مجموع فتاوى ابن تيمية -...

215
ﺗﻴﻤﻴﺔ اﺑﻦ ﻓﺘﺎوى ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻓﻲ) اﻹﻳﻤﺎن آﺘﺎب(

Upload: others

Post on 02-Feb-2020

5 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

مجموع فتاوى ابن تيمية السابعالمجلد

في

) آتاب اإليمان(

Page 2: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

آتاب اإليمان الكبير

بسم اهللا الرحمن الرحيم

. الحمد هللا وحده، والصالة والسالم على من ال نبي بعده

: قال شيخ اإلسالم أحمد بن تيمية ـ طيب الله ثراه

بسم اهللا الرحمن الرحيم

ه ه فال مضل ل ده الل ا، من يه ، ومن الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنه ه علي ده ورسوله، صلى الل دا عب ه، ونشهد أن محم ه وحده ال شريك ل ه إال الل يضلله فال هادي له، ونشهد أن ال إل

. وعلى آله وسلم تسليما م أن ان [ اعل الم [ و ] اإليم ي ] اإلس اس ف الم الن ر آ د آث ه، وق دين آل ا ال ع فيهم الم [ يجتم ان واإلس ة اإليم ، ] حقيق

. وقد صنفت في ذلك مجلدات، والنزاع في ذلك من حين خرجت الخوارج بين عامة الطوائف . هم،واضطرابهمونزاع

ى الى ـ فيصل المؤمن إل ه ـ تع تفاد من آالم الل ا يس ونحن نذآر ما يستفاد من آالم النبي صلى اهللا عليه وسلم، مع مال نذآر اختالف الناس ابتداء، بل نذآر من ذلك ــ في ضمن ف . ذلك من نفس آالم الله ورسوله، فإن هذا هو المقصود

أويال، ر وأحسن ت ى الرسول خي ه وإل ى الل زاع إل وارد الن ين أن رد م ا يب ـ م ه ورسوله ـ بيان ما يستفاد من آالم الل . وأحسن عاقبة في الدنيا واآلخرة

ين مسمى قد فرق النبي صلى اهللا عليه وسلم في حديث جبريل ـ عليه : فنقول ان [ ومسمى ] اإلسالم [ السالم ـ ب ] اإليم

اة، : اإلسالم ( : فقال . ] اإلحسان [ ومسمى ؤتي الزآ أن تشهد أن ال إله إال الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصالة، وت . ) وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيال

. ) من بالله، ومالئكته، وآتبه، ورسله، واليوم اآلخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرهأن تؤ : اإليمان ( : وقال

ه، لم علي اري ومس ق البخ ذي اتف رة ال ي هري ديث أب ي ح لم، وف ه مس رد ب ذي انف ر ال ديث عم ي ح ذآور ف رق م والف

. اءه في صورة أعرابيأنه ج : وفي حديث عمر . أن جبرائيل جاءه في صورة إنسان أعرابي فسأله : وآالهما فيه

ال ] اإلسالم [ وآذلك فسر ن عمر المشهور، ق ى خمس ( : في حديث اب ي اإلسالم عل ه، وأن : بن ه إال الل شهادة أن ال إل . ) محمدا عبده ورسوله، وإقام الصالة، وإيتاء الزآاة،وحج البيت، وصوم رمضان

ي /مس هو اإلسالم نفسهوحديث جبرائيل يبين أن اإلسالم المبني على خ ل جعل النب ه، ب ي علي ر المبن ي غي ليس المبناإلسالم، فكل محسن مؤمن،وآل : اإليمان، ويليه : اإلحسان، وأوسطها : صلى اهللا عليه وسلم الدين ثالث درجات أعالها

ي ـ ف ه ـ اء الل ـ إن ش ه ـ يأتي بيان ا س ا، آم لم مؤمن ل مس نا،وال آ ؤمن محس ل م لم،وليس آ ؤمن مس ائر م سي ه، عن النب األحاديث،آالحديث الذي رواه حماد بن زيد،عن أيوب،عن أبي قالبة، عن رجل من أهل الشام،عن أبي

لم ( : صلى اهللا عليه وسلم قال له ال . ) أسلم تس ا اإلسالم : ق ال ؟ وم ـن لسانك ( : ق ـون م لم المسلم ه،وأن يس لم قلبك لل أن تسان ( : قال ؟ أفضلفأي اإلسالم : قال . ) ويـدك ال . ) اإليم ان : ق ا اإليم ال ؟ وم له، ( : ق ه ورس ه، وآتب ه ومالئكت ؤمن بالل أن ت

فأي الهجرة : قال . ) أن تهجر السوء ( : قال ؟ وما الهجرة : قال . ) الهجرة ( : قال ؟ فأي اإليمان أفضل : قال . ) وبالبعث بعد الموتبن ( : قال ؟ وما الجهاد : قال . ) الجهاد ( : قال ؟ أفضل ل،وال تج ال رسول . ) أن تجاهد،أو تقاتل الكفار إذا لقيتهم،وال تغل م ق ث

رة ( : الله صلى اهللا عليه وسلم رورة، أو عم ) عمالن هما أفضل األعمال، إال من عمل بمثلهما ــ قالها ثالثا ــ حجة مب . ر المروزيرواه أحمد، ومحمد بن نص

Page 3: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ى ( : فيقول ) المراتب األربعة ( ولهذا يذآر هذه اس عل ه الن ده، والمؤمن من أمن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويه . ) دمائهم وأموالهم، والمهاجر من هجر السيئات، والمجاهد من جاهد نفسه لله ي صلى اهللا علي وهذا مروي عن النب

/ . لله بن عمرو،وفضالة بن عبيد وغيرهما بإسناد جيد، وهو في السنن، وبعضه في الصحيحين وسلم من حديث عبد اائهم ( : وقد ثبت عنه من غير وجه أنه قال ى دم اس عل ه الن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمن

ان . ) وأموالهم وال؛ آ دماء واألم ده،ولوال سالمتهم ومعلوم أن من آان مأمونا على ال انه وي المسلمون يسلمون من لس . وآذلك في حديث عبيد بن عمير، عن عمرو بن عبسة . منه لما ائتمنوه

لم ه وس ه صلى اهللا علي ل لرسول الل ه قي ه،عن جده؛ أن ر ـ أيضا ـ عن أبي ن عمي د ب ا : وفي حديث عبد الله بن عبي م

ل . ) السماحة والصبر ( : قال ؟ فما اإليمان : قيل . ) يب الكالمإطعام الطعام، وط ( : قال ؟ اإلسالم فمن أفضل المسلمين : قيفما أفضل : قيل . ) أحسنهم خلقا ( : قال ؟ فمن أفضل المؤمنين إيمانا : قيل . ) من سلم المسلمون من لسانه ويده ( : قال ؟ إسالماه ( : قال ؟ الهجرة ه علي رم الل ا ح ر م ال . ) من هج ال ؟ أي الصالة أفضل : ق وت ( : ق ال . ) طول القن ؟ أي الصدقة أفضل : ققال أي الساعات . ) أن تجاهد بمالك ونفسك،فيعقر جوادك، ويراق دمك ( : قال ؟ أي الجهاد أفضل : قال . ) جهد مقل ( : قال

. ) جوف الليل الغابر ( : قال ؟ أفضل

ذا د؛ وله ذلك المجاه ا، وآ ون مؤمن د أن يك اجر الب ض، وإال فالمه وق بع ها ف ب، بعض ه مرات ذا آل وم أن ه ومعلام، وطيب الكالم ( : ، وقال في اإلسالم ) السماحة والصبر : اإليمان ( : قال إن من . ) إطعام الطع اني؛ ف تلزم للث واألول مس

ه سماحة وصبر ا،وال يكون في خلق ك تخلق د يفعل ذل إن اإلنسان ق ذا بخالف األول؛ ف ه السماحة، فعل ه ان خلق . آا ( : وقال . ) من سلم المسلمون من لسانه ويده/ أفضل المسلمين ( : وآذلك قال وم ) أفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلق ،ومعل

. سن الخلق فعل ذلكأن هذا يتضمن األول؛ فمن آان ح

ل للحسن البصري ق : قي ن الخل ا حس ال ؟ م ة الوجه : ق ف األذى،وطالق دى، وآ ذل الن ن حسن . ب فكف األذى جزء م . الخلق

اإليمان بضع وسبعون شعبة، أعالها قول ( : وستأتي األحاديث الصحيحة بأنه جعل األعمال الظاهرة من اإليمان آقوله

ه ( : وقوله لوفد عبد القيس . ) ال إله إال الله، وأدناها إماطة األذى عن الطريق ان بالل ا اإليم درون م آمرآم بالله وحده،أت . ) شهادة أن ال إله إال الله وحده ال شريك له،وإقام الصالة،وإيتاء الزآاة،وأن تؤدوا خمس ما غنمتم ؟ وحده

د من ومعلوم أنه لم ه الب ر موضع، أن ر في غي د أخب ا ق ب؛ لم ان القل يرد أن هذه األعمال تكون إيمانا بالله بدون إيم

ال ه ق لم أن : إيمان القلب، فعلم أن هذه مع إيمان القلب هو اإليمان، وفي المسند عن أنس، عن النبي صلى اهللا عليه وسائر ( : صلى اهللا عليه وسلم وقال . ) اإلسالم عالنية، واإليمان في القلب ( ا س لحت صلح له غة، إذا ص إن في الجسد مض

. فمن صلح قلبه صلح جسده قطعا، بخالف العكس . ) الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد،أال وهي القلب

ى بعض بهؤالء الكلمات : وقال سفيان بن عيينة من أصلح سريرته،أصلح : آان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم إلاه / الله عالنيته، ومن أصلح ما بينه ه أمر دني اه الل ه، آف . وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن عمل آلخرت

. ] اإلخالص [ رواه ابن أبي الدنيا في آتاب

ا ن اإليم و م الم، وه د باإلس لح الجس ان، ص لح باإليم ب إذا ص م أن القل ديث فعل ي ح ال ف ه ق ك أن ى ذل دل عل ن؛ ية، . فجعل الدين هو اإلسالم،واإليمان،واإلحسان . ) هذا جبريل جاءآم يعلمكم دينكم ( : جبرائيل ا يجمع الثالث ين أن دينن فتب

طف { : مسلم ثم مؤمن ثم محسن،آما قال تعالى : لكن هو درجات ثالث ذين اص اب ال ا الكت نهم ثم أورثن ا فم ن عبادن ينا مة بال ] 32 : فاطر [ } ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله دخل الجن ا ي ، والمقتصد والسابق آالهم

ان وهكذا من أتى باإلسالم الظاهر مع تصديق القل . عقوبة، بخالف الظالم لنفسه ه من اإليم ب،لكن لم يقم بما يجب علي . الباطن،فإنه معرض للوعيد،آما سيأتي بيانه إن شاء الله

ة نفسه،وأخص ] اإليمان [ و . فهو أعم من جهة نفسه، وأخص من جهة أصحابه من اإليمان ] اإلحسان [ وأما أعم من جه

الم ن اإلس ة أصحابه م ن جه ان، . م ه اإليم دخل في ان ي ن فاإلحس نون أخص م ه اإلسالم،والمحس دخل في ان ي واإليمالة ] الرسالة والنبوة [ في : وهذا آما يقال . المؤمنين،والمؤمنون أخص من المسلمين الة، والرس ، فالنبوة داخلة في الرس

Page 4: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ها وة نفس جزء أعم من جهة نفسها،وأخص من جهة أهلها؛فكل رسول نبي،وليس آل نبي رسوال، فاألنبياء أعم، والنب . من الرسالة، فالرسالة تتناول النبوة وغيرها بخالف النبوة؛ فإنها ال تتناول الرسالة

ان [ والنبي صلى اهللا عليه وسلم فسر / ل ] اإلسالم واإليم ا يجاب عن المحدود بالحد،إذا قي ه، آم ا أجاب ب ذا : بم ا آ ؟ م

ل ذا : قي ذا، وآ ل . آ ا قي حيح، لم ديث الص ي الح ا ف ة : آم ا الغيب ال ؟ م ره ( : ق ا يك اك بم رك أخ ديث . ) ذآ ي الح وف . احتقارهم وازدراؤهم : وغمط الناس . جحده ودفعه : وبطر الحق . ) الكبر بطر الحق،وغمط الناس ( : اآلخر

. وسنذآر إن شاء الله تعالى سبب تنوع أجوبته، وإنها آلها حق

ه ) بني اإلسالم على خمس ( : صود أن قولهولكن المق إن ) اإلسالم هو الخمس ( : ، آقول ل؛ ف ا ذآر في حديث جبرائي آم

ذه ى ه ي عل األمر مرآب من أجزاء، تكون الهيئة االجتماعية فيه مبنية على تلك األجزاء ومرآبة منها؛ فاإلسالم مبنذلك األرآان وسنبين ــ إن شاء الله ــ اختصاص هذه الخ م خصت ب ي اإلسالم، ول مس بكونها هي اإلسالم، وعليها بن

؟ دون غيرها من الواجبات ه، ] اإليمان [ وقد فسر ه الحج، وهو متفق علي ذآر في م ي ه ل ا، لكن ه اإلسالم هن ا فسر ب يس بم د الق د عب في حديث وف

ه ( : قال . الله ورسوله أعلم : قالوا ) ؟ حدهآمرآم باإليمان بالله وحده، هل تدرون ما اإليمان بالله و ( : فقال شهادة أن ال إلإال الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصالة، وإيتاء الزآاة، وصوم رمضان، وأن تؤدوا خمس ما غنمتم ــ أو خمسا

. ) من المغنم

. ) اللهاإليمان بالله، وشهادة أن ال إله إال ( : وقد روى في بعض طرقه ، وقد فسر ـ ) اعبدوا الله وال تشرآوا به شيئا : آمرآم بأربع،وأنهاآم عن أربع ( : وفي رواية أبي سعيد . لكن األول أشهر/

ول ( : في حديث شعب اإليمان ـ اإليمان بهذا وبغيره، فقال اإليمان بضع وستون ـ أو بضع وسبعون ـ شعبة،أفضلها ق . ) ه، وأدناها إماطة األذى عن الطريق، والحياء شعبة من اإليمانال إله إال الل

ال ه ق ددة أن ان ( : وثبت عنه من وجوه متع اء شعبة من اإليم ن ) الحي ران ب ن مسعود، وعم ر، واب ن عم من حديث اب

ين ( : حصين،وقال أيضا اس أجمع ده والن ده ووال ه من ول ال ) ال يؤمن أحدآم حتى أآون أحب إلي ؤمن أحدآم ( : ،وق ال يال ؟ من يا رسول الله : قيل . ) والله ال يؤمن، والله ال يؤمن، والله ال يؤمن ( : ، وقال ) حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه : ق

إن ( : ، وقال ) الذي ال يأمن جاره بوائقه ( انه، ف ه، من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلس م يستطع فبقلب لثم إنه يخلف . ما بعث الله من نبي إال آان في أمته قوم يهتدون بهديه، ويستنون بسنته ( : وقال . ) وذلك أضعف اإليمان

انه دهم بلس ؤمن، ومن جاه و م ده فه من بعدهم خلوف يقولون ما ال يفعلون، ويفعلون ما ال يؤمرون، فمن جاهدهم بي . ،وهذا من أفراد مسلم ) ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من اإليمان حبة خردل فهو مؤمن،

ه م ( : وآذلك في أفراد مسلم قول ابوا،أوال أدلك ى تح وا حت وا، وال تؤمن ى تؤمن ة حت دخلون الجن ده، ال ت ذي نفسي بي وال

رة، ورواه ) مأفشوا السالم بينك/ ؟ على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ي هري ة أب ه ـ من رواي ، وقـال في الحديث المتفق عليؤمن، وال يشرب ( : البخاري من حديث ابن عباس ـ قال النبي صلى اهللا عليه وسلم ي وهو م ال يزني الزاني حين يزن

ة ير ب النهب ؤمن، وال ينته ا الخمر حين يشربها وهو مؤمن، وال يسرق السارق حين يسرق وهو م ه فيه اس إلي ع الن ف . ) أبصارهم وهو مؤمن

ان [ اسم : فيقال ذآر ] اإليم ارة ي ا، وت رون باسم اإلسالم،وال باسم العمل الصالح،وال غيره ر مق ردا غي ذآر مف ارة ي ت

ان ( : مقرونا، إما باإلسالم،آقوله في حديث جبرائيل الى ) ؟ ما اإلسالم وما اإليم ه تع لمات إن { : ،وآقول لمين والمس المسات ؤمنين والمؤمن ه عز وجل ] 35 : األحزاب [ } والم لمنا { : ،وقول وا أس ن قول وا ولك م تؤمن ل ل ا ق أعراب آمن ت ال } قال

رات [ الى ] 14 : الحج ه تع ان ف { : ، وقول ن آ ا م لمين فأخرجن ن المس ت م ر بي ا غي دنا فيه ا وج ؤمنين فم ن الم ا م } يه . ] 36، 35 : الذاريات [

Page 5: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

الى ه تع رآن، آقول ن الق ع م ي مواض ك ف الح، وذل ل الص ع العم ان م ر اإليم ذلك ذآ وا { : وآ وا وعمل ذين آمن إن الالحات ة [ } الص الى ] 7 : البين ه تع م، آقول وا العل ذين أوت ا بال ا مقرون ان { : ، وإم م والإيم وا العل ذين أوت ال ال } وق

وا وحيث . ] 11 : المجادلة [ } يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات { : ،وقوله ] 56 : الروم [ ذين آمن ذآر الا { : فقد دخل فيهم الذين أوتوا العلم؛ فإنهم خيارهم، قال تعالى د ربن ن عن ل م ه آ ا ب } والراسخون في العلم يقولون آمن

ران [ ال ] 7 : آل عم ون { : ، وق نهم والمؤمن م م ي العل خون ف ـكن الراس ك ل ن قبل زل م ا أن ك وم زل إلي ا أن ون بم } يؤمن . ] 162 : النساء [

ول / ادوا والنصارى والصابئين،ثم يق ذين ه ا بال ؤمنين مقرون ا ـ لفظ الم ر { : ويذآر ـ أيض وم اآلخ ه والي ن بالل ن آم م

داء الخطاب ] 62 : البقرة [ } ند ربهم وال خوف عليهم وال هم يحزنون وعمل صالحا فلهم أجرهم ع ، فالمؤمنون في ابتر البري { : غير الثالثة، واإليمان اآلخر عمهم؛ آما عمهم في قوله م خي ك ه الحات أولئ وا الص } ة إن الذين آمنوا وعمل

. وسنبسط هذا إن شاء الله تعالى

ان اطن والظاهر من اإليم ل، . فالمقصود هنا العموم والخصوص بالنسبة إلى ما في الب ى المل وم بالنسبة إل ا العم وأمرى ألة أخ ك مس اهرة . فتل ال الظ و األعم الم ه ل اإلس الم، جع ع اإلس ان م ر اإليم ا ذآ الة، : فلم هادتان، والص الش

وم اآلخر . آاة،والصيام، والحجوالز له، والي ه، ورس ه، وآتب ه، ومالئكت ان بالل ا في القلب من اإليم ان م . وجعل اإليمان في ( : وهكذا في الحديث الذي رواه أحمد، عن أنس، عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ة، واإليم اإلسالم عالني

. ) القلب

ان بضع وسبعون ( : ، دخل فيه اإلسالم واألعمال الصالحة،آقوله في حديث الشعب وإذا ذآر اسم اإليمان مجردا اإليمال . ) إماطة األذى عن الطريق : قول ال إله إال الله، وأدناها : شعبة، أعالها وآذلك سائر األحاديث التي يجعل فيها أعم

. البر من اإليمان

ا عند عدمها،دل ع ] اإليمان [ ثم إن نفي ى أنه ه ـ دل عل م ينف إيمان لى أنها واجبة، وإن ذآر فضل إيمان صاحبها ـ وله / مستحبة؛ فإن الله ورسوله رك بعض واجباته،آقول ه، ورسوله ـ إال إذا ت ه ب ال ( : ال ينفي اسم مسمى أمر ـ أمر الل

. ونحو ذلك ) عهد لهال إيمان لمن ال أمانة له، وال دين لمن ال ( : ، وقوله ) صالة إال بأم القرآن

ؤمنين فأما إذا آان الفعل مستحبا في العبادة لم ينفها النتفاء المستحب، فإن هذا لو جاز، لجاز أن ينفي عن جمهور الموليس أحد يفعل أفعال البر مثل ما فعلها . اسم اإليمان والصالة والزآاة والحج؛ ألنه ما من عمل إال وغيره أفضل منه

فلو آان من لم يأت بكمالها المستحب يجوز نفيها عنه، لجاز أن . اهللا عليه وسلم؛ بل وال أبو بكر وال عمر النبي صلى . ينفي عن جمهور المسلمين من األولين واآلخرين، وهذا ال يقوله عاقل

وإن . لعقوبة، فقد صدق إن المنفي هو الكمال، فإن أراد أنه نفي الكمال الواجب الذي يذم تارآه، ويتعرض ل : فمن قال

ا إن من فعل الواجب آم ع؛ ف ه ورسوله، وال يجوز أن يق أراد أنه نفي الكمال المستحب،فهذا لم يقع قط في آالم اللفإذا قال لألعرابي المسيء في . ما فعله ال حقيقة وال مجازا : وجب عليه، ولم ينتقص من واجبه شيئا، لم يجز أن يقال

) ال صالة لفذ خلف الصف ( : ، وقال لمن صلى خلف الصف ـ وقد أمره باإلعادة ـ ) فصل،فإنك لم تصلارجع ( : صالتهالى ه تع ذلك قول أموالهم { : آان لترك واجب، وآ دوا ب ابوا وجاه م يرت م ل وله ث ه ورس وا بالل ذين آمن ون ال ا المؤمن إنم

. ،يبين أن الجهاد واجب، وترك االرتياب واجب ] 15 : الحجرات [ } وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ى / والجهاد ـ وإن آان فرضا على الكفاية ـ فجميع المؤمنين يخاطبون به ابتداء،فعليهم آلهم اعتقاد وجوبه، والعزم عل

اق ( : ولهذا قال النبي صلى اهللا عليه وسلم فعله إذا تعين؛ عبة نف ى ش زو، مات عل ) من مات ولم يغزولم يحدث نفسه بغد أن يجب . فأخبر أنه من لم يهم به، آان على شعبة نفاق . رواه مسلم ددة، والب وأيضا، فالجهاد جنس، تحته أنواع متع

ه . على المؤمن نوع من أنواعه ه { : وآذلك قول يهم آيات ت عل وبهم وإذا تلي ت قل ه وجل ر الل ذين إذا ذآ ون ال ا المؤمن إنمون أو م زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوآلون الذين يقيمون الصالة ومما رزقناهم ينفق ـئك ه ا ل ون حق ال [ } المؤمن -2 : األنف

ه . ] 4 ب، وحب الل ه واج ا أن اإلخالص لل ات، آم م الواجب ن أعظ ه واجب م ى الل ل عل إن التوآ ب؛ ف ه واج ذا آل هة، ونهى عن التوآل . ورسوله واجب ا أمر بالوضوء والغسل من الجناب وقد أمر الله بالتوآل في غير آية أعظم ممه { : ه، قال تعالىعلى غير الل ل علي الى ] 123 : هود [ } فاعبده وتوآ ال تع ل { : ، وق ه فليتوآ ى الل و وعل ا ه ه إل ا إل ه ل الل

Page 6: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

م وإن { : ،وقال تعالى ] 13 : التغابن [ } المؤمنون ب لك ال غال ده إن ينصرآم الله ف ن بع رآم م ذي ينص ن ذا ال ذلكم فم يخوا { : ، وقال تعالى ] 160 : آل عمران [ } وعلى الله فليتوآل المؤمنون ه توآل ه فعلي وقال موسى يا قوم إن آنتم آمنتم بالل

. ] 84 : يونس [ } إن آنتم مسلمين

ا : فيقال } الذين إذا ذآر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا { : وأما قوله ه م من أحوال القلب وأعمالك ب زم ذل ا، ل ان اإلنسان مؤمن ه، بحيث إذا آ ة في ان الثابت ه يكون من لوازم اإليم د ل ه وال تعم ر قصد من م / . غي وإذا ل

الى آخر { : يوجد،دل على أن اإليمان الواجب لم يحصل في القلب، وهذا آقوله تع وم ال ه والي ون بالل ا يؤمن د قوم ا تج لاءه اءهم أو أبن انوا آب و آ وله ول ه ورس اد الل ن ح ان يوادون م وبهم الإيم ي قل ب ف ك آت يرتهم أولئ وانهم أو عش م أو إخ

ة [ } وأيدهم بروح منه افي ] 22 : المجادل ان ين إن نفس اإليم ه ورسوله، ف ادين لل واد المح ا ي أخبر أنك ال تجد مؤمن ، فوالي فإذا و . موادته،آما ينفي أحد الضدين اآلخر ان الرجل ي إذا آ ه، ف واالة أعداء الل جد اإليمان انتفى ضده، وهو م

. أعداء الله بقلبه، آان ذلك دليال على أن قلبه ليس فيه اإليمان الواجب

د { : ومثله قوله تعالى في اآلية األخرى ا ق ئس م ه ترى آثيرا منهم يتولون الذين آفروا لب خط الل هم أن س م أنفس مت لهذ ا اتخ ه م زل إلي ا أن ي وم اهللا والنب ون ب انوا يؤمن و آ نهم عليهم وفي العذاب هم خالدون ول را م ـكن آثي اء ول وهم أولي

،التي تقتضي ] لو [ ر جملة شرطية تقتضي أنه إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف ، فذآ ] 81، 80 : المائدة [ } فاسقوناء { : مع الشرط انتقاء المشروط، فقال ذوهم أولي ا اتخ ه م زل إلي ا أن ي وم اهللا والنب ون ب انوا يؤمن و آ ى أن } ول دل عل ، ف

ى أن من اإليمان المذآور ينفي اتخاذهم أوليا ك عل ب، ودل ذل اء في القل اذهم أولي ء ويضاده، وال يجتمع اإليمان واتخ . اتخذهم أولياء، ما فعل اإليمان الواجب من اإليمان بالله والنبي وما أنزل إليه

الى ه تع ه قول ض { : ومثل اء بع هم أولي اء بعض ارى أولي ود والنص ذوا اليه نهم ال تتخ ه م نكم فإن ولهم م ن يت } وم

القرآن يصدق / ،فإنه أخبر في تلك اآليات أن متوليهم ال يكون ] 51 : المائدة [ وليهم هو منهم،ف ا أن مت ر هن ا، وأخب مؤمنالى ابها { : بعضه بعضا، قال الله تع ا متش ديث آتاب ن الح زل أحس ه ن م الل ون ربه ذين يخش ود ال ه جل عر من اني تقش مث

ذهبوا { : ، وآذلك قوله ] 23 : الزمر [ اآلية } م ي امع ل ر ج ى أم إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا آانوا معه علتأذن ى يس ور [ } وه حت ى : ] 62 : الن ذهب حت ب أال ي ه يج تئذانه ال يجوز،وأن دون اس ذآور ب ذهاب الم ى أن ال ل عل دلي

إن حرف ه اإليمان،ف ى عن ذا نف ه من اإليمان؛فله ا [ يستأذن،فمن ذهب ولم يستأذن آان قد ترك بعض ما يجب علي ] إنم . تدل على إثبات المذآور ونفي غيره

ذلك ] ما [ لإلثبات، و ] إن [ إن : يقول ومن األصوليين من يس آ ات، ول ى النفي واإلثب ا دلت عل إذا جمع بينهم ي، ف للنف

ل؛ ] إن [ هذه هي الكافة التي تدخل على ] ما [ عند أهل العربية، ومن يتكلم في ذلك بعلم، فإن وأخواتها فتكفها عن العممية، ل اإلس ل إذا اختصت بالجم ا تعم ا إنم ة ألنه ل الفعلي ا الجم ار يليه ها، فص ا واختصاص ل عمله ت بط ا آف فلم . إليها،وآذلك آأنما وغيرها ] ما [ واإلسمية،فتغير معناها وعملها جميعا بانضمام

ن بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين وإذا ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم م { : وآذلك قوله تعالى

رض دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأت وبهم م ي قل وا إليه مذعنين أفؤمنين إ أم ارتابوا أم ي ول الم ان ق ا آ المون إنم ه خافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظ ى الل وا إل ذا دع

] 51 : 47 : النور [ } ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون

ل إن قي ال : ف د ق ات، فق ارك للمحرم ات الت ل للواجب و الفاع ا ه ؤمن حق ان الم ا { : إذا آ ون حق م المؤمن ـئك ه } أولم إنما المؤمنون ال { : ، ولم يذآر إال خمسة أشياء، وآذلك قال في اآلية األخرى ] 4 : األنفال [ م ل ذين آمنوا بالله ورسوله ث

ادقون م الص ك ه ه أولئ بيل الل ه ] 15 : الحجرات [ } يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في س ذلك قول ذين { : ، وآ إن ال . ] 62 : النور [ } ون بالله ورسوله يستأذنونك أولئك الذين يؤمن

: عن هذا جوابان : قيل

ه : أحدهما يهم آيات انهم إذا تليت عل ادة إيم أن يكون ما ذآر مستلزما لما ترك؛ فإنه ذآر وجل قلوبهم إذا ذآر الله، وزيا ا وظ ذا مع التوآل عليه، وإقام الصالة على الوجه المأمور به باطن ان ه افع، فك ال والمن اق من الم ذلك اإلنف هرا، وآ

Page 7: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

د فسروا ه، وق يته والخوف من ه يقتضي خش ـ ] وجلت [ مستلزما للباقي؛ فإن وجل القلب عند ذآر الل وفي . ] فرقت [ بوبهم [ : قراءة ابن مسعود ة . ] إذ ذآر اهللا فرقت قل ل في اللغ إن الوج ذا صحيح؛ ف ال هو الخوف، : وه ل، : يق رة الخج حم

ون { : وصفرة الوجل، ومنه قوله تعالى م راجع ى ربه م إل ون [ } والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنه ، ] 60 : المؤمنهو الرجل يصلي ! ال يا ابنة الصديق ( : قال ؟ يا رسول الله، هو الرجل يزني ويسرق ويخاف أن يعاقب : قالت عائشة

. ) ويصوم ويتصدق، ويخاف أال يقبل منه

الى ه تع ي قول دي ف ال الس وبهم { : وق ت قل ه وجل ر الل ذين إذا ذآ ال [ } ال و : ] 2 : األنف م /ه م أو يه د أن يظل ل يري الرجأوى { : لىبمعصية فينزع عنه، وهذا آقوله تعا ي الم ة ه إن الجن وى ف ن اله نفس ع ى ال } وأما من خاف مقام ربه ونه

ره من المفسرين . ] 46 : الرحمن [ } ولمن خاف مقام ربه جنتان { : ، وقوله ] 41، 40 : النازعات [ د وغي هو : قال مجاه . لرجل يهم بالمعصية، فيذآر مقامه بين يدي الله، فيترآها خوفا من اللها

رك المحظور أمور، وت ال . وإذا آان وجل القلب من ذآره يتضمن خشيته ومخافته، فذلك يدعو صاحبه إلى فعل الم ق

ار، وأصل آل ليس بين العبد وبين الله حجاب أغلظ من الدعوى، وال طريق إل : سهل بن عبد الله يه أقرب من االفتقالى . خير في الدنيا واآلخرة الخوف من الله ه تع ك قول ى ذل دل عل واح { : وي ذ األل ب أخ ن موسى الغض كت ع ا س ولم

. فأخبر أن الهدى والرحمة للذين يرهبون الله ، ] 154 : األعراف [ } وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون

ذنب : قال مجاهد وإبراهيم دع ال ه، في ام الل ذآر مق ذنب، في ذنب ال ن . هو الرجل يريد أن ي دنيا، عن اب ي ال ن أب رواه ابالى ه تع ي قول عبة،عن منصور،عنهما، ف ن ش د، ع ان { : الجع ه جنت ام رب اف مق ن خ الح . } ولم ل الف م أه ؤالء ه وه

ون { : المذآورون في قوله تعالى رة [ } أولـئك على هدى من ربهم وأولـئك هم المفلح م . ] 5 : البق ون [ وه م ] المؤمن ، وهالى ] المتقون [ ب { : المذآورون في قوله تع اب ال ري ك الكت م ذل ين ال دى للمتق ه ه رة [ } في ة ] 2، 1 : البق ال في آي ا ق ، آم

الى . ] 177 : البقرة [ } أولـئك الذين صدقوا وأولـئك هم المتقون { : البر ه تع { : وهؤالء هم المتبعون للكتاب، آما في قولد، . ] 123 : طه [ } ولا يشقى فمن اتبع هداي فلا يضل ع مهت و مرحوم / وإذا لم يضل فهو متب ق فه م يش وهؤالء . وإذا ل

وب الحين،غير المغض هداء والص ديقين والش ين والص ن النبي يهم م ه عل م الل ذين أنع تقيم ال راط المس ل الص م أه هيهم، وأ . عليهم،وال الضالين ة ليسوا مغضوبا عل إن أهل الرحم ه ف ة الل ين أن أهل رهب هل الهدى ليسوا ضالين، فتب

. وهؤالء هم الذين أتوا باإليمان الواجب . يكونون متقين لله، مستحقين لجنته بال عذاب

اء { : ومما يدل على هذا المعنى قوله تعالى اده العلم اطر [ } إنما يخشى الله من عب اه إال : ، والمعنى ] 28 : ف ه ال يخش أنة األخرى ال في اآلي ا ق الم، آم و ع ه فه اجدا { : عالم، فقد أخبر الله أن آل من خشى الل ل س اء اللي ت آن و قان ن ه أم

ذين ون وال ذين يعلم توي ال ل يس ل ه ه ق ة رب اب وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحم وا الألب ذآر أول ا يت ون إنم ا يعلم } لان ] 9 : الزمر [ ك لك وال ذل تلزم الخوف، ول ،والخشية أبدا متضمنة للرجاء، ولوال ذلك لكانت قنوطا؛ آما أن الرجاء يس

ه د روى عن . أمنا؛ فأهل الخوف لله والرجاء له هم أهل العلم الذين مدحهم الل ال وق ه ق ان التيمي أن ي حي اء : أب العلمه : ثالثة أمر الل الم ب ه ع ه هو . فعالم بالله ليس عالما بأمر الله، وعالم بأمر الله ليس عالما بالله، وعالم بالل الم بالل فالع

ال وفي الصحيح عن النبي صلى اهللا علي . الذي يخافه، والعالم بأمر الله هو الذي يعلم أمره ونهيه ه ( : ه وسلم أنه ق والل . ) إني ألرجو أن أآون أخشاآم لله،وأعلمكم بحدوده

ك ال يكون إال مع فعل وإذا آان أهل الخشية هم العلماء الممدوحون في الكتاب والسنة، لم يكونوا مستحقين للذم، وذل

الى ه تع ه قول م { / : الواجبات، ويدل علي يهم ربه أوحى إل ن ف ك لم دهم ذل ن بع ـكم األرض م المين ولنسكنن نهلكن الظ لان { : ،وقوله ] 14، 13 : إبراهيم [ } خاف مقامي وخاف وعيد ه جنت ام رب رحمن [ } ولمن خاف مق ، فوعد بنصر ] 46 : التلزم فعل الواجب؛ الدنيا وبثواب اآلخرة أل ى أن الخوف يس دل عل هل الخوف، وذلك إنما يكون ألنهم أدوا الواجب، ف

إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة { : ويدل على هذا المعنى قوله تعالى . ال يخاف الله : ولهذا يقال للفاجر . ] 17 : النساء [ } قريب ثم يتوبون من

ي : قال أبو العالية الوا ل ة، فق ل : سألت أصحاب محمد عن هذه اآلي اب قب و جاهل، وآل من ت ه فه آل من عصى الل

وقال الحسن . آل عاص فهو جاهل حين معصيته : قال مجاهد . وآذلك قال سائر المفسرين . الموت فقد تاب من قريبال الزجاج . إنما سموا جهاال لمعاصيهم، ال أنهم غير مميزين : والسدي وغيرهم وقتادة وعطاء ة : وق ى اآلي يس معن : ل

أنهم عملوه : أحدهما : أنهم يجهلون أنه سوء؛ ألن المسلم لو أتى ما يجهله آان آمن لم يواقع سوءا، وإنما يحتمل أمرين

Page 8: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ى اآلجل، أن : والثاني . وهم يجهلون المكروه فيه روا العاجل عل ة، وآث ه مكروه هم أقدموا على بصيرة وعلم بأن عاقبتة ة الدائم رة، والعافي ى الراحة الكثي ل عل ارهم القلي ة . فسموا جهاال إليث م بعاقب ا عدم العل د جعل الزجاج الجهل إم فق

. الجهميةهما متالزمان، وهذا مبسوط في الكالم مع : الفعل، وإما فساد اإلرادة، وقد يقال

مطيع لله، وإنما يكون جاهال لنقص خوفه من / والمقصود هنا أن آل عاص لله فهو جاهل، وآل خائف منه فهو عالمم يعص ه ل ه من الل م خوف و ت ه؛ إذ ل ه ـ . الل ه عن ن مسعود ـ رضي الل ول اب ه ق ا، وآفى : ومن ه علم ى بخشية الل آف

م يهرب باالغترار بالله جهال، وذلك ألن إذا ل ه، ف تصور المخوف يوجب الهرب منه، وتصور المحبوب يوجب طلبر وتصديقه من هذا، ولم يطلب هذا، دل على أنه لم يتصوره تصورا تاما، ولكن قد يتصور الخبر عنه، وتصور الخب

ا وحفظ حروفه غير تصور المخبر عنه، وآذلك إذا لم يكن المتصور محبوبا له وال مكروها، فإن اإل نسان يصدق بمروه، . هو مخوف على غيره ومحبوب لغيره، وال يورثه ذلك هربا وال طلبا ه ومك وب ل ا هو محب وآذلك إذا أخبر بم

ذا ال يتحرك للهرب ه، فه ر ب ا أخب ولم يكذب المخبر بل عرف صدقه، لكن قلبه مشغول بأمور أخرى عن تصور م . وال للطلب

فعلم في : العلم علمان [ : لبصري ــ ويروى مرسال عن النبي صلى اهللا عليه وسلم ـ وفي الكالم المعروف عن الحسن ا

. ] فعلم القلب هو العلم النافع، وعلم اللسان حجة الله على عباده . القلب، وعلم على اللسان

ل مثل ال ( : وقد أخرجا في الصحيحين عن أبي موسى،عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال مؤمن الذي يقرأ القرآن مثا . األترجة، طعمها طيب وريحها طيب ح له ب، وال ري ا طي رة، طعمه ل التم رآن مث رأ الق ذي ال يق ل المؤمن ال . ومث

ا مر ا طيب وطعمه ة، ريحه ل الريحان رآن مث رأ الق ذي يق افق ال ل المن ل . ومث رآن مث رأ الق ذي ال يق افق ال ل المن ومثه . ) مها مر، وال ريح لهاالحنظلة، طع د يصدق أن ه، وق رآن يحفظه ويتصور معاني رأ الق ذي يق آالم / وهذا المنافق ال

يس ذلك إبل ؤمنين، وآ الله، وأن الرسول حق، وال يكون مؤمنا، آما أن اليهود يعرفونه آما يعرفون أبناءهم،وليسوا مه . التام والمعرفة التامة لكن من آان آذلك، لم يكن حصل له العلم . وفرعون وغيرهما تلزم العمل بموجب ك يس فإن ذل

. إنه جاهل،آما تقدم : ال محالة؛ ولهذا صار يقال لمن لم يعمل بعلمه

وم ـ : ـ وإن آان هو في األصل ] العقل [ وآذلك لفظ ه من جنس العل ر من النظار جعل ال، وآثي ل عق ل يعق مصدر عقال فالبد أن يعتبر مع ذلك ذا ق ه؛ وله ه، والشر فترآ أنه علم يعمل بموجبه، فال يسمى عاقال إال من عرف الخير فطلب

عير { : أصحاب النار حاب الس ي أص ا ف ا آن ل م مع أو نعق ا نس و آن ك [ } ل افقين ] 10 : المل ال عن المن بهم { : ، وق تحس، ومن فعل ما يعلم أنه يضره؛ فمثل هذا ما له عقل، فكما ] 14 : الحشر [ } شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون جميعا وقلوبهم

ره ل ألوام أن الخوف من الله يستلزم العلم به، فالعلم به يستلزم خشيته،وخشيته تستلزم طاعته، فالخائف من الله ممتثيذآر { : ويدل على ذلك أيضا قوله تعالى . و الذي قصدنا بيانه أوالمجتنب لنواهيه، وهذا ه ذآرى س ت ال فذآر إن نفع

] 12 : 9 : األعلى [ } من يخشى ويتجنبها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى

ماء { : تلزم لعبادته، قال الله تعالىفأخبر أن من يخشاه يتذآر، والتذآر هنا مس ن الس هو الذي يريكم آياته وينزل لكم مالوا في ] 8 : ق [ } تبصرة وذآرى لكل عبد منيب { : ، وقال ] 13 : غافر [ } رزقا وما يتذآر إلا من ينيب ذا ق ه ؛ وله / : قول

إنما يتعظ من يرجع إلى : } وما يتذآر إلا من ينيب { : سيتعظ بالقرآن من يخشى الله، وفي قوله : } سيذآر من يخشى { ا هرب . الطاعة ذآر مرهوب ه، وإن ت ه وهذا ألن التذآر التام يستلزم التأثر بما تذآره، فإن تذآر محبوبا طلب ه، ومن من

ون { : قوله تعالى ذرهم ال يؤمن م تن ذرتهم أم ل رة [ } سواء عليهم أأن ال سبحانه ] 6 : البق ذآر { : ، وق ع ال ن اتب ذر م ا تن إنمه ، فنفى اإلنذار عن غير هؤال ] 11 : يس [ } وخشي الرحمن بالغيب ذرهم ال { : ء مع قول م تن ذرتهم أم ل يهم أأن واء عل س

يم } يؤمنون ل التعل ذار مث ذار هو اإلعالم بالمخوف،فاإلن إن اإلن ، فأثبت لهم اإلنذار من وجه، ونفاه عنهم من وجه؛ فتعلم ع : والتخويف، فمن علمته فتعلم فقد تم تعليمه، وآخر يقول م ي م . لمته فل ذي ت ذا هو ال ه فخاف،فه ذلك من خوفت وآ

ه . تخويفه تم تخويف م ي ا خاف، فل الى . وأما من خوف فم ه تع ه قول داه، ومن م ه دى، ث ه فاهت ذلك من هديت دى { : وآ هين رة [ } للمتق ال ] 2 : البق ا ق د ـ آم م يهت ه فل ن هديت ا ث { : ، وم دى وأم ى اله ى عل تحبوا العم ديناهم فاس ود فه } م

. قطعته فانقطع،وقطعته فما انقطع : ـ فلم يتم هداه، آما تقول ] 17 : فصلت [

تم م ي م، وإال ل ابال ت ا، والفعل إذا صادف محال ق م يكن تام م والع . فالمؤثر التام يستلزم أثره، فمتى لم يحصل أثره ل لم ذا العل ذا يسمى ه ه؛ وله ورث ترآ المكروه ي م ب ه، والعل ورث طلب المحبوب ي ال : ب داعي، ويق درة : ال ع الق داعي م ال

Page 9: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

يستلزم وجود المقدور، وهو العلم بالمطلوب المستلزم إلرادة المعلوم المراد، وهذا آله إنما يحصل مع صحة الفطرة اد الفطرة،و وسالمتها، وأما مع فسادها، فقد يحس اإلنسان ب المؤلم لفس ذ ب ذلك يلت ه، وآ ل يؤلم ذة ب ه ل اللذيذ فال يجد ل

ان /الفساد ى آ يتناول القوة العلمية والقوة العملية جميعا، آالممرور الذي يجد العسل مرا، فإنه فسد نفس إحساسه حتاءت وم {يحس به على خالف ما هو عليه للمرة التي مازجته، وآذلك من فسد باطنه، قال تعالى ا إذا ج عرآم أنه ا يشي طغي ذرهم ف رة ون ه أول م وا ب م يؤمن ا ل ارهم آم دتهم وأبص ب أفئ ون ونقل ونال يؤمن ام [ } انهم يعمه ، 109 : األنع

110 [ .

ال ] 5 : الصف [ } اغ الله قلوبهم فلما زاغوا أز { : وقال تعالى رهم { : ، وق ا بكف ه عليه ع الل ل طب ف ب ا غل ولهم قلوبن } وقة األخرى ] 155 : النساء [ ال في اآلي رهم { : ،وق ه بكف نهم الل ل لع ف ب ا غل الوا قلوبن ر [ } وق ع ] الغلف [ و . ] 88 : ةالبق جم

أغلف، وهو ذو الغالف الذي في غالف مثل األقلف، آأنهم جعلوا المانع خلقة، أي خلقت القلوب وعليها أغطية، فقال رهم { : الله تعالى ون إ { و } بل لعنهم الله بكف ال يؤمن رهم ف ا بكف ه عليه ع الل يال طب الى } ال قل ال تع ن { : ،وق نهم م وم

وا يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك ال وبهم واتبع ى قل ه عل ع الل ذين طب . ] 16 : محمد [ } أهواءهم

معهم { : ،قال ] 91 : هود [ } يا شعيب ما نفقه آثيرا مما تقول { : وآذلك قالوا و أس معهم ول را لأس } ولو علم الله فيهم خي

ذ : ألفهمهم ما سمعوه، ثم قال : أي ] 23 : األنفال [ م مع ه و أفهمه ا، ول م عليه ي ه ون { ه الحال الت م معرض وا وه } لتولوة ] 23 : األنفال [ ة، وصحة الق وة العلمي نهم صحة الق وا، فنفى ع م يعمل وا ل و فهم وا، ول م يفهم ، فقد فسدت فطرتهم فل

ال ] 44 : الفرقان [ } ن هم إلا آالأنعام بل هم أضل سبيلا أم تحسب أن أآثرهم يسمعون أو يعقلون إ { : العملية، وقال : ، وقمعون يبصرون بها ولهم آذان ال ولقد ذرأنا لجهنم آثيرا من الجن واإلنس لهم قلوب ال يفقهون بها ولهم أعين ال { يس

ق { : ، وقال ] 179 : األعراف [ } بها أولـئك آاألنعام بل هم أضل أولـئك هم الغافلون ذي ينع ومثل الذين آفروا آمثل الم ال { : ، وقال عن المنافقين ] 171 : البقرة [ } ال يعقلون بما ال يسمع إال دعاء ونداء صم بكم عمي فهم صم بكم عمي فه

. ] 18 : البقرة [ } يرجعون

ول ا أعرضوا عن السمع : ومن الناس من يق ا؛ أو لم ا عمي وا صما بكم وا بالسمع والبصر والنطق،جعل م ينتفع ا ل لمه والبصر والنطق، صا ال الل ا ق وبهم عميت وصمت وبكمت، آم ل نفس قل ذلك، ب يس آ بكم، ول روا آالصم العمي ال

دور { : تعالى ي الص ي ف وب الت ك، واألعضاء ] 46 : الحج [ } فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القل ، والقلب هو الملائ ائم، جنوده، وإذا صلح صلح س ا تسمع البه األذن الصوت آم ائر الجسد، فيبقى يسمع ب ر الجسد، وإذا فسد فسد س

وب، : والمعنى ة المحب أثيره في القلب محب تلزم ت ام يس ه الت إن الفق ا، ف ا تام ه فقه م يفق ال يفقهه، وإن فقه بعض الفقه لذي أساء وبغض المكروه، فمتى لم يحصل هذا لم يكن التصور التام حاصال فجاز نفيه ه لل ى، آقول تم ينف م ي ا ل ؛ألن م

. ، فنفى اإليمان حيث نفى من هذا الباب ) صل فإنك لم تصل ( : في صالته

ه ان إذا سمعوا آيات ادة اإليم ال الضحاك . وقد جمع الله بين وصفهم بوجل القلب إذا ذآر، وبزي ا : ق م يقين ال . زادته وقألم يأن { : وهكذا قد ذآر الله هذين األصلين في مواضع، قال تعالى . تصديقا : ن ابن عباسوع . خشية : الربيع بن أنس

وا ا ذين أوت ال عل للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذآر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا آال ل فط ن قب اب م د لكت يهم الأم ] 16 : الحديد [ } فقست قلوبهم وآثير منهم فاسقون

اني . التواضع والذل : أحدهما : والخشوع يتضمن معنيين افي : والث ين القلب المن تلزم لل ك مس ة، وذل السكون والطمأنين

ه أ ه وطمأنينت ه لل ذا؛ للقسوة، فخشوع القلب يتضمن عبوديت ذا، وه ان الخشوع في الصالة يتضمن ه ذا آ يضا؛ ولهعون { : وعن ابن عباس في قوله . التواضع والسكون ون [ } الذين هم في صلاتهم خاش ال ] 2 : المؤمن ون أذالء : ق . مخبتك، الخ : وعن علي . متواضعون : وعن مقاتل . خائفون : وعن الحسن وقتادة شوع في القلب، وأن تلين للمرء المسلم آنف

ى الصالة : وقال مجاهد . وال تلتفت يمينا وال شماال ام إل اء إذا ق ان الرجل من العلم اح، وآ غض البصر وخفض الجن . يهاب الرحمن أن يشد بصره، أو أن يحدث نفسه بشيء من أمر الدنيا

ار ن دين رو ب يس الخشوع الرآ : وعن عم ي الصالةل ة ف ه السكون وحب حسن الهيئ ن . وع والسجود، ولكن وعن اب

ا : سيرين وغيره ى السماء، وينظرون يمين آان النبي صلى اهللا عليه وسلم وأصحابه يرفعون أبصارهم في الصالة إللاتهم خ { : وشماال حتى نزلت هذه ي ص م ف ذين ه ون ال عون قد أفلح المؤمن ة } اش ون [ اآلي د ] 2، 1 : المؤمن وا بع ، فجعل

Page 10: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

هو أال تعبث بشيء : وعن عطاء . ذلك أبصارهم حيث يسجدون، وما رؤي أحد منهم بعد ذلك ينظر إال إلى األرضقلب /لو خشع ( : وأبصر النبي صلى اهللا عليه وسلم رجال يعبث بلحيته في الصالة فقال . من جسدك وأنت في الصالة

. ولفظ الخشوع ـ إن شاء الله ـ يبسط في موضع آخر . ) هذا لخشعت جوارحه

ا روي ه، آم يس في قلب ا ل ا يظهر م م يكن الرجل مرائي ب، إذا ل ه من ( : وخشوع الجسد تبع لخشوع القل وذوا بالل تعو ) خشوع النفاق ا، فه ا الهي ه ،وهو أن يرى الجسد خاشعا والقلب خالي ؤمنين بقول تبطأ الم ـ اس ـ سبحانه ـ أن { : ـ م ي أل

،فدعاهم إلى خشوع القلب لذآره وما نزل من ] 16 : الحديد [ } للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذآر الله وما نزل من الحق وبهم، وإذا آتابه، ونهاهم أن يكونوا آالذين طال عليهم األمد فقس ه وجلت قل ذين إذا ذآر الل م ال وبهم، وهؤالء ه ت قل

. تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا

ون ربه { : وآذلك قال في اآلية األخرى ذين يخش ود ال ه جل عر من م م ث الله نزل أحسن الحديث آتابا متشابها مثاني تقش . ، والذين يخشون ربهم، هم الذين إذا ذآر الله تعالى وجلت قلوبهم ] 23 : الزمر [ } تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذآر الله

ى قسمين : قيل . فخشوع القلب لذآر الله وما نزل من الحق واجب : فإن قيل ه عل اس في م، لكن الن ابق، : نع مقتصد وس

رار تحبات، والمقتصدون األب ابقون يختصون بالمس ن : فالس ن م م يك ن ل ة، وم تحقين للجن ؤمنين المس وم الم م عم هاللهم، إني أعوذ بك من ( : هؤالء، وال هؤالء، فهو ظالم لنفسه، وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم

. ) ، ودعاء ال يسمععلم ال ينفع، وقلب ال يخشع، ونفس ال تشبع الى / ال تع ر موضع، فق ي غي وع ف ة للخش وب المنافي وة القل ه قس د ذم الل ي { : وق ك فه د ذل ن بع وبكم م ت قل م قس ث

رة [ } آالحجارة أو أشد قسوة ال الزجاج . ] 74 : البق ة : ق ت في اللغ ت و : قس يت غلظ ت وعس ب، ذهاب . يبس فقسوة القل . قست وعست وعتت، أي يبست : الشديد الصالبة، وقال ابن قتيبة : والقاسي والعاسي . اللين والرحمة والخشوع منه

ر ضع ا من غي ف، ولين ر عن ا من غي وفي . فوقوة القلب المحمودة غير قسوته المذمومة، فإنه ينبغي أن يكون قوي

ا وأصفاها : األثر ا . القلوب آنية الله في أرضه، فأحبها إلى الله أصلبها وأرقه ة، بخالف م ة لين ا قوي د فإنه ذا آالي وهادة _ سبحانه _ يقسو من العقب،فإنه يابس ال لين فيه، وإن آان فيه قوة، وهو م ذآر زي ذآر وجل القلب من ذآره، ث

. وعمال اإليمان عند تالوة آتابه علما

ثم البد من التوآل على الله فيما ال يقدر عليه، ومن طاعته فيما يقدر عليه، وأصل ذلك الصالة و الزآاة فمن قام بهذه . الخمس آما أمر، لزم أن يأتي بسائر الواجبات

أن في : ، وابن عباسبل الصالة نفسها إذا فعلها آما أمر، فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، آما روي عن ابن مسعود

ه إال زدد بصالته من الل ر،لم ي ه صالته عن الفحشاء والمنك م تنه ه،فمن ل الصالة منتهى ومزدجرا عن معاصي الله : وقوله . بعدا ر من الل رك الواجب األآث ده ت ه، أبع ا فعل ا أعظم مم لم يزدد إالبعدا، إذا آان ما ترك من الواجب منه

افق، ( : آما في الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال/ الواجب األقل،وهذاأآثر مما قربه فعل تلك صالة المنه ذآر الل ا ال ي ر أربع ام فنق ي شيطان، ق تلك صالة المنافق، تلك صالة المنافق، يرقب الشمس حتى إذا آانت بين قرن

رآؤون إن الم { : ، وقد قال تعالى ) فيها إال قليال الى ي نافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصالة قاموا آس . ] 142 : النساء [ } الناس وال يذآرون الله إال قليال

ا إال إن ( : وفي السنن عن عمار، عن النبي صلىاهللا عليه وسلم أنه قال ه منه م يكتب ل العبد لينصرف من صالته ول

ا : ،وعن ابن عباس قال ) إال عشرها ( : ،حتى قال ) نصفها، إال ثلثها ت منه ا عقل م . ليس لك من صالتك إال م ذا وإن ل وهر نقص فرضه ا يجب أتي من التطوعات بم أن ي ؤمر ب وم . يؤمر بإعادة الصالة عند أآثر العلماء، لكن ي أن من ومعل

أتي ه ي ا، فإن ره به ي أم ية الت ه الخش ان يخشى الل اهرة، وآ ا الظ اطن، وأعماله وعها الب ى الصلوات بخش افظ عل حذهب _ مثل الزنا، أو السرقة، أو شرب الخمر، وغير ذلك _ بالواجبات، وال يأتي آبيرة، ومن أتى الكبائر فالبد أن ي

د . بقي أصل التصديق في قلبهما في قلبه من تلك الخشية والخشوع والنور، وإن ه عن وهذا من اإليمان الذي ينزع منلم ؤمن، وال يسرق السارق حين ( : فعل الكبيرة، آما قال النبي صلى اهللا عليه وس ي وهو م ي حين يزن ي الزان ال يزن

م إن الذين اتقوا إذ { : فإن المتقين آما وصفهم الله بقوله . ) يسرق وهو مؤمن إذا ه ذآروا ف ا مسهم طائف من الشيطان ت

Page 11: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ذآروا، فيبصرون / ،فإذا طاف بقلوبهم طائف من الشيطان ] 201 : األعراف [ } مبصرون ر . ت ن جبي ال سعيد ب هو : قه، فيدعه : وقال ليث عن مجاهد . الرجل يغضب الغضبة، فيذآر الله، فيكظم الغيظ ذآر الل ذنب، في م بال . هو الرجل يه

ال ع،ثم ق ر رج إذا أبص يئات، ف دأ الس ب مب هوة والغض رون { : والش م ال يقص ي ث ي الغ دونهم ف وانهم يم } وإخاس . وإخوان الشياطين تمدهم الشياطين في الغي، ثم ال يقصرون : أي ] 202 : األعراف [ ال اإلنس تقصر : قال ابن عب

ان التصديق . وال الشياطين تمسك عنهم، فإذا لم يبصر بقي قلبه في غي، والشيطان يمده في غيه . عن السيئات وإن آه : وهذا . وتلك الخشية والخوف، يخرج من قلبه . فذلك النور واإلبصار . في قلبه لم يكذب آما أن اإلنسان يغمض عيني

م يكن أعمى آعمى . رى شيئا، وإن لم يكن أعمى، فكذلك القلب بما يغشاه من رين الذنوب ال يبصر الحقفال ي وإن ل . الكافر

ار اب : وهكذا جاء في اآلث ل في آت ن حنب د ب ال أحم ان [ ق ي : ] اإليم ي، عن أشعث، عن الحسن، عن النب دثنا يحي ح

ال لم ق ه وس لىاهللا علي ه ( : ص زع من ه ين د إلي اب أعي إن ت ان، ف ال . ) اإليم ال : وق ن عوف،ق ي، ع دثنا يحي ال : ح قن ان : الحس ه اإليم ع راجع إن راج ذلك، ف ا دام آ ان م ه اإليم د . يجانب ال أحم ن : وق حاق، ع ي إس ن أب ة ع دثنا معاوي ح

ي ( : وقد قلت للزهري حين ذآر هذا الحديث : األوزاعي، قال ي الزاني حين يزن ون : ) وهو مؤمن ال يزن إنهم يقول : ف . وآره مسألتي عنه . فأنكر ذلك : قال ؟ فإن لم يكن مؤمنا فما هو

ال / حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن إبراهيم بن : وقال أحمد ه ق اس؛ أن ن عب مهاجر، عن مجاهد،عن ابنكم زان إ : لغلمانه رده رده، وإن من أراد منكم الباءة زوجناه،ال يزني م إن شاء أن ي ان، ف ور اإليم ه ن ه من زع الل ال ن

. شاء أن يمنعه منعه

ن : وقال أبو داود السجستاني حدثنا عبد الوهاب بن نجدة،حدثنا بقية بن الوليد، حدثنا صفوان بن عمرو، عن عبد الله برة ي هري ن أب ره ع ه أخب رمي؛ أن ة الحض ول : ربيع ان يق ه آ ه إنم : أن رة ويقلع ه م دآم، يلبس وب أح ان آث ا اإليم

لم مرسال ه وس ي صلى اهللا علي وفي حديث عن . أخرى،وآذلك رواه بإسناده عن عمر، وروى عن الحسن، عن النبإذا انقطع رجع ( : أبي هريرة مرفوع إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم ة، ف ان آالظل إذا زنى الزاني خرج منه اإليمان فك

. يبسط في موضع آخر_ إن شاء الله _ وهذا . ) إليمانإليه ا : فصـل

ه ل قول اس في صحتها، مث ازع الن د جاءت أحاديث تن ه ( : وق ذآر اسم الل م ي ال صالة إال بوضوء،وال وضوء لمن لين المسلم ) ال صالة إال بطهور ( : فهو آقوله : ،فأما األول ) عليه ه ب إن الطهور واجب في الصالة، وهذا متفق علي ين؛ ف

على الوضوء، ففي وجوبه نزاع معروف، وأآثر _ تعالى _ فإنما نفى الصالة النتفاء واجب فيها، وأما ذآر اسم الله ي ا الخرق د، اختاره روايتين عن أحم افعي، وهو إحدى ال ة، والش ي حنيف ك، وأب العلماء ال يوجبونه، وهو مذهب مال

وهو الرواية األخرى عن أحمد، اختارها أبو بكر . يجب وهو قول طائفة من أهل العلم : والثاني . وأبو محمد وغيرهماه . عبد العزيز، والقاضي أبو يعلى وأصحابه ذلك قول دارقطني، ) ال صالة لجار المسجد إال في المسجد ( : وآ رواه ال . ومنهم من يثبته آعبد الحق_ رضي الله عنه _ هو من آالم علي : فمن الناس من يضعفه مرفوعا ويقـول

ل ( : وآذلك قوله م يبيت الصيام من اللي د رواه أهل السنن ) ال صيام لمن ل ل . ق ا يصح : وقي م يصح، وإنم ه ل إن رفع

ال ي الكم ه نف د ب ه أري المستحب،فإن / موقوفا على ابن عمر أو حفصة، فليس ألحد أن يثبت لفظا عن الرسول،مع أناب والسنة، صحت هذه األلفاظ دلت قطعا على وجوب هذه األمور، فإن لم تصح فال ينقض بها أصل مستقر من الكته راد الل ى م دل عل ا ي ه ورسوله م وليس ألحد أن يحمل آالم الله ورسوله على وفق مذهبه، إن لم يتبين من آالم الل

ال ه ـ تع ول الل ة لق اء تابع أقوال العلم ا ورسوله،وإال ف ه ورسوله تابع ول الل يس ق لم ل ه وس ى ـ ورسوله صلىاهللا علي . ألقولهم

نقض األصل المعروف م يجز أن ي ى، ل فإذا آان فى وجوب شيء نزاع بين العلماء، ولفظ الشارع قد اطرد في معن

ول ولكن من الناس من ال يعرف مذاهب أهل العل . من آالم الله ورسوله بقول فيه نزاع بين العلماء م، وقد نشأ على قيس األمر ال يعرف غيره فيظنه إجماعا،آمن يظن أنه إذا ترك اإلنسان الجماعة وصلى وحده برئت ذمته إجماعا، ول

_ آذلك، بل للعلماء قوالن معروفان في إجزاء هذه الصالة، وفي مذهب أحمد فيها قوالن؛ فطائفة من قدماء أصحابه ره حكاه عنهم القاضي أبو يعلى في شر ل وغي ابن عقي أخريهم آ ذهب، ومن مت ون _ ح الم ة : يقول من صلى المكتوب

Page 12: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه ك فعلي وحده من غير عذر يسوغ له ذلك،فهو آمن صلى الظهر يوم الجمعة، فإن أمكنه أن يؤديها في جماعة بعد ذلة معروضة ه، والتوب ة بإثم ارك الجمع وء ت ر واحد من أ . ذلك، وإال باء بإثمه،آما يب ول غي ذا ق ر وه م، وأآث هل العل

. اآلثار المروية عن السلف من الصحابة والتابعين تدل على هذا

ال ه ق لم، أن ه وس ه صلىاهللا علي ا ثبت عن وا بم د احتج داء ( : وق ن سمع الن ال صالة / م ذر، ف ر ع م يجب من غي م ل ثا ث ) له ال ،وأجابوا عن حديث التفضيل بأنه في المعذور الذي تباح له الصالة وحده، آم ه ق ه أن صالة الرجل ( : بت عن

، والمراد به المعذور، آما في ) قاعدا على النصف من صالة القائم، وصالة المضطجع على النصف من صالة القاعد . أنه خرج وقد أصابهم وعك، وهم يصلون قعودا، فقال ذلك : الحديث

ك، وجوازه ولم يجوز أحد من السلف صالة التطوع مضطجعا من غير عذر، وال يعرف أن أحدا من السلف فعل ذل

ان و آ وى؛ فل ا البل م به وجه في مذهب الشافعي، وأحمد، وال يعرف لصاحبه سلف صدق، مع أن هذه المسألة مما تعى دا وعل يجـوز لكل مسلم أن يصلي التطوع على جنبه، وهو صحيح ال مرض به، آما يجوز أن يصلي التطوع قاع

ى الراحلة، لكان هذا داعي إل وة ال م مع ق ك، ث م ذل مما قد بينه الرسول صلىاهللا عليه وسلم ألمته، وآان الصحابه تعلذا مبسوط في دهم، وه م يكن مشروعا عن ه ل ى أن نهم، دل عل ه أحد م م يفعل ا ل الخير البد أن يفعل ذلك بعضهم، فلم

. موضعه

ى والمقصود هنا أنه ينبغي للمسلم أن يقدر قدر آالم ا اس إال عل لله ورسوله، بل ليس ألحد أن يحمل آالم أحد من النة أول النصوص المخالف اس يت را من الن إن آثي ما عرف أنه أراده، ال على ما يحتمله ذلك اللفظ في آالم آل أحد، ف

ذلك ا ه ب ك المحتج علي ع ذل ه دف ذا لقوله؛ يسلك مسلك من يجعل التأويل آأنه ذآر ما يحتمله اللفظ، وقصده ب لنص وهوله ه ورس ه الل ا قال ع م ل جمي أ، ب يس / خط بعض، ول ر ب اب ونكف بعض الكت ؤمن ب ا أن ن يس لن ه، فل ان ب يجب اإليم

راد ه م ع في ه اتب د أن ه يعتق ذي وافق ان النص ال إذا آ االعتناء بمراده في أحد النصين دون اآلخر بأولى من العكس، فذا هو المقصود الرسول، فكذلك النص اآلخر الذي تأوله، فيكون أص ه، وه ل مقصوده معرفة ما أراده الرسول بكالم

ا هو ى واحد، آم ا بمعن ا من يجعلهم ا، وأم اير معناهم بكل ما يجوز من تفسير وتأويل عند من يكون اصطالحه تغدهم هو التفسير ى ثا . الغالب على اصطالح المفسرين، فالتأويل عن ه معن ه ورسوله، فل ل في آالم الل ا التأوي لث وأم

. غير معناه في اصطالح المفسرين، وغير معناه في اصطالح متأخري الفقهاء واألصوليين؛ آما بسط في موضعه

الم،والدين، ان، واإلس م اإليم ة، آاس ور الواجب ماء األم مى أس ن مس وله م ه ورس اه الل ا نف ل م ا أن آ والمقصود هنالى والصالة، والصيام، والطهارة،والحج، وغير ذلك، فإنما يك ه تع ذا قول ك المسمى، ومن ه : ون لترك واجب من ذل

ا م { هم حرج ي أنفس دوا ف م ال يج نهم ث جر بي ا ش وك فيم ى يحكم ليما فال وربك ال يؤمنون حت لموا تس يت ويس ا قض } مان من ،فلما نفى اإليمان ] 65 : النساء [ ا آ اس، فمن ترآه حتى توجد هذه الغاية، دل على أن هذه الغاية فرض على الن

أهل الوعيد، لم يكن قد أتى باإليمان الواجب الذي وعد أهله بدخول الجنة بال عذاب، فإن الله إنما وعد بذلك من فعل . ما أمر به، وأما من فعل بعض الواجبات وترك بعضها، فهو معرض للوعيد

الناس،في أمر دينهم ودنياهم، في أصول دينهم / وم باتفاق المسلمين أنه يجب تحكيم الرسول في آل ما شجر بينومعل

ى { : وفروعه، وعليهم آلهم إذا حكم بشيء، أال يجدوا في أنفسهم حرجا مما حكم، ويسلموا تسليما، قال تعالى ألم تر إلروا أ الذين يزعمون أنهم آ د أم روا منوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاآموا إلى الطاغوت وق ن يكف

دون به ويريد الشيطان أن يضلهم ضالال بعيدا وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الل افقين يص ه وإلى الرسول رأيت المندودا ك ص اء [ } عن ه ] 61، 60 : النس ه { : ، وقول زل الل ا أن ى م نة،قال } إل ي الس ة وه اب والحكم ه الكت زل الل د أن وق

الى يك { : تع زل عل ا أن يكم وم ه عل ت الل روا نعم هواذآ م ب ة يعظك اب والحكم ن الكت رة [ } م م الى ] 231 : البق ال تع : ، و قى . ] 113 : النساء [ } اوأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وآان فضل الله عليك عظيم { دعاء إل واله م ل طاعة الل ذا مث ا أنزل الله يستلزم الدعاء إلى الرسول، والدعاء إلى الرسول يستلزم الدعاء إلى ما أنزله الله، وه

. والرسول، فإنهما متالزمان، فمن يطع الرسول فقد أطاع الله، ومن أطاع الله فقد أطاع الرسول

ؤمنين ومن يشاقق الرسول م { : وآذلك قوله تعالى بيل الم ا ] 115 : النساء [ } ن بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير س فإنهمر سبيل ع غي ؤمنين، وآل من اتب متالزمان؛ فكل من شاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى، فقد اتبع غير سبيل الم

Page 13: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

الهدى، فإن آان يظن أنه متبع سبيل المؤمنين وهو مخطئ، فهو بمنزلة المؤمنين فقد شاق الرسول من بعد ما تبين له . من ظن أنه متبع للرسول وهو مخطئ

الفتهم ة أن مخ وا /وهذه اآلية تدل على أن إجماع المؤمنين حجة؛من جه ا أجمع ة الرسول، وأن آل م تلزمة لمخالف مسا عليه فالبد أن يكون فيه نص عن الرسول، فكل مسألة يقطع فيها ا مم ؤمنين، فإنه ازع من الم باإلجماع وبانتفاء المن

ين اع وال . بين الله فيه الهدى، ومخالف مثل هذا اإلجماع يكفر، آما يكفر مخالف النص الب ان يظن اإلجم ا إذا آ وأماع _ أيضا _ يقطع به، فهنا قد ال يقطع ذا اإلجم ل ه ة الرسول، ومخالف مث ه الهدى من جه ين في د ال بأنها مما تب ق

ه من ر ب ا يكف ذا هو فصل الخطاب فيم ول، وه ذا الق يكفر، بل قد يكون ظن اإلجماع خطأ، والصواب في خالف ه . مخالفة اإلجماع وما ال يكفر

ة ق ؟ و اإلجماع هل هو قطعي الداللة أو ظني الدالل نهم من يطل ذا، وم ذا أو ه ات به ق اإلثب اس من يطل إن من الن ف

ؤمنين النفي لهذا ولهذا، و ازع من الم ه من يس في ه ل ا أن م يقين اع، ويعل ه من اإلجم ا يقطع ب ين م الصواب التفصيل ب . أصال، فهذا يجب القطع بأنه حق، وهذا البد أن يكون مما بين فيه الرسول الهدى، آما قد بسط هذا في موضع آخر

ن تل ل صفة م ى أن آ ة، دل عل ه إذا وصف الواجب بصفات متالزم ة أن ن جه رت وجب وم ى ظه ك الصفات مت

اع ] الصراط المستقيم [ اتباعها، وهذا مثل الذي أمرنا الله بسؤال هدايته، فإنه قد وصف بأنه اإلسالم، ووصف بأنه اتبذه األسماء يجب وم أن آل اسم من ه ة، ومعل القرآن، ووصف بأنه طاعة الله ورسوله، ووصف بأنه طريق العبودي

دلول األخرى اتباع مسماه، ومسماها آل ه م دلولها، فإن اع م . ها واحد وإن تنوعت صفاته؛ فأي صفة ظهرت وجب اتب . وأسماء آتابه، وأسماء رسوله، هي مثل أسماء دينه_ تعالى _ وآذلك أسماء الله

الى / ه تع ذلك قول وا { : وآ ا وال تفرق ه جميع ل الل موا بحب ران [ } واعتص ل ] 103 : آل عم ن : ، قي و دي ه ه ل الل حب

. جماعة المسلمين، وآل هذا حق : وقيل . طاعته وأمره : وقيل . عهده : و قيل . القرآن : وقيل . اإلسالم

ة : وآذلك إذا قلنا ه، واألم اب فالرسول موافق ل ا في الكت الكتاب، والسنة،واإلجماع، فمدلول الثالثة واحد، فإن آل ما سنه الرسول صلىاهللا مجمعة ع ذلك آل م اب، وآ ليه من حيث الجملة، فليس في المؤمنين إال من يوجب اتباع الكت

ه ال ه المسلمون، فإن ا أجمع علي ذلك آل م ك، وآ ى ذل ون مجمعون عل ه، والمؤمن عليه وسلم فالقرآن يأمر باتباعه فيه يكون إال حقا موافقا لما في الكتاب والسنة، لكن المسلمون يتلق زل علي ا الرسول فين ون دينهم آله عن الرسول، وأم

. ) أال إني أوتيت الكتاب ومثله معه ( : وحي القرآن، ووحي آخر هو الحكمة، آما قال صلىاهللا عليه وسلم

ر : وقال حسان بن عطية ه الق ا يعلم ا آم يس . آنآان جبريل ينزل على النبي صلىاهللا عليه وسلم بالسنة فيعلمه إياه فلآل ما جاءت به السنة يجب أن يكون مفسرا في القرآن، بخالف ما يقوله أهل اإلجماع، فإنه البد أن يدل عليه الكتاب

. والسنة، فإن الرسول هو الواسطة بينهم وبين الله في أمره ونهيه، وتحليله وتحريمه، والمقصود ذآر اإليمان

ي صلىاهللا ع ول النب اب ق ذا الب لمومن ه ه وس وم اآلخر ( : لي ه والي ؤمن بالل بغض األنصار رجل ي ه . ) ال ي ة ( : وقول آيه ورسوله من . ) اإليمان حب األنصار، وآية النفاق بغض األنصار ه األنصار من نصر الل ا قامت ب م م فإن من عل

ه ل . األمر/ أول م وآان محبا لله ولرسوله، أحبهم قطعا، فيكون حب ه، ومن أبغضهم ل ذي في قلب ان ال ة اإليم م عالم ه . يكن في قلبه اإليمان الذي أوجبه الله عليه

ر والفسوق ه ورسوله من الكف ه الل ذي حرم ه ورسوله من المنكر ال وآذلك من لم يكن في قلبه بغض ما يبغضه الل

م ي إن ل م يكن والعصيان، لم يكن في قلبه اإليمان الذي أوجبه الله عليه، ف كن مبغضا لشيء من المحرمات أصال، لا _ آما سنبينه إن شاء الله تعالى _ معه إيمان أصال وآذلك من ال يحب ألخيه المؤمن ما يحب لنفسه، لم يكن معه م

ان، ه من اإليم ا يجب علي نقص م ان عن شخص، فال يكون إال ل ه اإليم ى الل أوجبه الله عليه من اإليمان، فحيث نف . ن المعرضين للوعيد، ليس من المستحقين للوعد المطلقويكون م

ا ( : وآذلك قوله صلىاهللا عليه وسلم يس من ا السالح فل ا، ومن حمل علين اب، ال ) من غشنا فليس من ذا الب ه من ه ، آل

ا يقوله إال لمن ترك ما أوجب الله عليه، أو فعل ما حرمه الله ورسوله، فيكون قد ترك من اإل ه م يمان المفروض علي

Page 14: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

د المين من الوعي الى . ينفي عنه االسم ألجله، فال يكون من المؤمنين المستحقين للوعد، الس ه تع ذلك قول ون { : وآ ويقوليحكم آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك با وله ل ه ورس لمؤمنين وإذا دعوا إلى الل

وبهم م ي قل ذعنين أف ه م أتوا إلي ق ي م الح ن له ون وإن يك نهم معرض ق م نهم إذا فري افون أن بي ابوا أم يخ رض أم ارتوله يحيف الله عليه ه ورس ى الل وا إل ؤمنين إذا دع ول الم نهم أن م ورسوله بل أولئك هم الظالمون إنما آان ق يحكم بي ل

. ] 51 : 47 : النور [ } يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون

ه فهذا حك ى الل ات،ومن نف رك المحرم ات، وت اول فعل الواجب ه يتن ه ورسوله، فإن م اسم اإليمان إذا أطلق في آالم الله الوعد دون ورسوله عنه اإليمان، فالبد أن يكون قد ترك واجبا أو فعل محرما،فال يدخل في االسم الذي يستحق أهل

. الوعيد،بل يكون من أهل الوعيد

يان أولئ { : وآذلك قوله تعالى وق والعص ر والفس دون حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وآره إليكم الكف م الراش } ك ه ] 7 : الحجرات [

: ها، فجعلها ثالثة أنواعلما آانت المعاصي بعضها آفر، وبعضها ليس بكفر، فرق بين : قال محمد بن نصر المروزي

ى ا إل ا آله ه آرهه ر أن ر وال فسوق، وأخب يس بكف وع عصيان ول ر، ون يس بكف نوع منها آفر، ونوع منها فسوق ولول ا فيق يكم : المؤمنين، ولما آانت الطاعات آلها داخلة في اإليمان، وليس فيها شيء خارج عنه،لم يفرق بينه حبب إل

ه . ) حبب إليكم اإليمان ( : لطاعات؛ بل أجمل ذلك فقالاإليمان والفرائض وسائر ا ع الطاعات؛ ألن ك جمي فدخل في ذله في يهم، وزين ك إل ه حبب ذل ر أن ه أخب دين؛ ألن الل ائر الطاعات حب ت اة، وس قد حبب إلى المؤمنين الصالة والزآ

دين؛ ويك } حبب إليكم الإيمان { : قلوبهم؛ لقوله ا والفسوق،وسائر المعاصي،آراهة ت ر منه ع المعاصي؛ الكف رهون جمييهم ك إل ره ذل ه آ ر أن ه أخب لم . ألن الل ه وس ه صلىاهللا علي ول الل ول رس ك ق ن ذل اءته ( / : وم رته حسنته،وس ن س م

. ؛ألن الله حبب إلى المؤمنين الحسنات،وآره إليهم السيئات ) سيئته،فهو مؤمن

ت رك : قل ه ال يت ات معصية؛ وألن رك الطاع ات؛ ألن ت ع الطاع تلزم حب جمي يهم، يس ع المعاصي إل ه جمي وتكريهالمعاصي آلها إن لم يتلبس بضدها، فيكون محبا لضدها وهو الطاعة، إذ القلب البد له من إرادة، فإذا آان يكره الشر

اري إال والمباح بالنية الحسنة يكون . آله، فالبد أن يريد الخير يئة يكون شرا، وال يكون فعل اختي ة الس خيرا، وبالنيلم في الحديث الصحيح ه وس رحمن، ( : بإرادة؛ ولهذا قال النبي صلىاهللا علي د ال ه وعب د الل ه عب ى الل أحب األسماء إل

. ) حرب ومرة : وأصدق األسماء حارث وهمام، وأقبحها

_ ؛ ألن آل إنسان همام حارث، والحارث الكاسب العامل، والهمام الكثير الهم ) ارث وهمامأصدق األسماء ح ( : وقولهه من _ وهو مبدأ اإلرادة د ل يئا من المباحات؛ فالب إذا فعل ش اإلرادة، ف وان حساس متحرك ب وهو حيوان، وآل حي

ره، ا أن يقصد لغي ا أن يقصد لنفسه، وإم راده غاية ينتهي إليها قصده، وآل مقصود إم ان منتهى مقصوده وم إن آ فه إن إرادت ا سواه، ف ه من آل م عبادة الله وحده ال شريك له، وهو إلهه الذي يعبده ال يعبد شيئا سواه، وهو أحب إليي تنتهي إلى إرادته وجه الله، فيثاب على مباحاته التي يقصد االستعانة بها على الطاعة، آما في الصحيحين عن النب

ال صلىاهللا عليه ه ق بها صدقة ( : وسلم أن ه يحتس ى أهل ة الرجل عل ي . ) نفق ن أب ال لسعد ب ه ق ه أن وفي الصحيحين عنة ( : مرض بمكة وعاده ـ /وقاص ـ لما ى اللقم ة، حت ا درجة ورفع ه إال ازددت به إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الل

ومتي : بي موسىوقال معاذ بن جبل أل . ) ترفعها إلى في امرأتك ا أحتسب ق ومتي آم ي أحتسب ن ر . إن وم : وفي األث ن . العالم تسبيح

ار ل الكف اده، ب ؤمنين من عب ا للم ه أباحه إن الل ه؛ ف ات مباحة ل وإن آان أصل مقصوده عبادة غير الله، لم تكن الطيب

ا، وأهل الجرائم والذنوب وأهل الشهوات، يحاسبون يوم القيامة على دوه به م يعب النعم التي تنعموا بها، فلم يذآروه ولم ال له ا آ { : ويق ون بم ذاب اله زون ع اليوم تج ا ف تمتعتم به دنيا واس اتكم ال ي حي اتكم ف تم طيب ي أذهب تكبرون ف تم تس ن

عن : أي ] 8 : التكاثر [ } ثم لتسألن يومئذ عن النعيم { : ،وقال تعالى ] 20 : األحقاف [ } نتم تفسقونالأرض بغير الحق وبما آرهم ؤمنين، وأم ا للم ا أباحه ه إنم ك، والل ى ذل ه عل ه فيعاقب ه ب ه علي م الل شكره، والكافر لم يشكر على النعيم الذي أنع

ه { : ، آما قال تعالىمعها بالشكر كروا لل اآم واش ا رزقن ات م ن طيب وا م وا آل ذين آمن ا ال ا أيه رة [ } ي وفي . ] 172 : البقا، ويشرب ( : صحيح مسلم عن النبي صلىاهللا عليه وسلم أنه قال ده عليه ة فيحم د يأآل األآل إن الله ليرضى عن العب

. ) الطاعم الشاآر بمنزلة الصائم الصابر ( : وفي سنن ابن ماجه وغيره . ) شربة فيحمده عليهاال

Page 15: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

الى ] 51 : المؤمنون [ } يا أيها الرسل آلوا من الطيبات واعملوا صالحا { : وآذلك قال للرسل ال تع ة { : ، وق م بهيم ت لك أحل

ن { : ، وقال الخليل ] 1 : المائدة [ } األنعام إال ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم وارزق أهله من الثمرات من آمر وم اآلخ ه والي نهم بالل الى } م ال اهللا تع ر فأمت { : ق ن آف ير وم ئس المص ار وب ذاب الن ى ع طره إل م أض يال ث ه قل } ع

ه من . ] 126 : البقرة [ ه الل ا حرم فالخليل إنما دعا بالطيبات للمؤمنين خاصة، والله إنما أباح بهيمة األنعام لمن حرم مات ويشكر ز الصيد وهو محرم، والمؤمنون أمرهم أن يأآلوا من الطيب ذا مي الى _ وه وله ين خطاب _ سبحانه وتع ب

ه { : الناس مطلقا وخطاب المؤمنين فقال يطان إن وات الش وا خط يا أيها الناس آلوا مما في األرض حالال طيبا وال تتبعالوا لكم عدو مبين إنما يأمرآم بالسوء وا ه ق زل الل ا أن لفحشاء وأن تقولوا على الله ما ال تعلمون وإذا قيل لهم اتبعوا م

دون يئا وال يهت ون ش رة [ } بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو آان آباؤهم ال يعقل اس أن ] 170 : 168 : البق ا أذن للن ، فإنمال : يأآلوا مما في األرض بشرطين م ق ا { : أن يكون طيبا، وأن يكون حالال، ث ات م ن طيب وا م وا آل ذين آمن ا ال ا أيه ي

يك رم عل ا ح دون إنم اه تعب تم إي ه إن آن كروا لل اآم واش ه رزقن ر الل ه لغي ل ب ا أه ر وم م الخنزي دم ولح ة وال } م الميت . ] 173، 172 : البقرة [

م يكن ا سواه ل ره، فم ا ذآ يهم إال م م يحرم عل ه ل ر أن م يشترط الحل، وأخب ات ول فأذن للمؤمنين في األآل من الطيب

ا محرما على المؤمنين، و مع هذا فلم يكن أ ا ومرفوع لمان موقوف : حله بخطابه، بل آان عفوا، آما في الحديث عن س . ) الحالل ما أحله الله في آتابه، والحرام ما حرمه الله في آتابه، وما سكت عنه فهو مما عفى عنه (

دوها، إن الله فرض فرائض فال تضيعوها، وح ( وفي حديث أبي ثعلبة عن النبي صلىاهللا عليه وسلم / د حدودا فال تعت

. ) وحرم حرمات فال تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فال تبحثوا عنها

ة { : وآذلك قوله تعالى ون ميت ه إال أن يك اعم يطعم ى ط ا عل ي محرم ي إل ام [ } قل ال أجد في ما أوح ى . ] 145 : األنع نفال في سورة ذا ق التحريم عن غير المذآور،فيكون الباقي مسكوتا عن تحريمه عفوا، والتحليل إنما يكون بخطاب؛وله

وارح مك { : المائدة ـ التي أنزلت بعد هذا ـ ن الج تم م ا علم ات وم م الطيب ل لك ل أح م ق ل له اذا أح ألونك م ين يس ى } لب إلم { : قوله ل له امكم ح م وطع دة [ } اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لك وم ] 4،5 : المائ ك الي ي ذل ، فف

. أحل لهم الطيبات،وقبل هذا لم يكن محرما عليهم إال ما استثناه

اب؛ وقد ذا نسخا للكت م يكن ه ر، ول حرم النبي صلىاهللا عليه وسلم آل ذي ناب من السباع، وآل ذي مخلب من الطيولهذا قال النبي صلىاهللا عليه وسلم في . ألن الكتاب لم يحل ذلك، ولكن سكت عن تحريمه، فكان تحريمه ابتداء شرع

ة، ي ثعلب ع، وأب ي راف رهم الحديث المروي من طرق من حديث أب رة، وغي ي هري ى ( : وأب ا عل ين أحدآم متكئ ال ألفه من حالل : أريكته؛ يأتيه األمر من أمري مما أمرت به، أو نهيت عنه، فيقول دنا في بيننا وبينكم هذا القرآن، فما وج

ه ه مع اب ومثل ي أوتيت الكت اه، أال وإن رآن أو ( : وفي لفظ . ) أحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمن ل الق ه مث أال وإنه . ) حرمت آل ذي ناب من السباع/ أآثر، أال وإني اب، وأن الل ر الكت ة غي فبين أنه أنزل عليه وحي آخر وهو الحكم

ا أحل ط، إنم ذه ق م يحل ه اب ل إن الكت اب؛ ف خا للكت ك نس م يكن ذل ه ول ر بتحريم ا أخب وحي م ذا ال ي ه ه ف حرم علياآم { : ات، وقالالطيبات، وهذه ليست من الطيب ا رزقن ات م ن طيب وا م رة [ } يا أيها الذين آمنوا آل دخل . ] 172 : البق م ت فل

. هذه اآلية في العموم؛ لكنه لم يكن حرمها؛ فكانت معفوا عن تحريمها، ال مأذونا في أآلها

يا أيها الناس { : أحل لهم شيئا، وال عفا لهم عن شيء يأآلونه، بل قالوأما الكفار، فلم يأذن الله لهم في أآل شيء، وال ه . ] 168 : البقرة [ } آلوا مما في األرض حالال طيبا ة الل ه من جه فشرط فيما يأآلونه أن يكون حالال، وهو المأذون في

أذن في األآل إال للمؤمن والهم ورسوله، و الله لم ي م تكن أم ذا ل وا؛ وله م في أآل شيء إال إذا آمن أذن له م ي ه؛ فل بلم، ه وس ذي أباحه الشارع صلىاهللا علي ى التصرف ال درة عل ك الشرعي هو المق مملوآة لهم ملكا شرعيا؛ ألن المل

ة والشارع لم يبح لهم تصرفا في األموال، إال بشرط اإليمان، فكانت أموالهم على اإلباحة، فإذا قهر نهم طائف ة م طائف . قهرا يستحلونه في دينهم، وأخذوها منهم، صار هؤالء فيها آما آان أولئك

رهم ا لغي م يبحه ائم، ول م الغن اح له م أن . والمسلمون إذا استولوا عليها، فغنموها،ملكوها شرعا؛ ألن الله أب ويجوز له

ا يعاملوا الكفار فيما أخذه بعضهم من بعض بالقهر الذي يست باه /حلونه في دينهم، ويجوز أن يشتري من بعضهم م سى المسلمين ا [ من غيره؛ ألن هذا بمنزلة استيالئه على المباحات، ولهذا سمى الله ما عاد من أموالهم إل ه ] فيئ ؛ ألن الل

Page 16: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه؛ فإن : أفاءه إلى مستحقه؛ أي ى عبادت ه عل تعينون برزق ه، ويس ذين يعبدون ه ال ؤمنين ب ق رده إلى الم ق الخل ا خل ه إنم . ليعبدوه؛ وإنما خلق الرزق لهم ليستعينوا به على عبادته

ين ائم حن لم في غن ه وس ي صلىاهللا علي ول النب ة، آق يكم إال ( : ولفظ الفيء قد يتناول الغنيم ه عل اء الل ا أف ي مم يس ل ل

ا وما أفاء الل { : ، لكنه لما قال تعالى ) الخمس، والخمس مردود عليكم ل ول ن خي ه م تم علي ا أوجف نهم فم ه على رسوله مل وال : إذا أطلق في عرف الفقهاء، فهو ] الفيء [ ، صار لفظ ] 6 : الحشر [ } رآاب ما أخذ من مال الكفار بغير إيجاف خي

. رآاب، واإليجاف نوع من التحريك

ي وأما إذا فعل المؤمن ما أب ال النب يح له قاصدا للعدول عن الحرام إلى الحالل لحاجته إليه، فإنه يثاب على ذلك آما قا أجر : قالوا . ) وفي بضع أحدآم صدقة ( : صلىاهللا عليه وسلم ه فيه دنا شهوته، ويكون ل أتي أح ال ؟ يا رسول الله، ي : ق

ن . ) إذا وضعها في الحالل آان له أجر فكذلك ؟ أرأيتم لو وضعها في الحرام آان عليه وزر ( وهذا آقوله في حديث ابؤتى معصيته ( : عمر عن النبي صلىاهللا عليه وسلم قال د، . ) إن الله يحب أن يؤخذ برخصه، آما يكره أن ت رواه أحم

. وابن خزيمة في صحيحه وغيرهما

ره فعل معصيته ا يك ان رخصه، آم ه . فأخبر أن الله يحب إتي اء يروي ه ( : وبعض الفقه ؤتى عزائم ا يحب أن ت . ) آمى ا عل تعينون به ون يس ا، والمؤمن اد إليه ة العب ه لحاج ا الل ا أباحه رخص إنم ك ألن ال ديث؛ وذل ظ الح ذا لف يس ه ول

ه صدقة تصدق ( : فهو يحب األخذ بها، ألن الكريم يحب قبول إحسانه وفضله؛ آما قال في حديث القصر / عبادته؛ اللا، . ) بها عليكم، فاقبلوا صدقته ه عبث ل يفعل وألنه بها تتم عبادته وطاعته، وما ال يحتاج إليه اإلنسان من قول وعمل، ب

. ) آل آالم ابن ادم عليه ال له، إال أمرا بمعروف، أو نهيا عن منكر أو ذآر الله ( : فهذا عليه ال له، آما في الحديث

را أو ليصمت ( : عن النبي صلىاهللا عليه وسلم أنه قالوفي الصحيحين ل خي وم اآلخر فليق ه والي ؤمن بالل ان ي . ) من آه، والسكوت عن : فأمر المؤمن بأحد أمرين را من السكوت عن إما قول الخير أو الصمات؛ ولهذا آان قول الخير خي

. ] 18 : ق [ } ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد { : الشر خيرا من قوله؛ ولهذا قال الله تعالى

ال : فقال مجاهد وغيره ؟ هل يكتب جميع أقواله : وقد اختلف أهل التفسير ه في مرضه، وق ى أنين يكتبان آل شيء حتان . عكرمة ال يكتبان إال ما يؤجر عليه أو يؤزر ا يكتب ى أنهم دل عل رآن ي ال والق ه ق ع؛ فإن ول { : الجمي ن ق ظ م ا يلف } م

ى أن . ؛ فهذا يعم آل قوله ] من [ نكرة في الشرط مؤآدة بحرف وأيضا، فكونه يؤجر على قول معين أو يؤزر، يحتاج إلل ى نق ه إل ة الكاتب ب ات معرف د في إثب ه، فالب ا نهى عن ا ب . يعرف الكاتب ما أمر به وم أمور، إم و م ول وأيضا فه ق

ه . الخير، وإما بالصمات ه، فإن ذا علي ان ه ر، آ يس بخي ذي ل ول ال ى فضول الق مات إل فإذا عدل عما أمر به من الصلم /يكون مكروها، والمكروه ينقصه؛ ولهذا قال ه ( : النبي صلىاهللا عليه وس ا ال يعني ه م ن إسالم المرء ترآ . ) من حس

تحقا فإذا خاض فيما ال يعنيه، ن ه مس ه، أن يكون ا هو علي قص من حسن إسالمه، فكان هذا عليه، إذ ليس من شرط م . لعذاب جهنم وغضب الله، بل نقص قدره ودرجته عليه

ن مما أمر به، فما يعمل أحد إال عليه أو له، فإن آا . ] 286 : البقرة [ } لها ما آسبت وعليها ما اآتسبت { : ولهذا قال تعالى

دره . آان له نقص ق ه ي و أن ه ول ان علي ه . وإال آ ا حدث ب ه عم ا الل د عف ط، لكن ق ة ال تسكن ق ا الحرآ نفس طبعه واله دخل في األمر والنهي وا ب إذا عمل ه، ف وا ب ه أو يعمل وا ب م يتكلم ى . المؤمنون أنفسهم ما ل ره إل د آ ه ق ان الل إذا آ ف

ع المعاصي، وهو ؤمنين جمي اق الم م يعارضه ضد باتف ع الطاعات، إذا ل ذي يقتضي جمي ان ال يهم اإليم د حبب إل قك، والطاعة من ى فعل الطاعة ويقتضي ذل دعو إل ي القلب ي ذي ف ان ال ي أن اإليم ازع ف ة ال تن إن المرجئ اس، ف الن

ة تلزم الطاع ل يس ازع، ه ا تن ه، لكنه ه ونتائج ار ؟ ثمرات ه مع ة، فل ى الطاع دعو إل ان ي ه وإن آ نفس فإن ن ال ض م . والشيطان، فإذا آان قد آره إلى المؤمنين المعارض، آان المقتضى للطاعة سالما عن هذا المعارض

تعينون ذين يس ان ال وأيضا،فإذا آرهوا جميع السيئات لم يبق إال حسنات أو مباحات، والمباحات لم تبح إال ألهل اإليم

شيئا أن يستعين به على آفر، وال فسوق، وال عصيان؛ ولهذا لعن النبي بها على الطاعات، وإال فالله لم يبح قط ألحداربها صلى ا لعن ش ا يصير عصيرا يمكن أن / والعاصر . اهللا عليه وسلم عاصر الخمر ومعتصرها، آم يعصر عنب

ى معصية ينتفع به في المباح، لكن لما علم أن قصد العاصر أن يجعلها خمرا، لم يكن له أن يعينه بما جنسه م اح عل با ه م اح ل ى معصيته، وال أب ة العاصي عل بح إعان م ي ه ل ك؛ ألن الل ى ذل لم عل ه وس ي صلىاهللا علي ه النب الله، بل لعن

Page 17: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ى الطاعات . يستعين به في المعصية م ال . فال تكون مباحات لهم إال إذا استعانوا بها عل يئات أنه اء الس زم من انتف فيله يفعلون إال الحسنات؛ ولهذا د أن يشتغل بطاعة الل ا، فالب ل ( : وفي الحديث الصحيح . آان من ترك المعاصي آله آ

ا ا أو موبقه ه فمعتقه ائع نفس د أن ) الناس يغدوا، فب يئات، والب بغض الس د أن ي د أن يحب الحسنات، والب المؤمن الب ف في بعض األمور ليس آذلك آان ناقص اإليمان، يسره فعل الحسنة، ويسوؤه فعل السيئة، و متى قدر أن

د أن يكون والمؤمن قد تصدر منه السيئة فيتوب منها، أو يأتي بحسنات تمحوها، أو يبتلى ببالء يكفرها عنه ولكن الب

م ة آارها لها؛ فإن الله أخبر أنه حبب إلى المؤمنين اإليمان، وآره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، فمن ل ره الثالث يكا، وهو : الفاسق يكرهها تدينا، فيقال : ولكن محمد ابن نصر يقول . لم يكن منهم ه حرمه د أن دين إن أريد بذلك أنه يعتق

د عدم من . يحب دينه، وهذه من جملته، فهو يكرهها ان ق ا، آ ة له ه آراه يس في قلب ال، ول ه مجم وإن آان يحب دينمن رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع ( : حديث الصحيحاإليمان بقدر ذلك، آما في ال . ) فبقلبه، وذلك أضعف اإليمان

انه ( : _صحيح مسلم _ وفي الحديث اآلخر الذي في الصحيح أيضا / دهم بلس فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاه

. ) ن، وليس وراء ذلك من اإليمان مثقال حبة من خردلفهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤم

واب ه الث ذي يستحق ب ان ال ه من اإليم م يكن في ه، ل ه الل ا يكره ة م ه آراه م يكن في ه . فعلم أن القلب إذا ل من [ : وقولق، أي : أي ] اإليمان ان المطل ا هو : من هذا اإليمان، و هو اإليم ثالث م ذه ال يس وراء ه ة ل در حب ان، وال ق من اإليمق : والمعنى . خردل م يب ك ل م يفعل ذل ه من ل هذا آخر حدود اإليمان، ما بقى بعد هذا من اإليمان شيء، ليس مراده أن

. معه من اإليمان شيء، بل لفظ الحديث إنما يدل على المعنى األول في لفظ الكفر والنفاق: فصـل

اق [ و ] الكفر [ ومن هذا الباب لفظ ه ] النف افقون، آقول ه المن د اآلخرة، دخل في ردا في وعي الكفر إذا ذآر مف ن { : ، ف ومرين ن الخاس رة م ي اآلخ و ف ه وه بط عمل دة [ } يكفر باإليمان فقد ح ه ] 5 : المائ ه وآ { : ،وقول ه ومالئكت ر بالل ن يكف ه وم تب

دا الال بعي ل ض د ض ر فق وم اآلخ له والي اء [ } ورس ه ] 136 : النس ولى { : ، وقول ذب وت ذي آ قى ال ا الأش لاها إل ا يص } لا آلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها { : ، وقوله ] 16، 15 : الليل [ ا م ذبنا وقلن ذير فك ا ن د جاءن ى ق الوا بل ذير ق أتكم ن ألم ي

ر لال آبي ك [ } نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ض ه ] 9، 8 : المل ى إذا { : ، وقول را حت نم زم ى جه روا إل ذين آف يق ال وسالوا ؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكجا ذا ق ومكم ه اء ي ذرونكم لق م وين

رين بلى ولكن حقت آلمة العذاب على الكافرين قيل ادخلوا ، 71 : الزمر [ } أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبه ] 72 وى ل { : ، وقول نم مث ي جه يس ف اءه أل ا ج الحق لم ذب ب ذبا أو آ ه آ ى الل رى عل ن افت م مم ن أظل افرينوم } لك

وت [ ه ] 68 : العنكب م { : ، وقول ال رب ل ى ق ة أعم وم القيام ره ي نكا ونحش ة ض ه معيش إن ل ري ف ن ذآ رض ع ن أع ومؤمن حشرتني أعمى وقد آنت بصيرا قال آذلك أتتك آياتنا فنسيتها وآذلك اليوم م ي رف ول تنسى وآذلك نجزي من أس

ي { / : ، وقوله ] 127 : 124 : طه [ } بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى رآين ف اب والمش ل الكت ن أه روا م ذين آف إن ال . ، وأمثال هذه النصوص آثير في القرآن ] 6 : البينة [ } ولئك هم شر البريةنار جهنم خالدين فيها أ

ار ا الكف دخل فيه ا ي يء، آم ان ش ن اإليم م م يس معه ار ل اطن آف ي الب م ف ذين ه افقون ال ا المن دخل فيه ا ي ذه آله فه

. الله بذلك في آتابه المظهرون للكفر، بل المنافقون في الدرك األسفل من النار، آما أخبر

افرين، ين في صفة الك ثم قد يقرن الكفر بالنفاق في مواضع، ففي أول البقرة ذآر أربع آيات في صفة المؤمنين، وآيت، ] 140 : النساء [ } إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا { : وبضع عشرة آية في صفة المنافقين، فقال تعالى

ورا يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نورآم قيل ارجعوا ور { : وقال وا ن م فالتمس ى } اءآ إلن { : قوله ا م ة ول نكم فدي ذ م ير فاليوم لا يؤخ ئس المص اآم وب ي مول ار ه أواآم الن روا م ذين آف د [ } ال ، ] 15 : 13 : الحدية [ في سورتين } يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم { : وقال ال ] 9 : ، التحريم 73 : التوب ى أ { : ، وق ر إل م ت ل

. ] 11 : الحشر [ اآلية } الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين آفروا

Page 18: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

الى ] المشرآين [ وآذلك لفظ ه تع ا في قول ل الخمس؛ آم رن بالمل د يق ط، وق اب فق رن بأهل الكت د يق وا { : ق ذين آمن إن اليء صابئين والنصارى والمجوس والذين أشرآوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الل والذين هادوا وال ل ش ى آ ه عل

] 17 : الحج [ } شهيد

اب وال { : واألول آقوله ل الكت ن أه ة لم يكن الذين آفروا م أتيهم البين ى ت ين حت رآين منفك ة [ } مش ه ] 1 : البين إن { : ، وقولر البر م ش ك ه ا أولئ دين فيه نم خال ار جه ي ن رآين ف اب والمش ل الكت ن أه روا م ذين آف ةال ة [ } ي ه ] 6 : البين ، وقول

الىت وا { : ع دوا وإن تول د اهت لموا فق إن أس لمتم ف ين أأس اب واألمي وا الكت ذين أوت ل لل بالغ وق ك ال ا علي آل [ } فإنمتاب أو األميين، وآل أمة لم تكن وليس أحد بعد مبعث محمد صلىاهللا عليه وسلم إال من الذين أوتوا الك . ] 20 : عمران

رهم من د والسودان وغي األميين من العرب ومن الخزر والصقالبة والهن من الذين أوتوا الكتاب فهم من األميين؛ آ . األمم الذين ال آتاب لهم، فهؤالء آلهم أميون، والرسول مبعوث إليهم آما بعث إلى األميين من العرب

ى أن من دان } ين أوتوا الكتابوقل للذ { : وقوله ـ وهو إنما يخاطب الموجودين في زمانه بعد النسخ والتبديل ـ يدل عل

ديل، بدين اليهود والنصارى، فهو من الذين أوتوا الكتاب، ال يختص هذا اللفظ بمن آانوا متمسكين به قبل النسخ والتبرهم إذا وال فرق بين أوالدهم وأوالد غيرهم، فإن أوالده ذلك غي اب، فك وا الكت م إذا آانوا بعد النسخ والتبديل ممن أوت

اب { : آانوا آلهم آفارا، وقد جعلهم الذين أوتوا الكتاب بقوله وا الكت ذين أوت ران [ } وقل لل ،وهو ال يخاطب ] 20 : آل عميتناول هؤالء ] 5 : المائدة [ } وطعام الذين أوتوا الكتاب { : بذلك إال من بلغته رسالته، ال من مات؛ فدل ذلك على أن قوله

د في ة، وهو المنصوص عن أحم ي حنيف ك، وأب آلهم، آما هو مذهب الجمهور من السلف والخلف،وهو مذهب مالنساؤهم وذبائحهم، آما هو أنهم تباح : عامة أجوبته، لم يختلف آالمه إال في نصارى بني تغلب، وآخر الروايتين عنه

. قول جمهور الصحابة م : وقوله في الرواية األخرى/ ال تباح ـ متابعة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ـ لم يكن ألجل النسب، بل لكونهم ل

ل ك ألج ابعين ظن أن ذل ن بعض الت وه، ولك ر ونح ن شرب الخم تهونه م ا يش اب إال فيم ل الكت ن أه ي دي دخلوا ف يان أحد النس ب،آما نقل عن عطاء، وقال به الشافعي ومن وافقه من أصحاب أحمد، وفرعوا على ذلك فروعا، آمن آ

أ أبويه آتابيا واآلخر ليس بكتابي ونحو ذلك، حتى ال يوجد في طائفة من آتب أصحاب أحمد إال هذا القول، وهو خط . هذا البتة آما قد بسط في موضعهعلى مذهبه، مخالف لنصوصه، لم يعلق الحكم بالنسب في مثل

ه ] المشرآين [ ولفظ ل قول ردا في مث ؤمن { : يذآر مف ى ي رآات حت وا المش رة [ } وال تنكح اول أهل ] 221 : البق ، وهل يتن

اب ف ؟ الكت لف والخل هوران للس والن مش ه ق الوا . في ذين ق ال : وال ن ق نهم م م، م ا تع ر : بأنه ابن عم ة، آ ي محكم هول . والجمهور الذين يبيحون نكاح الكتابيات؛ آما ذآره الله في آية المائدة، وهي متأخرة عن هذه نسخ : ومنهم من يق

بل هو مخصوص لم يرد باللفظ العام، وقد أنزل الله ـ تعالى ـ بعد صلح : ومنهم من يقول . منها تحريم نكاح الكتابياتال ] 10 : الممتحنة [ } ولا تمسكوا بعصم الكوافر { : قوله الحديبية ان : ، وهذا قد يق مة من آ ا نهى عن التمسك بالعص إنم

. متزوجا آافرة، ولم يكونوا حينئذ متزوجين إال بمشرآة وثنية، فلم يدخل في ذلك الكتابيات في لفظ الصالح والشهيد والصديق : فصـل

ل ] الصديق [ و ] الشهيد [ و ] الصالح [ وآذلك لفظ الى في حق الخلي ال تع ره { : ، يذآر مفردا؛ فيتناول النبيين، ق اه أج وآتينالحين ن الص آخرة لم ي ال ه ف دنيا وإن ي ال وت [ } ف ال ] 27 : العنكب دن { : ، وق ي ال اه ف ن وآتين رة لم ي اآلخ ه ف نة وإن يا حس

توفني { : ،وقال يوسف ] 83 : الشعراء [ } رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين { : ،وقال الخليل ] 122 : النحل [ } الصالحينالحين ي بالص لما وألحقن ف [ } مس ـان ] 101 : يوس ـال سليم الحين { : ، وق ادك الص ي عب ك ف ي برحمت وأدخلن

ون في آخر ] 19 : النمل [ } انوا يقول ا آ ى صحته لم لم في الحديث الصحيح المتفق عل ه وس ي صلىاهللا علي ،وقال النبوم السالم على الله قبل عباده، السالم على فالن ـ فقال لنا رسول : صالتهم لم ذات ي ه وس ه صلى اهللا علي ه ( : الل إن الل

ة : هو السالم، فإذا قعد أحدآم في الصالة، فليقل ي ورحم ا النب ات، السالم عليك أيه ه، والصلوات، والطيب التحيات لله في السماء و د صالح لل ا أصابت آل عب إذا قاله ه الصالحين، ف اد الل ى عب ) األرضالله وبرآاته، السالم علينا وعل

ديث ذآر . الح د ي الى ] الصالح [ وق ه تع ره، آقول ع غي ديقين { : م ين والص ن النبي يهم م ه عل م الل ذين أنع ع ال ـئك م فأولاده القائم بحقو : الصالح : قال الزجاج وغيره . ] 69 : النساء [ } والشهداء والصالحين وق عب ه وحق ] الصالح [ ولفظ . ق الل

ه، /خالف الفاسد؛ اد، فاستوت سريرته وعالنيت ه شيء من الفس م يكن في ره، فل ع أم ذي أصلح جمي و ال فإذا أطلق فه

Page 19: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

م ين ومن دونه اول النبي ذا يتن ى ] الصديق [ ولفظ . وأقواله وأعماله على ما يرضى ربه، وه ا عل ا معطوف د جعل هن قواذآر في { ، ] 41 : مريم [ } واذآر في الكتاب إبراهيم إنه آان صديقا نبيا { : وقد وصف به النبيين في مثل قولهالنبيين،

. ] 56 : مريم [ } الكتاب إدريس إنه آان صديقا نبيا

ا { : قرين الصديق والصالح، وقد قال ، قد جعل هنا ] الشهيد [ وآذلك م ل وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهه . ] 69 : الزمر [ } يظلمون ا في قول ة آله ه األم اس وصفت ب ى الن طا { : ولما قيدت الشهادة عل ة وس اآم أم ذلك جعلن وآ

هيدا لتك يكم ش ول عل ون الرس اس ويك ى الن هداء عل وا ش رة [ } ون اس، ] 143 : البق ى الن هادة عل دة بالش هادة مقي ذه ش ، فهه ] 13 : النور [ } لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء { : آالشهادة المذآورة في قوله هد { : ،وقول الكم واستش هيدين من رج } وا ش

. ] 140 : آل عمران [ } ويتخذ منكم شهداء { : وليست هذه الشهادة المطلقة في اآليتين، بل ذلك آقوله . ] 282 : البقرة [

في لفظ المعصية والفسوق والكفر: فصـــل

ن { : ،فإذا أطلقت المعصية لله ورسوله دخل فيها الكفر والفسوق،آقوله ] الكفر [ و ] الفسوق [ و ] المعصية [ وآذلك لفظ ومدا ا أب دين فيه نم خال ار جه ه ن إن ل وله ف ه ورس ص الل الى ] 23 : الجن [ } يع ال تع م { : ، وق ات ربه دوا بآي اد جح ك ع وتل

ذيب ] 59 : هود [ } سله واتبعوا أمر آل جبار عنيدوعصوا ر ودا معصية تك أنهم عصوا ه أطلق معصيتهم للرسل ب ، فال يء { : لجنس الرسل، فكانت المعصية لجنس الرسل آمعصية من ق ن ش ه م زل الل ا ن ا م ذبنا وقلن ك [ } فك ، ] 9 : المل

ولى { : من آذب وتولى، قال تعالى ومعصية ذب وت ل [ } لا يصلاها إلا الأشقى الذي آ الخبر، : ، أي ] 16، 15 : اللي آذب بروا ا أم وهم فيم روا، ويطيع ا أخب ق أن يصدقوا الرسل فيم ال في . وتولي عن طاعة األمر، وإنما على الخل ذلك ق وآ

ون ذب { : فرع ى فك ات [ } وعص افر ] 21 : النازع نس الك ن ج ال ع ولى { : ، وق ذب وت ن آ لى ولك ا ص دق ول ا ص } فلا . فالتكذيب للخبر، والتولي عن األمر . ] 32، 31 : القيامة [ روا، وطاعتهم فيم ا أخب ان تصديق الرسل فيم ا اإليم وإنم

. ] 16، 15 : المزمل [ } ا أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسولآم { : أمروا، ومنه قوله

رآن، ] التولي [ ولفظ ذآور في مواضع من الق ه /ـ بمعنى التولي عن الطاعة ـ م أس { : آقول ي ب وم أول ى ق تدعون إل ساتلونهم أو ي ديد تق ذبكم ش ل يع ن قب وليتم م ا ت وا آم نا وإن تتول را حس ه أج ؤتكم الل وا ي إن تطيع لمون ف اس ذابا أليم } ع

ق ] 16 : الفتح [ ، وذمه ـ في غير موضع من القـرآن ـ من تولى، دليل على وجوب طاعة الله ورسوله وأن األمر المطله يق ل قول ق المعصية في مث ذم بمطل ق ال ا عل ون { : تضى وجوب الطاعة، وذم المتولى عن الطاعة؛ آم فعصى فرع

زآؤه { : لم يذآر في القرآن إال في وعيد الكفار؛ ولهذا قال ] التأبيد [ إن : وقد قيل . } الرسول دا فج ا متعم ومن يقتل مؤمنن { : وقال فيمن يجور في المواريث . ] 93 : النساء [ } هنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ج وم

ذاب م ه ع ا ول دا فيه ارا خال ين يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ن د المعصية بتعدي . ] 14 : النساء [ } ه ا قي فهنالى ] 121 : طه [ } وعصى آدم ربه فغوى { : حدوده، فلم يذآرها مطلقة، وقال ال تع ى { : ، فهي معصية خاصة، وق حت

ا ون إذا فشلتم وتنازعتم في األمر وعصيتم من بعد م ا تحب م م ران [ } أراآ ة ] 152 : آل عم أخبر عن معصية واقع ، فد انتصروا، رهم، وإن رأوا المسلمين ق معينة، وهي معصية الرماة للنبي صلى اهللا عليه وسلم؛ حيث أمرهم بلزوم ثغ

ن ل م زمين، وأقب ار منه ا رأوا الكف أمرهم لم رهم ي ل أمي ر، وجع ذا األم نهم ه ن عصى م ى فعصى م نهم عل ل م أقبيان { : وآذلك قوله . المغانم وق والعص ر والفس يكم الكف ك ثالث مراتب ] 7 : الحجرات [ } وآره إل ال . ، جعل ذل د ق : وق

روف { ي مع ة [ } ولا يعصينك ف ذا فسرت بالنياحة، ق ] 12 : الممتحن د المعصية؛ وله ك ، فقي اس، وروي ذل ن عب ه اب اللم . مرفوعا ن أس د ب ال زي ا، وال يخدشن : وآذلك ق دعن ويل ال / ال ي د ق ا، وق ا،وال ينشرن شعرا، وال يشققن ثوب وجهليمان الدمشقي : بعضهم و س ه أب ا قال ه آم ام . هو جميع ما يأمرهم به الرسول من شرائع اإلسالم وأدلت ة ع ولفظ اآلي

ل . ي معروفأنهن ال يعصينه ف ا قي ذا آم ر، لكن ه أمر بمنك ة : ومعصيته ال تكون إال في معروف؛ فإنه ال ي ه دالل فيإنما ( : على أن طاعة أولي األمر إنما تلزم في المعروف، آما ثبت في الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال

،وهو ال يدعو إال ] 24 : األنفال [ } له وللرسول إذا دعاآم لما يحييكماستجيبوا ل { : ، ونظير هذا قوله ) الطاعة في المعروفولا تكرهوا { : والتقييد هنا ال مفهوم له؛ فإنه ال يقع دعاء لغير ذلك، وال أمر بغير معروف، وهذا آقوله تعالى . إلى ذلك

اء إن أردن ى البغ اتكم عل نا فتي ور [ } تحص راه ] 33 : الن ع اإلآ ردن تحصنا، امتن م ي إنهن إذا ل ان . ، ف ذا بي ي ه ن ف ولكا { : الوصف المناسب للحكم، ومنه قوله تعالى ه ل ه إن د رب ابه عن ا حس ه فإنم ه ب ان ل ومن يدع مع الله إلها آخر لا بره

. ] 61 : البقرة [ } ويقتلون النبيين بغير { : ، وقوله ] 117 : المؤمنون [ } الكافرون يفلح

Page 20: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

اة ول من النح ول من يق ذا يق الصفات في : فالتقييد في جميع هذا للبيان واإليضاح، ال إلخراج في وصف آخر؛ ولهرات ي النك ارف للتوضيح ال للتخصيص، وف ى تخصيص، المع اج إل ي ال تحت ارف الت ي المع ي ف للتخصيص، يعن

ى [ } سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى { : آقوله ه ] 2، 1 : األعل ذي { : ، وقول ي ال ي األم ول النب ون الرس ذين يتبع الل يجدونه مكتوبا عندهم في وراة واإلنجي ه ] 157 : األعراف [ } الت رحيم { : ، وقول ـن ال المين الرحم ه رب الع د لل } الحم

ر . ] 3، 2 : الفاتحة [ ى الكف د عطف المعصية عل ذا فق ا، ومع ه والصفات في النكرات إذا تميزت تكون للتوضيح أيض ، ومعلوم أن الفاسق عاص أيض ] 7 : الحجرات [ } آره إليكم الكفر والفسوق والعصيانو { : والفسوق في قوله

في ظلم النفس : فصــل

الى ] ظلم النفس [ ومن هذا الباب ال تع د نفسه، ق م العب ا ظل ذنوب، فإنه ع ال اول جمي اء { : فإنه إذا أطلق تن ن أنب ك م ذل

نهم آ الق ن دون رى نقصه عليك منها قآئم وحصيد وما ظلمناهم ولـكن ظلموا أنفسهم فما أغنت ع دعون م ي ي تهم الت لهالى ] 101، 100 : هود [ } الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غيرتتبيب ا { : ، وقال تع ه ي ال موسى لقوم وإذ ق

نفس ] 54 : البقرة [ } قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذآم العجل فتوبوا إلى بارئكم ل ال ال في قت ت نفسي { : ،وق ي ظلم رب إني اغفر ل صال [ } ف يس ] 16 : قص ت بلق المين { : ، وقال ه رب الع ليمان لل ع س لمت م ي وأس ت نفس ي ظلم } رب إن

ل [ الم ـ ] 44 : النم ه الس ال آدم ـ علي ونن م { : ،وق ا لنك ا وترحمن ر لن م تغف نا وإن ل ا أنفس ا ظلمن رينربن } ن الخاسراف [ الى . ] 23 : األع ه تع ذنوب، آقول بعض ال رن ب د يق م ق هم { : ث وا أنفس ة أو ظلم وا فاحش ذين إذا فعل آل [ } وال

. ] 110 : النساء [ } ه يجد الله غفورا رحيماومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الل { : ، وقوله ] 135 : عمران

الى ] الظلم [ وأما لفظ ال تع ذنوب، ق ائر ال انوا { : المطلق، فيدخل فيه الكفر وس ا آ م وم وا وأزواجه ذين ظلم روا ال احشراط ال ى ص دوهم إل ه فاه ن دون الل دون م ئولون يعب م مس وهم إنه يم وقف افات [ } جح ن . ] 24 : 22 : الص ر ب ال عم ق

اس . وهذا ثابت عن عمر، وروي ذلك عنه مرفوعا . ونظراؤهم : الخطاب ن عب ال اب ذلك ق باههم : وآ ال . وأش ذلك ق وآر، : قتادة والكلبي م؛ فأهل الخمر مع أهل الخم ل عمله ا آل من عمل بمث ا مع أهل الزن وعن الضحاك . وأهل الزن

. ] 7 : التكوير [ } وإذا النفوس زوجت { : قرناؤهم من الشياطين؛ آل آافر معه شيطانه في سلسلة، وهذا آقوله : ومقاتلك حين يكون : ن عباسقال اب . الفاجر مع الفاجر، والصالح مع الصالح : قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وذل

ود، والنصراني مع النصارى : وقال الحسن وقتادة . الناس أزواجا ثالثة يعته؛ اليهودي مع اليه . ألحق آل امرئ بشا : وقال الربيع بن خثيم لم لم ه وس يحشر المرء مع صاحب عمله، وهذا آما ثبت في الصحيح عن النبي صلى اهللا علي

ا ( : ، وقال ) المرء مع من أحب ( : لقوم ولما يلحق بهم، قالالرجل يحب ا : قيل له األرواح جنود مجندة؛ فما تعارف منه . ) المرء على دين خليله،فلينظر أحدآم من يخالل ( : وقال . ) ائتلف، وما تناآر منها اختلف

ه راده، آقول ابه أف ريم أن { : وزوج الشيء نظيره، وسمى الصنف زوجا؛ لتش ل زوج آ ن آ ا م ا فيه ، ] 7 : الشعراء [ } بتن

ر واحد من المفسرين . ] 49 : الذاريات [ } ومن آل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذآرون { : وقال وعين : قال غي صنفين ونين ل وا : مختلف ر، واللي ماء واألرض، والشمس والقم تاء والصيف، الس ل، والش ر والبحر، والسهل والجب ار، والب لنه

ة،والحلو ور والظلم ى، والن ذآر واألنث ل، وال قاوة،والحق والباط عادة والش ان، والس ر واإليم س، والكف ن واإلن والجك، باه ذل ر، وأش ذآرون { /والم م ت د } لعلك الق األزواج واح ون أن خ ه يحش . فتعلم راد أن يس الم اتهم ول م زوج ر معه

امرأة فرعون افرا، آ ل آ اجرا، ب ا ف د يكون زوجه رأة الصالحة ق د تكون . مطلقا؛ فإن الم ذلك الرجل الصالح، ق وآذا وم األزواج؛ وله امرأته فاجرة، بل آافرة، آامرأة نوح ولوط، لكن إذا آانت المرأة على دين زوجها، دخلت في عم

. رآاتوأزواجهم المش : قال الحسن البصري

ة ه سياق اآلي دم آالم المفسرين . فال ريب أن هذه اآلية تناولت الكفار، آما دل علي د تق اة مع : وق ا الزن دخل فيه ه ي أنل : وآذلك األثر المروي . الزناة، وأهل الخمر مع أهل الخمر ة قي وم القيام ان ي ة وأعوانهم : إذا آ ن الظلم ال ؟ أي : ـ أو ق

ر واحد من السلف . ن في توابيت من نار، ثم يقذف بهم في الناروأشباههم ـ فيجمعو ال غي ة من : وقد ق أعوان الظلمابهم من أعوانهم : أعانهم، ولو أنهم الق لهم دواة،أو برى لهم قلما، ومنهم من آان يقول ل من يغسل ثي : وأعوانهم . ب

دوان من هم من أزواجهم المذآورين في اآلية؛ فإن المعين على البر م والع ى اإلث ين عل ك، والمع والتقوى من أهل ذلالى ال تع ك، ق ل ذل ا { : أه ل منه ه آف ن ل يئة يك فاعة س فع ش ن يش ا وم يب منه ه نص ن ل نة يك فاعة حس فع ش ن يش } م

ه ش ] 85 : النساء [ ره، فيصير مع ين غي ذي يع افع ال ة ،والش نة بإعان فاعة الحس ذا فسرت الش ان وترا؛وله د أن آ فعا بعليمان ـ و س ر، وأب ن جري ك اب ا ذآر ذل ؤمنين ـ آم المؤمنين على الجهاد، والشفاعة السيئة بإعانة الكفار على قتال الم

Page 21: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ا، ه نفع ال الحسن و /وفسرت الشفاعة الحسنة بشفاعة اإلنسان لإلنسان ليجتلب ل ا ق الء ـ آم د، أو يخلصه من ب مجاهع الضر عمن . وقتادة وابن زيد ع، ودف ع من يستحق النف فالشفاعة الحسنة إعانة على خير يحبه الله ورسوله، من نف

م اإلنسان، أو . يستحق دفع الضرر عنه ا ظل ي فيه والشفاعة السيئة إعانته على ما يكرهه الله ورسوله، آالشفاعة التذي يستحقه يهم، وفسرت الشفاعة وفسرت الش . منع اإلحسان ال دعاء عل يئة بال ؤمنين، والس دعاء للم فاعة الحسنة بال

ه ا أن يعين ق إم ده من الخل ه، إذ المشفوع عن الحسنة باإلصالح بين اثنين، وآل هذا صحيح، فالشافع زوج المشفوع لدوان م وع ى إث ه عل ا أن يعين وى، وإم ر وتق ى ب اه ط . عل لم إذا أت ه وس لى اهللا علي ي ص ان النب ة،قال وآ ب حاج ال

. ) اشفعوا تؤجروا،ويقضي الله على لسان نبيه ماشاء ( : ألصحابه

ا ل فيه ك، وإن قي ا { : وتمام الكالم يبين أن اآلية ـ وإن تناولت الظالم الذي ظلم بكفره ـ فهي أيضا متناولة مادون ذل ومتعس عبد الدينار، تعس ( : ح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال،فقد ثبت في الصحي ] 22 : الصافات [ } آانوا يعبدون

ه . ) عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس وإذا شيك فال انتقش وثبت عنه في الصحيح أنإال ( : وفي لفظ . ) ك، أنا آنزكأنا مال : ما من صاحب آنز إال جعل له آنزه يوم القيامة شجاعا أقرع، يأخذ بلهزمته ( : قال

، وقرأ رسول الله صلى اهللا عليه وسلم هذه ) مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع،يفر منه وهو يتبعه،حتى يطوقه في عنقهرع، م ( : ،وفي حديث آخر ] 180 : آل عمران [ } سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة { : اآلية ة شجاعا أق وم القيام ه ي ل ل ث

ه، /هذا مالك الذي آنت تبخل به، : يتبع صاحبه حيثما ذهب، وهو يفر منه ده في في ه، أدخل ي فإذا رأى أنه البد له منال ت . ) فال يزال يتبعه، فيلقمه يده فيقضمها، ثم يلقمه سائر جسده ( : وفي رواية . ) فيقضمها آما يقضم الفحل الى وقد ق ع

حمى عليها في والذين يكنزون الذهب والفضة وال ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم ي { : في اآلية األخرىزون نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هـذا ما آ تم تكن ا آن ة [ } نزتم ألنفسكم فذوقوا م . ] 35، 34 : التوب

ه إال أحمى ( : وقد ثبت في الصحيح وغيره، عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ؤدي زآات ما من صاحب آنز ال يم الل اه،حتى يحك داره خمسين عليه في نار جهنم، فيجعل صفائح،فيكوى بها جبينه وجنب ان مق وم آ اده في ي ين عب ه ب

ار ى الن ا إل ة وإم ى الجن ا إل بيله إم رى س ي ذر . ) ألف سنة مما تعدون، ثم ي انزين برضف ( : وفي حديث أب بشر الكه، يحمى عليها في نار جهنم، فتوضع على حلمة ثدي أحدهم ، حتى يخرج من نغض آتفيه، ويوضع على نغض آتفي

ا في . ) ثدييه، يتزلزل وتكوى الجباه والجنوب والظهور حتى يلتقي الحر في أجوافهم حتى يخرج من حلمة ذا آم وها . القرآن، ويدل على أنه بعد دخول النار، فيكون هذا لمن دخل النار ممن فعل به ذلك أولا في الموقف ذا الظالم لم فه

ذا من أهل الشرك منع الزآاة يحشر مع أشباهه، وماله الذي صار عبدا له من دون م يكن ه ه، وإن ل ه، فيعذب ب اللار ( : األآبر الذين يخلدون في النار؛ ولهذا قال في آخر الحديث ى الن ا إل ة، وإم ى الجن د . ) ثم يرى سبيله إما إل ذا بع فه

. تعذيبه خمسين ألف سنة مما تعدون، ثم يدخل الجنة

ر دون : قال ابن عباس وأصحابه . ) النمل/شرك في هذه األمة أخفى من دبيبال ( : وقد قال النبي صلى اهللا عليه وسلم آفه ـ . آفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق ا سنذآره ـ إن شاء الل ره، آم ل وغي وآذلك قال أهل السنة آأحمد بن حنب

ا { : وقد قال الله تعالى انهم أرباب ارهم ورهب ذوا أحب ـها اتخ دوا إل روا إال ليعب ا أم ريم وم ن م يح اب ه والمس ن دون الل مل رواه . ] 31 : التوبة [ } واحدا ال إلـه إال هو سبحانه عما يشرآون وفي حديث عدي بن حاتم ـ وهو حديث حسن طوي

ال أحمد والترمذي وغيرهما ـ وآان ة، ق رأ اآلي لم ، وهو نصراني فسمعه يق ه وس ي صلى اهللا علي ى النب دم عل د ق : قه ( : قال . إنا لسنا نعبدهم : فقلت له ه فتحلون ا حرم الل ون م ال ) ! ؟ أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحل : فقلت : ق

ا : ريوآذلك قال أبو البخت . ) فتلك عبادتهم ( : قال . بلى ه م دوهم من دون الل أما إنهم لم يصلوا لهم، ولو أمروهم أن يعب . أطاعوهم، ولكن أمروهم، فجعلوا حالل الله حرامه، وحرامه حالله، فأطاعوهم،فكانت تلك الربوبية

ال ؟ آيف آانت تلك الربوبية في بني إسرائيل : قلت ألبي العالية : وقال الربيع بن أنس م وجدوا آانت : ق ة أنه الربوبي

ا : في آتاب الله ما أمروا به ونهوا عنه،فقالوا ه انتهين ا عن ا نهون ه ائتمرنا،وم ا ب ا أمرون ا بشيء، فم ن نسبق أحبارن لاهم . لقولهم ادتهم إي لم أن عب ه وس ي صلى اهللا علي ين النب فاستنصحوا الرجال، ونبذوا آتاب الله وراء ظهورهم، فقد ب

ل ا ي تحلي ت ف ادة آان ذه عب ن دون الله،فه وهم م م، ودع اموا له م، وص لوا له م ص الل؛ ال أنه ريم الح رام وتح لحه ك شرك بقول ه أن ذل لم،وقد ذآر الل ه وس ي صلى اهللا علي ا النب د بينه و { : للرجال،وتلك عبادة لألموال،وق ه إال ه ال إل

ن { : يدخل في قوله /، فهذا من الظلم الذي } سبحانه عما يشرآون دون م احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما آانوا يعبإنكم وما تعبدون من دون { : فإن هؤالء والذين أمروهم بهذا هم جميعا معذبون، وقال . ] 23، 22 : الصافات [ } دون الله

ن ا واردون الله حصب جه تم له اء [ } م أن د ويطاع في . ] 98 : األنبي ه ألن يعب د مع آراهت ذا من عب ا يخرج من ه وإنم . } مبعدون { معصية الله، فهم الذين سبقت لهم الحسنى، آالمسيح والعزير وغيرهما، فأولئك

Page 22: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

وآذلك من ! ؟ لوعيد، ولو لم يأمر بذلك، فكيف إذا أمروأما من رضي بأن يعبد ويطاع في معصية الله، فهو مستحق ل

م ا، وه ون أتباع د يكون م، وق ون رؤساء له د يكون م ق إن أزواجه م؛ ف ذا من أزواجه ه، وه ر الل أمر غيره بأن يعبد غيا احشروا الذين ظ { : أزواج وأشباه لتشابههم في الدين، وسياق اآلية يدل على ذلك؛ فإنه سبحانه قال م وم وا وأزواجه لم

يم راط الجح ى ص دوهم إل ه فاه ن دون الل دون م انوا يعب اس . } آ ن عب ال اب وهم : ق ه . دل ال الضحاك مثل ن . وق ال اب وقدن، قودوهم آما يقود الهادي لمن يهديه؛ ولهذا تسمى األعناق الهوادي؛ أل : والمعنى . قدموهم : آيسان ائر الب نها تقود س

وادي وحش اله ل ال رون { . وتسمى أوائ ا تناص م ل ا لك ئولون م م مس وهم إنه تم : أي ] 25، 24 : الصافات [ } وقف ا آن آما بل هم اليوم مستسلمون وأقبل بعضهم على بع { تتناصرون في الدنيا على الباطل تم تأتونن م آن ض يتساءلون قالوا إنك

اغ ا ط تم قوم ل آن لطان ب ن س يكم م ا عن اليمين قالوا بل لم تكونوا مؤمنين وما آان لنا عل ا إن ول ربن ا ق ق علين ين فحا إنا آنا غاوين فإنهم يومئذ في العذاب مشترآون إنا آذلك نفعل بالمجرمين إنهم لذائقون فأغويناآم م ل آانوا إذا قيل له

. ] 36 : 26 : الصافات [ } جنون إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتارآوا آلهتنا لشاعر م

ت { : وقال تعالى ة لعن ت أم ا دخل ار آلم ي الن س ف ى إذا قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن واإلن ا حت أختهـكن ال ادارآوا فيها جميعا قالت أخراهم عف ول ل ض ال لك ار ق ن الن عفا م ألوالهم ربنا هـؤالء أضلونا فآتهم عذابا ض

تم تك ا آن ذاب بم بون تعلمون وقالت أوالهم ألخراهم فما آان لكم علينا من فضل فذوقوا الع ، ] 39، 38 : األعراف [ } ستم م { : وقال تعالى ل أن ا فه ن وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا آنا لكم تبع يبا م ا نص ون عن غن

ل فيه ا آ تكبروا إن ذين اس ال ال ار ق اد الن ين العب م ب د حك ه ق افر [ } ا إن الل الى ] 48، 47 : غ ال تع رى إذ { : ، وق و ت ولذ عفوا لل ذين استض ول ال ول يق ض الق ى بع هم إل ا الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعض تكبروا لول ا ين اس تم لكن أن

اءآم ب د إذ ج دى بع ذين مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناآم عن اله ال ال رمين وق تم مج ل آنا رأوا استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنها ة لم روا الندام دادا وأس ه أن ل ل ه ونجع ر إذ تأمروننا أن نكفر بالل

. ] 33 : 31 : سبأ [ } العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين آفروا هل يجزون إلا ما آانوا يعملون

ة ياق اآلي ي س ه ف تكبرون { : وقول ه يس ا الل ه إل ا إل م ل ل له انوا إذا قي م آ اول /، ] 35 : الصافات [ } إنه ا تتن ب أنه وال ريال إله : األصغر واألآبر، وتتناول ـ أيضا ـ من استكبر عما أمره الله به من طاعته، فإن ذلك من تحقيق قول : الشرآين

ه إال الله؛ فإن اإلله هو المستحق للعبادة، فكل ما يعبد به الله فهو من تمام تأله العباد له،فمن استكبر عن بعض عبادتول م يحقق ق ام : سامعا مطيعا في ذلك لغيره، ل ذا المق ه،في ه ه إال الل انهم . ال إل ارهم ورهب ذين اتخذوا أحب وهؤالء ال

: في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله ـ يكونون على وجهينأربابا ـ حيث أطاعوهم

دهما ل : أح ا أح ريم م ه، وتح رم الل ا ح ل م دون تحلي ديل، فيعتق ى التب ونهم عل ه فيتبع ن الل دلوا دي م ب وا أنه أن يعلمه ور ه الل د جعل ر، وق ذا آف ن الرسل، فه وا الله،اتباعا لرؤسائهم، مع علمهم أنهم خالفوا دي م يكون سوله شرآا ـ وإن ل

ك، ه ذل ا قال د م دين، واعتق ه خالف ال ه أن يصلون لهم ويسجدون لهم ـ فكان من اتبع غيره في خالف الدين ـ مع علم . دون ما قاله الله ورسوله ـ مشرآا مثل هؤالء

ا يفعل أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحالل وتحليل الحرام ثابتا، لكنهم : والثاني ه، آم أطاعوهم في معصية الل

المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاص، فهؤالء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب، آما ثبت في الصحيح ا أحب أو ( : ،وقال ) إنما الطاعة في المعروف ( : عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال لم السمع والطاعة فيم ى المس عل

ره ؤمر بمعصيةآ م ي ا ل ال/، ) ، م الق ( : وق ي معصية الخ وق ف ة لمخل ال ) ال طاع ال ( : ، وق ه ف رآم بمعصية الل ن أم م . ) تطيعوه

ثم ذلك المحرم للحالل والمحلل للحرام،إن آان مجتهدا قصده اتباع الرسول،لكن خفي عليه الحق في نفس األمر، وقد

ه اتقى الله ما استطاع ـ فهذا ال ه رب ذي أطاع ب اده ال ى اجته ه عل ذا . يؤاخذه الله بخطئه، بل يثيب م أن ه ولكن من عله ذي ذم ذا الشرك ال خطأ فيما جاء به الرسول، ثم اتبعه على خطئه، وعدل عن قول الرسول ـ فهذا له نصيب من ه

لرسول، فهذا شرك يستحق صاحبه الله، السيما إن اتبع في ذلك هواه، ونصره باللسان واليد، مع علمه بأنه مخالف ل . العقوبة عليه

Page 23: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ادر د للق ازعوا في جواز التقلي ا تن ه، وإنم د أحد في خالف ولهذا اتفق العلماء على أنه إذا عرف الحق ال يجوز له تقليين ن اإلسالم حق وهو ب على االستدالل، وإن آان عاجزا عن إظهار الحق الذي يعلمه، فهذا يكون آمن عرف أن دي

ره ال ه، وهؤالء آالنجاشي وغي ه في . نصارى، فإذا فعل ما يقدر عليه من الحق، ال يؤاخذ بما عجز عن زل الل د أن وقالى ه تع ه، آقول ات من آتاب يهم { : هؤالء آي زل إل آ أن يكم وم زل إل ا أن ه وم ؤمن بالل ن ي اب لم ل الكت ن أه آل [ } وإن م

دلون { : ، وقوله ] 199 : عمران ه يع الحق وب دون ب ة يه ه ] 159 : األعراف [ } ومن قوم موسى أم ى { : ، وقول زل إل ا أن م . ] 83 : المائدة [ } الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق

د فعل ى التفصيل، وق اد في / وأما إن آان المتبع للمجتهد عاجزا عن معرفة الحق عل ه من االجته ه مثل در علي ا يق م

انه،من . التقليد ـ فهذا ال يؤاخذ إن أخطأ، آما في القبلة ده ولس وأما إن قلد شخصا دون نظيره بمجرد هواه، ونصره بيه صالحا غير علم أن معه الحق ـ فهذا من أهل ال م يكن عمل ان متبوعه مصيبا، ل ة، وإن آ ان متبوعه . جاهلي وإن آ

ار ده من الن وأ مقع أ فليتب د أخطأ، وإن أخط وهؤالء من . مخطئا، آان آثما، آمن قال في القرآن برأيه، فإن أصاب فقة والخمي درهم والقطيف دينار وال د ال د، ومن جنس عب ه الوعي دم في ا أحب جنس مانع الزآاة الذي تق ك لم إن ذل صة، ف

ه دا ل ه، صار عب ه وطاعت ادة الل د . المال حبا منعه عن عب م من الوعي ه شرك أصغر، وله ذلك هؤالء، فيكون في وآى . ) إن يسير الرياء شرك ( : وفي الحديث . بحسب ذلك وهذا مبسوط عند النصوص التي فيها إطالق الكفر والشرك عل

. آثير من الذنوب

ظ والمق به، آلف ل بحس ا، وآ ه أيض ا دون اول م ل يتن الكفر، ب ر، وال يختص ب اول الكف ق يتن م المطل ا أن الظل صود هنن ] المعصية [ و ] الخطيئة [ و ] الذنب [ ه ب د الل ا في الصحيحين عن عب ر والفسوق والعصيان، آم اول الكف ذا يتن ، فإن ه

ال ؟ ثم أي : قلت . ) أن تجعل لله ندا وهو خلقك ( : قال ؟ ميا رسول الله،أي الذنب أعظ : قلت : مسعود قال ل ( : ق م أن تقت ثالى ) ثم أن تزاني بحليلة جارك ( : قال ؟ ثم أي : قلت . ) ولدك خشية أن يطعم معك ه تع ع { : ، فأنزل الل دعون م ا ي ذين ل وال

ه ا الله إلها آخر ولا يقتلو اعف ل ا يض ق أثام ك يل وم ن النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذل ذاب ي لعدل ا ك يب الحا فأولئ ا ص ل عمل ن وعم اب وآم ن ت ا م ا إل ورا القيامة ويخلد فيه مهان ه غف ان الل نات وآ يئاتهم حس ه س لل

. ] 71 : 68 : الفرقان [ } رحيما ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا

ان عذاب ك فهذا الوعيد بتمامه على الثالثة، ولكل عمل قسط منه؛ فلو أشرك ولم يقتل ولم يزن، آ ى . ه دون ذل و زن وله ا في قول ا { : وقتل ولم يشرك، آان له من هذا العذاب نصيب، آم دا فيه نم خال زآؤه جه دا فج ا متعم ل مؤمن ن يقت وم

د [ إن لفظ : وقد قيل . ] أبدا [ : ذآرولم ي . ] 93 : النساء [ } وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما م يجئ إال ] التأبي لي { : مع الكفر، وقال الله تعالى ى ليتن ا ويلت بيلا ي ول س ع الرس ذت م م ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخ ل

ذولا أتخذ فلانا خليلا ل ان خ يطان للإنس ان [ } قد أضلني عن الذآر بعد إذ جاءني وآان الش فال ريب أن . ] 29 : 27 : الفرقا . هذا يتناول الكافر الذي لم يؤمن بالرسول اول م وسبب نزول اآلية آان في ذلك،فإن الظلم المطلق يتناول ذلك، ويتن

الى . دونه بحسبه ال تع ا ق اء { : فمن خال مخلوقا في خالف أمر الله ورسوله، آان له من هذا الوعيد نصيب، آم الأخلين ا المتق الى ] 67 : الزخرف [ } يومئذ بعضهم لبعض عدو إل ال تع ذ { : ، وق ن ال وا م ذين اتبع رأ ال وا ورأوا إذ تب ين اتبع

. ] 166 : البقرة [ } العذاب وتقطعت بهم األسباب

ه : حدثنا الليث،عن مجاهد : قال الفضيل بن عياض ر الل واد؛ . هي المودات التي آانت بينهم لغي ة تحاب وت إن المخال فال ذا ق ه ( : وله ن خليل ى دي رء عل إن المت ) الم ع أحدهما ، ف إذا اتب ا يحب اآلخر بحسب الحب، ف ابين يحب أحدهما م ح

ى أن ينتهي ك إل ا بحسب ذل ال / صاحبه على محبته ما يبغضه الله ورسوله، نقص من دينهم ر، ق ى الشرك األآب إل . ] 165 : البقرة [ } والذين آمنوا أشد حبا للهومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم آحب الله { : تعالى

م والشرك يهم من الظل والذين قدموا محبة المال الذي آنزوه، والمخلوق الذي اتبعوه، على محبة الله ورسوله، آان ف

يس عد : يقول الله تعالى ( : بحسب ذلك، فلهذا ألزمهم محبوبهم، آما في الحديث ا أل نكم م ي آل رجل م ي أن أول ال منول : وقد ثبت في الصحيح . ) آان يتواله في الدنيا د الشمس ( : يق ان يعب دون؛ فمن آ انوا يعب ا آ ى م وم إل ذهب آل ق لي

ر ود عزي . الشمس، ومن آان يعبد القمر القمر، ومن آان يعبد الطواغيت الطواغيت، ويمثل للنصارى المسيح، ولليهه ـ فهؤالء أهل ) م ما آانوا يعبدون، وتبقى هذه األمة فيها منافقوهافيتبع آل قو ذا الحديث ـ إن شاء الل ، آما سيأتي ه

ذابا . الشرك األآبر ذبون ع ه، فأولئك يع وأما عبيد المال الذين آنزوه، وعبيد الرجال الذين أطاعوهم في معاصي اللة ا في عرصات القيام ه دون عذاب أولئك المشرآين، إم ه عذب ب يئا دون الل نم، ومن أحب ش ا في جه ال . ، وإم وق

Page 24: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ة { : تعالى ه وال خل ع في وم ال بي أتي ي ل أن ي ن قب اآم م ا رزقن وا مم وا أنفق م يا أيها الذين آمن افرون ه فاعة والك وال شفـالكفر المطلق هو الظلم المطلق؛ ولهذا ال شفيع ألهله يوم القيامة آما نفي الشفاعة في هذه . ] 254 : ةالبقر [ } الظالمون

فيع ي { : اآلية، وفي قوله ا ش يم ول ن حم المين م ا للظ اظمين م اجر آ دى الحن اع ي وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب ل م ط علالوا { : ، وقال ] 19، 18 : غافر [ } خائنة الأعين وما تخفي الصدور ون ق يس أجمع ود إبل اوون وجن م والغ ا ه فكبكبوا فيه

ويك ين إذ نس لال مب ي ض ا لف ه إن آن مون تالل ا يختص م فيه ن وه ا م ا لن ون فم ا المجرم لنا إل ا أض المين وم رب الع م ب . ] 102 : 94 : الشعراء [ } شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا آرة فنكون من المؤمنين

ل لم يريدوا به أنهم جعلو } إذ نسويكم { : وقوله ي آدم، وال نق ه أحد من بن م يقل ذا ل إن ه هم مساوين لله من آل وجه، ف

الوا م ق ار أنه وم قط من الكف ائلين : عن ق ى المجوس ـ الق اثالن، حت ان متم ه خالق الم ل ذا الع ور : باألصلين [ إن ه النة شريرة تستح ] والظلمة وا ـ متفقون على أن النور خير يستحق أن يعبد ويحمد، وأن الظلم ن، واختلف ذم وتلع : ق أن ت

. على قولين، وبكل حال لم يجعلوها مثل النور من آل وجه ؟ هل الظلمة محدثة أو قديمة

أن رين ب وآذلك مشرآو العرب،آانوا متفقين على أن أربابهم لم تشارك الله في خلق السموات واألرض، بل آانوا مقالى الله وحده خلق السموات واألرض وما بينهما، ه تع ن { : آما أخبر الله عنهم بذلك في غير آية،آقول ألتهم م ئن س ول

در خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون الله يبسط ا اده ويق لرزق لمن يشاء من عبد ه إن الله بكل شيء عليم ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بل ل الحم ه ق ولن الل ا ليق د موته ع

ون ا يعقل رهم ل ل أآث ه ب وت [ } لل ا ] 63 : 61 : العنكب ال تع ولن { : لى، وق أرض ليق ماوات وال ق الس ن خل ألتهم م ئن س ولدر خلقهن العزيز العليم الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتد اء بق ماء م ن الس ون والذي نزل م

ك ن الفل ى فأنشرنا به بلدة ميتا آذلك تخرجون والذي خلق الأزواج آلها وجعل لكم م تووا عل ون لتس ا ترآب ام م والأنعا ظهوره ثم تذآروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه و ى ربن ا إل رنين وإن ه مق ا ل ا آن ذا وم ا ه خر لن ذي س تقولوا سبحان ال

. وهذه الصفات من آالم الله ـ تعالى ـ ليست من تمام جوابهم . ] 14 : 9 : الزخرف [ } لمنقلبون

ا { : وقال تعالى بع قل لمن الأرض ومن فيه ماوات الس ن رب الس ل م ذآرون ق ا ت ل أفل ه ق يقولون لل ون س تم تعلم إن آنه يقولون لل ات } ورب العرش العظيم س ون [ اآلي الى ] 87 : 84 : المؤمن ال تع ذاب { : ، وق اآم ع تكم إن أت ل أرأي ه أو ق الل

رآون أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن آنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إلي ا تش ون م اء وتنس } ه إن شه ] 41، 40األنعام [ رآون أ { : ، وآذلك قول ا يش ر أم ه خي اء آلل ماء م ن الس م م زل لك أرض وأن ماوات وال ق الس ن خل م

وم م ق ل ه ه ب ع الل ه م جرها أإل وا ش م أن تنبت رارا فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما آان لك أرض ق ل ال ن جع دلون أم يعه : أي ! ؟ ] 61 : 59 : النمل [ } خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع اللهوجعل أإله مع الل

راد : سرين ومن قال من المف . وهذا استفهام إنكار، وهم مقرون بأنه لم يفعل هذا إله آخر مع الله ؟ فعل هذا هل : إن المالى ؟ مع الله إله آخر ال تع ا ق ة { : فقد غلط؛ فإنهم آانوا يجعلون مع الله آلهة أخرى، آم ه آله ع الل هدون أن م نكم لتش أئ

] 19 : األنعام [ } أخرى قل ال أشهد

] 101 : هود [ } تهم التي يدعون من دون الله من شيءفما أغنت عنهم آله { : وقال تعالى

] 5 : ص [ } أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب { : وقال تعالى عنهم

ق شيء، ق السموات واألرض، وال خل ه في خل فعاء وآانوا معترفين بأن آلهتهم لم تشارك الل انوا يتخذونهم ش ل آ بالى ال تع ا ق ائط، آم ه { : ووس د الل فعاؤنا عن ـؤالء ش ون ه نفعهم ويقول رهم وال ي ا ال يض ه م ن دون الل دون م } ويعب

ا إن { : وقال تعالى . وهذه الصفات من آالم اهللا تعالى، ليست من تمام جوابهم ] 18 : يونس [ ن فيه أرض وم ن ال ل لم قبع ورب { ] 85 : المؤمنون [ } سيقولون لله قل أفلا تذآرون { ] 84 : المؤمنون [ } آنتم تعلمون ماوات الس ن رب الس ل م ق

. اآليات ] 87 : المؤمنون [ } سيقولون هللا { ] 86 : المؤمنون [ } العرش العظيم

ادقين { : وقال تعالى تم ص دعون إن آن ه ت ام [ } قل أرأيتكم إن أتاآم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الل ل { ] 40 : األنع ب . ] 41 : األنعام [ } تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشرآون إياه تدعون فيكشف ما

Page 25: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به { ] 59 : النمل [ } آلله خير أما يشرآون { : وآذلك قولهأمن جعل الأرض قرارا { ] 60 : النمل [ } حدائق ذات بهجة ما آان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون

ين البح ل ب ه وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجع اجزا أإل ذا : أي . ] 61 : النمل [ } رين ح ه مع اهللا فعل ه ؟ أإل . وهذا استفهام إنكار وهم مقرون بأنه لم يفعل هذا إله آخر مع اهللا

ا ؟ هل مع اهللا إله آخر : ومن قال من المفسرين إن المراد ة أخرى آم ون مع اهللا آله انوا يجعل إنهم آ ط، ف د غل ال فق ق

الى . ] 19 : األنعام [ } بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى قل ال أشهد { : تعالى نهم { : وقال تع ت ع ا أغن هم فم أنفسنهم . ] 101 : هود [ } آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء يء { : وقال تعالى ع ذا لش دا إن ه ا واح ة إله ل الآله أجع

. ] 5 : ص [ } عجاب

فعاء انوا يتخذونهم ش ل آ ق شيء، ب ق السموات واألرض وال خل م تشارك اهللا في خل تهم ل أن آله رفين ب وآانوا معته ويعبدون م { : ووسائط آما قال تعالى د الل فعاؤنا عن ـؤالء ش ونس [ } ن دون الله ما ال يضرهم وال ينفعهم ويقولون ه : ي

ون { : وقال عن صاحب يس . ] 18 ه ترجع ي وإلي ذي فطرن د ال ي ال أعب ه { ] 22 : يس [ } وما ل ن دون ذ م ة إن أأتخ آلهذون يئا وال ينق الى . ] 23 : يس [ } يردن الرحمن بضر ال تغن عني شفاعتهم ش ال تع افون أن { : وق ذين يخ ه ال ذر ب وأن

الله الذي خلق السماوات والأرض { : وقال تعالى . ] 51 : األنعام [ } يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي وال شفيع . ] 4 : السجدة [ } ا تتذآرونوما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفل

أرض و { : وقال ي ال ا ف ماوات ول ي الس ال ذرة ف ون مثق ا يملك ن قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله ل ا م م فيهم ا له م

] 22 : سبأ [ } شرك وما له منهم من ظهير ره ] 23 : سبأ [ } ه إلا لمن أذن لهولا تنفع الشفاعة عند { ه المشرآون فنفي أن يكون لغي ق ب ا يتعل فنفي عما سواه آل م

الى ال تع ا ق رب آم : ملك أو قسط من الملك أو يكون عونا هللا ولم يبق إال الشفاعة، فبين أنها ال تنفع إال لمن أذن له ال . ] 255 : البقرة [ } إال بإذنهمن ذا الذي يشفع عنده {

ي { : وقال . ] 28 : األنبياء [ } ولا يشفعون إلا لمن ارتضى { : وقال تعالى عن المالئكة ا تغن ماوات ل وآم من ملك في الس

. ] 26 [ } الله لمن يشاء ويرضى شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن

ه . التي يظنها المشرآون، هي منتفية يوم القيامة آما نفاها القرآن ] الشفاعة [ فهذه وأما ما أخبر به النبي صلى اهللا عليا ( : فأخبر . وسلم أنه يكون دأ بالشفاعة أول ده ال يب ه ويحم إذا . أنه يأتي فيسجد لرب ا ف د يفتحه ه بمحام د رب سجد وحمدخلهم : فيقول . أي محمد ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعط واشفع تشفع : عليه، يقال له دا في ه ح أي رب أمتي فيحد ل

ة : وآذلك في الثانية وآذلك في الثالثة وقال له أبو هريرة . الجنة ال ؟ من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيام ال : ق : من ق . ) ال إله إال اهللا خالصا من قلبه

إذن اهللا ] الشفاعة [ فتلك ذي . هي ألهل اإلخالص بإذن اهللا ليست لمن أشرك باهللا وال تكون إال ب ه أن اهللا هو ال وحقيقت

ه ال ب ذلك وين ه ب ه أن يشفع ليكرم ذي أذن ل افع ال م بواسطة دعاء الش يتفضل على أهل اإلخالص والتوحيد فيغفر لهم، دعو له م وي دنيا يستسقي له ان في ال ا آ المقام المحمود الذي يغبطه به األولون واآلخرون صلى اهللا عليه وسلم آم

. وتلك شفاعة منه لهم فكان اهللا يجيب دعاءه وشفاعته

ه : ] فالظلم ثالثة أنواع [ وإذا آان آذلك اس بعضهم بع . فالظلم الذي هو شرك ال شفاعة في م الن ه من وظل د في ا ال ب ضر د يغف ا ق وم من الظالم آم د يعطى المظل ا ولكن ق فاعة وال غيره وم ال بش إعطاء المظلوم حقه، ال يسقط حق المظل

. لظالم نفسه بالشفاعة

ه . فالظالم المطلق ما له من شفيع مطاع وأما الموحد فلم يكن ظالما مطلقا بل هو موحد مع ظلمه لنفسه وهذا إنما نفعد : ومقصود القرآن ينفي الشفاعة نفي الشرك وهو . الحقيقة إخالصه هللا فبه صار من أهل الشفاعة في دا ال يعب أن أح

ى أحد ه أن يتوآل عل يس ل ا، فل فاعة وال غيره إال اهللا وال يدعو غيره وال يسأل غيره وال يتوآل على غيره ال في ش . في أن يرزقه وإن آان اهللا يأتيه برزقه بأسباب

Page 26: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه بأسباب من ه ويرحم ر ل ان اهللا يغف آذلك ليس له أن يتوآل على غير اهللا في أن يغفر له ويرحمه في اآلخرة وإن آشفاعة وغيرها فالشفاعة التي نفاها القرآن مطلقا، ما آان فيها شرك وتلك منتفية مطلقا، ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في

ين الرسول صلى اهللا ع د ب د مواضع وتلك ق د واإلخالص فهي من التوحي ا ال تكون إال ألهل التوحي لم أنه ه وس , لي . ومستحقها أهل التوحيد

ا : وأما الظلم المقيد فقد يختص بظلم اإلنسان نفسه وظلم الناس بعضهم بعضا آقول آدم عليه السالم وحواء ا ظلمن ربن

الى ه تع ي، وقول ي ظلمت نفس ول موسى رب إن نا وق ه و { : أنفس روا الل هم ذآ وا أنفس ة أو ظلم وا فاحش ذين إذا فعل ال . ] 135 : آل عمران [ } فاستغفروا لذنوبهم

وا لكن قول آدم وموسى إخبار عن واقع ال عموم فيه وذلك قد عرف وهللا الحمد أنه ليس آفرا وأما قوله والذين إذا فعل

اب اهللا . لموا أنفسهمفاحشة أو ظ اب ت فهو نكرة في سياق الشرط يعم آل ما فيه ظلم اإلنسان نفسه وهو إذا أشرك ثم ت . عليه

ذين اب ال ا الكت م أورثن الى ث ال تع ر أو صغير مع اإلطالق وق وقد تقدم أن ظلم اإلنسان لنفسه يدخل فيه آل ذنب آبي

دخل اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقت ره فال ي رون بغي م لنفسه مق ذا ظل صد ومنهم سابق بالخيرات فهة ذه اآلي ا أنزلت ه ه لم م { فيه الشرك األآبر وفي الصحيحين عن ابن مسعود أن انهم بظل وا إيم م يلبس وا ول ذين آمن } ال

ه : وقالواشق ذلك على أصحاب النبي صلى اهللا عليه وسلم . ] 82 : األنعام [ ي صلى اهللا علي أينا لم يظلم نفسه فقال النب . ) إنما هو الشرك ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح إن الشرك لظلم عظيم ( : وسلم

م نفسه داء إال لمن يظل والذين شق ذلك عليهم ظنوا أن الظلم المشروط هو ظلم العبد نفسه وأنه ال يكون األمن واالهت

ذ فال فشق ذلك عليه الى وحينئ اب اهللا تع م في آت ى أن الشرك ظل م عل ا دله م م لم له ه وس ي صلى اهللا علي م فبين النبا داء آم ان من أهل األمن واالهت ه آ يحصل األمن واالهتداء إال لمن لم يلبس إيمانه بهذا الظلم ومن لم يلبس إيمانه ب

ذا ال آان من أهل االصطفاء في قوله ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفين دخلونها وه ات عدن ي ه جن ى قول ا إل ا من عبادنالى ال تع ال ذرة { : ينفي أن يؤاخذ أحدهم بظلم نفسه إذا لم يتب آما ق ل مثق ن يعم ره وم را ي ال ذرة خي ل مثق ن يعم فم

ه من يعمل { : وقال تعالى ] 8 : 7الزلزلة [ } شرا يره ز ب ي صلى اهللا ] 123 : النساء [ } سوءا يج و بكر النب د سأل أب وقيا أبا بكر ألست تنصب ألست تحزن ألست تصيبك ( : عليه وسلم عن ذلك فقال يا رسول اهللا وأينا لم يعمل سوءا فقال

. ) الألواء فذلك ما تجزون به

ه فبين أن المؤمن الذي إذا تاب دخل الجنة قد ي ا في الصحيحين عن جزى بسيئاته في الدنيا بالمصائب التي تصيبه آمل ( : صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ا أخرى ومث ارة وتميله ا ت اح تقومه ا الري زرع تفيئه مثل المؤمن آمثل الخامة من ال

. ) المنافق آمثل شجرة األرز ال تزال ثابتة على أصلها حتى يكون انجعافها مرة واحدة م وال حزن وال ( : في الصحيحين عنه صلى اهللا عليه وسلم أنه قالو ا يصيب المؤمن من وصب وال نصب وال ه م

. ) غم وال أذى حتى الشوآة يشاآها إال آفر اهللا بها من خطاياه

ون ثم األمثل فاألمثل األنبياء ثم الصالح : أي الناس أشد بالء قال : قلت يا رسول اهللا ( : وفي حديث سعد بن أبي وقاصيبتلى الرجل على حسب دينه فإن آان في دينه صالبة زيد في بالئه وإن آان في دينه رقة خفف عنه وال يزال البالء

ة ه خطيئ يس علي ى األرض ول ى يمشي عل المؤمن حت ال . ) ب ا وق د والترمذي غيرهم المرض حطة يحط : رواه أحم . يابسة ورقهاالخطايا عن صاحبه آما تحط الشجرة ال

لم من م يس واألحاديث في هذا الباب آثيرة فمن سلم من أجناس الظلم الثالثة آان له األمن التام واالهتداء التام ومن ل

. ظلمه نفسه آان له األمن واالهتداء مطلقا بمعنى أنه البد أن يدخل الجنة آما وعد بذلك في اآلية األخرى

ا وقد هداه إلى الصراط المستقي داء بحسب م ه من نقص األمن واالهت ة ويحصل ل ى الجن ه إل ه في م الذي تكون عاقبتم يشرك الشرك ا هو الشرك إن من ل ه إنم لم بقول ه وس نقص من إيمانه بظلمه نفسه وليس مراد النبي صلى اهللا علي

Page 27: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ين أ رآن تب رة مع نصوص الق ه الكثي إن أحاديث ام؛ ف داء الت ام الهت ائر معرضون األآبر يكون له األمن الت ن أهل الكبم ذين أنع للخوف لم يحصل لهم األمن التام وال االهتداء التام الذي يكونون به مهتدين إلى الصراط المستقيم صراط الذا ى ه داء إل م أصل االهت ل معه اهللا عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، من غير عذاب يحصل لهم ب

. عليهم والبد لهم من دخول الجنة الصراط ومعهم أصل نعمة اهللا

و آمن وقول النبي صلى اهللا عليه وسلم إنما هو الشرك إن أراد به الشرك األآبر فمقصوده إن من لم يكن من أهله فهد م العب ال ظل راده جنس الشرك فيق ان م ك وإن آ ى ذل د إل مما وعد به المشرآون من عذاب الدنيا واآلخرة وهو مهت

ة اهللا نفسه آبخله لحب ى محب واه عل دم ه ى يكون يق ا يبغضه اهللا حت ه م المال ببعض الواجب هو شرك أصغر وحبذا ذنوب في ه دخلون ال ان السلف ي ذا آ داء بحسبه وله شرك أصغر ونحو ذلك فهذا صاحبه قد فاته من األمن واالهت

. الظلم بهذا االعتبار

في لفظ الصالح والفساد: فصل

ا : ] الفساد [ و ] لصالحا [ من هذا الباب لفظ ع الشر آم اول جمي اد يتن فإذا أطلق الصالح تناول جميع الخير وآذلك الفسأتريد أن تقتلني آما قتلت نفسا بالأمس { : تقدم في اسم الصالح وآذلك اسم المصلح والمفسد قال تعالى في قصة موسى

و ا أن تك د إل لحينإن تري ن المص ون م د أن تك ا تري أرض وم ي ال ارا ف ه { ] 19 : القصص [ } ن جب ى ألخي ال موس وق . ] 142 : األعراف [ } هارون اخلفني في قومي وأصلح وال تتبع سبيل المفسدين

الى ال تع لحون وإذا ق { : وق ن مص ا نح الوا إنم ي األرض ق دوا ف م ال تفس ل له رة [ } ي دون { ] 11 : البق م المفس م ه أال إنه

ه . ] 12 : البقرة [ } ولـكن ال يشعرون افقين في قول ول { : والضمير عائد على المن ن يق اس م ن الن اليوم وم ه وب ا بالل آمنلم ومن سيكون ] 8 : البقرة [ } اآلخر وما هم بمؤمنين ه وس ي صلى اهللا علي د النب ى عه ان عل وهذا مطلق يتناول من آ

: ياخهإنه عنى بهذه اآلية قوما لم يكونوا خلقوا حين نزولها وآذا قال السدي عن أش : بعدهم، ولهذا قال سلمان الفارسي . الفساد الكفر والمعاصي

ر : وعن ابن عباس . والقوالن معناهما واحد . ترك امتثال األوامر واجتناب النواهي : وعن مجاهد ى . الكف ذا معن وهال ن ق ول م ؤمنين : ق رار الم ى أس وهم عل ار وأطلع ه الكف ذي صافوا ب اق ال ل . النف ة ومقات ي العالي ن أب ل : وع العم

. المعاصي ب

ه أي ] 11 : البقرة [ } إنما نحن مصلحون { : وقولهم . وهذا أيضا عام آاألولين ا : فسر بإنكار ما أقروا ب ا نفعل م ا إنم إنبأن الذي نفعله صالح ونقصد به الصالح وآال القولين يروى عن ابن عباس وآالهما حق : وفسر . أمرنا به الرسول

ذا ذا وه ون ه إنهم يقول ون , ف واطنهم : يقول ى ب ع عل م يطل ن ل ون . األول لم ى : ويقول ع عل ن اطل هم ولم اني ألنفس الثال . بواطنهم ذا صالحا ق رون ه م ي ا يظهرون وه الهم إسرار خالف م ة أفع إن من جمل اول األول، ف لكن الثاني يتن . أرادوا أن مصافاة الكفار صالح ال فساد : مجاهد

اد : وعن السدي د فس ل , إن فعلنا هذا هو الصالح وتصديق محم ة إن : وقي إن الدول دنيا ف ذا صالح في ال أرادوا أن ه

وألجل القولين قيل في . آانت للنبي صلى اهللا عليه وسلم، فقد أمنوا بمتابعته وإن آانت للكفار، فقد أمنوهم بمصافاتهم ل . أي ال يشعرون أن ما فعلوه فساد ال صالح ] 12 : البقرة [ } م المفسدون ولـكن ال يشعرونأال إنهم ه { : قوله ال : وقي

ادهم ى فس ة . يشعرون أن اهللا يطلع نبيه عل ه لفظ اآلي دل علي ا ي راد آم و الم اني، فه اول الث ول األول يتن ال . والق وقالحين إن وليـ { : تعالى ولى الص و يت اب وه زل الكت ذي ن ال ] 196 : األعراف [ } ي الله ال ه { : وق تم ب ا جئ ال موسى م ق

دين ل المفس لح عم ه ال يص يبطله إن الل ه س حر إن الل ونس [ } الس ف ] 81 : ي ول يوس وف { وق ي ت لما وألحقن ني مس . ] 101 : يوسف [ } بالصالحين

ه ال { : وقد يقرن أحدهما بما هو أخص منه آقوله ل والل رث والنس ك الح ا ويهل د فيه ي األرض ليفس وإذا تولى سعى ف

ذين { : بالظلم، وآالهما صحيح وقال تعالى : بالكفر وقيل : يلق ] 205 : البقرة [ } يحب الفساد ا لل آخرة نجعله تلك الدار الهلها إن فرعون علا في الأرض وجعل أ { : وقد تقدم قوله تعالى ] 83 : القصص [ } لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا

. ] 4 : القصص [ } شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه آان من المفسدين

Page 28: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

اس من أجل ذلك آتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا ب { : وقال تعالى ل الن ا قت غير نفس أو فساد في األرض فكأنم

ة ] 32 : المائدة [ } جميعا ردة والمحارب ول وفي ال ولي المقت ل ل اد لكن الحق في القت ة الفس نفس األول من جمل وقتل الذا ال يعفي عن ه : والزنا، الحق فيها لعموم الناس، ولهذا يقال ام هو حق هللا وله اده ع ا يعفي عن األول ألن فس ذا آم

لبوا { : قال تعالى وا أو يص ادا أن يقتل ي األرض فس عون ف ديهم إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويس ع أي أو تقطال : قيل . ة اآلي ] 33 : المائدة [ } وأرجلهم من خالف وا وأخذوا الم دوا وقتل ذين ارت ون ال ة العرني . سبب نزول هذه اآلي

د : وقيل . سببه ناس معاهدون نقضوا العهد وحاربوا : وقيل دين المحاربين وناقضي العه رن بالمرت المشرآون، فقد ق . المحاربين وبالمشرآين المحاربين

ل وجمهور السلف والخلف على أنها تتناو ل قطاع الطريق من المسلمين واآلية تتناول ذلك آله، ولهذا آان من تاب قب

. القدرة عليه من جميع هؤالء فإنه يسقط عنه حق اهللا تعالى

رن ذلك ق ان [ وآ الى ] الصالح واإلصالح باإليم ه تع رة آقول ي مواضع آثي الحات { : ف وا الص وا وعمل ذين آمن } إن الم يح { . ] 107 : الكهف [ يهم وال ه وف عل ال خ لح ف ن وأص ن آم ذرين فم ون وما نرسل المرسلين إال مبشرين ومن } زن . ] 48 : األنعام [

ه ومعلوم أن اإليمان أفضل اإلصالح وأفضل العمل الصالح آما جاء في الحديث ل ( الصحيح أن ا رسول اهللا أي : قي ي

دى { : وقال تعالى . ) إيمان باهللا : قال ؟ األعمال أفضل م اهت الحا ث ل ص ن وعم اب وآم ن ت ار لم ي لغف . ] 82 : طه [ } وإنالحا فأولئ { : وقال يئا إلا من تاب وآمن وعمل ص ون ش ا يظلم ة ول دخلون الجن ريم [ } ك ي ال . ] 60 : م اب { : وق ن ت ا م إل

ذين { : وقال في القذف . ] 70 : الفرقان [ } وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات د إلا ال ن بع ابوا م توب { : وقال في السارق . ] 5 : النور [ } ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم ه يت إن الل لح ف ه وأص د ظلم ن بع فمن تاب م

. ] 16 : النساء [ } منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهماواللذان يأتيانها { : وقال . ] 39 : المائدة [ } عليه

ولهذا شرط الفقهاء في أحد قوليهم في قبول شهادة القاذف أن يصلح وقدروا ذلك بسنة آما فعل عمر بصبيغ بن عسل . أنه يؤجل سنة آما أجل عمر صبيغ بن عسل وبذلك أخذ أحمد في توبة الداعي إلى البدعة , لما أجله سنة

فصل

ين ظاهر ال يمكن : فإن قيل د في آالم اهللا ورسوله وآالم آل أحد، ب اإلطالق والتقيي ما ذآر من تنوع داللة اللفظ بان بضع وس ( : داللة لفظ اإليمان على األعمال مجاز، فقوله صلى اهللا عليه وسلم : دفعه، لكن نقول تون أو بضع اإليم

اهللا : اإليمان ( : وقوله . ] مجاز [ ) وسبعون شعبة، أعالها قول ال إله إال اهللا وأدناها إماطة األذى عن الطريق أن تؤمن بال . إلى آخره، حقيقة . . . ) ومالئكته وآتبه ورسله دخل األعم وهذا عمدة المرجئة والجهمية والكرامية وآل من لم ي

ة والمجاز [ آالم عام في لفظ : ] أحدهما [ : ونحن نجيب بجوابين . سم اإليمان في ا اني [ . ] الحقيق ذا : ] والث ا يختص به مد أو ؟ فبتقدير أن يكون أحدهما مجازا، ما هو الحقيقة من ذلك من المجاز . الموضع ق أو المقي ة هو المطل هل الحقيق

ا . ؟ أن لفظ اإليمان إذا أطلق على مإذا يحمل آالهما حقيقة حتى يعرف ال أول ا : فيق ى معانيه ة عل اظ الدال يم األلف تقسة ومجاز [ إلى دلول أو في ] حقيق ة والمجاز في الم ا إن استعمل لفظ الحقيق دلول عليه اني الم ا أو المع يم داللته وتقس

ن المشهور أن الحقيقة والمجاز من عوارض األلفاظ وبكل حال ولك . الداللة، فإن هذا آله قد يقع في آالم المتأخرين فهذا التقسيم هو اصطالح حادث بعد انقضاء القرون الثالثة لم يتكلم به أحد من الصحابة وال التابعين لهم بإحسان وال

ه م ب ل وال تكل ة والشافعي ب ي حنيف وري واألوزاعي وأب ك والث م آمال ة أحد من األئمة المشهورين في العل ة اللغ أئمأبو عبيدة معمر بن ] المجاز [ وأول من عرف أنه تكلم بلفظ . والنحو آالخليل وسيبويه وأبي عمرو بن العالء ونحوهم

