راﺮﺿ ﻻو رﺮﺿ ﻻ :ةﺪﻋﺎﻘﻟ ﺔﻴﻘﻴﺒﻄﺗ...

) 392( »ال ضرر وال ضرار«:قاعدةة تطبيقية لدراسة فقهي ء2013 جون --- القلم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

»ال ضرر وال ضرار«:قاعدةدراسة فقهية تطبيقية ل

عبداحلى أبرو. د

Legal maxims occupy a distinct position in the Fiqh literature. In fact

these are the exponents of the real nature, purposes and objectives of

the Shari’ah. These maxims which are generally expressed in precise

words are derived by the jurists after the extensive reading of Fiqh

literature. Muslim jurists have classified the legal maxims which are

various in numbers into different classes and have singled out five of

these as major legal maxims. The scope of these five maxims is very

broad and they apply almost to the every chapter of fiqh. The study of

these maxims not only develops the juristic skill in the reader but also

the similar scattered juristic cases may be combined under these

maxims. This study is an attempt at explaining one of these maxims La

Darar wa Lā Dirār (No incipient or retaliatory harm). The study begins

with the source of this maxims and brief explanation followed by its

applications in different chapters of fiqh. Sub-maxims derived from

this maxim are mainly focused, where meaning, sources and their

relation to the main maxims is discussed. The issues came under these

maxims are also referred to.

م على سيدنا رسول اهللا املبعوث رمحة للعاملني، احلمد هللا رب العاملني، والصالة والسال

:وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إىل يوم الدين، وبعد

فإن علماء املذاهب الفقهية رمحهم اهللا اهتموا بالفقه اإلسالمي اهتماما بالغا ، ودونوا فيه

خدمة الفقه املؤلفات الكثرية نثرا ونظما، وكان من نتاج ذلك أن تنوعت مسالكهم يف

فمنهم من اهتموا بربط املسائل الفقهية بقواعدها وضوابطها ، فاستقرءوا . اإلسالمي

املسائل الفقهية وقارنوا بينها، واستخرجوا منها جامعا مشرتكا بني تلك املسائل، فكان

، وهو نتيجة جهد متواصل وتتبع لفروع الشريعة يف أبواب »القاعدة الفقهية«اجلامع هو

.فقهال

، »علم القواعد«فمن ضمن التأليف يف علم الفقه ، والتحصيل فيه ، والتخصص به نشأ

وهو فن عظيم، جيمع األحكام الفرعية . وتوسع التأليف فيه حىت صار علما مستقال

العديدة، واملسائل املتناثرة يف عبارات وجيزة ، ومجل مصقولة، وتراكيب حمكمة، تضبط

بني أحكامه وعلله ، وتقربه لألذهان ، وجتعله سهل احلفظ، وتبعده عن علم الفقه، وتنسق

األستاذ المشارك، أكاديمية الشريعة، الجامعة اإلسالمية العالمية إسالم آباد


، ولذلك ظهر االعتناء بالقواعد الفقهية، وتساعد يف تكوين امللكة الفقهية النسيان،

.واحتلت حملها من اإلجالل واالحرتام ، وصنفت فيه املؤلفات العديدة يف كل مذهب

وطئةت

بالنظر إىل اجلهة اليت ينظر منها إليها، وحبسب ، القواعد الفقهيةختتلف أنواع

.اعتبارات خمتلفة

:تنقسم إىل قسمنيفمن حيث اتساعها وشمولها،

:القواعد املشتملة على مسائل كثرية، ومن أبواب متعددة، وهي نوعان :القسم األول

ه إن الفق: القواعد املشتملة على مجيع األبواب تقريبا، واليت قالوا :النوع األول

:مبين عليها، وهي القواعد اخلمس، أو الست الكربى، وهي

1(األمور مبقاصدها(.

2(اليقني ال يزول بالشك(.

3(املشقة جتلب التيسري(.

4(الضرر يزال(.

5(العادة حمكمة(.

القواعد الشاملة ألبواب كثرية، وال ختتص بباب معني ولكنها أقل مشوال :النوع الثاني

:خلمس الكربى، وذلك مثل القواعد اآلتيةمن القواعد ا

6(االجتهاد ال ينقض باالجتهاد(.

7( إذا اجتمع احلالل واحلرام غلب احلرام(.

8(اإليثار يف القربات مكروه، ويف غريها حمبوب(.

9(التابع تابع(.

10(احلدود تسقط بالشبهات(.

واب حمدودة، أو معينه من أبواب القواعد املشتملة على مسائل متعلقة بأب :القسم الثاني

:الفقه، وهي مبعىن الضابط، وفق وجهة من يرى أنه خمتص بباب واحد، ومن أمثاهلا

11(األميان مبنية على العرف(.

12(األصل يف األبضاع التحرمي(.


»ال ضرر وال ضرار«قاعدة

ال «إحدى القواعد الكربى، وهي قاعدة هذا البحث على دراسة إن الرتكيز يف

يف ذه القاعدةه عرب عن وقد . واملندرجة حتتها هاالقواعد املتفرعة من، و »ضرر وال ضرار

، وجعل مؤلفوها ما عربنا به دليال )13(»الضرر يزال«كثري من كتب القواعد الفقهية بـ

وهو يعد من جوامع ،ولكن ملا كان منطوقها نص حديث نبوي كبري. عليها وأصال هلا

هلذا اخرتنا أن يكون عنوان ؛ى اهللا عليه وسلم سار مسار القواعد الفقهية الكليةكلمه صل

.»ال ضرر وال ضرار«هذه القاعدة

ويرجع اختيارنا هلذه القاعدة إىل أن الشريعة مبناها على حتصيل املصاحل

وتكميلها، وتعطيل املضرات واملفاسد وتقليلها، ومن مث فيجب معرفة املصاحل واملفاسد

يرجع إىل أحد والضرر . حتديدها مبا حيقق أعلى املصاحل ويدرأ أعظم املفاسد واملضراتو

.، وهذه القاعدة تشمل كليهماإما تفويت مصلحة، أو حصول مضرة : أمرين

أصل هذه القاعدة وأدلتها

نص حديث نبوي كرمي نقله مجاهري أهل العلم واحتجوا ـ كما ذكرنا ـ هذه القاعدة

أن رسول اهللا ل أجود الطرق له ما رواه احلاكم وغريه عن أيب سعيد اخلدري به، ولع

:صلى اهللا عليه وسلم قال

.)14(»ال ضرر وال ضرار، من ضار ضاره اهللا ومن شاق شاق اهللا عليه«

ومن شاق شق اهللا « والشطر الثاين من احلديث ورد يف صحيح البخاري بلفظ

وملالك مرسال عن عمرو بن حيىي املازين عن أبيه أن رسول اهللا . )15( » عليه يوم القيامة

.)16(»ال ضرر وال ضرار« :صلى اهللا عليه وسلم قال

أن عن عبادة بن الصامت ... والبن ماجة من طريق فضيل بن سليمان

.)17( »قضى أن ال ضرر وال ضرار«رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

: عن النيب صلى اهللا عليه وسلم قال – عنها رضي اهللا –وللدار قطين عن عائشة

. )18( »ال ضرر وال ضرار«

أسند الدار قطين هذا احلديث من وجوه جمموعها «: قال أبو عمرو بن الصالح

: يقوي احلديث وحيسنه، وقد نقله مجاهري أهل العلم واحتجوا به ؛ فعن أيب داود قال


.)19( »ديث منهاالفقه يدور على مخسة أحاديث، وعد هذا احل

شرح مفردات القاعدة

كل ما كان سوء حال وفقر وشده يف بدن : قال األزهري: بالضم والفتح الضر

والضرر فعل الواحد، والضرار فعل . فهو ضر بالضم، وما كان ضد النفع فهو بفتحها

سره وف. مقابلة الضرر بالضرر: االثنني، فالضرر إحلاق مفسدة بالغري مطلقا، والضرار

.)20(بأن ال يضر الرجل أخاه ابتداء وال جزاء : بعضهم

الضرر : وقيل. مها لفظان مبعىن واحد تكلم �ما مجيعا على وجه التأكيد :وقيل

: وقيل. الضرر هو الذي لك فيه منفعة وعلى غريك فيه مضرة: وقيل. والضرار الفعلاالسم،

من أضر بك من غري جهة االعتداء باملثل أن تضر من ال يضرك ، والضرار أن تضر : الضرر

.)21(واالنتصار باحلق

. إما تفويت مصلحة، أو حصول مضرة بوجه من الوجوه :والضرر يرجع إلى أحد أمرين

أن ليس ألحد أن يضر بأخيه سواء ضره أم ال ، إال أن ينتصر : والذي يصح يف النظر«

ا وال ضررا إذا كان على الوجه الذي ويعاقب إن قدر ، مبا أبيح باحلق، وليس ذلك ظلم

.)22( »أباحته الشريعة

شرح القاعدة إجماال

هذه القاعدة من أركان الشريعة وتشهد هلا نصوص كثرية من الكتاب والسنة، وهي

أساس ملنع الفعل الضار وترتيب نتائجه يف التعويض املايل والعقوبة، كما أ�ا سند ملبدإ

