ةساردّ ا صخّلم - hashemite university2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد"...

33
1 اسة ر ص الد ملخ ة، أن تتخذ المعرفي ها ، ورؤا ءات الفكر امنثوي ها من فضا ات لنابعة آلي اسة ا ر ذه الد تحاول هوي؛ آخذالطحا ال ا ة مير تبة المصريلكا رقاء" ل نة الزلباذنجا رواية "ا ستكناه نص في ا لنفسها منهجالزرقاء"نة الباذنجا . فنص لموضوعاتييل اتحل بأدوات اللكاتبة؛ ة ل جزءا من الرؤى المعرفي ل يشكك الرؤى فيبقاء على جذوة تل في انا؛ حرصا منهاقلب امؤلم ل ، وم ن ما هو محز مسكونة بكل اللهامش،ت من حيز الموضوعاسحب تلك ا ب قاش، وأم رح والن لط لار، وموضوع قابل استعاك من أنفكولة المركز، ومحا ريق نحو ا ى الطها عل ووضعلقداسةلمشبع باد الموروث ا صفا ر. خ ة وسلطة ا عوي الرلباذنجانة ة لرواية "ا ة، وامفقي أسيت الر يما ى تحديد الثسين علن رئي محوري اسة في ر الد ت وقف اللكاتبة مير ا تصدر عنهمالتين ال أمل فكير والت بنية الت هما يعكسان طرفا من لزرقاء". وأظهرت أن ايس أس في التامل مع في التع ة منطلقا ة الرعوي عقليى البقاء عل ة ا اتبي ، يناهض تر لمشروع أنثويمنا. الة البنية، والد ، معادل في سردي رقاء" نص نة الزلباذنجا اسة إلى أن رواية "ا ر رت الد وأشا. ه المجتمع المصري لما يحيالنتائج أبرزها:ى جملة من ا اسة إلت الدر وصل طغ يان ثيمة الت رض الفكري عا شكل معب ب رؤلم وم، ا لحجملزرقاء"؛ إظهارنة الباذنجا رواية " ا ال فيلكاتبة مير ة لدى ا وع النظرة السوداوي وذيلخروج منبا ومحاولة لعام؛ طل أييد ال أي والت " ندى"، ولحشد الرة على امنثىة الواقعلمأسا طوة وا السة فضلى وحلحالة نحو حالذه ا ه ل آخر.

Upload: others

Post on 25-Feb-2020

6 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

1

ملخص الدراسة

تحاول هذه الدراسة النابعة آلياتها من فضاءات الفكر األنثوي، ورؤاها المعرفية، أن تتخذ

لنفسها منهجا في استكناه نص رواية "الباذنجانة الزرقاء" للكاتبة المصرية ميرال الطحاوي؛ آخذا

يشكل جزءا من الرؤى المعرفية للكاتبة؛ بأدوات التحليل الموضوعاتي. فنص "الباذنجانة الزرقاء"

المسكونة بكل ما هو محزن، ومؤلم لقلب األنا؛ حرصا منها في اإلبقاء على جذوة تلك الرؤى في

استعار، وموضوع قابل للطرح والنقاش، وأمال بسحب تلك الموضوعات من حيز الهامش،

صفاد الموروث المشبع بالقداسة ووضعها على الطريق نحو المركز، ومحاولة االنفكاك من أ

الرعوية وسلطة اآلخر.

وقفت الدراسة في محورين رئيسين على تحديد الثيمات الرأسية، واألفقية لرواية "الباذنجانة

الزرقاء". وأظهرت أنهما يعكسان طرفا من بنية التفكير والتأمل اللتين تصدر عنهما الكاتبة ميرال

لمشروع أنثوي، يناهض تراتبية اإلبقاء على العقلية الرعوية منطلقا في التعامل مع في التأسيس

األنا.

وأشارت الدراسة إلى أن رواية "الباذنجانة الزرقاء" نص سردي، معادل في البنية، والداللة

لما يحياه المجتمع المصري.

ر بشكل معب عارض الفكري ثيمة الت يانطغ وصلت الدراسة إلى جملة من النتائج أبرزها:

وذيوع النظرة السوداوية لدى الكاتبة ميرال في رواية " الباذنجانة الزرقاء"؛ إظهارا لحجم ،ومؤلم

السطوة والمأساة الواقعة على األنثى" ندى"، ولحشد الرأي والتأييد العام؛ طلبا ومحاولة للخروج من

ل آخر.هذه الحالة نحو حالة فضلى وح

Page 2: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

2

رقاء" ة""دراسة موضوعاتي *للكاتبة المصرية ميرال الطحاوي (1)رواية "الباذنجانة الز

نوع، د، والت عد ز بالت تتمي ، واألدبية المتمركزة حول النوعةة، والفني إن االتجاهات الفكري

ال عن المالمح لها، فض ة وعي األنثى، والملمح الثقافي غاير، وتتقاطع في إظهار خصوصي والت

، ومواكبة األفكار الجديدة حول تبعا لتواتر اإلنتاج الروائي ،غيرل، والت حو ة، ودرجات الت األدبي

ة لألنثى في ة، والسياسي فكرة األنا، أو درجة عالقتها باآلخر؛ منذ المطالبة بالحقوق االجتماعي

.قافةاريخ والث والت دب، والفن ة في األة نوعي اسع عشر، حتى تشكيل خصوصي نهاية القرن الت

ة، : القبض على القضايا الفكري ين، همار رواية " الباذنجانة الزرقاء" من أم ة دراسةبع أهمي تن

.ة األكثر حضوراة، والفكري يمات الفني رصد الث و وع.وعالقتها بوعي الن المسيطرةة والفني

كشفا واضحا عن -خاصة–باشالر غاستون أفكارقد الموضوعاتي، ممثال بم الن ويقد

الوعي المبدع وسيلة إلى االعتماد على حليلي يمات الشاغلة لألنا، في كونه ينزع في إجرائه الت الث

يمة. للقبض على الث

أن اإلبداع غير منحاز لنوع دون آخر، وليقين راسخ في ى الباحثينلد القناعة قائمة وألن

يةه الة، ورسم معالم خصوصي الرئيس في صياغة دور األنثى ال "الباذنجانة ةرواي نااختيار ؛ فإن و

.موضوعا للبحث يجذر لهذه القناعة وذلك اليقين الزرقاء"

إلى: ا البحثهذ ة مندراسال فتهد

ة "الباذنجانة الزرقاء".رصد الثيمات المميزة والمحركة لرواي -1

.ة يتقابل فيها وعي المؤلف والقارئ ي القيام بقراءة موضوعات -2

ة مان محافظاة الشارقية. وهاي م، فاي مديناة الحسايني1968عاام ميرال الطحاوي: أستاذة جامعية مصرية، ولدت * ابنة لقبيلة الطحاوية التي تعد من أكبر القبائل البدوية المصرية.

Page 3: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

3

هاد منهجي ... م قد الموضوعاتي الن

ص األدباي شاعراو ونثاراو، المقارباة الموضاوعاتية مان أهام المقارباات النقدياة فاي دراساة الان تعد

ظهارت متاأخرة عنهاا بعقاد ات القرن العشرين، وفي عالمنا العرباي ظهرت في أوروبا في ستيني وقد

(2)نوات.من الس

ويرماااي النقاااد الموضااااوعاتي إلاااى اسااااتقراء الثيماااات األساساااية الواعيااااة للنصاااوص اإلبداعيااااة

لمداريااة ة اة األكثاار إلحاحااو وتحدياادها، واسااتخالص بنياتهاا العنوانيااالليااالمتميازة، وبيااان محاورهاا الد

والسمات ةالمعنوي ء المعجمي والداللي للقيم من خالل عمليات اإلحصا ؛تفكيكاو وتشريحاو وتحليال

ة.صوص اإلبداعي ة للن م في البنى المضموني المسيطرة، التي تتحك

ويرى سعيد علوش أن النقد الموضوعاتي يقوم على تحويل ما هو روحاني، وزئبقي،

او. ويستلزم هذا النقد قراءة نص او وعضوي ة موضوعي ة حسية مبنيوجواني، وشاعري إلى وحدة داللي

ة التي كتبها األديب المبدع، والبحث عن األعمال اإلبداعي وأصوص، أو مجموعة من الن واحد،

ة متجانسة، ن، وجمع كل االستنتاجات في بوتقة تركيبي المهيم ة، ومرتكزها البنيوي بنياتها الداخلي

.(3)ة ومتضام

بستمولوجية؛" يستند النقد الموضوعاتي إلى مرجعية فلسفية، ظاهراتية إدموند في تتمثل وا

وغاستون ،، وجان بول سارترالوجوديين أمثال: هيدجر نيومجهود الفالسفة الظاهراتيهوسرل،

والفكرة الرئيسية التي يمكن استخالصها من البعد الفلسفي للنقد الظاهراتي .(4)"باشالر

سفة اهتمامهم علىوقد ركز هؤالء الفالالموضوعاتي هي اعتبار اإلبداع عمالو يمثل وعي المبدع،

ذا نحن أحالم اليقظة البدائية العميقة المترسبة في الذات المبدعة، وهذا ما فعله "باشالر". وا

نجد طغيان االهتمام باألفكار؛ باعتبارها مظاهر الظاهراتي،ملنا تطبيقات المنهج الموضوعاتي/تأ

الظاهراتي، كما فعل جان بيير فسالمدروسين، وقد يستفيد النقاد من علم الن ب للوعي عند الكتا

.(5)ريشار بشكل خاص"

Page 4: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

4

اجتماااع حصاايلةكااان ة، ة العالمياااحة النقدياامنهجااا باارز علااى الساا بوصاافهاالموضااوعاتية و

رفاااااادت ذلااااااك أن الفرويديااااااة ة؛ة واألساااااالوبية األلسااااااني همااااااا: الفرويدياااااان متغااااااايرين يتيااااااارين فكااااااري

" و "السااااادية" و ة، والالشااااعور" و "العقاااال الباااااطني " بمصااااطلحات "العقاااادة النفسااااي موضااااوعاتيين"ال

مااع الناقااد شااارل مااورون خصوصاااو فااي كتابااه البااارز "ماان حلياال النفسااي "المازوشااية"، ثاام جاااء الت

ا، لينشار فاي فضااء برغساوني لشخصاية" نهاج فياه نهجااو فرويادياو ة إلاى األساطورة ااالستعارات الملحا

خص يااة الطفولااة فااي تشااكيل أفكااار الشااهااا: الالشااعور، وأهم أهم ماتالنقااد الموضااوعاتي جملااة مساال

.(6)طةاسخة في الذاكرة، ووجود النزوات المتسل البالغ، وآثار بعض الوقائع الر

وال يمكاان للنقااد الموضااوعاتي إطالقاااو أن يسااتغني عاان الماانهج النفسااي، مااع مااا بينهمااا ماان

المعناى مان أجال استكشاا بني علاى فهام الانص ، ينة أن الموضوعاتية نقد وصفي فوارق؛ وخاص

ظهااااره. ة علاااى دراساااة الالشاااعور فاااي العمااال األدباااي دراساااة تفسااايري المااانهج النفساااي يعتماااد بينماااا وا

