امرأته، قــال: ــا ومحملها ــال: ثوبه ــة، ق ــها وهي محرم قلت:نعم. قلت: أفيمس

ــل، قــاليهريــق دم شــاةالمحرم يضع يده بشهوة، قال: قلت: قب. (1)هذا أشد ينحر بدنة)عليه السالم(:

وخبر محمد بن مسلم، سألت أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن إن كــانرجل حمــل امرأتــه وهــو محــرم فــأمنى أو أمــذى، فقــال:

حملها أو مســها بشــهوة فــأمنى أو أو لم يمن لــو لم يمــذ فعليــه دم. (2)يهريقه

فعليه دم شاة يهريقه، فإن حملهـا أو مسـها بغـيروعن الفقيه: . (3)شهوة فأمنى أو لم يمن فليس عليه شيء

ــير شــهوةوفى صحيح مسمع: من مس امرأته أو الزمها من غ.( 4)فال شيء عليه

وقد تقدم صحيح معاوية الدال عليه أيضا. ــع المحــرموخبر الدعائم، عن الصادق )عليه السالم( قال: يرف

امرأته على

. 2 باب المحرم يقبل امرأته و... ح375 ص4( الكافي: ج?)1. 6 من أبواب كفارات االستمتاع ح17 الباب 275 ص9( الوسائل: ج?)2. 5 في ما يجوز اإلحرام فيه و... ح116 الباب 214 ص2( الفقيه: ج?)3. 3 من أبواب كفارات االستمتاع ح17 الباب 274 ص9( الوسائل: ج?)4

359

الدابة ويعدل عليها ثيابها ويمسها فيما فوق الثوب فيمــا يصــلحه. (1)من أمرها، وإن فعل ذلك من شهوة فعليه دموقد تقدم حديث المقنع الدال عليه أيضا.

وال فرق في المس غير الموجب بين مس الجسد حــتى العــورة ومس الثــوب، وبين مس الرجــل للمــرأة ومس المــرأة للرجــل،

لإلطالق والمناط وقاعدة االشتراك واإلصل. نعم إذا كان معتاد اإلمنــاء بــالمس وإن لم يكن بشــهوة، أو علم أنــه يمــني إذا مس، كــان ذلــك من تعمــد اإلمنــاء، فيشــمله صــحيح

عن الرجــل يمــني وهــو محــرم من غــير جمــاع أوالبجلي المتقدم: يفعــل ذلــك في شــهر رمضــان مــاذا عليهمــا، قــال: عليهمــا جميعــا

. إلى غير ذلك. (2)الكفارة هذا كله إذا كان المس بغير شهوة، أمــا إذا كــان المس بشــهوةــواهر كان عليه شاة ولو لم يمن، كما أفتى به المشهور، بل في الج شهرة كــادت تبلــغ اإلجمــاع، وقــد دل على ذلــك األخبــار المتقدمــة،ــة ــدم الشــامل للثالث ــق ال ــه مطل ــا البن حمــزة حيث جعــل في خالف

والحمل والجدي. ــافي أقول: ربما يقال إن الشاة من باب الكفاية ال التعين، فال ين وجوب الشاة جــواز البدنــة والبقــرة، أمــا الحمــل فــإن صــدق عليــه الشــاة كفى، كمــا أن الصــخل داخــل في الشــاة لوحــدتهما شــرعا كوحدة الجاموس والبقــرة، واإلبــل ذي الســنام الواحــد والســنامين،

وعليه فال يكون ابن حمزة مخالفا. وحكي عن ابن إدريس أنه إن لم يمن كان عليه شاة، وإن أمنى

كان عليه بدنة، ألن المس أفحش

في ذكر ما يحرم على المحرم. 304 ص1( الدعائم: ج?)1. 1 من أبواب كفارات االستمتاع ح14 الباب 271 ص9( الوسائل: ج?)2

360

من النظر الذي فيه بدنة، ولداللة ذيل صحيح ابن عمار عليه. ــحيحة ــاني وهي الص ــه الث ــاس، ودليل ــه األول قي ــه: إن دليل وفي

اشتملت على النظر والمس فال تصادم ما ذكرناه.ــدي، عن ومن المس ما إذا كان ضمها، باإلضافة إلى ما راه النه أبي عبد الله )عليــه الســالم(، عن رجــل أنــزل امرأتــه من المحمــل وهو محرم فضمها إليه ضما من غير أن يكون النزول للشهوة، قال

، فتأمل. (1)عليه دم يهريقه)عليه السالم(: ثم إن المس يشمل من فوق الثوب وتحته، ولو كان مس ذكره بفرجها، إال أن يدخل تحت ما تقدم من الجمــاع دون الفــرج، ثم إنــه إن فعل اللمس مع غير زوجته حرامــا، كمــا إذا كــان مــع أجنبيــة، أو حالال كما إذا كان بدون الشهوة مع محارمه، أو مــع رجــل فال شــيء عليه. أما الثاني فلألصــل، وأمــا األول فألن أشــدية الحرمــة ال تالزم الكفارة، فلعله ممن ينتقم الله منه، لكن الكفارة غير بعيدة للتعليل

في رواية أبي بصير. ويأتى هنا ما تقدم من عدم الفرق بين فعل الرجــل بالزوجــة أو العكس، وعدم الفرق بين أقســام الحج والعمــرة، وأنــه إنمــا تكــون الكفارة فيما إذا لم يصــل إلى النصــف من طــواف النســاء، وإال فال

كفارة، إلى غير ذلك.

. 1 من أبواب كفارات االستمتاع ح10 الباب 133 ص2( المستدرك: ج?)1361

من قبل زوجته فهو على أربعة أقسام: ألنه إمــا(:16)مسألة أن يكون بشهوة، أو ال، وعلى كل حال فإما أن يمني أو ال.

فاألول: أن يقبل بشهوة ويمــني، وال إشــكال في وجــوب البدنــة عليه، ويدل عليه ما تقدم من صــحيحة الحلــبي، عن الصــادق )عليــه

. (1)هذا أشد، ينحر بدنةالسالم(، قلت: قبل، قال: ومن قبلهــا بشــهوة وأمــنىوحسن مسمع، عنه )عليه السالم(:

. (2)فعليه جزور ويستغفر ربه وخبر ابن أبي حمزة، عن الكاظم )عليه السالم(، في رجل قبل

عليه بدنة وإن لم ينزل، وليس له أن يأكلامرأته وهو محرم، قال: . (3)منها

ــه الســالم(: ــال أبي )علي ــلوالرضــوي: ق ــه قب ــل امرأت من قب طــواف النســاء فعليــه جــزور ســمينة، وإن كــان جــاهال فليس عليــه

. (4)شيءوإن قبلها فعليه دموخبر الدعائم، عن الصادق )عليه السالم(:

(5) .ــة أيضــا، إلطالق ــه بدن ــاء وعلي ــل بشــهوة بال إمن ــاني: أن يقب الث

الصحيحة ورواية ابن أبي حمزة والرضوي والدعائم. الثــالث: أن يقبــل بال شــهوة مــع اإلمنــاء، فالظــاهر أن عليــه دم

ــرمشاة، لحسنة مسمع: فمن قبل امرأته على غير شهوة وهو مح. فعليه دم شاة

. 1 من أبواب كفارات االستمتاع ح18 الباب 276 ص9( الوسائل: ج?)1. 3 من أبواب كفارات االستمتاع ح18 الباب 276 ص9( الوسائل: ج?)2. 4 من أبواب كفارات االستمتاع ح18 الباب 277 ص9( الوسائل: ج?)3 . وانظــر فقــه1 من أبواب كفارات االستمتاع ح11 الباب 133 ص2( المستدرك: ج?)4

. 4 س74الرضا: ص في ذكر المتعة. 317 ص1( الدعائم: ج?)5

362

. فإن الدم إما منصرف إلىوإن قبلها فعليه دموخبر الدعائم: الشاة، أو شامل لها.

ومثله خبر العالء بن الفضيل، سألت أبا عبد الله )عليه الســالم( عن رجل وامرأة تمتعا جميعــا فقصــرت امرأتــه ولم يقصــر فقبلهــا،

يهريق دمــا، وإن كانــا لم يقصــرا جميعــا فعلىقال )عليه السالم(: .(1)كل واحد منهما أن يهريق دما

وال يعارضها صحيحة البجلي المثبتة للبدنــة في اإلمنــاء الشــاملةــهعن الرجل يمني وهو محرمللمقام بإطالقها: ــال )علي إلى أن ق

. (2)عليهما جميعا الكفارة مثل ما على الذي يجامعالسالم(: ــالعموم من وجــه، حيث إن ظــاهره البدنــة، ألنهمــا يتعارضــان بــاة فهي حكم ــل، أمــا الش ــيرجع في خصــوص اإلمنــاء إلى األص ف

التقبيل، كذا قاله المستند، لكن فيه نوع تأمل. الرابع: أن يكون بال شهوة وال إمنــاء، وفيــه الشـاة ألصــالة عــدم

فيمن قبل امرأتــهالبدنة، وإطالق دليل الشاة، ففي حسن مسمع: . على غير شهوة وهو محرم فعليه دم شاة

والمشهور ـ على ما ذكروا ـ ذهبوا إلى مــا ذكرنــاه في األقســام األربعة، وإن كان هنــاك خالف في بعض األقســام، فراجــع الحــدائق

والجواهر وغيرهما. ثم إنه لو قبل بشهوة من يحــرم عليــه، فهــل عليــه مثــل تقبيــل الزوجة، احتماالن، من األصل بعد احتمال أنـه ينتقم اللـه منــه، ومن

تعليل خبر أبي بصير، والثاني أحوط، وإن كان األول أقرب. نعم إذا أمــنى دخــل فيمــا تقــدم من أحكــام اإلمنــاء، ولــو كــان

التقبيل بعد نصف

. 6 من أبواب كفارات االستمتاع ح18 الباب 277 ص9( الوسائل: ج?)1. 1 من أبواب كفارات االستمتاع ح14 الباب 271 ص9( الوسائل: ج?)2

363

طواف النساء لم يكن عليـه شـيء، كمـا أنـه إذا كـان جـاهال لميكن عليه شيء كما تقدم الكالم فيهما.

ولــو قبلت المــرأة الرجــل كــان لهــا نفس حكم الرجــل، لوحــدةالمالك وقاعدة االشتراك.

ولو تكرر التقبيــل كــان كــل قبلــة تــوجب كفــارة، لقاعــدة تعــدد المسبب بتعدد السبب، كما أنه إذا كرر النظر أو اللمس كان كذلك،

أما إذا أدام النظر أو اللمس كان عليه كفارة واحدة.ــتين ولو نظر إلى عدة نسائه أو لمسهن أو قبل قبلة واحــدة الثن

منهن، فهل تتعدد الكفارة أو ال، الظاهر الثاني لوحدة السبب. ولو قبل ولده أو قريبه المحرم عليه تقبيل رحمــة لم يكن عليــه كفارة، لألصل، ولخبر حسين بن حماد: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه

ال بــأس، هــذهالسالم( عن المحرم يقبل أمه، قال )عليه الســالم(: . (1)قبلة رحمة

ثم إن مجرد وضع الفم ليس قبلة كما هو واضح، أما لو لثم كانداخال في اللمس.

ولو فكر فأمنى بدون قصد لم يكن عليه شيء، لألصل، ويؤيــده خــبر الــدعائم، عن الصــادق )عليــه الســالم(، إنــه قــال في المحــرم

.(2)ال شيء عليهيحدث نفسه بالشهوة من النساء فيمني، قال: ــه ولو نظر إلى صورة أو لمسها أو قبلها ولو بشهوة لم يكن علي شيء، وإن كان عمله حرامــا فرضــا، لألصــل. نعم إذا أمــنى قاصــدا

كان عليه كفارة اإلمناء. ولو اضطر إلى النظر إلى زوجته أو لمسها لعالج ونحــوه، وكــان

ذلك يثير شهوته لم يكن عليه شيء. وال فــرق في قبلــة الزوجــة وغيرهــا بين قبلــة اليــد أو الوجــه أو

سائر المواضع. وهل اللمس والقبلــة والنظــر يشــمل مــا كــان من وراء الثــوب،

اليبعد ذلك إذا لم يكن منصرفا،

. 5 من أبواب كفارات االستمتاع ح18 الباب 277 ص9( الوسائل: ج?)1 في ذكر ما يحرم على المحرم. 304 ص1( الدعائم: ج?)2

364

كما إذا لمس حاشية ثوبه أو قبلها. نعم ال إشكال في النظر إلىالجلباب ونحوه فيما ال يعد نظرا إليها.