ال . ولكن لم يعن بالمجاز ما هو قسيم الحقيقة . المثنى في آتابه وإنما عنى بمجاز اآلية ما يعبر به عن اآلية، ولهذا قنص أهل اللغة : إنما تعرف الحقيقة من المجاز بطرق منها -آأبي الحسين البصري وأمثاله -ن من قال من األصولييهذا ولم يقل ذلك أحد من : فإنه ظن أن أهل اللغة قالوا , فقد تكلم بال علم , هذا حقيقة وهذا مجاز : على ذلك بأن يقولوا

. أهل اللغة وال من سلف األمة وعلمائها

Page 29: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ذا في آالم أحد وإنما هذا م يوجد ه اصطالح حادث والغالب أنه آان من جهة المعتزلة ونحوهم من المتكلمين فإنه لأصول [ وهذا الشافعي هو أول من جرد الكالم في . من أهل الفقه واألصول والتفسير والحديث ونحوهم من السلف

. ] ازالحقيقة والمج [ لم يقسم هذا التقسيم وال تكلم بلفظ ] الفقه

تكلم بلفظ ] الجامع الكبير [ وآذلك محمد بن الحسن له في المسائل المبنية على العربية آالم معروف في م ي وغيره، ولال . الحقيقة والمجاز ه ق ل، فإن ن حنب د ب نهم إال في آالم أحم وآذلك سائر األئمة لم يوجد لفظ المجاز في آالم أحد م

ة ى الجهمي رد عل اب ال ه في آت ي قول ا [ : ف رآن ] ونحن , إن ي الق ك ف ول الرجل : ونحو ذل ة يق ذا من مجاز اللغ ا : ه إن . إنا سنفعل، فذآر أن هذا مجاز اللغة . سنعطيك

رآن [ إن في : وبهذا احتج على مذهبه من أصحابه من قال ي الخطاب ] الق ل وأب ن عقي ى واب ي يعل ازا آالقاضي أب مج

أبي الحسن الخرزي و . وغيرهم د . آخرون من أصحابه منعوا أن يكون في القرآن مجاز آ ن حام د اهللا ب ي عب . وأبره من داد وغي وأبي الفضل التميمي بن أبي الحسن التميمي وآذلك منع أن يكون في القرآن مجاز محمد بن خويز من

وحكى بعض الناس عن . وطي وصنف فيه مصنفا المالكية ومنع منه داود بن علي وابنه أبو بكر ومنذر بن سعيد البل . أحمد في ذلك روايتين

و : وأما سائر األئمة فلم يقل أحد منهم وال من قدماء أصحاب أحمد افعي، وال أب ك وال الش ازا ال مال رآن مج إن في الق

. حنيفة فإن تقسيم األلفاظ إلى حقيقة ومجاز

م إال أن يكون إنما اشتهر في المائة الرابعة وظهر ة الله ة الثاني ت أوائله في المائة الثالثة وما علمته موجودا في المائالوا . في أواخرها والذين أنكروا أن يكون أحمد وغيره نطقوا بهذا التقسيم د : ق ول أحم ى ق ة : إن معن . من مجاز اللغ

الوا . نحن فعلنا آذا ونفعل آذا ونحو ذلك : مما يجوز في اللغة أن يقول الواحد العظيم الذي له أعوان : أي رد : ق م ي ولره . أحمد بذلك أن اللفظ استعمل في غير ما وضع له رآن وال غي ة مجاز ال في الق وقد أنكر طائفة أن يكون في اللغ

ا النزاع معه لفظي فإنه إذا سلم أن في اللغة لفظا : وقال المنازعون له . آأبي إسحاق اإلسفراييني ر م مستعمال في غيازا م يسمه مج ذا هو المجاز وإن ل ة، فه اه إال بقرين ى معن ول من ينصره . وضع له ال يدل عل ذين قسموا : فيق إن ال

ا ] والمجاز [ . هو اللفظ المستعمل فيما وضع له ] الحقيقة [ : حقيقة و مجازا قالوا : اللفظ ر م هو اللفظ المستعمل في غي . آلفظ األسد والحمار إذا أريد بهما البهيمة أو أريد بهما الشجاع والبليد وضع له

د يستعمل د يستعمل في موضوعه وق وهذا التقسيم والتحديد يستلزم أن يكون اللفظ قد وضع أولا لمعنى ثم بعد ذلك ق

ه من حقيق ة مجاز في غير موضوعه، ولهذا آان المشهور عند أهل التقسيم أن آل مجاز فال بد ل يس لكل حقيق ؟ ة ولال أخريهم وق يهم بعض مت ر : فاعترض عل إذا استعمل في غي ة وال مجاز ف ل االستعمال ال حقيق اللفظ الموضوع قب

. موضوعه فهو مجاز ال حقيقة له

ا وض ا، فيكون له دم وهذا آله إنما يصح لو علم أن األلفاظ العربية وضعت أولا لمعان ثم بعد ذلك استعملت فيه ع متقتعمال ى االس وا . عل الء اجتمع ن العق ا م دعي أن قوم ات اصطالحية في ل اللغ ن يجع ول م ى ق ا صح عل ذا إنم وه

. واصطلحوا على أن يسموا هذا بكذا وهذا بكذا ويجعل هذا عاما في جميع اللغات

ا ى وهذا القول ال نعرف أحدا من المسلمين قاله قبل أبي هاشم بن الجبائي، فإنه وأب رأ عل ا ق الحسن األشعري آالهمام وفي د وفي األسماء واألحك در والوعي الفهم في الق ة وخ أبي علي الجبائي لكن األشعري رجع عن مذهب المعتزل

ات، . صفات اهللا تعالى وبين من تناقضهم وفساد قولهم ما هو معروف عنه دأ اللغ فتنازع األشعري وأبو هاشم في مبال آخرون . هي توقيفية : طالحية وقال األشعريهي اص : فقال أبو هاشم : ثم خاض الناس بعدهما في هذه المسألة، فق

ل . بعضها توقيفي وبعضها اصطالحي وقال فريق رابع بالوقف المقصود هنا أنه ال يمكن أحدا أن ينقل عن العرب بذه األسماء الموج ع ه د الوضع وال عن أمة من األمم أنه اجتمع جماعة فوضعوا جمي م استعملوها بع ة ث ودة في اللغ

دم م وضعا يتق وإنما المعروف المنقول بالتواتر استعمال هذه األلفاظ فيما عنوه بها من المعاني فإن ادعى مدع أنه يعل . ذلك فهو مبطل فإن هذا لم ينقله أحد من الناس

Page 30: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ليس األمر آذلك، بل نحن : قيل . لم يمكن االستعمال نحن نعلم ذلك بالدليل، فإنه إن لم يكن اصطالح متقدم : وال يقالليمان ول س : نجد أن اهللا يلهم الحيوان من األصوات ما به يعرف بعضها مراد بعض وقد سمي ذلك منطقا وقوال في ق

ه ] 18 : النمل [ } النمل ادخلوا مساآنكمقالت نملة يا أيها { : وفي قوله . ] 16 : النمل [ } علمنا منطق الطير { ا { : وفي قول ي . ] 10 : سبأ [ } جبال أوبي معه والطير

م ى فصار يفه ى المعن اللفظ ويشير إل وآذلك اآلدميون، فالمولود إذا ظهر منه التمييز سمع أبويه أو من يربيه ينطق ب

ة : عمل في ذلك المعنى أيأن ذلك اللفظ يست ى يعرف لغ د لفظ حت ا بع ذا يسمع لفظ م ه ى ث ك المعن ه ذل أراد المتكلم بالقوم الذين نشأ بينهم من غير أن يكونوا قد اصطلحوا معه على وضع متقدم، بل وال أوقفوه على معاني األسماء وإن

للرجل اللغة التي ال يعرفها فيوقف على معاني آان أحيانا قد يسأل عن مسمى بعض األشياء فيوقف عليها آما يترجم . ألفاظها وإن باشر أهلها مدة علم ذلك بدون توقيف من أحدهم

وال ا منق نعم قد يضع الناس االسم لما يحدث مما لم يكن من قبلهم يعرفه فيسميه آما يولد ألحدهم ولد فيسميه اسما إم

. ع غيره وقد يستوون فيما يسمونه وإما مرتجال وقد يكون المسمى واحدا لم يصطلح م

يس من ه ل ك باسم ألن ك فيسمي ذل ة ونحو ذل ي مدين ا أو يبن وآذلك قد يحدث للرجل آلة من صناعة أو يصنف آتابرحمن [ } آنعلم القر { ] 1 : الرحمن [ } الرحمن { : وقد قال اهللا . األجناس المعروفة حتى يكون له اسم في اللغة العامة : ال

رحمن [ } علمه البيان { ] 3 : الرحمن [ } خلق الإنسان { ] 2 يء { و . ] 4 : ال ل ش ق آ ذي أنط ه ال ا الل الوا أنطقن : فصلت [ } قا . ] 3 : األعلى [ } والذي قدر فهدى { ] 2 : األعلى [ } الذي خلق فسوى { : وقال . ] 21 فهو سبحانه يلهم اإلنسان المنطق آم

. يلهم غيره

م نحن نعل ه ف ذلك في آتاب ر ب ا أخب ة آم وهو سبحانه إذا آان قد علم آدم األسماء آلها وعرض المسميات على المالئكع ا جمي تكلم به ي ي ات الت ع اللغ م آدم جمي م يعل ه ل ال أن اده ف ى أول ات اتصلت إل ك اللغ ة وأن تل وم القيام ى ي اس إل الن

ع ان جمي يتكلمون إال بها فإن دعوى هذا آذب ظاهر فإن آدم عليه السالم إنما ينقل عنه بنوه وقد أغرق اهللا عام الطوفوا يتكلمون بجمي م ذريته إال من في السفينة وأهل السفينة انقطعت ذريتهم إال أولاد نوح ولم يكون ه األم ا تكلمت ب ع م

. بعدهم

إن دة [ ف ة الواح يه إال اهللا ] اللغ ا ال يحص واع م تالف واألن ن االخ ا م ة فيه ة والترآي ة والرومي ية والعربي , آالفارسفينة انوا في الس والعرب أنفسهم لكل قوم لغات ال يفهمها غيرهم فكيف يتصور أن ينقل هذا جميعه عن أولئك الذين آ

ال اهللا : ميعهم لم يكن لهم نسل وإنما النسل لنوح وجميع الناس من أولاده وهم ثالثةوأولئك ج ا ق ام ويافث آم ام وح ساقين { : تعالى لم . } وجعلنا ذريته هم الب ه وس ي صلى اهللا علي ك عن النب ا روي ذل ه وآم ا إال ذريت م يجعل باقي أن [ : فل

. رواه أحمد وغيره . ] أوالده ثالثة

ذه ون ه ة ال يعرف ذه اللغ ون ه ذين يعرف , ومعلوم أن الثالثة ال يمكن أن ينطقوا بهذا آله ويمتنع نقل ذلك عنهم، فإن ال . ولو آان آذلك التصلت , وأوالدهم علموا أوالدهم , وإذا آان الناقل ثالثة، فهم قد علموا أولادهم

ة : ال يقال , لة منهم بلغة ال تعرفها األخرى واألب واحد ونحن نجد بني األب الواحد يتكلم آل قبي ه لغ إنه علم أحد ابني

. وابنه اآلخر لغة، فإن األب قد ال يكون له إال ابنان واللغات في أوالده أضعاف ذلك

ا والذي أجرى اهللا عليه عادة بني آدم أنهم إنما يعلمون أوالدهم لغتهم التي يخاطبونهم بها، أو يخاطبه م بها غيرهم فأم . لغات لم يخلق اهللا من يتكلم بها فال يعلمونها أوالدهم

والعلماء من المفسرين وغيرهم لهم في األسماء . وأيضا فإنه يوجد بنو آدم يتكلمون بألفاظ ما سمعوها قط من غيرهم

. التي علمها اهللا آدم قوالن معروفان عن السلف

Page 31: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه إنم : ] أحدهما [ هأن وا بقول ل واحتج ه أسماء من يعق ة { : ا علم ى المالئك هم عل م عرض رة [ } ث الوا . ] 31 : البق ذا : ق وهم : ولهذا قال أبو العالية . عرضها : وما ال يعقل يقال فيها , الضمير ال يكون إال لمن يعقل ه ل ة ألن علمه أسماء المالئك

. ال المالئكة، وال آان إبليس قد انفصل عن المالئكة وال آان له ذرية يكن حينئذ من يعقل إ

ي : وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ذي رواه الترمذي وصححه عن النب علمه أسماء ذريته وهذا يناسب الحديث الال . هم من يبص إن آدم سأل ربه أن يريه صور األنبياء من ذريته، فرآهم فرأى في ( : صلى اهللا عليه وسلم ا رب : فق ي

. فيكون قد أراه صور ذريته أو بعضهم وأسماءهم وهذه أسماء أعالم ال أجناس . ) ابنك داود : قال ؟ من هذا اس : ] والثاني [ ن عب ال اب اس وأصحابه، ق ابن عب رين آ ى : أن اهللا علمه أسماء آل شيء وهذا هو قول األآث ه حت علم

. أراد أسماء األعراض واألعيان مكبرها ومصغرها , ية والقصعة والقصيعة الفسوة والفس

فاعة ال في حديث الش ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ي الصحيحين عن النب ا ثبت ف ك م ى ذل دليل عل اس ( : وال إن الن . ) يا آدم أنت أبو البشر خلقك اهللا بيده ونفخ فيك من روحه وعلمك أسماء آل شيء : يقولون

ى { : وقوله . لفظ عام مؤآد، فال يجوز تخصيصه بالدعوى ] 31 : البقرة [ } األسماء آلها { : وأيضا قوله هم عل م عرض ثل ] 31 : البقرة [ } المالئكة ال . ، ألنه اجتمع من يعقل ومن ال يعقل فغلب من يعق ا ق نهم { : آم ه فم ى بطن ن يمشي عل م

ع ى أرب ور [ } ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي عل ة . ] 45 : الن ال عكرم اس دون : ق ه أسماء األجن علمما خلق في األرض من علمه أسماء : وقال مقاتل وابن السائب وابن قتيبة . إنسان وجن وملك وطائر : أنواعها آقولك

. الدواب والهوام والطير

دهم أسماء يس عن ة ل ة العربي ر اللغات ناقصة عن اللغ اة عن آدم، أن أآث ذه اللغات ليست متلق ى أن ه ومما يدل عل . خاصة لألوالد والبيوت واألصوات وغير ذلك مما يضاف إلى الحيوان، بل إنما ستعملون في ذلك اإلضافة

ام األسبوع , دم عليه السالم علمها الجميع لعلمها متناسبة فلو آان آ ا أي , وأيضا فكل أمة ليس لها آتاب ليس في لغته

م األسماء، ألن ه األم ل، فوضعت ل الحس والعق ك عرف ب وم والشهر والسنة؛ ألن ذل ا اسم الي ا يوجد في لغته وإنم . التعبير يتبع التصور

لم يعرف أن اهللا خلق السموات واألرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على , السمع وأما األسبوع فلم يعرف إال ب

ه األسبوع األول العرش إال بأخبار األنبياء الذين شرع لهم أن يجتمعوا في األسبوع يوما يعبدون اهللا فيه ويحفظون برانيين رب والعب ة الع ي لغ الم، فف ذا الع ق ه ه خل دأ اهللا في ذي ب ن , ال نهم وم ى ع رك , تلق بوع، بخالف الت ام األس أي

ه وع اإلنساني أن . ونحوهم، فإنه ليس في لغتهم أيام األسبوع ألنهم لم يعرفوا ذلك فلم يعبروا عن م الن م أن اهللا أله فعل . يعبر عما يريده ويتصوره بلفظه وأن أول من علم ذلك أبوهم آدم وهم علموا آما علم وإن اختلفت اللغات

ع آالم اهللا وق ة، والجمي د بالعربي ى محم ة وإل ى موسى بالعبراني ه , د أوحى اهللا إل ا أراد من خلق ذلك م ين اهللا ب د ب وق

مع أن العبرانية من أقرب اللغات إلى العربية حتى إنها أقرب إليها من , وإن آانت هذه اللغة ليست األخرى , وأمره . لغة بعض العجم إلى بعض

هذا غير معلوم وجوده بل اإللهام آاف في : نحن ليس غرضنا إقامة الدليل على عدم ذلك، بل يكفينا أن يقالفبالجملة

ى دما عل ذ فمن ادعى وضعا متق ا وحينئ النطق باللغات من غير مواضعة متقدمة، وإذا سمى هذا توقيفا، فليسم توقيف . ا المعلوم بال ريب هو االستعمال وإنم . استعمال جميع األجناس، فقد قال ما ال علم له به

ثم هؤالء يقولون تتميز الحقيقة من المجاز باالآتفاء باللفظ فإذا دل اللفظ بمجرده فهو حقيقة وإذا لم يدل إال مع القرينة

. فهو مجاز وهذا أمر متعلق باستعمال اللفظ في المعنى ال بوضع متقدم

يم هذا التقسيم ال حقي : ثم يقال ثانيا ذا التقس م أن ه ذا فعل ذا وه ين ه ه ب ز ب ا حد صحيح يمي قة له وليس لمن فرق بينهمالوا م ق ك أنه ل وذل الفون للعق م مبتدعة في الشرع مخ م فه تكلم بال عل : باطل وهو تقسيم من لم يتصور ما يقول بل ي

Page 32: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

اجوا إلى إثبات الوضع السابق الحقيقة اللفظ المستعمل فيما وضع له و المجاز هو المستعمل في غير ما وضع له احترعية ة وش الث لغوي ى ث مها إل رهم يقس ة وأآث ة وعرفي ى لغوي ة إل مون الحقيق م يقس ذر ث ذا يتع تعمال وه ى االس عل

. وعرفية

فالحقيقة العرفية هي ما صار اللفظ داال فيها على المعنى بالعرف ال باللغة، وذلك المعنى يكون تارة أعم من اللغوي . وتارة يكون مباينا له لكن بينهما عالقة استعمل ألجلهاوتارة أخص

. فاألول مثل لفظ الرقبة و الرأس ونحوهما آان يستعمل في العضو المخصوص ثم صار يستعمل في جميع البدن

ع والثاني مثل لفظ الدابة ونحوها آان يستعمل في آل ما دب ثم صار يستعمل في عرف بعض الناس في ذوات األرب

. وفي عرف بعض الناس في الفرس وفي عرف بعضهم في الحمار

ا نخفض من األرض فلم ان الم ة هو المك ائط في اللغ ان الغ زادة ف ة و الم ة والراوي والثالث مثل لفظ الغائط و الظعينة التي ترآبها آانوا ينتابونه لقضاء حوائجهم سموا ما يخرج من اإلنسان باسم محله والظعينة اسم الدابة ثم سموا المرأ

ا م به ا ولكن تكل ى نقله وا عل ة لجماعة تواطئ م تصر حقيق ة ل ة العرفي ذه الحقيق باسمها ونظائر ذلك و المقصود أن هذا زاد من ذا االستعمال؛ وله ة به ة عرفي بعض الناس وأراد بها ذلك المعنى العرفي ثم شاع االستعمال فصارت حقيق

ي ة الت ون زاد منهم في حد الحقيقة في اللغ م يعلمون ويقول م ه ا التخاطب ث ى بعض : به د يغلب االستعمال عل ه ق إنة ة ناسخة للحقيق ة العرفي ه، فتصير الحقيق د اإلطالق إال علي دل عن ه وال ي ى العرفي أشهر في اظ، فيصير المعن األلف

ا استع ر أن يكون لم ة من غي دم اللغوية واللفظ مستعمل في هذا االستعمال الحادث للعرفي وهو حقيق ك تق ه ذل مل فيال م أن : وضع فعلم أن تفسير الحقيقة بهذا ال يصح وإن قالوا نعني بما وضع له ما استعملت فيه أولا، فيق ن يعل من أي

م ى شيء آخر وإذا ل ك في معن هذه األلفاظ التي آانت العرب تتخاطب بها عند نزول القرآن وقبله لم تستعمل قبل ذلاظ يعلموا هذا النفي فال يعلم أ ذا أن ال يقطع بشيء من األلف زم من ه ا فيل نها حقيقة وهذا خالف ما اتفقوا عليه وأيض

. أنه حقيقة وهذا ال يقوله عاقل

ع ا مجردة عن جمي دة فينطق به ا استعملت إال مقي م أنه م يعل ثم هؤالء الذين يقولون هذا نجد أحدهم يأتي إلى ألفاظ لول القيود ثم يدعي أن ذلك هو حقيقتها م ل أن يق ا مجردة وال وضعت مجردة مث ة : ن غير أن يعلم أنها نطق به حقيق

ذا ون إن ه العين هو العضو المبصر ثم سميت به عين الشمس والعين النابعة وعين الذهب للمشابهة لكن أآثرهم يقولون رأس يقول م هو حقيق : من باب المشترك ال من باب الحقيقة والمجاز فيمثل بغيره مثل لفظ ال ة في رأس اإلنسان ث

ه ورأس الشهر ورأس الحول : قالوا وم لسيدهم ورأس األمر ألول ا ورأس الق ين لمنبعه رأس الدرب الوله ورأس العالقيود في ه استعمل ب ل يجدون أن وأمثال ذلك على طريق المجاز وهم ال يجدون قط أن لفظ الرأس استعمل مجردا ب

. ونحوه ] 6 : المائدة [ } سحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبينوام { : رأس اإلنسان آقوله تعالى

د ذا المقي اس ورأس األمر فه درب ورأس الن ين ورأس ال ل رأس الع وهذا القيد يمنع أن تدخل فيه تلك المعاني فإذا قياك لكن اشترآا في بعض اللفظ آاشتراك غير ذاك المقيد الدال ومجموع اللفظ الدال هنا غير مجموع اللفظ الدال هن

. آل األسماء المعرفة في الم التعريف ولو قدر أن الناطق باللغة نطق بلفظ رأس اإلنسان

ع أن ا ال يمن ذا المضاف أول النطق به ا ف ا يتصور أول ا هو عم أولا ألن اإلنسان يتصور رأسه قبل غيره والتعبير أول . ينطق به مضافا إلى غيره

ار : ثانيا وال يكون هذا من المجاز آما في سائر المضافات فإذا قيل ن الحم ن الفرس واب ا اب م يكن قولن ا ل ن آدم أول اب

ل ذلك إذا قي ا : مجازا وآذلك إذا قيل بنت اإلنسان لم يكن قولنا بنت الفرس مجازا وآ م يكن قولن ا ل : رأس اإلنسان أولل : سائر المضافات إذا قيلرأس الفرس مجازا وآذلك في وان قي يده أو رجله فإذا قيل هو حقيقة فيما أضيف إلى الحي

ر ا ال يتصوره أآث ى م د يضاف إل م ق ى اإلنسان رأس ث ا أضيف إل ليس جعل هذا هو الحقيقة بأولى من أن يجعل مل إذا قي ة ف اطقين باللغ ة الن ال عام إذا ال يكون إ : الناس من الحيوانات الصغار التي لم تخطر بب ذا فلم ة في ه ه حقيق ن

اآنه يضاف اده ومس ى اإلنسان من أعضائه وأول ا يضاف إل ائر م ذلك س حقيقة في رأس الجبل والطريق والعين وآوادي وبطن م ال ه وف ل أي أنف ين وخطم الجب ل ورأس الع مثله إلى غيره ويضاف ذلك إلى الجمادات فيقال رأس الجب

Page 33: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

رة والمعنى الوادي وظهر الجبل وبطن األرض وظهرها ويستعمل مع األلف وهو لفظ الظاهر والباطن في أمور آثيوره وبطن اإلنسان في الجميع أن الظاهر لما لما ظهر فتبين والباطن لما بطن فخفي وسمى ظهر اإلنسان ظهرا لظه

. بطنا لبطونه

من األسماء ما تكلم به أهل اللغة مفردا آلفظ إن هذا حقيقة وذاك مجاز لم يكن هذا أولى من العكس و أيضا : فإذا قيلة اإلنسان ونحوه ثم قد يستعمل مقيدا باإلضافة آقولهم إنسان العين وإبرة الذراع ونحو ذلك وبتقدير أن يكون في اللغه ا وضع ل ر م حقيقة ومجاز فقد ادعى بعضهم أن هذا من المجاز؛ وهو غلط فان المجاز هو اللفظ المستعمل في غي

. ا وهنا لم يستعمل اللفظ بل رآب مع لفظ آخر فصار وضعا آخر باإلضافةأول

فلو استعمل مضافا في معنى ثم استعمل بتلك اإلضافة في غيره آان مجازا بل إذا آان بعلبك وحضرموت، ونحوهما ه إال م ينطق ب ا ل ه مجاز فم ال إن ه اإلضافة، ال يق ى أن ال مما يرآب ترآيب مزج بعد أن آان األصل في مضافا أول

يكون مجازا وأما من فرق بين الحقيقة والمجاز بأن الحقيقة ما يفيد المعنى مجردا عن القرائن والمجاز ما ال يفيد ذلك المعنى إال مع قرينه أو قال الحقيقة ما يفيده اللفظ المطلق و المجاز ما ال يفيد إال مع التقييد أو قال الحقيقة هي المعنى

ا ال الذي يسبق ة م ه و الحقيق ا صح نفي ال المجاز م ذهن، أو ق ى ال ا ال يسبق إل إلى الذهن، عند اإلطالق و المجاز مما تعني بالتجريد عن القرائن واالقتران بالقرائن إن عنى بذلك القرائن اللفظية مثل آون االسم : يصح نفيها، فإنه يقال

ونه فاعلا ومفعولا ومبتدأ وخبرا، فال يوجد قسط في الكالم المؤلف يستعمل مقرونا باإلضافة أو الم التعريف ويقيد بكان ان والمك ي الزم ه وظرف المفعول ب د ب د يقي ه من فاعل وق د ل ه الب ده أن ى بتقيي ذلك الفعل إن عن دا، وآ م إال مقي اس

تي به لمعنى في غيره ففي والمفعول له ومعه والحال فالفعل ال يستعمل قط إال مقيدا، وأما الحرف فأبلغ فإن الحرف أالجملة ال يوجد قط في آالم تام اسم وال فعل وال حرف إال مقيدا بقيود تزيل عنه اإلطالق فإن آانت القرينة مما يمنع ة اسمية أو د سواء آانت الجمل اإلطالق عن آل قيد فليس في الكالم الذي يتكلم به جميع الناس لفظ مطلق عن آل قي

ة ] الكلمة [ و ] الكالم [ لفظ ولهذا آان . فعلية د وهو الجمل رهم ال تستعمل اال في المقي ة غي ل وفي لغ ة العرب ب في لغ . التامة اسمية آانت أو فعلية، أو ندائية ان قيل انها قسم ثالث

ذا ال يسمى في آالم العرب قط يس باسم وال فعل فه ى ل ة فأما مجرد االسم أو الفعل أو الحرف الذي جاء لمعن آلم

وانما تسمية هذا آلمة اصطالح نحوى آما سموا بعض األلفاظ فعال وقسموه إلى فعل ماض ومضارع وأمر والعرب ى حدوث فعل في زمن دال عل لم تسم قط اللفظ فعال بل النحاة اصطلحوا على هذا فسموا اللفظ باسم مدلوله فاللفظ ال

. ماض سموه فعال ماضيا وآذلك سائرها

ى تسميها وآذلك حيث و د الت ه المفي راد ب ا ي ة فانم ره لفظ آلم ه ونث ل وفي آالم العرب نظم جد في الكتاب والسنة بة تخرج من رت آلم ائهم آب م وال آلب ه من عل م ب ا له النحاة جملة تامة آقوله تعالى وينذر الذين قالوا اتخذ اهللا ولدا م

، وقوله ] 40 : التوبة [ } لمة الذين آفروا السفلى وآلمة الله هي العلياوجعل آ { : أفواههم ان يقولون اال آذبا وقوله تعالىالى نكم { : تع ا وبي واء بينن ة س ى آلم الوا إل ران [ } تع ه ] 64 : آل عم ه { : ، وقول ي عقب ة ف ة باقي ا آلم : لزخرفا [ } وجعله

لم ] 26 : الفتح [ } وألزمهم آلمة التقوى وآانوا أحق بها وأهلها { : ، وقوله ] 28 أصدق [ : ، وقول النبي صلى اهللا عليه وس : آلمة قالها الشاعر آلمة لبيد

. ] ** أال آل شىء ما خال اهللا باطل

، ) يفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان اهللا وبحمده سبحان اهللا العظيم آلمتان خف ( : وقولهوم ( : وقوله ى ي ا رضوانه إل ه به ا بلغت يكتب اهللا ل ه م غ ب ا يظن أن تبل ة من رضوان اهللا م تكلم بالكلم ان الرجل لي

ة القيامة وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط اهللا ما يظن أ وم القيام ى ي ا سخطه إل ا بلغت يكتب اهللا به ه م غ ب ، ) ن تبلة عرشه ( : وقوله لقد قلت بعدك أربع آلمات لو وزنت بما قلته منذ اليوم لوزنتهن سبحان اهللا عدد خلقه سبحان اهللا زن

الم فإنه مقيد ال مطلق ، وإذا آان آل اسم أو فعل أو حرف يوجد في الك ) سبحان اهللا رضا نفسه سبحان اهللا مداد آلماته . لم يجز أن يقال للفظ الحقيقة ما دل مع اإلطالق والتجرد عن آل قرينة تقارنه

ى يكون : فان قيل ة الت ة والقرين ا حقيق أريد بعض القرائن دون بعض قيل له أذآر الفصل بين القرينة التى يكون معه

يم ص ى تقس ه عل ول معها مجاز ولن تجد إلى ذلك سبيال تقدر ب وا في . حيح معق اس اختلف ك أن الن ى ذل دل عل ا ي ومم

Page 34: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ة ] األمر [ إذا خص هل يكون استعماله فيما بقى حقيقة أو مجازا وآذلك لفظ ] العام [ إذا أريد به الندب، هل يكون حقيق أو مجازا وفي

. مالك قوالن ألصحاب أحمد قوالن، وألصحاب الشافعى قوالن، وألصحاب : ذلك قوالن ألآثر الطوائف

دل، وجعل يحكى ة والب ومن الناس من ظن أن هذا الخالف يطرد في التخصيص المتصل آالصفة، والشرط والغايفي ذلك أقوال من يفصل آما يوجد في آالم طائفة من المصنفين في أصول الفقه وهذا مما يعرف أن أحدا قاله فجعل

ام إذا اللفظ العام المقيد في الصفات والغايات والغا ق بعض المصنفين أن اللفظ الع ا أطل ل لم يات والشروط مجازا؛ بام مخصوص اال م يكن في اصطالحهم ع خص يصير مجازا ظن هذا الناقل أنه عنى التخصيص المتصل وأولئك ل إذا خص بمنفصل وأما المتصل فال يسمون اللفظ عاما مخصوصا البتة فانه لم يدل اال متصال واالتصال منعه العموم

ا خص من وهذا اصطالح آثير من األصوليين وهو الصواب ال يقال لما قيد بالشرط والصفة ونحوهما أنه داخل فيم العموم وال في العام المخصوص

تخصيص متصل وهذا المقيد ال يدخل في التخصيص : لكن يقيد فيقال

. المطلق

د الفع : وبالجملة فيقال ذلك إذا آان هذا مجازا فيكون تقيي ازا وآ ان مج ان والمك ه وبظرف الزم المفعول ب ق ب ل المطل

؟ بالحال وآذلك آل ما قيد بقيد فيلزم أن يكون الكالم آله مجازا فأين الحقيقة

ان : فان قيل ان مع المنفصلة آ يفرق بين القرائن المتصلة والمنفصلة فما آان مع القرينة المتصلة فهو حقيقة ، وما آم تع : مجازا؛ قيل ا عل نى بالمتصل ما آان في اللفظ أو ما آان موجودا حين الخطاب فان عنيت األول لزم أن يكون م

ي صلى اهللا ال النب ول ق ا يق ه آم ا يعرفان من حال المتكلم أو المستمع أوال قرينة منفصلة فما استعمل بالم التعريف لمال الرجل لصاحبه عليه وسلم وهو عند المسلمين رسول اهللا أو قال الصديق، وهو عند ى : هم أبو بكر وإذا ق اذهب إل

إنا { : األمير أو القاضى أو الوالى يريد ما يعرفانه أنه يكون مجازا وآذلك الضمير يعود إلى معلوم غير مذآور آقولهدر [ } أنزلناه ه ] 1 : الق اب { : ، وقول وارت بالحج ى ت ك ] 32 : ص [ } حت ال ذل ه ، وأمث ذا ال يقول ازا وه ذا مج ، أن يكون ه . أحد الم أو جواد : هذا األسد فعل اليوم آذا، ولبليد : فإذا قال لشجاع ] أيضا [ و ذا، أو لع وم آ ال الي ار ق ذا البحر : هذا الحم ه

. جرى منه اليوم آذا، أن يكون حقيقة ألن قوله هذا قرينة لفظية، فال يبقى قط مجازا

تكلم : وإن قال ان آل م ذا أشد عليك من األول ف ه فه ل ل المتصل أعم من ذلك وهو ما آان موجودا حين الخطاب قي . بالمجاز البد أن يقترن به حال الخطاب ما يبين مراده واال لم يجز التكلم به

أنا أجوز تأخير البيان عن مورد الخطاب إلى وقت الحاجة : فان قيل

أخير أآثر الناس ال ي : قيل جوزون أن يتكلم بلفظ يدل على معنى وهو ال يريد ذلك المعنى اال إذا بين وانما يجوزون ت

ال من : ثم نقول . بيان ما لم يدل اللفظ عليه آالمجمالت ة وبأفع ة تام د يحصل بجمل ان ق ان فالبي إذا جوزت تأخير البيازا الرسول وبغير ذلك وال يكون البيان المتأخر اال مستقال بنفسه ال ذا مج يكون مما يجب اقترانه بغيره فان جعلت ه

لزم أن يكون

ال . ] 103 : التوبة [ } خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزآيهم بها { : ما يحتاج في العمل إلى بيان مجازا، آقوله م يق : ثة أصال وجميع ما يذآر من ذلك باطل آما قد بسط في موضعه فان هب إن هذا جائز عقال لكن ليس واقعا في الشريع

ه : الذين قالوا ه احتجوا بقول ؤخر بيان د ي ه ظاهره ق دل علي ذبحوا { : الظاهر الذي لم يرد به ما ي أمرآم أن ت ه ي إن اللا استفاض عن السلف من الصحابة . التعيين وادعوا أنها آانت معينة وأخر بيان . ] 67 : البقرة [ } بقرة وهذا خالف م

والتابعين لهم باحسان من أنهم أمروا ببقرة مطلقة فلو أخذوا بقرة من البقر فذبحوها، أجزأ

Page 35: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

م . عنهم، ولكن شددوا فشدد اهللا عليهم ى أن اهللا ذمه ياقه عل دل س واآلية نكرة في سياق االثبات، فهي مطلقة والقرآن ي

ع قط في أمر اهللا ورسوله أن على الس م يق ذا ل ل ه م إن مث ومين ث ؤال بما هى ولو آان المأمور به معينا لما آانوا مل . يأمر عباده بشىء معين ويبهمه عليهم مرة بعد مرة وال يذآره بصفات تختص به ابتداء

ط واحتجوا بأن اهللا أخر بيان لفظ الصالة والزآاة والحج وان هذه االلفاظ لها معان ذا غل ة بخالف الشرع وه في اللغ

فان اهللا انما أمرهم بالصالة بعد أن عرفوا المأمور به وآذلك الصيام ، وآذلك الحج، ولم يؤخر اهللا قط بيان شىء من . هذه المأمورات ولبسط هذه المسألة موضع آخر

ه وأما قول من يقول ان الحقيقة ما يسبق إلى الذهن عند االطالق فمن أفسد األق م ينطق ب وال فانه يقال إذا آان اللفظ ل

و ال يستعمل في الكالم ق فه اال مقيدا فانه يسبق إلى الذهن في آل موضع منه ما دل عليه ذلك الموضع واما إذا اطل . مطلقا قط فلم يبق له حال اطالق محض حتى يقال ان الذهن يسبق اليه أم ال

ذي فأى ذهن فإن العربى الذي ] أيضا [ و ى ذهن النبطى ال ا ال يسبق إل يفهم آالم العرب يسبق إلى ذهنه من اللفظ م

ا من خطاب ادوه ام ا اعت ودوا م د تع انهم ق اس ف ر من الن ط آثي ا غل ا ومن هن ر معانيه صار يستعمل األلفاظ في غيك عامتهم واما من خطاب علمائهم باستعمال اللفظ في معنى فإذا سمعوه في القرآن والحديث ظنوا أن ه مستعمل في ذل

ل ى طوائف ب ط عل ه الغل ا دخل ب ذا مم ة وه ادتهم الحادث ة وع تهم النبطي ى لغ ون آالم اهللا ورسوله عل المعنى فيحملد ان الصحابة يفهمون من الرسول عن ا آ رآن والسنة وم زل في الق الواجب أن تعرف اللغة والعادة والعرف الذي ن

ذا . عرف خاطبهم اهللا ورسوله ال بما حدث بعد ذلكسماع تلك األلفاظ فبتلك اللغة والعادة وال وأيضا فقد بينا في غير هد الموضع أن اهللا ورسوله لم يدع شيئا من القرآن والحديث اال بين معناه للمخاطبين ولم يحوجهم إلى شىء آخر آما ق

ق من ه هؤالء من اللفظ المطل ا يدعي ين أن م ود ال يوجد اال بسطنا القول فيه في غير هذا الموضع فقد تب ع القي جميود ال ع القي مقدرا في األذهان ال موجودا في الكالم المستعمل آما أن ما يدعيه المنطقيون من المعنى المطلق من جميم يم العل ه من تقس ا يدعون يوجد اال مقدرا في الذهن ال يوجد في الخارج شىء موجود خارج عن آل قيد ولهذا آان م

ى تصور وتصديق وان ال ه من إل ا يدعون ذلك م د ال يوجد وآ ى الساذج الخإلى عن آل قي تصور هو تصور المعنالبسائط التى تترآب منها األنواع وأنها أمور مطلقة عن آل قيد ال توجد وما يدعونه من أن واجب الوجود هو وجود

. مطلق عن آل أمر ثبوتى ال يوجد

ود ينبغى معرف ع القي ات عن جمي ا ضل فهذه الصفات المطلق ه بسبب ظن وجوده وم فان ذه العل ا لمن ينظر في ه تهد ذلك القي د ب د ومقي ك القي طوائف في العقليات والسمعيات بل إذا قال العلماء مطلق ومقيد انما يعنون به مطلقا عن ذل

ر { : قيلآما يقولون الرقبة مطلقة في آية آفارة اليمين ومقيدة في آية القتل أى مطلقة عن قيد اإليمان، واال فقد فتحريالمطلق المحض ] 3 : المجادلة [ } رقبة ون ب ذين يقول ر وال ل التحري ا تقب ا موجودة وأنه ، فقيدت بأنها رقبة واحدة وأنه

ا ة من حيث هى هى آم ل هو الحقيق يقولون هو الذي ال يتصف بوحدة وال آثرة وال وجود وال عدم وال غير ذلك با رازى تلقي ذآره ال ات ي د والكلي ذا االطالق والتقي ي ه الم ف طنا الك د بس فة وق ن المتفلس ه م ينا وأمثال ن س ن اب ه ع ل

والجزئيات في مواضع غير هذا وبينا من غلط هؤالء في ذلك

. ما ليس هذا موضعه

تكلم أحد اال وإنما المقصود هنا االطالق اللفظى وهو أن يتكلم باللفظ مطلقا عن آل قيد وهذا ال وجود له وحينئذ ف ال يبكالم مؤلف مقيد مرتبط بعضه ببعض فتكون تلك قيود ممتنعة االطالق فتبين أنه ليس لمن فرق بين الحقيقة والمجاز ه فرق معقول يمكن به التمييز بين نوعين فعلم أن هذا التقسيم باطل وحينئذ فكل لفظ موجود في آتاب اهللا ورسوله فان

رآن مقيد بما يبين معناه فليس في أخرين أن في الق ر من المت ا ادعى آثي ذا لم ة وله ه حقيق شىء من ذلك مجاز بل آلالى ه تع روه قول ا ذآ د أن { : مجازا وذآروا ما يشهد لهم رد عليهم المنازعون جميع ما ذآروه فمن اشهر م دارا يري ج

وان، واال : قالوا . ] 77 : الكهف [ } ينقض يس بحي ل الجدار مجاز والجدار ل تعمالها في مي وان فاس ا تكون للحي رادة انمه وهو ذي ال شعور في ل ال فقيل لهم لفظ االرادة قد استعمل في الميل الذي يكون معه شعور وهو ميل الحى وفي الميد أن زرع يري ذا ال د أن تحرث وه ذه األرض تري ع وه د أن يق ميل الجماد وهو من مشهور اللغة يقال هذا السقف يري

. يسقى وهذا الثمر يريد أن يقطف وهذا الثوب يريد أن يغسل وأمثال ذلك

Page 36: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه آل واللفظ إذا استعمل في معنيين فصاعدا فاما أن يجعل حقيقة في أحدهما مجازا في اآلخر أو حقيقة فيما يختص ب

ة منهما فيكون مشترآا اشتراآا لفظيا أو حقيقة في القدر المشترك بينهما وهى األسماء المتو ة وهى األسماء العام اطئة ا خالف األصل فوجب أن يجعل من المتواطئ زم االشتراك وآالهم اني يل آلها وعلى األول يلزم المجاز وعلى الثم يكن وان مجاز ل ل الحي ة وفي مي وبهذا يعرف عموم األسماء العامة آلها واال فلو قال قائل هو في ميل الجماد حقيق

ا بين الدعويين فرق اال آثرة اال وان وهن ل الحي ه مي د ب ه أري ين أن ا يب دا بم ستعمال في ميل الحيوان لكن يستعمل مقيام ال يوجد استعمل مقيدا بما يبين أنه أريد به ميل الجماد والقدر المشترك بين مسميات األسماء المتواطئة أمر آلى ع

ى ال ك المعن ى آليا عاما اال في الذهن وهو مورد التقسيم بين األنواع لكن ذل اجون إل ة ال يحت ان أهل اللغ ي آ ام الكل عالتعبير عنه ألنهم إنما يحتاجون إلى ما يوجد في الخارج وإلى ما يوجد في القلوب في العادة وما ال يكون في الخارج ر ان يوجد في الخارج غي ا آ ه لم ذهن مجردا بخالف لفظ اإلنسان والفرس فان إال مضافا إلى غيره ال يوجد في ال

م ومسمى مضاف تعودت األذهان تصور مسمى اإلنسان ومسمى الفرس بخالف تصور مسمى اإلرادة ومسمى العلل ال يوجد لفظ االرادة اال ه ب دل علي ق ي ة لفظ مطل ه في اللغ القدرة ومسمى الوجود المطلق العام فان هذا ال يوجد ل

م توجد اال مقيدا بالمريد وال لفظ العلم اال مقيدا بالعالم وال لفظ القدرة اال مقيد ا بالقادر بل وهكذا سائر األعراض لما ل . في محالها مقيدة بها لم يكن لها في اللغة لفظ اال آذلك

ك؛ ل والقصير ونحو ذل فال يوجد في اللغة لفظ السواد والبياض والطول والقصر إال مقيدا باألسود واألبيض والطوي

ه ال مجردا عن آل قيد وإنما يوجد مجردا في آالم الم دون ب ا يري ة م صنفين في اللغة، ألنهم فهموا من آالم أهل اللغول ] 112 : النحل [ } فأذاقها الله لباس الجوع والخوف { : من القدر المشترك، ومنه قوله تعالى اس من يق إن من الن : ، ف

الذوق حقيقة في

ا استعير هذا وهذا وليس الذوق بالفم واللباس بما يلبس على البدن، وانم

ولنذيقنهم من { : آذلك بل قال الخليل الذوق في لغة العرب هو وجود طعم الشىء واالستعمال يدل على ذلك قال تعالىأآبر ذاب ال أدنى دون الع ذاب ال جدة [ } الع ال ] 21 : الس ت العز { : ، وق ك أن ريمذق إن ز الك دخان [ } ي ال ] 49 : ال : ، وق

ا { ال أمره ال ] 9 : الطالق [ } فذاقت وب رون { : ، وق تم تكف ا آن ذاب بم ذوقوا الع ران [ } ف ذابي { ، ] 106 : آل عم ذوقوا ع فأولى لا يذوقون { ، ] 39 : القمر [ } ونذر ة ال ا الموت وت إل دخان [ } فيها الم ا { ، ] 56 : ال رابا إل ا ش ردا ول ا ب ذوقون فيه ا ي ل

ا وباالسالم ( : ، وقال النبي صلى اهللا عليه وسلم ] 25، 24 : النبأ [ } حميما وغساقا اهللا رب ذاق طعم اإليمان من رضي ب . ) أذقنا برد عفوك وحالوة مغفرتك ( وفي بعض األدعية ) وبمحمد رسوال دينا

يستعمل في آل ما يحس به ويجد ألمه أو لذته فدعوى المدعى ] الذوق [ فلفظ

ذقت الطعام وذقت هذا الشراب؛ فيكون معه من : اختصاص لفظ الذوق بما يكون بالفم تحكم منه، لكن ذاك مقيد فيقاليم القيو اء الحم ى الم ه أو بظاهره حت ا يحسه االنسان بباطن د ما يدل على أنه ذوق بالفم وإذا آان الذوق مستعمال فيما يغشى ] اللباس [ وأما لفظ . ذقت حره وبرده : ذاقه فالشراب إذا آان باردا أو حارا يقال : يقال و مستعمل في آل م فه

ر { : وقال . ] 11 : النبأ [ } علنا الليل لباساوج { : االنسان ويلتبس به، قال تعالى ك خي وى ذل . ] 26 : األعراف [ } ولباس التقن { : وقال اس له رة [ } هن لباس لكم وأنتم لب ي . ] 187 : البق ى غش ه حت بس الحق بالباطل إذا خلطه ب ال ل ه يق م ومن ه فل

ل و قي دن فل بس الب ذي يل ا اهللا الجوع : يتميز فالجوع الذي يشمل ألمه جميع الجائع نفسه وبدنه وآذلك الخوف ال فأذاقهال فألبسهم : لم يدل ذلك على أنه شامل لجميع أجزاء الجائع بخالف ما إذا قيل . والخوف و ق لباس الجوع والخوف ول

ألم بخالف لفظ ذوق لم يكن فيه ما يدل على أنهم ذاقوا م ائع الخائف ي ا يؤلمهم اال بالعقل من حيث أنه يعرف أن الجه صلى : الجوع والخوف فان هذا اللفظ يدل على االحساس بالمؤلم وإذا أضيف إلى الملذ ه، آقول دل على االحساس ب

. ) هللا عليه وسلم نبياذاق طعم اإليمان من رضي باهللا ربا وباإلسالم دينا وبمحمد صلى ا ( : اهللا عليه وسلم

ذاق الطعام لمن وجد طعمه : فلم لم يصف نعيم الجنة بالذوق قيل ألن الذوق يدل على جنس االحساس ويقال : فان قيلال عن ا ق ذوق في النفي آم ل استعمل لفظ ال ذوق، ب وان لم يأآله وأهل الجنة نعيمهم آامل تام ال يقتصر فيه على ال

ك وال ذوق ] 24 : النبأ [ } ا يذوقون فيها بردا ولا شرابال { : أهل النار م من ذل ة . ؛ أى ال يحصل له ال عن أهل الجن : وق . ] 56 : الدخان [ } لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى {

Page 37: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه مسمى باسم وآذلك ما ادعوا أنه مجاز في القرآن آلفظ المكر وا أن و االستهزاء و السخرية المضاف إلى اهللا وزعم

ه ا ل ة آانت ظلم ذه األسماء إذا فعلت بمن ال يستحق العقوب ل مسميات ه ما يقابله على طريق المجاز وليس آذلك با وأما إذا فعلت بمن فعلها بالمجنى عليه عقوبة له بمثل فعله آانت عدال آما قال تعالى آذلك آدنا ليوسف ه آم اد ل فك

الى ال تع دا وق ك آي دوا ل د { : آادت اخوته لما قال له أبوه ال تقصص رؤياك على اخوتك فيكي دا وأآي دون آي م يكي إنه } آيف آان عاقبة مكرهم ومكروا مكراومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر { : ، وقال تعالى ] 16، 15 : الطارق [ } آيدا

دهم { : ، وقال تعالى ] 51، 50 : النمل [ دون إال جه ذين ال يج دقات وال ي الص ؤمنين ف ن الم وعين م الذين يلمزون المطن ] 79 : التوبة [ } فيسخرون منهم سخر الله منهم ا روى عن اب ذا االسم آم ، ولهذا آان االستهزاء بهم فعال يستحق ه

ق ه فيغل اب آخر فيسرعون الي م ب تح له م يف ق ث ه فيغل ار فيسرعون الي عباس أنه يفتح لهم باب من الجنة وهم في النار فاليوم الذين آمنوا من الكفار { : فيضحك منهم المؤمنون؛ قال تعالى وب الكف ل ث رون ه ك ينظ يضحكون على الأرائ

. ] 36 : 34 : المطففين [ } ما آانوا يفعلون

م وعن در فيمشون فيخسف به ة من الق د االهال ا تخم م آم ار له وعن الحسن البصرى إذا آان يوم القيامة خمدت النة مقاتل إذا ضرب بينهم وبين المؤ ون في الظلم ذاب فيبق ه الع ة وظاهره من قبل ه الرحم ه في اب باطن منين بسور له ب

اع استهزائهم ورد خداعهم ل ايق م وقي فيقال لهم ارجعوا وراءآم فالتمسوا نورا وقال بعضهم استهزاؤه استدراجه له وتخطئتهم فيما فعلوه ومكرهم عليهم وقيل انه يظهر لهم في الدنيا خالف ما أبطن في اآلخرة وقيل هو تجهيلهم

. وهذا آله حق وهو استهزاء بهم حقيقة

رآن ة { : ومن األمثلة المشهورة لمن يثبت المجاز في الق أل القري ا فحذف ] 82 : يوسف [ } واس ه أهله راد ب الوا الم ، ق

يزاب وأمثال هذه األمور التى فيها الحال المضاف وأقيم المضاف اليه مقامه فقيل لهم لفظ القرية والمدينة والنهر والمذلك في ان وآ والمحال آالهما داخل في االسم ثم قد يعود الحكم على الحال وهو السكان وتارة على المحل وهو المكزاب وهو زاب وهو المحل وجرى المي اء ووضعت المي النهر يقال حفرت النهر وهو المحل وجرى النهر وهو الم

ه ] 112 : النحل [ } وضرب الله مثال قرية آانت آمنة مطمئنة { : قال تعالىالماء وآذلك القرية، ة { : ، وقول ن قري م م وآالمين أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قآئلون فما آان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إال أ ا ظ ، 4 : األعراف [ } ن قالوا إنا آن

آئمون { : ، وقال في آية أخرى ] 5 م ن ا وه نا بيات أتيهم بأس رى أن ي ل الق أمن أه م . ] 97 : األعراف [ } أف رى ه فجعل القم وآأين من قرية ه { : وقال . السكان ر له ا ناص اهم فل ك أهلكن ي أخرجت د [ } ي أشد قوة من قريتك الت م . ] 13 : محم وهأو { : وقال تعالى . ] 59 : الكهف [ } وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا { : وآذلك قوله تعالى . السكان

ان . ] 259 : البقرة [ } آالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ه آ د أن يلحظ أن ان ال السكان لكن الب فهذا المكولهم ه ق ع ومن و الجم رى وه أخوذ من الق ر للسكنى م د عم ان ق ة إال إذا آ ال يسمى قري كونا ف ي قر : مس اء ف يت الم

. الحوض إذا جمعته فيه

ة إذا ] اإلنسان [ ونظير ذلك لفظ ذلك القري ا؛ فك ارة لتالزمهم ذا ت ارة وه ذا ت يتناول الجسد والروح ثم االحكام تتناول ها روح م دن وال ال الب ا ين عذب أهلها خربت وإذا خربت آان عذابا ألهلها فما يصيب أحدهما من الشر ينال اآلخر آم

فاللفظ هنا . ] 112 : النحل [ } قرية آانت آمنة مطمئنة { : مثل قوله ] 82 : يوسف [ } واسأل القرية { : فقوله . أحدهما يصيبيم ا ل وتقس ة يراد به السكان من غير اضمار وال حذف فهذا بتقدير أن يكون في اللغة مجاز فال مجاز في القرآن ب للغ

ال ل يق ا ب ه لفظي زاع في يس الن ولين ول ى ق ه عل ه السلف والخلف في إلى حقيقة ومجاز تقسيم مبتدع محدث لم ينطق با ذآر ة وآلم روق باطل نفس هذا التقسيم باطل ال يتميز هذا عن هذا ولهذا آان آل ما يذآرونه من الفروق تبين أنها ف

ون أ دعى المنطقي ا ي اني آم ى داخل في بعضهم فرقا أبطله الث ا إل ة له ة بالموصوفات تنقسم الالزم ن الصفات القائمة ألن ا باطل روق آله ة ف روا ثالث ماهيتها الثابتة في الخارج وإلى خارج عنها الزم للماهية والزم خارج للوجود وذآ

. هذا التقسيم باطل ال حقيقة له بل ما يجعلونه داخال يمكن جعله خارجا وبالعكس آما قد بسط في موضعه

ة : وقولهم اظ الدال يس في االلف ه ل اللفظ إن دل بال قرينة فهو حقيقة وان لم يدل اال معها فهو مجاز قد تبين بطالنه وأنار و ة المجاز لفظ األسد و الحم رائن وأشهر أمثل ع الق ى جمي اج إل ا يحت ما يدل مجردا عن جميع القرائن وال فيها م

ة البحر ونحو ذلك مما يقولون أنه استع ود لفظي دة بقي ة مقي ير للشجاع والبليد والجواد وهذه ال تستعمل اال مؤلفة مرآبى أسد من د إل ا اهللا إذا يعم ل اله آما تستعمل الحقيقة آقول أبي بكر الصديق عن أبي قتادة لما طلب غيره سلب القتي

Page 38: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ي صلى أسد اهللا يقاتل عن اهللا ورسوله وصف له بالقوة للجهاد في سبيله وقد عينه تعيينا ول النب ذلك ق أزال اللبس وآ . وأمثال ذلك ) إن خالدا سيف من سيوف اهللا سله اهللا على المشرآين ( : اهللا عليه وسلم

القرائن اللفظية موضوعة وداللتها على المعنى حقيقة لكن القرائن الحالية مجاز قيل اللفظ ال يستعمل : وإن قال القائل

ه إذا عرف قط اال مقيدا بقيود لفظية ع الكالم فان اره في جمي د من اعتب تكلم والمستمع الب موضوعة والحال حال المة المتكلم فهم من معنى آالمه ما ال يفهم إذا لم يعرف ألنه بذلك يعرف عادته في خطابه واللفظ انما يدل إذا عرف لغ

ة ا ه ودالل ا في خطاب ى يعتاده ه الت ه وعرف تكلم وهى عادت ا ي ى به ة المتكلم الت ة قصدية ارادي ى دالل ى المعن للفظ علاختيارية فالمتكلم يريد داللة اللفظ على المعنى فإذا اعتاد أن يعبر باللفظ عن المعنى آانت تلك لغته ولهذا آل من آان

. عرف عادته في خطابه، وتبين له من مراده ما ال يتبين لغيره : له عناية بألفاظ الرسول ومراده بها

ا اهللا ورسوله فيعرف ولهذا ينبغى ى به إذا عن أن يقصد إذا ذآر لفظ من القرآن والحديث ان يذآر نظائر ذلك اللفظ مذلك ان ل م إذا آ بذلك لغة القرآن والحديث وسنة اهللا ورسوله التى يخاطب بها عباده وهى العادة المعروفة من آالمه ث

اد ك الع رة عرف أن تل ا هو صلى اهللا نظائر في آالم غيره وآانت النظائر آثي ة ال يختص به ة مشترآة عام ة واللغة في م تكن معروف ده في الخطاب ل ى عادات حدثت بع ه عل ه وال يجوز أن يحمل آالم عليه وسلم بل هى لغة قومخطابه وخطاب أصحابه آما يفعله آثير من الناس وقد ال يعرفون انتفاء ذلك في زمانه ولهذا آان استعمال القياس في

ة وان ج ر اللغ ي نظي ظ ف تعمل هو اللف د يجوز بالنسان أن يس ه ق تدالل فان ي االس ه ال يجوز ف تعمال فان ي االس از فتعمالها د عرف اس اظ ق ى ألف د إل المعنى الذي استعملوه فيه مع بيان ذلك على ما فيه من النزاع لكن ال يجوز أن يعم

ال في معان فيحملها على غير تلك المعانى ويقول انهم أرادوا تلك بال إذا ق ديل وتحريف ف ذا تب ل ه ك ب ى تل اس عل : قيه ) الجار أحق بسقبه ( ا يقتضى ان فالجار هو الجار ليس هو الشريك فان هذا ال يعرف في لغتهم لكن ليس في اللفظ م

. يستحق الشفعة لكن يدل على ان البيع له اولى

اس فقد ثبت بالنصوص الكثيرة والنقول الصحيحة ] الخمر [ وأما را بالقي ذ خم م يسم النبي انها آانت اسما لكل مسكر لا قالت عائشة سارق ارقا؛ آم انوا يسمونه س ظ من : وآذلك النباش آ ان أغل دهم آ ا والالئط عن ا آسارق احيان موتان

. الزانى بالمرأة

ة والبد في تفسير القرآن والحديث من أن يعرف ما يدل على مراد اهللا ورسوله من األلفاظ، وآ ة فمعرف يف يفهم آالمانى؛ ى المع اظ عل العربية التى خوطبنا بها مما يعين على أن نفقة مراد اهللا ورسوله بكالمه، وآذلك معرفة داللة االلفه وال فإن عامة ضالل أهل البدع آان بهذا السبب فإنهم صاروا يحملون آالم اهللا ورسوله على ما يدعون أنه دال علي

وا لفظ يكون األمر آذلك ويجعل ان جعل ان [ ون هذة الداللة حقيقة، وهذه مجازا آما أخطأ المرجئة في اسم اإليم ] اإليم . حقيقة في مجرد التصديق وتناولة لألعمال مجازا

م ألن : فيقال يكم ال لك ل هو عل نفعكم ب ذا ال ي ذا وإن صح فه ى ه ازا فال حاجة إل إن لم يصح التقسيم إلى حقيقة ومج

ق في الحقيقة هى ا ان حيث اطل ين ان لفظ االيم د تب ة وق دل بقرين ا ي ة والمجاز انم ه بال قرين دل باطالق ذي ي للفظ اله ة قول ى أن الحقيق دل عل ذا ي د؛ وه د التقيي ه عن ان ( : الكتاب والسنة دخلت فيه األعمال، وإنما يدعى خروجها من اإليم

. ) بضع وسبعون شعبة

ي صلى اهللا وأما حديث جبريل فإن آان أراد ب ذي أراد النب ى ال ذا هو المعن ذلك وه و آ اإليمان ما ذآر مع اإلسالم فهان . عليه وسلم قطعا رد أن اإلحسان مجرد عن إيم م ي آما أنه لما ذآر اإلحسان أراد اإلحسان مع اإليمان واإلسالم ل

. وإسالم

ظ د بلف ه أري در أن و ق ان [ ول ك إ ] اإليم ع ذل م يق رد التصديق فل وم مج ذا معل ازا وه ون مج زم أن يك ة فيل ع قرين ال ما للتصديق ة مرادف ان في اللغ ظ االيم رآن والحديث بخالف آون لف دبر الق د ت ه بع ا المنازعة في بالضرورة ال يمكنندمتين ودعوى أن الشارع لم يغيره ولم ينقله بل أراد به ما آان يريده أهل اللغة بال تخصيص وال تقييد فان هاتين المق

. يمكن الجزم بواحدة منهما فال يعارض اليقين آيف وقد عرف فساد آل واحدة من المقدمتين وأنها من أفسد الكالم ال

Page 39: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه ] أيضا [ و فليس لفظ اإليمان في داللته على األعمال المأمور بها بدون لفظ الصالة والصيام والزآاة والحج في داللتم دون االسم أو أراد على الصالة الشرعية والصيام الشرعى وال ه أو أراد الحك حج الشرعى سواء قيل إن الشارع نقل

. االسم وتصرف فيه تصرف أهل العرف أو خاطب باالسم مقيدا ال مطلقا د الصحابة وأهل السنة : فإن قيل ه ال يبطل عن ان فإن رك بعضها بطلت بخالف اإليم و ت ا ل الصالة والحج ونحوهم

م والجماعة بمجرد الذنب قي يئا ل ه ش ل أن إريد بالبطالن أنه ال تبرأ الذمة منها آلها فكذلك االيمان الواجب إذا ترك من تبرأ الذمه منه آله وان أريد به وجوب االعادة فهذا ليس على

اإلطالق فإن في الحج واجبات إذا ترآها لم يعد، بل تجبر بدم وآذلك في الصالة عند أآثر العلماء إذا ترآها سهوا أو

. طلقا وجبت اإلعادة فإنما تجب إذا أمكنت اإلعادة وإال فما تعذرت إعادته يبقى مطالبا به آالجمعة ونحوهام

لم في حديث المسىء في ه وس ي صلى اهللا علي ين النب د ب ل ق ذلك ب يس آ ه فل ا فعل وإن أريد بذلك أنه ال يثاب على موم صالته أنه إذا لم يتمها يثاب على ما فعل وال يكون بمنز رائض تكمل ي م يصل وفي عدة أحاديث أن الف ة من ل ل

القيامة من النوافل فإذا آانت الفرائض مجبورة بثواب النوافل دل على أنه يعتدله بما فعل منها فكذلك االيمان إذا ترك ه وأث ه من رأ ذمت م تب ه ل م يفعل إذا ل ا منه شيئا آان عليه فعله ان آان محرما تاب منه وان آان واجبا فعله ف ى م يب عل

. فعله آسائر العبادات وقد دلت النصوص على أنه يخرج من النار من في قلبه مثقال ذرة من اإليمان

ى ] المرجئة [ وقد عدلت دوا عل م باحسان واعتم ابعين له في هذا األصل عن بيان الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتاس من : أهل البدع ولهذا آان اإلمام أحمد يقول رأيهم وعلى ما تأولوه بفهمهم اللغة، وهذه طريقة أآثر ما يخطىء الن

اس ل والقي ة التأوي رأيهم . جه رآن ب رون الق دع يفس ل الب ن أه رهم م ة والرافضة وغي ة والمرجئ د المعتزل ذا تج ولهلم ـ ه وس ي ـ صلى اهللا علي ى أحاديث النب دون عل ذا تجدهم ال يعتم ة وله أولوه من اللغ ا ت ولهم وم والصحابة ومعق

والتابعين وأئمة المسلمين فال يعتمدون ال على السنة وال على إجماع السلف وآثارهم وإنما

دون ا يعتم ار السلف وإنم أثورة والحديث وآث ى آتب التفسير الم دون عل يعتمدون على العقل واللغة وتجدهم ال يعتما في آتب الفلسفة على آتب األدب وآتب الكالم التى وضعتها رؤوسهم وهذه طريقة ال ا يأخذون م مالحدة أيضا إنم

ا ون اليه اء إذ . وآتب األدب واللغة؛ وأما آتب القرآن والحديث واآلثار فال يلتق هؤالء يعرضون عن نصوص األنبي هى عندهم ال تفيد

د لم وأصحابه وق ه وس د العلم وأولئك يتأولون القرآن برأيهم وفهمهم بال آثار عن النبي صلى اهللا علي ا آالم أحم ذآرن

و . وغيره في انكار هذا وجعله طريقة أهل البدع ل والقاضى أب ا دلي وم عليه وإذا تدبرت حججهم وجدت دعاوى ال يقاس ] مسألة اإليمان [ بكر الباقالني نصر قول جهم في و العب متابعة ألبي الحسن األشعرى وآذلك أآثر أصحابه فأما أب

ي، وأ ى الثقف إنهم نصروا القالنسى وأبو عل ي الحسن ـ ف ي بكر وصاحب أب د ـ شيخ القاضى أب ن مجاه داهللا ب و عب بون انوا يقول ا آ ي ونحوهم ا : مذهب السلف وابن آالب ـ نفسه ـ والحسين بن الفضل البجل ول جميع هو التصديق والق

. هموافقة لمن قاله من فقهاء الكوفيين آحماد بن أبي سليمان، ومن اتبعه مثل أبي حنيفة وغير ] اإليمان [ في أن أبا الحسن األشعري نصر قول جهم في : فصل

ان ] اإليمان [ وأبو الحسن األشعري نصر قول جهم في تثني في اإليم مع أنه نصر المشهور عن أهل السنة من أنه يسر أحد من أهل ; أنا مؤمن إن شاء اهللا : فيقول ار ألنه نصر مذهب أهل السنة في أنه ال يكف دون في الن ة وال يخل القبل

. وتقبل فيهم الشفاعة ونحو ذلك

رهم -وهو دائما ينصر ين أهل الحديث وغي زاع ب را -في المسائل التي فيها الن م يكن خبي ه ل ول أهل الحديث لكن قرهم ا ينكر ; بمآخذهم فينصره على ما يراه هو من األصول التي تلقاها عن غي اقض م ك من التن ع في ذل ه هؤالء فيق

تثناء , وهؤالء ر من أصحابه في ; آما فعل في مسألة اإليمان ونصر فيها قول جهم مع نصره لالس ه آثي ذا خالف ولهك م في ذل ى آتب . االستثناء آما سنذآر مأخذه في ذلك واتبعه أآثر أصحابه على نصر قول جه م يقف إال عل ومن ل

ه ; فيظن أن ما ذآروه هو قول أهل السنة ; في هذا الباب الكالم ولم يعرف ما قاله السلف وأئمة السنة وهو قول لم يقل

Page 40: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

و الحسن . أحد من أئمة السنة بل قد آفر أحمد بن حنبل ووآيع وغيرهما من قال بقول جهم في اإليمان الذي نصره أبوهم يطعن في آثير ممن ولهذا صار من يعظم الشافعي من الزيدية والمعتزلة ونح ; وهو عندهم شر من قول المرجئة

ة وغرضهم ذم اإلرجاء ونحن : ينتسب إليه يقولون الشافعي لم يكن فيلسوفا وال مرجئا وهؤالء فالسفة أشعرية مرجئى السنة و بكر في . نذآر عمدتهم لكونه مشهورا عند آثير من المتأخرين المنتسبين إل ال القاضي أب د [ ق إن : ] التمهي ف

م : قيل ؟ ا اإليمان عندآمفخبرونا م : قالوا اهللا وهو العل ال , اإليمان هو التصديق ب إن ق ا : والتصديق يوجد بالقلب ف فملم : قيل ؟ الدليل على ما قلتم ه وس ي صلى اهللا علي إجماع أهل اللغة قاطبة على أن اإليمان قبل نزول القرآن وبعثة النب

أي ] 17 : يوسف [ } وما أنت بمؤمن لنا { : لك ويدل على ذلك قوله تعالىهو التصديق ال يعرفون في اللغة إيمانا غير ذفوجب أن اإليمان في . ال يصدق بذلك : فالن يؤمن بالشفاعة وفالن ال يؤمن بعذاب القبر أي : ومنه قولهم . بمصدق لنا

للسان العربي وال قلبه ولو فعل ذلك لتواترت األخبار بفعله ألن اهللا ما غير ا ; الشريعة هو اإليمان المعروف في اللغة ياء , وتوفرت دواعي األمة على نقله ولغلب إظهاره على آتمانه رار أسماء األش ل إق ك ب م يفعل ذل ه ل ا بأن وفي علمن

الى والتخاطب بأسره على ما آان دليل على أن اإليمان في الشريعة هو اإليمان اللغوي ومما يبين ذلك قوله ت ا { : ع ومه راهيم [ } أرسلنا من رسول إال بلسان قوم ه ] 4 : إب ا { : وقول ا عربي اه قرآن ا جعلن زل . ] 3 : الزخرف [ } إن ه أن أخبر أن ف

ات عن ظواه ذه اآلي دول به يما مع القرآن بلغة العرب وسمى األسماء بمسمياتهم وال وجه للع ر حجة ال س ا بغي رهتهم زل بلغ ا ; القول بالعموم وحصول التوقيف على أن القرآن ن ا وصفناه دون م ان م اه من أن اإليم ا قلن ى م دل عل ف

ل والمفروضات ن النواف ات م ائر الطاع ن س واه م ه , س ذا لفظ ي . ه ة ف ول الجهمي ن نصر ق دة م ذا عم ألة [ وه مس . لسنة وغيرهم عن هذا أجوبةوللجمهور من أهل ا ] اإليمان

. قول من ينازعه في أن اإليمان في اللغة مرادف للتصديق ويقول هو بمعنى اإلقرار وغيره : أحدها

ال ; وإن آان في اللغة هو التصديق : قول من يقول : والثاني ا ق ائر الجوارح آم فالتصديق يكون بالقلب واللسان وس

. ) والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ( : مالنبي صلى اهللا عليه وسل

ذا نقال للفظ وال : أن يقال : والثالث ليس هو مطلق التصديق بل هو تصديق خاص مقيد بقيود اتصل اللفظ بها وليس ه . تغييرا له فإن اهللا لم يأمرنا بإيمان مطلق بل بإيمان خاص وصفه وبينه

ال القلب والجوارح ; ديق وإن آان هو التص : أن يقال : والرابع فالتصديق التام القائم بالقلب مستلزم لما وجب من أعم

إن هذه اللوازم تدخل في مسمى اللفظ : ونقول , وانتفاء الالزم دليل على انتفاء الملزوم , فإن هذه لوازم اإليمان التام . تارة وتخرج عنه أخرى

. ق على معناه في اللغة، ولكن الشارع زاد فيه أحكاماإن اللفظ با : قول من يقول : والخامس

. إن الشارع استعمله في معناه المجازي، فهو حقيقة شرعية، مجاز لغوي : قول من يقول : والسادس

. إنه منقول : قول من يقول : السابع

: فهذه سبعة أقوال

. ليس هو التصديق، بل بمعنى اإلقرار وغيره : تصديق، ويقولقول من ينازع في أن معناه في اللغة ال : األول

ه . إجماع أهل اللغة قاطبة على أن اإليمان قبل نزول القرآن هو التصديق : قوله ال ل اع : فيق ذا اإلجم ل ه ومن ؟ من نق

؟ وفي أي آتاب ذآر هذا اإلجماع ؟ أين يعلم هذا اإلجماع

ا : بأهل اللغة أتعني : أن يقال : الثاني إن عنيت ؟ نقلتها، آأبي عمرو، واألصمعي، والخليل، ونحوهم، أو المتكلمين به فا سمعوه انهم، وم األول؛ فهؤالء ال ينقلون آل ما آان قبل اإلسالم بإسناد، وإنما ينقلون ما سمعوه من العرب في زم

م في . في دواوين الشعر وآالم العرب وغير ذلك باإلسناد وا وال نعل وا أجمع ان، فضلا عن أن يكون وه لفظ اإليم ا نقل م . عليه، وإن عنيت المتكلمين بهذا اللفظ قبل اإلسالم، فهؤالء لم نشهدهم، وال نقل لنا أحد عنهم ذلك

Page 41: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه : أنه ال يعرف عن هؤالء جميعهم أنهم قالوا : الثالث در أن اإليمان في اللغة هو التصديق، بل وال عن بعضهم، وإن ق

. اله واحد أو اثنان؛ فليس هذا إجماعاق

ون الكالم المسموع من : هؤالء ال ينقلون عن العرب أنهم قالوا : أن يقال : الرابع ا ينقل معنى هذا اللفظ آذا وآذا، وإنمان هو ه أن اإليم م من م ال/ العرب، وأنه يفهم منه آذا وآذا، وحينئذ فلو قدر أنهم نقلوا آالما عن العرب يفه تصديق، ل

لم ه وس ي صلى اهللا علي ه . يكن ذلك أبلغ من نقل المسلمين آافة للقرآن عن النب د يظن بعضهم أن ك ق ان مع ذل وإذا آ . أريد به معنى ولم يرده؛ فظن هؤالء ذلك فيما ينقلونه عن العرب أولى

التواتر من شرطه استواء الطرفين والواسطة، أنه لو قدر أنهم قالوا هذا، فهم آحاد ال يثبت بنقلهم التواتر، و : الخامس

. إنهم آانوا ال يعرفون لإليمان معنى غير التصديق ؟ وأين التواتر الموجود عن العرب قاطبة قبل نزول القرآن

ه فليكن، ونحن ال حاجة بنا مع بيان الرسول لما بعثه ا : هذا يقدح في العلم باللغة قبل نزول القرآن، قيل : فإن قيل ه ب للا وا م من القرآن أن نعرف اللغة قبل نزول القرآن، والقرآن نزل بلغة قريش، والذين خوطبوا به آانوا عربا، وقد فهمى أن ا حاجة إل ق بن م يب ا، فل أريد به وهم الصحابة، ثم الصحابة بلغوا لفظ القرآن ومعناه إلى التابعين حتى انتهى إلين

تهم، تتواتر عندنا تلك اللغة من غير ط زل بلغ ه ن ا أن ى، وعرفن ا ومعن رآن لفظ واتر الق ا ت رآن، لكن لم واتر الق ق ت ريا في ا هو معناه ى م ك عل ر، ونحو ذل عرفنا أنه آان في لغتهم لفظ السماء واألرض، والليل والنهار، والشمس والقم

يما إذا وإال فلو آلفنا نقلا متواترا آلحاد هذه األلفاظ من غير القرآن، لتعذر . القرآن اظ، ال س ع األلف ك في جمي علينا ذليس رآن ل اني الق م بمع ه والعل م ب ذر العل ذا يتع إن ه ى، ف ذا المعن اللفظ ه د ب آان المطلوب أن جميع العرب آانت تري

اني وا مع ل الصحابة بلغ ك، ب وا لفظه / موقوفا على شيء من ذل ا بلغ رآن، آم ا . الق ا سمعوا آالم درنا أن قوم و ق ول . وترجموه لنا بلغتهم، لم نحتج إلى معرفة اللغة التي خوطبوا بها أولا أعجميا،

اس : السادس ول الن رآن بق ر الق ا استدل من غي يهم، وإنم اه عل ا ادع فالن : أنه لم يذآر شاهدا من آالم العرب على م

يس من وفالن ال . يؤمن بالشفاعة، وفالن يؤمن بالجنة والنار، وفالن يؤمن بعذاب القبر يؤمن بذلك، ومعلوم أن هذا لذبون ألفاظ العرب قبل نزول القرآن، بل هو مما تكلم الناس به بعد عصر الصحابة، لما صار من الناس أهل البدع يك

والقائل لذلك . فالن يؤمن بالجنة والنار، وفالن ال يؤمن بذلك : بالشفاعة وعذاب القبر ومرادهم بذلك هو مرادهم بقولهإن مجرد وإن آان راده التصديق بالقلب واللسان، ف ل م ك وحده، ب راده ذل يس م راده، فل ا في م تصديق القلب داخل

. تصديق القلب بدون اللسان ال يعلم حتى يخبر به عنه

ذاب : أن يقال : السابع ل يصدق بع اء، ب دون خوف وال رج ا يرجى ويخاف ب راده التصديق بم من قال ذلك، فليس م . وإال فلو صدق بأنه يعذب في قبره، ولم يكن في قلبه خوف من ذلك أصلا . فه، ويصدق بالشفاعة ويرجوهاالقبر ويخا

ك ار، دون المعرض عن ذل لم يسموه مؤمنا به، آما أنهم ال يسمون مؤمنا بالجنة والنار إال من رجا الجنة وخاف النه، وال يسمون فرعون آما ال يسمون إبليس مؤمنا . بالكلية مع علمه بأنه حق بالله، وإن آان مصدقا بوجوده وربوبيت

زل ذي أن ا / مؤمنا، وإن آان عالما بأن الله بعث موسى، وأنه هو ال ا أنفسهم مع جحدهم له تيقنت به د اس ات، وق اآلياء . بألسنتهم ون أبن ا يعرف ه حق، آم فال يوجد . هموال يسمون اليهود مؤمنين بالقرآن والرسول، وإن آانوا يعرفون أن

ه وال ك ال يحب ه، وهو مع ذل ه وتعظيم ا يخاف ويرجى، ويجب حب م وجود شيء مم قط في آالم العرب أن من عله : يعظمه، وال يخافه وال يرجوه، بل يجحد به ويكذب به بلسانه، أنهم يقولون ه وآذب ب هو مؤمن، بل ولو عرفه بقلب

وا ولو صدق . هو مصدق به : بلسانه، لم يقولوا م يقول ه : به مع العمل بخالف مقتضاه، ل فال يوجد في . هو مؤمن ب . آالم العرب شاهد واحد يدل على ما ادعوه

يس ] 17 : يوسف [ } وما أنت بمؤمن لنا { : وقوله القرآن، ول ذا استدالل ب إن ه ذا الموضع، ف ر ه قد تكلمنا عليها في غي

ى دل عل ا ي ه مرادف في اآلية م ى أن دل عل ى بأحد اللفظين ال ي ذا المعن إن صحة ه ؤمن، ف أن المصدق مرادف للم . لآلخر، آما بسطناه في موضعه

ول ؟ من أين له هذا النفي الذي ال تمكن اإلحاطه به . ال يعرفون في اللغة إيمانا غير ذلك : قوله : الوجه الثامن بل هو ق

. بال علم

Page 42: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه : ن يقولقول م : التاسع والهم إن شاء الل تأتي أق ا س ان . أصل اإليمان مأخوذ من األمن، آم ة اإليم وا في اللغ د نقل وق

. آما قاله الشيخ أبو البيان في قول . بغير هذا المعنى يس هو التصديق بكل شيء، ب : الوجه العاشر/ ان ل وم أن اإليم ة التصديق، فمعل ان في اللغ ل أنه لو فرض أن اإليم

بشيء مخصوص، وهو ما أخبر به الرسول، صلى اهللا عليه وسلم، وحينئذ فيكون اإليمان في آالم الشارع أخص من الحيوان إذا أخذ بعض أنواعه وهو ام آ ع الع اإليمان في اللغة، ومعلوم أن الخاص ينضم إليه قيود ال توجد في جمي

ام اإلنسان آان فيه المعنى العام ومعنى اختص به، وذلك المج ان، . موع ليس هو المعنى الع ذي هو اإليم فالتصديق الأدنى أحواله أن يكون نوعا من التصديق العام، فال يكون مطابقا له في العموم والخصوص من غير تغيير اللسان وال

. قلبه، بل يكون اإليمان في آالم الشارع مؤلفا من العام والخاص آاإلنسان الموصوف بأنه حيوان وأنه ناطق

ق : الوجه الحادي عشر ا مطل د، وإم ا مقي ه إم ان في ل لفظ اإليم ر مفسر، ب ق غي ان مطل ه ذآر إيم يس في رآن ل أن القه . مفسر د آقول ب { : فالمقي ون بالغي رة [ } يؤمن ه ] 3 : البق ه { : ، وقول ن قوم ة م ى إال ذري ن لموس ا آم ون [ } فم ، ] 83 : سي

وبهم { : والمطلق المفسر آقوله ت قل ه وجل ة } إنما المؤمنون الذين إذا ذآر الل ال [ اآلي ه ] 2 : األنف ون { : ، وقول ا المؤمن إنمأ دوا ب ابوا وجاه ادقون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرت م الص ك ه ه أولئ بيل الل ي س هم ف : الحجرات [ } موالهم وأنفس

ك ] 15 ه . ونحو ذل ا م { : وقول هم حرج ي أنفس دوا ف م ال يج نهم ث جر بي ا ش وك فيم ى يحكم ون حت ك ال يؤمن ال ورب ا ف مات ] 65 : النساء [ } يت ويسلموا تسليماقض ذه اآلي ال ه ه ال يكون . وأمث ه أن ين في د يب رآن فق ق في الق ان مطل وآل إيم

ل /الرجل مؤمنا إال بالعمل مع التصديق، فقد بين في ا ذآر مث القرآن أن اإليمان البد فيه من عمل مع التصديق، آم . والصيام والحجذلك في اسم الصالة والزآاة

ل إن قي ي : ف و يعل ه القاضي أب ا يقول م ال في االسم، آم ا في الحك ى المسمى إعمال ة، ولكن ضم إل ك األسماء باقي تل

ان : وغيره، قيل ه في اإليم ل مثل ذا صحيحا قي ان ه ه بجواب . إن آ م يجب عن م ل ذا السؤال لبعضهم، ث د أورد ه وقوليس آذلك، بل القرآن والسنة مملوآن بما يدل على أن الرجل ال يثبت . ر فيه ذلكصحيح، بل زعم أن القرآن لم يذآ

ا فسرتها . له حكم اإليمان إال بالعمل مع التصديق ك إنم إن تل وهذا في القرآن أآثر بكثير من معنى الصالة والزآاة، ف . السنة، واإليمان بين معناه الكتاب والسنة، وإجماع السلف

إن الشارع خاطب الناس بلغة العرب، فإنما خاطبهم بلغتهم المعروفة، وقد جرى عرفهم أن : أنه إذا قيل : الثاني عشر

ون ا يقول اه، آم ن معن د أخص م ه قي دخل في م ي ا، ث ا وعام ون مطلق م يك ر، : االس والي واألمي ى القاضي وال ذهب إلرفتهم ع مع الم م ه ال ت علي ه دل ا يعرفون ا معين دون شخص هويري ى . ب دل عل نس ال ي م ج ة اس ي اللغ م ف ذا االس وه

ك ال ذل د . خصوص شخص، وأمث ف، وق الم التعري ماء ب ذه األس اطبهم به ا خ اة، إنم ان والصالة والزآ ذلك اإليم فكذا ذا وآ ذي صفته آ دعاء ال تهم . عرفهم قبل ذلك أن المراد اإليمان الذي صفته آذا وآذا، وال دير أن يكون في لغ فبتق

ل التصدي د أن يعم ل الب ده، ب ب وح ان، فضلا عن تصديق القل ب واللس ي بتصديق القل ي ال أآتف ين أن د يب ه ق ق، فإنابوا { : بموجب ذلك التصديق، آما في قوله تعالى ] 15 : الحجرات [ } إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرت

وبهمإنم { ت قل ه وجل ر الل ذين إذا ذآ ون ال ال [ } ا المؤمن لم ] 2 : األنف ه وس ه صلى اهللا علي ي قول ى ( : وف ون حت ال تؤمنالى ) تكونوا آذا ه تع ن ح { : ، وفي قول وادون م آخر ي وم ال ه والي ون بالل ا يؤمن د قوم ا تج وله ل ه ورس ة [ } اد الل : المجادل

، ومثل هذا آثير في ] 81 : المائدة [ } ولو آانوا يؤمنون باهللا والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء { : ، وفي قوله ] 22ه السالم ي الزان ( : الكتاب والسنة، آقوله علي ي وهو مؤمن ال يزن ه . ) ي حين يزن أمن جاره ( : وقول ؤمن من ال ي ال ي

. وأمثال ذلك . ) بوائقه

ين في ذا ب ذا الوجه، وه ى ه ه، هو أن يكون تصديقا عل ا إال ب ذي ال يكون الرجل مؤمن م أن التصديق ال فقد بين له . القرآن والسنة من غير تغيير للغة وال نقل لها

واتر : قوله . بل نقل وغير : أن يقال : الثالث عشر ل . لو فعل لت م : قي اة والصيام . نع ه أراد بالصالة والزآ واتر أن د ت وق

ه ه، آقول ا { : والحج معانيها المعروفه، وأراد باإليمان ما بينه بكتابه وسنة رسوله من أن العبد ال يكون مؤمنا إال ب إنمان إال أن ] 2 : لاألنفا [ } المؤمنون م اإليم م ألحد بحك ،وهذا متواتر في القرآن والسنن ومتواتر ـ أيضا ـ أنه لم يكن يحك

ل : ومتواتر عنه أنه أخبر أنه . يؤدي الفرائض ك، ب من مات مؤمنا دخل الجنة ولم يعذب، وأن الفساق ال يستحقون ذل

Page 43: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

غ من فقد تواتر عنه من معاني اسم اإل . هم معرضون للعذاب يمان وأحكامه ما لم يتواتر عنه في غيره، فأي تواتر أبلوال يقدر أحد أن ينقل عن النبي صلى اهللا عليه وسلم . وقد توفرت الدواعي على نقل ذلك وإظهاره، ولله الحمد ! ؟ هذا

ال إن/ : ولم يقل . لكن أخبر أنه يخرج منها من آان معه شيء من اإليمان . نقلا يناقض هذا دخلها، وال ق إن : المؤمن يان في مواضع مع . الفساق مؤمنون افقين في اسم اإليم ا أدخل المن ان في مواضع، آم لكن أدخلهم في مسمى اإليم

. وأما االسم المطلق الذي وعد أهله بالجنة، فلم يدخل فيه ال هؤالء وال هؤالء . القيود

ه وال وجه للع : قوله : الوجه الرابع عشر ال ل ا، فيق ي : دول ـ باآليات التي تدل على أنه عربي ـ عن ظاهره ات الت اآليا . فسرت المؤمن، وسلبت اإليمان عمن لم يعمل؛ أصرح وأبين وأآثر من هذه اآليات ي، فم ه عرب ى أن ثم إذا دلت عل

م يقو ك، ل ر ذل وا ذآر ال يخرجه عن آونه عربيا؛ ولهذا لما خاطبهم بلفظ الصالة والحج وغي ي : ل يس بعرب ذا ل ل . ه بوا م يقول ة، ول م يكن يعرف في الجاهلي ي، : خاطبهم باسم المنافقين، وقد ذآر أهل اللغة أن هذا االسم ل يس بعرب ه ل إن

ألن المنافق مشتق من نفق إذا خرج، فإذا آان اللفظ مشتقا من لغتهم وقد تصرف فيه المتكلم به آما جرت عادتهم في . ذلك عن آونه عربيالغتهم، لم يخرج

أعظم من : الوجه الخامس عشر اظ ب ذه األلف وم ه يس تخصيص عم ة، فل اظ ليست عربي ذه األلف و فرض أن ه ه ل أن

ه ان عمن ال يحب الل إخراج لفظ اإليمان عما دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف، فإن النصوص التي تنفي اإليمدر ورسوله، وال يخاف الله وال يتقيه إذا ق رة صريحة، ف وال يعمل شيئا من الواجب، وال يترك شيئا من المحرم، آثي

. أنها عارضها آية، آان تخصيص اللفظ القليل العام أولي من رد النصوص الكثيرة الصريحة ون : السادس عشر / ا والسلف يقول ون بعمومه وم ال يقول اظ العم ة في ألف ى : أن هؤالء واقف ا عل اني الرسول وقفن مع

ل . اإليمان وبينه لنا ه صدق : وعلمنا مراده منه باالضطرار، وعلمنا من مراده علما ضروريا أن من قي تكلم . إن م ي ولا ان مبغض ل آ ه، ب ه ورسوله وال خاف الل ك، وال صلى وال صام، وال أحب الل ى ذل ه عل ان مع قدرت انه باإليم بلس

ذا ل ه، أن ه ه يقاتل ا ل ؤمنللرسول، معادي انوا . يس بم ذين آ اب ال ن المشرآين وأهل الكت ار م ا أن الكف د علمن ا ق آما ر من علمن دنا باالضطرار أآث وم عن يعلمون أنه رسول الله وفعلوا ذلك معه، آانوا عنده آفارا ال مؤمنين، فهذا معل

. الضروري أولىفلو قدر التعارض، لكان تقديم ذلك العلم . بأن القرآن آله ليس فيه لفظ غير عربي

. من علم أن الرسول آفره، علم انتفاء التصديق من قلبه : فإن قالوا

و . هذه مكابرة، إن أرادوا أنهم آانوا شاآين مرتابين : قيل لهم ل، فه ه عم م يحصل مع ذي ل ي التصديق ال وأما إن عنان . ناقص آالمعدوم، فهذا صحيح ت، إذا ثبت أن اإليم د ثم إنما يثب ا يثبت بع ه، وذاك إنم مجرد تصديق القلب وعلم

ر صاحبها ال . تسليم هذه المقدمات التي منها هذا، فال تثبت الدعوى بالدعوي مع آف م يق ا باالضطرار أن : ث د علمن قرهم م بكف ان يحك ه، وآ دا رسول الل ون أن محم انوا يعرف رهم آ ود وغي ر . اليه ه يكف ه ضرورة أن ن دين ا م د علمن فق

. خص مع ثبوت التصديق بنبوته في القلب، إذا لم يعمل بهذا التصديق، بحيث يحبه ويعظمه، ويسلم لما جاء بهالش ال / ه أن يق ا يعارضون ب ول : ومم ى ق ل عل ة، ب ول المرجئ ى ق و أدل عل ان صحيحا، فه وه، إن آ ذي ذآرتم ذا ال ه

و الت ان ه ان إذا آ ك أن اإليم ولكم، وذل ى ق ه عل ة من الم، الكرامي واع الك ن أن وع م رتم، فالتصديق ن ا ذآ صديق آمتعماله فاستعمال لفظ الكالم والقول ونحو ذلك في المعنى واللفظ، بل في اللفظ الدال على المعنى أآثر في اللغة من اس

ذيب وا : في المعنى المجرد عن اللفظ، بل ال يوجد قط إطالق اسم الكالم وال أنواعه الخبر أو التصديق والتك ألمر آ . والنهي على مجرد المعنى من غير شيء يقترن به من عبارة وال إشارة وال غيرهما، وإنما يستعمل مقيدا

ى وإذا آان الله إنما أنزل القرآن بلغة العرب، فهي ال تعرف التصديق والتكذيب وغيرهما من األقوال إال ما آان معن

ى ولفظا، أو لفظا يدل على معنى؛ ولهذا لم يجعل وبهم حت الله أحدا مصدقا للرسل بمجرد العلم والتصديق الذي في قله صادق أو : يصدقوهم بألسنتهم، وال يوجد في آالم العرب أن يقال ه أن م بقلب ان يعل ه، إذا آ ا أو آذب فالن صدق فالن

. به من لفظ أو إشارة أو نحوهما أمره أو نهاه، إذا قام بقلبه طلب مجرد عما يقترن : آاذب ولم يتكلم بذلك، آما ال يقالإن الله يحدث من ( : وقال . ) إن صالتنا هذه ال يصلح فيها شيء من آالم الناس ( : ولما قال النبي صلى اهللا عليه وسلم

ر ) أمره ما شاء، وإن مما أحدث أال تكلموا في الصالة دا لغي مصلحتها، اتفق العلماء على أنه إذا تكلم في الصالة عام

Page 44: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ا /واتفقوا آلهم على أن ما يقوم بالقلب من تصديق . بطلت صالته ا يبطله ة وطلب ال يبطل الصالة، وإنم أمور دنيوي ب . التكلم بذلك، فعلم اتفاق المسلمين على أن هذا ليس بكالم

ال ه تجاوز ألمت ( : وأيضا، ففي الصحيحين عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه ق م إن الل ا ل ها م ه أنفس دثت ب ا ح ى عم

ر ) تتكلم به أو تعمل به فقد أخبر أن الله عفا عن حديث النفس إال أن تتكلم، ففرق بين حديث النفس وبين الكالم، وأخبة؛ ألن ذا هو الكالم في اللغ م أن ه اء، فعل اق العلم ه اللسان باتف أنه ال يؤاخذ به حتى يتكلم به، والمراد حتى ينطق ب

. ارع ـ آما قرر ـ إنما خاطبنا بلغة العربالش

وهل يكب الناس في النار على ( : فقال ؟ يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به : وأيضا،ففي السنن أن معاذا قال لها يكون ) على مناخرهم ـ إال حصائد ألسنتهم : وجوههم ـ أو قال وفي الصحيح عن . باللسان فبين أن الكالم إنما هو م

. ) أال آل شيء ما خال الله باطل : أصدق آلمة قالها الشاعر آلمة لبيد ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال

رحمن ( : وفي الصحيحين عنه أنه قال ى ال ان إل زان، حبيبت ان في المي ى اللسان، ثقيلت ان عل ه : آلمتان خفيفت سبحان اللوينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم آبرت { : وقد قال الله تعالى ) سبحان الله العظيموبحمده،

ال ، وفي الصحي ] 4،5 : الكهف [ } آلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا آذبا ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي : ح عن النبر : القرآن/أفضل الكالم بعد القرآن أربع آلمات، وهن في ( ه أآب رواه . ) سبحان الله، والحمد لله، وال إله إال الله، والل

. ومثل هذا آثير ] 10 : فاطر [ } فعهإليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح ير { : وقال تعالى . مسلم

ون، الوا ويقول م ق ذبيهم أنه اعهم أو مك اء، أو أتب ق من األنبي ه عن أحد من الخل ه في آتاب وفي الجملة، حيث ذآر اللر، وذلك قولهم وأمثال ذلك، فإنما يعني به المعنى مع اللفظ، فهذا اللفظ وما تصرف منه من فعل ماض ومضارع وأم

ا وم ان لفظ صدر واسم فاعل من لفظ القول والكالم ونحوهما، إنما يعرف في القرآن والسنة وسائر آالم العرب إذا آر من ومعنى، وآذلك أنواعه، آالتصديق والتكذيب واألمر والنهي وغير ذلك، وهذا مما ال يمكن أحدا جحده، فإنه أآث

. أن يحصى

ين الصح زاع ب الم ن مى الك ي مس ن ف م يك ل ول ن أه نة،وال م ل الس ن أه ابعيهم، ال م ان وت م بإحس ابعين له ابة والتالب، وهو ن آ ن سعيد ب ه ب د الل ط، هو عب ى فق ه جعل مسمى الكالم المعن البدعة،بل أول من عرف في اإلسالم أن

الكالم الذي متأخر ـ في زمن محنة أحمد بن حنبل ـ وقد أنكر ذلك عليه علماء السنة، وعلماء البدعة، فيمتنع أن يكون ون { : هو أظهر صفات بني آدم ـ آما قال تعالى م تنطق ذاريات [ } فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنك . ] 23 : ال

ه قول -ولفظه ال تحصى وجوهه آثرة ال في بقه لم يعرفه أحد من الصحابة والتابعين وتابعيهم حتى جاء من ق م يس ا ل . إليه أحد من المسلمين، وال غيرهم

هم { : فقد قال الله تعالى : فإن قالوا ي أنفس ة [ } ويقولون ف ال ] 8 : المجادل ة { : ، وق رعا وخيف ك تض ي نفس ك ف ر رب } واذآ

. ونحو ذلك ] 205 : األعراف [ ره المفسرون إن آان : قيل/ ذي ذآ ذا هو ال ه، وه را، فال حجة في الوا . المراد أنهم قالوه بألسنتهم س ون : ق انوا يقول : آ

ول : سالم عليك، فإذا خرجوا يقولون في أنفسهم، أي يقول بعضهم لبعض ا نق ه م ا ل در . لو آان نبيا عذبنا بقولن وإن قلوال يعذبنا : ؛ ولهذا قالوا ) عما حدثت به أنفسها ( : مقيد بالنفس، مثل قوله أنه أريد بذلك أنهم قالوه في قلوبهم، فهذا قول

ال ا ق ا آم وا عنه ي نه ة الت ه النجوى والتحي نتهم؛ ألن الوه بألس ا ق ه م راد ب ا، والم ول هن الله بما نقول فأطلقوا لفظ القول وإذا ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم { : تعالى يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرس

ول ا نق ه بم ذبنا الل ا يع هم لول ي أنفس ون ف ه ويقول ة [ } جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الل ، مع أن األول هو ] 8 : المجادله ( : الذي عليه أآثر المفسرين، وعليه تدل نظائره؛ فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال ول الل ي في نفسه : يق من ذآرن

ليس المراد أنه ال يتكلم به بلسانه، بل المراد أنه ذآر . ) ذآرته في نفسي، ومن ذآرني في مأل ذآرته في مأل خير منه . الله بلسانه

ول { : وآذلك قوله ن الق ر م ة ودون الجه رعا وخيف ك تض ي نفس ذآر باللسان، ] 205 : األعراف [ } واذآر ربك ف هو ال

الوا : والذي يقيد بالنفس لفظ الحديث يقال م ق الوا : حديث النفس، ولم يوجد عنهم أنه ا ق نفس؛ آم ول ال نفس وق : آالم ال

Page 45: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه السالم ـ ن { : حديث النفس؛ ولهذا يعبر بلفظ الحديث عن األحالم التي ترى في المنام، آقول يعقوب ـ علي ك م ويعلمل األحاديث { : ، وقول يوسف ] 6 : يوسف [ } تأويل األحاديث ن تأوي نف ] 101 : يوسف [ } وعلمتني م ك في ال س، ال ، وتل

. يقيد بما في النفس، بخالف لفظ الكالم فإنه لم يعرف أنه أريد به ما في النفس فقط/ تكون باللسان؛ فلفظ الحديث قد

دور { : وأما قوله تعالى ذات الص يم ب ه عل ك [ } وأسروا قولكم أو اجهروا به إن و ] 13 : المل ه الق المراد ب ارة ، ف ذي ت ل الأسر القراءة وجهر بها، وصالة السر وصالة الجهر؛ : يسر به فال يسمعه اإلنسان، وتارة يجهر به فيسمعونه آما يقال

ه : ولهذا لم يقل ه { : قولوه بألسنتكم أو بقلوبكم، وما في النفس ال يتصور الجهر به، وإنما يجهر بما في اللسان، وقول إنذات يم ب دورعل ه } الص اب التنبي ن ب ول . م ة : يق ي اآلي ال ف ا ق ول، آم م الق ف ال يعل ي الصدور فكي ا ف م م ه يعل إن

ال ] 7 : طه [ } وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى { : األخرى ه ق ك أن : فنبه بذلك على أنه يعلم الجهر، ويدل على ذلفلو أراد بالقول ما في النفس لكونه ذآر علمه بذات الصدور، } روا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدوروأس {

. لم يكن قد ذآر علمه بالنوع اآلخر وهو الجهر

زا آيتك أال { : وقوله تعالى . بل نبه على القسمين : نبه، قيل : وإن قيل ام إال رم ة أي اس ثالث ران [ } تكلم الن ، ] 41 : آل عمه ي قول ذا ف ر ه د ذآ ويا { : ق ال س اث لي ريم [ } ثل ى أن ] 10 : م دل عل ذا ي دة، وه يئا، والقصة واح تثن ش م يس اك ل ، وهن

ه االستثناء منقطع، والمعنى، آيتك أال تكلم الناس، لكن ترمز رآن، وقول زا، آنظائره في الق م رم يهم { : له أوحى إل } فه ] 11 : مريم [ ا في قول تثناء، آم د باإلس د دخل في الكالم المقي : هو الرمز، ولو قدر أن الرمز استثناء متصل لكان ق . ] 51 : الشورى [ } اء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاءوما آان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من ور {

ه لفظ نفس يتناول وال يلزم من ذلك أن يدخل في لفظ الكالم المطلق، فليس في لغة القوم أصلا ما يدل على أن ما في ال

وم الكالم والقول المطلق، فضلا عن التصديق والتكذيب، فعلم أ ة الق ن من لم يصدق بلسانه مع القدرة ال يسمى في لغ . مؤمنا، آما اتفق على ذلك سلف األمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان

د . زورت في نفسي مقالة أردت أن أقولها، حجة عليهم : وقول عمر ـ رضي الله عنه ـ و عبي ر إصالح : قال أب التزوي

ره : ال أبو زيدوق : الكالم وتهيئته، قال زورت في : المزور من الكالم والمزوق واحد، وهو المصلح الحسن، وقال غيا . هيأتها ألقولها : نفسي مقالة، أي ه ال يكون قول م أن ه، فعل فلفظها يدل على أنه قدر في نفسه ما يريد أن يقوله ولم يقل

ه إال إذا قيل باللسان، وقبل ذلك لم يكن قولا، لكن آ در اإلنسان في نفسه أن ا يق ال، آم راد أن يق نفس ي ان مقدرا في النفس، درة في ال ة مق ول والعمل صورة ذهني ده من الق ا يري ك، فيكون لم ر ذل ى غي يحج وأنه يصلي، وأنه يسافر، إل

ذه ا ومصليا إال إذا وجدت ه ه ال يكون حاج ا أن ا إال إذا وجد في الخارج، آم ال في ولكن ال يسمى قولا وعمل األفعا ه، وم ه، ويفعل ى يقول ه حت ة ال تكتب علي الخارج؛ ولهذا آان ما يهم به المرء من األقوال المحرمة واألفعال المحرم

حسنات / هم به من القول الحسن، والعمل الحسن إنما يكتب له به حسنة واحدة، فإذا صار قولا وفعلا آتب له به عشرا حدثت ( : ل أو فعل ـ آما قال النبي صلى اهللا عليه وسلم إلى سبعمائة، وعوقب عليه ـ إذا قا ي عم إن الله تجاوز ألمت . ) به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل

: وأما البيت الذي يحكى عن األخطل أنه قال

جعل اللسان على الفؤاد دليلا** إن الكالم لفي الفؤاد وإنما

ذا اس من أنكر أن يكون ه الوا فمن الن ن : من شعره، وق د ب روى عن محم ذا ي م يجدوه، وه ه فل وا دواوين م فتش إنه

. إن البيان لفي الفؤاد : لفظه : الخشاب، وقال بعضهم

الوا لم لق ه وس ي صلى اهللا علي اه في الصحيحين عن النب ألة بحديث أخرج ر واحد، : ولو احتج محتج في مس ذا خب هناد صحيح ال واحد وال ويكون مما اتفق العلماء على تص ه بإس ه عن قائل ديقه وتلقيه بالقبول، وهذا البيت لم يثبت نقل

ال . أآثر من واحد، وال تلقاه أهل العربية بالقبول، فكيف يثبت به أدنى شيء من اللغة، فضلا عن مسمى الكالم م يق : ثون واآلخرون من مسمى الكالم والقول ونحوهما ليس هو مما يحتاج فيه إلى قول شاعر، فإن ه األول م ب ا تكل هذا مم . أهل اللغة، وعرفوا معناه في لغتهم، آما عرفوا مسمى الرأس واليد والرجل

Page 46: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

من الحدود، فإن أهل اللغة الناطقين ال / وأيضا، فالناطقون باللغة يحتج باستعمالهم لأللفاظ في معانيها، ال بما يذآرونهنهم ول أحد م ذا، وا : يق رأس آ ا، إن ال ى معانيه ة عل اظ دال ذه األلف ون به ل ينطق ذا، ب ون آ ذا، والل ذا، والكالم آ د آ لي

. فتعرف لغتهم من استعمالهم

إن آان قال ذلك : فعلم أن األخطل لم يرد بهذا أن يذآر مسمى الكالم وال أحد من الشعراء يقصد ذلك البتة، وإنما أراده فال أصل الك : ما فسره به المفسرون للشعر، أي يس في قلب الم من الفؤاد، وهو المعنى، فإذا قال اإلنسان بلسانه ما ل

: تثق به، وهذا آاألقوال التي ذآرها الله عن المنافقين، ذآر أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم؛ ولهذا قال

حتى يكون مع الكالم أصــيلا** ال يعجبنك من أثير لفظـه

جعل اللسان على الفؤاد دليــلا** د وإنما إن الكالم لفي الفؤا

ال ذا ق ى يكون مع الكالم أصيلا : نهاه أن يعجب بقوله الظاهر حتى يعلم ما في قلبه من األصل؛ وله ه . حت مع : وقولد اشتمل دليل على أن اللفظ الظاهر قد سماه آالما، وإن لم يعلم قيام معناه بقلب صاحبه، وهذا حجة عليهم، ف : الكالم ق

ه . مطلق ] مع الكالم [ : شعره على هذا وهذا، بل قوله ؤاد : وقول ي الف ه، . إن الكالم لف اه المقصود ب ه أصله ومعن أراد ب . واللسان دليل على ذلك

و بالجملة، فمن احتاج إلى أن يعرف مسمى الكالم في لغة العرب، والفرس، والروم، والترك، وسائر أجناس بني آدم

م ة طرق العل اس عن معرف د الن ه من أبع دماء، وهو . بقول شاعر، فإن يس من الشعراء الق دين، ول م هو من المول ثد أخطؤوا في مسمى / نصراني اد في الكالم، وهو نصراني والنصارى ق آافر مثلث، واسمه األخطل، والخطل فس

. الكالم، فجعلوا المسيح القائم بنفسه هو نفس آلمة الله

م العمل م يس ول، ول فتبين أنه إن آان اإليمان في اللغة هو التصديق، والقرآن إنما أراد به مجرد التصديق الذي هو قول : أو قول الكرامية . إنه اللفظ والمعنى : تصديقا، فليس الصواب إال قول المرجئة إنه قول باللسان فقط، فإن تسمية ق

: الفتح [ } يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم { : للغة من تسمية معنى في القلب قولا، آقوله تعالىاللسان قولا أشهر في اا في وأم ] 8 : البقرة [ } ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم اآلخر وما هم بمؤمنين { : ، وقوله ] 11 ثال ذلك، بخالف م

ا : والكرامية يقولون . النفس، فإنه إنما يسمى حديثا ا، وإنم المنافق مؤمن وهو مخلد في النار؛ ألنه آمن ظاهرا ال باطن . يدخل الجنة من آمن ظاهرا وباطنا

ة باسم : قالوا ة المعلق ام الديني الى والدليل على شمول اإليمان له أنه يدخل في األحك ه تع ان آقول ة { : اإليم ر رقب فتحري . ويخاطب في الظاهر بالجمعة، والطهارة، وغير ذلك مما خوطب به الذين آمنوا ] 92 : النساء [ } مؤمنة

دخل وأما من صدق بقلبه ولم يتكلم بلسانه، فإنه ال يعلق به شيء من أحكام اإليمان، الفي الدنيا وال في اآلخرة، وال ي

ه اده بقول ه لعب وا { : في خطاب الل ذين آمن ا ال ا أيه رة [ } ي ا ] 104 : البق ان باطل ان وإن آ ة في اإليم ول الكرامي م ق ، فعل . مبتدعا لم يسبقهم إليه أحد، فقول الجهمية أبطل منه، وأولئك أقرب إلى االستدالل باللغة والقرآن والعقل من الجهمية

ون / ل يقول ان، ب هو مؤمن : والكرامية توافق المرجئة والجهمية في أن إيمان الناس آلهم سواء وال يستثنون في اإليم

حقا لمن أظهر اإليمان، وإذا آان منافقا فهو مخلد في النار عندهم، فإنه إنما يدخل الجنة من آمن باطنا وظاهرا، ومن ون م يقول دخ : حكي عنهم أنه افق ي ون المن ل يقول يهم، ب د آذب عل ة، فق ول : ل الجن ان هو الق افق مؤمن ألن اإليم المن

ولهم من : الظاهر، آما يسميه غيرهم مسلما؛ إذ اإلسالم هو االستسالم الظاهر، وال ريب أن قول الجهمية أفسد من ق . وجوه متعددة، شرعا ولغة وعقلا

ل ن إجم : وإذا قي ارج ع ول خ ة ق ول الكرامي لق لمين، قي اع : اع المس ن إجم ارج ع ول خ ان ق ي اإليم م ف ول جه وق

ان م في اإليم ول جه ة بحجج . المسلمين قبله، بل السلف آفروا من يقول بق ول الكرامي اد ق ى فس اس عل د احتج الن وقاليوم ومن الناس من يق { : صحيحة، والحجج من جنسها على فساد قول الجهمية أآثر، مثل قوله تعالى ه وب ول آمنا بالل

. فقد نفى الله اإليمان عن المنافقين : ، قالوا ] 8 : البقرة [ } اآلخر وما هم بمؤمنين

Page 47: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

م وتصديق وهو يجحد : فنقول ه عل ام بقلب ذلك من ق هذا حق، فإن المنافق ليس بمؤمن، وقد ضل من سماه مؤمنا، وآ

ان، الرسول ويعاديه، آ ام اإليم وا في شيء من أحك ؤمنين قط وال دخل اليهود وغيرهم، سماهم الله آفارا لم يسمهم مم ه إذا ل انه وقلب ال بلس ان عمن ق ه اإليم بخالف المنافق فإنه يدخل في أحكام اإليمان الظاهرة في الدنيا، بل قد نفى الل

ه { : إلى قوله } ل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمناقالت الأعراب آمنا ق { : يعمل، آما قال تعالى إنما المؤمنون الذين آمنوا باللادقون م الص ك ه ه أولئ بيل الل ي س هم ف ، فنفى ] 15، 14 : تالحجرا [ } ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفس

. اإليمان عمن سوى هؤالء

ا أولئ { : وقال تعالى ك وم د ذل ن بع نهم م ق م ولى فري المؤمنين ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يت ور [ } ك ب : النن { : لطاعة آما قال تعالىالتولي عن ا : ، والتولي هو ] 47 ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم م

المؤمنين ك ب ا أولئ ك وم تح [ } بعد ذل الى . ] 16 : الف ال تع ذب و { : وق ن آ لى ولك ا ص دق ول ا ص ولى فل ة [ } ت ، 31 : القيامإنا قد { : ، وآذلك قال موسى وهارون ] 16، 15 : الليل [ } لا يصلاها إلا الأشقى الذي آذب وتولى { : ، وقد قال تعالى ] 32

ولى ذب وت ن آ ى م ذاب عل ا أن الع ي إلين ه [ } أوح ن . ] 48 : ط ولي ع و الت ل ه ذيب، ب و التك يس ه ولي ل م أن الت فعلذيب، وضد الطاعة . الطاعة، فإن الناس عليهم أن يصدقوا الرسول فيما أخبر، ويطيعوه فيما أمر وضد التصديق التك

ولى { : التولي؛ فلهذا قال ة [ } فلا صدق ولا صلى ولكن آذب وت الى ] 32 : 31القيام ال تع د ق ه { : ، وق ا بالل ون آمن ويقول، فنفى اإليمان عمن تولى عن ] 47 : النور [ } وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين

امع { : ل تعالىالعمل، وإن آان قد أتى بالقول، وقا ر ج إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا آانوا معه على أم . ] 2 : األنفال [ } قلوبهم إنما المؤمنون الذين إذا ذآر الله وجلت { : ، وقال ] 62 : النور [ } لم يذهبوا حتى يستأذنوه

الم . ففي القرآن والسنة من نفى اإليمان عمن لم يأت بالعمل مواضع آثيرة، آما نفى فيها اإليمان عن المنافق ا الع وأم

و مؤمن / بقلبه مع المعاداة والمخالفة الظاهرة، ه فه م في قلب ان العل ة إذا آ د الجهمي آامل فهذا لم يسم قط مؤمنا، وعنان ؟ اإليمان، إيمانه آإيمان النبيين، ولو قال وعمل ماذا عسى أن يقول ويعمل ه اإليم دهم أن ينتفى عن وال يتصور عن

. إال إذا زال ذلك العلم من قلبه

وافي : ثم أآثر المتأخرين الذين نصروا قول جهم يقولون باإلستثناء في اإليمان، ويقولون ا ي اإليمان في الشرع هو مه مسماه في ا ادعوا أن ان م تثناء مسمى اإليم ألة اإلس وا في مس ك، فجعل به العبد ربه، وإن آان في اللغة أعم من ذل

ال ان ال . الشرع، وعدلوا عن اللغة، فهال فعلوا هذا في األعم ام اإليم ة من تم ال الواجب ى أن األعم ة الشرع عل وداللذا، تحصى آثرة، بخالف داللته على أنه ال يسمى إيما ى ه دل عل نا؛ إال ما مات الرجل عليه فإنه ليس في الشرع ما ي

ذا مأخذهم؛ ان ه وهو قول محدث لم يقله أحد من السلف، لكن هؤالء ظنوا أن الذين استثنوا في اإليمان من السلف آوه عن ال ا تلق والهم بم ين من ألن هؤالء وأمثالهم لم يكونوا خبيرين بكالم السلف، بل ينصرون ما يظهر من أق متكلم

ة في اس مقال م أفسد الن ذين ه ة ال ول الجهمي اطن ق ول السلف، والب الجهمية ونحوهم من أهل البدع، فيبقى الظاهر قوال السلف في . اإليمان ه ـ أق ان [ وسنذآر ـ إن شاء الل تثناء في اإليم ي ] االس اع أب بعض أتب ا صار يظهر ل ذا لم وله

. الفه آثير منهم، فمنهم من اتبع السلفالحسن فساد قول جهم في اإليمان، خ

ال ] شرح اإلرشاد [ قال أبو القاسم األنصاري شيخ الشهرستاني في وذهب : ألبي المعالي، بعد أن ذآر قول أصحابه قات، ع الطاع ان جمي ى أن اإليم ر إل ل األث ا ونفل /أه ه فرض ه ب ر الل ا أم ان م ه إتي ه بأن روا عن ا، وعب ها ونفله ا، فرض

ا ا وأدب ه تحريم ا نهى عن اء عم ال . واالنته اس : ق و العب دمي أصحابنا، وأب ي الثقفي من متق و عل ول أب ان يق ذا آ وبه . القالنسي

وهذا قول مالك بن أنس إمام دار الهجرة، ومعظم أئمة السلف ـ : وقد مال إلى هذا المذهب أبو عبد الله بن مجاهد قال

. معينرضوان الله عليهم أج

إنه التصديق : ومنهم من يقول بقول المرجئة . اإليمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل باألرآان : وآانوا يقولون . بالقلب واللسان

Page 48: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

و وآذلك قال أب . إذا ترك التصديق باللسان عنادا آان آافرا بالشرع، وإن آان في قلبه التصديق والعلم : ومنهم من قال . إسحاق اإلسفرائيني

الم : قال األنصاري ا أن الع رأيت في تصانيفه أن المؤمن إنما يكون مؤمنا حقا إذا حقق إيمانه باألعمال الصالحة، آم

الى ه تع ول الل ر الل { : إنما يكون عالما حقا إذا عمل بما علم، واستشهد بق ذين إذا ذآ ون ال ا المؤمن وبهم إنم ت قل ه وجلا { : إلى قوله } وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ال [ } أولـئك هم المؤمنون حق و إسحاق ] 4 : 2األنف ا ـ أب ال ـ أيض : وق

. الئتمار، وتقوم اإلشارة واإلنقياد مقام العبارةالتصديق، وال يتحقق ذلك إال بالمعرفة وا : حقيقة اإليمان في اللغة

اب و إسحاق في آت ا ـ أب ال ـ أيض ان في : ] األسماء والصفات [ وق ه المكلف اسم اإليم ا يستحق ب ى أن م وا عل اتفقدخل / الشريعة أوصاف آثيرة، وعقائد مختلفة، وإن ا ال ي في اختلفوا فيها على تفصيل ذآروه، واختلفوا في إضافة م

روك، ذا من الت رك تعظيم األصنام، فه ه، وت رك إيذائ جملة التصديق إليه لصحة االسم، فمنها ترك قتل الرسول، وتالوا ه، وق ذب عن ال نصرة الرسول وال ال آخرون : ومن األفع رعا، وق ى التصديق ش ه يضاف إل ن : إن جميع ه م إن . الكبائر، ال يخرج المرء بالمخالفة فيه عن اإليمان

يئا : قلت ب،وليس هو ش يس مجرد تصديق القل ه ل د اعترف بأن ك فق ال ذل م، لكن من ق ول جه وهذان القوالن ليسا ق

ي الحسن، : واحدا، وقال م، والصالحي، وأب إن الشرع تصرف فيه، وهذا يهدم أصلهم؛ ولهذا آان حذاق هؤالء، آجه . ن إال بزوال العلم من قلبهوالقاضي أبي بكر، على أنه ال يزول عنه اسم اإليما

ان : ] باب في ذآر األسماء واألحكام [ : قال أبو المعالي ة اإليم . اعلم أن غرضنا في هذا الباب يستدعى تقديم ذآر حقيق

ال : قال م ق ة، ث ة، والكرامي ول الخوارج، والمعتزل م ذآر ق ذاهب اإلسالميين، ث ذا : وهذا مما تباينت فيه م ا م هب وأمو ال شيخنا أب ه ق ان هو التصديق، وب ى أن اإليم نهم إل أصحابنا، فصار أهل التحقيق من أصحاب الحديث والنظار م

رة رة : الحسن ـ رحمة الله عليه ـ واختلف رأيه في معنى التصديق؛ وقال م ال م ه، وق ه وإلهيت ة بوجوده وقدم : المعرفذيب قول في النفس، غير أنه يتضمن المعرف : التصديق ة، وال يصح أن يوجد دونها، وهذا مقتضاه،فإن التصديق والتك

ا تصديق؛ / والصدق والكذب باألقوال أجدر ادة بأنه ه باللسان، فتوصف العب ر عن نفس يعب ول في ال فالتصديق إذا قال بعض أصحابنا . ألنها عبارة عن التصديق إذا : وق ا، ف ة جميع القول والمعرف ا التصديق ال يتحقق إال ب ا آان اجتمع

. تصديقا واحدا

ول ان، فيق ي اإليم رار أحد رآن ب، وأوجب : ومنهم من اآتفى بترك العناد، فلم يجعل اإلق ان هو التصديق بالقل اإليمم في ا هو األه رك م ه ت ترك العناد بالشرع، وعلى هذا األصل يجوز أن يعرف الكافر الله، وإنما يكفر بالعناد ال ألن

. اإليمان

ا : وعلى هذا األصل يقال ادا وبغي روا عن م آف لم، إال أنه ه وس د صلى اهللا علي وة محم إن اليهود آانوا عالمين بالله ونبول : وعلى قول شيخنا أبي الحسن : وحسدا، قال ه أصال وال عرف رسوله : آل من حكمنا بكفره فنق ه ال يعرف الل إن

. ال حكم إليمانه وال لمعرفته شرعا : آأن المعنى : تلميذه وال دينه، قال أبو القاسم األنصاري

ارة : وليس األمر على هذا القول آما قاله األنصاري هذا، ولكن على قولهم : قلت ر ت المعاند آافر شرعا، فيجعل الكفه ان مع افرا في الشرع، وإن آ ذا آ اد، ويجعل ه ارة بالعن ذي هو بانتفاء اإليمان الذي في القلب وت ان ال ة اإليم حقيق

والحذاق في . التصديق، ويلزمه أن يكون آافرا في الشرع، مع أن معه اإليمان الذي هو مثل إيمان األنبياء والمالئكةالوا /هذا المذهب، آأبي الحسن، والقاضي ومن قبلهم من أتباع جهم، عرفوا أن هذا تناقض يفسد األصل ال يكون : فق

ه شيء من أحد آافرا إال إذا يس في قلب ه ل ذهب ما في قلبه من التصديق والتزموا أن آل من حكم الشرع بكفره، فإن . هذا مكابرة وسفسطة : معرفة الله وال معرفة رسوله؛ ولهذا أنكر هذا عليهم جماهير العقالء، وقالوا

انوا لا تجد قوما يؤمنون { : وقد احتجوا على قولهم بقوله تعالى و آ وله ول ه ورس اد الل ن ح وادون م بالله واليوم الآخر ي

ذا، إن : قالوا ] 22 : المجادلة [ اآلية } آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك آتب في قلوبهم الإيمان وم ه ومفه . من لم يعمل بمقتضاه لم يكتب في قلوبهم اإليمان

Page 49: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

الوا ل : ق إن قي ى : ف ون المعن ه، أو يك دا ب ا معت ا مجزئ ون إيمان اه ال يؤمن ون : معن ان، وال يعمل وق اإليم ؤدون حق ال ي . هذا عام ال يخصص إال بدليل : بمقتضاه، قلنا

يواد المحادين لله ورسوله، وفيها أن من ال يواد المحادين لله ورسوله فإن هذه اآلية فيها نفي اإليمان عمن : فيقال لهم

ه الله آتب في قلوبهم اإليمان، وأيدهم بروح منه، وهذا يدل على مذهب السلف أنه البد في اإليمان من محبة القلب للذي في م ال ى أن العل ة عل ه ولرسوله، ومن بغض من يحاد الله ورسوله، ثم لم تدل اآلي دا رسول الل أن محم وبهم ب قل

يرتفع ال يبقى منه شيء، واإليمان الذي آتب في القلب ليس هو مجرد العلم والتصديق، بل هو تصديق القلب وعمل دين فيه { : القلب؛ ولهذا قال ار خال وا وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنه نهم ورض ه ع ي الل ا رض

ون م المفلح ه ه زب الل ا إن ح ه أل ة [ } عنه أولئك حزب الل ة ] 22 : المجادل د وعدهم بالجن ى أن . فق ع عل د اتفق الجمي وقم أن هؤالء رك المحظور، فعل ه وت أمور ب ان بالم ة ال يكون إال مع اإلتي ان الوعد بالجن وبهم اإليم ذين آتب في قل ال

م ى أن الفساق ل ذا عل ين، ودل ه رار المتق ه األب وأيدهم بروح منه، قد أدوا الواجبات التي بها يستحقون ما وعد الله باس يعرف را من الن ا آثي وم أن خلق ار، ومعل يدخلوا في هذا الوعد، ودلت هذه اآلية على أنه ال يوجد مؤمن يواد الكف

ون من نفسه أن ار، فالسلف يقول واد بعض الكف ذا ي ات : التصديق في قلبه لم يكذب الرسول، وهو مع ه رك الواجب ته ذي هو حب الل زوال عمل القلب ـ ال ك ب د يكون ذل ب، لكن ق ان الواجب من القل اء اإليم ى إنتف ل عل الظاهرة دلي

تلزم أن ال يكون في القلب من ال ك ـ ال يس ه، ونحو ذل ى ورسوله وخشية الل د هؤالء آل من نف تصديق شيء، وعن . الشرع إيمانه دل على أنه ليس في قلبه شيء من التصديق أصال، وهذا سفسطة عند جماهير العقالء

اإليمان هو اعتقاد صدق المخبر فيما يخبر به اعتقادا هو علم، : وآذلك حكى ابن فورك عن أبي الحسن األشعري قال

ا يكون ومنه اعتقاد ليس بعلم، و اره، وإنم اإليمان بالله ـ وهو اعتقاد صدقه ـ إنما يصح إذا آان عالما بصدقه في إخبه م بأن ه فاعل، والعل م بأن د العل ه حي بع آذلك إذا آان عالما بأنه يتكلم والعلم بأنه متكلم بعد العلم بأنه حي، والعلم بأن

ه : فاعل بعد العلم بالفعل، وهو آون العالم فعال له، وقال ا ول درة وعالم ه ق م، / وآذلك يتضمن العلم بكونه قادرا ول عل . ومريدا وله إرادة، وسائر ما ال يصح العلم بالله إال بعد العلم به من شرائط اإليمان

ال بالموصوف، أم ال : قلت ى ؟ هذا مما اختلف فيه قول األشعري، وهو أن الجهل ببعض الصفات، هل يكون جه عل

ات الصفات من قولين، والصحيح الذي عليه الجمهور وهو آخر قوليه، أنه ال يستلزم الجهل بالموصوف، وجعل إثب . اإليمان، مما خالف فيه األشعري جهما فإن جهما غال في نفي الصفات، بل وفي نفي األسماء

ا، وهو ثم السمع ورد بضم شرائط أخر إليه، وهو أال يقترن به ما يدل : قال أبو الحسن ال وترآ على آفر من يأتيه فع

ى ه، دل عل ا واستخف ب ل نبي أن الشرع أمره بترك العبادة والسجود للصنم، فلو أتى به دل على آفره، وآذلك من قتع الشرع، : آفره، وآذلك لو ترك تعظيم المصحف أو الكعبة دل على آفره، قال ا من ره م وأحد ما استدللنا به على آف

ه، أن يقرن باإلي ود من قلب ان مفق ذي هو اإليم ى أن التصديق ال ك عل مان أو أوجب ضمه إلى اإليمان لو وجد دلنا ذله؛ الستحالة أن ان من قلب وآذلك آل ما آفر به المخالف من طريق التأويل فإنما آفرناه به لداللته على فقد ما هو إيم

. يقضي السمع بكفر من معه اإليمان والتصديق بقلبه

ان هو التصديق ـ وإن تجرد : فيقال ه، لكن دعواآم أن اإليم ان بقلب ه اإليم ال ريب أن الشارع ال يقضي بكفر من معره، : عن جميع أعمال القلب ـ غلط؛ ولهذا قالوا رى أن الشريعة حكمت بكف ه، أال ت أعمال التصديق والمعرفة من قلب

م /آفر إبليس إن : والشريعة ال تحكم بكفر المؤمن المصدق؛ ولهذا نقول ه ل افر، وأن ر آل آ لعنه الله آان أشد من آفود والنصارى ذلك اليه ادة، وآ ول والعب ه الق ا وإن وجد من ا باطن ا حقيقي ه إيمان ا، وال آمن ب ه بصفاته قطع يعرف الل

الى . والمجوس وغيرهم من الكفرة لم يوجد في قلوبهم حقيقة اإليمان المعتد به في حال حكمنا لهم بالكفر ه تع ال الل : قه ] 18 : لمائدة [ } ولو آانوا يؤمنون باهللا والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء { ى { : ، وقول ون حت ك ال يؤمن ال ورب ف

ان ] 56 : النساء [ اآلية } يحكموك فيما شجر بينهم ، فجعل الله هذه األمور شرطا في ثبوت حكم اإليمان، فثبت أن اإليم . المعرفة بشرائط ال يكون معتدا به دونها

ول : إن قلتم : فيقال ذا ق إنه ضم إلى معرفة القلب شروطا في ثبوت الحكم أو االسم، لم يكن هذا قول جهم، بل يكون ه

ا من جعل اإليمان ـ آالصالة، وا ورا إم ه أم لحج هو ـ وإن آان في اللغة بمعنى القصد والدعاء، لكن الشارع ضم إلياب والسنة ال يثبت ذآور في الكت ان الم م اإليم لم صاحبه أن حك د س ول ق ذا الق في الحكم وإما في الحكم واالسم، وه

Page 50: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ك، ال بمجرد تصديق القلب، بل البد من تلك الشرائط، وعلى هذا فال يمكنه جعل الفاسق مؤم ى ذل دل عل دليل ي نا إال بول : بمجرد قوله م من : إن معه تصديق القلب، ومن جعل اإليمان هو تصديق القلب يق يس معه ار ل افر في الن آل آ

عف { : التصديق بالله شيء، ال مع إبليس وال مع غيره، وقد قال الله تعالى ول الض ار فيق ي الن اجون ف ذين وإذ يتح اء للتكبر ذين اس ال ال ار ق ن الن ين استكبروا إنا آنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا م م ب د حك ه ق ا إن الل ل فيه ا آ وا إن

م وسيق { : وقال تعالى ] 48، 47 : غافر [ } العباد ال له ا وق الذين آفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابهت آلمة العذاب على قالوا بلى ولكن حقخزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا

وا ] 71 : الزمر [ } الكافرين د عرف ذا، فق ومهم ه اء ي ذرتهم لق ، فقد اعترفوا بأن الرسل أتتهم وتلت عليهم آيات ربهم وأن . الله ورسوله واليوم اآلخر وهم في اآلخرة آفار

ن آلما ألقي فيها فوج سأل { : وقال تعالى ه م زل الل ا ن ا م ذبنا وقلن ذير فك ا ن هم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءن

الى ] 9، 8 : الملك [ } شيء رى إذ { : ، فقد آذبوا بوجوده وآذبوا بتنزيله، وأما في اآلخرة فعرفوا الجميع، وقال تع و ت ول ، ] 30 : األنعام [ } كفرون قفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما آنتم تو

وجاءت آل نفس . فخ في الصور ذلك يوم الوعيدون . وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما آنت منه تحيد { : وقال تعالى، إلى آيات أخر ] 22 : 19 : ق [ } لقد آنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد . معها سائق وشهيد

ؤمنين في اآلخرة آثيرة تدل على أن الكفار ف انوا م ا آ ة إيمان ان مجرد المعرف إن آ م ف ون ربه إن . ي اآلخرة يعرف ف . اإليمان في اآلخرة ال ينفع، وإنما الثواب على اإليمان في الدنيا : قالوا

م يكن العمل من ا : قيل إن ل ف، ف ة ال تختل ذه الحقيق م، فه ان إال مجرد العل ان، هذا صحيح، لكن إذا لم يكن اإليم إليم

الرب فالعارف في اآلخرة لم يفته شيء من اإليمان، لكن أآثر ما يدعونه أنه حين مات لم يكن في قلبه من التصديق بذي ى فرعون ال الرب، حت دنيا مصدقين ب انوا في ال ار آ ى أن الكف دل عل ر موضع ت شيء، ونصوص القرآن في غي

وا { : أظهر التكذيب آان في باطنه مصدقا، قال تعالي ا وعل هم ظلم تيقنتها أنفس ا واس ا ] 14 : النمل [ } وجحدوا به ، وآمذا ] 102 : اإلسراء [ } قال لقد علمت ما أنزل هـؤالء إال رب السماوات واألرض بصآئر { : قال موسى لفرعون ،ومع هيم { : قال موسى لم يكن مؤمنا؛ بل ذاب األل روا الع ى ي وا حت ال يؤمن وبهم ف ى قل دد عل والهم واش ى أم } ربنا اطمس عل

ه { : ،ولما قال فرعون ] 89 : يونس [ } قد أجيبت دعوتكما { : قال اهللا ] 88 : يونس [ ت أن و آمن ه بن ت ب ذي آمن ـه إال ال ال إلدين { : قال الله . ] 90 : يونس [ } إسرائيل ن المفس ت م ونس [ } آآلن وقد عصيت قبل وآن م ] 91 : ي فوصفه بالمعصية، ول

فسجد الملائكة { : ، وآما قال عن إبليس ] 16 : المزمل [ } سول فعصى فرعون الر { : يصفه بعدم العلم في الباطن آما قال ، ] 74، 73 : ص [ } آلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وآان من الكافرين

ر د أخب م، وق ر موضع فلم يصفه إال باإلباء واالستكبار ومعارضته األمر، لم يصفه بعدم العل ار في غي ه عن الكف الل

. ] 87 : الزخرف [ } ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون { : أنهم آانوا معترفين بالصانع في مثل قوله

ه من التفصيل ؟ ق المجمل إذا قلتم هوالتصديق بالقلب، أو باللسان، أو بهما، فهل هو التصدي : ثم يقال لهم د في ؟ أو البا أم ال ل ؟ فلو صدق أن محمدا رسول الله ولم يعرف صفات الحق، هل يكون مؤمن ا، قي وه مؤمن إن جعل ه : ف إذا بلغ ف

الوا ان أآمل من بعض، وإن ق لمين، فصار بعض اإليم اق المس ا باتف م يكن مؤمن ا، : ذلك فكذب به، ل ال يكون مؤمنك لزمهم أن ون ذل ة ال يعرف ر األم وم أن أآث ه الرسول، ومعل ر ب ا أخب ال يكون أحد مؤمنا حتى يعرف تفصيل آل م

. وعندهم اإليمان ال يتفاضل إال بالدوام فقط

. أصلكم يلزمكم أن يكون إيمان المنهمك في فسقه آإيمان النبي صلىاهللا عليه وسلم : فإن قال القائل : قال أبو المعالي تالج : لناق/ كوك واخ امرة الش اه من مخ ه إي ان من عداه باستمرار تصديقه وعصمة الل ى إيم ه عل ذي يفضل إيمان ال

ب ي بعض . الري ره ف ت لغي لم ثاب ه وس ي صلى اهللا علي وال للنب و مت ى وه ن األعراض ال يبق رض م والتصديق عره إال األوقات، وزائل عنه في أوقات الفترات، فيثبت للنبي لم أعداد من التصديق، وال يثبت لغي ه وس صلى اهللا علي

. ولو وصف اإليمان بالزيادة والنقصان، وأريد به ذلك، آان مستقيما : بعضها، فيكون إيمانه لذلك أآثر وأفضل، قال

Page 51: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

د فهذا هو الذي يفضل به النبي غيره في اإليمان عندهم، ومعلوم أن هذا في غاية الفساد من : قلت ا ق وجوه آثيرة، آم . بسط في مواضع أخرى

الذين نصروا مذهب جهم جعلوا اإليمان خصلة من خصال اإلسالم: فصــل

ا اإلسالم : قال الذين نصروا مذهب جهم في اإليمان من المتأخرين ـ آالقاضي أبي بكر وهـذا لفظه ـ فإن قال قائل وم

: واالستسالم، فكل طاعة انقاد العبد بها لربه واستسلم فيها ألمره فهي إسالم، واإليماناإلنقياد : اإلسالم : قيل له ؟ عندآمال إن ق ا، ف ل إسالم إيمان يس آ الم، ول ان إس ل إيم الم، وآ ن خصال اإلس تم : خصلة م م قل ا : فل الم م ى اإلس أن معن

لمنا قالت الأعراب آمنا ق { : ألجل قوله تعالى : قيل ؟ وصفتم وا أس ن قول وا ولك نهم ] 14 : الحجرات [ } ل لم تؤمن ، فنفى ع، وآل من ] 90 : النساء [ } وألقوا إليكم السلم { : اإليمان وأثبت لهم اإلسالم، وإنما أراد بما أثبته اإلنقياد واالستسالم، ومنه

. ر ما يستعمل ذلك في المستسلم لله ولنبيهاستسلم لشيء فقد أسلم، وإن آان أآث

ان خصلة من خصال : قلت وا اإليم إنهم جعل اقض، ف اب والسنة هو تن ه للكت ه ومخالفت روه مع بطالن ذي ذآ ذا ال وهالوا ة وإن ق م : اإلسالم، فالطاعات آلها إسالم وليس فيها إيمان إال التصديق، والمرجئ ان يتضمن اإلسالم فه إن اإليم

اإليمان هو تصديق القلب واللسان، وأما الجهمية فيجعلونه تصديق القلب، فال تكون الشهادتان، وال الصالة، : لونيقود ان، فال يكون / وال الزآاة، وال غيرهن من اإليمان، وق ه ورسوله، من أن اإلسالم داخل في اإليم ه الل ا بين دم م تق

. داخل في اإلحسان، فال يكون محسنا حتى يكون مؤمنا الرجل مؤمنا حتى يكون مسلما، آما أن اإليمان

اإليمان خصلة من خصال اإلسالم، آان من أتى باإليمان إنما أتى بخصلة من خصال : وأما التناقض، فإنهم إذا قالواأتي اإلسالم، ال باإلسالم الواجب جميعه، فال يكون مسلما حتى يأتي باإلسالم آله، آما ال يكون عندهم ى ي ا، حت مؤمن

وا ذلك يجب أن يقول ان، فك باإليمان آله، وإال فمن أتى ببعض اإليمان عندهم ال يكون مؤمنا، وال فيه شيء من اإليمذي : في اإلسالم، وقد قالوا ان هو اإلسالم ال ه أن آل إيم ذا إن أرادوا ب ا، وه آل إيمان إسالم، وليس آل إسالم إيمانآل إيمان : إن اإليمان خصلة من خصاله، فجعلوا اإليمان بعضه ولم يجعلوه إياه، وإن قالوا : همأمر الله به، ناقض قول

رادهم : فهو إسالم، أي ذا م ه، وهو جزء من اإلسالم الواجب، وه م . هو طاعة لل ل له ذا يكون اإلسالم : قي ى ه فعلم متعددا بتعدد الطاعات، وتكون الشهادتان وحدهما إسالما، والص ل آل دره اة إسالما، ب الة وحدها إسالما، والزآ

ا ي الصالة أو غيره بحها ف بيحة تس ل تس وم تصومه إسالما، وآ ل ي ل سجدة إسالما، وآ ر إسالما، وآ ه للفقي تعطي . إسالما

لمين زم أن يكون الفساق ليسوا مس ا سميتموه إسالما، ل لما إال بفعل آل م ونهم ثم المسلم إن آان ال يكون مس مع آ

زم أن الفساق من / مؤمنين، فجعلتم المؤمنين الكاملي ة، ويل ول الكرامي ذا شر من ق لمين وه اإليمان عندآم ليسوا مسيس رك التطوعات ل ن ت ل وأن يكون م رهم، ب ة وغي أهل القبلة ليسوا مسلمين، وهذا شر من قول الخوارج والمعتزل

. علتم آل طاعة فرضا أو نفال إسالمامسلما، إذ آانت التطوعات طاعة لله، إن ج

م اإلسالم . ] 14 : الحجرات [ } لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا { : ثم هذا خالف ما احتججتم به من قوله لألعراب فأثبت لهان، دون اإليمان، وأيضا فإخراجكم الفساق من اسم اإلسالم إن أخرجتموهم، أعظم شناعة من إخراجهم من اسم اإليم

ا تنفي اسم اإلسالم، ان أعظم مم فوقعتم في أعظم ما عبتموه على المعتزلة، فإن الكتاب والسنة تنفي عنهم اسم اإليم . واسم اإليمان في الكتاب والسنة أعظم

تكلم : وإن قلتم لما، بل آل من فعل طاعة سمى مسلما، لزم أن يكون من فعل طاعة من الطاعات ولم ي بالشهادتين مس

ى باإلسالم، د أت ه فق ى ب دآم إسالم، فمن أت ان عن ومن صدق بقلبه ولم يتكلم بلسانه أن يكون مسلما عندآم، ألن اإليم . فيكون مسلما عندآم من تكلم بالشهادتين وال أتى بشيء من األعمال

م ت { : واحتجاجكم بقوله ل ل ا ق أعراب آمن لمنا قالت ال وا أس ن قول وا ولك تم ] 14 : الحجرات [ } ؤمن ان : ، قل نهم اإليم ي ع نف

م اإلسالم ال . وأثبت له ى أن : فيق ك عل ان، دل ذل اء اإليم م اإلسالم مع انتف ا أثبت له ه لم يكم؛ ألن ة حجة عل ذه اآلي هتم اإليمان ليس بجزء من اإلسالم، إذ لو آان بعضه لما آانوا مسلمين ه، وإن قل أتوا ب ا : إن لم ي ا بقولن م : أردن أثبت له

Page 52: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

إن آل طاعة من اإلسالم وم إسالما، / اإلسالم أي إسالما ما، ف دم، من أن يكون صوم ي ا تق زمكم م دنا، ل إسالم عن . وصدقة درهم إسالما، وأمثال ذلك

اه من أن هذا من : آل مؤمن مسلم، وليس آل مسلم مؤمنا، قالوا : وهم يقولون ا ذآرن حيث اإلطالق، وإال فالتفصيل م

ه بفعل آل اإليمان خصلة من خصال اإلسالم والدين، وليس هو جميع اإلسالم والدين، فإن اإلسالم هو االستسالم للد . طاعة وقعت موافقة لألمر ا العب واإليمان أعظم خصلة من خصال اإلسالم، واسم اإلسالم شامل لكل طاعة انقاد به

ان من الطاعات دون لل دا اإليم ا ع ه ال يصلح التقرب بفعل م ر أن ل، غي ه، من إيمان، وتصديق، وفرض سواه، ونف . والدين مأخوذ من التدين، وهو قريب من اإلسالم في المعنى : قالوا . تقديم فعل اإليمان

نا، يناقض هذا؛ فإن المسلم هو المطيع لله، آل مؤمن مسلم وليس آل مسلم مؤم : إذا آان هذا قولكم، فقولكم : فيقال لهم

ك ان ذل و آ ؤمن، ول يئا من اإلسالم إال وهو م وال تصح الطاعة من أحد إال مع اإليمان، فيمتنع أن يكون أحد فعل شك أدنى الطاعات، فيجب أن يكون آل مسلم مؤمنا، سواء أريد باإلسالم فعل جميع الطاعات، أو فعل واحدة منها، وذل

. آله إال مع اإليمان، وحينئذ فاآلية حجة عليكم ال لكم ال يصح

تكلم : ثم قولكم م ي و ل لما ول زم أن يكون الرجل مس ط، فيل آل مؤمن مسلم، إن آنتم تريدون باإليمان تصديق القلب فقن اإلسال /بالشهادتين وال أتى بشيء ه بالضرورة من دي م بطالن ا يعل ذا مم ا، وه ة من األعمال المأمور به ل عام م، ب

ولكم ا، وق وم مقامهم ا يق أتي بالشهادتين أو م ى ي لما حت آل مؤمن : اليهود والنصارى يعلمون أن الرجل ال يكون مسيس ة، ول ك طاعة باطن مسلم، ال يريدون أنه أتى بالشهادتين وال بشيء من المباني الخمس، بل أتى بما هو طاعة وتل

ة، وال عند األئمة األولين واآلخرين، ثم استدللتم باآلية، واألعراب إنما أتوا هذا هو المسلم المعروف في الكتاب والسنبإسالم ظاهر نطقوا فيه بالشهادتين، سواء آانوا صادقين أو آاذبين، فأثبت الله لهم اإلسالم دون اإليمان، فيظن من ال

اب والسنة من أن ه الكت ذي دل علي ـلم يعرف حقيقة األمر أن هذا هو قول السلف ال ـس آل مس لم ولي آل مؤمن مسة في ول المعتزل إن ق ان واإلسالم، ف ة في اإليم ول المعتزل مؤمنا، وبينهما من التبـاين أعظـم مما بين قول السلف وقول ول السلف من ق د عن ق ة أبع د أهل القبل ولهم في تخلي ر، ولكن ق ة بكثي ول الجهمي اإليمان واإلسالم أقرب من ق

. الجهمية

أخر اء فالمت ي انتف تثناء، وف ي االس ذا وف ي ه ول السلف ف ان يظهرون ق ألة اإليم ي مس م ف ول جه ذين نصروا ق ون الة . اإليمان الذي في القلب حيث نفاه القرآن ونحو ذلك ولهم في غاي ظ، وإال فق ه موافق للسلف في مجرد اللف وذلك آل

ول ه، وق ان، المباينة لقول السلف، ليس في األقوال أبعد عن السلف من ة في اسم اإليم ة والخوارج والكرامي المعتزلد عن /واإلسالم أقرب إلى قول السلف من قول ذا أبع د العصاة، وه ون بتخلي ة والخوارج يقول الجهمية، لكن المعتزل

قول السلف من آل قول، فهم أقرب في االسم وأبعد في الحكم، والجهمية وإن آانوا في قولهم ـ بأن الفساق ال يخلدون اب والسنة، ـ ول عن الكت د من آل ق ا أبع ان وحقيقتهم أقرب في الحكم إلى السلف، فقولهم في مسمى اإلسالم واإليم

. وفيه من مناقضة العقل والشرع واللغة ما ال يوجد مثله لغيرهم مما يدل من القرآن على أن اإليمان المطلق مستلزم لألعمال: فصــل

ى أن الى ومما يدل من القرآن عل ه تع ال قول تلزم لألعم ق مس ان المطل ا { : اإليم روا به ذين إذا ذآ ا ال ؤمن بآياتن ا ي إنمان إذا ذآر ] 15 : السجدة [ } خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون ر هؤالء، فمن آ ان عن غي ، فنفى اإليم

القرآ اق ب جود الصلوات الخمس فرض باتف ؤمنين، وس ن الم ن م م يك ن السجود ل ه م ه علي ا فرضه الل ل م ن ال يفعألة، ذه المس ذا موضع بسط ه يس ه ه، لكن ل ة من يوجب المسلمين، وأما سجود التالوة ففيه نزاع، وقد يحتج بهذه اآلي

ه ل قول ة مث ذه اآلي ذين آمن { : فه ون ال ا المؤمن هم إنم أموالهم وأنفس دوا ب ابوا وجاه م يرت م ل وله ث ه ورس } وا باللوبهم { : ، وقوله ] 15 : الحجرات [ ت قل ه وجل ر الل ذين إذا ذآ ون ال ا المؤمن ال [ } إنم ه ] 2 : األنف ون ال {، وقول ا المؤمن ذين إنم

الى ] 62 : النور [ } آمنوا بالله ورسوله وإذا آانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه ه تع ك قول ا { : ،ومن ذل عفم دقوا وتعل ذين ص ك ال ين ل ى يتب ر أن الله عنك لم أذنت لهم حت وم اآلخ ه والي ون بالل ذين يؤمن تأذنك ال اذبين ال يس الك

ون ت يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين إنما يستأذنك الذين ال يؤمن ر وارتاب وم اآلخ ه والي م بالل وبهم فه قل . ] 45 : 43 : التوبة [ } في ريبهم يترددون

Page 53: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

وله { وهذه اآلية مثل قوله ه ورس اد الل ن ح وادون م ة [ } لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر ي ه ] 22 : المجادل : ، وقولدة [ } انوا يؤمنون باهللا والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياءولو آ { وازم ] 81 : المائ ه ل ان ل ين ـ سبحانه ـ أن اإليم ، ب

ه ورسوله، ومن أضداده اد الل وادة من ح اء أضداده ومن أضداده م ه وانتف وله أضداد موجودة تستلزم ثبوت لوازمه استئذانه وم اآلخر، ودل قول ه والي ون بالل ذين ال يؤمن ا يصدر من ال تئذانه إنم أن اس م صرح ب اد، ث رك الجه : في ت

. على أن المتقين هم المؤمنون ] 44 : التوبة [ } والله عليم بالمتقين {

لم ه وس ي و ( : ومن هذا الباب قوله صلى اهللا علي ي حين يزن ي الزان ه ) هو مؤمن ال يزن أمن ( : وقول ؤمن من ال ي ال ياس ( : وقوله ) ال تؤمنوا حتى تحابوا ( : وقوله ) جاره بوائقه ده والن ده ووال ه من ول ى أآون أحب إلي ال يؤمن أحدآم حت

ل من غش ( : وقوله ) ال يؤمن أحدآم حتى يحب ألخيه من الخير ما يحب لنفسه ( : وقوله ) أجمعين ا ومن حم يس من نا فل . ) علينا السالح فليس منا

فيما إذا قرن اإلسالم باإليمان: فصــل

اس، وهل اق الن ان باتف وأما إذا قيد اإليمان، فقرن باإلسالم أو بالعمل الصالح، فإنه قد يراد به ما في القلب من اإليمران داخال في يراد به ـ أيضا ـ المعطوف عليه، ويكون ام، أو ال يكون حين االقت ى الع اب عطف الخاص عل من ب

ا ؟ مسماه اس، آم وال للن ة أق ه ثالث ذا في ا، ه نة، أو ال يكون بعضا وال الزم بل يكون الزما له، على مذهب أهل السال ذل د، مث اإلطالق والتقيي ماها ب وع مس ماء يتن ة األس ي عام ود ف ذا موج ه، وه اء الل يأتي إن ش روف س م المع ك اس

ه ] 157 : األعراف [ } يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر { : والمنكر إذا أطلق آما في قوله تعالى ر { : ، وقول تم خي آنر ن المنك ون ع المعروف وتنه أمرون ب اس ت ت للن ة أخرج رانآل [ } أم ه ] 110 : عم ات { : ، وقول ون والمؤمن والمؤمنر ن المنك ون ع المعروف وينه أمرون ب ض ي اء بع هم أولي ة [ } بعض ي ] 71 : التوب ر، وف ل خي روف آ ي المع دخل ف ، ي

. المنكر آل شر

ين ال { : ثم قد يقرن بما هو أخص منه آقوله الح ب روف أو إص دقة أو مع ر بص ن أم واهم إال م ن نج ر م خير في آثيل، ] 114 : النساء [ } الناس ان والعم ين اسم اإليم ،فغاير بين المعروف وبين الصدقة واإلصالح بين الناس ـ آما غاير ب

د دخلت / ، غاير ] 45 : العنكبوت [ } إن الصلاة تنهى عن الفحشاء { : عالىواسم اإليمان واإلسالم ـ وآذلك قوله ت ا وق بينهمان { : ثم ذآر مع المنكر اثنين في قوله } وينهون عن المنكر { : الفحشاء في المنكر في قوله دل واإلحس إن الله يأمر بالع

ي وإيتاء ر والبغ اء والمنك ن الفحش د دخل في ] 90 : النحل [ } ذي القربى وينهى ع ا، وق ايرا لهم ا مغ ، جعل البغي هن . المنكر في ذينك الموضعين

ه، فال ] العبادة [ ومن هذا الباب لفظ ه فإذا أمر بعبادة الله مطلقا دخل في عبادته آل ما أمر الله ب ا أمر ب ه مم توآل علي

ه ل قول ك في مث دخل ذل ه، في دون { : واالستعانة به مما أمر ب ا ليعب إنس إل ن وال ت الج ا خلق ذاريات [ } وم ، وفي ] 56 : الم ي { : ، وقوله ] 36 : النساء [ } واعبدوا الله وال تشرآوا به شيئا { : قوله رة [ } ا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقك ، ] 21 : البق

ه دين { : وقول ه ال ا ل ه مخلص د الل الحق فاعب اب ب ك الكت ا إلي ا أنزلن ر [ } إن ي { ، ] 2 : الزم ه دين ا ل د مخلص ه أعب ل الل } ق ] 64 : الزمر [ } أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون { : ، وقوله ] 14 : الزمر [

ه ي قول ا ف ر، آم م آخ ا اس رن به د يق م ق تعين { : ث اك نس د وإي اك نعب ة [ } إي ه ] 5 : الفاتح ل { : ، وقول ده وتوآ هفاعب } علي

ه [ ، وآذلك إذا أفرد اسم ] 3 : نوح [ } اعبدوا الله واتقوه وأطيعون { : ، وقول نوح ] 123 : هود [ ه ] طاعة الل دخل في طاعته و ] التقوى [ آل ما أمر به وآانت طاعة الرسول داخلة في طاعته، وآذا اسم رك إذا أفرد دخل فيه فعل آل مأمور ب ت

ن حبيب ق ب ال طل وى : آل محظور، ق رك : التق ه، وأن تت ة الل ه، ترجو رحم ور من الل ى ن ه عل أن تعمل بطاعة اللإن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند { : معصية الله على نور من الله، تخاف عذاب الله، وهذا آما في قوله

. ] 55، 54 : القمر [ } مقتدرمليك ه { : وقد يقرن بها اسم آخر، آقوله/ ى الل ل عل ن يتوآ ب وم ا يحتس ث ل ن حي ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه م

به و حس الق [ } فه ه ] 3، 2 : الط ه م { : ، وقول نين إن ر المحس يع أج ه ال يض إن الل بر ف ق ويص ف [ } ن يت ، ] 90 : يوسه ام { : وقول ه واألرح اءلون ب ذي تس ه ال وا الل ه ] 1 : النساء [ } واتق ديدا { : ،وقول ا س وا قول ه وقول وا الل ، ] 70 : األحزاب [ } اتق

Page 54: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ة [ } اتقوا الله وآونوا مع الصادقين { : وقوله ه ] 119 : التوب لمون { : ، وقول تم مس وتن إال وأن ه وال تم ق تقات ه ح وا الل } اتق . ، وأمثال ذلك ] 102 : آل عمران [

ه { : ، مثل قوله ] 70 : األحزاب [ } لا سديدااتقوا الله وقولوا قو { : فقوله } آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين في

ه { : ، وقوله ] 7 : الحديد [ ن بالل ل آم ون آ رق آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمن له ال نف ه ورس ه وآتب ومآلئكتا ] 285 : البقرة [ } بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ان، آم ، فعطف قولهم على اإليم

ذا أطلقت دخل فيها القول السديد، وآذلك اإليمان إذا أطلق دخل عطف القول السديد على التقوى، ومعلوم أن التقوى إد دخل } آمنوا بالله ورسوله { : فيه السمع والطاعة لله وللرسول، وآذلك قوله ، وإذا أطلق اإليمان بالله في حق أمة محم

له آل آمن بالله ومآلئكته { : فيه اإليمان بالرسول، وآذلك قوله ه ورس ان } وآتب ه اإليم ه دخل في ان بالل ق اإليم ،وإذا أطلآ { : ، وقوله ] 4 : البقرة [ } والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك { : بهذه التوابع،وآذلك قوله ه وم قولوا آمنا بالل

. ] 136 : البقرة [ اآلية } ما أنزل إلى إبراهيمأنزل إلينا و ،دخل في اإليمان برسوله اإليمان بجميع الكتب والرسل ] 185 : األعراف [ } فآمنوا بالله ورسوله النبي األمي { : وإذا قيل/

ل ذلك إذا قي ين، وآ وله ي { : والنبي وا برس هوآمن ن رحمت ين م د [ } ؤتكم آفل ل ] 28 : الحدي وله { : ، وإذا قي ه ورس وا بالل آمندخل في ] 7 : الحديد [ } وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه اق ي ه، واإلنف ذلك آل ان ب ، دخل في اإليمان بالله ورسوله اإليم

اب { : آما يدخل القول السديد في مثل قوله } آمنوا بالله ورسوله { : ألخرىقوله في اآلية ا وا الكت } ولقد وصينا الذين أوت . ] 131 : النساء [

ه ] البر [ وآذلك لفظ ا في قول ه آم ه ب أبرار { : إذا أطلق تناول جميع ما أمر الل يم إن ال ي جح ار لف يم وإن الفج ي نع } لف

رق { : وقوله ] 189 : البقرة [ } ولـكن البر من اتقى { : ، وقوله ] 14، 13 : اإلنفطار [ ل المش وهكم قب وا وج ليس البر أن تولن ر م ـكن الب رب ول ه ذوي القرب والمغ ى حب ال عل ى الم ين وآت اب والنبي ة والكت ر والمآلئك وم اآلخ ه والي ن بالل ى آم

اة وال ى الزآ الة وآت ام الص اب وأق ي الرق آئلين وف بيل والس ن الس اآين واب امى والمس دوا موواليت دهم إذا عاه ون بعه فون م المتق ـئك ه دقوا وأول ذين ص ـئك ال أس أول ين الب راء وح اء والض رة [ } والصابرين في البأس البر إذا ] 177 : البق ، ف

الى أطلق آان مسماه مسمى التقوى، والتقوى إذا أطلقت آان مسماها مسمى ا ه تع : لبر، ثم قد يجمع بينهما آما في قول . ] 2 : المائدة [ } وتعاونوا على البر والتقوى {

ذلك لفظ م [ وآ الى ] اإلث ه تع ا في قول دوان، آم رن بالع د يق ب، وق ه آل ذن ق دخل في م { : إذا أطل ى اإلث اونوا عل وال تعا { : إذا أطلق دخل فيه ترك آل واجب وفعل آل محرم، آما في قوله ] الذنوب [ ، وآذلك لفظ ] 2 : المائدة [ } والعدوان ل ي ق

ذنوب جمي ر ال ه يغف ه إن الل ة الل ن رحم وا م ا تقنط هم ل ى أنفس رفوا عل ذين أس ادي ال و العب ه ه ا إن رحيمع ور ال } غف، وآذلك لفظ ] 147 : آل عمران [ } ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا { ، ثم قد يقرن بغيره آما في قوله ] 53 : الزمر [ ه آل ] الهدى [ دخل في ا، في ه جميع ه رسوله والعمل ب ه ب ا في إذا أطلق تناول العلم الذي بعث الل ه، آم ه ب ا أمر الل م

ه تقيم { : قول راط المس ـا الص ة [ } اهدنـــ ه ] 6 : الفاتح ذلك قول ه جميعا،وآ ل ب الحق والعم م ب ب العل راد طل دى { : ،والم هين رة [ } للمتق ذ ] 2 : البق ين، وآ ذا صاروا مفلح ون به؛وله ه ويعمل ا في ون م م يعلم ه أنه راد ب ة، والم ول أهل الجن : لك ق

. ، وإنما هداهم؛ بأن ألهمهم العلم النافع، والعمل الصالح ] 43 : األعراف [ } الحمد لله الذي هدانا لهـذا {

ه ا في قول اء آم تقيم { : ثم قد يقرن الهدى إما باالجتب راط مس ى ص ديناهم إل اهم وه ام [ } واجتبين ا في ] 87 : األنع ، وآمن ينيب { ، ] 121 : النحل [ } شاآرا لأنعمه اجتباه وهداه{ : قوله ه م دي إلي اء ويه ، ] 13 : الشورى [ } الله يجتبي إليه من يش

ن الحق هو ] 9 : الصف [ } بالهدى ودين الحق هو الذي أرسل رسوله { : وآذلك قوله تعالى ، والهدى هنا هو اإليمان ودي . اإلسالم، وإذا أطلق الهدى آان آاإليمان المطلق يدخل فيه هذا وهذا

ه ] الضالل [ ولفظ ذبا آقول زم أن يكون مع ال، ول دا أو جه ان عم دى، سواء آ م { : إذا أطلق تناول من ضل عن اله إنه

لونا { : ، وقوله ] 69،70 : الصافات [ } ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون ا فأض ادتنا وآبراءن ربنا إنا أطعنا سا { : ، وقوله ] 68، 67 : األحزاب [ } ا آبيرا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعن ل ول ا يض داي فل ع ه فمن اتب

وى { : ثم قد يقرن بالغي والغضب، آما في قوله ] 123 : طه [ } يشقى ا غ احبكم وم ل ص نجم [ } ما ض ه ] 2 : ال : ، وفي قول . ] 47 : القمر [ } إن المجرمين في ضلال وسعر { : ، وقوله ] 7 : الفاتحة [ } م وال الضالينغير المغضوب عليه {

Page 55: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه عن الشيطان ] الغي [ وآذلك لفظ ا في قول نهم { : إذا أطلق تناول آل معصية لله آم ادك م ين إال عب وينهم أجمع وألغوى { : ، وقد يقرن بالضالل آما في قوله ] 40، 39 : الحجر [ } المخلصين ذلك اسم } ما ضل صاحبكم وما غ ر [ وآ ] الفقي

ق لفظ ه المسكين،وإذا أطل األول ] المسكين [ إذا أطلق دخل في ر اآلخر، ف ا فأحدهما غي رن بينهم ر، وإذا ق اول الفقي تنه م { : آقول ر لك و خي راء فه ا الفق ا وتؤتوه رة [ } وإن تخفوه ه ] 271 : البق اآين { : ،وقول رة مس ام عش ه إطع } فكفارت

] 60 : التوبة [ } إنما الصدقات للفقراء والمساآين { : ، والثاني آقوله ] 89 : المائدة [

وهذه األسماء التي تختلف داللتها باإلطالق والتقييد والتجريد واالقتران، تارة يكونان إذا أفرد أحدهما أعم من اآلخر، ك ] المنكر [ مع العمل ومع الصدق، وآـ ] المعروف [ و ] اإليمان [ آاسم ان . مع الفحشاء ومع البغي ونحو ذل ارة يكون وت

اول . ] المسكين [ ، و ] الفقير [ ، ولفظ ] التقوى [ ، و ] البر [ ، و ] اإليمان [ خصوص، آلفظ متساويين في العموم وال ق تن فأيها أطلذلك لفظ ه اآلخر، وآ ا يتناول تالوة [ م ه ] ال ل قول ا إذا أطلقت في مث ه { : ، فإنه ق تالوت ه ح اب يتلون اهم الكت ذين آتين } ال

رهم، ] 121 : بقرةال [ د وغي اس ومجاه ن عب ن مسعود واب ، تناولت العمل به آما فسره بذلك الصحابة والتابعون مثل ابالوا ه { : ق ق تالوت ه ح ون } يتلون ه ويؤمن ون بمحكم ه، ويعمل ون حرام ه ويحرم ون حالل ه، فيحل ق اتباع ه ح يتبعون

رأه، /، ] 2 : الشمس [ } والقمر إذا تلاها { : التباع، آقولههو من التالوة بمعنى ا : بمتشابهه، وقيل م يق ه من ل دخل في ذا ي وهرحمن السلمي د ال و عب ال أب ا ق رآن : بل من تمام قراءته أن يفهم معناه ويعمل به، آم ا الق انوا يقرئونن ذين آ دثنا ال : ح

م عثمان ابن عفان، وعبد الله بن مسعود، وغيرهما أنهم ات ل لم عشر آي ه وس آانوا إذا تعلموا من النبي صلى اهللا علي . فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا : يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا

د فسر بالقرآن وفسر بالتوراة، وروى محمد بن نصر ق ] 121 : البقرة [ } الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تالوته { : وقوله

اس . يتبعونه حق اتباعه : قال } يتلونه حق تالوته { : بإسناده الثابت عن ابن عباس ن عب ه { : وروي ـ أيضا ـ عن اب يتلونـئك { : واضعه، وعن قتادةيحلون حالله، ويحرمون حرامه وال يحرفونه عن م : قال } حق تالوته يتلونه حق تالوته أوله، : قال } يؤمنون به ا في وا بم ه، وعمل وا حرام ه وحرم أولئك أصحاب محمد آمنوا بكتاب الله وصدقوا به، أحلوا حالل

ه أن يحل حالله ويحرم حرامه، و : إن حق تالوته : ذآر لنا أن ابن مسعود آان يقول أن نقرأه آما أنزل الله، وال نحرفيهم : قال } يتلونه حق تالوته { : عن مواضعه، وعن الحسن ا أشكل عل ون م ابهه، ويكل ون بمتش ه ويؤمن يعملون بمحكم . يعملون به حق عمله : يتبعونه حق اتباعه، وفي رواية : إلى عالمه، وعن مجاهد

ر { : غيرها آقوله ثم قد يقرن بالتالوة اء والمنك ن الفحش } اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى ع

ا ف : تالوة الكتاب : قال أحمد بن حنبل وغيره . ] 45 : العنكبوت [ ذآر، آم ي العمل بطاعة الله آلها، ثم خص الصالة باله الة { : قول اموا الص اب وأق كون بالكت ذين يمس راف [ } وال ه ] 170 : األع ذآري { : ،وقول لاة ل م الص دني وأق } فاعب

ه ) اتباع ما أنزل الله ( وآذلك لفظ . ] 14 : طه [ ز { : يتناول جميع الطاعات آقول ا أن وا م وا اتبع م وال تتبع ن ربك يكم م ل إلقى { : ، وقوله ] 3 : األعراف [ } من دونه أولياء ه ] 123 : طه [ } فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يش راطي { : ، وقول ـذا ص وأن ه

اه { ، وقد يقرن به غيره آقوله ] 153 : األنعام [ } السبل فتفرق بكم عن سبيله مستقيما فاتبعوه وال تتبعوا اب أنزلن وهـذا آترض اتبع ما أوحي إليك من ر { : ، وقوله ] 155 : األنعام [ } مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون و وأع ـه إال ه ك ال إل ب

رآين ن المش ام [ } ع ه ] 106 : األنع اآمين { : ، وقول ر الح و خي ه وه م الل ى يحك بر حت ك واص وحى إلي ا ي ع م } واتب . ] 109 : يونس [

رار [ وآذلك لفظ ه ] األب ق دخل في ال إذا أطل ان أخص، ق المقربين آ رن ب ابقين والمقتصدين، وإذا ق ي من الس آل تق

يم { : تعالى في األول اني ] 14، 13 : اإلنفطار [ } إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جح ال في الث اب { : ، وق ا إن آت آلون الأبرار لفي عليين وم ين [ } ا أدراك ما عليون آتاب مرقوم يشهده المقرب اب واسع يطول ] 22 : 18 : المطفف ذا ب ، وه

. استقصاؤه

ا ر فيه رة آث زول شبهات آثي ه ت ومن أنفع األمور في معرفة داللة األلفاظ مطلقا وخصوصا ألفاظ الكتاب والسنة، وبه ] مسألة اإليمان واإلسالم [ جملتها نزاع الناس، من ة ألجل ع، افترقت األم ، فإن النزاع في مسماهما أول اختالف وق

وصاروا مختلفين في الكتاب والسنة، وآفر بعضهم بعضا، وقاتل بعضهم بعضا ـ آما قد بسطنا هذا في مواضع أخرـ ين أ ى وجه يب ه ورسوله عل ان شرح آالم الل ا بي أخوذ من آالم إذ المقصود هن ه م ة /ن الهدى آل ه ورسوله بإقام الل

ه والرسول،فإن الدالئل الدالة، ال بذآر األقوال التي تقبل بال دليل وترد بال دليل، أو يكون المقصود بها نصر غير الل . الواجب أن يقصد معرفة ما جاء به الرسول واتباعه باألدلة الدالة على ما بينه الله ورسوله

Page 56: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ول : وتارة يقولون . هو قول وعمل : ، فتارة يقولون ] تفسير اإليمان [ الباب أقوال السلف وأئمة السنة في ومن هذا هو ق

ة ل وني نة . وعم اع الس ة واتب ل وني ول وعم ون ق ارة يقول ون . وت ارة يقول ل : وت ب وعم اد بالقل ان، واعتق ول باللس قذا صحيح ل ه الجوارح، وآ الوا . ب إذا ق و : ف و ق ذا ه ا، وه ان جميع ب واللس ول القل ول ق ي الق دخل ف ه ي ل؛ فإن ل وعم

. المفهوم من لفظ القول والكالم، ونحو ذلك إذا أطلق

اول ] القول [ و ] الكالم [ والناس لهم في مسمى ه يتن اء والجمهور أن عند اإلطالق أربعة أقوال، فالذي عليه السلف والفقها ي ا، آم ا اللفظ والمعنى جميع دن جميع روح والب اول لفظ اإلنسان لل ل . تن يس جزء : وقي واللفظ،المعنى ل ل مسماه ه ب

نة، ى الس ة من المنتسبين إل مسماه، بل هو مدلول مسماه، وهذا قول آثير من أهل الكالم من المعتزلة وغيرهم وطائفالمعنى وإطالق الكالم على اللفظ مجاز ألنه دال بل مسماه هو : وقيل . وهو قول النحاة؛ ألن صناعتهم متعلقة باأللفاظل ه، وقي أخرين من : عليه، وهذا قول ابن آالب ومن اتبع ول بعض المت ى، وهو ق ين اللفظ والمعن ل هو مشترك ب ب

ين؛ ألن حروف الم اآلدمي ي آ ة ف ه حقيق الم الل ي آ از ف ه مج ي الحسن أن ن أب روى ع ث ي ول ثال م ق ة، وله الكالبيع أن / اآلدميين ه، فيمتن ده بالل وم عن ه ال يق ي، فإن تكلم،بخالف الكالم القرآن ر الم ا بغي تقوم بهم، فال يكون الكالم قائم

. يكون آالمه، ولبسط هذا موضع آخر

ول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح، ومن : والمقصود هنا أن من قال من السلف ل، أراد ق ول وعم ان ق اإليمال أراد االعتقاد ر ب، ومن ق اد بالقل زاد االعتق ك ف ول الظاهر، أو خاف ذل ه إال الق ول : أي أن لفظ القول ال يفهم من قاع : وعمل ونية، قال ك، ومن زاد اتب زاد ذل ة ف ه الني م من د ال يفه ا العمل فق ول اللسان، وأم اد وق القول يتناول االعتق

اع ا ه إال باتب ا لل ه ال يكون محبوب ك آل ألن ذل نة ف ان الس ا آ ا أرادوا م ل، إنم ول وعم دوا آل ق م يري ك ل نة، وأولئ لسالوا ط، فق وال فق وه ق ول : مشروعا من األقوال واألعمال، ولكن آان مقصودهم الرد على المرجئة الذين جعل ل هو ق ب

قول : فقال ؟ ما هو وعمل، والذين جعلوه أربعة أقسام فسروا مرادهم، آما سئل سهل بن عبد الله التستري عن اإليمانوعمل ونية وسنة؛ ألن اإليمان إذا آان قوال بال عمل فهو آفر، وإذا آان قوال وعمال بال نية فهو نفاق، وإذا آان قوال

. وعمال ونية بال سنة فهو بدعة

عطف الشيء على الشيء في القرآن يقتضي المغايرة: فصــل

ر ه مع اشتراك وعطف الشيء على الشيء في الق ين المعطوف والمعطوف علي ايرة ب ائر الكالم يقتضي مغ آن وسيس أحدهما اينين ل المعطوف والمعطوف عليه في الحكم الذي ذآر لهما، والمغايرة على مراتب؛ أعالها أن يكونا متب

ا { : هو اآلخر وال جزأه، وال يعرف لزومه له آقوله أرض وم ام خلق السماوات وال تة أي ي س ا ف ان [ } بينهم ] 59 : الفرقه و ذلك،وقول ال { : ونح ل وميك رة [ } وجبري ه ] 98 : البق زل { : ، وقول اس وأن دى للن ل ه ن قب ل م وراة واإلنجي زل الت وأن

وا { : لب، ويليه أن يكون بينهما لزوم آقوله، وهذا هو الغا ] 4، 3 : آل عمران [ } الفرقان ل وتكتم ق بالباط وال تلبسوا الحق رة [ } الح ه ] 42 : البق ؤمنين { : ، وقول بيل الم ر س ع غي دى ويتب ه اله ين ل ا تب د م ن بع ول م اقق الرس ن يش } وم

ه، ] 136 : النساء [ } ومن يكفر بالله ومالئكته وآتبه ورسله { : ، وقوله ] 115 : اءالنس [ ذا آل ر به د آف ، فإن من آفر بالله فقين ا تب فالمعطوف الزم للمعطوف عليه، وفي اآلية التي قبلها المعطوف عليه الزم، فإنه من يشاقق الرسول من بعد م

د ه اله ؤمنين ل بيل الم ر س ع غي د اتب ه . ى فق زاع، وقول اني ن ي الث ق { : وف وا الح ل وتكتم ق بالباط وا الح } وال تلبسا ظهر من الباطل، ] 42 : البقرة [ هما متالزمان، فإن من لبس الحق بالباطل؛ فجعله ملبوسا به، خفي من الحق بقدر م

تم من أهل /تم الحق احتاج أن يقيم موضعهفصار ملبوسا، ومن آ ان آل من آ ذا آ بس الحق بالباطل؛ وله اطال فيل ب . الكتاب ما أنزل الله فالبد أن يظهر باطال

ع في بدعة، وال تجد صاحب ا والعمل إال وق وهكذا أهل البدع ال تجد أحدا ترك بعض السنة التي يجب التصديق به

د ) ما ابتدع قوم بدعة إال ترآوا من السنة مثلها ( : ، آما جاء في الحديثبدعة إال ترك شيئا من السنة . رواه اإلمام أحم، فلما ترآوا حظا مما ذآروا ] 14 : المائدة [ } فنسوا حظا مما ذآروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء { : وقد قال تعالى

