قسنطينة حب يتجدد pdf

106

Upload: django2014

Post on 09-Dec-2015

286 views

Category:

Documents


7 download

DESCRIPTION

قسنطينة حب يتجدد

TRANSCRIPT

قسنطينةقسنطينةقسنطينةقسنطينة حب يتجددحب يتجددحب يتجددحب يتجدد

روايةروايةروايةرواية

حمزة دايلي حمزة دايلي حمزة دايلي حمزة دايلي

1

تـنـويـه

في في في في تستمد منه خياال لم يحدثتستمد منه خياال لم يحدثتستمد منه خياال لم يحدثتستمد منه خياال لم يحدثالرواية ليست مطالبة بأن تكتب التاريخ ، لكنها الرواية ليست مطالبة بأن تكتب التاريخ ، لكنها الرواية ليست مطالبة بأن تكتب التاريخ ، لكنها الرواية ليست مطالبة بأن تكتب التاريخ ، لكنها .…………بعد بعد بعد بعد الواقع الواقع الواقع الواقع

وأقـام فيه أحمد باي لمدة سنتين وأقـام فيه أحمد باي لمدة سنتين وأقـام فيه أحمد باي لمدة سنتين وأقـام فيه أحمد باي لمدة سنتين 1835قصر أحمد باي لم يبنى إال في سنة قصر أحمد باي لم يبنى إال في سنة قصر أحمد باي لم يبنى إال في سنة قصر أحمد باي لم يبنى إال في سنة

فقط، إلى هنا كل شيئ يبدو عادي،ا لكن الغير مؤلوف أن جده األول صالح فقط، إلى هنا كل شيئ يبدو عادي،ا لكن الغير مؤلوف أن جده األول صالح فقط، إلى هنا كل شيئ يبدو عادي،ا لكن الغير مؤلوف أن جده األول صالح فقط، إلى هنا كل شيئ يبدو عادي،ا لكن الغير مؤلوف أن جده األول صالح باي كان يحلم ببناء قصر يخلد الجمال في قسنطينة، حيث بنى لها أول جسر يربط باي كان يحلم ببناء قصر يخلد الجمال في قسنطينة، حيث بنى لها أول جسر يربط باي كان يحلم ببناء قصر يخلد الجمال في قسنطينة، حيث بنى لها أول جسر يربط باي كان يحلم ببناء قصر يخلد الجمال في قسنطينة، حيث بنى لها أول جسر يربط

ها لكن مع كثرة الخيانة التي كانت تترصد بحكمه لم يستطع أن يبني ها لكن مع كثرة الخيانة التي كانت تترصد بحكمه لم يستطع أن يبني ها لكن مع كثرة الخيانة التي كانت تترصد بحكمه لم يستطع أن يبني ها لكن مع كثرة الخيانة التي كانت تترصد بحكمه لم يستطع أن يبني بين ضفتيبين ضفتيبين ضفتيبين ضفتيقصرا على شاكلة قصر الحمراء في األندلس فدعى اهللا أن يأتي من يبني هذا قصرا على شاكلة قصر الحمراء في األندلس فدعى اهللا أن يأتي من يبني هذا قصرا على شاكلة قصر الحمراء في األندلس فدعى اهللا أن يأتي من يبني هذا قصرا على شاكلة قصر الحمراء في األندلس فدعى اهللا أن يأتي من يبني هذا القضر من بعذه لذلك فـالشيخ أحمد باي هو أحد أحفـاذ عاشق قسنطينة صالح القضر من بعذه لذلك فـالشيخ أحمد باي هو أحد أحفـاذ عاشق قسنطينة صالح القضر من بعذه لذلك فـالشيخ أحمد باي هو أحد أحفـاذ عاشق قسنطينة صالح القضر من بعذه لذلك فـالشيخ أحمد باي هو أحد أحفـاذ عاشق قسنطينة صالح

لجيل الذي لجيل الذي لجيل الذي لجيل الذي باي فـالرواية حاولت أن تبحث عن ما تبقى من تلك الوصية في هذا اباي فـالرواية حاولت أن تبحث عن ما تبقى من تلك الوصية في هذا اباي فـالرواية حاولت أن تبحث عن ما تبقى من تلك الوصية في هذا اباي فـالرواية حاولت أن تبحث عن ما تبقى من تلك الوصية في هذا ا مازال يحب قسنطينةمازال يحب قسنطينةمازال يحب قسنطينةمازال يحب قسنطينة

2

."انه بيت روايته ..ي بيت حياته ،كي يصنع من لبناته بيتا جديدا ـروائـدم الـھـي"

.مين كونديرا

3

...تحت المعنى فوق الحرف

تتعارك ا�يدي المتسخة حول مدينة قديمة جدا ، لونھا بلون الصخر وماؤھا بلون السماء

.الحزينة

لتزيدھا اتساخا و ، فتبقى جاثمة على أنفساھا،تأبى تلك ا�يدي أن تنزع من ثقلھا قلي

مليئة ال ھمقھقھاتب ھوائھاتلوث ف ، في لحظة تاريخية عابرة مستغلة ضعفھا ، قتامة

.بالسخرية

8 أحد ينكر أنھا مدينة عظيمة و8 احد يستطيع أن ينكر الكرم الذي تمارسه في حضرة

الوافدين إليھا ، ربما كان ھذا ھو السبب الحقيقي في كونھا حاضرة كل المدن ، وقديسة

ا�رض دون إذن مسبق ، لكن لحد ا;ن لم تستطع أن تحمل ھوية خاصة تعبر عنھا ،فھي

التي تتغنى بمحتليھا ويتفاخر أھلھا با�صول ا�جنبية التي يرتبطون بھا ، فلطالما جريئةال

رأتھا ا�يادي التي تدعي النظافة مدينة تشبه أنثى شھية ، حاولت أن أغفر لھا في قرارة

نفسي تواطئھا معھم لكنھا أصرت على أن تختلق للحب أدوارا زائفة ، فارتضيت أن أتأملھا

بعيد ، و بصمت دون أن اصدر ا�حكام التي كتبتھا من قبل ، فھي أحكام 8 تليق بمدح من

.مدينة الجسور المعلقة و8 حتى بجبروت ا�يادي التي ستصبح نظيفة

تتداخل ا�جساد التي تعبر النصف ا�ول من الصخرة المعلقة تداخ يكشف ظ نفسيا كبيرا

ر ، كما تبرھن اللغة الجسدية للنساء العابرات عن توقھن يغطي على الشمس الواضحة الظھو

للرجوع إلى المنزل بعد أن تنازل الرجال عن وسط المدينة محتفظين بكرامة بيع الھواتف

خاصة وأن عمليات البيع أو ا8حتيال تتم ، للتاريخ رجولته ظالنقالة القديمة ،وكأن ذلك يحف

لما له من ذكريات مع بائعات الھوى ، مدينةعلى مدخل زقاق يمنع دخوله على نساء ال

. ذات ليل تي كن يرتدنهواالل

وكأن اللغة تحاول دوما إعطاء معنى جميل لHشياء المستترة وراء معنى " الرحبة"تسمى

ليس ذلك عن قصد بقدر ما أن سكان المدينة الطاھرة يحبون أن تخدعھم رنات الحروف , أخر

...المعة

4

التاريخ فهو في مأمن أبداالتاريخ فهو في مأمن أبداالتاريخ فهو في مأمن أبداالتاريخ فهو في مأمن أبدامن يستحضر من يستحضر من يستحضر من يستحضر """"

..".."..".." كي يشهدوا ضدهلن ينهض الموتى لن ينهض الموتى لن ينهض الموتى لن ينهض الموتى

.الشاعر البولندي جيسواف ميووش

فالجميع يتفاخر بمناسبة أو دونھا ، يبدو البحث عن تاريخ قسنطينة أمرا غير مرھق

جي بعد جيل بتاريخھا العظيم ، والذي يرتبط بتاريخھم النفسي الذي يحاكي أنوات متضخمة

أحيانا ، لذلك فھم يبحثون عن أي اثر 8نتصار تاريخي لعله التي يمكن أن توصف بالمريضة و

يخفي عجز اللحظة الراھنة ، و8 يتوانون للحظة بذكر أسماء العظماء ممن ولدوا بھا لكنھم

عن كونھم رجا8 شرفوا ، في نفس الوقت 8 يعرفون عنھم شيئا سوى ما تناقلوه أبا عن جد

ف تستغرب أن وجدت شابا متدينا يفتخر بمالك حداد أو , أو قاتلوا محت عبرھا المدينة

بكاتب ياسين 8 لشيء سوى �ن قسنطينة تختزل التناقضات ، فھي تحاكي في تصرفاتھا

من الحكماء سلطة الملك حين يضحك الجميع من نكتة بليدة خرقاء قام بإلقائھا على جمع كبير

.

يقول عالم النفس الكبير يونج أن ا�شياء التي 8 تعجبك في الناس وفي ا;خرين ھي أماكن

لذلك فأنا 8 أريد أن يتسلط عليO الظم البائس عبر اNحاطة بي وإيھامي ، مظلمة بداخلك

اء المدينة لذلك قررت أن 8 افتخر بأي عظيم من عظم ، بأنني أن الذي يملك الصواب والحق

، بل سأحاول أن ابحث عن حقيقتھم الغير ظاھرة وأتعرف عليھم في رائحة التراب القديم

...الذي أصبح أثره يعتلي وجوه سكان المدينة

أنا لست بعالم آثار و8 اشغل أي منصب رسمي سوى أنني أنھيت دراستي الجامعية وأصبحت

يحدث أمر مھم حقا فقد اعتدت التسكع في ولما لم ، احد المتسكعين في مكاتب التشغيل

–غير دقيقة Nدارتنا الموقرة الشوارع المدينة ونسيت أمر مكاتب التشغيل نظرا للمواعيد

فالفضل كل الفضل في اھتمامي بالبحث عن تاريخ كل عظيم سكن –حفظھا R وأدام ملكھا

.ھذه المدينة ھو التسكع وحيدا في أيام المطر الغزير

5

ت في بدايات تسكعي اعزي نفسي بأنني مثل زوربا اليوناني أحاكيه في جنونه وحتى في كن

أواصل عظامي فاستغنيت على ذات مساء إ8 أن دخل البرد عنوة لحظة رقصه تحت المطر ،

ا زوربا لكني بقيت متشبثا بجمال المطر حين يغازل صخر المدينة العظيمة ، مما جعلني أتيھ

قاتلة وا�ھم من ذلك كله فقد كانت ال, ممانعةال قسنطينة صفاتھا فھي على وقع مدندنا

".مغرية بصمت"

ما ئأتسائل دا

!ترى من ھم الرجال الذين أحبتھم لھذا الحد ؟

ما قيمة أن تثار المدن في أيكفي أن يتحمل الحب إرث كل تلك الندوب على جسدھا الصلب ،

محتجبة عن ا�فق ، أتكون قسنطينة ھي عيون النساء سبيل نزوة عابرة من اجل امرأة

لكنھا كانت تفي بالغرض من اجل ، اللواتي كن يترقبن مرور صالح باي من على نوافذ ضيقة

.عالما مليئا بزرقة ا�عين رينأن ي

متأم مرور ا�قدام السوداء برد الشتاء القارص يعطيني رغبة اكبر في البقاء وحيدا ،

الحزن ، ھي ليست تلك ا�قدام التي تعبر عن معمرين ذھبوا دون رجعة مع على ھامش

فرنسا ا8ستعمارية ، لكن أنا أتحدث عن أقدام بقيت تجسد أحمھم في استرجاع ممتلكاتھم

،أنا أتكلم عن تلك ا�حذية التي استعارت بريقھا من السواد،والتي كانت تعيش ھنا لكنھا

في العھود التي قطعت أمام شھداء ھذا ا تستعير بريقا آخر 8 يوجد نسيت في نفس الوقت أنھ

. الوطن

بتقنيات لبحث أو والذي 8 يمكن الوصول إليه بالطرق التقليدية ، المفتقد انه بريق الروح

أثاروا مع ھذه المدينة أسمائھم الرجال المميزين الذين تتقاطع ، �ن جل ةالعلمي ا�كاديمي

.الصمت منھجا للحياة ،ورضوا بحبھا كافيا عن كل طريق أخر يمكن أن يسلك

يؤدي إلى بوح معلن ربما يحاسبني R ولما كان الخيال مصيدة من 8 شغل له ، فإن بحثي قد

عليه وأنا استغفره فيما سيبدر مني من أخطاء وذلك قبل أن يحصيھا عباده المؤمنون

.في تتبع نوايا منحرف جديد المحتسبين لHجر

R رض ؟ لكن أ8 يكفي�أن الكتابة بحرية ھي انتصار 8سمه في ا.

6

وھي روح الجمال , لعل مالك حداد ھو الذي صنع أھم روح لم يتم الدعوة لحريتھا بعد

المتخفي وراء الكلمة ،أيمكن أن يتخلى رجل عن ھويته في سبيل تحرير الوطن ، أليست اللغة

مھما كانت عربية أم فرنسية ھي ھوية رغم اعتبارات السياسة والحرب ،الم يقتل مالك حداد

؟جانبا مھما من ا�دب الجزائري بصمته المثقل ورضي أن يكون شھيد اللغة العربية

بقدر ما أؤمن بالحياة من اجل قيمة ، أنا 8 أؤمن كثيرا بالشھادة والموت في سبيل شيء ما

.ة إيماني د له الحق في قول مدى أخقيما ، و8 اح

لونھا باللون ، ربما ھذا ا8نتصار 8سم R ھو الذي جعل كاتب ياسين يغني أغنية شيوعية

رغم أن من يعرفون الرجل يشھدون له بروحانية كبيرة خاصة حين يكون في حالة ، ا�حمر

. من النشوة الصوفية

ب في الحقبة ا8ستعمارية تنديدا بتنكر السلطات الفرنسية يذكر له التاريخ أنه قاد إضرابا للط

لمولد النبي محمد صلى R عليه وسلم ، فكان ذلك الشيوعي الذي يشبه الصحابي أبا ذر

الغفاري في عدالته ا8جتماعية ويشبه ماركس في حساسيته في تصفية ا8ستعمار ، حيث أن

�خرى التي تخطأ أھدافھا حين تحاول أن ككل المصطلحات العلمية ا" الشيوعي"مصطلح

تلتصق بشخصية جزائرية �نھا تحمل من السمو ما يجعل R يبارك باقي الھفوات السابقة

على أنه أين يصر رشيد بوجدرة " الحلزون العنيد"ربما رأي 8 يوافقه صاحبة رواية

.الوحيد الموجود في ھذا الوطن المؤمن ا�حمر و الشيوعي

ا دخلي أنا في مالك حداد و إيمان كاتب ياسين وھنا ما يكفي من المطر و الجميت م

العابرات على الطريق المخصص للسيارات ،وكأنھن يردن أن يقلن في كلمات 8 يجب أن تقال

أن المغازلة تتم بسيارة وأھل الرصيف يجب أن يغازلوا الفتيات اللواتي مازلت أرجلھن قادرة

طونھن قادرة على آكل البيتزا المعروضة في الشوارع أين يوھم الحبيب على المشي و ب

حبيبته أن حبھما أسمى من أي اعتبارات مادية فيصدقان ذلك تصديق المضطر 8 إيمانا بقيمة

.الحب البعيد كل البعد عن شوائب المال

7

................في صمتها رجولتك في صمتها رجولتك في صمتها رجولتك في صمتها رجولتك

يحصدھا سكانھا ، مبھرة إلى حد ما ، فتشبه بذلك المدينة النائمة أن الخسارات التي تؤمن

احتفا8ت الحانات الرخيصة في رأس السنة الميدية ، لكنھا رغم ذلك تبقى صادقة ، �نھا

.تتطھر كل مرة بدموع ا�برياء فوق عتبات النشوة والھزيمة

مشاعر مختلطة، ھائجة، تبعثھا فيك ھذه المدينة النائمة، لتوقظك على فاجعتھا التي 8 تشبه

...إ8 حكايات العشاق القادمين من بعيد ،و الذين لHسف ما زالوا يصدقون أساطيرھا

كي 8 تغار " وادي الرمال"أن يكون لھا بحر واستأنست بواد يدعى قسطينة رفضت

لذكورة تسري ما بين أھدابھا ، فھي لم تقبل أن تقسم نفسھا لشطرين إ8 صخورھا من مياه ا

. " الرمال"، فسمي مجازا بوادي بتواضع الماء في انحناءة الخجل

لديھا ذوق خاص في تعذيب داخليھا تتفنن في كتابة تاريخھا الدموي على أجساد عابريھا ،

أو أعطاب ، تارة بكتم أنفاسھم ، وتارة أخرى بخدوش يسميھا البعض جروحا عاطفية

.عشقية

8 تبالي قسنطينة بألم غزاتھا ومحتليھا فتأخذھم على حين غرة من النصر ، فتتحول

لوھا مدينة ب أخق ،ب مبادئ ا�وھام ا�ولى إلى ھزائم محققة على ارض معاركھا ، 8 تخا

ھي صوفية في عيون كل عاشق داخلھا ، متسامية عن الخطيئة بصنع الخطيئة ف مروءة ، أو ،

.،فالنار 8 تشتعل إ8 إذا التقت بريح يزھرھا في الغابات النائية

أن تبحث بداخل مدينة لديھا ھذه المواصفات عن رجل عظيم التقت به مرة في صدفة

من الزمن أمر محير حقا ، فا�خبار التي وصلت عنھم استطاعت أن تكون حديث ا�فواه

أو أساطير لزمن طويل، لكن 8 احد استطاع أن يحكي لنا حقيقتھم ، دون روتوشات تجملھا ،

في عز تنبئ يتدخل الخيال البشري في سردھا ، أنا أبحث عنھم في عريھم اNنساني ،

فھشاشة إنسانيتھم تعطيھم الحق في أن تجميل مبتذل ، أيروع من يبدون أ ، تناقضھم

8

بل تكبرا على دخوله �نھم لم يروضوا أن تذكر انھزاماينتحروا على عتبات التاريخ 8

. إ8 مقترنة بقسنطينة أسماؤھم

9

...من أنتم

و بزي زفاف ھو ا;خر جديد، ، يوم لقادم جديدرغم أنھا تمتلك القدرة على تھيئة نفسھا كل

كأنھا تعرف أن الوقت ھو خيانة للجسد ف تشيخ وفاءا لھذا القديم الذي لم يكشف بعد فتبدأ

ا�غنيات من المسافة التي تحدث ما بين أول حرف ضائع وبين المعنى المفقود ، العبث لغتھا

في أقوال الشعراء و ا�نوار تتواضع للظم في لما كانت الكلمات تتناسى جسدھا ، الوحيدة

.تواطؤ غير صريح مع الوجود الخفي

أيھا الفاقد لغته في عتمة الضياء، في فرقة الفقدان، في أنين الھاربين والواقفين في وجه

.الموت، ھي لعبة ا�غبياء التي جمعتنا ذات يوم على إيقاع خرافة بلھاء

أمام عظمة اريخيه إ8 ليقول لHغنيات أن تصمت في ضجيج فاترأيھا العابر الذي 8 يغادر ت

يصنع من الھدوء المرافق لكلماته نوتات تنزل من السلم العليا على درجات واحدة ، صمته

.دون أن يحدث خلل في الوقت

يحدث أن أجدني مستلقي دون أن أبالي بعادات الحشمة التي تتدثرھا المرأة القسنطينية على

مش الجسد ،يحدث أن أرى نفسي تھرب مني لتستقبلني خفية عن عاشقاته اللواتي أصبحن ھا

.يتأففن من جبروته، إ8 أنھن مصرات على التمسك بظلي

8 تنسى أيھا ا;تي من بعيد أن من يغادر قسنطينة 8 يغادرھا ليجد أخرى ، فقد حكم عليه

ا تبوح ا�ميرة لغمھا السري، ولما وجھت ليبوح بأسراره كم ، أن يعشقھا حتى الثمالة

دعوات إلى عظماء ھذه المدينة وإلى الذين مروا عليھا ذات بوم ، ثارت غيرتي واشتدت

.شھوتي الرجولية 8غتصاب خيانات التاريخ

أيھا المنادي على اNيقاع الخفيف الذي يحدثه مطر قسنطينة 8 تبحث عن العظماء بل ابحث

.صنعوا روح تلك المرأة التي أصبحتم تقولون عنھا قسنطينة عن من

10

من أنتم ؟؟؟......

نحن ا�رواح العاشقة التي تصلي الصلوات العشر وقت الحروب الدموية نحن الراعون للسر

.ا�ول الذي حفظناه للمدينة

11

في وقت ما حين تمطر السماء

أستحضر الباحثين عن وظائف 8 مشروعة

في مدن كبرى

يتنصلون من عربات الشرطة في المطر

..عل الظم يحل

جنوب أفريقيا –جينا ملوف

أصبحت تجتاحني أفكار مليئة بالھراء على اثر التسكع الطويل في وسط المدينة ، أصبحت

وات ھامسة تقول في صوت غير مفھوم اسمع أصوات تنادي بحرقة لكنھا في نفس الوقت أص

".سر صالح باي"لكن المعنى يصلني ابحث عن

يقولون أن الكثيرين يستطيعون سماع أصوات المئكة لكن أنا متأكد أني لست منھم ،أنا

! ما دخلي بقصص الروحانيات وما وراء الطبيعة ؟ الباحث عن وظيفة في أزقة مدينة قديمة،

آه كنت فيما مضى أسعد لحد ما بسماع أساطير الجن وكل الھا8ت المھيبة التي تدور حولھم

، لكن بعد مرور زمن بعيد أصبح لدي اعتقاد راسخ أن تلك الحكايات كانت تحاك من اجل

أما أن تسمع ، المملة ائفإضفاء متعة على الحياة و لملئ فراغ كبير سببه وجود الوظ

.كة فذلك أمر 8 أحب أن استمتع بالتفكير فيه أو أن اشغل به تسكعي ھلوسات المئ

قررت اليوم قرار 8 رجعة فيه، أن أجد بيت المفكر الكبير مالك بن نبي خاصة وأني تفاجأت

فوق مكتب احد المختلسين للمال العام ، فما كان إ8 أن "الظاھرة القرآنية"بوجود احد كتبه

في المدينة التي أنجبته وجعلت فكر مالك بن نبيا8عتذار عن فھم تملكتني رغبة عارمة في

من صوته أحد المنظرين العالميين للحضارة ،ھي انتكاسة نفسية لكن ھدفھا سامي قلي وھو

.إيجاد أثر ھذا الرجل حين مر في غفلة من التاريخ عن ھذا المكان

12

أن تبحث عن منزل مالك بن نبي في قسنطينة ھو أشبه بالبحث عن ارض جديدة لم تطأھا قدم

في وقت ا�قمار الصناعية ممتطيا بذلك قاربا بسيطا 8 يصل لمستوى سفينة كولومبس نسانإ

.البحرية

الذي ولد فيه يوجد في حي بن نبيھمس في أذني أحد أصاحب المقاھي أن منزل مالك قد

العتيق لكن محظوظ من يجد له اثر �ن الوافدين الجدد قطنوا كل زاوية من زوايا السويقة

الحي حتى أصبح يشبه محتشد وغالوا في تدميره �ن ھناك برنامج مسطر من اجل ترحيلھم

.فبنوا كل شيء له عقة بالھشاشة ودمروا في نفس الوقت تاريخا كان يجب أن يصان

... البيوت تموت إذا غاب سكانھا

.الفكر 8 يموت

الجو8ت التي تقود إلى أمكنة قديمة تبعث في نفسك رغبة في المغادرة إذ أن الروائح التي

.في مواصلة السير تنبعث منھا 8 تغري إ8 الكاتبة نجية عبير

التي كانت تصف تكدس ا�جساد في تلك ا�ماكن الضيقة " السويقة"الكاتبة بنت تلك

ة مبھرة، فكانت تغالي في إعطاء ضجيج ا�صوات سكونا إ8ھيا يعطي للحي بصورة جمالي

.القديم سلطة المدن الروحانية

ھي ا�خرى لم يذكرھا احد ، ككل بنايات السويقة لم يعد لھا اثر ،8 تحتفظ المدينة المتنكرة