احل ودرء املفاسد، وهي قاعدة الفقهاء وعمد�م وميزا�م يف االستصالح يف جلب املص

.تقرير األحكام الشرعية للحوادث

ونص هذه القاعدة ينفي الضرر فيوجب منعه مطلقا، ويشمل ذلك الضرر العام

والضرر اخلاص، ويشمل أيضا دفع الضرر قبل وقوعه بطرق الوقاية املمكنة، كما يشمل

ومن مث كان إنزال . ا ميكن من التدابري واليت تزيل آثاره ومتنع تكرارهأيضا رفعه بعد وقوعه مب

العقوبات املشروعة با�رمني ال ينايف هذه القاعدة وإن ترتب عليها ضرر �م ألن فيها

.عدال ودفعا لضرر أعم وأعظم

نفي فكرة الثأر �رد االنتقام ، ألن هذا يزيد يف الضرر :والمقصود بنفي الضرر


يوسع دائرته، فمن أتلف مال غريه مثال ال جيوز أن يقابل بإتالف ماله، ألن يف ذلك و

توسعة للضرر بال منفعة، وذلك خبالف اجلناية على النفس أو البدن مما شرع فيه

.)23(القصاص، ألن اجلنايات ال يقمعها إال عقوبة من جنسها

ما ينبني على هذه القاعدة من أبواب الفقه

:)24(لى هذه القاعدة كثري من أبواب الفقه، ومن ذلكينبين ع

.إلزالة الضرر عن املشرتي ؛الرد بالعيب :األول

.اخل...من اختالف الوصف املشروط والتغرير وإفالس املشرتي ؛مجيع أنواع اخليار :الثاني

.احلجر بأنواعه؛ للمحافظة على مال غري القادر على التصرف السليم :الثالث

.الشفعة؛ شرعت للشريك لدفع ضرر القسمة وللجار لدفع ضرر اجلار السوء : الرابع

.القصاص؛ لدفع الضرر عن أولياء القتيل :الخامس

.احلدود؛ لدفع الضرر عن ا�تمع وعمن حلق به :السادس

.الكفارات؛ إلزالة سبب املعصية :السابع

.ف لهضمان املتلف؛ إلزالة الضرر الالحق مبن أتل :الثامن

.القسمة؛ لرفع الضرر عن أحد الشريكني أو كليهما :التاسع

نصب األئمة والقضاة ؛ ملنع الضرر عن األمة اإلسالمية ، حيث بوجودهم تقام :العاشر

.احلدود ومتنع اجلرائم وتستأصل شأفة الفساد

.؛ إلبعاد ضرره عن النفس)25(دفع الصائل :الحادي عشر

ني؛ إلظهار نور احلق ودحر فتنة الباطل وصدهم عن طريق قتال املشرك :الثاني عشر

.الدعوة اإلسالمية

.فسخ النكاح بالعيوب أو اإلعسار ؛ إلزالة الضرر عن الزوج أو الزوجة :الثالث عشر

.وينبين عليها من الفقه ما ال حيصر مما يف حكمة مشروعيته دفع للضرر واإلضرار عن العباد

يقاتهامن أحكام هذه القاعدة وتطب:

لو انتهت مدة إجارة األرض الزراعية قبل أن يستحصد الزرع، تبقى يف يد املستأجر

.)26(بأجر املثل حىت يستحصد؛ منعا لضرر املستأجر بقلع الزرع قبل أوانه


لو باع شيئا مما يسرع إليه الفساد كالفواكه مثال، وغاب املشرتي قبل نقد الثمن

.)27(ائع أن يفسخ البيع ويبيع من غريه ؛ دفعا لضرره وقبض املبيع وخيف فساده، فللب

جيوز حبس املشهورين بالدعارة والفساد حىت تظهر توبتهم ولو مل يثبت عليهم جرم

.)28(معني بطريق قضائي؛ دفعا لشرهم

أوجب الفقهاء احرتام احلقوق القدمية من منافع ومرافق وتصرفات ولو مل يكن يف

ة، ألن يف إزالتها إضرارا �م، ما مل يثبت إحداثها بطريق غري أيدي أصحا�ا وثائق مثبت

.)29(مشروع أو يكن فيها ضرر حبقوق العامة

ال حيل أن جيعل يف طريق املسلمني وأسواقهم ما يضر �م من أخشاب أو أحجار أو

.)30(حفر أو حنو ذلك إال ما كان فيه نفع ومصلحة هلم

املعامالت وكتم العيوب فيها واملكر واخلداع ويدخل يف ذلك التدليس والغش يف

والنجش، وتلقي الركبان وبيع املسلم على بيع أخيه والشراء من شرائه، ومثله اإلجارات

ومجيع املعامالت واخلطبة على خطبة أخيه، وكل معاملة من هذا النوع ؛ فإن اهللا ال

اهللا ترحل عن اخلري وتوجه إليه يبارك فيها ؛ ألنه من ضار مسلما ضاره اهللا، ومن ضاره

!الشر، وذلك مبا كسبت يداه

ويدخل يف ذلك مضارة الشريك لشريكه واجلار جلاره بقول أو فعل، حىت إنه ال حيل

.له أن حيدث مبلكه ما يضر جباره فضال عن مباشرة اإلضرار به

ة يوصى �ا أو ديـن من بـعد وصي : كما قال تعاىل ،وكذلك الضرار يف الوصايا

بأن خيص أحد ورثته بأكثر مما له، أو ينقص الوارث، أو يوصي لغري ) )31غيـر مضار

ومن ذلك، احليف يف األحكام والشهادات والقسمة وغريها . وارثه، بقصد اإلضرار بالورثة

حق للعقوبة، فكل هذا داخل يف املضارة وفاعله مست. على أحد الشخصني لنفع اآلخر

.وأن يضار اهللا به

وأشد من ذلك، الوقيعة يف الناس عند الوالة واألمراء ليغريهم بعقوبة أو أخذ ماله أو منعه

.من حق هو له ، فإن من عمل هذا العمل، فإنه باغ، فليتوقع العقوبة العاجلة أو اآلجلة

ة تحتهاوالمندرج »ال ضرر وال ضرار«القواعد المتفرعة من قاعدة:

الضرر يزال -1


الضرر يدفع بقدر اإلمكان -2

الضرر ال يزال مبثله، أو بالضرر -3

الضرر األشد يزال بالضرر األخف -4

خيتار أهون الشرين أو أخف الضررين -5

إذا تعارضت مفسدتان، روعي أعظمهما ضررا بارتكاب أخفهما -6

يتحمل الضرر اخلاص لدفع ضرر عام -7

ملصاحلدرء املفاسد أوىل من جلب ا -8

.هذه القواعد ما يلي شرحوفي

)32(الضرر يزال -1

ال ضرر وال ضرار"صلتها بقاعدة "

فإذا كانت تلك القاعدة تنهى عن ". ال ضرار وال ضرار"هذه القاعدة مبثابة تتمة لقاعدة

الضرر والضرار، فإن هذه تعاجل الضرر إذا وقع، فتنص على أن كل ضرر باآلخرين معاقب

لة، إال أن ذلك مقيد بقدره، ويف حدود الضرورة، وذلك ترميما آلثاره، وختفيفا من عليه باإلزا

.وطأته، وحتقيقا للعدالة بني الناس، وإال كان إضرارا مبتدئا ومل يكن إزالة للضرر السابق

أمثلتها وتطبيقاتها

: )33(يبتين على هذه القاعدة كثري من أبواب الفقه

إذا سلط إنسان ميزابه على الطريق العام حبيث يضر ة،ففي ميدان الحقوق العام

.ببناء أو حفر بالوعة أو غري ذلك باملارين، فإنه يزال، وكذلك إذا تعدى على الطريق

،يضمن املتلف عوض ما أتلف، للضرر الذي أحدثه وفي ميدان الحقوق الخاصة.

يكلف رفعها أو قطعهاوإذا طالت أغصان شجرة لشخص وتدلت على دار جاره فأضرته ،.

،وقد شرع كثري من اخليارات يف العقود إلزالة األضرار الواقعة على أحد املتعاقدين

.كخيار العيب، وخيار الغنب بالتغرير، وخيار تفريق الصفقة

)34( الضرر يدفع بقدر اإلمكان -2

معنى القاعدة

.وإال فيتوسل لدفعه بالقدر املمكن ،هافإن أمكن دفعه بدون ضرر أصال فب ،إن الضرر يدفع شرعا


وهذه القاعدة تفيد وجوب دفع الضرر قبل وقوعه بكل الوسائل واإلمكانيات

، »سد الذرائع«املتاحة، وفقا لقاعدة املصاحل املرسلة والسياسة الشرعية، فهي من باب

التكليف ويكون دفع الضرر بقدر االستطاعة، ألن. »الوقاية خري من العالج«ومن باب

.الشرعي مقرتن بالقدرة على التنفيذ

التطبيقات الفقهية على القاعدة

:ففي جانب المصلحة العامة

شرع اجلهاد لدفع شر األعداء، ووجبت العقوبات لقمع اإلجرام، وصيانة األمن

.ذرائع الفساد وأبوابه من مجيع أنواعه وردع الظلمة، ووجب سد

:في جانب الحقوق الخاصةو

ع حق الشفعة لدفع الضرر املتوقع عن اجلارشر.

وشرع احلجر على السفيه لدفع ضرر سوء تصرفاته املالية.