ة.تأويلي

، أن لاه بعاض المالماح فاي النقاد األلمااني نشأ النقد الموضوعاتي في فرنسا أساسااو، إال وقد

ة "الموضوعات" فاي مرجعي ة. ومع ذلك فإن ابن الرومانسي -اجي أيديولو -هوفة ونقد أمريكا الشمالي

ة تعود إلى فترة أبعد مان ذلاك بكثيار، فالمصاطلح ماوروث عان علام البالغاة القاديم راسات األدبي الد

–رات العلاوم المقارناة أنه كان ال بد من انتظار تطاو " إال .ةة كبيرة للوحدة الداللي الذي يعطي أهمي

ة كبااارى، وفاااي فاااي بداياااة القااارن التاساااع عشااار كاااي يكتساااب المفهاااوم أهميااا -ات واألدبفاااي اللسااااني

أثرهااا بعااد ، امتااد نظريااة للعماال الفنااي بشااكل خاااص األلماااني ر التيااار الرومانسااي العصاار ذاتااه طااو

نظار إلياه ا(، لام يعاد ي قرن مان الازمن بفضال النقاد الموضاوعاتي. فالعمال الفناي، وفاق )جماعاة فينا

ة ة شخصااي وذج مسابق يجااب إعاادة إنتاجااه، بال إنااه يرجعناا إلااى الاوعي المباادع، إلاى باطنيااوفاق نماا

اد ة والمحدثة للعمل الفني، كما يظهر أثار الفكار األلمااني أيضااو عناد نقاع كل العناصر الشكلي تطو

Page 5: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

5

فااي فكاار الموضااوعاتيين عاان طريااق فلساافة هياادغر. فلاايس غريباااو إذن أن "مدرسااة جنيااف"، ويمتااد

.(7)ل"ة عصره المفض عل النقد الموضوعاتي من الرومانسي يج

وجااان اد الماانهج الموضااوعاتي فااي الغاارب جااان بيياار ريشااار، وجااان روساايه،ماان أباارز رو و

مياال اسااتيجر، وجااورج بوليااه، وغاسااتون باشااالر، وماانهم أيضاااو جااان بااول سااارتر، ستاروبنسااكي، وا

باشالر، وجورج بولياه، وجاان روسايه، وجاان موه ،بالحديث أبرز أعالمه خص وأ ،ورمان إنجاردن

.ههذ مفي دراسته ينر؛ ألن مصن فات بعضهم كانت معتمداو للباحثبيير ريشا

بستومولوجي يعد غاستون باشالر األب الروحي ا، للنقد الموضوعاتي، بعد أن كان فيلسوفاو وا

(، 1939(، ولوترياااامون )1938" التحليااال النفساااي للناااار ) منهاااا:ة؛ إذ دخااال األدب بأعماااال هامااا

.(8)"(،1960وشعرية الحلم )(، 1943والماء واألحالم )

ات القاارن العشاارين، ة فااي ساابعيني ة العربيااظهاار النقااد الموضااوعاتي فااي الساااحة الثقافيااوقااد

و فااي يااعبااد الفتاااح كليط ة العربي ااة وهاام: الكاتااب المغربااي اد المقاربااة الموضااوعاتي ممااثالو بااأبرز نقاا

م، والكاتبااة السااورية 1971ة القاادر فااي روايااات فرانسااوا مرياااك( ساانة ته الجامعيااة )موضااوعاتي رسااال

م،1982سااانةة القلاااق عناااد دي موباساااان( ة عااان )موضاااوعاتي كيتاااي ساااالم، فاااي رساااالتها الجامعيااا

. وعلاي شالق (9)ياب(ة، دراسة في شعر الساة البنيوي الكريم حسن صاحب )الموضوعي والسوري عبد

وش فاي . وساعيد علا(10) ،القاديم والحاديث( ؛ )القبلاة فاي الشاعر العرباي منهاا كتباه ة منمجموع في

.(12). وحميد لحمداني في كتابه )سحر الموضوع((11)(كتابه )النقد الموضوعاتي

ة؛ تكشاف عان المعناى، وتفسار صال إلاى أن الموضاوعاتية قاراءة دالليان انافإن ،وبما أسلفناه

ة، وتحويلهاا إلاى ة الصغرى والكبرى، وتأطير الفكرة العام ى بنياته المعنوي وذلك بإرجاعه إل ،النص

مبئرة للنص األدبي. ةصيغة عنواني

Page 6: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

6

نهج ماا)مياارال الطحاااوي( الللكاتباة لروايااة "الباذنجانااة الزرقاااء" نافااي دراسات نااااختر انااولهاذا فإن

ا يتوافااااااق ومفهااااااوم بماااااا ،ات التحلياااااال التااااااي اسااااااتعملها غاسااااااتون باشااااااالرالموضااااااوعاتي وفااااااق آلياااااا

اردة، الت الشاة؛ التاي يؤكاد فيهاا غاساتون باشاالر علاى االنطاالق مان التاأم ة المضاموني الموضوعي

ره لمفهااوم المكااان فااي دراسااتي لعنصاار المكااان فااي كونااه عنصاارا أو أحااالم اليقظااة. واألخااذ بتصااو

انافإن باذنجاناة الزرقااء()الا في مرحلة الوقو مع الزمن ودراساته فاي رئيسا من عناصر السرد. أم

ولكاي تظهار آلياة فاي التأمال فاي الازمن.. ورؤية بول ريكاور. يس أوغسطينبمقوالت القد ناقد أخذ

لقاااااي مزيااااادا مااااان اإلضااااااءة علاااااى آلياااااات التحليااااال نأن ناااااامااااال فاااااي الدراساااااة والتحليااااال، فقاااااد رأيالع

الموضوعاتي، التي تولي الوعي، والذات المبدعة اهتمامها الرئيس.

Page 7: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

7

الثيمات الرأسية ل:األو لمحور ا

: وتشكل الثيمات ات المبدعةالذ

في اإلجراء -يولي الموضوعاتيون اهتماما خاصا بفعل الوعي لدى الكاتب، وصوال

إلى الكشف عن الذات المبدعة، ففي تركيزهم -التحليلي الذي يمارسونه في النصوص اإلبداعية

والعثور على مواد ،(د التأمل الشارد )حلم اليقظةص يسعون إلى رصعلى قوى الوعي في الن

تشكله، والقبض على إشارات الطفولة المغفلة، من خالل الذكريات التي ترافق المبدع في تجواله

المتخيل. عبر عوالمه الممتدة، في نصه اإلبداعي

"إذ إن في عناصر دائرة اإلبداع، نظرولذا كان لزاما على النقد الموضوعاتي أن يعيد ال

هذا النقد ال يرضى بالتصور التقليدي للكاتب الذي يسيطر على مشروعه سيطرة مطلقة، وال يعيد

العمل األدبي في اإلجراء التحليلي إلى دفينة نفسية سابقة له، بل يعيدها إلى وعي دينامي قيد

.(13)التشكل والنمو "

التأمالت الشاردة ايلي بأنص درسه في اإلجراء التحلولهذا، فإن النقد الموضوعاتي يخ

(، وليس أنا الحلم الليلي؛ فالفينومنيولوجي ال يستطيع أن يعمل انطالقا من وثائق )أحالم اليقظة

. (14)األحالم الليلية، ألنها ال تستطيع بيان محاوالت الفردنة، التي يحركها اإلنسان المتيقظ

تشكالتها بصيص وعي في ( عالمة، تحمل فيالتأمالت الشاردة )أحالم اليقظة وتبرز

ها تشكل لديهم مرابض الروح التي تنشد أمنها تحليل الموضوعاتيين للنصوص اإلبداعية؛ إذ إن

وا تلك األحالم بأحالم أنثوية،ألنها تتساوق وروح األنثى، وطاقاتها ف ص وسالمها، فال غرابة أن ي

صدون باألنثى نوعا مقابال للذكر؛يق التي تبحث عن الهدوء، والصفاء، والصدق، والسالم. وهم ال

" (، العالم النفسييونغ) إنما ينطلقون من نتائج بعض علماء النفس، فباشالر يتفق مع تقسيم

س )أنيموس( بوجود ثنائية بالغة في النفس البشرية، لقد وضع هذه الثنائية تحت إشارتي النف

Page 8: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

8

لة نفسية؛ أي في كل إنسان، سواء أكان ج. يونغ و أتباعه، في كل آوالنفس ) أنيما(؛ بحسب ك.

.(15)رجال أم امرأة نجد نفسا ونفسا، متعاونين حينا، ومتخاصمين حينا آخر"

ن أن عات أدخلها علم نفس األعماق، إنما أراد فقط أن يبي وباشالر ال يريد التوغل في توس

(. ويضيف باشالر " إن anima) سالبسيطة، األصفى، تنتمي للنف التأمالت الشاردة في حالتها

.(16)هذه التأمالت بدت لنا ذات جوهر أنثوي، وهي إحدى حاالت الروح األنثوية"

كر باشالر أن " ربويتنديك يورد جود الثنائية التي توصل إليها ك.وما يعزز و ج، يونغ ذ

والمرأة هي مؤثنة 0/0 51إن الرجل الطبيعي هو مذكر بنسبة :في كتابه ) المرأة ( مرجعا يقول

" ويضيف باشالر قائال " إن ديالكتية المذكر والمؤنث تسير على وزن األعماق؛ 0/0 51بنسبة

....وحين تكون التأمالت الشاردة .(دوما )المؤنث ( إلى األعمق)المذكر تسير من األقل عمقا

.(17)نيما (األعميقة مثال، فإن الكائن الذي يحلم في الشخص هو النفس )

( بحسب باشالر هو النفس؛ ففي النفس ليه فإن مصدر التأمالت الشاردة )أحالم اليقظةوع

.(18)باشالر " اإلحساس بغياب الهموم " عندراحة جلية ومدركة للروح، وهي

وضوعاتي ؛ تلك الذات ووفق ما تقدم، فإن باشالر يقصد بالذات المبدعة، وبحسب النقد الم

األنا الحالم الذي يحلم أحالما نهارية؛ فيها من الوعي جزء، يجعل من تلك الذات و الحالمة، أ

إلى الحفر في األعماق، دون وقوع.الحالمة في حالة ديناميكية واعية، ساعية

:رقاءالباذنجانة الز

م، الباذنجانااااااة 1967منتصااااااف اللياااااال، فااااااي عااااااام ناريمان فاااااايتهاااااابط ماااااان بطاااااان الملكااااااة/

ت تؤكااد غااارة جدياادة وصااوت قناباال، السااماء كاناا ن ي ظاارو اسااتثنائية؛ إذ إفااناادى، آتيااة الزرقاء/

لجادة، دون غرفاة عملياات أو ثم إن الظالم يحتم والدة الملكة علاى ياد ا .شعال الفوانيس آية ذلكوا

Page 9: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

9

دوات تعقيم، وال تجد الجدة إال سكيناو غير حادة لتقطع خالصها، وتضع فاي فام الملكاة تخدير أو أ

بعد سبعة أيام من مولدها تكون هزيمة حزيران.خرقة قذرة، و

فااي أدق التفاصاايل؛ فااالتي هبطاات ماان بطاان ناريمااان سيصاابح الغااوصإلااى الساااردة تجااهت

كاناات أشاابه وهااي فااي الشااهر السااابع، هاااأنجبت وقااداساامها ناادى، نزلاات دون إتمااام تسااعة شااهور؛

عليها كثيراو إلى أن تسقط سعد أرجوحة بين كافورتين، صارت تتأرجح ز(. نصب لها األب/جو ا)بأر

المعادن، بأساالك رفيعاة دقيقاة مان ن، تاركاو خواء وكسوراو، يقومونهها إلى شطريك عنها، وينشطر ف

لحارو غيار ساليم، فاي فمهاا، وصاار نطقهاا ل صابحت أسانانها تتنااثروخياطات عديدة فاي الفام، أ

/األم حرجاو شديداو في حضور زميالتها.يسبب لناريمان ذلك كان

ل أن ناادر فقاد فضام أن تكون عالماة فضااء، أماا األ /حل ن/األم أميرة، واألبتريدها ناريما

لاااة؛ فقاااد كانااات أصاااابع قااادميها طويلاااة، وال تلياااق تكاااون قديساااة، ساااعت جاهااادة لتحقياااق أحاااالم العائ

ه ماع أنهاا غلبتا ه،، كما أن ساترة األب المليئاة باالنجوم لام تكان معينااو لهاا فاي حلمابأحذية األميرات

في بعض أدوار الشطرنج، وكي تكون كماا يريادها ناادر، فقاد كانات تصالي كثياراو، وتطلاب المغفارة

على ذنوب لم تقترفها.

