هذا الكتاب يضم هذا الكت��اب أل��ف ح��ديث من األح��اديث ال��تي تع��رف بجالل الل��ه تع��الى وجمال��ه وص��فاته وأس��مائه الحس��نى، وك��ل المع��ارف الس��امية المرتبط��ة ب��ذلك،

والموافقة للقرآن الكريم، وهو يهدف إلى أمرين: : تث����بيت الحق����ائق القرآني����ة في النفساألول

وأئم��ةوتقريرها عبر الكلمات النورانية لرسول الل��ه الهدى، والذين هم أعرف الخلق بالله، وأعظمهم هداي��ة

وداللة عليه. : ال��رد على ك��ل التحريف��ات ال��تي ط��التالث��اني

العقيدة في الله بس��بب تغليب المتش��ابه على المحكم، والتصور والتوهم على العقل، وأئمة الض��اللة على أئم��ة اله��دى، مم��ا مكن من الخراف��ة والتجس��يم والتش��بيه والجبر وكل أنواع الضاللة من الدخول إلى هذه العقيدة األساسية من الدين، وتحويلها عن معانيه��ا القرآني��ة إلى

معان أقرب إلى الوثنية منها إلى اإلسالم. ولذلك فإن هذا الكتاب هو البديل السليم لكل تل��ك المت��ون العقدي��ة ال��تي ن��اء به��ا ظه��ر ال��تراث العق��دي اإلس��المي، وال��ذي اقتص��ر الكث��ير من��ه على ش��رحها وتقريره��ا معرض��ا عن تل��ك الكلم��ات الن��يرة الجميل��ة

وأئمة الهدى.. والتي هي النور الخ��الصلرسول الله الذي أهداه الله تعالى لخلقه ليكون وسيلتهم إليه.

سنة بال مذاهب

( 4)

مال ال الل جال و ج

له يال إة ة السام له ا ال ل الم يل ي إ رف ع حو حديث ف أ

ة ب ل ن حي ن ال و أ دي ور د.www.aboulahia.com

ل ة ال ب أوىال ع ط

441 1 � 2020

دار األنوار للنشر والتوزيع

فهرس المحتويات6المقدمة

13الفصل األول13الجمال والجالل اإللهي في األحاديث القدسية14أوال � األحاديث الواردة في المصادر السنية:

14 � جالل وجمال الربوبية والهداية:114أ � األحاديث القدسية المباشرة:

34ب � األحاديث القدسية غير المباشرة:53 � جالل وجمال العدالة والرحمة:2

63ثانيا � األحاديث الواردة في المصادر الشيعية:64 � األحاديث القدسية المباشرة:1

65أ � األحاديث النبوية:79ب � أحاديث أئمة الهدى:

� األحاديث القدسية الواردة في المواعظ والوصايا:286

:86أ � األحاديث القدسية الموجهة لرسول الله 99ب � األحاديث القدسية الموجهة لألمة:

� األحاديث القدسية الواردة في أحاديث المعاد:3103

106الفصل الثاني106الجمال والجالل اإللهي في األحاديث النبوية

أوال � األحاديث المحكمة حول الجمال والجالل اإللهي107

107 � ما ورد بصيغة البيان والتعريف:1107أ � ما ورد في المصادر السنية:

110ب � ما ورد في المصادر الشيعية:111 � ما ورد بصيغة الثناء والتمجيد:2

111أ � ما ورد في المصادر السنية:115ب � ما ورد في المصادر الشيعية:

116ما ورد من الثناء المطلق على الله تعالى:117ما ورد ضمن األدعية الطويلة:

117دعاء الجوشن الكبير:142دعاء الجوشن الصغير:

2

151دعاء المشلول:ثانيا � األحاديث المتشابهة حول الجمال والجالل اإللهي

156 � ما ورد من األحاديث في رد المتشابه إلى1

158المحكم:158أ � تنزيه الله عن الصورة والرؤية:

165المكان والحركة:تنزيه الله عن ب � 171ج � تنزيه الله عن الجسمية ومقتضياتها:

180 � األحاديث المتشابهة وتأويلها:2180أ � أحاديث القرب والبعد:

182ب � أحاديث االنفعاالت:185ج � األحاديث المؤولة في القدر:

ثالثا � األحاديث المردودة حول الجمال والجالل اإللهي186

192 � أحاديث الجهة والمكان:1196 � أحاديث الحركة والتنقل:2200 � أحاديث األعضاء والجوارح:3203 � أحاديث الصورة والرؤية:4

208الفصل الثالث208الجمال والجالل اإللهي في أحاديث أئمة الهدى

208أوال � التعريف بالجمال والجالل اإللهي:209 � ما ورد بصيغة البيان والتعليم:1

209أ � ما ورد عن اإلمام علي:217ب � ما ورد عن سائر أئمة الهدى:

224 � ما ورد في تمجيد الله والثناء عليه:2224أ � ما ورد عن اإلمام علي:

241ب � ما ورد عن سائر أئمة الهدى:253 � ما ورد جوابا على أسئلة وإشكاالت:3

272ثانيا � الرد على االنحرافات العقدية:273 � الرد على المجسمة والمشبهة والمحددة:1280 � الرد على الجبرية والقدرية:2292 � الرد على المرجئة:3

295ثالثا � االستدالل على الله بمظاهر قدرته:298. اإلمام علي واالستدالل بمظاهر القدرة:1

3

304. اإلمام الصادق واالستدالل بمظاهر القدرة:2355رابعا � الرد على المالحدة:

356 � األدلة على وجود الله:1360 � الرد على معضلة الشر:2368 � الرد على عدم اإلدراك واإلحاطة:3371 � التدريب على كيفية الحوار مع المالحدة:4

4

المقدمة يضم ه�ذا الكت�اب أل�ف ح�ديث من األح�اديث ال�تي تع�رف بجالل الل��ه تع��الى وجمال��ه وص��فاته وأس��مائه الحس��نى وك��ل المعارف السامية المرتبطة ب��ذلك، والموافق��ة للق��رآن الك��ريم،

وهو يهدف إلى أمرين: : تثبيت الحقائق القرآني��ة في النفس وتقريره��ا ع�براألول

وأئم��ة اله��دى، وال��ذين همالكلم��ات النوراني��ة لرس��ول الل��ه أعرف الخلق بالله، وأعظمهم هداية وداللة عليه.

: الرد على كل التحريفات التي طالت العقي��دة فيالثاني الل��ه بس��بب تغليب المتش��ابه على المحكم، والتص��ور والت��وهم على العق��ل، وأئم��ة الض��اللة على أئم��ة اله��دى، مم��ا مكن من الخراف��ة والتجس��يم والتش��بيه والج��بر وك��ل أن��واع الض��اللة من ال�دخول إلى ه��ذه العقي��دة األساس��ية من ال��دين، وتحويله�ا عن

معانيها القرآنية إلى معان أقرب إلى الوثنية منها إلى اإلسالم. ولذلك فإن هذا الكتاب هو البديل السليم لكل تلك المت��ون العقدية ال�تي ن�اء به�ا ظه�ر ال�تراث العق�دي اإلس�المي، وال�ذي اقتص��ر الكث��ير من��ه على ش��رحها وتقريره��ا معرض��ا عن تل��ك

وأئم��ة اله��دى.. وال��تيالكلمات النيرة الجميلة لرس��ول الل��ه هي النور الخالص الذي أهداه الله تعالى لخلقه ليكون وس��يلتهم

إليه. وقد قدمنا هذا الكت��اب على غ��يره من المس��ائل والقض��ايا

من األصول والفروع العتبارين: : أن كل األديان قائمة على أس��اس معارفه��ا بالل��هأولهما

تعالى، ولذلك كانت المعرفة بالله هي أول الدين وأساسه؛ ف��إن صلحت صلح كل شيء، وإن فس��دت فس��د ك��ل ش��يء، ول��ذلك ك��ان تق��ديمها على غيره��ا واجب��ا قص��رت في��ه الكث��ير من كتبالحديث بسبب تقديمها لقضايا جزئية أو فرعية أو فقهية عليه..

: أن اإليم��ان بالل��ه والمعرف��ة الص��حيحة ب��ه هيثانيهما األساس لكل الفضائل األخالقية والروحية وغيرها.. ول��ذلك ك��ان تق��ديمها ض��روريا، ألنه��ا ال��دافع والس��بب ال��ذي ييس��ر تحص��يلها

وتوفيرها لمن يريد أن يهذب نفسه ويزكيها. اإلمام الصادق بقول��ه: )الع��ارفوقد أشار إلى هذا المعنى

5

شخصه مع الخلق وقلبه مع الله، لو س��ها قلب��ه عن الل��ه طرف��ة عين لمات شوقا إليه، والعارف أمين ودائع الله، وك��نز أس��راره، ومعدن نوره، ودليل رحمته على خلقه، ومطية علوم��ه، وم��يزان فضله وعدله، قد غني عن الخلق والمراد والدنيا، فال مؤنس ل��ه سوى الله، وال نطق وال إشارة وال نفس إال بالله ولله ومن الل��ه ومع الله، فهو في رياض قدسه متردد، ومن لطائف فض��له إلي��ه

(1)متزود، والمعرفة أصل فرعه اإليمان( وقال لمن رآه زاهدا في هذا النوع من المعرفة: ) ل��و يعلم الناس ما في فضل معرفة الله عز وجل ما مدوا أعينهم إلى ما متع الل��ه ب��ه األع��داء من زه��رة الحي��اة ال��دنيا ونعيمه��ا، وك��انت دنياهم أقل عندهم مما يطوونه بأرجلهم، ولنعم��وا بمعرف��ة الل��ه عز وجل وتلذذوا بها تل��ذذ من لم ي��زل في روض��ات الجن��ان م��ع

(2 )أولياء الله( ثم فصل بعض آثار ذلك بقوله: )إن معرف��ة الل��ه ع��ز وج��ل أنس من ك��ل وحش��ة، وص��احب من ك��ل وح��دة، ون��ور من ك��ل

(3)ظلمة، وقوة من كل ضعف، وشفاء من كل سقم( وهك��ذا نج��د ك��ل أئم��ة اله��دى ي��دعون إلى الح��رص على

ذل��ك اإلم��امإلى معرفة الله وتقديمها على كل ش��يء، كم��ا أش��ار الحس�ين في بعض مواعظ�ه، فق�ال: )أيه�ا الن��اس إن الل�ه ج�ل ذكره ما خلق العباد إال ليعرفوه فإذا عرفوه عبدوه، فإذا عب��دوه

(4)استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه( وأشار إلى ذلك اإلمام علي، حين اعتبر أول الدين وأساسه معرف��ة الل��ه، فق��ال: )أول ال��دين معرفت��ه، وكم��ال معرفت��ه التص��ديق ب��ه، وكم��ال التص��ديق ب��ه توحي��ده، وكم��ال توحي��ده اإلخالص له، وكمال اإلخالص له نفي الصفات عنه، لش�هادة ك��لصفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه غير الص��فة(

(5) وأئم��ةوهكذا وردت الروايات الكث��يرة عن رس��ول الل��ه

الهدى تدعو إلى االهتمام بالبحث الجاد عن المعرفة اإللهي��ة من

، عن: مصباح الشيعة.3/14)( بحار األنوار: 1.8/247)( الكافي:2.8/247)( الكافي:3.1/9)( علل الشرائع:4.1/14)( نهج البالغة:5

6

سبلها الصحيحة المعصومة، حتى ال يحي��ق به��ذه األم��ة م��ا ح��اق بغيرها من األمم، ذلك أن من عادة الشيطان � كما يخبر القرآن الكريم � أن يبدأ بالسعي في تشويه ه��ذه المعرف��ة، ف��إن تمكن

من ذلك ال يبالي بعدها بشيء. وقد أخبر القرآن الكريم عن نموذج من نم��اذج ذل��ك، وه��و ما حصل لبني إسرائيل بمج��رد خ��روجهم من مص��ر.. فق��د ك��ان أول ما طلبوه � بغواية من الش��يطان ووس��وته ��� أن يجع��ل لهم موسى عليه السالم إلها كاآللهة التي تعب�دها األمم من ح�ولهم..

ألنه عز عليهم أن يعبدوا إلها ال يتمكنون من رؤيته.��ؤمن ى لن ن ﴿قال تعالى مشيرا إلى ذلك: وإذ قلتم ياموس����رون اعقة وأنتم تنظ ه جه��رة فأخ��ذتكم الص�� ��رى الل ى ن ��ك حت ﴾ل

[55]البقرة: وهكذا ذكر الق��رآن الك��ريم حرص��هم على الرؤي��ة الجهري��ة الحسية لله، ح��تى عوقب��وا على ذل��ك، وم��ع ذل��ك لم تثنهم تل��ك

العقوبة عن البحث عن إله حسي يمكنهم أن يروه ويلمسوه. ولذلك بمجرد أن غاب موسى عليه السالم صنعوا إله��ا من ذهب .. وصاروا يعبدونه غير مراعين لتلك التوجيهات ال��تي ك��ان هارون عليه السالم يقوم بها مع الثلة القليل��ة ال��ذين مع��ه، ق��الا قوم��ك من بع��دك ا ق��د فتن ق��ال فإن ﴿تع��الى يص��ور ذل��ك بدق��ة:

امري ) هم الس فا85وأضل بان أس�� ( فرجع موسى إلى قوم��ه غض��كم وعدا حسنا أفط��ال عليكم العه��د أم قال ياقوم ألم يعدكم رب

كم ف��أخلفتم موع��دي ) ب من رب (86أردتم أن يح��ل عليكم غض�� ا حملنا أوزارا من زينة القوم قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكن

امري ) دا87فقذفناها فكذلك ألقى الس ( ف��أخرج لهم عجال جس��ي ) ى فنس�� ��رون88له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موس�� ( أفال يا وال نفع�ا ) ( ولق�د ق��ال89أال يرجع إليهم قوال وال يملك لهم ضر

حمن كم ال��ر ��ه وإن رب م��ا فتنتم ب ��اقوم إن ��ل ي لهم ه��ارون من قببعوني وأطيعوا أمري ) ى90فات ( قالوا لن نبرح عليه ع��اكفين حت

[91 - 85﴾( ]طه: 91يرجع إلينا موسى ) وما حصل في بني إسرائيل حصل مثله � لألسف � في هذه

في البعد عن كل م��ا يمكن أناألمة، حين ضيعت وصية نبيها يحرف هذا الدين، ويشوه جمال عقائ��ده، وق��د ورد في الح��ديث

:الصحيح � الذي يمثل وصية من أعظم وصايا رس��ول الل��ه � بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب،أن عمر أتى رسول الله

7

فغضب، وقال: )أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟! والذي نفس��ي بي��ده، لق��د جئتكم به��ا بيض��اء نقي��ة، ال تس��ألوهم عن ش��يء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفس��ي بيده لو أن موسى عليه السالم كان حيا ما وسعه إال أن يتبعني(

(1) ولألس��ف ض��يعت ه��ذه الوص��ية حين ص��ار بعض الص��حابة والكث��ير من الت��ابعين يعرض��ون عن أئم��ة اله��دى ال��ذين وردت الوص��ية بهم، ليجلس��وا أم��ام كعب األحب��ار وغ��يره من اليه��ود ليسمعوا منهم تفسير القرآن الكريم والحقائق العقدية، وهو م��ا يسر دخول التشبيه والتجسيم والخرافة وكل أنواع الض��الل إلى

العقيدة اإلسالمية، وفي العصر األول. ولهذا انبرى أئمة الهدى لل��رد عليهم، وق��د روي عن اإلم��ام

أيها الناس اتقوا ه��ؤالء المارق��ةالحسين أنه قال محذرا منهم: )��ذين كف��روا من الذين يشبهون الله بأنفسهم، يض��اهئون ق��ول ال(أهل الكتاب، بل هو الله ليس كمثله شيء وهو السميع البص��ير

(2) وهكذا وردت الروايات الكث�يرة عن أئم��ة اله�دى تح��ذر من ه��ذه الظ��واهر، وت��دعو إلى المعرف��ة الص��حيحة بالل��ه، وهي المعرف��ة المتوافق��ة م��ع الق��رآن الك��ريم والعق��ل والفط��رة

السليمة. وقد حاولن��ا في ه�ذا الكت��اب أن نجم��ع أك�بر ق�در من تل��ك األح��اديث، مص��نفين له��ا بحس��ب أنواعه��ا ومص��ادرها إلى ثالث��ة

أقسام: : األحاديث القدسية، وهي التي رواها رسول الله األول

عن الله تعالى، باعتباره��ا أش��رف األح��اديث وأقدس��ها، وأكثره��اتعريفا بالله تعالى.

، سواء تل��ك: األحاديث المروية عن رسول الله الثاني ال��تي وردت في المص��ادر الس��نية أو الش��يعية، م��ع التنبي��ه إلى المؤول منها، باعتباره من المشتبه الذي دعينا إلى التحاكم في��ه إلى المحكم، والتنبيه كذلك إلى األح��اديث الم��ردودة المعارض��ة

للقرآن الكريم. : األح��اديث المروي��ة عن أئم��ة اله��دى باعتب��ارهمالث��الث

(15195 ح )387/ 3)( رواه أحمد: 1.245 و244)( تحف العقول 2

8

امتدادا للنب��وة، يمثل��ون ه��ديها الس��ليم الخ��الص ال��ذي لم يت��أثر باللوثة اليهودية، وال تحريفات الفئة الباغية.. إض��افة إلى م��ا ورد من النصوص الكثيرة الداعية إلى االهتداء بهم وس��لوك س��بيلهم

: )إنيعند وقوع االختالف في األمة، كما أشار إلى ذلك قوله تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الل��ه حب��ل ممدود من السماء إلى األرض، وعترتي أهل بي��تي، ولن يفترق��ا

(1 )حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما( ولذلك كان األولى باألم��ة عن��د وق��وع التن��ازع في األس��ماء والص��فات والج��بر واالختي��ار وغيره��ا أن ترج��ع إليهم بن��اء على

.. لكن الكثير لألسف لم يفعل ذلك، وهو ماوصية رسول الله سبب الشرخ والتصدع الكبير في األمة بسبب تبنيه��ا للكث��ير من

العقائد التي ال توافق القرآن الكريم وال النبوة. والسبب الذي جعلهم يعرضون عن ذلك ه��و اته��امهم لك��ل الرواي��ات ال��واردة عن أئم��ة اله��دى بأنه��ا رواي��ات ش��يعية، م��ع علمهم أن ال��ذي رواه��ا هم أص��حاب األئم��ة أنفس��هم، وال��ذين

اتهمهم المحدثون بكونهم شيعة. ولست أدري هل يمكن أن يروي عن العالم أو اإلم��ام غ��ير أص��حابه.. م��ع أنهم ال يطبق��ون ذل��ك على أنفس��هم، وال على أئمتهم، حيث ال يقبل��ون أن ي��روي عن اإلم��ام مال��ك أو أحم��د أو الشافعي أو أبي حنيف��ة إال تالمي��ذهم المباش��رين.. ثم يرفض��ون هذا المقي��اس عن��د جمي��ع أئم��ة اله��دى ابت��داء من اإلم��ام علي، والذي أعرضوا عن الكثير من هدي��ه ووص��اياه بس��بب أن ال��ذين رووها كانوا معه في صفين، ولم يكون��وا م��ع معاوي��ة أو م��ع من

اختاروا الحياد. ولو أنهم تركوا هذا المعي��ار، وعرض��وا تل��ك الرواي��ات على القرآن الكريم، وقارنوا بينها وبين تل��ك الرواي��ات ال��تي تلقفوه��ا عن اليهود وغيرهم، لوجدوا الفرق الكبير بين تلك ال��دعوات إلى تعظيم الله وتنزيهه التي ك��ان أئم��ة اله��دى ي��دعون إليه��ا.. وبين ذلك الركام من الخراف��ات وال��دجل والتش��بيه والتجس��يم ال��ذي

كان يدعو إليه اليهود وتالميذ اليهود.

. وغيرها كثير148/ 3، المستدرك 17/ 3، مسند أحمد 3788)( سنن الترمذي: ح / 19

الفصل األول الجمال والجالل اإللهي في األحاديث

القدسية تعتبر األحاديث القدسية من أفض��ل المص��ادر ال��تي تع��رف

بالله تعالى من جهتين: : أن القارئ له��ا يستش��عر فيه��ا م��ا يستش��عره فياألولى

القرآن الكريم من كونه كالم الل��ه تع��الى الموج��ه مباش��رة إلى عباده.. وفي ذلك تأثير نفس��ي كب��ير، حيث أنه��ا تعم��ق اإليم��ان، وترب��ط العب��د مباش��رة برب��ه س��بحانه وتع��الى، وذل��ك ه��و غاي��ة

المعرفة العظمى. : أنها تحوي الكثير من أسماء الله الحسنى وصفاتهالثانية

العليا وتدبيراته لعب��اده واختيارات��ه لهم.. وهي ل�ذلك من مص��ادرالمعرفة الكبرى.

وقد حاولنا في هذا الفصل جمع الكث��ير منه��ا من المص��ادر السنية والشيعية، واستبعدنا بعضها إما لمخالفته القرآن الكريم، أو الرتباطه بأبواب أخرى، س��نعرض له��ا في الفص��ول القادم��ة، كما س��نعرض لنم��اذج مم��ا ن��رى رده منه��ا في الفص��ل الخ��اص

بذلك. وقد قسمنا هذا الفصل � بحسب المص��ادر ال��تي ت��رد فيه��ا

هذه األحاديث � إلى قسمين:األول: خاص بالمصادر السنية.

الثاني: خاص بالمصادر الشيعية. مع التنبيه إلى أننا اكتفينا بتوثي��ق األح��اديث كم��ا وردت في كال المصدرين، مع مراعاة عدم مخالفتها للق��رآن الك��ريم، بغض النظر عن موقف المحدثين منها تصحيحا أو تضعيفا، كما أش��رنا

إلى ذلك في مقدمة السلسلة. باإلض��افة إلى ذل��ك، فق��د تص��رفنا في بعض األح��اديث من ح��ذف بعض األلف��اظ أو ال��تراكيب المخالف��ة للق��رآن الك��ريم، وخاصة تل��ك ال��تي ق��د تش��ير إلى التجس��يم والتش��بيه أو تش��وه المعرفة اإللهية، بناء على ما ذكرنا من منهجن��ا في التعام��ل م��ع

األحاديث في هذه السلسلة.10

أوال � األحاديث الواردة في المصادر السنية: وهي كث��يرة، وق��د جمعن��ا منه��ا في ه��ذا المبحث أك��ثر من

حديث، يمكن تصنيفها ��� بحس��ب مض��امينها ��� إلى أقس��ام200 مختلفة، لكنا رأينا أنه يمكن تصنيفها باعتب��ار داللته��ا على الجالل

والجمال اإللهي إلى قسمين: : ما يرتبط بالربوبية والهداي��ة، وهي األح��اديث ال��تياألول

تدل على تربية الله تعالى لعباده وهدايته لهم. : م��ا يرتب��ط بالعدال��ة والرحم��ة، وهي م��ا يرتب��طالث��اني

بالجزاء، والذي تجتمع فيه العدالة والرحمة جميعا. وكالهما يدل على الجمال والجالل اإللهي، أولهما يدل عليه وعلى عالقت��ه ب��التكليف، والث��اني ي��دل علي��ه، وعلى عالقت��ه

بالجزاء. مع العلم أن بعض األحاديث قد يختل��ط فيه��ا كال المعن��يين،

ولذلك قدمنا أكثرهما ورودا. � جالل وجمال الربوبية والهداية:1

وهي األحاديث القدسية ال��تي ت��دل على تربي��ة الل��ه تع��الىلعباده وهدايته لهم، وقد قسمناها بحسب ورودها إلى قسمين:

: وهي التي يبدأ الحديث فيها مباش��رة ب��ذكر كالممباشرةالله تعالى.

: وهي األح��اديث ال��تي ت��رد ض��من قص��ة أوغير مباشرةمناسبة أو معان أخرى.

أ � األحاديث القدسية المباشرة: ب��ذكر أنه��ا كالموهي األحاديث التي يستهلها رسول الله

الله تعالى، وذلك بحسب الصيغ ال�تي وردت الرواي�ة فيه�ا، ومن ق��الباب التيسير على القارئ جعلناها جميعا تبدأ بهذه الجمل��ة ]

[، ومن تلك األحاديث: فيما يحكي عن الله تعالىرسول الله فيم��ا يحكي عن الل��هق��ال رس��ول الل��ه [1]الحديث:

حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتواصلين: )تعالى في، وحقت محبتي للم��تزاورين في، وحقت محب��تي للمتب��اذلين

(1)في( فيم��ا يحكي عن الل��هق��ال رس��ول الل��ه [2]الحديث:

تع��الى: )إن أمت��ك ال يزال��ون يقول��ون: م��ا ك��ذا؟ م��ا ك��ذا؟ ح��تى

( 7315( )187/ 4 )( رواه الحاكم )111

(1)يقولوا: هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله( فيم��ا يحكي عن الل��هق��ال رس��ول الل��ه [3]الحديث:

تعالى: )كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني، ولم يكن ل��ه ذلك، فأما تكذيبه إياي ف��زعم أني ال أق��در أن أعي��ده كم��ا ك��ان، وأما شتمه إياي، فقوله لي ول��د، فس��بحاني أن أتخ��ذ ص��احبة أو

(2)ولدا( فيم��ا يحكي عن الل��هق��ال رس��ول الل��ه [4]الحديث:

تعالى: )كذبني عبدي ولم يكن ل��ه أن يك��ذبني، وش��تمني عب��دي ولم يكن له ذل��ك، أم��ا تكذيب��ه إي��اي أن يق��ول: لن يعي��دني كم��ا بدأني، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدا، وأنا الصمد ال��ذي

(3)لم ألد، ولم أولد، ولم يكن لي كفوا أحد( فيم��ا يحكي عن الل��هق��ال رس��ول الل��ه [5]الحديث:

تعالى: )يشتمني ابن آدم، وم��ا ينبغي ل��ه أن يش��تمني، ويك��ذبني وما ينبغي له، أما شتمه فقوله: إن لي ولدا، وأما تكذيبه فقوله:

(4)ليس يعيدني كما بدأني( فيم��ا يحكي عن الل��هق��ال رس��ول الل��ه [6]الحديث:

تعالى: )استقرضت من عبدي، فأبى أن يقرضني وسبني عبدي،(5)وال يدري يقول: وا دهراه وا دهراه وأنا الدهر(

فيم��ا يحكي عن الل��هق��ال رس��ول الل��ه [7]الحديث: إني فرضت على أمت��ك خمس ص��لوات وعه��دت عن��ديتعالى: )

عهدا أنه من جاء يحاف��ظ عليهن ل��وقتهن أدخلت��ه الجن��ة ومن لم(6)يحافظ عليهن فال عهد له عندي(

فيم��ا يحكي عن الل��هق��ال رس��ول الل��ه [8]الحديث: تعالى: )كل عمل ابن آدم له، إال الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فال ي��رفث وال يص��خب،

(7)فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني امرؤ صائم( فيم��ا يحكي عن الل��هق��ال رس��ول الل��ه [9]الحديث:

تعالى: )كل عمل ابن آدم له، فالحسنة بعش��ر أمثاله��ا إلى س��بع( 136 - )217( 121/ 1 )( مسلم )1( 4482( )19/ 6 )( البخاري )2( 62/ 1 )( التوحيد البن منده )3( 3193( )106/ 4 )( البخاري )4( 3691( )492/ 2 )( رواه الحاكم )5( 430( )117/ 1 )( سنن أبي داود )6(807/ 2( ومسلم )1904( )26/ 3 )( البخاري )7

12

مائ��ة ض��عف، إال الص��يام ه��و لي وأن��ا أج��زي ب��ه ي��ترك الطع��ام لش��هوته من أجلى، وي��ترك الش��راب لش��هوته من أجلى.ه��و لى

(1)وأنا أجزى به( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [10]الحديث:

تعالى: )كل عمل ابن آدم له إال الصيام، فإنه لي وأنا أج��زي ب��ه، والصيام جنة، فإذا كان يوم ص��وم أح��دكم، فال ي��رفث يومئ��ذ وال يسخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم، وال��ذي نفس محم��د بي��ده، لخل��وف فم الص��ائم أطيب عن��د الل��ه، ي��وم

(2)القيامة، من ريح المسك( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [11]الحديث:

تعالى: )إن الصوم لي، وأنا أج��زي ب��ه، إن للص��ائم فرح��تين: إذا أفطر، ف��رح، وإذا لقي الل��ه فج��زاه، ف��رح، وال��ذي نفس محم��د

(3)بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [12]الحديث:

تعالى: )الصوم لي وأنا أجزي به، وللصائم فرحتان: حين يفط��ر، وحين يلقى ربه، والذي نفس�ي بي�ده لخل��وف فم الص�ائم أطيب

(4)عند الله من ريح المسك( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [13]الحديث:

تعالى: )ال يأتي النذر على ابن آدم بشيء لم أقدره عليه، ولكن��ه شيء أس��تخرج ب�ه من البخي��ل يؤتي��ني علي��ه م�ا ال يؤتي��ني على

(5)البخل( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [14]الحديث:

تعالى: )ال يأتي ابن آدم الن�ذر بش�يء لم أكن قدرت�ه ل�ه، ولكن�ه يلقيه النذر بما قدرته له، يستخرج به من البخي��ل، يؤتي��ني علي��ه

(6)ما لم يكن آتاني عليه من قبل( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [15]الحديث:

تعالى: )ثالثة أنا خصمهم يوم القيامة: رج��ل أعطى بي ثم غ��در، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أج��يرا فاس��توفى من��ه

( 10540( )318/ 16 )( رواه أحمد )1( 807/ 2( ومسلم )1904( )26/ 3 )( البخاري )2( 7174( )97/ 12 )( رواه أحمد )3( 2532( )130/ 3 )( السنن الكبرى للنسائي )4( 842( )309/ 2 )( شرح مشكل اآلثار )5( 8152( )492/ 13 )( رواه أحمد )6

13

(1)ولم يعط أجره( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [16]الحديث:

تعالى: )ابن آدم إن صبرت واحتس��بت عن��د الص��دمة األولى، لم(2)أرض لك ثوابا دون الجنة(

فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [17]الحديث: تعالى: )ابن آدم، إذا أخذت منك كريمتي��ك فص��برت، واحتس��بتها

(3)عند المصيبة األولى لم أرض لك ثوابا دون الجنة( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [18]الحديث:

تعالى: )قال الله عز وجل: افترضت على أمتك خمس ص��لوات، وعهدت عندي عهدا أنه من حافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجن��ة،

(4)ومن لم يحافظ عليهن فال عهد له عندي( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [19]الحديث:

تعالى: )إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهم��ا ض�نين، لم أرض(5)له ثوابا دون الجنة إذا حمدني عليهما(

فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [20]الحديث: تعالى: )أنا خير شريك فمن أشرك معي شريكا فهو لشريكي يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم لله عز وجل، فإن الله ال يقبل إال ما أخلص له، وال تقولوا: هذا لله وللرحم، فإنه��ا لل��رحم وليس لل��ه منه�ا ش��يء، وال تقول�وا: ه��ذا لل��ه ولوج�وهكم، فإنه�ا لوج��وهكم

(6)وليس لله منها شيء( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [21]الحديث:

(7)تعالى: )أنا خير شريك، وال يصعد علي من الرياء شيء( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [22]الحديث:

تع��الى: )ي��ا ابن آدم مرض��ت فلم تع��دني، ق��ال: ي��ا رب كي��ف أع��ودك؟ وأنت رب الع��المين، ق��ال: أم��ا علمت أن عب��دي فالن��ا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ ي��ا ابن آدم اس��تطعمتك فلم تطعم��ني، ق��ال: ي��ا رب وكي��ف أطعم��ك؟ وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أنه استطعمك عب��دي فالن،

( 2227( )83/ 3 )( البخاري )1( 1597( )509/ 1 )( رواه ابن ماجة )2( 7788( )191/ 8 )( المعجم الكبير للطبراني )3( 1403( )450/ 1 )( رواه ابن ماجة )4( 8/ 2( )3 - 1 )( رواه ابن حبان )5( 159/ 9( وشعب اإليمان )133( )77/ 1 )( سنن الدارقطني )6( 592( )244/ 1 )( فوائد تمام )7

14

فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذل��ك عن��دي، ي��ا ابن آدم استسقيتك، فلم تس��قني، ق��ال: ي��ا رب كي��ف أس��قيك؟ وأنت رب العالمين، قال: استسقاك عبدي فالن فلم تسقه، أم��ا

(1)إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي( : )إن الل��ه أوحى إليقال رسول الل��ه [23]الحديث:

أن تواضعوا حتى ال يبغي أحد على أحد، وال يفخر أحد على أحد((2)

فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [24]الحديث: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فص��بر، عوض��ته منهم��ا الجن��ة(تعالى: )

.(3)يريد: عينيه فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [25]الحديث:

تعالى: )من عادى لي وليا فق��د آذنت��ه ب��الحرب، وم��ا تق��رب إلي عبدي بش��يء أحب إلي مم��ا افترض��ت علي��ه، وم��ا ي��زال عب��دي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببت��ه: كنت س��معه ال��ذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده ال��تي يبطش به��ا، ورجل��ه التي يمشي بها، وإن سألني ألعطينه، ولئن اس��تعاذني ألعيذن��ه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يك��ره

(4)الموت وأنا أكره مساءته( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [26]الحديث:

تعالى: )من أذل لي وليا، فقد استحل محاربتي، وما تق��رب إلي عبدي بمثل أداء الفرائض، وما يزال العبد يتق��رب إلي بالنواف��ل حتى أحبه، إن سألني أعطيته، وإن دعاني أجبته، ما ت��رددت عن شيء أن��ا فاعل��ه ت��رددي عن وفات��ه، ألن�ه يك�ره الم��وت، وأك�ره

(5)مساءته( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [27]الحديث:

إنا أنزلنا المال إلق��ام الص��الة، وإيت��اء الزك��اة، ول��و ك��انتعالى: ) البن آدم واد، ألحب أن يكون إليه ثان، ولو كان له واديان، ألحب أن يك��ون إليهم��ا ث��الث، وال يمأل ج��وف ابن آدم إال ال��تراب، ثم

( 1990/ 4 )( مسلم )1( 70 )( تهذيب األدب المفرد للبخاري )ص:2( 5653( )116/ 7 )( البخاري )3( 6502( )105/ 8 )( البخاري )4( 26193( ))506/ 8 )( رواه أحمد )5

15

(1)يتوب الله على من تاب(

فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [28]الحديث: تعالى: )يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت ل��ك على م��ا كان فيك، يا ابن آدم إنك إن تلقني بقراب األرض خطاي��ا لقيت��ك بقرابها مغفرة، بع��د أن ال تش��رك بي ش��يئا، ي��ا ابن آدم إن��ك إن تذنب حتى يبلغ ذنبك أعنان السماء ثم تستغفرني أغف��ر ل��ك وال

(2)أبالي( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [29]الحديث:

تعالى: )الحسنة عشر أو أزيد، والسيئة واح��دة أو أغفره��ا، ومن لقيني ال يشرك بي شيئا بق��راب األرض خطاي��ا جعلت ل��ه مثله��ا

(3)مغفرة( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [30]الحديث:

تعالى: )لو أن عبدي استقبلني بق��راب األرض خطاي��ا، اس��تقبلته(4)بقرابها مغفرة(

فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [31]الحديث: عبدي ما عبدتني ورجوتني، ولم تشرك بي شيئا غف��رتتعالى: )

لك على ما كان منك، ولو استقبلتني بملء األرض خطايا وذنوب��ا(5)استقبلتك بملئها مغفرة، أغفر لك وال أبالي(

فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [32]الحديث: تعالى: )يا ابن آدم إذا ذكرتني خاليا ذكرت��ك خالي��ا، وإذا ذكرت��ني

(6)في مإل ذكرتك في مإل خير من الذين تذكرني فيهم( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [33]الحديث:

تعالى: )عبدي إذا ذكرتني خاليا، ذكرتك خالي��ا، وإن ذكرت��ني في(7)مأل ذكرتك في مأل خير منهم، وأكبر(

فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [34]الحديث: (8)تعالى: )عبدي أنا عند ظنك بي، وأنا معك إذا ذكرتني(

فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [35]الحديث: (21906( )320/ 7 )( رواه أحمد )1( 943( )633/ 2 )( تهذيب اآلثار مسند ابن عباس )2( 7375( )236/ 7 )( المعجم األوسط )3( 21321( )249/ 35 )( رواه أحمد )4( 1009( )335/ 2 )( شعب اإليمان )5( 5138( )325/ 11 )( مسند البزار )6( 547( )81/ 2 )( شعب اإليمان )7( 1828( )674/ 1 )( رواه الحاكم )8

16

(1)تعالى: )أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [36]الحديث:

تع��الى: )إذا أحب عب��دي لق��ائي أحببت لق��اءه، وإذا ك��ره لق��ائي(2)كرهت لقاءه(

فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [37]الحديث: تع��الى: )ي��ا ابن آدم، تف��رغ لعب��ادتي أمأل ص��درك غ��نى، وأس��د

(3)فقرك، وإن ال تفعل مألت يدك شغال، ولم أسد فقرك( فيم��ا يحكي عن الل��هقال رسول الله [38]الحديث:

تعالى: )ابن آدم، تفرغ لعبادتي أمأل صدرك غنى، وأس��د فق��رك،(4)وإال تفعل مألت صدرك شغال، ولم أسد فقرك(

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [39]الحديث: تعالى: )المجاهد في سبيلي هو علي ض��امن، إن قبض��ته أورثت��ه

(5)الجنة، وإن رجعته رجعته بأجر أو غنيمة( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [40]الحديث:

تعالى: )أيم��ا عب��د من عب��ادي خ��رج مجاه��دا في س��بيلي ابتغ��اء مرضاتي ضمنت له إن رجعته أن أرجعه بم��ا أص��اب من أج��ر أو

(6)غنيمة، وإن قبضته غفرت له ورحمته( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [41]الحديث:

تعالى: )المتحابون في جاللي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون(7)والشهداء(

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [42]الحديث: تعالى: )المتح��ابون في جاللي في ظ��ل عرش��ي ي��وم ال ظ��ل إال

(8)ظلي( : )يق��ول الل��ه تب��اركالل��ه قال رس��ول [43]الحديث:

وتعالى ي��وم القيام��ة: أين المتح��ابون في جاللي؟، الي��وم أظلهم(9)في ظلي يوم ال ظل إال ظلي(

( 633( )180/ 1( )3 - 1 )( رواه ابن حبان )1( 7504( )145/ 9 )( البخاري )2( )( 393( )139/ 1( )3 - 1 )( رواه ابن حبان )3( 194( )32 )( الزهد ألحمد بن حنبل )ص:4( 1620( )165/ 4 )( سنن الترمذي )5( 4319( )280/ 4 )( السنن الكبرى للنسائي )6( 2390( )598/ 4 )( سنن الترمذي )7( 644( )258/ 18 )( المعجم الكبير للطبراني )8( 2456( )97/ 4 )( مسند أبي داود الطيالسي )9

17

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [44]الحديث: من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطاران من األجر،تعالى: )

والقنطار خير من الدنيا وما فيها، ف�إذا ك�ان ي�وم القيام�ة يق�ول ربك: اقرأ، وارق لكل آية درجة، حتى ينتهي إلى آخ��ر آي��ة مع��ه، يقول ربك للعبد: اقبض، فيق��ول العب��د بي��ده، يق��ول ي��ا رب أنت

(1)أعلم، يقول: بهذه الخلد وبهذه النعيم(

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [45]الحديث: تع�الى: )وجبت محب��تي لل�ذين يتح�ابون ويتجالس�ون، ويتب�اذلون

(2)في( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [46]الحديث:

تعالى: )وجبت محبتي للذين يتح��ابون من أجلي، وحقت محب��تي للذين يتصافون من أجلي، وحقت محب��تي لل��ذين ي��تزاورون من

(3)أجلي، وحقت محبتي للذين يتواصلون من أجلي( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [47]الحديث:

تعالى: )وعزتي ال أجمع على عبدي خ��وفين وأم��نين، إذا خ��افني في الدنيا أمنته يوم القيام��ة، وإذا أمن��ني في ال��دنيا أخفت��ه ي��وم

(4)القيامة( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [48]الحديث:

تعالى: )يا عبادي إني حرمت الظلم على نفس�ي، وجعلت�ه بينكم محرم��ا، فال تظ��الموا، ي��ا عب���ادي كلكم ض��ال إال من هديت��ه، فاس��تهدوني أه��دكم، ي��ا عب��ادي كلكم ج��ائع، إال من أطعمت��ه، فاس��تطعموني أطعمكم، ي��ا عب��ادي كلكم ع��ار، إال من كس��وته، فاستكسوني أكسكم، ي��ا عب��ادي إنكم تخطئ��ون باللي��ل والنه��ار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي، فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عب��ادي ل��و أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفج��ر قلب رج��ل واح��د، م��ا نقص ذل��ك من ملكي ش��يئا، ي��ا عب��ادي ل��و أن أولكم وآخ��ركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واح�د فس��ألوني ف��أعطيت ك�ل

( 8451( )218/ 8 )( المعجم األوسط )1( 153( )81/ 20 )( المعجم الكبير للطبراني )2( 30( )64 )( األربعون على مذهب المتحققين من الصوفية ألبي نعيم األصبهاني )ص:3( 640( )181/ 1( )3 - 1 )(رواه ابن حبان )4

18

إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إال كم��ا ينقص المخي��ط إذا أدخل البح��ر، ي��ا عب��ادي إنم��ا هي أعم��الكم أحص��يها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا، فليحمد الله ومن وجد غ��ير ذل��ك،

(1)فال يلومن إال نفسه( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [49]الحديث:

تع��الى: )ي��ا عب��ادي كلكم م��ذنب إال من ع��افيت، فاس��تغفروني، أغفر لكم بقدرتي، من علم منكم أني ذو مق��درة على المغف��رة فاس��تغفرني غف��رت ل��ه وال أب��الي، وكلكم ض��ال إال من ه��ديت فس��لوني اله��دى أه��دكم، وكلكم فق��ير إال من أغ��نيت فس��لوني أرزقكم، ي��ا عب��ادي ل��و أن أولكم وآخ��ركم ورطبكم ويابس��كم وحيكم وميتكم اجتمعوا على أتقى قلب عبد من عب��ادي لم ي��زد ذلك في ملكي جناح بعوضة ولو اجتمعوا على أش��قى قلب عب��د من عبادي لم ينقص ذلك من ملكي جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم وحيكم وميتكم اجتمع��وا فس��أل ك��ل سائل منهم ما بلغت أمنيته أعطيت كل سائل ما سأل لم ينقص ذلك مما عندي ش��يئا كم��ا ل��و أن أح��دكم م��ر على ش��فة البح��ر فغمس فيه إب�رة ثم انتزعه�ا، ذل�ك ب�أني ج�واد ماج�د أفع�ل م�ا أشاء، عطائي كالم،وعذابي كالم وإذا أردت شيئا فإنما أقول ل��ه

(2)كن فيكون( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [50]الحديث:

تعالى: )ي��ا عب��ادي كلكم ض��ال إال من ه��ديت فاس��ألوني اله��دى أهدكم، وكلكم فق��ير إال من أغ��نيت فاس��ألوني أرزقكم، ول��و أن أولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم وحيكم وميتكم اجتمعوا فسأل كل إنسان ما بلغت أمنيته فأعطيت كل سائل ما سأل لم ينقص ذلك مما عندي شيئا إال كما لو أن أحدكم م��ر على ش��فة البح��ر فغمس فيه إب�رة ثم انتزعه�ا، ذل�ك ب�أني ج�واد ماج�د أفع�ل م�ا

(3)أشاء، عطائي كالم وإذا أردت شيئا فإنما أقول له كن فيكون( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [51]الحديث:

تعالى: )يا عبادي إنكم الذين تخطئون بالليل والنه��ار وأن��ا ال��ذي أغفر الذنوب وال أبالي فاستغفروني أغف��ر لكم، ي��ا عب��ادي كلكم جائع إال من أطعمت فاستطعموا في أطعمكم، ي��ا عب��ادي كلكم

( 2577 - )55( 1994/ 4 )( مسلم )1( 334( )413/ 1 )( األسماء والصفات للبيهقي )2( 15( )27 )( الدعاء للطبراني )ص: 3

19

عار إال من كسوت فاستكسوني أكسكم، يا عبادي ل��و أن أولكم وآخ��ركم وإنس��كم وجنكم ك��انوا على أتقى قلب رج��ل منكم لم ي��زد ذل��ك في ملكي ش��يئا، ي��ا عب��ادي ل��و أن أولكم وآخ��ركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنس��كم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني وأعطيت كل إنسان منهم م��ا س��أل لم ينقص ذل��ك من ملكي ش��يئا إال كم��ا ينقص البح��ر إن يغمس فيه المخيط غمسة واحدة، يا عب��ادي إنم��ا هي أعم��الكم أحفظها عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله تعالى ومن وجد غير

(1)ذلك فال يلومن إال نفسه( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [52]الحديث:

تعالى: )يا عبادي كلكم مذنب إال من عافيت فاستغفروني أغف��ر لكم، وكلكم ضال إال من هديت فاسألوني أه��دكم، وكلكم فق��ير إال من أغنيت فاسألوني أرزقكم، ولو أن أولكم وآخ��ركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابس���كم اجتمع���وا على أتقى قلب عب���د من عبادي لم يزيدوا في ملكي جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فسأل كل إنسان م��ا بلغت أمنيته أعطيت كل سائل ما سأل لم ينقص إال كما ل��و م��ر أحدكم على شفة البحر فغم��ز في��ه إب��رة ثم انتزعه��ا ذاك ف��إني جواد ما جد واج��د، عط��ائي كالم، وع��ذابي كالم، إذا أردت ش��يئا

(2) فإنما أقول له: كن فيكون( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [53]الحديث:

تع��الى: )إني ح��رمت على نفس��ي الظلم، وعلى عب��ادي، أال فال تظالموا.كل بني آدم يخطئ بالليل والنهار ثم يستغفرني ف��أغفر له وال أبالي.. يا بني آدم كلكم ك��ان ض��اال إال من ه��ديت، وكلكم ك��ان عاري��ا إال من كس��وت، وكلكم ك��ان جائع��ا إال من أطعمت، وكلكم ك����ان ظمآن���ا إال من س���قيت، فاس����تهدوني أه���دكم، واستكس��وني أكس��كم، واس��تطعموني أطعمكم، واستس��قوني أس��قكم.. ي��ا عب��ادي ل��و أن أولكم وآخ��ركم وجنكم وإنس��كم وص��غيركم وكب��يركم وذك��ركم وأنث��اكم، على قلب أتق��اكم رجال واحدا، لم تزيدوا في ملكي شيئا، ولو أن أولكم وآخ��ركم وجنكم وإنسكم وصغيركم وكبيركم وذكركم وأنثاكم على قلب أكف��ركم

( 7606( )269/ 4 )( رواه الحاكم )1( 3995( )401/ 9 )( مسند البزار )2

20

رجال، لم تنقص��وا من ملكي ش��يئا إال كم��ا ينقص رأس المخي��ط(1)من البحر(

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [54]الحديث: تع��الى: )ح��رمت الظلم على نفس��ي وحرمت��ه على عب��ادي فال تظ��الموا، ك��ل ب��ني آدم يخطيء باللي��ل والنه��ار ثم يس��تغفرني

(2)فأغفر له وال أبالي( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [55]الحديث:

تع��الى: )إن الل��ه يق��ول: ي��ا عب��ادي، كلكم ض��ال إال من ه��ديت، وضعيف إال من قويت، وفقير إال من أغ��نيت، فس��لوني أعطكم، فل����و أن أولكم وآخ����ركم، وإنس����كم وجنكم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أتقى عب��د من عب��ادي، م��ا زادوا في ملكي جن��اح بعوض��ة، ول��و أن أولكم وآخ��ركم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابس��كم اجتمع��وا على قلب أفج��ر عب��د من عبادي ه��و لي، م��ا نقص��وا من ملكي جن��اح بعوض��ة، ذل��ك ب��أني واح���د، ع���ذابي كالم، ورحم���تي كالم، فمن أيقن بق���درتي علىالمغفرة فلم يتعاظم في نفسي أن أغفر له ذنوبه، ول��و ك��ثرت(

(3) فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [56]الحديث:

يؤتى يوم القيامة بصحف مختمة، فتنصب بين يدي الل��هتعالى: ) تبارك وتعالى، فيقول تبارك وتع�الى: ألق�وا ه�ذه، واقبل�وا ه�ذه، فتقول المالئكة: وعزتك ما رأينا إال خيرا، فيق��ول ع��ز وج��ل: إن هذا كان لغير وجهي، وإني ال أقبل اليوم من العمل إال م��ا ابتغي

(4)به وجهي(

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [57]الحديث: تعالى: )يا عب��ادي من عم��ل منكم حس��نة ج��زيت به��ا عش��را أو أزي��د، ومن عم��ل منكم س��يئة جزيت��ه به��ا س��يئة أو أغف��ر، ومن

(5)لقيني ال يشرك بي شيئا لقيته بقراب األرض مغفرة( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [58]الحديث:

تعالى: )الحسنة بعشرة والسيئة بواحدة أو أغفرها، ومن لقي��ني

( 21420( )332/ 35 )( رواه أحمد )1( 465( )371/ 1 )( مسند أبي داود الطيالسي )2( 6687( )302/ 9( وشعب اإليمان )7169( )165/ 7 )( المعجم األوسط )3( 6417( )158/ 9( وشعب اإليمان )2603( )97/ 3 )( المعجم األوسط )4( 2687 - )22( 2068/ 4( ومسلم )3991( )399/ 9 )( مسند البزار )5

21

بقراب األرض خطيئة ال يشرك بي لقيته بقراب األرض مغف��رة، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بسيئة فلم يعملها لم يكتب عليه شيء، ومن تقرب مني شبرا تق��ربت من��ه

(1)ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [59]الحديث:

تعالى: )أنا أغنى الش��ركاء عن الش��رك، من عم��ل عمال أش��رك(2)فيه معي غيري، تركته وشركه(

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [60]الحديث: تعالى: )أنا خير الشركاء، فمن عمل عمال أشرك فيه غيري، فهو

(3)للذي أشرك وأنا بريء منه( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [61]الحديث:

)إني والجن واإلنس في نب��أ عظيم، أخل��ق ويعب��د غ��يري،تعالى: (4)وأرزق ويشكر غيري(

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [62]الحديث: إني ال أتقب��ل الص��الة إال ممن تواض��ع به��ا لعظم��تي ولمتعالى: )

يستطل على خلقي ولم يبت مصرا على معصيتي وقط��ع نه��اره في ذك���ري ورحم المس���كين، وابن الس���بيل واألرمل���ة ورحم المص��اب ذل�ك ن�وره كن�ور الش�مس أكل��ؤه بع�زتي وأس��تحفظه مالئكتي وأجعل له في الظلم��ة ن��ورا وفي الجهال��ة حلم��ا ومثل��ه

(5)كمثل الفردوس في الجنة(في خلقي

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [63]الحديث: تعالى: )ثالثة من حافظ عليهن فهو عبدي حقا، ووليي حقا، ومن

(6)ضيعهن فهو عدوي حقا الصالة والصوم والغسل( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [64]الحديث:

تعالى: )يا ابن آدم، إن تعط الفضل فهو خ��ير ل��ك، وإن تمس��كه فهو شر لك، وابدأ بمن تعول، وال يلوم الله على الكفاف، والي��د

(7)العليا خير من اليد السفلى(

( 466( )371/ 1 )( مسند أبي داود الطيالسي )1( 2985 - )46( 2289/ 4 )( مسلم )2( 1111( )790/ 2 )( تهذيب اآلثار )3( 974( )93/ 2 )( مسند الشاميين للطبراني )4( 4823( )105/ 11 )( مسند البزار )5( 2494( )265/ 4 )( شعب اإليمان )6( 8743( )356/ 14 )( رواه أحمد )7

22

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [65]الحديث: تعالى: )ي�ا ابن آدم خص�لتان أعطيتكهم�ا لم تكن لغ�يرك واح�دة منهما جعلت لك طائفة من مالك عند موتك أرحمك به( أو قال:

(1))أطهرك به وصالة عبادي عليك بعد موتك( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [66]الحديث:

يا ابن آدم، أودع من كنزك عندي ال حرق، وال غ��رق، والتعالى: )(2)سرق أوفيكه أحوج ما تكون إليه(

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [67]الحديث: لكل عمل كفارة، والصوم لي وأنا أج��زي ب��ه، ولخل��وفتعالى: )

(3)فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك(

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [68]الحديث: أعطيت أمتي في شهر رمض��ان خمس��ا لم يعطهن ن��بيتعالى: )

قبلي، أما واحدة: فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمض��ان نظ��ر الله ع�ز وج�ل إليهم، ومن نظ�ر الل��ه إلي�ه لم يعذب��ه أب��دا، وأم��ا الثانية: فإن خلوف أف��واههم حين يمس��ون أطيب عن��د الل��ه من ريح المسك، وأما الثالثة: فإن المالئكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة، وأما الرابعة: فإن الله ع��ز وج��ل ي��أمر جنت��ه فيق��ول له��ا: استعدي وتزيني لعبادي أوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي، وأما الخامسة: فإنه إذا كان آخ�ر ليل��ة غف�ر لهم جميعا(، فقال رجل من القوم: أهي ليلة الق��در؟ فق��ال: )ال، ألم

(4 )تر إلى العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم(

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [69]الحديث: (5)تعالى: )إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو مالق قرنه(

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [70]الحديث: تعالى: )إن عب��دي ك��ل عب��دي ال��ذي ي��ذكرني، وإن ك��ان مكافئ��ا

(6)قرنه( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [71]الحديث:

تع��الى: )ومن أظلم ممن ذهب يخل��ق خلق��ا كخلقي؟ فليخلق��وا( 16327( )56/ 9 )( مصنف عبد الرزاق الصنعاني )1( 3071( )45/ 5 )( شعب اإليمان )2( 7538( )157/ 9 )( البخاري )3( 3331( )220/ 5 )( شعب اإليمان )4( 3580( )570/ 5 )( سنن الترمذي )5( 957( )340/ 1 )( الزهد والرقائق البن المبارك والزهد لنعيم بن حماد )6

23

(1)ذرة، أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [72]الحديث:

من ت��رك الخم��ر، وه��و يق��در علي��ه ألس��قينه من��ه فيتع��الى: ) حظيرة القدس، ومن ترك الحرير، وهو يقدر عليه ألكسونه إي��اه

(2)في حظيرة القدس( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [73]الحديث:

تعالى: )من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفض��ل م��ا أعطي (3)السائلين(

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [74]الحديث: تعالى: )من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته قبل أن يس��ألني(��ا وم��ا كنت بج��انب الطور إذ نادين ﴾وق��ال في قول��ه تع��الى: ﴿

[: )نودوا ي��ا أم��ة محم��د م��ا دعوتمون��ا إذ اس��تجبنا46]القصص: (4)لكم، وال سألتمونا إذ أعطيناكم(

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [75]الحديث: تعالى: )من ذكرني في نفسه، ذكرت��ه في نفس��ي، ومن ذك��رني

(5)في مأل من الناس، ذكرته في مأل أكثر منهم وأطيب( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [76]الحديث:

تعالى: )من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذك��رني في مأل ذكرته في مأل خير منه وإن تق��رب م��ني ش��برا تق��ربت إلي��ه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إلي��ه باع�ا وإن أت�اني يمش�ي

(6)أتيته هرولة( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [77]الحديث:

تعالى: )عبدي إذا ذكرتني خاليا، ذكرتك خالي��ا، وإن ذكرت��ني في (7)مأل ذكرتك في مأل خير منهم، وأكبر(

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [78]الحديث: تعالى: )ال يذكرني عبد في نفسه إال ذكرته في مأل من مالئكتي،

(8)وال يذكرني في مأل إال ذكرته في الرفيق األعلى(

( 1671/ 3( ومسلم )5953( )168/ 7 )( البخاري )1( 7381( )475/ 13 )( مسند البزار )2( 569 و568و567( )95/ 2 )( شعب اإليمان )3( 313/ 7 )( رواه أبو نعيم في الحلية )4( 8650( )291/ 14 )( رواه أحمد )5( 118/ 8 )( رواه أبو نعيم في الحلية )6( 547( )82/ 2 )( شعب اإليمان )7( 1863( )522 )( الدعاء للطبراني )ص:8

24

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [79]الحديث: تعالى: )يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت ل��ك على م��ا كان فيك وال أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عن��ان الس��ماء ثم اس��تغفرتني غف��رت ل��ك، وال أب��الي، ي��ا ابن آدم إن��ك ل��و أتيت��ني بقراب األرض خطايا ثم لقيتني ال تشرك بي شيئا ألتيتك بقرابها

(1)مغفرة( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [80]الحديث:

تعالى: )يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على م��ا كان في��ك، ول��و أتيت��ني بملء األرض خطاي��ا لقيت��ك بملء األرض مغفرة، ما لم تشرك بي شيئا، ولو بلغت خطاياك عنان السماء،

(2)ثم استغفرتني لغفرت لك( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [81]الحديث:

تعالى: )يؤذيني ابن آدم يقول: يا خيبة الدهر فال يق��ولن أح��دكم: يا خيبة الدهر ف��إني أن��ا ال��دهر، أقلب ليل��ه ونه��اره، ف��إذا ش��ئت

(3)قبضتهما( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [82]الحديث:

تعالى: )قسمت الص��الة بي��ني وبين عب��دي نص��فين، ولعب��دي م��االحم��د لل��ه رب الع��المين )الفاتح��ة: ﴾سأل فإذا قال العبد: ﴿2،)

)الفاتح��ة: حيم حمن الر الر ﴾قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: ﴿ ��وم ال�دين3 ��ك ي مال ﴾(، قال الله: أثنى علي عب��دي، ف�إذا ق�ال: ﴿

اك4)الفاتحة: ��د وإي اك نعب إي ﴿(، قال: مجدني عب��دي ف��إذا ق��ال: (، قال: هذا بيني وبين عب��دي، ولعب��دي م��ا5﴾نستعين )الفاتحة:

ذين أنعمت راط ال اهدنا الصراط المستقيم ص�� ﴿سأل، فإذا قال: ين )الفاتحة: (، قال:7، 6﴾عليهم غير المغضوب عليهم وال الضال

(4)هذا لعبدي ولعبدي ما سأل( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [83]الحديث:

تعالى: )يا ابن آدم ثالث: واحدة لي، واح��دة ل��ك، وواح��دة بي��ني وبينك، أما التي لي فتعبدني ال تشرك بي ش��يئا، وأم��ا ال��تي ل��ك فما عملت من عمل جزيتك به فإن أغف��ر فأن��ا الغف��ور ال��رحيم، وأما التي بيني وبينك فمن�ك ال�دعاء والمس�ألة وعلي االس�تجابة

( 3540( )548/ 5 )( سنن الترمذي )1( 820( )82/ 2 )( المعجم الصغير للطبراني )2( 1762/ 4 )( مسلم )3( 395 - )38( 296/ 1 )( مسلم )4

25

(1)والعطاء( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [84]الحديث:

(2)ال تمثلوا بعبادي(تعالى: ) فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [85]الحديث:

(3)تعالى: )أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [86]الحديث:

تع��الى: )أن��ا م��ع عب��دي حين ي��ذكرني، ف��إن ذك��رني في نفس��ه، ذكرته في نفسي، وإن ذك��رني في مإل، ذكرت��ه في مإل هم خ��ير منهم، وإن اقترب إلي شبرا، اق��تربت إلي��ه ذراع��ا، ف��إن اق��ترب

(4)إلي ذراعا، اقتربت إليه باعا، فإن أتاني يمشي، أتيته هرولة( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [87]الحديث:

تعالى: )أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذك��رني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذك��رني في مإل ذكرت��ه في مإل خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إلي��ه ذراع��ا، وإن تق��رب

(5)إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [88]الحديث:

تعالى: )إذا قال العبد: ال إله إال الله، والله أكبر، قال يق��ول الل��ه عز وجل: صدق عبدي، ال إله إال أنا وأنا أكبر، وإذا ق��ال العب��د: ال إله إال الله وحده، قال: ص�دق عب��دي، ال إل�ه إال أن�ا وح�دي، وإذا قال: ال إله إال الله ال شريك له، قال: صدق عبدي، ال إل��ه إال أن��ا وال شريك لي، وإذا قال: ال إله إال الل��ه، ل��ه المل��ك ول��ه الحم��د، قال: ص��دق عب��دي، ال إل��ه إال أن��ا، لي المل��ك، ولي الحم��د، وإذا قال: ال إله إال الله، وال حول وال قوة إال بالله، قال: صدق عب��دي

(6)ال إله إال أنا، وال حول وال قوة إال بي(

فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [89]الحديث: تعالى: )يا ابن آدم، اثنتان لم تكن لك واح��دة منهم��ا، جعلت ل��ك نصيبا من مالك حين أخذت بكظمك، ألطهرك به وأزكيك، وصالة

( 2523( )490/ 6 )( مسند البزار )1( 17557( )98/ 29 )( رواه أحمد )2( )( 815( )212/ 1( )3 - 1 )( رواه ابن حبان )3( 7422( )385/ 12 )( رواه أحمد )4( 2675 - )2( 2061/ 4( ومسلم )7405( )121/ 9 )( البخاري )5( 1246/ 2 )( رواه ابن ماجة )6

26

(1)عبادي عليك بعد انقضاء أجلك( فيم��ا يحكي عن الل��هالله قال رسول [90]الحديث:

ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل ح��تى أحب��ه، ف��أكونتعالى: ) أنا سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر ب��ه، ولس��انه ال��ذي ينطق به، وقلبه ال��ذي يعق��ل ب��ه، ف��إذا دع��ا أجبت��ه، وإذا س��ألني أعطيته، وإذا استنص��رني نص��رته، وأحب م�ا تعب��د لي عب��دي ب��ه

(2)النصح لي( : )إن الله تعالى أوحىقال رسول الله [91]الحديث:

إلي يا أخا المرسلين ويا أخا المنذرين أنذر قوم��ك أن ال ي��دخلوا بيتا من بيوتي وألحد عندهم مظلم��ة، ف��إني ألعن��ه م��ا دام قائم��ا بين يدي يصلى حتى يرد تلك الظالمة إلى أهلها، ف��أكون س��معه الذي يسمع به، وأكون بصره الذي يبصر به، ويكون من أولي��ائي وأصفيائي ويكون ج��اري م��ع النب��يين والص��ديقين والش��هداء في

(3)الجنة( : )إن الله تعالى أوحىقال رسول الله [92]الحديث:

إلي يا أخا المرسلين يا أخا المن��ذرين، أن��ذر أمت��ك أن ال ي��دخلوا بيتا من بيوتي إال بقلوب سليمة وألسن صادقة وأيد نقية وفروج طاهرة، وال يدخلوا بيتا من بيوتي وألح��د عن��دهم مظلم��ة، ف��إني ألعنهم ما دام قائما بين يدي يصلي حتى ي��رد تل��ك الظالم��ة إلى أهلها، فأكون سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويكون من أولي��ائي وأص��فيائي ويك��ون ج��اري م��ع النب��يين والص��ديقين

(4)والشهداء والصالحين(ب � األحاديث القدسية غير المباشرة:

وهي األحاديث التي ت��رد ض��من قص��ة أو مناس��بة أو مع��انأخرى، ومن تلك األحاديث:

، أن��ه ع��اد مريض��ا من وع��كعن النبي [93]الحديث: : )أبشر فإن الل��ه يق��ول: هي ن��اريكان به، فقال رسول الله

أسلطها على عبدي المؤمن في ال�دنيا، لتك�ون حظ�ه من الن��ار،(5)في اآلخرة(

( 2710( )904/ 2 )( رواه ابن ماجة )1( 7833( )206/ 8 )( المعجم الكبير للطبراني )2( 116/ 6 )( رواه أبو نعيم في الحلية )3( 79 )( األربعون البلدانية لمسافر حاجي )ص:4( 3470( )1149/ 2 )( رواه ابن ماجة )5

27

لمن رآه ينتظ��رق��ال رس��ول الل��ه [94]الح��ديث: الص��الة: )أبش��روا، ه��ذا ربكم ق��د فتح باب��ا من أب��واب الس��ماء، يباهي بكم المالئكة، يقول: انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة،

(1)وهم ينتظرون أخرى(

وه��و على ناقت��هق��ال رس��ول الل��ه [95]الح��ديث: بعرفات: )أتدرون أي يوم ه�ذا، وأي ش�هر ه�ذا، وأي بل��د ه�ذا؟( قالوا: هذا بلد ح�رام، وش��هر ح�رام، وي��وم ح��رام ق�ال: )أال وإن أموالكم، ودماءكم عليكم حرام، كحرمة شهركم هذا، في بلدكم هذا، في يومكم هذا، أال وإني فرطكم على الحوض، وأك��اثر بكم األمم، فال تسودوا وجهي، أال وإني مستنقذ أناسا، ومستنقذ مني أناس، فأقول: يا رب أصيحابي؟ فيقول: إنك ال تدري م��ا أح��دثوا

(2)بعدك( : )أت��اني جبري��ل علي��هقال رسول الله [96]الحديث:

السالم، فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقول: إني قد فرض��ت على أمت�����ك خمس ص�����لوات من وافى بهن على وض�����وئهن ومواقيتهن وركوعهن وسجودهن؛ ف��إن ل��ه عن��دي بهن عه��دا أن أدخله بهن الجنة، ومن لقيني قد انتقص من ذلك ش��يئا أو كلم��ةشبهها فليس له عندي عهد إن شئت عذبته وإن ش��ئت رحمت��ه(

(3) على أصحابه يوما فقالمر رسول الله [97]الحديث:

لهم: )هل تدرون ما يقول ربكم عز وجل؟( قالوا: الل��ه ورس�وله أعلم، قالها ثالثا، قال: )وعزتي وجاللي ال يصليها عب��د لوقته��ا إال أدخلت��ه الجن��ة، ومن ص��الها لغ��ير وقته��ا إن ش��ئت رحمت��ه، وإن

(4)شئت عذبته( بع�د أن ن�زل المط�ر:قال رسول الله [98]الحديث:

)أتدرون ماذا قال ربكم؟(، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: )قال الل��ه: أص��بح من عب��ادي م��ؤمن بي وك��افر بي، فأم��ا من ق��ال: مطرنا برحمة الله وب��رزق الل��ه وبفض��ل الل��ه، فه��و م��ؤمن بي، ك�افر ب��الكوكب، وأم��ا من ق�ال: مطرن��ا بنجم ك��ذا، فه�و م��ؤمن

( 801( )262/ 1 )( رواه ابن ماجة )1( 3057( )1016/ 2 )( رواه ابن ماجة )2( 574( )467/ 1 )( مسند أبي داود الطيالسي )3( 10555( )228/ 10 )( المعجم الكبير للطبراني )4

28

(1)بالكوكب كافر بي( : )أتاني ملك فقال: ياالله قال رسول [99]الحديث:

محمد، إن ربك يقول: أم��ا يرض��يك أن ال يص��لي علي��ك أح��د من أمتك، إال صليت عليه عش�را، وال يس��لم علي��ك إال س��لمت علي��ه

(2)عشرا( : )إني لقيت جبري��لالله قال رسول [100]الحديث:

عليه السالم فبشرني وق��ال: إن رب��ك، يق��ول: من ص��لى علي��كصليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه، فسجدت لله شكرا(

(3) : )إذا ابتلى الله العبدالله قال رسول [101]الحديث:

المسلم ببالء في جسده، قال الله: اكتب له ص��الح عمل��ه ال��ذي ك��ان يعمل��ه، ف��إن ش��فاه غس��له وطه��ره، وإن قبض��ه غف��ر ل��ه

(4)ورحمه(

: )إذا زار المس��لمالل��ه ق��ال رس��ول [102]الحديث: أخاه في الل��ه ع�ز وج�ل، أو ع�اده، ق�ال الل��ه ع�ز وج�ل: طبت،

(5)وتبوأت من الجنة منزال(

: )إذا مات ولد العبدالله قال رسول [103]الحديث: قال الله لمالئكته: قبض��تم ول��د عب��دي، فيقول��ون: نعم، فيق��ول: قبضتم ثمرة فؤاده، فيقول��ون: نعم، فيق��ول: م��اذا ق��ال عب��دي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيق��ول الل��ه: ابن��وا لعب��دي بيت��ا في

(6)الجنة، وسموه بيت الحمد(

: )إذا م��رض العب��دالل��ه قال رس��ول [104]الحديث: بعث الله إليه ملكين فيقول: انظرا ما يقول لعواده، ف��إن ه��و إذ جاءوه حمد الله، وأثنى عليه، رفعا ذلك إلى الله ع��ز وج��ل وه��و أعلم فيق��ول: لعب��دي علي إن توفيت��ه أن أدخل��ه الجن��ة، وإن أن��ا شفيته أن أبدله لحما خيرا من لحمه، ودم��ا خ��يرا من دم��ه، وأن

(7)أكفر عنه سيئاته(( 4147( )122/ 5 )( البخاري )1( 16361( )599/ 5 )( رواه أحمد )2( 2019( )735/ 1 )( رواه الحاكم )3( 381/ 4 )( رواه أحمد )4(8325( )258/ 3 )( رواه أحمد )5( 332/ 3 )( سنن الترمذي )6( 9471( )330/ 12 )( شعب اإليمان )7

29

: )إن الله ع��ز وج��لالله قال رسول [105]الحديث: إذا ابتلى عبدا بالبالء بعث الله إليه ملكين فقال لهما: انظرا إلى ما يقول عبدي لعواده حين يعودونه.فإن كان قد قال خ��يرا، ولم يشك إليهم الذي به من البالء قال الل��ه لمالئكت��ه: أب��دلوا عب��دي بلحم��ه خ��يرا من لحم��ه، وب��دم خ��ير من دم��ه، وأخ��بروه إن أن��ا قبض��ته أدخلت��ه الجن��ة، وإن أن��ا أطلقت��ه من وثاق��ه فليس��تأنف

(1)العمل( : )إذا وجهت اللعن��ة،الله قال رسول [106]الحديث:

توجهت إلى من وجهت إليه، فإن وج�دت في��ه مس��لكا، ووج��دت عليه سبيال، أحلت به، وإال حارت إلى ربه��ا، فق��الت: ي��ا رب، إن فالنا وجهني إلى فالن، وإني لم أجد علي��ه س��بيال، ولم أج��د في��ه

(2)مسلكا، فما تأمرني؟ فقال: ارجعي من حيث جئت( : )ألم ت��روا إلى م��االل��ه قال رسول [107]الحديث:

ق��ال ربكم؟.. ق��ال: م��ا أنعمت على عب��ادي من نعم��ة إال أص��بح(3)فريق منهم بها كافرين، يقولون الكواكب وبالكواكب(

: )إن أخ��وف م��االل��ه ق��ال رس��ول [108]الح��ديث: أخ��اف عليكم الش��رك األص��غر ق��الوا: وم��ا الش��رك األص��غر ي��ا رسول الله؟ قال: الرياء، يقول الله عز وجل لهم ي��وم القيام��ة: إذا جزي الن��اس بأعم�الهم: اذهب��وا إلى ال�ذين كنتم ت�راؤون في

(4)الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء( : )إذا جم��ع الل��هالل��ه ق��ال رس��ول [109]الح��ديث:

األولين واآلخرين ببقيع واحد، ينفذهم البصر، ويسمعهم ال�داعي، قال: أنا خير شريك، كل عمل كان عمل لي في دار ال��دنيا ك��ان لي فيه شريك، فأنا أدعه الي��وم، وال أقب�ل الي��وم إال خالص��ا(، ثم

إال عباد الله المخلصين ]الصافات: ﴾قرأ: فمن كان يرج��و40﴿ ]﴿ ه أح��دا ��ادة رب رك بعب الحا وال يش�� ه فليعم��ل عمال ص�� ﴾لق��اء رب

(5)([110]الكهف: : )إن الل��ه زوى ليقال رسول الل��ه [110]الحديث:

األرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أم��تي س��يبلغ ملكه��ا م��ا( 9472( )331/ 12 )( شعب اإليمان )1(4036( )123/ 2 )( رواه أحمد )2( 84/ 1 )( مسلم )3( 23630( )799/ 7 )( رواه أحمد )4( 290/ 7 )( المعجم الكبير للطبراني )5

30

زوي لي منها، وأعطيت الك��نزين األحم��ر واألبيض، وإني س��ألت ربي ألمتي أن ال يهلكها بسنة عام��ة، وأن ال يس��لط عليهم ع��دوا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيض��تهم، وإن ربي ق��ال: ي��ا محم��د إني إذا قض��يت قض��اء فإن��ه ال ي��رد، وإني أعطيت��ك ألمت��ك أن ال أهلكهم بس���نة عام���ة، وأن ال أس���لط عليهم ع���دوا من س���وى أنفسهم، يستبيح بيضتهم، ول��و اجتم��ع عليهم من بأقطاره��ا ��� أو قال من بين أقطارها � حتى يكون بعضهم يهل��ك بعض��ا، ويس��بي

(1)بعضهم بعضا(

إن الله يقول يوم): قال رسول الله [111]الحديث: القيام��ة: أين المتح��ابون بجاللي، الي��وم أظلهم في ظلي ي��وم ال

(2)ظل إال ظلي( ،انتسب رجالن على عهد رسول الله [112]الحديث:

فقال أح��دهما: أن��ا فالن بن فالن بن فالن، فمن أنت ال أم ل��ك؟ : )انتس��ب رجالن على عه��د موس��ى علي��هفقال رس��ول الل��ه

السالم، فقال أحدهما: أنا فالن بن فالن، ح�تى ع�د تس��عة، فمن أنت ال أم لك؟ قال: أنا فالن بن فالن ابن اإلسالم.ق��ال: ف��أوحى الله إلى موسى عليه السالم: أن هذين المنتسبين، أما أنت أيه��ا المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاش��رهم، وأم��ا أنت ي��ا ه��ذا المنتس��ب إلى اث��نين في الجن��ة، ف��أنت ثالثهم��ا في

(3)الجنة(

بعبد الل��ه بن رواح��ةمر رسول الله [113]الحديث: : )أم��ا إنكم المأل ال��ذيوهو يذكر أصحابه، فقال رس��ول الل��ه

ك م��ع بر نفس�� واص�� ﴿أمرني ربي أن أصبر نفسي معهم(، ثم تال: هم بالغداة والعشي يريدون وجهه وال تعد عيناك ذين يدعون رب ال��ا ��ه عن ذكرن ��ا قلب عنهم تريد زينة الحياة الدنيا وال تطع من أغفلن

بع هواه وكان أمره فرطا ]الكه��ف: [، أم��ا إن��ه م��ا جلس28﴾وات ع��دتكم إال جلس معهم ع��دتهم من المالئك��ة، إن س��بحوا الل��ه س��بحوه، وإن حم��دوا الل��ه حم��دوه، وإن ك��بروا الل��ه ك��بروه، ثم يص��عدون إلى ال��رب تع��الى وه��و أعلم منهم فيقول��ون: ي��ا ربن��ا عبادك س��بحوك فس��بحنا، وك��بروك فكبرن��ا، وحم��دوك فحم��دنا،

( 2215/ 4 )( مسلم )1( 1988/ 4( ومسلم )711( )247/ 1 )( الزهد والرقائق البن المبارك والزهد لنعيم بن حماد )2( 21178( )110/ 7 )( رواه أحمد )3

31

فيقول ربنا: يا مالئكتي، أشهدكم أني ق��د غف��رت لهم، فيقول��ونفيهم فالن وفالن الخطاء؟ فيقول: هم القوم ال يشقى جليسهم(

(1)

في خطب��ة ل�ه: )أالقال رسول الل��ه [114]الحديث: إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم، مما علمني يومي هذا، كل م�ال نحلت��ه عب�دا حالل، وإني خلقت عب��ادي حنف�اء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم م��ا أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل ب��ه س��لطانا، وإن الل��ه نظ��ر إلى أه��ل األرض، فمقتهم ع��ربهم وعجمهم، إال بقاي��ا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك ألبتليك وأبتلي بك، وأنزلت علي��ك كتابا ال يغسله الماء، تقرؤه نائما ويقظ��ان، وإن الل��ه أم��رني أن أحرق قريشا، فقلت: رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خ��بزة، ق��ال: استخرجهم كما اس��تخرجوك، واغ��زهم نغ��زك، وأنف��ق فس��ننفق عليك، وابعث جيشا نبعث خمسة مثله، وقات��ل بمن أطاع��ك من عصاك.. وأهل الجنة ثالثة ذو س��لطان مقس��ط متص��دق موف��ق، ورج��ل رحيم رقي��ق القلب لك��ل ذي ق��ربى ومس��لم، وعفي��ف متعفف ذو عيال.. وأهل النار خمسة: الضعيف ال�ذي ال زب��ر ل��ه، ال��ذين هم فيكم تبع��ا ال يبتغ��ون أهال وال م��اال، والخ��ائن ال��ذي ال يخفى له طمع، وإن دق إال خانه، ورج��ل ال يص��بح وال يمس��ي إال وه��و يخادع��ك عن أهل��ك ومال��ك.. وذك��ر البخ��ل أو الك��ذب

