ةسرامملاو ةيرظنلا نيب ميتيلا لام ظفح ماكحأ · résumé in our...

94
يد حمه لخضرمعة الشه جا- الوادينسانيةعية واجتماعلوم اية ال كلنسانيةعلوم ا قسم الميةسعلوم ا فرع ال اليتيم حفظ مال أحكام النظرية وال بين ممارسةنة الواديات من مديسة حالة لعين دراميةسعلوم استر في اللمادة ا على شهاحصولت ال ضمن متطلبا مذكرة تخرج تدخل: فقه وأصولهص تخصلطالبة: ا المشرف:شي أ. مصطفى بري نذيرة عموريسم القب وال الرتبةلجامعة ا الصفة رحماني اهيم د. إبر أستاذ محاضر)أ( جامعة الشهيد حمه لخضر- الوادي رئيسا أ. عمارةام أحمد غم أستاذة محاضر)أ( جامعة الشهيد حمه لخضر- الوادي عضواشي أ. مصطفى بري)ب( أستاذ مساعد جامعة الشهيد حمه لخضر- الوادي مشرفا ا ومقررلجامعية السنة ا1435 ه- 1436 هـ/2014 م/2015 م

Upload: others

Post on 08-Jan-2020

11 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

الوادي -جامعة الشهيد حمه لخضر

كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية

قسم العلوم اإلنسانية

فرع العلوم اإلسالمية

ممارسةبين النظرية والأحكام حفظ مال اليتيم

دراسة حالة لعينات من مدينة الوادي

–مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماستر في العلوم اإلسالمية

تخصص: فقه وأصوله

المشرف: الطالبة:

عموري نذيرة أ. مصطفى بريشي

الصفة الجامعة الرتبة واللقب االسم رئيسا الوادي -لخضر حمه الشهيد جامعة )أ( أستاذ محاضر د. إبراهيم رحماني

عضوا الوادي -لخضر حمه الشهيد جامعة )أ( محاضرأستاذة أحمد غمام عمارة . أ ومقررا مشرفا الوادي -لخضر حمه الشهيد جامعة أستاذ مساعد )ب( أ. مصطفى بريشي

م2015م/ 2014هـ/1436 -ه1435السنة الجامعية

بسم اهلل الرمحان الرحيم

ويسألونك عن اليتامى قل إصالح لهم

يعلم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم وللاه

ألعنتكم المفسد من المصلح ولو شاء للاه

عزيز حكيم إن للاه

(220)سورة البقرة/ اآلية

صخالمل

ا ، تأتي هذه الدراسة لتعالج موضوعمن أجل خطوة عمل ملموسة اتجاه فئة األيتام

وأحكام الشرع فيها.متعلقا بأموال األيتام

وقد انتظمت في مقدمة وثالث فصول:

ماء اليتالفصل التمهيدي: تناولت فيه ضبط مفهوم اليتيم وآراء الفقهاء في مدة انته -

وتوضيح ما أولته الشريعة اإلسالمية من عناية ورعاية خاصة باليتيم والحث على كفالته

ورعاية حقوقه ماديا ومعنويا.

بيان أحكام الوالية على اليتيم من خالل تحديد مفهوم الوالية والفصل األول: تضمن

على اليتيم وشروطها وذكر أهم ما ينبغي توافر في ولي اليتيم ولما كانت هذه الوالية

محدودة بزمن معين وهو رشد اليتيم فقد تناولت أحكام هذا االنتهاء وما يترتب عنه من دفع

تطرقت إلى بعض األحكام المتعلقة بحفظ مال اليتيم للمال إلى اليتيم وإشهاد على ذلك، ثم

بدءا بحكم استثمار مال اليتيم وحكم أكل الولي من مال اليتيم وكذلك حكم الزكاة من مال

اليتيم.

والفصل الثاني: تضمن دراسة ميدانية بهدف إعطاء صورة عن واقع اليتيم بمدينة

وال االيتام ورعايتهم. ومعرفة مدى تطبيق أحكام الشرع في حفظ أم ،الوادي

Résumé

In our study, we are going to shed light on orphans group in order ti

take care them, specially of them money, and to mention the Islamic rules

about that.

The introduction about the exact meaning of the orphan his

guarantee and the saying of the scientists about that.

The first part is about how to manipulate the money of orphan and

the conditions of that, the zakaah of his his money.

The second fart is about the situation of orphans in our wilaya. El-

oued- in order to motivate the people to protect orphans money without

forgetting their rights.

إهداء

إلى من بلغ الرسالة وأدى األمانة إلى نبي الرحمة ونور العالمين سيدنا

محمد صلى للا عليه وسلم

إلى النجم الذي أضاء سماء حياتي "أبي"

"أمي"إلى نبع الحنان الخالص

إلى من كان لي خير سند ومعين "زوجي"

إلى أعزاء قلبي وأشقاء الروح والجسد "إخوتي وأخواتي"

إلى من تعلو بهما همتي ويقوى بهما عزمي على مواجهة الصعاب" إبنتي

"راوية ومارية"

إلى أولئك الذين يدفعوننا إلى األمام ونحمل لهم في قلوبنا كل تقدير

ام"واحترام" أساتذتي الكر

إلى صديقاتي ورفيقات دربي"صفية، منى، خديجة، آسيا"

2015إلى كل طلبة دفعة

إلى كل يتيم تجرع مرارة اليتم وذرفت عيناه شوقا ألبيه

إلى كل ولي أو وصي اتقى للا أيتامه

أهدي هذا الجهد المتواضع

***نذيرة***

تقديرشكر و

فضله وجوده واحسانه على نعمه التي ال وأستزيده منأحمده سبحانه وتعالى بما هو أهله،

، أسأل للا تبارك وتعالى أن ه الرسالةذتحصى، ومن تلك النعم التي من للا علي إكمال ه

يجعلها في ميزان حسناتي وأن يكون عملي خالصا لوجهه الكريم.

كم قوله: نطالقا منوا : عليه وسلم[ وقوله صلى للا 7هيم:]إبرالئن شكرتم ألزيدن

"من ال يشكر الناس ال يشكر للا"، أتقدم بجزيل الشكر واالمتنان إلى الوالدين الكريمين لما

.أسأل للا أن يحفظهما ويمتعني ببرهما ،قدماه لي من عظيم االهتمام وكثير الدعاء

إذ تكرم مصطفى بريشيكما أتقدم بجزيل الشكر والعرفان إلى فضيلة األستاذ

دني به من إرشادات ونصائح ثمينة، مشكورا بقبول اإلشراف على هذه الرسالة، ولما زوه

وعاش معي مراحل كتابتها، والذي لم يبخل علي بوقته الثمين، وأغناها بمعلوماته القيمة

وآرائه السديدة وأعانني كثيرا على التصحيح والتصويب في رفق وأناة وحلم، فجزاء للا

في علمه ووقته.عني الجزاء وبارك للا سبحانه

تقدم بالشكر إلى أساتذتي عمالقة شعبة العلوم اإلسالمية الذين وجدت أوال يفوتني أن

منهم كل تعاون وسخاء واخالص في حمل العلم وأدائه وبذله، فلهم مني كل التقدير

واالحترام.

كما ال أنسى أن أتوجه بجزيل الشكر وعظيم االمتنان إلى الطاقم العامل بجمعية

" لرعاية األيتام" لما قدموه لي من مساعدات، اسأل للا أن يثبت جنان" وجمعية "إيثار"

أجرهم ويسدد خطاهم.

ي في جهدي هذا ولكل من قدم لي الرأ عدنيتناني لكل من ساوأقدم شكري وام

داعية للا العلي : حياة عبيد، ة: ياسين عموري، والدكتورذاستوالنصيحة وأخص بالذكر: األ

مجيب الدعاء. إنه سميع قريب –أن يجزيهم خير الجزاء القدير

وفقنا للا وإياكم لما يحبه ويرضاه.

مقدمة

مقدمة

أ

ليخش الذين لو تركوا من خلفهم الحمد هلل رب العالمين القائل في محكم التنزيل:

ة ضعافا خافوا عليهم ي وليقولوا قوال سديدا ذر قوا للاه والصالة والسالم على [9النساء:]فليت

أشرف األنبياء والمرسلين الذي قال: خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر

بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم

:عدأما ب الدين

لقد أولى ديننا الحنيف اهتماما بالغا باليتيم من حيث تربيته ومعاملته ورعايته

وضمان حقوقه وسبل العيش الكريمة له والعطف عليه واإلحسان إليه وعدم قهره، حتى

يتسنى له أن ينشأ عضوا نافعا في المجتمع اإلسالمي.

ديدة قد قدم نظاما ومنهجا فاإلسالم بمنهجه القويم وتشريعاته الغراء وتوجيهاته الس

كبيرة إال وأوضحها لرعاية اليتامى من جميع الجوانب ولم يدع صغيرة وال متكامال

رعايته. لإلنسان القائم على

لهذا فإن قضية اليتيم وكفالته ورعاية حقوقه تعد من أهم القضايا التي يجب على

هذا اليتيم فرد من أفراد المجتمع المجتمع المسلم مراعاتها والقيام بها على أكمل وجه، كون

له حقوق يجب حفظها وتوكيل من يكفلها له، حتى يترعرع وينمو في بيئة سوية وسليمة من

ل ضعفه إلى قوة وحرمانه إلى عطاء ووحدته إلى فاعلية اجتماعية. شأنها أن تحو

ا ومن أجل لفت األنظار لمزيد من االهتمام باليتامى وحفظ حقوقهم التي أقرته

الشريعة اإلسالمية، سأتناول في هذه الدراسة موضوع: أحكام حفظ مال اليتيم بين النظرية

والتطبيق مدينة الوادي أنموذجا، أحاول من خاللها إبراز مدى اهتمام اإلسالم باليتيم

وتوضيح المنهج المتكامل الذي وضعه الشرع لرعايته وحماية أمواله، ثم إلقاء نظرة

الوضع الحقيقي لأليتام ميدانيا ومدى توافقه وأحكام الشريعة الخاصة وإعطاء صورة على

بحفظ مال اليتيم من خالل التنقيب والتحري عن بعض حاالت األيتام وأوضاعهم المادية

ومدى حصولهم على حقوقهم وحفظها لهم من قبل أوليائهم أو أقربائهم، وذلك عن طريق

األهداف المرجوة من هذه الدراسة، حيث إجراء استبيان تضمن بعض األسئلة في إطار

تمت اإلجابة ومأل استمارة االستبيان من طرف األرامل القاطنات بالمنطقة مدينة الوادي.

مقدمة

ب

:أهمية البحث -

ـ تكمن أهمية البحث في أنه يعالج قضية فقهية واقعية.1

أمواله.ـ توضيح مدى اهتمام الشريعة اإلسالمية باليتيم وحرصها على حمايته وحفظ 2

ـ ذكر آراء العلماء فيمن له حق رعاية اليتيم والمحافظة على ماله.3

ـ بيان ما يجب لألولياء واألوصياء فعله في مال اليتيم.4

إشكالية البحث: -

بناء على ما تقدم تتحدد إشكالية الدراسة فيما يلي:

من أجل هاحكام التي أقرتما هي األما مدى عناية الشريعة اإلسالمية باليتيم و

أرض الواقع؟رعاية اليتيم وحفظ ماله، وهل هي مطبقة على

ومن خالل هذا اإلشكال الرئيسي تندرج التساؤالت التالية:

ما مفهوم اليتيم؟ -1

ما هي آراء الفقهاء في مدة انتهاء اليتم؟ -2

ما هي حدود التصرف في مال اليتيم؟ -3

متى يسلم لليتيم ماله؟ -4

حقوقه التي سنها اإلسالم من أجل رعايته والمحافظة على بكلعمليا هل يحظى اليتيم -5

ماله؟

أسباب اختيار الموضوع:

الرغبة في معالجة هذا الموضوع لما له من أهمية عظيمة وجليلة خاصة في ظل -1

األوضاع التي نعيشها وكل ما نسمعه ونراه في مجتمعاتنا من ظلم لليتيم وأكل ماله

.حقوقه وإهدار

مقدمة

ج

قد تساعد هذه الدراسة في توجيه األنظار لمزيد من االهتمام بفئة األيتام ورعايتهم -2

أموالهم. وحفظ

هداف البحث:أ

التأكيد على المنهج اإلسالمي في حفظ أموال اليتيم. -1

تبصير اليتيم بحقوقه التي ضمنها اإلسالم له وضرورة المحافظة عليها. -2

التوعية بخطورة التعدي على مال اليتيم أو أكله بالباطل. -3

تشجيع المسلمين على كفالة األيتام بتذكيرهم بفضائلها المرتبطة برضا للا -4

ومجاورة الرسول صلى للا عليه في الجنة.

منهج البحث:

اقتضت طبيعة موضوع البحث االعتماد على المنهج االستقرائي من خالل تقصي

ية التي اشتملت على أحكام اليتيم، والمنهج المقارن عند عرض آراء الشرع النصوص

المسائل المتعلقة باليتيم والمقارنة بين المذاهب األربعة، والمنهج الوصفي الفقهاء في

التحليلي الذي يعتمد على جمع البيانات وتحليلها واستخراج االستنتاجات منها.

منهجية البحث:

مصادر األصلية قدر اإلمكان، وأراعي أخذ أقوال علماء أعتمد عند الكتابة على ال -1

المذاهب من المصادر المعتمدة في المذهب.

عزو اآليات القرآنية إلى سورها مع ذكر رقم اآلية في المتن. -2

األحاديث النبوية باإلحالة على مصدر الحديث وذكر الكتاب والباب ثم رقم عزو -3

الحديث.

كر المؤلف ثم الكتاب ذمن معلومات، فإني أقوم ب أما ما يتعلق بالمصادر والمراجع -4

متبوعا برقم الطبعة وتاريخها إن وجدا، ثم دار النشر ومكانها إن وجدا أيضا، مع

لك. دادر والمراجع في الفهرس المخصص لإضافتها جميعا إلى قائمة المص

شرح بعض المصطلحات الفقهية. -5

مقدمة

د

ة باالعتماد على كتب الترجمة.ترجمة كل األعالم الواردة في البحث ترجمة موجز -6

ترتيب اآليات في الفهرس على حسب ترتيب المصحف، واألحاديث على حسب -7

ورودها في البحث، وترتيب األعالم على حسب الترتيب األبجدي.

الدراسات السابقة:

أحكام مال اليتيم في الفقه اإلسالمي ـ رسالة ماجستيرـ لمريم عطا حامد قوزح. -1

الفقه اإلسالمي ـ رسالة ماجستيرـ لتنسيم محمد جمال حسن ستيتي.حقوق اليتيم في -2

أحكام اليتيم المالية في الشريعة اإلسالمية ـ رسالة ماجستيرـ أليمن خميس عمر حماد. -3

حقوق اليتيم في الشريعة اإلسالمية ـ رسالة ماجستيرـ لعمر مانع حماد الجهني. -4

وضوع اليتيم تولت البحث في هذه الدراسات وغيرها من الدراسات المتعلقة بم

وتوضيح ما أولته الشريعة اإلسالمية من أحكام خاصة باليتيم في سبيل الجانب النظري

حمايته ورعايته ابتداء من سن الطفولة إلى أن يبلغ اليتيم رشده ويتسلم ماله.

أما هذه الدراسة فستتولى إن شاء للا تعالى إلى جانب الدراسة النظرية دراسة

فيما يخص حفظ انية أحاول من خاللها تسليط الضوء على مدى تطبيق أحكام الشريعةميد

وإعطاء لمحة موجزة على واقع بعض األيتام بمدينة الوادي. عمليامال اليتيم

خطة البحث:

مقدمة

اليتيم وعناية الشريعة اإلسالمية به فصل تمهيدي:

: مفهوم اليتيم في الفقه اإلسالميالمبحث األول

: تعريف اليتيملمطلب األولا

آراء الفقهاء في مدة انتهاء اليتم المطلب الثاني:

: عناية الشريعة اإلسالمية باليتيمالمبحث الثاني

مقدمة

ه

عناية القرآن الكريم باليتيمالمطلب األول:

": عناية السنة النبوية باليتيمالمطلب الثاني

الفقه اإلسالمي: أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفصل األول

الوالية المالية على اليتيم في الفقه اإلسالمي المبحث األول:

مفهوم الوالية على اليتيم ومشروعيتها المطلب األول:

شروط الوالية على اليتيم و ومراتبهاالمطلب الثاني:

: انقضاء الوالية على اليتيم وما يترتب عنهاالمطلب الثالث

بعض األحكام المتعلقة بمال اليتيم المبحث الثاني:

حكم استثمار الولي مال اليتيم المطلب األول:

: حكم أكل الولي من مال اليتيمالمطلب الثاني

: حكم أداء الولي الزكاة في مال اليتيمالمطلب الثالث

: دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم بمدينة الوادي.الفصل الثاني

خاتمة

اجهتني خالل كتابة هذه الرسالة تكمن فقط في مشكلة الوقت، كنت أتمنى أما المشكلة التي و

أن يكون هناك وقت أطول أستطيع من خالله تغطية الموضوع وجوانبه المختلفة بشكل

أفضل، خاصة ضمن المجال الميداني الذي اقتصرت فيه على نسبة ضئيلة من الحاالت التي

بنيت عليها نتائج هذه الدراسة.

تمهيديالفصل ال

اليتيم وعناية الشريعة اإلسالمية به

الفقه في اليتيم مفهوم توضيح إلى أوال سأتطرق اليتيم مال حفظ أحكام في الخوض قبل

على المسلمين وحث الفئة، لهذه ورعاية عناية من اإلسالمية الشريعة أولته وما اإلسالمي،

:مبحثين ويتضمن تمهيدي كفصل واالجتماعية، والنفسية المادية شؤونه ورعاية كفالته

.اليتيم مفهوم: األول المبحث -

.اليتيم تعريف: األول المطلب -

. اليتم انتهاء مدة في الفقهاء آراء: الثاني المطلب -

.باليتيم اإلسالمية الشريعة عناية: الثاني المبحث -

المطلب األول: عناية القرآن الكريم باليتيم -

المطلب الثاني: عناية السنة النبوية باليتيم -

اليتيم وعناية الشريعة اإلسالمية به الفصل التمهيدي

7

المبحث األول: مفهوم اليتيم في الفقه اإلسالمي.

مت هذا المبحث بتعريف مختصر لليتيم في اللغة وفي اصطالح الفقهاء، ثم قده

اء الفقهاء في مدة انتهاء اليتم من خالل المطلبين:حاولت بعد ذلك عرض آر

المطلب األول: تعريف اليتيم

كلمة )اليتيم( لها عدة معاني تختلف تبعا لمحل استعمالها، ولها في اللغة جملة من

المعاني تختلف أحيانا عن المعنى االصطالحي.

الفرع األول: تعريف اليتيم في اللغة:

لجمع: أيتام ويتامى ويتمة وميتمةواليتيم: الفرد، وااليتيم: االنفراد، -(1)

.

اليتيم في الناس من قبل األب، وفي البهائم من قبل األم، وال يقال لمن فقد األم من الناس -

بيتيم لكن منقطع.

اليتم واليتيم: فقدان األب. -

ال: يتم اليتيم: الذي يموت أبوه، والعجي الذي تموت أمه واللطيم الذي يموت أبواه ويق -

ويتم وأيتمه للا حتى يبلغ الحلم.

وأصل اليتم الغفلة، وبه سمي اليتيم يتيما، ألنه يتغافل عن بره (2.)

كل شيء منفرد يعز نظيره فهو يتيم. ويقال: درة يتيمة(3)

.