و { : اعتاضوا بغيره فوقعت بينهم العداوة والبغضاء، وقال تعالىبه يطانا فه ه ش يض ل رحمن نق ومن يعش عن ذآر ال : عن الذآر الذي أنزله الرحمن، وقال تعالى : أي ] 36 : الزخرف [ } له قرين

Page 57: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ل { ا يض داي فل ع ه ن اتب ى فم ة أعم وم القيام ره ي نكا ونحش ة ض ه معيش إن ل ري ف ن ذآ رض ع ن أع قى وم ا يش } وله [ ال ] 124، 123 : ط ا { : ، وق يال م اء قل ه أولي ن دون وا م م وال تتبع ن ربك يكم م زل إل ا أن وا م ذآروناتبع } تع ] 3 : األعراف [ ع أحدهما اتب م يتب ه، فمن ل اء من دون اع أولي ك وهو اتب ا يضاد ذل زل، ونهى عم ا أن اع م أمر باتب ،ف

ان : قال العلماء . ] 115 : النساء [ } ويتبع غير سبيل المؤمنين { : اآلخر؛ ولهذا قال بيلهم آ ر من لم يكن متبعا س ا غي متبع . سبيلهم، فاستدلوا بذلك على أن اتباع سبيلهم واجب، فليس ألحد أن يخرج عما أجمعوا عليه

وآذلك من لم يفعل المأمور، فعل بعض المحظور، ومن فعل المحظور، لم يفعل جميع المأمور، فال يمكن اإلنسان أن

ا ما حظر،وال يمكنه ترك آل /يفعل جميع ما أمر به مع فعله لبعض رك م إن ت ر، ف ا أم بعض م ه ل ا حظر مع ترآ ما و محرم، وآل م حظر من جملة ما أمر به فهو مأمور، ومن المحظور ترك المأمور، فكل ما شغله عن الواجب فه

ر ] األمر [ ال يمكن فعل الواجب إال به فعليه فعله؛ ولهذا آان لفظ إذا أطلق يتناول النهي، وإذا قيد بالنهي آان النهي نظيرهم { : تقدم، فإذا قال تعالى عن المالئكةما اهم عن شيء ] 6 : التحريم [ } لا يعصون الله ما أم ه إذا نه ك أن ، دخل في ذل

ل : ، فقد قيل ] 6 : التحريم [ } ويفعلون ما يؤمرون { : اجتنبوه،وأما قوله ه، وقي روا ب ه في : ال يتعدون ما أم ه، ال يفعلون وقت . يقدمونه وال يؤخرونه

ال د يق ل : وق م يق ه : هو ل ه قول ذا دل علي ل ه ؤمرون، ب ا ي ون إال م ون { : وال يفعل أمره يعمل م ب القول وه بقونه ب ا يس } ل

ال . المستقبل ال يعصون ما أمرهم به في الماضي، ويفعلون ما يؤمرون في : ، وقد قيل ] 27 : األنبياء [ ة : وقد يق ذه اآلي هارا { : خبر عما سيكون، ليس ما أمروا به هنا ماضيا بل الجميع مستقبل، فإنه قال ، ] 6 : التحريم [ } قوا أنفسكم وأهليكم ن

ون لعجزه، فإذا آان قادرا ترك المأمور تارة يكون لمعصية اآلمر وتارة يك : وما يتقي به إنما يكون مستقبال، وقد يقاله } لا يعصون { : مريدا، لزم وجود المأمور المقدور، فقوله ؤمرون { : ال يمتنعون عن الطاعة، وقول ا ي ون م : أي } ويفعل

د يكون في ض ه، وق روا ب ا أم من هم قادرون على ذلك ال يعجزون عن شيء منه بل يفعلونه آله، فيلزم وجود آل مل ول القائ ا يق ه، آم أمور ب ون إال الم م ال يفعل ك أنه ه، أي : ذل رت ب ا أم ل م ا أفع ادة وال : أن ى زي داه إل ه وال أتع أفعل

. نقصان رهم { : وأيضا، فقوله/ م } لا يعصون الله ما أم نههم ل م ي ان ل ره، وإن آ ك من أم ان ذل اهم عن فعل آخر آ ان نه إن آ

. ذمومين بفعل ما لم ينهوا عنهيكونوا م

ظ ود أن لف ر [ والمقص ه ] األم ه قول ي، ومن اول النه ق تن ر { : إذا أطل ي األم ول وأول وا الرس ه وأطيع وا الل } أطيعهذا، فالنهي أصحاب األمر، ومن آان صاحب األمر آان صاحب النهي، ووجبت طاعته في هذا و : ، أي ] 59 : النساء [

ا { : داخل في األمر، وقال موسى للخضر ي فل إن اتبعتن ال ف را ق ك أم ا أعصي ل ابرا ول ه ص اء الل تجدني إن ش قال سرا، ، وهذا نهى له عن السؤ ] 70، 69 : الكهف [ } تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذآرا ه ذآ ه من ى يحدث ل ال حت

ى ه موس ال ل فينة ق رق الس ا خ را { : ولم يئا إم ت ش د جئ ا لق رق أهله ا لتغ داث ] 71 : الكهف [ } أخرقته ل إح أله قب ، فسال ] 74 : الكهف [ } نكراأقتلت نفسا زآية بغير نفس لقد جئت شيئا { : الذآر،وقال في الغالم ذآر، وق ل إحداث ال ، فسأله قب

د يكون ] 77 : الكهف [ } لو شئت لاتخذت عليه أجرا { : في الجدار إن السؤال والطلب ق ،وهذا سؤال من جهة المعنى، فول دنا : بصيغة الشرط آما تق ة عن ت الليل اك، وإن ب دنا ألآرمن و نزلت عن ول آدم ل ه ق نت إلينا،ومن ا { : أحس ا ظلمن ربن

ا { : ، وقول نوح ] 23 : األعراف [ } أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ألك م ك أن أس رب إني أعوذ بن { : ومثله آثير؛ ولهذا قال موسى ] 47 : هود [ } ر لي وترحمني أآن من الخاسرينليس لي به علم وإال تغف ألتك ع إن سد ] 76 : الكهف [ } شيء بعدها فلا تصاحبني ه وق ذا معصية لنهي ذآر، وه ، فدل على أنه سأله الثالث قبل أن يحدث له ال

أال له { / : ، فدل على أن عاصي النهي عاص األمر، ومنه قوله تعالى ] 69 : الكهف [ } ولا أعصي لك أمرا { : دخل في قوله، ] 63 : نورال [ } فليحذر الذين يخالفون عن أمره { : ، وقد دخل النهي في األمر، ومنه قوله ] 54 : األعراف [ } الخلق واألمر

رهم { : وقوله ن أم إن ] 36 : األحزاب [ } وما آان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة م ، ف . نهيه داخل في ذلك

ك داخال في إذا عصيت أمري : وقد تنازع الفقهاء في قول الرجل المرأته فأنت طالق، إذا نهاها فعصته هل يكون ذل

ل : قيل : على قولين ؟ أمره ر، وقي ة األم ر حقيق ة النهي غي ه في العرف : ال يدخل؛ ألن حقيق م من ك يفه دخل؛ ألن ذل يق من معصية األمر والنهي، وهذا هو الصواب؛ ألن ما ذآر في العرف هو حقيقة في اللغة والشرع، فإن األمر المطل

اهي آمر : آل متكلم إذا قيل أطع أمر فالن، أو فالن يطيع أمر فالن، أو ال يعصى أمره، فإنه يدخل فيه النهي؛ ألن الن

Page 58: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ال : ، ولم يقل ] 42 : البقرة [ } وال تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون { : بترك المنهي عنه؛ فلهذا قال سبحانهون ] واو [ تكتموا الحق، فلم ينه عن آل منهما لتالزمها، وليست هذه ي يسميها الكوفي د ] واو الصرف [ الجمع الت ا ق آم

. ال تجمعوا بينهما فيكون أحدهما وحده غير منهي عنه : يظنه بعضهم، فإنه آان يكون المعني

ر ر الف يء إذا ظه ا تج ك إنم ا، فتل هو أيض ابرين { : ق آقول م الص نكم ويعل دوا م ذين جاه ه ال م الل ا يعل آل [ } ولمران ه ] 142 : عم ن { : ، وقول م م ا له ا م ي آياتن ادلون ف ذين يج م ال ر ويعل ن آثي ف ع بوا ويع ا آس وبقهن بم أو يالى . ] 35، 34 : الشورى [ } محيص ه تع زوم قول نكم { : ومن عطف المل ر م ي األم ول وأول وا الرس ه وأطيع وا الل } أطيع

اء [ اعوا ] 59 : النس إنهم إذا أط الى /، ف ال تع ا ق ه، آم اعوا الل د أط ول فق اع الل { : الرس د أط ول فق ع الرس ن يط } هماء [ ه ] 80 : النس ه إال بطاعت ة لل ه ال طاع ول، فإن ع الرس د أن يطي ه الب د، فإن الة محم ه رس ن بلغت ه م اع الل . ، وإذا أطوإذ { : ، وقوله ] 238 : البقرة [ } حافظوا على الصلوات والصالة الوسطى { : عطف بعض الشيء عليه، آقوله : ] الثالث [ و

دوا : ، وقوله ] 7 : األحزاب [ } أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ان ع ن آ ما { : ،وقوله ] 98 : البقرة [ } لله ومآلئكته ورسله وجبريل وميكال م تطؤوه ا ل والهم وأرض ارهم وأم هم ودي } وأورثكم أرض

ق { : عطف الشيء على الشيء الختالف الصفتين، آقوله : ] الرابع [ و . ] 27 : األحزاب [ ذي خل أعلى ال ك ال م رب بح اس سدر فه ذي ق رج المرعى فسوى وال ذي أخ ى [ } دى وال ه . ] 4 : 1 : األعل الة { : وقول ون الص ب ويقيم ون بالغي ذين يؤمن ال ومما رزقناهم ينفقون

، وقد جاء في الشعر ما ذآر أنه ] 4، 3 : البقرة [ } م يوقنونوالذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وباآلخرة ه

: عطف الختالف اللفظ فقط آقوله

**وألفـــى قولــها آـــذبا وميـــنا

ه ه في قول ا { : ومن الناس من يدعي أن مثل هذا جاء في آتاب الله، آما يذآرون رعة ومنهاج دة [ } ش ذا ] 48 : المائ ، وها ادعى ظ، آم ى اللف اس اختالف معن ذآر الن ا ي ة م الم فصيح، وغاي ي آ رآن وال ف ي الق ذا ال يجيء ف ل ه ط، مث غل

: بعضهم أن من هذا قوله

وهند أتى من دونها النأي والبعد** أال حبذا هند وأرض بها هند

م / الشرعةواستشهدوا بذلك على ما ادعوه من أن . فزعموا أنهما بمعنى واحد الفون له ال المخ أي : هي المنهاج، فق النأعم من البعد، فإن النأي آلما قل بعده أو آثر، آأنه مثل المفارقة، والبعد إنما يستعمل فيما آثرت مسافة مفارقته، وقد

الى ال تع ه { ق أون عن ه وين ون عن م ينه ام [ } وه ذمومون ] 26 : األنع م م انوا ، وه ه، سواء آ ه والتنحي عن ى مجانبت عل : نزلت في أبي طالب، وقد قال النابغة : قريبين أو بعيدين، وليس آلهم آان بعيدا عنه، السيما عند من يقول

** والنؤى آالحوض بالمظلومة الجلد

دا والمراد به ما يحفر حول الخيمة لينزل فيه الماء وال يدخل الخيمة، أي صار آالحوض فه و مجانب للخيمة ليس بعي

. منها

] البر [ إذا أطلق يراد به ما يراد بلفظ ] اإليمان [ لفظ : فصــل

راد بلفظ ] اإليمان [ فإذا تبين هذا، فلفظ ا ي ر [ إذا أطلق في القرآن والسنة يراد به م وى [ وبلفظ ] الب دين [ وبلفظ ] التق ] الا : اإليمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول ( لى اهللا عليه وسلم بين أن آما تقدم؛ فإن النبي ص ه، وأدناه ه إال الل ال إل

ذلك لفظ ) إماطة األذى عن الطريق ان، وآ ر [ فكان آل ما يحبه الله يدخل في اسم اإليم ك إذا ] الب ع ذل ه جمي دخل في ين اإلسالم [ ، أو ] الدين [ وآذلك ] التقوى [ أطلق، وآذلك لفظ ذه ] دي ه ه أنزل الل ان ف ألوا عن اإليم م س ذلك روى أنه وآ

ذي ] 177 : البقرة [ اآلية } ليس البر أن تولوا وجوهكم { : اآلية التقوى، وفسر بالعمل ال ر ب ان، وفس ، وقد فسر البر باإليم . لنبي صلى اهللا عليه وسلم أنه فسر البر باإليمانيقرب إلى الله والجميع حق، وقد روي مرفوعا إلى ا

Page 59: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

اال : قال محمد بن نصر دثنا المسعودي، عن : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن يزيد المقري والمالئي ق حال رأ : القاسم ق ان، فق أله عن اإليم ي ذر فس ى أب اء رجل إل وا { : ج ر أن تول يس الب وهكم ل ال } وج ة، فق ى آخر اآلي إل

ه : فقال . ليس عن البر سألتك : الرجل رأ علي ه، فق جاء رجل إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم فسأله عن الذي سألتني عنرت ( : فلما أبي أن يرضى قال له . لي/الذي قرأت عليك، فقال له الذي قلت ا إن المؤمن الذي إذا عمل الحسنة س ه ورج

. ) ثوابها،وإذا عمل السيئة ساءته، وخاف عقابها

ي : وقال ا ذر سأل النب د؛ أن أب زري، عن مجاه ريم الج د الك ر، عن عب دثنا معم رزاق، ح حدثنا إسحاق،حدثنا عبد اله رأ علي ان، فق لم عن اإليم ه وس وا و { : صلى اهللا علي ر أن تول يس الب وهكمل ناده عن } ج ة، وروى بإس ى آخر اآلي إل

رأ : عكرمة قال ل { : سئل الحسن بن علي بن أبي طالب مقبله من الشام عن اإليمان فق وهكم قب وا وج ر أن تول يس الب لال } المشرق والمغرب ن حسان ق ارك ب ناده عن مب ن بطة بإس الم األفطس قل : ، وروى اب م : ت لس ه فل رجل أطاع الل

ار، هل يعصه، ورجل عصى الله فلم يطعه، فصار المطيع إلى الله فأدخله الجنة، وصار العاصي إلى الله فأدخله النال : قال . ال : قال ؟ يتفاضالن في اإليمان لهم : فذآرت ذلك لعطاء فق ان طيب أو خبيث : س ال ؟ اإليم ه ق إن الل ز { : ف ليمي

ن ي جه ه ف ا فيجعل ه جميع ض فيرآم ى بع ه عل ث بعض ل الخبي ب ويجع رون الله الخبيث من الطي م الخاس ـئك ه } م أولسبحان : عمل، فذآرت ذلك لعطاء فقال إن اإليمان يبطن ليس معه : ، فسألتهم فلم يجيبوني، فقال بعضهم ] 37 : األنفال [

ه { : أما يقرؤون اآلية التي في البقرة ! الله ن بالل ن آم ر م ـكن الب ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولال : قال } بيينواليوم اآلخر والمآلئكة والكتاب والن ه من العمل فق ا لزم ذا االسم م ال { : ثم وصف الله على ه ى الم وآت

بيل ن الس اآين واب ه ـ } على حبه ذوي القربى واليتامى والمس ي قول ون { : ـ إل م المتق ـئك ه رة [ } وأول ال ] 177 : البق : ، فقال ؟ هل دخل هذا العمل في هذا االسم / : مسله ؤمن { : وق و م عيها وه ا س عى له رة وس ن أراد اآلخ ، ] 19 : اإلسراء [ } وم

. فألزم االسم العمل، والعمل االسم

إذا عرف أن الذم والعقاب والمقصود هنا أنه لم يثبت المدح إال على إيمان معه العمل، ال على إيمان خال عن عمل، فالفون ظ، مخ ون في اللف م مخطئ ا مع أنه ا لفظي واقع في ترك العمل آان بعد ذلك نزاعهم ال فائدة فيه، بل يكون نزاع

ون : للكتاب والسنة، وإن قالوا نهم،وأنهم يقول ذا ع اس يحكى ه : إنه ال يضره ترك العمل فهذا آفر صريح، وبعض النذين إن الله فرض على الع ة ال ول الغالي د يكون ق ذا ق ا، وه ا،وال يضرهم ترآه نهم أن يعملوه رد م رائض،ولم ي اد ف ب

ه في : يقولون اس يحكون ا الن ول، وإنم ذا الق ه ه ا أحكى عن ا علمت معين د أحد، لكن م ال يدخل النار من أهل التوحيال يضر مع اإليمان : من الفساق والمنافقين يقولون الكتب وال يعينون قائله، وقد يكون قول من ال خالق له؛ فإن آثيرا

. ذنب أو مع التوحيد، وبعض آالم الرادين على المرجئة وصفهم بهذا

ة ر اآلي ي آخ الى ف ه تع ك قول ى ذل دل عل ون { : وي م المتق ـئك ه دقوا وأول ذين ص ـئك ال رة [ } أول . ] 177 : البقي { : آمنوا،آقوله : في قولهم : أي } دقواص { : فقوله قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان فم { : إلي قوله } قلوبكم وله ث ه ورس وا بالل ذين آمن ه إنما المؤمنون ال بيل الل ي س هم ف أموالهم وأنفس دوا ب ابوا وجاه م يرت ل

ه : هم الصادقون في قولهم : ، أي ] 15، 14 : الحجرات [ } أولئك هم الصادقون ال الل ذين ق اذبين ال آمنا بالله، بخالف الكيهم الو { : ف افقون ق اءك المن اذب إذا ج افقين لك هد إن المن ه يش وله والل ك لرس م إن ه يعل ه والل ول الل ك لرس هد إن } ونا نش

ه ي { : ، وقال تعالى ] 1 : المنافقون [ ه والل هد إن إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الل ه يش وله والل ك لرس م إن علولهم } يكذبون { وفي . ] 10 : 8 :المنافقون [ } المنافقين لكاذبون وم : قراءتان مشهورتان، فإنهم آذبوا في ق ه والي ا بالل آمن

ا { : اآلخر، وآذبوا الرسول في الباطن وإن صدقوه في الظاهر،وقال تعالى وا آمن وا أن يقول اس أن يترآ ب الن م أحس الد ] 3 : 1 : العنكبوت [ } الكاذبين وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن ه الب ين أن ، فب

ول : يقال . يمتحنهم ويبتليهم ويختبرهم : س أيأن يفتن النا ه ق ه، ومن ا اختلط ب زه مم ار لتمي فتنت الذهب إذا أدخلته النيعلمن ا الم أحسب الناس أن يترآوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم { : موسى دقوا فل ذين ص ه ال لل

ين : ، أي ] 155 : األعراف [ } وليعلمن الكاذبين ادك بالحسنات والسيئات ليتب ا ابتليت عب محنتك واختبارك وابتالؤك،آماذب، افر، والصادق من الك ين المؤمن من الك الصبار الشكور من غيره، وابتليتهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب ليتب

. المنافق من المخلص، فتجعل ذلك سببا لضاللة قوم وهدي آخرينو

نتهما ا، فمن حقق : والقرآن فيه آثير من هذا يصف المؤمنين بالصدق، والمنافقين بالكذب؛ألن الطائفتين قالتا بألس آمنالى ى { : قوله بعمله فهو مؤمن صادق ومن قال بلسانه ما ليس في قلبه فهو آاذب منافق، قال تع وم التق ابكم ي ا أص وم

ات الوا ق م تع ل له م الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقي و نعل الوا ل وا ق ه أو ادفع بيل الل ي س لوا ف

Page 60: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

م قتاال التبعناآم ه ه أعل وبهم والل ي قل يس ف ا ل أفواههم م ون ب ون م للكفر يومئذ أقرب منهم لإليمان يقول ا يكتم آل [ } بمم المت { : فلما قال في آية البر/، ] 167، 166 : عمران ـئك ه دقوا وأول ذين ص ـئك ال ون أول رة [ } ق ى أن ] 177 : البق دل عل . آمنا؛ فإن هذا هو القول الذي أمروا به وآانوا يقولونه : صدقوا في قولهم : المراد

ذا آانت : نحن أبرار أو بررة؛ بل إذا قال الرجل : ولم يؤمروا أن يلفظوا بألسنتهم ويقولوا أنا بر فهذا مزك لنفسه؛ وله

ل زينب بن ان : ت جحش اسمها برة فقي ب، بخالف إنشاء اإليم لم زين ه وس ي صلى اهللا علي ى نفسها، فسماها النب تزآراهيم { : فإن هذا قد فرض عليهم أن يقولوه، قال تعالى ] آمنا [ : بقولهم ى إب زل إل ا أن ا وم زل إلين آ أن ه وم ا بالل وا آمن قول

م و ن ربه ون م ي النبي رة [ } إسماعيل وإسحق ويعقوب واألسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوت ذلك ] 136 : البق ، وآراهيم وإ { : في أول آل عمران ا قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إب باط وم وب واألس حق ويعق ماعيل وإس س

. ] 84 : آل عمران [ } أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم

ته وآتبه ورسله ال نفرق بين أحد من آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون آل آمن بالله ومآلئك { : وقال تعالىله رة [ } رس ه ] 285 : البق رق { : ،فقول الوا } ال نف م ق ى أنه ل عل ال : دلي ذا ق رق؛ وله ا وال نف ا { : آمن معنا وأطعن الوا س } وق

ر سمعنا و : آمنا وبين قولهم : فجمعوا بين قولهم ة الب ال في آي د ق ا، وق ون { : أطعن م المتق ـئك ه م } وأول رار ه فجعل األبه ي قول د ف ران والتقيي د االقت ا عن ز بينهم د مي د، وق الق والتجري د اإلط ين عن ر { : المتق ى الب اونوا عل وتع

وى دة [ } والتق ى أن مسمى اإل ] 2 : المائ ة عل ذه اآلي ت ه د، ، ودل د اإلطالق واح وى عن ر ومسمى التق ان ومسمى الب يم . فالمؤمنون هم المتقون وهم األبرار

ان ( : ولهذا جاء في أحاديث الشفاعة الصحيحة/ ال ( : ، وفي بعضها ) يخرج من النار من في قلبه مثقال ذرة من إيم مثق

، 7 : الزلزلة [ } عمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يرهفمن ي { : ، وهذا مطابق لقوله تعالى ) ذرة من خيرم أهل السعادة ] 8 اء ه رار األتقي ، وذلك الذي هو مثقال ذرة من خير هو مثقال ذرة من إيمان، وهؤالء المؤمنون األب

لم المطلقة، وهم أهل الجنة الذين وعدوا بدخولها ه وس ي صلى اهللا علي ال النب ذين ق نا ( : بال عذاب، وهؤالء ال من غشا يس من الح فل ا الس ل علين د أسوة ) فليس منا، ومن حم ذنوب المعرضين للوعي ل من أهل ال يس من هؤالء، ب ه ل فإن

. أمثالهم

: فصــل

ه، وأس ( وهذا النوع من نمط ه، وأسماء آتاب ه أسماء الل الى ) ماء رسوله، وأسماء دين ال اهللا تع ه أو { : ق وا الل ل ادع قنى ماء الحس الى ] 110 : اإلسراء [ } ادعوا الرحمـن أيا ما تدعوا فله األس ال تع ا { : ،وق ادعوه به نى ف ماء الحس ه األس ولل

لام { : ، وقال اهللا تعالى ] 18 : األعراف [ } حدون في أسمآئهوذروا الذين يل دوس الس ك الق و المل ا ه هو الله الذي لا إله إلنى المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشرآون هو ال ماء الحس ه الأس ور ل له الخالق البارئ المص

، فأسماؤه آلها متفقة في الداللة على نفسه ] 24، 23 : الحشر [ } يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيمى نفسه المقدسة،ثم آل اسم يدل على معنى من صفاته، ليس دل عل العزيز ي هو المعنى الذي دل عليه االسم اآلخر، ف

مع عزته، والخالق يدل على نفسه مع خلقه، والرحيم يدل على نفسه مع رحمته، ونفسه تستلزم جميع صفاته، فصار ى الصفة األخرى آل اسم يدل على ذاته والصفة المختصة به بطريق المطابقة، وعلى أحدهما بطريق التضمن، وعل

. طريق اللزومب

فاء، : وهكذا أسماء آتابه ان، والش دى، والبي ة، /القرآن، والفرقان، والكتاب، واله ذه المنزل ك هي به ور، ونحو ذل والنة، آل : وآذلك أسماء رسوله ي الملحم ة، ونب ي التوب محمد، وأحمد، والماحي، والحاشر، والمقفي، ونبي الرحمة، ونب

رآن آقصة اسم يدل على صفة من ره من القصص في الق ى ذآ صفاته الممدوحة غير الصفة األخرى، وهكذا ما يثنالى ال تع ا ق را آم ا أن تكون عب ل المقصود به مرا، ب ا أن تكون س يس المقصود به ي { : موسى وغيرها، ل ان ف د آ لق

ذ ] 111 : يوسف [ } قصصهم عبرة لأولي األلباب ارات متنوعة،آل ، فال ه بعب ه صفات،فيعبر عن ع شيء واحد ول ي وق . عبارة تدل على صفة من الصفات التي يعتبر بها المعتبرون،وليس هذا من التكرير في شيء

ال صالحا، وصراطا ا، وعم را، ودين وى، وخي را، وتق ا، وب وهكذا أسماء دينه، الذي أمر الله به ورسوله يسمى إيمان

ا اآلخر، مستقيما، دل عليه ي ي ى صفة ليست هي الصفة الت دل عل ونحو ذلك، وهو في نفسه واحد، لكن آل اسم ي

Page 61: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ان إن اإليم ه بالتضمن، ف ة علي وتكون تلك الصفة هي األصل في اللفظ،والباقي آان تابعا لها الزما لها،ثم صارت داله تصديق بالقل : أصله اإليمان الذي في القلب، والبد فيه من شيئين راره ومعرفت ذا . ب، وإق ال له ال : ويق ب، ق ول القل ق

ه، : والتوآل . قول القلب : التوحيد : الجنيد بن محمد دن وعمل ول الب م ق ه، ث عمل القلب، فالبد فيه من قول القلب، وعمله ورسوله، وبغض م ه الل ا يحب ه والبد فيه من عمل القلب، مثل حب الله ورسوله، وخشية الله، وحب م ا يبغضه الل

ه ا الل ي أوجبه وب الت ال القل ك من أعم ه وحده،وغير ذل ى الل ده، وتوآل القلب عل ه وح ورسوله،وإخالص العمل لل . ورسوله وجعلها من اإليمان

ثم القلب هو األصل،فإذا آان فيه معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة، ال يمكن أن يتخلف البدن عما يريده /لم في الحديث الصحيح الق ا ( : لب؛ ولهذا قال النبي صلى اهللا عليه وس لح له لحت ص غة إذا ص د مض أال وإن في الجس

) سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، إال وهي القلب

ول القلب ملك واألعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذ : وقال أبو هريرة وده، وق ك خبثت جن ث المل ا خبد ار، ق م اختي د له ان صالحا فالجن ك وإن آ إن المل أبي هريرة تقريب، وقول النبي صلى اهللا عليه وسلم أحسن بيانا، فه ال ابع ل يعصون به ملكهم وبالعكس، فيكون فيهم صالح مع فساده، أو فساد مع صالحه، بخالف القلب؛فإن الجسد ت

ا ( : ط، آما قال النبي صلى اهللا عليه وسلم يخرج عن إرادته ق ائر الجسد، وإذا فسدت فسد له ا س إذا صلحت صلح له ) سائر الجسد

القول الظاهر والعمل زم ضرورة صالح الجسد ب ا، ل ال قلبي ا وعم ان علم ه من اإليم ا في ان القلب صالحا بم فإذا آ

ول : باإليمان المطلق، آما قال أئمة أهل الحديث ابع ق اطن وظاهر، والظاهر ت اطن وظاهر، وعمل ب ول ب ل، ق وعمال ذا ق د؛ وله اطن صلح الظاهر، وإذا فسد فس ى صلح الب ه، مت اطن الزم ل ال من الصحابه عن المصلي : للب من ق

له أحب فالبد في إيمان القلب من حب الله ورسوله وأن يكون الله ورسو . لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه : العابثا { : إليه مما سواهما،قال الله تعالى د حب وا أش ذين آمن ه وال ب الل ونهم آح دادا يحب ه أن ومن الناس من يتخذ من دون الل

. ، فوصف الذين آمنوا بأنهم أشد حبا لله من المشرآين ألندادهم ] 165 : البقرة [ } لله

انهم : قيل : وفي اآلية قوالن نهم ألوث ه م ا لل وا أشد حب ذين آمن ه، وال ؤمنين الل ل . يحبونهم آحب الم ا : وقي ونهم آم يحبإن المشرآين ال اقض وهو باطل، ف ول متن يحبون اهللا، والذين آمنوا أشد حبا لله منهم، وهذا هو الصواب، واألول ق

ة ال ع أن يكون يحبون األنداد مثل محب ل، فيمتن تلزم الفع درة تس ة مع الق تلزم اإلرادة، واإلرادة التام ه، وتس ؤمنين لل متكلم م ي اإلنسان محبا لله ورسوله، مريدا لما يحبه الله ورسوله إرادة جازمة، مع قدرته على ذلك وهو ال يفعله، فإذا ل

. الواجب الذي فرضه الله عليهاإلنسان باإليمان مع قدرته،دل على أنه ليس في قلبه اإليمان

وا م يجعل ه، ل ومن هنا يظهر خطأ قول جهم بن صفوان ومن اتبعه،حيث ظنوا أن اإليمان مجرد تصديق القلب وعلمه ورسوله، ذا يسب الل ه، وهو مع ه ان بقلب ا آامل اإليم أعمال القلب من اإليمان، وظنوا أنه قد يكون اإلنسان مؤمن

ين المصاحف، ويعادي الله ور دم المساجد، ويه اء، ويه ل األنبي ه، ويقت والي أعداء الل ه، وي اء الل ادي أولي سوله، ويعه، : ويكرم الكفار غاية الكرامة، ويهين المؤمنين غاية اإلهانة، قالوا ذي في قلب ان ال افي اإليم ا معاص ال تن وهذه آله

ى وإ : بل يفعل هذا وهو في الباطن عند الله مؤمن قالوا ارة عل وال أم ذه األق ار؛ ألن ه نما ثبت له في الدنيا أحكام الكفا شهد /الكفر ليحكم بالظاهر آما يحكم ه وبخالف م باإلقرار والشهود، وإن آان في الباطن قد يكون بخالف ما أقر ب

ي نفس األمر افر ف ى أن الواحد من هؤالء آ اع عل نة واإلجم اب والس يهم الكت إذا أورد عل ه الشهود، ف ي ب معذب فان شيء : اآلخرة، قالوا ل، واإليم فهذا دليل على انتفاء التصديق والعلم من قلبه، فالكفر عندهم شيء واحد وهو الجه

؟ هل تصديق القلب شيء غير العلم أو هو هو : واحد وهو العلم، أو تكذيب القلب وتصديقه، فإنهم متنازعون

ة وهذا القول،مع أنه أفسد قول قيل في اإليم ع . ان، فقد ذهب إليه آثير من أهل الكالم المرجئ ر السلف ـ آوآي د آف وق . بن الجراح، وأحمد بن حنبل وأبي عبيد وغيرهم ـ من يقول بهذا القول

الوا را : وق ه آذب خب تكباره وامتناعه عن السجود آلدم، ال لكون ره باس ا آف رآن، وإنم افر بنص الق يس آ ذلك . إبل وآ

وا { : ومه، قال الله تعالى فيهمفرعون وق ا وعل هم ظلم ه ] 14 : النمل [ } وجحدوا بها واستيقنتها أنفس ال موسى ـ علي ، وقع { : بعد قوله } لقد علمت ما أنزل هـؤالء إال رب السماوات واألرض بصآئر { : السالم ـ لفرعون ا موسى تس د آتين ولق

Page 62: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

حورا ا موسى مس ك ي ي لأظن ون إن ه فرع ال ل اءهم فق رائيل إذ ج ي إس زل آيات بينات فاسأل بن ا أن ت م د علم ال لق ق . ] 102، 101 : اإلسراء [ } إني لأظنك يا فرعون مثبوراهـؤالء إال رب السماوات واألرض بصآئر و

ى أن . } لقد علمت ما أنزل هـؤالء إال رب السماوات واألرض بصآئر { : فموسى وهو الصادق المصدوق يقول دل عل ف

ه / فرعون آان عالما بأن الله أنزل اآليات وهو دم علم ه وقصده ال لع ال . من أآبر خلق الله عنادا وبغيا لفساد إرادت قان إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويس { : تعالى ه آ اءهم إن تحيي نس

ه } وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا { : ، وقال تعالى ] 4 : القصص [ } سدينمن المف ال الل ، وآذلك اليهود الذين قه . ] 146 : البقرة [ } الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه آما يعرفون أبناءهم { : فيهم ال الل ذين ق وآذلك آثير من المشرآين ال . ] 33 : األنعام [ } فإنهم ال يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون { : فيهم

: فهؤالء غلطوا في أصلين

ل، و : أحدهما ه عم يس مع ط، ل م فق ة، وخشية في ظنهم أن اإليمان مجرد تصديق وعل ة، وإرادة، ومحب حال، وحرآ

إن ا، ف ة مطلق ط المرجئ وب [ القلب، وهذا من أعظم غل ال القل ي يسميها بعض الصوفية أحواال ومقامات أو ] أعم التان و من اإليم ه ورسوله فه ا فرضه الل ا مم ا فيه ك، آل م ر ذل ارفين أو غي ه أو مقامات الع ى الل منازل السائرين إل

و الواجب، وف ه فه ه، ومن اقتصر علي يها ما أحبه ولم يفرضه، فهو من اإليمان المستحب، فاألول البد لكل مؤمن منل أن ه ورسوله، ب ل حب الل من األبرار أصحاب اليمين، ومن فعله وفعل الثاني آان من المقربين السابقين، وذلك مث

ه ورسو ل أن يكون الل ه، يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ب ه ومال ه من أهل بيله أحب إلي اد في س له والجهه وحده دون ي الل ومثل خشية الله وحده دون خشية المخلوقين، ورجاء الله وحده دون رجاء المخلوقين، والتوآل عل

اء هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خش { : مع خشيته،آما قال تعالى/المخلوقين، واإلنابة إليه ب وج رحمن بالغي ي ال . ، ومثل الحب في الله والبغض في الله والمواالة لله والمعاداة لله ] 33، 32 : ق [ } بقلب منيب

م : والثاني ه شيء من العل م يكن في قلب ه ل ا ذاك؛ ألن ار، فإنم د في الن افر مخل ه آ م الشارع بأن ظنهم أن آل من حك

اهير . تصديقوال ليمي الفطرة وجم ي آدم الس ه طوائف بن ا أجمع علي ل والشرع، وم وهذا أمر خالفوا به الحس والعقه، أو لهوي وه علي اه، أو لطلب عل ك لحسده إي ذا يجحد ذل ره، ومع ه النظار، فإن اإلنسان قد يعرف أن الحق مع غي

ة النفس، يحمله ذلك الهوى على أن يعتدى عليه، ويرد ما يق ه، وعام م أن الحق مع ه يعل ول بكل طريق، وهو في قلببهم ا لح و والرياسة، وإم م العل ا إلرادته ا لحسدهم وإم من آذب الرسل علموا أن الحق معهم وأنهم صادقون، لكن إماع رون في اتب ك، في دينهم الذي آانوا عليه وما يحصل لهم به من األغراض آأموال ورياسة وصداقة أقوام وغير ذل

اس الرس ر الن ون من أآف ادونهم فيكون ذبونهم ويع يهم، فيك ة إل ل ترك األهواء المحبوبة إليهم أو حصول أمور مكروهى الحق دح في . آإبليس وفرعون، مع علمهم بأنهم على الباطل، والرسل عل ار حجة صحيحة تق ذآر الكف ذا ال ي ولهوح ولهم لن وائهم، آق ة أه ى مخالف دون عل ا يعتم ل، إنم أرذلون أ{صدق الرس ك ال ك واتبع ؤمن ل عراء [ } ن ، ] 111 : الش

ي صلىاهللا /ومعلوم أن اتباع األرذلين له ال يقدح في صدقه، لكن آرهوا مشارآة أولئك، آما طلب المشرآون من النبسر،وبالل ونحوهم، عليه وسلم إبعاد الضعفاء، آسعد بن أبي وقاص، وابن مسعود، وخباب بن األرت، وعمار بن يا

الى ارك وتع ه تب أنزل الل فة، ف ل أن يكون في الصحابة أهل الص ة قب م { : وآان ذلك بمك دعون ربه ذين ي رد ال وال تطي ابك عل ن حس ن بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما م ون م ردهم فتك يء فتط ن ش هم م

يس ا ا أل ن بينن يهم م ه عل ن الل ـؤالء م وا أه بعض ليقول هم ب ا بعض ذلك فتن المين وآ اآرينالظ أعلم بالش ه ب } لل . ] 52،53 : األنعام [

دا { : ، وقول فرعون ] 47 : المؤمنون [ } أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون { : ومثل قول فرعون ا ولي ك فين م نرب أل

افرين ن الك ت م ول مشرآي ] 19، 18 : اءالشعر [ } ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأن ل ق ، ومثالى } إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا { : العرب ال اهللا تع ل { : ق رات آ ه ثم ى إلي ا يجب ا آمن م حرم ن له م نمك أول

ل { : قوم شعيب له ، ومثل قول ] 57 : القصص [ } شيء رزقا من لدنا ا أو أن نفع د آباؤن ا يعب رك م أمرك أن نت التك ت أصة المشرآين ] 87 : هود [ } في أموالنا ما نشاء دون { : ومثل قول عام ارهم مقت ى آث ا عل ة وإن ى أم ا عل دنا آباءن ا وج } إن

. ] 23 : الزخرف [

Page 63: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

م . وهذه األمور وأمثالها ليست حججا تقدح في صدق الرسل، بل تبين أنها تخالف إرادتهم وأهواءهم وعاداتهم فلذلك ليس ه، ول يتبعوهم، وهؤالء آلهم آفار، بل أبو طالب وغيره آانوا يحبون النبي صلىاهللا عليه وسلم ويحبون علو آلمت

انوا يعل انوا يعلمون أن في عندهم حسد له، وآ ا /مون صدقه، ولكن آ م، فم ريش له ائهم وذم ق ن آب راق دي ه ف متابعتنفس، احتملت نفوسهم ترك تلك العادة واحتمال هذا الذم، فلم يترآوا اإليمان لعدم العلم بصدق اإليمان به، بل لهوى ال

؟ إن آل آافر إنما آفر لعدم علمه بالله : فكيف يقال

يس : أن جعلوا آل آافر جاهال بالحق حتى قالوا ولم يكف الجهمية دهم ل ر عن هو ال يعرف أن الله موجود حق، والكفاطن ون في الب ار يعرف هو الجهل بأي حق آان، بل الجهل بهذا الحق المعين، ونحن والناس آلهم يرون خلقا من الكف

اداة أه ه أن دين اإلسالم حق، ويذآرون ما يمنعهم من اإليمان، إما مع تهم يقطعون م من جه ال يحصل له ا م م، وإم لهي ك من أغراضهم الت ال ذل نهم، وأمث عنهم،وإما خوفهم إذا آمنوا أال يكون لهم حرمة عند المسلمين آحرمتهم في دي

نهم باطل ع األمور . يبينون أنها المانعة لهم من اإليمان، مع علمهم بأن دين اإلسالم حق، ودي ذا موجود في جمي وهه التي هي ه منفع حق، يوجد من يعرف بقلبه أنها حق وهو في الظاهر يجحد ذلك، ويعادي أهله لظنه أن ذلك يجلب ل

ه مضرة الى . ويدفع عن ال تع ن { : ق ض وم اء بع هم أولي اء بعض ارى أولي ود والنص ذوا اليه وا ال تتخ ذين آمن ا ال ا أيه يرعون فيهم يقولون نخشى أن م منكم فإنه منهم إن الله ال يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسايتوله

ده في ن عن ر م الفتح أو أم ذين تصيبنا دآئرة فعسى الله أن يأتي ب ول ال ادمين ويق هم ن ي أنفس روا ف ا أس ى م بحوا عل ص . ] 53 : 51 : المائدة [ } وا خاسرينآمنوا أهـؤالء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبح

مفسرون متفقون على أنها نزلت بسبب قوم ممن آان يظهر اإلسالم وفي قلبه مرض، خاف أن يغلب أهل اإلسالم وال/

ود اذب، واليه دا آ ادهم أن محم وبهم، ال العتق ي قل ذي ف وف ال رهم للخ ارى وغي ود والنص ن اليه ار م والي الكف فيي : وأشهر النقول في ذلك أن عبادة بن الصامت قال . والنصارى صادقون ود وإن والي من اليه يا رسول الله،إن لي م

ي ذه : أبرأ إلى الله من والية يهود، فقال عبد الله بن أب ود فنزلت ه ة يه رأ من والي دوائر وال أب ي رجل أخاف ال لكن . اآلية

نهم طائ : والمرجئة الذين قالوا ان م ه، آ ة اإليمان تصديق القلب، وقول اللسان، واألعمال ليست من اء الكوف ة من فقه ف

ه ه علي ان مع قدرت تكلم باإليم م ي ا إن ل وا أن اإلنسان ال يكون مؤمن م، فعرف ول جه ل ق ولهم مث . وعبادها، ولم يكن قزمهم ان ل وب في اإليم ال القل دخلوا أعم وعرفوا أن إبليس وفرعون وغيرهما آفار مع تصديق قلوبهم، لكنهم إذا لم ي

م حجج قول جهم، وإن أدخلوها في اإل ا، ولكن هؤالء له ة له ا الزم يمان لزمهم دخول أعمال الجوارح ـ أيضا ـ فإنهر موضع ال في غي ل، فق ان والعم ين اإليم ه ب : شرعية بسببها اشتبه األمر عليهم، فإنهم رأوا أن الله قد فرق في آتاب

يا { : ورأوا أن الله خاطب اإلنسان باإليمان قبل وجود األعمال فقال ] 30 : الكهف [ } إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي { ، ] 6 : المائدة [ } أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصالة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق

. ] 9 : الجمعة [ } لصلاة من يوم الجمعةل ان من : وقالوا/ ا، وآ ال مات مؤمن ه شيء من األعم ل أن يجب علي لو أن رجال آمن بالله ورسوله ضحوة ومات قب

أنه آان آلما أنزل الله نحن نسلم أن اإليمان يزيد، بمعنى : وقالوا . أهل الجنة، فدل على أن األعمال ليست من اإليمانان ى اإليم آية وجب التصديق بها، فانضم هذا التصديق إلى التصديق الذي آان قبله، لكن بعد آمال ما أنزل الله ما بقاس آالحجاج ان أفجر الن ر، وإيم يتفاضل عندهم، بل إيمان الناس آلهم سواء، إيمان السابقين األولين آأبي بكر وعم

. وغيرهماوأبي مسلم الخراساني

ون نهم، يقول اء م نهم والفقه ون م ة، المتكلم ان : والمرجئ رة اإليم ل ثم ازا؛ ألن العم ا مج مى إيمان د تس ال ق إن األعمه إال : اإليمان بضع وستون ـ أو بضع وسبعون ـ شعبة أفضلها قول ( : قوله : ومقتضاه؛ وألنها دليل عليه، ويقولون ال إل

. مجاز : ) طة األذى عن الطريقالله،وأدناها إما

م : الذين يقولون : والمرجئة ثالثة أصناف وب وه ال القل ه أعم دخل في اإليمان مجرد ما في القلب، ثم من هؤالء من يا رهم، لكن ذآرن رة يطول ذآ ا آثي ه، وذآر فرق أآثر فرق المرجئة،آما قد ذآر أبو الحسن األشعري أقوالهم في آتاب

ر أصحابه جمل أقوا ذي نصره هو وأآث ذا ال ه آالصالحي، وه . لهم، ومنهم من ال يدخلها في اإليمان آجهم ومن اتبع

Page 64: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ة : من يقول : والقول الثاني ل الكرامي ذا ال يعرف ألحد قب ول اللسان، وه ول : والثالث . هو مجرد ق تصديق القلب وق : م، وهؤالء غلطوا من وجوهاللسان، وهذا هو المشهور عن أهل الفقه والعبادة منه

ى شخص : أحدها/ ذي يجب عل ان ال اد، وأن اإليم ل في حق العب اد متماث ظنهم أن اإليمان الذي فرضه الله على العب

ه م يوجب يجب مثله على آل شخص، وليس األمر آذلك فإن اتباع األنبياء المتقدمين أوجب الله عليهم من اإليمان ما لزول على أمة محمد، وأوج ل ن ان يجب قب ذي آ ان ال رهم، واإليم ى غي ب على أمة محمد من اإليمان ما لم يوجبه عل

ه ر ب ا أخب ى من عرف م ذي يجب عل ان ال رآن، واإليم زول الق جميع القرآن، ليس هو مثل اإليمان الذي يجب بعد ند ه الب ال، فإن ه مجم ر ب ا أخب ان من تصديق الرسول مفصال ليس مثل اإليمان الذي يجب على من عرف م في اإليم

ه . الرسول في آل ما أخبر، لكن من صدق الرسول ومات عقب ذلك لم يجب عليه من اإليمان غير ذلك ا من بلغ وأمر، وأمر أمر ر خب القرآن واألحاديث وما فيهما من األخبار واألوامر المفصلة فيجب عليه من التصديق المفصل بخب

. اإليمان المجمل؛ لموته قبل أن يبلغه شيء آخرما ال يجب على من لم يجب عليه إال

وأيضا لو قدر أنه عاش، فال يجب على آل واحد من العامة أن يعرف آل ما أمر به الرسول، وآل ما نهى عنه وآل ره ه أن يعرف أم ه ال يجب علي ال ل ما أخبر به، بل إنما عليه أن يعرف ما يجب عليه هو وما يحرم عليه، فمن ال م

ل في الزآاة، ومن ال استطاعة له على الحج ليس عليه أن يعرف أمره المفصل بالمناسك، ومن لم يتزوج ليس المفص . عليه أن يعرف ما وجب للزوجة، فصار يجب من اإليمان تصديقا وعمال على أشخاص ما ال يجب على آخرين

تم / : نقولف . خوطبوا باإليمان قبل األعمال : وبهذا يظهر الجواب عن قولهم ك : إن قل ل أن تجب تل ه قب وا ب م خوطب إنه

وا ا خوطب يهم م ل أن يفرض عل يهم قب األعمال، فقبل وجوبها لم تكن من اإليمان، وآانوا مؤمنين اإليمان الواجب علن يا أيها الذين آمن { : بفرضه، فلما نزل إن لم يقروا بوجوبه لم يكونوا مؤمنين؛ ولهذا قال تعالى لاة م ودي للص وا إذا ن

ان، آحديث ] 97 : آل عمران [ } يوم الجمعة ا ذآر اإلسالم واإليم ي فيه ؛ولهذا لم يجئ ذآر الحج في أآثر األحاديث التن ضمام بن ثعلبة وغيرهما، وإنما جاء ذآر الحج : وفد عبد القيس، وحديث الرجل النجدي الذي يقال له في حديث اب

ا ان واإلسالم، فلم دخل في اإليم ل فرضه ال ي ان قب ا فرض من الخمس، فك ك ألن الحج آخر م عمر وجبريل، وذلرد، وسنذآر فرض أدخله النبي صلىاهللا عليه وسلم في اإليمان إذا أفرد، وأدخله في اإلسالم إذا قرن باإليمان وإذا أف

؟ إن شاء الله متى فرض الحج

من آمن ومات قبل وجوب العمل عليه مات مؤمنا، فصحيح؛ألنه أتى باإليمان الواجب عليه، والعمل لم : هموآذلك قول . يكن وجب عليه بعد، فهذا مما يجب أن يعرف، فإنه تزول به شبهة حصلت للطائفتين

دا في : فإذا قيل يئا واح يس ش وع ل ان الواجب متن ان، فاإليم اس األعمال الواجبة من اإليم ع الن وأهل السنة . حق جمي

ان، أي : والحديث يقولون ان الكامل بالمستحبات، ليست : جميع األعمال الحسنة واجبها ومستحبها من اإليم من اإليماء / ويفرق بين اإليمان الواجب وبين اإليمان الكامل . من اإليمان الواجب ول الفقه ا يق ل ينقسم : بالمستحبات، آم الغس

ه . ما أتى فيه بالمستحبات : ما أتى فيه بالواجبات فقط، والكامل : وآامل، فالمجزئ إلى مجزئ راد ب د ي ال ق ولفظ الكم . الكمال الواجب، وقد يراد به الكمال المستحب

ولهم ا ق ي مواضع : وأم ان والعمل ف ين اإليم رق ب ه ف ذا صحيح . إن الل ق أدخل . فه ان إذا أطل ا أن اإليم د بين ه وق الل

رة . وقد يقرن به األعمال . ورسوله فيه األعمال المأمور بها ا . وذآرنا نظائر لذلك آثي ان هو م ك ألن أصل اإليم وذلل . واألعمال الظاهرة الزمة لذلك . في القلب ال الجوارح، ب ع أعم ال يتصور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم جمي

ان متى نقصت األعمال الظاهرة آان لنقص الزم وإن آ زوم وال اوال للمل ان متن ب، فصار اإليم ذي في القل اإليمان الال ه من األعم د مع ل الب ان القلب ب ه ال يكتفي بإيم د أن ه أري ال، فإن ه األعم ب، وحيث عطفت علي أصله ما في القل

. الصالحة

والن ذا ق ل ه ي مث اس ف م للن ول : ث ن يق نهم م ه : م ي المعطوف علي مه الخاص المعطوف دخل ف ر باس م ذآ أوال، ثه : تخصيصا له، لئال يظن أنه لم يدخل في األول، وقالوا ام، آقول ى ع ان { : هذا في آل ما عطف فيه خاص عل ن آ م

ال ل وميك له وجبري ه ورس ه ومآلئكت دوا لل رة [ } ع ه ] 98 : البق ن { : ، وقول ذنا م وح وإذ أخ ن ن ك وم اقهم ومن ين ميث النبيريم ه ] 7 : األحزاب [ } وإبراهيم وموسى وعيسى ابن م ى { : ، وقول زل عل ا ن وا بم الحات وآمن وا الص وا وعمل ذين آمن وال

Page 65: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

وا { : ، فخص اإليمان بما نزل على محمد بعد قوله ] 2 : محمد [ } محمد وهو الحق من ربهم ذه نزلت في } والذين آمن وهه / الصحابة ؤمنين، وقول رهم من الم طى { : وغي الة الوس لوات والص ى الص افظوا عل رة [ } ح ه ] 238 : البق ا { : ،وقول وم

، والصالة والزآاة من العبادة، ] 5 : البينة [ } ه مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزآاةأمروا إلا ليعبدوا اللد { : آقوله } آمنوا وعملوا الصالحات { : فقوله ه ال ين ل ه مخلص وا وما أمروا إلا ليعبدوا الل لاة ويؤت وا الص اء ويقيم ين حنف . ] 5 : البينة [ } الزآاة

ان، فال يكتفي : فإنه قصد أوال ان واجبت ا عبادت يعلم أنهم اة ل أن تكون العبادة لله وحده ال لغيره، ثم أمر بالصالة والزآ

ه ـ بمطلق العبادة الخالصة دونهما، وآذلك يذآر اإليمان أوال؛أل ذآر العمل الصالح فإن م ي ه، ث د من نه األصل الذي البه ذلك قول ك { : أيضا ـ من تمام الدين البد منه، فال يظن الظان اآتفاء بمجرد إيمان ليس معه العمل الصالح، وآ م ذل ال

ب ويق ون بالغي ذين يؤمن ين ال ا الكتاب ال ريب فيه هدى للمتق ون بم ذين يؤمن ون وال اهم ينفق ا رزقن الة ومم ون الص يم . ] 5 : 1 : البقرة [ } ك هم المفلحونأنزل إليك وما أنزل من قبلك وباآلخرة هم يوقنون أولـئك على هدى من ربهم وأولـئ

إن هؤالء هم أهل الكتاب الذين آمنوا بما أنزل عليه وما أنزل على من قبله، آابن سالم ونحوه، وأن هؤالء : وقد قيل

هؤالء جميع المتقدمين الذين آمنوا بما أنزل إليه وما أنزل من : نوع غير النوع المتقدم الذين يؤمنون بالغيب، وقد قيلأعلى { : لغيب وهم صنف واحد، وإنما عطفوا لتغاير الصفتين آقولهقبله، وهؤالء هم الذين يؤمنون با سبح اسم ربك ال

وى ى [ } الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أح و ـ سبحانه ـ واحد ] 5 : 1 : األعل ، فه . ، وهي صالة العصر } الصلوات والصالة { : ه على بعض، وآذلك قولهوعطف بعض صفات

ذي : تقول . والصفات إذا آانت معارف آانت للتوضيح، وتضمنت المدح أو الذم هذا الرجل هو الذي فعل آذا، وهو ال

ا وينصبو د يعطفونه اع ق ذا مع االتب نه؛ وله ول هو فعل آذا، وهو الذي فعل آذا تعدد محاس ذا الق ون، وه ن، أو يرفعم وال ى هدى من ربه وا عل م يكون ه ل زل من قبل ا أن ه وم زل إلي ا أن وا بم م يؤمن الصواب؛ فإن المؤمنين بالغيب إن لب ون بالغي ذين يؤمن ن ال وا م م يكون ه إن ل ن قبل زل م ا أن ه وم زل إلي ا أن وا بم ذين آمن ذلك ال ين، وآ ين وال متق مفلح

دل ويقيمون الصالة ومما رزق هم الله ينفقون، لم يكونوا على هدى من ربهم، ولم يكونوا مفلحين، ولم يكونوا متقين، فك مع ى تل ذه الصفة عل د عطفت ه على أن الجميع صفة المهتدين المتقين الذين اهتدوا بالكتاب المنزل إلى محمد، فق

الله على أنبيائه، ال يفرقون بين أحد منهم، أنها داخلة فيها، لكن المقصود صفة إيمانهم، وأنهم يؤمنون بجميع ما أنزل . من يؤمن ببعض ويكفر ببعض، نحن نؤمن بالغيب : وإال فإذا لم يذآر إال اإليمان بالغيب، فقد يقول

ال رآن، ويق نام الق رة س ورة البق ت س ا آان ي صفة : ولم ات ف أربع آي ه ب ا الل ة، افتتحه ت بالمدين ورة نزل ا أول س إنه

ه المؤمنين، ي صلىاهللا علي اجر النب ه من حين ه افقين، فإن وآيتين في صفة الكافرين وبضع عشرة آية في صفة المنإما مؤمن، وإما آافر مظهر للكفر، وإما منافق، بخالف ما آانوا وهو بمكة، فإنه لم : صار الناس ثالثة أصناف/وسلم

ره ل وغي ن حنب د ب ال أحم ذا ق افق؛ وله اك من ن هن ن م : يك م يك ل ل ي قبائ اق ف ان النف ا آ افق، وإنم اجرين من ن المهاق، . األنصار؛ فإن مكة آانت للكفار مستولين عليها فال يؤمن ويهاجر إال من هو مؤمن ليس هناك داع يدعو إلى النف

ار ة باألنص ز ومنع ا ع ؤمنين به ار للم وآة، فص ل الش ا أه ن به ة آم اج . والمدين ان آذوه، فاحت ر اإليم م يظه ن ل فمان الم رة باإليم تم البق رة وخ نافقون إلى إظهار اإليمان، مع أن قلوبهم لم تؤمن، والله ـ تعالى ـ افتتح البقرة ووسط البق

ى { : بجميع ما جاءت به األنبياء، فقال في أولها ما تقدم، وقال في وسطها زل إل ا أن ا وم زل إلين آ أن ه وم ا بالل وا آمن قولد اهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب واألسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربإبر ين أح رق ب هم ال نف

دوا و د اهت ه فق تم ب ا آمن ل م وا بمث إن آمن لمون ف ه مس قاق منهم ونحن ل ي ش م ف ا ه وا فإنم ة } إن تول رة [ اآلي ، 136 : البقل { : ، وقال في آخرها ] 137 ه ورس ه وآتب ه ومآلئكت ن بالل ل آم ون آ ه والمؤمن ن رب ه م زل إلي ا أن ه ال آمن الرسول بم

. ] 285 : البقرة [ واآلية األخرى } ن رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصيرنفرق بين أحد م

رة ( : وفي الصحيحين عن النبي صلىاهللا عليه وسلم أنه قال اه : اآليتان من آخر سورة البق ة آفت ا في ليل رأ بهم ) من ققل يا أهل الكتاب تعالوا إلى آلمة سواء { وبـ : أنه آان يقرأ بها في رآعتي الفجر ] الصحيح [ ى قد ثبت في واآلية الوسطـ . ، تارة ] 64 : آل عمران [ اآلية } بيننا وبينكم افرون { وب ا الك ا أيه ل ي ه أح { و/، } ق و الل ل ه ارة } دق ه ذآر . ت ا في رأ بم فيق

. اإليمان واإلسالم، أو بما فيه ذآر التوحيد واإلخالص

Page 66: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه عطف الخاص : فعلى قول هؤالء يقال ان، وعطف علي ان دخلت في اإليم ى اإليم ة عل األعمال الصالحة المعطوفى أ يال عل ان دل ه إذا عطف آ ا لكون د عموم،وإم ام على العام، إما لذآره خصوصا بع دخل في الع م ي ه ل ل . ن ل : وقي ب

ان ا آ م يفعله ه، فمن ل ة ل األعمال في األصل ليست من اإليمان، فإن أصل اإليمان هو ما في القلب، ولكن هي الزمق، ان إذا أطل ة في اسم اإليم إيمانه منتفيا؛ ألن انتفاء الالزم يقتضي انتفاء الملزوم لكن صارت بعرف الشارع داخل

الم النبي صلىاهللا عليه وسلم، فإذا عطفت عليه ذآرت، لئال يظن الظان أن مجرد إيمانه بدون األعمال آما تقدم في آه في اآلخرة ـ واب الموعود ب يعلم أن الث الصالحة الالزمة لإليمان يوجب الوعد، فكان ذآرها تخصيصا وتنصيصا ل

ين ـ سبحانه ـ وهو الجنة بال عذاب ـ ال يكون إال لمن آمن وعمل صالحا، ال يكو ن لمن ادعى اإليمان ولم يعمل،وقد به عمن : في غير موضع أن الصادق في قوله ى انتفائ آمنت،البد أن يقوم بالواجب، وحصر اإليمان في هؤالء يدل عل

. سواهم

ر هؤالء، آق ] الموجز [ وللجهمية هنا سؤال ذآره أبو الحسن في آتاب ان عن غي ي اإليم ه وهو أن القرآن نف ا { : ول إنممن : فنحن نقول : إن هذه األعمال من اإليمان، قالوا : ، ولم يقل ] 2 : األنفال [ } المؤمنون الذين إذا ذآر الله وجلت قلوبهم

. لم يعمل هذه األعمال لم يكن مؤمنا، ألن انتفاءها دليل على انتفاء العلم من قلبه : جواب عن هذا من وجوهوال د : أحدها/ أنكم سلمتم أن هذه األعمال الزمة إليمان القلب، فإذا انتفت لم يبق في القلب إيمان، وهذا هو المطلوب، وبع

. هذا فكونها الزمة أو جزءا، نزاع لفظي

) ون شعبةاإليمان بضع وستون أو بضع وسبع ( : أن نصوصا صرحت بأنها جزء، آقوله : الثاني

تم في : الثالث ول الخوارج، وأن أنكم إن قلتم بأن من انتفى عنه هذه األمور فهو آافر خال من آل إيمان، آان قولكم قونهم ذه األمور ؟ طرف، والخوارج في طرف؛ فكيف توافق اة، وصوم رمضان، : ومن ه اء الزآ ام الصالة، وإيت إق

ول والحج، والجهاد، واإلجابة إلى حكم الل ولكم ق ان ق وه آ ه، وإن آفرتم رون تارآ ا ال تكف ك مم ر ذل ه ورسوله، وغي . الخوارج

رب : أن قول القائل : الرابع أن ال إن انتفاء بعض هذه األعمال يستلزم أال يكون في قلب اإلنسان شيء من التصديق ب

. حق، قول يعلم فساده باالضطرار

. ت في سائر الواجبات، فيرتفع النزاع المعنويأن هذا إذا ثبت في هذه ثب : الخامس ظنهم أن ما في القلب من اإليمان ليس إال التصديق فقط الوجه الثاني: فصــل

ا : من غلط المرجئة : الوجه الثاني وب؛ آم ال القل ط، دون أعم يس إال التصديق فق ان ل ظنهم أن ما في القلب من اإليم . تقدم عن جهمية المرجئة

ان : الثالث رة اإليم ال ثم ون األعم ذا يجعل ال؛ وله دون شيء من األعم ا ب ذي في القلب يكون تام ان ال ظنهم أن اإليم

ه ة ل ا الزم تلزم العمل الظاهر . ومقتضاه، بمنزلة السبب مع المسبب وال يجعلونه ام يس ان القلب الت ق أن إيم والتحقيان تام بدون عمل ظاهر؛ ولهذا صاروا يقدرون مسائل يمتنع وقوعها لعدم بحسبه ال محالة، ويمتنع أن يقوم بالقلب إيم

رجل في قلبه من اإليمان مثل ما في قلب أبي بكر وعمر، وهو : تحقق االرتباط الذي بين البدن والقلب مثل أن يقولواون ار رمضان، يقول ام : ال يسجد لله سجدة، وال يصوم رمضان، ويزني بأمه وأخته، ويشرب الخمر نه ذا مؤمن ت ه

. اإليمان، فيبقى سائر المؤمنين ينكرون ذلك غاية اإلنكار

ال : قال أحمد بن حنبل ه العبسي ق اء، : حدثنا خلف بن حيان، حدثنا معقل بن عبيد الل الم األفطس باإلرج ا س دم علين قه فنفر منه أصحابنا نفورا شديدا،منهم ميمون بن مهران، وعبد الكر د الل ه عاه اه سقف / يم بن مالك، فإن ه وإي أال يؤوي

ل رأ : بيت إال المسجد، قال معق ر من أصحابي وهو يق اح في نف ي رب ن أب ى عطاء ب دخلت عل ى إذا { فحججت ف حت

Page 67: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

نا، ففعل، فأخبرته أن قوما قبلنا قد أحدثوا إن لنا حاجة فأخل : قلت ] 110 : يوسف [ } استيأس الرسل وظنوا أنهم قد آذبواالوا وا وق ال : وتكلم دين، فق ن ال تا م اة ليس ول : إن الصالة والزآ الى يق ه تع يس الل ه { : أو ل دوا الل ا ليعب روا إل ا أم وم

ال ] 5 : البينة [ } وذلك دين القيمةمخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزآاة دين، ق : ، فالصالة والزآاة من التح [ } ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم { : أوليس قد قال الله فيما أنزل : ليس في اإليمان زيادة، فقال : إنهم يقولون : فقلت ] 4 : الف

ه، فقلت إ : فقلت . هذا اإليمان ولهم فقبلت نهم انتحلوك، وبلغني أن ابن ذر دخل عليك في أصحاب له، فعرضوا عليك قد : قدمت المدينة فجلست إلى نافع فقلت : ال والله الذي ال إله إال هو، مرتين أو ثالثا ثم قال : هذا األمر، فقال ا عب ا أب ي

ا : رب سر ال خير فيه، فقلت : قال . ال، بل سر : فقلت ؟ سر أم عالنية : الله، إن لي إليك حاجة، فقال ك، فلم ليس من ذلذا : فقلت : قال ؟ حاجتك : صلينا العصر قام وأخذ بثوبي، ثم خرج من الخوخة ولم ينتظر القاص، فقال ي ه ال . أخلن : فق

لم قال رسول الله صلى اهللا عليه وعل : فقال . فذآرت له قولهم : تنح، قال ى ( : ى آله وس أمرت أن أضربهم بالسيف حت : قلت : قال ) ال إله إال الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إال بحقها وحسابهم على الله : ال إله إال الله، فإذا قالوا : يقولوا

أن الخمر حرام ونشربها، وأن : إنهم يقولون اح األمهات حرام ونحن نحن نقر بأن الصالة فرض وال نصلي، وب نك . من فعل هذا فهو آافر : فنثر يده من يدي وقال . ننكح

ه ! سبحان الله : فقال . فلقيت الزهري فأخبرته بقولهم : قال معقل/ ال رسول الل ذه الخصومات، ق وقد أخذ الناس في ه

ل ) وال يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمنال يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ( : صلىاهللا عليه وسلم : قال معقولهم عليك : فلقيت الحكم بن عتبة فقلت له إن عبد الكريم وميمونا بلغهما أنه دخل عليك ناس من المرجئة،فعرضوا بق

ا مريض، فق ! ؟ فقبل ذلك على ميمون، وعبد الكريم : فقبلت قولهم،قال ا عشر رجال وأن ي اثن ا : الوالقد دخل عل ا أب يال ية، فق ة سوداء، أو حبش اه رجل بأم لم أت ه وس ة : محمد،بلغك أن رسول الله صلىاهللا علي ى رقب ه، عل ا رسول الل ي

ة ذه مؤمن رى ه ة، أفت لم ؟ مؤمن ه وس ه صلىاهللا علي ول الل ا رس ال له ه ( : فق ه إال الل هدين أن ال إل ت . ) ؟ أتش م : فقال . نعال هدي ( : ق هوتش ول الل دا رس ت . ) ؟ ن أن محم ال : قال م، ق ق ( : نع ار ح ق والن ة ح هدين أن الجن ت . ) وتش م، : قال نعال وت ( : ق د الم ن بع ك م ه يبعث هدين أن الل ت . ) ؟ وتش ال : قال م، ق ة ( : نع ا مؤمن ا فإنه ون ) فأعتقه م ينتحل وا وه ، فخرجو : قال معقل . ذلك ى ميم م جلست إل ران، فقلت ث ن مه ال : ن ب ا سورة ففسرتها، ق رأت لن و ق وب، ل ا أي ا أب رأ : ي إذا { فق

ورت مس آ غ } الش ى إذا بل ين { : حت م أم اع ث وير [ } مط ال ] 21 : 1 : التك ول : ق ة لمن يق ل، والخيب م جبري ه : ذاآ إن إيمانال آإيمان جبريل، ورواه حنبل عن أحمد، ورو ة ق ي مليك ن أب ا : اه ـ أيضا ـ عن اب دهر وم ة من ال ي بره ى عل د أت لق

دهم ول أح ا يق ي أدرك قوم ال : أران ى ق ا رضي حت م م ان، ث تكمل اإليم ؤمن مس ي م ل : إن ان جبري ى إيم اني عل إيمذا إني مؤمن وإن نكح أخته وأمه وبنته، : حتى قال أحدهم/ وميكائيل، وما زال بهم الشيطان ذا وآ د أدرآت آ ه لق والل

ه من أصحاب النبي صلىاهللا عليه وسلم، ما مات أحد منهم إال وهو يخشى النفاق على نفسه، وقد ذآر هذا المعنى عنا : البخاري في صحيحه، قال ى نفسه، م اق عل أدرآت ثالثين من أصحاب محمد صلىاهللا عليه وسلم آلهم يخاف النف

. مان جبريلإيمانه آإي : منهم أحد يقول

ال : وروى البغوي عن عبد الله بن محمد عن ابن مجاهد قال وب فق ه يعق ا : آنت عند عطاء بن أبي رباح، فجاء ابن يان من عصى : أبتاه، إن أصحابا لي يزعمون أن إيمانهم آإيمان جبريل، فقال ه آإيم ان من أطاع الل ي،ليس إيم ا بن ي

. اهللا

ون : إنهم يقولون : مرجئةقوله عن ال : قلت م يقول إنهم آله : إن الصالة والزآاة ليستا من الدين، قد يكون قول بعضهم، فول ه يق د حكى عن بعضهم أن دين، : ليستا من اإليمان، وأما من الدين فق ان وال ين اإليم رق ب دين، وال نف تا من ال ليس

ا بل هما من الدين ويفرق بين اسم اإليم : ومنهم من يقول ي يقولونه والهم الت ان واسم الدين، وهذا هو المعروف من أقون : ولم أر أنا في آتاب أحد منهم أنه قال . عن أنفسهم ل يقول دين، ب ذلك : األعمال ليست من ال ان، وآ ليست من اإليم

ه م { : حكى أبو عبيد عمن ناظره منهم، فإن أبا عبيد وغيره يحتجون بأن األعمال من الدين، فذآر قول ت لك وم أآمل اليفأخبر أنه إنما آمل الدين اآلن في آخر اإلسالم في حجة : قال أبو عبيد . أنها نزلت في حجة الوداع ] 3 : المائدة [ } دينكم

ة حين بعشرين سنة من أول ما نزل عليه الوحي بمك/ النبي صلىاهللا عليه وسلم، وزعم هؤالء أنه آان آامال قبل ذلكذه الحجة : دعا الناس إلى اإلقرار، حتى قال ه ه ال . . . لقد اضطر بعضهم حين أدخلت علي ى أن ق يس : إل ان ل إن اإليم

. اإليمان جزء، والفرائض جزء، والنوافل جزء : بجميع الدين، ولكن الدين ثالثة أجزاء

ه : هذا الذي قاله هذا هو مذهب القوم، قال أبو عبيد : قلت ى قول اب، أال تسمع إل دين { : وهذا غير ما نطق به الكت إن الالم ه اإلس د الل ران [ } عن ال ] 19 : آل عم ه { : ، وق ل من ن يقب ا فل الم دين ر اإلس غ غي ن يبت ران [ } وم ال ] 85 : آل عم : ، وق

Page 68: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

دين ] 3 : المائدة [ } يناورضيت لكم اإلسالم د { ه ثلث ال ه، وزعم هؤالء أن دين برمت ا : قلت . فأخبر أن اإلسالم هو ال إنمدين، وسنذآر ـ إن : إن اإليمان ثلث، ولم يقولوا : قالوا إن اإليمان ثلث الدين،لكنهم فرقوا بين مسمى اإليمان ومسمى ال

ليستا من الدين وال يفرق بين اسم : فقد يحكى عن بعضهم أنه يقول . هذاشاء الله تعالى ـ الكالم في مسمى هذا ومسمى بل آالهما من الدين، ويفرق بين اسم اإليمان واسم الدين، والشافعي ـ رضي الله عنه : اإليمان والدين،ومنهم من يقول

ذل : ـ آان معظما لعطاء بن أبي رباح، ويقول ه، وآ ال ليس في التابعين أتبع للحديث من ة ق و حنيف ل : ك أب ا رأيت مث مون، : فروى ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي . عطاء، وقد أخذ الشافعي هذه الحجة عن عطاء دثنا ميم ي، ح دثنا أب ح

ي : حدثنا أبو عثمان بن الشافعي، سمعت أبي يقول ليلة للحميدي يهم ـ يعن ا يحتج عل ج من /م ة أح أهل اإلرجاء ـ بآي . ] 5 : البينة [ } ذلك دين القيمةوما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزآاة و { : قوله

ة بحديث : ] باب النية في الصالة [ في ] األم [ وقال الشافعي ـ رضي الله عنه ـ في آتاب يحتج بأال تجزئ صالة إال بني

اع من : ثم قال ) إنما األعمال بالنيات ( : عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاهللا عليه وسلم وآان اإلجمون اهم يقول دهم، ومن أدرآن ابعين من بع ثالث إال : الصحابة، والت د من ال ة، ال يجزئ واح ول وعمل وني ان ق اإليم

. آلخربا

من أقر بالصالة والزآاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك : وأخبرت أن ناسا يقولون : حدثنا الحميدي قال : وقال حنبله إذا ه إيمان شيئا حتى يموت، ويصلي مستدبر القبلة حتى يموت، فهو مؤمن ما لم يكن جاحدا إذا علم أن ترآه ذلك في

لمين، : القبلة، فقلت آان مقرا بالفرائض واستقبال اء المس ه وسنة رسوله وعلم اب الل هذا الكفر الصراح، وخالف آتدين { : قال الله تعالى ه ال ة } وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين ل ل . اآلي ال حنب ل : وق ن حنب د ب ه أحم د الل ا عب سمعت أب

. بالله، ورد على أمره وعلى الرسول ما جاء به عن اللهمن قال هذا فقد آفر : يقول

ول ) اعتقها فإنها مؤمنة ( : وأما احتجاجهم بقوله لألمة : قلت : فهو من حججهم المشهورة، وبه احتج ابن آالب، وآان يقه؛ ألن اإليمان هو التصديق والقول جميعا، فكان قوله أقرب من قول جهم وأتباعه، وهذا ال حجة ان الظاهر / في اإليم

إن الذي تجري عليه األحكام في الدنيا ال يستلزم اإليمان في الباطن الذي يكون صاحبه من أهل السعادة في اآلخرة، فالوا ذين ق افقين ال ؤمنين { : المن م بم ا ه ر وم اليوم اآلخ ه وب ا بالل رة [ } آمن ي الظاهر ] 8 : البق م ف ع ه ون يصلون م مؤمن

ه د رسول الل افقون في عه ان المن ا آ ونهم آم اآحونهم ويوارث الناس، ويصومون ويحجون ويغزون، والمسلمون يناآحتهم صلىاهللا عليه وسلم، ولم يحكم النبي صلىاهللا عليه وسلم في المنافقين بحكم الكفار المظهرين للكفر، ال في من

د وال موارثتهم وال نحو ذلك، بل لما ما ه عب ه ابن اق ـ ورث اس بالنف لول ـ وهو من أشهر الن ن س ت عبد الله بن أبي بون، وإذا مات ألحدهم وارث ه المؤمن ه ورثت نهم يرث ان يموت م ائر من آ ذلك س ؤمنين، وآ ار الم ه وهو من خي الل

. ورثوه مع المسلمين

ورث : على قولين، والصحيح ؟ ث ويورثوقد تنازع الفقهاء في المنافق الزنديق الذي يكتم زندقته، هل ير أنه يرث ويى اه عل راث مبن لم؛ألن المي ه وس ي صلىاهللا علي د النب ى عه ان الصحابة عل ا آ افق، آم ه من اطن أن ي الب م ف وإن علة أو ة إذا آانت خفي م تمكن معرفته،والحكم ذلك ل ق ب و عل ه ل وب، فإن ي في القل ة الت المواالة الظاهرة، ال على المحب

لم م ه وس ي صلىاهللا علي ول النب واالة المسلمين فق ره من م لم ( : نتشرة علق الحكم بمظنتها، وهو ما أظه ال يرث المسون ) الكافر وال الكافر المسلم انوا يورث ل آ ار، ب لم يدخل فيه المنافقون وإن آانوا في اآلخرة في الدرك األسفل من الن

ذا ويرثون، وآذلك آانوا في الحقوق والحد م /ود آسائر المسلمين، وقد أخبر الله عنهم أنهم يصلون ويزآون ومع ه لالى وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إال أنهم آفروا بالله وبرسوله وال يأتون الصال { : يقبل ذلك منهم فقال ة إال وهم آس

الة { : ، وقال ] 54 : التوبة [ } فقون إال وهم آارهون وال ين ى الص اموا إل ادعهم وإذا ق و خ ه وه إن المنافقين يخادعون الليال ه إال قل ه . ] 142 : النساء [ } قاموا آسالى يرآؤون الناس وال يذآرون الل ي صلىاهللا علي لم عن النب وفي صحيح مس

ال لم ق ي ( : وس ين قرن ى إذا آانت ب ب الشمس حت افق، يرق ك صالة المن افق، تل ك صالة المن افق، تل ك صالة المن تللم ) شيطان قام فنقر أربعا ال يذآر الله فيها إال قليال ه وس ا ، وآانوا يخرجون مع النبي صلىاهللا علي ازي، آم في المغ . ] 8 : المنافقون [ } لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل { : خرج ابن أبي في غزوة بني المصطلق،وقال فيها

لم في سفر أصاب : وفي الصحيحين عن زيد بن أرقم قال ال خرجنا مع النبي صلىاهللا عليه وس ا شدة، فق اس فيه الن

ال : عبد الله بن أبي ألصحابه ة { : ال تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، وق ى المدين ا إل ئن رجعن لد } ليخرجن الأعز منها الأذل ى عب ه، فأرسل إل لم فأخبرت ه وس د ، فأتيت النبي صلىاهللا علي أله فاجته ي، فس ن أب ه ب الل

Page 69: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

اءك { آذب زيد يا رسول الله، فوقع في نفسي مما قالوا شدة، حتى أنزل الله تصديقي في : يمينه ما فعل، وقالوا إذا جافقون هم } المن ووا رؤوس م، فل تغفر له لم ليس ه وس لىاهللا علي ي ص دعاهم النب تنفرهم النب . ، ف وك اس زوة تب ي غ ي وف

م ه من ه ذين خرجوا مع ان في ال وا، وآ ه وبعضهم تخلف صلىاهللا عليه وسلم آما استنفر غيرهم، فخرج بعضهم معهو : ناقته ليقع في واد هناك، فجاءه الوحي، فأسر إلى حذيفة أسماءهم، ولذلك يقال/بقتله في الطريق، هموا بحل حزام

. ومع هذا ففي الظاهر تجري عليهم أحكام أهل اإليمان . ي الصحيحصاحب السر الذي ال يعلمه غيره، آما ثبت ذلك ف

رين لإلسالم ى في المظه ا بق وبهذا يظهر الجواب عن شبهات آثيرة تورد في هذا المقام، فإن آثيرا من المتأخرين موم ى ي ون إل وا وال يزال ا زال افقون م افقين، والمن م المن اق عندهم إال عدل أو فاسق، وأعرضوا عن حك ة، والنف القيام

. شعب آثيرة، وقد آان الصحابة يخافون النفاق على أنفسهم

افق ثالث ( : ففي الصحيحين عن النبي صلىاهللا عليه وسلم قال ة المن تمن : آي ف،وإذا ائ د أخل ذب، وإذا وع دث آ إذا ح ) وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم ( : ، وفي لفظ مسلم ) خان

ا خالصا، ( : وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلىاهللا عليه وسلم أنه قال ان منافق أربع من آن فيه آ

در، : ومن آانت فيه شعبة منهن آانت فيه شعبة من النفاق حتى يدعها د غ تمن خان، وإذا عاه إذا حدث آذب، وإذا ائ . ) وإذا خاصم فجر

ال ك فق ه عن ذل اه الل د { : وآان النبي صلىاهللا عليه وسلم أوال يصلي عليهم ويستغفر لهم، حتى نه ى أح ل عل وال تص

م إن { : ، وقال ] 84 : التوبة [ } منهم مات أبدا وال تقم على قبره تغفر له ن استغفر لهم أو ال تس رة فل بعين م م س تغفر له تسنهم / ، فلم يكن يصلى عليهم وال يستغفر لهم، ولكن دماؤهم وأموالهم معصومة ] 80 : التوبة [ } يغفر الله لهم ال يستحل م

ال ما يستحله من الكفار الذين ال يظهرون أنهم مؤمنون، بل يظهرون الكفر دون اإليمان، فإنه صلىاهللا لم ق : عليه وسأمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ال إله إال الله وأني رسول الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهـم إال (

ه ـلى الل ـم ع ـها، وحسابه ـد ) بحق ـن زي امة اب ال ألس ا ق ال ( : ، ولم ا ق د م ه بع ه : أقتلت ه إال الل ال ) ؟ ال إل ا إنم : ق ا قالهان إذا استؤذن ) إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس، وال أشق بطونهم ( : وقال ) ؟ هال شققت عن قلبه ( : قال . تعوذا وآ

. ) ذاك ( : قال . إنه منافق : فإذا قيل له ) ؟ أليس يصلي، أليس يتشهد ( : في قتل رجل يقول

لىاهللا عليه وسلم في دمائهم وأموالهم آحكمه في دماء غيرهم،ال يستحل منها شيئا إال بأمر ظاهر، مع فكان حكمه صل { : أنه آان يعلم نفاق آثير منهم، وفيهم من لم يكن يعلم نفاقه، قال تعالى وممن حولكم من األعراب منافقون ومن أه

يم المدينة مردوا ع ذاب عظ ى ع ردون إل م ي ة [ } لى النفاق ال تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ث ان ] 101 : التوب ، وآان عمر إذا ه، وآ ل علي م يص افق ل ه من م أن افق، ومن عل من مات منهم صلي عليه المسلمون الذين ال يعلمون أنه من

الى مات ه تع ال الل د ق انهم، وق ذين { : ميت لم يصل عليه حتى يصلى عليه حذيفة؛ ألن حذيفة آان قد علم أعي ا ال ا أيه يار مؤمنات ف آمنوا إذا جاءآم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن ى الكف } لا ترجعوهن إل

. } الله أعلم بإيمانهن { : فأمر بامتحانهن هنا وقال ] 10 : الممتحنة [ ه، / والله ـ تعالى ـ لما أمر في الكفارة بعتق رقبة مؤمنة،لم يكن على الناس أال يعتقوا إال من يعلموا أن اإليمان في قلب

قوا . اقتلوا إال من علمتم أن اإليمان في قلبه : لو قيل لهم فإن هذا آما وهم لم يؤمروا أن ينقبوا عن قلوب الناس وال يشهل هي : بطونهم، فإذا رأوا رجال يظهر اإليمان جاز لهم عتقه، وصاحب الجارية لما سأل النبي صلىاهللا عليه وسلم

ق إال من إنما أراد اإليمان الظاهر الذي يفرق ب ؟ مؤمنة ه أن يعت م يلزم ذر، ل ه ن ه بين المسلم والكافر، وآذلك من عليا ك مطلق م ذل ق يعل ه صلىاهللا . علم أن اإليمان في قلبه، فإنه ال يعلم ذلك مطلقا، بل وال أحد من الخل ذا رسول الل وه

ه ول ل راب { : عليه وسلم أعلم الخلق،والله يق ن األع ولكم م ن ح اق ال ومم ى النف ردوا عل ة م ل المدين ن أه افقون وم منفأولئك إنما آان النبي صلىاهللا عليه وسلم يحكم فيهم آحكمه في سائر المؤمنين، . } تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين

ا زم أن ينقب عن ولو حضرت جنازة أحدهم صلى عليها، ولم يكن منهي ه، وإال ل م نفاق ى من عل عن الصالة إال عل . قلوب الناس ويعلم سرائرهم، وهذا ال يقدر عليه بشر

ك، } منهم { ، } منهم { : ولهذا لما آشفهم الله بسورة براءة بقوله ل ذل اقهم قب م يكن يعرف نف صار يعرف نفاق ناس منهم لان بعضهم يظن فإن الله وصفهم بصفات علمها الناس اقهم، وإن آ تلزمة لنف ا مس منهم، وما آان الناس يجزمون بأنه

Page 70: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ذلك وبعضهم يعلمه، فلم يكن نفاقهم معلوما عند الجماعة، بخالف حالهم لما نزل القرآن؛ ولهذا لما نزلت سورة براءة ه زل الل ك، وأن ل ذل نهم قب ان يمك ا آ الى آتموا النفاق وما بقى يمكنهم من إظهاره أحيانا م افقون { : تع ه المن م ينت ئن ل لذوا والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إ وا أخ ا ثقف ونين أينم لا قليلا ملع

ديلا وقتلوا تقتيلا سن ه تب ل إذا ] 62 : 60 : األحزاب [ } ة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الل ا توعدوا بالقت ، فلمديق . أظهروا النفاق، آتموه ل . ولهذا تنازع الفقهاء في استتابة الزن تتاب : فقي ذي . يس افقين ال ك بالمن ال ذل ن واستدل من ق

زل : فيقال له . آان النبي صلىاهللا عليه وسلم يقبل عالنيتهم ويكل أمرهم إلى الله ذا أن د ه هذا آان في أول األمر، وبع . فعلموا أنهم إن أظهروه آما آانوا يظهرونه قتلوا، فكتموه } ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا { : الله ه : هو المنافق، وإنما يقتله من يقتله إذا ظهر منه أنه يكتم النفاق، قالوا : لزنديقوا ده أن ا عن وال تعلم توبته؛ ألن غاية م

رآن يلهم، والق ى تقت م يكن سبيل إل يظهر ما آان يظهر، وقد آان يظهر اإليمان وهو منافق، ولو قبلت توبة الزنادقة ل . قد توعدهم بالتقتيل

ود ام والمقص ه األحك ت ب ذي علق اهر ال ان الظ ة باإليم ك األم ن تل ر ع ا أخب لم إنم ه وس لىاهللا علي ي ص أن النب

ة ) أو مسلم ( : الظاهرة،وإال فقد ثبت عنه أن سعدا لما شهد لرجل أنه مؤمن قال ره األم ا تظه وآان يظهر من اإليمان مي ي اهرة الت ؤمنين الظ ام الم ين أحك رق ب ادة، فيجب أن يف رة وزي ي اآلخ م ف ين حكمه دنيا، وب ي ال اس ف ا الن م فيه حك

ة / بالثواب والعقاب؛ فالمؤمن المستحق للجنة البد أن ى الكرامي ة، حت ع أهل القبل اق جمي اطن باتف ا في الب يكون مؤمنوقد حكى . ن الباطنإنه ال ينفع في اآلخرة إال اإليما : اإليمان هو الكلمة، يقولون : الذين يسمون المنافق مؤمنا ويقولون

بعضهم عنهم أنهم يجعلون المنافقين من أهل الجنة، وهو غلط عليهم، إنما نازعوا في االسم ال في الحكم بسبب شبهة ارة ي تجزئ في الكف ة الت اء في الرقب ا اشترط الفقه ر م ذا أآث بعض وال يتفاضل؛ وله ان ال يت المرجئة؛ في أن اإليم

ل ؟ هل يجزئ الصغير : العمل الظاهر، فتنازعوا د، فقي ان عن أحم ا روايت ال يجزئ : على قولين معروفين للسلف، همم يشترط أحد أن دنيا، ول ام ال ه في أحك عتقه؛ ألن اإليمان قول وعمل، والصغير لم يؤمن بنفسه إنما إيمانه تبع ألبوي

ه يرث بل يجزئ عتقه؛ ألن العتق من األح : يعلم أنه مؤمن في الباطن، وقيل ا أن ه، فكم ع ألبوي ام الظاهرة وهو تب ك . منهما ويصلي عليه، وال يصلي إال على مؤمن، فإنه يعتق

وآذلك المنافقون الذين لم يظهروا نفاقهم، يصلى عليهم إذا ماتوا، ويدفنون في مقابر المسلمين من عهد النبي صلىاهللا

ان عليه وسلم، والمقبرة التي آانت للمسلمين في حياته وح ان وإن آ ياة خلفائه وأصحابه يدفن فيها آل من أظهر اإليمود ا تكون لليه ار اإلسالم، آم منافقا في الباطن، ولم يكن للمنافقين مقبرة يتميزون بها عن المسلمين في شيء من دي

ى م والنصارى مقبرة يتميزون بها، ومن دفن في مقابر المسلمين صلى عليه المسلمون، والصالة ال تجوز عل من عللم / نفاقه بنص القرآن، فعلم أن ذلك بناء على اإليمان الظاهر، والله يتولى السرائر، وقد آان النبي ه وس صلىاهللا علي

افر ه آ م أن م يعل ى أن آل من ل يال عل ك دل يصلي عليهم ويستغفر لهم حتى نهى عن ذلك، وعلل ذلك بالكفر، فكان ذل . له، وإن آانت فيه بدعة، وإن آان له ذنوببالباطن جازت الصالة عليه واالستغفار

ك م يكن ذل ا، ل را عنه ة أو فجور زج ى بعض المتظاهرين ببدع دين الصالة عل م وال ام، أو أهل العل رك اإلم وإذا تال ه ـ وهو الغ محرما للصالة عليه واالستغفار له، بل قال النبي صلىاهللا عليه وسلم فيمن آان يمتنع عن الصالة علي

ان في . ) صلوا على صاحبكم ( : اتل نفسه والمدين الذي ال وفاء له ـ وق وروى أنه آان يستغفر للرجل في الباطن وإن آ . الظاهر يدع ذلك زجرا عن مثل مذهبه، آما روى في حديث محلم بن جثامة

مان الم إال قس رون لإلس نة المظه اب والس ي الكت يس ف افق، ف : ول ؤمن أو من ار، م ن الن فل م درك األس ي ال افق ف المن

ه ـ أتي الكالم علي ذا ي ان، وه واآلخر مؤمن، ثم قد يكون ناقص اإليمان فال يتناوله االسم المطلق، وقد يكون تام اإليمه ال يجعل أحد بمجرد ا أن إن شاء الله ـ في مسألة اإلسالم واإليمان، وأسماء الفساق من أهل الملة، لكن المقصود هن

ا ذنب ي ان منافق اطن، إال إذا آ افرا في الب ا ـ آ اس إليه ا الن و دع دعها ـ ول ه وال ببدعة ابت ه . ذنب ان في قلب ا من آ فأمانوا من افر أصال، والخوارج آ يس بك ذا ل دع، فه ه من الب ا تأول اإليمان بالرسول وما جاء به وقد غلط في بعض م

ل أظهر الناس بدعة وقتاال لألمة وتكفيرا لها، ولم ره، ب ي طالب وال غي ن أب ي ب رهم ال عل يكن في الصحابة من يكف . فيهم بحكمهم في المسلمين الظالمين المعتدين آما ذآـرت اآلثار عنهم بذلك في غير هذا الموضع/حكموا

Page 71: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه وآذلك سائر الثنتين وسبعين فرقة، من آان منهم منافقا فهو آافر في الباطن، ومن لم يكن منافقا، بل آان م ا بالل ؤمنورسوله في الباطن، لم يكن آافرا في الباطن، وإن أخطأ في التأويل آائنا ما آان خطؤه؛ وقد يكون في بعضهم شعبة

ار درك األسفل من الن ال . من شعب النفاق وال يكون فيه النفاق الذي يكون صاحبه في ال ين وسبعين : ومن ق إن الثنترا ين ر آف نهم يكف ة آل واحد م يهم فرق ه عل اع الصحابة ـ رضوان الل اب والسنة وإجم د خالف الكت ل عن الملة،فق ق

ا ة، وإنم ين وسبعين فرق ر آل واحد من الثنت يهم من آف يس ف أجمعين ـ بل وإجماع األئمة األربعة وغير األربعة، فل . يكفر بعضهم بعضا ببعض المقاالت، آما قد بسط الكالم عليهم في غير هذا الموضع

ه من الصالة وإنم ا أمر ب يئا مم ع أن يكون الرجل ال يفعل ش ع، فيمتن ا قال األئمة بكفر هذا؛ ألن هذا فرض ما ال يق

اح ة، ونك ر القبل ى غي ال وضوء وإل ل الصالة ب ات، مث ن المحرم ه م در علي ا يق ل م اة والصيام والحج، ويفع والزآك إال ل ي األمهات، وهو مع ذلك مؤمن في الباطن، بل ال يفعل ذل ان أصحاب أب ذا آ ه؛ وله ذي في قلب ان ال دم اإليم ع

زاع واع مع الن ذه األن بعض ه دا ب ه مرت حنيفة يكفرون أنواعا ممن يقول آذا وآذا؛ لما فيه من االستخفاف، ويجعلوني العمل ور ف ين الجمه ين أصحابه وب ذي ب ان : اللفظي ال ي اسم اإليم أخرو ؟ أم ال/ هل هو داخل ف ذا فرض مت وله

ا مع : هاء مسألة يمتنع وقوعها وهيالفق تتيب ثالث ع، واس ا وامتن دعى إليه را بوجوب الصالة ف ان مق أن الرجل إذا آ . على قولين ؟ تهديده بالقتل فلم يصل حتى قتل، هل يموت آافرا أو فاسقا

ه، ه فرضها علي د أن الل ون الرجل يعتق ي الفطرة أن يك ع ف ه يمتن ذا الفرض باطل، فإن ا وه ى ترآه ه عل ه يعاقب وأن

ل وال يضرب أحد ممن ط، ب ه بشر ق ذا ال يفعل ك، ه ويصبر على القتل، وال يسجد لله سجدة من غير عذر له في ذلك بب ذل ل، وس ى القت ه إل ر ب ي األم ر بوجوب الصالة إال صلى، ال ينته ه : يق يم ال يصبر علي ل ضرر عظ أن القت

ا أو اإلنسان إال ألمر عظيم، مثل لزومه لدين دين حق ان ال ل، وسواء آ ى يقت ه حت يعتقد أنه إن فارقه هلك فيصبر علي . باطال، أما مع اعتقاده أن الفعل يجب عليه باطنا وظاهرا، فال يكون فعل الصالة أصعب عليه من احتمال القتل قط

ـته ترض عن أبي بكر وعمر : إن رجـال من أهل السنة قيل له : ونظير هذا لو قيل ل مع محب ى قت ك حت فامتنع عن ذل

إن رجال يشهد : وآذلك لو قيل . لهما واعتقاده فضلهما، ومع عدم األعذار المانعة من الترضي عنهما، فهذا ال يقع قطى ا حت امتنع منه ا، ف أن محمدا رسول الله باطنا وظاهرا وقد طلب منه ذلك، وليس هناك رهبة وال رغبة يمتنع ألجله

اة قتل، ف ذي ال نج ان ال ول الظاهر من اإليم ان الق هذا يمتنع أن يكون في الباطن يشهد أن محمدا رسول الله؛ ولهذا آذور ه مع در أن ه إذا ق للعبد إال به عند عامة السلف والخلف من األولين واآلخرين إال الجهمية ـ جهما ومن وافقه ـ فإن

وم إن ا من ق ه خائف ه، أظهر /لكونه أخرس، أو لكون ان في قلب تكلم مع إيم ذا يمكن أال ي ك، فه اإلسالم آذوه ونحو ذليهم { : آالمكره على آلمة الكفر، قال الله تعالى درا فعل الكفر ص رح ب ن ش ـكن م ان ول ئن باإليم إال من أآره وقلبه مطم

ه جعل آل ] 106 : النحل [ } ظيمغضب من الله ولهم عذاب ع ه، فإن وهذه اآلية مما يدل على فساد قول جهم ومن اتبع . من تكلم بالكفر من أهل وعيد الكفار، إال من أآره وقلبه مطمئن باإليمان

ل } ولـكن من شرح بالكفر صدرا { : فقد قال تعالى : فإن قيل ذا موافق أل : قي د وه راه فق ر إآ ر من غي ه من آف ا فإن وله

ك يكون بال ر هو الشارح صدره، وذل راد بمن آف ان الم و آ ا، ول ة آخره اقض أول اآلي شرح بالكفر صدرا، وإال نإآراه، لم يستثن المكره فقط، بل آان يجب أن يستثنى المكره وغير المكره إذا لم يشرح صدره، وإذا تكلم بكلمة الكفر

يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما { : ا صدرا وهي آفر، وقد دل على ذلك قوله تعالىطوعا فقد شرح بها ن ا آن ولن إنم ألتهم ليق ئن س ذرون ول ا تح رج م ه مخ تهزؤوا إن الل ل اس وبهم ق و في قل ه خ ه وآيات ل أبالل ب ق ض ونلعرمين ورسوله آنتم تستهزؤون ال تعتذروا قد آفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طآئفة منكم ن } عذب طآئفة بأنهم آانوا مج

ا نخوض : أنهم آفروا بعد إيمانهم مع قولهم فقد أخبر . ] 66 : 64 : التوبة [ ل آن ه، ب اد ل ر اعتق الكفر من غي ا ب إنا تكلمنان في ان اإليم و آ ذا الكالم، ول ذا إال ممن شرح صدره به ونلعب، وبين أن االستهزاء بآيات الله آفر، وال يكون ه

تلزم / . قلبه منعه أن يتكلم بهذا الكالم ان القلب يس الى والقرآن يبين أن إيم ه تع به، آقول ون { : العمل الظاهر بحس ويقوليحكم آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤم وله ل ه ورس نين وإذا دعوا إلى الل

ى { : إلي قوله } يق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنينبينهم إذا فر وا إل ؤمنين إذا دع إنما آان قول المم ا ك ه ا وأولئ ون الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعن ور [ } لمفلح ولى ] 51 : 47 : الن ان عمن ت فنفى اإليم

ذا من ين أن ه نهم سمعوا وأطاعوا، فب يحكم بي ه ورسوله ل ى الل ؤمنين إذا دعوا إل عن طاعة الرسول، وأخبر أن الم . لوازم اإليمان

Page 72: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

رسولهفإذا آان اإليمان المطلق يتناول جميع ما أمر الله به و فإن قيل: فصــل

زم : فإن قيل ان فيل ك بطل اإليم ى ذهب بعض ذل ه ورسوله، فمت ه ب فإذا آان اإليمان المطلق يتناول جميع ما أمر اللة، وآال ه المعتزل ا تقول ة آم ان بالكلي لبهم اسم اإليم ار وس دهم في الن تكفير أهل الذنوب آما تقوله الخوارج، أو تخلي

ا هذين القولين شر من قول المرجئة، فإن ر، وأم ة بخي د األم ذآورين عن اد الم المرجئة منهم جماعة من العلماء والعب . الخوارج والمعتزلة فأهل السنة والجماعة من جميع الطوائف مطبقون على ذمهم

ينبغي أن يعرف أن القول الذي لم يوافق الخوارج والمعتزلة عليه أحد من أهل السنة هو القول بتخليد أهل : أوال : قيل

الكبائر في النار، فإن هذا القول من البدع المشهورة، وقد اتفق الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وسائر أئمة المسلمين لم ه وس ا صلىاهللا علي ى أن نبين على أنه ال يخلد في النار أحد ممن في قلبه مثقال ذرة من إيمان، واتفقوا ـ أيضا ـ عل

فاعة في ه بالش ه ل أذن الل يمن ي فع ف ال يش ه ق ه أن ي الصحيحين عن ه، فف ن أمت ائر م ل الكب ن أه وة ( : ه م ي دع ل نب لكة وم القيام ي ي فاعة ألمت ذآورة في مواضعها ) مستجابة،وإني اختبأت دعوتي ش ذه األحاديث م ل بعض . ، وه د نق وق

ى الصحابة، فإنه لم يقل أن القاتل ال توبة له، وهذا غلط عل : روى ابن عباس/ الناس عن الصحابة في ذلك خالفا، آمااس في : إن النبي صلىاهللا عليه وسلم ال يشفع ألهل الكبائر وال قال : أحد منهم ن عب ار، ولكن اب دون في الن م يخل إنه

زاع في : إحدى الروايتين عنه قال إن القاتل ال توبة له، وعن أحمد بن حنبل في قبول توبة القاتل روايتان أيضا، والن . لنزاع في التخليد، وذلك أن القتل يتعلق به حق آدمي؛ فلهذا حصل فيه النزاعالتوبة غير ا

وع : وأما قول القائل ذا ممن ه، فه دع في . إن اإليمان إذا ذهب بعضه ذهب آل ه الب ذي تفرعت عن ذا هو األصل ال وه

هو مجموع ما أمر : والمعتزلةاإليمان، فإنهم ظنوا أنه متى ذهب بعضه ذهب آله لم يبق منه شيء ثم قالت الخوارج ان : الله به ورسوله، وهواإليمان المطلق آما قاله أهل الحديث؛ قالوا فإذا ذهب شيء منه لم يبق مع صاحبه من اإليم

ار ي الن د ف رقهم . شيء فيخل تالف ف ى اخ ة عل ت المرجئ ن : وقال يئا م اهرة ش ات الظ رك الواجب ائر وت ذهب الكب ال تاجر اإليمان؛ إذ لو ر والف ه الب دا يستوى في يئا واح ه شيء فيكون ش ق من م يب ه ل ونصوص الرسول . ذهب شيء من

. ) يخرج من النار من آان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ( : وأصحابه تـدل على ذهـاب بعضه وبقاء بعضه، آقوله

: يزيد، وال يقول : زيد وينقص، ومنهم من يقولي : ولهذا آان أهل السنة والحديث على أنه يتفاضل،وجمهورهم يقولونول نهم من يق روايتين، وم د : ينقص، آما روي عن مالك في إحدى ال ارك، وق ن المب ه ب د الل ثبت لفظ / يتفاضل، آعب

رة مشهورة، اس من وجوه آثي روى الن الزيادة والنقصان منه عن الصحابة، ولم يعرف فيه مخالف من الصحابة، فه عن حماد بن ه صلىاهللا علي سلمة، عن أبي جعفر، عن جده عمير بن حبيب الخطمي ـ وهو من أصحاب رسول اللال لم ـ ق ه : وس ل ل نقص، قي د وي ان يزي ا نقصانه : اإليم ه وم ا زيادت ال ؟ وم ك : ق بحناه فتل دناه وس ه وحم ا الل إذا ذآرن

د عن زيادته، وإذا غفلنا ونسينا فتلك نقصانه، وروى إسماع يل بن عياش عن جرير بن عثمان، عن الحارث بن محم . اإليمان يزيد وينقص : أبي الدرداء قال

: سمعت أشياخنا ـ أو بعض أشياخنا ـ أن أبا الدرداء قال : حدثنا يزيد، حدثنا جرير بن عثمان قال : وقال أحمد بن حنبل

ه الرجل ؟ نه، ومن فقه العبد أن يعلم أيزداد اإليمان أم ينقصإن من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص م وأن من فقه : أن يعلم ى تأتي ة . نزغات الشيطان أن ن ربيع ه ب د الل رو، عن عب ن عم اش، عن صفوان ب ن عي وروى إسماعيل ب

. اإليمان يزيد وينقص : الحضرمي، عن أبي هريرة قال

ال حدثنا يز : وقال أحمد بن حنبل د، عن ذر ق ن الخطاب : يد بن هارون، حدثنا محمد بن طلحة، عن زبي ان عمر ب آول ألصحابه د في : يق و عبي ال أب ه ـ عز وجل ـ وق ذآرون الل ا، في زدد إيمان وا ن ى ] الغريب [ هلم إن : في حديث عل

ن اإليمان يبدو لمظة في القلب، آلما ازداد اإليمان ازدادت اللم د اهللا عن عمرو اب ن عب ان ب ك عن عثم ة،يروي ذل ظ . مثل النكتة أو نحوها : اللمظة : هند الجملي عن علي قال األصمعي

ال : وقال أحمد بن حنبل/ يم ق ن عك ه ب ول في : حدثنا وآيع، عن شريك،عن هالل، عن عبد الل ن مسعود يق سمعت اب

اذ : وروي سفيان الثوري، عن جامع بن شداد، عن األسود بن هالل قال . ويقينا وفقهااللهم زدنا إيمانا : دعائه ان مع آالى : بن جبل يقول لرجل ان . اجلس بنا نؤمن نذآر الله ـ تع و اليم د، أن : وروى أب ن عبي ريح اب دثنا صفوان عن ش ح

Page 73: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ادة : عبد الله بن رواحة آان يأخذ بيد الرجل من أصحابه فيقول ذه الزي نحن في مجلس ذآر وه قم بنا نؤمن ساعة، ف . أثبتها الصحابة بعد موت النبي صلىاهللا عليه وسلم ونزول القرآن آله

اإلنصاف من نفسه، واإلنفاق من اإلقتار، و : ثالث من آن فيه فقد استكمل اإليمان : وصح عن عمار بن ياسر أنه قالره البخار ا . ي في صحيحه بذل السالم للعالم، ذآ ن عمر وغيرهم ه واب د الل ن عب دب ب ال جن م : وق ان، ث ا اإليم تعلمن

ابعين في آتب . تعلمنا القرآن فازددنا إيمانا واآلثار في هذا آثيرة، رواها المصنفون في هذا الباب عن الصحابة والت . آثيرة معروفة

ال اإليمان يبدو في القلب ضعيفا : قال مالك بن دينار ة واألعم العلوم النافع قاه ب ده فس ضئيال آالبقلة، فإن صاحبه تعاه

رة وظل روع، وثم ه أصل وف زداد، ويصير ل و أو ي ه، أوشك أن ينم الصالحة، وأماط عنه الدغل وما يضعفه ويوهنز فنتفته اءه عن ده ج م يتعاه ا، إلى ما ال يتناهى حتى يصير أمثال الجبال، وإن صاحبه أهمله ول ذهب به ا، أو صبي ف

. وأآثر عليها الدغل فأضعفها أو أهلكها أو أيبسها، آذلك اإليمان ذنوب : وقال خيثمة بن عبد الرحمن/ اإليمان يسمن في الخصب، ويهزل في الجدب، فخصبه العمل الصالح، وجدبه ال

ن : والمعاصي، وقيل لبعض السلف ان وي زداد اإليم ال ي ى : قص، ق نقص حت ال، وي ال الجب ى يصير أمث زداد حت م ي نع . يصير أمثال الهباء

ما أجلده، ما أظرفه، ما أعقله، وما في قلبه مثقال حبة من خردل من : حتى يقال للرجل ( : وفي حديث حذيفة الصحيح

ير عود ( ، وفي حديثه اآلخر الصحيح ) إيمان ه تعرض الفتن على القلوب آالحص ت في ربها، نكت أي قلب أش ا عودا، فين ى قلب ا : نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير عل ة م ل الصفا فال تضره فتن أبيض مث

ا : دامت السموات واألرض، واآلخر أسود را إال م ا وال ينكر منك ا، ال يعرف معروف الكوز مجخي ادا، آ أشرب مربان . ) هواه ادة اإليم ى زي ة عل ه من أعظم األدل ة، فإن ر حساب آفاي ة بغي دخلون الجن ذين ي ا ال وفي حديث السبعين ألف

ه في ى الل وآلهم عل انهم، وت وة إيم ى ق دل عل ي ت ك الخصال الت ه في تل ان وزيادت وة اإليم ونقصانه؛ ألنه وصفهم بق . أمورهم آلها

ه سأل وروى أبو نعيم من طري ه أن ق الليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله اليزني، عن أبي رافع أنه سمع رجال حدث

ان ( : رسول الله صلىاهللا عليه وسلم عن اإليمان فقال ال ) ؟ أتحب أن أخبرك بصريح اإليم م : ق ال . نع إذا أسأت أو ( : قن ال دا م ك أو أح دك أو أمت دا، عب ك،ظلمت أح اءك ذل ت وس اس، حزن رك /ن رت وس نت استبش وإذا تصدقت أو أحس

ان في القلب ونقصانه ) ذلك ادة اإليم ، ورواه بعضهم عن يزيد، عمن سمع النبي صلىاهللا عليه وسلم أنه سأله عن زيد : وقال البزار . فذآر نحوه ا عب ل، ثن ن المتوآ انئ ب ليمان، عن حدثنا محمد بن أبي الحسن البصري،ثنا ه ن س ه ب الل

ان ( : إسحاق، عن أنس مرفوعا واب واستكمل اإليم اس، وورع : ثالث من آن فيه استوجب الث ه في الن ق يعيش ب خل . ) يحجزه عن معصية الله، وحلم يرد به جهل الجاهل

ادة ) لدنياجمود العين، وقساوة القلب، وطول األمل، والحرص على ا : أربع من الشقاء ( و فالخصال األولى تدل على زي

. اإليمان وقوته، واألربعة األخر تدل على ضعفه ونقصانه

اال : وقال أبو يعلي الموصلي ن سعيد ق اال : ثنا عبد الله القواريري، ويحيى ب ن سعيد ق ى ب ع، ويحي ن زري د ب ا يزي : ثند سماه، ونسى : في حديثه في مسجد البصرة حدثنا عوف، حدثني عقبة بن عبد الله المزني قال يزيد حدثني رجل ـ ق

ال ائه : عوف اسمه ـ ق بعض جلس ال ل ن الخطاب، فق ه عمر ب ة في مسجد في ه : آنت بالمدين آيف سمعتم رسول الل ) ا، ثم سديسا؛ ثم بازالاإلسالم بدأ جذعا، ثم ثنيا؛ ثم رباعي ( : سمعته يقول : فقال ؟ صلىاهللا عليه وسلم يقول في اإلسالم

ره ] مسند [ وفي ] مسند عمر [ فما بعد البزول إال النقصان، آذا ذآره أبو يعلى في : فقال عمر بهم ذآ ذا الصحابي الم ه . أولى

. من أحسن في ليله آوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره آوفئ في ليلة : قال أبو سليمان

ت { : ق بها القرآن في عدة آيات، آقوله تعالىوالزيادة قد نط/ وبهم وإذا تلي ت قل ه وجل ر الل ذين إذا ذآ ون ال ا المؤمن إنم

د وقت تليت ليس هو ت : ، وهذه زيادة، إذا تليت عليهم اآليات أي ] 2 : األنفال [ } عليهم آياته زادتهم إيمانا ا عن صديقهم به

Page 74: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

م ا ل ان م م اإليم النزول، وهذا أمر يجده المؤمن إذا تليت عليه اآليات، زاد في قلبه بفهم القرآن ومعرفة معانيه من علزاد ن، ف م يك ا ل ة من الشر م ر والرهب يكن، حتى آأنه لم يسمع اآلية إال حينئذ، ويحصل في قلبه من الرغبة في الخي

وهم { : وهذه زيادة اإليمان، وقال تعالىعلمه بالله ومحبته لطاعته، م فاخش الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكران [ } فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوآيل م تكن عن ] 173 : آل عم دو ل د تخويفهم بالع ادة عن ذه الزي ة ، فه د آي

افون الخالق وحده، ل يخ وق، ب افوا المخل أال يخ دا ب اد وتوحي ى الجه ا عل ه، وثبات نزلت فازدادوا يقينا وتوآال على اللالى ال تع وا ف { : وق ذين آمن ا ال ا فأم ـذه إيمان ه ه م زادت ول أيك ن يق نهم م ورة فم ت س ا أنزل م وإذا م ا وه زادتهم إيمان

. ] 124،125 : التوبة [ } يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم

را بال إن آانت أم ا بحسب مقتضاها، ف م إيمان ل زادته ا، ب ه أنزله أن الل اد أو وهذه الزيادة ليست مجرد التصديق ب جهال ذا ق وا؛ وله ه فكره وا عن ا عن شيء انته رون { : غيره ازدادوا رغبة، وإن آانت نهي م يستبش ر } وه واالستبشار غي

الى ال تع ديق، وق رد التص ر { : مج ن ينك زاب م ن األح ك وم زل إلي ا أن ون بم اب يفرح اهم الكت ذين آتين ه وال } بعض، وقال ] 5 : يونس [ } قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا { : ، والفرح بذلك من زيادة اإليمان، قال تعالى ] 36 : الرعد [

ه { : تعالى ر الل روم [ } ويومئذ يفرح المؤمنون بنص ا ] 5، 4 : ال الى ، وق ا { : ل تع ة وم ا ملائك ار إل حاب الن ا أص ا جعلن وملذي هو ا { : ، وقال ] 31 : المدثر [ } آمنوا إيماناجعلنا عدتهم إلا فتنة للذين آفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين

انهم ع إيم ا م زدادوا إيمان تح [ } أنزل السكينة في قلوب المؤمنين لي ه ] 4 : الف ي صلىاهللا علي ا رجع النب ذه نزلت لم ، وه . وسلم وأصحابه من الحديبية، فجعل السكينة موجبة لزيادة اإليمان

ى { : قلب وتصديقه؛ ولهذا قال يوم حنينوالسكينة طمأنينة في القلب غير علم ال وله وعل ى رس كينته عل ه س زل الل م أن ث

احبه ال { : ، وقال تعالى ] 26 : التوبة [ } المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها ول لص ار إذ يق ي الغ ا ف زن ثاني اثنين إذ هم تحا ة [ } إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروه وم ] 40 : التوب رآن وال ي ين ق وم حن زل ي د ن م يكن ق ، ول

وبهم، مرجعهم من ا زدادوا الغار، وإنما أنزل سكينته وطمأنينته من خوف العدو، فلما أنزل السكينة في قل ة، لي لحديبيد ين ق ه، واليق ه وسكونه ويقين ل طمأنينت إيمانا مع إيمانهم، دل على أن اإليمان المزيد حال للقلب وصفة له، وعمل مثب؛ ة القل ا في طمأنين م، وريب ا في العل ين يكون ريب افي لليق العلم، والريب المن يكون بالعمل والطمأنينة، آما يكون ب

ه ( : لمأثورولهذا جاء في الدعاء ا ا ب ا تبلغن اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك مدنيا ا مصائب ال ا ـ . ) جنتك، ومن اليقين ما تهون به علين د والترمذي وغيرهم ذي رواه أحم وفي حديث الصديق ـ ال

يئا ( : عن النبي صلىاهللا عليه وسلم أنه قال ين ش د اليق ا أعطى أحد بع ة، /سلوا الله العافية واليقين، فم را من العافي خيام ) فسلوهما الله تعالى ذا من تم ليمه، وه ه وتس درها سكينة القلب وطمأنينت ،فاليقين عند المصائب بعد العلم بأن الله ق

الى ال تع ا ق ره، آم ره وش در خي ان بالق اب { : اإليم ا أص ه م د قلب ه يه ؤمن بالل ن ي ه وم إذن الل ا ب يبة إل ن مص } مابن [ ة ] 11 : التغ ال علقم ن مسعود : ، ق روي عن اب ه فيرضي : وي د الل ا من عن يعلم أنه و الرجل تصيبه المصيبة ف ه

الى ه تع لم، وقول ه { : ويس د قلب ادة } يه و زي ه ه داه لقلب الى ه ال تع ا ق ه، آم ي إيمان دى { : ف م ه دوا زاده ذين اهت } والدى { : ، وقال ] 17 : محمد [ اهم ه ربهم وزدن وا ب ة آمن ان [ ولفظ . ] 13 : الكهف [ } إنهم فتي رآن ] اإليم ذآر في الق ا ي ر م أآث

ه مقيدا، فال يكون ذلك اللفظ متنا ذ يتناول ه، وحينئ ا أمر ب ام م ه وتم ا للوازم وال لجميع ما أمر الله به، بل يجعل موجبوا له { : االسم المطلق قال تعالى نكم وأنفق وا م ذين آمن ه فال تخلفين في م مس ا جعلك وا مم وله وأنفق ر آمنوا بالله ورس م أج

تم آبير و اقكم إن آن ى ما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوآم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميث زل عل ذي ين و ال ؤمنين ه موا { : ، وقال تعالى في آخر السورة ] 9 : 7 : الحديد [ } عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور ذين آمن ا ال ا أيه ي

ه ويغف ون ب ورا تمش م ن ل لك ه ويجع ن رحمت ين م ؤتكم آفل وله ي وا برس ه وآمن وا الل يم اتق ور رح ه غف م والل } ر لك . ] 28 : الحديد [

ة : وقد قال بعض المفسرين في اآلية األولى ريش، وفي الثاني ا خطاب لق يس : إنه ود والنصارى، ول ا خطاب لليه إنه

يء لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقد { : ثم قال بعد ذلك } يا أيها الذين آمنوا { : آذلك؛ فإن الله لم يقل ـ قط ـ للكفار ى ش رون عله ل الل ن فض د [ } م ال ] 29 : الحدي د ق ة، وق ا المشرآين بمك م يخاطب به اق، ل ة باتف ذه السورة مدني ا { : ، وه م ل ا لك وم

ة } مؤمنينتؤمنون بالله والرسول يدعوآم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن آنتم وهذا ال يخاطب به آافر، وآفار مكي صلىاهللا ايع النب ان يب اجرا، آ لم يكن أخذ ميثاقهم، وإنما أخذ ميثاق المؤمنين ببيعتهم له؛ فإن آل من آان مسلما مه

ا يجب م أداء م ه ب ان وتكميل ق اإليم ى تحقي ا دعاهم إل ة، وإنم ا عليه وسلم آما بايعه األنصار ليلة العقب ه باطن ن تمامه ا جاء ب رار بم ؤمنين لإلق د هدى الم ان ق تقيم في آل صالة، وإن آ وظاهرا،آما نسأل الله أن يهدينا الصراط المس

Page 75: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ة ذه الهداي م تحصل،وجميع ه ورهم ل ع أم الرسول جملة، لكن الهداية المفصلة في جميع ما يقولونه ويفعلونه في جمي . وبذلك يخرجهم الله من الظلمات إلى النور . ر بهالخاصة المفصلة هي من اإليمان المأمو

زيادة اإليمان تعرف من وجوه : فصــل

: وزيادة اإليمان الذي أمر الله به، والذي يكون من عباده المؤمنين، يعرف من وجوه

ان بالل : أحدها ق اإليم ى آل اإلجمال والتفصيل فيما أمروا به، فإنه وإن وجب على جميع الخل ه ورسوله، ووجب عله، وال يجب رآن آل زول الق د ن ا وجب بع أمة التزام ما يأمر به رسولهم مجمال، فمعلوم أنه ال يجب في أول األمر مرآن والسنن ره، فمن عرف الق ه غي ى من بلغ ا يجب عل ه الرسول، م على آل عبد من اإليمان المفصل مما أخبر ب

م مات ومعانيها، لزمه من اإليمان المفصل ا وظاهرا، ث ه وبالرسول باطن بذلك ما ال يلزم غيره، ولو آمن الرجل باللان ل إيم ه مث قبل أن يعرف شرائع الدين، مات مؤمنا بما وجب عليه من اإليمان، وليس ما وجب عليه وال ما وقع عن

عليه من اإليمان أآمل، وما من عرف الشرائع فآمن بها وعمل بها، بل إيمان هذا أآمل وجوبا ووقوعا، فإن ما وجب . وقع منه أآمل

ة : أي ] 3 : المائدة [ } اليوم أآملت لكم دينكم { : وقوله تعالى في التشريع باألمر والنهي، ليس المراد أن آل واحد من األم

ي ص ه وصف وجب عليه ما يجب على سائر األمة، وأنه فعل ذلك، بل في الصحيحين عن النب لم، أن ه وس لىاهللا عليا / النساء ا أنه بأنهن ناقصات عقل ودين، وجعل نقصان عقلها، أن شهادة امرأتين، شهادة رجل واحد، ونقصان دينه

إذا حاضت ال تصوم وال تصلي، وهذا النقصان ليس هو نقص مما أمرت به، فال تعاقب على هذا النقصان، لكن من . ينه آامال بالنسبة إلى هذه الناقصة الدينأمر بالصالة والصوم ففعله، آان د

اإلجمال والتفصيل فيما وقع منهم، فمن آمن بما جاء به الرسول مطلقا فلم يكذبه قط، لكن أعرض عن : الوجه الثاني

لب معرفة أمره، ونهيه، وخبره، وطلب العلم الواجب عليه؛ فلم يعلم الواجب عليه، ولم يعمله، بل اتبع هواه، وآخر طه وإن اشترآوا في الوجوب، لكن من طلب علم ما أمر به فعمل به، وآخر طلب علمه، فعلمه، وآمن به ولم يعمل به، ذلك آل علم التفصيل وعمل به فإيمانه أآمل به، فهؤالء ممن عرف ما يجب عليه والتزمه، وأقر به، لكنه لم يعمل ب

م يطلب وهذا المقر بما جاء به الرسول، المعترف بذنبه الخائ ا ممن ل ل، أآمل إيمان ف من عقوبة ربه على ترك العمه الرسول ا جاء ب معرفة ما أمر به الرسول وال عمل بذلك، وال هو خائف أن يعاقب، بل هو في غفلة عن تفصيل م

. صلىاهللا عليه وسلم، مع أنه مقر بنبوته باطنا وظاهرا

ه فكلما علم القلب ما أخبر به الرسول فصدقه، وما م يحصل ل ى من ل ه عل ادة في إيمان ك زي ان ذل أمر به فالتزمه، آ . ذلك، وإن آان معه التزام عام وإقرار عام

م ه أآمل ممن ل ان إيمان ا، آ ا / وآذلك من عرف أسماء الله ومعانيها فآمن به ا إيمان ل آمن به ك األسماء، ب يعرف تل

. أسماء الله وصفاته وآياته، آان إيمانه به أآملمجمال، أو عرف بعضها، وآلما ازداد اإلنسان معرفة ب

وهذا أمر يشهده آل . أن العلم والتصديق نفسه، يكون بعضه أقوى من بعض، وأثبت وأبعد عن الشك والريب : الثالثا فبعضهم تكون اس للهالل، وإن اشترآوا فيه ة الن ل رؤي ا أن الحس الظاهر بالشيء الواحد، مث أحد من نفسه، آم

ذلك ام، فك وع الواحد من الطع رؤيته أتم من بعض، وآذلك سماع الصوت الواحد، وشم الرائحة الواحدة، وذوق النددة ك من وجوه متع رب . معرفة القلب وتصديقه يتفاضل أعظم من ذل اني أسماء ال ا من مع ؤمن به ي ي اني الت والمع . ة غيرهاوآالمه، يتفاضل الناس في معرفتها، أعظم من تفاضلهم في معرف

ه صاحبه : الرابع ذي يعمل ب العلم ال ه ف تلزم عمل ذي ال يس ب، أآمل من التصديق ال تلزم لعمل القل أن التصديق المس

أآمل من العلم الذي ال يعمل به، وإذا آان شخصان يعلمان أن الله حق، ورسوله حق، والجنة حق، والنار حق، وهذا م األول علمه أوجب له محبة الله، وخشيته، وا ك، فعل م يوجب ذل ه ل ار واآلخر علم لرغبة في الجنة، والهرب من الن

م ه، والعل تلزم طلب المحبوب يس العلم ب م، ف ذه األمور نشأت عن العل وة السبب، وه أآمل؛ فإن قوة المسبب دل على قي صلىا ال النب ذا ق زوم؛ وله لم بالمخوف يستلزم الهرب منه، فإذا لم يحصل الالزم دل على ضعف المل ه وس : هللا علي

Page 76: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ربه أن قومه عبدوا العجل، لم يلق األلواح، فلما رآهم قد عبدوه ألقاها؛ /فإن موسى لما أخبره ) ليس المخبر آالمعاين ( ا ه في نفسه، آم ر ب وليس ذلك لشك موسى في خبر الله، لكن المخبر وإن جزم بصدق المخبر، فقد ال يتصور المخب

ل يك ه، ب ة يتصوره إذا عاين د المعاين ه عن وم أن ه، ومعل ان مصدقا ب ه، وإن آ ر ب ه مشغوال عن تصور المخب ون قلب . يحصل له من تصور المخبر به ما لم يكن عند الخبر، فهذا التصديق أآمل من ذلك التصديق

آلها من اإليمان، أن أعمال القلوب، مثل محبة الله ورسوله، وخشية الله ـ تعالى ـ ورجائه، ونحو ذلك، هي : الخامس

. آما دل على ذلك الكتاب والسنة واتفاق السلف، وهذه يتفاضل الناس فيها تفاضال عظيما

. أن األعمال الظاهرة مع الباطنة هي ـ أيضا ـ من اإليمان، والناس يتفاضلون فيها : السادس

ل ذآر اإلنسان بقلبه ما أمره الله به واستحضاره لذلك، ب : السابع ه وغف ه، أآمل ممن صدق ب حيث ال يكون غافال عنن حبيب ـ ال عمر ب ذا ق ين؛ وله م واليق عنه، فإن الغفلة تضاد آمال العلم والتصديق والذآر، واالستحضار يكمل العل

وآان . لكإذا ذآرنا الله وحمدناه وسبحناه فتلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فتلك نقصانه وهو آذ : من الصحابةـالى : معاذ بن جبل يقول ألصحابه ال تع ؤمن، ق واه { : اجلسوا بنا ساعة ن ع ه ا واتب ن ذآرن ه ع ا قلب ن أغفلن ع م ا تط } ول

ف [ الى ] 28 : الكه ال تع ؤمنين { : ، وق ع الم ذآرى تنف إن ال ر ف ذاريات [ } وذآ الى ] 55 : ال ال تع ى { : ،وق ن يخش يذآر م سه، ] 11، 10 : األعلى [ } ويتجنبها الأشقى ك، وعمل ب ل ذل ه قب ا عرف ة شيء / ثم آلما تذآر اإلنسان م ه معرف حصل ل

ا في األث ك، آم ل ذل ه قب ل ( : رآخر لم يكن عرفه قبل ذلك وعرف من معاني أسماء الله وآياته ما لم يكن عرف من عم . وهذا أمر يجده في نفسه آل مؤمن . ) بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم

لم ه وس ل الحي والميت ( : وفي الصحيح عن النبي صلىاهللا علي ه، مث ذآر رب ذي ال ي ه وال ذآر رب ذي ي ل ال ال ) مث ، ق

الى يهم آيات { : تع ت عل اوإذا تلي م إيمان ال [ } ه زادته وه، ] 2 : األنف ك علم ل ذل وا قب م يكون ا ل م م دهم عل ا تزي ك أنه ، وذلوتزيدهم عمال بذلك العلم، وتزيدهم تذآرا لما آانوا نسوه، وعمال بتلك التذآرة،وآذلك ما يشاهده العباد من اآليات في

م : أي } ياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحقسنريهم آ { : اآلفاق، وفي أنفسهم قال تعالى أن القرآن حق، ثه ] 53 : فصلت [ } أولم يكف بربك أنه على آل شيء شهيد { : قال تعالى آمن ب ه، ف ر ب ، فإن الله شهيد في القرآن بما أخب

ات، الم ذه اآلي م ه ؤمن ثم أراهم في اآلفاق وفي أنفسهم من اآليات، ما يدل على مثل ما أخبر به في القرآن، فبينت له . أن القرآن حق مع ما آان قد حصل لهم قبل ذلك

ا ل { : وقال تعالى ا وم ا وزيناه ف بنيناه وقهم آي ا أفلم ينظروا إلى السماء ف ا فيه ددناها وألقين أرض م روج وال ن ف ا م ه

د منيب ل عب ا ] 8 : 6 : ق [ } رواسي وأنبتنا فيها من آل زوج بهيج تبصرة وذآرى لك وة، فيه ة والمتل ات المخلوق ، فاآليذآرة من الغفلة، فيبصر من لم يكن عرف حتى يعرف، ويذآر من عرف تبصرة من العمى، وت : تبصرة، وفيها تذآرة

ه م يكن خطر ل ا ل ونسى، واإلنسان يقرأ السورة مرات، حتى سورة الفاتحة، ويظهر له في أثناء الحال من معانيها مه زداد علم اني وي ك المع ؤمن بتل ت، في ذا موجود في آل من /قبل ذلك، حتى آأنها تلك الساعة نزل ه، وه رأ وعمل ق

ر، ه فصدق األم ه أمر ب ه، استحضر أن ا أمر ب يئا مم ا فعل ش م آلم القرآن بتدبر، بخالف من قرأه مع الغفلة عنه، ث . فحصل له في تلك الساعة من التصديق في قلبه ما آان غافال عنه، وإن لم يكن مكذبا منكرا

م أن اإلنسان قد يكون مكذبا ومنكرا ألمور ال : الوجه الثامن ك ل م ذل و عل ا ، ول ا، وأمر به ر به م أن الرسول أخب يعل

يكذب ولم ينكر، بل قلبه جازم بأنه ال يخبر إال بصدق وال يأمر إال بحق، ثم يسمع اآلية أو الحديث، أو يتدبر ذلك، أو را، وه ان منك ا آ ذا تصديق يفسر له معناه، أو يظهر له ذلك بوجه من الوجوه، فيصدق بما آان مكذبا به، ويعرف م

ه ذا وإن أشبه المجمل والمفصل لكون قلب جديد، وإيمان جديد ازداد به إيمانه، ولم يكن قبل ذلك آافرا بل جاهال، وهال د اإلجم ه التفصيل بع ك، فيأتي ار لشيء من ذل ة وإنك سليما عن تكذيب وتصديق لشيء من التفاصيل، وعن معرف

رة تخالف على قلب ساذج، وأما آثير من الناس، بل من أه ل العلوم والعبادات، فيقوم بقلوبهم من التفصيل أمور آثيما جاء به الرسول وهم ال يعرفون أنها تخالف، فإذا عرفوا رجعوا، وآل من ابتدع في الدين قوال أخطأ فيه، أو عمل

وآل مبتدع قصده عمال أخطأ فيه، وهو مؤمن بالرسول، أو عرف ما قاله وآمن به، لم يعدل عنه، هو من هذا الباب، متابعة الرسول فهو من هذا الباب، فمن علم ما جاء به الرسول، وعمل به، أآمل ممن أخطأ ذلك، ومن علم الصواب

. بعد الخطأ وعمل به، فهو أآمل ممن لم يكن آذلك

Page 77: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

أثبت الله في القرآن إسالما بال إيمان: فصــل

ا { : ن في قوله تعالىوقد أثبت الله في القرآن إسالما بال إيما لمنا ولم وا أس ن قول وا ولك م تؤمن ل ل قالت الأعراب آمنا قيئا الكم ش ن أعم تكم م ا يل وله ل ه ورس وا الل وبكم وإن تطيع ي قل ان ف دخل الإيم رات [ } ي ت . ] 14 : الحج د ثب ي وق ف

رك : الصحيحين، عن سعد بن أبي وقاص، قال ما ـ وت ة قسم قس ا ـ وفي رواي لم رهط أعطى النبي صلىاهللا عليه وسه ؟ يا رسول الله، مالك عن فالن : فيهم من لم يعطه، وهو أعجبهم إلى، فقلت ال رسول الل ا، فق ي ألراه مؤمن فوالله إن

لم ه وس لما ( : صلىاهللا علي ال . ) أو مس م ق ا، ث لم ثالث ه وس ه صلىاهللا علي ى رسول الل ا عل ا، ويردده ا ثالث ي ( : أقوله إنار ه في الن ى وجه ه عل ه الل ة أن يكب ه، مخاف ة ) ألعطي الرجل، وغيره أحب إلي من ين عنقي : ، وفي رواي فضرب ب

. ) ! ؟ أقتال أي سعد ( : وآتفي، وقال

ه فهذا اإلسالم الذي نفى ال ابون علي وبهم، هل هو إسالم يث أم هو من جنس إسالم ؟ له عن أهله دخول اإليمان في قل : فيه قوالن مشهوران للسلف والخلف ؟ المنافقين

دهما اق : أح ر والنف ن الكف ه، ويخرجهم م ابون علي ه إسالم يث راهيم . أن يرين، وإب ن س روي عن الحسن، واب ذا م وه

ي طالب وأبي جعفر /النخعي، تري، وأب ه التس د الل ن عب ل، وسهل ب ن حنب د ب د، وأحم ن زي الباقر، وهو قول حماد ب . المكي، وآثير من أهل الحديث والسنة والحقائق

والن : سمعت هشاما يقول : حدثنا مؤمل بن إسحاق عن عمار بن زيد قال : قال أحمد بن حنبل د يق ان الحسن ومحم : آ

قال مالك، وشريك، وأبو بكر بن عياش، : حدثنا أبو سلمة الخزاعي، قال : مؤمن، وقال أحمد بن حنبل : بانمسلم، ويهاالمعرفة واإلقرار والعمل، إال أن حماد بن زيد : اإليمان : وعبد العزيز ابن أبي سلمة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد

. اصا، واإلسالم عامايفرق بين اإلسالم واإليمان، يجعل اإليمان خ

الوا : والقول الثاني افقين، ق ل إسالم المن ل، مث إن : أن هذا اإلسالم هو االستسالم خوف السبي والقت ار، ف وهؤالء آفافر و آ ه فه ي قلب ان ف دخل اإليم م ي وبهم، ومن ل ي قل دخل ف م ي ان ل ن نصر . اإليم د ب اري، ومحم ار البخ ذا اختي وه

. لفون في ذلكالمروزي، والسلف مخت

ال : قال محمد بن نصر رة، ق ي، فقلت : حدثنا إسحاق، أنبأنا جرير، عن مغي راهيم النخع إن رجال خاصمني : أتيت إبم تؤمنوا ولكن قولوا قالت الأعراب آمنا قل ل { : قوله . ليس بالعنبري ولكنه زبيدي : سعيد العنبري، فقال إبراهيم : يقال له . ال، هو اإلسالم : هو االستسالم، فقال إبراهيم : فقال ] 14 : الحجرات [ } أسلمنا

فيان عن : وقال دثنا س د /حدثنا محمد بن يحيي، حدثنا محمد بن يوسف، ح وا { : مجاه م تؤمن ل ل ا ق أعراب آمن ت ال قالالوا : ، قال } قولوا أسلمنا ولكن ذين ق دا، وال درك مجاه إن : استسلمنا خوف السبي والقتل، ولكن هذا منقطع، سفيان لم ي

افر، : هذا اإلسالم هو آإسالم المنافقين، ال يثابون عليه، قالوا ألن الله نفى عنهم اإليمان، ومن نفى عنه اإليمان فهو آو اإليمان، وآل مسلم مؤمن، وآل مؤمن مسلم، ومن جعل الفساق مسلمين غير مؤمنين، لزمه اإلسالم ه : وقال هؤالء

الة { : أال يجعلهم داخلين في قوله تعالى ى الص تم إل وا إذا قم دة [ } يا أيها الذين آمن الى ] 6 : المائ ه تع ا { : ، وفي قول ا أيه يوا ذين آمن ة ال وم الجمع ن ي لاة م ودي للص ة [ } إذا ن م ] 9 : الجمع ان، ال باس م اإليم وا باس ا دع إنهم إنم ك، ف ال ذل وأمث

. اإلسالم، فمن لم يكن مؤمنا لم يدخل في ذلك

وا : الذين قالوا من السلف : وجواب هذا أن يقال م يقول ى اإلسالم، ل ان إل م من : إنهم خرجوا من اإليم ق معه م يب ه ل إنة ول الخوارج، والمعتزل ذا ق ل ه ون . اإليمان شيء، ب ذا يقول الوا ه ذين ق ار : وأهل السنة ال الفساق يخرجون من النار ه من الن ذي . بالشفاعة، وإن معهم إيمانا يخرجون ب ق هو ال ان المطل ان، ألن اإليم يهم اسم اإليم ق عل لكن ال يطل

ذلك يستحق صاحبه الثواب، ود خول الجنة، وهؤالء ليسوا من أهله،وهم يدخلون في الخطاب باإليمان؛ ألن الخطاب بل الخطاب ه قب د أتم ان، فكيف يكون ق ! ؟ هو لمن دخل في اإليمان وإن لم يستكمله، فإنه إنما خوطب ليفعل تمام اإليم

ا { اإليمان بعد أن أمروا به، فالخطاب بـ وإال آنا قد تبينا أن هذا المأمور من اإليمان قبل الخطاب، وإنما صار من إنمه { : ، غير قوله } المؤمنون الذين آمنوا } مإنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفس

Page 78: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

يدخل فيه من أظهر اإليمان، وإن آان منافقا في : أوال }يا أيها الذين آمنوا { رها،فإن الخطاب بـ ونظائ ] 15 : الحجرات [ . الباطن يدخل فيه في الظاهر، فكيف ال يدخل فيه من لم يكن منافقا، وإن لم يكن من المؤمنين حقا

ه إ : وحقيقته أن من لم يكن من المؤمنين حقا، يقال فيه ذا متفق علي ار، وه ود في الن ه الخل ان يمنع ه إيم نه مسلم، ومعان ه اسم اإليم ق علي ه ؟ بين أهل السنة، لكن هل يطل ازعوا في ذي تن ذا هو ال ل . ه ال : فقي ال : يق لم، وال يق . مؤمن : مس

. مؤمن : بل يقال : وقيل

ال ق أن يق ؤمن بإيمان : والتحقي ان، م اقص اإليم ؤمن ن ه م إن إن ق، ف ان المطل م اإليم ه، وال يعطي اس ه، فاسق بكبيرته وتحريم ك إيجاب علي الكتاب والسنة نفيا عنه االسم المطلق، واسم اإليمان يتناوله فيما أمر الله به ورسوله؛ ألن ذل

د ان ي ذا فالخطاب باإليم ى ه ق، وعل ا الكالم في اسم المدح المطل ره، وإنم ه عليه، وهو الزم له آما يلزمه غي خل فيا : ثالث طوائف ه المؤمن حق دخل في درك . ي انوا في اآلخرة في ال ه الظاهرة، وإن آ افق في أحكام ه المن دخل في وي

ويدخل . األسفل من النار، وهو في الباطن ينفي عنه اإلسالم واإليمان، وفي الظاهر يثبت له اإلسالم واإليمان الظاهر . اإليمان في قلوبهم، لكن معهم جزء من اإليمان واإلسالم يثابون عليهفيه الذين أسلموا وإن لم تدخل حقيقة

ى / اقبون عل ائر، لكن يع ثم قد يكونون مفرطين فيما فرض عليهم، وليس معهم من الكبائر ما يعاقبون عليه آأهل الكب

روا آمنا، من غ : ترك المفروضات، وهؤالء آاألعراب المذآورين في اآلية وغيرهم، فإنهم قالوا ا أم نهم بم ام م ر قي يي صلى اهللا . به باطنا وظاهرا ان دعاهم النب د آ ه، وق دوا في سبيل الل وبهم، وال جاه فال دخلت حقيقة اإليمان في قل

أتون ذين يصلون ويزآون ويجاهدون، وي د، آال عليه وسلم إلى الجهاد وقد يكونون من أهل الكبائر المعرضين للوعيزاع لفظي الكبائر، وهؤالء ال يخر نهم ن م مسلمون ولكن بي ل ه ال : جون من اإلسالم، ب ا : هل يق ون، آم م مؤمن إنه

؟ سنذآره إن شاء الله

إذا خرجوا دهم واحد، ف ان واإلسالم عن إن اإليم ان واإلسالم؛ ف وأما الخوارج والمعتزلة، فيخرجونهم من اسم اإليموارج ن الخ الم، لك ن اإلس وا م ان خرج ن اإليم دهم م ولعن ول : تق ة تق ار، والمعتزل م آف ار، : ه لمون وال آف ال مس

افقين، ينزلونهم منزلة بين المنزلتين، والدليل على أن اإلسالم المذآور في اآلية هو إسالم يثابون عليه وأنهم ليسوا منه { : ثم قال } ا ولما يدخل الإيمان في قلوبكمقالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمن { : أنه قال وا الل وإن تطيع

ذا اإلسالم، آجرهم ] 14 : الحجرات [ } ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا ، فدل على أنهم إذا أطاعوا الله ورسوله مع ه . حابط في اآلخرة الله على الطاعة، والمنافق عمله

ا ون خالف م م يبطن وبهم، وإنه ي قل ر ف افقين وصفهم بكف إن المن افقين، ف ه وصفهم بخالف صفات المن وأيضا، فإن

ه { : يظهرون، آما قال تعالي وا ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم اآلخر وما هم بمؤمنين يخادعون الل ذين آمن والإذا جاءك { : ، وقال ] 10 : 8 : البقرة [ اآليات } وما يخدعون إال أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا

ه يع ه والل ول الل ك لرس هد إن الوا نش افقون ق اذبون المن افقين لك هد إن المن ه يش وله والل ك لرس م إن افقون [ } ل ، ] 1 : المنا ر م وبهم من الكف ي قل أن ف وبهم، وب ي قل يس ف ا ل أفواههم م ون ب م يقول ذب، وأنه رآن بالك ي الق افقون يصفهم ف فالمن

ا ك، لكن لم م يصفهم بشيء من ذل ال للرسول يعاقبون عليه، وهؤالء ل ان ق وا { : ادعوا اإليم ن قول وا ولك م تؤمن ل ل قالك ن أعم تكم م ا يل وله ل ه ورس وا الل يئا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيع ق ال . } م ش ان المطل ونفى اإليم

ه يستلزم أن يكونوا منافقين لحوا ذات { : ، آما في قول ه وأص اتقوا الل ول ف ه والرس ال لل ل األنف ال ق ن األنف ألونك ع يسين إذا ذآر الله وجلت قلوبهم وإذا إنما المؤمنون الذ { : ثم قال ] 1 : األنفال [ } بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن آنتم مؤمنين

ون تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوآلون الذين يقيمون الصالة ومما م المؤمن ـئك ه ون أول اهم ينفق رزقند ] 4 : 2 : األنفال [ } حقا ، ومعلوم أنه ليس من لم يكن آذلك، يكون منافقا من أهل الدرك األسفل من النار، بل ال يكون ق

أتوا م ي ذلك األعراب ل ه، فك ا يجب علي رك بعض م ائر األسماء عمن ت أتى باإليمان الواجب، فنفى عنه آما ينفي س . من اإليمان ما يثابون عليهباإليمان الواجب، فنفى عنهم لذلك وإن آانوا مسلمين، معهم

م يعرف ر من ل ى /وهذا حال أآثر الداخلين في اإلسالم ابتداء، بل حال أآث ل حت إن الرجل إذا قوت ان، ف ائق اإليم حق

زم طاعة لم ملت أسلم، آما آان الكفار يقاتلون حتى يسلموا، أو أسلم بعد األسر، أو سمع باإلسالم فجاء فأسلم، فإنه مسم الرسول، ول ا بفه ك، إم ه أسباب ذل ا يحصل لمن تيسرت ل ذا إنم إن ه ان، ف ائق اإليم ة بحق ه المعرف ى قلب م تدخل إل

ه ه يهدي ة خاصة من الل القرآن وإما بمباشرة أهل اإليمان واالقتداء بما يصدر عنهم من األقوال واألعمال، وإما بهداي

Page 79: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه واإلنسان قد يظهر له من محاسن اإلسالم ما يدعوه إلى . بها ه فإن ين أهل ى ب الدخول فيه، وإن آان قد ولد عليه وتربه، وال . يحبه، فقد ظهر له بعض محاسنه وبعض مساوئ الكفار وآثير من هؤالء قد يرتاب إذا سمع الشبه القادحة في

ه ي قول ال ف يس هو داخ ه، فل بيل الل ي س د ف ه { : يجاه وا بالل ذين آمن ون ال ا المؤمن دوا إنم ابوا وجاه م يرت م ل وله ث ورسؤمنين ] 15 : الحجرات [ } بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ر، فال هو من الم اطن مضمرا للكف ا في الب ، وليس هو منافق

ان حقا وال هو من المنافقين، وال هو ـ أيضا ـ من أصحاب الكبائر، بل يأتي بالطاع ات الظاهرة وال يأتي بحقائق اإليما فعل من الطاعات؛ ى م اب عل ا، ويث ؤمنين حق يس هو من الم ان ول ه إيم التي يكون بها من المؤمنين حقا، فهذا مع

لمنا { : ولهذا قال تعالى وا أس ال } ولكن قول ذا ق ا تمن { : ؛وله ل ل لموا ق ك أن أس ون علي ن يمن ه يم ل الل لامكم ب ي إس وا عل . } آمنا { : في قولكم : يعني ] 17 : الحجرات [ } عليكم أن هداآم للإيمان إن آنتم صادقين

ولهم يقتضي أنهم قد يكونون صادق/ إن آنتم صادقين فالله يمن عليكم أن هداآم لإليمان، وهذا : يقول ا { : ين في ق . } آمن

ه ثم صدقهم، إما أن يراد به اتصافهم بأنهم آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللق . أولئك هم الصادقون دعوا مطل م أن ي م يكن له ان وإن ل م إيم ل معه افقين، ب وا آالمن م يكون م ل ه أنه راد ب وإما أن ي

ان يهن اإليم ال ف ات ق م ـ ألن النسوة الممتحن ه أعل ذا أشبه ـ والل ى { : ، وه وهن إل ا ترجع ات فل وهن مؤمن إن علمتم فرهم، ] 10 : الممتحنة [ } الكفار م يكذب غي افقين ول ا آذب المن ه إنم ، وال يمكن نفي الريب عنهن في المستقبل، وألن الل

ي ( : ، وقوله ) ال يؤمن أحدآم حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه ( : آما قال } لم تؤمنوا { : لم يكذبهم ولكن قالوهؤالء ال يزن . وهؤالء ليسوا منافقين ) ال يؤمن من ال يأمن جاره بوائقه ( ،و ) الزاني حين يزني وهومؤمن

ه، وسياق اآلية يدل على أن الله ذم ه ب م الل هم؛ لكونهم منوا بإسالمهم لجهلهم وجفائهم، وأظهروا ما في أنفسهم مع عل

، فلو لم يكن ] 16 : الحجرات [ } قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض { : فإن الله تعالى قاله في قلوبهم شيء اء في قول : من الدين لم يكونوا يعلمون الله بدينهم، فإن اإلسالم الظاهر يعرفه آل أحد، ودخلت الب

ال : ألنه ضمن معنى } أتعلمون الله بدينكم { ه ق رون ويحدثون، آأن ا في : يخب م م دينكم وهو يعل ه ب ه وتحدثون أتخبرونولهم وسياق . السموات وما في األرض نهم من ق ه ع ره الل ا ذآ ه هو م ه الل روا ب ا { : اآلية يدل على أن الذي أخب } آمن

. فإنهم أخبروا عما في قلوبهم ون / م مؤمن لم،ويحلفون أنه ه وس لى اهللا علي ه ص ول الل وا رس ان أت ان اآليت ت هات ا نزل ه لم رون أن ر المفس د ذآ وق

الى ه تع زل قول دينكم أتعلم { : صادقون، فن ه ب انوا صادقين أوال في ] 16 : الحجرات [ } ون الل م آ ى أنه دل عل ذا ي ، وهالوه، وهو سبحانه ا هوآالم ق دخولهم في الدين؛ ألنه لم يتجدد لهم بعد نزول اآلية جهاد حتى يدخلوا به في اآلية، إنم

ه } لما { : ، ولفظ ] 14 : الحجرات [ } ولما يدخل الإيمان في قلوبكم { : قال ا آقول أم { : ينفي به ما يقرب حصوله ويحصل غالبنكم ران [ } حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا م دي ] 142 : آل عم ال الس د ق ة في : ، وق ذه اآلي نزلت ه

آمنا بالله؛ ليأمنوا : نة وجهينة وأسلم، وأشجع وغفار، وهم الذين ذآرهم الله في سورة الفتح وآانوا يقولونأعراب مزي . على أنفسهم، فلما استنفروا إلى الحديبية تخلفوا، فنزلت فيهم هذه اآلية

لم آانت منازلهم بين مكة والمدينة، وآانوا إذا مرت به : وعن مقاتل ه وس ه صلى اهللا علي م سرية من سرايا رسول الل

روا : قالوا تنفرهم،فلم ينف ة اس ى الحديبي آمنا؛ ليأمنوا على دمائهم وأموالهم،فلما سار رسول الله صلى اهللا عليه وسلم إلال : وقال مجاهد . معه دموا المد : نزلت في أعراب بني أسد بن خزيمة، ووصف غيره حالهم فق ة، ق ة في سنة مجدب ين

ى رسول ون عل انوا يمن وا أسعارهم، وآ ذرات وأغل ة بالع فأظهروا اإلسالم ولم يكونوا مؤمنين وأفسدوا طرق المدينون / الله ة : صلى اهللا عليه وسلم يقول ذه اآلي يهم ه ال، فنزلت ف ال والعي اك باألثق ه . أتين ادة في قول ال قت د ق ون { : وق يمن

ت عليك ان إن آن داآم للإيم يكم أن ه ن عل ه يم ل الل لامكم ب ي إس ادقين أن أسلموا قل لا تمنوا عل ] 17 : الحجرات [ } م صو إنا أسلمنا بغير قتال، لم نقاتلك آ : منوا على النبي صلى اهللا عليه وسلم حين جاؤوا فقالوا : قال و فالن وبن ما قاتلك بن

. } لإيمانيمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداآم ل { : فالن، فقال الله لنبيه

ان ن حي ل ب ال مقات الوا : وق ة، ق ن خزيم د ب ي أس م أعراب بن ائر : ه ا العش ال، وترآن ر قت اك بغي ه، أتين ا رسول الل يالى ه تع أنزل الل ون { : واألموال، وآل قبيلة من العرب قاتلتك حتى دخلوا آرها في اإلسالم، فلنا بذلك عليك حق، ف يمن

فله بذلك المن عليكم، } يكم أن هداآم للإيمان إن آنتم صادقينعليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن علا ومات : ، ويقال ] 33 : محمد [ } ولا تبطلوا أعمالكم { : وفيهم أنزل الله من الكبائر التي ختمت بنار، آل موجبة من رآبه

. عليها لم يتب منها

Page 80: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ين أنه د وهذا آله يب ان، وسورة الحجرات ق ا يجب من اإليم وا فيم د دخل انوا ق اطن، وال آ ارا في الب وا آف م يكون م ل

ون { : ذآرت هذه األصناف، فقال ا يعقل رهم ل رات أآث ن وراء الحج ك م م يصفهم ] 4 : الحجرات [ } إن الذين ينادون ، ولوبهم، بكفر وال نفاق، لكن هؤالء ي ان بشاشة قل م يخالط اإليم م ل د بعضهم ألنه ذا ارت اق؛ وله ر والنف خشى عليهم الكف

وا { : وقال بعد ذلك أ فتبين ق بنب ة } يا أيها الذين آمنوا إن جاءآم فاس ن ] 6 : الحجرات [ اآلي د ب ة نزلت في الولي ذه اآلي وه . برعقبة، وآان قد آذب فيما أخ

طلق ليقبض : قال المفسرون ي المص ى بن نزلت هذه اآلية في الوليد بن عقبة، بعثه رسول الله صلى اهللا عليه وسلم إل

ه ه صلى اهللا علي ى رسول الل م رجع إل ق ث ة، فسار بعض الطري صدقاتهم، وقد آانت بينه وبينهم عداوة في الجاهلية إنهم منعوا الصدقة وأراد : وسلم فقال . وا قتلي، فضرب رسول الله صلى اهللا عليه وسلم البعث إليهم، فنزلت هذه اآلي

ن { : وهذه القصة معروفة من وجوه آثيرة، ثم قال تعالى في تمامها واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في آثير مى { : ، وقال تعالى ] 7 : الحجرات [ } الأمر لعنتم داهما عل ت إح إن بغ ا ف لحوا بينهم وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصة } الأخرى ال ] 9 : الحجرات [ اآلي اب وق ابز باأللق ز والتن بعض، وعن اللم اهم عن أن يسخر بعضهم ب م نه ئس { : ، ث ب

ل : معناه : ، وقد قيل ] 11 : الحجرات [ } سم الفسوق بعد الإيماناال ذا ضعيف، ب ه، وه ال تسميه فاسقا وال آافرا بعد إيمانذي آذب : المراد و { : بئس االسم أن تكونوا فساقا بعد إيمانكم، آما قال تعالى في ال أ فتبين ق بنب اءآم فاس فسماه } اإن ج . فاسقا

ول ) سباب المسلم فسوق وقتاله آفر ( : وفي الصحيحين عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال لم : ، يق اببتم المس إذا س ف

ذف ة الق ال في آي د ق اقا، وق هادة أ { : وسخرتم منه ولمزتموه، استحققتم أن تسموا فس م ش وا له ا تقبل م ول ك ه دا وأولئ بد استحققتم اسم الفسوق /فإذا أتيتم بهذه األمور التي تستحقون بها أن تسموا : يقول . ] 4 : النور [ } الفاسقون تم ق فساقا آن

ة وبعضهم فاسق، آافر، فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم قدم المدي : بعد اإليمان، وإال فهم في تنابزهم ما آانوا يقولون ن . يلقب بعضا

ة ذه اآلي ة من المفسرين في ه ال طائف لم : وقد ق ه لليهودي إذا أس ل اإلسالم، آقول ه قب د اإلسالم بدين ا : ال تسميه بع ي

اني، والقرظي ر، وعطاء الخراس . يهودي، وهذا مروي عن ابن عباس وطائفة من التابعين، آالحسن، وسعيد بن جبيه : وقال عبد الرحمن بن زيد . يا آافر، يا منافق : هو قول الرجل : رمةوقال عك ال، آقول ا : هو تسمية الرجل باألعم ي

هو تعيير التائب بسيئات آان قد عملها، ومعلوم أن : وفي تفسير العوفي عن ابن عباس قال . زاني، يا سارق، يا فاسقه اسم الكفر، واليهودية، والزاني، وا م أن قول م { : لسارق وغير ذلك من السيئات ليست هي اسم الفاسق، فعل ئس االس ب

ه } الفسوق قا لقول ل إن الساب يصير فاس افرا أعظم، ب باب ( : لم يرد به تسمية المسبوب باسم الفاسق، فإن تسميته آ سالمون ومن لم ي { : ثم قال ) المسلم فسوق وقتاله آفر وا ] 11 : الحجرات [ } تب فأولئك هم الظ م يتوب م ظالمين إذا ل ،فجعله

ال اخر باألحساب، وق : من ذلك وإن آانوا يدخلون في اسم المؤمنين، ثم ذآر النهي عن الغيبة، ثم ذآر النهي عن التف . } آمنا { : ، ثم ذآر قول األعراب ] 13 : الحجرات [ } إن أآرمكم عند الله أتقاآم {

ى ا / فالسورة تنهى عن هذه المعاصى والذنوب التي فيها تعد على الرسول وعل ذآورون فيه األعراب الم ؤمنين، ف الم

ا . من جنس المنافقين ذا ق افقين؛ وله الهم، ليسوا من المن ل وأهل السباب والفسوق والمنادين من وراء الحجرات وأمث . إنهم الذين استنفروا عام الحديبية، وأولئك وإن آانوا من أهل الكبائر فلم يكونوا في الباطن آفارا منافقين : المفسرون

ة من أهل : قال ابن إسحاق لما أراد رسول الله صلى اهللا عليه وسلم العمرة ـ عمرة الحديبية ـ استنفر من حول المدين

ذين البوادي واألعراب ليخرجوا م ال نهم، فه ر م ه آثي ل عن ه بحرب أو بصد، فتثاق معه خوفا من قومه أن يعرضوا لا { : عني الله بقوله تغفر لن ا فاس ا وأهلون غلتنا أموالن أعراب ش ن ال ون م ك المخلف يقول ل تح [ } س ادع اهللا أن : أي ] 11 : الفذا حال : أي } يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم { ا عنك يغفر لنا تخلفن م، وه ما يبالون، استغفرت لهم أم لم تستغفر له

تهم وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا ر { : الفاسق الذي ال يبالي بالذنب، والمنافقون قال فيهم هم ورأي ؤوس، ولم يقل مثل هذا في هؤالء ] 6، 5 : المنافقون [ } يصدون وهم مستكبرون سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم

تغفار ا . األعراب ال بل اآلية دليل على أنهم لو صدقوا في طلب االستغفار نفعهم اس م ق م ث ى { : لرسول له تدعون إل سنا وإن تت را حس ه أج ؤتكم الل وا ي إن تطيع ذبكم قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون ف ل يع ن قب وليتم م ا ت وا آم ول

. ، فوعدهم اهللا بالثواب على طاعة الداعي إلى الجهاد، وتوعدهم بالتولي عن طاعته ] 16 : الفتح [ } عذابا أليما

Page 81: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

افر ائر، بخالف من هو آ ذنوب والكب واب بمجرد / وهذا آخطاب أمثالهم من أهل ال ه ال يستحق الث اطن، فإن في الب

. إن آفره أعظم من هذاطاعة األمر حتى يؤمن أوال، ووعيده ليس على مجرد توليه عن الطاعة في الجهاد، ف

ات، وهؤالء فهذا آله يدل على أن هؤالء من فساق الملة، فإن الفسق يكون تارة بترك الفرائض، وتارة بفعل المحرمن وا م م يكون انهم، ل ذي أضعف إيم ب ال ن الري وع م دهم ن اد وحصل عن ن الجه يهم م رض اهللا عل ا ف وا م ا ترآ لم

. دقين في أنهم في الباطن متدينون بدين اإلسالمالصادقين الذين وصفهم، وإن آانوا صا

ي، والسارق، والشارب، : وقول المفسرين اه عن الزان ا نف ان آم نهم من اإليم اه اهللا ع ا نف ى لم لم يكونوا مؤمنين، نفم اهللا ورس ى حك وله، وعمن ال يأمن جاره بوائقه، وعمن ال يحب ألخيه من الخير ما يحب لنفسه، وعمن ال يجيب إل

ال ] 11 : الحجرات [ } بئس االسم الفسوق بعد الإيمان { : وقد يحتج على ذلك بقوله . وأمثال هؤالء ا ق لم ( : آم سباب المسى أن ) فسوق، وقتاله آفر ك عل دل ذل ى أن الفاسق ال يسمى مؤمنا،ف ،فذم من استبدل اسم الفسوق بعد اإليمان؛ فدل عل

. األعراب من جنس أهل الكبائر ال من جنس المنافقينهؤالء

ة، ة ورهب لموا رغب وأما ما نقل من أنهم أسلموا خوف القتل والسبي، فهكذا آان إسالم غير المهاجرين واألنصار، أسد آإسالم الطلقاء من قريش بعد أن قهرهم النبي صلى اهللا عليه وسلم، وإسالم المؤلفة قلوبهم من هؤالء ومن أهل نج

درك األسفل م في ال ذين ه افقين ال دخلون في اإلسالم /وليس آل من أسلم لرغبة أو رهبة آان من المن ل ي من النار،بد ه،وهؤالء ق ان وال استبصروا في ور اإليم وبهم بن والطاعة وليس في قلوبهم تكذيب ومعاداة للرسول،وال استنارت قل

ا إذا يحسن إسالم أحدهم فيصير من المؤمنين آأآثر الط ا مرتاب لقاء، وقد يبقى من فساق الملة، ومنهم من يصير منافقول ( : قال له منكر ونكير يكم، فيق يئا : ما تقول في هذا الرجل الذي بعث ف ون ش اس يقول اه ال أدري، سمعت الن اه ه ه

) فقلته

الما من غيرهم، وأن الله إنما ذمهم لكونهم منوا إنهم أسلموا بغير قتال، فهؤالء آانوا أحسن إس : وقد تقدم قول من قال . وإنهم من جنس أهل الكبائر ] 33 : محمد [ } ولا تبطلوا أعمالكم { : باإلسالم وأنزل فيهم

وبكم { : وأيضا، قوله ي قل ان ف دخل الإيم ا ي لمنا ولم وا أس ن قول ا { و ] 14 : جرات الح [ } ولك ا ينتظر } لم ا م ا ينفي به إنم

ابرين { : ويكون حصوله مترقبا، آقوله م الص نكم ويعل دوا م ذين جاه ه ال م الل ا يعل ة ولم آل [ } أم حسبتم أن تدخلوا الجنا { : ، فقوله ] 214 : البقرة [ } ن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكمأم حسبتم أ { : ، وقوله ] 142 : عمران ولم

د } يدخل الإيمان في قلوبكم داء ال يكون ق دخل في اإلسالم ابت ذي ي إن ال نهم، ف ان منتظر م ى أن دخول اإليم يدل علآان الرجل يسلم أول النهار رغبة في الدنيا، فال يجيء ( : قلبه اإليمان، لكنه يحصل فيما بعد آما في الحديث حصل في

ان ) آخر النهار إال واإلسالم أحب إليه مما طلعت عليه الشمس ؛ ولهذا آان عامة الذين أسلموا رغبة ورهبة دخل اإليمال / } ولوا أسلمناولكن ق { : في قلوبهم بعد ذلك، وقوله م ق ؤمر بشيء، ث افق ال ي ك، والمن وا ذل وإن { : أمر لهم بأن يقول

. والمنافق ال تنفعه طاعة الله ورسوله حتى يؤمن أوال ] 14 : الحجرات [ } تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا

ائر وهذه اآلية مما ا ان دون اإلسالم، وأن أصحاب الكب تثنى في اإليم ه يس ى أن ره، عل ل وغي ن حنب د ب ا أحم حتج بهه في : قال الميموني . يخرجون من اإليمان إلى اإلسالم ه : سألت أحمد بن حنبل عن رأي ا مؤمن إن شاء الل ال ؟ أن : فق

ا : مؤمن إن شاء الله، وأقول : أقول تثني، ق د : لمسلم وال أس ان : قلت ألحم ين اإلسالم واإليم رق ب ي ؟ تف ال ل م، : فق نعي ؟ بأي شيء تحتج : فقلت له لمنا { : قال ل وا أس ن قول وا ولك م تؤمن ل ل ا ق أعراب آمن ت ال ، وذآر ] 14 : الحجرات [ } قالا : السألت أحمد عمن ق : وقال الشالنجي . أشياء ا أن م م ث، وال أعل ام والمواري ق األحك د نفسي من طري أنا مؤمن عن

. ليس بمرجئ : قال ؟ عند الله

ال : وقال أبو أيوب سليمان بن داود الهاشمي ل : االستثناء جائز، ومن ق م يق ا، ول ا مؤمن حق تثن، : أن م يس ه، ول د الل عنل عن فذلك عندي جائز وليس بمرجئ، وبه قال أبو ن حنب د ب ه سأل أحم النجي أن يبة، وذآر الش ي ش ن أب ة واب خيثم

ده، أي ا بجه اة والصوم؛ هل يكون : المصر على الكبائر يطلبه رك الصالة والزآ م يت ه ل ده، إال أن ذنب بجه يطلب اله : قال ؟ مصرا من آانت هذه حاله ي وهو مؤمن ( : هو مصر مثل قول ي حين يزن ي الزان ان، ) ال يزن يخرج من اإليم

يسرق السارق حين يسرق وهو / وال يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، وال ( : ويقع في اإلسالم، ومن نحو قوله

Page 82: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

افرون { : ومن نحو قول ابن عباس في قوله ) مؤمن م الك ـئك ه ه فأول زل الل دة [ } ومن لم يحكم بما أن ، فقلت ] 44 : المائك أمر : قال ؟ ما هذا الكفر : له آفر ال ينقل عن الملة، مثل اإليمان بعضه دون بعض، فكذلك الكفر حتى يجيء من ذل

ان، يكون ناقصا ) ال يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ( : وقال ابن أبي شيبة . ال يختلف فيه ال يكون مستكمل اإليم . من إيمانه

ان واإلسالم : نجيقال الشال د عن اإليم ال . وسألت أحم ال : فق رار، ق ل، واإلسالم إق ول وعم ان ق و : اإليم ال أب ه ق وبال : وقال ابن أبي شيبة . خيثمة ة فق ى المخاطب ان عل د قبلت : ال يكون إسالم إال بإيمان، وال إيمان إال بإسالم، وإذا آ ق

ان : اإليمان، فهو داخل في اإلسالم، وإذا قال و داخل في اإليم ن نصر المروزي . قد قبلت اإلسالم فه د ب ال محم : وقلم ه وس ي صلى اهللا علي ول النب ل عن ق ن حنب د ب ه سأل أحم ي وهو ( : وحكي غير هؤالء أن ي الزاني حين يزن اليزن

ا، ومن أ : فقال ) مؤمن لم، وال أسميه مؤمن و مس وقهن فه د دون من أتى هذه األربعة أو مثلهن أو ف ك، يري ى دون ذل ت . الكبائر، أسميه مؤمنا ناقص اإليمان

و بكر : قلت أحمد بن حنبل آان يقول تارة بهذا الفرق، وتارة آان يذآر االختالف ويتوقف، وهو المتأخر عنه، قال أب

ال ؟ ما تقول فيه : سمعت أبا عبد الله يسأل عن االستثناء في اإليمان : ] السنة [ األثرم في ه، أي من : فق ا فال أعيب ا أن أموعمل يزيد وينقص، فاستثنى مخافة واحتياطا، ليس /إن اإليمان قول : إذا آان يقول : قال أبو عبد اهللا . الناس من يعيبه

تثنى للعمل ه . آما يقولون على الشك، إنما يس د الل و عب ال أب الى : ق ه تع ال الل دخلن المس { : ق ه لت اء الل رام إن ش جد الحور : أي ] 27 : الفتح [ } آمنين ه ( : أن هذا استثناء بغير شك، وقال النبي صلى اهللا عليه وسلم في أهل القب ا إن شاء الل وإن

لم : أي ) بكم الحقون ه وس ي صلى اهللا علي ول النب تثناه وذآر ق د اس ذا، وق ث إن شاء وعلي ( : لم يكن يشك في ه ا نبع هه ( : من القبر، وذآر قول النبي صلى اهللا عليه وسلم : يعني : ) اهللا اآم لل ال ) إني ألرجو أن أآون أخش ة : ق ه تقوي ذا آل ه

. لالستثناء في اإليمان

و إذا آان ممن يقول اإليمان ق : فقال . وآأنك ال ترى بأسا أال يستثنى : قلت ألبي عبد الله نقص، فه د وي ل، يزي ول وعمل : أسهل عندي، ثم قال أبو عبد اهللا ه وقي د الل ا عب نهم، وسمعت أب إن قوما تضعف قلوبهم عن االستثناء، آالتعجب م

ل، : شبابة آان يدعى اإلرجاء، قال : فقال ؟ شبابة أي شيء تقول فيه : له ذه األقاوي ول أخبث من ه بابة ق وحكى عن شا سمعت ع هم د الل و عب ال أب ه، ق بابة : ن أحد بمثل ال ش د عمل : ق ال فق إذا ق ون، ف ا يقول انه آم د عمل بلس ال فق إذا قهذا قول خبيث، ما سمعت أحدا يقول به وال بلغني، قيل ألبي : بلسانه حين تكلم به، ثم قال أبو عبد الله : بجارحته، أي

ي : الفق ؟ آنت آتبت عن شبابة شيئا : عبد الله ذا، قلت ألب ول به ه يق م أن ل أن نعل يرا قب نعم، آنت آتبت عنه قديما يسه . ال وال حرف : قال ؟ آتبت عنه بعد : عبد الله د الل ي عب ل ألب تثناء في : قي ى االس ذهب إل ان ي فيان آ يزعمون أن سه عن : بد اللههذا مذهب سفيان، المعروف به االستثناء، قلت ألبي ع : فقال . اإليمان فيان /من يروي ال ؟ س آل من : فق

ال تثنى، ق ان يس ة آ ذا حكاي ي ه فيان ف ن س ى ع فيان : حك ن س ع ع ال وآي ام : وق ي األحك ون ف دنا مؤمن اس عن الن . ستثناءنحن نذهب إلى اال : فقال ؟ فأنت بأي شيء تقول : قلت ألبي عبد الله . وال ندري ما هم عند الله ؟ والمواريث

ال : فقال ؟ أنا مسلم فال يستثنى : فأما إذا قال : قلت ألبي عبد الله تثنى إذا ق ه : نعم، ال يس د الل ي عب لم، قلت ألب ا مس : أن

لم ، وأنا أعلم أنه ال ي ) المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ( : هذا مسلم، وقد قال النبي صلى اهللا عليه وسلم : أقول سه د الل و عب ال أب د : الناس منه، فذآر حديث معمر عن الزهري، فنرى أن اإلسالم الكلمة واإليمان العمل، ق دثناه عب ح

ه : فقال ؟ اإليمان يزيد وينقص : فنقول : الرزاق عن معمر، عن الزهري، قيل ألبي عبد اهللا حديث النبي صلى اهللا عليذا ( : وسلم يدل على ذلك، فذآر قوله ال آ ه مثق ان في قلب ) أخرجوا من النار من آان في قلبه مثقال آذا، أخرجوا من آ

نعم، وذلك خبيث القول، وقال أبو : فهو يدل على ذلك وذآر عند أبي عبد الله عيسى األحمر، وقوله في اإلرجاء فقال . مؤمن : ويهابان . مسلم : آان الحسن ومحمد يقوالن : حدثنا مؤمل، حدثنا حماد بن زيد، سمعت هشاما يقول : عبد اهللا

ول وعمل : ما علمت بذلك، وسمعت أبا عبد الله يقول : قال ؟ رواه غير سويد : قلت ألبي عبد الله ان ق ي . اإليم قلت ألب

ك : قال . أعتقها : إنها مؤمنة، يقولون : ولليس آل أحد يق : قال ) أعتقها فإنها مؤمنة ( : فالحديث الذي يروى : عبد الله ومالا / ) فإنها مؤمنة ( : سمعه من هذا الشيخ هالل بن علي ال يقول ذاك فحكمه وقد قال بعضهم بأنها مؤمنة، فهي حين تقر ب

الناس فيه، وآان حماد بن قد اختلف : فقال ؟ تفرق بين اإليمان واإلسالم : قلت ألبي عبد الله . حكم المؤمنة، وهذا معناه . اإليمان قول بال عمل : الذين يقولون : قال ؟ من المرجئة : زيد ـ زعموا ـ يفرق بين اإليمان واإلسالم، قيل له

Page 83: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

فأحمد بن حنبل لم يرد قط أنه سلب جميع اإليمان فلم يبق معه منه شيء، آما تقوله الخوارج والمعتزلة، فإنه قد : قلتلم صرح في غ ه وس ي صلى اهللا علي ول النب : ير موضع بأن أهل الكبائر معهم إيمان يخرجون به من النار، واحتج بق

، وليس هذا قوله وال قول أحد من أئمة أهل السنة، بل آلهم ) أخرجوا من النار من آان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ( م شي ين متفقون على أن الفساق الذين ليسوا منافقين معه نهم وب ارق بي ار، هو الف ه من الن ان يخرجون ب ء من اإليم

د دوح، وصاحب الشرع ق ق المم الكفار والمنافقين، لكن إذا آان معه بعض اإليمان لم يلزم أن يدخل في االسم المطلي وهو مؤمن ( : نفى االسم عن هؤالء فقال ي حين يزن ي الزان ال ) ال يرن ي يحب أل ( : ، وق ؤمن أحدآم حت ه من ال ي خي

ال ) الخير ما يحب لنفسه ه ( : وق أمن جاره بوائق ؤمن من ال ي ال ) ال ي ك مرات وق ى ذل ه ( : وأقسم عل المؤمن من أمن ) الناس على دمائهم وأموالهم

ون ة، واسم اإلسالم ـ أيضا ـ ويقول ان بالكلي ان واإل : والمعتزلة ينفون عنه اسم اإليم ه شيء من اإليم يس مع سالم، ل

ون : ويقولون م يقول زلتين، فه ذي أنكر : ننزله منزلة بين من ذا هو ال فاعة، وه ا بالش ار ال يخرج منه د في الن ه يخل إنوإال لو نفوا مطلق االسم وأثبتوا معه شيئا من اإليمان يخرج به من النار لم يكونوا مبتدعة، وآل أهل السنة / عليهم،

ازع في متفقون على أنه قد سلب آمال اإل ا ين د، وإنم ه من أهل الوعي ه الواجب، لكن يمان الواجب، فزال بعض إيمانول : اإليمان ال يتبعض من الجهمية والمرجئة، فيقولون : ذلك من يقول : إنه آامل اإليمان، فالذي ينفى إطالق االسم يق

ا واب، آقولن رون بالمدح واستحقاق الث ر، و : االسم المطلق مق ق، وب ان الفاسق ال مت إذا آ تقيم، ف ى الصراط المس عله ان آل من مع ه في الخطاب، فألن المخاطب باسم اإليم ا دخول ان، وأم تطلق عليه هذه األسماء، فكذلك اسم اإليم

. شيء منه؛ ألنه أمر لهم، فمعاصيهم ال تسقط عنهم األمر

انوا يرون اإلسالم الكلمة، واإليمان العمل، في حديث فك : وأما ما ذآره أحمد في اإلسالم، فاتبع فيه الزهري حيث قالذي سعد بن أبي وقاص، وهذا على وجهين، فإنه قد يراد به الكلمة بتوابعها من األعمال الظاهرة، وهذا هو اإلسالم ال

يم الصالة، أن تشهد أن ال إله إال الله وأن محمدا رسول ا : اإلسالم ( : بينه النبي صلى اهللا عليه وسلم حيث قال هللا، وتقوقد يراد به الكلمة فقط من غير فعل الواجبات الظاهرة، وليس هذا هو . ) وتؤتي الزآاة،وتصوم رمضان، وتحج البيتال : لكن قد يقال . الذي جعله النبي صلى اهللا عليه وسلم اإلسالم ذا، فيق ان من ه رهم : إسالم األعراب آ األعراب وغي

لموا ـ ع انوا إذا أس ال الظاهرة آ وا باألعم لم ـ ألزم ه وس ي صلى اهللا علي د النب ى عه اة، والصيام، : ل الصالة، والزآ . والحج، ولم يكن أحد يترك بمجرد الكلمة، بل آان من أظهر المعصية يعاقب عليها

ذه / لم، فه و مس ا فه ات وأحمد إن آان أراد في هذه الرواية أن اإلسالم هو الشهادتان فقط، فكل من قاله إحدى الرواي

افرا : عنه، والرواية األخرى ان آ م يصل آ إذا ل ا ويصلي، ف أتي به ى ي ة . ال يكون مسلما حت رك : والثالث افر بت ه آ أنا : أنه يكفر بترك الزآاة إذا قاتل اإلمام عليها دون ما إذا لم يقاتله، وعنه أنه لو قال : والرابعة . الزآاة ـ أيضا ا أؤديه أن

ه ال يحج وال أد فعها إلى اإلمام، لم يكن لإلمام أن يقتله، وآذلك عنه رواية أنه يكفر بترك الصيام والحج، وإذا عزم أنة . أبدا ى بالكلم ه إذا أت راد أن ل الم ة، ب ومعلوم أنه على القول بكفر تارك المباني يمتنع أن يكون اإلسالم مجرد الكلم

ه يشهد ل ذا دخل في اإلسالم، وهذا صحيح، فإن تثنى في ه ب، وال يس ذي في القل ان ال ه باإليم ه باإلسالم وال يشهد لتثنى اإلسالم، ألنه أمر مشهور، لكن اإلسالم ـ الذي هو أداء الخمس آما أمر به ـ يقبل االستثناء، فاإلسالم الذي ال يس

. فيه الشهادتان باللسان فقط فإنها ال تزيد وال تنقص فال استثناء فيها

ل . هو اإليمان، وهما اسمان لمسمى واحد : قيل : لناس في مسمى اإلسالم على ثالثة أقوالوقد صار ا ة، : وقي هو الكلما سئل عن اإلسالم لم لم ه وس ي صلى اهللا علي ه النب ا بين داء هو م وهذان القوالن لهما وجه سنذآره، لكن التحقيق ابت

ان ال الظاهرة، واإليم ين اإلسالم واإليمان، ففسر اإلسالم باألعم ا ب ا إذا جمعن يس لن ان باألصول الخمسة، فل باإليمواإليمان أن نجيب بغير ما أجاب به النبي صلى اهللا عليه وسلم، وأما إذا أفرد اسم اإليمان فإنه يتضمن اإلسالم، وإذا

لما وال / أفرد اإلسالم، فقد يكون مع اإلسالم مؤمنا بال نزاع، وهذا ه هو الواجب، وهل يكون مس ال ل د ؟ مؤمن : يق قة ؟ وآذلك هل يستلزم اإلسالم لإليمان . تقدم الكالم فيه رآن بالجن هذا فيه النزاع المذآور وسنبينه، والوعد الذي في الق

ه ة، لكن رآن دخول الجن ه في الق ق ب وبالنجاة من العذاب، إنما هو معلق باسم اإليمان وأما اسم اإلسالم مجردا فما عل . أنه دينه الذي ال يقبل من أحد سواهفرضه وأخبر

الى ال تع ين، ق ع النبي ه جمي الم بعث الل ن { : وباإلس رة م ي اآلخ و ف ه وه ل من ن يقب ا فل الم دين ر اإلس غ غي ن يبت وم

ه اإل { : ،وقال ] 85 : آل عمران [ } الخاسرين الم إن الدين عند الل ران [ } س وح ] 19 : آل عم ال ن ر { : ، وق ان آب وم إن آ ا ق ي

Page 84: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

وا عليكم مقامي وتذآيري بآيات الله فعلى الله توآلت فأجمعوا أمرآم وشرآاءآم ثم ال م اقض يكن أمرآم عليكم غمة ثلمين لي وال تنظرون فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إال على الله وأمرت أن أإ ن المس ون م ونس [ } آ ، 71 : ي

ا م { : ، وقد أخبر أنه لم ينج من العذاب إال المؤمنين فقال ] 72 بق قلنا احمل فيه ن س ك إال م ين وأهل ين اثن ل زوج ن آد { : ، وقال ] 40 : هود [ } عليه القول ومن آمن وما آمن معه إال قليل ن ق ك إال م ن قوم ؤمن م ن ي ه ل وح أن وأوحي إلى ن

ال . ] 29 : هود [ } ومآ أنا بطارد الذين آمنوا { : وحوقال ن ] 36 : هود [ } آمن ه اإلسالم فق راهيم أن دين ر عن إب وآذلك أخبلمن الصالحين إذ قال رةومن يرغب عن ملة إبراهيم إال من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في اآلخ { : تعالى

وتن له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن ال تم دين ف م ال طفى لك الله اصراهيم { : وقال/، ] 132 : 130 : البقرة [ } إال وأنتم مسلمون ة إب ع مل ن واتب ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه هللا وهو محس

ه بلى من أس { : ، وبمجموع هذين الوصفين علق السعادة فقال ] 125 : النساء [ } حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليال لم وجهه للون م يحزن يهم وال ه وف عل ه وال خ د رب رة [ } وهو محسن فله أجره عن اليوم اآلخر ] 112 : البق ان ب ه باإليم ا علق ، آم

ه ارى { : والعمل الصالح في قول ادوا والنص ذين ه وا وال ذين آمن ل إن ال ر وعم وم اآلخ ه والي ن بالل ن آم ابئين م والص . ] 62 : البقرة [ } صالحا فلهم أجرهم عند ربهم وال خوف عليهم وال هم يحزنون

ل ا و العم ان وه ع اإلحس ه، م دين لل و إخالص ال ذي ه ى أن اإلسالم ال دل عل ذا ي و وه ه، ه ه ب ر الل ذي أم لصالح ال

إن اب، ف اء العق واب، وانتف واإليمان المقرون بالعمل الصالح متالزمان، فإن الوعد على الوصفين وعد واحد وهو الثون { : انتفاء الخوف علة تقتضي انتفاء ما يخافه؛ ولهذا قال ل } وال خوف عليهم وال هم يحزن م يق افون : ل م ال ال يخ ، فه

خوف عليهم وإن آانوا يخافون الله، ونفى عنهم أن يحزنوا؛ ألن الحزن إنما يكون على ماض، فهم ال يحزنون بحال ي يهم ف ة وال خوف عل ل دخول الجن م قب د يحصل له ه ق ة، بخالف الخوف فإن ي عرصات القيام ر وال ف ال في القب

ون أال إن أولي { : الباطن، آما قال تعالى انوا يتق وا وآ ذين آمن ون ال م يحزن يهم وال ه وف عل ونس [ } اء الله ال خ ، 62 : ي63 [ .