لحلويات ببيوت رجالھا العظماء �نھا تمتھن تحويلھم إلى مراكز تجارية أو محت لبيع ا

. أين ھو منزل مالك بن نبي ؟؟: التقليدية �ن 8 أحد لديه ا8ستعداد ليقول

....ما زالت ا�صوات تؤرقني

ليس كل من غنى يعرف الغناء

وليس أيا كان منح أن يسقط كالتفاحة

.امام قدمي غريب

يسينين.الشاعر س

13

بإيقاعرجلھم أحم النيام في المدينة الساكنة لضوضائھا ، يركضون بأيدقون يھرولون بقوة ،

.وي ،ھي الحياة أصبحت ھكذا افوض

ةاحذرھم من ا�مام ،إنھم يذرون التراب في كفيك علك ترى ما يجنون من سرقف ، لفكخأنھم

.مال شعب آ

المشبوھة من عھد نه يعرف كل الصفقات إمذھل كيف يفكر ھذا المترامي على سرير المتعة ،

.اNرھاب ،الى عھد السلم والمصالحة ،الى زمن العزة والكرامة

بطنه المتدلية على عتبات أعضائه ا�خرى تحكي تاريخ سرقاته الطويل ، ولما كانت الحكايا

في جلسة حميمة فإن المشھد ھنا منفر 8 يليق بسرير صنع على الطريقة إ88 تسرد

.بخيط متقن ينبئ بمھارة الخياط اNسباني طرزتوسائد التي كما أن ال اNيطالية،

.اللعنة على قسنطينة

...يتحسس تفاصيله المشوھة

.اللعنة على كل العاھرات

.يتأكد من أن صلعة شعره مازلت بھا شعرتان تذكره بعھد الشاذلي بن جديد

.اللعنة على الثورة

الذي يترأسه ، انھا رمجلس الموقلالمنتخبات في ا يتذكر ليلته الماضية التي قضاھا مع احدى

.بارعة في ممارسة الجنس القذر ، اللعنة على من انتخبھا

. ا8نتخاباتصحيح لقد تعب أحدھم بنتائج

.اللعنة على الديمقراطية

ة السجائر الباردة ، عيون المواطنين حجسده المثقل بخطايا البشر ، لغته التي تفوح منھا رائ

.عزل أمام مكتبه ، يعطي للحظة ثق 8 يمكنه من النھوض من سريره ال

.ھذه المدينة إلىانھا لعنة ا�قدار التي أتت بي

كان يحلم أن يصبح فحا ، فحا تثيره رائحة الماشية ، كما تستفزه سنابل القمح ، لكن

.يشتري منصبه ھذا أنواجب السرقة حتم عليه

كبير بمجالسه المتعددة ، يتحدث عن الثقافة ، وعن السياسية مسؤو8أصبح اليوم يمثل

.بخير الشھداءما 8 ينسى أن يذكر كل ك حوال البد ،أويعطي رأيه في

الجامعات الروسية ، لذلك فھو ينتمي الى إحدى أنه خريج تنبئشھادته الجامعية المزورة ،

كما أنھا 8 ، وصياغة المشاريع التنموية الناجحة جماعة التيكنوقراط التي تتقن ا�فعال

. التي يتحدث بھا الشعراء تعرف اللغة المنمقة

14

..مشاريعه تدل عليه

...مخبأة في كل الخيبات الكبيرة إنھاايحثوا عنھا جيدا ،

واته لھم ايد عداتزتبون الشوارع بقمصان بيض ، وويج ننه أحد أعداء الملتحيين الذياكما

ا�وائل لحزب جبھة المنتميينحين يتذكر انه كان من م ،ھية تجاھسعنھا بنظرات قا برالمع

.اNسمية اNنقاذ

." ..عليھا نحيا وعليھا نموت"

..فيما بعد ، كل الدماء أريقت فيما بعد حلقت يلكن التجارب أثبت أن كل اللح

.ھم ا;ن من أصحاب البطون المنتفخة "عليھا نحيا وعليھا نموت"لكن الذين ھتفوا ب

، اللعنة توظيفهينظر طوي لوسامة مراد في الصورة ، سيسرق منا كل قحاب المدينة اذا تم

. "لقاوريا" زينعلى ال

.يفتح وصية السارق الكبير التي يقرأھا لدوام الخير الذي يعيشه

اجعلوھم يرضون أكثر "

أجعلوھم يقرأون كل الجرائد الصفراء

.حذاري أن يقرأوا كتابا

.سيناك أولبختي بن عودة ، جاك ديريدا اإياكم أن يقرأو

دعوھم يحفظون أشعارا مملة ، قولوا لھم أن الركض في الملعب وراء كرة أھم من ركضھم

. كل ركض أخر

.وقفوا اياكم أن يت..على الركض على حثھم أوفياء لكن ابقوا

.وان حدث ذلك

.ان قرأ أحد منھم كتابا

...دعوه ف عزة لنبي بين قومه

15

المتواجدة داخل المريضة ا�ناكلما ركضوا أكثر ، إمدحوا غرورھم ، عززوا الثقة ب مصفقوا لھ

...، تكلموا لھم عن كل شيئ حدث في الماضي كل واحد منھم

.في الوقت الحاضر نااياكم أن يكتشفوا أن

.وإن حصل ذلك

"...ستزول مملكة وجمھورية ورئيس منتخب

16

يا صحراء ا�غنية التي تجمع لھيب المدن

ونواح البواخر

لقد أقبل والليل طوي كسفينة من الحبر

وأنا أرتطم في قاع المدينة

كأنني من وطن أخر

محمد الماغوط

نسأن طريقه الخاص الذي عاھد R على أن يسير عليه، إتقول كلمات الحكمة ا�ولى أن لكل

في اتفاق قديم يعود للفترة التي سبقت صلوات آدم حين تملكته الرغبة في أن يعود للجنة،

كانت ابتھا8ته متتالية وطويلة جدا حيث استمرت قرون قبل خلق السنوات والزمن ، وكان

R يغالي في رحمته في تلك اللحظة السرمدية ، فأعطى ;دم عبر وحي مقدس رسالة غير

، و من تلك الوحيمعلومة المعنى لكن كانت روح آدم محلقة لدرجة أنھا 8مست عمق

.ما تحت السماء كلالتجربة الوجدانية صنعت تقاليد أصبحت تسير عليھا قوى ا�رض و

للة للبشر حتى قيل أنھا جنة يفخر R أمام مئكته بھا 8 من حينھا جعلت ا�رض مذ

انتقاصا من عظمته أو رغبة منه في التفاخر وإنما لكون المخلوق البشري الضعيف يستطيع

.أن يقول ] أجمل العبارات وھو يبحث عن معنى تلك الرسالة

ان العديد من الرسائل فيمرون في التضاريس التي ينشئھا الناس مخافة غدر القدر، يتم فقد

لذا بنوا كل ھذه الحصون , عليھا أو بجانبھا و مھما قربت المسافة أو بعدت لم ولن يفھموھا

المترامية ، والمصنوعة من غرور بشري محض متناسين أن القدر يصنع عبر الذھاب ]

در ما للوصايا عراة القلب دون أن تكون للتضاريس التي صنعت سلطة على ا�قدام ، بق

.لذا فالجسد دائما ينسى , العشر المنحوتة فوق الجسد السلطة التامة

17

أثناء عملية النسيان ا�كبر أصبح البشر يفكرون، فابتدعوا كل الطرق ليستحوذوا على

تلك " مراد"ا�رض فكانت النتيجة انفصال تام وتجاھل كامل لمعنى الرسالة لذلك تجاھل

في الجامعة وكل مراحل التعليم أخبرته عن كل النتائج المسبقة فأصبح ا�صوات �نه درس

يبحث عن عمل، ولما كان ضجيج المدينة ضجيجا قات فأن الصوت ايفكر في كل شيء، بينم

...بدأ بالفتور يوما بعد يوم

18

الخطوة ا�ولى ھي الغناء

صوت طليق يمH الجبال والوديان

الخطوة ا�ولى ھي الفرح

لكنه من الكل ينطرح

.الشاعر البولندي ميوش

أزيز ا�جساد المتجاھلة عن عمد أصوات السماء، يعطي رائحة غريبة تفھم من عيون

.العابرين فوق رصيف المعنى، أيعقل أن تترك ا�سرار الدفينة تذھب إلى سبيلھا دون رجعى؟

!لھا على أن يكتشفوھا و ھي التي ما فتئت تراود أھ

حتى في ذلك النسيج غير ؟ أ ينام من اعتقد سماع صوت المئكة على إنكار وجود الجمال

المتراص من ا�لم، آه لو أغمض عينيه لوقت قصير سيشعر أن تلك ا�صوات ما كانت يوما

أصوات مئكة بقدر ما كانت أصوات من سكنوا المكان، أصوات أتت Nيصال استنجاداتھم

...ا�خيرة لسماع أنين قسنطينة

أن ا�سرار لم تعد موجود بين " ل تقول كل جديد حتى أصبحت العقو عبر إنكار ضيعناأمل ي

."ھذه ا�سوار

أن تتوج محتليھا أمراء جدد للخراب 8 تكريما لھم بل " صالح باي"لطالما اعتادت مدينة

إمعانا في إذ8لھم ، لتقف معھم في نھاية الھزائم على قمم الخسارات ، بكل كبرياء التاريخ

المستقبل تنكر عليھم ما فعلوا، فكل الرجال الذي تفعلھا ،و بتواضع الحاضر أمام سطوة

أحبوھا فھموھا خطئا ،وكل من فھموھا أحبوھا خطئا ،وما بين الفھم والحب كانت تنتظره أن

يأتي متجاوزا حدود العطب، مازالت تنتظره عله يأتي في آخر لحظة من خرابھا ، لتنسج له

وشم البربرية على صخرة جسرھا ھو حينھا رقصة زوربا على خده العاري، كما يرسم

.المتھاوي

ھادئة كالتي صنعتھا ا�غاني بسكان ھذه المدينة ، محزنة نتائجھا ، مبكية نغماتھا ملحمة

.التي تتردد على ا�لسن مدندنة تاريخا لم يعد يأبه بالرجوع والتجسد

19

،تعبر مختالة وھي التي غنيت على شرف امرأة في أغاني المالوف اليوم تعبر كل المقاطع

.رافعة أرجلھا لعنان السماء متسائلة أين ممكن أن اقتنص روحك أيھا السر الذي 8 يباح ؟

.!! يمكنني أن أنوء بعيدا و أغرد مع ا�سراب المغردة أو أننا ما عدنا نستطيع صنع الجمال

ماء ، فتمتھن شعور بالعجز أصبح يكتسح ا�رجل فلم تعد تناجي المكان ولم تعد تناجي الس

المدينة القاتلة إجبار ا;خرين على تبني فلسفتھا، في حين أنھا تستمتع في استدراجھم إلى

معا في اNثم -من رغب فيھا ومن أعرض عنھا - خطيئة الموسيقى ،ليتساوى ا�سيرين

. والفضيلة، في القبح والجمال وفي الموت وما بعد الحياة

تفصص أن التجارب القاتلة ھي التي تصنع الرجال �نھم لم يموتوا بعد ، قسنطينة تؤمن

قلوبھم صانعة ما بين التفاصيل المرة والحارة أھازيج �غاني الموتى ،تعاويذ على أبواب

.المدن ا�خرى التي ترغب في أن تكون مدنا عاھرة

ب منك ، فالصمت ھكذا أتخيلك في صمتك الجارف إلى بقاع الجنون الذي يغريني بالقر

فتصوراته عنھا 8 تؤدي إلى الحقيقة التي , المتجاھل يحدث ترددات عالية تربك اللسان

يصر البعض أنھا غير موجودة ، فكيف تكون موجودة وا�يادي المتسخة تبالغ في وصف

ر لذلك كان يخطئ في التعرف إليھا ، وينك حبھا ،و ھي التي تحتل قلب الشھقة المتألمة ،

حتى يظن الھائم في ترانيم المعنى أن الموضوع يدور ،كل صوت يأتي من وراء صمتھا

.حول نبي تنكر لرسالته السماوية

... آه يا ظالمة

20

من أنا في النھاية، محض طفل مولع بترجيع اسمه،"

" أنفصل كي أسمع...ويردده ب انقطاع

.الشاعر البولندي ميوش

تجتاحني فكرة البحث عن ا�ثر المادي لكل كاتب ولد في المدينة المتناسية ، لكن كل ما زالت

ذلك كان مضيعة للوقت المتوفر كثيرا، إ8 أنني اكتشفت نتيجة مھمة من بحثي ھذا، و ھي

أن ھذه المدينة تمتھن التصفيات دون ترك أي اثر يدل على غبار مرور أي رجل عظيم من

.ذات يوم فوق ھذا الصخر

أعبر جسر سيدي راشد، يمH الثقل رجيا، فتجتاحني رغبة عارمة في النزول إلى أرض

الوادي السحيق حيث تختلط المشاعر إذ أن زاوية الولي الصالح تعكس صورة غريبة لرغبتي

." الذين ينزلون لHسفل ھم وحدھم من يعرفون تسابيح السماء"في النزول وكأنھا تقول

أصبحت لدي رغبة عارمة ا;ن في نزول الدرج الحديدي الذي يؤدي إلى ركام البيوت

المدينة مقابلين زاوية سيدي راشد بعض شباب المتبقية من حي السويقة العريق، أين يتجمع

، أتشجع و أنا الذي يبدو بلباس كسيكي مفاده مغازلة اNدارات الموقرة من اجل الظفر

.بمنصب عمل

تيقنت من شجاعتي حين لم يخفني جمع كبير من المشردين ومتعاطي المخدرات الذين و

.يقابلون مقر الولي سيدي راشد

أصيح بھدوء

... يا سيدي راشد

أيھا الھارب من أزمنة التصوف لماذا رضيت بأن تكون أول المتصوفين الذي قالوا أن القلوب

. اجل معرفته ف يستحق عبادته الضعيفة 8 تعرف R وأن من لم يخاطر من

فبنى مقامه الزكي فوق ھاوية من الصخر العظيم أين كان الفاصل ما بين ا�رض والھواء ھو

.مدى تقبل المريد لفكرة التحليق بعيدا خارج السرب

21

يخيم ھدوء كبير حول الزاوية التي تلونت باللون ا�خضر، المكان تحيطه رھبة تثير في النفس

يبدو أن ما تبقى من مقام سيدي راشد ھو سلطة ا�رواح بعد أن تم إحراق ... الصة رغبة في

انه زمن التدين الذي اجتاح المدينة الغافلة زمن ... "الريمس"كل كتبه أو رميھا فوق صخور

انتصار الخميني وثورته وما تبعھا من تغير في عقلية الجزائري المرح حيث سميت مجازا

...يةبالصحوة اNسم

ابتھا8ت سيدي راشد في مياه وادي الرمال ، ھي استمرار لممارسات المتدينين ضد ترمي

ا�رواح الھائمة في تخليد اسم R من خل القلم ،ألم يقتل المسيحيون كل صلوات الرھبان

لذلك أقول دائما أن ... الوثنيين حين اجتاحوا مكتبة اNسكندرية وذلك باسم تسامح المسيح

.عاليم ا�ديان شيء وأن ممارسة أتباع ا�ديان شيء أخرت

ذعرت حين أتى احد الشباب الذين كانوا مرابطين في مجموعات مقابل زاوية سيدي راشد

خاصة حين علمت أن الزاوية تم إحراقھا بالكامل بعد , فقدت شجاعتي ... يتفقدني في الزاوية

لة التي حملت من الشتائم لشعبين أكثر من أي أن فازت الجزائر على مصر في المباراة الفاص

من أحرق الزاوية كان يظن أنه سينتصر لتاريخ الجزائر بعدما انھالت عليه لعنات . انتصار

أن الجزائرغير موحدة "كب القنوات الشرسة وعضت بقوة ،وقتھا شكك أحدھم بالقول

فأسرعت ... د باسم كرة القدمأصبح يخيفني أكثر عدم فھم سيدي راش... وھي تصلي �ولياء

.بالمغادرة

22

امض يا ولدي

امض إلى مرابع شعبك

أيقظھم من الرقاد

لقد ناموا طوي

الشاعر ا�مريكو8تيني ألونزوا لوييز باباغو

نظرت إلى ساعتھا ، في الساحة التي تحمل اسم شھيد من شھداء ھذا الوطن لمعت يد ذھبية

أن الرصيف كما ،تھم من أي معدن صنعت لكنھا وشت بأنھا تخون أوقات ا8نتظارالتي 8

. المبلل ببقايا ا�مل ما زال يصر ھو ا;خر على المغادرة

،مغيرة من نبرة الصوت أحيانا أصبحت ا�يادي المتسخة تكرر نفس الصرخات يوما بعد يوم،

ن تقول من خل لمسات مھجنة أن مغلفة كل ذلك برداء الحكمة المزيفة، حيث تحاول أ

.الحياة تبطش بساكنيھا ھنا، وأن ھذه المدينة حلت عليھا لعنة العلم منذ القدم

. أتذكر في التفاتة لطيفة إلى الوراء فأرى غيوم الوطن تنقشع مستعيدة مجدھا في غد قريب

كما يصر السراب على ، تصبح التفاصيل الجسدية غير مھمة، ھنا حين ينبعث ا�مل

احتل أفق ا�رض والجبال، فيعطي بذلك معنى للرمل في انعزاله ا�بدي، لكنھم ينسون أن

.الصحراء ما زالت تقول للراحلين تعلموا مني لغة الصمت

رغم أن المدينة المتعلمة تقيدھا كومة ا�شواك ،تتنكر لھم السماء المحلقة في عيون الكون

.على شفاه الصخرالمترامية

أنين صامت يمزق جلد الحجر مع كل شھقة لعذرية مستباحة، كل ذلك يأتي في تواطؤ تام

.في اختراق الجمال "ساد"سلطة إنھا.�جساد تسھر مراقبة للحظة ا8ندثار

!تسأله المدينة العذراء لماذا جئنا للحياة وھي مليئة بكل الجراح ؟

23

بقايا الدم ثم تجيب بصوت ھادر كمن استدرك لحظة حكمة 8 يمكن أن تضع يدھا على بعض

!!تتكرر ، أ8 يستحق الدواء الجيد بعض ا�لم

! أ8 تستحق الموسيقى الجيدة فقدان السمع

!! أ8 يستحق احترام الذات النزول بھا إلى الحضيض

.دون أن يفھموا الحياة فلطالما أعتبر من يھتم بالحقائق أحد المجانين الذين سيموتون

....ومازال مراد يشك في حقيقة ا�صوات

24

ھنا أنت في مدافن الروح ،"

أنام فيك و على وجھك

"و8 توقظني إ8 موسيقى العزلة و الحنين إليك

واسيني ا�عرج

موسيقى نقية ، إنھا نفس ا�لحان التي تزرع ا8مل في حام نايه الذي تحول إلى عزف

قلوب اليائسين ، ينظر إلى الفتحات التي يخرج منھا اللحن ملونا بألوان قوس قزح ، انه لغز

يصعب حل شفرته الكونية ، إنه أنين ھادر على عتبات رقصات منسية ، أترقص يا صاحب

العين الثالثة ؟

ائه المثقل ذمن مر من ھنا وحاول أن يضبطه على رنين ح قد يختلف اNيقاع عن أحم كل

با�حزان ، لم يكن يتصور أن الكون 8 يستمر بتطلعات الرجال بقدر ما يعيد تكوين تضاريسه

.من نغمات قد تكون منسية

ھدى أر ،لكن صالح باي ھو الوحيد الذي أھدى لھا لغته السماوية ، ث عرفت قسنطينة رجا8 ك

أليست شجاعة أن تقتحم خوفك الذي يطوقك ،كما لتي فتحت مجھول الحب ،لھا بصيرته ا

!!يطوق أرجلك ويديك لتدرك أنك كنت حر

.انه التحرر بالحب

قض ،فوق اببناء مملكة الحب فوق صخرتي التن صحيح لقد كان متصوفا ،لكنه لم يرضى إ8

على اNناء الذي ئاب جمالھا ع ثنائية الذكورة وا�نوثة ، لكن الوردة التي رفضت أن يكون

.وقھا ،لم تقرر ا8نتحار بل أزھرت لونا جديدا ط ي

دد ،اھتدى إليھا دون عمات النجوم ، دون وعود لبدايات لغة العارفين الج ا8شتھاءولما كان

الزرقاوتيين ، باغته أن تحتجب ھي عن اخارقة ، جلس بمحاذاة الرجولة المتدفقة من عينيھ

ر في ليل 8 يشبه ليالي الشمال الحزينة ، نفس القرابين ما زلت تقدم على محراب ا�نظا

.عذريتھا

.ابتسم وقام نحو السھل المنبسط عله يجد نجمة مضيئة

25

...ولما كان اللقاء

سكتت المدينة الضائعة زمنا طوي ، فيما المكائد كانت تنصب بھدوء مريب، على طريقتھا

حسناء في حضرة شباب مح يغنون المالوف ، وكأنھا تريد أن تقول لكل التي تشبه رقصة

الجبارين الذي أرادوا إسقاطھا أن أساليب الحرب قد تغيرت منذ زمن ، مدعية استسمھا

محدثة عامل الثقة بشكل قطعي أنھا لن تكون مدينة شرسة بعد الذي حدث ، فيتعاظم الغرور

ضة ، لكن مدينة الحب تعلم بوجود قانون سماوي منذ زمن كحدث متكرر في نفوسھم المري

طويل كتب في لوح محفوظ ، حيث قيل لھا ، والعھدة على الراوي ، أنھا 8 تسقط ببطش

اللصوص أو بامتك العاجزين لقلبھا ،أنھا تسقط فقط حين تعشق كلمات شاعر صوفي ،

شموخھا ، مبسطة لون السماء حين أحبھا لدرجة التوحد بصخورھا ، فتتنازل له بذلك عن

.يمس عيون ا�رض

وما التحركات التي تنبض في قلب " صالح باي"إمرأة تعرف في قرارة صخرھا أنھا

، و لخوفھا الشديد من سرعة الغبن عنھا القصيدة إ8 نبوءة محققة تخبر باقتراب انكشاف

تق عذريتھا ف لكل من خولت له نفسهأصبحت ترضى بلعبة اNيھام قد الزمن وتقلباته ف

.فكثر من يدعون أنھم رجالھا بإصبعيه

فكثر لكل من يفاخر ا;ن وا�مس أنه عريسھا ، ، بخبث غير ظاھر لھم تبتسم قد تعلمت أن

الذي 8 دم الشرف المنبعث من قشة الثوب مفسرين ألمھا ب الذين يصيحون أنھم فحولھا ،

.... يليق بجسدھا

إحساسھا بالتنكر لھم، تتعالى قسنطينة عن قصص الشرف المزيفة صانعة من وفي قمة

تحليق ا�رواح على أسوارھا وسام الشرف في بقائھا سماء داخلية لكل متصوف ، وأرضا

سرمدية لكل عاشق ھائم في ترتيل آيات الحب، ھناك حيث البدء كان الوعد با8نتصار يحدث

أن الفارس سيأتي في الوقت .مة التي كتبت على لسان اللغةعلى حسب تعاليم التنبؤات القدي

حديث الماضي �ن قوةالذي يتصارع الجميع فيه على مقاعد إدارية ، لكن بمجيئه تصبح ال

الحب سيكون لغة الزمن الجديد ، فتتھالك حصونھم التي سوروھا بأموال كانوا يغالون في

.جملت نفسھا بالعري الصوفي أو لم يدروا أن قسنطينة .تجميل المزيف بھا

26

سيأتي اليوم الذي ينقاد لنا فيه الفضاء ، والرياح والبحار وا�رض ،"

حينھا ستقاذ كل طاقتنا لحب R وحده ، وحين يأتي ذلك اليوم ، سنشھد

"ميد فجر جديد للبشرية

.تلھارد دي كاردين

أجل تلبية الحج العالمي، كان ا�مر نالناس محين أمر R النبي إبراھيم بأن ينادي في

.مختز8 بفعل بسيط ، بأن ينادي بأعلى صوته، أنه الحج ا�كبر

كان إيمان النبي إبراھيم بأن الصوت سيصل إلى ا;ذان البعيدة ھو ا�مر الذي جعل من

Nيمان الذي حرك الجبال ھو نفسه اNا ، R يمان الذي الجبال تنحني في خضوع تام لمشيئة

جعلھا ثابتة وما بين اNيمان ا�ول و اNيمان الثاني تحدث اكبر المفارقات إذ يحركھما شيء