(.1172)صم(،مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، 8/2005محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، القاموس المحيط،)ط ( 1)

(.2/4948ابن منظور، لسان العرب، تحقيق: عبد للا علي الكبير وآخرون، دار المعارف، القاهرة، مصر، ) ( 2)

م(، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1/2001محمد بن أبي بكر الرازي، مختار الصحاح، تحقيق: حمزة فتح للا، )ط (3)

.(635لبنان، )ص

اليتيم وعناية الشريعة اإلسالمية به الفصل التمهيدي

8

لليتيم عدة تعريفات منها: الفرع الثاني: تعريف اليتيم في اصطالح الفقهاء:

ةييمفه ابن تعره -(1)

اليتيم في اآلدميين من فقد أباه :(2)

.

عرفه الشيرازي -(3)

ب له، وال يسمى بعد البلوغ يتيما: اليتيم الذي ال أ(4)

.

عرفه وهبة الزحيلي -(5)

كان غنيا أم : اليتيم هو الذي مات أبوه قبل بلوغ الحلم وسواء

فقيرا، ذكرا أم أنثى(6)

.

لمن فقد أمه منقطعقد أباه، ويقال عرفه عطية صقر: اليتيم هو الذي ف -(7)

.

وكلها تدور في ،والمالحظ على تعريفات الفقهاء القدامى والمحدثين لليتيم أنها لم تختلف -

لوغ، فضابط من مات أبوه وهو دون سن البهواليتيم إطار واحد وتفيد نفس المعنى بأن

لديه أو عدم البلوغ، ويطلق اسم اليتيم تجاوزا على كل من فقد أحد وااليتم عند الفقهاء

كليهما.

هـ، 661الدمشقي، أبو العباس، تقي الدين بن تيمية، شيخ اإلسالم، ولد في حران سنة ( هو أحمد بن عبد الحليم النمري 1)

برع في العلم والتفسير، وأفتى ودرس وهو دون العشرين، من أهم مؤلفاته: بيان الدليل على بطالن التحليل، تحقيق

م(، دار العلم، 15/2002م، )طهـ،ينظر: خير الدين الزركلي، األعال728الفرقان بين التطليق واأليمان، توفي سنة

(، والحافظ بن رجب، الذيل على طبقات الحنابلة، تحقيق: عبد الرحمان بن سليمان بن العثيمين،1/144بيروت، لبنان،)

(.529ـ4/491م(، مكتبة العبيكان، الرياض،)1/2005)ط

(. 34/69م(، دار الوفاء،مصر،المنصورة،)3/2005( ابن تيمية، مجموع الفتاوى،)ط2)

هـ، بفيروز آباد كان يضرب به المثل في 393( هو ابراهيم بن علي بن يوسف الفيروز آبادي الشيرازي، ولد سنة 3)

عبد الوهاب بن علي السبكي، طبقات هـ، ينظر:476الفصاحة والمناظرة، من أهم مؤلفاته: النكت، اللمع، توفي سنة

(.216-4/215فتاح محمد الحلو، دار إحياء الكتب العربية، )الشافعية الكبرى، تحقيق: محمود محمد الطناحي وعبد ال

(.3/29م(،دارالكتب العلمية،بيروت ،لبنان)1/1995( ابراهيم بن علي الشيرازي، المهذب في فقه اإلمام الشافعي،)ط4)

الفقه م، دكتوراه في الحقوق)الشريعة اإلسالمية(، متخصص في1932( وهبة الزحيلي من مواليد ديرعطية / دمشق 5)

مصنفا في 48اإلسالمي وأصوله، تقلب في مناصب إدارية بكلية الشريعة في العلوم الشرعية واإلنسانية، له أكثر من

م(، دار الفكر، 1/2000العلوم الشرعية واإلنسانية، لم أقف له على ترجمة إال في مؤلفه : تجديد الفقه اإلسالمي، )ط

(.1دمشق، سورية، )ص

(.8/75م(، دمشق، )2/1985الفقه اإلسالمي وأدلته، )ط( وهبة الزحيلي، 6)

(.387م(، دار المصرية للكتاب، مصر،) ص1/1990( عطية صقر، تربية األوالد في اإلسالم، )ط7)

اليتيم وعناية الشريعة اإلسالمية به الفصل التمهيدي

9

مآراء الفقهاء في مدة انتهاء اليتالمطلب الثاني:

اتفق الفقهاء على أن اليتيم تنتفي عنه صفة اليتم ببلوغه، بدليل ما روي عن علي بن

:"ال يتم بعد -ليه وسلمصلى للا ع-قال: حفظت عن رسول للا -رضي للا عنه-أبي طالب

احتالم"(1)

.

بظهور األمارات والعالمات الطبيعية، فإذا لم تظهر العالمات وحده البلوغ يكون إما

الطبيعية يعرف البلوغ بالسن، وقد اتفق الفقهاء على تحديد عالمات البلوغ فيعرف بلوغ

الغالم باالحتالم واإلحبال واإلنزال(2)(3)

ني في نوم أو يقظة والمراد باالحتالم خروج الم ،

بجماع أو غيره(4)

.

على كون االحتالم عالمة من عالمات البلوغ ما يلي:التي استدلوا بها ومن األدلة

قوله تعالى: وإذا بلغ األطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك

عليم حكيم لكم آياته وللا [.59]النور: يبين للا

روي عن ابن عباس(5)

أنه قال: قال رسول للا صلى للا عليه وسلم: "رفع القلم عن

ثالث: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي

حتى يحتلم"(6)

.

، (197ـ3/198 ،)2873( رواه أبو داود في سننه، كتاب الوصايا، باب ما جاء في متى ينقطع اليتم؟، حديث رقم: 1)

(.3/259(، المكتب االسالمي، )1/1979محمد ناصر الدين األلباني، إرواء الغليل، )طحديث صحيح، ينظر:

اإلحبال واإلنزال: إذا تحقق البلوغ باالحتالم تحقق باإلنزال، ألن االحتالم سبب نزول الماء عادة، فعلق الحكم به، (2)

(.5/423ه اإلسالمي وأدلته، مرجع سابق،)وكذا اإلحبال ألنه يتحقق بدون اإلنزال عادة، ينظر: وهبة الزحيلي، الفق

( عبد الغني الغنيمي، اللباب في شرح الكتاب، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، دارالمكتبة العلمية، بيروت، لبنان، 3)

(2/71.)

(.2/217(، دار المعرفة، بيروت، لبنان، )1/1997، ) ط( محمد الخطيب الشربيني، مغني المحتاج4)

د للا بن عباس بن عبد المطلب ويكنى أبا العباس، ولد قبل الهجرة بثالث سنين، كان أصحابه يسمونه البحر ( هو عب5)

ـ،ينظر: يوسف بن عبد البر النمري، االستيعاب في معرفة األصحاب، ه 68لغزارة علمه، توفي بالطائف سنة

(.562-2/559م(، دار الفكر، بيروت، لبنان، ) 2006)

ا، حديث رقم ( رواه أبو د6) حديث (.4/363،)4398اود في سننه، كتاب الحدود، باب في المجنون يسرق أو يصيب حده

(7/340، مصدر سابق، )، إرواء الغليلصحيح، محمد ماصر الدين األلباني

اليتيم وعناية الشريعة اإلسالمية به الفصل التمهيدي

10

ويحصل البلوغ في حق الجارية باالحتالم والحبل(1)

والحيض (2)

.

تحديد السن طبيعي، يثبت البلوغ بالسن، وقد اختلف الفقهاء في وإذ لم يحصل بلوغ

أبو حنيفة اإلمام هحيث قدرالذي هو مظنة البلوغ، (3)

سبع عشرة سنة، وفي في الجارية

الغالم تسعة عشرة سنة(4)

.

أما اإلمام مالك(5)

: أن يبلغ من السن ما يعلم أن من بلغه فقد وقال ،فلم يحد فيها حدا

العادة، وقال أصحابه: مثل سبعة عشر سنة أو ثمان عشرة سنةبلغ في (6)

.

وقال اإلمام الشافعي(7)

لذكر واألنثى في ، ا: البلوغ هو استكمال خمس عشرة سنة

ذلك سواء، وبهذا قال الحنابلة أيضا (8)

خبر ابن عمر ذلكدليلهم على ، و(1)

–"أن النبي

كل ما احتواه الغير، فالولد حبل للبطن، واللؤلؤ حبل للصدف، والشراب حبل للزجاجة والحبل مختص ( الحبل:1)

باآلدميات من البهائم والشجر فيقال : فيه حمل ، ينظر: سائر بصمة جي، معجم مصطلحات ألفاظ الفقه اإلسالمي،

(.217م(، صفحات للدراسات والنشر، دمشق، سورية، )ص1/2009)ط

: هودم جبلة أي تقتضيه الطباع السليمة وهو الدم الخارج من فرج المرأة من أقصى رحم المرأة )ينظر: ( الحيض2)

(.1/499م(، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، )1/1996سليمان بن محمد البجيرمي، البجيرمي على الخطيب، )ط

ه، كان قيما بعلمه متثبتا فيه، عالما بتفسير 80نة هو اإلمام األعظم أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن كاؤس، ولد س( 3)

سنة، ينظر: عبد القادر بن محمد، الجواهر 70ه وعمره 150الحديث، كان أفقه أهل البصرة وأعلمهم بالسنة، توفي سنة

(.61-1/49م(، دار العلوم، الرياض،)1/1988المضية في طبقات الحنفية، تحقيق: عبد الفتاح محمد الحلو، )ط

(.6/53شمس الدين السرخسي، المبسوط ، دار المعرفة، بيروت، لبنان،) ( 4)

ه، إمام دار الهجرة وأحد األئمة األربعة، 93( هو أبو عبد للا مالك بن أنس بن مالك األصبحي، ولد على األشهر سنة 5)

دا عن األمراء والملوك، توفي وإليه تنسب المالكية، انتصب لتدريس العلم وهو ابن سبع عشرة سنة، كان صلبا في دينه بعي

ه(، المطبعة 1345ه، ينظر: محمد بن محمد بن مخلوف، شجرة النور الزكية في طبقات المالكية )179بالمدينة سنة

(.258ـ5/257(، والزركلي، األعالم، مرجع سابق،)55ـ1/52السلفية، القاهرة، )

م(، دار الكتب العلمية، 1/1998حسن اسماعيل، )ط ( عبد الوهاب علي بن نصر، المعونة، تحقيق: محمد حسن محمد6)

(.2/160بيروت، لبنان، )

ه، أحد األئمة 150ه بغزة سنة 157ادريس بن العباس القرشي المطلبي الشافعي، ولد سنة هو أبو عبد للا بن (7)

وضع علم األصول القرين، أفتى وهو ابن عشرين سنة، وهو أول من األربعة، كان كثير المناقب جم المفاخر منقطع

ه، ينظر: عبد الوهاب بن علي السبكي، طبقات 204واستنبطه، له تصانيف كثيرة، أشهرها كتاب األم، توفي بمصر سنة

(.6/26(، والزركلي، األعالم، مرجع سابق،)203ـ1/192الشافعية الكبرى،)

ركي وعبد الفتاح محمد الحلو، ( عبد للا بن أحمد بن قدامة، المغني، تحقيق: عبد للا بن عبد المحسن الت8)

(. 6/597م(، دار عالم الكتب، الرياض، ) 3/1997)ط

اليتيم وعناية الشريعة اإلسالمية به الفصل التمهيدي

11

يوم ن أربع عشرة سنة فلم يجزه، وعرضه عرضه يوم أحد وهو اب -صلى للا عليه وسلم

خندق وهو ابن خمس عشرة سنة فأجازه"(2)

لمبحث الثاني: عناية الشريعة اإلسالمية باليتيما

دت حقوقهم من جميع عنيت الشريعة اإلسالمية بأحوال اليتامى عناية فائقة، وحده

رعاية سليمة، الجوانب، ووضحت اآلداب والقواعد التي ترعى شؤونهم وتؤمن رعايتهم

وكذلك من خالل الترهيب ،وذلك من خالل الترغيب في اإلحسان إليهم والعطف عليهم

ألموالهم بغير حق ظلما وعدوانا، فتجتمع ، أو والتخويف من التعرض لهم في أنفسهم

كي تشكل منهجا في كيفية التعامل مع هاته الفئة ،نصوص القرآن والسنة بأساليبها المتنوعة

صالحين. أفراداهم هم أيضا وكيفية جعل

في المطلبين التاليين: وسنذكر بعض هذه النصوص وتفسير العلماء لها

المطلب األول: عناية الشريعة باليتيم في القرآن الكريم

في السنة النبويةلب الثاني: عناية الشريعة باليتيم المط

في القرآن الكريم باليتيم المطلب األول: عناية الشريعة

لصغره وعجزه عن القيام بمصالحه التي تحفظ اليتيم ب عناية خاصةلقرآن الكريم ل

الذي يحيق بها من عدم تربيته لفقده الضرروتقي األمة شر ، له حسن الحياة في المستقبل

ليتيم في أربع وعشرين مرة في ا وقد ظهر ذلك من خالل ذكر األب الذي يكفله ويرعاه،

لتعطينا منهجا واضحا عشرين آية من آيات القرآن الكريم، اثني عشرة سورة على ثالثة و

( هو الصحابي الجليل عبد للا بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، يعد من صغار الصحابة، حيث هاجر مع 1)

عليه وسلم وبعض الصحابة وروى أبيه وهو ابن عشر سنين، توفي سنة ثالث وسبعين للهجرة، روى عن النبي صلى للا

عنه خلق كثير، ينظر: أحمد بن علي بن حجر العسقالني، اإلصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: علي محمد البجاوي،

(.4/181م(، دار الجيل، بيروت، لبنان، )1/1992)ط

(.3/114، )4097، كتاب المغازي، باب: غزوة الخندق وهي األحزاب، حديث رقم ( رواه البخاري في صحيحه2)

اليتيم وعناية الشريعة اإلسالمية به الفصل التمهيدي

12

الوعيدو ،من أدى حق هذا اليتيم ل المترتبوتبيين الثواب ،للعناية بحقوق اليتيم وحفظها

.أو ظلمه الشديد على من أكل حقه

تخالطوهم فإخوانكم ويسألونك عن اليتامى قل إصالح لهم خير وإن تعالى: قال

عزيز حكيم ألعنتكم إن للاه يعلم المفسد من المصلح ولو شاء للاه [.220]البقرة/ وللاه

ابن عباس عن

رضي للا عنه(1)

وال تقربوا مال اليتيم :أنزل للا عز وجللما قال:

[. 152]األنعام/ بالتي هي أحسن إال

ما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون و إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إن

انطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه ،[10]النساء/ سعيرا

ذلك لرسول م فذكروافاشتد ذلك عليه طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسدفجعل يفضل من

، [220]البقرة/ وإن تخالطوهم فإخوانكم :عليه وسلم فأنزل للا عز وجلللا صلى للا

شرابهم بشرابهفخلطوا طعامهم بطعامه و(2)

.

الح في مال اليتيم اإلصأمر للا سبحانه وتعالى نبيه أن يجيب بأن من قصد حيث

إذا قصد اإلصالح والرفق وأباح الخلطة في ذلك ،للا تعالى المشقةفهو خير، فرفع

باليتيم(3).

كان به : وقال سبحانه وتعالى - وأن تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فإن للاه

يفتيكم للا أن تقوموا لليتامى من النساء والولدان :أي، [127]النساء/ عليما

ويجري العدل في ،المستضعفين بالقسط بأن تهتموا بهم اهتماما خاصا وتعنوا بشأنهم

معاملتهم على أكمل الوجوه وأتمها، فإن ذلك هو الواجب الذي ال هوادة فيه وال خيرة في

شأنه(4)

.

( سبقت ترجمته.1)

(.197ـ3/196،)2871رواه أبو داود في سننه، كتاب الوصايا، باب مخالطة اليتيم في الطعام، حديث رقم: (2)

ن بن محمد بن مخلوف الثعالبي، الجواهر الحسان، في تفسير القرآن، تحقيق: علي محمد عوض وعادل ( عبد الرحم3)

(.445م(، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، )ص1/1997طأحمد عبد الموجود،)

(.5/171(،)م1/1946( أحمد مصطفى المراغي، تفسير المراغي،) ط4)

اليتيم وعناية الشريعة اإلسالمية به الفصل التمهيدي

13

[.14/15]البلد/ يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو إطعام في :وقال تعالى أيضا -

ذا مقربة: أي قرابة، يعلم للا الناس أن الصدقة على القرابة أفضل منها على غير

القرابة، كما أن الصدقة على اليتيم الذي ال كافل له أفضل من الصدقة على اليتيم الذي يجد

يكفله من (1)

.

من أكل وجل بحفظ أموال األيتام وعدم التعرض لها بسوء وحذرللا عز أمركما -

لوا وال أموالهم اليتامى وآتوا وذلك في قوله تعالى : ،أموالهم يب الخبيث تتبد وال بالط

ه أموالكم إلى أموالهم تأكلوا [2]النساء/ كبيرا حوبا كان إن

ال تستبدلوا الحرام ـ وهو مال اليتيم ـ بالحالل وهو مالكم أو ال تستبدلوا األمر أي

وال تأكلوا عنها، الخبيث وهو اختزال أموال اليتامى باألمر الطيب وهو حفظها والتورع

حوبا ها كان أموالهم قلة مباالة بما ال يحل لكم وتسوية بينه وبين الحرام إن أكل أموالكم إلى

كبيرا أي ذنبا عظيما(2)

.

الرشد وال سن ثم يحذر للا تعالى أولياء اليتامى من تسليم أموالهم إليهم قبل بلوغهم

ريب أن مبنى ذلك وأساسه عدم قدرتهم على ضبط نفوسهم في التصرف وضعف عقولهم

عن إدراك ما هو خير وصالح، ولهذا عبر عنهم بوصف السفهاء إشارة لعاطفة الرحمة

فهاءتؤتواولبهم، وذلك في قوله تعالى: وارزقوهماما قيلكمللاجعلالتيأموالكمالس

عروفا قول لهموقولواواكسوهمفيها [05/]النساءم(3)

،ت على رعاية اليتيم من الجانب النفسيالوصايا القرآنية العظيمة التي حثومن

ضه ما فاته من ويعوينسيه مرارة اليتم، في جو من الحنان الدافىءباحتضانه وإيوائه ليعيش

م(، دار عالم 2/2003( عبد للا محمد بن أحمد القرطبي، الجامع ألحكام القرآن، تحقيق: هشام سمير البخاري، )ط1)

(.6/303الكتب، الرياض، )

م م(، دار الكل1/1998علي بدوي، )ط بن أحمد النسفي، مدارك التنزيل وحقائق التأويل، تحقيق: يوسف( عبد للا2)

(. 1/328الطيب، بيروت، لبنان، )

(.147م(، دار الشروق، القاهرة، نصر، )ص12/2004ينظر: محمود شلتوت، تفسير القرآن الكريم، )ط (3)

اليتيم وعناية الشريعة اإلسالمية به الفصل التمهيدي

14

ووجدك فآوى يتيما يجدك ألم قوله تعالى في سورة الضحى: عواطف األبوة فهدى ضااله

ا فأغنى عائال ووجدك [09إلى 06من /]الضحى تقهر فال اليتيم فأم

الحياة هذه اآليات الكريمة جمعت بين طياتها درسا كامال لكل ما يحتاجه اليتيم في

االجتماعية فهي الدستور الذي البد من تطبيقه للوصول إلى الغاية السامية من رعاية حقوقه

بهذا اإلنسان إلى وهي بمجموعها تشكل بيان المراحل التي ال بد من اجتيازها للوصول

الهدف المنشود (1)

.

ويدفعونه وقد ذم للا تعالى أولئك الذين يهينون اليتيم وال يكرمونه، بل يزجرونه

في قوله تعالى: ، وذلكوجعل ذلك من صفات غير المؤمنين المكذبين بيوم الدين ،عن حقه

ين فذلك الذي يدع اليتيم ب بالد [.2ـ1الماعون/] أرأيت الذي يكذ

بجفوة وأذى ا قبيحا بزجر ،الذي يدع اليتيم: أي يدفعه دفعا عنيفا ويرده رده

على ذلكوخشونة، فلو آمن بالجزاء وأيقن بالوعيد لخشي للا وعقابه ولم يقدم (2)

.