(2)والشنظير الفحاش(

: )ق��ال إبليس: أيقال رس��ول الل��ه [115]الحديث: رب ال أزال أغ��وي ب��ني آدم م��ا دامت أرواحهم في أجس��ادهم،

(3)فقال الرب عز وجل: ال أزال أغفر لهم، ما استغفروني( : )ق��ال إبليس لرب��هالله قال رسول [116]الحديث:

عز وجل: بعزتك وجاللك ال أبرح أغوي بني آدم م��ا رأيت األرواح فيهم، فقال له ربه عز وجل: فبعزتي وجاللي ال أب��رح أغف��ر لهم

(4)ما استغفروني( : )ك��ان فيمن ك��انالل��ه قال رس��ول [117]الحديث:

( 118/ 5 )( رواه أبو نعيم في الحلية )1( 2865 - )63( 2197/ 4 )( مسلم )2( 11729( )192/ 4 )( رواه أحمد )3( 1779( )503 )( الدعاء للطبراني )ص:4

32

قبلكم رجل به جرح، فجزع، فأخذ سكينا فحز بها يده، فم��ا رق��أ الدم حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عب��دي بنفس��ه، ح��رمت

(1)عليه الجنة( : )لما أصيب إخوانكمالله قال رسول [118]الحديث:

بأحد جعل الله أرواحهم في جوف ط��ير خض��ر ت��رد أنه��ار الجن��ة وتأكل من ثمارها وت��أوي إلى قنادي��ل من ذهب معلق��ة في ظ��ل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئال يزه��دوا في الجه��اد وال ينكل��وا في الح��رب، فق��ال الل��ه تب��ارك وتع��الى: أن��ا أبلغهمبيل ذين قتلوا في س�� ﴿عنكم، فأنزل الله عز وجل: وال تحسبن ال

هم يرزقون ) ��اهم169الله أمواتا بل أحياء عند رب ( فرحين بما آتذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أال الله من فضله ويستبشرون بال

( يستبشرون بنعم��ة من الل��ه170خوف عليهم وال هم يحزنون )يع أج��ر الم��ؤمنين ]آل عم��ران: -169﴾وفضل وأن الل��ه ال يض��

171)](2)

: )لم��ا خل��ق الل��هالل��ه ق��ال رس��ول [119]الحديث: الجنة والنار، أرسل جبري�ل، ق�ال: انظ�ر إليه�ا وإلى م�ا أع�ددت ألهلها فيها، فجاء فنظر إليها وإلى ما أعد الله ألهلها فيها، فرجع إليه، فقال: وعزتك، ال يسمع بها أحد إال دخلها، فأمر بها فحجبت بالمكاره، قال: ارجع إليها ف��انظر إليه��ا وإلى م��ا أع��ددت ألهله��ا فيها، قال: فرجع إليها فإذا هي قد حجبت بالمكاره، فرج��ع إلي��ه، فقال: وعزتك، ق��د خش��يت أن ال ي��دخلها أح��د، ق��ال: اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت ألهلها فيها، فجاءها فنظر إليها وإلى ما أعد ألهلها فيها، ف��إذا هي ي��ركب بعض��ها بعض��ا، فرج��ع، فق��ال: وعزت��ك، ال يس��مع به��ا أح��د في��دخلها، ف��أمر به��ا فحفت بالشهوات، فرجع إلي��ه، ق��ال: وعزت��ك، لق��د خش��يت أن ال ينج��و

(3)منها أحد إال دخلها( : )إن موس��ى ق��ال:الل��ه قال رسول [120]الحديث:

أي رب، عبدك المؤمن تقتر عليه في الدنيا، قال: فيفتح له ب��اب الجنة، فينظر إليها، قال: يا موس��ى ه��ذا م��ا أع��ددت ل��ه، فق��ال موسى: أي رب، وعزتك وجاللك لو كان أقطع اليدين والرجلين،

( 3463( )170/ 4 )( البخاري )1( 145( )97 )( إثبات عذاب القبر للبيهقي )ص:2( 8398( )275/ 3 )( رواه أحمد )3

33

يسحب على وجهه منذ يوم خلقته إلى يوم القيام��ة، وك��ان ه��ذا مصيره، لم ير بؤسا قط، قال: ثم قال موس��ى: أي رب، عب��دك الك��افر توس��ع علي�ه في ال�دنيا، ق��ال: فيفتح ل�ه ب��اب من الن�ار، فيقال: يا موس��ى ه��ذا م��ا أع��ددت ل��ه، فق��ال موس��ى: أي رب، وعزتك وجاللك، لو كانت ل��ه ال��دنيا، من��ذ ي��وم خلقت��ه، إلى ي��وم

(1)القيامة، وكان هذا مصيره، كأن لم ير خيرا قط( : )ي��ؤتى ب��أنعم أه��لالله قال رسول [121]الحديث:

الدنيا من أه��ل الن��ار ي��وم القيام��ة، فيص��بغ في الن��ار ص��بغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خ��يرا ق��ط؟ ه��ل م��ر ب��ك نعيم ق��ط؟ فيقول: ال، والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤسا في ال��دنيا، من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجن��ة، فيق�ال ل�ه: ي�ا ابن آدم ه�ل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: ال، والله ي��ا رب

(2)ما مر بي بؤس قط، وال رأيت شدة قط( لم��ا خل��ق الل��ه: )الل��ه ق��ال رس��ول [122]الحديث:

الجنة، قال لها: تزي��ني ف��تزينت، ثم ق��ال له��ا: تكلمي، فتكلمت،(3 )فقالت: طوبى لمن رضيت عنه(

: )ال يقل أح�دكم: ي�االله قال رسول [123]الحديث: خيبة الدهر، قال الله عز وجل: أنا الدهر، أرس��ل اللي��ل والنه��ار، فإذا شئت قبضتهما، وال يقولن للعنب: الكرم، فإن الكرم الرجل

(4)المسلم( م��ا من ق��وم: )الل��ه ق��ال رس��ول [124]الح��ديث:

اجتمعوا يذكرون الله، ال يريدون بذلك إال وجهه، إال ن��اداهم من��ادمن السماء: أن قوموا مغفورا لكم، قد بدلت سيئاتكم حسنات(

(5)

لمن رآه ينتظ��رق��ال رس��ول الل��ه [125]الح��ديث: : )إن ربكم يقول: من صلى الصالة لوقتها وحاف��ظ عليه��االصالة

ولم يضيعها استخفافا بحقها فله علي عهد أن أدخله الجنة، ومن لم يصلها لوقتها ولم يحافظ عليها استخفافا بحقه��ا فال عه��د ل��ه

( 11767( )291/ 18 )( رواه أحمد )1( 2807 - )55( 2162/ 4 )( مسلم )2( 1524( )534/ 1 )( الزهد والرقائق البن المبارك والزهد لنعيم بن حماد )3( 770( )115 )( تهذيب األدب المفرد للبخاري )ص:4(12453( )368/ 4 )( رواه أحمد )5

34

(1)علي إن شئت عذبته وإن شئت غفرت له(

مر رجل ممن كان: )الله قال رسول [126]الحديث: قبلكم بجمجمة فوقف عليها وجعل يفكر فقال: ي��ا رب أنت أنت وأنا أنا أنت العواد بالمغفرة وأنا العواد بالذنوب فقيل ل��ه: ارف��ع رأسك فأنت العواد بالذنوب وأن�ا الع�واد ب�المغفرة، ق�ال: فغف�ر

(2)له(

: )من ق��ال: اللهمالل��ه ق��ال رس��ول [127]الحديث: فاطر السماوات واألرض، عالم الغيب والشهادة، إني أعهد إليك في ه��ذه الحي��اة ال��دنيا، أني أش��هد أن ال إل��ه إال أنت، وح��دك ال شريك لك، وأن محم��دا عب��دك ورس��ولك، فإن��ك إن تكل��ني إلى نفسي، تقربني من الشر، وتباع��دني من الخ��ير، وإني ال أث��ق إال برحمتك، فاجعل لي عندك عه��دا، توفيني��ه ي��وم القيام��ة، إن��ك ال تخلف الميعاد، إال قال الله لمالئكته يوم القيام��ة: إن عب��دي ق��د

(3)عهد إلي عهدا، فأوفوه إياه، فيدخله الله الجنة( : )رجالن من أم��تيالل��ه قال رسول [128]الحديث:

يقوم أح�دهما من اللي�ل يع�الج نفس�ه إلى الطه�ور وعلي��ه عق�د فيتوضأ، ف��إذا وض��أ يدي��ه انحلت عق��دة، وإذا وض��أ وجه��ه انحلت عقدة، وإذا مسح برأسه انحلت عق��دة، وإذا وض��أ رجلي��ه انحلت عقدة، فيقول الله للذين وراء الحجاب: انظ��روا إلى عب��دي ه��ذا

(4)يعالج نفسه يسألني، ما سألني عبدي فهو له( : )رج��ل من أم��تيالل��ه قال رس��ول [129]الحديث:

يقوم من الليل يعالج نفسه إلى الطهور، وعليه عقد، ف��إذا وض��أ يدي�ه انحلت عق�دة، ف�إذا وض�أ وجه�ه انحلت عق�دة، وإذا مس�ح رأسه انحلت عقدة، وإذا وضأ رجليه انحلت عق��دة، فيق��ول الل��ه جل وعال للذي وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه ليسألني، ما سألني عبدي هذا فهو له، ما سألني عبدي هذا فهو

(5)له( : )م��ا من مس��لمالل��ه ق��ال رس��ول [130]الحديث:

)142/� 19 )( المعجم الكبير للط�براني )1 )142/� 19( والمعجم الكب�ير للط�براني )311(� و313 و312(� 314 )[ 204-]196( 1016/ 2( وفوائد الحنائي )714( )1373/ 3 )( مشيخة قاضي المارستان )2( 3426( )409/ 2( ورواه الحاكم )3916( )95/ 2 )( رواه أحمد )3( 17791( )105/ 6 )( رواه أحمد )4( 1053 و1052( )254/ 1( )3 - 1 )( رواه ابن حبان )5

35

يصاب ببالء في جسده إال أمر الله الحفظة ال��ذين يحفظون��ه أن اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة من الخير على ما كان يعمل، ما

(1)دام محبوسا في وثاقي( : )إن العب��د إذا ك��انقال رسول الله [131]الحديث:

على طريقة حسنة من العبادة، ثم م��رض قي��ل للمل��ك الموك��لبه: اكتب له مثل عمله إذ كان طليقا حتى أطلقه أو أكفت��ه إلي(

(2) ما من عبد مسلم: )الله قال رسول [132]الحديث:

أتى أخا له في الله تعالى يزوره إال ن��ادى من��اد من الس��ماء: أن طبت وطابت ل��ك الجن��ة، وإال ق��ال الل��ه ع��ز وج��ل في ملك��وت عرشه: عبدي زارني وعلي قراه، ولن يرضى الل��ه تع��الى لولي��ه

(3)بقرى دون الجنة(

: ادع لنا رب��ك أنقالت قريش للنبي [133]الحديث: يجعل لنا الصفا ذهبا، ون��ؤمن ب��ك، ق��ال: وتفعل��ون؟ ق��الوا: نعم، قال: فدعا، فأتاه جبري��ل فق��ال: )إن رب��ك يق��رأ علي��ك الس��الم، ويقول: إن ش��ئت أص��بح لهم الص��فا ذهب��ا، فمن كف��ر بع��د ذل��ك منهم عذبته عذابا ال أعذبه أحدا من العالمين، وإن ش��ئت فتحت

(4)لهم باب التوبة والرحمة، قال: بل باب التوبة والرحمة( أن يجعلسأل أهل مكة رسول الله [134]الحديث:

لهم الصفا ذهبا وأن تنحى عنهم الجبال فيزرعوا فيها فقال الل��ه عز وجل: )إن شئت آتيناهم م��ا س��ألوا ف��إن كف��روا أهلك��وا كم��ا أهلكت من قبلهم، وإن ش��ئت أن أس��تأني بهم لعلن��ا نس��تحيي��ذب وما منعنا أن نرسل باآليات إال أن ك ﴿منهم.فأنزل الله هذه: ل رة فظلم��وا به��ا وم��ا نرس�� اق��ة مبص�� بها األولون وآتينا ثمود الن

(5)[(59﴾باآليات إال تخويفا ]اإلسراء: : )إن التوب��ة تغس��لقال رسول الله [135]الحديث:

الحوبة، وإن الحسنات يذهبن السيئات، وإذا ذك��ر العب��د رب��ه في الرخ��اء أنج��اه في البالء، ذل��ك ب��أن الل��ه تع��الى يق��ول: ال أجم��ع لعبدي أبدا أمنين، وال أجمع له خوفين، إن ه��و أمن��ني في ال��دنيا

( 1287( )499/ 1 )( رواه الحاكم )1( 20308( )196/ 11 )( جامع معمر بن راشد )2( 107/ 3 )( رواه أبو نعيم في الحلية )3( 3225( )344/ 2( ورواه الحاكم )2166( )642/ 1 )( رواه أحمد )4( 3379( )394/ 2 )( رواه الحاكم )5

36

خافني يوم أجمع فيه عبادي، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع فيه عبادي في حظيرة القدس، فيدوم له أمنه، وال أمحق��ه

(1)فيمن أمحق(هوالله قال رسول [136]الحديث: ﴿ في قوله تعالى:

قوى وأه��ل المغف��رة ]الم��دثر: [: )يق��ول ربكم: أن��ا56﴾أهل الت أه��ل أن أتقى أن يجع��ل معي إل��ه غ��يري، ومن اتقى أن يجع��ل

(2)معي إلها غيري فأنا أهل أن أغفر له(هو أهلقرأ رسول الله [137]الحديث: ﴿ قوله تعالى:

ق��وى وأه��ل المغف��رة ]الم��دثر: [، ثم ق��ال: )ق��ال ربكم56﴾الت تبارك وتعالى: أنا أهل التقى فال يشرك بي غيري، وأنا أهل لمن اتقى ولم يشرك بي أن أغفر ل��ه، ومن اتق��اني فلم يجع��ل معي

(3)شريكا فأنا أهل أن أغفر له( : )ق��ال موس��ى: ي��االل��ه قال رسول [138]الحديث:

رب علمني شيئا أذكرك به وأدعوك به، قال: يا موسى ال إل��ه إال الله، قال موسى: يا رب، كل عبادك يقول هذا، قال: قل: ال إل��ه إال الله، قال: ال إله إال أنت، إنما أريد شيئا تخصني ب��ه، ق��ال: ي��ا موسى لو أن السموات الس��بع، واألرض��ين الس��بع في كف��ة، وال

(4)إله إال الله في كفة مالت بهن ال إله إال الله( : )يخ��رج في آخ��رالل��ه ق��ال رس��ول [139]الحديث:

الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن، من لين ألس��نتهم أحلى من العس��ل، وقل��وبهم قل��وب ال��ذئاب، فيقول الرب تب��ارك وتع��الى: أبي تغ��ترون وعلي تج��ترئون ف��بي

(5)حلفت ألبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيران( : )إن الل��ه تع��الىالل��ه ق��ال رس��ول [140]الحديث:

قال: لقد خلقت خلقا ألسنتهم أحلى من العس��ل، وقل��وبهم أم��ر من الصبر، فبي حلفت ألتيحنهم فتن��ة ت��دع الحليم منهم حيران��ا،

(6)فبي يغترون أم علي يجترئون( : )أن��زل الل��ه فيق��ال رس��ول الل��ه [141]الحديث:

بعض الكتب، أو أوحى الله إلى بعض األنبياء قل للذين يتفقه��ون( 270/ 1 )( رواه أبو نعيم في الحلية )1( 11566( )317/ 10 )( السنن الكبرى للنسائي )2( 6884( )298/ 13 )( مسند البزار )3( 10913( )419/ 9 )( السنن الكبرى للنسائي )4( 2404( )604/ 4( وسنن الترمذي )437/ 2 )( الزهد لهناد بن السري )5( 2405( )604/ 4 )( سنن الترمذي )6

37

لغير الدين ويتعلمون لغير العمل ويطلبون ال��دنيا بعم��ل اآلخ��رة يلبس��ون للن��اس مس��وك الكب��اش، وقل��وبهم كقل��وب ال��ذئاب وألس��نتهم أحلى من العس��ل وقل��وبهم أم��ر من الص��بر: إي��اي يخ��ادعون وبي يس��تهزئون؟ ألتيحن لهم فتن��ة ت��ذر الحليم فيهم

(1)حيران( : )أت��اني جبري��لق��ال رس��ول الل��ه [142]الح��ديث:

فقال: يا محمد ربك يقرأ عليك الس��الم، ويق��ول: إن من عب��ادي من ال يصلح إيمانه إال بالغنى ولو أفقرته لكف��ر، وإن من عب��ادي من ال يصلح إيمانه إال بالفقر ول��و أغنيت��ه لكف��ر، وإن من عب��ادي من ال يص��لح إيمان��ه إال بالس��قم ول��و أص��ححته لكف��ر، وإن من

(2 )عبادي من ال يصلح إيمانه إال بالصحة ولو أسقمته لكفر(

: )إن العب��د إذا ق�امقال رسول الل�ه [143]الحديث: في الصالة فإنم��ا ه��و بين عي��ني ال��رحمن، ف��إذا التفت ق��ال ل��ه الرب تبارك وتعالى: يا ابن آدم أقبل إلي، فإن التفت الثانية قال له الرب: يا ابن آدم أقبل إلي، فإن التفت الثالثة أو الرابعة قال

(3)له الرب: يا ابن آدم ال حاجة لي فيك( : )ما التفت عبد قطالله قال رسول [144]الحديث:

في صالته إال قال له ربه: أين تلتفت يا ابن آدم أنا خير ل��ك مم��ا(4)تلتفت إليه(

: )يجاء بابن آدم يومالله قال رسول [145]الحديث: القيامة، فيوقف بين يدي الل��ه، فيق��ول ل��ه: أعطيت��ك، وخولت��ك، وأنعمت عليك، فماذا صنعت؟ فيقول: ي��ا رب، جمعت��ه، وثمرت��ه، فتركته أك��ثر م��ا ك��ان، ف��ارجعني آت��ك ب��ه، فيق��ول ل��ه: أرني م��ا قدمت، فيقول: يا رب، جمعت��ه، وثمرت��ه، فتركت��ه أك��ثر م��ا ك��انفارجعني آتك به، فإذا عبد لم يقدم خيرا فيمضي ب��ه إلى الن��ار(

(5) : )ما من صاحب إبلالله قال رسول [146]الحديث:

ال يفعل فيها حقها، إال جاءت ي��وم القيام��ة أك��ثر م��ا ك��انت ق��ط، وأقع��د له��ا بق��اع قرق��ر، تس��تن علي��ه بقوائمه��ا، وأخفافه��ا، وال

( 1139( )656/ 1 )( جامع بيان العلم وفضله )1( 503/ 6 )( تاريخ بغداد )2( 3270( )257/ 2( ومصنف عبد الرزاق )9332( )200/ 16 )(مسند البزار )3( 2858( )488/ 4 )( شعب اإليمان )4( 116/ 2 )( الزهد والرقائق البن المبارك والزهد لنعيم بن حماد )5

38

صاحب بقر ال يفعل فيها حقها، إال ج��اءت ي��وم القيام��ة أك��ثر م��ا كانت، وأقعد لها بقاع قرقر، تنطحه بقرونه��ا، وتط��ؤه بقوائمه��ا، وال صاحب غنم ال يفعل فيها حقها، إال جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت، وأقعد لها بقاع قرقر، تنطحه بقرونه��ا، وتط��ؤه بأظالفه��ا، ليس فيها جماء، وال منكسر قرنها، وال صاحب كنز ال يفع��ل في��ه حقه، إال جاء كنزه يوم القيامة شجاعا أق��رع، يتبع��ه ف��اغرا ف��اه، فإذا أتاه فر منه، فيناديه ربه: خذ ك��نزك ال��ذي خبأت��ه، فأن��ا عن��ه أغنى منك، فإذا رأى أنه ال بد منه، سلك يده في في��ه، فقض��مها

(1)قضم الفحل( : )ثالث��ة ال ت��ردالل��ه ق��ال رس��ول [147]الح��ديث:

دعوتهم: اإلمام العادل والص��ائم ح��تى يفط��ر، ودع�وة المظل��وم تحمل على الغمام، ويفتح لها أبواب الس��ماء ويق��ول ال��رب ع��ز

(2)وجل: وعزتي ألنصرنك ولو بعد حين( : )اتق��وا دع��وةق��ال رس��ول الل��ه [148]الح��ديث:

المظلوم فإنها تحمل على الغمام يقول الله جل جالل��ه: وع�زتي(3)وجاللي ألنصرنك ولو بعد حين(

: )أيه��ا الن��اس، إنالل��ه قال رس��ول [149]الحديث: الله عز وجل يقول: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر من قب��ل أن ت��دعوني فال أجيبكم، وتس��ألوني فال أعطيكم، وتستنص��روني

(4)فال أنصركم( : )ال يحق��رن أح��دكمقال رسول الله [150]الحديث:

نفسه، أن يرى أمرا عليه فيه مق��ال فال يق��ول في��ه، فيلقى الل��ه ق�د ض�يع ذل�ك فيق�ول: م�ا منع�ك أن تق�ول في�ه؟ فيق�ول: ربي

(5)خشيت الناس، فيقول: أنا كنت أحق أن يخشى( : )تفتح أبواب الجن��ةقال رسول الله [151]الحديث:

في كل اثنين وخميس، فيغفر الله عز وجل لكل عب��د ال يش��رك ب��ه ش��يئا، إال المتش��احنين، يق��ول الل��ه للمالئك��ة: ذروهم��ا ح��تى

(6)يصطلحا( : )تفتح أبواب الجن��ةالله قال رسول [152]الحديث:

( 14442( )335/ 22 )( رواه أحمد )1( 264( )334/ 1 )( األسماء والصفات للبيهقي )2( 3718( )84/ 4 )( المعجم الكبير للطبراني )3( 20200( )160/ 10 )( السنن الكبرى للبيهقي )4( 384/ 4( ورواه أبو نعيم في الحلية )5199( )240/ 5 )( المعجم األوسط )5( 7639( )77/ 13 )( رواه أحمد )6

39

يوم اإلثنين، ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد ال يشرك بالله شيئا، إال رجال كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين ح��تى يص��طلحا، أنظ��روا ه��ذين ح��تى يص��طلحا، أنظ��روا ه��ذين ح��تى

(1)يصطلحا( يص��وم االث��نينالل��ه ك��ان رس��ول [153]الح��ديث:

والخميس، فسئل عن ذل��ك، فق��ال: )إن ي��وم االث��نين والخميس يغفر الله فيهما لكل مسلم، إال مته��اجرين، يق��ول: دعهم��ا ح��تى

(2)يصطلحا( : )أوحى الل��ه إلىالل��ه ق��ال رس��ول [154]الحديث:

داود عليه السالم، أن قل للظلمة: ال ي��ذكروني، فإن��ه ح��ق علي (3)أن أذكر من ذكرني، وإن ذكري إياهم أن ألعنهم(

: )إن الش��يطان ق��دقال رسول الله [155]الحديث: يئس أن تعبد األصنام بأرض العرب، ولكن سيرضى منكم ب��دون ذلك، بالمحقرات وهي الموبقات يوم القيام��ة، ف��اتقوا المظ��الم ما استطعتم، فإن العبد يجيء بالحسنات يوم القيامة وه��و ي��رى أن ستنجيه، فما زال عبد يقوم يقول: يا رب ظلمني عبدك فالن بمظلمة قال: فيقول: امحو من حسناته، فيقول: فما زال كذلك حتى ال يبقى معه حسنة من الذنوب، وإن مثل ذلك كسفر نزلوا بفالة من األرض، ليس معهم حطب، فتف��رق الق��وم ليحتطب��وا،

(4)فلم يلبثوا أن احتطبوا وأنضجوا ما أرادوا.. وكذلك الذنوب(لمقال رسول الله [156]الحديث: ﴿ في قوله تعالى:

ى ين حت ركين منفك ��اب والمش�� ذين كف��روا من أه��ل الكت يكن النة ]البينة: [: )من نعته��ا ل��و أن ابن آدم س��أل وادي��ا1﴾تأتيهم البي

من مال، فأعطيته، سأل ثانيا، وإن أعطيته ثانيا، س��أل ثالث��ا، وال يمأل جوف ابن آدم إال ال��تراب، ويت��وب الل��ه على من ت��اب، وإن الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية، وال النصرانية، ومن يعم��ل

(5)خيرا فلن يكفره( قال إبليس: يا رب: )الله قال رسول [157]الحديث:

ليس أح��د من خلق��ك إال جعلت ل��ه رزق��ا ومعيش��ة فم��ا رزقي؟

( 2565 - )35( 1987/ 4 )( مسلم )1( 1740( )553/ 1 )( رواه ابن ماجة )2( 31895( )344/ 6 )( مصنف ابن أبي شيبة )3( 7067 و6877( )404/ 9( وشعب اإليمان )840( )338 )( اآلداب للبيهقي )ص:4( 2889( )244/ 2 )( رواه الحاكم )5

40

(1)قال: ما لم يذكر عليه اسمي( : )يق��ول ال��رب ع��زالل��ه قال رسول [158]الحديث:

وجل يوم القيامة: سيعلم أه��ل الجم��ع الي��وم: من أه��ل الك��رم؟ فقيل: ومن أهل الك��رم ي��ا رس��ول الل��ه؟ ق��ال: أه��ل ال��ذكر في

(2)المجالس( : )أال أعلم��ك كلم��ةالل��ه قال رسول [159]الحديث:

من كنز من تحت الجنة؟ ال حول وال قوة إال بالله، يق��ول: أس��لم (3)عبدي واستسلم( : )من قال: س��بحانالله قال رسول [160]الحديث:

الله، والحمد لله، وال إله إال الله، والله أكبر، وال حول وال قوة إال (4)بالله، قال الله: أسلم عبدي واستسلم(

ما أوحى الله إلي: )الله قال رسول [161]الحديث: ح ب فس�� ﴿أن أجمع المال وأكن من التاجرين ولكن أوحى إلى أن:

اجدين ) ك وكن من الس�� ��ك98بحم��د رب ى يأتي ك حت ��د رب ( واعب (5)[(99، 98﴾اليقين ]الحجر: ، فقالت: ياجاءت أم سليم إلى النبي [162]الحديث:

رس��ول الل��ه، علم��ني كلم��ات أدع��و بهن ق��ال: )تس��بحين الل��ه عشرا، وتحمدينه عشرا، وتكبرينه عشرا، ثم سلي حاجتك، فإن��ه

(6)يقول: قد فعلت، قد فعلت( لسودة: )سبحي الله ك��لقال النبي [163]الحديث:

غداة عشرا، وكبري عشرا، واحم�دي عش��را، وق�ولي: اغف�ر لي(7)عشرا، فإنه يقول: قد فعلت قد فعلت(

ق��الت: ي��اجاءت أم سليم إلى النبي [164]الحديث: رسول الله، علمني كلمات أدعو بهن في صالتي، قال: )س��بحي الله عشرا، واحمديه عش��را، وكبري��ه عش��را، ثم س��ليه حاجت��ك،

(8)يقول: نعم، نعم( عن أم رافع، أنها قالت: يا رسول الله، [165]الحديث:

( 126/ 8 )( رواه أبو نعيم في الحلية )1( 81( )65 )( الزهد ألسد بن موسى )ص:2( 9757( )10/ 9 )( السنن الكبرى للنسائي )3( 1850( )681/ 1 )( رواه الحاكم )4( 2316( )317 )( الزهد ألحمد بن حنبل )ص:5( 12207( )240/ 19 )( رواه أحمد )6(29431( )55/ 6 )( مصنف ابن أبي شيبة )7( 1223( )78/ 2 )( السنن الكبرى للنسائي )8

41

دلني على عمل يأجرني الله عز وجل عليه.قال: )يا أم رافع، إذا قمت إلى الصالة فسبحي الله عشرا، وهللي��ه عش��را، واحمدي��ه عش��را، وكبري��ه عش��را، واس��تغفريه عش��را، فإن��ك إذا س��بحت عشرا قال: هذا لي، وإذا هللت قال: هذا لي، وإذا حمدت ق��ال: ه��ذا لي، وإذا ك��برت ق��ال: ه��ذا لي، وإذا اس��تغفرت ق��ال: ق��د

(1)غفرت لك( إذا كان يوم ح��ار،: )الله قال رسول [166]الحديث:

فقال الرجل: ال إله إال الله، ما أشد حر هذا اليوم، اللهم أج��رني من حر جهنم، ق��ال الل��ه ع��ز وج��ل لجهنم: إن عب��دا من عب��ادي استجار بي من حرك فاشهدي أني أجرته، وإن ك��ان ي��وم ش��ديد البرد، فإذا قال العبد: ال إل��ه إال الل��ه، م��ا أش��د ب��رد ه��ذا الي��وم، اللهم أجرني من زمهرير جهنم، ق��ال الل��ه ع��ز وج��ل لجهنم: إن عبدا من عبادي قد استجارني من زمهريرك، وإني أش��هدك أني قد أجرته، قالوا: ما زمهرير جهنم؟ قال: بيت يلقى فيه الك��افر،

(2)فيتميز من شدة بردها بعضه من بعض( : )أال أعلم��ك كلم��ةالل��ه قال رسول [167]الحديث:

من كنز من تحت الجنة؟ ال حول وال قوة إال بالله، يق��ول: أس��لم (3)عبدي واستسلم( : )من قال: س��بحانالله قال رسول [168]الحديث:

الله، والحمد لله، وال إله إال الله، والله أكبر، وال حول وال قوة إال (4)بالله، قال الله: أسلم عبدي واستسلم(

ما أوحى الله إلي: )الله قال رسول [169]الحديث: ح ب فس�� ﴿أن أجمع المال وأكن من التاجرين ولكن أوحى إلى أن:

اجدين ) ك وكن من الس�� ��ك98بحم��د رب ى يأتي ك حت ��د رب ( واعب (5)[(99، 98﴾اليقين ]الحجر: ، فقالت: ياجاءت أم سليم إلى النبي [170]الحديث:

رس��ول الل��ه، علم��ني كلم��ات أدع��و بهن ق��ال: )تس��بحين الل��ه عشرا، وتحمدينه عشرا، وتكبرينه عشرا، ثم سلي حاجتك، فإن��ه

( 107( )97 )( عمل اليوم والليلة البن السني )ص:1( 306( )265 )( عمل اليوم والليلة البن السني )ص:2( 9757( )10/ 9 )( السنن الكبرى للنسائي )3( 1850( )681/ 1 )( رواه الحاكم )4(2316( )317 )( الزهد ألحمد بن حنبل )ص:5

42

(1)يقول: قد فعلت، قد فعلت( لسودة: )سبحي الله ك��لقال النبي [171]الحديث:

غداة عشرا، وكبري عشرا، واحم�دي عش��را، وق�ولي: اغف�ر لي(2)عشرا، فإنه يقول: قد فعلت قد فعلت(

ق��الت: ي��اجاءت أم سليم إلى النبي [172]الحديث: رسول الله، علمني كلمات أدعو بهن في صالتي، قال: )س��بحي الله عشرا، واحمديه عش��را، وكبري��ه عش��را، ثم س��ليه حاجت��ك،

(3)يقول: نعم، نعم( عن أم رافع، أنها قالت: يا رسول الله، [173]الحديث:

دلني على عمل يأجرني الله عز وجل عليه.قال: )يا أم رافع، إذا قمت إلى الصالة فسبحي الله عشرا، وهللي��ه عش��را، واحمدي��ه عش��را، وكبري��ه عش��را، واس��تغفريه عش��را، فإن��ك إذا س��بحت عشرا قال: هذا لي، وإذا هللت قال: هذا لي، وإذا حمدت ق��ال: ه��ذا لي، وإذا ك��برت ق��ال: ه��ذا لي، وإذا اس��تغفرت ق��ال: ق��د

(4)غفرت لك( إذا كان يوم ح��ار،: )الله قال رسول [174]الحديث:

فقال الرجل: ال إله إال الله، ما أشد حر هذا اليوم، اللهم أج��رني من حر جهنم، ق��ال الل��ه ع��ز وج��ل لجهنم: إن عب��دا من عب��ادي استجار بي من حرك فاشهدي أني أجرته، وإن ك��ان ي��وم ش��ديد البرد، فإذا قال العبد: ال إل��ه إال الل��ه، م��ا أش��د ب��رد ه��ذا الي��وم، اللهم أجرني من زمهرير جهنم، ق��ال الل��ه ع��ز وج��ل لجهنم: إن عبدا من عبادي قد استجارني من زمهريرك، وإني أش��هدك أني قد أجرته، قالوا: ما زمهرير جهنم؟ قال: بيت يلقى فيه الك��افر،

(5)فيتميز من شدة بردها بعضه من بعض( � جالل وجمال العدالة والرحمة:2

بما أن الكثير من هذه األحاديث مما يغلب عليه بيان س��عة الرحمة اإللهية، فقد قرناه باألحاديث التي تدل على عدال��ة الل��ه تعالى، حتى ال يساء فهم الرحمة، وال�تي ق�د ت�ؤدي إلى اإلرج�اءكم ليس بأم��اني ﴿والتمنى، الذي ورد النهي عنه في قول��ه تع��الى:

( 12207( )240/ 19 )( رواه أحمد )1(29431( )55/ 6 )( مصنف ابن أبي شيبة )2( 1223( )78/ 2 )( السنن الكبرى للنسائي )3( 107( )97 )( عمل اليوم والليلة البن السني )ص:4( 306( )265 )( عمل اليوم والليلة البن السني )ص:5

43

��ه من ��ه وال يج��د ل وءا يج��ز ب وال أماني أهل الكتاب من يعمل س��يرا ) ا وال نص�� الحات من123دون الل�ه ولي ( ومن يعم�ل من الص��

ة وال يظلم��ون ��دخلون الجن ��ر أو أنثى وه��و م��ؤمن فأولئك ي ذك[، وغيرها من اآليات الكريمة.. 124، 123﴾نقيرا ]النساء:

ولذلك فإن كل األحاديث التي تبين رحمة الله تعالى لبعض عباده، بسبب سلوك أو موقف معين؛ فإنه يع��ني أن ذل��ك العب��د استوفى حصته من العذاب، وطه��ر من ذنوب��ه، وبقي ل��ه اختب��ار واحد، وهو ذل��ك الس��لوك أو الموق��ف، وعن��دما نجح في��ه أدخ��ل الجنة، وق��د ش��رحنا ذل��ك بتفص��يل في كت��اب ]أس��رار األق��دار[،

و]أسرار ما بعد الموت بين الدين والعقل[ ومن األحاديث الواردة في هذا الباب، والتي تفهم على هذا

األساس: : )يؤتى ب��الوالة ي��ومالله قال رسول [175]الحديث:

القيامة عادلهم وج��ائرهم ح��تى يقف��وا على جس��ر جهنم فيق��ول الله عز وجل فيكم طلبي فال يبقى جائر في حكم��ه م��رتش في قضائه ممكن سمعه أح��د الخص��مين إال ه��وى في الن��ار س��بعين

(1)خريفا( أيما رجل استعمل: )الله قال رسول [176]الحديث:

رجال على عش����رة أنفس علم أن في العش����رة أفض����ل ممن استعمل فقد غش الله وغش رسوله وغش جماعة المس��لمين، ويؤتى بالذي ضرب فوق الحد فيقول: عبدي، لم ضربت فوق ما أمرتك؟ فيقول: غضبت لك، فيقول: أكان لغضبك أن يكون أشد من غض��بي؟ وي��ؤتى بال��ذي قص��ر فيق��ول: عب��دي، لم قص��رت؟ فيق��ول: رحمت��ه، فيق��ول: أك��انت لرحمت��ك أن تك��ون أش��د من

(2)رحمتي؟ فيؤمر بهما جميعا إلى النار( : )إذا ص��لوا علىالل��ه ق��ال رس��ول [177]الح��ديث:

جنازة وأثنوا خيرا يقول ال��رب عزوج��ل: أج��زت ش��هادتهم فيم��ا(3 )يعلمون، وأغفر لهم ما ال يعلمون(

وهذا الحديث يفهم على ضوء اآليات واألحاديث ال��تي ت��دل على عدالة الموازين اإللهية، وهو م��ا ي��دل على أن إج��ازة ه��ذه

الشهادة مرتبطة فقط بمن يستحقونها.( 2153( )94/ 10 )( المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية )1( 2247( )105/ 2 )( جامع المسانيد والسنن الهادي ألقوم سنن )2(168/ 3 )( التاريخ الكبير للبخاري )3

44

: )إن أول م��ا خل��قالل��ه قال رسول [178]الحديث: الله القلم، فقال ل��ه: اكتب ق��ال: رب وم��اذا أكتب؟ ق��ال: اكتب

(1)مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة( : )إن الل��ه تب��اركالل��ه ق��ال رس��ول [179]الحديث:

وتعالى يقول: من علم منكم أني ذو قدرة على مغف��رة ال��ذنوب(2 )غفرت له وال أبالي ما لم يشرك بي شيئا(

وه���ذا الح���ديث يفهم على ض���وء غ���يره من النص���وص المقدس��ة، باإلض��افة إلى تحق��ق التوب��ة بش��روطها، وي��دل علي��ه

علمه بالمغفرة وتفعيلها. : )آخر من يخرج منالله قال رسول [180]الحديث:

الن��ار رجالن يق��ول الل��ه ألح��دهما: ي��ا ابن آدم م��ا أع��ددت له��ذا اليوم، هل عملت خيرا، أو رجوتني؟ فيقول: ال يا رب، فيؤمر ب��ه إلى النار، وهو أشد أهل النار حسرة، ويق��ول لآلخ��ر: ي��ا ابن آدم ما أعددت لهذا اليوم، هل عملت خيرا، أو رجوتني؟ فيقول: نعم يا رب، قد كنت أرجو إذ أخرجتني أن ال تعيدني فيها أبدا، ف��ترفع له شجرة، فيقول: أي رب أقرني تحت هذه الش��جرة فأس��تظل بظلها، وآكل من ثمرها، وأشرب من مائها، فيعاهده أن ال يسأله غيرها، فيدنيه منها، ثم ترفع له ش��جرة، هي أحس��ن من األولى، وأغدق ماء، فيقول: أي رب هذه ال أسألك غيرها؟ أقرني تحته��ا، فأستظل بظلها، وآكل من ثمرها، وأشرب من مائها، فيقول: ي��ا ابن آدم، ألم تعاهدني أن ال تسألني غيرها؟ فيقول: أي رب هذه ال أسألك غيرها، فيق��ره تحته��ا ويعاه��ده أن ال يس��أله غيره��ا، ثم ترفع له شجرة، عند باب الجنة، هي أحسن من األوليين، وأغدق ماء، فيقول: أي رب ال أسألك غيرها، ف��أقرني تحته��ا، فأس��تظل بظلها، وآكل من ثمرها، وأشرب من مائها، فيقول: ابن آدم، ألم تعاهدني أن ال تس��ألني غيره��ا؟ فيق��ول: أي رب ه��ذه ال أس��ألك غيرها، فيقره تحتها، ويعاهده أن ال يسأله غيرها، فيسمع أصوات أه�ل الجن�ة فال يتمال�ك، فيق�ول: أي رب أدخل��ني الجن�ة.فيق�ول تبارك وتعالى: سل وتمن، فيسأل ويتمنى ويلقنه الله م��ا ال علم له به، فيسأل ويتمنى مقدار ثالثة أي��ام من أي��ام ال��دنيا، فيق��ول:

(3)ابن آدم، لك ما سألت(( 313/ 2 )( رواه أبو نعيم في الحلية )1( 321/ 1( واألسماء والصفات للبيهقي )7676( )291/ 4 )( رواه الحاكم )2(11667( )177/ 4 )( رواه أحمد )3

45

: )سأل موسى رب�ه،الله قال رسول [181]الحديث: ما أدنى أهل الجنة منزلة، ق�ال: ه�و رج�ل يجيء بع�د م�ا أدخ�ل أهل الجنة الجنة، فيقال له: ادخل الجنة، فيق��ول: أي رب، كي��ف وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم، فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟ فيق��ول: رض��يت رب، فيقول: لك ذلك، ومثله ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة: رضيت رب، فيقول: هذا ل�ك وعش�رة أمثال�ه، ول�ك م��ا اش��تهت نفسك، ولذت عينك، فيق��ول: رض��يت رب، ق��ال: رب، ف��أعالهم منزل��ة؟ ق��ال: أولئ��ك ال��ذين أردت، غرس��ت ك��رامتهم بي��دي، وختمت عليه��ا، فلم ت��ر عين، ولم تس��مع أذن، ولم يخط��ر علىفال تعلم ﴿قلب بشر، قال: ومصداقه في كت��اب الل��ه ع��ز وج��ل: ��ون ��انوا يعمل ة أعين ج��زاء بم��ا ك ﴾نفس م��ا أخفي لهم من ق��ر

(1)([17]السجدة: : )إذا دخل أهل الجنةالله قال رسول [182]الحديث:

الجنة، قال: يقول الله عز وجل: ه��ل تش��تهون ش��يئا فأزي��دكم؟فيقولون: ربنا وما فوق ما أعطيتنا؟ قال: يقول: رضواني أك��بر(

(2) : )إذا دخل أهل الجنةالله قال رسول [183]الحديث:

الجنة، وأهل النار النار، قال الله تعالى: يا أه��ل الجن��ة، كم لبثتم في األرض عدد سنين؟ قالوا: لبثنا يوما أو بعض يوم، قال: نعم، م��ا اتج��رتم في ي��وم أو بعض ي��وم، رحم��تي ورض��واني وجن��تي،كم لبثتم في ﴿امكثوا فيها خالدين مخلدين، ثم يقول ألهل الن��ار:

أل112األرض عدد سنين ) ��وم فاس�� ��ا يوم��ا أو بعض ي ( قالوا لبثن [، فيقول: بئس ما اتج�رتم في113،� 112﴾العادين ]المؤمنون:

يوم أو بعض يوم، سخطي ومعصيتي وناري، امكثوا فيها خالدينا ظ��المون نا أخرجنا منه��ا ف��إن ع��دنا فإن ﴾مخلدين فيقولون: رب ﴿

م���ون 107]المؤمن���ون: ئوا فيه���ا وال تكل اخس��� ﴾[، فيق���ول: ﴿ [، فيكون ذلك آخر عه��دهم بكالم ربهم تع��الى(108]المؤمنون:

(3) : )يدخل أه��ل الجن��ةالله قال رسول [184]الحديث:

الجنة، وأهل النار النار، ثم يقول الل��ه تع��الى: أخرج��وا من الن��ار من كان في قلبه مثقال حب��ة من خ��ردل من إيم��ان؛ فيخرج��ون

( 176/ 1 )( مسلم )1( 276( )156/ 1 )( رواه الحاكم )2( 132/ 5 )( رواه أبو نعيم في الحلية )3

46

منه�ا ق��د اس�ودوا، فيلق�ون في نه�ر الحي��اة، فينبت�ون كم�ا تنبت(1)الحبة في جانب السيل، ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية(

: )إذا دخل أهل الجنةالله قال رسول [185]الحديث: الجنة وأهل النار النار قال الله عز وج��ل: أخرج��وا من الن��ار من كان في قلبه مثقال ذرة من خير، قال: فيخرجون ق��د امتحش��وا وصاروا حمما، فيلق�ون في نه�ر يق�ال ل�ه الحي�اة، فينبت�ون كم�ا

(2)تنبت الحبة في حميل السيل( : )يقول الله: أخرجواالله قال رسول [186]الحديث:

(3)من النار من ذكرني يوما أو خافني في مقام( : )إذا ميز أهل الجنة،الله قال رسول [187]الحديث:

وأهل النار، فدخل أهل الجن��ة الجن��ة، وأه��ل الن��ار الن��ار، ق��امت الرس��ل فش��فعوا، فيق��ول: انطلق��وا، أو اذهب��وا، فمن ع��رفتم، فأخرجوه، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيلقونهم في نه��ر، أو على نهر، يقال له: الحياة، قال: فتسقط محاشهم على حاف��ة النه��ر، ويخرجون بيضا مثل الثع��ارير، ثم يش��فعون، فيق��ول: اذهب��وا، أو انطلق���وا، فمن وج���دتم في قلب���ه مثق���ال ق���يراط من إيم���ان فأخرجوهم، قال: فيخرجون بشرا، ثم يشفعون، فيقول: اذهب��وا أو انطلق��وا، فمن وج��دتم في قلب��ه مثق��ال حب��ة من خردل�ة من إيمان فأخرجوه، ثم يقول الل��ه: أن��ا اآلن أخ��رج بعلمي ورحم��تي قال: فيخرج أضعاف م��ا أخرج��وا وأض��عافه، فيكتب في رق��ابهم

(4)عتقاء الله، ثم يدخلون الجنة فيسمون فيها الجهنميين(

بن [188]الح��ديث: وال تحس�� ﴿س��ئل عن قول��ه تع��الى: هم يرزق��ون ��د رب ��اء عن ذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحي ﴾ال

[، ق��ال: أم��ا إن��ا ق��د س��ألنا عن ذل��ك، فق��ال:169]آل عم��ران: )أرواحهم في ج��وف ط��ير خض��ر، له��ا قنادي��ل معلق��ة ب��العرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطالعة(، فقال: )هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا، ففعل ذل��ك بهم ثالث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يس��ألوا، ق��الوا: ي��ا رب، نريد أن ترد أرواحن��ا في أجس��ادنا ح��تى نقت��ل في س��بيلك م��رة

( 172/ 1( ومسلم )22( )13/ 1 )( البخاري )1( 822( )806/ 2 )( اإليمان البن منده )2( 710/ 2( والتوحيد البن خزيمة )2594( )712/ 4 )( سنن الترمذي )3( 14491( )93/ 5 )( رواه أحمد )4

47

(1)أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا( : )لما أصيب إخوانكمالله قال رسول [189]الحديث:

بأحد، جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر، ترد أنهار الجن��ة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قنادي��ل من ذهب معلق��ة في ظ��ل العرش، فلما وج��دوا طيب م��أكلهم ومش��ربهم ومقيلهم، ق��الوا: من يبلغ إخواننا عنا أن��ا أحي��اء في الجن��ة ن��رزق، لئال يزه��دوا في الجهاد، وال ينكلوا عند الح��رب.ق��ال: فق��ال الل��ه ج��ل ثن��اؤه: أن��ابيل ��وا في س�� ذين قتل بن ال وال تحس�� ﴿أبلغهم عنكم فأنزل الل��ه(:

هم يرزقون ]آل عمران: (2)( [169﴾الله أمواتا بل أحياء عند ربوالالل��ه ق��ال رس��ول [190]الح��ديث: ﴿ في قول��ه:

هم ��د رب ��اء عن ��ل أحي ��ا ب ذين قتلوا في سبيل الل��ه أموات تحسبن ال [: )أرواحهم كطير خض��ر تس��رح في169﴾يرزقون ]آل عمران:

الجن��ة في أيه��ا ش��اءت، ثم ت��أوي إلى قنادي��ل معلق��ة ب��العرش، فبينما هم كذلك، إذ اطلع عليهم ربك اطالع��ة، فيق��ول: س��لوني ما شئتم، قالوا: ربن��ا، م��اذا نس��ألك ونحن نس��رح في الجن��ة في أيه��ا ش��ئنا؟ فلم��ا رأوا أنهم ال ي��تركون من أن يس��ألوا، ق��الوا: نسألك أن ترد أرواحن��ا في أجس��ادنا إلى ال��دنيا ح��تى نقت��ل في

(3)سبيلك، فلما رأى أنهم ال يسألون إال ذلك، تركوا( : )لما أصيب إخوانكمالله قال رسول [191]الحديث:

بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر، ترد أنه��ار الجن��ة، تأكل من ثمارها، وت��أوي إلى قنادي��ل من ذهب معلق��ة في ظ��ل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم، ومش��ربهم، ومقيلهم، ق��الوا: من يبلغ إخواننا عنا، أن��ا أحي��اء في الجن��ة ن��رزق لئال يزه��دوا في الجهاد، وال ينكلوا عن��د الح��رب، فق��ال الل��ه س��بحانه: أن��ا أبلغهمبيل ��وا في س�� ذين قتل بن ال وال تحس�� ﴿عنكم(، قال: ف��أنزل الل��ه:

هم يرزقون ]آل عمران: (4)([169﴾الله أمواتا بل أحياء عند رب : )ق��ال الل��ه تب��اركالل��ه قال رسول [192]الحديث:

وتع��الى: أع��ددت لعب��ادي الص��الحين، م��ا ال عين رأت، وال أذن ﴿سمعت، وال خطر على قلب بشر.. اقرؤوا إن ش��ئتم: فال تعلم

( 1502/ 3 )( مسلم )1( 193( )510/ 2 )( الجهاد البن أبي عاصم )2( 2801( )936/ 2 )( رواه ابن ماجة )3( 2520( )15/ 3 )( سنن أبي داود )4

48

ة أعين ]السجدة: (1)[(17﴾نفس ما أخفي لهم من قر

: )إن الل��ه إذا أحبالل��ه قال رسول [193]الحديث: عب��دا دع��ا جبري��ل فق��ال: إني أحب فالن��ا فأحب��ه، ق��ال: فيحب��ه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فالنا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ق��ال ثم يوض��ع ل��ه القب��ول في األرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبري��ل فيق��ول: إني أبغض فالن��ا فأبغض��ه، ق��ال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أه�ل الس�ماء إن الل�ه يبغض فالن�ا

(2)فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في األرض( : )إن الله ع��ز وج��لقال رسول الله [194]الحديث:

ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجن��ة، فيق��ول: ي��ا رب، أنى لي(3)هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك(

: )إن الرج��ل ل��ترفعالله قال رسول [195]الحديث: ل��ه الدرج��ة في الجن��ة، فيق��ول: ي��ا رب أنى لي ه��ذه؟، فيق��ال:

(4)باستغفار ولدك لك( : )إن الل��ه تب��اركق��ال رس��ول الل��ه [196]الحديث:

وتعالى يقول ألهل الجنة: ي��ا أه��ل الجن��ة؟ فيقول��ون: لبي��ك ربن��ا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لن��ا ال نرض��ى وق��د أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك، فيقول: أن��ا أعطيكم أفض��ل من ذلك، قالوا: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل

(5)عليكم رضواني، فال أسخط عليكم بعده أبدا( إن الل��ه يق��ول: )ق��ال رس��ول الل��ه [197]الحديث:

ألهون أهل النار عذابا: لو أن لك م��ا في األرض من ش��يء كنت تفتدي به؟ قال: نعم، قال: فق��د س��ألتك م��ا ه��و أه��ون من ه��ذا

(6)وأنت في صلب آدم، أن ال تشرك بي، فأبيت إال الشرك(

إن العب��د ليلتمس: )قال رسول الله [198]الحديث: مرضاة الله فال يزال بذلك، فيقول الله لجبريل: إن فالن��ا عب��دي يلتمس أن يرضيني أال وإن رحمتي عليه، فيقول جبري��ل: رحم��ة الله على فالن، ويقولها حملة العرش، ويقولها من حولهم ح��تى

( 2174/ 4( ومسلم )4779( )115/ 6 )(البخاري )1( 2030/ 4 )( مسلم )2( 10610( )738/ 3 )( رواه أحمد )3( 93/ 6 )( مصنف ابن أبي شيبة )4( 2176/ 4( ومسلم )6549( )114/ 8 )( البخاري )5( 2160/ 4( ومسلم )3334( )133/ 4 )( البخاري )6

49

(1)يقولها أهل السماوات السبع، ثم تهبط له إلى األرض(

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [199]الحديث: تعالى: )أيم��ا عب��د من عب��ادي خ��رج مجاه��دا في س��بيلي ابتغ��اء مرضاتي ضمنت له إن رجعته أن أرجعه بم��ا أص��اب من أج��ر أو

(2)غنيمة، وإن قبضته غفرت له ورحمته( : )انت��دب الل��ه لمنقال رسول الل��ه [200]الحديث:

خرج في س��بيله، ال يخرج��ه إال إيم��ان بي وتص��ديق برس��لي، أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، أو أدخله الجنة، ولوال أن أش��ق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقت��ل في س��بيل

(3)الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل( : )من انتدب خارج��اقال رسول الله [201]الحديث:

في سبيل الله ابتغاء وجه��ه، وتص��ديق وع��ده، وإيمان��ا برس��االته على الله ضامن، فإما يتوف��اه الل��ه في الجيش ب��أي حت��ف ش��اء فيدخله الجنة، وإما يسيح في ضمان الل��ه وإن ط��الت غيبت��ه، ثم يرده إلى أهله سالما مع ما ن��ال من أج��ر وغنيم��ة.. ومن فص��ل في سبيل الله فمات أو قتل، فهو شهيد.. ومن وقصه فرسه، أو بعيره، أو لدغته هامة، أو مات على فراشه بأي حتف ش��اء الل��ه

(4)فإنه شهيد وله الجنة( : )تلقت المالئك��ةق��ال رس��ول الل��ه [202]الحديث:

روح رج��ل ممن ك��ان قبلكم، فق��الوا: أعملت من الخ��ير ش��يئا؟ قال: ال، قالوا: ت��ذكر، ق��ال: كنت أداين الن��اس ف��آمر فتي��اني أن ينظ��روا المعس��ر، ويتج��وزوا عن الموس��ر، ق��ال: ق��ال الل��ه ع��ز

(5)وجل: تجوزوا عنه(

ق��ال الل��ه تع��الى: )الل��ه قال رسول [203]الحديث: للنفس: اخرجي، ق��الت: ال أخ��رج إال كاره��ة ق��ال: اخ��رجي وإن

(6)كرهت(

: )كان رجل يس��رفالله قال رسول [204]الحديث: على نفس���ه فلم���ا حض���ره الم���وت ق���ال لبني���ه: إذا أن���ا مت

(22401( )458/ 7 )( رواه أحمد )1( 4319( )280/ 4 )( السنن الكبرى للنسائي )2( 36( )16/ 1 )( البخاري )3( 18537( )280/ 9 )( السنن الكبرى للبيهقي )4( 1194/ 3( ومسلم )2077( )58/ 3 )( البخاري )5( 9590( )67/ 17( ومسند البزار )219( )86 )( األدب المفرد )ص:6

50

فأحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريح، فوالل��ه لئن ق��در علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا، فلما مات فعل ب��ه ذل��ك، فأمر الله األرض فقال: اجمعي ما في��ك من��ه، ففعلت، ف��إذا ه��و قائم، فقال: ما حملك على م��ا ص��نعت؟ ق��ال: ي��ا رب خش��يتك،

(1)فغفر له( وقال غيره: )مخافتك يا رب( وه��ذا الح��ديث يفهم على ض��وء م��ا س��بق، وي��دل علي��ه أن ابناءه شهدوا له، كما ورد في رواي��ة أخ��رى عن أبي س��عيد، عن

: أن رجال كان قبلكم، رغسه الله م��اال، فق��ال لبني��ه لم�االنبي حضر: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خ�ير أب، ق�ال: ف�إني لم أعم�ل خ��يرا ق��ط، ف��إذا مت ف��أحرقوني، ثم اس��حقوني، ثم ذروني في يوم عاصف، ففعلوا، فجمعه الله عز وج��ل، فق��ال: م��ا حمل��ك؟

(2)قال: مخافتك، فتلقاه برحمته( : )ك��ان رجالن فيالل��ه ق��ال رس��ول [205]الحديث:

بني إسرائيل متواخيين، فكان أحدهما يذنب، واآلخر مجته��د في العبادة، فكان ال يزال المجتهد ي��رى اآلخ��ر على ال��ذنب فيق��ول: أقصر، فوج�ده يوم�ا على ذنب فق�ال ل�ه: أقص�ر، فق�ال: خل�ني وربي أبعثت علي رقيب��ا؟ فق��ال: والل��ه ال يغف��ر الل��ه ل��ك، أو ال يدخلك الله الجنة، فقبض أرواحهما، فاجتمعا عن��د رب الع��المين فقال لهذا المجته��د: أكنت بي عالم��ا، أو كنت على م��ا في ي��دي قادرا؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال لآلخر:

(3)اذهبوا به إلى النار( وهذا الح��ديث يفهم على ض��وء م��ا س��بق من مراع��اة قيم

العدالة والرحمة، حتى ال يتخذ ذريعة لإلرجاء واألماني الكاذبة.ثانيا � األحاديث الواردة في المصادر الشيعية:

وهي أك���ثر بكث���ير من نظيراته���ا في المدرس���ة الس���نية، باإلضافة إلى اشتراكها معها في أكثر األح�اديث الس��ابقة، وله�ذا لم نذكرها جميعا هنا، وإنما تركن��ا بعض��ها لمحال��ه المناس��بة في األجزاء التالية، وخاصة في الجزء المتعلق بالنبوة واألنبياء، حيث

سنعرض فيه لوحي الله تعالى لهم من خالل تلك األحاديث. ق��د قس��مناها بحس��ب الص��يغ ال��تي وردت به��ا إلى أربع��ة

أقسام:( 2110/ 4( ومسلم )3481( )176/ 4 )( البخاري )1( 2112/ 4( ومسلم )3478( )176/ 4 )( البخاري )2( 4901( )276/ 4 )( سنن أبي داود )3

51

: وهي � األحاديث القدس��ية المباش��رة والمطلقة1التي استهلت مباشرة بكالم الله تعالى.

��� األح��اديث القدس��ية ال��واردة في المواع��ظ2 وهي التي وردت على شكل مواعظ ووصايا.:والوصايا

: � األحاديث القدسية الواردة في أحاديث المعاد3وهي التي تخبر عن حديث الله لعباده يوم القيامة.

: � األحاديث القدسية الواردة في قصص األنبياء4وهي التي تخبر عن وحي الله تعالى لرسله عليهم السالم.

وننبه إلى أننا مزجنا األحاديث ال��واردة عن رس��ول الل��ه مع الواردة عن أئمة الهدى في ك��ل مح��ل، م��ع التفري��ق بينهم��ا

، ثم ما حدث به أئمة الهدى، وذلكبالبدء بأحاديث رسول الله لما أشرنا إليه سابقا من أن كل األحاديث التي يح��دث به�ا أئم�ة

روي في ذلك عن اإلم��ام، كما الهدى مأخوذة من رسول الله الصادق أنه قيل له: )أس��مع الح��ديث فال أدري من��ك س��ماعه أو

)(1)من أبيك؟(، قال: )ما سمعته مني فاروه عن رسول الله وقال: )عجبا للناس يقولون: أخذوا علمهم كله عن رس��ول

فعملوا به واهتدوا، ويرون أنا أهل ال��بيت لم نأخ��ذ علم��هالله ولم نهتد به، ونحن أهله وذريته، في منازلن��ا أن��زل ال��وحي، ومن عن��دنا خ��رج إلى الن��اس العلم أف��تراهم علم��وا واهت��دوا وجهلن��ا

(2)وضللنا؟!.. إن هذا محال( � األحاديث القدسية المباشرة:1

أو أئم��ة اله��دىوهي األحاديث التي يستهلها رسول الله ب��ذكر أنه�ا كالم الل��ه تع��الى، وذل��ك بحس��ب الص��يغ ال�تي وردت

قال رس��ول الل��ه الرواية فيها، وقد جعلناها تبدأ بهذه الجملة ][، أو بما يشبهها، ومن تلك األحاديث:فيما يحكي عن الله تعالى

أ � األحاديث النبوية: فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [206]الحديث:

ي��ا عب��ادي كلكم ض��ال إال من ه��ديت فس��لوني اله��دىتع��الى: ) أه�دكم.. وكلكم فق��ير إال من أغ��نيت فس��لوني ال�رزق أرزقكم.. وكلكم مذنب إال من عافيت فسلوني المغفرة أغف��ر لكم.. ومن

المغف��رة فاس��تغفرني غف��رت ل��ه وال علم أني ذو ق��درة على أبالي.. ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم

.2/161)( بحار األنوار: 1.2/179)( بحار األنوار: 2

52

اجتمع��وا على قلب أتقى عب��د من عب��ادي لم يزي��دوا في ملكي جن��اح بعوض��ة.. ول�و أن أولكم وآخ�ركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أشقى قلب عب��د من عب��ادي لم ينقص��وا من ملكي جناح بعوضة.. ول��و أن أولكم وآخ��ركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابس��كم اجتمع��وا فيتمنى ك��ل واح��د منكم م��ا بلغت أمنيته فأعطيته لم يبن ذلك في ملكي وال كما لو أن أحدكم م��ر على شفة البحر فيغمس فيه إبرة ثم انتزعها.. ذلك ب��أني ج��واد كريم ماجد واحد.. عطائي كالم وعداتي كالم.. ف��إذا أردت ش��يئا

(1)فإنما أقول له كن فيكون( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [207]الحديث:

إني أنا الله رب العالمين.. إني أن��ا الل��ه العلي العظيم..تعالى: ) إني أنا الله العزيز الحكيم.. إني أنا الله الغفور الرحيم.. إني أن��ا الله الرحمن الرحيم.. إني أنا الله مالك يوم الدين.. إني أنا الل��ه

ر.. إني أن�ا الل��هلم أزل وال أزال.. إني أنا الله خ الق الخير والش�� خالق الجنة والنار.. إني أنا الله مني بدو كل ش��يء وإلي يع��ود..هادة.. إني أنا الله الواحد الصمد.. إني أنا الله عالم الغيب والش��الم الم��ؤمن المهيمن العزي��ز إني أنا الل��ه المل��ك الق��دوس الس�� الجبار المتكبر.. إني أنا الله الخالق البارىء المصور لي األسماء

(2)الحسنى.. إني أنا الله الكبير( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [208]الحديث:

إني أن��ا الل��ه ال إل��ه إال أن��ا.. فمن أق��ر بالتوحي��د دخ��لتع��الى: )(3)حصني.. ومن دخل حصني أمن من عذابي(

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [209]الحديث: أنا الله ال إله إال أنا فاعبدوني.. من ج��اء منكم بش��هادة:تعالى: )

أن ال إله إال الله باإلخالص، دخل حصني.. ومن دخل حصني أمن(4)من عذابي(

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [210]الحديث: أنا أهل أن أتقى، وال يشرك بي عبدي ش��يئا.. وأن��ا أه��لتعالى: )

(5) إن لم يشرك بي عبدي شيئا أن أدخله الجنة(

.1/38)( المجالس، موسوعة الكلمة: 1.1/30)( الكافي، موسوعة الكلمة: 2.1/31)( عيون أخبار الرضا، موسوعة الكلمة: 3.1/31)( التوحيد، موسوعة الكلمة: 4.1/31)( التوحيد، موسوعة الكلمة: 5

53

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [211]الحديث: (1)(ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد، إال الجنةتعالى: )

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [212]الحديث: ياطين عن دينهمتعالى: ) خلقت عب��ادي حنف��اء.. فاجت��التهم الش��

(2)وأمروهم أن يشركوا بي غيري( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [213]الحديث:

إني أغنى األغنياء عن الشرك.. فمن عم�ل عمال أش��ركتعالى: )(3)فيه غيري، فأنا منه بريء.. وهو الذي أشرك به دوني(

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [214]الحديث: أنا خير شريك.. من أشرك معي شريكا في عمله، فه��وتعالى: )

(4)لشريكي دوني.. فإني ال أقبل إال ما خلص لي( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [215]الحديث:

أنا خير شريك.. فمن عمل لي ولغيري، فهو لمن عم��لتعالى: )(5)له غيري(

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [216]الحديث: ابن آدم بمش���يئتي كنت أنت ال���ذي تش���اء لنفس���ك..تع���الى: )

وبقوتي أديت فرائضي.. وبنعمتي قويت على معصيتي.. جعلت��ك سميعا بصيرا قويا.. ما أصابك من حسنة فمن الل��ه وم��ا أص��ابك من سيئة فمن نفس��ك.. وذل��ك أني أولى بحس��ناتك من��ك، وأنت أولى بسيئاتك مني.. إنني ال أسأل عما أفعل وهم يسألون.. ق��د

(6) نظمت لك كل شيء تريد( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [217]الحديث:

��ذي تش��اء لنفس��ك م��اتعالى: ) يا ابن آدم بمشيئتي كنت، أنت ال تشاء.. وبإرادتي كنت أنت الذي تريد لنفسك ما تري��د.. وبفض��ل نعمتي عليك قويت على معصيتي.. وبعصمتي وعفوي وع��افيتي أديت إلي فرائضي.. وأنا أولى بإحسانك منك وأنت أولى ب��ذنبك��ك بي قنطت من رحم��تي.. فالحم��د والحج��ة مني.. وبس��وء ظنبيل علي��ك بالعص��يان.. ول��ك الج��زاء علي��ك بالبي��ان.. ولي الس�� الحس��نى عن��دي باإلحس��ان.. لم أدع تح��ذيرك ولم آخ��ذك عن��د

.1/32)( المجالس والتوحيد واألمالي، موسوعة الكلمة: 1.1/34)( التفسير الصغير، الفضل بن الحسن الطبرسي،، موسوعة الكلمة: 2.1/34)( التفسير الصغير، وعدة الداعي، موسوعة الكلمة: 3.1/35)( عدة الداعي، موسوعة الكلمة: 4.1/35)( المحاسن، موسوعة الكلمة: 5.1/36)( قرب اإلسناد، التوحيد، وعيون أخبار الرضا، موسوعة الكلمة: 6

54

غرتك، ولم أكلفك ف��وق طاقت��ك ولم أحمل��ك من األمان��ة إال م��ا قدرت عليه.. رضيت منك لنفسي ما رض��يت ب��ه لنفس��ك مني..

(1) ولن أعذبك إال بما عملت( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [218]الحديث:

��تي يعملونه��اتع��الى: ) ال يتك��ل الع��املون لي على أعم��الهم، ال لثوابي.. فإنهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفس�هم وأفن��وا أعم�ارهم فيرين، غ�ير ب�الغين في عب�ادتهم كن�ه عب�ادتي عبادتي، كانوا مقص���اتي، ورفي��ع فيم��ا يطلب��ون عن��دي من كرام��تي، والنعيم في جن ال���درجات العلى في ج���واري.. ولكن برحم���تي فليثق���وا، وإلى��وا.. ف�إن رحم��تي عن��د ذل��ك ت��دركهم، حس��ن الظن بي فليطمئن ومني يبلغهم رضواني، ومغفرتي تلبسهم عفوي.. فإني أن��ا الل��ه

(2)الرحمان الرحيم، وبذلك تسميت( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [219]الحديث:

أن��ا أه��ل أن أتقى.. فال يجع��ل معي إل��ه.. فمن اتقى أنتعالى: )(3) يجعل معي إلها، فأنا أهل أن أغفر له(

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [220]الحديث: أنا الله ال إله إال أنا.. من لم ي��رض بقض��ائي، ولم ي��ؤمنتعالى: )

(4)(بقدري، فليلتمس إلها غيري فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [221]الحديث:

عبدي المؤمن، ال أصرفه في شيء، إال جعلته خيرا ل��ه..تعالى: ) فليرض بقضائي.. وليصبر على بالئي.. وليشكر نعمائي.. أكتبه يا

(5)محمد من الصديقين عندي( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [222]الحديث:

م�ا أنص��ف الل��ه من نفس�ه، من اتهم الل�ه في قض��ائه..تعالى: )(6) واستبطأه في رزقه(

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [223]الحديث: ي��ا ابن آدم! في ك��ل ي��وم ي��أتي رزق��ك وأنت تح��زن؟..تع��الى: )

وينقص من عمرك وأنت ال تحزن.. تطلب ما يطغيك، وعندك ما

.1/37)( التوحيد، موسوعة الكلمة: 1.1/37)( الكافي، موسوعة الكلمة: 2.1/38)( التفسير الصغير: الفضل بن الحسن الطبرسي، موسوعة الكلمة: 3.1/45)( التوحيد، وعيون أخبار الرضا، موسوعة الكلمة: 4.1/45)( الكافي، موسوعة الكلمة: 5.1/48)( األمالي، موسوعة الكلمة: 6

55

(1) يكفيك( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [224]الحديث:

ليحذر عبدي الذي يستبطىء رزقي، أن أغض��ب، ف��أفتحتعالى: )(2) عليه بابا من الدنيا(

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [225]الحديث: ��اس عن ذنب��ك.. وال نعم��ةتعالى: ) ��ك ذنب الن يا ابن آدم! ال يغرن

الناس عن نعم��ة الل��ه علي��ك.. وال تقن��ط من رحم��ة الل��ه، وأنت(3) ترجوها لنفسك( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [226]الحديث:

ما ترددت في شيء أن�ا فاعل�ه، ك�ترددي في قبض روحتعالى: )��ه المؤمن.. إني ألحب لقاءه ويكره الموت.. فأص��رفه عن��ه.. وإن ليدعوني في أمر، فأستجيب له لما هو خير له.. ولو لم يكن في األرض إال مؤمن واح��د، ال كتفيت ب��ه عن جمي��ع خلقي.. وجعلت

(4)له من إيمانه أنسا ال يستوحش فيه إلى أحد( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [227]الحديث:

ما ت��رددت في ش��يء أن��ا فاعل��ه ت��رددي عن قبض روحتعالى: )��ذي ال المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته.. فإذا حضره أجله ال��ة تس��مى إح��داهما ت��أخير في��ه بعثت إلي��ه بريح��انتين من الجن المسخية واألخرى المنسية، فأما المس��خية فتس��خيه عن مال��ه،

(5)وأما المنسية فتنسيه أمر الدنيا( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [228]الحديث:

���ذين يتص���ادقون من أجلي.. وحقتتع���الى: ) ���تي لل حقت محب محبتي للذين يتناص��رون من أجلي.. وم��ا من م��ؤمن وال مؤمن��ة قدم الله له ثالثة أوالد من صلبه لم يبلغوا الحنث إال أدخل��ه الل��ه

(6)الجنة بفضل رحمته إياهم( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [229]الحديث:

إذا أحب العب��د لق��ائي أحببت لق��اءه.. وإذا ذك��رني فيتع��الى: ) نفسه ذكرته في نفسي.. وإذا ذكرني في مأل ذكرته في مأل خير منهم.. وإذا تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا.. وإذا تق��رب إلي

.1/48)( كنز الكراجكي، موسوعة الكلمة: 1.1/50)( عدة الداعي، موسوعة الكلمة: 2.1/54)( عيون أخبار الرضا، موسوعة الكلمة: 3.1/56)( المحاسن، والكافي، موسوعة الكلمة: 4.1/56)( المجالس، موسوعة الكلمة: 5.1/60)( مسكن الفؤاد، موسوعة الكلمة: 6

56

(1)ذراعا تقربت إليه باعا( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [230]الحديث:

لو ال أنني أستحيي من عبدي الم��ؤمن، م��ا ت��ركت علي��هتعالى: ) خرقة يتوارى بها... وإذا أكملت ل��ه اإليم��ان، ابتليت��ه بض��عف في قوته، وقلة في رزقه.. ف��إن ه��و ح��رج أع��دت علي��ه.. وإن ص��بر

(2)باهيت به مالئكتي( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [231]الحديث:

ما من عبد أريد أن أدخله الجنة إال ابتليت��ه في جس��ده..تعالى: ) ذلك كفارة لذنوب��ه وإال ش��ددت علي��ه عن��د موت��ه، حتى فإن كان

��ار إال ص��ححت يأتي وال ذنب له.. وما من عبد أريد أن أدخل��ه الن له جسمه.. فإن كان ذلك تماما لطلبته عن��دي، وإال آمنت خوف��هعت من سلطانه.. فإن كان ذل��ك تمام��ا لطلبت��ه عن��دي، وإال وس�� عليه في رزقه.. فإن كان ذلك تماما لطلبت��ه عن��دي، وإال ه��ونت

(3)عليه موته، حتى يأتيني وال حسنة له.. ثم أدخله النار( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [232]الحديث:

وع��زتي وجاللي.. ال أخ��رج عب��دا من عب��ادي من ال��دنيا،تعالى: ) وأنا أريد أن أرحمه حتى أس��توفي من��ه ك�ل خطيئ��ة عمله�ا: إم��ا��ة بسقم في جسده وإما بخوف في دنياه.. ف��إن بقيت علي��ه بقي شددت عليه الموت.. وعزتي وجاللي.. ال أخرج عب��دا من ال��دنيا وأنا أريد أن أعذبه حتى أوفيه كل حس��نة عمله��ا إم��ا بس��عة في رزقه وإما بصحة في جسمه وإم��ا ب��أمن في دني��اه.. ف��إن بقيت

(4)عليه بقية هونت عليه بها الموت( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [233]الحديث:

إن من عبادي المؤمنين عبادا ال يصلح لهم امر دينهم إالتعالى: )عة حة في الب��دن، ف��أبلوهم ب��الغنى والس�� عة والص�� ب��الغنى والس�� وصحة البدن فيصلح عليه أمر دينهم.. وإن من عبادي المؤم��نينقم في لعبادا ال يصلح لهم أمر دينهم إال بالفاقة والمسكنة والس��قم فيص��لح علي��ه أم��ر أبدانهم، فأبلوهم بالفاقة والمسكنة والس�� دينهم.. وأنا أعلم بما يصلح عليه أمر دين عبادي المؤمنين.. وإن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عب��ادتي، فيق��وم من رق��اده

.1/57)( الدرر والغرر، موسوعة الكلمة: 1.1/68)( المجالس، موسوعة الكلمة: 2.1/68)( الكافي، موسوعة الكلمة: 3.1/69)( الكافي، موسوعة الكلمة: 4

57

ولذي��ذ وس��اده فيجه��د لي اللي��الي، فيتعب نفس��ه في عب��ادتي، فأضربه بالنعاس الليلة والليل��تين، نظ��را مني ل��ه، وإبق��اء علي��ه، فينام حتى يصبح فيقوم وهو ماقت لنفسه زار عليها، ول��و أخلي بينه وبين ما يري��د من عب��ادتي لدخل��ه العجب من ذل��ك، فيص��ير العجب إلى الفتنة بأعماله فيأتيه من ذلك م��ا في��ه هالك��ه لعجب��ه بأعماله ورضاه عن نفسه حتى يظن أنه قد فاق العاب��دين وج��از�ه في عبادته حد التقصير، فيتباع�د مني عن��د ذل��ك، وه�و يظن أن��تي يعملونه�ا يتق�رب إلي.. فال يتك��ل الع�املون على أعم�الهم ال لثوابي.. فإنهم ل��و أتعب��وا أنفس��هم أعم��ارهم في عب��ادتي ك��انوا بذلك مقصرين غير بالغين كنه عبادتي فيم��ا يطلب��ون عن��دي من كرامتي والنعيم في جناتي ورفيع ال��درجات العلى في ج��واري.. ولكن برحمتي فليثق��وا، وبفض��لي فليفرح��وا، وإلى حس��ن الظن��وا، ف��إن رحم��تي عن��د ذل��ك ت��داركهم ومني يبلغهم بي فليطمئن رض��واني ومغف��رتي تلبس��هم عف��وي.. ف��إني أن��ا الل��ه ال��رحمن

(1)الرحيم.. وبذلك تسميت( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [234]الحديث:

ع، وبه��ائمتعالى: ) لو ال شيوخ ركع، وشباب خشع، وص��بيان رض��(2)رتع، لصببت عليكم العذاب صبا(

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [235]الحديث: إن أحب العباد إلي، المتحابون بجاللي، المتعلقة قلوبهمتعالى: )

��ذين إذا أردت بالمس��اجد، والمس��تغفرون باألس��حار.. أولئ��ك ال(3)بأهل األرض عقوبة ذكرتهم فصرفت العقوبة عنهم(

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [236]الحديث: ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إال قطعت أس��بابتعالى: )

السموات واألرض من دونه.. فإن سألني لم أعط��ه وإن دع��اني لم أجب��ه.. وم��ا من مخل��وق يعتص��م بي دون أح��د من خلقي إال

(4)ضمنت السموات واألرض رزقه.. فإن دعاني أجبته( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [237]الحديث:

قسمت فاتح��ة الكت��اب بي��ني وبين عب��دي.. فنص��فها ليتعالى: )م الل��ه بس�� ﴿ونصفها لعبدي.. ولعبدي م��ا س��أل.. إذا ق��ال العب��د:

.1/69)( الكافي، والتوحيد، موسوعة الكلمة: 1.1/74)( معدن الجواهر ورياض الخواطر، موسوعة الكلمة: 2.1/75)( مكارم األخالق، موسوعة الكلمة: 3.1/78)( عدة الداعي، موسوعة الكلمة: 4

58

]الفاتحة: حيم حمن الر [ قال الله ج��ل جالل��ه: ب��دأ عب��دي1﴾الر باسمي وحق علي أن أتمم ل��ه أم��وره وأب��ارك ل��ه في أحوال��ه..

