النجار محمد

.. وانطفأ لمع أدبي شهاب1900-1961عبقريات كتاب من منقول

العطري الغني عبد واألديب للكاتب

. ... األدبية الحياة هامش على عاش الحياة قيد على كان عندما . , وهدوء بصمت رحيله كان رحل وعندما . والصحب األهل بقايا من نفر سوى بغيابه يشعر لم . األدباء أو الكتاب من أحد يرثه لم . مجلة وال صحيفة رحيله نبأ تنشر ولم . والتكريم التقدير من كثيرا يستحق كان ولكنه ... يكن لم عندما القصة عالم في قدم ما إلى والدارسون األدباء وتنبه

. المعاصر أدبنا في شأن للقصة , " الليل " كشهاب لمع بارع قصاص مشروع بأنه مصطفى شاكر وصفه

. انطفأ ثمصفحات من كبيرا عددا استغرقت بدراسة ذريل بن عدنان وخصه

." سورية" في القصة أدب كتابه , , اعتباره على وأجمعوا وأبدع قدم بما وأشادوا آخرون عنه وتحدث

. , قصصه على سجلوها التي المآخذ رغم سوريا في القصة رواد من رائدا . , انطفأ؟ ثم الليل كشهاب لمع الذي الجريء الكاتب هذا هو فمن , فئة واستنكار الشباب من جيل بإعجاب فازت التي قصصه هي وما

المتزمتين؟ من

حياته عن لمحةالعام في بدمشق النور النجار محمد .1900ابصر أمين السيد ابن وهو . دمشق مدارس بعض في والثانوية االبتدائية علومه تلقىواإلسعاف الصحة وزارة في المستوى متوسطة وظيفة في بعدها عين

. التقاعد إلى أحيل أن إلى فيها ظل . أوالد ثالثة وأنجب تزوج , : آونة بين الكتابة ومحاولة المطالعة هوايتان حياته في له كانت

بعض. مع يمارسها كان التي الشطرنج لعبة هي أخرى هواية وله وأخرى , أكثر المقهى عن تبعد ال التي داره من بالقرب الروضة مقهى في األصدقاء . عن كذلك تبعد ال التي الصحة وزارة في عمله أن ذكرنا وإذا خطوات من

, , ال محدودة كانت تنقالته أن أدركنا معدودات دقائق من أكثر ومقهاه دارهيحرص يكن لم أنه كذلك وأدركنا الوئيد؛ السير من دقائق خمس تتجاوز

, , حريصا كان حال كل على أنه غير قليال إال المحيط هذا عن االبتعاد على. , والكادحة الفقيرة الشعبية الطبقة أخبار وسماع الشعب بأبناء االتصال على

تروى التي العاطفية المغامرات أنباء بتلقف االهتمام شديد كان كذلك . يستغل أن ثم من النجار محمد واستطاع المرأة تلك أو الشاب هذا عن

, ويجمعها القصص يشبه ما أو قصصا منها ويصوغ والمغامرات القصص هذه

, باللوم آخر بعض ولدى باإلعجاب الطبقات بعض لدى قوبل كتاب فيواالستنكار.

وإبداعه أدبه في نظرات , , األدب بمعنى مبدعا وقاصا أديبا كاتبا النجار محمد يكن لم

. المعاصرة, الفنية القصة ومفهوم السليم , من محدود وعدد اثنين كتابين في ينحصر الكاتب هذا قدمه ما

" في " يصدرها كان التي الدنيا مجلته في المؤلف له نشرها المقاالتآذار من الثامن وحتى .1963األربعينيات

," وهو " دمشق قصور في عنوان يحمل الكتابين هذين أول , مغامرات حول يدور ومعظمها الثالثين بلغت قصيرة قصص مجموعة

رشيق بأسلوب الكاتب صاغها وقد الناس؛ من ذاك أو لهذا وقعت عاطفيةاألمر واقع في وهي والمتابعة؛ بالمطالعة تغري الظل خفيفة وعبارات

لشروط ومستوفية البناء متكاملة قصصا تكون أن من أكثر طريفة لوحات. الناجحة القصة

" مما " أكثر صحفي ريبورتاج صفة القصص هذه على ينطبق وقد , أبدعه ما جانب إلى المرموقة مكانتها تحتل ناجحة قصة لقب عليها ينطبق

. واألعالم البارزون وأدباؤها القصة كتاب , وننفي النجار محمد قصص إلى االتهام أصبع نوجه حين وعلينا

, مارس التي الزمنية الفترة نذكر أن هذا قبل علينا الناجحة القصة صفة عنها, " " , , الصحفية ريبورتاجاته أو لوحاته أو قصصه كتابة النجار األستاذ خاللها

. والنعوت الصفات هذه من يشاء ما عليها يطلق أن بعدها المنصف وللقارئ , , تكن لم هذه قصصه النجار محمد كتب عندما الثالثينيات في

, . األعالم األدباء كان الصحيح بمعناها وعرفت ظهرت قد سورية في القصة , من كل وينتقدون يهاجمون والمتزمتين المحافظين من الحال بطبعة وهم

. , كتابتها إلى يدعو أو القصة يكتب " " , الصباح مجلته بإصدار بدأ عندما السطور هذه كاتب المؤلف

العام كان نكا, 1941في ألنه األعالم هؤالء بعض من والهجوم للنقد يتعرض , أعداد من عدد كل في جيدة قصة نشر على ويحرص القصة كتاب يشجع

قصة؛. ألحسن مسابقة عن أعلن حين والمؤاخذة للنقد تعرض كذلك مجلته. السورية الصحافة في عنها يعلن للقصة مسابقة أول وكانت

, بشق أسهم النجار محمد بأن االعتراف من لنا البد هذا بعد , في, شأنه المعاصرة السورية القصة صرح في األولى اللبنة ووضع الطريق

, في, االثنان اختلف وإن للقصة؛ اآلخر الرائد خلقي علي صنوه شأن ذلك. والمعالجة الكتابة طريقة

بكتابة غامر العجالني منير الدكتور الكبير األديب أن الحظنا وإذا, , , بالغة جرأة من فيها ما رغم عليها وأثنى هذه النجار محمد لقصص مقدمة

, من تخرجه بعد فرنسا من حديثا العائد وهو يهدف كان العجالني أن أدركنا

, , المزيد تقديم على األدباء وحث القصة أدب تشجيع إلى العالية معاهدهامنها.

, , نصغي أن هذه النجار قصص عن نتحدث ونحن المهم من ولعله. , القارئ إلى يقدمها وهو قصصه في كاتبها رأي إلى

: تقديمها في المؤلف يقول , التقطت" قصص هي الحياة جسم من المنتزعة القصص هذه

, , والبعض الوجود ساحة في يختال برح ما بعضهم أناس من أصحابها صور. األرض جوف في غدا اآلخر

. والخيال التصنع من بريئة أنها التأكد تستطيع قصص وهي . الناس من لطائفة وجريئا صريحا بعضها يبدو قد قصص وهي , , أنني فذنبي إخراجها في ذنب من لي كان إذا قصص وهي

. والصدق األمانة حدود أبعد إلى صادقة أمينة صورا األيدي بين وضعت

القصص هذه اقتناص آثرت بأنني اعترف أن الخير من يكون وقد . أن والعدل الحق من فليس إذن المدينة هذه هواء من الطريفة والنماذجهذه على معظمها أو كلها دمشق سماء في المحلقة الطيور أن أحد يزعم

الشاكلة". , عن دافع وهكذا القارئ إلى قصصه النجار محمد قدم هكذا

. أحداثها وسجل وصورها رسمها التي الجريئة اللوحات - - نفسه صاحبها يقول كما النجار قصص أن التأكيد من هنا بد وال

, , ابن, وهو الشعب من فالكاتب الحياة؛ صميم من منتزعة شعبية واقعية , , طرائفهم, وسماع المقاهي رواد الشعب أبناء مجالسة يعشق الشعب

, إلى. باهتمام يصغي المقاهي هذه في البسطاء مع حياته كانت وأخبارهم . األستاذ, استطاع أفواههم ومن فيها واآلخرين الناس أخبار ويتابع روادها

, بقلمه إليها أضاف مثيرة قصص من سمعه ما بعض يسجل أن النجار, , , القارئ تجذب شهية نكهة تعطيها وملونات توابل من تحتاجه ما الرشيق

. النهاية حتى الكتاب قصص متابعة على وترغمه , المعهود بأسلوبه اجتماعية لقطات النجار يسجل الثاني كتابه في

, . , , عليها يضفي اللقطات هذه الظل وخفة واألناقة بالرشاقة يتصف الذي , حياة صميم من منتزعة يقول كما فهي شائقا ؛ قصصيا جوا الكاتب

. رائحة تحمل القصص هذه وتظل ومعاناته الشعب " القلب" شغاف يالمس الذي الجذاب الصحفي التحقيق أو الريبورتاج

. استئذان دون أحيانا ويدخله , " فيها " ويروي والتصوير بالسرد الهمسات في النجار قصص وتتسم

. هذه قصصه في النجار استطاع وقد الحياة صميم من صورا ويقدم أحداثا . ... , بعيد بعيد حد إلى أجوائها رسم في يبدع وأن الشعبية الصور يلتقط أن

هو النجار محمد الرائد القاص عن الحديث به نختم ما خير ولعلالدكتور الكبير أديبنا الثاني لكتابه صاغها التي الثانية المقدمة إلى العودة

. العجالني منير

" : قصصه إحدى بين أقارن كدت العجالني يقول المقدمة هذه في ) ( , ,) يصور ) بردى همسات فكتاب بعيد الشبه ولكن وليلة ليلة ألف وبين

, , , , ليس بل عفريت؛ وال مارد وال جني فيه وليس البلد وهذا العصر هذا ليالي, - - , واقعي قلت كما فالمؤلف المحال؛ أفق ومن الخيال عالم من شيء فيه, , ) القصور ) من مادته يأخذ ولكنه الواقع تشبه أشياء يذكر ال ألنه وقائعي بل

. , , , الصحف, مصور يشبه إنه واألندية والمقاهي واألسواق والمحاكم والدور , , , خير هو بل الناطقة الرائعة الغريبة المناظر وهناك هنا من لها يتصيد الذي

, أما والمظاهر؛ األجساد عند تقف المصور عدسة ألن المصور من كثيرا ." , الضمائر أعماق إلى تنفذ فإنها النجار األستاذ ريشة

عام... النجار محمد رحل فعندما -1961وبعد , رحل البقاء دار إلى, . - جريدة رحيله إلى تشر لم وهدوء بصمت الحديث هذا بداية في أشرنا كما

, بقايا من جدا قليل عدد سوى األخير مقره إلى يشيعه ولم كاتب يرثه ولم . قدمه ما إلى جديد من والدارسون الباحثون يعود واليوم واألصدقاء األهل

. , وأبدع أنتج فيما والبصيرة البصر ويمعنوا ليناقشوه النجار محمد

الزمن عبر رسالةبركات أنس محمد الدكتور بقلم

تتبرعم بدأت الذي الموعد في األخيرة أوراقك تساقطت , أشعة لكن حر الصيف من عانت أوراق حياتي أيام أول فيه

, ليصبغها الخريف جاء ثم والحيوية اللمعان بعض أعطتها الشمسوقسوته , بصقيعه الشتاء وباغتها النادرة الجميلة األلوان ببعض

. يبلغ ولم الخلود عالم إلى الدنيا غادرت الريح مهب على لتتكسر , المتناثرة أوراقك من جعل عمال تركت ولكنك السنة آنذاك عمريإليها ننتمي التي الشجرة جذع عليه تتغذى سمادا األرض على

, عالم, في أنت وها إنسان كل قدر وهكذا الدنيا حال هكذا جميعا . , ورضاه بعفوه نطمع كريم رب عند السرمدي الخلود

, اإللكتروني الحاسب على قصصك أنسخ وأنا لك أقول ماذاالحياة تطورت وفاتك؟ على سنة الخمسين يقارب ما بعد

, توالتقنا بصدقه, وضعفه بجبروته عهدته الذي ذلك اإلنسان وبقي - - في, والرذائل الفضائل من أودع ما بكل وبغضه بحبه ورياءه

, وجل عز الله من ويتقرب بالسوء األمارة نفسه يصارع أبدية دوامة. وغفرانه الله محبة إلى يسمو عله

سكان جميعهم بات لقد قصصك؟ شخصيات عن وماذا , أخرى شخصيات ولكن محالة ال جميعا سنسكنها كما الترابايجابيات من حواه بما الماضي لتصور التلفاز جهاز على خرجت

تلك, نعشق يجعلنا ما البديعة والصور األلوان من وتعطيه وسلبيات, الحارة , باب ظهر نعم أصولنا؛ إليها تعود التي الجميلة الشجرة .. , , , من والتراث الصميم من وكلها أخرى وبرامج ومرايا ضوء وبقعة .. .. لن ثقافة جذور من والفل القرنفل من الجوري والورد الياسمين

. الحياة معين من ترتوي طالما تموت , عشقوا الذين أولئك والروائيين الكتاب من أجيال وجاءت

.. , أشعلوا التيار ضد وقفوا الدنيا بمال يستبدلوه ولم وطنهم .. تاه من لكل نبراسا زالوا وال وكانوا الظالم يلعنوا ولم المشكاة

. الظالم أعماق في , أن عرف من كل إلى تراثه وعشق وطنه أحب من كل إلى

, جدي وعمل حبي أهدي إليكم ل ملي ليل من إال يولد ال النهارالمتواضع.

أنس محمد الدكتوربركات

بردى همساتولوحات قصص

" ... وانطفأ " لمع أدبي شهاب النجار محمد

النجار محمد

النجار ) محمد جدي روح ميالدي( 1961-1900إلىبرحمته الله تغمده

بركات أنس محمد الدكتور

الهامش على

عام في الناس إلى أخرجت االولى 1937حين الطبعة ) ولم ) االحالم تتداولني لم دمشق قصور في كتاب من

انها ادري وانا طريقي تابعت بل الغرور يتقاذفنيقيمة ودرس الستكشاف منها المهرب صغيرة مغامرة

فاالقبال , صالحة اما فهي أبسطها التي البضاعة تلكوحسن انتاجها جودة على العملي الدليل هما والرواج

خير, هما واالعراض فاالهمال شاحبة هزيلة واما صنعها , االولى الجائزة الكتاب نال فلما صاحبها وعلى عليها رد

, وثالثة ثانية طبع ثم لبنان بعاصمة الكتب مسابقة فيمن, االكبر الجمهور مع اتجاوب انني ايقنت ورابعة

, الجامدة ... الفئات وحتى المكبوت النداء والبي الناس

الناقع السم اخرجت فيما توهمت اذ ثارت التي تلك , تلو المرة وتنذر وهناك هنا الخطر اجراس تقرع فراحت

القصص , تلك مطالعة في الجارف الوباء بان المرةالكتاب !! ذلك ومس

التي , صحتهم على اخيرا اشفقوا هؤالء حتى اقولفي وبدلوا ماغيروا كثرة من بحت التي واصواتهم ذوت

والطرب ! . جدوى غير في واالوزان االنغامكرام , من لفيف االمر بادئ في تردد لقد والحق

لها الحساب غفوة والحمالت المزاعم تلك إزاء الناساولئك , ليبصر بعد فيما افاق لكنه الزمن عمر فيالسر في ويتهادونه الكتاب يتبادلون المتزمتين

والعلن ! .الذين أن واتضح اخرى دورة األيام عجلة دارت ولما

واوجاع الوباء باعراض يشعروا لم وطالعوه الكتاب قرأوااعينهم وتفتحت وطرافة ومتعة بنشوة احسوا بل السم

مغزى , , إلى وفطنوا ابتسموا حينئذ ماحولهم على جيدا الناس , , وعرف الخرافة انهارت ثم ومن المناورة تلك

في رديئة بضاعة لترويج ناجحة غير محاولة انها جميعا بريئة . طيبة أوساط

همسات ) الثاني انتاجي تواضع بكل اقدم اليوم أنا وهاالحكم ( هما العام والرأي الحر السوق أن واحسب بردى

ولن , , لي وإما علي فإما الصادق والميزان العادلنفسي ... إال الومن

اقدر , ألني عنف مهما نقد بكل ارحب مازلت اني ثمفي , اعتقد وألني المادحين اشكر أن قبل الناقدين

بريء- غير كان ولو توجيه –النقد من التخلو اشعاعاتالمستقبل في تفيد قد الصواب مواطن إلى صحيح

كبرى . فائدةمنير الدكتور بفضل االشادة من اخيرا لي والبد

الكتاب هذا تقديم ثانية مرة وتولى تلطف الذي العجالنياالديب , ذوق بالثناء أخص كما اآلسر بقلمه ونقده

وعناوين الغالف رسم الذي لوقا اسكندر المهذبالملهمة . بريشته القصص

المقدمة العجالني منير الدكتور معالي بقلم

وقفا , , قالئل سنوات إلى بالدنا في القصة كانتاألطفال , تسلية إلى وسيلة يتخذنها العجائز على

النوم .. ساحل إلى عنف أو رفق في بهم والبلوغ الصغارقديم, ) , في كان ياما كان البعيد الماضي زمانها وكان

والقفار ( , ) , البحار وراء البعيد البلد ومكانها الزمانوالجبال ... ( . والتالل

الشتاء , ليالي تجمعهم الذين الكبار األطفال أماغذاؤهم , فكان الحي مقهى في رمضان وأمسيات

فهو " " , شئت وإن قليال الحكاية من أسمى الروحيالبطوالت , عن يتحدث مخصوص الحكاية من لون

أن , , استطعنا وربما والمكايد والدسائس والحروبمثال , ... عنترة كملحمة المالحم نسميه

؟ والمالحم الحكايات هذه يصنع كان منفي , أغلق كما القصص في االجتهاد باب أغلق ومتى

ومات , , , المردد المقلد الرواية فعاش الدينية المذاهب؟ المبدع المبتكر القاص

عنهما , االجابة في الصعوبة من كثيرا نجد قد سؤاالنفي : القصة فن أن هو واحد أمر بتقرير اآلن فلنكتف

يكن , ولم األدبية الحركة هامش على قط يعش لم بالدنااالنحطاط أو الفكري الجمود عالمات من عالمة قط

حتى , , والترف الخصب آية دائما كان وإنما الخلقيالحياة : , قصة القصة حياة أن نقول أن حياة –ليصح

والقلب ! العقلتحمل , , الرماد من ينهض القصة فن فهذا وبعد

وفيهم , , القوي فيهم الشبان ادبائنا من قبضة مشعلهالتي , الطليعة جملتهم في يؤلفون ولكنهم الضعيفعن , الكشف إلى السبق فضل الدهر على لها يبقى

الجديدة . اآلفاقوالمالحم الحكايا في القصة فن شبابنا يتعلم لم

, - - الغرب , أدب في أظن فيما تعلموها ولكنهم القوميةمانباركه , وهذا الواقعية المدرسة بأذيال أكثرهم وتعلق

أديمها , , على ولدوا التي األرض على ينحنون فإنهم لهمكمثل , ذلك في مثلهم غذاءهم وحدها منها ويلتمسون

ولكنهم الغرب من ريشتهم اخذوا الذين الرسامين

درجوا التي أعشاشهم بها وصوروا دمهم في غمسوهاالوطن .. ! ندعوها التي المحببة الصغيرة الدنيا هذه منها

الشبان , هؤالء من النجار محمد األستاذ الفاضل واألخالذي , كتابه ولعل الطليعة موكب في مشوا الذين

الجمهور إلى تقديمه على أن –ارادني علي مشترطا المادحا ناقدا إلى –اكون التحتاج التي الكتب هذه من

مخلص , : , جهد أنه فيه أقول أن وحسبي يقدمها منأن , . القارئ وسيرى قصصي باسلوب أخالقنا لتصوير

من , صورته اليستوحي واقعي كاتب النجار األستاذالفكرة , . هي عنده الصورة ألن فكرة

ليلة ) الف قصص وبين قصصه احدى بين اقارن كدتبردى ( , , " " همسات فكتاب بعيد الشبه ولكن وليلة

جني , , فيه وليس البلد وهذا العصر هذا ليالي يصورالخيال , , عالم من شيء فيه ليس بل والعفريت والمارد

بل , , , , " واقعي قلت كما فالمؤلف المحال افق ومنيأخذ" , ولكنه الواقع تشبه أشياء اليذكر ألنه وقائعي

واألسواق والمحاكم والدور القصور من مادتهالذي , , الصحف مصور يشبه فهو واألندية والمقاهي

الرائعة , , , , الغريبة المناظر وهناك هنا من لها يتصيدعدسة , , ألن المصور من كثيرا خير هو بل الناطقة

ريشة , وأما والمظاهر األجساد عند تقف المصورومن , الضمائر أعماق إلى تنفذ فانها النجار األستاذ

النجار األستاذ أن الصراحة من كثير في نقول أن الحق " - الهزة , أسلوب وهو وعنفها الوقائع بغرابة لذتنا اليثير

) ومن" ) سو أوجين الروائي فيه عيب الذي العضوية ( - آالن بطريقة لذتنا يثير ولكنه منواله على ينسجون

وحرارتها( , حجمها في األشياء تصور التي لومييرطريقة , " وكثافتها ويبوستها وطراوتها

والبشرة " , الروح بين تجمع التي البسيكوفيزيولوجي , , اسلوب , عن اليبتعد ذلك في وهو والفكرة والغريزة

دمشق " " . قصور في األول كتابه , " بهذه " دمشق قصور في لكتاب تقدمتي انهيت لقد

فأنها , : " .. لغتك أما المؤلف فيها أخاطب الكلمات, تقويمها .. على ماشئت فاحرص األدب شيوخ الترضي

اللغة من اليسير الشيء هذا بربك فيها استبق ولكنالفن , , وهل وحرارة وندوة حالوة يكسبها ألنه العامية

؟ . " هذا غير

ولكن , , , له التوكيدا اليوم اعيده أمس وماقلتهالرجل ... هو فاالسلوب عنه مثل –اعتذارا يقول كما

لنا- , ينبغي فما ايدينا بين الذي هذا هو والنجار افرنسيهذه , في المستقبل أدباء وسيجد بتغييره نطمع أن

عالمنا , , صورة امثالها وفي النجار كتبها التي القصصالتراكيب " تكون وقد ؛ العارية حقيقته في وعصرنا

وهي " , قصصه بعض في منها استكثر التي العاميةمن جزء

, , " يأتون" كثيرين ألدباء الهام مصدر الشعبي الفولكلورالتراكيب , اقتباس من ضير وال الطليعة أدباء بعد

فما , شكسبير الغرب أدباء سيد استعملها فقد العاميةعظمته , . في زادت بل قدره من نقصت

قصور " في كتاب قراءة على الجمهور أقبل لقدتشيع" ناقد بريشة المجتمع نقائص صور الذي دمشقنصيب , وسيكون وسخره نقده في والمرح النكتة روحأكبر واعجابه الجمهور اقبال من الجديد الكتاب هذا

الحركة تغذية في فيمضي الفاضل للمؤلف تقديرالممتع . بالمفيد القصصية

الصبوة أيام منالحادية بين يترواح وقتئذ عمري كان االرجح

آية , , كنت أنني اجمعواعلى وقد عشر والثانية عشرةوالتحسبن , , التكوين وحسن واالنسجام الجمال في

فأنا , , كال وأقربائي وأمي أبي عن صادرا االجماع هذافي , واعرف االجماع هذا قيمة تعرف أنك واعرف اعرف

ولده في واألب ابنها في األم تحدق مكبر منظار أيمع , سليمان حكمة نعرف ولعلنا فتاها في واألسرة

لم ! االجماع ذلك أن إلى تطمئن أن اذن تستطيع البومةاقل فيه وليس واالغراق المبالغة من شيء اليه يتطرق

اعالن ... أو دعاوةمختلفة الوانا أمي حركات في أطالع أبدا وكنت

عنها , ابتعد الأكاد اني اظهرها ب واالضطرا القلق منوقد , وجلة مذعورة هبت قد وأراها إال امتار بضعة

من , وشيء والهلع الحدة من بشيء تجتذبني اقبلت

, وتعدو , غريبا خوفا علي تخاف فهي واللين الرفق , , أن أشعر وحدي وأنا أم ولد فلكل عجيبا عدوا حولي

أما .... خمسين ليفترة , رقابتها من افلت والتدعني بشدة تالحقني

المدرسة, , إلى بذاتها تقودني كانت أنها واذكرقبل ... تنتظرني وكانت الشيخ إلى بيد يدا وتسلمني

بي وتعود اخرج ريثما ساعة أو ساعة بنصف االنصرافالمنزل ... إلى

على , أماشيها أن علي كتب بغيضة أيام من يالهافي , لي حيلة ماال ضغطها من اعاني وأن مضض

أطيق , ... وماال أطيق ما اتكلف وأن اجتنابهأن , , لي ماكان أم من ويالها أيام من يالها نعم

وقفت , , ولطالما بعينه والظلم بذاته الجور إال اتمثلهااخدع ... المدرسة من عودتي اثناء في الولي ضريح على

الله ! وشهد وجدي امها روح على الفاتحة اقرأ أنني أميمن يخلصني أن الله إلى متضرعا إال الواقع في ماكنت

األم ! .. تلك من وينقذني األيام تلكفي , , واسراف الحنو في وامعان الحب في افراط

واحتمله , ... اطيقه أن لي ماكان لحال وإنه التضييق : وأقول األحيان بعض وأثور احتج كنت ولقدعلى , انهال ثم حقا يجنن شيء ؟ ياأمي ماهذا

منهمر , , سيل مع كله هذا بالتمزيق وثيابي باللطم خديمن , وتتوجع تتلوى وروح عيني من يتدفق الدموع من

اختناق ... من ماتحسه فرطوتطوقني , وحنان بحدب تتقدم المسكينة فكانت

وتهدئ , خاطري وتطيب بساعدها وتحتضنني بذراعيهالها , وأقول أثور أن البث ال ثم قليال فأذعن روعي

هذا : ! حسبك ؟ متى إلى أمي أمي مبحوح متهدج بصوتالشارع في يسرحون واألوالد الصبيان أولئك هاهم

, حسيب وال عليهم رقيب فال الزقاق في ويمرحونالمدرسة في رفاقي وأولئك ؟ ناس أبناء أليسوا

ففيم , بهم ويؤوب يوصلهم أهلهم من أحدا ماأبصرت؟ ! عيشي وتنغصين الشاذ األسلوب بهذا تنفردين إذن

! , ؟ علينا الناس يتضاحك أن أيرضيك أدري ال واللهدليل إلى حاجة غير في وأصبحت كبرت لقد

باتوا , , فاألوالد خطواتي علي يعد وناظر يقودنيوكثيرا , فيك ويعيرونني علي ويتغامزون مني يسخرون

ابن : , الموسوسة ابن ويقولون يقهقهون كانوا ماحاجة , , ال بعراك معهم والتحم وإياهم فأشتبك المجنونة

وأكذبهم , , عليهم أرد منطق بأي اعلم ولست وصفه إلى ! لعمري إنهم ؟ التهمة وأرفع عنك أدافع سالح وبأي

محقون ... صادقونابنك ! يذل أن يسرك فهل كله هذا رأسك تحت من

؟ ! اللئيم والعبث المغامز هذه لمثل ويتعرض اإلذالل هذايشيرون وهم الحارة أوالد أمام حياء أذوب ما لشد

! : قولي والمجدوبة المهبول إلى انظروا قائلين إليناالحماية هذه رحمة تحت طويال سأظل هل إلي

! ؟ والوصاية ! فكانت ؟ والعذاب السجن هذا من أتخلص –ومتى

, , وتقص الساذجة بنصائحها تعالجني الرحمن يرحمهاأعصابي يخدر ما واألمثال والنوادر القصص من علي

, تزعم وكانت المضطرم هياجي ويخمد المتوترة الثائرةاليهودي يخطفني أن تخشاه ما جملة من تخشى أنها

... أوالد هنالك وأن بدمي خبزه ليعجن –أدو –ويذبحنيبالنهر الغرق إلى ويسوقونهم األطفال يغرون الذين

, بأحدهم ينفردون وقد آخر حينا الفساد وإلى حينا ... فظيعا فسادا فيفسد سيئة تعاليم فيعلمونه

أنت : ولدي يا بقولها ونصائحها أحاديثها وتشفعتذكر , , ولسوف عدوك من محبك تدرك وال بعد صغير

نعم , عينها بدموع تربيك تفتأ ال التي القلب الطيبة أمك, - آه , آه تقول وسوف موتي بعد قدري ستعرف ولدي يا

وتفرح لوجعي تتوجع أم الدنيا هذه في لي كانت لقدبحرقة , أصبعك على تعض حينئذ ألجلي وتسهر لفرحي

يخلف : , ال أما كانت لقد الله رحمها وتقول وندامةالزمان ... مثلها

الهياج , كان وما الثورة تتلو الثورة كانت وهكذاالحظر , , فرض على أساعدها كنت وكأني ليفيدني

التي المتينة األغالل لنفسي وأهيئ أوقظها وكأنيواإلفالت القضبان تحطيم أو الفكاك معها أستطيع ال

... القفص من

* * *ال , , سهرها في ومضت مراقبتها في أمي اشتدت

مالحقتي , , عن لحظة تنفك وال متابعتي عن فترة تغفل

ورحت , الضغط كثرة من االنفجار يتولد أن طبيعيا فكانوكنت , أتنشقه النقي الهواء والتماس الفرار في أفكر

حريتي والتماس أمي إلغاظة المالئمة الفرصة أتصيدما ... ألجل ولو

من , , ثالثة مع اتفقت الكيل طفح وقد يوم ذاتالواحد , , ننسل وشرعنا الهرب واعتزمنا المدرسة رفاق

خارج , صرنا ولما مختلفة وحيل بأساليب اآلخر تلوهذا , , على وقفزت الصعداء وحدي أنا تنفست المدرسة

حبوري فرط من أطير أكاد وأنا ذاك خصر وغمزتفي ... مؤتمر شبه مؤتمرا أو حاال وعقدنا وابتهاجي

أن ينبغي عما وتساءلنا الخالية المنعطفات من منعطفبينا , اختالفا اختلفنا هنا حريتنا مطلق ملكنا وقد نفعله

ومنا , أقربائه أحد بستان في االختباء اقترح من فمنا في رئاسته تحت نشتغل أن سنا أكبرنا وهو أقترح من

أنني , فأذكر أنا أما محتاج كل يغني أنه زعم عملعلى مشيا بيروت إلى والسفر المدينة هجر اقترحت

الفرج ! وننتظر نعمل وهنالك األقدامذاب فقد الصبياني الجدل هذا مثل في أتعبك ومالي

وأزمعنا المقترحات وطوينا الهواء في وتبخر الحوارنلعب , ساعة فكنا زقاقنا بجانب زقاق في اللعب

, ," وساعة" تافهة أمور على نتشاجر وساعة بالدحلللشحاذين , , , نتصدى وساعة نتعادى وساعة نتصافح

في , ومضينا المجاورة الحارة بأوالد نتحرش وساعةفي أوالد ميول تمليه حسبما متصلين وضجيجنا هرجنا

وبيئتنا ... سننابيده يأخذني ما بأحد وإذا ونلعب نصرخ نحن وفيما

, مليء وصوت األيمن ساعدي حول تلتف التي القوية... أوالد يا رفاقي وجه في يزعق بالحنق

, حتى مصيري يتفهمون كادوا فما رفاقي أماابتالعا ! ابتلعنهم األرض وكأن للريح سيقانهم أطلقوا

لو .. أدعية وهي النسوة أدعية من تكيل وانبرت. دكا لدكته جبل على ونزلت إيمان عن صادرة كانت

, الذي الذهول مبلغ ذهنك في وقدر أمي إنها. الغريبة المفاجأة هذه من علي استولى

إلى, أرجع أن علي المحتم من أضحى لقد وخيبتاه. صاغرا القفص

اليد تلك من التملص عبثا جربت أنني ريب والالفوالذية ..

وزن أمام يصنع أن الريشة وزن من تأمل وماذا! ؟ الدبابة

ولما , وضوضائي بعربدتي تحفل ولم قسرا جرتنيوألقتني محكما إغالقا الباب أغلقت المنزل في أمسينا

رشيقة , مغازلة فيه وغازلتني السوط وتناولت أرضا ناعمة ! ..

- النصيب فيه الذي وأكلنا فرغت أوثقنني –ولماالكريم القرآن وتناولت مقاومتي لشدة الغسيل بحبلعلى الئق مكان في ووضعته عليه المعلق الجدار من

: أن بعد إال نوم وال شرب وال طعام ال وقالت مني كثبوالنساء ... عمران وآل البقرة سورة تتلو

وتعرف , واختارت آثرت سور أية تعلم الشك وأنتمن , بد فال وإذن السور هذه من سورة كل طول

أمأل , ورحت الثورة وتجديد العقوبة هذه وإنكار االحتجاجهذه , تطبيق إال فأصرت والبكاء والجلبة بالعويل المنزل

نقصان ! وال زيادة بال بحذافيرها الفريضةأن فاضطررت وتهدد به تلوح السوط والتمست

أن , : , وعليك والعجلة إياك وقالت مسرعا كارها أقرأأبوك .. يجود كما تجود

لهان ! إذن الحد هذا عند انحصرت العقوبة وليتيطوف , مابرح شيء فهناك المصاب وقل الخطب

أنذرتني , أمي أن ذلك ؛ قوية برجفة معه وأشعر بذهنيأبي لتحدثن والمقاومة والتمرد الهياج عن أكف لم إن

الواحد , بالحرف البذيئة ألفاظي إليه ولتنقلن فعلت عمالتحققن فأقسمت أخضع ولم ارعوا لم أنني والظاهر

إنذارها ..اعبأ , ولم الوعيد لهذا األمر بادئ في أكترث لم وأنا

ما ونادرا وتتوعد تنذر ما كثيرا أنها لعلمي اإلنذار بذلكتحتمل , حد إلى سخيفة تكون لن إنها كال ؛ وتفي تصدق

الخشنة المداعبة تلك يداعبني أبي تشاهد أن معهطامعا , قسمها رغم مازلت بأني هذا إلى أضف القارصة

كله , ذلك ورغم الرقيق وقلبها وحنانها برأفتها حين , عاذري ولعلك قسمها من شرا أتوجس مابرحت

أبي , , , تعرف ال فأنت الخاطر مبلبل الفكر غائب ترانيكنت , نعم وسطوته بطشه ألوان تدري ال وأحسبك

المزعجة البغيضة األشباح هذه من نفسي إنقاذ استطيعأمي وتملقت وعنادي كبريائي عن قليال تنازلت لو

ولكن , ذنب من فرطت ما على بالندامة لها وتظاهرت؟ عنيد طائش ولد من تتوخى ماذا

ثمينا ... درسا أعطتني حماقة أنها أعترف

* * *

, في استقر ولما العشاء صالة بعد والدي أقبلعابسا عادتي غير على قرأني نحوي التفت مجلسه

؟ , باله ما فسألها مقطبا راجية , عينها بطرف إلي نظرت ثم هنيهة صمتت

لم , لكنني والندم التوبة على تدل ظاهرة مني ترى أنهذه إزاء تتقهقر أن بدورها هي تقبل ولم أتراجع أن أشأمن , النهار تاريخ له تسرد فانطلقت العناد وذلك الصالبة

اعترتني . , رعدة وأية هلع أي تصور هنا آخره إلى أولهبحماقتي , آمنت هنا أمامي تراقصت موحشة أشباح وأية

بأمي , وآمالي أحالمي واحدة دفعة وانهارت وغروريفي , ولعلي عظيمين وحقدا مقتا ألمي أضمرت وهنا

كلها ! . االنتقام أنواع استعرضت اللحظة تلكالدقيقة , بتلك بوالدتي الفتك لي أتيح لو الحق وفي

ترددت !!! لما , كانت, لكنها مريضة قاتمة خواطر إنها بلى

وقتئذ ! خواطريالشاحب وجهي في قليال والدي وتفرس

: هاتي رزين هادئ بصوت قال ثم المرتعشة وأطرافيالسوط...