ين أن يغرسوا م على المربه فتعاليم ديننا الحنيف من خالل وصايا القرآن الكريم تحته

ذا عقل أن يكون له هه ؤفي الطفل منذ أن يفتح عينيه على الدنيا أصول الصحة النفسية التي ت

روا الولد من كلف متزن وإرادة مستعلية، وكذلك عليهم أن يحره وتصره ،ناضج وتفكير سليم

فمراعاة مشاعر ،م من كيانه وشخصيتهوتحط ،العوامل التي تغض من كرامته واعتباره

لفة يسهم في إخراجه سويا نافعا عمره المخت نالطفل وأحاسيسه ومتطلباته في سني(3)

.

في السنة النبوية الثاني: عناية الشريعة باليتيمالمطلب

بأمر اليتامى بالحث على كفالتهم صلى للا عليه وسلم ظهر اهتمام الرسول

ورعايتهم وأوجب على كافل اليتيم أن يحرص على توفير حاجاته المادية من مأكل

(.23(،دار الزهراء، بيروت، لبنان، )ص2القرآن الكريم، )ط( عز الدين، بحر العلوم ، اليتيم في 1)

م(، دار الكلم 1/1998علي بدوي، )ط ( عبد للا بن أحمد النسفي، مدارك التنزيل وحقائق التأويل، تحقيق: يوسف2)

(.685لبنان،)ص، بيروت الطيب،

(.2/33زيع والنشر، مصر، )م(، دار التو1/1998( محمد سعيد مرسي، فن تربية األوالد في اإلسالم، )ط3)

اليتيم وعناية الشريعة اإلسالمية به الفصل التمهيدي

15

شاعره ومشرب وملبس ومسكن وتوفير حاجاته المعنوية من احترام وتقدير ومراعاة م

ونفسيته ويتضح ذلك جليا من خالل األحاديث النبوية والتي منها ما يلي:

عن سهل بن سعد -(1)

قال: "أنا وكافل اليتيم في الجنة -صلى للا عليه وسلم –عن النبي

هكذا، وقال بأصبعيه السبابة والوسطى"(2)

عن أبي هريرةو - (3)

"كافل -عليه وسلمصلى للا -قال: قال رسول للا -رضي للا عنهـ

اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى" (4)

كافل اليتيم القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك، وهذه الفضيلة ف

تحصل لمن كفله من مال نفسه أو مال اليتيم بوالية شرعية، أما قوله: له ولغيره فالذي له أن

بهم، والذي لغيره أن يكون قريبا منه كجده وأمه وجدته وأخيه وغيرهم من أقار يكون

أجنبيا(5)

.

"الساعي على :صلى للا عليه وسلم قال: قال النبي -رضي للا عنه –عن أبي هريرة -

األرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل للا أو القائم بالليل، الصائم النهار"(6)

-صلى للا عليه وسلم -هو سهل بن سعد بن مالك األنصاري، يكنى أبا العباس، من مشاهير الصحابة، روى عن النبي (1)

هـ،)ينظر: أحمد بن حجر العسقالني اإلصابة في تمييز الصحابة، 91، توفي سنة ةوهو آخر من مات بالمدينة من الصحاب

(.400ـ1/399(،وابن عبد البر، االستيعاب في أسماء األصحاب، مرجع سابق،)501-4/500مرجع سابق،)

(.4/72) 2005البخاري في صحيحه، كتاب األدب، باب فضل من يعول يتيما، حديث رقم : (3)

،غلبت وقيل ابن غنم صخربن ن عبد الرحم أبو هريرة الدوسي اليماني، اختلف في اسمه على أقوال جمة أرجحهاهو (3)

عليه كنيته ،أسلم أبوهريرة عام خيبر و شهدها مع رسول للا ثم لزمه وواظب عليه رغبة في العلم وكان من أحفظ

هـ، ينظر: الذهبي، سير 57سنة حديث، توفي 5374 أصحاب الرسول ـصلى للا عليه وسلم ـ له مسند أحاديث يتكون من

(.476ـ2/474عبد البر، االستيعاب، مرجع سابق،)(، وابن 632ـ 2/578أعالم النبالء، مرجع سابق، )

( رواه مسلم في صحيحه، كتاب الزهد والرقائق، باب: فضل اإلحسان إلى األرملة والمسكين واليتيم، حديث رقم 5)

2982( ،2286-2287.)

، 2982رقم: ( صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب الزهد، باب فضل اإلحسان إلى األرملة والمسكين واليتيم، حديث 1)

(18/113.)

(.4/93، )2006( رواه البخاري في صحيحه، كتاب األدب، باب الساعي على األرملة، حديث رقم 6)

اليتيم وعناية الشريعة اإلسالمية به الفصل التمهيدي

16

النهار فليعمل بهذا الحديث وصيام من عجز عن الجهاد في سبيل للا وعن قيام الليل

على األرامل والمساكين، ليحشر يوم القيامة في جملة المجاهدين في سبيل للا دون ىوليسع

أن يخطو في ذلك خطوة أو ينفق درهما أو يلقى عدوا يرتاع بلقائه، أو ليحشر في زمرة

ين وينال درجتهم، فينبغي لكل مؤمن أن يحرص على هذه التجارة التي الصائمين والقائم

التبور، ويسعى على أرملة أو مسكين لوجه للا تعالى، فيربح في تجارته درجات المجاهدين

والقائمين من غير تعب وال نصبوالصائمين (1)

.

"من ليه وسلمصلى للا عقال: قال رسول للا ـ رضي للا عنه ـ عن عبد للا بن عباس -

األيتام كان كمن قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهرا سيفه في سبيل الثة منعال ث

للا وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كهاتين، أختان وألصق أصبعيه السبابة والوسطى"(2)

-، كناية عن كمال قربه من النبي(خوانأي من حمل مؤونتهم، وقوله )أمن عال

ال دخوله الجنة ال مساواة الدرجةح -عليه وسلمصلى للا (3)

.

صلى للا عليه وسلم: –قال: قال رسول للا -رضي للا عنه-عن أبي هريرة ـ

رج حق الضعيفين: اليتيم والمرأةحاللهم إني أ (4)

.

تعالى في والمقصود إشهادهي تضييع حقهما وشدد عليهم في ذلك، أي: أضيق على الناس ف

تبليغ ذلك الحكم إليهم(5)

.

قال: قال رسول للا صلى للا عليه وسلم: -رضي للا عنه-عن أبي هريرة ـ

"خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بين فيه

يتيم يساء إليه"(1)

.

( أبو الحسن بن خلف ابن بطال، شرح صحيح البخاري، كتاب األدب، باب الساعي على األرملة، مكتبة الرشد، 1)

.9/218الرياض،

(.610، )ص3680دب، باب حق اليتيم، حديث رقم ( رواه ابن ماجه في سننه، كتاب األ2)

(.4/194( نور الدين السندي، حاشية السندي على سنن ابن ماجه، دار الجيل، بيروت، لبنان،) 3)

(.610،) ص3678رواه ابن ماجه في سننه، كتاب األدب، باب حق اليتيم، حديث رقم (4)

(.4/193سابق، )( السندي، حاشية السندي على سنن ابن ماجه، مرجع 5)

اليتيم وعناية الشريعة اإلسالمية به الفصل التمهيدي

17

معاشرة اليتامى وحرصه على صلى للا عليه وسلم والعبرة من أحاديث البني

والحث على حمايتهم ذلك حتى ينشأ اليتيم سويا نفسيا متزنا قادرا على التعامل بين أفراد

المجتمع ويمارس حياته بشكل طبيعي دون الشعور بأي نقص أو حرمان.

فعلى هؤالء إن األصل على ذوي األرحام واألقرباء،ورعاية اليتيم واجبة في

تامى النفسية والخلقية فما عليهم إال أن يخصوهم بمزيد من أرادوا أن يعالجوا أمور الي

كأوالدهم حبها ومعاملة ومالطفة الرحمة والعطف والعناية وأن يشعروهم أنهم (2)

.

الفصل األول

أحكام المحافظة على مال اليتيم في

الفقه اإلسالمي

(.641،)ص3679( رواه ابن ماجه في سننه، كتاب األدب، باب حق اليتيم، حديث رقم: 1)

(.1/257م(، دار الفكر، بيروت، لبنان،)3/1996( عبد للا صالح علوان، تربية األوالد في اإلسالم، )ط2)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

21

من رحمة للا تعالى أن اعتبرت الشريعة اإلسالمية الوالية على الغير في حال

عجزه عن النظر في مصالحه وتدبير شؤونه بنفسه.

الفقهية لعمل الولي من أجل الحفاظ على مال اليتيم. الفصل لبيان األحكام وقد خصصت هذا

ويحتوي على ثالث مباحث. وهي كاآلتي:

ية على اليتيم في الفقه اإلسالميالمبحث األول: الوالية المال

بعض األحكام المتعلقة بمال اليتيمبحث الثاني: الم

المبحث األول: الوالية المالية على اليتيم في الفقه اإلسالمي

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

22

من رحمة الشرع باليتيم أن جعل له وليا يكلفه إلى أن يكبر ويصير راشدا عاقال،

فالمرء وهو صغير يحتاج إلى من يرعاه ويكلفه ويربيه ويتولى تدبير شؤون حياته، وهذه

انبنى عليها وجوب واليته حتى يكبر، لذا كان الحاجة الماسة للرعاية لدى اليتيم هي التي

من الالزم أن نقف عند مفهوم الوالية ومشروعيتها والشروط المتعلقة بمن يتولون رعاية

األيتام والضوابط الشرعية لهذه الوالية، ولما كانت هذه الوالية محدودة بزمن معين سنقف

لمطالب اآلتية:كل ذلك ضمن اثارها وما يترتب عن انتهاءها، أيضا عند آ

المطلب األول: مفهوم الوالية على اليتيم ومشروعيتها.

المطلب الثاني: شروط الوالية على اليتيم.

المطلب الثالث: انقضاء الوالية على اليتيم وما يترتب عنها.

المطلب األول: مفهوم الوالية على اليتيم ومشروعيتها.

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

23

أموره بنفسه جعلت الشريعة الوالية أو نظرا لضعف اليتيم وعجزه عن متابعة

النيابة الشرعية كضمان لحفظ حقوقه ورعايته والعناية به حتى يصبح عنصرا إيجابيا في

المجتمع المسلم بعد ثبوت رشده واستقالله بأمور نفسه.

وسنتناول أوال تعريف الوالية لغة واصطالحا ثم أقسامها ومشروعيتها.

ة: لغة واصطالحا:الفرع األول: تعريف الوالي

الوالية في اللغة: الوالية من ولي الشيء وولي عليه والية ووالية. -1

والوالية بالكسر السلطان والوالية والوالية النصرة.

وتطلق الوالية على القرابة والخطة واألمارة والسلطان والبالد التي يتسلط عليها الوالي.

العالم والخالئق القائم بها. ومن أسماءه عز وجل والولي هو الناصر وقيل المتولي ألمور

الولي وهو مالك األشياء جميعها المتصرف فيها.(1)

ويطلق الولي أيضا على المعتق والعتيق وابن العم والناصر وحافظ النسب والصديق ذكرا

كان أو أنثى وقد يؤنث بالهاء فيقال هي وليه.(2)

أولى بكذا أي أحرى وأجدر.وكل من ولى أمر آخر فهو وليه وفالن (3)

الفرع الثاني: الوالية في اصطالح الفقهاء:

(. 4920ـ 2/4921ابن منظور لسان العرب، مصر سابق، ) (1)

(.258م(، مكتبة لبنان، بيروت، لبنان، )ص1987المصباح المنير، )أحمد بن محمد الفيومي، ( 2)

(.6/191م(،دار الفكر، )1979( أحمد ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السالم محمد هارون،)3)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

24

اختلف الفقهاء في تعريف الوالية وإن كانت في مجملها تتحدث عن القيام بإدارة

شؤون المالية والشخصية ومن بين هذه التعريفات:

عرفها الجرجاني

بقوله: تنفيذ القول على الغير شاء الغير أو أبى(1)

.

وقد انتقد مصطفى الزرقا(2)

ف هذا التعريف وقال هو تعريف غير سديد ألنه يعر

الوالية ببيان حكمها ال بشرح حقيقتها(3)

.

وعرفها محمد أبو زهرة(4)

بقوله: هي القدرة على إنشاء العقد نافذا (5)

.

ويرى وهبة الزحيلي

بأن الوالية هي القدرة على مباشرة التصرف من غير توقف

إجازة أحدعلى (6)

.

أما مصطفى الزرقا فقد قال بأنها: قيام شخص كبير راشد على شخص قاصر في

تدبير شؤونه الشخصية والمالية، فالوالية في جوهرها ضرب من النيابة التي بمعناها العام

قيام شخص مقام آخر في التصرف عنه(7)

.

وواضح.وأرى أن التعريف الجامع هو تعريف الزرقا ألنه تعريف شامل

(.1/272علي بن محمد الجرجاني، كتاب التعريفات، دار اإليمان، االسكندرية ،) ( 1)

م، من مؤلفاته نظام التأمين حقيقته والرأي الشرعي فيه، توفي 1907هو مصطفى بن أحمد بن محمد الزرقا ولد سنة (2)

(.2/343م( دار الشواف، القاهرة، )4/1992م. ينظر: محمد مجدوب، علماء ومفكرون عرفتهم، )ط1999سنة

(.2/845القلم، دمشق، ) م(، دار1/1988مصطفى أحمد الزرقا، المدخل الفقهي العام، )ط (3)

هو محمد أبو زهرة، أكبر علماء الشريعة اإلسالمية في عصره، ولد بمدينة المحلة الكبرى، بمصر، أين تعلم ودرس ( 4)

إلى أن عيهن محاضرا للدراسات العليا، له أكثر من أربعين مؤلفا من أشهرها: أصول الفقه، الملكية ونظرية أصول العقد.

(. 6/25العالم، مرجع سابق،))أنظر: الزركلي، ا

(.107م(، دار الفكر العربي،)ص2/1950محمد أبو زهرة، األحوال الشخصية، )ط (5)

(. 7/186وهبة الزحيلي، الفقه اإلسالمي وأدلته، مرجع سابق، )( 6)

(. 844-843مصطفى أحمد الزرقا، المدخل الفقهي العام، مرجع سابق، )ص( 7)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

25

دد الوالية على اليتيم بأنها وبناء على تعريف الوالية عند الفقهاء فإنه يمكن أن تح

السلطة النيابية التي يستمدها الوصي من األب قبل أن يموت أو من الجد أو من القاضي تلك

فيصير بذلك وليا لليتيم يتصرف نيابة عنه إلى أن يصير راشدا.

الفرع الثاني: أقسام الوالية

والوالية المتعدية هي قدرته على ، تنقسم الوالية إلى قسمين: والية قاصرة ووالية متعدية

قد الخاص بغيره بإقامة من الشارعإنشاء الع(1)

.

ين: تقع عليه إلى قسم وتنقسم الوالية المتعدية باعتبار موضوعها أو المحل الذي

باإلشراف على شؤون الصغير الشخصية الوالية على النفس: يقوم الولي بمقتضاها -1

مثل: التأديب والتعليم والتطبيب إلى آخر ما يتعلق بذلك من أمور وكذا تزويج الصغير

ج من باب الوالية على النفسوالصغيرة فالتزوي(2)

.

الوالية على المال: وهي السلطة التي بها الولي حق التصرف بمال المولى عليه بيعا -2

عليه عاجزا عن تدبير شؤونه وشراء وإجارة وإعادة ونحو من العقود ما دام المولى

بنفسه(3)

.

وهذه الوالية تثبت على العاجزين عن تدبير شؤونهم المالية من الصغار والمجانين

، أما ءفقهاء كما تثبت على السفهاء وذي الغفلة عند جماهير الفقهاوالمعاتيه باتفاق ال

ينظر: نصر فريد واصل، الواليات الخاصة، (، 107( محمد أبو زهرة، األحوال الشخصية، مرجع سابق، )ص1)

(.12م(، دار الشروق، القاهرة، نصر،) ص1/2002)ط

(، 79م(، دار الفكر العربي، )ص1/1984ينظر: عبد العزيز عامر، األحوال الشخصية في الشريعة اإلسالمية، )ط( 2)

م(، دار التأليف، مصر، االسكندرية، )ص 2/1952المدخل في التعريف بالفقه اإلسالمي ،)طومحمد مصطفى شلبي:

470.)

م(، دار القلم، الكويت، 2/1990( عبد الوهاب خالف، أحكام األحوال الشخصية في الشريعة اإلسالمية،)ط3)

مصطفى شلبي، المدخل في محمد ، و845(، ينظر: مصطفى الزرقا، المدخل الفقهي العام، مرجع سابق، ص222)ص

(.470التعريف بالفقه اإلسالمي، مرجع سابق،) ص

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

26

الصغير: فيمر بمرحلتين حتى يبلغ، المرحلة األولى: مرحلة عدم التمييز وتنتهي عادة ببلوغ

المرحلة تكون الوالية والية تامة فجميع التصرفات لوليه، ألن هذه سن السابعة وفي

فأي تصرف يصدر منه يكون باطال. الصغير فيها ال إدراك له وال تمييز

فإذا بلغ سن السابعة من عمره بدأت المرحلة الثانية وهي مرحلة التمييز وفيها

ا ناقصة يحتاج يميز بين النافع والضار بصورة إجمالية فيتحقق له بهذا أهلية التصرف لكنه

معها إلى رأي وليه(1)

.

الفرع الثالث: مشروعية الوالية:

على النفس والمال حرصا على مصلحة ومال شخص غير كامل شرعت الوالية

الرشد والعقل نتيجة لصغر سنه أو عدم استقامة تصرفاته في أمواله أو النعدام أهليته أو

نقصها، ألن المال قوام الحياة ويجب شرعا حفظه وتنميتة.

الحق سفيها أو فإن كان الذي عليه وقد دل على مشروعية هذه الوالية قوله تعالى:

ه بالعدل [282البقرة/[ضعيفا أو ال يستطيع أن يمل هو فليملل ولي

"فليملل وليه "أي الذي يلي أمره من وصي، إن كان سفيها أو صبيا أو وكيل إن

كان غير مستطيع أو ترجمان يمل عنه وهو يصدقه(2)

السفيه كما أثبتها فأثبت الوالية على ،

على الضعيف والمراد بالضعيف في اآلية ضعيف العقل لصغر أو مرض.(3)

نهم رشدا فادفعوا وقوله أيضا: كاح فإن آنستم م ى إذا بلغوا الن وابتلوا اليتامى حت

ا فليستعفف ومن كان فقيرا إليهم أموالهم وال تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيه

[06النساء/[فليأكل بالمعروف

السنوي األول لجمعية الشموع المضيئة بعنوان: حق ماهر حامد الحولي، إدارة أموال األيتام، بحث مقدم للمؤتمر( 1)

م،غزة،فلسطين.2009ـ07ـ15االرملة في حياة كريمة، بتاريخ

(.1/512الرياض، ) م(، مكتبة العبيكان،1/1998شاف، )طمحمود بن عمر الزمخشري، الك( 2)

(.6/182بيروت، لبنان، ) م(، دار الكتب العلمية،1/1998عمر بن علي، اللباب في علوم الكتاب، ) ط( 3)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

27

والسفهاء(1)

هم الذين ال يحسنون تدبير األموال إما لصغر سنهم وإما لنقص عقولهم وإما

المالية والسلطان، وعبهر عن الوالية بالقيام لسوء تدبيرهم وتبذيرهم والقيام هنا هو الوالية

ألن القيام هو العماد والسناد في اللغة والوالية المقصود منها أن تكون عمادا وسندا للقاصر

المولى عليه، ويكون معنى النص الكريم: ال تعطوا المال للذين ال يحسنون القيام عليه

هؤالء، ولكن أضيف المال إلى لصغر أو نقص عقل أو فساد رأي ثابت، والمراد مال

ثهم على حفظه وصيانته كأنه مالهماألولياء ليح(2)

.