وإذا كان النظر في المرآة أو نحوها، كان محكوما بحكم النظر. ولمس الشعر إن عد لمسا لها كان محكومــا بحكم اللمس، أمــا إذا لمس زوائد الشعر لم يكن محكومــا بحكم اللمس، وكــذا القبلــةــل شــعرها االصــطناعي لم يكن ــو نظــر أو لمس أو قب والنظــر، ول

محكوما بأحكامها، إال إذا عد لمسا وتقبيال ونظرا إليها على تأمل.ــل ووطــأ، احتمــل أن يكــون لكــل حكمــه، ولــو نظــر ولمس وقب القتضــاء كــل ســبب مســببا، لكن الظــاهر ســقوط األحكــام الثالثــةــة عن ــه خالي بالوطي، ألن الوطي يالزم الكل، والروايات الواردة في ذكر كفارة الثالثة، ولو كانت لزم التنبيه، كما أنه لو لمس مع النظــر

أو قبل مع اللمس كان األخف مندرجا تحت األشد. وفي المقام فروع كثيرة نتركهــا خــوف اإلطالــة، واللــه ســبحانه

العالم بحقائق األحكام.

365

لو العب زوجته حتى أمنى، فالواجب عليه بدنــة(:17)مسألة كمــا هــو المشـهور، لصـحيح ابن الحجـاج، عن أبي عبــد اللـه )عليـه السالم(، سألت عن الرجل يعبث بامرأته حتى يمني وهو محرم من

غير جماع، أو يفعل ذلك في شهر رمضــان، فقــال: عليهمــا جميعــا. (1)الكفارة مثل ما على الذي يجامع

قال في الجواهر: وعلى االمـرأة أيضــا لـو كـانت مطاوعــة، ولم يظهر وجهه، إذ األصل العدم بعد عدم الدليل على ذلك، ومثله ما لو نظر إليهــا أو لمســها أو قبلهــا وإن كــانت مطاوعــة، وســحب منــاط الجماع في المقــام غــير ظــاهر، إذ المــرأة هنــاك مجامعــة وليســت هناك مقبلة أو العبة أو ناظرة أو المسة، نعم هــو ممــا دل الصــحيح

عليه. والظاهر حرمة التمكين عليهــا، ســواء كــانت محرمــة أم ال، لمــا علم من الشارع من عدم إرادة وقوع هذا الفعل في الخــارج، فإنهــا

إذا لم تكن محرمة كانت معينة على اإلثم. نعم لو عبثت المرأة بالرجل حتى أمنت فال يبعــد وجــوب البدنــةــاء كــان عليها، لقاعدة االشتراك والمناط، أما إذا العبت بــدون اإلمن

عليها كفارة اللمس كما تقدم.ــان العبث وظاهر النص والفتوى حصول العبث البدني، أما إذا ك كالميا أو مطاردة مثال فال شيء على الرجـل إن لم يمن، وإن أمـنى

كان عليه كفارة المني. ويأتي في المقام ما ذكرنــاه في المســائل الســابقة من أنــه لــو طاف نصف طواف النساء لم يكن عليــه شــيء، وعــدم الفــرق في الحكم بين الحج والعمرة بأقسامهما، إلى آخر تلــك الفــروع، والــتي منها إذا العب بالمحرم لعبه معها من إنسان ذكر أو أنثى أو حيوان، ولـو العب طفلـه رحمـة أو حيوانـه لم يكن عليــه شــيء، وإذا خــرج

المني

. ۳۷ في الكفارة عن خطأ المحرم... ح۲5 الباب ۳۲۷ ص5( التهذيب: ج?)1366

بدون علمه واختياره كان كما ذكر في المسائل السابقة. ثم إنه لو استمع اإلنسان المحرم إلى مجامع أو حكاية جمــاع أوــكال وال خالف، قرأ قصة مثيرة فلم يمن لم يكن عليه شيء، بال إش لألصل والمناط في بعض الروايات، ولو أمنى بدون قصد واعتياد لم

يكن عليه شيء أيضا. قال في الجواهر: بال خالف أجده فيه، لألصل، وموثــق ســماعة، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، إنــه قــال في محــرم اســتمع على

. (1)ليس عليه شيءرجل يجامع أهله فأمنى، قال: وإنمــا اســتثنينا القصــد واالعتيــاد كمــا اســتثناه غــير واحــد، ألنالقاصد والمعتاد داخالن في من أمنى ممن تقدم أنه عليه الكفارة. وقد تقدم رواية أبي بصير، سألت أبا عبد اللــه )عليــه الســالم(، عن رجل سمع كالم امــرأة من خلــف حائــط وهــو محــرم فتشــاهى

. (2)ليس عليه شيءحتى أنزل، قال: ــاء أو ال، إلطالق ــا كالغن ــماعه حرام ــون س ــرق في أن يك وال ف الدليل، والعلــة في روايــة أبي بصــير المتقدمــة في بعض المســائل

السابقة ال تعارض إطالق النص في المقام.ــأمنى لم تلزمــه ــه ف ــوجب تحرك ــا ي ــو اضــطر إلى ركــوب م ول

الكفارة، لمكان االضطرار.

. 4 من أبواب كفارات االستمتاع ح۲۰ الباب ۲۷۸ ص۹( الوسائل: ج?)1. ۳ من أبواب كفارات االستمتاع ح۲۰ الباب ۲۷۸ ص۹( الوسائل: ج?)2

367

لو حج أو اعتمر فأفســده ثم أحصــر، فــإن عليــه(:۱۸)مسألة بدنة لإلفساد، وذلــك لمــا تقــدم من النص والفتــوى من أن اإلفســاد يوجب البدنة، وال تفريق إذ ال موضوع له، ويجب عليه القضاء لألدلـة

السابقة. واحتمال أنه ال قضاء عليه، ألن الحصر أوجب عدم كونــه ممكن الحج والعمـــرة؛ واألدلـــة دلت على أن الحج الممكن اإلتمـــام يجب قضاؤه فال بدنة أيضا، إذ لم يكن حجا واقعــا، مثــل مــا إذا أكــل يــوم شهر رمضان ثم سافر أو مات مثال، حيث إن ســفره وموتــه كشــف

عدم كونه مكلفا بالصوم، وكذا إذا حاضت المرأة أثناء النهار. غير وجيه، إذ بعد انعقاد الحج والعمرة ال دليل على رفع آثارهمــا

بالصد، كما أن الصيام كذلك كما تقدم في كتاب الصوم. ثم إنــه ال إتمــام لحجــه الــذي أفســده، إذ ال يقــدر عليــه، فينتفي بانتفاء القدرة، واحتمال وجــوب النيابــة إذا تمكن من أخــذ النيابــة ال

دليل عليه. نعم عليهما االفتراق في الحج القابل، إلطالق أدلته السابقة.

ــه وربما يتحمل وجوب حجين عليه إذا كان حجه الذي أحصــر في واجبا، أحدهما بدل واآلخــر عقوبــة، وفيــه: إنــه ال دليــل على البــدل،

وسنذكر تفاصيل مسألة الصد والحصر إن شاء الله تعالى. ثم إن الالزم اإلتيــان بــالحج العقــوبي في الســنة القادمــة، ألنــه ظــاهر النص والفتــوى كمــا تقــدم، من غــير فــرق بين أن يكــون مــا أفسده حجة اإلسالم أو غيره، واجبا أو مستحبا، فوريا أو غير فوري،

وعن الخالف والمنتهى والتذكرة اإلجماع على ذلك.ــد أما إذا أفسد العمرة فاألفضل تأخيره إلى شهر، وهل يجب بع ذلك فورا، أو جائز أن يأتي به متراخيا، احتمــاالن، وإن كــان األظهــر

الثاني لألصل، واألحوط األول.

368

لو عقد محــرم لمحــرم على امــرأة ودخــل بهــا،(:۱۹)مسألة كان على العاقد بدنة، وعلى الزوج بدنة، بالخالف أجده فيه كما في الجواهر، وفيما قطع به األصحاب من غير خالف كما قيــل، كــذا في المستند، وعن المدارك وغــيره أن ظــاهر األصــحاب االتفــاق عليــه،

وعن الغنية اإلجماع عليه صريحا. ويدل عليه: موثقه سماعة أو صحيحته، عن أبي عبد الله )عليــه

ال ينبغي للرجل الحالل أن يزوج محرمــا وهــو يعلم أنــه الالسالم(: إن كانا عــالمين. قلت: فإن فعل فدخل بها المحرم، قال: يحل له

فإن على كل واحد منهما بدنة، وعلى المرأة إن كانت محرمة بدنة،ــد علمت أن ــون ق ــا، إال أن تك ــة فال شــيء عليه وإن لم تكن محرم

.(1)الذي تزوجها محرم، فــإن كــانت علمت ثم تــزوجت فعليهــا بدنة فــإن فحــوى الموثــق أنــه إذا كــان العاقــد محرمــا كــان عليــه بدنــة

بالطريق األولى. والظاهر أنه إنما تجب عليه الكفارة إذا كان عالما بأن المعقــودــارة، ــه الكف له محرم، وكان عالما بأنه يحرم عليه، وإال لم تجب علي كما اختاره المســتند، خالفــا إلطالق الشــرائع، بــل قيــل إنــه لألكــثر،

حيث عمموا الكفارة، وال وجه له. وكذا ال بد من علم الزوج، وإال لم تكن عليه كفارة، خالفا لألكثر على مــا نســب إليهم، وال وجــه لــه أيضــا، فــإذا علم أي منهمــا ثبتتــا ــل أو م عليه الكفارة، وإذا جهل باإلحرام أو الحرمة أو نسي أو غف أشبه لم تكن عليه كفارة، وكذا الكفــارة عليــه والعلى الــزوج إن لم يدخل، كما صرح بـه الجــواهر، وذلـك لألصـل بعـد تقييـد النص، وإن

المس وأدخل فيما دون الفرج أو استمنى أو غير ذلك.

. ۱ من أبواب كفارات االستمتاع ح۲۱ الباب ۲۷۹ ص۹( الوسائل: ج?)1369

والظاهر أنه ال فرق بين أن يكون دخوله بســببه أو ســببها، كــان االختيــار، فــإذا كــاندخلأدخلت هي برضــاه، وحيث إن ظــاهر

ــام أو إكراهــا أو مــا أشــبه لم تكن الكفــارة ال على الــدخول في من العاقد وال على الــزوج، لكن ربمــا يحتمــل وجوبهــا أيضــا، ألن العقــد باطل، كما تقدم الكالم في ذلك في محرمات اإلحـرام، فهـو بعلمـه هذا سبب هذا العمل الحرام، ألنهــا لــو لم تعــد زوجــة لــه لمــا صــدر

العمل. ويحتمل التفصــيل بين مــا إذا تــرتب الــدخول على العقــد فتجب

الكفارة، وبين ما إذا لم يكن العقد سببا فال كفارة. هذا بعض الكالم فيما كــان العاقــد محرمــا، أمــا إذا كــان العاقــد محال، فالمشهور وجوب الكفــارة عليــه، بــل عن التنقيح نســبته إلى عمل األصحاب مشعرا باإلجماع عليه، للرواية المتقدمة، لكن يظهر من الشرائع نــوع تــردد في ذلــك، وتبعــه القواعــد. وعن المنتهى أن عندي في هذه الرواية توقف، بل عن اإليضاح األصح خالفــه لألصــل وألنــه مبــاح بالنســبة إليــه وتحمــل الروايــة على االســتحباب، ورده الجواهر بأن الروايـة من قسـم الموثـق أو الصـحيح، وهي معتضــدة بالشهرة المحكية من غير واحد، وعليه فال وجه للتوقــف الســتظهار

اجتهادي بعد ظهور الرواية في الوجوب. والفرق بين إحرام الحج والعمرة بأقسامها، وفي أي مكــان من اإلحرام، لكن الظاهر أنه إذا كان بعد تجاوز نصف طواف النساء لم يكن عليه وال عليهما شيء، لما تقدم في الدخول بعد تجاوز النصف

لوحدة المناط، كما الفرق بين الدائم والمنقطع. والظاهر أنه لو كان بعضهم عالمـا وبعضـهم جـاهال لم يكن علىــات ــاط في رواي ــك، وللمن ــة في ذل ــور الرواي ــل شــيء، لظه الجاه

الجماع. وال فرق بين أن يكون العاقد واحدا منهما، أو عاقـدا والـزوج، أو

عاقدين،

370

فإن كل واحد من العاقدين عليه الكفارة. أمــا إذا كــان أحــد العاقــدين أحــد الــزوجين عنهمــا، أو كانــا همــا العاقدين، فالظاهر أنه ال تتكــرر الكفــارة على الــزوج أو الزوجــة إذا كان عاقدا، لألصل بعد عدم العلم بالمناط، فلــو كانــا عاقــدين ودخال كان عليهما بدنتان، كــل واحــد بدنــة فقــط، وكــذا إذا أجــرى طــرفي

العقد أحدهما. ثم إنهمــا لــو علمــا بطالن العقــد كــان عليهمــا البدنــة واإلتمــام

والقضاء وحد الزنا، ألن مقتضى بطالن العقد كونه زنا. وفي المقــام فــروع كثــيرة حاصــلة من علم العاقــد، أحــدهما أو كليهما مضــروبا في علم الــزوج وعدمــه، مضــروبا في علم الزوجــة وعدمـــه، مضـــروبا في علم إحـــرام أحـــدهم أو اثـــنين أو ثالثتهم أو أربعتهم إذا كان العاقد اثنين، مضروبا في كون العاقد أصــيال كــاألب لغير البالغ، أو وكيال أو فضوليا إلى غير ذلك، وقد ظهــر بعضــها ممــا تقدم، ونترك بقيتها خوف التطويل، والله الهادي إلى سواء السبيل.