وشرع احلجر على املفلس منعا للضرر عن الدائنني.

بناء على طلب –القابل للقسمة –وشرع اإلجبار القضائي على قسمة املال املشرتك

.)35(أحد الشركاء دفعا لضرر شركة امللك

حيبس لدفع ضرر –أو العاجز –ولو امتنع األب من اإلنفاق على ولده القاصر

.)36(اهلالك عن الولد

وإذا اغتصب شخص مال آخر واستهلكه، فألن إرجاع املال املغصوب املستهلك بعينه

غري ممكن، يضمن الغاصب مثل ذلك املال إذا كان من املثليات، وقيمته إن كان من

.)37(ان �ذا الوجه دفع للضرر بقدر اإلمكانففي الضم. القيميات

ر على املسلمني سيفا فعليهم أن يقتلوه إذا مست الضرورة لذلك ، لقوله ومن شه

واهللا –، واملراد )38(»من شهر سيفه مث وضعه فدمه هدر«: صلى اهللا عليه وسلم

وال فدمه هدر أي ال دية ... من أخرجه من غمده للقتال وضرب به « –أعلم

.، ألنه باغ، فلضرورة دفع الضرر سقطت عصمته)39( »قصاص بقتله

لكن عليه الضمان، ألن –حفاظا على حياته –وكذلك للمضطر أن يأكل مال غريه

.)40(الضرر يدفع بقدر اإلمكان


عالقة هذه القاعدة ببعض املسائل األصولية واالعتقادية

ع إىل الدرجة احملمودة، وهي التوسط بني هذه القاعدة مهمة من مواضيع الشريعة، ترج«

.»درجيت اإلفراط والتفريط، يستدل �ا على كثري من األحكام األصولية واالعتقادية

ما ذهب إليه احلنفية من أن النهي عن املشروعات يقتضي القبح : فمن األصولية

. هي للقبح لعينهال لذاته بل لغريه، والصحة واملشروعية بأصله، إال بدليل يدل على أن الن

فإذا مل يقم . وعند الشافعية يقتضي القبح لعينه، إال بدليل يدل على أن النهي للقبح لغريه

. دليل على أن القبح لعينه أو لغريه، يبطل عندهم ، ويصح بأصله ال بوصفه عند احلنفية

وإذا قام دليل يدل على أن القبح لغريه، فذلك الغري إن كان وصفا له، يبطل عند

الشافعية، ويفسد عند احلنفية، أي يصح بأصله ال بوصفه، إذ الصحة تتبع األركان

: والشروط، فيحسن لعينه ويقبح لغريه، ترجيحا لألصل على العارض، وعند الشافعية

.)41(الباطل والفاسد سواء

لو نذر صوم يوم النحر أو أيام التشريق مثال، صح نذره عند :ويتفرع على هذا

احلنفية لكنه يفطر األيام املنهي عنها ويقضيها، وعند الشافعية ال يصح نذره، مجهور

.)42(لكونه نذرا مبا هو معصية، والنذر باملعاصي ال يصح

أن الصوم مشروع بأصله، حسن شرعا وعقال، لكونه سبب : وجه قول احلنفية

ف حسنه شرعا وعقال ملا فيه التقوى وقهر النفس األمارة بالسوء، والنهي ال يرد على ما عر

من التناقض، فيحمل النهي على غري جماور له، صيانة حلجج الشرع عن التناقض، وعمال

بالدالئل بقدر اإلمكان، ولذلك قالوا بلزوم اإلفطار والقضاء، وهي الدرجة الوسطى بني

.ةإبطال النذر أصال مع أنه نذر بعبادة، وبني إيفائه بذلك اليوم وهو معصي

فما ذكره أهل السنة من أن أفعال العباد كلها خملوقة هللا تعاىل، ليس : وأما االعتقادية

الختيار العبد فيها تأثري، فاخلالق هو اهللا تعاىل، والعبد مثاب أو معاقب باعتبار أنه حمل

.لالختيار الذي هو خلق اهللا تعاىل أيضا، وهو املسمى كسبا

طيل الشرائع، والقول بأن العبد خيلق أفعال نفسه ؛ يلزم فالقول باجلرب يلزم منه تع

فالدرجة الوسط بني اإلفراط –تعاىل عن ذلك –شريك يف أفعاله منه أن يكون هللا

.)43(والتفريط هو ما قاله أهل السنة، عمال باجلمع بني التشريع واملؤاخذة


أو بالضرر ،)44( الضرر ال يزال بمثله -3

يزال صلتها بقاعدة الضرر

-هذه القاعدة تعترب قيدا لسابقتها، ألن إزالة الضرر ال تكون بإحداث ضرر مثله

، وال بأكثر منه باألوىل، فشأ�ما شأن األخص مع األعم يف –ألن هذا ليس إزالة

، فالشرط إذا أن »الضرر يزال«: بل مها سواء ، ألنه لو أزيل بالضرر ملا صدق. احلقيقة

.)45(إضرار بالغري إن أمكن، وإال فبأخف منه يزال الضرر بال

أمثلتها وتطبيقاتها

ال جيوز إلنسان حمتاج إىل دفع اهلالك عن نفسه جوعا أن يأخذ مال حمتاج مثله، كما

.)46(ال جيوز ملن أكره بالقتل أن يقتل، إذا كان املراد قتله مسلما بغري وجه حق

ان فقريا مثلهوال تفرض النفقة للفقري على قريبه إذا ك.

وكذا ال جيرب الشريك على قسمة املال املشرتك غري القابل للقسمة، ألن يف قسمته

).ويف القانون اليوم يزال هذا الشيوع بالبيع وتوزيع الثمن ( ضررا أعظم من ضرر الشركة

ه حيق لو ظهر يف املبيع عيب عند املشرتي ال حيق له رد املبيع لوجود عيب قدمي فيه، إال أن

.)47(للمشرتي أن يرجع على البائع بنقصان الثمن، أي بالفرق بني قيمة املبيع وقيمته ساملا

،»الضرر األشد يزال بالضرر األخف « -4

،»يختار أهون الشرين أو أخف الضررين« -5

)48( »إذا تعارض مفسدتان روعي أعظمهما ضررا بارتكاب أخفهما« -6

عد الثالث وجه الجمع بين هذه القوا

ومغزاها ومؤداها . هذه القواعد الثالث تباينت ألفاظها وصيغها واحتدت معانيها

واحد، وهو أن األمر إذا دار بني ضررين أحدمها أشد من اآلخر، فيتحمل الضرر األخف

.وال يرتكب األشد

األصل في هذه القواعد الثالث وأدلتها

ن من ابتلي ببليتني ومها متساويتان، إ«: األصل يف هذه القواعد الثالث قوهلم

يأخذ بأيتهما شاء، وإن اختلفتا خيتار أهو�ما، ألن مباشرة احلرام ال جتوز إال للضرورة، وال

.)49( »ضرورة يف حق الزيادة


وأصل هذه القاعدة قصة احلديبية، ومصاحلة النيب صلى اهللا :" )50(قال العالئي

ع عنهم، وأن من جاء من أهل مكة مسلما رده إليهم، الرجو عليه وسلم يومئذ املشركني على

ومن راح من املسلمني إليهم ال يردونه، وكان يف ذلك إدخال ضيم على املسلمني وإعطاء

لكنه احتمل لدفع مفاسد أعظم منه، وهي ، الدنية يف الدين، ولذلك استشكله عمر

يعرفهم أكثر الصحابة، ويف قتلهم قتل املؤمنني واملؤمنات، الذين كانوا خاملني مبكة، وال

معرة عظيمة على املؤمنني، فاقتضت املصلحة احتمال أخف املفسدتني لدفع أقوامها، وإىل

ولوال رجال مؤمنون ونساء مؤمنات مل تـعلموهم أن تطئوهم : هذا أشار بقوله تعاىل

هم معر فلما قدر اهللا تعاىل متييز املؤمنني املستضعفني مبكة، ) )51ة بغري علم فـتصيبكم منـ

وخروجهم من بني أظهر املشركني سلط اهللا تعاىل حينئذ رسوله صلى اهللا عليه وسلم

: على أهل مكة فافتتحوها، كما قال تعاىل تتمة اآلية –رضوان اهللا عليهم –والصحابة

هم عذابا أليما لو تـزيـلو .))52ا لعذبـنا الذين كفروا منـ

:ومث مجلة من األحاديث النبوية الشريفة فيها إحياء إىل هذه القاعدة، منها

ما رواه مسلم يف صحيحه أن أعرابيا قام إىل ناحية يف املسجد فبال فيها فصاح به

فلما فرغ أمر رسول اهللا صلى اهللا ،»دعوه«: سلمالناس، فقال رسول اهللا صلى اهللا عليه و

.)53(بت على بولهـعليه وسلم بذنوب فص

وفيه دفع أعظم الضررين باحتمال ... «: قال النووي يف شرح احلديث

أنه لو قطع عليه : ملصلحتني، إحدامها »دعوه«: أخفهما، لقوله صلى اهللا عليه وسلم

.)54( »ة من املسجدبوله لتنجست ثيابه وبدنه ومواضع كثري

العز بن عبد السالم أمثلة متنوعة وأدلة كثرية يف استنباط هذه القاعدة، يقول يف وقد ساق

:بعض املواضع

النميمة مفسدة حمرمة لكنها جائزة أو مأمور �ا إذا اشتملت على مصلحة للمنموم «

صى المدينة يسعى قال وجاء رجل من أق : ويدل على ذلك كله قوله تعاىل ...إليه

وكذلك ما نقله أصحاب رسول اهللا . )55(اآلية ياموسى إن المأل يأمترون بك ليـقتـلوك

.)56( »صلى اهللا عليه وسلم عن املنافقني

57(أمثلة هذه القواعد وتطبيقاتها(


ا كانت قيمة البناء لو بىن مشرتي األرض فيها أو غرس، مث ظهر هلا مستحق، فإذ

أكثر، حق للمشرتي أن يتملك األرض بقيمتها جربا على صاحبها املستحق، والعكس

.بالعكس

جيوز شق بطن املرأة امليتة إلخراج اجلنني املرجوة حياته.