الحمد لله رب العالمين ]الفاتحة: ﴾فإذا قال: [ قال الل��ه ج��ل2﴿��تي ل��ه من عن��دي وأن جالله: حمدني عب��دي وعلم أن النعم��ة ال الباليا التي إن رفعت عنه فبطولي.. أشهدكم أني أضيف له إلى نعم الدنيا نعم اآلخرة وأدفع عنه باليا الدنيا كما دفعت عن��ه بالي��ا

]الفاتح��ة: حيم حمن ال��ر ﴾اآلخرة.. فإذا قال: الر [ ق��ال الل��ه3﴿ جل جالله: شهد لي أني الرحمن ال��رحيم أش��هدكم ألوف��رن من��ك ﴿رحمتي حظه وألجزلن من عط��ائي نص��يبه.. ف��إذا ق��ال: مال

[ ق��ال الل��ه ج��ل جالل��ه: أش��هدكم كم��ا4﴾يوم الدين ]الفاتح��ة: اع��ترف أني مال��ك ي��وم ال��دين ألس��هلن ي��وم الحس��اب حس��ابه��د اك نعب إي ﴾وألتقبلن حسناته وألتجاوزن عن سيئاته.. فإذا قال: ﴿

��ه5]الفاتحة: ��اي يعب��د أش��هدكم ألثيبن [ قال الله: صدق عبدي إي على عبادته ثواب��ا يغبط��ه ك��ل من خالف��ه في عبادت��ه لي.. ف��إذا

اك نستعين ]الفاتحة: وإي ﴾قال: [ قال الله: بي اس��تعان وإلي5﴿ التجأ، أشهدكم ألعيننه على أمره وألغيثنه على شدائده وآلخ��ذن

تقيم ) راط المس�� اه��دنا الص�� (6﴿بيده ي��وم القيام��ة.. ف��إذا ق��ال: ين ال ذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وال الض�� ﴾صراط ال

لعب��دي ولعب��دي م��ا س��أل ق��د[، قال الل��ه: ه��ذا 7،�� 6]الفاتحة: (1)استجبت لعبدي وأعطيته ما أمل وآمنته مما منه وجل(

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [238]الحديث: من شغله قراءة القرآن عن مس��ألتي.. أعطيت��ه أفض��لتعالى: )

(2)ثواب الشاكرين( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [239]الحديث:

ر برأي��ه كالمي.. وم��ا عرف��ني منتع��الى: ) م��ا آمن بي من فس��شبهني بخلقي.. وما على ديني من استعمل القياس في دي��ني(

(3) فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [240]الحديث:

وع���زتي وجاللي.. إني ألس���تحيي من عب���دي وأم���تيتع���الى: )(4)يشيبان في اإلسالم، أن أعذبهما(

.1/83)( عيون أخبار الرضا، واألمالي، موسوعة الكلمة: 1.1/84)( عدة الداعي، موسوعة الكلمة: 2.1/84)( التوحيد، وعيون أخبار الرضا، واألمالي، موسوعة الكلمة: 3.1/124)( إرشاد القلوب، موسوعة الكلمة: 4

59

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [241]الحديث: عبدي إذا عرفتني، وعبدتني، ورجوت��ني، ولم تش��رك بيتعالى: )

شيئا، غفرت لك على ما كان منك.. ولو استقبلتني بملء األرض خطايا وذنوبا، إستقبلتك بملئه��ا مغف��رة وعف��وا.. وأغف��ر ل��ك وال

(1)أبالي( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [242]الحديث:

الحين م��ا ال عين رأت، وال أذنتع��الى: ) أع��ددت لعب��ادي الص�� س��معت، وال خط��ر على قلب بش��ر.. فل��ه م��ا أطلعتكم علي��ه..

ة أعينإقرأوا إن ش�� ﴿ئتم: فال تعلم نفس م��ا أخفي لهم من ق��ر(2)([ 17﴾جزاء بما كانوا يعملون ]السجدة:

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [243]الحديث: وعزتي وجاللي.. ال أجمع لعبدي بين خوفين وأمنين.. إذاتعالى: )

خافني في الدنيا آمنته في اآلخرة.. وإذا أمنني في الدنيا أخفت��ه(3)في اآلخرة(

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [244]الحديث: وعزتي وجاللي وكبريائي ونوري.. ال يؤثر عبد هواه علىتعالى: )

هواي، إال شتت عليه أمره، ولبست علي��ه دني��اه، وش��غلت قلب��ه بها، ولم آته منه��ا إال م��ا قدرت��ه ل��ه.. وع��زتي وجاللي وعظم��تي ونوري.. ال ي�ؤثر عب��د ه�واي على ه�واه إال اس�تحفظته مالئك�تي وكفلت السموات واألرضين رزقه وكنت له من وراء تج��ارة ك��ل

(4)تاجر وأتته الدنيا وهي راغمة( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [245]الحديث:

ال أطل���ع على قلب عب���د، ف���أعلم في���ه حب اإلخالصتع���الى: ) لط��اعتي وابتغ��اء وجهي، إال ت��وليت تقويم��ه وسياس��ته.. ومن اشتغل بغيري، فهو من المستهزئين بنفسه.. مكتوب اس��مه في

(5)ديوان الخاسرين( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [246]الحديث:

يا ابن آدم! أطعني فيما أمرتك.. وال تعلمني ما يصلحك(تعالى: )(6)

.1/124)( إرشاد القلوب، موسوعة الكلمة: 1.1/126)( التفسير الصغير، وأسرار الصالة، موسوعة الكلمة: 2.1/126)( إرشاد القلوب، موسوعة الكلمة: 3.1/129)( الكافي، موسوعة الكلمة: 4.1/130)( أسرار الصالة، موسوعة الكلمة: 5.1/131)( األمالي، موسوعة الكلمة: 6

60

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [247]الحديث: أيم��ا عب��د أط��اعني، لم أكل��ه إلى غ��يري.. وأيم��ا عب��دتع��الى: )

(1)عصاني، وكلته إلى نفسه.. ثم لم أبال بأي واد هلك( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [248]الحديث:

وعزتي وجاللي وعظمتي وجمالي وبهائي.. ال ي��ؤثر عب��دتعالى: ) ه��واي على ه��واه إال جعلت هم��ه في آخرت��ه، وغن��اه في قلب��ه،ماوات واألرض وكفيته همه، وكففت عن��ه ض��يعته وض��منت الس�� رزق��ه وأتت��ه ال��دنيا وهي راغم��ة، وكنت ل��ه من وراء تج��ارة ك��ل

(2)تاجر( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [249]الحديث:

تع��الى: )إذا علمت أن الغ��الب على عب��دي االش��تغال بي يقلب شهوته في مسألتي ومناجاتي.. فإذا كان عبدي ك��ذلك ف��أراد أن يس�هو حلت بين�ه وبين أن يس�هو.. أولئ�ك أولي�ائي حق�ا.. أولئ��ك��ذين إذا أردت أن أهل��ك أه��ل األرض األبط��ال حق��ا.. أولئ��ك ال

(3)بعقوبة زويتها عنهم من أجل أولئك األبطال( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [250]الحديث:

اذكروني، أذكركم بنعمتي..، اذكروني بالطاعة والعب��ادةتعالى: )(4)أذكركم بالنعم واإلحسان، والرحمة والرضوان(

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [251]الحديث: (5)أنا مع عبدي، ما ذكرني، وتحركت بي شفتاه(تعالى: )

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [252]الحديث: تذاكر العلم بين عبادي، مما تحيى عليه القلوب الميت��ة،تعالى: )

(6)إذا هم انتهوا فيه إلى أمري( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [253]الحديث:

��ذين يقتل��ونتعالى: ) ويل للذين يختلون الدنيا بال��دين.. ووي��ل لل��ذين يس��ير فيهم ��اس.. ووي��ل لل الذين ي��أمرون بالقس��ط من الن المؤمن بالتقية.. أبي يغترون؟.. أم علي يجترئون.. فبي حلفت،

(7)ألتيحن لهم فتنة تترك الحليم منهم حيرانا(

.1/133)( األمالي، موسوعة الكلمة: 1.1/134)( ثواب األعمال، والكافي، والمحاسن، موسوعة الكلمة: 2.1/135)( عدة الداعي، موسوعة الكلمة: 3.1/140)( عدة الداعي، موسوعة الكلمة: 4.1/141)( شرح نهج البالغة، موسوعة الكلمة: 5.1/147)( الكافي، موسوعة الكلمة: 6.1/169)( الكافي، موسوعة الكلمة: 7

61

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [254]الحديث: أنا الرحمان وهي الرحم.. شققت لها إسما من اسمي..تعالى: )

(1)من وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [255]الحديث:

تعالى: )إني جعلت الدنيا بين عبادي قرضا.. فمن أقرضني منه��ا قرضا، أعطيته بكل واحدة عشرا إلى سبعمائة ضعف وما شئت من ذل��ك.. ومن لم يقرض��ني منه��ا قرض��ا، فأخ��ذت من��ه ش��يئا قسرا، أعطيته ثالث خص��ال، ل��و أعطيت واح��دة منهن مالئك��تي

ا لل��ه ثم تال:لرضوا بها مني(، ذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن ﴿ال����ه راجع����ون ) ا إلي هم 156وإن لوات من رب ﴾( أولئك عليهم ص����

ورحم��ة 157،�� 156]البقرة: ﴾[ فهذه واحدة من ثالث خصال، ﴿ ��دون ]البق��رة: 157]البق��رة: وأولئك هم المهت ﴾[ اثنت��ان، ﴿157]

(2)ثالث.. هذا لمن أخذ الله منه شيئا قسرا( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [256]الحديث:

(3)ما آمن بي من بات شبعانا، وأخوه المسلم طاو(تعالى: ) فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [257]الحديث:

خاءتعالى: ) إن هذا الدين ارتضيته لنفسي، وال يصلح ل��ه إال الس��(4)وحسن الخلق.. فاصحبوهما ما صحبتموه(

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [258]الحديث: ما من عبد ابتليته ببالء، فلم يشك ذلك إلى عواده ثالث��ا،تعالى: )

إال أبدلته لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه، وبش�را خ�يرا من بشره.. فإن قبض��ته قبض��ته إلى رحم�تي، وإن ع�اش ع�اش

(5)وليس له ذنب( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [259]الحديث:

العظم��ة ردائي، والكبري��اء إزاري فمن ن��ازعني فيهم��اتع��الى: )(6)قصمته(

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [260]الحديث: تعالى: )اإلخالص سر من أس��راري.. اس��تودعته قلب من أحببت

.1/184)( الجواهر السنية، موسوعة الكلمة: 1.1/191)( الكافي، موسوعة الكلمة: 2.1/192)( عقاب األعمال،، موسوعة الكلمة: 3.1/212)( إرشاد القلوب، موسوعة الكلمة: 4.1/217)( الكافي، موسوعة الكلمة: 5.1/224)( مسكن الفؤاد، موسوعة الكلمة: 6

62

(1)من عبادي( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [261]الحديث:

(2)حرمت الجنة، على المنان، والبخيل، والقتات(تعالى: ) فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [262]الحديث:

يا عبادي الصديقين.. تنعموا بعبادتي في ال��دنيا.. ف��إنكمتعالى: )(3)بها تتنعمون في اآلخرة(

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [263]الحديث: (4)الصوم لي وأنا أجزي به(تعالى: )

فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [264]الحديث: أتعالى: ) من أحدث ولم يتوضأ فقد جف�اني.. ومن أح�دث وتوض�

أ ولم يصل ركعتين، ولم يدعني فقد جفاني.. ومن أح��دث وتوض�� وص��لى ركع��تين ودع��اني، فلم أجب��ه فيم��ا يس��أل من أم��ر دين��ه

(5)ودنياه، فقد جفوته.. ولست برب جاف( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [265]الحديث:

إن العبد ليق��ول: اللهم اغف��ر لي، وه��و مع��رض عن��ه.ثمتعالى: ) يقول: اللهم اغفر لي، وهو معرض عن��ه. ثم يق��ول: اللهم اغف��ر

ت��رون إلى عب��دي، س��ألني أال لي، فيقول الله سبحانه للمالئكة: المغفرة وأنا معرض عنه، ثم سألني المغفرة وأنا مع��رض عن��ه،��ه ال يغف��ر ال��ذنوب إال أن��ا.. ثم س��ألني المغف��رة. علم عب��دي أن

(6)أشهدكم أني قد غفرت له( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [266]الحديث:

(7)من سألني، وهو يعلم أني أضر وأنفع، أستجيب له(تعالى: ) فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [267]الحديث:

ي��ا ابن آدم! م��ا تنص��فني.. أتحبب إلي��ك ب��النعم وتتمقتتعالى: ) إلي بالمعاصي.. خيري إليك منزل، وشرك إلي صاعد.. وال يزال ملك كريم يأتيني عنك- كل يوم وليلة- بعمل غ��ير ص��الح، ي��ا ابن آدم! ل��و س��معت وص��فك ��� وأنت ال ت��دري من الموص��وف �

.1/224)( مسكن الفؤاد، موسوعة الكلمة: 1.1/232)( من ال يحضره الفقيه، واألمالي، موسوعة الكلمة: 2.1/245)( الكافي، واألمالي، موسوعة الكلمة: 3.1/263)( الكافي، والتهذيب، موسوعة الكلمة: 4.1/282)( إرشاد القلوب، موسوعة الكلمة: 5.1/288)( عدة الداعي، موسوعة الكلمة: 6.1/288)( ثواب األعمال، موسوعة الكلمة: 7

63

(1)لسارعت إلى مقته( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [268]الحديث:

ي��ا ابن آدم.. إن نازع��ك بص��رك إلى بعض م��ا ح��رمتتع��الى: ) أعنتك علي��ه بطبقين ف��أطبق وال تنظ��ر.. وإن نازع��ك عليك فقد

لس��انك إلى بعض م��ا ح��رمت علي��ك فق��د أعنت��ك علي��ه بطبقين فأطبق وال تتكلم.. وإن نازعك فرجك إلى بعض ما حرمت عليك

(2)فقد أعنتك عليه بطبقين فأطبق وال تأت حراما( فيما يحكي عن اللهقال رسول الله [269]الحديث:

(3)اشتد غضبي، على من ظلم من ال يجد ناصرا غيري(تعالى: )ب � أحاديث أئمة الهدى:

وقد رتبتها بحسب الترتيب التاريخي، ومنها: ق�ال الل��ه تع�الى: ي�اقال اإلمام علي: ) [270]الحديث:

عبادي! اعبدوني فيما أمرتكم.. وال تعلموني بما يصلحكم.. فإني(4)أعلم به، وال أبخل عليكم بمصالحكم(

يقول الله تع��الى:الحسن: )قال اإلمام [271]الحديث: ائم المص��لي ين��اجيني.. والمنف��ق يقرض��ني في الغ��نى.. والص��

(5)يتقرب إلي( يقول الله تع��الى:السجاد: )قال اإلمام [272]الحديث:

المعروف هدية مني إلى عبدي الم��ؤمن.. ف��إن قبله��ا فبرحم��تي ومني وإن ردها فبذنبه حرمها ومنه ال مني.. وأيما عبد خلقته ثم هديته إلى اإليمان وحسنت خلقه ولم أبتله بالبخل فإني أريد ب��ه

(6)خيرا( يق��ول الل��ه ع��زالس��جاد: )ق��ال اإلم��ام [273]الحديث:

إذا عص��اني من خلقي من يعرف��ني، س��لطت علي��ه من ال وجل:(7)يعرفني(

من ب��ات ش��بعاناالس��جاد: )قال اإلمام [274]الحديث: وبحضرته مؤمن طاو قال الله تعالى: يا مالئك��تي أش��هدكم على ه��ذا العب��د.. أني أمرت��ه فعص��اني، وأط��اع غ��يري، ووكلت��ه إلى

.1/317)( عيون أخبار الرضا، والمجالس، موسوعة الكلمة: 1.1/328)( الكافي، موسوعة الكلمة: 2.1/229)( المجالس، موسوعة الكلمة: 3.1/131)( عدة الداعي، موسوعة الكلمة: 4.1/246)( إرشاد القلوب، موسوعة الكلمة: 5.1/124)( المجالس، موسوعة الكلمة: 6.1/167)( الكافي، موسوعة الكلمة: 7

64

(1)عمله.. وعزتي وجاللي ال غفرت له أبدا( لما خلق الله العقل: )قال اإلمام الباقر [275]الحديث:

)أدب��ر( ف��أدبر. استنطقه، ثم قال له: )أقبل( فأقبل. ثم قال ل��ه: ثم قال: وعزتي وجاللي.. ما خلقت خلق��ا ه��و أحب إلي من��ك..، وال اكتملت إال فيمن أحب.. أما إني إياك آمر وإياك أنهى، وإياك أعاقب، وإياك أثيب(، فخر العقل- عند ذلك- س��اجدا، وك��ان في

ارفع رأسك، وسل تعط، واش��فع سجوده ألف عام. فقال الرب: تشفع.. فرف��ع العق��ل رأس��ه فق��ال: إلهي! أس��ألك أن تش��فعني فيمن خلقتني فيه. فقال الله لمالئكته: أشهدكم أني قد ش��فعته

(2)فيمن خلقته فيه( : )إن الم��ؤمن ليخ��رجقال اإلمام الباقر [276]الحديث:

إلى أخيه يزوره، فإذا دخل إلى منزله نادى الجبار تبارك وتعالى: أيها العبد المعظم حقي المتبع آلثار ن�بيي! ح�ق علي إعظام�ك.. سلني أعطك، أدعني أجبك، أس��كت أبت��دئك، ف��إذا انص��رف إلى��ار: أيه��ا العب��د المعظم لحقي! ح��ق علي منزل��ه، ينادي��ه الجب

(3)إكرامك.. قد أوجبت لك جنتي، وشفعتك في عبادي( قال الله تعالى: )إن: )قال اإلمام الباقر [277]الحديث:

من عبادي المؤمنين، لمن يسألني الشيء من طاعتي فأص��رفه(4)عنه، مخافة اإلعجاب(

ي��ا س��عد تعلم��وا: )ق��ال اإلم��ام الب��اقر [278]الحديث: القرآن، فإن القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة، فيناديه��اطق! س��ل الله تعالى: يا حجتي في األرض، وكالمي الصادق الن تعط.. واشفع تشفع، ثم يقول الل��ه تع��الى: كي��ف رأيت عب��ادي، فيقول: يا رب! منهم من صانني، وحافظ علي، ولم يضيع ش��يئا.

منهم من ض��يعني، واس��تخف بحقي، وك��ذب بي، فيق��ول الل��هو��واب.. تع��الى: وع��زتي وجاللي.. ألثيبن علي��ك الي��وم أحس��ن الث وألعاقبن عليك الي��وم أليم العق��اب، في��أتي الرج��ل من ش��يعتنا، فينطلق به إلى رب العزة، فيق��ول: رب! عب��دك، وأنت أعلم ب��ه

فيق��ول الل��ه: قد كان نص��با بي مواظب��ا علي، يحب في ويبغض.��ة.. وتوج��وه بت��اج، أدخلوا عبدي جنتي.. واكس��وه من حل��ل الجن

.1/192)( عقاب األعمال، والمحاسن، موسوعة الكلمة: 1.1/155)( األمالي، موسوعة الكلمة: 2.1/226)( الكافي، موسوعة الكلمة: 3.1/71)( عدة الداعي، موسوعة الكلمة: 4

65

فيقول القرآن: يا رب! إني أستقل ل��ه ه��ذا، ف��زده مزي��د الخ��ير كل��ه، فيق��ول الل��ه: وع��زتي وجاللي.. ألنحلن ل��ه الي��وم خمس��ة أشياء، م��ع المزي��د ل��ه.. ولمن ك��ان بمنزلت��ه.. أال إنهم ش��باب ال يهرمون.. وأصحاء ال يسقمون.. وأغنياء ال يفتقرون.. وفرحون ال

(1)يحزنون.. وأحياء ال يموتون( قال الله تعالى: ابن: )قال اإلمام الباقر [279]الحديث:

(2)آدم! اجتنب ما حرمت عليك، تكن من أورع الناس( : )إن الله تعالى يناديقال اإلمام الباقر [280]الحديث:

عبد مؤمن ي��دعوني لدين��ه أال كل ليلة، من أول الليل إلى آخره: ودنياه قبل طلوع الفجر فأجيبه.. أال عبد م��ؤمن يت��وب إلي قب��ل��رت علي��ه رزق��ه طلوع الفجر فأتوب عليه.. أال عبد مؤمن قد قتع فيسألني الزي��ادة في رزق�ه قب��ل طل��وع الفج��ر فأزي��ده وأوس�� عليه.. أال عبد مؤمن سقيم يسألني أن أشفيه قبل طلوع الفج��ر فأعافيه.. أال عبد مؤمن محبوس مغموم يسألني أن أطلق��ه من سجنه وأخلي سربه.. أال عبد مؤمن مظلوم يسألني أن آخ��ذ ل��ه

(3)بظالمته قبل طلوع الفجر فأنتصر له بظالمته( الغريب إذا حضرهقال اإلمام الصادق: ) [281]الحديث:

الموت، التفت يمنة ويسرة، فلم ي��ر أح��دا، رف��ع رأس��ه، فيق��ول إلى من تلتفت.. إلى من ه��و خ��ير ل��ك مني... وع��زتي الل��ه:

وجاللي لئن أطلقت عنك عقدتك، ألص��يرنك إلى ط��اعتي.. ولئن(4 )قبضتك ألصيرنك إلى كرامتي(

قال الل��ه تع��الى:قال اإلمام الصادق: ) [282]الحديث: الخل����ق عي����الي.. ف����أحبهم إلي ألطفهم بهم، وأس����عاهم في

(5)حوائجهم( أيم��ا رج��ل أت��اهقال اإلم��ام الص��ادق: ) [283]الحديث: حاجة، وه��و يق��در على قض��ائها، فمنع��ه إياه��ا، رجل مسلم، في

أت��اك أخ��وك في عيره الله يوم القيامة، تعييرا شديدا وقال ل��ه: حاج��ة، جعلت قض��اءها في ي��دك فمنعت��ه إياه��ا، زه��دا من��ك في ثوابها.. وعزتي وجاللي، ال أنظر إلي��ك في حاج�ة، مع�ذبا كنت أو

.1/82)( الكافي، موسوعة الكلمة: 1.1/136)( الكافي، موسوعة الكلمة: 2.1/282)( إرشاد القلوب، موسوعة الكلمة: 3.1/196)( المحاسن، موسوعة الكلمة: 4.1/198)( الكافي، موسوعة الكلمة: 5

66

(1)مغفورا لك( قال الل��ه: إن منقال اإلمام الصادق: ) [284]الحديث:

غبط أوليائي عندي، عبدا مؤمنا ذا حظ من صالح، أحسن عبادةأ ربه، وعبد الله في السريرة، وكان غامضا في الناس، ولم يش��ر إليه باألصابع، وكان رزقه كفافا فصبر عليه، فعجلت به المنية،..

(2)فقل تراثه، وقلت بواكيه( يقول الله تع��الى:قال اإلمام الصادق: ) [285]الحديث:

من ش��رب مس��كرا، أو س��قاه ص��بيا ال يعق��ل، س��قيته من م��اء الحميم، مغف���ورا ل���ه أو مع���ذبا.. ومن ت���رك المس���كر ابتغ���اء

أدخلته الجنة، وسقيته من الرحي��ق المخت��وم.. وفعلت مرضاتي،(3 )به ما فعلت بأوليائي(

قال الله: ماالصادق عليه السالم: )قال [286]الحديث: (4)تحبب إلي عبدي، بأحب مما افترضت عليه(

إن العب��د لفيق��ال اإلم��ام الص��ادق: ) [287]الح��ديث: فس��حة من أم��ره، م��ا بين��ه وبين أربعين س��نة، ف��إذا بل��غ أربعين

إني قد عمرت عب��دي ه��ذا عم��را، سنة، أوحى الله إلى مالئكته:فشددا وأغلظا، واكتبا عليه قليل عمله وكثيره، وصغيره وكبيره(

(5) إن الل��ه يق��ول:ق��ال اإلم��ام الص��ادق: ) [288]الحديث:

��رت علي��ه، وذل��ك أق��رب ل��ه مني.. يحزن عب��دي الم��ؤمن إن قت(6)يفرح عبدي المؤمن إن وسعت عليه، وذلك أبعد له مني(و

إن الله يقول: م��اقال اإلمام الصادق: ) [289]الحديث: دقة ف��إني من شيء إال وقد وكلت به من يقبضه غيري.. إال الص�� أتلقفها بيدي تلقفا.. حتى إن الرج��ل ليتص��دق ب��التمرة أو بش��ق تمرة فأربيها له كما ي��ربي أح��دكم فل��وه وفص��يله فيلق��اني ي��وم

(7)القيامة وهو مثل جبل أحد وأعظم من أحد( اش��كر من أنعمقال اإلم��ام الص��ادق: ) [290]الحديث:

���ه ال زوال للنعم���اء إذا علي���ك.. وأنعم على من ش���كرك.. فإن

.1/199)( المجالس، موسوعة الكلمة: 1.1/224)( التحصين، والكافي، موسوعة الكلمة: 2.1/242)( الكافي، موسوعة الكلمة: 3.1/246)( إرشاد القلوب، موسوعة الكلمة: 4.1/323)( الغيبة، والكافي، موسوعة الكلمة: 5.1/188)( الكافي، موسوعة الكلمة: 6.1/191)( الكافي، وعدة الداعي، والمجالس، موسوعة الكلمة: 7

67

شكرت، وال بقاء لها إذا كفرت.. الشكر زيادة في النعم، وأم��ان(1)من الغير(

إن الله يقول: منقال اإلمام الصادق: ) [291]الحديث: شغل بذكري عن مسألتي، أعطيته أفضل ما أعطي من سألني(

(2) قال الل��ه تع��الى:قال اإلمام الصادق: ) [292]الحديث:

(3)من ذكرني سرا، ذكرته عالنية( ق��ال الل��ه: منق��ال اإلم��ام الص��ادق: ) [293]الحديث:

(4)ذكرني في مأل من الناس، ذكرته في مأل من المالئكة( إن الله يقول: إنيقال اإلمام الصادق: ) [294]الحديث:

لست كل كالم الحكمة أتقبل، إنما أتقبل هواه وهمه.. فإن ك��ان(5)هواه وهمه في رضاي، جعلت همه تسبيحا وتقديسا(

إن الل��ه تع��الىق��ال اإلم��ام الص��ادق: ) [295]الحديث: عزتي وجاللي ومجدي.. ألقطعن أمل كل مؤم��ل غ��يري ويقول:

��ه من ��اس.. وألنحين ��ة بين الن بالي��أس.. وألكس��ونه ث��وب المذلدائد؟ ��ه من وص��لي.. أيؤم��ل غ��يري في الش�� ق��ربي.. وألبعدن والشدائد بيدي.. ويرجو غيري ويقرع بالفكر ب��اب غ��يري وبي��دي مف��اتيح األب��واب وهي مغلق��ة وب��ابي مفت��وح لمن دع��اني.. فمن��ذي رج��اني ��ذي أمل��ني لنوائب��ه فقطعت��ه دونه��ا؟.. ومن ذا ال ال لعظيمة فقطعت رجاءه؟.. جعلت آمال عبادي عن��دي محفوظ��ة فلم يرض�����وا بحفظي..، ومألت س�����مواتي ممن ال يم�����ل من تسبيحي وأم��رتهم أن ال يغلق��وا األب��واب بي��ني وبين عب��ادي فلم��ه ال يمل��ك يثقوا بقولي.. ألم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي أن كشفها أحد غيري إال من بعد إذني؟.. فما لي أراه الهي��ا عني؟.. أعطيته بجودي ما لم يسألني ثم انتزعت��ه من��ه فلم يس�ألني رده

أس��أل فال وسأل غيري... أفتراني أبدأ بالعطاء قبل المس��ألة ثم أجيب س��ائلي؟.. أبخي��ل أن��ا فيبخل��ني عب��دي؟.. أو ليس العف��و والرحمة بيدي؟.. أو لست أنا محل اآلمال فمن يقطعها دوني؟.. أفال يخشى المؤملون أن يؤملوا غيري؟.. فلو أن أهل س��ماواتي وأهل أرضي أملوا جميعا ثم أعطيت كل واحد منهم مثل ما أمل

.1/137)( الكافي، موسوعة الكلمة: 1.1/141)( المحاسن والكافي، موسوعة الكلمة: 2.1/141)( الكافي، موسوعة الكلمة: 3.1/141)( الكافي، موسوعة الكلمة: 4.1/129)( الكافي، موسوعة الكلمة: 5

68

الجمي���ع م���ا انتقص من ملكي ذرة..، وكي���ف ينقص مل���ك أن���ا قيم��ه؟.. في��ا بؤس��ى للق��انطين من رحم��تي..، وي��ا بؤس��ى لمن

(1)عصاني ولم يراقبني( قال الل��ه تع��الى:قال اإلمام الصادق: ) [296]الحديث:

ليأذن بحرب مني من أذل عبدي المؤمن.. ولي��أمن غض��بي، من أكرم عبدي الم��ؤمن.. ول��و لم يكن من خلقي في األرض، فيم��ا بين المش��رق والمغ��رب، إال م��ؤمن واح��د، م��ع إم��ام ع��ادل،

بعبادتهما عن جمي��ع م��ا خلقت في أرض��ي.. ولق��امت الستغنيت سبع سموات وأرضين بهما.. ولجعلت لهما من إيمانهم��ا أنس��ا ال

(2)يحتاجان إلى أنس سواهما( قال الل��ه تع��الى:قال اإلمام الصادق: ) [297]الحديث:

ل��وال أن يج��د عب��دي الم��ؤمن في قلب��ه، لعص��بت رأس الك��افر(3)بعصابة حديد، ال يصدع أبدا(

قال الله: إن العبدقال اإلمام الصادق: ) [298]الحديث: من عبيدي المؤم��نين لي��ذنب ال��ذنب العظيم مم��ا يس��توجب ب��ه العقوب��ة في ال�دنيا واآلخ�رة.. ف��أنظر ل��ه فيم��ا في��ه ص��الحه في آخرته فأعجل له العقوبة عليه في الدنيا ألجازيه ب��ذلك ال��ذنب..

ذل��ك ال��ذنب وأقض��يه وأترك��ه علي��ه موقوف��ا غ��ير وأق��در عقوبة ممضى.. ولي في إمضائه المشيئة.. وما يعلم عبدي به.. فأتردد في ذل��ك م��رارا على إمض��ائه، ثم أمس��ك عن ذل��ك فال أمض��يه، كراهة لمساءته وحيدا عن إدخال المكروه عليه..، فأتطول عليه بالعفو عنه والصفح محبة لمكافأته لكثير نوافله التي يتقرب به��ا إلي في ليل��ه ونه��اره.. فأص��رف ذل��ك البالء عن��ه وق��د قدرت��ه وقضيته وتركته موقوفا.. ولي في إمضائه المشيئة.. ثم أكتب له أجر نزول ذلك البالء وأدخره وأوفر له أجره ولم يش��عر ب��ه ولم

(4)يصل إليه أذاه.. وأنا الله الكريم الرؤوف الرحيم( ��� األح��اديث القدس��ية ال��واردة في المواع��ظ2

والوصايا: وهي األحاديث العامة، والتي أطلقن��ا عليه�ا ه�ذا االص�طالح ]المواع��ظ والوص��ايا[ باعتباره��ا ته��دف إلى ترقي��ق القل��وب

.1/78)( الكافي، موسوعة الكلمة: 1.1/66)( الكافي، موسوعة الكلمة: 2.1/68)( الكافي، وعلل الشرائع، موسوعة الكلمة: 3.1/57)( الكافي، موسوعة الكلمة: 4

69

الك��برى، وق��دوتنويره��ا باإليم��ان، وهي مهم��ة رس��ول الل��ه عن بعض أص��حاباقتبسنا هذا االصطالح مم��ا ورد في الح��ديث

موعظ��ة وجلت منه��ا قال: وعظنا رسول الل��ه رسول الله القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة

(1)مودع فأوصنا..( وقد قسمنا تلك المواعظ والوصايا بحسب الجهة الموجه��ة

لها إلى قسمين: ، إم��ا. المواع��ظ والوص��ايا الموجه��ة لرس��ول الل��ه 1

مباشرة من الله تعالى، أو عبر جبريل عليه السالم.. الوصايا الموجهة لألمة.2

:أ � األحاديث القدسية الموجهة لرسول الله وهي متوافقة م��ع م��ا ورد في الق��رآن الك��ريم من خط��اب

وتوجيهه ل��ه، باعتب��اره أول المكلفين بأحك��امالله تعالى لنبيه الشريعة، وذلك إما مباشرة، أو عبر جبري��ل علي��ه الس��الم، كم��ا

مه شديد القوى ) توى ]النجم:5﴿قال تعالى: عل ة فاس�� ﴾( ذو مر5 ،6]

وننبه إلى أنا قس��منا بعض األح��اديث ال��واردة هن��ا لطوله��ا،ولكونها ربما قيلت في مناسبات مختلفة.

: )أوحى الله إلي: ياقال رسول الله [299]الحديث: أخا المرسلين! يا أخا المنذرين! أنذر قومك أن ال يدخلوا بيتا من بيوتي وألحد من عبادي عند أحد منهم مظلمة.. ف��إني ألعن��ه م��ا دام قائم��ا بين ي��دي يص��لي، حتى ي��رد تل��ك المظلم��ة.. وأك��ون سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويكون من أوليائيهداء في ديقين والش�� وأصفيائي، ويكون جاري م��ع األنبي��اء والص��

(2)الجنة( : )لما جاوزت سدرةقال رسول الله [300]الحديث:

المنتهى وبلغت أغص��انها وقض��بانها رأيت بعض ثم��ار قض��بانها معلقة، يقطر من بعضها اللبن، ومن بعضها العسل، ومن بعضها ال��دهن، ويخ��رج من بعض��ها مث��ل دقي��ق الس��ميد، ومن بعض��ها الثياب، ومن بعضها كالنبق فيهوي ذلك كل��ه نح��و األرض، فقلت:

يا محمد! هذه أنبته��ا أين مقر هذه الخارجات؟ فأوحى إلي ربي: من ه��ذا المك��ان األرف��ع، ألغ��ذو به��ا بن��ات المؤم��نين من أمت��ك

[ 266[، والترمذي ]رقم: 4607)( رواه أبو داود ]رقم:1.1/230)( عدة الداعي، موسوعة الكلمة: 2

70

وبنيهم.. فق��ل آلب��اء البن��ات: ال تض��يقن ص��دوركم على بن��اتكم..(1) فإني كما خلقتهن أرزقهن(

من علي ربي،: )ق��ال رس��ول الل��ه [301]الح��ديث: يا محمد صلى الله عليك.. فق��د أرس��لت ك��ل رس��ول وقال لي:

إلى أمته بلسانها، وأرس��لتك إلى ك�ل أحم�ر وأس�ود من خلقي..��ذي لم أنص��ر ب��ه أح��دا.. وأحللت ل��ك(2)ونص��رتك ب��الرعب ، ال

الغنيمة، ولم تحل ألح��د قبل��ك.. وأعطيت ل��ك وألمت��ك ك��نزا من كنوز العرش: فاتحة الكتاب، وخاتمة سورة البقرة.. وجعلت لك وألمت��ك األرض كله��ا مس��جدا وطه��ورا.. وأعطيت ل��ك وألمت��ك التكبير.. وقرنت ذك��رك ب��ذكري، فال ي��ذكرني أح��د من أمت��ك إال

(3)ذكرك مع ذكري.. فطوبى لك يا محمد( ن��زل جبري��ل إلي،: )قال رسول الله [302]الحديث:

ك��ل س��اعة وقال لي: يا محمد! ربك يقرئك السالم، ويقول لك: تذكرني فيها، فهي لك عن��دي م��دخرة.. وك��ل س��اعة ال ت��ذكرني

(4)فيها، فهي منك ضائعة( إن جبريل أخبرني: )قال رسول الله [303]الحديث:

يا محمد! من غ��زا في بأمر قرت به عيني، وفرح به قلبي، قال: سبيل الله من أمتك، فما أصابته قطرة من السماء، وال ص��داع،

(5)إال كانت له شهادة يوم القيامة( إن جبريل، ال��روح: )قال رسول الله [304]الحديث:

يا محم��د! علي��ك بحس��ن الخل��ق، ف��إن األمين، نزل علي، فقال:(6)سوء الخلق يذهب بخير الدنيا واآلخرة(

ح��دثني جبري��ل: )ق��ال رس��ول الل��ه [305]الحديث: عليه السالم أن الله أهبط إلى األرض ملكا، فأقب��ل ح��تى وق��ف على باب دار عليه رجل يستأذن، فقال له المل��ك: م��ا حاجت��ك؟ قال: أخ لي مسلم زرته في الله تعالى. فقال له الملك: ما ج��اء بك إال ذاك؟ قال: م��ا ج�اء بي إال ذاك. ق�ال: ف��إني رس��ول الل��ه إليك، وهو يقرئك السالم ويقول: وجبت لك الجنة. وقال المل��ك:��اه زار، إن الله تعالى يق��ول: أيم��ا مس��لم زار مس��لما، فليس إي

.1/48)( عيون أخبار الرضا، موسوعة الكلمة: 1)( بالمفهوم الصحيح له، وهو الذي يردع المعتدين، ال الذي يروع اآلمنين.2.1/93)( معاني األخبار، وعلل الشرائع، موسوعة الكلمة: 3.1/142)( إرشاد القلوب، موسوعة الكلمة: 4.1/171)( الكافي، موسوعة الكلمة: 5.1/211)( األمالي، موسوعة الكلمة: 6

71

(1)إنما إياي زار.. وثوابه علي الجنة( فقال:)ياجاء جبريل إلى رسول الله [306]الحديث:

محمد! طوبى لمن قال من أمت��ك: ال إل��ه إال الل��ه وح��ده وح��ده(2)وحده(

ن��زل علي جبري��ل: )قال رسول الله [307]الحديث: الم، ويق��ول: ��ك يقرئ��ك الس�� إش��تققتفق��ال: ي��ا محم��د: إن رب

للمؤمن إسما من أسمائي، فسميته مؤمنا.. ف��المؤمن مني وأن��ا(3)منه.. من استهان بمؤمن، فقد استقبلني بالمحاربة(

لما أسري ب��النبي: )قال رسول الله [308]الحديث: :يا محمد من أه��ان قال: يا رب! ما حال المؤمن عندك؟ قال

لي وليا فق��د ب��ارزني بالمحارب��ة، وأن��ا أس��رع ش��يء إلى نص��رة أوليائي.. وإن من عبادي المؤمنين من ال يصلحه إال الغ��نى، ول��و ص�رفته إلى غ��ير ذل�ك لهل��ك.. وإن من عب�ادي المؤم��نين من ال يصلحه إال الفقر، ولو صرفته إلى غير ذل��ك لهل��ك.. وم��ا يتق��رب��ه إلي عبد من عبادي بشيء أحب إلي مما افترض��ته علي��ه.. وإن�ذي ليتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، ف�إذا أحببت�ه كنت س�معه ال��ذي ينط��ق ب��ه، وي��ده يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه ل

(4)التي يبطش بها.. إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته( رب�ه س��بحانه ليل�ةسأل رسول الل��ه [309]الحديث: يا رب أي األعمال أفضل؟ فقال الله ع��ز وج��ل:المعراج فقال:

ليس شيء عندي أفضل من التوكل علي، والرضا بما قس��مت..���تي ���تي للمتح���ابين في، ووجبت محب ي���ا محم���د وجبت محب���تي للمتواص���لين في، ووجبت للمتع���اطفين في، ووجبت محب محبتي للمتوكلين علي.. وليس لمحبتي علم، وال غاية وال نهاي��ة،�ذين نظ�روا إلى وكلما رفعت لهم علما وضعت علم�ا.. أولئ��ك ال المخل��وقين بنظ��ري إليهم، وال يرفع��ون الح��وائج إلى الخل��ق.. بط��ونهم خفيف���ة من أك��ل الحالل، نعيمهم في ال��دنيا ذك��ري،

(5)ومحبتي، ورضاي عنهم( مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [310]الحديث:

.1/226)( األمالي، وثواب األعمال، والمحاسن، والكافي، موسوعة الكلمة: 1.1/32)( التوحيد، موسوعة الكلمة: 2.1/66)( الغيبة، موسوعة الكلمة: 3.1/66)( المحاسن والكافي، موسوعة الكلمة: 4، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 5

72

ليلة المعراج: )يا أحمد! إن أحببت أن تكون أورع الناس،الله : ي��ا إلهي! كي��ففازهد في الدنيا وارغب في اآلخ��رة.. فق��ال

أزهد في الدنيا وأرغب في اآلخرة؟ قال: خذ من الدنيا خف��ا منراب واللب��اس، وال ت��دخر لغ��د.. ودم على ذك��ري، الطع��ام والش�� فق��ال: ي��ا رب! وكي��ف أدوم على ذك��رك؟ فق��ال: ب��الخلوة عن��اس.. وبغض��ك الحل��و والح��امض، وف��راغ بطن��ك وبيت��ك من النبي، إذا نظ��ر إلى ال��دنيا.. ي��ا أحم��د! فاح��ذر أن تك��ون مث��ل الص����ه، وإذا أعطي ش��يئا من الحل��و والح��امض األخضر واألص��فر أحب اغتر به.. فقال: يا رب! دلني على عمل أتقرب ب��ه إلي��ك. ق��ال: إجعل ليلك نهارا، ونهارك ليال( ق��ال: ي��ا رب! كي��ف ذل��ك؟ ق��ال: إجعل نومك صالة، وطعامك الجوع.. يا أحم��د! وع��زتي وجاللي، ما من عبد مؤمن ضمن لي أربع خصال إال أدخلته الجنة.. يطوي لسانه فال يفتح��ه إال بم��ا يعني��ه.. ويحف��ظ قلب��ه من الوس��واس..

(2)((1)ويحفظ علمي ونظري إليه.. وتكون قرة عينه الجوع مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [311]الحديث:

مت ليلة المعراج: )الله يا أحمد! لو ذقت حالوة الج��وع والص�� والخلوة، وما ورثوا منها قال: يا رب! م��ا م��يراث الج��وع؟ ق��ال: الحكمة، وحف��ظ القلب، والتق��رب إلي، والح��زن ال��دائم، وخف��ة��اس، وق��ول الح��ق، وال يب��الي ع��اش بيس��ر أو المؤون��ة بين الن بعسر.. يا أحمد! هل ت��دري ب��أي وقت يتق��رب العب��د إلى الل��ه.. قال: ال يا رب! قال: إذا كان جائعا أو ساجدا.. ي��ا أحم��د! عجبتالة، وه�و يعلم إلى من يرف�ع من ثالثة عبيد: عب�د دخ�ل في الص�� يديه؟ وقدام من ه��و؟ وه��و ينعس.. وعجبت من عب��د ل��ه ق��وت يوم وهو يهتم لغد.. وعجبت من عبد ال ي��دري أني راض عن��ه أم��ة قص��را من ساخط عليه، وهو يض��حك.. ي��ا أحم��د! إن في الجن لؤلؤة فوق لؤل��ؤة ودرة ف��وق درة، ليس فيه��ا فص��م وال وص��ل، فيها الخواص، أنظر إليهم كل ي��وم س��بعين م��رة وأكلمهم، كلم�ا نظرت إليهم أزيد في ملكهم سبعين ضعفا، وإذا تلذذ أهل الجنة

(3)(بالطعام والشراب تلذذوا بكالمي وذكري وحديثي رب�ه س��بحانه ليل�ةسأل رسول الل��ه [312]الحديث: )هم في ال��دنيايا رب! ما عالمات أولئ��ك؟ ق��ال: المعراج فقال:

)( المراد بالجوع ما شرعه الله تعالى بالصوم ونحوه وليس الجوع المؤذي، فهو حرام شرعا.1، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 2، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 3

73

مسجونون، قد سجنوا ألسنتهم من فضول الكالم، وبطونهم من��ة للفق��راء ��ة لل��ه هي المحب فضول الطعام.. يا أحم��د: إن المحب

(1)والتقرب إليهم( رب�ه س��بحانه ليل�ةسأل رسول الل��ه [313]الحديث: يا رب! من الفقراء؟ قال: )الذين رضوا بالقليل،المعراج فقال:

وصبروا على الجوع، وشكروا على الرخ��اء ولم يش��كوا ج��وعهم وال ظمأهم، ولم يك��ذبوا بألس�نتهم، ولم يغض��بوا على ربهم، ولم

(2)(يغتموا على ما فاتهم، ولم يفرحوا بما آتاهم مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [314]الحديث:

ي��ا أحم��د! ال ت��تزين بلين اللب��اس، وطيب ليلة المع��راج: )الله الطعام، ولين الوطاء.. فإن النفس مأوى ك��ل ش��ر، وهي رفي��ق كل سوء.. تجرها إلى طاعة الله وتجرك إلى معصيته، وتخالف��ك في طاعته وتطيعك فيما يكره.. وتطغى إذا ش��بعت، وتش��كو إذا��ر إذا اس��تغنت، وتنس��ى إذا جاعت، وتغض��ب إذا افتق��رت، وتتكبيطان.. ومث��ل النفس كبرت، وتغفل إذا أمنت.. وهي قرين��ة الش�� كمث��ل النعام��ة، تأك��ل الكث��ير وإذا حم��ل عليه��ا ال تط��ير.. ومث��ل

(3)(الدفلى، لونه حسن وطعمه مر مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [315]الحديث:

ي��ا أحم��د! ابغض ال��دنيا وأهله��ا، وأحب ليل��ة المع��راج: )الل��ه اآلخرة وأهلها.. قال: يا رب! ومن أهل الدنيا؟ ومن أهل اآلخرة؟ قال: أهل الدنيا! من ك�ثر أكل�ه وض�حكه ونوم�ه وغض�به.. قلي��ل الرضا، ال يعتذر إلى من أساء إلي��ه، وال يقب��ل مع��ذرة من اعت��ذر إليه.. كس��الن عن الطاع��ة، ش��جاع عن��د المعص��ية.. أمل��ه بعي��د،

يحاسب نفس��ه.. قلي��ل المنفع��ة، كث��ير الكالم.. وأجله قريب.. ال قلي��ل الخ��وف كث��ير الف��رح عن��د الطع��ام.. وإن أه��ل ال��دنيا ال��اس يش��كرون عن��د الرخ��اء، وال يص��برون عن��د البالء.. كث��ير الن عندهم قليل.. ويحمدون أنفس��هم بم��ا ال يفعل��ون، وي��دعون بم��ا��اس، ليس لهم.. ويتكلمون بما يتمنون.. وي��ذكرون مس��اوىء الن ويخفون حسناتهم.. قال: يا رب! هل يكون سوى هذا العيب في

ي��ا أحم��د! إن عيب أه��ل ال��دنيا كث��ير.. فيهم أه��ل ال��دنيا؟ ق��ال: الجه��ل والحم��ق.. ال يتواض��عون لمن يتعلم��ون من��ه.. وهم عن��د

، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 1، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 2، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 3

74

(1)(أنفسهم عقالء، وعند العارفين حمقى مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [316]الحديث:

ي��ا أحم��د! إن أه��ل الخ��ير وأه��ل اآلخ��رة ليلة المع��راج: )الله رقيقة وجوههم.. كثير حياؤهم، قليل حمقهم.. كثير نفعهم، قليل��اس منهم في راح��ة، وأنفس��هم منهم في تعب.. مك��رهم.. الن كالمهم موزون.. محاسبون ألنفسهم، متعبون لها.. تن��ام أعينهم،��اس وال تنام قلوبهم.. أعينهم باكية، وقلوبهم ذاكرة.. إذا كتب الن من الغ��افلين، كتب��وا من ال��ذاكرين.. في أول النعم��ة يحم��دون، وفي آخره��ا يش��كرون.. دع��اؤهم عن��د الل��ه مرف��وع، وكالمهم مس��موع.. تف��رح المالئك��ة بهم.. ي��دور دع��اؤهم تحت الحجب.. يحب ال��رب أن يس��مع كالمهم كم��ا تحب الوال��دة ول��دها.. وال يشغلهم عن الله شيء طرفة عين.. وال يريدون ك��ثرة الطع��ام، وال كثرة الكالم، وال كثرة اللباس.. الناس عن��دهم م��وتى، والل��ه��وم ك��ريم.. ي��دعون الم��دبرين كرم��ا، ويزي��دون عن��دهم حي قي المقبلين تلطف��ا.. ق��د ص��ارت ال��دنيا واآلخ��رة عن��دهم واح��دة.. يموت الناس مرة، ويموت أحدهم في كل يوم سبعين مرة، من�ذي يج��ري في يطان ال مجاهدة أنفسهم، ومخالفة هواهم، والش� ع��روقهم.. ول��و تح��ركت ريح لزع��زعتهم، وإن ق��اموا بين ي��دي ك��أنهم بني��ان مرص��وص، ال أرى في قلبهم ش��غال لمخل��وق.. ف��و ع���زتي وجاللي! ألح���يينهم حي���اة طيب���ة.. إذا ف���ارقت أرواحهم أجس��ادهم، ال أس��لط عليهم مل��ك الم��وت، وال يلي قبض روحهمماء كله��ا، وألرفعن الحجب غيري.. وألفتحن لروحهم أبواب الس�� كلها دوني.. وآلمرن الجنان فلتزينن، والحور فلتزفن، والمالئك��ة فلتصلين، واألشجار فلتثمرن، وثمار الجنة فلتدلين، وآلمرن ريحا من الري���اح ال���تي تحت الع���رش فلتحملن جب���اال من الك���افور والمسك األذفر فلتصيرن وقودا من غير النار، فلتدخلن ب��ه.. وال يكون بيني وبين روحه ستر فأقول له عن��د قبض روح��ه: مرحب��ا وأهال بق���دومك علي، إص���عد بالكرام���ة والبش���رى، الرحم���ة والرضوان، وجنات لهم فيه��ا نعيم مقيم، خال��دين فيه��ا أب��دا، إن الله عنده أجر عظيم.. فلو رأيت المالئكة كي��ف يأخ��ذ به��ا واح��د

(2)(ويعطيها اآلخر مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [317]الحديث:

، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 1، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 2

75

يا أحمد! إن أهل اآلخرة ال يهنأهم الطعام ليلة المعراج: )الله من��ذ عرف��وا ربهم، وال تش��غلهم مص��يبة من��ذ عرف��وا س��يئاتهم.. يبكون على خطاياهم.. يتعبون أنفسهم وال يريحونه��ا، وإن راح��ة��ة في الم�وت، واآلخ�رة مس�تراح العاب��دين.. مؤنس�هم أهل الجن��تي تفيض على خ��دودهم، وجلوس��هم م��ع المالئك��ة دم��وعهم ال الذين عن أيمانهم وعن شمائلهم، ومناج��اتهم م��ع الجلي��ل.. وإن أه��ل اآلخ��رة قل��وبهم في أج��وافهم ق��د ق��رحت، يقول��ون: م��تى

(1)(نستريح من دار الفناء إلى دار البقاء مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [318]الحديث:

يا أحمد! هل تع��رف م��ا للزاه��دين عن��دي ليلة المعراج: )الله يبعث الخل��ق ويناقش��ون في اآلخ��رة؟.. ق��ال: ال ي��ا رب! ق��ال:

بالحساب وهم من ذلك آمن��ون... إن أدنى م��ا أعطي للزاه��دين في اآلخ��رة أن أعطيهم مف��اتيح الجن��ان كله��ا يفتح��ون أي ب��اب ش��اؤوا.. وألنعمنهم ب��ألوان التل��ذذ من كالمي، وألجلس��نهم في

(2)(مقعد صدق، وأذكرنهم ما صنعوا وتعبوا في دار الدنيا مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [319]الحديث:

ي��ا أحم��د! وج��وه الزاه��دين مص��فرة من ليلة المع��راج: )الله تعب اللي��ل وص��وم النه��ار.. وألس��نتهم كالل إال من ذك��ر الل��ه تعالى.. قل��وبهم في ص��دورهم مطعون��ة من ك��ثرة م��ا يخ��الفون أهواءهم.. قد ض��مروا أنفس��هم من ك��ثرة ص��متهم.. ق��د أعط��وا��ة، ولكن الجهود من أنفسهم، ال من خوف ن��ار وال من ش��وق جنماوات واألرض، فيعلم��ون أن الل��ه ينظ��رون في ملك��وت الس��

(3)(سبحانه وتعالى أهل العبادة، كأنما ينظرون إلى من فوقها مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [320]الحديث:

يا أحمد! عليك ب��الورع، ف��إن ال��ورع رأس ليلة المعراج: )الله الدين ووسط الدين وآخر الدين.. إن الورع يقرب العبد إلى الله

نوف .. بين الحلي، والخ��بز(4)تعالى.. ي��ا أحم��د! إن ال��ورع كالش�� بين الطعام.. إن الورع رأس اإليمان، وعم��اد ال��دين.. إن ال��ورع مثله كمثل السفينة، فكما ال ينج��و في البح��ر إال من ك��ان فيه��ا،

(5)كذلك ال ينجو الزاهدون إال بالورع(

، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 1، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 2، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 3)( الشنوف: جمع الشنف وهو ما علق في األذن فما فوقها من الحلي.4، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 5

76

مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [321]الحديث: يا أحم��د! م��ا عرف��ني عب��د وخش��ع لي إال ليلة المعراج: )الله

وخشعت له.. يا أحم��د! ال��ورع يفتح على العب��د أب��واب العب��ادة، فيكرم به عند الخلق ويصل ب��ه إلى الل��ه ع��ز وج��ل.. ي��ا أحم��د!امتين، عليك بالصمت، فإن أعمر القلوب قلوب الصالحين والص�� وإن أخرب القلوب قلوب المتكلمين بما ال يعنيهم.. يا أحمد! إن العب��ادة عش��رة أج��زاء، تس��عة منه��ا طلب الحالل ف��إذا طيبت

(6)مطعمك ومشربك فأنت في حفظي وكنفي( رب�ه س��بحانه ليل�ةسأل رسول الل��ه [322]الحديث: ي��ا رب! م��ا أول العب��ادة؟ ق��ال: أول العب��ادةالمع��راج فق��ال:

الصمت والصوم.. قال: يا رب! وما ميراث الصوم؟ قال: الصوم ي��ورث الحكم��ة، والحكم��ة ت��ورث المعرف��ة، والمعرف��ة ت��ورث اليقين.. ف��إذا اس��تيقن العب��د ال يب��الي كي��ف أص��بح: بعس��ر أم بيس��ر؟.. وإذا ك��ان العب��د في حال��ة الم��وت، يق��وم على رأس��ه مالئكة، بيد كل ملك كأس من ماء الك��وثر، يس��قون روح��ه حتى تذهب سكرته ومرارته، ويبشرونه بالبش��ارة العظمى، ويقول��ون��ك تق��دم على العزي��ز الحكيم، الح��بيب له: بت وطاب مثواك، إن الق��ريب.. فتط��ير ال��روح من أي��دي المالئك��ة، فتص��عد إلى الل��ه تعالى، في أس��رع من طرف��ة عين.. ثم يق��ال له�ا: كي��ف ت��ركت الدنيا؟.. فتقول: إلهي! وعزت��ك وجالل��ك! ال علم لي بال��دنيا، أن��ا

ص��دقت ي��ا عب��دي! منذ خلقتني خائفة منك.. فيقول الله تعالى: كنت بجس��دك في ال��دنيا وروح��ك معي، ف��أنت بعي��ني، س��رك��تي فتجنح وعالنيتك، سل أعط��ك، وتمن علي فأكرم��ك، ه��ذه جن فيه��ا وه��ذا ج��واري فاس��كنه... فتق��ول ال��روح: إلهي! عرفت��ني نفسك فاستغنيت بها عن جميع خلقك، وعزتك وجاللك! لو ك��ان رضاك في أن أقطع إربا إربا، وأقتل سبعين قتلة بأشد م��ا يقت��ل به الناس لكان رض��اك أحب إلي.. إلهي! كي��ف أعجب بنفس��ي؟ وأن��ا ذلي��ل إن لم تكرم��ني، وأن��ا مغل��وب إن لم تنص��رني، وأن��ا ض��عيف إن لم تق��وني، وأن��ا ميت إن لم تحي��ني ب��ذكرك، ول��و ال س��ترك الفتض��حت أول م��رة عص��يتك.. إلهي! كي��ف ال أطلب رض��اك؟ وق��د أكملت عقلي حتى عرفت��ك، وع��رفت الح��ق من���ور من الباط���ل، واألم���ر من النهي، والعلم من الجه���ل، والن

، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 677

الظلمة.. فقال الله ع��ز وج��ل: وع��زتي وجاللي! ال أحجب بي��ني(1)(وبينك في وقت من األوقات.. كذلك أفعل بأحبائي

مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [323]الحديث: يا أحم��د! ه�ل ت�دري أي عيش أهن��أ؟ وأي ليلة المعراج: )الله

حياة أبقى؟.. قال: اللهم! ال. قال: أما العيش الهنيء، فهو الذي ال يفتر ص��احبه عن ذك��ري، وال ينس��ى نعم��تي، وال يجه��ل حقي.��تي يطلب رضاي في ليله ونهاره.. وأم��ا الحي��اة الباقي��ة، فهي ال يعمل صاحبها لنفسه، حتى تهون عليه ال��دنيا وتص��غر في عين��ه، وتعظم اآلخرة عنده، ويؤثر هواي على ه��واه، ويبتغي مرض��اتي، ويعظم حق عظمتي، ويذكر علمي به، ويراقب��ني باللي��ل والنه��ار عند كل سيئة أو معصية، وينقي قلبه عن ك��ل م��ا أك��ره، ويبغضيطان ووسواس��ه، وال يجع��ل إلبليس على قلب��ه س��لطانا الش����ا، حتى أجع��ل قلب��ه لي، وسبيال.. فإذا فعل ذلك أسكنت قلبه حب��تي أنعمت به��ا وفراغه واشتغاله، وهم��ه وحديث��ه، من النعم��ة ال��تي من خلقي... وأفتح عين قلب��ه وس��معه، حتى على أه��ل محب يسمع بقلبه، وينظر بقلب��ه إلى جاللي وعظم��تي.. وأض��يق علي��ه الدنيا، وأبغض إليه ما فيها من اللذات.. وأح��ذره من ال��دنيا وم��ا فيها كما يحذر الراعي غنمه من مراتع الهلكة.. ف��إذا ك��ان هك��ذا يفر من الناس فرارا، وينقل من دار الفناء إلى دار البق��اء، ومن��ه بالهيب��ة يطان إلى دار الرحم��ان.. ي��ا أحم��د، وألزينن دار الش�� والعظمة.. فهذا هو العيش الهنيء والحي��اة الباقي��ة وه��ذا مق��ام

(2)الراضين( مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [324]الحديث:

من عم��ل برض��اي ألزم��ه ثالث خص��ال..: ليلة المعراج: )الله أعرف��ه ش��كرا ال يخالط��ه الجه�ل.. وذك�را ال يخالط��ه النس��يان..��ني ومحبة ال يؤثر معها على محبتي محبة المخل��وقين.. ف��إذا أحبة أحببت���ه.. وأفتح عين قلب���ه إلى جاللي، وال أخفي علي���ه خاص��� خلقي.. وأناجيه في ظلم الليل ونور النه��ار، حتى ينقط��ع حديث��ه

.. وأس����معه كالمي وكالمم����ع المخل����وقين ومجالس����ته معهم مالئكتي.. وأعرفه السر الذي سترته عن خلقي.. وألبسه الحي��اء حتى يس��تحي من��ه الخل��ق كلهم.. ويمش��ي على األرض مغف��ورا له.. وأجعل قلبه واعيا وبصيرا.. وال أخفي عليه شيئا من جنة وال

، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 1، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 2

78

��اس ي��وم القيام��ة من اله��ول ن��ار.. وأعرف��ه م��ا يم��ر على الن والشدة، وما أحاسب به.. األغنياء والفقراء، والجهال والعلم��اء.. وال يرى غمرة الموت، وظلمة القبر واللحد، وهول المطل��ع.. ثم أنصب له ميزانه، وأنشر ديوانه، ثم أضع كتابه في يمينه، فيقرأه منش��ورا.. ثم ال أجع��ل بي��ني وبين��ه ترجمان��ا.. فه��ذه ص��فات

(1)المحبين( مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [325]الحديث:

يا أحمد! اجعل همك هم��ا واح��دا، فاجع��ل ليلة المعراج: )الله لسانك لسانا واحدا.. واجعل بدنك حيا ال تغفل عني.. من يغف��ل

(2)عني ال أبالي بأي واد هلك( مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [326]الحديث:

لتك على ليلة المعراج: )الله يا أحمد! ألم تدر ألي ش��يء فض�� سائر األنبياء؟.. ق��ال: اللهم! ال. ق��ال: ب��اليقين، وحس��ن الخل��ق،

(3)وسخاوة النفس، ورحمة الخلق( مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [327]الحديث:

يا أحمد! إن العبد إذا ج��اع بطن��ه، وحف��ظ ليلة المعراج: )الله لسانه، علمته الحكمة.. وإن كان كافرا تكون حكمته حج��ة علي��ه ووباال.. وإن كان مؤمنا تك��ون حكمت�ه ل�ه ن�ورا وبرهان�ا، وش�فاء ورحمة.. فيعلم ما لم يكن يعلم، ويبصر ما لم يكن يبصر.. فأولره عي��وب نفس��ه، حتى يش��تغل به��ا عن عي��وب غ��يره، م��ا أبص��

(4)وأبصره دقائق العلم، حتى ال يدخل عليه الشيطان( مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [328]الحديث:

يا أحمد! ليس شيء من العبادة أحب إلي ليلة المعراج: )الله من الصمت والصوم.. فمن صام ولم يحف��ظ لس��انه، كمن ق��ام ولم يق��رأ في ص��الته، فأعطي��ه أج��ر القي��ام، ولم أعط��ه أج��ر

(5)العابدين( مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [329]الحديث:

ي��ا أحم��د! ه��ل ت��دري م��تى يك��ون العب��د ليلة المع��راج: )الله عابدا؟.. قال: ال يا رب! قال: إذا اجتمع فيه س��بع خص��ال..: ورع يحجز عن المحارم.. وصمت يكفه عما ال يعني��ه.. وخ��وف ي��زداد

، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 1، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 2، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 3، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 4، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 5

79

كل يوم من بكائه.. وحياء يستحيي مني في الخالء.. وأكل م��ا ال��اهم( بد منه.. ويبغض الدنيا لبغضي له��ا.. ويحب األخي��ار لحبي إي

(1) مما ورد في وصية الله تع��الى لرس��ول [330]الحديث:

ي��ا أحم��د! ليس ك��ل من ق��ال: أحب الل��ه ليلة المعراج: )الله ��ني.. حتى يأخ��ذ قوت��ا، ويلبس دون��ا، وين��ام س��جودا، ويطي��ل أحب قياما، ويتوكل علي، ويبكي كثيرا، ويقل ض��حكا، ويخ��الف ه��واه، ويتخ��ذ المس��جد بيت��ا، والعلم ص��احبا، والزه��د جليس��ا، والعلم��اء��اء، والفق��راء رفق��اء.. ويطلب رض��اي، ويف��ر من العاص��ين أحب فرارا، ويشغل ب��ذكري اش��تغاال، ويك��ثر التس��بيح دائم��ا.. ويك��ونالة بالوعد صادقا، وبالعهد وافيا، ويك�ون قلب�ه ط�اهرا، وفي الص���واب راغب��ا، زاكيا، وفي الف��رائض مجته��دا، وفيم��ا عن��دي من الث

(2)ومن عذابي راهبا، وألحبائي قريبا وجليسا(ب � األحاديث القدسية الموجهة لألمة:

إذا ق�ال العب��د: ال: )قال رسول الل�ه [331]الحديث: اشهدوا سكان س��ماواتي، أني ق��د إله إال الله، يقول الله تعالى:

(3)( غفرت لقائلها إن رجال ق��ال:: )ق��ال رس��ول الل��ه [332]الح��ديث:

والله ال يغفر الله لفالن، فقال الله: من ذا الذي تألى علي أن ال��اني أغفر لفالن؟.. ف��إني ق��د غف��رت لفالن.. وأحبطت عم��ل الث

(4)بقوله: ال يغفر الله لفالن( إن الله تع��الى إذا: )قال رسول الله [333]الحديث:

رأى أهل قرية قد أس��رفوا في المعاص��ي، وفيه��ا ثالث��ة نف��ر من ي��ا أه��ل معص��يتي!.. ل��وال من المؤمنين، ناداهم الله جل جالل��ه: بجاللي، الع��امرين بص��لواتهم فيكم من المؤم��نين، المتح��ابين

أرضي ومساجدي، والمستغفرين باألس��حار خوف��ا مني، ألن��زلت(5)عذابي.. ثم ال أبالي(

: )أ ت��درون م��ا ق��القال رسول الله [334]الحديث: ربكم؟.. ق��ال ربكم من عب��ادي م��ؤمن بي وك��افر ب��الكواكب.. وك��افر بي وم��ؤمن ب��الكواكب.. فمن ق��ال: مطرن��ا بفض��ل الل��ه

، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 1، فما بعدها، ضمن حديث المعراج.1/7)( الخصال: 2.1/32)( التوحيد، موسوعة الكلمة: 3.1/52)( المجالس، موسوعة الكلمة: 4.1/74)( علل الشرائع، واألمالي، والمحاسن، موسوعة الكلمة: 5

80

ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر ب��الكواكب.. ومن ق��ال: مطرن��ا(1)بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكواكب(

: )إن المالئكة يمرونقال رسول الله [335]الحديث: على مجالس الذكر، فيقف��ون على رؤوس��هم، ويبك��ون لبك��ائهم، ويؤمن��ون على دع��ائهم، وإذا ص��عدوا إلى الس��ماء، يق��ول الل��ه تعالى: مالئكتي! أين كنتم؟ وه��و أعلم بهم، فيقول��ون: ربن��ا أنت���ا حض���رنا مجلس���ا من مج���الس ال���ذكر، فرأين���اهم أعلم، كن يسبحونك، ويقدسونك، ويس��تغفرونك، يخ��افون ن��ارك، ويرج��ون ثوابك. فيق��ول س��بحانه: أش��هدكم أني ق��د غف��رت لهم، وآمنتهم من ناري، وأوجبت لهم جنتي، فيقولون: ربنا! تعلم أن فيهم من لم يذكرك. فيقول سبحانه: قد غفرت له بمجالسة أهل ذك��ري..

(2)فإن الذاكرين ال يشقى بهم جليسهم( ما من مؤمن يقعد: )قال رسول الله [336]الحديث:

جلس��ت إلى حبي��بي؟..ساعة عند العالم، إال ن��اداه الل��ه تع��الى: (3)وعزتي وجاللي ألسكننك الجنة معه وال أبالي(

إن الي��تيم إذا بكى: )قال رسول الله [337]الحديث: ��ذي أبكى عب��دي اهتز له العرش، فيقول الله تع��الى: من ه��ذا ال

الذي سلبته أبويه في صغره؟.. فو عزتي وجاللي ال يسكته عب��د(4)مؤمن إال أوجبت له الجنة(

من زار أخ��اه في: )قال رسول الل��ه [338]الحديث: بيته، قال الله تعالى له: أنت ضيفي وزائري، علي ق��راك.. وق��د

(5)أوجبت لك الجنة، بحبك إياه( ي��ا علي! أوص��يك: )قال رسول الل��ه [339]الحديث:

بوص��ية- وذك��ر وص��ية- منه��ا: ي��ا علي! إن الل��ه خل��ق الجن��ة من لبنتين: لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وجعل حيطانه��ا الي��اقوت، وسقفها الزبرجد، وحص��اها اللؤل��ؤ وترابه��ا الزعف��ران والمس��ك��وم، األذفر. ثم قال لها: تكلمي! فقالت: ال إله إال الله الحي القي

ع��زتي وجاللي.. ال ي��دخلنها وقد سعد من ي��دخلني، فق��ال الل��ه:��وث، وال ش��رطي، وال مخنث، وال م��دمن خم��ر، وال نم��ام، وال دي

.1/124)( الجواهر السنية، موسوعة الكلمة: 1.1/142)( إرشاد القلوب، موسوعة الكلمة: 2.1/148)( األمالي، موسوعة الكلمة: 3.1/199)( ثواب األعمال، ومن ال يحضره الفقيه، موسوعة الكلمة: 4.1/228)( الكافي، موسوعة الكلمة: 5

81

(1)نباش، وال عشار، وال قاطع رحم، وال قدري. ما من يوم يمر إال: )قال رسول الله [340]الحديث:

عب��دي! م��ا أنص��فتني.. أذك��رك وتنس��ى والباري عز وجل ينادي: ذك��ري، وأدع��وك إلى عب��ادتي وت��ذهب إلى غ��يري، وأرزق��ك من خزائ��ني، وآم��رك لتتص��دق ل��وجهي، فال تطيع��ني، وأفتح علي��ك أب��واب ال��رزق، وأستقرض��ك من م��الي فتجبه��ني، وأذهب عن��ك البالء، وأنت معتكف على فع��ل الخطاي��ا، ي��ا ابن آدم! م��ا يك��ون

(2)جوابك لي غدا إذا أجبتني( : )إن الل��ه تع��الىق��ال رس��ول الل��ه [341]الحديث:

يرسل ملكا ينزل في كل ليلة ين��ادي: ي��ا أبن��اء العش��رين! ج��دوا واجتهدوا، ويا أبن��اء الثالثين! ال تغ��رنكم الحي��اة ال��دنيا، وي��ا أبن��اء األربعين! م��ا أع��ددتم للق��اء ربكم، وي��ا أبن��اء الخمس��ين! أت��اكمبعين! تين! زرع آن حص��اده، وي��ا أبن��اء الس�� النذير، ويا أبن��اء الس��اعة وأنتم ن��ودي لكم ف��أجيبوا، وي��ا أبن��اء الثم��انين! أتتكم الس��ع، وأنع��ام ع، وص�بيان رض� ��ع، ورج�ال خش�� غافلون.. لوال عباد رك

(3)رتع، لصب عليكم العذاب صبا( : )إن الل��ه تع��الىق��ال رس��ول الل��ه [342]الحديث:

يقول لمالئكته: إذا هم عبد بالحسنة، فاكتبوها له حسنة، وإن هويئة فعمله��ا، عملها، فاكتبوها له عشر أمثالها.. وإذا هم عبد بالس��

(4)واحدة، وإن هو تركها فاكتبوها له حسنة( فاكتبوها له يعذب الله اللسان: )قال رسول الله [343]الحديث:

عذابا، ال يعذب به شيئا من الج��وارح، فيق��ول: أي رب! ع��ذبتني عذابا لم تعذب به شيئا؟ فيقول الله: خرجت منك كلمة، فبلغت مشارق األرض ومغاربها، فسفك به��ا ال��دم الح��رام، وانتهب به��ا المال الحرام، وانتهك بها الفرج الحرام.. وعزتي ألعذبنك ع��ذابا

(5)ال أعذب به شيئا من جوارحك( إن ربي أخ��برني: )قال رس��ول الل��ه [344]الحديث:

فق��ال: وع��زتي وجاللي! م��ا أدرك الع��املون درك البك��اء عن��دي شيئا.. وإني ألب��ني لهم- في الرفي��ع األعلى- قص��را ال يش��اركهم

.1/231)( من ال يحضره الفقيه، موسوعة الكلمة: 1.1/317)( إرشاد القلوب، موسوعة الكلمة: 2.1/322)( إرشاد القلوب، موسوعة الكلمة: 3.1/324)( كنز الفوائد، موسوعة الكلمة: 4.1/327)( الكافي، موسوعة الكلمة: 5

82

(1)فيه غيرهم( إن العبد إذا تخلى: )قال رسول الله [345]الحديث:

ناجاه، أثبت الل��ه الن��ور في قلب��ه، ف��إذاو بسيده في جوف الليل لبي��ك عب��دي.. س��لني ق��ال: ي��ا رب! ن��اداه الجلي��ل ج��ل جالل��ه:

أعطك، وتوكل علي أكفك، ثم يقول لمالئكته: مالئكتي! انظ��روا إلى عبدي.. فقد تخلى بي في جوف اللي��ل المظلم، والبط��الون

(2)الهون، والغافلون نيام.. إشهدوا أني قد غفرت له( إن الل��ه تع��الى: )ق��ال رس��ول الل��ه [346]الحديث:

ليل�ة وينزل ملكا إلى السماء الدنيا ك�ل ليل�ة، في الثلث األخ�ير، الجمع���ة من أول اللي���ل، في���أمره فين���ادي: ه���ل من س���ائل فأعطيه؟.. هل من تائب فأتوب عليه.. هل من مس��تغفر ف��أغفر

فال يزال يناديله؟ يا طالب الخير أقبل، ويا طالب الشر أقصر، بذلك، حتى يطلع الفجر، ف��إذا طل��ع الفج��ر، ع��اد إلى محل��ه من

ملكوت السماء. وفي رواية: )إذا كان آخر اللي��ل، يق��ول الل��ه س��بحانه: ه��ل من داع فأجيبه؟ هل من سائل فأعطيه سؤله؟ هل من مستغفر

(3)فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟( إن الله تعالى وكل: )قال رسول الله [347]الحديث:

أخبرني جبريل، عن الله تع��الى، أن��ه ومالئكة بالدعاء للصائمين. قال: ما أمرت مالئكتي بالدعاء ألحد من خلقي إال اس��تجبت لهم

(4)فيه( � األحاديث القدسية الواردة في أحاديث المعاد:3

يق��ول الل��ه ي��وم: )قال رس��ول الل��ه [348]الحديث: القيامة إذا جازى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون

(5)في الدنيا.. هل تجدون عندهم ثواب أعمالكم؟( ينادى يوم القيامة:: )قال رسول الله [349]الحديث:

ع��زتي وجاللي.. ال يج��وزني ظلم ظ��الم، ول��و ك��ف بك��ف، ول��وومسحة بكف، ونطحة ما بين الشاة القرناء، إلى الشاة العجماء(

(6)

.1/329)( عدة الداعي، موسوعة الكلمة: 1.1/258)( األمالي، موسوعة الكلمة: 2.1/283)( األمالي، موسوعة الكلمة: 3.1/287)( المحاسن، موسوعة الكلمة: 4.1/35)( عدة الداعي، موسوعة الكلمة: 5.1/44)( المحاسن، موسوعة الكلمة: 6

83

ينادى يوم القيامة:: )قال رسول الله [350]الحديث: يا أمة محمد! م��ا ك��ان لي قبلكم، فق��د وهبت��ه لكم.. وق��د بقيت

(1)التبعات بينكم، فتواهبوها.. وادخلوا الجنة برحمتي( يق��ول الل��ه ع��ز: )ق��ال رس��ول الل��ه [351]الحديث:

وجل للعلماء، ي��وم القيام��ة: إني لم أجع��ل علمي وحلمي فيكم،(2)إال وأنا أريد أن أغفر لكم، على ما كان منكم، وال أبالي(

ي��ؤمر برج��ال إلى: )قال رسول الله [352]الحديث: ��ار: ال تح��رق لهم النار، فيق��ول الل��ه ج��ل جالل��ه لمال��ك: ق��ل للن أقداما فقد كانوا يمشون إلى المس��اجد.. وال تح��رق لهم فروج��ا فق��د ك��انوا يس��بغون الوض��وء.. وال تح��رق لهم أي��ديا فق��د ك��انوا يرفعونها بالدعاء.. وال تحرق لهم ألسنا فقد ك��انوا يك��ثرون تالوة��ا القرآن، فيقول لهم خازن النار: ما ك��ان ح��الكم؟ فيقول��ون: كن

(3)نعمل لغير الله تعالى، فقيل لنا: خذوا ثوابكم ممن عملتم له( أقس��م ربي: ال: )ق��ال رس��ول الل��ه [353]الحديث:

يشرب عبد لي خمرا في الدنيا، إال سقيته مث��ل م��ا ش��رب منه��ا من الحميم، معذبا بعد أو مغفورا له.. وال يسقيها عب��د لي ص��بيا صغيرا أو مملوكا، إال سقيته مثل ما شرب منها من الحميم، يوم

(4)القيامة، معذبا بعد أو مغفورا له( إذا كان يوم القيامة،قال اإلمام علي: ) [354]الحديث:

أنا الله ال إله إال أنا الحكم العدل الذي ال يقول الجبار جل جالله: يجور.. اليوم أحكم بينكم بعدلي وقسطي.. ال يظلم اليوم أح��د..عيف من الق��وي بحق��ه ولص��احب المظلم��ة الي��وم آخ��ذ للض��يئات وأثيب على بالمظلم���ة بالقص���اص من الحس���نات والس��� الهبات... وال يجوز هذه العقب��ة عن��دي ظ��الم وألح��د من عب��ادي عنده مظلمة إال مظلمة يهبها لصاحبها وأثيبه عليها وآخذ بها عند الحساب.. فتالزموا أيه��ا الخالئ��ق.. واطلب��وا مظ��المكم عن��د من ظلمكم بها في الدنيا.. وأنا شاهد لكم عليهم وكفى بي شهيدا... أن��ا الوه��اب.. إن أحببتم أن تواهب��وا فتواهب��وا، وإن لم تواهب��وا

فيعفون إال القليل. فيقول الله تعالى: ال أخذت لكم بمظالمكم.. يجوز إلى جنتي اليوم ظ��الم.. وال يج��وز إلى ن��اري الي��وم ظ��الم

.1/53)( عدة الداعي، موسوعة الكلمة: 1.1/147)( منية المريد في آداب المفيد والمستفيد، موسوعة الكلمة: 2.1/237)( عقاب األعمال، وعلل الشرائع، موسوعة الكلمة: 3.1/241)( الكافي، موسوعة الكلمة: 4

84

وألح��د من المس��لمين عن��ده مظلم��ة حتى يأخ��ذها من��ه عن��د(1) الحساب.. أيها الناس استعدوا للحساب(

إذا ك��ان ي��ومق��ال اإلم��ام الص��ادق: ) [355]الح��ديث: القيامة، جيء بعب��د في��ؤمر ب��ه إلى الن��ار، فيلتفت، فيق��ول الل��ه تعالى: ردوه. فلما أتي به، قال له: عبدي! لم التفت؟ فيقول: يا

��ك؟ ورب! ما كان ظني بك هذا، فيقول الله تعالى: م��ا ك��ان ظن فيقول: يا رب! إن ظني بك أن تغف��ر لي، وتس��كنني- برحمت��ك-

فيق��ول الل��ه: ي��ا مالئك��تي!.. وع��زتي وجاللي، وآالئي جنت��ك. وبالئي.. ما ظن بي هذا ساعة من خير قط.. ولو ظن بي ساعة

(2)من خير، ما روعته بالنار.. أجيزوا له كذبه.. وأدخلوه الجنة( إن الله يقول يومقال اإلمام الصادق: ) [356]الحديث:

القيام��ة لفق��راء المؤم��نين: وع��زتي وجاللي.. م��ا أفق��رتكم في الدنيا من هوانكم علي ولكن لما هو خير لكم.. ولترون ما أص��نع بكم اليوم.. فمن زود أحدا منكم في دار ال��دنيا معروف��ا، فخ��ذوا بيده اليوم، فأدخلوه الجنة، فيقول رج�ل منهم: ي�ا رب! إن أه�ل الدنيا تنافسوا في دنياهم، فلبسوا الثياب اللينة، وأكلوا الطع��ام، وسكنوا الدور، وركبوا المشهور من الدواب، ف��أعطني مث��ل م��ا

ل�ك ولك��ل عب��د منكم مث��ل م��اأعطيتهم. فيقول تبارك وتع�الى: أعطيت أه��ل ال��دنيا، من��ذ ك��انت ال��دنيا إلى أن انقض��ت ال��دنيا

(3)سبعون ضعفا( قال اإلمام الصادق: )نزل جبري��ل على [357]الحديث:

وبكى ووصف ل�ه جهنم وع�ذابها، فبكى رس�ول الل�ه النبي جبري��ل، ف��أوحى الل��ه إليهم��ا: ق��د آمنتكم��ا من أن ت��ذنبا ذنب��ا

(4)تستحقان به النار، ولكن هكذا كونا(

.1/43)( األمالي، والكافي، موسوعة الكلمة: 1.1/76)( ثواب األعمال، موسوعة الكلمة: 2.1/194)( إرشاد القلوب، والكافي، موسوعة الكلمة: 3.1/329)( إرشاد القلوب، موسوعة الكلمة: 4

85

الفصل الثاني الجمال والجالل اإللهي في األحاديث

النبوية نتن��اول في ه��ذا الفص��ل األح��اديث ال��واردة في المص��ادر اإلسالمية � السنية والشيعية � حول جالل الله وجماله، باس��تثناء األح�اديث القدس�ية ال�تي أوردناه�ا في الفص�ل الس�ابق، وال�تي

تدخل أصال ضمن األحاديث النبوية. وبم��ا أن األح��اديث ال��واردة في ه��ذا الب��اب، فيه��ا المحكم والمتشابه، والمقبول والمردود؛ فق��د قس��منا الفص��ل إلى ثالث��ة

مباحث: : ح���ول األح���اديث المحكم���ة في الجم���ال والجاللاألول

اإللهي، وهي تلك التي وردت بصيغة التقري��ر والتحقي��ق إم��ا من باب البيان والتعريف، أو من باب الثن��اء والتمجي��د وال��ذي ع��ادة

يذكر في األذكار واألدعية والمناجيات. : حول األحاديث المتشابهة، وهي تلك التي اختلفتالثاني

األمة في فهمها؛ فمنهم من فوض علمها إلى الله مع تنزيهه عن مقتضياتها الحسية، وهم ]المفوضة[، ومنهم من أوله�ا بن�اء على لغة العرب، وهم ]المؤول�ة[، ومنهم من أثبته�ا بمعانيه�ا الحس�ية ال��تي تقتض��ي التجس��يم، وهم ال��ذين يطلق��ون على أنفس��هم

]المثبتة[، ويطلق عليهم غيرهم من المنزهة لقب ]المجسمة[ : ح��ول األح��اديث الم��ردودة، وهي األح��اديث ال��تيالثالث

يصعب تأويلها بناء على غلبة الحس والجسمية والتشبيه عليه��ا.. ول��ذلك ك��ان األورع رده��ا، ال ردا ك��امال، وإنم��ا رد الرواي��ة ال��تي وردت بها، باعتبارها تقتضي التجسيم، وربما يك��ون رس��ول الل��ه

قد قالها، وتدخل الرواة في تحريف ألفاظها، كما ذكرن��ا ذل��ك سابقا.