371

372

فصل

المحرمات سائر كفارة فىــارة في(:۱)مســألة ال إشـــكال وال خالف في وجـــوب الكفـ

الطيب، بل دعاوي عدم الخالف واإلجماع على ذلك متعــددة، ويــدلعليها متواتر الروايات:

ال يمسففي صـــحيح حريـــز، عن الصـــادق )عليـــه الســـالم(: المحرم شيئا من الطيب وال الريحان وال يتلذذ به، فمن ابتلي بشيء

. (1)من ذلك فليتصدق بقدر ما صنع قدر شبعه يعني من الطعام إال أن فيه بقدر ما صنع قدرونحوه حسنته عنه )عليه السالم(:

. (2)سعتهوصحيح زرارة، عن الباقر )عليه السالم( قال: من أكل زعفرانا

متعمدا أو طعاما فيه طيب فعليه دم، فإن كان ناسيا فال شيء عليه. (3)ويستغفر ربه ويتوب إليه

تصدقوفي رواية الحسن بن زياد، عن الصادق )عليه السالم(: . (4)بشيء كفارة لألشنان الذي غسلت به يدك

ورواية حسن بن زياد، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه الســالم(:وضأني الغالم

. ۱۱ من أبواب تروك اإلحرام ح۱۸ الباب ۹5 ص۹( الوسائل: ج?)1. 6 من أبواب كفارات اإلحرام ح4 الباب ۲۸5 ص۹( الوسائل: ج?)2. ۱ من أبواب كفارات اإلحرام ح4 الباب ۲۸4 ص۹( الوسائل: ج?)3. ۸ من أبواب كفارات اإلحرام ح4 الباب ۲۸۵ ص۹( الوسائل: ج?)4

373

ولم أعلم بأشـنان فيــه طيب فغسـلت يــدي وأنــا محــرم، فقــال. تصدق بشيء لذلك)عليه السالم(:

وال تمســواوفي روايــة معاويــة، عن الصــادق )عليــه الســالم(: شيئا من الطيب... واتق الطيب في زادك، وأمســك على أنفــك من الريح الطيبــة، وال تمســك من الــريح المنتنــة، فإنــه ال ينبغي لــك أن تتلذذ بريح طيبة، فمن ابتلي بشيء من ذلك فليعد غسله وليتصــدق

. (1)بصدقة بقدر ما صنع إذا مس المحــرموخبر الدعائم، عن الصــادق )عليــه الســالم(:

. (2)الطيب فعليه أن يتصدق بصدقة والصحيح المضمر: في محــرم كــانت بــه قرحــة فــداواها بــدهن

إن كان فعله بجهالة فعليه طعام مسكين، وإن كــانبنفسج، فقال: . (3)بعمد فعليه دم شاة يهريقه

وسأله حســن بن هــارون، قلت لــه: أكلت خبيصــا فيــه زغفــران إذا فــرغت من مناســكك وأردتحتى شبعت، قال )عليه الســالم(:

الخروج من مكة فاشتر تمرا ثم تصدق به يكــون كفــارة لمــا أكلت،. (4)ولما دخل عليك في إحرامك مما ال تعلم

ثم إنه قد تقدم في بحث المحرمات عدم حرمة ما عــدا أربعــة: المسك، والعنبر، والورس، والزعفران، بل قــال شــيخ الطائفــة: إن

ما عدا المسك والعنبر

. 4 من أبواب كفارات اإلحرام ح4 الباب ۲۸4 ص۹( الوسائل: ج?)1. ۹ من أبواب تروك الحج ح۱۸ الباب ۹5 ص۹( الوسائل: ج?)2 في ذكر ما يحرم على المحرم السطر ما قبل األخير. ۳۰4 ص۱( الدعائم: ج?)3. 5 من أبواب بقية كفارات الحج ح4 الباب ۲۸5 ص۹( الوسائل: ج?)4

374

ــدنا، ــه عن ــارة في ــود ال كف ــورس والع ــران وال ــافور والزعف والك لإلجمـاع واألخبـار وأصـل الـبراءة، وقـد عـرفت هنـاك أن الروايـات الحاصرة لحرمة األربعة فقط توجب عدم حرمة االثــنين أيضــا، فــإذاــدم ــا تق فعل هذا المحرم سهوا أو جهال أو نسيانا فال شيء عليه، لم من الروايات الدالة على أن الكفــارة تكــون مــع العمــد ال مــع غــيره كالنســيان، بــل في المســتند اإلجمــاع على عــدم الوجــوب في غــير

العمد، كما أنه قال: اختلفت كلماتهم في كفارته، فمنهم من لم يذكر له كفارة أصالــعيد، ومنهم من كالديلمي، ومنهم من ذكرها للتدهين خاصة كابن س ذكرها ألكل الطعام المطيب كالمفيد وابن حمزة، ومنهم من ذكرهـا الستعمال المســك والعنــبر والعــود والكــافور والزعفــران كالنزهــة،ــبر والزعفــران ومنهم من ذكرها لألكل وشم الكافور والمسك والعن والورس، وصرح بالنفي فيما عدا ذلك كالحلبي، ومنهم من زاد على األخير اســتعمال الــدهن الطيب ونفى الكفــارة عمــا عــدا مــا ذكــره كالخالف، ومنهم من عممها للطيب صبغا وأكال وطالء وتبخيرا وشما ومسا واحتقانا واكتحاال وإسعاطا ابتداء واستدامة، كالشرائع والنافعــاختالف بينهم في ــر ب والقواعد واإلرشاد والمنتهى والتذكرة والتحري

الجملة. أقول: الظاهر أن كل استعمال له يوجب الكفارة، إلطالق بعض األدلة السابقة، مثل المس والتلذذ، سواء كان يجــد طعمــه أو يشــم

ريحه أم ال، لإلطالق. نعم لو تغير بسبب كثرة البقاء مثال حتى أوجب انصــراف األدلــة عن مثله؛ لم يكن باستعماله بأس وال كفارة، أمــا الزيــف منهــا كمــا يصنعون الزعفــران من لحم البقــر ويلونونــه بــاألحمر بــدون خلطــهبالزعفران األصيل، فال ينبغى اإلشكال في عدم الحرمة والكفارة.

375

ثم إن األخبار اشتمل جملــة منهــا على دم الشــاة، وجملــة منهــا على التصدق بشيء، وجمع بعض بينهما بــأن األولى للعمــد والثانيــة

لغير العمد استحبابا، وما ذكره قريب جدا. لكــلويؤيده ما رواه علي بن جعفر، عن أخيه )عليـه السـالم(:

. (1)شيء جرحت من حجك فعليك دم تهريقه حيث شئت ثم إنه لو كان الطيب في قارورة فأخــذها بــدون أن تتلطخ يــده أو ثوبه به لم يكن استعماال، أما إذا مس بدون ســراية ريحــه، فهــلــه مس، ومن انصــراف المس عن ــارة، احتمــاالن، من أن تجب الكف

مثله، واألول أحوط والثاني أقرب. ولو تزين بالطيب بــدون اســتعماله، كمــا إذا جعــل قارورتــه في

جيبه لم تجب الكفارة. ولو عطر الدار من بعيد، أو صب الطيب في المرق بدون مسـه

والتلذذ به لم تجب الكفارة. ولو كان إنسان مستعمال للطيب بحيث إذا عانقه ســرى إليــه لم تجز معانقتــه، ألنهــا من المس، ولــو عانقــه ذاك بــدون اختيــاره لم تجب عليه الكفارة، كما أنــه ال حرمــة وال كفــارة إذا اضــطر إليــه أو

أكره عليه. وال يجوز مس ولي الصبي المحرم إياه بالطيب، وإن كان الولي غير محــرم، كمـا ال يحــق لــه أن يـرمس رأسـه في المــاء، وإذا أراد الصبي ذلك وجب منعه، ولو فعله عامدا فكون الكفارة على أيهمــا،

تقدم في الشرح. وإذا كان في بدنه مثال طيب تجب إزالته قبل اإلحرام، فلو أحرم عامدا بدون اإلزالة فعل حراما ووجبت الكفـارة ولـزم إزالتــه فـورا، والظاهر أنه ال يحتاج إلى إزالة الغــير إيــاه. قــال في الجــواهر: ألنــه

بذلك تارك للطيب ال متطيب، ولقوله )صلى الله

. ۱۹ س۱۰4( قرب اإلسناد: ص?)1376

. نعم(1)اغســل عنــك الطيبعليه وآله( لمن رأى عليــه طيبــا: األحوط إزالة الغير له.

ــذذ ولو رش الطيب على بدن أو لباس إنسان محل بدون أن يتل بــه أو يستشــمه لم يفعــل حرامــا، وال كفــارة، النصــراف األدلــة عن

مثله.ــه فال وقد تقدم في باب المحرمات جملة من المستثنيات، وعلي كفارة لها كما هو واضح، والشــاة الــتي يــذبحها حكمهــا في المكــان

والمصرف والسن وغير ذلك كما تقدم في كفارة الصيد، فراجع. ــا، ثم إن كل األحكام المذكورة هنا إنما هي ما دام الطيب حرام

فإذا حل الطيب لم تكن كفارة كما ال يخفى.

. ۱5 س۳۹۸ ص۲۰( الجواهر: ج?)1377

ال إشــكال وال خالف في وجــوب الكفــارة في قلم(:۲)مسألة األظفار، وتفصيل الكالم فيه أن في كل ظفر يد مــد من طعــام إلى أن يبلغ العشرة أو العشرين، وحينئذ ففي أظفــار يديــه ورجليــه فيــه في مجلس واحد بدون تخلل التكفير دم واحد، ولو قلم أظفار يدي مجلس، ورجليه في مجلس، كان عليه دمان على المشهور، بل عن

الخالف والغنية والمنتهى اإلجماع عليه. ويدل عليه جملة من الروايات:

كصحيح أبي بصير، سألت أبا عبد الله )عليه السالم(، عن رجــل عليــه مــدقلم ظفرا من أظافره وهو محرم، قال )عليــه الســالم(:

.طعام حتى يبلغ عشرة، وإن قلم أصابع يديه كلهــا فعليــه دم شــاة إن كان فعل ذلكقلت: فإن قلم أظفار يديه ورجليه جميعا، فقال:

في مجلس واحد فعليه دم، وإن كان فعلــه متفــرقين في مجلســين: (1)فعليه دمان

وعن نسخة، بدل مد من طعام: قيمته. عليــه مــدوخبر الحلبي: سألته عن محرم قلم أظــافيره، قــال:

. (2)في كل إصبع، فإن هو قلم أظافيره عشرتها فإن عليه دم شاة إذا قلم المحــرم أظــافير يديــه ورجليــه فيوموثقة أبي بصــير:

. (3)مكان واحد فعليه دم، وإن كانتا مفرقتين فعليه دمان واألخبار وإن لم تصـرح بـأن في أظـافير رجليـه دمـا، لكن ذلـك

يفهم من األخبار باألضافة إلى اإلجماع.هذا والمحكي عن اإلسكافي أن في الظفر مدا أو قيمته

. ۱ من أبواب كفارات اإلحرام ح۱۲ الباب ۲۹۳ ص۹( الوسائل: ج?)1. ۲ من أبواب كفارات اإلحرام ح۱۲ الباب ۲۹۳ ص۹( الوسائل: ج?)2. 6 من أبواب كفارات اإلحرام ح۱۲ الباب ۲۹4 ص۹( الوسائل: ج?)3

378

حتى يبلغ خمسة فصاعدا فدم، وإن كان في مجلس واحد، فــإن. (1)فرق بين يديه ورجليه فليديه دم ولرجليه دم

في قص ظفر كف من طعام، وفي أظفار إحدىوعن الحلبي: يديه صاع، وفي أظافر كلتيهــا شـاة، وكــذا حكم أظفــار رجليــه، وإن

. (2)كان الجميع في مجلس فدموربما يستدل لهذين القولين ببعض الروايات:

كصحيحة حريز، عن الصادق )عليه السالم(، في المحرم ينســى . قــال:يتصــدق بكــف من الطعــامفيقلم ظفرا من أظافيره، قال:

ــال: كفينقلت: اثنين، قال )عليه السالم(: ــة. قلت: فثالثة، ق ثالث أكف حتى تصير خمسة، فـإذا قلم خمسـة فعليـه دم واحـد، خمسـة

. (3)كان أو عشرة أو ما كان ومرســلته، عن البــاقر )عليــه الســالم(، في محــرم قلم ظفــرا،