لو ابتلعت دجاجة شخص لؤلؤة مثينة لغريه، فلصاحب اللؤلؤة أن يتملك الدجاجة

.خرج لؤلؤتهبقيمتها، كي يذحبها ويست

جواز السكوت عن إنكار املنكرات إذا كان يرتتب على إنكارها ضرر أعظم.

تفرض النفقة للفقراء على األغنياء من األقارب، ألن ضرر األغنياء بفرضها عليهم

.أخف من ضرر الفقراء لو مل تفرض هلم

د لو كان برجل جرح، لو سجد سال دمه يومئ ؛ ويصلي قاعدا، ألن ترك السجو

، مع –عند من يوجبون انتقاض الوضوء عند سيالن الدم –أهون من الصالة مع احلدث

.أن ترك السجود أيضا يف هذه احلالة يدفع عن اجلريح ضرر خروج الدم ونزفه

لو أن مصليا صلى قائما ينكشف من عورته ما مينع جواز الصالة، ولو صلى قاعدا ال

.دا، ألن ترك القيام أهونينكشف منه شيء، فإنه يصلى قاع

مشروعية القصاص، واحلدود، وقتال البغاة وقاطع « :)58( ومن ذلك أيضا

ففي كل هذه األمور شرع اإلسالم ارتكاب . الطريق، ودفع الصائل ولو أدى إىل قتله

.أخف املفسدتني

مفسدة قتل القاتل أخف من ضرر نشر اجلرمية يف ا�تمع، يتجرأ :ففي القصاص

.لناس عليها عندما ال يقتص من اجلاينا

مفسدة إقامة احلد أقل من مفسدة تشجيع الناس على تلك :وفي الحدود

.اجلرائم، إذا مل تطبق تلك احلدود

يكون ضرر قتاهلم وقتلهم أهون من ضرر العبث بالنظام :وفي قتال البغاة

.وإشاعة الفوضى والفساد وبث الرعب يف نفوس اآلمنني

فإن املفسدة املرتتبة على قتله أخف من ضرر بقائه وإقدامه :فع الصائل وفي د

.»على قتل األبرياء


)59( ل الضرر الخاص لدفع ضرر عامتحم ي -7

وجه تعلقها بالقواعد السابقة

هذه القاعدة تطبيق للقواعد الثالث السابقة، ومتثيل هلا، وتأكيد عليها وتدخل

الضرر ال يزال "وهي مقيدة لقاعدة . نها موضوعا فيها ضمنا، وإن كانت أخص م

، إذ أن يف حال تعارض املصلحة العامة مع املصلحة اخلاصة يرتتب عليه اإلضرار، "بالضرر

.)60(بأحدمها فيدفع الضرر العام بتحمل الضرر اخلاص

أهمية هذه القاعدة

عباد، هذه القاعدة قاعدة مهمة مبنية على املقاصد الشرعية يف مصاحل ال

.استخرجها ا�تهدون من اإلمجاع ومعقول النصوص

إمنا جاء ليحفظ على الناس دينهم –كما قال الغزايل يف املستصفى –فإن الشرع

وأنفسهم وعقوهلم وأنسا�م وأمواهلم ، فكل ما يؤدي إىل اإلخالل بواحد منها فهو مضرة

فع الضرر األعم بارتكاب الضرر جيب إزالتها ما أمكن، ويف سبيل تأييد مقاصد الشرع يد

األخص، وهلذه احلكمة شرع حد القطع محاية لألموال ، وحد الزنا والقذف صيانة

. لألعراض، وحد الشرب حفظا للعقول، والقصاص وقتل املرتد صيانة لألنفس واألديان

خر ومن هذا القبيل شرع قتل الساحر املضر والكافر املضل، ألن أحدمها يفنت الناس واآل

.)61(يدعوهم إىل الكفر، فيتحمل الضرر األخص لدفع األعم

من فروع القاعدة وأمثلتها التطبيقية

،جواز احلجر على املفيت املاجن، حرصا على دين الناس، واحلجر على الطبيب اجلاهل

حرصا على أرواحهم، واملكاري املفلس، حرصا على أمواهلم، وإن تضرر كل من املفيت

.)62(واملكاري بذلك ، دفعا لضررهم عن اجلماعة والطبيب

جواز التسعري ، أي حتديد األسعار على الباعة عند جتاوزهم وغلوهم فيها، دفعا لضررهم

.)63(عن العامة

ومن حبس ما يتضرر الناس حببسه بقصد حتني الغالء والبيع بأعلى األسعار كان حمتكرا

بيع أموال احملتكرين وإن أضرهم ذلك، دفعا لضرر حيرم عليه ذلك احلبس، وللقاضي أن ي

.)64(االحتكار عن العامة


جواز الرمي إىل كفار ترتسوا بأسارى املسلمني، إذ املفسدة احلاصلة عن قتل عدد معني

حمصورين من املسلمني، أقل من الضرر الذي ينتج عن تقوية الكافرين وانتصارهم وقتلهم

.)65(عددا أكثر من املسلمني

ومن ذلك قطع يد السارق وقطع أعضاء اجلناة وقتلهم وصلبهم، والتعزيرات

والعقوبات، وجرح الشهود عند احلكام، إىل غري ذلك مما ترجحت فيه املصلحة

.)66(العامة ودفع الضرر عن اجلماعة

)67( درء المفاسد أولى من جلب المصالح -8

تمهيد

، والنفع والضر، واحلسنات والسيئات، ألن يعرب عن املصاحل واملفاسد باخلري والشر

املصاحل كلها خيور نافعات حسنات، واملفاسد بأسرها شرور مضرات سيئات، وقد غلب

إن : قال تعاىل . يف القرآن استعمال احلسنات يف املصاحل والسيئات يف املفاسد

اكر .))68ين احلسنات يذهنب السيئات ذلك ذكرى للذ

وال خيفى على عاقل أن حتصيل املصاحل احملضة ودرء املفاسد احملضة عن نفس "

اإلنسان وعن غريه حممود حسن، وأن تقدمي أرجح املصاحل فأرجحها حممود حسن، وأن

درء أفسد املفاسد فأفسدها حممود حسن، وأن تقدمي املصاحل الراجحة على املرجوحة

.ضوع هذه القاعدة اليت حنن بصدد احلديث عنهاوهذا هو مو . )69(" حممود حسن

القاعدة في تحصيل المصالح ودرء المفاسد

. إن الفعل إذا تضمن مصلحة جمردة حصلناها، وإن تضمن مفسدة جمردة درأناها"

وإن تضمن مصلحة من وجه ومفسدة من وجه؛ فإن استوى يف نظرنا حتصيل املصلحة

حتصيل : ح، وإن مل يستو ذلك بل ترجح أحد األمرينودفع املفسدة، توقفنا على املرج

وعلى هذا يتخرج كل ما . فعلناه، ألن العمل بالراجح متعني شرعا املصلحة أو دفع املفسدة

أ ي مجيع األحكام عند تعارض املصاحل واملفاسد فيها - )70(" ذكروه يف تفصيلهم املصلحة

.أو عند جتريدها

إذا اجتمعت مصاحل ومفاسد، فإن " :-رمحه اهللا –يقول العز بن عبد السالم

ر اهللا تعاىل فيهما لقوله أمكن حتصيل املصاحل ودرء املفاسد فعلنا ذلك، امتثاال ألم


وإن تعذر الدرء والتحصيل، فإن كانت ) )71فاتـقوا الله ما استطعتم : سبحانه

.)72("يل بفوات املصلحةاملفسدة أعظم من املصلحة درأنا املفسدة وال نبا

معيار إدراك المصلحة والمفسدة في اإلسالم

املعيار الصحيح الوحيد إلدراك املصاحل ودرء املفاسد يف اإلسالم هو القرآن الكرمي

وإذا كان من أفضل نعم اهللا تعاىل على عباده ،صلى اهللا عليه وسلموما صح عن النيب

فهو يدرك املصاحل ويدرك حسن الشريعة وقبح ما العقل الراجح والبصرية النافذة، هلذا

خالفها، وبه تعرف األمور على ما هي عليه ومييز احلق من الباطل، فإن قدر املكلف على

.اتباع النصوص ال يعدل عنها، وإال اجتهد برأيه ملعرفة األشباه والنظائر

: -رمحه اهللا –يقول ابن تيمية

د هو مبيزان الشريعة ، فمىت قدر اإلنسان على معيار مقادير املصاحل واملفاس"...