فهذا الخطاب القرآني العام هو خطاب موجه إلى األولياء من أجل رعاية األيتام

والمحافظة على أموالهم وهذا ما يدل على مشروعية الوالية على اليتيم في ماله ونفسه ألنه

احتياجاته المادية والمعنوية. دويقف عن قاصر يحتاج إلى من يرعاه

ومما يؤيد هذه المشروعية ما روى عبد للا بن عمر ـ رضي للا عنهماـ أن النبي

صلى للا عليه وسلم قال: "أال من ولي يتيما له مال فليتجر فيه وال يتركه حتى تأكله

الصدقة"(3)

المطلب الثاني: شروط الوالية على اليتيم ومراتبها

استحقاق الوالية ليس متروكا ألي كان، وإنما له جملة من الشروط والضوابط

ينبغي أن تتوافر في هذا الولي حتى يعتد بواليته وتكون واليته والية صحيحة.

الفرع األول: شروط الوالية

م(، مكتبة الشروق، 4/2004السفيه في اللغة: من يبذر ماله فيما ال ينبغي، ينظر: شوقي ضيف، المعجم الوسيط )ط (1)

(. 434مصر،)ص

(.3/1588( محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير، دار الفكر العربي، )2)

ي زكاة مال اليتيم حديث رقم ما جاء ف ( أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الزكاة عن النبي صلى للا عليه وسلم، باب3)

(، وهو ضعيف 6/3(، والبيهقي في سننه، كتاب الزكاة، باب تجارة الوصي بمال اليتيم أو إقراضه، )162، )ص641

م(، دار المشكاة، مكة المكرمة، 1/1995اإلسناد، ينظر: أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقالني، تلخيص الحبير، )ط

(.308ـ3/307)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

28

شرط الفقهاء ألهلية الوالية على المال جملة من الشروط، وقبل سرد شروط الوالية

ليتيم من المهم أن نبين أن من بينها ما هي شروط عامة تتعلق بكل ولي سواء المالية على ا

ط متفق عليها في المذاهب األربعةفي والية اليتيم أو في غيرها من الواليات وهي شرو(1)

.

للكافرين على :إذ ال والية لكافر على مسلم لقوله تعالىاإلسالم: - ولن يجعل للاه

والمؤمنات بعضهم أولياء بعض والمؤمنون [ وقوله:141]النساء: المؤمنين سبيال

[71]التوبة:(2)

ملوكا ال يقدر فال تثبت والية العبد لقوله سبحانه وتعالى:الحرية: - مثال عبدا م ضرب للاه

نفسه فكيف تثبت له والية على [ وألنه ال والية له على 75]النحل: على شيء

غيره(3)

.

ألن الوالية إنما تثبت نظرا للمولى عليه عند عجزه عن النظر لنفسه، ومن ال العقل: -

وال يلي نفسه فغيره أولى وسواء في هذا من ال عقل له لصغره عقل له ال يمكنه النظر

كبر طفل أو من ذهب عقله بجنون أوك(4).

يه ألن الوالية يعتبر كمال الحال ألنها تنفيذ تصرف الحق وغير المكلف مولى علـ البلوغ:

لقصور نظره فال تثبت له والية(5)

.

أي األمانة والرضا فيما يشرع فيه الولي ويفعله بأن يكون حافظا لمال الصبي العدالة: -

ويتصرف فيه بالمصلحة(1)

.

(، ومحمد عرفة الدسوقي ،حاشية الدسوقي على الشرح 5/153لكاساني، بدائع الصنائع، مصدر سابق، )( ينظر: ا1)

(، ومنصور بن يونس 3/97(، والشربيني، مغني المحتاج، مصدر سابق، )4/452الكبير.، دار إحياء الكتب العربية، )

المملكة العربية السعودية، الرياض، م(، دار عالم الكتب،2/2003البهوتي، كشاف القناع على متن اإلقناع ، )ط

(7/2408.)

.5/153( الكاساني، بدائع الصنائع، مصدر سابق، 2)

( المصدر نفسه.3)

.367. 9/366( ابن قدامة، المغني، مصدر سابق4)

بيروت، م(، مؤسسة الرسالة، 1/2000، شرح منتهى اإلرادات، تحقيق: عبد للا بن عبد المحسن التركي، )طالبهوتي ( 5)

.5/134لبنان،

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

29

ومعناها القدرة على القيام بأمور الموصى عليه الكفاية: -(2)

.

فإذا توافرت هذه الشروط في من عين وليها على مال اليتيم فإن عليه أن يحرص على

به وعدم قربانه من اإلتالف والضياع وكل ما قد يضر المحافظة على هذا المال

الرشد وتسليم ماله والتصرف فيه إال إذا كان غرضه االصالح إلى حين بلوغ اليتيم سن

إليه.

( 93وهي نفس الشروط التي أقرها قانون األسرة الجزائري، فقد نصت المادة :)

وللقاضي أمينا حسن التصرف، بأنه يشترط في الوصي أن يكون مسلما عاقال بالغا قادرا،

عزله إذا لم تتوفر فيه الشروط المذكورة(3)

.

الفرع الثاني: مراتب الوالية الخاصة:

اختلف الفقهاء في ترتيب من تكون له الوالية على مال المحجور عليهم ومرد ذلك

االختالف اعتبار كل فريق أن مصلحة اليتيم تكمن عند من يقدمونه:

ذهب الحنفية إلى أن الوالية على المحجوز عليهم تكون لسبعة أشخاص ترتيبهم على -

النحو اآلتي: األب ثم وصيه(4)

ثم وصي وصيه ثم الجد ثم وصيه ثم وصي وصيه ثم

وصي القاضيالقاضي ثم من نصبه القاضي وهو (5)

.

أما المالكية فرأ يهم أن الولي المحجور عليه لصغره هو أبوه، فإن لم يكن للمحجور أب -

بأن كان يتيما فالوالية عليه للوصي الذي أوصاه األب به، ثم وصي الوصي، وهكذا ثم

ء القاضي أو من يقيم مقامه، وقالوا ال والية للكافر وكذلك الكافل كالجد يلي األوصيا

والعم واألخ، ال والية له على اليتيم بقبض ماله وبيعه والشراء له إال إذا كانت له عليه

.4/452، حاشية الدسوقي، مصدر سابق، ( الدسوقي1)

.5/254الدسوقي، حاشية الدسوقي، مصدر سابق، ( 2)

(.103م(، دار الهدى، الجزائر، عين مليلة، )ص2007ينظر: لعور أحمد، صقر نبيل، الدليل القانوني لألسرة، ) (3)

الوصي: هو الذي أقامه غيره مقامه ليتصرف في شؤون تركته وأوالده بعد وفاته، ينظر: محمد أمين الغزالي ،حقوق ( 4)

(. 12،) ص1998م(، دار االتحاد العربي، االسكندرية، 1998األوالد،)

علمية، بيروت، م(، دار الكتب ال2/1986الكاساني، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ،)ط ( عالء الدين بن مسعود5)

(، ينظر: ابن عابدين، رد المحتار على الدر المختار ،تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد 5/155لبنان، )

(.4/176م(، دار عالم الكتب، الرياض، )2003عوض،)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

30

وصاية من األب أو نصبه عليه القاضي، وأعطي القريب والكافل الذي يرعى شؤون

اليتيم استحسانا، ألنه يحدث كثيرا أن يموت األب وال اليتيم حق الولي في النظر في حال

يوصى ألحد على أوالده فترعى شؤونهم أمهم أو جدهم أو أخوهم فلهم البيع والشراء

تصرف في مال اليتيم بما فيه صالحوال(1)

.

جد ثم وصيهما أو من ينصبه القاضيوذهب الشافعية إلى أن الوالية تكون لألب ثم ال -(2)

.

هم تكون لألب ثم لوصيه ثم للحاكمبلة فإن الوالية عندـ أما الحنا(3)

.

فالجد عند المالكية والحنابلة ليس له مسؤولية على القاصر قط، فال تثبت له

وباألولى ال يكون له وصي، وإذا عينه القاضي كان وصيا من قبله، وذلك ألن الجد ال ينزل

وال في الزواج وال في الوالية المالية. منزلة األب عند المالكية والحنابلة ال في الوالية

وينزل الشافعية الجد منزلة األب عند عدم وجوده لوفور شفقته مثله لذلك تثبت له

الوالية المالية، أما الحنفية فيثبتون الوالية للجد ولكن يؤخرون مرتبته عن مرتبة وصي

وجود أبيه دليال أنه يراه األب، وذلك ألن األب أوفر الناس شفقة بولده، فإقامته وصيا مع

أصلح منه(4)

.

(، ينظر: 3/663م(، مؤسسة الريان، بيروت، لبنان، )1/2002الصادق الغرياني، مدونة الفقه المالكي وأدلته،)ط( 1)

(، والدسوقي، حاشية 8/240بيروت، ) م(، دار الغرب اإلسالمي،1/1994أحمد بن ادريس القرافي، الذخيرة، )ط

(.4/52الدسوقي، مصدر سابق،)

(، ينظر: يحي بن أبي الخير العمراني، البيان في مذهب اإلمام 2/222الشربيني، مغني المحتاج، مصدر سابق،) (2)

(.208، 27(،دار المنهاج، بيروت، لبنان،) صم1/2000الشافعي، )ط

علي بن سليمان المرداوي، اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف على مذهب اإلمام أحمد بن( 3)

(، ينظر: البهوتي، شرح منتهى اإلرادات، مصدر 5/290(،دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان،) 1/1998حنبل،)ط

(.3/471سابق،)

(.466، األحوال الشخصية، مرجع سابق، )ص محمد أبو زهرة( 4)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

31

( على: يكون األب وليا على 87أما في قانون األسرة الجزائري فقد نصت المادة :)

وبعد وفاته تحل األم محله قانوناأوالده القصر (1)

.

( من قانون األسرة الجزائري قد نصت على: يجوز لألب 92جد أن المادة )كما ن

أو الجد تعيين وصي للولد القاصر إذا لم تكن له أم تتولى أموره أو تثبت عدم أهليتها وذلك

األوصياء فللقاضي اختيار األصلح بالطرق القانونية وإذا تعدد(2)

.

عنها:المطلب الثالث: انتهاء الوالية وما يترتب

تنتهي الوالية على المال بزوال سببها وهو الصغير، وبلوغ سن الرشد المالي فقد

حدد للا سبحانه وتعالى لذلك وقتا خاصا يكون بإمكان الولي أو الوصي التخلي عن هده

المسؤولية الملقاة على عواتقهم بدفع أمال اليتامى إليهم ، وحدد اإلجراءات الالزمة مما ال

لتالعب أو الجحود.يدع مجاال ل

الفرع األول: تسليم المال لليتيم

إن مرحلة تسليم أموال اليتامى إليهم بعد البلوغ ليست إال وضع الحد النهائي لسلطة

كاح فإن الولي حكما وقضاء من للا عز وجل. في قوله: ى إذا بلغوا الن وابتلوا اليتامى حت

نهم .[06النساء/[رشدا فادفعوا إليهم أموالهم آنستم م

(. 100ينظر: لعور أحمد، صقر نبيل، الدليل القانوني لألسرة، مرجع سابق، )ص (1)

(.103المرجع نفسه، )ص (2)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

32

لما أمر للا سبحانه وتعالى دفع أموال اليتامى إليهم بين متى يؤتون أموالهم وشرط

في دفع أموالهم إليهم تحقق ثالثة أمور:

األمر األول: ابتالء اليتامى: -

أي: اختبروا عقولهم وذوقوا أحوالهم ومعرفتهم ابتلوا اليتامىو لقوله تعالى:

البلوغ حتى إذا تبينتم منهم رشدابالتصرف قبل (1)

.

واالبتالء يختلف باختالف أحوالهم، فإن كان ممن يتصرف في السوق فيدفع الولي

إليه شيئا كبيرا من المال، وينظر في تصرفه، وإن كان ممن ال يتصرف فيختبره في نفقة

وتختبر المرأة في أمر بيتها وحفظ متاعها وغزلهاعلى عبيدة وأجرائه، اره واالنفاقد

لب على الظن رشده دفع إليه واستغزالها، فإذا رأى حسن تصرفه وتدبيره مرارا حيث يغ

المال(2)

.

ى إذا بلغوا النكاح قال تعالى:األمر الثاني: بلوغ النكاح: - .[06النساء/[حت

وإذا بلغ األطفال منكم :النكاح هو االحتالم المذكور في قوله تعالىوالمراد ببلوغ

[، وهو في قول عامة الفقهاء عبارة عن بلوغ مبلغ الرجال الذي عنده 59النور/[الحلم

يجري على صاحبه القلم ويلزمه الحدود وإنما سمي االحتالم بلوغ النكاح ألنه إنزال الماء

كون في الجماعالدافق الذي ي(3)

وإن لم يوجد شيء من ذلك عرف البلوغ بالسن وقد اختلف

.لوغ في الفصل التمهيدي من هذه الرسالةالفقهاء في تحديده. وقد فصلنا في سن الب

األمر الثالث: إيناس الرشد: -

نهم رشدا وهذا الشرط مستفاد من قوله تعالى: .[06النساء/[فإن آنستم م

(، ينظر: الهمام أبو اسحاق أحمد، الكشف والبيان، 2/21محمود بن عمر الزمخشري، الكشاف، مصدر سابق،) ( 1)

(.3/254بيروت، لبنان، ) إحياء التراث العربي،م(، دار 1/2002)ط

(، ينظر: محمد بن محمد العمادي، تفسير أبو 6/187محمد بن علي، اللباب في علوم الكتاب، مصدر سابق، )( 2)

(.2/125بيروت، لبنان ،) السعود، دار إحياء التراث العربي،

(، ينظر: محمد األمين بن 9/195ر، بيروت، لبنان، ) م(، دار الفك1/1981محمد الرازي، تفسير الفخر الرازي، )ط( 3)

(.5/398م(، دار طوق النجاة، بيروت، لبنان، )1/2001عبد للا الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان،)ط

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

33

تم وأبصرتمآنستم: أي علم(1)

.

واختلف الفقهاء في معنى الرشد على قولين:

ذهب كل من الحنفية(2)

والمالكية (3)

والحنابلة (4)

إلى القول بأن الرشد هو إصالح المال

وضبطه وترك تبذيره وإنفاقه في وجوهه.

يرتكب من وعند الشافعية الرشد هو: الصالح في الدين والمال، فإصالح الدين ال

مال أن يكون حافظ لماله غير مبذرالمعاصي ما يسقط به العدالة وإصالح ال(5)

.

نهم رشدا ودليلهم قوله تعالى: : -نهرضي للا ع -قال ابن عباس فإن آنستم م

ن إال لمن كان مصلحا لماله ودينهوالحلم والوقار ال يكو الرشد: العقل والحلم والوقار،(6)

.

فإذا بلغ الصبي رشيدا زال الحجر عنه ودفع إليه المال رجال أو امرأة تزوج أو لم

يتزوج، وعند مالك رحمه للا، ال ينفك الحجر عن الصغير حتى تبلغ وتتزوج ويدخل بها

زوجها وتكون مصلحة لمالها ألنها بالبلوغ لم تخبر الرجال وال عرفت المعامالت وال تقف

م(، مكتبة اآلمدي، مكة 1/2008عبد الرزاق بن رزق للا الرسعني، رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز، )ط( 1)

بيروت، م(، دار الكتب العلمية،1/2001(، ينظر: عبد الحق غالب، المحرر الوجيز،) ط1/422المكرمة،)

(.2/10لبنان،)

(.272محمد بن عبد الواحد السيواسي، شرح فتح القدير، دار الكتب العملية، بيروت، لبنان، ) ص (2)

أحمد العيني، البناية في شرح (، ومحمود بن2/159عبد الوهاب بن نصر، المعونة، مصدر سابق، )( ينظر:علي 3)

(.10/124م(، دارالفكر، بيروت، لبنان،)2/1990الهداية، )ط

(.5/289(، أنظر: المرداوي، اإلنصاف، مصدر سابق، )6/594ابن قدامة، المغني، مصدر سابق،) ( 4)

ينظر: الشربيني، مغني (، 2/131م(، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان،)1/1995ابراهيم بن علي، المهذب، )ط( 5)

(.2/219المحتاج، مصدر سابق، )

(.6/224العمراني، البيان في مذهب اإلمام الشافعي، مصدر سابق، ) (6)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

34

الغبن فكان الحجر عليها مستصحبا حتى إذا دخل بها الزوج على إصالح المال ووجوه

وهذا هو الفرق بينها وبين الغالموعلم منها ضبطها لمالها، فك حجرها (1)

.

ثم اختلفوا في المحجور عليه إذا بلغ عاقال مفسدا لماله:

قال الحنفية(2)

ال يجوز الحجر على الحر البالغ بسبب السفه أو الدين أو الفسق أو

غفلة، فإن كان مفسدا لماله منع من تسليم ماله إليه حتى يبلغ خمسا وعشرين سنة ألن مدة ال

بلوغ الذكر عنده بالسن ثماني عشرة سنة، فإذا زادت عليها سبع سنين وهي مدة معتبرة في

نس منه الرشد أو لم يؤنس، ومنع المال كان على أحوال الناس، فيدفع إليه ماله أوتغيير

تحديد بخمس وعشرين سنة أنه قد يحبل منه الثني عشرة سنة ثم اليب له، ووجه سبيل التأد

يولد له باثني عشرة سنة ثم يولد لستة أشهر فيصير جدا، فيقبح أن يحجر عليه في ماله.

وقال المالكية(3)

والشافعية (4)

والحنابلة(5)

من بلغ غير مصلحا لماله فإنه يستدام عليه

الحجر وإن صار شيخا.

نهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم واستدلوا بقوله تعالى: ، [06النساء/[فإن آنستم م

فعلق انفكاك الحجر بالبلوغ وإيناس الرشد و الحجر عليه في الصغر إنما كان لهذا المعنى

افإذا بلغ وهو على تلك الحال فالحجر عليه مستحب واعتبارا ببلوغه مجنون (6)

.

(.159،160)/2علي عبد الوهاب بن نصر، المعونة، مصدر سابق، ( 1)

وى الهندية، (، ونظام الدين البلخي وآخرون، الفتا24/157ينظر: السرخسي، المبسوط، مصدر سابق، )( 2)

(.9/265(، والسيواسي، شرح فتح القدير، مصدر سابق،)5/70م(، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، )1/2000)ط

م(، دار 1/1994(، وسحنون بن سعيد التنوخي، المدونة الكبرى، )ط8/245ينظر: القرافي، الذخيرة، مصدر سابق،)( 3)

(.4/35الكتب العلمية، بيروت، لبنان،)

(، 6/349م(، دار الكتب العلمية بيروت، لبنان، ) 1/1994ظر: علي بن محمد الماوردي، الحاوي الكبير،)طن( ي4)

(.6/230والعمراني، البيان في مذهب اإلمام الشافعي، مصدر سابق، )

(، والمرداوي، اإلنصاف، مصدر سابق، 3/260م(، دار الهجرة،)1/1997ينظر: ابن قدامة، الكافي، ) ط( 5)

(5/299).

(.2/159عبد الوهاب بن نصر، المعونة، مصدر سابق،) ( 6)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

35

فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو ال يستطيع أن يمل هو فليملل وقوله تعالى:

ه بالعدل فأثبتت الوالية على السفيه والذي ال يستطيع أن يمل هو أمر ، [282البقرة/[ولي

ال غناء به عنه من ماله مقامه ايموليه باإلمالء عليه ألنه أقامه ف(1)

.