. قــال: قلت: ظفــرين، قــال )عليــهيتصــدق بكــف من طعـامقال: . قال:ثالثة أكف. قال: ثالثة، قال )عليه السالم(: كفينالسالم(:

ــه. قال: خمسة، قال )عليه الســالم(: أربعة أكفأربعة، قال: علي دم يهريقــه، فــإن قص عشــرة أو أكــثر من ذلــك فليس عليــه إال دم

. (4)يهريقه ويرد على أولها: إنه في الناسي، وقد قام النص واإلجمــاع على أنه ال شيء عليه، وقد ادعى المســتند والجــواهر وغيرهمــا اإلجمــاع

على العدم مما يوجب

السطر األول. 4۰۰ ص۲۰( انظر الجواهر: ج?)1. ۳ س4۰۰ ص۲۰( كما في الجواهر: ج?)2. ۳ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱۲ الباب ۲۹۳ ص۹( الوسائل: ج?)3. 5 من أبواب بقية اإلحرام ح۱۲ الباب ۲۹4 ص۹( الوسائل: ج?)4

379

حمله على االستحباب. وعلى ثانيهما: إنه شاذ ضعيف السند، فال يقاوم مــا تقــدم، وفي الجواهر إنه يمكن تحصيل اإلجماع على خالفه، هذا كله بالنسبة إلى

القول األول. وأما القول الثاني، فقد اســتدل لــه بصــحيح ابن عمــار وحســنه: سأل الصادق )عليه الســالم( عن المحــرم تطــول أظــافره وينكسـر

ــتطاع،بعضها فيؤذيه، قال )عليه السالم(: ال يقص شيئا منها إن اســه فليقصــها وليطعم مكــان كــل ظفــر قبضــة من ــانت تؤذي ــإن ك ف

. (1)طعام وفيه: إنه ظاهر في الضرورة التي ال شيء فيها، فالبد أن يحمل

على االستحباب. ثم إنه ال إشكال وال خالف في أن الكفــارة على العــالم العامــد، أما الجاهل والناسي والغافل والمضطر والمكــره فال كفــارة عليهم،

بل ادعى غير واحد اإلجماع على ذلك في الجملة. من نتــف أبطيــه أو قلم ظفــره أوويــدل عليــه صــحيحة زرارة:

حلق رأسه أو لبس ثوبا ال ينبغي له لبسه، أو أكل طعاما ال ينبغي له أكله وهو محرم، ففعل ذلك ناسيا أو جاهال فليس عليه شــيء، ومن

. (2)فعله متعمدا فعليه شاة ومرسلة النهاية، فإنه بعد نقل صحيحة أبي بصير المتقدمة قال:

إن من فعــل ذلــك ناســيا أو ســاهيا أو جــاهال فالوفي رواية زرارة: ، وظاهره أنه غير الصحيحة الشتماله على لفظ شيء عليه ــاهيا س

. وروايــة أبي حمــزة، عن رجــل قلم أظــافيره إال إصــبعا واحــدة،

، نسيقال:

. 4 من أبواب كفارات اإلحرام ح۱۲ الباب ۲۹۳ ص۹( الوسائل: ج?)1. ۱ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۸ الباب ۲۸۹ ص۹( الوسائل: ج?)2

380

. (1)ال بأسقلت: نعم. قال: أيمــا امــرئ ركب أمــرا بجهالــة فال شــيءوفي بعض الروايات:

. (2)عليه كــل شــيء أتيتــه في الحــرم لجهالــةوالرضوي )عليه السالم(:

وأنت محل أو محرم، أو أتيت في الحــل وأنت محــرم فليس عليــك. (3)شيء

وإنوفى المقنع الذي هو متن الروايات في ذكر حكم األظفار: . (4)كان جاهال أو ناسيا أو ساهيا فال شيء عليه

وفى المقام فروع: األول: لو كانت لــه يــد واحــدة فال ينبغي اإلشــكال في أن تقليم أظافيرها ال توجب الشــاة، بــل األمــداد، وكــذلك إذا كــانت لــه رجــل

واحدة فقط. الثاني: لــو قلم يــدا ورجال، فهــل عليــه شــاة أو األمــداد، ال يبعــدــه يعلم األول، لما يفهم من النص من أن العشرة توجب الشاة، ومن حال ما لو قلم ستة من أصابع اليــد وأربعــة من أصــابع الرجــل مثال،

وذلك لحصول العشرة الموجبة للشاة. الثالث: لو كانت له إصبع زائدة مثال، فإن قص الجميع، فالظاهر عدم لزوم أكثر من شاة، للمرسلة والموثقــة وأصــالة عــدم الزائــد، ولو قص عشرة فقط لزم الدم أيضا، فإذا فدى ثم قلم الزائــدة مثال لزم عليه المد، ولو قلم واحدة واحــدة وفــدى بعــد كــل تقليم كــانت

عليه أحد عشر مدا.

. 4 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱۰ الباب ۲۹۱ ص۹( الوسائل: ج?)1. ۳ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۸ الباب ۲۸۹ ص۹( الوسائل: ج?)2. ۱6 س۲۹( فقه الرضا: ص?)3. ۹ س۲۰( المقنع، في الجوامع الفقهية: ص?)4

381

الرابع: لو كانت لــه إصــبع ناقصــة فقلم التســعة لــزمت الشــاة،لظهور الموثقة في أن العبرة باليد ال باإلصبع.

نعم إذا كانت له إصبعان مثال في كل يد، أشكل وجــوب الشــاة،النصراف األدلة عن مثله.

الخامس: الظــاهر أن المعيــار بــالقلم للكــل أو البعض خارجــا ال بالقصد، فإذا كان من قصده أن يقلم العشرة فقلم واحدة وكفر ثم قلم الثانية وكفر وهكذا كفت األمداد، وذلــك ألن الــدليل على فعلــه

خارجا ال على قصده. السادس: صرح غير واحد على أن وجوب الــدم والــدمين إذا لم يتخلل التكفير عن السابق قبـل البلـوغ إلى حــد يــوجب الشـاة، وإال تعدد المد بحسب تعدد األصابع، وذلك لما ذكرنــاه في الخــامس من

أنه حيث أعطى الكفارة لم يكن مجال لتكرارها. السابع: لو قص بعض اإلظفر واكتفى وجبت الكفــارة، ولــو بعــد الكفــارة قص بقيــة نفس اإلظفــر ففي وجــوب الكفــارة أيضــا ألنــه محرم جديد فيشمله الدليل، أم ال، ألنــه ليس لكــل إظفــر أكــثر منــرب. نعم ال ينبغي اإلشــكال في كفارة، احتماالن، وإن كان األول أق أنه لو قص اإلظفــر الواحــد مــرات بفصــل قليــل لم تجب إال كفــارة

واحدة، فإنه هو المتعارف. ومنه يعلم حكم ما إذا قص العشرة قصــا ناقصــا فــذبح شــاة ثم

قصها أيضا، فإنه تجب عليه شاة أخرى. نعم لو كان فصل معتد به مثل أن قص إظفره في جمعتين كان

لكل كفارة وإن لم يكفر بعد. الثامن: لو قلع ظفـره فهـل عليـه الكفـارة أم ال، احتمـاالن، من

المناط، ومن األصل، واألول أقرب.

382

التاسع: لو كانت له ثالثة أياد أو أرجل فقص أظافر الثالث، فهل عليه شاة وأمداد أو شاة فقط، احتمــاالن، من المرســلة المتقدمــة، بل ظهور األدلة في عدم الزيادة على الشــاتين لليــد والرجــل، ومنــل، وال أنه حيث قص أزيد من عشرة كان كمن قص يديه وأصبع رج

يبعد األول، وإن كان األحوط الثاني. ــه ال فــرق في األحكــام المــذكورة بين العاشــر: من الواضــح أن إحرام الحج وإحرام العمرة بأقسامهما، كما أن الظاهر أنــه ال فــرق بين الوحــدة والتبعيض، بــأن قص بعض أظــافيره في الحج وبعضــها

في العمرة، فإنه تجب الشاة حينئذ. الحادي عشر: لو كان تحت الظفر وسخ يضر وضــوءه أو غســله وال يمكن له إزالته إال بالقلم وجب إزالتــه وال كفــارة، ألنــه ال حرمــة

حينئذ، تقديما للواجب على الحرام ألنه أهم من الحرام. الثاني عشر: إذا آذاه الظفـر، أو اضـطر إلى قصـه، أو أكـره، أو قصه له غيره إجبارا، لم يكن عليه شىء، ألدلة االضــطرار واإلكــراه

وغيرهما. الثــالث عشــر: مصــرف األمــداد والشــاة كمــا تقــدم في ســائر

الكفارات، لوحدة األدلة في كل المقامات. ــا الرابع عشر: لو قص بعض أظافيره جهال أو ما أشبه، ثم أكمله عمــدا كــانت عليــه األمــداد ال الشــاة، ألنــه لم يقصــها جميعــا عالمــا

عامدا. الخامس عشر: الظــاهر أن حــك الظفــر بســبب المــبرد ونحــوه حكمــه حكم التقليم، لوحــدة المنــاط، إذا كــان المــبرد كثــيرا يشــبه

القلم.

383

لو أفتى بتقليم ظفر المحرم فأدماه، لزم المفتي(:۳)مسألة شــاة على المشــهور كمــا في المســتند، وبال خالف أجــده كمــا في

الجواهر. ــالم(، إن رجال لخبر إسحاق المنجبر، عن أبي إبراهيم )عليه الس قلم أظفاره فكانت له إصبع عليلة فــترك ظفــره لم يقضــه، فأفتــاه

. (1)على الذي أفتاه شاةرجل بعد ما أحرم فقصه فأدماه، قال: وفى موثقتــه المنقولــة عن صــاحب الكــافي )رحمــه اللــه(، في الذي ينسى أن يقلم أظفاره عند إحرامـه فأفتــاه رجــل بـأن يقلمهــا

ــاء على عــود(2)عليه دم يهريقهويعيد إحرامه ففعل ذلك، قال: ، بن الضمير إلى المفتي، لكنه خالف الظاهر، إذ الكالم في فعل المحرم والضمير يعود إلى ما فيه الكالم، إال إذا كــانت هنــاك قرينــة قطعيــةــأن ــة ب ــتدل بالموثق ــة المس ــدائق العالم ــذا رد الح ــه، ول على خالف

ظاهرها عود الضمير إلى المقلم الالمفتي. ثم إنه ال فرق بين أن يكون المفتي محرما أو محال، أهال للفتوى أم ال، إلطالق النص، وهل عليه الشاة إذا كان معتقدا ذلــك أو جــاهال بــالحكم أو مــا أشــبه احتمــاالت، من إطالق النص المــوجب إلطالق

الكفارة، ومن إطالق قوله )عليـه السـالم(: أيمـا امـرئ ركب أمـرا . خصوصــا بعــد كــثرة عــدم الكفــارة في(3)بجهالــة فال شــيء عليه

ــادا ــدا اعتق ــان معتق ــه إذا ك ــل، ومن أن ــات إذا ارتكب بجه المحرم معذورا فيه، الجتهاد أو تقليد، كان األصل العدم بعد انصراف الدليل عن مثله، بخالف ما إذا كان غير معذور في فتواه، وال يبعد االحتمال

الثاني وإن كان الثالث أحوط.

. ۱ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱۳ الباب ۲۹4 ص۹( الوسائل: ج?)1. 6 باب المحرم يحتجم أو يقص ظفرا ... ح۳6۰ ص4( الكافي: ج?)2. ۳ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۸ الباب ۲۸۹ ص۹( الوسائل: ج?)3

384

ثم الظاهر عدم الكفارة على المســتفتي إن كــان يــرى المفــتي أهال لذلك الجتهاد أو معرفة بالمسائل لألصل، أما إذا كان يــراه غــير أهل، أو ال يعلم هل أنه أهل أم ال، ومع ذلـك أخـذ بقولـه فهـل عليــه الكفارة أم ال، احتماالن، من أنه فعل خالفا بال استناد، ومن ما تقدممن أن الجاهل ال شيء عليه، والثاني أقرب، وإن كان األول أحوط. ثم هل وجوب الكفارة على المفتي خاص بمــا إذا كــان الســائل محرما، أم يعم ما إذا استفتاه قبل إحرامه فأفتاه ففعله المســتفتيــدي الحكم إلى ــان ينبغي تع ــاهر األول، وإن ك ــرم، الظ ــد أن أح بعــأن أراد الثاني أيضا، ولو قلم بدون اإلدماء، أو أدمى بدون التقليم، ب التقليم فأدمى فرفع اليد عن التقليم، فالظاهر عدم الكفارة لألصــل

بعد كون النص فيهما معا. كما أن الظــاهر عــدم الكفــارة لــو أفــتى غــيره فقلم الســامع ال المســـتفتي، خالفـــا للجـــواهر حيث اســـتظهر الكفـــارة، ولـــو علم المستفتي من غيره بأنه ال يجوز له التقليم، فالظاهر عــدم الكفــارة

على المفتي لظهور النص في استناده إلى المفتي بجهالة. وال فرق في وجوب الكفــارة بين االفتــاء باللســان أو الكتابــة أو

اإلشارة أو غيرها للمناط. ولو لم يعلم المفتي بأنه قلم وأدمى لكن قال المســتفتي ذلــك،ــال: ــدروس حيث ق فهل تجب عليه الكفارة، الظاهر العدم، خالفا لل

األقرب قبول قول القالم في اإلدماء. والظاهر أن على المفتي شاة واحدة وإن قلم عدة أصابعه، ولو كان المستفتي متعددا كان عليه بكل قالم كفارة، ولو كــان المفــتي متعددا فإن استند على الجميــع كــان على كــل كفــارة، مــع احتمــال كفارة واحدة موزعة عليهم، ألصــالة عــدم الزيــادة، وإن اســتند إلى بعضهم كان على المستند فقط، ومثله لو اســتفتاه فأفتــاه لكنــه لم يعتمد على فتواه إما نسيانا أو ألنه اعتمد على غيره، فإنـه ال كفــارة

على

385

المفتي، لظهور الدليل في االستناد. ولو قال المفتي: ال يجوز، فزعم أنه قال: يجوز، أو بالعكس، لمــاني لم يكن يكن على المفتي شيء، إذ في األول لم يفت، وفي الث

مستندا في فعله إلى المفتي. والظاهر أن الفتــوى بســائر محرمــات اإلحــرام اليــوجب كفــارة

على المفتي لألصل، كما ذكره غير واحد.