ى تساام بااثالث نساااء، واحاادة هااي التااي أنجبااتفااي بياات واسااع، تاازوج جاادها (ناادى)تعاايش

الجادة "نيناا"، لام تاأت والثانية ينادونها "الجدة الشريفة"، أماا الثالثاة فيسامونها الجادة ،""ستي" ىاألول

طاان الملكااة يبشاار بااأن المولااود الشااريفة عنااد مولااد ناادى؛ جاااءت عناادما كااان النتااوء الااذي باارز فااي ب

ذكر.

أنها كانت تلقب بجملة ألقاب سيئة؛ كانات تقاول أمهاا (ندى)عها تورد الساردة في مسيرة تتب

اااحتاااى صاااارت ت ،ة"اجوز "فااااألر ،عنهاااا "خلفاااة الشاااياطين"، و"الباذنجاناااة الزرقااااء"، ثااام "القاااردة" ب باااا لق

"تربية الشوارع".

Page 10: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

10

عالقة جاداتها ماع بعضاهن؛ فساتي ترصد، فإنها عقلياو ووعيا نمو )ندى( جسديا ومع تطور

األخياااارة عاااااقر ولاااام تنجااااب، وال تااااأتي إلااااى البياااات الكبياااار إال ألن ؛كاناااات تاااابغض الجاااادة الشااااريفة

ساتي كثياراو. بينماا ؛ ذلاك الياوم الاذي رقصات فياه بالمناسابات، فقاد حادث أن جااءت ياوم مولاد ناادر

وهاي وقافلاة طويلاة مان الجماال مان ناابلس، ،على هودج له زوجاو جدها أحضرها ( فقدنيناالجدة )

.على رونقها وجمالهاأغلب أوقاتها معزولة، ومشغولة بما يحافظ في

يالحقونهاا ويزعجونهاا كاان لهاا سان كسان الفاأر، إذمن ألسنة طاالب الفصال، ندى لم تسلم

سيسي يا سسي يا سن الفأر. - " كثيراو بقولهم:

.(19)سن النجار أبو منشار" -

كانات ثأثاأة لساانها حصة معلم الفرنساية. في المدرسة تتعر ندى إلى زميلتها هند، وتحب

كاااان مااايالو.تخااارج الكلماااات فاااي حصاااته بشاااكل يعاااده المااادرس ج ، تجعلهااااواحتكاكاااه بشااافتها العلياااا

تفضل الشرود، ومتابعاة الشاقوق فاي مقعادها، كانت .المدرس طويالو ونحيالو، وذا عينين صافيتين

فضااة، وتتناااول عقااب ساايجارته الفاارص لمعرفااة مااا فااي إصاابعه، ذهااب أمس، وتنتهااز تتااابع الماادر

ناد خلسة، وتدسها في حمالاة صادرها، وتلملام معهاا أشاياء تافهاة أخار، وتحملهاا كتاذكارات مناه، وه

تهاااا، علاااى ظهااار نااادى بعاااد قليااال مااادعياو محب تبااااجهتهاااا، ياااداعب خصااالة شاااعرها، قاااد ير هنااااك بمو

.(20)وبعدها يقول لها: "ال أريد أن أسمع صوتك نهائياو، نهائياو، مفهوم؟"

ر صانع فااي جساد ناادى ماا جعلهااا مغاايرة لنوعهاا؛ "فااي كال ساااق لهاا أكثاار مان جاارح إن القاد

لااى سااور البياات، شااق طااولي فااي فخااذها حااين تشااعلقت فااي وكدمااة؛ غرزتااان عناادما سااقطت ماان ع

وندوب كثيرة أخار لام تعار ان الذي عضها وهي تركله بالحصى.مزالج الباب، نابان لكلب الجير

.(21)أسبابها"

Page 11: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

11

فااي الغرفااة الواحاادة والثمااانين، تعاايش ناادى الفتاااة الجامعيااة أربااع ساانوات ملتزمااة بإيااديولوجيا

لااه ثوبهااا، وترتاادي القفاااز ماو طولياااو يشااير إلااى المسااجد، تطياال ألجالجماعااة اإلسااالمية؛ وتتبااع سااه

ومعهااا زميلااة، فااي نقاااب أسااود، تصاالي الضااحى دائماااو، وبعااد أن تنتهااي ماان صااالتها والحجاااب.

كاار الصااباح تحادثها عان عاذاب القبار، أو عالماات ياوم القيامااة، أو تعطيهاا كتابااو عان التبارج، وأذ

إنها تطيل ثوبها أكثر، وتتعفف عن السالم والكالم.واستجابة لهذا كله ف والمساء.

ميالت؛ صافاء، ومهاا، نادى إلاى عادد مان الاز ى الراباع مان مديناة الطالباات تتعار في المبنا

تسوق الساردة نقد ندى لإليديولوجيا التي تعصاف بالشاارع ،وفي ظل ثنائيات الحب وعليا، ومنى.

المتحاارر؛ إذ سااالمية إلااى أقصااى اليساااراإل ماان أقصااى اليمااين المتمثاال بالحركااة ،المصااري حينئااذ

تفتح الساردة الفصل الثاني لرواية "الباذنجانة الزرقاء" ببسط عالقة زياد وصفاء، في توافق للرؤياة

حياة المجتمع المصري؛ فكل الاذكور الاذين تاذكرهم السااردة فاي الرواياة، ا واقع والطرح، تعكس فيه

،ياديولوجيا المجتماعوالمعياد حتاى يحياى، إنتااج إة وزياد رنسي ، ومروراو بمدرس الفاأل بدءاو باألب و

تضارع إلى حد كبير ما يحياه عالم هذه البسيطة. ،الذي يعيش تناقضات في السياسة والفكر

شااعارات تيااارات ينااادي ويرفااع شااعارات تخااالف فزياااد وصاافاء مثااال للفكاار المتحاارر، الااذي

شااغول بقااراءة الصااحف والنشاارات وينتمااي لجماعااة ر، وكااذلك حااال األب، فهااو طبيااب، لكنااه مخااأ

ة والجهاااااد، نااااه مشااااغول بمفهااااوم الحاكمياااامااااوذج لتيااااار الساااالفية المتشاااادد؛ إذ إواأل نااااادر أن .الوفااااد

ر قميصاااه ساامر، الاااذي ال يغياااماااا يحيااى، ذلاااك الفاااالح األأ .وتمااارس علياااه الجماعاااة ساالطة الااانص

عليهاا، ويصابح ة صافاء، ويتعثار فاي الارد األبيض، صاحب األفق الضئيل، فيقف مرتبكاو أمام جرأ

أمامها مراهقاو مسكيناو.

التناقضااات، تريااد لنفسااها العبااور ماان خااالل الماارأة وجساادها لمرادهااا وشااعاراتها؛ إن كاال هااذه

إنهاام يختزلااون أغلااب همااوم المجتمااع وقضاااياه فااي األنثااى، والنظاار إليهااا بأنهااا عااورة وينبغااي لهااا

Page 12: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

12

ولكانهم جميعااو متفقاون علاى حادود اختطوهاا ة.أو أن تكون متحرر واالحتجاب، ،واالحتشام ،الكف

، تقف دونها ملتزمة بالحدود المتاحة.لها

يشااااتغل الساااارد فااااي روايااااة "الباذنجانااااة الزرقاااااء" فااااي الفصاااال األخياااار علااااى حضااااور الاااانص

جعال اب قرأته نادى فاي الحاب؛ فتالبن حزم، وهو أول كت (ةحمامطوق ال)المصاحب، نص كتاب

الوصاال فااتاله باه مفتتحاااو لهااذا الفصال؛ إذ باادأت بباااب مان أحااب ماان نظارة واحاادة، ثاام باابأول أبوا

.در إلى أن تصل إلى نهايته بباب البينباب الهجر، فباب الغ

غمار معركة بين هذه التوقعات العائلية، وماا تفجار فاي مكنونهاا مان إحسااس ندى تخوض

ن كانات تخسار فيهاا ع نهاا باذلك المساتوى الروائاي والاواقعي، إال أ لاىبالتهميش واإلشااحة عنهاا، وا

تكااون كاشاافة للمسااتور علااى مسااتوى المااوروث، فااي عالقااات الحااب، والهاازائم السياسااية والخيبااات

وعوالمها المشتتة. ،قد سلطت الضوء على حال المرأة الشرقيةو ،االجتماعية

:عارض الفكري ال: الت أو

هاا ن مالصاقاو لشخصاية نادى، إذ إاذنجاناة الزرقااء" يسير التعارض في الرؤى والطرح فاي "الب

نماا لتصال إلاى مبتغاهاا فاي و ، وحساب تكشف عنه بأدق التفاصايل، ال إلباراز مهاراتهاا فاي النساج ا

إلااى توليفااة يحيااا فيهااا كاال ياادولوجيات، والفشاال الااذريع فااي الوصااولكشااف زيااف معتنقااي تلااك اإل

ناثاو ذكورا –عنصر من عناصر المجموع تتوازن فيه مطالب الجسد والروح ،واطمئناناو سالماو –وا

في آن.