. لقوة الروح عبد وخضوعهواحد فقط ھو مدى انحناء ال

لذلك كان بحث بطلنا ،في تلك اللحظة فقط يمكننا أن نقول بأن اNيمان يمكن أن يغير شيئا

في ھذه الرواية عن سر صالح باي بحثا غير مخلص لفعل ا�مر الروحي، ففي تعاليم

المتصوفين كلھا تم الحث على أمر واحد وھو إخص القلب في رحلته الصادقة للبحث عن

سر الروح ، ولما كانت الروح من أمر الرب فقط ، كان البحث عنھا 8 يتم بطرق عادية

.ھا جميع البشر، بل يتم عن طريق تمحيص صعبيفھم

فالرسائل 8 تأتي عبر ا8نتظار وإنما تختار أين تقع ومتى تقع على أصحابھا كفراشة ھائمة

تم التي العماتلكن بعد مرور السنين على وصول العديد من . في ضوء يسري في الظم

حتى أصبحت تبدوا كخرافة لقيطة التنكر لھا ، لم يعد في أحاديث البشر أي ذكر لوجودھا

عرجاء، و أصبحت حياة البشر فارغة من طاقة الروح خالية من نظرة الكمال إلى الوجود،

.مكتفية بنظرة جزئية إلى روحانية سماوية

طالما كان الوضع في لف ئأمر خاطن ا8عتقاد بأن ا�رواح تتحدث مع أناس مميزين بأنفسھم ا

كان ويقرأھا على يمينه أو على ارسا8ت سامية يمكن أن يأخذھا أيقسنطينة ينبئ بوصول

.شماله كما تقرآ الصحائف في يوم الحساب لكبير

27

انهطويل يسكن ا�ذان، تملكن ھناك اعتقاد أكسب القلوب كسل ليتحول مع الزمن إلى ص

ليس ھو ز أن التميي متناسينا8عتقاد أن ھناك أشخاص مميزين بعينھم تصلھم الرسا8ت

حقيقة الحياة ،

أدرك سكان قسنطينة من جراء ابتعادھم عن تعاليم المتصوفين أن الرسائل ما عادت تأتي من

ن ھنا بدأ التملص م . لرقي افأغلقوا كتبھم التي كانت مفتوحة على احتما8ت متأصلة ا�جداد ،

. اودول مدينةما عادت قسنطينة ف من المسؤولية ،

مسؤولية اNنجاب ھو الذي ساعد في عدم وصول الرسائل بوضوح وھو الذي ن عدم تحمل ا

.اعتقادھم انعكس على غيابھا في

التي كونت له الفضاء الرحب بداخله ھو ما يجعل ةلكن أن يتناسى كل شخص التفاصيل الدقيق

يام بعد أن لم تكن لھم مكانة أ وتشكيل أبناء المدينة ، صياغةفي ةسلط لHيادي المتسخة

.يصالح با

28

,أنه موجود داخلنا . الحب ليس فى ا�خر

لكننا . ونحن من نوقظه من غفوته

نحتاج الى ا�خر, ولكي نوقظه

باولو كويلو

يبقى الجرح غائرا أثناء بحثي عن رجل حياتي ،في ظل طغيان ھذا الغباء القاتل على ا�فق

الرجوع إلى الموت ا�ول قبل أن تكون ھناك حياة، قبل أن الجميل، تنتابني رغبة عارمة في

يكون ھناك بحث عن جدوى الحياة، ذلك الفراغ الرھيب يشغلني �عود كباقي الموجودات كتلة

كبيرة من الصمت ،أرواد نفسي علني أعثر على طرف الخيط في الموصل لطيف رجل 8

.معه الصفة المتبقية من أنوثتي يملك صفات الرجال ، يحملني بين اذرعه �كمل

تبقى المدينة العابثة على كتل من الرياء تستفزني بعدم مبا8تھا ببحثي الوجودي ، ھو بحث

أمنا حواء عن آدمھا ، رغم أن آدم اشترط من البدء أن يكون ھو ا�ذكى لكن البدء كان في

.دم آتك ضلع أعوج من صف المرونة التي كانت تملكھا ا�نثى فأذعنت حواء من أجل ام

أين أنت أيھا السابح في عبارات الفراغ، أني اشتم رائحتك في الفضاء الواسع المعبق برائحة

شعر بوجودك وأنا امشي فوق ھذا البط أالعرق ،لكني أميز رائحتك ضمن كل ھذا النشاز،

الحب ھي ھزائم في المبلل بالخيبات، علني أجدك بين خيبة أو أخرى فا8نتصارات التي تصنع

.زمن مضى

، أيمكن أن تكون رئةتيحولني ھذا التجوال الدائم إلى امرأة بسبعة نھايات وببداية واحدة مھ

.نھا تتقاطر شھوة كما تتقاطر 8مبا8ةا ؟؟ أشعر بأنفاسك قريبة ابكل ھذا البعد وأن

الورقي الذي كتبته اليوم أتقمص دور حياة بطلة أحم مستغانمي في البحث عن مخلوقھا

ھروبا من ملل فراش رجل العسكر فتھيم على افتراضاتھا ا�دبية كما أھيم أنا ا;ن ابحث عن

.اعتقاد بوجود رجل في ھذه المدينة

كثيرات مثلي من بحثن عن سلطة الجسد في ظل أحد المتصيدين لشھوات نسائية مباغتة،

بقدر ما ابحث عن قضية وجودية خبأت ذات لكن وبما أن مطلبي مغاير فأني 8 اصطاد رج

.زمن في جسد خشن

29

سأسجد مباركا ا�رض التي " نتييلوبونب... اووو"ابحث عنه وھو يقول بصوته الشجي

، سأسجد �بارك كل نظرات النساء اللواتي لم يسمعن في حياتھم تنھيدة ن عليھا تصلي

.وتوحدوا فوق جسد أنثى الجيوش الثث الذين عبروا أراضي القارات

أملي مازال محلقا في السماء في .. نتي يلوأين أنت أيھا الرجل الذي يرتل ترنيمة اووو بونب

.طبخه لكأانتظار أن

أين أنت أيھا العابر على رصيف قسنطينة ، إني أراك من خل ذلك الفراغ الذي تنعكس فيه

.، و8 يزدھر بالنور كل الصور ،كظل عابث بأصله ، 8 يخاف الظم

..أما ھو

جسده المبلل بالمطر لم يعد يدري أن النداء ا�خير قارب عن اNعن عن نفسه موازاة مع ف

قوانين حتمية ، يتحدث احد المتصوفين أن كوكب ا�رض لم تكن به زھرة كان كله مليئا

يين السنين في بنباتات خضراء دون لون ،حدث في تطور ا�رض أن أنشأت رغبة منذ م

صناعة الجمال ،فكان ظھور أول زھرة بمثابة صناعة آ8ف ا�جيال لطرق مغايرة عن اللون

ا�خضر ،ولم يكن باستطاعة النبتة التي أوكلت لھا مھمة أن تكون أول زھرة من أن ترفض

.رسالة الرغبات التي بدأت من ميين السنين على كوكب ا�رض

�ن مفھوم ھاير بظھور أول زھرة ملونة تناثرت الروائح المميزة منيوم حدث ا8نفجار الكب

.الرائحة لم يكن موجودا في وعي ا�رض قبل تجرأ الرغبات على الظھور

رغبات كل من أحبوا مدينة قسنطينة في أن تتفتح معطية اللون الجديد يمثل كان صالح باي

.الذي يتجاوز أربعة عشر مليون احتمال لون

قبل أن تصل كل يوم ، تنكر له ا;لفت" صالح باي" مثله في قسنطينة لظھور الذي يھذا ا

لكن عملية ا8نتقال ليست مقترنة ... ا�صوات إلى أذن مراد والتي لم يصدقھا ھو ا;خر

ولن تستمر في التسامح مع كل لصاحبه ا�مانةبرغبة شخص فا�رواح لديھا مھمة إيصال

.المناسب لمكتوب سيحتم ظھوره في الوقت فا. رسالتهرافض جديد ل

30

من أسطورة مقدسة حكيت عبر عيون الماء ،أ8 تستمع ذلك أ8 تسمع الصوت ا;تي من بعيد ،

النداء الذي يقول ابسط يديك فلم يعد مكان للذين مازالوا يطلبون من الحياة أن تنجيھم من

مرفوضة في عرف الوجود �ن أول العذاب ،عليك أن تكف عن تخويف نفسك من كل التعاليم ال

. " كن الحب ليأتي إليك المحب " التعاليم وآخرھا كان

31

...نني ألمح أثار أقدام على قلبيا

محمد الماغوط

تتسارع خطاھا مع خيوط الفجر المرتبكة، في تمازج أثيري بين اللونين، ا�بيض وا�سود،

.يمثن جدلية الخير والشر أينلونا الخطيئة والتوبة، لونا ا8نز8ق والصعود،

متعة معطيا لھا ختف يرھا ھذا اNثر، يوھالموجود ما بين المظھر والج ضاقلتنايخيفھا

.اكتشاف شيء ما

لذة ;خر ندم، قطرة ;خر لنعيشھا لقد وجدت ، الحياة يستحقون 8 الندم يعيشون الذين وحدھم

.أنثى مستيقظة لتوھا مدعية أنھا 8 تعلم شيئا إغراء ;خر جسد،

...رغم ذلك يبقى المشھد

، يزيد الوضع ا�حمراللون بصرخات ھاربة تحدث عيون القمر، تكبر الشمس الملتھبة

كمجدلية بين النصوص ا8ستقلتأزما، تتلعثم خطاھا بين المصلين الخارجين من مسجد

.المقدسة، غيمتھا الوحيدة لم تمطر بعد

قدر ما ، ظنا منه أنه ا�قسى وھو في سعيه ذاك يستدعي ھناك من يسعى متفاديا ضربات

لقتل يكفي ما ھا ، فلھار ف مبتسمة لقد تق أن صمت قسنطينة، من مت ل ع ت لذلك.. قدرا أعتى

.فتھرول مسرعة لتبايع بوذا تحت نخلة الرضوان غرور نيرون

ھنا في نفس ھذه الساحة التي تحمل الكثير من ذكريات الوطن، تم إلقاء النار على ا�رض

ة ببحة فصعد الدم إلى حدود ا�وجه المندھشة ،حينھا فقط ما عاد العاشق يستعمل لغته المليئ

.!؟أيملك الوطن القدرة على تھشيم الصدى المنبعث من قلب طفل , اNخص

تشعر وھي تعبر الساحة التي سميت باسم أحد شھداء الوطن بسطوة النظرات الشھوانية

تخترقھا بقوة من الخلف، تشعر بھا تمتطي أحمھا عنوة، ثم تفكر في سرھا حول فلسفات

الدين والجسد ، لقد استحوذ الجنس على تصورات ميين البشر في العالم وعلى كل الرجال

32

يستمعون بخشوع إلى الفتاوى التي تحرم النظر إلى الجسد فأمعنوا في ھنا خاصة الذين

.النظر لكي تحدث التوبة الصحيحة فيما بعد

ما زال يؤرقھا ذلك اNحساس بوجود شطر منھا في مكان ما في ھذه الشوارع المزدحمة

.بالنساء ، يخبرھا نفس اNحساس أنھا خلقت لرجل ستجده في انحناءة زقاق بعينه

ب في العھد القديم أنھم سيلتقون، لم تشك يوما في مدى صدق الصوت المنبعث من ت منذ أن ك

ا�ماكن، خاصة وأنھا قرأت للكاتب البرازيلي باولو كويلو حكايات ا�رواح الھائمة التي تبحث

.عن نصفھا ا;خر

اريو كتب في سكة حديد تحمل بيدھا رواية آلف لنفس المؤلف ، وكأنھا تحاول أن تحيك سين

روسية لكنھا تتناسى أن قسنطينة مدينة 8 تقبل أن تقلد مدن أخرى في حياكة قصص حب

.مشابھة

33

......مطر قسنطينة يغري ب

يدخل مراد إلى مقھى بيروت حام بطاقته الزرقاء التي أصبحت تعبر عن طالبي العمل الجدد

مكان أصدقائه الذين يصفون أنفسھم بالشعراء و الذين كانوا طالبي عمل سابقا يبحث عن

كرم تولكنھم ا;ن أصبحوا من رواد مقھى يقع بوسط المدينة المزدحمة مكتفين بالنظرة التي ي

نادل القھوة حين يعبر بابتسامته أنه فخور بتواجد الكتاب الكبار بين ثنايا الزبائن ابھ

...البائسين

قھى الذي يستعير اسمه من مدينة أصبحت رمزا للسياحة والحب وأحيانا رمزا للتفجيرات الم

المباغتة ، يغري ا8سم بفتح تلك العوالم ا�دبية على مصراعيھا في عالم تجاوز مفھوم

المقاھي ا�دبية إلى الوصول إلى مدن ودول أدبية ، أين أصبح للكاتب الصولجان في تحريك

سيات مدينته أو بلده بمجرد أن يقول أي المرشحين يروق له ، �نه يعلم جانب كبير من سيا

.سلطته على جمھوريات القراء التي تحتمي بكلماته من رماد السياسيين

أما بيروت فھو المقھى الوحيد الذي يغض الطرف عن العاطلين و المھمشين وأشباه الكتاب

ن يشتركوا في نفس المكان دون مراعاة وكل الذين يعتقدون أنھم شعراء فيسمح لھم بأ

لتسلسل طبقي أو تنظيم اجتماعي ، فيجتمعون على طاولة واحدة ليمدح ا�ول الثاني كما تمر

المحليين مرورا عابرا بحكم أنھا أصبحت تدخل المسئولينسلسة الرغبات في ا8نتقام من

دود ونطاق طاولة مقھى بيروت ضمن نطاق العادة، فيكيلوا بذلك التھم لكل من ھو خارج ح

بالسراق وناھبي الوطن ، دون أن ينسوا في حمى ھجماتھم المسعورة أن يذكروا أديبا أو

شاعرا كان في وقت من ا�وقات يجلس إلى نفس الطاولة بأنه سارق أدبي من أحد الكتاب

وإن كان ما يحمله الكبار الذين مازالوا يجلسون على طرف الطاولة بكبرياء من 8 يھادن حتى

لت تجتمع في نفس المقھى منذ أن اولكي يفھم نادل المقھى أن النخبة ماز .في داخله بقايا أمل

ون على ذكر ا�سماء ا�دبية الكبيرة ، لكن نادل المقھى 8 ر ص كتبت فضيلة الفاروق عنه ي

.يعرف سوى أن فضيلة الفاروق ھي زوجة عمر بن الخطاب

نبئ عن أنه أتى مكرھا ، ء دخوله المباغت لمقھى بيروت بحركة لطيفة ت يبحث مراد أثنا

باغته أن الجموع من ا�صناف فيترصد الطاولة المنشودة من خل حركة عينيه الخاطفة،

34

سابقة الذكر والتي لم تذكر تزاحمت اليوم حول الطاولة المحدودة المقاعد بكثرة مشكلة زحاما

.لمطر المتھاطل ھو ا;خر بكثرةلتيجة 8 يليق إ8 بمقھى بيروت ن

من الحماس في إشارة منه على تحفظه على بعض ا�سماء ا�دبية خاليةالجميع بتحية ىحي

الكبيرة التي تجلس على الطاولة ، تلك ا�سماء التي تحرص على أن تسوق 8سمھا رغم أن

حدود قرائھا 8 يتعدى طاولة مقھى و أھم صفة من صفاتھا أنھا 8 تدفع ثمن ما تستھلكه إ8

. ه الدور ليدفع الحساببعد مفاوضات عسيرة على من أتى علي

دبية لحد الساعة، ا�رحلة البحث عن كرسي في بيروت للجلوس مع من لم يستطيعوا السرقة

جلوس آخر لتبعث في نفسه ارتباكا خفيفا، متسائ ما جدوى الھروب من الجلوس تحت المطر

... .بالسأم يوحي

. امعين ان مصدرصوت جانبي دو "مطر قسنطينة يغري بالحب "

و ، ثلج لم يستطيع تكوين نفسه بعد هنأعلى إيقاع المطر الذي ينزل رذاذا ك اورتيب اھادئ وقف

تتسع إ8 8 شعر في قمة بحثه عن مكان في طاولة بمقھى بيروت ،أن ھناك في الخارج أماكن

نية محمد عبده الصادحة منذ زمن ، لھا رائحة التراب وطھارة الماء غله ،أماكن لھا نغمة أ

.النازل من السماء

....مطر قسنطينة يغري بالخروج

35

..إنھا 8 تمانع شخصيا

أن تنزع القشرة عن حبة الموت المرة

.ونجعل ذلك عشاء وداعنا ، ونمضي

.ھاري ماتينسون

ي برع مفسرو الفضائيات في تا�حم التي ھي مصير البشرية كلھا ، ليست أحم النوم ال

إفھام أصحابھا بأنھا حقيقة لن تقع يوما ، بل أتحدث عن ا�حم ا�خرى التي صنعت محاولة

.رسالة أجيال بكاملھا

قسنطينة امرأة ليلمس طرف جسدھا بوتره المبالغ في اNحساس ، أن تكون كان مراد يحلم ب

أن أن يسترسل في كتابة آھات صخورھا على نغمة المالوف في مقام 8 يمكن �حد غيرھما

. ي اليهيصغ

كان حلما ككل ا�حم لكن مراد في لحظة صدق آمن بوجوده قبل أن يكون للخلق معنى، شعر

.التقى بھا في ألوان مختلفة وسماء مغايرة ووعي مختلف حيثأنه في زمن سرمدي

ضربت له موعد في بعد آخر �ن تلك اللحظة السرمدية لم تمكنھما من إضافة وقت لذلك الوعد

.؟كيف سأعرف أنك أنت : هفسأل

.الوقت مازال مبكرا على أن نلتقي فيرشدك ،س فھو مناستمع إلى قلبك

سآتيك في اللحظة التي تشعر فيھا أنك عدت فارغا وتساوت الحياة لديك مع الموت ،8 انتقاصا

ا لھ ى أنتركنت من قيمة الحياة و8 رغبة في الموت وإنما بإحساسك أن كل تلك ا�شكال التي

.أھم ا، �ن المكان أصبح يسع أمرا;ن جدوى في وقت ما، لم تعد مھمة

!! ؟ ما ھو ھذا ا�مر

...حين تتعرف إلي ستعرفه

36

كل ما عليك فعله ھو إفراغ نفسك من نفسك، كلنا نلجأ إلى داخلنا خوفا أو حبا ، وحين تعود

صد،وقتھا ستعرف السر كل ا�مور التي ستجمعھا فيما بعد عن قصد منك أو دون ق فارغا من

.

ربما كانت حياتك ستكون عادية دون أن تقوم برحلة اNفراغ التي من خلھا سنلتقي، لكن

إن لم تسترجع ذاكرتك ا�ولى التي تعطيك اNيمان بكل حياة أيامك ھناك سؤال مھم وھل تسمى

.خطوة ستقوم بھا ؟؟

لماذا 8 نتحدث ا;ن ؟؟

.ا;ن 8 يوجد ألم

.نحن بحاجة لHلم ولماذا

.كيف نتخلص من ا�لم ؟ : لكي تعيد صياغة سؤالك إلى

37

أيتھا الجبال المكسوة بالثلوج والحجارة

أيھا النھر الذي يرافق أبي في غربته

دعوني أنطفئ كشمعة أمام الريح

.أتألم كالماء حول السفينة

محمد الماغوط

...بمياه المطر المندفع إلى أودية الذكرى مراد يتحسس أصابع يديه

. داخل قلبك عن الجوابابحث

يأتي الصوت المنبعث من داخله لينظر إلى الطرف ا;خر من الطريق، إلى الجھة ا�خرى حيث

.8 توجد بيروت

بيروت تصنع من الحب موعدا للخمر ،تصنع لغتيا8ت رمزا شعبيا فتسقط الثوار السابقين

.جددا 8 يفرق بينھم سوى لون ربطات العنق لتضع ثوارا

قسنطينة توقفت عن ھذه العادة السيئة ، غير عابئة بالثورة والثائرين فالوقت قارب إلى التقاء

.ا;ن عن مدى صدق النبوءة التي أتت في العھد القديم نحبيبين وھي تراھ

س ببعيد من ا;ن على يد موس في كتابه القرون أن ايطاليا ستفتح بعد زمن لياتردسكتب نو

الجزائريين والتونسيين في إشارة منه على أن نھضة كبيرة منأسطول بحري يضم ك

. في المستقبل الرابط الحاصل ا معنية بھذاستحدث بعد انفجار كبير، قسنطينة تراھن أنھ

روح قسنطينة التي كانت امتداد لجمال الفينيقيين ولقوة البربر حافظت طيلة قرون على

الشعبين في طيات صخرھا المنقسم عن نفسه، يوم قدم ليوناردو دافنشي إلى بجاية أسره

شيء عظيم وھو روحانية العلم ،لذلك لم يتنكر إلى سلطة البابا في ايطاليا إ8 بعد معرفته أن

نع في المعابد بل تصنع في حواضر مدن مثل فلونسيا و ص للعلوم روح ولم تكن تلك العلوم ت

.ة و قسنطينة بجاي

38

موس، ف يغرك ا;ن الذلك خبأ سرا كبيرا إذ عرف أن المدينة ستدخل مرحلة نبوءات نوستراد

.امتداد ا�يادي المتسخة

.يأتي دائما بعد ليل شديد الظلمة... فالفجر العابث وراء الجبال والبحار

39

في الدقيقة التي سمعت فيھا أول قصة حب ......... بدأت بالبحث عنك

من دون أن أعلم كم كنت أعمى العشاق /يلتقون اخيرا في مكان ما

إنھم معا دائما وباستمرار الرومي الرومي الرومي الرومي

الھاربة من تفاصيل تفتح قلبھا مستمعة إلى قطرات المطر وھي تنزل في ھدوء على النقاط

في بحثه عن ھويته التي استبدلھا باغتراب نحو الداخل " ألبير كامو"مدينة متساقطة ، تتذكر

.، تتنكر في نفسھا له ،لما شعرت أن مطر قسنطينة يغري بالحياة

أسر طوق روحھا وھي تسير منحنية الرأس تذكرت طفولتھا لما كانت تسمع أصوات ام ر غ

المطر بلغة العارفين ، لم تنسى تلك التسابيح التي مازلت تردداتھا تعلو كلما 8مست قطرات

.الماء طرف الثوب الذي صممته لختباء من ا8غتراب

ي مغادرتھا أو حتى الھروب عبر عدم لت تصر على أن الحياة رائعة إلى حد أن الرغبة فاما ز

..المشاركة فيھا ،ھو بمثابة ھروب من معركة وعد الرب فيھا نبيه با8نتصار

مقھى بيروت الذي يقابل من الجھة ا�خرى صخر قسنطينة الذي يتربع فوقه جسر سيدي

ون في عنان ق ل ح راشد، يمدھا بقوة كبيرة مفادھا أن العواصم 8 تموت وأن ا�ولياء 8 يزالوا ي

.السماء

ا لھا بقدر ؤف ، لم تغر منھا قسنطينة يوما ولم ترى نفسھا ك بيروت عاصمة من 8 عاصمة له

.ما كانت تحترم الجدة جمال بنت حفيدتھا الذي يذكرھا بجمالھا

يباغتھا منظر شاب ينفث دخان سيجارته في السماء ويفتح يديه 8ستقبال رذاذ المطر الذي

.موسيقاه في قلبھا مازال يعزف

....إنه زوربا

نظرته إليھا حملت ما كان يمكن أن يقال

....أخيرا

40

أيھا العابث في الصمت المخلد للوجود، ضمني إليه أيھا الطريق، احتويني أيھا المطر ليراني