اتباع النصوص مل يعدل عنها وإال اجتهد برأيه ملعرفة األشباه والنظائر، وقل أن تعوز

.)73("النصوص من يكون خبريا �ا وبداللتها على األحكام

فسواء أكان طريق معرفة احلكم هو النص الصريح املباشر يف القرآن الكرمي أو "

م اجتهاد ا�تهدين، فإن اهللا سبحانه وتعاىل هو مصدر الشرائع واألحكام ، ألن السنة أ

دور ا�تهد ينحصر يف إبراز حكم اهللا والكشف عنه بطريق االستنباط العقلي ضمن

مقاصد الشريعة وحسب روحها العامة، إال أن ما يكون متفقا مع احلكمة وحمققا

فهو نافع وما حرمه فهو ضار خبيث، وقد تأكدت -الشارع –للمصلحة، فما أباحه

هذه احلكمة باستقراء األحكام الشرعية وفهمها، فإ�ا كلها شرعت لتحقيق مصلحة

فما جعله الشرع مباحا مأذونا أو ... اإلنسان، إما جللب النفع له ، أو لدفع الضرر عنه

عا حمضا أو أن نفعه أكثر من ضرره أو أنه واجبا مفروضا على اإلنسان فهو إما نافع له نف

حمقق للمنفعة ألكرب جمموعة من الناس، وما جعله الشرع حراما أو مكروها فهو ألنه شر

.)74(" حمض أو ألن ضرره أكثر من نفعه ، أو ألنه ضار مبصلحة أكرب جمموعة من الناس

ملفسدة ومعيار النفع هلذه املعاين كلها وجب أن يكون مقياس اعتبار املصلحة وا

والضرر هو تقدير املشرع احلكيم وهو اهللا سبحانه، ملا يف ذلك من ثبات وخلود وضمان

، أما إن )75(أكيد ملصلحة الفرد واجلماعة و�يئة اإلنسان يف احلياة الدنيا للحياة األخرى

لعبث ارتبط تقدير النفع والضرر بإرادة البشرية ، فإن األنظمة تكون غالبا عرضة ل


ألن ما يتخيله الناس نفعا أو ضررا يتأثر عادة . والتالعب واإلخالل باملصلحة العامة

أو منظورا إليه من زاوية معينة، باألهواء واألغراض اخلاصة، أو يكون حمصورا يف دائرة ضيقة

ت اليت أو قاصرا غري شامل ، مما جيعل التشريع مطعونا فيه بالنقص أو عرضة للتغري والتبدال

... ال صلة هلا بتغري وجه املصلحة، وعندئذ تسوء احلال ويعم الفساد وتضطرب األوضاع

ولو اتـبع احلق أهواءهم لفسدت السماوات واألرض )76(.

وهلذا كان لزاما على املسلم أن يتجنب أوال ما حرمه الشارع أو �ى عنه قبل أن

وذلك لتجنيب الناس الوقوع . ما أمر به ، ألن درء املفاسد مقدم على جلب املصاحليفعل

يف الضرر واملفاسد القبيحة اليت تؤذيهم يف أمواهلم وأنفسهم وأعراضهم وعقوهلم، ومعلوم

أن اإلسالم مل حيرم شيئا على الناس إال أحل خريا منه يسد مسده ويغين عنه مما يدل على

.الدين وإرادته اخلري واهلداية والرمحة للعاملني مساحة هذا

: -رمحه اهللا –قال العز بن عبد السالم

أنه مهما ظهرت : -فيما خيفى من املصاحل واملفاسد من غري تعبد –الضابط "

اخللية عن املصاحل يسعى يف حتصيلها ، ومهما ظهرت املفاسد اخللية عن املصاحل املصلحة

إن التبس احلال احتطنا للمصاحل بتقدير وجودها وفعلناها ، وللمفاسد يسعى يف درئها ، و

.)77(" بتقدير وجودها وتركناها

شرح مفردات القاعدة

. مجع مفسدة، وهي الضرر، وما يؤدي إىل الفساد من هلو ولعب وحنوها المفاسد

.رفعها وإزالتها: واملراد بدرء املفاسد . )78(خالف املصلحة: واملفسدة

، كاملنفعة لفظا ومعىن، فهي مصدر مبعىن الصالح، لح جمع المصلحةوالمصا

واملصلحة : "كاملنفعة مبعىن النفع، وقد صرح صاحب لسان العرب بالوجهني فقال

، فكل ما كان فيه نفع سواء كان باجللب والتحصيل، "الصالح ، واملصلحة واحدة املصاحل

فهو جدير –اء ، كاستبعاد املضار واآلالم كاستحصال الفوائد واللذائذ، أو بالدفع واالتق

.)79(بأن يسمى مصلحة


احملافظة على مقصود الشرع، بدفع املفاسد : " والمصلحة عند علماء الشريعة هي

املنفعة اليت قصدها الشارع احلكيم لعباده من حفظ دينهم : " أو هي " عن اخللق

.)80(" فيما بينها ونفوسهم ونسلهم وعقوهلم وأمواهلم ، طبق ترتيب معني

املفاسد هنا ارتكاب ما �ى عنه الشارع، واملصاحل موافقة ما أمر :معنى القاعدة

أحدمها أمر الشارع به، والثاين �ى الشارع عنه ، وكان البد : به الشارع، فإذا تعارض أمران

أن ترك من فعل واحد منهما، كان األوىل ترك ما أمر اهللا به لدرء ما �ى اهللا عنه ، ذلك

املنهي عنه مقدور عليه مطلقا ، ألنه عمل سليب يستطيعه كل مكلف ، أما فعل املأمور به

، فهو غري مقدور إال للقادر عليه، فال يعترب القادر عليه قادرا عند خمالفته للنهي، لألمر

، برتك املنهي عنه، بل يعترب عاجزا عنه حكما لذلك، فال يكلف به، فيبقى املنهي عنه

.فيجب تركه

إذا تعارض المانع والمقتضي يقدم المانع، إال إذا ": ومثل هذه القاعدة قوهلم

، واملراد باملقتضي هنا األمر الطالب للفعل، فوجود املانع مينع )81( "كان المقتضي أعظم

.من الفعل غالبا

إذا "وهذا من باب تغليب جانب احلرمة على جانب احلالل، بناء على قاعدة

، ألنه يف تغليب جانب )82("تمع الحالل والحرام أو المبيح والمحرم غلب الحراماج

احلرمة درء مفسدة وتقدمي املانع، ومن مث إذا تعارض دليل يقتضي التحرمي وآخر يقتضي

م احلظر يف األصح تغليبا للتحرمي ودرءا للمفسدة .)83(اإلباحة قد

أدلة القاعدة

: أدلتها من القرآن الكريم - أ

يسألونك عن اخلمر :يستأنس هلذه القاعدة من القرآن الكرمي بقوله تعاىل

. ))84والميسر قل فيهما إمث كبري ومنافع للناس وإمثهما أكبـر من نـفعهما

عة امليسر فيما وال شك أن منفعة اخلمر يف االجتار �ا واالنتفاع بثمنها، ومنف

يأخذه املقامر من املقمور، وإمثهما يف إفساد العقل واإلضرار بالصحة وإحداث الشقاق

وال شك أن هذا اإلمث أكرب من ذلك النفع ، : بني الناس املؤدي إىل تفريق كلمة املسلمني

.)85(فوجب درء مفسدة اإلمث على جلب مصلحة النفع


وهذا " وإمثهما أكبـر من نـفعهما: قوله تعاىليف تفسري ) 86(قال يف تفسري املنار

القول إرشاد للمؤمنني إىل طريق االستدالل، فكان عليهم أن يهتدوا منه إىل القاعدتني

قاعدة "و ،"على جلب املصاحل قاعدة درء املفاسد مقدم: "اللتني تقررتا بعد يف اإلسالم

...".البد من أحدمها ترجيح ارتكاب أخف الضررين إذا كان

:أدلتها من السنة النبوية –ب

عن النيب يستدل هلذه القاعدة مبا رواه البخاري يف صحيحه عن أيب هريرة

دعوني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم : " قال صلى اهللا عليه وسلم

ا أمرتكم بأمر فأتوا واختالفهم على أنبيائهم ، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذ

.)87(" منه ما استطعتم

هذا من جوامع الكلم وقواعد اإلسالم، ويدخل فيه : قال النووي :"قال احلافظ ابن حجر

وقال غريه فيه أن من عجز عن بعض األمور ال يسقط عنه ... كثري من األحكام

ستدل �ذا احلديث وا... املقدور، وعرب عنه بعض الفقهاء بأن امليسور ال يسقط باملعسور

على أن اعتناء الشرع باملنهيات فوق اعتنائه باملأمورات ، ألنه أطلق االجتناب يف املنهيات

ولو مع املشقة يف الرتك، وقيد يف املأمورات بقدر الطاقة، وهذا منقول عن اإلمام

.)88(أمحد

لقضاء عليها وألن للمفاسد سريانا وتوسعا كالوباء واحلريق؛ فمن احلكمة واحلزم ا"

يف مهدها، ولو ترتب على ذلك حرمان من منافع أو تأخري هلا، ومن مث كان حرص

.)89(" الشارع على منع املنهيات أقوى من حرصه على حتقيق املأمورات

أمثلة القاعدة

أن فيها أرباحا ومنافع جيب شرعا منع التجارة باحملرمات من مخر وخمدرات ولو

.اقتصادية

الدار من فتح نافذة تطل على مقر نساء جاره ولو كان فيها منفعة مينع مالك.