ة ق دخول الجن ه تعلي اب الل ا في آت ه، آم ة ب ق دخول الجن ه تعلي اب الل يس في آت ق المجرد، فل ا اإلسالم المطل وأم

ذين { : هباإليمان المطلق المجرد، آقول دت لل أرض أع ماء وال رض الس ها آع ة عرض سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجند ربه { : ، وقال ] 12 : الحديد [ } آمنوا بالله ورسله دق عن دم ص م ق وا أن له ذين آمن ر ال ونس [ } موبش د وصف . ] 2 : ي وق

األمن إن { : ، ووصفه بذلك فقال ] 26 : العنكبوت [ } فآمن له لوط { : الخليل ومن اتبعه باإليمان آقوله ق ب فأي الفريقين أحه آنتم تعلمون الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظل م أولـئك لهم األمن وهم مهتدون وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قوم

والخليل إنما . ، ووصفه بأعلى طبقات اإليمان، وهو أفضل البرية بعد محمد صلى اهللا عليه وسلم ] 83 : 81 : األنعام [ } رة [ } وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم اآلخر { : لدعا بالرزق للمؤمنين خاصة فقا ال ] 126 : البق : ، وق

وا وقال موسى يا قوم إ { ] 128 : البقرة [ } واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك { ه توآل ه فعلي تم بالل تم آمن ن آنفما آمن لموسى إال ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم { : بعد قوله ] 84 : يونس [ } إن آنتم مسلمين

ة وأقيم و { : ، وقال ] 83 : يونس [ } الة أوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبل وا الصه ] 87 : يونس [ } وبشر المؤمنين ك ا { : ، وقد ذآرنا البشرى المطلقة للمسلمين في قول ا علي يء ونزلن ل ش ا لك اب تبيان لكت

. ] 89 : النحل [ } وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين

الوا ا، فق ان مع الم واإليم حرة باإلس ه الس ف الل د وص ارون { : وق ى وه المين رب موس رب الع ا ب } آمنالوا ] 121،122 : األعراف [ ا { : ، وق ا جاءتن ا لم ات ربن ا بآي ا إال أن آمن نقم من ا ت الوا ] 126 : األعراف [ } وم ا { : ، وق إن

لمين ربنا أف { : وقالوا ] 51 : الشعراء [ } نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن آنا أول المؤمنين ا مس } رغ علينا صبرا وتوفنه ] 126 : األعراف [ ا { : ، ووصف الله أنبياء بني إسرائيل باإلسالم في قول م به ور يحك دى ون ا ه وراة فيه ا الت ا أنزلن إن

ال ] 44 : مائدةال [ } النبيون الذين أسلموا للذين هادوا ان واإلسالم فق ، واألنبياء آلهم مؤمنون، ووصف الحواريين باإليملمون { : تعالى ا مس هد بأنن ا واش الوا آمن ولي ق ي وبرس وا ب واريين أن آمن ى الح دة [ } وإذ أوحيت إل ال { و ] 111 : المائ ق

. ] 52 : آل عمران [ } ون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمونالحواري

رق ة الف ن : وحقيق ا . أن اإلسالم دي دين دين دين مصدر دان ي ن اإلسالم [ إذا خضع وذل، و : وال ه ] دي ذي ارتضاه الل الا سواه وبعث به رسله هو االستسالم لله وحده، ه وحده دون م ه وحده بعبادت فمن . فأصله في القلب هو الخضوع لل

عبده، وعبد معه إلها آخر، لم يكن مسلما، ومن لم يعبده بل استكبر عن عبادته لم يكن مسلما، واإلسالم هو االستسالم

Page 85: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ة ال أهل اللغ ذا ق ه، هك ة ل ه، والعبودي لم : لله، وهو الخضوع ل لم الرجل إذا استس اب أس ، فاإلسالم في األصل من ب . العمل، عمل القلب والجوارح

ه التصديق، ب، واألصل في وأما اإليمان فأصله تصديق وإقرار ومعرفة، فهو من باب قول القلب المتضمن عمل القل

ه بإيمان القلب وبخضوعه، وهو اإليمان ] اإليمان [ والعمل تابع له؛ فلهذا فسر النبي صلى اهللا عليه وسلم ه ومالئكت باللاني الخمس ] اإلسالم [ وآتبه ورسله، وفسر ه . باستسالم مخصوص، هو المب ه صلى اهللا علي ائر آالم ذا في س وهك

اإلسالم ( : وسلم يفسر اإليمان بذلك النوع ويفسر اإلسالم بهذا، وذلك النوع أعلى؛ ولهذا قال النبي صلى اهللا عليه وسلمي ال ان ف ة، واإليم بعالني ا ) قل اس، وأم ا الن ال الظاهرة يراه إن األعم ة وحب / ف ي القلب من تصديق ومعرف ا ف م

ا ه م ان من لوازم ذا آ ا؛ فله وخشية ورجاء فهذا باطن، لكن له لوازم قد تدل عليه، والالزم ال يدل إال إذا آان ملزومدل ال ي افق، ف ؤمن والمن ه الم اض باألصل [ . . يفعل د ا ] بي ي حديث عب ي فف ا أن النب رة جميع ي هري رو وأب ن عم ه ب لل

والهم ( : صلىاهللا عليه وسلم قال ائهم وأم ى دم ، ) المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس علوالهم ائهم وأم ى دم أمنوه عل اطن، وهو أن ي أمر ب ه؛ وفسر المؤمن ب اس من ففسر المسلم بأمر ظاهر وهو سالمة الن

ا و ه يكون مأمون لموا من يس آل من س ه، ول اس من لم الن رك . هذه الصفة أعلى من تلك، فإن من آان مأمونا س د يت فق . أذاهم وهم ال يأمنون إليه، خوفا أن يكون ترك أذاهم لرغبة ورهبة؛ ال إليمان في قلبه

لم ه وس ي صلىاهللا علي ة عن النب ه وفي حديث عبيد بن عمير عن عمرو بن عبس ي صلىاهللا علي ال للنب ؛ أن رجال ق

ماحة والصبر ( : قال ؟ فما اإليمان : قال ) إطعام الطعام، ولين الكالم ( : قال ؟ ما اإلسالم : وسلم ام عمل ) الس ام الطع فإطعن ي ال ان ف بر فخلق ماحة والص ا الس الم، وأم ين الك ذلك ل ددة، وآ د متع ان لمقاص ه اإلنس اهر يفعل ال ظ فس، ق

ة { : تعالى وا بالمرحم د [ } وتواصوا بالصبر وتواص ه ] 17 : البل ى من ذاك، وهو أن يكون صبارا شكورا في ذا أعل ، وهر ا، وإذا مسه الخي ا إذا مسه الشر جزوع ق هلوع ذي خل سماحة بالرحمة لإلنسان وصبر على المكاره، وهذا ضد ال

. فإن ذاك ليس فيه سماحة عند النعمة، وال صبر عند المصيبةمنوعا، ؤمنين أآمل : قال ) من سلم المسلمون من لسانه ويده ( : قال ؟ فأي اإلسالم أفضل : وتمام الحديث/ يا رسول الله، أي الم

واده ( : قال ؟ فيا رسول الله، أي القتل أشر : قال ) أحسنهم خلقا ( : قال ؟ إيمانا ر ج ال ) من أريق دمه، وعق ا رسول : ق ياد أفضل أي الجه ه، ف ال ؟ الل ه ( : ق بيل الل ي س هم ف أموالهم وأنفس دوا ب ذين جاه ال . ) ال أي الصدقة : ق ه، ف ا رسول الل ي

ال ؟ لصالة أفضل يا رسول الله، فأي ا : قال . ) جهد المقل ( : قال ؟ أفضل وت ( : ق ال . ) طول القن أي : ق ه، ف ا رسول الل يندا، . ) من هجر السوء ( : قال ؟ الهجرة أفضل روى مس ارة ي روى مرسال، وت ارة ي ر، ت ن عمي د ب وهذا محفوظ عن عبييروى من وجه ) أفضل اإليمان السماحة والصبر ( : وقوله ) جوف الليل الغابر ( : قال ؟ أي الساعات أفضل : وفي رواية

. آخر عن جابر عن النبي صلىاهللا عليه وسلم

وهكذا في سائر األحاديث، إنما يفسر اإلسالم باالستسالم لله بالقلب مع األعمال الظاهرة، آما في الحديث المعروف والله يا رسول الله، ما أتيتك حتى حلفت عدد أصابعي : الذي رواه أحمد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده؛ أنه قال

ال . ) اإلسالم ( : قال ؟ هذه أال آتيك، فبالذي بعثك بالحق ما بعثك به ا اإلسالم : ق ال ؟ وم ه وأن توجه ( : ق لم قلبك لل أن تسيران، ال يقبل الله من عبد أشرك وجهك إلى الله، وأن تصلي الصالة المكتوبة، وتؤدي الزآاة المفروضة، أخوان نص

ى : أن تقول ( : وفي رواية قال . ) بعد إسالمه لم عل اة، وآل مس ؤتي الزآ يم الصالة، وت ت، وتق ه وتخلي أسلمت وجهي لله ( : وفي لفظ تقول ) مسلم محرم ه، وخليت وجهي إلي د . ) أسلمت نفسي لل ن نصر من حديث خال د ب ن / وروى محم ب

ك ( : قال رسول الله صلىاهللا عليه وسلم : عن أبي هريرة قال معدان ق، من ذل ار الطري ارا آمن إن لإلسالم صوى ومنالمعروف، والنهي عن أن تعبد الله وال تشرك به شيئا، وأن تقيم الصالة، وتؤتي الزآاة، وتصوم رمضان، واألمر ب

عليك، ردت عليك وعليهم المالئكة، وإن لم يردوا عليك ردت عليك المنكر، وتسلم على بني آدم إذا لقيتهم، فإن ردوا ي و سهم ف يئا فه نهن ش تقص م يهم، فمن ان ك إذا دخلت عل ى أهل بيت ليمك عل كت عنهم،وتس تهم إن س ة ولعن المالئك

. ) اإلسالم ترآه، ومن ترآهن فقد نبذ اإلسالم وراء ظهره

الى ا ا { : وقد قال تع ا أيه ة ي لم آآف ي الس وا ف وا ادخل ذين آمن رة [ } ل ادة ] 208 : البق د وقت ال مجاه نزلت في المسلمين : قال ول من ق م : يأمرهم بالدخول في شرائع اإلسالم آلها، وهذا ال ينافي ق يمن ل اب أو ف لم من أهل الكت يمن أس نزلت ف

ذ ا ـ ب أمورون ـ أيض ون يسلم؛ألن هؤالء آلهم م لم { : لك، والجمهور يقول ي بس ة . في اإلسالم : أي } ف هو : وقالت طائفال اب األعم ه من ب دم أن ا . الطاعة، وآالهما مأثور عن ابن عباس، وآالهما حق، فإن اإلسالم هو الطاعة آما تق وأم

Page 86: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ادخلوا في اإلسالم جميعه، وهذا هو الصحيح، فإن اإلنسان المراد به : وقيل . المراد ادخلوا آلكم : فقد قيل } آآفة { : قولهين } آآفة { : خطاب لهم آلهم فقوله } ادخلوا { : ال يؤمر بعمل غيره، وإنما يؤمر بما يقدر عليه، وقوله إن أريد به مجتمع

ذا لزم أن يترك اإلنسان اإلسالم حتى يسلم غيره فال يكون اإلسالم مأمورا به إال ب شرط موافقة الغير له آالجمعة، وهة د بكاف لم، وإن أري ه مس ه : أي : ال يقول رآن آقول يعكم، فكل أوامر الق وا جم وله { : ادخل ه ورس وا بالل د [ } آمن ، ] 7 : الحدي

الى آلها من هذا الباب، وما ق ] 56 : النور [ } وأقيموا الصلاة وآتوا الزآاة { ه تع ة، وقول ا آاف ل فيه رآين { : ي اتلوا المش وقراد : أي ] 36 : التوبة [ } آآفة يس الم ود، ل ذ العه د نب اتلوهم : قاتلوهم آلهم ال تدعوا مشرآا حتى تقاتلوه، فإنها أنزلت بع ق

رائض مجتمعين أو جميعكم، فإن هذا ال يجب، بل يقاتلون بحسب المصلحة، والجهاد ف رض على الكفاية، فإذا آانت فاتلين ! ؟ األعيان لم يؤآد المأمورين فيها بكافة، فكيف يؤآد بذلك في فروض الكفاية يم المق ه . وإنما المقصود تعم : وقول

. فيه احتماالن ] 36 : التوبة [ } وقاتلوا المشرآين آآفة {

دخول والمقصود أن الله أمر بالدخ ان من اإلسالم وجب ال ا آ ول في جميع اإلسالم آما دل عليه هذا الحديث، فكل مين، أو أخذ فيه، فإن آان واجبا على األعيان لزمه فعله، وإن آان واجبا على الكفاية اعتقد وجوبه، وعزم عليه إذا تع

ي : ن رجال قالأ : بالفضل ففعله، وإن آان مستحبا اعتقد حسنه وأحب فعله، وفي حديث جرير ف ل ه، ص يا رسول اللاة، وتصوم رمضان، ( : قال . اإلسالم ؤتي الزآ يم الصالة، وت ه، وتق تشهد أن ال إله إال الله، وتقر بما جاء من عند الل

ا : أقررت، في قصة طويلة فيها : قال ) وتحج البيت ان جائع ل وآ ان أنه وقع في أخاقيق جرذان، وأنه قت ان يدس ، وملكذي جاء . ) وتقر بما جاء من عند الله ( : في شدقه من ثمار الجنة، فقوله ه هو ال ه فإن دا رسول الل أن محم رار ب هو اإلق

. بذلك

ال : حديث الوفد الذين قالوا : وفي الحديث الذي يرويه أبو سليمان الداراني ون، ق ة إيم ( : نحن المؤمن ا عالم ) ؟ انكمفمنؤمن بهن، وخمس تخلقنا بها /خمس أمرتنا رسلك أن نعمل بهن، وخمس أمرتنا رسلك أن : خمس عشرة خصلة : قالوا

يئا ا ش ال . في الجاهلية، ونحن عليها في اإلسالم إال أن تكره منه ا ( : ق وا به رتكم رسلي أن تعمل ي أم ا الخمس الت ) ؟ فمالوا هد أ : ق اة، ونصوم رمضان، ونحج أن نش ؤتي الزآ يم الصالة، ون ه، ونق دا رسول الل ه،وأن محم ه إال الل ن ال إلأمرتنا أن نؤمن بالله، ومالئكته، وآتبه، ورسله، والبعث : قالوا ) ؟ وما الخمس التي أمرتكم أن تؤمنوا بها ( : قال . البيت

ال وت، ق د الم تم ب ( : بع ي تخلق س الت ا الخم الم وم ي اإلس ا ف تم عليه ة، وثب ي الجاهلي ا ف الوا ) ؟ ه د : ق بر عن الصي ال النب رك الشماتة باألعداء، فق اء، وت واطن اللق البالء،والشكر عند الرخاء والرضي بمر القضاء، والصدق في م

اء ( : صلىاهللا عليه وسلم وا أنبي دقهم أن يكون ادوا من ص لم . ) علماء حكماء، آ ه وس ال صلىاهللا علي دآم ( : فق ا أزي وأنا ال تسكنون، وال تنافسوا : خمسا فتتم لكم عشرون خصلة وا م إن آنتم آما تقولون، فال تجمعوا ما ال تأآلون، وال تبن

ا وا فيم ه تعرضون، وارغب ون، وعلي ه ترجع ه في شيء أنتم عنه غدا تزولون وعنه منتقلون، واتقوا الله الذي إلي علي . ) تقدمون، وفيه تخلدون

ع األحاديث ان، وجمي ا اإليم ا فجعلوه ؤمن به ي ي فقد فرقوا بين الخمس التي يعمل بها فجعلوها اإلسالم، والخمس الت

. المأثورة عن النبي صلىاهللا عليه وسلم تدل على مثل هذا

ي صلىاهللا وفي الحديث الذي رواه أحمد، من حديث أيوب، عن أبي قالبة، عن رج ه أن النب ام عن أبي ل من أهل الشدك ( : قال ؟ وما اإلسالم/ : قال ) أسلم تسلم ( : عليه وسلم قال له لم المسلمون من لسانك وي ال ) أن تسلم قلبك لله، ويس : قد أن ( : قال ؟ وما اإليمان : قال ) اإليمان ( : قال ؟ فأي اإلسالم أفضل له، وبالبعث بع تؤمن بالله، ومالئكته، وآتبه، ورس

ال ) أن تهجر السوء ( : قال ؟ وما الهجرة : قال ) الهجرة ( : قال ؟ فأي اإليمان أفضل : قال ) الموت أي الهجرة أفضل : ق ؟ فه ) م وال تغل وال تجبنأن تجاهد الكفار إذا لقيته ( : قال ؟ وما الجهاد : قال ) الجهاد ( : قال ثم قال رسول الله صلىاهللا عليه ) حجة مبرورة؛ أو عمرة ( قالها ثالثا ) ثم عمالن هما أفضل األعمال إال من عمل بمثلهما ( : وسلم ا أفضل ( : وقول هم

ان ) ثم عمالن ( : أي بعد الجهاد؛ لقوله ) األعمال ذا الحديث جعل اإليم ي ه خصوصا في اإلسالم، واإلسالم أعم ، ففا من الهجرة والهجرة أعم اد خصوص ه، وجعل الجه ان أعم من ان واإليم منه، آما جعل الهجرة خصوصا في اإليم

. فاإلسالم أن تعبد الله وحده ال شريك له مخلصا له الدين . منه

ين ه مع إرسال الرسل وهذا دين الله الذي ال يقبل من أحد دينا غيره،ال من األول وال من اآلخرين، وال تكون عبادتلم إلينا إال بما أمرت به رسله، ال بما يضاد ذلك؛ فإن ضد ذلك معصية، وقد ختم الله الرسل بمحمد صلىاهللا عليه وس

دخل اإلنسان ف . ي اإلسالم فال يكون مسلما إال من شهد أن ال إله إال الله وأن محمدا عبده ورسوله، وهذه الكلمة بها ي

Page 87: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

اني : فمن قال ال الظاهرة،آالمب ه الرسول من األعم ا أمر ب اإلسالم الكلمة وأراد هذا، فقد صدق، ثم البد من التزام مو ( : بقدر ما نقص من ذلك، آما في الحديث/ الخمس،ومن ترك من ذلك شيئا نقص إسالمه يئا فه نهن ش تقص م من ان

. ) سهم من اإلسالم ترآه

ه ه ال إل ه أن راره بقلب ك إال مع إق وهذه األعمال إذا عملها اإلنسان مخلصا لله ـ تعالى ـ فإنه يثيبه عليها، وال يكون ذله تلزم أن يكون صاحبه مع رار ال يس ذا اإلق رار، وه ذا اإلق إال الله وأن محمدا رسول الله، فيكون معه من اإليمان ه

ق من اليقين ما ال يقبل الريب ؤمن، وخل ، وال أن يكون مجاهدا وال سائر ما يتميز به المؤمن عن المسلم الذي ليس بماد، فهؤالء ين والجه ى اليق م يصلوا إل ان، ول ه من اإليم ذا اإلسالم بلوازم م ه ا وظاهرا معه آثير من المسلمين باطن

ك، وال يثابون على إسالمهم وإقرارهم بالرسول مجمال، وقد ال يعرفون أنه جاء بكت اءه مل ه ج ون أن د ال يعرف اب، وقه رار بأن د من اإلق ه، لكن الب رار المفصل ب يهم اإلق م يكن عل ذلك ل ر ب أنه أخبر بكذا، وإذا لم يبلغهم أن الرسول أخب

. رسول الله، وأنه صادق في آل ما يخبر به عن الله

إن أولئك ثم اإليمان الذي يمتاز به فيه تفصيل، وفيه طمأنينة ويقين، فهذا ة، ف ة والكيفي دره في الكمي متميز بصفته وق . معهم من اإليمان بالله ومالئكته وآتبه ورسله وتفصيل المعاد والقدر ما ال يعرفه هؤالء

ا، وآل ون حق م المؤمن يس مع هؤالء، وأولئك ه وأيضا، ففي قلوبهم من اليقين والثبات ولزوم التصديق لقلوبهم ما ل

ق؛ ألن مؤمن البد أن ي االستسالم / كون مسلما، فإن اإليمان يستلزم األعمال، وليس آل مسلم مؤمنا هذا اإليمان المطللله والعمل له ال يتوقف على هذا اإليمان الخاص، وهذا الفرق يجده اإلنسان من نفسه ويعرفه من غيره، فعامة الناس

ه، وآانوا من أهل الطاعة لله ورسوله، فهم مسلمون ومعهم إذا أسلموا بعد آفر أو ولدوا على اإلسالم والتزموا شرائعر من ك، وإال فكثي ه ذل يئا إن أعطاهم الل يئا فش ا يحصل ش وبهم إنم ى قل ان إل ة اإليم إيمان مجمل، ولكن دخول حقيق

دوا، ا جاه اد لم ارا وال الناس ال يصلون ال إلى اليقين وال إلى الجهاد، ولو شككوا لشكوا، ولو أمروا بالجه وليسوا آفا ه ولرسوله م وة الحب لل دهم من ق ب، وال عن درأ الري ا ي ه م ه ويقين منافقين، بل ليس عندهم من علم القلب ومعرفتيهم شبهات ورد عل وا بمن ي ة، وإن ابتل وا الجن اتوا دخل ة وم يقدمونه على األهل والمال، وهؤالء إن عوفوا من المحن

. له عليهم بما يزيل الريب، وإال صاروا مرتابين، وانتقلوا إلى نوع من النفاقتوجب ريبهم، فإن لم ينعم ال

ة لم المدين ه وس ي صلىاهللا علي دم النب ا ق ذا لم د؛ وله وآذلك إذا تعين عليهم الجهاد ولم يجاهدوا، آانوا من أهل الوعيافق افق من ن تالء ن ة واالب ا جاءت المحن ا، فلم و مات هؤ . أسلم عامة أهله ى اإلسالم فل اتوا عل ل االمتحان لم الء قب

الى ال تع وا فظهر صدقهم، ق وا أن { : ودخلوا الجنة، ولم يكونوا من المؤمنين حقا الذين ابتل اس أن يترآ ب الن م أحس اليعلمن بلهم فل اذبين يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من ق يعلمن الك دقوا ول ذين ص ه ال وت [ } الل ، ] 3 : 1 : العنكب

ن الطيب { : وقال تعالى ث م ز الخبي ى يمي ه حت ران [ } ما آان الله ليذر المؤمنين على مآ أنتم علي ال ] 179 : آل عم : ، وقب ع وم { ة انقل ابته فتن ه وإن أص أن ب ر اطم ابه خي إن أص رف ف ى ح ه عل د الل ن يعب دنيا ن الناس م ر ال ه خس ى وجه ل

ه ؛ ولهذا ذم الله المنافقين بأن ] 11 : الحج [ } والآخرة ذلك هو الخسران المبين ه بقول م خرجوا من ان ث وا في اإليم هم دخله { : تعالى بيل الل ن س دوا ع ة فص انهم جن ذوا أيم ه } والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخ ى قول م { : إل وا ث أنهم آمن ك ب ذل

يهم { : ، وقال في اآلية األخرى ] 1،3 : المنافقون [ } هم لا يفقهونآفروا فطبع على قلوبهم ف زل عل افقون أن تن ذر المن يحنكم قل أبالله وآياته ورسوله آنتم تستهزؤون ال تعتذروا قد آفرتم بعد إيم { : إلى قوله } سورة ة م ن طآئف ف ع انكم إن نع

. قد آفرتم بعد إيمانكم : ، فقد أمره أن يقول لهم ] 66 : 64 : التوبة [ } نعذب طآئفة بأنهم آانوا مجرمين

رهم أوال : وقول من يقول عن مثل هذه اآليات انهم مع آف انهم بلس ان إنهم آفروا بعد إيم وبهم، ال يصح؛ ألن اإليم بقلر، وإن : باللسان مع آفر القلب قد قارنه الكفر، فال يقال افرين في نفس األم وا آ م يزال إنهم ل انكم، ف د إيم قد آفرتم بع

ذا، ازالوا هك أريد أنكم أظهرتم الكفر بعد إظهارآم اإليمان، فهم لم يظهروا للناس إال لخواصهم، وهم مع خواصهم مانهم، بل لما ناف قوا وحذروا أن تنزل سورة تبين ما في قلوبهم من النفاق، وتكلموا باالستهزاء، صاروا آافرين بعد إيم

أواهم { : وال يدل اللفظ على أنهم ما زالوا منافقين، وقد قال تعالى يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم وموا جهنم وبئس المصير يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا آلمة الكفر وآفروا بعد إسال ا نقم الوا وم م ين ا ل وا بم مهم وهم

رة إال أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا دنيا واآلخ ي ال ا ف ذابا أليم ه ع ذبهم الل } يك خيرا لهم وإن يتولوا يع . } وآفروا بعد إسالمهم { : فهنا قال ] 74، 73 : التوبة [

Page 88: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه انك { : فهذا اإلسالم قد يكون من جنس إسالم األعراب فيكون قول د إيم المهم { و } مبع د إس ا } بع ون م د يكون سواء، وقى ذا دعاهم إل ردة؛ وله ر وال روا الكف ونهم أظه ان شيء، لك ا من اإليم زالوا منافقين، فلم يكن لهم حال آان معهم فيه

ة } فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا { : التوبة فقال رة { بعد التوبة عن التوب دنيا واآلخ ي ال ا ف ذابا أليم ه ع ذبهم الل } يعه ذا في سياق قول ار { : وهذا إنما هو لمن أظهر الكفر، فيجاهده الرسول بإقامة الحد والعقوبة؛ ولهذا ذآر ه د الكف جاه

. ] 47 : التوبة [ } وما لهم في األرض من ولي وال نصير { : ؛ ولهذا قال في تمامها } والمنافقين واغلظ عليهم

وهؤالء الصنف الذين آفروا بعد إسالمهم غير الذين آفروا بعد إيمانهم فإن هؤالء حلفوا بالله ما قالوا، وقد قالوا آلمة ى مقصودهم؛ الكفر التي آفروا بها بعد إسالمهم وهموا بما لم ينالوا، وهو يدل على أنهم سعوا في ذلك، فلم يصلوا إل

ا { : فصدر منهم قول وفعل، قال تعالى } بما لم ينالوا { هموا بما لم يفعلوا، لكن : فإنه لم يقل ا آن ولن إنم ألتهم ليق ولئن سة { : روا؛ ولهذا قيلفاعترفوا واعتذ ] 65 : التوبة [ } نخوض ونلعب ن طآئف ف ع انكم إن نع د إيم رتم بع د آف ذروا ق ال تعت

وا أن ] 66 : التوبة [ } منكم نعذب طآئفة بأنهم آانوا مجرمين ل ظن را، ب وا آف فدل على أنهم لم يكونوا عند أنفسهم قد أتدهم ذلك ليس بكفر ان عن ه آ ى أن دل عل ه، ف د إيمان ه صاحبه بع ر ب ر يكف ، فبين أن االستهزاء بالله وآياته ورسوله آف

إيمان ضعيف، ففعلوا هذا المحرم الذي عرفوا أنه محرم، ولكن لم يظنوه آفرا، وآان آفرا آفروا به، فإنهم لم يعتقدوا رة في صفة المنافقين،/جوازه، وهكذا قال غير واحد من السلف م أبصروا : الذين ضرب لهم المثل في سورة البق أنه

روا م آف وا ث روا، وآمن م أنك وا ث وا، وعرف م عم د . ث ادة ومجاه ال قت ذلك ق ؤمنين، : وآ ى الم الهم عل ل إلقب ضرب المثارا فل { : وسماعهم ما جاء به الرسول، وذهاب نورهم، قال توقد ن ه مثلهم آمثل الذي اس ب الل ه ذه ا حول اءت م ا أض م

. إلى ما آانوا عليه ] 18، 17 : البقرة [ } بنورهم وترآهم في ظلمات ال يبصرون صم بكم عمي فهم ال يرجعون

ائهم : المراد بالنور : وأما قول من قال ن دم دنيا من حق ا ما حصل في ال ك الضوء آم لبوا ذل اتوا س إذا م والهم، ف وأموترآهم في ظلمات ال يبصرون صم بكم عمي { : سلب صاحب النار ضوءه، فلفظ اآلية يدل على خالف ذلك، فإنه قال

ول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا يوم يق { : ويوم القيامة يكونون في العذاب آما قال تعالى } فهم ال يرجعونه نقتبس من نورآم قيل ارجعوا وراءآم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه ف ن قبل اهره م يه الرحمة وظ

: ، وقد قال غير واحد من السلف ] 14، 13 : الحديد [ اآلية } م ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكمالعذاب ينادونهعى يوم لا يخزي الله النبي والذين آم { : إن المنافق يعطي يوم القيامة نورا ثم يطفأ؛ ولهذا قال تعالى نوا معه نورهم يس

ا ر لن ا واغف ا نورن م لن ا أتم ون ربن انهم يقول ديهم وبأيم ين أي ريم [ } ب ال المفسرون . ] 8 : التح ور : ق ون ن إذا رأى المؤمن . المنافقين يطفأ، سألوا الله أن يتم لهم نورهم ويبلغهم به الجنة

ا : ال ابن عباسق/ ليس أحد من المسلمين إال يعطي نورا يوم القيامة، فأما المنافق فيطفأ نوره، وأما المؤمن فيشفق مم

من حديث أبي ] الصحيحين [ فقد ثبت في : ، وهو آما قال } ربنا أتمم لنا نورنا { : رأى من إطفاء نور المنافق، فهو يقوللم هريرة وأبي سعيد ه وس ابر، وهو . ـ وهو ثابت من وجوه أخرـ عن النبي صلىاهللا علي لم من حديث ج ورواه مس

ادى ه ين ه أن ذآر في ذي ي معروف من حديث ابن مسعود ـ وهو أطولها ـ ومن حديث أبي موسى في الحديث الطويل الع لتتبع آل أمة ما آانت تعبد، فيتبع من آان يعبد الشمس الشمس ( : يوم القيامة ر، ويتب د القمر القم ان يعب ، ويتبع من آ

ي ر صورته الت ي صورة غي ه ف أتيهم الل ا، في ا منافقوه ة فيه ذه األم ى ه ت، وتبق ت الطواغي د الطواغي ان يعب ن آ مه : أنا ربكم، فيقولون : يعرفون، فيقول أتيهم الل اه، في ا عرفن إذا جاء ربن ا ف ا ربن نعوذ بالله منك، وهذا مكاننا حتى يأتين

وفي رواية . ) فيكشف عن ساقه ( : وفي رواية . ) أنت ربنا فيتبعونه : في صورته التي يعرفون، فيقول أنا ربكم، فيقولونفيكشف عن ساقه، فال يبقى من آان يسجد لله من تلقاء نفسه . نعم : هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها، فيقولون ( : فيقول

ر إال أذن له بالسجود، ا أراد أن يسجد خ ة واحدة، آلم ره طبق ه ظه اء إال جعل الل ا وري وال يبقى من آان يسجد نفاقفتبقى ظهورهم مثل صياصي البقر فيرفعون رؤوسهم فإذا نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ويطفأ نور المنافقين . على قفاه . ) ذرونا نقتبس من نورآم : فيقولون

ة، هؤالء يسجدون فبين أن المنافق م وقت الحقيق دنيا ث م في ال انوا معه ا آ ؤمنين في الظاهر، آم ين يحشرون مع الم

اس، والجزاء في اآلخرة /لربهم، وأولئك ال يتمكنون من السجود، اء للن فإنهم لم يسجدوا في الدنيا له، بل قصدوا الريذا هو من جنس العمل في الدنيا، فلهذا أعطوا نورا ثم طفئ؛ ألنهم في ه؛ وله م خرجوا من ان، ث وا في اإليم دنيا دخل ال

م ورا ث ذين يعطون في اآلخرة ن ر، وهؤالء ال م آف يهم آمن ث ضرب الله لهم المثل بذلك، وهذا المثل، هو لمن آان ف . يطفأ

Page 89: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

وقال . ال يرجعون عن ضاللهم : مقاتلوقال قتادة و . إلى اإلسالم في الباطن ] 18 : البقرة [ } فهم ال يرجعون { : ولهذا قالل : السدي ذا المث دنيا، وه ا يكون في ال ل إنم ال يرجعون إلى اإلسالم، يعني في الباطن، وإال فهم يظهرونه، وهذا المث

ه . مضروب لبعضهم وهم الذين آمنوا ثم آفروا ل اآلخر، وهو قول م المث أو { : وأما الذين لم يزالوا منافقين فضرب لهوا ] 19 : البقرة [ } آصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق إن المفسرين اختلف ولين، ف ذا أصح الق ثالن : ، وه هل الما وإنما يثبت به } أو آصيب { : والثاني هو الصواب؛ ألنه قال . على قولين ؟ مضروبان لهم آلهم، أو هذا المثل لبعضهم

ذا وبعضهم يشبه أحد األمرين، فدل ذلك على أنهم مثلهم هذا وهذا، فإنهم ال يخرجون عن المثلين بل بعضهم يشبه ه . بل يذآر الواو العاطفة ] أو [ هذا، ولو آانوا آلهم يشبهون المثلين لم يذآر

ن سيرين : هاهنا للتخييرـ آقولهم ] أو [ : وقول من قال ر يكون في األمر جالس الحسن أو اب يس بشيء، ألن التخيي ـ ل

ال ول من ق ذلك ق واو أو لتشكيك المخاطبين، } أو { : والطلب ال يكون في الخبر، وآ ى ال يس / بمعن يهم ل ام عل أو اإلبه . بشيء، فإن الله يريد باألمثال البيان والتفهيم، ال يريد التشكيك واإلبهام

اني } صم بكم عمي { : ، ويدل على ذلك أنه قال في المثل األولوالمقصود تفهيم المؤمنين حالهم ون { : وقال في الث يجعل

ف أب رق يخط اد الب افرين يك يط بالك ه مح م أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والل اء له ا أض ارهم آلم صه ع ارهم إن الل دير مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبص يء ق ل ش ى آ رة [ } ل ، 19 : البق

معهم وأبصارهم، و ] 20 ذهب بس ه ل اء الل و ش معون ويبصرون ول م يس اني أنه ل الث ي المث ين ف انوا فب ي األول آ فم عمي م . يبصرون ثم صاروا في ظلمات ال يبصرون، صم بك ه وإذا أظل رق مشوا في م الب اني إذا أضاء له وفي الث

ان في ضوء فصار . حال ضياء، وحال ظالم، واألولون بقوا في الظلمة : عليهم قاموا، فلهم حاالن فاألول حال من آتقر ال ف م يس ن ل ال م اني ح ة، والث ي ظلم ه ف ي توجب مقام وال الت ه األح ف علي ل تختل ة، ب ي ظلم ي ضوء وال ف

. واسترابته

به { : فقال ] أو [ يبين هذا أنه ـ سبحانه ـ ضرب للكفار ـ أيضا ـ مثلين بحرف ة يحس راب بقيع الهم آس روا أعم والذين آفي الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم ي ر لج ي بح ات ف اب أو آظلم ريع الحس جده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله س

ه د يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يك ل الل م يجع ن ل ا وم يراهى باطل، / فاألول . ] 40، 39 : النور [ } له نورا فما له من نور ى حق وهو عل ه عل مثل الكفر الذي يحسب صاحبه أن

مثل الكفر الذي آمن زين له سوء عمله فرآه حسنا، فإنه ال يعلم وال يعلم أنه ال يعلم؛ فلهذا مثل بسراب بقيعة، والثاني م ل ل ى حق، ب ال يعتقد صاحبه شيئا، بل هو في ظلمات بعضها فوق بعض، من عظم جهله لم يكن معه اعتقاد أنه عل

. يزل جاهال ضاال في ظلمات متراآمة

يم في المث ذا الوصف، فيكون التقس ارة متصفا به ين وأيضا، فقد يكون المنافق والكافر تارة متصفا بهذا الوصف وت لل؛ ذا المث ه ه ا ضرب ل ل لم ل هو مماث ذا المث ه ه ا ضرب ل يس م وع أحوالهم، وبكل حال فل لتنوع األشخاص ولتنالنور، ه ب د فضرب مثل د، ألن الحق واح ل واح ان إال مث م يضرب لإليم ذا ل ى؛ وله ين صورة ومعن الختالف المثل

ة أو بال ه، آالسراب بالقيع ة ل ه وأولئك ضرب لهم المثل بضوء ال حقيق افق يضرب ل ذلك المن ة، وآ ظلمات المتراآمر . المثل بمن أبصر ثم عمى، أو هو مضطرب يسمع ويبصر ما ال ينتفع به م آف فتبين أن من المنافقين من آان آمن ث

ان افقوا، وآ م ن وا ث د آمن باطنا، وهذا مما استفاض به النقل عند أهل العلم بالحديث والتفسير والسير، أنه آان رجال ق : ي ذلك ألسبابيجر

الى : منها ال تع اس، ق ا { : أمر القبلة، لما حولت ارتد عن اإليمان ألجل ذلك طائفة، وآانت محنة امتحن الله بها الن وم

ه ى عقبي دى جعلنا القبلة التي آنت عليها إال لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب عل ذين ه ى ال رة إال عل ت لكبي وإن آانإن : إذا حولت، والمعنى : أي : قال/ ] 143 : البقرة [ } الله تكم؛ ف ا قبل ا أن نجعله ان في علمن ي آ ة الت ة هي القبل أن الكعب

را ة إب ق، وقبل م الكعبة ومسجدها وحرمها أفضل بكثير من بيت المقدس وهي البيت العتي اء، ول ره من األنبي هيم وغية، ة دائم ك قبل ا ل م نكن لنجعله ا؛ فل دس، ال موسى وال عيسى وال غيرهم ى بيت المق يأمر الله قط أحدا أن يصلي إلولكن جعلناها أوال قبلة لنمتحن بتحويلك عنها الناس،فيتبين من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، فكان في شرعها

. هذه الحكمة

Page 90: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ة وآ د طائف ه، ارت لم وآسرت رباعيت ه وس ي صلىاهللا علي ج وجه النب وم أحد وش ذلك ـ أيضا ـ لما انهزم المسلمون يو { : نافقوا، قال تعالى س الق د م رح فق كم ق ؤمنين إن يمسس تم م ه وال تهنوا وال تحزنوا وأنتم األعلون إن آن رح مثل م ق

ه ذين وتلك األيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والل ه ال يمحص الل المين ول ب الظ ال يحيعلم { : ، وقال تعالى ] 141 : 139 : آل عمران [ } آمنوا ويمحق الكافرين ه ول إذن الل ان فب ى الجمع وم التق ابكم ي وما أص

ذ لوا لو نعلم قالمؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قا تاال التبعناآم هم للكفر يومئون ا يكتم م بم ه أعل وبهم والل ي قل يس ف ا ل أفواههم م ران [ } أقرب منهم لإليمان يقولون ب ه ] 167، 166 : آل عم : فقول

ه ظاهر } وليعلم الذين نافقوا { ا، وقول ا ثاني م { : فيمن أحدث نفاقا وهو يتناول من لم ينافق قبل، ومن نافق ثم جدد نفاق هان } للكفر يومئذ أقرب منهم لإليمان وا لإليم ا أن يكون اويا، وإم يبين أنهم لم يكونوا قبل ذلك أقرب منهم بل إما أن يتسل /ي لما أقرب، وآذلك آان، فإن ابن أب اس، قي ه ثلث الن وم أحد، انخزل مع لم ي ه وس : انخزل عن النبي صلىاهللا علي

. آانوا نحو ثالثمائة، وهؤالء لم يكونوا قبل ذلك آلهم منافقين في الباطن؛ إذ لم يكن لهم داع إلى النفاق

ا في المسجد فإن ابن أبي آان مظهرا لطاعة النبي صلىاهللا عليه وسلم واإليمان به؛ وآان آل ي وم خطيب ة يق وم جمعه، يأمر باتباع النبي صلىاهللا عليه وسلم ولم يكن ما في قلبه يظهر إال لقليل من الناس إن ظهر، وآان معظما في قوماق، ى النف ه الحسد عل ك، فحمل وة بطل ذل آانوا قد عزموا على أن يتوجوه ويجعلوه مثل الملك عليهم، فلما جاءت النب

ه قبل ذلك دين يدعو إليه؛ وإنما آان هذا في اليهود، فلما جاء النبي صلىاهللا عليه وسلم بدينه وقد أظهر وإال فلم يكن لدين ه ال الله حسنه ونوره، مالت إليه القلوب ال سيما لما نصره الله يوم بدر، ونصره على يهود بني قينقاع، صار مع

م والدنيا، فكان المقتضى لإليمان في عامة األنصار قائم ه، ول را ويوالي ا آثي ي تعظيم ن أب نهم يعظم اب ا، وآان آثير مال رأي الصبيان ـ أو : يكن ابن أبي أظهر مخالفة توجب االمتياز، فلما انخزل يوم أحد وق ه، ويأخذ ب ي ورأي دع رأي ي

. آما قال ـ انخزل معه خلق آثير، منهم من لم ينافق قبل ذلك

ان، هو وفي الجملة، ففي األخبار عمن نا م إيم ان معه لمين، وآ انوا مس ا، فأولئك آ ره هن ا يطول ذآ فق بعد إيمانه موا الضوء الذي ضرب الله به المثل، فلو ماتوا قبل المحنة والنفاق ماتوا على هذا اإلسالم الذي يثابون عليه، ولم يكون

ا /من افقين حق ذا المؤمنين حقا الذين امتحنوا فثبتوا على اإليمان، وال من المن ة، وه ان بالمحن دوا عن اإليم ذين ارت الحال آثير من المسلمين في زماننا أو أآثرهم، إذا ابتلوا بالمحن التي يتضعضع فيها أهل اإليمان، ينقص إيمانهم آثيرا

. عبرة ومنهم من يظهر الردة إذا آان العدو غالبا، وقد رأينا ورأى غيرنا من هذا ما فيه . وينافق أآثرهم أو آثير منهما وظاهرا لكن وإذا آانت العافية، أو آان المسلمون ظاهرين على عدوهم آانوا مسلمين، وهم مؤمنون بالرسول باطن

فقيل } آمنا { : وهؤالء من الذين قالوا . ولهذا يكثر في هؤالء ترك الفرائض وانتهاك المحارم . إيمانا ال يثبت على المحنةه : أي ] 14 : الحجرات [ } منوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكمقل لم تؤ { : لهم ذي أهل ق، ال ان المطل اإليم

ال ذا ق اب والسنة؛ وله ه الكت ا دل علي الى ـ آم ه ـ تع اب الل ق في آت ان إذا أطل ذا هو اإليم إن ه ا، ف ون حق هم المؤمنهم إ { : تعالى أموالهم وأنفس دوا ب ابوا وجاه م يرت م ل وله ث ه ورس وا بالل م نما المؤمنون الذين آمن ك ه ه أولئ بيل الل ي س ف

وب ] 15 : الحجرات [ } الصادقون م ، فلم يحصل لهم ريب عند المحن التي تقلقل اإليمان في القل ، والريب يكون في علا ه علم أن قلب اليقين إال من اطم ذا ال يوصف ب م؛ وله ه ال يكون إال في العل القلب وفي عمل القلب، بخالف الشك فإن

الى ال تع ين ق : وعمال، وإال فإذا آان عالما بالحق، ولكن المصيبة أو الخوف أورثه جزعا عظيما، لم يكن صاحب يق . ] 11 : األحزاب [ } المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا هنالك ابتلي {

اق، / ا يوجب النف ه بعض م ى قلب رد عل د ي ه، وق ه علي وب الل وآثيرا ما تعرض للمؤمن شعبة من شعب النفاق، ثم يت

ا قالت الصحابة والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان، وبوساوس الكفر التي يضيق بها . ويدفعه الله عنه ا : صدره، آم يه تكلم ب ه من أن ي ى األرض، أحب إلي ئن يخر من السماء إل ا ل دنا ليجد في نفسه م ال . رسول الله، إن أح ذاك ( : فق

ى الوسوسة ( : قال . ما يتعاظم أن يتكلم به : ، وفي رواية ) صريح اإليمان ده إل ذي رد آي ه ال د لل ذ : أي ) الحم ا حصول هالوسواس، مع هذه الكراهة العظيمة له، ودفعه عن القلب، هو من صريح اإليمان، آالمجاهد الذي جاءه العدو، فدافعه

ك الوساوس . حتى غلبه، فهذا أعظم الجهاد، والصريح الخالص، آاللبن الصريح وا تل ا آره ا صار صريحا، لم وإنم . الشيطانية، ودفعوها فخلص اإليمان فصار صريحا

ه الشهوات والبد لعامة الخلق من هذه الوساوس، فمن الناس من يجيبها فصير آافرا أو منافقا، ومنهم من قد غمر قلبن اس م ذا يعرض للن ا؛ وله ا أن يصير منافق ا وإم ا أن يصير مؤمن دين، فإم ب ال ا إال إذا طل ال يحس به ذنوب ف وال

م يصلوا؛ م إذا ل ا ال يعرض له ي الصالة م اوس ف ه الوس ى رب ة إل د إذا أراد اإلناب ر تعرضه للعب يطان يكث ألن الش

Page 91: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ر دين أآث م وال رهم، ويعرض لخاصة أهل العل ا ال يعرض لغي والتقرب إليه واالتصال به؛ فلهذا يعرض للمصلين مم يسلك ه ل مما يعرض للعامة؛ ولهذا يوجد عند طالب العلم والعبادة من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم؛ ألن

ى ش وجهين إل وب الشيطان، بخالف المت ذا مطل ه، وه رع الله ومنهاجه، بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذآر ربدوا { : فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله، قال تعالى/ربهم بالعلم والعبادة؛ اطر [ } إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه ع ؛ ] 6 : ف

ورث القلب ولهذا أمر قارئ ه ت أمور ب ى الوجه الم رآن عل القرآن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فإن قراءة القوننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين وال يزيد { : اإليمان العظيم، وتزيده يقينا وطمأنينة وشفاء، وقال تعالى

ارا الظالمين الى ] 82 : اإلسراء [ } إال خس ال تع ين { : ، وق ة للمتق دى وموعظ اس وه ان للن ـذا بي ران [ } ه ، ] 138 : آل عم . ] 124 : التوبة [ } هم إيمانا وهم يستبشرونفأما الذين آمنوا فزادت { : ، وقال تعالى ] 2 : البقرة [ } هدى للمتقين { : وقال تعالى

ارئ، ه الق أمر الل وهذا مما يجده آل مؤمن من نفسه، فالشيطان يريد بوساوسه أن يشغل القلب عن االنتفاع بالقرآن، ف

بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على فإذا قرأت القرآن فاستعذ { : إذا قرأ القرآن، أن يستعيذ منه، قال تعالىه م ب ذين ه ه وال رآون الذين آمنوا وعلى ربهم يتوآلون إنما سلطانه على الذين يتولون إن ] 100 : 98 : النحل [ } مش ، ف

ان المستعيذ ه آ د برب اذ العب إذا ع ه؛ ف بالله مستجير به، الجئ إليه، مستغيث به من الشيطان، فالعائذ بغيره مستجير بذي { : مستجيرا به متوآال عليه فيعيذه الله من الشيطان ويجيره منه، ولذلك قال الله تعالى ادفع بالتي هي أحسن فإذا ال

يم و بينك وبينه ظ عظ يطان عداوة آأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو ح ن الش ك م ا ينزغن إم . ] 36 : 34 : فصلت [ } نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم

ه من : قالها لذهب عنه ما يجد / إني ألعلم آلمة لو ( : وفي الصحيحين عن النبي صلىاهللا عليه وسلم أنه قال أعوذ بالل

ه . ) الشيطان الرجيم دما يعرض علي ه، وعن ه الشيطان عن ئال يعوق فأمر ـ سبحانه ـ باالستعاذة عند طلب العبد الخير؛ لد إرادة ا ه من الشر ليدفعه عنه عن ي صلىاهللا علي ال النب ذا ق يئات؛ وله أمره الشيطان بالس ا ي د م د للحسنات، وعن لعب

ذا : ال يزال الشيطان يأتي أحدآم فيقول ( : وسلم ذا ؟ من خلق آ ق آ ول ؟ من خل ى يق ه : حت ق الل ك ؟ من خل فمن وجد ذلدو مع ، فأمر باالستعاذة عندما يطلب الشيطان أن يوق ) فليستعذ بالله ولينته عه في شر أو يمنعه من خير، آما يفعل الع

. عدوه

وى، ك أق ى ذل ه عل ره بحيث تكون قوت ك من غي ى ذل در عل ادة، وأق م والعب ة في العل وآلما آان اإلنسان أعظم رغبه ورغبته وإرادته في ذلك أتم، آان ما يحصل له ـ إن سلمه الله من الشيطان ـ أعظم، وآان ما يفتتن به ـ إن تمكن من

. آل أمة علماؤها شرارها، إال المسلمين فإن علماءهم خيارهم : الشيطان ـ أعظم؛ ولهذا قال الشعبي

لهم ا يض الون، وإنم م ض لمين فه ر المس ة غي ل أم ك أن آ ل، وذل ي المل الم ف ل اإلس الم، آأه ي اإلس نة ف ل الس وأهين ال ا يتب ى هدى، وإنم ذلك أهل علماؤهم؛ فعلماؤهم شرارهم، والمسلمون عل ارهم، وآ اؤهم خي ائهم، فعلم هدى بعلم

لم ه وس ي صلىاهللا علي ذا أمر النب ذنوب، وله السنة، أئمتهم خيار األمة، وأئمة أهل البدع أضر على األمة من أهل الم من الوساوس /بقتل الخوارج، ونهى عن قتال الوالة الظلمة؛ وأولئك لهم ادة، فصار يعرض له م والعب نهمة في العل

ين التي تضل ة المتق ان من أئم نهم آ ك م لم من ذل رهم، ومن س هم ـ وهم يظنونها هدي، فيطيعونها ـ ما ال يعرض لغين مسعود ألصحابه ال اب ا ق دد : مصابيح الهدى، وينابيع العلم؛ آم رج الليل،ج ة، س ابيع العلم،مصابيح الحكم وا ين آون . ماء، وتخفون على أهل األرضالقلوب، أحالس البيوت، خلقان الثياب، تعرفون في أهل الس

األلفاظ الموجودة في القرآن والحديث إذا عرف تفسيرها: فصــل

ي صلى : ومما ينبغي أن يعلم ة النب أن األلفاظ الموجودة في القرآن والحديث، إذا عرف تفسيرها وما أريد بها من جهواع [ : لغة وال غيرهم؛ ولهذا قال الفقهاءاهللا عليه وسلم لم يحتج في ذلك إلى االستدالل بأقوال أهل ال ة أن ] األسماء ثالث

ة؛ آالشمس والقمر . نوع يعرف حده بالشرع؛ آالصالة والزآاة وع يعرف حده باللغ العرف . ون وع يعرف حده ب ونه . و ذلك، ونح ] 19 : النساء [ } وعاشروهن بالمعروف { : آلفظ القبض، ولفظ المعروف في قوله وروي عن ابن عباس أن

ه : تفسير القرآن على أربعة أوجه : قال ه، وتفسير يعلم ذر أحد بجهالت ا، وتفسير ال يع تفسير تعرفه العرب من آالمهاذب د . العلماء، وتفسير ال يعلمه إال الله، من ادعي علمه فهو آ ك، ق اة والصيام والحج ونحو ذل فاسم الصالة والزآ

اك يعرف بين الرسول ا، ومن هن ذلك لفظ الخمر وغيره صلى اهللا عليه وسلم ما يراد بها في آالم الله ورسوله، وآتقاقها ووجه ا الكالم في اش معناها، فلو أراد أحد أن يفسرها بغير ما بينه النبي صلى اهللا عليه وسلم لم يقبل منه، وأم

Page 92: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

راد وتعليل األحكام، هو . داللتها، فذاك من جنس علم البيان زيادة في العلم، وبيان حكمة ألفاظ القرآن؛ لكن معرفة الم . بها ال يتوقف على هذا

ه، ذا آل ر، هي أعظم من ه اق والكف ان واإلسالم والنف ذه / واسم اإليم راد به ين الم د ب لم ق ه وس النبي صلى اهللا علي ف

واهد تقاق وش ك باالش ى ذل تدالل عل ى االس ه إل اج مع ا ال يحت اظ بيان ذا يجب األلف ك؛ فله و ذل رب ونح تعمال الع اسة من حيث ذه األسماء معلوم اني ه الرجوع في مسميات هذه األسماء إلى بيان الله ورسوله، فإنه شاف آاف، بل معالجملة للخاصة والعامة، بل آل من تأمل ما تقوله الخوارج والمرجئة في معنى اإليمان، علم باالضطرار أنه مخالف

افرا، للرسول، ويعلم ب ا آ م يكن يجعل آل من أذنب ذنب ه ل ان، وأن ام اإليم االضطرار أن طاعة الله ورسوله من تمنتنا : ويعلم أنه لو قدر أن قوما قالوا للنبي صلى اهللا عليه وسلم نحن نؤمن بما جئتنا به بقلوبنا من غير شك، ونقر بألس

ه ونهي رت ب ا أم يء مم ي ش ك ف ا ال نطيع هادتين، إال أن ج، وال نصدق بالش ال نصلي وال نصوم وال نح ه، ف ت عنه، ونشرب ذي أمرت ب ر ال يئا من الخي رحم، وال نفعل ش د، وال نصل ال ي بالعه ة، وال نف ؤدي األمان الحديث، وال نك ل نقتل والهم، ب ك، ونأخذ أم ه من أصحابك وأمت درنا علي ل من ق الخمر؛ وننكح ذوات المحارم بالزنا الظاهر، ونقت

ان، : تلك مع أعدائك، هل آان يتوهم عاقل أن النبي صلى اهللا عليه وسلم يقول لهمأيضا ونقا املو اإليم ون آ تم مؤمن أن : وأنتم من أهل شفاعتي يوم القيامة، ويرجى لكم أال يدخل أحد منكم النار، بل آل مسلم يعلم باالضطرار أنه يقول لهم

. م يتوبوا من ذلكأنتم أآفر الناس بما جئت به، ويضرب رقابهم إن ل

دين وآذلك آل مسلم يعلم أن شارب الخمر والزاني والقاذف والسارق، لم يكن النبي صلى اهللا عليه وسلم يجعلهم مرته /يجب قتلهم، بل القرآن والنقل المتواتر عنه يبين أن هؤالء لهم عقوبات غير عقوبة المرتد عن اإلسالم، آما ذآر الل

. الزاني، وقطع السارق، وهذا متواتر عن النبي صلى اهللا عليه وسلم،ولو آانوا مرتدين لقتلهمفي القرآن جلد القاذف و . فكال القولين مما يعلم فساده باالضطرار من دين الرسول صلى اهللا عليه وسلم

ى م ن اإلسالم عل ون دي ق، وصاروا يبن ذه الطري م أعرضوا عن ه داخل؛ ألنه يهم ال دمات وأهل البدع إنما دخل عل ق

وال يتأملون بيان الله ورسوله، وآل مقدمات تخالف . يظنون صحتها، إما في داللة األلفاظ، وإما في المعاني المعقولةه ا يظهر ل ى من يتمسك بم رد عل بيان الله ورسوله، فإنها تكون ضالال؛ ولهذا تكلم أحمد في رسالته المعروفة في ال

ان الر تدالل ببي ر اس ن غي رآن م ن الق رحمن م د ال ي عب ى أب الته إل ي رس ر ف ذلك ذآ ابعين، وآ سول والصحابة والتك ى ذل الجرجاني في الرد على المرجئة، وهذه طريقة سائر أئمة المسلمين، ال يعدلون عن بيان الرسول إذا وجدوا إل

م، ا ال يعل ه ورسوله م ى الل ول عل ه يق ي مضمونها أن دع الت ر الحق، سبيال، ومن عدل عن سبيلهم وقع في الب أو غيالى في الشيطان ا ال { : وهذا مما حرمه الله ورسوله، وقال تع ه م ى الل وا عل اء وأن تقول وء والفحش أمرآم بالس ا ي إنم

ق ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن { : ، وقال تعالى ] 16 : البقرة [ } تعلمون ه إال الح ] 169 : األعراف [ } ال يقولوا على الل . ) من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ( : وهذا من تفسير القرآن بالرأي الذي جاء فيه الحديث

ا مثال ذلك أن المرجئة لما عدلوا عن معرفة آالم الله ورسوله، أخذوا يتكلمون ان واإلسالم وغيرهم في مسمى اإليم

ا، . هو التصديق : اإليمان في اللغة : يقولوا/ بطرق ابتدعوها، مثل أن والرسول إنما خاطب الناس بلغة العرب لم يغيرهالوا م ق ان التصديق؛ ث راده باإليم ون م ن : فيك ال ليست م ب، فاألعم ان، أو بالقل ب واللس ون بالقل ا يك والتصديق إنم

. بمصدق لنا : أي ] 17 : يوسف [ } وما أنت بمؤمن لنا { : ن، ثم عمدتهم في أن اإليمان هو التصديق قولهاإليما

ه يخرج : فيقال لهم دين، وب اسم اإليمان قد تكرر ذآره في القرآن والحديث أآثر من ذآر سائر األلفاظ، وهو أصل الذا،وآل الناس من الظلمات إلى النور، و ابع له ه ت دين آل ادي، وال والي ومن يع قياء، ومن ي ين السعداء واألش رق ب يف

دمتين اتين المق ى ه ه إل وم ؟ مسلم محتاج إلى معرفة ذلك، أفيجوز أن يكون الرسول قد أهمل بيان هذا آله، ووآل ومعلعنى اإليمان متواتر عن النبي صلى ونقل م . أن الشاهد الذي استشهدوا به على أن اإليمان هو التصديق أنه من القرآن

ة من ه، بخالف آلم ة فينقلون ع األم ة جمي ى معرف اج إل ان يحت إن اإليم ة، ف واتر لفظ الكلم اهللا عليه وسلم أعظم من تذه . سورة ل ه ى مث ا عل دين مبني ان أصل ال ذه السورة، فال يجوز أن يجعل بي وا يحفظون ه م يكون فأآثر المؤمنين ل

لكوا السبل، وصاروا من المقدمات؛ ولهذا آ تقيم، وس ه المس ثر النزاع واالضطراب بين الذين عدلوا عن صراط الل . الذين فرقوا دينهم وآانوا شيعا، ومن الذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات، فهذا آالم عام مطلق

Page 93: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ال : ثم يقال ذي ق ان مرادف للفظ التصديق إن لفظ : هاتان المقدمتان آالهما ممنوعة، فمن ال ى ؟ اإليم وهب أن المعنا، : ولو قلت ؟ إنه يوجب الترادف : قلت/ يصح إذا استعمل في هذا الموضع، فلم ا أنت بمؤمن لن ا، م لم لن ا أنت بمس م

ت م قل ى، لكن ل ؤمن : صح المعن ظ م راد بلف و الم ذا ه ه ؟ إن ه ال الل الة { : وإذا ق وا الص و } أقيم ل، ول ال القائ وا : ق أتمى ى معن وا، : الصالة، والزموا الصالة، التزموا الصالة، افعلوا الصالة، آان المعنى صحيحا، لكن ال يدل هذا عل أقيم

. فكون اللفظ يرادف اللفظ، يراد داللته على ذلك

: ليس هو مرادفا له، وذلك من وجوه : ثم يقال

دها دق : أح ر إذا ص ال للمخب ال : تهأن يق دقه، وال يق ه : ص ن ب ه وآم ال . آمن ل يق ال : ب ا ق ه، آم ن ل ه { : آم آمن ل فه { : وقال ] 26 : العنكبوت [ } لوط ن قوم ة م ونس [ } فما آمن لموسى إال ذري ال فرعون ] 83 : ي ل أن آذن { : ، وق ه قب تم ل آمنأرذلون { ، وقالوا لنوح ] 71 : طه [ } لكم ك ال ك واتبع ؤمن ل الى ] 111 : الشعراء [ } أن ال تع ؤمن { : ، وق م ي ر لك ل أذن خي ق

ون [ } قومهما لنا عابدونفقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا و { ، ] 61 : التوبة [ } بالله ويؤمن للمؤمنين ال ] 47 : المؤمن م { : وق وإن ل ] 21 : الدخان [ } تؤمنوا لي فاعتزلون

ه : قيل . ما أنت بمصدق لنا : فقد يقال : فإن قيل أخيره أو بكون ا بت ه، إم الالم تدخل على ما يتعدى بنفسه إذا ضعف عمل

ل : مصدرا، أو باجتماعهما، فيقال اسم فاعل أو م إذا ذآر باسم الفاعل قي ه، ث ه ويتقي ه ويخاف د الل د : فالن يعب هو عابول م تق ول فالن يرهب اهللا، ث ذلك تق ه، : لربه متق لربه، خائف لربه، وآ ه، وإذا ذآرت الفعل وأخرت هو راهب لرب

ه الالم، آقول ه ب دى { : تقوي ختها ه ي نس ون وف ربهم يرهب م ل ذين ه ة لل راف [ } ورحم ال ] 154 : األع د ق اي { : ، وق فإي } لربهم { : وقوله هنالك . ] فلى [ : من قوله } فإياي { : بنفسه، وهناك ذآر الالم، فإن هنا قوله/فعداه ] 51 : النحل [ } فارهبون

ه ] ربهم [ : م من قولهأت اك اسم ظاهر، فتقويت اء، وهن ، فإن الضمير المنفصل المنصوب، أآمل من ضمير الجر باليه ذا قول رون { : بالالم أولى وأتم من تجريده، ومن ه ا تعب تم للرؤي ال ] 43 : يوسف [ } إن آن ذلك : ، ويق اه، وآ رت رؤي عب

ل : غظته، ال يقال : ، وإنما يقال ] 55 : الشعراء [ } نا لغائظون وإنهم ل { : قوله ا أنت : غظت له، ومثله آثير، فيقول القائ مالوا : صدقته، ال يقال : بمصدق لنا، أدخل فيه الالم، لكونه اسم فاعل، وإال فإنما يقال ل، لق : صدقت له، ولو ذآروا الفع

ال : ظ اإليمان، فإنه تعدى إلى الضمير بالالم دائما، ال يقالما صدقتنا، وهذا بخالف لف ا يق ط، وإنم ه ق ه، : آمنت آمنت ل . فكان تفسيره بلفظ اإلقرار أقرب من تفسيره بلفظ التصديق، مع أن بينهما فرقا . أقررت له : آما يقال

ة أنه ليس مرادفا للفظ التصديق في المعنى، فإن آل مخبر ع : الثاني ا : ن مشاهدة أو غيب يقال له في اللغ صدقت، آمر عن : صدق، آما يقال : السماء فوقنا، قيل له : فمن قال . آذبت : يقال آذب، وأما لفظ اإليمان فال يستعمل إال في الخب

ه ر عن مشاهدة، آقول ال : غائب، لم يوجد في الكالم أن من أخب ه يق ت، أن اه : طلعت الشمس، وغرب ال . آمن ا يق : آمان مشتق من األمن : صدقناهم، وما يقال : صدقناه؛ ولهذا المحدثون والشهود ونحوهم، يقال ا . آمنا لهم، فإن اإليم فإنم

ره رآن وغي يستعمل في خبر يؤتمن عليه المخبر؛ آاألمر الغائب الذي يؤتمن عليه المخبر؛ ولهذا لم يوجد قط في القال / هذا النوع؛ واالثنان إذا اشترآا في معرفة الشيء،، إال في ] آمن له [ لفظ ال : يق آمن : صدق أحدهما صاحبه،وال يق

ال ذا ق ه عليه؛وله ه ائتمن ا عن ن غائب م يك ه ل ه، ألن وط { : ل ه ل آمن ل وت [ } ف ا { ، ] 26 : العنكب رين مثلن ؤمن لبش } أنه آمنتم { ، ] 47 : المؤمنون [ ؤمنين { ، ] 71 : طه [ } ل ؤمن للم ه وي ؤمن بالل ه [ } ي ه ] 61 : التوب روا ب ا أخب ا . ، فيصدقهم فيم مم

ه دل علي ا ي ة، آم ان واألمان ى االئتم ى التصديق ومعن اللفظ متضمن معن ك، ف ى ذل ده عل أمون عن و م ه وه غاب عنه : أي ] 17 : يوسف [ } وما أنت بمؤمن لنا { : االستعمال واالشتقاق، ولهذا قالوا ال تقر بخبرنا وال تثق به، وال تطمئن إلي

. فلو صدقوا لم يأمن لهم . ولو آنا صادقين؛ ألنهم لم يكونوا عنده ممن يؤتمن على ذلك

ه م : الثالث ه أن لفظ اإليمان في اللغة لم يقابل بالتكذيب آلفظ التصديق، فإن ال ل ر يق ة أن آل مخب وم في اللغ : ن المعله أو مكذب : آمنا له أو آذبناه، وال يقال : صدقناه أو آذبناه، وال يقال لكل مخبر : صدقت أو آذبت، ويقال أنت مؤمن ل

و : يقال . له، بل المعروف في مقابلة اإليمان لفظ الكفر ل ل ذيب، ب ال هو مؤمن أو آافر، والكفر ال يختص بالتك ا : ق أنل ر المقاب ان الكف ا آ ره أعظم، فلم ان آف ك، لك أعلم أنك صادق لكن ال أتبعك، بل أعاديك وأبغضك وأخالفك وال أوافقة ذيبا ويكون مخالف ر يكون تك ان الكف لإليمان ليس هو التكذيب فقط، علم أن اإليمان ليس هو التصديق فقط، بل إذا آ

د اد ال يكفي مجرد التصديق، ومعاداة وامتناعا بال تكذيب، فال ب واالة وانقي ة وم ان تصديقا مع موافق أن يكون اإليمر، فيجب أن يكون فيكون اإلسالم جزء مسمى اإليمان، آما آان االمتناع من االنقياد مع التصديق جزء مسمى الكف

. آل مؤمن مسلما منقادا لألمر، وهذا هو العمل

Page 94: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

. وسلم فسر اإليمان بما يؤمن به فالرسول صلى اهللا عليه : فإن قيل/ ه من حيث : قيل ان ب ه، فاإليم ؤمن ل ه وي ؤمن ب فالرسول ذآر ما يؤمن به لم يذآر ما يؤمن له، وهو نفسه يجب أن ي

ذي يوجب و ال ه فه ان ل ا يجب من اإليم ا م ه، وأم ا أن نطيع ه علين ا ب ثبوته غيب عنا أخبرنا به، وليس آل غيب آمنام طاعته، والرسول يج ه من تم ه، وطاعة الل ه طاعة لل إن طاعت ذا، وأيضا ف ب اإليمان به وله، فينبغي أن يعرف ه

. اإليمان به

آمن أي : أن من الناس من يقول : الرابع ذي هو ضد الخوف ف ة من األمن ال صار داخال في : اإليمان أصله في اللغ . . . األمن وأنشدوا

ولهم : يقالوأما المقدمة الثانية، ف ه مرادف للتصديق فق ه إذا فرض أن إن التصديق ال يكون إال بالقلب أو اللسان؛ : إن

: عنه جوابان

ال : أحدهما ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ا ثبت في الصحيح عن النب ان ( : المنع، بل األفعال تسمى تصديقا، آم العينالسمع، واليد تزني وزناها البطش، والرجل تزني وزناها المشي،والقلب تزنيان وزناهما النظر، واألذن تزني وزناها

ه ك أو يكذب رج يصدق ذل تهي، والف ك ويش ى ذل ف . ) يتمن لف والخل ن الس ف م ة وطوائ ل اللغ ال أه ذلك ق ال . وآ قه بالعمل . الدائم التصديق : والصديق مثال الفسيق : الجوهري ذي يصدق قول ال الح . ويكون ال يس : سن البصري وق ل

ذا ال، وه ه من / اإليمان بالتحلي وال بالتمني ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته األعم روى عن مشهور عن الحسن يالتحلي وال : حدثنا حجاج، حدثنا أبو عبيدة الناجي عن الحسن قال : غير وجه، آما رواه عباس الدوري ان ب يس اإليم ل

ال بالتمني، ولكن ما وقر في القلب ال . وصدقته األعم ه، ومن ق ه قول ه علي ر صالح رد الل نا وعمل غي ال حس من قول ه { : حسنا وعمل صالحا رفعه العمل؛ ذلك بأن الله يق الح يرفع ل الص ب والعم م الطي عد الكل ه يص اطر [ } إلي ] 10 : ف

. ورواه ابن بطة من الوجهين

التمني ( : وقوله ي ) ليس اإليمان ب ه : يعن التحلي [ : الكالم، وقول ي ] ب ر : يعن ره من غي ه، فيظه ة ظاهرة ل أن يصير حلياه ه، ومعن ن قلب ة م ب وصدقته : حقيق ي القل ر ف ا وق ن م اهرة، ولك ة الظ ن الحلي ول وال م ن الق ر م ا يظه و م يس ه ل

ذا لم يكن عمل، آذب أن في قلبه إيمانا؛ ألن ما في القلب مستلزم للعمل األعمال، فالعمل يصدق أن في القلب إيمانا وإ . وانتفاء الالزم يدل على انتفاء الملزوم . الظاهر

ذه أله عن ه ر يس ن جبي عيد ب ى س ب إل روان آت ن م ك ب د المل ناده، أن عب روزي بإس ن نصر الم د ب د روى محم وق

ه من سألت عن اإليمان، : فأجابه عنها . المسائل زل الل ا أن ه وم ه ومالئكت د بالل فاإليمان هو التصديق، أن يصدق العباليوم اآلخر ه من : وسألت عن التصديق، والتصديق . آتاب، وما أرسل من رسول، وب ا صدق ب د بم أن يعمل العب

ه، ف م يصر علي ه ول اب من ه وت ب، واستغفر الل ه ذن ه عرف أن رط في ه وف هو / ذلكالقرآن، وما ضعف عن شيء مندخل . التصديق م ال ي ن، ث ادة أهل دي رك عب دين ت وتسأل عن الدين، فالدين هو العبادة، فإنك لن تجد رجال من أهل ال

ا . في دين آخر إال صار ال دين له ه وفيم ره ب ا أم ه فيم وتسأل عن العبادة، والعبادة هي الطاعة، ذلك أنه من أطاع الله، ادة الل ر عب د آث ذين نهاه عنه، فق ال لل ه ق رى أن الل د الشيطان، أال ت د عب ه، فق ه وعمل ومن أطاع الشيطان في دين

م أطاعوه في ] 60 : يس [ } ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان { : فرطوا ادتهم الشيطان أنه ا آانت عب ، وإنم . دينهم

ال ح : وقال أسد بن موسى ة ق ن عطي دثنا حسان ب لم األوزاعي،ح ن مس ى : دثنا الوليد ب ه صار إل اب الل ان في آت اإليم

الى ه تع ال الل وبهم { : العمل،ق ت قل ه وجل ر الل ذين إذا ذآ ون ال ا المؤمن ة } إنم ال [ اآلي ل . ] 2 : األنف ى العم يرهم إل م ص ثون الذين ي { : فقال اهم ينفق ا رزقن الة ومم ون الص ال [ } قيم ال . ] 3 : األنف ول : ق الى : وسمعت األوزاعي يق ال تع ابوا { : ق إن ت ف

. التصديق به العمل، واإليمان بالله باللسان، و ] 11 : التوبة [ } وأقاموا الصالة وآتوا الزآاة فإخوانكم في الدين

ع أحدهما : آنا نقول : وقال معمر عن الزهري اإلسالم باإلقرار، واإليمان بالعمل، واإليمان قول وعمل قرينان، ال ينفه أوزن ان آالم ه؛ وإن آ ى الل ه صعد إل إال باآلخر، وما من أحد إال يوزن قوله وعمله؛ فإن آان عمله أوزن من قول

Page 95: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ي إسحاق : وقال معاوية بن عمرو . المعروف/ إلى الله، ورواه أبو عمرو الطلمنكي بإسنادهمن عمله لم يصعد عن أبان : الفزاري، عن األوزاعي قال تقيم اإليم ل، وال يس ول إال بالعم ال يستقيم اإليمان إال بالقول، وال يستقيم اإليمان والق

. والقول والعمل إال بنية موافقة للسنة

ان اسم وآان ا اإليم ل، وإنم من مضى من سلفنا، ال يفرقون بين اإليمان والعمل، العمل من اإليمان واإليمان من العمفمن آمن بلسانه،وعرف بقلبه، وصدق بعمله، فتلك العروة الوثقى . يجمع آما يجمع هذه األديان اسمها ويصدقه العمل

ا ي ال انفصام له م يعرف بق . الت انه، ول ال بلس ن ق ن الخاسرين وم رة م ي اآلخ ان ف ه آ م يصدق بعمل ه، ول ذا . لب وهه ي صلى اهللا علي معروف عن غير واحد من السلف والخلف، أنهم يجعلون العمل مصدقا للقول، ورووا ذلك عن النب

د : وسلم آما رواه معاذ بن أسد ليم، عن مجاه ي س ن أب اض، عن ليث ب ن عي ي : حدثنا الفضيل ب ا ذر سأل النب أن أبل { ، ثم تال ) اإلقرار والتصديق بالعمل : اإليمان ( : فقال . صلى اهللا عليه وسلم عن اإليمان ليس البر أن تولوا وجوهكم قب

: إلى قوله } المشرق والمغرب . ] 177 : البقرة [ } وأولـئك هم المتقون {

انوا رووه : قلت الم، وإن آ ظ الرسول، فال آ ظ هو لف ذا اللف ان ه إن آ ه، ف ر وج ذا مروي من غي ي ذر ه حديث أب

ان : صدق قوله بعمله، وآذلك قال شيخ اإلسالم الهروي : بالمعنى، دل على أنه من المعروف في لغتهم أنه يقال اإليم . تصديق آله

مخصوص، آما أن الصالة دعاء مخصوص، والحج /تصديق، فهو تصديقأنه إذا آان أصله ال : وآذلك الجواب الثاني

د ماه عن ي مس ة ف ه داخل وازم صارت لوازم ه ل ذا التصديق ل اك مخصوص، وه يام إمس د مخصوص، والص قصا زاع لفظي زوم، ويبقى الن اء المل الزم يقتضي انتف اء ال إن انتف ى العمل بالتضمن أو : اإلطالق، ف ان دال عل هل اإليم

؟ باللزوم

أن أآثر التنازع بين أهل السنة في هذه المسألة هو نزاع لفظي، وإال فالقائلون بأن اإليمان قول : ومما ينبغي أن يعرفع ون مع جمي رهم ـ متفق ة وغي ه من أهل الكوف ك، ومن اتبع من الفقهاء ـ آحماد بن أبي سليمان وهو أول من قال ذل

الوا علماء السنة على أن أصحاب الذنوب داخلون د، وإن ق ذم والوعي م : تحت ال ل، فه ان جبري انهم آامل آإيم إن إيمه : يقولون ا تقول اب، آم ذم والعق تحقا لل ات، يكون صاحبه مس روض، ومع فعل المحرم إن اإليمان بدون العمل المفذين . الجماعة ه الجماعة، وال ا تقول ار آم دخل الن ون عن الفاسق اسم ويقولون ـ أيضا ـ بأن من أهل الكبائر من ي ينف

انوا . اإليمان من أهل السنة متفقون على أنه ال يخلد في النار ذنوب إذا آ زاع في أصحاب ال ة ن اء المل ين فقه يس ب فله ر الل نهم من أخب ار م دخل الن مقرين باطنا وظاهرا بما جاء به الرسول، وما تواتر عنه أنهم من أهل الوعيد، وأنه ي

ول من ورسوله بدخوله إليها ة ق وال المنحرف ، وال يخلد منهم فيها أحد، وال يكونون مرتدين مباحي الدماء، ولكن األقار، : وقول غالة المرجئة الذين يقولون . يقول بتخليدهم في النار، آالخوارج، والمعتزلة ما نعلم أن أحدا منهم يدخل الن

. لنفي العاموحكى عن بعض غالة المرجئة الجزم با . بل نقف في هذا آله ل : ويقال للخوارج/ دين عن اإلسالم، ب م مرت الذي نفى عن السارق والزاني والشارب وغيرهم اإليمان، هو لم يجعله

د عاقب هذا بالجلد وهذا بالقطع، ولم يقتل أحدا إال الزاني المحصن، ولم يقتله قتل المرتد، فإن المرتد يقتل بالسيف بعرجم بال ذا ي دين عن االستتابة، وه ده مرت ان، فليسوا عن نهم اإليم ي ع ه وإن نف ى أن ك عل دل ذل تتابة، ف حجارة بال اس

اإلسالم مع ظهور ذنوبهم، وليسوا آالمنافقين الذين آانوا يظهرون اإلسالم ويبطنون الكفر، فأولئك لم يعاقبهم إال على . ذنب ظاهر

ة، أو تنازع الناس، هل ف ] مسألة اإليمان [ وبسبب الكالم في ا الشارع عن مسماها في اللغ ي اللغة أسماء شرعية نقله

ى األسماء الوا ؟ أنها باقية في الشرع على ما آانت عليه في اللغة، لكن الشارع زاد في أحكامها ال في معن ذا ق ، وهكم ي اس اة [ و ] الصالة [ ف يام [ و ] الزآ ج [ و ] الص ى ] الح ارع عل الم الش ي آ ة ف ا باقي ي إنه ن زاد ف وي، لك ا اللغ معناها ان . أحكامه ب واللس ك يحصل بالقل رد التصديق وذل و مج ان ه ى أن . ومقصودهم أن اإليم ة إل ة ثالث ت طائف وذهب

. فهي بالنسبة إلى اللغة مجاز، وبالنسبة إلى عرف الشارع حقيقة . الشارع تصرف فيها تصرف أهل العرف

Page 96: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

الى والتحقيق أن الشارع لم ينقلها ولم ه تع ا، آقول ه { : يغيرها، ولكن استعملها مقيدة ال مطلقة، آما يستعمل نظائره وللر { : ، فذآر حجا خاصا، وهو حج البيت،وآذلك قوله ] 97 : آل عمران [ } على الناس حج البيت ت أو اعتم ج البي ن ح } فم

ة، لفظ/فلم يكن ] 158 : البقرة [ ر اللغ ر تغيي ه اللفظ نفسه من غي الحج متناوال لكل قصد،بل لقصد مخصوص دل علي : والشاعر إذا قال

يحجون سب الزبرقان المزعفرا** وأشهد من عوف حلوال آثيرة

، آان متكلما باللغة، وقد قيد لفظه بحج سب الزبرقان المزعفرا، ومعلوم أن ذلك الحج المخصوص دلت عليه اإلضافة

ك، آانت : فكذلك الحج المخصوص الذي أمر الله به دلت عليه اإلضافة أو التعريف بالالم؛ فإذا قيل الحج فرض عليا وذهاب شرها ] الزآاة [ وآذلك . الم العهد تبين أنه حج البيت ادة خيره نفس زي اة ال هي اسم لما تزآو به النفس، وزآ

الى واإلحسان إلى الناس من أعظم ما تزآو به ال تع ا { : النفس، آما ق زآيهم به رهم وت دقة تطه والهم ص ن أم ذ م } خد { : وآذلك ترك الفواحش مما تزآو به، قال تعالى . ] 103 : التوبة [ ن أح ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زآا منكم م

الى ] 21 : النور [ } أبدا ال تع ه، ق دين لل اة { : وأصل زآاتها بالتوحيد وإخالص ال ون الزآ ا يؤت ذين ل رآين ال ل للمش } ووي . وهي عند المفسرين التوحيد ] 7، 6 : فصلت [

اة المفروضة، دار الواجب، وسماها الزآ لم مق ه وس الالم وقد بين النبي صلى اهللا علي اة إذا عرف ب فصار لفظ الزآ

، فإن ] التيمم [ ينصرف إليها ألجل العهد، ومن األسماء ما يكون أهل العرف نقلوه وينسبون ذلك إلى الشارع، مثل لفظ ه { : الله تعالى قال ديكم من وهكم وأي حوا بوج د [ } فتيمموا صعيدا طيبا فامس يمم [ ، فلفظ ] 6 : ةالمائ اه ] الت استعمل في معن

اء يمم في عرف الفقه ه، فصار لفظ الت المعروف في اللغة، فإنه أمر بتيمم الصعيد، ثم أمر بمسح الوجوه واأليدي منده، ولفظ /يدخل فيه هذا المسح، وليس ذي يكون بع هو لغة الشارع، بل الشارع فرق بين تيمم الصعيد وبين المسح ال

اناإل [ ظ ] يم له،وآذلك لف ه ورس ه وآتب ه ومالئكت ان بالل دا باإليم ه مقي ر ب المين، ] اإلسالم [ أم ه رب الع باالستسالم للإن نفق : قد قيل ] النفاق [ مقيدا، ولكن لفظ ] الكفر [ وآذلك لفظ م، ف أخوذ من آالمه إنه لم تكن العرب تكلمت به، لكنه م

ه ه نفقت ا : يشبه خرج، ومن ت، ومن ة إذا مات الى : لداب ال تع وع، والنفق في األرض ق اء اليرب تطعت أن { : نافق إن اس فاق ] 35 : األنعام [ } تبتغي نفقا في األرض د النف ه ظاهرا، وقي ه في د دخول ، فالمنافق هو الذي خرج من اإليمان باطنا بعرآن هو ومن . بأنه نفاق من اإليمان ذي في الق اق ال الناس من يسمى من خرج عن طاعة الملك منافقا عليه، لكن النفد خاص ال . النفاق على الرسول ا، وهو خطاب مقي اس بغيره ذه األسماء آخطاب الن فخطاب الله ورسوله للناس به . مطلق يحتمل أنواعا

ال ا، فال يق ل : وقد بين الرسول تلك الخصائص، واالسم دل عليه م دون االسم، ب د في الحك ه زي ة، وال أن ا منقول إنه

ال ا ق و إنم ا، وه تعمل مطلق م يس ارع، ل راد الش تص بم ه يخ ى وج تعمل عل ا اس م إنم الة { : االس وا الص } وأقيمي يعر ] 110 : البقرة [ ى الصالة الت ان التعريف منصرفا إل ا، فك رد لفظ ، بعد أن عرفهم الصالة المأمور به م ي ا ل فونه

ين : الصالة وهم ال يعرفون معناه؛ ولهذا آل من قال في لفظ الصالة ردده ب ه مجمل لت ي اللغوي، أو إن ام للمعن ه ع إنه الخبر آقول را، ف ت { : المعنى اللغوي والشرعي ونحو ذلك؛ فأقوالهم ضعيفة، فإن هذا اللفظ إنما ورد خبرا أو أم أرأي

ان ] اقرأ [ وسورة ] 10، 9 : العلق [ } عبدا إذا صلى الذي ينهى رآن، وآ و / من أول ما نزل من الق ا أب ار ـ إم بعض الكفه : جهل أو غيره ـ قد نهى النبي صلى اهللا عليه وسلم عن الصالة وقال ه يصلي ألطأن عنق اجدا . لئن رأيت ا رآه س فلم

ل رأى من الهول ما أوجب نكوصه على ع لى { : قبيه، فإذا قي دا إذا ص ى عب ذي ينه ت ال ك الصالة } أرأي د علمت تل فق . الواقعة بال إجمال في اللفظ وال عموم

ك ا صبيحة ذل لم الصلوات بمواقيته ه وس ي صلى اهللا علي ام النب راج أق ة المع ثم إنه لما فرضت الصلوات الخمس ليل

لم . م النبي صلى اهللا عليه وسلماليوم، وآان جبرائيل يؤ ه وس النبي صلى اهللا علي أتمون ب م . والمسلمون ي ل له إذا قي : فة، : عرفوا أنها تلك الصالة، وقيل } وأقيموا الصالة { إنه قبل ذلك آانت له صالتان طرفي النهار، فكانت أيضا معروف

اء . معلوم عندهمفلم يخاطبوا باسم من هذه األسماء إال ومسماه ا ودع فال إجمال في ذلك،وال يتناول آل ما يسمى حج . وصوما، فإن هذا إنما يكون إذا آان اللفظ مطلقا، وذلك لم يرد

ه ] اإلسالم [ و ] اإليمان [ وآذلك ي صلى اهللا علي ل النب ا سأل جبري ور، وإنم دهم من أظهر األم ك عن وقد آان معنى ذل

نكم ( : يسمعون وقال وسلم عن ذلك وهم م دي اءآم يعلمك ل ج ي ) هذا جبري ا الت ذه األسماء وحقائقه ال ه م آم ين له ؛ ليب

Page 97: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ال ه ق ي الحديث الصحيح أن ا ف ذا آم مياتها، وه ى مس ى أدن ئال يقتصروا عل ذا ( : ينبغي أن تقصد ل كين ه يس المس لسكين الذي ال يجد غنى يغنيه، وال يفطن له فيتصدق الطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان، ولكن الم

ا اس إلحاف ك . ) عليه، وال يسأل الن ان ذل اج، وآ ه المحت ون المسكين وأن انوا يعرف م آ يمن يظهر / فه دهم ف مشهورا عنكنته زول مس ه، ت اس يعطون ؤال والن ه بالس ر حاجت ذي يظه لم أن ال ه وس ي صلى اهللا علي ين النب ؤال، فب ه بالس حاجت

ه، بإع ا آفايت طاء الناس له، والسؤال له بمنزلة الحرفة، وهو وإن آان مسكينا يستحق من الزآاة إذا لم يعط من غيرهذي . فهو إذا وجد من يعطيه آفايته لم يبق مسكينا، وإنما المسكين المحتاج الذي ال يسأل وال يعرف فيعطى فهذا هو ال

، ] اإلسالم هو الخمس [ : ذاك مسكنته تندفع بعطاء من يسأله، وآذلك قولهيجب أن يقدم في العطاء، فإنه مسكين قطعا، وان يجب أن ذلك اإليم اإلقرار بالشهادتين، وآ يس لإلنسان أن يكتفي ب ه واجب داخل في اإلسالم، فل يريد أن هذا آل

. يكون على هذا الوجه المفصل، ال يكتفي فيه باإليمان المجمل؛ ولهذا وصف اإلسالم بهذا

وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأت بالشهادتين فهو آافر، وأما األعمال األربعة فاختلفوا في تكفير تارآها، ونحن ي : إذا قلنا اني فف ذه المب ا ه ا والشرب، وأم ه المعاصي آالزن أهل السنة متفقون على أنه ال يكفر بالذنب، فإنما نريد ب

ه وعن أحمد . تكفير تارآها نزاع مشهور ات عن زاع، وإحدي الرواي ا، وهو : في ذلك ن رك واحدة منه ر من ت ه يكف أنة . اختيار أبي بكر وطائفة من أصحاب مالك ـ آابن حبيب ة ثاني ه رواي ط، : وعن اة فق رك الصالة والزآ ر إال بت ال يكف

ا : ورواية ثالثة ة . ال يكفر إال بترك الصالة، والزآاة إذا قاتل اإلمام عليه رك الصالة : ورابع ر إال بت : وخامسة . ال يكفر، ومن : قال الحكم بن عتيبة . ال يكفر بترك شيء منهن، وهذه أقوال معروفة للسلف د آف دا فق رك الصالة متعم من ت

ر / ومن ترك صوم . ومن ترك الحج متعمدا فقد آفر . ترك الزآاة متعمدا فقد آفر د آف ال سعيد . رمضان متعمدا فق وقه . من ترك الصالة متعمدا فقد آفر بالله : ن جبيرب ر بالل د آف دا فق اة متعم رك الزآ رك صوم رمضان . ومن ت ومن ت

ؤت : ال ترفع الصالة إال بالزآاة، وقال عبد الله بن مسعود : وقال الضحاك . متعمدا فقد آفر بالله من أقام الصالة ولم ي . هن أسد بن موسىروا . الزآاة فال صالة له

يا أصبح مشرآا، ومن شربه مصبحا أمسى مشرآا : وقال عبد الله بن عمرو راهيم . من شرب الخمر ممس ل إلب فقي

رك : قال أبو عبد الله األخنس في آتابه . ألنه يترك الصالة : قال ؟ آيف ذلك : النخعي د تعرض لت من شرب المسكر فقومما يوضح ذلك أن جبريل لما سأل النبي صلى اهللا عليه وسلم عن . الصالة فقد خرج من اإليمان الصالة، ومن ترك

. اإلسالم واإليمان واإلحسان، آان في آخر األمر بعد فرض الحج، والحج إنما فرض سنة تسع أو عشر

وم أن الرسول صلى اهللا ل ست من الهجرة، ومعل اس وقد اتفق الناس على أنه لم يفرض قب أمر الن م ي لم ل ه وس علي . ولم يبين لهم معناه إلى ذلك الوقت، بل آانوا يعرفون أصل معناه وهذه المسائل لبسطها موضع آخر . باإليمان

ه وإن ] اإلسالم [ أو ] اإليمان [ والمقصود هنا أن من نفى عنه الرسول اسم ات في رك بعض الواجب د ت فالبد أن يكون ق

تاني : هذا آان الصحابة والسلف يقولونبقى بعضها؛ ول و داود السجس ال أب اق، ق ان ونف د إيم دثنا : إنه يكون في العب حافق : أبي يحيى قال/ أحمد بن حنبل، حدثنا وآيع، عن األعمش، عن شقيق، عن أبي المقدام، عن . سئل حذيفة عن المن

ر، عن األعمش، عن : داود وقال أبو . الذي يعرف اإلسالم وال يعمل به : قال دثنا جري يبة، ح ي ش حدثنا عثمان بن أبك : القلوب أربعة : عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن حذيفة قال فح، وذل قلب أغلف، فذلك قلب الكافر، وقلب مص

ل شجرة قلب المنافق، وقلب أجرد فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن، وقلب فيه إيمان ونفاق، فمثل اإل ه آمث يمان فيب ه غل ب علي ا غل يح ودم، فأيهم دها ق ة يم ل قرح اق مث ل النف ب، ومث اء طي دها م ي . يم و ف ا، وه د روى مرفوع وق

. مرفوعا ] المسند [

ان { : وهذا الذي قاله حذيفة يدل عليه قوله تعالى نهم لإليم رب م ذ أق ران [ } هم للكفر يومئ ل ] 167 : آل عم ان قب د آ ، فقر أقرب ى الكف اقهم فصاروا إل وم أحد غلب نف ارك عن . ذلك فيهم نفاق مغلوب، فلما آان ي ن المب ه ب د الل وروى عبة بيضاء في : عوف بن أبي جميلة، عن عبد الله بن عمرو بن هند، عن علي بن أبي طالب قال دو لمظ إن اإليمان يب

ه القلب، ان ابيض القلب آل دو لمظة . فكلما ازداد العبد إيمانا ازداد القلب بياضا، حتى إذا استكمل اإليم اق يب وإن النفو ه ل م الل ب، واي اق اسود القل د النف ى إذا استكمل العب سوداء في القلب، فكلما ازداد العبد نفاقا ازداد القلب سوادا، حت

. ولو شققتم عن قلب المنافق والكافر لوجدتموه أسود . شققتم عن قلب المؤمن لوجدتموه أبيض

Page 98: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

عود ن مس ال اب ل : وق اء البق ت الم ا ينب ب آم ي القل اق ف ت النف اء ينب ره . الغن د وغي الم . رواه أحم ي آ ر ف ذا آثي وهي صلى اهللا /السلف،يبينون أن القلب قد يكون فيه إن النب ك؛ ف ى ذل دالن عل لم إيمان ونفاق، والكتاب والسنة ي ه وس علي

دعها ( : ذآر شعب اإليمان،وذآر شعب النفاق وقال ى ي اق حت ك ) من آانت فيه شعبة منهن آانت فيه شعبة من النف وتلان ( : الشعبة قد يكون معها آثير من شعب اإليمان؛ ولهذا قال ال ذرة من إيم ه مثق ان في قلب ار من آ ) ويخرج من الن

ار فعلم أن من آان معه من اإليمان اق،فهو يعذب في الن ر من النف أقل القليل لم يخلد في النار، وأن من آان معه آثي . على قدر ما معه من ذلك،ثم يخرج من النار

وبكم { وعلى هذا فقوله لألعراب ي قل ان ف دخل الإيم ا ي لمنا ولم ة ] 14 : الحجرات [ } لم تؤمنوا ولكن قولوا أس ي حقيق نف

دخول اإليمان في قلوبهم، وذلك ال يمنع أن يكون معهم شعبة منه، آما نفاه عن الزاني والسارق، ومن ال يحب ألخيه ان ه اإليم ى عن ما يحب لنفسه، ومن ال يأمن جاره بوائقه وغير ذلك،آما تقدم ذآره، فإن في القرآن والحديث ممن نف

. لترك بعض الواجبات شيء آثير

ع صحيح، : استسلمنا خوف السيف، وقول من قال : أسلمنا، أي : من قال من السلف : وحينئذ فنقول هو اإلسالم، الجميان ه إيم ان في قلب ه من آ دخل في افقون، في ه المن دخل في دخول في اإلسالم، واإلسالم الظاهر ي ا أراد ال ذا إنم فإن ه

ه أسود، ونفاق، وقد علم أنه يخرج من النار من في قلب ه آل ذي قلب افق المحض ال ه مثقال ذرة من إيمان، بخالف المنالتكذيب / فهذا هو الذي يكون في الدرك األسفل من النار؛ ولهذا آان الصحابة يخشون النفاق على أنفسهم، ولم يخافوا

ه أراد : لله ورسوله، فإن المؤمن يعلم من نفسه أنه ال يكذب الله ورسوله يقينا، وهذا مستند من قال ا، فإن أنا مؤمن حقتلزم ة تس ال قلبي د من أعم ل الب يس مجرد التصديق؛ ب ان ل بذلك ما يعلمه من نفسه من التصديق الجازم، ولكن اإليمذا من أخص ه، ه ا نهى عن ه، وبغض م أعماال ظاهرة آما تقدم، فحب الله ورسوله من اإليمان، وحب ما أمر اهللا ب

لم في عدة أحاديث أن األمور باإليمان؛ ولهذا ذ ه وس و ( : آر النبي صلى اهللا علي يئته فه اءته س نته وس رته حس من سفهذا يحب الحسنة ويفرح بها، ويبغض السيئة ويسوؤه فعلها وإن فعلها بشهوة غالبة، وهذا الحب والبغض من ) مؤمن

. خصائص اإليمان

ه ومعلوم أن الزاني حين يزني إنما يزني لحب نفسه لذلك الفعل، فلو قام بقلبه خشية الله التي تقهر الشهوة أو حب الل : الذي يغلبها، لم يزن؛ ولهذا قال تعالى عن يوسف عليه السالم

م فمن آ ] 24 : يوسف [ } آذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين { ان مخلصا لله حق اإلخالص ل

ل ذا قي ه نفس التصديق؛ وله لم : يزن وإنما يزني لخلوه عن ذلك، وهذا هو اإليمان الذي ينزع منه لم ينزع من هو مسه ام بقلب يس آل من صدق ق وليس بمؤمن، فإن المسلم المستحق للثواب البد أن يكون مصدقا، وإال آان منافقا، لكن ل

ال والتوآل من األحوال اإليما ه في األعم ه واإلخالص ل ل خشية الل ه ورسوله، ومث ة الل ال محب نية الواجبة مثل آمه من / عليه، بل يكون الرجل مصدقا بما جاء به الرسول، وهو ه أحب إلي ه ومال ه، ويكون أهل ى بأعمال ك يرائ مع ذل

م الله ورسوله والجهاد في سبيله،وقد خوطب بهذا المؤمنون في آخر األمر ف ل له راءة فقي اؤآم { : ي سورة ب ان آب إن آاده ون آس يكم وأبنآؤآم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخش ب إل ونها أح اآن ترض ا ومس

قين من الله ورسوله وجهاد ف ة [ } ي سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله ال يهدي القوم الفاس وم ] 24 : التوب ومعل . أن آثيرا من المسلمين أو أآثرهم بهذه الصفة

ما، وإنما المؤمن من لم يرتب، وجاهد وقد ثبت أنه ال يكون الرجل مؤمنا حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواه

بماله ونفسه في سبيل الله، فمن لم تقم بقلبه األحوال الواجبة في اإليمان، فهو الذي نفى عنه الرسول اإليمان وإن آان ه وخشية اهللا وإال فالتصديق د أن يكون مع التصديق شيء من حب الل ان، والب معه التصديق، والتصديق من اإليم

ره الذي ذي أنك ذا هو ال يس، وه ود وإبل ل هو آتصديق فرعون واليه ة، ب ال يكون معه شيء من ذلك ليس إيمانا البتول وعمل : أهل السنة يقولون : سمعت وآيعا يقول : السلف على الجهمية، قال الحميدي ان ق ون . اإليم ة يقول : والمرجئ

ه . فةاإليمان المعر : والجهمية يقولون . اإليمان قول ة أخرى عن ر : وفي رواي ذا آف ي . وه ن عمر الكالب د ب ال محم : قع : الجهمية شر من القدرية، قال : سمعت وآيعا يقول ة : وقال وآي ون : المرجئ ذين يقول ل، : ال رار يجزئ عن العم اإلق

. ل جهم، وآذلك قال أحمد بن حنبلالنية تجزئ عن العمل، فهو آفر، وهو قو : ومن قال هذا فقد هلك، ومن قال

Page 99: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

إن اإليمان قول وعمل، عند أهل السنة من شعائر السنة، وحكى غير واحد اإلجماع على ذلك، وقد : ولهذا آان القول/ه في ك قول ى ذل اع عل اع من الصحابة : ] األم [ ذآرنا عن الشافعي ـ رضي الله عنه ـ ما ذآره من اإلجم ان اإلجم وآ

اآلخر، وذآر : ين من بعدهم ومن أدرآناهم يقولونوالتابع إن اإليمان قول وعمل ونية،ال يجزئ واحد من الثالثة إال باجتمع حفص الفرد ومصالن األباضي عند الشافعي في دار الجروي : سمعت حرملة يقول : ] مناقبه [ ابن أبي حاتم في

ى فتناظرا معه في اإليمان فاحتج مصالن في الزيادة والنقصان وخالفه حفص الفرد، فحمى الشافعي وتقلد المسألة عل . أن اإليمان قول وعمل يزيد وينقص، فطحن حفصا الفرد، وقطعه

ال ه أن : وروى أبو عمرو الطلمنكي بإسناده المعروف عن موسى بن هارون الحمال ق ن راهوي ا إسحاق ب ي علين أمل

ة اإليمان قول وعمل، يزيد وينقص، ار العام ات الصحيحة واآلث ذا بالرواي ا ه ا عقلن ال شك أن ذلك آما وصفنا، وإنمابعين من د الت ذلك بع ك، وآ ى ذل م جرا عل ابعين، وهل لم والت المحكمة، وآحاد أصحاب رسول الله صلى اهللا عليه وس

ي بالعراق،ومالك ابن أنس أهل العلم على شيء واحد ال يختلفون فيه، وآذلك في عهد األوزاعي بالشام،وسفيان الثور . بالحجاز،ومعمر باليمن،على ما فسرنا وبينا،أن اإليمان قول وعمل،يزيد وينقص

ى المغرب، : وقال إسحاق افر / من ترك الصالة متعمدا حتى ذهب وقت الظهر إل ه آ ل، فإن ى نصف اللي والمغرب إل

ا تر : بالله العظيم، يستتاب ثالثة أيام، فإن لم يرجع وقال ي تارآه ه ـ يعن ا ال يكون آفرا،ضربت عنق ك ـ . آه ال ذل وقم، إال : وأما إذا صلى وقال ذلك، فهذه مسألة اجتهاد، قال ذا أهل العل واتبعهم على ما وصفنا من بعدهم من عصرنا ه

. من باين الجماعة واتبع األهواء المختلفة، فأولئك قوم ال يعبأ اهللا بهم لما باينوا الجماعة ال ـ ق ان، ق ول : ال أبو عبيد القاسم بن سالم اإلمام ـ وله آتاب مصنف في اإليم ان يق ذه تسمية من آ ول : ه ان ق اإليم

: وعمل يزيد وينقص

ي : من أهل مكة ار،ابن أب ن دين ة، عمرو ب ي مليك ن أب عبيد بن عمير الليثي، عطاء بن أبي رباح، مجاهد بن جبر، ابرحمن نجيح، عبيد الله بن عمر د ال ن عب ر، داود ب ن جبي افع ب ، عبد الله بن عمرو بن عثمان، عبد الملك بن جريح، ن . العطار، عبد الله بن رجاء

د : ومن أهل المدينة محمد بن شهاب الزهري، ربيعة بن أبي عبد الرحمن، أبو حازم األعرج، سعد بن إبراهيم بن عب

س، الرحمن بن عوف، يحيى بن سعيد األنصاري، ه شام ابن عروة بن الزبير، عبد الله بن عمر العمري، مالك بن أن . محمد بن أبي ذئب، سليمان بن بالل، عبد العزيز بن عبد الله ـ يعني الماجشون ـ عبد العزيز بن أبي حازم

يمن ل ال ن أه ام : وم ن هم رزاق ب د،عبد ال ن راش ه،معمر ب ن منب ب ب اني، وه اوس اليم ن . ط ر وم ل مص أه

د : والشام ب، يزي ي حبي ن أب مكحول، األوزاعي، سعيد بن عبد العزيز، الوليد بن مسلم، يونس ابن يزيد األيلي، يزيد به /بن شريح،سعيد بن أبي أيوب، الليث بن سعد،عبد الله بن أبي جعفر، معاوية بن أبي صالح،حيوة ريح، عبدالل ن ش ب

. بن وهب

ن : اصم وغيرها من الجزيرةومن سكن العو ه ب ميمون بن مهران، يحيى بن عبد الكريم، معقل بن عبيد الله، عبيد اللن د ب و إسحاق الفزاري،مخل ي، أب لمة الحران ن س د ب ران، محم ن عم افي ب ك، المع ن مال ك ب د المل ي، عب عمرو الرق

. ن مسلم، محمد بن آثير، الهيثم بن جميلالحسين،علي بن بكار، يوسف ابن أسباط، عطاء ب

ي، : ومن أهل آوفة راهيم النخع عبي، إب يم، عامرالش علقمة، األسود بن يزيد، أبو وائل، وسعيد بن جبير، الربيع بن خثا بي، عط رة الض ل، مغي ن آهي لمة ب ر، س ن المعتم رف، منصور اب ن مص ة ب ة، طلح ن عتيب م ب ائب، الحك ن الس ء ب

ن سعيد فيان ب اد، س ي زي ن أب د ب ران األعمش، يزي إسماعيل بن أبي خالد، أبو حيان، يحيى بن سعيد، سليمان بن مهالثوري،سفيان بن عيينة، الفضيل بن عياض، أبو المقدام، ثابت بن العجالن،ابن شبرمة، ابن أبي ليلى، زهير، شريك

ن بن عبد الله، الحسن بن صالح، حفص ب ه ب د الل ن الجراح، عب ع ب و األحوص، وآي ن غياث، أبو بكر بن عياش، أبنمير، أبو أسامة، عبد الله بن إدريس، زيد بن الحباب، الحسين بن علي الجعفي، محمد بن بشر العبدي، يحيى بن آدم

. ومحمد ويعلى وعمرو بنو عبيد

Page 100: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ن سير : ومن أهل البصرة د ب ي الحسن، محم ن أب وب الحسن ب ي، أي ه المزن د الل ن عب ة، بكر اب ن دعام ادة ب ين، قتن اد ب ن الحجاج،حم ن حسان الدستوائي،شعبة ب ام ب السختياني، يونس بن عبيد،عبد الله بن عون،سليمان التيمي، هش

وارث / سلمة،حماد بن زيد،أبو األشهب، يزيد بن إبراهيم، د ال د، عب ن خال ب ب ة، وهي ن أبو عوان ر اب ن سعيد، معتم بن ل ب ع، المؤم ن زري د ب ل، يزي ن المفض دي، بشر ب ن مه رحمن ب د ال ان، عب عيد القط ن س ى ب ي، يحي ليمان التيم س

. إسماعيل، خالد بن الحارث، معاذ بن معاذ، أبو عبد الرحمن المقري

ن هشيم بن بشير، خالد بن عبد الله، على بن ع : ومن أهل واسط ي ب ن عل ن عمر ب ارون، صالح ب ن ه د ب اصم، يزي . عاصم

ر : ومن أهل المشرق ميل، جري الضحاك بن مزاحم، أبو جمرة، نصر بن عمران، عبد الله بن المبارك، النضر بن ش

. بن عبد الحميد الضبي

. وهو قول أهل السنة المعمول به عندنا اإليمان قول وعمل، يزيد وينقص، : هؤالء جميعا يقولون : قال أبو عبيد

ر، : قلت يهم أآث ان أوال ف ة آ رهم، ألن اإلرجاء في أهل الكوف ا ذآر من غي ر مم ك أآث ذآر من الكوفيين من قال ذلك ار ذل روا إنك ا أن يظه اج علماؤه ا أن . وآان أول من قاله حماد بن أبي سليمان، فاحت ك؛ آم ال ذل نهم من ق ر م فكث

ى التجهم ار عل ك الوقت من اإلنك اء خراسان ذل ر من علم ه من خراسان، آث وتعطيل الصفات لما آان ابتداء حدوثاد ( : آما جاء في حديث . الجهمية ما لم يوجد قط لمن لم تكن هذه البدعة في بلده وال سمع بها ة يك إن لله عند آل بدع

. أو آما قال ) فاغتنموا تلك المجالس، فإن الرحمة تنزل على أهلهابها اإلسالم وأهله، من يتكلم بعالمات اإلسالم؛ ولهم : وإذا آان من قول السلف/ ذلك في ق يس هو : إن اإلنسان يكون فيه إيمان ونفاق،فك ر، ل ان وآف ه إيم ه يكون في إن

الى ه تع اس وأصحابه في قول م { : الكفر الذي ينقل عن الملة، آما قال ابن عب ن ل م وم ـئك ه ه فأول زل الل ا أن م بم يحكة : قالوا ] 44 : المائدة [ } الكافرون ره من أئم ل وغي ن حنب د ب ك أحم ى ذل بعهم عل د ات ل عن الملة،وق را ال ينق روا آف آف

. السنة

حديث جبرائيل هذا، فقال طائفة من اختلف الناس في تفسير : ] الصالة [ قال اإلمام محمد بن نصر المروزي في آتاب د ) اإليمان أن تؤمن بالله ( : قول النبي صلى اهللا عليه وسلم : أصحابنا ور وق ه غ ه آالم جامع مختصر ل ا ذآر مع وم

ه ي صلى اهللا علي وهمت المرجئة في تفسيره فتأولوه على غير تأويله قلة معرفة منهم بلسان العرب، وغور آالم النبه الحديث اختصارا وسلم ا ه . لذي قد أعطى جوامع الكلم وفواتحه، واختصر ل ا قول ه ( : أم ؤمن بالل ان أن ت أن ) اإليم ف

تكبار تنكاف واالس ا لالس ر، مجانب ا أم ألداء لم زم ل ره بإعطاء الع توحده وتصدق به بالقلب واللسان وتخضع له وألمنهم ] ومالئكته [ : ساخطه، وأما قولهوالمعاندة، فإذا فعلت ذلك لزمت محابه واجتنبت م ك م ه ل فأن تؤمن بمن سمى الل

م ذي خلقه ه . في آتابه، وتؤمن بأن لله مالئكة سواهم، ال يعرف أسماءهم وعددهم إال ال ا قول ه [ : وأم ؤمن ] وآتب أن ت فى بما سمى الله من آتبه في آتابه من التوراة واإلنجيل والزبور خاصة، وتؤمن بأن ل ا عل ا أنزله ك ـ آتب له ـ سوى ذل

ا ذي أنزله ائر الكتب . أنبيائه ال يعرف أسماءها وعددها إال ال ر إيمانك بس ه غي ان، وإيمانك ب ؤمن بالفرق إيمانك / . وت . بغيره من الكتب إقرارك به بالقلب واللسان، وإيمانك بالفرقان إقرارك به واتباعك ما فيه

فأن تؤمن بما سمى الله في آتابه من رسله، وتؤمن بأن لله سواهم رسال وأنبياء ال يعلم أسماءهم ] ورسله [ : وأما قوله

ائر الرسل ر إيمانك بس ه غي لم وإيمانك ب ه وس د صلى اهللا علي ائر الرسل . إال الذي أرسلهم، وتؤمن بمحم إيمانك بسرائض إقرارك بهم، وإيمانك بمحمد إقرارك به وتصديقك إياه دائبا ع ه أديت الف ا جاء ب إذا اتبعت م ه، ف ا جاء ب لى م

وم اآلخر [ : وأما قوله . وأحللت الحالل وحرمت الحرام، ووقفت عند الشبهات، وسارعت في الخيرات ؤمن ] والي أن ت فة وم القيام ه ي ه ب ا وصف الل ا . بالبعث بعد الموت والحساب والميزان، والثواب والعقاب، والجنة والنار، وبكل م وأم

م يكن ليصيبك، وال ] وتؤمن بالقدر خيره وشره [ : قوله ا أخطأك ل ك،وأن م م يكن ليخطئ ا أصابك ل أن م ؤمن ب أن ت فوم : لو آان آذا لم يكن آذا،ولوال آذا وآذا لم يكن آذا وآذا،قال : تقل له والي ه ورس فهذا هو اإليمان بالله ومالئكته وآتب

. اآلخر أنه إذا آان ما أوجبه الله من األعمال الظاهرة أآثر من هذه الخمس : يسأل عنهمما : فصــل

Page 101: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه ا يسأل عن ال : ومم اذا ق ذه الخمس، فلم ر من ه ال الظاهرة أآث ه من األعم ه الل ا أوجب ان م ه إذا آ ذه : أن اإلسالم ه

ام ال ا، وبقي ذه أظهر شعائر اإلسالم وأعظمه أن ه ا الخمس، وقد أجاب بعض الناس ب ه له تم إسالمه، وترآ ا ي د به عب . يشعر بانحالل قيد انقياده

ادة محضة ه عب ذي يجب لل ا، ال والتحقيق أن النبي صلى اهللا عليه وسلم ذآر الدين الذي هو استسالم العبد لربه مطلق

دين . على األعيان ذه هي . فيجب على آل من آان قادرا عليه ليعبد الله بها مخلصا له ال ك وه ا سوى ذل الخمس، وماد، واألمر ة، آالجه ى الكفاي ا أن يكون فرضا عل ل إم اس، ب ع الن ا جمي م وجوبه فإنما يجب بأسباب لمصالح، فال يع

ك ر ذل ا أن يجب . بالمعروف، والنهي عن المنكر، وما يتبع ذلك من إمارة، وحكم، وفتيا، وإقراء، وتحديث، وغي وإموقد يسقط بإسقاطه، وإذا حصلت المصلحة أو اإلبراء، إما بإبرائه . له وعليه بسبب حق لآلدميين يختص به من وجب

ن ع، واإلنصاف م واري والودائ ديون ورد الغصوب، و الع اء ال ل قض اد مث وق العب ا بحصول المصلحة، فحق وإمين وق اآلدمي ا هي حق ا سقطت . المظالم من الدماء واألموال واألعراض، إنم وا منه ى شخص / . وإذا أبرئ وتجب عل

ود ا المسلمون واليه ذا يشترك فيه دون شخص في حال دون حال، لم تجب عبادة محضة لله على آل عبد قادر؛ وله . والنصارى، بخالف الخمسة فإنها من خصائص المسلمين

ن ا يجب م راء، وم ران والشرآاء، والفق ة، واألوالد والجي وق الزوج ام، وحق ن صلة األرح ا يجب م ذلك م أداء وآ

الشهادة، والفتيا، والقضاء، واإلمارة، واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد، آل ذلك يجب بأسباب عارضة و على بعض الناس دون بعض لجلب منافع ودفع مضار، لو حصلت بدون فعل اإلنسان لم تجب، فما آان مشترآا فه

ى واجب على الكفاية، وما آان مختصا فإنما يجب على زيد ه عل دون عمرو، ال يشترك الناس في وجوب عمل بعينآل أحد قادر سوى الخمس، فإن زوجة زيد وأقاربه ليست زوجة عمرو وأقاربه فليس الواجب على هذا مثل الواجب ا ا فإنه ا مالي اة وإن آانت حق إن الزآ اة؛ ف على هذا، بخالف صوم رمضان، وحج البيت،والصلوات الخمس، والزآ

ه،ولم تطلب واجبة لله، ه بال إذن ر عن ا الغي م يجز أن يفعله واألصناف الثمانية مصارفها؛ ولهذا وجبت فيها النية، ولا . من الكفار ار، وم ا الكف ه، ويطالب به ه برئت ذمت ر إذن ه بغي ره عن وحقوق العباد ال يشترط لها النية، ولو أداها غي

د واع يجب حقا لله ـ تعالى ـ آالكفارات هو بسبب من العب ة أن ه ثالث إن الواجب لل ات، ف ا شوب العقوب ادة : ، وفيه عبإن ذر ف ا يجب بالن ارات الحج، وم ذلك آف محضة آالصلوات، وعقوبات محضة آالحدود، وما يشبهها آالكفارات،وآ

. ذلك يجب بسبب فعل من العبد، وهو واجب في ذمته ه حق يجب بسبب : وأما الزآاة فإنها تجب حقا لله في ماله؛ ولهذا يقال/ يس في اة، أي ل ليس في المال حق سوى الزآ

ائم، ق والبه ارب، والزوجة، والرقي ات لألق ا تجب النفق ال، آم ر سبب الم ات بغي ه واجب المال سوى الزآاة، وإال ففياري فرضا ائع وآسوة الع ام الج ة، ويجب إطع ويجب حمل العاقلة، ويجب قضاء الديون، ويجب اإلعطاء في النائب

ا، آاالستطاعة في الحج، ع لى الكفاية، إلى غير ذلك من الواجبات المالية، لكن بسبب عارض، والمال شرط وجوبهفإن البدن سبب الوجوب واالستطاعة شرط، والمال في الزآاة هو السبب والوجوب معه، حتى لو لم يكن في بلده من

ا، فال : ا قال من قال من الفقهاءيستحقها حملها إلى بلد أخرى، وهي حق وجب لله ـ تعالى؛ولهذ إن التكليف شرط فيهال الصغير ا في م د، فأوجبوه تجب على الصغير والمجنون، وأما عامة الصحابة والجمهور، آمالك والشافعي وأحما، ا يتصرف بعقلهم ه إنم دنهما، فإن ا، بخالف ب وم مقامهم ا يق ا ووليهم ال غيرهم ا من جنس م والمجنون؛ ألن مالهم

ارة في . ا ناقصوعقلهم ذلك إيجاب الكف ة، وآ ا يستحقه الثماني ه إنم وصار هذا آما يجب العشر في أرضهما مع أندن آالصغير . مالهما، والصالة والصيام ى عجز الب يما إذا انضم إل ذا . إنما تسقط لعجز العقل عن اإليجاب، ال س وه

ا يقوم مقامهما في جميع ما يجب في المال، وأما بدنهما فال المعنى منتف في المال فإن الولي قام مقامهما في الفهم آم . يجب عليهما فيه شيء

واستدلوا على أن اإليمان هو ما ذآره باآليات التي تلوناها : قال محمد بن نصر: فصــل

Page 102: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

د ذآر تسم : قال محمد بن نصر ا عن ائر واستدلوا على أن اإليمان هو ما ذآره باآليات التي تلوناه ه الصالة وس ية اللالطاعات إيمانا، واستدلوا ـ أيضا ـ بما قص الله من إباء إبليس حين عصى ربه في سجدة واحدة أمر أن يسجدها آلدم

ول . فأباها ه وهو يق يس رب ويتني { : فهل جحد إبل آ أغ ول ] 39 : الحجر [ } رب بم ى ي { : ويق أنظرني إل ون رب ف } وم يبعثوهل جحد أحدا من أنبيائه أو أنكر ؟ إيمانا منه بالبعث،وإيمانا بنفاذ قدرته في إنظاره إياه إلى يوم يبعثون ] 36 : الحجر [

ا واستدلوا ـ أيضا ـ ب : قال ؟ وهل آان آفره إال بترك سجدة واحدة أمر بها فأباها ؟ شيئا من سلطانه وهو يحلف بعزته مي آدم أ ابن ن نب ا م ه علين ر { قص الل ن اآلخ ل م م يتقب دهما ول ن أح ل م ا فتقب ا قربان ه } إذ قرب ى قول ن { : إل بح م فأص

الى : قالوا . ؟ وآيف يجحده وهو يقرب القربان ؟ وهل جحد ربه : ، قالوا ] 30 : 27 : المائدة [ } الخاسرين ه تع ال الل ا { : ق إنمتكبرو ا يس م ل م وه د ربه بحوا بحم جدا وس روا س ا خ روا به ذين إذا ذآ ا ال ل ] 15 : السجدة [ } نيؤمن بآياتن م يق إذا : ، ول

ال ذين آتين { : ذآروا بها أقروا بها فقط، وق ه ال ون ب ـئك يؤمن ه أول ق تالوت ه ح اب يتلون رة [ } اهم الكت ي ] 121 : البق : يعن ؟ يتبعونه حق اتباعه

له : فإن قيل/ ه ورس ل ؟ فهل مع ما ذآرت من سنة ثابتة، تبين أن العمل داخل في اإليمان بالله ومالئكته وآتب م، : قي نع

اآلثار تنطق بذلك، منها حديث وفد عبد القيس، وذآر حديث شعبة وقرة بن خالد عن أبي جمرة عن ابن عامة السنن ودم، ولفظه ا تق ه وحده ( : عباس، آم ان بالل رآم باإليم ال ) آم م ق ه وحده ( : ، ث ان بالل ا اإليم درون م الوا ) ؟ هل ت ه : ، ق الل

اة، وصوم رمضان، شهادة أن ال إ ( : ورسوله أعلم، قال اء الزآ ام الصالة، وإيت له إال الله وأن محمدا رسول الله، وإقه في حديث . ) وأن تعطوا خمس ما غنمتم ا سئل . . . وذآر أحاديث آثيرة توجب دخول األعمال في اإليمان مثل قول لم

. . . . صلى اهللا عليه وسلم

ال يزني الزاني حين ( : ختلف أصحابنا في تفسير قول النبي صلى اهللا عليه وسلما : ثم قال أبو عبد الله محمد بن نصرر أن يخرجه : فقالت طائفة منهم . ) يزني وهو مؤمن إنما أراد النبي صلى اهللا عليه وسلم إزالة اسم اإليمان عنه من غي

لم، واحتجوا : من اإلسالم، وال يزيل عنه اسمه، وفرقوا بين اإليمان واإلسالم، وقالوا يس بمؤمن وهو مس ى فل إذا زنه : فقالوا ] 14 : الحجرات [ اآلية } قالت الأعراب آمنا { : لتفريقهم بين اإلسالم واإليمان بقوله اإليمان خاص يثبت االسم ب

حديث سعد بن أبي وقاص، بالعمل مع التوحيد، واإلسالم عام يثبت االسم بالتوحيد والخروج من ملل الكفر واحتجوا بيئا فقلت نهم ش م يعط رجال م اال ول لم أعطى رج ه، : وذآره عن سعد أن رسول الله صلى اهللا عليه وس ا رسول الل ي

لم . أعطيت فالنا وفالنا ولم تعط فالنا وهو مؤمن ه وس لم ( : فقال رسول الله صلى اهللا علي ا والنبي ) أو مس ا ثالث أعادهلم ( : عليه وسلم يقولصلى اهللا ال ) أو مس م ق ة أن ( / : ، ث نهم، مخاف ى م م أحب إل ع آخرين وه اال وأمن ي ألعطي رج إن

. فنرى أن اإلسالم الكلمة، واإليمان العمل : قال الزهري ) يكبوا على وجوههم في النار

ى من شهد : قال محمد بن نصر ن مسعود عل ه ب د الل ار عب ال واحتجوا بإنك ان فق ر : لنفسه باإليم ؤمن، من غي ا م أنك رة . استثناء، وآذلك أصحابه من بعده، وجل علماء الكوفة على ذل ي هري ان، ( : واحتجوا بحديث أب ه اإليم يخرج من

والن ) فإن رجع رجع إليه لم، : ، وبما أشبه ذلك من األخبار، وبما روي عن الحسن ومحمد بن سيرين أنهما آانا يق مسن حازم، حدثني : ويهابان ر ب ن جري ا وهب ب راهيم، أنبأن مؤمن، واحتجوا بقول أبي جعفر الذي حدثناه إسحاق بن إب

لم ه وس ي صلى اهللا علي ول النب ه سئل عن ق ي؛ أن ي ( : أبي، عن فضيل بن بشار، عن أبي جعفر محمد ابن عل ال يزنذا اإل : ، فقال أبو جعفر ) الزاني حين يزني وهو مؤمن ان ودور دارة صغيرة في ه سالم ودور دارة واسعة،وهذا اإليم

ا وسط الكبيرة، فإذا زنى أو سرق خرج من اإليمان إلى اإلسالم، وال يخرجه من اإلسالم إال الكفر بالله، واحتجوا بمن ) أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص ( : روي عن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال ى ب ذلك يحي دثنا ب دثنا ، ح ى، ح يحي

ال لم ق ه وس لى اهللا علي ه ص ول الل ي، أن رس امر الجهن ن ع ة ب انئ،عن عقب ن ه ريح ب ن ش ة، ع ن لهيع لم ( : اب أس . ) الناس،وآمن عمرو بن العاص

ان واإلسالم، فجعل ين اإليم رق ب ان يف ه آ ال / وذآر عن حماد بن زيد أن ا، ق ان خاصا واإلسالم عام ا في : اإليم فلن

ة ومدحة،أوجب هؤالء اء وتزآي أسوة وبهم قدوة، مع ما يثبت ذلك من النظر، وذلك أن الله جعل اسم المؤمن اسم ثنة،فقال ه الجن ا { : علي را آريم م أج د له لام وأع ه س وم يلقون تهم ي ا تحي المؤمنين رحيم ان ب زاب [ } وآ ، 43 : األح

دق { : ،وقال ] 47 : األحزاب [ } وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا آبيرا { : قال،و ] 44 دم ص م ق وا أن له وبشر الذين آمنم د ربه ونس [ } عن ال ] 2 : ي ات { : ،وق ؤمنين والمؤمن رى الم وم ت انهم ي ديهم وبأيم ين أي ورهم ب عى ن د [ } يس ] 12 : الحدي

ور { : وقال ى الن ات إل ن الظلم رجهم م وا يخ ذين آمن ي ال رة [ } الله ول ال ] 257 : البق وا { : وق وا وعمل ذين آمن ه ال د الل وع . ] 9 : المائدة [ } لهم مغفرة وأجر عظيم الصالحات

Page 103: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

رة : قال ى آبي ل عمن أت ان زائ الوا . ثم أوجب الله النار على الكبائر، فدل بذلك على أن اسم اإليم م نجده أوجب : ق ول

. الجنة باسم اإلسالم، فثبت أن اسم اإلسالم له ثابت على حاله، واسم اإليمان زائل عنه

الكفر ضد ألصل اإليمان، ألن لإليمان أصال وفروعا، فال : ليس اإليمان ضد الكفر، قالوا : فإن قيل لهم في قولهم هذالم : يثبت الكفر حتى يزول أصل اإليمان الذي هو ضد الكفر، فإن قيل لهم ه وس ي صلى اهللا علي تم أن النب فالذين زعم

ن يهم م م اإليمان،هل ف نهم اس ان شيء أزال ع الوا ؟ اإليم ن : ق ى اب م تسمع إل روا، أل ك لكف ت،ولوال ذل م أصله ثاب نعه : مسعود أنكر على الذي شهد أنه مؤمن ثم قال ة أن د آمن من جه لكنا نؤمن باهللا ومالئكته وآتبه ورسله يخبرك أنه ق

ه مقصر، م أن ذا اال / صدق، وأنه ال يستحق اسم المؤمن إذا آان يعل ه ال يستحق ه ا وجب ألن ده إال من أدى م سم عن . عليه وانتهى عما حرم عليه من الموجبات للنار التي هي الكبائر

ا : قالوا د آمن ا ق ا أن ه، وعلمن ة علي د أوجب الجن ه ق ة، وأن الل د استحق الجن فلما أبان الله أن هذا االسم يستحقه من ق

نا ب ذيب، ولس ه مستوجبون وصدقنا؛ ألنه ال يخرج من التصديق إال بالتك ا عاصون ل ا أن ذبين، وعلمن شاآين وال مكللعذاب وهو ضد الثواب الذي حكم الله به للمؤمنين على اسم اإليمان ـ علمنا أنا قد آمنا وأمسكنا عن االسم الذي أثبت

ال نا، الله عليه الحكم في الجنة وهو من الله اسم ثناء وتزآية، وقد نهانا الله أن نزآي أنفسنا، وأمرنا ب ى أنفس خوف علاء ان الثن ى اسم اإليم ه عل ؤمنين؛ إذ أوجب الل أن نتسمى م نا بمستحقين ب ا لس وأوجب لنا العذاب بعصياننا، فعلمنا أن

. والتزآية والرأفة والرحمة والمغفرة والجنة، وأوجب على الكبائر النار، وهذان حكمان متضادان

أن فكيف أمسكتم عن اسم اإليمان أن : فإن قيل وبكم وهو التصديق ب ان في قل تسموا به،وأنتم تزعمون أن أصل اإليما من األسماء،فسموا : قالوا ؟ الله حق، وما قاله صدق ا غلب عليه ياء بم إن الله ورسوله وجماهير المسلمين سموا األش

ا و د أجمع المسلمون الزاني فاسقا، والقاذف فاسقا وشارب الخمر فاسقا،ولم يسموا واحدا من هؤالء متقي ال ورعا،وقأن فيه أصل التقوى والورع،وذلك أنه يتقي أن يكفر أو يشرك بالله شيئا، وآذلك يتقي الله أن يترك الغسل من الجنابة

م ال يسمونه /أوالصالة،ويتقي أن يأتي أمه،فهو في جميع ذلك متق،وقد أجمع الفين أنه وافقين والمخ المسلمون من الما ا وال ورع د متقي ا بع ه فرع د في د يزي ه ق ورع ثابت فيه،وأن وا أن أصل التقي وال ا أجمع الفجور، فلم أتي ب ان ي إذا آ

اجرا مع قا وف ل سموه فاس األصل آتورعه عن إتيان المحارم،ثم ال يسمونه متقيا وال ورعا مع إتيانه بعض الكبائر،بك أن اسم ورع،فمنعهم من ذل بعض التقى وال ى ب د أت ه علمهم أنه ق د أوجب علي ه ق ة، وأن الل اء وتزآي التقي اسم ثن

. المغفرة والجنة

ه : قالوا ه ب ى الل ان اسم أثن ان؛ ألن اإليم فلذلك ال نسميه مؤمنا ونسميه فاسقا زانيا، وإن آان في قلبه أصل اسم اإليمالوا مؤ : مسلم،ولم نقل : على المؤمنين وزآاهم به وأوجب عليه الجنة، فمن ثم قلنا ان أحد من المسلمين : من، ق و آ ول

ي دنا النب ا وج الموحدين يستحق أال يكون في قلبه إيمان وال إسالم،لكان أحق الناس بذلك أهل النار الذين دخلوها، فلمول ه يق ر أن الل لم يخب ه وس ان ( : صلى اهللا علي ال ذرة من إيم ه مثق ان في قلب ار من آ ، ثبت أن شر ) أخرجوا من الن

رونهم، وال يشهدون الم سلمين في قلبه إيمان، ولما وجدنا األمة تحكم عليه باألحكام التي ألزمها الله للمسلمين وال يكفؤمنين؛إذ لهم بالجنة، ثبت أنهم مسلمون؛ إذ أجمعوا أن يمضوا عليهم أحكام المسلمين، وأنهم ال يستحقون أن يسموا م

ا اإلن ي يخرج به ة الت ل إال اسم اإلسالم، وتثبت آان اإلسالم يثبت للمل ه أسماء المل ل،فتزول عن ع المل سان من جمي . أحكام اإلسالم عليه،وتزول عنه أحكام جميع الملل

ه : آافر إن شاء الله،تريدون به آمال الكفر، آما قلتم : لم لم تقولوا : فإن قال لهم قائل/ دون ب ه تري ون إن شاء الل مؤمن

ه : واقال ؟ آمال اإليمان ه وال آخر فتنتظر ب ار ال أول ل رار، واإلنك ه اإلق ألن الكافر منكر للحق، والمؤمن أصل إيمانل ك آمث ل ذل ا صدق، ومث ق لم ر، والتحقي ا أق ائق األداء لم الحقائق، واإليمان أصله التصديق، واإلقرار ينتظر به حق

ا ليس لك عندي : رجلين عليهما حق لرجل، فسأل أحدهما حقه، فقال ا م ة يحقق به حق، فأنكر وجحد فلم يبق له منزله دون أن : قال إذا جحد وأنكر، وسأل اآلخر حقه فقال ذلك حق ه ب ذي يصل إلي نعم لك علي آذا وآذا، فليس إقراره بال

ي يوفيه، فهو منتظر له أن يحقق ما قال باألداء ويصدق إقراره بالوفاء، ولو أقر ثم لم يؤد إليه حقه آان آمن جحده ف ال ووفى ا ق ه حقق بعض م المعنى إذ استويا في الترك لألداء، فتحقيق ما قال أن يؤدي إليه حقه، فإن أدى جزءا من

ى يموت . ببعض ما أقر به م . وآلما أدى جزءا ازداد تحقيقا لما أقر به، وعلى المؤمن األداء أبدا بما أقر به حت فمن ث . آافر إن شاء الله : مؤمن إن شاء الله،ولم نقل : قلنا

Page 104: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

لما لخروجه من : قال محمد بن نصر م سموه مس وقالت طائفة أخرى من أصحاب الحديث بمثل مقالة هؤالء، إال أنه

ه،ولكن ملل الكفر وإلقراره باهللا وبما قال،ولم يسموه مؤمنا، وزعموا أنهم مع تسميتهم إياه باإلسالم آافر، ال آافر باللالوا آافر من طريق ا ل، وق الوا : لعم ة، وق ل عن المل ر ال ينق لم : آف ه وس ي صلى اهللا علي ول النب ي ( : محال أن يق ال يزن

ر / ) الزاني حين يزني وهو مؤمن ه؛ ألن الكف ر الزم ل ان إال واسم الكف ه اسم اإليم زول عن ان،فال ي والكفر ضد اإليمر آفر هو جحد بالله و : ضد اإليمان، إال أن الكفر آفران ال، وآف بما قال فذاك ضده اإلقرار بالله والتصديق به وبما ق

ال يؤمن من ( : هو عمل فهو ضد اإليمان الذي هو عمل، أال ترى إلى ما روي عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قالر من جه : قالوا . ) ال يأمن جاره بوائقه ه آف ك إال أن ؤمن من فإذا لم يؤمن فقد آفر، وال يجوز غير ذل م ي ل؛ إذ ل ة العم

ه ه لل ة تعظيم ه من قل ل خوف ا يق ه، وإنم ة خوف ائر إال من قل ه ويرتكب الكب جهة العمل؛ ألنه ال يضيع ما فرض عليؤمن ووعيده، فقد ترك من اإليمان التعظيم الذي صدر عنه الخوف والورع، فأقسم النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه ال ي

. إذا لم يأمن جاره بوائقه

لم ( : ،وأنه قال ) سباب المسلم فسوق،وقتاله آفر ( : ثم قد روى جماعة عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ال المس إذا قافر، : فقد سماه النبي صلى اهللا عليه وسلم بقتاله أخاه آافرا، وبقوله له . ) يا آافر، فلم يكن آذلك باء بالكفر : ألخيه ا آ ي

الوا . الكلمة دون الزنا، والسرقة، وشرب الخمر آافرا، وهذه افرا : ق ا إذا سميناه آ زعم أن ا ف ول من احتج علين ا ق فأمؤمنين ام الم ه أحك د زالت عن ر فق ه إذا آف ه؛ ألن لزمنا أن يحكم عليه بحكم الكافرين بالله، فنستتيبه ونبطل الحدود عن

وا وحدودهم، وفي ذلك إسقاط الحدود وأحكام المؤمنين ى حيث ذهب ك إل ذهب في ذل م ن على آل من أتى آبيرة، فإنا للإليمان أصل وفرع، وضد اإليمان الكفر في آل معنى، فأصل اإليمان اإلقرار والتصديق، وفرعه إآمال : ولكنا نقول

ه، الكفر بالله وبما قال، وترك ال : هو أصل اإليمان/ العمل بالقلب والبدن، فضد اإلقرار والتصديق الذي ه ول تصديق بوضد اإليمان الذي هو عمل، وليس هو إقرار، آفر ليس بكفر بالله ينقل عن الملة، ولكن آفر تضييع العمل، آما آان افرا، ه آ رار بالل و إق ذي ه ان ال رك اإليم ن ت ان م ا آ ه، فلم رار بالل و إق ذي ه ان ال و اإليم يس ه ا، ول ل إيمان العم

د يستتاب،ومن ترك اإليمان الذي هو ا، ق ورع عن شرب الخمر والزن رك ال اة والحج والصوم، أو ت ل الزآ عمل مثال دع ممن ق نة وأهل الب ا من أهل الس د من خالفن دنا وال عن تتاب عن ان، وال يجب أن يس ه بعض اإليم إن : زال عن

ا ذلك ال يجب بقولن ل، إال الخوارج وحدها، فك ة تضييع العمل أن : اإليمان تصديق وعم افر من جه تتاب، وال آ يسزل م ي ه؛ إذ ل ام عن ة الحدود واألحك تتابة، وال إزال ذي هو عمل اس ان ال زوال اإليم تزول عنه الحدود، آما لم يكن بأصل اإليمان عنه فكذلك ال يجب علينا استتابته وإزالة الحدود واألحكام عنه بإثباتنا له اسم الكفر من قبل العمل؛ إذ لم

. بالله أو بما قاليأت بأصل الكفر الذي هو جحد

ر؛ : قالوا يس بكف ا ل ل نزوله ولما آان العلم بالله إيمانا، والجهل به آفرا، وآان العمل بالفرائض إيمانا، والجهل بها قبم يهم، ول لم إل ه وس ألن أصحاب رسول الله صلى اهللا عليه وسلم قد أقروا بالله أول ما بعث الله رسوله صلى اهللا علي

وا ان يعلم رائض، فك يهم الف ه عل زل الل م أن را، ث ذلك آف م ب م يكن جهله ك، فل د ذل يهم بع ي افترضت عل رائض الت الفا ان بجهله ه،ما آ ر من الل أت خب م ي و ل ه، ول ر الل ه خب ر من جحدها لتكذيب ا يكف ا، وإنم إقرارهم بها والقيام بها إيمان

ر آافرا، وبعد مجيء الخبر، من لم يسمع بالخبر من الم/ ه في آل حال آف سلمين، لم يكن بجهلها آافرا، والجهل بالل . قبل الخبر وبعد الخبر

ر : فمن ثم قلنا : قالوا يس بكف ر، ل ا آف د أوجبه ه ق ه أن رائض مع تصديق الل رك الف إن ترك التصديق بالله آفر، وإن ت

ل ول القائ ا يق ي ح : بالله، إنما هو آفر من جهة ترك الحق آم د آفرتن ي، يري ي وضيعت شكر : قي ونعمت ضيعت حقوا : نعمتي، قالوا ابعين؛ إذ جعل لم والت ه وس ه صلى اهللا علي نهم من أصحاب رسول الل ولنا في هذا قدوة بمن روى ع

ل ا لألصل ال ينق ة العمل فروع للكفر فروعا دون أصله، ال ينقل صاحبه عن ملة اإلسالم، آما أثبتوا لإليمان من جهه عن ه ترآ ي قول اس ف ن عب ول اب ك ق ن ذل الم، م ة اإلس افرون { : مل م الك ـئك ه ه فأول زل الل ا أن م بم م يحك ن ل } وم

ر، : قال محمد بن نصر ] 44 : المائدة [ حدثنا ابن يحيى، حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام ـ يعني ابن عروة ـ عن حجي . ليس بالكفر الذي يذهبون إليه } ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولـئك هم الكافرون { : عن طاوس، عن ابن عباس

ال ه ق ن طاوس،عن أبي ا معمر،عن اب اس : حدثنا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق،أنبأن ن عب سئل اب

افرون ومن لم يحكم بما أ { : عن قول م الك ـئك ه ال } نزل الله فأول ن طاوس : ق ال اب ه آفر،ق ه : هي ب ر بالل يس آمن آف ول . ومالئكته وآتبه ورسله

Page 105: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ال /حدثنا إسحاق،أنبأنا وآيع عن سفيان،عن معمر،عن ابن طاوس،عن اس ق ن عب ه،عن اب ر،وليس آمن : أبي ه آف هو ب

له،و ه ورس ه وآتب اهللا ومالئكت ر ب ال آف ه ق اوس،عن أبي ن ط ر،عن اب فيان،عن معم ع،عن س ا وآي ن : به أنبأن ت الب قلافر } ومن لم يحكم بما أنزل الله { : عباس و آ ال . فه ه : ق ه وآتب وم اآلخر ومالئكت اهللا والي ر ب يس آمن آف ر ول ه آف هو ب . ورسله

فيان،عن رزاق، عن س ال حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا عبد ال اس ق ن عب ل عن : رجل،عن طاوس،عن اب ر ال ينق آف

. الملة

. ليس بكفر ينقل عن الملة : حدثنا إسحاق، أنبأنا وآيع، عن سفيان،عن سعيد المكي،عن طاوس قال

ال م، وفسق دون : حدثنا إسحاق، أنبأنا وآيع، عن سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء ق م دون ظل ر، وظل ر دون آف آف . فسق

ل : قالوا : قال محمد بن نصر م ينق ا، فظل وقد صدق عطاء، قد يسمي الكافر ظالما ويسمى العاصي من المسلمين ظالم

م { : عن ملة اإلسالم، وظلم ال ينقل قال الله تعالى انهم بظل ام [ } الذين آمنوا ولم يلبسوا إيم ال ] 82 : األنع رك إن { : ،وق الشيم م عظ ان [ } لظل ال ] 13 : لقم ه ق ق علي ن مسعود المتف ا نزلت : ، وذآر حديث اب انهم { : لم وا إيم م يلبس وا ول ذين آمن ال

ه ؟ أينا لم يظلم نفسه : ، شق ذلك على أصحاب النبي صلى اهللا عليه وسلم، وقالوا } بظلم ه قال رسول الل صلى اهللا علي . ) إنما هو الشرك } إن الشرك لظلم عظيم { : ليس بذلك، ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح ( : وسلم

ران، عن / ن مه حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا الحجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة،عن علي بن زيد، عن يوسف ب

ذه ابن عباس، أن عمر بن الخطاب آ ى ه أتى عل رأ، ف وم فق دخل ذات ي ه، ف رأ في ه نشر المصحف فق ان إذا دخل بيتال } الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم { : اآلية ن آعب فق ي ب ى أب ى إل ا : إلى آخر اآلية، فانتعل وأخذ رداءه،ثم أت ا أب ي

ة ذه اآلي ى ه ل عل ذين { : المنذر، أتيت قب م ال انهم بظل وا إيم م يلبس وا ول م ونفعل } آمن ا نظل رى أن د ن ال . وق ر : فق ا أمي ي . إنما ذلك الشرك } إن الشرك لظلم عظيم { : المؤمنين، إن هذا ليس بذلك، يقول الله

ن نصر د ب ال محم قان : ق ذلك الفسق فس ة، و : وآ ل عن المل قا، فسق ينق افر فاس ة، فيسمى الك ل عن المل فسق ال ينق

را، ] 50 : الكهف [ } ففسق عن أمر ربه { : والفاسق من المسلمين فاسقا، ذآر الله إبليس فقال ه آف ك الفسق من ان ذل ، وآار { : وقال الله تعالى أواهم الن قوا فم ذين فس د ا } وأما ال ه يري ك قول ى ذل ار، دل عل ا { : لكف وا منه ا أرادوا أن يخرج آلم

م ] 20 : السجدة [ } أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي آنتم به تكذبون قا ول ، وسمى الفاسق من المسلمين فاسا { : يخرجه من اإلسالم، قال الله تعالى دة ول انين جل دوهم ثم هداء فاجل والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة ش

ج { : ، وقال تعالى ] 4 : النور [ } تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون يهن الح وق وال فمن فرض ف ث وال فس ال رف ف . هي المعاصي : فقالت العلماء في تفسير الفسوق هاهنا ] 197 : البقرة [ } جدال في الحج

: فلما آان الظلم ظلمين والفسق فسقين، آذلك الكفر آفران : قالوا

ل عن الملة،وشرك : ] شرآان [ أحدهما ينقل عن الملة،واآلخر ال ينقل عن الملة،وآذلك الشرك/ د ينق شرك في التوحي

ادة { : في العمل ال ينقل عن الملة وهو الرياء،قال تعالى رك بعب ا يش الحا ول ا ص ل عمل ه فليعم اء رب و لق ان يرج فمن آ . ) الطيرة شرك ( : وقال النبي صلى اهللا عليه وسلم . ل الصالحةيريد بذلك المراءاة باألعما ] 110 : الكهف [ } ربه أحدا

ه من أصحاب الحديث، : قال محمد بن نصر ل في موافقي ن حنب د ب ان عن أحم ة، محكي فهذان مذهبان هما في الجمل

ده،إال : حكى الشالنجي إسماعيل بن سعيد ا بجه ائر يطلبه ى الكب ل عن المصر عل ن حنب رك أنه سأل أحمد ب م يت ه ل أنه ذه حال ال ؟ الصالة والزآاة والصيام، هل يكون مصرا من آانت ه ه : ق ل قول ي حين ( : هو مصر، مث ي الزان ال يزن

ه ) يزني وهو مؤمن ؤمن، ( : يخرج من اإليمان ويقع في اإلسالم، ومن نحو قول ال يشرب الخمر حين يشربها وهو مه ، ومن ) وال يسرق حين يسرق وهو مؤمن اس في قول ن عب ول اب م { : نحو ق ـئك ه ه فأول زل الل ا أن م بم م يحك ن ل وم

ذلك : فقال ؟ ما هذا الكفر : ، فقلت له ] 44 : المائدة [ } الكافرون آفر ال ينقل عن الملة، مثل اإليمان بعضه دون بعض، وآ

Page 106: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ال يكون : ) ال يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ( : وقال ابن أبي شيبة . الكفر حتى يجيء من ذلك أمر ال يختلف فيهال ه، ق ال : مستكمل اإليمان، يكون ناقصا من إيمان ان، فق ل عن اإلسالم واإليم ن حنب د اب ول : وسألت أحم ان ق اإليم

ال رار، ق الم إق ل، واإلس يبة : وعم ي ش ن أب ة،وقال اب و خيثم ال أب ه ق و : وب ان إال ال يك ان، وال إيم الم إال بإيم ن اإلس . بإسالم

اع : قلت/ ر واحد إجم د حكي غي يس هو مسمى اآلخر، وق وقد تقدم تمام الكالم بتالزمهما وإن آان مسمى أحدهما ل

د [ قال أبو عمر ابن عبد البر في . أهل السنة والحديث على أن اإليمان قول وعمل ه وا : ] التمهي لحديث أجمع أهل الفقا نقص بالمعصية، والطاعات آله د بالطاعة وي دهم يزي ان عن ة، واإليم على أن اإليمان قول وعمل، وال عمل إال بني

الوا ا، ق ى أن الطاعة ال تسمى إيمان وا إل إنهم ذهب ة وأصحابه، ف ي حنيف ا ذآر عن أب ان : عندهم إيمان إال م ا اإليم إنم : إلى أن قال . . . ذآر ما احتجوا بهالتصديق واإلقرار، ومنهم من زاد المعرفة و

ن سعد، س، والليث ب ن أن ك ب نهم مال ام ومصر م ار بالحجاز والعراق والش رأي واآلث وأما سائر الفقهاء من أهل الوسفيان الثوري، واألوزاعي، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو عبيد القاسم بن سالم، وداود بن

ب، وعمل : ري، ومن سلك سبيلهم، فقالواعلي، والطب اد بالقل رار، واعتق ول باللسان وهو اإلق ل، ق ول وعم اإليمان قة الصادقة الجوارح،مع اإلخالص بالني الوا . ب ن : ق و م ة فه ن فريضة ونافل ه م ز وجل ـ ب ه ـ ع اع الل ا يط ل م وآ

ان من أجل اإليمان،واإليمان يزيد بالطاعات،وينقص بالمعاصي، وأهل الذنوب عن ر مستكملي اإليم ون غي دهم مؤمنال يزني الزاني ( : أال ترى إلى قول النبي صلى اهللا عليه وسلم . ذنوبهم، وإنما صاروا ناقصي اإليمان بارتكابهم الكبائر

جماع مستكمل اإليمان، ولم يرد به نفي جميع اإليمان عن فاعل ذلك، بدليل اإل : الحديث، يريد ) حين يزني وهو مؤمنؤمنين اتهم الم وا دعوة اإلسالم، من قراب ة وانتحل ى القبل ر، إذا صلوا إل ي والسارق وشارب الخم على توريث الزان

. وأآثر أصحاب مالك على أن اإليمان واإلسالم شيء واحد : بتلك األحوال، واحتج على ذلك، ثم قال/ الذين ليسوا افر، وأما قول المعتزلة، فاإليمان عندهم : قال و فاسق، ال مؤمن وال آ جماع الطاعات، ومن قصر منها عن شيء فه

زلتين ين المن ة ب االعتزال أصحاب المنزل ون ب ال . . . . وهؤالء هم المتحقق ى أن ق نقص، : إل د وي ان يزي ى أن اإليم وعلا في األ ن القاسم . مصار يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وعليه جماعة أهل اآلثار، والفقهاء من أهل الفتي وروى اب

ك د وتوقف في نقصانه : عن مال ان يزي افع . أن اإليم ن ن ن عيسى، واب رزاق، ومعن ب د ال ه عب د : وروي عن ه يزي أن . وينقص، وعلى هذا مذهب الجماعة من أهل الحديث، والحمد لله

ا والسرقة، ثم ذآر حجج المرجئة، ثم حجج أهل السنة، ورد على الخوارج التكفير بالحد ود المذآورة للعصاة في الزن

ادة ارة ( : ونحو ذلك، وبالموارثة وبحديث عب و آف دنيا فه ه في ال يئا فعوقب ب ك ش ال ) من أصاب من ذل ان : ،وق اإليمان الى . مراتب بعضها فوق بعض، فليس ناقص اإليمان آكامل اإليم ه تع ال الل ذين { : ق ون ال ا المؤمن ه إنم ر الل إذا ذآ

وبهم ت قل ال [ } وجل ا ] 2 : األنف ال . ،أي حق ذلك ق ا { : ول ون حق م المؤمن ال [ } ه ه ] 4 : األنف لى اهللا علي ه ص ذلك قول وآلم ده ( : وس انه وي لم المسلمون من لس لم من س اس، والمس ه الن ي ) المؤمن من أمن ذ : ـ يعن ا ـ ومن ه ه حق أآمل ( : ا قول

. ومعلوم أن هذا ال يكون أآمل حتى يكون غيره أنقص . ) المؤمنين إيمانا ه ) أوثق عرى اإليمان الحب في الله والبغض في الله ( : وقوله/ ه ( : ، وقول ة ل ان لمن ال أمان ى أن بعض ) ال إيم دل عل ي

وآذلك . الحديث ) من أحب لله وأبغض لله ( : الترمذي وغيره اإليمان أوثق وأآمل من بعض، وذآر الحديث الذي رواهو طالب المكي . ذآر أبو عمرو الطلمنكي إجماع أهل السنة على أن اإليمان قول وعمل ونية وإصابة السنة ال أب : وق

ال . الشهادتين، والصلوات الخمس، والزآاة، وصيام شهر رمضان، والحج : مباني اإلسالم الخمسة؛ يعني ان : ق وأرآد ا ق ار، وآالهم ة والن ان بالجن در، واإليم ان بالق ل، واإليم ذآورة في حديث جبرائي ي الخمسة الم بعة؛ يعن اإليمان س

. رويت في حديث جبريل،آما سنذآر إن شاء الله تعالى ان : قال ه، واإليم ه وأنبيائ ه واإليمان بأسماء الله تعالى وصفاته، واإليمان بكتب الل ي ـ والل ياطين، يعن ة والش بالمالئك

ا يختلف : أعلم ـ ال، آم اختالف األعم دا، لكن تختلف ب ا واح ا جنس اس من يجعلهم اإليمان بالفرق بينهما، فإن من النان بجمي . اإلنسان البر والفاجر، واإليمان بالجنة والنار، وأنهما قد خلقتا قبل آدم ع واإليمان بالبعث بعد الموت، واإليم

ة، أقدار الله خيرها وشرها وحلوها ومرها، أنها من الله قضاء وقدرا ومشيئة وحكما، وأن ذلك عدل منه وحكمة بالغ . استأثر بعلم غيبها ومعنى حقائقها

Page 107: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ة : وقد قال قائلون : قال ذا يقرب من مذهب المرجئ ات، وه اوت والمقام د أذهب التف ذا ق . إن اإليمان هو اإلسالم، وهألة /إن : قال آخرونو ذه مس اإلسالم غير اإليمان،وهؤالء قد أدخلوا التضاد والتغاير،وهذا قريب من قول األباضية، فه

مشكلة تحتاج إلى شرح وتفصيل، فمثل اإلسالم من اإليمان، آمثل الشهادتين أحدهما من األخرى في المعنى والحكم، م آشيء فشهادة الرسول غير شهادة الوحدانية، فهما شيئان في األعيان،وإحداهما مرتبطة باألخرى في المعنى والحك

ه،وال إسالم لمن ال ان لمن ال إسالم ل واحد، آذلك اإليمان واإلسالم أحدهما مرتبط باآلخر، فهما آشيء واحد،ال إيمه،من ه يحقق إيمان حيث اشترط إيمان له، إذ ال يخلو المسلم من إيمان به يصح إسالمه،وال يخلو المؤمن من إسالم ب

ك الحات { : الله لألعمال الصالحة اإليمان، واشترط لإليمان األعمال الصالحة، فقال في تحقيق ذل ن الص ل م ن يعم فمان بالعمل ] 94 : األنبياء [ } وهو مؤمن فلا آفران لسعيه ق اإليم ال في تحقي ه مؤمن { : ،وق ن يأت الحات وم ل الص د عم ا ق،فمن آان ظاهره أعمال اإلسالم وال يرجع إلى عقود اإليمان بالغيب فهو منافق ] 75 : طه [ } فأولئك لهم الدرجات العلى

را ال يثبت نفاقا ينقل عن الملة، ومن آان عقده اإليمان بالغيب وال يعمل بأحكام اإليمان وشرائع اإلسالم،فهو آافر آفه وال أن لم، ول ه،فهو مؤمن مس ا أمر الل امال بم ه ع معه توحيد، ومن آان مؤمنا بالغيب مما أخبرت به الرسل عن الل

. آذلك لكان المؤمن يجوز أال يسمى مسلما، ولجاز أن المسلم ال يسمى مؤمنا بالله

ال : من بالله ومالئكته وآتبه، قالوقد أجمع أهل القبلة على أن آل مؤمن مسلم، وآل مسلم مؤ ومثل اإليمان في األعمر ه، وال ذو قلب بغي ا / آمثل القلب في الجسم ال ينفك أحدهما عن اآلخر، ال يكون ذو جسم حي ال قلب ل جسم، فهم

اطن وهي واحدة، ا ظاهر وب ة له ل حب ا ـ مث ا ـ أيض ال شيئان منفردان، وهما في الحكم والمعنى منفصالن، ومثلهمال اوت صفتهما : يق ان لتف وارح، . حبت ال الج ن أعم و م ان، وه اهر اإليم و ظ الم ه ن اإلس الم م ال اإلس ذلك أعم فك

. واإليمان باطن اإلسالم وهو من أعمال القلوب

ان سر ( : وفي لفظ ) اإلسالم عالنية،واإليمان في القلب ( : وروى عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال فاإلسالم ) اإليمد ل إال بعق ل، وال عم ان إال بعم ال إيم الم، ف ود اإلس ان عق ان، واإليم ال اإليم اهر . أعم ل الظ ل العم ك مث ل ذل ومث

لم ه وس ه صلى اهللا علي ول رسول الل ه ق : والباطن، أحدهما مرتبط بصاحبه من أعمال القلوب وعمل الجوارح، ومثلات ( ال بالني ا األعم د وقصد؛ ألن ال ع : أي ) إنم ل إال بعق ا [ م ل ] إنم ذلك عم ت ب واه، فأثب ا س ي لم ق للشيء ونف تحقي

الجوارح من المعامالت، وعمل القلوب من النيات، فمثل العمل من اإليمان آمثل الشفتين من اللسان ال يصح الكالم ذلك في سقوط إال بهما؛ ألن الشفتين تجمع الحروف، واللسان يظهر الكالم، وفي سقوط أحدهما بطالن الكالم، وآ

ه ه { : العمل ذهاب اإليمان؛ ولذلك حين عدد الله نعمه على اإلنسان بالكالم ذآر الشفتين مع اللسان في قول ل ل م نجع أله ألم نجعله ناظرا متكلما، فعبر عن الكالم باللسان : بمعنى ] 8،9 : البلد [ } عينين ولسانا وشفتين ان ل ا مك فتين ألنهم والش

. وذآر الشفتين؛ألن الكالم الذي جرت به النعمة ال يتم إال بهما

ه ظاهر ل /ومثل اإليمان واإلسالم ـ أيضا ـ آفسطاط قائم في األرض ل ه، فالفسطاط مث ود في باطن ه عم وأطناب،ولذي في وسط اإلسالم له أرآان من أعمال العالنية والجوارح، وهي األطناب التي تمسك أرجاء الفسطاط،والعمود ال

ه طاط إال ب وام للفس ان ال ق ه آاإليم طاط مثل ذلك . الفس ا، آ وة إال بهم ه وال ق وام ل ا، إذ ال ق طاط إليه اج الفس د احت فقه إال باإلسالم، وهو صالح ع ل وب ال نف ال القل اإلسالم في أعمال الجوارح ال قوام له إال باإليمان، واإليمان من أعم

. مالاألع

ان ضدهما ا آ م والمعني م ا آشيء واحد في الحك وال أنهم وأيضا، فإن الله قد جعل ضد اإلسالم واإليمان واحدا، فللمون أيأمرآم بالكفر بع { : ، وقال ] 86 : آل عمران [ } آيف يهدي الله قوما آفروا بعد إيمانهم { : واحدا فقال تم مس } د إذ أن

ران [ ر ] 80 : آل عم ل ضدهما الكف ال . فجع ان، : ق لم عن اإليم ه وس ه صلى اهللا علي ر رسول الل ذا أخب ل ه ى مث وعلد ) بني اإلسالم على خمس ( : واإلسالم من صنف واحد، فقال في حديث ابن عمر اس عن وف ن عب ،وقال في حديث اب

اطن إال بإسالم ظاهر، وال عبد القيس أنهم ان ب ه ال إيم ى أن ذلك عل دل ب ذه األوصاف، ف ذآر ه ان ف ألوه عن اإليم س . إسالم ظاهر عالنية إال بإيمان سر، وأن اإليمان والعمل قرينان،ال ينفع أحدهما بدون صاحبه

ان واإلسالم،ف : قال ين اإليم ل ب لم في حديث جبري وب فأما تفرقة النبي صلى اهللا عليه وس ال القل ك تفصيل أعم إن ذل

ا يوجب وارح، مم ال الج ن تفصيل أعم ودا م ون عق ي وصفناها أن تك اني، الت ذه المع ا توجب ه ى م ا عل وعقودهاختالف وتضاد، / األفعال ى ب الظاهرة التي وصفها أن تكون عالنية، ال أن ذلك يفرق بين اإلسالم واإليمان في المعن

Page 108: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ود القلب : لحكم، قالليس فيه دليل أنهما مختلفان في ا ره من عق ا ذآ ؤمن، فيكون م لم م ويجتمعان في عبد واحد مس . وصف قلبه، وما ذآره من العالنية وصف جسمه

ان : قال وأيضا، فإن األمة مجتمعة أن العبد لو آمن بجميع ما ذآره من عقود القلب في حديث جبريل من وصف اإليم

ا ولم يعمل بما ذآره من وصف اإلسالم د م م يعتق م ل أنه ال يسمى مؤمنا، وأنه إن عمل بجميع ما وصف به اإلسالم ث . وصفه من اإليمان أنه ال يكون مسلما، وقد أخبر النبي صلى اهللا عليه وسلم أن األمة ال تجتمع على ضاللة

ام، : قلت ا في األحك لما إذا أنكر آأنه أراد بذلك إجماع الصحابة ومن اتبعهم، أو أنه ال يسمى مؤمن ه ال يكون مس وأن

أبو طالب بعض هذه األرآان، أو علم أن الرسول أخبر بها ولم يصدقه، أو أنه لم ير خالف أهل األهواء خالفا،وإال فان، ] الفصل الثالث والثالثين [ آان عارفا بأقوالهم، وهذا ـ والله أعلم ـ مراده، فإنه عقد في بيان تفصيل اإلسالم واإليم

ازع في وشر اس، لكن ين ر من الن ه آثي ا قال ح عقود معاملة القلب من مذهب أهل الجماعة، وهذا الذي قاله أجود مم : شيئين

. أن المسلم المستحق للثواب البد أن يكون معه اإليمان الواجب المفصل المذآور في حديث جبريل : أحدهما

اني/ ا ي : والث لم إنم ه وس ي صلى اهللا علي لمأن النب ه وس ي صلى اهللا علي ول النب ل ق لم،في مث ا دون مس ق مؤمن أو ( : طل

ل من المقتصدين : لكونه ليس من خواص المؤمنين وأفاضلهم، آأنه يقول ) مسلم ربين، ب ابقين المق لكونه ليس من السون اء، ويقول ه وس : األبرار، فهذان مما تنازع فيهما جمهور العلم ي صلى اهللا علي ل النب م يق ك الرجل ل أو ( : لم في ذل

ان ) مسلم ان ينفي اإليم ذلك لك ان آ و آ ذا ل إن ه ربين، ف ابقين المق لكونه لم يكن من خواص المؤمنين وأفاضلهم آالسوا من م يكون ين، ول انوا من أصحاب اليم ة بال عذاب إذا آ المطلق عن األبرار المقتصدين المتقين،الموعودين بالجن

ون موعودون السابقين والمقربين، ولي ربين،آلهم مؤمن ابقين المق ين مع الس س األمر آذلك، بل آل من أصحاب اليمان بالجنة بال عذاب،وآل من آان آذلك فهو مؤمن باتفاق المسلمين من أهل السنة وأهل البدع،ولو جاز أن ينفي اإليم

ذا في عن شخص لكون غيره أفضل منه إيمانا نفى اإليمان عن أآثر أولياء الله المتقين ،بل وعن آثير من األنبياء،وه . نفى االسم لنفي آماله المستحب : غاية الفساد،وهذا من جنس قول من يقول

مسلم وليس بمؤمن، فالبد أن : وقد ذآرنا أن مثل هذا ال يوجد في آالم الله ورسوله، بل هذا الحديث خص من قيل فيه

ى يكون ناقصا عن درجة األبرار المقتصدين أهل ال د أت جنة، ويكون إيمانه ناقصا عن إيمان هؤالء آلهم، فال يكون قباإليمان الذي أمر به هؤالء آله، ثم إن آان قادرا على ذلك اإليمان وترك الواجب، آان مستحقا للذم، وإن قدر أنه ال

ذا وج انهم، وال يكون ه ل إيم ان عاجزا عن مث و وإن يقدر على ذلك اإليمان الذي اتصف به هؤالء، آ ه، فه / ب عليه ويعمل ل أن يتحقق ب ان وقب م تفصيل اإليم ل أن يعل ال، ومات قب ا مجم دخل الجنة ال يكون آمن قدر أنه آمن إيمان

. بشيء منه، فهو يدخل الجنة، لكن ال يكون مثل أولئك

لم األبرار أهل اليمين هم ـ أيضا ـ على درجات، آما في الحديث الصحيح عن : لكن قد يقال ه وس ي صلى اهللا علي النبال ه ق ر ( : أن ي آل خي ؤمن الضعيف، وف ي اهللا من الم ر وأحب إل وي خي ؤمن الق الى ) الم ال اهللا تع د ق توي { : وق ال يس

ة أ ] 95 : النساء [ اآلية } القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر وي في الجن ان آل ، فدرجة المؤمن الق ى، وإن آ على؛ أي : منهما آمل ما وجب عليه، وقد يريد أبو طالب وغيره بقولهم ذا المعن ؤمنين ه يس : ليس هذا من خواص الم ل

ه، ا لعجزه عن رك واجب إيمانه آإيمان من حقق خاصة اإليمان، سواء آان من األبرار أو من المقربين، وإن لم يكن ت . موما، وال يمدح مدح أولئك، وال يلزم أن يكون من أولئك المقربينأو لكونه لم يؤمر به، فال يكون مذ

ال : فيقال ال : وهذا ـ أيضا ـ ال ينفي عنه اإليمان، فيق ا يق ؤمن، آم لم ال م ت، وال من أهل : هو مس الم وال مف يس بع ل

ر، . ) ما بلغ مد أحدهم وال نصيفه لو أنفق أحدآم مثل أحد ذهبا ( : االجتهاد، وقد قال النبي صلى اهللا عليه وسلم ذا آثي وهل اس، ب فليس آل ما فضل به الفاضل يكون مقدورا لمن دونه، فكذلك من حقائق اإليمان ما ال يقدر عليه آثير من النوا رهم، وال ترآ وال أآثرهم، فهؤالء يدخلون الجنة، وإن لم يكونوا ممن تحققوا بحقائق اإليمان التي فضل الله بها غي