, صوابي, ضاع حتى السوط اسم أسمع أكد لم ويليورأت ... هائال انكماشا وانكمشت رهيبة رعدة وارتعدتفي دب الذي والفزع علي استحوذ الذي الرعب أمي

: وضراعة بتوسل ألبي وقالت وأشفقت فارتاعت روعيأبدا , , ذلك لمثل يعود أال وأتعهد بشفاعتي المرة هذه

مرتجفة : متقطعة بنبرات فأجبت ؟ محمد يا كذلك أليسبغزارة , , دموعي وانفجرت بابا يا التوبة أمي يا نعم

متصلة ... رعشة علي وسيطرتالمناورات هذه يفهم ال صريح حازم رجل أبي لكن

بنفسه , فنهض واألساليب الدورات هذه إلى يأنس وال

أمي ... هجمت إليه اهتدى ولما السوط عن يفتشالعقاب ويرجئ بحالي يرفق أن ملحة خاشعة المسكينة

متتابعة , بضربات بالسوط فاستفتحها آخر لوقتوقال , نحوي واستدار وهدوء وسكون جلد بكل تقبلتها

عبرة ... ألجعلك نفسك عدو يا رجليك ارفعبجلدي قيامه دون للحيلولة الكرة أمي واستأنفت

رجال : " , يا عليك حرام وحرارة بلوعة وقالت وتأديبيبالسوط , عليها فارتد به وارأف عليه فأشفق مريض إنه

تخافين : وكنت مريضا كان إذا المأثورة كلمته وقالتربيتي كانت إذا وبالتالي ؟ إلي تشكينه فعالم مني عليه

رأسي توجعي وال وحدك باألمر فاستقلي تروقك الالشجية !! بأنغامك

, , ومعي جهة من أمي ومع جهة من أبي مع الحق! , ؟ جانبه في الحق يرى ال الذي ذا ومن جهة من

العواصف فيها تصارعت التي الليالي من ليلة إنها , فيها, وتعانق والدموع الدماء فيها وتخاصمت والعواطف

, .. شيء كل أماه السماء بزفرات األرض أنينأن أستطيع لن ولكني أنساه أن أستطيع الوجود في

, وأغنيتك بالدموع المجبولة وقصتك الليلة تلك أنسى , التي الزرقاء األسطر وتلك واآلالم باألوجاع المغموسةمنها ليجعل البريء جسمك صفحات على والدي وقعها

في , غفوت فلئن القادمة لألجيال وأمثولة رسالةعبرت , ولئن تضحيتك ومقدار قدرك عن الماضي

وفضلك , جميلك فيه أدون أن دون أبي يا الماضينشره في الذي الفصل هذا أنشر أن اليوم لي فاسمحا

ابنكما ... على لفضلكما خالدة ذكرى

الرجال كيديقبل , وال فيه خالف ال شيء هذا عظيم النساء كيد

أن أبدا فيه ريب ال الذي والحق ؛ نقاش أو مراجعة أيةليختلج , حتى ومكرا كيدا النساء يسبق من الرجال في

وحدها ! الجبال ال كله الكونالقصة هذه خالل من تدغدغك أن أتوقع وأنا

. المرح من مفترسة ونوبات الضحك من صاخبة موجات

وجدتني , شخصيا ألني أتوقع فيما تامة ثقتي نعمعن , اثر وقد والنوبات الموجات لهذه مقسما نهبا

أن :" شئت إذا قال أنه الفرنسي والساخر الكاتب فولتيرنفسك " . فادرس الناس تدرس

في الواردة األسماء بأن القراء أذكر أن علي بقيفال محفوظة الحقيقية واألسماء مختلفة القصة هذه

... فقط العبرة والقصد والتخمين للحدس حاجة * * *

, وجاء الطفولة منذ صديقان خليل وأبو عبده أبو

, أكمل فقد عبده أبو أما الصداقة تلك فوطد الحي جوار , من وأنجب ونيف سنوات عشر منذ وتزوج دينه نصف

" هذا " ومع دزينة النصف يقارب ما واإلناث الذكوروالمتاعب " " الهموم رغم خضرة فتئت ما فنفسيته

والروايات , الرجال أقوى بها ينوء والتي المتراكمةمغازلته من تفلت أن المستحيل من أنه على مجمعة

فتاة , أو امرأةظل" " .. فقد خليل أبو وأما المالئكة وجهها لحست

فراغه ساعات في عبده أبي دكان على يتردد أعزبأبو , فكان وأشجان حوادث من الحي في ما معا ليغربال

وكان الماجن الفكه العامي بأسلوبه عليها يعلق عبدهالقلق مظاهر ألن ضيقة حدود في ولكن يجاريه الثاني

وروحه . طبعه على غالبة والتشاؤمواالصطبار الحرمان ذلك بعد خليل أبي قلب وتفتح

ثياب في هيفاء فتاة صباح ذات أبصر الشرك؛ في ووقعمن األرض تمس تكاد ال شفاف ونقاب محتشمة أنيقةكمالك , له وبدت الحي أبواب من بابا تقرع خفتها فرط

ما كل اآللهة أودعته وقد الساطع النور من بهالة متوجعلى , الفتاة أن جرم وال والحسن الجاذبية من عندها

الحب , ولكن والجمال الفتنة من به بأس ال جانبملكات جعل ما واألنوثة السحر من عليها خلع الصاعق

أمامها ! شيء ال الجمالولما , ويترصد ينظر كالمأخوذ مكانه في تسمر

في آخر بابا قرعت أن إلى أثرها في انطلق خرجتباكية , وديعة طفلة منه وثبت أن لبثت ما ثم الحي نفس

يا " تأخرتي ليش عاتبة بعين وناجتها الفتاة صدر إلى؟ " ... " " . معك أخذتني ما ليش فوزيه

شيئا تنسل روحه أن شعر الباب رد أحكم وحينجانب ! . كل من به تحدق والغيوم أطرافه من فشيئا

حادث الثاني اليوم في شفيق أم ألخته وبسطتبادر أن إليها وطلب الفتاة دار موقع إلى وأشار األمس

الفتاة , , مهر أن بيد فعلت وقد إليه وتخطبها فورا دقيقة . ومساومة تشاد موضع كانا العرس وتكاليف

فريق كل خاللها كان طويلة فترة المباحثات وتوقفت , مهر في يطمعون الفتاة أهل النية بسوء اآلخر يتهم

, الفتاة يريدون الرجل وأهل الئقة وتكاليف مناسب - وذاك " عالوي ويضربها يغلو هذا ممكن سعر بأرخص

بالقراريط ! " . ويحررها يسف , خليل وأبو واألعاصير األمواج تتقاذفها السفينة

. , وتحاور تراوغ وأخته والشوق الوحشة نار على يتلظىوعلى األيام أحد صباح في الحي أهل واستيقظ

, أم على عبده أبو تزوج ماذا؟ جديدة قصة شفاههم , أهل وتضاحك الكبرى ابنته سن في فتاة من أوالده

شبابه ... تجديد يبغي إنه طبعا وقالوا وتغامزوا الحيطارت اللقمة أن الناس كل بعد خليل أبو وعرف

دبان " يخانق ونفتل كالمجنون يهذي فانبرى فمه منثورة " يقيمها ومساء صباح كل في وأضحى وجهه

وأهله .. أخته على ملتهبةسجل في ينبش وراح الدكان؛ زيارة عن وانقطع

يروجها السوداء والنقاط الفظائع عن عبده أبي , األراجيف لهذه صمد عبده أبا لكن واالنتقام للتشفي

, والضحك حينا والصبر بالحلم الحماقات هذه واستقبل. األحايين معظم في والمرح

خليل أبو وجهها التي الخطط كل إذن أفلست , هذا أحس وقد بوسعه كان فما عبده أبي الستفزاز

الدامي, جرحه يداوي نفسه على أنكمش أن إال اإلخفاق. الزمن بمرهم

من خليل أبو أطل أن األيام أحد عصر في وحدثيتصارعون الحي فتيان من لفيف صراخ على بيته نافذةفهمي اللحظة تلك في مر أن وصادف ويتشاجرون

شاقة رحلة في طويلة مدة البلد عن غاب الذي أفندي , إلى حديث ومن قهوة فنجان إلى ودعاه وحياه فناداه

جعبته في ما وأفرغ عبده أبي بفعلة إليه أفضى حديثشيء ... كل أفندي فهمي وأدرك مسمومة سهام من

, فقد ذلك في عجب وال كليهما في الضعف موطن وفهمعلى إبليس ليحترس حتى الحيلة وسعة المكر من كان

... معه يتورط أن جاللهعلى المقالب حب شهوة تغلبت فقد يكن ومهما

لم : " مقلب في رأيك إيه وهتف أفندي فهمي وقار , جرحك يشفي المتأخرون وال المتقدمون به يسمع

. غليلك؟ ويطفئبك" "- فهمي يا بزنارك ايديسورية - ليرة بثالثين ترمي أن مستعد أنت وهل

للهواء؟فعلت - المزيد شئت إن-... الحرفية لتعليماتي تخضع أن شريطة اتفقنا- . المصحف على وأعاهدك اتفقنا

مع المودة عالقات واستأنف عزلته من خليل أبو خرج

الفرص من فرصة يغتنم به وإذا وجماعاته الحي أفراد , فيتردد عهده كسابق يعود به وإذا خصمه مع ويصطلح

بدا وقد والنوادر التحف صاحبها مع ويتبادل الدكان علىوالغيرة . للحقد أثر كل غسل قد وكأنه

األسبوع منتصف وفي والثاني األول األسبوع ومضىاعتزامه في يستشيره عبده بأبي خليل أبو انفرد الثالث

بيته في وطرب عشاء حفلة وإقامة بك فهمي تكريم , الدعوة تلك وأقر الغربة ديار من عودته شرف على

الصدارة مكان ويحتل محررها سيكون ألنه والحفلةفيها !

عن خليل أبي دار في تدور األحاديث كانت وفيما" .. رأسه وعلى حمال كان المشارب وألذ المآكل أشهى

بقالوة وجاط نموره جاط على يحتوي خشبي فرشالقديم " عبده أبو دار باب يقرع مبرومة كنافة وجاط

يصوت : خلفه من وسائل-" مين؟"-" عبده" أبو بيت هوننعم ! -- , فكركم" يغلي ال الكم بعتهم هالصحن خذوا

, ... خانم يا أسألك نسيت أف أف تأخر إذا عليهالجديدة؟ " وال العتيقة بيت هون

أم" - العتيقة بيت هون البارد هالسؤال ليشأوالده...

أنا" - قوام الصحون هاتي بعرضك دخيلكقبل ياها عطيني غلطان

دخيلك .. معلمي من الناس قدام بهدلة آكل ما , بس خبر عندك وال شي شفتي ما حالك اعملي

" دخلك؟ الجديدة بيت وينبانفعال- " ... الباب وردت بجهنم عليه دور روحزائد...

في وانعطف مترا ثالثين أو عشرين الحمال ومشي: آخر باب وقرع ضيق مدخل

-" ؟" مين-" السمان؟" عبده أبو بيت هونبتريد؟" "- شو نعمعليه" , - فكركم الينشغل بعتهم هالصحون خذوا

, ... أسأل نسيت الشيطان يلعن أف لكن تأخر إذاالجديدة؟ " وال العتيقة بيت هون دخلك

الجديدة" !"- أل- , عطيني" غلطان أنا تآخذيني ال دخيلك

. هو حاكم معلمي مايشرشحني قبل الصحونشي في ما جعيره فتح ما ايمتى نوري واحد

.. شفتيني ما حالك اعملي دخلك يسده بالدنيا" .. العتيقة؟ بيت ترى يا فين خبر عندك وال

-, , هائلة" بشدة الباب وانغلق وين بعرف مافهمي دار إلى طريقها الحلويات والتمست

السهرة ! .. انفضت الليلة تلك منتصف وفي بكالدعوة صاحب كرم يطري وهو عبده أبو وخرج

" روحه وخفةإلى صار فلما الجديدة حصة من الليلة تلك كانت

.. في غدا وحين والنحيب الدموع من سيل استقبله بابهاوإزالة .. أقناعها عن وعجز الويالت عليه تسلقت الداخل

, فطلقها بالطالق ورغبت الشجار وطال االلتباس هذايلتمس األخير الهزيع في العتيقة دار نحو وانسحب

, وأفجر, أفظع هو بما استقبلته الثانية ولكن المأوىأين يدري ال حيث إلى وهرول الثانية سراح فأطلق

... قدماه تقوده

مرة ألول مغلقة الدكان الحي أهل رأى وهكذاعلى نائما يبصره بأحدهم وإذا وهناك هنا فتفقدوه

. دويا المكان يمأل وشخيره القريبة الجوامع أحد مصطبة

* * * , وأبا الجامع مصطبة على يشخر عبده أبا لنترك

... أبو هل ولكن وحبورا غبطة أصابعه في يفرك خليلهذه لمثل ويستسلمون الضيم على ينامون ممن عبده

الماحقة؟ الضربةومائ , ةكال عاميا كان ولئن فالرجل كال ألف

دون الطابق هذا يطوي بحيث والبالهة الغفلة من فليسومن الغادر العبث هذا مصدر لفهم األرض يقلب أن

. به وائتمر فيه اشتركوخاصة رشيقة واتصاالت مناورات بعد عرف وقد

. الفاتكة الرياح تلك هبت أين من الحلوى بائع مع , أخطاؤه إلبليس يصحح من يا فهمي يا فهمي

.. عليه ورد العمر طول المطيع خادمك وأنا أدركني , , لعينيك لعينيك عبده أبا وإشفاق صمت طول بعد الصدى

يخلدها التي المقالب من مقلبك ألجعلن الله فو أبشرجيل بعد جيال الناس ويتناقله صفحاته ابرز في التاريخ

... نفسه الشيطان لذكره ويرتجف , أعاد فقد عمرها بك وفهمي خربها بك وفهمي

داريهما إلى والجديدة العتيقة ورد نصابها إلى األمورخليل أبو ونسي كالمعتاد عملها الدكان واستأنفتوسالت الرائع المقلب ذلك عبده أبو وتجاهل الحادث

إلى خليل أبو وزف الطبيعية مجاريها في تترقرق المياه. القدر ليلة وأخالقها وجهها في رأى وديعة حلوة فتاة

* * *

بأمطاره الشتاء وأقبل األيام تتابعت وهكذاوأبو الحي كبراء من كبير معه وأقبل وزمهريره وثلوجه

تشرفنا : " خليل ألبي وقال بك وفهمي عبده وأبو خليلالليلة ". , وكانت المدعوين من وطائفة خليل أبو وشرف

. حقا والمرح بالسخاء عامرة ليلةكبد في تتلبد تزال ما والغيوم القوم وتفرق

كأفواه تنهال واألمطار السماء

, أشعة, إال مكان كل في ترابط الظالم وجيوش القربعلى ومبثوثة متباعدة كهربائية مصابيح من تطل ضئيلةأشباح إال منها تميز تكاد ال والمنعطفات الطرق مقاطع

بيته , إلى خليل أبو وهرع الطرقات وظالل الجدران , إلى وصل أن ما لكنه والمأوى الدفء يبتغي مقرورا

, الثقب من الجواب به يتلمس المفتاح واستل داره بابعليه ! يرد صلب بجدار وإذا

إلى خطوات بضع فمشى تائه أنه إليه وخيلالدور مواقع العتمة هذه خالل من يستنطق الوراء

, إلى يرتد ثم عجبا يرى فكان والمالصقة المجاورةالمتصل الجدار بهذا ويصطدم منها بدأ التي النقطة

... واضطرب عقله واختل ثغرة وال فيه فجوة ال الذييغمغم فطفق الرحيم –توازنه الرحمن الله مرات –بسم

ويتساءل – ويتعجب ويقيس ويفصل ويجيء يروح وأخذ, شاهقة خشبية غرفة اليمنى الزاوية في لمح وقد

! ؟ " " الطيور منها يكش التي أنيس أبو علية هذه أليستالمقابلة الكوة فيها عرف صغيرة كوة الحت ثم

, فهتف بسيط بانحراف الشيطان –لداره من بالله أعوذالرجيم.تمد منها التي حمدي أم العجوز كوة هذه أليست

! المتجولين؟ الباعة وتساوم رأسها ! ؟ هالقرنة من طارت دارنا فين ولكن , حلم في وليس يقظة في أنه ليتأكد عينيه وفرك

الدور أن باله في خطر وفجأة وتشويشا ارتباكا فازدادإلى أدراجه وعاد والتصوير الطريق أخطأ فلعله تتشابه

عن جديد من ليبحث الرئيسي والطريق العام الشارع! الضائعة داره

والمنعطفات الفرعية الطرقات في يتخبط وراحأول في منه خرج الذي داره باب أمام استقر ما إذا حتى

ملتحم بجدار ارتطم سنة ثالثين منذ يملكه والذي الليل, ... عقله من تبقى ما يخسر أن وأوشك والتراكيب البناء

من يوقظهم الحي في أصحابه أبواب يقرع وانطلقكالثور إليهم ويبسط األول السحر في اللذيذ رقادهمواقتلع بالبيت أودى الذي الماحق الطلسم هذا الهائج

والنصرة ! المعونة يسألهم وراح األساس من البابويقولون ولطف برفق ويردونه هازلين يدلونه فكانوا

, , يا الليلة سكران أنه الظاهر خليل أبو مسكين ألنفسهم

, هي " وباب بيت قصة مو هي الحشيش آخرة هذه حيف." جنان قصة

بوقع حديثا إليه المنقول الحي حارس وشعرفشرع ومنعطفاته الحي أراضي يزرع رجل خطوات

النوافذ إلى يتطلع فرآه بعيد من ويراقب ينصتإزاء أنه فاعتقد ويتحسسها األبواب ويتلمس والشرفات

هذا من أنسب يجدون ال الذين الليل لصوص من لصومنه المخفر إلى وساقه فبادر والسرقة للسطو الوقتمبلال فيها بات حيث واحتجاجاته صخبه رغم النظارة إلى

. التحقيق ذمة على مقرورا حين خليل أبي زوجة ارتاعت الليلة تلك صباح وفي

عتبته على وانهارت الشؤون من لشأن الدار باب فتحت!! والتراب والطين الرقيق البلوك من كومة

دعوة يقبل أال الليلة تلك منذ خليل أبو الله وعاهد ... بالطالق وحلف أبدا األرض وجه على مخلوق من

. السلطان بقصر كان ولو المنزل خارج يسهر أال بالثالثة

قصة في قصصبفندق ساهرة ليلة في األصدقاء أحد إليه عرفني

الدماثة من وافر بقسط يتمتع بوهيمي شاب بأنه أميةكلمات, بأذني همس ثانية فرصة الحت ولما والظرفينضب ال معين ذات الشاب ذلك حياة أن منها أدركتالغزل سوق في أو واألدب الفنون ميدان في سواء

والعبث.رآني حين مناورتي إلى فطن الصديق وكأن

حياته عن المعلومات أطراف اللتقاط حوله أحومصاخبة ضحكات الهواء في يرسلها فالتوى الخاصة

... لذيذ الصيد التهكم من بشيء وهتف بالتندر مغموسة , من سور فحولها هيهات ولكن البقعة هذه في حقا تتكشف... ممن كغيره ليس أنه إلى يرمز أن أراد الفوالذ

, أن كان أي وسع في وليس وسهولة بيسر أسرارهمبين بها يجود أن له يطيب التي بالفضالت إال منه يظفر

, .. أخطب فانطلقت عوده أعجم أنا حاولت وقد وآخر حينفهو االبتالع الهينة باللقمة ليس به وإذا وأعاشره وده

في : مرة صادفته المثال أتريد الغور؛ بعيد الحذر شديد

اليوم في به اجتمعت ثم الحديث وبادلته المطاعم أحد , فارغة وكلمات مجامالت وبعد الصديق وبرفقتي التالي

... على تنطوي حكاية فلفق مغزاها أدرك بإشارة أومأتوليمة إلى لدعوته مكان كل في أمس يوم تفقده أنه - وكنت, الغذاء طعام تناولت تراك أين وسأله أقامها

المطعم في إياه لقائي له برودة –ذكرت في فأجاب"! , أضعفها: " ما الذاكرة لهذه أف أذكر ال صدقني وبالدة

فمه من خرجت أذكر ال كلمة أن ترى فأنت وهكذا , وقد الناعمة والسخرية التواضع من بشيء ملفوفةلتسرف أنك له وقلت هذا تحفظه على بعد فيما عاتبته

ليتخي , لحتى فتراقصت بالوسواس مصاب أنك إلي أن : " يسوءني ال وقال هادئة ابتسامة شفتيه على

إال لسانه المرء يطلق أال الخير فمن هكذا للناس أتراءىشروط وتحت االنزالق فيها يأمن التي الساعة في

بالمنطق؟.. موكل البالء أن الحكماء يقل الم قاسيةسلسلة مذهبي في كلها فالحياة وبالتالي

إنسان, من أكثر أجدني ال الذي وأنا يدريني فما أحابيلأن واألحوال الظروف من كثير في تمكنت ما يا ساذج

تافهة ألفاظ من الخطورة في غاية أحكاما أستنبطأفيد أن فاعلها حساب في يدخل لم بسيطة وحركات

الحذق من الكثير أوتي فيمن بالك فما شيئا منهاوالفراسة؟

لإلفالت؟" " مجال وهناك أتورط أن أتريدنييغني ما الحاضر في ولنا الماضي نستعرض لنا وما

منها, صورا الشبان سجالت في تطالع هاأنت أفكارنا , بشيء؟ عنهم أمتاز أتحسبني المظلم ومنها المضيء

الوسخة, ثيابي لتطهير أسعى أنني األمر في ما كل كال ... وجل بجديد آت لم بأني إذن ترى فأنت دائرة أضيق في

, وخليق نفسي في الضعف بنواحي عليم أنني هناك ماأن قبل ضعفه بمواطن يتبصر أن شأنه هذا كان بمنشك غير من كان وإال اآلخرين حساب على يتفلسف

. السلم يحملون الذين أولئك كثيرون للفكاهات موضعبإلهام, " النطق يزعمون الذين أولئك منه وأكثر بالعرضتطبع ", صادقة مرآة إلى وهؤالء هؤالء أحوج وما رباني

! وجوههم أسارير صفحاتها علىأسباب من سبيله في أنا عما ابتعدت أراني

عما طرفا لك أذكر أن فاتني و واحتراسي تحفظي

فدعني وإذن مصيره؛ تقرير في أثر من المرء لسلوكالسياسة فيه تتمثل الذي الطريف الحادث هذا لك أذكر

. المهذب الرشيق واألسلوبعام في ذلك يعج 1935كان المعرض كان حيث

, شوارع وحيث واألمصار األقطار مختلف من بالزوار , ولست واألزياء الوجوه من بألوان وتموج تزخر القاهرة

المحطة رصيف على فوقفت قدماي قادني كيف أذكررقم الكهربائي القطار أنتظر الخضراء العتبة 33/13في

أن ذلك أثناء في وصادف أبطأ القطار أن والظاهر, , الشعر منفوش الجسم نحيل رجل جانبي إلى وقف , , نحوه فاستدرت بإتقان ملفوفة رزمة يتأبط الثياب أنيق

حضرة " يا بقى المصرية وباللهجة ونعومة بأدب وسألته. "! جاش؟ ما وثالثين ثالثة على تلطعشر القطر إزاي

, وقطب وجهه أربد المنهمر الله لغضب يا. ! " " ماعرفش بحدة وزعق جبينه

, بنظرات يرمقني راح بل بهذا اكتفى ليته , والحق تحت إلى فوق ومن فوق إلى تحت من بغيضة

, الذي الذنب عن أتساءل ورحت أعصابي ضبطت لقد, حرج من سؤالي عليه ينطوي عسى وما اقترفتهمعانيها وأتفحص الكلمات أستعرض السؤال إلى ورجعت

, يهتف به إذا الثقيل الجو هذا في أنا وبينما كلمة كلمةثانية " نوبة الزم جاي ده القطر اهو وشدة بتقريع ويلوح

فضلك " . من قول حاجة تسأل لما , نفسي على الوطأة شديد قاسيا الدرس كان

والتمست الروية سبيل وسلكت بالصبر تجملت هذا ومعناشدا منه وتقدمت االعتذارات وظريف العبارات لطيف

" دي " المهذبة الرفيعة العادات يأتلف لم بغريب رفقه, البسيطة الساذجة فطرته عليه تمليه الذي بالقدر إال

. العفو منه وطلبتأنحلت ما أسرع فما الدمث األسلوب هذا له ولذ

أن إال وأبى أقصده الذي المكان إلى ورافقني العقدةاليوم في أقبل بل القطار أجرة فدفع مني أكرم يكون

الجيزة في الفخم قصره إلى يدعوني بسيارته الثانيالعزة صاحب بلقب وينعم األعيان كبار من به وإذا

فقد الوصف يفوق حدا وكرمه عطفه في ويمضيفي دمت ما حسابه على كلها نفقاتي ليجعلن أقسم

القاهرة ...

الغرور نداء لبيت لو ألربح كنت ماذا لي قل بربك ! معا لنردد والشجار للشر مكانا وأوسعت والحماقة

: من يبلغ ما بقدر غيره من األحمق يبلغ ال القائل قولنفسه...

* * *ربيع في بي وإذا الخريف كأوراق األيام وتتساقط

شوارع 1941 أحد عرض في البوهيمي الشاب ذلك ألمحوذاب قامته وانهارت جماله ذوى وقد الكبيرة دمشق , يتفرس شرع استوقفته ولما الدنيا هموم في نشاطه

" : ال قال أن لبث ما ثم ذاكرته ويستظهر مالمحي في." بلية كل فوق ذاكرتي في بليتي سيدي يا تؤاخذني

بجذل وتصافحنا الماضية الذكريات وتطارحنا , ومشينا ذراعه وتأبطت المنتظر غير اللقاء بهذا سعداء

المستطيلة الخشبية المقاعد أحد على استلقينا حيث , عن بلهفة وسألني الشارع رصيف طول على المبثوثة

أضرب المرح من بشيء فقلت أمارسه الذي العمل نوع , فضحك قصص أنها زعموا مادة ألستخرج األرض في

: عفريت يا قل بل مازحا وقال الضحك في واستغرق , بوقت وخطرة خصبة مهنة إنها الصحافة تصطنع أنك

, صاحبي يا العال عال اإللهام يجود حين فاتنة لكنها واحداليوم هذا في تحفظي عن سأتخلى لمودتي وعربونا إذا عاذري وأحسبك الواقع صميم من بقصة وأمدك

... بدلتها أو الحقيقة األسماء حذفتعلى, عزبا اقفز سنوات عشر منذ كنت اسمع

وحياة جيدة بصحة أنعم األفنان على وأغرد األغصانالتفتيش, في ينحصر وقتئذ الوحيد همي وكان هنيئة

الفضوليي عيون عن معزل في تكون صغيرة دار ,نعن , دميم اللسان سليط الجيران فتيان من فتى أن ذلك

, , رأى, األيام أكثر العمل عن يتعطل التركيب بشع الخلقةيشاغب فانبرى وحسده غيرته كوامن يثير ما عزلتي في

حيث إلى األمور تتطور أن معها خشيت بأقوال ويثرثر. الرحيل على النية عقدت أن إال وسعني فما الرتق يعز

نوافذ ال ضيق منعطف في بدارة علي الله وفتحفي والثالث لبابي المقابل الباب إال اللهم عليه تطل

الصدر.شأني ونظمت والمفروشات األثاث نقلت

واني المتواضع العش هذا في التامة الطمأنينة وتوقعت

, أن دون الورود أجمل واقطف األثمار أطيب أذوق سوف... الخبيثة األلسن تمسني أو تالحقني

واألمور فالتاسع فالخامس األول اليوم وانطوى , اليوم في لكنني شائقا مطردا سيرا تسير كأنها تبدوولحظت منتظر غير اتجاه من تهب بالريح شعرت العاشر

, في يدب أن يوشك والفساد التعقيد إلى يميل الموقف , الحيلة ما ولكن األزمة لهذه قلقت كلها ترتيباتها

في وليس كاملة سنة عن األجر تناول الدار فصاحب , أن لتحب وإنك أخرى مرة للرحيل المال تدارك مقدوريله وأحسب أتطير جعلني الذي الطارئ الهم هذا تفهم

, المنعطف صدر في القائم الباب أن ذلك حساب ألفترقبان عينين بريق عن يوم بعد يوما ينفرج أخذ

, الصغيرة تلك بله الطين في وزاد وسكناتي حركاتي, الدار خارج أقيمت خشبية دكه حول تمرح شرعت التي

, وداد " الباب خلف من ينادي نسائيا صوتا أسمع وبدأت ," سمعتها, ثانية مرة وفي تبرحيه ال ماما مكانك وداد

..." عمو " إلى تشكوها بأن الصغيرة تتوعدعمو " كلمة من الغرض أدركت أنني الله وعلم

. واعتباطا " عبثا اإلطار هذا في تفرغ لم التي وخالو , وخططي الحيلة ما ولكن كله هذا من الهدف فهمت نعم

الجيران؟ مع مريبة صلة أية باجتناب تقضي المرسومةسهم آخر البريئة غير العالقات إنشاء ولعل

, جانبي من التصرف هذا بأن واعترف رميه في أفكر , , هو وإنما كال الجوار لقدسية والحرمة العفة مرده ليس

, بادلت إذا فأنت والفضائح المشاكل اتقاء على الحرصبمحض تخليت فكأنك المغازلة من جريئا لونا جارتك.. واألغالل األسر وارتضيت حريتك عن إرادتك

, , ذلك ومع األزمة نشأت هنا ومن الهم كان هنا منفكر تحويل المحدودة بوسائلي أجرب أن حاولت فقد , بدخول أهم حين وصرت اإلحسان إلى بالحسنى جارتي

البصر وأغض الله يا أحيانا وأهتف اسعل المنعطفرحت بألعر بابي أغلقت فإذا الجوار آلداب احترامي عن

من بشيء وتجرها الصغيرة تنتهر بها وإذا أتنصتسكون المنعطف يسود أن يلبث ال ثم والحدة االنفعال

شامل... أن مرة من أكثر حدثتني النفس بأن أنكر وال

على تطل عالية مهجورة نافذة من إليها النظر اختلس

ذلك في لكنني الفكرة هذه أقمع فكنت دارها صحن , ما أهون وما الفضول من عاتية موجة علي طغت النهار

! نفسي في قلت فقد المبررات لنفسه اإلنسان يخترعأذى فأي أكثر ال ومنزلها مالمحها عن صورة أكون أني

مضطجعة كانت النافذة من تطلعت ولما ذلك؟ من يتأتى , لم تختال نهضت ولما اإليوان في الصغيرة تداعب

, , مضيئة سبيكة العظيم الخالق سبحان قلت أن أتمالك , , تتكسر الذهب من موجة ملفوف جسم عسليتان عينان

" , تكن لم لو حيف يا نفسي في وقلت رأسها على... الجمال بملكات لقرنتها القصر إلى أميل قامتها

, , الخطأ بطريق سرت أنني الصحيح لوعتي ياوخشيت جانب من وخشيتها جانب من اشتهيتها

, رجحت األمور موازنة وبعد أخرى جوانب من المشاكل , أن سترى لكن واألدب اللطف جانب التزام كفة

... اآلخر السبيل التماس على أكرهتني الظروفالباب فرجة وراء ومن بعد فيما سألتني أنها ذلك

العصر أذن هل حلوة عذبة بنغمة الممر اجتاز كنت وحين , بعد, ثم وتواريت المنزل عتبة وهبطت نعم فقلت جارنا

أن وذكرت والوضع المركز نفس التمست يومينتكوينها ذكر في تسترسل وشرعت بابي قرعتا سيدتين

... , يا متبرمتين انصرفتا وأنهما قطعة قطعة ومالبسهما , هذه من واغتظت الوصف لهذا ارتجفت الدهماء للداهيةيا لك شكرا وقلت تماسكت أني غير الدقيقة الرقابة

بلهجة فردت خالتي بنات األرجح على فهما سيدتي."... .. أظن " ال أظن ال العارف المتحدي

, , فهمت, محاوالت كلها نظر لفت سؤال حركات , التقيد على حريصا مازلت لكني الضبط على معناها

. الموضوعة بالخططذات أفقت والمناورات الحركات هذه أثر على

أمام بي وإذا الباب نحو فهرعت شديد قرع على صباح , , , في اللحية خفيف الثياب نظيف القامة معتدل رجل

, الباب يعالج أمسية في أبصرته العمر من الخامس العقد , , وعلى المنزل سيد أنه فقدرت ويدخل بمفتاح المقابللكنه منزلي يشرف أن ودعوته ببشاشة استقبلته هذاخاطف ببريق تشعان وعيناه بتكويني يدقق برهة وقفحارة : " هذه جارنا يا افهم عنيفة بلهجة قال وأخيرا

" : فتفضل", سيدي يا غلطان لعلك قلت شريفة

يرون, :" والذين أغلط ال أنا كال قائال فأردف لنتفاهم , هذا اآلن وحسبك يغلطون ال والخارجات الداخالت

, من"... له يا دفاع بكلمة يأذن أن دون وانسحب اإلنذار , , إال حولي أرى ال وغدوت كله نهاري تعكر أسود صباح

, علي وتتغامز تتضاحك واألبالسة الجن من أشباحا , وتخمينات افتراضات كله بجو أخيرا الليل وغمرني

... بالي لها ارتاح فكرة على منها استيقظت غفوة وكانتالورق من بسل السوق من تزودت أني ذلك

ولما زهيدة وبقيمة والحلوى الفاكهة بأنواع حشوتهوأمها تلعب كعادتها الصغيرة رأيت المنعطف بلغت

, المرة هذه ورحت أخرى مرة بوجهها وترعد مرة تداعبهامقربة على السل وضعت ثم وأقبلها الصغيرة أداعب

من بوشاحه المنزل لفني حيث خطوتين ورجعت منها... والسكون الهدوء

بمثل الصغيرة من أقترب وآخر يوم بين وصرتعلى كله وهكذا اللطيفة والهدايا البريئة المداعبات هذه

طابت نفسها أن ويلوح األم؛ الصبية من ومسمع مرأىاصطناع تشأ لم لكنها المحبب األسلوب هذا وراقها

وليونتها برفقها تطمعني أن الحكمة من تجد ولم الخفة , بالحوار صمتها من خرجت لذلك الشبهات تثير لئال رأسا ," أني : " قلت نفسك تكلف أال جارنا يا أرجوك التالي

, طاعتك على قادرا أجدني وما سيدتي يا بها مولعمشاعري صميم في حبها تغلغل وقد السيما

, أخرى مرة أرجوك فأني قالت كله هذا دفع في حيلة وال... بك تعلقا تزداد ألنها األقل على هداياك تقطع أن

رحماك حزينة بنغمة وقلت واألسى الكآبة فتكلفتاللهم,

, الحد هذا تبلغ الناس بعض في القسوة أتصور كنت ماوأنا الطاهرة المتعة هذه من حرماني سيدتي يا أيسرك

! األبواب؟ بوجهه وسدت األشجان عليه نزلت الذي , قالت سيدتي يا الرغبة لهذه أخضع أن علي عزيز

: صوتها تهدج وقد بعذوبة .. على" فتغدق أبا تصبح أن يمنعك ما ولكن مسكين يا " يا اعذري قلت ؟ وحنان حب من لك يحلو ما طفلك

.. " : , حرام يا قالت بعد جراحه تلتئم لم جريحا سيدتي ," بالرأفة لخليق وأني قلت حياتك في معذب أنك يبدو

.. " : معنى, ما ولكن قلبي قطعت لقد قالت والشفقة

": ! كنت لو آه قلت منزلك؟ إلى النساء من طائفة تردد: " قالت... ؟ الحائط من اإلنسان خلق هل وبالتالي تدرين

" : ," التفاصيل" على وقفت وإذا قلت لغريب أمرك إن , أودعك أن لي تهيأ لو أوثر وكم أغرب هو ما لك تجلى

لوال أحوالي من خفي بما إليك وأبوح وأسراري أشجانيونجواه الحديث غمرة في ونحن نباغت أن من خوفي

, بطيبة قويا أحساسا ألحس وإني تهمة موضع فنغدو , على أمينة بالثقة لجديرة وأنك ذكاءك وشدة قلبكوتنظرين, الروح نفس تبادليني أنك ظني وفي األسرار

, لغضبك ويغضب لرضاك يرضى كأخ اليوم منذ إلي " : ,".. خافت: " بصوت قلت الله شاء إن أخ من وأعز قالت

هامة بقضية لك ألبوح المنزل في اآلن سأنتظرك إذنالباب وسأدع حولها ومالحظاتك نصائحك أنتظر سرية

".. " : مع..", تالشت كلمات وغمغمت لكن قالت مفتوحا .... مماطلة, أو اعتذار أي قبل برشاقة ورجعت الهواء

ساعة الزمن من دار ما العسلية عيونك وحياةمن غاية على وهي وتدخل الباب تدفع بها وإذا واحدة

أنواع بأرقى تزري زكية رائحة منها عبقت وقد األناقةالعطور..