الجمهور فال عبرة بكبير السن ،فرب رجل يبلغ الخمسين والصحيح ما ذهب إليه

أن الصبي إنما وذلك يسرف ماله ويبذره فيجب الحجر عليه، من العهد وهو سفيه الحلم،

ا كان هذا المعنى قائما حفظ المال وكيفية االنتفاع به، فإذلى لفقد العقل الهادي عمنع من ماله

ن يمنع دفع المال إليه مالم يؤنس منه الرشد والشاب كانا في حكم الصبي، فوجب أبالشيخ

لظاهر اآلية الكريمة(2)

.

(: على أن من بلغ سن 101أما في قانون األسرة الجزائري فلقد نصت المادة )

المذكورة بعد رشده الرشد وهو مجنون أو معتوه أو سفيه أو طرأت عليه إحدى الحاالت

يحجر عليه(3)

.

(: من كان فاقدا األهلية أو ناقصها لصغر السن أو جنون أو 81وتضيف المادة )

عته أو سفه ينوب عنه قانونا ولي أو وصي أو مقدم (4)

طبقا ألحكام القانون (5)

.

الفرع الثاني: اإلشهاد عند تسليم المال لليتيم:

قد بلغ راشدا فيجب عليه حينئذ تسليم اليتيم ماله دون تأخير، إذا تبين للولي أن اليتيم

فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا وينبغي عليه اإلشهاد عند تسليم المال التزاما بقوله تعالى:

(.4/458الشافعي، األم، مصدر سابق، )( 1)

(.1/442(، مكتبة الغزالي، دمشق،)3/1930محمد علي الصابوني، روائع البيان، )ط (2)

(.106أحمد، صقر نبيل، الدليل القانوني لألسرة، مرجع سابق،)ص ينظر: لعور( 3)

هو من تعينه المحكمة في حالة عدم وجود ولي أو وصي على من كان فاقد األهلية أو ناقصها بناء على طلب المقدم : (4)

أحد أقاربه أو ممن له مصلحة أو من النيابة العامة، ويقوم المقدم مقام الوصي ويخضع لنفس األحكام، ينظر: لعور أحمد،

(.105صقر نبيل، الدليل القانوني لألسرة، مرجع سابق )ص

(.99المرجع نفسه، )ص( 5)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

36

حسيبا هدوا على األيتام إذا هذا أمر للا تعالى لألولياء أن يش ،[06النساء/[عليهم وكفى باهلله

ضهم جحود وإنكار لما قبضه وتسلمهبلغوا الحلم وسلموا إليهم أموالهم لئال يقع من بع(1)

.

وهو أمر يقتضي الوجوب عند المالكية(2)

والشافعية (3)

، فاإلشهاد عندهم واجب

حتى ال تكون خصومة بين الوصي واليتيم ألن ذلك أقوم لنظام المعامالت، فقد جعل للا

الوصي غير مصدق في الدفع إال بينه.

أما الحنفية(4)

والحنابلة (5)

ذهبوا إلى أن األمر في اآلية إرشاد وليس بواجب لما أن

ذلك أبعد عن التهمة وأنفى للخصومة وأدخل في األمانة.

حسيبا وفي ختام اآلية قال تعالى: أي رقيبا ومحاسبا وشهيدا وكفى باهلله(6)

.

( على الوصي الذي انتهت 97قانون األسرة الجزائري فقد نصت المادة:)في و

مهمته أن يسلم األموال التي في عهدته ويقدم عنها حسابا بالمستندات إلى من يخلفه أو إلى

القاصر الذي رشد أو إلى ورثته في مدة ال تتجاوز شهرين من تاريخ انتهاء مهمته وأن يقدم

، وفي حالة وفاة الوصي أو فقده فعلى ورثته تسليم ى القضاءعلى الحساب المذكور إل صورة

أموال القاصر بواسطة القضاء إلى المعني باألمر(7)

.

(.2/218ابن كثير تفسير القرآن العظيم، مصدر سابق، )( 1)

(.4/247م(، السداد التونسية، تونس، )1984محمد الطاهر بن عاشور، تفسير التحرير والتنوير،) ( 2)

(.2/61لبنان،)م(، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1998عبد للا بن عمر البيضاوي، تفسير البيضاوي،)( 3)

(.2/146محمد بن محمد العمادي، تفسير أبو السعود، مصدر سابق،)( 4)

(.2/169ه(، دار طيبة، الرياض،) 1409الحسين بن مسعود البغوي، تفسير البغوي، )( 5)

(.169/ 2المصدر نفسه،)( 6)

(.103لعور أحمد، صقر عطية، الدليل القانوني لألسرة، مرجع سابق، )ص (7)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

37

المبحث الثاني: بعض األحكام المتعلقة بمال اليتيم

قد يملك اليتيم أمواال، وبما أنه قاصر غير قادر على إدارة أمواله بنفسه، فقد ألزمت

أولياءهم بحسن إدارتها وعدم التصرف فيها، إال بما فيه مصلحة تعود إليه، وقد الشريعة

اعتنى الفقهاء عناية تامة بهذا الجانب فكانوا يصدرون فيها يقررونه من أحكام في تصرفات

الولي بمال اليتيم من منطلق تحقيق المصلحة لليتيم وطلب اإلحسان إليه، وما جرى بينهم

ه في جملته إلى تفاوت مقاييسهم في تحديد من خالف في بعض هذه التصرفات مرده

ة:يالمصلحة لليتيم، ومن بين هذه التصرفات ما سنذكره في هذا المبحث ضمن المطالب اآلت

ب األول: حكم استثمار مال اليتيمالمطل

ني: حكم أكل الولي من مال اليتيمالمطلب الثا

مال اليتيم فيلثالث: حكم الزكاة المطلب ا

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

38

المطلب األول: حكم استثمار مال اليتيم

لم يتوقف الشرع عند النهي عن االعتداء على مال اليتيم والمحافظة عليه فحسب بل

بيهن أن هناك مهمة أخرى تقع على عاتق األولياء وهي استثمار أموالهم، ألن رعاية اليتيم ال

ليسلم إليه بل ينبغي تثميره وتنميته تقتصر على حفظ ماله وإيداعه إلى أن يصل حد البلوغ

بأي طريق شرعي مالم يكن في ذلك تضييع لمال اليتيم وأكل له بالباطل.

وقد اتفق الفقهاء(1)

على أن للولي مطلقا استثمار مال اليتيم الذي تحت نظره

بمختلف المعامالت المالية المشروعة كالتجارة أو المضاربة(2)

أو غيرها ألن ذلك أنسب

،والماوردي،(8/241)،والقرافي،الذخيرة،مصدرسابق،22/20ينظرالسرخسي،المبسوط،مصدرسابق،(1)

.(3/253)،وابنقدامة،الكافي،مصدرسابق5/361الحاويالكبير،مصدرسابق،

الضروريهيعقدعلىشركةفيالربحبمالمنأحدالشريكينوعملاآلخر،ينظر:محمدعاشقالبرني،التسهيل(2)

(.1/282هـ(،مكتبةاإليمان،السعودية،)2/1411لمسائلالقدوري،)ط

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

39

فظ أموالهم واألفضل لتنميتها وتثميرها، وقد استدل العلماء على مشروعية استثمار مال لح

اليتيم بما يأتي:

أمر للا تعالى بإحسان الوصاية على مال اليتيم ورعايته وتنميته أوال: القرآن الكريم: -

وحفظه من الضياع، وقد وردت آيات كثيرة تحث على ذلك منها:

[ 127:النساء] بالقسط لليتامى تقوموا وأن قوله تعالى:

[220]البقرة:خير لهم إصالح قل اليتامى عن ويسألونك قوله تعالى:

ومن اإلصالح االتجار لليتيم في ماله وتنميته(1)

.

[152]األنعام:أحسن هي بالتي إال اليتيم مال تقربوا وال وقال تعالى:

أي بما فيه صالحه وتثميره وذلك بحفظ أصوله وتثميره فروعه(2)

.

[ 05:النساء]واكسوهم فيها وارزقوهم في سورة النساء: وقال تعالى

أي اجعلوها مكانا لرزقهم وكسوتهم بأن تتجروا وترتبحوا وتحصلوا من نفعها ما

رباح ال من صلب المال، ولذلك قال: تحتاجون إليه حتى تكون نفقاتهم وكسوتهم من األه

"فيها" ولم يقل "منها"(3).

: ثبت في السنة المطهرة ما يدل على مشروعية استثمار مال اليتيم ثانيا: السنة النبوية -

وتنميته بالطرق المشروعة كالتجارة وغيرها:

للا عليه وسلم خطب الناس فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى

فقال: "أال من ولي يتيما له مال فليتجر فيه وال يتركه حت تأكله الصدقة"(4)

(.3/667م(،دارالكتبالعلمية،بيروت،لبنان،)1/1994سحنونبنسعيدالتنوخي،المدونةالكبرى،)ط(1)

.(9/111)القرطبي،الجامعألحكامالقرآن،مصدرسابق،(2)

.(1/417)نالتفاسير،مرجعسابق،الحصنالمنصوري،المقتطفمنعيو(3)

(سبقتخريجه.4)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

40

وأمر النبي صلى للا عليه وسلم باإلتجار في أموال اليتامى دليل على مشروعيتها

وخص االتجار بالذكر ألنه الوسيلة الغالبة في ذلك العصر لالستثمار.

وتؤكد اآلثار سواء كانت من فعل الصحابة أو قولهم على ضرورة استثمار ثالثا: اآلثار: -

وأموال األيتام وعدم تركها من غير إنماء حتى ال تأكلها الزكاة.

فعن عمر بن الخطاب -(1)

قال: " اتجروا في أموال اليتامى ال تأكلها -رضي للا عنه -

الصدقة"(2)

وعن قاسم -(3)

ا يتامى في -رضي للا عنهم–بن محمد بن أبي بكر الصديق قال: "كنه

حجر عائشة فكانت تزكي أموالنا ثم تدفعه مقارضة فبورك لنا فيها"(4)

.

وروى اإلمام مالك أنه بلغه أن عائشة -(5)

زوج النبي صلى للا عليه وسلم كانت تعطي

أموال اليتامى الذين في حجرها من يتجر لهم فيها (6)

.

الخالفةبعدأبيبكر،وهودونبثالثعشرةسنةعامالفيلولدبعد،بنعبدالعزى نفيلبن الخطاببن(هوعمر1)

الديوانفيالعطاء،وهوالذينورشهالصومبصالةاألشفاعفيهوأرخالتاريخمنالهجرة،وهوأولمنسميبأمير

نونصف،ينظر:ابنعبدالبر،الستيعاب،المؤمنين،قتلسنةثالثوعشرينمنذيالحجة،دامتخالفتهعشرسني

(.2/74/83مرجعسابق.)

(،وأبوعبيدةفياألموال1/167م(،دارالريان،القاهرة.)1/1988أخرجهمالكبنأنسفيالموطأ:)ط(2)

(.549م(،دارالشروق،بيروت،لبنان،)ص1/1989)ط

أبومحمد:أحدالفقهاءالسبعةفيالمدينة،ولدفيهاوتوفيهـ(،107-37القاسمبنمحمدبنأبيبكرالصديق)هو(3)

بقديد)بينمكةوالمدينة(،وكانصالحاثقةمنساداتالتابعين،كانأفضلأهلزمانه،عميفيأواخرأيامه،ينظر:

(.5/181الزركلي،األعالم،مرجعسابق،)

(.1/167أخرجهمالكفيالموطأ،)(4)

أفقهنساءالمسلمينوأعلمهن،تزوجهاالنبيصلىللاعليه-رضيللاعنهما–هيعائشةأمالمؤمنينبنتأبيبكر(5)

وسلمفيالسنةالثانيةللهجرة،ولميتزوجبكراغيرها،وهيأحبالنساءإليهوأكثرهنروايةللحديثعنه،لهامسند

،دار(م1989)سنة،ينظر:عزالدينابناألثير،أسدالغابة،63هـ،وعمرها57حديثا،توفيتسنة2210يتكونمن

(.56ـ1/25،والزركلي،سيرأعالمالنبالء،مرجعسابق،)7/205الفكر،بيروت،لبنان،

(.167ـ1أخرجهمالكفيالموطأ،)(6)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

41

رابعا: المعقول:

شرعا في استثمار أموال اليتامى هو ما يقتضيه العقل، وذلك لرعاية إن ما ثبت

األيتام من جهة، ولتحقيق الربح والغلة واإلنتاج والزيادة لمالهم من جهة ثانية، لتتم تغطية

النفقة لأليتام وأداء الزكاة ودفع الضرائب مع الحفاظ على رأس المال(1)

.

ة مال اليتيم واستثماره، فعلى أولياء كل ذلك يدل داللة صريحة على وجوب تنمي

اليتامى محاولة إيجاد أفضل السبل الكفيلة بحفظها وتنميتها وتثميرها لهم إلى غاية دفعها

إليهم عند بلوغهم سن الرشد حتى ال تتآكل أموالهم بالنفقة عليهم أو أداء الزكاة.

المطلب الثاني: حكم أكل الولي من مال اليتيم

يخلو حاله من أن يكون غنيا أو فقيرا، وسنعرض آراء الفقهاء في ولي اليتيم ال

حكم أكله من مال اليتيم في الحالين:

الفرع األول: حكم أكل الولي الغني من مال اليتيم

ذهب جمهور العلماء إلى أن الولي الغني ال يحل له األكل من مال اليتيم(2)

،

لي الغني شيئا فإنه يجوز له أكلهواستثنى الحنابلة حال ما إذا فرض الحاكم للو(3)

.

ودليل عدم جواز أكل الولي الغني من مال اليتيم:

ماهرحامدالحولي،إدارةأموالاأليتام،بحثمقدمللمؤتمرالسنوياألوللجمعيةالشموعالمضيئةووزارةشؤون(1)

(.13م،فلسطين،غزة،)ص2009ـ07ـ15المرأةبعنوان:حقاألرملةفيحياةكريمة،بتاريخ:

،والماوردي،(8/240)،مصدرسابق،،والقرافي،الذخيرة5/145ينظر:الكاساني،بدائعالصنائع،مصدرسابق،(2)

(.1686،والبهوتي،كشافالقناع،مصدرسابق،)ص(6/340)الحاويالكبير،مصدرسابق،

(.13/304)ينظر:المرداوي،اإلنصاف،مصدرسابق،(3)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

42

ا كان ومنقوله تعالى: -1 [ 06]النساء: بالمعروف فليأكل فقيرا كان ومن فليستعفف غنيه

بين للا تعالى في هذه اآلية ما يحل لهم من أموالهم، فأمر الغني باإلمساك وأباح للوصي

الفقير أن يأكل من مال وليهه بالمعروف، واالستعفاف عن الشيء: تركه، والعفة :االمتناع

عما ال يحل وال يجب فعله(1)

.

ا كان ومنعز وجل: وقد ورد في الصحيح عن عائشة رضي للا عنها في قوله -2 غنيه

أنها نزلت في مال اليتيم إذا كان فقيرا أنه بالمعروف فليأكل فقيرا كان ومن فليستعفف

يأكل منه مكان قيامه عليه بمعروف(2)

.

: "أال إني أنزلت نفسي من مال للا منزلة ولي اليتيم إن -رضي للا عنه–قول عمر -3

أخذت منه، فإذا أيسرت رددته وإن استغنيت استعففت" احتجت(3)

.

وأما ما ذهب إليه اإلمام أحمد(4)

في رواية من أنه يجوز للولي أن يأكل من مال

اليتيم وإن كان غنيا قياسا على العامل في الزكاة، وقوله: اآلية محمولة على

االستحباب(5)

االعتبار لمخالفته صريح ،فهو مذهب ضعيف ونوقش: بأنه قياس فاسد

النص.(6)

.(5/41)القرطبي،الجامعألحكامالقرآن،مصدرسابق،(1)

فليأكلبالمعروففإذادفعتمإليهمأموالهمفأشهدوا(2) رواهالبخاريفيصحيحه،كتابالتفسير،باب:ومنكانفقيرا

(.3/215)،4575عليهم"حديثرقم:

(.6/7)،11001أخرجهالبيهقيفيالسننالكبرى،كتابالبيوع،بابمنقاليقضيهإذاأيسر،حديثرقم:(3)

هـ(،إمامالمدهبالحنبليوأحداألئمةاألربعة،صنفالمسند241-164لأبوعبدللاالشيباني،)هوأحمدبنحنب(4)

الدييحتويعلىثالثينألفحديث،ولهكتبومصنفاتمنها:الناسخوالمنسوخ،ينظر:وفياتاألعيان،مرجعسابق،

(.337-11/179والذهبي،سيرأعالمالنبالء،مرجعسابق،)

.(5/305)وي،اإلنصاف،مصدرسابق،المردا(5)

.(66ص)خالدبنعليبنمحمدالمشيقح،اإلفادةمنمالاليتيم،(6)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

43

والذي يظهر بعد عرض أدلة جمهور العلماء أنه على الولي الغني أن يستعفف بغناه

عن أموال األيتام، ويستغني بأمواله عن أموالهم، ويخدم األيتام ويرعاهم محتسبا األجر من

للا سبحانه وتعالى.

يمالفرع الثاني: حكم أكل الولي الفقير من مال اليت

اختلف العلماء في الولي الفقير هل يجوز له األكل من مال يتيمه أم ال؟ على قولين:

القول األول: ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة -(1)

إلى أنه يجوز

للولي الفقير أن يأخذ من مال اليتيم أقل من أجرة مثله أو مقدار كفايته واستدلوا بما يأتي:

[06]النساء: بالمعروف فليأكل فقيرا كان ومنقوله تعالى: -1

ووجه الداللة أن للا تعالى أمر الغني بأن يستعفف عن مال اليتيم والفقير فله أن يأكل

بالمعروف.

وعن عمرو بن شعيب -2(2)

عن أبيه عن جده أن رجال أتى النبي صلى للا عليه وسلم

ولي يتيم، قال: فقال:" كل من مال يتيمك غير مسرف، شيءفقال: إني فقير وليس لي

وال مبادر(3)

وال متأثل (4)

.(5)

،الشربيني،مغنيالمحتاج،مصدرسابق،(2/163)ينظر:عبدالوهابعليبننصر،المعونة،مصدرسابق،(1)

.(1686ص)،البهوتي،كشافالقناع،مصدرسابق،(2/229)

بنشعيببنمحمدبنعبدللابنعمروبنالعاص،يكنىأباابراهيمعلىالصحيحويقالأباعبدللا،هوعمرو(2)

ه،ينظر:الدهبي،سير118اإلمامالمحدثفقيهأهلالطائفومحدثهم،كانيترددكثيراإلىمكةوينشرالعلم،توفيسنة

5/166أعالمالنبالء،مرجعسابق،

.(2/392)مبادر:مسرع،بنظر:الفيومي،المصباحالمنير،مصدرسابق،(3)

.(6/167)متأثل:أيولمتخذمنهأصلمال،ينظر:السننالكبرىللنسائي،(4)

،2872أخرجهأبوداودفيسننه،كتابالوصايا،بابماجاءفيمالولياليتيمأنينالمنمالاليتيمرقمالحديث:(5)

،462وأخرجهالنسائيفيسننه،كتابالوصايا،بابماللوصيمنمالاليتيمإذاقامعليه،رقمالحديث:،3/198

.5/277،حديثحسن،ينظر:محمدناصرالديناأللباني،إرواءالغليل،مصدرسابق،(6/167)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

44

قول عمر -3(1)

: " أال إني أنزلت نفسي من مال للا منزلة والي اليتيم إن ي للا عنهضر

أيسرت رددته وإن استغنيت استعففت" احتجت أخذت منه فإذا(2)

.