ما هو من المواهب والفضل من الله فإنه من جنس /واجبا عليهم وإن آان واجبا على غيرهم؛ ولهذا آان من اإليمان الى ال تع د ق واهم { : العلم، واإلسالم الظاهر من جنس العمل، وق اهم تق دى وآت م ه دوا زاده ذين اهت د [ } وال ، ] 17 : محم

Page 109: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ا { : ،وقال ] 76 : مريم [ } يزيد الله الذين اهتدوا هدىو { : وقال زدادوا إيمان ؤمنين لي وب الم ي قل كينة ف زل الس ذي أن هو ال . ] 4 : الفتح [ } مع إيمانهم

ال ومثل هذه السكينة قد ال تكون مقدورة، ولكن الله يجعل ذل ا ق ابق، آم ى عمل س ه وجزاء عل : ك في قلبه،فضال من

ن لد { اهم م ا وإذا لآتين د تثبيت م وأش را له ان خي ه لك ون ب ا يوعظ وا م راطا ولو أنهم فعل ديناهم ص ا وله را عظيم ـا أج نه { : ، آما قال ] 68 : 66 : النساء [ } مستقيما } اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم آفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون ب

ة [ } أولئك آتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه { : ، وآما قال ] 28 : الحديد [ ل ] 22 : المجادل ذا قي ا : ؛ وله من عمل بمال الظاهرة ه من األعم درون علي ا يق ان م اد، وإن آ دور للعب ر مق ذا الجنس غي م، وه م يعل ا ل م م ه عل ه الل علم أورث

ة ا : والباطنة هو ـ أيضا ـ بفضل الله وإعانته وإقداره لهم، لكن األمور قسمان م إلعان دور له م، منه ما جنسه مق ه له للادرا : آالقيام والقعود، ومنه ما جنسه غير مقدور لهم، إذا قيل ا ق إن الله يعطي من أطاعه قوة في قلبه وبدنه يكون به

إذ يوحي ربك إلى المآلئكة أني { : على ما ال يقدر عليه غيره، فهذا ـ أيضا ـ حق وهو من جنس هذا المعنى، قال تعالىاثبتوا { : ، وقد قال ] 12 : األنفال [ } كم فثبتوا الذين آمنوامع ال [ } إذا لقيتم فئة ف ات، ] 45 : األنف ذا الثب ات وه أمرهم بالثب ، ف

. يوحى إلى المالئكة أنهم يفعلونه بالمؤمنين الناس ويذم على ترآه، وال يذم عليه بعض الناس ممن ال يقدر والمقصود أنه قد يكون من اإليمان ما يؤمر به بعض /

وآذلك في األعمال الظاهرة يؤمر القادر : عليه،ويفضل الله ذاك بهذا اإليمان، وإن لم يكن المفضول ترك واجبا،فيقالال الظ ره، لكن األعم ه غي ؤمر ب د يعطي على الفعل بما ال يؤمر به العاجز عنه، ويؤمر بعض الناس بما ال ي اهرة ق

لم في ه وس ي صلى اهللا علي ال النب ا ق اإلنسان مثل أجر العامل إذا آان يؤمن بها ويريدها جهده، ولكن بدنه عاجز آموهم ( : قال ؟ وهم بالمدينة : قالو ) إن بالمدينة لرجاال ما سرتم مسيرا وال قطعتم واديا إال آانوا معكم ( : الحديث الصحيح

بيل { : ، وآما قال تعالي ) ينة حبسهم العذربالمد ال يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سى القاع هم عل أموالهم وأنفس دين ب ه المجاه ل الل هم فض أموالهم وأنفس ه ب ةالل اء [ } دين درج ى ] 95 : النس تثنى أول فاس

. الضرر

ه، ( : وفي الصحيحين عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ل أجور من اتبع من دعا إلى هدى آان له من األجر مثه م ل أوزار من اتبع وزر مث ه من ال ان علي ى ضاللة آ ر أن من غير أن ينقص من أجورهم شيئا، ومن دعا إل ن غي

يئا اري . ) ينقص من أوزارهم ش ة األنم ي آبش وزر سواء ( : وفي حديث أب ا في ال ا في األجر سواء، وهم ، رواه ) همة ( : الترمذي وصححه ولفظه دنيا ألربع ه : إنما ال ه، ويصل في ال رب ك الم و يتقي في ذل اال فه ا وم ه علم اه الل رجل آت

ول رحمه، ويعلم لله فيه حقا، ة، يق و أن : فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه ماال فهو صادق الني لد ا سواء، وعب ه، فأجرهم ر / لي ماال لعملت بعمل فالن فهو بنيت ه بغي ا يخبط في مال ه علم م يرزق اال ول ه م ه الل رزق

اال وال علم،ال يتقي فيه ربه، وال يصل فيه رحمه، وال يعلم لله فيه حقا، ه م ه الل م يرزق د ل ازل، وعب فهذا بأخبث المن . ) لو أن لي ماال لعملت فيه بعمل فالن فهو بنيته، فوزرهما سواء : علما فهو يقول

ه، : مثل هذه األمة آمثل أربعة نفر ( : ولفظ ابن ماجه ه في حق ه ينفق ه في مال رجل آتاه الله ماال وعلما فهو يعمل بعلم

ذي يعمل : آتاه الله علما ولم يؤته ماال فهو يقولورجل ل ال ه مث ه صلى . ) لو آان لي مثل هذا عملت في ال رسول الل قه، ( : اهللا عليه وسلم ر حق ه في غي ه ينفق ا،فهو يتخبط في مال ه علم م يؤت اال ول ه م فهما في األجر سواء، ورجل آتاه الل

. ) لو آان لي مثل مال هذا عملت مثل الذي يعمل، فهما في الوزر سواء : ورجل لم يؤته علما وال ماال وهو يقول

ان ألحدهما اثالن، وإن آ د يتم ا، فق اال ومقام وة وح آالشخصين إذا تماثال في إيمان القلوب معرفة وتصديقا، وحبا وقافق إن المؤمن قوته ( : من أعمال البدن ما يعجز عنه بدن اآلخر، آما جاء في األثر في قلبه،وضعفه في جسمه، والمن

ه ي قلب مه، وضعفه ف ي جس ه ف ديث الصحيح ) قوت ي الح لم ف ه وس ي صلى اهللا علي ال النب ذا ق ديد ذو ( : ؛ وله يس الش لة، ( : ،وقد قال ) الصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ي قحاف ن أب رأيت آأني أنزع على قليب، فأخذها اب

ده فن ي ي ن الخطاب فاستحالت ف ه، فأخذها اب ر ل ه يغف ه ضعف، والل ي نزع وبين، وف ا أو ذن م أر / زع ذنوب ا، فل غربه أو أراد ضعفه عن ) عبقريا يفري فريه، حتى صدر الناس بعطن ، فذآر أن أبا بكر أضعف، وسواء أراد قصر مدتا أعزة : نا من عمر، وعمر أقوي عمال منه، آما قال ابن مسعودمثل قوة عمر، فال ريب أن أبا بكر أقوى إيما ا زلن م

ه عمر . منذ أسلم عمر ا فعل وقوة اإليمان أقوى وأآمل من قوة العمل، وصاحب اإليمان يكتب له أجر عمل غيره، وم . في سيرته مكتوب مثله ألبي بكر فإنه هو الذي استخلفه

Page 110: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

رجح،ثم وفي المسند من وجهين عن النبي صل ة ف ى اهللا عليه وسلم أن النبي وزن باألمة فرجح،ثم وزن أبو بكر باألم

ان وزن عمر باألمة فرجح،وآان في حياة النبي صلىاهللا عليه وسلم وبعد موته يحصل لعمر بسبب أبي بكر من اإليمده إرادة والعلم ما لم يكن عنده، فهو قد دعاه إلى ما فعله من خير وأعانه عليه بجهده،والمعين على ان يري الفعل إذا آد غزا، ( : جازمة آان آفاعله،آما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ا فق ز غازي من جه

ه ( : ،وقال ) ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا ل أجر فاعل ه مث ر فل ال ) من دل على خي ل ( : ، وق ه مث من فطر صائما فل . ) أجره

ال ) من عزى مصابا فله مثل أجره ( : وقد روى الترمذي اثالن في األعم د يتم ين أن الشخصين ق ا يب ره مم وهذا وغي

ا الظاهرة، بل يتفاضالن ويكون المفضول فيها أفضل عند الله من اآلخر؛ ألنه أفضل في اإليمان الذي في القلب، وأموب فال يكون ا ان القل ة، إذا تفاضال في إيم ه البت د الل ا أفضل عن ه من / لمفضول فيه ه الل م يهب ان المفضول ل وإن آ

ذا ا أعطى المفضول؛ وله اإليمان ما وهبه للفاضل، وال أعطى قلبه من األسباب التي بها ينال ذلك اإليمان الفاضل مه ن ا فضل الل ال من المفضول، آم ه فضل الله بعض النبيين على بعض، وإن آان الفاضل أقل عم ا صلى اهللا علي بين

د، ة محم وسلم ـ ومدة نبوته بضع وعشرون سنة ـ على نوح وقد لبث في قومه ألف سنة إال خمسين عاما، وفضل أمى من عمل من ر، وعل ى صالة الظه ار إل ى من عمل من أول النه ى المغرب، عل وقد عملوا من صالة العصر إل

ذي في صالة الظهر إلى العصر، فأعطى الله أمة محمد أجر ان ال را؛ ألن اإليم را أج ين، وأعطى آال من أولئك أجي ه من يشاء باألسباب الت ر عمال،وهؤالء أعظم أجرا، وهو فضله يؤتي قلوبهم آان أآمل وأفضل، وآان أولئك أآث

. تفضل بها عليهم وخصهم بها

ي يستحق به باب الت ه يفضله باألس الى ـ فإن ه ـ تع ن يفضله الل ائر م ذا س د وهك ا يخص أح ا التفضيل بالجزاء،آمه،وإنما ه ب ا يفضله الل الشخصين بقوة ينال بها العلم،وبقوة ينال بها اليقين والصبر والتوآل واإلخالص،وغير ذلك مم

ذين وقالت طآئفة من أهل الكتاب آمنوا بالذ { : فضله في الجزاء بما فضل به من اإليمان، آما قال تعالى ي أنزل على الإن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل آمنوا وجه النهار واآفروا آخره لعلهم يرجعون وال تؤمنوا إال لمن تبع دينكم قل

م ه ما أوتيتم أو يحآجوآم عند ربك د الل ل بي ل إن الفض ران [ } ق ة األخرى ] 72،73 : آل عم ال في اآلي م { : ، وق ه أعل اللاس { : ، وقال ] 124 : األنعام [ } حيث يجعل رسالته ن الن لا وم ة رس ن الملائك طفي م ال ] 75 : الحج [ } الله يص ر { : ، وق يغف

] 14 : الفتح [ } لمن يشاء ويعذب من يشاء د يخص / ه ق وقد بين في مواضع أسباب المغفرة وأسباب العذاب، وآذلك يرزق من يشاء بغير حساب، وقد عرف أن

. من يشاء بأسباب الرزق

ه ه ب اس، ويختص الل ر من الن ه آثي ا يعجز عن ك وإذا آان من اإليمان م ه، وذل ه ب ا يفضلهم الل ذلك مم اء، ف من يشأمور أو فعل رك م اإليمان ينفي عن غيرهم، لكن ال على وجه الذم بل على وجه التفضيل، فإن الذم إنما يكون على ت

ال : لكن على ما ذآره أبو طالب، يقال . محظور ون باعتبار،ويق ار : فمثل هؤالء مسلمون ال مؤمن ون باعتب م مؤمن إنهر آخر، ان غي ه، وإن آ ى من فات ه عل ذي يفضل ب ال ال ل الكم وعلى هذا ينفي اإليمان عمن فاته الكمال المستحب، ب

ذا ال ا وال مستحبا، لكن ه ه ال واجب م يكن في حق ره، وإن ل ى غي ذي وجب عل ال ال ه الكم مقدور للعباد بل ينفي عنب، يعرف في آالم الشارع، ولم يعرف في آالمه إال أن نفي اإليمان ه ذن يقتضي الذم حيث آان، فال ينفي إال عمن ل

. توقف في أداء الواجبات الباطنة والظاهرة آما قال جماهير الناس ) أو مسلم ( : فتبين أن قوله

يس : قد يكون منافقا ليس معه شيء من اإليمان، وهم الذين يقولون : ثم طائفة يقولون افقون ل ذآورون من األعراب المون معهم من رون يقول ن نصر، واألآث د ب ة، آمحم ذي نصره طائف ول ال ذا هو الق ان شيء، وه م : اإليم ل هؤالء ل ب

ه ل مع يكونوا من المنافقين الذين ال يقبل منهم شيء من أعمالهم، وإن آان فيهم شعبة نفاق، بل آان معهم تصديق يقبقالوا /، آما ] 17 : الحجرات [ } هداآم للإيمان إن آنتم صادقين أن { : منهم ما عملوه لله؛ ولهذا جعلهم مسلمين؛ ولهذا قال

. وهذا أصح األقوال الثالثة فيهم . مثل ذلك في الزاني والسارق وغيرهما ممن نفى عنه اإليمان، مع أن معه التصديق

ا وأبو طالب جعل من آان مذموما، لترك واجب، من المؤلفة قلوبهم الذي ك الشخص مؤمن ن لم يعطوا شيئا، وجعل ذلا : غيره أفضل منه، وأما األآثرون فيقولون لما ال مؤمن ان مس إثبات اإلسالم لهم دون اإليمان آإثباته لذلك الشخص آ

Page 111: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

لم ه وس ي صلى اهللا علي ال النب د ق ه، وق ا أحسنه ( : آالهما مذموم، ال لمجرد أن غيره أفضل من ؤمنين إيمان م أآمل المن { : ولم يسلب عمن دونه اإليمان، وقال تعالى ) خلقا ة م لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درج

. ] 10 : الحديد [ } الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وآلا وعد الله الحسنى

لم ه وس ي صلى اهللا علي ال النب د ق لمين، وق ين المس ه ب د ( : فأثبت اإليمان للفاضل والمفضول، وهذا متفق علي إذا اجتهيهم ( : ،وقال لسعد ابن معاذ لما حكم في بني قريظة ) الحاآم فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر لقد حكمت ف

له في جيش أو سرية ) بحكم الملك من فوق سبعة أرقعة إذا حاصرت أهل حصن فسألوك أن ( : ،وآان يقول لمن يرسم ى حكمك وحك زلهم عل يهم، ولكن أن ه ف م الل ا حك دري م تنزلهم على حكم الله، فال تنزلهم على حكم الله، فإنك ال ت

. ) وأسألك حكما يوافق حكمك ( : وهذه األحاديث الثالثة في الصحيح، وفي حديث سليمان ـ عليه السالم ـ . ) أصحابك

م ابعون له ه : بإحسان / فهذه النصوص وغيرها تدل على ما اتفق عليه الصحابة والت د يخصه الل أن أحد الشخصين قك ه، وذل م علي ه أجر وال إث باجتهاد يحصل له به من العلم ما يعجز عنه غيره فيكون له أجران، وذلك اآلخر عاجز ل

ره العلم الذي خص به ه، وغي ادر علي ه ق ه، ألن هذا، والعمل به باطنا، وظاهرا زيادة في إيمانه، وهو إيمان يجب علي . فهذا قد فضل بإيمان واجب عليه وليس بواجب على من عجز عنه . عاجز عنه فال يجب

الحق في نفس األمر وهذا حال جميع األمة فيما تنازعت فيه من المسائل الخبرية والعملية، إذا خص أحدهما بمعرفة

ه ا فضله ب ه بم ذي وجب علي ان ال مع اجتهاد اآلخر وعجزه، آالهما محمود مثاب مؤمن، وذلك خصه الله من اإليما . على هذا ة نبين ه أم وذلك المخطئ ال يستحق ذما وال عقابا، وإن آان ذاك لو فعل ما فعل ذم وعوقب، آما خص الل

رك بشريعة فضلها به، ولو ترآنا مما ذمون بت ا ال ي اء قبلن اب، واألنبي ذم والعق ببا لل ك س ان ذل يئا، لك ا ش ه فيه أمرنا باء، ر ذم ألحد من األنبي ذلك، لكن محمد صلى اهللا عليه وسلم فضله الله على األنبياء، وفضل أمته على األمم من غي

. وال لمن اتبعهم من األمم

ه وأيضا، فإذا آان اإلنسان ال يجب عليه شيء من اإليمان إال ما يقدر عليه،وهو إذا فعل ذلك آان مستحقا لما وعد الللما ة من يسمى مس به من الجنة،فلو آان مثل هذا يسمى مسلما وال يسمى مؤمنا،لوجب أن يكون من أهل الوعد بالجن

ان مع ) أو مسلم ( : المؤمنا آاألعراب، وآالشخص الذي قال فيه النبي صلى اهللا عليه وسلم وآسائر من نفى عنه اإليما يحب لنفسه، /أنه مسلم، آالزاني، والشارب، ر م ه من الخي والسارق، ومن ال يأمن جاره بوائقه، ومن ال يحب ألخي . وغير هؤالء، وليس األمر آذلك

ه اإلسالم، وإخب ع إيجاب م اإلسالم م ه باس م يعلق ان، ل م اإليم ة إال باس د الجن ق وع م يعل ه ل إن الل ذي ف ه ال ه دين اره أن

وعد الله المسلمين بالجنة، بل : إن الجنة أعدت للمسلمين، وال قال : ارتضاه، وأنه ال يقبل دينا غيره، ومع هذا فما قالار وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها األن { : إنما ذآر ذلك باسم اإليمان، آقوله ة [ } ه و ] 72 : التوب ، فه

ة { : يعلقها باسم اإليمان المطلق، أو المقيد بالعمل الصالح، آقوله إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريوبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات { : ، وقوله ] 8، 7 : البينة [ } ارجزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنه

ل أن لهم جنات تجري من تحتها األنهار آلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هـذا ال ن قب ا م رة [ } ذي رزقن ، ] 25 : البقم إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصالة وآتوا الزآاة لهم أجرهم عند رب { : وقوله هم وال خوف عليهم وال ه

ون رة [ } يحزن ه ] 277 : البق ذين آمن { : ،وقول ا ال له فأم ن فض دهم م ورهم ويزي وفيهم أج الحات في وا الص } وا وعمله { : ،وقوله ] 173 : النساء [ ديهم إلي ل ويه ه وفض ة من ي رحم يدخلهم ف ه فس موا ب ه واعتص راطا فأما الذين آمنوا بالل صدين { : ،وقوله ] 175 : النساء [ } ستقيمام ار خال ا األنه ن تحته ري م ات تج ندخلهم جن الحات س وا الص وا وعمل والذين آمن

يال { : ، وفي اآلية األخرى ] 57 : ساءالن [ } فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظـال ظليال ه ق ن الل دق م ن أص } ومال ] 122 : النساء [ المين { : ، وق ب الظ ه ال يح ورهم والل وفيهم أج الحات في وا الص وا وعمل ذين آمن ا ال ران [ } وأم : آل عم

لح { : ، وقال ] 9 : المائدة [ } عد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيمو { : ، وقال ] 57 ن وأص ن آم فمون م يحزن ام [ } فال خوف عليهم وال ه ال ] 48 : األنع وا وع { : ، وق ذين آمن عها وال ا إال وس ف نفس الحات ال نكل وا الص مل

. ، واآليات في هذا المعنى آثيرة ] 42 : األعراف [ } أولـئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون

مقيد بالعمل الصالح، ونحو فالوعد بالجنة، والرحمة في اآلخرة، وبالسالمة من العذاب،علق باسم اإليمان المطلق، والى من . ذلك،وهذا ـ آما تقدم ـ أن المطلق يدخل فيه فعل ما أمر الله به ورسوله،ولم يعلق باسم اإلسالم ان من أت و آ فل

Page 112: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ة ت الجن ة، وآان ل الجن ن أه ان م لما ال مؤمنا،لك مى مس د يس ة تفاصيله ق ز عن معرف ه وعج در علي ا يق ان بم اإليمذا ـ أيضا ـ يستحقها من يسمى مسلما ان، وه ق إال باسم اإليم م تعل ة ل ل الجن وإن لم يسم مؤمنا، وليس األمر آذلك، ب

ة : مما استدل به من قال ان وعد الجن ذلك لك ان األمر آ و آ ة؛ إذ ل ؤمنين الموعودين بالجن لم من الم إنه ليس آل مسه معلقا باسم اإلسالم، آما علق باسم اإليمان وآما علق باسم التقوى ل قول ر، في مث ات { : واسم الب ي جن ين ف إن المتق

يم { : ، وقوله ] 54 : القمر [ } ونهر ي نع أبرار لف ه ] 13 : االنفطار [ } إن ال ه، آقول اء الل ه ال { : ، وباسم أولي اء الل أال إن أوليديل خوف عليهم وال هم ه يحزنون الذين آمنوا وآانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي اآلخرة ال تب ات الل لكلميس ] 64 : 62 : يونس [ } ذلك هو الفوز العظيم ا لمسمى ، فلما لم يجر اسم اإلسالم هذا المجرى، علم أن مسماه ل مالزم

ه ان الل د، وإن آ اول من هو من أهل الوعي ه، وأن اسم اإلسالم يتن اإليمان آما يالزمه اسم البر والتقوى وأولياء اللار؛ ألن ده في الن ه وال يخل ه الل ذا يعاقب ذاب، فه ه الع يثيبه على طاعته، مثل أن يكون في قلبه إيمان، ونفاق يستحق ب

. ثر من مثقال ذرة من إيمانفي قلبه مثقال ذرة أو أآ م / ه، ول ه عن م يعف الل ا إذا ل اق عوقب به وهكذا سائر أهل الكبائر إيمانهم ناقص، وإذا آان في قلب أحدهم شعبة نف

م . يخلد في النار، فهؤالء مسلمون وليسوا مؤمنين ومعهم إيمان اق، فل ان من النف ا يخالف اإليم م ـ أيضا ـ م لكن معهدخلون في تكن تسميتهم ان، وهؤالء ي نهم لإليم ر أقرب م انوا للكف يما إن آ مؤمنين بأولى من تسميتهم منافقين، ال س

ـ ه ب اسم اإليمان في أحكام الدنيا، آما يدخل المنافق المحض وأولى؛ ألن هؤالء معهم إيمان يدخلون به في خطاب اللان ، ألن ذلك أمر لهم ب } يا أيها الذين آمنوا { م إن اإليم ك، ث ى ذل اجون إل م محت ا يضرهم، وه م عم نفعهم ونهى له ما ي

افق ك المن افق المحض، وذل اال من المن الذي معهم إن اقتضى شمول لفظ الخطاب لهم فال آالم، وإال فليسوا بأسوأ حا ا عن س ز به ة يخاطب بهذه األعمال وتنفعه في الدنيا ويحشر بها مع المؤمنين يوم القيامة، ويتمي وم القيام ل ي ئر المل

ة يضرب ه { آما تميز عنهم بها في الدنيا، لكن وقت الحقيق ن قبل اهره م ة وظ ه الرحم ه في اب باطن ه ب ور ل نهم بس بيكم تم أنفس ه العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتن ر الل اء أم ى ج اني حت رتكم الأم تم وغ تم وارتب وتربص

ار أواآم الن روا م ذين آف ن ال ا م ة ول نكم فدي ذ م ا يؤخ اليوم ل رور ف ه الغ رآم بالل ير وغ ئس المص اآم وب ي مول } هالى ] 15 : 13 : ديدالح [ ال تع د ق ابوا { : ، وق ذين ت يرا إال ال م نص د له ن تج ار ول ن الن فل م درك األس ي ال افقين ف إن المن

ؤمنين ع الم ـئك م ه فأول نهم لل وا دي ه وأخلص موا بالل لحوا واعتص ا وأص را عظيم ؤمنين أج ه الم ؤت الل وف ي } وس . ] 146، 145 : النساء [

وم /فإذا عمل العبد صالحا لله،فهذا هواإلسالم الذي هو دين الله، ويكون ؤمنين ي ه مع الم ا يحشر ب ان م معه من اإليمان القيامة،ثم إن آان معه من الذنوب ما يعذب به عذب وأخرج من النا ة خردل من إيم ال حب ه مثق ان في قلب ر،إذا آ

ؤالء ي ه الى ف ال تع ذا ق ه نفاق؛وله ان مع ا { : وإن آ را عظيم ؤمنين أج ه الم ؤت الل وف ي ؤمنين وس ع الم ـئك م } فأولان ب : ، فلم يقل ] 146 : النساء [ ذآر اإليم م ي ذا؛ إذ ل م، إنهم مؤمنون بمجرد ه م معه ل ه له، ب ه ورس ه وآتب ه ومالئكت الل

. فيكون لهم حكمهم } فأولـئك مع المؤمنين { : وإنما ذآر العمل الصالح وإخالصه لله، وقال

اق ه شعبة نف ان في واب، ومن آ وقد بين تفاضل المؤمنين في مواضع أخر، وأنه من أتى باإليمان الواجب استحق الثة خردل لكن ال وأتى بالك ال حب ه مثق و أن ار ول ه من الن بائر، فذاك من أهل الوعيد، وإيمانه ينفعه الله به، ويخرجه ب

ه شعبة من شعب . يستحق به االسم المطلق المعلق به وعد الجنة بال عذاب وتمام هذا أن الناس قد يكون فيهم من مع . آما نص عليه أحمد اإليمان، وشعبة من شعب الكفر أو النفاق، ويسمى مسلما،

ر دون ه آف وتمام هذا أن اإلنسان قد يكون فيه شعبة من شعب اإليمان، وشعبة من شعب النفاق، وقد يكون مسلما وفي

ة السلف، . آفر دون آفر : الكفر الذي ينقل عن اإلسالم بالكلية، آما قال الصحابة ـ ابن عباس وغيره ـ وهذا قول عامه أح ذي نص علي ه وهو ال ي صلى اهللا علي ه النب ال في ي السارق، والشارب، ونحوهم ممن ق ال ف ره ممن ق د وغي م

ات : أنه يقال لهم ) إنه ليس بمؤمن ( : وسلم ان مع إثب ي اسم اإليم ى نف مسلمون ال مؤمنون، واستدلوا بالقرآن والسنة علر ه آف لما ومع د يكون مس أن الرجل ق ة، /اسم اإلسالم، وب ل عن المل اس ال ينق ن عب ال اب ا ق ر، آم ر دون آف ل آف ب

افرون { : وأصحابه في قوله م الك ـئك ه ه فأول زل الل دة [ } ومن لم يحكم بما أن الوا ] 44 : المائ ة، : ق ل عن المل ر ال ينق آف . وآفر دون آفر، وفسق دون فسق، وظلم دون ظلم

Page 113: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

اب وهذا ـ أيضا ـ مما استشهد ب إن آت ان [ ه البخاري في صحيحه ف ه ] اإليم تح ب ذي افت رر مذهب أهل ] الصحيح [ ال قابعين السنة والجماعة، وضمنه الرد على المرجئة، فإنه آان من القائمين بنصر السنة والجماعة مذهب الصحابة والت

. لهم بإحسان

ه وقد اتفق العلماء على أن اسم المسلمين في الظاهر يجري عل وا ب ا أت وا بم لموا ظاهرا، وأت م استس ى المنافقين؛ ألنهي يجري ان النب ا آ اد الظاهر، آم اة الظاهرة، والحج الظاهر، والجه من األعمال الظاهرة بالصالة الظاهرة، والزآ

الى ي إن { : عليهم أحكام اإلسالم الظاهر، واتفقوا على أنه من لم يكن معه شيء من اإليمان فهو آما قال تع افقين ف المنارس : وفيها قراءتان ] 145 : النساء [ } الدرك األسفل من النار ن ف ار : درك ودرك قال أبو الحسين ب ة درجات والن الجنال الضحاك ات، ق درج : درآ وق بعض : ال ها ف ان بعض درك . إذا آ ار : وال ض، فص ن بع فل م ها أس ان بعض إذا آ

ال في الحديث المظهر ا ق لم، آم ه وس ه صلى اهللا علي ة وهو رسول الل ون لإلسالم بعضهم في أعلى درجة في الجند من ( : الصحيح ة ال تنبغي إال لعب إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجن

وم عباد الله، وأرجو أن أآون أنا ذلك العبد، فمن سأل ة / الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي ي ه صلى اهللا ) القيام وقوله ) وأرجو أن أآون ( : عليه وسلم ل قول م بحدوده ( : مث ه وأعلمك اآم لل ي ألرجو أن أآون أخش ه أخشى ) إن وال ريب أن

. األمة لله، وأعلمهم بحدوده

ه ذلك قول وم الق ( : وآ ي ي فاعة ألمت وتي ش أت دع ه اختب رك بالل ات ال يش ن م ه م اء الل ة إن ش ة،فهي نائل يامه ) شيئا ة ( : ،وقول وا نصف أهل الجن ي ألرجو أن تكون ى ) إن ره عل د وغي ه أحم ذه النصوص،وآان يستدل ب ال ه وأمث

. االستثناء في اإليمان،آما نذآره في موضعه

افقون ة، والمن دنيا والمقصود أن خير المؤمنين في أعلى درجات الجن انوا في ال ار، وإن آ درك األسفل من الن في الو دون يس ه لما؛ إذ ل اق يسمى مس ان ونف ه إيم ان في ن آ اهرة، فم ام اإلسالم الظ يهم أحك اهرا تجري عل لمين ظ مسه بياض وسواد، ا في إن م ه، ف افق أحق ب ل اسم المن ان، ب المنافق المحض، وإذا آان نفاقه أغلب لم يستحق اسم اإليم

واده أآ الى س ال تع ا ق يض، آم م األب ه باس ود أحق من م األس و باس ن بياضه، ه ر م نهم { : ث رب م ذ أق ر يومئ م للكف هؤمنين ] 167 : آل عمران [ } لإليمان م يكن ـ أيضا ـ من الم د، ل ، وأما إذا آان إيمانه أغلب ومعه نفاق يستحق به الوعي

ره الموعودين بالجنة، وهذا ح د وال ذآ ا بلغني من آالم أحم ا فيم م أره أن د، ول جة لما ذآره محمد بن نصر عن أحم . الخالل ونحوه

ال : وقال محمد بن نصر ة : وحكى غير هؤالء عن أحمد أنه ق ذه األربع ى ه ر، : من أت ا، والسرقة، وشرب الخم الزن

لم وال أسميه والنهبة التي يرفع الناس فيها أبصارهم إليه، أو مثلهن و مس وقهن، فه ائر /أو ف ى دون الكب ا،ومن أت مؤمنه : نسميه مؤمنا ناقص اإليمان، فإن صاحب هذا القول يقول ه عن لما نفى عنه النبي صلى اهللا عليه وسلم اإليمان، نفيت

ي يفعل الصغيرة آما نفاه عنه الرسول صلى اهللا عليه وسلم والرسول لم ينفه إال عن صاحب آبيرة، وإال فالمؤمن الذهي مكفرة عنه بفعله للحسنات واجتنابه للكبائر، لكنه ناقص اإليمان عمن اجتنب الصغائر، فما أتى باإليمان الواجب،

. ولكن خلطه بسيئات آفرت عنه بغيرها، ونقصت بذلك درجته عمن لم يأت بذلك د وأما الذين نفى عنهم الرسول اإليمان، فننفيه آما نفاه الرسول، و ان فق م التصديق وأصل اإليم ان معه أولئك وإن آ

د ق عن ان المطل ر وإيمان،فاإليم ان، وآف اق وإيم د نف د يجتمع في العب ان، وق ه سلب اإليم ترآوا منه ما استحقوا ألجل . هؤالء ما آان صاحبه مستحقا للوعد بالجنة

إنه ال يجتمع : راميهم، وغير آراميهم يقولونوطوائف أهل األهواء من الخوارج، والمعتزلة، والجهمية، والمرجئة، آ

ك، ى ذل اع عل ه اإلجم و الحسن في بعض آتب في العبد إيمان ونفاق، ومنهم من يدعي اإلجماع على ذلك،وقد ذآر أبل ول، ب ومن هنا غلطوا فيه وخالفوا فيه الكتاب والسنة وآثار الصحابة والتابعين لهم بإحسان مع مخالفة صريح المعق

الوا ال د، وق ذا األصل الفاس ة طردوا ه وارج والمعتزل واب، : خ ا الث تحق به ة يس د طاع ي الشخص الواح ع ف ال يجتمدعوا من / ومعصية يستحق بها العقاب، وال يكون الشخص الواحد محمودا من وجه مذموما من ا م وجه، وال محبوب

دخ د ي ه، وال يتصور أن الشخص الواح ن وج ا م ه مسخوطا ملعون ن دخل وج ل م دهم؛ ب ا عن ار جميع ة والن ل الجنار وحكى عن . إحداهما لم يدخل األخرى عندهم؛ ولهذا أنكروا خروج أحد من النار أو الشفاعة في أحد من أهل الن

Page 114: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

الوا ذا األصل، لكن هؤالء ق ى ه وهم عل م وافق ة أنه ار : غالية المرجئ دخلون الن ة وال ي دخلون الجن ائر ي إن أهل الكب . ولئكمقابلة أل

اء ائر طوائف المسلمين من أهل الحديث والفقه م بإحسان، وس ابعون له وأما أهل السنة والجماعة والصحابة، والت

ون رجئهم ـ فيقول ر م رجئهم وغي ـ م ة واألشعرية، والشيعة ة والكالبي اء والكرامي ة الفقه الم من مرجئ إن : وأهل الكار ه بالن ه الشخص الواحد قد يعذبه الل ذي ل ذا الشخص ال ذلك األحاديث الصحيحة، وه ا نطقت ب ة آم ه الجن م يدخل ث

ازعوا في م يتن إن هؤالء الطوائف ل اق، ف ه معصية وطاعة باتف ة، ول ا الجن ه حسنات دخل به ا، ول سيئات عذب بهازعوا في اسمه ه، لكن تن ان . حكم تهم ـ هو مؤمن آامل اإليم ر جهمي تهم وغي ة ـ جهمي أهل السنة و . فقالت المرجئ

لمين، وهل اق المس وى باتف ر والتق اقص الب ه ن ا أن والجماعة على أنه مؤمن ناقص اإليمان، ولوال ذلك لما عذب، آمل . هذا فيه القوالن، والصحيح التفصيل ؟ يطلق عليه اسم مؤمن ارة، قي ه في الكف دنيا آعتق ام ال هو : فإذا سئل عن أحك

. اب المؤمنينمؤمن وآذلك إذا سئل عن دخوله في خط

ل ه في اآلخرة، قي ؤمنين : وأما إذا سئل عن حكم وع من الم ذا الن يس ه ه /ل ان يمنع ه إيم ل مع ة، ب الموعودين بالجنه : الخلود في النار ويدخل به الجنة بعد أن يعذب في النار إن لم يغفر اهللا له ذنوبه؛ ولهذا قال من قال هو مؤمن بإيمان

ون . اقص اإليمانفاسق بكبيرته أو مؤمن ن ة يقول ا من أهل السنة ومن المعتزل اسم الفسوق : والذين ال يسمونه مؤمن } أفمن آان مؤمنا آمن آان فاسقا { : ، وقوله ] 11 : الحجرات [ } بئس االسم الفسوق بعد الإيمان { : ينافي اسم اإليمان لقوله

. ) سباب المسلم فسوق وقتاله آفر ( : ، وقد قال النبي صلى اهللا عليه وسلم ] 18 : السجدة [

وعلى هذا األصل فبعض الناس يكون معه شعبة من شعب الكفر، ومعه إيمان أيضا، وعلى هذا ورد عن النبي صلى د اهللا عليه وسلم في تسمية آثير من الذنوب آفرا، مع أن صاحبها قد يكون معه أآثر من مثقال ذرة من إيمان فال يخل

ر ( : آقوله . في النار ه آف لم فسوق وقتال ه ) سباب المس اب بعض ( : ،وقول ارا، يضرب بعضكم رق وا بعدي آف ) ال ترجعه في ادى ب وهذا مستفيض عن النبي صلى اهللا عليه وسلم في الصحيح من غير وجه، فإنه أمر في حجة الوداع أن ين

م د س اس، فق ال الن د ق ذا فق ع ه را، وم ل آف ذا الفع مى ه ارا، وس ق آف ال ح اب بعض ب هم رق ن يضرب بعض ى مه } وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما { : تعالى وة { : إلى قول ون إخ ا المؤمن ين ] 10، 9 : الحجرات [ } إنم ، فب

ال بعض الصحابة أن هؤالء لم ا ق ذه الخصلة، آم ر وهي ه ر : يخرجوا من اإليمان بالكلية، ولكن فيهم ما هو آف آففقد سماه أخاه حين القول، وقد أخبر أن أحدهما ) يا آافر، فقد باء بها أحدهما : من قال ألخيه ( : وآذلك قوله . دون آفر

. يكن أخاه، بل فيه آفرباء بها، فلو خرج أحدهما عن اإلسالم بالكلية لم ه ( : ، وفي حديث آخر ) ليس من رجل ادعى لغير أبيه،وهو يعلمه،إال آفر ( : وآذلك قوله في الحديث الصحيح/ ر بالل آف

م أن ت ( : ، وآان من القرآن الذي نسخ لفظه ) من تبرأ من نسب وإن دق را بك إن آف ائكم ف وا عن آب وا عن ال ترغب رغبائكم ه ) آب ل قول ي مث ه ف ق الل رون بح دين مق ق الوال إن ح ير { : ، ف ي المص ديك إل ي ولوال كر ل ان [ } أن اش ، ] 14 : لقمانا { : وقوله دين إحس اه وبالوال د من ، ] 23 : اإلسراء [ } وقضى ربك أال تعبدوا إال إي ق، والول ه خل ذي من د أصله ال فالواله ] 2 : المسد [ } ما أغنى عنه ماله وما آسب { : آما قال . آسبه ه خلق ا من ه جحد لم ، فالجحد لهما شعبة من شعب الكفر،فإن

ه ر بالل ه آف ان في ا، فك رب أب ذا الوجه، ولكن ربه، فقد جحد خلق الرب إياه،وقد آان في لغة من قبلنا يسمى ال من ه . ليس هذا آمن جحد الخالق بالكلية، وسنتكلم إن شاء الله على سائر األحاديث

اس نة،فإن الن والمقصود هنا ذآر أصل جامع تنبني عليه معرفة النصوص، ورد ما تنازع فيه الناس إلى الكتاب والس

تكلم آثر نزاعهم في مواضع في مسمى اإليمان واإلسالم لكثرة ذآرهما، وآثرة آالم الناس فيهما، واالسم آلما آثر الد آخر في موضع آخر د بقي دا بقيد،ومقي ا ومقي ر . فيه، فتكلم به مطلق ا آث م آلم اه، ث تباه بعض معن ببا الش ذا س ان ه آ

ا . سماعه آثر من يشتبه عليه ذلك وارده وال يسمع بعضه، ويكون م اس بعض م ومن أسباب ذلك أن يسمع بعض النع سمع ى عرف مواق ه حت ع علم ذلك، فمن اتب وارده آ ائر م اه في س ى،فيظن معن ه اختصاصه بمعن ه مقيدا بقيد أوجب

م من / االستعمال عامة، وعلم مأخذ ان أت ه ال بي ه، وأن ر الكالم آالم الل م أن خي ه، وعل الشبه أعطى آل ذي حق حق . أضعاف أضعاف ما تنازعوا فيه بيانه، وأن ما أجمع عليه المسلمون من دينهم الذي يحتاجون إليه

ى ون عل وم اآلخر،ومتفق له والي ه ورس ه وآتب فالمسلمون ـ سنيهم وبدعيهم ـ متفقون على وجوب اإليمان بالله ومالئكتى ذب، وعل ة،وال يع دخل الجن ه ي وجوب الصالة والزآاة والصيام والحج،ومتفقون على أن من أطاع الله ورسوله فإن

Page 115: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

دين أن من لم يؤمن بأن ي هي أصول ال محمدا رسول الله صلى اهللا عليه وسلم إليه فهو آافر،وأمثال هذه األمور التد أو بعض وقواعد اإليمان التي اتفق عليها المنتسبون إلى اإلسالم واإليمان، فتنازعهم بعد هذا في بعض أحكام الوعي

د معاني بعض األسماء أمر خفيف بالنسبة إلى ما اتفقوا عليه،مع أن م عن اب والسنة ه ين من الكت الفين للحق الب المخالخوارج ام؛ آ ول ع ة لسان صدق وال قب م في األم جمهور األمة معروفون بالبدعة، مشهود عليهم بالضاللة،ليس لها اس؛ولكن يجب رد م والروافض والقدرية ونحوهم،وإنما تنازع أهل العلم والسنة في أمور دقيقة تخفى على أآثر الن

ألة تنازعوا ف يوجب أن آال من االسمين وإن ] اإلسالم،واإليمان [ يه إلى الله ورسوله والرد إلى الله ورسوله في مسديث ي ح ي ف ه النب ا بين ك م ي ذل الحق ف لما، ف ون مؤمنا،مس أن يك ة إال ب د الجن تحق أح ا ال يس ماه واجب ان مس آ

ات الث طبق ه ث دين وأهل ل ال ا : جبريل،فجع الم، وأ : أوله طهااإلس ا : وس ان، وأعاله ى : اإليم ن وصل إل ان، وم اإلحس . فقد وصل إلى التي تليها، فالمحسن مؤمن والمؤمن مسلم؛ وأما المسلم فال يجب أن يكون مؤمنا/العليا

ذين { : وهكذا جاء القرآن، فجعل األمة على هذه األصناف الثالثة، قال تعالى اب ال ا الكت ا ثم أورثن ن عبادن طفينا م اص

، فالمسلم الذي لم ] 32 : فاطر [ } الكبير فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضلؤمن و الم ه، والمقتصد ه الم لنفس و الظ ان ه م بواجب اإليم ابق يق رم، والس رك المح ذي أدى الواجب وت ق ال المطل

ة في . بالخيرات هو المحسن الذي عبد اهللا آأنه يراه ذه الثالث ى ه اد إل اس في المع يم الن ه ـ سبحانه ـ تقس وقد ذآر الل . فين من عبادهوذآر الكفار ـ أيضا ـ وأما هنا فجعل التقسيم للمصط ] هل أتى [ و ] المطففين [ و ] الواقعة [ سورة

ال : وقال أبو سليمان الخطابي ا الزهري فق ألة، فأم ذه المس اس في ه ط الن ا يغل ر م ا أآث ان : م ة، واإليم اإلسالم الكلم

ان شيء واحد . العمل، واحتج باآلية ه . وذهب غيره إلى أن اإلسالم واإليم احتج بقول ن { : ف ا م ان فيه ن آ ا م فأخرجنلمين الم ن المس ت م ر بي ا غي ذاريات [ } ؤمنين فما وجدنا فيه ال الخطابي ] 35، 36 : ال م رجالن من أهل : ، ق د تكل وق

غ عدد ا يبل ه آتاب دم، وصنف علي ى المتق ا عل العلم، وصار آل واحد منهما إلى قول واحد من هذين ورد اآلخر منهما : والصحيح من ذلك : قال الخطابي . أوراقه المائتين أن يقيد الكالم في هذا، وال يطلق؛ وذلك أن المسلم قد يكون مؤمن

مسلم في جميع األحوال، فكل مؤمن مسلم، وليس آل مسلم / في بعض األحوال وال يكون مؤمنا في بعضها، والمؤمن . دل القول فيها، ولم يختلف شيء منهامؤمنا، وإذا حملت األمر على هذا استقام لك تأويل اآليات، واعت

الرجالن اللذان أشار إليهما الخطابي، أظن أحدهما ـ وهو السابق ـ محمد بن نصر، فإنه الذي علمته بسط الكالم : قلت

ذا ه بسطا في ه ره قبل ذي رد . في أن اإلسالم واإليمان شيء واحد من أهل السنة والحديث، وما علمت لغي واآلخر الد، . . أظنه عليه ن زي اد اب ر، وحم أبي جعف ا، آ رق بينهم ول من ف لكن لم أقف على رده، والذي اختاره الخطابي هو ق

دمين خالف هؤالء، فجعل نفس دا من المتق وعبد الرحمن بن مهدي، وهو قول أحمد بن حنبل وغيره، وال علمت أح . ي قاله هؤالء آما ذآره الخطابياإلسالم نفس اإليمان؛ ولهذا آان عامة أهل السنة على هذا الذ

وغيرهما، أن المختار عند أهل السنة أنه ال يطلق ] مسلم [ وآذلك ذآر أبو القاسم التيمي األصبهاني وابنه محمد شارح

ابي ر الخط د ذآ نص، وق ه ال ا دل علي ؤمن، آم م م ي اس ارق والزان ى الس ي : عل اري [ ف رح البخ ا يقتضي ] ش آالمقد جعل النبي صلى اهللا عليه وسلم اإلسالم اسما : فقال ] شرح السنة [ ع افتراق اسميهما، وذآره البغوي في تالزمهما م

ان، ال ليست من اإليم ذلك؛ ألن األعم يس آ أو /لما ظهر من األعمال، وجعل اإليمان اسما لما بطن من االعتقاد، ولال صلى اهللا التصديق بالقلب ليس من اإلسالم، بل ذلك تفصيل الجم ذلك ق ا الدين؛ول ا شيء واحد وجماعه لة هي آله

والتصديق والعمل يتناولهما اسم اإلسالم واإليمان جميعا، يدل عليه قوله ) هذا جبريل جاءآم يعلمكم دينكم ( : عليه وسلمالى ] 19 : آل عمران [ } إن الدين عند الله اإلسالم { : تعالى ا { : ، وقوله تع الم دين م اإلس يت لك دة [ } ورض ه ] 3 : المائ : ، وقول

ه { ل من ن يقب ا فل الم دين ر اإلس غ غي ن يبت ران [ } وم و ] 85 : آل عم اده ه ن عب ه م ذي رضيه ويقبل دين ال ين أن ال ، فب . انضمام التصديق إلى العملاإلسالم، وال يكون الدين في محل الرضى والقبول إال ب

ى هو اإلحسان، واإلحسان يتضمن : قلت ل وإن اقتضى أن األعل لم في حديث جبري تفريق النبي صلى اهللا عليه وس

ذا أن مسمى ه و صريح ب تالزم فه ى ال ه دل عل در أن اإليمان، واإليمان يتضمن اإلسالم، فال يدل على العكس، ولو قه إشكاالت ليس مسمى هذا، لكن التحقيق ذا انحلت عن م ه أن الداللة تختلف بالتجريد واالقتران آما قد بيناه، ومن فه

وغيرها ـ وما ذآره من أن الدين ال يكون في محل ] مسألة اإليمان [ آثيرة في آثير من المواضع حاد عنها طوائف ـ د مع العم ه الب ى وجوب الرضى والقبول إال بانضمام التصديق إلى العمل، يدل على أن دل عل ذا ي ان، فه ل من اإليم

Page 116: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

م ه ل ان شرطا في قبول ان اإليم يس اسمه إسالما، وإذا آ دين، ل اإليمان مطلقا، لكن ال يدل على أن العمل الذي هو ال . يلزم أن يكون مالزما له، ولو آان مالزما له لم يلزم أن يكون جزء مسماه

ن الصالح / رو ب و عم يخ أب ال الش ه صلى : وق لم قول ه وس ه ( : اهللا علي ه إال الل هد أن ال إل الم أن تش ره، ) اإلس ى آخ إلله ( و ه ورس ه وآتب ه ومالئكت ؤمن بالل ان أن ت ى آخره ) اإليم ال . إل اطن : ق ان، وهوالتصديق الب ان ألصل اإليم ذا بي ه

اد الظاهر م اإلسالم في الظاه . وبيان ألصل اإلسالم، وهو االستسالم واالنقي ا أضاف وحك ر يثبت بالشهادتين، وإنماده د انقي ا يشعر بحل قي ه له تم استسالمه، وترآ ا ي ه به ا، وبقيام إليهما األربع لكونها أظهر شعائر اإلسالم ومعظمه

. وانحالله

ذي اطن، ال ثم إن اسم اإليمان يتناول ما فسر به اإلسالم في هذا الحديث، وسائر الطاعات لكونها ثمرات التصديق البد د عب هو أصل اإليمان، مقومات ومتممات وحافظات له؛ ولهذا فسر النبي صلى اهللا عليه وسلم اإليمان في حديث وفى ق عل ع اسم المؤمن المطل ذا ال يق نم؛ وله القيس بالشهادتين، والصالة، والزآاة، والصوم، وإعطاء الخمس من المغ

اقص ظاهرا إال من ارتكب آبيرة أو ترك فريضة، ألن اسم الشيء الكامل ي ه، وال يستعمل في الن قع على الكامل من . ) ال يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ( : بقيد؛ ولذلك جاز إطالق نفيه عنه في قوله صلى اهللا عليه وسلم

. آله استسالم فإن ذلك ] أصل الطاعات [ وهو التصديق، ويتناول ] أصل اإليمان [ واسم اإلسالم يتناول ـ أيضا ـ ما هو

يس : قال لم، ول ان؛ وأن آل مؤمن مس ان ويفترق ان يجتمع اه أن اإلسالم واإليم اه وحققن ا ذآرن لم / فخرج مم آل مسا : قال . مؤمنا ط فيه ا غل ي طالم ان واإلسالم، الت واردة في اإليم فهذا تحقيق واف بالتوفيق بين متفرقات النصوص ال

. افق لمذاهب جماهير العلماء من أهل الحديث وغيرهمالخائضون،وما حققناه من ذلك مو

هذا الذي ذآره رحمه الله فيه من الموافقة لما قد بين من أقوال األئمة، وما دل عليه الكتاب والسنة ما يظهر به : فيقالون ور يقول ه : أن الجمه ا، وقول لم مؤمن ل مس يس آ لم ول ؤمن مس ل م ه أصل اإل : آ ر في ديث ذآ ان وأصل إن الح يم

اإلسالم، قد يورد عليه أن النبي صلى اهللا عليه وسلم أجاب عن اإليمان واإلسالم بما هو من جنس الجواب بالحد عن ره ا ذآ ا وظاهرا، لكن م ره باطن ا ذآ ان بم المحدود، فيكون ما ذآره مطابقا لهما ال ألصلهما فقط، فاإليمان هو اإليم

. اإلحسان تضمن اإليمانمن اإليمان تضمن اإلسالم، آما أن

ذا هو : وقول القائل ا، فه ه ظاهرا وباطن اد ل ه واالنقي أصل االستسالم هو اإلسالم الظاهر، فاإلسالم هو االستسالم للل افق يقب و من دين اإلسالم الذي ارتضاه الله آما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، ومن أسلم بظاهره دون باطنه فه

ذي هو أصل ظاهره، فإنه لم اطن ال اول التصديق الب ان اإلسالم يتن إذا آ اس، وأيضا ف وب الن يؤمر أن يشق عن قلاإليمان، فيلزم أن يكون آل مسلم مؤمنا، وهو خالف ما نقل عن الجمهور، ولكن البد في اإلسالم من تصديق يحصل

ه في حينئذ مسلما مؤمنا، فالبد / به أصل اإليمان، وإال لم يثب عليه، فيكون يس بمؤمن ودخول أن يتبين المسلم الذي لان الخمسة ( : ، وقوله ) هذا جبريل أتاآم يعلمكم دينكم ( : اإلسالم، والنبي صلى اهللا عليه وسلم قال ال ) اإلسالم هو األرآ

ا وظاهرا، و ا باطن ا يعني به من أداها بال إخالص لله بل مع النفاق، بل المراد من فعلها آما أمر به ذآر الخمس أنهى ا واجب عل هي اإلسالم ألنها هي العبادات المحضة التي تجب لله ـ تعالى ـ على آل عبد مطيق لها، وما سواها إمك، الكفاية لمصلحة إذا حصلت سقط الوجوب، وإما من حقوق الناس بعضهم على بعض وإن آان فيها قربة ونحو ذل

ال ا ق لم من ( : وتلك تابعة لهذه، آم ده المس انه وي لم المسلمون من لس رئ ( و ) س ام، وتق م الطع أفضل اإلسالم أن تطع . فهذه الخمس هي األرآان والمباني آما في اإليمان : ونحو ذلك ) السالم على من عرفت ومن لم تعرف

يئان : وقول القائل ه : الطاعات ثمرات التصديق الباطن، يراد به ش وازم ل ا ل ه أنه راد ب اطن ي ان الب ي وجد اإليم ، فمت

ا اطن تام ان الب د يكون اإليم ببا، وق د يكون س وجدت، وهذا مذهب السلف وأهل السنة، ويراد به أن اإليمان الباطن ق : آامال وهي لم توجد، وهذا قول المرجئة من الجهمية وغيرهم، وقد ذآرنا فيما تقدم أنهم غلطوا في ثالثة أوجه

ة اهللا ظنهم أن ا : أحدها ب، آمحب ذي في القلب تصديق بال عمل للقل دون العمل ال ا ب إليمان الذي في القلب يكون تام

. وخشيته وخوفه، والتوآل عليه والشوق إلى لقائه

Page 117: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

. ظنهم أن اإليمان الذي في القلب يكون تاما بدون العمل الظاهر، وهذا يقول به جميع المرجئة : والثاني/

أخرين : مقوله : والثالث ر من المت الى، وآثي ارك وتع آل من آفره الشارع فإنما آفره النتفاء تصديق القلب بالرب ـ تبه نهم، ممن هو في باطن ر م ال يميزون بين مذاهب السلف وأقوال المرجئة والجهمية؛ الختالط هذا بهذا في آالم آثي

لحديث فيظن أنه يجمع بينهما، أو يجمع بين آالم يرى رأي الجهمية والمرجئة في اإليمان، وهو معظم للسلف وأهل ا . أمثاله وآالم السلف

روزي ر الم ن نص د ب د اهللا محم و عب ال أب نة : ق ل الس ن أه م م ور األعظ م الجمه ة ـ وه ة ثالث ت طائف وقال

ه : والجماعة،وأصحاب الحديث ـ ا وارتضاه اإليمان الذي دعا اهللا العباد إليه وافترضه عليهم هو اإلسالم الذي جعل دينال ذي سخطه فق ر ال ه،وهو ضد الكف اهم إلي اده ودع ر { : لعب اده الكف ا يرضى لعب ال ] 7 : الزمر [ } ول م { : ،وق يت لك ورض

ه { : ،وقال ] 125 : األنعام [ } سالمفمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره لإل { : ،وقال ] 3 : المائدة [ } اإلسالم دينا رح الل أفمن شه ن رب ور م ى ن و عل لام فه دره للإس ر [ } ص اء ] 22 : الزم م ثن ه اس ه اإليمان،وجعل دح ب ا م ل م دح اهللا اإلسالم بمث ،فم

ه د دى،وأخبر أن ه وه ن رب ور م ى ن و عل لم فه ن أس ة،فأخبر أن م ه وتزآي د أحب اه فق اه،وما ارتض ذي ارتض ه ال ينراهيم وإسماعيل ك { : وامتدحه،أال ترى أن أنبياء اهللا ورسله رغبوا فيه إليه وسألوه إياه،فقال إب لمين ل ا مس ا واجعلن ربن

ك لمة ل ة مس ا أم ن ذريتن رة [ } وم ف ] 128 : البق ال يوس وف { : ،وق الحين ت ي بالص لما وألحقن ف [ } ني مس ، ] 101 : يوسال وتن إال وأ { : وق ال تم دين ف م ال طفى لك ه اص ي إن الل ا بن وب ي ه ويعق راهيم بني ا إب ى به لمونووص تم مس } ن

دوا وق { : ،وقال ] 132 : البقرة [ د اهت لموا فق إن أس لمتم ف ين أأس اب واألمي ران [ } ل للذين أوتوا الكت ال في ] 20 : آل عم ، وقحق { : موضع آخر ماعيل وإس ه } قولوا آمنا بالله ومآ أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإس ى قول ا { : إل ل م وا بمث إن آمن ف

. فحكم اهللا بأن من أسلم فقد اهتدى، ومن آمن فقد اهتدى، فسوى بينهما ] 137، 136 : البقرة [ } آمنتم به فقد اهتدوا ان وال يتباي : قال ا وقد ذآرنا تمام الحجة في أن اإلسالم هو اإليمان، وأنهما ال يفترق ذا، فكرهن ر ه ان في موضع غي ن

ذا الموضع، ر ه ذآره في غي م ن ا ل ا سنذآر من الحجة م ر أن ر، غي إعادته في هذا الموضع آراهة التطويل والتكري . ونبين خطأ تأويلهم، والحجج التي احتجوا بها من الكتاب واألخبار على التفرقة بين اإلسالم واإليمان

ه اهللا ـ مقصود محمد بن نصر المرو : قلت اقص : زي ـ رحم ذموم ن دوح،وأن الم دوح هو المؤمن المم لم المم أن المس

ق و متف حيح، وه ذا ص ان، وه ه إيم ون مع د أن يك لم فالب لم،وآل مس و مس ؤمن فه ل م ان، وأن آ الم واإليم اإلسزاع لفظي،ومقصوده ه ن ذا في ه اإليمان،وه ق علي ه اإلسالم أطل ق علي أن مسمى عليه،ومقصوده ـ أيضا ـ أن من أطل

ان ال يجب أن يكون : وإن قيل . أحدهما هو مسمى اآلخر،وهذا ال يعرف عن أحد من السلف ان، فالمتالزم ا متالزم همه مسمى هذا هو مسمى هذا، وهو لم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وال أئمة اإلسالم المشهورين أن

ا /مسمى اإلسالم هو مسمى : قال ان آم ك من السلف،ولكن المشهور عن اإليم ال ذل دا ق ا أح نصر،بل وال عرفت أنلم مؤمن،وآل لم المستحق لوعد اهللا، فكل مس ؤمن المستحق لوعد اهللا هو المس الجماعة من السلف والخلف أن الم

ة إن المؤمن الذي وعد : مؤمن مسلم،وهذا متفق على معناه بين السلف والخلف بل وبين فرق األمة آلهم يقولون بالجنين ة بال عذاب من األول دخل الجن ا، وآل من ي د أن يكون مؤمن ة الب ذي وعد بالجن لم ال البد أن يكون مسلما،والمس

. واآلخرين فهو مؤمن مسلم

ون نة يقول ل الس م إن أه الق : ث ي إط زاع ف ا الن ك، وإنم م بعض ذل ة معه دخلون الجن ار وي ن الن ون م ذين يخرج الان االسم،فالنقول متوات ا آ ك في اإلسالم، ولكن لم رة عن السلف بأن اإليمان قول وعمل،ولم ينقل عنهم شيء من ذل

انوا : الجمهور األعظم يقولون ل عن الزهري، فك ا نق ة فقط خالف ظاهر م يس هو الكلم إن اإلسالم هو الدين آله، لون أمور به : يقول ال الم ن األفع ك م ر ذل ج وغي يام والح اة والص الة والزآ ن إن الص ي م ا ه الم آم ن اإلس ي م ا ه

الم ان اإلس اقهم،وليس إذا آ الم باتف تلزم لإلس ان مس ذلك،فإن اإليم يس آ دا، ول يئا واح ا ش م يجعلونه ان،ظن أنه اإليمد اإلطالق،ولكن هل ان عن تلزم اإليم ه يس ى أن ل عل ه دلي يس مع ا اإلسالم فل اه، وأم زم أن يكون هو إي ه يل داخـال في

ذين ؟ ب أو آمال اإليمانيستلزم اإليمان الواج اء ال ان ولكن األنبي تلزم لإليم ه مس ى أن ل عل ه دلي يس مع زاع، ول فيه ناء ا أن األنبي وصفهم اهللا باإلسالم آلهم آانوا مؤمنين، وقد وصفهم اهللا باإليمان ولو لم يذآر ذاك عنهم فنحن نعلم قطع

. آلهم مؤمنون . ؤمنينوآذلك السابقون األولون آانوا مسلمين م/

Page 118: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ال لم، : ولو قدر أن اإلسالم يستلزم اإليمان الواجب، فغاية ما يق ؤمن، و آل مؤمن مس لم م ان، فكل مس ا متالزم إنهم

ى اب عل وهذا صحيح إذا أريد أن آل مسلم يدخل الجنة معه اإليمان الواجب، وهو متفق عليه إذا أريد أن آل مسلم يثي صلى عبادته، فالبد أن يكون معه أصل اإليم ان فما من مسلم إال وهو مؤمن، وإن لم يكن هو اإليمان الذي نفاه النب

ل إذا قي رهم، ف ائر، وعن األعراب وغي ا يحب لنفسه، وعمن يفعل الكب ه م لم، عمن ال يحب ألخي ه وس إن : اهللا عليدن، فال الروح والب دنا روح إال مع اإلسالم واإليمان التام متالزمان لم يلزم أن يكون أحدهما هو اآلخر، آ يوجد عن

دن، الروح ومتصل بالب ائم ب ه ق الروح، فإن ان آ البدن، وال يوجد بدن حي إال مع الروح، وليس أحدهما اآلخر، فاإليمواإلسالم آالبدن، وال يكون البدن حيا إال مع الروح، بمعنى أنهما متالزمان، ال أن مسمى أحدهما هو مسمى اآلخر،

ي وإسالم المنافقين آبدن ال ال النب ا ق ه روح، ولكن األرواح متنوعة آم دن حي إال وفي ميت جسد بال روح، فما من با اختلف ( : صلى اهللا عليه وسلم اآر منه ا تن ف، وم ا ائتل ارف منه ا تع يس آل من صلى ) األرواح جنود مجندة، فم ول

ام ببدنه يكون قلبه منورا بذآر اهللا والخشوع وفهم القرآن وإن آانت صالته يثاب ه الفرض في أحك عليها ويسقط عنة ا يكون في القلب حين الصالة من المعرف ة م ان بمنزل الدنيا فهكذا اإلسالم الظاهر بمنزلة الصالة الظاهرة، واإليم

إياآم وخشوع النفاق، وهو : خشعت جوارحه،وال ينعكس؛ ولهذا قيل/باهللا والخشوع وتدبر القرآن، فكل من خشع قلبه ادة يكون أن يكون الجسد ان الجسد في عب خاشعا والقلب ليس بخاشع، فإذا صلح القلب صلح الجسد آله، وليس إذا آ

. القلب قائما بحقائقها

ظالم لنفسه، ومقتصد، وسابق بالخيرات، فالمسلم ظاهرا وباطنا : على ثالث مراتب ] اإلسالم [ و ] اإليمان [ والناس في ذلك في اآلخر إذا آان ظالما لنفسه، نعكس، وآ أت بالواجب وال ي م ي يأتي إن . فالبد أن يكون معه إيمان، ولكن ل وس

. شاء اهللا

ه يس ل ه ويرضاه،وأنه ل ن اهللا، وأن اهللا يحب ه دي واآليات التي احتج بها محمد بن نصر تدل على وجوب اإلسالم، وأنه ه ى أن ى أن بمجرد اإلسالم يكون دين غيره، وهذا آله حق، لكن ليس في هذا ما يدل عل دل عل ل وال ي و اإليمان،ب

الرجل من أهل الجنة،آما ذآره في حجة القول األول، فإن اهللا وعد المؤمنين بالجنة في غير آية، ولم يذآر هذا الوعد ذا متفق . باسم اإلسالم ه، وه ه بعض من ان، وأن ه وحينئذ، فمدحه وإيجابه ومحبة اهللا له تدل على دخوله في اإليم علي

زاع : بين أهل السنة، آلهم يقولون ى باإلسالم الواجب، لكن الن آل مؤمن مسلم، وآل من أتى باإليمان الواجب فقد أتدل م ي م ل في العكس، وهذا آما أن الصالة يحبها اهللا ويأمر بها، ويوجبها ويثنى عليها وعلى أهلها في غير موضع، ث

زم أن يكون آل ذلك على أن مسمى الصالة مسمى اإليمان، ب ل الصالة تدخل في اإليمان، فكل مؤمن مصل، وال يل . من صلى وأتى الكبائر مؤمنا

را / ان واإلسالم إذا ذآ ين مسمى اإليم ق ب ا التفري إن فيه لم ف ه وس وجميع ما ذآره من الحجة عن النبي صلى اهللا علي

ن . ان إذا أطلق دخل فيه اإلسالمجميعا، آما في حديث جبريل وغيره، وفيها ـ أيضا ـ أن اسم اإليم د اهللا ب و عب ال أب ق ] أصول الدين [ حامد في آتابه المصنف في

ين ان : إحداهما : قد ذآرنا أن اإليمان قول وعمل، فأما اإلسالم فكالم أحمد يحتمل روايت ه آاإليم ة . أن ول : والثاني ه ق أن

ل، ويحتمل : قال وهو نصه في رواية إسماعيل بن سعيد، . بال عمل ول وعم والصحيح أن المذهب رواية واحدة أنه قه؛ ألن الصالة ليست من : إن اإلسالم قول يريد به : قوله أنه ال يجب فيه ما يجب في اإليمان من العمل المشروط في

. شرطه، إذ النص عنه أنه ال يكفر بترآه الصالة ان وقد قضينا أن اإلسالم واإليمان اسما : قال ن لمعنيين، وذآرنا اختالف الفقهاء، وقد ذآر قبل ذلك أن اإلسالم واإليم

وقال أصحاب : اسمان لمعنيين مختلفين، وبه قال مالك، وشريك، وحماد ابن زيد، بالتفرقة بين اإلسالم واإليمان، قالاء ويفيد هذا أن ا : قال . إنهما اسمان معناهما واحد : الشافعي، وأصحاب أبي حنيفة ه تسميته مع بق د تنتفي عن إليمان ق

ك اب من ذل إذا ت لم، ف اإلسالم عليه، وهو بإتيان الكبائر التي ذآرت في الخبر، فيخرج عن تسمية اإليمان، إال أنه مسه،ثم عاد إلى ما آان عليه من اإليمان، وال تنتفي عنه تسمية اإليمان بارتكاب الصغائر من الذنوب، بل االسم باق علي

ى أن : فيه أدلة آثيرة على من يقول/لة ذلك، ولكن ما ذآره ذآر أد دل عل رة ت ة الكثي إن األدل ة، ف اإلسالم مجرد الكلمال ن ق ك، فم ى ذل دل عل ا ت ل النصوص آله الم، ب ن اإلس ال م ن : األعم ا ليست م أمور به اهرة الم ال الظ إن األعم

ل اإلسالم، فقوله باطل، بخالف التصديق الذي في القلب، فإن ه ذا ليس في النصوص ما يدل على أنه من اإلسالم، ب

Page 119: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

دين إخالص ال ه هللا، ف ه وقلب لم وجه هو من اإليمان، وإنما اإلسالم الدين، آما فسره النبي صلى اهللا عليه وسلم بأن يس . هللا إسالم، وهذا غير التصديق، ذاك من جنس عمل القلب، وهذا من جنس علم القلب

ال في موضع آخر : قد قال في هذا الموضعوأحمد بن حنبل، وإن آان د ق ال من : إن اإلسالم هو الكلمة، فق إن األعم

ام : اإلسالم، وهو اتبع هنا الزهري رحمه اهللا، فإن آان مراد من قال ذلك أت بتم م ي دخل في اإلسالم ول ة ي إنه بالكلمم يع ع اإلسالم وإن ل ى بجمي ه أت راده أن ذا اإلسالم، فهذا قريب، وإن آان م د ه د أنكر أحم ل ق ا، ب ط قطع ذا غل مل فه

د : الجواب، وهو قول من قال ول أحم يطلق عليه اإلسالم وإن لم يعمل، متابعة لحديث جبريل، فكان ينبغي أن يذآر ق . جميعه

وسألت : الوق . اإليمان قول وعمل، واإلسالم اإلقرار : سألت أحمد عن اإلسالم واإليمان فقال : قال إسماعيل بن سعيد

لم ا مس ك فأن ال ؟ أحمد عمن قال في الذي قال جبريل للنبي صلى اهللا عليه وسلم إذ سأله عن اإلسالم، فإذا فعلت ذل : فق . هذا معاند للحديث : فقال ؟ وإن لم يفعل الذي قال جبريل للنبي صلى اهللا عليه وسلم، فهو مسلم أيضا : فقال قائل . نعم ى أن : د من جعله مسلما إذا لم يأت بالخمس معاندا للحديث، مع قولهفقد جعل أحم/ ك عل دل ذل رار، ف إن اإلسالم اإلق

ا، الخمس، وإطالق االسم مشروط به أتي ب ذاك أول الدخول في اإلسالم، وأنه ال يكون قائما باإلسالم الواجب حتى ياني، وأيضا، فهو في أآثر أج . فإنه ذم من لم يتبع حديث جبريل ا من المب ل وبغيره أت بالصالة، ب وبته يكفر من لم ي

ه أراد در أن ل، وإن ق ول بال عم رد أن اإلسالم هو مجرد الق م ي ه ل م أن لمين، فعل والكافر ال يكون مسلما باتفاق المسذين ال ي ك، وال ه بخالف ذل ات عن ر الرواي ة، وأآث رون ذلك، فهذا يكون أنه ال يكفر بترك شيء من المباني األربع كف

د من ا أحم رهم، فكيف ال يجعله ة، وغي ي حنيف ك، وأب افعي ومال ا من اإلسالم؛ آالش اني يجعلونه ذه المب رك ه من تا لحديث ! ؟ اإلسالم ه جعل حديث سعد معارض ه أن د روي عن وقوله في دخولها في اإلسالم أقوى من قول غيره، وق

. عمر، ورجح حديث سعد

جاء حديث عمر هذا،وحديث سعد أحب : قال ؟ حمد بن حنبل عن اإليمان أوآد أو اإلسالمسألت أ : قال الحسن بن عليى . إلى، آأنه فهم أن حديث عمر يدل على أن األعمال هي مسمى اإلسالم،فيكون مسماه أفضل دل عل وحديث سعد ي

ذه ال الظاهرة فقط،وه ذآر اإلسالم إال األعم م ي ا إال مع أن مسمى اإليمان أفضل،ولكن حديث عمر ل ال تكون إيمانا ان أفضل آم اإليمان الذي في القلب باهللا ومالئكته وآتبه ورسله، فيكون ـ حينئذ ـ بعض اإليمان،فيكون مسمى اإليم

. دل عليه حديث سعد،فال منافاة بين الحديثين ه الخالف وال ي/ وأما تفريق أحمد بين اإلسالم واإليمان، فكان يقوله تارة، وتارة يحكى ا . جزم ب رن بينهم ان إذا ق وآ

ارة : تارة يقول اإلسالم الكلمة، وتارة ال يقول ذلك، وآذلك التكفير بترك المباني، آان تارة يكفر بها حتى يغضب، وتم : قال ؟ يا أبا عبد اهللا، تفرق بين اإلسالم واإليمان : قلت : قال الميموني . ال يكفر بها ت : قلت . نع أي شيء تح ال ؟ جب : ق

ؤمن، وال يسرق السارق حين يسرق وهو ( : عامة األحاديث تدل على هذا، ثم قال اليزني الزاني حين يزني وهو ملمنا { : ،وقال اهللا تعالى ) مؤمن وا أس ن قول وا ولك ال . ] 14 : الحجرات [ } قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمن د وحم : ق ن زي اد ب

: قال مالك وشريك، وذآر قولهم وقول حماد بن زيد : وحدثنا أبو سلمة الخزاعي قال : قال . يفرق بين اإلسالم واإليمان . فرق بين اإلسالم واإليمان

ى : قلت ألبي عبد اهللا . لو لم يجئنا في اإليمان إال هذا لكان حسنا : قال لي رجل : قال أحمد اب مع فتذهب إل ظاهر الكتهم يصيرون هذا آله واحدا، ويجعلونه : قال . إن اإلسالم هو القول : فإذا آانت المرجئة يقولون : قلت . نعم : قال ؟ السنن

ان يهم : قلت . مسلما ومؤمنا شيئا واحدا علي إيمان جبريل ومستكمل اإليم ا عل ا حجتن ال ؟ فمن هاهن د ذآر : ق م، فق نع . الفرق مطلقا واحتجاجه بالنصوص عنه

ا : قيل له . العمل : القول،واإليمان : اإلسالم : قال ابن أبي ذئب : سئل أبي عن اإلسالم واإليمان،قال : وقال صالح بن أحمد م

لم : قال ؟ تقول أنت ه وس ذا / . اإلسالم غير اإليمان، وذآر حديث سعد، وقول النبي صلى اهللا علي و في ه م فه الحديث ل . القول،بل أجاب بأن اإلسالم غير اإليمان،آما دل عليه الحديث الصحيح مع القرآن : اإلسالم : يختر قول من قال

Page 120: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ابر أن : حدثنا أبو عبد اهللا بحديث بريدة : وقال حنبل ى المق م إذا خرجوا إل لم يعلمه ه وس آان رسول اهللا صلى اهللا عليون السالم ع ( : يقول قائلهم ال ) ليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء اهللا بكم الحق وسمعت : الحديث، ق

ه : فمن قال . اإليمان قول : حجة على من قال : أبا عبد اهللا يقول في هذا الحديث ؤمنين : أنا مؤمن فقد خالف قول من المى من ق . والمسلمين لم، ورد عل ين المؤمن من المس ه : الفب ان، وقول ا مؤمن مستكمل اإليم م ( : أن ا إن شاء اهللا بك وإن . أنا مؤمن إن شاء اهللا باالستثناء في هذا الموضع : وهو يعلم أنه ميت، يشد قول من قال ) الحقون

خمر حين يشربها ال يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن،وال يشرب ال ( : قوله : سألت أبا عبد اهللا قلت : وقال أبو الحارث

ان : يتنحى عنه اإليمان،وقال طاوس : قد تأولوه،فأما عطاء فقال : قال ) وهو مؤمن ه اإليم ك زال عن وروي . إذا فعل ذلل : عن الحسن قال ى اإلسالم، وال يخرج من اإلسالم، وروى : إن رجع راجعه اإليمان، وقد قي ان إل يخرج من اإليم

ا هذه المسألة صالح، فإن مسا ال فيه ذه القصة فق اه عن ه ذا : ئل أبي الحارث يرويها صالح أيضا، وصالح سأل أب هكال ر ق ي وهو مؤمن ( : يروي عن أبي جعف ي حين يزن ي الزان ال ) ال يزن ى اإلسالم،فاإليمان : ق ان إل يخرج من اإليم

لم ( : ني ـ لما روى حديث سعد قال الزهري ـ يع . فإذا زنى خرج من اإليمان إلى اإلسالم/مقصور في اإلسالم، : ) أو مس . وهو حديث متأول، واهللا أعلم : قال أحمد . فنرى أن اإلسالم الكلمة، واإليمان العمل

د فقد ذآر أقوال التابعين ولم يرجح شيئا، وذلك ـ واهللا أعلم ـ ألن جميع ما قالوه حق، وهو يوافق على ذلك آله، آما ق

ك ذآر في مواضع أخر أ ى اإلسالم، ونحو ذل ان إل ه يخرج من اإليم دون بلفظ . ن ه من السلف ال يري د وأمثال وأحمالتأويل صرف اللفظ عن ظاهره، بل التأويل عندهم مثل التفسير، وبيان ما يؤول إليه اللفظ، آقول عائشة ـ رضي اهللا

ر ( : عنها ـ آان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يكثر أن يقول في رآوعه وسجوده م اغف دك، الله م وبحم سبحانك اللهاه، ) لي ه، أي يفسر معن د يتأول ول أحم ه، وق ل يوافق يتأول القرآن، وإال فما ذآره التابعون ال يخالف ظاهر الحديث ب

إن : وإن آان ذلك يوافق ظاهره لئال يظن مبتدع أن معناه ه الخوارج، ف ا تقول ه بحال، آم أنه صار آافرا ال إيمان مع . لحديث ال يدل على هذا، والذي نفى عن هؤالء اإليمان آان يجعلهم مسلمين ال يجعلهم مؤمنينا

ول : فقال ؟ نحن المؤمنون : نقول : قيل ألبي عبد اهللا : قال المروزي د اهللا . نحن المسلمون : نق ي عب ول : قلت ألب ا : نق إن

ا إنا مسلمون، : ولكن نقول : قال . مؤمنون ع م ؤد لجمي ه م م أن ه ال يعل ان؛ ألن تثناء في اإليم ذا ألن من أصله االس وهذآر في : أمره اهللا به، فهو مثل قوله ا ي ي اهللا، آم ا ول ي، أن ا تق تثناء إذا / أنا بر، أن رك االس ع ت ذا ال يمن موضعه، وه

ه يحب أني مصدق، فإنه يجزم بما في قلبه من التصديق، وال يجزم بأنه ممتثل لكل : أراد ا يجزم بأن ه، وآم ما أمر بع أن اهللا ورسوله، فإنه يبغض الكفر، ونحو ذلك مما يعلم أنه في قلبه، وآذلك إذا أراد بأنه مؤمن في الظاهر، فال يمن

ون ة؛ إذ يقول ول المرجئ اء من ق ائر العلم ه س ل في : يجزم بما هو معلوم له، وإنما يكره ما آره ان شيء متماث اإليمول : مثل آون آل إنسان له رأس، فيقول أحدهم جميع أهله، ا يق ك، آم د اهللا، ونحو ذل ا مؤمن عن ا، وأن ا مؤمن حق أن

ة : اإلنسان ال الباطن د أخرج األعم ذا الوجه، فق ى ه ه عل ا، فمن جزم ب م اهللا حق ي رأس في عل ا ل لي رأس حقا، وأنابع د الصحابة والت ول وزور عن اس في والظاهرة عنه، وهذا منكر من الق لمين، وللن ائر المس بعهم من س ين، ومن ات

. آالم يذآر في موضعه ] مسألة االستثناء [

ول : والمقصود هنا ول من يق ة في : أن هنا قولين متطرفين؛ ق ال الظاهرة ليست داخل ة، واألعم اإلسالم مجرد الكلمهما قول ضعيف مخالف لحديث جبريل، وسائر مسمى اإلسالم واإليمان واحد، وآال : مسمى اإلسالم، وقول من يقول

ى . أحاديث النبي صلى اهللا عليه وسلم ه حجة عل م يكن مع اني، ل ول الث ولهذا لما نصر محمد بن نصر المروزي القدا { : صحته، ولكن احتج بما يبطل به القول األول، فاحتج بقوله في قصة األعراب يكم أن ه ن عل ان بل الله يم آم للإيم

ك؛ ألن : فيقال/فدل ذلك على أن اإلسالم هو اإليمان، : ، قال ] 17 : الحجرات [ } إن آنتم صادقين ى نقيض ذل دل عل بل يال : آمنا، واهللا أمرهم أن يقولوا : أسلمنا، بل قالوا : القوم لم يقولوا م ذآر تسميتهم باإلسالم فق لمنا، ث ل { : أس ن ب ه يم الل

ول } آمنا { : في قولكم } عليكم أن هداآم للإيمان إن آنتم صادقين م يحتج أن يق ان ل تم { : ولو آان اإلسالم هو اإليم إن آنوا { : لمع أنهم لم يقولوا، ولكن اهللا قا } أسلمنا { : ، فإنهم صادقون في قولهم } صادقين ا تمن ل ل لموا ق ك أن أس يمنون علي

يس في } علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أي يمنون عليك ما فعلوه من اإلسالم، فاهللا ـ تعالى ـ سمى فعلهم إسالما، ولذي ال آمنا، ثم أ : ذلك ما يدل على أنهم سموه إسالما، وإنما قالوا خبر أن المنة تقع بالهداية إلى اإليمان، فأما اإلسالم ال

ك آإسالم ان ذل ان آ يهم باإليم إيمان معه، فكان الناس يفعلونه خوفا من السيف، فال منة لهم بفعله وإذا لم يمن اهللا علان : المنافقين فال يقبله اهللا منهم، فأما إذا آانوا صادقين في قولهم ه آمنا، فاهللا هو الم دخل في ا ي ان وم ذا اإليم يهم به عل

. من اإلسالم، وهو ـ سبحانه ـ نفي عنهم اإليمان أوال وهنا علق منة اهللا به على صدقهم فدل على جواز صدقهم

Page 121: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ال : إنهم صاروا صادقين بعد ذلك، ويقال : وقد قيل ك الشرط، ويق م : المعلق بشرط ال يستلزم وجود ذل ان معه ه آ ألن . بل معهم شعبة من اإليمان ؟ لكن ما هو اإليمان الذي وصفه ثانيا . إيمان ما

دين { : وقال اهللا تعالى : قال محمد بن نصر ه ال ة } وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين ل ة [ اآلي ال ] 5 : البين دين { : ، وق إن الالزآاة دينا قيما،وسمى الدين إسالما،فمن لم يؤد الزآاة / ، فسمى إقام الصالة وإيتاء ] 19 : آل عمران [ } عند الله اإلسالم

ا دين وهو اإلسالم ـ بعض ده ال ه عن ال . فقد ترك من الدين القيم ـ الذي أخبر اهللا أن ي : ق ة الت ذه الطائف ا ه د جاء معين وقى أن اإلي ان عل ين اإلسالم واإليم ا، فرقت ب ماهما اهللا دين د س ان، وق اة من اإليم ل،وأن الصالة والزآ ول وعم ان ق م

ل ه اإلسالم، وبمث وأخبر أن الدين عنده اإلسالم فقد سمى اهللا اإلسالم بما سمى به اإليمان، وسمى اإليمان بما سمي بد خالف فمن زعم أن اإلسالم هو اإلقرار وأن . ذلك جاءت األخبار عن النبي صلى اهللا عليه وسلم ه فق يس من العمل ل

. الكتاب والسنة، وال فرق بينه وبين المرجئة إذ زعمت أن اإليمان إقرار بال عمل

ه : فيقال ذا آالم حسن موافق لحديث : أما قول ده هو اإلسالم، فه دين عن دين، وال اة من ال إن اهللا جعل الصالة والزآا من اإلسال ى من جعل العمل خارج ه جبريل، ورده عل ا قول ه : م آالم حسن، وأم ا سمى ب ان بم إن اهللا سمى اإليم

ال ا ق إن اهللا إنم ذلك، ف يس آ ان فل ه اإليم مى ب ا س الم بم مى اإلس الم وس الم { : اإلس ه اإلس د الل دين عن آل [ } إن الاه، إن الدين عند اهللا اإليمان، ولكن هذا الدين من اإلي : ولم يقل قط ] 91 : عمران ه يكون هو إي ان من يس إذا آ ان، ول م

ا د مؤمن ه، وال يكون العب فإن اإليمان أصله معرفة القلب وتصديقه، وقوله، والعمل تابع لهذا العلم والتصديق مالزم له جنس التصديق فال . إال بهما، وأما اإلسالم فهو عمل محض مع قول والعلم والتصديق ليس جزء مسماه، لكن يلزم

إنما المؤمنون الذين آمنوا { : إال بعلم، لكن ال يستلزم اإليمان المفصل الذي بينه اهللا ورسوله، آما قال تعالىيكون عمل م ال ك ه ه أولئ بيل الل ي س هم ف أموالهم وأنفس ادق بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا ب ه ] 15 : الحجرات [ } ونص : ،وقول

م إ { ه زادته يهم آيات ت عل وبهم وإذا تلي ت قل ه وجل ر الل ذين إذا ذآ ون ال ا المؤمن ونإنم م يتوآل ى ربه ا وعل } يمان . ] 2 : األنفال [

ه وسائر النصوص التي تنفي اإل ا وظاهرا، ومع لم باطن را من المسلمين مس إن آثي ره، ف يمان عمن لم يتصف بما ذآ

ال الى ق ان، واهللا تع ذا اإليم م يتصف به ل، ول ديق مجم ه { : تص ل من ن يقب ا فل الم دين ر اإلس غ غي ن يبت آل [ } ومة وتصديقا : ولم يقل ] 3 : المائدة [ } م ديناورضيت لكم اإلسال { : ، وقال ] 85 : عمران ا ومعرف ر اإلسالم علم ومن يبتغ غي

ال ا، وال ق اد : وإيمان ة واالنقي ل والطاع دين والعم نس ال ن ج الم م إن اإلس ا، ف ديقا وعلم الم تص م اإلس يت لك رضدين والخضوع، فمن ابتغى غير اإلسالم دينا فلن يقبل منه، واإليمان طمأنين ة وال ة ويقين، أصله علم وتصديق ومعرف

ال ه، يق ابع ل لمت هللا : ت اهللا وأس ت ب ى . آمن ال موس لمين { : ق تم مس وا إن آن ه توآل ه فعلي تم بالل تم آمن وم إن آن ا ق } يات { : فلو آان مسماهما واحدا آان هذا تكريرا، وآذلك قوله . ] 48 : يونس [ } إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنوالصادقين والصابرين والخاشعين، فالمؤمن متصف بهذا آله، لكن هذه األسماء ال تطابق : ، آما قال ] 35 : األحزاب [

ت، وعليك توآلت ( : اإليمان في العموم والخصوص، وآان النبي صلى اهللا عليه وسلم يقول اللهم لك أسلمت وبك آمنل، وثبت في ) وإليك أنبت، وبك خاصمت وإليك حاآمت ام من اللي ك إذا ق ول ذل ان يق ه آ آما ثبت في الصحيحين أن

ك أسلمت ( : صحيح مسلم وغيره أنه آان يقول في سجوده ول ) اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ول ك ( : وفي الرآوع يق لك ت، ول تأ/رآع ك آمن لمت، وب ال ) س ا ق ل منهم لم خاصة آ ه وس ي صلى اهللا علي ين النب ا ب لم ( : ، ولم ن س لم م المس

ر ) المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس علي دمائهم وأموالهم م اإلنسان غي ، ومعلوم أن السالمة من ظللناس من ظلمه وليس من سلموا من ظلمه يكون مأمونا آونه مأمونا على الدم والمال، فإن هذا أعلى، والمأمون يسلم ا

. عندهم

فمن زعم أن اإلسالم هو اإلقرار، وأن العمل ليس منه، فقد خالف الكتاب والسنة، وهذا صحيح؛ : قال محمد بن نصررار وال فرق بينه وبين المرجئة؛ إذ زعمت أن ا : فإن النصوص آلها تدل على أن األعمال من اإلسالم، قال ان إق إليم

. بال عمل

ون : فيقال ه يقول الزهري ومن وافق ة في : بل بينهما فرق، وذلك أن هؤالء الذين قالوه من أهل السنة آ ال داخل األعمنة اب والس ق للكت ذا مواف ل، وه دهم أآم ان عن ان واإليم ن اإليم دهم جزء م ان، واإلسالم عن ون . اإليم اس : ويقول الن

ي اإليم لون ف ون يتفاض ة يقول نة، والمرجئ اب والس ق للكت ذا مواف ل، : ان وه الم أفض الم واإلس ان بعض اإلس اإليم

Page 122: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ون : ويقولون اس سواء، ويقول ان الصحابة وأفجر الن ان دون : إيمان الناس متساو فإيم ال يكون مع أحد بعض اإليم . بعض، وهذا مخالف للكتاب والسنة

ارة يوافق من : إن اإلسالم هو الكلمة قال الزهري : له في إحدى روايتيهوقد أجاب أحمد عن هذا السؤال آما قا ه ت فإن

ول الزهري /قال ذلك، وتارة ال يوافقه، بل يذآر ما دل عليه الكتاب والسنة من أن اإلسالم غير اإليمان، فلما أجاب بقان : قلت : قال له الميموني ين اإلسالم واإليم رق ب د اهللا، تف ا عب ا أب ال ؟ ي م، قلت : ق أي شيء تحتج : نع ال ؟ ب ة : ق عام

ال م ق ذا، ث ى ه دل عل ث ت و ( : األحادي ين يسرق وه ارق ح ؤمن، وال يسرق الس و م ي وه ين يزن ي ح ي الزان اليزنى ظاهر : قلت له ] 14 : حجراتال [ } قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا { : وقال تعالى . ) مؤمن ذهب إل فت

دا : إن اإلسالم هو القول، قال : فإذا آانت المرجئة تقول : نعم، قلت : قال ؟ الكتاب مع السنن ه واح ذا آل م يصيرون ه هم : قال ؟ فمن هاهنا حجتنا عليهم : ويجعلونه مسلما، ومؤمنا شيئا واحدا على إيمان جبريل، ومستكمل اإليمان، قلت . نع . فقد أجاب أحمد بأنهم يجعلون الفاسق مؤمنا مستكمل اإليمان على إيمان جبريل

ول : وأما قوله دين، : يجعلونه مسلما ومؤمنا شيئا واحدا، فهذا قول من يق ان شيء واحد، فاإلسالم هو ال دين واإليم ال

د فيجعلون اإلسالم واإليمان شيئا واحدا، وهذا الق ي عبي افعي وأب ة، آالش ر من األئم ذآره آثي ا ي ة فيم ول قول المرجئين اإلسالم رق ب ان، والف دين واإليم وغيرهما، ومع هؤالء يناظرون، فالمعروف من آالم المرجئة، الفرق بين لفظ ال

ل، ولكن آالم السلف : واإليمان، ويقولون ا فرض ونف ا اإلسالم بعضه إيمان وبعضه أعمال، واألعمال منه ان فيم آول ذا ق ان، وه يظهر لهم ويصل إليهم من آالم أهل البدع آما تجدهم في الجهمية، إما يحكون عنهم أن اهللا في آل مك

وامهم ول ع و ق ة، وه نهم آالنجاري ة م رارية، / طائف ن الجهمية،والمعتزلة،والض ارهم م ور نظ ا جمه وعبادهم،وأم . ال خارجه، وال هو فوق العالمهو ال داخل العالم و : وغيرهم، فإنما يقولون

يهم ن عمر ف إذا لقيت : وآذلك آالمهم في القدرية، يحكون عنهم إنكار العلم والكتابة، وهؤالء هم القدرية الذين قال اب

إن اهللا أمر العباد ونهاهم، وهو ال يعلم من : أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني، وهم الذين آانوا يقولونالوا ذا ق وه؛ وله ا فعل د م ه بع ك، فعلم وا ذل ى فعل ار حت األمر : يطيعه ممن يعصيه، وال من يدخل الجنة ممن يدخل الن

ي : مستأنف، يقال : أنف، أي ك، يعن ل ذل رع قب م ت رة ل م بالسعيد والشقي، : روض أنف إذا آانت واف تأنف العل ه مس أنل ويبتدأ ذلك من غير أن يكون قد تقدم بذلك علم و در، ب ه حذو الق ال آتاب، فال يكون العمل على ما قد قدر فيحتذى ب

در في ا ق ه آم م عمل ه، ث هو أمر مستأنف مبتدأ، والواحد من الناس إذا أراد أن يعمل عمال قدر في نفسه ما يريد عمل . ل الشاعرنفسه،وربما أظهر ما قدره في الخارج بصورته، ويسمى هذا التقدير الذي في النفس خلقا، ومنه قو

ـض الناس يخلق ثم ال يفرى ** وألنت تفري ما خلقت وبعــ

الى : يقول ال تع دره، وق ا يق ه عاجز عن إمضاء م يء { : إذا قدرت أمرا أمضيته وأنفذته، بخالف غيرك فإن ل ش ا آ إن

ق ] 49 : القمر [ } خلقناه بقدر ه وهو ـ سبحانه ـ يعلم قبل أن يخل و يعلم يئته فه ق بمش ا سيكون، وهو يخل ياء آل م األشين { : ويريده، وعلمه وإرادته قائم بنفسه، وقد يتكلم به ويخبر به آما في قوله لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمع

ا { : ، وقال تعالى ] 129 : طه [ } ك لكان لزاما وأجل مسمىولولا آلمة سبقت من رب { : ،وقال ] 85 : ص [ } بقت آلمتن د س ولقالبون م الغ دنا له ورون وإن جن م المنص م له لين إنه ا المرس الى ] 173 : 171 : الصافات [ } لعبادن ال تع د { : ، وق ا ولق آتينا ] 110 : هود [ } موسى الكتاب فاختلف فيه ولوال آلمة سبقت من ربك لقضي بينهم دره فيم ا يق ،وهو ـ سبحانه ـ آتب م

ال ا ق ه، آم ه في أرض إ { : يكتب ماء وال ي الس ا ف م م ه يعل م أن الل م تعل ير أل ه يس ى الل ك عل اب إن ذل ي آت ك ف } ن ذله : قال ابن عباس ] 70 : الحج [ ال لعلم م ق املون ث م ع ا ه م م ق وعل ق الخل زل : إن اهللا خل م أن ا، ث ان آتاب ا، فك آن آتاب

ير ألم تعلم أن الله يعلم ما في السما { : تصديق ذلك في قوله ه يس ى الل ك عل اب إن ذل ي آت ال } ء والأرض إن ذلك ف وقك ع { : تعالى ا إن ذل ل أن نبرأه ن قب اب م ي آت ا ف كم إل ي أنفس ا ف أرض ول ي ال يبة ف ير ما أصاب من مص ه يس ى الل } ل

د [ ال ] 22 : الحدي الحون { : ، وق ادي الص ا عب أرض يرثه ذآر أن ال د ال ن بع ور م ي الزب ا ف د آتبن اء [ } ولق ، ] 105 : األنبية ] 39 : الرعد [ } يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب { : وقال الوا { : ، وقال للمالئك ة ق ي األرض خليف ل ف ي جاع إن

ي أعل ال إن ك ق دس ل دك ونق بح بحم ن نس ون أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونح ا ال تعلم رة [ } م م ، ] 30 : البقمن الفساد وسفك الدماء، فكيف ال يعلمه اهللا، سواء علموه بإعالم اهللا، فيكون هو فالمالئكة قد علمت ما يفعل بنوا آدم

ر نهم، أو بغي ة م ه طائف ا قال بلهم، آم ان ق ى من آ اس عل الوه بالقي أعلم بما علمهم إياه، آما قاله أآثر المفسرين ـ أو ق

Page 123: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

م، ا سيكون ذلك، واهللا أعلم بما سيكون من مخلوقاته الذين ال علم لهم إال ما علمه رهم مم ه وغي ى أنبيائ اه إل ا أوح وم . هو أعلم به منهم، فإنهم ال يحيطون بشيء من علمه إال بما شاء

قبل أن يأمرهم بالسجود آلدم، وقبل أن يمتنع إبليس، وقبل } إني جاعل في األرض خليفة { : وأيضا، فإنه قال للمالئكة/

م اهللا ـ سبحانه ـ أن ينهى آدم عن أآله من الش د عل جرة، وقبل أن يأآل منها ويكون أآله سبب إهباطه إلى األرض، فقى األرض اط إل ا باإلهب ره لهم أنه سيستخلفه مع أمره له وإلبليس بما يعلم أنهما يخالفانه فيه، ويكون الخالف سبب أم

. واالستخالف في األرض

ة ا ا من مخالف ا سيكون منهم م م ع من السجود آلدم، وأبغضه فصار عدوه، وهذا يبين أنه عل يس امتن إن إبل ر، ف ألموم ى ي د سأل اإلنظار إل ين، وق وينهم أجمع فوسوس له حتى يأآل من الشجرة فيذنب آدم ـ أيضا ـ فإنه قد تألى أنه ليغ

ربه وهداه يبعثون فهو حريص على إغواء آدم وذريته بكل ما أمكنه، لكن آدم تلقى من ربه آلمات فتاب عليه واجتباهالى ال تع ة، ق و التوب اإلغواء، وه ه ب يطان في وقعهم الش ا ي عادتهم مم اتهم وس ى نج بيل إل ي آدم س ه، فصار لبن : بتوبت

] 73 : األحزاب [ } نات والمؤمليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشرآين والمشرآات ويتوب الله على المؤمنين {

ره،وآدم ك غي در، وسأل اإلنظار ليهل ذنب،واحتج بالق ى ال وقدر اهللا قد أحاط بهذا آله قبل أن يكون، وإبليس أصر علن { : تاب وأناب، وقال هو وزوجته ونن م رين ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنك ، ] 23 : األعراف [ } الخاس

ة ه الجن ه، ويكون دخول ذلك درجت ع اهللا ب ه، فيرف ا بطاعت فتاب اهللا عليه فاجتباه وهداه، وأنزله إلى األرض ليعمل فيه/ بعد هذا أآمل مما آان، فمن أذنب من أوالد آدم فاقتدى بأبيه آدم في التوبة آان سعيدا، وإذا تاب وآمن وعمل صالحا

يس بد نهم إبل ع م ين، ومن اتب اء اهللا المتق ائر أولي ة، آس ل الخطيئ ه قب را من ة خي د التوب يئاته حسنات،وآان بع ل اهللا سنهم { : فأصر على الذنب، واحتج بالقدر، وأراد أن يغوى غيره آان من الذين قال فيهم ك م ن تبع ك ومم لأملأن جهنم من

. ] 85 : ص [ } أجمعين

ه لم أن ه وس ي صلى اهللا علي رو، عن النب ن عم د اهللا ب لم عن عب د ثبت في صحيح مس در، وق والمقصود هنا ذآر القال اء ( : ق ى الم نة،وآان عرشه عل ق السموات واألرض بخمسين ألف س ل أن يخل ق قب ادير الخالئ در اهللا مق ي ) ق ، وف

ان ( : قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : صحيح البخاري عن عمران بن حصين قال آان اهللا ولم يكن شيء قبله، وآق السموات واألرض م خل ذآر آل شيء، ث ي صلى اهللا ) عرشه على الماء، وآتب في ال ، وفي الصحيحين عن النب

. ) عباد قبل أن يعملوهأن اهللا قد علم أهل الجنة من أهل النار، وما يعمله ال ( : عليه وسلم من غير وجه أنه أخبر

ه ( : وفي الصحيحين عن عبد اهللا بن مسعود ه ورزق إن اهللا يبعث ملكا بعد خلق الجسد وقبل نفخ الروح فيه، فيكتب أجلذين . ) وعمله، وشقي أو سعيد ة ال ره القدري ذي أنك وهذه األحاديث تأتي ـ إن شاء اهللا ـ في مواضعها، فهذا القدر هو ال

ه . أواخر زمن الصحابة آانوا في ال ل العراق رجل من أهل البصرة يق سيسويه من : وقد روي أن أول من ابتدعه بال : أبناء المجوس، وتلقاه عنه معبد الجهني، ويقال ة، فق احترقت : رجل / أول ما حدث في الحجاز لما احترقت الكعب

دع هؤالء . لم يقدر اهللا هذا : بقدر اهللا ـ تعالى ـ فقال آخر ا ابت در، فلم ولم يكن على عهد الخلفاء الراشدين أحد ينكر القان قع، وآ ن األس ة ب اس، وواثل ن عب د اهللا ب ر، وعب ن عم د اهللا ب التكذيب بالقدر رده عليهم من بقى من الصحابة، آعب

ة؛ و ن الجراح أآثره بالبصرة والشام، وقليل منه بالحجاز، فأآثر آالم السلف في ذم هؤالء القدري ع ب ال وآي ذا ق : لهون ة يقول ون : القدري ة يقول ال، والمرجئ ة واألعم در الكتاب م يق تقبل، وأن اهللا ل ر مس ل، : األم ن العم زئ م ول يج الق . . . وهو آله آفر ورواه ابن : قال وآيع . المعرفة تجزئ من القول والعمل : والجهمية يقولون

م، ولكن لما اشتهر الكالم دم العل رون بتق ة يق اد، صار جمهور القدري في القدر، ودخل فيه آثير من أهل النظر والعب

ان . وإنما ينكرون عموم المشيئة والخلق دم روايت اب المتق ار الكت د في إنك ن عبي رهم . وعن عمرو ب ول أولئك آف وقدعون ضالون، ل . عليه مالك، والشافعي، وأحمد وغيرهم م مبت ك، وفي هؤالء وأما هؤالء فه ة أولئ نهم ليسوا بمنزل ك

م نهم العل م . خلق آثير من العلماء والعباد آتب ع ه ل ة إلي ان داعي نهم، لكن من آ لم لجماعة م وأخرج البخاري ومسره . يخرجوا له د وغي دفع : وهذا مذهب فقهاء أهل الحديث آأحم ة ل ه يستحق العقوب ى بدعة فإن ة إل ان داعي أن من آ

دين ضرره عن الناس ة في ال ه /، وإن آان في الباطن مجتهدا، وأقل عقوبته أن يهجر، فال يكون له مرتب ال يؤخذ عنان . العلم وال يستقضى، وال تقبل شهادته، ونحو ذلك ومذهب مالك قريب من هذا؛ ولهذا لم يخرج أهل الصحيح لمن آ

Page 124: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ا رى في الب ان ي ر ممن آ م عن آثي ائر أهل العل م وس ة والخوارج، داعية، ولكن رووا ه ة، والمرجئ طن رأى القدري . والشيعة

د ال أحم ذا ألن : وق ر أهل البصرة، وه ا أآث ة لترآن ة عن القدري ا الرواي و ترآن اد، وإرادة [ ل ال العب ق أفع ألة خل مسر ممن رد . مسألة مشكلة ] الكائنات ا آثي أ فيه د أخط يهم أو وآما أن القدرية من المعتزلة وغيرهم أخطؤوا فيها، فق عل

ه وا رحمت ره، ونف ه وأم ة اهللا في خلق أآثرهم، فإنهم سلكوا في الرد عليهم مسلك جهم بن صفوان، وأتباعه،فنفوا حكمك ا صار ذل ه وشرائعه م بعباده، ونفوا ما جعله من األسباب خلقا وأمرا، وجحدوا من الحقائق الموجودة في مخلوقات

ذين در هو سببا لنفور أآثر العقالء ال ول أهل السنة في الق انوا يزعمون أن ق نة، إذ آ ه الس ا يظنون ولهم عم وا ق فهم . القول الذي ابتدعه جهم، وهذا لبسطه موضع آخر

نهم وإنما المقصود هنا أن السلف في ردهم على المرجئة والجهمية والقدرية وغيرهم، يردون من أقوالهم ما يبلغهم ع

د يك . وما سمعوه من بعضهم را وق ال مغي د يكون نق نهم، وق ة م ول طائف ك ق ذين . ون ذل ة ال ى المرجئ ذا ردوا عل فلهول . يجعلون الدين واإليمان واحدا، ويقولون هو القول ة من يق نهم من المرجئ ان : وأيضا، فلم يكن حدث في زم اإليم

رام فإن هذا إنما أحدثه ابن آ . في القلب/هو مجرد القول بال تصديق وال معرفة ن آ ه اب رد ب ذي انف ذا هو ال . رام، وهه وأما سائر ما قاله، فأقوال قيلت قبله، ولهذا لم يذآر األشعري، وال غيره ممن يحكى مقاالت الناس عنه قوال انفرد ب

. إال هذا

يره من األئمة؛ وأما سائر أقواله فيحكونها عن ناس قبله وال يذآرونه، ولم يكن ابن آرام في زمن أحمد بن حنبل، وغوآان . فلهذا يحكون إجماع الناس على خالف هذا القول، آما ذآر ذلك أبو عبد اهللا أحمد بن حنبل وأبو ثور وغيرهما

رام : إن اإليمان قول باللسان وتصديق بالقلب، وقول جهم : قول المرجئة قبله ن آ ال اب ا ق ب، فلم ه تصديق القل ه : إن إنول مجرد قول اللسان صارت أ ان يعرف ق ره، فك اس من غي االت الن م بمق ان أعل د آ ة، لكن أحم ة ثالث وال المرجئ ق

ى خالف اع عل ذا حكى اإلجم اء، فله ة الفقه الجهمية في اإليمان، وأما أبو ثور، فلم يكن يعرفه، وال يعرف إال مرجئ . قول الجهمية والكرامية

ريم قال أبو ثور في رده على المرجئة ـ آما روى ذلك أبو ا د الك ن عب لقاسم الطبري الاللكائي وغيره ـ عن إدريس ب

نقص : قال ول وعمل ؟ سأل رجل من أهل خراسان أبا ثور عن اإليمان وما هو، أيزيد وي ول هو أو ق أو تصديق ؟ وقنق : فأجابه أبو ثور بهذا فقال ؟ وعمل د وي ول هو ؟ صسألت ـ رحمك اهللا وعفا عنا وعنك ـ عن اإليمان ما هو، يزي وق

. فأخبرك بقول الطوائف واختالفهم ؟ أو قول وعمل أو تصديق وعمل م / اعلم ـ يرحمنا اهللا وإياك ـ أن اإليمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، وذلك أنه ليس بين أهل العل

ال أشهد أن اهللا ـ عز وجل ـ واحد، وأن ما جاءت به الر : خالف في رجل لو قال : سل حق، وأقر بجميع الشرائع، ثم قال : ما عقد قلبي على شيء من هذا، وال أصدق به أنه ليس بمسلم، ولو قال م ق : المسيح هو اهللا وجحد أمر اإلسالم، ث

ه التصديق م يكن مع اإلقرار إذا ل م يكن ب ا ل لم يعقد قلبي على شيء من ذلك أنه آافر بإظهار ذلك وليس بمؤمن، فلمان تصديقا بالقلب مؤمنا إذا آ انه، ف را بلس ه مق ، وال بالتصديق إذا لم يكن معه اإلقرار مؤمنا، حتى يكون مصدقا بقلب

ياء ذه األش وإقرارا باللسان، آان عندهم مؤمنا، وعند بعضهم ال يكون مؤمنا حتى يكون مع التصديق عمل، فيكون بهياء في : بشيء واحد، وقالوا إذا اجتمعت مؤمنا، فلما نفوا أن يكون اإليمان ة أش ول بعضهم، وثالث يكون بشيئين في ق

م . قول غيرهم ياء، فكله ة األش لم يكن مؤمنا إال بما أجمعوا عليه من هذه الثالثة األشياء، وذلك أنه إذا جاء بهذه الثالث . لعمل بالجوارحيشهد أنه مؤمن، فقلنا بما أجمعوا عليه من التصديق بالقلب، واإلقرار باللسان، وا

م : فأما الطائفة التي ذهبت إلى أن العمل ليس من اإليمان، فيقال لهم ال له اد إذ ق وا الصالة : ماذا أراد اهللا من العب أقيم

رار والعمل ذلك أو اإلق إن قالت ؟ وآتوا الزآاة، اإلقرار ب د أهل : ف د آفرت عن رد العمل،فق م ي رار ول إن اهللا أراد اإلقل : وإن قالت ؟ إن اهللا لم يرد من العباد أن يصلوا وال يؤتوا الزآاة : ن قالالعلم م رار قي نهم اإلق ان أراد : أراد م إذا آ ف

ا / منهم األمرين جميعا ا جميع د أرادهم ال ؟ لم زعمتم أنه يكون مؤمنا بأحدهما دون اآلخر، وق و أن رجال ق تم ل : أرأيال : قيل لهم . ال : فإن قالوا ؟ أقر به، أيكون مؤمناأعمل جميع ما أمر به اهللا وال ه، وال : فإن ق ا أمر اهللا ب ع م ر بجمي أق

ل . نعم : فإن قالوا ؟ أعمل به، أيكون مؤمنا رق : قي ا الف إن جاز أن يكون ؟ م ا، ف رين جميع تم أن اهللا أراد األم د زعم فقو : فإن احتج فقال . باآلخر إذا عمل به ولم يقر مؤمنا، ال فرق بين ذلكبأحدهما مؤمنا إذا ترك اآلخر، جاز أن يكون ل

Page 125: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ل أن يجيء وقت عمل ؟ أن رجال أسلم فأقر بجميع ما جاء به النبي صلى اهللا عليه وسلم أيكون مؤمنا بهذا اإلقرار قبه إ : قيل له ه في وقت ه أن يعمل ه بقول ه االسم بتصديقه أن العمل علي ق ل ذا الوقت إنما يطل ه في ه يس علي اء، ول ذا ج

. أقر وال أعمل لم يطلق عليه اسم اإليمان : اإلقرار بجميع ما يكون به مؤمنا، ولو قال

زم : قلت ـ يعني اإلمام أبو ثور ـ رحمه اهللا ـ م يلت ر ول و أق رار، وإال فل إنه ال يكون مؤمنا إال إذا التزم بالعمل مع اإلقرين . العمل لم يكن مؤمنا ى وجوب األم ل عل دل : وهذا االحتجاج الذي ذآره أبو ثور هو دلي ل، وهو ي رار والعم اإلق

األمرين د اهللا ورسوله إال ب على أن آال منهما من الدين، وأنه ال يكون مطيعا هللا، وال مستحقا للثواب وال ممدوحا عنول : وأما من يقول . ان جميعاجميعا، وهو حجة على من يجعل األعمال خارجة عن الدين واإليم دين، ويق ا من ال : إنه

و ه بشيء آخر، لكن أب ذا يحتج علي رك بعضه؛ فه دهم، وت إن الفاسق مؤمن حيث أخذ ببعض الدين وهو اإليمان عن . أبي ثور/ ثور وغيره من علماء السنة عامة احتجاجهم مع هذا الصنف، وأحمد آان أوسع علما باألقوال والحجج من

م يجزم بنفي الخالف؛ و ه، ول ى عادت ورع في النطق عل ه ت لهذا إنما حكى اإلجماع على خالف قول الكرامية، ثم إنال اب : لكن ق ي آت ا الخالل ف اني، ذآره رحيم الجوزج د ال ي عب ى أب الته إل ذا في رس ذا، وه ول ه دا يق ال أحسب أح

ا ، وهو أجمع آتاب يذآر فيه أقوال أحمد في مسائل ] السنة [ ه، آم األصول الدينية، وإن آان له أقوال زائدة على ما في . أن آتابه في العلم أجمع آتاب يذآر فيه أقوال أحمد في األصول الفقهية

ا، : رأيت أبا عبد الرحيم الجوزجاني عند أبي عبد اهللا، وقد آان ذآره أبو عبد اهللا فقال : قال المروزي وه مرجئ ان أب آ

وأما أبو عبد الرحيم فأثنى عليه، وقد آان آتب إلى أبي عبد اهللا من خراسان يسأله عن اإليمان . أيصاحب ر : أو قال وذآر الرسالة من طريقين عن أبي عبد الرحيم،

: وجواب أحمد

رحيم رحمن ال اني آ . بسم اهللا ال ه، أت اك من آل شر برحمت لمنا وإي ا، وس ا وإليك في األمور آله تابك أحسن اهللا إلينق أهل . تذآرما تذآر من احتجاج من احتج من المرجئة دين ليست من طري واعلم ـ رحمك اهللا ـ أن الخصومة في ال

السنة، وأن تأويل من تأول القرآن بال سنة تدل على معنى ما أراد اهللا منه، أو أثر عن أصحاب رسول اهللا صلى اهللا ه عليه وسلم، ويعرف ذلك بما جاء عن النبي صلى اهللا ي صلى اهللا علي م شاهدوا النب عليه وسلم، أوعن أصحابه، فه

ى /وسلم وشهدوا تنزيله، وما قصه اهللا له في القرآن، وماعني به، وما أراد به أخاص هو أم ه عل ا من تأول ام، فأم عد تكون ظاهره بال داللة من رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم وال أحد من الصحابة، فهذا تأويل أهل البدع؛ ألن اآلية ق

خاصة ويكون حكمها حكما عاما، ويكون ظاهرهاعلى العموم، وإنما قصدت لشيء بعينه، ورسول اهللا صلى اهللا عليه ة د تكون اآلي ذلك، فق د ب ا أري وسلم هو المعبر عن آتاب اهللا وما أراد، وأصحابه أعلم بذلك منا، لمشاهدتهم األمر وم

ين { : خاصة، أي معناها مثل قوله تعالى ظ األنثي ل ح ذآر مث ى ] 11 : النساء [ } يوصيكم الله في أوالدآم لل ا عل وظاهرهلم ] ولد [ العموم، أي من وقع عليه اسم لم أال يرث مس ه وس ا فرض اهللا، فجاءت سنة رسول اهللا صلى اهللا علي ه م فل

. آافرا

ان رسول اهللا وروي عن النبي صلى اهللا عليه اتال، فك وا ق م يورث م ل ه عن أصحابه أنه يس بالثبت ـ إال أن لم ـ ول وسه أن ا لزم صلى اهللا عليه وسلم هو المعبر عن الكتاب أن اآلية إنما قصدت للمسلم ال للكافر، ومن حملها على ظاهره

ر يطول يورث من وقع عليه اسم الولد آافرا آان أو قاتال، وآذلك أحكام الوارث من األ ك مع آي آثي ر ذل وين وغي بدع ك من أهل الب ع ذل بها الكتاب، وإنما استعملت األمة السنة من النبي صلى اهللا عليه وسلم ومن أصحابه، إال من دف

. والخوارج وما يشبههم، فقد رأيت إلى ما خرجوا

أبي عبيد وإسحاق وغيرهم سواء، ال لفظ المجمل والمطلق والعام آان في اصطالح األئمة، آالشافعي وأحمد، و : قلتا ال يكفي وحده في ل المجمل م ك، ب أ في ذل / يريدون بالمجمل ما ال يفهم منه، آما فسره به بعض المتأخرين وأخط

الى ه تع ا في قول ا { : العمل به وإن آان ظاهره حقا، آم زآيهم به رهم وت دقة تطه والهم ص ن أم ذ م ة [ } خ ، ] 103 : التوبإن فهذه اآلية ظاهرها ومعناها مفهوم، ليست مما ال يفهم المراد به، بل نفس ما دلت عليه ال يكفي وحده في العمل فد ال أحم لم؛ولهذا ق ه وس ان الرسول صلى اهللا علي ا يعرف ببي ذا إنم م، وه ة له المأمور به صدقة تكون مطهرة مزآي

د : وقال . المجمل والقياس : لينيحذر المتكلم في الفقه هذين األص اس، يري ل والقي ة التأوي أآثر ما يخطئ الناس من جهة ل النظر في دالل اس قب ده، وال يعمل بالقي ا يخصه ويقي ل النظر فيم ق قب ام والمطل ه الع دل علي بذلك أال يحكم بما ي

Page 126: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ا النصوص هل تدفعه، فإن أآثر خطأ الناس تمسكهم بما يظنونه من داللة اللفظ و ة ال يعمل به األمور الظني القياس، فك ل ذل م يفع ن ل أ م ه، وإال أخط ب إلي ئن القل ا يطم ارض بحث ى يبحث عن المع كين . حت ي المتمس ع ف و الواق ذا ه وه

لم وأصحابه ه وس ي صلى اهللا علي بالظواهر واألقيسة؛ ولهذا جعل االحتجاج بالظواهر مع اإلعراض عن تفسير النب . ي ذلك مصنف آبيرطريق أهل البدع، وله ف

وآذلك التمسك باألقيسة مع اإلعراض عن النصوص واآلثار طريق أهل البدع؛ولهذا آان آل قول ابتدعه هؤالء قوال

الى ه تع م بإحسان، وقول ابعين له ه السلف من الصحابة والت يكم { : فاسدا، وإنما الصواب من أقوالهم ما وافقوا في يوصه ] 11 : النساء [ } آمالله في أوالد م قول ا يع دل، آم ق الب ى طري ر { : سماه عاما وهو مطلق في األحوال، يعمها عل فتحري

لألوالد، ومن أخذ بهذا لم يأخذ بما دل عليه ظاهر لفظ / جميع الرقاب،ال يعمها آما يعم لفظ الولد ] 3 : المجادلة [ } رقبةا ظهر ل ه القرآن، بل أخذ بم ى أن رآن عل ة الق ه، ال لدالل رآن عن ان الظهور لسكوت الق رآن، فك ه الق ا سكت عن ه مم

د، وإال ا قي م بم ظاهر، فكانوا متمسكين بظاهر من القول ال بظاهر القول،وعمدتهم عدم العلم بالنصوص التي فيها علر نفس ى آخر غي رآن فكل ما بينه القرآن وأظهره فهو حق، بخالف ما يظهر لإلنسان لمعن رآن يسمى ظاهر الق . الق

. آاستدالالت أهل البدع من المرجئة والجهمية والخوارج والشيعة

رار ؟ وأما من زعم أن اإليمان اإلقرار، فما يقول في المعرفة : قال أحمد اج ؟ هل يحتاج إلى المعرفة مع اإلق وهل يحتى المعرف ؟ أن يكون مصدقا بما عرف اج إل ه يحت إن زعم أن ه ف يئين، وإن زعم أن ه من ش د زعم أن رار فلق ة مع اإلق

د : يحتاج أن يكون مقرا ومصدقا بما عرف فهو من ثالثة أشياء، وإن جحد وقال ال يحتاج إلى المعرفة والتصديق، فق . قال قوال عظيما، وال أحسب أحدا يدفع المعرفة والتصديق وآذلك العمل مع هذه األشياء

أن اإليمان ال يذهب بعضه ويبقى : بو ثور وغيرهما من األئمة آانوا قد عرفوا أصل قول المرجئة،وهوأحمد وأ : قلت

اء ه عدد، أمكن ذهاب بعضه وبق ان ل ه إذا آ ة، فإن ين أو ثالث بعضه، فال يكون إال شيئا واحدا فال يكون ذا عدد؛ اثنة . إنه شيء واحد في القلب : بعضه، بل ال يكون إال شيئا واحدا، ولهذا قالت الجهمية ه شيء واحد : وقالت الكرامي إن

دا، / على اللسان، آل ذلك فرارا من يئا واح يس ش ه ل تبعض اإليمان وتعدده، فلهذا صاروا يناظرونهم بما يدل على أنول ه ق م يكن بلغ ل، ول ه تصديق وعم ة، من أن اء المرجئ ه الفقه ع علي ا اجتم ور احتج بم أبو ث تم، ف ا قل يهم آم متكلم

ال رار، وق ة والتصديق مع اإلق د من المعرف ه الب د ذآر أن ا، وأحم م خالف د خالفه إن من جحد : وجهميتهم، أو لم يعل ه أحد قب ذهب إلي م ي ذا ل ن اإلسالم؛ وله وم من دي ول معل ذا الق المعرفة والتصديق فقد قال قوال عظيما، فإن فساد ه

ال يدخل في اسم اإليمان حذرا من تبعضه : ب المعرفة والتصديق، ولكن تقولالكرامية، مع أن الكرامية ال تنكر وجور، ان وآب ك يقتضي أن يجتمع في القلب إيم ل ذل ذهب بعضه ويبقى بعضه، ب وتعدده؛ ألنهم رأوا أنه ال يمكن أن ي

. واعتقدوا اإلجماع على نفي ذلك، آما ذآر هذا اإلجماع األشعري وغيره

اء جماعة وهذه الشبهة التي ذا دخل في إرجاء الفقه ه؛ وله أوقعتهم مع علم آثير منهم وعبادته وحسن إسالمه وإيمانوال دع األق ذا من ب وا ه ل جعل اء ب ة الفقه دا من مرجئ هم عند األمة أهل علم ودين؛ ولهذا لم يكفر أحد من السلف أح

يس واألفعال، ال من بدع العقائد، فإن آثيرا من النزاع فيها لفظي، لكن اب والسنة هو الصواب فل اللفظ المطابق للكترهم ألحد أن يقول بخالف قول اهللا ورسوله، ال سيما وقد صار ذلك ذريعة إلى بدع أهل الكالم من أهل اإلرجاء وغيول في ذا عظم الق ال، فله د واألعم وإلى ظهور الفسق، فصار ذلك الخطأ اليسير في اللفظ سببا لخطأ عظيم في العقائ

ي ذم اإل راهيم النخع ال إب ة : رجاء،حتى ق ة من فتن ذه األم ى ه ة ـ أخوف عل ي المرجئ تهم ـ يعن ة / لفتن ال . األزارق وقال األوزاعي : الزهري ه من اإلرجاء،وق ى أهل ادة : ما ابتدعت في اإلسالم بدعة أضر عل ر وقت ي آثي ن أب ى ب ان يحي آال ـ ليس شيء من األهواء أخوف عندهم على األم : يقوالن ة فق م : ة من اإلرجاء،وقال شريك القاضي ـ وذآر المرجئ ه

وري . أخبث قوم، حسبك بالرافضة خبثا،ولكن المرجئة يكذبون على اهللا فيان الث ال س ة اإلسالم أرق : وق ترآت المرجئ . إنما حدث اإلرجاء بعد فتنة فرقة ابن األشعث : من ثوب سابري وقال قتادة

داني : مهران عن آالم المرجئة، فقالوسئل ميمون بن ذر الهم ر ل ن جبي ال سعيد ب ك، وق أال تستحي : أنا أآبر من ذل

م في اإلرجاء رجل من : وقال أيوب السختياني ! ؟ من رأى أنت أآبر منه ة، إن أول من تكل ن المرجئ أنا أآبر من ديا : زاذانوقال . الحسن : أهل المدينة من بني هاشم يقال له د فقلن ن محم ا الحسن ب ذي وضعت : أتين اب ال ذا الكت ا ه ؟ م

اب أو أضع : وآان هو الذي أخرج آتاب المرجئة، فقال لي ذا الكت ل أن أخرج ه يا أبا عمر، لوددت أني آنت مت قب

Page 127: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

، إذ آانت أحكام هذا الكتاب، فإن الخطأ في اسم اإليمان ليس آالخطأ في اسم محدث وال آالخطأ في غيره من األسماء . الدنيا واآلخرة متعلقة باسم اإليمان واإلسالم والكفر والنفاق

إن تصديق اللسان هو ب، ف ذي في القل ين التصديق ال وأحمد ـ رضي اهللا عنه ـ فرق بين المعرفة التي في القلب وب

ين تصديق القل : اإلقرار،وقد ذآر ثالثة أشياء،وهذا يحتمل شيئين ول يحتمل أن يفرق ب ذا ق ن آالب / ب ومعرفته،وه ابه إن تصديق القلب قول ين تصديق القلب،ف ول القلب . والقالنسي،واألشعري وأصحابه يفرقون بين معرفة القلب وب وق

رار : عندهم ليس هو العلم، بل نوعا آخر؛ولهذا قال أحمد ة مع اإلق ى المعرف اج إل ى أن يكون ؟ هل يحت اج إل وهل يحتاج أن ف ؟ مصدقا بما عرف ه يحت يئين، وإن زعم أن ه من ش د زعم أن رار فق ة مع اإلق ى المعرف اج إل إن زعم أنه يحت

ال يحتاج إلى المعرفة والتصديق، فقد أتى عظيما : يكون مقرا ومصدقا بما عرف فهو من ثالثة أشياء، فإن جحد وقال . وال أحسب امرءا يدفع المعرفة والتصديق

والمرجئة لم تختلف أن اإلقرار باللسان . فاإلقرار باللسان يتضمن التصديق باللسان . ان هو اإلقراراإليم : والذين قالوا

ال رار باللسان، إال أن يق ه مع اإلق ه أراد تصديق القلب ومعرفت م أن أراد تصديق القلب واللسان : فيه التصديق، فعلالى جميعا مع المعرفة واإلقرار، ومراده باإلقرار االلتزام ال تع ا ق ا { : ال التصديق، آم ين لم اق النبي ه ميث ذ الل وإذ أخ

ال رنه ق ه ولتنص ؤمنن ب م لت ا معك دق لم ول مص اءآم رس م ج ة ث اب وحكم ن آت تكم م م آتي ى ذلك ذتم عل ررتم وأخ أأقه ] 81 : آل عمران [ } ري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدينإص ون ب م يؤمن ى أنه أخوذ عل اق الم ، فالميث

يهم إذا ل أوجب عل ر، ب رهم بخب م يخب الى ـ ل إن اهللا ـ تع رار تصديقا، ف ذا اإلق يس ه ذا، ول وينصرونه، وقد أمروا بهه وينصروه جاءهم ذلك وا ب رارهم . الرسول أن يؤمن ذا هو إق وه، فه رار والتزم ذا اإلق ر . فصدقوا به د يق واإلنسان ق

ل أحد من : للرسول، بمعنى م يق ه رسول اهللا، لكن ل ه بأن ر تصديق ل ة، ومن غي ر معرف أنه يلتزم ما يأمر به مع غير بل البد عندهم م/ إن هذا اإلقرار يكون إيمانا، : المرجئة ا يق ه رسول اهللا آم ه بأن ر ل ه يق ري وهو أن ن اإلقرار الخب

رد اإلقرار مج راد ب د ي ا، وق د منهم زام والتصديق، والب اول االلت رار يتن ظ اإلق وق، ولف ن الحق ه م ر ب ا يق ر بم المقا، التصديق بدون التزام الطاعة، والمرجئة تارة يجعلون هذا هو اإليمان وتارة يجعلون اإليمان التصديق واالل تزام مع

أنا أطيعه وال أصدق أنه رسول اهللا، أو أصدقه وال : إنه إيمان، وإال لو قال : هذا هو اإلقرار الذي يقوله فقهاء المرجئة . ألتزم طاعته، لم يكن مسلما وال مؤمنا عندهم

ال د ق ون مصدق : وأحم ا، وأن يك ون عارف ون مصدقا، وأن يك رار أن يك ذا اإلق ع ه د م رفالب ا ع ة . ا بم ي رواي وف

ول : أخرى ده يتضمن الق مصدقا بما أقر،وهذا يقتضي أنه البد من تصديق باطن، ويحتمل أن يكون لفظ التصديق عنة . صدق بالقول والعمل : والعمل جميعا،آما قد ذآرنا شواهده أنه يقال فيكون تصديق القلب عنده يتضمن أنه مع معرف

د خضع ه قلبه أنه رسول اهللا ق ه أن ة قلب ا، وإال فمجرد معرف ة وتعظيم ه محب ه وعمل قلب ول قلب اد، فصدقه بق ه وانق لر ا لغي ه وإم ذي يخالف ه ال ة دين ا لمحب را، وإم ا آب دا وإم ا حس ه إم رسول اهللا مع اإلعراض عن االنقياد له ولما جاء ب

د ه صار القلب ذلك، فال يكون إيمانا، والبد في اإليمان من علم القلب وعمله،فأراد أحم ة ب ه مع المعرف بالتصديق أنمصدقا له،تابعا له، محبا له، معظما له، فإن هذا البد منه، ومن دفع هذا عن أن يكون من اإليمان، فهو من جنس من

أن ذا أشبه ب ه /دفع المعرفة من أن تكون من اإليمان،وه اد القلب مع معرفت د؛ ألن وجوب انقي ه آالم أحم يحمل عليبدالئل الكتاب والسنة وإجماع األمة، بل ذلك معلوم باالضطرار من دين اإلسالم، ومن نازع من الجهمية ظاهر ثابت

د ان حمل آالم أحم ان فك ة القلب من اإليم ة في أن معرف في أن انقياد القلب من اإليمان فهو آمن نازع من الكرامي . على هذا هو المناسب لكالمه في هذا المقام

ق، وأيضا، فإن ا ول القلب أمر دقي لفرق بين معرفة القلب وبين مجرد تصديق القلب الخالي عن االنقياد الذي يجعل ق

اس ر الن وأآثر العقالء ينكرونه، وبتقدير صحته ال يجب على آل أحد أن يوجب شيئين ال يتصور الفرق بينهما، وأآثه ابن آالب، واألشعري من الفرق، آالم باطل ال إن ما قال : اليتصورون الفرق بين معرفة القلب وتصديقه، ويقولون

الوا اذب، ق ر الك ا هو خب دتهم من الحجة إنم ر : حقيقة له، وآثير من أصحابه اعترف بعدم الفرق، وعم ه خب ي قلب ففا، ول : فقال لهم الناس . بخالف علمه، فدل على الفرق را حقيقي ا وال خب ا حقيقي يس هو علم م ل ر وعل ا ذاك بتقدير خب م

. أثبتوه من قول القلب المخالف للعلم واإلرادة، إنما يعود إلى تقدير علوم وإرادات ال إلى جنس آخر يخالفها

Page 128: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

وم : ولهذا قالوا ه يق ا أن انه، وأم ك بلس ول ذل ه أن يق ا يمكن ه، وإنم ر بخالف علم إن اإلنسان ال يمكنه أن يقوم بقلبه خبر مم ذا غي ه، فه ا يعلم ر بخالف م ه خب ام بقلب الى ـ ال يتصور قي رب ـ تع ى أن ال ه عل تدلوا ب ا اس ذا مم ن، وه ك

. بذاته؛ ألنه بكل شيء عليم، ويمتنع قيام معنى يضاد العلم بذات العالم، والخبر النفساني الكاذب يضاد العلم/الكذب

ون مث : فيقال لهم ا يقول م مع ضده آم رة، الخبر النفساني لو آان خالفا للعلم لجاز وجود العل ك في مواضع آثي ل ذلي ى، وأب ي يعل وهي من أقوى الحجج التي يحتج بها القاضي أبو بكر وموافقوه في مسألة العقل وغيرها، آالقاضي أبرهم، ل وغي ن عقي اب، واب ي الخط اجي، وأب د الب ي الولي ب، وأب اذان،وأبي الطي ن ش ي ب ي عل ان، وأب ن اللب د ب محم

نه ليس بضد له، فإن لم يكن نوعا منه آان خالفا له، ولو آان خالفا لجاز وجوده مع العقل نوع من العلم، فإ : فيقولونان ا آ إن م ضد العقل، وهذه الحجة وإن آانت ضعيفة ـ آما ضعفها الجمهور، وأبو المعالي الجويني ممن ضعفها ـ ف

ه ل هو خالف ل يس هو من نوعه، ب ا، ول د اجتمع ه، إذ ق م يكن ضدا ل ذي مستلزما لغيره ل ذا االصطالح ال ى ه علاة، العلم مع الحي م أو آ اإلرادة مع العل الملزوم آ ين أو ضدين، ف ين، أو خالف ا مثل ى أن يكون يقسمون فيه آل اثنين إله، الزم ينافي إن ضد ال الزم، ف ذا فال يجوز وجوده مع ضد ال ونحو ذلك ليس ضدا وال مثال، بل هو خالف، ومع ه

دهم، وال يجوز ووجود الملزوم بدون الالزم م حال، آوجود اإلرادة بدون العلم، والعلم بدون الحياة، فهذان خالفان عن . وجود أحدهما مع ضد اآلخر

آذلك العلم هو مستلزم للعقل، فكل عالم عاقل، والعقل شرط في العلم، فليس مثال له وال ضدا وال نوعا منه، ومع هذا

لحجة تقال لهم في العلم مع آالم النفس الذي هو الخبر، فإنه ليس ضدا وال لكن هذه ا/ ال يجوز وجوده مع ضد العقل،اع الكذب ى امتن ك الحجة عل اذب، فبطلت تل ر الصادق وهو الك م مع ضد الخب ا، فيجوز وجود العل ل خالف مثال، ب

. النفساني من العالم، وبسط هذا له موضع آخر

ه والمقصود هنا أن اإلنسان إذا رجع إلى نفسه ين تصديق قلب أن الرسول صادق وب ه ب ين علم ق ب ه التفري عسر عليه صادق ال القلب بأن ره من أعم اد وغي ان . تصديقا مجردا عن انقي ال من اإليم ى أن األعم د عل ام أحم م احتج اإلم ث

ادة أن ال إله إال اهللا شه ( : وقد سأل وفد عبد القيس رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن اإليمان فقال : بحجج آثيرة، فقالنم ه ) وأن محمدا رسول اهللا، وإقام الصالة، وإيتاء الزآاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا خمسا من المغ ك آل ، فجعل ذل

ان ( : وقال النبي صلى اهللا عليه وسلم : قال . من اإليمان اء شعبة من اإليم ال ) الحي نهم ( : ،وق ا أحس ؤمنين إيمان أآمل الما ( : وقال . ) إن البذاذة من اإليمان ( : ، وقال ) اخلق ق، وأرفعه اإليمان بضع وستون شعبة، فأدناها إماطة األذى عن الطري

ان ( : مع أشياء آثيرة،منها ) قول ال إله إال اهللا ال ذرة من إيم ه مثق ان في قلب ا روى عن ) أخرجوا من النار من آ ، ومافق النبي صلى اهللا عليه افق ( : وسلم في صفة المن و من ه فه رة ) ثالث من آن في ي . مع حجج آثي ا روى عن النب وم

من زيادة اإليمان / صلى اهللا عليه وسلم في تارك الصالة وعن أصحابه من بعده، ثم ما وصف اهللا ـ تعالى ـ في آتابه ه ل قول ر موضع، مث ي غي ي { : ف كينة ف زل الس ذي أن و ال انهم ه ع إيم ا م زدادوا إيمان ؤمنين لي وب الم تح [ } قل ، ] 4 : الف

ا { : وقال وا إيمان ذين آمن زداد ال اب وي وا الكت ذين أوت دثر [ } ليستيقن ال ال ] 31 : الم ه ز { : ، وق يهم آيات ت عل م وإذا تلي ادتها ال [ } إيمان الى ] 2 : األنف ال تع م { : ، وق ا وه زادتهم إيمان وا ف ذين آمن ا ال ا فأم ـذه إيمان ه ه م زادت ول أيك ن يق نهم م فم

هم إنما المؤمنون ال { : ، وقال ] 124 : التوبة [ } يستبشرون أموالهم وأنفس دوا ب ابوا وجاه ذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتادقون م الص ك ه ه أولئ بيل الل ي س الى ] 15 : الحجرات [ } ف ال تع اة فخ { : ، وق وا الزآ الة وآت اموا الص ابوا وأق إن ت وا ف ل

دين { : ، وقال تعالى ] 5 : التوبة [ } سبيلهم ي ال إخوانكم ف اة ف وا الزآ الة وآت ة [ } فإن تابوا وأقاموا الص ال ] 11 : التوب : ، وق . ] 5 : البينة [ } اء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزآاة وذلك دين القيمةوما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنف {

ه : ويلزمه أن يقول : قال أحمد م خمسة، أن ائتي دره هو مؤمن بإقراره، وإن أقر بالزآاة في الجملة ولم يجد في آل م

ا إال إذا أقر ثم شد الزنا : مؤمن، فيلزمه أن يقول ائر آله ر في وسطه وصلى للصليب وأتى الكنائس والبيع وعمل الكب . أنه في ذلك مقر باهللا؛ فيلزمه أن يكون عنده مؤمنا، وهذه األشياء من أشنع ما يلزمهم

ذا : قلت ره بعضها، وه ول غي ال يق ك جم هذا الذي ذآره اإلمام أحمد من أحسن ما احتج الناس به عليهم، جمع في ذلما فعل من / لو فعل : ولهذا لما عرف متكلمهم مثل جهم ومن وافقه أنه الزم التزموه، وقالوا . إللزام ال محيد لهم عنها

يهم تج عل إذا اح دنيا، ف ام ال ي أحك ر ف ى الكف يال عل ون دل ن يك اطن، لك ي الب افرا ف ذلك آ ن ب م يك اهرة ل ال الظ األفعة اهللا : قالوا . بنصوص تقتضي أنه يكون آافرا في اآلخرة فهذه النصوص تدل على أنه في الباطن ليس معه من معرف

. شيء، فإنها عندهم شيء واحد، فخالفوا صريح المعقول وصريح الشرع

Page 129: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ة دا ال حقيق يئا واح ان ش وا اإليم وهذا القول مع فساده عقال وشرعا، ومع آونه عند التحقيق ال يثبت إيمانا، فإنهم جعل

وق، وأن اهللا : ا قالت الجهمية ومن وافقهم مثل ذلك في وحدة الربآم . له رآن مخل أن الق إنه ذات بال صفات، وقالوا ب . ال يرى في اآلخرة، وما يقوله ابن آالب من وحدة الكالم وغيره من الصفات

ه طوائ ع في د وق ذا ق ل محض، وه ى تعطي ع إل ه يرج ان ب ه واإليم فاته وآالم رب وص ي ال ولهم ف ن فق رة م ف آثي

ة ل وللمرجئ ة ب المتأخرين المنتسبين إلى السنة والفقه والحديث المتبعين لألئمة األربعة، المتعصبين للجهمية والمعتزلاده المسلمين ة اهللا بعب أيضا، لكن لعدم معرفتهم بالحقائق التي نشأت منها البدع يجمعون بين الضدين، ولكن من رحم

ن أن األئمة الذين لهم في األمة وري، واألوزاعي، والليث ب ك، والث رهم؛ آمال ة وغي ة األربع لسان صدق، مثل األئمسعد،وآالشافعي وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، وأبي حنيفة، وأبي يوسف، ومحمد، آانوا ينكرون على أهل الكالم من

ه السلف ان علي ا آ ى م ين عل انوا متفق رب، وآ ان وصفات ال رآن واإليم ي الق ولهم ف ة ق ي الجهمي رى ف من أن اهللا يتم اهللا ورسوله / اآلخرة، وأن و ش ه من تصديق القلب واللسان، فل د في ان الب القرآن آالم اهللا غير مخلوق، وأن اإليم

ه في ي الحسن لقول ان بسبب انتصار أب م في اإليم ول جه ا لق آان آافرا باطنا وظاهرا عندهم آلهم، ومن آان موافقألة سب اهللا اإليمان، يبقى تارة يقول بق ى في مس م، حت وافقين لجه ين الم ول السلف واألئمة، وتارة يقول بقول المتكلم

. إن هذا آفر باطنا وظاهرا : ورسوله رأيت طائفة من الحنبليين،والشافعيين والمالكيين، إذا تكلموا بكالم األئمة قالوا

ان هذا آفر في الظاهر، وهو في : وإذا تكلموا بكالم أولئك قالوا إن اإليم ان، ف ام اإليم ا ت الباطن يجوز أن يكون مؤمنعندهم ال يتبعض، ولهذا لما عرف القاضي عياض هذا من قول بعض أصحابه أنكره، ونصر قول مالك وأهل السنة،

. وأحسن في ذلك

اتم الرسول [ وقد ذآرت بعض ما يتعلق بهذا في آتاب ى ش ذلك تجدهم في ] الصارم المسلول عل ان ، وآ مسائل اإليمذين ة؛ ألن البحث أخذوه من آتب أهل الكالم ال ول الجهمي ا يناسب ق ون بحث ة والسلف، ويبحث يذآرون أقوال األئم

. نصروا قول جهم في مسائل اإليمان

ا صنف رازي لم افعي [ وال ب الش ان ] مناق ي اإليم ه ف ر قول ر . ذآ د ذآ ابعين، وق ول الصحابة والت افعي ق ول الش وقد في نفسه شبهة . شافعي أنه إجماع من الصحابة والتابعينال د انعق ان ق ه آ دا؛ ألن ومن لقيه استشكل قول الشافعي ج

ة،وهو أن الشيء المرآب إذا زال /أهل البدع في اإليمان؛ من الخوارج والمعتزلة والجهمية والكرامية ائر المرجئ وسا ذآر إال ظ بهتهم بعض أجزائه لزم زواله آله، لكن هو لم ي ه أن . هر ش لم ل ه يس روه هو سهل، فإن ا ذآ والجواب عم

. الهيئة االجتماعية لم تبق مجتمعة آما آانت، لكن ال يلزم من زوال بعضها زوال سائر األجزاء

ان : والشافعي مع الصحابة والتابعين وسائر السلف يقولون ى الشارع اإليم ذا نف إن الذنب يقدح في آمال اإليمان، ولها عن ا أصله وإم ى بعضه؛ إم ون بق ذنوب، لكن يقول ا مع ال ق مجموع م يب هؤالء، فذلك المجموع الذي هو اإليمان ل

. أآثره وإما غير ذلك، فيعود الكالم إلى أنه يذهب بعضه ويبقى بعضه

ه زم ذهاب ه إذا نقص ل دهم إن ولهذا آانت المرجئة تنفر من لفظ النقص أعظم من نفورها من لفظ الزيادة؛ ألن ه عن آلة م الخوارج والمعتزل ذلك، وه ول ب دد، . آان متبعضا متعددا عند من يق ل التع دهم ال يقب و واحد عن ة فه ا الجهمي وأم

. فيثبتون واحدا ال حقيقة له، آما قالوا مثل ذلك في وحدانية الرب ووحدانية صفاته عند من أثبتها منهم

ا ومن العجب أن األصل الذي أوقعهم في ه ر، أو م ان وبعض الكف ذا، اعتقادهم أنه ال يجتمع في اإلنسان بعض اإليمادهم ره، فألجل اعتق و الحسن وغي ك أب هو إيمان وما هو آفر، واعتقدوا أن هذا متفق عليه بين المسلمين آما ذآر ذل

ئمة بل وصرح غير السلف الذي ذآره غير واحد من األ/هذا اإلجماع وقعوا فيما هو مخالف لإلجماع الحقيقي، إجماع . واحد منهم بكفر من قال بقول جهم في اإليمان

النص ه متمسك ب دا أن ون معتق ة، ويك ديم حقيق اع الق نص واإلجم ا لل وال مخالف ول اإلنسان ق ددة، يق ائر متع ذا نظ وله

اده . واإلجماع ه من اجته ا أطاع اهللا في ى م ا عجز عن وهذا إذا آان مبلغ علمه واجتهاده، فاهللا يثيبه عل ه م ر ل ، ويغفمعرفته من الصواب الباطن، وهم لما توهموا أن اإليمان الواجب على جميع الناس نوع واحد، صار بعضهم يظن أن

Page 130: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

. اإليمان من حيث هو إيمان ال يقبل الزيادة والنقصان : فقال لي مرة بعضهم . ذلك النوع من حيث هو ال يقبل التفاضلوان، والوجود من : هو، آما تقولقولك من حيث : فقلت له وان من حيث هو حي اإلنسان من حيث هو إنسان، والحي

ذه المسميات حيث هو وجود، والسواد من حيث هو سواد، وأمثال ذلك ال يقبل الزيادة والنقصان والصفات، فتثبت لهه في الخارج، وإنم ة ل ذا ال حقيق ود والصفات وه ع القي دره اإلنسان في وجودا مطلقا مجردا عن جمي ا هو شيء يق

ول دوما، ويق انا ال موجودا وال مع در إنس ره، ويق : ذهنه، آما يقدر موجودا ال قديما وال حادثا وال قائما بنفسه وال بغيك موجود ذهن، وذل دره ال الماهية من حيث هي هي ال توصف بوجود وال عدم، والماهية من حيث هي هي شيء يق

دير ال يكون إال في في الذهن ال في ال ذا التق ع، وه خارج، وأما تقدير شيء ال يكون في الذهن وال في الخارج فممتن . الذهن آسائر تقدير األمور الممتنعة، مثل تقدير صدور العالم عن صانعين ونحو ذلك، فإن هذه المقدرات في الذهن

ا . فهكذا تقدير إيمان ال يتصف به مؤمن، بل هو مجرد عن آل قيد/ وتقدير إنسان ال يكون موجودا وال معدوما، بل م

ه انية تخصه، وآل مؤمن ل ه إنس ا اإلنسان، فكل إنسان ل ا اتصف به ثم إيمان إال مع المؤمنين، وال ثم إنسانية إال ما . إيمان يخصه، فإنسانية زيد تشبه إنسانية عمرو، ليست هي هي ك أنهم ى ذل انية فمعن وع اإلنس وإذا اشترآوا في ن

. يشتبهان فيما يوجد في الخارج، ويشترآان في أمر آلي مطلق يكون في الذهن

ان لكل مؤمن : وآذلك إذا قيل ل لك ان يتماث در أن اإليم و ق ان آل واحد يخصه، فل رو، فإيم إيمان زيد مثل إيمان عمل إيمان يخصه، وذلك اإليمان مختص معين ليس هو اإليمان من حيث هو هو، بل هو إيمان معي ان يقب ن، وذلك اإليم

ا ا، أو وجودا مطلق انا مطلق ا أو إنس ا مطلق الزيادة، والذين ينفون التفاضل في هذه األمور يتصورون في أنفسهم إيماناس ان الموجود في الن ذا هو اإليم ون أن ه ل التفاضل وال . مجردا عن جميع الصفات المعينة له ثم يظن ك ال يقب وذل

. د، إذ هو تصور معين قائم في نفس متصورهيقبل في نفسه التعد

ى انتهى األمر ين، حت ر من هؤالء أن األمور المشترآة في شيء واحد هي واحدة بالشخص والع ولهذا يظن آثيبطائفة من علمائهم علما وعبادة إلى أن جعلوا الوجود آذلك، فتصوروا أن الموجودات مشترآة في مسمى الوجود،

ذي وتصوروا هذا في أن فسهم، فظنوه في الخارج آما هو في أنفسهم، ثم ظنوا أنه اهللا، فجعلوا الرب هو هذا الوجود ال . ال يوجد قط إال في نفس متصوره، وال يكون في الخارج

ا مجردا عن / ة، وزمان ل األفالطوني وهكذا آثير من الفالسفة تصوروا أعدادا مجردة وحقائق مجردة ويسمونها المث

ا الحرآة و المتحرك، وبعدا مجردا عن األجسام وصفاتها ثم ظنوا وجود ذلك في الخارج، وهؤالء آلهم اشتبه عليهم مددة ي األمور المتع ون إل ارة يجيئ دا، فت ين واح ين واالثن ون الواحد اثن د يجعل ان، وهؤالء ق في األذهان بما في األعي

ان المتفاضلة في الخارج فيجعلونها واحدة أو متماثلة، وتار ان والزم وان والمك ا في الخارج من الحي ة يجيئون إلى مادر، الم وق ه ع فيجعلون الواحد اثنين، والمتفلسفة والجهمية وقعوا في هذا وهذا، فجاؤوا إلى صفات الرب التي هي أن

. فجعلوا هذه الصفة هي عين األخري وجعلوا الصفة هي الموصوف

أنه متماثل في بني آدم، غلطوا في آونه واحدا وفي آونه متماثال آما غلطوا وهكذا القائلون بأن اإليمان شيء واحد وم ] القرآن [ و ] الصفات [ و ] التوحيد [ في أمثال ذلك من مسائل ان آغلطه م وأتباعه في اإليم ط جه ان غل ك، فك ونحو ذل

. ما يقول الظالمون علوا آبيرافي صفات الرب الذي يؤمن به المؤمنون، وفي آالمه وصفاته ـ سبحانه وتعالى ع

وآذلك السواد والبياض يقبل االشتداد والضعف، بل عامة الصفات التي يتصف بها الموصوفون تقبل التفاضل؛ ولهذا وى من وى من إيجاب، وتحريم أق ل التفاضل، فيكون إيجاب أق ل التفاضل، واإليجاب والتحريم يقب ل يقب ان العق آ

ة من / التي في القلوب تقبل التفاضلتحريم، وآذلك المعرفة على الصحيح عند أهل السنة، وفي هذا آله نزاع، فطائف . المنتسبين إلى السنة تنكر التفاضل في هذا آله آما يختار ذلك القاضي أبو بكر وابن عقيل، وغيرهما

ان ة روايت ذه الصفات . وقد حكى عن أحمد في التفاضل في المعرف ار التفاضل في ه ول وإنك هو من جنس أصل ق

ون ة،وهؤالء يقول الف المرجئ ن يخ ه م ة،ولكن يقول ي : المرجئ ذي ف ان ال ا اإليم ال، وأم ي األعم و ف ا ه التفاضل إنمون د يقول ك يتفاضل، وق ع ذل ل جمي الوه، ب ا ق ال القلب تتفاضل، بخالف : القلوب فال يتفاضل،وليس األمر آم إن أعم

ى معارف القلب،وليس األمر آذلك، بل إ ا وجب عل ة م ذا، ومن جه ي ه ا وجب عل ة م يمان القلوب يتفاضل من جهان تقرار الشرع، فوجوب اإليم د اس ان بع يعهم اإليم هذا، فال يستوون في الوجوب، وأمة محمد وإن وجب عليهم جم

Page 131: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

را، وعل ه بالشيء المعين موقوف على أن يبلغ العبد إن آان خبرا، وعلى أن يحتاج إلى العمل به إن آان أم م ب ى العله، اه ويعلم اب والسنة، ويعرف معن إن آان علما، وإال فال يجب على آل مسلم أن يعرف آل خبر وآل أمر في الكت

. فإن هذا ال يقدر عليه أحد

ال والتفصيل، /فالوجوب يتنوع بتنوع الناس فيه، ثم قدرهم في أداء الواجب متفاوتة ة تختلف باإلجم ، ثم نفس المعرفالقول والقوة وال ي يثبت اهللا صاحبها ب ة الت / ضعف، ودوام الحضور، ومع الغفلة،فليست المفصلة المستحضرة الثابت

الثابت في الحياة الدنيا وفي اآلخرة،آالمجملة التي غفل عنها، وإذا حصل له ما يريبه فيها وذآرها في قلبه، ثم رغب ى إلى اهللا في آشف الريب، ثم أحوال القلوب وأعمالها مثل محبة اهللا ورسوله وخشية اهللا، والتوآل عليه، والصبر عل

حكمه، والشكر له واإلنابة إليه، وإخالص العمل له مما يتفاضل الناس فيها تفاضال ال يعرف قدره إال اهللا ـ عز وجل . ـ ومن أنكر تفاضلهم في هذا فهو إما جاهل لم يتصوره، وإما معاند

م ال يقبلون زيادة اإليمان، من أجل أنهم ال يدرون ما زيادته، وأنها غير محدودة، فما فإن زعموا أنه : قال اإلمام أحمد

الوا ؟ هل يقرون بهم في الجملة ؟ يقولون في أنبياء اهللا وآتبه ورسله إذا ق ان، ف م : ويزعمون أنه من اإليم ل له م، قي : نعفكذلك ؟ قرار بهم في الجملة، ثم يكفون عن عددهمأليس إنما يصيرون في ذلك إلى اإل ؟ هل تحدونهم وتعرفون عددهم

ون . زيادة اإليمان م يؤمن ا أنه وبين أحمد أن آونهم لم يعرفوا منتهى زيادته، ال يمنعهم من اإلقرار بها في الجملة، آم . باألنبياء والكتب وهم ال يعرفون عدد الكتب والرسل

ي وهذا الذي ذآره أحمد، وذآره محمد بن نصر، وغي وا عدد الكتب والرسل، وأن حديث أب م يعلم رهما، يبين أنهم ل

دهم ت عن م يثب ك ل ي ذل ال . ذر ف ان وق الم واإليم ين اإلس ن سوى ب ول م ا ق ه : وأم ا سمى ب ان بم إن اهللا سمى اإليمإن اهللا ذلك، ف يس آ ان، فل ه اإليم مى ب ا س الم بم مى اإلس الم، وس ا / اإلس ه اإليم ان بأن ر اإليم د فس وله ق اهللا ورس ن ب

ان . ومالئكته وآتبه ورسله واليوم اآلخر م يسم اهللا اإليم ان، ول دخل في اإليم ه ي ا أمر ب ا ـ أن العمل بم ين ـ أيض وبدين ه وقصده وإخالص ال ه بقلب بمالئكته وآتبه ورسله والبعث بعد الموت إسالما، بل إنما سمى اإلسالم االستسالم ل

ومن يبتغ غير { : ة خالصا لوجهه، فهذا هو الذي سماه اهللا إسالما وجعله دينا، وقالوالعمل بما أمر به؛ آالصالة والزآاه ل من ن يقب ا فل الم دين ران [ } اإلس ه ] 85 : آل عم ه وآتب اهللا ومالئكت ان ب ان، وهو اإليم ه اإليم ا خص ب دخل فيم م ي ،ول

ورسوله ونحو ذلك، فإن هذه جعلها من اإليمان، والمسلم المؤمن يتصف ورسله، بل وال أعمال القلوب، مثل حب اهللاان ان، واإلسالم فرض، واإليم بها، وليس إذا اتصف بها المسلم المؤمن يلزم أن تكون من اإلسالم،بل هي من اإليم

ى باإلسالم المتن ال فرض، واإلسالم داخل فيه، فمن أتى باإليمان الذي أمر به، فالبد أن يكون قد أت ع األعم اول لجميالواجبة، ومن أتى بما يسمى إسالما لم يلزم أن يكون قد أتى باإليمان إال بدليل منفصل، آما علم أن من أثنى اهللا عليه

ون ال الحواري ا ق لمين، آم ه { : باإلسالم من األنبياء وأتباعهم إلى الحواريين آلهم آانوا مؤمنين آما آانوا مس ا بالل آمنوإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا { : ، وقال ] 52 : آل عمران [ } هد بأنا مسلمونواش

ا { : ؛ ولهذا أمرنا اهللا بهذا وبهذا في خطاب واحد، آما قال ] 111 : المائدة [ } مسلمون ا وم زل إلين آ أن ه وم قولوا آمنا باللبيون من ربهم ال نفرق أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب واألسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي الن

ق بين أحد منهم ون ي ش م ف ا ه وا فإنم دوا وإن تول د اهت ه حن له مسلمون فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فق يكفيكهم الل اق فسي ومن يبتغ غي { : ، وقال في اآلية األخرى ] 137، 136 : البقرة [ } وهو السميع العليم و ف ر اإلسالم دينا فلن يقبل منه وه

. ] 85 : آل عمران [ } اآلخرة من الخاسرين

ن اإلسالم وهذا يقتضي أن آل من دان بغير دين اإلسالم فعمله مردود، وهو خاسر في اآلخرة، فيقتضي وجوب ديم و مس دين ه مي ال ي أن مس واه، ال يقتض ا س الن م ول وبط ا أن نق ل أمرن ان، ب ه { : ى اإليم ا بالل ا أن } آمن ، وأمرن

! ؟ فأمرنا باثنين فكيف نجعلهما واحدا } ونحن له مسلمون { : نقول

وا ا أن يقول دا، فإم يئا واح ذا : وإذا جعلوا اإلسالم واإليمان ش دلول ه م م ا ث را محض ذا تكري رادف، فيكون ه اللفظ متا في أسماء اهللا : اللفظ عين مدلول هذا اللفظ، وإما أن يقولوا بل أحد اللفظين يدل على صفة غير الصفة األخرى، آم

ذا الوصف، وأسماء آتابه، لكن هذا ال يقتضي األمر بهما جميعا، ولكن يقتضي أن يذآر تارة بهذا الوصف، وتارة بهذا، والعطف بالصفات يكون إذا قد فرض اهللا عليك الصلوات ال : فال يقول قائل خمس، والصالة المكتوبة، وهذا هو ه

ه ذم، آقول دى { : قصد بيان الصفات لما فيها من المدح أو ال در فه ذي ق وى وال ق فس ذي خل أعلى ال ك ال م رب بح اس } س . لذي خلق فسوىصل لربك األعلى، ولربك ا : ال يقال ] 3 : 1 : األعلى [

Page 132: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

فقد بين اهللا في آتابه وسنة رسوله أن اإلسالم واإليمان ال يفترقان، فمن : وقال محمد بن نصر المروزي ـ رحمه اهللا ـ

ا رائض اهللا وانتهى عم ام بف ه، ومن صام وصلى وق لم ل صدق باهللا فقد آمن به، ومن آمن باهللا فقد خضع له، وقد أسان وال نهى اهللا عنه، فقد استكمل/ اإليمان واإلسالم المفترض عليه، ومن ترك من ذلك شيئا فلن يزول عنه اسم اإليم

اإلسالم، إال أنه أنقص من غيره في اإلسالم واإليمان من غير نقصان من اإلقرار بأن اهللا حق، وما قال حق ال باطل ة وال ذي هو تعظيم هللا وخضوع للهيب ه، وهو وصدق ال آذب، ولكن ينقص من اإليمان ال جالل والطاعة للمصدق ب

. اهللا، فمن ذلك يكون النقصان ال من إقرارهم بأن اهللا حق، وما قال صدق

دل عن أن من : فيقال ما ذآره يدل على أن من أتى باإليمان الواجب فقد أتى باإلسالم، وهذا حق، ولكن ليس فيه ما يذا من : أتى باإلسالم الواجب فقد أتى باإليمان، فقوله ه حق، لكن أي شيء في ه لم ل آمن باهللا فقد خضع له وقد استس

ه ؟ يدل على أن من أسلم هللا وخضع له، فقد آمن به وبمالئكته وبكتبه ورسله والبعث بعد الموت إن اهللا ورسوله : وقولذا حق، وإن أراد قد بين أن اإلسالم واإليمان ال يفترقان، إن أراد أن اهللا أوجبهما جميعا ونهى عن التفريق بين هما، فه

اق ى اتف دل عل دا ي ا واح ا ذآر قط نص ك، وم أن اهللا جعل مسمي هذا مسمى هذا، فنصوص الكتاب والسنة تخالف ذل . المسلمين

ه : و آذلك قوله ا أمر ب من فعل ما أمر به وانتهى عما نهى عنه فقد استكمل اإليمان واإلسالم، فهذا صحيح إذا فعل مان باطنا وظاهر اويا لإليم ه وإسالمه مس ا، ويكون قد استكمل اإليمان واإلسالم الواجب عليه، وال يلزم أن يكون إيمان

اتم د خ ان /واإلسالم الذي فعله أولو العزم من الرسل؛ آالخليل إبراهيم، ومحم ل آ ا الصالة والسالم، ب ين عليهم النبي . س آذلك ولم يؤمر بهمعه من اإليمان واإلسالم ما ال يقدر عليه غيره ممن لي

ك : وقوله ره في ذل ال . من ترك من ذلك شيئا فلن يزول عنه اسم اإلسالم واإليمان إال أنه أنقص من غي د : فيق إن أري

ة، وإن ا للخوارج والمعتزل ه النصوص، خالف ا دلت علي ذا حق آم بذلك أنه بقي معه شيء من اإلسالم واإليمان، فهذلك أراد أنه يطلق عليه ب ان آ و آ ال تقييد مؤمن ومسلم في سياق الثناء والوعد بالجنة، فهذا خالف الكتاب والسنة، ول

ا وعدوا ] 72 : التوبة [ } وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها األنهار { : لدخلوا في قوله ك مم ال ذل وأمث . ابفيه بالجنة بال عذ

ال ل ق ر ( : وأيضا، فصاحب الشرع قد نفى عنهم االسم في غير موضع، ب ال المؤمن آف ال ) قت وا بعدي ( : ،وق ال ترجع

وا { : وإذا احتج بقوله . ) آفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض ك ] 9 : الحجرات [ } وإن طائفتان من المؤمنين اقتتل ونحو ذل . آل هؤالء إنما سموا به مع التقييد بأنهم فعلوا هذه األمور؛ ليذآر ما يؤمرون به هم وما يؤمر به غيرهم : قيل

ال : وآذلك قوله ذي : ال يكون النقصان من إقرارهم بأن اهللا حق وما قاله صدق، فيق ان ال ل النقصان يكون في اإليم بر ون مع ال تك م ف ن علمه رفتهم وم ن مع وب م ي القل ر ف ن أم ه م ا قال فاته، وم مائه وص اهللا وأس ديقهم ب فتهم وتص

ال والتفصيل، وال من ة اإلجم وة والضعف، وال / ونهي،ووعد ووعيد، آمعرفة غيرهم وتصديقه، ال من جه ة الق جهاهللا ان ب ه رسوله، وآيف يكون اإليم ا أرسل ب اهللا وبم ان ب من جهة الذآر والغفلة، وهذه األمور آلها داخلة في اإليم

ور ! ؟ أسمائه وصفاته متماثال في القلوبو ه غف دير، وأن أم آيف يكون اإليمان بأنه بكل شيء عليم، وعلى آل شيء قه ان ب يس هو من اإليم اب، ل ول ! ؟ رحيم، عزيز حكيم، شديد العق لما أن يق يس من : فال يمكن مس ذلك ل ان ب إن اإليم

. اإليمان به وال يدعي تماثل الناس فيه إن وأ ه األحاديث الصحيحة، ف ا دلت علي ما ما ذآره من أن اإلسالم ينقص آما ينقص اإليمان، فهذا ـ أيضا ـ حق آم

ك ال . من نقص من الصالة والزآاة أو الصوم أو الحج شيئا، فقد نقص من إسالمه بحسب ذل إن اإلسالم هو : ومن قى . خطأالكلمة فقط، وأراد بذلك أنه ال يزيد وال ينقص، فقوله ا يتوجه إل ورد الذين جعلوا اإلسالم واإليمان سواء إنم

. هؤالء، فإن قولهم في اإلسالم يشبه قول المرجئة في اإليمان ان : فالمرجئة يقولون : ولهذا صار الناس في اإليمان واإلسالم على ثالثة أقوال ه اإليم دخل في ه ي . اإلسالم أفضل؛ فإن

ن اإلي : وآخرون يقولون د ب اه محم مان واإلسالم سواء،وهم المعتزلة والخوارج، وطائفة من أهل الحديث والسنة وحك

Page 133: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

اب والسنة : نصر عن جمهورهم، وليس آذلك، والقول الثالث ه الكت ذي دل علي ذا هو ال أن اإليمان أآمل وأفضل، وه . في غير موضع، وهو المأثور عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان

ول ثم هؤالء / ول : منهم من يق ال . اإلسالم مجرد الق ال ليست من اإلسالم، والصحيح أن اإلسالم هو األعم واألعم

ول الزهري ى ق ه عل تثناء في ع االس ة : الظاهرة آلها، وأحمد إنما من ا . هو الكلم وني وغيرهم ل األثرم،والميم ذا نق هكال ول من ق ه ق تثنى في : عنه، وأما على جوابه اآلخر الذي لم يختر في ا يس تثنى في اإلسالم آم ة، فيس اإلسالم الكلم

المسلم من ( : اإليمان، فإن اإلنسان ال يجزم بأنه قد فعل آل ما أمر به من اإلسالم، وإذا قال النبي صلى اهللا عليه وسلمده انه وي ى خمس ( ،و ) سلم المسلمون من لس ي اإلسالم عل ه فعل الخمس بال نق ) بن ه بأن ه ، فجزم ا أمر آجزم ص آم

. أي اإلسالم آافة، أي في جميع شرائع اإلسالم ] 208 : البقرة [ } ادخلوا في السلم آآفة { : بإيمانه، فقد قال تعالى

ة فال د باإلسالم الكلم إذا أري ان يجيء في اسم اإلسالم، ف روه في اسم اإليم ا ذآ ره من السلف م د وغي وتعليل أحمتثناء في استثنا ه آاالس تثناء في ا، فاالس ات الظاهرة آله ء فيه،آما نص عليه أحمد وغيره،وإذا أريد به من فعل الواجب

ي ام اإلسالم الت ه أحك اإليمان،ولما آان آل من أتى بالشهادتين صار مسلما متميزا عن اليهود والنصارى،تجري علياإلسالم الكلمة، وعلى ذلك وافقه أحمد : فيه؛فلهذا قال الزهريتجري على المسلمين،آان هذا مما يجزم به بال استثناء

ذا ه ذلك؛وله إن الزهري أجل من أن يخفى علي ة وحدها، ف وغيره،وحين وافقه لم يرد أن اإلسالم الواجب هو الكلمد / رمأحمد لم يجب بهذا في جوابه الثاني خوفا من أن يظن أن اإلسالم ليس هو إال الكلمة،ولهذا لما قال األث إذا : ألحم ف

ول : اليستثنى إذا قال : قال نعم ؟ أنا مسلم فال يستثني : قال ه أق ه : أنا مسلم،فقلت ل ي صلى اهللا علي ال النب د ق لم، وق ذا مس هر عن الزهري ) المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ( : وسلم ذآر حديث معم اس منه،ف لم الن ه ال يس م أن ا أعل وأن . ري أن اإلسالم الكلمة واإليمان العملفن : قال

ه، تثناء في وم من لفظ اإلسالم فال اس ان هو المفه فبين أحمد أن اإلسالم إذا آان هو الكلمة فال استثناء فيها، فحيث آ، فإنما أريد من أظهر اإلسالم، ] 92 : النساء [ } فتحرير رقبة مؤمنة { : ولو أريد باإليمان هذا، آما يراد ذلك في مثل قوله

ذا فإن اإليمان الذي علقت به أحكام الدنيا، هو اإليمان الظاهر وهو اإلسالم، فالمسمى واحد في األحكام الظاهرة؛ ولها ) اعتقها فإنها مؤمنة ( : لما ذآر األثرم ألحمد احتجاج المرجئة بقول النبي صلى اهللا عليه وسلم أجابه بأن المراد حكمه

ذا هو ف ي الدنيا حكم المؤمنة، لم يرد أنها مؤمنة عند اهللا تستحق دخول الجنة بال نار إذا لقيته بمجرد هذا اإلقرار، وهره من ن مسعود وغي ان اب ذا آ ه؛ وله ى إيمان المؤمن المطلق في آتاب اهللا، وهو الموعود بالجنة بال نار إذا مات عل

ان أن يشه ة ال السلف يلزمون من شهد لنفسه باإليم د عرف أن الجن ه ق ك، فإن ى ذل ون إذا مات عل ة، يعن ا بالجن د له . يدخلها إال من مات مؤمنا

ه . أنا مؤمن قطعا، وأنا مؤمن عند اهللا : فإذا قال اإلنسان ذا : قيل ل ى ه ة بال عذاب إذا مت عل دخل الجن اقطع بأنك ت ف

تثناء؛ وأنكر أ . في الجنة/الحال،فإن اهللا أخبر أن المؤمنين د اهللا رجع عن االس رة أن عب حمد ابن حنبل حديث ابن عميم : إنا مؤمنون،فقال : إن قوما يقولون : فإن ابن مسعود لما قيل له ة ه ألتوهم أفي الجن ة ؟ أفال س الوا : وفي رواي : أفال ق

ار فاسألوه أف : إن هذا يزعم أنه مؤمن، قال : نحن أهل الجنة، وفي رواية قيل له ة هو أو في الن ال ؟ ي الجن ألوه فق : فسو : أنا مؤمن فهو آافر، ومن قال : من قال ؟ فهال وآلت األولى آما وآلت الثانية : اهللا أعلم، فقال له عبد اهللا الم فه أنا ع

ادة : جاهل، ومن قال يم هو في الجنة فهو في النار، يروى عن عمر بن الخطاب من وجوه مرسال من حديث قت ونع . ابن أبي هند وغيرهما

ون ن مسعود ويقول ى اب ذا أن : والسؤال الذي تورده المرجئة عل ى رجع، جعل ه ه حت رة أورده علي ن عمي د ب إن يزي

ون رة يقول ة آثي المؤمن هو من سبق : اإلنسان يعلم حاله اآلن، وما يدري ماذا يموت عليه؛ ولهذا السؤال صار طائفذا في علم اهللا أنه يختم ى ه ك، وعل ل ذل له باإليمان، والكافر من سبق في علم اهللا أنه آافر، وأنه ال اعتبار بما آان قب

. يجعلون االستثناء، وهذا أحد قولي الناس من أصحاب أحمد وغيرهم وهو قول أبي الحسن وأصحابه

ان المط ا مقصودهم أن اإليم أمورات، ولكن أحمد وغيره من السلف لم يكن هذا مقصودهم، وإنم ق يتضمن فعل الم لم . أنا ولي اهللا، وأنا مؤمن تقي، وأنا من األبرار، ونحو ذلك : أنا مؤمن، آقوله : فقوله ه ـ ل وابن مسعود ـ رضي اهللا عن

اذا يموت ى م م عل ا، وأن اإلنسان ال يعل ن مسعود أجل / يكن يخفى عليه أن الجنة ال تكون إال لمن مات مؤمن إن اب فى : آأنه قال ؟ سلوه هل هو في الجنة إن مات على هذه الحال : ، وإنما أرادقدرا من هذا ة عل سلوه أيكون من أهل الجن

Page 134: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

هذا التوقف يدل على أنك ال : يقول ؟ أفال وآلت األولى آما وآلت الثانية : اهللا ورسوله أعلم، قال : فلما قال ؟ هذه الحالى . ماتتشهد لنفسك بفعل الواجبات وترك المحر ة إن مات عل ه من أهل الجن فإنه من شهد لنفسه بذلك شهد لنفسه أن

ا ب، آم ة تائ ذلك؛ ولهذا صار الذين ال يرون االستثناء ألجل الحال الحاضر،بل للموافاة، ال يقطعون بأن اهللا يقبل توبم ال يقطعون ال يقطعون بأن اهللا ـ تعالى ـ يعاقب مذنبا، فإنهم لو قطعوا بقبول توبته، لزمهم أن ة، وه يقطعوا له بالجن

. ألحد من أهل القبلة ال بجنة وال نار، إال من قطع له النص

ة، : قالوا . الجنة هي لمن أتى بالتوبة النصوح من جميع السيئات : وإذا قيل ه بالجن م يقطع ل ولو مات على هذه التوبة لوافي وهم ال يستثنون في األحوال، بل يجزمون بأن المؤمن م ا ي د اهللا هو م ؤمن تام اإليمان، ولكن عندهم اإليمان عن

وا زمهم أن يقطع ئال يل ة ل به، فمن قطعوا له بأنه مات مؤمنا ال ذنب له قطعوا له بالجنة، فلهذا ال يقطعون بقبول التوبرك الم أمور وت ه فعل الم م ال يقطعون بأن ة ألنه وا بالجن م يقطع ا ل ى بالجنة، وأما أئمة السلف فإنم ه أت حظور، وال أن

. بالتوبة النصوح، وإال فهم يقطعون بأن من تاب توبة نصوحا، قبل اهللا توبته

م أن يكون : وجماع األمر ى في حك ه،فال يجب إذا أثبت أو نف أن االسم الواحد ينفى ويثبت بحسب األحكام المتعلقة بك . المعنى مفهوم آالم العرب وسائر األمم؛ ألن/آذلك في سائر األحكام،وهذا في ال ذل ون من : مث د يجعل افقون ق المن

ال ي موضع آخر يق ي موضع، وف ؤمنين ف الى : الم ال اهللا تع نهم، ق م م ا ه ائلين { : م نكم والق وقين م ه المع م الل د يعل قذي لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قل نهم آال دور أعي ك ت رون إلي تهم ينظ وف رأي اء الخ إذا ج يكم ف حة عل ا أش يل

ك ر أولئ وا ف يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوآم بألسنة حداد أشحة على الخي م يؤمن الهم ل ه أعم أحبط الليرا اآلين عن ] 19، 18 : األحزاب [ } وآان ذلك على الله يس دو، الن ائفين من الع افقين ـ الخ ك جعل هؤالء المن ، فهنال

ة أخرى ال في آي نهم، وق ؤمنين ـ م ذامين للم رهم، ال اهين لغي اد، الن ه إن { : الجه ون بالل نكم ويحلف م م ا ه نكم وم م لم هبهم ] 57، 56 : التوبة [ } حونولـكنهم قوم يفرقون لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخال لولوا إليه وهم يجم ، وهؤالء ذن