عن أحسر أن أحاول ولم زائد باحتشام استقبلتهاجمالها في يزيد كان الذي الشفاف النقاب ذلك وجهها

روحها برشاقة تالمسه عينيها أهداب كانت والذيالثقة, لهذه شكري عن لها أعرب كنت وفيما الجميلةمشوب بجزع وقالت حلم من أفاق كمن حولها تلفتت

.. أبحت :" وكيف بنفسي؟ فعلت ماذا ويحي بالخجل ,".. .. يكن مهما عني؟ ستقول ماذا ويحي ؟ بك اإلنفرادأن شريطة إلي به تفضي أن ترغب لما صاغية فإني .. هذه على وأحتج أعلق رحت ولما ضيق فالوقت توجز

تنحب انطلقت بها بادرتني التي القاسية المقدمة , لها ولوحت الخداع لكلمة فتكهربت خدعتها أني وتزعم

إليه تعود أن وسعها في منه أقبلت الذي المكان أن , موقفي فيها أثر وقد قالت الحساب أخطأت وأني

, تستشيرني :" وال أذهب أن أتريد عنيد من لك يا الحازم... , األسرار" حجرة إلى وقدتها فهيا قلت بشيء؟

, قرعا , سمعت الثالث اليوم صباح في يومان يومبإشراق يحييني الصغيرة أبو التاجر صاحبنا وإذا لطيفا

, الله لعنة أال يقول به وإذا وحرارة بمودة ويصافحني

, وتلويث سمعتك تشويه حاولوا لقد سوء مخبر كل علىالناس أنبل من أنك اتضح وقد أبلج الحق لكن أخالقك

, كل في جوهر فالجوهر بني يا الله فالله جوارا وأكرمهم , وأهلك بيتنا وبيتك أبننا أنت ولدي يا اسمع ومكان؛ آن

ومشرب, مأكل من تشتهيه الذي برقبتك أمانة أهلنا , حتى خدمة لكل استعداد على ونحن تطلبه أن عليك

مطهرة إليك فترتد ترسلها أن عليك الوسخة ثيابكعلمت, لكني مضى فيما بني يا إليك أسأت لقد مكوية

, حين بصره يغض مثلك شابا وأن حشمتك عن أخيرا لحقيق , الله وباسم بالسعال وينبه يخرج وحين يدخل

, , ثوان وغاب لحظة االنتظار أرجوك واآلن وإكرامنا بحبنا " عصافير قطايف جاط يمناه وفي وعاد وفي" يمعدودة

" : " ال" قال رقيق رفيق وبصوت قطر زبدية يسراه."... تقصيرنا على بني يا تؤاخذنا

تذهب : " ال قالت الثانية للمرة وداعها أثناء وفي , أكلة المفلفل والرز المحشي فالشيخ غدا المطعم إلى

."! , بالمهمة كفيل وداد وأبو ومقوية طيبة

الرجولة إكليل , المعروف العربي التاجر ميخائيل السيد رأى

األوروبية العواصم مختلف في التجارية بصالته , عام دمشق يزور أن العربية المدن وأمهات واألمريكية

1938 , وتسوية المعلقة القديمة العالقات بعض ويصفيحولها وتراكمت طويل عهد عليها مضى تجارية مشكلة

.. أكيد ووفاق صحيح تفاهم عن تسفر أن دون المراسالتعليها علق التي الزيارة تلك أن والظاهر

ولعلها المرجوة؛ النتائج إلى تفض لم الكبيرة اآلمال , عن المحكمون عجز بل وتعقيدا تشابكا الخالف زادت

بوجهة منهما كل فاعتصم لكليهما الصالحة الحلول إيجادالتسامح من شيء أدنى إليهما يتطرق أن دون نظره

والموادعة.األمر عليه التبس التاجر صاحبنا أن ويلوح

غيظا فاستشاط عليه تواطؤا دمشق تجار أن فتوهمبالدسائس مليئة شعواء غارة يشنها أن وأزمع

, وقرر ويماشيه إليه ينحاز ال من كل على واألراجيفبعضهم بضربهم يبدأ بأن الخطة أحكم أن بعد سلفا

... إلى تاجر مكتب من يتنقل وانبرى لئيمة ضربات بعضا وتهكمات افتراءات ويحشوها قصته يسرد آخر مكتب

أوشكت حتى واالستفزاز الوقيعة إلى راميا جارحةاللحظة في طرأ أمرا أن لوال نجاحا تصيب أن خطته

وترويج الجريئة الحملة هذه عن الكف على حمله األخيرة... وعسال لبنا تقطر جديدة قصص

التجار بأحد ذلك أثناء في التقى أنه ذلكفي, شأن األزمان من زمن في له كان وقد المتقاعدين

, السن في متقدما اليوم أضحى لكنه التجارة دولة , , , وكان والحزم اإلرادة متين البصر ضعيف الحركة بطيء

التجار من واالحترام والحب االعتبار موضع برح وما , , , وثقة نكاته وظرف معاملته وصدق ماضيه لنقاوة كافة

... ووفائه بأمانته جميعا الناسالتجارية األسواق إحدى منتصف في به تالقى

من قريبا الخيزران من مقعد على جالسا الكبرىأن تعود حيث التجارية المكاتب ألحد بلورية واجهة

عن المكتب أصحاب إلى فيتحدث المكان هذا يلتمسوالترويح للتسلية المارة يستعرض أو التجارة تطورات

, العمالقة يشبه الذي الشاب ابنه وكان النفس عنالباطشتين ويديه الضخمة وعضالته الجبارة بقامته

بها يحلو التي الفترة يقظة بعين ويرقب أباه يصاحب. القريبة دارهما إلى ويرافقه ليساعده المكان مغادرة

واستعادا بحرارة تصافحا أن لبثا فما بغتة تالقيا ... وانتهزها لذيذة قديمة ذكريات من ذهنهما في بقي ما

فراح جوفه في ما إلفراغ سانحة فرصة العربي التاجرالتجار من نفرا يتناول وانطلق بإسهاب قصته يقص

إياه تأييدهم وعدم لزميلهم تعصبهم إليه خيل الذينالحق شرائع تقرها ال التي والتهم الباطلة بالمزاعم

! والنزاهة األمانة وتأباها والصدق , من يبدأ حتى ينتهي يكاد فال ويعيد يبدي وشرع

... صاغ صابر المتقاعد والتاجر كله هذا الكرة ويعيد جديد , الرجل مثال كان بل يضجر وال الحديث من يتبرم ال

, , األناة بعيد الصدر رحب األب كان وإذا الرزين؛ الحليم , ما أحوج أباه وأن السيما غراره على يكن لم فاالبن

األحاديث هذه مثل إلى منه والراحة الهدوء إلى يكون , إلى يضاف وثرثرة هدر على إال تنطوي ال التي المملة

العربي التاجر هذا نحو غريب بمقت أحس أنه كله هذا

بأناس التعريض لنفسه واستباح حده وتجاوز شط الذيباستقامتهم؛ االشتباه البتة يجوز ال التجار كرام من

في يمضي الرجل هذا يدع أن طاقته في فليس وإذن , كما مدينته تجار من صفوة سمعة وتشويه سفسطته

, ذلك وفي عليه ويرد الرجل يقاطع أن وسعه في ليسالكياسة قواعد على وخروج أبيه لمركز إحراج من فيه ما

, وحده أبيه وجود أن عن فضال واللباقة والذوق واآلداب. جوانحه في يضرم ما وبين بينه يحول ألن كاف

, ال, فهو النار من موجة الشاب كان لقد والحققد يراه حتى النهاية من اقترب الحديث أن يحسب يكاد

, أن خشي أنه لهيبا وزاده جديد من بدوره فيشتعل تجددإلنقاذ فيعمل العربي التاجر بدعوى والده ينخدع

, األمور هذه مثل في عادته هي كما حسابه على الموقف... يتالفاها كيف يدري ال لورطة وإنها

, أن فعول الشاب نفس في أشده الصراع وبلغ , يعتلج ما أدرك األب لكن الحديث مجرى يغير وهم يغامر

, والحنق الغيظ سورة عينيه أشعة على وقرأ خاطره في , مفتاح وناوله وتقريع تأنيب عن تنم بنظرة فحدجه

" : ليرة بثالثين آتني سليم يا هيا وقال حديدي صندوق ... األعلى الرف من ذهبية

, على تخبط أن لبث ما ثم مكانه في سليم صعق " : ما ثانية به فصاح ذبيح كعصفور رقبته ومال نفسه

. ".. .. , عجل عجل سليم يا بالكإال هي فما سليم رأس من طار كله العقل لكن

وينتفض األرض على المفتاح يطرح به وإذا خاطفة لمحة... : أبي يا تأمل غير في المال تبدد إنك ساخطة بلهجة

, ": تلعب إنك هذا يا به وصاح العربي التاجر نحو ومال . "... تنسحب أن لك الخير فمن خطرة لعبة

عليه استولت حتى ابنه مقولة يسمع األب يكد لم, , أعصابه واهتاجت دماغه في الدم فاحتقن قوية رعدة

, الهثا مشى ثم واقفا واستقام عينيه من الشرر وتطايروهز بغضب فيه فحدق ابنه مع لوجه وجها غدا حتى

يده ورفع البشعة اآلخرة تلك على يأسف كمن رأسهاأليسر خده على وحزم قوة من أوتي ما بكل ولطمه

, , األدب قليل يا ويحك وزعق الطربوش معها طار لطمةأبيك تهين أن خاتمة أحطها ما وتعترض؟ تجرأ كنت متى

, .. لقد حقا حيف يا حيف يا عزيز؛ ضيف حضرة في

تقليم إلى الحاجة أمس في وبت طباعك فسدت... وصفعا , لطما االثنتين بيديه وهوى وتشذيب

أقدامها . على القويمة التربية وقفت هناوأسمى أجمل فبلغت الفروسية تناهت هنا

مراتبها.هم وما سكارى ومالوا اإلعجاز سر الناس عرف هنا

" : ربك وقضى الكريمة اآلية رحيق ذاقوا حين بسكارىعندك يبلغن إما إحسانا وبالوالدين إياه إال تعبدوا أال

تنهرهما وال أف لهما تقل فال كالهما أو أحدهما الكبر * من الذل جناح لهما واخفض كريما قوال لهما وقل

. " صغيرا ربياني كما ارحمهما ب ر وقل الرحمة خديه, , وأدار برأسه الشاب اطرق فقط وهنا هنا

يا : " عفوك خفيض وديع بصوت ألبيه وقال بالتتابعرضاء .. إال يبتغي ال الذي بولدك تشاء ما لتفعل إنك أبتي

. " ورضاك الله . الهائلة صرخته الحنان صرخ هنا . الرائع موكبه في الحب زغرد هنا . الله عين وهمعت العرش ترنح هنا , القبضة تلك تحولت فقد الكبرى اآلية ظهرت هنا

شعر نحو انسابت وقد ناعمة رقيقة أنامل إلى القاسيةوطبعت فمها من وأدنته بشدة به فأمسكت االبن رأس

, " : ... الله بني يا اذهب يهتف وأخذ الرضى قبلة عليه." , أمرتك كما وافعل اذهب عنك يرضى

, ونشوة غريب خشوع الرهيبة الغمرة تلك ساد هنافي, ونادى العربي التاجر نهض أن عتم ما ثم عجيبة

أبصرت لقد الناس أيها فاشهدوا أال المحتشد الجمعإكليلها خلعت وقد النبيلة البطولة حياتي في مرة ألول

, لك وهنيئا األب أيها لك فهنيئا الشاب هذا رأس على.. وتكبيرهم... القوم تهليل بين أثره وضاع دمشق

المرهون السوارملت الفائت الصيف أمسيات من أمسية في

لم ثم التعب فرط من أترنح أكاد وأنا مبكرا داري نحووالهدوء الراحة أنشد المقاعد أحد على تهالكت أن ألبث

, تمر الدار ربة وإذا كذلك أنا وفيما المدينة ضوضاء من , اإلنسان أيفر للكآبة يا غاضبة؛ بنظرة لترمقني جانبي

وأقسى أوجع مشاكل ليواجه الخارج في المشاكل منالداخل؟ في

هذا أسباب عن أفتش وكياسة بلباقة ورحت, , فارغا التجربة من أخرج بي وإذا والغضب االنحراف

" : بحدة لها وقلت نفسي على وانطويت صدري وضاق ," فتأوهت الشارع فسألتمس السبب تفهميني لم إن

" : يروقك ما افعل مبحوحة ورنة متهدج بصوت وقالتحظي ". أعرف فأنا

يستوجب ذنب أي نحوها آت لم أنني والحقيقةالشهر, ذلك بحر في خالف أي بيننا ينشأ ولم الترضية , أمامها استعرض أن ورأيت اإلعراض هذا عليه استحق

المعارف وفلسفة الجيران ومطارحات األسرة أفراد , الصمت بضاعتها فكانت إليها أساء أو أغاظها أحد لعل

. واالستغفار الحوقلة وبضاعتي المطلق , همت أحرجتها فلما هذا موقفها على أصرت

, وجهها في وصحت فاستوقفتها حجرتها إلى باالنسحاب , فمن: " والله وأنت أنا إال الميدان في يبق لم بغضب

واختلط " وجهها فأدارت ؛ معك المذنب يكون عساه , من تمكنت متقطعة بكلمات وتلفظت ببكائها عويلها

, " : قامة على ولي حظي هذا اآلتية الجمل في جمعها, ,"! والعويل, الندب عن كفت ثم تطرقه العين هالحظ

, برأسي وأطرقت والكآبة الوجوم من سحابة الجو وسادوفجأة الغامض؛ الحائر الموقف لهذا حل في أفكر

, دنوت ما أسرع وما استعراضه فاتني شيء إلى فطنت , بعبث لها وقلت علي الله وفتح خاطرها أطيب منها

يفلق:" وحظك عزيزتي يا الحظ أتشكين وظرفالصخر؟".

ابتسامة عن فمها فانفرج إطرائي وأعجبهامفتعلة. , أناملي وانسابت كطفل حضني في وأجلستها

... بددت حتى بها زلت وما خصرها في وتدغدغها تداعبهاكعادتها تتكلم بها وإذا الشاحبة الغيمة تلك ذهنها من

, فيه تتعمد عبثا بشعري تعبث بها وإذا ومرح بجذل , فرصة واغتنمت وأعرض أضخم بضحكات لتنغم إغاظتي

من األسئلة عليها أطرح فالتويت واسترسالها اطمئنانها : بسذاجة قلت أن إلى وهناك هنا

زيارة" عن انقطعت أنك عزيزتي يا يظهر , عالقتكما؟ في فتور أو توتر أهناك بك فالن حرم

, مع" , زرتها وقد استقبالها كان واليوم ال , حافال االستقبال وكان الظهر بعد خانم فالنة جارتنا

صاخبا ..." .وما" لذيذة؟ طلية اليوم أحاديث كانت وهل

فمك من اسمعها أن أحب إني دارت؟ التي األبحاث هي. سريعة.." قبلة ثغرها على وطبعت ؛ الحلو

أي" " هذا ومع رجال يا شيطان واحد أنتالموضة عن خانم فالنة حكت عنه؟ احكي أن تريد شيء

, عن محاضرة بك فالن أم وألقت والكورية الباريسية , ابنة وتكلمت النقشبندية والطريقة السياسة أسرار

فقامت كامل وأم الوهاب عبد أغاني عن أفندي فالنأفندي, فالن المتقاعد الضابط حرم وتحدثت القيامة

الشبيهات األربع بناتها عن آخر له وليس أول له حديثا , , الخطابات أن وكيف تعبيرها حد على الملوك ببنات

-! - القصر هذا على عيني يا قصرها أبواب على يتزاحمنبشدة وترفض ترفض ألنها رحمة بال تطردهم أنها وكيفعهد ولي أو فاروق الملك أمثال من إال بناتها تزوج أن

" : فكيف! عليها الرد معرض في فالنة قالت ولما إيرانأجابتها ", بريد؟ موزع من الخامسة ابنتك زوجت إذن

, " : من فهو هذا ومع ونصيب قسمة وبرودة بصفاقة ,"! التي المخلل بائع ابنة فالنة وذكرت بابل ملوك ساللة

, ذهبا عثمانية ليرة مئة مهرها وكلفه بك فالن تزوجها " " نظري في تساوي ال التي الجردونة هذه ذكرت

) قشرة) جميعا الناس ونظر زوجتي للمحترمة الكالم! نسب وال حسب وال منطق وال جمال ال ألنها بصلة

," المخلوقة" هذه ذكرت أبدا أبدا أكابري مو وقالبهاوالذل والعذوبة الرقة بمنتهى يعاملها زوجها كيف

يديها يبوس أن قبل المنزل يغادر ال أنه حتى والخضوعيقبل أن قبل السهرة حجرة يطأ وال الصباح في ورجليها

, االصطياف عليها عرض وأنه المساء في ويديها رجليهاالمكان اختيار في التامة الحرية لها وترك لبنان في

, , الشوير ظهر أو عاليه أو صوفر أو بحمدون يروقها الذيال التي المبتذلة المصايف هذه سئمت ألنها أبت لكنها

, فلتكن االصطياف من بد يكن لم إذا وأنه فيها جديدتظل أن تفضل فهي وإال البوسفور ضفاف أو سويسرا

إلى " الرحلة مصروف نصف يتحول وأن هي حيثعلى", اقتراحها عرضت أنها كيف وذكرت مبرومة

" " " منه" تبدو أن دون عيونها يقبر وافقها وكيف البيك) ( , المخلل بائع البنة هنا والكالم قالت ثم معارضة أقل

, " بالسوار " وجاءني خبر يكذب لم الثالث اليوم وفي , قيمته على بالتعرف ورغبت معصمي في ترينه الذي

الصياغ سوق ليرات, ةفي ست من أكثر يساوي ال به وإذا, الخائن ويل لنفسي وقلت وانتفضت فامتعضت ؛ ذهبية

من علي بأقل فيضحك ذهبية ليرة ثالثين عليه أوفر, , وقاطعته ضئ�زى قسمة من لها يا الباقي؟ ويبلع الربع

يتضرع ينفك ال خالله كان كامال أسبوعا عنه وأعرضتعن سائال بانكسار أقدامي على ويتمرغ بخشوع إلي

كان له وقلت حاله ورثيت عليه أشفقت أن إلى ذنبه , ليرة ثالثون تكفيك كانت هل أصالحك أال علي يجب

لبنان في االصطياف على طاوعتك لو نفقات ذهبيةست من أكثر يساوي ال الذي السوار بهذا جئتني حتى

يا ذنبي هو أهذا وقال عيناه ودمعت خده فلطم ليرات؟ , أطيق ال إني تعذيبي في كثيرا أسرفت لقد حبيبتي؟

, األربع الذهبية الليرات هذه أتكفيك وجفاءك هجركأن إال يسعني فلم المقصودة؟ غير هفوتي عن تكفيرا

ثانية مرة التورط من أحذره وأن له وأغفر عنه أصفح... المنكرة الخدعة هذه مثل في

) يا ) االستقبال ضج زوجتي للمحترمة الكالم هنا, , وماجت السيدات عواطف فهاجت ضجة أية ضجة رجال, والنبرات األلفاظ وتداخلت والتنهدات الزفرات وتالقت

, من بألسنة وإذا الشفاه على بأنغام يدمدم الجو وإذا " " : وانبرت بختي قامة على ولي وتصدح تندلع النيران " أو " رفيقتها إلى وتشكو قهرها تفش واحدة كل

. وإمساكه وشحه زوجها جور من تعاني ما جارتهابائع ابنة المحظوظة تلك على األسئلة وانهالت

. تحتها عما تشف وقوالب بصيغ المخللووجع, االستقباالت أحاديث رجال يا لندع واآلن

لتلك, أرجعتني عندما جراحي أيقظت فلقد الرأس ... الحظ لهذا عجبي لشيء أعجب ولن المثيرة الذكريات

الفم ذات المخلل بائع بابنة إال يصطدم ال الذي األعمى, , الشاحب, األصفر والوجه الغائرتين والعينين األكشر

! .. ربي سبحانك بك فالن على إرادتها تفرض التي تلك

تتنازل أن تشأ لم حضرتها أن حسرة يزدني وما , يتقاطر التي البقعة تلك لبنان في االصطياف وتقبل

, , لساني ذاب التي وأنا الدنيا أنحاء من الناس صفوة إليها , تلو الصيف إليك أتوسل وأنا قلبي واحترق ريقي وجف

" : , تجيب مرة كل وفي بلودان هواء تنشقني أن الصيف ," , أشهر تنطوي ثم ورأسي عيني على الله إنشاء

" : إال , عندك جواب وال العام تلو العام ويتلوها الصيف ," امرأة يا بالي في قلت ثم ورأسي عيني على أمرك

, , بالزبداني إليك فلوحت عليه بعيدة المسافة كانت ربما , " : عيني على ست يا أمرك أبدا الحاضر جوابك فكان

, ومناظرها..", وقربها الفيجة عين ذكرت ولما ورأسي , , المروءة : " ماتت هل ولو ولو لي وقلت بدهشة حملقت

الخاملة المصايف هذه مثل إلى أحملك حتى المال وعزمن مصيف أرقى في نصيف أن قادرون الله بحمد ونحن

. " األرض؟ مصايفوأضبط عواطفي أملك أن استطع لم وحينئذ

" : يا حماسا حسبك التهكم من بشيء لك فقلت أعصابيهذه تقع أين تدلني أن من بأكثر أطمع ال فأنا عزيزي

. "! الخارطة على ولو الجميلة المصايف , الربوة في النزهة أنشتهي رجل يا اإلناء فاض لقد

إلى تصل ال التي وتلك ورد؛ صد بعد إال نظفر وال ودمربأربع مشفوعا ذهبي بسوار تتمتع حذائنا كعب

لك أقل ألم خائن؟ وعصر غادر دهر من له يا رشاديات؟ ... حظي اعرف أني

عينيها من تتدفق والدموع حجرتها إلى وانسحبت , وألفاظ إال حالي على وعيت فما أنا أما وغزارة بحرارة

" : , الله أقول بي وإذا انفجارا لساني من تنفجر السخطعمر ويقصف المخلل بائع ابنة يا خبيثة يا بيتك يخرب

, علينا أفسدت لقد االجتماعات هذه ويلعن االستقباالتفي وهدمت المنزلي كياننا وقوضت العائلية حياتنا

... أعوام في بنينا ما لحظة * * *

تتضافر لم ما األمور أكثر في الشك طبعي من , بالك فما وإقرارها تأييدها على المصادر مختلف

, مبالغ وبعضها وتلفيق كذب وأكثرها المروية بالقصص

من, يخلو ال ألنه تمحص إلى يحتاج الباقي والقليل فيه. وتشويه تحوير

بائع ابنة حديث في ما أغربل أن شدني وقد ) صحة ) من مؤقتا صديقتي أجعلها أن أحب التي المخلل , جولة إال هي وما زوجها من وتقربت فأسرعت وصدق

, , ثم مودته واكتسبت الرجل قلب ربحت حتى قصيرةوسردتها الحوادث بعض ولفقت القصص بعض اخترعت

ال التي الخاصة أسراري من أنها إفهامه على وحرصت , من قفزت ما أهون وما ثقة ذي لغير إفشاؤها يجوز

, سره بيت غزوت ما أهون وما الدار صدر إلى العتبة. الضياء وظهر الغطاء فانكشف

وال قيد وال مهر بال صديقتنا من الرجل هذا تزوجأن وبعد مرارا عليه نفسها طرحت أن بعد شرط

. والشفاعات الحيل بأفانين تسلحت , في لكنه عاليه إلى األمر بادئ في اصطحبها

خادم تغازل فاجأها الفندق في مكوثهما من الرابع اليومصفعها بأن فاكتفى خطرة تكن لم مغازلة الفندق , وانجلت ورصانة بحكمة استقبلتها متتالية صفعات

مادامت االصطياف من حرمانها عن وقتئذ العاصفةمن, خرجت إذا فيما باالنفصال أنذرها أنه كما زوجته

, بالضبط يعرف وهو منه خاص إذن غير من المنزل , تلفيقاتها التأكيد على ويعرف تزورها التي األماكن

, نهاها وطالما االستقبال صالونات في وتبجحاتها , يجد ولم جهة من فعجز العادة هذه عن باإلقالع ونصحها

جهة من مباشرة يمسه خطرا وتلفيقاتها غرورها فيبقي, " !" . من على الشقاء فترك ثانية

فعل بأنه اعترف فقد ورجليها يديها تقبيل أما, األولى الليلة في الحمام من أقبلت حين واحدة مرة ذلك

, أن خشيت أنها ذلك عاليه حادث إثر انقلبت اآلية لكن, , ورجليه يديه تلثم وأمست فأصبحت بالطالق يباغتها

, من فليس وإذن يكرهها وال العادة هذه يحب ال وهو. فيها الميل هذا مقاومة إلى حاجة

الذهبي؟ والسوارحتى السوار قصة مرة تذكرت ما صدقني

وأشك نفسي أتهم أكاد حتى وأضحك أضحك وجدتنيالسطور... هذه فيها اكتب التي اللحظة هذه وفي بعقلي

يهدأ متى أدري ال الضحك من صاخبة موجة علي طغت. روعي في صراعها

" " , البيك تتزوج أن قبل لصديقتنا كان موالنا يابقي ما ونهارا لتسدد ليال وراءها تشتغل تطريز آلة

وحجرتها نفسها تموين وابتغاء شهرية أقساط من عليها , تدبير على يقوى كان ما أباها ألن واألثاث بالمالبس

, كونت لقد والحق وصعوبة بمشقة إال اليومي القوتالوسطى الطبقة الستقبال تصلح الئقة حجرة لنفسها

, وتمده أباها تساعد ذلك جانب إلى وكانت السيدات من , على التقطير شديدة مقتصدة وكانت ميسروها في بما , ومما بالطعام يتعلق فيما وخاصة أسرتها وعلى نفسها

بجرأة وتزعم والفجل الخبز تأكل كانت أنها عنها يؤثر ," وعافت " النمورة من قرفت أنها الزائرات أمام غريبة ," فقراء" على الزبدة قوالب ووزعت القشطة نفسها

الجيران!

تأخذ كتلميذة عليها تتردد قريبة لصديقتنا وكان" " , البيك صاحبنا من تزوجت فلما التطريز فن عنها

عن غنى في وباتت منزله شؤون عن مسؤولة وأصبحتوأضحى الصنعة أتقنت قد قريبتها كانت اآللة وراء العمل

من ممكن قدر بأقل اآللة على االستيالء الوحيد همهاواتفقتا, ومساومات مفاوضات قامت هنا ومن المال

. الثمن على أخيرا أن تبين والتسليم التسلم أثناء في أنه بيد

, وأن بكامله عليه المتفق المبلغ تملك ال القريبةفي المال من بشيء تغامر أال على حريصة صديقتنا

, القريبة انطلقت هنا ومن البشر من كائن أي ذمةلها الله قيض حتى ورفيقاتها صديقاتها لدى تسعىترهنه أن وأوصتها معصمها من السوار خلعت صديقة , صديقتنا نسجت هنا ومن لها الباقية الذهبية الليرة لقاء

تطير أن أوشكت التي األسطورة تلك السوار هذا حول! االستقبال في السيدات عقول

يد إلى انتقل وكيف السوار هذا مصدر اآلن أعرفتمعها؟ صداقتنا انتهت التي تلك

, , بمن لي فمن عرفت وأنا عرفت أنت العال عالدهرها تنعي تزال ال التي زوجتي المحترمة السيدة يقنع

يسمع من مع الحظ كل الحظ أليس ؟ حظها وتشتمويسطح؟

المتدحرجة الجثثالقرى قصص من

والخيال الفن أصطنع أني الناس لبعض خيل ربما

, فاتهمتني فئة أسرفت وربما قصص من أعالج فيما! موجود ال من موجودا أنسج وأني بالتلفيق

حكمها في االقتصاد وتؤثر طائفة تتورع وقد , يجعل لم إذا مزية من للكاتب وهل العجب فيم فتقول

قبة؟ الحبة منعلى وأقضي الخرافات هذه أحطم أن اليوم وأريد

واألسماء والمكان الزمان يدك في وأضع األوهام تلك. أيضا والكلمات

الجريئة الخطوة هذه القتحام مضطرا أجدني نعمالرضى من بشيء تستقبل ال قد بأنها علمي مع

! المتزمتين بعض من والقبول؟ واقعية قصة أنها لتصدق هذا بعد تروم وماذا , سفر في عجيبة لوحة من لها ويا إطار من له يا

مرتعشة بأنامل واأللوان األصباغ تناولتها الحوادثطقوس األذهان إلى تعيد ورموز نقوش منها فاندلعت

.. السرية وخلواته راسبوتين , , , إباحية ملثمة شهوة وأفيون حشيش ذكر حلقات

, , سوف, كله هذا عقل غير من جثة روح بال جثة مبرقعة. اللوحة تلك في ويرقص يموج

الضوء التمست أنها القصة في ما أدهش ولعلالخمسة تعد تكاد ال قرية في والحياة والحركة والحرارة

مكتظة كبيرة مدينة في وليس النفوس من آالفوتتبخر الحوادث تذوب حيث باألغراب حافلة باألخالط

! والضوضاء الكثافة زحمة فيالوجوه في ونتفرس البصل حرستا قرية لندخل إذن

. حدة على ممثل كل دور ونتفحص

عام في على 1948أنت يبدو مصطفى هو وها , وخريطة حركاته في تقرأ قرية وجيه بصفته المسرح

, والحياء والشراسة والخبل السذاجة من مزيجا نفسهأمامك استوت الجسماني تكوينه في طرفك قلبت فإذا

في مستدير وجه يعلوها خفيفة بدانة مع قصيرة قامةالعقد نهاية في بأنه يوحي ما التجعدات من خطوطه

من, أنه فهمت وأمالكه ثروته مدى عن بحثت فإذا الرابعناصية على قابضين وأمه أبوه كان ولئن القرية أغنياء

, وحياته ماضيه عن نقبت وإذا والزراعي المالي الموقفوالقنص بالصيد كلفه إلى تشير بنتف رجعت الخاصة

حين محدود ولهو ضيقة محلية مغامرات نحو وانسياقهكسل كتلة عن عبارة والباقي المدينة؛ إلى يتسلل

يلتمس, أن أهله مع وباالتفاق أخيرا قرر وقد وفراغفاقترن الزوجية شاطئ على ويستقر الثاني شطره

. بشيرة بالعذراء , , , نحيل وجه ضامرة بنية مصطفى عم ابن محمود

, , من األربعين تجاوز وقد غائرتان عينان خفيفة لحية , األرملة من تزوج قروي ودهاء خام بذكاء يتمتع عمره؛ , الجنسية فالشهوة هذا ورغم أوالد منها له وأصبح مريم

, أو جميلة امرأة عن يسمع يكاد ال رجليه أظافر من تقطر... حولها والشرك الفخاخ ينصب تراه حتى حسناء ناهد

, موظفا كان مسكين رجل عبده محمد الشيخ , به تقدم ولما درعا بلدة في النفوس بمصلحة صغيرا

ال زهيد تقاعدي راتب على الحصول من تمكن العمر , نفسه رأى أن يلبث لم ثم اليومي الخبز لتأمين يكفي

لتوشك حتى وتضيق تضيق الدائرة وأن بلده في مهمال , , األجنحة فخفقت وهناك هنا بصره فأدار تخنقه أن

, , وأبو الحاج وحماده الورد أبو طه قصص إليه تحمل , , سعد, وبيت سماره وعمر الرحيباني واألعرج الشامات

والنفوذ, والعز والملذات باألطايب ينعمون وكيف الدين ... عن يقل ال أنه أيقن وقد فانتفض األجاويد أكتاف على

, في بقاءه وأن والمخارج بالمداخل وفهما دراية هؤالء , الموعود فكنزه وإذن له مبرر ال تدريجي انتحار العاصمة

يبادر أن إال عليه وما واألرياف القرى في يربضأسخف األوساط تلك في تنطلي حيث الفتتاحه

, , قرية في إذن مقره وليجعل والخرافات المشعوذاتمقام إلى وآخر يوم بين المقر يتحول فقد يدري ومن

بالقرابين ويتقدمون األطراف من الزوار إليه يحجتتطلب ال كلها والقضية وطواعية خشوع بكل والهدايا

لكل مفتوح الصوفية وباب السيما معجزات وال خوارق ... غرام نصف يضع أن إال المرء على وما ودب هب من , , من وغرامين القادرية من غرام وربع الشاذلية من

النقشبندية من كل من غرام وسانتي الرفاعيةونباتات التقوى فضيلة من قليلة حشائش ثم والجيالنية

, خضراء عمامة مع كله هذا يمزج ثم الورع مظاهر من , ثم والشيش والمزاهر الطبول من وعدد طويلة وسبحة

فتتفجر هيلمانية وترانيم تراتيل الطبخة هذه على يرشعصره ... وفريد زمانه سلطان تصيره أبهة طريقة لديه

منافعها إلى واطمأن الوصفة هذه شيخنا جرب وقدودسمها...