أوال ��� األح��اديث المحكم��ة ح��ول الجم��ال والجاللاإللهي

وهي أح��اديث كث��يرة موافق��ة للق��رآن الك��ريم، ولكثرته��ا وتوزعها على األبواب المختلفة، سنقتصر منه��ا على ن��وعين من

األحاديث:86

: تلك التي وردت من باب البيان والتعريف والتعليم.األول : تل��ك ال��تي وردت من ب��اب ب��اب الثن��اء والتمجي��دالثاني

والذي عادة يذكر في األذكار واألدعية والمناجيات. وقد ذكرنا في كال المبحثين م��ا ورد في مص��ادر الف��ريقين:

السنة والشيعة. � ما ورد بصيغة البيان والتعريف:1

وهي األحاديث التي يقصد منها أصالة التعريف بالله تعالى، وصيغت بصيغة محكمة ال تحتمل التأويل، وقد قسمناها بحس��ب

مصادرها إلى قسمين:أ � ما ورد في المصادر السنية:

من األح��اديث ال��واردة في المص��ادر الس��نية في التعري��فبالله تعالى:

رجال يق��ول: )اللهمسمع رسول الله [358]الحديث: إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله ال إله إال أنت األح��د الص��مد الذي لم يلد ولم يول��د ولم يكن ل��ه كف��وا أح��د(، فق��ال: )وال��ذي نفسى بيده، لقد س��أل الل��ه باس��مه األعظم، ال��ذي إذا دعي ب��ه

(1)أجاب، وإذا سئل به أعطى( رجال يق��ول فيس��مع رس��ول الل��ه [359]الح��ديث:

صالته: )اللهم إني أسألك بأن لك الحم��د ال إل��ه إال أنت المن��ان، بديع الس��موات واألرض ذو الجالل واإلك��رام، ي��ا حي ي��ا قي��وم(،

: )ت��درون بم دع��ا ؟( ق��الوا: الل��ه ورس��ولهفقال رسول الل��ه أعلم، قال: )والذي نفسي بيده، لق��د دع��ا الل��ه باس��مه األعظم،

(2)الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى( : )اسم الل��ه األعظمقال رسول الله [360]الحديث: حيمفي هاتين اآليتين حمن الر ﴿وإلهكم إله واحد ال إله إال هو الر

ه ال إله1﴿الم )وفاتحة سورة آل عمران [،� 163﴾ ]البقرة: ( اللوم ]آل عمران: (3)([2، 1﴾إال هو الحي القي

: )علمني اسم الله،قيل لرسول الله [361]الحديث: : )اللهمالذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل ب��ه أعطى(، فق��ال

إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وم��ا لم أعلم، وباس��مك العظيم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، فق��ال:

( 3475(، والترمذي )1494)( أبو داود )1( 3/52(، والنسائي )3544( والترمذي )1495)( أبو داود )2( 3855( وابن ماجه )3478(، والترمذي )1496)( أبو داود )3

87

(1))والله إنه لفي هذه األسماء( : )اسم الل��ه األعظمقال رسول الله [362]الحديث:

ال��ذي إذا دعي ب��ه أج��اب في س��ور ثالث، البق��رة وآل عم��ران(2)وطه(

: )اللهم إني أس��ألكقال رسول الله [363]الحديث: باسمك الطاهر الطيب المبارك األحب إليك ال��ذي إذا دعيت ب��ه أجبت، وإذا سئلت ب��ه أعطيت، وإذا اس��ترحمت ب��ه رحمت، وإذا

(3 )استفرجت به فرجت( : )ه��ل علمت أنقال رس��ول الل��ه [364]الحديث:

الله قد دلني على االسم ال��ذي إذا دعي ب��ه أج��اب ؟(، ثم ق��ال: )اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك البر ال��رحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وم��ا لم أعلم، أنتغفر لي وترحمني(، ثم قال:)إنه لفي األسماء التي دعوت به��ا(

(4) إن لل��ه تس��عة): ق��ال رس��ول الل��ه [365]الحديث:

(5)وتسعين اسما من حفظها دخل الجنة، والله وتر يحب الوتر( إن لل��ه تس��عة): ق��ال رس��ول الل��ه [366]الحديث:

وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة، ه��و الل��ه ال��ذي ال إل��ه إال هو الرحمن ال��رحيم المل��ك الق��دوس الس��الم الم��ؤمن المهيمن العزي��ز الجب��ار المتك��بر الخ��الق الب��ارئ المص��ور الغف��ار القه��ار الوهاب الرزاق الفتاح العليم الق��ابض الباس��ط الخ��افض الراف��ع المع��ز الم��ذل الس��ميع البص��ير الحكم الع��دل اللطي��ف الخب��ير الحليم العظيم الغف��ور الش��كور العلي الكب��ير الحفي��ظ المقيت

الحكيم ال��ودودالحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد

المبدئ المعي��د المح��يي المميت الحي القي��وم الواج��دالمحصي المقتدر المقدم المؤخر األولالواحد األحد الصمد القادر الماجد

العف��واآلخر الظاهر الباطن الولي المتعال ال��بر الت��واب المنتقم الرءوف مالك الملك ذو الجالل واإلكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور اله��ادي الب��ديع الب��اقي ال��وارث

(514)( الطبراني في األوسط )1( 3856)( ابن ماجه )2( 3859)( سنن ابن ماجه )3( 3859)( سنن ابن ماجه )4( 2677(، ومسلم )2736)( البخاري )5

88

(1 )الرشيد الصبور( إن لل��ه تس��عة): ق��ال رس��ول الل��ه [367]الحديث:

وتسعين اسما مائة إال واحدا، إن��ه وت��ر يحب ال��وتر، من حفظه��ا دخ��ل الجن��ة: الل��ه الواح��د الص��مد األول اآلخ��ر الظ��اهر الب��اطن الخالق البارئ المص��ور المل��ك الح��ق الس��الم الم��ؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الرحمن ال��رحيم اللطي��ف الخب��ير الس��ميع البص��ير العليم العظيم الب��ار المتع��الي الجلي��ل الجمي��ل الحي القي��وم الق��ادر الق��اهر العلي الحكيم الق��ريب المجيب الغ��ني الوهاب ال��ودود الش��كور الماج��د الواج��د ال��والي الرش��يد العف��و

ينبالغفور الحليم الكريم التواب الرب المجيد الولي الشهيد الم البرهان الرؤوف الرحيم المبدئ المعيد الب��اعث ال��وارث الق��وي الشديد الض��ار الن��افع الب��اقي ال��واقي الخ��افض الراف��ع الق��ابض الباسط المعز المذل المقسط الرزاق ذو الق��وة الم��تين الق��ائم الدائم الحافظ الوكيل الن��اظر الس��امع المعطي الم��انع المح��يي المميت الجامع الهادي الكافي األبد العالم الصادق الن��ور المن��ير التام القديم الوتر األحد الصمد الذي لم يل��د ولم يول��د ولم يكن له كفوا أحدا(، قال: زهير فبلغن��ا عن غ��ير واح��د من أه��ل العلم

وحده ال شريك ل��ه، ل��ه المل��كأن أولها يفتح بقول ال إله إال الله وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، ال إل��ه إال الل��ه

(2)له األسماء الحسنى(ب � ما ورد في المصادر الشيعية:

فق��ال: ي��اسأل يهودي رسول الله [368]الحديث: )إن الخالق ال يوصف إال بما وص��ف محمد صف لي ربك. فقال:

به نفسه، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز الح��واس أن تدرك��ه، واألوهام أن تناله، والخطرات أن تح��ده، واألبص��ار عن اإلحاط��ة به؟ جل عما يصفه الواصفون، ناء في قرب��ه، وق��ريب في نأي��ه، كيف الكيفية فال يقال له كيف؟ وأين األين فال يقال له أين؟ فهو األحد الصمد كما وصف نفسه، والواص��فون ال يبلغ��ون نعت��ه، لم

(3 )يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد( : )إن الل��ه ال يط��اع قال رسول الله [369]الحديث:

جبرا، وال يعصى مغلوب�ا، ولم يهم�ل العب��اد من المملك��ة، ولكن��ه( 3861( وابن ماجه )3507)( الترمذي )1( 3861( وابن ماجه )3507)( الترمذي )2 (283/ 36)( بحار األنوار )3

89

��اه، ف��إن الق��ادر على م��ا أق��درهم علي��ه، والمال��ك لم��ا ملكهم إي العباد إن ائتمروا بطاعة الله لم يكن منه�ا م�انع، وال عنه�ا ص�اد، وإن عملوا بمعصيته فش��اء أن يح��ول بينهم وبينه��ا فع��ل، وليس من شاء أن يحول بينك وبين شيء ولم يفعله، فأتاه الذي فعل��ه

(1 )كان هو الذي أدخله فيه( إن لل��ه تب��ارك: ) ق��ال رس��ول الل��ه [370]الحديث:

وتعالى تسعة وتسعين اسما، مائة إال واح��دا، من أحص��اها دخ��ل الجنة وهي: الل��ه، اإلل��ه، الواح��د، األح��د، الص��مد، األول، اآلخ��ر، السميع، البصير، القدير، القاهر، العلي، األعلى، الباقي، الب��ديع، البارئ، األكرم، الظاهر، الب��اطن، الحي، الحكيم، العليم، الحليم، الحفي��ظ، الح��ق، الحس��يب، الحمي��د، الحفي، ال��رب، ال��رحمن، الرحيم، ال��ذارئ، ال��رزاق، ال��رقيب، ال��رؤوف، ال��رائي، الس��الم،��ر، الس��يد، الس��بوح، ��ار، المتكب الم��ؤمن، المهيمن، العزي��ز، الجب الشهيد، الصادق، الصانع، الطاهر، العدل، العفو، الغفور، الغني،��ك، ��اح، الف��الق، الق��ديم، المل الغي��اث، الف��اطر، الف��رد، الفت��وم، الق��ابض، الباس��ط، قاض��ي القدوس، الق��وي، الق��ريب، القي��ان، المحي��ط، الم��بين، المقيت، الحاجات، المجيد، الم��ولى، المن المصور، الكريم، الكبير، الك��افي، كاش��ف الض��ر، ال��وتر، الن��ور، الوه��اب، الناص��ر، الواس��ع، ال��ودود، اله��ادي، ال��وفي، الوكي��ل، الوارث، ال�بر، الب�اعث، الت�واب، الجلي��ل، الخب��ير، الخ��الق، خ�ير

(2 )(الناصرين، الديان، الشكور، العظيم، اللطيف، الشافي � ما ورد بصيغة الثناء والتمجيد:2

أ � ما ورد في المصادر السنية: دعوة ذي النون إذا): قال رسول الله [371]الحديث:

دعا في بطن الحوت قال: ال إل��ه إال أنت س��بحانك إني كنت من (3)الظالمين، ما دعال بها أحد قط إال استجيب له(

كان من دعاء داود): قال رسول الله [372]الحديث: يقول: )اللهم إني أس��ألك حب��ك وحب من يحب��ك والعم��ل ال��ذي يبلغ��ني حب��ك اللهم اجع��ل حب��ك أحب إلي من نفس��ي وم��الي

(4)وأهلي ومن الماء البارد(

(142/ 77)( بحار األنوار )1. ۸، ح ۱۹٤)( التوحيد للصدوق، ص 2(3505(، والترمذي )170/ 1)( أحمد )3(3490)( الترمذي )4

90

إن دع��اء ق��وم): ق��ال رس��ول الل��ه [373]الح�ديث: يونس يا حي يا قيوم يا حي حين ال حي ي��ا محي ي��ا مميت ي��ا ذا

(1 )الجالل واإلكرام( :)لما أهبط الل��ه آدمقال رسول الله [374]الحديث:

إلى األرض قام وجاه الكعب��ة فص��لى ركع��تين فألهم��ه الل��ه ه��ذا الدعاء: اللهم إنك تعلم سري وعالنيتي، فاقب��ل مع��ذرتي، وتعلم حاجتي فاعطني سؤلي، وتعلم ما في نفس��ي ف��اغفر لي ذن��بي، اللهم إني اسألك إيمانا يباشر قلبي، ويقينا صادقا حتى أعلم أن�ه لن يصيبني إال ما كتبت لي، ورضا بما قسمت لي، قال: ف��أوحى الله إليه يا آدم قد قبلت توبتك، وغفرت لك ذنبك، ولن ي��دعوني أح��د به��ذا ال��دعاء إال غف��رت ل��ه ذنب��ه وكفيت��ه المهم من أم��ره، وزجرت عنه الشيطان، واتجرت له من وراء ك��ل ت��اجر، وأقبلت

(2)إليه الدنيا وهي راغمة وإن لم يردها( أال أعلمكم): ق���ال رس���ول الل���ه [375]الح��ديث:

الكلم���ات ال���تي تكلم به���ا موس���ى حين ج���اوز البح���ر بب���ني إسرائيل؟(، قيل: بلى ي��ا رس��ول الل��ه، ق��ال: )قول��وا: اللهم ل��ك الحمد، وإلي��ك المش��تكى وأنت المس��تعان وال ح��ول وال ق��وة إال

(3)بالله العلي العظيم( رب أعني وال تعن): قال رسول الله [376]الحديث:

علي، وانص���رني وال تنص���ر علي، وامك���ر لي وال تمك���ر علي، واه��دني ويس��ر اله��دى لي وانص��رني على من بغى علي، رب اجعلني لك شاكرا لك ذاكرا ل��ك راهب��ا ل��ك مطواع��ا ل��ك مخبت��ا إليك أواها منيبا، رب تقبل توبتي،واغسل حوبتي، وأجب دع��وتي

(4)وثبت حجتي وسدد لسان واهد قلبي، واسلل سخيمة صدري( اللهم لك أس��لمت): قال رسول الله [377]الحديث:

وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم أع��وذ بعزتك ال إله إال أنت أن تضلني أنت الحي الذي ال يم��وت والجن

(5)واإلنس يموتون( اللهم ارزقني حبك): قال رسول الله [378]الحديث:

وحب من ينفعني حبه عندك اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعل��ه(3490)( الترمذي )1(5974)( الطبراني في األوسط )2(339(، والصغير )3394)( الطبراني في األوسط )3(3830(، وابن ماجه )3551(، والترمذي )1510)( أبو داود )4(2717(، ومسلم )7383)( البخاري )5

91

قوة لي فيما تحب، وما زويت عني مما أحب فاجعل��ه فراغ��ا لي(1)فيما تحب(

اللهم أنت األول): قال رس��ول الل��ه [379]الحديث: فال شيء قبلك، وأنت اآلخر فال ش�يء بع�دك أع�وذ ب�ك من ك�ل دابة ناصيتها بيدك وأعوذ ب��ك من اإلثم والكس��ل وع��ذاب الق��بر، وفتنة الغنى وفتنة الفقر، وأعوذ بك من الم��أثم والمغ��رم، اللهم نقني من خطاي��اي كم��ا نقيت الث��وب األبيض من ال��دنس، اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، هذا م��ا س��أل محم��د رب��ه، اللهم إني أس��ألك خ��ير المس��ألة وخ��ير الدعاء،وخير النجاح، وخير العمل، وخ��ير الث��واب، وخ��ير الحي��اة، وخ��ير المم��ات، وثبت��ني وثق��ل موازي��ني، وارف��ع درج��تي وتقب��ل ص��التي واغف��ر خطيئ��تي، واس��ألك ال��درجات العلى من الجن��ة، آمين، اللهم إني أسألك الجنة، اللهم إني أس��ألك خ��ير م��ا أفع��ل وخير ما أعمل، وخير ما بطن وخ��ير م��ا ظه��ر وال��درجات العلى من الجنة آمين اللهم إني أسألك أن ترف��ع ذك��ري وتض��ع وزري، وتصلح أمري، وتطهر قلبي، وتحفظ فرجي، وتنور قلبي، وتغف��ر ذنبي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين، اللهم نج��ني من

(2)النار( اللهم طهرني من): قال رسول الله [380]الحديث:

ال����ذنوب اللهم نق����ني منه����ا كم����ا ينقى الث����وب األبيض من (3)الدنس،اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد(

على األحزاب، فقال:دعا رسول الله [381]الحديث: )اللهم م��نزل الكت��اب س��ريع الحس��اب اه��زم األح��زاب، اللهم

(4)اهزمهم وزلزلهم( اللهم إني أس��ألك): قال رسول الله [382]الحديث:

فع��ل الخ��يرات وت��رك المنك��رات وحب المس��اكين، وإذا أردت (5)بقوم فتنة فاقبضني إليك غير مفتون(

اللهم ف��الق): ق��ال رس��ول الل��ه [383]الح��ديث: اإلصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا اقض عني الدين واغنني من الفقر، وأمتعني بس��معي وبص��ري وق��وتي في

(3491)( الترمذي )1( 6218)( الطبراني في األوسط )2(198 / 1)( النسائي )3(1742(، ومسلم )6392)( البخاري )4(190/ 1)( مالك )5

92

(1)سبيلك( اللهم رب): ق���ال رس���ول الل���ه [384]الح���ديث:

الس��موات الس��بع ورب الع��رش العظيم ربن��ا ورب ك��ل ش��يء منزل التوراة واإلنجيل والقرآن العظيم، أنت األول فليس قبل��ك ش��يء، وأنت اآلخ��ر فليس بع��دك ش��يء،وأنت الظ��اهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عن��ا ال��دين

(2)واغننا من الفقر( اللهم إني أس��ألك): قال رسول الله [385]الحديث:

من الخير كله عاجله وآجله ما علمت من��ه وم��ا لم أعلم، وأع��وذ بك من الش��ر كل��ه عاجل��ه وآجل��ه م��ا علمت من��ه وم��ا لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ ب��ك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أس��ألك الجن��ة وم��ا ق��رب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وم��ا ق��رب إليه��ا من

(3)قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا( اللهم إني أعوذ بك): قال رسول الله [386]الحديث:

من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك((4)

إذا خاف من قوم قال:كان رسول الله [387]الحديث: (5))اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم(

أع��وذ بوج��ه الل��ه: )قال رسول الل��ه [388]الحديث: الكريم وبكلمات الله التامات التي ال يجاوزهن بر وال ف��اجر، من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يع��رج فيه��ا، ومن ش��ر م��ا ذرأ في األرض ومن شر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنه��ار،

(6 )ومن طوارق الليل إال طارقا يطرق بخير يا رحمن( إذا تخوف أح��دكم): قال رسول الله [389]الحديث:

الس��لطان فليق��ل: اللهم رب الس��موات الس��بع ورب الع��رش العظيم، كن لي ج����ارا من ش����ر فالن ابن فالن، وش����ر الجن واإلنس وأتب��اعهم أن يف��رط علي أح��د منهم، ع��ز ج��ارك وج��ل

(86/ 1)( مالك )1(3831)( ابن ماجه )2(3846(، وابن ماجه )147 / 6)( أحمد )3(1545(، وأبو داود )2839)( مسلم )4(414 / 4(، وأحمد )1537)( أبو داود )5(725 / 2)( مالك )6

93

(1)ثناؤك وال إليه غيرك(ب � ما ورد في المصادر الشيعية:

ما ورد من الثناء المطلق على الله تعالى: في بعض خطب��ه:قال رسول الل��ه [390]الحديث:

الحمد لله الذي ك��ان في أوليت��ه وح��دانيا، وفي أزليت��ه متعظم��ا) باإللهية، متكبرا بكبريائه وجبروته، ابتدأ ما ابتدع، وأنشأ ما خل��ق على غير مثال كان سبق لشيء مما خل��ق، ربن��ا الق��ديم بلط��ف ربوبيته، وبعلم خبره فتق، وبإحكام قدرته خلق جمي��ع م��ا خل��ق، وبنور اإلصباح فلق، فال مبدل لخلقه، وال مغير لصنعه، وال معقب لحكمه، وال راد ألمره، وال مستراح عن دعوته، وال زوال لملك��ه، وال انقطاع لمدته، وه��و الكين��ون أوال، وال��ديموم أب��دا، المحتجب بنوره دون خلق��ه، في األف��ق الط��امح، والع�ز الش��امخ، والمل��ك الباذخ، فوق كل شيء عال، ومن ك��ل ش��يء دن��ا، فتجلى لخلق��ه من غير أن يكون يرى، وهو بالمنظر األعلى، ف��أحب االختص��اص بالتوحيد، إذ احتجب بنوره، وسما في علوه، واس��تتر عن خلق��ه، وبعث إليهم الرسل لتكون له الحجة البالغة على خلق��ه، ويك��ونرين رس���له إليهم ش���هداء عليهم، وابتعث فيهم الن���بيين مبش��� ومن��ذرين، ليهل��ك من هل��ك عن بين��ة، ويحي��ا من حي عن بين��ة، وليعقل العب��اد عن ربهم م��ا جهل��وه، فيعرف��وه بربوبيت��ه بع��د م��ا

(2 )أنكروا، ويوحدوه باإللهية بعد ما عندوا( فقال ل��ه: إن رب��كأتى جبريل النبي [391]الحديث:

إذا أردت أن تعبدني يوما وليل��ة ح��ق يقرئك السالم، ويقول لك: عبادتي ف��ارفع ي��ديك وق��ل: )اللهم ل��ك الحم��د حم��دا خال��دا م��ع خلودك، ولك الحمد حمدا ال منتهى له دون علم��ك، ول��ك الحم��د حمدا ال أمد له دون مشيئتك، ولك الحمد حمدا ال ج��زاء ل��ه دون رضاك... اللهم لك الحمد كله، ولك المن كله، ولك الفخ��ر كل��ه،�ه، ول�ك الع�زة كله�ا، ول�ك الج�بروت كله�ا، ول�ك �ور كل ول�ك الن العظمة كلها، ول�ك ال�دنيا كله�ا، ول�ك اآلخ�رة كله�ا، ول�ك اللي�ل��ه، وإلي��ك يرج��ع ��ه، وبي��دك الخ��ير كل والنهار كله، ولك الخل��ق كل األمر كله عالنيته وسره.. اللهم لك الحمد حمدا أبدا، أنت حسن البالء جليل الثناء، واسع النعماء، ع��دل القض��اء، جزي��ل العط��اء، حسن اآلالء، إله في األرض وإله في السماء.. اللهم ل��ك الحم��د

(9795)( الطبراني في الكبير )1(287/ 4)( بحار األنوار )2

94

في السبع الشداد، ولك الحم��د في األرض المه��اد، ول��ك الحم��د طاقة العباد، ول��ك الحم��د س��عة البالد، ول��ك الحم��د في الجب��ال األوتاد، ولك الحمد في الليل إذا يغشى، ول��ك الحم��د في النه��ار إذا تجلى، ول��ك الحم��د في اآلخ��رة واألولى، ول��ك الحم��د في المثاني والقرآن العظيم... وسبحان الله وبحمده، األرض جميع��ا قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون.. سبحان الله العظيم وبحمده، كل شيء هالك إال وجه��ه.. س��بحانك ربن��ا وتع��اليت وتقدس��ت، خلقت ك��ل ش��يء بقدرتك، وقهرت كل ش��يء بعزت��ك، وغلبت ك��ل ش��يء بقوت��ك، وابت��دعت ك�ل ش�يء بحكمت�ك وعلم�ك، وبعثت الرس�ل بكتب�ك،��دت المؤم��نين بنص��رك، وقه��رت الحين بإذن��ك، وأي وه��ديت الص�� الخلق بس��لطانك.. ال إل�ه إال أنت وح�دك ال ش��ريك ل��ك، ال يعب��د غيرك، وال يسأل إال إياك، وال يرغب إال إليك، أنت موضع شكوانا

(1)ومنتهى رغبتنا وإلهنا ومليكنا(ما ورد ضمن األدعية الطويلة:

بناء على أننا سنذكر الكثير من األدعية في الج��زء الخ��اص بها، فقد اكتفينا منها بالدعائين التاليين، الش��تمالهما على الكث��ير

من األسماء الحسنى والصفات العليا لله تعالى:دعاء الجوشن الكبير:

وه��و م��روي عن اإلم��ام الس��جاد، عن أبي��ه، عن ج��ده، عن ، وقد ورد فيه الكث��ير من الفض��ائل، ولع��ل أهمه��ارسول الله

بالنسبة لنا في هذا الكتاب هو ما ذكره من التعريف بالله تع�الى وأسمائه الحس�نى، وق��د روي عن اإلم��ام الحس�ين في ه��ذا عن أبيه قوله: )أوصاني أبي بحفظ هذا الدعاء وتعظيم��ه، وأن أكتب��ه على كفنه، وأن أعلمه أهلي وأحثهم عليه، وهو ألف اس��م وفي��ه

(2 )االسم األعظم( وقد قمن�ا هن��ا بتقس�يم ه�ذا ال�دعاء إلى مائ�ة ح�ديث، ك�ل حديث يحتوي على عشرة أسماء من أسماء الله تع��الى، وينتهي

: )سبحانك ي��ا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث الغ��وثكل حديث بقوله الغوث، خلصنا من الن��ار ي��ا رب(، وك��أن ال��داعي يتحص��ن به��ذه

األسماء جميعا من عقاب الله تعالى.وهذه أقسام الحديث:

.1/291)( الكافي، موسوعة الكلمة: 1. 246)( رواه الكفعمي في هامش المصباح: 2

95

)اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [392]الحديث: أسألك باسمك، يا ألله، يا رحمن، يا رحيم، يا كريم، ي��ا مقيم، ي��ا عظيم، يا قديم، يا عليم، يا حليم، يا حكيم، سبحانك، يا ال إل�ه إال

(1)أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا س��يد: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [393]الح��ديث:

الس��ادات، ي��ا مجيب ال��دعوات، ي��ا راف��ع ال��درجات، ي��ا ولي الحسنات، ي��ا غ��افر الخطيئ��ات، ي��ا معطي المس��أالت، ي��ا قاب��ل التوبات، يا سامع االصوات، يا عالم الخفيات، يا دافع البليات، يا

(2)ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا خ��ير: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [394]الح��ديث:

الغافرين، يا خير الفاتحين، يا خير الناصرين، ي��ا خ�ير الح�اكمين، يا خير ال��رازقين، ي�ا خ��ير ال��وارثين، ي�ا خ�ير الحام��دين، ي�ا خ�ير الذاكرين، يا خير المنزلين، يا خير المحسنين، ي��ا ال إل��ه إال أنت،

(3)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من ل��ه: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [395]الحديث:

العزة والجم��ال، ي��ا من ل�ه الق�درة والكم��ال، ي��ا من ل��ه المل��ك والجالل، يا من هو الكبير المتعال، يا منشي السحاب الثقال، ي��ا من هو ش��ديد المح��ال، ي��ا من ه�و س��ريع الحس��اب، ي��ا من ه��و ش��ديد العق��اب، ي��ا من عن��ده حس��ن الث��واب، ي��ا من عن��ده أم الكتاب، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار،

(4)يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [396]الحديث:

أسألك بإسمك، يا حنان، يا منان، يا ديان، يا برهان، يا س��لطان، يا رضوان، يا غفران، يا سبحان، يا مستعان، يا ذا المن والبي��ان،يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، ي��ا رب(

(5) )يا من تواضع: الله رسول من أدعية [397]الحديث:

كل شيء لعظمته، يا من استسلم كل شيء لقدرته، ي��ا من ذل كل شيء لعزته، يا من خضع كل شيء لهيبته، ي��ا من انق��اد ك��ل شيء من خش��يته، ي��ا من تش��ققت الجب��ال من مخافت��ه، ي��ا من

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5

96

قامت السماوات بأمره، يا من استقرت األرضون بإذن��ه، ي��ا من يسبح الرعد بحمده، يا من ال يعتدي على أهل مملكته، ي��ا ال إل��ه

(1)إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا غ��افر: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [398]الح��ديث:

الخطايا، يا كاشف الباليا، يا منتهى الرجايا، يا مجزل العطايا، ي��ا واهب الهدايا، يا رازق البرايا، يا قاضي المنايا، يا سامع الشكايا، يا باعث البراي��ا، ي��ا مطل��ق االس��ارى، ي��ا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث

(2)الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا ذا الحم��د: الله رسول من أدعية [399]الحديث:

والثناء، يا ذا الفخ��ر والبه��اء، ي��ا ذا المج��د والس��ناء، ي��ا ذا العه��د والوفاء، يا ذا العفو والرضاء، يا ذا المن والعط��اء، ي��ا ذا الفص��ل والقضاء، يا ذا الع��ز والبق��اء، ي��ا ذا الج��ود والس��خاء، ي��ا ذا اآلالء والنعماء، ي��ا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث الغ��وث الغ��وث، خلص��نا من

(3)النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [400]الحديث:

أسألك باسمك، يا مانع، يا دافع، يا راف��ع، ي��ا ص��انع، ي��ا ن��افع، ي��ا سامع، يا جامع، يا شافع، يا واسع، ي��ا موس��ع، ي��ا ال إل��ه إال أنت،

(4)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )يا صانع ك��ل: الله رسول من أدعية [401]الحديث:

مصنوع، يا خالق كل مخلوق، يا رازق كل مرزوق، ي�ا مال�ك ك�ل مملوك، يا كاشف كل مكروب، يا فارج كل مهموم، يا راحم كل مرحوم، يا ناصر كل مخذول، يا ساتر كل معيوب، ي��ا ملج��أ ك��ل مطرود، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار،

(5)يا رب( )يا عدتي عند: الله رسول من أدعية [402]الحديث:

شدتي، يا رج��ائي عن��د مص��يبتي، ي��ا مؤنس��ي عن��د وحش��تي، ي��ا صاحبي عند غربتي، يا وليي عند نعمتي، يا غياثي عند كربتي، ي��ا دليلي عن��د ح��يرتي، ي��ا غن��ائي عن��د افتق��اري، ي��ا ملج��ئي عن��د اض��طراري، ي��ا معي��ني عن��د مف��زعي، ي��ا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5

97

(1)الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا عال م: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [403]الح��ديث:

الغيوب، يا غفار الذنوب، يا ستار العيوب، يا كاشف الكروب، ي��ا مقلب القل��وب، ي��ا ط��بيب القل�وب، ي��ا من��ور القل��وب، ي��ا أنيس القلوب، يا مفرج الهموم، ي��ا منفس الغم��وم، ي��ا ال إل��ه إال أنت،

(2)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [404]الحديث:

أسألك باسمك، يا جليل، يا جميل، يا وكيل، يا كفيل، يا دليل، ي��ا ، يا ال إله إال أنت،(4)، يا مديل، يا منيل، يا مقيل، يا محيل(3)قبيل

(5)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا دلي��ل: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [405]الح��ديث:

المتحيرين، يا غياث المستغيثين، يا صريخ المستصرخين، يا جار المس��تجيرين، ي��ا أم��ان الخ��ائفين، ي��ا ع��ون المؤم��نين، ي��ا راحم المساكين، يا ملجأ العاصين، يا غافر الم��ذنبين، ي��ا مجيب دع��وة المضطرين، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغ��وث، خلص��نا من

(6)النار، يا رب( )ي��ا ذا الج��ود: الله رسول من أدعية [406]الحديث:

واالحس�ان، ي��ا ذا الفض��ل واالمتن��ان، ي��ا ذا االمن واالم�ان، ي��ا ذا الق���دس والس���بحان، ي���ا ذا الحكم���ة والبي���ان، ي���ا ذا الرحم���ة والرضوان، يا ذا الحجة والبرهان، يا ذا العظمة والسلطان، يا ذا الرأف��ة والمس��تعان، ي��ا ذا العف��و والغف��ران، ي��ا ال إل��ه إال أنت،

(7)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من ه��و: الل��ه رس��ول من أدعية [407]الحديث:

رب كل شي، يا من هو إله كل شي، يا من هو خالق ك��ل ش��ي، يا من هو صانع كل شي، يا من هو قبل كل شي، يا من هو بع��د كل شي، يا من هو فوق كل شي، يا من هو عالم بكل ش��ي، ي��ا من هو قادر على كل شي، يا من هو يبقى ويفنى كل شي، يا ال

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2)( أي الكفيل. 3)( أي معطي الحول، يعني معطي القوة واالستطاعة. 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 6. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 7

98

(1)إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [408]الحديث:

أسألك، يا م��ؤمن، ي��ا مهيمن، ي��ا مك��ون، ي��ا ملقن، ي��ا م��بين، ي��ا مهون، يا ممكن، يا مزين، يا معلن، يا مقسم، ي��ا ال إل��ه إال أنت،

(2)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من ه��و: الل��ه رس��ول من أدعية [409]الحديث:

في ملك��ه مقيم، ي�ا من ه�و في س�لطانه ق�ديم، ي�ا من ه�و في جالله عظيم، يا من هو على عباده رحيم، يا من هو بك��ل ش��يء عليم، يا من هو بمن عصاه حليم، يا من هو بمن رجاه كريم، ي��ا من هو في صنعه حكيم، يا من هو في حكمته لطيف، يا من ه��و في لطفه قديم، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغ��وث، خلص��نا

(3)من النار، يا رب( )ي��ا من: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [410]الح��ديث:

اليرجى إال فضله، يا من اليسأل إال عفوه، يا من الينظر إال ب��ره، يا من ال يخاف إال عدله، يا من ال يدوم إال ملكه، يا من السلطان إال س��لطانه، ي��ا من وس��عت ك��ل ش��يء رحمت��ه، ي��ا من س��بقت رحمته غضبه، يا من أحاط بك�ل ش�يء علم�ه، ي�ا من ليس أح�د مثله، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، ي��ا

(4)رب( )يا فارج الهم،: الله رسول من أدعية [411]الحديث:

يا كاشف الغم، يا غافر الذنب، يا قابل التوب، يا خالق الخلق، يا صادق الوعد، يا موفي العهد، يا عالم السر، ي��ا ف��الق الحب، ي��ا رازق األنام، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغ��وث، خلص��نا من

(5)النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [412]الحديث:

أسألك باسمك، يا علي، ي�ا وفي، ي��ا غ��ني، ي��ا ملي، ي�ا حفي، ي��ا رضي، يا زكي، يا بدي، يا قوي، يا ولي، يا ال إله إال أنت، الغ��وث

(6)الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )يا من أظهر: الله رسول من أدعية [413]الحديث:

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 6

99

الجميل، يا من ستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة، ي��ا من لم يهت��ك الس��تر، ي��ا عظيم العف��و، ي��ا حس��ن التج��اوز، ي��ا واس��ع المغفرة، يا باسط الي��دين بالرحم��ة، ي��ا ص��احب ك��ل نج��وى، ي��ا منتهى ك��ل ش��كوى، ي��ا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث الغ��وث الغ��وث،

(1)خلصنا من النار، يا رب( )يا ذا النعم��ة: الله رسول من أدعية [414]الحديث:

الس��ابغة، ي��ا ذا الرحم��ة الواس��عة، ي��ا ذا المن��ة الس��ابقة، ي��ا ذا الحكمة البالغة، يا ذا القدرة الكاملة، يا ذا الحجة القاطعه، ي��ا ذا الكرامة الظاهرة، يا ذا العزة الدائمة، يا ذا الق��وة المتين��ة، ي��ا ذا العظمة المنيعة، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغ��وث، خلص��نا

(2)من النار، يا رب( )ي��ا ب��ديع: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [415]الح��ديث:

الس��ماوات، ي��ا جاع��ل الظلم��ات، ي��ا راحم الع��برات، ي��ا مقي��ل العثرات، يا ساتر العورات، يا محيي االموات، يا منزل اآليات، يا مضعف الحسنات، يا ماحي السيئات، يا شديد النقمات، يا ال إله

(3)إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [416]الحديث:

أسألك باسمك، يا مصور، يا مقدر، يا مدبر، يا مطهر، يا منور، يا ميسر، يا مبشر، يا منذر، يا مقدم، ي��ا م��ؤخر، ي��ا ال إل��ه إال أنت،

(4)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )يا رب البيت: الله رسول من أدعية [417]الحديث:

الحرام، يا رب الشهر الحرام، يا رب البلد الحرام، يا رب الركن والمقام، يا رب المشعر الحرام، يا رب المسجد الحرام، ي��ا رب الحل والحرام، يا رب النور والظالم، يا رب التحي�ة والس��الم، ي��ا رب القدرة في األنام، يا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث الغ��وث الغ��وث،

(5)خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا أحكم: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [418]الح��ديث:

الح��اكمين، ي��ا أع��دل الع��ادلين، ي��ا أص��دق الص��ادقين، ي��ا أطه��ر الطاهرين، يا أحسن الخ��القين، ي��ا أس��رع الحاس��بين، ي��ا أس��مع الس��امعين، ي��ا أبص��ر الن��اظرين، ي��ا أش��فع الش��افعين، ي��ا أك��رم

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5

100

االكرمين، يا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث الغ��وث الغ��وث، خلص��نا من(1)النار، يا رب(

)يا عم��اد من: الله رسول من أدعية [419]الحديث: ال عماد له، يا سند من ال سند له، يا ذخر من ال ذخر له، يا ح��رز من ال حرز له، يا غياث من ال غياث له، يا فخر من ال فخر له، يا عز من ال عز له، يا معين من ال معين ل��ه، ي��ا أنيس من ال أنيس

(2)له، يا أمان من ال أمان له( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [420]الحديث:

أسألك باسمك، يا عاصم، يا قائم، يا دائم، يا راحم، يا س��الم، ي��ا حاكم، يا عالم، يا قاسم، يا قابض، ي��ا باس��ط، ي��ا ال إل��ه إال أنت،

(3)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )يا عاصم من: الله رسول من أدعية [421]الحديث:

استعص��مه، ي��ا راحم من اس��ترحمه، ي��ا غ��افر من اس��تغفره، ي��ا ناص��ر من استنص��ره، ي��ا حاف��ظ من اس��تحفظه، ي��ا مك��رم من استكرمه، يا مرشد من استرشده، يا ص��ريخ من استص��رخه، ي��ا معين من اس��تعانه، ي��ا مغيث من اس��تغاثه، ي��ا ال إل��ه إال أنت،

(4)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا عزي��زا ال: الله رسول من أدعية [422]الحديث:

يضام، يا لطيفا ال يرام، يا قيوما ال ينام، يا دائما ال يفوت، يا حي��ا ال يموت، يا ملكا ال يزول، يا باقيا ال يفنى، يا عالم��ا ال يجه��ل، ي��ا صمدا ال يطعم، يا قويا ال يضعف، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث

(5)الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [423]الحديث:

أسألك باسمك، يا أحد، يا واحد، يا شاهد، يا ماجد، ي��ا حام��د، ي��ا راشد، يا ب��اعث، ي��ا وارث، ي��ا ض��ار، ي��ا ن��افع، ي��ا ال إل��ه إال أنت،

(6)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )يا أعظم من: الله رسول من أدعية [424]الحديث:

كل عظيم، ي��ا أك�رم من ك�ل ك�ريم، ي�ا أرحم من ك�ل رحيم، ي�ا أعلم من ك��ل عليم، ي��ا أحكم من ك��ل حكيم، ي��ا أق��دم من ك��ل

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 6

101

قديم، يا أكبر من كل كبير، يا ألطف من كل لطيف، يا أج��ل من كل جليل، يا أعز من كل عزيز، يا ال إله إال أنت، الغ��وث الغ��وث

(1)الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا ك��ريم: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [425]الحديث:

الصفح، يا عظيم المن، يا كثير الخير، ي��ا ق��ديم الفض��ل، ي��ا دائم اللطف، يا لطيف الصنع، يا منفس الكرب، يا كاش��ف الض��ر، ي��ا مالك الملك، يا قاضي الح��ق، ي��ا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث الغ��وث

(2)الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من ه��و: الل��ه رس��ول من أدعية [426]الحديث:

في عهده وفي، يا من هو في وفائه ق�وي، ي�ا من ه�و في قوت��ه علي، يا من هو في علوه قريب، يا من هو في قربه لطي��ف، ي��ا من هو في لطفه شريف، يا من هو في شرفه عزيز، يا من ه��و في ع��زه عظيم، ي��ا من ه��و في عظمت��ه مجي��د، ي��ا من ه��و في مجده حميد، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغ��وث، خلص��نا من

(3)النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [427]الحديث:

أسألك باسمك، يا كافي، يا شافي، يا وافي، يا معافي، يا هادي، يا داعي، يا قاضي، يا راضي، يا عالي، يا باقي، يا ال إل��ه إال أنت،

(4)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من ك��ل: الل��ه رسول من أدعية [428]الحديث:

شيء خاضع له، يا من كل ش��يء خاش��ع ل��ه، ي��ا من ك��ل ش��يء كائن له، يا من كل شيء موجود به، يا من كل شيء منيب إليه، يا من كل شيء خائف منه، يا من كل شيء قائم به، يا من ك��ل شيء صائر إليه، يا من كل ش��يء هال��ك إال وجه��ه، ي��ا ال إل��ه إال

(5)أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )يا من المفر: الله رسول من أدعية [429]الحديث:

إال إليه، يا من ال مقصد إال إلي��ه، ي�ا من المنجى من��ه إال إلي��ه، ي�ا من اليرغب إال إليه، يا من الحول والقوة إال به، يا من اليس��تعان إال به، يا من اليتوكل إال عليه، يا من اليرجى إال هو، يا من اليعبد إال هو، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلص��نا من الن��ار،

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5

102

(1)يا رب( )ي��ا خ��ير: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [430]الح��ديث:

المره��وبين، ي��ا خ��ير المرغ��وبين، ي��ا خ��ير المطل��وبين، ي��ا خ��ير المسؤولين، ي��ا خ��ير المقص��ودين، ي��ا خ��ير الم��ذكورين، ي��ا خ��ير المش��كورين، ي��ا خ��ير المحب��وبين، ي��ا خ��ير الم��دعوين، ي��ا خ��ير المستأنسين، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلص��نا من

(2)النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [431]الحديث:

أسألك باسمك، يا غافر، يا ساتر، يا قادر، يا قاهر، ي��ا ف��اطر، ي��ا كاسر، يا ج�ابر، ي�ا ذاك�ر، ي�ا ن�اظر، ي�ا ناص�ر، ي�ا ال إل�ه إال أنت،

(3)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي�ا من خل��ق: الله رسول من أدعية [432]الحديث:

فسوى، يا من قدر فهدى، يا من يكش��ف البل��وى، ي��ا من يس��مع النجوى، يا من ينقذالغرقى، يا من ينجي الهلكى، ي��ا من يش��في المرضى، يا من أضحك وأبكى، يا من أمات وأحي��ا، ي��ا من خل��ق الزوجين الذكر واالنثى، يا ال إله إال أنت، الغوث الغ��وث الغ��وث،

(4)خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من في: الل��ه رس��ول من أدعية [433]الحديث:

البر والبحر س��بيله، ي��ا من في اآلف��اق آيات��ه، ي��ا من في اآلي��ات برهانه، يا من في الممات قدرت�ه، ي�ا من في القب�ور عبرت�ه، ي�ا من في القيام��ة ملك��ه، ي��ا من في الحس��اب هيبت��ه، ي��ا من في الميزان قضاؤه، يا من في الجنة ثوابه، يا من في النار عقابه، يا

(5)ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من إلي��ه: الل��ه رسول من أدعية [435]الحديث:

يهرب الخائفون، يا من إليه يفزع الم��ذنبون، ي��ا من إلي��ه يقص��د الم��نيبون، ي��ا من إلي��ه ي��رغب الزاه��دون، ي��ا من إلي��ه يلج��أ المتح��يرون، ي��ا من ب��ه يس��تأنس المري��دون، ي��ا من ب��ه يفتخ��ر المحبون، يا من في عفوه يطمع الخاطئون، ي��ا من إلي��ه يس��كن الموقن��ون، ي��ا من علي��ه يتوك��ل المتوكل��ون، ي��ا ال إل��ه إال أنت،

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5

103

(1)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [435]الحديث:

أس��ألك باس��مك، ي��ا ح��بيب، ي��ا ط��بيب، ي��ا ق��ريب، ي��ا رقيب، ي��ا حسيب، يا مهيب، يا مثيب، يا مجيب، يا خبير، يا بصير، ي��ا ال إل��ه

(2)إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )يا أقرب من: الله رسول من أدعية [436]الحديث:

كل قريب، يا أحب من كل حبيب، يا أبصر من كل بصير، يا أخبر من كل خبير، يا أشرف من كل شريف، يا أرفع من كل رفيع، يا أقوى من كل قوي، يا أغنى من كل غني، يا أجود من كل ج��واد، يا أرأف من كل رؤوف، يا ال إله إال أنت، الغوث الغ��وث الغ��وث،

(3)خلصنا من النار، يا رب( )يا غالبا غ��ير: الله رسول من أدعية [437]الحديث:

مغلوب، يا صانعا غير مصنوع، يا خالقا غير مخلوق، يا مالكا غير مملوك، يا قاهرا غير مقهور، يا رافعا غير مرفوع، يا حافظا غ��ير محفوظ، يا ناصرا غير منصور، يا شاهدا غير غائب، يا قريبا غ��ير بعيد، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، ي��ا

(4)رب( )يا نور النور،: الله رسول من أدعية [438]الحديث:

يا منور النور، يا خالق النور، يا مدبر النور، يا مقدر النور، يا ن��ور كل نور، يا نورا قبل كل نور، يا نورا بعد كل ن��ور، ي��ا ن��ورا ف��وق كل نور، يا نورا ليس كمثله نور، يا ال إله إال أنت، الغوث الغ��وث

(5)الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [439]الح��ديث:

عطاؤه شريف، يا من فعله لطي��ف، ي��ا من لطف��ه مقيم، ي��ا من إحسانه قديم، يا من قوله حق، يا من وعده صدق، يا من عف��وه فضل، يا من عذابه عدل، يا من ذكره حلو، ي�ا من فض��له عميم،يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، ي��ا رب(

(6) )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [440]الحديث:

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 6

104

أسألك باسمك، ي��ا مس��هل، ي�ا مفص��ل، ي�ا مب��دل، ي��ا م�ذلل، ي��ا منزل، يا منول، يا مفضل، يا مجزل، يا ممه��ل، ي��ا مجم��ل، ي��ا ال

(1)إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من ي��رى: الله رسول من أدعية [441]الحديث:

وال يرى، ي��ا من يخل��ق واليخل��ق، ي��ا من يه��دي واليه��دى، ي��ا من يحيي وال يحيى، يا من يسأل واليسأل، يا من يطعم واليطعم، ي��ا من يجير وال يجار عليه، ي��ا من يقض��ي وال يقض��ى علي��ه، ي��ا من يحكم وال يحكم عليه، يا من لم يلد ولم يول��د ولم يكن ل��ه كف��وا أحد، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، ي��ا

(2)رب( )ي��ا نعم: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [442]الح��ديث:

الحسيب، يا نعم الطبيب، يا نعم الرقيب، يا نعم القريب، ي��ا نعم المجيب، يا نعم الحبيب، يا نعم الكفي��ل، ي��ا نعم الوكي��ل، ي��ا نعم المولى، يا نعم النصير، يا ال إله إال أنت، الغوث الغ��وث الغ��وث،

(3)خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا س��رور: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [443]الحديث:

العارفين، يا منى المحبين، يا أنيس المريدين، يا حبيب التوابين، يا رازق المقلين، ي��ا رج��اء الم��ذنبين، ي��ا ق�رة عين العاب��دين، ي��ا منفس عن المكروبين، يا مفرج عن المغمومين، ي��ا إل��ه األولين واآلخرين، يا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث الغ��وث الغ��وث، خلص��نا من

(4)النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [444]الحديث:

أسألك باسمك، يا ربنا، يا إلهنا، يا سيدنا، يا موالنا، يا ناص��رنا، ي��ا حافظنا، يا دليلنا، يا معيننا، يا حبيبنا، يا طبيبنا، ي��ا ال إل��ه إال أنت،

(5)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا رب: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [445]الح��ديث:

النبيين واالبرار، يا رب الصديقين واالخيار، يا رب الجنة والنار، يا رب الص��غار والكب��ار، ي��ا رب الحب��وب والثم��ار، ي��ا رب األنه��ار واالشجار، يا رب الصحاري والقفار، يا رب ال��براري والبح��ار، ي��ا رب اللي��ل والنه��ار، ي��ا رب اإلعالن واالس��رار، ي��ا ال إل��ه إال أنت،

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5

105

(1)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من نف��ذ: الل��ه رسول من أدعية [446]الحديث:

في كل شيء أمره، يا من لحق بكل ش��يء علم�ه، ي�ا من بلغت إلى كل شيء قدرته، يا من التحصي العباد نعم��ه، ي��ا من التبل��غ الخالئ��ق ش��كره، ي��ا من الت��درك االفه��ام جالل��ه، ي��ا من التن��ال األوهام كنهه، يا من العظمة والكبرياء رداؤه، يا من ال ترد العباد قضاءه، يا من ال ملك إال ملكه، ي��ا من ال عط��اء إالعط��اؤه، ي��ا ال

(2)إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من ل��ه: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [447]الحديث:

المث��ل األعلى، ي��ا من ل��ه الص��فات العلي��ا، ي��ا من ل��ه اآلخ��رة واألولى، يا من له الجنة المأوى، يا من له اآليات الكبرى، ي��ا من له األسماء الحسنى، يا من له الحكم والقضاء، يا من ل��ه اله��واء والفضاء، يا من له العرش والثرى، يا من ل��ه الس��ماوات العلى،يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، ي��ا رب(

(3) )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [448]الحديث:

أسألك باسمك، يا عفو، يا غفور، يا صبور، ي�ا ش�كور، ي�ا رؤوف، يا عطوف، يا مسؤول، يا ودود، يا سبوح، يا قدوس، يا ال إل��ه إال

(4)أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من في: الل��ه رس��ول من أدعية [449]الحديث:

السماء عظمته، ي��ا من في األرض آيات��ه، ي��ا من في ك��ل ش��يء دالئله، يا من في البحار عجائب��ه، ي��ا من في الجب��ال خزائن��ه، ي��ا من يبدأ الخلق ثم يعي��ده، ي��ا من إلي��ه يرج��ع األم��ر كل��ه، ي��ا من أظهر في كل شيء لطفه، يا من أحسن كل شيء خلقه، يا من تص��رف في الخالئ��ق قدرت��ه، ي��ا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث الغ��وث

(5)الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )يا حبيب من: الله رسول من أدعية [450]الحديث:

الحبيب له، يا طبيب من ال طبيب له، يا مجيب من ال مجيب ل��ه، يا شفيق من ال شفيق له، يا رفيق من ال رفيق له، ي��ا مغيث من ال مغيث له، يا دليل من ال دليل له، يا أنيس من ال أنيس ل��ه، ي��ا

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5

106

راحم من ال راحم له، يا ص��احب من ال ص��احب ل��ه، ي��ا ال إل��ه إال(1)أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب(

)يا كافي من: الله رسول من أدعية [451]الحديث: استكفاه، يا هادي من استهداه، يا ك��الي من اس��تكاله، ي��ا راعي من استرعاه، يا شافي من استشفاه، يا قاض��ي من استقض��اه، ي��ا مغ��ني من اس��تغناه، ي��ا م��وفي من اس��توفاه، ي��ا مق��وي من استقواه، يا ولي من استواله، ي��ا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث الغ��وث

(2)الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [452]الحديث:

أسألك باسمك، يا خالق، يا رازق، يا ناطق، يا صادق، يا فالق، يا فارق، يا فاتق، يا راتق، يا س��ابق، ي��ا س��امق، ي��ا ال إل��ه إال أنت،

(3)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )يا من يقلب: الله رسول من أدعية [453]الحديث:

الليل والنهار، يا من جعل الظلمات واألنوار، ي�ا من خل��ق الظ�ل والحرور، يا من سخر الشمس والقمر، يا من قدر الخير والشر، يا من خلق الموت والحياة، يا من ل��ه الخل��ق واألم��ر، ي��ا من لم يتخذ صاحبة والولدا، يا من ليس له شريك في الملك، يا من لم يكن له ولي من الذل، يا ال إله إال أنت، الغ��وث الغ��وث الغ��وث،

(4)خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من يعلم: الل��ه رسول من أدعية [454]الحديث:

مراد المريدين، يا من يعلم ضمير الصامتين، ي��ا من يس��مع أنين الواه��نين، ي��ا من ي��رى بك��اء الخ��ائفين، ي��ا من يمل��ك ح��وائج الس��ائلين، ي��ا من يقب��ل ع��ذر الت��ائبين، ي��ا من ال يص��لح عم��ل المفسدين، ي��ا من ال يض��يع أج��ر المحس��نين، ي��ا من اليبع��د عن قل��وب الع��ارفين، ي��ا أج�ود االج��ودين، ي��ا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث

(5)الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا دائم: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [455]الح��ديث:

البقاء، يا سامع الدعاء، يا واسع العطاء، يا غافر الخطاء، يا بديع السماء، يا حسن البالء، يا جميل الثناء، يا قديم السناء، ي��ا كث��ير الوفاء، يا شريف الجزاء، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث،

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5

107

(1)خلصنا من النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [456]الحديث:

أسألك باسمك، يا ستار، يا غفار، يا قهار، ي��ا جب��ار، ي��ا ص��بار، ي��ا بار، يا مختار، يا فتاح، يا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث الغ��وث الغ��وث،

(2)خلصنا من النار، يا رب( )يا من خلقني: الله رسول من أدعية [457]الحديث:

وسواني، يا من رزقني ورباني، يا من أطعمني وسقاني، ي��ا من قربني وأدناني، يا من عصمني وكفاني، يا من حفظ��ني وكالني، يا من أع��زني وأغن��اني، ي��ا من وفق��ني وه��داني، ي��ا من آنس��ني وآواني، يا من أماتني وأحياني، يا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث الغ��وث

(3)الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من يح��ق: الله رسول من أدعية [458]الحديث:

الحق بكلماته، يا من يقبل التوب��ة عن عب��اده، ي��ا من يح��ول بين المرء وقلبه، ي��ا من التنف��ع الش��فاعة إال بإذن��ه، ي��ا من ه��و أعلم بمن ض���ل عن س���بيله، ي���ا من المعقب لحكم���ه، ي���ا من ال راد لقضائه، يا من انقاد كل شيء ألمره، يا من السماوات مطويات بيمينه، يا من يرسل الرياح بشرا بين ي��دي رحمت��ه، ي��ا ال إل��ه إال

(4)أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )يا من جع��ل: الله رسول من أدعية [459]الحديث:

األرض مهادا، يا من جعل الجب�ال أوت�ادا، ي�ا من جع�ل الش��مس سراجا، يا من جعل القمر نورا، يا من جعل الليل لباس��ا، ي��ا من جعل النهار معاشا، يا من جعل النوم سباتا، يا من جعل الس��ماء بناء، يا من جعل االشياء أزواجا، يا من جعل النار مرص��ادا، ي��ا ال

(5)إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [460]الحديث:

أسألك باسمك، يا سميع، يا شفيع، يا رفيع، يا منيع، يا سريع، ي��ا بديع، يا كبير، يا قدير، يا خبير، يا مجير، يا ال إله إال أنت، الغ��وث

(6)الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا حي�ا قب��ل: الله رسول من أدعية [461]الحديث:

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 6

108

كل حي، يا حيا بعد ك��ل حي، ي��ا حي ال��ذي ليس كمثل��ه حي، ي��ا حي الذي ال يشاركه حي، يا حي ال��ذي اليحت��اج إلى حي، ي��ا حي الذي يميت كل حي، يا حي الذي يرزق كل حي، يا حيا لم ي��رث الحي��اة من حي، ي��ا حي ال��ذي يح��يي الم��وتى، ي��ا حي ي��ا قي��وم التأخذه سنة والن��وم، ي��ا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث الغ��وث الغ��وث،

(1)خلصنا من النار، يا رب( )يا من له ذكر: الله رسول من أدعية [462]الحديث:

الينسى، يا من له نور ال يطفى، يا من له نعم ال تع��د، ي��ا من ل��ه ملك ال يزول، يا من له ثناء ال يحصى، ي��ا من ل�ه جالل ال يكي��ف، يا من له كمال ال يدرك، يا من له قضاء ال يرد، يا من له ص��فات ال تبدل، يا من له نعوت ال تغير، يا ال إله إال أنت، الغ��وث الغ��وث

(2)الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا رب: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [463]الح��ديث:

العالمين، يا مالك يوم الدين، يا غاية الطالبين، يا ظهر الآلجئين، يا مدرك الهاربين، يا من يحب الصابرين، ي��ا من يحب الت��وابين، يا من يحب المتطهرين، يا من يحب المحسنين، يا من ه��و أعلم بالمهتدين، يا ال إله إال أنت، الغ��وث الغ��وث الغ��وث، خلص��نا من

(3)النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [464]الحديث:

أسألك باسمك، ي��ا ش��فيق، ي��ا رفي��ق، ي��ا حفي��ظ، ي��ا محي��ط، ي��ا مقيت، يا مغيث، يا معز، يا مذل، يا مبدي، يا معي��د، ي��ا ال إل��ه إال

(4)أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من ه��و: الل��ه رس��ول من أدعية [465]الحديث:

أحد بال ضد، يا من هو فرد بال ن��د، ي��ا من ه��و ص��مد بال عيب، ي��ا من هو وتر بال كيف، يا من هو قاض بال حيف، ي�ا من ه�و رب بال وزير، يا من هو عزيز بال ذل، يا من هو غني بال فق��ر، ي��ا من ه��و ملك بال عزل، ي��ا من ه��و موص��وف بال ش��بيه، ي��ا ال إل��ه إال أنت،

(5)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )يا من ذك��ره: الله رسول من أدعية [466]الحديث:

شرف للذاكرين، يا من شكره فوز للشاكرين، يا من حمده ع��ز. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5

109

للحام��دين، ي��ا من طاعت��ه نج��اة للمطيعين، ي��ا من باب��ه مفت��وح للط��البين، ي��ا من س��بيله واض��ح للمني��بين، ي��ا من آيات��ه بره��ان للن��اظرين، ي��ا من كتاب��ه ت��ذكرة للمتقين، ي��ا من رزق��ه عم��وم للطائعين والعاصين، يا من رحمت��ه ق��ريب من المحس��نين، ي��ا ال

(1)إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )يا من تبارك: الله رسول من أدعية [467]الحديث:

اسمه، يا من تعالى جده، يا من ال إله غيره، يا من جل ثناؤه، ي��ا من تقدست أسماؤه، يا من يدوم بقاؤه، يا من العظمة بهاؤه، يا من الكبرياء رداؤه، يا من التحصى آالؤه، يا من ال تعد نعماؤه، يا

(2)ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [468]الحديث:

أسألك باسمك، يا معين، يا أمين، يا مبين، يا متين، ي��ا مكين، ي��ا رشيد، يا حميد، يا مجيد، ي��ا ش��ديد، ي��ا ش��هيد، ي�ا ال إل�ه إال أنت،

(3)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )يا ذا العرش: الله رسول من أدعية [469]الحديث:

المجيد، يا ذا القول السديد، يا ذا الفع��ل الرش��يد، ي��ا ذا البطش الشديد، يا ذا الوعد والوعيد، يا من هو الولي الحميد، يا من ه��و فعال لما يريد، يا من هو قريب غ��ير بعي��د، ي��ا من ه��و على ك��ل ش��يء ش��هيد، ي��ا من ه��و ليس بظآلم للعبي��د، ي��ا ال إل��ه إال أنت،

(4)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من ال: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [470]الح��ديث:

شريك له وال وزير، يا من ال شبيه له وال نظير، يا خالق الشمس والقمر المنير، يا مغني البائس الفقير، يا رازق الطفل الص��غير، يا راحم الشيخ الكبير، يا جابر العظم الكسير، يا عصمة الخ��ائف المستجير، ي�ا من ه�و بعب��اده خب�ير بص��ير، ي�ا من ه�و على ك�ل شيء قدير، يا ال إله إال أنت، الغوث الغ��وث الغ��وث، خلص��نا من

(5)النار، يا رب( )ي��ا ذا الج��ود: الله رسول من أدعية [471]الحديث:

والنعم، يا ذا الفضل والكرم، يا خالق اللوح والقلم، يا باري الذر والنسم، يا ذا البأس والنقم، يا ملهم العرب والعجم، ي��ا كاش��ف

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5

110

الضر واأللم، يا عالم السر والهمم، يا رب البيت والحرم، ي��ا من خلق األشياء من العدم، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغ��وث،

(1)خلصنا من النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [472]الحديث:

أسألك باسمك، يا فاعل، يا جاعل، يا قابل، يا كامل، ي��ا فاص��ل، يا واصل، يا عادل، يا غالب، يا طالب، يا واهب، يا ال إله إال أنت،

(2)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من أنعم: الل��ه رسول من أدعية [473]الحديث:

بطول��ه، ي��ا من أك��رم بج��وده، ي��ا من ج��اد بلطف��ه، ي��ا من تع��زز بقدرت�ه، ي�ا من ق�در بحكمت�ه، ي�ا من حكم بت�دبيره، ي�ا من دب�ر بعلمه، يا من تجاوز بحلمه، يا من دن��ا في عل��وه، ي��ا من عال في دنوه، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا

(3)رب( )يا من يخلق: الله رسول من أدعية [474]الحديث:

ما يشاء، يا من يفعل ما يش��اء، ي��ا من يه��دي من يش��اء، ي��ا من يضل من يشاء، يا من يعذب من يشاء، يا من يغف��ر لمن يش��اء، يا من يع��ز من يش��اء، ي��ا من ي��ذل من يش�اء، ي��ا من يص��ور في األرحام ما يشاء، ي��ا من يختص برحمت��ه من يش��اء، ي��ا ال إل��ه إال

(4)أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من لم: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [475]الحديث:

يتخذ صاحبة وال ول��دا، ي��ا من جع��ل لك��ل ش��يء ق��درا، ي��ا من ال يشرك في حكمه أحدا، يا من جعل المالئكة رسال، ي��ا من جع��ل في السماء بروجا، ي��ا من جع�ل األرض ق�رارا، ي�ا من خل��ق من الماء بشرا، يا من جعل لكل شيء أمدا، يا من أحاط بكل شيء علما، يا من أحصى ك��ل ش��يء ع��ددا، ي��ا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث

(5)الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [476]الحديث:

أسألك باسمك، يا أول، يا آخر، يا ظاهر، يا بر، يا حق، يا فرد، يا وتر، يا صمد، يا سرمد، يا ال إله إال أنت، الغوث الغ��وث الغ��وث،

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5

111

(1)خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا خ��ير: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [477]الح��ديث:

معروف عرف، يا أفضل معبود عبد، ي��ا أج�ل مش��كور ش��كر، ي�ا أعز مذكور ذكر، يا أعلى محمود حمد، يا أقدم موجود طلب، ي��ا أرفع موصوف وصف، يا أكبر مقص��ود قص��د، ي��ا أك��رم مس��ؤول سئل، يا أشرف محبوب علم، ي��ا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث الغ��وث

(2)الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا ح��بيب: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [478]الحديث:

الباكين، يا سيد المتوكلين، يا هادي المضلين، يا ولي المؤم��نين، يا أنيس الذاكرين، يا مفزع المله��وفين، ي��ا منجي الص��ادقين، ي��ا أقدر القادرين، يا أعلم العالمين، يا إله الخلق أجمعين، يا ال إل��ه

(3)إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي�ا من عال: الل��ه رس��ول من أدعي�ة [479]الحديث:

فقهر، يا من ملك فقدر، يا من بطن فخبر، يا من عبد فشكر، يا من عصي فغفر، يا من التحويه الفكر، ي��ا من اليدرك��ه بص��ر، ي��ا من اليخفى عليه أثر، يا رازق البشر، يا مقدر كل قدر، ي��ا ال إل��ه

(4)إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [480]الحديث:

أسألك باسمك، يا حافظ، يا باري، يا ذاري، يا باذخ، ي�ا ف�ارج، ي�ا فاتح، يا كاشف، يا ض��امن، ي��ا آم��ر، ي��ا ن��اهي، ي��ا ال إل��ه إال أنت،

(5)الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )يا من اليعلم: الله رسول من أدعية [481]الحديث:

الغيب إال هو، يا من يصرف السوء إال هو، يا من اليخل��ق الخل��ق إال هو، يا من اليغفر الذنب إال هو، يا من اليتم النعمة إال ه��و، ي��ا من الينزل الغيث إال ه��و، ي��ا من اليبس��ط ال��رزق إال ه��و، ي��ا من اليحيى الموتى إال هو، يا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث الغ��وث الغ��وث،

(6)خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا معين: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [482]الح��ديث:

الضعفاء، يا صاحب الغرباء، يا ناصر األولياء، يا قاهر األع�داء، ي��ا. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 6

112

راف��ع الس��ماء، ي��ا أنيس األص��فياء، ي��ا ح��بيب األتقي��اء، ي��ا ك��نز الفقراء، يا إله األغنياء، يا أكرم الكرماء، يا ال إله إال أنت، الغوث

(1)الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )يا كافي��ا من: الله رسول من أدعية [483]الحديث:

كل شي، يا قائما على كل ش��ي، ي��ا من ال يش��بهه ش��ي، ي��ا من اليزيد في ملكه شي، يا من اليخفى عليه ش��ي، ي��ا من ال ينقص من خزائنه ش��ي، ي��ا من ليس كمثل��ه ش��ي، ي��ا من اليع��زب عن علمه شي، يا من هو خبير بكل شي، يا من وسعت رحمت��ه ك��ل شي، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، ي��ا

(2)رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [484]الحديث:

أس��ألك باس��مك، ي��ا مك��رم، ي��ا مطعم، ي��ا منعم، ي��ا معطي، ي��ا مغني، يا مقني، يا مفني، يا محيي، يا مرضي، يا منجي، يا ال إله

(3)إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا أول ك��ل: الل��ه رسول من أدعية [485]الحديث:

شيء وآخره، يا إله كل شيء ومليكه، يا رب كل شيء وصانعه، يا باري كل شيء وخالقه، يا قابض كل شيء وباسطه، يا مب��دي كل شيء ومعيده، يا منشي كل ش��يء ومق��دره، ي��ا مك��ون ك��ل شيء ومحوله، يا محيي كل شيء ومميته، ي��ا خ��الق ك��ل ش��يء ووارثه، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من الن��ار،

(4)يا رب( )يا خير ذاك��ر: الله رسول من أدعية [486]الحديث:

ومذكور، يا خير شاكر ومشكور، يا خير حامد ومحم��ود، ي��ا خ��ير شاهد ومشهود، يا خير داع وم��دعو، ي��ا خ��ير مجيب ومج��اب، ي��ا خ�ير م�ؤنس وأنيس، ي�ا خ�ير ص�احب وجليس، ي�ا خ�ير مقص�ود ومطل��وب، ي��ا خ��ير ح��بيب ومحب��وب، ي��ا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث

(5)الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )ي��ا من ه��و: الل��ه رس��ول من أدعية [487]الحديث:

لمن دعاه مجيب، يا من هو لمن أطاع��ه ح��بيب، ي��ا من ه��و إلى من أحبه قريب، يا من هو بمن استحفظه رقيب، يا من هو بمن

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5

113

رجاه كريم، يا من هو بمن عصاه حليم، ي��ا من ه��و في عظمت��ه رحيم، يا من هو في حكمته عظيم، يا من هو في إحسانه قديم، ي��ا من ه��و بمن أراده عليم، ي��ا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث الغ��وث

(1)الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )اللهم إني: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [488]الحديث:

أسألك باسمك، يا مس��بب، ي��ا م��رغب، ي��ا مقلب، ي��ا معقب، ي��ا مرتب، يا مخوف، يا محذر، يا مذكر، يا مسخر، يا مغير، يا ال إله

(2)إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من النار، يا رب( )يا من علم��ه: الله رسول من أدعية [489]الحديث:

سابق، يا من وع��ده ص��ادق، ي��ا من لطف��ه ظ��اهر، ي��ا من أم��ره غالب، ي��ا من كتاب��ه محكم، ي��ا من قض��اؤه ك��ائن، ي��ا من قرآن��ه مجي��د، ي��ا من ملك��ه ق��ديم، ي��ا من فض��له عميم، ي��ا من عرش��ه عظيم، يا ال إله إال أنت، الغوث الغوث الغوث، خلصنا من الن��ار،

(3)يا رب( )ي��ا من: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [490]الح��ديث:

اليشغله سمع عن سمع، يا من اليمنعه فعل عن فع��ل، ي��ا من ال يلهيه قول عن قول، يا من ال يغلط��ه س��ؤال عن س��ؤال، ي��ا من اليحجبه شيء عن شيء، يا من ال يبرمه إلح��اح الملحين، ي��ا من هو غاية مراد المريدين، يا من هو منتهى همم الع��ارفين، ي��ا من ه����و منتهى طلب الط����البين، ي����ا من ال يخفى علي����ه ذرة في العالمين، ي��ا ال إل��ه إال أنت، الغ��وث الغ��وث الغ��وث، خلص��نا من

(4)النار، يا رب( )ي��ا حليم��ا ال: الل��ه رسول من أدعية [491]الحديث:

يعجل، يا جوادا ال يبخل، يا صادقا ال يخلف، ي��ا وهاب��ا ال يم��ل، ي��ا قاهرا ال يغلب، يا عظيما ال يوصف، يا ع��دال ال يحي��ف، ي��ا غني��ا ال يفتقر، يا كبيرا ال يصغر، يا حافظا ال يغفل سبحانك، ي��ا ال إل��ه إال

(5)أنت الغوث الغوث خلصنا من النار يا رب(:دعاء الجوشن الصغير

. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 1. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 2. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 3. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 4. 346)( من دعاء الجوشن الكبير، البلد األمين، ص 5

114

،وهو مروي عن اإلمام الكاظم يرفع��ه إلى رس��ول الل��ه :وقد قسمناه إلى األحاديث التالية