بيت الطفولة، من خالل الدوائر التي عاشت فيها؛ بعرض مسيرة ذلك التعارض (ندى)تبدأ

هاااذا التعاااارض مناااذ أن صاااار وعيهاااا بماااا يحيطهاااا (نااادى)وترصاااد . ةفالجامعاااوالمدرساااة الداخلياااة،

او روائيااو لرواياة "الباذنجاناة الزرقااء"، تعاارض ل وينمو، لقد ولدت في مجتماع قاروي يشاكل متنايتشك

ساتي، والجادة الشاريفة، وث الماثال فاي سالوك جاداتها الاثالث؛يظهر بوضاوح لاديها فاي ذلاك الماور

Page 13: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

13

سالطة الاذكر دونماا تبارم أو نقااش، ولكال واحادة مانهن صاندوق تحااتفظ ل رضاخنونيناا، فجمايعهن ي

قاد ساعت إلاى تقليادهن فاي صاغرها، لكنهاا ماع ذلاك مواكباو لوعي نادى، فيه بموروثها الذي ما عاد

من خالل حديث الساردة عن مولد نادر، وفارح كشفت لها الحجب الزيف، زيف تبدى وسرعان ما

فقاد الجادة ساتي اءت للتهنئة، وكاان لهاا موكاب مهياب. أمااحتى إن الجدة الشريفة ج ،أهله بقدومه

رقصت في ذلك اليوم رقصاو شديداو.

داخلية، تعرض الساردة لقيم التعارض الفكري، التي تجسدها مان خاالل رؤياة في المدرسة ال

اال مخططااات قلبهااا الصااادق م الفرنسااية؛ ذلااك المعلاام الااذي يعتاار لهااا بأن ناادى لمعلاا هااا مااالك، يفش

د تأسساات فيمااا قاا –جااب أن تبقااى صااامتة، ألنهااا ال تحماالهااا ين إالااذي يمتلااب محبااة لااه، بقولااه لهااا

ذا ما أحبت إها تلك الجرأة التي تجعل الذكر صغيراو أمام قلبها، ألن –وتهميش عليه من نبذ وسحق

ها تسكب مشاعرها دفعة واحدة.فإن

كااة فااي "الباذنجانااة الزرقاااء"، والتااي تصاال فيهااا التعااارض الفكااري هااي الثيمااة المحر ةيمااإن ث

مان خاالل ؛ إذليبرالياةماع القاوى ال سالميةإلإلى مركز التعارض الممثل في تنظيم الحركة ا (ندى)

، تظهاار تلااك التعارضااات بشااكل جلااي، فااي هااذه التجربااة تسااعى ناادى إلااى تجربااة الدراسااة الجامعيااة

تلااك التجربااة فإنهااا علااى ولإلبقاااء سااجد، فتطياال ثيابهااا وترتاادي القفاااز.رساام سااهم طااولي باتجاااه الم

تطيل ثيابها أكثر وأكثر.

لااه عاان أبيهااا الااذي كااان مناضااالو، فزياااد فإنهااا سااتحكي ،مااع زياااد وماان خااالل تجربااة الحااب

، وتقاول لاه إن أباهاا كاان صاانعاو تتحادث إلياه واإلحباط. ،يحاكي أباها كثيراو في حديثه عن الفساد

للطاارابيش، وقااد تاازوج بنساااء عدياادات، كاناات أمهااا آخاارهن، ثاام تسااخر منااه قائلااة لااه: صااورته علااى

ااة وطرباوش أحمار، كاان كهاالو دائمااو، فيساألها عان وظيفتاه الجدار كانات ببدلاة، وياقاة بيضااء منش

.(22)فترد "لطخ"

Page 14: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

14

إن نااادى تساااخر مااان تاريخهاااا فاااي بيااات أبيهاااا، والمدرساااة الداخلياااة، حتاااى الجامعياااة أيضااااو،

وقاااد وصااالت إلاااى مخااارج آمااان مااان كااال تلاااك المااا زق ،سااااعية إلاااى صاااياغة أخااارى للاااذات وللهوياااة

ض لمقاطع منهاا فاي رساائلها ألخيهاا، صيدة تعر المتعارضة في سيرها نحو الكتابة، بدأت بكتابة ق

تقول فيها:

"إنااااااااااااااااااي راحاااااااااااااااااال ماااااااااااااااااان دنيااااااااااااااااااا الهنااااااااااااااااااا

إلاااااااااااااااااااااااااى دنيااااااااااااااااااااااااااا الشاااااااااااااااااااااااااقاء والفنااااااااااااااااااااااااااا وأتاااااااااااااااااااااااااااااااارككم لأليااااااااااااااااااااااااااااااااام لألحااااااااااااااااااااااااااااااااالم

(23)ربماااااااا تغيااااااار شااااااايء مااااااان الاااااااذي كاااااااان"

ن بالنقااد، نقااد لرمااوز الساالطة األبويااة؛ ففااي سااياق الحبيااب زياااد ماابطإن حااديثها مااع أخيهااا و

،ينااااهض مباااادئ الحيااااة ،عااان البدلاااة والياقاااة البيضااااء وجااادت فيهماااا شااابهاو كثياااراو حاااديثها ماااع زيااااد

اخلااهرؤيتااه االشااتراكية التااي تشااكل فااي دعلااى ثقافتااه و –م اليقظااة لاادى ناادى؛ فزياااد الحبياابوأحااال

ينساق عائداو في كثير من األحايين باتجاه القيم األبوية المسيطرة، –ثوراناو هادئاو على قيم المجموع

ار، ه يتحااادث عااان الاااوعي الطالباااي، وعماااال كفااار الااادو يناااال مااان مشااااعر وأحاسااايس نااادى؛ إذ إنااال

فيغياار أوضاااع ناادى ماان زاويااة نظااره فااي الماارأة، يااتفحص صااورتها؛ صاادر ،فتختصاار لااه الحكايااة

هااا صاااحبة معااالم ه يهمااس لهااا بأن يفااك ضاافائره، لكناا ،صااغير، ووجااه أساامر نحياال، وشااعر قصااير

، ههاا عااهرة، وهاذا ال يهماة أن مار د لها كل هذا، ويؤك هو يحب ة حين تدخن، و ذكورية تقريباو، خاص

ع إتمامها.توق ه إكمال الصورة التي ي ما يهم ف

النمااذج التاي تحمال فاي إلى ساقوط صاروح كال ،لقد أدت هذه الصورة التي رأت فيها "زياد"

ار، فإنهاا تعياد المحاولاة هاذا االنهياومان خاالل وعاي نادى ب ها قيماو تتعارض بشادة فاي الواقاع.طيات

النماذج التي رأت. ، لصياغة ذات بطريقة مغايرة لكل وال تيأس

البن حزم، في محاولتها لبناء تلك الذات، وتعياد ماع هاذه "طوق الحمامة"كتاب (ندى)تقرأ و

نفاايس ريااق الكتابااة، مخرجاااو إبااداعياو يساااهم فااي التمشاااعرها، وتضااع روحهااا علااى طتفسااير القااراءة

والنسف معاو.

Page 15: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

15

ل من األقنعة:حل ثانيا: الت

فااي رساام معااالم تااأريخ وعااي أنثااوي (ناادى)ب اهااإ تأساار ماارابط –علااى تنوعهااا –إن األقنعااة

، ومااروراو بالمدرسااة منااذ أن نشااأت فااي بياات األب ،ت بهاااجديااد، يكااون العااود فيااه إلااى تجااارب ماار

ل قنعة في صورة تستبطن األنثى فيه وعياو تمثال من هذه األلداخلية حتى الجامعة، وقد جاء التحل ا

في:

نقد الموروث: -1

مواكباة؛ إذ لام وال ،عن حمله، في عصر عنوانه التغيير (ندى)الموروث حمل ثقيل تنوء إن

ات علاى سامعها مناسابة، فهاي )حواديات( تعياد والحكايات التاي تعيادها الجاد ،(تعد تلك )الحواديت

جسد المرأة حيزاو كبيراو مان دائارة اساتالباتها، وانتهااك يحتل موروث إنتاج الماضي بثوب الحاضر.

وصورة الجنس أداة تحدث خلالو كبيراو في وعيهاا ،آدميتها، ميراث يجعل التناقض بين وظيفة المرأة

لاى تنااقض أعماق فاي مفهاوم الشار (نادى) اكرة العربياة، مياراث أورثوالعفاة فاي الاذ ،بجسدها، وا

وال أتاوب ياا نااس تساتمع إلاى الجادة "ساتي" وهاي تقاول: "أحاب توتسامحاو في آن؛ ،وخجالو ،تعجالو

وال أتاااوب أسااتاهل الشبشاااب وال المركااوب، اللاااي أساايب األصااايل وأمشاااي ورا شااوروا علياااا... أحااب

.(24)المعيوب يا ناس شوروا عليا"

تمااع يظهاار ماان قااول الجاادة "سااتي" ماادى سااطوة األصاايل والعيااب، الااذي يصااطلحه توارثاااو مج

يمتحهااا مااان قااايم المجماااوع التاااي ،إلاااى ماادى قداساااته ناادى، وبتراتبياااة ال تسااامح توجيااه ساااهام الشاااك

فقاااط. وتقاااف والتواصااال حاااق للاااذكور ،والحاااب ،ومعاااه رساااائل تشاااير إلاااى أن اإلفصااااح المسااايطر.

لهاا معاالم مشاروعها؛ فعلاى خلف ندى في صاورة المعاوناة لهاا فاي موقفهاا، وتخاط يةتخفالساردة م

عن اعتذارياتها وقصصها، وعليهاا أن تتوقاف عان ركاوب األراجايح، فينكشاف لنادى ن تكف ندى أ

ثنااء حادوث الغاارة، بال سايكون علاى مأزوم، أن ياوم مولادها لام يكان فاي أعبر وعيها لهذا الواقع ال

Page 16: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

16

الصاادفة، التااي والبادء فااي الخاروج ماان تلاك ،سه وتجاهلااه لهاا كااان حاافزاو للتأسااييادي زياااد ؛ فبصاد

وصامتة. ،مستترةفيها مقرفصة تقوقعت

ات:نقد الذ -2

ر بااه طريقاااو شااائكة للوصااول إلااى تحقيااق ناادى، تعباالتصااوا الساااردة فااي ثنايااا الروايااة نهجاااو

ياة والطماوح؛ الحاب الفاشال القاائم علاى خاال متأصال فاي الرؤ و ،الذات، تتقاذفها فيها أوهاام القايم

الاذي لام يتاوان فاي اإلجهااز علاى مشاروعها ،نخال يبرز في تطور الحدث مع المجموع المهايم

ساهماو كاان هاده، مشاروع ظال يخاط أساهماو عديادة؛المناهض، ويمعن هاذا المسايطر فاي وأده فاي م

ومناهضااة القهاار ،دوااللتاازام بنظااام الجماعااة اإلسااالمية، وآخاار نحااو التماار ،يسااير باتجاااه المسااجد

عاااو ألسااهمها، كااان كاال مسااافة تقطعهااا روحهااا تتب النااوعي، وسااهماو كااان قلقاااو متااوتراو نحااو زياااد، وفااي

ل في صورة الضابط لمشروعها.وعيها يتشك

ولمحاااوالت الوصاا هااا تعتااذر لنفسااها التااي كاناات فااي كاال لقااد كاناات مسااتعدة ألي اعتااذار، إن

، والعاطفيااة رأت يديولوجيااةء متعجلااة متااوترة. وفااي مساايرتها اإلإلااى شااواطب السااالم والمحبااة والهاادو

ففاااي مرحلاااة الجامعاااة كانااات اإليااادولوجيات المتنوعاااة فاااي بيئاااة مصااار ماثلاااة هاااا عااان كثاااب؛نماذج

ة، وينااتظم ساالوكها والتزامهااا، وتاادخل بعاادها فااي والحركااة الساالفي ،أمامهااا؛ تتصاال بجماعااة اإلخااوان

ل لهاا السااردة تاوالي ة، وتعلاس اللغاة الفرنساي وتتاذكر معهاا تجربتهاا ماع مادر ،تجربة الحب مع زياد

حباطاتها في صورة صفعات توقسقوط ساباب الوقاوع ، وتطارح فاي تاواتر هاذه الصافعات أظهاها، وا

الخجااال ويحتاال ،هاااا تلملاام الكلمااااتهااا فاااي حااال كونهاااا تتحاادث ماااع زياااد فإن ن إنااادى؛ إذ لوالخسااران

فة عن السالم والكاالم، فكياف ها كانت متعف وفي التزامها في سلوك الجماعة اإلسالمية فإن روحها.