تمتاز ذكية قروية فتاة مصطفى زوجة بشيرة , في آية ومالمح والوسامة القسامة في غاية بتكوين

تكن, لم إن حرستا بنات جميالت من أنها ويقال الجاذبيةأجملهن.

, , متنافرة, الوجه دميمة امرأة محمود زوجة مريم , مهما, بزوجها االحتفاظ همها بسذاجة ماكرة التركيب

, طيعة آلة غدت حتى مغنطها أنه والشائع الثمن كان... له يحلو كما تتحرك

واستعرضنا الرئيسية الخيوط عرفنا قد ومادمنا... ولنخيط فلنفصل األقمشة وأصناف أنواع

جعبته وفي العاصمة من عبده محمد الشيخ اقبل , النبض يجس وأخذ تحقيقه ينوي المهلهل المشروع ذلك , , أسرع فما ووداعة برقة الدرويش دور ولعب وهناك هنا

النواة منهم اتخذ القرية أهل من نفر حوله التف ما ... وصادف ذكر حلقات وتكوين اجتماعات لعقد األولى , الدمية تلك ببشيرة مصطفى تزوج أن ذلك أثناء في

, عقارب تثور أن طبيعيا فكان الفتنة الصارخة الرائعةالقطعة تلك القتنائه وعارفيه أصحابه معظم في الحسد , وكان وتغريدا زينة فمألته قفصه دخلت التي النادرة

عمه ابن األولى النظرة من ويتكهرب يلتهب أن بديهيا الشاسع, والبون الهائل الفرق غصته في وزاد محمود

... مريم الهرمة البومة وتلك بشيرة الفائقة الحمامة بينالقتطاف الخطط ويهيئ العدد يعد محمود شرع هنا من

, , ليغازلها المناسبات يتربص طفق هنا ومن الوردة تلك

, بأساليب ومرة مرة الكرة فأعاد واالمتناع بالصد وقوبلقلب إلى منها ينسل التي الثغرة على يعثر فلم مختلفة

قدوم... حول خافت لغط مسمعه طرق قد وكان بشيرةوميضا وأحس فكره فاستيقظ ومريديه وطريقته الشيخ

, به وإذا يستطلع الشيخ نحو يعدو فانطلق دماغه في زائدة بسرعة ويحتل الطريقة في وينخرط معه يتفاهم

... فطن أنه ذلك والمحور القطب ويمسي الصدارة مكان... الهدف قلب إلى منه يعبر أن عليه الذي الجسر إلى

الطريقة في للدخول وأصحابه أقاربه يدعو وانبرىوإغراء تشويق من يملك ما كل خاصة بصورة ووجه

إدماجه في افلح حتى مصطفى عمه ابن حول ووعوداألولى !.. المرحلة اجتاز ولما العهد في أخوين وصارا

بشيرة زوجته بإدخال الثانية المرحلة تحقيق في شرع , فظل ترددا ومنها منه فلمس القصيد بيت هي التي

, الثانية ودخلت بالموافقة أقنعهما حتى ويداور يناورالمختلطة والحلقات االجتماعات دور جاء حين ولكنه

سر عن زوجها فسأل تحضرها ال بشيرة أن محمود لحظعليها يخاف أنه جوابه من فأدرك والتهرب التغيب هذا

... واألفيون الحشيش إلى لجأ هنا لوجودها ضرورة والإياها ويسقيه القهوة في يدسها راح مخدرة وحشائشوثلث, مسلوب نصف كان أن بعد بمصطفى وإذا خلسة

تحت وبات العقلية وملكاته قواه اضمحلت قد معتوهميكانيكية بحالة محمود وأوامر سيطرة

والعهد الطريقة في عمليا تشترك ببشيرة وإذاويرش, الشيخ عن ينشق بمحمود وإذا واالجتماعات

بناها دار في اجتماعات ويعقد والبهارات الفلفل بعض, القرية أطراف من بعيد طرف في الغاية لهذه خصيصا

, وإذا ودالل غنج في فتتأبى بشيرة حول يدور به وإذا... المالينة إلى بشيرة ويدعو يتسامح نفسه بمصطفى

الطريق تعبيد في لتساهم مريم أصابع وتمتد ... و التساهل تفرض العهد في اإلخوة أن لبشيرة فتلوح

عن انقطع قد زوجها أن اآلونة تلك في بشيرة تحس ... أنه ذلك إلى يضاف صحيحة زوجية معاشرة معاشرتها

وروحه الجنسي نشاطه أن وصراحة ببالهة إليها أعلن

المسايرة واجبها وأن محمود يد قبضة في أصبحت كلها... عنه السحر ليفك

* * *

دوي على األيام أحد ضحى القرية أهل وأفاقبمحمود وإذا يستفسرون فهرعوا ناريتين طلقتين

لفافة أشعل أن بعد ومصطفى الدم من بركة في يتضرجالحقول نحو ذهول حالة في يركض مضى التبغ من

... يده في والمسدس والجبلحينا متطابقة وإشاعات إشارات التحقيق وفي

, اإلرادة فاقد أنه يزعم فمصطفى آخر؛ حينا ومتناقضة , يخشى كان أنه ذاكرته في بقي ما وكل فعل ما يدري ال

, األخير الحادث قبل رآه وأنه ويرهبها محمود شخصيةمريبة حالة في تماما عاريين بشيرة زوجته مع مرتين

ساخطا ... فانصرف االحتجاج على يقو لم وأنه كاملةنفسه في السخط هذا أثر أحس محمودا وأن

الطريقة نساء بعض مع اجتماع إلى ودعاه فاسترضاه .. وأنه ومتعة عبث ساعات وقضاء العهد في الداخالت

بعدئذ . جرى ما نسيأن مرة من أكثر محمود حاول نعم تقول وبشيرة

لكنني األحيان بعض وبالشدة نفسي عن يراودني , لتهوين سعت مريم زوجته وأن ورفضت قاومت

ينوه... كان مصطفى زوجي وأن أيضا فأبيت المسألةالسحر يفك أن آمال والتساهل المالينة بضرورة ويلوح

... أرضخ لم لكنني عنه , يخلو كان محمودا أن الصحيح تقول ومريم

مصطفى زوجها واطالع وبمعرفة األحيان بعض ببشيرةألنهما بينهما الحجرة في يجري كان عما تدري ال لكنها

العهد ! ... في إخوانصراع نشب هل كله هذا بعد تتساءل ولعلك

, الحوار هو ما إذن كال والمقتول؟ القاتل بين جسمانيتلك المأساة؟ وقوع قبل بينهما دارت التي المشادة أو

بالتقاطها وظفرنا نبشها على حرصنا التي العقدة هي. ينبوعها عن نبوح أن يمكن ال بطريقة وحدنا

القرية رجال بأحد الحادث صباح مصطفى تالقى , من وكلمة هنا من وكلمة أخرى طريقة إلى المنتمين

في السم ويدس محمود على يحرض بالرجل وإذا هناك

أنه, وكيف المفضوحة العالقة تلك إلى ويشير الدسم. بشيرة على ويبادل يسمسر أضحى

وخز نوبة وغشيته مصطفى عروق في الدم فار هنا ... الطريق وفي أمرا اعتزم وقد غاضبا فانسحب حادة

بمحمود التقى الكبير الجامع من مقربة وعلى العام: به فصاح

: من" وتسافر تخلصني بدك ايمتى مصطفى" عني؟ بالك وتكف هالضيعة

علمك" :) ( مين ولك واستهزاء بسخرية محمود" . هالحكي تحكي

: على" بايدي سفرك إال ثمرة في ما مصطفىشالليفو على لي وسلم وفارقنا خذها يالله جهنم

بدربك... "إلى مصطفى يذهب أن السماء عدالة قدرت وهكذا

اآلخر يرحل وأن عليه ضيفا ويحل سينا ابن مستشفى. اآلخرة عالم إلى

زوجته بمصاغ تاجر الذي الموظف

زمالئه من نفر وحوله األحد يوم مساء في سمعتهكله الكون ويضرب يصخب وهياجا حنقا عنه يقلون ال

, الحظ هذا على ومالئكته الرب ويعاتب سخطه بقنابل... دائمة معاهدة معه وأبرم الزمه الذي الكسيح

الذي السكر كيس باع وقد الموظفين صغار من إنهاألضحى عيد من الوقفة يوم صباح الحكومة إياه منحته

أغراه ةبمائ أن بعد ليده سالمة سورية ليرة وخمسينبعد سيغدو السكر بأن الناس من أفراد بعض وأوهمه

كأفواه السماء من ينزل وسوف التراب مثل قليلة أيامالقرب!

سوق في السكر سعر عن سأل عندما لكنهوبلغ الصعود بطور أنه وعرف الثالثاء يوم في البزورية

200 , وقال منزله والتمس عمله وترك أسرع سورية ليرةيخرب : الله غشونا؟ كيف عادل أم يا أرأيت لزوجته

: .. : في! نبادر أن العمل قال العمل؟ فما قالت بيوتهم , ولدي السوق يفوتنا أن قبل الفرصة هذه ونغتنم الحال

صعود؛ على السكر بأن ينبئ ما الراهنة المعلومات من

عادل: أبو يا تمهل كيسك تبيع أن قبل لك أقل ألم قالت : ! أن ويظهر الله أراد هكذا قال السكر صعود من بد فال

, الوقت نضيع ال أن ينبغي واآلن عادل أم يا أسود البخت , عشرة بشراء نبادر أن الخير كل والخير والقيل بالقال

ما فنعوض الله ينفعنا أن عسى واحدة صفقة أكياسالخزانة, في درجا وفتحت أسرعت بل أبطأت وما فات

, أمانة بدل وقالت مصاغها كل على تحتوي صرة وناولتهإلى ! صاحبنا وهرول بالنصف المربح عادل أبو يا برقبتك

وخمسمائة ألفين مبلغ على الذهب قيمة ورهن الصراففي وقف وحين البزورية طريق واستلم سورية ليرة

كان والتجار السماسرة ألقوال يستمع السوق منتصفمن المطلة الجيوب تلك بجيوشه يهاجم شرع قد الظالم

حوانيتهم إلغالق يستعدون التجار وأخذ السوق نوافذ , يضرب صاحبنا كان وبينما المتأخرة الساعة تلك فيإلى ارتفع السعر أن أدرك بأسداس ليرة 220أخماسا

ألحد يقول السماسرة أحد سمع أن لبث ما ثم سوريةالقرآن منزلة صاحبنا أذن في قوله نزل وقد التجارواألسعار: رابح فالصباح اآلن الشراء من حذار الكريم

..! المساء في ترتفع غالبا يذهب أن نيته وفي متفائال منزله إلى صاحبنا وعاد

عشرين سعره نزل قد السكر كيس فيجد للسوق باكرا فرصته يلتمس وحينئذ تقدير أقل على سورية ليرة

السعيدة.بكلمته الخميس يوم صباح امرأته صاحبنا ودع

- في- وجوده أثبت أن وبعد عادل أم يا لنا ادعي المعهودةرئيسه لدى عذرا انتحل الزمن من ساعة وظيفته مركز

جيبه وفي البزورية نحو وانطلق واستأذن لفق ما ولفق , أثناء وفي المالية األوراق من الضخمة الرزمة تلك

على يقبل به وإذا ذاك واستشار هذا استفتى طريقهشفته على يعض به وإذا بدقائق الظهر آذان قبل السوق

بلغ السعر أن علم حين قاسية عضة ليرة 235السفلى, , , جسمه , واشتعل لونه واربد وجهه واحتقن سورية

بصورة السيء حظه ويشتم يسبها نفسه على وانكمشالسمسار, ذلك عن وتفتش تدور عيناه وراحت دفينة

- - عليه وضيع رباح الصباح الجملة بتلك ورطه الذي اللعين... واحدة جرعة لشربه كأس في دمه صفوا لو وآه الربح

, تلك ضوء وعلى دقائق استغرق نفسي صراع وبعد

دمه وراق حدته هدأت المضاربات من المتالطمة األمواج," الخنفشارية: " الحسابات هذه من رجل يا حسبك وقال

, وصادف ثانية مرة تندم أن قبل حام وهو الحديد ولندقعندي وقال السماسرة أحد صاح أن اللحظة تلك في

بسعر أكياس وقال 235عشرة أحدهم به فأمسكبنفس ثانية أكياس عشرة عندي وصاح فارتد اشتريتها

, الثمن دفع أن وبعد اشتريتها وقال صاحبنا فهجم السعرعشرة عندنا يقول أحدهم سمع وحملها البضاعة واستلم

وطبقات 234بسعر جسمه أنحاء من ينصب العرق فأحسأوشك حتى بصره فوق تجثم والغيوم الضباب من كثيفة

. طريقه في يتعثر أن مرة من أكثربترحاب األكياس مع العصر بعد عادل أم واستقبلته

, ولما, والدعابة المرح جانبه من هو وتكلف وبشاشة , لكنه وأمانة بصدق الحق لها قال السعر عن سألته

إلى أيام بضعة خالل حتما سيرتفع السعر بأن طمأنها300 , شقيق اقبل فقد ظنه المساء وخيب سورية ليرة

في سمانة حانوت صاحب وكان العشاء بعد زوجته ," على" مساء كل في المرور عادته ومن الشحم مئذنة

, أن لها وقال السكر أسعار باتت كيف يستعرض البزوريةإلى تدهور قد وانفجرت , 210السعر بها الدنيا ودارت

, وتنتف, خديها تلطم وراحت وناحت فصرخت دموعها- - عادل " أبو يا لك أقل ألم محروق بقلب وتهتف شعرها

"... , خرابي يا آه مصاغي يا آه هالتجارة بدنا ماإال النوم من فيها يذوقا لم عاصفة ليلة وكانت

... أهبة على كانت الطالق كلمة ولعل واخزة غفوات... أحدهما صدر من الخروج

- والشيخة الشيخ أنيسة الحاجة

المترنحة خطواته وقع على يعزف الصباح ضوء كان , يدري ال شيء دماغه وفي كئيبة روح عن تشف ألحانا

. يقوله ولمن به يبوح كيفجاره دار باب أمام تسمرتا قد قدميه أن بغتة وشعر

, الباب قرع إلى يدعوه غريب بإلهام وأحس حسن؛ الشيخ

, على هبطت الحياء من عاتية موجة لكن يفعل أن فهم يأس عليه واستولى فاضطرب الحركة عن فشلتها يده

والحت, غامضإليه فخيل الجيران نوافذ من تتراقص ضاحكة أشباح له

, ولكن يتراجع أن له وبدا إيذاءه وتتعمد عليه تتضاحك أنهاعن جسمه وتوقف تخاذلتا قد ورجاله التراجع له أنى

الحركة. , وظل وروحه جسمه بين عنيف عراك في هو إذن

... سماوية أرضية نجدة أتته أن إلى فترة الصراع هذا في , ولب خفيفا قرعا الباب وقرع , ثفتشجع كان هنيهة

, وانكشف جسمه منعطفات في يجري خاللها العرققامته؛ طالت ما بقدر لحيته طالت شيخ عن بعدها الباب

, والمدرسة الواعظة أنيسة الشيخة بعل الشيخ واستقبله: المألوفة بالجملة المشهورة

جميل-" " أبو بجارنا وسهال أهال " : خذوا وصاح الدار صحن نحو واستدار وجهه ولوى

." , بجارنا, أهال أهال قائال واستطرد درب , اعتذاره عن تنم إشارة جميل أبي من واندلعت

, فسعل لسانه يسعفه ولم ريقه فجف يتكلم أن وحاولمحطمة صدره من الكلمات تملصت وأخيرا ومرة مرة

... عنقه على تضغط خفية يدا كأن مبحوحةكنه يكتشف أن الجهد من شيء بعد الشيخ واستطاع

, فزوجه ومصابه همه مبلغ ويدرك جاره بال في الشكوى , , وه معها خصامه في ليالء ليلة وبات مسرفة ال يمبذرة

, وعلى عليها يوسع أن تريد ترحم وال ترق وال تعذر , وفالن بفالن يتشبه وأن كبير مصرف كصاحب أوالدها

الهناء أنواع زوجاتهم على يغدقون الذين أولئك من , فليغيب يفعل أن بمقدوره يكن لم فإن الدالل وألوان

! الرجل وسع في كثيرة أبواب فهناك وإال طريقها عن, زوجته به تنعم ما منها ويقتنص يعالجها أن الفالح

زوجها " فلسفة إلى تصغي أن تأبى أنها واألدهى, حراما !" وماال حالال ماال هناك بأن القائلة المسكينة

فاعلها وجه تلطخ وتلك شريفة مشروعة طريقة وهذه...! والعار باإلثم

اليوم قوت بتدبير يقنع ألنه بالبالدة نعتته ولطالما , صبرها طول على أسفت وكم المقسوم برزقه ويرضى

بينما أوالدها وحق نفسها بحق وتفريطها صباها وضياع

بالترف محاطات والحرير الدمقس في يرفلن غيرها , ولكن... فيها التبسط يثيره ملتهبة لقصة إنها والنعيم

يتوسط كي الشيخ على يعتمد اآلن وهو يفعل؟ ماذاأم " نصح على غيرها من أقدر رأيه في ألنها الشيخة

وإال " العاصفة المشاهد إثارة عن وردعها جميل ... يهون الشيخ وطفق أطفاله ونصيب نصيبه فالخراب

وحكمة النساء ضعف عن األمثال ويردد ويداريه عليههذه بمثل الحافلة الدنيا عجائب له ويذكر الرجال

من قسط ألكبر صدره اتسع من العاقل وأن الشجون , برأفة ظهره على ربت بأن وانتهى واألناة الحلم

على, ويحضها الشيخة يحدث بأن ووعده وإشفاقفتور من بينهما ما إلزالة والسائل األسباب استكمال

. والوئام المودة إلى فيرجعا وخصام * * *

اليوم ذلك من والعصر الظهر بين اآلن الوقت , دار صدر في القائمة األثرية والقاعة رمضان أيام من

الحاجة الشيخة زوجه لدرس والمخصصة حسن الشيخبخليط كعادتها تموج واالثنين الجمعة يومي في أنيسة , وفي واألسود األبيض باألزر الملتحفات النسوة من

أ قليال األرض عن بارتفاعها تتميز خشبية دكة صدرها , القاعة جدران على وهناك للشيخة خصيصا عدت

وورقة عربية وأمثال قرآنية آيات على تشتمل لوحاترديء بخط مكتوبة جوانبها من ممزقة

." األطفال" وجود ممنوعوالسكون الصمت من رهيب جو القاعة وساد

ومالبسها المهيبة بمشيتها الشيخة طلعة بدت حين , ذلك في بما يعبث ال وكان الطويلة وسبحتها المحتشمة

طائفة من بعضها تتلو حركات إال شامل هدوء من الجو , أو, وتقبيلها للثمها الشيخة يد على كالهجوم النسوة

! ؛ للبركة وإيثارا للثواب التماسا ثوبها طرف مسمن كانت ربما بكلمات تغمغم تنفك ال الشيخة وكانتأن وبعد آخر؛ شيئا كانت وربما الخيرات دالئل أدعية

وهناك هنا بصرها أدارت الدكة في مكانها جلستعن يبحث كمن عادتها غير على واحدة كل في تتفرس

من, ركن في جميل أم وجه على بصرها وقع ولما شيء

وجهها على رسمت ثم لمحة بها حدقت القاعة أركان! باهتة حائرة ابتسامة

أركان " عن تتحدث وانطلقت الدرس وافتتحتاآلية", تفسير إلى فجأة قفزت خارقة وبقدرة الوضوء

السبيل: " وابن والمسكين حقه القربى ذا وآت الكريمة * الشياطين إخوان كانوا المبذرين إن تبذيرا تبذر وال

" كفورا لربه الشيطان وكانالنسوة تتناول وراحت ودارت ولفت وجالت فصالت

لشهوات إرواء الغالية بالحاجات أزواجهن يرهقن الالئيجور من إصرارهن إليه يؤول فيما يتبصرن أن دون زائلة

التي الدين ألوامر إنكار من التمادي يؤدي وما وعدوان , ومضت والعصيان التمرد ال والطاعة الرفق تفرض

جميل أم وجه تفارق تكاد ال وعينها الوتر هذا على تضربأن العبث من ولكن الدين أمور في شيء كل تفقه التي

! بالزوج الرأفة معنى تتفهممن وغدا منها تمكنت التي العقيدة تلك ذلك ومرد

, به والرأفة الزوج طاعة بمفهوم إقناعها جدا العسير " زوجها " تجعل التي هي الشاطرة الزوجة أن ومدارها

, الظهور له يتاح فال بالهموم ومطاردا بالديون مالحقا وإقرار, ديونه بتسديد التفكير إال يشغله وال واالنتعاش

, على الجانية كانت وإال زوجته مطالب

, برأسه عصفت وربما المال جمع من تمكن إذا نفسها , الضرة أصعب وما بضرة فيجيئها واالستيالء الفتح شهوة

... المرأة على , , آخر واد في جميل وأم واد في الشيخة كانت إذن

من الدينية صولتها في األولى تمكنت فقد يكن ومهما, وتلطيفها الثانية نزعة في القسوة سورة تخفيف

... وضغطا وطأة أقل وجعلها

* * *

تلك النفوس تهضم أن وقبل الليلة نفس فيجلبة على مذعورين الجيران أفاق البارعة المواعظ

.! ... .. لقد حفيظ يا دقائق والشيخة الشيخ دار مصدرها ... وتراكض مرعبة ضجة إلى وتحولت الجلبة احتدمت

أعناقهم ويتلعون برؤوسهم يطلون النوافذ إلى الجيران , بالشيخ تطوح قوية ودفعة فجأة ينفرج الشيخ باب وإذا

تسيل والدماء مهشما األرض على به وإذا الباب؟ خارج...! وحلقه أنفه من

يئن مكانه في فلبث النهوض على الشيخ يقو لم , أحد وأشفق مآقيه من بغزارة تتدفق والدموع ويتوجع

, الوديع الشيخ إليه صار الذي المصير هذا على الجيران, العاصفة تهدأ ريثما منزله إلى وحمله إلسعافه فهرع

فهتف أعصابه على يسيطر أن الشيخ يستطع لم هناورق: " السوق في أجد لم إن ناس يا ذنبي ما ساخطا

! حضرتها غضبت لقد البافرة؟ نوع من التبغ –لفائفالشيخة ..–يقصد به جئتها الذي بالورق طعنت ضيفة ألن

, ... ربي يا رحماك منه أفضل أجد لم صاحبي يا وحقك."! ) األوادم ) بنت تعاملني أهكذا

وعرف الحارة أهل لغط على جميل أبو أقبل ولمابين من انفلتت ثم مشدوها وقف بالشيخ حل ما

: أتعرفون حوله لمن وقال الضحك من زوبعة شدقيه,"!! " : , أفهمه ما بيته يخرب قال بلى قالوا فالنا ؟ الغالم

, أبيه إلى ونجواي همي أبث كنت وقد مرة لي قالفقط الواحدة عينك أن على الله ولتحمد عمي يا حسبك , أن تريدني كيف له فقلت خفيف برمد ومصابة مصابةراثيا فهش براقة؟ متألقة العيون حولي أرى وأنا أفعل

: إذ المظهر يغرنك ال وقال ساخرة غمزة بطرفه وغمز . " وزجاج " دحاحل من الفحص بعد تجدها ما كثيرا

قديم غرام

ربطات نظره لفتت الحمدية بسوق طريقه فييتأملها فوقف أنيقة زجاجية واجهة في معروضة عنق , فتساءل إحداها وراقته ونقوشها ألوانها في ويفاضلالشهوات هذه مثل في المال تبديد اإلسراف من أليس

الكمالية؟مستمر النفسي والصراع وقوفه وطال وقف

, المحل بدخول يهم كان وفيما ونزوته جيبه بينجانبها وإلى شفاف بنقاب سيدة منه خرجت للمساومة , " إحساسا " فأحس فاخر اشارب رأسها يلف سافرة فتاة

, األيام من يوم في السيدة تلك وجه رأى بأنه مبهما فيه حدقت رأته حين أنها الحس ذلك صدق في وزادوالحركة السير في وأبطأت واإلشراق اللهفة من بشيء

في المعروضة البضاعة تتفحص وشرعت استدارت ثمالنظر, تسترق وأخرى لحظة بين كانت لكنها الواجهة , الفتاة أذن في تهمس أخذت ثم حركاته وترقب إليهالنظر استراق في وتشترك تضطرب جعلتها كلمات

... حادث إزاء أنه وأدرك كله بهذا شعر الهمس ومبادلةودلف خطوة فتراجع بسرعة يستكشفه أن عليه غامض

تتكلفان ما يتكلف منها مقربة على بات حتى خطواتوالوجوه الماضي يستعرض راح الزمن عين في لكنه

يكتنفه الضباب أن فشعر والذكريات الحوادث ويستنطق , حتى تلوح تكاد ال ظالل له وتراءت جانب كل من

ولهجة... خاصة نغمة ذي صوت على بغتة وأفاق تختفي: والحنين العتاب منها يتطاير بنبرات تقول سماعها ألف

... المعروضة الكنوز هذه رخيصة هي كم سعاد يا أرأيت " واالمتهان الشك تولد العرض كثرة قال من ورحم

بخس بسعر الجواهر مستطردة –وتجعل أواه –وتنهدت! هلمي فهلمي القديم جرحي من بعد ابرأ لم ابنتي يا

* * *

دموع منها تقطر بنظرة السيدة رمته وقد انصرفتامعاني كل فيها تركزت بنظرة والفتاة واللوعة الحب

. والكراهية الحقد , عقدت قد كانت الذهول نوبة أن غير حقا عرفها

, ودار وعيه استرد أن وما هنيهة حركته وشلت لسانه

... من له يا الزحام موجات ابتلعتهما حتى ببصره يشيعهما ! ! عجيبة مصادفة من لها ويا غريب ثالوث

الفتاة؟ دور ما السيدة؟ تكون من هو؟ منفألفى سنة عشرين الوراء إلى بها رجع أسئلة

حيث الثانوية المرحلة نهاية لفحص يتهيأ طالبا نفسهمن يتألف بناء من علويا طابقا أسرته مع يقطنوأمها, الحلبي أبوها اآلخر الطابق في وكان طابقين

بين, المودة عرى تتوثق أن طبيعيا وكان الدمشقيةسعيد بالفتى حبلها يتصل وأن المتجاورتين األسرتين , عن يلوح من األسرتين في انطلق بل كوثر والفتاة

... هنا وإلى والفتاة للفتى المنتظر السعيد المستقبل ... أن بيد البريئة المطارحات حدود تعدو ال العالقة ظلت

كيوبيد

أبولون على منفعال غاضبا األولمب من يوم ذات خرج, النار رب فولكان على دب وما هب ما ينثر األرباب رب

ليس منظر استوقفه الفضاء في يسبح هو وفيما , , يدري أحد وليس نوعه من بالطريف وال بابه في بالفريد

قهقهت حتى الضحك في ويسترسل يضحك جعله كيفيتوسل, سعيدا الفتى البناء سطح على رأى الدنيا

, , وتتنمر وتتهرب تصد كوثر والفتاة ويتذلل ويتضرعقلب صميم في وأطلقه العجيب السحري سهمه فتناول

الفتى, ويغدو مدهشة بسرعة تنقلب باآلية وإذا الفتاة , يرضى كان وقد به وإذا والمطاردة المالحقة موضع

, وإال ثمن وال وعد وال شرط بال شيء كل يريد بالقشورفترة نفسها الفتاة وغالبت مفتوح؛ الحرية فطريق

, جهة من القاهر السهم ذلك اقتالع عن عجزت لكنهاحتى سعيد حول الجيران بنات من الظباء تكاثر ولمحت

... من استسالمها وأعلنت إليه فهرعت يصيد ما يدري ال. شرط وال قيد غير

عبارات إليها وجه بدقائق إليه تستسلم أن وقبل : ما أسرع ما بخشونة قال إذ والسخرية اللؤم في غاية

... كنزك عليك ردي اآلنسات معشر الدموع إليكن تنقاد. . ... ها, ها المعروضة الكنوز هذه رخيصة هي فكم الكاسد

ها...!. * * *

حلب إلى األب وظيفة انتقلت واحد أسبوع بعد , شهرين أو شهر بعد إليه تناهى ثم معه األسرة فرحلت

, إليه ترامى سنة وبعد حلب في عمتها ابن إلى زفت أنها... الستار أسدل ثم سعاد سموها طفلة وضعت أنها

على برح ما وهو صاحبنا أمام الشريط هذا مرتموج إلى اليقظان كالحالم يتطلع الواجهة بجانب وقفته

. وجزرها مدها في الخالئق هذه , القاسية ونظرتها عليه تطل سعاد الفتاة ومالمح

. هواجسه تثير بالبغضاء المشبعة : سالمات وتقول تهزه يد على أخيرا واستيقظ

, يسيل ... والعرق هكذا ساهما بالك ما سالمات بك سعيد... شديد الحر أن شك ال رأسك؟ من الغزارة بهذه

أبح صوت داخله وفي مترنحا طريقه واستأنف ... ابنتك ابنتك يتمتم

الهاربتين سر

ويهتف الشجي ترتيله من يفرغ المؤذن يكد لم , , حتى الله إال إله ال أكبر الله أكبر الله جهوري بصوت

ماج وحتى مرة عشرة اثنتي الساحة ساعة صفقتالكهربائية المركبات حول ويحومون يهرولون الناس

, أنت وإذا برشاقة المقاعد ويحتلون برفق يتدافعوناللحم من متراصة وكتل تتراقص وجوه حيال بالنتيجة

في تتلوى بها وانسابت الحافالت احتضنتها قد والدم . وأطرافها المدينة معابر في لتلفظها الطرقات

العاطر التاجر كان يوم كل من الغمرة هذه مثل في ... المبعثرة والرسائل األوراق يلم طاهر السيد االسم , إلى بوداعة ويعلن بإتقان ويكدسها مكتبه فوق

, انصرف ما فإذا آذنت قد الراحة ساعة أن المستخدمين , هنيهة وقف المكتب وحارس هو إال يبق ولم الجميع

أن تعود ووصايا تعليمات وتؤدة برصانة يلقي وطفق. المتجر بمغادرة يهم أن قبل الحارس أذن في يطبعها

الساحة من قريبة سوق إلى كله هذا بعد ينحدر ثم , قصره ويلتمس وأثمار فواكه من يروقه بما فيتزود

, الح فإذا بقعة أجمل ويحتل شارع ابرز صف في القائم

, رأيت والنوافذ الشرفات من وتبينوه القصر ألهلتنذر المطبخ إلى غضبى هرعت قد البدينة زوجته

, إلى ابنتيه كبرى تخف بينما البطء على وتلومها الطاهيةوقار من نفسها في عما تشف لثمة عليها تطبع أبيها يد

مالبس, من عليه ما خلع في تساعده حوله تدور ثم وأدبلئال, برفق النعل من قدميه فتعري أخيرا وتركع ثقيلة

... وقفت وقد الثانية ابنته بينما هذا انزعاج بأقل يشعربعين ترقب والطست اإلبريق تحمل كالصنم جانبا

من وبرا رعاية أقل تبدو فال الواجب من قسطها ساهرة. أبيها نحو شقيقتها

, الصالة سجادة نحو متزنة بخطوات مشى توضأ فإذا , القرآن التمس ثم وخشوع بضراعة القبلة واستقبل

حول والتفوا األربعة تنادى ثم يتلو أن الله شاء ما فتال , الزوجان وتذاكر الطعام من حاجتهم أصابوا فإذا مائدة

, ربه حامدا األسرة سيد نهض المستملحة النوادر بعض , مياهها على تحلو التي القاعة تلك القاعة نحو ودلف

. القيلولة هجعة المترقرقة النافرة * * *

عام األسرة هذه حياة من مخطوفة لمحة 1920إنهاعام واطل متتابعة دورات الفلك دار قرأت 1930فإذا

. مبينا انقالبا األسرة صفحة فيزهدها على الحرص غاية حريصة األسرة كانت

العالقات, إنشاء في الحذر شديدة وكانت وعزلتهاألن واألقارب األهل فيهم بما جميعا الناس مع والصالت

األيدي أكثر إلى يأنس أو ليطمئن كان ما سيدها عقل , كان ولعله عائلته أفراد ومصادقة لمصافحته المبسوطةإلى استدراجا خاصة بصورة النسائي االختالط في يرى

, بعض تتبناه فيما يرى كان وربما والخطر الوباء مزالقوتمزيقها بانحاللها نذيرا دخيلة وعادات أزياء من األسر

. , وشعارها أسرته شريعة إذن العزلة فلتكن ممزق شر , لسلسة مفتوحة القصر أبواب أضحت فقد اليوم أما

, مع تستسيغ أسرته وباتت صاخبة نسائية استقباالت , إذا غرو فال األمس في تنكره كانت ما التحفظ من شيء

السنوات طوحت وقد الصغيرة الصخرة هذه تحطمت... , والحدود بالخرائط وعبثت والعروش بالممالك العشر

غيرها جرفت كما األسرة هذه إذن الموجة جرفتتزور , وغدت التيار واكتسحها المحافظة األسر من

عن, تتحدث كأنما واألزياء السينما عن وتتحدث وتزار , متناسق وسيم شاب هنالك وإذا طبعها إلى قريب شيءالقصر إلى يتردد األم إلى القرابة بنسب يمت التركيب

, خاصة حجرة له حجزوا بل متصلة زيارات األسرة ويزورودهمه المساء أدركه إذا الليالي بعض فيها يبيت

الظالم...نظرة إليه ينظران كانا واألم األب أن في ريب وال

األلفاظ يصطنع حاذقا ممثال كان ألنه صافية أمينة , يؤثرانه فكانا إنسان كل إلى تحببه التي واألوضاع

عليه بريئا ويلحان صادقا عطفا عليه ويعطفان بالخيرظفر وقد طبيعيا فكان زياراته؛ في أبطأ إذا بالمزيد

ويقفز لعبته يلعب أن المنزلة بهذه وفاز الثقة بهذهقفزته...