وبهم، أخف، فإنهم لم يؤذوا المؤمنين ال بنهي وال سلق بألسنة اطن بقل حداد، ولكن حلفوا باهللا أنهم من المؤمنين في البال ذبهم اهللا وق نهم في الظاهر، فك م م نكم { : وإال فقد علم المؤمنون أنه م م ا ه ال } وم اك ق وقين { : وهن ه المع م الل د يعل ق

يس مؤمنا، بأن منكم من هو بهذه الصفة، وليس مؤمنا بل أحبط فالخطاب لمن آان في الظاهر مسلما مؤمنا ول . } منكم . اهللا عمله، فهو منكم في الظاهر ال الباطن

ل أصحابه ( : ولهذا لما استؤذن النبي صلى اهللا عليه وسلم في قتل بعض المنافقين قال دا يقت ؛ ) ال يتحدث الناس أن محم

اق فإنهم من أصحابه في الظاهر عند من ال يعرف يهم نف يس ف ذين / حقائق األمور، وأصحابه الذين هم أصحابه ل آالل رهم، ب در وغي ايعوه تحت الشجرة وأهل ب ذين ب ه، وال د موت دين بع اتلوا المرت يهم وق ا إل علموا سنته الناس وبلغوه

. الذين آانوا منافقين غمرتهم الناس

في بعض األحكام دون بعض،فإنه قد ثبت في الصحيحين وآذلك األنساب، مثل آون اإلنسان أبا آلخر أو أخاه، يثبتة، دة زمع ن ولي ن األسود، في اب أنه لما اختصم إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم سعد بن أبي وقاص وعبد ابن زمعة ب

انظ : وآان عتبة بن أبي وقاص قد فجر بها في الجاهلية وولدت منه ولدا، فقال عتبة ألخيه سعد ن إذا قدمت مكة ف ر ابال سعد لم فق ه وس ي صلىاهللا علي ى النب ة إل ن : وليدة زمعة فإنه ابني،فاختصم فيه هو وعبد بن زمع ا رسول اهللا، اب ي

ا رسول اهللا شبهه رى ي ي، أال ت ه ابن ة فإن دة زمع ن ولي ى اب أخي عتبة عهد إلى أخي عتبة فيه إذا قدمت مكة انظر إلا يا رسول اهللا، أخي : فقال عبد ؟ بعتبة بها بين لم ش ه وس وابن وليدة أبي؛ ولد على فراش أبي، فرأى النبي صلى اهللا علي

ين ) هو لك يا عبد بن زمعة، الولد للفراش، وللعاهر الحجر، واحتجبي منه يا سودة ( : بعتبة فقال لما رأى من شبهه الب . بعتبة

ى ف د عل ه ول ة ألن ن زمع ه فقد جعله النبي صلى اهللا عليه وسلم اب ده بقول ا لول ه أخ ن ( : راشه، وجعل د ب ا عب ك ي و ل فه

ي ) زمعة صلى اهللا / ، وقد صارت سودة أخته يرثها وترثه؛ ألنه ابن أبيها زمعة ولد على فراشه، ومع هذا فأمرها النبيالن متعارضان ه دل ام في راش والشبه : عليه وسلم أن تحتجب منه لما رأى من شبهه البين بعتبة، فإنه ق ، والنسب الف

ا اره، آم م ويجب ستره ال إظه اطن ال يعل في الظاهر لصاحب الفراش أقوى، وألنها أمر ظاهر مباح والفجور أمر ببغض : بفيك الكثكث وبفيك األثلب، أي : آما يقال ) للعاهر الحجر ( : قال إن اهللا ي ار الفجور، ف عليك أن تسكت عن إظه

ا في ذلك، ولما آان احتجابها منه يس أخاه ه ل ى أن ة عل ا ظهر من الدالل ممكنا من غير ضرر، أمرها باالحتجاب لم . الباطن

Page 135: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ا د الزن ذلك ول ة، وآ فتبين أن االسم الواحد ينفى في حكم ويثبت في حكم، فهو أخ في الميراث وليس بأخ في المحرمي

اح عند بعض العلماء، وابن المالعنة عند الجميع إال من شذ، ليس بولد ف د في تحريم النك ي الميراث ونحوه، وهو ول . والمحرمية

ه ا في قول وطء آم د وال اء { : ولفظ النكاح وغيره في األمر، يتناول الكامل، وهو العق ن النس م م اب لك ا ط انكحوا م } ف

ردا ] 230 : البقرة [ } حتى تنكح زوجا غيره { : ، وقوله ] 3 : النساء [ د مف ، وفي النهي يعم الناقص والكامل، فينهى عن العقه ن وطء آقول م يك اء { : وإن ل ن النس اؤآم م ح آب ا نك وا م اء [ } وال تنكح ر مقصوده تحصيل ] 22 : النس ذا ألن اآلم ؛وه

ال و ق ا ل دخول آم ي : المصلحة، وتحصيل المصلحة إنما يكون بال ا يحصل إال بالشراء اشتر ل ا، فالمقصود م طعامه؛ ألن وجوده مفسدة دخل آل جزء من ق / والقبض، والناهي مقصوده دفع المفسدة، في راث معل ذلك النسب والمي وآ

. بالكامل منه، والتحريم معلق بأدنى سبب حتى الرضاع

ه، فلفظ الرجال وآذلك آل ما يكون له مبتدأ وآمال، ينفى تارة باعتبار انتفاء آماله، ويث وت مبدئ ار ثب ارة باعتب بت تين { : يعم الذآور وإن آانوا صغارا في مثل قوله ، ] 176 : النساء [ } وإن آانوا إخوة رجاال ونساء فللذآر مثل حظ األنثي

ال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هـذه القرية والمستضعفين من الرج { : وال يعم الصغار في مثل قولهى ذآر المستضعفين ] 75 : النساء [ } الظالم أهلها ه،فلو اقتصر عل ادرون علي ه الق ، فإن باب الهجرة والجهاد عمل يعمل

نهم ليسوا من أهله وهم ضعفاء، فذآرهم باالسم الخاص ليبين عذرهم في من الرجال لظن أن الولدان غير داخلين؛ ألة من ام الدنيوي ه األحك إذا علقت ب اطن، ف ال، وظاهر وب دأ وآم ه مب ان ل ذلك اإليم اد، وآ ترك الهجرة ووجوب الجه

ك، ر ذل ك الحقوق والحدود آحقن الدم والمال والمواريث، والعقوبات الدنيوية، علقت بظاهره ال يمكن غي ق ذل إذ تعليبالباطن متعذر، وإن قدر أحيانا فهو متعسر علما وقدرة، فال يعلم ذلك علما يثبت به في الظاهر، وال يمكن عقوبة من

. يعلم ذلك منه في الباطن

ر ا أخب رفهم آم م يكن يع اهللا وبهذين المثلين آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يمتنع من عقوبة المنافقين، فإن فيهم من لاس ال الن ه، ولق ه قوم و عاقب بعضهم لغضب ل رفهم ل ل أصحابه،فكان يحصل : بذلك، والذين آان يع دا يقت إن محم

ة من يتخلف عن /بسبب ذلك م بعقوب ا ه ه، ولم اس في معرفت نفور عن اإلسالم، إذ لم يكن الذنب ظاهرا، يشترك النال اهللا الصالة، منعه من في البيوت من النساء والذرية، وأما مب إذا ق ه خطاب األمر والنهي، ف ا { : دؤه فيتعلق ب ا أيه ي

اطن ] 6 : المائد [ } الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصالة ونحو ذلك، فهو أمر في الظاهر لكل من أظهره، وهو خطاب في البك لكل من عرف من نفسه أنه مصدق للرسول، وإن آان عاصيا، وإن آان ة، والظاهرة، وذل ات الباطن لم يقم بالواجب

وا { : أنه إن آان لفظ ذين آمن ة من } ال وبهم مانع ذنوبهم، فال تكون ذن ذاك ل اولهم ف م يتن ان ل اولهم فال آالم، وإن آ يتنعلى ترك أمرهم بالحسنات التي إن فعلوها آانت سبب رحمتهم، وإن ترآوها آان أمرهم بها، وعقوبتهم عليها عقوبة

اطن ه في الب افق المحض ال يصح من ذلك المن ؤمن، وآ ى ي ه حت اإليمان، والكافر يجب عليه أيضا، لكن ال يصح من . حتى يؤمن

ا ه الرسول، وتحريم م ا أوجب اطن بوجوب م وأما من آان معه أول اإليمان، فهذا يصح منه؛ ألن معه إقراره في الب

ذا الوعد حرمه، وهذا سبب الصحة، وأما آماله إن ه ار، ف فيتعلق به خطاب الوعد بالجنة والنصرة والسالمة من النا ى م ه، ويعاقب عل ا فعل ى م اب عل ا، فيث رك بعض رك المحظور، ومن فعل بعضا وت أمور وت إنما هو لمن فعل الم

ل اإليمان، فنفى ترآه، فال يدخل هذا في اسم المؤمن المستحق للحمد والثناء، دون الذم والعقاب، ومن نفى عنه الرسواب؛ . اإليمان في هذا الحكم؛ ألنه ذآر ذلك على سبيل الوعيد دفع العق واب، وي ا يقتضي الث والوعيد إنما يكون بنفي م

ذم، ال في خطاب / ولهذا ما في الكتاب والسنة من نفي اإليمان د وال عن أصحاب الذنوب، فإنما هو في خطاب الوعية . يااألمر والنهي، وال في أحكام الدن واسم اإلسالم واإليمان واإلحسان هي أسماء ممدوحة مرغوب فيها لحسن العاقب

ـن ان م ـذا آ ـه وله ـذي بين ى الـوجـه ال ـا عل ألهلها،فبين النبي صلى اهللا عليه وسلم أن العاقبة الحسنة لمن اتصف بهم نفـى عنهم اإليمان أو اإليمـان واإلسالم جميعا ولـم يجعلهم آفارا،إنمــا واب، ل نفى ذلك فــي أحكام اآلخرة، وهو الث

ان يئا من اإليم م ش وا معه م يجعل ه، فل ينفه في أحكام الدنيا، لكن المعتزلة ظنت أنه إذا انتفى االسم انتفت جميع أجزائ واإلسالم، فجعلوهم مخلدين في النار، وهذا خالف الكتاب والسنة وإجماع السلف، ولو لم يكن معهم شيء من اإليمان

اب والسنة د ثبت بالكت افقين، وق انوا آالمن لمين، لكن آ ؤمنين والمس ام الم واإلسالم، لم يثبت في حقهم شيء من أحكذنوب واإلجماع التفريق بين المنافق الذي يكذب الرسول في الباطن، وبين المؤمن المذنب،فالمعتزلة سووا بين أهل ال

Page 136: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه عن وبين المنافقين في أحكام الدنيا واآلخرة في نفي افق ظاهرا، وينفون ه للمن د يثبتون ل ق نهم، ب اإلسالم واإليمان ع . المذنب باطنا وظاهرا

ره من : فإن قيل ل وغي ه حديث جبري فإذا آان آل مؤمن مسلما، وليس آل مسلم مؤمنا ـ اإليمان الكامل ـ آما دل علي

ه من السلف؛ أل ك عمن ذآر عن ا ذآر ذل رآن، وآم ن اإلسالم الطاعات الظاهرة، وهو االستسالم األحاديث مع القى التصديق / واالنقياد؛ ألن اإلسالم في األصل هو االستسالم واالنقياد، ه معن ان في اد والطاعة، واإليم وهذا هو االنقي

الى ظاهرا ا هللا ـ تع ه مخلص ا نهى اهللا عن رك م ره اهللا وت ا أم يمن فعل م ون ف ا تقول د، فم در زائ ذا ق ة، وه والطمأنينذا ؟ وباطنا ة، فه دخلها إال نفس مؤمن ة ال ي ذلك فالجن ان آ أليس هذا مسلما باطنا وظاهرا، وهو من أهل الجنة، وإذا آ

. يجب أن يكون مؤمنا د، . قد ذآرنا غير مرة، أنه البد أن يكون معه اإليمان الذي وجب عليه : قلنا ا للوعي ان معرض إذ لو لم يؤد الواجب لك

د ى؛ ألن لكن ق ذا أول ه، وه ان عاجزا عن ه آ ه، أو لكون م يخاطب ب ه ل ا لكون ه إم ا ال يجب علي ان م يكون من اإليما دم قبلن ى من تق ا عل ل وال أوجب اإليمان الموصوف في حديث جبريل واإلسالم، لم يكونا واجبين في أول اإلسالم، ب

ره، وهو من األمم اتباع األنبياء أهل الجنة، مع أنهم مؤمنون مسلمون، و ا غي ل دين مع أن اإلسالم دين اهللا الذي ال يقبريعة ي الش ره ف وع أوام د تتن ر فق ا أم ه بم ده ال شريك ل ادة اهللا وح رين، ألن اإلسالم عب ين واآلخ ي األول ن اهللا ف دي

، الواحدة، فضال عن الشرائع، فيصير في اإلسالم بعض اإليمان بما يخرج عنه في وقت آخر، آالصالة إلى الصخرة . آان من اإلسالم حين آان اهللا أمر به، ثم خرج من اإلسالم لما نهى اهللا عنه

ا اة، إنم رائض الزآ ل الصيام والحج وف ر، ب م تجب في أول األم ل، ل ذآورة في حديث جبري ومعلوم أن الخمس الم

ه وجبت ليلة المعراج، وآثير من األحاديث ليس فيها/ وجبت بالمدينة، والصلوات الخمس إنما ذآر الحج لتأخر وجوبه ا جاء ب ه وآمن بم ان من اتبع إلى سنة تسع أو عشرعلى أصح القولين، ولما بعث اهللا محمدا صلى اهللا عليه وسلم آ

الى ] اإليمان، واإلسالم [ مؤمنا مسلما، وإذا مات آان من أهل الجنة ثم إنه بعد هذا زاد م { : حتى قال تع ت لك وم أآمل الي، وآذلك اإليمان، فإن هذا اإليمان المفصل الذي ذآره في حديث جبريل، لم يكن مأمورا به في أول ] 3 : المائدة [ } دينكم

األمر لما أنزل اهللا سورة العلق والمدثر، بل إنما جاء هذا في السور المدنية، آالبقرة، والنساء، وإذا آان آذلك لم يلزم . لمفصل واجبا، على من تقدم قبلناأن يكون هذا اإليمان ا

ه، وهو من ذي فرض علي ان ال ه اإليم وإذا آان آذلك، فقد يكون الرجل مسلما يعبد اهللا وحده ال يشرك به شيئا، ومع

معه ما أمر به من اإليمان واإلسالم، وقد : أهل الجنة وليس معه هذا اإليمان المذآور في حديث جبريل، لكن هذا يقالمسلما يعبد اهللا آما أمر، وال يعبد غيره ويخافه، ويرجوه، ولكن لم يخلص إلى قلبه أن يكون اهللا ورسوله أحب يكون

ا ه م ه، وأن يحب ألخي ه ومال ع أهل ه من جمي إليه مما سواهما، وال أن يكون اهللا ورسوله والجهاد في سبيله أحب إليره، وأال يتوآل ان الواجب، وليست من يحب لنفسه، وأن يخاف اهللا ال يخاف غي ا من اإليم ذه آله ى اهللا، وه إال عل

د ذا ق لوازم اإلسالم، فإن اإلسالم هو االستسالم وهو يتضمن الخضوع هللا وحده، واالنقياد له، والعبودية هللا وحده، وهه ا سواهما، وبالتوآل علي ه مم وحده، يتضمن خوفه ورجاءه، وأما طمأنينة القلب بمحبته وحده، وأن يكون أحب إلي

م يكن من / وبأن يحب ألخيه المؤمن ما يحب ا، ل م يتصف به ه، فمن ل لنفسه، فهذه من حقائق اإليمان التي تختص ب . المؤمنين حقا وإن آان مسلما، وآذلك وجل قلبه إذا ذآر اهللا، وآذلك زيادة اإليمان إذا تليت عليه آياته

ل ؟ ففوات هذا اإليمان من الذنوب أم ال : فإن قيل ه من : قي ذلك، ال يكون ترآ غ اإلنسان الخطاب الموجب ل م يبل إذا ل

ر من ك، وآثي ى ذل ادرا عل ان ق الذنوب، وأما إن بلغه الخطاب الموجب لذلك فلم يعمل به آان ترآه من الذنوب إذا آادمون بالطاعة الو م ق ان، مع أنه دخل في اإليم ي ت ة في اإلسالم، الناس أو أآثرهم ليس عندهم هذه التفاصيل الت اجب

ا من ل وال أنه ا، ب ون وجوبه وب ال يعرف وإذا وقعت منهم ذنوب تابوا واستغفروا منها، وحقائق اإليمان التي في القل . اإليمان بل آثير ممن يعرفها منهم، يظن أنها من النوافل المستحبة إن صدق بوجوبها

مان، وهو المنافق المحض، ويتناول من أظهر اإلسالم مع فاإلسالم يتناول من أظهر اإلسالم وليس معه شيء من اإلي

التصديق المجمل في الباطن، ولكن لم يفعل الواجب آله ال من هذا وال هذا، وهم الفساق يكون في أحدهم شعبة نفاق، اق وا فس ان الواجب، وهؤالء ليس ام اإليم أت بتم م ي ان، ول ه من اإليم ا يلزم ى باإلسالم الواجب وم اول من أت ا، ويتن

Page 137: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ال بالقلب ا وعم ة علم ان الواجب ائق اإليم وا من حق ا ظاهرا، لكن ترآ ون محرم تارآون فريضة ظاهرة، وال مرتكب . يتبعه بعض الجوارح ما آانوا به مذمومين

ه / ز اهللا ب ا مي ذا م د ه ه شعبة نفاق،وبع د يكون في وهذا هو النفاق الذي آان يخافه السلف على نفوسهم،فإن صاحبه ققربين على األبرار أصحاب اليمين من إيمان وتوابعه، وذلك قد يكون من باب المستحبات، وقد يكون ـ أيضا ـ مما الم

لم من رأى ( : فضل به المؤمن إيمان وإسالم مما وجب عليه، ولم يجب علي غيره؛ ولهذا قال النبي صلى اهللا عليه وسانه، تطع فبلس م يس إن ل ده، ف ره بي را فليغي نكم منك ان م ك أضعف اإليم ه، وذل تطع فبقلب م يس إن ل ديث ) ف ي الح وف

ان ) ليس وراء ذلك من اإليمان مثقال حبة خردل ( : اآلخر دخل في اإليم ا ي ار م ذا اإلنك د ه ق بع م يب ه ل راده أن ، فإن ممن اإليمان حبة حتى يفعله المؤمن، بل اإلنكار بالقلب آخر حدود اإليمان، ليس مراده أن من لم ينكر ذلك لم يكن معه

ه، لكن ) ليس وراء ذلك ( : خردل؛ ولهذا قال ذي يجب علي ان ال نهم فعل اإليم ات، وآل م ؤمنين ثالث طبق ، فجعل الما يجب اني أآمل مم ى الث األول لما آان أقدرهم، آان الذي يجب عليه أآمل مما يجب على الثاني، وآان ما يجب عل

يهم على اآلخر، وعلم بذلك أن الناس يتفاض وغ الخطاب إل يهم بحسب استطاعتهم مع بل ان الواجب عل لون في اإليم . آلهم

االستثناء في اإليمان: فصــل

: أنا مؤمن إن شاء اهللا، فالناس فيه على ثالثة أقوال : وأما االستثناء في اإليمان بقول الرجل

. منهم من يوجبه

. ومنهم من يحرمه

. ين باعتبارين، وهذا أصح األقوالومنهم من يجوز األمر

ه اإلنسان من نفسه، آالتصديق دا يعلم فالذين يحرمونه هم المرجئة والجهمية ونحوهم، ممن يجعل اإليمان شيئا واح

ي : بالرب ونحو ذلك مما في قلبه، فيقول أحدهم م أن ا أعل ي تكلمت بالشهادتين، وآم م أن ا أعل ؤمن، آم أنا أعلم أني مولي قرأت الف ولي : اتحة، وآما أعلم أني أحب رسول اهللا، وأني أبغض اليهود والنصارى، فق ؤمن، آق ا م لم، : أن ا مس أنأنا أبغض اليهود والنصارى، ونحو ذلك من األمور الحاضرة : تكلمت بالشهادتين، وقرأت الفاتحة، وآقولي : وآقولي

أنا مؤمن إن شاء : أنا قرأت الفاتحة إن شاء اهللا، آذلك ال يقول : التي أنا أعلمها وأقطع بها، وآما أنه ال يجوز أن يقال . فمن استثنى في إيمانه فهو شاك فيه وسموهم الشكاآة : فعلته إن شاء اهللا، قالوا : اهللا، لكن إذا آان يشك في ذلك فيقول

: والذين أوجبوا االستثناء لهم مأخذان

عند اهللا مؤمنا وآافرا، باعتبار الموافاة، وما سبق / عليه اإلنسان، واإلنسان إنما يكونأن اإليمان هو ما مات : أحدهما

يس : قالوا . في علم اهللا أنه يكون عليه، وما قبل ذلك ال عبرة به افرا، ل ر، فيموت صاحبه آ واإليمان الذي يتعقبه الكفلذي يفطر صاحبه قبل الغروب، وصاحب هذا هو عند بإيمان، آالصالة التي يفسدها صاحبها قبل الكمال، وآالصيام ا

رهم ة وغي أخرين من الكالبي ر من المت اهللا آافر لعلمه بما يموت عليه، وآذلك قالوا في الكفر، وهذا المأخذ مأخذ آثيان : ممن يريد أن ينصر ما اشتهر عن أهل السنة والحديث، من قولهم ك أن اإليم د مع ذل أنا مؤمن إن شاء اهللا، ويري

ون م يقول ك أنه ى ذل تقبل، وانضم إل ا يشك في المس ه، وإنم ة اهللا : ال يتفاضل، وال يشك اإلنسان في الموجود من محب : لهم في ذلك قوالن ؟ ورضاه وسخطه وبغضه قديم، ثم هل ذلك هو اإلرادة أم صفات أخر

ك، صفات ليست هي : وأآثر قدمائهم يقولون ا أن السمع والبصر إن الرضى والسخط والغضب ونحوذل اإلرادة، آم

ن آالب ومن . ليس هو العلم، وآذلك الوالية والعداوة هذه آلها صفات قديمة أزلية عند أبى محمد عبد اهللا بن سعيد ب . اتبعه من المتكلمين، ومن أتباع المذاهب من الحنبلية والشافعية والمالكية وغيرهم

Page 138: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

دوا . فرا إذا علم أنه يموت مؤمناواهللا يحب في أزله من آان آا : قالوا فالصحابة ما زالوا محبوبين هللا وإن آانوا قد عبد ر بع م يكف ان ل ا زال اهللا يبغضه وإن آ يس م دهر، وإبل دة من ال م، فالرضى . األصنام م ولين له ى أحد الق ذا عل وه

م / والسخط المعنى . يرجع إلى اإلرادة، واإلرادة تطابق العل ا زال اهللا : ف انهم، ويعاقب م د إيم د أن يثيب هؤالء بع يريا صفات ول من يثبته ى ق م أن سيخلقه، وعل ا عل ق آل م د أن يخل إن اهللا يري إبليس بعد آفره، وهذا معنى صحيح، فأخر، يقول هو ـ أيضا ـ حبه تابع لمن يريد أن يثيبه، فكل من أراد إثابته فهو يحبه وآل من أراد عقوبته فإنه يبغضه،

ه، . بع للعلموهذا تا اب علي د أن ت د بع وهؤالء عندهم ال يرضى عن أحد بعد أن آان ساخطا عليه، وال يفرح بتوبة عبد . بل ما زال يفرح بتوبته ا يري ه أو يرضى عم د إثابت ا زال يري ا الرضى، والمعنى م والفرح عندهم إما اإلرادة وإم

. بله، بل غضبه قديم، إما بمعنى اإلرادة، وإما بمعنى آخروآذلك ال يغضب عندهم يوم القيامة دون ما ق . إثابته

دة : فهؤالء يقولون ه باطل ال فائ ان مع ذي آ ان ال ذاك اإليم ه، ف إذا علم أن اإلنسان يموت آافرا، لم يزل مريدا لعقوبتدا إل . فيه، بل وجوده آعدمه زل مري م ي ا، ل ذي فليس هذا بمؤمن أصال، وإذا علم أنه يموت مؤمن ر ال ه، وذاك الكف ثابتذلك بعض . فلم يكن هذا آافرا عندهم أصال . فعله وجوده آعدمه فهؤالء يستثنون في اإليمان بناء على هذا المأخذ، وآ

ه . محققيهم يستثنون في الكفر، مثل أبي منصور الماتريدي، فإن ما ذآروه مطرد فيهما ى أن ة عل اهير األئم ولكن جم . ، واالستثناء فيه بدعة لم يعرف عن أحد من السلف، ولكن هو الزم لهمال يستثنى في الكفر

ه / نستثنى في اإليمان رغبة إلى اهللا في أن : والذين فرقوا من هؤالء قالوا ر ال يرغب في يثبتنا عليه إلى الموت، والكف

ار، إال : وال تقول . هو آافر : افرفي الجنة، فأنت تقول عن الك : مؤمن، آقولك : إذا آان قولك : لكن يقال . أحد هو في النذلك المؤمن . معلقا بموته على الكفر، فدل على أنه آافر في الحال قطعا ا، آ ر . وإن جاز أن يصير مؤمن وسواء أخب

. عن نفسه أو عن غيره

ه : هذا آافر، قال : فلو قيل عن يهودي أو نصراني م أن م أحد إن شاء اهللا، إذا لم يعل د هؤالء ال يعل افرا، وعن يموت آك ى ذل م عل ن آالب، ووافقه أحدا مؤمنا إال إذا علم أنه يموت عليه، وهذا القول قاله آثير من أهل الكالم أصحاب ابان أحد من السلف رهم، وال آ ة وال غي ة األربع ول أحد من السلف، ال األئم ذا ق يس ه آثير من أتباع األئمة، لكن ل

. ون في اإليمان، يعللون بهذا، ال أحمد وال من قبلهالذين يستثن

تثناء د أخذوا االس انوا ق ا للسلف، وآ ان اتباع تثنون في اإليم ومأخذ هذا القول،طرده طائفة ممن آانوا في األصل يسا وري مرابط ابي صاحب الث ن يوسف الفري د ب ان محم ة، وآ ى المرجئ ديدين عل ام ش ل الش ان أه لف، وآ ن الس ع

اط في سبيل اهللا، بعسقال ا فضائل لفضيلة الرب ان فيه ن لما آانت معمورة، وآانت من خيار ثغور المسلمين، ولهذا آصليت إن شاء اهللا : وآانوا يستثنون في اإليمان اتباعا للسلف، واستثنوا ـ أيضا ـ في األعمال الصالحة، آقول الرجل

ار عن ك من اآلث ا في ذل ول، لم ى القب ك، بمعن تثنون في آل . السلف ونحو ذل آخرة يس ر من هؤالء ب م صار آثي ثال : إن شاء اهللا، فإذا قيل ألحدهم/ هذا ثوبي إن شاء اهللا، وهذا حبل : شيء،فيقول ه، ق ه، : هذا ال شك في م، ال شك في نع

تقبل، وإن : لكن إذا شاء اهللا أن يغيره غيره، فيريدون بقولهم ان في الحال ال شك إن شاء اهللا جواز تغييره في المس آان ه أولئك في اإليم ا يقول ه ال : فيه، آأن الحقيقة عندهم التي ال يستثنى فيها ما لم تتبدل، آم م اهللا أن ا عل ان م إن اإليم

. يتبدل حتى يموت صاحبه عليه

قوا ذلك عن بعض لكن هذا القول قاله قوم من أهل العلم والدين باجتهاد ونظر، وهؤالء الذين يستثنون في آل شيء تلل : أتباع شيخهم، وشيخهم الذي ينتسبون إليه يقال له أبو عمرو عثمان بن مرزوق، لم يكن ممن يرى هذا االستثناء، ب

ام ى اإلم با إل ان شيخهم منتس ده، وآ آان في االستثناء على طريقة من آان قبله؛ ولكن أحدث ذلك بعض أصحابه بعى أحمد، وهو من أتباع عبد الوهاب بن ي يعل ذة القاضي أب وهؤالء . الشيخ أبي الفرج المقدسي، وأبو الفرج من تالم

ة، ى الكالبي ره عل د ينك ان أحم ذي آ آلهم ـ وإن آانوا منتسبين إلى اإلمام أحمد ـ فهم يوافقون ابن آالب على أصله الك، وا ة من أصحاب مال ى أصله طائف ه عل ا وافق ة، وأمر بهجر الحارث المحاسبي من أجله، آم ي حنيف افعي، وأب لش

ددة من ول هؤالء في مسائل متع رهم، وق دي وغي آأبي المعالي الجويني، وأبي الوليد الباجي، وأبي منصور الماتريولهم ؟ هل هو ـ سبحانه ـ يتكلم بمشيئته وقدرته . مسائل الصفات، وما يتعلق بها آمسألة القرآن أم القرآن الزم لذاته وق

. ني على ذلك األصلمب ] االستثناء [ في

Page 139: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ون / ة، يقول م آالبي ه، وال يرضى : وآذلك بناه األشعري وأتباعه عليه؛ ألن هؤالء آله يئته وقدرت تكلم بمش م ي إن اهللا لولهذا وافقوا السلف على أن القرآن آالم اهللا . وال يغضب على أحد بعد إيمانه وآفره وال يفرح بتوبة التائب بعد توبته

أم حروف ؟ ثم اختلفوا بعد هذا في القديم، أهو معنى واحد . إنه قديم لم يتكلم به بمشيئته وقدرته : ثم قالوا . غير مخلوق . آما بسطت أقوالهم وأقوال غيرهم في مواضع أخر ؟ قديمة مع تعاقبها

ال تث : وهذه الطائفة المتأخرة تنكر أن يق وهم في االس ياء، مع غل ا في شيء من األش ذا اللفظ قطع ى صار ه ناء، حت

ا : منكرا عندهم، وإن قطعوا بالمعنى فيجزمون بأن محمدا رسول اهللا، وأن اهللا ربهم وال يقولون ي . قطع د اجتمع ب وققطعا، وأحضروا لي آتابا فيه أحاديث عن : طائفة منهم، فأنكرت عليهم ذلك، وامتنعت من فعل مطلوبهم حتى يقولوا

لى اهللا ي ص ل النب ول الرج ى أن يق ه نه لم أن ه وس ا بعض : علي د افتراه ة، ق ث موضوعة مختلق ي أحادي ا وه قطع . المتأخرين

ي ال يجوز ياء الت ة في األش ك العل وام تل ة، طرد أق ك العل ل تل ل بمث ا عل ان لم تثناء في اإليم ا أن االس والمقصود هن

موجودة اآلن إذا آانت في علم اهللا تتبدل أحوالها؛ فيستثنى في االستثناء فيها بإجماع المسلمين، بناء على أن األشياء الال : صفاتها الموجودة في الحال،ويقال را ويق ه آبي د يجعل ون إن شاء اهللا؛ : هذا صغير إن شاء اهللا؛ ألن اهللا ق ذا مجن ه

اء هذا آافر إن شاء اهللا إلمكان أن يتوب، وهؤال/ : ألن اهللا قد يجعله عاقال، ويقال للمرتد ء الذين استثنوا في اإليمان بن . على هذا المأخذ، ظنوا هذا قول السلف

رهم من وهؤالء وأمثالهم من أهل الكالم، ينصرون ما ظهر من دين اإلسالم، آما ينصر ذلك المعتزلة والجهمية وغي

ا ظهر . المتكلمين، فينصرون إثبات الصانع والنبوة والمعاد ونحو ذلك ك م ذاهب أهل السنة وينصرون مع ذل من موق، وأن ر مخل رآن آالم اهللا غي والجماعة، آما ينصر ذلك الكالبية والكرامية واألشعرية ونحوهم، ينصرون أن القاهللا يرى في اآلخرة وأن أهل القبلة ال يكفرون بالذنب وال يخلدون في النار، وأن النبي صلى اهللا عليه وسلم له شفاعة

القبر حق وعذاب القبر حق، وحوض نبينا صلى اهللا عليه وسلم في اآلخرة حق، وأمثال ذلك في أهل الكبائر وأن فتنةي بكر ة، وفضيلة أب اء األربع ة الخلف من األقوال التي شاع أنها من أصول أهل السنة والجماعة، آما ينصرون خالف

. وعمر ونحو ذلك

نة، وال وآثير من أهل الكالم في آثير مما ينصره ال يكون عارفا ب ه الس ا جاءت ب ك، وال م حقيقة دين اإلسالم في ذلا . ما آان عليه السلف د تلقوه فينصر ما ظهر من قولهم، بغير المآخذ التي آانت مآخذهم في الحقيقة بل بمآخذ أخر ق

ذا الكال ل ه ه السلف مث ا ذم ب أ م م عن غيرهم من أهل البدع، فيقع في آالم هؤالء من التناقض واالضطراب والخطا خالف . وأهله، فإن آالمهم في ذم مثل هذا الكالم آثير اب / والكالم المذموم هو المخالف للكتاب والسنة، وآل م الكت

. ] 115 : األنعام [ } وتمت آلمت ربك صدقا وعدال { والسنة فهو باطل وآذب، فهو مخالف للشرع والعقل،

ا فهؤالء لما اشتهر عندهم ان هو م عن أهل السنة أنهم يستثنون في اإليمان، ورأوا أن هذا ال يمكن إال إذا جعل اإليمذا عن ذا، فصاروا يحكون ه د السلف هو ه ان عن وا أن اإليم ه، ظن د رب ه العب وافي ب ا ي و م ه، وه د علي يموت العب

ولهم ال يتوجه إال السلف، وهذا القول لم يقل به أحد من السلف، ولكن هؤالء حكوه عنهم بحسب ظنهم ا رأوا أن ق لمين والنظار من أصحاب ول المحقق ان، هو ق م في اإليم ا نصروه من أصل جه على هذا األصل، وهم يدعون أن م

ة . الحديث م يعرف حقيق ومثل هذا يوجد آثيرا في مذاهب السلف التي خالفها بعض النظار، وأظهر حجته في ذلك ولول ـ من عرف ح ول السلف، فيق هق زهم علي راه من تمي ا ي م، لم ول : جة هؤالء دون السلف، أو من يعظمه ذا ق ه

ا يوجد في آالم : وقال المحققون . المحققين را م ويكون ذلك من األقوال الباطلة، المخالفة للعقل مع الشرع، وهذا آثيعند المتأخرين من التحقيق، إال ما هو بعض المبتدعين وبعض الملحدين، ومن آتاه اهللا علما وإيمانا، علم أنه ال يكون

م أن مذهب ات، عل ات، وبالعملي ات والعقلي رة بالنظري ه خب دون تحقيق السلف ال في العلم وال في العمل، ومن آان لد سبق ان الصواب ق ان خطأ، وآ الصحابة دائما أرجح من قول من بعدهم، وأنه ال يبتدع أحد قوال في اإلسالم إال آ

. إليه من قبله ان، / ي الحسن وأصحابه في اإليم قال أبو القاسم األنصاري، فيما حكاه عن أبي إسحاق اإلسفرائيني، لما ذآر قول أب

تم : وصحح أنه تصديق القلب قال ه، ويخ ه ب ومن أصحابنا من قال بالموافاة، وشرط في اإليمان الحقيقي أن يوافي رب . الحالومنهم من لم يجعل ذلك شرطا فيه في . عليه

Page 140: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ال األنصاري ون : ق انوا يقول لف، آ ة الس م أئم ر أن معظ ا ذآ ل : لم ان، وعم رار باللس ب، وإق ة بالقل ان معرف اإليمه من : بالجوارح، قال ر بأن رد الخب األآثرون من هؤالء على القول بالموافاة، ومن قال بالموافاة، فإنما يقوله فيمن لم ي

ه، آالعشرة من الصحابة أهل الجنة، وأما من ورد الخبر ب ى إيمان ه يقطع عل ة، فإن ال . أنه من أهل الجن م ق ذي : ث والأن اإليمان هو التصديق، وقد ذآرنا اختالف أقوالهم في الموافاة، وأن ذلك هل هو شرط في صحة : اختاره المحققون

ذلك شرط فيه، يستثنون في اإلطالق في إن : اإليمان وحقيقته في الحال، وآونه معتدا عند اهللا به وفي حكمه،فمن قاله في : الحال، ال أنهم يشكون في حقيقة التوحيد والمعرفة، لكنهم يقولون ال يدري أي اإليمان الذي نحن موصوفون ب

. على معنى أنا ننتفع به في العاقبة، ونجتني من ثماره ؟ الحال، هل هو معتد به عند اهللا

ون : فيقولون ؟ أو تقولون نرجو ؟ م حقا، أو تقولون إن شاء اهللاأمؤمنون أنت : فإذا قيل لهم ون إن شاء اهللا، يعن نحن مؤمنم ه في حك دا ب اهللا، / بهذا االستثناء، تفويض األمر في العاقبة إلى اهللا ـ سبحانه وتعالى ـ وإنما يكون اإليمان إيمانا معت

ان صاح اة، وإذا آ ة النج وز وآي ذي إذا آان ذلك علم الف ه ال قياء، يكون إيمان م اهللا من األش اهللا ـ في حك اذ ب به ـ والعيول : تحلى به في الحال عارية، قال ين أن يق ذهب، ب ذا الم ى ه د الصائرين إل رق عن ة : وال ف ا مؤمن من أهل الجن أن

. أنا مؤمن حقا : قطعا، وبين أن يقول

ان هذا إنما يجيء على قول من يجعل اإليمان م : قلت ذا آ ى ه ات، فمن مات عل تناوال ألداء الواجبات وترك المحرممن أهل الجنة، وأما على قول الجهمية والمرجئة، وهو القول الذي نصره هؤالء الذين نصروا قول جهم، فإنه يموت

فال يلزم إذا على اإليمان قطعا، ويكون آامل اإليمان عندهم، وهو مع هذا عندهم من أهل الكبائر الذين يدخلون النار،ذلك . وافي باإليمان، أن يكون من أهل الجنة ة، وآ ؤمنين بالجن اده؛ ألن اهللا وعد الم ى فس دل عل ولهم ي وهذا الالزم لق

ول : قالوا ات { : ال سيما واهللا سبحانه وتعالى يق ات جن ؤمنين والمؤمن ه الم د الل ة } وع ة [ اآلي ال . ] 72 : التوب فهؤالء ـ : قآل ه في الم اء ب ة والوف ى العاقب ذي وصفناه إل ذا التصديق،واإليمان ال ى ه ات عل وا الثب اة ـ جعل ائلين بالمواف يعني الق

وهو اختيار اإلمام : وهذا مذهب سلف أصحاب الحديث واألآثرين، قال : قال . شرطا في اإليمان شرعا،ال لغة،وال عقالول أبي بكر بن فورك، وآ ان يق ه، وآ و في ة يغل ن خزيم ن إسحاق اب د ب ام محم ال : ان اإلم و : من ق ا فه ا مؤمن حق أن

. مبتدع

ن / وأما مذهب سلف أصحاب الحديث؛ آابن مسعود وأصحابه، والثوري ى ب ة، ويحي اء الكوف وابن عيينة، وأآثر علم . ره من أئمة السنة، فكانوا يستثنون في اإليمانسعيد القطان فيما يرويه عن علماء أهل البصرة، وأحمد ابن حنبل وغي

ه : وهذا متواتر عنهم، لكن ليس في هؤالء من قال وافي ب ا ي ا هو اسم لم ان إنم اة، وأن اإليم تثنى ألجل المواف ا أس أنات، فال يشهدون ألنفسهم ان يتضمن فعل الواجب ا هو ألن اإليم تثناء إنم أن االس ة هؤالء ب العبد ربه، بل صرح أئم

والهم إن بذلك، آما ال يشهدون لها بالبر والتقوى، فإن ذلك مما ال يعلمونه وهو تزآية ألنفسهم بال علم، آما سنذآر أق . شاء اهللا في ذلك

وأما الموافاة، فما علمت أحدا من السلف علل بها االستثناء، ولكن آثير من المتأخرين يعلل بها، من أصحاب الحديث

يس من أصحاب أحمد وما لك والشافعي وغيرهم، آما يعلل بها نظارهم آأبي الحسن األشعري وأآثر أصحابه، لكن ل : ثم قال . هذا قول سلف أصحاب الحديث

ة، : إذا قلتم : فإن قال قائل ك متلقى من اللغ يس ذل ا وصفتموه بشرائطه، ول إن اإليمان المأمور به في الشريعة، هو م

ى التصديق أو : قلنا ؟ إليمان لغويإن ا : فكيف يستقيم قولكم ر أن الشرع ضم إل اإليمان هو التصديق لغة وشرعا، غيهي : صافا وشرائط، مجموعها يصير مجزيا مقبوال، آما قلنا في الصالة والصوم والحج ونحوها، والصالة في اللغة

. الدعاء، غير أن الشرع ضم إليها شرائط

ره، أو ردوا هذا يناقض ما ذآ : فيقال م يغي روه في مسمى اإليمان، فإنهم لما زعموا أنه في اللغة التصديق، والشرع ل . على أنفسهم

ا . أليس الصالة والحج والزآاة معدولة عن اللغة، مستعملة في غير مذهب أهلها : فإن قيل/ اء في : قلن د اختلف العلم ق

ا أمور ذلك، والصحيح أنها مقررة على استعمال أهل اللغ د فيه ا زي ة إال أنه . ة، ومبقاة على مقتضياتها، وليست منقول

Page 141: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

فلو سلمنا للخصم آون هذه األلفاظ منقولة، أو محمولة على وجه من المجاز بدليل مقطوع به، فعليه إقامة الدليل على . فإنه ال يجب إزالة ظواهر القرآن بسبب إزالة ظاهر منها . وجود ذلك في اإليمان

يئا من : فيقال ذآر ش دا أن ي ه ال يمكن أح اة، مع أن وه آالصالة والزآ ه وجعلتم تم الشرع زاد في ان جعل أنتم في اإليم

ه ال إلي الشرع دليال على أن اإليمان ال يسمى به، إال الموافاة به وبتقدير ذلك،فمعلوم أن داللة الشرع على ضم األعم : البد من دليل مقطوع به عنه جوابان : وقوله ؟ رعاأآثر وأشهر،فكيف لم تدخل األعمال في مسماه ش

. النقض بالموافاة، فإنه ال يقطع فيه : أحدهما

ان في آالم اهللا : الثاني ك، داخل في مسمى اإليم أن حب اهللا ورسوله وخشية اهللا ونحو ذل ال نسلم، بل نحن نقطع ب

ا ورسوله أعظم مما نقطع ببعض أفعال الصالة والصوم و الحج، آمسائل النزاع، ثم أبو الحسن، وابن فورك وغيرهمد من د فق ان، فق لبه الشرع اسم اإليم من القائلين بالموافاة، هم ال يجعلون الشرع ضم إليه شيئا، بل عندهم آل من س

. قلبه التصديق ا : قال ه إيمان ك شرطا في حقيق/ومن أصحابنا لم يجعل الموافاة على اإليمان شرطا في آون ا في الحال،وإن جعل ذل ي

دل ي إسحاق اإلسفرائيني، وآالم القاضي ي ار أب ة، وهو اختي ة والكرامي استحقاق الثواب عليه، وهذا مذهب المعتزلاإليمان ثابت في الحال قطعا ال شك فيه، ولكن اإليمان الذي هو : وهو اختيار شيخنا أبي المعالي، فإنه قال : عليه، قال

. لفوز وآية النجاة إيمان الموافاة، فاعتنى السلف به وقرنوه باالستثناء، ولم يقصدوا الشك في اإليمان الناجزعلم ا الم مشتق : ومن صار إلى هذا يقول : قال ا أن الع ة والتصديق، آم اإليمان صفة يشتق منها اسم المؤمن، وهو المعرف

ا ه آم ا من العلم، فإذا عرفت ذلك من نفسي قطعت ب تقبل م إن ورد في المس الم وعارف ومصدق، ف أني ع قطعت با، : يزيله، خرج إذ ذاك عن استحقاق هذا الوصف، وال يقال ا مجزي ان إيمان ل آ ه، ب أمورا ب ا م م يكن إيمان ه ل تبينا أن

ه، وهو مرجو : فتغير وبطل، وليس آذلك قوله ك مغيب عن إن ذل ة، ف ا من أهل الجن ال . أن ول ومن صار : ق ى الق إل . اإليمان عبادة العمر، وهو آطاعة واحدة فيتوقف صحة أولها على سالمة آخرها : منها أن يقال . األول يتمسك بأشياء

د اهللا : قالوا . آما نقول في الصالة والصيام والحج ا، وال سعيدا، وال مرضيا عن ه ال يسمى في الحال ولي . وال شك أنى في الحال عدوا هللا، وال شقيا، إال على معنى أنه تجري عليه أحكام األعداء في الحال إلظهاره وآذلك الكافر ال يسم . من نفسه عالمتهم

ن آالب واألشعري : قلت ول اب ه، هو ق ه ال شك في الوه، إن ذي ق د / هذا ال م من أصحاب أحم وأصحابه، ومن وافقه

ا : ونوأما أآثر الناس فيقول . ومالك والشافعي وغيرهم م إذا آمن واتقى صار ولي بل هو إذا آان آافرا فهو عدو هللا، ثيهم { : هللا، قال اهللا تعالى ون إل اء تلق دوآم أولي دوي وع ذوا ع ا تتخ ه } يا أيها الذين آمنوا ل ى قول ل { : إل ه أن يجع عسى الل

ة ] 7 : 1 : الممتحنة [ } الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم بينكم وبين إن هؤالء أهل مك وآذلك آان، فوا ن آالب وأتباعه بن اء اهللا ورسوله، واب الذين آانوا يعادون اهللا ورسوله قبل الفتح، آمن أآثرهم، وصاروا من أولي

ك عل ك ذل و ذل ا ونح ة والرض ي اإلرادة والمحب ذات اهللا، وه ة ل فة قديم ة ص ا . ى أن الوالي د : فمعناه ه بع إرادة إثابتة، ه الجن دا إلدخال زل اهللا مري م ي الموت، وهذا المعنى تابع لعلم اهللا، فمن علم أنه يموت مؤمنا، لم يزل وليا هللا، ألنه ل

. وآذلك العداوة

الوالية والعداوة وإن تضمنت محبة اهللا ورضاه وبغضه وسخطه، فهو ـ سبحانه ـ يرضى عن : نوأما الجمهور فيقولوالى ال تع ا ق ر، آم د أن يكف ه ويغضب، بع أنهم { : اإلنسان ويحبه، بعد أن يؤمن ويعمل صالحا، وإنما يسخط علي ك ب ذل

وانه وا رض ه وآره د [ } اتبعوا ما أسخط الل ال ] 28 : محم ذلك ق ال أسخطته، وآ أخبر أن األعم ا { : ، ف فونا انتقمن ا آس فلمالى : قال المفسرون ] 55 : الزخرف [ } منهم ال اهللا تع ذلك ق م { : أغضبونا، وآ ه لك كروا يرض ، وفي ] 7 : الزمر [ } وإن تش

ال الحديث الصحيح الذي في البخاري ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي رة عن النب ي هري الى : عن أب ول اهللا تع من ( : يقي عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، وال يزال عبدي يتقرب إل

ذي يب / بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، آنت سمعه الذي ه يسمع به، وبصره ال ا، ورجل بطش به ي ي ده الت ه، وي صر به، تعاذني ألعيذن ئن اس ه، ول ألني ألعطين ئن س ي يمشي، ول بطش، وب التي يمشي بها، فبي يسمع، وبي يبصر، وبي ي

. ) وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأآره مساءته، والبد له منه

Page 142: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ا . آنت آذا، وآذا : فإذا أحببته : زال يتقرب إليه بالنوافل حتى يحبه، ثم قالال ي : فأخبر أنه ده إنم ه لعب وهذا يبين أن حب

الى ه { : يكون بعد أن يأتي بمحابه، والقرآن قد دل على مثل ذلك، قال تع بكم الل اتبعوني يحب ه ف ون الل تم تحب ل إن آن } قوهو بمنزلة الجزاء مع الشرط، ولهذا جزم، وهذا } فاتبعوني { : جواب األمر في قوله } يحببكم { : ، فقوله ] 31 : آل عمران [

ثواب عملهم، وهو اتباع الرسول، فأثابهم على ذلك بأن أحبهم، وجزاء الشرط وثواب العمل، ومسبب السبب ال يكون م { : الىإال بعده، ال قبله، وهذا آقوله تع تجب لك وني أس افر [ } ادع الى ] 60 : غ ه تع ه { : ، وقول ي الل وا داع ا أجيب ا قومن ي

الى ] 31 : األحقاف [ } وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجرآم من عذاب أليم ه { : ، وقوله تع وا الل ديدا اتق ا س وا قول وقولى { : ، ومثل هذا آثير، وآذلك قوله ] 70،71 : األحزاب [ } يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم دهم إل فأتموا إليهم عه

ون إن { : وقوله، ] 4 : التوبة [ } مدتهم إن الله يحب المتقين ا تفعل ا ل وا م لم تقولون ما لا تفعلون آبر مقتا عند الله أن تقولو عل : ،وآانوا قد سألوه ] 4 : 2 : الصف [ } الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا آأنهم بنيان مرصوص ا أي العمل ل من

فتكفرون إن الذين آفروا ينادون لمقت الله أآبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان { : وقوله . أحب إلى اهللا لعملناهب ] 10 : غافر [ } ه يح م وأن ه، جزاء لعمله ه ومقت ى أن حب دل عل ذا ي بهم في العمل ، فه ذا رغ اتلوا؛ وله وا وق هم إذا التق

رون { : بذلك،آما يرغبهم بسائر ما يعدهم به، وجزاء العمل بعد العمل، وآذلك قوله ان فتكف ى الإيم دعون إل ه ـ } إذ ت فإنه ذا قول ل ه ان فيكفرون،ومث ى اإليم دعون إل تهم إذ ي ي ال { : سبحانه ـ يمق د رض ت لق ك تح ؤمنين إذ يبايعون ن الم ه ع لؤمنين { : ، فقوله ] 18 : الفتح [ } الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا ن الم لقد رضي الله ع

ظرف لما مضى من الزمان،فعلم أنه ذاك الوقت رضي ] إذ [ ،بين أنه رضي عنهم هذا الوقت، فإن حرف } إذ يبايعونكان ه، وإذا آ ل وقت ببه، والموقت بوقت ال يكون قب ل س ه، والمسبب ال يكون قب ابهم علي ل، وأث ك العم عنهم بسبب ذل

ول ألهل راضيا عنهم من جهة، فهذا الرضى الخاص الحاصل بالبيعة لم يكن إال حين ه يق ئذ، آما ثبت في الصحيح أنول : فيقولون ؟ يا أهل الجنة، هل رضيتم ( : الجنة ك، فيق : يا ربنا وما لنا ال نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلق

ون ؟ أال أعطيكم ما هو أفضل من ذلك ك : فيقول ا وأي شيء أفضل من ذل ا ربن ول ؟ ي يكم رضواني، : فيق فال أحل علدا، ودل ) أسخط عليكم بعده أبدا ه سخط أب ذي ال يتعقب ، وهذا يدل على أنه في ذلك الوقت حصل لهم هذا الرضوان، ال

. على أن غيره من الرضوان قد يتعقبه سخط

ه، ( : وفي الصحيحين ـ في حديث الشفاعة ـ يقول آل من الرسل ه مثل م يغضب قبل وم غضبا ل د غضب الي ي ق إن ربر وجه ) لن يغضب بعده مثلهو لم من غي ال / ، وفي الصحاح عن النبي صلى اهللا عليه وس ه ق ة ( : أن ا بتوب ه أشد فرح لل

عبده، من رجل أضل راحلته بأرض دوية مهلكة، عليها طعامه وشرابه، فطلبها فلم يجدها، فاضطجع ينتظر الموت ر ه وش ا طعام ه عليه تيقظ،إذا دابت ا اس ة ) ابهفلم ي رواي ا ( وف ه به دون فرح الوا ) ؟ آيف تج ول اهللا، : ق ا رس ا ي عظيم

ال ه ( : ق ذا براحلت ن ه ده م ة عب ا بتوب د فرح دخل ) هللا أش ا ي دهما اآلخر،آالهم ل أح ين يقت ى رجل حكه إل ذلك ض ،وآاس،ويقول المين، ف : الجنة،وضحكه إلى الذي يدخل الجنة آخر الن ي وأنت رب الع ول أتسخر ب ا ( : يق ى م ي عل ال،ولكن

. ، وآل هذا في الصحيح ) أشاء قادر

الى ) تولني فيمن توليت ( : وفي دعاء القنوت ال تع د ق ه، وق اب { : ، والقديم ال يتصور طلب زل الكت ذي ن ه ال ـي الل إن ولي، فهذا التولي لهم، جزاء صالحهم ] 19 : الجاثية [ } والله ولي المتقين { : ، وقال ] 196 : فاألعرا [ } وهو يتولى الصالحين

له ه وفض يئته وقدرت ين بمش الحين ومتق اروا ص ا ص ان إنم ه، وإن آ دما علي ون متق ال يك ه، ف بب عن واهم ومس وتقين والصالحين وإحسانه، لكن تعلق بكونهم متقين وصالحين، فدل على أن هذ ه مع المتق ا التولي هو بعد ذلك مثل آون

لم رحمهم ( : بنصره وتأييده، ليس ذلك قبل آونهم متقين وصالحين، وهكذا الرحمة، قال صلى اهللا عليه وس الراحمون يه : ، قال الترمذي ) الرحمن، ارحموا من في األرض يرحمكم من في السماء كروا وإن { : حديث صحيح، وآذلك قول تش

د الشرط، ] 7 : الزمر [ } يرضه لكم ا يكون بع ق الجزاء بالشرط والمسبب بالسبب، والجزاء إنم ه تعلي / علق الرضا به ذلك قول ين { : وآ ه آمن اء الل رام إن ش جد الح دخلن المس تح [ } لت ا بع . ] 27 : الف ك فيم اء ذل ه يش ى أن دل عل ذلك . دي وآ

ه . ظرف لما يستقبل من الزمان ] إذا [ ، فـ ] 82 : يس [ } إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له آن فيكون { : قوله ى أن فدل عله سيرى ] 105 : التوبة [ } ملكموقل اعملوا فسيرى الله ع { : وآذلك قوله . آن، فيكون : إذا أراد آونه، قال له ه أن ، فبين في

. ذلك في المستقبل إذا عملوه

إذا ا، ف رك المحرمات آله ه، وت ده آل ه عب ا أمر اهللا ب والمأخذ الثاني في االستثناء، أن اإليمان المطلق يتضمن فعل مرك أنا مؤمن بهذا االعتبار فقد شهد لنفسه بأنه من األبرار ا : قال الرجل ه، وت روا ب ا أم لمتقين، القائمين بفعل جميع م

ذه و آانت ه م، ول ا ال يعل ة اإلنسان لنفسه، وشهادته لنفسه بم آل ما نهوا عنه، فيكون من أولياء اهللا، وهذا من تزآي

Page 143: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ته الشهادة صحيحة، لكان ينبغي له أن يشهد لنفسه بالجنة إن مات على هذه الحال، وال أحد يشهد لنفسه بالجنة؛ فشهاد تثنون، وإن انوا يس ذين آ ة السلف، ال ذا مأخذ عام ذه الحال، وه لنفسه باإليمان آشهادته لنفسه بالجنة إذا مات على ه

. جوزوا ترك االستثناء بمعنى آخر، آما سنذآره إن شاء اهللا تعالى

ن : ي ـ قال أبا داود السجستان : حدثنا سليمان بن األشعث ـ يعني : ] آتاب السنة [ قال الخالل في د ب سمعت أبا عبد اهللا أحمك شيء : قلت ؟ أمؤمن أنت : قيل لي : حنبل، قال له رجل افر ؟ نعم، هل على في ذل اس إال مؤمن وآ فغضب ؟ هل الن

ه { : هذا آالم اإلرجاء قال اهللا تعالى : أحمد، وقال ة [ } وآخرون مرجون لأمر الل د ] 106 : التوب ال أحم م ق ن هؤالء، ث : مال ؟ فجئنا بالعمل : قال . نعم : قال ؟ فجئنا بالقول : قال . بلى : قال له الرجل ؟ أليس اإليمان قوال وعمال ال . ال : ق فكيف : ق

؟ إن شاء اهللا ويستثنى : تعيب أن يقول

ل، أن أح : أخبرني أحمد بن أبي شريح : قال أبو داود ول وعم ان ق ألة، أن اإليم ذه المس ه في ه ل، آتب إلي ن حنب د ب مل ي العم تثنى ف نحن نس ل، ف م نجئ بالعم القول ول ا ب اد، . فجئن ن زي ة الفضل ب ن رواي ذا الجواب م ر الخالل ه وذآ

ول : زاد الفضل : وقال د اهللا يق ا عب ول : سمعت أب ل، يق ي التقب ذا عل ن حرب، يحمل ه ليمان ب ان س نعمل وال نحن : آ ؟ ندري يتقبل منا أم ال

ا أمر : قلت ه آم ه، لكن هو ال يجزم . والقبول متعلق بفعل ل من د تقب ر، فق ا أم ه آم ه، ففعل فكل من اتقى اهللا في عمل

الى ال تع ا ق ل، آم ال الفع ه بكم دم جزم القبول، لع ة { : ب وبهم وجل وا وقل ا آت ون م ذين يؤت ون [ } وال ، قالت ] 60 : المؤمنال ؟ يا رسول اهللا، أهو الرجل يزني ويسرق ويشرب الخمر ويخاف : عائشة ل هو الرجل : فق ا بنت الصديق، ب ال ي

) يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف أال يتقبل منه

ول : وروى الخالل، عن أبي طالب قال د اهللا يق ا عب تثناء؛ أل : سمعت أب دا من االس الوا ال نجد ب م إذا ق د : نه ؤمن، فق م . فإنما االستثناء بالعمل ال بالقول . جاء بالقول

ان؛ ألن / أذهب إلى حديث : سمعت أبا عبد اهللا يقول : وعن إسحاق بن إبراهيم قال تثناء في اإليم ابن مسعود في االس

ا القول، ونخشى أن نكون فرطن ا ب د جئن ل، فق ل، والعمل الفع تثنى في اإليمان قول وعم ي أن يس ل، فيعجبن في العموإنا إن شاء ( وسمعت أبا عبد اهللا وسئل عن قول النبي صلى اهللا عليه وسلم : أنا مؤمن إن شاء اهللا، قال : اإليمان بقول

ه أم على البقاع، ال يدري أيدفن في الموضع الذي سلم عل : قال ؟ االستثناء هاهنا على أي شىء يقع ) اهللا بكم الحقون ي . في غيره

ه في ه ورأي د اهللا عن قول ال . مؤمن إن شاء اهللا : وعن الميموني أنه سأل أبا عب ول : ق مؤمن إن شاء اهللا، ومؤمن : أق

ذا . أرجو، ألنه ال يدري، آيف البراءة لألعمال على ما افترض عليه أم ال ه، وه ومثل هذا آثير في آالم أحمد وأمثالرك مطابق لما تقدم من رط بت ك، وأن المف ى ذل ة إذا مات عل ائم بالواجبات،المستحق للجن ق هو الق أن المؤمن المطل

ال إذا ق ي اهللا، ف ر التقي ول ا مؤمن : المأمور أو فعل المحظور ال يطلق عليه أنه مؤمن، وأن المؤمن المطلق هو الب أن . أنا بر، تقي، ولي اهللا قطعا : قطعا، آان آقوله

ره وقد آان أ ذا يكرهون سؤال الرجل لغي ذه ؟ أمؤمن أنت : حمد وغيره من السلف مع ه ويكرهون الجواب؛ ألن ه

ه ا جاء ب ه مصدقا بم ل يجد قلب بدعة أحدثها المرجئة ليحتجوا بها لقولهم، فإن الرجل يعلم من نفسه أنه ليس بكافر، بان هو التصديق، أل : الرسول، فيقول ا أنا مؤمن، فيثبت أن اإليم ؤمن، وال تجزم بأنك فعلت آل م نك تجزم بأنك م

ان [ مقصدهم، صاروا يكرهون الجواب، أو يفصلون في الجواب، وهذا ألن لفظ /أمرت به، فلما علم السلف ه ] اإليم فيان الصحيح أن ذا آ ال؛ وله ه لنفسه بالكم ه شاهد في تلزم أن ذي ال يس د، ال إطالق وتقييد، فكانوا يجيبون باإليمان المقي

ق : يجوز أن يقال ان المطل رد اإليم م ي ه ل ين أن ا يب ه بم رن آالم ك،لكن ينبغي أن يق تثناء إذا أراد ذل أنا مؤمن بال اس . الكامل؛ ولهذا آان أحمد يكره أن يجيب على المطلق بال استثناء يقدمه

د : نقول : فقال ؟ نحن المؤمنون : نقول : قيل ألبي عبد اهللا : وقال المروزي ي عب نحن المسلمون، وقال ـ أيضا ـ قلت ألب

م يكن قصده : ولكن نقول : قال ؟ إنا مؤمنون : نقول : اهللا تثناء إذا ل رك االس ى من ت م ينكر عل إنا مسلمون، ومع هذا فل . ل إيمانهقصد المرجئة أن اإليمان مجرد القول، بل يكره ترآه لما يعلم أن في قلبه إيمانا، وإن آان ال يجزم بكما

Page 144: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

سؤالك : قال ؟ أمؤمن أنت : إذا سألني الرجل فقال : أخبرني أحمد بن أصرم المزني، أن أبا عبد اهللا قيل له : قال الخالل

. ال نشك في إيماننا : إياي بدعة، ال يشك في إيمانه، أو قال

. آمنت باهللا ومالئكته وآتبه ورسله : أقول آما قال طاوس : وحفظي أن أبا عبد اهللا قال : قال المزني و داود : وقال الخالل/ ال أب د : أخبرني حرب بن إسماعيل،وأبو داود، ق ال : سمعت أحم ي : ق فيان ـ يعن ن : سمعت س اب

ال ؟ أمؤمن أنت : إذا سئل : عيينة ـ يقول اني، وق ال : لم يجبه، ويقول سؤالك إياي بدعة، وال أشك في إيم إن شاء : إن قال ه ق د أن ر عن أحم د أخب ان : اهللا، فليس يكره، وال يداخل الشك، فق ا، وأن السائل ال يشك في إيم ال نشك في إيمانن

. المسؤول، وهذا أبلغ، وهو إنما يجزم، بأنه مقر مصدق بما جاء به الرسول، ال يجزم بأنه قائم بالواجبات

انوا يجزم ذه الحال، فعلم أن أحمد وغيره من السلف، آ ان في ه ب، من اإليم ا في القل ون وال يشكون في وجود ما ال تثناء فيم ا ـ بجواز االس أمور، ويحتجون ـ أيض ق المتضمن فعل الم ان المطل ى اإليم ويجعلون االستثناء عائدا إل

ا يع ] مأخذ ثان [ يشك فيه، وهذا تثناء فيم ان، فاالس ا من اإليم ا في قلوبن ه وإن آنا ال نشك فيم د جاءت ب م وجوده ق ل . السنة، لما فيه من الحكمة

ال : وعن محمد بن الحسن بن هارون قال ان فق تثناء في اإليم د اهللا عن االس ا عب ر : سألت أب ى غي تثناء عل م، االس نع

الى ال اهللا تع وري، ق ره، وهو مذهب الث ن مسعود وغي تثنى اب د اس ل، وق دخلن ل { : معنى شك، مخافة واحتياطا للعم تاآم هللا ( : ، وقال النبي صلى اهللا عليه وسلم ألصحابه ] 27 : الفتح [ } المسجد الحرام إن شاء الله . ) إني ألرجو أن أآون أتق

ه يخاف أ ) وعليه تبعث إن شاء اهللا ( : وقال في الميت د فقد بين أحمد أنه يستثنى مخافة واحتياطا للعمل، فإن ال يكون قر ي من غي ه اإلنسان من نفسه، / آمل المأمور به، فيحتاط باالستثناء، وقال على غير معنى شك، يعن ا يعلم شك مم

. وإال فهو يشك في تكميل العمل الذي خاف أال يكون آمله، فيخاف من نقصه، وال يشك في أصله

قول النبي : سندي، حدثهم في هذه المسألة، قال أبو عبد اهللاأن حبيش بن : وأخبرني محمد بن أبي هارون : قال الخاللال ابر فق ون ( : صلى اهللا عليه وسلم حين وقف على المق م الحق ا إن شاء اهللا بك ه ) وإن م أن ه نفسه، وعل د نعيت إلي ، وق

ر ه تبعث إن شاء اهللا ( صائر إلى الموت، وفي قصة صاحب القب ه مت، وعلي ت، وعلي ه حيي ي ) وعلي ول النب ،وفي قيئا ( : صلى اهللا عليه وسلم اهللا ش ي ) إني اختبأت دعوتي، وهي نائلة إن شاء اهللا من ال يشرك ب ألة الرجل النب وفي مسر : ، فقال ) إني أفعل ذلك ثم أصوم ( : فقال ؟ أحدنا يصبح جنبا، يصوم : صلى اهللا عليه وسلم د غف إنك لست مثلنا، أنت ق

. وهذا آثير، وأشباهه على اليقين ) واهللا أني ألرجو أن أآون أخشاآم هللا ( : ا تقدم من ذنبك وما تأخر، فقالاهللا لك م ال : أقول : قول وعمل، يزيد وينقص، فقال له : ودخل عليه شيخ فسأله عن اإليمان، فقال له : قال : مؤمن إن شاء اهللا،قون : ردوه، فقال : بئس ما قالوا، ثم خرج، فقال : إنك شاك، قال : إنهم يقولون لي : فقال له . نعم ول : أليس يقول ان ق اإليم

ه . هؤالء يستثنون : نعم، قال : قال ؟ وعمل يزيد وينقص د اهللا : قال ل ا عب ا أب ال ؟ آيف ي م : ق ل له ان : ق تم أن اإليم زعمال ؟ يستثنى في اإليمان/ : ا به، فهذا االستثناء لهذا العمل، قيل لهقول وعمل، فالقول قد أتيتم به، والعمل لم تأتو م، : ق نع

ال : أقول م ق ال اهللا : أنا مؤمن إن شاء اهللا، أستثنى على اليقين ال على الشك، ث ه { : ق اء الل رام إن ش جد الح دخلن المس لت . داخلون المسجد الحرام ، فقد أخبر اهللا ـ تعالى ـ أنهم } آمنين

تثنى ك، ويس ه، ال يشك في ذل فقد بين أحمد في آالمه أنه يستثنى مع تيقنه بما هو اآلن موجود فيه، يقوله بلسانه وقلبه من نفسه، ا يتيقن ين، فيم ك، فنفى الشك وأثبت اليق لكون العمل من اإليمان، وهو ال يتيقن أنه أآمله بل يشك في ذل

ائز ـ وأثبت الشك فيما ه أم ال، وهو ج ى ب ال يعلم وجوده، و بين أن االستثناء مستحب لهذا الثاني الذي ال يعلم هل أتلم ه وس ي صلى اهللا علي ول النب ه جاز، آق ي ألرجو أن ( : أيضا ـ لما يتيقنه، فلو استثني لنفس الموجود في قلب واهللا إن

انا هللا، وهذا أمر موجود في الحال ليس بمس ) أآون أخشاآم هللا ه ال يرجو أن يصير أخش انا، فإن ه أخش تقبل، وهو آونه ويخاف أال . بل هو يرجو أن يكون حين هذا القول أخشانا هللا ه من آما يرجو المؤمن إذا عمل عمال أن يكون اهللا تقبل

ون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أن{يكون تقبله منه،آما قال تعالى م راجع ى ربه ون [ } هم إل ال ] 60 : المؤمن ، وقه ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم ل من ول هو أمر حاضر أو ) هو الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف أال يقب والقب

ه ة، واإلنسان يجوز وجوده وعدم ال . ماض وهو يرجوه ويخافه، وذلك أن ماله عاقبة مستقبلة محمودة أو مذموم : يق

Page 145: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

تقبلة . إنه يرجوه وأنه يخافه ة مس ة والمكروه ه المطلوب و . فتعلق الرجاء والخوف بالحاضر والماضى؛ ألن عاقبت فها يخاف أن / ويخاف أال يكون . يرجو أن يكون اهللا تقبل عمله فيثيبه عليه فيرحمه في المستقبل ه، آم ه فيحرم ثواب تقبل

. ته فيعاقبه عليهايكون اهللا قد سخط عليه في معصي

ك إذا مضى ذل ات، ف ه يقضيها في بعض األوق له في حاجت د أرس اجر أو بري ه آت ا يطلب وإذا آان اإلنسان يسعى فيمرح والسرور : الوقت يقول ذا من الف ا يحصل له ر، وقضاؤه ماض، لكن م ك األم د قضى ذل أرجو أن يكون فالن ق

أرجو أن يكونوا : في الوقت الذي جرت عادة الحاج بدخولهم إلى مكة وغير ذلك من مقاصده مستقبل، ويقول اإلنساند : دخلوا، ويقول في سرية بعثت إلى الكفار ل مصر عن ال في ني نمهم، ويق ؤمنين وغ نرجو أن يكون اهللا قد نصر الم

ل في نرجو أن : نرجو أن يكون قد صعد النيل، آما يقول الحاضر في مصر مثل هذا الوقت : وقت ارتفاعه يكون النيا، : هذا العام نيال مرتفعا، ويقال لمن له أرض يحب أن تمطر، إذا مطرت بعض النواحي أرجو أن يكون المطر عام

ألم ا يت المكروه م ره، ف وده ويس رح بوج ا يف و م ك ألن المرجو ه ة، وذل د مطرت األرض الفالني ون ق وأرجو أن تك . بوجوده

رح وهذا يتعلق بالعلم، والعلم ب زل، ف د ن وا، أو المطر ق د دخل ذلك مستقبل، فإذا علم أن المسلمين انتصروا، والحاج ق

ول وب، فيق وب المطل ك المحب م يحصل ذل ك ل ان األمر بخالف ذل ه، وإذا آ ه مقاصد أخر ل ذلك وحصل ب أرجو : ب . وأخاف؛ ألن المحبوب والمكروه ما يتألم بوجوده

تثنى في وهذا متعلق بالعلم بذلك وهو مستقب تقبل، فيس اة، هو أمر مس ل، وآذلك المطلوب باإليمان من السعادة والنج

ه ال يكون / الحاضر بذلك؛ ألن المطلوب به مستقبل، ثم آل مطلوب مستقبل، تعلق بمشيئة اهللا وإن جزم بوجوده؛ ألن . مستقبل إال بمشيئة اهللا

ا ون إال : فقولن ه ال يك ق، فإن اء اهللا، ح ذا إن ش ون ه ن يك يس م ق، ول ه إال التعلي يس في ظ ل ك واللف اء اهللا والش إن ش

ان الشك يصحبها ا آ اآا، فلم ارة ال يكون ش اآا وت ارة يكون ش ضرورة التعليق الشك بل هذا بحسب علم المتكلم، فته دخل { : آثيرا لعدم علم اإلنسان بالعواقب، ظن الظان أن الشك داخل في معناها، وليس آذلك، فقول رام لت جد الح ن المس

ال ثعلب ] 27 : الفتح [ } إن شاء الله ذا ق ؤمنين؛ وله ذا : ال يتصور فيه شك من اهللا، بل وال من رسوله المخاطب والم هة . استثناء من اهللا وقد علمه، والخلق يستثنون فيما ال يعلمون ن قتيب ى إذ، أي : وقال أبو عبيدة واب إذ شاء : إن إن بمعن

. حرف تعليق ] إن [ ظرف توقيت، و ] إذا [ وإال فـ . آما يتحقق مع إذ ] إن [ اهللا، ومقصوده بهذا تحقيق الفعل بـ

. إن احمر البسر : إذا احمر البسر فأتني، وال تقول : فالعرب تقول : فإن قيل ل هي ] إن [ ، فأتوا بالظرف المحقق، ولفظ ألن المقصود هنا توقيت اإلتيان بحين احمراره : قيل ت، ب ال يدل على توقي

ذا : تعليق محض تقتضي ارتباط الفعل الثاني باألول، ونظير ما نحن فيه أن يقولوا البسر يحمر ويطيب إن شاء اهللا،وه . حق،فهذا نظير ذلك

تثناء ألمر : فإن قيل وا االس ى وجعل ال الزجاج فطائفة من الناس فروا من هذا المعن ه، فق جد { : مشكوك في دخلن المس لترام رآم : أي } الح ه،وقيل/ أم وف، أي : اهللا ب ن والخ ى األم ود إل تثناء يع ك : االس ال ش دخول ف ا ال ين، فأم ه آمن لتدخلن

م أن بعضهم يموت : وقيل . فيه ه عل يعكم أو بعضكم؛ ألن دخلو . لتدخلن جم م ي م ل تثناء ألنه يعهم فاالس ل . ا جم ذه : قي آل هال . األقوال وقع أصحابها فيما فروا منه مع خروجهم عن مدلول القرآن، فحرفوه تحريفا لم ينتفعوا به : فإن قول من ق

أن سيدخلوا، : أي ه ب أمرآم اهللا به،هو ـ سبحانه ـ قد علم، هل يأمرهم أو ال يأمرهم، فعلمه بأنه سيأمرهم بدخوله آعلمم فعلقوا اال نهم وخوفهم، هو يعل ذلك أم ا، وآ المظهر والمضمر جميع ق ب م اهللا متعل ستثناء بما لم يدل عليه اللفظ،وعل

ه شك م يكن في ا ل ين، فكالهم دخلون آمن أنهم ي ه ب أنهم يدخلون آمنين أو خائفين،وقد أخبر أنهم يدخلون آمنين مع علمان : هم، يقالجميعهم أو بعض : عند اهللا،بل وال عند رسوله، وقول من قال إن آ د باللفظ،ف المعلق بالمشيئة دخول من أري

أراد الجميع،فالجميع البد أن يدخلوه،وإن أريد األآثر، آان دخولهم هو المعلق بالمشيئة، وما لم يرد ال يجوز أن يعلق ام ما سيكون، وآان هذا وعدا مجزوما به، ولهذا لما قال عمر لل ] إن [ وإنما علق بـ ] إن [ بـ لم ع نبي صلى اهللا عليه وس

ك ( : قال ؟ ألم تكن تحدثنا أنا نأتي البيت ونطوف به : الحديبية ام : بلى، قلت ل ذا الع ه ه ال ) ؟ إنك تأتي ال : ق فإنك ( : ال، ق . ) آتيه ومطوف به

Page 146: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

؟ لم لم يعلق غير هذا من مواعيد القرآن : فإن قيل

لم وأصحابه ألن هذه اآلي : قيل ه وس ي صلى اهللا علي د مرجع النب ك / ة نزلت بع روا ذل د اعتم انوا ق ة، وآ من الحديبي

ق انوا منتظرين لتحقي العام، واجتهدوا في الدخول، فصدهم المشرآون، فرجعوا وبهم من األلم ما ال يعلمه إال اهللا، فكول هذا الوعد ذلك العام، إذ آان النبي صلى اهللا عليه وسلم وعده : م وعدا مطلقا، وقد روى أنه رأى في المنام قائال يق

ه { اء الل رام إن ش جد الح دخلن المس تح [ } لت م ] 27 : الف رة فل ى العم الخروج إل رهم ب اه، وأم اس برؤي فأصبح فحدث النه ا وعدهم ب م بم ة، واعدة له ذه اآلي ام، فنزلت ه ك الع رة ذل م العم ون تحصل له انوا يظن ذي آ الرسول من األمر ال

. حصوله ذلك العام

ه ال } إن شاء الله { : وآان قوله ى أن يفعل ا عزم عل ول الرجل فيم ا يق م، آم ك لك هنا تحقيقا لدخوله، وأن اهللا يحقق ذلا لع : محالة ل تحقيق ه، ب م واهللا ألفعلن آذا إن شاء اهللا، ال يقولها لشك في إرادته وعزم ه يخاف إذا ل ه، فإن ه وإرادت زمواهللا : أن سليمان ـ عليه السالم ـ قال : إن شاء اهللا، أن ينقض اهللا عزمه، وال يحصل ما طلبه، آما في الصحيحين : يقل

م إن شاء اهللا،فلم يقل، : قل : ألطوفن الليلة على مائة امرأة، آل منهن تأتي بفارس يقاتل في سبيل اهللا، فقال له صاحبه فلرأة جاءت بشق رجل نهن إال ام لم . تحمل م ه وس ي صلى اهللا علي ال النب ال ( : ق و ق ده، ل ذي نفسي بي إن شاء اهللا، : وال

إن شاء اهللا لم يكن لشك في طلبه وإرادته،بل لتحقيق اهللا ذلك له،إذ : فهو إذا قال ) لجاهدوا في سبيل اهللا فرسانا أجمعونى اهللا األمور ال تحصل إال بمشيئة ألى عل اهللا،فإذا تألى العبد عليه من غير تعليق بمشيئته،لم يحصل مراده،فإنه من يت

د : قال ؟ بماذا عرفت ربك : وقيل لبعضهم/ . ) ال أتممت لمقدر أمرا ( : يكذبه؛ولهذا يروى م، وق بفسخ العزائم ونقض الهمالى ي فاع { : قال تع يء إن ولن لش ا تق ه ول اء الل ا أن يش دا إل ك غ ه ] 24، 23 : الكهف [ } ل ذل إن قول ى : ف ه معن ألفعلن،في

ه . الطلب والخبر،وطلبه جازم،وأما آون مطلوبه يقع، فهذا يكون إن شاء اهللا وطلبه للفعل يجب أن يكون من اهللا بحولى وقوته،ففي الطلب عليه أن يطلب من اهللا،وفي الخبر ال يخبر ألي عل ان آالت إذا جزم بال تعليق،آ ه اهللا،ف إال بما علم

إن شاء اهللا لتحقيق : اهللا، فيكذبه اهللا، فالمسلم في األمر الذي هو عازم عليه ومريد له وطالب له طلبا ال تردد فيه يقولرب ـ ت ا مطلوبه، وحصول ما أقسم عليه لكونه ال يكون إال بمشيئة اهللا ال لتردد في إرادته، وال د إلنجاز م الى ـ مري ع

د يس آالعب ن، ل م يك أ ل م يش ا ل ان وم ا شاء آ وعدهم به إرادة جازمة ال مثنوية فيها، وما شاء فعل، فإنه ـ سبحانه ـ م . الذي يريد ما ال يكون، ويكون ما ال يريد

ال محالة بمشيئتي وإرادتي، فإن ما شئت آان ، تحقيق أن ما وعدتكم به يكون ] 27 : الفتح [ } أن شاء الله { : فقوله سبحانه

ا ام، وأم وما لم أشأ لم يكن، فكان االستثناء هنا لقصد التحقيق، لكونهم لم يحصل لهم مطلوبهم الذي وعدوا به ذلك الع . سائر ما وعدوا به فلم يكن آذلك

هل يكون مستثنيا : يق في استثنائه ال التعليقولهذا تنازع الفقهاء فيمن أراد باستثنائه في اليمين هذا المعنى، وهو التحق

يكون في الجميع / بخالف من ترددت إرادته فإنه يكون مستثنيا بال نزاع،والصحيح أنه ؟ به، أم تلزمه الكفارة إذا حنثو يجزم يئة اهللا، فه ه مستثنيا، لعموم المشيئة؛ وألن الرجل وإن آانت إرادته للمحلوف به جازمة، فقد علقه بمش بإرادت

ه إذا ا التزم و إنم ز ال إرادة، فه ذا تميي إن ه له، ال يجزم بحصول مراده، وال هو ـ أيضا ـ مريد له بتقدير أال يكون، فزم د الت ا أري يس آل م ة، فل ه جازم ه ل ون، وإن آانت إرادت ه يك ه، وال حلف أن ه بيمين شاء اهللا، فإذا لم يشأه لم يلتزم

. باليمين فال آفارة عليه ق } أن يشاء الله { : قد تبين بما ذآرناه أن قول القائلو ا لتحقي وب، وهو يقوله ه في حصول المطل يكون مع آمال إرادت

الى ه تع ده، آقول ه ويري ا يحلف علي ذا فيم ك، ال لشك في اإلرادة، ه جد { : المطلوب الستعانته باهللا في ذل دخلن المس لترام ه } الح ه، فإن ه بقول د علق يكون، وق أن س الم ب و ع ه وه ا أراد اهللا آون ر عم ه { : خب اء الل ه } أن يش ر ب ا يخب ذلك م فك

ه ول في ق وقوعه، ال للشك ال : اإلنسان عن مستقبل أمره مما هو جازم بإرادته وجازم بوقوعه فيق إن شاء اهللا، لتحقي . في إرادته وال في العلم بوقوعه

ذآر ا ذا ي ه وله ان ل وة إرادة اإلنس ق، وق ي المعل ة ف ال الرغب د آم تثناء عن ارض . الس وف تع واطر الخ ى خ فتبقه : الرجاء،فيقول م أن د عل ذي ق دعوه في األمر ال ا يسأل اهللا وي أن سيكون، آم ه ب ه مع علم إن شاء اهللا، لتحقيق رجائ

ى العريش يكون،آما آان النبي صلى اهللا عليه وسلم يوم بدر قد أخبرهم بمصارع ال دخل إل ذا ي د ه مشرآين،ثم هو بع

Page 147: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

دعاء من ) اللهم انجز لي ما وعدتني ( : يستغيث ربه ويقول باب، وال دره بأس افي أن يكون ق دره ال ين ا يق م بم ؛ ألن العل . أسبابه، آذلك رجاء رحمة اهللا وخوف عذابه، من أعظم األسباب في النجاة من عذابه وحصول رحمته/ أعظم

ة ال واالستثناء ة خبري ى جمل األول إذا حلف عل ب، ف ه طل ذي مع ر ال بالمشيئة يحصل في الخبر المحض، وفي الخب

ه ذيبا، آقول ذا : يقصد به حضا وال منعا، بل تصديقا أو تك ذا إن شاء اهللا، أو ال يكون آ ونن آ د . واهللا ليك تثنى ق والمس { : يكون عالما بأن هذا يكون أو ال يكون، آما في قوله

. ، فإن هذا جواب غير محذوف } لتدخلن

ب، : ما فيه معنى الطلب، آقوله : والثاني ر ضمنها الطل واهللا ألفعلن آذا، أو ال أفعله إن شاء اهللا، فالصيغة صيغة خبونن : واهللا إني لمريد هذا وال عازم عليه، بل قال : ولم يقل د حنث . واهللا ليك م يكن فق إذا ل ا ف ر، بخالف م وع األم لوق

. أن يشاء اهللا، ال مطلقا : إن شاء اهللا، فإنما حلف عليه بتقدير : حلف عليه فحنث، فإذا قال

ه، ه ال يفعل ه أن وف علي ى وجد المحل ث، أو مت ه حن وف علي م يوجد المحل ى ل ولهذا ذهب آثير من الفقهاء إلى أنه متث، حنث، سواء آان ناسيا أو مخطئا أو جاه ال، فإنهم لحظوا أن هذا في معنى الخبر، فإذا وجد بخالف مخبره فقد حن

ا : وقال اآلخرون يا أو مخطئ ه ناس بل هذا مقصوده الحض والمنع، آاألمر والنهي، ومتى نهي اإلنسان عن شيء ففعلع، : هفقد يكون في معنى التصديق والتكذيب،آقول : قال األولون/ . لم يكن مخالفا، فكذلك هذا يقعن المطر، أو ال يق واهللا ل

ذا ه،حنث، وبه ا حلف علي ان األمر بخالف م اده فك ى اعتق وهذا خبر محض، ليس فيه حض وال منع، ولو حلف علا أ فيه إذا أخط دة، ف يظهر الفرق بين الحلف على الماضي والحلف على المستقبل، فإن اليمين على الماضي غير منعق

الى . بخالف المستقبل لم يلزمه آفارة، آالغموس، ال تع ه، ق ان فعل تقبل إذا آ تثنى في المس ه أن يس يس علي م { : ول زعه أن يقسم ، فأمر ] 7 : التغابن [ } الله يسير الذين آفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على

ره أن يقسم ] 3 : سبأ [ } وقال الذين آفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم { : على ما سيكون، وآذلك قوله ا أم ، آمق { : على الحاضر في قوله ه لح ي إن ل إي ورب و ق ق ه ونس [ } ويستنبئونك أح ه ] 53 : ي ي صلى اهللا علي ال النب د ق ، وق

ال ( : وسلم دنيا ( : والذي نفسي بيده، لينزلن فيكم ابن مريم حكما عدال وإماما مقسطا، وق ذهب ال ده، ال ت ذي نفسي بي والك آسرى ـ ( : وقال ) حتي يأتي على الناس يوم ال يدري القاتل فيما قتل، وال المقتول فيما قتل إذا هلك آسرى ـ أو ليهل

ا ) ثم ال يكون آسرى بعده، وإذا هلك قيصر فال قيصر بعده، والذي نفسي بيده، لتنفقن آنوزهما في سبيل اهللا وآالهم . في الصحيح

. فأقسم صلوات اهللا وسالمه عليه على المستقبل في مواضع آثيرة بال استثناء، واهللا سبحانه وتعالى أعلم

آتاب اإليمان األوسط

. والحمد هللا رب العالمين، وصلى اهللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

د / ن عب يم ب د الحل ن عب د ب اس أحم و العب رام أب وقال الشيخ العالم العامل الورع الناسك، شيخ اإلسالم، بقية السلف الك

: السالم الشامي ـ رحمه اهللا

] اإلحسان [ و ] اإليمان [ و ] اإلسالم [ نبي صلى اهللا عليه وسلم عن حديث سؤال ال: فصــل

لم عن ه وس ان [ و ] اإلسالم [ تضمن حديث سؤال النبي صلى اهللا علي ه في ] اإلحسان [ و ] اإليم ك، وقول ه عن ذل وجواب . ) هذا جبريل أتاآم يعلمكم دينكم ( : آخر الحديث

. نفجعل هذا آله من الدي

Page 148: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ة ] اإليمان [ ، و ] اإلسالم [ وللناس في ى معرف ه إل اس مع اج الن ا يحت من الكالم الكثير، مختلفين تارة، ومتفقين أخرى، مازع ة المتن ة الحقيق ى معرف ذلك يتوصل إل م ب ا، ث ة المتفق عليه الحق في ذلك، وهذا يكون بأن تبين األصول المعلوم

. فيها

ل هو /كتاب، والسنة، واإلجماع، وهو من المنقول نقال متواترا ما علم من ال : فنقول عن النبي صلى اهللا عليه وسلم، بة ة ثالث ده بالمدين ى عه من المعلوم باالضطرار من دين اإلسالم ـ دين النبي صلى اهللا عليه وسلم ـ أن الناس آانوا عل

. في الباطن آافرمؤمن، وآافر مظهر للكفر، ومنافق ظاهره اإلسالم وهو : أصناف

ين في ؤمنين، وآيت ات في صفة الم ولهذا التقسيم أنزل اهللا في أول سورة البقرة ذآر األصناف الثالثة، فأنزل أربع آيافقين ي صفة المن ة ف افرين، وبضع عشرة آي الى . صفة الك ه تع ب ويقيم { : فقول ون بالغي ذين يؤمن ين ال دى للمتق ون ه

رة هم يوقنون أولـئك على هدى الصالة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وباآلخ . ة المؤمنينفي صف ] 5 : 2 : البقرة [ } من ربهم وأولـئك هم المفلحون

ون { : وقوله ذرهم ال يؤمن م تن ذرتهم أم ل يهم أأن ين } إن الذين آفروا سواء عل رة [ اآليت ذين ] 7، 6 : البق ار ال في صفة الكف

. يموتون آفارا

افقين،إلى ] 20 : 8 : البقرة [ اآليات } اليوم اآلخر وما هم بمؤمنينومن الناس من يقول آمنا بالله وب { : وقوله في صفة المنأنزل من السماء { : أحدهما بالنار،واآلخر بالماء، آما ضرب المثل بهذين للمؤمنين في قوله تعالى : أن ضرب لهم مثلين

] 17 : الرعد [ ية اآل } ماء فسالت أودية بقدرها ان من / انوا مستضعفين، فك إن المسلمين آ افق ف اك من وأما قبل الهجرة فلم يكن الناس إال مؤمن أو آافر، لم يكن هن

ؤمنين . آمن آمن باطنا وظاهرا، ومن لم يؤمن فهو آافر فلما هاجر النبي صلى اهللا عليه وسلم إلى المدينة، وصار للماربهم من بها عز وأنصار، ودخل ر أق اربهم ومن غي نهم من أق ان بي ارا، آ ا واختي ا في اإلسالم طوع جمهور أهله

زل . أظهر اإلسالم موافقة، ورهبة أو رغبة وهو في الباطن آافر د ن وآان رأس هؤالء عبد اهللا بن أبي بن سلول، وق . فيه وفي أمثاله من المنافقين آيات

دة، والقرآن يذآر المؤمنين والمنافقين اء، والمائ ران، والنس رة، وآل عم رهم في سورة البق ا ذآ ر موضع، آم في غي

وت،واألحزاب ورة العنكب الى . وس ال تع ا ق ة، آم ة والبادي ل المدين ي أه ؤالء ف ان ه راب { : وآ ن األع ولكم م ن ح وممم منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق ن نعلمه ة [ } ال تعلمهم نح افقين من هو في . ] 101 : التوب ان في المن وآ

. األصل من المشرآين، وفيهم من هو في األصل من أهل الكتاب

افقين ا المن ذآر فيه ة ي ة السور المدني ل عام افقين، ب ال ق . وسورة الفتح، والقتال، والحديد، والمجادلة، والحشر، والمني األرض أ { : تعالى في سورة آل عمران ربوا ف وانهم إذا ض الوا إلخ روا وق ذين آف وا آال و يا أيها الذين آمنوا ال تكون

م المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في وليعل { : إلى قوله } آانوا غزى لو آانوا عندنا ما ماتوا وما قتلواوا ات } سبيل الله أو ادفع ران [ اآلي ا ] 167 : 165 : آل عم ا أيض ال فيه ن { : ، وق ة م ذوا بطان وا ال تتخ ذين آمن ا ال ا أيه ي

ل { : إلى قوله } كم ال يألونكم خباال ودوا ما عنتمدون يظ ق ن الغ ل م يكم األنام وا عل وا عض ا وإذا خل الوا آمن وإذا لقوآم قسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور إن تمسسكم ح

. ] 120 : 118 : آل عمران [ } ال يضرآم آيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط

ى ا { : وقال تعالى في سورة النساء دون أن ألم تر إل ك يري ن قبل زل م ا أن ك وم زل إلي ا أن وا بم م آمن ون أنه ذين يزعم لد الال بعي لهم ض م ت يتحاآموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يض ل له ا ا وإذا قي ى م الوا إل ع

ه } أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ى قول ا { : إل وك فيم ى يحكم ون حت ك ال يؤمن ال ورب فافقين { : ، وقال ] 65 : 60 : النساء [ } يت ويسلموا تسليماشجر بينهم ثم ال يجدوا في أنفسهم حرجا مما قض فما لكم في المن

لو تكفرون آما جد له سبيال ودوا فئتين والله أرآسهم بما آسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن ت فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم آفروا فتكونون سواء فال تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا

ال ] 90 : 88 : النساء [ اآليات } الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق وال تتخذوا منهم وليا وال نصيرا إال ر { : وق بش

Page 149: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ؤمنين أي ن دون الم اء م افرين أولي ذون الك ذين يتخ ا ال ذابا أليم ون المنافقين بأن لهم ع ه بتغ زة لل إن الع زة ف دهم الع عنم { / : إلى قوله } جميعا ان لك ه إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا الذين يتربصون بكم فإن آ ن الل تح م ف

إن { : إلى قوله } إن آان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكمقالوا ألم نكن معكم وال اموا آس الة ق ى الص اموا إل يال المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا ق ه إال قل ذآرون الل اس وال ي رآؤون الن ى ي

درك { : إلى قوله } مذبذبين بين ذلك ال إلى هـؤالء وال إلى هـؤالء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيال ي ال إن المنافقين فن الن فل م نهم لل األس وا دي ه وأخلص موا بالل لحوا واعتص ابوا وأص ذين ت يرا إال ال م نص د له ن تج ع ار ول ـئك م ه فأول

. ] 146 : 138 : النساء [ } المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما

أفواههم و { : تعالى في سورة المائدة وقال ا ب الوا آمن م يا أيها الرسول ال يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين ق لرين وم آخ ماعون لق ذب س أتوك تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للك م ي دة [ } ل الى ] 41 : المائ ال تع ا { : ، وق ا أيه ي

نك ولهم م ن يت ض وم اء بع هم أولي اء بعض نهم الذين آمنوا ال تتخذوا اليهود والنصارى أولي ه م ه } م فإن ى قول رى { : إل فتالفتح أ الذين في أتي ب ه أن ي رة فعسى الل يبنا دآئ ده قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تص ن عن ر م و أم

ـؤالء ال وا أه ذين آمن ول ال ادمين ويق هم ن م فيصبحوا على ما أسروا في أنفس م لمعك انهم إنه د أيم ه جه موا بالل ذين أقسم { : وقال تعالى/ . ] 53 : 51 : المائدة [ : } حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين الكفر وه وإذا جآؤوآم قالوا آمنا وقد دخلوا ب

دوان وأآل قد خرجوا م والع ي اإلث ارعون ف نهم يس را م ا به والله أعلم بما آانوا يكتمون وترى آثي ئس م حت لب م الس هاب ال تغ { : ، وقال تعالى ] 62، 61 : المائدة [ } آانوا يعملون ل الكت ا أه واء قل ي وا أه ق وال تتبع ر الح نكم غي ي دي وا ف ل

ئس { : إلى قوله } قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا آثيرا وضلوا عن سواء السبيل روا لب ترى آثيرا منهم يتولون الذين آفي و ما قدمت له اهللا والنب ون ب انوا يؤمن و آ دون ول م خال ذاب ه ي الع ا م أنفسهم أن سخط الله عليهم وف ه م زل إلي ا أن م

. ] 81 : 77 : المائدة [ } اتخذوهم أولياء ولـكن آثيرا منهم فاسقون

وك، : رة براءة، فأآثرها في وصف المنافقين وذمهم؛ ولهذا سميتوأما سو ام تب رة، وهي نزلت ع الفاضحة، والمبعثا بنفسه، ي غزاه لم، الت ه وس وآانت تبوك سنة تسع من الهجرة، وآانت غزوة تبوك آخر مغازي النبي صلى اهللا علي

ره ا ذآ فاتهم م ن ص ذآر اهللا م ز، ف ن تمي افقين م ن المن ا م ز فيه ورة وتمي ي س الى ف ال تع د ق ورة، وق ذه الس ي ه فا أولئ { : النور ك وم د ذل المؤمنين ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بع ه } ك ب ى قول ا { : إل إنم

ؤمنين إذا دع ول الم ان ق ون آ م المفلح ك ه ا وأولئ معنا وأطعن وا س نهم أن يقول يحكم بي وله ل ه ورس ى الل ات } وا إل اآليه { : وقال تعالى في سورة العنكبوت ] 47،5 : النور [ ي الل إذا أوذي ف ه ف اس ومن الناس من يقول آمنا بالل ة الن ل فتن جع

ذين آعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا آنا معكم أوليس الله بأعلم بما ف ه ال يعلمن الل ي صدور العالمين ول . ] 11، 10 : العنكبوت [ } آمنوا وليعلمن المنافقين

ي سورة األحزاب الى ف ال تع ا { : وق ا حكيم ان عليم ه آ افقين إن الل افرين والمن ع الك ا تط ه ول ق الل ي ات ا النب ا أيه } ي

افقين وجب ] 1 : األحزاب [ وال المن الى وذآر فيه شأنهم في األحزاب، وذآر من أق ال تع ا ق م، آم ول { : نهم وهلعه وإذ يقائلين { : إلى قوله } المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا نكم والق قد يعلم الله المعوقين م

ك لإخوانهم هلم إل رون إلي تهم ينظ وف رأي اء الخ إذا ج يكم ف حة عل ا أش ذي ينا ولا يأتون البأس إلا قليل نهم آال دور أعي تالهم يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوآم بألسنة حداد أشحة ع ه أعم أحبط الل وا ف م يؤمن ك ل ر أولئ لى الخي

و أن ودوا ل ألون وآان ذلك على الله يسيرا يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب ي أعراب يس ي ال ادون ف م ب ها عن أنبائك ا قليل اتلوا إل ا ق يكم م الى ] 20 : 12 : األحزاب [ } م ولو آانوا ف ال تع ي { : ، وق ذين ف افقون وال ه المن م ينت ئن ل ل

ك ف ا يجاورون م ل م ث ك به ة لنغرين وا قلوبهم مرض والمرجفون في المدين ذوا وقتل وا أخ ا ثقف ونين أينم ا ملع ا قليل ا إل يهؤمنين { : إلى قوله } تقتيلا ى الم ه عل وب الل رآات ويت رآين والمش ات والمش افقين والمنافق ه المن ذب الل ات ليع } والمؤمن

. ] 73 : 60 : حزاباأل [

ال ي سورة القت الى ف ال تع اآهم { : وق اء لأرين و نش غانهم ول ه أض رج الل ن يخ رض أن ل وبهم م ي قل ذين ف ب ال أم حس . إلى ما في السورة من نحو ذلك ] 30، 29 : محمد [ } علم أعمالكمفلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله ي

تح / ورة الف ي س الى ف ال تع ود { : وق ه جن انهم ولل ع إيم ا م زدادوا إيمان ؤمنين لي وب الم ي قل كينة ف زل الس ذي أن و ال ه

ار خال السماوات والأرض ا الأنه ن تحته ري م ات تج ات جن ؤمنين والمؤمن ا وآان الله عليما حكيما ليدخل الم دين فيهافقين والم ذب المن ا ويع وزا عظيم ه ف انين ويكفر عنهم سيئاتهم وآان ذلك عند الل رآات الظ رآين والمش ات والمش نافق

Page 150: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

نم م جه يرا بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد له اءت مص تح [ } وس ال ] 6، 4 : الف ،وقات تجري يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراآم اليوم جن { : تعالى في سورة الحديد

افقون والمنا ول المن وم يق يم ي ن من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظ بس م ا نقت وا انظرون ذين آمن ات لل فقة ه الرحم ه في اب باطن ه ب ور ل ذاب نورآم قيل ارجعوا وراءآم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بس ه الع ن قبل اهره م وظ

ر ا ينادونهم ألم نكن معكم قا اء أم ى ج اني حت رتكم الأم تم وغ تم وارتب كم وتربص رآم لوا بلى ولكنكم فتنتم أنفس ه وغ لل . ] 15 : 12 : الحديد [ } هي مولاآم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين آفروا مأواآم النار

ة د { : وقال في سورة المجادل إثم والع اجون بال ه ويتن وا عن ا نه ودون لم م يع وى ث ن النج وا ع ذين نه ى ال ر إل م ت وان أل

يهم { : إلى قوله } ك بما لم يحيك به اللهومعصيت الرسول وإذا جاؤوك حيو ه عل ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب اللديدا إ ذابا ش م ع ه له ذوا نه ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون أعد الل ون اتخ انوا يعمل ا آ اء م م س

ين ذاب مه م ع ى آخر السورة } أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فله ة [ إل ه ] 16 : 7 : المجادل ا { : ، وقول نكم ول م م ا ه ملم ] 143 : النساء [ } إلى هـؤالء وال إلى هـؤالءمذبذبين بين ذلك ال { : آقوله } منهم ه وس ي صلى اهللا علي ل ( : ،وقال النب مث

. ) المنافق آمثل الشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة

ا ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخ { : وقال تعالى م ول رجن معك رجتم لنخ ئن أخ اب ل ل الكت ن أه روا م ذين آف وانهم الو ئن أخرج اذبون ل م لك هد إنه ه يش رنكم والل وتلتم لننص م و نطيع فيكم أحدا أبدا وإن ق ون معه ا يخرج ا ا ل وا ل ئن قوتل ل

دورهم ي ص ة ف د رهب أنتم أش رون ل ا ينص م ل ه ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ث ن الل ة } م : 11 : الحشر [ اآليوله إذا جاءك المنافق { : ، وقد ذآر في سورة المنافقين في قوله ] 13 ك لرس م إن ه يعل ون قالوا نشهد إنك لرسول الله والل

. ] 11 : 1 : المنافقون [ إلى آخر السورة } والله يشهد إن المنافقين لكاذبون

افقين وأوصافهم رآن من ذآر المن ا في الق رة م ان : افقونوالمن . والمقصود بيان آث د آ م في الظاهر مسلمون، وق هه المنافقون على عهد النبي صلى اهللا عليه وسلم يلتزمون أحكام اإلسالم الظاهرة ـ السيما في آخر األمر ـ ما لم يلتزم

الى ه تع ا لقول وره إذ ذاك بالحجة والسيف، تحقيق دهم؛ لعز اإلسالم وظه ذين من بع افقين ال و ال { : آثير من المن ذي هم ] 9 : الصف [ } أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين آله ان من أعل ان ـ وآ ن اليم ة ب ال حذيف ذا ق ، وله

ن ة م ماء جماع وك أس ام تب ه ع د أسر إلي لم ق ه وس ي صلى اهللا علي ان النب انهم وآ افقين وأعي الصحابة بصفات المنال المنافقين ان يق ذا آ ره : بأعيانهم، فله ه غي ذي ال يعلم م يكن . هو صاحب السر ال ن الخطاب ل روى أن عمر اب وي

ة رضي اهللا ال حذيف يصلي على أحد حتى يصلي عليه حذيفة؛لئال يكون من المنافقين الذين نهى عن الصالة عليهم، قلم النفاق اليوم أآثر منه على عهد رسول اهللا صلى اهللا علي : عنه ة . ه وس ي صلى اهللا : وفي رواي د النب ى عه انوا عل آ

ه وم يظهرون رونه، والي لم يس ه وس ال . علي ة ق ي مليك ن أب ن اب ي صحيحه ع اري ف ر البخ ن : وذآ ين م أدرآت ثالثك ل ذل ه ال يقب م يصلون ويزآون وأن افقين أنه ر اهللا عن المن د أخب ى نفسه، وق اق عل أصحاب محمد آلهم يخاف النف

. هممن

ذآرون إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصالة قاموا آسالى يرآؤون ا { : وقال تعالى اس وال ي لننعهم قل أنفقوا طو { : ، وقال تعالى ] 142 : النساء [ } الله إال قليال ا م قين وم ا فاس عا أو آرها لن يتقبل منكم إنكم آنتم قوم

م الة إال وه أتون الص وله وال ي ه وبرس ون إال أن تقبل منهم نفقاتهم إال أنهم آفروا بالل الى وال ينفق ارهون آس م آ } وه، وقد آانوا يشهدون مع النبي صلى اهللا عليه وسلم مغازيه آما شهد عبد اهللا بن أبي بن سلول وغيره ] 53،54 : التوبة [

أعز منه { : من المنافقين الغزوة التي قال فيها عبد اهللا بن أبي رجن ال أذل لئن رجعنا إلى المدينة ليخ افقون [ } ا ال ] 8 : المن . وأخبر بذلك زيد بن أرقم النبي صلى اهللا عليه وسلم، وآذبه قوم، حتى أنزل اهللا القرآن بتصديقه

ى ى : والمقصود أن الناس ينقسمون في الحقيقة إل لما في الظاهر، وإل ه مس اطن مع آون افر في الب افق آ ؤمن، ومن م

. آافر باطنا وظاهرا

ل : ولما آثرت األعاجم في المسلمين تكلموا بلفظ الزنديق، وشاعت في لسان الفقهاء، وتكلم الناس في الزنديق هل تقبإذا عرف بالزندقة، ودفع إلى ولي األمر قبل توبته، فمذهب مالك وأحمد في أشهر الروايتين عنه، : في الظاهر ؟ توبته

د الق و أح افعي، وه ن أصحاب الش ة م ةوطائف ي حنيف ذهب أب ي م ل : ولين ف ه ال تقب ذهب . أن توبت ن م هور م والمش . قبولها، آالرواية األخرى عن أحمد، وهو القول اآلخر في مذهب أبي حنيفة، ومنهم من فصل : الشافعي

Page 151: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه وس وهو . لموالمقصود هنا أن الزنديق في عرف هؤالء الفقهاء، هو المنافق الذي آان على عهد النبي صلى اهللا علي

ان معطال رهم أو آ ود والنصارى أو غي دين اليه ان ـ آ ا من األدي ره، سواء أبطن دين بطن غي أن يظهر اإلسالم وي . جاحدا للصانع، والمعاد، واألعمال الصالحة

ر من أهل الكالم وال /وهذا يسمى . هو الجاحد المعطل : الزنديق : ومن الناس من يقول ديق في اصطالح آثي ة، الزن عام

ه اء في حكم م الفقه ذي تكل ديق ال افر : ونقلة مقاالت الناس، ولكن الزن ين الك ز ب هو األول؛ ألن مقصودهم هو التمييوغير الكافر، والمرتد وغير المرتد، ومن أظهر ذلك أو أسره، وهذا الحكم يشترك فيه جميع أنواع الكفار والمرتدين،

ادة { : اهللا أخبر بزيادة الكفر آما أخبر بزيادة اإليمان، بقوله وإن تفاوتت درجاتهم في الكفر والردة فإن يء زي إنما النسوتارك الصالة وغيرها من األرآان، أو مرتكبي الكبائر، آما أخبر بزيادة عذاب بعض الكفار ] 37 : التوبة [ } في الكفر

. ] 88 : النحل [ } ا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذابالذين آفرو { : على بعض في اآلخرة بقوله

فإن آثيرا ممن تكلم في مسائل اإليمان والكفر ـ لتكفير أهل األهواء . فهذا أصل ينبغي معرفته، فإنه مهم في هذا البابم ال ين الحك زوا ب م يمي اب، ول ذا الب وا ه م يلحظ ت بالنصوص ـ ل ذا ثاب ذا وه ين ه رق ب ع أن الف اطن، م اهر والب ظ

را من أهل م أن آثي ذا، عل دبر ه ن اإلسالم، ومن ت وم باالضطرار من دي ل هو معل المتواترة، واإلجماع المعلوم، بد يكون لم، وق ه وس ه الرسول صلى اهللا علي ا جاء ب األهواء والبدع قد يكون مؤمنا مخطئا جاهال ضاال عن بعض م

. نافقا زنديقا يظهر خالف ما يبطنم

الى ال تع ان، فق أعراب { : وهنا أصل آخر، وهو أنه قد جاء في الكتاب والسنة وصف أقوام باإلسالم دون اإليم ت ال قاليئا آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم الكم ش ن أعم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم م

دنا { : ، وقال تعالى في قصة قوم لوط ] 14 : الحجرات [ } إن الله غفور رحيم فأخرجنا من آان فيها من المؤمنين فما وجان ] 36، 35 : الذاريات [ } المسلمين فيها غير بيت من ة تقتضي أن مسمى اإليم ذه اآلي اس أن ه وقد ظن طائفة من الن

ه أخرج من ر أن ى؛ ألن اهللا أخب ة األول واإلسالم واحد، وعارضوا بين اآليتين، وليس آذلك، بل هذه اآلية توافق اآلي . مينآان فيها مؤمنا، وأنه لم يجد إال أهل بيت من المسل

ابرين، ل آانت من الغ ذين نجوا؛ ب وذلك ألن امرأة لوط آانت في أهل البيت الموجودين، ولم تكن من المخرجين الدل ا ت ة لزوجه نهم، خائن ي دي ا عل الباقين في العذاب، وآانت في الظاهر مع زوجها على دينه، وفي الباطن مع قومه

دين { : قومها على أضيافه، آما قال اهللا تعالى فيها ت عب ا تح وط آانت رأة ل ضرب الله مثلا للذين آفروا امرأة نوح وامي . ] 10 : التحريم [ } من عبادنا صالحين فخانتاهما رأة نب ا بغت ام ه م راش فإن وآانت خيانتهما لهما في الدين ال في الف

اح قط؛ إذ نكاح ا نك الكافرة قد يجوز في بعض الشرائع، ويجوز في شريعتنا نكاح بعض األنواع وهن الكتابيات، وأماح اء بتحريم نك ال من الفقه ول من ق البغي فهو دياثة، وقد صان اهللا النبي عن أن يكون ديوثا؛ ولهذا آان الصواب ق

. البغي حتى تتوب ا { : نة، ولم تكن من الناجين المخرجين، فلم تدخل في قولهوالمقصود أن امرأة لوط لم تكن مؤم/ ان فيه ن آ ا م فأخرجن

ر { : ، وآانت من أهل البيت المسلمين وممن وجد فيه؛ ولهذا قال تعالى ] 35 : الذاريات [ } من المؤمنين فما وجدنا فيها غي، وبهذا تظهر حكمة القرآن؛ حيث ذآر اإليمان لما أخبر باإلخراج، وذآر اإلسالم ] 36 : الذاريات [ } بيت من المسلمينات { : وأيضا فقد قال تعالى . لما أخبر بالوجود ين . ] 35 : األحزاب [ } إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمن رق ب فف

. ذه ثالثة مواضع في القرآنفه . هذا وهذا

أعطى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم رجاال، ولم يعط : وأيضا، فقد ثبت في الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص قالا ي : ثم غلبني ما أجد، فقلت : قال ) ؟ أو مسلم ( : يا رسول اهللا أعطيت فالنا وترآت فالنا، وهو مؤمن فقال : فقلت . رجال

ه ) ؟ أو مسلم ( فقال . رسول اهللا أعطيت فالنا وفالنا، وترآت فالنا وهو مؤمن ام الحديث أن مرتين أو ثالثا،وذآر في تم . يعطي رجاال،ويدع من هو أحب إليه منهم؛خشية أن يكبهم اهللا في النار على مناخرهم

Page 152: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

أن هذا الذي شهدت له : لعمل، فأجاب سعدا بجوابين، أحدهمافكانوا يرون أن اإلسالم الكلمة، واإليمان ا : قال الزهريا؛ : الثاني . باإليمان قد يكون مسلما ال مؤمنا إن آان مؤمنا، وهو أفضل من أولئك فأنا قد أعطى من هو أضعف إيمان

. لوبهموهذا من إعطاء المؤلفة ق . النار على وجهه/ لئال يحمله الحرمان على الردة، فيكبه اهللا في

يهم ؟ وحينئذ، فهؤالء الذين أثبت لهم القرآن والسنة اإلسالم دون اإليمان هل هم المنافقون الكفار في الباطن أم يدخل فة من أهل الحديث والكالم . هذا مما تنازع فيه أهل العلم على اختالف أصنافهم ؟ قوم فيهم بعض اإليمان فقالت طائف

. ن الذين استسلموا، وانقادوا في الظاهر ولم يدخل إلى قلوبهم شيء من اإليمانبل هم المنافقو : وغيرهم

لمين : وأصحاب هذا القول قد يقولون وا مس م يكون اإلسالم المقبول هو اإليمان، ولكن هؤالء أسلموا ظاهرا ال باطنا فلؤمنين وا م م يكون اطن ول الوا . في الب ول : وق ه { : إن اهللا ـ سبحانه ـ يق ل من ن يقب ا فل الم دين ر اإلس غ غي ن يبت آل [ } وم

: آل مسلم مؤمن، فما ليس من اإلسالم، فليس مقبوال يوجب أن يكون اإليمان منه، وهؤالء يقولون : بيانه ] 85 : عمراناطن ي الب لما ف ان مس ؤمن، إذا آ لم م ل مس لم، وآ ؤمن مس ل م افر . آ ا الك ارج عن وأم ه خ اطن، فإن ي الب افق ف المن

. المؤمنين المستحقين للثواب باتفاق المسلمين

ن ة م د طائف لمين، إال عن ف المس ن طوائ د م د أح ا، وال عن ة وأئمته لف األم ن س د م د أح ؤمنين عن مون بم وال يسإذا : المرجئة، وهم الكرامية الذين قالوا ان إن اإليمان هو مجرد التصديق في الظاهر، ف ا وإن آ ان مؤمن ك آ فعل ذل

نهم / مكذبا في الباطن، وسلموا أنه معذب مخلد في اآلخرة، فنازعوا في اسمه ال في اس من يحكي ع حكمه، ومن النيهم اب والسنة . أنهم جعلوهم من أهل الجنة، وهو غلط عل ة للكت دعوها، مخالف ا بدعة ابت ه مؤمن ذا فتسميتهم ل ومع ه

. ذه البدعة الشنعاء هي التي انفرد بها الكرامية، دون سائر مقاالتهموإجماع سلف األمة، وه

ل : قال الجمهور من السلف والخلف اطن، ب بل هؤالء الذين وصفوا باإلسالم دون اإليمان، قد ال يكونون آفارا في البان؛ فكل مؤمن : وهؤالء يقولون . معهم بعض اإلسالم المقبول ا اإلسالم أوسع من اإليم لم مؤمن يس آل مس لم ول . مس

ون لم : ويقول ه وس ي صلى اهللا علي ول النب ؤمن، وال يسرق السارق حين ( : في ق ي وهو م ي حين يزن ي الزان ال يزنودوروا لإلسالم . ؛ أنه يخرج من اإليمان إلى اإلسالم ) يسرق وهو مؤمن، وال يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن

ى اإلسالم، وال يخرجه من : دارة أصغر منها في جوفها، وقالوادارة، ودوروا لإليمان ان إل إذا زنى خرج من اإليم . اإلسالم إلى الكفر

ان { : ودليل ذلك أن اهللا تبارك وتعالى قال دخل الإيم ا ي لمنا ولم وا أس ن قول وا ولك م تؤمن ل ل ا ق أعراب آمن ت ال ي قال ف

ما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم إني ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم ف ا ف م م ه يعل دينكم والل ه ب ون الل ل أتعلم ي سبيل الله أولئك هم الصادقون ق

لامك السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا عل يكم ي إس ن عل ه يم ل الل م ب . ] 17 : 14 : الحجرات [ } أن هداآم للإيمان إن آنتم صادقين

ا قرب ] لما [ وهذا الحرف ـ أي } لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم { : فقد قال تعالى ه م ، ينفي ب

د : ، ويقول ] لما [ : فيقول لمن ينتظر غائبا أي . وجوده، وانتظر وجوده، ولم يوجد بعد الوا . قد جاء لما يجيء بع ا ق : فلمل } آمنا { وا { : قي م تؤمن نهم } ل ان مرجو منتظر م ل اإليم د، ب ال . بع م ق ه ور { : ث وا الل تكم وإن تطيع ا يل وله ل ال : أي } س

ة الكم المثبت يئا { ينقصكم من أعم ان في : ، أي } ش د دخول اإليم و أرادوا طاعة اهللا ورسوله بع ه ل ذه الحال؛ فإن في هم ى طاعة اهللا ورسوله وه ابون عل ؤمنين يث وم أن الم ان من المعل رهم؛ إذ آ م وال لغي قلوبهم لم يكن في ذلك فائدة له

. المطاع يثاب، والمراد به المؤمن الذي يعرف أنه مؤمن، لم يكن فيه فائدة جديدة : فإذا قيل لهم . وا مقرين بهآان

تكم { : و أيضا، فالخطاب لهؤالء المخاطبين قد أخبر عنهم لما يدخل في قلوبهم وقيل لهم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلك } كم شيئامن أعمال ين ذل دلول الخطاب، فب فلو لم يكونوا في هذه الحال مثابين على طاعة اهللا ورسوله لكان خالف م

الى ال تع نهم فق ذين أخرج هؤالء م ؤمنين ال ابوا { : أنه وصف الم م يرت م ل وله ث ه ورس وا بالل ذين آمن ون ال ا المؤمن إنمال ذرة } بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون وجاهدوا ، وهذا نعت محقق اإليمان، ال نعت من معه مثق

ت { : من إيمان، آما في قوله تعالى وبهم وإذا تلي ت قل ه وجل ر الل ذين إذا ذآ ون ال ا إنما المؤمن م إيمان ه زادته يهم آيات علم المؤم ـئك ه ون أول اهم ينفق ا رزقن الة ومم ون الص ذين يقيم ا وعلى ربهم يتوآلون ال ون حق ال [ } ن ه ] 4 : 2 : األنف ،وقول

Page 153: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

تأذنوه إن ال إنما المؤمنون الذي { : تعالى ى يس ذهبوا حت م ي امع ل ر ج ى أم ه عل انوا مع وله وإذا آ ه ورس ذين ن آمنوا باللوله ور [ } يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورس لم ] 62 : الن ه وس ه صلى اهللا علي ه قول ي حين ( : ، ومن ي الزان ال يزن

. وأمثال ذلك . ) يزني وهو مؤمن

ذين ال ة ال ى عن فساق أهل القبل ذي نف ان ال ذا اإليم و ه ؤالء األعراب،ه ي عن ه ان المنف ى أن اإليم ان عل دل البي فر ال وت الكف ان ال يقتضي ثب ذا اإليم ان، ونفى ه د يخلدون في النار،بل قد يكون مع أحدهم مثقال ذرة من إيم ذي يخل

. صاحبه في النار

درك ا في ال ا محض يس هو منافق ما ل ذا الموضع،ويعلم أن في المسلمين قس تباه في ه زول االش وبتحقق هذا المقام ييهم ل ف ذين قي ؤمنين ال ار،وليس هو من الم م { : األسفل من الن وله ث ه ورس وا بالل ذين آمن ون ال ا المؤمن ابوا إنم م يرت ل

ا { والمن الذين قيل فيهم } وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ون حق م المؤمن م } أولـئك ه فالهاب من هؤالء الصادقين المؤمنين حقا، وال من الذين يدخلون الج/ منافقون،وال هم ة بال عق ه طاعات ومعاص . ن ل ل ب

ار . وحسنات وسيئات ا يستوجب دخول الن ذا القسم . ومعه من اإليمان ما ال يخلد معه في النار، وله من الكبائر م وهه : قد يسميه بعض الناس اس في اسمه وحكم ه أول خالف ظهر في . الفاسق الملي، وهذا مما تنازع الن والخالف في

. سائل أصول الديناإلسالم في م

ة : فنقول ة من الفتن ين األم راق، وحصل ب ى الع لما قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وسار علي بن أبي طالب إلي ان النب ا، وآ ائفتين جميع ى الط ارقون عل ا هو مشهور، خرجت الخوارج الم فين م وم ص والفرقة يوم الجمل، ثم ي

ذه : م وذآر حكمهم، قال اإلمام أحمدصلى اهللا عليه وسلم قد أخبر به صح الحديث في الخوارج من عشرة أوجه، وهنن ل الس اديثهم أه ه، وروى أح دة أوج ا ع اري منه د، وروى البخ ة ألحم ي صحيحه موافق لم ف ا مس رة أخرجه العش

. والمسانيد من وجوه أخر

ال ومن أصح حديثهم حديث علي بن أبي طالب وأبي سعيد الخدري، ففي الصح ه ق ي طالب أن ن أب ي ب : يحين عن على من أن أآذب إذا حدثتكم عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم حديثا فواهللا ألن أخر من السماء إلى األرض، أحب إل

سيخرج ( : عليه، وإن حدثتكم فيما بيني وبينكم، فإن الحرب خدعة، وإني سمعت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقولي وم ف ان ق اجرهم، /آخر الزم انهم حن اوز إيم ة،ال يج ول البري ر ق ون من خي فهاء األحالم، يقول نان، س أحداث األس

وم تلهم ي د اهللا لمن ق را عن تلهم أج إن في ق يمرقون من الدين آما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، ف . ) القيامة

ة في آدم : وفي الصحيحين عن أبي سعيد قال يمن بذهيب بعث علي بن أبي طالب إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم من الال : فقسمها بين أربعة نفر، فقال رجل من أصحابه : مقروض، لم تحصل من ترابها فقال : آنا أحق بهذا من هؤالء، ق

ر السماء صباحا ومساء أال تأمنوني وأنا أمين ( : فبلغ ذلك النبي صلى اهللا عليه وسلم فقال أتيني خب ) من في السماء، يال : قال مر اإلزار، فق رأس، مش وق ال ة، محل ث اللحي ة، آ ز الجبه ا : فقام رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناش ي

ال ق اهللا، فق ول اهللا ات ك ( : رس ي اهللا ! ويل ل األرض أن يتق ال . ) ! ؟ أو لست أحق أه ن : ق د ب ال خال ى الرجل،فق م ول ثوآم من مصل يقول بلسانه ما ليس في : قال خالد ) ال،لعله أن يكون يصلي ( : فقال ؟ يا رسول اهللا،أال أضرب عنقه : الوليدا ) إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس؛وال أشق بطونهم ( فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم . قلبه ه : ل،ق م نظر إلي ث

ا ( : وهو مقف فقال دين آم ون من ال اجرهم، يمرق ا،ال يجاوز حن اب اهللا رطب ون آت إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتل . اللفظ لمسلم . ) لئن أدرآتهم ألقتلنهم قتل عاد ( : أظنه قال : قال ) يمرق السهم من الرمية

أن النبي صلى اهللا عليه وسلم ذآر قوما يكونون في أمته يخرجون في فرقة ولمسلم في بعض الطرق عن أبي سعيد؛ /

و سعيد . ) شر الخلق ـ أو من شر الخلق ـ يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق ( : من الناس، سيماهم التحليق، ثم قال ال أب : قا ثبت في الصحيح ) ى الحقتقتلهم أقرب الطائفتين إل ( : أنتم قتلتموهم يا أهل العراق، وفي لفظ له ، وهذا الحديث مع م

ي ن عل ائفتين ( : عن أبي بكرة أن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال للحسن ب ين ط ه ب يد، وسيصلح اهللا ب ذا س ي ه إن ابنان أحب ) عظيمتين من المؤمنين ه الحسن، آ ا فعل ائفتين آم ة، وأن اصطالح الط ، فبين أن آال الطائفتين آانت مؤمن

ي إلى ن أب ي ب ه، فعل أمورا ب م يكن م ا وإن ل ا، وأن اقتتالهم لم من اقتتالهم اهللا ـ سبحانه ـ ورسوله صلى اهللا عليه وس

Page 154: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

لم؛ولذلك ه وس ه صلى اهللا علي ا أمر ب ال الخوارج مم طالب وأصحابه أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه، وإن قت . اتفق على قتالهم الصحابة واألئمة

ه : لهم أسماء، يقال لهم وهؤالء الخوارج ال ل م : الحرورية ألنهم خرجوا بمكان يق ال له روان؛ : حروراء،ويق أهل النه

دات : ومن أصنافهم . ألن عليا قاتلهم هناك ن األزرق،والنج افع ب اع ن ة أتب ن أباض،واألزارق د اهللا ب األباضية أتباع عب . أصحاب نجدة الحروري

هم أول من آفر أهل القبلة بالذنوب، بل بما يرونه هم من الذنوب، واستحلوا دماء أهل القبلة بذلك، فكانوا آما نعتهم و

ن ) يقتلون أهل اإلسالم، ويدعون أهل األوثان ( / : النبي صلى اهللا عليه وسلم ان ب ب، وعثم ي طال ن أب ي ب روا عل ، وآفان هو عفان ومن واالهما، وقتلوا علي ابن أبي ط نهم، وآ رادي م م الم ن ملج رحمن ب الب مستحلين لقتله، قتله عبد ال

ال هؤالء اس إال مؤمن : وغيره من الخوارج مجتهدين في العبادة، لكن آانوا جهاال فارقوا السنة والجماعة، فق ا الن مم أو آافر، والمؤمن من فعل جميع الواجبات وترك جميع المحرمات، فمن لم يكن آذلك فهو آ ار، ث د في الن افر، مخل

. إن عثمان وعليا ونحوهما حكموا بغير ما أنزل اهللا وظلموا فصاروا آفارا : جعلوا آل من خالف قولهم آذلك، فقالوا

ان و آ ه، ول د السارق دون قتل إن اهللا ـ سبحانه ـ أمر بقطع ي ومذهب هؤالء باطل بدالئل آثيرة من الكتاب والسنة؛ فاقتلوه ( : وجب قتله؛ألن النبي صلى اهللا عليه وسلم قالآافرا مرتدا ل ه ف دل دين ال . ) من ب لم إال ( : وق ال يحل دم امرئ مسة ) آفر بعد إسالم،وزنا بعد إحصان،أو قتل نفس يقتل بها : بإحدى ثالث ة مائ وأمر ـ سبحانه ـ بأن يجلد الزاني والزاني

ه، جلدة ولو آانا آافرين ألمر بقتل هما،وأمر ـ سبحانه ـ بأن يجلد قاذف المحصنة ثمانين جلدة،ولو آان آافرا ألمر بقتللم في صحيح ه وس ه صلى اهللا علي د ثبت عن ل ق ه، ب م يقتل د شارب الخمر ول لم يجل ه وس ي صلى اهللا علي وآان النب

لم البخاري وغيره، أن رجال آان يشرب الخمر، وآان اسمه عبد اهللا حمارا، وآان يضح ه وس ي صلى اهللا علي ك النبلم ه وس ي صلى اهللا علي ال النب ه رجل، فق ه يحب اهللا ( / : وآان آلما أتى به إليه جلده،فأتى به إليه مرة فلعن ه فإن ال تلعن

. ، فنهى عن لعنه بعينه وشهد له بحب اهللا ورسوله، مع أنه قد لعن شارب الخمر عموما ) ورسوله

ه على أن األمر بقتل الشارب في الثالثة والرابعة منسوخ؛ ألن هذا أتى به ثالث مرات، وقد وهذا من أجود ما يحتج بيجوز قتله إذا رأى اإلمام : أعيا األئمة الكبار جواب هذا الحديث، ولكن نسخ الوجوب ال يمنع الجواز، فيجوز أن يقال

ا في أصح قولي العلماء، آما هو مذهب الشافعي المصلحة في ذلك، فإن ما بين األربعين إلى الثمانين ليس حدا مقدرد ا عن ام فيفعله اد اإلم ى اجته ع إل انين ترج ى الثم ين إل ى األربع ادة عل ل الزي روايتين، ب دى ال ي إح د ف وأحمراف ال وأط د والنع ارب بالجري د الش وز جل ه يج ذلك صفة الضرب، فإن ر، وآ واع التعزي ن أن المصلحة،آغيرها م

. قتله في الرابعة من هذا الباب : والقاذف فيجوز أن يقالالثياب، بخالف الزاني

ال أخرى { : وأيضا فإن اهللا ـ سبحانه ـ ق ى ال داهما عل ت إح إن بغ ا ف لحوا بينهم وا فأص ؤمنين اقتتل ن الم ان م وإن طائفتطين إن فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء ب المقس ه يح طوا إن الل دل وأقس ا بالع لحوا بينهم اءت فأص إن ف ه ف ر الل ا إلى أم م

. بينهم فقد وصفهم باإليمان واألخوة، وأمرنا باإلصالح ] 10، 9 : الحجرات [ } المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم

يهم، ورووا عن ة أمر الخوارج، تكلمت الصحابة ف يهم، / فلما شاع في األم لم األحاديث ف ه وس ي صلى اهللا علي النبوبينوا ما في القرآن من الرد عليهم، وظهرت بدعتهم في العامة، فجاءت بعدهم المعتزلة ـ الذين اعتزلوا الجماعة بعد

دون في : د، وواصل بن عطاء الغزال، وأتباعهما ـ فقالوا عمرو بن عبي : موت الحسن البصري وهم ائر مخل أهل الكبفاعة روا ش زلتين، وأنك ين من ة ب زلهم منزل ل فساق، نن النار، آما قالت الخوارج، وال نسميهم ال مؤمنين وال آفارا، ب

دخلها د أن ي ار بع ه، وأن يخرج من الن الوا . النبي صلى اهللا عليه وسلم ألهل الكبائر من أمت اس إال رجالن : ق ا الن : م . آافر، وفاسق، ولم يوافقوا الخوارج على تسميتهم آفارا : سعيد ال يعذب، أو شقي ال ينعم، والشقي نوعان

ه،وآافر ال : فيقال لهم . وهؤالء يرد عليهم بمثل ما ردوا به على الخوارج ى مؤمن ال ذنب ل اس إل آما أنهم قسموا الن

ا محبطة وهو حسنة له، ق سمتم الناس إلى مؤمن ال ذنب له، وإلى آافر وفاسق ال حسنة له،فلو آانت حسنات هذا آلهه بخالف د أظهر دين ذا ق إن ه د، ف ا يستحقها المرت ل واالسترقاق، آم مخلد في النار، الستحق المعاداة المحضة بالقت

، فجعل ما ] 48 : النساء [ } فر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاءإن الله ال يغ { : وقد قال تعالى في آتابه . المنافق . دون ذلك الشرك معلقا بمشيئته

Page 155: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ين ه ب رق في حق ة / وال يجوز أن يحمل هذا على التائب فإن التائب ال ف ال ـ سبحانه ـ في اآلي ا ق ره، آم الشرك وغي

ذنوب جميع قل يا ع { : األخرى ر ال ] 53 : الزمر [ } ابادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغف . فهنا عمم وأطلق؛ ألن المراد به التائب، وهناك خص وعلق

إذ ثم أورثنا الكتاب الذي { : وقال تعالى الخيرات ب ابق ب ن ن اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم س

ب ولؤل ن ذه اور م ن أس الوا ؤاالله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها يحلون فيها م ر وق ا حري هم فيه ولباسن فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة م

] 35 : 32 : فاطر [ } فيها لغوب

ة أصناف اب واصطفاها ثالث ا الكت ي أورثه ة الت الخيرات، : فقد قسم ـ سبحانه ـ األم الم لنفسه، ومقتصد، وسابق ب ظل ذآورة في حديث جبري ثالث الم ان [ و ] اإلسالم [ : وهؤالء الثالثة ينطبقون على الطبقات ال ا ] اإلحسان [ و ] اإليم ، آم

. سنذآره إن شاء اهللا علوم أن الظالم لنفسه إن أريد به من اجتنب الكبائر والتائب من جميع الذنوب فذلك مقتصد أو سابق، فإنه ليس أحد وم

ا يئات، آم ه الس ائر آفرت عن من بني آدم يخلو عن ذنب، لكن من تاب آان مقتصدا، أو سابقا، آذلك من اجتنب الكبالى ال تع ا ت { : ق آئر م وا آب يئاتكمإن تجتنب نكم س ر ع ه نكف ون عن اء [ } نه ه ] 31 : النس الم لنفس اك ظ ون هن د أن يك ، فالب

دنيا : موعود بالجنة ولو بعد عذاب يطهر من الخطايا، فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم ذآر أن ما يصيب المؤمن في الال /ي الصحيحين من المصائب مما يجزي به، ويكفر عنه خطاياه، آما ف ه ق ا يصيب ( : عنه صلى اهللا عليه وسلم أن م

ن ا م ر اهللا به اآها، إال آف وآة يش ى الش م، وال أذى، حت زن، وال غ م وال ح ب، وال ه ب وال نص ن وص ؤمن م الما رسول : قال أبو بكر ] 123 : النساء [ } همن يعمل سوءا يجز ب { : ،وفي المسند وغيره أنه لما نزلت هذه اآلية ) خطاياه ي

ألست تصيبك الألواء ؟ ألست تحزن ؟ يا أبا بكر، ألست تنصب ( : اهللا، جاءت قاصمة الظهر، وأينا لم يعمل سوءا، فقال . ) فذلك مما تجزون به ؟

ي وأيضا، فقد تواترت األحاديث عن النبي صلى اهللا عليه وسلم في أن ا، وأن النب ه يخرج أقوام من النار بعد ما دخلوه

ائفتين . صلى اهللا عليه وسلم يشفع في أقوام دخلوا النار ة [ : وهذه األحاديث حجة على الط ون ] الوعيدي ذين يقول من : الة [ دخلها من أهل التوحيد لم يخرج منها، وعلى ة الواقف ون ] المرجئ ذين يقول دخ : ال دري هل ي د ال ن ل من أهل التوحي

ره ! ؟ النار أحد، أم ال ذآر عن غالة . آما يقول ذلك طوائف من الشيعة واألشعرية، آالقاضي أبي بكر وغي ا ي ا م وأمه : المرجئة أنهم قالوا ذآر عن م ي ى العل لن يدخل النار من أهل التوحيد أحد، فال نعرف قائال مشهورا من المنسوبين إل

. هذا القول ه يحب اهللا ورسوله، ونهى عن وأي ود مرات بأن د شهد لشارب الخمر المجل لم ق ه وس ي صلى اهللا علي ضا، فإن النب

المؤمنين آان / وأيضا، فإن الذين قذفوا عائشة أم . لعنته، ومعلوم أن من أحب اهللا ورسوله أحبه اهللا ورسوله بقدر ذلكنكم { : ل اهللا فيه لما حلف أبو بكر أال يصله فيهم مسطح بن أثاثة، وآان من أهل بدر، وقد أنز ل م وا الفض ل أول ا يأت ول

فحوا م والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساآين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليص ه لك ر الل ون أن يغف ا تحب } أليهم : وإن قيل . ] 22 : النور [ نهم، والصفح واإلحسان إل العفو ع إن مسطحا وأمثاله تابوا، لكن اهللا لم يشرط في األمر ب

وآذلك حاطب بن أبي بلتعة آاتب المشرآين بأخبار النبي صلى اهللا عليه وسلم، فلما أراد عمر قتله، قال النبي . التوبةد غفرت : إنه قد شهد بدرا، وما يدريك أن اهللا قد اطلع على أهل بدر، فقال ( : صلى اهللا عليه وسلم ئتم، فق ا ش اعملوا م

. ) لكم

ايع تحت الشجرة ( : وآذلك ثبت عنه صلى اهللا عليه وسلم في الصحيح أنه قال ذه النصوص ) ال يدخل النار أحد ب وهك الحسنات ورة بتل يئات مغف ذا، والحديث تقتضي أن الس ك به ة، وإال فال اختصاص ألولئ ك توب ع ذل م يشترط م ول

ك من خصائصه : وإذا قيل . يقتضي المغفرة بذلك العمل م يكن ذل إن هذا ألن أحدا من أولئك لم يكن له إال صغائر، لة وأن هذا يستلزم تجويز الكبيرة من هؤالء المغفور لهم، وأيضا قد دلت نصوص الكتاب وا . أيضا لسنة على أن عقوب

: الذنوب تزول عن العبد بنحو عشرة أسباب

Page 156: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة { / : التوبة،وهذا متفق عليه بين المسلمين، قال تعالى : أحدهاالى ] 53 : الزمر [ } ا إنه هو الغفور الرحيمالله إن الله يغفر الذنوب جميع ة { : ، وقال تع ل التوب و يقب ه ه وا أن الل م يعلم أل

هو الذي يقبل التوبة عن عباده و { : ، وقال تعالى ] 104 : التوبة [ } عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم . وأمثال ذلك . ] 25 : الشورى [ } ويعفو عن السيئات

ال : السبب الثاني ه ق لم أن ه وس ال ( : االستغفار، آما في الصحيحين عن النبي صلى اهللا علي ا فق د ذنب أي : إذا أذنب عب

دي : فقال . يرب، أذنبت ذنبا فاغفرل د غفرت لعب ه ق ذنب ويأخذ ب ر ال ا يغف ه رب ا آخر، . علم عبدي أن ل م أذنب ذنب ثدي، : أي رب، أذنبت ذنبا آخر فاغفره لي، فقال ربه : فقال د غفرت لعب ه، ق ذنب ويأخذ ب ر ال علم عبدي أن له ربا يغف

اء ( : مسلم عنه أنه قال ، قال ذلك في الثالثة، أو الرابعة، وفي صحيح ) فليفعل ما شاء م، ولج لو لم تذنبوا، لذهب اهللا بك . ) بقوم يذنبون، ثم يستغفرون فيغفر لهم

ة ( : االستغفار هو مع التوبة، آما جاء في حديث : وقد يقال على هذا الوجه وم مائ ما أصر من استغفر، وإن عاد في الي

ان مع بل االستغفار بدون التو : ،وقد يقال ) مرة تغفار إذا آ ذا االس إن ه ه موضع آخر، ف ذا ل ع، وبسط ه بة ممكن واقم د يحصل له ذين ق تغفرين، ال التوبة مما يحكم به عام في آل تائب، وإن لم يكن مع التوبة فيكون في حق بعض المس

ول أن ق ة ب ديث البطاق ي ح ا ف ذنوب، آم و ال ا يمح ة م ية واإلناب ن الخش تغفار م د االس ه : عن ك إ/ ال إل ت بتل ال اهللا ثقلا حصل في ر للبغي بسقى الكلب لم ا غف يئات، وآم ذي يمحو الس السيئات؛ لما قالها بنوع من الصدق واإلخالص ال

. قلبها إذ ذاك من اإليمان، وأمثال ذلك آثير

الى : السبب الثالث ال تع ا ق ة، آم ار و { : الحسنات الماحي ي النه الة طرف م الص ذهبن وأق نات ي ل إن الحس ن اللي ا م زلفـيئات ود [ } الس لم ] 114 : ه ه وس لى اهللا علي ال ص ى ( : ، وق ان إل ة، ورمض ى الجمع ة إل س، والجمع لوات الخم الص

، ) ابا غفر له ما تقدم من ذنبهمن صام رمضان إيمانا واحتس ( : ، وقال ) رمضان، مكفرات لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائره ( : وقال دم من ذنب ا تق ال ) من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له م ق ( : ، وق م يفس ث ول م يرف ذا البيت فل من حج ه

ا الصالة والصيام وال ( : ،وقال ) رجع من ذنوبه آيوم ولدته أمه ده، تكفره صدقة واألمر فتنة الرجل في أهله وماله وولى ( : وقال . ) بالمعروف والنهي عن المنكر ار حت ه من الن ا عضوا من من أعتق رقبة مؤمنة، أعتق اهللا بكل عضو منه

ال . وهذه األحاديث وأمثالها في الصحاح . ) فرجه بفرجه ار، والحسد ( : وق اء الن ا يطفئ الم ة آم الصدقة تطفئ الخطيئ . ) ار الحطبيأآل الحسنات آما تأآل الن

د جاء : وسؤالهم على هذا الوجه أن يقولوا ا ق ة، آم ر إال بالتوب الحسنات إنما تكفر الصغائر فقط، فأما الكبائر فال تغف

: ،فيجاب عن هذا بوجوه ) ما اجتنبت الكبائر ( : في بعض األحاديث الى أن هذا الشرط جاء في الفرائض، آالصلوات الخمس، والجم : أحدها/ ك أن اهللا تع ة، وصيام شهر رمضان، وذل ع

ر ] 31 : النساء [ } إن تجتنبوا آبآئر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم { : يقول ائر مقتضية لتكفي ، فالفرائض مع ترك الكبو ا ث د أن يكون له ول السيئات، وأما األعمال الزائدة من التطوعات فالب إن اهللا ـ سبحانه ـ يق ل { : اب آخر، ف ن يعم فم

. ] 8، 7 : الزلزلة [ } مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره

ه : الثاني ا في قول ائر، آم د تكون مع الكب رة ق أن المغف ه أنه قد جاء التصريح في آثير من األحاديث ب صلى اهللا عليد أوجب : وفي السنن . ) غفر له وإن آان فر من الزحف ( : وسلم ا ق . أتينا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم في صاحب لنار ( : فقال ه من الن ي ذر . ) اعتقوا عنه، يعتق اهللا بكل عضو منه عضوا من ا، ( : وفي الصحيحين في حديث أب وإن زن

. ) وإن سرق

م ( : أن قوله ألهل بدر ونحوهم : الثالث د غفرت لك ئتم فق ا ش وا م رة مع ) اعمل ى المغف ى الصغائر، أو عل إن حمل علرهم ين غي نهم وب رق بي م يكن ف ر إال . التوبة ل ر ال يغف م أن الكف د عل ا ق ر، لم ى الكف ا ال يجوز حمل الحديث عل فكم . ئر المكفرة باجتناب الكبائربالتوبة، ال يجوز حمله على مجرد الصغا

ل / أن أول ما يحاسب عليه العبد من ( : أنه قد جاء في غير حديث : الرابع ا وإال قي : عمله يوم القيامة الصالة، فإن أآمله

ذلك ه آ ائر أعمال م يصنع بس ه الفريضة، ث ه تطوع أآملت ب ك . ) انظروا، هل له من تطوع، فإن آان ل وم أن ذل ومعل

Page 157: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ك ا ين ذل رق ب ذ ـ ال ف ه ـ حينئ ران، وألن ى جب اج إل رك المستحب ال يحت لنقص المكمل ال يكون لترك مستحب، فإن تة . المستحب المتروك والمفعول، فعلم أنه يكمل نقص الفرائض من التطوعات ل النافل افي من أن اهللا ال يقب وهذا ال ين

أل ه، حتى تؤدى الفريضة، مع أن هذا لو آان معارضا ل ذا غريب رفع ه أثبت وأشهر، وه ديم األول ألن ول لوجب تق . ] رسالته في الصالة [ وإنما المعروف أنه في وصية أبي بكر لعمر، وقد ذآره أحمد في

ومعلوم أنه ال يثاب على النافلة حتى تؤدى الفريضة، فإنه إذا فعل النافلة . وذلك ألن قبول النافلة يراد به الثواب عليها

ة ال تكون إال : فلم يكن فيها ثواب نافلة، ولهذا قال بعض السلف . نقص الفريضة آانت جبرا لها وإآماال لها مع النافلأول رة، وت ى المغف اج إل ره يحت أخر، وغي ا ت ه وم لرسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم؛ ألن اهللا قد غفر له ما تقدم من ذنب

ك ومن الليل فت { : على هذا قوله ة ل ام . ] 79 : اإلسراء [ } هجد به نافل ة مق وم النافل ة وضيع فريضة تق يس إذا فعل نافل ول . الفريضة مطلقا، بل قد تكون عقوبته على ترك الفريضة أعظم من ثواب النافلة

النص : فإن قيل ا ب ه أن يصليها إذا ذآره دل من العبد إذا نام عن صالة أو نسيها، آان علي ا ب ان له و آ اع، فل واإلجم

يمكنه / إذا آان العبد : هذا يقال في جميع مسقطات العقاب، فيقال : هذا خطأ، فإن قيل : قيل . التطوعات لم يجب القضاءذلك رك المحظور؛ ألن اإلخالل ب أمور ويت ه أن يفعل الم د علي وم أن العب رفع العقوبة بالتوبة لم ينه عن الفعل، ومعل

ة، وإن سبب ل لذم والعقاب، وإن جاز مع إخالله أن يرتفع العقاب بهذه األسباب، آما عليه أن يحتمى من السموم القاتلا . آان مع تناوله لها يمكن رفع ضررها بأسباب من األدوية اهم عم ا يصلحهم، ونه رهم بم واهللا عليم حكيم رحيم، أمع الضرر يفسدهم، ثم إذا وقعوا في أسباب الهالك لم يؤيسهم من ى رف ا إل بابا يتوصلون به م أس ل جعل له ه، ب رحمت

ؤمر : عنهم؛ ولهذا قيل ذا ي إن الفقيه آل الفقيه الذي ال يؤيس الناس من رحمة اهللا، وال يجرئهم على معاصى اهللا؛ ولهال تب، : ثم أعود، قال : تب، قال : قال . إني أذنب : العبد بالتوبة آلما أذنب، قال بعضهم لشيخه ال : ق م أعود، ق ب، : ث ت

ال . إلى أن تحزن الشيطان : قال ! ؟ إلى متى : قال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ي عن النب إن اهللا ( : وفي المسند عن عل . ) يحب العبد المفتن التواب

ع وأيضا، فإن من نام عن صالة، أو نسيها فصالته إذا استيقظ أو ذآرها آفارة ل ة ويرتف ها، تبرأ بها الذمة من المطالب

ام ه مق وم ثواب ذي يق عنه الذم والعقاب، ويستوجب بذلك المدح والثواب، وأما ما يفعله من التطوعات فال نعلم القدر الا، فال يكون ك صار واجب ام ذل وم مق ا يق ه أمر بم در أن م إذا ق ات، ث ذلك، ولو علم فقد ال يمكن فعله مع سائر الواجب

الى في الحديث الصحيح تطوع ال تع ل ( : ا والتطوعات شرعت لمزيد التقرب إلى اهللا، آما ق دي بمث ى عب ا تقرب إل مرائض / . ، الحديث ) أداء ما افترضت عليه، وال يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا لم يكن العبد قد أدى الف

ه ا ل، وال يظلم ه مقصود النواف م يحصل ل ر، ل ا أم ن آم ا م ام نظيره ا مق ل يقيمه ال ذرة، ب م مثق إن اهللا ال يظل هللا، فاهم نا،وإن وف ان عادال محس م آ اهم وتطوع له إن وف الفرائض، آمن عليه ديون ألناس يريد أن يتطوع لهم بأشياء، ف

لواجب ولم يتطوع آان عادال،وإن أعطاهم ما يقوم مقام دينهم وجعل ذلك تطوعا،آان غالطا في جعله،بل يكون من ا . الذي يستحقونه

ل، ! ومن العجب أن المعتزلة يفتخرون بأنهم أهل التوحيد، والعدل تلزم التعطي ا يس وا الصفات نفي وهم في توحيدهم نف

ره، ومن : واإلشراك، وأما العدل الذي وصف اهللا به نفسه، فهو أال يظلم مثقال ذرة، وأنه من يعمل مثقال ذرة خيرا يم يعمل مثقال ذرة ذا من الظل ائر، وه ذنب واحد من الكب ا ب ه حابط شرا يره، وهم يجعلون جميع حسنات العبد وإيمان

ذيب الذي نزه اهللا نفسه عنه، فكان وصف الرب ـ سبحانه ـ بالعدل الذي وصف به نفسه أولى من جعل العدل هو التك . بقدر اهللا

ة أن اهللا لم يجعل شيئا يحبط جميع الحسنات : الخامس يئات إال التوب ع الس يئا يحبط جمي . إال الكفر، آما أنه لم يجعل ش

الى ن { : والمعتزلة، مع الخوارج يجعلون الكبائر محبطة لجميع الحسنات حتى اإليمان، قال اهللا تع نكم ع دد م ن يرت ومي الهم ف ت أعم ـئك حبط افر فأول و آ ت وه ه فيم دون دين ا خال م فيه ار ه حاب الن ـئك أص رة وأول دنيا واآلخ } ال

ال ] 217 : البقرة [ ه، وق د عدم ، فعلق الحبوط بالموت على الكفر، وقد ثبت أن هذا ليس بكافر،و المعلق بشرط يعدم عنوانهم { : ، وقال تعالى لما ذآر األنبياء ] 5 : المائدة [ } ومن يكفر باإليمان فقد حبط عمله { / : تعالى اتهم وإخ ومن آبائهم وذري

انوا و أشرآوا لحبط ع واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ول ا آ نهم مرين { : ، وقال ] 88، 87 : األنعام [ } يعملون ن الخاس ونن م ه ] 65 : الزمر [ } لئن أشرآت ليحبطن عملك ولتك ، مطابق لقولزم من ، ف ] 48 : النساء [ } إن الله ال يغفر أن يشرك به { : تعالى ار، ل ود في الن ه موجب للخل ر وأن إن اإلشراك إذا لم يغف

Page 158: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه أنهم { : ذلك حبوط حسنات صاحبه، ولما ذآر سائر الذنوب غير الكفر لم يعلق بها حبوط جميع األعمال، وقول ك ب ذلواتكم { : ، ألن ذلك آفر، وقوله تعالى ] 28 : محمد [ } اتبعوا ما أسخط الله وآرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم وا أص ا ترفع ل

تم الكم وأن بط أعم بعض أن تح كم ل عرون فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول آجهر بعض ا تش ؛ ] 2 : الحجرات [ } لد يتضمن ا اهم عن ألن ذلك ق ة أن يحبط، أو خشية أن يحبط، فنه دري، آراهي وط وصاحبه ال ي ر فيقتضي الحب لكف

. ذلك؛ ألنه يفضي إلى الكفرالمقتضى للحبوط

المعاصي بريد الكفر، فينهى عنها خشية أن تفضي : وال ريب أن المعصية قد تكون سببا للكفر، آما قال بعض السلفا ال تع ا ق بط، آم ر المح ى الكف يم { : لىإل ذاب أل يبهم ع ة أو يص يبهم فتن ره أن تص ن أم الفون ع ذين يخ ذر ال } فليح

. ، وإبليس خالف أمر اهللا فصار آافرا، وغيره أصابه عذاب أليم ] 63 : النور [

الوا /، ] 27 : المائدة [ } قبل الله من المتقينإنما يت { : وقد احتجت الخوارج،والمعتزلة بقوله تعالى يس : ق رة ل فصاحب الكبيان فيستحق ه إيم ان، فال يكون مع نة، وأعظم الحسنات اإليم ه حس ال، فال يكون ل من المتقين، فال يتقبل اهللا منه عم

اول : الكفر، فقالوا لهم الخلود في النار، وقد أجابتهم المرجئة، بأن المراد بالمتقين، من يتقي اسم المتقين في القرآن يتندر { : المستحقين للثواب، آقوله تعالى ك مقت د ملي دق عن د ص ي مقع ر ف ات ونه ي جن ، ] 55، 54 : القمر [ } إن المتقين ف

م وأيضا فابنا آدم حين قربا قربانا، لم يكن المقرب المردود ق ربانه حينئذ آافرا، وإنما آفر بعد ذلك، إذ لو آان آافرا لإطالق لفظ م يخافوا،وأيضا ف ر ل ا من يتقى الكف د به و أري ة ول ذه اآلي افون من ه ا زال السلف يخ يتقرب، وأيضا فم

. المتقين، والمراد به من ليس بكافر، ال أصل له في خطاب الشارع، فال يجوز حمله عليه

الى : حيحوالجواب الص ه تع ن عياض في قول م { : أن المراد من اتقى اهللا في ذلك العمل، آما قال الفضيل ب وآم أيك ليبلا ن عمل ك [ } أحس ال ] 2 : المل ل : ق ا أخلصه، وأصوبه : أخلصه، وأصوبه، قي ي، م ا عل ا أب ال ؟ ي ان : ق إن العمل إذا آ

ا صوابا، والخالص أن خالصا ولم يكن صوابا ل ى يكون خالص ل، حت م يقب م يقبل، وإذا آان صوابا ولم يكن خالصا لا في الحديث ك، آم ه ذل ل من م يقب اء ـ ل ر اهللا ـ آأهل الري نة، فمن عمل لغي ى الس يكون هللا، والصواب أن يكون عل

ه، أنا أغنى الشرآاء عن الشرك، من عمل عمال ( : الصحيح يقول اهللا ـ عز وجل أشرك معي فيه غيري فأنا بريء منال يقبل اهللا صالة بغير طهور،وال صدقة من ( : وقال صلى اهللا عليه وسلم في الحديث الصحيح . ) وهو آله للذي أشرآه

ه ( : ، وقال في الحديث الصحيح ) حائض إال بخمار/ ال يقبل اهللا صالة ( : ، وقال ) غلول يس علي ال ل ا من عمل عم أمرنلم . أي فهو مردود غير مقبول ) فهو رد ه وس ل . فمن اتقى الكفر وعمل عمال ليس عليه أمر النبي صلى اهللا علي م يقب ل

. منه، وإن صلى بغير وضوء لم يقبل منه؛ ألنه ليس متقيا في ذلك العمل، وإن آان متقيا للشرك

ون [ } وا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعونوالذين يؤتون ما آت { : وقد قال تعالى ، وفي حديث عائشة عن ] 6 : المؤمنر، ويخاف أن يعذب : النبي صلى اهللا عليه وسلم أنها قالت ي ويسرق، ويشرب الخم ؟ يا رسول اهللا، أهو الرجل يزن

. ) ويصوم ويتصدق، ويخاف أال يقبل منهال يا ابنة الصديق، ولكنه الرجل يصلي ( : قال

ذا أظهر الوجوه في أمور، وه وخوف من خاف من السلف أال يتقبل منه، لخوفه أال يكون أتى بالعمل على وجهه المول أحدهم ا مؤمن إن شاء اهللا، وصليت إن شاء اهللا؛ : استثناء من استثنى منهم في اإليمان، وفي أعمال اإليمان آق أن

راد لخوف أال ه من التصديق، ال يجوز أن ي ا بقلب يكون آتى بالواجب على الوجه المأمور به، ال على جهة الشك فيمان : باآلية إن آ ا، ف يس متقي أن اهللا ال يقبل العمل إال ممن يتقي الذنوب آلها؛ ألن الكافر والفاسق حين يريد أن يتوب ل

ل، قبول العمل مشروطا بكون الفاعل حين فعله ال ذنب وى في العم ا إذا اشترط التق ة،بخالف م له، امتنع قبول التوبر، ى الخي م يخلص من / فإن التائب حين يتوب يأتي بالتوبة الواجبة، وهو حين شروعه في التوبة منتقل من الشر إل ل

. الذنب، بل هو متق في حال تخلصه منه

ك وأيضا، فلو أتى اإلنسان بأعمال البر وهو مصر على آبيرة، ه تل ثم تاب، لوجب أن تسقط سيئاته بالتوبة، وتقبل من . الحسنات، وهو حين أتى بها آان فاسقا

اء ل إسالمه مع بق وأيضا، فالكافر إذا أسلم وعليه للناس مظالم من قتل، وغصب، وقذف ـ وآذلك الذمي إذا أسلم ـ قب

رة ل إال ممن ال آبي واحش مظالم العباد عليه، فلو آان العمل ال يقب وب من الف ى يت ذمي حت م يصح إسالم ال ه، ل عليوب والمظالم، بل يكون مع إسالمه مخلدا، وقد آان الناس مسلمين على عهد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، ولهم ذن

Page 159: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ا ثبت في الصحيح . معروفة وعليهم تبعات، فيقبل إسالمهم، ويتوبون إلى اهللا ـ سبحانه ـ من التبعات رة أن المغ : آم ين مسعود ا جاء عروة ب لم، فلم بن شعبة لما أسلم وآان قد رافق قوما في الجاهلية فغدر بهم، وأخذ أموالهم وجاء فأس

ال رة بالسيف فق ه المغي لم بالسيف، دفع ه وس ي صلى اهللا علي ى رأس النب ذا : عام الحديبية، والمغيرة قائم عل ؟ من هال : فقالوا ا : ابن أختك المغيرة، فق درتك ي در، ألست أسعى في غ لم ؟ غ ه وس ي صلى اهللا علي ال النب ا اإلسالم ( : فق أم

ه { : ، وقد قال تعالى ) فأقبله، وأما المال فلست منه في شيء دون وجه ي يري وال تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشالمين ما عليك من حسابه ام [ } م من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظ الوا ] 52 : األنع / ، وق

ابه { : لنوح ون إن حس انوا يعمل ا آ ي بم ا علم ال وم أرذلون ق ك ال ك واتبع عرون قالوا أنؤمن ل و تش ي ل ى رب ا عل } م إلال يصح إسالمك حتى ال يكون عليك : ، وال نعرف أحدا من المسلمين جاءه ذمي يسلم فقال له ] 113 : 111 : الشعراء [

. ذنب، وآذلك سائر أعمال البر من الصالة والزآاة

ك عن دعاء المؤمنين للمؤ : السبب الرابع ـ الدافع للعقاب ـ ن مال ه، فعن عائشة وأنس ب من، مثل صالتهم على جنازتم يشفعون إال شفعوا ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ة، آله ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائ

فيقوم على جنازته ما من رجل مسلم يموت ( : سمعت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول : وعن ابن عباس قال . ) فيهفال يجوز أن تحمل . وهذا دعاء له بعد الموت . رواهما مسلم ) أربعون رجال ال يشرآون باهللا شيئا،إال شفعهم اهللا فيه

فعلم . المغفرة على المؤمن التقى الذي اجتنب الكبائر، وآفرت عنه الصغائر وحده،فإن ذلك مغفور له عند المتنازعين . أسباب المغفرة للميت أن هذا الدعاء من

ه بنصوص السنة الصحيحة : السبب الخامس ع ب ذا ينتف إن ه ا، ف ر، آالصدقة ونحوه ال الب ا يعمل للميت من أعم م

ال ه ق ه صيام صام ( : الصريحة، واتفاق األئمة وآذلك العتق، والحج،بل قد ثبت عنه في الصحيحين أن من مات وعليذر من ،وثبت مثل ذلك في ا ) عنه وليه ه / لصحيح من صوم الن ذا بقول وأن { : وجوه أخرى، وال يجوز أن يعارض ه

: لوجهين ] 39 : النجم [ } ليس للإنسان إلا ما سعى

ة، : أحدهما دعاء المالئك يس من سعيه، آ ا ل ع بم أنه قد ثبت بالنصوص المتواترة وإجماع سلف األمة أن المؤمن ينتفتغفرون { : رهم له، آما في قوله تعالىواستغفا ه ويس ون ب م ويؤمن د ربه الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحم

الى . ] 7 : غافر [ اآلية } للذين آمنوا ه تع ا في قول تغفارهم، آم ؤمنين واس التك و { : ودعاء النبيين والم يهم إن ص ل عل صه { : ، وقوله سبحانه ] 103 : التوبة [ } سكن د الل ات عن ق قرب ا ينف ذ م ر ويتخ وم اآلخ ه والي ؤمن بالل ن ي راب م ن األع وم

ول لوات الرس ة [ } وص ل ] 99 : التوب ز وج ه ع ات واس { : ،وقول ؤمنين والمؤمن ذنبك وللم د [ } تغفر ل دعاء ] 19 : محم ، وآ . المصلين للميت، ولمن زاروا قبره من المؤمنين

ا : الثاني أن اآلية ليست في ظاهرها إال أنه ليس له إال سعيه، وهذا حق، فإنه ال يملك وال يستحق إال سعى نفسه، وأم

ره فال يملك باب سعى غي اده بأس رحم عب ا ي ه دائم ا أن ه، آم ه ب ه اهللا ويرحم ع أن ينفع ذا ال يمن تحقه، لكن ه ه وال يسك . خارجة عن مقدورهم ى تل اد؛ ليثيب أولئك عل ا العب اد بأسباب يفعله رحم العب ه ي ه ورحمت وهو ـ سبحانه ـ بحكمت

دعوة، ( : لم أنه قالفيرحم الجميع آما في الحديث الصحيح عنه صلى اهللا عليه وس . األسباب ه ب ما من رجل يدعو ألخيك : إال وآل اهللا به ملكا، آلما دعا ألخيه قال الملك الموآل به ل /آمين، ول لم ) بمث ه وس ه صلى اهللا علي ا ثبت عن ، وآم

و ) من صلى على جنازة فله قيراط، ومن تبعها حتى تدفن فله قيراطان، أصغرهما مثل أحد ( : في الصحيح أنه قال ، فه . قد يرحم المصلي على الميت بدعائه له، ويرحم الميت ـ أيضا ـ بدعاء هذا الحي له

ه أحاديث : السبب السادس واترت عن د ت ا ق ة، آم وم القيام شفاعة النبي صلى اهللا عليه وسلم وغيره في أهل الذنوب ي

ه . ) اعتي ألهل الكبائر من أمتيشف ( : الشفاعة، مثل قوله صلى اهللا عليه وسلم في الحديث الصحيح ه صلى اهللا علي وقولين ( : وسلم ا للمتق ال، ؟ خيرت بين أن يدخل نصف أمتي الجنة،وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة ألنها أعم وأآثر،أترونه

. ) ولكنها للمذنبين المتلوثين الخطائين ابع / ا الخ : السبب الس ر اهللا به ي يكف ه المصائب الت لم أن ه وس ه صلى اهللا علي ا في الصحيحين عن دنيا، آم ا في ال طاي

ر ( : قال اآها، إال آف ى الشوآة يش م، وال أذى، حت زن، وال غ ما يصيب المؤمن من وصب،وال نصب، وال هم، وال ح . ) اهللا بها من خطاياه

Page 160: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

لروعة فإن هذا مما يكفر به الخطايا ما يحصل في القبر من الفتنة والضغطة وا : السبب الثامن

. أهوال يوم القيامة وآربها وشدائدها : السبب التاسع

. رحمة اهللا وعفوه ومغفرته بال سبب من العباد : السبب العاشر

ان دعواهم ذه األسباب العشرة، آ ذنوب به ائ : فإذا ثبت أن الذم والعقاب قد يدفع عن أهل ال ات أهل الكب ر ال أن عقوب . تندفع إال بالتوبة مخالف لذلك

قول الخوارج الذين يكفرون بمطلق الذنوب ويخلدون في النار: فصــل

ار ويجزم دهم في الن ول من يخل فهذان القوالن ـ قول الخوارج الذين يكفرون بمطلق الذنوب، ويخلدون في النار، وق

ه ليس معه : بأن اهللا ال يغفر لهم إال بالتوبة، ويقول دين أهل الفق ة ال ا أحد من أئم ذهب إليهم م ي م من اإليمان شيء ـ ل . والحديث، بل هما من األقوال المشهورة عن أهل البدع

ا ـ من : وآذلك قول من وقف في أهل الكبائر من غالة المرجئة وقال ار، وهو ـ أيض دخل الن نهم ي دا م م أن أح ال أعل

وم من أهل األقوال المبتدعة، بل السلف واألئم ار ق دخل الن د أن ي ه الب ة متفقون على ما تواترت به النصوص من أنوال ألحد / وأما من جزم بأنه ال يدخل النار أحد من . القبلة، ثم يخرجون منها ه ق ذا ال نعرف ة فه ول . أهل القبل ده ق وبع

. مالحدة والكفارما ثم عذاب أصال، وإنما هو تخويف ال حقيقة له، وهذا من أقوال ال : من يقول

ان : ، فيقال لهذا ] 16 : الزمر [ } ذلك يخوف الله به عباده { : وربما احتج بعضهم بقوله ا إذا آ ا يكون تخويف التخويف إنمام ف، لكن يكون حاصله إيه ع التخوي ا يمكن وقوعه امتن اك م م يكن هن هناك مخوف يمكن وقوعه بالمخوف، فإن ل

زين، ال الء الممي ه تخويف للعق ذا ال يحصل ب ل ه وم أن مث وهم الصبي الصغير، ومعل ا ت خائفين بما ال حقيقة له، آم : ألنهم إذا علموا أنه ليس هناك شيء مخوف زال الخوف، وهذا شبيه بما تقول المالحدة المتفلسفة والقرامطة ونحوهم

اطن، من أن الرسل ـ صلوات اهللا وسالمه عليهم ـ خاطبوا ال ناس بإظهار أمور من الوعد والوعيد ال حقيقة لها في البه ـ وإنما هي أمثال مضروبة لتفهم حال النفس بعد المفارقة، وما أظهروه لهم من الوعد والوعيد ـ وإن آان ال حقيقة ل

. فإنما يعقل لمصلحتهم في الدنيا، إذ آان ال يمكن تقويمهم إال بهذه الطريقة

ع أ ول م ذا الق اء وه ان خواص الرسل األذآي ذلك لك ان األمر آ و آ ن الرسل، فل اد بالضرورة من دي وم الفس ه معل نيعلمون ذلك، وإذا علموه زالت محافظتهم على األمر والنهي، آما يصيب خواص مالحدة المتفلسفة والقرامطة، من

م . اإلسماعيلية والنصيرية ونحوهم نهم في العل ارع م إن الب زول ع /ف ة ي ه والمعرف اح ل دهم األمر والنهي، وتب ه عن ننهم ة دي اس حقيق وم الن رف عم رارهم، ويع ف أس غانهم، وتنكش ر أض ات، فتظه ه الواجب قط عن ورات، وتس المحظد الباطن،حتى سموهم باطنية؛ إلبطانهم خالف ما يظهرون، فلو آان ـ والعياذ باهللا ـ دين الرسل آذلك لكان خواصه ق

ان ع ه، وآ وم باالضطرار أن عرفوه، وأظهروا باطن ة، ومن المعل ن الباطني ق من جنس دي ة والتحقي د أهل المعرف نا ة لزوم انوا أعظم األم الصحابة الذين آانوا أعلم الناس بباطن الرسول وظاهره، وأخبر الناس بمقاصده ومراداته، آ

أبي لطاعة أمره ـ سرا وعالنية ـ ومحافظة على ذلك إلى الموت، وآل من آان منهم إليه وبه م ـ آ أخص وبباطنه أعلا رم، باطن اب المح ى أداء الواجب، واجتن ة عل ة، ومحافظ را وعالني ة س ا للطاع م لزوم انوا أعظمه ر ـ آ ر وعم بكا رك المحظور واجب أمور وت ون فعل الم ذين يجعل وظاهرا، وقد أشبه هؤالء في بعض األمور مالحدة المتصوفة، ال

الى على السالك حتى يصير عارفا محقق د { : ا في زعمهم، وحينئذ يسقط عنه التكليف، ويتأولون على ذلك قوله تع واعبده، ] 99 : الحجر [ } ربك حتى يأتيك اليقين ا بع ا الموت وم ين هن ة، واليق ه من المعرف ، زاعمين أن اليقين هو ما يدعون

فاعة وآنا نخو { : آما قال تعالى عن أهل النار نفعهم ش ا ت ين فم ا اليق ض مع الخائضين وآنا نكذب بيوم الدين حتى أتان . ] 48 : 45 : المدثر [ } الشافعين

ة / إن اهللا لم يجعل لعباده المؤمنين أجال دون الموت، : قال الحسن البصري ذه اآلي ه قو . وتال ه ه ومن ه صلى اهللا علي ل

ه ( : وسلم لما توفى عثمان بن مظعون ين من رب اه اليق در أوال، . ) أما عثمان بن مظعون فقد أت د يشهدون الق وهؤالء ق

Page 161: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه ز في ك المشهد ال تميي ذا الشهود، وذل ى عن ه وهي الحقيقة الكونية، ويظنون أن غاية العارف أن يشهد القدر، ويفن . ومحبوبات اهللا ومكروهاته وأوليائه وأعدائه بين المأمور والمحظور،

ول : وقد يقول أحدهم در ـ آق ذلك طاعة الق د ب العارف شهد أوال الطاعة والمعصية، ثم شهد طاعة بال معصية ـ يريد : هذا ماله حرام فقال : أنا آافر برب يعصى، وقيل له عن بعض الظالمين : بعض شيوخهم ر، فق ان عصى األم إن آ

ائلين بوحدة الوجود، : ثم ينتقلون إلى المشهد الثالث . اع اإلرادةأط ال طاعة وال معصية، و هو مشهد أهل الوحدة القان ادين يتقارب اد الشيعة، وآال اإللح ا من . وهذا غاية إلحاد المبتدعة جهمية الصوفية، آما أن القرمطة آخر إلح وفيه

. شرآي العرب، واهللا أعلمالكفر ما ليس في دين اليهود والنصارى وم تنازع الناس في اسم المؤمن واإليمان نزاعا آثيرا: فصــل

م / ثم بعد ذلك تنازع الناس في اسم المؤمن واإليمان نزاعا آثيرا، منه لفظي، اء ل ة الفقه إن أئم وي، ف ه معن ر من وآثيد م بال ان بعضهم أعل ام وإن آ اه من األحك ا ذآرن ي شيء مم ازعوا ف ي ين ازعوا ف ه من بعض، ولكن تن وم ب ين وأق

ان ازعهم في اإليم نقص : األسماء آتن د وي ه أم ال ؟ هل يزي تثنى في ان أم ال ؟ وهل يس ال من اإليم وهل ؟ وهل األعم ؟ الفاسق الملي مؤمن آامل اإليمان أم ال

ى أهل السنة والمأثور عن الصحابة، وأئمة التابعين، وجمهور السلف، وهو مذهب أهل ال : حديث، وهو المنسوب إل

ن ر ب ال عمي ا ق أن اإليمان قول وعمل، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وأنه يجوز االستثناء فيه، آمن الصحابة ره م ي وغي ه : حبيب الخطم ل ل نقص، فقي د وي ان يزي ه ونقصانه : اإليم ا زيادت ال ؟ وم ا اهللا، : فق إذا ذآرن

. وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا، فذلك نقصانه، فهذه األلفاظ المأثورة عن جمهورهم . دناه، وسبحناه، فتلك زيادتهوحم

ال آخر : وربما قال بعضهم وآثير من المتأخرين ا ق ا : قول وعمل ونية، وربم نة، وربم اع الس ة واتب ول وعمل وني قي صلى اهللا . رآان، أي بالجوارحقول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل باأل : قال ى النب وروى بعضهم هذا مرفوعا إل

ي موسى الرضا ن أب ي ب ك من الموضوعات . عليه وسلم في النسخة المنسوبة إلى أبي الصلت الهروي عن عل وذله م بحديث اق أهل العل لم، باتف ه وس ي صلى اهللا علي وي، ولكن . على النب ارات اختالف معن ذه العب ين ه يس ب ول ول الق

ان ول اللس وارح، فق ان،وعمل القلب والج ب واللس ول القل اول ق الم السلف يتن ي آ ق ف ل المطل ق، والعم دون /المطل بالى ه تع وال إال بالتقييد،آقول ذا ال يسمى ق ول المنافقين،وه اد القلب هوق وبهم { : اعتق ي قل يس ف ا ل نتهم م ون بألس } يقول

ا اهللا ] 11 : الفتح [ ي ال يتقبله افقين، الت ال المن وب هي من أعم ال القل دون أعم ول السلف . ، وآذلك عمل الجوارح ب فقة، : يتضمن القول والعمل الباطن والظاهر، لكن لما آان بعض الناس قد ال يفهم دخول النية في ذلك، قال بعضهم وني

ة السنة أن مطلق القول والعمل والنية ال يكون : ثم بين آخرون وال إال بموافق الوا . مقب إن أولئك ق ا، ف ذا حق أيض : وهال ول من ق ذلك ق ال، وآ وال واألعم م يكن مقصودهم ذآر صفات األق ى الجنس، ول : قول وعمل ليبينوا اشتماله عل