386

قــد تقــدم الكالم في حرمــة لبس المخيــط على(:4)مســألة الرجل المحرم، فإذا لبسه عالما عامدا مختارا وجبت عليه الكفارة، وهي دم شاة بال إشكال وال خالف، وفي الجــواهر اإلجمــاع بقسـميه

عليه، وفي المستند قال: باإلجماع كما عن المنتهى وفي غيره.ويدل عليه جملة من الروايات:

مثل صحيحة زرارة السابقة، وصحيحته األخــرى، عن أبي جعفــر من لبس ثوبا ال ينبغي له لبسه وهــو محــرم ففعــل)عليه السالم(:

ذلك ناســيا أو جــاهال أو ســاهيا فال شــيء عليــه، ومن فعلــه متعمــدا. (1)فعليه دم

وخبر سليمان: سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن الحــرم.(2)عليه دميلبس القميص متعمدا، قال )عليه السالم(:

وصحيحة محمد بن مسلم، عن أحدهما )عليهما الســالم(، قــال: سألته عن ضروب من الثياب مختلفة يلبسها المحــرم إذا احتــاج مــا

. (3)لكل صنف منها فداءعليه، قال )عليه السالم(: المــريض إذاوعن الجعفريات، عن علي )عليــه الســالم( قــال:

أراد اإلحرام وهو متخوف على نفسه من البرد فليحرم وعليــه ثيابــه وليكفر بما سماه الله تعالى في كتابه، ففدية من صيام أو صدقة أو

. (4)نسك.(5)وقريب عنه ما عن الدعائم

ثم إنه لو اضطر إلى لبس الثوب فال إشكال في

. ۱ باب ما يجب فيه الفداء في لبس الثياب ح۳4۸ ص4( الكافي: ج?)1. ۲ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۸ الباب ۲۸۹ ص۹( الوسائل: ج?)2. ۱ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۸ الباب ۲۹۰ ص۹( الوسائل: ج?)3. ۱۰ س6۸( الجعفريات: ص?)4. ۳۰5 ص۱( الدعائم: ج?)5

387

جوازه وعدم حرمته، كما أن المشهور بينهم أن عليه الفداء، بلــاع في المســتند أرســله إرســال المســلمات، وفي الجــواهر اإلجم

بقسميه عليه، واستدلوا الذلك ببعض الروايات اآلنفة. لكن فيه أن اإلجمــاع غــير مســلم، كيــف وقــد عــرفت في بحث المحرمــات اإلشــكال في حرمــة لبس المخيــط مطلقــا، والروايــاتــا ال السابقة، االستدالل بها لذلك محل نظر، إذ ما ضعف ســنده منه حجة فيه، وما جاز االعتماد عليــه داللتــه ضــعيف، فــإن قولــه )عليــه

ــه لبسهالســالم(: ــة والمضــطر ليسال ينبغي ل ظــاهر في الفعلي كذلك، إذ )ينبغي له فعلــه( و)احتــاج( أعم من االضــطرار، فال يكــون

دليال على الكفارة في االضطرار. أما اآلية المباركة فظاهرها الحلــق، لتفرعهــا على قولــه تعــالى:

، والمناط غــير مقطــوع بــه، ويؤيــد عــدم(1)﴾وال تحلقوا رؤسكم﴿الوجوب عدم الكفارة في غير العلم والعمد.

ــاف وكيف كان، فدليل رفع الضطرار واإلكراه بضميمة األصل كفي القول بعدم الوجوب، وإن كان االحتياط ال ينبغي تركه.

ثم إنه ال إشكال وال خالف في أنه ال كفــارة مــع الجهــل ونحــوه،للنصوص المتقدمة، ولقوله )عليه السالم(: أيمــا امــرئ ركب أمــرا

.(2)بجهالة فال شيء عليه ثم إن المحكي عن الخالف والســـــــرائر والتحريـــــــر المنتهىــه، وعن ــداء في ــد الضــرورة فال ف ــذكرة اســتثناء الســراويل عن والتــار عن األخيرين اإلجماع عليه، واستدل له الشيخ باألصل وخلو األخب

فدائه، وال بأس به بعد أن عرفت اإلشكال في أصل حرمة

. ۱۹6( سورة البقرة: اآلية ?)1.3 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح8 الباب 289 ص9( الوسائل: ج?)2

388

اللبس، وإن رده المستند بداللة اإلطالقات. ــتثنى بعض نعم جعل الجواهر العمدة في استثنائه اإلجماع، واس آخر لبس الخفين أيضا مع االضطرار فال فداء لألصل، وتجــوز لبســه في بعض األخبار، وما تقدم من عدم دليــل كــاف في حرمــة لبســها إطالقا، ولذا قال المستند بعدم شمول لفظ الثــوب الممنــوع لبســه لهمــا، وقــد ذهب إلى عــدم الفديــة فيهمــا مــع االضــطرار التهــذيب

والخالف والتذكرة وغيرهم.وفي المقام فروع:

األول: حيث جاز للنساء لبس المخيط، فال كفارة فيه إجماعا. الثاني: الظاهر أنه لــو قلنــا بالكفــارة مــع االضــطرار، فــالواجب كفارة واحدة، ال لكل لبس وقطعة ملبوس كفارة، لألصــل، كمــا هــو

كذلك بالنسبة إلى التظليل. ثم إنــه ال فــرق بين اللبس ابتــداء أو اســتدامة كمــا ذكــره غــير واحد، بـل في الحـدائق نسـبته إلى األصـحاب، فلـو كـان أحـرم في المخيط عالما عامــدا وجبت عليــه الكفــارة وإن نزعــه فــورا، وذلــك إلطالق الــدليل الشــامل لالســتدامة، ولــو لبســه جــاهال أو ناســيا أو اضطرارا أو ما أشبه ثم ارتفــع العــذر وجب نزعــه فــورا، وال كفــارة النصراف دليل الكفارة عن مثلــه، وقــد أفــتى بعــدم الكفــارة حينئــذ المدارك والمســتند والحــدائق وغــيرهم، ولــو لم يــنزع فــورا عرفيــا لزمت الكفارة إلطالق الدليل، ولو لم ينزعه مــدة لم تكن إال كفــارة

واحدة، وإن طالت المدة ألصالة عدم تعدد الكفارة. نعم لــو نزعــه ولبســه مــرات، فالظــاهر أن لكــل مــرة كفــارة، ألصالة تعدد المســبب بتعــدد السـبب، وتفصــيل المسـتند بين تخلـل

التكفير فتعدد الكفارة، دون سواه ألصالة التداخل ال وجه له. ولو لبس لباسين كقميصين مرة واحــدة، فعليــه كفــارة واحــدة، وفي المستند ادعى عدم الخالف في ذلــك، لألصــل وألنــه لم يفعــل

موجب الكفارة

389

إال مرة واحدة، أما لو لبس قميصا وقباء مرة واحــدة، فالظــاهر أن عليه كفارة واحدة ألنه لبس واحد، واألصل عدم زيــادة الكفــارة،ــه، فما ذهب إليه المستند من تعدد الكفارة لصحيحة محمد ال وجه ل فإن ظاهر الصحيحة تعــدد اللبس ال تعــدد الملبــوس، ألن المتعــارف لبس كل صنف مرة، وهذا االنصراف مـانع عن القـول بكفايـة تعـدد

الملبوس. نعم لو تعدد اللبس سواء كــان من صــنف واحــد أو من أصــناف

متعددة لزم لكل لبس كفارة. ثم الظاهر وجوب نزعه من أسفله أو وسطه إن أمكن إن كــان عالما عامدا، وجواز نزعــه من أعاله إن لم يكن عالمــا عامــدا، كمــا تقدم في مسألة محرمات اإلحرام من داللة رواية عبد الصمد عليه. ثم إنه يجوز إعطاء الكفارة في الحج وفي أهله لمـا تقـدم، كمـا أنه إن لم يقدر على الكفارة رجع إلى البــدل، كمــا تقــدم الكالم في

ذلك، ومصرف الكفارة وسائر وخصوصياتها قد سبق الكالم فيها.

390

في ازالة الشعر الكفارة بال إشكال وال خالف، بل(:5)مسألة إجماعا متواترا نقله، والكالم فيها إما في حلق الرأس أو غيره.

أما حلق الرأس فإن كــان من أذى فالكفــارة دم شــاة أو صــيام ثالثة أيام أو الصدقة بال إشكال وال خالف كما في الحــدائق، بــل في

فمن﴿المستند والجواهر اإلجماع عليــه، ويــدل عليــه قولــه تعــالى: كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو

. (1)﴾صدقة أو نسكأقول: المراد بالنسك الشاة.

ومــارواه حريــز، عن الصــادق )عليــه الســالم( وقــد ســماه في مر رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( علىالحدائق صحيحا، قال:

كعب بن عجرة األنصاري والقمل يتناثر من رأسه، قال )صــلى اللــه فمن كانعليه وآله(: أتؤذيك هوامك، قال: نعم، فأنزلت هذه اآلية:

دقة أو يام أو صــ ــة من صــ ه ففدي أســ ــه أذى من ر منكم مريضــا أو ب فأمره رسول الله )صلى الله عليه وآله( فحلق رأسه وجعــلنسك

،عليه صيام ثالثة أيام، والصدقة على ستة مساكين، والنســك شــاة وكـل شــيء في القـرآن )أو(وقال أبـو عبــد اللـه )عليــه السـالم(:

فصاحبه بالخيار ما شاء، وكل شيء في القرآن )فمن لم يجد فعليه . أي إن األول يلزم اختياره مــع اإلمكــان، فــإن(2)كذا( فاألول الخيار

تعذر وصلت النوبة إلى بدله، والظاهر أن مــراده )صــلى اللــه عليــهــه أحــدها، فــالواو إباحــة ال جمــع، أو أن ــالواو أن الالزم علي ــه( ب وآل

والصدقة .كالم مستأنف مر النبي )صلى الله عليــه وآلــه( على كعبوفى رواية الفقيه:

بن عجــرة األنصــاري وهــو محــرم وقــد أكــل القمــل رأســه وحاجبــهوعينه، فقال له رسول الله )صلى الله

. ۱۹6( سورة البقرة: اآلية ?)1. 6۰ في الكفارة عن خطأ المحرم ... ح۲5 الباب ۳۳۳ ص5( التهذيب: ج?)2

391

عليه وآله(: ما كنت أرى أن األمـر يبلـغ مـا أرى، فـأمره فنسـكعنه نسكا وحلق رأسه، لقول الله تعــالى: فمن كــان منكم مريضــا

والصــيامأو به أذى من رأسه ففديــة من صــيام أو صــدقة أو نسك ثالثة أيام، والصدقة على ســتة مســاكين، ولكــل مســكين صــاع من

. (1)تمر، والنسك شاة ال يطعم منها أحد إال المساكين ورواية عمـر بن يزيـد، عن أبي عبـد اللـه )عليــه الســالم( قـال:

:قال الله تعالى في كتابــهفمن كــان منكم مريضــا أو بــه أذى من فمن عرض لــه أذى أو وجــعرأسه ففدية من صيام صدقة أو نسك

فتعاطى ما ال ينبغي للمحــرم إذا كــان صــحيحا، فالصــيام ثالثــة أيــام والصدقة على عشرة مساكين يشبعهم من الطعــام، والنسـك شــاة

. (2)يذبحها فيأكل ويطعم وإنما عليه واحد من ذلك وعن الــدعائم، في تفســير اآليــة الكريمــة، عن الصــادق )عليــه

إذا حلق المحرم رأسه جزي بأي ذلك شاء هو مخير،السالم( قال: فالصــيام ثالثــة أيــام، والصــدقة على ســتة مســاكين، لكــل مســكين

. (3)نصف صاع، والنسك شاة وفي رواية المســعودي، عن حريــز، عن من رواه، عن الصــادق

والصــدقة على)عليه السالم(، مثل روايتــه الســابقة، إال أنــه قــال: . (4)ستة مساكين مدين لكل مسكين

وعن نــوادر أحمــد بن محمــد بن عيســي، عن حمــاد، عن حريــز. (5)مثله

والصدقةوعن الرضوي )عليه السالم( مثل الفقيه، إال أن فيه: على ستة مساكين،

. 56 و55 في ما يجوز للمحرم إتيانه.. ح۱۱۸ الباب ۲۲۸ ص۲( الفقيه: ج?)1. ۲ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱4 الباب ۲۹6 ص۹( الوسائل: ج?)2 في ذكر ما يحرم على المحرم. ۳۰4 ص۱( الدعائم: ج?)3. 6۰ في الكفارة عن خطأ المحرم... ح۲5 الباب ۳۳۳ ص5( التهذيب: ج?)4. ۲ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ذيل ح۱۲ الباب ۱۳4 ص۲( المستدرك: ج?)5

392

.(1)على كل مسكين مدينــبي وفي رواية الغوالي، عن النبي )صلى الله عليه وآله(، أن الن

أحلق رأسك وصم ثالثــة أيــام أو)صلى الله عليه وآله( قال لكعب: أطعم ستة مساكين أو نسك شاة، وكان كعب يقول في نـزلت اآلية

(2) .الحديث ،ومنه يعلم أن ما ذكر فيه أحد النسك، فهو من باب المثال.