نفسها أعماق في شعرت األم تكون أن يدرينا ما و , وخيل القصر في الشاب إسكان إلى االرتياح من بشيء

, القصر في ثانيا رجال منه تخلق التي الساعة دنو إليها... معا أختها وابن صهرها يغدو إذ المزدوجة للفرحة ويا

* * *

, ويضحك الخريف كأوراق وتتساقط األيام تتناثرعام فجر التاجر ,1932قصر غريبة بوجوه زخر وقد

زائرات أنهن تفهم ألنك تساؤلك يطول فال وتتساءل , تكون أن تشتهي هذه خاطبات إلى بسرعة يتحولن

, ألخيها الفاتن والثغر الساحرتين العينين ذات فهميةوالمالمح الممشوق القد ذات سلوى تصير أن تهفو وتلك

, , األب وإذا ووسطاء وسيطات هنالك وإذا لوحيدها العذبةاألشخاص فيتذاكران ليلة ذات يختليان واألم

أليقهم اصطفيا ما إذا حتى المرشحين ويستعرضانالغد عروس فهمية بكرهما تكون أن اعتزما

إليها ولوحت أمها بها انفردت حين فهمية اضطربت , األسرة تاريخ في مرة وألول هنا المقرر بالمصير

األم أنكرتها نارية كلمات الكبرى شفتي بين من اندلعت , قوبلت مهما أما أبدا تظل األم لكن لها واهتزت

برأفة الثائرة أعصابها تعالج فالتوت والعصيان بالعقوق, والحكم, بالنصائح الستمالتها توطئ وانبرت وحنان

... ألنها ترفض فهي شيء ال على بينهما الصراع وانتهى , لم فإذا أمها فراق تحتمل وال أبيها قصر مغادرة تكره

بعدئذ ... هي ثم سلوى فلتكن وسيلة من يكنحل أنه لها فتراءى بإمعان األخير الحل األم وفحصت

أحد أن اعتبار على األولى مكان الثانية فيه تحتل مناسب , وراحت عنه لمنعها سبيل وال لطلبها تصدى أقربائها

, المنتظرة العروس تكون أن في سلوى لدى تسعىهناء من الجديدة الحياة في ما لها تزين وشرعتألن الثانية, األزمة تفريج في تفلح ال بها وإذا واستقرار

, األعذار بنفس واعتذرت شقيقتها مكان تحتل أن أبتكانتا الشقيقتين ألن فائدة أي دون والرد األخذ وطال

. واحدة وسادة على تتكئان

األب إلى حملت أن إال وسعها فما األم فشلت , في جهده يبذل أن إليه وتوسلت مهذبة ملطفة النتائج

أخرى ظروف تتهيأ ريثما وإلغائه المشروع هذا إغفالليلة في عرسهما يجعال أن من فيها يتمكنان مالئمة أكثر

واحدة...أحد وعد النهار بنفس األب كان الله قدره وألمر

, يحسب كان ما ألنه األم مع قرره لما وفاقا الوسطاء , أسرته في أحدا أن يظن كان وما حسابا االرتطام لهذا

... يفعل أن تريد ماذا واآلن إرادته مخالفة على يجسرالصدق بأريج يعبق وأسم لها حد ال بثقة يتمتع مثله تاجر

اإلخالل! نفسه على يسجل أن على قادرا أتراه والوفاء , شديد, كان نعم األثمان؛ غالي ذلك كلفه ولو كال بالوعد

, , كتب القدر لكن لسانه من يحترس ولم تسرع ألنه الندمالعروس إعداد عليها ويحتم يدعوها األم فواجب وإذن

بنات بها المتحلية واألخالق باآلداب الواقع األمر لقبول. الشريفة األسر

أن دون األب مطالعة إلى المسكينة األم أصغت , مثقلة ذاهلة ابنتها إلى وارتدت شفة ببنت تنبس

... واألحزان بالهموم ... , , وجوم وكان حوار وكان كالم وكان

أثرها وفي الرقاد حجرة إلى فهمية وانسحبتوأمنت, الباب إغالق الثانية أحكمت أن وبعد سلوى

: خفيض بصوت وقالت تنهدت الرقابة , يريدونك التي الحياة من تجزعين أراك عزيزتي أي

, غامضا شيئا أن لي ويلوح بها واالحتفاء استقبالها علىوتحويل المعارضة إلى يسوقك نفسك في يضطرب

, أملك كنت لو فحبذا أنا أما جهتي إلى جهتك من المجرى ... أصبحت بأني أكتمك ولست الموقف إنقاذ يضمن ما

زلة أهناك الوجل من بشيء أتساءل المناورات هذه بعد.. دهمتني؟ كما طرقتك

فرت: " ثم وارتباك بذهول بأختها حدقت وقد فهمية... " ربما دمعة عينها من

, الجريح: تلو الجريح يتهاوى أن آخرة ويلها يا سلوى ..! الكأس نكرع أن ترين أال بالكسيح األعرج ويستنجد

... بشعة؟ خاتمة بالموت ونمحو األخيرة ... , فجبنت: النهاية بهذه فكرت أضعفني ما فهمية , , في: وكلتانا وأجرأ منك خيرا لست صدقت سلوى

, ألبوح غريمك باسم إلي تفضين فهال سواء الهواءبدوري؟

, أن: األخوة أناشدك لكنني ذلك يشوقني فهمية. قبلي تفعلي

, اسمه: من األول الحرف مسايرتك في بأس ال سلوىنون.

واو؟: النون بعد هل فهمية ... , راء: الواو وبعد نعم سلوىعلى: الزمن طبع هنا نوري؟ خالتك ابن نوري؟ فهمية

, , وزغرد الفضاء لها ولول وردية بقعا نقية خدود أربعة... الشيطان لها

* * *

األم عويل على الثالث اليوم صباح األب أفاق , رعدة مسته حتى النبأ أدرك أن فما مذعورا مضطربا

. عليه تقضي أن خيفعن يفتش وهناك هنا إلى مسرعا يعدو األب ندع

. إليه لجأتا أنهما إليه خيل مكان كل في الهاربتين ابنتيه

األوساط مختلف دامعتين بعينين تطوف األم وندع. وتستطلع تنقب

األمر بادئ في يتكلف البالء مصدر الشاب وندع , ثم ويتباكى يتوجع فتراه واألم األب بمساعدة االهتمام

انسل قد تراه حتى األفق في تغيب الشمس تكاد الالفخ لها ينصب ثالثة فتاة خلف وتوارى ورشاقة بخفة

! لغيرها نصبه الذيتاجر قصر إلى األقدار بها رمت وقد فهمية وندع

, يسرى باسم خادمة فيه أمست لبنان عاصمة في شريفوتتمتع الجميع بعطف تظفر قليلة أيام بعد بها وإذا

ألخالقها األسرة أفراد كبار بها يتمتع التي باالمتيازات , أباها أن المصادفة غرائب ومن ووداعتها ونشاطها

روابط تربطهما حميمان صديقان البيروتي والتاجرنكبة, يجهل لحظة آخر حتى البيروتي ظل هذا ومع وثيقة

. بابنته الشامي صديقهدار إلى قاسية ظروف بها رمت وقد سلوى وندع

, تستقر كادت فما الوليد ابن مدينة في الموظفين أحدغياب فرصة ينتهز الجديد سيدها كان حتى أيام بضعة

به يتظاهر كان الذي الورع ثوب ويطرح الدار من زوجتهبخشونة ... فيهاجمها الحقيقي بثوبه لها ويبدو للناس

, كبرياءه تحطم أن عليه ويعز مجاراته فتأبى وغلظةأنواع بإذاقتها االنتقام فيتعمد هذه مثل متواضعة خادمة

, , وأرخصها الكلمات أوحش وإسماعها واإلذالل الشراسةفرت أن لبثت ما ثم اصطبارها وطال واصطبرت

األول من خيرا يكن لم ثان موظف خدمة في ودخلتوانسحبت الوقحة وحركاته الصبيانية بمغازالته فزحمها

الليلتين في بنوم تكتحال لم عينيها ألن الثالث اليوم في ! عليها الله وفتح المطاردة في إلسرافه الماضيتين

حسن من كان آخر موظف خدمة إلى فانتقلت أخيرا زوجته جور واحتملت جانبه فأمنت زوجته يخشى حظها

.. لسانها وسالطة * * *

عام صيف من األيام احد أصيل يرتفع 1933فيفي الثانية الدرجة قاعات من قاعة عن الستار

, تبصر أنت وها بيروت في األمريكية الكلية مستشفى, الدمشقي التاجر صديقه لعيادة مقبال البيروتي التاجر

ابتل وقد جالسة محجبة امرأة السرير قبالة وتلمح , أن بعد زوجها تتعهد األم إنها الدموع فرط من نقابها

. واألسى باللوعة قلبها واترع ابنتيها أضاعتالدمشقي أن خالله من تفهم متقطع حديث ويدور

, إلى فإما الطب تصرف تحت جسده ليضع الغد ينتظر. والقهر الغم إلى وإما القبر

صباح المريض سرير نحو أرجوانية خيوط وتتسلل

.. برئ فقد باهر نجاح عن النهار وينجلي السابع اليومواألوبة الوداع أهبة على وغدا صحته واسترد المريض

, صديقه يدعو البيروتي التاجر وإذا السورية العاصمة إلىفيعتذرن قصره في أيام بضعة لتمضية وزوجته

, دعوته, في يوفق حتى ويحلف يلح لكنه ويشكرانعلى المطل البديع قصره إلى بالثالثة السيارة وطارت

, ... تالقى مباغت جو وفي هناك المتوسط األبيض البحر. ابنتها بوجه األم وجه فجأة

.. حبيبتي... ابنتي فهميةأمي... أمي , يحول أن شيء أي يستطع ولم الماضي يستطع لم

, بالدموع سخية ساعة وكانت وعناقهما احتضانهما دونوالقبل...

... ... إلى تفطن األم وإذا جواب وكان سؤال وكان .. مكان على وتقف السر على وتطلع الخفية البواعث

تتراسالن كانتا الشقيقتين ألن حمص في سلوى , زوجها بصديق األم انفردت الحال وفي متواصلة بصورة

... أن ورجته واحدا شيئا عدا ما شيء كل إليه وبسطت ... وفورا ابنتيه طيش عن بالصفح زوجها لدى يتوسط

, أحد إلى حاال وابرق بالنجاح سعيه فتكلل سعىالثانية إيصال تأمين إلى يبادر أن حمص في أصدقائه

. األمر كلف مهما بيروت إلىفأكرم البيروتي قصر في األسرة شمل اجتمع

, , األسرة وعادت صدعها ورأب رعايتها في وبالغ مثواهاعلى الستار وأسدل العدد كاملة دمشق في قصرها إلى

عتاب كلمة توجه أن دون األسرة حياة من المشهد هذا. أحد إلى أحد من

* * *

, كان واحدا أمرا لكن األمور وتوطدت الهدوء خيم , مرة األب يتورط أن تخشى كانت ويفزعها األم يقلق

, يجهل ألنه الموجعة الذكريات فتجدد وعده في ثانيةعن ابنتيه إعراض في الوحيد السر الساعة تلك حتى

, فم وهربهما العمل؟ االزواجفما األبواب مختلف ودرست الرأي وجوه قلبت

بأسلوب السر بعض على اطالعه من انسب وجدترويدا ... رويدا ورفعت سانحة فرصة والتمست شفاف

األم عالجتها حقا رهيبة ساعة فكانت الغيب حجاب ... ابنتيها تحجز أن األم بوعد األمور وانجلت خارقة بحكمة

ما عليهما األب عين تقع فال القصر زوايا من زاوية في ... ألنها النتيجة هذه األم وارتضت الحياة قيد على دامتا

... الجراح بدمل كفيلة وحدها األيام أن ذهنها في قدرتوأبلغته نوري الشاب أختها ابن فاستدعت وأسرعت

إحداهما ويختار وعديه يذكر أن في يدعوه واجبه أن ... أفسد ما إصالح ويتدارك

, يحاول أنه األم وأحست ويطاول يراوغ شرع هنا , كان فما السبل عليه تضيق فراحت والتهرب التملص

وبين بينها أخالق عن وكشف الحياء برقع خلع أن إال منه! سحيقة هوة الضمير

بالكلمات فيتراشقان بينهما الموقف ويتطورفيبسط, تغشاه الغرور من عمياء بعاصفة وإذا الجارحة

, والحق الشهامة من خاليا بسطا أقربائه بين لسانه ... األسرة معارف من عديد عدد على تنام بالسيرة وإذا

* * *

عام مطلع من األمسيات إحدى استقبل 1934في , ولما زائدة بحفاوة زمالئه من اثنين قصره في التاجر

وجيء مكانه االستقبال قاعة في الثالثة من كل أخذ: وقال أحدهما أسرع بالقهوة

لم: ما جوفنا تدخل لن سيدي يا قهوتك األول. خائبين عنه الرجوع علينا يشق أمر من نستوثق

, ينطوي: أنه أم هذا المزاح من اضرب ماذا التاجرأفقه؟ ال شيء على

, بسنة: نستعين أن آثرنا لكنا الجد كل الجد إنه الثاني. العشائر سنن من

ليس: ما نقتنص التجار معشر بنا أعجب التاجرضوء على أغراضنا فحص طوقنا وفي بيننا مألوفا

! وتقاليدنا أعرافنا , إلى: نصير أن نعاف أننا غير حسنا تقول األول

, والتمس بغيره اتعظ من واللبيب غيرنا إليه صار حيث , ال أننا سيدي يا ثق مراميه عن لإلفصاح الرائق الجو

, شططا إذا ترقب ال وسوف وإليك لنا بالخير إال نطمع. والوفاء القبول على وتعاهدنا يدك تمد أن رمت ما

, بأن: الناس أدرى أنتما سيدي يا اعذراني التاجر , يتوخى فيمن وحري لسانه رأس على التاجر رأسمال

, نيتي من واثقان أنكما يقيني وفي ببيانه يعجل أن الخير. خير من تبطنانه ما ألجل معكما التعاون في

, ال: صراحة تصرح أن منه وأجمل جميل لفظ األولغير في ألجله أقبلنا ما ستؤيد أنك في االلتباس تقبل

تحفظ. , وإال : للمفاتحة أساسي شرط وعدك نعم الثاني

. الله نستودعك . خير: فيه ما كل في أعدكما التاجر " يخطب: " بأن س الدكتور ابني يتشرف األول

, وهذه األبد إلى له رفيقة منها ليجعل فهمية كريمتك , شئت وإن مهرها ذهبية ليرة مئة على تحتوي الصرة

شيء, كل فاهمون فنحن تتعلل أن وحذار زدناك. شيء كل عن وراضون

, صاحبي: شأن عن البتة يختلف ال شأني الثانيعلى سلوى الثانية كريمتك مهر األولى مثل الصرة وهذه

." " ع التاجر ابني

" الخير: " هو أهذا وجهه واكفهر ترنح وقد التاجر

ترغبان أراكما وكأني فيه؟ معونتي تنشدان جئتما الذيسمعتي من باقية بقية على والقضاء بي العبث

المجالس, أضحوكة تجعالني أن خاتمة أحطها ما وشرفي , , أرأيتم تعالوا تعالوا ويقولون غدا القوم يتغامز وأن

, ! ذمته أوسع ما التجار؟ دولة في المعتبر التاجر هذا إلى... نادرتين لؤلؤتين يساوي بما خرزتين البارحة باع لقد

, اللؤلؤ: قيمة من يغير فليس سيدي يا حسبك األول.. الفاجر وشقشقة السارق عبث العاقل نظر في

األرضية: الخطيئة في المرء يحملق أن جور الثاني ! التجربة واجهته الذي ذا فمن السماوي المنظار بهذااالنتصار أو منها اإلفالت واستطاع سطوتها إبان في

, عيوبه أحصيت من النبيل فالنبيل مالئكة لسنا عليها؟ , أقدارنا لنربط أتيناك فقد يكن ومهما نقائصه وعدت

. النبيلة غايتنا ألجل معنا فكن بأقدارك , , أن: علي واهون الوفاء استطيع ال الحق التاجر

. الضمير وخراب بالغش أتهم أن من العهد بنكث أعاب : لغة إلى مضطرين نلجأ أن إذن يؤسفنا والثاني األول

, والمدارة بالرفق إقناعك عن عجزنا وقد العشائروعناد . إصرار من فيه أنت عما وزحزحتك

, تحكمان: بأنكما أنذركما أني بيد شأنكما التاجرالغاية كانت مهما اللغة تلك أجزتم إذا ثالثة على بالموت

. وبريئة مخلصة : في المضي عن يعيقنا ال تهديد هذا والثاني األول

, من اليسير يملك قلبا أن نخال وما الشريف سبيلناغير في بريئة أرواح تهدر أن يرضى والحنان الرحمة

... ... عليكم السالم تستحقه ذنب . وبركاته: الله ورحمة السالم وعليكم التاجر

* * *

األم مع باالتفاق خطفتا الثالث اليوم عصر فيالتاجرين قصري إلى أبيهما قصر من واالبنتين

الشهود, واعدت الشيخ نودي الحال وفي المتجاورين, واقع أمر أمام األب وضع في رغبة االثنتين قران وعقد

... الدساسين احد لكن مقبلة تبعة أية من حل في وليكونالمناورة هذه ترقه لم الفتن نار إضرام لهم يلذ الذين

... يكن لم وما كان ما األب إلى وحمل فتطوع النبيلةقديمة زنجية خادمة استدعى ثم هنيهة نفسه فتمالك

بعد المخطوفتين أثر في وبعثها قصره في تعمل كانت

تنطوي ما الجهل كل تجهل وترتيبات بأشياء زودها أن... وخطر خطب من عليه

بعقدين القصران شعشع وقد العرس ليلة وأقبلتبالنجوم مرصعتين وحلتين األنوار من ساطعين

أزف, قد الوقت أن وأعلن الليل وانتصف واألقمار , الصاخبة الغمرة هذه في عروسه عريس كل ليجلو

واهتز القصران لهما دوى صيحتان علت والمرج بالهرج , الجو وشمل الرعب وعم اللغط ساد ثم الفضاء لهما

,"... ... " , ولي ولي تصيح ناعية وإذا االضطراب من ألوان ... الصدى نفس يردد المجاور القصر وإذا

وهلعت قلوب فانخلعت بالفاجعة الخبر وطاراألروقة, أحد في يتهامسن النسوة بعض وإذا نفوس " " , أحد تهوى فالنة أن قائلة فمن خافتا همسا

, وانتقاما تشفيا للعروسين السم فدست العريسينإحدى يعشق رجل تدبير من السم أن قائلة ومن

, القوم, كان وفيما باالنتحار قائلة ومن العروسين , أقبلت الفاجعة هذه تفسير في ويخبطون يلغطونمرعبا زعقا وزعقت خادمة األب قصر من مهرولة

بنفس, الدنيا وودع بابنتيه األب لحق لقد ماذا؟ مثيرا اللحظة.

, وإذا خديها تلطم فراحت إغمائها من األم أفاقت , تسيل الدموع وإذا األكباد تفتت بألفاظ ينطلق لسانها

, كله الحي وإذا وكربا غما الليل يمأل والعويل وتنهمر , من لها ويا الفجر بزوغ حتى مناحة إلى استحال قد

شواظ على وتلوت الثكل لذع األم فيها ذاقت ساعات... الجمر من * * *

, على الرجال بها وخرج للدفن الثالث الضحايا هيئت, المدينة أهل نصف الثالثة النعوش وراء ومشى أعناقهم

يواري أن الحفار وهم التلقين من الدين رجل فرغ ولمافقدت وقد الملتاعة األم هجمت التراب تحت الجثث

, وهناك هنا وتنثرها تمزقها ثيابها على وانقضت وعيها, عارية شبه الرجال أمام ظهرت حياتها في مرة وألول

... األبدان لهولها تقشعر ساعة وكانت

وانطبعت عقلها المسكينة خسرت الليلة هذه من , تنام فال اليوم حتى يفارقها لم الحزن من بطابع حياتها , تريق حتى تفيق وال دموع من مآقيها في ما تسفح حتى

, من نفر عليها أطلق الساعة تلك ومن أخرى دموعا بألفاظ تتفوه كانت ألنها التائهة أسم المشيعين

... بينها صلة ال متقطعةالذي بالسر واحتفظا تندم أي تندما فقد التاجران أما

... من ساعة كانت أن إلى عالم إلى عالم من الثالثة حملمعرض في صديق أمام احدهما لسان فزل الساعات

, " : نفسه قتل لقد فالنا التاجر الله رحم وقال المفاضلة.. سالحا بوجهه احد يشهر أن قبل نفسه من وقطعتين

... له وآه

الحمير على يؤتمن أن حرام

" أنك " بيننا الجدال احتدم وقد ش لصديقي قلت. والشطط اإلغراق حد إلى بالناس الظن تسيء

, : مثلك كنت لقد جادا وقال باهتة ابتسامة فابتسم... شيء كل في اشك وبت إيماني تضعضع فقد اليوم أما

القصة؟ بهذه أحدثك أن أتريداستعداد على إنيفالن؟ الدكتور أتعرف . ومركزه بذكره اسمع

صديقي كان بأنه لك أقول أن لي اسمح إذن... أمره من أعرف ما ذكر أتولى فدعني

عامرة عيادة الطبيب لصاحبنا أن تعلم لعلك , واعترف الحسنة وفوق بل حسنة وسمعة ذائعة وشهرة

أن يوشك عميقا وحديثا رضيا مظهرا له أيضا بأن ! ومكره خبثه جالل على إبليس يتورط

, والعلم ومترادفاتها العفة أن يرى صاحبنا وكان ! أن, هذا بعد وعليك حضرته على وقف كله هذا وألوانه

على الناس ويتهالك بابه على الخلق يحتشد كيف تنظرالبرء منه ويلتمسون األمل منه يتزودون محرابه

والعافية! * * *

على يخلع أن رجاء أمها بصحبة زارته فتاة زعمتنضارتها لتسترد واللحم الدم من شيئا النحيل جسمها

أن وحاول مرة ذات بها انفرد حتى ويراوغ يطاول فظل ... الممانعة... تصطنع أنها إليه وخيل مانعت لكنها يعبث

... لم هنا وقسوة بهياج إنما المحاولة فاستأنف دالال فصاحت الخطر شبح لها والح صبرا الفتاة تطق

وخاف, الفضيحة خشي أنه والظاهر واستغاثتمن بخليط حافلة العيادة وأبواب السيما المسؤوليةمن ويخفف رضاها يكسب وانبرى فتركها المرضى ... الفتاة وتكلفت النية بحسن تصرفاته مفسرا روعها

, العيادة خارج وتغدو تنجو ريثما وطمأنينة بهدوء تفسيرهفي يجول ما وأدرك خلدها في دار ما إلى فطن لكنه

تقديم إلى الحال في وبادر األخير سهمه فأطلق نفسهااتقاء الحرجة المواقف هذه لمثل يدخرها لطيفة هدية ... لكنها مفعولها مدى يعلم محاذير من وتخلصا لسانها

, البتة الحادثة هذه إلى تشير بأال وودعته هديته رفضت! سليمة العيادة عتبة عبرت أنها تصدق ال وهي وانصرفت

وعدها نست حتى بأمها تخلو كادت ما أنها بيد , تتجاهل أن وأوصتها بحذافيرها القصة لها وحكت

والقال للقيل اجتنابا دفنه بوجوب وأقنعتها الحادث , برغبة تعبأ لم األم لكن األسرة سمعة على وحرصا

, بكل الحائط عرض وضربت بوصيتها تبال ولم الفتاة , لسانها تبسط ومضت انفجار أي وانفجرت مالحظاتها

من خال مقذع بأسلوب الطبيب صاحبنا أخالق فيوأفرغت, الحادث وضخمت الهجوم في وأمعنت الرحمة ... النبأ فطار محرقة ومواد قنابل من جعبتها في ما

, فريق وحيرة بدهشة الناس وتناقلها الشائعة واندلعت , , طبيعيا وكان بين بين ظل وفريق كذب وفريق صدق

الشائعة هذه وأصدقاؤه الطبيب معارف نحن نتناول أن , على بعضنا الثقة حملت وربما واحتراس تحفظ بكل

الدس بها أريد األطراف محبوكة رواية اعتبارها, دنيئة ألغراض فاضلة شخصية من واالنتقاص واالفتراء

فما عادي رجل الحماقة هذه مثل يرتكب أن يعقل ال إذ! وورعه بعفته معروف بطبيب بالك

, ولكن األيام وتعاقب الزمن بمرور الشائعة انطوتأمام لوجه وجها فوضعني مداعبتي ود الساخر القدر

التي الثقة بتلك وطوحت عقيدتي زلزلت موجعة تجربة . روية وال تبصر غير في األفراد بعض على اخلعها كنت

العجيب التطور هذا معنى عن سائلي شك ال وأنتمعدة على ليلة ذات طرأت أنه ذلك الغريب؛ والحدث

الرقاد ونعمة النوم لذة حرمتها وآالم أوجاع شقيقتياألجرة مع وأرسلتها عربة وأركبتها صباحا فأسرعت

لالهتمام خاصة برقعة وذودتها الدكتور صاحبنا لعيادة , شاكرة عادت الحق وفي ومعالجتها بفحصها

يتناول أن يقبل لم أنه حتى زائدة عناية من به قوبلت ما - - تلك ومضت يفعل لم وليته الشديد إلحاحها رغم أجره

األطباء من ألنه الراحة بعض شعرت وقد الليلةالحاذقين.

يوم مساء بها وإذا صاحبنا عيادة على تتردد وتابعت , فقلت هازلة وحسبتها آخر طبيب على أدلها أن تطلب

, ... روح لهجتها في وقرأت أصرت لكنها ثرثرة حسبك لهاقالت ذلك؟ يبرر ما هناك هل وسألتها فعجبت الجد

حال " " كل في ولكنني ال والتردد االنكماش من بشيء , يا وقلت فاغتظت ترشدني لم إن آخر طبيبا سأراجع

الحكمة من أن أتظنين مصلحتها تدري ال بلهاء من لكواسترسلت جديد؟ طبيب إلى يوم كل التعرف والصواب

هذه: من تبغين شيء أي ادري ال والله منفعال رأسها أطرقت ثم فارتعشت السخيفة؟ المناورات

, أن فشعرت عينيها من الدموع تساقطت وقد استحياءعلى تجرأ وال كتمانه إلى تسعى خفيا شيئا هنالك

, مكنون لتفتح وأحرجها أثيرها أن ورأيت به اإلباحة : وفاضل ومستقيم عالم ألنه متهكما فأردفت صدرها

! يروقك وال يعجبك ال وعفيفوقالت نفسها تتمالك ولم التعرض لهذا تكهربت

.. ... على: " يؤتمن أن حرام طبيب ألنه بل كال كال بحدة!! الحريم قبل الحمير

علي استولى الذي االضطراب شدة في أبالغ ال حقا من, طويلة نوبة في غرقت أنني شعرت ولكنني

... : أن, يخجل ال إنه قائلة أردفت ثم الذهول

, جميع من يشبه به وإذا األخير موقفه علي وقصتالتشويق من نوع مع القديم الفتاة حادث الوجوه

بتلك, المخدوعين من كغيري كنت لقد الله الله الفظيعتمثيلها يجيد كان التي النقية واأللفاظ التقية المظاهر

, رواية لفق أحدا أن لو فاقسم اآلن أما إخراجها ويتقنوال مناقشة بال لكنت الطبيب بصاحبنا والصقها كاذبة

. المصدقين طليعة في محاكمة , جانب إلى وافهم حسنا فهما الواقع افهم إنني

مقدور في ليس سطوتها إبان في الغرائز كبح أن ذلك , اآلثام تقترف أن كله هذا فوق وافهم إنسان كل

إلى مقترفوها يتقدم ثم ضعف ساعة في والخطاياقيادة عن بعجزهم معترفين نادمين الناس وإلى الساحة

أن, أبدا افهم أن استطيع وال افهم ال ولكنني نفوسهمويستوقف العنق حتى األوحال في غائص رجل يتصدى

من طبقة أو الطين من لطخة على ليزجره سبيل عابر , ! نحو يلتفت بل الحد هذا عند يكتفي وال نعله فوق الغبار : ترى ثم القذر؟ ذلك أرأيتم مشفقا راثيا ويقول الناس

بضراعة يهتف وشرع السماء نحو ارتفع قد بصره !!! والعافية العفو نسألك إنا اللهم وخشوع

الإنسانية خدامينعام تقع 1940في بالحركة زاخرة بقعة وفي

, جناحي ملتقى السنجقدار بمنطقة دمشق قلب فيوإلى, قديم حريق أنقاض على المشهد نفتتح المدينة

, في باذخة؛ حجرية وعمارات باهتة خشبية أبنية جانبه " كنت " قميم باب من كثب وعلى المرقطة البقعة هذه

أعالها ستر متداعية صغيرة خشبية منضدة تلحظ , المداد من بخليط ملطخة األطراف ممزقة بصحيفة

فوقها, القي بيضاء وأوراق وقلم دواة وعليها والغبار , هذه ووراء الرياح هبوب من يحميها الصلد من حجر

شاحب شخص عليه يجلس القش من مقعد المنضدة" " , عرضحالجي, العرائض كاتب إنه القامة نحيل الوجه

صيدلية جانب إلى المقابل الصف في وكان ز؛ سمقعد في يجثم ضيق مدخل وفي المشهورة الكحال

مطال ن ع وصديقه زميله بتلك شبيهة منضدة مماثلوعوده الغائرتين وعينيه الضخم برأسه المارة على

القصير.العالمية الحرب أواخر في الدنيا إلى س اقبل

في فاصطرع قليلة بأيام والده غادرها أن بعد األولىعلى الحزن وعامل بوليدها الفرح عامل األم فؤاد

ذهنها من محت وأعباءها الحياة تكاليف أن غير فقيدهاخيط كل تلتمس وجعلتها الفقيد ذكرى رويدا رويدا

. وحيدها مستقبل منه لتنسجرضيا مسلكا وسلك دروسه يتابع الوليد ومضى

, الوقت ذاك ومنذ عمره من عشر الرابعة في حط حتى , عن يوم ذات أبطأ أنه ذلك المصير وتغير المجرى تحول

وهمت قلق أي أمه فقلقت المنزل إلى عودته موعد , كانت حتى اقبل أن لبث وما عنه بحثا المدينة تنبش

, أن وما عتابها عن اإلعراب في الوحيدة لغتها الدموعوالحنان الدالل من عليه تغدق راحت حتى اضطرابها هدأ

في , فارتد عليها وسلطانه بمكانه فأحس تعقل دونفرض في ويشتط السيرة نفس يعيد الثاني اليوم

بشيء, الموقف تعالج أن واعتزمت األمر فهالها رغباته , فما الضعف ناحية بسهولة أدرك الغالم لكن الحزم من , هنا الهرب على بنيته ولوح الطعام عن اضرب أن عتمالكلمة صاحب وغدا يدها من الزمام وافلت التوازن اختل

, أن, وصادف المدرسة عن وأياما أياما وانقطع العليامن عليهم رقابة ال مياسير بفتيان ذلك أثناء في اتصل , , وأخيرا والنساء فالخمر التبغ لفائف عنهم فأخذ أسرهم

. كليا المدرسة هجر , بعد وحلية عقار وراء عقارا المسكينة األم وباعت

في هو فإذا يوم ذات أفاق حتى شهواته لترضي حلية , لفائف علبة ثمن يملك ال هو وإذا عمره من العشرين

خاليا في سمه فشا الذي الخمر ثمن عن فضال التبغجسده.