)إلهي كم من: الله رسول من أدعية [492]الحديث: عدو انتضى علي سيف عداوته، وشحذ لي ظب��ة مديت��ه وأره��ف لي ش��با ح��ده، وداف لي قوات��ل س��مومه، وس��دد إلى ص��وائب س���هامه ولم تنم ع���ني عين حراس���ته، وأض���مر أن يس���ومني المك��روه، ويجرع��ني ذع��اف مرارت��ه نظ��رت إلى ض��عفي عن احتمال الفوادح وعج��زي عن االنتص��ار ممن قص��دني بمحاربت��ه، ووحدتي في كثير ممن ناواني وأرصد لي فيما لم أعم��ل فك��ري في االرصاد لهم بمثله فأي��دتني بقوت��ك وش��ددت أزري بنص��رتك وفللت لي حده، وخذلته بعد جمع عديده وحشده وأعليت كع��بي عليه، ووجهت ماسدد إلى من مكائ��ده إلي��ه، ورددت��ه علي��ه، ولم يشف غليله، ولم ت��برد ح��زازات غيظ��ه، وق��د عض على أنامل��ه، وأدبر موليا قد أخفقت س��راياه، فل��ك الحم��د ي��ا رب من مقت��در اليغلب، وذي أناة ال يعجل، صل على محمد وآل محمد واجعلني

(1 )لنعمائك من الشاكرين( )إلهي وكم: الل��ه رسول من أدعية [493]الحديث:

من باغ بغاني بمكائده، ونص��ب لي أش��راك مص��ائده، ووك��ل بي تفقد رعايته، وأضباء إلى إضباء السبع لطريدته، انتظ��ارا النته��از فرصته، وهو يظهر بشاشة الملق، ويبسط وجها غير طلق فلم��ا رأيت دغ��ل س��ريرته، وقبح م��اانطوى علي��ه لش��ريكه في ملت��ه، وأصبح مجلبا لي في بغي�ه أركس�ته ألم رأس�ه، وأتيت بنيان�ه من أساسه، فصرعته في زبيت��ه ورديت��ه في مه��وى حفرت��ه، وجعلت خ��ده طبق��ا ل��تراب رجل��ه، وش��غلته في بدن��ه ورزق��ه، ورميت��ه بحج��ره، وخنقت��ه ب��وتره، وذكيت��ه بمشاقص��ه، وكببت��ه لمنخ��ره، ورددت كي��ده في نح��ره، وربقت��ه بندامت��ه، وفس��أته بحس��رته فاستخذأ وتضائل بعد نخوته وانقمع بعد اس��تطالته ذليال مأس��ورا في ربق حبالته التي كان يؤمل أن يراني فيها يوم سطوته، وقد كدت يا رب لوال رحمتك أن يحل بي ماحل بساحته، فلك الحم��د يا رب من مقتدر اليغلب، وذي أناة اليعجل صل على محمد وآل

(2 )محمد واجعلني لنعمائك من الشاكرين(

.247)( رواه الكفعمي في المصباح: 1 .247)( رواه الكفعمي في المصباح: 2

115

)إلهي وكم: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [494]الحديث: من حاسد شرق بحس��رته وع��دو ش��جي بغيظ��ه، وس��لقني بح��د لسانه، ووخزني بموق عين��ه، وجعل��ني غرض��ا لمرامي��ه وقل��دني خالال لم تزل في�ه، ناديت�ك ي�ا رب مس�تجيرا ب�ك، واثق�ا بس�رعة إجابتك متوكال على مالم أزل أتعرفه من حس��ن دفاع��ك، عالم��ا أنه ال يضطهد من آوى إلى ظل كنفك، ولن تق��رع الح��وادث من لجأ إلى معقل االنتصار بك، فحصنتني من بأس��ه بق��درتك، فل��ك الحمد يا رب من مقتدر ال يغلب، وذي أن��اة ال يعج��ل، ص��ل على

(1 )محمد وآل محمد واجعلني لنعمائك من الشاكرين( )إلهي وكم: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [495]الحديث:

من س��حائب مك��روه جليته��ا، وس��ماء نعم��ة مطرته��ا، وج��داول كرامة أجريتها، وأعين أحداث طمستها، وناشئة رحم��ة نش��رتها، وجن��ة عافي��ة ألبس��تها، وغ��وامر كرب��ات كش��فتها، وأم��ور جاري��ة قدرتها، لم تعج��زك إذ طلبته��ا، ولم تمتن��ع من��ك إذ أردته��ا، فل��ك الحمد يا رب من مقت��در اليغلب، وذي أن��اة ال يعج��ل، ص��ل على

(2 )محمد وآل محمد واجعلني لنعمائك من الشاكرين( )إلهي وكم: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [496]الحديث:

من ظن حس�ن حققت، ومن كس�ر إمالق ج�برت، ومن مس�كنة فادحة حولت، ومن صرعة مهلك��ة نعش��ت، ومن مش��قة أرحت، التس�أل عم��ا تفع�ل وهم يس��ألون، وال ينقص��ك م��اأنفقت، ولق�د سئلت فأعطيت، ولم تسأل فابتدأت، واستميح باب فض�لك فم��ا أك��ديت، أبيت إال إنعام��ا وامتنان��ا، وإال تط��وال ي��ا رب وإحس��انا، وأبيت إال انتهاك���ا لحرمات���ك، واج���ترأ على معاص���يك، وتع���ديا لحدودك، وغفلة عن وعيدك وطاعة لعدوي وعدوك، ولم يمنعك يا إلهي وناصري إخاللي بالشكر عن إتمام إحسانك، وال حج��زني ذلك عن إرتكاب مساخطك. اللهم وهذا مقام عبد ذليل اع��ترف لك بالتوحيد وأقر على نفسه بالتقصير في أداء حقك وشهد ل��ك بسبوغ نعمتك عليه، وجميل عادتك عنده، وإحس��انك إلي��ه، فهب لي يا إلهي وسيدي من فض��لك م��ا أري��ده إلى رحمت��ك، وأتخ��ذه سلما أع��رج في��ه إلى مرض��اتك، وآمن ب��ه من س��خطك، بعزت��ك

، فل��ك الحم��د ي��ا رب من مقت��دروطولك وبحق نبي��ك محم��د

.247)( رواه الكفعمي في المصباح: 1 .247)( رواه الكفعمي في المصباح: 2

116

اليغلب، وذي أناة ال يعجل، صل على محمد وآل محمد واجعلني(1)لنعمائك من الشاكرين(

)إلهي وكم: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [497]الحديث: من عب��د أمس��ى وأص��بح في ك��رب الم��وت، وحش��رجة الص��در، والنظر إلى ماتقشعر منه الجلود، وتف��زع ل��ه القل��وب، وأن��ا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقت��در ال يغلب، وذي أناة ال يعجل، صل على محمد وآل محمد واجعلني لنعمائ��ك من

(2)الشاكرين( )إلهي وكم: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [498]الحديث:

من عبد أمسى وأصبح سقيما موجعا في أن�ة وعوي�ل يتقلب في غمه اليجد ال محيصا وال يس�يغ طعام�ا وال ش�رابا وأن�ا في ص�حة من البدن وسالمة من العيش كل ذلك منك، فلك الحم��د ي��ا رب من مقت��در اليغلب، وذي أن��اة ال يعج��ل، ص��ل على محم��د وآل

(3)محمد واجعلني لنعمائك من الشاكرين( )إلهي وكم: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [499]الحديث:

من عبد أمسى وأصبح خائفا مرعوبا مش��فقا وجال هارب��ا طري��دا منجحرا في مضيق ومخبأة من المخابي قد ضاقت علي��ه األرض برحبها، اليجد حيلة وال منجى، وال مأوى، وأنا في أمن وطمأنين��ة وعافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر اليغلب، وذي أناة ال يعجل، صل على محمد وآل محمد واجعلني لنعمائ��ك من

(4)الشاكرين( )إلهي وسيدي: الله رسول من أدعية [500]الحديث:

وكم من عب��د أمس��ى وأص��بح مغل��وال مكبال في الحدي��د بأي��دي العداة ال يرحمونه، فقي��دا من أهل��ه وول��ده منقطع��ا عن اخوان��ه وبلده يتوقع كل ساعة بأي قتلة يقتل وبأي مثل��ة يمث��ل ب��ه، وأن��ا في عافية من ذلك كله، فلك الحم��د ي��ا رب من مقت��در اليغلب، وذي أناة ال يعجل، صل على محمد وآل محمد واجعلني لنعمائك

(5)من الشاكرين( )إلهي وكم: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [501]الحديث:

من عبد أمسى وأصبح يقاسي الحرب ومباش��رة القت��ال بنفس��ه .247)( رواه الكفعمي في المصباح: 1 .247)( رواه الكفعمي في المصباح: 2 .247)( رواه الكفعمي في المصباح: 3 .247)( رواه الكفعمي في المصباح: 4 .247)( رواه الكفعمي في المصباح: 5

117

قد غشيته األعداء من كل جانب بالسيوف والرماح وآلة الحرب، يتقعقع في الحديد قد بلغ مجهوده ال يعرف حيلة، وال يجد مهرب��ا قد أدنف بالجراحات، ومتشحطا بدم��ه تحت الس��نابك واألرج��ل، يتمنى شربة من ماء أو نظرة إلى أهله وولده ال يقدر عليها، وأنا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد ي��ا رب من مقت��در ال يغلب، وذي أناة ال يعجل، صل على محمد وآل محمد واجعلني لنعمائك

(1)من الشاكرين( )إلهي وكم: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [502]الحديث:

من عب��د أمس��ى وأص��بح في ظلم��ات البح��ار وعواص��ف الري��اح واألهوال واألمواج، يتوقع الغرق والهالك، ال يق��در على حيل��ة، أو مبتلى بصاعقة أو هدم أو حرق أو ش��رق أو خس��ف أو مس��خ أو قذف، وأنا في عافية من ذلك كله، فلك الحمد يا رب من مقتدر ال يغلب، وذي أن���اة ال يعج���ل، ص���ل على محم���د وآل محم���د

(2)واجعلني لنعمائك من الشاكرين( )إلهي وكم: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [503]الحديث:

من عبد أمسى وأصبح مسافرا شاخصا عن أهله وولده، متح��يرا في المفاوز، تائها مع الوحوش والبه��ائم واله��وام، وحي��دا فري��دا اليعرف حيلة واليهتدي س��بيال، أو متأذي��ا ب��برد أو ح��ر أو ج��وع أو عري أو غيره من الشدائد مما أنا منه خل��و في عافي��ة من ذل��ك كله، فلك الحمد يا رب من مقت��در ال يغلب، وذي أن��اة ال يعج��ل،

(3)صل على محمد وآل محمد واجعلني لنعمائك من الشاكرين( )إلهي وسيدي: الله رسول من أدعية [504]الحديث:

وكم من عب��د أمس��ى وأص��بح فق��يرا ع�ائال عاري��ا مملق��ا مخفق��ا مهجورا جائعا ظمآن، ينتظر من يعود عليه بفضل، أو عب��د وجي��ه عندك هو أوجه مني عندك وأشد عبادة لك، مغل��وال مقه��ورا ق��د حمل ثقال من تعب العناء وش��دة العبودي��ة، وكلف��ة ال��رق، وثق��ل الض��ريبة، أو مبتلى ببال ش��ديد القب��ل ل��ه إال بمن��ك علي��ه وأن��ا المخدوم المنعم المعافى المكرم في عافية مما ه��و في��ه، فل��ك الحمد يا رب من مقت��در اليغلب، وذي أن��اة ال يعج��ل، ص��ل على

(4)محمد وآل محمد واجعلني لنعمائك من الشاكرين(

.247)( رواه الكفعمي في المصباح: 1 .247)( رواه الكفعمي في المصباح: 2 .247)( رواه الكفعمي في المصباح: 3 .247)( رواه الكفعمي في المصباح: 4

118

)إلهي: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [505]الح��ديث: وسيدي وكم من عبد أمسى وأصبح عليال مريض��ا س��قيما م��دنفا على فرش العلة وفي لباسها يتقلب يمينا وشماال ال يعرف شيئا من لذة الطعام وال من لذة الشراب، ينظر إلى نفسه حس��رة ال يستطيع لها ضرا وال نفعا وأنا خلو من ذلك كله بج��ودك وكرم��ك فال إله إال أنت سبحانك من مقت��در ال يغلب، وذي أن��اة ال يعج��ل، صل على محمد وآل محمد واجعلني لك من العابدين، ولنعمائك من الشاكرين، وآلآلئك من الذاكرين، وارحمني برحمتك يا أرحم

(1)الراحمين( )م��والي: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [506]الح��ديث:

وسيدي وكم من عبد أمس��ى وأص��بح وق��د دن��ا يوم��ه من حتف�ه، وأح��دق ب��ه مل��ك الم��وت في أعوان��ه يع��الج س��كرات الم��وت وحياض��ه، ت��دور عين��اه يمين��ا وش��ماال ينظ��ر إلى أحبائ��ه وأودائ��ه وأخالئ��ه ق��د من��ع من الكالم، وحجب عن الخط��اب، ينظ��ر إلى نفسه حسرة اليستطيع لها ضرا وال نفعا وأنا خل��و من ذل��ك كل��ه بجودك وكرمك فال إله إال أنت سبحانك من مقتدر ال يغلب، وذي أناة ال يعجل، صل على محمد وآل محمد واجعلني لنعمائ��ك من الشاكرين، وآلآلئ��ك من ال��ذاكرين، وارحم��ني برحمت��ك ي��ا أرحم

(2)الراحمين( )م��والي: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [507]الح��ديث:

وس��يدي وكم من عب��د أمس��ى وأص��بح في مض��ائق الحب��وس والسجون وكربها وذله��ا وحدي��دها يتداول��ه أعوانه��ا وزبانيته��ا فال يدري أي حال يفعل ب��ه، وأي مثل��ة يمث�ل ب�ه، فه�و في ض�ر من العيش وضنك من الحياة ينظر إلى نفسه حسرة اليس��تطيع له��ا ضرا وال نفعا، وأنا خلو من ذلك كل�ه بج��ودك وكرم�ك فال إل�ه إال أنت سبحانك من مقت��در اليغلب، وذي أن��اة ال يعج��ل، ص��ل على محمد وآل محمد واجعلني لنعمائك من الش��اكرين، وآلآلئ��ك من

(3)الذاكرين، وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين( )م��والي: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [508]الح��ديث:

وس��يدي وكم من عب��د أمس��ى وأص��بح في مض��ائق الحب��وس والسجون وكربها وذله��ا وحدي��دها يتداول��ه أعوانه��ا وزبانيته��ا فال

.247)( رواه الكفعمي في المصباح: 1 .247)( رواه الكفعمي في المصباح: 2 .247)( رواه الكفعمي في المصباح: 3

119

يدري أي حال يفعل ب��ه، وأي مثل��ة يمث�ل ب�ه، فه�و في ض�ر من العيش وضنك من الحياة ينظر الى نفسه حسرة ال يستطيع له��ا ضرا وال نفعا وأنا خلو من ذلك كل��ه بج��ودك وكرم�ك. فال إل�ه إال أنت سبحانك من مقتدر ال يغلب، وذي أن��اة ال يعج��ل، ص��ل على محم��د وآل محم��د واجعل��ني ل��ك من العاب��دين ولنعمائ��ك من الشاكرين، وآلآلئ��ك من ال��ذاكرين، وارحم��ني برحمت��ك ي��ا أرحم

(1)الراحمين( )س��يدي: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [509]الح��ديث:

وموالي وكم من عبد أمسى وأص��بح ق��د اس��تمر علي��ه القض��اء، وأحدق به البالء وفارق أودائه وأحبائ��ه وأخالئ��ه، وأمس��ى أس��يرا حقيرا ذليال في أيدي الكفار واألعداء يتداولونه يمينا وش��ماال ق��د حصر في المطامير، وثقل بالحديد، ال يرى شيئا من ضياء ال��دنيا وال من روحها، ينظر إلى نفسه حس��رة اليس��تطيع له��ا ض��را وال نفع��ا وأن��ا خل��و من ذل��ك كل��ه بج��ودك وكرم��ك فال إل��ه إال أنت سبحانك من مقتدر اليغلب، وذي أناة ال يعجل، صل على محم��د وآل محمد واجعلني لك من العابدين، ولنعمائ��ك من الش��اكرين،

(2)وآلآلئك من الذاكرين، وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين( )إلهي: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [510]الح��ديث:

وسيدي وكم من عبد أمسى واصبح قد اشتاق الى الدنيا للرغب��ة فيه��ا الى أن خ��اطر بنفس��ه ومال��ه حرص��ا من��ه عليه��ا ق��د ركب الفلك وكسرت به وهو في آفاق البحار وظلمها ينظر الى نفسه حسرة ال يق��در له��ا على ض��ر وال نف��ع، وأن��ا خل��و من ذل��ك كل��ه بج��ودك وكرم��ك؟ فال ال��ه إال أنت س��بحانك من مقت��در ال يغلب، وذي أناة ال تعجل، صل على محمد وآل محمد واجعلني ل��ك من العاب���دين، ولنعمائ���ك من الش���اكرين، وآلالئ���ك من ال���ذاكرين،

(3)وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين( )إلهي: الل��ه رس��ول من أدعي��ة [511]الح��ديث:

وسيدي وكم من عبد أمسى وأص��بح ق��د اس��تمر علي��ه القض��اء، وأح��دق ب��ه البالء والكف��ار واالع��داء وأخذت��ه الرم��اح والس��يوف والس��هام، وج��دل س��ريعا وق��د ش��ربت االرض من دم��ه، وأكلت السباع والطير من لحمه وأنا خلو من ذلك كله بج��ودك وكرم��ك

.247)( رواه الكفعمي في المصباح: 1 .247)( رواه الكفعمي في المصباح: 2 .247)( رواه الكفعمي في المصباح: 3

120

ال باستحقاق مني؟ يا ال اله إال أنت س��بحانك من مقت��در ال يغلب وذي أناة ال تعجل، صل على محمد وآل محمد واجعلني لنعمائك من الشاكرين وآلالئك من الذاكرين، وارحمني برحمتك ي��ا ارحم

(1)الراحمين ( )وعزت��ك ي��ا: الله رسول من أدعية [512]الحديث:

كريم الطلبن مما لديك، واللحن عليك، وألمدن ي��دي نح��وك م��ع جرمها إليك ي��ا رب فبمن أع�وذ، وبمن أل��وذ، ال أح��د لي إال أنت، أف��تردني وأنت مع��ولي وعلي��ك، متكلي أس��ألك باس��مك ال��ذي وضعته على السماء فاس��تقلت وعلى األرض فاس��تقرت، وعلى الجبال فرس��ت وعلى اللي��ل ف��أظلم، وعلى النه��ار فاس��تنار، أن تص��لي على محم��د وآل محم��د وأن تقض��ي لي ح��وائجي كله��ا، وتغفر لي ذنوبي كلها صغيرها وكبيرها، وتوس��ع علي من ال��رزق

(2)ماتبلغني به شرف الدنيا واآلخرة يا أرحم الراحمين( )موالي ب��ك: الله رسول من أدعية [513]الحديث:

استعنت فصل على محم��د وآل محم��د وأع��ني، وب��ك اس��تجرت ف��أجرني، وأغن��ني بطاعت��ك عن طاع��ة عب��ادك، وبمس��ألتك عن مسألة خلقك، وانقل��ني من ذل الفق��ر إلى ع��ز الغ��نى، ومن ذل المعاصي إلى ع��ز الطاع�ة فق�د فض��لتني على كث��ير من خلق��ك جودا منك وكرما، ال بإستحقاق مني. إلهي فلك الحمد على ذلك كل���ه ص���ل على محم���د وآل محم���د واجعل���ني لنعمائ���ك من

(3)الشاكرين، والالئك من الذاكرين( )سجد وجهي: الله رسول من أدعية [514]الحديث:

الذليل لوجهك العزيز الجليل، سجد وجهي البالي الفاني لوجهك الدائم الباقي، سجد وجهي الفقير لوجه�ك الغ��ني الكب��ير، س��جد وجهي وس��معي وبص��ري ولحمي ودمي وجل��دي وعظمي وم��ا أقلت األرض م���ني لل���ه رب الع���المين. اللهم ع���د على جهلي بحلمك، وعلى فقري بغناك، وعلى ذلي بعزك وسلطانك، وعلى ض��عفي بقوت��ك، وعلى خ��وفي بأمن��ك وعلى ذن��وبي وخطاي��اي بعفوك ورحمتك يا رحمن ي��ا رحيم. اللهم إني أدرأ ب��ك في نح��ر فالن بن فالن، وأعوذ بك من شره فاكفنيه بما كفيت به أنبيائ��ك وأوليائك من خلقك وصالحي عبادك من فراعنة خلق��ك، وطغ��اة

.247)( رواه الكفعمي في المصباح: 1 .247)( رواه الكفعمي في المصباح: 2 .247)( رواه الكفعمي في المصباح: 3

121

عداتك، وشر جميع خلقك، برحمتك يا أرحم الراحمين، إنك على(1)كل شي قدير، وحسبنا الله ونعم الوكيل(

دعاء المشلول: وس��مي ك��ذلك،وقد رواه اإلم��ام علي عن رس��ول الل��ه

ألنه وصفه لمشلول بسبب معاص وقع فيه��ا، وق��ال ل��ه بع��د م��ا��ه سمع قصته: )أتاك الغوث، أ ال أعلمك دعاء علمنيه رس��ول الل

وفيه اسم الله األكبر األعظم، العزيز األكرم، الذي يجيب به ، من دع��اه، ويعطي ب��ه من س��أله، ويف��رج ب��ه الهم ويكش��ف ب��ه الكرب ويذهب به الغم، وي��برئ ب��ه الس��قم، ويج��بر ب��ه الكس��ير ويغني به الفقير، ويقضي ب��ه ال�دين، وي�رد ب��ه العين، ويغف�ر ب��ه

(2)الذنوب ويستر به العيوب، ويؤمن به كل خائف( وأكثر الدعاء تمجيد وثن��اء على الل��ه تع��الى، وق��د قس��مناه

إلى األحاديث التالية: لله تعالى قبلمن تمجيد رسول الله [515]الحديث:

الدعاء: )اللهم إني اسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم، ي��ا ذا الجالل واإلكرام يا حي يا قي��وم، ي��ا حي ال إل��ه إال أنت.. ي��ا ذا الملك والملكوت، يا ذا العزة والج��بروت ي��ا مل��ك ي��ا ق��دوس ي��ا�ر ي�ا خ�الق ي�ا �ار ي�ا متكب سالم يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز ي�ا جب بارئ يا مصور يا مفيد ي��ا ودود ي��ا محم��ود ي��ا معب��ود ي��ا بعي��د ي��ا قريب يا مجيب يا رقيب يا حسيب ي��ا ب��ديع ي��ا رفي��ع ي��ا م��نيع ي��ا

(3)سميع يا عليم يا حكيم يا كريم يا حليم يا قديم( لله تعالى قبلمن تمجيد رسول الله [516]الحديث:

الدعاء: )يا علي يا عظيم يا حنان يا منان يا ديان ي�ا مس��تعان ي��ا جليل يا جميل يا وكيل يا كفيل يا مقيل يا منيل يا نبيل يا دليل يا هادي يا بادي يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا حاكم يا قاضي يا عادل يا فاضل يا واصل يا طاهر يا مطهر ي��ا ق��ادر ي��ا مقت��در ي��ا

(4)كبير يا متكبر( لله تعالى قبلمن تمجيد رسول الله [517]الحديث:

الدعاء: )يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يول��د ولم يكن له كفوا أحد ولم يكن له ص��احبة، وال ك��ان مع��ه وزي��ر، وال اتخ��ذ

.247)( رواه الكفعمي في المصباح: 1.157- 151)( مهج الدعوات 2.157- 151)( مهج الدعوات 3.157- 151)( مهج الدعوات 4

122

إلى ظهير وال كان معه إل��ه ال إل��ه إال أنت معه مشيرا، وال احتاج(1)فتعاليت عما يقول الجاحدون الظالمون علوا كبيرا(

لله تعالى قبلمن تمجيد رسول الله [518]الحديث: الدعاء: )يا عالم يا فتاح يا مفرج يا ناصر يا منتص��ر ي��ا مهل��ك ي��ا منتقم يا باعث يا وارث يا أول يا آخر يا طالب يا غالب ي��ا من ال

(2)يفوته هارب( لله تعالى قبلمن تمجيد رسول الله [519]الحديث:

الدعاء: )يا تواب يا أواب يا وه��اب ي��ا مس�بب األس��باب ي��ا مفتح األبواب، يا من حيث ما دعي أجاب، يا طهور يا شكور يا عفو ي��ا��ر ي��ا غفور يا نور النور يا مدبر األمور يا لطيف ي��ا خب��ير ي��ا متجب منير يا بصير يا ظهير يا كبير يا وتر يا ف��رد ي��ا ص��مد ي��ا س��ند ي��ا كافي يا محسن يا مجمل يا معافي يا منعم يا متفضل يا متك��رم

(3)يا متفرد( لله تعالى قبلمن تمجيد رسول الله [520]الحديث:

الدعاء: )يا من عال فقهر، يا من ملك فقدر، يا من بطن فخبر، يا من عبد فشكر، يا من عصى فغفر وستر، يا من ال تحويه الفكر، وال يدركه بصر وال يخفى عليه أثر، يا رازق البشر، يا مق��در ك��ل قدر، يا شديد األركان، يا مبدل الزمان، ي��ا قاب��ل القرب��ان، ي��ا ذا المن واإلحس��ان ي��ا ذا الع��ز والس��لطان، ي��ا رحيم ي��ا رحمن، ي��ا عظيم الشأن، يا من هو كل يوم في شأن، يا من ال يشغله شأن

(4)عن شأن( لله تعالى قبلمن تمجيد رسول الله [521]الحديث:

ال��دعاء: )ي��ا س��امع األص��وات، ي��ا مجيب ال��دعوات، ي��ا منجح الطلب��ات، ي��ا قاض��ي الحاج��ات، ي��ا م��نزل البرك��ات، ي��ا راحم الع��برات، ي��ا مقي��ل الع��ثرات، ي��ا كاش��ف الكرب��ات، ي��ا ولي الحس�نات، ي�ا رفي�ع ال�درجات، ي�ا معطي الس�ؤاالت، ي�ا مح��يي��ات ي��ا راد م��ا ق��د األموات، يا جامع الشتات، ي��ا مطل��ع على الني ف���ات، ي���ا من ال تش���تبه علي���ه األص���وات، ي���ا من ال تض���جره

(5)المسأالت، وال تغشاه الظلمات، يا نور االرض والسماوات( لله تعالى قبلمن تمجيد رسول الله [522]الحديث:

.157- 151)( مهج الدعوات 1.157- 151)( مهج الدعوات 2.157- 151)( مهج الدعوات 3.157- 151)( مهج الدعوات 4.157- 151)( مهج الدعوات 5

123

الدعاء: )يا سابغ النعم، يا دافع النقم، يا ب��ارئ النس��م، ي��ا ج��امع ش��افي الس��قم ي��ا خ��الق الن��ور والظلم، ي��ا ذا الج��ود األمم يا

(1)والكرم، يا من ال يطأ عرشه قدم( لله تعالى قبلمن تمجيد رسول الله [523]الحديث:

الدعاء: )يا أجود األجودين، يا أكرم األكرمين يا أسمع السامعين، يا أبصر الناظرين، ي�ا ج�ار المس�تجيرين، ي�ا أم�ان الخ��ائفين، ي�ا ظهر الالجين ي��ا ولي المؤم��نين ي��ا غي��اث المس��تغيثين، ي��ا غاي��ة

(2)الطالبين( لله تعالى قبلمن تمجيد رسول الله [524]الحديث:

الدعاء: )يا صاحب كل غريب، يا مؤنس كل وحيد، ي��ا ملج��أ ك��ل طريد، يا مأوى كل شريد، يا حافظ ك��ل ض��الة، ي��ا راحم الش��يخ الكبير، يا رازق الطفل الصغير يا ج�ابر العظم الكس�ير، ي��ا ف��اك كل أسير، يا مغني البائس الفقير يا عصمة الخ��ائف المس��تجير، يا من له التدبير والتقدير، يا من العس��ير علي��ه س��هل يس��ير، ي��ا من ال يحتاج إلى تفسير، يا من هو على كل ش��يء ق��دير ي��ا من هو بكل ش��يء خب��ير، ي��ا من ه��و بك��ل ش��يء بص��ير، ي��ا مرس��ل الرياح، يا فالق اإلصباح، يا باعث األرواح، ي�ا ذا الج��ود والس�ماح يا من بيده كل مفتاح، يا سامع كل صوت، يا سابق كل فوت ي��ا

(3)محيي كل نفس بعد الموت( لله تعالى قبلمن تمجيد رسول الله [525]الحديث:

الدعاء: )يا عدتي في شدتي، يا حافظي في غربتي، ي��ا مؤنس��ي في وحدتي يا وليي في نعمتي، يا كنفي حين تعيي��ني الم��ذاهب، وتسلمني األقارب ويخذلني كل صاحب يا عماد من ال عماد ل��ه، يا سند من ال سند له، يا ذخر من ال ذخر له، يا كهف من ال كهف له، يا ركن من ال ركن له، يا غياث من ال غياث له، يا ج��ار من ال

(4)جار له( لله تعالى قبلمن تمجيد رسول الله [526]الحديث:

الدعاء: )يا جاري اللصيق، يا ركني الوثيق، يا إلهي بالتحقيق، ي��ا رب البيت العتيق، يا شفيق يا رفي��ق، فكني من حل��ق المض��يق، واص��رف عني ك��ل هم وغم وض��يق، واكف��ني ش��ر م��ا ال أطي��ق

.157- 151)( مهج الدعوات 1.157- 151)( مهج الدعوات 2.157- 151)( مهج الدعوات 3.157- 151)( مهج الدعوات 4

124

(1)واعني على ما أطيق( لله تعالى قبلمن تمجيد رسول الله [527]الحديث:

الدعاء: )يا راد يوس��ف على يعق��وب، ي��ا كاش��ف ض��ر أي��وب، ي��ا غافر ذنب داود يا راف��ع عيس��ى ابن م��ريم من أي��دي اليه��ود، ي��ا مجيب نداء يونس في الظلمات، يا مصطفي موسى بالكلم��ات، يا من غفر آلدم خطيئته، ورفع إدريس برحمته يا من نجى نوح��ا من الغرق يا من أهلك عادا األولى وثمود فم��ا أبقى وق��وم ن��وح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى، والمؤتفك��ة أه��وى، ي��ا من

(2)دمر على قوم لوط، ودمدم على قوم شعيب( لله تعالى قبلمن تمجيد رسول الله [528]الحديث:

الدعاء: )يا من اتخذ إب��راهيم خليال، ي��ا من اتخ��ذ موس��ى كليم��ا،(3)واتخذ محمدا صلى الله عليه وعليهم أجمعين حبيبا(

لله تعالى قبلمن تمجيد رسول الله [529]الحديث: الدعاء: )ي�ا م�ؤتي لقم�ان الحكم�ة، وال�واهب لس�ليمان ملك�ا ال ينبغي ألح��د من بع��ده، ي��ا من نص��ر ذا الق��رنين على المل��وك الجب��ابرة، ي��ا من أعطى الخض��ر الحي��اة، ورد ليوش��ع بن ن��ون الشمس بعد غروبها، يا من ربط على قلب أم موسى، وأحص��نن يح��يى بن زكري��ا من ال��ذنب م��ريم بنت عم��ران، ي��ا من حص��ر زكري��ا بيح��يى، ي��ا من وسكن عن موسى الغض��ب، ي��ا من بش�� فدى إسماعيل من الذبح، يا من قبل قربان هابيل وجعل اللعن��ة على قابيل يا هازم األحزاب صل على محم��د وآل محم��د وعلى

(4)جميع المرسلين، ومالئكتك المقربين وأهل طاعتك أجمعين( لله تعالى قبلمن تمجيد رسول الله [530]الحديث:

��ه، ي��ا رحمن ي��ا رحيم، ي��ا رحمن ي��ا الدعاء: )يا الله يا الله ي��ا الل رحيم، ي��ا رحمن ي��ا رحيم، ي��ا ذا الجالل واإلك��رام ي��ا ذا الجالل واإلكرام يا ذا الجالل واإلكرام، به أسألك بك�ل اس�م س�ميت ب�ه نفسك، أو أنزلته في ش��يء من كتب��ك أو اس��تأثرت ب��ه في علم الغيب عن��دك، وبمعاق��د الع��ز من عرش��ك ومنتهى الرحم��ة من كتابك وبما لو أن ما في األرض من ش��جرة اقالم والبح��ر يم��دهمن بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله، إن الله عزي��ز حكيم(

.157- 151)( مهج الدعوات 1.157- 151)( مهج الدعوات 2.157- 151)( مهج الدعوات 3.157- 151)( مهج الدعوات 4

125

(1) لله تعالى قبلرسول الله من تمجيد [531]الحديث:

الدعاء: )أسألك بأسمائك الحسنى التي بينتها في كتابك، فقلت:ه األسماء الحسنى فادعوه به��ا ]األع��راف: ﴾ولل [، وقلت:180﴿

﴾ادعوني أستجب لكم ]غافر: ��ادي60﴿ ألك عب وإذا س�� ﴿[، وقلت: ي قريب أجيب دع��وة ال��داع إذا دع��ان ]البق��رة: ي فإن [186﴾عن

��وا من هم ال تقنط رفوا على أنفس�� ذين أس�� ��ادي ال ﴿وقلت: ياعبه ]الزمر: [، وأنا أسألك يا إلهي وأطمع في إجابتي53﴾رحمة الل

ي��ا م��والي كم��ا وع��دتني وق��د دعوت��ك كم��ا أمرت��ني فافع��ل بي(2)تعالى ما أحببت[ (]وتسأل الله

ثانيا � األحاديث المتشابهة ح��ول الجم��ال والجاللاإللهي

وهي األح��اديث ال��تي وردت وف��ق األس��اليب العربي��ة من االس��تعارة والمج��از ونحوه��ا، ويص��دق عليه��ا نفس م��ا ورد في الق��رآن الك��ريم من تحكيم المتش��ابه إلى المحكم، كم��ا ق��ال

��ات محكم��ات هن أمتعالى: ذي أنزل عليك الكتاب منه آي ﴿هو البع��ون م��ا ذين في قلوبهم زيغ فيت الكتاب وأخر متشابهات فأما ال��ه إال الل��ه ��ه وم��ا يعلم تأويل تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغ��اء تأويلر نا وما يذك ا به كل من عند رب اسخون في العلم يقولون آمن والر

[7﴾إال أولو األلباب ]آل عمران: أن��ه ق��ال: )ف��إذا رأيتوفي الح��ديث عن رس��ول الل��ه

الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم((3)

ق��رأ تل��ك اآلي��ات، ثموفي ح��ديث آخ�ر أن رس�ول الل�ه (4 )قال: )قد حذركم الله، فإذا رأيتموهم فاعرفوهم(

وعن اإلمام الصادق أنه قال: )إن القرآن زاجر وآم��ر ي��أمر بالجن��ة ويزج��ر عن الن��ار، وفي��ه محكم ومتش��ابه، فأم��ا المحكم فيؤمن به ويعمل ب��ه وي��دين ب��ه، وأم��ا المتش��ابه في��ؤمن ب��ه والبعون ما ذين في قلوبهم زيغ فيت فأما ال ﴿يعمل به، وهو قول الله: ��ه إال الل��ه ��ه وم��ا يعلم تأويل تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغ��اء تأويل

.157- 151)( مهج الدعوات 1.157- 151)( مهج الدعوات 2( 2665( ومسلم )4547)( البخاري )3( 332(، ورواه اآلجري في الشريعة )ص 6/192)( تفسير الطبري )4

126

) نا ا به كل من عند رب اسخون في العلم يقولون آمن (1)﴾والروبناء على هذا سنذكر هنا نوعين من األحاديث:

. األحاديث ال��تي بينت الم��راد من ذل�ك المتش��ابه، س��واء1 أو عن أئمة الهدى، باعتبارهم أع��رف الن��اسعن رسول الله بالقرآن والسنة.

. األح��اديث ال��تي وردت بتل��ك الص��يغة، وال��تي تفهم على2تلك األسس اللغوية والشرعية.

��� م��ا ورد من األح��اديث في رد المتش��ابه إلى1المحكم:

لعل من أوضح األح��اديث الدال��ة على وج��ود المتش��ابه في إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: ي��ا: )القرآن والسنة قوله

ابن آدم مرضت فلم تع�دني، ق��ال: ي�ا رب كي��ف أع�ودك؟ وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فالنا م��رض فلم تع��ده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ ي��ا ابن آدم اس��تطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب وكيف أطعم��ك؟ وأنت رب الع��المين، قال: أما علمت أن��ه اس��تطعمك عب��دي فالن، فلم تطعم��ه؟ أم��ا علمت أن���ك ل���و أطعمت���ه لوج���دت ذل���ك عن���دي، ي���ا ابن آدم استسقيتك، فلم تسقني، قال: يا رب كي��ف أس��قيك؟ وأنت رب العالمين، قال: استسقاك عب��دي فالن فلم تس��قه، أم��ا إن��ك ل��و

(2)سقيته وجدت ذلك عندي( فهذا الحديث المتفق علي��ه بين الس��نة والش��يعة ي��دل على أن النصوص المقدسة ال يراد بها ظاهرها دائم��ا، وإنم��ا ق��د ي��راد بها م��ا ي��رد في أس��اليب اللغ��ة العربي��ة من االس��تعارة والمج��از

ونحوها. وبناء على ه�ذا، فق�د ورد عن أئم�ة اله�دى ال�رد على تل�ك التفس��يرات ال��تي أخ��ذت بظ��واهر تل��ك النص��وص؛ ف��وقعت في

التجسيم والتشبيه وغيرها.. ومن تلك األحاديث:أ � تنزيه الله عن الصورة والرؤية:

من األحاديث الواردة عن أئمة الهدى في ذلك: سئل اإلمام الحس�ن: كي�ف يعب��د العب�د [532]الحديث:

رب��ه وه��و الي��راه؟.. فق��ال: )ج��ل س��يدي وم��والي والمنعم علي

. 745)( تفسير القمى: 1( 2569 - )43( 1990/ 4 )( رواه مسلم )2

127

رب��ه؟..وعلى آبائي أن ي��رى(، وس��ئل: ه��ل رأى رس��ول الل��ه فق��ال: )إن الل��ه تب��ارك وتع��الى ��� أرى رس��وله بقلب��ه من ن��ور

(1 )عظمته ما أحب( قال اإلمام السجاد: )إن الله اليوص��ف[533 ]الحديث:

بمحدودية، عظم ربنا عن الصفة، فكي��ف يوص��ف بمحدودي��ة منال تدركه األبصار وهو يدرك األبصار وهو اللطيف الخبير ﴾اليحد و ﴿

(2 )[؟(103]األنعام: سئل اإلمام الباقر عم��ا ي��روون أن الل��ه[534]الحديث:

خل��ق آدم على ص��ورته، فق��ال: )هي ص��ورة محدث��ة مخلوق��ة، اصطفاها الله واختاره��ا على س��ائر الص��ور المختلف��ة، فأض��افها إلى نفسه، كما أض��اف الكعب��ة إلى نفس��ه، وال��روح إلى نفس��ه؛

ونفخت فيه من روحي ]الحجر: ﴾فقال: )بيتي( و ﴿29)](3) س��ئل اإلم��ام الب��اقر: أي ش��يء تعب��د؟[535]الح��ديث:

ق��ال: )الل��ه تع��الى( قي��ل: رأيت��ه؟ ق��ال: )بلى، لم ت��ره العي��ون بمشاهدة اإلبصار، ولكن رأته القلوب بحق��ائق اإليم��ان، اليع��رف بالقي��اس، وال ي��درك ب��الحواس، وال يش��به بالن��اس، موص��وف باآليات، معروف بالعالمات، اليجور في حكمه، ذل��ك الل��ه ال إل��ه

(4 )إال هو(ال[536 ]الحديث: ﴿ سئل اإلمام الباقر عن قوله تع��الى:

ار ]األنع��ام: ��درك األبص�� ار وه��و ي ��ه األبص�� [؟ فق��ال:103﴾تدرك )أوهام القلوب أدق من أبص��ار العي��ون؛ أنت ق��د ت��درك بوهم��ك الس��ند والهن��د والبل��دان ال��تي لم ت��دخلها وال ت��دركها ببص��رك،

(5)وأوهام القلوب التدركه، فكيف أبصار العيون؟!(ال[537 ]الحديث: ﴿ قال اإلمام الصادق في قوله تعالى:

ار ]األنع��ام: ��درك األبص�� ار وه��و ي ��ه األبص�� [: )إحاط��ة103﴾تدرككم ائر من رب ﴾ال��وهم؛ أ الت���رى إلى قول���ه: ق���د ج���اءكم بص��� ﴿

ه104]األنعام: ر فلنفس�� فمن أبص�� ﴾[ ؟ ليس يعني بصر العيون ﴿ ومن عمي فعليه��ا104]األنعام: ﴾[ ليس يعني من البصر بعين��ه ﴿

[ ليس يع��ني عمى العي��ون، إنم��ا ع��نى إحاط��ة104]األنع��ام: الوهم، كما يقال: فالن بصير بالشعر، وفالن بصير بالفقه، وفالن

.1/238)( الكافي: 1. 1/248)( الكافي: 2. 1/328)( الكافي: 3. 1/242)( الكافي: 4. 1/245)( الكافي: 5

128

بصير بال��دراهم، وفالن بص��ير بالثي��اب، الل��ه أعظم من أن ي��رى(1)بالعين(

قيل لإلمام الص��ادق: إن قوم��ا ب��العراق[538]الحديث: يص��فون الل��ه بالص��ورة وبالتخطي��ط، ف��إن رأيت أن تكتب إلي بالمذهب الصحيح من التوحيد.. فكتب يقول: )س��ألت ��� رحم��ك الله � عن التوحيد وما ذهب إلي��ه من قبل��ك، فتع��الى الل��ه ال��ذي

ميع البصير ]الشورى: ﴾ليس كمثله شيء وهو الس [، تع��الى11﴿ عما يصفه الواص�فون، المش�بهون الل��ه بخلق�ه، المف�ترون على الله، فاعلم � رحمك الله � أن المذهب الصحيح في التوحي��د م��ا نزل به القرآن من صفات الله جل وعز، ف��انف عن الل��ه تع��الى البطالن والتشبيه، فال نفي وال تشبيه، هو الله الث��ابت الموج��ود، تعالى الله عما يصفه الواصفون، وال تعدوا القرآن؛ فتض��لوا بع��د

(2 )البيان( قال اإلمام الصادق: )إن الل��ه اليوص��ف،[539]الحديث:

ه ح��ق ق��دره وم��ا ق��دروا الل ﴾وكيف يوصف وقد قال في كتابه: ﴿ (3 )[؟! فال يوصف بقدر إال كان أعظم من ذلك(91]األنعام:

ق��ال اإلم��ام الص��ادق: )إن الل��ه عظيم[540]الح��ديث: ال ﴿رفي��ع، اليق��در العب��اد على ص��فته، وال يبلغ��ون كن��ه عظمت��ه، ��ير ]األنع��ام: ﴾تدركه األبصار وهو يدرك األبصار وهو اللطيف الخب

[، وال يوصف بكي��ف، وال أين وحيث، وكي��ف أص��فه ب��الكيف103 وهو الذي كيف الكيف حتى صار كيفا، فعرفت الكيف بم��ا كي��ف لنا من الكيف ؟! أم كيف أصفه بأين وه��و ال��ذي أين األين ح��تى صار أينا، فعرفت األين بم��ا أين لن��ا من األين؟! أم كي��ف أص��فه بحيث وهو الذي حيث الحيث حتى صار حيثا، فعرفت الحيث بما حيث لنا من الحيث؟! فالل��ه ��� تب��ارك وتع��الى ��� داخ��ل في ك��ل��درك ار وه��و ي ��ه األبص�� ال تدرك ﴿مك��ان، وخ��ارج من ك��ل ش��يء

وهو اللطيف103﴾األبصار ]األنعام: ﴿[ الإله إال هو العلي العظيم (4 )[(103﴾الخبير ]األنعام: : يا ابن رسول اللهسئل اإلمام الصادق [541]الحديث:

��ه ��ه، علىما تقول في الخبر الذي روي أن رسول الل رأى رب

. 1/245)( الكافي: 1. 1/248)( الكافي: 2. 1/254)( الكافي: 3. 1/254)( الكافي: 4

129

أي ص��ورة رآه؟ وعن الح��ديث ال��ذي رووه أن المؤم��نين ي��رونم، ثم ق��ال: )م��ا ربهم في الجنة؟ على أي ص��ورة يرون��ه؟ فتبس� أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثم��انون س��نة يعيش في

ملك الله ويأكل من نعمة ثم ال يعرف الله حق معرفته( لم ير الرب تبارك وتعالى بمشاهدةثم قال: )إن محمدا

العي��ان، وأن الرؤي��ة على وجهين: رؤي��ة القلب، ورؤي��ة البص��ر، فمن عنى برؤية القلب فه��و مص��يب، ومن ع��نى برؤي��ة البص��ر،

: من شبه الله بخلق��هفقد كفر بالله وبآياته، لقول رسول الله فق��د كف��ر، ولق��د ح��دثني أبي، عن أبي��ه، عن الحس��ين بن علي،��ه ه��ل رأيت قال: سئل أمير المؤمنين فقيل: ي��ا أخ��ا رس��ول الل

فقال: وكيف أعبد من لم أره؟ ولم تره العيون بمش��اهدة ربك؟ العيان، ولكن رأته القلوب بحق��ائق اإليم��ان، ف��إذا ك��ان الم��ؤمن يرى ربه بمشاهدة البصر فإن كل من جاز عليه البص��ر والرؤي��ة

للمخلوق من الخالق، فقد جعلت��ه إذا مح��دثافهو مخلوق، وال بد ��ه ش��ريكا، ويلهم أو مخلوقا، ومن شبهه بخلقه فقد اتخ��ذ م��ع الل��درك ار وه��و ي ��ه األبص�� ال تدرك ��ه تع��الى: ﴿لم يس��معوا بق��ول الل

��راني103﴾األبصار وهو اللطيف الخبير ]األنعام: لن ت ﴿[، وقوله: ��راني فلما وف ت ��ه فس�� تقر مكان ولكن انظر إلى الجبل ف��إن اس��

ا ]األع��راف: ��ه دك ��ل جعل ه للجب [، وإنم��ا طل��ع من143﴾تجلى رب نوره على الجبل كضوء يخرج من سم الخياط، فدكدكت األرضبحانك خر موسى صعقا فلما أفاق ق��ال س�� ﴿وصعقت الجبال ف

���ك ]األع���راف: ���رى،143﴾تبت إلي ���ك ت [ من ق���ول من زعم أن���ا أول وأن ﴿ورجعت إلى معرف���تي ب���ك أن األبص���ار ال ت���دركك،

��ك ت��رى وال ت��رى،143﴾المؤمنين ]األعراف: [ وأول المقرين بأنوأنت بالمنظر األعلى(

ثم قال: )إن أفضل الفرائض وأوجبها على اإلنسان معرف��ة��ه ال إل��ه الرب واإلقرار له بالعبودية، وحد المعرف��ة أن يع��رف أن غيره، وال شبيه له وال نظير، وأن يعرف أنه ق��ديم مثبت موج��ود

صوف من غير شبيه وال مبطل ليس كمثله ش��يء،غير فقيد، مو(1)(وهو السميع البصير

إن الله ال يوص��فقال اإلمام الرضا: ) [542]الحديث: إال بما وصف به نفس��ه، وأنى يوص��ف ال��ذي تعج��ز الح��واس أن

.، عن الكفاية34، ح 54/ 4)( بحار األنوار 1130

تدركه، واألوه��ام أن تنال��ه، والخط��رات أن تح��ده، واألبص��ار عن اإلحاطة به، نأى في قربه، وقرب في نأيه، كيف الكيف بغ��ير أن��ة يق��ال كي��ف، وأين األين بال أن يق��ال: أين، ه��و منقط��ع الكيفي

(1)(واألينية، الواحد األحد، جل جالله، وتقدست أسماؤه س��أل بعض المجس��مة اإلم��ام الرض��ا:[543 ]الحديث:

)إنا روينا أن الله قسم الرؤية والكالم بين نب��يين، فقس��م الكالم لموسى، ولمحمد الرؤية(، فقال اإلم��ام: )فمن المبل��غ عن الل��هار ]األنع���ام: ���ه األبص��� ال تدرك ﴾إلى الثقلين من الجن واإلنس ﴿

��ه علم��ا ]ط��ه: 103 وال يحيط��ون ب ﴾[ و ��ه110﴿ ﴿[ و) ليس كمثل [؟ أليس محمد؟( ق��ال: بلى، ق��ال اإلم��ام:11﴾شيء ]الشورى:

)كيف يجيء رجل إلى الخلق جميعا، فيخبرهم أنه ج��اء من عن��دار ال تدركه األبص�� ﴾الله، وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله، فيقول: ﴿

��ه علم��ا ]ط��ه: 103]األنعام: وال يحيطون ب ﴾[ و ﴿[ و ليس110﴿يء ]الش��ورى: ��ه ش�� [؟ ثم يق��ول: أن��ا رأيت��ه بعي��ني،11﴾كمثل

وأحطت به علما، وهو على صورة البش��ر؟! أم��ا تس��تحون ؟ م��ا ق��درت الزنادق��ة أن ترمي��ه به��ذا أن يك��ون ي��أتي من عن��د الل��ه

بشيء، ثم يأتي بخالفه من وجه آخر(��ة أخ��رى ]النجم: ولقد رآه نزل ﴾قال المجسم: فإنه يقول: ﴿

[ ؟.. فقال اإلمام: )إن بعد هذه اآلي��ة م��ا ي��دل على م��ا رأى؛13ما كذب الفؤاد ما رأى ]النجم: ﴾حيث قال: [ يقول: ما كذب11﴿

لق��د رأى ﴿فؤاد محمد ما رأت عين��اه، ثم أخ��بر بم��ا رأى، فق��ال: ه الكبرى ]النجم: [، فآيات الله غ��ير الل��ه، وق��د18﴾من آيات رب

��ه علم��ا ]ط��ه: وال يحيط��ون ب ﴾ق��ال الل��ه: [، ف��إذا رأت��ه110﴿األبصار، فقد أحاطت به العلم، ووقعت المعرفة(

فق��ال المجس��م: فتك��ذب بالرواي��ات؟.. فق��ال اإلم��ام: )إذا كانت الروايات مخالفة للق��رآن، ك��ذبتها، وم��ا أجم��ع المس��لمون

ار ]األنع��ام: ��ه األبص�� ال تدرك ﴾عليه أنه اليحاط به علما، و ﴿103] ﴾و ليس كمثله شيء ]الشورى: ﴿11)]( 2)

سئل اإلمام الرضا عن الرؤية وما ترويه[544]الحديث: العامة والخاصة في ذلك، فكتب للس��ائل يق��ول: )اتف��ق الجمي��ع التمانع بينهم أن المعرفة من جهة الرؤية ض�رورة، ف�إذا ج�از أن ي��رى الل��ه ب��العين، وقعت المعرف��ة ض��رورة، ثم لم تخ��ل تل��ك

.482)( تحف العقول 1 .1/238)( الكافي: 2

131

المعرفة من أن تكون إيمانا، أو ليست بإيمان، ف��إن ك��انت تل��ك المعرفة من جهة الرؤي��ة إيمان��ا، فالمعرف��ة ال��تي في دار ال��دنيا من جه��ة االكتس��اب ليس��ت بإيم��ان؛ ألنه��ا ض��ده، فال يك��ون في ال��دنيا م��ؤمن؛ ألنهم لم ي��روا الل��ه ع��ز ذك��ره، وإن لم تكن تل��ك المعرفة التي من جهة الرؤية إيمانا، لم تخل هذه المعرفة ال��تي من جهة االكتساب أن ت��زول، والت��زول في المع��اد، فه��ذا دلي��ل على أن الل��ه ع��ز وج��ل الي��رى ب��العين؛ إذ العين ت��ؤدي إلى م��ا

(1)وصفناه( قال اإلمام الرضا: )لما أس��ري برس��ول[545]الحديث:

إلى السماء، بلغ بي جبرئيل مكانا لم يطأه ق��ط جبرئي��ل، الله (2 )فكشف له، فأراه الله من نور عظمته ما أحب(

س��ئل اإلم��ام الرض��ا عن الل��ه: ه��ل[546 ]الح��ديث: يوصف؟ فقال: )أما تقرأ القرآن؟(، قي��ل: بلى، ق��ال: )أم��ا تق��رأار ]األنع��ام: ��درك األبص�� ار وه��و ي ��ه األبص�� ال تدرك ﴾قوله تع��الى: ﴿

[، قيل: بلى، قال: )فتعرف��ون األبص��ار؟(، قي��ل: بلى، ق��ال:103 )ما هي؟(، قيل: أبصار العيون، قال: )إن أوهام القلوب أكبر من

(3 )أبصار العيون، فهو التدركه األوهام، وهو يدرك األوهام( حكي لإلم��ام الرض��ا أن رس��ول الل��ه [547]الحديث:

رأى ربه في صورة الشاب الموفق في س��ن أبن��اء ثالثين س��نة، فخر ساجدا لل��ه، ثم ق��ال: )س��بحانك م��ا عرف��وك، وال وح��دوك، فمن أجل ذل��ك وص��فوك، س��بحانك ل��و عرف��وك، لوص��فوك بم��ا وصفت به نفسك، سبحانك كيف طاوعتهم أنفسهم أن يش�بهوك بغيرك؟! اللهم، الأصفك إال بما وص��فت ب��ه نفس��ك، وال أش��بهك

بخلقك، أنت أهل لكل خير، فال تجعلني من القوم الظالمين( ثم التفت للسائلين، فقال: )ما توهمتم من شيء فتوهم��وا الل��ه غ��يره(. ثم ق��ال: )عظم ربي وج��ل أن يك��ون في ص��فة

المخلوقين( قيل له: جعلت فداك، من كانت رجاله في خضرة؟.. ق��ال:

، كان إذا نظر إلى ربه بقلبه، جعله في ن��ور مث��ل)ذاك محمد نور الحجب حتى يستبين ل�ه م�ا في الحجب؛ إن ن�ور الل�ه: من�ه أخضر، ومنه أحمر، ومنه أبيض، ومن��ه غ��ير ذل��ك؛ ي��ا محم��د، م��ا

.1/241)( الكافي: 1. 1/244)( الكافي: 2. 1/245)( الكافي: 3

132

(1 )شهد له الكتاب والسنة، فنحن القائلون به( قيل لإلمام الرضا: إن الناس يروون أن[548 ]الحديث:

ق��ال: )إن الل��ه خل��ق آدم على ص��ورته(.. فق��ال:رسول الله م��ر)قاتلهم الله، لق��د ح��ذفوا أول الح��ديث، إن رس��ول الل��ه

برجلين يتسابان، فسمع أحدهما يقول لصاحبه: قبح الل��ه وجه��ك : )يا عبد الله !.. ال تقل ه��ذا ألخي��ك،ووجه من يشبهك، فقال

(2)فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته(المكان والحركة:تنزيه الله عن ب �

: أين رب��ك؟ ق��ال: س��ئل رس��ول الل��ه [549]الحديث: )هو في كل مكان، وليس في شيء من المكان المحدود(، قال: وكيف هو؟ قال: )وكي��ف أص��ف ربي ب��الكيف والكي��ف مخل��وق،

(3)والله ال يوصف بخلقه؟( جاء رجل إلى اإلمام الب��اقر، فق��ال ل��ه:[550]الحديث:

أخبرني عن ربك متى كان؟ فقال: )ويلك، إنما يق��ال لش��يء لم يكن: متى كان؛ إن ربي � تبارك وتعالى � ك��ان ولم ي��زل حي��ا بال كيف � ولم يكن له )كان(، وال كان لكونه كون كيف، وال كان ل��ه أين، وال كان في شيء، وال ك��ان على ش��يء، وال ابت��دع لمكان��ه مكانا، وال قوي بعد ما كون األشياء، وكان ضعيفا قب��ل أن يك��ون شيئا، وال كان مستوحش��ا قب��ل أن يبت��دع ش��يئا، وال يش��به ش��يئا مذكورا، وال كان خلوا من الملك قبل إنشائه، وال يكون منه خلوا بعد ذهاب�ه، لم ي�زل حي��ا بال حي��اة، وملك�ا ق�ادرا قب��ل أن ينش�ئ شيئا، وملكا جبارا بعد إنشائه للكون؛ فليس لكونه كي��ف، وال ل��ه أين، وال له حد، وال يعرف بشيء يشبهه، وال يهرم لطول البق��اء، وال يصعق لشيء، بل لخوفه تص��عق األش��ياء كله��ا، ك��ان حي��ا بال حياة حادثة، وال كون موصوف، وال كيف محدود، وال أين موقوف عليه، وال مكان جاور ش��يئا، ب��ل حي يع��رف، ومل��ك لم ي��زل ل��ه القدرة والمل��ك، أنش��أ م��ا ش��اء حين ش��اء بمش��يئته، اليح��د، وال��ل ك ﴿يبعض، وال يفنى، كان أوال بال كيف، ويكون آخ��را بال أين، و

��ك إال وجه��ه ]القص��ص: يء هال ��ق واألم��ر88﴾ش�� ��ه الخل أال ل ،]﴿ ه رب العالمين ]األعراف: [ ويلك أيها الس��ائل، إن54﴾تبارك الل

ربي التغشاه األوهام، وال تنزل به الشبهات، وال يحار من ش��يء،. 1/248)( الكافي: 1، عن: التوحيد، والعيون.4/11)( بحار األنوار: 2 .1/237)( الكافي: 3

133

وال يجاوزه شيء، وال ينزل به األحداث، وال يسأل عن شيء، والال تأخذه سنة وال نوم ]البقرة: ﴾يندم على شيء، و ﴿[، له255﴿

رى ماوات وما في األرض وم��ا بينهم��ا وم��ا تحت الث ﴾ما في الس(1)[(6]طه:

ق��ال بعض المالح��دة لإلم��ام الص��ادق:[551 ]الحديث: ذكرت الله، فأحلت على غائب، فقال اإلمام: )ويلك، كيف يكون غائبا من ه��و م��ع خلق�ه ش��اهد، وإليهم أق�رب من حب��ل الوري��د، يس��مع كالمهم، وي��رى أشخاص��هم، ويعلم أس��رارهم؟!(، فق��ال الملحد: أ هو في كل مك��ان؟ أليس إذا ك��ان في الس��ماء، كي��ف يك���ون في األرض؟! وإذا ك���ان في األرض، كي���ف يك���ون في السماء؟!.. فقال اإلمام الصادق: )إنما وص��فت المخل��وق ال��ذي إذا انتقل عن مكان، اشتغل به مكان، وخال منه مكان، فال ي��دري في المكان الذي صار إليه ما يحدث في المكان الذي كان في��ه، فأما الله � العظيم الشأن، الملك، الديان � فال يخلو من��ه مك��ان، وال يشتغل به مكان، وال يكون إلى مكان أقرب منه إلى مك��ان(

(2)ه[552]الحديث: ق�ل ه�و الل ﴿ سئل اإلم�ام الص�ادق عن [، فقال: )نسبة الله إلى خلق��ه أح��دا، ص��مدا،1﴾أحد ]اإلخالص:

أزليا، صمديا، الظل ل��ه يمس��كه، وه��و يمس��ك األش��ياء بأظلته�ا، عارف بالمجهول، معروف عند كل جاهل، فردانيا، الخلق��ه في��ه، وال هو في خلقه، غير محسوس وال مجسوس، التدركه األبص��ار، عال فقرب، ودنا فبع��د، وعص��ي فغف��ر، وأطي��ع فش��كر، التحوي��ه أرضه، وال تقله سماواته، حامل األشياء بقدرته، ديم��ومي، أزلي، الينسى وال يلهو، وال يغلط وال يلعب، وال إلرادت��ه فص��ل، وفص��له

��د ]اإلخالص: لم يل ﴾جزاء، وأم�ره واق�ع ��د3﴿ ولم يول ﴾[ في��ورث ﴿ ولم يكن له كف��وا أح��د ]اإلخالص: 3]اإلخالص: ﴾[ فيشارك ﴿4)]

(3)��ه ع��ز [553]الحديث: سئل اإلمام الصادق عن قول الل

ماوات وفي األرض ]األنع��ام: ه في الس�� ﴾وج��ل: وه��و الل ﴿3] قال: كذلك هو في كل مكان. قيل له: بذاته؟ ق��ال: )ويح��ك، إن األماكن أقدار، فإذا قيل له: في مكان بذاته لزمك أن تق��ول في أقدار وغير ذلك، ولكن هو بائن من خلقه، محيط بما خلق علم��ا

.1/222)( الكافي: 1. 1/314)( الكافي: 2 .1/230)( الكافي: 3

134

وق��درة وإحاط��ة وس��لطانا وملك��ا، وليس علم��ه بم��ا في األرض ما في السماء، ال يبعد منه شيء، واألشياء له سواء علمابأقل م

(1)(وقدرة وسلطانا وملكا وإحاطة��ه ع��ز [554]الحديث: سئل اإلمام الصادق عن قول الل

حمن على العرش استوى ]طه: الر ﴾وجل: [ فق��ال: )اس��توى5﴿ من كل شيء، فليس شيء أقرب إليه من ش��يء، لم يبع��د من��ه

(2)(بعيد، ولم يقرب منه قريب، استوى من كل شيء قال اإلمام الصادق: )يا ابن آدم، لو أكل[555]الحديث:

قلبك طائر، لم يشبعه، وبصرك لو وضع عليه خرق إبرة، لغطاه، تري��د أن تع��رف بهم��ا ملك��وت الس��ماوات واألرض؟ إن كنت صادقا، فهذه الشمس خلق من خلق الل��ه، ف��إن ق��درت أن تمأل

(3 )عينيك منها، فهو كما تقول( ذك��ر عن��د اإلم��ام الك��اظم أن قوم��ا[556]الح��ديث:

يزعمون أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا، فق�ال: )إن الل�ه الينزل، وال يحتاج إلى أن ينزل، إنما منظ��ره في الق��رب والبع��د سواء، لم يبعد منه قريب، ولم يق��رب من��ه بعي��د، ولم يحتج إلى ش��يء، ب��ل يحت��اج إلي��ه، وه��و ذو الط��ول، الإل��ه إال ه��و العزي��ز الحكيم.. أما ق��ول الواص��فين: إن��ه ي��نزل تب��ارك وتع��الى، فإنم��ا يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أو زي��ادة، وك��ل متح��رك محت��اج إلى من يحرك��ه أو يتح��رك ب��ه، فمن ظن بالل��ه الظن��ون، هل��ك؛ فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حد تحدون��ه بنقص، أو زيادة، أو تحريك، أو تحرك، أو زوال، أو اس��تنزال، أو نه��وض، أو قعود؛ فإن الله جل وع�ز عن ص�فة الواص�فين، ونعت الن�اعتين، وتوهم المتوهمين )و توكل على العزيز الرحيم الذي ي��راك حين

(4)تقوم وتقلبك في الساجدين( قال اإلمام الكاظم: )ال أقول: إنه ق��ائم؛[557]الحديث:

فأزيل��ه عن مكان��ه، وال أح��ده بمك��ان يك��ون في��ه، وال أح��ده أن يتحرك في شيء من األرك��ان والج��وارح، وال أح��ده بلف��ظ ش��ق فم، ولكن كما قال الل��ه تب��ارك وتع��الى: )كن فيك��ون( بمش��يئته من غير تردد في نفس، صمدا فردا، لم يحتج إلى ش��ريك ي��ذكر

.133- 132)( التوحيد: 1.315)( التوحيد: 2 .1/236)( الكافي: 3. 1/312)( الكافي: 4

135

(1)له ملكه، وال يفتح له أبواب علمه( س��ئل اإلم��ام الرض��ا: )روي لن��ا أن الل��ه[558]الحديث:

في موضع دون موضع، على العرش استوى، وأنه ينزل كل ليلة في النصف األخير من الليل إلى السماء الدنيا.. وروي أنه ي��نزل عش��ية عرف��ة، ثم يرج��ع إلى موض��عه، فق��ال بعض موالي��ك في ذلك: إذا كان في موضع دون موضع، فقد يالقيه الهواء، ويتكنف عليه، والهواء جسم رقيق يتكنف على كل شيء بق��دره، فكي��ف

يتكنف عليه جل ثناؤه على هذا المثال؟( فكتب اإلمام يقول: )علم ذلك عنده، وهو المقدر له بما هو أحسن تقديرا، واعلم أنه إذا كان في السماء الدنيا، فهو كما هو على الع��رش، واألش��ياء كله��ا ل��ه س��واء علم��ا وق��درة وملك��ا

(2 )وإحاطة( س��ئل اإلم��ام الرض��ا: أ فتق��ر أن الل��ه[559]الح��ديث:

محمول؟.. فقال: )كل محمول مفع��ول ب��ه، مض��اف إلى غ��يره، محتاج، والمحمول اسم نقص في اللفظ، والحام��ل فاع��ل وه��و في اللف�ظ مدح�ة، وك��ذلك ق��ول القائ��ل: ف�وق، وتحت، وأعلى، وأسفل، وقد قال الله تعالى: )و لله األس��ماء الحس��نى ف��ادعوه بها( ولم يقل في كتبه: إنه المحمول، بل ق��ال: إن��ه الحام��ل في البر والبحر، والممسك السماوات واألرض أن تزوال، والمحم��ول ما سوى الله، ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمت��ه ق��ط ق��ال في

(3 )دعائه: يا محمول( فقيل له: فإنه ق��ال: )و يحم��ل ع��رش رب��ك ف��وقهم يومئ��ذ ثمانية( وقال: )الذين يحملون العرش( ؟، فقال اإلمام: )العرش ليس هو الله، والعرش اسم علم وقدرة وعرش فيه كل ش��يء، ثم أضاف الحمل إلى غيره خلق من خلق��ه؛ ألن��ه اس��تعبد خلق��ه بحمل عرشه وهم حمل��ة علم��ه، وخلق��ا يس��بحون ح��ول عرش��ه وهم يعملون بعلمه، ومالئكة يكتبون أعمال عباده، واستعبد أهلتوى ]ط��ه: ﴾األرض بالطواف حول بيته، والله على العرش اس�� ﴿

[ استوى كما قال.. والعرش ومن يحمل��ه ومن ح��ول الع��رش،5 والله الحامل لهم، الحافظ لهم، الممسك، القائم علىك��ل نفس، وفوق كل شيء، وعلى كل شيء، وال يقال: محمول، وال أسفل

. 1/312)( الكافي: 1. 1/315)( الكافي: 2. 1/323)( الكافي: 3

136

(1)� قوال مفردا اليوصل بشيء � فيفسد اللفظ والمعنى( قيل له: فتكذب بالرواية التي تذكر أن الله إذا غض��ب إنم��ا يعرف غضبه أن المالئكة ال��ذين يحمل��ون الع��رش يج��دون ثقل��ه على كواهلهم، فيخرون سجدا، فإذا ذهب الغضب، خف ورجع��وا

إلى مواقفهم؟ فق��ال اإلم��ام: )أخ��برني عن الل��ه تب��ارك وتع��الى من��ذ لعن إبليس إلى يومك هذا هو غضبان عليه، فم��تى رض��ي؟ وه��و في صفتك لم يزل غض��بان علي��ه وعلى أوليائ��ه وعلى أتباع��ه، كي��ف تجترئ أن تص��ف رب�ك ب�التغير من ح�ال إلى ح�ال، وأن�ه يج��ري عليه ما يجري على المخلوقين؟! س��بحانه وتع�الى، لم ي�زل م�ع الزائلين، ولم يتغير مع المتغيرين، ولم يتبدل مع المتبدلين، ومن دونه في يده وتدبيره، وكلهم إليه محتاج، وهو غني عمن سواه(

(2)ج � تنزيه الله عن الجسمية ومقتضياتها:

س��ئل اإلم�ام الب�اقر عن ق�ول الل�ه ع�ز[560]الحديث: وروح منه ]النساء: ﴾وجل: [ قال: )هي روح الله مخلوق��ة،171﴿(3)خلقها الله في آدم وعيسى(

س���ئل اإلم��ام الب��اقر عن ش���يء من[561]الح��ديث: الصفة، فرفع يده إلى الس�ماء، ثم ق�ال: )تع�الى الجب��ار، تع�الى

(4)الجبار، من تعاطى ما ثم هلك( قال اإلمام الباقر في صفة القديم: )إنه[562]الحديث:

واحد، صمد، أحدي المعنى، ليس بمعاني كث��يرة مختلف��ة(، قي��ل له: )يزعم قوم من أه��ل الع��راق أن��ه يس��مع بغ��ير ال��ذي يبص��ر، ويبصر بغير الذي يسمع؟( قال: )كذبوا، وألحدوا، وشبهوا، تعالى الله عن ذلك؛ إن�ه س��ميع بص�ير، يس�مع بم�ا يبص�ر، ويبص�ر بم�ا يسمع(، قيل له: )يزعمون أنه بصير على م��ا يعقلون��ه ؟(، ق��ال: )تع��الى الل��ه، إنم��ا يعق��ل م��ا ك��ان بص��فة المخل��وق وليس الل��ه

(5 )كذلك( سئل اإلمام الباقر عن قول الله تع��الى:[563]الحديث:

بي فق��د ه��وى ]ط��ه: ��ه غض�� ��ل علي ﴾ومن يحل [ م��ا ذل��ك81﴿. 1/323)( الكافي: 1. 1/324)( الكافي: 2. 1/327)( الكافي: 3 .1/237)( الكافي: 4. 1/265)( الكافي: 5

137

الغضب؟.. فقال اإلمام الب��اقر: )ه��و العق��اب.. إن��ه من زعم أن الله قد زال من شيء إلى شيء، فقد وصفه صفة مخلوق، وإن

(1)الله تعالى اليستفزه شيء؛ فيغيره( قوله ع��ز وج��ل: عن الباقراإلمامسئل [564]الحديث:

��دي ]ص: جد لم��ا خلقت بي ��اإبليس م��ا منع��ك أن تس�� ﴾ي [؟75﴿��ر ��ه: واذك ﴿فقال: اليد في كالم العرب: القوة والنعمة، ق��ال الل

ه أواب ]ص: ���د إن ���دنا داوود ذا األي ماء17﴾عب والس��� ﴿[، وق���ال: ��روح47﴾بنيناها بأيد ]ال��ذاريات: دهم ب ﴿[ أي: بق��وة، وق��ال: وأي

��ه ]المجادل��ة: [ أي: ق��واهم، ويق��ال: )لفالن عن��دي ي��د22﴾من(2)(بيضاء( أي: نعمةكلاإلمامسئل [565]الحديث: ﴿ الباقر عن قوله تعالى:

؟ قال: )فيهلك كل شيء[� 88﴾شيء هالك إال وجهه ]القصص: ويبقى الوجه، إن الله ع��ز وج��ل أعظم من أن يوص��ف بالوج��ه،

(3)(ولكن معناه: كل شيء هالك إال دينه، والوجه الذي يؤتى منه قال اإلمام الصادق: )اسم الل��ه غ��يره،[566 ]الحديث:

وكل شيء وقع عليه اسم )شيء( فهو مخلوق ما خال الله، فأما ما عبرته األلسن أو عملت األيدي، فهو مخلوق، والل��ه غاي��ة من غاي��اه، والمغي��ا غ��ير الغاي��ة، والغاي��ة موص��وفة، وك��ل موص��وف مصنوع، وصانع األشياء غير موص��وف بح��د مس��مى، لم يتك��ون؛ فيعرف كينونيته بصنع غيره، ولم يتناه إلى غاية إال ك��انت غ��يره، اليزل من فهم هذا الحكم أبدا، وهو التوحي��د الخ��الص، ف��ارعوه، وصدقوه، وتفهموه بإذن الله.. من زعم أنه يعرف الل��ه بحج��اب أو بصورة أو بمث��ال، فه��و مش��رك؛ ألن حجاب��ه ومثال��ه وص��ورته غيره، وإنما هو واحد، متوحد، فكيف يوحده من زعم أن��ه عرف��ه بغيره؟! وإنما عرف الل��ه من عرف��ه بالل��ه، فمن لم يعرف��ه ب��ه، فليس يعرف��ه، إنم��ا يع��رف غ��يره، ليس بين الخ��الق والمخل��وق ش��يء، والل��ه خ��الق األش��ياء المن ش��يء ك��ان، والل��ه يس��مى

(4 )بأسمائه وهو غير أسمائه، واألسماء غيره( س��ئل اإلم��ام الص��ادق عن أس��ماء الل��ه[567]الحديث:

واشتقاقها: الله مما هو مش��تق؟ فق��ال: )الل��ه مش��تق من إل��ه،

. 1/269)( الكافي: 1.15)( معاني األخبار، ص 2.12)( معاني األخبار، ص 3. 1/278)( الكافي: 4

138

واإلله يقتضي مألوها، واالسم غ��ير المس��مى، فمن عب��د االس��م دون المعنى، فقد كفر ولم يعبد شيئا؛ ومن عبد االسم والمعنى، فقد أشرك وعب��د اث��نين؛ ومن عب��د المع��نى دون االس��م، ف��ذاك التوحي��د، أفهمت ي��ا هش��ام؟(، قي��ل: زدني، ق��ال: )لل��ه تس��عة وتسعون اسما، فلو كان االس��م ه��و المس��مى، لك��ان ك�ل اس��م منها إلها، ولكن الله معنى يدل عليه بهذه األسماء وكلها غ��يره(، ثم قال: )الخبز اسم للمأكول، والماء اسم للمش��روب، والث��وب اسم للملب��وس، والن��ار اس��م للمح�رق؛ أ فهمت فهم��ا ت��دفع ب�ه

(1)وتناضل به أعداءنا المتخذين مع الله عز وجل غيره؟( سئل اإلمام الصادق عن الروح التي في[568]الحديث:

ويته ونفخت في���ه من روحي ﴾آدم، وقول���ه تع���الى: ف���إذا س��� ﴿ [ قال: )هذه روح مخلوقة، والروح التي في عيس��ى29]الحجر: (2 )مخلوقة(

سئل اإلمام الصادق عن ق��ول الل��ه ع��ز[569]الحديث: ﴾وجل: فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ]الحجر: [: كيف29﴿

هذا النفخ؟ فقال: )إن الروح متحرك كالريح، وإنما س��مي روح��ا ألنه اشتق اسمه من الريح، وإنم�ا أخرج�ه عن لفظ�ة ال�ريح ألن األرواح مجانسة للريح، وإنم��ا أض��افه إلى نفس��ه ألن��ه اص��طفاه على سائر األرواح، كما قال لبيت من ال��بيوت: بي��تي، ولرس��ول من الرسل: خليلي، وأشباه ذلك، وك��ل ذل��ك مخل��وق، مص��نوع،

(3 )محدث، مربوب، مدبر( سئل اإلمام الصادق: )أتقول عن الل��ه:[570 ]الحديث:

إنه سميع بصير؟(، فقال اإلمام: )هو س��ميع بص��ير، س��ميع بغ��ير جارحة، وبصير بغير آلة، بل يسمع بنفسه، ويبصر بنفسه، وليس قولي: إنه سميع بنفسه أنه ش��يء والنفس ش��يء آخ��ر، ولك��ني أردت عبارة عن نفسي؛ إذ كنت مس��ؤوال، وإفهام��ا ل��ك؛ إذ كنت سائال، فأقول: يسمع بكله ال أن كله ل��ه بعض؛ ألن الك��ل لن��ا ل��ه بعض، ولكن أردت إفهامك، والتعبير عن نفسي، وليس م��رجعي في ذل��ك كل��ه إال إلى أن��ه الس��ميع البص��ير، الع��الم الخب��ير، بال

(4)اختالف الذات، وال اختالف معنى(

. 1/281)( الكافي: 1. 1/327)( الكافي: 2. 1/328)( الكافي: 3. 1/265)( الكافي: 4

139

سئل اإلمام الصادق: علم الله ومشيئته[571]الحديث: هما مختلفان أو متفق��ان؟.. فق��ال: )العلم ليس ه��و المش��يئة؛ أ الترى أنك تقول: سأفعل كذا إن ش��اء الل��ه، وال تق��ول: س��أفعل كذا إن علم الله، فقولك: )إن شاء الله( دليل على أنه لم يش��أ؛ فإذا شاء، كان الذي شاء كما شاء، وعلم الله السابق للمش��يئة(

(1)��ه ع��ز [572]الحديث: سئل اإلمام الصادق عن قول الل

واألرض جميعا قبضته يوم القيامة ]الزمر: ﴾وجل: [، فق��ال:67﴿ يعني ملكه، ال يملكها معه أحد، والقبض من الله تب��ارك وتع��الى في موضع آخر: المنع، والبسط منه: اإلعطاء والتوسيع كما قال