سيطر عليها األرق؟ ،ه على لبنات قلقلةن لحالم قد وعى ذلك السقوط أن يبني صروح حب يكو

تلااك األقنعااة عباار الساااردة ماااذا سااينالني إن خلعاات كاال (ناادى)ومااع هااذه المااؤازرة تتساااءل

التخل ااف أن تكشااف المسااتور عاان ذلااك ،وهااي باحثااة قارئااة فااي أوراقهااا ،ويتأكااد فااي ذاتهااا ؟الزائفااة

Page 17: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

17

وتنظر بعاين ،ق الحمامةن بمسيرة نقد ذاتها تفتح صفحات طو وهي اآل قلب المهيمن.الموتود في

مسمعة اآلخر بكل ما أوتيت من صوت ما تريد. ،الجريء

نقد األنثى: -3

ات عالقاات الحاب ع النقاد الموجاه لألنثاى فاي رواياة "الباذنجاناة الزرقااء" فاي صاورة ثنائياتوز

فقد كانت (ندى)ا أم .صفاء وزياد، وعليا ونادر، ثم مها وخالدو بين هند ومدرس اللغة الفرنسية،

ان الباااب موارباااو أو الطااارئ االسااتثنائي، وقااد كاا ،تاادخل فااي فصااول تلااك العالقااات فااي صااورة الوافااد

اا، ساار قلبهااا)ناادى( أن معلاام الفرنسااية قااد أ تظاان فااي كثياار ماان تلااك التااداخالت. ه ف لهااا أناافيتكش

تاداخل يراه صيداو دونماا تقادير لجوهرهاا.فهي تريده تواصالو آمناو هادئاو، وهو ؛متبادلتواصل غير

اا س اللتااين كانتااا صااافيتين بدايااة، وهمااا ة لعينااي الماادر ل فااي قلبهااا كراهيااة لهنااد، ورؤيااة حقيقياايؤص

أصبحتا غير جميلتين. -هوفي توهج وعيها واستعار -اآلن

ها في ذلك الجسد المحشاي فاي بنطاال فال تحب ر؛خ وتمقتها في أ ،تعجبها صفاء في جوانب

، تعجبهاا جرأتهاا فاي التعامال ماع الرجاال؛ إذ إن ،ضيق ا لام تعجاز عان جعال هاوصادر نصاف عاارت

ال ترى في الحياة أفقاو أوسع من أرك رومانسي، ع عندما قالت له: "ش ،بكاتسمر مر يحيى الفالح األ

.(25)ل في المحبوبة؟!"التغز

واسااتولت (،ناادى)لتعاماال مااع زياااد، فهااي التااي سااحبته ماان أمااام ناااظري كاناات صاافاء تجيااد ا

تصارع أحالماو فاشلة بحبه. (ندى)على قلبه، وتركت

فااي طاارق (عليااا)ت المحااافظ، فقااد باااءت محاااوالت المتزماا (نااادروتقاادم الساااردة شخصااية )

تسااوق وانتمااءه ال ي –تاه ؤيفاي ر –لاه (علياا)قلبه، فهاو متعصاب للجماعاة، يحمال فكرهاا، وحاب

السياسي المنشغل في مشروعه.

Page 18: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

18

بصااورة مؤلمااة، تمعاان فااي إيااالم قلااب األنثااى؛ (مهااا وخالااد)وتظهاار ثنائيااة الحااب فااي عالقااة

وقااد ،قااد صااارت علااى الساارير فااي المستشاافى يزورهااا، فبعااد أن قضااى خالااد معهااا الملااذات والمتااع

.امالمعت في إصبعه دائرة ذهبية أيقنت معها أنها صارت وحيدة تم

ثالثا: المغايرة:

اا إن ة، لتظهاار الساااردة وعباار ات األنثويااطاقااات الااذ رة لكاال ثيمااة المغااايرة أو االخااتال مفج

وقااد جاااءت ،دم باتجاااه المركاازق ااهااي اآلن فااي ت ،ةن كاناات فااي رؤيااة المجمااوع هامشااي ماا أن (ناادى)

تلك المغايرة على نحوين:

:كوين الجسدي مغايرة الت -1

هاا كانات نادى وهاي تختلاف عان مثيالتهاا فاي الناوع؛ إذ إن لاو جسادياو نذ أن كتب القدر تأريخافم

لعبااة العااريس والعروسااة أو الحجلااة؛ لااة، وال تحااب ، متعج كالباذنجانااة الزرقاااء، غياار مكتملااة النمااو

، ال تحب ها كانت تقول لها إن ساقيها ليستا جميلتين، وأصابعها طويلة جداو كأصابع جدهاأم ألن

وال تجياد )المسااكة(؛ ألن هاا ساريعة ومتعجلاة.لعباة هاا،حب ت التاي لعبة )االستغماية(، وأكثر األلعاب

وتحكمه. ،واألزمات في ظل سطوة اآلخر ، الهروب من المشاكلإال

ة، وقاد ي او لكن تلك المفارقاة فاي االخاتال ساتكون عنصاراو رئيسااو فاي بنااء صارح الاذات واله

واضااااطراب ،والنبااااذ ،ممارسااااات التهماااايش عباااارمشااااروعها األنثااااوي ظلمااااة ضاااااءت فااااي مكنونهاااااأ

.في الحب لشفوال ،واألصدقاء ،عالقاتها مع األسرة

:مغايرة االنتماء الفكري -2

متعجلاة. يدولوجيا الساائدة فاي ذاكارة المجماوع المسايطر قلقاةت )ندى( مسيرة المغايرة لإلبدأ

فاي بيئاة الجامعاة؛ إذ إن والتصاارع الفكاري ،وعيها علاى واقاع االخاتال شكل لها صحوة في أمر

اماة؛ ياديولوجيات الهد ل مان كال تلاك اإلباب االختال فتح على مصراعيه، وعي ساقها إلاى التحلا

Page 19: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

19

ل كتااب تقارأه فاي ها إلاى الاوراء، فاتحاة بابااو جدياداو فاي أو فخلعت عان جسادها وروحهاا كال ماا يشاد

،و للعااارض والنقاااد اب طاااوق الحماماااة، عازماااة أن تخاااوض تجرباااة الكتاباااة مياااداناو جديااادا، كتاااالحاااب

، يغااير تأريخهاا وتكتاب معهاا مايالداو جدياداو ،جاعلة منها إطاراو لصورة جديدة قاد تكتمال والسخرية،

الجسدي.

صوص المصاحبة:ي الن : تلق رابعا

وأباواب الرواياة فاي ،ا فصاولتحفل رواياة "الباذنجاناة الزرقااء" بنصاوص مصااحبة، تتقاسامه

نصااوص انتشاارت فااي .والرؤيااة ،والموقااف ،رد فااي التاا زرتوزيااع لاام يااأت عفااواو، توزيااع يعضااد الساا

الرواية في صور هي:

ويات:المر -1

عوالم النساء، لتبني حكاياتها متكئة على فن شفوي عن كل ما تم اختزانه في (ندى)نقب ت

يجري ،و ، مستعيدة جوانب من تراث اإلنسانية الذي ولد نصوصاد، يتحدى التدوين الرسميمتمر

،"الباذنجانة الزرقاء" يظهر اإلفصاح في نصوص متعددة المستوياتصادفة؛ ففياكتشافها م

ي كثيف.وحضور حس ،والمحموالت الثقافية

حكااي يااأتي علاااى ؛" األولااى يتخلااق الحكاااي فااي "الباذنجانااة الزرقااااء"فماان مواجااد "الحواديااات

روقتاااه دورة الخضاااوع، فاااي تمثااال محااازن فاااي أ يتنااااقلن فياااه ،سااانة الجااادات اللاااواتي توسااادن الاااذاكرةأل

أو الغنااااء البااادوي الخاااالص عااان األماااوات ،م"لااا، فاااي صاااورة حكاياااات، ومروياااات مااان "الع وزوايااااه

ها ل جااادت؛ إذ كانااات كثياااراو ماااا تتمثااا"الباذنجاناااة الزرقااااءاتها في"تقلياااد جاااد (نااادى)مااات تعل واألحيااااء.

ي" صاادرها لياارقص العقااد األخضاار، بخاارزة بااين تفااتح "ساات ."سااتي" التااي كاناات تكااره الجاادة الشااريفة

وعاااااودت ،غلاااوا ثماااانهم عليهاااا ،"قاااالوا الااااوالد فاااي السااااوق بهجاااورة وهاااي تكماااال ضاااحكتها: ،ثااادييها

.(26)مقهورة"

Page 20: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

20

)الجدة غمز من طر وثقافة قشور؛ فهي ت ،تستبطن األنثى )ستي( بهذا الغناء وعياو قاصراو

ى، أن الجادة ماا ، تكشف الساردة عبر الوعي الراصد الممثل في البطلة ندتنجبها لم الشريفة( بأن

ة شاملة.ة حضاري د وتقود معها المجتمع نحو ر ة بالموروث،ثقلم زالت تعيش مسيرة

ح طاو وهاي تت ،تغني مع أخيها ؛لم(، تستشر الساردة آفاق القادم لندىوعلى وقع غناء )الع

على األرجوحة:

بيت مين ده؟ -"

بيتنا. -

واللقان فين؟ -

كسرته العجلة. -

وفين العجلة؟ -

27"ناها.ذبح -

،لقد ذبحها الصعود المتكرر على األرجوحة ومعه سقوطها؛ أرجوحة بمقااييس وفاق حجمهاا

ذا اسااتطال ع نقهااا قلاايالو ال تسااتطيع أن تتجاااوز بنظرهااا األوالد الااذين يلعبااون خلااف سااور بيتهااا، وا

.للعر المرسوم لها وفي محاولة التواصل مع العالم المحيط تعد إنها إلى سقوط.ف

فاورود الانص ، نصاو مصااحباو الديني ص حضور الن تحفل"الباذنجانة الزرقاء" ب :يني الد ص الن -2

إذ تااذكر ان ناادى؛القرآنااي لاام يكاان إقحاماااو، باال متوافقاااو فااي الرؤيااة التااي توزعهااا الساااردة علااى لساا

ة، والنظاام ناكان رجل يحدثها عن مااركس، والبورجوازياة العف ؛رهالساردة عبر ندى حديثاو، تعيد تذك

وعلام الانفس فاي ،ع إلعطائها درساو في الفلسفةة الجسد، ذلك الرجل كان قد تطو ي البطريركي، وحر

ا زالت تخا من الرب ندى في حينها مه مد يده من تحت الطاولة، و ة، لكن إحدى سنواتها الدراسي

وهااي تتاذكر تلااك ،بااي نادى، وتضايف إلااى معاار أتجاورهاا اآلن أساافل فراشاها عليااا الاذي يراهمااا.