...كما أراه ا;ن، قديسا يعتق روحي

تعلن أنھا انتصرت على وكأنھاتقدمت إليه بصمت جريء 8 يليق بفتاة تبدو في ھيئة محافظة

.ضعف ما

:قالت بكل ثقة

...تشبه لصالح باي

: ھا بكل شكبأجا

...تقول عليك قسمطينة

رذاذ المطر أصبح ناعما على جسديھما وھما متباعدين عيون السيارات التي تحاول اختراق

..أصبحت تنير ما تبقى من المسافة التي تفصل بينھمابقايا الضباب

كان اللقاء بقدر ما ھو مباغت وغير متوقع بقدر ما بدا عاديا فيما يبدو عليه كمظھر خارجي،

التصقت بذراعه وكأنھا حبيبة سابقة له لم تسأله عن اسمه أما ھو فقد التقط يديھا دون أن

...يحاول أن يقول شيئا

...صمت رھيب مشى بمحاذاتھا في

" .أغدا ألقاك"متأبطة ذراعه تعزف في قرارة نفسھا موسيقى

الخطوات محسوبة بمدى الراحة التي أحدثھا اللقاء العبثي لوجھة غير معلومة لكن ھناك أمر

.داخلي يدعوا إلى المسير

.."ھنا كان يسكن لي يشبھلي "ھاھو ذا قصر صالح باي

؟..ووين كانت تسكن قسمطينة

.ي قلب صالح باي ف

.توحشتك

41

ن التعارف مرت عليه سنين خلت فأحدثت في النفس تلك ا�لفة التي تنطبع على أبدا اللقاء وك

.مادھعشيقين من خل ھالة بيضاء تحيط وجو

ا للتذكير بالمرحلة التركية والحكم العثماني ريوقفا أمام قصر صالح باي الذي أصبح متحفا أث

.من الصمت تدفع إلى صمت أعمق للجزائر ،وقفا وحالة

على الطريقة القسنطينية التي تغري الرجل ھنا بأن ينزع "توحشتك : "حين ردت عليه بقولھا

كل أقنعته الخشنة أمام أنثى تعرف أبجدية الحب على الطريقة التي تتغنى بھا ا�غاني الصوفية

.التي تمجد سيدي محمد بن عيسى

في لونه يعطي انطباعا للوھلة ا�ولى بجمال اغتسل بمياه جسدھا المائل إلى غربة الشمس

ا�ناضول الكبيرة وحفظ في صخر قسنطينة بجمال بربري وشم على جسدھا بلغة عربية

.فصحى

مز إلى عالم من التطلع، إلى شيء ما وكأنه منذ ا�زل كان رأما جسده الباسق طو8 فكان ي

.ه ما كان يفترض أن يجدهيبحث عنه، لذلك استجابت قوى الطبيعة لتري

ن القدر أراد أن أتوجد انحناءة بسيطة في عينه اليسرى من آثار حادث أيام طفولته ، وك

.يھا أنه 8 يرى جيدا لكي يصطاد فريسته بسرعة مويعطيه ت

...عندنا بزاف ما تقيناش

وعه تشفى وكتاش تلقينا ؟؟

...ونقدر ننسى

42

إني رأيتكما إني رأيتكما إني رأيتكما إني رأيتكما

إني سمعتكما إني سمعتكما إني سمعتكما إني سمعتكما

عيناك في عينيه عيناك في عينيه عيناك في عينيه عيناك في عينيه

في شفتيه في كفيه في شفتيه في كفيه في شفتيه في كفيه في شفتيه في كفيه

ويداك ضارعتان ويداك ضارعتان ويداك ضارعتان ويداك ضارعتان

....من لهف عليه من لهف عليه من لهف عليه من لهف عليه

كامل الشناوي

أن صالح باي " قالوا لعرب قالوا"مة على شفاه الدندنة في قسنطينة نتتحدث ا�غنية المتر

أجل أن يتاححفا برنوسه على إثر خيانة تمھد الطريق لغيره من لت، م ھارباغادر قسنطينة

. التركي والذي يمكن من يرتديه أن يحكم باسم الدولة العثمانية " القفطان"له لبس

يؤرقني حقا أن استمع إلى تلك ا�غنية في حنايا محبوبتي قسنطينة ،كما يؤرقني أن تنقل

و8 تذكر ،احتراما لھا ،صيحات الضياع بلحن حزين وحيد ، ف تذكر الخيانات في حضرتھا

.الجثث في ھيبة سموھا

مھما حصل من التاريخ الكبير الذي عايشته من حروب ومن خيانات فلم تكن تلك ا�مور مھمة

خبأته في صلبي حقا في حياتي لذلك وأنا أھيم بھا ا;ن بعد أن اجتمع مفتاحا السر الذي

�ول منھا يغادر قسنطينة وا;خر يبقى اوأودعته ذريتي التي ستنقسم إلى قسمين الجزء

.ينتظر أن يجتمع الشمل

رى بعين ناقصة فلطالما صورت كمدينة لھا أموال ينتظر وقت كان يؤلمني أن قسنطينة كانت ت

ن السلطة والثورة لكنھا كانت خراجھا ولھا طريقتھا الخاصة في لبس القفطان الذي يعبر ع

كانت مدرسة في العشق . دمائه ةعكس ذلك تماما كانت قصيدة تھيم في روح جسدي المراق

أما ھم فرأوھا بعيون مقصرة وقلوب جائعة فكانت الصالحين تنشد ترابھا في حضرة أوليائھا

" .بقرة ليتامة"تمثل لھم

43

أن يأتي من يعيد أن يتجلى بعدي في ذريتي ، ، ربي رجوت بهخالصا دعاءا أودعت

بعد أن تفرغ القلوب من ا�مل ولما يعتقد الجميع أن قسنطينة أصبحت لقسنطينة القصيدة ،

ذكرى وأنھا امرأة ھرمت على ھامش سرير فحل شاب، حينھا فقط تأتي ذرتي لتبعث فيھا

.ء سري للجميع شبابھا الدائم وتعيد رسم المدينة من جديد من خل إفشا

كبر من أ�ن قسنطينة مكتوب لھا أن تكون ، في أي وقت ستجابسي الدعاءكنت اعرف أن

.مدينة أكبر من حاضرة صوفية مكتوب لھا أن تكون مدينة السماء

ت السر إلى أن يأتي الذي يحفظ أ ولما كنت أغار عليھا من نسمة الصباح ومن رذاذ المطر خب

يع أن يخلصھا من سطوة الجھل العابث بھا منذ أن أصبحت مجرد حبھا في قلبه عله يستط

.مدينة سياسية بعد أن كانت عاصمة الحب في العالم

شفون السر أن الطريق سيكون واضحا تلذلك كتبت في وصيتي التي حملھا صلبي إلى من سيك

كل إذا عرفت عقولھم كيف تسأل ا�سئلة الصحيحة حينھا فقط ستحدثھم روحھم من خل

.ا�رواح السابقة بإنارة الطريق لھم

44

وكأنها تمثل وكأنها تمثل وكأنها تمثل وكأنها تمثل ... ... ... ... جمهورية النبي ال تقبل أيا من كتب الفقهاء و المذاهب والفـالسفةجمهورية النبي ال تقبل أيا من كتب الفقهاء و المذاهب والفـالسفةجمهورية النبي ال تقبل أيا من كتب الفقهاء و المذاهب والفـالسفةجمهورية النبي ال تقبل أيا من كتب الفقهاء و المذاهب والفـالسفة"..."..."..."...

..."..."..."..."كولن ولسن كولن ولسن كولن ولسن كولن ولسن للللمنتمي منتمي منتمي منتمي الالالالشكال من أشكال شكال من أشكال شكال من أشكال شكال من أشكال

عبد الرزاق جبران –جمھورية النبي

إلى صديقي الملحد

تبدو يائسا من أنك 8 تفھم قدرة الخلق على اNبداع ، تبدو مرتابا من خل جمال عينيك اللتين

اكتستا اللون ا�خضر كحجة أخرى لتكون ملحدا ، كثيرا ما كنت انظر إلى عينيك فيعتريني

. ھي يأخذني إلى اقرب مكان مقدس في داخلي فأستشعرك ھناك شعور ا8

سرار الموجودة في الكون 8 يمكنه إ8 أن كلما التقيتك تأكدت أن السابح في البحث عن ا�

يكون أكثر إيمانا من السذج الذين ارتضوا الكسل نھجا ،فتنكروا بذلك �ي محاولة لصياغة

.لتشكيكمنة مبنية على اآحياة جديدة غير

ما فھيجرأة الخروج من دائرة القطيع ، لديھا ضريبة كبيرة، إنك تشبه لحد ما قسنطينة،

،إنه ال قود ــكان لھا أن تكون بھذا الجمال لو8 تشوھات التدنيس التي مرت عليھا منذ ع

اNنسان منتمي الذي يعلم الحقيقة ،إنه الرجوع إلى تكرار نفس ا�خطاء في انتظار أن يكبر

.ويصبح يطمح �خطاء أفضل ،أخطاء غير رتيبة ومكررة ، أخطاء تكون ھي ا�خرى مقدسة

يحاول أن ينقذك من كل ھفواته " حوار مع صديقي الملحد"أرى محمود مصطفي في كتابه

السابقة ،كأنه كتب كتابه لكي 8 تكون أنت يا صديقي الملحد طريقا طوي آخر يسلك فيضيع

كان يمكنه أن يضيف من جمال لطريق محمود مصطفى ، كما أضاف ھو ا;خر لكل للبشرية ما

.الطرق التي سلكت من قبل ومد فيھا مثل طريق أبو حامد الغزالي

صديقي لن تعرف R وأنت تبحث عنه بعقلك ،لذلك أترك كل كتب الزھاد والملحدين جانبا

م تكن تدري لما أنت ھنا ،ففي قمة ا8نكسار إليه، قل له إنني جئت باحثا عنك ،كأنك ل واذھب

45

التي تأتي بعد التخلي عن غرور معرفي تغذيه مناھج البحث ، ھناك فقط يمكن أن يحدث ذلك

" .رأيت ربي بعين قلبي"ا�مر الذي قال الحج عنه

يا صديقي الملحد إن كل ما قيل وسيقال عن R ما ھو إ8 ضجيج عابث منذ القدم، كل ما

، بل يمكن أن ، �نه بكل بساطة 8 توجد طريق إليه يدك عن طريقهح رفه عن R سي تع

تتحسسه فقط في قلبك وحين 8 تجد شيئا في قلبك ، عليك أن تبحث عن روحك التي تنتظرك

، ھذا ھو الفرق ما بين أن تكون ، ومن ھنا يكون الحج كبديل عن رحلة البحث خرآفي مكان

. تكون مستسلما مغرورا وما بين أن

خرج كل ما فيھا من ترك نفسك تسير دون أي تعاليم ،دع مشاعرك ت اجرب أن تغمض عينيك و

أشياء تحبھا و8 تحبھا، حينھا ستنفصل عن أفكارك، ستسمح لكل الظل المختفي بداخلك بأن

أكتب يتحول نورا يضيئه نور آخر،ھنا في ھذا المكان سترى فراغا يمتد إلى ما 8 يمكنني أن

لك عنه ا;ن ،ستشرح لك الكلمات المتراكمة في عقلك ما كان ذلك الفراغ، فإذا استمعت لھا

مريت في المسير نحو النور الوامض بداخلك، فقد بدأت مرحلة ت �نك ما زلت باحثا وإذا إس

. الحج

موسى أتعلم يا صديقي الملحد أنه حين ننظر إلى R ونرغب في رؤيته كما حصل مع النبي

عليه السم فإننا نكاد نقول أننا لم نفھم تلك ا�بعاد الجمالية لعدم ظھور R بالشكل المادي،

R نه بعد مشھد نسف الجبل أدرك نبي�موسى ساجدا، R ولھذا السبب بالضبط خر نبي

.عليه السم ا�بعاد ا�خرى للحياة أو لنقل ا�بعاد ا�خرى للحج الداخلي

، �ن عقولھم مليئة بالمعتقدات الكثيرة R يظھر دائما فإن المنتظرين رؤيته 8 يرونه و�ن

، لكنھم ، في زقزقة عصفور على غصن ھاو ،كثيرا ما يظھر لھم في ابتسامة طفل عنه

.أكبر من ذلكشيحون بوجوھھم عنه، �ن توقعاتھم عنه ي

ك، ولحبه المتناھي للبشر ورحمته و�ن R بعيد عن أي تصورات يمكن أن تجعل منه ش

بھم، لم يرد أن يحاسبھم على نظراتھم الضيقة نحوه، فارتضى بأحكام الشريعة للبسطاء

لم العشاق حيث يصلون إلى أن والسذج منھم وكان يخص أوليائه بنفحات الحب والرقي في س

ستسلمون بذلك لصفاته الشكل الذي يعتقدون أنه R ما ھو إ8 بداية لشكل غير محدود في

.وأسمائه منغمسين في النھل من مصدر الحب ا�ول

46

أسعد مراد، الذي كتب الرد سريعا عبر بريده اNلكتروني، أن يرد على التساؤ8ت التي وصلته

من خل مكالمة ھاتفية، من صديق 8 ليحدثه عن مناصب العمل التي أصبحت متوفرة وما

بل جاء ا8تصال حام سؤا8 متمردا على كل ما تحمله الحياة من ھي الوثائق الزمة لذلك،

...روتين

واحدة بدأ ا8تصال وانتھى بجملة

..."ما جدوى كل ھذا"

47

اإلنساني بحيث اإلنساني بحيث اإلنساني بحيث اإلنساني بحيث بونين علمني أال أقبل الحلول الوسط ، وأن أؤمن بنفسي ، أما تشيكوف فـأورثني حسهبونين علمني أال أقبل الحلول الوسط ، وأن أؤمن بنفسي ، أما تشيكوف فـأورثني حسهبونين علمني أال أقبل الحلول الوسط ، وأن أؤمن بنفسي ، أما تشيكوف فـأورثني حسهبونين علمني أال أقبل الحلول الوسط ، وأن أؤمن بنفسي ، أما تشيكوف فـأورثني حسه".."..".."..

ال يمكن أن يكون هناك شخصية سلبية مطلقة في أي نص ، ومن تولستوي تعلمت أال أخشى من كوني ال يمكن أن يكون هناك شخصية سلبية مطلقة في أي نص ، ومن تولستوي تعلمت أال أخشى من كوني ال يمكن أن يكون هناك شخصية سلبية مطلقة في أي نص ، ومن تولستوي تعلمت أال أخشى من كوني ال يمكن أن يكون هناك شخصية سلبية مطلقة في أي نص ، ومن تولستوي تعلمت أال أخشى من كوني

مخائيل شيشكين ، روائي من روسيامخائيل شيشكين ، روائي من روسيامخائيل شيشكين ، روائي من روسيامخائيل شيشكين ، روائي من روسيا ..".."..".."ساذجا ساذجا ساذجا ساذجا

في كل لحظة تمتلئ بھمس كل من سبقونا ، ھناك وعي في ذرات الھواء المتناثرة في الفضاء

.كما تضطر الغيمة �ن تمطر على أرض جرداء ، ، فتثقل بالحمل المكتوب له السقوط

تتحدث تلك التجارب عن أخطار وقع فيھا من سبقونا ،تصيح ولغتھا الصمت من أن نكرر

تدخل في أن تلك الذرات ل سمحن سمع ذلك، القليل من مھناك القليل م كننفس ا�خطاء ل

روحه وتغذي كيانه ،

يمكن الوصول إلى أي شيء موجود في تجارب السابقين إذا لم يتم التنازل عن استعمال لغة 8

ن أنا وأنت حواجز إسمنتية تفصل ما الخطاب التي يميزھا استعمال ضمائر ا�نا، تصبح كل م

بين ا�رواح المغردة ، حين يتم الشعور أن كل ما ھو موجود ھو كائن واحد وأن اللغة التي

.ھي لغة 8 تمت لعالم الحقائق بشيء تفصل ذلك

انعكاس كلبراءة التي ما زالت حية بلغة ا�حاسيس لخاطب دائما تلذلك لجأت ا�رواح التي ت

.للغة راقية يمكن أن نطلق عليھا مجازا الحدس

تستنشقھا في ذرات ،فمھمتك ا;ن ھي أن تتعرف إلى نوعية أحاسيسك بأن تتلمسھا بداخلك

،وفي اللحظة التي الناسعند معظم حاسة الشم الموجودة كبوصلة لم يتم تفعليھا بعد الكون ،

تصال بالحدس سيتم تفعيل كل مداركك ل، ن كانت الطريقة خاطئة احتى و بصدق ، يتم البحث

. �ن البحث ھو الطريق الوحيد Nيقـاظ كل الحواس الكوني

، جرأة توجيه جرأة ا8عتراف من الجميع ليس لديھو ك ، البداية في ما كلنا نقع في صعوبة أمر

رين ونبدأ نتقلص روحانيا �ننا لم نستطع أن خلذلك تنمو صفة اتھام ا; ، إصبع ا8تھام للذات

.نكون صادقين حتى في توجيه التھمة

48

، كل الذين حاولت ا�رواح أن تتصل بھم قبلك كانوا يتخاطبون معھا بلغة العقل والمنطق

ا لم تجد أذانا لم ، تماما اندثرتإلى أن عبر الزمن تقليص تلك المحاورات ونتيجة لذلك قد تم

. صاغية

فا�فكار التي تحمل صورا معينة يمكن أن تكون ذات فاعلية كبيرة حين يتم التقرب بھا إلى

ن �ور و8 تدع مجا8 للن ، حين تنكر ما 8 تستوعبه ،وأحيانا تكون مضللة تماما، الروح

. يشرق

.من خاصية التأويل وعدم مطابقتھا للمعنى الكلمات تملك الكثير

ذا مستحيل ،�ن الكلمات تبقى تعبر عن مدى ھف، فمھما حاولنا أن نجعل من الكلمات واقعا

المعانيتلك ، إنھا تحاول أن تبرز شك لكل ما يتصل ب لصور الموجودة في عقلك مطابقتھا ل

. اتساعه رغم فيضيق ا�فق ، ، كل مرة ، ويتكرر ذلك ا�رواح ھا عنحاور تالتي ت

لغةالحول الجمال الموجود في حوھذا ما حدث تماما مع كل ما تمت كتابته من أشعار وتسابي

تم اختزال تلك المشاعر إلى إيقاعات ، لقد أو في انحناءة الشجر ، بين ثنايا الصخر المختفية

ستوعبھايلذلك فكل رسائل ا�جيال أصبحت 8 المعنى ، كلمات وأصبحت مع الزمن ضيقة

.معنى شد بنقسنطينة �نھا أصبحت ت سكان

49

يا صديقي يا صديقي يا صديقي يا صديقي

لن يصب النيل في الفولقـا لن يصب النيل في الفولقـا لن يصب النيل في الفولقـا لن يصب النيل في الفولقـا

وال الكونغو وال األردن في نهر الفرات وال الكونغو وال األردن في نهر الفرات وال الكونغو وال األردن في نهر الفرات وال الكونغو وال األردن في نهر الفرات

وحياة وحياة وحياة وحياة ............جرىجرىجرىجرىوموموموم.. .. .. .. كل نهر وله نبع كل نهر وله نبع كل نهر وله نبع كل نهر وله نبع

أرضنا ليست بعاقر أرضنا ليست بعاقر أرضنا ليست بعاقر أرضنا ليست بعاقر .. .. .. .. يا صديقي يا صديقي يا صديقي يا صديقي

.محمود درويش

سوى اندفاع غير مدروس لمخطط يمكن أن ، جسديھما بلم تكن القبلة ا�ولى التي عرفت

تتوھم أنھا فھي ، أما يكون عبثيا، فأن تلتقي امرأة برجل يتوھم أنه يسمع أصوات ا�رواح

كبر جنون يحدث في أو ھ ل ، قي بهتتلوسلھا الذي لديه وصية مخبأة بداخلھا تعرف رج

. في نظر العامة قسنطينة

فمنذ أن ، ومأساويتھا، ضآلة الواقع أصبحت تروي عبر الوجوه العابسة مدى ضآلة الحياة

دخلت الجزائر في العشرية السوداء و قسنطينة تفقد الكثير من أملھا في الحياة، اختلت كفتاة

لكن قسنطينة لم تملك جرأة تلك أمام المحكمة ، "الوليت"اخبروھا عنوة أنھا ستكون شبيھة

.الفتاة بل كانت تملك جرأة من نوع آخر

ريقت بمحاذاة جسورھا ھي دماء كانت التي أ لم تعد تعرف المدينة السوداء أن كل الدماء

.التي مازلت آثارھا للحد ا;ن وجوهتصنع خرائط وتجاعيد على ال

ت في مدى وحشية ساكنيھا حين يتحولون ع د لم تتأثر المدينة المغتالة بتراكم الجثث بقدر ما خ

.إلى أعداء باسم نفس اNله

ش أحياء القصدير في جنباتھا لتؤسس قة وتعش يھا حقا أن تعبر الصرخات جنبات حي السوم آل

.لحب محرم 8 يليق بمدينة مقدسة

50

تلك اللعنات التي كان تصدح ھنا وھناك بأن ھذه البد موجھة للدمار فصنعوا لالسموات تتنكر

تقون خلسة لعشيقة يھودية بفارسھا العربي حين كانوا ي ھيامدمروا ، دمارا بقلوبھم المريضة

" .يان فيب"في شارع

، فعلم النساء دمروا سواد المية القسنطينية الذي كان يتحدى غدر الموت أن يأتي مجددا

احترسن له بلباس يحاول أن يقول أن بعد كلھن دون أن يخشين الموت ، الحزن معنى

.....صالح باي لم يعد الموت مخيف انفجيعة فقد

اغته بھا فتاته والوقت لم يمر على تعارفھما يسمح مراد أن يقترب أكثر في قبلته التي تب

.المباغت والغريب

51

أه لھذا الدرب الطويل " وغسق الخريف يتكاثف

و/ أحد من حولك ومزال حلمي راكضا يدور

"فوق الحقول المحروقة الشاعر الياباني باسوالشاعر الياباني باسوالشاعر الياباني باسوالشاعر الياباني باسو

ةدينمال وسطقبل أن يأتي إلى مقھى بيروت، قبل أن يكون ب 8 بد أن نتحدث عن مراد

قرية بعيدة وضعت عائلة قادمة من 1988لتي سبقت أحداث أكتوبر افي احد ا�يام القليلة

.عمادات بيتھم القصديري ا�ول في قسنطينة

خ كان ا�ب غائبا عن الوطن ، في الوقت الذي تحسست ا�م بأصابع يديھا بطنھا المنتف

.متسائلة عن الغرابة الكبيرة التي حتمت ھذا ا8نتقال غير المتوقع

8مست بثقلھا النفسي بطنھا وكأنھا 8 تصدق المھزلة الحاصلة في شاشة عينيھا وكأنھا ليست

.حياتھا

.تبدو أساسات البيت القصديري الجديد ميتة بطريقة تشي أن شيئا منه سيسقط عما قريب

ھا على بناتھا الثث في انتظار أن يلتحق ا8بن ا�كبر الذي ذھب بدأت ا�م توزع أوامر

.للبحث عن أي شيء يصلح أن يكون دعائم للبيت الجديد

بلغة تبدو عليھا البداوة زمجرت ا�م الحامل بقوة كآمر في العسكرية أن على الجميع الدخول

يمثل أجمل ا�حم التي كن ،أبدت البنات امتعاضا إذ أن كوخھم الذي تركوه في الدوار كان

يحسدن عليھا من قبل البدو الرحل الذين ما استساغوا بعد كيف يمكن للبشر أن يستقروا في

مكان واحد، و8 يستمعون للصمت المخيم على الصحراء و8 يداعبھم برد الھضاب ؟

أنھا 8 تعلم لو سألنا ا�م الحامل ما حملھا على ا8نتقال إلى قسنطينة في ھذا الوقت ستجيبك

.لما لكن ما تعلمه حقا أنھا كان يجب عليھا أن تأتي

بعد أيام من استتاب دعائم البيت القصديري الحديث أين تم التعرف على جيران البيوت المبنية

بالطوب وبالقصدير حيث أبدى الجميع ارتياحھم لھذا الشمل المبارك الذي جمع كل ھذه ا�سر