ه يقبض ويبسط وإليه ترجعون ]البقرة: ﴾عز وجل: والل ﴿245] يعني: يعطي ويوسع ويمنع ويضيق، والقبض من��ه ع��ز وج��ل فيويأخ��ذ ﴿وجه آخر األخذ، واألخذ في وجه القبول منه، كم��ا ق��ال:

[ أي: يقبله��ا من أهله��ا وي��ثيب عليه��ا(،104﴾الصدقات ]التوب��ة: ات بيمينه ]الزمر: ماوات مطوي والس ﴾قيل له: فقوله عز وجل: ﴿

اليمين: اليد، واليد: القدرة والقوة، يقول ع��ز وج��ل:[؟ قال: 67��ات بقدرت��ه وقوت��ه، س��بحانه وتع��الى عم��او الس��ماوات مطوي

(2)(يشركون��ه ع��زقول عن سئل اإلمام الصادق [273]الحديث: الل

��ا منهم ]الزخ��رف: فونا انتقمن فلما آس�� ﴾وجل: [ فق��ال: )إن55﴿��ه خل��ق أولي��اء لنفس��ه الله تبارك وتعالى ال يأسف كأسفنا، ولكن يأس��فون ويرض��ون، وهم مخلوق��ون م��دبرون، فجع��ل رض��اهم��ه جعلهم ى، وس��خطهم لنفس��ه س��خطا، وذل��ك ألن لنفس��ه رض�� الدعاة إليه واألدالء علي��ه، ول��ذلك ص��اروا ك��ذلك وليس أن ذل��ك يصل إلى الله عز وجل كما يصل إلى خلقه، ولكن هذا معنى م��ا قال من ذلك، وق��د ق��ال أيض��ا: من أه��ان لي ولي��ا فق��د ب��ارزنيول فق��د س�� ��ع الر من يط ﴿بالمحاربة ودعاني إليه��ا، وق��ال أيض��ا:

ه ]النس��اء: ��اع الل م��ا80﴾أط ��ك إن ذين يبايعون إن ال ﴿[، وق��ال: ه ]الفتح: [، وكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك..10﴾يبايعون الل

وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من األش��ياء مم��ا يش��اكل ذل��ك،��ذي أح��دثهما ولو كان يصل إلى المكون األسف والضجر وه��و ال وأنشأهما لجاز لقائل أن يقول: إن المكون يبيد يوما م��ا ألن��ه إذا

. 1/268)( الكافي: 1.161)( التوحيد: 2

140

دخله الضجر والغضب دخله التغيير، وإذا دخله التغي��ير لم ي��ؤمن ذلك كذلك لم يعرف الخالق من المخلوق،عليه اإلبادة، ولو كان

وتعالى الله عن هذا الق��ول عل��وا كب��يرا، ه��و الخ��الق لألش��ياء ال لحاجة، فإذا كان ال لحاج��ة اس��تحال الح��د والكي��ف في��ه، ف��افهم

(1)(ذلك إن شاء الله : أتق��ول عن الل��هسئل اإلمام الصادق [574]الحديث:

إنه سميع بصير؟ فقال: )هو س�ميع بص��ير، س�ميع بغ�ير جارح�ة، وبصير بغير آلة، بل يسمع بنفسه، ويبصر بنفس��ه، وليس ق��ولي:��ه ش��يء والنفس ش��يء آخ��ر، ولكني أردت إنه يسمع بنفس��ه أن عب��ارة عن نفس�ي إذ كنت مس�ؤوال، وإفهام�ا ل�ك إذ كنت س�ائال��ه ل��ه بعض، ولكني أردت إفهام��ك ��ه ال أن كل فأقول: يس��مع بكل والتعبير عن نفسي، وليس مرجعي في ذلك إال إلى أنه الس��ميع

(2)(البصير العالم الخبير بال اختالف الذات وال اختالف المعنى��ه ع��ز [575]الحديث: سئل اإلمام الرض��ا عن قول��ه الل

ات ماوات مطوي واألرض جميعا قبضته يوم القيامة والس�� ﴿وجل: [، فقال: )ذلك تعيير الله تب�ارك وتع�الى لمن67﴾بيمينه ]الزمر:

ه ح�ق ق��دره وم��ا ق��دروا الل �ه ق�ال: ﴾ش��بهه بخلق�ه، أال ت�رى أن ﴿ [ إذ ق��الوا: إن األرض جميع��ا قبض��ته ي��وم القيام��ة67]الزم��ر:

ه وما قدروا الل ﴿والسماوات مطويات بيمينه، كما قال عز وجل: يء ]األنع��ام: ر من ش�� ه على بش�� ﴾حق قدره إذ قالوا ما أنزل الل

[، ثم ن��زه ع��ز وج��ل نفس��ه عن القبض��ة واليمين، فق��ال:91﴾سبحانه وتعالى عما يشركون ]الزمر: ﴿67])(3)

قال اإلمام الرض��ا علي��ه الس��الم: )اعلم[576]الحديث: علمك الله الخير أن الله تبارك وتعالى ��� ق��ديم، والق��دم ص��فته ال��تي دلت العاق��ل على أن��ه الش��يء قبل��ه، وال ش��يء مع��ه في ديموميته، فقد بان لنا بإقرار العامة معجزة الص��فة أن��ه الش��يء قبل الله، وال شيء مع الله في بقائ��ه، بط��ل ق��ول من زعم أن��ه كان قبله أو كان معه شيء؛ وذلك أن��ه ل��و ك��ان مع��ه ش��يء في بقائه، لم يجز أن يكون خالقا له؛ ألنه لم يزل معه، فكيف يك��ون خالقا لمن لم يزل معه؟! ولو كان قبله ش��يء، ك��ان األول ذل��ك الش��يء، اله��ذا، وك�ان األول أولى ب��أن يك��ون خالق��ا للث��اني، ثم

.19)( معاني األخبار: 1.144)( التوحيد: 2.14)( معاني األخبار 3

141

وصف نفسه � تبارك وتعالى ��� بأس��ماء دع��ا الخل��ق ��� إذ خلقهم وتعبدهم وابتالهم � إلى أن ي��دعوه به��ا، فس��مى نفس��ه س��ميعا، بصيرا، قادرا، قائما، ناطقا، ظاهرا، باطنا، لطيف��ا، خب��يرا، قوي��ا، عزيزا، حكيما، عليما، وما أشبه ه��ذه األس��ماء.. فلم��ا رأى ذل��ك من أسمائه الغالون المكذبون � وقد سمعونا نحدث عن الله أنه ال شيء مثله، وال شيء من الخلق في حال�ه �� ق�الوا: أخبرون�ا � إذا زعمتم أن��ه المث��ل لل��ه وال ش��به ل��ه ��� كي��ف ش��اركتموه في أسمائه الحسنى، فتسميتم بجميعه��ا؟! ف��إن في ذل��ك دليال على أنكم مثله في حاالت��ه كله��ا، أو في بعض��ها دون بعض؛ إذ جمعتم األسماء الطيبة.. قيل لهم: إن الله � تبارك وتعالى � ألزم العب��اد أسماء من أسمائه على اختالف المعاني؛ وذلك كما يجمع االسم الواحد معنيين مختلفين، والدليل على ذلك ق��ول الن��اس الج��ائز عندهم الشائع، وهو الذي خ��اطب الل��ه ب��ه الخل��ق، فكلمهم بم��ا يعقل��ون ليك��ون عليهم حج��ة في تض��ييع م��ا ض��يعوا؛ فق��د يق��ال للرجل: كلب، وحمار، وثور، وسكرة، وعلقمة، وأس��د، ك��ل ذل��ك على خالفه وحاالته، لم تق��ع األس��امي على معانيه��ا ال��تي ك��انت بنيت عليها؛ ألن اإلنسان ليس بأسد وال كلب، فافهم ذلك رحمك الله.. وإنما سمي الل��ه تع��الى ب��العلم بغ��ير علم ح��ادث علم ب��ه األشياء، استعان به على حف�ظ م�ا يس�تقبل من أم�ره، والروي�ة فيما يخلق من خلقه، ويفسد ما مضى مما أفنى من خلقه، مم��ا لو لم يحضره ذلك العلم ويغيبه كان ج��اهال ض��عيفا، كم��ا أن��ا ل��و رأينا علماء الخلق إنما س��موا ب��العلم لعلم ح�ادث؛ إذ ك�انوا في��ه جهلة، وربما فارقهم العلم باألشياء، فع��ادوا إلى الجه��ل.. وإنم��ا سمي الله عالما؛ ألنه اليجهل شيئا، فقد جمع الخالق والمخل��وق اسم العالم، واختلف المعنى على ما رأيت.. وسمي ربنا س��ميعا البخرت فيه يسمع به الصوت وال يبصر به، كما أن خرتنا � ال��ذي به نسمع � النقوى به على البصر، ولكنه أخ��بر أن��ه اليخفى علي��ه شيء من األصوات، ليس على حد م��ا س��مينا نحن، فق�د جمعن��ا االسم بالسمع، واختل��ف المع��نى.. وهك��ذا البص��ر البخ��رت من��ه أبصر، كما أنا نبصر بخرت منا الننتف��ع ب��ه في غ��يره، ولكن الل��ه بصير اليحتمل شخصا منظورا إليه، فقد جمعنا االس��م، واختل��ف المعنى.. وهو قائم ليس على معنى انتص��اب وقي��ام على س��اق في كبد كما قامت األشياء، ولكن )قائم( يخبر أنه حافظ، كق��ول الرجل: القائم بأمرنا فالن، والله هو الق��ائم على ك��ل نفس بم��ا

142

كسبت، والقائم أيضا في كالم الناس: الباقي؛ والقائم أيضا يخبر عن الكفاي��ة، كقول��ك للرج��ل: قم ب��أمر ب��ني فالن، أي اكفهم، والق��ائم من��ا ق��ائم على س��اق، فق��د جمعن��ا االس��م ولم نجم��ع المعنى.. وأما اللطيف، فليس على قل��ة وقض��افة وص��غر، ولكن ذل��ك على النف��اذ في األش��ياء واالمتن��اع من أن ي��درك، كقول��ك للرجل: لطف عني هذا األم��ر، ولط��ف فالن في مذهب��ه وقول��ه، يخبرك أنه غمض فيه العقل وفات الطلب، وعاد متعمقا متلطفا اليدركه الوهم، فكذلك لطف الله � تبارك وتعالى � عن أن يدرك بحد، أو يحد بوصف؛ واللطافة منا: الص��غر والقل��ة، فق��د جمعن��ا االسم، واختلف المعنى.. وأما الخبير، فالذي اليعزب عنه شيء، وال يفوت��ه، ليس للتجرب��ة وال لالعتب��ار باألش��ياء، فعن��د التجرب��ة واالعتبار علمان ولوالهما ما علم؛ ألن من كان كذلك، كان جاهال والله لم يزل خبيرا بم��ا يخل��ق، والخب��ير من الن��اس: المس��تخبر عن جهل، المتعلم، فقد جمعنا االس��م، واختل��ف المع��نى.. وأم��ا الظاهر، فليس من أجل أنه عال األش��ياء برك��وب فوقه��ا، وقع��ود عليها، وتسنم لذراها، ولكن ذلك لقهره ولغلبته األش��ياء وقدرت��ه عليها، كقول الرجل: ظهرت على أعدائي، وأظه��رني الل��ه على خص���مي، يخ��بر عن الفلج والغلب��ة، فهك���ذا ظه��ور الل��ه على األشياء.. ووجه آخر أنه الظاهر لمن أراده وال يخفى عليه شيء، وأنه مدبر لكل ما برأ، فأي ظاهر أظهر وأوض��ح من الل��ه تب��ارك وتعالى؟ ألنك ال تعدم صنعته حيثما توجهت، وفي��ك من آث�اره م�ا يغنيك، والظاهر منا: البارز بنفسه، والمعلوم بحده، فق��د جمعن��ا االس��م ولم يجمعن��ا المع��نى.. وأم��ا الب��اطن، فليس على مع��نى االستبطان لألشياء بأن يغور فيها، ولكن ذلك منه على استبطانه لألشياء علما وحفظا وتدبيرا، كقول القائل: أبطنته: يعني خبرت��ه وعلمت مكت���وم س���ره، والب���اطن من���ا: الغ���ائب في الش���يء، المستتر، وق��د جمعن��ا االس��م، واختل��ف المع��نى.. وأم��ا الق��اهر، فليس على مع��نى عالج ونص��ب واحتي��ال وم��داراة ومك��ر، كم��ا يقهر العباد بعضهم بعضا، والمقهور منهم يع��ود ق��اهرا، والق��اهر يعود مقه��ورا، ولكن ذل��ك من الل��ه ��� تب��ارك وتع��الى ��� على أن جميع ما خلق ملبس به الذل لفاعله، وقلة االمتناع لم��ا أراد ب��ه، لم يخرج منه طرفة عين أن يقول له: )كن( فيكون، والقاهر منا على ما ذكرت ووصفت، فقد جمعن��ا االس��م، واختل��ف المع��نى.. وهكذا جميع األس��ماء وإن كن��ا لم نس��تجمعها كله��ا، فق��د يكتفي

143

االعتب��ار بم��ا ألقين��ا إلي��ك، والل��ه عون��ك وعونن��ا في إرش��ادنا(1)وتوفيقنا(

س��ئل اإلم��ام الج��واد: ال��رب تب��ارك[577]الح��ديث: وتعالى، له أسماء وصفات في كتابه، وأسماؤه وصفاته هي هو؟ فقال: )إن لهذا الكالم وجهين: إن كنت تقول: )هي هو(، أي إن��ه ذو ع��دد وك��ثرة، فتع��الى الل��ه عن ذل��ك؛ وإن كنت تق��ول: ه��ذه الصفات واألسماء لم تزل، فإن )لم تزل( محتمل معن��يين: ف��إن قلت: لم تزل عن�ده في علم�ه وه�و مس�تحقها، فنعم؛ وإن كنت تقول: لم يزل تصويرها وهجاؤها وتقطيع حروفها، فمعاذ الله أن يكون معه شيء غيره، بل كان الله وال خل��ق، ثم خلقه��ا وس��يلة بينه وبين خلقه، يتضرعون بها إليه، ويعبدونه وهي ذك��ره، وك��ان الله وال ذكر، والمذكور بال��ذكر ه��و الل��ه الق��ديم ال��ذي لم ي��زل، واألسماء والصفات مخلوقات والمع�اني، والمع�ني به�ا ه�و الل��ه ال��ذي اليلي��ق ب��ه االختالف وال االئتالف، وإنم��ا يختل��ف وي��أتلف المتجزئ، فال يقال: الله مؤتلف، وال الله قلي��ل وال كث��ير، ولكن��ه الق��ديم في ذات��ه؛ ألن م��ا س��وى الواح��د متج��زئ، والل��ه واح��د، المتج��زئ وال مت��وهم بالقل��ة والك��ثرة، وك��ل متج��زئ أو مت��وهم بالقلة والكثرة، فهو مخلوق دال على خالق له؛ فقولك: )إن الله قدير( خبرت أنه ال يعجزه شيء، فنفيت بالكلمة العجز، وجعلت العجز سواه، وكذلك قولك: )عالم( إنم��ا نفيت بالكلم��ة الجه��ل، وجعلت الجه��ل س��واه، وإذا أف��نى الل��ه األش��ياء، أف��نى الص��ورة والهجاء والتقطيع، وال يزال من لم يزل عالما(، قيل ل��ه: فكي��ف سمينا ربنا سميعا؟ فقال: )ألنه اليخفى عليه ما يدرك باألسماع، ولم نصفه بالسمع المعقول في الرأس، وكذلك سميناه بص��يرا؛ ألنه اليخفى عليه ما يدرك باألبص��ار من ل��ون أو ش��خص أو غ��ير ذل��ك، ولم نص��فه ببص��ر لحظ�ة العين.. وك��ذلك س��ميناه لطيف��ا؛ لعلمه بالشيء اللطيف مثل البعوض��ة وأخفى من ذل��ك، موض��ع النشوء منها، والعقل والشهوة؛ وإقام بعضها على بعض، ونقله��ا الطع��ام والش��راب إلى أوالده��ا في الجب��ال والمف��اوز واألودي��ة والقف��ار، فعلمن��ا أن خالقه��ا لطي��ف بال كي��ف، وإنم��ا الكيفي��ة للمخل��وق المكي��ف، وك��ذلك س��مينا ربن��ا قوي��ا البق��وة البطش المعروف من المخلوق، ولو كانت قوته ق��وة البطش المع��روف

. 1/297)( الكافي: 1144

من المخل��وق، لوق��ع التش��بيه، والحتم��ل الزي��ادة، وم��ا احتم��ل الزيادة احتمل النقصان، وما كان ناقصا كان غير قديم، وما كان غير قديم كان عاجزا، فربنا � تبارك وتعالى � الشبه ل��ه وال ض��د، وال ند وال كيف، وال نهاية، وال تبصار بصر، ومح��رم على القل��وب أن تمثله، وعلى األوهام أن تحده، وعلى الضمائر أن تكونه، جل وعز عن إدات خلقه، سمات بريته، وتعالى عن ذلك علوا كب��يرا(

(1) � األحاديث المتشابهة وتأويلها:2

بن��اء على م��ا س��بق من بي��ان كيفي��ة تأوي��ل م��ا ورد من المتشابه في القرآن الكريم والسنة المطهرة، سنورد هن��ا بعض األحاديث في ذلك، والتي أساء المجسمة فهمها، فحملوه��ا على ظواهرها، مع نفي الكيفية، كما شرحنا ذل��ك بتفص��يل في كت��اب

]السلفية والوثنية المقدسة[أ � أحاديث القرب والبعد:

وهي األحاديث التي تش��ير إلى أن الل��ه تع��الى يق��ترب من عباده، أو يبتعد عنهم، وهي واضحة الداللة على أن الم��راد منه��ا ليس القرب أو البعد الحسي، ألن ذلك من مقتضيات الجسمية،

ومن األحاديث الواردة في ذلك: : )ق��ال ربكم تب��اركالله قال رسول [578]الحديث:

وتعالى: إذا تقرب العبد مني شبرا تقربت منه ذراعا، وإذا تقرب(2)مني ذراعا تقربت منه باعا(

: )ق��ال ربكم تب��اركالله قال رسول [579]الحديث: وتعالى: إذا تقرب العبد مني شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب

(3)ذراعا تقربت إليه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة( : )إن الل�ه ق�ال: إذاالل��ه قال رسول [580]الحديث:

تلقاني عبدي بشبر، تلقيته بذراع، وإذا تلقاني بذراع، تلقيته بباع،(4)وإذا تلقاني بباع أتيته بأسرع(

: )قال الله عز وجل:الله قال رسول [581]الحديث: يا ابن آدم اذكرني في نفسك أذك��رك في نفس��ي، وإن ذكرت��ني في مإل ذكرتك في مإل من المالئكة � أو قال: في مإل خ��ير منهم � وإن دن��وت م��ني ش��برا دن��وت من��ك ذراع��ا، وإن دن��وت ذراع��ا

. 1/286)( الكافي: 1( 157/ 9 )( البخاري )2( 457/ 5 )( مسند أبي يعلى الموصلي )3( 2061/ 4 )( مسلم )4

145

(1)دنوت باعا، ولو أتيتني تمشي أتيتك أهرول( : )يق��ول الل��ه ع��زالل��ه ق��ال رس��ول [582]الحديث:

وج��ل: من ج��اء بالحس��نة فل��ه عش��ر أمثاله��ا وأزي��د، ومن ج��اء بالس�يئة فج�زاؤه س�يئة مثله�ا أو أغف�ر ومن تق�رب م�ني ش�برا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باع��ا، ومن أتاني يمشي أتيته هرول��ة، ومن لقي��ني بق��راب األرض خطيئ��ة ال

(2)يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة( : )إن الل��ه لين��ادي قال رس��ول الل��ه [583]الحديث:

يوم القيامة أين ج��يراني؟ أين ج��يراني؟ ق��ال: فتق��ول المالئك��ة(3)ربنا ومن ينبغي أن يجاورك فيقول أين عمار المساجد(

: )يق��ول الل��ه ع��ز قال رس��ول الل��ه [584]الحديث: وجل يوم القيامة: )أين ج��يراني؟( فتق��ول المالئك��ة: ومن ينبغي

(4)أن يكون جارك؟ فيقول: )عمار مسجدي( : )قال الله تعالى: ياقال رسول الله [585]الحديث:

(5 )ابن آدم، قم إلي أمش إليك، وامش إلي أهرول إليك(

ب � أحاديث االنفعاالت: من الغض��ب والف��رح والبشاش��ة وال��تي ي��وهم ظاهره��ا الجسمية، وق��د بين اإلم��ام الص��ادق الم��راد منه��ا في قول��ه في��ا منهم ]الزخ��رف: فونا انتقمن ﴾تفس��ير قول��ه تع��الى: فلما آس�� ﴿

[: )إن الله تبارك وتعالى ال يأسف كأسفنا، ولكنه خلق أولياء55 لنفس��ه، يأس��فون ويرض��ون، وهم مخلوق��ون م��دبرون، فجع��ل رض��اهم لنفس�ه رض��ى، وس�خطهم لنفس�ه س�خطا، وذل�ك ألن��ه

(6)جعلهم الدعاة إليه واألدالء عليه، ولذلك صاروا كذلك( وسئل عن الله تبارك وتعالى له رض��ى وس��خط ؟.. فق��ال: )نعم، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين، وذلك ألن الرضا والغضب دخال يدخل عليه، فينقل��ه من ح��ال إلى ح��ال، معتم��ل مركب لألشياء فيه مدخل، وخالقنا ال مدخل لألشياء في��ه، واح��د أحدي الذات وأحدي المعنى، فرضاه ثوابه، وسخطه عقاب��ه، من

( 20575( )292/ 11 )( جامع معمر بن راشد )1( 2687 - )22( 2068/ 4 )( مسلم )2( 126( )251/ 1 )( مسند الحارث = بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث )3( 213/ 10 )( رواه أبو نعيم في الحلية )4( 15925( )467/ 5 )( رواه أحمد )5، عن: التوحيد، معاني األخبار.4/65)( بحار األنوار: 6

146

غير شيء يتداخله فيهيجه وينقل�ه من ح�ال إلى ح�ال ف�إن ذل�ك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين، وهو تبارك وتعالى القوي العزيز، ال حاجة به إلى شيء مما خلق، وخلقه جميعا محت��اجونإليه، إنما خلق األشياء ال من حاجة وال سبب، اختراع��ا وابت��داعا(

(1)ومن األحاديث التي يمكن تأويلها بناء على هذا:

آخ��ر من ي��دخل: )الل��ه ق��ال رس��ول [586]الحديث: الجنة رجل يمشي على الصراط، فهو يمشي م��رة ويكب��و م��رة، وتسفعه النار مرة، فإذا جاوزها التفت إليها فق��ال: تب��ارك ال��ذي أنج��اني من��ك لق��د أعط��اني ش��يئا م��ا أعط��اه أح��دا من األولين واآلخ��رين، ف��يرفع ل��ه ش��جرة، فيق��ول: أي رب أدن��ني من ه��ذه الشجرة فألستظل بظله��ا، وأش��رب من مائه��ا.فيق��ول الل��ه ع��ز وجل له: يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها تسألني غيرها.فيقول: ال، أي رب، فيعاهده أن ال يسأله غيرها، فيدنيه منها، وربه يعلم أن��ه يفعل ألنه يرى ما ال صبر له عليه فيستظل بظلها، ويش��رب من مائها، ثم ترفع له شجرة أخ��رى هي أحس��ن من األولى فيق��ول: أي رب ادنني منها فألستظل بظلها وأشرب من مائها وال أسألك غيرها، وربه يعلم أنه سيفعل وهو يعذره؛ ألنه يرى ما ال صبر ل��ه عليه فيقول الله عز وجل: ي��ا ابن آدم، ألم تعاه��دني أال تس��ألني غيرها؟ فيقول: بلى، أي رب ولكن هذه ال أسألك غيرها، فيق��ول الل��ه ع��ز وج��ل: إن أدنيت��ك تس��ألني غيره��ا، فيعاه��ده أال يفع��ل، فيدنيه منه�ا، فيس�تظل بظله�ا ويش�رب من مائه�ا، ثم ترف�ع ل��ه شجرة عند باب الجنة هي أحس��ن من األول��تين فيق��ول: أي رب ادن���ني من ه���ذه الش���جرة فألس���تظل بظله���ا وأش���رب من مائها.فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن ال تسألني غيرها؟ فيقول: بلى، أي رب، هذه ال أسألك غيرها.فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيره��ا، فيعاه��ده أن ال يفع��ل ورب��ه يعلم أنه سيفعل وربه يعذره ألنه يرى ما ال صبر له عليه فيدني��ه منه��ا فيسمع أصوات أهل الجنة.فيق��ول: أي رب أدخلنيه��ا فيق��ول: ي��ا ابن آدم ما يضريني منك.أترضى أن أعطيك الدنيا ومثلها معه��ا؟ فيقول: أي رب أتس��تهزئ بي وأنت رب الع��المين؟ فض��حك ابن مسعود فقال: أال تسألوني مم ض��حكت؟ ق��الوا: ومم ض��حكت؟

وضحك.فق��ال: أال تس��ألوني ممفقال: هكذا فعل رسول الله ، عن: التوحيد، معاني األخبار.4/66)( بحار األنوار: 1

147

ضحكت؟ فقالوا: مم ضحكت يا رسول الل��ه؟، ق��ال: من ض��حك رب الع���المين حين ق���ال: أتس���تهزئ بي وأنت رب الع���المين؟

(1)فيقول: إني ال أستهزئ بك، ولكني على ما أشاء قادر( : )يعجب رب��ك من قال رسول الل��ه [587]الحديث:

راعي غنم في رأس الش��ظية للجب��ل ي��ؤذن للص��الة، ويص��لي فيقول الله: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن، ويقيم للص��الة، يخ��اف

(2 )مني، قد غفرت لعبدي، وأدخلته الجنة( : )عليكم بالص��دقق�ال رس��ول الل��ه [588]الحديث:

فإنه يقرب إلى البر، وإن البر يقرب إلى الجنة، وإياكم والك��ذب فإنه يقرب إلى الفجور وإن الفجور يق��رب إلى الن��ار، إن��ه يق��ال للصادق: صدق وبر، وللكاذب: كذب وفجر، أال وإن للمل��ك لم��ة، وللشيطان لمة، فلمة الملك إيعاد للخير، ولم��ة الش��يطان إيع��اد بالش��ر، فمن وج��د لم��ة المل��ك فليحم��د الل��ه، ومن وج��د لم��ةيطان الش�� ﴿الشيطان فليتعوذ من ذلك، فإن الله عز وجل يقول: ال ه يعدكم مغفرة منه وفض�� يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والل

ع عليم ]البق�رة: ه واس�� [، ق�ال: أال إن الل�ه ع�ز وج�ل268﴾والل يضحك إلى رجلين رجل قام في ليلة باردة من فراش��ه ولحاف��ه ودثاره فتوضأ ثم قام إلى صالة، فيقول الله عز وج��ل لمالئكت��ه: ما حمل عبدي هذا على ما صنع؟ فيقولون: ربنا رجاء ما عن��دك، وشفقة مما عندك، فيقول: فإني قد أعطيته ما رجا وأمنته مم��ا خاف، ورجل كان في فئة فعلم ما ل��ه في الف��رار، وعلم م��ا ل��ه عند الله، فقاتل حتى قتل فيقول للمالئكة: ما حم��ل عب��دي ه��ذا على م�ا ص��نع؟، فيقول�ون: ربن�ا رج�اء م��ا عن��دك، وش��فقة مم��ا عندك، فيقول: فإني أشهدكم أني قد أعطيته ما رجا وأمنته مما

(3)خاف � أو كلمة شبيهة بها �( : )عجب ربن��ا ع��زق��ال رس��ول الل��ه [589]الحديث:

وج��ل من رجلين: رج��ل ث��ار عن وطائ��ه ولحاف��ه، من بين أهل��ه وحيه إلى صالته، فيقول ربنا: أي��ا مالئك��تي، انظ��روا إلى عب��دي، ثار من فراشه ووطائه، ومن بين حي��ه وأهل��ه إلى ص��الته، رغب��ة فيما عندي، وشفقة مما عندي، ورجل غ��زا في س��بيل الل��ه ع��ز وجل، فانهزموا، فعلم ما عليه من الفرار، وم��ا ل��ه في الرج��وع،

( 96( )101 )( البعث والنشور للبيهقي )ص: 1( 1660( )351/ 1( )3 - 1 )( رواه ابن حبان )2( 8532( )101/ 9 )( المعجم الكبير للطبراني )3

148

فرجع حتى أهريق دمه، رغبة فيما عن��دي، وش��فقة مم��ا عن��دي، فيقول الله عز وج��ل لمالئكت��ه: انظ��روا إلى عب��دي، رج��ع رغب��ة

(1)فيما عندي، ورهبة مما عندي، حتى أهريق دمه( : )ثالثة يض��حك الل��هقال رسول الله [590]الحديث:

إليهم، رجل قام من اللي��ل يص��لي، والق�وم يص�فون في الص��الة(2)والقوم يصفون في القتال(

: )ثالث�ة يحبهم الل��هقال رسول الل�ه [591]الحديث: عز وجل، يضحك إليهم ويستبش��ر بهم، ال��ذي إذا انكش��فت فئ��ة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل، فإما أن يقتل، وإما أن ينص��ره الله عز وجل ويكفيه، فيقول: انظروا إلى عبدي كي��ف ص��بر لي نفسه، والذي له امرأة حس��ناء وف��راش لين حس��ن، فيق��وم من الليل فيذر شهوته في��ذكرني وين��اجيني ول��و ش��اء لرق��د، وال��ذي يكون في سفر وكان معه ركب فسهروا ونصبوا ثم هجعوا فقام

(3 )في السحر في سراء أوضراء(ج � األحاديث المؤولة في القدر:

يمح��و ﴿وهي األحاديث التي تفهم على ض��وء قول��ه تع��الى: ��اب ]الرع��د: ��ده أم الكت اء ويثبت وعن ه ما يش�� [، واآلي��ات39﴾الل

التي تبين عدال��ة الل��ه وع��دم تكليفهم بم��ا ال يط��اق، أو ج��زائهم على غير أعمالهم، وسنورد األحاديث الواردة في ذلك عن أئم��ة

الهدى في الفصل الثالث من هذا الكتاب، ومن تلك األحاديث: : )إن خل��ق أح��دكمقال رسول الل��ه [592]الحديث:

يجمع في بطن أم��ه أربعين يوم��ا وأربعين ليل��ة، ثم يك��ون علق��ة مثل ذلك، ثم يكون مض�غة مث��ل ذل�ك، ثم يبعث الل�ه إلي��ه ملك��ا فيؤمر بأربع كلمات، فيقول: اكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أو سعيد، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة ح��تى م��ا يك��ون بين��ه وبين الجنة إال ذراع فيغلب علي��ه الكت�اب ال�ذي س�بق فيختم ل�ه بعمل أهل النار، وإن الرج��ل ليعم��ل بعم��ل أه��ل الن��ار ح��تى م��ا يكون بينه وبينها إال ذراع فيغلب عليه الكتاب الذي سبق فيعم��ل

(4)بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة(

: )إن الل�ه ق�ال: أن�اقال رسول الله [593]الحديث: ( 3949( )103/ 2 )( رواه أحمد )1( 57 )( مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر )ص: 2( 983( )408/ 2 )( األسماء والصفات للبيهقي )3( 6174( )56/ 3( )3 - 1 )( رواه ابن حبان )4

149

خلقت الخير، والشر فطوبى لمن قدرت على يده الخ��ير، ووي��ل(1)لمن قدرت على يده الشر(

ثالثا � األحاديث الم��ردودة ح��ول الجم��ال والجاللاإللهي

وهي األحاديث ال��تي يص��عب تأويله��ا، أو يك��ون في تأويله��ا تكلف شديد، ولذلك نحن بين أمرين: إما أن نتجرأ فنرفضها بناء على اتهام الراوي بكونه كذب فيها، أو أخط��أ بروايته��ا ب��المعنى، أو نقبلها مع التكلف في تأويلها، وهو ما يسيء للنبوة نفسها، بل قد يسيء إلى العقيدة في الله بترسيخ قيم التش��بيه والتجس��يم

التي تتنافى مع ما ورد في القرآن الكريم واألحاديث الكثيرة. ول��ذلك ك��ان الموق��ف األول أك��ثر ورع��ا وحكم��ة، فاته��ام الراوي بالكذب أو الخطأ أهون من إدخ��ال التحريف��ات في ه��ذه العقائد األساس��ية، ال��تي ح��اول المت��آمرون على ال��دين التالعب

نفسه.بها، وبكل األساليب، بما فيها استخدام رسول الله ولذلك؛ فإننا عندما نردها، ال نفعل ذل��ك بن��اء على ص��حتها؛

، وإنم��افمعاذ الله أن نتجرأ على رد حديث واحد لرسول الله لكونها مخالفة للقرآن الكريم، ولغيرها من األحاديث.

ونحن ال نرده��ا ردا مطلق��ا، وإنم��ا ن��رد مواض��ع التش��بيه والتجسيم فيها، وال��تي ق��د يك��ون لل��راوي أث��ر فيه��ا، بس��بب أن

رواية األحاديث كانت بالمعنى، ولم تكن باللفظ. وكمثال على ذلك ما يسمونه ح��ديث ال��نزول، وال��ذي أل��ف ابن تيمي��ة رس��الة في ش��رحه، م��ع أن الح��ديث روي برواي��ات أخرى، قال الحافظ أبو بكر بن ف��ورك ش��يخ ال��بيهقي في كتاب��ه )مشكل الحديث وبيان��ه(: )وق��د روى لن��ا بعض أه��ل النق��ل ه��ذا

بما يؤيد هذا الباب وهو بضم الياء من ين���زلالخبر عن النبي وذكر أنه ضبطه عم�ن س��معه من الثق��ات الض��ابطين وإذا ك��ان

(2)ذلك محفوظا مضبوطا كما قال فوجهه ظاهر( وفي رواية للنسائي: )إن لله عز وجل يمه��ل ح��تى يمض��ي ش��طر اللي��ل األول، ثم ي��أمر منادي��ا ين��ادي يق��ول: ه��ل من داعيستجاب له ؟ هل من مستغفر يغفر له، ه��ل من س��ائل يعطى(

(3)

( 12797( )173/ 12 )( المعجم الكبير للطبراني )1(205)( مشكل الحديث وبيانه )ص: 2(482)( النسائي في اليوم والليلة )رقم3

150

وبذلك يمكن تأويل تلك األحاديث ال��تي تص��رح ب��نزول الل��ه تعالى بكون النزول مرتبطا بالمالك الذي يقول ذلك، كم��ا يش��ير إلى ذلك ما ذك��ر في الق��رآن الك��ريم عن قبض األرواح، وال��ذي��وفى ه يت ﴿وردت نسبته لله تعالى مباشرة، كما ق��ال تع��الى: اللتي ك ال تي لم تمت في منامه���ا فيمس��� األنفس حين موته���ا والمى إن في ل األخ��رى إلى أج��ل مس�� قضى عليها الم��وت ويرس��

رون ]الزمر: [42﴾ذلك آليات لقوم يتفك في نفس ال��وقت ال��ذي ذك��ر في��ه من يت��ولى ذل��ك منل ��ك الم��وت الذي وك ﴿المالئكة، كما قال تعالى: قل يتوفاكم مل

[11﴾بكم ]السجدة: ومثله ما ورد في القرآن الك��ريم من نس��بة القت��ل وال��زرعه ��وهم ولكن الل فلم تقتل ﴿وغ��يره لل��ه تع��الى، كم��ا ق��ال تع��الى:

ه رمى ]األنف�����ال: [،17﴾قتلهم وم�����ا رميت إذ رميت ولكن الل���ون ) ���ه أم نحن63﴿وق���ال: أف���رأيتم م���ا تحرث ( أأنتم تزرعون

ارعون ]الواقعة: [، وغيرها من اآليات الكريمة.64، 63﴾الز :ونظير هذا ما جاء في الق��رءان من قول��ه تع��الى لنبي��ه

بع قرآنه ]القيامة: ﴾فإذا قرأناه فات [، فإن معناه: )فإذا قرأه18﴿ جبريل عليك بأمرنا(ألنه من المعل��وم أن��ه ليس المع��نى أن الل��ه

كما يقرأ المعلم على التلميذ.يق�رأ القرءان على رسول الله يسمونهومن األمثلة على التصرف في ألفاظ األحاديث ما

]حديث الجارية[.. وهو الحديث الذي صار � بس��بب ك��ثرة تردي��د لم يق��ل غ��يره، أو كأن��ه آي��ةالمجسمة له � وكأن رسول الله

من القرآن الكريم. وق��د جع��ل ذل��ك من فري��ق التنزي��ه في ه��ذه األم��ة يؤل��ف الكتب والرس��ائل في رد الش��به المرتبط��ة ب��ه، ومنه��ا ]رس��الة تنقيح الفهوم العالية بما ثبت وم��ا لم يثبت في ح��ديث الجاري��ة[ للشيخ حسن بن على السقاف، ومنها ]رسالة القواف��ل الجاري��ة بشرح ح��ديث الجاري��ة[ للش��يخ محم��ود منص��ور ال��داني، ومنه��ا ]رس��الة دراس��ة ح��ديث الجاري��ة س��ندا ومتن��ا[ لل��دكتور ص��هيب

السقار، وغيرها من الرسائل والكتب. ونص الحديث � كما يستدلون به � ه��و م��ا رواه مس��لم عن معاوية بن الحكم السلمي قال: )كانت لي جارية ترعى غنما لي

ف��اطلعت ذات ي��وم ف��إذا ال��ذيب ق��د ذهب قبل أح��د والجواني��ة، يأسفون لكني بشاة من غنمها، وأنا رجل من بنى آدم آسف كما

151

فعظم ذل��ك علي، قلت: ياصككتها صكة فأتيت رس��ول الل��ه أينرسول الله أفال أعتقها؟ قال: ائتني بها فأتيته بها فق�ال له��ا:

السماء. قال: من أنا ؟ قالت: أنت رسول الل��ه الله؟ قالت: في(1)قال أعتقها فإنها مؤمنة(

هذا هو نص الح��ديث كم��ا يروون��ه، وهم يحرص��ون على أال يرووا الحديث بغير هذه الرواية مع أن��ه ق��د ورد برواي��ات أخ��رى

تتفق مع التنزي��ه وم��ع المنهج الع��ام ال��ذي ك��ان رس��ول الل��ه يتعامل به لتبليغ دين الله.

بلفظ )أتشهدين ان ال إلهفمن روايات ذلك الحديث ما ورد رجال من أن:وقد رواها مالك وأحمد وغيرهم��ا، ونص��هاإال الله(،

بجاري��ة ل��ه س��وداء فق��ال: يااألنص��ار ج��اء إلى رس��ول الل��ه رسول الله إن علي رقبة مؤمنة، فإن كنت تراها مؤمنة أعتقه��ا.

: )أتش��هدين أن ال إل��ه إال الل��ه ؟ ق��التفقال لها رسول الل��ه الل��ه ؟ ق��الت نعم، ق��ال نعم، قال أتش��هدين أن محم��دا رس��ول

أتوقنين بالبعث بعد الموت ؟ ق��الت نعم، فق��ال رس��ول الل��ه (2)أعتقها(

وهذا الحديث يتواف�ق تمام�ا م�ع غ�يره من األح�اديث ال�تي تبين أن الهدف األكبر لألنبياء عليهم الصالة والسالم هو ال��دعوة للتوحيد، فلم يرد في أي من النصوص ال القرآن وال الح��ديث أن

من أهداف دعوة األنبياء الدعوة إلى أن الله في السماء. )من رب��ك(، وق��دوردت بلفظوأم��ا الرواي��ة الثاني��ة، فق��د

رواها أبو داود والنس��ائي وال��دارمي واإلم��ام أحم��د وابن حب��ان، أمي أوصت أن نعتق عنها رقب��ة : قلت: )يا رسول الله إنونصها

وعن��دي جاري��ة س��وداء(، ق��ال: ادع به��ا، فج��اءت، فق��ال: )من قالت الل��ه، ق��ال: من أن��ا ؟ ق��الت: رس��ول الل��ه، ق��ال: ربك؟(،

(3))أعتقها فإنها مؤمنة( وهذه الرواية كذلك تتفق مع غيرها من النصوص التي تبين

..أغراض الرس��الة وهي التعري��ف بالل��ه وبنب��وة رس��ول الل��ه وليس فيها أبدا أن من أغراض الرسالة التعريف بجه��ة الل��ه، وال

مكانه. ومن األدلة على ذلك ما رواه البخ��اري عن ابن عب��اس: أن

.1/381)( مسلم: 1 [.3/451 [ أحمد ]2/777)( الموطأ: ] 2(3283 )477، وأبو داود: ص 389 و388 و4/222(، وأحمد: 189)1/418)( ابن حبان: 3

152

بعث معاذا إلى اليمن فق��ال: )ادعهم إلى ش��هادة أن الالنبي إال الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك ف��أعلمهم أن إله

صلوات في ك��ل ي��وم وليل��ة، ف��إن الله قد افترض عليهم خمس هم أط��اعوا ل�ذلك ف�أعلمهم أن الل��ه اف�ترض عليهم ص�دقة في

(1)أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم( ومنها ما رواه في ]باب كيف يعرض اإلسالم على الص��بي[

ق��ال البن ص��ياد: )أتش��هد أنيمن حديث ابن عم��ر أن الن��بي (2)رسول الله ؟(

إثبات أن ق��ول الجاري��ة ��� كم��اباإلضافة إلى ذلك كله، فإن ال ي��دل علىفي الرواية التي يعتمدها المجسمة � )في السماء(

المش��ركين يع��ترفون بوج��ود الل��ه وك��ذا اإليمان، ذلك ألن بعض كم�ا النصارى واليهود ومع ذلك يشركون معه في األلوهية غ�يره

ألبيحصين قال: قال الن��بي عن عمران بنورد في الحديث أبي: سبعة، ستة في األرض يا حصين: كم تعبد اليوم إلها ؟ قال

ال��ذي وواحدا في السماء. قال: فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال(3)في السماء(

والعجيب أنهم في مث��ل ه��ذه األح��اديث، وال��تي ت��رد به��ا ، واض��طرابها يس��بب(4)الروايات المختلف��ة يعتبرونه��ا مض��طربة

ضعف االستدالل بها في الفروع فضال عن أصول العقيدة. يقول المحدث الكبير عبد الل��ه بن الص��ديق: )وق��د تص��رف ال��رواة في ألفاظ��ه، ف��روي به��ذا اللف��ظ كم��ا هن��ا وبلف��ظ )من ربك؟( قالت: الل��ه ربي. وبلف��ظ )أتش��هدين أن ال إل��ه إال الل��ه؟( ق��الت: نعم، وق��د أس��توعب تل��ك األلف��اظ بأس��انيدها الحاف��ظ البيهقي في السنن الكبرى بحيث يجزم الواقف عليها أن اللفظ المذكور هنا مروي بالمعنى حسب فهم الراوي.. وبهذا ثبت ثبوتا ال ش��ك في��ه عن��دنا حس��ب قواع��د المص��طلح وتص��ريحات أه��ل الح��ديث في الق��ديم والح��ديث اض��طراب متن ح��ديث الجاري��ة

(1331)2/505)( صحيح البخاري 1(171 / 6)( صحيح البخاري )2(3483)5/519)( سنن الترمذي3 )( قال الحافظ النووي في التقريب معرفا الحديث المض��طرب: )المض��طرب: ه��و ال�ذي ي�روى على أوج��ه4

مختلفة متقاربة، فإن رجحت إحدى الروايتين بحفظ راويها أو ك��ثرة ص�حبته الم��روي عن��ه أو غ�ير ذل��ك ف��الحكم للراجحة، وال يكون مضطربا واالضطراب يوجب ضعف الحديث إلش��عاره بع��دم الض��بط ويق��ع في االس��ناد ت��ارة

وفي المتن أخرى، وفيهما من راو أو جماعة( وقال الحافظ ابن دقيق العيد في االقتراح: )المضطرب: ه��و م��ا روي من وج��وه مختلف��ة. وه��و أح��د أس��باب

التعليل عندهم، وموجبات الضعف للحديث(153

بحيث ال يمكن التعويل على لف��ظ من ألفاظ��ه، وأص��ح أس��انيده كما رأيت بلفظ )أتش��هدين أن ال إل�ه إال الل��ه(، ف��إن ك��ان هن��اك مجال للترجيح بين هذه الروايات فالرواية الراجح��ة بال ش��ك وال ريب هي رواية )أتشهدين( ألنها األصح إسنادا، وألن المعهود من

الثابت عنه بالتواتر أن��ه ك��ان ي��أمر الن��اس ويخت��برحال النبي (1)إيمانهم بالشهادتين فتكون رواية )أين الله( شاذة(

هذا هو أقوى دليل يستدل به المجسمة على هذه المس��ألة الخطيرة، وقد رأينا م��دى ض��عفه، ومخالفت��ه لألص��ول والقواع��د العامة.. ولكنهم كم��ا ذكرن��ا ال يب��الون بض��عف ال��دليل أو قوت��ه..

،فالدليل عندهم هو ما ذكره سلفهم،ال ما ذكره رس��ول الل��ه وال ما ذكره القرآن الكريم.. وال م��ا دل علي��ه قب��ل ذل��ك العق��ل

والفطرة السليمة. بناء على هذا سنذكر هنا بعض النماذج عن األح��اديث ال��تي ن��رى رده��ا لتعارض��ها م��ع م��ا ورد في الق��رآن الك��ريم والس��نة

الصحيحة من تنزيه الله تعالى عن الجسمية ومقتضياتها. � أحاديث الجهة والمكان:1

وهي أح��اديث كث��يرة يهتم به��ا المجس��مة، ويروونه��ا عن ، أو يروونها عن الصحابة أو من بعدهم، وي�ذكرونرسول الله

أن حكمها حكم المرفوع. وق��د أل��ف أح��د أعالمهم الكب��ار في ذل��ك، وه��و أب��و محم��د محمود بن أبي القاسم بن ب�دران اآلنمي الدش��تي كتاب��ا بعن��وان ]إثبات الحد لله عز وجل وبأنه قاعد وجالس على عرشه[، وق��د

أورد إلثبات ذلك الكثير من األحاديث. ق��ال: )يق��ول الل��ه ع��ز أنه منها ما رواه عن رسول الله

وجل للعلماء يوم القيام��ة إذا قع��د على كرس��يه لقض��اء عب��اده: إني لم أجع��ل علمي وحكمي فيكم إال وأن��ا أري��د أن أغف��ر لكم

(2)على ما كان فيكم وال أبالي( قال: )يأتوني حتى أمش��ي ومنها ما رواه أن رسول الله

بين أيديهم، حتى نأتي باب الجنة، فأستفتح، في��ؤذن لي، فأدخ��ل(3)على ربي فأجده قاعدا على كرسي العزة، فأخر له ساجدا(

(135 / 7)( التمهيد: )1(2/84)( رواه الطبراني في المعجم الكبير)2 )( رواه الحافظ خشيش بن أصرم في كتاب االستقامة والرد على أهل األهواء، وعن��ه: الملطي في التنبي��ه3

(، ومحم��د بن نص�ر في تعظيم ق�در3/116(، ورواه أحمد في المس��ند)104والرد على أهل األهواء والبدع )ص/ ( ��� ق��ال ال�ذهبي:88-87(، وأبو أحمد العس�ال في كت�اب المعرف�ة -كم�ا في العل�و لل��ذهبي)ص/1/274الصالة)

154

وفي رواية: )إذا كان يوم القيامة حشر الناس ع��راة حف��اة غرال، ثم يجلس الله على كرسيه، ثم يناديهم بصوت يسمعه من

(1)بعد كما يسمعه من قرب..( ولذلك يصرحون بأن العرش هو مكان الله، وأن�ه م�ا خلق��ه إال ليجلس علي���ه، وق���د رووا في ذل���ك عن أبي رزين العقيلي قوله: قلت: يا رسول الل�ه أين ك�ان ربن��ا قب�ل أن يخل�ق خلق�ه، قال: )كان في عماء، ما تحته ه��واء، وم��ا فوق��ه ه��واء، ثم خل��ق

(2)عرشه على الماء( ورووا عن سلفهم سليمان التيمي أنه قال: )لو س��ألت أين الل��ه، لقلت: في الس��ماء، ف��إن ق��ال: ف��أين ك��ان عرش��ه قب��ل السماء، لقلت: على الم�اء، ف�إن ق�ال: ف�أين ك�ان عرش�ه قب�لوال ﴿الماء، لقلت: ال أعلم، قال أبو عبد الله وذلك لقول��ه تع��الى:

(3)[(255﴾يحيطون بشيء من علمه إال بما شاء ]البقرة: وهم ي��ذكرون أن الل��ه تع��الى ال يظ��ل جالس��ا فق��ط على عرشه، بل يستلقي أحيانا.. وهذا ما يدل على خصائص للع��رش الذي يؤمن به المجسمة، وهو إمكانية تحول��ه إلى س��رير، وليس مجرد كرسي، كما ورد في الروايات التي يح��دثون به��ا تس��ميته

سريرا. ومن تلك الروايات ما حدثوا به عن عبدالله بن حنين ق��ال: بينا أنا جالس إذ جاءني قتادة بن النعمان، فقال لي: انطل��ق بن��ا يا ابن حنين إلى أبي سعيد الخ��دري، ف��إني ق��د أخ��برت أن��ه ق��د

اشتكى. فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد، فوجدناه مس��تلقيا رافعا رجله اليمنى على اليسرى، فسلمنا، وجلسنا. فرفع قت��ادةة ش��ديدة ها قرص�� بن النعمان ي��ده إلى رج��ل أبي س��عيد فقرص�� فقال أبو سعيد: سبحان الله يا بن آدم! لقد أوجعني! فق��ال ل��ه:

قال: )إن الله عز وجل لما ذلك أردت. فقال: إن رسول الله قضى خلقه استلقى فوضع إحدى رجليه على األخرى، وق��ال: ال ينبغي ألحد من خلقي أن يفعل هذا(، فقال أب��و س��عيد: ال ج��رم،

إسناده قوي. (، وابن أبي عاص��م970(، وفي األدب المف��رد)59(، والبخاري في خلق أفع��ال العب��اد)ص/3/495)( أحمد )1

( وغيرهم.4/574(، والحاكم)2/471(، والروياني )4/79في اآلحاد والمثاني) (، وابن أبي عاصم12،� 11/� 4(، وأحمد: )64/� 1(، وابن ماجه: )3109، حديث 5/288)( رواه الترمذي، )2

(، قال الترمذي: حديث حسن، والح�ديث أورده4/� 12(، وابن جرير الطبري في تفسيره: )271/� 1في السنة )الذهبي في العلو، وحسن إسناده.

.127)( خلق أفعال العباد: ص 3155

.(1) والله ال أفعله أبدا وبناء على هذا، فقد عرفوا العرش بكونه س��ريرا، ق��ال ابن كثير في تعريفه للعرش: )هو سرير ذو ق��وائم تحمل��ه المالئك��ة،

(2)وهو كالقبة على العالم، وهو سقف المخلوقات( وقال الذهبي- بعد أن ذكر س��رر أه��ل الجن��ة-: )فم��ا الظن بالعرش العظيم الذي اتخذه العلي العظيم لنفس��ه في ارتفاع��ه وس��عته، وقوائم��ه وماهيت��ه وحملت��ه، والكروب��يين الح��افين منحوله، وحسنه ورونقه وقيمته: فقد ورد أن��ه من ياقوت��ه حم��راء(

(3) ومن األحاديث المرتبطة بهذا م�ا ي��دل على تنق�ل المالئك�ة عليهم السالم لعرض األعمال على الل��ه، أو غيره��ا، ألنه��ا ت��وهم

المكان، ولذلك إما أن تؤول � ولو بتكلف � أو ترد. عن أنس بن مال��ك، ق��ال: كنتومن تلك األحاديث ما روي

في الحلق�ة إذ ج�اء رج�ل فس��لم علىجالسا مع رسول الل��ه : وعلى الق��وم، فق��ال: الس��الم عليكم، فق��ال الن��بي الن��بي

)وعليكم السالم ورحمة الله وبركاته(، فلما جلس، قال: الحم��د لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، فقال ل��ه

كما، قال، فقال النبي: )كيف قلت؟( فرد على النبي النبي والذي نفسي بيده، لقد ابتدرها عش��رة أمالك كلهم ح��ريص( :

على أن يكتبوها، فما دروا كيف يكتبونها، فرجعوه إلى ذي العزة(4)جل ذكره، فقال: اكتبوها كما، قال عبدي(

ومنها ما روي عن سلمان قال: قال رجل: الحمد لله كثيرا، قال: فأعظمها الملك أن يكتبها حتى راجع فيه��ا رب��ه ع��ز وج��ل،

(5)قال: اكتبها كما قال عبدي كثيرا( ومنها م��ا روي عن عب��د الل��ه بن عم��ر، أن رس��ول الل��ه

قال: )أن عبدا من عباد الله قال: ي��ا رب ل��ك الحم��د كم��ا ينبغي لجالل وجهك ولعظيم س��لطانك، فعض��لت ب��الملكين، فلم ي��دريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى السماء، وقاال: ي��ا ربن��ا، إن عب��دك ق��د

(، وابن أبي5320(، ورواه عن�ه أب��و نعيم في معرف�ة الص��حابة )رقم19/13)( التكمل�ة من المعجم الكب�ير)1 (، وأبو نصر الغازي في جزء من األم��الي766(، والبيهقي في األسماء والصفات)رقم458عاصم في السنة)رقم

(77/1).1/12)( البداية والنهاية: 2.57)( العلو، ص3( )( 62/ 20( ورواه أحمد )845( )216/ 1( )3 - 1 )( رواه ابن حبان )4( 822( )125 )( الزهد ألحمد بن حنبل )ص: 5

156

قال مقالة ال ندري كيف نكتبها، قال الل��ه ع��ز وج��ل: وه��و أعلم بما قال عبده: ماذا قال عبدي؟ قاال: يا رب إنه قال: ي��ا رب ل��ك الحمد كما ينبغي لجالل وجهك وعظيم سلطانك، فقال الل��ه ع��ز

(1 )وجل لهما: )اكتباها كما قال عبدي، حتى يلقاني فأجزيه بها( ق�ال: )تجتم�عومنها ما روي عن أبي هري�رة، عن الن�بي

مالئكة الليل والنهار في صالة الفجر وصالة العص��ر، فيجتمع��ون في ص��الة الفج��ر فيص��عد مالئك��ة اللي��ل ومكثت مالئك��ة النه��ار، ويجتمعون بصالة العصر وتصعد مالئك��ة النه��ار، فيس��ألهم ربهم: كيف تركتم عب��ادي؟ فيقول��ون: أتين��اهم وهم يص��لون وتركن��اهم

(2)وهم يصلون، فاغفر لهم يوم الدين( :ومنها ما روي عن أبي هريرة، ق��ال: ق��ال رس��ول الل��ه

)يتع��اقبون فيكم إذا ك��انت ص��الة الفج��ر ن��زلت مالئك��ة النه��ار، فش��هدت معكم الص��الة جميع��ا وص��عدت مالئك��ة اللي��ل ومكثت معكم مالئكة النهار، فيسألهم ربهم وهو أعلم م��ا ت��ركتم عب��ادي يصنعون؟ فيقولون: جئناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون، فإذا كان صالة العصر نزلت مالئكة الليل، فشهدوا معكم الصالة جميع��ا، ثم ص��عدت مالئك��ة النه��ار ومكثت معكم مالئك��ة اللي��ل، ق�ال: فيس��ألهم ربهم وه�و أعلم بهم فيق�ول: م�ا ت��ركتم عب��ادي يص��نعون؟ ق��ال: فيقول��ون: جئن��ا وهم يص��لون وتركن��اهم وهم

(3 )يصلون قال: فحسبت أنهم يقولون: فاغفر لهم يوم الدين( � أحاديث الحركة والتنقل:2

وهي األح��اديث ال��تي تص��رح بحرك��ة الل��ه تع��الى وانتقال��ه، والتي يصعب تأويلها، أو يكون في تأويلها تكلف��ا ش��ديدا، ول��ذلك نرى � أنه حتى لو صحت هذه األحاديث من حيث المع��نى الع��ام الذي وردت ألجله � إال أنها ال تصح من حيث األلفاظ التي وردت

بها في التعبير عن الله تعالى. ومن األمثلة على ذلك ما ورد في الرواية التي يروونها عن

)إن الله عز وجل ليدنو ي��وم عرف��ة إلى أنه قال:رسول الله السماء الدنيا فيباهي بهم المالئك��ة، يق��ول: انظ��روا إلى عب��ادي

(4)شعثا غبرا قد أعطيتكم رغبتكم وأجبت دعوتكم(

( 3801( )1249/ 2 )( رواه ابن ماجة )1( 1349( )328/ 2 )( حديث السراج )2( 2061( )422/ 1( )3 - 1 )( رواه ابن حبان )3( 2747( )315/ 4 )( أخبار مكة للفاكهي )4

157

فنحن ال ننك��ر أص��ل المباه��اة، وتفض��ل الل��ه تع��الى عليهم بإعطاء الرغبات، وإجابة الدعوات، ولكن ننكر اعتبار ال��دنو دن��وا حس��يا، كم��ا ي��ذكره المجس��مة، وال��دليل على ذل��ك م��ا ورد في

: )إن الله عز وجل ليب��اهيرسول الله رواية أخرى يقول فيها مالئكته عشية عرفة بأهل عرفة يقول: انظروا إلى عبادي أتوني

(1 )شعثا غبرا( : )إذاومنها ما روي عن ابن عمر قال: قال رسول الل��ه

كان عشية عرفة باهى الله بالحاج فيقول لمالئكت��ه انظ��روا إلى عبادي شعثا غبرا قد أتوني من ك��ل فج عمي��ق يرج��ون رحم��تي ومغف�رتي أش�هدكم أني ق�د غف�رت لهم إال م�ا ك�ان من تبع�ات بعضهم بعضا، فإذا كان غداة المزدلفة قال الله تع��الى للمالئك��ة أشهدكم أني قد غفرت لهم تبعات بعضهم بعضا وضمنت ألهله��ا

(2)النوافل( ق��ال: )إن الل��ه ع��ز وج��لومنها ما روي أن رسول الل��ه

يباهي المالئكة بأهل عرف��ات، يق��ول: انظ��روا إلى عب��ادي ش��عثا(3)غبرا(

فهذه الروايات األخيرة ال حرج فيه��ا، لع��دم ورود م��ا ي��دلعلى الجسمية فيها، وهذا ما يطبق على النماذج التالية وغيرها:

ق��ال: )أت��اني جبري��ل بمث��ل. ما روي أن رس��ول الل��ه 1 المرآة البيضاء فيها نكتة سوداء، قلت: يا جبريل: ما هذه؟ ق��ال: هذه الجمعة، جعلها الل��ه عي��دا ل��ك وألمت��ك، ف��أنتم قب��ل اليه��ود والنصارى، فيها ساعة ال يوافقها عب��د يس��أل الل��ه فيه��ا خ��يرا إال أعط��اه إي��اه، قلت: م��ا ه��ذه النكت��ة الس��وداء؟ ق��ال: ه��ذا ي��وم القيام��ة، تق��وم في ي��وم الجمع��ة، ونحن ن��دعوه عن��دنا المزي��د، قلت: ما يوم المزيد؟ قال: إن الله جع��ل في الجن��ة وادي��ا أفيح، وجعل فيه كثبانا من المسك األبيض، فإذا كان يوم الجمعة ينزل الله فيه، فوضعت فيه منابر من ذهب لألنبي��اء، وكراس��ي من در للشهداء، وينزلن الحور العين من الغرف فحمدوا الله ومجدوه، ثم يقول الله: اكسوا عبادي، فيكسون، ويقول: أطعموا عب��ادي، فيطعم��ون، ويق��ول: اس��قوا عب��ادي، فيس��قون، ويق��ول: طيب��وا عب��ادي فيطيب��ون، ثم يق��ول: م��اذا تري��دون؟ فيقول��ون: ربن��ا

( 575( )345/ 1 )( المعجم الصغير للطبراني )1( 53 )( ستة مجالس ألبي يعلى الفراء )ص: 2( 8047( )200/ 3 )( رواه أحمد )3

158

رضوانك، فيقول: رضيت عنكم، ثم يأمرهم فينطلق��ون، وتص��عد الح��ور العين الغ��رف، وهي من زم��ردة خض��راء، ومن ياقوت��ة

(1)حمراء( . ما روي عن عائشة قالت: يوم عرفة يوم المباهاة.قي��ل2

لها: وما يوم المباهاة؟ قالت: ينزل الله تبارك وتعالى يوم عرفة إلى السماء الدنيا يدعو مالئكته ويقول: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا، بعثت إليهم رسوال فآمنوا به، وبعثت إليهم كتابا فآمنوا ب��ه، يأتونني من كل فج عمي��ق يس��ألوني أن أعتقهم من الن��ار، فق��دأعتقتهم.فلم ير يوم أكثر أن يعتق فيه من النار من ي��وم عرف��ة(

(2) : )م�ا من. ما روي عن ج�ابر، ق�ال: ق�ال رس��ول الل�ه 3

أيام أفض��ل عن��د الل�ه من أي��ام عش�ر ذي الحج��ة(، ق�ال: فق�ال رجل: يا رسول الله، هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله، قال: )هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله، وما من ي��وم أفضل عن��د الل��ه من ي��وم عرف��ة ي��نزل الل��ه إلى الس��ماء ال��دنيا فيباهي بأهل األرض أه��ل الس��ماء، فيق��ول: انظ��روا إلى عب��ادي شعثا غبرا ضاحين جاءوا من كل فج عميق يرجون رحم��تي، ولم

(3)يروا عذابي، فلم ير يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة( . م���ا روي عن ن���افع بن جب���ير بن مطعم، عن أبي���ه، أن4

قال: )إن الله تبارك وتع��الى ي��نزل ك��ل ليل��ة إلىرسول الله السماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه، ه��ل من مس��تغفر

(4)فأغفر له( ق��ال: )ل��وال أن. م��ا روي عن أبي هري��رة، عن الن��بي 5

أش��ق على أم��تي ألم��رتهم أن ي��ؤخروا ص��الة العش��اء إلى ثلث الليل أو شطر الليل؛ فإنه إذا مض��ى ثلث اللي��ل أو ش��طر اللي��ل فإنه ي��نزل إلى الس��ماء ال�دنيا تب��ارك وتع��الى، فيق��ول: ه��ل من س��ائل فأعطي��ه، وه��ل من مس��تغفر ف��أغفر ل��ه، ه��ل من داع

(5)فأستجيب له، هل من تائب فأتوب عليه حتى يطلع الفجر( ق��ال:. ما روي عن عثمان بن أبي الع��اص، عن الن��بي 6

( 4228( )228/ 7 )( مسند أبي يعلى الموصلي )1( 2738( )18/ 4 )( أخبار مكة للفاكهي )2(3853( )160/ 2( )3 - 1 )( رواه ابن حبان )3( 10248( )181/ 9 )( السنن الكبرى للنسائي )4( 975( )344/ 2 )( األوسط في السنن واإلجماع واالختالف )5

159

)ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا كل ليلة، فيق��ول: ه��ل من داع فأستجيب له؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر

(1)فأغفر له؟( ، قال: )ينزل. ما روي عن أبي هريرة، عن رسول الله 7

الله إلى السماء ال��دنيا ك��ل ليل��ة حين يمض��ي ثلث اللي��ل األول، فيقول: أنا الملك، أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا الذي يستغفرني فأغفر ل��ه،

(2)فال يزال كذلك حتى يضيء الفجر( . ما روي عن صفوان بن محرز: أن رجال سأل ابن عم��ر:4

يق��ول في النج��وى؟ ق��ال: )ي��دنوكي��ف س��معت رس��ول الل��ه أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه، فيقول: عملت ك��ذا وك��ذا؟ فيقول: نعم، ويقول: عملت كذا وكذا، فيقول: نعم، فيق��رره، ثم

(3 )يقول: إني سترت عليك في الدنيا، فأنا أغفرها لك اليوم( . م��ا روي عن ص��فوان بن مح��رز، ق��ال: بين��ا ابن عم��ر5

يطوف إذ عرض رجل، فقال: يا أبا عبد الرحمن � أو قال: يا ابن في النج��وى؟ فق��ال س��معت الن��بي عمر � س��معت الن��بي

يقول: )يدنى الم�ؤمن من رب�ه �� وق�ال هش�ام: ي�دنو الم�ؤمن � حتى يضع عليه كنفه فيق��رره بذنوب��ه، تع��رف ذنب ك��ذا؟ يق��ول: أعرف، يقول: رب أع��رف م��رتين، فيق��ول: س��ترتها في ال��دنيا، وأغفرها لك اليوم، ثم تطوى صحيفة حسناته، وأما اآلخرون � أو��ذبوا على ذين ك ﴿الكفار � فينادى على رءوس األشهاد: ه��ؤالء ال

ه على الظالمين ]هود: هم أال لعنة الل (4)[(18﴾رب � أحاديث األعضاء والجوارح:3

وهي ال��تي يس��ميها المجس��مة أح��اديث الص��فات الذاتي��ة، ويقرنونها بما يطلقون عليه صفات األفعال، فيجعلون اليد �� مثال � من الصفات الذاتي��ة ��� ويجعل��ون القبض والبس��ط من ص��فات األفعال المرتبطة بها، وهم بذلك يقعون في التجس��يم والتش��بيه

بأبشع صوره. وه��ذا م��ا يتع��ارض م��ع م��ا ورد في الق��رآن الك��ريم والس��نة المطهرة وهدي أئمة الهدى، ذلك أن من مقتضيات تقديس الل��ه

( 43( )321/ 1 )( التوحيد البن خزيمة )1( 522/ 1 )( رواه مسلم )2( 6070( )20/ 8 )( رواه البخاري )3( 2768 - )52( 2120/ 4( ومسلم )4685( )74/ 6 )( رواه البخاري )4

160

عن الحدود والمقادير وما يلزم عنهما، ويرتبط بهما، كونهتعالى تعالى مقدس�ا أيض�ا عن ال�تركيب واألعض�اء وم�ا ش�اكلهما، ألن

التركيب تعدد، والتعدد شرك.. والمركب فقير، والله غني.. ف��الجزء في ال��تركيب مق��دم على الك��ل .. وك��ل ج��زء من الم��ركب مغ��اير لغ��يره.. وب��ذلك يك��ون الم��ركب مفتق��را إلىأجزائه.. وغنى الله تعالى المطلق يحيل عليه كل أنواع االفتقار. ثم إنه لو افتقرت الذات اإللهية إلى ال��تركيب، ف��إن األج��زاء التي ستركب منها ال تخل��و من أن تك��ون أج��زاء قديم��ة، فيل��زم تعدد الق�دماء، وه�ذا باط�ل.. أو أن تك�ون أج�زاء حادث�ة، فيل��زم

تركيب الواجب من أجزاء غير واجبة، وهذا باطل. وباإلضافة إلى ذلك كله، فإن المركب بحاجة إلى من يركب��ه،

وهو منفي عن الذات اإللهية، ألنها بذلك لن تبقى ذاتا إلهية.. ثم إن الكل المركب من أجزاء الب��د أن يك��ون ك��ل ج��زء من أجزائه عالما خاص، ويكون مختلفا عن سائر األجزاء اختالفا كليا .. وهو بذلك يكون منعدما عن األجزاء األخ��رى، ويك��ون بجوانب��ه األخرى منعدما عن هذا الج��انب.. فيل��زم ه��ذا األم��ر النقص في جميع الجوانب، وبالتالي يس��توجب ه��ذا األم��ر النقص والقص��ور

في الذات اإللهية، وهذا باطل. وق��د ش��رحنا أدل��ة ذل��ك بتفص��يل في محاله��ا المناس��بة، ونكتفي هن��ا ب��ذكر بعض األح��اديث ال��تي تع��ارض ه��ذه المع��اني

التنزيهية: ، أن��ه ق��ال: )إن الل��ه يقبض. ما روي عن رس��ول الل��ه 1

ي��وم القيام��ة األرض، وتك��ون الس��موات بيمين��ه، ثم يق��ول: أن��ا (1)الملك( ، أن��ه ق��ال: )يقبض الل��ه. م��ا روي عن رس��ول الل��ه 2

األرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أن��ا المل��ك، أين مل��وك(2)األرض( ، أنه ق��ال: )يط��وي الل��ه ع��ز. ما روي عن رسول الله 3

وجل السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أن��ا المل��ك، أين الجب��ارون؟ أين المتك��برون.ثم يط��وي األرض��ين

(3 )بشماله، ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟(

( 7412( )123/ 9 )( رواه البخاري )1( 2787 - )23( 2148/ 4( ومسلم )6519( )108/ 8 )( رواه البخاري )2( 2148/ 4 )( رواه مسلم )3

161

، فقال: يا محمد، إنأن يهوديا جاء إلى النبي . ما روي 4 الله يمسك السموات على إصبع، واألرضين على إصبع، والجبال على إصبع، والشجر على إصبع، والخالئق على إصبع، ثم يق��ول:

ح��تى ب��دت نواج��ذه، ثم ق��رأ:أنا الملك، فضحك رس��ول الل��ه ه حق قدره ]الزمر: ﴾ وما قدروا الل [، قال يحيى بن سعيد:67﴿

وزاد فيه فضيل بن عياض، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة،(1 ) تعجبا وتصديقا له(عن عبد الله فضحك رسول الله

ونحن ال نرد هذا الحديث ردا مطلقا، وإنم��ا ن��رد تفس��يرهم، وهو أنه ضحك تصديقا له.. لضحك رسول الله

وق��د قلن��ا ��� تعليق��ا على الح��اديث ��� في كت��اب ]الس��لفية والوثني��ة المقدس��ة[: )والحادث��ة ال ح��رج في قبوله��ا، ألن الكالم الوارد فيها كالم يهودي، وهو ممتلئ � كعادة اليهود � بالتجس��يم، لكن الخالف بين المنزهة والمجسمة في تفسير ض��حك رس��ول

لآلي��ة .. فالمنزه��ة ي��رون، وتفسير قراءة رسول الله الله ك��ان لخف��ة عق��ول اليه��ود، ولع��دمأن ض��حك رس��ول الل��ه

تقديرهم لله حق قدره .. ولذلك ورد في أول اآلية قوله تع��الى:) ه حق قدره ﴾وما قدروا الل ﴿(2)

وق��د ق��ال الفخ��ر ال��رازي تعليق��ا على الرواي��ة نقال عن الزمخشري صاحب )الكشاف(: )وإنما ضحك أفصح العرب ألن��ه لم يفهم منه إال ما يفهمه علماء البي��ان من غ��ير تص��ور إمس��اك وال إصبع وال هز وال ش��يء من ذل��ك، ولكن فهم��ه وق��ع أول ك��ل ش��يء وآخ��ره على الزب��دة والخالص��ة، ال��تي هي الدالل��ة على القدرة الباهرة، وأن األفعال العظام التي تتحير فيها األوه��ام وال

(3)تكتنهها األذهان هينة عليه( . ما روي عن جابر أنه سئل عن ال��ورود، وذك��ر الح��ديث،5

وقال فيه: )فيق��ول الل��ه، ع��ز وج��ل: أن��ا ربكم، فيقول��ون: ح��تى ننظر إليك فيتجلى لهم يضحك( ق��ال: س��معت رس��ول الل��ه

(4)يقول: )حتى تبدو لهاته وأضراسه( ق��ال:. ما روي عن عبد الله بن عمر أن رس��ول الل��ه 6

)يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيام��ة، ثم يأخ��ذهن بي��ده( 2147/ 4( ومسلم )7414( )148/ 9 )( رواه البخاري )1 (96)( السلفية والوثنية المقدسة )ص: 2(473/ 27)( مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير )3(، وعزاه إلى الدارقطني في الصفات.214)( إبطال التأويالت )ص: 4

162

اليمنى، ثم يقول: أنا المل��ك! أين الجب��ارون؟أين المتك��برون؟ثم يط����وي األرض����ين بش����ماله ثم يق����ول: أين الجب����ارون؟أين

(1)(المتكبرون؟ خل��ق): . ما روي عن أبي ال��درداء مرفوع��ا إلى الن��بي 7

الله آدم حين خلق��ه، فض��رب كتف��ه اليمين ف��أخرج ذري��ة بيض��اء كأنهم الذر، وضرب كتف��ه اليس��رى ف��أخرج ذري��ة س��وداء ك��أنهم الحمم، فقال للتي في يمينه: إلى الجن��ة وال أب��الي، وق��ال لل��تي

(2)(في يساره: إلى النار وال أبالي لما خلق): عن أبي هريرة مرفوعا إلى النبي . ما روي 8

الله آدم، ونفخ فيه من روحه؛ ق�ال بي��ده وهم�ا مقبوض�تان: خ��ذ أيه��ا ش��ئت ي��ا آدم، فق��ال: اخ��ترت يمين ربي، وكلت��ا ي��داه يمين

(3)(..مباركة، ثم بسطها � أحاديث الصورة والرؤية:4

وهي األح��اديث ال��تي يس��تند إليه��ا المجس��مة في إثب��ات الصورة والرؤية الحسية لل��ه تع��الى م��ع أن ذل��ك من مقتض��ياتار ��ه األبص�� ﴿الجسمية، وهو ما يتعارض مع قول��ه تع��الى: ال تدرك

[103﴾وهو يدرك األبصار وهو اللطيف الخبير ]األنعام: ومن األحاديث الواردة في هذا:

: )أتاني الليلة ربي تبارك قال. ما روي أن رسول الله 1 وتعالى في أحسن صورة، - قال أحسبه في المن��ام - فق��ال: ي��ا محم��د ه��ل ت��دري فيم يختص��م المأل األعلى؟(، قلت: ال، فوض��ع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي � أو قال: في نح��ري � فعلمت ما في السماوات وما في األرض، قال: يا محم��د، ه��ل ت���دري فيم يختص���م المأل األعلى؟ قلت: )نعم، في الكف���ارات، والكف��ارات المكث في المس��اجد بع��د الص��الة، والمش��ي على األقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في المكاره، ومن فع��ل ذلك ع�اش بخ��ير وم�ات بخ��ير، وك�ان من خطيئت��ه كي��وم ولدت��ه أمه(، وقال: يا محمد، إذا ص��ليت فق��ل: اللهم إني أس��ألك فع��ل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المس��اكين، وإذا أردت بعب��ادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون، قال: والدرجات إفشاء الس��الم،

(2788)( مسلم في صحيحه )1-كشف( وقال: إسناده حسن.2144( والبزار )1059)( عبد الله ابن أحمد في السنة )2(1/64( والحاكم )6167( وابن حبان )206)( ابن أبي عاصم في السنة )3

163

(4)وإطعام الطعام، والصالة بالليل والناس نيام(

:هريرة، أن ناسا قالوا لرس��ول الل��ه . ما روي عن أبي 2 :يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رس��ول الل��ه

)هل تضارون في رؤية القم�ر ليل�ة الب�در؟( ق�الوا: ال ي�ا رس�ول الل��ه، ق��ال: )ه��ل تض��ارون في الش��مس ليس دونه��ا س��حاب؟( قالوا: ال يا رسول الله، ق��ال: )ف��إنكم ترون��ه، ك��ذلك يجم��ع الل��ه الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من ك��ان يعب��د القم��ر القم��ر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه األمة فيه��ا منافقوها، فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا ج�اء ربن��ا عرفن��اه، في��أتيهم الل��ه تع�الى في ص��ورته ال��تي يعرف��ون، فيق��ول: أن��ا ربكم، فيقول��ون: أنت ربن��ا فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، ف��أكون أن��ا وأم��تي أول من يج��يز، وال يتكلم يومئ��ذ إال الرس��ل، ودع��وى الرس��ل يومئ���ذ: اللهم س���لم، س���لم، وفي جهنم كالليب مث���ل ش���وك السعدان، هل رأيتم السعدان؟ قالوا: نعم ي��ا رس��ول الل��ه ق��ال: فإنها مثل شوك الس��عدان غ��ير أن��ه ال يعلم م��ا ق��در عظمه��ا إال الل��ه، تخط��ف الن��اس بأعم��الهم، فمنهم الم��ؤمن بقي بعمل��ه، ومنهم المجازى حتى ينجى، حتى إذا ف��رغ الل��ه من القض��اء بين العب��اد، وأراد أن يخ��رج برحمت��ه من أراد من أه��ل الن��ار، أم��ر المالئكة أن يخرجوا من النار من كان ال يشرك بالله ش��يئا ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول: ال إله إال الله، فيعرف��ونهم في النار، يعرفونهم بأثر السجود، تأكل النار من ابن آدم إال أث��ر السجود، حرم الله على النار أن تأك�ل أث�ر الس��جود، فيخرج�ون من النار وقد امتحشوا، فيصب عليهم ماء الحي��اة، فينبت��ون من��ه كم��ا تنبت الحب��ة في حمي��ل الس��يل، ثم يف��رغ الل��ه تع��الى من القضاء بين العباد، ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار وهو آخ��ر أه��ل الجن��ة دخ��وال الجن��ة، فيق��ول: أي رب، اص��رف وجهي عن النار، فإنه قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤه��ا، في��دعو الل��ه م��ا شاء الله أن يدعوه، ثم يقول الله تبارك وتعالى: هل عسيت إن فعلت ذلك بك أن تسأل غيره؟ فيقول: ال أسألك غ��يره، ويعطي