Page 21: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

21

ماء من بركاتت عليهم لفتحنا وات قوا آمنوا القرى أهل ولو أن "قارئة قوله تعالى: ،الحادثة واألرض الس

كن بون كانوا بما فأخذناهم كذ بوا ول .﴾(96األعرا ، أية: )﴿ "يكس

يشااير إلااى االخااتال الماثاال فااي مجتمااع ناادى، حياااة تتضااخم هنااا مجاايء اآليااة القرآنيااة إن

ولوجية المتصارعة.يانهيار في البنى اإليد إلىمعها تناقضات فكر أفراده، وتقودهم

:اثي ر الت ص الن -3

الفصاال الثالااث ماان ن إيحتاال الاانص التراثااي حياازاو واسااعاو ماان روايااة "الباذنجانااة الزرقاااء"؛ إذ

م؛ ينفاااتح السااارد فاااي تلاااك فتاااتح فاااي كااال أبواباااه باااأبواب كتااااب "طاااوق الحماماااة" البااان حاااز ي ،الرواياااة

بااواب الفصاال الثالااث ماان الروايااة علااى باااب ماان أحااب ماان نظاارة واحاادة، وباااب الوصاال،األبااواب؛ أ

نادى ل صاار معينااإعادة قاراءة هاذه النصاوص باوعي أنثاوي، صورة فالهجر، ثم الغدر، والبين، في

يحيااا قيماااو ،فااي مقاباال واقااع جامااد ،ماان خااالل الوضااعية الثقافيااة لجسااد األنثااى ،فااي غربلااة تجاربهااا

الت متعارضة، وبيئة ال تؤدي إال إلى المزيد من القهر والحرمان، وحبيب تتصارع في داخله محاو

التمثل إليدولوجيات متعارضة.

هاي موضاع للكبات، وهاي فاي اآلن ذاتاه فاألنثى بحسب ندى مسؤولة عن ممارسة الحاب؛ و

وبااين هااذه التناقضااات المالصااقة لألنثااى فااي رؤيااة الااذكر، فإنهااا تمااارس الحااب .أداة تفريااغ للجاانس

أو التزحزح. ،ها التغييرالمرافقة لقيم المجتمع التي ال يطال ،من باعث المواجهة لمشاعر الذنب

ليكون معيناو لندى في مواجهة هاذه التناقضاات المأسااوية؛ فماا ؛ابن حزم ص وهنا يحضر ن

فهااو حااظ رفيااع، وهااو الصاافاء الااذي ال كاادر فيااه، "يااورده اباان حاازم عاان باااب الوصاال فااي العشااق؛

.(28)"ولم يزده إال ظمأ فيه ،وعنده أنه لم يرو قط من الوصل

ماا يصابر علياه إال عن صفات المغدور حباو، فيقاول: "فيبوح ابن حزم فيه وفي باب الغدر،

دناايء المااروءة، خساايس الهمااة"، ويكشااف مااع هااذا البااوح عاان دوائااه؛ فهااو يسااتعمل األناااة الطويلااة

Page 22: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

22

ى عاان ، ففااي هااذا الباااب ماان روايااة "الباذنجانااة الزرقاااء"، تفصااح نااد(29)واللااوم الااذي ال يطيقااه أحااد

؛ تتااذكر عباراتااه التااي مثلاات لهااا غايااة الغاادر "أنااا لاام و هجرانااهلحبيااب ا صاابرها العظاايم علااى صااد

، ومااع قسااوة هااذا الغاادر، فإنهااا تجاانح للتسااامح، واجاادة للحبيااب آال (30)أعرفااك أصااالو كااي أحبااك"

عليها بأقسى العبارات: "المعرفة طرياق المحباة، ونحان لام نتعاار بشاكل كاا ، أناا األعذار، فيرد

، فتصااابر كثياااراو، وتخلاااع قفازهاااا (31)تفاصااايلك مااان خاااالل هاااذه المالباااس"حتاااى ال أساااتطيع الاااتكهن ب

وغطاء رأسها، وتفتح قلبها على مصراعيه، وتتدخل السااردة متخفياة وراء نادى فاي صاورة الضاابط

عنادها .والتواصال لايس حقااو لاه فقاط ،تقاول لهاا: إن التناازالت للمحاب مغفاورة ؛والمرشد لهاا ،لقلبها

فاهيم االجتماعية المجحفة.تقرر ندى التحرر من الم

وتطاال ماان ثقااوب ذلااك ، وروحهااا باادثار الحاازن واليااأس.ناادى فااي باااب البااين جساادها غطاايت

لى اليسار أخارى، تجاهاد فاي ،الدثار، وهي منكسة رأسها، صامتة، عاقفة عنقها إلى اليمين تارة وا

ت ملتصاااقة نزعاااه عااان جسااادها، وفاااي كااال مااارة يساااقط رأساااها علاااى األرض، ممساااكة بقلااام ووريقاااا

،باادمائها، لتااؤر لااذاتها حاارو كلمااات عبراتهااا الممزوجااة بصاادرها، وقااد أخااذت أصااابعها تصااف

ومع شدة إحكامه تكتب، وتبدع، تتعجل حيناو وآخر تثور، .واعية بوقع فتح الغطاء الذي أحاط بها

ع اعتذاراو وتسامحاو.لكن روحها تتشب ،وقد تغضب

Page 23: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

23

األفقيةات يماني: الث الث المحور

إلى دراسة بعض عناصر البناء الفني، الذي تقوم عليه في هذا المحور حثانسعى الب

تلك العناصر بحسب ادرسأن ي انالباحث حاوللنص اإلبداعي، موضوع البحث. إذ ة امعماري

رؤية الفالسفة للزمان، والمكان، والسرد، ووفقا للمنهج الموضوعاتي، الذي ينطلق من وعي الذات

لمبدعة. وهذا يتطلب رصدا مضمونيا لمواطن الوعي في انتشارها على طول السرد، وجعلها ا

.والتفسير ، والربط،منطلقا لإلجراء التحليلي الذي يقوم على الفهم

:مانل في الز أم الت أوال:

تفق عليه بين لم ي ووجوده بالقياس ، أدركها اإلنسان قديما،إن الزمان ظاهرة حقيقية

ر وفي عالقة تأثير وتأث ،، واالستمراريةومع ذلك فهو يتصف بالديمومة سفة بصورة حاسمة.الفال

.مع اإلنسان

ولهذه العالقة المتبادلة المتواترة بين الزمان واإلنسان، فإن بعض الفالسفة يرجع كثيرا مما

،لشقاءفإنه يفضي إلى ا ،ولكون تحقق الفعل في الزمان إلى نقصان .أصاب اإلنسان للزمان

؛ ألنه " هو و فنائه اإلنسان دن أن حركته المخادعة هي مصدر وجو ومعاناة اإلنسان، فضال ع

إن الزمان هو الذي يحمل أمل اإلنسان ...وعبثية كل جهوده ،وزواله ،الذي ينبب اإلنسان بموته

.(32)..إنه الكيان الموجود الفاني "،.ويأسه

ه، وتجاربه؛ لتقاطعه مع عالم الروح، والعقل، ومع كمون الزمان في وعي اإلنسان، ووجدان

من الفالسفة على تماس االصعوبة بمكان، جعلت كثير من والعالم الخارجي، فإن تحديد مفهوم له

صيحته، وهو على أعتاب صيحي (أوغسطين)مباشر في صورة العجز، وهو ما جعل القديس

بشرط أن ال يسألني أحد عنه، لكن لو "ما الزمن، إذن؟ إنني ألعر معرفة جيدة ما هو، :تأمله

.(33)سألني أحد ما هو، وحاولت أن أفسره، الرتبكت "

Page 24: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

24

ناتج عن اختال مراحل حياة النفس.فالزمان هو دينامية النفس اإلنسانية وفاعليتها، وهو"

حدث الزمن الالنهائي، وبقدر ما تتدرج الحياة في مراحل، وحركة النفس المستمرة إلى األمام ت

.(34)ضي الزمان "يم

وكون الزمان مرتبطا دائما بالوجود، وللعالقة المتبادلة بينهما، فإننا ال نفكر في أحدهما

ذلك ما جعل للزمان ( 35)ويتعين بالزمان. ،دون اآلخر، فضال عن أن وجودنا في حد ذاته يرتبط

.(36) مغزى فلسفيا وجوديا، يرتبط بحياة اإلنسان في الوجود

تنحل ،ة انتشار النفس تحمل من القصد ما يمكن أن يؤسس لتالق ختاميوعليه فإن مقول

ويتم انتشار النفس بحسب )بول ريكور ( الذي .معه كل التنافرات التي صادفت طريق التالقي

" واكتشا :يعرض لقول أوغسطين عبر التوقع، والذاكرة، واالنتباه؛ إذ يقول )بول ريكور (

،أنه باختزاله امتداد الزمن إلى انتشار النفس، قد قرن هذا التمدد أوغسطين الذي ال يقدر بثمن،

أبدا عن العثور على طريقه في قلب الحاضر واالنتشار باالنزالق أو االنسراب، الذي لن يكف

وبهذه الطريقة يرى . وحاضر الحاضر بين حاضر المستقبل، وحاضر الماضي، ثالثي األطرا ؛

.(37) " مقاصد التوقع، واالنتباه، والذاكرة التنافر يظل ينبثق عن انسجام

كان ؛ إذفي الباذنجانة الزرقاء تعيش البطلة مراحل زمنية متعددة؛ تبدأ بزمن مجيئها للوجود

ولذلك فإن ،وأصوات قنابل ،ةر لقد كانت آنذاك غا لمن يأتي إلى الوجود على األعم. وقتا مغايرا

فكانت تؤر الساردة ،وهزائم لألمة العربية ،حظات خسرانناريمان كان عليها أن تلد ندى في ل

.م 1967ليوم مولدها بعيد سبعة أيام من نكسة حزيران عام

إلى األنثى، معيدا مع تالقد كانت الساردة وعبر ندى تسعى إلى تغيير يكون فيه الزمن ملتف

سوى اإلصرار على لم يصنع عبر إنسانه زمن ،تلك االلتفاتة النظر في تراتبية ذلك الزمن

.والجسد ،والنبذ ،يقوم في تعامله مع األنا على التهميش ،ك بموروثالتمس

Page 25: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

25

ندى سيكون بارزا؛ ن اختالفا في جسد ، فإفضال عن ذلك االختال في الزمان الخارجي

وبعيد مضي عام ، كبقية من يأتي إلى الوجود.زمنها الطبيعي ةكملم غير مولدها كانت ندى عند

تظهر أنها تختلف عن جيلها من اإلناث؛ إذ تظهر ،فإن أشياء كانت على جسدها ،امن والدته