ومينع أيضا كل جار من أن يتصرف يف ملكه تصرفا يضر جبريانه، كاختاذ معصرة أو فرن

.)90(يؤذيان اجلريان بالرائحة أو الدخان


دار، وكذا لو اختذ جبانب دار جاره كنيفا أو بالوعة أو ملقى قمامات يضر باجل

فلصاحب اجلدار أن يكلفه إزالة الضرر وإن كان حملدثه منفعة يف إبقائه، ألن درء

.)91(املفاسد أوىل من جلب املنافع

ومما تفرع على القاعدة أيضا

،أنه يتسامح يف ترك بعض الواجبات دفعا للمشقة، كالقيام يف الصالة والفطر والطهارة

.ات وخصوصا الكبائرومل يتسامح يف اإلقدام على املنهي

من مل جيد سرتة ترك االستنجاء ولو على شط �ر ، ألن النهي عن كشف : ومنها

.العورة راجح على األمر بإزالة النجاسة

املبالغة يف املضمضة واالستنشاق مسنونة وتكره للصائم، تقدميا لدرء مفسدة : ومنها

.)92(نشاق إفساد الصيام على جلب مصلحة سنية املضمضة واالست

93(ولو اشتبهت حمرمة بأجنبيات حمصورات مل حيل الزواج بإحداهن(.

94(ختليل الشعر سنة يف الطهارة ويكره للمحرم(.

وما كان أحد أبويه مأكول اللحم واآلخر غري مأكول، ال حيل أكله على الصحيح.

ع احملرم لو وضع ا�وسي يده على يد املسلم الذابح ال حيل أكل املذبوح الجتما

.)95(واملبيح

ففي كل هذه األمثلة وحنوها ترجحت املفاسد على املصاحل فقدم درؤها، بناء على أن

.العمل بالراجح متعني شرعا

متى يقدم جلب المصالح على درء المفاسد

إذا كانت املصلحة أعظم من املفسدة؛ ففي هذه احلالة يقدم حتصيل املصلحة مع

.)96(وال يضري ذلك ارتكاب املفسدة

يف قواعده –رمحه اهللا –واألمثلة على ذلك كثرية، عد منها العز بن عبد السالم .ثالثا وستني موضعا وكلها ترجح فيها جلب املصاحل على درء املفاسد )97(

التلفظ بكلمة الكفر مفسدة حمرمة لكنه جائز باحلكاية واإلكراه، إذا كان : "ومنها

ئنا باإلميان، ألن حفظ املهج واألرواح أكمل مصلحة من مفسدة التلفظ قلب املكره مطم

.هذا ما يتصل بالعقيدة". بكلمة ال يعتقدها اجلنان

الصالة مع األجناس مفسدة جيب اتقاؤها يف :"فمثاله ،أما ما يتصل بالعبادات


لى أشرف الصالة، ألن املصلي جليس الرب مناج له، فمن إجالل الرب أال يناجي إال ع

كفضلة االستجمار ودم الرباغيث وطني –األحوال، فإن شق االجتناب بعذر غالب

".جازت صالته رفقا بالعباد –الشوارع ودم القروح والبثرات

والصالة مع جتدد احلدث واخلبث مفسدة حمرمة، فإن تعذرت الطهارة من أحدمها "

س البول واملذي والودي وذرب املعدة كصالة املستحاضة ومن به سل –وشقت يف اآلخر

جازت الصالة معها؛ ألن رعاية مقاصد الصالة أوىل من حتصيل مصلحة الطهارتني، أو –

".من دفع مفسدة احلدث واخلبث

ذبح احليوان املأكول للتغذية مفسدة يف حق احليوان، " :ومن فروع ذلك أيضا

بقاء احليوان، وكذلك ذبح من يباح لكنه جاز تقدميا ملصلحة بقاء اإلنسان على مصلحة

والكفار كالزاين احملصن، ومن حتتم قتله يف قطع الطريق، واملصر على ترك دمه من املسلمني

الصالة جائز يف حال االضطرار، حفظا حلياة اإلنسان املعصوم الواجبة احلفظ واإلبقاء بإزالة

".حياة واجبة اإلزالة واإلفناء

ملفلس مفسدة يف حقه، لكنه ثبت تقدميا ملصلحة الغرماء احلجر على ا" :ومنها

".على مفسدة احلجر

تصحيح والية الفاسق ، ملا يغلب عليه من اخليانة يف الوالية، لكننا " :ومنها

صححناها يف حق اإلمام الفاسق واحلاكم الفاسق، ملا يف إبطال واليتهما من تفويت

ا�م إال ما ينفذ من تصرف األئمة املقسطني املصاحل العامة، وحنن ال ننفذ من تصرف

واحلكام العادلني، فال نبطل تصرفه يف املصاحل ألجل تصرفه يف املفاسد، إذ ال يرتك احلق

".املقدور عليه ألجل الباطل

التقرير على املعاصي كلها مفسدة، لكن جيوز التقرير عليها :ومن ذلك أيضا

، ومن قدر على إنكارها مع اخلوف على نفسه كان عند العجز عن إنكارها باليد واللسان

إنكاره مندوبا إليه وحمثوثا عليه، ألن املخاطرة بالنفوس يف إعزاز الدين مأمور �ا كما يعذر

�ا يف قتل املشركني، وقتال البغاة املتأولني، وقتال مانعي احلقوق حبيث ال ميكن ختليصها

أفضل الجهاد كلمة حق :" –الة والسالم عليه الص –منهم إال بالقتال، وقد قال

، جعلها أفضل اجلهاد؛ ألن قائلها قد جاد بنفسه كل )98("عند سلطان جائر] عدل[


اجلود، خبالف من يالقي قرينه من القتال، فإنه جيوز أن يقهره ويقتله، فال يكون بذله

".نفسه مع جتويز سالمتها كبذل املنكر نفسه مع يأسه من السالمة

أن التويل يوم الزحف مفسدة كبرية، لكنه واجب إذا علم أنه يقتل من ":ومنها

غري نكاية يف الكفار، ألن التغرير بالنفوس إمنا جاز ملا فيه مصلحة إعزاز الدين بالنكاية يف

املشركني، فإذا مل حتصل النكاية وجب اال�زام؛ ملا يف الثبوت من فوات النفوس مع شفاء

اإلسالم، وقد صار الثبوت ههنا مفسدة حمضة يف طيها صدور الكفار وإرغام أهل

.)99("مصلحة

عند تعارض المصالح والمفاسدف

مثل عدم ،ها مقدم على جلب املصلحةءفدر ،إذا كانت املفسدة أعظم من املصلحة - أ

ومثل النهي ،الصدق ملنع سفك دم حرام أو انتهاك عرض أو غري ذلك من الضروريات

.يسبوا رب العاملني األصنام ألن ال عن سب

مثل مفسدة ، املفسدة على جلب املصلحة إذا تساوت املفسدة واملصلحة قدم درء -ب

ذلك أوىل من جلب مصلحة دفع ،غضب الزوجة ونفر�ا وما يتبع ذلك من شقاق

ومثل النهي عن ،واحلديث جاء بذلك ،الصدق يف ذكر مشاعر عدم االرتياح واحلب هلا

.يهود لذلكقول راعنا الستغالل ال

مثل ،أعظم من املفسدة فتحتمل املفسدة لتحصل املصلحة أما إذا كانت املصلحة - ج

ومثل ،الدماء وذهاب األموال ملصلحة حفظ الدين حتمل مشاق اجلهاد وما فيه من سفك

.لتحصيل مصلحة نشر اإلسالم حتمل مفسدة بقاء املنافق ابن أيب

الهوامش

،بريوت ،دار الكتب العلمية / عبد الوهاب بن علي السبكي تاج الدين/ األشباه والنظائر - 1

.م1991

: حتقيق / جالل الدين عبد الرمحن بن أيب بكر السيوطي / األشباه والنظائر في النحو -2

.م 1975 ،القاهرة ،شركة الطباعة الفنية / طه عبد الرؤف سعد

/ ابن قيم اجلوزية ،كر مشس الدين حممد بن أيب ب/ أعالم الموقعين عن رب العالمين -3

.م 1991 ،بريوت ،دار الكتب العلمية / م 1955مصر ،مطبعة السعادة


: تصوير / مسعود الكاساين عالء الدين أبو بكر بن / بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع - 4

.كراتشي

الشيخ عبد الرمحن / بهجة قلوب األبرار وقرة عيون األخيار في شرح جوامع األخبار -5

.هـ 1419 ،السعودية ،وزارة الشئون اإلسالمية / ناصر السعدي بن

.هـ 1373دار الكتاب / حممد يوسف موسى . د / واملعامالت املالية املعاصرة البيوع -6

مكتبة / احملامي فهمي احلسيين : تعريب ،علي حيدر / درر الحكام شرح مجلة األحكام -7

.بغداد –بريوت ،النهضة

/ بن عابدين حممد أمني بن عمر ) / حاشية ابن عابدين( ختارالدر المرد المحتار على -8

.م 1966 مصطفى البايب احلليب، مصر،

،دار اإلمام البخاري / عدنان حممد مجعة / رفع الحرج في الشريعة اإلسالمية -9

.م 1979

دار /، ابن ماجة القزويـين احلافظ أبو عبد اهللا حممد بن يزيد الربعي / سنن ابن ماجة -10