( 3233( )366/ 5 )( سنن الترمذي )4164

ربه من عهود ومواثيق م��ا ش��اء الل��ه، فيص��رف الل��ه وجه��ه عن النار، فإذا أقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب، قدمني إلى باب الجنة، فيقول الله ل��ه: أليس قد أعطيت عه��ودك ومواثيق��ك ال تس��ألني غ��ير ال��ذي أعطيت��ك، ويلك ي�ا ابن آدم، م�ا أغ�درك فيق�ول: أي رب، ي�دعو الل�ه ح�تى يقول له: فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره؟ فيقول: ال وعزتك، فيعطي ربه ما شاء الله من عهود ومواثي��ق، فيقدم��ه إلى باب الجن��ة، ف��إذا ق��ام على ب��اب الجن��ة انفهقت ل��ه الجن��ة، فرأى م�ا فيه�ا من الخ�ير والس�رور، فيس�كت م�ا ش�اء الل�ه أن يسكت، ثم يق��ول: أي رب، أدخل��ني الجن��ة، فيق��ول الل��ه تب��ارك وتعالى له: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن ال تسأل غ��ير ما أعطيت؟، ويل��ك ي��ا ابن آدم، م��ا أغ��درك، فيق��ول: أي رب، ال أكون أشقى خلقك، فال يزال يدعو الله حتى يضحك الل��ه تب��ارك وتعالى منه، فإذا ضحك الله منه قال: ادخل الجن��ة، ف��إذا دخله��ا قال الله له: تمنه، فيسأل ربه ويتمنى حتى إن الل��ه لي��ذكره من كذا وكذا، حتى إذا انقطعت به األماني، قال الله تعالى: ذلك لك

(1)ومثله معه( ق��ال: )إذاأبي هري��رة، أن رس��ول الل��ه . م��ا روي عن 3

جمع الله األولى واألخرى، يوم القيامة، جاء الرب تبارك وتع��الى إلى المؤم��نين، فوق��ف عليهم والمؤمن��ون على ك��وم(، فق��الوا: لعقبة: ما الكوم؟ قال: المك��ان المرتف��ع، فيق��ول: ه��ل تعرف��ون ربكم؟ فيقولون: إن عرفنا نفسه عرفناه، ثم يق��ول لهم الثاني��ة،

(2)فيضحك في وجوههم فيخرون له سجدا( ق��ال: )إذا دخ��لعن صهيب، أن رسول الل��ه . ما روي 4

أهل الجنة الجنة وأهل النار الن�ار ن�ادى من�اد: ي�ا أه�ل الجن�ة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: م��ا ه��و؟، ألم يثقل الله موازيننا، ويبيض وجوهنا، وأدخلن��ا الجن�ة، وأخرجن�ا من النار؟، قال: فيكشف الحج��اب فينظ��رون إلي��ه، فوال��ذي نفس��ي

(3)بيده، ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه( ه��ذه اآلي��ةعن صهيب، قال: قرأ رسول الله . ما روي 5

( 182 - )299( 166/ 1 )( رواه مسلم )1 /1( وبنحوه رواه مسلم )575/� 2( والتوحيد البن خزيمة )631( )281/� 1 )287 )( السنة البن أبي عاصم 2177 )( 785( )774/ 2 )( اإليمان البن منده )3

165

��ادة ]ي��ونس: ذين أحسنوا الحسنى وزي ﴾لل [ ق��ال: )إذا دخ��ل26﴿ أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى مناد: يا أه��ل الجن��ة، إن لكم عن��د ربكم موع��دا يري��د أن ينجزكم��وه، ق��الوا: ألم ي��بيض وجوهنا، ويثقل موازيننا، ويدخلنا الجنة، ويجرن��ا من الن��ار؟ ق��ال: فيكشف الحجاب فينظرون إليه، فوالله م��ا أعط��اهم الل��ه ش��يئا

(1)أحب إليهم من النظر إليه، وال أقر ألعينهم( ق��ال: )خل��ق الل��هعن أبي هريرة، عن النبي . ما روي 6

آدم على صورته، طوله س��تون ذراع��ا، فلم��ا خلق��ه ق��ال: اذهب فس��لم على أولئ��ك، النف��ر من المالئك��ة، جل��وس، فاس��تمع م��ا يحيون��ك، فإنه��ا تحيت��ك وتحي��ة ذريت��ك، فق��ال: الس��الم عليكم، فقالوا: السالم عليك ورحمة الله، ف��زادوه: ورحم��ة الل��ه، فك��ل من ي�دخل الجن��ة على ص�ورة آدم، فلم ي�زل الخل�ق ينقص بع�د

(2)حتى اآلن(

( 11170( )123/ 10 )( السنن الكبرى للنسائي )1( 2841 - )28( 2183/ 4( ومسلم )6227( )50/ 8 )( رواه البخاري )2

166

لثالفصل الثا أحاديث أئمةالجمال والجالل اإللهي في

الهدى نتن���اول في ه���ذا الفص���ل م���ا ورد عن أئم���ة اله���دى من األح���اديث المعرف���ة بجالل الل���ه وجمال���ه، باعتباره���ا من أهم المعارف التي اعتن��وا به��ا، وال�تي امتألت به�ا الرواي��ات ال�واردة عنهم، س����واء في م����واعظهم ووص����اياهم، أو في دع����واتهم

ومناجياتهم. وسنقتص��ر هن��ا على م��ا ورد عنهم من مواع��ظ ووص��ايا وبيانات تتعلق بذلك، أما ما ورد في أدعيتهم ومناجياتهم، وال��تي تحوي الكثير من المعارف اإللهية؛ فسنتركها إلى محلها الخ��اص

بها من هذه السلسلة. وقد رأينا أن��ه يمكن تقس��يم م��ا ورد عنهم من رواي��ات في

هذا الجانب إلى أربعة أقسام:: التعريف بالله وجالله وجماله.أولها وأهمها

: الرد على االنحراف��ات العقائدي��ة ال��تي ظه��رت فيثانيها عص��ورهم، كالتش��بيه والتجس��يم والح��ديث في الق��در واإلرج��اء

ونحو ذلك. : االستدالل بآيات الله ومظ��اهر قدرت��ه على وج��ودهثالثها

وجالله وجماله.: الرد على المالحدة.رابعها

وقد رأينا أن كل هذه المجاالت متوافقة تمام��ا م��ع الق��رآن الكريم، وما ورد في السنة النبوية من التعريف بالله تعالى، ورد

الشبهات واإلشكاالت التي تشوه تلك المعرفة، أو تنحرف بها.أوال � التعريف بالجمال والجالل اإللهي:

وردت أحاديث كثيرة جدا عن أئمة الهدى، وخصوصا اإلمام علي في التعريف بالله وجالل��ه وجمال��ه؛ وبص��ياغة جميل��ة، ك��ان األجدر واألجدى باألمة أن تكتفي بها ب��دل تل��ك المت��ون الكث��يرة التي وضعتها في العقيدة، والتي غلبت عليها الطائفي��ة، واختل��ط الكث��ير منه��ا بم��ا يش��وه العقي��دة في الل��ه، ويبع��دها عن المنهج

القرآني في عرضها.167

وسنتناول في هذا المبحث ما روي عنهم في ذل��ك بحس��ب الصيغ التي وردت بها، وق��د رأين��ا أن��ه يمكن تقس��يمها إلى ثالث��ة

أقسام: : م��ا ورد بص��يغة البي��ان والتعليم إم��ا في الخطب أواألول

الرسائل أو المواعظ ونحوها. : ما ورد بص��يغة التمجي��د والثن��اء على الل��ه، وال��ذيالثاني

تدبج به الخطب والرسائل عادة.: ما ورد بصيغة اإلجابة على األسئلة واإلشكاالت.الثالث

� ما ورد بصيغة البيان والتعليم:1 وهو عادة م��ا يك��ون ض��من الرس��ائل والخطب والمواع��ظ

ونحوها، وقد قسمناه بحسب مصادر الرواية إلى قسمين:أ � ما ورد عن اإلمام علي:

من األحاديث ال��واردة عن اإلم��ام علي في التعري��ف بالل��هتعالى:

قال اإلمام علي: )أول ال��دين معرفت��ه، [594]الحديث: وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكم��الفات عن��ه، توحي��ده اإلخالص ل��ه، وكم��ال اإلخالص ل��ه نفي الص����ه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أن غير الصفة.. فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثناه، ومن ثناه فقد جزأه، ومن جزأه فقد جهله، ومن جهله فق��د أشار إليه، ومن أشار إليه فقد حده، ومن حده فق��د ع��ده، ومن

(1)قال: )فيم؟( فقد ضمنه، ومن قال: )عالم؟( فقد أخلى منه( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [595]الحديث:

)كائن ال عن حدث، موجود ال عن عدم، مع كل شيء ال بمقارنة، وغير ك��ل ش��يء ال بمزايل��ة، فاع��ل ال بمع��نى الحرك��ات واآلل��ة، بصير إذ ال منظور إليه من خلقه، متوحد إذ ال سكن يستأنس به،

(2)وال يستوحش لفقده( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [596]الحديث:

��ة أجاله��ا، وال تجرب��ة )أنشأ الخلق إنشاء، وابت��دأه ابت��داء، بال روي اس��تفادها، وال حرك��ة أح��دثها، وال همام��ة نفس اض��طرب فيه��ا، أح��ال األش��ياء ألوقاته��ا، وألم بين مختلفاته��ا، وغ��رز غرائزه��ا، وألزمه��ا أش��باحها، عالم��ا به��ا قب��ل ابت��دائها، محيط��ا بح��دودها

.208- 198 ص 1، واالحتجاج: ج 1)( نهج البالغة: الخطبة رقم 1.208- 198 ص 1، واالحتجاج: ج 1)( نهج البالغة: الخطبة رقم 2

168

(1)وانتهائها، عارفا بقرائنها وأحنائها( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [597]الحديث:

)لم يخل��ق م��ا خلق��ه لتش��ديد س��لطان، وال تخ��وف من ع��واقب زم��ان، وال اس��تعانة على ن��د مث��اور، وال ش��ريك مك��اثر، وال ض��د

(2)منافر، ولكن خالئق مربوبون، وعباد داخرون( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [598]الحديث:

)لم يحلل في األشياء فيقال: هو فيها كائن، ولم ينأ عنها فيق��ال: هو منها بائن.. لم يؤده خلق ما ابتدأ، وال تدبير ما ذرأ، وال وق��ف به عجز عما خلق، وال ولجت عليه شبهة فيما قض��ى وق��در، ب��ل قض��اء متقن، وعلم محكم، وأم��ر م��برم، الم��أمول م��ع النقم،

(3)المرهوب مع النعم( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [599]الحديث:

)هو القادر الذي إذا ارتمت األوهام لتدرك منقطع قدرته، وحاول الفكر المبرأ من خطرات الوساوس أن يق�ع علي�ه في عميق�ات��ة ص��فاته، غيوب ملكوته، وتولهت القلوب إلي��ه لتج��ري في كيفي وغمضت مداخل العقول في حيث ال تبلغه الصفات لتن��اول علم ذاته، ردعها وهي تجوب مه��اوي س��دف الغي��وب، متخلص��ة إلي��ه سبحانه، فرجعت إذ جبهت، معترفة بأنه ال ينال بجور االعتس��اف��ات خ��اطرة من تق��دير كنه معرفته، وال تخط��ر بب��ال أولي الروي

(4)جالل عزته( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [600]الحديث:

ميع )األحد بال تأويل عدد، والخالق ال بمعنى حركة ونصب، والس��ة، والب��ائن ال اهد ال بمماس�� ال بأداة، والبصير ال بتفريق آلة، والش��

(5)بتراخي مسافة، والظاهر ال برؤية، والباطن ال بلطافة( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [601]الحديث:

)بان من األشياء بالقهر لها، والقدرة عليها، وب��انت األش��ياء من��ه(6)بالخضوع له، والرجوع إليه(

قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [602]الحديث: )من وصفه فقد حده، ومن حده فقد عده، ومن عده فقد أبطل

.208- 198 ص 1، واالحتجاج: ج 1)( نهج البالغة: الخطبة رقم 1.65)( نهج البالغة: الخطبة رقم 2.65)( نهج البالغة: الخطبة رقم 3.91)( نهج البالغة: الخطبة رقم 4.139 ص 1، والكافي: ج 152)( نهج البالغة: الخطبة رقم 5.139 ص 1، والكافي: ج 152)( نهج البالغة: الخطبة رقم 6

169

أزله، ومن ق��ال: كي��ف؟ فق��د استوص��فه، ومن ق��ال: أين؟ فق��د(1)حيزه(

قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [603]الحديث: ه��و)عالم إذ ال معلوم، ورب إذ ال مرب��وب، وق��ادر إذ ال مق��دور،

(2)(الملك الحق قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [604]الحديث:

)حد األشياء عند خلقه لها، إبانة له من شبهها، ال تقدره األوه��ام بالحدود والحركات، وال بالجوارح واألدوات.. ال يقال له: )م��تى؟( وال يضرب له أمد ب )حتى(.. الظاهر ال يقال: )مم؟( والباطن الى، وال محج��وب فيح��وى.. لم يق��ال: )فيم؟(.. ال ش��بح فيتقض�� يقرب من األشياء بالتصاق، ولم يبع��د عنه��ا ب��افتراق.. وال يخفى علي��ه من عب��اده ش��خوص لحظ��ة، وال ك��رور لفظ��ة، وال ازدالف��أ ربوة، وال انبساط خط��وة، في لي��ل داج، وال غس��ق س��اج، يتفي��ور، في األف��ول مس ذات الن علي��ه القم��ر المن��ير، وتعقب��ه الش�� والكرور، وتقلب األزمنة والدهور، من إقبال لي��ل مقب��ل، وإدب��ار

(3)نهار مدبر( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [605]الحديث:

)قبل ك��ل غاي��ة وم��دة، وك��ل إحص��اء وع��دة، تع��الى عم��ا ينحل��ه���ل المح���ددون من ص���فات األق���دار، ونهاي���ات األقط���ار، وتأث المساكن، وتمكن األماكن، فالح��د لخلق��ه مض��روب، وإلى غ��يره

(4)منسوب( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [606]الحديث:

��ة، وال من )ابتدع الخلق ابتداعا لم يخلق األشياء من أص��ول أزلي��ة، ب��ل خل��ق م��ا خل��ق فأق��ام ح��ده، وص��ور فأحس��ن أوائ��ل أبدي صورته، ليس لشيء من��ه امتن��اع، وال ل��ه بطاع��ة ش��يء انتف��اع، علمه باألموات الماضين، كعلمه باألحياء الباقين، وعلمه بم��ا في

(5)السماوات العلى، كعلمه بما في األرضين السفلى( ق��ال اإلم��ام علي في بي��ان اس��تحالة [607]الح��ديث:

وصف الله تعالى: )هيهات.. إن من يعجز عن صفات ذي الهيئ��ة واألدوات، فه��و عن ص��فات خالق��ه أعج��ز، ومن تناول��ه بح��دود

.139 ص 1، والكافي: ج 152)( نهج البالغة: الخطبة رقم 1.139 ص 1، والكافي: ج 152)( نهج البالغة: الخطبة رقم 2.163)( نهج البالغة: الخطبة رقم 3.163)( نهج البالغة: الخطبة رقم 4.163)( نهج البالغة: الخطبة رقم 5

170

(1)المخلوقين أبعد( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [608]الحديث:

��اه ع��نى )ما وحده من كيفه، وال حقيقته أص��اب من مثل��ه، وال إي من ش��بهه، وال ص��مده من أش��ار إلي��ه وتوهم��ه.. ك��ل مع��روف بنفس���ه مص���نوع، وك���ل ق���ائم في س���واه معل���ول.. فاع���ل ال باض��طراب آل��ة، مق��در ال بج��ول فك��رة، غ��ني ال باس��تفادة.. ال تصحبه األوقات، وال ترفده األدوات، سبق األوقات كونه، والعدم وجوده، واالبتداء أزله.. بتش��عيره المش��اعر ع��رف أن ال مش��عر ل�ه، وبمض��ادته بين األم�ور ع�رف أن ال ض��د ل�ه، وبمقارنت��ه بين��ور بالظلم��ة، والوض��وح األشياء عرف أن ال ق��رين ل��ه.. ض��اد الن بالبهمة، والجمود بالبلل، والحرور بالصرد، مؤلف بين متعادياتها، مق���ارن بين متبايناته���ا، مق���رب بين متباع���داتها، مف���رق بين

(2)متدانياتها( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [609]الحديث:

)ال يش��مل بح��د، وال يحس��ب بع��د، وإنم��ا تح��د األدوات أنفس��ها، وتشير اآلالت إلى نظائرها، منعتها )منذ( القدمية، وحمته��ا )ق��د( األزلية، وجنبتها )لو ال( التكملة، بها تجلى ص��انعها للعق��ول، وبه��ا

(3)امتنع عن نظر العيون( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [610]الحديث:

كون والحرك�ة، وكي��ف يج�ري علي�ه م�ا ه�و )ال يجري علي��ه الس�� أجراه، ويعود فيه ما هو أب��داه، ويح��دث في��ه م�ا ه��و أحدث��ه؟ إذا لتفاوتت ذاته، ولتجزأ كنهه، والمتنع من األزل معن��اه، ولك��ان ل��ه وراء إذ وجد له أم��ام، واللتمس التم��ام إذ لزم��ه النقص��ان.. وإذا لقامت آية المصنوع فيه، ولتحول دليال بعد أن كان مدلوال عليه.. وخرج بسلطان االمتناع من أن يؤثر فيه ما يؤثر في غيره، الذي ال يحول وال يزول، وال يجوز عليه األفول، لم يلد فيكون مول��ودا، ولم يول��د فيص��ير مح��دودا، ج��ل عن اتخ��اذ األبن��اء، وطه��ر عن مالمس��ة النس��اء.. ال تنال�ه األوه��ام فتق��دره، وال تتوهم��ه الفطنفتصوره، وال تدركه الحواس فتحسه، وال تلمسه األيدي فتمسه(

(4) قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [611]الحديث:

.163)( نهج البالغة: الخطبة رقم 1.62- 59(، وأعالم الدين: ص 186)( نهج البالغة: الخطبة رقم)2.62- 59(، وأعالم الدين: ص 186)( نهج البالغة: الخطبة رقم)3.62- 59(، وأعالم الدين: ص 186)( نهج البالغة: الخطبة رقم)4

171

��ام، )ال يتغير بحال، وال يتبدل في األحوال، وال تبليه اللي��الي واأليياء والظالم، وال يوص��ف بش��يء من األج��زاء، وال ��ره الض�� وال يغي���ة ب���الجوارح واألعض���اء، وال بع���رض من األع��راض، وال بالغيري

(1)واألبعاض( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [612]الحديث:

)ال يقال ل��ه ح��د وال نهاي��ة، وال انقط��اع وال غاي��ة، وال أن األش��ياء تحويه فتقله أو تهويه، أو أن شيئا يحمله فيميل��ه أو يعدل��ه، ليس

(2)في األشياء بوالج، وال عنها بخارج( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [613]الحديث:

)يخبر ال بلس��ان وله�وات، ويس��مع ال بخ��روق وأدوات، يق�ول وال يلفظ، يحف��ظ وال يتحف��ظ، ويري��د وال يض��مر، يحب ويرض��ى من غير رقة، ويبغض ويغضب من غير مشقة، يقول لمن أراد كون��ه: كن فيكون، ال بصوت يقرع، وال بنداء يسمع، وإنما كالمه سبحانه فعل منه أنش��أه ومثل��ه، لم يكن من قب��ل ذل��ك كائن��ا، ول��و ك��ان

(3)قديما لكان إلها ثانيا( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [614]الحديث:

)ال يقال: كان بعد أن لم يكن، فتجري عليه الصفات المح��دثات،انع وال يكون بينها وبينه فصل، وال له عليها فضل، فيس��توي الص��

(4)والمصنوع، ويتكافأ المبتدئ والبديع( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [615]الحديث:

)خلق الخالئق على غ��ير مث��ال خال من غ��يره، ولم يس��تعن على خلقها بأحد من خلقه، وأنشأ األرض فأمسكها من غ��ير اش��تغال، وأرساها على غير قرار، وأقامها بغير قوائم، ورفعها بغير دعائم، وحصنها من األود واالعوج��اج، ومنعه��ا من الته��افت واالنف��راج.. أرسى أوتادها، وضرب أسدادها، واستفاض عيونها، وخد أوديتها، فلم يهن ما بناه، وال ضعف ما قواه.. هو الظاهر عليها بس��لطانه وعظمته، وهو الب��اطن له��ا بعلم��ه ومعرفت��ه، والع��الي على ك��ل شيء منها بجالله وعزته، ال يعجزه شيء منه��ا طلب��ه، وال يمتن��ع عليه فيغلبه، وال يفوته السريع منها فيس��بقه، وال يحت��اج إلى ذي

(5)مال فيرزقه(.62- 59(، وأعالم الدين: ص 186)( نهج البالغة: الخطبة رقم)1.62- 59(، وأعالم الدين: ص 186)( نهج البالغة: الخطبة رقم)2.62- 59(، وأعالم الدين: ص 186)( نهج البالغة: الخطبة رقم)3.62- 59(، وأعالم الدين: ص 186)( نهج البالغة: الخطبة رقم)4.62- 59(، وأعالم الدين: ص 186)( نهج البالغة: الخطبة رقم)5

172

قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [616]الحديث: )خضعت األشياء له، وذلت مستكينة لعظمته، ال تستطيع الهرب من س��لطانه إلى غ��يره، فتمتن��ع من نفع��ه وض��ره، وال كفء ل��ه فيكافئه، وال نظير له فيساويه، هو المفني لها بعد وجودها، حتى

(1)يصير موجودها كمفقودها( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [617]الحديث:

ر من ض��مائر المض��مرين، ونج�وى المتخ�افتين، )ه��و ع�الم الس�� وخواطر رجم الظنون، وعقد عزيمات اليقين، ومسارق إيم��اض الجفون، وما ضمنته أكنان القلوب، وغيابات الغيوب، وما أصغت الس��تراقه مص��ائخ األس��ماع، ومص��ايف ال��ذر، ومش��اتي اله��وام، ورجع الحنين من الموله��ات، وهمس األق��دام، ومنفس��ح الثم��رة من والئج غل��ف األكم��ام، ومنقم��ع الوح��وش من غ��يران الجب��ال وأوديتها، ومختبأ البع��وض بين س��وق األش��جار وألحيته��ا، ومغ��رز األوراق من األفن��ان، ومح��ط األمش��اج من مس��ارب األص��الب،حاب في متراكمه��ا، وناشئة الغيوم ومتالحمها، ودرور قط��ر الس�� وما تسفي األعاص��ير ب��ذيولها، وتعف��و األمط��ار بس��يولها، وع��وم بن��ات األرض في كثب��ان الرم��ال، ومس��تقر ذوات األجنح��ة ب��ذرا شناخيب الجبال، وتغريد ذوات المنطق في دياجير األوك��ار، وم��ا أوعبته األصداف، وحضنت عليه أمواج البحار، وما غشيته سدفة ليل، أو ذر عليه شارق نهار، وما اعتقبت عليه أطب��اق ال��دياجير، وسبحات النور، وأثر كل خط��وة، وحس ك��ل حرك��ة، ورج��ع ك��ل كلمة، وتحريك كل شفة، ومستقر كل نسمة، ومثق��ال ك��ل ذرة، وهماهم كل نفس هامة، وما عليه��ا من ثم��ر ش��جرة، أو س��اقط ورق��ة، أو ق��رارة نطف��ة، أو نقاع��ة دم ومض��غة، أو ناش��ئة خل��ق وساللة، لم يلحق��ه في ذل��ك كلف��ة، وال اعترض��ته في حف��ظ م��ا ابتدع من خلقه عارض��ة، وال اعتورت��ه في تنفي��ذ األم��ور وت��دابير المخلوقين ماللة وال ف�ترة، ب�ل نف�ذهم علم�ه، وأحص�اهم ع�ده، ووسعهم عدله، وغمرهم فضله، م��ع تقص��يرهم عن كن��ه م��ا ه��و

(2)أهله( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [618]الحديث:

)كل شيء خاشع له، وكل شيء قائم به، غ��نى ك�ل فق�ير، وع�ز كل ذليل، وقوة كل ضعيف، ومفزع كل ملهوف، من تكلم س��مع

.62- 59(، وأعالم الدين: ص 186)( نهج البالغة: الخطبة رقم)1.91)( نهج البالغة: الخطبة رقم 2

173

نطق��ه، ومن س��كت علم س��ره، ومن ع��اش فعلي��ه رزق��ه، ومن(1)مات فإليه منقلبه( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [619]الحديث:

)أمره قضاء وحكمة، ورضاه أمان ورحم��ة، يقض��ي بعلم، ويعف��و(2)بحلم(

ب � ما ورد عن سائر أئمة الهدى: في التعري��ف من األحاديث الواردة عن س��ائر أئم��ة اله��دى

بالله تعالى: في وص��ف الل��هق��ال اإلم��ام الحسن [620]الح��ديث:

تعالى: )خلق الخلق فكان بديئا بديعا، ابتدأ ما ابت��دع، وابت��دع م��ا��ه رب الع��المين (ابتدأ، وفعل ما أراد، وأراد ما اس��تزاد، ذلكم الل

(3) في وص��ف الل��هق��ال اإلم��ام الحسن [621]الح��ديث:

تع��الى: )احتجب بن��وره، وس��ما في عل��وه، فاس��تتر عن خلق��ه،رين وبعث إليهم ش�����هيدا عليهم، وبعث فيهم النب�����يين مبش�����

بين��ة، ويحي��ا من حي عن بين��ة، ومن��ذرين، ليهل��ك من هل��ك عن وليعقل العب��اد عن ربهم م��ا جهل��وه، فيعرف��وه بربوبيت��ه بع��د م��ا

(4)أنكروه(��ه ع��زقال اإلمام الحس��ن: ) [622]الحديث: م��ا فتح الل

وجل على أحد باب مسألة فخزن عنه باب اإلجابة، وال فتح على رجل باب عمل فخزن عنه باب القبول، وال فتح لعبد ب��اب ش��كر

(5)(فخزن عنه باب المزيد في وص��ف الل��هق��ال اإلم��ام الحس��ين [623]الحديث:

تعالى: )هو في األشياء كائن ال كينون��ة محظ��ور به��ا علي��ه، ومن األشياء بائن ال بينونة غائب عنها، ليس بقادر من قارن��ه ض��د، أو ساواه ند، ليس عن الدهر قدمه، وال بالناحية أمم��ه، احتجب عن العق�ول، كم�ا احتجب عن األبص�ار، وعمن في الس�ماء احتجاب�ه��ه في، وال كمن في األرض، قربه كرامت��ه، وبع��ده إهانت��ه، ال تحل توقته إذ، وال تؤامره إن، علوه من غير توق��ل، ومجيئ��ه من غ��ير تنق��ل، يوج��د المفق��ود، ويفق��د الموج��ود، وال تجتم��ع لغ��يره من

.109)( نهج البالغة: الخطبة رقم 1(160)( نهج البالغة: الخطبة رقم)2.21)( التوحيد: ص 3.31)( الصدوق في التوحيد: ص 4.113 ص 78. وبحار األنوار: ج 88 ص 4)( أعيان الشيعة، للسيد محسن األمين العاملي: ج 5

174

الصفتان في وقت، يصيب الفكر منه اإليمان به موجودا ووج��ود اإليمان ال وجود صفة، ب��ه توص��ف الص��فات ال به��ا يوص��ف، وب��ه��ه ال س��مي ل��ه س��بحانه، تعرف المعارف ال بها يعرف، ف��ذلك الل

(1)(ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير ما من شيء أعظم الباقر: )قال اإلمام [624]الحديث:

��ه ع��ز وج��ل ال يعدل��ه ��ه، ألن الل ثوابا من شهادة أن ال إل��ه إال الل(2)(شيء وال يشركه في األمر أحد

في قول��ه تع��الى: الب��اقر ق��ال اإلم��ام [625]الح��ديث: بيال ﴾ومن كان في هذه أعمى فهو في اآلخرة أعمى وأضل س�� ﴿

دله خلق الس��ماوات واألرض واختالف[: )من لم ي72]اإلسراء: الليل والنهار ودوران الفلك بالشمس والقمر واآليات العجيب��ات

(3)(على أن وراء ذلك أمر هو أعظم منه فهو في اآلخرة أعمى الباقر في تفسير أحدية اللهقال اإلمام [626]الحديث:

األحد الفرد المتفرد، واألحد والواحد بمعنى واح��د، وه��وتعالى: ) المتفرد الذي ال نظير له، والتوحيد اإلقرار بالوحدة وهو اإلنفراد، والواحد المتبائن الذي ال ينبعث من شيء وال يتحد بش��يء، ومن ثم قالوا: إن بناء العدد من الواحد، وليس الواحد من العدد، ألن العدد ال يقع على الواحد، بل يقع على اإلثنين، فمعنى قوله: الله أحد أي المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه واإلحاط��ة بكيفيت��ه،

(4)(فرد بإلهيته، متعال عن صفات خلقه الباقر في وصف الله تعالى:قال اإلمام [627]الحديث:

إن الله تبارك وتعالى كان وال ش��يء غ��يره، ن��ورا ال ظالم في��ه،)��ا ال م��وت في��ه، وصادقا ال كذب في��ه، وعالم��ا ال جه��ل في��ه، وحي

(5)(وكذلك هو اليوم، وكذلك ال يزال أبدا الباقر في علم الل��ه تع��الى:قال اإلمام [628]الحديث:

ا وعلم��ا عام��ا: فأم��ا العلم الخ��اص:) ��ه تع��الى علم��ا خاص�� إن لل ف���العلم ال���ذي لم يطل���ع علي���ه مالئكت���ه المق���ربين وأنبي���اءه

��ه علم��ه ال��ذي أطل��ع علي��ه. المرس��لين. وأم��ا علم��ه الع��ام: فإن مالئكته المقربين وأنبياءه المرسلين، وقد وقع إلين��ا من رس��ول

.245 و244)( تحف العقول 1.17)( ثواب األعمال 2.54/ 2)( اإلحتجاج 3.90)( التوحيد 4.140)( التوحيد، ص 5

175

)(1)الله الباقر في وصف الله تعالى:قال اإلمام [629]الحديث:

كان الله وال شيء غيره، ولم يزل عالم��ا بم��ا ك��ون، فعلم��ه ب��ه)(2)(قبل كونه كعلمه به بعد ما كونه

��ذي الصادق: )قال اإلمام [630]الحديث: ��ه ال الحم��د لل(3)(لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك

إياكم والتفكر في الصادق: )قال اإلمام [631]الحديث: ��ه ع��ز وج��ل، ال الله، فإن التفكر في الله ال يزي��د إال تيه��ا، إن الل

(4)(تدركه األبصار، وال يوصف بمقدار��ه تب��ارك الص��ادق: )ق��ال اإلم��ام [632]الحديث: إن الل

وتعالى خلو من خلقه، وخلقه خلو منه، وكل ما وقع علي��ه اس��م شيء ما خال الله عز وجل فهو مخلوق، والله خ�الق ك�ل ش��يء،

(5)(تبارك الذي ليس كمثله شيء��ه تع��الى ال الصادق: )قال اإلمام [633]الحديث: إن الل

يش��به ش��يئا، وال يش��بهه ش��يء، وك��ل م��ا وق��ع في ال��وهم فه��و(6)(بخالفه

��ه تب��ارك الص��ادق: )ق��ال اإلم��ام [634]الحديث: إن الل وتعالى ال تقدر قدرته وال يقدر العباد على صفته، وال يبلغون كنه علمه، وال مبلغ عظمته، وليس شيء غيره، وه��و ن��ور ليس في��ه ظلمة، وصدق ليس فيه كذب، وعدل ليس فيه جور، وحق ليس فيه باطل، كذلك لم يزل وال يزال أبد اآلبدين، وكذلك كان إذ لم يكن أرض وال سماء، وال لي��ل وال نه��ار، وال ش��مس وال قم��ر، وال

(7)(نجوم وال سحاب، وال مطر وال رياح��ه تب��ارك الص��ادق: )ق��ال اإلم��ام [635]الحديث: إن الل

وتع��الى ال يوص��ف بزم��ان وال مك��ان وال حرك��ة وال انتق��ال وال س��كون، ب��ل ه��و خ��الق الزم��ان والمك��ان والحرك��ة والس��كون

(8)(واالنتقال، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا

.138)( التوحيد 1.145)( التوحيد 248)( التوحيد: 3340)( أمالي الصدوق: 4.105)( التوحيد: 5.290/ 3)( بحار األنوار 6.128)( التوحيد: 7. 230)( أمالي الصدوق: 8

176

��ه الصادق: )قال اإلمام [636]الحديث: من زعم أن الل��ه في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك، ل��و ك��ان الل عز وجل على شيء لك��ان محم��وال، ول��و ك��ان في ش��يء لك��ان

(1)(محصورا، ولو كان من شيء لكان محدثا��ه ج��ل الصادق: )قال اإلمام [637]الحديث: لم يزل الل

اسمه عالما بذاته وال معلوم، ولم يزل قادرا بذات��ه وال مق��دور(، فقيل له: فلم يزل متكلما؟ فقال: )الكالم محدث، كان الله ع��ز

(2)(وجل وليس بمتكلم، ثم أحدث الكالم��ه ج��ل الصادق: )قال اإلمام [638]الحديث: لم يزل الل

وع��ز ربن��ا والعلم ذات��ه وال معل��وم، والس��مع ذات��ه وال مس��موع، والبصر ذاته وال مبص��ر، والق��درة ذات��ه وال مق��دور، فلم��ا أح��دث األشياء وكان المعل��وم وق��ع العلم من��ه على المعل��وم، والس��مع على المسموع، والبصر على المبصر، والق��درة على المق��دور(، قيل له: فلم يزل الله متكلم��ا؟ فق��ال: )إن الكالم ص��فة محدث��ة

(3)(ليست بأزلية، كان الله عز وجل وال متكلم��ا الصادق: )قال اإلمام [639]الحديث: ��ه نبي ما بعث الل

��ة، وخل��ع األن��داد، ��ه بالعبودي قط حتى يأخذ عليه ثالثا: )اإلقرار لل(4)(وأن الله يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء

لما صعد موسى � الصادق: )قال اإلمام [640]الحديث: على نبينا وآله وعليه السالم � إلى الطور فناجى ربه ع��ز وج��ل: قال: يا رب أرني خزائنك، قال: يا موسى إنما خزائ�ني إذا أردت

(5)(شيئا أن أقول له كن فيكون��ه إذا أراد الص��ادق: )قال اإلم��ام [641]الحديث: إن الل

(6)(شيئا قدره، فإذا قدره قضاه، فإذا قضاه أمضاهم الص��ادق: )ق��ال اإلم��ام [642]الحديث: ��ه قس�� إن الل

مه بين أح��د ق��ال األرزاق بين عباده وأفضل فضال كثيرا لم يقس��ه من فضله ]النساء: واسألوا الل ﴾الله: ﴿32])(7)

��ه تب��اركق��ال اإلم��ام الرض��ا: ) [643]الح��ديث: إن الل

.178)( التوحيد: 1.170/ 1)( أمالي الشيخ الطوسي: 2.139)( التوحيد: 3.234- 233)( المحاسن: 4.413)( أمالي الصدوق: 5.243)( المحاسن: 6.239/ 1)( تفسير العياشي 7

177

لم يزل بال زمان وال مك��ان، وه��و اآلن كم��ا ك��ان، الوتعالى كان م�ا ﴿يخلو منه مك�ان وال يش�غل ب�ه مك�ان، وال يح��ل في مك��ان، هم يكون من نجوى ثالثة إال هو رابعهم وال خمسة إال ه��و سادس�� ﴾وال أدنى من ذلك وال أكثر إال هو معهم أين ما كانوا ]المجادل��ة:

، احتجب بغير حج��اب[، ليس بينه وبين خلقه حجاب غير خلقه7(محجوب، واستتر بغير ستر مستور، ال إله إال هو الكبير المتعال

(1) إن لل��ه إرادتينق��ال اإلم��ام الرض��ا: ) [644]الح��ديث:

ومشيئتين: إرادة حتم، وإرادة عزم، ينهى وهو يشاء، ويأمر وه��و��ه نهى آدم وزوجت��ه عن أن ي��أكال من ال يش��اء، أو م��ا رأيت أن الشجرة وه��و ش��اء ذل��ك ول��و لم يش��أ لم ي��أكال، ول��و أكال لغلبت مشيئتهما مشيئة الله، وأمر إب�راهيم ب��ذبح ابن��ه إس��ماعيل علي��هالم وش��اء أن ال يذبح��ه، ول��و لم يش��أ أن ال يذبح��ه لغلبت الس��

(2)(مشيئة إبراهيم مشيئة الله عز وجل�ه ع�زقال اإلمام الرض�ا في وص�ف [645]الحديث: الل

وجل: )هو اللطيف الخبير السميع البصير، الواحد األحد الص��مد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن ل��ه كف��وا أح��د، منش��ئ األش��ياء ومجسم األجسام، ومصور الصور، لو كان كما يقولون لم يعرف��ه المنش��ئ الخالق من المخل��وق، وال المنش��ئ من المنش��أ، لكن فرق بين من جسمه وصوره وأنشأه، إذ كان ال يشبهه شيء، وال

(3)يشبه هو شيئا( كل من قرأ قل ه�وقال اإلمام الرضا: ) [646]الحديث:

الله أحد وآمن بها فقد عرف التوحيد(، قيل: كيف يقرأها؟ )قال:�ه ربي، �ه ربي، ك�ذلك الل كما يق�رأ الن�اس، وزاد في�ه: ك�ذلك الل

(4)(كذلك الله ربي المش��يئة واإلرادةقال اإلم��ام الرض��ا: ) [647]الحديث:

��ه تع��الى لم ي��زل مري��دا من ص��فات األفع��ال، فمن زعم أن الل(5)(شائيا فليس بموحد

��هقال اإلمام الرضا: ) [648]الحديث: اعلم � علم��ك الل الخير � أن الله تبارك وتع��الى ق��ديم والق��دم ص��فة دلت العاق��ل

.179- 178)( التوحيد 1.64)( التوحيد 2.129- 127/ 1)( عيون أخبار الرضا 3.284)( التوحيد 4.337)( التوحيد 5

178

على أنه ال شيء قبله، وال شيء معه في ديموميته فقد ب��ان لن��ا��ه وال ش��يء بإقرار العامة مع معجزة الصفة أنه ال شيء قبل الل

��ه ك��ان قبل��ه أو ك��ان مع الله في بقائه، وبط��ل ق�ول من زعم أن معه شيء، وذلك أنه لو ك��ان مع��ه ش��يء في بقائ��ه لم يج��ز أن يكون خالقا له، ألنه لم يزل معه فكيف يكون خالقا لمن لم يزل

ولو كان قبله شيء كان األول ذلك الش��يء ال ه��ذا، وك��ان معه؟(1)(األول أولى بأن يكون خالقا للثاني

من أطاع الخالق لمقال اإلمام الرضا: ) [649]الحديث: يبال بسخط المخلوق، ومن أسخط الخ��الق ف��أيقن أن يح��ل ب��ه الخالق سخط المخلوق، وإن الخالق ال يوصف إال بما وص��ف ب��ه نفس��ه، وأنى يوص��ف الخ��الق ال��ذي تعج��ز الح��واس أن تدرك��ه واألوهام أن تناله، والخطرات أن تح��ده، واألبص��ار عن اإلحاط��ة به.. جل عما يصفه الواصفون، وتعالى عما ينعته الناعتون، ن��أى في قربه، وقرب في نأيه، فهو في نأيه قريب، وفي قربه بعي��د،��ف الكي��ف فال يق��ال كي��ف، وأين األين فال يق��ال أين، إذ ه��و كي��ة، ه��و الواح��د األح��د الص��مد، لم يل��د ولم منقطع الكيفية واأليني

(2)(يولد، ولم يكن له كفوا أحد، فجل جالله في البس��ملة:ق��ال اإلم��ام العس��كري [650]الحديث:

)الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق، وعند انقطاع الرجاء من كل من دونه، وتقطع األسباب من جمي��ع من��ه، أي: أس��تعين على أم��وري كله��ا بالل��ه سواه، تقول: بس��م الل الذي ال تح��ق العب��ادة إال ل��ه، المغيث إذا اس��تغيث، والمجيب إذا��ني على ��ه دل دعي، وهو ما قال رجل للصادق: يا ابن رس��ول الل��روني.. فق��ال ل��ه: ي��ا الله ما هو؟ فقد أكثر علي المجادلون وحي عبد الله هل ركبت سفينة قط؟.. قال: نعم.. قال: فهل كس��رت

ق��ال:.. بك حيث ال سفينة تنجيك، وال سباحة تغنيك؟.. قال: نعم��ق قلب��ك هنال��ك أن ش��يئا من األش��ياء ق��ادر على أن فه��ل تعل

قال الصادق: ف��ذلك الش��يء. يخلصك من ورطتك؟.. قال: نعم. هو الله القادر على اإلنجاء حيث ال منجي، وعلى اإلغاث��ة حيث ال

(3)(مغيث��هق��ال اإلم��ام العس��كري: ) [651]الح��ديث: بس��م الل

.187- 186)( التوحيد 1[386/ 2)( كشف الغمة 2.4)( معاني األخبار ص 3

179

��ه االعظم من س��واد العين الرحمن الرحيم أق��رب الى اس��م الل(1)(الى بياضها

� ما ورد في تمجيد الله والثناء عليه:2 والذي تدبج به الخطب والرسائل عادة، واألص��ل أن ي��دخل

األدعي��ة والمناجي��اتفي هذا الباب ما ورد عن أئم��ة اله��دى من الكثيرة، لكنا لم نذكرها ألن لها جزءا خاص��ا به�ا، ومن األح�اديث

الواردة في هذا الباب:أ � ما ورد عن اإلمام علي:

من األحاديث الواردة عن اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��هتعالى:

قال اإلمام علي في خطبة له: )الحم��د [652]الحديث: لله الكائن قبل أن يكون كرسي أو عرش، أو س��ماء أو أرض، أو جان أو إنس، ال يدرك بوهم، وال يق��در بفهم، وال يش��غله س��ائل، وال ينقص��ه نائ��ل، وال ينظ��ر بعين، وال يح��د ب��أين، وال يوص��ف��اس، باألزواج، وال يخلق بعالج وال يدرك بالحواس، وال يقاس بالن الذي كلم موسى تكليما، وأراه من آيات��ه عظيم��ا، بال ج��وارح وال

(2)أدوات، وال نطق وال لهوات( قال اإلمام علي في خطبة له: )الحم��د [653]الحديث:

لله الذي بطن خفيات األمور، ودلت عليه أعالم الظهور، وامتن��ع على عين البصير، فال عين من لم يره تنكره، وال قلب من أثبت��ه يبصره، سبق في العلو فال شيء أعلى منه، وقرب في الدنو فال شيء أقرب منه، فال استعالؤه باع��ده عن ش��يء من خلق��ه، وال قرب��ه س��اواهم في المك��ان ب��ه.. لم يطل��ع العق��ول على تحدي��د صفته، ولم يحجبها عن واجب معرفته، فهو الذي تشهد له أعالم��ه عم��ا يقول��ه الوج��ود، على إق��رار قلب ذي الجح��ود، تع��الى الل

(3)المشبهون به، والجاحدون له علوا كبيرا( قال اإلمام علي في خطبة له: )الحم��د [654]الحديث:

��ذي لم ��ة، ال لله المعروف من غير رؤي��ة، والخ��الق من غ��ير روي يزل قائما دائم��ا، إذ ال س��ماء ذات أب��راج، وال حجب ذات إرت��اج، وال لي���ل داج، وال بح���ر س���اج، وال جب���ل ذو فج���اج، وال فج ذو اعوجاج، وال أرض ذات مه��اد، وال خل��ق ذو اعتم��اد، ذل��ك مبت��دع

.487)( تحف العقول: ص 1.182)( نهج البالغة: الخطبة رقم 2.63، وأعالم الدين: ص 49)( نهج البالغة: الخطبة رقم 3

180

الخلق ووارثه، وإله الخلق ورازقه، والشمس والقمر دائبان في مرضاته، يبليان كل جدي��د، ويقرب��ان ك��ل بعي��د.. قس��م أرزاقهم، وأحصى آثارهم وأعمالهم، وعدد أنفاس��هم، وخائن��ة أعينهم، وم��امير، ومس���تقرهم ومس���تودعهم من تخفي ص���دورهم من الض��� األرحام والظهور، إلى أن تتناهى بهم الغايات.. هو الذي اشتدت نقمته على أعدائه في س��عة رحمت��ه، واتس��عت رحمت��ه ألوليائ��ه في شدة نقمته، قاهر من عازه، وم��دمر من ش��اقه، وم��ذل من��ل علي��ه كف��اه، ومن س��أله ن��اواه، وغ��الب من ع��اداه، من توك

(1 )أعطاه، ومن أقرضه قضاه، ومن شكره جزاه( قال اإلمام علي في خطبة له: )الحم��د [655]الحديث:

لله الذي ال يبلغ مدحته القائلون، وال يحصي نعماءه العادون، وال يؤدي حقه المجتهدون، الذي ال يدركه بعد الهمم، وال يناله غوص الفطن، الذي ليس لصفته حد محدود، وال نعت موجود، وال وقت معدود، وال أج�ل مم�دود، فط��ر الخالئ�ق بقدرت��ه، ونش��ر الري��اح

(2)برحمته، ووتد بالصخور ميدان أرضه( قال اإلمام علي في خطبة له: )الحم��د [656]الحديث:

لله الذي لم تسبق له حال حاال، فيكون أوال قبل أن يكون آخرا، ويكون ظاهرا قبل أن يكون باطنا.. كل مس��مى بالوح��دة غ��يره قليل، وكل عزيز غيره ذليل، وكل قوي غيره ضعيف، وكل مالك غيره مملوك، وك��ل ع��الم غ��يره متعلم، وك��ل ق��ادر غ��يره يق��در ويعجز، وكل س��ميع غ��يره يص��م عن لطي��ف األص��وات، ويص��مه كبيرها، ويذهب عنه م��ا بع��د منه��ا، وك��ل بص��ير غ��يره يعمى عن خفي األلوان، ولطيف األجسام، وكل ظ��اهر غ��يره ب��اطن، وك��ل

(3)باطن غيره غير ظاهر( قال اإلمام علي في خطبة له: )الحم��د [657]الحديث:

لله الذي ال يفره المنع والجمود، وال يكدي��ه اإلعط��اء والج��ود، إذ��ان كل معط منتقص سواه، وكل مانع مذموم ما خاله، وهو المن بفوائ��د النعم، وعوائ��د المزي��د والقس��م، عيال��ه الخالئ��ق، ض��من أرزاقهم، وقدر أقواتهم، ونهج سبيل الراغبين إليه، والطالبين ما��ذي لم لديه، وليس بما سئل بأجود منه بم��ا لم يس��أل.. األول ال يكن له قبل فيكون شيء قبله، واآلخر الذي ليس له بعد فيكون

.90)( نهج البالغة: الخطبة رقم 1.208- 198 ص 1، واالحتجاج: ج 1)( نهج البالغة: الخطبة رقم 2.65)( نهج البالغة: الخطبة رقم 3

181

شيء بعده، والرادع أناسي األبص��ار عن أن تنال��ه أو تدرك��ه، م��ا اختلف عليه دهر فيختلف منه الحال، وال كان في مك��ان فيج��وز علي��ه االنتق��ال.. ول��و وهب م��ا تنفس��ت عن��ه مع��ادن الجب��ال، وضحكت عنه أصداف البحار، من فلز اللجين والعقي��ان، ونث��ارة الدر وحصيد المرجان، ما أثر ذلك في جوده، وال أنف��د س��عة م��ا عنده، ولكان عنده من ذخائر األنعام ما ال تنفده مط��الب األن��ام،ائلين، وال يبخل��ه إلح��اح ��ذي ال يغيض��ه س��ؤال الس�� ألنه الج��واد ال

(1)الملحين( قال اإلمام علي: )الحمد لله الدال على [658]الحديث:

وجوده بخلقه، وبمحدث خلقه على أزليت��ه، وباش��تباههم على أنواتر، الف��تراق ال شبه ل��ه، ال تس��تلمه المش��اعر، وال تحجب��ه الس��

(2)الصانع والمصنوع، والحاد والمحدود، والرب والمربوب( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه [659]الحديث:

تعالى: )الحمد لله الذي ال من شيء كان، وال من شيء كون ما قد كان، مستشهد بحدوث األشياء على أزليته، وبم��ا وس��مها ب��ه من العج��ز على قدرت��ه، وبم��ا اض��طرها إلي��ه من الفن��اء على دوامه.. لم يخ�ل من��ه مك��ان في��درك بأينيت��ه، وال ل�ه ش��به مث�ال فيوصف بكيفيته، ولم يغب عن علمه شيء فيعلم بحيثيته، مباين لجميع ما أحدث في الصفات، وممتنع عن اإلدراك بما ابت��دع من تصريف الذوات، وخ��ارج بالكبري��اء والعظم��ة من جمي��ع تص��رف الح��االت، مح��رم على ب��وارع ثاقب��ات الفطن تحدي��ده، وعلى عوامق ثاقب��ات الفك��ر تكييف��ه، وعلى غ��وائص س��ابحات الفط��ر تصويره.. ال تحويه األماكن لعظمته، وال تذرعه المق�ادير لجالل��ه، وال تقطعه المق��اييس لكبريائ��ه. ممتن��ع عن األوه��ام أن تكتنه��ه، وعن األفهام أن تستغرقه، وعن األذه��ان أن تمثل��ه.. ق��د يئس��ت من استنباط اإلحاطة به طوامح العق��ول، ونض��بت عن اإلش��ارة إلي��ه باالكتن��اه بح��ار العل��وم، ورجعت بالص��غر عن الس��مو إلى وصف قدرته لطائف الخصوم.. واحد ال من عدد، ودائم ال بأم��د، وق���ائم ال بعم���د.. ليس بجنس فتعادل���ه األجن���اس، وال بش���بح فتضارعه األشباح، وال كاألشياء فيقع عليه الصفات.. خضعت ل��ه��رت ��ار أم��واج إدراك��ه، وتحي الصعاب، ق��د ض��لت العق��ول في تي األوهام عن إحاطة ذكر أزليته، وحص��رت األفه��ام عن استش��عار

.91)( نهج البالغة: الخطبة رقم 1.139 ص 1، والكافي: ج 152)( نهج البالغة: الخطبة رقم 2

182

وصف قدرته، وغرقت األذه��ان في لجج أفالك ملكوت��ه.. مقت��در باآلالء، وممتنع بالكبرياء، ومتملك على األشياء، فال ده��ر يخلق��ه، وال وصف يحيط به.. قد خض��عت ل��ه رواتب الص��عاب في مح��ل تخوم قرارها، وأذعنت له رواص��ن األس��باب في منتهى ش��واهق أقطارها.. مستشهد بكلية األجناس على ربوبيته، وبعجزه��ا على قدرته، وبفطورها على قدمته، وبزواله��ا على بقائ��ه، فال محيص عن إدراك��ه إياه��ا، وال خ��روج عن إحاطت��ه به��ا، وال احتج��اب عن إحصائه لها، وال امتناع من قدرته عليها.. كفى بإتقان الص��نع له��ا آية، وبمركب الطبع عليها داللة، وبح��دوث الفط��ر عليه��ا قدم��ة، وبإحكام الصنعة له��ا ع��برة، فال إلي��ه ح��د منس��وب، وال ل��ه مث��ل مض��روب، وال ش��يء عن��ه محج��وب، تع��الى عن ض��رب األمث��ال

(1)والصفات المخلوقة علوا كبيرا( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه [660]الحديث:

تعالى: )الحم��د لل�ه ال�ذي توح�د بص��نع األش��ياء، وفط�ر أجن��اس البرايا، على غير مثال س��بقه في إنش��ائها، وال إعان��ة معين على ابتداعها، بل ابتدعها بلطف قدرت��ه، ف��امتثلت خاض��عة لمش��يئته، مستحدثة ألمره، فهو الواحد األحد، الدائم بغير ح��د وال أم��د، وال�ره األزمن�ة، وال زوال وال نفاد، وك�ذلك لم ي�زل وال ي�زال.. ال تغي تحيط ب��ه األمكن��ة، وال تبل��غ ص��فاته األلس��نة، وال تأخ�ذه ن��وم وال سنة.. لم تره العيون فتخبر عنه برؤيته، ولم تهجم عليه العق��ول فيتوهم كنه صفته، ولم ت��در كي��ف ه��و إال بم��ا أخ��بر عن نفس��ه، ليس لقضائه مرد، وال لقوله مكذب.. ابتدع األشياء بغ��ير تفك��ير، وخلقها بال ظه�ير وال وزي�ر، فطره�ا بقدرت�ه، وص�يرها بمش�يئته، وصاغ أشباحها، وبرأ أرواحها، واس��تنبط أجناس��ها، خلق��ا م��بروءا مذروءا في أقط�ار الس��ماوات واألرض�ين، لم ي��أت بش�يء على غ��ير م��ا أراد أن ي��أتي علي��ه، ل��يري عب��اده آي��ات جالل��ه وآالئ��ه،

(2)فسبحانه ال إله إال هو الواحد القهار(��ذي ال [661]الحديث: ��ه ال قال اإلمام علي: )تب��ارك الل

يبلغه بعد الهمم، وال يناله حدس الفطن، األول الذي ال غاي��ة ل��ه(3)فينتهي، وال آخر له فينقضي(

ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه [662]الحديث: .25 ح 51)( كتاب التوحيد للصدوق: ص 1(17 الخطبة رقم)81- 63 ص 3)( مستدرك نهج البالغة للمحمودي: ج 2.136- 134 ص 1(، والكافي: ج 94)( نهج البالغة: الخطبة رقم)3

183

تعالى: )الحمد لله األول فال شيء قبله، واآلخر فال ش��يء بع��ده،(1)والظاهر فال شيء فوقه، والباطن فال شيء دونه(

ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه [663]الحديث: ��ه العلي عن ش�به المخل��وقين، الغ�الب لمق��ال تعالى: )الحمد لل��اظرين، والب��اطن بجالل الواصفين، الظ��اهر بعج��ائب ت��دبيره للن عزته عن فكر المتوهمين، العالم بال اكتساب وال ازدياد، وال علم��ذي ال ��ة وال ض��مير، ال مس��تفاد، المق��در لجمي��ع األم��ور، بال روي تغشاه الظلم، وال يستضيء باألنوار، وال يرهق��ه لي��ل، وال يج��ري

(2)عليه نهار، ليس إدراكه باإلبصار، وال علمه باإلخبار( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه [664]الحديث:

الحمد لله الذي أظهر من آثار سلطانه، وجالل كبريائ��ه،تعالى: ) ما حير مقل العقول من عجائب قدرت��ه، وردع خط��رات هم��اهم��ه لم ��ه، أن النفوس، عن عرف��ان كن��ه ص��فته.. واعلم��وا عب��اد الل يخلقكم عبث���ا، ولم يرس���لكم همال، علم مبل���غ نعم���ه عليكم، وأحصى إحسانه إليكم، فاس��تفتحوه واس��تنجحوه، واطلب��وا إلي��ه واستمنحوه، فما قطعكم عنه حجاب، وال أغلق عنكم دونه ب��اب، وإنه لبكل مكان، وفي كل حين وأوان، ومع ك��ل إنس وج��ان.. ال يثلم���ه العط���اء، وال ينقص���ه الحب���اء، وال يس���تنفده س���ائل، وال يستقصيه نائل، وال يلوي�ه ش�خص عن ش�خص، وال يلهي��ه ص�وت عن ص��وت، وال تحج��زه هب��ة عن س��لب، وال يش��غله غض��ب عن��ه البط��ون عن رحم��ة، وال توله��ه رحم��ة عن عق��اب، وال يجن الظهور، وال يقطعه الظهور عن البطون، قرب فنأى، وعال ف��دنا، وظه���ر فبطن، وبطن فعلن، ودان ولم ي���دن، لم ي���ذرأ الخل���ق

(3)باحتيال، وال استعان بهم لكالل( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه [665]الحديث:

��ذي إلي��ه مص��ائر الخل��ق، وع��واقب األم��ر، ��ه ال تعالى: )الحمد لل���ر برهان���ه، ون���وامي فض���له نحم���ده على عظيم إحس���انه، وني وامتنانه، حم��دا يك��ون لحق��ه قض��اء، ولش��كره أداء، وإلى ثواب��ه مقربا، ولحسن مزيده موجبا، ونستعين به استعانة راج لفض��له، مؤمل لنفعه، واثق بدفعه، معترف له بالطول، مذعن له بالعمل والقول.. ونؤمن به إيمان من رج��اه موقن��ا، وأن��اب إلي��ه مؤمن��ا،

(96)( نهج البالغة: الخطبة رقم)1(213)( نهج البالغة: الخطبة رقم)2(195)( نهج البالغة: الخطبة رقم)3

184

وخنع له مذعنا، وأخلص له موحدا، وعظمه ممجدا، والذ به راغبا مجته��دا.. لم يول��د س��بحانه فيك��ون في الع��ز مش��اركا، ولم يل��د فيكون موروثا هالكا، ولم يتقدم��ه وقت وال زم��ان، ولم يتع��اوره��دبير زيادة وال نقصان، بل ظهر للعقول بما أرانا من عالم��ات الت

(1)المتقن، والقضاء المبرم( قال اإلمام علي في خطبة ل��ه: )أحم��د [666]الحديث:

الل��ه اس��تتماما لنعمت��ه، واستس��الما لعزت��ه، واستعص��اما من��ه ال يض��ل من ه��داه، وال معصيته، وأستعينه فاقة إلى كفايت��ه، إن يئل من عاداه، وال يفتقر من كفاه، فإنه أرجح م��ا وزن، وأفض��ل

(2)ما خزن( قال اإلمام علي في خطبة ل��ه: )أش��هد [667]الحديث:

أن ال إله إال الله وحده ال ش��ريك ل��ه، ش��هادة ممتحن��ا إخالص��ها، معتقدا مصاصها، نتمسك بها أبدا ما أبقانا، وندخرها ألهاوي��ل م��ا يلقانا، فإنها عزيمة اإليمان، وفاتحة اإلحسان، ومرضاة الرحمن،

(3)ومدحرة الشيطان( قال اإلم��ام علي مخاطب��ا رب��ه س��بحانه [668]الحديث:

وتعالى: )لم ترك العيون فتخبر عن��ك، ب��ل كنت قب��ل الواص��فين من خلقك.. لم تخلق الخلق لوحشة، وال استعملتهم لمنفعة، وال يس��بقك من طلبت، وال يفلت��ك من أخ��ذت، وال ينقص س��لطانك من عصاك، وال يزيد في ملكك من أطاع��ك، وال ي��رد أم��رك من

(4)سخط قضاءك، وال يستغني عنك من تولى عن أمرك( قال اإلم��ام علي مخاطب��ا رب��ه س��بحانه [669]الحديث:

وتعالى: )كل سر عندك عالني��ة، وك��ل غيب عن��دك ش��هادة، أنت األبد فال أمد لك، وأنت المنتهى فال محيص عن��ك، وأنت الموع��د فال منجى منك إال إليك، بيدك ناصية كل دابة، وإليك مص��ير ك��ل

(5)نسمة(��ذي [670]الح��ديث: ��ه ال ق��ال اإلم��ام علي: )الحم��د لل

انحسرت األوص�اف عن كن��ه معرفت�ه، وردعت عظمت�ه العق�ول��ه الح��ق الم��بين، فلم تجد مساغا إلى بلوغ غاية ملكوته.. هو الل أحق وأبين مما ترى العي��ون.. لم تبلغ�ه العق�ول بتحدي�د فيك�ون

.182)( نهج البالغة: الخطبة رقم 1.2)( نهج البالغة: الخطبة رقم 2.2)( نهج البالغة: الخطبة رقم 3.109)( نهج البالغة: الخطبة رقم 4.109)( نهج البالغة: الخطبة رقم 5

185

(1)مشبها، ولم تقع عليه األوهام بتقدير فيكون ممثال(��ذي ال [671]الحديث: ��ه ال قال اإلم��ام علي: )الحم��د لل

��واظر، وال واهد، وال تحوي��ه المش��اهد، وال ت��راه الن تدرك��ه الش�� تحجبه السواتر.. الدال على قدمه بحدوث خلقه، وبحدوث خلقه��ذي ص��دق في على وجوده، وباشتباههم على أن ال شبه ل��ه.. ال ميعاده، وارتفع عن ظلم عباده، وقام بالقسط في خلقه، وعدل عليهم في حكمه.. مستشهد بحدوث األش��ياء على أزليت��ه، وبم��ا وسمها به من العجز على قدرته، وبما اضطرها إلي��ه من الفن��اء على دوامه.. واحد ال بعدد، ودائم ال بأمد، وقائم ال بعمد.. تتلق��اه األذهان ال بمشاعرة، وتشهد له الم��رائي ال بمحاض��رة، لم تح��ط به األوهام، بل تجلى لها بها، وبه��ا امتن��ع منه��ا، وإليه��ا حاكمه��ا.. ليس بذي كبر امتدت به النهايات فكبرته تجسيما، وال بذي عظم تن��اهت ب��ه الغاي��ات فعظمت��ه تجس��يدا، ب��ل ك��بر ش��أنا، وعظم

(2)سلطانا( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه [672]الحديث:

تعالى: )اللهم لك الحمد على ما تأخذ وتعطي، وعلى م��ا تع��افي وتبتلي، حم��دا يك��ون أرض��ى الحم��د ل��ك، وأحب الحم��د إلي��ك، وأفضل الحمد عندك، حمدا يمأل ما خلقت، ويبلغ ما أردت، حمدا ال يحجب عنك، وال يقصر دونك، حمدا ال ينقطع ع��دده، وال يف��نى

(3)مدده( قال اإلم��ام علي مخاطب��ا الل��ه تع��الى: [673]الحديث:

��وم، ال تأخ��ذك ��ك حي قي ��ا نعلم أن )لسنا نعلم كنه عظمتك، إال أن س��نة وال ن��وم، لم ينت��ه إلي��ك نظ��ر، ولم ي��دركك بص��ر، أدركت األبصار، وأحصيت األعم��ال، وأخ��ذت بالنواص��ي واألق��دام.. وم��ا الذي نرى من خلقك، ونعجب له من قدرتك، ونص��فه من عظيم��ا من��ه، وقص��رت أبص��ارنا عن��ه، وانتهت س��لطانك، وم��ا تغيب عن عقولنا دونه، وحالت ستور الغيوب بيننا وبينه أعظم.. فمن ف��رغ قلبه، وأعم��ل فك��ره، ليعلم كي��ف أقمت عرش��ك؟ وكي��ف ذرأت خلقك؟ وكيف علقت في الهواء س��ماواتك؟ وكي��ف م��ددت على مور الماء أرضك؟ رجع طرفه حسيرا، وعقل��ه مبه��ورا، وس��معه

.١٥٥ و٤٩)( نهج البالغة: الخطبة 1.204 ص 1، واالحتجاج: ج 185)( نهج البالغة: الخطبة رقم 2(160)( نهج البالغة: الخطبة رقم)3

186

(1)والها، وفكره حائرا( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه [674]الحديث:

تعالى: )الحمد لله خالق العباد، وساطح المهاد، ومسيل الوه��اد، ومخص��ب النج��اد، ليس ألوليت��ه ابت��داء، وال ألزليت��ه انقض��اء، ه��و األول ولم ي��زل، والب��اقي بال أج��ل، خ��رت ل��ه الجب��اه، ووحدت��ه

(2)الشفاه( قال اإلم��ام علي مخاطب��ا الل��ه تع��الى: [675]الحديث:

)تعاليت يا رب، لقد لطف علم��ك، وجلت ق��درتك عن التقس��ير، إال بما دع��وت إلي��ه من اإلق��رار بربوبيت��ك.. وأش��هد أن األعين ال ت��دركك، واألوه��ام ال تلحق��ك، والعق��ول ال تص��فك، والمك��ان ال يسعك، وكيف يسع المكان من خلقه وكان قبله؟ أم كيف تدركه األوهام وال نهاية له وال غاية؟.. وكيف يكون له نهاية وغاية، وه��و الذي ابتدأ الغايات والنهايات؟ أم كيف تدركه العقول، ولم يجعل لها سبيال إلى إدراكه؟ وكيف يك��ون له��ا س��بيل إلى إدراك��ه وق��دة؟ وكي��ف ال يلط�ف عنهم��ا من ال ة والمجاس�� لطف عن المحاس�� ينتق��ل عن ح��ال إلى ح��ال، وق��د جع��ل االنتق��ال نقص��ا وزواال؟.. فسبحانك مألت ك��ل ش��يء، وب��اينت ك��ل ش��يء، ف��أنت ال�ذي ال يفقدك شيء، وأنت الفعال لما تشاء تب��اركت وتع��اليت.. ي��ا من ك��ل م��درك من خلق��ه، وك��ل مح��دود من ص��نعه، أنت ال��ذي ال تس���تغني عن���ك المك���ان والزم���ان، وال نعرف���ك إال ب���انفرادك

(3)بالوحدانية والقدرة( قال اإلمام علي مخاطبا الله تعالى: )أنا [676]الحديث:

يا الهي وسيدي وموالي المقر لك، بأنك الفرد الذي ال ين��ازع وال يغالب، وال يجادل وال يشارك، سبحانك س��بحانك ال إل��ه إال أنت.. ما لعقل مولود، وفهم معق��ود واقتح��ام على ق��درتك؟ والهج��وم

(4)على إرادتك؟ وتفتيش ما ال يعلمه غيرك؟!( قال اإلم��ام علي مخاطب��ا الل��ه تع��الى: [677]الحديث:

)سبحانك أي عين تصب نورك، وت��رقى إلى ض��ياء ق��درتك؟ وأي فهم يفهم ما دون ذلك؟ إال بصائر كشفت عنها األغطية، وهتكت��ة، وف��رقت أرواحه��ا إلى أط��راف أجنح��ة عنه��ا الحجب العمي

(160)( نهج البالغة: الخطبة رقم)1.163)( نهج البالغة: الخطبة رقم 2(17 الخطبة رقم)81- 63 ص 3)( مستدرك نهج البالغة للمحمودي: ج 3(17 الخطبة رقم)81- 63 ص 3)( مستدرك نهج البالغة للمحمودي: ج 4

187

األرواح، فت��أملوا أن��وار بهائ��ك، ونظ��روا من م��رتقى الترب��ة إلى مستوى كبريائك، فسماهم أه��ل الملك��وت زوارا، ودع��اهم أه��ل الجبروت أغمارا!.. فس��بحانك ي��ا من ليس في البح��ار قط��رات، وال في متون األرض جنات، وال في رتاج الرياح حرك��ات، وال في قلوب العباد خط��رات، وال في األبص��ار لمح��ات، وال على مت��ون��رات!.. أم��ا الس��ماء السحاب نفحات، إال وهي في ق��درتك متحي فتخبر عن عجائبك، وأما األرض فتدل على مدائحك، وأما الرياح فتنشر فوائدك، وأما السحاب فتهطل مواهبك، وكل ذلك يحدث

(1)بتحننك، ويخبر أفهام العارفين بشفقتك(��ذي ال [678]الحديث: ��ه ال قال اإلمام علي: )تب��ارك الل

يبلغه بعد الهمم، وال يناله حدس الفطن، األول الذي ال غاي��ة ل��ه(2)فينتهي، وال آخر له فينقضي(

ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه [679]الحديث: تعالى: )الحمد لله األول فال شيء قبله، واآلخر فال ش��يء بع��ده،

(3)والظاهر فال شيء فوقه، والباطن فال شيء دونه( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه [680]الحديث:

��ه العلي عن ش�به المخل��وقين، الغ�الب لمق��ال تعالى: )الحمد لل��اظرين، والب��اطن بجالل الواصفين، الظ��اهر بعج��ائب ت��دبيره للن عزته عن فكر المتوهمين، العالم بال اكتساب وال ازدياد، وال علم��ذي ال ��ة وال ض��مير، ال مس��تفاد، المق��در لجمي��ع األم��ور، بال روي تغشاه الظلم، وال يستضيء باألنوار، وال يرهق��ه لي��ل، وال يج��ري

(4)عليه نهار، ليس إدراكه باإلبصار، وال علمه باإلخبار( قال اإلمام علي مخاطبا ربه: )أشهد � يا [681]الحديث:

رب ���� أن من ش���بهك بتب���اين أعض���اء خلق���ك، وتالحم حق���اق مفاصلهم المحتجبة لتدبير حكمت��ك، لم يعق��د غيب ض��ميره على��ه لم يس��مع معرفتك، ولم يباشر قلبه اليقين بأنه ال ند ل��ك، وكأنالل ا لفي ض�� ه إن كن تبرؤ التابعين من المتبوعين، إذ يقولون: تالل

(5)(98( إذ نسويكم برب العالمين )97مبين ) قال اإلم��ام علي مخاطب��ا رب��ه: )ك��ذب [682]الحديث:

العادلون ب��ك إذ ش��بهوك بأص��نامهم، ونحل��وك حلي��ة المخل��وقين(17 الخطبة رقم)81- 63 ص 3)( مستدرك نهج البالغة للمحمودي: ج 1.136- 134 ص 1(، والكافي: ج 94)( نهج البالغة: الخطبة رقم)2(96)( نهج البالغة: الخطبة رقم)3(213)( نهج البالغة: الخطبة رقم)4.91)( نهج البالغة: الخطبة رقم 5

188

مات بخ��واطرهم، وق��دروك بأوهامهم، وج��زؤوك تجزئ��ة المجس�� على الخلقة المختلف��ة الق��وى بق��رائح عق��ولهم، وأش��هد أن من ساواك بشيء من خلقك فقد عدل بك، والع��ادل ب��ك ك��افر بم��ا تنزلت ب��ه محكم��ات آيات��ك، ونطقت عن��ه ش��واهد حجج بينات��ك،��ذي لم تتن��اه في العق��ول، فتك��ون في مهب ��ه ال ��ك أنت الل وإنفكرها مكيفا، وال في رويات خواطرها فتكون مح��دودا مص��رفا(

(1) ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه[683]الح��ديث:

يا ش�امخا في عل�وه، ي�ا قريب�ا في دن�وه، ي�ا م�دانيا فيتعالى: ) بعده، يا رؤوفا في رحمته، يا مخرج النب��ات، ي��ا دائم الثب��ات، ي��ا محيي األموات، يا ظهر الالجين، يا جار المس��تجيرين، ي��ا أس��مع السامعين، يا أبصر الناظرين، يا صريخ المستص��رخين، ي��ا عم��اد من ال عماد له، يا سند من ال سند له، يا ذخر من ال ذخ��ر ل�ه، ي��ا حرز من ال حرز له، يا كنز الضعفاء، ي��ا عظيم الرج��اء، ي��ا منق��ذ الغرقى، يا منجي الهلكى، يا محيي الموتى، يا أمان الخائفين، يا إله العالمين، يا صانع كل مصنوع، يا جابر كل كسير، ي��ا ص��احب كل غريب، يا مؤنس كل وحيد، يا قريبا غير بعيد، يا ش��اهدا غ��ير غائب، يا غالبا غير مغلوب، يا حي حين ال حي، يا محيي الموتى،

(2)يا حي ال إله إال أنت( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه[684]الح��ديث:

اللهم أنت أه��ل الوص��ف الجمي��ل، والتع��داد الكث��ير، إنتع�الى: ) تؤمل فخير مأمول، وإن ترج فخ��ير مرج��و، اللهم وق��د بس��طت لي فيما ال أم��دح ب��ه غ��يرك، وال أث��ني ب��ه على أح��د س��واك، وال أوجهه إلى معادن الخيبة، ومواضع الريبة، وع��دلت بلس��اني عن

اللهم ولكل. مدائح اآلدميين، والثناء على المربوبين المخلوقين. مثن على من أثنى عليه مثوبة من ج��زاء، أو عارف��ة من عط��اء،

اللهم. وقد رجوت��ك دليال على ذخ��ائر الرحم��ة، وكن��وز المغف��رة. وهذا مقام من أفردك بالتوحيد، الذي هو ل��ك، ولم ي��ر مس��تحقا لهذه المحامد والممادح غيرك، وبي فاقة إليك، ال يجبر مسكنتها��ك وج��ودك، فهب لن��ا في إال فض��لك، وال ينعش من خلته��ا إال من��ك على هذا المقام رضاك، وأغننا عن مد األي��دي إلى س��واك، إن

.91)( نهج البالغة: الخطبة رقم 1.311- 310)( مهج الدعوات 2

189

(1)كل شيء قدير( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه[685]الح��ديث:

سبحانك ما أعظم شأنك، سبحانك ما أعظم ما نرى منتعالى: ) خلقك، وما أصغر كل عظيم��ة في جنب ق��درتك، وم��ا أه��ول م��ا��ا من س��لطانك، نرى من ملكوتك، وما أحقر ذلك فيم��ا غ��اب عن

(2)وما أسبغ نعمك في الدنيا، وما أصغرها في نعم اآلخرة؟( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه[686]الح��ديث:

��ذيتع��الى: ) قف المرف��وع، والج��و المكف��وف، ال اللهم رب الس��مس والقم�ر، ومختلف�ا جعلته مغيضا لليل والنهار، ومج�رى للش� للنجوم السيارة، وجعلت سكانه سبطا من مالئكتك، ال يس��أمون من عبادتك، ورب هذه األرض التي جعلتها قرارا لألنام، وم��درجا لله��وام واألنع��ام، وم��ا ال يحص��ى مم��ا ي��رى وم��ا ال ي��رى، و رب الجبال الرواسي، التي جعلتها لألرض أوتادا، وللخلق اعتمادا، إن أظهرتنا على عدونا فجنبنا البغي، وسددنا للح��ق، وإن أظه��رتهم

(3)علينا فارزقنا الشهادة، واعصمنا من الفتنة( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه[687]الح��ديث:

اللهم إنك آنس اآلنس��ين ألوليائ��ك، وأحض��رهم بالكفاي��ةتعالى: ) للمت��وكلين علي��ك، تش��اهدهم في س��رائرهم، وتطل��ع عليهم في ض��مائرهم، وتعلم مبل��غ بص��ائرهم، فأس��رارهم ل��ك مكش��وفة، وقلوبهم إليك ملهوفة، إن أوحشتهم الغربة آنس��هم ذك��رك، وإن صبت عليهم المصائب لجؤوا إلى االستجارة بك، علما بأن أزم��ة األم���ور بي���دك، ومص���ادرها عن قض���ائك.. اللهم إن فههت عن مس��ألتي، أو عميت عن طلب��تي، ف��دلني على مص��الحي، وخ��ذ بقلبي إلى مراشدي، فليس ذلك بنكر من هداياتك، وال ببدع من

(4)اللهم احملني على عفوك، وال تحملني على عدلك(. كفاياتك. ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه[688]الح��ديث:

إذا نظ��ر إلى الهالل: )أيه��ا الخل��ق المطي��ع لل��ه، ال��دائرتع��الى الس��ريع، الم��تردد في من��ازل التق��دير، المتص��رف في فل��ك التدبير.. آمنت بمن نور بك الظلم، وأوضح بك البهم، وجعلك آية

فامتهن��ك بالزي��ادة، من آيات ملكه، وعالمة من عالمات سلطانه

.91)( نهج البالغة: نهاية الخطبة قم 1.109)( نهج البالغة: ضمن الخطبة قم 2(171)( نهج البالغة: الخطبة قم)3(227)( نهج البالغة: الخطبة قم)4