ــال: ــقففى صحيحة زرارة، عن الباقر )عليه السالم( ق من حل رأسه أو نتف إبطه ناســيا أو ســاهيا أو جــاهال فال شــيء عليــه، ومن

. (3)فعله متعمدا فعليه دم من نتــفوفي صحيحه اآلخر، عنه )عليــه الســالم( أيضــا قــال:

إبطه أو قلم أظفاره أو حلق رأسه أو لبس ثوبا ال ينبغي له لبسه أو أكل طعاما ال ينبغي له أكله ففعل ذلك ناســيا أو جــاهال فليس عليــه

.(4)شيء، ومن فعله متعمدا فعليه دم شاة هذا كله إذا كان حلق الــرأس عن أذى، أمــا إذا لم يكن عن أذى فذهب المستند تبعا للنزهــة وبعض مشــايخه، ونفى المــدارك البعــد عنه، إلى أن كفارته دم شاة خاصة، خالفا لألكثر حيث جعلوا التخيير

مطلقا، بل عن المنتهى وغيره اإلجماع عليه. لكل شيءواستدل المستند بالصحيحتين ورواية قرب اإلسناد:

. (5)جرحت من حجك فعليك دم تهريقه حيث شئت أقــول: مــا ذكــره المســتند وإن كــان حســب الصــناعة، إذ تقيــد

إطالقات الدم

ــة۱۲ الباب ۱۳4 ص۲، وانظر المستدرك: ج4 س۷4( فقه الرضا: ص?)1 من أبواب بقي. ۳كفارات اإلحرام ح

. ۲۳۹ ح۸۹ ص۲( الغوالي: ج?)2. ۱ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱۰ الباب ۲۹۱ ص۹( الوسائل: ج?)3. ۱ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۸ الباب ۲۸۹ ص۹( الوسائل: ج?)4 السطر ما قبل األخير. ۱۰4( قرب اإلسناد: ص?)5

393

في هـذه الروايـات الثالثـة بروايـات األذى، إال أن شـذوذ القـول بذلك حتى أنك قد عرفت عدم القــول بــه إال من ثالثــة فقــط، وفهم العرف وحدة المنــاط وذهــاب المشــهور إلى إطالق التخيــير يــوجب

الذهاب إلى ما قاله المشهور. نعم الشك أن األحوط في غير المريض الشاة.

ثم ال يخفى أنه لو حلق المريض أو غيره رأسه نسيانا أو جهال أو غفلــة أو إكراهــا لم يكن عليــه شــيء، لمــا عــرفت من تصــريح الصحيحين بــأن الكفــارة على المتعمــد، واإلكــراه وإن لم يــذكر في النص إال أن المنصرف من المتعمد غــيره، أال تــرى أنــه لــو قــال لــه المــولى: ال تفعــل كــذا عمــدا، ففعلــه كرهــا رأى العقالء معذوريتــه

وقبول عذره أنه لم يفعله عمدا. نعم االضطرار لمرض أو قمل أو نحوهما خارج بالنص واإلجماع.

وفي المقام فروع: ــه في ــق، نقول ــارة الحل ــل من كف ــاه في الرج ــا قلن األول: كلم المرأة ألدلة االشتراك، ولو كان حلقها حرامــا من جهــة عـدم األذى،

فال يقال لعل الحكم البراءة ألنها ممن ينتقم الله منها، فتأمل. الثاني: قال في المستند: الصدقة المذكورة هــل هي على ســتة مساكين، لكل مسكين مــدان كمــا نســبه في المــدارك إلى األكــثر، وبعض من تـأخر عنــه إلى األشـهر، أو على سـتة مسـاكين من غـير ذكر المد وال المــدين، كمــا عن الغنيــة نافيــا عنــه الخالف، أو عليهم لكل مسكين مد، كمــا عن المبســوط والمقنعــة والســرائر، أو على عشرة مساكين لكل مسكين مد، كما عن ابن حمزة والقواعد وفيــير بين الســتة الشرائع، ونسبه في المسالك إلى المشهور، أو التخي والمدين أو العشرة والمد كمــا عن الــدروس، ونفى عنــه البعــد في

المسالك، أو بين الستة والمدين

394

أو العشرة واإلشباع، كما عن التهذيبين والجامع. واألقوى هو األخــير، للجمــع بين روايــتي حريــز وروايــة عمــر بن يزيد، وضعف سند رواية عمــر ال يضــر بعــد اســتناد المشــهور إليهــا، لكن األول أحوط لكثرة رواياته، وألنه الــذي ذكــره الرســول )صــلىالله عليه وآله( لكعب الذي نزلت فيه اآلية، وكان هو سبب الحكم. ومما ذكرناه ظهر وجه سائر األقوال، نعم مــا ذكــره الفقيــه من أن لكل مسكين صاعا رده الحدائق بأن الظاهر أنــه مــتروك، ولعــل

لفظ )نصف( سقط من قلم المصنف أو من نقله. أقول: ويؤيده ما رواه زرارة، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(

ــه،قال: إذا حصر الرجل فبعث بهديه فأذاه رأسه قبل أن ينحر هدي فإنه يذبح شاة في المكــان الــذي أحصــر فيــه، أو يصــوم أو يتصــدق على ستة مساكين، والصوم ثالثة أيام، والصــدقة نصــف صــاع لكــل

. (1)مسكين الثالث: إذا حلق شعر غير رأسه، حالال كان الحلق كشعر عانته، أم حراما كشعر لحيته، فهل يكــون مثــل حلــق الــرأس أم ال، نســب المستند إلى ظاهر إطالق الفاضلين وبعض من تــأخير عنهمــا األول، وفي الجــواهر حكايــة اإلجمــاع عن المنتهى والتــذكرة على عــدم

الفرق.ــات وردت في وكأنهم استندوا إلى المناط، وإال فالكتاب والرواي حلق الرأس، لكن األحوط إن لم يكن أقرب هو الشاة فيما لم يــدل عليــه دليــل خــاص كمــا ســيأتي، وإنمــا نقــول بالشــاة لروايــة قــرب اإلسناد المتقدمة، وقد تقدم أنه إذا كان جاهال أو ناســيا أو ســاهيا أو

غافال لم يكن عليه شيء،

. ۳ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱4 الباب ۲۹6 ص۹( الوسائل: ج?)1395

وكذا المكره إلطالق أدلة اإلكراه، بل الظاهر أن المضطر هنا ال شيء عليه ـ وإن كان المضطر لحق الرأس عليه الكفارة كما تقدم ـ وذلك لرفع االضطرار، والمناط في بعض المحرمات، وخبر حســن

إذا اضطر إلى حلق القفــا للحجامــة فليحلــق وليس عليــهالصيقل: . (1)شيء

الرابع: المدار على صدق حلق الرأس سواء كــان بالموســى، أو بجــزه أو نتفــه، أو قصــه بــالمقص أو الماكنــة، أو إحراقــه أو إزالتــه

بالنورة أو غيرها، إلطالق جملة من الروايات الدالة على ذلك. مثل ما أردف نتف اإلبط، مع وضوح أنه ال خصوصية للنتف.

إذا نتف الرجل بعــد اإلحــرام فعليــهومثل قوله )عليه السالم(: . (2)دم

. (3)ال يحلق مكان المحاجم وال يجزوقوله: ، وغير ذلك ممــا(4)وال يأخذ المحرم شيئا من شعرهوالرضوي:

يدل على أن المعيار إزالة الشعر في قبال إبقائــه، ال أنــه خصوصـيةللحلق.

الخامس: ال يتوقف التحريم وال الكفارة على حلق تمام الرأس، بل ما صدق عليه مسمى الحلق ولو كان بعض الــرأس، كمــا صــرح

به غير واحد. ــرح ــا ص ــه دم، كم ــعرات لم يكن علي ــق ش ــز أو حل ــو ج نعم ل باالستثناء المنتهى، وتبعه الجواهر وغيره، وذلك لعدم صــدق الحلــق ونحوه، ولما ورد من كفارة أخرى غير الدم فيه، كمــا ســيأتي فيمن

مس لحيته ورأسه فوقع منهما شيء.

. 44 من ما يجب على المحرم اجتنابه ذيل ح۲4 الباب ۳۰6 ص5( التهذيب: ج?)1. ۱ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱۱ الباب ۲۹۲ ص۹( الوسائل: ج?)2. ۷ س۱۰6( قرب اإلسناد: ص?)3. ۲۹ س۷4( فقه الرضا: ص?)4

396

إذا نتف المحرم من شعر لحيتــه وغيرهــا شــيئاوحسن الحلبي: . (1)فعليه أن يطعم مسكينا في يده

السادس: مصرف هذه الكفارة مصرف ســائر الكفــارات، وهــل له أن يأكل منها، احتماالن، والظاهر الكراهة للجمع بين ما دل على

النهي عن أكلــــه، كروايــــة الفقيــــه: وال يطعم منهــــا أحــــد إال .(3)فيأكل ويطعم، وما دل على الجواز، كرواية عمر: (2)المساكين

نعم ال إشكال في عدم كونه أحد المســاكين الســتة أو العشــرة في الصدقة، وقد تقدم لزوم كون اآلكل فقيرا مؤمنا، واإلشكال في

كونه واجب النفقة كما تقدم جواز ذبحه في كل مكان. السابع: الفرق في إيجاب الفدية بالحلق بين أن يحلق بنفسه أو يحلــق لــه غــيره بــأمره، إلطالق األدلــة، كمــا صــرح بــذلك الجــواهر

وغيره. والظاهر أنه إذا كان الحلق له جائزا جاز لغيره ولو كان محرما، ولو لم يكن له الحلق جائزا لم يجز لغيره الحلق ولو كان محال، ألنه من اإلعانة على اإلثم، وإذا شك الحالق جــواز الحلــق لــه فــإن كــان األصل العدم لم يجز، وإن أخبر هو بحليته لنفسه، ألصالة عدم جواز مــا ال يحــل إلنســان إال بالــدليل الثــانوي مــا لم يثبت تــوفر موضــوع الجــواز، ولــذا لم يجــز إعطــاء الخمــر إلنســان يــدعي أنــه مبــاح لــه الشرب لمرض مهلك، ولم يجز اشتراء الوقف من الذريــة إذا ادعىــل ــا إذا لم يكن األص ــذا بخالف م ــه، ه ــل لبيع ــه المحل ــود الوج وج

الحرمة، كما إذا قال إلنسان: احلق رأسي

. ۹ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱6 الباب ۳۰۰ ص۹( الوسائل: ج?)1. 56 في ما يجوز للمحرم إتيانه.. ح1۱۸ الباب ۲۲۹ ص۲( الفقيه: ج?)2. ۲ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱4 الباب ۲۹6 ص۹( الوسائل: ج?)3

397

ــه وهو قد فرغ من السعي، أو في منى، ولم يعلم الحالق هل أنطاف أم ال، وهل أنه رمى جمرة العقبة أم ال.