أشفق أن إلى وتستنجد وتستبكي تبكي أمه وراحتفي ابنها بتعيين فسعى الموظفين كبار أحد عليها

الشرطة, رجال بزة في أفندي س الناس وشهد الشرطةبألوان طرده حكاية يتناقلون بهم إذا ثم ثالثة أو شهرين

, فجأة ترحل األم بتلك وإذا والتنكيت التندر من مختلفة. والقهر الحسرة وراءها مخلفة بارئها إلى

, نعم صاحبنا وجه في موصدة األبواب وهاهيالقروض يستجدي وأن ضئيلة مبالغ يستدين أن استطاع

... باخوس هياكل في تبخرت ما سرعان لكنهاينفذ؟ ينبع ال والذي إذن يصنع ماذالجأ وقد أقربائه احد نصحه القاسية الغمرة هذه في

على الموت أو العمل بين يختار أن مرة من أكثر إليه... يختارها التي الطريقة

: وليس أفعل ماذا قريبه إليه رمى ما أدرك وقد قال, الدهشة ملؤها صرخة القريب عن فندت عمل؟ ثمة

, مثل ولك العمل عن أتسأل بورقة لوح وقد واستطردأو عرائض كاتب تكون أن يمنع ما الجميل؟ الخط هذابراعة المحامين أولئك من اقل أرى فيما ولست محاميا

وفهما!وجهه وأشرق المشجع الرأي بهذا صاحبنا رحب

بين فرق أي صحيح لنفسه وقال كآبة بعد! " والمحامي" العرضحالجي

مالحقات من لتخلصه مغتبط والقريب افترقا! قدح, غير من سكر فقد األخير أما مزعجة

* * *لحسابه أهلية مدرسة يدير فكان ن ع والد ا أم

تارة, الوطأة شدة الشيخ أبيه عن والمعروف الخاص , التالميذ مع خشن فقفازه أخرى تارة الجانب ولين

, وقد, ن ع بابنه وحري األغنياء أبناء مع مخملي الفقراء , وفي الثانية القائمة رأس يحتل أن بنات ثالث عقب جاء , فلم ربيعا عشر خمسة حصد المائعة النشأة هذه ظل " انقلب " مقمرة غير ليلة في الشيخ سيدنا الموت دهم

, بفتاة اتصل ثم بذيئة سليطة شخصية إلى ن ع الفتىالمنكرات من ينقصه ما منها عرف الشوارع فتيات من

, أصابه مما وعي غير في يبذر وراح الخمر طليعتها وفيمتاع إلى فتحول درهم آخر على أتى أن إلى ارث من

ويبيعه يده إليه تصل ما يسرق المتزوجات شقيقاته , أصهرته شعر أن إلى يتسترن والشقيقات الثمن بخمس... بسرقاته لوعهم ما لكثرة الخفاء في يجري بمادامية مأساة إلى تنقلب أن الليالي من ليلة وأوشكت

.. اللحد إلى والفتى السجن إلى أصهرته أحد فيها يذهب

بتوبة األمور مجرى يعدل أن شاء الرحيم القدر لكنإلصالح الشاب أقارب توسط أن لبث ما ثم الفتى أعلنها

مقعده, أخذ حتى الزمن من فترة إال هي وما موقفهمساعدو خلفها يتمرن التي المناضد من منضدة وراء

والمذكرات والقرارات اللوائح بنسخ وكتابها العدليةفي كاتب أو محضر وظيفة في للتثبت الفرص بارتقاب

. الشواغر حدودالتعقل جادة فيها لزم الزمن عمر من غفوة وكانت

مسبوقا باسمه يحيونه المحامون وشرع واالتزان؛ ! " " " في " والمفروض طورا البيك و تارة األفندي بلقب , أنه بيد رسمي اجر غير في العمل المتمرنين من أمثاله

استطاع

ينسخه ما لقاء صغير موظف راتب يعادل ما يكسب أن. المحامون يتعجلها لوائح من

, الشيء بعض المالية أحواله وتحسنت مركزه توطدلنكئ الفاتحة كانت كأس إلى المحامين احد ودعاه

. المندمل الجرحتتلو الكأس أخذت ثم والميسر الخمر إلى رجع

ليأخذ المتواضع المقهى ذلك عن ينصرف به وإذا الكأس ... في وينخرط النادي في الخضراء المائدة حول مكانه

... وأمسى أوداجه تفتحت ثم المقامرين كبار زمرة , أفندي يدعوه بمن وخاصة األسباب ألقل ويتبرم يغضب

, صغار من كان فإن إليه الناس أقرب كان ولو حتىفي يقيم قد مما الويل فله المصالح وأصحاب المحامين

! وعقبات عراقيل من سبيلهحتى العظمة وخيال اللقب وسواس منه وتمكن

رئيس يستدعيه حين وغضاضة بضيق يشعر بات. وكذا كذا تفعل أن ع سيد يا أرجوك له ليقول المحكمة

يساومونه فأخذوا التهالك هذا زمالؤه فيه وعرف , , ومنهم مبادلة أرادها من فمنهم البيك لقب على ضمنا

, من ومنهم نادرة وخدمات جلسات لقاء منحها آثر منبالنسبة الحوادث وتطورت والتعالي؛ بالترفع تظاهر

, " ضلوعه " في جديد من الخمر فاستحكم ع لصاحبنا , وقوع من بد ال وكان حياته في شيء كل وغدت

, أحد, صباح في وهكذا فيها ريب ال آتية والساعة الواقعةالخمر ورائحة يترنح جسما المحكمة رئيس أبصر األيام

.. أن زاد فما األثير عبر تتمدد كلماته وصدى الرواق تمأل , , ثم والتحذير بالتنبيه أوعز أن زاد ما ثم وتجاهل أغضى

, ير لم الرواية تجددت ولما والحسنى بالرفق صرفه " آخر " هذه ع يا حاسمة بلهجة له وقال فاستدعاه مناصا

... احتمالها يمكن مرة , األوراق وبلل والبكاء بالنحيب صاحبنا أجهش

, وعبرات دموع من أراق ما لكثرة مكتبه فوق المتناثرةخيل وقد مصابه يهونون حوله فالتفوا زمالؤه وتأثر! مهينة جارحة بكلمات أوجعه الرئيس أن إليهم

, يقامر ما لديه يبق ولم المدد وعز الديون تراكمت , أبوابا يقرع واندفع مكرها الصباح سكرة فأغفل به

! النادي في الليلة سهرة ليؤمن والرجولة الكرامة تأباها , صبرا يطق ولم النفاق من لتعريه األيام ودارت

, يغامر أن وشاقه الضيقة الدائرة هذه في البقاء على, واالحتيال النصب إلى سبيله وأخذ الحياء برقع فخلع

حمل المعامالت في وتزييف بتزوير المطاف واختتمعلى كالصعاليك يتسكع به وإذا طرده؛ على األمر والة

ردا أو سميعا يلقى فال لينا هينا عمال ينشد األبواب! واالنتهار الزجر على تنطوي كلمات بضع إال

فأرشده المحامين من معارفه احد عليه وأشفق " إليه " الزبائن بإرسال ووعده كعرضحالجي العمل إلى

. ذكرنا كما البقعة تلك في مكانه واتخذ فرضخ * * *

, " " " وفضول " وسهولة بيسر ع و س تعارف , صالحة عوامل كلها كانت المشتركة والطبائع المهنة , منجذب الشيء وشبه بينهما واأللفة الصداقة لتوثيق

المائدة, تلك بينهما المودة أواصر توطيد في وزاد إليه, حولها بااللتفاف اليومي كفاحهما يختمان التي الصهباء

المزري الغرفة تلك إلى وتساندا تدافعا ثمال إذا ةحتى ... الحياة تلك وألفا بالخانات الشبيه الحقير بالفندق

! القوت قبل الخمر ثمن بجمع يوم كل همهما وانحصرابيض يوم من تخلو ال الحياة بأن إدراكهما ومع

, فكرة شبه أو فكرة أحدهما بخلد يدر فلم سوداء وأيام , أيامهما بعض فكانت والشدة الحاجة أليام االدخار عن

, وكان وحساب عد دون فينفقان والبركة بالخير طافحة

, يتبادالن وكانا الرزق في وتقتير شح عن يكشر معظمها. والضراء السراء على رائعة مثالية بصورة المعونة

, أزمات واجها وقد االختراع أم الحاجة أن علىالساعة يرقبان خطة رسم على حملتهما عصيبة

, والشتاء الخريف كان جدواها وسبر لتجربتها المناسبة, , الساعة تلك لهما حانت هذا مع لهما ونقمة سوء نذيري

" امرأة " س من دنت والثلوج باألمطار عاصف يوم ففيبعضها ومهلهلة مبللة بثياب العمر في متقدمة قروية

إلى للسفر المواصالت محطة عن وسألته بعض فوقحمص. , شدة من تصطك وأسنانه يرتعش جسمه كان

الدفء, يلتمس ببطء كفيه في ينفخ وكان الزمهريرحملق, سمعه إلى السؤال ذلك تناهى فلما والحرارة

, نحو وهرول واجتذبها مسرعا هب ثم قليال فيها, " " : بك ع يا المروءة ماتت هل بحماس وهتف زميله

- بجفنه وغمز المقطوعة المسكينة هذه إلى إنها –انظر! ... بمساعدتها؟ منا أجدر تراه ذا ومن حرام يا غريبة

إلى خف ما فسرعان الهدف صاحبه وأدرك" صينية " التنك من صحيفة وحمل المجاور المقهى

سفرك نؤمن ونحن وراءنا امشي عليك بأس ال لها وقاال ... شيئا تقول أن همت وحين الله لوجه ونخدمك لبلدك

... صدرها في الكلمات فاختنقت بشدة خلفهما جذباهابالصينية وإذا واحدة دورة الحمدية سوق في بها وطافا

تجاوز , قد المجموع وإذا النقد من مختلفة بقطع مليئةيحب الله وكان منها ثالثة ناوالها سورية ليرة الثالثين

البالعين!!يوم بين وانطلقا الرابحة العملية هذه أغرتهما

تالءم وحركات تعديالت إدخال مع تمثيلها يعيدان وآخرأغناهما, ما الحلوب البقرة تلك عليهما ودرت الموقف

. معدودات دراهم لقاء القراطيس تحبير عنما بعد بالحرير فيها غطسا لحظات من أجملها ما

, المخدرات أنواع فيها وعرفا والترقيع العرى يشبهمن التبغ ولفافات والويسكي والكوكايين كالحشيش

ورديء " " " زبلة أبو سجائر بعد كلوب جوكي نمطالعرق"!

الذهبية فرصتهما أقبلت وقد فرص الحياة أن بيد

, أنهما ذلك إلى يضاف شيئا منها يستثمرا ولم فضيعاهاويتباهيان يتبجحان أخذا الحانات في سكرهما حال في

بعقول االستخفاف على المبني مشروعهما بفوزحتى, التفاصيل في يتبسطان راحا هذا من وأكثر الناس

, يسفر النهار وجه يكد لم هنا من خافية هنالك تبق لمبقعة في نفسه الدور يمثل السامعين احد كان حتى

. المدينة من أخرىما لكثرة واألحابيل األالعيب هذه إلى الناس وفطن

, وجرت العطاء عن وامسكوا البذل عن فكفوا تكررت ... والطالح الصالح القافية

, وعضهما جديد من وجهيهما في السدود قامت إذنالعرائض تحبير إلى فعادا بنابيهما والظمأ الجوع

! فات ما على واللوعة بالحسرة تتخبطان ونفسيهما * * *

الليلة شراب إال هم من لهما وليس األيام وتتابعت , ليلة كانت أن إلى رمقهما لسد لقيمات وبضع الحاضرة

يتداوالن فانكبا الحنين طائر ورفرف الذكرى فيها عادت" " , ع قريحة أن والظاهر جديد مخرج في ويتشاوران

صباح في تفتقت فقد صاحبه قريحة من أخصب كانتمشروعهما أصل من منبثقة خطة عن التالي اليوم

. والتحوير الحذف من شيء تناولها أنه غير القديمفميدان اآلن أما المدينة أسواق يطوفان كانا

, يصطنعان وكانا الموسرين وقصور األغنياء دور عملهماوأشباحا تماثيل والمشوهين والمقطوعين األغراب من

, الجمعيات فبأسم اليوم أما والعطف الرحمة الستدرار ... المستورة والعائالت الخيرية

المنمقة الرسائل من سلسلة الخطة لهذه واعدا , أفلحت والواقع المثير؛ واألسلوب الجميل الخط ذات

, ومن األغنياء لكن الفالح بعض األمر بادئ في الخطةالباعة كأولئك والطيبة السذاجة من ليسوا صفهم في

, ذات السلطات إلى طلبوا ما أسرع فما التجار وصغار , وفي بهم حلت التي الدواعي تلك من إنقاذهم الشأن! واالحتيال التشرد بتهمة عليهما قبض البصر لمح

لها حقيقة ال الجمعيات أن اتضح التحقيق وفيالمجتبا األموال وأن لها وجود ال إلى ةوالعائالت تحولت

!! جوفيهما في محروق كحولالروايات الناس وتناقل المدينة في أمرهما وذاع

! وسالطتهما فكاهتهما عنهذه عن باإلقالع تعهدا أن بعد عنهما وأفرج

, تطريز في المضني عملهما واستأنفا الملتوية األساليب , , وزئير الهواء وصفعات الشمس لفح تحت الرسائل

ألسباب المدينة فيه أضربت يوم كان أن إلى الشتاءمنهما كل فانبرى واحد قرش جيبهما في وليس وطنية

, بعضهما حدقا ثم شيئا يفعل أن اآلخر همة يستنهضعيونهما تألقت خاطفة وبصورة اإللهام يستنزالن بعض

: من أبرك ليس اإلشراق منه يتهدج واحد بصوت وقاال... فهلم المشروع

* * *

إلى هروال حين الظهر قبل العاشرة الساعة كانت . بناء من الثالث الدور وفي الحديثة األحياء من حيالرقعة قرءا أن بعد الجرس أحدهما ضغط فخم حجري

ألنهما خيرا واستبشرا الباب مصراعي أحد فوق المثبتةواألذى المشاكل عن وبعده البيت صاحب شخصية عرفا

. قريب عهد من تزوج أنه عن فضال حتى حاجتهما عن ويسأالن الباب ينفرج يكد لم

موشحتين المنزل سيدة إلى ممدودتين بطاقتهما كانت ," بنبرات " يناجيانها طفقا ثم اإلنسانية خدامين بكلمتي

... سيدتي يا يتامى إنهم واستغاثة ضراعة عن تنم وتبرع بجود يتم أن خليق إليوائهم المدرسة بناء وإكمال

... دار في كنا فقد وبالمناسبة النبيالت الكريمات أمثالكبزيارتك وأوصتنا المصون حرمه فأكرمتنا بك فالن

... بالخير وذكرتكالوديعة العبارات إلى الحسناء العروس أصغت

أبيها إنذار وتناست لحالهما فرقت الناعم واالستهالل. األفاقين هؤالء ووقاحة أحابيل عن المسهب وحديثه

واعتذرت سورية ليرات ثالث وناولتهما هنيهة وغابت... التأخر عن

, , قلبيهما يعمي أن الله أراد فقد المركب للنحس ياتلك الهواء في تبخرت حتى الثالث الورقات لمحا أن فما

" : خانم يا ردي أجش بصوت وقاال والضراعة الوداعة , فتمالكت التطاول هذا غاظها متسولين فلسنا إحسانك

قاسيا , عبثا بهما تعبث أن ضمنا قررت لكنها أعصابهاالمبلغ فيها تتدبر بدقائق لها السماح تطلب فأخذت مرا

تطلب... أن الخادمة أمرت منهما مسمع وعلى الالئقتسترق الباب خلف وتوارت واستأذنت الهاتف على البابا

جللته واآلخر جذال كفيه يفرك أحدهما كان بينما السمع. القلق من سحابة

وصدى الباب وراء من هتفت عندما جلبة وأحدثت " : انتظاركما على واخجلتاه الرعد كصوت يعبر كلماتها

جيب وفي عمي مع بابا هنا ويكون وجيزة برهة لكنها ,"... ساورته وقد أحدهما فقال الموتى يحيي ما كليهما

": لنا هل بلهاء نظرة صاحبه إلى نظر أن بعد الهواجس ," شدقيها من أفلتت وقد قالت باسميهما؟ نتشرف أن " : الشرطة مدير أن أحسب كنت سالم يا ساخرة ضحكة

والمحتالين النصابين جميع لدى معروفان العام والنائب."... لها شأن ال مغمورة أسرة يبدو فيما بنا وإذا

متلعث الله موبلسان استغفر قاال تختلج وفرائص , .... الدرج نحو فهرعا الصاعقة مستهما لقد الله استغفر

رجل تعثرت منتصفه وفي هوجاء بقفزات يهبطانهمعه وانجر فهوى به ممسكا اآلخر وكان فتدحرج احدهما

حطام من متداخلة كتلة العتبة على جسميهما من وكونا " دقائق... " خالل روحه ولفظ س دماغ وتحطم وركام

معدودات. ... تزور أن نفسك تاقت إذا عقله ارتج والثاني

" ع " مقابلة في ورغبت العقلية األمراض مستشفىيا " المشفق الراثي بلهجة المسؤول المدير أجابك

" ع " أما والعظماء الملوك تقابل أن وسعك في حبيبي ... كرس فقد ينتهي ال شغل في ألنه نفسك تتعب فال

األغراب لمصلحة وجبايتها الضرائب لفرض أوقاته...! المجانين دولة في والمقطوعين

بدمشق المتسولين مملyكة

شيخ.. على ملك لقب تخلع أن في بأس وأي

التامة السلطة وصاحب الناهي اآلمر وهو المتسولين

, ! ألسنا ذلك في بدع ال منهم والمئات العشرات علىهذه محاكاة في تتنافس القارات أن ونقرأ نسمع

تاجا! يوم كل في تضفر المتحدة الواليات وهذه الظاهرة, , , ملك لها والسيارات ملك له فالحديد جديد رأس على

... , الخ ملك لها والذرة ملكات له والجمالالخابور شواطئ إلى فهلم بعيد إلى ننظر ومالنا

طائفة في الملوك من أكثر فليس الجزيرة محافظة فيال المرقعة البالية أسمالهم في تراهم حيث اآلشوريين

! أنفسهم يملكون يكادونعلى الشحاذين ملك لقب خلعنا إذا عجب ال إذن

, أربعين منذ كان إذ سعيد بأبي الملقب عرب سليم الحاجبيئات في لها مرد ال وكلمة وطول حول ذا سنة

, السلطة هذه اعتبار ويصح الجنائز وشعائر الشحاذينعلى الناس كان إذ المحلية النظر وجهة من مستمدة

يخافون مما أكثر ويخافونها يتقونها طبقاتهم مختلفعبد السلطان والبحرين البرين خاقان وجبروت بطش

الدقيقة... المناسبات في يتحكم كان أنه ذلك الحميدالقوم كبار معها يخشى بطريقة زبانيته ويسلط الحزينة

مدربة فئة لسالطة عرضة يكونوا أن صغارهم قبل... المريع البذيء السالح هذا إال لها رأسمال ال متساندة

الذين الشحاذين ولعدد للتسعيرة وفقا الدفع أماعلى وقعدت الدنيا قامت وإال الجاللة صاحب أوفدهم

... يتحذلق ما أكثر وما المتهربين أو المتلكئين رؤوسجمل وال الموضوع في لهم ناقة ال ممن الناس بعض

البيت هذا أهل أشح ما وتشف باشمئزاز ويقولون " , خرجهم المساكين الفقراء هؤالء إرضاء عن أعجزوا

وشرشحة ". بهدلة هيك من أكثرمن الشحاذين ملك سليم الحاج يكن لم والحق

ال فاحشة بضرائب الموتى أهل فيرهق العتاة أولئك , , تصادف ال مناسبات فهي كال احتمالها على لهم طاقة , فلدى وبالتالي اثنتين أو مرة من أكثر كله العمر في

فجر في تمده منظمة دقيقة استخبارات دائرة جاللتهفي األموات عدد عن الشفهية بالمعلومات يوم كل

والمكانة منهم واحد كل خلفها التي والثروة المدينة , هذه ضوء وعلى المجتمع صفوف في يحتلها التيالمرابطين الشحاذين قواد إلى أوامره يصدر المعلوماتالواجب والمخصصات العدد ويقرر المدينة أحياء في

, باشا أحمد توفي ذلك على المثال ولنضرب جبايتها؛وأربعة شحاذ مئتا يذهب أن إذن فيجب مثال العظم

أهله وعلى المتوفي دار حول جميعا يرابطون رؤساءوأربع ورغيفين مجيدي ربع شحاذ كل ينقدوا أن

شحاذ... فمئة البكوات من المتوفي كان إذا أما كوساياتويخضع, يختلف فاألمر األخرى الطبقات أما ورئيسان

, عشرون وذاك ورئيس خمسون هذا الملك لتقديراتالعطاء.. في وزادوا الفقيد أهل الله ألهم فإن الخ

الخير كل فالخير مقرر هو عما اإلحسان في وأجزلوا , كل من بالله فالعياذ وإال والرحمة بالبركة والدعاء

!! فيه المبتوت الموضوع هذا في مساومة

للملك تصل الجزية هذه من األسد حصة أن جرم والالعشرات فرئيس التسلسل طريق وعن فورا معطرة

لجاللته يقدمها بدوره وهو المئات رئيس إلى يسلمها .. يدخر ال كان جاللته أن والمفهوم وإجالل خشوع بكل

نصفها ينفق كان بل االكتناز على يحرص أو األموال هذهوالئم اآلخر بالنصف ويقيم الخاصة العائلية حياته على

إليها يدعو الحلويات وأصناف اللحوم بألوان حافلةبحدة والمشهورين المتنفذين وكبار والرؤساء القواد

ويبسط حوله التفافهم ليضمن أعوانه من اللسان . وسلطانه صولته بواسطتهم

ليست الرئاسة وشهوة المظاهر وحب األطماع لكن , رجل هو فها الزعماء وصغار السياسة رجال على وقفا

أبواب على وتسكع دار ما كثرة من قدماه حفيت قدوالسرج الحمار وراء المشي له أتيح حتى المنازل

متمرنا, زباال صرت لقد مبارك له قيل ما فإذا والقفة , فإذا أصيال زباال ليصبح وشغبا ضجيجا الدنيا يمأل راح

الوصول األوحد وهدفه األكبر همه جعل مناه تحقق ما ! كان وهكذا الدنيا هي تلك الزبالين رئاسة منصب إلى

اليغشي. * * *

في زباال يعمل سعد أبو أو اليغشي سعيد أبو كان , , ضخم, الطول فارغ الجسم بدين رجال وكان البساتين

, جمع, في يجد لم أنه لنا ويلوح الصوت جهير الجثةهذا فطلق واألمل بالتقدم يغري ما واألوساخ الزبالة

, سليم الحاج الملك جيش في عاديا جنديا ودخل العملالجاللة صاحب فيه رأى ثم رئيسا أمسى أن لبث ما ثم

وزيرا وجعله فقربه والمباهاة للتهويل صالحة أداة . الشحاذين ملك بالط في واألخير األول الوزن لكلمته

بطول يشعر باليغشي وإذا دورة الزمن عجلة ودارت , التقلص دور في الملك نفوذ ويبصر مخلبه وحدة نابه

التالشي, نحو سائرة الجسدية وقوته واالنحالل, التبخر, إلى طريقه في المعروف ودهاءه واالضمحالل

النبض وجس الرأي وجوه قلب أن بعد اليغشي أزمع هناضربته يضرب وأن للمتسولين ملكا نفسه يعلن أن

, , لألفضل والبقاء عليه ويتربع صاحبه من العرش وينتزعغدا وقد السيما السامي المنصب بهذا منه أحق هو ومن

, رمى هذا وعلى األمراء كبار من الشحاذين دولة فيللمتسولين ملكا خاطفة بسرعة نفسه وأعلن قفازه

! رأس الغليظة بعصاه وحطم والتهللجية الجنائز وشعائروطفق تماما األمر له فاستتب المتمردين المناوئين أحد

-" " - عمامة رأسه وعلى طبعا المدهنة الجنائز يتقدمالوراء إلى قماشها من طرف يتدلى خضراء ضخمة

ووراءه ملونة خطوط ذات أرجوانية مالبس جسمه وعلى , يهتف وكان والحمالين الشحاذين جيوش من فصائل

فقط ألسمه المسجل النداء بذلك واألخرى الفينة –بين -" الملك" انزوى وهكذا النبي على يصلي العامر قلب

مقبرة من قريبا العقيبة بمحلة كوخه في المخلوعوبعض وصدقاتهم المحسنين إحسان من يعيش الدحداح

. آلخر وقت من الجديد الملك يرسلها التي الفضالت

وبين بيني دار الذي الحديث خالل من والمفهومالمخلوع الملك سليم الحاج ابن زاهد الشيخ العهد ولي

العرش باسترداد إغراءه حاولت الشحاذين من فئة أن بالمعونة ووعدته أبيه وفاة بعد وخاصة المغتصب من

المسلح والتأييد الكاملة " طبعا -" انشقاقا –بالعصي يحدث أن وأشفق أبى لكنه

! مسالم رجل زاهد فالشيخ والحق الشحاذين دولة فيعينيه أمام طعامه تلتهم أن القطة تستطيع مسكين

... حافة على يجلس يوميا تراه وبرودة بالدة وبكلبلوري قفص جانبه وإلى باشا مدحت بسوق الجامع

النهار في منها يبيع ال العجوة من أقراص على يحتوي

! بعض تأتيه وكانت واحدة سورية ليرة من بأكثر كلهمن الموتى ودفن وحمل لتجهيز دعوات األحيان

أسرته, رمق يسد الدعوات هذه من وإيراده األطفال... زائد تقتير في أشخاص خمسة من المؤلفة

األسرة عهد ولي واذكروا الله اذكروا المحسنون أيهاوأحسنوا الدين بهاء عرب سليم الحاج آل من المالكة

... المحسنين يحب الله إن إليه * * *

اليغشي لجاللة األمور غيره –واستقرت إلى –ما, سنوات سبع أو خمس منذ توفي حيث خلت سنوات بضع

كبار أسالبها وتوزع الشحاذين مملكة دالت وبموتهيده وضع حاكم كل األندلس شأن شأنها وأضحى القواد

, ينافس وراح واألحياء األرض من صغيرة رقعة علىجميعا وذهبوا الملكية انقرضت أن إلى جاره ويحارب

! الحسرات وخلفوا ألحقادهم طعاما , وإذا األيام تلك منذ والملكية الملك دمشق وكرهت

أوصياء محلها حل فقد دالت قد الشحاذين مملكة كانت , نفوذ مناطق المدينة أحياء وغدت جديدة أسماء يحملون

إال غيره منطقة في العمل ألحدها يجوز ال األسماء لهذه , وقامت األمور تعقدت وإال ومحالفات مفاوضات بعد

! الحالة وتأزمت المشاكل , يمتد والعطار العقيبة بحي مستقل عطرة فأحمد

, وأبو القنوات حي أهمها مختلفة أحياء إلى نفوذهدائرة على يشرف الحريقة في العرقسوس بائع معروف

, منازع له ليس الهابط محمد أبو وعلي عريضة طويلة, , الميدان في يرابط الحافي وكامل الشاغور في , الجبان وحمدي عاتكة قبر على يسيطر الدهان وتوفيق

, عبده وأبو السريجة باب على حديد من بيد يقبضممن هؤالء غير وهناك السويقة؛ في ينفرد الحمامي

أخرى؛ أحياء بزمام يمسكون أسماؤهم ذكر أغفلناملك سلطات أن ذكرنا ما ضوء على يقال أن ويمكنواحدة كف راحة في متجمعة كانت أن بعد الشحاذين

, إلى اقرب وصارت كثرة أيد وتوزعتها تجزأت , هذا لفة تعد ولم األخير العصر لغة على االختصاص , أآلس وكفوف الموتى فحمالو ذاك رأس على توضع, , أخرى فرقة األموات ومغسلو مستقلة فرقة

... هذه من فرقة وكل الخ فرقة والقراء والمؤذنونأوال مصلحتها إلى غيرها مع تعاونها في تستجيب الفرق, ثانيا , األحياء قواد مع واتفاقات مفاوضات إلى ثم

على سلطانها تفرض راهنة ثابتة سلطة هناك فليسالجميع...

البلهاء رزق

! يدري ال فيما نفسه مع يتكلموجهه تقاطيع في واضحة الحيرة عالمات

... أطرافه وحركات . الحادة األزمات تلك من أزمة يعاني أنه بد الأن حاول الفراسة علماء من عالما أن هب

خاسرة محاولته أن ريب فال كله هذا من شيئا يستنبطفاشلة... . البرق بسرعة تتبدل المالمح ! البكاء مع اختلط قد الضحك ! اإلشراق في اندمج الحزن ! المرح مع امتزجت الكآبة . مخيفا ماجنا عبثا بدماغه تعبث الخواطر

* * *

! وتروق تلذ بقطعة الجريدة يوافي أن عليهوال, ويروق يلذ الذي ذلك له أين ومن الله

احد؟ يستنكره , التي القطعة أن وعرف غبر فيما هذا جرب

... اآللهة مقدور فوق جميعا الناس ترضيالقصص بكتابة يلهو الشباب دور في كان

أي تصوير من يتحرج أو يبالي وال والريبورتاجات الجريئةالسن به تقدمت وقد اليوم أما باله؛ في ينطبع شيء

كان التي المعارك إدارة يتولون شبان أبناء له وأضحىاقتحامها منه المطلوب الحواجز أن شعر فقد يخوضها

. المتعبة لروحه جديد دم نقل عملية إلى تحتاجذلك برح ما يحسبه تحريرها ورئيس الجريدة وصاحب

! المغامر الجريء الفتىيرضي عله واألشخاص الوجوه صاحبنا استعرض

" التي نجيب أم الحالقة قصة بإخراج الناس من طائفة

" الله غضب رجل يا ويحك العقل به فصاح وتجيب تأخذ , , قال ثم متهيبا مذعورا فارتد الورطة هذه من أهون

دمشق راسبوتين قصة عن أتحدث أن يمنع فما لنفسهمستشفى في مرة من أكثر زرته وقد الفضل أبو

حياته ترجمة من ودب هب ما وعرفت العقلية األمراض! والنساء والحشيش الصوفية من بخليط الحافلة

" : بخشونة وزعق الجن من مارد الفور على فانتصبعلى تشفق كنت إذا الصوفية طريقته تمس أن حذار

!! حياتك من الباقية البقيةالمخلالتي العيش أبو تصريحات يتناول أن له وبدا

, فناداه عليها الفذة وتعليقاته الدولية السياسة في! " : السخافات هذه دع رجل يا بعيد من خفي صوت

ساعي غراميات عن يتحدث أن في بأس أي إذن! سعده؟ الخادمة مع عشته البريد

على عريضة طويلة ضحكة وضحك أساريره انفرجت هنا ! .. .. : يتقدم نهايتك؟ أهذه رجل يا ولو ولو وقال وباله حاله

ووثائق الملوك سجالت وينبشون البارعون القصاصون, الراقي الغرام ألوان عن ليتحدثوا النبالء وتواريخ األمراء

النكرات غراميات في لتتكلم الزمن آخر في تأتي وأنت... , هذه؟ خاتمة أية البشر من

, الليل وانتصف دقة عشر اثنتي الساعة ودقتيفتح أن دون الصراع وهذا البلبلة هذه من صاحبنا فأفاق

... بدخان العابق غرفته جو يغادر أن وآثر بشيء عليه اللهساكنة هادئة الطبيعة حيث الطلق الهواء إلى ويلجأ التبغ

! وتروق تلذ التي بالقطعة قريحته تسعف لعلها * * *

تقوده أين يدري ال وهو مرقط ليل في ومشىحانة, من خرج وقد يترنح كهال صادف وفجأة قدماهوالتمس, الباب هذا في مفتاحي أجرب إذن فقال قريبة

, وحياه منه فاقترب السكير هذا حياة من قطعتي , كالمه في وحاكاه بعيد عهد من يعرفه كأنه معه وتضاحك

بأسراره فيبوح مودته ويكسب إليه يأنس أن رجاء األليق

فيستند والخفايا الهموم لسانه من وتنزلق ومشاكلهوتروق ! تلذ التي القطعة بتصوير إليها

حتى ويتهاويان بعضهما على يتساندان كانا , بعد صاحبنا واستطاع معا األرض على يقعا أن ليوشكا

حضرة أن يفهم أن البغيض الدور هذا وتمثيل جهدراقصة يهوى غالم حب في وتحته فوقه ما انفق السكير

... تلك ليعطي هذا من يأخذ الغالم وأنينفلق يكاد ورأسه السكير من صاحبنا تخلص وهكذا

! التمس النوم غرفة وفي والغيظ القهر فرط من . أنها فأدرك مفقودة فيها وما بها وإذا نقوده محفظة

... وقال ابتسم أن لبث ما ثم الراقصة إلى بطريقها : على البلهاء رزق أليس العجب؟ فيم نفسه من ساخرا

...! أمثالي؟ المجانين

شمهورش... حماية وفي مخاويالرجل؟ هذا يعيش أينالضخمة؟ الثروة هذه يملك أصبح كيفالثراء؟ قبل شأنه كان ماذا , وجه كل على مرسومة أراها استفهام أدوات

, نفس كل تشعر أن والمفروض شفة كل على وأقرأهاالتي العجيبة الطبخة تلك سر لفهم زائد ونهم بفضول

. العابثة بأنامله القدر طبخهارائحة شم من اليوم أمكنك فسوف يكن مهما

من تصويره يجوز ما بتصوير وذلك فقط الطبخة تلك ... بهذه أذكر أن من لي بد وال الدجال الثري هذا حياة

بالد أميركا أن من والمحدثون القدماء قال ما المناسبة

مأخوذا ... يزال ال الناس من فريقا أن وكيف الذهب . إلى هاجروا الذين معظم أن والحق الدعوة تلك ببريق

من فضالت على األولى أيامهم طووا النائية البالد تلك , تجميد بعد فيما استطاعوا ثم النفس تعافها الطعام

الحرص من شيء مع األولى النواة كانت دوالرات بضعةعنها يتحدث التي العظيمة الثروات تلك لتكوين والتقتير

وخضعوا البداية هذه بالدهم في ارتضوا لو الذين الناسأرباب من األقل على لصاروا والمداورات األحكام لنفس

. الماليين أصحاب من يكونوا لم إن اليسار , وبحاجة بكرا تبرح وما شيء كل في غنية بالدنا

, وحياة جميل وصبر مرن وفهم مفتولة سواعد إلى. ذلك على صادق مثال الثري الدجال صاحبنا

عشرة سبع نحو منذ دمشق إلى القادر عبد اقبلحافي الخانات أحد في وهبط حمص مدينة من سنة

. قصيرة وقامة نحيل وجسم رث بثياب القدمينالحركة بطيء خموال بطبيعته الرجل كان ولما

بكسرات فيها يقتات والليالي األيام عليه تمر كانت فقدكان المدمس الفول من وفضالت الخبز من جافة

إلى... نفسه الخان في تعرف أن لبث ما ثم يستجديهاوتركيب الحجب بكتابة يشتغل كان الحجاز من غريب

, الناس من السذج وكان واألعشاب الحشائش بعضالساحر وطورا المكاوي الحكيم لقب تارة عليه يسبغون

الحجازي.كان أنه الحجازي هذا تاريخ من والمفهوم

, فقط يومه كفاف ليعيش التدجيل من اللون هذا يمارس , صاحبنا وظل األصحاب من حوله من على أنفقه زاد وما

مداخلها وعرف المهنة سر سرق أن إلى فلكه في يدورويستولي الحجازي خطوات يتابع فانقلب ومخارجها

, ألنها البليدة المهنة هذه عينه في وراقت الزبائن على, فشيئا شيئا فيها يتوسع فانطلق الكسولة روحه تالءم

ماليا تقدما يسجل بصاحبنا وإذا دورة الزمن دار ثمفشل أنه ولو القرش جانب إلى القرش بضمه حسنا . ومنامه وملبسه مأكله في تقدم أي إحراز في

همه فغدا المال جمع ملكة الرجل في وتيقظتاستكثر أن األمر به بلغ حتى يعطي وال يأخذ أن األوحدنفسه لتموين سورية ليرات عشر انفق أن يوم ذات

حسابا نفسه يحاسب وانبرى الضرورية بالحاجاتعسيرا ...

* * *

الذي الشارع وفي سورية عاصمة من بقعة فيمسجد نهاية حتى العمارة حي من الترام خط فيه يمتد

ابن فيها يضيع التي األزقة هذه من زقاق وفي األقصاب, بعضها في متداخلة تعاريج من فيه ما لكثرة الخبير البلد

مقربة على منشورة أكواخ بضع تلمح الزقاق أقصى في , حجرتين من مؤلف ارضي كوخ يقوم هناك البساتين من

, ينتظر األولى الحجرة في باالسمنت مرقعة وساحة , الثانية وفي السردين كعلبة ورجال نساء من الزبائن

بالمغاوي أشبه هي صاحبنا رالتي يستقر والكهوف , في والمرضى والعاقر والمسروق العاشق ويستقبل

الخالص الذهب من منجم تعجبك ال التي الحجرة تلك ... الجراحية للعمليات فهي تبر إلى فيها التراب يتحول

, الصدأ أكلها وهناك هنا مبعثرة أواني من تخلو ال حيثصيدلية وهي

" والوصفات" العقاقير من خلطات تلمح ألنك مهركلة , ما, للعالج وهي به؛ يتعلق وما للسحر وهي المركبة

! مكسور حرارة وميزان للصدر سماعة على تحتوي دامت. .. اآللة بسر االحتفاظ مع والتوليد للقبالة وهي

المتواضعة الحجرة هذه مسرحيات إيراد منعشرة إحدى العاصمة شوارع وأرقى أهم في ارتفعت

اختلف التي الذهب سبائك عدا فخمة حجرية بنايةيطمئن وال يؤمن ال ألنه وتقديرها عددها في العارفون

... فتئ ما كله هذا بعد المدهش أن على المصارف إلىالحقيرة الحجرة تلك إلى يأوي المالية العظمة هذه رغم

... المرقعة الوسخة الثياب بتلك ويأنسينقطع ال الذي الزحام ذلك األمور اغرب من ولعل

بعض في وأنيقة عالية طبقات ومن الحجرة تلك باب عنواحد يوم في الزوار عدد أحصى أحدهم أن حتى األحيان

.. الرجل أن لوحظ ومما شخص المئتي يتجاوز به وإذاترضي ساذجة وبألوان مختلفة بأساليب زبائنه يعالج

, سورية, ليرة بنصف وهذا بيضات بخمس هذه الجميع , عليها ذهبية بقطعة وذاك بدجاجة وهذا عنب بسلة وتلك

, المختلفة والهدايا السلع تتحول ثم جورج الملك صورةمن نوعا اعتبارها على ثمنها ويتقاضى ذاك إلى هذا من

! نافعة سحرية خواص لها العالجات " الزقاق " قبضايات أحد أن يروى ما أمتع ومن

ضريبة عليه ويفرض صاحبنا على نفوذه يبسط أن حاولسكوت –شهرية هذه –ثمن في النظر صاحبنا فأمعن

الغير تشجع المفتوح الباب سياسة أن وأدرك الداهيةهي بالتي الموقف يسوي أن فآثر به بالطمع وتغري

عما " " للتخلي مستعدا يكن لم القبضاي ولكن أحسنثم ووعيده محاولته عن يكف فلم حقوقه من حقا يراه

انتصبت أن الجرأة لبثت ما

احد تهديد يخاف ال أنه وأعلن الدجال صاحبنا نفس فيمن وعفشورش شمهورش إخوانه حماية في دام ما

, على أخوته يحمل يصيبه أذى أقل وأن الجن ملوك , التحم أن الثاني اليوم مساء في وصادف له االنتقام

مسلح بنزاع السالم باب محلة من نفر مع القبضايثم السجن إلى وسيق فاعتقل أحدهم قتل إلى به أفضى... الشاقة األشغال مع سنوات عشر بالسجن عليه حكم

, لفيف هلل هنا ومن البلية هذه من صاحبنا بال ارتاح هناويفسرونها المعجزة هذه يؤولون وراحوا الحي أهل من

, شهرته وزادت صيته فذاع الرجل لصالح رائعا تفسيرا أقل " الم قائلهم وقال خوارقه بصدق البسطاء وآمن

,) على ) يتطاول من كل مصير هذا مخاوي جماعة يا لكم"... القادر عبد سيدي

وليلة يوم في عابرة صور قبل كانت سيدة الظهر قبل البارحة استوقفتني

: حدث الذي ما فقالت لعوبا فتاة سنة عشرة خمسفيها وتتموج تتراقص شعلة من الكتابي أسلوبك ليتحول

يتوارى شاحبة أضواء إلى وشرها بخيرها الحياة ضوضاء

الجمود من كبير وقسط الحركة من ضئيل نزر خلفهاوالوحشة؟

الشاب كان فقد سيدتي يا بجانبك الحق فقلتبالجرأة, يغري المسؤوليات تراكم عدم وكان يتكلم , فهناك اليوم أما السجية مع واالنطالق والمغامرة

شفا على جسم وترميم عائلة وعبء صبايا مستقبلاالنهيار.