ى اج أن يضم إل ر، فاحت اد اعتقاد بالقلب، وقول باللسان وعمل بالجوارح، جعل القول والعمل اسما لما يظه ك اعتق ذلاعتقاد القلب أعمال القلب المقارنة لتصديقه، مثل حب اهللا، وخشية اهللا، والتوآل على : القلب، والبد أن يدخل في قوله

. فإن دخول أعمال القلب في اإليمان أولى من دخول أعمال الجوارح باتفاق الطوائف آلها . اهللا، ونحو ذلك

م وآان بعض الفقهاء من أتباع التاب رآن، ول ادة في الق عين لم يوافقوا في إطالق النقصان عليه؛ ألنهم وجدوا ذآر الزيول د أصحابه آق هور عن ه،وهو المش رى عن ة األخ ك، والرواي ن مال روايتين ع دى ال ذا إح نقص، وه ر ال دوا ذآ يج

ال : سائرهم ى لفظ التفاضل، فق ول أ : إنه يزيد وينقص،وبعضهم عدل عن لفظ الزيادة والنقصان إل ان يتفاضل : ق اإليمى ال ريب في / ويتفاوت،ويروى هذا عن ابن المبارك ى معن زاع، إل ه الن ع في وآان مقصوده اإلعراض عن لفظ وق

ة . ثبوته وأنكر حماد بن أبي سليمان ومن اتبعه تفاضل اإليمان ودخول األعمال فيه واالستثناء فيه، وهؤالء من مرجئي راهيم النخع ا إب اء، وأم ن الفقه ه من أصحاب اب ه،ومن قبل ليمان ـ وأمثال ي س ن أب اد ب ة شيخ حم ام أهل الكوف ـ إم

ي ن أب اد اب ان، لكن حم تثنون في اإليم انوا يس ة، وآ ة للمرجئ اس مخالف مسعود؛ آعلقمة، واألسود فكانوا من أشد الن . سليمان خالف سلفه، واتبعه من اتبعه ودخل في هذا طوائف من أهل الكوفة، ومن بعدهم

ل رهم، ب ثم إن السلف واألئمة اشتد إنكارهم على هؤالء وتبديعهم، وتغليظ القول فيهم، ولم أعلم أحدا منهم نطق بتكفي

ة ره من األئم ة : هم متفقون على أنهم ال يكفرون في ذلك، وقد نص أحمد وغي ر هؤالء المرجئ ى عدم تكفي ومن . عل

Page 162: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ا نقل عن أحمد أو غيره من األئمة تكفيرا له ط غلط د غل ؤالء، أو جعل هؤالء من أهل البدع المتنازع في تكفيرهم، فقا د . عظيم ر أحم م يكف ؤالء، ول ال ه بهة، وأمث ة المش ر الجهمي و تكفي ا ه ة إنم ه من األئم د وأمثال وظ عن أحم والمحف

. في تكفيرهم روايتان الخوارج وال القدرية إذا أقروا بالعلم، وأنكروا خلق األفعال، وعموم المشيئة، لكن حكى عنه

ال ة،وال آل من ق ان الجهمي ر أعي م يكف د ل ه جهمي : وأما المرجئة، فال يختلف قوله في عدم تكفيرهم، مع أن أحم إناس / آفره، وال آل من وافق الجهمية في وا الن ولهم، وامتحن ى ق ذين دعوا إل ة ال بعض بدعهم، بل صلى خلف الجهمي

م، وعاقبوا من لم يوافقهم بالعق دعو له امتهم، وي انهم، وإم د إيم ان يعتق ل آ ه، ب د وأمثال رهم أحم م يكف وبات الغليظة، لة الهم من األئم . ويرى االئتمام بهم في الصلوات خلفهم، والحج والغزو معهم، والمنع من الخروج عليهم ما يراه ألمث

ى رده وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو آفر عظيم، وإن لم يعلموا هم دهم عل ره ويجاه ان ينك ر، وآ ه آف أنة ين رعاي ة الملحدين، وب دع الجهمي ار ب دين، وإنك بحسب اإلمكان فيجمع بين طاعة اهللا ورسوله في إظهار السنة وال

. حقوق المؤمنين من األئمة واألمة، وإن آانوا جهاال مبتدعين، وظلمة فاسقين

ول اللسان، وهؤالء المعروفون ـ مثل حماد بن أبي سليما ون ق انوا يجعل ة ـ آ اء الكوف ن وأبي حنيفة وغيرهما من فقهالوا م ق : واعتقاد القلب من اإليمان، وهو قول أبي محمد بن آالب وأمثاله، لم يختلف قولهم في ذلك، وال نقل عنهم أنه

. اإليمان مجرد تصديق القلب

انه، واشتد : لكن هذا القول حكوه عن الجهم بن صفوان، ذآروا أنه قال ر بلس م يق ب، وإن ل ة القل اإليمان مجرد معرفة، وال الجهمي ه من أق ك، فإن ال ذل ر من ق ا آف ل وغيرهم ن حنب د اب نكيرهم لذلك حتى أطلق وآيع بن الجراح، وأحم

ؤمنين : وقالوا روا . إن فرعون وإبليس وأبا طالب واليهود وأمثالهم، عرفوا بقلوبهم وجحدوا بألسنتهم، فقد آانوا م وذآالذين آتيناهم الكتاب يعرفونه آما يعرفون { : ، وقوله ] 14 : النمل [ } وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا { : قول اهللام : ، وقالوا ] 33 : األنعام [ } ذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدونفإنهم ال يك { : ، وقوله ] 146 : البقرة [ } أبناءهم يس ل إبل

اطن، ذيب في الب ر تك افرا من غي ان آ تكبر، وآ يكذب خبرا، ولم يجحد، فإن اهللا أمره بال رسول، ولكن عصى واس . وتحقيق هذا مبسوط في غير هذا الموضع

ؤ د ه ةوحدث بع ول الكرامي ولهم : الء ق ع ق ب، م ان، دون تصديق القل ول اللس ان ق ي : إن اإليم ذا يعذب ف ل ه إن مث

إذا : وقال أبو عبد اهللا الصالحي . اآلخرة ويخلد في النار وازم، ف ه ل ه، لكن ل ان مجرد تصديق القلب ومعرفت إن اإليمول أو عمل ظاهر ل ذهبت دل ذلك على عدم تصديق القلب، وإن آل ق ه دلي ك ألن ان ذل ر، آ ه آف ى أن دل الشرع عل

ذي في ان إال مجرد التصديق ال ك الخصلة الواحدة،وليس اإليم على عدم تصديق القلب ومعرفته، وليس الكفر إال تلا؛ الي وأمثالهم ي المع ي بكر وأب القلب والمعرفة،وهذا أشهر قولي أبي الحسن األشعري، وعليه أصحابه آالقاضي أب

ل، وهو : والقول اآلخر عنه آقول السلف وأهل الحديث . هل المقاالت من المرجئةولهذا عدهم أ ول وعم إن اإليمان ق . اختيار طائفة من أصحابه، ومع هذا فهو وجمهور أصحابه على قول أهل الحديث في االستثناء في اإليمان

ال والنقصان والحال / لى ذلك،واإليمان المطلق عنده ما يحصل به الموافاة، واالستثناء عنده يعود إ ى الكم د . ال إل وق

نة، في د أهل الس اب [ منع أن يطلق القول بأن اإليمان مخلوق أو غير مخلوق، وصنف في ذلك مصنفا معروفا عن آت . إنه يقول بقولهم : وقال . ] المقاالت

وأمثاله ـ إلى نظير هذا القول في األصل، وقد ذهب طائفة من متأخري أصحاب أبي حنيفة ـ آأبي منصور الماتريدي

تثناء ونحو : وقالوا ون باالس إن اإليمان هو ما في القلب، وأن القول الظاهر شرط لثبوت أحكام الدنيا، لكن هؤالء يقولرهم، ة وغي ة والجهمي ذلك آما عرف من أصلهم وأصل نزاع هذه الفرق في اإليمان من الخوارج والمرجئة والمعتزل

ذهاب بعضه أنهم جعل وا ب م يقول ه، فل ه، وإذا ثبت بعضه ثبت جميع دا إذا زال بعضه زال جميع يئا واح وا اإليمان ش . ) يخرج من النار من آان في قلبه مثقال حبة من اإليمان ( : وبقاء بعضه، آما قال النبي صلى اهللا عليه وسلم

وا الطاعات آلها من اإليمان، : ثم قالت الخوارج والمعتزلة فإذا ذهب بعضها ذهب بعض اإليمان، فذهب سائره فحكم

بعض، : وقالت المرجئة، والجهمية . بأن صاحب الكبيرة ليس معه شيء من اإليمان دا ال يت يئا واح ان إال ش يس اإليم لالوا ة ق ول المرجئ ة أو تصديق القلب واللسان آق ول الجهمي ا ف : إما مجرد تصديق القلب آق ا إذا أدخلن ال ألن ه األعم ي

Page 163: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

صارت جزءا منه، فإذا ذهبت ذهب بعضه، فيلزم إخراج ذي الكبيرة من اإليمان، وهو قول المعتزلة والخوارج، لكن . فيستدل بعدمه على عدمه/ قد يكون له لوازم ودالئل

الوا ول وعمل : وآان آل من الطائفتين بعد السلف والجماعة وأهل الحديث متناقضين، حيث ق ان ق الوا مع اإليم ، وق

إن الشافعي : ذلك ك، ف ا في ذل وا الشافعي متناقض ه جعل ال يزول بزوال بعض األعمال، حتى إن ابن الخطيب وأمثالارة من اع الصحابة ] األم [ آان من أئمة السنة، وله في الرد على المرجئة آالم مشهور، وقد ذآر في آتاب الطه إجم

ول أهل الس ى ق ابعيهم عل م والتابعين وت ول جه ان بق ول في اإليم ه، وهو يق ن الخطيب تصنيفا في ا صنف اب نة، فلم . والصالحي، استشكل قول الشافعي ورآه متناقضا

ك ي ذل بهتهم ف اع ش ق : وجم م تب ه إذا زال بعضها ل رة، فإن ا آالعش زوال بعض أجزائه زول ب ة ت ة المرآب أن الحقيق

ه سكنجبينا وآذلك األجسام المرآبة آالسكنجبين إ . عشرة ه خرج عن آون الوا . ذا زال أحد جزئي ان : ق ان اإليم إذا آ فزم : وهذا قول الخوارج والمعتزلة، قالوا . مرآبا من أقوال وأعمال، ظاهرة وباطنة، لزم زواله بزوال بعضها وألنه يل

ر ه آف وم ب ر، فيق ه من الكف ا في افرا بم ان، آ ذا خالف أن يكون الرجل مؤمنا بما فيه من اإليم ان، وادعوا أن ه وإيمه ظن ول بنقصه، آأن اء أن يق ة الفقه ع من أئم زم : اإلجماع، ولهذه الشبهة ـ واهللا أعلم ـ امتنع من امتن ك يل ال ذل إذا ق

. ذهابه آله، بخالف ما إذا زاد ع أن يكون في الرجل الواحد طاعة ومعصية؛ ألن الطاعة جزء / ان، ثم إن هذه الشبهة هي شبهة من من من اإليم

م : فال يجتمع فيه آفر وإيمان، وقالوا . والمعصية جزء من الكفر وا حك م نقل افر محض، ث ما ثم إال مؤمن محض أو آالوا ال، فق ى الواحد من األعم ا من وجه، : الواحد من األشخاص إل ا من وجه مكروه ال يكون العمل الواحد محبوب

د ى الواح ه إل م فنقل و هاش ه أب ال وغال في النوع فق ن : ب ك م ر ذل وع أو غي ون جنس السجود أو الرآ وز أن يك ال يجة ل الطاع ين، ب فين مختلف دة ال توصف بوص ة الواح ية؛ ألن الحقيق ها معص ة، وبعض ه طاع ال بعض أنواع األعم

وذآروا والمعصية تتعلق بأعمال القلوب، وهو قصد الساجد دون عمله الظاهر، واشتد نكير الناس عليه في هذا القول . من مخالفته لإلجماع وجحده للضروريات شرعا وعقال، ما يتبين به فساده

اإليمان من حيث هو هو، والسجود من : وهؤالء منتهى نظرهم أن يروا حقيقة مطلقة مجردة تقوم في أنفسهم،فيقولون

دوا لع و اهت ك، ول ال ذل وا أن األمور الموجودة في حيث هو هو،ال يجوز أن يتفاضل، وال يجوز أن يختلف وأمث لموا في الخارج عن الذهن متميزة بخصائصها،وأن الحقيقة المجردة المطلقة ال تكون إال في الذهن، وأن الناس إذا تكلمذهن التفاضل واالختالف، فإنما تكلموا في تفاضل األمور الموجودة واختالفها، ال في تفاضل أمر مطلق مجرد في ال

وان ال وجود له في الخارج ا . ، ومعلوم أن السواد مختلف، فبعضه أشد من بعض، وآذلك البياض وغيره من األل وأمان ال /إذا قدرنا السواد المجرد المطلق ذا هو في األذه الذي يتصوره الذهن فهذا ال يقبل االختالف والتفاضل، لكن ه

. في األعيان

ر من الخائضين في أصول الف ل أو اإليجاب أو التحريم، ومثل هذا الغلط وقع فيه آثي روا تفاضل العق ه، حيث أنك قي ول أب ك، وهو ق وإنكار التفاضل في ذلك قول القاضي أبي بكر وابن عقيل وأمثالهما، لكن الجمهور على خالف ذل

رهم ي الخطاب وغي ى، وأب ذا ألهل . الحسن التميمي، وأبي محمد البربهاري، والقاضي أبي يعل ر ه ع نظي ذلك وق وآا المنطق ى م والفلسفة ولمن تابعهم من أهل الكالم واالتحاد،في توحيد واجب الوجود ووحدته، حتى أخرجهم األمر إل

. يستلزم التعطيل المحض، آما بيناه في غير هذا الموضع

ذآور في موضعه، ا هو م ول نقيضه، آم ول، ويق ول أحدهم الق وأهل المنطق اليونان مضطربون في هذا المقام، يق : الكالم في طرفين : ذآر ما يتعلق بهذا الموضع فنقول ـ وال حول وال قوة إال باهللاونحن ن

؟ أن شعب اإليمان هل هي متالزمة في االنتفاء : أحدهما

؟ هل هي متالزمة في الثبوت : والثاني

Page 164: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

زول فإن الحقيقة الجامعة ألمور ـ سواء آانت في األعيان أو األعراض ـ إذ : أما األول د ي ك األمور فق ا زال بعض تلة أو ة أو مؤلف ائرها، وسواء سميت مرآب ة زوال س سائرها وقد ال يزول، وال يلزم من زوال بعض األمور المجتمع

إن . غير ذلك، ال يلزم من زوال بعض األجزاء زوال سائرها ذلك، ف ه من العشرة والسكنجبين مطابق ل وا ب ا مثل ومزم زوال الواحد من العشرة إذا زال ي المرآب ال يل إذا زال أحد جزئ د تبقى التسعة، ف ل ق زم زوال التسعة، ب م يل ل

ذي م ال ك االس ة، وزال ذل ة االجتماعي ت الهيئ ة، وزال ت الصورة المجتمع ون زال ا يقول ر م ن أآث ر، لك زء اآلخ الج . استحقته الهيئة بذلك االجتماع والترآيب، آما يزول اسم العشرة والسكنجبين

ان، أو : لفيقا ل أن اإليم دعي عاق ل، وال ي ه عاق ازع في ذا ال ين ه فه ى ترآيب أما آون ذلك المجتمع المرآب ما بقى عل

ل ان قب ا آ الصالة، أو الحج أو غير ذلك من العبادات المتناولة ألمور، إذا زال بعضها بقى ذلك المجتمع المرآب آمره إن الشجرة أو الدار إذ : زوال بعضه، وال يقول أحد ت، وال أن اإلنسان أو غي ا آان ة آم ا زال بعضها بقيت مجتمع . أعضائه بقى مجموعا/ من الحيوان إذا زال بعض

تج ( : آما قال النبي صلى اهللا عليه وسلم ا تن آل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، آم

زم زوال ) ء، هل تحسون فيها من جدعاءالبهيمة بهيمة جمعا ،فالمجتمعة الخلق بعد الجدع ال تبقى مجتمعة، ولكن ال يل . بقية األجزاء

هذا ـ أوال ـ بحث لفظي، إذا قدر أن اإليمان له أبعاض وشعب، آما قال رسول اهللا صلى : وأما زوال االسم فيقال لهم

ه لم في الحديث المتفق علي ه وس ول ( : اهللا علي ا ق عبة، أعاله ان بضع وسبعون ش ا إماطة : اإليم ه إال اهللا، وأدناه ال إلآما أن الصالة والحج له أجزاء وشعب، وال يلزم من زوال شعبة من ) األذى عن الطريق، والحياء شعبة من اإليمان

الة زوال ج والص زاء الح ن زوال بعض أج زم م ا ال يل عب، آم زاء والش ائر األج عبه زوال س زاء، ش ائر األج سه، ى إال بعضه ال آل ا بق فدعواهم أنه إذا زال بعض المرآب زال البعض اآلخر ليس بصواب، و نحن نسلم لهم أنه م

. وأن الهيئة االجتماعية ما بقيت آما آانت

ا يكون : االمرآبات في ذلك على وجهين، منه : هل يلزم زوال االسم بزوال بعض األجزاء، فيقال لهم : يبقى النزاع ما يبقى / ما ال يكون آذلك، فاألول آاسم العشرة، وآذلك السكنجبين، ومنها : الترآيب شرطا في إطالق االسم، ومنها م

ة ن المختلف ر م ذلك آثي اب، وآ ذا الب ن ه زاء م ابهة األج ات المتش ع المرآب زاء، وجمي د زوال بعض األج م بع االس . حنطة وهي بعد النقص حنطة، وآذلك التراب والماء ونحو ذلك األجزاء، فإن المكيالت والموزونات تسمى

ور ه أم دخل في ا ي ك، مم م، ونحو ذل ان، والصدقة، والعل نة، واإلحس ر، والحس ة، والخي ادة، والطاع ظ العب ذلك لف وآ

ذلك لفظ اء بعض، وآ رآن [ آثيرة، يطلق االسم عليها قليلها وآثيرها، وعند زوال بعض األجزاء وبق ى ] الق ال عل فيقي صلى ال النب ا ق ا، آم ة قرآن جميعه وعلى بعضه، ولو نزل قرآن أآثر من هذا لسمى قرآنا، وقد تسمى الكتب القديم

رآن ( : اهللا عليه وسلم ك ) خفف على داود الق ل من ذل ى القلي ع عل ك، يق ول والكالم والمنطق ونحو ذل ذلك لفظ الق ،وآ . وعلى الكثير

. لدعاء، يقال للقليل والكثير، وآذلك لفظ الجبل؛ يقال على الجبل وإن ذهب منه أجزاء آثيرةوآذلك لفظ الذآر وا

ة ى الجمل ولفظ البحر والنهر؛يقل عليه وإن نقصت أجزاؤه،وآذلك المدينة والدار والقرية والمسجد ونحو ذلك،يقال عل

وا ماء الحي ذلك أس م باق،وآ ا واالس ن أجزائه ر م نقص آثي ة،ثم ي ى المجتمع جرة،يقال عل ظ الش ات آلف ن والنبال ذلك لفظ اإلنسان والفرس والحمار،يق جملتها،فيدخل فيها األغصان وغيرها،ثم يقطع منها ما يقطع واالسم باق،وآ

رو، /على الحيوان المجتمع الخلق،ثم د وعم ذلك أسماء بعض األعالم؛ آزي ر من أعضائه واالسم باق،وآ ذهب آثي يذا . م يزول بعض أجزائها واالسم باقيتناول الجملة المجتمعة، ث ا من ه ل غالبه وعين، ب ى ن ات عل وإذا آانت المرآب

. إنه إذا زال جزؤه لزم أن يزول االسم، إذا أمكن أن يبقى االسم مع بقاء الجزء الباقي : النوع، لم يصح قولهم

ال من هذا الباب؛ فإن النبي صلى اهللا عليه وس ] اإليمان [ ومعلوم أن اسم ا ( : لم ق ان بضع وسبعون شعبه، أعاله اإليمول ان : ق ن اإليم عبة م اء ش ق، والحي ن الطري ة األذى ع ا إماط ه إال اهللا، وأدناه ت . ) ال إل ه إذا زال وم أن ن المعل م م ث

. اإلماطة ونحوها لم يزل اسم اإليمان

Page 165: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ان يخرج ( : وقد ثبت عنه صلى اهللا عليه وسلم في الصحيحين أنه قال ة من إيم ال حب ه مثق ان في قلب ، ) من النار من آ

نقض ذا ي ى بعضه، وه زول ويبق ان ي م أن بعض اإليم ان، فعل ى بعضه، وأن ذاك من اإليم بعض ويبق ه يت أخبر أن فه أجزاء ا الحج ونحوه ففي ك، أم مآخذهم الفاسدة، ويبين أن اسم اإليمان مثل اسم القرآن، والصالة، والحج، ونحو ذل

نقص ينقص الحج ه أجزاء ي ك، وفي ى، ونحو ذل ار، والمبيت بمن ه الواجب وال يبطل آرمي الجم ا عن آمال بزواله . بزوالها من آماله المستحب، آرفع الصوت باإلهالل،والرمل واالضطباع في الطواف األول

ا ال االستحباب، وفيه ا عن آم نقص بزواله نقص بز / وآذلك الصالة، فيها أجزاء ت ة ت ال أجزاء واجب ا عن الكم واله

ر نقصها بسجود السهو، ه أجزاء إذا زالت جب ا ل ا م ك، وفيه د ومال الواجب مع الصحة، في مذهب أبي حنيفة وأحمذا الجزء داخل في : فقد رأيت أجزاء الشيء تختلف أحكامها شرعا وطبعا، فإذا قال المعترض . وأمور ليست آذلك ه

أريد بذلك ما إذا زال صار صاحبه آافرا، قيل : فإن قال ؟ ماذا تريد بالحقيقة : الحقيقة، وهذا خارج من الحقيقة، قيل لهفي حق جميع المكلفين في جميع األزمان بهذا االعتبار، مثل ] مسلم [ ليس لإليمان حقيقة واحدة، مثل حقيقة مسمى : له

اختالف المكلف وبل ر يختلف ب ان والكف ل اإليم ه حقيقة السواد والبياض، ب ذي ب زوال الخطاب ال ه، وب وغ التكليف ل . التكليف ونحو ذلك

دا رسوال ا بعث محم وآذلك اإليمان والواجب على غيره مطلق،ال مثل اإليمان الواجب عليه في آل وقت،فإن اهللا لم

ذ بالصلوات الخم أمرهم حينئ ر،ولم ي ا أم ه فيم ا أخبر،وطاعت س، وال إلى الخلق،آان الواجب على الخلق تصديقه فيمزل، فمن د ن رآن ق ر الق ان أآث ك، وال آ صيام شهر رمضان، وال حج البيت، وال حرم عليهم الخمر والربا، ونحو ذلام ا ت ذ مؤمن ك الشخص حينئ ان ذل ك، آ ع ذل ه من الشهادتين وتواب ا أمر ب ر بم صدقه حينئذ فيما نزل من القرآن وأق

. و أتى به بعد الهجرة لم يقبل منه، ولو اقتصر عليه آان آافرااإليمان الذي وجب عليه، وإن آان مثل ذلك اإليمان ل

ذا : قال اإلمام أحمد ل؛ وله وداع /آان بدء اإليمان ناقصا، فجعل يزيد حتى آم ام حجة ال الى ع ال تع ت { : ق وم أآمل الي . ] 3 : المائدة [ } لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي

ه ا جاء ب ه أن يصدق م ان علي دين دون بعض، آ غ الرجل بعض ال دين، إذا بل ال ال رآن وإآم وأيضا، فبعد نزول القه، ه مفصال إذا بلغ ه أن يعرف الرسول جملة، وما بلغه عنه مفصال، وأما ما لم يبلغه ولم يمكنه معرفته، فذاك إنما علي

ال، مات فالرجل إذا آمن بالرسول إيمانا ج . وأيضا ازما، ومات قبل دخول وقت الصالة أو وجوب شيء من األعمك ل ذل . آامل اإليمان الذي وجب عليه، فإذا دخل وقت الصالة فعليه أن يصلي، وصار يجب عليه ما لم يجب عليه قب

. وآذلك القادر على الحج والجهاد يجب عليه ما لم يجب على غيره من التصديق المفصل، والعمل بذلك

ذا ه، وه بالغ وعدم وحي من السماء وبحال المكلف في ال فصار ما يجب من اإليمان يختلف باختالف حال نزول الا مما يتنوع به نفس التصديق، ويختلف حاله باختالف القدرة والعجز وغير ذلك من أسباب الوجوب، وهذه يختلف به

فإذا آان نفس ما وجب من اإليمان . الواجب على اآلخرومعلوم أن الواجب على آل من هؤالء ال يماثل . العمل أيضااإلقرار ع؛ آ در مشترك موجود في الجمي واع ق ذه األن ع ه ين جمي في الشريعة الواحدة يختلف ويتفاضل ـ وإن آان بى اس إذا أت وم أن بعض الن ال ـ فمن المعل بالخالق، وإخالص الدين له واإلقرار برسله واليوم اآلخر على وجه اإلجم

. بعض ما يجب عليه دون بعض آان قد تبعض ما أتى فيه من اإليمان، آتبعض سائر الواجباتب بعض : يبقى أن يقال/ ه، فالشرط آمن آمن ب د ال يكون شرطا في بعض، وق فالبعض اآلخر قد يكون شرطا في ذلك ال

دون إ { : الكتاب وآفر ببعضه، أو آمن ببعض الرسل وآفر ببعضهم، آما قال تعالى له ويري ه ورس رون بالل ن الذين يكفي ذوا ب دون أن يتخ بعض ويري ر ب بعض ونكف ؤمن ب ون ن له ويقول ه ورس ين الل وا ب م أن يفرق ـئك ه بيال أول ك س ن ذل

وقد يكون البعض المتروك ليس شرطا في وجود . ] 151، 150 : النساء [ } للكافرين عذابا مهيناالكافرون حقا وأعتدنا . اآلخر وال قبوله

ا في الصحيحين عن . وحينئذ، فقد يجتمع في اإلنسان إيمان ونفاق ر، آم وبعض شعب اإليمان وشعبة من شعب الكف

أربع من آن فيه آان منافقا خالصا، ومن آانت فيه خصلة منهن آانت فيه خصلة ( : الالنبي صلى اهللا عليه وسلم أنه ق، وفي الصحيح عنه صلى ) إذا حدث آذب، وإذا ائتمن خان، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر : من النفاق حتى يدعها

Page 166: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

،وقد ثبت في الصحيح عن ) مات على شعبة نفاقمن مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو، ( : اهللا عليه وسلم أنه قالة ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ألبي ذر ال ) إنك امرؤ فيك جاهلي لم ق ه وس ه صلى اهللا علي : ،وفي الصحيح عن

دعوهن ( ن ي ة، ل ر الجاهلي ن أم ي م ي أمت ع ف قاء : أرب ة، واالستس اب، والنياح ي األنس ن ف اب، والطع ر باألحس الفخ . ) النجومب

ر / سباب المسلم فسوق، ( : وفي الصحيحين عنه صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ي ) وقتاله آف لم عن أب ، وفي صحيح مس

الطعن في النسب، : اثنتان في الناس هما بهم آفر ( : قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : هريرة ـ رضي اهللا عنه ـ قال ال ) والنياحة على الميت ال ( : ، وفي الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي اهللا عنه ـ أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ق

ال ترغبوا عن آبائكم، ( : ، وهذا من القرآن الذي نسخت تالوته ) ترغبوا عن آبائكم، فإن آفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكميس ( : ين عن أبي ذر، سمع رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول، وفي الصحيح ) فإن آفرا بكم أن ترغبوا عن أبائكم ل

ار، ومن ده من الن وأ مقع من رجل ادعى إلى غير أبيه ـ وهو يعلمه ـ إال آفر، ومن ادعى ما ليس له فليس منا، وليتب . ) ياعدو اهللا وليس آذلك، إال رجع عليه : رمى رجال بالكفر، أو قال

ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه، إال آفر باهللا ومن ادعى قوما ليس منهم، فليتبوأ مقعده ( : بخاريوفي لفظ الوداع ) من النار ال ( : ، وفي الصحيحين من حديث جرير وابن عمر عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال في حجة ال

اب بعض ي وروا ) ترجعوا بعدي آفارا، يضرب بعضكم رق اس،وفي البخاري عن أب ن عب ه البخاري من حديث اب،وفي الصحيحين ) يا آافر، فقد باء بها أحدهما : إذا قال الرجل ألخيه ( : هريرة، عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال

ل، صلى بنا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم صالة الصبح بالحديبية في إثر سماء : عن زيد بن خالد قال آانت من الليال ( : اهللا ورسوله أعلم، قال : قالوا ) ؟ أتدرون ماذا قال ربكم الليلة ( : فلما انصرف، أقبل على الناس فقال / أصبح من : ق

ال ا من ق ال : عبادي مؤمن بي وآافر، فأم ا من ق افر بالكوآب، وأم ي آ ذلك مؤمن ب ه، ف ا بفضل اهللا ورحمت : مطرن . ) ا وآذا، فذاك آافر بي مؤمن بالكوآبمطرنا بنوء آذ

ادي : قال ! ؟ ألم تروا إلى ما قال ربكم ( : قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم : وفي صحيح مسلم قال ما أنعمت على عب

ون افرين، يقول ا آ ذا موجودة في األ ) بالكواآب، وبالكواآب : من نعمة، إال أصبح فريق منهم به . حاديث و نظائر هالى ه تع ي قول لف ف ن الس د م ر واح اس وغي ن عب ال اب افرون { : وق م الك ـئك ه ه فأول زل الل ا أن م بم م يحك ن ل } وم

دة [ قون { ] 44 : المائ م الفاس ـئك ه دة [ } فأول المون { و ] 47 : المائ دة [ } الظ ق، : ] 45 : المائ ر، وفسق دون فس ر دون آف آف . وقد ذآر ذلك أحمد والبخاري وغيرهما . وظلم دون ظلم

ا في القلب من التصديق : األصل الثاني وى م إذا ق أن شعب اإليمان قد تتالزم عند القوة،وال تتالزم عند الضعف، ف

ه { : والمعرفة والمحبة هللا ورسوله،أوجب بغض أعداء اهللا، آما قال تعالى زل إلي ا أن ي وم ولو آانوا يؤمنون باهللا والنبو { : ،وقال ] 81 : المائدة [ } ما اتخذوهم أولياء وله ول ه ورس اد الل ن ح وادون م آخر ي وم ال ه والي ون بالل ا يؤمن لا تجد قوم

ة [ } م بروح منها آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك آتب في قلوبهم الإيمان وأيدهآانو د . ] 22 : المجادل وقا / تحصل للرجل موادتهم افرا، آم ه آ ن لرحم أو حاجة فتكون ذنبا ينقص به إيمانه، وال يكون ب حصل من حاطب ب

ذوا { : أبي بلتعة، لما آاتب المشرآين ببعض أخبار النبي صلى اهللا عليه وسلم، وأنزل اهللا فيه ا تتخ وا ل يا أيها الذين آمن . ] 1 : الممتحنة [ } عدوي وعدوآم أولياء تلقون إليهم بالمودة

اذ وآما حص ن مع در : ل لسعد بن عبادة لما انتصر البن أبي في قصة اإلفك، فقال لسعد ب ه، وال تق ذبت واهللا،ال تقتل آ

ا، : على قتله، قالت عائشة ا منافق ذه الشبهة سمى عمر حاطب وآان قبل ذلك رجال صالحا، ولكن احتملته الحمية، ولها للشبهة ) إنه شهد بدرا ( : فقال . لمنافقدعني يا رسول اهللا أضرب عنق هذا ا : فقال أوال في تسميته منافق فكان عمر مت

. التي فعلها

افقين، هو من ! وآذلك قول أسيد بن حضير لسعد بن عبادة، آذبت لعمر اهللا افق تجادل عن المن ا أنت من ه، إنم لنقتلنم وآذلك قول من قال من الصحابة عن مالك . هذا الباب وع : بن الدخش ه من ن ا رأى في ك لم ال ذل ان ق افق، وإن آ من

. معاشرة ومودة للمنافقين

Page 167: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه يهم من إيمان اق، وف ان ونف ه إيم يهم من في ولهذا لم يكن المتهمون بالنفاق نوعا واحدا، بل فيهم المنافق المحض، وفام غالب، وفيه شعبة من النفاق، وآان آثير ذنوبهم بحسب ظهور اإليم ه ع ان وقوت ان، ولما قوى اإليمان وظهر اإليم

ك روي عن الحسن / . تبوك، صاروا يعاتبون من النفاق على ما لم يكونوا يعاتبون عليه قبل ذل ا ي اب، م ذا الب ومن هوا ور، إذا حك ا للجمه وال مخالف ذا ق االت ه افقين، فجعل أهل المق م سموا الفساق من البصري ونحوه من السلف، أنه

ان ؟ الناس في الفاسق الملي، هل هو آافر تنازع ه إيم ان ؟ أو فاسق ليس مع ه ؟ أو مؤمن آامل اإليم ا مع أو مؤمن بمه عن الجماعة، لكن ؟ من اإليمان، فاسق بما معه من الفسق أو منافق، والحسن ـ رحمه اهللا تعالى ـ لم يقل ما خرج ب . سماه منافقا على الوجه الذي ذآرناه

ال وال ا يق را م ذا آثي اق؛ وله اق دون نف الكفر ـ نف اق ـ آ اق : نف ر، ونف اق أآب ل، ونف ر ال ينق ة، وآف ل عن المل ر ينق آف

ه : الشرك شرآان : أصغر، آما يقال لم أن ه وس ي صلى اهللا علي أصغر، وأآبر، وفي صحيح أبي حاتم وغيره عن النبيا رسول اهللا، آيف ننجو منه، وهو أخفى من دبيب : فقال أبو بكر ) الشرك في هذه األمة أخفى من دبيب النمل ( : قال

ل ال ؟ النم ه ( : فق ه وجل ن دق ا نجوت م ة إذا قلته ك آلم ل ؟ أال أعلم م، : ق ا أعل ك، وأن ك أن أشرك ب وذ ب ي أع م إن اللهال ) وأستغفرك لما ال أعلم ه ق لم أن ه وس د أشرك من ( : ، وفي الترمذي عن النبي صلى اهللا علي ر اهللا فق ال ) حلف بغي ق

. حديث حسن : الترمذي

ال ا ق ه، آم : وبهذا تبين أن الشارع ينفي اسم اإليمان عن الشخص، النتفاء آماله الواجب، وإن آان معه بعض أجزائا ال يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، وال يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، وال يشرب الخمر حين يشربه (

ا / من غشنا فليس منا، ومن حمل علينا ( : ،ومنه قوله ) و هو مؤمن يس من إن صيغة . ) السالح فل ا [ ف ونحو ] نحن [ و ] أنذي ق ـ ال ان المطل ه ـ اإليم لم،والمؤمنين مع ه وس ي صلى اهللا علي اول النب ك، يتن ل ذل تكلم في مث ك من ضمير الم ذل

ال : إن الفاسق الملي يجوز أن يقال : ب، ومن هنا قيليستحقون به الثواب، بال عقا ار، ويجوز أن يق : هو مؤمن باعتب . ليس مؤمنا باعتبار

ة، ه الواجب ان دون حقيقت ه أصل اإليم ل يكون مع ا، ب وبهذا تبين أن الرجل قد يكون مسلما ال مؤمنا، وال منافقا مطلق

ى م ة عل ره من األئم د وغي لم ولهذا أنكر أحم ه وس ه صلى اهللا علي ا ( : ن فسر قول يس من يس من : ) ل ا، أو ل يس مثلن للم : هذا تفسير المرجئة، وقالوا : خيارنا، وقال ه وس ذلك . لو لم يفعل هذه الكبيرة، آان يكون مثل النبي صلى اهللا علي وآ

ذا تفسير الخوارج والمعتزلة، بأنه يخرج من اإليمان بالكلية، ويستحق الخلود ف دم، فال ه ي النار، تأويل منكر، آما تق . وال هذا

ة ه، ومعرف ة المعظم تقتضي تعظيم وب تقتضي حبه،ومعرف ة الشيء المحب وم أن معرف ومما يبين ذلك أنه من المعلالمخوف تقتضي خوفه، فنفس العلم والتصديق باهللا وما له من األسماء الحسنى،والصفات العلى يوجب محبة القلب له

ة معصيته وتعظ ه وآراهي راد . يمه وخشيته، وذلك يوجب إرادة طاعت تلزم وجود الم درة تس ة مع الق واإلرادة الجازمدرة /ووجود المقدور عليه منه، فالعبد إذا آان مريدا للصالة إرادة جازمة مع قدرته عليها صلى، فإذا لم يصل مع الق

. دل ذلك على ضعف اإلرادة

زاع في ؟ هذا المقام، فإن الناس تنازعوا في اإلرادة بال عمل، هل يحصل بها عقاب وبهذا يزول االشتباه في وآثر الندثت ( : ال يعاقب احتج بقول النبي صلى اهللا عليه وسلم الذي في الصحيحين : فمن قال . ذلك إن اهللا تجاوز ألمتي عما ح

ه ـ أن ،وبما في الصح ) به أنفسها، ما لم تتكلم به أو تعمل به اس ـ رضي اهللا عن ن عب رة واب ي هري يحين من حديث أبم بحسنة ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم قال إذا هم العبد بسيئة لم تكتب عليه، فإن عملها آتبت عليه سيئة واحدة، وإذا ه

بعمائة ضعف ى س ه عشر حسنات إل ة ) آتبت له حسنة آاملة،فإن عملها آتبت ل إن تر ( : وفي رواي ه ف ا ل ا فاآتبوه آه . ) حسنة، فإنما ترآها من جرائي

ل ( : يعاقب، احتج بما في الصحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال : ومن قال يفيهما، فالقات إذا التقى المسلمان بس

ول : ، قيل ) والمقتول في النار ال المقت ا ب ل، فم ذا القات ال ؟ يا رسول اهللا، ه ه ( : ق ل صاحبه إن ذي ) أراد قت ،وبالحديث الفي الرجلين الذين أوتى أحدهما علما : رواه الترمذي وصححه عن أبي آبشة األنماري عن النبي صلى اهللا عليه وسلم

ال اال، فق ؤت م م ي ا ول ا : وماال فهو ينفقه في طاعة اهللا، ورجل أوتي علم ل م ه مث الن لعملت في ا لف ل م ي مث و أن ل ل

Page 168: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه ) فهما في األجر سواء ( : الن، قاليعمل ف م يؤت ، ورجل آتاه اهللا ماال ولم يؤته علما فهو ينفقه في معصية اهللا، ورجل ل . ) فهما في الوزر سواء ( : لو أن لي مثل ما لفالن لعملت فيه مثل ما يعمل فالن، قال : اهللا علما وال ماال، فقال

ة فرق : والفصل في ذلك أن يقال/ ذا ال عقوب ال الظاهرة، فه ه شيء من األعم بين الهم واإلرادة، فالهم قد ال يقترن ب

د ال أحم ذا ق ان : فيه بحال، بل إن ترآه هللا، آما ترك يوسف همه، أثيب على ذلك آما أثيب يوسف؛ وله م هم م : اله هل صرف خطرات، وهم إصرار، ولهذا آان الذي دل عليه القرآن أن يوسف لم يك ن له في هذه القضية ذنب أصال، ب

ه بالنسوة، تعانة علي راودة، والكذب،واالس ا حصل من الم اده المخلصين، مع م ه من عب اهللا عنه السوء والفحشاء إنا عن الفاحشة،ولكن يوسف اتقى اهللا وصبر،فأثابه اهللا وحبسه، وغير ذلك من األسباب التي ال يكاد بشر يصبر معه

. ] 57 : يوسف [ } ولأجر اآلخرة خير للذين آمنوا وآانوا يتقون { ا، برحمته في الدني

وأما اإلرادة الجازمة، فالبد أن يقترن بها مع القدرة فعل المقدور ولو بنظرة، أو حرآة رأس، أو لفظة، أو خطوة، أو ار ( : سلمتحريك بدن، وبهذا يظهر معنى قوله صلى اهللا عليه و ول في الن ل والمقت يفيهما، فالقات لمان بس ) إذا التقى المس

ال ذي ق ي : فإن المقتول أراد قتل صاحبه فعمل ما يقدر عليه من القتال، وعجز عن حصول المراد، وآذلك ال و أن ل لر على ذلك؛ ولهذا آان من مثل ما لفالن لعملت فيه مثل ما يعمل فالن،فإنه أراد فعل ما يقدر عليه وهو الكالم،ولم يقد

ا ه أراد ضاللهم ففعل م يئا؛ ألن م ش نقص من أوزاره ر أن ي ه،من غي دعا إلى ضاللة، آان عليه مثل أوزار من اتبع . يقدر عليه من دعائهم، إذ ال يقدر إال على ذلك

ة وإذا تبين هذا في اإلرادة، والعمل، فالتصديق الذي في القلب وعلمه يقتضي عمل القلب، آ/ ما يقتضي الحس الحرآ

وة الحب : اإلرادية؛ ألن النفس فيها قوتان ه، وق ذلك، والعمل والتصديق ب قوة الشعور بالمالئم والمنافي واإلحساس بذة، م يوجب الل اداة، وإدراك المالئ واالة والمع الخوف والرجاء والم ة عن الحس ب افي، والحرآ بغض للمن للمالئم وال

لم والفرح والسرور، وإدراك ا ه وس ي صلى اهللا علي ال النب د ق م، وق م والغ ى ( لمنافي، يوجب األل د عل ود يول آل مول . ) اءالفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه آما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدع

ه، فالقلوب مفطورة على اإلقرار باهللا، تصديق ة الحق تقتضي محبت ا يفسدها، ومعرف ا م ا به ودينا له، لكن يعرض له

ا من ا يفسدها إم ا م د يعرض له ومعرفة الباطل تقتضي بغضه، لما في الفطرة من حب الحق وبغض الباطل، لكن قا اهللا أ ذا أمرن ول في الشبهات التي تصدها عن التصديق بالحق، وإما من الشهوات التي تصدها عن اتباعه؛ وله ن نق

، ] 7، 6 : الفاتحة [ } اهدنــــا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وال الضالين { : الصالةون ؛ ألن اليهود يعرفون ) اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون ( وقال النبي صلى اهللا عليه وسلم ا يعرف الحق آم

أبناءهم، وال يتبعونه لما فيهم من الكبر والحسد الذي يوجب بغض الحق ومعاداته، والنصارى لهم عبادة، وفي قلوبهم ة بال قصد صحيح، وهؤالء . رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها، لكن بال علم، فهم ضالل م قصد / هؤالء لهم معرف له

ل في الخير بال معرفة له، وينضم إلى افع، ب ذلك الظن، واتباع الهوى، فال يبقى في الحقيقة معرفة نافعة، وال قصد نعير { : يكون آما قال تعالى عن مشرآي أهل الكتاب ك [ } وقالوا لو آنا نسمع أو نعقل ما آنا في أصحاب الس ، ] 10 : المل

ا و ولقد ذرأنا ل { : وقال تعالى رون به م آذان جهنم آثيرا من الجن واإلنس لهم قلوب ال يفقهون بها ولهم أعين ال يبص له . ] 179 : األعراف [ } ال يسمعون بها أولـئك آاألنعام بل هم أضل أولـئك هم الغافلون

ا فاإليمان في القلب ال يكون إيمانا بمجرد تصديق ليس معه عمل القلب وموجبه من محبة اهللا ورسوله ونحو ذلك،آم

. أنه ال يكون إيمانا بمجرد ظن وهوى، بل البد في أصل اإليمان من قول القلب، وعمل القلب

ال لمن وليس لفظ اإليمان مرادفا للفظ التصديق، آما يظنه طائفة ر، فيق من الناس، فإن التصديق يستعمل في آل خبا : أخبر باألمور المشهورة مثل وق األرض، مجيب ال : الواحد نصف االثنين والسماء ف ذلك، وال يق : صدقت، وصدقنا ب

ال : آمنا له، وللمخبر به : آمنا لك، وال آمنا بهذا، حتى يكون المخبر به من األمور الغائبة، فيقال للمخبر آمنا به، آما قوة يوسف ا { : إخ ؤمن لن ت بم ا أن ه ] 17 : يوسف [ } وم ه قول روه عن غائب،ومن م أخب ا، ألنه ا، ومصدق لن ر لن أي بمق

ه ] 61 : التوبة [ } ؤمن للمؤمنينيؤمن بالله وي { : ،وقوله تعالى ] 111 : الشعراء [ } أنؤمن لك واتبعك الأرذلون { : تعالى ، وقولالى دون { : تع ا عاب ا لن ا وقومهم رين مثلن ؤمن لبش ون [ } أن الى ] 47 : المؤمن ه تع اعتزلون { : ، وقول ي ف وا ل م تؤمن } وإن ل

. أقر له : أي ] 83 : يونس [ } إال ذرية من قومه فما آمن لموسى { ، ] 21 : الدخان [

Page 169: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ال : وذلك أن اإليمان يفارق التصديق، أي/ ا ـ يق ه ـ أيض ى المصدق، وال : لفظا ومعنى، فإن صدقته، فيتعدى بنفسه إلال : لأمنته، إال من األمان الذي هو ضد اإلخافة، بل آمنت له، وإذا ساغ أن يقا : يقال ا يق الن، آم : ما أنت بمصدق لف

ألن الفعل المتعدى بنفسه إذا قدم مفعوله عليه، أو آان العامل اسم فاعل، ونحوه مما يضعف عن ؟ هل أنت مصدق لهعرفت هذا، وأنا به عارف، وضربت هذا، وأنا له ضارب، وسمعت هذا : الفعل، فقد يعدونه بالالم تقوية له، آما يقال

ه ال : صدقته وأنا له مصدق، وال يقال : وأنا له سامع، وراء، آذلك يقالورأيته، ن، فإن ذا خالف آم ه، وه صدقت له ب . أقررت له، فهذا فرق في اللفظ : آمنت له آما يقال : أقررت له، ومنه قوله : آمنته آما يقال : يقال إذا أردت التصديق

ا ما تقدم من أن اإليما : والفرق الثاني ا مم ة، ونحوه ن ال يستعمل في جميع األخبار، بل في اإلخبار عن األمور الغائب

. آمن، بخالف لفظ التصديق، فإنه عام متناول لجميع األخبار : يدخلها الريب، فإذا أقر بها المستمع قيل

ر، وهو قريب : فإن اإليمان مأخوذ من األمن، الذي هو الطمأنينة، آما أن لفظ اإلقرار : وأما المعنى ر يق مأخوذ من قال ا يق ك، آم اذب بخالف ذل ره، والك ى خب ئن إل أمن، لكن الصادق يطم ة، : من آمن ي ة والكذب ريب الصدق طمأنين

: فالمؤمن دخل في األمن آما أن المقر دخل في اإلقرار، ولفظ اإلقرار يتضمن االلتزام ثم إنه يكون على وجهين وهذا معنى اإلقرار الذي يذآره الفقهاء في . بار، وهو من هذا الوجه آلفظ التصديق، والشهادة ونحوهمااإلخ : أحدهما/

. آتاب اإلقرار

ن أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا و { : إنشاء االلتزام آما في قوله تعالى : والثاني أنا معكم مال . ] 81 : آل عمران [ } الشاهدين ه سبحانه ق ر المجرد، فإن ى الخب ا { : وليس هو هنا بمعن ين لم اق النبي ه ميث ذ الل وإذ أخ

ؤ م لت ا معك دق لم ول مص اءآم رس م ج ة ث اب وحكم ن آت تكم م م آتي ى ذلك ذتم عل ررتم وأخ ال أأق رنه ق ه ولتنص منن بزام، بخالف لفظ التصديق } إصري فهذا االلتزام لإليمان والنصر للرسول وآذلك لفظ اإليمان فيه إخبار وإنشاء والت

ه ال في ر؛ ال يق ى المخب ة إل ر ال يتضمن طمأنين ذي يتضمن : المجرد، فمن أخبر الرجل بخب ر ال ه بخالف الخب آمن لى صدقه، ة إل د ال يتضمن إال مجرد الطمأنين ـه، وق طمأنينة إلى المخبر، والمخبر قد يتضمن خبره طاعة المستمع لل ر ـ المقاب د استعمل لفظ الكف ل ق فإذا تضمن طاعة المستمع لم يكن مؤمنا للمخبر، إال بالتزام طاعته مع تصديقه، ب

رار في لإليمان ـ في ا استعمل لفظ اإلق ان آم ك أن يستعمل لفظ اإليم اس ذل نفس االمتناع عن الطاعة واالنقياد، فقي . نفس التزام الطاعة واالنقياد؛ فإن اهللا أمر إبليس بالسجود آلدم،فأبى واستكبر وآان من الكافرين

ار / وأيضا، فلفظ التصديق إنما يستعمل في جنس اإلخبار، فإن التصديق ار بكذب إخب ذيب إخب ر؛ والتك بصدق المخب

ر، ذيب نوعان من الخب المخبر، فقد يصدق الرجل الكاذب تارة، وقد يكذب الرجل الصادق أخرى، فالتصديق والتكذيب ا لفظ التصديق والتك وهما خبر عن الخبر فالحقائق الثابتة في نفسها التي قد تعلم بدون خبر، ال يكاد يستعمل فيه

ار عن إن لم يقدر مخبر ع ائق واإلخب اول الحق ه يتن ك، فإن نها، بخالف اإليمان واإلقرار واإلنكار والجحود، ونحو ذل . الحقائق أيضا

ذل ارة وتعصى أخرى، وي وأيضا، فالذوات التي تحب تارة وتبغض أخرى، وتوالى تارة وتعادى أخرى، وتطاوع ت

ظ اإليمان والكفر ونحو ذلك، وأما لفظ التصديق والصدق لها تارة ويستكبر عنها أخرى، تختص هذه المعاني فيها بلفات : ونحو ذلك، فيتعلق بمتعلقها آالحب والبغض، فيقال ا أن الصدق والكذب في إثب حب صادق وبغض صادق، فكم

ق بالحب ك يتعل بغض ونحوذل ذلك في الحب وال داء، فك ة ابت الحقائق ونفيها متعلق بالخبر النافي والمثبت دون الحقيقار، أو حب، وال رار، أو إنك ذوات بال واسطة إق بغض، دون الحقيقة ابتداء، بخالف لفظ اإليمان والكفر فإنه يتناول ال

. أو بغض، أو طمأنينة، أو نفور

ا ( : ويشهد لهذا الدعاء المأثور المشهور عند استالم الحجر دك، واتباع اء بعه ك، ووف ك، وتصديقا بكتاب ا ب م إيمان اللهالى . ) تصديقا بكتابك ( : تصديقا بك، آما قال : ولم يقل ) إيمان بك ( : ،فقال ) بيك محمد صلى اهللا عليه وسلملسنة ن وقال تعذي في ] 12 : التحريم [ } وصدقت بكلمات ربها وآتبه { : مريم/ عن ه الحديث ال ، فجعل التصديق بالكلمات والكتب، ومناتي ( : صحيح عن النبي صلى اهللا عليه وسلمال ي، وتصديق بكلم ، ) تكفل اهللا لمن خرج في سبيله ال يخرجه إال إيمان ب

روى لي ( : وي ان بي،وتصديق برس روى ) إيم ه ( : ، وي بيل اهللا وتصديق آلمات ي س اد ف ه إال جه ع . ) ال يخرج ي جمي فف . ت والرسلاأللفاظ جعل لفظ التصديق بالكلما

Page 170: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه ة،فقيل ل ة في الجن ا رسول : وآذلك قوله في الحديث الذي في الصحيح ذآر النبي صلى اهللا عليه وسلم منازل عالي ي

لين ( فقال . اهللا، تلك منازل ال يبلغها إال األنبياء اهللا، وصدقوا المرس ا يحصى . ) بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا ب وما جاء اآلن االستعمال المع ك، آم اهللا ونحو ذل اهللا، أو صدق ب : روف في آالم السلف، صدقت باهللا، أو فالن يصدق ب

رآن إن الق ك، ف اهللا وحده ونحو ذل ؤمن ب له، ون ه ورس ه وآتب اهللا ومالئكت ؤمن ب اهللا ون ا ب اهللا وإيمان فالن يؤمن وآمن بم والحديث وآالم الخاصة والعامة مملوء من لفظ اإليمان باهللا، وآمن ب ا أعل وا، وم ذين آمن ا ال اهللا، ويأيه ؤمن ب اهللا، ون

ك شيء ال يحضرني : قيل التصديق باهللا، أو صدقوا باهللا أو يأيها الذي صدق اهللا ونحو ذلك، اللهم إال أن يكون في ذل . الساعة، وما أظنه

ال ه، والرس : ولفظ اإليمان يستعمل في الخبر أيضا، آما يق ر ل اهللا أي أق ر، آل آمن ب ه مخب ة أن ه من جه ؤمن ل ول ي

ر . ويؤمن به من جهة أن رسالته مما أخبر بها، آما يؤمن باهللا ومالئكته وآتبه ه، / فاإليمان متضمن لإلقرار بما أخب به، ر ب ا أخب ه آل م اب يشترك في ذا الب ه، وهو من ه ان ب والكفر تارة يكون بالنظر إلى عدم تصديق الرسول واإليم

ق وتارة بالنظر إلى ع ا يتعل ان جحد م ذا آ اهللا وبأسمائه؛ وله ار ب دم اإلقرار بما أخبر به، واألصل في ذلك هو اإلخبر ا أخب وت م م بثب ر والعل بهذا الباب أعظم من جحد غيره، وإن آان الرسول أخبر بكليهما ثم مجرد تصديقه في الخب

. ال تعظيم له لم يكن ذلك إيمانابه، إذا لم يكن معه طاعة ألمره، ال باطنا وال ظاهرا وال محبة هللا و

ر، ره أحد بخب م يخب يس ل إن إبل وآفر إبليس وفرعون واليهود ونحوهم لم يكن أصله من جهة عدم التصديق والعلم، ف . بل أمره اهللا بالسجود آلدم فأبى واستكبر، وآان من الكافرين، فكفره باإلباء واالستكبار وما يتبع ذلك،ال ألجل تكذيب

ـؤالء إال رب { : فرعون وقومه جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا،وقال له موسىوآذلك زل ه ا أن ت م د علم لق : ، فالذي يقال هنا أحد أمرين ] 102 : اإلسراء [ } السماوات واألرض

ان، وإال االستكبار واإلباء والحسد ونحو ذلك مما الك : إما أن يقال ذي هو اإليم فر به مستلزم لعدم العلم، والتصديق ال

راد مع تلزم وجود الم ة تس درة،آما أن اإلرادة الجازم ه مع الق فمن آان علمه وتصديقه تاما أوجب استسالمه وطاعتم ذلك إذا ل ة وال إرادة، فك ا في القلب هم ه م ى أن درة، دل عل يوجد موجب القدرة، فعلم أن المراد إذا لم يوجد مع الق

ب، / التصديق والعلم من حب القلب وانقياده، دل على أن الحاصل في القلب ليس بتصديق وال علم، بل هنا شبهة ورير أصحابه ه وأآث م والصالحي واألشعري في المشهور عن ول جه اس، وهو أصل ق ك طوائف من الن ول ذل آما يق

ة و ال الباطن ا آالقاضي أبي بكر ومن اتبعه، ممن يجعل األعم ان ال من نفسه، ويجعل م ات اإليم الظاهرة من موجب . ينتفي اإليمان بانتفائه من لوازم التصديق ال يتصور عنده تصديق باطن مع آفر قط

انع من : أو أن يقال ك م ر ونحو ذل قد يحصل في القلب علم بالحق وتصديق به، ولكن ما في القلب من الحسد والكب

م استسالم القلب وانقياده ومحب يس العل راد، ول تلزمة للم درة مس ل؛ ألن اإلرادة مع الق ته، وليس هذا آاإلرادة مع العم . بالحق والتصديق به مع القدرة على العمل بموجب ذلك العمل، بل البد مع ذلك من إرادة الحق والحب له

لمقدور موجبة لحصول المقدور، لم يكن القدرة التامة بدون اإلرادة الجازمة، مستلزمة لوجود المراد ا : فإذا قال القائل

ك : وبهذا يتبين خطأ من قال . مصيبا، بل البد من اإلرادة إن مجرد علم اهللا بالمخلوقات موجب لوجودها، آما يقول ذلا : من يقوله من أهل الفلسفة، آما يغلط الناس من يقول ا، وآم درة موجب وجوده دون الق ات ب إن مجرد إرادة الممكن

الخطؤوا راد، واإلرادة : من ق دور والم ي وجود المق درة واإلرادة ف م والق د من العل ل الب ة، ب درة آافي إن مجرد القإنها متالزمة في الحي، أو : مستلزمة لتصور المراد والعلم به، والعلم واإلرادة والقدرة، ونحو ذلك؛ وإن آان قد يقال

ف فات، أو أن بعض الص ذه الص تلزمة له اة مس رادا أن الحي وم م ل معل يس آ ه ل ب أن ال ري البعض، ف روط ب ات مشمحبوبا وال مقدورا وال آل مقدور مرادا محبوبا، وإذا آان آذلك لم يلزم من آون الشيء معلوما مصدقا به أن يكون /

. محبوبا معبودا، بل البد من العلم، وأمر آخر به يكون هذا محبا وهذا محبوبا

اء فقول من جعل مجرد ى انتف إذا انتفت دل عل ب، ف ال القل ه موجب ألعم ان، وأن د هو اإليم العلم والتصديق في العب : مجرد علم اهللا بنظام العالم موجب لوجوده، بدون وجود إرادة منه، وهو شبيه بقول المتفلسفة : العلم، بمنزلة من يقول

ا، إن سعادة النفس في مجرد أن تعلم الحقائق، ولم يقرنوا ذلك بح تم السعادة إال به ي ال ت ه الت الى ـ وعبادت ب اهللا ـ تعاللذة في مجرد : آمال الجسم أو النفس في الحب من غير اقتران الحرآة اإلرادية به، ومن يقول : وهو نظير من يقول

Page 171: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ة ال تكون إال بمحب م، والمالئم د من إدراك المالئ ل الب ين المدرك اإلدراك والشعور، وهذا غلط باتفاق العقالء، ب ة ب . والمدرك،وتلك المحبة والموافقة والمالئمة ليست نفس إدراآه والشعور به

ذة حال : وقد قال آثير من الناس من الفالسفة واألطباء ومن اتبعهم ل الل نهم، ب إن اللذة إدراك المالئم، وهذا تقصير م

ل أمر يعقب إدراك المالئم، آاإلنسان الذي يحب الحلو ويشتهيه فيدرآه ب ه، ب ذة مجرد ذوق ل، فليست الل ذوق واألآ اله، : البد أوال : يجده من نفسه يحصل مع الذوق، فالبد أوال من أمرين، وآخرا من أمرين ة ل من شعور بالمحبوب، ومحب

م إذا تهى، ث ه ال يش ة ل نفس محب ي ال يس ف ه ول ا يشعر ب تهى، وم ه ال يتصور أن يش ا ال شعور ب ه /فم حصل إدراآ . ب نفسه، حصل عقيب ذلك اللذة والفرح مع ذلكبالمحبو

ك، ( : ولهذا قال النبي صلى اهللا عليه وسلم في الدعاء المأثور ى لقائ وق إل اللهم إني أسألك لذة النظر إلى وجهك، والش

يا أهل الجنة : ل الجنة الجنة، نادى منادإذا دخل أه ( : ، وفي الحديث الصحيح ) من غير ضراء مضرة، وال فتنة مضلةون وه، فيقول ا هو : إن لكم عند اهللا موعدا يريد أن ينجزآم ة، ؟ م دخلنا الجن ا، وي ل موازينن ا، و يثق يض وجوهن م يب أل

ي ( : قال ) ! ؟ ويجرنا من النار يئا أحب إل ه فيكشف الحجاب، فينظرون إليه؛ فما أعطاهم ش لم ) هم من النظر إلي رواه مس . فاللذة مقرونة بالنظر إليه، وال أحب إليهم من النظر إليه، لما يقترن بذلك من اللذة، ال أن نفس النظر هو اللذة . وغيره

وفي الجملة، فالبد في اإليمان الذي في القلب من تصديق باهللا ورسوله، وحب اهللا ورسوله، وإال فمجرد التصديق مع

تلزم الحب، ال م يس بغض هللا ولرسوله، ومعاداة اهللا ورسوله، ليس إيمانا باتفاق المسلمين، وليس مجرد التصديق والعلا ذي يالئمه وال . إال إذا آان القلب سليما من المعارض، آالحسد والكبر؛ ألن النفس مفطورة على حب الحق، وهو ال

ال شيء أحب إلى القلوب السليمة من اهللا، وهذا هو ا د ق يال، وق ذي اتخذه اهللا خل لحنيفية ملة إبراهيم ـ عليه السالم ـ الليم { : تعالى ب س ه بقل ى الل ن أت ا م يس مجرد . ] 89، 88 : الشعراء [ } يوم لا ينفع مال ولا بنون إل ا لحب /فل م موجب العل

. الئم المعلوم، وهذه القوة موجودة في النفسالمعلوم، إن لم يكن في النفس قوة أخرى ت

ا ه، وآلم ليم أحب ه س م، فمن عرف اهللا وقلب وي العل ل، والعمل يق وي العم العلم يق األخرى، ف وآل من القوتين تقوى بوة الحب توجب إن ق ه بأسمائه وصفاته، ف ه ومعرفت ره ل ازداد له معرفة ازداد حبه له، وآلما ازداد حبه له ازداد ذآ

اد اهللا ورسوله آثر ة ذآر المحبوب، آما أن البغض يوجب اإلعراض عن ذآر المبغض، فمن عادى اهللا ورسوله وحد ى ق ه حت ه ب ة، فيضعف علم ا يوجب المحب الخير، وعن ذآر م آان ذلك مقتضيا إلعراضه عن ذآر اهللا ورسوله ب

هم ولا تكونوا آالذين نسوا الل { : ينساه، آما قال تعالى اهم أنفس الى ] 19 : الحشر [ } ه فأنس ال تع ا { : ، وق ن أغفلن ع م ا تط ولاداة، ] 28 : الكهف [ } قلبه عن ذآرنا واتبع هواه وآان أمره فرطا م مع بغض ومع ك تصديق وعل د يحصل مع ذل ، وقه لكن تصديق ضعيف، وعلم ضعيف، ولك ا يصير ب ة اهللا ورسوله م ك من محب اداة ألوجب ذل بغض والمع وال ال ن ل

. مؤمنا

أن الجهل ببعض أسماء اهللا وصفاته ال يكون صاحبه آافرا، : فمن شرط اإليمان وجود العلم التام؛ ولهذا آان الصوابره إذا إذا آان مقرا بما جاء به الرسول صلى اهللا عليه وسلم، ولم يبلغه ما يوجب ال علم بما جهله على وجه يقتضى آف

م ذا يوصف من ل ه، وله م ب اهللا يتفاضلون في العل اء ب ل العلم ه، ب م تذريت لم يعلمه، آحديث الذي أمر أهله بتحريقه ثوء بج { : يعمل بعلمه بالجهل وعدم العلم، قال تعالى ون الس ذين يعمل ه لل ن قريب إنما التوبة على الل ون م م يتوب ة ث } هال

ي / : ، قال أبو العالية ] 17 : النساء [ ـل، وآل : سألت أصحاب محمد عن هذه اآلية، فقالوا ل و جاه آل من عصى اهللا فهن مسعود . من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب ول اب ه ق اهللا جه : ومن االغترار ب ا، وآفى ب ى بخشية اهللا علم . الآف

. ] 28 : فاطر [ } إنما يخشى الله من عباده العلماء { : العالم من يخشى اهللا، وقد قال تعالى : فقال ؟ أيها العالم : وقيل للشعبي

ا عالم باهللا وبأمر اهللا، وعالم باهللا ليس عالما : العلماء ثالثة : وقال أبو حيان التيمي يس عالم بأمر اهللا، وعالم بأمر اهللا لاده { : باهللا، فالعلم باهللا الذي يخشاه، والعالم بأمر اهللا الذي يعلم حدوده وفرائضه، وقد قال تعالى ن عب ه م ا يخشى الل إنم

عالم يخشاه، لكن لما آان العلم وهذا يدل على أن آل من خشى اهللا فهو عالم، وهو حق وال يدل على أن آل . } العلماء . به موجبا للخشية عند عدم المعارض آان عدمه دليال على ضعف األصل، إذ لو قوى لدفع المعارض

. وهكذا لفظ العقل يراد به الغريزة التي بها يعلم، ويراد بها أنواع من العلم، ويراد به العمل بموجب ذلك العلم

Page 172: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه يع ] الجهل [ وآذلك لفظ ي صلى اهللا علي ال النب ا ق م، آم ه عن عدم العمل بموجب العل بر به عن عدم العلم، ويعبر با هو . ) إني امرؤ صائم : إذا آان أحدآم صائما فال يرفث وال يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله، فليقل ( : وسلم والجهل هن

: عرالكالم الباطل، بمنزلة الجهل المرآب، ومنه قول الشا

فنجهل فوق جهل الجاهلينا** أال ال يجهلن أحد علــــينا لم ] الجاهلية [ ومن هذا سميت / ه وس جاهلية،وهي متضمنة لعدم العلم أو لعدم العمل به، ومنه قول النبي صلى اهللا علي

ة { : لما ساب رجال وعيره بأمه، وقد قال تعالى ) إنك امرؤ فيك جاهلية ( ألبي ذر وبهم الحمي ي قل روا ف إذ جعل الذين آفذا من الجهل ] 26 : الفتح [ } حمية الجاهلية ه، وه ا ينفع رك م فإن الغضب والحمية تحمل المرء على فعل ما يضره وت

ا في نفسه من الذي هو عمل بخالف العلم حتى يقدم المرء على فعل ما يعلم أنه يضره، وترك م ه؛ لم ه ينفع ا يعلم أنا في نفسه من ه لم ة، لكن م والتصديق بالكلي يس عديم العل البغض والمعاداة األشخاص وأفعال، وهو في هذه الحال ل

ه ومقتضاه دم موجب م لع ى ضعف العل دل عل م، ف ك لموجب العل ك الموجب . بغض وحسد غلب موجب ذل ولكن ذلا مرض والنتيجة ال توجد عنه وحده، بل إذا حصل له عنه وعما في النفس من حب ما ينفعها، وبغض ما يضرها، ف

ه، ا يضره لشهوة نفسه ل اول م ذي يتن ففسدت به، أحبت ما يضرها، وأبغضت ما ينفعها، فتصير النفس آالمريض ال . مع علمه أنه يضره

ل إن اهللا يحب الب ( هذا معنى ما روي عن النبي صلى اهللا عليه وسلم : قلت بهات، ويحب العق د ورود الش صر النافذ عن

هوات ول الش د حل ل عن الى ) الكام ال تع د ق ال، وق ي مرس ي { : رواه البيهق وب أول حق ويعق راهيم وإس ا إب ر عبادن واذآة ، فوصفهم بالقوة في العمل والبصيرة في ] 45 : ص [ } الأيدي والأبصار ة لمحب وة القلب الموجب وة ق العلم، وأصل الق

الخير وبغض الشر، فإن المؤمن قوته في قلبه وضعفه في جسمه، والمنافق قوته في جسمه وضعفه في قلبه، فاإليمان . التصديق بالحق والمحبة له، فهذا أصل القول، وهذا أصل العمل : فيه من هذين األصلين/ البد

درة يستلزم حرآة البدن بالقول الظاهر، والعمل الظاهر ضرورة آما تقدم، فمن جعل مجرد العلم ثم الحب التام مع الق

م م والحب، والعل د من العل ل الب ط ب والتصديق موجبا لجميع ما يدخل في مسمى اإليمان، وآل ما سمى إيمانا فقد غلم شرط في محبة المحبوب، آما أن الحياة شرط في العلم، لكن ال يلزم من ا ه إن ل ه محبت لعلم بالشيء والتصديق بثبوت

ا وهو رة ويعلمه ياء آثي وت أش ان اإلنسان يصدق بثب ذا آ يكن بين العالم والمعلوم معنى في المحب أحب ألجله؛ ولهه، لكن اهللا ـ يبغضها آما يصدق بوجود الشياطين والكفار ويبغضهم، ونفس التصديق بوجود الشيء ال يقتضي محبت

ا سبحانه ـ يستحق ا فيه ه آم ه وطاعت ى يقتضي حب ا معن وب فيه لذاته أن يحب ويعبد، وأن يحب ألجله رسوله، والقلمعنى يقتضي العلم والتصديق به، فمن صدق به وبرسوله ولم يكن محبا له ولرسوله لم يكن مؤمنا حتى يكون فيه مع

. ذلك الحب له ولرسوله

ال وإذا قام بالقلب التصديق به والمحبة له لزم وال الظاهرة، واألعم ك من األق دن بموجب ذل ضرورة أن يتحرك البوم ا يق ا أن م الظاهرة فما يظهر على البدن من األقوال واألعمال هو موجب ما في القلب والزمه، ودليله ومعلوله آم

ا في القلب أثير فيم ا ـ ت ه ـ أيض ؤثر في اآلخر، لك . بالبدن من األقوال واألعمال ل ا ي ن القلب هو األصل فكل منهمة ل لكلم ا المث ي يضرب به والبدن فرع له والفرع يستمد من أصله واألصل يثبت ويقوى بفرعه، آما في الشجرة الت

ؤتي أ { : تعالى/ اإليمان، قال ماء ت ي الس ين ضرب الله مثال آلمة طيبة آشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها ف ل ح ا آ آلها إذن ربه راهيم [ } ب ا، ] 25، 24 : إب ت فروعه رق وروي قوي لها وع وى أص ا ق جرة آلم د والش ة التوحي ي آلم وه

. وفروعها ـ أيضا ـ إذا اغتذت بالمطر والريح أثر ذلك في أصلها

ذلك ان [ وآ ب و ] اإليم ي القل ت ا ] اإلسالم [ ف ا آان ة، ولم وال عالني تلزمة لألق ة ومس اهرة الزم ال الظ وال واألعم ألقاد { : واألعمال الباطنة آان يستدل بها عليها، آما في قوله تعالى ن ح وادون م لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر ي

ه الله ورسوله ولو آانوا آباءهم أو أبناءهم روح من دهم ب ان وأي وبهم الإيم ي قل ب ف } أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك آتان ] 22 : المجادلة [ ل نفس اإليم ، فأخبر أن من آان مؤمنا باهللا واليوم اآلخر ال يوجدون موادين ألعداء اهللا ورسوله، ب

ئس { : الموادة دل ذلك على خلل اإليمان وآذلك قولهينافي مودتهم فإذا حصلت روا لب ترى آثيرا منهم يتولون الذين آفا ون ب انوا يؤمن و آ دون ول م خال ذاب ه ي الع ي ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وف ا هللا والنب ه م زل إلي ا أن وم

] 81، 80 : المائدة [ } اتخذوهم أولياء

Page 173: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه { : وآذلك قوله أموالهم وأنفس دوا ب ابوا وجاه ك إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرت ه أولئ بيل الل ي س م ف

ولهم ] 15 : الحجرات [ } هم الصادقون اس في : ، فأخبر تعالى أن هؤالء هم الصادقون في ق ى أن الن ك عل ا، ودل ذل آمنه { / : آمنا، صادق وآاذب، والكاذب فيه نفاق بحسب آذبه، قال تعالى في المنافقين : قولهم ا بالل ومن الناس من يقول آمنالي ؤمنينوب م بم ا ه ر وم ه } وم اآلخ ى قول ذبون { : إل انوا يك ا آ يم بم ذاب أل م ع رة [ } وله ي ] 10 : 8 : البق ذبون { وف } يك

. قراءتان مشهورتان

الى ) الكذب : أساس النفاق الذي يبني عليه ( وفي الحديث ال تع اءك { : ، وق ه إذا ج ول الل ك لرس هد إن الوا نش افقون ق المنالى ] 1 : المنافقون [ } والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ال تع ا { : ، وق ئن آتان ه ل د الل ن عاه نهم م وم

ون من فضله لن م معرض وا وه ه وتول وا ب له بخل ن فض اهم م ا آت الحين فلم ن الص ي صدقن ولنكونن م ا ف أعقبهم نفاق فال ] 77 : 75 : التوبة [ } ونقلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما آانوا يكذب ي { : ، وق زك ف ن يلم نهم م وم

. ومثل هذا آثير ] 58 : التوبة [ } الصدقات

ع بغضه هللا ب م ي القل ا بمجرد تصديق ف ون مؤمن ي أن الرجل ال يك ول، ف ا يق دبر م ن ت تريب م ال يس ة، ف وبالجملى أن عمل القلب داخل في ولرسوله، واستكباره عن عبادته ومع ة عل اهير المرجئ ان جم ذا آ اداته له ولرسوله؛ وله

االت [ اإليمان آما نقله أهل المقاالت عنهم، منهم األشعري، فإنه قال في آتابه في ان : ] المق ة في اإليم اختلف المرجئ : وهم اثنتا عشرة فرقة ؟ ما هو

ا يزعمون أن اإليمان : الفرقة األولى منهم ط، وأن م د اهللا فق ا جاء من عن ع م اهللا وبرسوله وبجمي ة ب باهللا هو المعرف

ل وف والعم ا والخ يم لهم وله، والتعظ ة هللا ولرس ب والمحب وع بالقل ان، والخض رار باللس ن اإلق ة م وى المعرف سم ول يحكى عن الجه ذا ق ن صفوان،قا /بالجوارح فليس بإيمان، وزعموا أن الكفر باهللا هو الجهل به وه وزعمت : لب

ه بعض وال يتفاضل أهل ان ال يت ر بجحده، وأن اإليم ه ال يكف انه أن الجهمية أن اإلنسان إذا أتى بالمعرفة، ثم جحد بلس : فيه، وأن اإليمان والكفر ال يكونان إال في القلب دون الجوارح، قال

اهللا يزعمون أن اإليمان هو المعرفة باهللا فقط، : والفرقة الثانية من المرجئة ان ب ط، فال إيم ه فق والكفر به هو الجهل ب

ل ة { : إال المعرفة به، وال آفر باهللا إال الجهل به، وأن قول القائ ث ثالث ه ثال دة [ } إن الل ه ال ] 73 : المائ ر ولكن يس بكف له ه ال يقول ك، وأجمع المسلمون أن ال ذل ة اهللا يظهر إال من آافر، وذلك أن اهللا آفر من ق وا أن معرف افر، وزعم إال آ

ون ان بالرسول، ويقول اهللا إيم ان ب ه ال : هي المحبة له وهي الخضوع هللا، وأصحاب هذا القول ال يزعمون أن اإليم إناهللا ( يؤمن باهللا إال من آمن بالرسول، ليس ذلك ألن ذلك مستحيل، ولكن الرسول قال يس بمؤمن ب ، ) من لم يؤمن بي فل

د وال وزعموا ـ أي دهم ال يزي ه،واإليمان عن ه،وهو معرفت ان ب ادة إال اإليم ه ال عب ضا ـ أن الصالة ليست بعبادة هللا،وأن . والقائل بهذا القول أبو الحسين الصالحي . ينقص،وهو خصلة واحدة، وآذلك الكفر

ول الصالحي والذي أ : قول الصالحي هذا وغيره، ثم قال ] الموجز [ وقد ذآر األشعري في آتابه : ختاره في األسماء ق

ة أن ان يحتمل في اللغ ى الخصوص إذ آ وم، وال عل ى العم ر عل وفي الخصوص والعموم إني ال أقطع بظاهر الخباع ى خصوص إال بتوقيف أو إجم وم وال عل . يكون خاصا ويحتمل أن يكون عاما، وأقف في ذلك وال أقطع على عم

: ] المقاالت [ ثم قال في

ة / يزعمون أن اإليمان هو المعرفة باهللا : والفرقة الثالثة من المرجئة ه والمحب تكبار علي والخضوع له، وهو ترك االسى تكباره عل ر باس ه آف ر أن اهللا غي ا ب ان عارف يس آ وا أن إبل ؤمن، وزعم و م ذه الخصال، فه ه ه هللا، فمن اجتمعت في

. اهللا،وهذا قول قوم من أصحاب يونس السمري ه بالقلب : وهم أصحاب أبي شمر ويونس : لفرقة الرابعةوا ه والخضوع ل ة ل يزعمون أن اإليمان المعرفة باهللا والمحب

ان اء فاإليم ه حجة األنبي د قامت علي واإلقرار به أنه واحد ليس آمثله شيء ما لم تقم عليه حجة األنبياء، وإن آانت قذه اإلقرار بهم والتصديق لهم، والمعرفة لما جا ان، وال يسمون آل خصلة من ه نهم داخل في اإليم ء من عند اهللا ع

ك بهوا ذل ا الجتماعها،وش موها إيمان ت س إذا اجتمع ال، ف ذه الخص ع ه ان،حتى تجتم ا وال بعض إيم ال إيمان الخص

Page 174: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

را و ذه الخصال آف وا بالبياض إذا آان في دابة لم يسموها بلقاء إال مع السواد، وجعلوا ترك آل خصلة من ه م يجعل ل . اإليمان متبعضا وال محتمال للزيادة والنقصان

. أن اإليمان هو اإلقرار باهللا وبرسله وما ال يجوز في العقل إال أن يفعله : وذآر عن الخامسة ـ أصحاب أبي ثوبان ـ

له وفرائضه المجمع عليه : وذآر عن الفرقة السادسة اهللا وبرس ك أن اإليمان هو المعرفة ب ع ذل ه بجمي ا، والخضوع ل

م تكن طاعة واإلقرار باللسان، وزعموا أن خصال اإليمان آل منها طاعة، وأن آل واحدة إذا فعلت دون األخرى لر ك معصية، وأن اإلنسان ال يكف اس / آالمعرفة بال إقرار، وأن ترك آل خصلة من ذل رك خصلة واحدة، وأن الن بت

ول يتفاضلون في إيمانهم، ويكون بعضهم أ ذا ق نقص، وه د وال ي ان يزي ه من بعض، وأن اإليم ر تصديقا ل م وأآث عل . الحسين بن محمد النجار وأصحابه

يزعمون أن اإليمان المعرفة باهللا الثانية، والمحبة والخضوع واإلقرار بما : الغيالنية أصحاب غيالن : والفرقة السابعة

ان، وآل جاء به الرسول وبما جاء من عند اهللا، ا من اإليم م يجعله ذلك ل وذلك أن المعرفة األولى عنده اضطرار، فلال ان وأن يق ار إيم هؤالء الذين حكينا قولهم ـ من الشمرية والجهمية والغيالنية والنجارية ـ ينكرون أن يكون في الكف

. فيهم بعض إيمان إذ آان اإليمان ال يتبعض عندهم اإلقرار باهللا والمعرفة بأنه واحد ليس : قة الثامنة من المرجئة أصحاب محمد بن شبيب يزعمون أن اإليمانوالفر : قال

واإلقرار والمعرفة بأنبيائه وبرسله وبجميع ما جاءت به من عند اهللا مما نص عليه المسلمون ونقلوه عن . آمثله شيءلم من الصالة والصيام ونحو ذ ه وس تكبار النبي صلى اهللا علي رك االس ه، والخضوع هللا وهو ت نهم في زاع بي ك ال ن ل

افرا، وأن ان آ ا آ تكباره م وال اس تكبر، ول ه اس افرا ألن ان آ ا آ ه، وإنم ر ب عليه، وزعموا أن إبليس قد عرف اهللا وأقافرا بت رك اإليمان يتبعض ويتفاضل أهله، وأن الخصلة من اإليمان قد تكون طاعة وبعض إيمان، ويكون صاحبها آ

ه يس آمثل و /بعض اإليمان وال يكون مؤمنا إال بإصابة الكل، وآل رجل يعلم أن اهللا واحد ل اء فه شيء ويجحد األنبي . آافر بجحده األنبياء وفيه خصلة من اإليمان، وهي معرفته باهللا سبحانه

ة ن المرجئ عة م ة التاس ة وأصحابه : الفرق ي حنيف ى أب بين إل ون أن اإل : المنتس ول، يزعم اهللا وبالرس ة ب ان المعرف يم

. واإلقرار بما جاء من عند اهللا في الجملة دون التفسير

ائر، وهو اسم : الفرقة العاشرة من المرجئة ا عظم من الكب رك م ان ت ومني، يزعمون أن اإليم أصحاب أبي معاذ التي ي ك الخصلة الت افرا، فتل ان آ ا آ رك خصلة منه ا أو ت ا لخصال إذا ترآه ان، وآل طاعة إذا ترآه ا إيم ر بترآه كف

ا إن آانت فريضة يوصف ان، تارآه ك الطاعة شريعة من شرائع اإليم التارك لم يجمع المسلمون على تكفيره، فتلرا، : إنه يفسق وال يسمى بالفسق، وال يقال : بالفسق، فيقال له م تكن آف ان إذا ل ائر من اإليم فاسق، وليست تخرج الكب

ر وتارك الف ا آف اهللا، وإنم افر ب ا آ ا، واالستخفاف به رد له ا، وال ى الجحود به رائض مثل الصالة والصيام والحج علول الساعة أصلي، وإذا فرغت من : لالستخفاف والرد والجحود، وإن ترآها غير مستحل لترآها متشاغال مسوفا، يق

ا : وآان أبو معاذ يقول . ت، ولكن نفسقهلهوي وعملي، فليس بكافر، وإن آان يصلي يوما ووقتا من األوقا ل نبي من قت . أو لطمه آفر، وليس من أجل اللطمة آفر، ولكن من أجل االستخفاف والعداوة والبغض له

إن اإليمان هو التصديق؛ ألن اإليمان في اللغة : أصحاب بشر المريسي، يقولون : والفرقة الحادية عشرة من المرجئة/

صديق، وما ليس بتصديق فليس بإيمان، ويزعم أن التصديق يكون بالقلب وباللسان جميعا، وإلى هذا القول آان هو التيس يجوز أن ة، ول ار والستر والتغطي ر هو الجحد، واإلنك زعم أن الكف دي ي ـن الراون ان اب يذهب ابن الراوندي، وآ

ان إال زعم أن السجود للشمس يكون الكفر إال ما آان في اللغة آفرا، وال يجوز إيم ان ي ا، وآ ة إيمان ان في اللغ ا آ م . ليس بكفر، وال السجود لغير اهللا آفر، ولكنه علم على الكفر، ألن اهللا بين أنه ال يسجد للشمس إال آافر

ال ة : ق ن المرجئ رة م ة عش ة الثاني ة : والفرق و ا : الكرامي ان ه ون أن اإليم رام، يزعم ن آ د ب رار أصحاب محم إلق

. والتصديق باللسان دون القلب، وأنكروا أن تكون معرفة القلب، أو شيء غير التصديق باللسان إيمانا

Page 175: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

دهم وب عن ال القل فهذه األقوال التي ذآرها األشعري عن المرجئة يتضمن أآثرها أنه البد في اإليمان من بعض أعم . وإنما نازع في ذلك فرقة يسيرة؛ آجهم والصالحي

جملة ما عليه أصحاب الحديث وأهل : قال . جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة ] المقاالت [ قد ذآر ـ أيضا ـ في و

ه : السنة ات عن رسول اهللا صلى اهللا علي ا رواه الثق د اهللا وم ا جاء من عن له، وم ه ورس ه وآتب اهللا ومالئكت اإلقرار بم يتخذ صاحبة وسلم، وال يردون من ذلك شيئا، وأن اهللا ده ورسوله، /إله واحد فرد صمد، ل دا عب دا،وأن محم وال ول

: وأن الجنة حق والنار حق، وأن الساعة آتية ال ريب فيها، وأن اهللا يبعث من في القبور، وأن اهللا على عرشه آما قالبل يداه { : ، وآما قال ] 75 : ص [ } خلقت بيدي { : ما قال، وأن له يدين بال آيف، آ ] 5 : طه [ } الرحمن على العرش استوى {

ال ] 64 : المائدة [ } مبسوطتان ا ق ين، آم ه عين ا { : ، وأن ل ري بأعينن ال ] 14 : القمر [ } تج ا ق ا، آم ه وجه ى { : ، وأن ل ويبقة والخوارج : ، وأن أسماء اهللا ال يقال ] 27 : الرحمن [ } لإآراموجه ربك ذو الجلال وا ا قالت المعتزل ر اهللا، آم ا غي . إنه

: إلى أن قال

القرآن آالم اهللا غير مخلوق والكالم في الوقف واللفظ بدعة، من قال بالوقف أو اللفظ فهو مبتدع عندهم، ال : ويقولون : إلى أن قال . غير مخلوق : خلوق، وال يقالاللفظ بالقرآن م : يقال

م من ا معه م بم ائر، وه ك من الكب ا أشبه ذل ا والسرقة وم ه، آنحو الزن ذنب يرتكب وال يكفرون أحدا من أهل القبلة ب

ره : اإليمان مؤمنون وإن ارتكبوا الكبائر، واإليمان عندهم در خي له وبالق ه ورس ه وآتب وشره هو اإليمان باهللا ومالئكته إال اهللا : حلوه ومره، وأن ما أخطأهم لم يكن ليصيبهم، وما أصابهم لم يكن ليخطئهم، واإلسالم هو أن تشهد أن ال إل

: إلى أن قال . على ما جاء في الحديث،واإلسالم عندهم غير اإليمان

ال في . مخلوق وال غير مخلوق : ويقرون بأن اإليمان قول وعمل يزيد وينقص، وال يقولون م ق ا طويال ث وذآر آالم : آخره

. وإليه نذهب : من قولهم نقول/ وبكل ما ذآرناه

ذي نصره في الموجز ول ال والمقصود . فهذا قوله في هذا الكتاب وافق فيه أهل السنة وأصحاب الحديث بخالف الق

رق ا ة ف ى عام وب، حت ال القل ن أعم و م ا ه دخل م ة ت رق األم ة ف ا أن عام ة هن ا المعتزل ذلك، وأم ول ب ة تق لمرجئن صفوان من م ب والخوارج وأهل السنة وأصحاب الحديث فقولهم في ذلك معروف، وإنما نازع في ذلك من اتبع جه

. هو مجرد قول اللسان ـ شاذ أيضا : المرجئة، وهذا القول شاذ، آما أن قول الكرامية ـ الذين يقولون

ال : العتناء به، فإن آثيرا ممن تكلم في مسألة اإليمانوهذا ـ أيضا ـ مما ينبغي ا ه األعم دخل في ول ؟ هل ت وهل هو قول المجرد ؟ وعمل ل الق ط؛ ب ذا غل ول اللسان، وه القول ق راد ب يظن أن النزاع إنما هو في أعمال الجوارح، وأن الم

بالباطن هو اإليمان عند عامة المسلمين إال من عن اعتقاد اإليمان ليس إيمانا باتفاق المسلمين، فليس مجـرد التصديق ن ول اب ا في ق ة أعظم مم ام الديني شذ من أتباع جهم والصالحي، وفي قولهم من السفسطة العقلية والمخالفة في األحكآرام، إال من شذ من أتباع ابن آرام، وآذلك تصديق القلب الذي ليس معه حب اهللا وال تعظيم، بل فيه بغض وعداوة

. رسله ليس إيمانا باتفاق المسلمينهللا و

ول ؤمنين ـ يق ار، : وقول ابن آرام فيه مخالفة في االسم دون الحكم، فإنه ـ وإن سمى المنافقين م دون في الن م مخل إنه . فيخالف الجماعة في االسم دون الحكم، وأتباع جهم يخالفون في االسم والحكم جميعا

يطلق على ما في القلب من األقوال القلبيةتارة ] اإليمان [ :فصــل

ة ] اإليمان [ إذا عرف أن أصل اإليمان في القلب، فاسم تارة يطلق على ما في القلب من األقوال القلبية واألعمال القلبي

ارة ع ه، وت ى من التصديق والمحبة والتعظيم ونحو ذلك، وتكون األقوال الظاهرة واألعمال لوازمه وموجباته ودالئل لما في القلب والبدن جعال لموجب اإليمان ومقتضاه داخال في مسماه، وبهذا يتبين أن األعمال الظاهرة تسمى إسالما،

. وأنها تدخل في مسمى اإليمان تارة، وال تدخل فيه تارة

Page 176: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

وم لمعنيي ه عم راد في د اإلف د يكون عن ران ال وذلك أن االسم الواحد تختلف داللته باإلفراد واالقتران، فق د االقت ن،وعن

ان لكل واحد مسمى ا آ اول اآلخر، وإذا جمع بينهم يدل إال على أحدهما، آلفظ الفقير والمسكين، إذا أفرد أحدهما تنالى ه تع ي قول ا ف ا، آم ر إذا أطلق روف والمنك ظ المع ذلك لف ر { : يخصه، وآ ن المنك اهم ع المعروف وينه أمرهم ب } ي

ه ] 157 : عرافاأل [ اء { : دخل فيه الفحشاء والبغي، وإذا قرن بالمنكر أحدهما، آما في قول ن الفحش ى ع لاة تنه إن الصان اسم ] 90 : النحل [ } وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي { : أو آالهما آما في قوله تعالى ] 45 : العنكبوت [ } والمنكر آ

ى اء عل ول ـ بن ى ق ع عل اوال للجمي ول، أو متن ى ق ك عل ى / المنكر مختصا بما خرج من ذل أن الخاص المعطوف علفيه نزاع ـ واألقوال واألعمال الظاهرة نتيجة األعمال الباطنة . أو يكون قد ذآر مرتين ؟ العام هل يمنع شمول العام له

. والزمها

ان بضع وسبعون شعبة، ( فقد يتناول هذا وهذا، آما في قول النبي صلى اهللا عليه وسلم ] اإليمان [ وإذا أفرد اسم اإليموحينئذ فيكون اإلسالم داخال في مسمى اإليمان وجزءا . ) إماطة األذى عن الطريق : ال إله إال اهللا، وأدناها : أعالها قول

: ومنه قوله صلى اهللا عليه وسلم لوفد عبد القيس . الطاعات الباطنة والظاهرة إن اإليمان اسم لجميع : منه، فيقال حينئذاء ؟ آمرآم باإليمان باهللا، أتدرون ما اإليمان باهللا ( ام الصالة، وإيت دا رسول اهللا، وإق شهادة أن ال إله إال اهللا، وأن محم

. أخرجاه في الصحيحين ) الزآاة، وصوم رمضان، وتؤدوا خمس المغنم

ففسر اإليمان هنا بما فسر به اإلسالم؛ ألنه أراد بالشهادتين هنا أن يشهد بهما باطنا وظاهرا، وآان الخطاب لوفد عبد اس ن عب ال اب ا ق ة، آم ة أهل المدين د جمع دهم بع ة ببل أول : القيس، وآانوا من خيار الناس وهم أول من صلى الجمع

ـ جمعة جمعت في اإلسالم بعد جمعة المدي ة ب واثي [ نة جمع الوا ] ج رى البحرين ـ وق ة من ق ا رسول اهللا، إن : ـ قري يه دعو إلي ه ون ل نعمل ب أمر فص ا ب بيننا وبينك هذا الحي من آفار مضر، وإنا ال نصل إليك إال في شهر حرام، فمرن

آفارا، فهؤالء آانوا صادقين راغبين في من وراءنا، وأرادوا بذلك أهل نجد، من تميم وأسد وغطفان وغيرهم، آانوا . صلى اهللا عليه وسلم بأقوال وأعمال ظاهرة فعلوها باطنا وظاهرا فكانوا بها مؤمنين/طلب الدين، فإذا أمرهم النبي

ه لم وأما إذا قرن اإليمان باإلسالم، فإن اإليمان في القلب واإلسالم ظاهر، آما في المسند عن النبي صلى اهللا علي وس

د الموت، ( : أنه قال له والبعث بع ه ورس ه وآتب اهللا ومالئكت ؤمن ب ان أن ت ب، واإليم اإلسالم عالنية، واإليمان في القلذي هو الشهادتان، . ) وتؤمن بالقدر خيره وشره ه اإلسالم ال ذا اإليمان،وجب ضرورة أن يحصل ل ومتى حصل له ه

ه، وإال والصالة والزآاة والصيام والحج، ألن إي اد ل له يقتضي االستسالم هللا، واالنقي ه ورس ه وآتب اهللا ومالئكت ه ب مانا ه، آم درة علي فمن الممتنع أن يكون قد حصل له اإلقرار والحب واالنقياد باطنا وال يحصل ذلك في الظاهر، مع الق

. يمتنع وجود اإلرادة الجازمة مع القدرة بدون وجود المراد

تلزم وبهذا تعرف أن من آمن درة مس دم الشهادتين مع الق درة، فع تكلم بالشهادتين مع الق قلبه إيمانا جازما امتنع أال يع ان الظاهر ينف دون اإليم ان ب انتفاء اإليمان القلبي التام، وبهذا يظهر خطأ جهم ومن اتبعه، في زعمهم أن مجرد إيم

إن في اآلخرة، فإن هذا ممتنع، إذ ال يحصل اإليمان التام في القل درة، ف ه بحسب الق ب إال ويحصل في الظاهر موجب . من الممتنع أن يحب اإلنسان غيره حبا جازما وهو قادر على مواصلته، وال يحصل منه حرآة ظاهرة إلى ذلك

ا ه، ال هللا وإنم ه من لم لقرابت ه وس ي صلى اهللا علي ه للنب ا آانت محبت ة النسب / وأبو طالب إنم ه لحمي نصره وذب عن

ذي والقرابة؛ ولهذا لم يتقبل اهللا ذلك منه، وإال فلو آان ذلك عن إيمان في القلب لتكلم بالشهادتين ضرورة، والسبب الي بكر ذي أوجب امتناعه من الشهادتين، بخالف أب ة ـ هو ال لم ـ وهو الحمي أوجب نصره للنبي صلى اهللا عليه وس

اء وسيجن { : الصديق ونحوه، قال اهللا تعالى ا ابتغ زى إل ة تج ن نعم ده م د عن ا لأح ى وم بها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزآ : ، ومنشأ الغلط في هذه المواضع من وجوه ] 21 : 17 : الليل [ } وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى

. لزم لجميع موجبات اإليمانأن العلم والتصديق مست : أحدها

. ظن الظان أن ما في القلوب ال يتفاضل الناس فيه : الثاني

. ظن الظان أن ما في القلب من اإليمان المقبول يمكن تخلف القول الظاهر والعمل الظاهر عنه : الثالث

Page 177: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

يس الظاهر إال عم : الرابع ه عمل . ل الجوارح ظن الظان أن ليس في القلب إال التصديق،وأن ل والصواب أن القلب ل

اطن تلزم للب ا مس ول ظاهر وعمل ظاهر، وآالهم ة أخرجوا العمل الظاهر عن . مع التصديق، والظاهر ق والمرجئين، ومن قصد إخراج ذا ضالل ب ا هي التصديق، فه اإليمان؛ فمن قصد منهم إخراج أعمال القلوب ـ أيضا ـ وجعله

م ل له اطن، : العمل الظاهر قي اء الب ل انتف اء الظاهر دلي ه، وانتف اطن ال ينفك عن فبقى /العمل الظاهر الزم للعمل الب ؟ هل هو جزء من مسمى اإليمان يدل عليه بالتضمن، أو الزم لمسمى اإليمان : النزاع في أن العمل الظاهر

راد ا للمسمى ـ بحسب إف ارة يكون الزم دخل في االسم، وت ارة ي ه ت ان والتحقيق أن رن اإليم إذا ق ه ـ ف االسم واقتران

ل، ان بالعم باإلسالم آان مسمى اإلسالم خارجا عنه، آما في حديث جبريل، وإن آان الزما له، وآذلك إذا قرن اإليما اسم اإليمان لم يد : فقد يقال ] 7 : البينة [ } إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات { : آما في قوله ان الزم ه العمل وإن آ خل فيبل دخل فيه وعطف عليه عطف الخاص على العام، وبكل حال فالعمل تحقيق لمسمى اإليمان وتصديق : له، وقد يقال

ي إسماعيل األنصاري،وغيره ـ ا : له؛ ولهذا قال طائفة من العلماء ـ آالشيخ أب ه تصديق، فالقلب يصدق م ان آل اإليمومنه قول النبي صلى . صدق عمله قوله : يصدق ما في القلب، والعمل يصدق القول،آما يقالجاءت به الرسل،واللسان

بطش، والرجل ( : اهللا عليه وسلم العينان تزنيان وزناهما النظر،واألذنان تزنيان وزناهما السمع، واليد تزني وزناها الك أ رج يصدق ذل ى ويشتهي، والف ه تزني وزناها المشي، والقلب يتمن ر، وفي ) و يكذب ، والتصديق يستعمل في الخب

. فالن صادق العزم وصادق المحبة، وحملوا حملة صادقة : اإلرادة، يقال

إن اإليمان يتماثل الناس فيه،وال ريب أن : والسلف اشتد نكيرهم على المرجئة، لما أخرجوا العمل من اإليمان، وقالواالخطأ، بل ال يتساوى الناس في التصديق، وال في الحب، وال في الخشية وال من أفحش / قولهم بتساوي إيمان الناس

. في العلم، بل يتفاضلون من وجوه آثيرة

إن من صدق الرسول ا، ف ذا باطل قطع ا ـ وه وب ـ أيض ال القل وا أعم م أخرج إخراجهم العمل يشعر أنه ا ف وأيضا بالضرورة افر قطع و آ ه فه ه وبدن اداه بقلب ا ـ وأبغضه وع ان أخطؤوا ـ أيض وب في اإليم ال القل وا أعم ، وإن أدخل

. المتناع قيام اإليمان بالقلب من غير حرآة بدن

ه، هل يتصور إذا رأى الرسول وأعداءه اهللا ورسوله بقلب ا ب ان مؤمن وليس المقصود هنا ذآر عمل معين، بل من آسول بما ال يضره، هل يمكن مثل هذا في العادة إال أن يقاتلونه، وهو قادر على أن ينظر إليهم ويحض على نصر الر

ان من ؟ يكون منه حرآة ما إلى نصر الرسول ين بحسب اإلمك اد المتع ان الجه ذا آ ع، فله ذا ممتن وم أن ه فمن المعلحدث نفسه من مات ولم يغز ولم ي ( : اإليمان،وآان عدمه دليال على انتفاء حقيقة اإليمان، بل قد ثبت في الصحيح عنه

ان، ) بالغزو، مات على شعبة نفاق ه من اإليم ا مع اق، مع م ه بعض شعب النف ه يكون في ،وفي الحديث داللة على أنأموالهم وأنف { : ومنه قوله تعالى دوا ب ابوا وجاه م يرت م ل وله ث ه ورس وا بالل ذين آمن ون ال ه إنما المؤمن بيل الل ي س هم ف س

. ] 15 : الحجرات [ } أولئك هم الصادقون

ال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي م ( / : وأيضا فقد ثبت في الصحيح عن النب إن ل ده، ف ره بي را فليغي نكم منك من رأى مة ،وفي روا ) يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف اإليمان ة ( : ي ال حب ان مثق ك من اإليم يس وراء ذل ول

فهذا يبين أن القلب إذا لم يكن فيه بغض ما يكرهه اهللا من المنكرات آان عادما لإليمان، والبغض والحب من . ) خردلون أعمال القلوب، ومن المعلوم أن إبليس ونحوه يعلمون أن اهللا ـ عز وجل ـ حرم هذه األمور وال يبغضونها، بل يدع

. إلى ما حرم اهللا ورسوله

ة من ث، وآل آلم تكلم بالتثلي أن سب اهللا ورسوله، وال د صرحوا ب وأيضا، فهؤالء القائلون بقول جهم والصالحي، قاتم ذا الساب الش آالم الكفر، ليس هو آفرا في الباطن، ولكنه دليل في الظاهر على الكفر، ويجوز مع هذا أن يكون ه

ا وظاهرا، في الباطن عارفا ب افر باطن ذا آ اع أن ه يهم حجة بنص أو إجم إذا أقيمت عل ه، ف ا ب ه، مؤمن دا ل اهللا، موح . معنا أمران معلومان : هذا يقتضي أن ذلك مستلزم للتكذيب الباطن، وأن اإليمان يستلزم عدم ذلك، فيقال لهم : قالوا

. معلوم باالضطرار من الدين : أحدهما

Page 178: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

. لوم باالضطرار من أنفسنا عند التأملمع : والثاني

ره، ومن : أما األول ر مك ا غي ر طائع م بكلمات الكف ل من تكل ره، ب ر آ ا بغي فإنا نعلم أن من سب اهللا ورسوله طوعاهللا وإ : آافر باطنا وظاهرا، وأن من قال/استهزأ باهللا وآياته ورسوله، فهو ا ب ا إن مثل هذا قد يكون في الباطن مؤمن نم

م . هو آافر في الظاهر، فإنه قال قوال معلوم الفساد بالضرورة من الدين رآن، وحك ار في الق وقد ذآر اهللا آلمات الكفط ذي يغل رار ال بكفرهم واستحقاقهم الوعيد بها، ولو آانت أقوالهم الكفرية بمنزلة شهادة الشهود عليهم، أو بمنزلة اإلق

ذبهم إال فيه المقر، لم يجعلهم اهللا من أهل ان ينبغي أال يع ل آ ذبا، ب الوعيد بالشهادة التي قد تكون صدقا، وقد تكون آدة [ } لقد آفر الذين قالوا إن الله ثالث ثالثة { : بشرط صدق الشهادة، وهذا آقوله تعالى الوا { ، ] 73 : المائ ذين ق ر ال د آف لق

. وأمثال ذلك ] 72 : المائدة [ } هو المسيح ابن مريم إن الله

ذا : وأما الثاني ع مع ه ه، امتن ا ل فالقلب إذا آان معتقدا صدق الرسول، وأنه رسول اهللا، وآان محبا لرسول اهللا معظمه صادق أن يلعنه ويسبه، فال يتصور ذلك منه إال مع نوع من االستخفاف به وبحرمته، فعل م بذلك أن مجرد اعتقاد أن

. ال يكون إيمانا إال مع محبته وتعظيمه بالقلب

اغوت { : وأيضا، فإن اهللا سبحانه قال ت والط ون بالجب اب يؤمن ن الكت يبا م وا نص ذين أوت ، ] 51 : النساء [ } ألم تر إلى الؤمن ] 156 : البقرة [ } فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى الغي { : وقال ، فتبين أن الطاغوت ي

ومعلوم أن مجرد التصديق بوجوده وما هو عليه من الصفات يشترك فيه المؤمن والكافر؛ فإن األصنام . به ويكفر بهة { : لسحر يشترك في العلم بحاله المؤمن والكافر، وقد قال اهللا تعالى في السحروالشيطان وا ن فتن ا نح وال إنم ى يق حت

ه ه } فال تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوج ى قول ت { : إل ن اش وا لم د علم ن ولق رة م ي اآلخ ه ف ا ل راه مأنهم ] 102 : البقرة [ } خالق ورهم آ فهؤالء الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان، ونبذوا آتاب اهللا وراء ظه

. ال يعلمون، يعلمون أنه ال خالق لهم في اآلخرة، ومع هذا فيكفرون

ك من وآذلك المؤمن بالجبت والطاغوت،إذا آان ع الما بما يحصل بالسحر من التفريق بين المرء وزوجه، ونحو ذلا م بأحواله ا مع العل ا به م يكن مؤمن ة، ل ا من الفتن ا يحصل به أحوال الشيطان واألصنام، وم . الجبت، وآان عالما ب

ك من خصائص الر انوا ومعلوم أنه لم يعتقد أحد فيها أنها تخلق األعيان، وأنها تفعل ما تشاء ونحو ذل ة، ولكن آ بوبيا أمور، وآم يعتقدون أنه يحصل بعبادتها لهم نوع من المطالب، آما آانت الشياطين تخاطبهم من األصنام وتخبرهم با رهم به ان آف رهم، وآ رك وغي د والصين والت دها أهل الهن ي يعب ي األصنام الت ان ف ذه األزم ي ه ك ف ل ذل يوجد مث

ذا الخضوع لها والدعاء والعبادة واتخاذها إن ه ار، ف وسيلة ونحو ذلك، ال مجرد التصديق بما يكون عند ذلك من اآلثدنيا واآلخرة فيبغضه، ك من الضرر في ال ى ذل ا يترتب عل م م يعلمه العالم من المؤمنين ويصدق بوجوده، لكنه يعل

. والكافر قد يعلم وجود ذلك الضرر لكنه يحمله حب العاجلة على الكفر

يهم من آفر بالله من بعد إيمانه إال من أآره وقلبه مطمئن باإليمان ولـكن من شرح بالك { : يبين ذلك قوله فر صدرا فعللى اآلخرة وأن الله ال يهدي القوم الكافرين أولـئك غضب من الله ولهم عذاب عظيم ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا ع

م ف رم أنه افلون ال ج م الغ ـئك ه ارهم وأول معهم وأبص وبهم وس ى قل ه عل ع الل ذين طب رون ال م الخاس رة ه } ي اآلخال ] 109 : 106 : النحل [ م ق ده في اآلخرة، ث ه وذآر وعي د إيمان اهللا من بع ر ب الى ـ من آف د ذآر ـ تع أنهم { : فق ك ب ذل

م . وبين ـ تعالى ـ أن الوعيد استحقوه بهذا } استحبوا الحياة الدنيا على اآلخرة ذيب والعل اب التصديق والتك ومعلوم أن بوبهم، : الحب والبغض، وهؤالء يقولون والجهل ليس هو من باب إنما استحقوا الوعيد لزوال التصديق واإليمان من قل

ى اآلخرة هو دنيا عل الى ـ جعل استحباب ال وإن آان ذلك قد يكون سببه حب الدنيا على اآلخرة، واهللا ـ سبحانه وتعم وا د يكون مع العل ر يضر في اآلخرة، األصل الموجب للخسران واستحباب الدنيا على اآلخرة ق أن الكف لتصديق ب

. وبأنه ماله في اآلخرة من خالق

ه م يستثن من ه ل ذيب القلب وجهل ر ال يكون إال بتك ان الكف و آ ار، ول ره من الكف وأيضا، فإنه ـ سبحانه ـ استثنى المك . المكره، ألن اإلآراه على ذلك ممتنع، فعلم أن التكلم بالكفر آفر ال في حال اإلآراه

الى ه تع درا { : وقول الكفر ص رح ب ن ش ـكن م ه : أي } ول ي صلى اهللا علي ول النب ه ق رة، ومن ى اآلخ دنيا عل تحبابه ال الس

، واآلية نزلت في ) يصبح الرجل مؤمنا ويمسى آافرا،ويمسي مؤمنا ويصبح آافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا ( : وسلم

Page 179: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ي صلى / وبالل بن رباح، وأمثالهما من المؤمنينعمار بن ياسر، المستضعفين لما أآرههم المشرآون على سب النبم اهللا عليه وسلم، ونحو ذلك من آلمات الكفر، فمنهم من أجاب بلسانه آعمار، ومنهم من صبر على المحنة آبالل، ول

تكلم إال وصدره منشرح يكره أحد منهم على خالف ما في قلبه، بل أآرهوا على التكلم، فمن تك م ي لم بدون اإلآراه، ل . به

ى : وأيضا، فقد جاء نفر من اليهود إلى النبي، فقالوا ك عل الوا ذل م ق ذلك؛ ألنه نشهد إنك لرسول، ولم يكونوا مسلمين بال وني ( : سبيل اإلخبار عما في أنفسهم، أي نعلم ونجزم أنك رسول اهللا،ق م ال تتبع الوا ) ؟ فل ود،فعلم أن ن : ق خاف من يه

اد، مع تضمن زام واالنقي مجرد العلم واإلخبار عنه ليس بإيمان حتى يتكلم باإليمان على وجه اإلنشاء المتضمن لاللت . ذلك اإلخبار عما في أنفسهم

ارا في فالمنافقون قالوا مخبرين آاذبين، فكانوا آفارا في الباطن، وهؤالء قالوها غير ملتزمين وال منقادين، فكا نوا آف

: الظاهر والباطن، وآذلك أبو طالب قد استفاض عنه أنه آان يعلم بنبوة محمد وأنشد عنه

من خير أديان البرية دينا** ولقد علمت بأن دين محمد

اطن ال ه الب رن بعلم م يقت ا ل ه، فلم ره قوم ة أن يعي لفه، وآراه دين س حب لكن امتنع من اإلقرار بالتوحيد والنبوة حبا ل . واالنقياد الذي يمنع ما يضاد ذلك من حب الباطل وآراهة الحق لم يكن مؤمنا

ادة / ع من حب اهللا، وعب و والحسد من ر وإرادة العل ام بأنفسهم من الكف ا ق ود ونحوهم، فم وأما إبليس وفرعون واليه

ع القلب له الذي ال يتم اإليمان إال به، وصار في القلب من آراهية رضوان اهللا وا را ال ينف ان آف ا آ تباع ما أسخطه م . معه العلم

التفاضل في اإليمان بدخول الزيادة والنقص فيه يكون من وجوه متعددة: فصــل

: والتفاضل في اإليمان بدخول الزيادة والنقص فيه يكون من وجوه متعددة

ن : األعمال الظاهرة : أحدها د وت ا، وتزي ه فإن الناس يتفاضلون فيه ادة في ى دخول الزي اس عل ا اتفق الن ذا مم قص، وه

ون . والنقصان، لكن نزاعهم في دخول ذلك في مسمى اإليمان ان ومقتضاه، فأدخل : فالنفاة يقول هو من ثمرات اإليمذا قد تقدم أ : فيه مجازا بهذا االعتبار، وهذا معنى زيادة اإليمان عندهم ونقصه، أي زيادة ثمراته ونقصانها، فيقال ن ه

ا أو ه الزم ا آون ول وال عمل ظاهر، وأم من لوازم اإليمان وموجباته، فإنه يمتنع أن يكون إيمان تام في القلب بال ق . جزءا منه فهذا يختلف بحسب حال استعمال لفظ اإليمان مفردا، أو مقرونا بلفظ اإلسالم والعمل، آما تقدم

ط، الزيادة في العمل الظاهر ال : وأما قولهم ذا غل ه ومقتضيه فه ياء / في موجب ول األش إن التفاضل معل ومقتضاها . ف

ا ومقتضاها ل موجبه زم تماث ة ل إذا تماثلت األسباب الموجب اس في . يقتضي تفاضلها في أنفسها، وإال ف فتفاضل الن : األعمال الظاهرة يقتضي تفاضلهم في موجب ذلك ومقتضيه، ومن هذا يتبين

ذي يجده آل : في زيادة اإليمان ونقصه : الوجه الثاني ذوق ال وم بال ه من المعل وهو زيادة أعمال القلوب ونقصها، فإن

ي : مؤمن ه، وف ه، واإلخالص ل ه، والتوآل علي ة إلي ية اهللا، واإلناب ي حب اهللا ورسوله، وخش اس يتفاضلون ف أن النة للخ ك، والرحم و ذل ب، ونح ر والعج اء، والكب ن الري وب م المة القل الق س ن األخ ك م و ذل م و نح ق والنصح له ل

ال ه ق لم أن ان اهللا ( : اإليمانية، وفي الصحيحين عنه صلى اهللا عليه وس ان، من آ ه وجد حالوة اإليم ثالث من آن فيذه ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن آان يحب المرء ال يحبه إال هللا، ومن آان يكره أن يرجع في الكفر بعد أن أنق

يرتكم { : ، وقال تعالى ) آما يكره أن يلقى في النار اهللا منه م وعش وانكم وأزواجك آؤآم وإخ اؤآم وأبن ان آب ى } قل إن آ إله وا { : قول بيله فتربص ي س اد ف وله وجه ه ورس ن الل يكم م ب إل ة [ } أح ه . ] 24 : التوب لى اهللا علي ول اهللا ص ال رس وقاس ( : ، وقال ) واهللا إني ألخشاآم هللا وأعلمكم بحدوده ( : وسلم ده والن ده ووال ه من ول ال يؤمن أحدآم حتى أآون أحب إلي

حب ال يا عمر، حتى أآون أ ( : يا رسول اهللا، ألنت أحب إلى من آل شىء إال من نفسي، قال : ، وقال له عمر ) أجمعين . ) اآلن يا عمر ( : فألنت أحب إلى من نفسي، قال : ، قال ) إليك من نفسك

Page 180: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه { : وهذه األحاديث ونحوها في الصحاح، وفيها بيان تفاضل الحب والخشية، وقد قال تعالى/ } والذين آمنوا أشد حبا لله ، وهذا أمر يجده اإلنسان في ] 165 : البقرة [ نفسه، فإنه قد يكون الشيء الواحد يحبه تارة أآثر مما يحبه تارة، ويخاف

ولهذا آان أهل المعرفة من أعظم الناس قوال بدخول الزيادة والنقصان فيه، لما يجدون من . تارة أآثر مما يخافه تارةاس إن { : ذلك في أنفسهم، ومن هذا قوله تعالى م الن ال له الوا الذين ق ا وق زادهم إيمان وهم ف م فاخش وا لك د جمع اس ق الن

. ، وإنما زادهم طمأنينة وسكونا ] 173 : آل عمران [ } حسبنا الله ونعم الوآيل

. ) أآمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ( : وقال صلى اهللا عليه وسلم

ه ال ثالوج ن صدق : ثال يس تصديق م ال والتفصيل، فل ار اإلجم ب يتفاضل باعتب ي القل م ف س التصديق والعل أن نفالرسول مجمال من غير معرفة منه بتفاصيل أخباره، آمن عرف ما أخبر به عن اهللا وأسمائه وصفاته، والجنة والنار

ى واألمم وصدقه في ذلك آله، وليس من التزم طاعته مجمال،ومات قبل أن يعرف تفصيل ما أمره به، آمن عاش حت . عرف ذلك مفصال وأطاعه فيه

ع ه الراب درة، واإلرادة، : الوج ن الق ائر صفات الحي، م ا يتفاضل س اوت آم م والتصديق يتفاضل ويتف أن نفس العل

درة على الشيء والسمع والبصر، والكالم، بل سائر األعراض من الحرآة والسواد والبياض ونحو ذلك،فإذا آانت القل م بالشيء : تتفاوت فكذلك اإلخبار عنه يتفاوت، وإذا قال القائ ه / العل ة قول ى : الواحد ال يتفاضل،آان بمنزل درة عل الق

اس . ورؤية الشيء الواحد ال تتفاضل : المقدور الواحد ال تتفاضل، وقوله ي يتفاضل الن وم أن الهالل المرئ ومن المعللصوت الواحد يتفاضلون في إدراآه، وآذلك الكلمة الواحدة يتكلم بها الشخصان ويتفاضلون في رؤيته، وآذلك سمع ا

. في النطق بها، وآذلك شم الشيء الواحد وذوقه يتفاضل الشخصان فيه

اوت ل التفاضل والتف فما من صفة من صفات الحي وأنواع إدراآاته، وحرآاته، بل وغير صفات الحي، إال وهي تقبل : يحصره البشر، حتى يقالإلى ما ال ليس أحد من المخلوقين يعلم شيئا من األشياء مثل ما يعلمه اهللا من آل وجه، ب

ل ط، ب دم فق ة الحدوث والق ين من جه علم اهللا بالشيء أآمل من علم غيره به آيف ما قدر األمر، وليس تفاضل العلمتفاضل حاله فيه آما يتفاضل حاله في سمعه لمسموعه، واإلنسان يجد في نفسه أن علمه بمعلومه ي . من وجوه أخري

ه، وبغضه لبغيضه، ورضاه بمرضيه، وسخطه لمسخوطه، ه لمحبوب دوره، وحب ى مق ه عل ه، وقدرت ه لمرئي ورؤيت . وإرادته لمراده، وآراهيته لمكروهه، ومن أنكر التفاضل في هذه الحقائق آان مسفسطا

ه أن التفاضل يحصل من : الوجه الخامس هذه األمور من جهة األسباب المقتضية لها، فمن آان مستند تصديقه ومحبت

ه ل من جعل ل ك، ب أدلة توجب اليقين، وتبين فساد الشبهة العارضة، لم يكن بمنزلة من آان تصديقه ألسباب دون ذلن تعارضه ة م ن بمنزل م يك ه ل ا عن نفس ه دفعه وم ضرورية ال يمكن النظر /عل ا ب د إزالته به ويري ث، وال الش والبح

يس ا ل ان بطالن حجة المحتج عليه ذلك، وبي اد الشبه المعارضة ل يستريب عاقل أن العلم بكثرة األدلة وقوتها، وبفسددت آالعلم الذي هو الحاصل عن دليل واحد، من غير أن يعلم الشبه المعارضة له، فإن الشيء آلما قويت أسبابه وتع

. اله، وقوته وتمامهوانقطعت موانعه واضمحلت، آان أوجب لكم

ادس ه الس ا يحصل : الوج ره واستحضاره، آم ه وذآ ك وثبات ة دوام ذل ن جه ور م ذه األم ي ه أن التفاضل يحصل فا في القلب هي صفات ك، فم ر ذل م والتصديق والحب والتعظيم وغي ه واإلعراض والعل البغض من جهة الغفلة عن

بابها وحصو دوام أس دوم وتحصل ب بابها وأعراض وأحوال ت ه، . ل أس افي تحقق ة تن ان في القلب فالغفل م وإن آ والعلي والعالم بالشيء في حال غفلته عنه دون العالم بالشيء في ذآره له، قال عمير بن حبيب الخطمي من أصحاب النب

الوا : صلى اهللا عليه وسلم نقص، ق د وي ان يزي ه ونقصه : اإليم ا زيادت ال ؟ وم دنا اهللا : ق ذلك إذا حم اه وسبحناه ف وذآرن . زيادته، فإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه

ه : أن يقال : الوجه السابع رر إثبات ا تق ليس فيما يقوم باإلنسان من جميع األمور أعظم تفاضال وتفاوتا من اإليمان، فكلم

ك ان أعظم تفاضال من ذل ك . من الصفات واألفعال مع تفاضله، فاإليم ال ذل م من نفسه تفاضل ومث أن اإلنسان يعلأو لرياسته،أو وطنه، أو صديقه، أو صورة من الصور، أو /الحب الذي يقوم بقلبه، سواء آان حبا لولده، أو المرأته،

م المحبوب، ث ق القلب ب ة لتعل ه عالق ا أن الحب أول ه، فكم ك من أموال خيله، أو بستانه، أو ذهبه، أو فضته، وغير ذل

Page 181: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ا ـ صبابة النصباب ا ي أن يصير تتيم قا إل م يصير عش ه، ث ريم غريم لقلب نحوه، ثم غرام للزومه القلب آما يلزم الغعبد اهللا ـ فيصير القلب عبدا للمحبوب مطيعا له ال يستطيع الخروج عن أمره، وقد آل األمر : التعبد، وتيم اهللا : والتتيم

ر بكثير من عشاق الصور إلى ما هو معرو ل معشوقه أو الكف ل نفسه وقت ى قت ك عل ه ذل ف عند الناس، مثل من حملة من األهل ات العظيم ل، أو أوجب خروجه عن المحبوب ون وزوال العق ى الجن ه إل والردة عن اإلسالم أو أفضى ب

. والمال والرياسة، أو أمراض جسمه وأسنانه

ألقوال فسادا، ومعلوم أن الناس يتفاضلون في حب اهللا أعظم الحب ال يزيد وال ينقص، آان قوله من أظهر ا : فمن قالمن تفاضلهم في حب آل محبوب، فهو ـ سبحانه ـ اتخذ إبراهيم خليال، واتخذ محمد ـ أيضا ـ خليال، آما استفاض عنه

، يعني نفسه صلى اهللا ) لو آنت متخذا خليال من أهل األرض التخذت أبا بكر خليال، ولكن صاحبكم خليل اهللا ( : أنه قاللم ال . عليه وس يال ( : وق راهيم خل ا اتخذ إب يال، آم اء ـ ) إن اهللا اتخذني خل إن األنبي ة، ف ق المحب ة أخص من مطل ،والخل

ال ا ق بهم اهللا، آم ون اهللا ويح ؤمنين يحب الم ـ والم يهم الس بهم ويحب { : عل وم يح ه بق أتي الل وف ي هفس ة } ون اآليدة [ الى ] 54 : المائ ال تع ه { : ، وق ا لل د حب وا أش ذين آمن رة [ } وال ب ] 165 : البق ين، ويح ب المتق ه يح ر اهللا أن د أخب ، وق

ان /المقسطين، ويحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويحب ان مرصوص، وآ أنهم بني بيله صفا آ الذين يقاتلون في سال للحسن الن ه ق لم في الصحيح أن ه وس ه صلى اهللا علي ا ثبت عن بي صلى اهللا عليه وسلم يخبر بحبه لغير واحد، آم

امة ا ( : وأس ن يحبهم ا وأحب م ا فأحبهم ي أحبهم م إن ن العاص ) الله رو ب ه عم ال ل ك ( : ،وق اس أحب إلي ال ؟ أي الن : ق . ) واهللا إني ألحبكم : لوقا . أبوها : قال ؟ فمن الرجال : قال . عائشة

ه ان في قلب ل من آ اس درجة، مث ي الن ى أدن راهيم، إل د وإب ق محم والناس في حب اهللا يتفاوتون، ما بين أفضل الخلي يس ف ه ل موات، فإن درجات ال يحصيه إال رب األرض والس ن ال دين م ذين الح ين ه ا ب ان، و م ن إيم ال ذرة م مثق

وقد ثبت . ه على بعض آبني آدم، فإن الفرس الواحدة ما تبلغ أن تساوي ألف ألفأجناس المخلوقات ما يتفاضل بعضاس، ه رجل من أشراف الن في الصحيحين من حديث أبي ذر أنه آان جالسا عند النبي صلى اهللا عليه وسلم، إذ مر ب

خطب أن ينكح، وإن قال أن يسمع لقوله، وإن نعم، يا رسول اهللا، هذا حري إن : قلت . ) ؟ يا أبا ذر، أتعرف هذا ( : فقالذا : قلت . ) ؟ يا أبا ذر، أتعرف هذا ( : ثم مر برجل من ضعفاء المسلمين، فقال . غاب أن يسأل عنه ا رسول اهللا ه م ي نع

ه، وإن غاب أال يسأل عن ال رجل من ضعفاء الناس، هذا حري إن خطب أال ينكح، وإن قال أال يسمع لقول ا ( : ه، فق ي . ) أبا ذر، لهذا خير من ملء األرض مثل هذا

ين، وإذا / أن الواحد من بني آدم : فقد أخبر الصادق الذي ال يجاوز فيما يقول يكون خيرا من ملء األرض من اآلدمي

يهم ذي ف ان التفاضل ال ائم، آ ن البه نهم شر م د م ة، والواح ن المالئك نهم أفضل م د م ان الواح ن تفاضل آ م م أعظم من ا يعل المالئكة، وأصل تفاضلهم إنما هو بمعرفة اهللا ومحبته، فعلم أن تفاضلهم في هذا ال يضبطه إال اهللا، وآل م

. تفاضلهم في حب الشيء من محبوباتهم، فتفاضلهم في حب اهللا أعظم

ا وهكذا تفاضلهم في خوف ما يخافونه، وتفاضلهم في الذل والخضوع لما يذلون ل ذلك تفاضلهم فيم ه ويخضعون، وآة وصفاتهم، والتصديق ة المالئك انوا يتفاضلون في معرف إن آ ه، ف يعرفونه من المعروفات، ويصدقون به ويقرون ب

. بهم،فتفاضلهم في معرفة اهللا وصفاته والتصديق به أعظم

ا، أو ف ة روح اإلنسان وصفاتها والتصديق به ي معرف انوا يتفاضلون ف ذلك إن آ ي وآ ة الجن وصفاتهم وف ي معرفروبات أآوالت والمش ن الم ه م روا ب ا أخب ذاب ـ آم يم والع ن النع رة م ي اآلخ ا ف ة م ي معرف م، أو ف التصديق بهوالملبوسات والمنكوحات والمسكونات ـ فتفاضلهم في معرفة اهللا وصفاته والتصديق به أعظم من تفاضلهم في معرفة

دانهم الروح التي هي النفس الناطقة، ومعر ة أب انوا متفاضلين في معرف فة ما في اآلخرة من النعيم والعذاب، بل إن آدخل في ال ي م ويق ا يعل وصفاتها وصحتها ومرضها وما يتبع ذلك، فتفاضلهم في معرفة اهللا أعظم وأعظم، فإن آل م

ا شواهد معرفة اهللا، إذ ال موجود إال وهو خلقه، وآل ما في المخلوقات من الصفات واألسماء واألقد ال فإنه ار واألفعما هللا ـ سبحانه ـ من األسماء الحسنى والصفات العلى، إذ آل آمال في المخلوقات فمن أثر آماله، وآل / ودالئل على

ق آل ى طري ذا عل ه، وه ه عن آمال ثبت لمخلوق فالخالق أحق به، وآل نقص تنزه عنه مخلوق فالخالق أحق بتنزيهآمال المصنوع المخلوق من آمال صانعه : آمال المعلول من آمال علته، وهذا يقول : فهذا يقول . طائفة واصطالحها

. وخالقه

Page 182: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه ي صلى اهللا علي ن مسعود، عن النب ان في صحيحه عن اب وفي الحديث الذي رواه أحمد في المسند، ورواه ابن حبدل اللهم إني : ما أصاب عبدا هم وال حزن فقال ( : وسلم أنه قال ي حكمك، ع عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض ف

ه تأثرت ب ك، أو اس في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في آتابك، أو علمته أحدا من خلقي، إال أذ هب اهللا في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجالء حزني، وذهاب همى وغم

. ) بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن ( : قال ؟ يا رسول اهللا، أال نتعلمهن : قالوا . ) همه وحزنه، وأبدله مكانه فرحا

ذا الحديث ده، وأسماء اهللا متضمنة لصفاته ليست أسماء : فقد أخبر في ه م الغيب عن ا في عل تأثر به أن هللا أسماء اسى أعالم محضة، بل أسماؤ دل عل ه ـ تعالى ـ آالعليم والقدير والسميع والبصير والرحيم والحكيم ونحو ذلك، آل اسم ي

ا ان من أسمائه م ه، وإذا آ ى ذات ة عل ا في الدالل اني صفاته، مع اشتراآها آله ه االسم اآلخر من مع ما لم يدل عليه ا خص ب ه، ومن أسمائه م م أن تفاضل / اختص هو بمعرفت اده، عل ه أعظم من من شاء من عب اس في معرفت الن

. تفاضلهم في معرفة آل ما يعرفونه

ا، ه صفة إال عرفوه ق ل م يب ه،بحيث ل وا اهللا حق معرفت وبهذا يتبين لك أن من زعم من أهل الكالم والنظر أنهم عرفوم غالطون مخط ر، ق دعون وأن ما لم يعرفوه ولم يقم لهم دليل على ثبوته، آان معدوما منتفيا في نفس األم ون مبت ئ

م أن ه، إال أن يعل ى انتفائ ل عل ى الشيء دلي دليل القطعي والظني عل إن عدم ال ضالون، وحجتهم في ذلك داحضة، فه، . ثبوته مستلزم لذلك الدليل ا لثبوت ذا الزم مثل أن يكون الشيء لو وجد لتوفرت الهمم والدواعي على نقله، فيكون ه

داد ومصر فيستدل بانتفاء الالزم على انتفاء ا ل بغ ة مث ة عظيم ام والحجاز مدين ين الش لملزوم، آما يعلم أنه لو آان ب . لكان الناس ينقلون خبرها، فإذا نقل ذلك واحد واثنان وثالثة علم آذبهم

ج ة وس ي وطليح يلمة والعنس ل مس لم مث ه وس ل وآما يعلم أنه لو ادعى النبوة أحد على عهد النبي صلى اهللا علي اح لنق

الناس خبره، آما نقلوا أخبار هؤالء، ولو عارض القرآن ـ معارض أتى بما يظن الناس أنه مثل القرآن، لنقل آما نقل قرآن مسيلمة الكذاب، وآما نقلوا الفصول والغايات ألبي العالء المعري، وآما نقلوا غير ذلك من أقوال المعارضين،

ك لو بخرافات ال يظن عاقل أنها مثله اع في ذل ادة والطب وى في الع ة أق ابهة والمماثل ه المش ، فكان النقل لما تظهر في . وأرغب ـ سواء آانوا محبين أو مبغضين ـ هذا أمر جبل عليه بنو آدم

آما يعلم أن علي بن أبي طالب لو طلب الخالفة على عهد أبي بكر وعمر وعثمان وقاتل عليها لنقل ذلك الناس، آما /

ا نقلوا ما ك، آم وا ذل جرى بعد هؤالء، آما يعلم أن النبي صلى اهللا عليه وسلم لو أمره أن يصلي بالناس صالتهم لنقله م أن نقلوا أمره ألبي بكر وصالته بالناس، وآما يعلم أنه لو عهد له بالخالفة لنقلوا ذلك آما نقلوا ما دونه، بل آما يعل

د الصلوات لم يكن يجتمع هو وأصحابه على استماع دف أو آف م يكن بع ه ل م أن وال على رقص وزمر، بل آما يعلم يصل في السفر الظهر ه ل م أن ا يعل ل آم وه، ب ك لنقل يجتمع هو وهم على دعاء ورفع أيد، ونحو ذلك، إذ لو فعل ذلين ه ب وا جمع ا نقل ك، آم اس ذل ل الن ات لنق ا بعض األوق فر أربع ي الس و صلى ف ه ل ا، وأن اء أربع والعصر والعش

. الصالتين بعض األوقات

م يكن هو ه ل م أن ا يعل ل آم ان يصليهن في الجماعة، ب ا آ ل إنم ات وحده، ب م يكن يصلي المكتوب بل آما يعلم أنه لوون االعتكاف لمين، وال ين وأصحابه يحملون التراب في السفر للتيمم، وال يصلون آل ليلة على من يموت من المس

ل آما يعلم أنه لم يصل على غائب غير النجاشي، بل آما يعلم أنه لو آان دائما يقنت في آلما دخلوا مسجدا للصالة، بوم، ى ق وم وعل ه لق ا في ذي دع ه العارض ال وا قنوت ا نقل الفجر أو غيرها بقنوت مسنون يجهر به لنقل الناس ذلك ـ آم

معا لو أمر أحدا خلفه أن يتم صالته، أو أال وآان نقلهم لذلك أوآد ـ وآما يعلم أنه لما صلى بعرفة ومزدلفة قصرا وج . يجمع معه لنقل الناس ذلك، آما نقلوا ما هو دون ذلك

وآما يعلم أنه لم يأمر الحيض في زمانه المبتدآت بالحيض، أن يغتسلن عند انقضاء يوم وليلة، وأنه لم يأمر أصحابه /

لم يوقت للناس لفظا معينا ال في نكاح وال في بيع وال إجارة وال أن يغسلوا ما يصيب أبدانهم وثيابهم من المني، وأنها طاف وسعى . غير ذلك ولما حج حجة الوداع لم يعتمر عقيب الحج، وأنه لما أفاض من منى إلى مكة يوم النحر، م

ا من الكتب المعت ع آتب الصحيحين ونحوه ره،ومن تتب ا يطول ذآ دة، ووقف أوال ثم طاف ثانيا، إلى غير ذلك مم مذا اه في ه ا أوردن م صحة م على أقوال الصحابة والتابعين ومن قفا منهاجهم من األئمة المرضيين ـ قديما وحديثاـ عل

. الباب

Page 183: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ا إذا أمكن ه، أم ى انتفائ يال عل ه دل اء دليل ان انتف ه، آ تلزما لوجود دليل ان وجوده مس دلول إذا آ والمقصود هنا أن الم

م وجوده وأمكن أال نع ه، فأسماء اهللا وصفاته إذا ل ى عدم يال عل دليل وجوده دل لم نحن دليل ثبوته لم يكن عدم علمنا بم د أن نعل ا الب يكن عندنا ما يدلنا عليها لم يكن ذلك مستلزما النتفائها، إذ ليس في الشرع وال في العقل ما يدل على أن

د اهللا في الحديث الصحيح آل ما هو ثابت له ـ تعالى ـ من األسماء والصفات، بل ق م ب ق وأعلمه ال أفضل الخل ال ( : قي ( : ، وفي الحديث الصحيح، حديث الشفاعة ) أحصى ثناء عليك، أنت آما أثنيت على نفسك د رب اجدا، فأحم أخر س ف

. ) بمحامد يفتحها علي ال أحصيها اآلن

ه، وال يعرف اآلن مح اء علي ق ال يحصى ثن فاعة، فكيف فإذا آان أفضل الخل د السجود للش ا عن ده به ي يحم ده الت امى / يكون غيره عارفا بجميع محامد اهللا ا يثن ده وفيم والثناء عليه، وآل ما له من األسماء الحسنى فإنه داخل في محام

ان ل من آ م وأعرف، ب اهللا أعل ان ب م وأعرف آ ه من األسماء والصفات أعل ا ل عليه به وإذا آان آذلك فمن آان بمم بأسم اء النبي صلى اهللا عليه وسلم وصفاته أعلم آان بالنبي صلى اهللا عليه وسلم أعلم،فليس من علم أنه نبي آمن عل

د آدم، يد ول ه س م أن أنه رسول، وال من علم أنه رسول آمن يعلم أنه خاتم الرسل وال من علم أنه خاتم الرسل آمن علوالحوض والمقام المحمود والملة وغير ذلك من فضائله صلى وال من علم ذلك آمن علم ما خصه اهللا به من الشفاعة

اهللا عليه وسلم، وليس آل من جهل شيئا من خصائصه يكون آافرا، بل آثير من المؤمنين لم يسمع بكثير من فضائله مما وخصائصه، فكذلك ليس آل من جهل بعض أسماء اهللا وصفاته يكون آافرا، إذ آثير من المؤمنين لم يسمع آثيرا

. وصفه به رسوله، وأخبر به عنه

تبه فهذه الوجوه ونحوها مما تبين تفاضل اإليمان الذي في القلب، وأما تفاضلهم في األقوال واألعمال الظاهرة فال تش . على أحد، واهللا أعلم

ظاهرةإذا علم أن اإليمان الذي في القلب من التصديق والحب وغير ذلك يستلزم األمور ال: فصـــل

وال تلزم األمور الظاهرة من األق ك يس ر ذل إذا تبين هذا، وعلم أن اإليمان الذي في القلب من التصديق والحب وغيالظاهرة، واألعمال الظاهرة، آما أن القصد التام مع القدرة يستلزم وجود المراد، وأنه يمتنع مقام اإليمان الواجب في

زاع لفظي، في أن القلب من غير ظهور موجب ذلك ومقتضاه ـ ق إال ن م يب ألة، ول ذه المس ة في ه زالت الشبه العلميأو هو الزم ؟ موجب اإليمان الباطن هل هو جزء منه داخل في مسماه فيكون لفظ اإليمان داال عليه بالتضمن والعموم

؟ لإليمان ومعلول له وثمرة له، فتكون داللة اإليمان عليه بطريق اللزوم

ان باإلسالم أو العمل : وحقيقة األمر رن اسم اإليم إذا ق أن اسم اإليمان يستعمل تارة هكذا وتارة هكذا، آما قد تقدم، فاإليمان ( : آان داال على الباطن فقط، وأن إفراد اسم اإليمان فقد يتناول الباطن والظاهر، وبهذا تأتلف النصوص، فقوله

ان ال إله إال اهللا : بضع وسبعون شعبة، أعالها قول رد ) ، وأدناها إماطة األذى عن الطريق، والحياء شعبة من اإليم ، أفل ديث جبري ي ح لم ف ه وس ه صلى اهللا علي اهر، وقول اطن والظ ه الب دخل في ان ف ظ اإليم اهللا ( : لف ؤمن ب ان أن ت اإليم

لم ) ومالئكته وآتبه ورسله واليوم اآلخر ه وس ه صلى اهللا علي ره مع قول ه إال اهللا وأن اإلسالم أ ( : ذآ ن تشهد أن ال إلا ) اهللا، وتقيم الصالة، وتؤتي الزآاة وتصوم رمضان، وتحج البيت/ محمدا رسول ،فلما أفرده عن اسم اإلسالم ذآر م

الى . يخصه االسم في ذاك الحديث مجردا عن االقتران ه تع غ { : وفي هذا الحديث مقرون باسم اإلسالم، وقول ن يبت ومم يكن ممن ] 85 : آل عمران [ } اإلسالم دينا فلن يقبل منه غير دخل فيه الباطن، فلو أتى بالعمل الظاهر دون الباطن ل

. أتى بالدين الذي هو عند اهللا اإلسالم

الى ه تع ي قول ا ف ان، آم الم باإليم رن اإلس ا إذا ق ل ل { : وأم ا ق أعراب آمن ت ال لمنا قال وا أس ن قول وا ولك } م تؤمنذاريات [ } فأخرجنا من آان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين { : ، وقوله ] 14 : الحجرات [ ، 35 : ال

الى ] 36 ه تع لمين و { : ، وقول ات إن المس ؤمنين والمؤمن لمات والم زاب [ } المس ال ] 35 : األح الم األعم راد باإلس د ي فقان في ( : عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ] المسند [ الظاهرة آما في حديث أنس الذي في اإلسالم عالنية، واإليم

ب اإلف ) القل ف ب ظ تختل ة اللف م أن دالل ن عل ر ، وم روف والمنك كين، والمع ر والمس م الفقي ي اس ا ف ران، آم راد واالقتاب واهللا ذا الب والبغي وغير ذلك من األسماء، وآما في لغات سائر األمم ـ عربها وعجمها ـ زاحت عنه الشبهة في ه

. أعلم

Page 184: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

أول : قيل أوال . اسم اإليمان إنما يتناول األعمال مجازا : فإن قال قائل ال ليس هذا ب ال : ى ممن ق ه األعم ا تخرج عن إنم

مجازا، بل هذا أقوى، ألن خروج العمل عنه إنما هو إذا آان مقرونا باسم اإلسالم والعمل، وأما دخول العمل فيه فإذا لم ه وس ه صلى اهللا علي ا في قول ان بضع وسبعون شعبة ( : أفرد آم ول / اإليم ا ق ا إماطة : أعاله ه إال اهللا، وأدناه ال إل

ان د ) األذى عن الطريق، والحياء شعبة من اإليم د التجري دل عن ا ي ى باسم المجاز مم ران أول دل مع االقت ا ي إن م ف . واإلطالق

ال نزاع في أن العمل الظاهر هو فرع عن الباطن وموجب له ومقتضاه، لكن هل هو داخل في مسمى : وقيل له ثانيا

مى آا و الزم للمس ه، أو ه زء من م وج ابع االس ب الت ارق، والموج رط المف رعية ؟ لش ماء الش وم أن األس ن المعل ومة م : والديني اة [ و ] الصالة [ آاس رعية والحج ] الحج [ و ] الزآ وع الصالة الش م لمجم اء اس اق الفقه ك، هي باتف و ذل ونح

ة، وإن م : الشرعي، ومن قال ادة في إن االسم إنما يتناول ما يتناوله عند اإلطالق في اللغ ا هو زي ا زاده الشارع إنمالحكم وشرط فيه ال داخل في االسم، آما قال ذلك القاضي أبو بكر بن الطيب والقاضي أبو يعلى، ومن وافقهما، على ة في مسمي الحج والصيام، أن الشرع زاد أحكاما شرعية جعلها شروطا في القصد، واألعمال والدعاء، ليست داخل

ة والصالة، فقولهم مرجو ع عند الفقهاء وجماهير المنسوبين إلى العلم؛ ولهذا آان الجمهور من أصحاب األئمة األربع . على خالف هذا القول

له، : فإذا قال قائل ه ورس ه وآتب اهللا ومالئكت ه تصديقا ب ا آون ا هو تصديق، وأم اول مجرد م ا يتن ان إنم إن اسم اإليم

ك وآون ذلك مستلزما لحب اهللا ورسوله ونحو ذلك، هو شرط في الحكم ال داخل في االسم إن لم يكن أضعف من ذلال ذلك من ق ال الظاهرة : القول فليس دونه في الضعف، فك د اإلطالق / األعم دخل في االسم عن اطن، ال ت وازم للب ل

ا ا إذا ق ه، آم ا هو من تمام الحج م رن ب ا يق من حج : ليشبه قوله قول هؤالء، والشارع إذا قرن باإليمان العمل فكمال ا ق ا : البيت وطاف وسعى ووقف بعرفة ورمى الجمار، ومن صلى فقرأ ورآع وسجد، آم من صام رمضان إيمان

. واحتسابا، ومعلوم أنه لم يكن صوما شرعيا إن لم يكن إيمانا واحتسابا

اع . ) ه أمهمن حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه آيوم ولدت ( : وقال ومعلوم أن الرفث ـ الذي هو الجملم ه وس ال صلى اهللا علي ا ق ه، وآم نقص ثواب د الحج، والفسوق ي ل ( : ـ يفس ا، وأآ تقبل قبلتن ن صلى صالتنا، واس م

ب ( : فال يكون مصليا إن لم يستقبل قبلتنا في الصالة، وآما قال صلى اهللا عليه وسلم . ) ذبيحتنا هن اهللا خمس صلوات آته م يكن ل يهن ل م يحافظ عل ة، ومن ل على العبد في اليوم والليلة، من حافظ عليهن آان له عهد عند اهللا أن يدخله الجن

ه ر ل اء غف ه وإن ش اء عذب د، إن ش د اهللا عه ى الوجه . ) عن ا عل ه ال يكون مصليا له وم أن ا، ومعل افظ عليه ذآر المح فد المأمور إال بالمحافظة عليها، ولكن ب زم من عدم المحافظة أال يصليها بع ذا ال يل ذلك؛ وله د مشروط ب ين أن الوعي

ال ا ق ا آم تلزم فعله ة تس ا؛ إذ المحافظ ا عليه ون محافظ ال يك ت ف طى { : الوق الة الوس لوات والص ى الص افظوا عل } حلم نزلت لما أخرت العصر عام الخندق، قال النبي صل ] 238 : البقرة [ ه وس ارا ( : ى اهللا علي ورهم ن مأل اهللا أجوافهم وقب

. ) آما شغلونا عن الصالة الوسطى حتى غابت الشمس ارك المحافظة ال / ى أن ت دل عل ه ي ر حجة ضعيفة، لكن ارك الصالة ال يكف وبهذا يظهر أن االحتجاج بذلك على أن ت

ا رسول اهللا، : مراء الذين يؤخرون الصالة عن وقتها قيليكفر، فإذا صالها بعد الوقت لم يكفر، ولهذا جاءت في األ يلاة { : ، وآذلك لما سئل ابن مسعود عن قوله تعالى ) ال، ما صلوا ( : قال ؟ أال نقاتلهم اعوا الص ريم [ } أض ال ] 59 : م هو : ، ق

. انوا آفارالو ترآوها آ : آنا نظن ذلك ترآها، فقال : تأخيرها عن وقتها، فقيل له

. والمقصود أنه قد يدخل في االسم المطلق أمور آثيرة وإن آانت قد تخص بالذآر

ان : دخول األعمال الظاهرة في اسم اإليمان مجاز : وقيل لمن قال وازم اإليم ذه ل نزاعك لفظي، فإنك إذا سلمت أن هإذا الواجب الذي في القلب وموجباته آان عدم الالزم موجبا لعدم اطن، ف ذا الظاهر عدم الب الملزوم، فيلزم من عدم ه

اعترفت بهذا آان النزاع لفظيا وإن قلت ما هو حقيقة قول جهم وأتباعه من أنه يستقر اإليمان التام الواجب في القلب ه وم : فهذا يناقض قولك : مع إظهار ما هو آفر، وترك جميع الواجبات الظاهرة، قيل لك ه، إن الظاهر الزم ل وجب ل

حقيقة قولك أن الظاهر يقارن الباطن تارة ويفارقه أخرى، فليس بالزم له وال موجب ومعلول له، ولكنه دليل : بل قيل . إذا وجد دل على وجود الباطن، وإذ عدم لم يدل عدمه على العدم، وهذا حقيقة قولك

Page 185: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

د / يس ب ذا ل ك أن ه ا يبقى وهو ـ أيضا ـ خطأ عقال آما هوخطأ شرعا، وذل افق فإنم ذا يظهر من المن اطع، إذ ه ليل ق

ا يظهر : دليال في بعض األمور المتعلقة بدار الدنيا آداللة اللفظ على المعنى، وهذا حقيقة قولك، فيقال لك فال يكون مان من األعمال ثمرة لإليمان الباطن والموجبا له ومن مقتضاه، وذلك أن المقتضى لهذا الظاهر إن آان هو نفس ا إليم

زم من وجوده الباطن لم يتوقف وجوده على غيره، فإن ما آان معلوال للشيء وموجبا له ال يتوقف على غيره، بل يل . وجوده، فلو آان الظاهر موجب اإليمان الباطن لوجب أال يتوقف على غيره، بل إذا وجد الموجب وجد الموجب

ا، وأما إذا وجد معه تارة وعدم أخرى أمكن أن يكون ا جميع ا عليهم ر، وأمكن أن يكون موقوف ك الغي من موجب ذل

ك ى ذل ا عل ا مع فإن ذلك الغير إما مستقل باإليمان أو مشارك لإليمان، وأحسن أحواله أن يكون الظاهر موقوفا عليهمذ ال يكون الع افق، فحينئ ال المن ي أعم ا ف ان آم دون اإليم ه يوجد ب م أن د عل ل ق ان، ب ى اإليم ر، وعل مل الظاهر الغي

ا وال ه وال موجب ة ل ان عل ون اإليم ارة، وال يك ع نقيضه ت ارة وم ه ت د مع ل يوج ه، ب ا ل ان، وال الزم تلزما لإليم مستكلم إن مجرد ال ذا هو الحق ف دلول، وه تلزم الم د أن يس مقتضيا، فيبطل ـ حينئذ ـ أن يكون دليال عليه؛ ألن الدليل الب

. النافع عند اهللا بالشهادتين ليس مستلزما لإليمان

ال ا ق ال . هو مؤمن : ولهذا قال النبي صلى اهللا عليه وسلم لسعد لم لم / أو ( ق الى ) ؟ مس ال تع وا إذا { : ،وق ذين آمن ا ال ا أيه يإن عل انهن ف م بإيم ه أعل امتحنوهن الل اجرات ف ات مه اءآم المؤمن ار ج ى الكف وهن إل ا ترجع ات فل وهن مؤمن } متم

م ] 10 : الممتحنة [ ذلك ل ان آ و آ اطن؛ إذ ل ان في الب ى اإليم ، فدل ذلك على أن مجرد إظهار اإلسالم ال يكون دليال عله باالمتحان واالخ ى أن ك عل اطن اإلنسان، تحتج المهاجرات الالتي جئن مسلمات إلى االمتحان، ودل ذل ين ب ار يتب تب

ان ( : فيعلم أهو مؤمن أم ليس بمؤمن، آما في الحديث المرفوع ه باإليم إن . ) إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد، فاشهدوا ل فول الة وآت { : اهللا يق ام الص ر وأق وم اآلخ ه والي ن بالل ن آم ه م اجد الل ر مس ا يعم هإنم ش إال الل م يخ اة ول ة } ى الزآ اآلي

. ] 18 : التوبة [

ارة يكون من : فإذا قيل التكلم بالشهادتين، ت ره أخرى،آ ارة، وموجب غي ان ت األعمال الظاهرةتكون من موجب اإليما ومن الناس { : موجب إيمان القلب، وتارة يكون تقية آإيمان المنافقين،قال تعالى ر وم اليوم اآلخ ه وب من يقول آمنا بالل

ل : ، ونحن إذا قلنا ] 8 : البقرة [ } هم بمؤمنين اق، قي ان القلب ال عن نف : هي من ثمرة اإليمان إذا آانت صادرة عن إيما أن تق ا، وإم ا له ان موجب ا أن يكون نفس اإليم ان، إم ان نفس فإذا آانت صادرة عن إيم إذا آ ى أمر آخر، ف ف عل

ى أمر آخر وب، وإن توقفت عل اإليمان موجبا لها ثبت أنها الزمة إليمان القلب معلولة ال تنفك عنه، وهذا هو المطل . آان اإليمان جزء السبب جعلها ثمرة للجزء اآلخر ومعلولة له، إذ حقيقة األمر أنها معلولة لهما وثمرة لهما

ا، / الظاهرة الصالحة ال تكون ثمرة لإليمان الباطن ومعلولةفتبين أن األعمال ا ومقتضيا له ا له ان موجب ه، إال إذا آ ل

ا في نقص م ك ل ان ذل ة آ ال الظاهرة الواجب ه، وإذا نقصت األعم ول الزم لعلت وحينئذ فالموجب الزم لموجبه والمعلزم القلب من اإليمان، فال يتصور مع آمال اإليمان الواجب الذي في ال ل يل ة، ب ال الظاهرة الواجب دم األعم قلب أن تع

من وجود هذا آامال وجود هذا آامال، آما يلزم من نقص هذا نقص هذا؛ إذ تقدير إيمان تام في القلب بال ظاهر من . قول وعمل آتقدير موجب تام بال موجبه، وعلة تامة بال معلولها، وهذا ممتنع

م ول جه اد ق ين فس ره، يتب ذا وغي ي وبه ا ف ن اتبعهم ان [ والصالحي وم ر ] اإليم ه، و أآث هر قولي ي أش عري ف آاألش

أصحابه، وطائفة من متأخري أصحاب أبي حنيفة، آالماتريدي ونحوه حيث جعلوه مجرد تصديق في القلب يتساوى الكفر فيه العباد، وأنه إما أن يعدم وإما أن يوجد ال يتبعض، وأنه يمكن وجود اإليمان تاما في القلب تكلم ب مع وجود ال

تلزم عدم ك مس افر، فألن ذل والسب هللا ورسوله طوعا من غير إآراه، وأن ما علم من األقوال الظاهرة أن صاحبه آذي في . . . ذلك التصديق الذي في القلب، في األفعال اطن ال ان الب ة لإليم ال الصالحة الظاهرة ليست الزم وأن األعم

: قلب تاما بدونها، فإن هذا القول فيه خطأ من وجوهالقلب، بل يوجد إيمان ال

. أن يكون من نفس اإليمان/ أنهم أخرجوا ما في القلوب من حب اهللا وخشيته ونحو ذلك : أحدها

Page 186: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

افرا، ألن : وثانيها ان آ جعلوا ما علم أن صاحبه آافرـ مثل إبليس وفرعون واليهود وأبي طالب، وغيرهم ـ أنه إنما آة ذلك بغض الرسول ويحسده آراه مستلزم لعدم تصديقه في الباطن، وهذا مكابرة للعقل والحس، وآذلك جعلوا من ي

. دينه مستلزما لعدم العلم بأنه صادق ونحو ذلكة : وثالثها ا لحقيق د يكون مجامع ك ق ر ذل الكفر من سب اهللا ورسوله والتثليث وغي تكلم ب ا يوجد من ال وا م م جعل أنهان اده اإليم م فس ذا يعل رة، وه دار اآلخ ي ال عيدا ف ة، س د اهللا حقيق ا عن ك مؤمن ون صاحب ذل ب، ويك ي القل ذي ف ال

. باالضطرار من دين اإلسالم

ه : ورابعها ك علي أنهم جعلوا من ال يتكلم باإليمان قط مع قدرته على ذلك، وال أطاع اهللا طاعة ظاهرة مع وجوب ذلة من . تام اإليمان سعيدا في الدار اآلخرة وقدرته، يكون مؤمنا باهللا ة دون المرجئ ا الجهمي ذه الفضائح تختص به وه

. الفقهاء وغيرهم

الوا : وخامسها م ق ة، أنه اء : وهو يلزمهم ويلزم المرجئ ان األنبي ل إيم ه مث ان، إيمان ام اإليم ا ت د يكون مؤمن د ق إن العبرا ال صالة، و ل خي م يعم و ل ون والصديقين، ول ا، فيك رة إال رآبه دع آبي م ي ديث، ول الرجل /ال صلة وال صدق ح

ود، ال ة ونقض العه ى دوام الكذب والخيان ر عل تمن خان، هو مص ف، وإذ ائ ذب، وإذا وعد أخل عندهم، إذا حدث آا، يسجد هللا سجدة، وال يحسن إلى أحد حسنة، وال يؤدي أمانة، وال يدع ما يقدر عليه من آذب وظلم وفاحشة إال فعله

ل وازم : وهو مع ذلك مؤمن تام اإليمان، إيمانه مثل إيمان األنبياء، وهذا يلزم آل من لم يق ال الظاهرة من ل إن األعمإن تلك : إنها من لوازمه، وأن اإليمان الباطن يستلزم عمال صالحا ظاهرا آان بعد ذلك قوله : اإليمان الباطن، فإذا قال . اإليمان، أو جزءا منه نزاعا لفظيا، آما تقدماألعمال الزمة لمسمى

أنه يلزمهم أن من سجد للصليب واألوثان طوعا، وألقى المصحف في الحش عمدا، وقتل النفس بغير حق، : وسادسها

لمين، يجوز أن يكون م ع وقتل آل من رآه يصلي، وسفك دم آل من يراه يحج البيت، وفعل ما فعلته القرامطة بالمسا أال ذلك مؤمنا وليا هللا، إيمانه مثل إيمان النبيين والصديقين،؛ ألن اإليمان الباطن إما أن يكون منافيا لهذه األمور وإم

. يكون منافيا، فإن لم يكن منافيا أمكن وجودها معه، فال يكون وجودها إال مع عدم اإليمان الباطن

رك ان ت اطن آ ان الب ا لإليم ان منافي اطن وإن آ ي الب ا ف ه، فال يكون مؤمن ان ومقتضاه والزم ذه من موجب اإليم هال ت األعم اطن، وإذا آان ه الب اد إيمان ى فس ك عل ا دل ذل م يترآه ن ل ور، فم ذه األم رك ه ن ت ان الواجب إال م اإليم

روك ه، / والت وى بقوت ا تق وم أنه ان من المعل ه ومقتضاه، وآ اطن آانت من موجب ان الب ة لإليم د الظاهرة الزم وتزيإذا ك، ف بزيادته، وتنقص بنقصانه، فإن الشيء المعلول ال يزيد إال بزيادة موجبه ومقتضيه، وال ينقص إال بنقصان ذلان ادة اإليم ى زي يال عل اطن، فيكون دل ادة الب ه لزي زم أن تكون زيادت اطن ومقتضاه ل جعل العمل الظاهر موجب الب

. على نقص الباطن، وهو المطلوبالباطن ونقصه لنقص الباطن، فيكون نقصه دليال

ه، وأن من وهذه األمور آلها إذا تدبرها المؤمن بعقله،تبين له أن مذهب السلف هو المذهب الحق، الذي ال عدول عنة، وال السلف واألئم ة ألق خالفهم لزمه فساد معلوم بصريح المعقول، وصحيح المنقول آسائر ما يلزم األقوال المخالف

. واهللا أعلم

ول من : وقول جهم ومن وافقه واب والسعادة، يشبه ق إن اإليمان مجرد العلم والتصديق، وهو بذلك وحده يستحق الثاعهم ائين وأتب ول : قال من الفالسفة المش ا أن ق ه، آم ا هو علي ى م م الوجود عل إن سعادة اإلنسان في مجرد أن يعل

ي فة ف ؤالء الفالس ة وه ماء [ الجهمي ائل األس در [ و ] والصفاتمس ر، والق ائل الجب ي ] مس ذلك ف ان، وآ ائل [ متقارب مسوتي ] اإليمان ، وقد بسطنا الكالم على ذلك وبينا بعض ما فيه من الفساد في غير هذا الموضع، مثل أن العلم هو أحد ق

ان قوة العلم والتصديق، وقوة اإلرادة والعمل، آما أن الحي : النفس، فإن النفس لها قوتان وة : وان له قوت وة الحس، وق ق . الحرآة باإلرادة

آما أنه ليس سعادته في أن يكون عالما . وليس صالح اإلنسان في مجرد أن يعلم الحق، دون أال يحبه ويريده ويتبعه/

ه اهللا باهللا، مقرا بما يستحقه، دون أن يكون محبا هللا، عابدا هللا، مطيعا هللا، بل أشد الناس عذابا يوم ا م ينفع لقيامة عالم لبعلمه، فإذا علم اإلنسان الحق وأبغضه وعاداه، آان مستحقا من غضب اهللا وعقابه، ما ال يستحقه من ليس آذلك، آما ة ـ تحقا من اللعن ان مس أن من آان قاصدا للحق طالبا له ـ وهو جاهل بالمطلوب وطريقه ـ آان فيه من الضالل، وآ

Page 187: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

د عن رح ي هي البع ول الت ا اهللا أن نق ذا أمرن ه؛ وله يس مثل ا ال يستحقه من ل ة اهللا ـ م تقيم { : م راط المس ـا الص اهدنـــ . ] 7، 6 : الفاتحة [ } صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وال الضالين

ذا والمغضوب عليهم علموا الحق فلم يحبوه ولم يت ه، فه ه وبطريق بعوه، والضالون قصدوا الحق لكن بجهل وضالل ب

إنهم ذا حال النصارى ف يهم، وه بمنزلة العالم الفاجر، وهذا بمنزلة العابد الجاهل، وهذا حال اليهود فإنه مغضوب عل . ) اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون ( : ضالون، آما ثبت عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال

ؤالء ور ه ين فج اللهم، وب ؤالء وض ل ه ين جه وا ب إنهم جمع ارى، ف ود والنص ن اليه اال م وأ ح فة أس والمتفلسوا وا السعادة في مجرد أن يعلم ود وال النصارى، حيث جعل يس في اليه ا ل وظلمهم،فصار فيهم من الجهل والظلم م

الم الم ا للع وال مطابق ا معق ان عالم ى يصير اإلنس ائق حت ة اهللا الحق ن معرف الوا م م ين م ل ود، ث فاته /وج مائه وص وأسداهم، ر من ه م، وضاللهم أآب ومالئكته وآتبه ورسله وخلقه وأمره إال شيئا نزرا قليال، فكان جهلهم أعظم من علمهنفس ال ال د آم م في الطبيعات والرياضيات ال يفي إن آالمه وآانوا مترددين بين الجهل البسيط، والجهل المرآب، ف

ي، وال : صالحها، وإنما يحصل ذلك بالعلم اإللهي، وآالمهم فيهو لحم جمل غث على رأس جبل وعر، ال سهل فيرتق . سمين فينتقل

اعهم زعم أتب ي ت ول والنفوس الت ذلك في العق ر، وآ فإن آالمهم في واجب الوجود ما بين حق قليل، وباطل فاسد آثي

ة من جنس من أهل الملل أنها المالئكة التي أخبرت م المالئك بها الرسل، وليس األمر آذلك، بل زعمهم أن هؤالء هق بشرط اإلطالق ال يكون إال أن المطل رافهم ب زعمهم أن واجب الوجود هو الوجود المطلق بشرط اإلطالق مع اعت

ان ال حقي درة في األذه ى أمور مق ق إل د التحقي ود عن ول والنفوس يع ا في في األذهان، وآذلك آالمهم في العق ة له قا دع لكل م ات رب مب ه ـ وإثب ول ل ه معل الم سواه ـ لكن ع الع دع لجمي ات رب مب اهللا وإثب األعيان، ثم فيه من الشرك ب

ولهم بح من آالم النصارى في ق ا هو أق إن : تحت فلك القمر هو معلول الرب، فوقه ذلك الرب معلول لرب فوقه، م . ر هذا الموضعالمسيح ابن اهللا بكثير آثير، آما بسط في غي

رازي ا ال ن زآري ا فعل اب ا، آم وليس لمقدميهم آالم في النبوات البتة، ومتأخروهم حائرون فيها، منهم من يكذب به

نهم من / . وأمثاله مع قولهم بحدوث العالم ا هو من شرها وأفسدها، وم ذاهب م أثبتوا القدماء الخمسة وأخذوا من الما من يصدق بها مع قوله بقدم العالم، وة آله ون النب ادل، فيجعل آابن سينا، وأمثاله، لكنهم يجعلون النبي بمنزلة ملك ع

ياء ة أش ي ثالث ون خاصة النب ل، فيجعل أثير والتخي بعض الصالحين من الكشف والت ا يحصل ل وة الحدس : جنس م قا ي به ة الصائب، التي يسمونه القوة القدسية، وقوة التأثير في العالم، وقوة الحس، الت والت متخيل يسمع ويبصر المعق

ذه وار، وه ا في أنفسهم من الصور واألن ه هي م في نفسه، فكالم اهللا عندهم هو ما في نفسه من األصوات، ومالئكت . الخصال تحصل لغالب أهل الرياضة والصفا؛ فلهذا آانت النبوة عندهم مكتسبة

بعي ال وصار آل من سلك سبيلهم ـ آالسهروردي المقتول، وابن س وة ويطمع أن يق ا ـ يطلب النب ي وأمثالهم ن المغرب

زل : ال أموت حتى يقال لي : قم فأنذر، هذا يقول : له ى غار حراء، ويطلب أن ين قم فأنذر وهذا يجاور بمكة ويعمد إلي يمياء الت أنواع الس هي من عليه فيه الوحي، آما نزل على المزمل والمدثر مثله، وآل منهما ومن أمثالهما يسعى ب

. السحر، ويتوهم أن معجزات األنبياء آانت من جنس السحر السيمائي

ول الصادق المصدوق ه بق ا ـ لعلم وة وادعاؤه ى بعدى ( : ومن لم يمكنه طلب النب ي ) ال نب ابن عرب ك ـ آ ر ذل ، أو غيولي يأخذ عن اهللا بال واسطة، وأمثاله طلب ما هو أعال من النبوة، وأن خاتم األولياء أعظم من خاتم األنبياء، وأن ال

ولي . والنبي يأخذ بواسطة الملك ي أو ال ا يتصور في نفس النب دهم م وبنى ذلك على أصل متبوعيه الفالسفة، فإن عنعندهم ما يتلقى بواسطة ] النبي [ عندهم ما يتخيله في نفسه، و ] فالمالئكة [ هي المالئكة من األشكال النورانية الخيالية،

ان أآمل ] والولي [ التخيل، هذا ل آ ارف بال تخي يتلقى المعارف العقلية بدون هذا التخيل، وال ريب أن من تلقى المع . ممن تلقاها بتخيل

ر من ول آثي ا يق وة، آم ة أعظم من النب ون أن الوالي فة، صاروا يقول ده هؤالء المتفلس فلما اعتقدوا في النبوة ما يعتق

ون الفالسفة أن الفيلسوف ا، وهؤالء يقول ن فاتك وغيرهم ارابي ومبشر ب ول الف ذا ق إن ه ي، ف وة : أعظم من النب النب . خاصة النبي جودة التخييل، والتخيل : أفضل األمور عند الجمهورال عند الخاصة، ويقولون

Page 188: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ا ذوا مع الولي، وأخ ف ب ن المتفلس روا ع ة، وعب ب الوالي ي قال فة ف وا الفلس ذين أخرج ؤالء ال اء ه فة، فج ني الفالس

اني المجردة يأخذها عن اهللا : وقالوا . وأبرزوها في صورة المكاشفة، والمخاطبة ي، ألن المع أن الولي أعظم من النب . بال واسطة تخيل لشيء في نفسه، والنبي يأخذها بواسطة ما يتخيل في نفسه من الصور واألصوات

ذي ولم يكفهم هذا البهتان حتى ادعوا أن جميع األن بياء والرسل يستفيدون العلم باهللا من مشكاة خاتم هؤالء األولياء، ال . هو من أجهل الخلق باهللا، وأبعدهم عن دين اهللا

والعلم باهللا هو عندهم بأنه الوجود المطلق الساري في الكائنات، فوجود آل موجود هو عين وجود واجب الوجود،

ة، ة الطبعي ول الدهري ل وحقيقة هذا القول ق دع ابدعه هو واجب الوجود بنفسه، ب الم مب ذين ينكرون أن يكون للع الد التحقق ود عن ين، وهو يع ة االلهي ول الدهري يقولون العالم نفسه واجب الوجود بنفسه، فحقيقة قول هؤالء شر من ق

. إلى قول الدهرية الطبيعيين

ه أم وقد حدثونا أن ابن عربي تنازع هو والشيخ أبو حفص السهروردي، ة ل د مخاطب ي الحق لعب هل يمكن وقت تجلوأظن الكالم آان في غيبة آل . ال يمكن ذلك : فقال ابن عربي . نعم يمكن ذلك : فقال الشيخ أبو حفص السهروردي ؟ ال

ذات، نحن تكلمنا في مشاهد ! مسكين : فقال . آذا وآذا : أن السهروردي يقول : منهما عن صاحبه، فقيل البن عربي ة ال . وهو يتكلم في مشاهدة الصفات

ابعون للرسل، م مت ون أنه وآان آثير من أهل التصوف، والسلوك، والطالبين لطريق التحقيق والعرفان؛ مع أنهم يظنوأنهم متقون للبدع المخالفة له، يقولون هذا الكالم ويعظمونه ويعظمون ابن عربي لقوله مثل هذا، وال يعلمون أن هذا

ده وجود مجرد ال الكال رب عن ة ال إن حقيق اد، ف ل واالتح ين التعطي م بناه على أصله الفاسد في اإللحاد، الذي يجمع بك، ولكن ر ذل م وال غي ه، وال عل ائم ب ه آالم ق اسم له، وال صفة، وال يمكن أن يرى في الدنيا، وال في اآلخرة، وال ل

ده غير وجود الموجودات، وشبهه تارة بظهور الكلي في يرى ظاهرا في المخلوقات متجليا في المصنوعات، وهو عنانية في آل وان، واالنس ة في آل حي ا تظهر الحيواني وع في الخاصة، آم جزئياته، آظهور الجنس في أنواعه والنة واهر عقلي ا ج ة يقارنه وا أن الموجودات العيني انيين حيث ظن ين اليون ط أسالفه المنطقي ى غل اه عل ذا بن ان؛ وه إنس

ب م ا بحس ا، وناطق ا عقلي ا، وحيوان انا عقلي ين انس ان المع ي االنس ون أن ف ات، فيظن ن الكلي ا م ل له ا تحمع ين جمي ترآة ب ة مش ك الماهي ود، وتل ا الوج ى يعرض له ة الت و الماهي ا، وذاك ه ما عقلي اعقليا، وجس عقليا،وحساس

ه بكالم المعينات، وهذا الكالم له وقع عند من لم يفهمه ويتدبره، فإذا فهم حقيقته انين أشبه من ه بكالم المج ه أن تبين لالعقالء، وإنما ذلك لمخالفته للحس والعقل، وإنما أتى فيه هؤالء من حيث أنهم تصوروا في أنفسهم معاني آلية مطلقة فظنوا أنها موجودة في الخارج فضال لهم في هذا عكس ضاللهم في أمر األنبياء شاهدت أمورا خارجة عن أنفسهم،

ا في فزعم هؤ وا أنه الء المالحدة أن تلك آانت في أنفسهم، وهؤالء المالحدة شهدوا في أنفسهم أمورا آلية مطلقة فظنالخارج وليست إال في أنفسهم، فجعلوا ما في أنفسهم في الخارج وليس فيه، وجعلوا ما أخبرت به االنبياء في أنفسهم،

ذي ذبين بالغيب ال انوا مك المين وإنما هو في الخارج، فلهذا آ رب الخالق للع وا وجود ال م جعل اء، ث ه األنبي أخبرت بك ا أشبه ذل وان، أو م ة في الحي انية في األناسي، والحيواني ين هو من جنس وجود اإلنس ه أجمع البائن عن مخلوقاتات مع يئا موجودا في المخلوق وه ش إنهم أرادوا أن يجعل دوم شيء، ف ول المع د من يق وت عن آوجود الوجود في الثب

وه م وت، وإذا مثل اير للثب الوجود المغ ارة ب ادة والصورة، وت ارة بالم ات، وت ارة بالكلي ثال ت ه م ا، فضربوا ل غايرته لهال لوا ف ال، فض المين األمث رب الع ربوا ل وفة، فض ي الص الهواء ف اج أو ب ي الزج عاع ف وه بالش ات مثل بالمحسوس

: يستطيعون سبيال، وهم في هذه األمثال ضالون من وجوه

دها د : أح ك يرجع عن ل ذل وت، آ ع الثب ود م ات، والوج ع الجزئي ات م ع الصورة، والكلي ادة م ن الم ه م وا ب ا مثل إنمالتحقيق إلى شيء واحد ال شيئين، فجعلوا الواحد اثنين، آما جعلوا االثنين واحدا في مثل صفات اهللا يجعلون العلم هو

ه أن العالم، والعلم هو المعلوم، والعلم هو القدرة، و ين ل العلم هو اإلرادة، وأنواع هذه األمور التي إذا تدبرها العاقل تبدعاوي اعهم من ال ا في نفوسهم ونفوس أتب هؤالء من أجهل الناس باألمور االلهية، وأعظم الناس قوال للباطل مع م

ل األ ة معصومون مث م أئم ة أنه م من أجهل الهائلة الطويلة العريضة، آما يدعي إخوانهم القرامطة الباطني اء، وه نبي . الناس وأضلهم وأآفرهم

Page 189: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

إن : الثاني ه، ف دعا ل يس هو مب ذي ل ره ال ون وجوده مشروطا بوجود غي أنهم على آل تقدير من هذه التقديرات يجعلان العكس، ووجود األعي ذلك ب ادة مشروط بالصورة، وآ ات، ووجود الم وجود الكليات في الخارج مشروط بالجزئي

ا المستقر في العدم فيلزمهم على آل تقدير أن يكون واجب الوجود مشروطا بما ليس هو من مبدعاته، مشروط بثبوته . وما آان وجوده موقوفا على غيره، الذي ليس هو مصنوعا له لم يكن واجب الوجود بنفسه، وهذا بين

ذلك، لكن أن هذا الكالم يعود عند التحقيق إلى أن يكون وجود الخالق عين وجود : الثالث المخلوقات، وهم يصرحون ب

يدعون المغايرة بين الوجود والثبوت أو بين الوجود والماهية وبين الكل والجزء، وهو المغايرة بين المطلق