القول الثاني: ذهب الحنفية(3)

والظاهرية (4)

أن ـ كما للغني -إلى أنه ال يجوز للولي الفقير

يأكل من مال اليتيم وقد استدل أصحاب هذا المذهب باآليات التي تحظر أكل مال التيم

وتتوعد آكله بنار جهنم منها.

لوا وال أموالهم اليتامى وآتوا قوله تعالى: -1 يب الخبيث تتبد إلى أموالهم تأكلوا وال بالط

ه أموالكم بالتي إال اليتيم مال تقربوا وال [.وقوله تعالى: 02 /النساء] كبيرا حوبا كان إن

نهم آنستم فإن ، وقوله تعالى: [34/]اإلسراءأحسن هي أموالهم إليهم فادفعوا رشدا م

[.06 /]النساء يكبروا أن وبدارا إسرافا تأكلوها وال

ما ظلما اليتامى أموال يأكلون الذين إن وقوله تعالى: وسيصلون نارا بطونهم في يأكلون إن

[.10 /]النساء سعيرا

وقالوا: هذه اآليات محكمة حاظرة لمال اليتيم على وليه في حالتي الغنى والفقر، أما قوله

فمن المتشابه المحتمل فاألولى أن تحمل على ما بالمعروف فليأكل فقيرا كان ومنتعالى:

يوافق اآلي المحكمة، وهو أن يأكل الولي من مال نفسه بالمعروف لئال يحتاج إلى مال

اليتيم(5)

.

سبقتترجمته.(1)

سبقتخريجه.(2)

(،دارإحياءالتراثالعربي،1992تحقيق:محمدالصادققمحاوي،)ينظر:أحمدبنعليالجصاص،أحكامالقرآن،(3)

(.2/361بيروت،لبنان،)

(.8/328ابنحزمالمحلى،تحقيق:محمدمنيرالدمشقي،إدارةالطباعةالمنيرية،مصر،)(4)

(.2/361الجصاص،أحكامالقرآن،مصدرسابق،)(5)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

45

وقال ابن حزم -4(1)

وال يحل للوصي أن يأكل من مال من إلى نظره مطارفة، لكن إن

بالتي إال اليتيم مال تقربوا وال لى: احتاج استأجره له الحاكم بأجرة مثل عمله لقوله تعا

بالمعروف فليأكل فقيرا كان ومنفإن ذكروا قوله تعالى: [152/]األنعامأحسن هي

[ قلنا: قد قال بعض السلف: إن هذا األكل المأمور إنما هو في مال نفسه ال 06 /]النساء

في مال اليتيم وهو األظهر، كما ذهب بعضهم إلى القول بأن اآلية منسوخة بقوله

ما ظلما اليتامى أموال يأكلون الذين إن تعالى: وسيصلون نارا بطونهم في يأكلون إن

[.10 /]النساء سعيرا

وا عليهم بما جاء في الصحيح عن عائشة رضي للا عنها أنها لكن الجمهور رده

ا كان ومنقالت في قوله تعالى /]النساء بالمعروف فليأكل فقيرا كان ومن فليستعفف غنيه

[ أنها نزلت في والي اليتيم إذا كان فقيرا أنه يأكل منه مكان قيامه عليه بمعروف06(2)

.

ورده اإلمام ابن العربي(3)

ا كان ومنعلى من قال بنسخ آية: ومن فليستعفف غنيه

ما ظلما اليتامى أموال يأكلون الذين إن [ بآية:06 /]النساءبالمعروف فليأكل فقيرا كان إن

[، بقوله: أما من قال إنه منسوخ 10 /]النساء سعيرا وسيصلون نارا بطونهم في يأكلون

وهو الجائز الحسن، وقال: بالمعروف فليأكل فهو بعيد ال أرضاه ألن اله تعالى يقول:

ظلما اليتامى أموال يأكلون الذين إن فكيف ينسخ الظلم المعروف؟ بل هو تأكيد له في

هـ(،عالمالندلسوأحدأئمةاإلسالم،ويعتبر456حزمالظاهري،)تهواإلمامأبومحمدعليبنأحمدسعيدبن(1)

العمدةفيالمذهبالظاهري،لهتصانيفعدةأشهرها:المحلى،والفصلفياألهواءوالمللوالنحل،)ينظر:الزركلي،

(.4/254)العالم،

سبقتخريجه.(2)

هـ(،أبوبكرابنالعربي:قاضمنحفاظالحديثولدفي468،543هومحمدبنعبدللابنمحمداإلشبيليالمالكي)(3)

إشبيلية،برعفيالدبوبلغرتبةالجتهادفيعلومالدينوصنفكتبافيالحديثوالفقهواألصولوالتفسيرواألدب

.(6/230)والتاريخ،ووليقضاءإشبيليةوماتبقربفاسودفنبها،ينظر:الزركلي،األعالم،مرجعسابق،

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

46

التجويز، ألنه خارج عنه مغاير له، وإذا كان المباح غير محظور لم يصح دعوى نسخ فيه،

وهذا أبين من اإلطناب"(1)

الجمهور هو األظهر والذي يظهر من خالل عرض أدلة لكل من القولين أن قول

لقوة ما اعتمدوا عليه من أدلة.

ولئن أباح للا تعالى في بعض األحيان لألولياء األكل من أموال األيتام لفقدهم أو

الختالطهم بهم أو لقيامهم عليهم، فإنه ال ينبغي أن يسرفوا في ذلك وال أن يبادروا بأكل

أموالهم قبل بلوغهم حتى يحرموهم منها(2)

.

الثالث: حكم الزكاة في مال اليتيمالمطلب

من أركان اإلسالم، وفريضة فرضها للا تعالى على عباده المسلمين ركن الزكاة

لتطهير أموالهم وأنفسهم، ولتعلق حق الفقراء والمساكين بها، والزكاة هي اسم لما يخرجه

اء البركة وتزكية المسلم في حق للا تعالى إلى الفقراء، وسميت زكاة لما يكون فيها من رج

النفس وتنميتها بالخيرات(3)

.

وقد اختلف الفقهاء في وجوب الزكاة في مال اليتيم على رأيين، وسبب اختالفهم في

إيجاب الزكاة عليه أوال: هو اختالفهم في مفهوم الزكاة الشرعية هل هي عبادة كالصالة

والصيام، أم هي حق واجب للفقراء على األغنياء؟

م(،دارالكتبالعلمية،بيروت،لبنان،3/2003ابنالعربي،أحكامالقرآن،تحقيق:محمدعبدالقادرعطا،)ط(1)

(1/423.)

(.1/106م(،مكتبةمكة،)1/2001ينظر:مصطفىبنالعدوي،التسهيللتأويلالتنزيل،)ط(2)

م(،دار1/1997أحمدبنأحمدبنجعفرالقدوري،مختصراتفيالفقهالحنفي،تحقيق:كمالمحمدعويضة)ط(3)

(.51الكتبالعلمية،بيروت،لبنان،)ص

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

47

نها عبادة، اشترط فيها البلوغ، ومن قال إنها حق واجب على الفقراء والمساكين فمن قال: إ

في أموال االغنياء، لم يعتبر في ذلك بلوغا من غيره(1)

.

وهو رأي جمهور الفقهاء: وجوب الزكاة في مال اليتيم، الرأي األول(2)

من مالكية وشافعية

وحنابلة وبه قال: علي وابن عمر وجابر(3)

للا عنهموعائشة رضي (4)

.

ومن أهم ما استدل به أصحاب هذا الرأي:

عموم اآليات الدالة على وجوب الزكاة منها: أوال: القرآن الكريم: -

الة وأقيموا قوله تعالى: كاة وآتوا الص [77/]النساء الز

يهم تطهرهم صدقة أموالهم من خذ وقول للا تعالى: [.103/]التوبة بها وتزك

ائل حق أموالهم وفيوقوله: [.19/]الذاريات والمحروم للس

ووجه الداللة من هذه اآليات أنها عامة تتناول جميع أصحاب األموال بدون تخصيص لكبير

تخصيص للزروع والثمار أو النقدين أو صغير أو مجنون، كما تتناول جميع األموال بدون

أو عروض التجارة أو الحيوانات(5).

م(نمؤسسةالرسالة،بيروت،لبنان،1/2004محمدبنأحمدبنرشدالقرطبي،بدايةالمجتهدونهايةالمقتصد،)ط(1)

(.276)ص

(،والشافعي،األم،مصدرسابق،1/308نونبنسعيدالتنوخي،المدونةالكبرى،مصدرسابق،)ينظر:سح(2)

(.4/69(.وابنقدامه،المغني،مصدرسابق،)3/68)

هوجابربنعبدللابنعمروبنحرامالخزرجياألنصاري،صحابيمنالمكثرينفيالروايةعنالنبيصلىللا(3)

شرةغزوةوكانتلهفيأواخرأيامهحلقةفيالمسجدالنبوييؤخذعنهالعلم،روىلهالبخاريعليهوسلمغزاتسعع

(،والزركلي،األعالم،مرجعسابق،2/125حديثا،ينظر:العسقالني،اإلصابة،مرجعسابق،)1450ومسلموغيرهما

(2/104.)

(.276ابنرشد،بدايةالمجتهدونهايةالمقتصد،مصدرسابق،)ص(4)

(.140م(،دارالنفائس،عمان)ص3/1999عمرسليماناألشقروآخرون،مسائلفيالفقهالمقارن،)ط(5)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

48

فحيثما وجد المال يؤخذ منه الزكاة كما يؤخذ العشر وإن كان لصبي فإن قيل: هي عبادة،

وال يتعلق بالصبي تكليف، فإنها وإن كانت عبادة، تجوز فيها النيابة فإن تعذر إعطاء الصبي

ناب عنه وليهه(1)

.

ثانيا: السنة النبوية -

حديث ابن عباس رضي للا عنهما أن النبي صلى للا عليه وسلم بعث معاذا (2)

رضي للا عنه إلى اليمن فقال: " أدعهم إلى شهادة أن ال إله إال للا، وأني رسول للا، فإن

هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن للا افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم

أطاعوا لذلك فأعلمهم أن للا افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على

فقرائهم"(3)

يفهم من الحديث إيجاب الزكاة في مال الصبي لعموم قوله: "من أغنيائهم"(4)

وقوله صلى للا عليه وسلم " أال من ولي يتيما له مال فليتجر له بماله وال يتركه

لصدقة"حتى تأكله ا(5)

يدل صراحة على وجوب الزكاة في مال اليتيم، واحتجوا كذلك بما

تقدم من آثار الصحابة رضي للا عنهم في وجوب استثمار مال اليتيم(6)

.

م(،مركزهجر1/2005مالكبنأنس،موسوعةشروحالموطأ،تحقيق:عبدللابنعبدالمحسنالتركي،)ط(1)

(.311للبحوثوالدراساتالعربيةواإلسالمية،القاهرة)ص

هـ(،أبوعبدالرحمان،صحابيجليل،كان18-قهـ20هومعاذبنجبلبنعمروبنأوساألنصاريالخزرجي)(2)

أعلماألمةبالحاللوالحرام،وهوأحدالستةالذينجمعواالقرآنعلىعهدالنبيصلىللاعليهوسلم،أسلموهوفتىبعثه

(،وابنعبدالبر،7/258يمن،ينظر:الزركلي،األعالم،مرجعسابق،)رسولللابعدغزوةتبوكقاضياومرشداألهلال

(.237-2/234الستيعاب،مرجعسابق،)

(.2/430،)1390رواهالبخاريفيصحيحه،كتابالزكاة،بابوجوبالزكاة،حديثرقم:(3)

/1قتيبةنظرمحمدالفارابي،)طأحمدعليبنحجرالعسقالني،فتحالباريبشرحصحيحالبخاري،تحقيق:أبو(4)

(.4/355م(،دارطيبة،الرياض،)2005

سبقتخريجه.(5)

منهدهالمدكرة.41و40ينظر:ص(6)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

49

: وهو رأي الحنفيةالرأي الثاني

ذهبوا إلى التفريق بين الزروع والثمار وغيرها، حيث أوجبوا الزكاة في الزرع

في غيرها من األموال كالذهب والفضة وعروض التجارة والثمار ولم يوجبوها(1)

.

واستدلوا على عدم وجوب الزكاة في مال اليتيم بما يلي:

أوال: القرآن الكريم

الة وأقيموا قوله تعالى: كاة وآتوا الص اكعين مع واركعوا الز [.43]البقرة: الر

زكاة وال تجب عليه زكاة حتى تجب عليه الصالةقالوا: ليس في مال اليتيم (2)

.

[152]األنعام:أحسن هي بالتي إال اليتيم مال تقربوا وال كما استدلوا بقوله تعالى:

فال سبيل إلى اإليجاب على الولي ليؤدي الزكاة من مال اليتيم ألن الولي منهي عن

وجه األحسن بنص الكتاب وآداء الزكاة من ماله قربان ماله ال قربان مال اليتيم إلى على

على وجه األحسن(3)

.

ثانيا: السنة النبوية

حديث عائشة رضي للا عنها عن النبي صلى للا عليه وسلم قال: "رفع القلم عن

ثالثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل"(4)

.

مرفوع القلم بالحديث فال سبيل إلى إيجاب الزكاة عليه ألن إيجاب وألن الصبي

الزكاة إيجاب الفعل وإيجاب الفعل على العاجز عن الفعل تكليف ما ليس في الوسع(5).

201-2/200،والسرخسي،المبسوط،2/5ينظر:الكاساني،بدائعالصنائع،(1)

(.1/458ت،لبنان،)محمدبنالحسنالشيباني،الحجةعلىأهلالمدينة،دارعالمالكتب،بيرو(2)

(.2/5الكاساني،بدائعالصنائع،مصدرسابق،)(3)

سبقتخريجه.(4)

(2/5الكاساني،بدائعالصنائع،مصدرسابق)(5)

أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه اإلسالمي الفصل األول

50

والصحيح ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، وذلك لقوة أدلتهم، وال يسلم ألصحاب الرأي الثاني

ل ليست كالصالة التي هي حق البدن، فإنها تجب على من ما ذهبوا إليه ألن الزكاة حق الما

تجب عليه الصالة وعلى من ال تجب عليه(1)

.

رفع القلم عن ثالث. رفع اإلثم والوجوب، اد من قوله صلى للا عليه وسلم "والمر

وال إثم على اليتيم، وال تجب الزكاة عليه، بل يجب في ماله، ويطالب بإخراجها وليهه، كما

في ماله ما أتلفهن ويجب على الولي دفعها.يجب

لذا فالزكاة واجبة في مال اليتيم، ويجب على الولي إخراجها من ماله كما يخرج من

ماله غرامة المتلفات ونفقة األقارب وغير ذلك من الحقوق المتوجهة إليه(2)

.

(.9/83م(،دارالوعي،القاهرة،)1/1993ينظر:يوسفابنعبدللابنعبدالبر،الستذكار،)ط(1)

المجموعشرحالمهذب،تحقيق:محمدنجيبالمطيعي،مكتبةاإلرشاد،جدة،ينظر:محييالدينبنشرفالنووي،(2)

(.5/302المملكةالعربيةالسعودية،)

الفصل الثاني

دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم في

مدينة الوادي

الفصل الثاني دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم في مدينة الوادي

52

بعد أن تناولت في الفصل األول أحكام حفظ مال اليتيم في الشريعة اإلسالمية، أنتقل

إلى الدراسة الميدانية بمدينة الوادي، لمعرفة أوضاع اليتامى المادية، الفصل الثاني في

ومدى حصولهم على حقوقهم المالية وحفظها لهم من قبل أوليائهم أو أقربائهم. وذلك من

رة االستبيان التي تم طرحها على عينة الدراسة )األرامل( المتضمنة خالل اجراء استما

مجموعة من األسئلة توزعت حسب محاور الموضوع.

الفصل الثاني دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم في مدينة الوادي

53

نتائج الدراسة الميدانية:

ان كأداة لجمع البيانات أداة جمع البيانات: في هذه الدراسة تم استخدام االستبي -1

بأنه عبارة عن أداة لجمع المعلومات عن طريق استخدام استمارة تحتوي والمعرف

على مجموعة من األسئلة مصنفة ومبوبة، صممت خصيصا لخدمة أغراض البحث

و األهداف المرجوة منه.

مجتمع البحث: النساء األرامل. -2

االستمارة عينة الدراسة: تم اختيار عينة الدراسة بالعينة المتاحة، حيث تم توزيع -3

أرملة. 80على النساء األرامل والالتي عددهن

المجال الزمني للدراسة: تم توزيع االستمارة على المبحوثات خالل الفترة الممتدة من -4

أواخر شهر أفريل إلى أواخر شهر ماي.

المجال المكاني للدراسة: تم توزيع االستمارة على األرامل القاطنات بمدينة الوادي. -5

مارة االستبيان.بناء است -6

تم تقسيم االستمارة إلى محورين هما:

:أـ البيانات الشخصية

العمر -

التعليميالمستوى -

العمل -

عدد األوالد -

السكن -

أسئلة توزعت على محاور 08بــ المحور المتعلق بالمضمون: والذي يحتوي على

الموضوع.

االستاذ رشيد وتم عرض االستمارة قبل توزيعها على االستاذ المشرف وكذا

خضير ليحكمها، ومن ثم توزيعها على المبحوثات.

الفصل الثاني دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم في مدينة الوادي

54

خصائص العينة: -7

(01(: توزيع عينة الدراسة حسب السن، مع الرسم البياني رقم )01جدول رقم )

النسبة المئوية التكرار السن

%0 0 20أقل من

20- 30 08 10%

31- 40 38 47.5%

%42.5 34 فأكثر -41

%100 80 المجموع

( هي 40 -31( أن الفئة العمرية )01( والرسم البياني رقم )01يوضح الجدول )

أكبر فئة من مجتمع الدراسة المتضررة من هذه الحالة االجتماعية )الترمل( حيث بلغت

وهي المتقاربة من الفئة العمرية %42.5فأكثر بنسبة 41ثم الفئة العمرية %47.5نسبة

20لتكون الفئة العمرية األقل من % 10فقد بلغت 30-20األولى أما بالنسبة للفئة ما بين

سنة منعدمة.

ومنه تكون النتيجة كالتالي: الفئة العمرية التي تعيش حالة الترمل أكثر من غيرها

فأكثر. 31هي

0% 10%

47%

43% 20أقلمن

20-30

31-40

فأكثر-41

الفصل الثاني دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم في مدينة الوادي

55

(02رقم ) المستوى التعليمي،مع الرسم البيانيتوزيع عينة الدراسة حسب (:02)جدول رقم

النسبة المئوية التكرار المستوى التعليمي

%20 16 بدون مستوى

%23.75 19 ابتدائي

%32.5 26 متوسط

%20 16 ثانوي

3.75% 03 جامعي

%100 80 المجموع

هو ( أن مستوى التعليم المتوسط 02( والرسم البياني )02يتضح من الجدل رقم )

مفردة، يليه مباشرة 26، حيث بلغ عددهم %32.5األعلى في مجتمع البحث بنسبة

%20ثم المستوى الثانوي قدر بـ % 23.75مفردة أي بنسبة 19مستوى التعليم االبتدائي

وهي نفس نسبة )بدون مستوى(.

.%3.75ثم في األخير تأتي نسبة المستوى الجامعي

وهذا يعتبر منطقيا نظرا للمرحلة العمرية التي أخذت أكبر نسبة.

20%

23.75%32.5%

20%3.75%

بدونمستوى

ابتدائي

متوسط

ثانوي

جامعي

الفصل الثاني دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم في مدينة الوادي

56

(03(: يوضح توزيع عينة الدراسة حسب العمل، مع الرسم البياني رقم )03جدول رقم )

النسبة المئوية التكرار

%32.5 26 عاملة

ماكثة في

البت54 67.55%

%100 80 المجموع

البياني التابع به أن النسبة األكبر من األرامل ماكثات ( والرسم 03يوضح الجدول )

، وهذا راجع لعدة أسباب %67.5منفردة أس نسبة 54في البيت، فبلغت من عينة الدراسة

منها: المستوى التعليمين وطبيعة المجتمع.