الثامن: إذا أجبره جابر على الحلق بنفسه، أو حلــق لــه جــبرا أو إكراها لم تكن عليه كفارة، ألن الفعل غير مستند إليه فيما إذا حلق الحالق الجابر له، ولإلكــراه الرافــع للحكم إذا حلــق بنفســه مكرهــا، والظاهر أن الجابر والمكره ال كفارة عليهما لألصل وإن فعال حراما. التاسع: إذا أفتى مفت بجواز حلقه فحلق جهال أو تقليدا صــحيحا لم تكن عليه الكفارة لألصل، بعد أن عرفت أن الجهل موجب لرفع

الكفارة، والتقليد الصحيح معذر فلم يكن في حلقه عالما عامدا. ــانت العاشر: لو حلق بعض رأسه فكفر، ثم حلق بعضه اآلخــر كــدون عليه كفارة ثانية، لإلطالق، بخالف ما إذا حلق كل بعض مــرة ب إعطاء الكفارة فــإن الكفــارة عليــه واحــدة وإن كــان في عــدة أيــام

لوحدة حلق الرأس وأصالة عدم التعدد. الحادي عشر: لو حلق رأسه مرات، كل مرة تمــام رأســه، كــان عليه كفارات ألصالة عدم التداخل، ولو حلق كل جسده مــرة، فهــل عليه كفارات أو كفارة واحــدة، احتمــاالن، واألول أحــوط، وإن كــان

الثاني أقرب. ــدة، مثال أزال ــرة واحـ ــده مـ ــه وجسـ ــعر رأسـ نعم إذا أزال شـ

شعرهما بالنورة، فالظاهر وجوب كفارة للبدن وكفارة للرأس. الثاني عشر: لو كان شكوى رأسه ال يزول إال بالطلي المتوقــف على الحلق، بأن لم يكن في ذات الشــعر أذى، جــاز الحلــق وكــانت

عليه الكفارة، إلطالق اآلية المباركة.

398

ــرة، الثالث عشر: ال فرق في األحكام المذكورة بين الحج والعمإلطالق األدلة.

الرابع عشر: قتل وإسقاط وإيذاء القمل الــذي يســببه الحلــق ال حرمة عليه وال كفارة له، ألنه لـو كـان لـه ذلـك لــزم التنبيــه، فعـدم

التنبيه في قصة كعب دليل العدم. الخامس عشر: لو كان يزول مرضه ونحوه بحلق بعض الشــعر،ــرورات لم يجز له حلق الكل، ألصالة عدم الجواز إال بقدر، فإن الض

تقدر بقدره. السادس عشر: يجب تعدد المسكين، فال يصح إطعــام مســكينــا إذا ــار، أم مرتين أو أكثر، والظاهر احتساب الطفل لو كان مع الكب كانوا وحدهم فكل طفلين يكون مكــان إنســان كمــا حقــق في بــاب

الكفارات. السابع عشر: ال يشــترط في الصــوم التتــابع، لألصــل، وإن كــان

أحوط. الثــامن عشــر: العــنز في هــذا البــاب في حكم الشــاة، إلطالق

النسك عليه، باإلضافة إلى ما تقدم من وحدتهما في الحكم. التاسع عشر: الظاهر لزوم قصــد القربــة في الشـاة واإلطعـام،

النصراف األدلة في كونهما عبادة كالصيام. العشرون: ال يكفي أن يصوم يوما ويطعم أربعة مســاكين أو مــا أشبه ذلــك، لظهــور األدلــة في إكمــال الصــيام أو اإلطعــام، ولــو لم

يتمكن من الخصال الثالث استغفر الله احتياطا. الواحد والعشرون: لو أمكن رفع االضطرار بالغسل دون الحلق لم يجز الحلق، وما في خــبر كعب محمــول على أنــه لم يمكن رفــع االضطرار به، فال يقــال حيث إنــه كــان يمكن دفــع القمــل بالغســل، ومع ذلك أجاز له الرسول )صــلى اللـه عليــه وآلـه( الحلـق دل على جواز الحلق إذا كــان االضــطرار في الجملــة، ولــو كــان دفعــه بأحــد

شيئين،

399

ويؤيد ماذكرناه ما في بعض الروايات من أن رأســه كــان قــرح،ومن المعلوم أنه البد في إزالة القرحة من الحلق.

الثاني والعشــرون: لــو اضــطر إلى أحــد األمــرين من الحلــق أو النتف مثال، جاز العمل بأيهما، إذ المناط إزالــة الشــعر وهي حاصــله فيهمــا، وكــذا ســائر األمثلـة، مثــل االضــطرار إلى إزالتــه بــالنورة أو

بالحرق مثال. الثالث والعشرون: ال يجوز جز بعض الشــعر وإن لم يكن حلقــا، إلطالق النص والفتــوى، فلــو دار األمــر بين حلقــه أو تقصــيره قــدم

الثاني، ألن الضرورات تقدر بقدرها، والله سبحانه العالم.

400

إذا نتف المحرم من شعر لحيته أو غيرها، أو جزه(:6)مسألة أو أزاله بأسباب أخر أو مس رأسه أو لحيته أو غيرهما فســقط منــه شـعرة أو شـعرات، أو مسـح بعض بدنـه بشـيء فسـقط كــذلك، أو كلف غيره بإزالة بعض شعره أو ما أشــبه ذلــك، كــل ذلــك في غــيرــا ورد في ــدق بم ــاألحوط أن يتص ــه، ف ــيأتي حكم ــذي س اإلبطين ال

الروايات. وإنما احتطنا تبعا للمشهور، بــل في المــدارك نســبته إلى قطــعــه، وإال ــاع عليـ ــذكرة اإلجمـ ــاهر المنتهى والتـ ــحاب، وعن ظـ األصـــول ــاع المنق ــتحباب، واإلجم ــات االس ــع بين الرواي ــى الجم فمقتض المحتمل بل المظنون االستناد إلى ظواهر الروايات بدون مالحظــة

الجمع ال يقتضي أكثر من االحتياط. أما ما دل على التصدق ونحوه، فهي صحيحة هشــام بن ســالم،

إذا وضع أحدكم يده على رأسه أوعن الصادق )عليه السالم( قال: لحيتــه وهــو محــرم فســقط شــيء من الشــعر فليتصــدق بكــف من

. (1)طعام أو كف من سويق. (2)بكف من كعك أو سويقوفي صحيح آخر له:

ــه الســالم(، في وصــحيح منصــور بن حــازم، عن الصــادق )علي يطعم كفــا منالمحــرم إذا مس لحيتــه فوقــع منهــا شــعرة، قــال:

. (3)طعام أو كفينــه ــه )علي ــد الل ــال: قلت ألبي عب ــار، ق ــة بن عم وصــحيح معاويــال: السالم(: المحرم يعبث بلحيته فيسقط منها الشعرة والثنتان، ق

يطعم شيئا(4) .

. 5 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱6 الباب ۲۹۹ ص۹( الوسائل: ج?)1. 5 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ذيل ح۱6 الباب ۲۹۹ ص۹( الوسائل: ج?)2. ۱ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱6 الباب ۲۹۹ ص۹( الوسائل: ج?)3. ۲ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱6 الباب ۲۹۹ ص۹( الوسائل: ج?)4

401

مــدا من طعــام أوقال الصــدوق )رحمــه اللــه( في خــبر آخــر: . (1)كفين

إذا نتــفوصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: ــه أن يطعم مســكينا في المحرم من شعره لحيته وغيرها شيئا فعلي

. (2)يده وخبر حسن بن هارون: قلت ألبي عبد الله )عليه الســالم(: إني

إذاأولع بلحيتي وأنا محرم فتسقط الشعرات، قال )عليه الســالم(: فرعت من إحرامك فاشتر بدرهم تمرا وتصدق به، فــإن تمــرة خــير

. (3)من شعرة إذا عبث المحـرم بلحيتــه فسـقط منهـا شـعرة أووعن المقنع:

. (4)ثنتان فعليه أن يتصدق بكف أو كفين من طعام وهـذه الروايـات باإلضـافة إلى اختالفهـا المرشـد إلى أن الحكمــه لــو ضرب من الندب، خصوصا مثل خبر حسن بن هارون، حيث إن كان القلع حراما لنهاه اإلمام )عليه الســالم(، معــارض بمــا هــو نص

في عدم الوجوب. كصحيح جعفر بن بشير والمفضل بن عمر، قال: دخــل النيــاحي على أبي عبد الله )عليه السالم( فقــال: مــا تقــول في محــرم مس

لــو مسســتلحيته فسقط منهــا شــعرتان، فقــال )عليــه الســالم(: . (5)لحيتي فسقط منها عشر شعرات ما كان علي شيء

وحمل الشيخ له على صــورة الســهو، وحمــل الحــدائق لــه علىحال الوضوء

. 6۰ في ما يجوز للمحرم... ح۱۱۸ الباب ۲۲۹ ص۲( الفقيه: ج?)1. ۹ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱6 الباب ۳۰۰ ص۹( الوسائل: ج?)2. 4 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱6 الباب ۲۸۹ ص۹( الوسائل: ج?)3. ۱۳ س۲۰( المقنع، في الجوامع الفقهية: ص?)4 5. وفي التهذيب: ج۷ من أبواب كفارات اإلحرام ح۱6 الباب ۳۰۰ ص۹( الوسائل: ج?)5

. ۸6 في الكفارة عن خطأ المحرم... ح۲5 الباب ۳۳۹ص402

خالف الظاهر، وال داعي له، ولذا قال الجواهر: إنه مثــل حــديثالكف والكفين.

وفي رواية ليث المرادي، عنه )عليه السالم(، سأله عمن يتناول لحيته وهــو محــرم يعبث بهــا فينتــف منهــا الطاقــات يبقين في يــده

. (1)ال يضرهخطاء أو عمدا، قال )عليه السالم(: إن مســحوفي الدعائم، عن الصادق )عليه الســالم( إنــه قــال:

.(2)المحرم رأسه أو لحيته فسقط من ذلك شعر كثير فال شيء فيه ويؤيده ما سيأتي من التعليل في باب الوضوء، لكن ال يخفى أن هــذه الروايــات تنــافي مــا تقــدم في بــاب حرمــة إزالــة الشــعر في

الجملة، فراجع. هــذا كلــه إذا لم يســقط الشــعر في الطهــارات ونحــوه، وإال فال ينبغي اإلشكال في عدم الكفارة لألصل والحــرج والســيرة ومنافــاة

إيجاب الكفارة فيه عدم تعرض الشارع له. وصحيح الهيثم بن عروة؛ سأل رجل أبا عبد الله )عليه السالم(،ــعرة ــه الش ــقط من لحيت ــوء فيس ــباغ الوض ــد إس ــرم يري عن المح

ــل عليكم فيوالشعرتان، فقال )عليه السالم(: ليس بشيء، ماجع. (3)الدين من حرج

وإنمــا عممنــا الحكم إلى الغســل والــتيمم كمــا نســب إلى غــيرــيرة ــثر التعميم إلى الغســـل، للمنـــاط والسـ واحـــد، بـــل عن األكـ وانصراف األدلة المتقدمة عن هذه األمور، كانصــرافها عمــا يســقط

بسبب ركوب الدابة من إطراف الرجل، وبسبب

. ۸ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱6 الباب ۳۰۰ ص۹( الوسائل: ج?)1 في ذكر ما يحرم على المحرم. ۳۰4 ص۱( الدعائم: ج?)2. 6 من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱6 الباب ۲۹۹ ص۹( الوسائل: ج?)3

403

النوم من الجسد وبسبب الدخول في الماء من البدن. بـــل الظـــاهر أنـــه ال بـــأس بالمشـــط، وإن علم ســـقوط بعض الشعرات، فإن التمشيط متعــارف والســقوط بــه غــالبي، ولــو كــان

محظورا لزم التنبيه عليه، فعدم التنبيه دليل العدم. هذا خالفا للمحكي عن الصدوق والسيد وسالر وتبعهم المستند، فقالوا بالتكفير مطلقا من غير استثناء حــتى للوضــوء الــواجب، بــل عن المفيد إنه لو سقط من شعره في إســباغه الوضــوء شــيء من الشعر فعليــه كــف من طعــام، وإن كــان الســاقط كثــيرا فعليــه دم

شاة، واستدلوا بإطالق األدلة السابقة. قــال المســتند: وال تــدل الصــحيحة األخــيرة على نفي الكفــارة أصال، ولو من جهة التعليل، ألن األكف من الطعام الحرج فيه أصــال،ولعل المفيد قال بالدم لمناط حلق الرأس، وفي الكل ما ال يخفى. ــدون ــد ب ــع العلم والعم ــان م ــون إذا ك ــا تك ــارة إنم ثم إن الكف

االضطرار. من حلــقأما األول: فلصحيح زرارة، عن الباقر )عليه السالم(:

ــذي(1)رأسه أو نتف إبطه ناسيا أو جاهال فال شيء عليه . وهذا هو ال اختــاره الــدروس والحــدائق وغيرهمــا، خالفــا للمحكي عن الفاضــل فــأوجب فيــه الكفــارة إلطالق األدلــة، وفيــه: إن اإلطالق مقيــد بمــا

ذكرناه. ــطراري وأما الثاني: فلرفع االضطرار، والكفارة في الحلق االضــة في ــان المحكي عن العالم بدليل خاص فال يقاس به غيره، ولذا ك المنتهى أنــه قــال: إذا نبت الشــعر في عينــه أو نــزل حاجبــه فغطى عينه جاز له قطع النابت في عينه وقص المسترسل، والوجه أنــه ال

فدية عليه، انتهى.