والمعين؛ فلهذا آانوا يقولون بالحلول تارة يجعلون الخالق حاال في المخلوقات

ات، فال خالق وال وتارة محال لها، وإذا حقق األمر عليهم بعدم المغاي رة آان حقيقة قولهم أن الخالق هو نفس المخلوق . مخلوق وإنما العالم واجب الوجود بنفسه

ه : الرابع ه وعن آون ام الحوادث ب ة وأسمائه، وقي أنهم يقرون بما يزعمونه من التوحيد عن التعدد في صفاته الواجب

ه عين األج ق يجعلون د التحقي م عن م ه ما أو جوهرا ث ا جس تقذرة، ويصفونه بكل نقص، آم دة المس ة الفاس ام الكائن سنقص، وبصفات : صرحوا بذلك قالوا ذلك عن نفسه، وبصفات ال ر ب رى الحق يظهر بصفات المحدثات، وأخب أال ت

ة سواء : وقالوا . الذم ة، والنسب العدمي ع األمور الوجودي ه جمي ذي يستغرق ب العلي لذاته هو الذي يكون له الكمال الو متصف ك إال لمسمى اهللا خاصة، فه آانت محمودة عرفا وعقال وشرعا أو مذمومة عرفا وعقال وشرعا، وليس ذل

. عندهم بكل صفة مذمومة، آما هو متصف بكل صفة محمودة

. وقد بسط الكالم على هؤالء في غير هذا الموضع، فإن أمرهم أعظم من أن يبسط هنا

ى ت ه عل ر، ولكن المقصود التنبي ول اآلخ م ق ى فه ه عل دهم أعان ول أح ؤمن ق م الم ى إذا فه ابه رؤوس الضالل حت شده ذات عن ي ال ا تجل ه إنم ي بزعم ابن عرب واحترز منهم وبين ضاللهم لكثرة ما أوقعوا في الوجود من الضالالت، ف

شهود مطلق، هو وجود الموجودات مجردا مطلقا ال اسم له وال نعت، ومعلوم

ذات ال يحصل خطاب أن من تصور هذا ل ي ال د تجل ذا زعم أن عن د خطاب، فله و . م يمكن أن يحصل له عن ا أب وأمه األحاديث من أن ا جاءت ب د رأى أن م حفص السهروردي، فكان أعلم بالسنة، وأتبع للسنة من هذا، وخير منه، وق

ان اهللا يتجلى لعباده ويخاطبهم حين تجليه لهم فآمن بذلك، لكن ابن عربي في فلسفته ذا آ نته، وله أشهر من هذا في سدين ام ال ا حدثني الشيخ الملقب بحس نة، آم ع للس أتباعهما يعظمون ابن عربي عليه مع إقرارهم بأن السهروردي أتبن ي واب ن عرب ده من التعظيم الب ان عن ه أصحابه سلطان األقطاب، وآ ذي يلقب ه، ال ن حموي ق اب القادم السالك طري

ة حمويه والغلو فيهما أمر ع اد،وااللحاد، واألحاديث المكذوب ا من الفس ه آالمهم ا يشتمل علي ظيم، فبينت له آثيرا مما ا، وم ة أقوالهم م حقيق على النبى صلى اهللا عليه وسلم، وجرى في ذلك فصول لما آان عنده من التعظيم مع عدم فه

دان عن ان بهم ذي آ ه تضمنته من الضالالت، وآان ممن حدثني عن شيخه الطاووسي، ال ه أن ن حموي دين اب سعد المحيي الدين ابن عربي بحر ال تكدره الدالء، لكن نور المتابعة النبوية على وجه الشيخ شهاب الدين السهروردي : قال

ى شهاب : فقلت له . شيء آخر ذي عل ور اإلسالم ال ا، لكن ن ا عظي ار ملك هذا آما يقال آان هؤالء أوتوا من ملك الكفن شيء آخر، فإنهم آانوا يعظمون ابن عربي،وذلك ألن الشيخ شهاب الدين لم يكن متمكنا من غازي صاحب ميافارقي

ين ا ب لكها، وجمع فيه ي س ه الت ي في طريق ن عرب تمكن اب ه الرسل، آ معرفة السنة، ومتابعتها، وتحقيق ما جاءت بوق، وإثب ين الخالق والمخل ة ب رهم المباين ا يقطع داب وق الفلسفة والتصوف؛ وهؤالء إنم ه منفصال عن المخل ات تعين

ترفع إليه األيدي بالدعاء، وإليه آان معراج خاتم األنبياء؛ وقد ذآر السهروردي في عقيدته المشهورة قوله بال إشارة دم المحض ق إال الع م يب ين ل ارة والتعي ت اإلش ى نفي ه مت ؤالء، فإن ه ه ا علي تطال به ي اس ي الت ذه ه ين، وه وال تعي

. والوحدة والحلول والتعطيل أو االلحاد

رى، وذات ال رى ذات ال ت ا ت ل عين م ين، ب ذا ال إشارة وال تعي ون هك وابن سبعين وأمثاله من هؤالء المالحدة يقوله وجود آل دهم أن ه إال اهللا، ألن معتق ول المسلمين ال إل دل ق يس إال اهللا ب ارهم ل ترى عين ما ترى، ويقولون في أذآ

ات وال موجود، فال موجود إال هو؛ يس هو المخلوق ه ل ه، وأن ه ومليك والمسلمون يعلمون أن اهللا خالق آل شيء ورب

Page 190: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ا سواه من الموجودات : جزءا منها وال صفة لها بل هو بائن عنها ويقولون ادة دون م ذي يستحق العب أنه هو اإلله الذبين فلا تدع مع الله إلها آخر { : فال إله إال هو، آما قال تعالى ن المع الى ] 213 : الشعراء [ } فتكون م ال تع ا ق ل { : وآم ق

اهلون ا الج د أيه أمروني أعب ه ت ال ] 64 : الزمر [ } أفغير الل ماوات واألرض { : وق اطر الس ا ف ذ ولي ه أتخ ر الل ل أغي } قد ] 14 : األنعام [ ل هو العاب ا ب ا، وال إله ر يمكن أن يتخذ ولي د، وال غي ر يمكن أن يعب دهم غي ا عن وهؤالء المالحدة م

. والمعبود والمصلي والمصلى له

] نظم السلوك [ : آما قال شاعرهم ابن الفارض في قصيدته

وأشهد فيها أنها لي صلتى** لها صلواتى بالمقام أقيمها

حقيقته بالجمع في آل سجدة** نا مصل واحد ساجد إلى آال

: إلى قوله

صالتي لغيري في أدا آل رآعة** وما آان لي صلى سواي ولم تكن

وذاتى بآياتى علي إستدلت** إلي رسوال آنت مني مرسال

: وقوله

وال فرق بل ذاتى لذاتى أحبت** وما زلت إياها وإياي لم تزل

ون : من المتكلمة والصوفية في قولهم ] جهميةال [ فهؤالء المعروف هو : أن االيمان هو مجرد المعرفة والتصديق، يقولم ث، ث الم، وال محاي اين الع ه، وال مب الم، وال خارج ل الع و داخ ولهم ال ه ي، آق لب والنف ود الموصوف بالس الموج

ا ا أو هو عينه ات أو محال له ه حاال في المخلوق ر المتفلسفة يعودون فيجعلون ذا نظي م في ه ة؛ فه ه بالكلي أو يعطلونى [ . المشائين، الذين يجعلون آمال االنسان بالعلم م األعل دهم و ] والعل ى [ عن دهم ] الفلسفة األول النظر في الوجود : عن

رون ارات، ويعب رون العب ارات ولواحقه، ويجعلون واجب الوجود وجودا مطلقا بشرط االطالق، لكن أولئك يغي بالعب . اإلسالمية القرآنية عن اإللحادات الفلسفية واليونانية، وهذا آله قد قرر؛ وبسط القول فيه في غير هذا الموضع

في الجمع بين األحاديث التي ذآرت فيها أرآان اإلسالم الخمسة : فصل

يم اإلسالم أن تش ( فأجابه بأن : ] اإلسالم [ أول ما في الحديث سؤاله عن هد أن ال إله إال اهللا، وأن محمدا رسول اهللا، وتقه . ) الصالة، وتؤتي الزآاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت وهذه الخمس هي المذآورة في حديث ابن عمر المتفق علي

ى خمس ( الم عل ي اإلس اة، و : بن اء الزآ ام الصالة، وإيت ول اهللا، وإق دا رس ه إال اهللا، وأن محم هادة أن ال إل يام ش صذا . ) رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيال د أن فرض اهللا الحج، فله لم بع ه وس ي صلى اهللا علي ه النب ذا قال وه

اهللا وحده ( وأآثر األحاديث ال يوجد فيها ذآر الحج في حديث وفد عبد القيس : ذآر الخمس ان ب درون . آمرآم باإليم أتن ال إله إال اهللا، وأن محمدا رسول اهللا، وإقام الصالة، وإيتاء الزآاة،وصيام رمضان، شهادة أ ؟ ما اإليمان باهللا وحده

م . وحديث وفد عبد القيس من أشهر األحاديث وأصحها . ) وأن تعطوا من المغنم الخمس وفي بعض طرق البخاري لدي ه يذآر الصيام، لكن هو مذآور في آثير من طرقه وفي مسلم، وهو أيضا مذآور في ح ذي ذآر في ي سعيد ال ث أب

اء الخمس من رهم بإيت ه أم ه أن اس وفي قصة وفد عبد القيس رواه مسلم، في صحيحه عنه، واتفقا على حديث ابن عب . وشهر رمضان فرض قبل ذلك , والخمس إنما فرض في غزوة بدر ; المغنم

ي صلى اهللا عل ى النب دوا عل ذين وف د ال ه ووفد عبد القيس من خيار الوف ي صلى اهللا علي ى النب دومهم عل لم، وق ه وس ي

الوا : وسلم آان قبل فرض الحج، وقد قيل قدموا سنة الوفود ا : سنة تسع والصواب أنهم قدموا قبل ذلك، فإنهم ق إن بيننوإنا ال نصل إليك إال في شهر حرام، وسنة تسع آانت العرب قد -يعنون أهل نجد -وبينك هذا الحي من آفار مضر

انوا ذل ا آ ين، وإنم وم حن وا هوازن ي م هزم ة ث تح اهللا مك ا ف د خائف لم لم أو معاه ت وترآت الحرب، وآانوا بين مس

Page 191: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ى الحج سنة تسع را عل ه أمي ينتظرون بإسالمهم فتح مكة، وقد بعث النبي صلى اهللا عليه وسلم أبا بكر رضي اهللا عنين العرب، إال وأردفه بعلي بن أبي طالب رضي اهللا عنه؛ لتنفيذ العهود ال لم وب تي آانت بين النبي صلى اهللا عليه وس

دة ر، وآانت في ذي القع ي بك الى . أنه أجلهم أربعة أشهر من حين حجة أب ال تع د ق رم { : وق هر الح لخ األش إذا انس ف . ربعة الحرم، وهذه األربعة التي أجلوها األ ] 5 : التوبة [ اآلية } فاقتلوا المشرآين

ى را عل ي بكر أمي ل إرسال أب وك سنة تسع قب ام تب روم ع ولهذا غزا النبي صلى اهللا عليه وسلم النصارى بأرض ال

ولهذا ; الموسم، وإنما أمكنه غزو النصارى لما اطمأن من جهة مشرآي العرب، وعلم أنه ال خوف على اإلسالم منهما لم يأذن ألحد ممن يصلح للقتال في التخ ذا لم ذور؛ وله يهم أو مع ذين تيب عل ة ال افق، أو الثالث م يتخلف إال من لف فل

الوا ذا االستخالف وق ه لضعف ه افقون في وك طعن المن ام تب ة ع ى المدين ه يبغضه : استخلف عليا عل ه ألن ا خلف . إنمال ي مع النساء والصبيان : فاتبعه علي وهو يبكي فق ال ؟ أتخلفن ا ترضى أن ( : فق ارون من أم ة ه ي بمنزل تكون منوآان قبل ذلك يستخلف على المدينة من يستخلفه وفيها رجال من أهل القتال، وذلك ألنه . ) موسى إال أنه ال نبي بعدي

ل أهل دار اإلسالم ا من يقات ا -لم يكن حينئذ بأرض العرب ال بمكة وال بنجد ونحوهم ة وغيرهم ة والمدين وال -مكام مشرك، وال يخيفهم، ثم لما رج د الع أمر أال يحج بع يم الحج والصالة، وي ى الموسم يق ا بكر عل ع من تبوك أقر أب

ر أو ; يطوف بالبيت عريان، وأتبعه بعلي ألجل نقض العهود وا إال من المطاع الكبي إذ آانت عادة العرب أن ال يقبل . من رجل من أهل بيته

القيس آان قبل ذلك؛ وأما أن هذا يبين أن قدوم وفد عبد : والمقصود

ك ] حديث ضمام [ ن مال لم في صحيحه عن أنس ب ا أن ( : فرواه مس ان يعجبن ا أن نسأل رسول اهللا عن شيء، فك نهين

يا محمد أتانا رسولك، فزعم : يجيء الرجل من أهل البادية العاقل يسأله، ونحن نسمع فجاء رجل من أهل البادية فقالق السماء : صدق قال : رسلك قالأنك تزعم أن اهللا أ ال ؟ فمن خل ال : ق ق األرض : اهللا ق ال ؟ فمن خل ال : ق فمن : اهللا ق

ال آهللا أرسلك : اهللا قال : قال ؟ نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل ؟ فبالذي خلق السماء وخلق األرض ونصب الجبذا : صدق قال : وات في يومنا وليلتنا قالوزعم رسولك أن علينا خمس صل : نعم قال : قال ذي أرسلك آهللا أمرك به فبال

ال ؟ وزعم رسولك أن علينا زآاة في أموالنا : نعم قال : قال ؟ ال : ق ال : صدق ق ذا ق ذي أرسلك آهللا أمرك به م : فبال . نعال ص : قال ؟ وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيال : قال الحق : دق ثم ولى الرجل وق ذي بعثك ب وال

بينما : وعن أنس قال . ) رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم لئن صدق ليدخلن الجنة : ال أزيد عليهن وال أنقص منهن فقاله م عقل ى جمل فأناخه في المسجد ث ال ; نحن جلوس مع النبي صلى اهللا عليه وسلم في المسجد إذ دخل رجل عل م ق ث

د : لهم ا - ؟ أيكم محم رانيهم فقلن ين ظه لم متكئ ب ه وس ذا الرجل األبيض المتكئ : والنبي صلى اهللا علي ه ؟ ه ال ل فقي : النبي صلى اهللا عليه وسلم قد أجبتك فقال الرجل للنبي صلى اهللا عليه وسلم : فقال له ؟ ابن عبد المطلب : الرجل إنن

ك : فقال ؟ سل عما بدا لك : فقال ; فال تجد علي في نفسك سائلك فمشدد عليك في المسألة ؟ أسألك بربك ورب من قبلال ؟ آهللا أرسلك إلى الناس آلهم اة : فق أله عن الصالة والزآ ه س م وذآر أن م نع ال ; الله ذآر الصيام والحج فق م ي : ول

. ) ا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكروأن ; الرجل آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي

اس ; هذان الطريقان في الصحيحين، لكن البخاري لم يذآر في األول الحج، بل ذآر الصيام م، والن والسياق األول أتي -واهللا أعلم -ويشبه . يجعلون الحديثين حديثا واحدا ن أب ا ألن سعد ب أن يكون البخاري رأى أن ذآر الحج فيه وهم

ة، ; بكر تح مك د ف ين بع ة حن م وقع لم وهوازن آانت معه ه وس هم من هوازن وهم أصهار رسول اهللا صلى اهللا عليكر، ى المعس مها عل د أن قس اء والصبيان بع لم النس ه وس ي صلى اهللا علي يهم النب ع إل ة، ودف د الوقع م بع لموا آله فأس

. ح مكة، والحج لم يكن فرض إذ ذاكواستطاب أنفسهم في ذلك فال تكون هذه الزيارة إال قبل فت

إنه حديث ضمام وهو في الصحيحين عن : وحديث طلحة بن عبيد اهللا ليس فيه إال الصالة والزآاة والصيام وقد قيلجاء رجل إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دوي صوته وال نفقه : طلحة بن عبيد اهللا قال

لم ما يقول حت ه وس ى دنا من رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فإذا هو يسأل عن اإلسالم فقال رسول اهللا صلى اهللا عليال . ال إال أن تطوع : قال ؟ هل علي غير ذلك : خمس صلوات في اليوم والليلة قال ( ه رسول اهللا صلى اهللا : ق وذآر ل

ذا وال : فأدبر الرجل وهو يقول : إال أن تطوع قالال : هل علي غيرها قال : عليه وسلم الزآاة قال ى ه د عل واهللا ال أزيه ذآر ) أفلح إن صدق : أنقص منه فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ل في ه ذآر الحج ب يس في شيء من طرق ول

. الصالة والزآاة والصيام آما في حديث وفد عبد القيس

Page 192: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ال وفي الصحيحين أيضا عن أبي هريرة لم فق ه وس ي : أن أعرابيا جاء إلى رسول اهللا صلى اهللا علي ا رسول اهللا دلن ياة المفروضة ( على عمل إذا عملته دخلت الجنة فقال ؤدي الزآ ة، وت , تعبد اهللا ال تشرك به شيئا وتقيم الصالة المكتوب

ه والذي نفسي بيده ال أزيد على هذا شيئا أبدا وال أنقص : وتصوم رمضان قال ي صلى اهللا علي ال النب ى ق منه فلما ول، وهذا يحتمل أن يكون ضماما، وقد جاء في بعض ) من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا : وسلم

ا عرض لرسول اهللا وب األنصاري أن أعرابي ي أي ا في الصحيحين عن أب ط، آم اة فق األحاديث ذآر الصالة والزآأخبرني بما يقربني . يا رسول اهللا أو يا محمد : وهو في سفر فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها ثم قالصلى اهللا عليه وسلم

د ( : فكف رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ثم نظر في أصحابه ثم قال : من الجنة ويباعدني من النار قال د وفق أو لق لقلم فأعاد فقال رسول اهللا : قال ؟ آيف قلت : هدي ثم قال ه وس يم الصالة : صلى اهللا علي يئا وتق ه ش د اهللا ال تشرك ب تعب

لم ه وس ال رسول اهللا صلى اهللا علي ة : وتؤدي الزآاة وتصل الرحم فلما أدبر ق ه دخل الجن ا أمر ب ذه ) إن تمسك بم ه . األلفاظ في مسلم

لم عن ج ل رواه مس ن قوق ان ب ال وقد جاء ذآر الصالة والصيام في حديث النعم د اهللا ق ن عب ي : ابر ب سأل رجل النب

ات وصمت رمضان وأحللت الحالل وحرمت الحرام ( : صلى اهللا عليه وسلم قال أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوب . ) واهللا ال أزيد على ذلك شيئا : نعم قال : قال ؟ ولم أزد على ذلك شيئا أدخل الجنة

ل ; وحديث النعمان هذا قديم . وسلم النعمان بن قوقل وفي لفظ أتى النبي صلى اهللا عليه ل قب ل قت ن قوق ان ب إن النعم ف

. فتح مكة قتله بعض بني سعد بن العاص، آما ثبت ذلك في الصحيح؛ فهذه األحاديث خرجت جوابا لسؤال سائلين

اة، آ ا الصالة والزآ ن أما حديث ابن عمر فإنه مبتدأ، وأحاديث الدعوة، والقتال فيه د اهللا ب ا في الصحيحين عن عب مال ر ق لم : عم ه وس ول اهللا صلى اهللا علي ال رس دا ( ق ه إال اهللا وأن محم هدوا أن ال إل ى يش اس حت ل الن رت أن أقات أم

ابهم والهم إال بحق اإلسالم وحس اءهم وأم ي دم ك عصموا من وا ذل إذا فعل اة ف رسول اهللا ويقيموا الصالة ويؤتوا الزآ . ) على اهللا

ى يشهدوا أن : قال ( وقد أخرجاه في الصحيحين من حديث أبي هريرة رواه مسلم عن جابر اس حت أمرت أن أقاتل الن

. ) ال إله إال اهللا فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إال بحقها

ك . واهللا ألقاتلن من فرق بين الصالة والزآاة فإن الزآاة حق المال : فقال أبو بكر فكان من فقه أبي بكر أنه فهم من ذلالحديث المختصر أن القتال على الزآاة قتال على حق المال وقد بين النبي صلى اهللا عليه وسلم مراده بذلك في اللفظ

. المبسوط الذي رواه ابن عمر

الى ال تع ا ق اموا { : والقرآن صريح في موافقة حديث ابن عمر آم ابوا وأق إن ت بيلهم ف وا س اة فخل وا الزآ الة وآت } الصفلما آان في . وحديث معاذ لما بعثه إلى اليمن لم يذآر فيه النبي صلى اهللا عليه وسلم إال الصالة والزآاة . ] 5 : التوبة [

ذا أن فأجاب بعض ال . بعض األحاديث ذآر بعض األرآان دون بعض أشكل ذلك على بعض الناس أن سبب ه اس ب نذا ; الرواة اختصر بعضهم الحديث الذي رواه، وليس األمر آذلك فإن هذا طعن في الرواة ونسبة لهم إلى الكذب إذ ه

ذآره م ي يس حيث ذآر بعضهم الصيام وبعضهم ل د الق د عب ل حديث وف , الذي ذآره إنما يقع في الحديث الواحد مثوبعضهم لم يذآره، وحديث النعمان بن قوقل حيث ذآر بعضهم فيه الصيام وحديث ضمام حيث ذآر بعضهم الخمس

يس . وبعضهم لم يذآره، فبهذا يعلم أن أحد الراويين اختصر البعض أو غلط في الزيادة , فأما الحديثان المنفصالن فلي ي صلى اهللا األمر فيهما آذلك ال سيما واألحاديث قد تواترت بكون األجوبة آانت مختلفة وفيهما ما ب ا أن النب ن قطع

ات بالصالة ة في بعض اآلي ق األخوة اإليماني إن اهللا عل ك؛ ف عليه وسلم تكلم بهذا تارة وبهذا تارة والقرآن يصدق ذلدين { : والزآاة فقط آما في قوله تعالى ي ال إخوانكم ف اة ف وا الزآ الة وآت اموا الص ة [ } فإن تابوا وأق ه ] 11 : التوب ا أن آم

دم ] 5 : التوبة [ } فإن تابوا وأقاموا الصالة وآتوا الزآاة فخلوا سبيلهم { : علق ترك القتال على ذلك في قوله تعالى وقد تقإن في حد ] أيضا [ حديث ابن عمر الذي في الصحيحين موافقا لهذه اآلية و نم، ف يس ذآر خمس المغ د الق د عب يث وف

ذا ألنهم آانوا طائفة ممتنعة يقاتلون، ومثل هذا ال يذآر جواب سؤال سائل بما يجب عليه في حق نفسه، ولكن عن ه : ] جوابان [

Page 193: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

م الصالة، فإ : أحدهما ه أن النبي صلى اهللا عليه وسلم أجاب بحسب نزول الفرائض، وأول ما فرض اهللا الشهادتين ث نوحي ه ; أمر بالصالة في أول أوقات ال زل علي ا أن د ثبت في الصحيح أن أول م ل ق ق { : ب ذي خل ك ال م رب رأ باس } اق

ك ثم أنزل عليه ب ] 5 : 1 : العلق [ } علم الإنسان ما لم يعلم { -إلى قوله - } خلق الإنسان من علق { دثر { عد ذل ا الم ا أيه } ياء ] 2، 1 : المدثر [ } قم فأنذر { د اإلنب اس واإلرسال بع ى الن ه إل ه ; فهذا الخطاب إرسال ل يس في إن الخطاب األول ل ف

ءة وآخرها أمر بالسجود؛ والصالة فأول السورة أمر بالقرا . ] 19 : العلق [ } واسجد واقترب { إرسال وآخر سورة اقرأ ده ا بع ا المقصودة، وم راءة أول أقواله ا السجود؛ والق مؤلفة من أقوال وأعمال فأفضل أقوالها القراءة وأفضل أعماله

راج . تبع له ة المع وقد روي أن الصالة أول ما فرضت آانت رآعتين بالغداة ورآعتين بالعشي ثم فرضت الخمس ليلد ; ين وآانت رآعتين رآعت يئا بع د في صالة الحضر، وآانت الصالة تكمل ش فلما هاجر أقرت صالة السفر، وزي

روا بالتشهد يهم الكالم ; شيء، فكانوا أوال يتكلمون في الصالة، ولم يكن فيها تشهد ثم أم م يكن ; وحرم عل ذلك ل وآ . بمكة لهم أذان

د وآذلك ; وإنما شرع األذان بالمدينة بعد الهجرة ة والعي ر ; صالة الجمع ام رمضان وغي قاء، وقي والكسوف، واالستس

ا . إنما شرع بالمدينة بعد الهجرة . ذلك اة ونصبها إنم رائض الزآ ة أيضا، ولكن ف اة، واإلحسان في مك وأمروا بالزآة من الهجرة؛ وأدرك ] صوم شهر رمضان [ وأما . شرعت بالمدينة ا فرض في السنة الثاني و إنم ي صلى اهللا فه النب

ام ; فقد تنازع الناس في وجوبه ] الحج [ وأما . عليه وسلم تسع رمضانات فقالت طائفة فرض سنة ست من الهجرة عام يتضمن : قالوا . الحديبية باتفاق الناس رة أيضا، ألن األمر باإلتم ى وجوب الحج ووجوب العم دل عل وهذه اآلية ت

ه داء الفعل وإتمام رون . األمر بابت ال األآث نة تسع : وق ل س أخرا قي ا وجب الحج مت ذا هو ; إنم ل سنة عشر وه وقيالى ; الصحيح ت { : فإن آية اإليجاب إنما هي قوله تع ج البي اس ح ى الن ه عل ران [ } ولل ة في آل ] 97 : آل عم ذه اآلي وه

عمران وما فيها من مخاطبة أهل الكتاب نزل لما قدم على النبي وصدر آل , عمران في سياق مخاطبته ألهل الكتاب اظروه في أمر المسيح اب، ; صلى اهللا عليه وسلم وفد نجران النصارى ون ة من أهل الكت م أول من أدى الجزي وه

ة ع ى يعطوا الجزي اب حت ال أهل الكت ا بقت ة، وأمر فيه د وآان ذلك بعد إنزال سورة براءة التي شرع فيها الجزي ن يه ذلك في قول ا أمر اهللا ب ا النصارى لم ي غزا فيه وك الت : وهم صاغرون، وغزا النبي صلى اهللا عليه وسلم غزوة تب

وله وال { ه ورس رم الل ا ح ون م ر وال يحرم اليوم اآلخ ه وال ب ن قاتلوا الذين ال يؤمنون بالل دينون دي ذين ي ن ال ق م الحاغرون م ص د وه ن ي ة ع وا الجزي ى يعط اب حت وا الكت ة [ } أوت ة ] 29 : التوب ي عام ج ف وب الح ذآر وج م ي ذا ل وله

. األحاديث وإنما جاء في األحاديث المتأخرة

ان يس، وآ د الق د عب لم وف ه وس اه وقد قدم على النبي صلى اهللا علي د بين ا ق ى الصحيح، آم ة عل تح مك ل ف دومهم قب قذلك أهل نجد : وقالوا م : يا رسول اهللا إن بيننا وبينك هذا الحي من آفار مضر يعنون ب ان، ألنه يم وأسد وغطف من تم

دم ا ق ذا الخوف، ولم ة زال ه ا فتحت مك بين البحرين وبين المدينة، وعبد القيس هم من ربيعة ليسوا من مضر؛ ولمولم يأمرهم بالحج وحديث ضمام قد ; وخمس المغنم ; وصيام رمضان ; ه وفد عبد القيس أمرهم بالصالة والزآاة علي

إن هذه األحاديث : تقدم أن البخاري لم يذآر فيه الحج، آما لم يذآره في حديث طلحة وأبي هريرة وغيرهما مع قولهم . م ضمام هذا ليس متيقنامع أن تاريخ قدو ; هي من قصة ضمام وهذا ممكن

ك ] 196 : البقرة [ } وأتموا الحج والعمرة لله { : وأما قوله ام ذل ك يوجب إتم فليس في هذه اآلية إال األمر بإتمام ذلك وذل

ا أمروا باإلتم م أحصروا ف ة، ث ام الحديبي العمرة ع م على من دخل فيه، فنزل األمر بذلك لما أحرموا ب م حك ين له م وب . اإلحصار، ولم يكن حينئذ قد وجب عليهم ال عمرة وال حج

ة : الجواب الثاني ا الطائف ى ترآه ل عل ي تقات رائض الظاهرة الت ارة الف ذآر ت به، في أنه آان يذآر في آل مقام ما يناس

ا الممتنعة آالصالة والزآاة، ويذآر تارة ما يجب على السائل، فمن أجابه بالصالة وال اة يؤديه ه زآ صيام، لم يكن علييس : ومن أجابه بالصالة والزآاة والصيام د الق ل حديث عب ذا هو الواجب في مث فإما أن يكون قبل فرض الحج؛ وه

. ونحوه، وإما أن يكون السائل ممن ال حج عليه

ا ولهذا ذآر اهللا تعالى في آت ; وأما الصالة والزآاة فلهما شأن ليس لسائر الفرائض ال عليهم ان ; ابه القت ا عبادت ; ألنهمك بخالف الصوم فإنه أمر باطن وهو مما ائتمن عليه الناس، فهو من جنس الوضوء واالغتسال من الجنابة، ونحو ذل

ا ; مما يؤتمن عليه العبد ه، وأم ه وجنابت تم حدث ه أن يك ا يمكن وي الصوم، وأن يأآل سرا آم ه أال ين فإن اإلنسان يمكنك الصالة و ع من ذل ذآر في . الزآاة، فأمر ظاهر ال يمكن اإلنسان بين المؤمنين أن يمتن لم ي ه وس وهو صلى اهللا علي

Page 194: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ا اة دون ; اإلسالم األعمال الظاهرة التي يقاتل عليها الناس، ويصيرون مسلمين بفعله ك بالصالة والزآ ق ذل ذا عل فله . براءة نزلت بعد فرض الصيام باتفاق الناس الصيام، وإن آان الصوم واجبا، آما في آيتي براءة، فإن

ه ; إنك تأتي قوما أهل آتاب : لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قال له ( وآذلك دعوهم إلي شهادة أن ال : فليكن أول ما ت

الليلة فإن هم إله إال اهللا وأني رسول اهللا فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن اهللا افترض عليهم خمس صلوات في اليوم ورائهم ; أطاعوك لذلك ى فق رد عل ذلك ; فأعلمهم أن اهللا افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فت م أطاعوك ل إن ه ف

. أخرجاه في الصحيحين ) فإياك وآرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين اهللا حجاب

ة ; رض الصيامومعاذ أرسله إلى اليمن في آخر األمر بعد ف د فرض الحج والجزي وك وبع د تب ل بع بل بعد فتح مكة به ; فإن النبي صلى اهللا عليه وسلم مات ومعاذ باليمن وإنما قدم المدينة بعد موته ذا الحديث الصيام ألن ولم يذآر في ه

. ألن وجوبه خاص ليس بعام وهو ال يجب في العمر إال مرة ; تبع وهو باطن وال ذآر الحج

م ا الشهادتان إذا ل ا؛ فأم رار بوجوبه د االق ع بع رائض األرب ذه الف يئا من ه ولهذا تنازع العلماء في تكفير من يترك شا، اهير علمائه يتكلم بهما مع القدرة فهوآافر بإتفاق المسلمين، وهو آافر باطنا وظاهرا عند سلف األمة وائمتها، وجم

افرا : جئةوذهبت طائفة من المرجئة، وهم جهمية المر آجهم والصالحى وأتباعهما إلى أنه إذا آان مصدقا بقلبه آان آة ه أحد من األئم م يقل . في الظاهر دون الباطن؛ وقد تقدم التنبيه على أصل هذا القول، وهو قول مبتدع في اإلسالم ل

دون وقد تقدم أن اإليمان الباطن يستلزم اإلقرار الظاهر بل وغيره، وأن وجود االيمان الب ادا ب ا وإنقي اطن تصديقا وحب . اإلقرار الظاهر ممتنع

ذلك من جحد تحريم شيء من افر، وآ و آ وغ الحجة فه د بل ا بع إذا جحد وجوب شيء منه وأما الفرائض األربع فالمحرمات الظاهرة المتواتر تحريمها، آالفواحش والظلم والكذب والخمر ونحو ذلك، وأما من لم تقم عليه الحجة مثل

ذين أ ط فظن أن ال ك، أو غل ا شرائع االسالم ونحو ذل ه فيه م تبلغ دة ل ن يكون حديث عهد باإلسالم، أو نشأ ببادية بعيإنهم ك، ف ال ذل ر وأمث تتابهم عم ذين اس ك ال ي ذل ط ف ا غل ر، آم ريم الخم ن تح تثنون م وا الصالحات يس وا وعمل آمن

ة يستتابون وتقام الحجة عليهم، فإن أصروا آفروا حينئذ وال ر قدام يحكم بكفرهم قبل ذلك؛ آما لم يحكم الصحابة بكفل ن التأوي ه م وا في ا غلط وا فيم ا غلط ون وأصحابه لم ن مظع ذه . ب ن ه يئا م رك ش الوجوب إذا ت رار ب ع اإلق ا م وأم : األرآان األربعة ففي التكفير أقوال للعلماء هي روايات عن أحمد

ى أنه يكفر بترك واحد من األربعة : أحدها ى عزم عل اء فمت ين العلم زاع ب أخيره ن ان في جواز ت حتى الحج، وإن آ

ترآه بالكلية آفر، وهذا قول طائفة من السلف، وهي إحدى الروايات عن أحمد إختارها أبو بكر

اء من أصحاب : والثاني أنه ال يكفر بترك شيء من ذلك مع االقرار بالوجوب، وهذا هو المشهور عند آثير من الفقه . ي حنيفة، ومالك، والشافعي، وهو إحدى الروايات عن أحمد اختارها ابن بطة وغيرهأب

ال يكفر إال بترك الصالة، وهي الرواية الثالثة عن أحمد وقول آثير من : والثالث

. السلف، وطائفة من أصحاب مالك، والشافعى، وطائفة من أصحاب أحمد

. ة فقطيكفر بترآها وترك الزآا : والرابع

: بترآها، وترك الزآاة إذا قاتل اإلمام عليها دون ترك الصيام والحج وهذه المسألة لها طرفان : والخامس

. في إثبات الكفر الظاهر : أحدهما

. في إثبات الكفر الباطن : والثاني

Page 195: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ا : فأما الطرف الثاني وال وعمال؛ آم ان ق ا فهو مبنى على مسألة آون االيم ع أن يكون الرجل مؤمن دم ومن الممتن تقإيمانا ثابتا في قلبه، بأن اهللا فرض عليه الصالة والزآاة والصيام والحج ويعيش دهره ال يسجد هللا سجدة، وال يصوم من رمضان، وال يؤدي هللا زآاة، وال يحج إلى بيته، فهذا ممتنع، وال يصدر هذا إال مع نفاق في القلب وزندقة، ال مع

ان ه إيم ار آقول اع من السجود الكف بحانه باالمتن ا يصف س ذا إنم ى { : صحيح؛ وله دعون إل اق وي ن س ف ع وم يكش يم جود وه ى الس دعون إل انوا ي د آ ة وق رهقهم ذل ارهم ت عة أبص تطيعون خاش ا يس جود فل المونالس م [ } س ، 42 : القل

وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما، من حديث أبي هريرة وأبي سعيد وغيرهما، . ] 43

أنه إذا تجلى تعالى لعباده يوم القيامة سجد له المؤمنون وبقي ظهر من آان يسجد ( في الحديث الطويل، حديث التجلي ط؛ فإذا آان ) في الدنيا رياء وسمعة مثل الطبق ال يستطيع السجود هذا حال من سجد رياء، فكيف حال من لم يسجد ق

ه ( وثبت أيضا في الصحيح ار أن تأآل ى الن ان اهللا حرم عل ) أن النار تأآل من ابن آدم آل شيء اال موضع السجود فو ه ي لم يعرف أمت م فعلم أن من لم يكن يسجد هللا تأآله النار آله؛ وآذلك ثبت في الصحيح أن النبي صلى اهللا عليه وس

القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فدل على أن من لم يكن غرا محجال لم يعرفه النبى صلى اهللا عليه وسلم، فال وا { : يكون من أمته وقوله تعالى م ارآع ل له ذبين وإذا قي ذ للمك ل يومئ ون وي م مجرم ون آلوا وتمتعوا قليلا إنك ا يرآع ل

] 49 : 46 : المرسالت [ } ويل يومئذ للمكذبين

] 23 : 21 : اإلنشقاق [ } وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون بل الذين آفروا يكذبون والله أعلم بما يوعون { : وقوله تعالىما سلككم في سقر { : وآذلك قوله تعالى ] 32، 31 : القيامة [ } فلا صدق ولا صلى ولكن آذب وتولى { : آذلك قوله تعالىو

ين قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وآنا نخوض مع الخائضين ا اليق ى أتان دين حت وم ال } وآنا نكذب بيدثر [ ولي و ] 47 : 42 : الم ذيب والت فه بالتك ديق، ووص رك التص فه بت رك الصالة،آما وص فه بت ولي [ فوص و ] المت ه

الى . العاصي الممتنع من الطاعة ال تع ي { : آما ق وم أول ى ق تدعون إل وا س إن تطيع لمون ف اتلونهم أو يس ديد تق أس ش بم ] 16 : الفتح [ } يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا آما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما وآذلك وصف أهل سقر بأنهم ل

ه يكونوا من المصلين، وآذلك ق التولي في قول ى { : رن التكذيب ب ان عل ت إن آ لى أرأي دا إذا ص ى عب ذي ينه ت ال أرأيم ئن ل ا ل رى آل ه ي أن الل م ب م يعل ولى أل ذب وت فعا بال الهدى أو أمر بالتقوى أرأيت إن آ ه لنس ة ينت ية آاذب ية ناص ناص

] 16 : 9 : العلق [ } خاطئة

ر، ة من الكف ى التوب ك عل ق ذل ا عل اة، آم اء الزآ وأيضا في القرآن علق األخوة في الدين على نفس إقام الصالة وإيتال نهم الصالة ا ( : فاذا انتفي ذلك انتفت األخوة وأيضا فقد ثبت عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه ق ا وبي ذي بينن د ال لعه

. ) من ترك الصالة متعمدا فقد برئت منه الذمة ( وفي المسند ) فمن ترآها فقد آفر

اختلف أهل الصالة، واختلف أهل القبلة، والمصنفون : وأيضا فإن شعار المسلمين الصالة، ولهذا يعبر عنهم بها فيقال . إلسالميين واختالف المصلينمقاالت ا : لمقاالت المسلمين يقولون

ا ( وفي الصحيح ا علين ه م ا، وعلي ذه ) من صلى صالتنا، واستقبل قبلتنا، وأآل ذبيحتنا، فذلك المسلم له ما لن ال ه وأمث

. النصوص آثيرة في الكتاب والسنة

ة للجاحد آ م حجة إال وهي متناول ا؛ فليست له رك الصالة ونحوه روا بت م يكف ذين ل ان وأما ال ا آ ارك، فم ا للت تناولهل استداللهم ذا مث دم، وه ا تق جوابهم عن الجاحد آان جوابا لهم عن التارك؛ مع أن النصوص علقت الكفر بالتولي آم

ه ة آقول ا المرجئ تج به ي يح ات الت د اهللا ( : بالعموم ى عب ول اهللا وان عيس دا رس ه إال اهللا وأن محم هد أن ال إل ن ش م . ونحو ذلك من النصوص ) أدخله اهللا الجنة . . . لى مريم وروح منهورسوله وآلمته القاها ا

ة فمن حافظ ( : وأجود ما إعتمدوا عليه قوله صلى اهللا عليه وسلم وم والليل خمس صلوات آتبهن اهللا على العباد في الي

عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله عليهن آان له عند اهللا عهد أن يدخله الجنة ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عند اهللا . ) الجنة

إن الوعد بالمحافظة : قالوا ذا؛ ف فقد جعل غير المحافظ تحت المشيئة، والكافر ال يكون تحت المشيئة، وال داللة في ه

الى ال تع ا ق ر، آم ا أم ا آم ي أوقاته ا ف ة فعله ا، والمحافظ ال { : عليه لوات والص ى الص افظوا عل طىح } ة الوس

Page 196: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

وم ] 238 : البقرة [ لم صالة العصر ي ه وس ي صلى اهللا علي ا أخر النب ت، آم د الوق ا بع وعدم المحافظة يكون مع فعلهالى ال تع د ق ف { : الخندق، فأنزل اهللا آية األمر بالمحافظة عليها، وعلى غيرها من الصلوات، وق دهم خل ن بع ف م فخل

اعوا الص اأض ون غي وف يلق هوات فس وا الش ريم [ } لاة واتبع ره ] 59 : م ن مسعود وغي ل الب ا إضاعتها : فقي ال ؟ م : فق ما آنا نظن : فقالوا . تأخيرها عن وقتها

ا ك إال ترآه ال . ذل ارا : فق انوا آف ا لك و ترآوه ه . ل ذلك قول ل للمص { : وآ اهون فوي لاتهم س ن ص م ع ذين ه } لين ال

اعون [ ا ] 5، 4 : الم ام أفعاله ت، وإتم ي الوق ا ف ة،من فعله ا الواجب ن حقوقه هوا ع م س لون، ألنه م يص ع أنه م م ذمهافق تلك صالة المنافق تلك صالة الم ( : المفروضة، آما ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ن

فجعل هذه ) تلك صالة المنافق يرقب الشمس حتى إذا آانت بين قرني شيطان قام فنقر أربعا ال يذآر اهللا فيها إال قلياله ذآر لم أن ه وس ي صلى اهللا علي د ثبت في الصحيح عن النب ا؛ وق ت، ونقره ا عن الوق صالة المنافقين لكونه أخره

ال األمراء بعده الذين يفعلون ما ينكر؛ وقالوا ا صلوا ( : يا رسول اهللا أفال نقاتلهم ق ال ) ال م ه ق ه أن سيكون ( : وثبت عنة م نافل وا صالتكم معه الهم إذا صلوا، ) أمراء يؤخرون الصالة عن وقتها فصلوا الصالة لوقتها ثم اجعل فنهى عن قت

ا وآان في ذلك داللة على أنهم إذا لم يصلوا قوتلوا، وبين أنهم يؤخرون الصالة عن وقتها، وذلك ترك المحافظة عليها ال م يحافظ عليه ال ترآها وإذا عرف الفرق بين األمرين، فالنبى صلى اهللا عليه وسلم، إنما أدخل تحت المشيئة من لوا ك قتل اول ذل و تن ه ل من ترك، ونفس المحافظة يقتضي أنهم صلوا، ولم يحافظوا عليها وال يتناول من لم يحافظ، فإن

ا آفارا مرتد ه الصالة، ملتزم ين بال ريب، وال يتصور في العادة أن رجال يكون مؤمنا بقلبه، مقرا بأن اهللا أوجب عليا ك مؤمن ل، ويكون مع ذل لشريعة النبي صلى اهللا عليه وسلم وما جاء به، يأمره ولي األمر بالصالة فيمتنع، حتى يقت

ذبا أنا مقر بوج : في الباطن قط ال يكون إال آافرا، ولو قال ذه الحال آ ول مع ه ذا الق ان ه ا، آ ي ال أفعله وبها غير أنول : منه، آما لو أخذ يلقي المصحف في الحش ويقول اء ويق ا من األنبي ل نبي ه آالم اهللا، أو جعل يقت ا في : أشهد أن م

ال إذا ق ب، ف ان القل افي إيم ي تن ال الت ي : أشهد أنه رسول اهللا، ونحو ذلك من األفع ا مؤمن بقلب ان أن ذه الحال آ مع هذا ه الشبهة في ه آاذبا فيما أظهره من القول؛ فهذا الموضع ينبغي تدبره فمن عرف ارتباط الظاهر بالباطن زالت عنه دخلت ل مع إسالمه؛ فإن ل، أو يقت الباب، وعلم أن من قال من الفقهاء أنه إذا أقر بالوجوب وامتنع عن الفعل ال يقت

ى ال ة ال عليه الشبهة التي دخلت عل درة التام ة مع الق ى من جعل اإلرادة الجازم ة، والتي دخلت عل ة والجهمي مرجئولهم في ى ق وه عل اء بن ذا من الفقه ل ه ان الممتنعون من قت ان [ يكون بها شيء من الفعل، ولهذا آ ألة اإليم وأن ] مس

ب،وأن إي ان القل وازم ايم دون شيء من األعمال ليست من اإليمان وقد تقدم أن جنس األعمال من ل ام ب ان القلب الت م . األعمال الظاهرة ممتنع، سواء جعل الظاهر من لوازم اإليمان أو جزء من اإليمان آما تقدم بيانه

د ان يزي ه، واإليم ا فعل ان بحسب م وحينئذ فإذا آان العبد يفعل بعض المأمورات، ويترك بعضها، آان معه من االيم

أربع من آن فيه آان منافقا خالصا ومن ( : فاق؛ آما ثبت عنه في الصحيح أنه قالوينقص، ويجتمع في العبد إيمان وند غدر، تمن خان، وإذا عاه ذب، وإذا ائ دعها، إذا حدث آ ى ي آانت فيه خصلة منهن آانت فيه خصلة من النفاق، حت

ره . ) وإذا خاصم فجر ل أآث اس؛ ب را من الن إن آثي اب، ف ذا الب ر من األمصار ال وبهذا تزول الشبهة في ه م في آثييهم ا، فهؤالء ف دعون أحيان ا، وي ل يصلون أحيان ة ب ا بالجمل يكونون محافظين على الصلوات الخمس، وال هم تارآيهام إذا جرت ذه االحك إن ه ام؛ ف ا من األحك إيمان ونفاق، وتجري عليهم أحكام األسالم الظاهرة في المواريث ونحوه

. وأمثاله من المنافقين ـ فألن تجري على هؤالء أولى وأحرىعلى المنافق المحض ـ آابن أبي

ه ] هذا الموضع [ وبيان ه يجب أن تجري علي افر، فإن ل هو آ اء يظن أن من قي مما يزيل الشبهة، فإن آثيرا من الققهروه بالتأو ى من آف ل من أهل أحكام المرتد ردة ظاهرة، فال يرث وال يورث وال يناآح حتى أجروا هذه األحكام عل ي

ة أصناف انوا ثالث اس آ د ثبت أن الن ه ق افق مظهر : البدع، وليس األمر آذلك، فإن ر، ومن افر مظهر للكف ؤمن، وآ مزل . لإلسالم مبطن للكفر ه ومن ن ل من ال يشكون في نفاق اس بعالمات ودالالت ب ه الن افقين من يعلم وآان في المن

م ميت القرآن ببيان نفاقه ـ آابن أبي وأمثاله ـ و ان إذا مات له مع هذا، فلما مات هؤالء ورثهم ورثتهم المسلمون، وآ . آتوهم ميراثه، وآانت تعصم دماؤهم، حتى تقوم السنة الشرعية على أحدهم بما يوجب عقوبته

م ال له م علين : ولما خرجت الحرورية على علي بن أبي طالب ـ رضي اهللا عنه ـ واعتزلوا جماعة المسلمين ق ا إن لك

أال نمنعكم المساجد، وال نمنعكم نصيبكم من الفيء، فلما استحلوا قتل المسلمين وأخذ أموالهم، قاتلهم بأمر النبي صلى رؤون ( : حيث قال/اهللا عليه وسلم؛ راءتهم، يق ه مع ق يحقر أحدآم صالته مع صالتهم،،وصيامه مع صيامهم، وقراءت

Page 197: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

تلهم القرآن ال يجاوز حناجرهم، يمرقون من اإلسالم إن في ق اقتلوهم، ف وهم ف آما يمرق السهم من الرمية، أينما لقيتم . ) أجرا عند اهللا لمن قتلهم يوم القيامة

ال ة آالقت ال فتن الهم قت م يكن قت اق أصحابه، ول لم، واتف فكانت الحرورية قد ثبت قتالهم بسنة النبي صلى اهللا عليه وس

ذي الذي جرى بين فئتين عظيمتين ف لم في الحديث الصحيح ال ه وس ي المسلمين، بل قد ثبت عن النبي صلى اهللا عليين من المسلمين ( : رواه البخاري أنه قال للحسن ابنه ين عظيمت ين فئت ال في ) إن ابني هذا سيد، وسيصلح اهللا به ب ، وق

ا ) ائفتين إلى الحقتمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين، فتقتلهم أدنى الط ( : الحديث الصحيح ،فدل بهذا على أن مرك واجب أو مستحب، ى ت فعله الحسن من ترك القتال إما واجبا أو مستحبا، لم يمدحه النبي صلى اهللا عليه وسلم علة وأصحابه، ى الحق من معاوي ان أقرب إل ودل الحديث اآلخر على أن الذين قاتلوا الخوارج وهم علي وأصحابه، آ

ه أمر من وأن قتال الخوا يس في ذي ل رج أمر به النبي صلى اهللا عليه وسلم ليس قتالهم آالقتال في الجمل وصفين، ال . النبي

ال دؤوهم بالقت ى ب اء . والمقصود أن علي بن أبي طالب وغيره من أصحابه، لم يحكموا بكفرهم وال قاتلوهم حت والعلم

والن، قد تنازعوا في تكفير أهل البدع واألهواء وتخليدهم في ك ق ك /النار،وما من األئمة إال من حكى عنه في ذل آمالزم ى الت دهم حت دع، وفي تخلي ع أهل الب زاع في جمي ذا الن والشافعي وأحمد وغيرهم، وصار بعض أتباعهم يحكي ه تخليدهم آل من يعتقد أنه مبتدع بعينه، وفي هذا من الخطأ ما ال يحصى، وقابله بعضهم فصار يظن أنه ال يطلق آفر

. أحد من أهل األهواء، وإن آانوا قد أتوا من اإللحاد وأقوال أهل التعطيل واالتحاد

إن اهللا ال يتكلم، وال يرى في اآلخرة، ولكن قد : والتحقيق في هذا أن القول قد يكون آفرا آمقاالت الجهمية الذين قالواالقرآن مخلوق فهو آافر، ومن : من قال : قال السلف يخفى على بعض الناس أنه آفر، فيطلق القول بتكفير القائل، آما

دم، آمن جحد : قال ا تق ه الحجة آم وم علي ى تق ين حت ر الشخص المع افر، وال يكف و آ إن اهللا ال يرى في اآلخرة فه فإن ظهور تلك األحكام بين المسلمين أعظم من ظهور هذه، . وجوب الصالة، والزآاة، واستحل الخمر، والزنا وتأول

ذين ة ال ا فعل الصحابة في الطائف تتابته ـ آم ه واس ان ل د البي فإذا آان المتأول المخطئ في تلك ال يحكم بكفره، إال بعال ذي ق ي ال ديث الصحيح ف رج الح ذا يخ ى ه رى، وعل ى وأح ك أول ر ذل ي غي ر ـ فف تحلوا الخم ت : اس ا م إذا أن

المين فأحرقوني، ثم اسحقوني في اليم، فواهللا لئن قدر اهللا عل ذا . ي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا من الع ر اهللا له د غف وق . مع ما حصل له من الشك في قدرة اهللا وإعادته إذا حرقوه، وهذه المسائل مبسوطة في غير هذا الموضع

ه : فإن قيل/ افق تجري علي ان المن ام اإلسالم في فاهللا قد أمر بجهاد الكفار والمنافقين في آيتين من القرآن، فإذا آ أحك

؟ الظاهر،فكيف يمكن مجاهدته ما أسر أحد : ما يستقر في القلب من إيمان ونفاق، البد أن يظهر موجبه في القول والعمل، آما قال بعض السلف : قيل

افقين ي حق المن الى ف ال تع د ق انه، وق ات لس ه، وفلت ى صفحات وجه داها اهللا عل اء { : سريرة إال أب و نش اآهم ول لأرينا . ] 30 : محمد [ } فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول فإذا أظهر المنافق من ترك الواجبات، وفعل المحرمات م

ان ذا آ ه، بال حجة ظاهرة؛ وله م من باطن ا يعل ى م ي يستحق عليه العقوبة، عوقب على الظاهر، وال يعاقب عل النبتهم، ل عالني ان يقب اذبون، وآ م آ ه وه ون ل انوا يحلف م، وآ ه اهللا به افقين، من عرف م من المن صلى اهللا عليه وسلم يعل

ى اهللا رائرهم إل ل س اهره . ويك ه وظ ريرته وعالنيت ف س د أن تختل افق الب ه وأن المن ي علي ذي بن اق ال اس النف وأسه بالكذب آم الى وباطنه؛ ولهذا يصفهم اهللا في آتاب ال تع ؤمنين بالصدق، ق انوا { : ا يصف الم ا آ يم بم ذاب أل م ع وله

اذبون { : ، وقال ] 10 : البقرة [ } يكذبون افقين لك افقون [ } والله يشهد إن المن الى ] 1 : المن ال تع ر، وق ذا آثي ال ه ا { : وأمث إنمه المؤمنون بيل الل ي س هم ف أموالهم وأنفس دوا ب ابوا وجاه م يرت م ل وله ث ه ورس وا بالل ذين آمن ادقون ال م الص ك ه } أولئ

ـئك { : إلى قوله } غربليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والم { ، وقال ] 15 : الحجرات [ دقوا وأول ذين ص ـئك ال أول . ] 177 : البقرة [ } هم المتقون

وآفر نفاق، فإذا تكلم في أحكام اآلخرة، آان حكم /آفر ظاهر، : أن تعلم أن الكفر نوعان : وبالجملة فأصل هذه المسائل

. م الدنيا، فقد تجري على المنافق أحكام المسلمينالمنافق حكم الكفار، وأما في أحكا

Page 198: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

م انه، ول وقد تبين أن الدين البد فيه من قول وعمل، وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمنا باهللا ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسات، ال ألجل أن اهللا أوج ن الواجب ك م ر ذل اة وال صياما، وال غي اهرا، وال صالة وال زآ ا ظ ؤد واجب ل أن ي ا، مث به

ر، ذلك من الكف م يخرج ب يؤدي األمانة أو يصدق الحديث، أو يعدل في قسمه وحكمه، من غير إيمان باهللا ورسوله، لاهللا ورسوله مع عدم شيء من ا ب ور، فال يكون الرجل مؤمن ذه األم رون وجوب ه اب ي فإن المشرآين، وأهل الكت

. الواجبات التي يختص بإيجابها محمد

ه، أو جزءا ومن قال ا ل ات الزم بحصول اإليمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات، سواء جعل فعل تلك الواجبالوا ا، وق منه، فهذا نزاع لفظي، آان مخطئا خطأ بينا، وهذه بدعة اإلرجاء، التي أعظم السلف واألئمة الكالم في أهله

. مها وأعمها وأولها وأجلهافيها من المقاالت الغليظة ما هو معروف، والصالة هي أعظ . )أن تعبد اهللا آأنك تراه ( : في اإلحسان فقوله: فصــل

. إن اإلحسان هو اإلخالص : قد قيل . ) أن تعبد اهللا آأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ( : وأما اإلحسان، فقوله

ان بالفعل الحسن أن اإلحسان يتناول اإلخالص وغيره،واإل : والتحقيق ال اإلخالص هللا، ويجمع اإلتي حسان يجمع آمم يحزن { : الذي يحبه اهللا،قال تعالى يهم وال ه وف عل ه وال خ د رب } ونبلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عن

رة [ الى ] 112 : البق ال تع ه وم { : ،وق ذ الل ا واتخ راهيم حنيف ة إب ع مل ن واتب و محس ه هللا وه لم وجه ن أس ا مم ن دين ن أحسم ـ اإلحسان ] 125 : النساء [ } إبراهيم خليال ،فذآر إحسان الدين أوال،ثم ذآر اإلحسان ثانيا،فإحسان الدين هو ـ واهللا أعل

. . . ول عنه في حديث جبريل،فإنه سأله عن اإلسالم واإليمان،ففيالمسؤ

: وقال شيخ اإلسالم ـ رحمه اهللا فيما تقدم من القواعد: فصــل

لم : قد ذآرت فيما تقدم من القواعد له، وهو أن يس ه رس ه، وأرسل ب ه آتب زل ب ذي أن ن اهللا ال ذي هو دي أن اإلسالم الا العبد هللا رب العالم ين، فيستسلم هللا وحده ال شريك له، ويكون سالما له بحيث يكون متألها له غير متأله لما سواه، آم

ا ـ : شهادة أن ال إله إال اهللا، وله ضدان : بينته أفضل الكالم، ورأس اإلسالم وهو ذا روي أن نوح ر والشرك؛ وله الكبذا عليه السالم ـ أمر بنيه بـ ال إله إال اهللا، وسبحان ا ر ه ه في غي د ذآرت ر والشرك، في حديث ق هللا، ونهاهم عن الكب

ه فال ره يكون مشرآا ب د غي ده ويعب ذي يعب الموضع، فإن المستكبر عن عبادة اهللا ال يعبده فال يكون مستسلما له، وال . يكون سالما له، بل يكون له فيه شرك

ي هي ] اإلسالم [ ولفظ ام يتضمن االستسالم والسالمة الت وا باإلسالم الع يعهم بعث م أن الرسل جم د عل اإلخالص، وق

ه { : ،وقال موسى ] 44 : المائدة [ } يحكم بها النبيون الذين أسلموا { : المتضمن لذلك، آما قال تعالى ه فعلي تم بالل تم آمن إن آنلمين تم مس وا إن آن ونس [ } توآل الى ] 84 : ي ال تع ه { : ، وق د رب ره عن ه أج ن فل و محس ه وه ه لل لم وجه ن أس ى م } بل

وب } بنيه أسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم { : قال ـ } أسلم { : ، وقال الخليل ـ لما قال له ربه ] 112 : البقرة [ ويعقه لمون { : أيضا وصى بها بني تم مس وتن إال وأن ال تم دين ف م ال طفى لك ه اص ي إن الل ا بن رة [ } ي ال ] 132، 131 : البق ،وق

. ونظائره آثيرة ] 101 : يوسف [ } توفني مسلما { : يوسف

ذلك، وعلم أن إبراهي ه ب ا، وجاءت الرسل من ذريت ة وإمام ه أم ا جعل ده، آم م ـ الخليل ـ هو إمام الحنفاء المسلمين بعا أن ذا أمرن ام؛ وله فابتدعت اليهود والنصارى ما ابتدعوه، مما خرج بهم عن دين اهللا الذي أمروا به وهو اإلسالم الع

د ] 7، 6 : الفاتحة [ } لذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وال الضاليناهدنــــا الصراط المستقيم صراط ا { : نقول وقال ه ق يهم والنصارى ضالون ( : ثبت عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أن ود مغضوب عل ين ) اليه اتين األمت ،وآل من ه

يهم خرجت عن اإلسالم وغلب عليها أحد ضديه، فاليهود يغلب يهم الشرك، والنصاري يغلب عل ل ف عليهم الكبر ويقر يهم الكب ل ف ود . الشرك ويق ي اليه ال ف ه فق ي آتاب ك ف ين اهللا ذل د ب دون إال { : وق رائيل ال تعب ي إس اق بن ذنا ميث وإذ أخ

ات ولقد آتينا موسى { : وهذا هو أصل اإلسالم إلى قوله } الله الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البين

Page 199: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ذ ا آ تكبرتم ففريق كم اس وى أنفس ا ال ته ول بم اءآم رس ا ج دس أفكلم روح الق ون وأيدناه ب ا تقتل رة [ } بتم وفريق : 83 : البق87 [ .

م م أنه وه، فعل ا فعل ى م ذمون عل ا ي ه، وإنم م علي يهم، وذم له ذلك عل ار ل وهذا اللفظ ـ الذي هو لفظ االستفهام ـ هو إنك

وى ا ال ته اءهم رسول بم ا ج انوا آلم ال / آ ذا ح ا، وه ذبون فريق اء، ويك ن األنبي ا م ون فريق تكبروا، فيقتل هم اس أنفسه المستكبر الذي ال ر في الحديث الصحيح بأن د فسر الكب لم ق ه وس ي صلى اهللا علي ر ( : يقبل ما ال يهواه، فإن النب بطال ) الحق وغمط الناس لم : ، ففي صحيح مسلم عن عبد اهللا بن مسعود ق ه وس ي صلى اهللا علي ال النب ار ( : ق دخل الن ال ي

ر من آان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، وال يدخل الجن ال ذرة من آب ه مثق ال رجل . ) ة من آان في قلب ا رسول : فق يال، إن اهللا جميل يحب الجمال، ولكن الكبر ( : فقال ؟ اهللا،الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنا أفمن الكبر ذاك

. اؤهماحتقارهم وازدر : جحده ودفعه، وغمط الناس : ،وبطر الحق ) بطر الحق وغمط الناس

يء { : وآذلك ذآر اهللا الكبر في قوله بعد أن قال ل ش ن آ واح م ال } وآتبنا له في األل ى أن ق اتي { : إل ن آي رف ع سأصا وا به ة ال يؤمن ل آي روا آ ق وإن ي بيال وإن الذين يتكبرون في األرض بغير الح ذوه س د ال يتخ بيل الرش روا س وإن ي

اوي . ] 146، 145 : األعراف [ } يروا سبيل الغي يتخذوه سبيال واه وهو الغ ع ه ل يتب ه ب وهذا حال الذي ال يعمل بعلمـكن واتل عليهم نبأ الذي آتيناه { : آما قال ا ول اه به ئنا لرفعن و ش اوين ول ن الغ ه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان م

يهم ] 176، 175 : األعراف [ اآلية } أخلد إلى األرض واتبع هواه : ، وهذا مثل علماء السوء، وقد قال لما رجع موسى إلون ولما سكت عن موسى الغضب أخذ األلواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم ير { ، ] 154 : األعراف [ } هب

الى ال تع ا ق واءهم، آم ذين يتبعون أه م، خالف ال ام { : فالذين يرهبون ربه اف مق ن خ ا م ن وأم نفس ع ى ال ه ونه رب . ] 41، 40 : النازعات [ } الهوى فإن الجنة هي المأوى

وه / ا علم وا العمل بم ا ترآ فأولئك المستكبرون المتبعون أهواءهم مصروفون عن آيات اهللا ال يعلمون وال يفهمون،لم

وا أن منع وا ب وائهم عوقب ا أله تكبارا واتباع ان اس رب للمك يل ح ا أن الس رب للمتعالي،آم م ح إن العل م والعلم،ف الفهم؛ م يعل العالي،والذين يرهبون ربهم عملوا بما علموه، فأتاهم اهللا علما ورحمة؛إذ من عمل بما علم أورثه اهللا علم ما ل

ة : انوالرهب } بأن منهم قسيسين ورهبانا { : ولهذا لما وصف اهللا النصارى تكبرون { من الرهبن م ال يس ذلك } وأنه انوا ب آال ربهم { : أقرب مودة إلى الذين آمنوا، آما ق دن أق رآوا ولتج ذين أش ود وال وا اليه ذين آمن داوة لل اس ع د الن دن أش لتج

] 82 : المائدة [ } وا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم ال يستكبرونمودة للذين آمن

نهم ال في حق المسلمين م دى، فق ى اله انوا أقرب إل ر، آ ة وعدم آب زل { : فلما آان فيهم رهب ا أن معوا م ى وإذا س إلاهدين الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاآتبنا ع الش دة [ } م ال . ] 83 : المائ ق

إن مع محمد وأمته، وهم األمة الشهداء، فإن النصارى لهم قصد وعبادة، ول : ابن عباس ذا ف م وشهادة؛ وله يس لهم علر إنهم أعظم ضالال وأآث آان اليهود شرا منهم، بأنهم أآثر آبرا وأقل رهبة، وأعظم قسوة، فإن النصارى شر منهم ف

. شرآا، وأبعد عن تحريم ما حرم اهللا ورسوله

انهم { : الىوقد وصفهم اهللا بالشرك الذي ابتدعوه، آما وصف اليهود بالكبر الذي هووه، فقال تع ارهم ورهب ذوا أحب اتخـه دا ال إل ـها واح دوا إل روا إال ليعب ا أم ريم وم ن م يح اب ه والمس ن دون الل ا م رآون أرباب ا يش بحانه عم و س } إال ه

ا { : ، وقال تعالى ] 31 : التوبة [ ه ق ن دون الل ـهين م ي إل ذوني وأم اس اتخ ت للن ل وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلق ه } سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بح ى قول م { : إل ي وربك ه رب دوا الل ة اآل } أن اعب دة [ ي ] 117، 116 : المائ

ه، : أن اهللا هو المسيح ابن مريم، وأن اهللا ثالث ثالثة، وقولهم : وقد ذآر اهللا قولهم دا، في مواضع من آتاب اتخذ اهللا ولولهم ريتهم وشتمهم هللا، وق ذي : بين عظيم ف أ { : اإلد ال ق ال ه وتنش رن من ماوات يتفط اد الس دا تك ال ه ر الجب } رض وتخ

ه ] 90 : مريم [ دا، آقول نكم { : ، ولهذا يدعوهم في غير موضع إلى أال يعبدوا إال إلها واح ي دي وا ف اب ال تغل ل الكت ا أه يه } وال تقولوا على الله إال الحق ى قول وا ث { : إل ه وال تقول ون ل بحانه أن يك د س ـه واح ه إل ا الل م إنم را لك وا خي ة انته الث

د ه } ول ى قول ه { : إل ن عبادت تنكف ع ن يس ون وم ة المقرب ه وال المآلئك دا لل ون عب يح أن يك تنكف المس ن يس تكل بر ويسا ه جميع رهم إلي اء [ } فسيحش م ] 172، 171 : النس رهم، يصيرون ه وق من البشر أو غي ذا ألن المشرآين بمخل ، وه

ال { : مشرآون، ويصير الذي أشرآوا به من اإلنس والجن مستكبرا، آما قال وذون برج إنس يع وأنه آان رجال من الم المشرآون ] 6 : الجن [ } الجن فزادوهم رهقامن ذلك . ، فأخبر اهللا أن عباده ال يستكبرون عن عبادته وإن أشرك به وآ

د { : قال تعالى ـه واح ـه إال إل ن إل ا م ة وم ث ثالث ه ثال الوا إن الل ذين ق ه } لقد آفر ال ى قول ريم إال { : إل ن م يح اب ا المس م

Page 200: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

دة [ : اآلية } رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة الى ] 75 : 73 : المائ ال تع و { : ، وق ه ه الوا إن الل ذين ق ر ال د آف لقه الج المسيح ابن مريم وقال المسيح ه علي رم الل د ح ه فق ة يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالل } ن

. فأخبر أنه أمرهم بالتوحيد ونهاهم عن أن يشرآوا به، أو بغيره آما فعلوه ] 72 : المائدة [

ان أصل . ] 112 : آل عمران [ } ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا { عاقبهم بالذلة ولما آان أصل دين اليهود الكبر ولما آه بنقيض قصده ا اجترم ى م ين عل : دين النصارى اإلشراك لتعديد الطرق إلى اهللا أضلهم عنه، فعوقب آل من األمت

ذر ( : آما جاء في الحديث . ] 46 : فصلت [ } وما ربك بظلام للعبيد { يحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة في صور الا . ) يطؤهم الناس بأرجلهم ة، ( : وآما في الحديث عن عمر بن الخطاب موقوفا ومرفوع ا من أحد إال في رأسه حكم مه : فإن تواضع قيل له ل ل ع رأسه قي تعش نعشك اهللا، وإن رف تكس نكسك اهللا : ان الى ) ان ال سبحانه وتع ذين { : ، وق إن ال

بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت { : ، وقال تعالى ] 60 : غافر [ } يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرينوى للمتك وآنت من الكافرين و نم مث ي جه ي يوم القيامة ترى الذين آذبوا على الله وجوههم مسودة أليس ف رين وينج ب

. ] 61 : 59 : الزمر [ } الله الذين اتقوا بمفازتهم

رى لما دخلوا في البدع أضلهم عن سبيل اهللا فضلوا عن سبيل اهللا وأضلوا والنصا . ولهذا استوجبوا الغضب والمقته وصاروا ه وأضلتهم عن دتهم عن ه ويعبدوه،فأبع ا إلي وا به دعوها ليتقرب ا ابت بيل،وهم إنم آثيرا وضلوا عن سواء الس

يهم / . يعبدون غيره م عل ذين أنع يهم وال فتدبر هذا واهللا ـ تعالى ـ يهدينا صراطه المستقيم صراط ال ر المغضوب عل غي . الضالين

ر { : ، وفي قوله ] 30 : التوبة [ } وقالت اليهود عزير ابن الله { : وقد وصف بعض اليهود بالشرك،في قوله قل هل أنبئكم بش

دة [ } وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه ي ] 60 : المائ ، ففاد للباطل، فيكون المستكبر مشرآا، اليهود من عبد األصنام، وعبد البشر، وذلك أن المستكبر عن الحق يبتلى باالنقي

وم { : م وجحودهم مشرآين، فقال عن مؤمن آل فرعونأنهم آانوا مع استكباره : آما ذآر اهللا عن فرعون وقومه ويا قي ا ل ه م رك ب ه وأش أآفر بالل ى ما لي أدعوآم إلى النجاة وتدعونني إلى النار تدعونني ل وآم إل ا أدع م وأن ه عل ي ب س ل

اءآم { : ، وقال ] 43 : 41 : غافر [ } جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرةالعزيز الغفار لا ولقد جه يا صاحبي الس { : وقال يوسف الصديق لهم . ] 34 : غافر [ اآلية } يوسف من قبل بالبينات جن أأرباب متفرقون خير أم الل

ر الواحد القهار ما تعبدون من دونه إال أسماء سميتموها أنتم وآبآؤآم ما أنزل الله ب ه أم م إال لل لطان إن الحك ها من سون أال تعبدوا إال الى ] 40، 39 : يوسف [ } إياه ذلك الدين القيم ولـكن أآثر الناس ال يعلم ال تع د ق ن { : ، وق أل م ال الم وق

وقهم قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في األرض ويذرك وآلهتك قال سنقت ا ف اءهم وإن ـي نس ل أبناءهم ونستحي . ] 127 : األعراف [ } قاهرون

وم فرعون مشرآين : فإن قيل ر اهللا عن فرعون ؟ آيف يكون ق د أخب ال / وق ه جحد الخالق فق المين { : أن ا رب الع } وم

،وقال عن ] 24 : النازعات [ } أنا ربكم الأعلى { : وقال ] 38 : القصص [ } مت لكم من إله غيريما عل { : ، وقال ] 23 : الشعراء [ ، ] 14، 13 : النمل [ } ا وعلوافلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلم { : قومه

. واإلشراك ال يكون إال من مقر باهللا، وإال فالجاحد له لم يشرك به انوا : قيل لم يذآر اهللا جحود الصانع إال عن فرعون موسى، وأما الذين آانوا في زمن يوسف فالقرآن يدل على أنهم آ

ه مقرين باهللا، وهم مشرآون به؛ ولهذا آان خطاب ي : وسف للملك وللعزيز ولهم يتضمن اإلقرار بوجود الصانع، آقولار { وة { ، } أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القه ال النس ا ب أله م ك فاس ى رب ع إل ه } ارج ى قول دهن { : إل ي بكي إن رب

ه } وأن الله ال يهدي آيد الخائنين { ، ] 50 : وسفي [ } عليم ى قول ي { : إل ي إن رب م رب ا رح وء إال م ارة بالس نفس ألم إن الا ولقد جاءآم يوسف من ق { : ، وقد قال مؤمن آل حم ] 53، 52 : يوسف [ } غفور رحيم ك مم ي ش تم ف ا زل بل بالبينات فم

ولا ده رس ن بع ه م ث الل ن يبع تم ل ك قل ى إذا هل ه حت افر [ } جاءآم ب يهم ] 34 : غ ذين بعث إل ذا يقتضي أن أولئك ال ، فه . يوسف آانوا يقرون باهللا

ل ه قب وة يوسف يخاطبون ان أخ ذا آ رار وله اب يقتضي اإلق ون بخط ن آل فرع ه م ه يوسف، ويظنون وا أن أن يعرف

ولهم انع، آق ارقين { : بالص ا س ا آن ي األرض وم د ف ا لنفس ا جئن تم م د علم ه لق ف [ } تالل م ] 73 : يوس ال له تم { : وق } أنه أ { : ، وقال ] 77 : يوسف [ اذ الل ده مع ا عن دنا متاعن ن وج ذ إال م ه ] 79 : يوسف [ } ن نأخ الوا ل نا { / : وق ز مس ا العزي ا أيه ي

Page 201: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ك أن ] 88 : يوسف [ } ينمتصدقوأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينآ إن الله يجزي ال ، وذلتقراء دينهم، واس ه ب ا مع علم ا عظيم دموا إآرام ا ق ه لم ه وأهل بيت رم أبوي فرعون ـ الذي آان في زمن يوسف ـ أآ

. أحوال الناس يدل على ذلك

ارجين عن ال ار الخ ن الكف ان دي ا آ ط، وإنم م ق ن األم ة م ى أم ا عل ا غالب ن دين م يك ود الصانع ل إن جح و ف الة ه رسذين رآين، ال ابئة المش فة الص ن الفالس اؤهم م ان علم ك آ اس، وأولئ انع بعض الن د الص ان يجح ا آ راك، وإنم اإلشيعظمون الهياآل والكواآب واألصنام، واألخبار المروية من نقل أخبارهم وسيرهم آلها تدل على ذلك، ولكن فرعون

ن { : وهو الذي قال لهم ـ دون الفراعنة المتقدمين ـ ] 54 : الزخرف [ } فاستخف قومه فأطاعوه { : موسى م م ت لك ما علمأولى { : ، ثم قال لهم بعد ذلك ] 38 : القصص [ } إله غيري آخرة وال ال ال ه نك ذه الل ، 24 : النازعات [ } أنا ربكم الأعلى فأخ

إبليس ] 25 نكال الكلمة األولى، ونكال الكلمة األخيرة، وآان فرعون في الباطن عارفا بوجود الصانع وإنما استكبر آه موسى ال ل ذا ق وده، وله ر وج آئر { : وأنك ماوات واألرض بص ـؤالء إال رب الس زل ه ا أن ت م د علم راء [ } لق : اإلس

ا وصفه فلما ] 102 الى ـ بالشرك، وإنم م يصفه اهللا ـ تع ا ول ى عبادته ى عل دها بق ة يعب ه آله أنكر الصانع، وآانت لول . بجحود الصانع وعبادة آلهة أخرى ه يق ط، فإن د اهللا ق ة، وال يعب د آله ا يعب را م : والمنكر للصانع منهم مستكبر آثيول وبعض أجزائه مؤثر ف . هذا العالم واجب الوجود بنفسه ادة الكوآب واألصنام،ونحو : ي بعض، ويق ع بعب ا انتف إنم

. ذلك؛ ولهذا آان باطن قول هؤالء االتحادية، المنتسبة إلى اإلسالم هو قول فرعون ال / ه ق ى : وآنت أبين أنه مذهبهم، وأبين أنه حقيقة مذهب فرعون، حتى حدثني الثقة عن بعض طواغيتهم أن نحن عل

وا . ظمون فرعون في آتبهم تعظيما آثيراقول فرعون؛ ولهذا يع الم، وال أثبت ق الع فإنهم لم يجعلوا ثم صانعا للعالم خلالوا ادة آل شيء، وق ذا جوزوا عب د : ربا مدبرا للمخلوقات، وإنما جعلوا نفس الطبيعة هي الصانع؛ وله ده فق من عب

يء ن ش ا م ر اهللا فم د غي دهم أن يعب د اهللا، وال يتصور عن زاؤه، أو عب دهم أج ات عن ذه الكائن و اهللا، وه د إال وه يعبدهم ا عن ى، لكن ألنه ى اهللا زلف ربهم إل دوها لتق م يعب صفاته، آأجزاء اإلنسان أو صفاته، فهؤالء إذا عبدوا الكائنات فل

دون ه، وهؤالء يعب ين من تعينات ا هي اهللا أو مجلى من مجاليه، أو بعض من أبعاضه، أو صفة من صفاته، أو تع مول ره من المشرآين، لكن فرعون ال يق ون : يعبده فرعون وغي ى اهللا، والمشرآون يقول ا إل هي : هي اهللا، وال تقربن

ر اهللا أو : شفعاؤنا وتقربنا إلى اهللا، وهؤالء يقولون دوا غي أنهم عب وا ب هي اهللا، آما تقدم، وأولئك أآفر من حيث اعترفود، وإن جحدوه، وهؤالء أوسع ضالال من حيث جو د هو المعب ه هو اهللا، وأن العاب وا أن ادة آل شىء وزعم زوا عب

. آانوا إنما قصدوا عبادة اهللا

م ة، ول د اآلله ان يعب ذي جحد الصانع وآ ذلك، وفرعون موسى هو ال ا وصفوا ب انوا مشرآين آم وإذا آان أولئك آ . يصفه اهللا بالشرك

ا ي تهم آم ون آله ذا يشتمون اهللا إذا فمعلوم أن المشرآين قد يحب تهم هللا؛ وله ى محب م عل تهم له د محب ون اهللا، أو تزي حب

ام [ } وال تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم { : شتمت آلهتهم، آما قال تعالى وم . ] 108 : األنع فقن ا ون أعرضوا ع د يكون ون ق ه فرع ي قول ون ف تجابوا لفرع ه، واس رآين ب انوا مش د أن آ ة بع م { : هللا بالكلي ا ربك أن

ري { ، و ] 24 : النازعات [ } الأعلى ه غي رين ] 38 : القصص [ } ما علمت لكم من إل ا خاطبهم المؤمن ذآر األم ذا لم ؛ ولهفذآر الكفر به الذي قد يتناول جحوده، وذآر . ] 42 : غافر [ } الله وأشرك به ما ليس لي به علمتدعونني لأآفر ب { : فقال

. اإلشراك به أيضا، فكان آالمه متناوال للمقالتين والحالين جميعا

ا ر فقد تبين أن المستكبر يصير مشرآا، إما بعبادة آلهة أخرى مع استكباره عن عب ذا شرآا نظي دة اهللا، لكن تسمية هإنهم آانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون { : من امتنع مع استكباره عن إخالص الدين هللا، آما قال تعالى

تكبارهم عن إخالص . ] 36، 35 : الصافات [ } أئنا لتارآوا آلهتنا لشاعر مجنون فهؤالء مستكبرون مشرآون؛ وإنما اسه ه ويحب ذا آل أمر به ذي ي يس ال نهم، وإبل را م الدين هللا، فالمستكبر الذي ال يقر باهللا في الظاهر ـ آفرعون ـ أعظم آف

ا ه آم ا بوجود اهللا وعظمت ان عالم را من هؤالء، وإن آ ان ـ ويستكبر عن عبادة ربه وطاعته أعظم آف أن فرعون آ . أيضا ـ عالما بوجود اهللا

ان ا شعبة من شعب اإليم وإذا آانت البدع والمعاصي شعبة من الكفر وآانت مشتقة من شعبه، آما أن الطاعات آلهم وشرع وهو ر عل ومشتقة منه، وقد علم أن الذي يعرف الحق وال يتبعه غاو يشبه اليهود، وأن الذي يعبد اهللا من غي

Page 202: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

اء : شبه النصارى، آما آان يقول من يقول من السلفضال ي ود،ومن فسد من / من فسد من العلم ه شبه من اليه ففي . العباد ففيه شبه من النصارى

ى د أوت ه، وق ادة والتأل تكبار وقسوة عن العب يهم اس وم ف فعلى المسلم أن يحذر من هذين الشبهين الفاسدين، من حال ق

د نصيبا من الكتاب وحظا م ه وشرعه، وق اهللا وضالل عن سبيل اهللا ووحي ه بإشراك ب ن العلم، وقوم فيهم عبادة وتألا ر أخرى، فأم ارة وتكث ل ت جعل في قلوبهم رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها، وهذا آثير منتشر في الناس، والشبه تق

. نتفاع به، فهؤالء يشبهون فرعونالمستكبرون المتألهون لغير اهللا الذين ال يعبدون اهللا، وإنما يعبدون غيره لال

: وقال ـ رحمه اهللا تعالى هينجيستعمل على و ] اإلسالم [ لفظ : فصــل

ن فقل أسلمت وجه { : ، وقوله ] 125 : النساء [ } ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه هللا وهو محسن { : متعديا آقوله ي لله وم . ) أسلمت نفسي إليك ( . ، وقوله في دعاء المنام ] 20 : آل عمران [ اآلية } اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب واألميين أأسلمتم

ه ا آقول لمت { : ويستعمل الزم ال أس لم ق ه أس ه رب ال ل المين إذ ق رب الع رة [ } ل ه ] 131 : البق ي { : ، وقول ن ف لم م ه أس ولالمين { : ، وقوله عن بلقيس ] 83 : آل عمران [ } السماوات واألرض ه رب الع وهو . ] 44 : النمل [ } وأسلمت مع سليمان لل

: يجمع معنيين . االنقياد واالستسالم : هماأحد

ه : والثاني ل { : إخالص ذلك وإفراده، آقول لما لرج ا س ون ورجل رآاء متشاآس ه ش ا في ا رجل ه مثل رب الل : الزمر [ } ض : وله معنيان . ال إله إال اهللا : ، وعنوانه قول ] 29

نهم الدين الم : أحدهما/ اد دي ى اتح ا دل عل اء، آم ع األنبي ه جمي ذي بعث ب ه ال شترك، وهو عبادة اهللا وحده ال شريك ل

. نصوص الكتاب والسنة

: ما اختص به محمد من الدين والشرعة والمنهاج ـ وهو الشريعة والطريقة والحقيقة ـ وله مرتبتان : والثاني

. باني الخمسالظاهر من القول والعمل، وهي الم : أحدهما

فبالتفسير األول جاءت اآليتان في آتاب اهللا، والحديثان عن رسول اهللا : أن يكون ذلك الظاهر مطابقا للباطن : والثانيال . صلى اهللا عليه وسلم وهو أعم من اإليمان، فكل مؤمن مسلم وليس آل مسلم مؤمنا اني يق دين { : وبالتفسير الث إن ال

ران [ } لله اإلسالم عند ا ه ] 19 : آل عم ة { : ، وقول ن القيم ك دي ة [ } وذل ه ] 5 : البين اهللا ( : ، وقول ان ب رآم باإليم ، وفسره ) آمراد وقد . وعلى هذا التفسير فاإليمان التام والدين واإلسالم سواء، وهو الذي لم يفهم المعتزلة غيره . بخصال اإلسالم ي

. فيكون أسلم غيره، أي جعله سالما منه ) المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ( : به معنى ثالث هو آماله وهو قوله

الخبر عن مشهود : قيل ] اإليمان [ ولفظ ب، وإال ف أصله التصديق ـ وليس مطابقا له، بل البد أن يكون تصديقا عن غيا؛ أل ديقه إيمان يس تص ب، ل ه ري ع في د يق ذي ق ر ال ي المخب ون ف ا يك ذا إنم ة، وه و الطمأنين ذي ه ن ال ن األم ه م ن

ول ا تق ا /والمشهودات ال ريب فيها إال على هذا ـ فإما تصديق القلب فقط آم بعهم من األشعرية، وإم ة ومن ات الجهميع القلب واللسان آما تقوله المرجئة، أو باللسان آما تقوله الكرامية، وأما إن الجمي ول والعمل ـ ف التصديق بالقلب والق

ره ا فسره شيخ اإلسالم وغي ى مذهب أهل الحديث، آم ل . يدخل في مسمى التصديق عل رار؛ ألن : وقي ل هو اإلق بالوا أأقررتم وأخذتم على ذلك { : التصديق إنما يطابق الخبر فقط، وأما اإلقرار فيطابق الخبر واألمر، آقوله م إصري ق

ى ] 81 : آل عمران [ } أقررنا رار، وعل رار دخول في اإلق ن، واإلق ؛ وألن قر وآمن متقاربان، فاإليمان دخول في األم . هذا فالكلمة إقرار، والعمل بها إقرار أيضا

Page 203: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

آمنوا { : ؛ فلهذا يفرق بينهما بقولهأصل، وفرع واجب، فاألصل الذي في القلب وراء العمل : ثم هو في الكتاب بمعنيينالحات وا الص ة [ } وعمل ه ] 7 : البين ي قول ا ف ا آم ذي يجمعهم ون { : وال ا المؤمن ال [ } إنم ذين { ، و ] 2 : األنف تأذنك ال ال يس

القيس،وهو مرآب من أصل ال يتم بدونه، ومن واجب ينقص بفواته وحديث الحياء، ووفد عبد . ] 44 : التوبة [ } يؤمنونابق، الم لنفسه ومقتصد وس ه ظ اس في و الدرجة، فالن ه عل وت بفوات ة، ومن مستحب يف نقصا يستحق صاحبه العقوبا إذا ذهب نقص عن ه م واء أجزائ ن س ال والصفات، فم ان، واألعم ن األعي ا م جد وغيرهم دن والمس الحج وآالب آ

اد األآمل و رك االعتق ه وهو ت ا نقص رآن ه م ات، ومن منه ما نقص عن الكمال، وهو ترك الواجبات أو فعل المحرمل ه العم رق، وأصله القلب وآمال بهات الف زول ش ذا ت ط، وبه ه مسمى فق ة أن ة والجهمي زعم المرجئ ذي ي ول، ال والق

. الظاهر، بخالف اإلسالم فإن أصله الظاهر، وآماله القلب : ه اهللاوقال ـ رحم/ اإليمان باهللا ورسوله أصل اإليمان هو: فصــل

. اإليمان باهللا ورسوله، وهو أصل العلم اإللهي، آما بينته في أول الجزء : معلوم أن أصل اإليمان هو

ة، واإل رق من الفالسفة الدهري ق، إال شواذ الف ه جمهور الخالئ ر ب د أق ة ق سماعيلية فأما اإليمان باهللا، فهو في الجمله ل في أسمائه وصفاته وأفعال ع اختالف أهل المل ا يق ل، وإنم ونحوهم، أو من نافق فيه، من المظهرين للتمسك بالمل

. وأحكامه وعبادته ونحو ذلك

ه، إذ هو اة والسعادة بدون ه، وال تحصل النج وأما اإليمان بالرسول، فهو المهم؛ إذ ال يتم اإليمان باهللا بدون اإليمان بوم . ) أشهد أن ال إله إال اهللا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ( : لطريق إلى اهللا ـ سبحانه ـ ولهذا آان رآنا اإلسالم ا ومعل

رار، ال مجرد التصديق ذي هو . أن اإليمان هو اإلق ذي هو التصديق، وعمل القلب ال ول القلب ال رار ضمن ق واإلقاق فيما أخبر، / االنقياد ـ تصديق الرسول واالنقياد له فيما أمر، آما أن اإلقرار باهللا هو االعتراف به والعبادة له، فالنف

ه ان، . يقع آثيرا في حق الرسول، وهو أآثر ما ذآره اهللا في القرآن من نفاق المنافقين في حيات ر هو عدم اإليم والكف . به التصديق واالنقياد فهو آافرسواء آان معه تكذيب، أو استكبار أو إباء أو إعراض، فمن لم يحصل في قل

ان ا نفاق م هن ر : ث ي آف ذي ال ريب ف اق المحض ال ا النف ادة؛ فأم اق ألهل العمل والعب الم، ونف م والك اق ألهل العل نف

ك أن د مع ذل ه، وإن اعتق ا أمر ب ه فيم ه، وال وجوب طاعت ر ب ا أخب صاحبه، فأال يرى وجوب تصديق الرسول فيمدر ـ ول الرسول عظيم الق ه يق ه، لكن ه يجوز تصديقه وطاعت ال ـ وأن ا وعم ان : علم ل إذا آ ه ال يضر اختالف المل إن

ق الفلسفة والصبو، أو ا بطري ه، إم ر متابعت ة الرسول وبغي اة والسعادة بمتابع المعبود واحدا، ويرى أنه تحصل النجألة ذه المس فة، في ه إنهم وإن صدقوه وأطاعوه بطريق التهود والتنصر، آما هو قول الصابئة الفالس ا، ف وفي غيره

ك رون ذل ل ي ذبا، ب ه مع ارك لتصديقه وطاعت فإنهم ال يعتقدون وجوب ذلك على جميع أهل األرض، بحيث يكون الت . مثل التمسك بمذهب إمام أو طريقة شيخ أوطاعة ملك، وهذا دين التتار ومن دخل معهم

ر أما النفاق الذي هو دون هذا، فأن يطلب العلم األول آثي ى ب باهللا من غير خبره، أو العمل هللا من غير أمره، آما يبتل

/ من المتكلمة، وبالثاني آثير من المتصوفة، فهم يعتقدون أنه يجب تصديقه أو تجب طاعته، لكنهم في سلوآهم العلميد، إما من جهة القياس والنظر، وإم : والعملي غير سالكين هذا المسلك بل يسلكون مسلكا آخر ذوق والوج ة ال ا من جه

ذين اق ه انظر نف ا سلكوه، ف ى م ردوه إل ا أن ي ه وإم ا أن يعرضوا عن وإما من جهة التقليد، وما جاء عن الرسول إمم ! الصنفين مع اعترافهم باطنا وظاهرا بأن محمدا أآمل الخلق وأفضل الخلق، وأنه رسول وأنه أعلم الناس، لكن إذا ل

. وا ترك متابعته آفروا، وهذا آثير جدا، لكن بسط الكالم في حكم هؤالء له موضع غير هذايوجبوا متابعته وسوغ

ه ؟ هل فوقه مقام من المقامات أو حال من األحوال أم ال : عن اإليمان باهللا ورسوله : سئل ـ رحمه اهللا دخل في وهل يد، و ؟ جميع المقامات واألحوال المحمودة عند اهللا ورسوله أم ال ه اهللا في قلب العب ورا يوقع ان ن هل تكون صفة اإليمة ؟ ويعرف العبد عند وقوعه في قلبه الحق من الباطل أم ال ل رؤي وهل يكون ألول حصوله سبب من األسباب ـ مث

؟ أهل الخير أو مجالستهم وصحبتهم أو تعلم عمل من األعمال أو غير ذلك

Page 204: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ى ؟ لسبب فإن آان ألول حصوله سبب، فما هو ذلك ا ل، عل ى أن يكم ان إل وما األسباب ـ أيضا ـ التي يقوى بها اإليمى ؟ أم بالعلم حتى يرسخ فيه ؟ هل يبدأ بالزهد حتى يصححه ؟ ترتيبها أم بالعبادة حتى يجهد نفسه، أم يجمع بين ذلك عل

ي بينوا ؟ أم آيف يتوصل إلى حقيقة اإليمان الذي مدحه اهللا ورسوله ؟ حسب طاقته لنا األسباب وأنواعها وشرحها، الت ؟ يتوصل بها إلى حقيقة اإليمان، وما وصف صاحبه ـ رضى اهللا عنكم

: فأجـاب

ه اهللا ورسوله . الحمد هللا رب العالمين ا يحب اسم اإليمان يستعمل مطلقا، ويستعمل مقيدا، وإذا استعمل مطلقا، فجميع م

ابعين من أقوال العبد وأعماله الباطنة والظاهرة، يدخل في مسمى اإليمان عند عامة السلف واألئمة من الصحابة والتع الطاعات فرضها دخلون جمي نقص بالمعصية، وي د بالطاعة وي ال، يزي وال وعم ان ق ون اإليم وتابعيهم، الذين يجعل

ه، من أصح اهير من أهل الحديث والتصوف والكالم والفق ك والشافعي ونفلها في مسماه، وهذا مذهب الجم اب مال . وأحمد وغيرهم

ة ويدخل في ذلك ما قد يسمى مقاما وحاال؛ مثل الصبر والشكر والخوف والرجاء والتوآل والرضا والخشية واإلناب

. واإلخالص والتوحيد وغير ذلك

ـ أو بضع وسبعون ـ اإليمان بضع وستون ( : ومن هذا ما خرج في الصحيحين عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قالان : شعبة، أعالها اء شعبة من اإليم ى شعب . ) قول ال إله إال اهللا، وأدناها إماطة األذى عن الطريق، والحي ذآر أعل ف

ه لم أن ه وس ي صلى اهللا علي اإليمان، وهو قول ال إله إال اهللا، فإنه ال شيء أفضل منها آما في الموطأ وغيره عن النبي /عاء؛ دعاء يوم أفضل الد ( : قال ون من قبل ا والنبي ا قلت أن ه : عرفة، وأفضل م ه، ل ه إال اهللا، وحده ال شريك ل ال إل

ه إال اهللا دخل ( : ،وفي الترمذي وغيره أنه قال ) الملك وله الحمد، وهو على آل شيء قدير م أن ال إل من مات وهو يعل . ) ال إله إال اهللا، آلمة أحاج لك بها عند اهللا : يا عم، قل ( : ، وفي الصحيح عنه أنه قال لعمه عند الموت ) الجنة

ذي ال ذنب ال يئات هو الشرك، وهو ال ا أن أسوأ الس د، آم وقد تظاهرت الدالئل على أن أحسن الحسنات هو التوحي

ا { : يغفره اهللا، آما قال تعالى ر م ه ويغف رك ب اء إن الله ال يغفر أن يش ن يش ك لم ك الحسنة ] 48 : النساء [ } دون ذل وتلموجبة السعادة وموجبة الشقاوة، فمن مات : التي البد من سعادة صاحبها آما ثبت في الصحيح عنه حديث الموجبتين

ار، وذآر في الحديث أن يئا دخل الن اهللا ش ا من مات يشرك ب ة، وأم ى شعب يشهد أن ال إله إال اهللا دخل الجن ا أعل ه . اإليمان

يس د الق د عب ال لوف ه ق اهللا ( : وفي الصحيحين عنه صلى اهللا عليه وسلم أن ان ب ا اإليم درون م اهللا، أت ان ب رآم باإليم ؟ آم

نم ؤدوا خمس المغ اة، وت وا الزآ وا الصالة، وتؤت ذه ) شهادة أن ال إله إال اهللا، وأن محمدا رسول اهللا، وتقيم ، فجعل هأله عن األعمال ي ـ وس اه في صورة أعراب ا أت من اإليمان، وقد جعلها من اإلسالم في حديث جبرائيل الصحيح ـ لم

ال ان، فق ره وشره ( : اإليم در خي ؤمن بالق وت، وت د الم له، والبعث بع ه ورس ه وآتب اهللا ومالئكت ؤمن ب ان أن ت ، ) اإليمه إال اهللا، ( : وسأله عن اإلسالم فقال دا رسول اهللا، أن تشهد أن ال إل اة، وتصوم / وأن محم ؤتي الزآ يم الصالة، وت وتق . ) اإلسالم عالنية، واإليمان في القلب ( : ،وفي حديث في المسند قال ) رمضان، وتحج البيت

د أن ان في القلب فالب فأصل اإليمان في القلب وهو قول القلب وعمله، وهو إقرار بالتصديق والحب واالنقياد، وما آ

ال ي ظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه أو ضعفه؛ ولهذا آانت األعمالظاهرة من موجب إيمان القلب ومقتضاه وهي تصديق لما في القلب ودليل عليه وشاهد له، وهي شعبة من مجموع

ه ـ اإليمان المطلق وبعض له، لكن ما في القلب هو األصل لما على ال إن : جوارح، آما قال أبو هريرة ـ رضي اهللا عنوده ك خبثت جن وده، وإذا خبث المل ه . القلب ملك، واألعضاء جنوده، فإن طاب الملك طابت جن وفي الصحيحين عن

ال ائر ( : صلى اهللا عليه وسلم أنه ق ا س ائر الجسد، وإذا فسدت فسد له ا س إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح له . ) ال وهي القلبالجسد، أ

يس داخال في مسماه، ولكن ى الجوارح ل ا عل ولهذا ظن طوائف من الناس أن اإليمان إنما هو في القلب خاصة، وم

ه، وال : هو من ثمراته ونتائجه الدالة عليه، حتى آل األمر بغالتهم ـ آجهم وأتباعه ـ إلى أن قالوا يمكن أن يصدق بقلب

Page 205: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

الوا يظهر بلسانه إال آلمة الك حيث : فر، مع قدرته على إظهارها، فيكون الذي في القلب إيمانا نافعا له في اآلخرة، وقيال . حكم الشارع بكفر أحد بعمل أو قول؛ فلكونه دليال على انتفاء ما في القلب ك دل ان ذل ه إذا آ اقض، فإن ولهم متن وق

القلب، مع الدليل المستلزم لنفيه، وإن لم يكن / إليمان ثابتا فيمستلزما النتفاء اإليمان الذي في القلب، امتنع أن يكون ا . دليال لم يجز االستدالل به على الكفر والباطن

ا { : واهللا ـ سبحانه ـ في غير موضع يبين أن تحقيق اإليمان وتصديقه بما هو من األعمال الظاهرة والباطنة، آقوله إنم

م يتوآل المؤمنون الذين إذ ى ربه ا وعل م إيمان ه زادته يهم آيات ت عل وبهم وإذا تلي ت قل ه وجل ون ا ذآر الل ذين يقيم ون الا ون حق م المؤمن ـئك ه ون أول اهم ينفق ا رزقن الة ومم ال [ } الص ال ] 4 : 2 : األنف ه { : وق وا بالل ذين آمن ون ال ا المؤمن إنم

ادقون م الص ك ه ه أولئ بيل الل ي س هم ف أموالهم وأنفس دوا ب ابوا وجاه م يرت م ل وله ث رات [ } ورس ال ] 15 : الحج ، وقور [ } ن الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا آانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوهإنما المؤمنو { : تعالى ، ] 62 : الن

لموا فال وربك ال يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم ال يجد { : وقال تعالى يت ويس ا قض ا مم هم حرج وا في أنفس . ] 65 : النساء [ } تسليما

ل ال القائ إذا ق ل : ف ان، قي ن اإليم ا م ى أنه دل عل ور، ال ي ذه األم اء ه د انتف ي عن ان ينتف ى أن اإليم دل عل ذا ي ذا : ه ه

ان اعتراف بأنه ينتفي اإليمان الباطن مع عدم مثل هذه ه يكون في القلب إيم دعي أن األمور الظاهرة، فال يجوز أن يينافي الكفر بدون أمور ظاهرة، ال قول وال عمل وهو المطلوب ـ وذلك تصديق ـ وذلك ألن القلب إذ تحقق ما فيه أثر

ة توجب درة التام ع الق ة للفعل م اإلرادة الجازم اك أحدهما عن اآلخر، ف ي الظاهر ضرورة، ال يمكن انفك وع ف وقه { ومعاداة أعدائه، / المقدور، فإذا آان في القلب حب اهللا ورسوله ثابتا استلزم مواالة أوليائه ون بالل ا يؤمن د قوم ا تج ل

و اءهم أو إخ اءهم أو أبن انوا آب و آ وله ول ه ورس اد الل ن ح يرتهم واليوم الآخر يوادون م ة [ } انهم أو عش ، ] 22 : المجادل . فهذا التالزم أمر ضروري ] 81 : المائدة [ } ولو آانوا يؤمنون باهللا والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء {

دون ومن جهة ظن انتفاء التالزم غلط غالطون، آما غلط آخرون ة ب درة التام ة، مع الق في جواز وجود إرادة جازم

م ؟ هل يعاقب على اإلرادة بال عمل : الفعل، حتى تنازعوا وقد بسطنا ذلك في غير هذا الموضع، وبينا أن الهمة التي لد ا يق ا م د أن يوجد معه د، يقترن بها فعل ما يقدر عليه الهام ليست إرادة جازمة، وأن اإلرادة الجازمة الب ه العب ر علي

ل ذي أراد قت راده، آال والعفو وقع عمن هم بسيئة ولم يفعلها؛ ال عمن أراد وفعل المقدور عليه، وعجز عن حصول مصاحبه فقاتله حتى قتل أحدهما، فإن هذا يعاقب؛ ألنه أراد وفعل المقدور من المراد، ومن عرف المالزمات التي بين

. هات آثيرة في مثل هذه المواضع التي آثر اختالف الناس فيهااألمور الباطنة والظاهرة زالت عنه شب

أن االسم المطلق يتناولهما، وقد يخص االسم : والتحقيق ؟ فهل اسم اإليمان لألصل فقط، أو له ولفروعه : بقى أن يقالرع وحده باالسم مع االقتران، وقد ال يتناول إال األصل، إذا لم يخص إال هو، آاسم الشجرة، ف اول األصل والف إنه يتن

ه ا يشرع في إذا وجدت، ولو قطعت الفروع لكان اسم الشجرة يتناول األصل وحده، وآذلك اسم الحج هو اسم لكل مومستحب، وهو حج ـ أيضا ـ تام بدون المستحبات، وهو حج ناقص بدون الواجبات التي يجبرها / من رآن، وواجب،

. دم

ا يجب من والشارع صلى اهللا عليه وسلم رك م رك واجب، بحيث ت رك مستحب لكن لت ال ينفي اإليمان عن العبد لتا ال المستحب، آم آماله وتمامه، ال بانتفاء ما يستحب في ذلك ولفظ الكمال والتمام قد يراد به الكمال الواجب، والكم

ه ( : ليه وسلمآامل، ومجزئ، فإذا قال النبي صلى اهللا ع : الغسل ينقسم إلى : يقول بعض الفقهاء ة ل ان لمن ال أمان ال إيمونحو ذلك، آان النتفاء بعض ما يجب فيه، ال النتفاء الكمال المستحب، ) ال يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ( ،و )

يخرج من النار من آان في ( : واإليمان يتبعض ويتفاضل الناس فيه، آالحج، والصالة؛ ولهذا قال صلى اهللا عليه وسلم . ) قلبه مثقال ذرة من إيمان، ومثقال شعيرة من إيمان

ه ] 7 : البينة [ } إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات { : وأما إذا استعمل اسم اإليمان مقيدا، آما في قوله تعالى ذين { : ، وقول ال

له ( : ، وقول النبي صلى اهللا عليه وسلم ] 63 : يونس [ } آمنوا وآانوا يتقون ه ورس ه وآتب اهللا ومالئكت ؤمن ب اإليمان أن تى : ونحو ذلك،فهناك قد يقال ) والبعث بعد الموت اب عطف الخاص عل ه من ب إنه متناول لذلك، وإن عطف ذلك عليالى ال { : العام، آقوله تع ل وميك له وجبري ه ورس رة [ } ومآلئكت ه ] 98 : البق ك { : ، وقول اقهم ومن ين ميث ن النبي ذنا م وإذ أخ

. ] 7 : األحزاب [ } ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم

Page 206: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

اول اآلخر، وإذا إن داللة االسم تنوعت باإلفراد واالقتران، آلفظ الفقير والمسكين، ف : وقد يقال/ إن أحدهما إذا أفرد تن

ه المعطوفين، وهي مع جميع جمع بينهما آانا صنفين، آما في آية الصدقة، وال ريب أن فروع اإليمان مع أصوله آ . لكونها عطفت عليه ؟ آالبعض مع الكل، ومن هذا الموضع نشأ نزاع واشتباه، هل األعمال داخلة في اإليمان أم ال

ك، ومن هذا الب م، ونحو ذل اليقين، والعل ة؛ آ ة، أو بعض أنواعه الرفيع اب قد يعطف على اإليمان بعض شعبه العالي

ال ايرة، فيق ين : فيشعر العطف بالمغ ذا اليق ه ه يس مع ذي ل ع من المؤمن ال م أرف ين والعل ان ـ أي اليق ع اإليم ذا أرف ه . ] 11 : المجادلة [ } آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات يرفع الله الذين { : والعلم، آما قال اهللا تعالى

ه ي بقائ ه وخصوصه، وف ي عموم ه وضعفه، وف ي قوت ان والتصديق ف ي نفس اإليم اس يتفاضلون ف وم أن الن ومعل

ى ا ه عل ه باسم يفضل ب وع اآلخر، ويبقى ودوامه، وفي موجبه ونقيضه، وغير ذلك من أموره، فيخص أحد نوعي لنال ا يق ك، آم ذلك يفعل في نظائر ذل وان، : اسم اإليمان، في مثل ذلك متناوال للقسم اآلخر، وآ ر من الحي اإلنسان خي

ذ { : واإلنسان خير من الدواب، وإن آان اإلنسان يدخل في الدواب، في قوله ين ال إن شر الدواب عند الله الصم البكم ال . ] 22 : األنفال [ } يعقلون

ه، أو فإذا عرف هذا، فحيث وجد في آالم مقبول تفضيل شيء على اإليمان، فإنما هو تفضيل نوع خاص على عموم

: واسم اإليمان قد يتناول النوعين جميعا، وقد يخص أحدهما آما تقدم، وقد قيل/تفضيل بعض شعبه العالية على غيره، . ر اختالف العقالء من جهة أسمائهأآث ه : في قول القائل: فصــل د وقوعه في قلب د عن هل تكون صفة اإليمان نورا يوقعه اهللا في قلب العبد ويعرف العب

؟ الحق من الباطل

وره آمش { : قد قال اهللا تعالى : فيقال له ل ن باح الله نور السماوات والأرض مث ا مص ره } كاة فيه ن آعب وغي ي ب ال أب : قور [ } ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور { : مثل نوره في قلب المؤمن، إلى قوله الى ] 40 : 35 : الن ال تع أو { : ، وقه ] 122 : األنعام [ } ا يمشي به في الناس آمن مثله في الظلماتمن آان ميتا فأحييناه وجعلنا له نور ذي يهب ان ال ، فاإليم

ا { اهللا لعبده سماه نورا، وسمى الوحي النازل من السماء الذي به يحصل اإليمان ن عبادن اء م ن نش ه م دي ب ورا نه } نه { : تعالى، وقال ] 52 : الشورى [ زل مع ذي أن ور ال وا الن روه واتبع زروه ونص ه وع وا ب ] 157 : األعراف [ } فالذين آمن

أن آل ال ب وأمثال ذلك، وال ريب أن المؤمن يفرق بين الحق والباطل، بل يفرق بين أعظم الحق، لكن ال يمكن أن يق . رد ما أعطيه من اإليمان بين آل حق وآل باطلمن له إيمان يفرق بمج

؟ هل يكون ألول حصوله سبب : في قوله: فصــل

ة أحوال ل معرف فال ريب أنه يحصل بسبب، مثل استماع القرآن، ومثل رؤية أهل اإليمان، والنظر في أحوالهم، ومثل التفكر في أحوال النبي صلى اهللا عليه وسلم، ومعجزاته، والنظر في ذلك، ومثل النظ الى ـ ومث ات اهللا ـ تع ر في آي

د ه، وق أ إلي ه، واللج ذل هللا، واالستسالم ل ى ال اإلنسان نفسه، ومثل الضروريات التي يحدثها اهللا للعبد التي تضطره إلارة يكون هذا سببا لشيء آخر، بل آل ما يكون في العالم من األمور فالبد له من سبب، وسبب اإليمان وشعبه يكون ت

ه ين ل من العبد، وتارة من غيره، مثل من يقيض له من يدعوه إلى اإليمان، ومن يأمره بالخير، وينهاه عن الشر، ويب . عالمات الدين، وحججه وبراهينه، وما يعتبره وينزل به ويتعظ به، وغير ذلك من األسباب

األسباب التي يقوى بها اإليمان : قوله: فصــل

د ف : وأما قوله دأ بالزه ا، هل يب ى ترتيبه ى أن يكمل عل ان إل ا اإليم ادة ؟ األسباب التي يقوى به العلم، أو بالعب أم ؟ أو ب ؟ يجمع بين ذلك على حسب طاقته

ان، آتفاضلهم في : فيقال له البد من اإليمان الواجب، والعبادة الواجبة، والزهد الواجب، ثم الناس يتفاضلون في اإليم

. إنسان يطلب ما يمكنه طلبه، ويقدم ما يقدر على تقديمه من الفاضلشعبه، وآل

Page 207: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه، د أيسر علي نهم من يكون الزه د، وم ه من الزه م أيسر علي اب،فمنهم من يكون العل ذا الب والناس يتفاضلون في ه

ر، آ ه من الخي در علي ا يق الى ومنهم من تكون العبادة أيسر عليه منهما، فالمشروع لكل إنسان أن يفعل م ال تع ا ق : مد يكون . ] 16 : التغابن [ } فاتقوا الله ما استطعتم { ه أقدر،فق وإذا ازدحمت شعب اإليمان قدم ما آان أرضى هللا وهو علي

على المفضول أقدر منه على الفاضل، ويحصل له أفضل مما يحصل من الفاضل،فاألفضل لهذا أن يطلب ما هو أنفع ه له،وهو في ا هو أفضل ل ه م ه أو متعسرا يفوت ذرا في حق ان متع حقه أفضل، وال يطلب ما هو أفضل مطلقا، إذا آ

وأنفع،آمن يقرأ القرآن بالليل فيتدبره وينتفع بتالوته، والصالة تثقل عليه، وال ينتفع منها بعمل، أو ينتفع بالذآر أعظم . مما ينتفع بالقراءة

ه فأي عمل آان له أنفع وهللا أ/ اقص، ويفوت طوع أفضل في حقه من تكلف عمل ال يأتي به على وجهه بل على وجه ن

ا ـ وم ـ أيض به ما هو أنفع له،ومعلوم أن الصالة آآد من قراءة القرآن، وقراءة القرآن أفضل من الذآر والدعاء، ومعلل، وأن الذآر والقراءة والدعاء أن الذآر في فعله الخاص ـ آالرآوع والسجود ـ أفضل من قراءة القرآن في ذلك المح

. عند طلوع الشمس وغروبها خير من الصالة

ه إلرادة، وآل من اإلرادة والكراهة ل ة ل ة، والكراهة المخالف البغض المخالف للمحب والزهد هو ضد الرغبة، وهو آ . المزهود فيه، وإلى نفس الزهد : أقسام في نفسه، وفي متعلقه، فالزهد فيه انقسام إلى

د : أما األول ه، أن . . . فإن الزه ة المشروع من بغض فحقيق ة وال ة، وهو الكراه ذي هو ضد الرغب د ال ا نفس الزه وأم

يكون آراهة العبد وبغضه وحبه تابعا لحب اهللا وبغضه ورضاه وسخطه، فيحب ما أحبه اهللا، ويبغض ما أبغضه اهللا، اد في ويرضى ما يرضاه، ويسخط ما يسخطه اهللا، بحيث را من الزه إن آثي واله، ف ل ألمر م واه، ب ا ه ال يكون تابع

ه ورسوله، أمر اهللا ب الحياة الدنيا أعرضوا عن فضولها، ولم يقبلوا على ما يحبه اهللا ورسوله، وليس مثل هذا الزهد ي . وفي أهل الكتاب زهاد، وفي أهل البدع زهاد , ولهذا آان في المشرآين زهاد

ومنهم من يزهد , يزهد لطلب الراحة من تعب الدنيا ومنهم من يزهد لمسألة أهلها والسالمة من أذاهم ومن الناس من

ا وال رسوله , في المال لطلب الراحة أمر اهللا به ي ال ي د , إلى أمثال هذه األنواع الت أمر اهللا ورسوله أن يزه ا ي وإنمه ورسوله، , ورسوله ويرغب فيما يحبه اهللا , فيما ال يحبه اهللا ورسوله فيكون زهده هو اإلعراض عما ال يأمر اهللا ب

د ا مستوى الطرفين في حق العب ا أو مباح ا أو مكروه ويكون مع , أمر إيجاب وال أمر استحباب، سواء آان محرما ال وب، وغنم يس بمطل وب ل دون فعل المحب روه ب رك المك ه ورسوله، وإال فت ا أمر اهللا ب ى م بال عل ك مق وب ذل مطل

ا إن الحسنات إذا انتفت عنه بالمقصود األول فعل ما يحبه اهللا ورسوله وترك المكروه متعين آذلك به تزآو النفس؛ فث، وتعظم في الطاعات نفس من الخبائ اة تطيب ال ا , السيئات زآت فبالزآ دغل زآ ه ال ل عن زرع إذا أزي ا أن ال آم

. وظهر وعظم كفي طريق الوصول إلى ذل : فصل

فباالجتهاد في فعل المأمور وترك المحظور واالستعانة به على ذلك ففي صحيح مسلم : وأما طريق الوصول إلى ذلكال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي ر ( : عن النب ى اهللا من المؤمن الضعيف وفي آل خي ر وأحب إل وي خي ؤمن الق الم

در . ك شيء فال تقل لو أني فعلت لكان آذا وآذااحرص على ما ينفعك واستعن باهللا وال تعجزن وإن أصاب ولكن قل قتح عمل الشيطان و تف إن ل ل؛ ف ا شاء فع ال ) اهللا وم ى رجل فق لم قضى عل ه وس ي صلى اهللا علي وفي السنن أن النب

الكيس إن اهللا يلوم على العجز ولكن ( : حسبي اهللا ونعم الوآيل فقال النبي صلى اهللا عليه وسلم : المقضي عليه عليك بل ر فق ك أم إذا غلب ل : ف م الوآي ه . ) حسبي اهللا ونع ا ينفع ى م أن يحرص عل د ب لم العب ه وس ي صلى اهللا علي أمر النب ف

أمور ويستعين باهللا على ذلك والحرص على ما ينفعه هو االجتهاد في الخير وهو العبادة؛ فإن آل ما ينفع العبد فهو ما يطلب المحرمات وهي تضره ويطلب المفضول -وإن اعتقد أنه ينفعه -ه بطلبه وإنما ينهى عن طلب ما يضر آم

ا يضرهم واهللا سبحانه الذي ال ينفعه واهللا تعالى أباح للمؤمنين الطيبات وهي ما ينفعهم وحرم عليهم الخبائث وهي م . وصلى اهللا على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما آثيرا . وتعالى أعلم

م قدس اهللا روحه قال شيخ اإلسال

Page 208: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

. ؟ هل هو مخلوق أو غير مخلوق : اإليمان : فصل

ة . ؟ هل هو مخلوق أو غير مخلوق : وأما اإليمان ة الجهمي ا ظهرت محن ا لم زاع فيه أ الن فالجواب أن هذه المسألة نشا أمور وهي محنة اإلمام أحمد وغيره من علماء الم ؟ في القرآن هل هو مخلوق أو غير مخلوق سلمين وقد جرت فيه

ة يطول وصفها هنا لكن لما ظهر القول بأن القرآن آالم اهللا غير مخلوق وأطفأ اهللا نار الجهمية المعطلة صارت طائفيقولون إن آالم اهللا الذي أنزله مخلوق ويعبرون عن ذلك باللفظ فصاروا يقولون ألفاظنا بالقرآن مخلوقة أو تالوتنا أو

رأ بأصواتنا قراءتنا مخلوقة و ذي نق م نفس آالم اهللا ال ليس مقصودهم مجرد آالمهم وحرآاتهم بل يدخلون في آالمهال : ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة فرد اإلمام أحمد على الطائفتين وقال : وحرآاتنا وعارضهم طائفة أخرى فقالوا : من ق

ال د : لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن ق و مبت وق فه ر مخل ة . عغي ان فقالت طائف ذ في اإليم اس حينئ م الن : وتكلذه : اإليمان مخلوق وأدرجوا في ذلك ما تكلم اهللا به من اإليمان مثل قول ال إله إال اهللا فصار مقتضى قولهم أن نفس هاإليمان بضع وستون ( : قال النبي صلى اهللا عليه وسلم : الكلمة مخلوقة ولم يتكلم اهللا بها فبدع اإلمام أحمد هؤالء وقال

هي مخلوقة مطلقا آان مقتضى : ومراده أن من قال . أيكون قول ال إله إال اهللا مخلوقا ) شعبة أعالها قول ال إله إال اهللاه أن : قوله إن اهللا لم يتكلم بهذه الكلمة آما أن من قال ان مقتضى آالم ة آ رآن مخلوق ا للق إن ألفاظنا وتالوتنا وقراءتن

لم يتكلم بالقرآن الذي أنزله وأن القرآن المنزل ليس هو آالم اهللا وأن يكون جبريل نزل بمخلوق ليس هو آالم اهللا اهللا رؤه ذي يق رآن ال ن اإلسالم أن الق م باالضطرار من دي د عل يس هو آالم اهللا وق ا ل ا مخلوق رءون قرآن والمسلمون يق

ا سمعه موسى بال المسلمون آالم اهللا تعالى وإن آان مسموعا من المبلغ ه آم تكلم ب د سمع من الم عنه فإن الكالم قدا -واسطة وهذا سماع مطلق د سمعه سمعا مقي ه فيكون ق غ عن -آما يرى الشيء رؤية مطلقة وقد يسمعه من المبل

ر { : آما يرى الشيء في الماء والمرآة رؤية مقيدة ال مطلقة أو آما قال تعالى ن المش د م أجره وإن أح تجارك ف آين اسيس ] 6 : التوبة [ } حتى يسمع آالم الله غ ل دا من المبل ه يسمع سماعا مقي آان معلوما عند جميع من خوطب بالقرآن أن

ول : ومن هؤالء من قال . المراد به أنه يسمع من اهللا ن صوت إ : إنه يسمع صوت القارئ من اهللا ثم من هؤالء من يقال -الرب حل في العبد ومنهم من يقول ظهر فيه نهم من ق ول ظهر وال حل وم ول ال أق نهم من يق ه وم ولم يحل في

وق : الصوت المسموع غير مخلوق أو قديم ومنهم من يقول يسمع منه صوتان ر مخل ه . مخلوق وغي ائلين بأن ومن القال هؤالء يسمع بأنه يسمع المعنى القديم : مسموع من اهللا من يقول رب مع سماع الصوت المحدث؛ ق ذات ال القائم ب

لم يسمع الناس آالم اهللا؛ ال من اهللا : القديم والمحدث آما قال أولئك يسمع صوتين قديما ومحدثا؛ وطائفة أخرى قالتال : وال من غيره؛ قالوا ه و : ألن الكالم ال يسمع إال من المتكلم؛ ثم من هؤالء من ق ال تسمع حكايت نهم من ق تسمع : م

ال وق من ق ه مخل يئان : عبارته ال حكايته؛ ومن القائلين بأن ذي : يسمع ش ه؛ والصوت ال ذي خلق وق؛ وال الكالم المخلأ أصحابها . للعبد ة شرعا وعقال ولكن ألج ا باطل ا؛ وآله يئا منه ل السلف ش وهذه األقوال آلها مبتدعة مخترعة لم يق

ال إليها اشتراك في األلفاظ؛ ذا يق إن ه ى : واشتباه في المعاني؛ فإنه إذا قيل سمعت آالم زيد أو قيل هذا آالم زيد ف علآالمه الذي تكلم به بلفظه ومعناه سواء آان مسموعا منه أو من المبلغ عنه مع العلم بالفرق بين الحالين وأنه إذا سمع

ال منه سمع بصوته وإذا سمع من غيره سمع بصوت ذلك المبلغ ال بصوت د يق تكلم وق المتكلم وإن آان اللفظ لفظ المي وإن مع القرينة هذا آالم فالن وإن ترجم عنه بلفظ آخر آما يحكي اهللا آالم من يحكي قوله من األمم باللسان العرب

و المقصود هنا . آانوا إنما قالوه بلفظ عبري أو سرياني أو قبطي أو غير ذلك وهذه األمور مبسوطة في مواضع أخران : مسألتي [ أنه نشأ بين أهل السنة والحديث النزاع في رآن واإليم ة ] الق ابهة وطائف اني متش ة ومع اظ مجمل بسبب ألف

يس : آالبخاري صاحب الصحيح ومحمد بن نصر المروزي وغيرهما قالوا : من أهل العلم والسنة وق؛ ول اإليمان مخلة وإنما مرادهم بذ . مرادهم شيئا من صفات اهللا اد مخلوق ال العب ى أن أفع ة المسلمين عل د اتفق أئم اد وق ال العب لك أفع

ن سعيد القطان ون : وقال يحيى ب ا زلت أسمع أصحابنا يقول ة : م اد مخلوق ال العب اس يظن أن . أفع وصار بعض النى ز ك حت ة بسبب ذل ة السنة وجرت للبخاري محن ره من أئم عم بعض البخاري وهؤالء خالفوا أحمد بن حنبل وغي

د اهللا البخاري ا عب ه -الكذابين أن البخاري لما مات أمر أحمد بن حنبل أال يصلى عليه وهذا آذب ظاهر فإن أب رحمل -اهللا ن حنب د ب إن أحم نة ف رة س و خمس عش ل بنح ن حنب د ب د أحم ات بع ه -م نة إحدى -رضي اهللا عن وفي س ت

ائتي ه وأربعين ومائتين وتوفي البخاري سنة ست وخمسين وم ه ويعظم ل يحب البخاري ويجل ن حنب د ب ان أحم ن وآاد وذآر في ال العب وأما تعظيم البخاري وأمثاله لإلمام أحمد فهو أمر مشهور ولما صنف البخاري آتابه في خلق أفع

ائلين ائفتين الق ه : آخر الكتاب أبوابا في هذا المعنى؛ ذآر أن آال من الط ائلين بأن وق والق القرآن مخل ا ب أن لفظن ر ب غيد رضي اهللا -مخلوق ينسبون إلى اإلمام أحمد بن حنبل ويدعون أنهم على قوله وآال الطائفتين لم تفهم دقة آالم أحم

ون : وطائفة أخرى . -عنه آأبي الحسن األشعري والقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وغيرهم ممن يقولالوا إنهم على اعتقاد أحمد بن حنبل وأئمة أهل الس ال : نة والحديث ق وا أن يق ره آره د وغي إن : أحم القرآن؛ ف لفظي ب

ره : اللفظ هو الطرح والنبذ وطائفة أخرى آأبي محمد بن حزم وغيره ممن يقول أيضا ل وغي ن حنب د ب ع ألحم إنه متب

Page 209: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ل ونحوه من أئمة السنة إلى غير هؤالء ممن ينتسب إلى السنة ومذهب الحديث يقولون إنهم على اعتقاد أحم ن حنب د بوال السلف د بسطنا أق ه وق ل وأمثال ن حنب د ب نة؛ آأحم ة الس ه أئم ان يقول ا آ ة م وا حقيق م يعرف م ل من أهل السنة وه

د . أحمد بن حنبل وغيره في غير هذا الموضع : واألئمة ول أحم اس بق وأما البخاري وأمثاله فإن هؤالء من أعرف الند نة؛ وق ة الس ره من أئم ى السنة والحديث بن حنبل وغي ة تنتسب إل ه ممن : رأيت طائف أبي نصر السجزي وأمثال آ

ات ; لفظي بالقرآن غير مخلوق : إن أحمد بن حنبل آان يقول . يردون على أبي عبد اهللا البخاري يقولون روا رواي وذآحنبل والمروذي؛ وقوزان ومن ال صالح وعبد اهللا و : والمتواتر عن أحمد بن حنبل من رواية بنيه ; آاذبة ال ريب فيها

ك مصنفا ذآر يحصي عددهم إال اهللا تبين أن أحمد آان ينكر على هؤالء وهؤالء وقد صنف أبو بكر المروذي في ذلن ] السنة [ في آتاب -فيه قول أحمد بن حنبل وغيره من أئمة العلم؛ وقد ذآر ذلك الخالل د اهللا ب و عب وذآر بعضه أب

د . ] مسألة اللفظ [ وقد ذآر آثيرا من ذلك أبو عبد اهللا بن منده فيما صنفه في ] بانة اإل [ بطة في آتاب و محم ال أب وقأن اللفظ يراد : لم يختلف أهل الحديث في شيء من اعتقادهم إال في مسألة اللفظ؛ ثم ذآر ابن قتيبة : بن قتيبة الدينوري

ذي به مصدر لفظ يلفظ لفظا؛ ويراد به نفس الكال ا نفس آالم اهللا ال وق وأم د وصوته وهو مخل ذي هو فعل العب م الذلك ان [ يتكلم به العباد فليس مخلوقا وآ ألة اإليم ال ] مس وق؛ وال ق ر مخل ان غي ل أن اإليم ن حنب د ب ل قط أحم م يق ل

ل وال القرآن آالم اهللا منزل غير مخلوق : أحمد وال غيره من السلف أن القرآن قديم؛ وإنما قالوا وال قال أحمد بن حنبه وال القرآن؛ وال إيمان القرآن وال لفظه ب ة وال صوته ب ر مخلوق ه غي د وأفعال أحد من السلف أن شيئا من صفات العب

القرآن . صالته وال شيء من ذلك ا ب ون لفظن انوا يقول ذين آ را؛ فال اما آثي اب انقس لكن المتأخرون انقسموا في هذا البين غير مخلوق؛ منهم من رق ب أطلق القول بأن اإليمان غير مخلوق ومنهم من يقول قديم في هذا وهذا؛ ومنهم من يف

ال ; األقوال غير مخلوقة وقديمة : األقوال اإليمانية واألفعال فيقولون ول في أفع نهم من يق وأفعال اإليمان مخلوقة؛ ومومنهم من يمسك ; هي غير مخلوقة : هم من يقولاإليمان إن المحرم منها مخلوق وأما الطاعات آالصالة وغيرها فمن

ا : هي مخلوقة وال غير مخلوقة ومنهم من يمسك عن األفعال المحرمة ومنهم من يقول : فال يقول اد آله ال العب بل أفعذا ة ويحتج ه وم القيام غير مخلوقة أو قديمة؛ ويقول ليس مرادي باألفعال الحرآات؛ بل مرادي الثواب الذي يجيء ي

دور : ويجعل أفعال العباد هي . بأن القدر غير مخلوق والشرع غير مخلوق در والمق ين الق رق ب در والشرع وال يف القا فال ا والمنهي عنه أمور به ال الم ا األفع وق وأم ر مخل ه غي ذي هو أمر اهللا ونهي والشرع والمشروع؛ فإن الشرع ال

يئت ه ومش و علم ذي ه در ال ذلك الق ة؛ وآ ا مخلوق دراتريب أنه ا المق وق وأم ر مخل ه غي ال واألرزاق : ه وآالم اآلجذا الموضع ر ه ا في غي وال وقائليه ذه األق ام . واألعمال فكلها مخلوقة وقد بسط الكالم على ه ا أن اإلم والمقصود هن

نهم أحمد ومن قبله من أئمة السنة ومن اتبعه آلهم بريئون من األقوال المبتدعة المخالفة للشرع والعقل ولم يق ل أحد مم ديم؛ ل ديم بحرف ق ه في الق م ب أن القرآن قديم ال معنى قائم بالذات وال إنه تكلم به في القديم بحرف وصوت وال تكلا إذا شاء زل متكلم م ي الى ل يقل أحد منهم ال هذا وال هذا وإن الذي اتفقوا عليه أن آالم اهللا منزل غير مخلوق واهللا تع

ي { : ال اهللا تعالىآما ق . وآالمه ال نهاية له ات رب د آلم ل أن تنف ر قب د البح ي لنف ات رب دادا لكلم ر م ان البح و آ } قل لا بسطت الكالم : وهو قديم بمعنى ] 109 : الكهف [ أنه لم يزل اهللا متكلما بمشيئته؛ ال بمعنى أن الصوت المعين قديم آم

الى في غير هذ ى : ا الموضع على اختالف أهل األرض في آالم اهللا تع ال عل ل الفع ه فيضا من العق نهم من يجعل مه . النفوس ا عن ه بائن وق خلق ول هو مخل نهم من يق وال وم ول : آقول طائفة من الصابئة والفالسفة وهو أفسد األق آق

ول : بالذاتالجهمية والنجارية والمعتزلة ومنهم من يقول هو معنى قديم قائم آقول ابن آالب واألشعري ومنهم من يقا : هو حروف وأصوات م يكن متكلم د أن ل م بع ة : آقول ابن سالم وطائفة ومنهم من يقول تكل رام وطائف ن آ ول اب . آق

ذا الموضع : والصواب من هذه األقوال قول السلف واألئمة ر ه اظهم في غي ة . آما قد بسطت ألف ا ظهرت المحن ولمو : يقولون . من المعتزلة وغيرهم ] الجهمية [ وآانت . آالم اهللا غير مخلوق : ان أهل السنة يقولونآ إنه مخلوق وآان أب

ين أن اهللا اة الصفات وب محمد عبد اهللا بن سعيد بن آالب القطان له فضيلة ومعرفة رد بها على الجهمية والمعتزلة نفرب ال يتصف نفسه فوق العرش؛ وبسط الكالم في ذ ل ظن أن ال تخلص؛ ب ة آل ال تخلص من شبهة الجهمي لك ولم ي

ه د إيمان ه بع د ويرضى عن ه وال يحب العب يئته وقدرت تكلم بمش يئته فال ي ه ومش ق بقدرت باألمور االختيارية التي تتعله م أن ى من عل يموت وطاعته وال يغضب عليه ويسخط بعد آفره ومعصيته؛ بل محبا راضيا أو غضبان ساخطا عل

ه { : وال يتكلم بكالم بعد آالم وقد قال تعالى . مؤمنا أو آافرا ال ل إن مثل عيسى عند الله آمثل آدم خلقه من تراب ثم قون ران [ } آن فيك الى ] 59 : آل عم ال تع اتبعون { : وق ه ف ون الل تم تحب ل إن آن ه ق بكم الل ران [ } ي يحب ال ] 31 : آل عم وق

الى ] 55 : الزخرف [ } فلما آسفونا انتقمنا منهم { : تعالى ال تع وانه { : وق وا رض ه وآره خط الل ا أس وا م أنهم اتبع ك ب ذلرش { : وقال تعالى ] 28 : محمد [ } فأحبط أعمالهم ى الع توى عل م اس ام ث تة أي ي س أرض ف } هو الذي خلق السماوات وال

وإنما المقصود هنا التنبيه على مآخذ اختالف . وهذا أصل آبير قد بسط الكالم عليه في غير هذا الموضع ] 4 : الحديد [ ل اب ] ذه المسائل ه [ المسلمين في مث ى الكت ا نف اب والسنة وننفي م ه الكت ا أثبت ك فالواجب أن نثبت م وإذا عرف ذل

ال . والسنة ا إذا ق ه آم راد ب ين الم ى يتب ات حت واللفظ المجمل الذي لم يرد في الكتاب والسنة ال يطلق في النفي واإلثب

Page 210: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

اب والسنة الرب متحيز أو غير متحيز أو هو في جهة أو ليس في جه : القائل ة قيل هذه األلفاظ مجملة لم يرد بها الكتفإن آان مرادك بقولك إنه يحيط . ال نفيا وال إثباتا ولم ينطق أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان بإثباتها وال نفيها

ي ال تدرآه به شيء من المخلوقات؛ وليس هو بقدرته يحمل العرش وحملته وليس هو العلي األعلى الكبير العظيم الذه رادك أن ان م ار وإن آ ذا االعتب زا به يس هو متحي األبصار وهو يدرك األبصار وهو سبحانه أآبر من آل شيء فل

عبد : بائن عن مخلوقاته عال عليها فوق سمواته على عرشه؛ فهو سبحانه بائن من خلقه آما ذآر ذلك أئمة السنة مثلول اهللا بن المبارك وأحمد بن حنبل وإسحاق بن ر ك صحيح المنق ى ذل ا دل عل اهويه وغيرهم من أعالم اإلسالم وآم

ة [ وآذلك لفظ . وصريح المعقول آما هو مبسوط في مواضع أخر را موجودا يحيط بالخالق ] الجه ة أم إن أراد بالجهو غني عما سواه واهللا خالق آل شيء وآل ما سواه فهو فقير إليه وه . أو يفتقر إليه فكل موجود سوى اهللا فهو مخلوق

ذا صحيح ه فه ة أو . وإن آان مراده أن اهللا سبحانه فوق سمواته على عرشه بائن من خلق ه بلفظ الجه ر عن سواء عبذلك لفظ . بغير لفظ الجهة ر [ وآ ال ] الجب ور : إذا ق ر مجب ور أو غي د مجب ل ؟ هل العب ه : قي يس ل ه ل الجبر أن إن أراد ب

يئته مشيئة؛ أو ليس له قدرة؛ ه ومش ا بقدرت ة وهو يفعله ه االختياري د فاعل ألفعال أو ليس له فعل؛ فهذا باطل فإن العبه ك آل الق ذل الى خ إن اهللا تع ه ف ه وفعل يئته وقدرت الق مش ه خ الجبر أن ال . وإن أراد ب ر : وإذا ق وق أو غي ان مخل اإليم

ه أتريد به شيئا م ؟ ] باإليمان [ ما تريد : قيل له ؟ مخلوق ه آقول ه إال اهللا و : ن صفات اهللا وآالم ه [ ال إل ذي دل ] إيمان الالهم ع أفع ون وجمي م مخلوق اد آله اد وصفاتهم فالعب ال العب يئا من أفع د ش وق أو تري عليه اسمه المؤمن فهو غير مخل

ذا من يتصو إذا وصفاتهم مخلوقة وال يكون للعبد المحدث المخلوق صفة قديمة غير مخلوقة وال يقول ه ول ف ا يق ر محصل االستفسار والتفصيل ظهر الهدى وبان السبيل وقد قيل أآثر اختالف العقالء من جهة اشتراك األسماء وأمثالها

ق أن . مما آثر فيه تنازع الناس بالنفي واإلثبات إذا فصل فيها الخطاب ظهر الخطأ من الصواب ى الخل والواجب علات استفصلوا ما أثبته الكتاب والسنة أثبتوه وما نفاه الكتاب والسنة نفوه وما لم ينطق به الكتاب والسنة ال بنفي وال إثب

اه ا نف فيه قول القائل؛ فمن أثبت ما أثبته اهللا ورسوله فقد أصاب ومن نفى ما نفاه اهللا ورسوله فقد أصاب ومن أثبت مرك اهللا أو نفى ما أثبته اهللا فقد لبس دين الحق بالباطل فيجب أن يفصل ما ع الحق ويت ه من حق وباطل فيتب في آالم

ل الصحيح ل الصريح ال يخالف النق إن العق ول ف الباطل وآلما خالف الكتاب والسنة فإنه مخالف أيضا لصريح المعقك وهؤالء من آما أن المنقول عن األنبياء عليهم السالم ال يخالف بعضه بعضا ولكن آثير من الناس يظن تناقض ذل

د { في الكتاب الذين اختلفوا قاق بعي ي ش اب لف ي الكت رة [ } إن الذين اختلفوا ف دينا الصراط ] 176 : البق ونسأل اهللا أن يه . المستقيم صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

قال شيخ اإلسالم رحمه اهللا تعالى

] االستثناء في اإليمان سنة [ : فصل

ا : ال يجوز االستثناء فيه بل هو شك؛ واالستثناء أن يقول : عند أصحابنا وأآثر أهل السنة وقالت المرجئة والمعتزلة أنذي يعصم دمي ان ال د اإليم له أو إن آنت تري ه ورس ه وآتب اهللا ومالئكت مؤمن إن شاء اهللا أو مؤمن أرجو أو آمنت ب

ا . فاهللا أعلم ] 2 : األنفال [ } إنما المؤمنون الذين إذا ذآر الله وجلت قلوبهم { فنعم وإن آنت تريد م هن وال [ ث ة أق ا ] ثالث إمال : أن يقال ا أن يق ره وإم ون المسائل وغي هو مستحب : االستثناء واجب فال يجوز القطع وهذا قول القاضي في عي

ى : ويجوز القطع باعتبار آخر وإما أن يقال ائز ردا عل آالهما جائز باعتبار وإنما ذآر أن االستثناء سنة بمعنى أنه جة ا في الجن من نهى عنه فإذا قلنا هو واجب فمأخذ القاضي أنه لو جاز القطع على أنا مؤمنون لكان ذلك قطعا على أن

ك إال ألن اهللا وعد المؤمنين الجنة وال م ذل يجوز القطع على الوعد بالجنة ألن من شرط ذلك الموافاة باإليمان وال يعلد . هال وآل األولى آما وآل اآلخرة : ولهذا قال ابن مسعود . اهللا وآذلك اإليمان إنما يحصل بالموافاة وال يعلم ذلك يري

ة هو : ود هذا يزعم أنه مؤمن قالإني مؤمن فقيل البن مسع : بذلك ما استدل به من أن رجال قال عنده فسلوه أفي الجنة : اهللا أعلم فقال عبد اهللا : فسألوه فقال ؟ أو في النار ا وآلت الثاني ى آم ى : ] قلت [ . فهال وآلت األول ويستدل أيضا عل

ار : وجوب االستثناء بقول عمر و في الن ة فه الم من قال إنه مؤمن فهو آافر ومن زعم أنه في الجن ه ع ومن زعم أنال تقبل يشك في وقوعه ق تقبال : فهو جاهل ولما استدل المنازع بأن االستثناء إنما يحتاج إليه لمس ا مس الجواب إن هن . يشك في وقوعه وهو الموافاة باإليمان؛ واإليمان مرتبط بعضه ببعض فهو آالعبادة الواحدة

ا فحقيقة هذا القول أن اإليمان اس : ] قلت [ م للعبادة من أول الدخول فيه إلى أن يموت عليه فإذا انتقض تبين بطالن أوله

د اإلطالق يقتضي فعل ول مؤمن عن ار؛ وق وطء في آخر الحج واألآل في آخر النه آالحدث في آخر الصالة والوهي متصلة ] موافاةمسألة ال [ وقد ذآر بعدها في المعتمد . اإليمان آله آقول مصل وصائم وحاج؛ فهذا مأخذ القاضي

Page 211: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ا هو ه وبغضه بم ق رضا اهللا وسخطه ومحبت بها وهو أن المؤمن الذي علم اهللا أنه يموت آافرا؛ وبالعكس؛ هل يتعلديم أو محدث : والمسألة متعلقة بالرضا والسخط . عليه أو بما يوافي به اني [ و ؟ هل هو ق د : ] المأخذ الث أن االسم عنم يخاف : مال؛ وهذا غير معلوم للمتكلم آما قال أبو العاليةاإلطالق يقتضي الك د آله أدرآت ثالثين من أصحاب محم

ذا ه وه ا ال يعلم ر بم ان خب النفاق على نفسه ال يقول إن إيماني آإيمان جبريل فإخبار الرجل عن نفسه أنه آامل اإليمتثناء أن المرجئة تقول إن حسناتها مقبولة وأنا : معنى قول ابن المنزل ذا مأخذ يصلح لوجوب االس ذلك وه ال أشهد ب

والجواب : قال . وهذا المأخذ الثاني للقاضي فإن المنازع احتج بأنه لما لم يجز االستثناء في اإلسالم فكذلك في اإليمانا ( : أن اإلسالم مجرد الشهادتين وقد أتى بهما واإليمان أقوال وأعمال لقوله وهو ال يتحقق ) اإليمان بضع وسبعون باب

ه ك من ل ذل ث [ . آ ذ الثال ال اهللا : ] المأخ د ق نفس وق ة لل ك تزآي كم { : أن ذل وا أنفس ا تزآ نجم [ } فل لح ] 32 : ال ذا يص وهي رم ف ال األث د يصلح لإليجاب ق دحا وق ت م ائز وإن آان ا ج و عليه ي ه ار الرجل بصفته الت تحباب وإال فإخب لالس

تثناء : حدثنا أحمد بن حنبل سمعت يحيى بن سعيد يقول : ] السنة [ ى االس ما أدرآت أحدا من أصحابنا وال بلغني إال عله ول في ا تق ان م تثناء في اإليم ال ؟ قال األثرم سمعت أبا عبد اهللا يسأل عن االس ة : ق تثني مخاف ه فأس ا فال أعيب ا أن أم

د اهللا واحتياطا ليس آما يقولون على الشك إنما و عب ال أب ال اهللا : يستثنى للعمل ق اء { : ق رام إن ش جد الح دخلن المس لتلم ] 27 : الفتح [ } الله ه وس ي صلى اهللا علي ون ( : أي إن هذا االستثناء لغير شك وقد قال النب م الحق ا إن شاء اهللا بك ) وإن

ر ( : قول النبي صلى اهللا عليه وسلم أي لم يكن يشك في هذا وقد استثنى وذآر ول ) نبعث إن شاء اهللا من القب وذآر قي . قال هذا آله تقوية لالستثناء في اإليمان ) إني واهللا ألرجو أن أآون أخشاآم هللا ( : النبي صلى اهللا عليه وسلم قلت ألب

دي : ولفكأنك ال ترى بأسا أن ال يستثنى فقال إذا آان ممن يق : عبد اهللا اإليمان قول وعمل يزيد وينقص فهو أسهل عنه ا طويال ترآت نهم وذآر آالم تثناء فتعجب م وبهم عن االس دل . ثم قال أبو عبد اهللا إن قوما تضعف قل د ي فكالم أحم

أن يجوز ويقتضي ] الثالث [ وأنه لغير شك في األصل وهو يشبه ] المأخذ الثاني [ على أن االستثناء ألجل العمل وهذا ه ه دون تمام دخول في ترك االستثناء وأما جواز إطالق القول بأني مؤمن فيصح إذا عنى أصل اإليمان دون آماله وال

ه : آما يقول له وفي قول اهللا ورس ه آمنت ب ذا : أنا حاج وصائم لمن شرع في ذلك وآما يطلقه في قول ي آ إن آنت تعنن وآذا أن جواز إخباره بالفعل يقتضي جواز إ اذ ب خباره باالسم مع القرينة وعلى هذا يخرج ما روي عن صاحب معون [ : وفي حديث الوفد الذين قالوا ] أنا مؤمن حقا [ : جبل وما روي في حديث الحارث الذي قال ان ] نحن المؤمن وإن آ

. في اإلسنادين نظر لم : سئل إذا إذا زن ( : عن معنى حديث النبي صلى اهللا عليه وس ة ف وق رأسه آالظل ان ف ان فك ه اإليم د خرج من ى العب

ان ه اإليم اد إلي و داود ) خرج من ذلك العمل ع ر . رواه الترمذي وأب ا أو غي ا مؤمن ة الزن وهل يكون الزاني في حال ؟ وهل حمل الحديث على ظاهره أحد من األئمة أو أجمعوا على تأويله ؟ مؤمن

ي والسارق والشارب ونحوهم النا : الحمد هللا : فأجاب ل الزان ة مث ام [ س في الفاسق من أهل المل ة أقس طرفين : ] ثالثم من : ] أحد الطرفين [ . ووسط ان ث ة باسم اإليم ام المتعلق وم األحك أنه ليس بمؤمن بوجه من الوجوه وال يدخل في عم

ول وهو قول ا . آاليهودي والنصراني : هو آافر : هؤالء من يقول نهم من يق زلتين؛ : لخوارج وم ين المن ة ب ه منزل ننزلون ار وإن : وهي منزلة الفاسق وليس هو بمؤمن وال آافر وهم المعتزلة وهؤالء يقول دون في الن ائر يخل إن أهل الكب

ذا من ا؛ وه نهم ال يخرج منه دا م دع [ أح االت أهل الب ابعي ] مق اع الصحابة والت نة وإجم اب والس ي دل الكت م الت ن لهون { -إلى قوله - } وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما { : بإحسان على خالفها قال اهللا تعالى ا المؤمن إنم

مع االقتتال وبغي بعضهم على بعض فسماهم مؤمنين وجعلهم إخوة ] 10، 9 : الحجرات [ } إخوة فأصلحوا بين أخويكماء ] 92 : النساء [ } فتحرير رقبة مؤمنة { : وقال اهللا تعالى اع العلم ه بإجم ذنبا أجزأ عتق ق م اء . ولو أعت ول علم ذا يق وله

ة دمات االعتقادي ي المق ن اإلسالم بعم : السلف ف ه م ذنب وال نخرج ة ب ن أهل القبل دا م ر أح ا ال نكف د ثبت الزن ل وقواالة ر وال قطع الم والسرقة وشرب الخمر على أناس في عهد النبي صلى اهللا عليه وسلم ولم يحكم فيهم حكم من آف

ول م ويق يكم : بينهم وبين المسلمين بل جلد هذا وقطع هذا وهو في ذلك يستغفر له ى أخ وا أعوان الشيطان عل ال تكوناني [ . األصل وأحكام اإلسالم آلها مرتبة على هذا ول : ] الطرف الث ول من يق اء : ق نقص بن م ي ان ل ا آ اق آم انهم ب إيم

ة ول المرجئ ذا ق على أن اإليمان هو مجرد التصديق واالعتقاد الجازم وهو لم يتغير وإنما نقصت شرائع اإلسالم وهابقين اع الس اب والسنة وإجم م بإحسان والجهمية ومن سلك سبيلهم وهو أيضا قول مخالف للكت ابعين له ال اهللا . والت ق

ه { : تعالى أموالهم وأنفس دوا ب ابوا وجاه م يرت م ل وله ث ه ورس وا بالل م إنما المؤمنون الذين آمن ك ه ه أولئ بيل الل ي س م فادقون رات [ } الص ال ] 15 : الحج وبهم { : وق ت قل ه وجل ر الل ذين إذا ذآ ون ال ا المؤمن ه - } إنم ى قول م { -إل ـئك ه أول

ال ] 173 : آل عمران [ } فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله { : وقال ] 4 : 2 : األنفال [ } المؤمنون حقا ا مع { : وق زدادوا إيمان ليلم . ] 124 : التوبة [ } فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون { : وقال ] 4 : الفتح [ } إيمانهم ه وس ان ( : وقال النبي صلى اهللا علي اإليم

Page 212: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ق ا إماطة األذى عن الطري ه إال اهللا وأدناه ول ال إل ا ق ا . ) بضع وسبعون شعبة أعاله يس وق د الق د عب رآم ( : ل لوف آمان . ) شهادة أن ال إله إال اهللا وأن تؤدوا خمس ما غنمتم ؟ باإليمان باهللا أتدرون ما اإليمان باهللا وأجمع السلف أن اإليم

و . قول وعمل يزيد وينقص ومعنى ذلك أنه قول القلب وعمل القلب ثم قول اللسان وعمل الجوارح فأما قول القلب فهه الت صديق الجازم باهللا ومالئكته وآتبه ورسله واليوم اآلخر ويدخل فيه اإليمان بكل ما جاء به الرسول صلى اهللا علي

م : ثم الناس في هذا على أقسام . وسلم ة وتفصيال ث منهم من صدق به جملة ولم يعرف التفصيل ومنهم من صدق جملا قذف اهللا في منهم من يدوم استحضاره وذآره لهذا التصديق ومنهم م ه بم ن يغفل عنه ويذهل ومنهم من استبصر في

ه عمل القلب قلبه من النور واإليمان ومنهم من جزم به لدليل قد تعترض فيه شبهة أو تقليد جازم وهذا التصديق يتبعه والتوآل وهو حب اهللا ورسوله وتعظيم اهللا ورسوله وتعزير الرسول وتوقيره وخشية اهللا واإلنابة إليه واإلخالص ل

اد إيجاب ا التصديق واالعتق ا يوجبه ان وهي مم ا من اإليم ة آله ال القلبي عليه إلى غير ذلك من األحوال فهذه األعمك . العلة للمعلول . ويتبع االعتقاد قول اللسان ويتبع عمل القلب الجوارح من الصالة والزآاة والصوم والحج ونحو ذل

ول ى وعند هذا فالقول الوسط الذي هو ق ه عل ى اإلطالق وال يعطون لبون االسم عل م ال يس أهل السنة والجماعة أنها أو : هو مؤمن ناقص اإليمان أو مؤمن عاص أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته ويقال : فنقول . اإلطالق ليس بمؤمن حق

ين ال . ليس بصادق اإليمان ا يب ه م رن ب ه وآل آالم أطلق في الكتاب والسنة فال بد أن يقت راد من ا . م ا م ام منه واألحكيترتب على أصل اإليمان فقط؛ آجواز العتق في الكفارة وآالمواالة والموارثة ونحو ذلك ومنها ما يترتب على أصله

ك : وفرعه يئات ونحو ذل ران الس ذه القاعدة [ إذا عرفت . آاستحقاق الحمد والثواب وغف ه . ] ه ذي في الصحيح قول فالال يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن وال يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن وال يشرب ( : وسلم صلى اهللا عليه

ا وهو مؤمن ا حين ينتهبه ) الخمر حين يشربها وهو مؤمن وال ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه أبصارهم فيهة المشه و داود والترمذي صحيحة وهي مفسرة للرواي ول السائل . ورةوالزيادة التي رواها أب هل حمل الحديث : فق

ة ان ؟ على ظاهره أحد من األئم ه يسلب اإليم افرا وأن ذلك أن ظاهره أن الزاني يصير آ ى ب إن عن لفظ مشترك؛ فوق ( بالكلية فلم يحمل الحديث على هذا أحد من األئمة وال هو أيضا ظاهر الحديث ألن قوله خرج منه اإليمان فكان ف

اط ) رأسه آالظلة وع ارتب ه ن . دليل على أن اإليمان ال يفارقه بالكلية فإن الظلة تظلل صاحبها وهي متعلقة ومرتبطة بذه األحاديث وأما إن عنى بظاهره ما هو المفهوم منه آما سنفسره إن شاء اهللا فنعم؛ فإن عامة علماء السلف يقرون ه

ا عن أويالت تخرجه أول ت ا جاءت ويكرهون أن تت ل ويمرونها آم د نق لم وق ه وس مقصود رسول اهللا صلى اهللا عليوجماعة آثيرة من العلماء ونص أحمد -رضي اهللا عنهم -وأحمد بن حنبل . عن سفيان : آراهة تأويل أحاديث الوعيد

أويالت ره ت ابي وغي ه الخط د تأول ه وق اهره المقصود ب ن ظ ه ع أويال يخرج أول ت ديث ال يت ذا الح ل ه ى أن مث علاه النهي مستكرهة مث ر ومعن ولهم لفظه لفظ الخب ولهم : ل ق ك وق د : أي ينبغي للمؤمن أال يفعل ذل ه الوعي المقصود ب

ولهم ة وق ابهة والمقارب ان من المش ه وحال من عدم اإليم ا : والزجر دون حقيقة النفي وإنما ساغ ذلك لما بين حال إنمى من أمعن النظر عدم آمال اإليمان وتمامه أو شرائعه وثمراته ونحو ذلك وآ ا عل أويالت ال يخفى حاله ذه الت . ل ه

ان صاحبه : فالحق أن يقال ه لك ى حال ي عل و بق ذا التصديق ل نفس التصديق المفرق بينه وبين الكافر لم يعدمه لكن هالى مصدقا بأن اهللا حرم هذه الكبيرة وأنه توعد عليها بالعقوبة العظيمة وأنه يرى الفاعل ويشاهده؛ وهو سبحانه وتع

ى ه ومت ع صدور الفعل من ذا حق التصور المتن و تصور ه مع عظمته وجالله وعلوه وآبريائه يمقت هذا الفاعل فلا . ] ثالثة أشياء [ فعل هذه الخطيئة فال بد من أحد ه وإنم إما اضطراب العقيدة؛ بأن يعتقد بأن الوعيد ليس ظاهره آباطن

ك . المرجئة : مقصوده الزجر آما تقوله ة أو نحو ذل ه اإلباحي ا يقول ة دون الخاصة آم أو أن هذا إنما يحرم على العاموإما فرط الشهوة بحيث . وإما الغفلة والذهول عن التحريم وعظمة الرب وشدة بأسه . من العقائد التي تخرج عن الملة

الروح في يقهر مقتضى اإليمان ويمنعه موجبه بحيث يصير االعتقاد مغمورا مقهورا آالعقل في ائم والسكران وآ الند ] اإليمان [ ومعلوم أن . النائم الذي هو اإليمان ليس باقيا آما آان؛ إذ ليس مستقرا ظاهرا في القلب واسم المؤمن عن

ه ائم؛ فإن اإلطالق إنما ينصرف إلى من يكون إيمانه باقيا على حاله عامال عمله وهو يشبه من بعض الوجوه روح النذلك السكران ي : سبحانه ائم ميت من وجه حي من وجه وآ ا؛ فالن م تمت في منامه توفى األنفس حين موتها والتي ل

ان : والمغمى عليه عاقل من وجه وليس بعاقل من وجه فإذا قال قائل ه آ ه إلي اد عقل السكران ليس بعاقل فإذا صحا عل البه ى صادقا مع العلم بأنه ليس بمنزلة البهيمة إذ عقله مستور وعق ه الغضب إل ل الغضبان ينتهي ب دوم؛ ب ة مع يم

ذ قضاءه ( حال يعزب فيها عقله ورأيه وفي األثر إذا أنف ولهم ف ول عق دره سلب ذوي العق اذ قضائه وق . إذا أراد اهللا نفه يكون صالح ) وقدره رد عليهم عقولهم ليعتبروا ذي ب ل ال ا سلب العق م يسلب وإنم ه يكون التكليف ل فالعقل الذي ب

د في . ألمور في الدنيا واآلخرةا ه يستحق أال يخل ذي ب ان ال دم اإليم م يع آذلك الزاني والسارق والشارب والمنتهب لاة من ه يستحق النج ذي ب ان ال ة لكن عدم اإليم النار وبه ترجى له الشفاعة والمغفرة وبه يستحق المناآحة والموارث

ذا . آرامة اهللا ومثوبته؛ وبه يستحق أن يكون محمودا مرضياالعذاب ويستحق به تكفير السيئات وقبول الطاعات و وه . واهللا أعلم . يبين أن الحديث على ظاهره الذي يليق به

Page 213: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ر ( : عن معنى قوله صلى اهللا عليه وسلم : سئل رحمه اهللا ال ذرة من آب ذا ) ال يدخل الجنة من آان في قلبه مثق هل هدخلون ؟ كفار الحديث مخصوص بالمؤمنين أم بال ؤمنين ي يس بشيء؛ ألن الم ا ل المؤمنين فقولن ا مخصوص ب إن قلن ف

؟ وإن قلنا مخصوص بالكافرين فما فائدة الحديث . الجنة باإليمان

: فأجاب

ال ذرة من ( : لفظ الحديث في الصحيح ه مثق ال يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من آبر وال يدخل النار من في قلبنم { : فالكبر المباين لإليمان ال يدخل صاحبه الجنة آما في قوله ) إيمان يدخلون جه ادتي س ن عب إن الذين يستكبرون ع

ود ] 60 : غافر [ } داخرين ر اليه ذلك آب ان وآ ا لإليم ره منافي ان آب ومن هذا آبر إبليس وآبر فرعون وغيرهما ممن آه وا نهم بقول ر اهللا ع ذين أخب ون { : ل ا تقتل ذبتم وفريق ا آ تكبرتم ففريق كم اس وى أنفس ا ال ته ول بم اءآم رس ا ج } أفكلم

ا والكبر آله مباين لإليمان الواجب فمن في قلبه مثقال ذرة من آبر ال يفعل ما أوجب ا . ] 87 : البقرة [ هللا عليه ويترك ملم حيث ] الكبر [ حرم عليه بل آبره يوجب له جحد الحق واحتقار الخلق وهذا هو الذي فسره النبي صلى اهللا عليه وس

ال إن : فقال ؟ فمن الكبر ذاك . يا رسول اهللا الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا : فقيل ( . سئل في تمام الحديثارهم ) ب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناساهللا جميل يح م واحتق اس ازدراؤه وبطر الحق جحده ودفعه وغمط الن

ا اس فيكون ظالم ر الن ه وأن يحتق ر ب ه أن يق فمن في قلبه مثقال ذرة من هذا يوجب له أن يجحد الحق الذي يجب عليل يكون من لم يكن . لهم معتديا عليهم فمن آان مضيعا للحق الواجب؛ ظالما للخلق ا؛ ب من أهل الجنة وال مستحقا له

ه حسنات ) ال يدخل الجنة ( : فقوله . أهل الوعيد اب أو آانت ل ا لكن إن ت متضمن لكونه ليس من أهلها وال مستحقا لهدخلها ة؛ في ه من الجن انع ل ر الم ذا الكب رة ه ك زال ثم اه ونحو ذل ا خطاي أو ماحية لذنبه أو ابتاله اهللا بمصائب آفر به

ال ذا ق ر وله ه شيء من الكب دخلها ومع ر من نفسه؛ فال ي ك الكب ه من ذل ذا : غفر اهللا له بفضل رحمت ال في ه من قذي يحصل لمن دخل : الحديث وغيره د ال دخول المقي ه عذاب؛ ال ال ذي ال يكون مع ق ال إن المنفي هو الدخول المطل

ة وال النار ثم دخل الجنة؛ فإنه إذا أطلق في الحديث فالن ف دخل الجن ي الجنة أو فالن من أهل الجنة آان المفهوم أنه يدخلها بال . يدخل النار ة وال ي يس هو من أهل الجن ر ل فإذا تبين هذا آان معناه أن من آان في قلبه مثقال ذرة من آب

ا ش ار م د يعذب في الن ائر ولكن ق ه ال عذاب بل هو مستحق للعذاب لكبره آما يستحقها غيره من أهل الكب اء اهللا فإناطع رحم ( : يخلد في النار أحد من أهل التوحيد وهذا آقوله ة ق ه ) ال يدخل الجن وا ( : وقول ى تؤمن ة حت دخلون الجن ال ت

د ) أفشوا السالم بينكم ؟ وال تؤمنوا حتى تحابوا أال أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ذا من أحاديث الوعي وأمثال هه : وقول القائل . لحديث عام في الكفار وفي المسلمينوعلى هذا فا ال ل ة باإلسالم فيق دخلون الجن يس : إن المسلمين ي ل

ارا ونهم ليسوا آف ا شاء اهللا مع آ آل المسلمين يدخلون الجنة بال عذاب بل أهل الوعيد يدخلون النار ويمكثون فيها ما فالرجل الذي معه شيء من اإليمان وله آبائر قد يدخل لم : النار ثم يخرج منه ه وس ي صلى اهللا علي فاعة النب ا بش إم

أخرج من ( : وآما في الصحيح أنه قال ) شفاعتي ألهل الكبائر من أمتي ( : وإما بغير ذلك؛ آما قال صلى اهللا عليه وسلميم وشاهد وهكذا الوعيد في قاتل النفس والزاني وشارب ال ) النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان ال اليت خمر وآآل م

لكنهم ليسوا من المستحقين للجنة الموعودين -وإن لم يكونوا آفارا -الزور وغير هؤالء من أهل الكبائر؛ فإن هؤالء أن فساق أهل الملة ليسوا مخلدين في النار آما قالت الخوارج والمعتزلة : ومذهب أهل السنة والجماعة . بها بال عقابامل وا آ ذا وليس واب؛ وه ذا الث اب وبه ذا العق تحقون به يئات يس نات وس م حس ل له ة؛ ب ان والطاع دين واإليم ي ال ين ف

. مبسوط في موضعه واهللا أعلم ؟ ] بدعة المرازقة [ عن : سئل شيخ اإلسالم

: فأجاب

ما آان عليه وهو منتسب إلى مذهب أشياء مخالفة ل : ويقولون ] عثمان بن مرزوق [ ثم إن جماعات ينتسبون إلى الشيخ ون ى مذهب الشافعي ويقول أحمد وآان من أصحاب الشيخ عبد الوهاب بن أبي الفرج الشيرازي وهؤالء ينتسبون إلال ه وإذا ق ه أسوة أمثال أقواال مخالفة لمذهب الشافعي وأحمد؛ بل ولسائر األئمة وشيخهم هذا من شيوخ العلم والدين ل

ة؛ قوال قد علم أن قول ول األئم ى ق اب والسنة عل ة الكت ه مع دالل الشافعي وأحمد يخالفه وجب تقديم قولهما على قولاب والسنة ة وللكت ول األئم ولهم . فكيف إذا آان القول مخالفا لقوله ولق ل ق ك مث ول نشهد أن : وذل ا ونق ول قطع وال نق

ال إن السماء فوقنا وال نقطع وي : محمدا رسول اهللا وال نقطع ونقول ل : روون أثرا عن علي وبعضهم يرفعه أنه ق ال تقد ذه بدعة أحدثها بعض أصحابه بع ل ه ذا ب ول ه قطعا وهذا من الكذب المفترى باتفاق أهل العلم ولم يكن شيخهم يق

Page 214: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه نف : أال تقطع قال : موته وإذا قيل لواحد منهم درة إن اهللا قادر على أن يغير هذه الفرس فيظن أنه إذا قال قطعا أن ي لقا ى أن يغيره ادر عل ذه الحال واهللا ق ا في ه شبهة [ وأصل . اهللا على تغيير ذلك وهذا جهل فإن هذه الفرس فرس قطع

مثل عسقالن : وآانت ثغور الشام -إن شاء اهللا -أنا مؤمن : أن السلف آانوا يستثنون في اإليمان فيقول أحدهم ] هؤالءرى -شيخ البخاري -ي قد سكنها محمد بن يوسف الفرياب ان ي ة وآ ى المرجئ ان شديدا عل وري وآ وهو صاحب الث

. آشيخه الثوري وغيره من السلف ] االستثناء في اإليمان [

و شكاك : ] ثالثة أقوال [ والناس لهم في االستثناء تثني فه ون من يس نهم . منهم من يحرمه آطائفة من الحنفية ويقول ومه نهم من يجوزه . ة من أهل الحديث آطائف : من يوجب ه وجه -أو يستحبه -وم تثناء ل إن االس وال ف ذا أعدل األق وه

د : صحيح فمن قال ا فق ا به ات ويخاف أن ال يكون قائم ع الواجب أنا مؤمن إن شاء اهللا وهو يعتقد أن اإليمان فعل جميأدرآت ثالثين من أصحاب محمد صلى اهللا : يكةأحسن ولهذا آان الصحابة يخافون النفاق على أنفسهم قال ابن أبي مل

ا من تثنى خوف ة؛ فاس ذي يستحق الجن ق هو ال د أن المؤمن المطل عليه وسلم آلهم يخاف النفاق على نفسه ومن اعتقال ؟ عن رجل أنت مؤمن : سوء الخاتمة فقد أصاب وهذا معنى ما يروى عن ابن مسعود أنه قيل له ه : فق ل ل م فقي نع

دحها أو : أهل الجنة فقال أرجو فقالأنت من هال وآل األولى آما وآل الثانية ومن استثنى خوفا من تزآية نفسه أو مو مصيب ه أيضا في نفسه من التصديق فه ا يعلم والمقصود أن . تعليق األمور بمشيئة اهللا فقد أحسن ومن جزم بم

ران عسقالن آما عليه أهل ] االستثناء في اإليمان [ أصل شبهة هؤالء ة هؤالء جي ا وعام ثغر عسقالن وما يقرب منها : ثم صار آثير منهم يستثني في األعمال الصالحة فيقول صليت إن شاء اهللا وهو يخاف أن ال يكون أتى بالصالة آم

ه من -وشيخهم ابن مرزوق -أمر وصنف أهل الثغر في ذلك مصنفا م يكن هو وال أحد قبل غايته أن يتبع هؤالء ولتثني في آل : هل العلم يمتنعون أن يقولواأ ان يس ه آ ل بعض الشيوخ أن د نق ا وق لما يعلم أنه موجود هذا موجود قطع

} لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله { : ] لقوله تعالى [ في الخبر عن األمور المستقبلة -واهللا أعلم -شيء وآأنه يستثني ول . ) ؟ وإنا إن شاء اهللا بكم الحقون ( وقوله صلى اهللا عليه وسلم ] 27 : الفتح [ إن ق والواجب موافقة جماعة المسلمين ف

ه : قطعا بذلك مثل قوله أشهد بذلك وأجزم بذلك وأعلم ذلك؛ فإذا قال : القائل أشهد وال أقطع؛ آان جاهال؛ والجاهل عليدعا جاهال ضاال أن يرجع؛ وال يصر على جهله؛ وال يخ ذلك مبت ه يكون ب ذلك . الف ما عليه علماء المسلمين؛ فإن وآ

ال ه ق لم أن ه وس ي صلى اهللا علي روون عن النب ه؛ وي سب أصحابي ( : من جهلهم قولهم إن الرافضي ال يقبل اهللا توبت : لوجهينإن سب الصحابة فيه حق آلدمي فال يسقط بالتوبة؛ وهذا باطل : ويقولون ) ذنب ال يغفر

ين ] أحدهما [ ول في آيت إن اهللا يق اع؛ ف رآن والسنة واإلجم أن الحديث آذب باتفاق أهل العلم بالحديث وهو مخالف للق

ى أهل وبهذا احتج أهل ] 48 : النساء [ } إن الله ال يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء { : من آتابه السنة علا { : ال يغفر ألهل الكبائر إذا لم يتوبوا وذلك أن اهللا قال : البدع الذين يقولون هم ل ى أنفس رفوا عل ذين أس ادي ال قل يا عب

ان وهذ ] 53 : الزمر [ } تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا و آ ه؛ ول اب اهللا علي اب ت ا لمن تاب فكل من تذا في حق من ] 48 : النساء [ } إن الله ال يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء { : ذنبه أعظم الذنوب وقال فه

. لم يتب اب أن الحديث لو آان حقا فمعناه أنه ال يغفر ] الثاني [ ه ال ذنب أعظم من الشرك والمشرك إذا ت لمن لم يتب منه فإن

بيلهم { : غفر اهللا له شرآه باتفاق المسلمين آما قال تعالى وا س اة فخل وا الزآ الة وآت اموا الص ة [ } فإن تابوا وأق ] 5 : التوبي األخرى دين { وف ي ال إخوانكم ف ة [ } ف ه ] 11 : التوب اب اهللا علي اب ت م ت اء ث ي إذا سب األنبي افر الحرب وم أن الك ومعل

باإلجماع فإنه آان مستحال لذلك وآذلك الرافضي هو يستحل سب الصحابة فإذا تبين له أنه حرام واستغفر لهم بدل ما ؛ ألنه مستحل لذلك ولو قدر أنه حق آلدمي آان منه بدل اهللا سيئاته بالحسنات وآان حق اآلدمي في ذلك تبعا لحق اهللا

ل يكفي وم ب لكان بمنزلة من تاب من القذف والغيبة وهذا في أظهر قولي العلماء ال يشترط في توبته تحلله من المظلا من طوائف المسلمين واستحالل . أن يحسن إليه في المغيب؛ ليهدم هذا بهذا ومن البدع المنكرة تكفير الطائفة غيره

: هذا زرع البدعي ونحو ذلك فإن هذا عظيم لوجهين : م وأموالهم آما يقولوندمائه ل تكون بدعة : ] أحدهما [ ا؛ ب رة له ة المكف ا في الطائف ا من البدعة أعظم مم د ال يكون فيه أن تلك الطائفة األخرى ق

ر المكفرة أغلظ أو نحوها أو دونها وهذا حال عامة أهل البدع الذين يكفر بعضهم دع يكف در أن المبت ه إن ق بعضا فإنر ر األخرى وال تكف ائفتين تكف ر هؤالء وال هؤالء فكون إحدى الط م يكف ر ل م يكف آفر هؤالء وهؤالء وإن قدر أنه ل

عا لست منهم في إن الذين فرقوا دينهم وآانوا شي { : طائفتها هو من الجهل والظلم وهؤالء من الذين قال اهللا تعالى فيهم . ] 159 : األنعام [ } شيء

Page 215: مجموع فتاوى ابن تيمية - Al-Hakawatial-hakawati.net/Content/uploads/Civilization/7074_139a7.pdfاﻮ g gﻠ ﻤ ﻋ و اﻮ gﻨ ﻣ ﺁ ﻦﺬ gﻳ gﻟاﱠ ﱠنإ

ه : ] والثاني [ أ في أنه لو فرض أن إحدى الطائفتين مختصة بالبدعة لم يكن ألهل السنة أن يكفروا آل من قال قوال أخط

رة [ } ربنا ال تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا { : فإن اهللا سبحانه قال ال ( وثبت في الصحيح ] 286 : البق د فعلت : أن اهللا ق ) قإن اهللا ( : وروي عن النبي صلى اهللا عليه وسلم أنه قال ] 5 : األحزاب [ } وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به { : وقال تعالى

يان أ والنس ي الخط ن أمت ي ع اوز ل ن ) تج ديث حس و ح ره وه ه وغي ن ماج ة . رواه اب ائر أئم ع الصحابة وس وأجمالمسلمين على أنه ليس آل من قال قوال أخطأ فيه أنه يكفر بذلك وإن آان قوله مخالفا للسنة فتكفير آل مخطئ خالف

ا [ و . اإلجماع؛ لكن للناس نزاع في مسائل التكفير قد بسطت في غير هذا الموضوع يس لكل ] المقصود هن ه ل من أني صلى الطوائف المنتسبين إلى شيخ من الشيوخ وال إمام من األئمة أن يكفروا من عداهم؛ بل في الصحيح عن النب

ال أيضا ) إذا قال الرجل ألخيه يا آافر فقد باء بها أحدهما ( : اهللا عليه وسلم أنه قال ه ( : وق لم ال يظلم لم أخو المس المسل ى المس لم عل ل المس لمه آ ه وعرضه وال يس ه ومال رام دم ال . ) م ح دابروا وال تباغضوا وال ( : وق اطعوا وال ت ال تقا اد اهللا إخوان وا عب دوا وآون ال ) تحاس اطفهم ( : وق راحمهم وتع وادهم وت ي ت ؤمنين ف ل الم د إذا : مث د الواح ل الجس آمث

ب . ) اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر وا من مناآحة وليس للمنتس ن مرزوق أن يمنع ى اب ين إلان من هؤالء ة آ اهم من أي طائف د اهللا أتق ق عن رم الخل ل أآ المنتسبين إلى العوفي؛ العتقادهم أنهم ليسوا أآفاء لهم ب

عو { : وغيرهم آما قال تعالى اآم ش ى وجعلن ر وأنث د يا أيها الناس إنا خلقناآم من ذآ رمكم عن ارفوا إن أآ ل لتع با وقبائرم : أن النبي صلى اهللا عليه وسلم سئل ( وفي الصحيح ] 13 : الحجرات [ } الله أتقاآم اس أآ اهم ؟ أي الن ال أتق وفي . ) ق

ي وال أل ( : السنن عنه أنه قال ى عرب ى عجمي وال لعجمي عل ي عل ى ال فضل لعرب ى أسود وال ألسود عل بيض عل . ) وآدم من تراب , أبيض إال بالتقوى الناس من آدم

آخر المجلد السابع