.م 1999 ،الرياض ،السالم

،دار السالم/ ألشعث األزدي السجستاينأبو داود سليمان بن ا احلافظ / سنن أبي داود -11

.م 1999 ،الرياض

.هـ1354 ،حيدر آباد الدكن / احلافظ أمحد بن احلسني بن علي البيهقي / السنن الكبرى - 12

،الرياض ،دار السالم / نسائي احلافظ أبو عبد الرمحن أمحد بن شعيب ال/ سنن النسائي - 13

.م 1999

.م 1993 ،دمشق ،دار القلم / أمحد بن حممد الزرقا / شرح القواعد الفقهية -14

دار /دين حيىي بن شرف النووي أبو زكريا حميي ال/ شرح النووي على صحيح مسلم -15

.بريوت ،إحياء الرتاث العريب

طه عبد : حتقيق / الصنهاجي شهاب الدين أمحد بن إدريس / شرح تنقيح الفصول -16

. م 1978 ،مصر ،دار الطباعة الفنية / الرؤوف سعد

،إستانبول ،مطبعة احلاج حمرم البوسنوي / سليمان القرق آغا جي / شرح قواعد الخادمي - 17

.هـ1299

.بريوت ،دار إحياء الرتاث العريب / سليم بن رستم بن طنوز باز / شرح مجلة األحكام -18

.م 1930 ،مطبعة محص / حممد خالد األتاسي –حممد طاهر / حكامشرح مجلة األ -19


/ جنم الدين سليمان بن عبد القوي الطويف / شرح مختصر الروضة في أصول الفقه -20

.م 1989 ،مطابع الشرق األوسط/ إبراهيم اإلبراهيم . د: حتقيق

، الرياض ،دار السالم / اإلمام حممد بن إمساعيل البخاري / صحيح البخاري -21

.م1999

،الرياض ،دار السالم / اإلمام مسلم بن احلجاج النيسابوري / صحيح مسلم -22

.م1998

مؤسسة / حممد سعيد رمضان البوطي . د / ضوابط المصلحة في الشريعة اإلسالمية -23

.م 1990 ،بريوت ،الرسالة

دار الكتب / حممد احلموي أمحد بن / غمز عيون البصائر شرح األشباه والنظائر -24

.م 1985 ،بريوت العلمية،

.القاهرة ،املطبعة السلفية / احلافظ ابن حجر العسقالين / فتح الباري بشرح صحيح البخاري - 25

.القاهرة/ أمحد عبد الرمحن البنا / الفتح الرباني بترتيب مسند اإلمام أحمد بن حنبل الشيباني -26

.بريوت ،دار املعرفة / شهاب الدين أمحد بن إدريس القرايف / الفروق -27

.م 1982 ،دمشق ،دار الفكر / وهبة الزحيلي . د / الفقه اإلسالمي وأدلته -28

.بريوت ، ةفدار املعر / عبد الرؤوف املناوي / فيض القدير شرح الجامع الصغير -29

،دمشق ،دار الفكر / سعدي أبو حبيب / القاموس الفقهي لغة واصطالحا -30

.م1988

،بريوت ،مؤسسة الرسالة / مد بن يعقوب الفريوز آبادي جمد الدين حم/ القاموس المحيط - 31

.م 1987

مطبعة / أبو حممد عز الدين بن عبد السالم / قواعد األحكام في مصالح األنام -32

.م 1990 ،وطبعة مؤسسة الريان ،القاهرة ،االستقامة

،الرياض ،سية دار بلن/ صاحل بن غامن السدالن . د / القواعد الفقهية الكبرى وما تفرع عنها - 33

.هـ 1417

/ أبو الفرج عبد الرمحن شهاب الدين أمحد بن رجب / القواعد في الفقه اإلسالمي -34

.بريوت ،دار املعرفة : تصوير

ن الشيخ عبد الرمحن ب/ القواعد واألصول الجامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة -35

.م 1985 مكتبة املعارف، الرياض،/ ي دناصر السع


أبو احلسن عالء الدين / اعد والفوائد األصولية وما يتعلق بها من األحكام الفرعيةالقو -36

،بريوت ،دار الكتب العلمية / حممد حامد الفقي : حتقيق / ابن اللحام احلنبلي

.م 1983

/ ابن منظور اإلفريقي املصري ،أبو الفضل مجال الدين حممد بن مكرم / لسان العرب -37

.بريوت ،دار صادر

.القاهرة ،دار الفكر العريب / حممد أبو زهرة / مالك بن أنس -38

.بريوت ،دار املعرفة : تصوير / أبو بكر حممد بن أمحد السرخسي / المبسوط -39

،قدميي كتب خانه : تصوير / جلنة من فقهاء الدولة العثمانية / مجلة األحكام العدلية -40

.كراتشي

/ ابن تيمية احلراين ،ن أمحد بن عبد احلليم شيخ اإلسالم تقي الدي/ مجموع الفتاوى -41

.هـ 1381 ،مطابع الرياض : تصوير / عبد الرمحن بن حممد قاسم : مجع وترتيب

/ العالئي أبو سعيد خليل بن كيلكلدي/ المجموع المذهب شرح قواعد المذهب -42

.م 1994 ،الكويت وزارة األوقاف،

الهور ،دميي سهيل أكا: تصوير / مجموعة رسائل ابن عابدين -43

،م 1983 ،مطبعة جامعة دمشق / مصطفى أمحد الزرقا / المدخل الفقهي العام -44

.م 1998 ،وطبعة دار القلم دمشق

.لبنان ،دار الكتاب العريب / احلاكم النيسابوري / المستدرك على الصحيحين -45

والق تصوير من طبعة ب/ أبو حامد حممد بن حممد الغزايل / المستصفى من علم األصول -46

.، يف دار إحياء الرتاث العريب، بريوتمبصر

.بريوت ،دار الكتب العلمية / المسند لإلمام أحمد بن حنبل -47

.بريوت ،مكتبة لبنان / أمحد بن حممد الفيومي / المصباح المنير -48

.تركيا ،املكتبة اإلسالمية : تصوير/ جممع اللغة العربية / المعجم الوسيط -49

دار الكتب : تصوير/ بن فارس بن زكريا الرازي أبو احلسني أمحد / معجم مقاييس اللغة -50

.العلمية ، قم ، إيران

عالء الدين أبو احلسن علي / معين الحكام فيما يتردد بين الخصمين من األحكام -51

.م 1973 ،مصر احلليب،مطبعة مصطفى البايب /الطرابلسي


/ ين اخلطيبيخ حممد الشربيالش/ مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج -52

.ـه 1410إيران،،قمدار الذخائر،:تصوير

.بريوت ،دار املعرفة / الراغب األصفهاين / المفردات في غريب القرآن -53

الشركة التونسية / عاشور الشيخ حممد الطاهر بن / مقاصد الشريعة اإلسالمية -54

.م 1978للتوزيع،

وزارة / فائق أمحد حممود :ـحت/ در الزركشين حممد بن �ابدر الدي/ المنثور في القواعد -55

.م1985، الكويت، األوقاف

/ إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطيأبو إسحاق / الموافقات في أصول الشريعة -56

.بريوت دار املعرفة،/ الشيخ عبد اهللا دراز : قتصحيح وتعلي

.جامعة دمشق / سعدي أبو حبيب / موسوعة اإلجماع في الفقه اإلسالمي - 57

بدأت طباعتها سنة ،الكويت ،وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية / لموسوعة الفقهيةا - 58

.م 1980

.م 1998 ،الكويت اث اإلسالمي،مجعية إحياء الرت / موطأ اإلمام مالك بن أنس -59

/ مجال الدين أبو حممد عبد اهللا بن يوسف الزيلعي / نصب الراية ألحاديث الهداية -60

.لقاهرة ا ،دار احلديث : تصوير

.م 1979 ،مؤسسة الرسالة / وهبة الزحيلي . د / نظرية الضرورة الشرعية -61

.األردن ،عمان / عبد العزيز اخلياط . د / نظرية العرف -62

ارك بن حممد بن األثري اجلزري جمد الدين أبو السعادات املب / النهاية في غريب الحديث -63

.م 1997 ،بريوت ،دار الكتب العلمية /

.م1983، بريوت ،مؤسسة الرسالة / حممد صدقي البورنو / في إيضاح قواعد الفقه الكلية الوجيز

الهوامش

1 ،األشــــباه البــــن جنــــيم ،38ص ،للســــيوطي األشــــباه ،1/55ا�مــــوع املــــذهب ،1/24البــــن الســــبكي األشــــباه والنظــــائر -

.22ص2

،األشــباه البــن جنــيم ،118ص ،للســيوطي األشــباه ،1/303ا�مــوع املــذهب ،1/13البــن الســبكي األشــباه والنظــائر -