وهي تمثل أقل من نصف نسبة الماكثات في % 32.5أما نسبة العامالت فقد كانت

البيت.

32.5%

23.75%

عاملة

ماكثةفيالبت

الفصل الثاني دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم في مدينة الوادي

57

(: يوضح توزيع عينة الدراسة حسب عدد األوالد )اليتامى(، مع الرسم 04جدول رقم )

(04البياني رقم )

النسبة المئوية التكرار عدد األوالد

%57.5 46 04إلى 01

%5. 32 26 08إلى 05

%10 08 12إلى 9

%100 80 المجموع

( أن النسبة األكبر من 04( والرسم البياني رقم )04يتضح من خالل الجدول )

مفردة من 46أي % 57.5وقد بلغت 04إلى 01عينة الدراسة يتراوح عدد األوالد من

أوالد، وقدرت النسبة 08إلى 05، ثم تأتي نسبة عدد األوالد التي تتراوح ما بين 80أصل

كانت ما %10د اإلجمالي لعينة الدراسة، واألقل نسبة مفردة من العد 26أي % 32.5بـ

ولد. 12إلى 09بين

0

5

10

15

20

25

30

35

40

45

50

04إلى01 08إلى05 12إلى9

الفصل الثاني دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم في مدينة الوادي

58

والتي 08إلى -05ومن 04 -01مما سبق نستنتج أن النسبة الغالبة هي ما بين

وهذا يعود إلى أن نسبة المواليد كبيرة في مدينة الوادي. %90تمثل

( :يوضح توزيع العينة حسب نوع السكن05جدول رقم )

النسبة المئوية التكرار السكن

%70 56 خاص

%12.55 10 كراء

%17.5 14 مع األهل

%100 80 المجموع

%70يتبين من الجدول أن أغلبية العينة يملكون سكن خاص فقد بلغت النسبة

ونسبة معتبرة ما بين كراء واإلقامة مع األهل، حيث كانت النسبة في األولى

قد يكون نتيجة سياسة الدولة االجتماعية المبنية على مبدأ ، وهذا %17.5والثانية ،12.5%

التكافل االجتماعي التي تعطي األولوية لذوي االحتياجات الخاصة مثل األرامل والمطلقات

وأبناء الشهداء.

تحليل البيانات المتعلقة باليتيم: -1

باليتيم بعد وفاة المتكفل باليتيم بعد وفاة األب؛ تتعرض فيما يلي إلى معرفة المتكفل -01

األب.

وفاة األب من العائلة وليس من خارجها.بعد كانت النتائج تشير إلى أن كافل اليتيم -

الفصل الثاني دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم في مدينة الوادي

59

وتوزعت " من العائلة" على األم، األخ األكبر، العم، الخال، الجد، زوج األم، وسنوضحه

في الجدول التالي:

(05الرسم البياني رقم )( :المتكفل اليتيم بعد وفاة األب مع 06جدول رقم )

من العائلة

األم المتكفلاألخ

األكبر زوج األم الجد الخال العم

06 10 04 08 04 42 العدد

النسبة

المئوية%52.5 5% 10% 5% 12.5% 7.5%

( أن المتكل باليتيم بعد 05( والرسم البياني )06يتضح من خالل الجدول رقم )

األم، لبلوغها النسبة األكبر، ثم يأتي بعدها الجد سواء الجد من وفاة األب بدرجة أولى هي

طرف األب أو من طرف األم ثم العم وبعده زوج األم، وفي األخير األخ األكبر.

0

2

4

6

8

10األخاألكبر

العم

الخال

الجد

زوجاألم

الفصل الثاني دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم في مدينة الوادي

60

، وهذا راجع لصلة القرب، فهي المسؤول الثاني عن %52.5بلغت نسبة األم

أيضا األقرب، أما نسبة العم ، باعتباره%12.5األوالد بعد األب، أما نسبة الجد التي بلغت

، .%5، وتساوت نسبتي الخال واألخ األكبر لتكون %7.5، أما زوج األم %10فقد كانت

نالحظ من خالل النتائج أن مسؤولية التكفل باألبناء ملقاة على عاتق األم في معظم الحاالت،

والشارع الحكيم أعطى القوامة للرجل وشرع حق الوالية و الوصاية على األبناء بداية من

األصول إلى الفروع، وذلك مراعاة لحال المرأة الضعيفة التي ال تتحمل أعباء ومسؤولية

على األبناء. الوالية

( :يوضح وجود إرث أو تركة ألوالد عينة الدراسة07جدول رقم )

العدد والنسبة

وجود إرث أو تركة النسبة المئوية العدد

%56.25 45 نعم

%43.75 35 ال

%100 80 المجموع

، مثلت اإلجابة بنعم عن سؤال: هل خلف األب إرثا %56.25يتضح من الجدول أن نسبة

.%43.75اإلجابة بـ ال فقد كان بنسبة أما تركه؟أو

مفردة والتي أجابت بـ :"نعم" 45ومن المجموعة األولى المقدرة بـ

نسبة حصول األبناء على إرث والدهم( :يوضح 08جدول رقم )

العدد والنسبة

الحصول على اإلرث

النسبة المئوية العدد

%48.88 22 نعم

%51.11 23 ال

%100 45 المجموع

الفصل الثاني دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم في مدينة الوادي

61

نسبة حصول األبناء على إرث ، مثلت %48.88أن نسبة أعاله يتضح من الجدول

.%51.11والده، بينما نسبة عدم حصول األبناء على إرث والدهم قدرت بـ

( يبين كيفية المطالبة في حالة عدم الحصول على االرث 09جدول )

مفردة 23عدد المفردات التي أجابت بـ هي

العدد والنسبة

كيفية المطالبة النسبة المئوية العدد

%34.78 08 وديا

%43.47 10 قضايا

%21.73 05 لم تتم المطالبة

%100 23 المجموع

( يتضح ما يلي:09( و)08( و )07ول )امن الجد

، %56.25اإلرث أو التركة لألوالد اليتامى بعد وفاة األب بلغت نسبتها وجود

مفردة من مجموع عينة الدراسة. 45والمقدرة بـ

( أن نسبة حصول األبناء على إرث والدهم لم تكن 08وما يوضحه الجدول رقم )

حرمت من هذا الحق. %51.11وإنما نسبة 100%

مفردة. 45مفردة من أصل 23حيث بلغ عددها

إرث األب قد حصلت على تركة أو % 48.88مفردة الباقية والتي تمثل 22لتبقى

المتوفي.

، فيه اإلرث بحقها بت النسبة المحرومة من حق( يوضح كيف طال09الجدول رقم ) -

10أي % 43.47حيث كانت النسبة األعلى هي اللجوء إلى القضاء، فبلغت النسبة

مفردة. 23مفردات من أصل

الفصل الثاني دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم في مدينة الوادي

62

اقية لم تطالب مفردات بينما النسبة الب 8ما يقابلها %34.78أما وديا: فقد كانت نسبتها -

.%21.73باإلرث أو التركة فشكلت نسبة

وهذا راجع لعدة عوامل وأسباب: -

.التفكك األسري

.ضعف الوازع الديني لدى البعض

.)كون األمالك عقارية )سجالت التمليك

وبالتالي من الناحية القانونية يكون تقسيمها صعبا لعدم وجود األسانيد القانونية لألمالك

روف بالمنطقة أن األمالك على الحيازة والشيوع.خاصة أن المع

(: يوضح استثمار مال اليتيم من قبل المتكفل بهم: )األيتام الذين حصلوا 10جدول رقم )

على إرث والدهم(

العدد والنسبة

استثمار مال اليتيم النسبة المئوية العدد

%81.81 18 نعم

%18.18 4 ال

%100 22 المجموع

(: يوضح هل يؤدى من مال اليتيم الزكاة؟11رقم ) جدول

العدد والنسبة

أداة الزكاة من مال اليتيم النسبة المئوية العدد

%81.81 18 نعم

%18.18 4 ال

%100 22 المجموع

الفصل الثاني دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم في مدينة الوادي

63

أن نرى أن النتائج متطابقة بحيث 11والجدول رقم 10من خالل الجدول رقم

حصلت على اإلرث أو التركة بعد وفاة األب أغلبها يستثمر وتؤدى مجموع المفردات التي

وهي النسبة األكبر. %81.18الزكاة منه وقد بلغت نسبة

.%18.18بينما الذين ال يستثمرون وال تؤدي الزكاة من مالهم بلغ نسبة

بيان مصدر نفقة األبناء حاليا والمستوى المادي: -3

والدهم:)أ( للذين حصلوا على إرث -03

(:12جدول رقم )

22عدد مفردات هو

النسبة المئوية العدد

ر نفقة دمص

األبناء

%59 13 أموالهم الخاصة

%40.90 09 مصادر أخرى

المستوى

المادي بعد وفاة

األب

%40.90 09 أحسن من قبل

% 09.09 02 أسوء من قبل

%50 11 نفس المستوى

األبناء بعد وفاة األب والمستوى المادي لمجموعة ( يوضح مصدر نفقة 12الجدول)

المفردات الذي حصلوا على اإلرث والتي كانت بنسبة كبيرة منهم تستثمر أموالهم وتؤدى

منها الزكاة، وهذا ما نالحظه في الجدول بحيث أن مصدر النفقة لألبناء معظمة من األموال

بينما المصادر %59.09ها الخاصة والتي هي )التركة أو اإلرث(، حيث كانت نسبت

وأرجعتها البعض إلى عمل األم واألبناء والمساعدات. %40.90األخرى أخذت مساحة

بينما المستوى المادي بعد وفاة األب: األكبر نسبة كانت نفس المستوى حيث بلغت

، التي تمثل المستوى أحسن من قبل، وهذه %40.90نصف النسبة، ثم يأتي بعدها نسبة

للذين أصبح مستواهم المادي أسوء من ذي قبل. %9.09تبرة جدا فلم تبقى سوى النسبة مع

الفصل الثاني دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم في مدينة الوادي

64

)ب( الذين لم يحصلوا على إرث أو تركة.-03

مفردة. 58عدد مفرداتها هو

.13جدول رقم

النسبة المئوية العدد

ر نفقة دمص

األبناء

%3.44 2 أموالهم الخاصة

%96.55 56 مصادر أخرى

المستوى

بعد وفاة المادي

األب

%5.17 3 أحسن من قبل

% 75.86 44 أسوء من قبل

%18.96 11 نفس المستوى

( مصدر النفقة حاليا لألبناء وكذلك المستوى المادي بعد 13يوضح الجدول رقم )

وفاة األب للمجموعة التي لم تجد بعد وفاة األب إرث أو تركه باإلضافة للذين يطالبون ولم

( مصادر أخرى 1بعد: بحيث يبين الجدول أن المصدر األول للنفقة هو )يحصلوا عليها

غير األموال الخاصة والتي تشمل عمل األم واألبناء وأيضا المساعدات وما تقدمه

وهي النسبة األعلى جدا وأما األموال %96.55الجمعيات، بلغت نسبة هذه المصادر

فقط. %3.44الخاصة فأخذت نسبة

توى المادي بعد وفاة األب فكان كالتالي:أما بالنسبة للمس

الفصل الثاني دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم في مدينة الوادي

65

، والنسبة المتوسطة هي )نفس %5.17األقل نسبة كانت )أحسن من قبل( بحيث شكلت

، لتحتل المرتبة األولى )أسوء من قبل( بحيث بلغت %18.96المستوى( حيث شكلت

مفردة. 58مفردة من أصل 44أي ما يعادل % 75.86

( نجد االختالف فيما يلي:12)بالمقارنة مع الجدول رقم -

وجود اإلرث أو ما يتركه األب يغنيهم عن المصادر األخرى إلى حد ما. -01

األموال الخاصة متفاوتة بشكل ملحوظ. -02

أما في %40.90( شكل بنسبة 12المستوى المادي )أحسن من قبل( في الجدول ) -03

فقط. 5.17(فقد كان 13الجدول )

ى أن المستوى المادي أصبح أسوء بعد رحيل ( عل13اتفاق األغلبية في الجدول ) -04

األب.

الشيء الذي يفتقده اليتيم أكثر: -

مفردة 80لجميع مفردات العينة المدروسة -

العدد والنسبة

الشيء المفتقد النسبة المئوية العدد

%57.5 46 الرعاية النفسية

%30 24 الرعاية المادية

%3.75 03 الرعاية االجتماعية

%8.75 07 الرعاية النفسية + المادية

%100 23 المجموع

الفصل الثاني دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم في مدينة الوادي

66

( عن أي األشياء التي يفتقدها 10( والرسم البياني رقم )14يوضح الجدول رقم )

مفردة من 46أي %57.5اليتيم، فكانت الرعاية النفسية هي أكبر نسبة حيث شكلت

مفردة. 80مجموع مفردات العينة

، كما يرى البعض ازدواجية الرعاية النفسية %30بنسبة ثم تلتها الرعاية المادية

، والنسبة األدنى كانت الرعاية %8.75والمادية وغيابها عن اليتيم وهذا الرأي شكل نسبة

فقط. % 3.75االجتماعية حيث شكلت

57%23.75%

32.5%

9%

الرعايةالنفسية

الرعايةالمادية

الرعايةالجتماعية

المادية+الرعايةالنفسية

خاتمة

الخاتمة

68

الحمد للا الذي بنعمته تتم الصالحات والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:

على اتمام هذه الرسالة، وأسأله أحمد للا سبحانه وأشكره جل ثنائه أن أعانني ووفقني بفضله

أن يرحمني ويعفو عن زالتي فإن كنت قد أخطأت فمن نفسي والشيطان، وإن كنت قد

أصبت فبتوفيق من الرحمان.

وفي الختام يمكن تلخيص ما توصلت من نتائج وتوصيات ضمن النقاط التالية:

النتائج:- أ

زال عنه وصف اليتم حقيقتا وإن اليتيم هو الصغير الذي فقد أباه وإذا بلغ الصبي الحلم -1

كان يطلق عليه مجازا بإعتبار ما كان.

تنتهي مدة اليتيم بالبلوغ، وتتحدد عالمة البلوغ بظهور العالمات الطبيعية، فإذا لم -2

يحصل بلوغ الطبيعي يثبت البلوغ بالسن، وقد اختلف الفقهاء في تحديد السن الذي هو

ظنة البلوغ.م

ماما بالغا وعناية خاصة باليتيم، فقد حث القرآن الكريم في غير ما أولى ديننا الحنيف اهت -3

موضع على العناية بهم ورعايتهم، وبين أحكام التعامل معهم في نفوسهم وأموالهم وهو

ما عنيت السنة المطهرة بتبيينه وتوضيحه أيضا.

وماله، أن اإلسالم راع جانب الضعف في اليتيم وولى عليه واليا يحفظ حقوقه في نفسه -4

ورسم منهجا كامال لهذا الولي في كيفية التعامل مع اليتيم في نفسه من أمور تتعلق

ته وكذلك في كيفية التعامل مع أموال اليتيم من حفظها واستثمارها يبرعايته وترب

واخراج الزكاة منها.

ة على ولي اليتيم احسان الوصاية على مال اليتيم وتنميته واصالحه بكل الوجوه الممكن -5

وعدم تسليم أموال اليتامى إليه إال بعد التحقق من رشدهم وصالحيتهم للتصرف الحسن

فيه.

الخاتمة

69

من الوجوه في شيء من مال اليتيم وأوجب على نهى االسالم عن الطمع بأي وجه -6

إن كان غنيا أن يستعفف من مال اليتيم، وإن كان فقيرا أن يأكل بالمعروف من الولي

غير اسراف وال تبذير.

ضوء ما تم عرض من معطيات االستبيان والدراسة الميدانية وتحليل النتائج نجد ى علو -7

أن كثير من االيتام هم بحاجة إلى مزيد من الرعاية واالهتمام سواء كانت مادية أو

معنوية.

بالرغم من أن للا سبحانه وتعالى شرع حق الوالية والوصاية على األيتام من أجل -8

رامل في التكفل باألبناء ورعايتهم، إال أننا نجد في معظم تخفيف العبء ومساندة األ

الحاالت أن األم هي المتكفل األول بأبنائها بعد وفاة األب فهي المسؤولة عن توفير كل

متطلبات ومستلزمات العيش.

يتكمنوا من الحصول على من األيتام لم %50من خالل النتائج نجد أن نسبة أكثر من -9

لم يحصلوا على ممن %50نتج عنه أن كانت نسبة أكثر من حقهم في اإلرث مما

اإلرث أصبح مستواهم المادي أسوء من قبل، لذلك فقد أوصى للا سبحانه وتعالى

عجيل تقسيم اإلرث حتى يعود هذا المردود المالي الذي خلفه األب لكفاية األبناء وحتى تب

ال يكونوا عرضة لالحتياج والفقر.

التوصيات: - ب

اليتيم جزء من المجتمع فهو يحتاج إلى رعاية خاصة من طرف الدولة التي بما أن -1

والمالحظ من خالل تصفح القانون الجزائري أننا ال نجد أي اهتمام بهاته اينتمي إليه

الفئة والذي ترتب عليه خلق واقع غير محمي لليتيم قانونيا، وللقضاء على هذا الواقع

قانون يتضمن حقوقا وامتيازات من شأنها أن تساهم وحفظ كيان اليتيم البد من تخصيص

في تغطية حاجياته وتساهم في القضاء على العديد من الظواهر التي كانت بسبب عدم

الرعاية القانونية لهم.

التوعية الدعوية من خالل الدروس والخطب في المساجد لنشر الوعي الشرعي بأحكما -2

واجبات نحو اليتيم كما أمر للا سبحانه وتعالى.اليتيم وتقوية الوازع الديني للقيام بال

الخاتمة

70

تكثيف الدراسات األكاديمية والميدانية في مجال رعاية االيتام، والتي يناط بها دراسة -3

احتياجاتهم والبحث في أنسب السبل لتقديم رعاية متكاملة لهم تراعي حساسية

للمساهمة في بناء مجتمعهم.أوضاعهم، وتهيء الفرصة أمامهم

ما: أتمنى أن أكون قد ساهمت ولو بومضة بسيطة في الدعوة إلى االهتمام باليتيم وختا

واسأل للا تعالى أن يثيب كل من يقوم على أمر اليتامى بجزيل األجر وواسع المغفرة،

وأن يهب الرضا والعوض الجميل لكل مبتلى باليتم وأنكاده، وأن يجعل هذا الجهد مقبوال

العباد إنه ولي ذلك والقادر عليه.عند للا ونافعا بين

اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وصل

وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين.