52

أنھا تتفق على مبدأ الحشمة والعفة على عكس ما يحدث ھناك من جميع مناطق الوطن إ8

.فوق الصخرتين اللتين تضيئان العالم بأنوار الكھرباء

استقرت ا�سرة القادمة من بعيد في احد الجبال المقابلة لوسط مدينة قسنطينة فأعطت للمنظر

.تشوھا 8 يليق إ8 بمدينة ھاوية على عروشھا

53

أحيانا يقيم المستقبل فينا، من دون أن نعلم ذلك، كلماتنا التي تبدو كاذبة ترسم واقعا أحيانا يقيم المستقبل فينا، من دون أن نعلم ذلك، كلماتنا التي تبدو كاذبة ترسم واقعا أحيانا يقيم المستقبل فينا، من دون أن نعلم ذلك، كلماتنا التي تبدو كاذبة ترسم واقعا أحيانا يقيم المستقبل فينا، من دون أن نعلم ذلك، كلماتنا التي تبدو كاذبة ترسم واقعا """"

مارسيل بروست " " " " قـادماقـادماقـادماقـادما

القبلة التي 8مست شفتي حفيدي ما ھي إ8 برھان على أنھما من نفس نھر الحب الذي شربت

ر أنا زھ ر كما أ زھ لم تكن تلك القبلة تعبر عن جوع جنسي أو إحباط جسدي وإنما كانت ت منه ،

الذي صاحبني طيلة عقود سيعود ويفتح كتابه حبا;ن فرحا بخاطرة تجول في خلدي ،أن ال

.في قسنطينة

فتح البلدان ولم تسقط المماليك إ8 وفاءا للحظة عبثية، تنكسر أمامنا بصدقھا في مكان لم ت

.والمكتفي بذاته ھو داخلنا ، فينعكس ذلك كمرآة صافية في الكون المزدھر

لذلك فرغم أن الكثير من القصص التي حكيت عنك ، كالعجوز التي فقدت قدرتھا على سرد

حكاية على مسامع طفل بريئ ، كما أن القلوب لم تعد تحتفل بقداسة الحكاية ، لذلك أنظر إلى

وحي كل ا�ساطير التي التصقت بي مبتسما لكني سرعان ما أشيح وجھي عنھا ، مذكرا ر

الھائمة في العشق ، أنني لست ھنا لتصحيحھا وإنما كنت ھنا وسأبقى ھنا حام صفة الحب

.في ذرات النسيم التي تطف وجھي

سرد حكايتي بصدق لسكان محبوبتي قسنطينة أدائما ما كانت ا�رواح تترجاني أن أحاول أن

حد كتابھا أو شعرائھا ، ليتقمصھا كامرأة ويتغزل بھا، لكن الغيرة أذن أ،أن أھمسھا في

منعتني

لذلك اختلفت معھا ، فقد كانت معشقوتي تحاول أن تنبأ كل الوافدين أو المارين أو حتى

مغني أيكايا، شيئا مبھما لم يستطع القاطنين أن ھناك شيء غير صحيح في تلك الح

كما أن كتاب التاريخ لم ينتبھوا له ھو ،ى حسب تمرد الحكاية مالوف أن يصوغ مقامه علال

.ا�خر

.ب قسنطينة لو صحت حكايتھم ح ما كان صالح باي سي

54

، بالحكاية ، أصابھا اليأس في ا�خير ، سطورةتعبت محبوبتي وھي تحاول أن تخبرھم با�

ميزوا ما بين صدق لم ي. صحيح أصبحت تبدو شاحبة من أثر كل ھذه السنين التي مرت

الرسائل التي ترسلھا ا�رواح لھم وما بين ضجيج أفكارھم الملوثة للھواء ، فكلما تنكروا لھا

حاكت جسر الحب كلما أصبحت قسنطينة باھتة ، حتى أن كل الجسور التي بناھا العابرون

من لحظة ادءالوحيد الذي صنعته لھا ، لكنھا كانت وفية لصدق ا�سطورة التي ستقال عني ب

.اكتشاف المعنى

يبقى لدي أمل كبير أن محبوبتي تعيش ألما حادا لكن لكن الرفض كان يأتي بعد كل رجاء ،

..سيعرف سكان محبوبتي عني كل شيء يتصالح أحفاذيحين

...ألسنا

.روحان حللنا بدنا

.....

.....

.....

..ليبارك R أفواھنا

...وأيدينا

ليبارك صمتنا و ھمساتنا

.ليبارك توحد اجسادنا و اندماج روحينا

55

من خلف الغيوم الشاحبة من خلف الغيوم الشاحبة من خلف الغيوم الشاحبة من خلف الغيوم الشاحبة لمع فوق العاصمة الهادئة لمع فوق العاصمة الهادئة لمع فوق العاصمة الهادئة لمع فوق العاصمة الهادئة

ولم يعثر على أي أثار ولم يعثر على أي أثار ولم يعثر على أي أثار ولم يعثر على أي أثار لمصيبة البارحة ، فـاللون األرجواني لمصيبة البارحة ، فـاللون األرجواني لمصيبة البارحة ، فـاللون األرجواني لمصيبة البارحة ، فـاللون األرجواني

كان قد خبأ الشر كان قد خبأ الشر كان قد خبأ الشر كان قد خبأ الشر الشاعر بوشكين

تصورت نفسھا بأنھا آخر النساء اللواتي مازلن يتمتعن بلذة مستترة على حدود كثيرا ما

جسورھا الھاربة ، فكانت تخلق من اللغة ما يتماشى مع جبروتھا المصبوغ بنظرات براءة 8

.تخطئ في القتل

ة لقد تغيرت لغ ، 8 يمكن أن يكون الحبيب ھو نفسه ، حببعد ليلة مليئة بال ياةفي سرير الح

.يأخد بريقه من ھرمونيا الروح سيبدو ضوء لون العينين بضوء آخر كما ،الشفتين

ين فالحب ليس ھو عقة بين شخص 8 قيمة للحب إذا كانت نجوم السماء 8 تضيء بصدق ،

فإن لم تظھر عمات الحب في لون الزھر وبھجة القمر ن، بل ھو عقة متعدية تشمل الكو

.سم الحب إب حاصل فھناك خداع

ك الكبير من بيسكنني صوتك كعناق حميم على أحد جسور قسنطينة ، يأتي من بعيد رغم قر

.طسم وجوده بداخلنا ل ح ل ثنيناNنحن ينتظرنا، قرأكتاب لم ي إلىني يل ح ني ،ي ذأ

حراسك وفي ، عيون ار ، أسوارھا الطويلة تعبث بمخاقلعة الشعر التي تحيط بھا ظلمات ا�نھ

بصوتك ، المخدربإصرار ا�نثى ، لكن سكرات جسدي إليكتي آطي شھواتي وتتثيرني �م

.خذلني ت

يبا جدا ، وصوتك يبعدني عنك لعوالم لم يكن لھا أن تحدث بعد ؟رما معنى أن تكون ق

.سكرات الموت بجانبك إثارة إ8سكرات الحياة لذيذة ، 8 تشبھھا

قررت أن خوفا على نفسي منة ، وآلطريق غير ذنييأخ ، رآخجانب إلىيرميني صوتك مجددا

. بجانبكأسير

.ي مجددا تصوتك يعبث بشھو ..اه

الطريق 8 يفضي ا8 لبحيرة سوداء ،على رأسھا غراب يصيح ، ينعق ، كأنه ليس غراب ،

.نسخ اللغة اليوم تس خت كما ت س نت س ة سوداء ا محما إنھا

56

، ترغمني على ذاكرتيثار أصابعك المصرة على تمزيق آ، عباءتيضحكاتك المستترة خلف

الخيباتدخول البحيرة السوداء ، لتطير الحمامة السوداء وتغتسل بالھواء من إرث الماضي و

.

، كل الحياة إيقافين وبأرجل حافية ، يحاول راكضين رجال كثر في الجھة ا�خرى من العالم ،

خة تنظف نفسھا من نفس البحيرة ، عيون الرجال تركز تسعبث في تلك اللحظة ، ا�يادي الم

.نظراتھا على جسدي

...عبث عبث

...كلمات كلمات

ى من قمطرا ، يتصاعد ضباب جرئ على ما تب فذينشتاء بداخلي يمطر ثلجا ، شتاء بداخل

أن تفقديھا إياكتحاول أن تقول اأرى عيون جدتي ، كأنھكبرياء عذريتي ، من النافدة المقابلة

.

. مطرا ويندفكما في قلبي شتاء صوتك يمطر ثلجا

دا ، ابريق الماء يزيد سو . طمأنتيأمواج البحيرة تحاول أن تغير لونھا لعلھا ترغب في

.ي بأشجار الغابة تزحف نحوي ، كما تكبر البحيرة في عيون حبي

بريائي اتحسس ما تبقى من ك

.يحمل لك شھواته ا�ولى يزال جسدام

كثر علھم يجدوا أا�طفال الھيين ببقايا خصت شعري ، لم أقل لھم شيئا سوى أن يوغلوا

..ا المجعد ھ، أريد أن أداعب خصت شعر إليھاالحديث بداخلي ، أريد رفيقتھم

موت جسد رصد، العيون تتمرني غالسوداء ت هالذي يغلف كياني ، الميا ا8جتياحما ھذا

.أبحث عنك في لحظات الموت ا�ولى الشھي،

.صوتك يمطر في داخلي كشتاء ملئ بالثلج ا�بيض

..البحيرة السوداء تتحداني

.في انتظار الموت على صوته أنا مستسلمة

...

....

57

فتحت عوالم عديدة أثناء القبلة التي 8مست الشفتين ، شعر مراد ببھجة كبيرة تعتصر قلبه،

عر أثناء ابتعاده قلي عن شفتھا السفلى التي كانت تتبرأ من مرحلة انسحاب جسده عنھا، ش

.أن درجة وضوح ا�صوات أصبحت دقيقة جدا ،أصبح يستمع لھا من خله

بجوھر روح لم الكائن في ھذه اللحظة، سار في طريق أنبأه امن الع شعر أنه سار في عالم آخر

.قسنطينة

كانت العمة واضحة أين لم تدع مجا8 للشك أو خطئا في التأويل ، حيث تلمس مشاعره

.بداخله فأخبرته أنھا تعيش الحقيقة بكامل أوجھھا وعليه أن يصدق ذلك الصوت ا;ن

..نظر إليھا متأم زرقة عيناھا

.منين ليك ھذا الزين

أجابته وكأنھا ليست من يجيب

.بركات من السماء حلت منذ زمن

58

جميل كل ما يمكن أن يحدث لنا بسبب كتاب، يمكن أن نكرم، "يمكن أن نسجن، يمكن أن نغتال، يمكن أن نحب، يمكن أن نكره،

البراءة يمكن أن نقدس، يمكن أن ننفى، فK يمكن أن نخرج بحكم البراءة في ھذه الحا/ت، ليست سوى شبھة أن / نكون .من كتاب

."في الواقع كتابا

.أحم مستغانمي من كلمة ألقتھا بعد نيلھا جائزة نجيب محفوظ

فضاء رحب ذلك الذي صنعته الفتاة ذات العينين الزرقاوتين من المعنى الذي اعتصر قلب

.على الفؤاد فرأى البرھان ينجلي في جمال محقق مراد، وكأن تعاليم الوحي أصبحت تطبع

وكانت القبلة المفتاح لكي تتحدث إليه بأمر ما ،وكأنه فھم أنه يجب أن يمر على ھذا ا8ختبار

الذي مفاده إن لم يكن التقاء الشفتين بطعم أول قبلة أعطاھا صالح باي لقسنطينة فھو الرجل

.الغير المنشود

......قبلة صالح باي

حين كان صالح باي يمر بجواده إلى نبع الماء الذي سيسمى فيما بعد بعين صالح باي التقى

.بامرأة ھناك تبدو عليھا عمات ا8نتظار

نظر إليھا مستفسرا ومستھينا في نفس الوقت ھذه الخطوة التي تفسر في ذلك الزمن أنھا

.وقاحة

نظرت إليه بصمت واثق

ا الماء أصبح مسمم أنأتدري

.افتعل نظرة ا8ستغراب و ھم أن يتحدث

.تكمل حديثھا أنا من سممته بلعنة الكتابة

لكنھا أخذت من الماء بيدھا وتذوقته

59

تناقض الموقف لم يدع لصالح أي طريق يسلكه

.قامت من مكانھا واقتربت منه

استصعب ، جئت من عالم الحرف �راك كيف تموت ، " اسمي قسنطينة ، ولقبي مستغانمي"

الموقف وأنا اعرف حكايتك، ھو القدر الذي يترك لنا بعض الضوء لنرى من خله، اعلي

مفصلي ، بكيتك في ذاكرة النسيان، ىفكنت رجلي الوحيد بعد أن تزوجت وعشقت، كتبتك عل

.وقلت له أيھا العشق ھبني قبلتك

كتابتك كانت سما بيدي ،�ني حين يبكي العشاق معشوقيھم من زمن آخر ھم يكتبونھم لكن

خلقت منك ماء قسنطينة المتدفق ، كما خلقت عاشقات لك في عھدي وتلك مرحلة لم نعد

.أحببت أن أكون امرأتك، لكن لدي مملكة القراء أغوتني على أن أعود إليك. نقبلھا في زماننا

..ترقبتك وكأنك القادم من الماضي

.آلمني موتك

. فأقتلك فقررت أن أتيك ،

.علي أن اكتب شيئا عنك و8 يمكنني حينھا أن أذكرك

60

عندما نجبرھا على العيش على , وتتعذب كثيرا , ان الروح تتعذب

”.الروح تحب كل ما ھو جميل وعميق. نحو سطحي

باولو كويلو

صوت ناي وحيد ، أخذ يعزف على شجن طويل، باعثا الحنين صوفية في قسنطينةل

لروحانية في ھذه المدينة اوالرغبة في الرجوع إلى شجرته ا�م، ھذا ھو الفارق الذي جعل

فأصبح لھا طريقا مميزا عن باقي المدن المتصوفة ، إذ لم تبحث لمحبوبه ،ل المحب ذ تحمل

بقدر ما توحدت مع كلماته فقسمت أسماء R في قلوب العشاق الحب كثيرا عن صفات

والمريدين ، وكانت الكلمات التي قيلت في مرابع الصخر ابتھا8ت 8 تسمع إ8 في أنين الليل

.تلقاھا إ8 كل من ألقى رھافة الحس وآمن بالحب الغامر لجميع البشر يبكي ليله ، ف يحين

لذلك حملت قسنطينة من متصوفيھا حب الحياة كما استنكرت على غيرھا أن يعطيھا درسا في

متخذة سنة التعلم على يدي العشاق منھجا تسير عليه، وھذا ما جعلھا . الحياة أو في الدين

قاة ، فتتحول ا�نفس العاشقة إلى محراب نعاصمة الجمال في عيون م bرآھا يوما بثوب الت

.كلمات في التذلل

تلك الكلمة التي تذكرني مباشرة با�ديب الكبير الطاھر وطار ،ذلك ا8شتراكي الذي " التذلل"آه

لتي يتوعد احاول أن يحي صفات الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري ،فكتب يوما روايته الزلزال

يه الذي يرفع يديه إلى السماء لفيستعين بو، لمدينة الھاوية بدمار قريب يحل عليھا فيھا ا

.فيتوعد قسنطينة بھزة زلزال عنيف ترجعھا إلى ا�رض بعد أن تملكھا الغرور

كرر بكل ممل، ھي نفسھا اللحظة التي فتح عينيه تجمال آسر يعبق تلك اللحظة الروتينية التي ت

رأى فيھا حفيد صالح باي العالم �ول مرة بألوان الثورة، تأمل القاعة على مدينة السماء ،

و تحت صوت " السبيطار الكبير"على إيقاعات خف نسائي يصم الصدى الھادر للسكون ب

المذياع الذي يبث الكلمات ا�خيرة من الخطاب التاريخي للرئيس الجزائري السابق الشاذلي

تحول الجزائر إلى المسار الديمقراطي لتغطية عجز اقتصادي بن جديد أين أعلن من خله

.كبير

61

حداث أاستغرب ا�طباء لعدم بكاء الطفل ، في الوقت الذي تبكي فيه قسنطينة ضحاياھا نتيجة

أكتوبر ا�سود، وكأنه صمت المتضامن الذي 8 يريد ببكائه أن يزيد حزنا على حزن قديم

.الحداد الوحيد أثقلته ا�جواء المدججة بلون

.بالزلزال سواك يا عمي طاھر وطار لكن لم يتنبأ أحد

62

."."."."في الثورة ، كما في الروايات ، الجزء األكثر صعوبة ،هو إبتكار نهاية لها في الثورة ، كما في الروايات ، الجزء األكثر صعوبة ،هو إبتكار نهاية لها في الثورة ، كما في الروايات ، الجزء األكثر صعوبة ،هو إبتكار نهاية لها في الثورة ، كما في الروايات ، الجزء األكثر صعوبة ،هو إبتكار نهاية لها """"

.ألكسيس دي توكفيل

ينزل يده قلي على صدره الضيق من الھواء ، تتمالكه الرغبة في عدم الرجوع ، لطالما

وصلته أخبار الموت التي كانت تترصد أصدقائه حين قرروا العودة في زمن العشرية السوداء

ة التي كان في صوتھا نبرة التشفي في نقل ع،لتصل نتانتھا إلى حدود باريس عبر صوت المذي

....، لكن مطار محمد بوضياف يمارس سلطته ھو ا�خر الخبر

وكأن قسنطينة سمت مطارھا بإسم الرئيس المغتال ، 8 لسبب معين ،إ8 لتقول للقادمين إليھا

أن الشر 8 يمكن أن حينھا البراءة ما يكفي ليعودوا أطفا8 صغارا ، يصدقونب،بأن يتحلوا

، ليعودوا مرة بعد أخرى باسمھاكل الخدع التي ستحاك يخرج مع حليب ا�م ، فتنطلي عليھم

ة الموت بطلقة ـ،مكررين نفس الرجوع ا�بدي ،الذي أصبح ھو ا�خر رجوعا تفوح منه رائح

. رصاصة مجھولة

8 يمكن أن نقول عنھا أنھا إمراة شرسة مھما كانت عدوانيتھا تخلق الوطن ما ھو إ8 أم

.أعطابا 8 تعالج حتى وإن نصح الطبيب باستنشاق ھواء باريس

نفس الحقيبة التي أخدھا معه يوم غادر قسنطينة ، بأصابعه يتحسس جلدھا الذي يذكره

تلك الصناعة التي كانت ترمز بالصناعة الجزائرية في وقت الرئيس الراحل ھواري بومدين ،

لحقبة اشتراكية تفرض نفس الطعام ، نفس اللباس ،ونفس ا�حم ، حينھا لم يكن يميز

مظھر جزائري عن أخر ، باستثناء القادمين من وراء البحار الذين لم يكونوا يضيعون لحظة

.إ8 ليفخروا بالصناعات ا�وربية التي أصبحت تميزھم

التي تستقبل القادميين من فرنسا متلھفة Nلتقاط العائد المنتظر ، عين على القادم تمر ا�عين

وعين أخرى على الحقائب التي تحمل ھدايا مجانية ،مازلت نفس العادة المتوارثة من تجار

.حتى وإن اختلفت ا�وقات " الكابا "

يقول ذلك في داخله وھو . الشعوب 8 تتطور مھما تغير الخارج إذ لم تشبع نفسياتھا الجائعة

.الحامل لحقيبته التي تحمل رائحة الوطن في الغربة ،وتحمل رائحة الغربة في الوطن

تترصده العيون كأنھا تعرف أنه قادم بعد غياب طويل ، فتختلط في داخله رائحة مطار محمد

.بوضياف برائحة الدم في زمن العشرية السوداء

63

.ين نفارقه 8 نعرف وطننا الحقيقي إ8 ح

.أكنا بحاجة Nراقة كل الدم المجاني لنكتشف أننا كنا نعبر عن حبنا لوطننا بطريقة عنيفة

يصدح صوت مطار محمد بوضياف ليعلن عن إقتراب انطق الرحلة المتوجھة لمرسليا

.الفرنسية ، بلغة فرنسية جميلة ،وبلغة عربية تتھاوى منھا حروفا سيئة

.مت مجانا ....قاسم أيت قاسم

... قلبك لم يحتمل

صحيح أنك ناضلت لكن يبقى موتك مجاني أيھا البربري الذي دافعت عن العربية في الجزائر

.وكأنك كنت عرابھا

..؟ب للعربية أن تحفظ من غير العرب ت أك

أكتب لھا أن يكتب بھا الكردي سليم بركات أفضل من العرب ؟

حين غرة أثناء عدم اكتمال دھشته أنه عاد لقسنطينة أخيرا ، تتمازج ا�فكار المنبعثة على

أين كان يدعي طوال الرحلة الجوية أن ا�حم دائما تشبه الواقع ،و8 نكتشف بأننا كنا في حلم

.إ8 حين نستيقظ

...لكن الحلم استمر طوي

عليه أن يفكر بالخروج سريعا من أزمته النفسية التي أوقعته بھا رائحة الصخر ،إنھا 8 تشبه

. رائحة أي مدينة أخرى ،انھا رائحة عزف القتيارة ، كخلود أبدي يزعزع ذاكرته

ھنا في مدخل المطار وقف والد فضيلة الفاروق ، وقف بصمت الجزائري ، الوحيد في العالم

ھنه يوما بنوع الجنس ،فضل أن ذ، و�ن الفحولة لم ترتبط ب" فحلة"ى أنثاه الذي يقول عل

يبقى صامتا أمام ظل ابنته وھو ينسحب إلى خارج الوطن ، على أن يرى جثتھا تنسحب الى

.المقبرة

.يبدو أن الخروج من مطار محمد بوضياف الدولي يدخل في متاھات الوجع

....د ري لماذا قرر بغتة أن يعودلم يكن ي

.! ؟أھو الخوف من الموت خارج قسنطينة

أريد الموت ھنا ؟ ما دمت لماذا فررت من الموت على يد اNرھاب ،

فراشك الذي ستستلقي فوقه حولخاصة حين تحضر تلك ا�سئلة ...بعض ا�سئلة متعبة

.لموتك المستقبلي

"الموت ليس سيئا ، لكن السيئ أن الناس 8 يعيشون"

.لت نفس الجملة تدور في خلده طيلة سنوات احفضھا من حوار فلم ، ومازعبارة

64

.... تستقبله صاحبة العيون الزرقاوتين ، التي أفاضت من زرقة عينيه ھو ا�خر

؟.."وشراكي"لھا أيس

تجيب ، لو تعلم يا أخي ،أنني حين كنت في نفس البطن الذي خرجت منه قبلي بسنوات

.الحياة ،قد تسخر مني ا;ن ،فكرت في جدوى

..لكن ا;ن وجدت اNجابة

.الحياة لم تكن سوى كتاب علينا أن نقرأه ، وما الھدف من ذلك إ8 لنكتب كتابا أكثر جودة منه

واحدة مند أن عرف ةإجاب له إ8 تكنلم والذي " وشراكي"فاجأه جوابھا عن سؤاله الروتيني

، فكان يحمد R وھو في أسوأ حالته ،من أجل أن يستمد الجزائري ألم ا8ستعمار الفرنسي

.القوة من اسم R ،ويرفع معنويات من ھم أقل ألما منه

...يحاول أن يسايرھا

أمازلت تبحثين عن زوربا ؟

.إنه صالح باي . لقد وجدته لكنه زوربا جزائري

65

"ودائما ما ال تكون بسيطة ...الحقيقة نادرا ما تكون نقية "

أوسكار وايلد

8 تھم ا�سماء التي لصقت بھا ومرت ،الدار الكبيرة ، دار اليھودي ، أو دار و8د زرياب

اسمھا ا�ول كان اسما �ول موريكسي سكن قسنطينة ،ن أسوى عليھا بمرور جيل بعد جيل ،

حاول أن يبعث من رائحة الجنة الضائعة زمنا يمكن استرداده عبر بناء ذكرى من جدران لقد

.لمدينته المفقودة

يھا السكان في القلب ،أيھا الجمال المنبعث من حنين قرطبة ،8 بدأن تكون في مكان ما من أ