. ۳ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱۰ الباب ۲۹۱ ص۹( الوسائل: ج?)1404

والظاهر أن القدر الذي ال بد من نتفه أو جــزه مقدمــة للمقــدار الضار، حكمه في الجواز والفديــة حكم المقــدار الضــار، وقــد تقــدم في باب محرمات اإلحرام عــدم البــأس بحلــق موضــع االحتجــام إذا

اضطر إليه، ومن المعلوم أن الحلق أكثر يكون مقدمة.

405

لــو نتــف إحــدى إبطيــه، كــان عليــه إطعــام ثالثــة(:7)مسألة مسـاكين، ولـو نتفهمــا كـان عليـه دم شـاة على المشـهور، بـل فيــأخري الجواهر ال خالف في الثاني منهما، بل واألول إال من بعض مت

المتأخرين. ــده إال عن بعض ــل ال خالف في الحكمين أج ــتند: قي وفي المس

المتأخرين، ونسبهما في الحدائق إلى تصريح األصحاب. والروايات الموجودة في المقــام: خــبر عبــد اللــه بن جبلــة، عن

يطعم ثالثةأبي عبد الله )عليه السالم( في محرم نتف إبطه، قال: . (1)مساكين

وسنده وإن كان ضعيفا، إال أنه معمول به قديما وحديثا، بــل قــدعمل به من ال يعمل إال بالقطعيات كابني زهرة وإدريس.

إذا نتف الرجلوصحيح حريز، عن أبي عبد الله )عليه السالم(: . (2)إبطيه بعد اإلحرام فعليه دم

وصحيح زرارة، قال: ســمعت أبــا جعفــر )عليــه الســالم( يقــول:من حلق رأسه أو نتــف إبطــه ناســيا أو ســاهيا أو جــاهال فال شــيء

. (3)عليه، ومن فعله متعمدا فعليه دم المتقدمة في مسألة كفارة إزالة الشعر.(4)ورواية قرب اإلسناد

ــا إذا لم يكن إبطــا ــا دل على الشــاة بم ــد إطالق م والالزم تقيي واحدا، وإال كفى أحد األمرين من الشاة واإلطعام، ولذا اختاره بعض المتأخرين، خالفا للقول بتعين اإلطعام أو بتعين الشاة، لكن الظاهر أن القائل بتعين اإلطعام ال يمانع من الشــاة ألنهــا إطعــام ألكــثر من

ثالثة.

. ۲ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱۱ الباب ۲۹۲ ص۹( الوسائل: ج?)1. ۱ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱۱ الباب ۲۹۲ ص۹( الوسائل: ج?)2. ۱ من أبواب بقية كفارات اإلحرام ح۱۰ الباب ۲۹۱ ص۹( الوسائل: ج?)3. ۷ س۱۰6 السطر ما قبل األخير، وانظر ۱۰4( قرب اإلسناد: ص?)4

406

نعم الشك في أن األحوط الشــاة لمــا عــرفت من ضــعف ســندرواية عبد الله.

ثم الظاهر عدم الفرق بين النتف وسائر أقسام اإلزالة، بل وجز الطويل من الشعر إذا بقي ولو مقــدار كثــير منــه، للمنــاط وإلطالق

رواية قرب اإلسناد. وهل نتف بعض اإلبط كالكل، احتماالن، من صدق نتف اإلبط إذا كان المنتــوف كثــيرا كمــا تقــدم في حلــق الــرأس، وهــذا هــو الــذي اختاره المستند، ومن االنصراف إلى نتف كل اإلبــط، فال كفــارة في

نتف البعض، وهذا هو الذي اختاره الجواهر.ــارة، واألقرب أنه إن كان المنتوف كثيرا كان محكوما بهذه الكف وإن كان قليال كان حكوما بالكفارة في المسألة السابقة، ولــو شــك

فاألصل عدم نتف الكثير الموجب للشاة أو إطعام ثالثة مساكين.ــا، ولو نتف إبطا وكفر باإلطعام أو الشاة ثم نتف الثانية كفر ثاني

بخالف ما إذا نتفهما معا، فإن عليه كفارة واحدة. ثم إنه ال فرق بين أن ينتف هــو أو يــأمر غــيره بــالنتف للصــدق،

كما أنه ال يجوز للغير نتف شعره المحرم، ألنه إعانة على اإلثم. الولصحيح معاوية بن عمار، عن الصادق )عليه الســالم( قــال:

. (1)يأخذ الحرام من شعر الحالل وعليه فما نحن فيه أولى بالحرمة، أما إذا كان اآلخــذ حرامــا فال

كفارة عليه لألصل. وهــل للحــرام أن يأخــذ من شــعر الحالل، الظــاهر ال، كمــا عن

الشيخ في التهذيب للرواية السابقة. ثم إنه لو اضطر أو نسي أو جهل أو ما أشبه فال كفــارة، لألصــل

ورفع االضطرار وبعض الروايات السابقة.وقد تقدم بعض الفروع النافعة في المقام.

. ۱ من أبواب تروك اإلحرام... ح6۳ الباب ۱4۵ ص۹( الوسائل: ج?)1407

ثم إنه لو كان في النتف أو الحلق لإلبط والرأس وغيرهما إدماءــدة فقد فعل محرمين، لما تقدم من أن اإلدماء حرام، أما كفارة زائ فال، ألنه باالضافة إلى أنه ال كفارة في اإلدماء كما سـيأتي، إن عــدم

التنبيه في مقام البيان مع غلبة االبتالء يعطي العدم.

408

المحتوياتمحرمات اإلحرام

9لبس الخاتم...............10لبس المحرمة الحلي...............

23إزالة الشعر...............29تغطية الرجل رأسه...............

43التظليل للرجل...............58االستمناء...............

60إخراج الدم...............63قص األظافر...............

65قطع حشيش الشجرة...............76لبس المحرم السالح...............

فصل مكروهات اإلحرام98 ـ 79

104 ـ في قتل النعامة...............1مسألة 108 ـ مع العجز عن البدنة...............2مسألة 117 ـ بدل الكفارة...............3مسألة

409

121 ـ صيد فراخ النعامة...............4مسألة 123 ـ كفارة بقرة الوحش وحمار الوحش...............5مسألة 125 ـ من لم يحد الشاة في الكفارة...............6مسألة 128 ـ بدل شاة األرنب والثعلب...............7مسألة 130 ـ كسر بيض النعام...............8مسألة 135 ـ لو عجز عن اإلرسال...............9مسألة 138 ـ كسر بيض القطاة...............10مسألة 141 ـ لو عجز عن الفداء...............11مسألة 142 ـ كفارة الحمام...............12مسألة 146 ـ لو قتل في الحرم الحمام...............13مسألة 150 ـ قتل فرخ الحمام في الحرم...............14مسألة 154 ـ لو قتل المحرم الصيد في الحرم...............15مسألة 157 ـ مضاعفة الجزاء...............16مسألة 159 ـ كفارة كسر بيض الحمام...............17مسألة

ــألة ــ ــر18مس ــ ــرم وكس ــ ــام الح ــ ــل حم ــ ــروع في قت ــ ــ ف ــ ـ163بيضه...............

ـ كفارة قتــل المحــرم الطيــور الصــغيرة...............19مسألة 166

168 ـ قتل القنفذ والضب واليربوع...............20مسألة 170 ـ كفارة قتل المحرم الجراد...............21مسألة 171 ـ قتل الجراد...............22مسألة 174 ـ قتل القمل...............23مسألة 176 ـ قتل الزنبور...............24مسألة 177 ـ كفارة قتل الزنبور...............25مسألة 180 ـ قتل ما ال تقدير لفديته...............26مسألة 183 ـ كفاية جزاء المعيب عن الصحيح...............27مسألة

410

185 ـ أسباب الضمان...............28مسألة 191 ـ صور في الصيد وأحكامها...............29مسألة 196 ـ كسر أحد قرني الغزال...............30مسألة 198 ـ حكم االشتراك في قتل الصيد...............31مسألة ـ لو صاد طيرا فقتله بضربه على األرض...............32مسألة

202204 ـ لو رمى الصيد فأصابه...............33مسألة

ــألة ــ ــة في34مس ــ ــرب لبن ظبي ــ ــو ش ــ ــرم ل ــ ــ حكم المح ــ ـ205الحرم...............

ــاإلحرام...............35مسألة ـ هل يخرج الصــيد عن الملــك ب207

ـ حكم من أمسك صيدا حتى ذبحــه آخــر...............36مسألة 214

216 ـ في التسبيب للصيد...............37مسألة 219 ـ حكم تنفير حمام الحرم...............38مسألة ـــ لــو رمى اثنــان صــيدا فأخطــأ أحــدهما...............39مسألة

222224 ـ لو وقد جماعة نارا فوقع فيها صيد...............40مسألة 226 ـ لو رمى صيدا فقتله أو جرحه...............41مسألة 227 ـ في ضمان المحرم ما أتلفته دابته...............42مسألة ـ لو أمســك المحــرم أمــا فمــات طفلهــا...............43مسألة

229231 ـ لو أغرى المحرم كلبه بصيد فقتله...............44مسألة 234 ـ في الداللة على الصيد...............45مسألة 237 ـ في الحرم وحدوده...............46مسألة ـ حرمة الصيد على المحــرم في الحــرم...............47مسألة

240ــ كراهــة الصــيد خــارج الحــرم للمحــل مــع قصــد48مســألة ـ

244الحرم ............... ـــ كراهــة االصــطياد بين البريــد والحــرم...............49مسألة

247250 ـ الصيد إذا دخل الحرم...............50مسألة

411

ـــ لــو كــان الصــيد على شــجرة بعضــها في الحــرم51مســألة 252وبعضها خارجه...............

412

254 ـ من صاد طائرا مقصوص الجناح...............52مسألة 258 ـ لو نتف ريشة من حمام الحرم...............53مسألة 260 ـ حكم من أخرج صيدا من الحرم...............54مسألة 262 ـ لو عبر السهم الحرم ...............55مسألة 263 ـ حكم المحرم لو صاد في الحرم...............56مسألة 267 ـ إذا انتهى التضاعف إلى البدنة...............57مسألة 268 ـ لو تكرر من المحرم قتل الصيد...............58مسألة 275 ـ صور أكل بيض النعام وشرائه...............59مسألة 280 ـ لو اضطر المحرم إلى أكل الصيد...............60مسألة ـ مسائل في االضطرار إلى أكــل الصــيد...............61مسألة

287293 ـ محل ذبح الفداء ونحره...............62مسألة 303 ـ استحباب دفن الصيد...............63مسألة

فصل في باقي المحظورات التي تجب عليها الكفارة371 ـ 305

305 ـ كفارة االستمتاع بالنساء...............1مسألة 314 ـ صور الجماع في الحج...............2مسألة 319 ـ الحجة األولى فرضه والثانية عقوبة...............3مسألة 322 ـ حكم العالم العامد وغيره...............4مسألة ـ حكم المرأة المحرمة لو دخل بها زوجها...............5مسألة

323326 ـ التفريق بين المحرمين المتجامعين...............6مسألة 332 ـ لو جامع المحل أمته المحرمة...............7مسألة

413

ـ المحرم لــو جــامع قبــل طــواف الزيــارة...............8مسألة 336

339 ـ في من جامع وعجز عن البدنة...............9مسألة 341 ـ لو جامع في أثناء الطواف...............10مسألة ـــ أحكــام الجمــاع في العمــرة المفــردة...............11مســألة

344349 ـ لو عبث بذكره فأمنى...............12مسألة 353 ـ األهل أعم من الدائمة...............13مسألة 356 ـ لو نظر إلى امرأته فأمنى...............14مسألة ـ لو حمل امرأته بشهوة أو بدون شــهوة...............15مسألة

359362 ـ أقسام تقبيل النساء...............16مسألة 366 ـ لو العب زوجته فأمنى...............17مسألة ـــ لــو حج أو أعتمــر فأفســده ثم أحصــر...............18مســألة

368369 ـ لو عقد محرم لمحرم ...............19مسألة

فصل في كفارة سائر المحرمات408 ـ 373

373 ـ كفارة الطيب...............1مسألة 378 ـ كفارة تقليم األظافر...............2مسألة 384 ـ لو أفتى بتقليم ظفر المحرم...............3مسألة 387 ـ لبس المخيط عامدا...............4مسألة 391 ـ كفارة حلق الرأس...............5مسألة 401 ـ كفارة نتف اللحية ونحوها...............6مسألة 406 ـ كفارة نتف اإلبط...............7مسألة

409المحتويات...............

414