* * *

بغداد بشارع القائمة المقاهي تلك من مقهى وفيطالب أحد بأذن الشباب مرحلة في عاصرته كهل همس

": الجالس هذا أرأيت منهما كثب على كنت حيث التجهيز , ساخرا رأسه فهز اجل الطالب فقال نحوي وأشار هناك

, ألنه : خطرا أبعدهم ولعله المجانين احد كان إنه وقال, ثيابهم من وتعريتهم لألحياء التصدي عن يتورع كان ما

, التزم قد األيام هذه في يبدو لكنه أكفانهم من والموتى"... قصص من ينشر فيما واالتزان الحكمة جادة

* * *

شيخا الطريق في فوجدت ساهما ومشيت , صدره على تزحف السنين أثقال من ظهره احدودب

, وفي والوقار الجالل من شيئا الشيب عليها خلع لحية , التي العمائم تلك من عمامة رأسه وتلف مسبحة يده

, لذلك خاطفة لمحة ومن الطرائق أصحاب بها يتزين, اعرفها التي الوجوه من أنه تذكرت المتغضن الوجه

, السحيق الماضي استعرض ورحت صدغي على فنقرتتجاوزته أن بعد إليه ارتد بي وإذا

, : حالك؟ كيف شاكر أبو عمي سالمات وهتفت بخطوات

مالمح ويتمعن تقاطيعي يتأمل هنيهة فتوقف. .. : مرحبا, هوهو متهدج بصوت صاح أن لبث ما ثم وجهي

.. ونغوص األسئلة نتطارح وشرعنا فالن بالسيد مرحباقمة هو بلغنا أن إلى فمرحلة مرحلة الماضي بحر في

, العابثة طبيعتي وشجعتني فتوتي باكورة وأنا شبابه : األيام تلك عماه يا أتذكر فقلت المحطم وهيكله المرحة

وتسلب الطرقات وتقطع بالجبال فيها ترابط كنت التي ! الشيطان؟ به يأمر ما كل وتقترف

بهما, وإذا لحظة عينيه اخفض ثم فارتعد , : , فهناك بني يا حسبك يقول به وإذا بالدموع مغرورقتين

, وهناك الشريفة واللقمة الحالل الرزق يرقبون أطفال... , عليكم السالم وغفرانه بعفوه نطمع زلنا ما عظيم رب

... عمي يا الهادي رعاية في خاشعا فغمغمت * * *

القلم أصحاب من خمسة تنادينا الليل مطلع وفي

الغذاء منها نستوحي عامرة سهرة لنجعلها والقرطاس , دماغه يلهب أن لبعضنا وحال األقالم لتلك اليومي

) ( جرت الجرعات أن بيد بيرة الشعير خمر من بجرعات , على يترنح الموكب وإذا الزجاجات من كبير عدد إلى

بعضه!تلك من صالة في الليل ينتصف أن قبل وأفقنا

في سواء بالمغرب المشرق فيها يتعانق التي الصاالت! الموسيقى أو الغناء أو الرقص

الضحايا أول فكان الصالة تلك زبائن في وتفرستمن أخالط مع الخمر يعاقر الذي البسيط الموظف ذلك

, الهدايا يوزع وكيف وطاب لذ ما حوت مائدة على الناسقريب وقت إلى كان بينما وجنون بسخاء المال وينفق

يكاد ال الذي راتبه ضآلة من بالشكوى عقيرته يرفعسبعة من المؤلفة لعائلته الحاف الخبز ثمن يغطي

أشخاص! , , الطبقة تلك حقا تمثل ال صورة إنها رحماك اللهم

التي البشعة والمهازل الصور بتلك أشبه كانت وربماعنها يفتشون وأمريكيين أوربيين من السياح بعض كان

! الشرق هو ذلك لمواطنيهم ليقولوا ويلتقطونها * * *

ما الذي الميكانيكي العامل ذلك على نظري ووقعبين منها ليظفر البلدية الراقصة تلك بعيد من يتابع فتئ

شاقا عمال تكلفه مصطنعة بابتسامة وأخرى آونة! أيام خمسة

بأنها بالخيال ولو الحلقات تلك أمام ليتباهى لماذا؟العربون بذلك أجمعين دونهم من وهيامها بحبها اختصته

الثمين!

وبأقساط مشاعا ترسلها االبتسامة تلك أن ومعموجهة, بأنها يتوهم يجعالنه والخمر فالسذاجة متساوية , إلى للدخول يده بقبضة بات المفتاح وأن وحده إليه , العامل! هذا أن يتصور كان من البشر لقسوة يا قلبها

أسبوعين منذ تزوج قد

! ؟ المتين والخلق والوداعة الجمال في آية فتاة منسوف بأنه شخصية دراسة على قياسا أراهن أنا

, " وسيقول " الطاهرة الزنبقة تلك بوجه الدملة تلك يفقأ : أتخلص متى دهاق كأس وباطنها اإلشفاق ظاهرها بلغة

! حول وتتسكع تحوم راقصة هاهي ؟ النساء مطاردة من! , الغانيات من أف عطف نظرة مني تنشد المرآب

* * *

به وإذا الصالة أطراف من طرف إلى بصري وأدرت , لسر يا المعرفة تمام اعرفه شخص لرؤية بغتة يتجمد

يحرم, كان الذي المتعصب الرجل هذا كان متى أآللههذه يرتاد الدخان بشرب ويندد السينما دور زيارة

بينما المريبة؟ الزمرة تلك ويعاشر المشبوهة األماكنوال يهضم ال العارم شبابه إبان وفي باألمس كان

أعماله ومزاولة والدار المسجد إال دنياه من يستسيغهذا, وانقلب السرعة بهذه تغير قد باله ما التجارية

! الرهيب االنقالبماحقة؟ مأساة عتبة على أتراه , إلى وتعرف المسجد هجر يلوح فيما لكنه يدري من

بيت وولديه زوجته وأودع والحانات اللهو ودور الفنادقحافة, على يسير التجاري عمله دوالب وهاهو أهلها

جو بها يتمتع كان التي الثقة تلك مكان وحل الهاوية , , تلك مالنا الضباب بعض إال اليوم منه يبدو ال خانق

, الجهل قطار في رحلته يستأنف ولندعه الله مشيئة! كبر على

" ... وألف" بمية شعرة كل وعمك أمك بسلامةعام الشرعية المحكمة قصص 1950من

درجات بضع تصعد القنوات نهر كتف على

جميل " بخط منقوشة لوحة رأسه على باب فيستقبلك

" وهبطت دخلته فإذا والتمييز واإلفتاء الشرعية دوائرفيها يخفق صغيرة بحرة أمامك رأيت أخرى درجات بضع

, هنا ومن المذكور النهر ماءصحن على بصرك ليشرف يمينا االنعطاف من لك بد ال

بموسيقى مياهها تتغنى كبيرة بحرة وسطه في كبيرالصاخب الهدير إلى منها األنين إلى اقرب هامسة

تفصح حزينة ثاكلة نغمات حولها ينشدن النساء وعرائس! الرجال وخيانة الحظ هجران عن

عليهن ويردون كورسا يؤلفون بدورهم والرجال: مطلعها بأغنية

النحس ساعة األمر –يا بادئ منالدري - الكوكب في ادري كنت لوغدر - من فيك ما شر من فيك مادبر - ومن قبل من عندي ما لقطعت

" المحكمة " بهو إلى ولنرجع األوبريت هذه لندععقرب أضحى لقد تجد؟ فماذا آخر بهو يقابله الذي

هنالك وليس التاسعة بعد النصف على واقفا الساعةمحاكمات...

مكاتبهم وراء الموظفين حركات نالحظ هلم إذنصورا نلتقط أن على الجولة لهذه صورة احدث ونلتقطالقائمة العالقات مدى عن ونتحدث ثانية جولة في أخرى

كل وسيرة المصالح أصحاب من المراجعين جمهور بينالوسطاء, يلعبه الذي الدور وبالتالي موظف

. واآلذنون والمباشرون , وكان ورجل سيدتان الكتاب أحد طاولة أمام وقفت

" " ثم فتمتمت لو قولي منهما للصبية يقول الرجل ," , والكاتب : " القضية يشرح فأخذ قول بتعرف أنت ردت

, تلك الموقف في ما أمتع وكان الدعوى يدونوالصبية األم بين تنشأ التي والمعارضات المقاطعات

, تحاول واألم فقط النفقة تطلب الصبية والرجل؛وحمله النفقة مع الصداق مقدم لطلب عليها الضغطاالثنتين في يؤثر أن إلى يسعى والرجل الطالق؛ على , وأخيرا شرعي مسكن تأمين في الدعوى يحصر وأن

والرسوم الطوابع دور وجاء الصبية حجة انتصرت " : ... أبو عمي يا لو ادفع الصبية فقالت الخ والملف

, ," ونظر وانكمش محمود أبو وتلكأ أحاسبك وأنا محمود " : فيما أحاسبك وأنا اآلن هاتي وقال محمود أم إلى

" : يا", عيوني تقبري وقالت محمود أم واستدارت بعد" أحاسبك, وبعدين معك اللي ليرات العشر اصرفي لبيبة

, كالغزال الحجرة خارج إلى واندفعت الصبية دم وفار , منها تطايرت ملحمة كانت وهنا االثنان بها ولحق الشارد

": قادرة كيف لبيبة صابرة؟ أنت لمتى لبيبة اآلتية الجملكيف قامتي على ولي تنامي؟ قادرة كيف تسكتي؟

! فعندي أنا أما بالنار تحسي عما ما تشوفي؟ قادرة) ( , ! ازبليه اتركيه الضرة مع عيشتك من أفضل جهنم, , عشرة المحامي عوض نوكل وبكرة لعندنا وتعالي

."! القط مثل سيعود وحياتكالحوار وهذا المشادة تلك إلى أنصت كنت وبينما

, , األخرى تلو والواحدة الواحد اثر الواحد نحونا تسللباآلراء بعضها على تزحف آدمية كتلة عن عبارة فأصبحنا , وإذا, ناحية كل من تنطلق بالشكوى وإذا والمقترحات ," ": بواحد وإذا حكايتي قدام الضرة محال يا تقول بواحدة

- " : والله تنتين بقلبو العمى بحدة يقول . "... النساء استعرضت دم أبزق عمال بواحدة أنا ناس يا

في أمكن ما وتفرست الجولة هذه في المراجعاتخشبي, مقعد على يجلسن الالتي وخاصة مالمحهن

يقال أن يمكن بواحدة أظفر فلم اللحم كسيخ طويل .)... القلب ) تبل أو جميلة أنها

* * *

دمشق أدباء من أديب البارحة مساء بي أمسك لقداللغة بفنون األضالع والشديد الباع بطول لهم المشهود

أي ومن الطرائف؟ بهذه أخي يا تجيئنا أين من لي وقال , وأصارحك ينقطع ال نبعك يبدو وفيما تستقي؟ معين

في فتجولت مذهبك أذهب أن حاولت بأني الحقحادث على اتكئ أن رجاء الشرطة ومؤسسات المحاكم

ريبورتاجي موادهما من اصنع ظريفة نكتة أو طريفهذه أن مداره فظيع داخلي بتشويش أحس بي وإذا

, يجوز ال بحث وهذا عنها يكتب أن يليق ال سخيفة حادثة

السادة تغضب ألنها العامية الطريقة على معالجته , بلغة كتبناها ن إ قضية وتلك والمتزمتين الفقهاء

, ال الخاصة من بنفر فائدتها وانحصرت ويلنا يا سيبويه , قامت بين بين بلغة أوردناها وإن األصابع عدد يتجاوزون

, صاحبنا أخذ كيف أنظروا وقالوا أيضا علينا القيامة , أحكمت وأخيرا الشوارع بلغة ويتحدث ويسف ينحدر

أن أمل على واضطجعت نفسي على النوم حجرة إغالق , استعصى هممت فلما الصباح في المحاولة استأنف

. بدأت كما أنتهي بي وإذا أيضا علي , قصة ليست القصة صاحبي أي وقلت ضحكت

عن عبارة هي وإنما رسمية غير أو رسمية ودوائر محاكم , , بقليل يصنع طباخ فرب الطبخ في ونفس خاص مزاج

... آخر طباخ وهناك أصابعك تأكل يجعلك ما البرغل منأن تلبث ال ثم الطعام مواد أفخر من ألوان عشرة يصنع

.. متقززا كارها جائعا المائدة وراء من تنهضالذي بالطباخ وإنما وحدها بالمواد ليست فالعبرة وإذن

شوقا الريق لها يشط التي والبهارات باألمالح يمدهاورغبة ...

دمنا, ما الشرعية المحكمة على نطل بنا هيا واآلنهي كم طريقتي ألريك منها مقربة على أصبحنا قد

. ممتنعة هي وكم سهلة * * *

الجلسة , افتتاح القاعة دخلنا حين وصادف , وجمهور المتراكمة الملفات في ينظر القاضي وفضيلة

, في تقف النساء وجمهرة جانب إلى يقف الرجال. , المباشر باالختالط يسمح ال ممر يفصلهما اآلخر الجانب

) . ( : خ م المباشر (–وصاح . ج) فالثالثين يتجاوز لم شاب الخشبية القضبان واجتاز

, , , , اللون شاحب الوجه مستطيل الجسم نحيل عمره من , يرتدي والشقاوة الشر منهما يتطاير زائغتين بعينين

على نحيفة صبية النساء مدخل من اجتازت ثم رثة؛ ثيابا من يستبين أن المرء يستطيع ال كثيف نقاب وجهها

. مالمحها خالله , ) ( االسم المعروفة للكليشة وفقا القاضي وسألها

... الخ والصنعة والسن

منزلها هجرت الزوجة أن الدعوى سياق من واتضح , وأنها والتجريح الظلم في الحماة إلسراف الزوجي

. الشرعي السكن لها يعد ريثما نفقة تطلبالموقف إصالح في الحكمة إلى القاضي ولجأ

القضاء يفصل أن وأصرا تعنتا لكنهما النزاع وتسوية , تطيق, ال وهي أمه عن يتخلى أن يمكنه ال فهو بأمرهما

! جانبها إلى العيشبموافقة النفقة تقدير من مناصا القاضي ير ولم

: اآلتي الحوار فكان الطرفين

من: " ) ( تربح فكم حمال بتشتغل أنك بتقول القاضي." يوميا ؟ هذا عملك

, , بورقتين: " يوم بورقة يوم سيدي يا والله الزوج." ورقات تلت األيام بعض

." , وعشرة: " بخمسة بيشتغل سيدي يا كذاب الزوجة ." ... سورية؟: " ليرة بيكفيك مره يا هس القاضي " -: قرش ادفع سيدي يا بقدر ما معا والزوجة الزوج

واحد". ." أبدا - " سيدي يا بتكفي ما

." سورية؟:" ليرة نصف يعني القاضي , شو:" ليرة نصف عمرك يطول الله سيدي يا الزوجة

." ... وال اوضة أجرة وال خبز؟ تشتري بدهايا: " بتقول شو الليرة أرباع ثالث إذن القاضي

رجل؟". ." , ترجع: " حاضر البيت سيدي يا بقدرتي ما الزوج , مع: " اسكن بقدر وما سيدي يا بتكفي ما الزوجة

أمه". , سورية: " ليرة لها اعمل رجل يا لله يا القاضي

." بعضكم مع بتتفاهمو وبعدين , " :) بقدر ) ما سيدي يا المصحف وحياة بحدة الزوج

." قولها؟ القول شوليرات؟: " ثالث يوم كل بتربح قلت ما طيب القاضي

, , , خلصونا لله يا لزوجتك وواحدة ألمك وواحدة إلك واحدةبقا...".

, " :) الحمار ) تركت وفين زائد بانفعال الزوج." نقدملهم؟, بدنا منين السخن والضراب والبايكة

اجتاحت الضحك من جامحة بعاصفة القاعة دوت هناخاطفة بسرعة استرد ريثما وجهه فغطا نفسه القاضي

. وجالله وقاره المحكمة جو إلى , يعمل: " الزم يتزوج بدو يلي معلوم القاضي

حسابه". ." , هربان: " لي ما وأنا حاضر البيت الزوج , " : مع بتسكني بيقول شو اسمعي للزوجة القاضي

أمه؟". ":) وأمه) ارجع بدي وين متهدج وصوت بكاء الزوجة

و ... ". وبهدلة صراخ بيهدأ ما تم إلها , , " : يا نفقة لها بتعمل يا إذن للزوج القاضي

." , حقوقها لها وبتدفع سبيلها لحال بتتركها , معي: " وما قرش ادفع بقدر ما سيدي يا الزوج

." ادفعه لحتى متأخرها ." " : تبريه؟ بتحبي رأيك شو طيب للزوجة القاضي , , بمية: " منه شعرة كل سيدي يا أبدا أبدا الزوجة

وألف!". : وهمست رفيقي خصر األيمن بمرفقي وكزت هنا

, كل" عندي تساوي إنها األخيرة الجملة هذه أسمعت , الذهنية, تمثل ألنها القضية هذه في القصيد وبيت شيء

."... تعبيرها وأدق وأصدق أجمل في المحلية , األربعاء: " لنهار الجلسة تأجلت إذن لله يا القاضي

." ... النفقة لتقدير بخبير منكما كل وليأت القادم

الدرة شواية ابنة مع الغسالة ابن غرامعام الشرعية المحكمة قصص 1950من

طراز من وبطلتها القصة هذه في الرواية بطل . فريد ولون جديد

, ترفع عن تنم وبلهجة ارستقراطية بلغة يتحدثان. األناقة في غاية ثياب في ويختاالن

كل جانب وإلى الشرعية الدوائر أبواب يقرعان , في جلية القلق وعالمات الخاص محاميه منهما

وجهيهما. * * *

( , فعال درة شواية وأمها أمونه أو أمينة أو آمنة كانتدمشق(, بيوت من بيت في أمها وفاة بعد ترعرعت قد

, ومسلية خادمة البيت ذلك منها وجعل النبيلة الكريمة , والنباهة الذكاء من فكانت واحد بوقت لبناته وأنيسةخارقة؛ بصورة النجابة عالمات عليها ظهرت بصورة

الكبار أعجوبة غدت حتى والمحاكاة التقليد وأتقنت , من أترابها نظر في حتى وأضحت الحي في والصغار

وما يجوز فيما إليها يركن حجة الذوات وبنات الحي بنات , , وآداب العبارات وسالمة الحركات حسن من يجوز ال

المعاشرة.والنسيم تركيبها واكتمل الزهرة هذه تفتحت

شباب انجذاب موضع باتت حتى أطرافها يدغدغ العليلالطبقات فتنة مثار تكون أن قبل النبيلة الطبقة وكهول

األخرى.العالية األسر شباب من عددا أن المؤكد ومن

, الطرق وأقرب السبل أهون من بها يظفر أن حاولإلى المهذب واإلغراء والحذر الحرص من كانت لكنها

. ابتذال دون الشوق إلثارة يكفي الذي الحدبها االقتران في الشبان هؤالء من اثنان فكر وقد

) ( , من يلوح كان الدرة بائعة شبح لكن مشروعة بصورة , األكف ويجعل اختيارها بعد الفكرة ويفسد جانب كل

تلك من حرمانها على وأسفا حسرة األكف على تنطبق.! أزرق غير دم من نبتت التي النادرة اللؤلؤة

* * *

) في ) البيت لنفس يعمل غسالة وأمه صادق كان , بدلها؛ صالحة غير اللحمة هذه صادق الخارجي؛ النطاق

, المدرسة؛ إلى طاس السفر خذ الوقت حان صادقكذا, الفالنية للخانم وقل بك فالن لدار أذهب صادق

وكذا...

الدين بشعائر تمسكه شدة صادق عن والمعروف

أوقات من وقت يفوته فال المعاصي اقتراف عن وتورعه

هذا ومع صامه؛ وقد إال رمضان من يوم يمر وال الصالة , أنه حتى ولبه عقله بخاليا وعصفت أمونه فتنته فقد كله, وشبابه فؤاده عليها ويعرض يغازلها أن مرة ذات هم

تسنح ريثما فتربص حركته وشل لسانه عقد الحياء لكن , النيران تلك إطفاء أن شعر ثم المواتية الفرصة

, أخيرا فتشجع مقدوره غير في دماغه في المشتعلة , ونقلت بحكمة فصدته والهرب الهوى عليها وعرض

, إلى انتقل ومنها الكبيرة السيدة إلى برمته الحادث , فأسرع الكبير السيد

, , المال من بقليل وزوده بالحسنى الخدمة من وصرفه, الرحبة مجاالتها في طريقه يشق للحياة وأطلقه , سقيم الحركة بليد السن في طاعنا رجال به واستبدل

أيام, على يترحمون البيت أهل أمسى حتى الفهمطبخاته... من لطبخة المواد يعد والقدر هذا صادق

العجيبة... , سماسرة أحد مع يدور وصادق تدور الزمن عقارب

, خاطفة سرعة وفي ثانوي كملحق والحرير األقمشة , عقد يتولى وراح التجار بثقة تمتع مناسبة وظروف

, يقبض كالمنشار به وإذا مستقل كسمسار صفقات , بأس ال ثروة يجمع به وإذا والهبوط الصعود في المال

, التوفيق, فيحالفه الخاص لحسابه يضارب به وإذا بها , باع إذا األبصار به تشخص السوق لولب يصبح به وإذا , قضايا في الرأي يسألونه التجار بكبار وإذا اشترى وإذا

... شراكته في ويطمعون عالمية اقتصاديةلغط حتى عمله دائرة توسيع في مضى وهكذا

هذه حال غريب وقالوا الحاقدين التجار من فريق! مليونير؟... إلى غسالة ابن من الدنيا

* * *

, , الصيف أمسيات من أمسية وفي سنوات ثالث بعدألنه زائدة بحفاوة فاستقبله القديم سيده بيت باب قرع

, والحق والثروة التجارة ساحة في يحتل مكانة أية عرفالسيد يد على وهجم فبادر ماضيه ينس لم صادقا أن ... السيد الله واستغفر واحترام بخضوع وقبلها الكبيروالوفاء المتواضعة العالية األخالق هذه وأطرى الكبير

, , يعرب... به وإذا هناك من وكلمة هنا من وكلمة الصادق , ما لبذل واستعداده أمون من الزواج في تمنياته عن

... ودهش وهنائها إسعادها سبيل في يطيق ال وما يطيق ... يتوقع كان فقد الشاحبة األمنية هذه من الكبير السيد

, وأنه المتعلمة األصيلة الجميلة ابنته يد يطلب أن , أنه بيد والتسامح الموافقة على االستعداد كل لمستعدأو عليها الطلب بعرض وعده أن لبث ما ثم هنيهة وجم

... الكبيرة السيدة علىكبار إلى المساء وصحف الصباح صحف وأشارت

على بك صادق قران لعقد البلد شخصيات من المدعوينالدائمة بالسعادة لهما وتمنياتها خانم أمان اآلنسة

... الشاملة والبركة

والتنديد والوخز الهمس اشتغل الزفاف حفلة وفي, , تعرف ال التي إلى تعرف التي وقالت والتنكيت والتندر

, وهل بك فالن خادم صادق إنه العريس؟ هو من أتدرينبيت ربيبة بعدي يا أمون إنها العروس؟ هي من تدرين

"- ... ها على تفو خانم أمان اسمها صار والتي بك فالن ... وهل"- لبعضهما مالئمان إنهما صدقيني هذا مع األيام

ملنا ولكن ؟ الغسالة البن إال الدرة شواية ابنة تليق .... والسالم المعطي سبحان

الدوائر أبواب قرعهما في السبب تعرف أن بقيغضبت, معدودة بأشهر العرس عقب أنه ذلك الشرعية , عليها ورد بأصله فعيرته التافهة الشؤون من لشأن

, هنالك... وكانت يرصدها ارستقراطي هناك وكان بالمثل .. حتى النار في النفخ بدأ هنا ومن ترصده ارستقراطية

... األوار هذا بلغ

رجل حياة في أنثى سلالة , مغتصبة بسمة عن الحلو ثغرها افتر وقد له قالت

البارع؟ والمحدث الرشيق الكاتب أنه زعموا من أأنتالتواضع عالمة عينيه وأغمض حياء رأسه فطأطأ

والخجل! , " : ويا مرقع أدونيس من لك يا قائلة فاستطردت

... , هزلت لقد الله فالله عمياء عشتروت من لها , دغدغة من وأفاق سحرية بحركة الفتاة واختفت

, واستعاد عينيه وفرك موجعة ركلة على لذيذ حلم

, يستعرض وأخذ الالذع التهكم هذا فأبهره بكامله المنظر , في يتخبط نفسه فألفى الحوادث ويستنطق الماضي , يهتدي نور ببصيص يأنس ولم بعض فوق بعضها ظلمات

, أن إال بوسعه يكن ولم الجارح التعرض ذلك لسبب منهحجاب عليها وأسدل نفسه أغوار في اللكمة تلك دفن

حتى يندمل يكاد ال والجرح ذلك له أنى ولكن النسيان؛ . عن عاجز ولكنه داء لكل ترياق الزمن جديد من ينكس

الذكريات . نار إطفاء * * *

عام صيف في صاحبنا عن 1928وشاق يروح أن, بلبنان الشرير ضهر فنادق أحد في أيام بضعة نفسه

في الفتاة بتلك التقى حين دهشته كانت ما ولشدشبان ثالثة إشارتها متناول وفي الفندق حديقة

, منها يتقربون والوجاهة واألناقة بالثقافة يتميزون... التهذيب في غاية بأسلوب أسرتها إلى ويتزلفون

ما كل يجمع أن وراقه صاحبنا المصادفة هذه سرتوسكنات خطوات كثب عن ليرقب وحيلة وعي من عنده

," زائد " حذق إلى ليحتاج كان ما الحق وفي الشلة هذهالمنظر شهية فريسة حول يحومون الثالثة أن ليدرك

, فضوله هيج الذي الوحيد الشيء ولعل المأكل وعزيزةالثالثة الشبان بين الشائقة العبارات تلك

, وال خشونة فال صرف رياضي بطابع اصطبغت والتيوشبابه... وماله قلبه وضع منهم واحد كل حماقات

, أنها هذا من واغرب كياسة بكل اإلشارة ينتظر ووقفبالقسطاس عليهم ومجامالتها سحرها توزع كانت

, متساوية وبصورة والعدلتجعل أحدهم من تنشأ التي والحسنة يبدر الذي فالطيش

... والرضاء المؤاخذة موضع الثالثةانفراد على إليهم وتعرف الثالثة إلى صاحبنا تسلل

, للدس المناسبات ينتهز وشرع اآلخر تلو الواحد , أنها رأى لكنه المجاهل يكتشف أن أمل على والوقيعة

, من ييأس لم أنه بيد فشله إلى وفطن رابحة غير بضاعة , أيها في ينظر مفاتيحه حلقة إلى فمضى الجسر اجتياز

. الطلسم وذلك التعويذة هذه سر كشف إلى أدعى

تعجز بحيث المناعة من السدود أن أخيرا وأيقنيطمع فكيف خدشا فيها تحدث أن الجبارة السواعد

, أن ماء الطين في وزاد شيئا يفعل أن الرخيصة بأناملهإلى أوى هنا فيها؛ لباقة ال جافة مقاطعة قاطعوه الثالثة

, بالدموع شعر أن عتم وما سريره على وتهالك حجرته , , وإنه وحنقه غيظه من بكى ببطء مآقيه من تقطر

, باب نحو خفيفة أقدام وقع يحس به وإذا غما ليشتعل, الكهرباء مفتاح وأدار فنهض ورقة وحفيف حجرتهفرأى تناولها ورقة لسان فأبصر الباب عتبة نحو وتطلع

قردا يمثل رصاصي بقلم عولج كاريكاتوريا رسما فيها , قد يدوية قنابل جانبه وإلى بلهاء ببهلوانية يقفز صغيرا

, وفي هند جوز أنها حسبانه وفي بها يعبث أن هم وجنية بالفضاء معلقة وأرجوحة قمة اآلخر الطرف

, , ومن هازئة بسمة شفتيها وعلى عليها تتأرجح حسناء... ساخرة نظرة تشع مقلتيها

في النظر وأطال السرير على اضطجع ولما , شعر رموزه ويحل معانيه يفكك الكاريكاتوري الرسم

من لجة في يموج جسمه أن وأحس رأسه في بدوار... وظالما كثافة يزداد ضبابا يرقى وأنه العرق

ضوء فوجد الليل من الثاني الهزيع في واستيقظبرحت ما ويده الحجرة أرجاء في يشع مازال الكهرباء

, فعرف الوراء إلى بذاكرته وارتد الرسم بقطعة ممسكة , أن وآمن كريمة نعجة أمام وليس عنيد شيطان إزاء أنه

المفاهيم عن يعلو بأسلوب له تكال الفنية الضرباتبهذا, ويكتفي ينسحب أن له الخير فمن وإذن العادية ... , وكانت للرحيل حقيبته يعد وانبرى الزراية من القدر

من طلب حين الموجعة الصفعة تلك المطاف خاتمة, مدفوع حسابك له وقيل الحساب قائمة الفندق مدير

.. أمامك فالبحر تحتج أن لك وليس , بالبريد وإذا كيانه في تهدم ما يرمم وكره إلى وآب

الشبان أحد قران عقد لحفلة دعوة بطاقة إليه يحمل " : هنا إلى ويحها وقال ثائرا فانتفض الفتاة على الثالثة

... ! اعتذر ولن احضر لن أال الشمطاء تلك تالحقني * * *

, بصاحبنا وإذا األمام إلى ربيعا عشرين الزمن وقفز , العظمي هيكله على واستقر المجد إلى طريقه شق قد

علوم من عالية مجموعة منه تشع دماغ

, الصرح هذا روعة على اآلراء وانعقدت وخطابة ومعارف , الجميع ليبادل وإنه به واإلعجاب حبه إلى القلوب وهفت

, أمسى أنه مفهوما وبات بإحسان وإحسانا بخير خيرا , في ويكابد يصول انطلق هنا ومن وحده للتاريخ ملكا

, الصغائر عن يعف وأخذ بالد وحياة أمة سبيل ... وذاع, المرض وأقعده الشلل صرعه أن إلى والسخافات

عشرات البريد إليه فحمل الخطب هذا الناس فييعرضن األسر اعرق إلى ينتمين أوانس من الطلباتوإكبارا له تقديرا مقابل غير في والتمريض الخدمة

بهذا , اغتباطه عن يشف بما عليهن بالرد فأوعز لشخصه , لكن النبيلة العاطفة لهذه شكره وعظيم الكريم الشعور

, تتلقى فتئت وما وترجو تلح انفكت ما منهن واحدة ... سبيل أعياها ولما بالشكر مشفوعة الرقيقة الردود

... أن وأبت باكية ضارعة حجرته اقتحمت القرطاس ... لغيرها خدمته شرف عن تتخلى

كلل غير في ونهارا ليال عليه السهر واصلت وهكذا ... نبتت التي والشجرة الساللة وعرف عرفها لقد ملل أو

لها يقول وصفائه صحوته ساعات في فكان منها؛طرازك؟, من مالئكة السماء أفي والله ادري ما بحنانباحترام وتلثمه األيمن كفه ظهر وتأخذ تركع فكانت

عليه فتتساقط عليه األيمن خدها تمدد ثم وخشوعويتمتم العالء نحو ببصره فيشخص النرجس من الآلليء

.. ... .. ... أمانتك وخذ فتفضل حسبي حسبي اللهم أحمدك ... حمده لمن الله وسمع

,! , خلق أي خلق األخير الوداع موكب في ومشيالراحل على واألسى اللوعة فرط من بعضه على يترنح

باقات, بثالث قبره جللن النساء من ثالثا لكن الكبير. مستعبرات خاشعات طويال ووقفن

من وخيوط نور من بهالة وجهها أحيط وقد عجوز , حتى حبه في وأفرطت شبابه في أحبته كانت الثلج

قانيا شرابا معا ويذهبا رأسها تمد أن الفضيحة أوشكتالحاسمة اللحظة في القدر يد تتناوله لم لو للتراب

. نائية بقعة إلى وتبعدهمنه فسخرت به أمها بغرام عرفت وقد ابنتها

.. فيه وعبثت به وهزأت , الوصف يفوق إعجابا به أعجبت وقد حفيدتها

, , تلك آخرته على وسكبت عليه حنانها وفاض له ورقت... السعيدة النهاية

لحمه من أكل الذي الشابكلهم أقل لم إن الناس معظم أن لي يبدو

يستسيغونها وال غيرهم في الصدق كلمة ينشدون ... ذلك من واألسوأ بحياتهم يتصل فيما وسعة برحابة

حساب على ليتفكهوا عندك ما بإفراغ يغرونك أنهم ... ما إذا وحتى ضربته القدر بهم أنزل ممن اآلخرين

بحدة زعقوا رشاشها تناولهم و أ القافية مستهم. شأنك ما وقالوا وانفعال

, ! ولكن الحق من شيء هنالك يكون قد شأني؟ ماعلى وتتندرون تتضاحكون كنتم كيف السادة أيها أنسيتم

على! حراما لكم الحالل صار دوركم جاء فلما غيركمغيركم!