تتطلب أرضا ، لكنھا تتطلب كا�وطانوقة ،فا�حم رناء أحمنا المسالقلب ،8بد ان نعيد ب

.قبل كل ذلك أن يكون الوطن في قلوبنا

ما خبر شتات قومه من بني اسرائيل بعد الخروج الكبير الم تكن ا�رض تعني له الكثير ،فلط

عباده بكل لكن ا�ندلس لم تكن أرضا بل كانت مملكة الرب الذي يقبل من ا�رض المقدسة،

.أديناھم

كان بناء الدار الكبيرة بتصاميم عربية تحفظ لHديان قدسية صناعة الجمال فلم تتزين بما يدل

.على دين صاحبھا ،بل تزينت بما يدل على إنسانية من دخل قسنطينة

الدار الكبيرة التي سماھا من بناھا بدار السم ، حيث قطن فيھا اليھودي وحيدا ولم يشأ

ليقتني ما يضمن حياته ،فكتب مخطوطات العشق لقرطبة ،ولكل ا�بواب التي إ8روج منھا الخ

.خرج منھا ھاربا من محاكم التفتيش اNسبانية

أن تبني منز8 من أجل استرجاع مملكة ، ذلك الشعور الذي أحاط به وھو يصل إلى قاع ا�مل

ر ما ھي إ8 جدران قرطبة التي تغنت ، كان يحدثه دائما بأن جدران بيته الذي يعتلي الصخ

.بقدوم محمد بن أبي عامر إليھا

.قرطبة التي تحاكي عبق البحر ، قسنطينة التي 8 تشبه رائحتھا أي مدينة

66

.ومستمرا ... كان ھذيانه طوي

..فبدأ يغني في سوداء وحدته ، ما حفظ من أشعار ابن زيدون في العشق والوصل

غ القاتل في تفاصيل البيت ،فحاول ان يبعث كل رسومات ران يرعبه الفالدار الكبيرة ، كا

. ا�ندلسالفنانين المتجولون في

فرسم أزھار ا�مل كما قال وھو يخيط ألوان زھرة على جدان بيته

"انه زھر ا�كاسيا يغطي على غربة القلب "

زھار على جدران بيت كانت ترنيمات الدخول الى أرض الرب ، تلك التي خلقتھا رسومات ا�

.ما فتئ فيما بعد وأصبح أحد بيوت صالح باي

على كتوبحين دخلته إحدى محضيات صالح باي ،كانت تبحث عن ارث جدھا ، فالوشم الم

.التي أصبحت في كل مكان لجدظھر اليھوديات يعيدھم دائما إلى رحلة البحث عن ارض ا

...رفقة أخيھا العائد من باريس بحقيبته الجلدية أما اليوم فتدخل صاحبة العينين الزرقاوتين

..بدأ يبحث بعينيه عن أثر زھر ا�كاسيا

كخلفية موسيقية لفلم أبي ،يا فتكون قصيدة محمود درويش لماذا تركت الحصان وحيدا

.رمادي حزين

67

"تلك ھي قريبا معجزة القراءة ، أن تعلم وأنت تطوي صفحة أنك لست وحيد

. فوق الغيوم –مارك دوقان

ثقيل الدم يحوم اجعل شبح ،الظم الذي اجتاح المدينة في ليلة إيقاف المسار ا8نتخابي

فوق تلة ذات ثورة حين وقف مصطفى بن بولعيد .منذ أجيال رسمتبالقرب من ا�حم التي

اNعدام و رائحة حكمالسلطات الفرنسية تحقه قانون ة الخروج عنھم من تل قسنطينة وت

. تمH ا�رجاء أسوة برفيق دربه زبانة

فوق التلة كان ھناك نجوم براقة ،أخذت كل واحدة منھن تلمع على طريقتھا وكأنھا تحاول أن

.تغري مصطفى بن بولعيد بالمجد القريب

بالبقاء خاف أن يتوھم أن النصر شكرھا في قلبه لكنه أشاح النظر عنھا سريعا خاف أن تغريه

.سيجعله ينعم بحياة الھناء ويتفرغ لرؤية نجومه

R ما وقفنا ضد فرنسا إ8 انتصارا لروح الفقير الذي ينھج بشھادة 8 اله إR 8 محمد رسول

ويھرب جزائري أخر في وطنه ، عاد الزمن الذيما ھروبي ا;ن من فرنسا سوى لكي 8 ي،

.التي ينتمي إليھا ، إنھا أرضهبعد ا;ن أي جزائري ب بدالتضييق لن

.مازالت النجوم تلمع ببريق آخذ في الزيادة

مصطفى بن بولعيد مازال يرتل صلوات الحب في قلبه، صلوات لتمجيد اسم R الواحد على

.ھذه ا�رض

.وعلى ھذه ا�رض ما يستحق الحياة

.حمود درويش ومصطفى بن بولعيد مرية ما بين حدث في لحظة شع توقع تخاطر غير م

ھا مصطفى بن بولعيد ،تعيد الحكاية من يينقلب المشھد في الذاكرة ،نفس التلة التي وقف عل .جديد ، النجوم لم تعد موجودة ا�ن

68

تقابل نفس التلة ، الكثير من كل ا�وقات التي تمر عليھا الجثث الميتة في السبيطار الكبير

.أكتوبر الحزين في شھر ، الدمويةانھم ضحايا المظاھرات ، تثير الرعب الجثث

لت تئن على ذكرى حرب التحرير وما أحدثته اسوداء تلوح في أفق البد التي ما ز أمارات

، ، إنه غضب أجيال ينفجر في لحظات السلم من آ8م في الذاكرة النفسية للشعب الجزائري،

لما كانت اللغة ھي و ، الذي أحدثته ھمجية فرنسية في روح شعب بكامله التعبيرإنه عطب

من الجثث الھوية فإن أول كم سمعه مراد ھو عراك طفيف حول ممرضة تستنكر العدد الكبير

.من الو8دات كما تستنكر في نفس الوقت العدد المتزايد

.القادمة فالبد راحت تتوعد الممرضة الممتعضة من القدر بالويل لكل ا�جيال

تداعب شعيراتھا الملونة بألوان مرحلة نھاية الثمانينات الغريبة مع التسريحة التي وھي

. ترغم بعض من الشعر على الطيران بعيدا عن الرأس

ھوس ا�شياء القادمة من فرنسا ھي التي أخرجت الشباب للشارع �ن الشاذلي أذاقھم طعم

.وي يالك

...وت مسموع تقول ذلك بص

رغم أن النساء حديثات الو8دة فھمن من قولھا أن ھناك تھديدا ما ، لكونھن في مستشفى 8

ث الممرضة بتلك د ح ت ، تدفع فيه المرأة حق الو8دة وھو أحد المكاسب ا8شتراكية في الجزائر

،وھن الطريقة أنبئ حدس النساء المتواجدات في الغرفة المخصصة للو8دات الجديدة،

القادمات من أماكن مختلفة من الشرق الجزائري أن أحد بنات فرنسا ھي ا;ن في بيتھن

الدار "شخصية رواية محد ديب الشھيرة " 8لة عيني"شخصية ذلك استثار كل ،الجزائري

وكأنھا ھي من " تلك المرأة الجزائرية المدافعة عن حقھا في الوجود عبر الصراخ ، " الكبيرة

. "ستتكفل بإطعامھم مدى الحياة

التي تتقن النساء في الجزائر إبرازھا عن طريق اقتضاب و تحول سريع من مرحلة التوجس

لت شرارة عاشتفالرؤية بعين وفتح العين ا�خرى ،ا8متثال كان سريعا لمرحلة الھجوم ،

نمشي "ة ساھمت في إخفائھا أكثر ، العداوة التي كانت دفينة من قبل ، لكن ا�غاني الوطني

مش " ترنيمة خلفية كانت تعزف خلف ا�مھات الحديثات الو8دة ... "ونقول أنا جزائري

" .ديغول لي يسلك في السبيطار تاع مك

69

حتى ليشعر اإلنسان ألرضه أمومة حتى ليشعر اإلنسان ألرضه أمومة حتى ليشعر اإلنسان ألرضه أمومة حتى ليشعر اإلنسان ألرضه أمومة , , , , و العادات وحدها التي تجعل الوطن شيئا نفسيا حقيقيا و العادات وحدها التي تجعل الوطن شيئا نفسيا حقيقيا و العادات وحدها التي تجعل الوطن شيئا نفسيا حقيقيا و العادات وحدها التي تجعل الوطن شيئا نفسيا حقيقيا """"

""""لقومه أبوة األب الذي جاء به إلى الحياة لقومه أبوة األب الذي جاء به إلى الحياة لقومه أبوة األب الذي جاء به إلى الحياة لقومه أبوة األب الذي جاء به إلى الحياة وووو, , , , األم التي ولدته األم التي ولدته األم التي ولدته األم التي ولدته

,مصطفى صادق الرافعي

كانت عن حياة الترف المفقود بقرطبة ،لم تكن قسنطينة تعني له الكثير ، كانت وطنا بدي

.غنى في حضرة زرياب حد ما موسيقى غير مستصاغة ت ىتشبه ال

تمايت من طرب موات الاات كانت تغنى في مقام الحسنءحام ما تبقى له من نبو إليھاأتى

أندلسي شجي ، ولما اشتدت وطأة محاكم التفتيش في اسبانيا من اجبار لليھود و المسلميين

حفظ ما يمكن حفظه من موسيقى ا�جداد ىارع الس، الى المسيحية ديانتھماتغيير على

....ومضى في قلبه العرب

زل ا�ول ، قرر أن يسيح في الخروج أمر حتمي منذ ا� ن قرر وھو الحامل لعھد يھودا أ

على ا�رض بمثابة عقاب لھم ،وكان الشتاتا�رض كما فعل أجداده راضيين بتقسيم الرب

.أبدي

ي ن سرية يمكن أن تذكر كل ب الموسيقى تبعث ما تبقى من عھد ا�جداد لHرض كشفرة عل

.اسرائيل بحكمة الشتات في ا�رض

ر نغمة الوجع ، نحيب بكاء الصخر ، لون ك ذ تذكر حكايات أجداده ، ت يقف أمام الدار الكبيرة لي

الدار الكبيرة أصبحتصة في جوفه ، اين الدم القاتم على رقاب متعبة ، لتأتي قسنطينة كغ

ھي ا�خرى آلت لقد ا�ندلسية و التي كانت ھي ا�خرى يقطنھا يھودي ةالمبنية على الطريق

.قرطبة جديدة مفقودة الى

عن قيام دولة اسرائيل اNعنخر موقف الجد يوم تم و ا;ھتذكر حكاية والده الذي سرد له

.للوطن الموعود لجوءال إلىودعوة يھود العالم

تال ذاكرة ا�وطان ، أن تعد غر ألف أرض ، أن تھدم عيون المنازل الباكية ، أن تم ع يمكنك أن ت

لكنك لن تستطيع شراء ة8ما جديدآبمجئ موسى ليبارك الحكاية ، أن تستقي من ينبوع ا�لم

.حب ا�رض لك

قسنطينة المرحبة بك ، ابتسامةدمك العربي ، عيونك الخضراء ، رائحة قھوة الصباح ،

.ماي ا�ليمة ، ھي من تخلق وطن 8ذكريات

..ا�وطان 8 تبنى على ھدم أوطان ا�خريين

70

ن الذي 8 يحب أرضه ،فان R أما حقا استعادة كل لحظات التاريخ �قول لك يا ابني ،ھ ليس م

.8 يحبه

.ليتلوا أخر تواته المستمدة من صلوات النبي داود "كوھن"في مكان الصة جلس ا�ب

كانت اللحظات الحميمة بين العرب واليھود تشكل في عمق المساحات المنسية داخل الروح

.عالما رائعا من التعايش الذي جعل من ا�ديان سببا مقنعا ليعيش البشر في سم

.ھذه ا�رض لھا معنى

جده عن أن جذورھم ھي من تصنع لھم أوراقا يفخرون بھا ، و هدكلمات وال "كوھن"يتذكر

جماعات اNرھابية التي تھدده بالموت القريب ، موت 8 رسل إليه من قبل اليحمل الكفن الذي أ

، ستكون كلمتھم ھي ا�على ھذا ما حملته رسالة التھديد من خطاب يشبه موت إخوانه العرب

.8 يعبد غير R فيھا التيفي ھذه ا�رض

ا�سطورة شخصية يبقى الصوت ينبعث من جديد كوصية يھودية تحملھا ا�جيال ، كقدر

" ميتارون"المك ا�على إلىحين التھمت جسده النار ، فيتحول ھو ذاته " أخنوخ" اليھودية

لكنھا تتجسد وانمحت ، انھا زالت للوھلة ا�ولى تبدولتحترق إنھا، الوصايا تشبه ا�سطورة

.في الوقت الذي ينساھا الجميع

.....ھذه ا�رض لھا معنى

تحاول أن تقول أن جسده لم يشكل من تراب . وخ المالوفشيحقائبه المبللة بماء موسيقى

.بت حظ بني اسرائيل دنما شكلته دموع ا�نبياء التي ناكبقية الشبر ، و

طويلية ھي سيقان شجرة الحياة ، لكن نور البشر أصبح ساطعا لحد أنه يحاكي الظم في عدم

.ت تذبل يوما بعد يوم حالرؤية ، شجرة الحياة أصب

جدي ويا أبي وكل ا�رواح ا�خرى التي مازلت تؤمن بمدينة قسنطينة ، المدن أصبحت أه يا

. نسجوه من أرواحھمن يعزفوا لھا لحنھم الذي أن أرادوا م حبيھا ، تغتال تغتال م

.خر المطار الوحيد بالمدينة يبدو حزينا ھو ا;

.للحياةن 8 يرحل ، ففي ھذه ا�رض معنى أا�ب الجزائري ، يترجاه ، وكأن محمد بوضياف

71

”.الحنين إلى الجنة إذا هو رغبة اإلنسان في أال يكون إنسانا الحنين إلى الجنة إذا هو رغبة اإلنسان في أال يكون إنسانا الحنين إلى الجنة إذا هو رغبة اإلنسان في أال يكون إنسانا الحنين إلى الجنة إذا هو رغبة اإلنسان في أال يكون إنسانا

كونديرا مين

.انسحبت قلي معطية لشفتيھا الفرصة 8ستنشاق الھواء

المعجزات ،ھذا ما شعرت به وھي ترى خشونة ممحه الرجولية ،بدا لھا كرجل ل تصنع ب الق

عربي رفض أن يكون أندلسيا أو تركيا لكنه التزم في قرارة نفسه أن يكون ابن الصخرة

ھا ھو طما تملك قرن صغير في وسككحبة فصولياء تملك من ا�نوثة المنقسمة على الحياة ،

.لة اختزال لما تبقى من مد الرجو

:قالت له مبتسمة

.........ھل تذكرت

قال بلغة فرنسية تدل على أنه قليل التحدث بھا

Déjà vu déjà vécu

؟؟ صالح بايوھل عرفت أين تجد

.بعد ا;ن الم يعد سر

. في رأسك الممتلئ بالھراء رأيت جدي صالح باي يخبرني أنه عليك أن تفرغ كل اNناء

رمز إلى الجمال مع طاقة ذكورية قوية على ھامش التقاء طاقة أنثوية ت ح ت في العالم الذي ف

ترمز إلى التغيير رأت صاحبة العينين الزرقاوتين أثرا لجدھا يخبرھا أنه سعيد باسترجاع

.القبلة القديمة التي كانت على مشارف عين الباي

.كثيردعاھا إلى الجلوس في حضرته التي تفوح منھا رائحة الغنى والخير ال

.جلست كمن يخشى كثيرا من الحب و ليس مستعدا 8ستقباله

72

؟ميمة اوشراكي يا

أجابت وكأن لغتھا تغدو نبض عصفور وقع جديدا في ا�سر

.لم أتوقع أن جمالك يملك من الصفاء ما يفي بإسكاتي

أما زلت تحبين خالد بن طوبال ؟

:ترد بتحد

ھل ما زالت إمرأة عين الباي تذكرك ؟

73

ليكن المظهر كالجوهر ليكن المظهر كالجوهر ليكن المظهر كالجوهر ليكن المظهر كالجوهر

وليكن الظاهر كالباطن وليكن الظاهر كالباطن وليكن الظاهر كالباطن وليكن الظاهر كالباطن

....من اللوح الزمردي من اللوح الزمردي من اللوح الزمردي من اللوح الزمردي

أن يجعله مكتوبا لنا، وR Rنا ي مصائرنا المحتومة من قبل ھي كطريق اخترناه بأنفسنا وترج

.ب يوما رجاء عبد قصده بفؤاد سليمي الذي كتب الرحمة على نفسه لم يخ

عيق ذلك التواصل الخارق ،إذ جسادنا يصل إلى حدود الروح ي لكن ھناك ظل عميق تحت أ

أصبح سكان محبوبتي قسنطينة ينكرونه يوما بعد يوما، ولما لم يعد يسمح للعشاق بالرقص

.الموسيقىسماع لى تجرأ ع8 نھا، متناسين أخوفا من الشياطينفي الشوارع

أصبحت تضيق بھم فتھم كل قادم جديد حتى وإن كان عاشقا لھا، بالخطأ والتحامل عليھا أف

وا طريق الرقص والغناء، و كأن الكون أصبح يقول ل المدينة فانتكسوا عند ھذه المقولة وض

كم �نكم بنيتم في داخلكم صنم اNنسان الكاذب واللص المحترف سلھم أنتم من تعيقون أنف

.اقة سماء بر لكن بأ

وبعد تخبط كبير ما بين الحقائق الزائفة فإن الحب الكامن في قرارة وعي محبوبتي قسنطينة

ھو الوحيد القادر على إحداث النور، الذي من خله يسمح للظم بالتشي شيئا فشيئا ،ولما

قبل من تب فيھا ك وھا في مملكة الكون فإن الحياة بكل مامس ب حظة الحاضرة للاد ل خ كان الحب ي

، لكن كل فيھا ىءأن يأتي اNنسان إلى ھذه ا�رض تصبح مجرد لعبة جميلة يمكن أن نخط

.ا�خطاء فيما بعد تصبح مباركة

حب الذات من خل التخلص من ا�نا المريضة والمزيفة يسمح بتدفق ا�صوات الملھمة

برجلھا الذي يشبه زوربا بطل رواية داخلنا ،ولما طلبت صاحبة العينين الزرقاوين أن تلتقي

المخبئ، أنا كوني نزاكي، فإن طلبھا تحول إلى قضية استرجاع االكاتب اليوناني نيكوس كز

خيمائي جديد ،يعيد ذھب بلمن الط خلقي داخلي بأن كنداء. بعد الحياة و قبل الو8دة

.محبوبتي المسروق

74

انتعشت الخيا في داخل جسدھا لتحدث للذاكرة ا�بدية رنينا يعيد بعث الوصايا التي أرسلتھا ف

.داء شاء R أن يظھره في ا�حفاد الذين يأتون بعدينمن خل

.تذكرت الخيا ذلك، لكنھا تنكرت في بادئ ا�مر لكل الصور التي أصبحت واقعا في وعيھا

...اھا تؤمن بقوة الروح لم تعد خي إذ الجسدتصارع

خلية ت فتمرد

:قالت و

......علينا أن نعرف تميزنا

..الوعي أبعد ھذه الجملة بد

...وتجلى صوت ا�رواح الھائمة

....

75

..".."..".."عرفت منذ زمن بعيد أنني لن أعيش حياة أشقى من حياتي هذهعرفت منذ زمن بعيد أنني لن أعيش حياة أشقى من حياتي هذهعرفت منذ زمن بعيد أنني لن أعيش حياة أشقى من حياتي هذهعرفت منذ زمن بعيد أنني لن أعيش حياة أشقى من حياتي هذه""""

أرثر رامبو

ھروب مستمر نحو المجھول ، تصنعه النظرات الحائرة ، يبقى الواقع يشير عكس التيار

يعرف من عايش .بحدوث شيء ما ، ھدوء مريب ىءالمتدفق بقوة ، كل العمات 8 تنب

طيه ع ب بين ثنايا الصخر في اكتوبر ا�سود أن ھدوء قسنطينة يشبه الماء العليل المنسأحداث أ

. يوماأمانا مخادعا ،فمھما يطول الزمن سينكسر الصخر

ذلك ا8نسياب الھادئ ھو الوعد الذي يبزغ بين غفلة وأخرى بين عدم اكتراث بائع متجول وما

.الجميع بأنھا مشروعق اق فصد فت بغف بر ل بين سرقة جديدة غ

!! علينا اNسراع ؟ ذالما

جب عن نور تحم يتيما كنت وستبقى، أيھا الغافل عن الحب في مدينة السرقات الجميلة، أيھا ال

8 شيء يبقى في ھذه المدينة .غرفة مغلقة بك في تتربصالقلب والراضي بالظلمة التي

.سرا، حتى وإن بدا أن ا�سرار تبقى مخبأة

تيت أيھا الموعود ھا قد أ

.أتيت مرغما

.8 أحد يھرب من رسالته

.8 أريدھا

.لست أنت من يقر ر ا;ن

لم يكن لمراد شيء من القرار ا;ن سوى اNذعان في الوقت الذي يثقل فيه الخطى ماشيا نحو

.متغاوية ال تهامتصاص الريق ا�خير من سيجار يحاولطريقه،

76

قبل ھنيھة بعقة ينبئتتعالى ا�صوات الممزوجة مع ما تبقى من دخان غائر في القدم كأنه

.مشبوھة تحدث دائما على وقع ا�نظار

تتعالى أكثر كلما بدأ شيء ما في الظھور

.لكن 8 أحد يرى

.ف أحد يقرأ النبؤات ھنا

، تذكر نصائح ذلك الحكيم الذي أمر في الطريق الذي كان يفصل ما بينه وبين حكمة السماء

تلميذه بتتبع الخريطة من اجل الوصول إلى حكمة ا�جيال ، تعب التلميذ في تتبع أوامر

الخريطة التي 8 تنتھي ، فقرر أن يرميھا بعيدا عنه وقرر كذلك أن يعتزل كل الحكماء ،من

م الحياة فلماذا يحتاج التاريخ يومھا أصبح اكبر حكيم لكن لم يكتب عنه التاريخ شيئا �نه فھ

؟؟ليكتب عنه

77

من أجل أن / تعرف الركوع ركبتاك "

لراية سواھا

"أمام رايتك ..احن ھامتك

رسول حمزتوف

وجودھم لجزائري، ھربا من ار الحي الذي ھرب إليه سكان القرى من جميع و8يات الشرق ب ك

.درءا لتھمة التعاون معھما ما بين ناري سطوة اNرھاب و

بدأت خيا المنازل تنمو بطريقة ھستيرية وكان الوجود الفوضوي في الحياة التي أصبح

يعيشھا ھؤ8ء ينعكس على طريقة البناء الغير منسقة ،8 تستغرب إن وجدت في بمعايير

ظھرت على سطح ا�رض، و8 تستغرب أن تكون قد خدماتية عالية مبنية أمام مجاري مائية

يت في غضون أشھر، �ن القرويين باعوا كل ما يملكون من أجل بناء بيت 8ئق في المدينة ن ب

" وارالد "المتھاوية ، لكن على الطريقة القروية ، فنقلوا بذلك كل ما لديھم من حنين لحياة

،و8 يستغرب الزائر لھا من وجود أرانب ليتوسط مربو المواشي ا�حياء جديدة التأسيس

.ودجاجات صاحبتھم تترصد من النافدة

و كأنھم في كل ھذا النسيج الذي يشبه روايات كتاب أمريكا التينية في إبراز واقعية سحرية،

" ماكندو"كون قرية ت تكاثرت الس8ت القادمة ل .تكون البيئة الجزائريةس كيف الويقد تخ

.دخلھا في مئة عام من العزلةتلع قسنطينة في أحشائھا وت ب جزائرية فت

" ماكندو"آه يا عمي طاھر وطار كنت تحاول أن تنتصر لمدينة قسنطينة أمام سطوة قرية

لعل الدمار يعم قريبا و 8 يبقى أحد من القرويين فيھا ، كنت 8 تريد أن ترى قسنطينة سوى

.ك لغة الحب والجمال بھا فعلمت سر د بالعين التي رأيتھا يوم كنت ت

لم يكن الشيخ بولرواح بطل روايتك الزلزال سوى الجانب المظلم من نفسية كل قسنطيني أثقله