فإن االختال ،حتى في زمن دخولها إلى المدرسة الداخلية ،ز(جو ار وكأنها حين تمشي )كاأل

يورثها مغايرة في التعامل مع . اختال وروحها ،الموسوم على جسدها ينسحب طوعا إلى نفسها

.تحب نم مع وأ ،اآلخرين

اصر االختال التي تظهر إلماعة الزمن في إبراز عن ،وفي مرحلة الدراسة الجامعية

والوصول إلى ،عبر التأرجح في محاولة العثور على من تحب ،وروحا ،ندى جسداتحملها

بل ألن ذلك االختال ،نها مختلفة، ال ألومع كل محاولة كانت تفشل .حاالت االتزان الروحي

ة المصرية من ماثل لما يحياه المجموع في البيئوم ،ندى هو معادلراوية عبر الذي صاغته ال

ندى فشل للمجتمع كله؛ ألنها جعلت يدة؛ فالفشل الذي تقابله إلى نهايات سع صللم ي ،تعارض

.من جسدها ميدانا لصراعات المجتمع بمختلف إيديولوجياته

القراءة والكتابة؛ تقرأ في إلى، إلى انسراب نفس ندى ندىصل الساردة المتخفية وراء ت

ترى في .البن حزم، وتضع تلك الروح على مراحل الولوج إلى عوالم األنثى مة(طوق الحماكتاب)

وصوال إلى سالمها واستقرارها؛ وعبر الزمة االختال ،الكتابة حال لتلك الروح المتوترة القلقة

ف لهذا التعارض المؤسس على تخل تنسج بقلمها كتابات تؤر ،وروحها ،المرصودة على جسدها

.ة المجموعفي ذهني

Page 26: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

26

: أمل في المكانالت ا:انيث

يفرض اإلجراء التحليلي للنقد الموضوعاتي أن يكون منطلق التأمل في المكان من خالل

م ويحت .أحالم اليقظة، ألن تلك األحالم، ومشاريعها تنبعث من أماكن محددة، تحيط بروح الحالم

عزل األمكنة، وتخيرها وفق ما يتساوق وأجواء تلك األحالم؛ فليست اإلجراء المتبع أن يتم هذا

، تتوالدكل األمكنة مهيأة لتكون وعاء لها، فللمبدع عبر شخصياته واألبطال خاصة مواقع ألفة

حديد " ت إن :فبحسب غاستون باشالر ،ة تشع وتنيرل مركزي وتتناسل فيها أحالم اليقظة، وتشك

.(38)األلفة أكثر إلحاحا من تحديد بضعة تواريخ"

ا حديث الفالسفة عن المكان فقد أجمعوا على أن الزمان والمكان ليسا على قدمأم

ة ويجعل له األفضلي ،( يرى الزمان متقدما على المكانم1724المساواة؛ فالفيلسو كانط )ولدعام

لزمان فهو شكل تجربتنا الخارجية، أما ا " المكان هو تجربتناتبة العليا؛ وذلك أنوالمر

.(39)الداخلية"

امتداد السرد في رواية"الباذنجانة الزرقاء"، في األحداث على يبرز المكان، ودوره

والتي شكلت بؤرة ،كةإلنارة ثيمة التعارض الفكري المحر ؛وعناصر السرد ،متقاطعاو مع الزمن

جوحة بين كافورتين، تقضي ندى فيها زمناو، أر سعد باشا قد نصب للثيمات األخر؛ كان ومركزاو

تحاول ،كانت ترى األطفال يلعبون خلف سور البيت ،تتأرجح فيها صاعدة هابطة، وفي تأرجحها

إال إنها في كل مرة كانت ترفع عنقها لترى األشياء ،سعياو للتواصل مع اآلخرين ،أن ترتفع أكثر

ترافقها ،اجوحة، ويورثها السقوط إصابات بالغة األثر على جسدهعن كثب، تسقط من على األر

".الباذنجانة الزرقاء"في سرد رواية ،ندىعلى امتداد وجود

، في ظل ن تبحث عن ذاتهاشف عن نتائج م هو عالمات نصية، تكما مكان إن الوعي ب

السلطة، سلطة ما هي بفعل تلك سة من اآلخر على األنثى ووعيها، وتلك السقطاتار م م سطوة

، م الهوة بين ما يسعى إليه وعيهاظ وعبر المكان ع ،تدرك معه البطلة .عن وأد ذلك الوعي توانت

Page 27: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

27

تدرك مع ذلك الوعي تعارضاو بيناو في الطرح اإليديولوجي وما يواجهه من إفشال وتهميش.

األنا وسيلة التمكين له. من علجي ، طرحالسائد

ففي دروس ا وراحة في "الباذنجانة الزرقاء"؛ووعي البطلة استقرار تظهر األماكن المتوائمة

وتتابع الشقوق التي هي متاهات ،المقعد تنظر بعينها لألسفل فيندى غة الفرنسية، تجلس الل

وتتابع ،حصته حب كم كانت ت والهجران. د نالت منه الص ،بحثاو عن حبيب ،ونفسها ،روحها

لبه . وسرعان ما توافق قوالتوليفة ،الفرنسية ما كان يريدها بتلك الروحتفاصيل شرحه، إال إن معلم

ويرى أنها أجمل الفتيات. ها،ر ع مع تلك الفتاة التي تجاورها، يداعب ش

فقد كانت مرابض ،اتلبا الغرفة الواحدة والثمانون في المبنى الرابع من مدينة الطاأم

، وحزنها ،ابتلت بدموع روحها ،لغرفة مكان وسادةوتختزل من تلك ا ؛ألحالم اليقظة للبطلة ندى

ومساحة للنظر ،زياد قطعةت تسعى إليه؛ لتنال من قلب حب كانواحتضن أحالم البطلة في

، فإنها نها إذا ما أحبتإإذ ؛تكن البطلة على خبرة كافية فيه لمإفصاح ، ومنحها فرصة إليه

. ،لدونما تمه ،مشاعرها دفعة واحدة تسكب تلك الوسادة كانت تحمل في وعي الساردة أو تروت

ن الجدات إ؛ إذ ت تمارسه الجدات من طقوس التكرارما كان، و مفارقة بين ما تريده أحالمها

وهي ذاتها التي مورست عليها تفاصيل . والعطور تحتها ،أوراق الحناء حرصن على دس

؛ انت تتوسدها معها زميلتها هندعالقتهن بأزواجهن. والوسادة التي توسدتها ندى هي ذاتها التي ك

والتصور في وعي البطلة ،قد كان ذلك المكان حامالو للرؤيةزميلة سرقت منها حبيبها زياد؛ ف

ندى.

كانت تكثر من الصالة فقدا المسجد فقد كان له الدور األعظم في تحول وعي ندى، أم

؛ت تلك التجربة في نفسها معرفةوشكل .وبعض الكتب عن عذاب القبر والنار فيه، وقراءة القرآن

والسلفيين منحت هؤالء سلطة يمارسونها بأن اإليديولوجية اإلسالمية الممثلة بجماعة اإلخوان

.سلطة النص ، وهيعلى اآلخرين

Page 28: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

28

:ردل في الس أم الت ا:الثث

ق التناقض، وتعيد ريكور هو تلك الوحدة التي تجمع التبعثر، وتنس بول السرد بحسب

تشتغل دائماو باتجاه خلق ،وذلك ألن الحبكة وهي من أهم عناصر السرد (40)،األحداثتشكيل

،وحداو ملتغدو كال واحداو و ،والمتعايشة في سياقها ،متجانسةكل العناصر الال تأليفي، يمتص خط

ال تفرق عقد المعنى ،والفصل ،غير قابل للتجزئة ر صدوق نور الدين ويذك .(41)وتداعت حياته ،وا

ومتقبل يتوق إلى إبالغه، ،يحمل في جعبته مقوال م يرنو إلى ربط الصلة بين باث،السرد كال "أن

.(42) "يستقبل ذات الكالم

موضوع البحث كامن في المعنى الذي يريده ريكور؛ ؛وعليه فإن السرد الذي يخدم دراستنا

،والقصص ،الوصفو ،ناء البدوي غإذ تختلط في سرد روايات الكاتبة خيوط الحكي بال

في كونها ؛شاعرية السرد وا برز أن ي يرون ين. ولكى تتعاضد هذه الفكرة فإن الباحثواألساطير

مة فنية بارزة في رواية الكاتبة.ثي

،مجتمع الرواية تعميق لواقع االختال ، الذي يحياه في رواية "الباذنجانة الزرقاء"

سم الساردة هذه الواقعية في متخيلها المستعار في تر .المنسحب تأويالو على واقع الحياة في مصر

كانت ماثلة في ،وتعارضاته الفكرية ،ن نوعه؛ فالمجتمععجسد البطلة ندى المثقل بالمختلف

وفي "البلكونة" المطلة ، "تتأرجح أكثر :تقول الساردة ؛التي ترسم بجسدها فاجعة اختال ،ندى

لكن ".(43). في كل ساق لها أكثر من جرح"ويضحكن ،على األرجوحة تجلس صويحبات الملكة

ثم ،فتهوي ،صاروا يلقون بها ها لم يعودوا يركضون وراءها فقط،الرجال الذين استوطنوا أحالم

الرجال الحمقى صاروا إذا نظروا إلى وجهي يقولون " (44)،تسقط حركة ارتطام جسدها باألرض"

لرجال الحمقى لم يروا فمي المحاك ا الرجال الحمقى صاروا يتغزلون في عيني، ،"مالكا"

.(45)بالخياطات"،"أنا نبتة صبار صحراوي يتزود بالحرارة كي ال تقلمه القطعان الهالكة"

Page 29: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

29

نا فإن ،واآلخذة بالوصف ،ممزوجة بالتراكيب االستعاريةلات السردية ادفمن خالل هذه الوح

.لما تعقد في السرد وهماو في انحاللو ،في صورة جامعة لما اختلف ،نكون أمام حضور كلي

في رؤية ،شكلت ذلك االختال ،مبدعة ةعاو بريشة فنانق و وتشكيالو م ،حضور يعطي تكويناو

تمازج م ،ستعاري ، أفرا في تركيب ارد في صورة تكثيفة الس جعلت من شاعري ،لصورة الماثلةا

.في تركيب سردي في آن

بمهابة، كان يطالعني في األحالم كما ينبغي وتذكر الساردة في مكان آخر من الرواية"

للموتى أن يظهروا باسمين. وبهدوء يضعون في أفواهنا قطع السكر،.... طالما رأيتهم، يأتون،

يعبرون، يشدون خصالت شعري، ويتورم رأسي ثم يرتطم جسدي بكل شيء ويتناثر فوق

.(46)المسافات،.... كنت أراها في المرآة تكبر وتنفجر"

في هذه الوحدات السردية تطالعنا الساردة في نسج أنثوي ينأى عن التصريح حرصا وحذرا،

تجعلها تستتر بمالءة االستعارة، جلبا لإلثارة والتأييد؛ فتذكر تلك العبارات في صورة منامات تأتي

ملها؛ فهي تحدثنا عن م عاملة إليها، وتفجر من رؤيتها ما أثقل نفسها بم س ال قبل لألنثى بح

كيب االستعارية تظهر األب لها كما ينبغي ألب أن يكون مع ابنته، لكن المفارقة وعبر الترا

وارتطامه ها؛ إذ إن ها مشدودة بيده إلى قيم خطها لها، يبرز أثرها في تورم رأسهالاضطهاد اآلخر

ا في المجابهة ها من الذ كر، منامات تكشف لها تبعثر محاوالتهعندبواقع غير مأسو عليه

يصعب عليها معه الصمود او والتصدي لآلخر، على نحو أشياء تناثرت في طريق مشروعها، تناثر

لوقت أطول.