.60ص 3


.84ص


4

،األشــباه البــن جنــيم ،173ص ،للســيوطي األشــباه ،1/375ا�مــوع املــذهب ،1/41البــن الســبكي شــباه والنظــائراأل -

.94ص 5


101ص 6

.201ص ،السيوطي ،115ابن نجيم ص -7

.209ص ،السيوطي ،121ص ،نجيم ابن -8

.هل يكره اإليثار بالقرب؟ لم يرها عند الحنفية: ذكرها بعنوان ،132ابن نجيم ص ،226ص ،السيوطي -9

.133ص ،ابن نجيم ،228ص ،السيوطي -10

.142ص ،ابن نجيم ،236ص ،السيوطي -11

.107ص ،ابن نجيم -12

.135ص ،السيوطي ،74ص ،ابن نجيم -ا�موع شرح املهذب ،94والبن جنيم ص ،173وللسيوطي ص ،1/41األشباه والنظائر البن السبكي - 13

2/375. .2/57املستدرك على الصحيحني للحاكم النيسابوري - 14 .9كتاب األحكام باب ) 7152( صحيح البخاري - 15 .2/211املوطأ - 16 ) .2340( 17باب –كتاب األحكام –ابن ماجة - 17 .4/228سنن الدار قطين - 18 .433 – 6/432فيض القدير ،ملناويا - 19 .8/44، لسان العرب 136املصباح املنري ص - 20 . 45 – 8/44لسان العرب : ، وانظر1/188غمز عيون البصائر - 21 .�49جة قلوب األبرار ص ،لسعديا - 22 .بتصرف 980 – 2/978املدخل الفقهي العام - 23 .وما بعدها 502القواعد الفقهية الكربى ص ،السدالن. د ،173األشباه ص ،سيوطيلا - 24 .واملقصود به املندفع إىل قتل غريه ،أي الواثب - 25 .586فقرة ،2/979املدخل الفقهي العام - 26 .4/42حاشية ابن عابدين - 27 .218 – 215القسم الثالث ص ،معني احلكام - 28 .2/980لفقهي املدخل ا - 29 .25القواعد واألصول اجلامعة ص - 30 .12: اآلية ،سورة النساء - 31


،194ابن جنيم ص ،173لسيوطي ص ا، 1/8األشباه والنظائر ،لسبكيا ، 2/375ا�موع املذهب - 32

.588املدخل الفقهي فقرة ،20ا�لة مادة .82 ،81الوجيز ص ،لبورنوا ،) مرجع سابق ( املدخل - 33شرح القواعد الفقهية ،لزرقاا ،587املدخل الفقهي فقرة ،�1/71لة اشرح ،األتاسي ،31ا�لة املادة - 34

. 207ص .587املدخل الفقهي فقرة - 35 .2/1061موسوعة اإلمجاع ،سعدي أيب حبيب ،1/72شرح ا�لة ،ألتاسيا - 36 .1/73شرح ا�لة ،ألتاسيا - 37 ،7/117) هـ1408عبدالفتاح أبو غده، مكتب املطبوعات اإلسالمية، حلب : حتـ( سائيسنن الن - 38

.4097رقم .7/117شرح السيوطي على سنن النسائي - 39 .1/72شرح ا�لة ،ألتاسيا - 40 1/130ل الفقه أصو ،لزحيليا ،1/191، التلويح على التوضيح 1/364املعتمد ،احلسني البصري وأب - 41

.74 –73/ 1شرح ا�لة ،تاسيألا ،131 – .4/359، مغين احملتاج 1/373الدر املختار ورد احملتار - 42 .74/ 1شرح ا�لة ،ألتاسيا - 43 .589املدخل الفقهي فقرة ،25ا�لة مادة ،96ابن جنيم ،176السيوطي ص - 44السدالن ص ،82جيز ص الو ،64 ،63/ 1شرح األتاسي ،41/ 1األشباه والنظائر ،لسبكيا - 45

512. .36درر احلكام ص - 46من 81/21فقرة [ 589ملدخل الفقهي فقرة ا ،64 ، 63تاسي ص ، شرح األ36درر احلكام ص - 47

].الطبعة اجلديدة .98صاألشباه والنظائر ،ابن جنيم ؛178األشباه والنظائر ص ،لسيوطيا - 48

. 98ص ،ابن جنيم - 49

.2/383،384هب ا�موع املذ - 50

.25اآلية ،سورة الفتح - 51

.25اآلية ،سورة الفتح - 52

.6025و219صحيح البخاري يف مواضع منها وهو يف ،284صحيح مسلم - 53

.3/191شرح مسلم لنووي ا - 54

.20اآلية ،سورة القصص - 55

.املثال السادس واألربعون ،115 ،1/114قواعد األحكام - 56


وما 1/68، ولألتاسي 36شرح جملة األحكام ص ،علي حيدر ،98األشباه والنظائر ص ،ابن جنيم - 57

.2/984، املدخل بعدها

.248،249ص ،رفع احلرج يف الشريعة اإلسالمية ،عدنان حممد مجعة - 58

.26ا�لة مادة ،2/301ه تيسري التحرير يف أصول الفق ،96ابن جنيم ص - 59

.1/66شرح ا�لة ،ألتاسيا ،1/280ه شرح األشبا ،حلمويا - 60

.288 – 1/286املستصفى ،لغزايلا: وانظر ،85 ،84الوجيز ص ،67 ، 1/66ألتاسي ا - 61

واملكاري هو الذي يتعاقد مع راغيب السفر ،985 ،984/ 2واملدخل الفقهي ،املصدر السابق نفسه - 62

.لسفريات والنقل يف عصرنا احلاضرلنقلهم أو نقل أمتعتهم على دوابه كشركات الشحن وا

.985 ،2/984، واملدخل الفقهي املصدر السابق نفسه - 63

.985 ،2/984در السابق نفسه واملدخل الفقهي املص - 64

.250رفع احلرج ص ،1/280غمز عيون البصائر - 65

.536القواعد الكربى ص ،السدالن - 66

.219إيضاح املسالك ص ،30لة مادة ا� ،99ابن جنيم ص ،179لسيوطي ص ا - 67

.1/5قواعد األحكام يف مصاحل األنام :وانظر ،114اآلية : سورة هود - 68

.6 – 5/ 1قواعد األحكام - 69

.215 – 3/214شرح خمتصر الروضة ،لطويفا - 70

.16اآلية ،سورة التغابن - 71

).من طبعة الريان 74ص ( 1/98حكام قواعد األ - 72

. 28/129جمموع فتاوى ابن تيمية - 73

.25/ 2املوافقات ،لشاطيبا - 74

.وما بعدها 2/37نقال عن املوافقات 16شرعية ص نظرية الضرورة ال - 75

.16نظرية الضرورة ص ،71اآلية : سورة املؤمنون - 76

.وما بعدها 517القواعد الكربى ص ،السدالن ،) م 1990الريان . ط ( 1/47قواعد األحكام - 77

.1/286القاموس الفقهي لسعدي أيب حبيب - 78

.27ضوابط املصلحة ص ،لبوطيا - 79

.56نظرية الضرورة ص ،لزحيلياو ،املصدر السابق نفسه - 80

.595املدخل الفقهي ،46ا�لة مادة ،1/348املنثور يف القواعد - 81

.307، قواعد اخلادمي ص121ابن جنيم ص ،105لسيوطي ص ، ا1/125ور يف القواعد املنث - 82

.86الوجيز ص ،1/126املنثور - 83

.219اآلية ،سورة البقرة - 84

مقاصد الشريعة اإلسالمية ص : وراجع ،) الريان. ط( 75، 1/74قواعد األحكام يف مصاحل األنام - 85

178.


86 - 2/232.

.1337وصحيح مسلم ، 7288صحيح البخاري - 87

).م 1989العلمية . ط ( 326/ 13ح الباري فت - 88

).م 1998دار القلم . ط( 26/ 81فقرة 2/996املدخل الفقهي للزرقا - 89

التعسف يف "القانوين احلديث يف نظرية منع وهذا غاية ما وصل إليه التفكري ،املصدر السابق نفسه - 90

".استعمال احلق

).29القاعدة ( 206، 205 شرح القواعد الفقهية للزرقا ص - 91

.25،252حلرج يف الشريعة اإلسالمية ص رفع ا ،100ابن جنيم ص - 92

.524السدالن ص . القواعد الفقهية الكربى د ،87الوجيز ص - 93

.100األشباه والنظائر البن جنيم ص - 94

.87الوجيز ص ،1/130املنثور - 95

.51صغرى للعز بن عبد السالم ص القواعد ال ،75 ، 1/74قواعد األحكام - 96

.وما بعدها 1/75 - 97

، )2174(، 13كتاب الفنت ،والرتمذي ،) 18830( 315/ 4 ،)11587( 3/61رواه أمحد - 98

كتاب الفنت ،بن ماجةوا ،)4214( 37كتاب البيعة ،، والنسائي)4344(17كتاب املالحم ، وأبو داود

20)14011.(

90 –1/74 )الريان .ط (قواعد األحكام - 99

راﺮﺿ ﻻو رﺮﺿ ﻻ :ةﺪﻋﺎﻘﻟ ﺔﻴﻘﻴﺒﻄﺗ...

Documents