رج إ8 اللجوء بالدعاء خ الحنين إلى الرجوع إلى زمن ھو متأكد أنه لن يعود يوما وما كان الم

لت الوافدين إليھا كما تستقبل العاھرة أن يحمل الدمار على المدينة التي تنكرت �ھلھا واستقب

.كل من يحمل نقودا في جيبه بغض النظر على رائحته النتنة

78

تفھمت بطلك وھو في لحظاته ا�خيرة يبحث عن أي ذكرى يمكن أن تربطه بالتاريخ، لكنه

اكتشف أن الوطن تغيرت ممحه، أصبح أكثر بھتانا وكذبا ،فقرر في حركة التفافية أن يثور

.حاول ھو ا�خر أن يكون أحد ا�يادي المتسخة قوانين ما تبقى من وطن في على

عمي طاھر طار وأنا اكتب عنك يتملكني ذلك الخوف من الرجل ا8شتراكي الذي أصبح يتكأ

على عصا في أيامه ا�خيرة قبل وداعه لھذا العالم المتناقض، تخيفني يا عمي طاھر بأنك

بني بتلك العصا حتى وإن ھني أنه يمكن أن تضر ذك، فيتبادر إلى غير متوقع في ردود أفعال

.خانتك صحتك، إن تفوھت بكلمة 8 تليق بمقام ھذا الوطن

ما بكما يضحكني في الوقت نفسه أن القليل من كل تلك التجمعات التي تدعي أحقيتھا

تشتمھم أدبيا وتجلس القليل ،لذلك كنت حتى تصدره صحراء الجزائر من بترول لم يقرؤوا لك

س أنك عاھدت الشھداء أنه لن يبكي جزائري ح معھم احتراما لتاريخك النضالي الكبير، كنت أ

لكنھم مسحوا بأوراقه دموعھم ...بعد ا;ن ،لذلك كنت عمي الطاھر الذي بنى وطنا من الكتب

.ورموھا بعيدا عنك

....ماذا سيرونف8 تفتح أعين البؤساء،

79

لسنوات طويلة كنت أظن أن كتابة القصة ھي مجرد تدريبات، حتى يأتي "

الوقت المناسب لكتابة رواية، لكنني اكتشفت في النھاية أن ھذا ھو ما

."أستطيع أن أفعله فقط، وواجھت ا1مر

.عن قصصھا الرائعة 2013أليس مونرو الحائزة على جائزة نوبل

حاكي صة استسقاء غاب عنھا الرب، لكن ا�مل مازال رفعت يديھا إلى السماء في ابتھال ي

كھا الحنين إلى الرجوع إلى عادتھا القديمة، أن تحرك رجليھا قلي لتتأكد أن ا�رض قائما، تمل

مازالت ترابا، أرعبھا كثيرا أن ترى كل ذلك ا�فق ا�خضر أصبح عمارات تسد عليھا نسيم

.الجبال المجاورة لصالح باي في مرقده

البوح ھروب من عجز على أحد السوناتات المرتفعة، أيھا الرب الذي استطاع أن يجسد

البشر من كلمة، أيھا R الذي ارتضت العقول أنھا لن تبلغه مھما حاولت فتنازلت بذلك للقلب

.المتربع على عرش الحب

أدعوك �ن تلحمھما أيھا R الذي أشعره في قلبي، أرني الحق في الصخرتين الكبيرتين أن 8

ببعض ارني ا�مل في الفراغ الذي بينھما ،أرني تمرد جسورھا لكي 8 تعود جسور انتحار بل

".سيدي راشد"و" سيدي مسيد"أن تبقى جسور أولياء صالحين

R يوم بحثت عن نفسي في الضوء وجدت تجاعيد العجائز تكتسح جسدي فلم أرضى ! يا

تشائم من الحياة ، لكن لو خيرت اليوم ما بين الظم والنور عنھا، ونظرت إليھا نظرة الم

لكنت اخترت الظم �نه الطريق الوحيد لعدم رؤية التجاعيد في النھار، بل بالعكس من ذلك

.سأحبھا حتى وإن كرھھا الجميع كنت كله

المظلمة لضوء ليتوج المدينة لتملكتھا رغبة كبيرة في أن تنادي بأعلى صوتھا، فتعطيه سعة

. سيدة النور

رجع لھا قدرتھا الجنية فترتمي في حضن في اآه لو يستجيب R لدعائھ"تملكتھا رغبة عارمة

.أول عابر دون أن تسأل عن اسم ،و دون أن تمارس أي رذيلة قد تخطر في ذھن القارئ

80

ا8رتماء في الحضن ،يشبه إلى حد ما عشق البربري لغصن الزيتون، عشق القسنطيني

.لترنيمة المالوف، عشق العربي لقصائد المتنبي وابن زيدون

لكن بما أن الحضن 8 يملك أن يكون دافئا إ8 برغبة جنسية أو ... ھو الحضن يا صديقي

عشق صوفي 8 يخلو من ا�ولى، لكنه يجعلھا أكثر نضجا فتصبح حبا بريئا، حبا سماويا

يغردان ما 8 يفھمان لغته، و �ن ا�شرار 8 تلت قصائده على طائرين فأصبحا ،ككتاب ر

.يغنون، فا�خيار يتفقون حا8

81

يا صديقي ، من المؤكد أنك تملك نوعا من الموھبة في الكتابة "..

ولكن / تحاول العيش من دخلھا وإ/ أفسدت كل شيء، وإذ

"شئت أن تصدقني فينبغي عليك ا/ستمرار في السرقة

بجوھاندو في حوار مع جان جينيه

جد عطر زھرة لھا رغبة في الحياة ،في التغير إلى ما وراء الفكرة المنبثة عن في مكان ما و

.ألق جسدي متعب

تصر الزھرة على السفر مع الريح، على حقھا في النمو، فتتھادى الحكايات العابرة للتاريخ

أفق مضيء في ھناك مكذبة حقيقة المكان ، تنھار ا�صوات منادية أنه ربما يمكن أن يكون

.زمن ما

يسمح مراد للذكريات أن تمر ھي ا�خرى من الجانب ا;خر من الزمن ،ھنا في ساحة

، أين تمكن الفرنسيون من دخول قسنطينة كناقضي العھد بعدما "الفجوة"أي " ش8بري"

قاموا بإحراقھا كاملة مما اضطر أھلھا إلى نزول الصخور الوعرة والھروب عبر وادي

.الرمال

آه أين ھو التمثال الكبير الذي كان يمثل رمز مرور فرنسا على ھذه المدينة، كان منتصبا بقوة

رجل أوروبي تبدو أعضائه الجنسية في منحوتة فنية تعبر عن اللمسة التغريبية ليمثل جسما ل

.ست على روح المكان المتنكر لتاريخه ور التي م

كر منظر العضو الذكري وھو يتدل مثل تاج الديك الرومي، ما كان يرغم البعض على تذ

فيما كان ھو رمزا من رموز تحاشي النظر إليه من خل محاولة إيھام أنھم 8 يرون التمثال،

الفحولة التي تفخر به الذكورة على امتداد تاريخھا البارد الطويل، فإن ا8بتسامة الھادئة

ن ھبعض توالمليئة بكثير من الخبث و التي تنم عن رغبة مخفية في خلد النساء اللواتي كان

.ر إليه ظجريئات في الن

وھو يمتدح "جان جنييه"ة المكان الكاتب الفرنسي تذكر في عمق تأمته الباحثة عن ذاكر

، وقد أحدثت فكرة أن تنتقل ا�عضاء "العربية"في روايته ا�عضاء التناسلية الذكرية

82

التناسلية الجزائرية إلى فرنسا ضحكة لوحظت من قبل المارة على شفتيه، ھذا ا8نتقال الذي

كرد فعل على كل سنين الظلم الذي "الموسم الھجرة إلى الشم"سيتم على طريقة رواية

...س على شعب أعزل بقوة ذكورة السح ور م

ما كل ھذا التناقض

....إن عقولنا حانوت بقال حقيقي

عبد R "شاب الجزائري المعروف باسم لتعوذ الخواطر لتراوده حول جان جنييه وعشقه ل

أھي طريقة أخرى لنبذ العنصرية ؟؟ " بنتاجا

Hديب الفرنسي جان جنيه بمظاھر العنصرية يوم زار الجزائر كجندي في ل التقاءكان أول

، اعتصر قلبه وكأنه رأى الجزائر كما ناءالجيش الفرنسي فھاله ما رآه من عيون تنشد الغ

، ، عادت به الذاكرة إلى أحد أيام دراسته ا8بتدائية كان يوما يراه الفرنسيون كلقيط منبوذ

صورة القسم حين طلب منھم المعلم أن يصفوا بيوتھم التي يقطنون بھا في حصة التعبير إلى

رائعا، ما أثار غيرة زمئه في القسم ، من تلك االكتابي ، فكان وصف جان جنيه وصفا إبداعي

هديل ليس :، فقد صرخ جميع من كان في القسم اللحظة دخلت مشاعر النبذ العنصري قلبه

.نى ب ت بيت، إنه لقيط م

حام بندقيته الموجھة لصدور الجزائريين في سنوات الثثينات من القرن الماضي،

، إنه في صأ، وكأن ا�دوار تنعكس على صورة مشوھة لم يحبھا استولت عليه الحسرات

;ن يصرخ ھذه اللحظة في مكان الفرنسيين الذي صرخوا في وجھه ذات يوم بأنه لقيط ، ا

إنھا ليست أرضكم،فأنتم مجھولو النسب " في وجه الجزائريين ببندقيته التي حملھا وكأنه يقول

"..

لذلك ھ فبقي ھاربا من الخدمة العسكرية طيلة حياته ، فأن تكون كاتبا ذلك المشھد الكبير ، له ا

شيقه الجزائري بعد سنوات طويلة ع يساعدأن تكون إنسانا ، ھذا ما قاله جان جنييه وھو

من خطر التجنيد الفرنسي له لكي 8 يساھم في قتل أبناء جلدته أيام للھروب " عبد R بنتاجا"

.احتدام الثورة الجزائرية

إنه موسم الھجرة إلى الجنوب، إنھا ا�عضاء الذكرية التي تعيد العقة ما بين شمال ! أووو

ابلة صحفية بعد سنوات من موت عشيقه بارد وجنوب حار ،قال جان جنيه ذات يوم في مق

83

الجزائري لقد فھمت القضية الجزائرية عندما ضاجعت جزائريا ، ليكمل تعليقه بأنه ھاله

ا8كتشاف أن الجزائريين بشر وأن الحياة تذب فيھم بشكل آخر ،كما تھب ريح الجنوب بنسيم

.الصحراء

رنسية بدمشق وھو الجندي الذي سحرته جان جنيه الذي رأى بأم عينيه ما فعلته القذائف الف

رائحة الشرق بعدما قرأ كتاب الجاسوس للورانس العرب ، كان يؤلمه أثر المدفعية على

فكان مثل زھرة اللوتس ، ب 8 بعين الجشع الفرنسيةح ليراھا ب ھايدخل تي كانالبيوت ال

.رات الھمجية الفرنسية وذاالتي ازدھرت من ق

والتي دار موضوعھا عن " السواتر"كتب جان جينيه مسرحيته الشھيرة بعدھا بسنوات

الجزائر أو لنقل عن محاولة إبادة الجزائريين كما كتب مسرحية السود التي يغازل فيھا نضال

.جنسيته ت أفريقا ضد ا8ستعمار مھما كان

كان فخورا كان جان جينيه الشاذ واللص المحترف بعمق، يخيف كل من يقرأ له، فرغم أنه

ر فامتنع عن السرقة ث بلصوصيته إ8 أنه حين ذھب إلى ألمانيا النازية وجد بھا لصوصا ك

ره وھو يحاول ضحك مراد مجددا لكن ھذه المرة في س . احتراما لمبدأ الخروج عن القطيع

م ھ ت أن جان جينيه أ متماھيا مع صورةاسترجاع النصب التاريخي بصورة العضو الذكري،

.اداة السامية �نه لم يكن يضاجع اليھود وكان ا8تھام من قبل الكاتب الكبير سارتر بمع

محبا ب أمن داخلي ،إنه جنون كان شيطانا تعشقه المدن، مسافرا ب جواز سفر ،! آه

.ا�دباء، أو لنقل إنه سفر الخلية في بحثھا عن تميزھا

" نقاوم من اجل خلق إنسان جديد "قال ل ذات مرة فدائي فلسطيني لماذا يقاومون فئ س

؟؟ فسألته الصحفية مثل من

" . جان جنييه" :فقال

ربما كان إحساسه الغامر بالبھجة وھو يسرق الكتب من مكتبات باريس ،ھو الذي أعطاه

ت أن كانت مسروقة من أفواه ث ط حروفه التي ما لب الحق في أن يكون مبدعا ورائعا حين يخ

.المئكة

84

نت خياه ترفض العنصرية التي أفسدھا الدم الفرنسي فكان صديقا لكل ضعف وھشاشة كا

حدثت في العالم في غفلة منه ، بحكم سطوة المال والتاريخ الجائر ، حتى أنه من المفارقات

ه جسده في اتجاه القبلة نحو ج المضحكة أنه دفن على الطريقة اNسمية في المغرب ، أين و

عيه كانوا مسلمين، وكأنه في لحظة شي في مقبرة مسيحية ، 8 لشيء إ8 أن كل م مكة المكرمة

م أحد المقاومين الفلسطينيين أين أخبرھا بأنه ملحد وشاذ دخوله القبر تذكر حديثه مع أ

دخر لdفطار في أحد أيام شھر رمضان الكريم ، مجيبة إياه جنسي ، فأعطته الطعام الم

فقال مقولته التي اشتھرت فيما بعد " أنا أطعمك �نك 8 تؤمن با] " ابه بجواب أثار استغر

: وكأنه أراد أن يقول... أنه 8 يؤمن بأي مؤسسة فلسطينية بقدر ما يؤمن با�مة الفلسطينية

...أؤمن باNنسان الذي يطعم أخاه اNنسان

85

أنھا قصة، المشكل ھو أن نروي له إن الحياة كما قلت تبدأ دائما كما لو .."

"القصة الجيدة ، تلك التي لن تصيبه إ/ بأقل أدى يوم تنكشف الحقيقة

.فوق الغيوم –مارك دوقان

الذي بداخلنا، كل المسميات ھرول خلفھم لنقتلھم �نھم سيئين و8 نرى الوحشمن العار أن ن

..البالية تعمل كغطاء �ساطير حرب النور والظم

.بھذا الكم توجه صالح باي إلى مراد

حدق في الغرفة التي تطوف على قطرات التاريخ دون أن تكون لھا الجرأة في الصمت الم

ة تتحدىبنات ھميلالتصديق، ھنا كانت الوصية محفورة في ھذه ا�رض التي حولت ل

. مشيئة الجمال

! ؟أ8 ترى ما وصلت إليه صورة محبوبتي قسنطينة نتيجة تنكركم لھا

. لطالما سمعتك تقول في نفسك أنك لست احد السكان ا�صليين ھنا

!! من أوھم الناس بذلك

ا دون أصول، فھي تدرك قسنطينة كباريس 8 ترضى بالبحر لكنھا تستقبل كل الوافدين إليھ

.صدق آدم حين لم تكن له أصول فكانت ابتھا8ته صادقة،

إن قسنطينة في عھدي كانت تستقبل .باريس التي تستقبل كل فناني العالم وكل كتاب العالم

فقھاء و سكيرين، متصوفين و فساق، وحتى زنادقة وملحدين، : كل معارف العالم وقتھا، الكل

كنت دائما أنظر للوافدين وأقول ،ظھرت الحقيقة التي 8 تبدو لكم ا;ن في ھذا اللقاء فقط

خاطئا كان صحيحا وقلبي مفتوح على نسمات الجبال، ماذا يحدث لو توھمت أن كل ما ظننته

؟!!

ببريق آخذ نحو الخلود، لكنھا نضبت لذلك كانت تجري المياه في قسنطينة كما تجري ا�نھار

.ا;ن

86

....

من الواضح أنكم أھملتم شيئا ما ؟؟

رقت منه،من الواضح أنك اقتنعت يا حفيدي بأنك لست ابن المدينة، وابن المدينة اقتنع أنھا س

. لكنكم نسيتم أن المدن تبقى وفية لشعرائھا فقط

، تلك ألم الحاضر الممزوج برائحة ا8نتحارقال الشعر في محبوبتي وفيه كم يؤلم حقا أن ي

.، قد أصبحت تقتل ا;نيا�ساليب لم تعد تجد

واكل ما كتب عن محبوبتي كان رائعا، لكن من كتبوا عنھا كانوا يعرفون أنھم مخطئون، كان

رون بالھزيمة، 8 استسميين بل كانوا مسالمين، فكل مجدد أو مخترع كان يدرك في داخله ق ي

مكن أن يكون مخطئا، لكن الطريق بقي يستھويه ،�نه 8 يريد أن يبرھن صحة أي شيء أنه ي

.مھما كان

ھون نيكو8 تس حين أضاء المصباح بيديه، لقد اكتشف روحه تنبع نورا، فلم يكن شب كانوا ي

يفكر باختراع شيء للعالم بل كان يلعب لعبة الحياة ،حيث استثمر أموال ا�غنياء في بناء

أبا للطاقة المتجددة بينما عاش من يتبعون "نيكو8 تس"لعبته التي آمن بھا ،لذلك عاش

.ا�موال في انتظار انتھاء ألعابه

عليك أن تترك كل ما تحمله من ضغينة إلى تعرف بعض أسرار الحباة ،لذلك إذا أردت أن

عليك أن تتوقف عن قول و التي كتبت عنھا قب، -حسب ما تقول عنھا –ا�يادي المتسخة

أنك تدرك قذارة الوضع التي آلت إليه محبوبتي قسنطينة، فالقذارة 8 توجد إ8 في روحك ،

.إنھا عالمك الذي خلقته

87

لن تعرف حقيقة محبوبتي قسنطينة إ8 حين تقر أنك مستعد للتخلي عن كل ما تملكه من

حيحة لكنھا لن تفيدك في اكتشاف معلومات عنھا ، ربما لم تكن صحيحة ، وربما كانت ص

. لحقيقةا

ن النجاة ستكتب لك ،�ن االمركب الممتلئ من السھل أن يغرق ، يوم يتخلى عن حمولته ف

المليئ الفراغ يجعل من القوة رحمة ،ومن العنف تسامحا ،يجب أن تتخلى عن ماضيك

قرون أنھم 8 يعرفون وتحتفظ بالمعنى في قلبك ،�ن السر يكشف للذين ي بالقصص الكثيرة ،

حينھا فقط تنبع ا�سرار من أماكن ضيقة ، محتفظين بالتطلع إلى المعرفة في داخلھم ، ئاشي

.،كما تنبع الجداول من بين الصخور الصلبة

88

...إنه المكتوب

، لم لت القبلة تحم أثرا خفيفا على شفتيھا اماز بحثت عني طوي في كتابات مالك حداد ،

يختفي بعد ، لم تكن تدري فحوى تلك ا8رتجاجات الزلزالية التي كانت تنشأ في لغتھا ،لم تكن

خالد بن " د التحدث بھا أمام الناس ،كانت تكتب لي وتتخيلني أتماھى مع بطل مالك حداد يتج

"طوبال

كما كان ،؟يكت عبر ا�ساطير تطرح نفس السؤال من كتب من كل الوصايا ا�دبية التي ح

.! ؟يسأل في الجزائر من يقتل من

س مند زمن كفيل بصياغتھا في كلمة واحدة ر 8 تحاولوا البحث عن اNجابات ،فالصمت الذي ك

.انه المكتوب.....

كانت تحمل الميكرفون وتخاطب كل الرجال عبر حصتھا اNذاعية ،كان الليل آسرا بصوتھا

، تدري في قرارة نفسھا أنني أستمع إليھا كثيرا عن الحب ،،كانت تحاول ان تقول لي كما

ليس ذلك قدرة غريبة بل سجية تنبع فا�رواح تنقل الحب كما ينقل الھواء ضوء الشمس ،

ب نفسھا كي تنمو بعض الحشائش على صخرة صلبة ،كما لم تع من مكان ما ، فالطبيعة 8 ت

.ر طريقھا تظل رسائل الحب التي أرسلتھا لي عبر ا�ثي

. نعم كنت أستمع إليك

كانت " عين الباي"خوفك الكبير و أنت تتلفظين بكلماتك ، زعزع اعتقادك بان القبلة في منبع

حقيقة ، نحن لم نعش إ8 لنكرر كل الھفوات السابقة ، لھذا كان لقائنا فجوة في الزمن ، كانت

.قبلتنا تحريضا على الكتابة

.إننا نتحرر بالكتابة

.لذلك عھدت إليك تحرير قسنطينة ،أوليس ا�دب ھو كل ما لم يحدث ؟

89

من ذلك الفضاء الرحب الذي لم يكمن لHحداث الواقعية ان تتصل به ،كان لحفيدي مراد الرغبة

مه أن يغادرھا ل آلمه ان تبقى قسنطينة ب جسور ، آ،" ذاكرة الجسد"في أن يكمل ثثية

لة كتابة نص انتھى على خيبات مطار م ك د في باريس ، فحاول ت فحولھا للموت في سرير بار

.محمد بوضياف

أحم مستغانمي بقسنطينة وھو ةل الكاتبلمه أن تح آكان يريد أن يكتب قسنطينة بعينيه ، و

لمه أن يكون بالخدمة العسكرية وھي تتجول رفقة الممثل جمال سليمان فوق آخارجا عنھا ،

ف يمكن أن تحدث فوضى الحواس إ8 . كتابة والكاتبة نفس الشخص جسورھا ، شعر أن ال

.بحضورھا في قسنطينة

ن فوق جسرھا تبغي ا8نتحار ، م ي ك �نه رأى قسنطينة تھو ب ، أح " أحم"ھو حفيدي يا

تشبث بحروفك وأنت تھدين وطنا صنع من ورق ، ھاله الدمع المنھمر من ھفوات ا�جيال ،

. بحث عنك طوي

.ا�مل يقتلنا

.لكنه أصر على أن تكون قسنطينة

90

...كنا معا

تجاعيد مقيتة تكثر كل يوم ،صدأ يعبر سرا نحو مفتاح المدينة القديم ، مزاح ثقيل أصبح

يصدح في مكان ا�غاني المملة ، نساء عابرات إلى الجھة ا�خرى من الرجال ، الرجال

.الذكرية ، أنين متصلب في حلق القدر الذين قطعوا أعضائھم

.ھنا بعث ا�مل خمرا ،ھنا نادى الصوت المبحوح على حسناوات نائمات

لم تعد ا�رض ترغب في اNنجاب ،كما لم تمطر ، عضاء التناسلية ا�تخريب جديد يعبث ب

، كأنه السماء مند زمن ، فتحتل الخيوط السوداء تفاصيل صورة شاب منحني ليلتقط أشيائه

.ما عاد يرى سوى عينيه

لة في وقت العصر ، تحاول الشمس أن ع نيئ على مدفأة مشت ير ش رائحة شواء تنبئ بلحم ب

تدفئ صقيع الجسد ، تجتمع الذئاب في شيخوختھا لتتنازل عن الحكم طواعية ، لذئاب أكثر

نا الحكم مند زمن ترك شيخوخة ، تركنا الحكم لشباب ، كانت صرخة مبحوحة جھل مصدرھا ،

.طويل لذلك نحن ھنا منذ ذلك الزمن

سفلة الشعراء نظموا قصائدھم في ھجاء ا�مس ، توعدوا كل قادم بأن الشعر مصيدة الفئران

،نصبوا كل ما تبقى من عرقھم المالح ،كطريق يتوجه في منعرجات الكلمة ، ھدفه إخصاء

.رغبات شعبوھم

لتحمل نفس ا�صدقاء الذين كانوا بھا ا�عداء با�مس، فتتقدم نفس الحافلة التي حملت

با�مس، يجرون خيولھم التي تھدر كما يشبه الحب ، تصيح مراوغة لكي 8 تھزم قبل بداية

.المعركة

من الصعب أن تترك باب وطنك مفتوحا ،لكنه بقي كذلك على الدوام ، بقي ككتاب يكاد أن يكمل

لتھا ، فنصبح نتكلم كما يتكلم الجميع علنا ننسى أن الباب ما نقل تاريخ أمة معطوبة في فحو

.زال مفتوحا

...تنظر اليه بھدوء

91

إذا استمرت ا�مور على ھذه الطريقة ،فلن تبقى قسنطينة سوى ذكرى ، لن تعود إليھا أسراب

.طائر الزرزور الذي يعبر قمم بيوتھا المتھرئة

ت تستمع الى ل تفاصيل ھزائمه النفسية ، أماز ىالطرف ا�خر من جسده ،ممدة عل في كانت

ا�صوات ؟

نعم

ماذا تقول ؟

.ن السر 8 يمكن أن يقال وفي قلب المتلقي كره أتقول

وھل في قلبك كره ؟

.نعم ،أنا أكره كل من اعتدى على طموحات الشباب ،كل من جعل من قسنطينة تبدو عاھرة

وماذا تجيبك ا�صوات ؟

.يكرھون يتنازلون عن عرش الرحمة ،ف تقام المدن بالكره ،انھا تقام بالحب تقول أن الذين

.استمع الى ا�صوات إذن

أ8 يمثل التسامح خيانة لكل ا�صدقاء ، لكل العاطليين عن العمل ، لكل الشعراء الذين طردوا ،

.لكل المشردين والمساكين

الثورات التي تقام من "مليئة باNغراء تبتسم صاحبة العينين الزرقاوتين ، وتقول بھمسة

. "فيما بعد أجل العاطليين عن العمل ،من أجل الجياع ،ھي ثورات تكرس كل ما تقاومه

.أما الثورات التي قامت على الحب ،ونبذت الكره ،تنجح ولو بعد جيل

تعلم من كان قادرا على البطش بأعدائه ، لكنه . أ8 ترى أن نيلسون ما ندي كان محبا

.الرسول الكريم كيف يقول أذھبوا فأنتم الطلقاء

.لكنني لست ماندي

92

أ8 تستحق قسنطينة أن نسامح من أجلھا ؟

.ر اليھا طوي ثم تنھد بھدوء ظرفع بصره عن البط الذي يذكر بالحقبة ا8ستعمارية ، ن

تنى ببساتينھا ،غنى لھا صالح باي كان يسير دائما لتفقد قسنطينة ،شق إليھا طرق الماء ،اع

.لي بكل لغات ا�رض الموجودة

إذا كنت تريد أن تلتقيه فأدخل إلى قلبك حين يحل الحب مكان الكره ،ستجده ھناك في انتظارك

.