, أن فيه جدال ال الذي الواقع كسيح منطق من له يا , الممطر منها السنة كفصول بأدوار يمرون الناس

. الرائق, المخضر ومنها والبارد

األخيرة للمرة أعلن أن االستهالل هذا من أوداجمعها التي الحقائق وراء من أستهدف ال بأنني

الوقائع مواجهة إال اللهم خاصة غاية أية وأنشرها , تسب قد فأنت موجعة دميمة الصورة كانت مهما العارية

, صنيعه له ستحمد لكنك العملية أثناء في الجراح الطبيب. العافية نحو وتتوجه تبرأ حين

, , فأنا كال مختارة طينة من بأني أزعم ولست هذا , فضائل من للبشر ما له ويخطئ يصيب إنسان كأي

, نفر, هنالك يزال ال أنه غير وحده لله فالعصمة ومثالب , الله هداهم من منهم السن في الطاعنين الصالحين من

اقتراف, على والقدرة الحيلة فقد من ومنهم أخيرا الرمق... من فيهم يبق ولم شاخوا أنهم بمعنى المعاصي

بلغة يتغنون فدلفوا الحياة ملعب على يريقونه ما ! في كالم إنه نعم عليهم تلوح العجز وروح الفضائل

... عه, نسوا لقد فيه مشقة ال وتشدق الشباب دكالمعلى, يتكونوا أن يجب الناس أن وظنوا وفورانه

.. أن مفهومهم في حاجة وال والطهر العفة في طرازهم ... من اقبل هؤالء من والعصر السن فوارق إلى ينظر

, أني يقول من إلي كتب هؤالء ومن ويستنكر يعاتب , مطلقا يعتقد ال وأنه افتعاال الحوادث وأفتعل أفبرك

. الغبار ذلك مثل فيها يعج أن يمكن الفيحاء ثرى أن * * *

, الطول الفارع الشاب هذا أن يتخيل كان من , هذا إلى ينزلق المقفولة الحواجب ذا اللون األسمر

المنحدر! , من الظاهر والجانب الحقيقة نصف هذا القمار؟

, في. مألوف شر كان وإن فالقمار عجب وال المشكلة , بالدنا؛ في مألوف غير لعمرك أنه إال الغرب بالد

, وربما ومقترفها فاعلها على الوطأة شديد ومجتمعناوالسرقة كالقتل مجتمعة األخرى واآلثام الجرائم كانت

, الذي المخلوق حيال شيئا تساوي ال بل أهون والزناالحرام أحضان إلى بها ويرمي أوالده أم زوجته يقود

, أوالده ليطعم وال اللباس فيها ينشد ال دراهم لقاءالمتسامحون ليخترع العارية زوجته بها يكسو أو الجياع

مبررا

فالجوع الحكم تتعجلوا ال هؤالء يا رويدكم قائلهم ويقولومائدته... وكأسه طاسه على لينفقها بل كافر

الخضراء!! " من " ثانوية بمصلحة يعمل ش ع الشاب كان

حلقه في ترعرع حين العمر مقتبل في الدولة مصالح, موخياشي إلى وقتئذ تعرف ثم الخمر ورائحة طعم أنفه

جميلة أنها يقال المدينة ضواحي من تعتبر قرية من فتاة , حكاية بعد إليه فاستسلمت العذبة بعهوده فأغواها فاتنة

, يداور راح أن لبث ما ثم السينمائي النوع من غرام , ولما بوعوده وتذكره تستحثه الفتاة أخذت حين ويتهرب

ومناظر حوادث تقص بدورها انطلقت بمراوغاته شعرت. أمها على بكاملها الرواية

الحادث جوهر الحال بطبيعة أبيها إلى وانتقل , ولما التحقيق قيد فأوقف الشاب على الدعوى فأقامالوضع إلصالح استعداده عن أعرب موقفه بضعف أحس , الحق بإسقاط فأفلحوا الوسطاء وتوسط بوعده والبر

, رسمية بصورة منها والزواج مهرها دفع لقاء الشخصي. واحد شهر لمدة بالسجن عليه حكم ذلك ورغم

" الذي " ش ف شقيقه دار إلى بها وأوى تزوجها , تم ما أسرع فما الوالدة منذ فاسدة أنها رووا زوجة يضم

, القروية عقل دار ما أسرع وما السلفتين بين التفاهم ... من تتنقالن وانطلقتا تلك إصبع في كالخاتم وصار

... ساعد إلى ساعد , وانطوت الفرص تتاح وحين الخفاء في يجري كله هذا

" يشعر " ش ف بالشقيق وإذا وشهور أسابيع وتلتها أياماآلثمة زوجته حركات من يبين يكاد ال غامض بشيء

, الشيء بعض الغطاء انكشف ثم والصراع الجفاء فبدأ , إصالحها عليه عز ولما عاصفة ثورات بينهما فقامت

طلقها االلتواء طريق عن إقالعها واستحال وردعها , شعر أن الفترة تلك في وصادف معها أمره وأنهى

... " العمل " من فسرحوه المظلم بسلوكه ش ع رؤساء , كان فقد الهاوية ما أدراك وما الهاوية ابتلعته هنا من

, سرح ولما وقماره وشرابه لهوه في ويقتصد يتحفظ , يتوقف أن المنطق من وكان البؤر هذه في بكامله غاص

... مصيره عرفوا طالما بالمال إمداده عن المسلفون , واحتقن فارغا فوجده جيبه إلى أخيرا يده ومد

ال التي الدنيا يشتم وطفق جسمه واضطرب وجهه

.. يجد فلم وشماال يمينا تلفت ثم ترحم وال تسعف , ولو يعرف وكان عليه يتكئ شيئا أو به يتمسك خيطا ما لقاء يتجاهل كان لكنه زوجته بهلوانية ما حد إلى , أما واألوالد البيت نفقات عنه وتغطي مال من تمده

, تماما أزالها باألحرى أو الرقابة عنها خفف فقد اآلن , يشجعها راح ثم هاتي بكلمة أغرقها ذلك جانب وإلى

" , , ثم فأغضى رأى ثم والمواربة التورية من بشيءويدلها" بنفسه الزبائن إليها يقود فخف الحياء عرق طق

, األخالق شرطة إلى وترامى بذاته العفونة أعشاش علىعليه وقبضت خيوطها فحبكت الفظيعة السمسرة هذه

... السجن وأودعته بالجرم متلبسا , تكن وكيفما ثمن بأي الحياة يريد لمن نموذج إنه

ذو يقبله ال ما سبيلها في ليقبل حتى عليها ويحرصشمم.

بتركيبة تركيبة

" والوجه " الفاتن القد ذات اآلنسة هذه بدأتمن الباطل يأتيها ال حسنة بداية الجذابة والمالمح النضير

, عن سيدة إلى آنسة من تحولت فقد خلفها أو أمامها , دخلت أنها بيد فيه للزيف أثر ال راهن شرعي طريق , , الغرور إليها خيل فقد مرة الضرة أن ومع ضرة على

فتوة من تملكه ما أن الفتنة آيات من عليها خلعوه وماالشريكة تلك وطرد الزوج باجتذاب كفيل وبراعة وجمال

!! أكثر ال خاطفة بجولة القديمة , ومعالجتها األمور تقدير في أخطأت لكنها

, لينة سائغة لقمة ليست غريمتها أن أدركت ما فسرعانالثالث الولد أنجبت القديمة أن نغمة الطنبور في وزاد

, قريبة ليست أنها العلم مع عليه كان عما مكانها فتوطد , , ومن رئيسيا دورا يلعبون األوالد لكن الرجل قلب من

. بينهما الباردة الحرب اشتعلت هنا , , بأوالدها تتباهى هذه ويعنف يشتد الصراع وأخذ

, ليلة كل في له بد ال وكان بها وكلفه بغرامه تدل وتلك ,) , الكيد ) ولهيب اهدي ولهذه كني لهذه معزوفة من

, تتمكن لم أنها الجديدة حنق في وزاد وهناك هنا يتطايربه تسحق واحد ولد إنجاب من الثالث السنوات خالل في

ودعواتهم وحجبهم المشايخ رغم غريمتها, ," وعقاقيرهم" والقابالت األطباء ورغم تكبيساتهم و

!" " نضال من يئست وأخيرا خزعبالتهم و السحرة ورغمفحملت منه فائدة وال فيه هوادة ال

" أهلها" منزل إلى زوجها منزل وهجرت بقجتها ." " حردت: و هي أو أنا إما وقالت

, فما موعد كف له تضرب لم من باألخبار ويأتيكاألقرباء بين ينتقل بنبأ وإذا أسابيع بضعة إال هي

فعجب, حامل بأنها الزوج مسامع إلى يصل ثم والمعارف , , التفكير عن الحب وأعماه ما نوعا وفرح الشيء بعض

, والحبائل والدسائس هذا الطارئة الظاهرة هذه في , حركة كل على تريق فالقديمة الطرفين من مبثوثةبعين األخرى خطوات مراقبة عن تنفك وال تفسيرا

, مكرا ضرتها عن تقل ال الجديدة أن ومع يقظة ساهرةمن , التبر وظهر بعد فيما الغطاء تكشف فقد ودهاء

الغبار! , من لكنه السن في كبير الزوج أن في جرم ال

, الزحام هذا إذن العبث من فليس المترفين األغنياء , جر فريق كل يحاول أن عجب وال حوله والتنافس

! به واالستئثار لجانبه اللحافالزوج يضطر أن ذلك أثناء في المصادفات وتشاء

المزاعم كانت الذي الوقت في سورية خارج إلى للسفرفي غدت الجديدة الحامل بأن وتتطاير تروج واإلشاعات

, أعلن الزوج أن ذلك إلى يضاف والخامس الرابع شهرهاويستغرق يطول قد سفره بأن تعد حقائبه كانت حين

, األصلي العنصر من الساحة خلت فقد وإذن شهور بضع ... في السعي تواصل الجديدة وكانت المهم والرقيب

, ووثقت الفرصة هذه فاغتنمت المؤامرة لحبك الخفاءبفلسطيني على ةعالقاتها معها واتفقت فقيرة بائسة

ليرة ألف مقابل والدته حال جنينها وتعطيها تبيعها أنبصورة, االتفاق وتم سورية

, وتالزم تتوارى الجديدة شرعت ذلك وإثر بينهما سرية, الموعود اليوم لذلك وإعدادا للناس إيهاما فراشها

تضنيها الحمل آالم أن تظاهرت اقترب إذا حتىالزائرات إلبعاد اإلغماء وتصطنع وتصرخ تتوجع فاندفعت

... بالطفل وجاءت السر على األمينة خفت ثم حجرتها من , ثم بارعة وبحيلة خلسة وأدخلته دم قارورة مع حينه في

نحو وانطلقت المالئمة المواضع في القارورة أفرغت ... تأخرها على عوتبت أقبلت ولما تستدعيها بلدية قابلة

فهرعت لحظات منذ تم قد الوضع وأن دقائق بضع , يلوح كما بيدها لوحت ذلك وبعد وتبارك وتبسمل تحوط

للموسيقيي خارج, نالمايسترو تنطلق بالزغاريد وإذا , إحداهن تناولت ثم الجديد المولود بظهور إيذانا الحجرة " تغني" وراحت المدربة بأناملها عليها وقرعت دربكة

, والنساء الحامل شجاعة وتمتدح الموقف تناسب أغنية... الكلمات بعض ويرددن المقاطع بعض يرجعن حولها من

الزوج أهل من فريق اقبل الثاني اليوم صباح وفي .. لم بينما خالصها على ويهنئونها إليها ويتودد يتملقها

يظاهر ألنه يكترث ولم مكانه من اآلخر الفريق يتحرك ... القديمة ويدعم

الموهوم الوضع حادث بعد سفره من الزوج وعاد , إليها وقدم واسترضاها وهنأها إليها فخف أيام بعشرة

, واشترطت فأبت الرجوع إلى ودعاها قيمة نفيسة هداياالشروط!

, وإذا أسبوعين األخيرة الزيارة هذه على ومضىعلى تنهض والفضيحة ينثقب والطبل تسخن ال بالبهجة

قدميها.تحفر وأنها نائمة ليست القديمة أن لك أقل ألم

ليسوا والمؤازرين المؤيدين من حولها ما وأن الحفائر؟غافلين؟!

, حتى وينبشون وينقبون يفتشون وكانوا كانت نعمولمسوه الزوج بيد نفضوه الخيط بأول امسكوا ما إذا

, , ما سرعان ثم مبدئيا فبهت المجردة الحقائق اليد لمسالطفلة شطب وطلب البنوة وأنكر الدعوى ورفع اقتنع

, والزوجة نصابها في األمور ووضع العائلي سجله مندمها من الطفلة أن على تصر فتئت ما الجديدة

أن .. الدقيق الفحص بعد يرى الشرعي والطب ولحمهاواألضاليل الحيل هذه لمثل يخضع أن يمكن ال العلم

مئة, مفضوحة باتت الجديدة فمناورة وإذن السافرةبالمئة!

الدلف تحت من , ال دمر قرية سماء تحت وترعرعت زينب نشأت

, أن تتزوج أن قبل أهلها رأى بشعة هي وال بالجميلة هيمفاوضة فكانت المدن في دارج هو كما الخياطة تتعلم

... وتواظب تداوم الفتاة وراحت مسك وحبة الخياطة مع... المساء إلى الصباح من الخياطة معلمتها دار على

والذي دمر فالحي من الخياطة زوج أن والظاهر ) نحو ) شهيته وتفتحت عينه لعبت نكله يساوي ال شكله

تفوح غدت التي الناضجة التفاحة تلك اقتطافاألكلة تلك مل وقد السيما داره بهو في وتتراقص

تبدو... كانت ذاتها التفاحة أن ذلك إلى يضاف المعادةتمتد يد ألول نفسها إللقاء ومستعدة ومتراخية متدلية

, بدأت هنا من اعتبار كل عن النظر بصرف إليها , ثم المعلمة الزوجة عن خلسة والمواعيد المغامرات

... أهل كل وبعد شقيقها عرف ثم المحرمة الثمرة تذوقا , البتر عملية وتمت بتره فقررا المصاب باإلصبع القرية

."... ضوء " فيها ما ليلة في , آية إنها عشرة السابع تتجاوز ال قروية فتاة وهذه

, حديث قريتها في كانت التكوين وحسن الوسامة في , مما شيء إليها وتطرق النادر وجمالها بفتنتها المجالس

إكليل في تحلم وراحت الغرور بها فأمسك حولها يدوركما ويناجيها محرابها أمام يركع الذي والشاب الغار

, ويخف كله الكون رضاها سبيل في ويقاتل اآللهة يناجيويغور السابعة السماء إلى ويصعد الشمالي القطب إلى ! حلم من له يا العصفور بلبن ليأتيها األرض أعماق إلى ! مالك أي ولكن مخها خاليا ويهدهد يدغدغها خالب رائع

المجال يكن لم تنتقي؟ حولها الحائمة المالئكة من , الناس أقرب عمها ابن كان فقد والتردد لالنتقاء متسعا

, وعدها بها والتغرير ودها خطب في وأسرعهم إليهاونور الشمس شعاع من اإلكليل يضفر أن لها وأقسم

, الليلة تلك من وسيجعل قزح قوس وألوان القمروالبحر البر بعرائس مرصعة بأضواء تشع هالة المقبلة

عكف.. وارتوى ومرة مرة كأسها من عب لما لكنه والجوالمدينة في واختفى توارى ثم فشيئا شيئا هجرها على

, وفي القرية رجع بالطمأنينة شعر ولما طويلة فترة, , المدينة في عرفها التي تلك العمر شريكة صحبته

, والغواية اإلغراء وسائل مختلف معها تبخرت والتيطريق عن إال اقتحامه عن عجز منيعا حصنا فكانت

, أمام بمصيره مصيرها ربطت هنا من والراهب القس , نفسها تبع ولم سائغة لقمة تكن ولم الناس وأمام الله

.. لسان شقشقة أو فارغ بوعد تتأثر ولم األثمان بأرخصالمسكينة القروية الفتاة تلك آمال انطفأت وهنا

, أن لو وودت الصدمة هول من عنيفا اهتزازا واهتزت , .. أشنعها وما خيبة أفظعها ما وابتلعتها انشقت األرض

... طفق, وحين األلسن تلوك بدأت حين السيما مذلةيتهاديان والغريمة الخائن داميتين بعينين يرمق بصرها

. القرية مسرح على

, خافت وأنها يسما ال الحالة بهذه البقاء ملت وأخيرا , فال وإذن األكبر للخطر فتتعرض بشيء أهلها يشعر أن

المدينة دمشق إلى الظالم جنح تحت الهرب من بد ... أن عليها أهون وما وخطاياها السبع باألنهر الحافلة

أمرها من أحد يدري فال المنازل أحد في خادمة تكوناألشباح, تلك عن منأى في تكون أن وحسبها شيئا

. الالذعة بسياطها تلسعها التي البغيضة " , تحت لتقع الدلف تحت من ذهبت حرام يا

من", تذيقها وأخذت األيدي تداولتها وهكذا المزرابالقديم جرحها أنساها ما والخيانات المراوغات أنواع

... أن إلى رام لكل المنال سهل هدفا وغدت تلبدت حتى" " القصاع بساتين أحد في الشرطة رجال عليها قبض

!! الذئاب من بطائفة محاطة

أخرج ... ! لا أخرجالسيد المرحوم عن البارودي فخري السيد حدثني

, " عام" في أنه المعروف الشطرنج العب ه وفي 1920باألرجاء " " واسع منزل وفي الحصرية اسمها كان محلة

, كله " " وهذا الكريمة ه آل أسرة أفراد معظم يضم كانالطراز على جديدة شوارع محله وحل اليوم أندرس قد

منطقة, اآلن يسمونها شاهقة حجرية وبنايات الحديثعهد في أصابها والخراب الحريق ألن الحريقة

وأمر المعروفة السورية الثورة نشبت حين الفرنسيين " المدافع " وإطالق دمشق مدينة بضرب ارابل الجنرال

" ... ب ل عم ابن أصيب الزمن ذلك في أحيائها بعض علىأمه" ألن األحباش يشبه اللون نحاسي شاب وهو ه

, بال أقلق الذي األمر عقله في بعارض سوداء جارية, , والحكماء األطباء فاستشاروا فيها أبيه لمكانة األسرة

منهم أحد يفلح فلم اآلخر تلو الواحد واستدعوهمالشاب, في الجنون نوبات تفاقمت وربما بإنقاذه

, من يئسوا ولما عليه كانت عما سوءا حالته فازدادتوالقدماء المعارف بعض عليهم أشار وأشباههم األطباء

جسم في دخل متمرد جني عن عبارة القضية بأن عن إال منه الشاب جسم وتطهير إخراجه يمكن ال الشاب

, من له فإن الفالني الشيخ وخاصة المشايخ طريقبلغ مهما الجن إخراج في المدهشة الرائعة السوابق

عنه يتحدث ما الشكيمة وقوة والخطر العتو من شأنهم , ... هذا وعلى بقشة يتعلق والغريق مكان كل في الناس

الذكر األنف الفالني الشيخ مع وتفاوضوا أسرعوا , إذن الشاب إنقاذ رجاء القاسية لشروطه وخضعوا

رتبها كما الالزمة المعدات له وأعدوا معه اتفقوااقبل... المعين والوقت المقرر اليوم وفي ووصفها

, ثم القدم أخمص حتى القمة من البيضاء بمالبسه الشيخ " " خالص جمر على يحتوي بمنقل جيء

يطرح الشيخ فانبرى المجنون الشاب على نودي ثم كلمات بشفتيه ويتمتم النار على أخرى ومواد البخور

" : , ويهمهم يزأر شرع ثم مفهومة غير غامضة مبهمة ..." .. , , , , وحين, إلي إلي هلموا هلم داروس شالوح فالوسالقاعة جو في وتنعقد تموج وسحبه الدخان كتائب غدت

, وصعوبة عسر بكل إال الرؤية على يساعد ال بشكلوقبض قامته وتصلبت عيناه تجمدت وقد الشيخ نهض

" المنقل " من وأدناه بشعره وامسك الشاب ناصية علىيستنشق , وحيث مباشرة النار حرارة وجهه تلفح بحيث

. صراخه ويتابع يدمدم الشيخ وطفق رأسا البخور دخان," .. .. أخرج: " أخرج مرداخ بن شمراخ بحق أخرج وزعيقه" : يقول المريض الشاب فم من يندلع رفيع بصوت وإذا

" ," .. أقسمت وقال صياحه الشيخ وكرر أخرج ال أخرج الفي خرجت ما إال األعظم والسابوع األكبر بالشوح عليك

.." والصوت المرجان جزيرة إلى فورا ورحلت الحال .. ال " أخرج ال وارتفاعا نعومة ازداد قد بشكل يردد نفسه

احتقن "... قد المسكين المريض والشاب هذا أخرج , في فناصيته حراكا يستطيع ال عيناه واحمرت وجهه

, أو وهناك هنا إلى يتزحزح أو يفلت يدعه ال الشيخ قبضة, .. ويعيد يبدي برح ما والشيخ ركزه عما شعرة قيد ينحرف .. .. " : أل بخرج ما أخرج وعناده تمرده على فتئ ما والصدى

." الحوار ... وامتد والرد األخذ وطال بخرج ما أل تخرج بدك . إلى يلجأ أن الشيخ رأى وأخيرا مكانه في منهما وكل

, يرعد فانطلق األخير السهم ويقذف الحاسمة الرقيةيلفظ فسوف يخرج لم إن بأنه الجبار الجني ويتوعد

.. الجني اضطرب هنا ويبسمل الحسنى األسماء , الرفيع بالصوت وإذا الشاب جسم معه واضطرب

, نتفاوض:" حتى رويدك شيخي يا بعرضك يقول" : الباهر", الفوز لهذا انتفخ وقد الشيخ ورد ونتفاهم

..." .. , عجل, عجل الجالء بعد إال مفاوضة ال أبدا ." ": شرط على الرفيع الصوت أو الجني قال هنا ." شرطك؟:" هو وما قال ." بكري:" جسم إلى الجسم هذا من اخرج أن قال

... أنه ذلك نصفه فطار عقل بك بكري برأس وكانويراقب المنظر يشاهد األسرة أفراد مع واقفا كان

من, يخاف كما شيء من يخاف ال أنه والمعروف النتيجة , الجن طوائف في عقيدته وكانت والعفاريت الجن

أو الشك إليها يتطرق ال مما األنس طوائف في وعبثهمذلك, يقول الناعم الرفيع الصوت سمع فلما الريبة

... وما, صوابه يفقد أن وأوشك شديدة رعدة ارتعد القولمن انسل حتى روعه واسترد الشيء بعض تماسك أن

"! .. " أيدكم ويا الخيط شمع المنزل من وهرب القاعةووساوس هواجس سلسلة حياته غدت وهكذا

( , , ال, تفزعه بادرة وأتفه ترعبه حركة فأقل ومنغصات ,) , , وأضحى وأصبح نوم نومه وال شرب شربه وال أكل أكله

جانبيه وإلى إال منزله خارج خطوة يمشي ال وأمسىيفارقانه ال الغاية لهذه خصيصا استأجرهما حارسين

الباب, عتبة من تولى المنزل دخل ما إذا وحتى لحظة , بل بينهم بالدور وتسلموه بالمناوبة حراسته أقرباؤه

الجزع أشد يجزع بات

أنه مع األمتار بعض أهله عنه بعد إذا األحايين بعض في ! أن يخشى كان أنه ذلك وآية ومسمع منهم مرأى على

, واشترط توعد كما جسمه في ويحل الجني به ينفردإنسان لكل بد ال التي الضرورية الخلوات في وحتى , زوجته يصطحب كان اليومية حاجاته قضاء في منها

وتسامره تحدثه معه دائم واتصال منه مقربة على لتكون , مما وكان ليال الوقت كان إذا الغاز مصباح إليه وتحمل

لن بأنه جيدا ويفهم الجني يشعر أن عليه ويحرص يهتم , يحميه من وأبدا دائما هناك سيكون بل وحده به ينفرد

!! بالعدوان نفسه حدثته ما إذا عدوانه منكان سنوات بضع والقلق العذاب من يعاني واستمر

النوبات تلك من وبرئ صح قد خاللها المريض الشاب.. الطبيعية لحالته وعاد

من يئن الذي بكري عمه ابن لزيارة اقبل يوم وذات , به يشعر كان عما يسأله فأخذ والخوف الحذر وطأة

" : وال أضيع كنت والله فقال مجنونا كان حين ويحسه, , األوقات بقية أما النوبة حدوث عند أصنع شيء أي أدري

": , بكري قال كلمة وكل حركة كل واعرف أدرك فكنت ," فضحك جسمك؟ من الجني يخرج أن الشيخ حاول ويوم

الصحيح وقال الضحك شدة من استلقى حتى وضحك " : أهلكن الشيخ هذا عمي ابن يا لك بالنار يأقول

, قبضته من استطيع كنت وما والدخان والحرارة, " " , قدامه من اتحلفظ أو وتملصا فكاكا الفوالذية

.. .. فكأنه إلحاحه من فتضايقت أخرج أخرج يقول فكان , وألمي غيظي شدة ومن جسدي من روحي إخراج يريد

.. ال أخرج ال وقلت صوتي فغيرت معاكسته على عزمتأن . اعرف كنت الحسنى الله بأسماء هدد ولما أخرج , هلعك شدة أيضا اعلم وكنت االسم هذا يخافون الجن

على وقلت أداعبك أن فأحببت وسيرتهم الجن من , وذكرت جسمك ألدخل فالن جسم من اخرج أن شريطة

همي, عن التفريج فيها أردت ترى كما مزحة وهي اسمك "... هذا بك بكري سمع فلما ؛ عمي ابن غمي ليشاطرني

, واختلجت وجهه أربد مزحة ضحية أنه وأدرك الحديث , وال :" وجهي عن اغرب الله من ويلك يا وقال أعصابه .. عما حضرته قال أبدا اليوم بعد الكئيبة سحنتك ترني

عجبك.. وما معي؟ إال مزحك تجرب وجدت ما بقا يمزحأسود ! يا اغرب بيتك يخرب الله غيري؟ الحاضرين من

بعد صدقتك إن طالق وامرأتي أمامي من النحسيلوموني.." األسرة أفراد أن بك فخري يا واألفظع اليوم , فهل حرج المجنون على فليس تؤاخذه ال ويقولون ! البارد؟ المزاح هذا مثل له مجنونا رأيت

الأقرع ؟ " " ك أحمد هو من , وذاق الفاقة أحضان في نشأ األب يتيم طفل إنه

. حينا خادمة أمه عملت حياته مطلع في الحرمان ألوان. األحيان معظم ومربية

أجيرا أمه فوضعته صبيا فأصبح الطفل وترعرع, ودار الخبز ثمن لقاء الحرير سوق في خردوات بائع لدى

ومداخلها المهنة مبادئ يعرف صانعا فأضحى الزمنفي, يدور انطلق يافعا غالما غدا ولما ومخارجها

... الخردوات ألوان من تشكيلة حقيبته وفي األسواق

فاستأجر المال بعض يجمد أن فترة بعد واستطاعواجهة وضع بعد ومأله صغيرة دكان جانب إلى فراغا

, عليه الله وفتح الجديدة الخردوات من بأنواع زجاجية , أن لبث ما ثم فراغها لقاء ودفع نفسها الدكان فاستأجر

محل في الدكانين ودمج أيضا المجاورة الدكان استأجربالمفرق يبيع وأخذ المتنوعة بالبضائع جهزه كبير

القرش, يجمع الحياة غمار في مشي وهكذا وبالجملة , ثم صغيرة ثروة لديه تكونت حتى القرش جانب إلى " " طعم فذاقا بسيطة بصفقات ملقط أبي مع اشترك

... خذ, الكريم وقال الحرب وأقبلت الربحبأبي شريكه تسمية في السر تعلم أن تريد لعلك

, أنه! ذلك والدعابة للنكتة عليه خلعوه لقب إنه ملقطشاربي طراز يشابه الذي الشكل بشاربيه يصطنع

!" غليوم " اإلمبراطور , وتجارته بأعماله أحمد الشاب وانفرد األيام دارت

, يجلب والمال هذا وهناك هنا العمل يواصل ومضىشراء إلى فاضطر العمل دائرة توسعت أن إلى المالهنا األسواق حركة على بواسطتها ليشرف سيارة

جهة, في توقف قد الحركة دوالب رأى ما إذا حتى وهناكاألخرى !! الجهة إلى أسرع

, ": أحمد يا حسبك له وقال أصدقائه أحد عاتبه وقد, , ونعمائه بفضله الباري غمرك لقد نفسك أرهقت لقد

لكفاك وبلعته بحوزتك الموجود الذهب طحنت لئن تالله." , بالمزيد؟ أتطمع سنة مئة

, ": لذة تدري ال فأنت صاحبي يا مهال وقال فابتسم." , لذة الدنيا في تعادلها ال لذة إنها المال وجمع الربح

يبتكر اندفع البحتة المادية العقلية هذه ضوء وعلى, وجدة براعة من يخلو ال بطابع التجارية أعماله ويطبع

التجارية العمليات إحدى في اشترى أنه زعموا فقداالستهالك عن جدا زائدة بكميات مختلفة بضائع

تصريفها, ألجل والمستحيالت العجائب وفعل المحلي , فهاله لديه وكسد المستودع في تكدس معظمها ولكن

على تساعد طريقة إلى االهتداء في النظر وأمعن األمرأن , تذكر ألنه بغتة وجهه أشرق أن لبث وما تصريفها ," والموسم " الجسد خميس هو المقبل الخميس

أنحاء من الناس فيه يتقاطر الذي السنة في الوحيدتتجمع حيث زحلة إلى العربية والبالد ولبنان سوريا

," ما " ثم البردوني ضفاف على المواكب إثر المواكبفي عليهم يعتمد الذين مساعديه أحد استدعى أن عتم

, وحين أتقنه حتى دوره على ودربه الرحالت هذه مثلشحن سيارة في البضاعة حمل الموعود اليوم أزف

, بقعة وفي عليها المتفق الساعة وفي زحلة إلى كبيرةشوارع منها تتفرع رئيسية

عام- في هذا مشادة- 1946المدينة وسمعوا الناس رأى , كل امسك ثم شجار إلى تحولت قد رجلين بين قائمة

بالسباب عليه وينهال يصفعه وأخذ باآلخر منهماوالشتائم!!

بعض ويتدخل الجمهور يتجمع أن طبيعيا وكانالتي األسباب عن واالستيضاح بينهما للفصل األفراد , في شريكان بأنهما يعترفان هما وها ذلك إلى دعتالصعب من وأنه السيارة ظهر على الموجودة البضاعة

, منهما كل وراح الطرفين ترضي تفاهم لنقطة الوصولوالعمل البضاعة استغالل يحاول بأنه اآلخر يتهم

والحلول.. بالمقترحات يدلون الوسطاء وأخذ لمصلحتهفأنزلت الموضوعة للخطة المالئم الحل جاء أن إلى .. ابتياعها على الناس واقبل العلني بالمزاد البضاعة

, يشترونها أنهم ظنهم وفي وإقبال بلهفة وشرائها , من جزء كان فقد والواقع واألسعار األثمان بأرخص

خديعة حقا رخيص أساس على ويباع يطرح البضاعة ... عاد هذا وعلى المدبر المقلب إلى يفطن لئال للجمهور

بنزهة وتمتع البضاعة صرف أن بعد دمشق إلى صاحبنا ! غانما كاسبا جميلة

الملذات من نفسه حرم قد الرجل تحسبن وال , , التجارية أعماله يمزج الحق في فهو كال كامال حرمانا

, ثم يداور خمسة ينفق كان اصح وبمعنى الدنيا بمفاتن ... التسلية في طريقته وكانت عشرة ليصيب ويناور

بعض بطريقة أشبه العمل عناء من النفس عن والترويحعام في البزورية عادة, 1910تجار من أن ذكروا فقد

- حفلة إقامة على ويتواعدوا يتنادوا أن التجار أولئك, , -) األسبوع) عطلة نهار وهو الجمعة نهار في سيران

قريبا بردى ضفة على الباكر الصباح في يلتقون فكانوا

" , هذا ) ( عليه فرض مما شيئا يحمل واحد وكل كيوان من , , وذلك والسكرات الشايات وذاك الكعكات يحمل

," يتغنون راحوا جمعهم التأم فإذا والسماور الفحمات, ومشاكلهم التجارة ألوان في ويتطارحون الشاي بنكهة

شحن في تأخر وكيف الهند في عميله عن يتحدث هذا , في, يتناقشون ثم العراق في عميله عن وآخر البضاعة

... تقدم إذا حتى والرائجة الكاسدة والبضاعة األسعارإلى يتحدثون وطفقوا منازلهم إلى رجعوا النهار! وجماله السيران روعة عن وأهلهم أصحابهم

, البساطة هذه هدى وعلى العقلية هذه ظل فمنقلما ألنه عطرة وسمعة طيبة بثقة السوري التاجر تمتع

, إلى أضفت فإذا اآلثمة الملذات في ويسترسل يغامر , المعيشة وتلك الفائق والتدبير الزائد الحرص كله هذا

مظاهر وال إسراف وال تبذير ال حيث المتزنة المنزليةهاوية, نحو انحداره عدم في السر تدرك أن لك كان كاذبة

النادرة األحوال في إال اللهم التجاري اإلفالس. الحادة واألزمات

" ويصيف " الهواء يشم أن أحمد صاحبنا شاق وقد , أفضل يجد لم شاملة دراسة فبعد الطريقة تلك نور على

, الغرف كثيرة دارا فيها واستأجر الخضرة عين من, البقية وأجر فقط غرفتين منها استغل والمنافع

, أجور أن لحظ ثم مجانا السكن بتأمين النتيجة وأسفرتالعين إلى المدينة من أسرته أفراد مع التنقالت

فدار بميزانيته يخل رقما تحتل أن توشك وبالعكس- - عمرها نصف ثانية كبيرة سيارة اشترى حتى ولف

, خرج هنا ومن الطريق هذا في استثمارها على عكف! عليه وليس له فليس رابحا يكن لم إن الصيفية من

تلك والحذر الحرص بطابع المطبوعة فكاهاته ومن .. وقفت فإذا مساعديه مع عليها اتفق التي المصطلحات

مهلهلة ماليتها ورأى محله باب على جديدة زبونةعرضها أثناء في بطياتها البضاعة بعض إخفاء ويمكن

صانعه ونبه الفور على بادر عليها والمساومة وفحصها " فتح: " والمعنى الحجة على بالك درلي هو يا بقوله

تسرق ! أن يحتمل عينيك

ألف الثالثين اليوم ثروته تجاوزت وقد أحمد هو هذاألنه وتقتيره حرصه على برح ما فهو هذا ومع ذهبية ليرة

المال ميدان في باهر رقم إلى الوصول في يطمعوالتجارة...

بتاريخ تعالى الله بعون اإللكترونية النسخة هذه أنجزت1/8/2010

محفوظة الطبع حقوق