مالحق

مالحقا

72

مالحقا

73

مالحقا

74

االجتماعيةالرعاية

نفس المستوى

مالحقا

75

الفهارس

الفهارس

76

فهرس اآليات القرآنية

الصفحة رقم اآلية اآلية القرآنية أو شطرها

[01سورة البقرة ]

خير لهم إصالح قل اليتامى عن يسألونك و..... 220 14

أن يستطيع ال أو ضعيفا أو سفيها الحق عليه الذي كان إنف

...هو يمل

282 282

الة وأقيموا كاة وآتوا الص اكعين مع واركعوا الز 43 49الر

[02سورة النساء ]

لوا وال أموالهم اليتامى وآتوا يب الخبيث تتبد 02 15بالط

ما ظلما اليتامى أموال يأكلون الذين إن 10 14يأكلون إن

نهم آنستم فإن النكاح بلغوا إذا حتى اليتامى ابتلوا و 06 44رشدا م

فإن خير من تفعلوا وما بالقسط لليتامى تقوموا وأن كان للاه

عليما به

127 15

وال أموالهم اليتامى وآتوا... 02 44

فهاء تؤتوا ال و 05 16...أموالكم الس

يجعل ولن 141 27-28سبيال المؤمنين على للكافرين للاه

الة وأقيموا كاة وآتوا الص ا الز 77 47فلم

[05األنعام ]

ه يبلغ حتى أحسن هي بالتي إال اليتيم مال تقربوا ال و 152 14أشد

[09سورة التوبة ]

بعض أولياء بعضهم والمؤمنات والمؤمنون 71 28

يهم تطهرهم صدقة أموالهم من خذ 103 47بها وتزك

الفهارس

77

[16سورة النحل ]

رب ض ملوكا عبدا مثال للاه 75 29شيء على يقدر ال م

[17اإلسراء ]

يبلغ حتى أحسن هي بالتي إال اليتيم مال تقربوا وال 34 44

[24سورة النور ]

كما فليستأذنوا الحلم منكم األطفال بلغ وإذا 59

[90سورة البلد ]

مقربة ذا يتيما { 14}مسغبة ذي يوم في إطعام أو 14-15 15

[93سورة الضحى ]

ووجدك فآوى يتيما يجدك ألم عائال ووجدك فهدى ضااله

..فأغنى

6-7-8-9 16

[107سورة الماعون ]

ب الذي أرأيت ين يكذ 1-2 16اليتيم يدع الذي فذلك بالد

الفهارس

78

فهرس األحاديث النبوية

الصفحة طرف الحديث

10 "ال يتم بعد احتالم....."

11 "رفع القلم عن ثالث، عن المجنون المغلوب على عقله..."

"عرضه يوم القيامة أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم

يجزه..."

12

17 " أنا وكافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين...."

18 الساعي على األرملة والمسكين كالمجاهد...."

18 " من عال ثالثة من األيتام كان كمن قام ليلة..."

19 "اللهم إني أحرج حق الضعيفين..."

19 " خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه..."

28 "أال من ولي يتيما له مال فليتجر فيه..."

الفهارس

79

المترجم لهمفهرس األعالم

الصفحة اسم العلم

09 هـ728أحمد بن عبد الحليم النمري بن تميمة ت

09 ابراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي هـ

09 وهبة الزحيلي

09 عطية صقر

11 هـ68عبد للا بن عباس ت

11 هـ150اإلمام أبو حنيفة ت

11 هـ179اإلمام مالك ت

12 هـ204اإلمام الشافعي ت

12 هـ 73عبد للا بن عمر ت

17 هـ91سهل بن سعد رضي للا عنه ت

17 هـ150عبد الرحمان بن صخر الدوسي ت

24 هـ1394محمد بن أحمد أبو زهرة ت

24 علي بن محمد الجرجاني

24 مصطفى أحمد الزرقا

41 محمد بن عبد للا )ابن العربي(

41 السيدة عائشة أم المؤمنين

41 أحمد بن حنبلاإلمام

43 جابر بن عبد للا

45 ابن حزم

45 إمام ابن العربي

48 معاذ بن جبل

الفهارس

80

المراجع والمراجع فهرس

القرآن الكريم، رواية حفص عن عاصمأوال:

الكتب ثانيا:

م(، دار الفكر، بيروت، لبنان.1989ابن األثير: عز الدين، أسد الغابة، ) -1

للا، أحكام القرآن، تحقيق: محمد: محمد عبد القادر عطا، ابن العربي: محمد بن عبد -2

م(، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.2003/ 3)ط

م(، دار الر يان، القاهرة.1988/ 1مالك، الموطأ، )طابن أنس: -3

ابن بطال: أبو الحسن بن خلف، شرح صحيح البخاري، مكتبة الرشد، الرياض. -4

لمحلى، تحقيق: محمد منير الدمشقي، إدارة الطباعة ابن حزم: علي بن أحمد بن سعيد، ا -5

المنيرية، مصر.

ابن رجب: الحافظ، الذيل على طبقات الحنابلة، تحقيق: عبد الرحمان بن سليمان بن -6

م(، مكتبة العبيكان، الرياض.1/2002العثيمين، )ط

ر المختار، تحقيق: عادل أحمد عبد على الد ابن عابدين: محمد أمين، رد المحتار -7

م(، دار عالم الكتب، الرياض.2003الموجود وعلي عوض، )

دار الكتب العلمية، (،1/1998للباب في علوم الكتاب، )طابن عادل: عمر بن علي، ا -8

بيروت، لبنان.

السداد التونسية، م(،1984فسير التحرير والتنوير، )ابن عاشور: محمد الطاهر، ت -9

تونس.

.ة(، دار الوعي، القاهر1/1993االستذكار، )طابن عبد البر: يوسف عبد للا، -10

ق: عبد السالم محمد ن أحمد، معجم مقاييس اللغة، تحقييابن فارس: أبو الحس -11

دار الفكر. م(،1989هارون)

: عبد للا بن أحمدن المغني، تحقيق: عبد للا بن عبد المحسن التركي وعبد ابن قدامة -12

الكتب، الرياض.م(، دار عالم 3/1997الفتاح محمد الحلو، )ط

م(، دار الهجرة، الجيزة.1997/ 1: بن عبد للا بن أحمد، الكافي، )طابن قدامة -13

الفهارس

81

ابن كثير، اسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم، تحقيق: سامي بن محمد السالمة، -14

م(، دار طيبة، الرياض.1999/ 1)ط

مكتبة هـ(، 1417/ 1ابن ماجه: محمد بن يزيد القزويني، سنن ابن ماجه، )ط -15

المعارف، الرياض.

ابن محمد: عبد القادر، الجواهر المضيهة في طبقات الحنفية، تحقيق: عبد الفتاح محمد -16

م( ، دار العلوم، الرياض.1/1988الحلو، )ط

ابن منظور: لسان العرب، تحقيق: عبد للا علي الكبير وآخرون، دار المعارف، -17

القاهرة، مصر.

م(، دار الكتب العلمية، بيروت، 1995/ 1المهذب، )طابن يوسف: ابراهيم بن علي، -18

لبنان.

التفاسير، دار الفكر العربي.زهرة أبو زهرة: محمد زهرة، -19

م(، دار الفكر.2/1950أبو زهرة: محمد، األحوال الشخصية، )ط -20

(، المكتب االسالمي.1/1979)ط، إرواء الغليل، محمد ناصر الدين األلباني: -21

م(.1/1996مد، البجيرمي علي الخطيب، )طمي: سليمان بن محيرالبج -22

(، دار الزهراء، بيروت، 2بحر العلوم: عز الدين، اليتيم في القرآن الكرين، )ط -23

لبنان.

/ 1البخاري: محمد بن اسماعيل، صحيح البخاري، تحقيق: محي الدين الخطيب، )ط -24

هـ(، المطبعة السلفية، القاهرة.1400

هـ(، مكتبة 1411/ 2لمسائل القدوري، )ط البرني: محمد عاشق، التسهيل الضروري -25

اإليمان، السعودية.

م(.1/2009بسمة جي: سائر، معجم مصطلحات ألفاظ الفقه اإلسالمي، )ط -26

هـ(، دار طيبة، الرياض.1409البغوي: الحسين بن مسعود، تفسير البغوي، ) -27

مية، م(، دار الكتب العل1994/ 1البلخي: نظام الدين وآخرون، الفتاوى الهندية، )ط -28

بيروت، لبنان.

م(، مكتبة مكة.2001/ 1بن العدوي: مصطفى، التسهيل لتأويل التنزيل، )طا -29

الفهارس

82

هـ(، 1345بن مخلوف: محمد بن محمد، شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، )ا -30

المطبعة السلفية، القاهرة.

المعونة، تحقيق: محمد حسن محمد حسن اسماعيل، بن نصر: عبد الوهاب عليا -31

م(، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.1/1998)ط

البهوتي: منصور بن يونس، شرح منتهى اإلدارات، تحقيق:: عبد اله بن المحسن -32

م(، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان.1/2000التركي، )ط

م(، دار 2003/ 2ناع، )طالبهوتي: منصور بن يونس، كشاف القناع على متن اإلق -33

عالم الكتب، السعودية، الرياض.

م(، دار إحياء التراث 1998البيضاوي: عبد للا عبد عمر، تفسير البيضاوي، ) -34

العربي، بيروت، لبنان.

، 3البيهقي: أحمد حسين بن علي، السنن الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، )ط -35

ن.م(، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنا2003

هـ(، مكتبة 1/1417الترميذي: محمد بن عيسى بن سورة، سنن الترميذي، )ط -36

المعارف، الرياض.

م(، دار الكتب العلمية، 1994/ 1التنوخي: سحنون بن سعيد، المدونة الكبرى، )ط -37

بيروت، لبنان.

الثعالبي: عبد الرحمان بن محمد بن مخلوف، الجواهر الحسان في تفسير القرآن، -38

م(، دار إحياء 1/1997محمد عوض وعادل أحمد عبد الموجود، )طتحقيق: علي

التراث العربي، بيروت، لبنان.

الجرجاني: علي بن محمد، كتاب التعريفات، دار اإليمان، االسكندرية. -39

م(، دار الوفاء، مصر،3/2005ى، )ط، مجموع الفتاوتيميةالحراني: أحمد بن -40

المنصورة.

األحوال الشخصية في الشريعة اإلسالمية، كام خالف: عبد الوهاب، أح -41

(، دار القلم، الكويت.2/1990)ط

الفهارس

83

عرفة، حاشية الدسوقي على شرح الكبير، دار إحياء الكتب الدسوقي: محمد -42

العربية.

الذهبي: محمد أحمد بن عثمان، سير االعالم النبالء، تحقيق، شعيب األرنؤوط -43

بيروت، لبنان. م(ن مؤسسة الرسالة،2/1982مأمون الصاغوجي، )ط

م(، 1/2001الرازي: محمد بن أبي بكر، مختار الصحاح، تحقيق: حمزة فتح للا، )ط -44

مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان.

م(، دار الفكر، 1981/ 1الرازي: محمد فخرالدين، تفسير الفخر الرازي، )ط -45

بيروت، لبنان.

العزيز، الرسعني: عبد الرزاق بن رزق للا، رموز الكنوز، تفسير الكتاب -46

م(، مكتبة اآلمدي.1/2008)ط

م(، دمشق، سورية.2/1985)ط لي: وهبة، الفقه اإلسالمي وأدلته،الزحي -47

م(، دار القلم، دمشق، 1/1988الزرقا: مصطفى أحمد، المدخل الفقهي العام، )ط -48

سورية.

م(، دار العلوم، بيروت، لبنان.15/2002الزركلي: خير الدين، األعالم، )ط -49

م(، مكتبة العبيكان، الرياض.1998/ 1الكشاف، )ط محمود بن عمر،الزمخشري: -50

السبكي: عبد الوهاب بن علي، طبقات الشافعية الكبرى، تحقيق: محمود محمد -51

الطناحي وعبد الفتاح محمد الحلو، دار إحياء الكتب العلمية.

السجستاني: سليمان بن األشعث، سنن أبي داود، تحقيق: عزت عبيد الدعاس وعادل -52

م(ن دار ابن حزم، بيروت، لبنان.1/1997السيد، )ط

السرخسي: شمس الدين: المبسوط، دار المعرفة، بيروت، لبنان. -53

دار الجيل، بيروت، لبنان. ، حاشية السندي على سنن ابن ماجه،السندي: نور الدين -54

السيواسي: محمد عبد الواحد، شرح فتح القدير، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان. -55

م(2001/ 1عت فوزي عبد اللطيف، )طافعي: محمد بن ادريس، األم تحقيق: رفالش -56

دار الوفاء، المنصورة.

الفهارس

84

م(، دار المعرفة، بيروت، 1/1997غني المحتاج، ) طالشربيني: محمد الخطيب، م -57

لبنان.

م(، دار 2/1952شلبي: محمد مصطفى، المدخل في التعريف بالفقه اإلسالمي، )ط -58

االسكندرية.التأليف، مصر،

م(، دار الشروق، القاهرة، 12/2004شلتوت: محمود تفسير القرآن الكريم، )ط -59

مصر.

دار ،م(1/1995فقه اإلمام الشافعي، )ط الشيرازي: ابراهيم بن علي: المذهب في -60

مية، بيروت، لبنان.لالكتب الع

م(، مكتبة الغزالي، دمشق، 3/1930الصابوني: محمد بن علي، روائع البيان، )ط -61

سورية.

دار المصرية، مصر. م(،1990/ 1األوالد في اإلسالم، )طتربية ، صقر: عطية -62

م(، مكتبة الشروق، مصر.4/2004ضيف: شوقي، المعجم الوسيط، )ط -63

(، دار 1984/ 1عامر: عبد العزيز، األحوال الشخصية في الشريعة اإلسالمية، )ط -64

الفكر العربي.

علي محمد اإلصابة في تمييز الصحابة، تحقيق:العسقالني: أحمد بن علي بن حجر: -65

دار الجيل، بيروت، لبنان.م(، 1992/ 1البجاوي، )ط

البخاري، تحقيق: أبو العسقالني: أحمد بن علي بن حجر، فتح الباري بشرح صحيح -66

م(، دار طبية، الرياض.2005/ 1ابي، )طيمحمد الفارنظر قتيبة

م(، دار 1/1995خيص الحبير، )طالعسقالني: أحمد بن علي بن محمد حجر، تل -67

المشكاة، مكة المكرمة.

م(، دار الفكر، 3/1996علوان: عبد للا صالح، تربية األوالد في اإلسالم، )ط -68

بيروت، لبنان.

دار إحياء التراث العربي، (،8ن محمد، تفسير ابي السعود، )ط العمادي: محمد ب -69

بيروت، لبنان.

الفهارس

85

م(، دار 1/2000مام الشافعي، )طفي مذهب اإل بن أبي الخير، البيانالعمراني: يحي -70

المنهاج، بيروت، لبنان.

م(، دار الفكر، 1990/ 2العيني: محمود بن أحمد، النيابة في شرح الهداية، )ط -71

بيروت، لبنان.

م(، دار الكتب العلمية، بيروت، 2001/ 1غالب: عبد الحق، المحرر الوجيز، )ط -72

لبنان.

م(، مؤسسة 1/2002دونة الفقه المالكي وأدلته، )طن، مالغرياني: الصادق عبد الرحم -73

الريان، لبنان، بيروت.

الغنيمي: عبد الغني، اللباب في شرح الكتاب، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، -74

دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

م(، مؤسسة 8/2005)ط : محمد بن يعقوب، القاموس المحيط،الفيروز آبادي -75

لبنان.الرسالة، بيروت،

م(، مكتبة لبنان، بيروت، لبنان.1987الفيومي: أحمد بن محمد، المصباح المنير، ) -76

القدوري: أحمد بن أحمد بن جعفر، مختصر القدوري في الفقه الحنفي، تحقيق: كمال -77

العلمية، بيروت، لبنان. الكتبم(، دار1997/ 1محمد عويضة، )ط

م(، دار الغرب اإلسالمي، بيروت، 1/1994)طالقرافي: أحمد بن ادريس، الذخيرة، -78

لبنان.

ع ألحكام القرآن، تحقيق: هشام سمير البخاري، امالقرطبي: عبد للا بن أحمد، الج -79

م(، دار عالم الكتب، الرياض.2/2003)ط

/ 2الكاساني، عالء الدين بن مسعود، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، )ط -80

بيروت، لبنان.م(، دار الكتب العلمية، 1986

م(، دار الهدى، الجزائر، 2007ونبيل: صقر، الدليل القانوني لألسرة، ) ،لعور: أحمد -81

عين مليلة.

م(، دار الكتب العلمية، 1994/ 1الماوردي: علي بن محمد، الحاوي الكبير، )ط -82

بيروت، لبنان.

الفهارس

86

م(، دار الشواف، القاهرة.4/1992مجدوب: محمد علماء ومفكرون عرفتهم، )ط -83

م(.1/1946راغي: أحمد مصطفى، تفسير المراغي، )طالم -84

المرداوي: علي بن سليمان، اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف على مذهب -85

م(، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.1/1998اإلمام بن حنبل، )ط

م(، دار التوزيع 1/1998مرسي: محمد سعيد، فن تربية األوالد في اإلسالم، )ط -86

والنشر، مصر.

: عبد الرحمان أحمد بن شعيب، تحقيق: حسن عبد المنعم شلبي النسائي -87

م(، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان.1/2001)ط

النسفي: عبد للا بن أحمد بن محمود، مدارك التنزيل وحقائق التأويل، تحقيق: يوسف -88

م الطيب، بيروت، لبنان.م(، دار الكل1/1998علي بدوي، )ط

م(، دار 2006بر، االستيعاب في معرفة األصحاب، )النمري: يوسف بن عبد ال -89

الفكر، بيروت، لبنان.

النووي: محي الدين بن شرف، المجموع شرح المهذب، تحقيق: محمد نجيب -90

المملكة العربية السعودية. ،المطيعي، مكتبة اإلرشاد، جدة

(، دار الكتب العلمية، 1مسلم بن الحجاج القشيري، صحيح مسلم، )ط النيسابوري: -91

بيروت، لبنان.

الهرري: محمد األمين بن عبد للا، رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز، -92

م(، مكتبة اآلمدي، مكة المكرمة.1/2008)ط

ي، م(، دار إحياء التراث العرب1/2002الهمام: أبو اسحاق أحمد، الكشف والبيان، )ط -93

بيروت، لبنان.

م(، دار الشروق، القاهرة، 1/2002واصل: نصر فريد، الواليات الخاصة، )ط -94

مصر.

م(، دار الفكر، دمشق، سورية.1/2000وهبة الزحيلي: تجديد الفقه اإلسالمي، )ط -95

الفهارس

87

فهرس الموضوعات

الصفحة الموضوع

ملخص

شكر وتقدير

الفهارس

88

أ..هـ مقدمة

التمهيدي: اليتيم وعناية الشريعة االسالمية بهالفصل

08 المبحث األول: مفهوم اليتيم في الفقه االسالمي

08 المطلب األول: تعريف اليتيم

08 الفرع األول: تعريف اليتيم في اللغة

09 الفرع الثاني: تعريف اليتيم في اصالح الفقهاء

10 اليتمالمطلب الثاني: آراء الفقهاء في مدة انتهاء

13 المبحث الثاني: عناية الشريعة باليتيم

14 المطلب األول: عناية الشريعة اإلسالمية باليتيم في القرآن الكريم

17 المطلب الثاني: عناية الشريعة االسالمية باليتيم في السنة النبوية

الفصل األول: أحكام المحافظة على مال اليتيم في الفقه االسالمي

22 المبحث األول: الوالية المالية عل اليتيم في الفقه اإلسالمي

23 المطلب األول: مفهوم الوالية على اليتيم ومشروعيتها

23 الفرع األول: تعريف الوالية :لغة واصطالحا

24 المطلب الثاني: الوالية في اصطالح الفقهاء

25 الفرع الثاني: أقسام الوالية

26 مشروعية الواليةالفرع الثالث:

28 المطلب الثالث: شروط الوالية على اليتيم ومراتبها

28 الفرع األول: شروط الوالية

32 انتهاء الوالية وما يترتب عنهاالمطلب الثالث:

32 الفرع األول: تسليم المال لليتيم

36 الفرع الثاني: اإلشهاد عند تسليم المال لليتيم

38 المتعلقة بمال اليتيم األحكامالمبحث الثاني: بعض

39 المطلب األول: حكم استثمار مال اليتيم

42 المطلب الثاني: حكم أكل الولي من مال اليتيم

الفهارس

89

43 الفرع الثاني: حكم أكل الولي من مال اليتيم

46 المطلب الثالث: حكم الزكاة في مال اليتيم

في مدينة الوادي الفصل الثاني: دراسة ميدانية حول رعاية اليتيم

53 نتائج الدراسة الميدانية

54 خصائص العينة

58 تحليل البيانات المتعلقة باليتيم

68 خاتمة

72 مالحق

76 الفهارس