93

...أحب في كل امرأة نساء العالم "

...وفائي لھن واحد / يتجزأ

"وحدھا الKمبا/ة خيانة

كاتب ياسين

يد حفيده مراد مقتادا إياه عبر رائحة الذاكرة التي تنعكس صوتا يشبه " صالح باي"يمسك

.صوت الماء الھادر في أنين الليل

في ا�رض الفحية الخضرة التي تقابل انفراجة صخرتي قسنطينة، المكان الذي أصبح يشبه

مثلما كان يتوافد على الجزائر كل . ليتوافد إليه القرويين من كل حدب وصوبالجنة الموعودة

..بلة الثوار ثوار العالم فسميت ق

! 8 وجه للتشابه ......أعلم

ما فتئت تبدو جديدة ي ح تأتي الشاحنات المحملة بصور المرشحين لنتخابات تعلوا وجوھم ل

منظر اNنساني ،ف ھي شعيرات فطرية مثل لحى نظرا للفوضى العارمة التي تبعثھا على ال

.8 تشبه إ8 نفسھا ينساك معابد، إنھا لح يالماركسيين والشيوعيين والطبيعيين، و8 ھي لح

..."قادمون«

كتبت بخط كبير تحت صورة للمسجد ا�قصى

R بخط أكبر .... سنحقق شريعة.

ز حمتھا رك والشاحنات التي أصبحت ت يركض مراد الصغير على إيقاع مزامير السيارات

ھاالوحيد، إن نحن الحل: ا8نتخابية في تلك الفترة على أحياء قصديرية ھشة، منادية

حل كل سيكون R في عون العبد الفقير وت يحل الشريعة التي ستطبق حين ينتخب حزب ال

.مشاكله كما ستحل كل مشاكل الوطن

94

توزع على الصغار من خل الرمي العشوائي من الشاحنات حببت مراد ق الحلوى التي و ذ

...يح وكل ا�طفال في أصحاب الل

...الطعام على ا�رض ليأكل الجميع ويفرحوا �ن الشريعة قادمة 'قصاع 'عتض كما و

ما ھي الشريعة ؟؟؟

...يتساءل مراد الصغير في سره، لكن ذوق الحلو أشھى من أي تفكير

ا�طفال ومعھم كل من تربع على رجليه بطريقته القروية، ھاتفين باسم R الواحد ليصرخ

.ونبيه الكريم وتطبيق الشريعة

.وكأن العالم أصبح ھتافا جمي في تلك اللحظة فقط

، الذين كان تدينھم الجزائريين ذاق ا في م و ل جعلت من مفھوم الشريعة ح وى ل ن الح أوك

حل أي كره �حد، فكان يكفي الجزائري ما كانت معاصيھم بريئة وعفوية 8 ت صوفيا روحانيا، ك

، !"يالخاوة أم حقرونا"أن يقاسم عشاءه مع جاره، يكفيه أن يستجيب لصراخ أحمد بن بلة

.دون أن يضطر أن يسمي أيا من تلك ا8ستجابات اسما مستمدا من قاموس الشريعة

....لديه قاموسه الخاص

"..جزائري"لنا اسم واحدا فقد كان

..وبعد مذاق الحلوى أصبح لنا اسمين

.وحليق ...ملتحي

.وغاب الجزائري

صور طفولته وإحساسه بمشاعر المرارة لىما سبق كانت ذكريات ممزوجة بتعاليق مراد ع

..ليأتي صوت صالح باي قاطعا دوامة ا�فكار

95

ھا يوما بعد يوما ، فيرضى أھلھا تار و ، تذبل أ المدن الكبيرة حين تتوقف عن عزف موسيقاھا

ن الضجيج الشديد الذي أصبح يحدثه الباعة غير اا�ذ ت ف ل أ فقد عدم سماعھم الموسيقى، ب

د د ا للعشاق الج ج الشرعيين في قلب الساحات ، ھي نفس الساحات التي كانت في زمن قريب ح

وفي أيديھم كانوا يحملون ورود المودة لحبيباتھم أين كان المتحابون يرتدون مبس براقة

لتمثال المنحوت ل، كانت أجمل الصور تصنع في الطريق إلى السينما وبالمحاذاة المنتظرات

.د ذاكرة المكان يلتخل

، وأنا حين أقول روحانيا فأنا اقصد لد فراغا روحانيا كبيراھذا التخلي عن موسيقى الوجود، و

، كما 8 أقصد بالتخلي ترك انية ب صناعة جمالية ھي روحانية عرجاءجماليا �ن روح

بزوال المدن ،إنما ھو عدم اNصرار على طلب المزيد من إ8الموسيقى ،فالموسيقى 8 تزول

.الحب الموجود داخل كل نغمة في الكون

شكل تأن ت بھذا التقاعس الكبير أتت فلسفات من الخارج فشكلت نفسية الجزائري كما ترغب

.الجميعالزمن، كما حدث كل شيء في غفلة من فيھي مستغلة فراغا حدث

وھو"يبلد"لذلك 8 تسمع �حد في إدعائه أنه

...8 يصنع جما8

..8 يغني نغما

..8 يكتب كتابا

...8 يرقص

96

كن متأمK ، مصليا ،إنك عبر التأمل تخلق الفراغ وعبر الصKة "

"الذي يملؤه ،وبالتالي يصبح الفراغ فيضا من الحب تخلق الحب

أوشو

...اسمع يا حفيذي

مدينتي اليوم كل ما يطلبه سكان لذلك رة الطلبات المليئة بالحسرة تعطي حسرة أكثر ،ث ك

، أ8 ترى أن كل من كانوا يحلمون بسكن يليق بھم بعيدا عن سيأتي لھم بحسرات أكبر

نى بالحجارة بل تبنى ب ، انتقلوا وفي قلوبھم ھشاشة أكثر �ن قسنطينة 8 ت السكنات الھشة

...بالفن

ور في والبغضاء ، كلما تراجع الجمال عن الحض كلما تصاعدت الطلبات المليئة بالحنق

ن كانت ادت البذرة التي تحيي ا�رض حتى وق ، لقد ف السماء، ينكمش تدريجيا دون أن يرى

.قاحلة

أتدري يا حفيدي أن السر ليس بشيء عظيم كما يتوقع الكثير وإنما ھو عظيم للذين فھموا

.واستوعبوا سيرة الرسول صلى R عليه وسلم

يد صياغة الجمال من جديد 8 على الطرق القديمة عصنع مجتمع ي يةكيففي تدور فحوى السر

.وإنما برؤية جديدة تزھر بھا السماء

، و المال الذي لذلك فالطلبات التي تزايدت اليوم ما ھي إ8 تفاقم لشعور الحاجة يوما بعد يوم

.صرف ما ھو إ8 تغذية لجوع داخلي ف وي ر ص

. لممدينتي يا حفيدي تبنى على ع

97

يدي أن كل دعاء أو طلب ما لم يكن يؤمن عليه شعور من الداخل أنك لست بحاجة فلتعلم يا حف

الكون مليء بالھبات التي ھذا لذلك ا�مر وإنما أن تدعوا وتطلبه لسبب بسيط أنك تستحقه �ن

.8 تنضب

م الشكر عن الشيء الموجود ذھب كل الجمال الذي كان يقدس اللحظة الحاضرة التي دنعايوم

.مرآة صافية لشكر كل ا�رواح السابقةانعكست ك

...أصبحتم يا حفيدي تتذمرون من كل شيء

، �ن كل إنسان أتى لھذه كل حديثكم عن ا�شياء التي تنقصكم ،وفي حقيقة ا�مر ھي 8 تنقص

، لذلك فالحديث الذي اعتادت ا�فواه أن تتلفظ به ھو الحياة وھو يحمل معه كل ما يحتاجه

.نكران لنعمة ا�رض ولمطر السماء

لذا سأحدثك عن عھدي حين قررت أن أمد قنوات الماء العذب لقسنطينة ،لم يكن ذلك طلبا من

سكان مدينة قسنطينة

لم يكن أمرا من السلطات العليا في اسطنبول

ودفعتني للبحث عن حياة أفضل لكل الذين احتمت علي عاليةكان إلھام من R �ن مشاعر

ين ذنشئ أمرا لتتبارك خطواتنا نحن اليقيمون في مدينتي ، كانت طاقة الحمد تحتم عليا أن أ

. شعرنا بھا كما كان سكان قسنطينة الشاكرين للحظ المقدس الذي جعلھم يعيشون بھا

.السر ھو إعادة ربط اللحظة بحالة الشكر

يكون الشكر من اجل إجبار R على استجابة الدعاء بقدر ما يكون حالة داخلية بالتواصل 8

.مع R من خل تقديس أسمائه في القلب فتتقدس صفاته في ا�رض التي يقيم فيھا الشاكر

يا حفيدي أن 8 ادعوك إلى الجلوس وشكر R كما أصبح مألوفا ا;ن وإن كانت الطريقة

ك والتأكد أنك بلقس س ح دعوك أن تشكره في كل لحظة من لحظاتك من خل ت أنما وإ صحيحة ،

.ممتن لكل ما ھو موجود

98

إنك بذلك تساھم في صناعة واقع جميل لمحبوبتي قسنطينة وسيساعدك اNيمان بأن الحياة في

النوايا، ھذه المدينة تستحق واقع أفضل، ففي اللحظة التي تبدأ في التصديق أن الواقع يتغير ب

البركات في كل ذرة ھواء كما تصبح ل ح ت النوايا التي تساھم في بلورة وعي جمالي جديد، س

.ا�رض ذلو8 �ن تتغير وتصبح أكثر إشراقا

، و أن كل نية ا�صوات ىكما أريد أن أقول أن أي شكر يتم في ا8تصال مع R يرتد كصد

، أ8 لنظر على ما ھو موجود من أمور مادية، بغض ا موجھة نحو الخير ستنعكس ازدھارا

ترى تلك الجزيرة التي تسمى سنغافورة كيف صنعت عالما بدي عن العالم الذي صنعه لھم

، لكنھم آمنوا بعالم يمكن أن تصنعه الرؤية المليئة ، عالم مليء بالفقر الماليزيون الصينيون

يأتي من خل ا8متنان على اللحظة ، وإنما ، ذلك ا�مل الذي 8 يربط بمستقبل با�مل

.الحاضرة

...يضحك مراد متسائ في داخله

وھل كانت سنغافورة متواجدة في وقتك يا جدي صالح باي ؟

ا�رواح يا حفيدي تنتقل و8 تموت ،إنھا أبدية ، كما ھذه اللحظة أبدية ،حين تتخلص من وھم

، �نك متصل بقوة قبل البدء وحين البدء، وستدرك أيضا أنك الجسد ستدرك أن الزمن وھم

R عظمى تدعى .

" محبوبتي"يعيشون في قسنطينة ن كل م أريد من لذلك ف شيء يحدث إ8 وحدث قبل البدء ،

.المكتوب الذي أتى بھم إليھا سر أن يعلموا

.و عالم جديد أن يدركوا أنھم قادرون على صناعة وعي جديد ،جمال متطور

. وا غير قادرين لما كتب لھم أن يأتوا إليھا أصولو كان

99

...غب عن الطريق تصل إليه

البسطامي

جب و قسنطينة تھب إلى الھاوية يوما بعد ت س لم ي لكن كثير من الدعاء الذي كان مليئا بالشكر

. يوم

أعطيتموھا تلك ، أنتم ت تستعمل نفس الخطأ ،8 توجد ھاوية إ8 تلك التي تتحدثون عنھال از م

القدرة على التواجد في واقعكم ،تتحدثون عنھا يوما بعد يوم ،تتكلمون عنھا مثل واقعكم الذي

، لكنكم لم تنتبھوا أن الھاوية وھم ،ككل ا�شياء ا�خرى التي أصبحتم مجبرين على معايشته

من صنع ما ھي في ا�صل إ8 أفكار قمتم بتغذيتھا عن طريق اھتمامكم بھا فصارت واقعا

.أيديكم

حين انفتحت الجزائر 1990عمرك سنتين ،أي في سنة هلنعد بالذاكرة في الوقت الذي كان في

.على ما يعرف بحرية التعبير والصحافة وإنشاء أحزاب سياسية

! ؟؟تذكر ما كنت تسمعه

..8 أتذكر كل شيء ! طف ت ن ك

من ينسون كل شيء ،تعال معي إلى ذاكرتكا�طفال يتذكرون كل شيء ، من أصبحوا كبار ھم

. ، سترى أن كل ھمسة حدثت موجودة ھناك

تأتي صورة الطفل الصغير ممددا على بساط فوق ا�رض اNسمنتية وصوت التلفزيون يذيع

، وأن ھذه الدولة التي يتحدث من منبرھا خطاب أحد السياسيين الذي يبشر بقدوم الشريعة

.ى بحد السيف دولة كافرة و8 تتغير إل

.الخطاب احفيده بالتوقف عند ھذ ييأمر صالح با

! ؟؟ سيفالأ8 ترى أن جحودكم وكفركم لنعمة اNيمان أدخلكم 8ستعمال حد

100

يتجسد انعكاسا تعال أريك صورة أخرى موجودة في وعي كل الجزائريين،لترى أن واقعكم

! ؟ لتتساءلوا بعدھا لماذا حدث كل ھذا، 8عتقادات وھمية ما تلبث وأن تصبح واقعا

.النوايا السيئة التي أصدرتموھا من قبل متناسين

من الشعب الذي أنظر معي إلى الرئيس الجزائري أحمد بن بلة وھو يخطب على جمھور

يتحدث بن بلة طوي عن عظمة الثورة لت فرحة ا8ستقل منتشية في روحه ،اماز

...انت موجھة إليه بحب التحريرية، فكل ا�ذان ك

تمر سيارة على مكان التجمع ،بكل دخانھا الخاطف للعقول في تلك الفترة من الستينات فجأة

،حيث كان يندر أن ترى جزائري يملك سيارة، ليسترسل الرئيس أحمد بن بلة ويقول جملته

ية، لكنه لم في إشارة منه إلى التوجه لشتراك" وبلوا الشحمذما تخافوش درك ن"الشھيرة

يدرك أنه قال كلمة دخلت في وعي كل شعبه، عليه أن يتنازل على السيارة ليكون واحدا

" .ما تخافوش الخير كاين وبكل توليو عندكم ھكا وخير"منكم، آه لو قال احمد بن بلة

101

.الموسيقى ھي الحلقة التي تربط الروح بالحس

بيتھوفن

ا8ستجابة للنعيم والرخاء الذي وھبه R للجزائري ليجعل من بلده عيق ھناك موسيقى داخلية ت

أرض ميعاد جديدة ينتصر فيھا نور الحق على ظلمة الباطل ،إنھا كل المعتقدات التي زرعتھا

، فرنسا في روح الجزائريين واتھمته بأنه شعب 8 يقاد إ8 بالقوة ،أوھمته أنه شعب عنيف

، و أن ا8عتقاد الراسخ في الوعي ھو الذي بعث عنيفاوقد ي سيعيش عنيفا و سيموت عنيفا ،

فالجميع يدعون بالخير ،لكنھم متأكدون في عيق مشاعر الشكر من أن تنعكس على الواقع ،ي

.داخلھم أنه 8 يوجد خير فيصبح خلل كبير

كيف تطلب شيئا وأنت متأكد أنه غير موجود ، إذن 8 تعطى ذلك الشيء ففي كل شيء تنويه

، أو ا8ستجابة لما دعوت R به دون ولح أو تقوم به ھناك الكثير من ا8عتقادات التي ت

.على حسب ما يحمله وعيك الداخلي عن الحياة ه تعيق

وا أنه يوجد ما يكفي ع ، عليھم أن ي على سكان مدينة أن يعيدوا التواصل مع الخير الموجود

، فخلف كل نجاح بعد جيل،و بأن ھناك شيء ينقصويتخلصوا من مشاعر القمع المورثة جيل

.ذلك النجاح ل و م فكرة ت

حدث شيئا أمام قوة اNيمان با8تصال مع ملكوت لكن كل ا8عتقادات مھما كانت قوية فھي 8 ت

.R، فتحل الخيرات من داخلك العميق الذي يحدث خيرا خارجيا كبيرا إذا تغيرت أي نية ھناك

.سنطينة جديدة على أمل صناعة ق

...لقد امتنع الكثير من الدعاء الى R ،اذن

حفيدي فالدعاء 8 يستعمل لتلبية الطلبات ، فالكثير أصبح يدعوا �ن لديه قائمة من يا 8

.جاب لكن لن يكون لھا معنى ست الطلبات التي 8 تنتھي ،في حقيقة ا�مر إنھا كلھا ست

102

الوجود ھو دعاء R للمشاركة في رسم مسار الحياة ،وھو ما يعبر الدعاء الذي يغير معنى

.عنه المتصفون الدخول في مملكة الرب

وإنما الدخول إلى فضاء مليء با8تصال الروحاني المشاركة ھنا 8 تعني التقاسم أو المشاطرة

.ومن عمق ذلك ا8تصال يحدث وعي بقيمة اللحظة الراھنة ،

ول إلى استجابة الطلبات كلھا ،لكن تتم ا8ستجابة في ھذا المقام نتيجة حينھا فقط يمكن الوص

.ن كل ا�مور ممكنة لكن ما على اNنسان إ8 الدخول لمملكة R أوعي ب

. وما حواري معك ا;ن سوى الرغبة في العودة بقسنطينة إلى مملكة الوصل الرباني

يقترف ، خبأھا في برنوسه كما تخبئ نساء اشتھاھا دفعة واحد ، وكأن الزمن جرم 8 يجب أن

قسنطينة أجسادھن في مية سوداء ، كان ا8شتھاء خاليا تماما من النظر إلى عينيھا ،وأي

.فتنة يحدثھا الخيال الھارب من تصاميم وقوالب السابقين

روحھا المحبوسة في قارورة الشرق ،كترنيمة غجرية صيغت على شكل وشم أخضر ، طبع

.سد يئن من شھوة الكتابة على ج

تلحق بطوله الباسق ، تحاول أن تكون شجرة اتطية أصابع رجليھا ،علھم تحتبس أنفاسھا م

.شفتيھا طب جذور ، يتنكر لھا وھو ينحني ليلتق

... أحم

.."وھم صنعه كتاب أحم يا رجلي ،"

؟؟قسنطينة

؟؟قسنطينة المرأة أم المدينة

يلتقط مجددا شفتيھا

قسنطينة قصة حب لن تنتھي ، حكاية بحار لم يعد ليعتذر لوادي الرمال ، كل الخيانات تحملھا

.الكتب

103

.متى تعود يا رجلي الى مدينتك ؟

كنت مستعدا لمشاركة حياة سكان محبوتي قسنطينة ، أن أمرر لھم رسائل السماء ، لكن كان

.ليئة بما يشغلھا عن التسبيح وتمجيد أسماء R في القلوب القلوب م تاNستماع ضعيفا ، كان

؟ يجعل الحجارة تصير ألماسا ا الذي يجعل البذور تنمو ؟ م الذي فكرت مليا ما

.كنت اريد ان اخلق مدينة تجعل من رقصھا مع جسورھا حروفا لكتابة نص جميل

.ة يمخفھبة ھنا أنظر لكلمة الخلق كم ھي

ھا قصيدة تتغزل بشاعرھا علأحد منا القدرة على خلق مدينته ،القدرة على ج لي لكدنعم يا حفي

، أو أنثى تنتظر رجلھا الوحيد العائد من الحرب، 8 يھم أعطاب الحروب بقدر ما تھم نتائج

.الخلق

اNشارات 8 ا الحياة الروتينة في قسنطينة ،تلك ھأنظر الى اNشارات الصغيرة التي تمتلئ ب

لم يعد مھما أن تشرق ن شجرة أخضر ،صتعني أحدا ، لم يعد مھما أن يغرد عصفور على غ

.جديدة كل يوم جديد شمس

التنكر لHشياء البسيطة ھو تنكر للمعجزات الكبيرة ،فعدم ا8عتراف بقدسية ا�شياء ،ھو عدم

.بركات السماء لاستحقاق

يبحث عن ا�مان ، يبحث عن الراحة ، قل لھم يا لقد أصبح كل من يسكن فوق الصخرتين

احروب ،انھلي أن قسنطينة ليست قلعة للراحة ،انھا أرض معارك ، لكنھا 8 تعترف بادحفي

غنى على نشئھا قصيدة عارية ، برواية يكتبھا عاطل عن العمل ، بأغنية ت تعترف بمعركة ت

.صخور التاريخ ،لتسمح للماء بالنزول على مھل

كل للنكسات ، للنكبات ، ول ي أمان ،فھي تعطي قيمة للجروح ،فينة لم تنشأ ليعيش أھلھا قسنط

رجل الصفات ا�خرى التي برع العرب في إطقھا على خسارتھم ، قسنطينة أنثى تبحث عن

. جديد ، عن إنسان جديد

قسنطينة سمعته تشه عن ظھور الرجل الخارق في الجبال السويسرية الباردة،يتحدث يوما ن

.تشه أو غيره ير أنه وجد قبل أن يكون نكظر النبوءة ،سمعته وھي تذتوھي التي كانت تن

104

.لكن الكتب دائما تجعلنا نطمئن أننا على الطريق الخطأ الذي يقود دوما للصواب

فيدوسھا برفق ،لتبلل كانت تنتظر رجلھا الذي يأتي بفحولته ، الذي يحترم أنوثة ا�رض ،

.ات أطراف ثوبه الزھري عيون العاشق

.8 تغادرني الى منفاك

.وحا لكنه صادق حمزال صوتي مب

.الرسائل بعتثت لتصل الى أھلھا

.رك يا عين السماء في ا�رض ظأنت