Page 30: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

30

نتائج الخاتمة وال

فااي روايااة عااوالم تجربااة الكاتبااة مياارال ابارتيادهاا الدراسااة إن يمكاان القااول ماان كاال مااا ساابق،

،ةوي سااة ن كثااب محاااوالت المبدعااة مياارال فااي إبااراز خصوصااي قااد عايناات عاان "الباذنجانااة الزرقاااء"،

تيانهاااا علاااى موضاااوعات هاااي انطالقاااة فاااي مواجهاااة .ورفاااض المفاااروض ،ماااردس علاااى الت تتأسااا وا

التااي أرادت ،ؤياةتفكيار، وتقادير وبااال تلاك الر ظاار وال يرثهاا المجمااوع دونماا إعاادة للن ،المتعاين وراثاة

ذات العربية على المستويين المحلي، والعالمي.الكاتبة فيها إظهار مدى تبعثر ال

،ةة القوميانحاو الخصوصاي وهي تراقب مسايرة اإلباداع العاالمي ،ما هان عليها الكاتبة إذ إن

وبقااء المثقاف العرباي ،ونساخ ماا يجلباه لناا المركاز ،ة فاي اجتارارمسايرتنا العربيا ة أن تظال والنوعي

إعاادة ولذلك فإن .عناة ما تجعله ينماز له من الخصوصي ،جزيحاول النهوض على من ،مستهلكا

حراء التاااي تريااادها والصااا المركاااز. ة كاااان مناهضاااة لتجاااارببعاااث الحيااااة فاااي النصاااوص الصاااحراوي

فاي نسابة غالباة فالعقال العرباي .ةونحددها بمفهوم الجغرافيا المكانيا ،ميرال ليست تلك التي نعرفها

.ةرعوي منه، ما زال يحيا في ثقافة

ة، والغناااء ة الصااحراوي الكاتبااة مياارال جعلاات ماان الحكااي، واألسااطورة العربياا ه فااإن ولهااذا كلاا

قااال مشاااافهة؛ فاااي تن، بعاااد أن كانااات تاة، ممكناااات مكتوباااة روائياااحراء الرعويااا، وثقافاااة الصاااالبااادوي

ي "الباذنجانااة فاا .عيد العااالمي علااى الصاا للروايااة العربيااة كااي تكتسااب خصوصاايةأصاايل محاولااة الت

بعااد ،ل الااوعي لااديها بالعااالمشااك ناادى، ثاام ت وعواماال المغااايرة فااي شخصاايةعناصاار لالزرقاااء" رصااد

،فضاااالو عااان األواصااار المتخلخلاااة فاااي عالقتهاااا ماااع األم ، واالنساااحاق.والنباااذ ،شاااعورها باااالتهميش

لم علااى الكتابااة حااول العااابانكبابهااا ،ة، ثاام الحبيااب زياااد، وصااوالو لبلااورة تااأريخ جدياادم الفرنسااي ومعلاا

ات المتصارعة.يديولوجي صنيف، ومجموع اإلة الممايزة والت الداخلي لألنثى، بعيداو عن سلط

Page 31: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

31

ة "الباذنجانة الزرقاء" إلى:لرواي مامن دراسته انيخلص الباحث

".الباذنجانة الزرقاء" في روايةر ومؤلم بشكل معب عارض الفكري ثيمة الت يانطغ -1

د على المركز؛ في أسيس لرؤية المواجهة، والتمر ارتكاز الكاتبة ميرال الطحاوي في الت -2

المكان منطلقا لهذا التأسيس، ونسج لغة نابعة من هذا ، اتخذتةصياغة نصوص صحراوي

.ةم، واألسطورة الصحراوي ل ات، و المجاريد، والع تحفظ المروي ؛المكان

داوية لدى الكاتبة ميرال في رواية " الباذنجانة الزرقاء"؛ إظهارا لحجم ذيوع النظرة السو -3

السطوة والمأساة الواقعة على األنثى" ندى"، ولحشد الرأي والتأييد العام؛ مفتاحا للتخفيف

والحل.

Page 32: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

32

والمراجع الهوامش

.2000،دار اآلداب للنشر والتوزيع، بيروت، لبنان ،4ط ،الباذنجانة الزرقاءالطحاوي، ميرال: ( 1)

، عااالا المعرفااةماادخل إلااى مناااهج النقااد األدبااي الحااديث، برجيااز، دانيياال: النقااد الموضااوعاتي، ضاامن :انظاار (2) .95، ص 1997،ان ظاظا، مراجعة: المنصف الشنوفي، ترجمة: رضو 221عدد:

شااركة باباال للطباعااة والنشاار والتوزيااع، الرباااط، المغاارب، ،1، ط النقااد الموضااوعاتيانظاار: علااوش، سااعيد: ( 3) . 105 ص ،1989

. 102برجيز، دانييل: مرجع سابق، ص (4)

منشاااورات دراساااات ساااال، مطبعاااة النجااااح الجديااادة، الااادار ،1، ط ساااحر الموضاااو : حمياااد لحماااداني، :( انظااار5) .24 ص، 1990البيضاء، المغرب،

ص ،1985دار الجيال، لبناان، ،1 ط ،النقد البنياوي الحاديث باين لبناان وأوروباا: فؤاد أبو منصور، :انظر (6)179-180.

. 120-119 مرجع سابق، ص الموضوعاتي، النقد ( برجيز، دانييل:7)

دمشااق، الثقافااة، وزارة المقااداد، قاساام: الاادكتور ترجمااة ،العشاارين القاارن فااي األدبااي النقااد: إيااف جااان ،تادييااه (8) . 151 ص ،1993،سوريا

، المؤسسة العربياة للدراساات والنشار ،1، دراسة في شعر السياب، ط الموضوعية البنيوية: عبدالكريم حسن، (9) .1983 ،بيروت، لبنان

.1982 ، دار اآلفاق، لبنان،1، ط القبلة في الشعر العربي القديا والحديث( شلق، علي: 10)المؤسساااة العربياااة للدراساااات والنشااار والتوزياااع، ،1، ط المتنباااي شااااعر ألفاهااار تتاااوأج فرساااانا تأسااار الزماااان -

.1982 لبنان. .1982 ديد مكان النشر.، دون تح1 ، طابن الرومي في الصورة والوجود -

.1981 دون تحديد مكان النشر. ،1، ط أبو العالء المعري والضبابية والمشرقة -

، مرجع سابق.النقد الموضوعاتي( علوش، سعيد، 11)

، مرجع سابق.سحر الموضو : حميد لحمداني، (12)

.123مرجع سابق، ص برجيز، دانييل: انظر:( 13)

.130، ص المرجع السابق( انظر: 14)

، 1 علااام شااااعرية التاااأمالت الشااااردة، ترجماااة: جاااورج ساااعد، ط ،شاااعرية أحاااالا اليقهاااةباشاااالر، غاساااتون: (15) .21ص ،1991،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان

.21، ص المرجع السابق (16)

.58-56، ص نفسر انظر:( 17)

. 59ابق، ص ، مرجع سشعرية أحالا اليقهةباشالر، غاستون: ( 18)

.25ص مصدر سابق،، الباذنجانة الزرقاء: ميرال الطحاوي، (19)

.31، ص المصدر السابق (20)

.23ص ،نفسر (21)

Page 33: ةساردّ ا صخّلم - Hashemite University2 "ة ّڻتاعوضوم ةسارد" *يواحط ا لاريم ةيّرصم ا ةبتا ل )1("ءاقرزَّ ا ةناجنذاب ا"

33

.63 ص، المصدر السابق(22)

.51، مصدر سابق، ص الباذنجانة الزرقاء: ، ميرالالطحاوي (23)

.134 ، صالمصدر السابق (24)

.65 ، صنفسر( 25)

.17، ص نفسر (26)

. 22 – 21 ، صسرنف( (27

ت: المؤسساة العربياة ، 1، إحساان عبااس، ط طوق الحمامة في األلفاة واألال انظر، ابن حزم األندلسي: ( 28) . 180ص ،1993للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان،

.133، ص المصدر السابق( 29)

.133، مصدر سابق، ص الباذنجانة الزرقاء: ميرال الطحاوي،( انظر، 30)

.134، ص ، مصدر سابقالباذنجانة الزرقاء: ميرال الطحاوي،( 31)

.16ص ،1984 ،9ع ، "ألف" مجلة البالغة المقارنةالخولي، يمنى طريف: إشكالية الزمان في الفلسفة والعلم، (32)

ر، ، ت: الخاااوري يوحناااا الحلاااو، المطبعاااة الكاثوليكياااة ،الكتااااب الحاااادي عشااااالعترفااااتالقاااديس أوغساااطين: ( 33) .249ص ،1962بيروت، لبنان،

.36 , صمرجع سابقالخولي، يمنى طريف: (34)

.15 ، صمرجع سابقانظر: الخولي، يمنى طريف: ( 35)

-1967"روايااة تياار الاوعي نموذجااا بنااء الاازمن فاي الروايااة المعاصارةانظار: مباروك، ماراد عبااد الارحمن: ( 36) .7، ص 1998الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ،1994

رحايم، وفاالح الغاانمي ساعيد: ترجماة األول، الجازء التااريخي، والسارد الحبكاة ،والسارد الزماان: باول ريكاور،( 37) .48 ص ،2006لبنان، بيروت، المتحدة، الجديد الكتاب دار ،1 ط زيناتي، جورج. د: راجعه

الجااحظ للنشار، وزارة الثقافاة ، دار مجلاة األقاالاباشالر، غاستون: جماليات المكان، ترجماة: غالاب هلساا، ( 38) .47، ص 1980واإلعالم، بغداد، العراق،

.14 ، صمرجع سابقالخولي، يمنى طريف: (39)

المركز الثقافي العربي، الادار في الفكر الغربي المعاصر، ، فصولتأويالت وتفكيكاتالزين، محمد شوقي: (40) . 80 ص ،2002بيروت،ضاء/البي

، بحاث فاي المرجعياات، مركاز النشاارالسايرة الذاتياة فااي األدع العرباي الحاديث مقومااتالطريطار، جليلاة: (41) .51 ص ،2004مؤسسة سعيدان للنشر، تونس،الجامعي/

، 38، ع الفكااار العرباااي المعاصااارناااور الااادين، صااادوق: الساااردي والشاااعري فاااي حااادود التمفصااال والتماااازج، (42) .56، ص 1986مركز اإلنماء القومي،

.22 ، مصدر سابق، صالباذنجانة الزرقاء الطحاوي، ميرال: (43)

.60، ص نفسر( 44)

.107ص ، نفسر (45)

. 33، ص: نفسر( (46