190

والنقصان، والطلوع واألفول، واإلنارة والكسوف، في ك��ل ذل��ك��ر أنت له مطيع، وإلى إرادته سريع.. س��بحانه فم��ا أعجب م��ا دب في أمرك، وألطف ما صنع في شأنك، جعلك مفت��اح ش�هر ألم�ر حادث، جعلك الله هالل بركة ال تمحقه األيام، وطهارة ال تدنس��ه األع��وام، هالل أمن��ة من اآلف��ات، وس��المة من الس��يئات.. هالل سعد ال نحس في��ه، ويمن ال نك��د في��ه، ويس��ر ال يمازج��ه عس��ر،

هالل أمن وإيمان، ونعمة وإحسان، وسالمة. وخير ال يشوبه شر. وإسالم.. اللهم اجعلنا من أرضى من طلع عليه، وأزكى من نظر

اللهم وفقنا للتوبة، واعص��منا من. إليه، وأسعد من تعبد لك فيه. الحوبة، وأوزعنا شكر النعمة، وألبسنا خير العافي��ة، وأتمم علين��ا

(1)باستكمال طاعتك فيه المنة لك، إنك المنان الحميد( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه[689]الح��ديث:

: )سبحان من إذا تناهت العق�ول في وص��فه ك�انت ح�ائرةتعالى عن درك السبيل إليه، وتبارك من إذا غرقت الفطن في تكييف��ه

(2)لم يكن لها طريق إليه غير الداللة عليه( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه[690]الح��ديث:

كان يق��رؤه في القن��وت: )اللهم إلي��ك شخص��ت األبص��ار،تعالى ونقلت األق��دام، ورفعت األي��دي، وم��دت األعن��اق، وأنت دعيت

��ا األعم��ال باأللسن، وإلي��ك س��رهم ونج��واهم في ��ا افتح بينن ن ﴿رب اللهم.�� [.89﴾وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ]األع��راف:

��ة ع��ددنا، وك��ثرة ع��دونا، وتظ��اهر إنا نشكو إليك غيبة نبين��ا، وقل األعداء علينا، ووقوع الفتن بنا، ففرج ذل�ك اللهم بع�دل تظه�ره،

(3)وإمام حق تعرفه، آمين رب العالمين( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه[691]الح��ديث:

اللهم إني أسألك بحرم��ة من ع��اذ ب��ك من��ك، ولج��أ إلى: )تعالى ي��ا.. عزتك، واس��تظل بفيئ��ك، واعتص��م بحبل��ك، ولم يث��ق إال بك

جزيل العطايا، يا مطلق األسارى، يا من سمى نفسه من ج��وده وهاب��ا، أدع��وك رهب��ا ورغب��ا، وخوف��ا وطمع��ا، وإلحاح��ا وإلحاف��ا، وتضرعا وتملقا، وقائما وقاعدا، وراكعا وساجدا، وراكبا وماش��يا، وذاهبا وجائيا، وفي كل حاالتي.. وأسألك أن تص��لي على محم��د

.316)( أمالي الطوسي: ص 1.239)( كنز الفوائد: ص 2.40 ص 6)( مستدرك نهج البالغة للمحمودي: ج 3

191

(1)وآل محمد، وأن تفعل بي كذا وكذا( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه[692]الح��ديث:

اللهم إني أس���ألك باس���مك العظيم األعظم، األج���ل: )تع���الى األكرم، المخزون المكنون، النور الحق، البره��ان الم��بين، ال��ذي هو نور مع ن�ور، ون�ور من ن�ور، ون�ور في ن�ور، ون�ور على ن�ور، ونور فوق كل نور، ونور يضيء ب��ه ك��ل ظلم��ة، ويكس��ر ب��ه ك��ل شدة، وكل شيطان مريد، وكل جبار عنيد، وال تق��ر ب��ه أرض، وال تقوم به سماء، ويأمن كل خائف، ويبطل ب��ه س��حر ك��ل س��احر، وبغي كل باغ، وحسد كل حاسد، ويتصدع لعظمته البر والف��اجر، ويستقل به الفلك حين يتكلم به المل��ك، فال يك��ون للم��وج علي��ه

وهو اسمك األعظم األعظم، األجل األجل، الن��ور األك��بر،،سبيل الذي سميت به نفسك، واستويت به على عرشك، و أتوجه إليك بمحمد وأهل بيته، وأسألك بك وبهم أن تص��لي على محم��د وآل

(2) محمد، وأن تفعل بي كذا وكذا( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه[693]الح��ديث:

اللهم ي��ا ذا المنن الس��ابغة، واآلالء الوازع��ة، والرحم��ة: )تع��الى الواس���عة، والق���درة الجامع���ة، والنعم الجس���يمة، والم���واهب العظيمة، واأليادي الجميل��ة، والعطاي��ا الجزيل��ة.. ي��ا من ال ينعت بتمثيل، وال يمثل بنظير، وال يغلب بظه��ير.. ي��ا من خل��ق ف��رزق، وألهم ف��أنطق، وابت��دع فش��رع، وعال ف��ارتفع، وق��در فأحس��ن، وصور فأتقن، واحتج فأبلغ، وأنعم فأسبغ، وأعطى فأجزل، ومنح فأفضل.. يا من سما في العز ففات خ��واطر األبص��ار، ودن��ا في اللطف فجاز هواجس األفكار.. يا من توحد بالملك فال ند له في ملكوت سلطانه، وتفرد بالكبرياء واآلالء فال ضد ل��ه في ج��بروت شأنه.. يا من ح�ارت في كبري�اء هيبت��ه دق�ائق لط�ائف األوه�ام، وانحس��رت دون إدراك عظمت��ه خط��ائف أبص��ار األن��ام.. ي��ا من عنت الوجوه لهيبته، وخضعت الرقاب لعظمته، ووجلت القل��وب من خيفت��ه.. أس��ألك به��ذه المدح��ة ال��تي ال تنبغي إال ل��ك، وبم��ا وأيت به على نفسك ل��داعيك من المؤم��نين، وبم��ا ض��منت في��ه على نفسك للداعين.. يا أسمع السامعين، ويا أبصر المبص��رين، ويا أنظر الناظرين، ويا أس��رع الحاس��بين، وي��ا أحكم الح��اكمين، ويا أرحم الراحمين.. صل على محمد وآل محمد خ��اتم الن��بيين،

(9)( البلد األمين، الدعاء )1.582 ص 2)( الكافي: ج 2

192

وعلى أهل بيته الط�اهرين األخي��ار.. و أن تقس�م لي في ش�هرنا هذا خير ما قس��مت، وأن تختم لي في قض��ائك خ�ير م��ا ختمت، وتختم لي بالسعادة فيمن ختمت، وأحيني م��ا أحييت��ني موف��ورا، وأمتني مسرورا ومغفورا، وتول أنت نجاتي من مسألة ال��برزخ،را وبش��يرا، واجع��ل لي وادرأ عني منكرا ونكيرا، وأر عيني مبش�� إلى رضوانك وجنانك مصيرا، وعيشا قريرا، وملكا كبيرا، وص��لى

(1) الله على محمد وآله بكرة وأصيال، يا أرحم الراحمين( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه[694]الح��ديث:

اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه، وسرح قطع: )تعالى اللي��ل المظلم بغي��اهب تلجلج��ه، وأتقن ص��نع الفل��ك ال��دوار في مقادير تبرجه، وشعشع ضياء الشمس بن��ور تأجج��ه.. ي��ا من دل على ذاته بذاته، وتنزه عن مجانسة مخلوقاته، وجل عن مالئم��ة كيفياته.. يا من قرب من خط��رات الظن��ون، وبع��د عن لحظ��ات العيون، وعلم بما كان قبل أن يكون.. ي��ا من أرق��دني في مه��اد أمنه وأمان��ه، وأيقظ��ني إلى م��ا منح��ني ب��ه من منن��ه وإحس��انه،

(2)وكف أكف السوء عني بيده وسلطانه( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه[695]الح��ديث:

اللهم إني أس��ألك برحمت��ك التي وس��عت ك��ل ش��يء،: )تع��الى وبقوتك التي قهرت بها كل شيء، وخضع لها كل شيء، وذل لها��تي ال كل شيء، وبجبروتك التي غلبت بها كل شيء، وبعزت��ك ال يقوم لها ش��يء، وبعظمت��ك ال��تي مألت ك��ل ش��يء، وبس��لطانك��ذي عال ك��ل ش��يء، وبوجه��ك الب��اقي بع��د فن��اء ك��ل ش��يء، ال وبأسمائك التي مألت أركان كل شيء، وبعلمك الذي أحاط بكل شيء، وبنور وجهك الذي أضاء له كل شيء.. يا نور ي��ا ق��دوس،

(3)يا أول األولين، ويا آخر اآلخرين..( ق��ال اإلم��ام علي في الثن��اء على الل��ه[696]الح��ديث:

اللهم عظم س���لطانك، وعال مكان���ك، وخفي مك���رك،: )تع���الى وظهر أمرك، وغلب قهرك، وجرت قدرتك، وال يمكن الفرار من

اللهم ال أجد ل��ذنوبي غ��افرا، وال لقب��ائحي س��اترا، وال. حكومتك. لشيء من عملي الق��بيح بالحس��ن مب��دال غ��يرك، ال إل��ه إال أنت، سبحانك وبحمدك، ظلمت نفسي، وتجرأت بجهلي، وسكنت إلى

( 391/ 98)( بحار األنوار )1.656 ص 18)( بحار األنوار: ج 2.707)( إقبالاألعمال: 3

193

اللهم موالي، كم من قبيح سترته،. قديم ذكرك لي، ومنك علي. وكم من عث��ار وقيت��ه، وكم من وكم من ف��ادح من البالء أقلت��ه،

(1)مكروه دفعته، وكم من ثناء جميل لست أهال له نشرته(ب � ما ورد عن سائر أئمة الهدى:

في الثن��اء على من األحاديث الواردة عن سائر أئمة الهدىالله تعالى:

في الثناء على الل��هقال اإلمام الحسن [697]الحديث: تعالى: )الحم��د لل��ه ال��ذي ك��ان في أوليت��ه، وح��دانيا في أزليت��ه، متعظما بإلهيته، متكبرا بكبريائه وجبروته، ابتدأ ما ابت��دع، وأنش��أ

ربن��ا اللطي��ف. ما خلق، على غ��ير مث��ال ك�ان س��بق مم��ا خل��ق. بلطف ربوبيته، وبعلم خبره فتق، وبإحكام قدرته خلق جمي��ع م��ا��ر لص��نعه، وال معقب لحكم��ه، وال خلق، فال مبدل لخلقه، وال مغي راد ألمره، وال مستراح عن دعوته. خلق جميع ما خلق، وال زوال لملكه، وال انقطاع لمدته، فوق ك��ل ش��يء عال، ومن ك��ل ش��يءدنا، فتجلى لخلقه من غير أن يكون يرى وه��و ب��المنظر األعلى(

(2) الحمد لله الذي لمقال اإلمام الحسن: ) [698]الحديث:

يكن ل��ه أول معل��وم، وال آخ��ر متن��اه، وال قب��ل م��درك، وال بع��د مح��دود، وال أم��د بحتى، وال ش��خص فيتج��زأ، وال اختالف ص��فة

خطراته��ا، وال وفيتناهى، فال ت��درك العق��ول وأوهامه��ا، وال الفكر ال ظ��اهر و مما؟(3)األلباب وأذهانها صفته فتقول: متى؟ وال بدئ

(4)(على ما؟ وال باطن فيما؟ وال تارك فهال؟ : )الحم��د لل��ه ال��ذيقال اإلمام الحسن [699]الحديث:

من تكلم س��مع كالم��ه، ومن س��كت علم م��ا في نفس��ه، ومن عاش فعليه رزقه، ومن مات فإليه معاده.. والحم��د لل��ه الواح��د بغير تشبيه، الدائم بغير تكوين، القائم بغير كلف��ة، الخ��الق بغ��ير

��ة، العزي��ز منصبة، الموصوف بغير غاية، المعروف بغ��ير محدودي لم يزل قديما في القدم، وعنت القلوب لهيبته، وذهلت العق��ول لعزته، وخضعت الرقاب لقدرت��ه، فليس يخط��ر على قلب بش��ر

. 707)( إقبالاألعمال: 1.364 و363 ص 43)( الكفاية، وعنه بحار األنوار: ج 2 )( البديء كالبديع بمعنى المخلوق، و)ما( في المقامات الثالثة موصوفة بمعنى ش��يء، وأوص��افها محذوف��ة،3

والمعنى: أتقول في الله متى هو؟! وكيف تقول هذا في الله تعالى، وإنما يصح قول)متى( في الشيء ال��ذي ل��ه.330 ص 1. شرح التوحيد: ج .ابتداء، أو ظهور بعد خفاء، أو بطون عقيب ظهور، أو ترك شيئا والتفت إلى آخر

.21)( التوحيد: ص 4194

مبلغ جبروته، وال يبل��غ الن��اس كن��ه جالل��ه، وال يفص��ح الواص��لون منهم لكنه عظمته، وال تبلغ��ه العلم��اء بألبابه��ا، وال أه��ل التفك��ير بتدبير أمورها. أعلم خلقه به الذي بالحد ال يصفه. يدرك األبص��ار

(1)(وال تدركه األبصار، وهو اللطيف الخبير قال اإلمام الحسن في الثناء على الل��ه [700]الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم سبحان الله، والحم��د لل��ه وال: )تعالى إله إال الله والله أكبر، وال حول وال ق��وة إال بالل��ه العلي العظيم، سبحان الله بالغدو واآلصال سبحان الله في أناء الليل وأطراف النهار، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحم��د في الس��ماوات واألرض وعش��يا وحين تظه��رون، يخ��رج الحي من الميت، ويخ���رج الميت من الحي، ويح���يي األرض بع���د موته���ا، وكذلك تخرجون س��بحان رب��ك رب الع��زة عم��ا يص��فون وس��الم��ك رب على المرس��لين والحم��د لل��ه رب الع��المين س��بحان رب

س��بحان ذي المل��ك والملك��وت، س��بحان ذي. الع��رش العظيم. الع��زة والعظم��ة والج��بروت س��بحان المل��ك الحي الق��دوس، سبحان الدائم القائم سبحان القائم الدائم سبحان الحي القيوم، س��بحان ربي األعلى، س��بحان العلي األعلى، س��بحانه وتع��الى

(2)سبحان الله السبوح القدوس رب المالئكة والروح( قال اإلمام الحسن في الثناء على الله [701]الحديث: اللهم بن��ورك اهت��ديت، وبفض��لك اس��تغنيت، وبنعمت��ك: )تع��الى

أصبحت وأمسيت، ذنوبي بين ي��ديك أس��تغفرك وأت��وب إلي��ك، ال م��انع لم��ا أعطيت، وال معطي لم��ا منعت، أنت الج��د ال ينف��ع ذا

(3)الجد منك الجد، ال حول وال قوة إال بالله العلي العظيم( قال اإلمام الحسن في الثناء على الله [702]الحديث: اللهم إني أش��هدك وأش��هد مالئكت��ك وحمل��ة عرش��ك: )تع��الى

وجميع خلقك في سماواتك وأرضك إنك أنت الله الذي ال إل��ه إال اللهمأنت وحدك ال شريك لك، وإن محمدا عب��دك ورس��ولك

اكتب لي هذه الشهادة عن��دك ح��تى تلقينيه��ا ي��وم القيام��ة وق��د(4)رضيت بها عني إنك على كل شيء قدير(

قال اإلمام الحسن في الثناء على الله [703]الحديث:

.351 ص 43)( بحار األنوار: ج 1، وهو من دعاء العشرات.149)( مهج الدعوات، ص 2، وهو من دعاء العشرات.149)( مهج الدعوات، ص 3، وهو من دعاء العشرات.149)( مهج الدعوات، ص 4

195

اللهم ل��ك الحم��د حم��دا تض��ع ل��ك الس��ماوات كنفيه��ا،: )تع��الى وتسبح لك األرض ومن عليها، اللهم لك الحمد حمدا يصعد أول��ه وال ينفد آخره حمدا يزيد وال يبيد س��رمدا أب��دا ال انقط��اع ل��ه وال نف��اد حم��دا يص��عد وال ينف��د، اللهم ل��ك الحم��د في وعلي ومعي وقبلي وبعدي وأمامي وورائي وخلفي، وإذا مت وفنيت يا موالي ولك الحمد بجميع محامدك كله��ا على جمي��ع نعم��ك كله��ا، ول��ك الحمد في كل عرق ساكن، وعلى كل عرق ضارب، ولك الحم��دعلى كل أكلة وشربة وبطشة ونشطة وعلى كل موضع ش��عرة(

(1) قال اإلمام الحسن في الثناء على الله [704]الحديث: اللهم لك الحمد كله، ولك المن كله، ول��ك الخل��ق كل��ه،: )تعالى

��ه، وإلي��ك يرج��ع ولك الملك كله ولك األمر كله، وبيدك الخ��ير كل(2)األمر كله، عالنيته وسره وأنت منتهى الشأن كله(

قال اإلمام الحسن في الثناء على الله [705]الحديث: اللهم لك الحمد على حلمك بعد علمك في، ولك الحم��د: )تعالى

على عف��وك عني بع��د ق��درتك علي اللهم ل��ك الحم��د، ص��احب الحمد، ووارث الحمد ومالك الحمد ووارث الملك، ب��ديع الحم��د، ومبتدع الحم��د، وفي العه��د ص��ادق الوع��د، عزي��ز الجن��د، ق��ديم

(3)المجد( قال اإلمام الحسن في الثناء على الله [706]الحديث: اللهم لك الحمد رفيع الدرجات، مجيب الدعوات، م��نزل: )تعالى

اآليات من فوق سبع سماوات، مخرج النور من الظلمات، مبدل(4)السيئات حسنات وجاعل الحسنات درجات(

قال اإلمام الحسن في الثناء على الله [707]الحديث: اللهم ل��ك الحم��د غ��افر ال��ذنب وقاب��ل الت��وب، ش��ديد: )تع��الى

ال إله إال أنت إليك المص��ير، اللهم ل��ك الحم��د العقاب ذا الطول في الليل إذا يغشى ولك الحمد في النهار إذا تجلى ول�ك الحم�د في اآلخرة واألولى، ولك الحمد عدد كل نجم في السماء، ول��ك الحمد عدد كل قطرة في السماء ولك الحم��د ع��دد ك��ل قط��رة نزلت من السماء ولك الحمد ع�دد ك�ل قط��رة في البح��ار ول��ك الحم��د ع��دد الش��جر وال��ورق وال��ثرى والم��در والحص��ى والجن

، وهو من دعاء العشرات.149)( مهج الدعوات، ص 1، وهو من دعاء العشرات.149)( مهج الدعوات، ص 2، وهو من دعاء العشرات.149)( مهج الدعوات، ص 3، وهو من دعاء العشرات.149)( مهج الدعوات، ص 4

196

واإلنس والطير والبهائم والسباع واألنعام واله��وام، ول��ك الحم��د ع���دد م���ا على وج���ه األرض، وتحت األرض وم���ا في اله���واء والسماء، ولك الحمد عدد ما أحص��ى كتاب��ك، وأح��اط ب��ه علم��ك

(1)حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ابدا( في الثناء على الل��هالحسين قال اإلمام [708]الحديث:

يا من شأنه الكفاية، وسرادقه الرعاية، يا من هو الغاي��ة: )تعالى والنهاية، يا صارف السوء والس��واية والض��ر، اص��رف عني أذي��ة الع��المين من الجن واإلنس أجمعين.. اجعل��ني اللهم في ح��رزك وفي حزب���ك، وفي عي���اذك وفي س���ترك وفي كنف���ك من ك���ل شيطان مارد، وعدو راصد، ولئيم معان��د، وض��د كن��ود، ومن ك��ل��ه ��ه اس��تكفيت وعلى الل حاسد، ببسم الله استشفيت، وبسم الل ت��وكلت وب��ه اس��تعنت وإلي��ه اس��تعديت على ك��ل ظ��الم ظلم، وغاشم غشم، وطارق طرق، وزاجر زجر، فالله خير حافظا وهو

(2)ارحم الراحمين( في الثن��اء على الل��هالسجاد قال اإلمام [709]الحديث:

إلهي بك هامت القلوب الوالهة، وعلى معرفت��ك جمعت: )تعالى العق��ول المتباين��ة، فال تطمئن القل��وب إال ب��ذكراك، وال تس��كن النفوس إال عند رؤياك، أنت المس��بح في ك��ل مك��ان، والمعب��ود في كل زمان، والموج��ود في ك��ل أوان، والم��دعو بك��ل لس��ان، والمعظم في كل جنان، وأس��تغفرك من ك��ل ل��ذة بغ��ير ذك��رك، ومن كل راحة بغير أنسك، ومن كل سرور بغير قربك، ومن كل

(3)شغل بغير طاعتك( في الثن��اء على الل��هالسجاد قال اإلمام [710]الحديث:

إلهي قصرت األلسن عن بلوغ ثنائك كما يلي��ق بجالل��ك،: )تعالى وعجزت العقول عن إدراك كنه جمالك، وانحسرت األبصار دون النظ��ر إلى س��بحات وجه��ك، ولم تجع��ل للخل��ق طريق��ا إلى معرفت���ك إال ب���العجز عن معرفت���ك، إلهي فاجعلن���ا من ال���ذين توش��حت أش��جار الش��وق إلي��ك في ح��دائق ص��دورهم، وأخ��ذت لوعة محبت��ك بمج��امع قل��وبهم، فهم إلى أوك��ار األفك��ار ي��أوون، وفي ري��اض الق��رب والمكاش��فة يرتع��ون، ومن حي��اض المحب��ة بكأس المالطفة يكرعون، وشرائع المصافاة يردون، ق��د كش��ف

، وهو من دعاء العشرات.149)( مهج الدعوات، ص 1.298)( مهج الدعوات 2.303)( الصحيفة السجادية، ص 3

197

الغطاء عن أبص��ارهم، وانجلت ظلم��ة ال��ريب عن عقائ��دهم من ض��مائرهم، وانتفت مخالج��ة الش��ك عن قل��وبهم وس��رائرهم، وانشرحت بتحقيق المعرف��ة ص��دورهم، وعلت لس��بق الس��عادة

(1)في الزهادة هممهم( في الثن��اء على الل��هالسجاد قال اإلمام [711]الحديث:

إلهي ما ألذ خواطر اإلله��ام ب��ذكرك على القل��وب، وم��ا: )تعالى أحلى المس��ير إلي��ك باألوه��ام في مس��الك الغي��وب، وم��ا أطيب طعم حبك، وما أعذب شرب قربك، فأعذنا من طردك وإبعادك، واجعلن��ا من أخص عارفي��ك، وأص��لح عب��ادك، وأص��دق طائعي��ك، وأخلص عبادك يا عظيم ي��ا جلي��ل، ي��ا ك��ريم ي��ا مني��ل، برحمت��ك

(2)ومنك يا أرحم الراحمين( في الثن��اء على الل��هالسجاد قال اإلمام [712]الحديث:

الحمد الله األول بال أول كان قبله، واآلخر بال آخر يك��ون: )تعالى بعده، ال�ذي قص��رت عن رؤيت�ه أبص��ار الن��اظرين، وعج�زت عن نعته أوهام الواصفين.. ابتدع بقدرته الخل��ق ابت��داعا، واخ��ترعهم على مشيته اختراع��ا، ثم س��لك بهم طري��ق إرادت��ه، وبعثهم في سبيل محبته ال يملكون تأخيرا عما قدمهم إلي��ه، وال يس��تطيعون تقدما إلى ما أخرهم عن��ه، وجع��ل لك��ل روح منهم قوت��ا معلوم��ا مقسوما من رزقه، ال ينقص من زاده ناقص، وال يزي��د من نقص منهم زائد، ثم ضرب له في الحياة أجال موقوتا، ونصب ل��ه أم��دا محدودا يتخطى إليه بأيام عمره، ويرهقه بأعوام دهره، حتى إذا بلغ أقصى أثره واستوعب حساب عمره، قبضه إلى ما ندبه إليهاءوا بم��ا ذين أس�� ﴿من موفور ثوابه، أو مح�ذور عقاب�ه ليج�زي ال

ذين أحسنوا بالحسنى ]النجم: [ ع��دال من��ه31﴾عملوا ويجزي الأل عما يفع��ل وهم ال يس�� ﴿تقدس��ت أس��ماؤه وتظ��اهرت آالؤه

[، والحمد لل��ه ال��ذي ل��و حبس عن عب��اده23﴾يسألون ]األنبياء: معرفة حم��ده على م��ا أبالهم من منن��ه المتتابع��ة وأس��بغ عليهم من نعمه المتظاهرة، لتصرفوا في مننه فلم يحمدوه، وتوس��عوا في رزق��ه فلم يش��كروه، ول��و ك��انوا ك��ذلك لخرج��وا من ح��دود االنسانية إلى حد البهيمية، فك��انوا كم��ا وص��ف في محكم كتاب��ه

﴾إن هم إال كاألنعام بل هم أضل سبيال ]الفرقان: ﴿44])(3)

.418)( الصحيفة الكاملة السجادية، ص 1.418)( الصحيفة الكاملة السجادية، ص 2.33)( الصحيفة السجادية، ص 3

198

في الثن��اء على الل��هالسجاد قال اإلمام [713]الحديث: الحمد لله الذي خلق الليل والنه��ار بقوت��ه، وم��يز بينهم��ا: )تعالى

بقدرته، وجعل لكل واح��د منهم��ا ح��دا مح��دودا، وأم��دا مم��دودا، يولج كل واحد منهما في صاحبه، ويولج صاحبه فيه بتق��دير من��ه للعباد فيما يغذوهم به وينشئهم عليه، فخلق لهم الليل ليس��كنوا فيه من حركات التعب، ونهضات النصب، وجعله لباس��ا ليلبس��وا من رات��ه ومنام��ه، فيك��ون ذل��ك جمام��ا وق��وة، ولين��الوا ب��ه ل��ذة وش��هوة. وخل��ق لهم النه��ار مبص��را ليبتغ��وا في��ه من فض��له، وليتسببوا إلى رزق�ه، ويس��رحوا في أرض�ه، طلب��ا لم��ا في��ه ني��ل العاجل من دنياهم، ودرك االجل في اخ��راهم. بك��ل ذل��ك يص��لح ش��أنهم، ويبل��و أخب��ارهم وينظ��ر كي��ف هم في أوق��ات طاعت��ه، ومنازل فروضه ومواقع أحكامه ليجزي الذين أساءوا بما عمل��وا

(1)ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى( في الثن��اء على الل��هالسجاد قال اإلمام [714]الحديث:

يا من تحل به عقد المكاره، ويا من يفثأ به حد الشدائد،: )تعالى وي��ا من يلتمس من��ه المخ��رج إلى روح الف��رج، ذلت لق��درتك الص��عاب وتس��ببت بلطف��ك االس��باب، وج��رى بق��درتك القض��اء ومضت على إرادتك االشياء، فهي بمشيتك دون قولك م��ؤتمرة، وبإرادت��ك دون نهي��ك م��نزجرة.. أنت الم��دعو للمهم��ات، وأنت المف��زع في الملم��ات، الين��دفع منه��ا إال م��ا دفعت، وال ينكش��ف منها إال ما كشفت. وقد نزل بي يا رب ما قد تكأدني ثقل��ه، وألم بي ما قد بهظني حمله، وبقدرتك أوردته علي وبسلطانك وجهته إلي. فال مصدر لما أوردت، وال صارف لما وجهت، وال ف��اتح لم��ا أغلقت، وال مغلق لما فتحت، وال ميس�ر لم�ا عس�رت، وال ناص�ر لمن خذلت فصل على محمد وآله، وافتح لي يا رب باب الف��رج بطولك، واكسر عني سلطان الهم بحولك، وأنلني حس�ن النظ�ر فيما شكوت، وأذق��ني حالوة الص��نع فيم��ا س��الت. وهب لي من لدنك رحمة وفرجا هنيئا واجعل لي من عندك مخرج��ا وحي��ا. وال تشغلني باالهتمام عن تعاه��د فروض��ك واس��تعمال س��نتك. فق��د ضقت لما نزل بي يا رب ذرع��ا، وامتالت بحم��ل م��ا ح��دث علي هما، وأنت القادر على كشف مامنيت ب��ه، ودف��ع م��اوقعت في��ه،

(2 )فافعل بي ذلك وإن لم أستوجبه منك، يا ذا العرش العظيم(

. 51)( الصحيفة السجادية، ص 1. 56)( الصحيفة السجادية، ص 2

199

في الثن��اء على الل��هالسجاد قال اإلمام [715]الحديث: اللهم يا من برحمته يستغيث المذنبون، ويا من إلى ذكر: )تعالى

إحسانه يفزع المضطرون، ويا من لخيفته ينتحب الخ��اطئون، ي��ا أنس كل مستوحش غ��ريب، وي��ا ف��رج ك��ل مك��روب ك��ئيب، وي��ا غوث كل مخذول فريد، ويا عضد ك��ل محت��اج طري��د، أنت ال��ذي وسعت كل شيء رحمة وعلما، وأنت الذي جعلت لك��ل مخل��وق في نعمك سهما، وأنت الذي عفوه أعلى من عقابه، وأنت ال�ذي تسعى رحمته أمام غضبه، وأنت ال��ذي عط��اؤه أك��ثر من منع��ه، وأنت الذي اتسع الخالئق كلهم في وسعه، وأنت الذي ال ي��رغبفي جزاء من أعطاه، وأنت الذي ال يفرط في عقاب من عصاه(

(1) في الثن��اء على الل��هالسجاد قال اإلمام [716]الحديث:

اللهم لك الحمد على حسن قضائك، وبما ص��رفت ع��ني: )تعالى من بالئك، فالتجعل حظي من رحمتك ما عجلت لي من عافيتك فأكون قد شقيت بما أحببت وسعد غيري بم��ا ك��رهت، وإن يكن ما ظللت فيه أو بت فيه من هذه العافية بين يدي بالء ال ينقطع، ووزر ال يرتفع فقدم لي ما أخ��رت وأخ��ر ع��ني م��ا ق��دمت فغ��ير

(2)كثير ما عاقبته الفناء، وغيرقليل ما عاقبته البقاء( في الثن��اء على الل��هالسجاد قال اإلمام [717]الحديث:

اللهم يا ذا المل��ك المتأب��د ب��الخلود والس��لطان الممتن��ع: )تعالى بغير جنود وال أعوان، والع��ز الب��اقي على م��ر ال��دهور، وخ��والي األعوام، ومواضي األزمان واأليام، ع�ز س��لطانك ع�زا ال ح�د ل�ه بأولي��ة وال منتهى ل��ه بآخري��ة، واس��تعلى ملك��ك عل��وا س��قطت األشياء دون بلوغ أمده وال يبلغ أدنى م��ا اس��تأثرت ب��ه من ذل��ك أقص��ى نعت الن��اعتين. ض��لت في��ك الص��فات وتفس��خت دون��ك النعوت وح�ارت في كبريائ�ك لط�ائف االوه��ام، ك�ذلك أنت الل��ه األول في أوليت��ك، وعلى ذل��ك أنت دائم ال ت��زول، وأن��ا العب��د الضعيف عمال الجسيم أمال، خرجت من ي��دي أس��باب الوص��الت إال م��ا وص��له رحمت��ك، وتقطعت ع��ني عص��م اآلم��ال إال م��ا أن��ا معتصم به من عفوك، قل عندي ما أعت��د ب��ه من طاعت��ك وك��ثر علي ما أبوء به من معصيتك، ولن يضيق عليك عف��و عن عب��دك

. 80)( الصحيفة السجادية، ص 1. 90)( الصحيفة السجادية، ص 2

200

(1)وإن أساء فاعف عني( في الثن��اء على الل��هالسجاد قال اإلمام [718]الحديث:

سبحان من جعل االعتراف بالنعمة ل��ه حم��دا.. س��بحان: )تعالى(2)(من جعل االعتراف بالعجز عن الشكر شكرا

الباقر مخاطب��ا الل��ه تع��الى:قال اإلمام [719]الحديث: )يا ذا الذي كان قب��ل ك��ل ش��يء، ثم خل��ق ك��ل ش��يء، ثم يبقى ويفنى كل شيء، ويا ذا الذي ليس في السماوات العلى وال في(األرضين السفلى وال فوقهن وال بينهن وال تحتهن إله يعبد غ��يره

(3) الحمد لله الذي ال الصادق: )قال اإلمام [720]الحديث:

يحس وال يجس وال يمس، وال يدرك ب��الحواس الخمس، وال يق��عته الح��واس، أو عليه الوهم، وال تصفه األلسن، فكل ش��يء حس����ه ه��و العلي، جسته الجواس، أو لمسته األيدي فهو مخلوق، والل حيث ما يبتغى يوجد، والحمد لله الذي كان قبل أن يك��ون ك��ان، لم يوجد لوصفه كان، بل ك��ان أوال كائن��ا، لم يكون��ه مك��ون ج��ل ثناؤه، بل كون األشياء قبل كونها فكانت كما كونها، علم ما كان وما هو كائن، كان إذ لم يكن شيء، ولم ينطق فيه ناطق، فكان

(4)(إذ ال كان س��بحان الواح��د الص��ادق: )قال اإلم��ام [721]الحديث:

الذي ال إله غيره، القديم المبدىء الذي ال بدء له، الدائم الذي ال نفاد له، الحي الذي ال يموت، الخالق ما يرى وما ال يرى، الع��الم

(5)(كل شيء بغير تعليم، ذلك الله الذي ال شريك له اللهم إني أش��هد الص��ادق: )قال اإلمام [722]الحديث:

أنك كما تقول، وفوق ما يقول القائلون، وأشهد أنك كما شهدت لنفسك، وشهدت لك مالئكتك وأولو العلم بأنك قائم بالقس��ط ال

(6)(إله إال أنت وكما أثنيت على نفسك سبحانك وبحمدك��ه م��دبرقال اإلمام الصادق: [723]الحديث: )الحم��د لل

. 143)( الصحيفة السجادية، ص 1.283)( تحف العقول: ص 2.47)( التوحيد 3.60- 59)( التوحيد: 4. 46)( التوحيد: 5[4)( قرب اإلسناد 6

201

بق، وعالما بعد عالم، عن ط(3)، طبقا(2)، ومعيد األكوار(1)األدوار ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى عدال منه، تقدست أسماؤه، وجلت آالؤه، ال يظلم الن��اس ش��يئا، ولكن الناس أنفسهم يظلم��ون، يش��هد ب��ذلك قول��ه ج��ل قدم��ه:

�ره ) �را ي ة خي ة7﴿فمن يعم�ل مثق�ال ذر ( ومن يعم�ل مثق�ال ذرا يره ]الزلزلة: [ في نظ��ائر له�ا في كتاب��ه ال�ذي في��ه8،�� 7﴾شر

��ه وال من خلف��ه ال يأتي��ه الباط��ل من بين يدي ﴿تبيان ك��ل ش��يء و محم��د[، ولذلك قال سيدنا 42﴾تنزيل من حكيم حميد ]فصلت:

(4)(: )إنما هي أعمالكم ترد إليكم �ه رب الص�ادق: )قال اإلمام [724]الحديث: الحم�د لل

العالمين، الذي هدانا من الضالل، وعصمنا من أن نشبهه بشيء من خلق���ه، وأن نش���ك في عظمت���ه وقدرت���ه ولطي���ف ص���نعه��ر عن الش��ركاء وجبروت��ه، ج��ل عن األش��ياء واألض��داد، وتكب

(5) واألنداد( قال اإلمام الكاظم مخاطبا الله تعالى: [725]الحديث:

لم يكن ش��يء، وك��ان عرش��ك على الم��اء، إذ ال س��ماء كنت إذ)�ة، وال ش��مس تض�يء، وال قم��ر يج�ري، وال مبنية وال أرض مدحي ك���وكب دري، وال نجم يس���ري، وال س���حابة منش���أة، وال دني���ا معلوم��ة، وال آخ��رة مفهوم��ة، وتبقى وح��دك كم��ا كنت وح��دك،

(6)(علمت ما كان قبل أن يكون إلهي ب��دت ق��درتكقال اإلمام الرضا: ) [726]الحديث:

ولم تبد هيبتك فجهلوك، وبه ق��دروك والتق��دير على غ��ير م��ا ب��ه وصفوك، وإني بريء يا إلهي من ال�ذين بالتش��بيه طلب��وك، ليس كمثل��ك ش��يء، إلهي ولن ي��دركوك، وظ��اهر م��ا بهم من نعم��ك دليلهم علي��ك ل��و عرف��وك، وفي خلق��ك ي��ا إلهي مندوح��ة أن يتناولوك، بل سووك بخلقك فمن ثم لم يعرفوك، واتخ��ذوا بعض(آياتك ربا فبذلك وصفوك، تعاليت ربي عما به المشبهون نعتوك

(7)

)( األدوار: جمع دور، مصدر بمعنى الحركة.1)( األكوار: جمع كور، مصدر بمعنى الجماعة الكثيرة.2)( الطبق: وجه األرض.3( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )4.152/ 3)( بحار األنوار 5.175/ 57)( البحار 6.487)( أمالي الصدوق 7

202

��ه ف��اطرقال اإلمام الرض��ا: ) [727]الحديث: الحم��د لل األشياء إنش��اء، ومبت��دعها ابت��داء بقدرت��ه وحكمت��ه، ال من ش��يء فيبطل االختراع، وال لعلة فال يصح االبت��داع، خل��ق م��ا ش��اء كيف شاء، متوحدا بذلك إلظه��ار حكمت��ه وحقيق��ة ربوبيت��ه، ال تض��بطه العق��ول، وال تبلغ��ه األوه��ام، وال تدرك��ه األبص��ار، وال يحي��ط ب��ه مقدار، عج��زت دون��ه العب��ارة، وكلت دون��ه األبص��ار، وض�ل في��ه تصاريف الصفات، احتجب بغير حج��اب محج��وب، واس��تتر بغ��ير ستر مستور، عرف بغير رؤية، ووصف بغير ص��ورة، ونعت بغ��ير

(1)(جسم ال إله إال هو الكبير المتعال��ه ال��رحمنقال اإلمام الرضا: ) [728]الحديث: بسم الل

الرحيم الحمد لله الملهم عباده الحم��د، وف��اطرهم على معرف��ة ربوبيته، الدال على وج��وده بخلق��ه، وبح��دوث خلق��ه على أزل��ه، وبأش��باههم على أن ال ش��به ل��ه، المستش��هد آيات��ه على قدرت��ه، الممتن��ع من الص��فات ذات��ه، ومن األبص��ار رؤيت��ه، ومن األوه��ام اإلحاطة به، ال أمد لكونه، وال غاي��ة لبقائ��ه، ال تش��مله المش��اعر، وال يحجب��ه الحج��اب، فالحج��اب بين��ه وبين خلق��ه، المتناع��ه مم��ا يمكن في ذواتهم، وإلمكان ذواتهم مما يمتنع منه ذاته، والفتراق الصانع والمصنوع، والرب والمربوب، والح��اد والمح��دود، أح��د ال بتأويل عدد، الخالق ال بمعنى حركة، السميع ال ب��أداة، البص��ير ال بتفريق آلة، الشاهد ال بمماسة، البائن ال ببراح مس��افة، الب��اطن ال باجتنان، الظاهر ال بمحاذ، الذي قد حس��رت دون كنه��ه نواف��ذ األبص��ار، وقم��ع وج��وده جوائ��ل األوه��ام.. أول الديان��ة معرفت��ه، وكم��ال المعرف��ة توحي��ده، وكم��ال التوحي��د نفي الص��فات عن��ه،��ه لشهادة كل صفة أنها غير الموص��وف، وش��هادة الموص��وف أن غير الص��فة، وش��هادتهما جميع��ا على أنفس��هما بالبين��ة، الممتن��ع�ه فق�د ح�ده، ومن ح�ده فق�د ع�ده، منها األزل، فمن وص�ف الل ومن عده فقد أبط��ل أزل��ه، ومن ق��ال: كي��ف؟ فق��د استوص��فه، ومن قال: عالم؟ فق��د حمل��ه، ومن ق��ال: أين؟ فق��د أخلى من��ه، ومن ق��ال: إالم؟ فق��د وقت��ه، ع��الم إذ ال معل��وم، وخ��الق إذ ال مخلوق، ورب إذ ال مربوب، وإله إذ ال مألوه، وكذلك يوصف ربنا

(2)(وهو فوق ما يصفه الواصفون إلهي ت��اهت أوه��امقال اإلمام الرضا: ) [729]الحديث:

.10- 9/ 1)( علل الشرائع 1.56)( التوحيد 2

203

المتوهمين وقصر طرف الطارفين وتالشت أوصاف الواص��فين، واض���محلت أقاوي���ل المبطلين عن ال���درك لعجيب ش���أنك، أو الوقوع بالبلوغ إلى علوك.. هيهات ثم هيهات يا أولي يا وح��داني يا فرداني، شمخت في العلو بعز الك��بر، وارتفعت من وراء ك��ل

(1)(غورة ونهاية بجبروت الفخر � ما ورد جوابا على أسئلة وإشكاالت:3

وهي كثيرة، نقتصر منها على ما يلي: سئل اإلم��ام علي: )ه��ل رأيت رب��ك ي��ا [730]الحديث:

أم��ير المؤم��نين؟(، ق��ال: )أفأعب��د م��ا ال أرى؟( فق��ال: )وكي��ف تراه؟(، قال: )ال تدركه العي��ون بمش��اهدة العي��ان، ولكن تدرك��ه القلوب بحقائق اإليم��ان، ق��ريب من األش��ياء غ��ير مالبس، بعي��د منها غير مباين، متكلم ال بروية، مريد ال بهمة، صانع ال بجارح��ة، لطيف ال يوصف بالخفاء، كبير ال يوصف بالجفاء، بصير ال يوصف بالحاسة، رحيم ال يوصف بالرقة، تعن��و الوج��وه لعظمت��ه، وتجب

(2)القلوب من مخافته( سئل اإلم��ام علي: م��تى ك��ان ربن��ا ع��ز [731]الحديث:

وجل؟ فقال له: )لم يكن ربنا جل وعز فكان، وإنما يق��ال: م��تى كان لشيء لم يكن فكان، ه��و ك��ائن بال كينون��ة، ك��ائن لم ي��زل، ليس له قبل، فهو القبل وقب��ل الغاي��ة، انقطعت الغاي��ات عن��ده،

(3)فهو غاية كل غاية(��ه [732]الح��ديث: س��ئل اإلم��ام علي عن ص��فات الل

��ك الق��رآن علي��ه من ص��فته ائل، فم��ا دل تعالى: )انظر أيه��ا الس�� فائتم به، واستضئ بنور هدايته، وما كلفك الشيطان علمه، مم��ا

��بي وأئم��ةليس في الكت��اب علي��ك فرض��ه، وال في س��نة الن��ه س��بحانه، ف��إن الهدى عليهم السالم أثره، فك��ل علم��ه إلى الل ذلك منتهى حق الله عليك، و اعلم أن الراسخين في العلم، هم الذين أغناهم عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب، اإلقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فمدح الله تعالى اع��ترافهم ب��العجز عن تن��اول م��ا لم يحيط��وا ب��ه علم��ا، وس��مى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخا، فاقتصر على ذلك، وال تقدر عظمة الله سبحانه على قدر عقلك، فتك��ون

.66)( التوحيد 1.139- 138 ص 1(، والكافي: ج 179)( نهج البالغة: الخطبة رقم)2.109)( دستور معالم الحكم: ص 3

204

(1)من الهالكين( سئل اإلم��ام علي عن تفس��ير: ال ح��ول [733]الحديث:

وال قوة إال بالله؟ فقال: )تفسيرها: إنا ال نملك مع الله شيئا، وال نملك من دونه شيئا، وال نملك إال ما ملكن��ا مم��ا ه��و أمل��ك ب��ه..��ا م��ا ��ا وض��ع عن فمتى ملكنا ما هو أملك به كلفنا، ومتى أخ��ذ من كلفنا.. إن الله عز اسمه أمرنا مختبرا، ونهان��ا تح��ذيرا، وأعطان��ا

(2)على قليل كثيرا.. لن يطاع ربنا مكرها، ولن يعصى مغلوبا( سئل اإلمام علي عن اإليمان واإلسالم، [734]الحديث:

فقال: )إن الله ج�ل ثن�اؤه ابت��دأ األم�ور بعلم��ه فيه�ا، واص��طفى�ه اخت��ار لنفسه ما شاء، واستخلص م�ا أحب، فك��ان م�ا أحب: أن اإلسالم، فجعله دينا لعباده، اشتقه من اسمه، ألنه السالم ودين��ه اإلسالم، ال��ذي ارتض��اه لنفس��ه، فنحل��ه من أحب من خلق��ه، ثم شرفه فسهل شرائعه لمن ورده، وعزز أركانه على من حارب��ه، هيهات من أن يصطلمه مصطلم.. جعله ع�زا لمن وااله، وس�لما لمن دخله، وهدى لمن ائتم به، ونورا لمن استض��اء ب��ه، وبرهان��ا لمن تمسك به، وزين��ة لمن تجلل��ه، وعون��ا لمن انتحل��ه، وش��رفا لمن عرفه، وحجة لمن نطق به، وشاهدا لمن خاصم ب��ه، وفلج��ا لمن حاج به، وعلم��ا لمن وع��اه، وفهم��ا لمن رواه، وحكم��ا لمن قضى به، ولبا لمن تدبره، ويقينا لمن عقل��ه، وفهم��ا لمن تفطن��ق ب��ه، ونج��اة لمن به، وعبرة لمن اتعظ به، وحبال وثيقا لمن تعل صدق به، وم��ودة لمن أص��لح، وزلفى لمن اق��ترب، وراح��ة لمن��ة لمن آمن، وأمن��ا لمن أس��لم، فوض، ولباس��ا لمن اتقى، وكيفي

(3)وروحا للصادقين( عن وصف الله تعالى، فقال: )إن منسئل اإلمام الحسين

وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في االرتماس، م��ائال، عن المنه��اج، ظاعن��ا في االعوج��اج، ض��اال عن الس��بيل، ق��ائال غ��ير

الجميل( ثم قال: )أص��ف إلهي بم��ا وص��ف ب��ه نفس��ه، واعرف��ه بم��ا ع��رف ب��ه نفس��ه، ال ي��درك ب��الحواس، وال يق��اس بالن��اس، فه��و قريب غير ملتصق، وبعيد غير مقتص، يوحد وال يبعض، مع��روف

.91)( نهج البالغة: الخطبة رقم 1.110)( دستور معالم الحكم: ص 2.119- 114)( دستور معالم الحكم ومأثور مكارم الشيم، ص 3

205

(1)(باآليات، موصوف بالعالمات، ال إله إال هو الكبير المتعال عن الصمد، فقال:سئل اإلمام الحسين [735]الحديث:

)ال تخوضوا في القرآن، وال تج��ادلوا في��ه، وال تتكلم��وا في��ه بغ��ير��ه يق��ول: من ق��ال فيعلم، فق��د س��معت ج��دي رس��ول الل

ر القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار، وإنه سبحانه قد فس��ه أحد ) الل ه الصمد ]اإلخالص: 1﴿الصمد، فقال: [، ثم2،� 1﴾( الل

��د ) ��د ولم يول لم يل ره فق��ال: ��ه كف��وا أح��د3﴿فس�� ﴾( ولم يكن للم يلد4،�� 3]اإلخالص: لم يخرج منه ش��يء ك��ثيف كالول��د﴾﴿[..

��تي تخ��رج من المخل��وقين، وال ش��يء وسائر األش��ياء الكثيف��ة ال لطي��ف ك��النفس، وال يتش��عب من��ه الب��داوات، كالس��نة والن��وم، والخطرة والهم، والحزن والبهج��ة، والض��حك والبك��اء، والخ��وف والرجاء، والرغبة والسأمة، والجوع والشبع، تعالى أن يخرج منه

��د﴿شيء، وأن يتولد منه ش��يء ك��ثيف أو لطي��ف.. : لم﴾و لم يول يتولد منه شيء، ولم يخرج من شيء، كما يخرج األشياء الكثيفة

ء من الشيء، والداب��ة من الداب��ة، والنب��اتمن عناصرها كالشي من األرض، والم��اء من الين��ابيع، والثم��ار من األش��جار، وال كم��ا تخرج األشياء اللطيفة من مراكزها، كالبصر من العين، والس��مع من األذن، والش���م من األن���ف، وال���ذوق من الفم، والكالم من اللسان، والمعرفة والتمييز من القلب، وكالنار من الحجر، ال بل هو الله الصمد الذي ال من شيء، وال في شيء، وال على شيء، مبدع األشياء وخالقها، ومنشئ األشياء بقدرته، يتالشى ما خل��ق��ه الص��مد للفناء بمشيئة، ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه، فذلكم الل الذي لم يلد ولم يول��د، ع��الم الغيب والش��هادة الكب��ير المتع��ال،

(2)(ولم يكن له كفوا أحد عن الصمد، فقال:سئل اإلمام السجاد [736]الحديث:

)الصمد: الذي ال شريك ل��ه، وال ي��ؤوده حف��ظ ش��يء، وال يع��زب(3)(عنه شيء

سئل اإلمام السجاد عن التوحيد، فقال: [737]الحديث: ��ه ع��ز وج��ل علم أن��ه يك��ون في آخ��ر الزم��ان أق��وام )إن الل

ه أح��د ) قل هو الل مد )1﴿متعمقون فأنزل: ه الص�� ��د2( الل ( لم يل��د ) ��ه كف��وا أح��د ]اإلخالص: 3ولم يول -�� 1﴾( ولم يكن ل 4،]

.79)( التوحيد 1.90)( التوحيد 2.7)( معاني األخبار: ص 3

206

���ذات ﴿واآلي���ات من س���ورة الحدي���د إلى قول���ه: وه���و عليم ب(1)(ما وراء هنالك هلك[، فمن رام 6﴾الصدور ]الحديد:

رس��ولع�روج سئل اإلمام السجاد عن [738]الحديث: إلى الس��ماء وأم��ر الل��ه ل��ه بخمس��ين ص��الة، وكي��ف لم الل��ه

الم: يسأل الله التخفيف عن أمته حتى قال له موسى عليه الس�� ارجع إلى ربك فاسأل التخفيف، فإن أمتك ال تطيق ذلك؟ فقال:

كان ال يقترح على ربه عز وج��ل، وال يراجع��ه)إن رسول الله في شيء يأمره به، فلما سأله موسى عليه السالم ذل��ك فك��ان شفيعا ألمته إليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موس��ى، فرج��ع إلى

ربه فسأله التخفيف إلى أن ردها إلى خمس صلوات( فقيل له: فلم لم يسأله التخفيف عن خمس صلوات، وق��د

الم ذل��ك، فق��ال: أراد أن يحص��لطلب منه موسى عليه الس��من ﴿ألمته التخفيف مع أجر خمسين صالة، يقول الله عز وج��ل:

[، أال ت��رى أن��ه 160﴾جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ]األنع��ام: الم فق��ال: ي��ا لما هبط إلى األرض نزل عليه جبرئي��ل علي��ه الس��م��ا ﴿محمد إن ربك يقرئك السالم ويقول: إنها خمس بخمس��ين،

م للعبيد ]ق: ل القول لدي وما أنا بظال [29﴾يبد فقيل له: أليس الله تع��الى ذك��ره ال يوص��ف بمك��ان.. فم��ا

��ه الم لرس��ول الل ارج��ع إلىمع��نى ق��ول موس��ى علي��ه الس��ي الم: إن ﴿ربك؟.. فقال: معن��اه مع��نى ق��ول إب��راهيم علي��ه الس��

ي سيهدين ]الصافات: [، ومعنى قول موس��ى:99﴾ذاهب إلى ربى ]ط��ه: ��ك رب لترض�� ﴾ وعجلت إلي [، ومع��نى قول��ه )ع��ز84﴿ه ]ال�ذاريات: وا إلى الل فف�ر ﴾وجل(: [ يع�ني حج��وا إلى بيت50﴿

الله( ثم قال: )إن الكعبة بيت الله، فمن حج بيت الله فقد قص��د إلى الله، والمساجد بيوت الله، فمن سعى إليها فقد س��عى إلى الله وقصد إليه، والمصلي ما دام في صالته فهو واقف بين يدي��ه الله جل جالله، وأهل موقف عرف��ات هم وق��وف بين ي��دي الل عز وجل، وأن لله تعالى بقاع�ا في س�ماواته فمن ع�رج ب�ه إلى��ه ع��ز وج��ل يق��ول: بقعة منها فقد ع��رج ب��ه إلي��ه، أال تس��مع الل

��ه ]المع��ارج: وح إلي ��ة وال��ر ﴾تعرج المالئك [، ويق��ول في قص��ة4﴿��ه ]النس��اء: ه إلي ��ل رفع��ه الل الم: ب ﴾عيس��ى علي��ه الس�� ﴿158،]

.283)( التوحيد: ص 1207

الح ب والعم��ل الص�� عد الكلم الطي ��ه يص�� إلي ﴿ويق��ول ع��ز وج��ل: (1)[(10﴾يرفعه ]فاطر:

الص��مد، فق��ال: الباقر عن اإلمامسئل [739]الحديث: (2)()السيد المصمود إليه في القليل والكثير

الص��مد، فق��ال: الباقر عن اإلمامسئل [740]الحديث: انيت��ه،)تفسيره فيه، الصمد خمسة أحرف: ف��األلف: دلي��ل على

��ه إال ه��و ]آل عم��ران: ه ال إل ه أن هد الل ش�� ﴾وهو قوله عز وج��ل: ﴿ الالم:. ووإشارة إلى الغائب عن درك الحواس.[، وذلك تنبيه 18

��ه.. واألل��ف والالم م��دغمان، ال ��ه ه��و الل دلي��ل على إلهيت��ه بأن يظه��ران على اللس��ان وال يقع��ان في الس��مع، ويظه��ران في الكتابة دليالن على أن إلهيته بلطف��ه خافي��ة ال ت��درك ب��الحواس، وال تقع في لسان واصف، وال أذن س��امع، ألن تفس��ير اإلل��ه ه��و الذي أله الخلق عن درك ماهيته وكيفيت��ه بحس أو ب��وهم، ال ب��ل هو مبدع األوهام وخالق الحواس، وإنما يظهر ذل��ك عن��د الكتاب��ة��ه س��بحانه أظه��ر ربوبيت��ه في إب��داع الخل��ق، دلي��ل على أن الل وتركيب أرواحهم اللطيفة في أجسادهم الكثيفة، فإذا نظ��ر عب��د إلى نفسه لم ير روحه، كما أن الم الصمد ال تتبين وال تدخل في

حاسة من حواسه الخمس.��ر فإذا نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفي ولطف، فمتى تفك العبد في ماهية الباري وكيفيته أله فيه وتحير، ولم تح��ط فكرت��ه��ه ع��ز وج��ل خ��الق الص��ور، ف��إذا نظ��ر إلى بشيء يتصور له، ألن��ه ع��ز وج��ل خ��القهم، وم��ركب أرواحهم في خلق��ه ثبت ل��ه أن

أجسادهم. و أما الصاد: فدليل على أنه عز وجل صادق، وقوله صدق، وكالمه ص��دق، ودع��ا عب��اده إلى اتب��اع الص��دق بالص��دق، ووع��د

بالصدق دار الصدق. و أما الميم: فدليل على ملكه، وأنه الملك الح��ق، لم ي��زل

وال يزال وال يزول ملكه.��ه ع��ز وج��ل دائم و أما الدال: ف��دليل على دوام ملك��ه، وأن تعالى عن الكون والزوال، بل هو الله عز وجل يك��ون الكائن��ات

(3)(الذي كان بتكوينه كل كائن

.132 ص 1)( علل الشرائع: ج 1.94)( التوحيد 2.92)( التوحيد 3

208

عن قول الله تع��الى الباقراإلمامسئل [741]الحديث: ماوات واألرض ]البق��رة: ��ديع الس�� ﴾ ب ��ه117﴿ [، فق��ال: )إن الل

ابتدع األشياء كلها بعلمه على غير مثال ك�ان وابت��دع الس�ماوات(1)(واألرضين ولم يكن قبلهن سماوات وال أرضون

: أيجوز أن يق��ال: إن الباقر اإلمامسئل [742]الحديث: ��ه ع��ز وج��ل ش��يء؟ ق��ال: )نعم، يخرج��ه من الح��دين: ح��د الل

(2)(التعطيل، وحد التشبيه : أيجوز أن يقال: لله: الباقراإلمامسئل [743]الحديث: نعم، تخرجه من الح��دين: ح��د اإلبط��ال وح��د )إنه موجود؟ قال:

(3 )التشبيه( أخبرني عن الله عز الباقر: سئل اإلمام [744]الحديث:

وجل متى كان؟ فق��ال: )م��تى لم يكن حتى أخ��برك م��تى ك��ان، سبحان من لم ي��زل وال ي��زال ف��ردا ص��مدا لم يتخ��ذ ص��احبة وال

(4)(ولدا��ك؟ الصادق: سئل اإلمام [745]الحديث: بما عرفت رب

قال: )بفسخ العزم ونقض الهم، عزمت ففسخ عزمي، وهممت(5)(فنقض همي

:تع��الى عن قول��ه الص��ادقسئل اإلمام [746]الحديث: هدهم على تهم وأش�� ي ك من بني آدم من ظهورهم ذر ﴿وإذ أخذ رب

كم قالوا بلى ]األعراف: [ فقال: )ثبتت172﴾أنفسهم ألست برب ، وسيذكرونه يوما م��ا، ول��والمعرفة في قلوبهم، ونسوا الموقف

(6)(ال ذلك لم يدر أحد من خالقه وال من رازقه سئل اإلمام الصادق عن قوله جل وعز: [747]الحديث:

﴾هو األول واآلخ��ر ]الحدي��د: بل��ه[، فق��ال: )األول ال عن أول ق3﴿ وال عن ب��دء س��بقه، وآخ��ر ال عن نهاي��ة كم��ا يعق��ل من ص��فات المخلوقين، ولكن قديم أول وآخر، لم ي�زل وال ي��زال بال ب��دء وال نهاية، ال يقع عليه الحدوث، وال يحول من حال إلى ح��ال، خ��الق

(7)(كل شيء

.373/ 1)( تفسير العياشي 1.8)( معاني األخبار 2.8)( معاني األخبار 3.54، ص 2)( اإلحتجاج: ج 4289)( التوحيد: 5.241)( المحاسن: 6.12)( معاني األخبار: 7

209

أخ��برني أيس��ئل اإلم��ام الص��ادق: [748]الح��ديث: األعمال أفضل؟ قال: توحيدك لربك.. قيل: فما أعظم ال��ذنوب؟

(1)(قال: تشبيهك لخالقك عن التوحيد، فقال:سئل اإلمام الصادق [749]الحديث:

)هو عز وجل مثبت موجود، ال مبط��ل وال مع��دود، وال في ش��يء من صفة المخلوقين، وله عز وج��ل نع��وت وص��فات، فالص��فات ل�ه، وأس�ماؤها جاري�ة على المخل��وقين، مث�ل الس�ميع والبص��ير والرؤوف والرحيم وأشباه ذلك، والنعوت نع��وت ال��ذات ال تلي��ق

ظالم فيه، وحي ال م��وت ل��ه، إال بالله تبارك وتعالى، والله نور ال وعالم ال جهل فيه، وصمد ال مدخل فيه، ربنا ن��وري ال��ذات، حي

(2)(الذات، عالم الذات، صمدي الذات��ه ع��ز [750]الحديث: سئل اإلمام الصادق عن قول الل

ر وأخفى ]طه: يعلم الس ﴾وجل: [ ، فق��ال: )الس��ر م��ا كتمت��ه7﴿(3)(نفسك، وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيتهفي

��ه ع��زعن سئل اإلمام الصادق [751]الحديث: قول اللهادة ]األنعام: عالم الغيب والش ﴾وجل: [ فق��ال: )الغيب: م��ا73﴿

(4)(ة: ما قد كانلم يكن، والشهاد��ه سئل اإلمام الصادق [752]الحديث: ع��زعن قول الل

��ة األعين ]غ��افر: يعلم خائن ﴾وج��ل: [، فق��ال: )أ لم ت��ر إلى19﴿(أنه ال ينظر إليه، فذلك خائنة األعينالرجل ينظر إلى الشيء وك

(5) أرأيت ما كان وماسئل اإلمام الصادق: [753]الحديث:

هو كائن إلى يوم القيامة أليس كان في علم الله تع��الى؟ ق��ال:(6)(بلى قبل أن يخلق السماوات واألرض)

��ه تب��اركس��ئل اإلم��ام الص��ادق [754]الحديث: عن الل وتعالى: أكان يعلم المكان قبل أن يخلق المك��ان أم علم��ه عن��د

��ه ب��ل لم ي��زل عالم��ا )ما خلقه وبعد ما خلقه؟ فق��ال: تع�الى الل بالمكان قبل تكوينه كعلمه به بعد ما كونه، وكذلك علم��ه بجمي�ع

.299/ 2)( أمالي الشيخ الطوسي: 1.140)( التوحيد: 2.143)( معاني األخبار: 3.146)( معاني األخبار: 4.147)( معاني األخبار: 5.135)( التوحيد: 6

210

(1)(األشياء كعلمه بالمكان��ه ع��زعن سئل اإلمام الصادق [755]الحديث: قول الل

ماوات واألرض ]البق��رة: ه الس ﴾وجل: وسع كرسي [ ق��ال:255﴿(2)()علمه

��ه سئل اإلمام الصادق [756]الحديث: ع��زعن قول اللماوات واألرض ]البقرة: ه الس ﴾وجل: وسع كرسي [ فقال:255﴿

ما بينهما في الكرسي، والعرش ه��و العلم)السماوات واألرض و(3)(الذي ال يقدر أحد قدره

��ه سئل اإلمام الصادق [757]الحديث: ع��زعن قول الل��ده38﴿وجل: لكل أجل كتاب ) اء ويثبت وعن ه ما يش�� ( يمحو الل

��اب ]الرع��د: [، فق��ال: )إذا ك��انت ليل��ة الق��در39،�� 38﴾أم الكت ن��زلت المالئك��ة وال��روح والكتب��ة إلى س��ماء ال��دنيا فيكتب��ون م��ا

��هيكون من قضاء الله تبارك وتعالى في تلك السنة فإذا أراد الل��ه أن يمح��و م��ا أن يقدم أو يؤخر أو ينقص شيئا أو يزيده أمر الل يشاء ثم أثبت الذي أراد(، قي��ل ل��ه: وك��ل ش��يء عن��ده بمق��دار،

..قال: نعم.. قيل له: فأي ش�يء يك�ون بع�ده؟ مثبت في كتابه؟��ه ��ه أيض��ا م��ا يش�اء تب��ارك الل �ه ثم يح��دث الل قال: )س��بحان الل

(4)(وتعالى علم الله ومشيئتهسئل اإلمام الصادق: [758]الحديث:

هما مختلفان أم متفق��ان؟ فق��ال: )العلم ليس ه��و المش��يئة، أال ترى أنك تقول: سأفعل كذا إن شاء الله، وال تقول: سأفعل ك��ذا��ه لم يش��أ، ف��إذا إن علم الله، فقولك: إن شاء الله دليل على أن

(5)(شاء كان الذي شاء كما شاء، وعلم الله سابق للمشيئة��ه ع��ز [759]الحديث: سئل اإلمام الصادق عن قول الل

هو األول واآلخر ]الحديد: ﴾وجل: [ وقيل ل��ه: أم��ا األول فق��د3﴿ إن��ه ليس ش��يء إال )ه، وأما اآلخر فبين لنا تفسيره، فقال:عرفنا

يبيد أو يتغير، أو يدخل��ه التغ��ير وال��زوال، أو ينتق��ل من ل��ون إلى لون، ومن هيئة إلى هيئة، ومن صفة إلى صفة، ومن زي��ادة إلى��ه لم ي��زل نقصان، ومن نقصان إلى زيادة إال رب الع��المين، فإن وال يزال واحدا، هو األول قبل كل شيء، وهو اآلخ��ر على م��ا لم

.137)( التوحيد: 1.327)( التوحيد: 2.327)( التوحيد: 3.337- 336/ 1)( تفسير علي بن إبراهيم 4.146)( التوحيد: 5

211

يزل ال تختلف عليه الصفات واألسماء ما يختلف على غيره مثل اإلنسان الذي يكون ترابا مرة، وم��رة لحم��ا، وم��رة دم��ا، وم��رة رفاتا ورميما، وكالتمر الذي يكون مرة بلحا، ومرة بس��را، وم��رة رطبا، ومرة تمرا فتتبدل عليه األسماء والصفات، والله عز وجل

(1)(بخالف ذلك إن أس��اس ال��دين الصادق: قيل لإلمام [760]الحديث:

التوحيد والعدل، وعلمه كثير، وال بد لعاقل منه، فاذكر ما يس��هل الوقوف عليه، ويتهيأ حفظه، فق��ال: )أم��ا التوحي��د ف��أن ال تج��وز

وأما العدل ف��أن ال تنس��ب إلى خالق��ك. على ربك ما جاز عليك.(2)(ما المك عليه

��ه الص��ادق: س��ئل اإلم��ام [761]الح��ديث: ألم ي��زل الل مريدا؟ فقال: )إن المريد ال يك��ون إال لم��راد مع��ه، ب��ل لم ي��زل

(3)(عالما قادرا ثم أراد��ه الص��ادق:اإلم��امقال رج��ل عن��د [762]الحديث: )الل

أكبر(. فقال: الله أك��بر من أي ش��يء؟ فق��ال: من ك��ل ش��يء..��ه أك��بر. فقال: حددته. فقال الرجل: كيف أقول؟ ق��ال: ق��ل: الل(4)(من أن يوصف

عن التوحيد، فقال:سئل اإلمام الصادق [763]الحديث: )واحد، صمد، أزلي، ص��مدي، ال ظ��ل ل��ه يمس��كه، وه��و يمس��ك األش�ياء بأظلته�ا، ع�ارف ب�المجهول، مع�روف عن��د ك�ل جاه�ل، ف��رداني ال خلق��ه في��ه وال ه��و في خلق��ه، غ��ير محس��وس وال مجسوس، وال تدرك�ه األبص��ار، عال فق�رب، ودن�ا فبع�د، وعص��ي��ه ��ه س��ماواته، وأن فغفر، وأطيع فشكر، ال تحوي��ه أرض��ه، وال تقل

ينس��ى وال يله��و، وال حام��ل األش��ياء بقدرت��ه، ديم��ومي أزلي، ال يغلط وال يلعب، وال إلرادته فصل، وفصله جزاء، وأمره واقع، لم

(5)(يلد فيورث، ولم يولد فيشارك، ولم يكن له كفوا أحد : م��ا ال��دليل علىسئل اإلم��ام الص��ادق [764]الحديث:

(6)(الواحد؟ فقال: )ما بالخلق من الحاجة التوحيد فقال:سئل اإلمام الكاظم عن [765]الحديث:

.314)( التوحيد: 1.11)( معاني األخبار: 2.146)( التوحيد: 3.313- 312، والتوحيد: 117/ 1)( أصول الكافي 4.57)( التوحيد: 5[377)( تحف العقول 6

212

��ه تع��الى ذك��ره في كتاب��ه )ال تتج��اوز في التوحي��د م��ا ذك��ره الل فتهلك، واعلم أن الله تب��ارك وتع��الى واح��د أح��د ص��مد، لم يل��د فيورث، ولم يولد فيشارك، ولم يتخذ صاحبة وال ولدا وال شريكا، وأنه الحي الذي ال يموت، والقادر الذي ال يعجز، والقاهر الذي ال

والب��اقييغلب، والحليم ال��ذي ال يعج��ل، وال��دائم ال��ذي ال يبي��د، الذي ال يف�نى، والث�ابت ال�ذي ال ي�زول، والغ�ني ال�ذي ال يفتق�ر، والعزيز ال��ذي ال ي��ذل والع��الم ال��ذي ال يجه��ل، والع��دل ال��ذي ال يجور، والجواد الذي ال يبخل، وأنه ال تقدره العقول، وال تقع عليه��ه ال تدرك ﴿األوه��ام، وال تحي��ط ب��ه األقط��ار، وال يحوي��ه مك��ان،

[،103﴾األبصار وهو يدرك األبصار وهو اللطيف الخبير ]األنع�ام: ميع البصير ]الش��ورى: ليس كمثله شيء وهو الس ﴾و ﴿[، م��ا11﴿

هم يكون من نجوى ثالثة إال هو رابعهم وال خمسة إال ه��و سادس�� ﴾وال أدنى من ذلك وال أكثر إال هو معهم أين ما كانوا ]المجادل��ة:

ء قبله، واآلخر ال��ذي ال ش��يء بع��ده،[، وهو األول الذي ال شي7 وه��و الق��ديم وم��ا س��واه مخل��وق مح��دث، تع��الى عن ص��فات

(1)(المخلوقين علوا كبيرا الله واحد واإلنسانسئل اإلمام الرضا: [766]الحديث:

ق��ال: )إنم��ا التش��بيه في فواحد، أليس قد تش��ابهت الوحداني��ة؟ المع���اني، فأم���ا في األس���ماء فهي واح���دة، وهي دالل���ة على��ة ��ه جث المسمى، وذلك ألن اإلنسان وإن قيل واحد فإنما يخبر أن واحدة، وليس باثنين، فاإلنسان نفس�ه ليس بواح�د ألن أعض��اءه مختلفة وألوانه مختلفة كث��يرة غ��ير واح��دة، وه��و أج��زاء مج��زأة ليست بسواء، دمه غير لحم��ه، ولحم��ه غ��ير دم��ه، وعص��به غ��ير عروقه، وشعره غير بشره، وسواده غ��ير بياض��ه، وك��ذلك س��ائر جميع الخلق، فاإلنس��ان واح��د في االس��م ال واح��د في المع��نى، والله جل جالله واحد ال واحد غيره، ال اختالف فيه وال تفاوت وال��ف من زيادة وال نقصان، فأما اإلنسان المخلوق المص��نوع المؤل

(2)أجزاء مختلفة وجواهر شتى غير أنه باالجماع شيء واحد( اللطيف الخبير،سئل اإلمام الرضا عن [767]الحديث:

فق��ال: )إنم��ا قلن��ا: اللطي��ف للخل��ق اللطي��ف، ولعلم��ه بالش��يء اللطيف وغير اللطيف، وفي الخلق اللطيف من الحيوان الصغار من البعوض والجرجس وما هو أص��غر منه��ا م��ا ال تك��اد تس��تبينه

.76)( التوحيد 1.129- 127/ 1)( عيون أخبار الرضا 2

213

العيون، بل ال يكاد يس��تبان لص��غره ال��ذكر من األن��ثى، والح��دث المولود من القديم، فلم��ا رأين��ا ص��غر ذل��ك في لطف��ه واهتدائ��ه للفساد والهرب من الم��وت والجم��ع لم��ا يص��لحه مم��ا في لجج البحار وما في لحاء األشجار والمفاوز والقفار وفهم بعض��ها عن بعض منطقها وما تفهم به أوالده��ا عنه��ا ونقله��ا الغ��ذاء إليه��ا ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة وبياضها م��ع خض��رة، وم��ا ال تك��اد عيوننا تستبينه بتم��ام خلقه��ا، وال ت��راه عيونن��ا وال تلمس��ه أي��دينا علمنا أن خالق هذا الخلق لطيف لطف في خلق م��ا س��ميناه بال��ه عالج وال أداة وال آلة، إن كل صانع شيء فمن شيء صنع، والل

(1)الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع ال من شيء( عن أدنى المعرف��ةسئل اإلم��ام الرض��ا [768]الحديث:

فقال: )اإلقرار بأنه ال إله غيره، وال شبه له وال نظير، وأنه ق��ديم(2)(مثبت، موجود غير فقيد، وأنه ليس كمثله شيء

��هسئل اإلمام الرضا [769]الحديث: عن اإلرادة من الل عز وجل ومن الخلق، فقال: )اإلرادة من المخلوق الض��مير وم��ا��ه ع�ز وج�ل فإرادت��ه يبدو له بع�د ذل�ك من الفع��ل، وأم��ا من الل إحداثه ال غير ذلك ألنه ال يروى وال يهم وال يتفكر، وهذه الصفات��ه تع��الى هي ��ة عن��ه، وهي من ص��فات الخل��ق، ف��إرادة الل منفي الفعل ال غير ذلك، يقول له: كن فيكون بال لفظ وال نطق بلسان

(3)(وال همة وال تفكر، وال كيف كذلك كما أنه بال كيف عن الج��واد، فق�ال:سئل اإلمام الرض��ا [770]الحديث:

)إن لكالمك وجهين: فإن كنت تسأل عن المخلوق، ف��إن الج��واد الذي يؤدي ما افترض الله عز وجل عليه، والبخيل من بخل بم��ا افترض الله عليه، وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى، وهو الجواد إن منع، ألنه إن أعطى عبدا أعطاه ما ليس له، وإن

(4)(منع، منع ما ليس له : )هل يجوز أن يكلفسئل اإلمام الرضا [771]الحديث:

��ة وال مع��نى؟(، ق��ال: )ال الحكيم عبده فعال من األفاعيل لغير عل(5)(يجوز ذلك، ألنه حكيم غير عابث وال جاهل

: )لم أم��ر الخل��قس��ئل اإلم��ام الرضا [772]الح��ديث: .129- 127/ 1)( عيون أخبار الرضا 1.283)( التوحيد 2.119/ 1)( عيون أخبار الرضا 3.43/ 1)( الخصال 4.256- 251/ 1)( علل الشرائع 5

214

��ه ع��ز ��ه وبرس��وله وحجت��ه وبم��ا ج��اء من عن��د الل ب��اإلقرار بالل )لعلل كثيرة، منها: إن من لم يقر بالله ع��ز وج��ل قال: وجل؟(،

لم يتجنب معاص��يه، ولم ينت��ه عن ارتك��اب الكب��ائر، ولم ي��راقب أحدا فيما يشتهي ويستلذ من الفساد والظلم، فإذا فع��ل الن��اس ه��ذه األش��ياء وارتكب ك��ل إنس��ان م��ا يش��تهي ويه��واه من غ��ير مراقبة ألحد كان في ذلك فساد الخلق أجمعين، ووثوب بعض��هم على بعض، وأباحوا الدماء والسبي، وقتل بعضهم بعضا من غ��ير حق وال جرم، فيكون في ذلك خراب الدنيا وهالك الخلق وفساد

��ه ع��ز وج��ل حكيم، وال يك��ون. الح��رث والنس��ل. ومنه��ا: إن الل الحكيم وال يوص��ف بالحكم��ة إال ال��ذي يحظ��ر الفس��اد وي��أمر بالص��الح، ويزج��ر عن الظلم، وينهى عن الف��واحش، وال يك��ون حظ��ر الفس��اد واألم��ر بالص��الح والنهي عن الف��واحش إال بع��د اإلقرار بالله عز وجل ومعرفة اآلمر والن��اهي، فل��و ت��رك الن��اس��ه وال معرف��ة لم يثبت أم��ر بص��الح وال نهي عن بغ��ير إق��رار بالل��ا ق��د وج��دنا الخل��ق ق��د فس��اد، إذ ال آم��ر وال ن��اهي.. ومنه��ا: إن��ه يفسدون بأمور باطنة مستورة عن الخلق، فل��و ال اإلق��رار بالل عز وجل وخشيته ب��الغيب لم يكن أح��د إذا خال بش��هوته وإرادت��ه يراقب أحدا في ترك معصية وانته��اك حرم��ة وارتك��اب كب��ير إذا كان فعله ذل��ك مس��تورا عن الخل��ق بغ��ير م��راقب ألح��د، وك��ان

ذل��ك هالك الخل��ق أجمعين، فلم يكن ق��وام الخل��ق يك��ون في وصالحهم إال باإلقرار منهم بعليم خب��ير يعلم الس��ر وأخفى، آم��ر بالصالح، ناه عن الفساد، وال يخفى عليه خافية، ليكون في ذل��ك

(1)(انزجار لهم يخلون به من أنواع الفساد : )لم وجب علىس��ئل اإلم��ام الرضا [773]الح��ديث:

لعلل،( قال: )الخلق اإلقرار والمعرفة بأن الله تعالى واحد أحد؟ منها: إنه لو لم يجب ذلك عليهم لج��از لهم أن يتوهم��وا م��دبرين أو أكثر من ذل��ك وإذا ج��از ذل��ك لم يهت��دوا إلى الص��انع لهم من غيره، ألن كل إنسان منهم ال ي��دري لعل��ه إنم��ا يعب��د غ��ير ال��ذي خلق��ه، ويطي��ع غ��ير ال��ذي أم��ره، فال يكون��وا على حقيق��ة من صانعهم وخالقهم، وال يثبت عن�دهم أم�ر آم�ر، وال نهي ن�اه، إذ ال

منه�ا: أن ل�و ج�از أن. ويعرف اآلمر بعينه، وال الناهي من غ��يره. يكون اثنين لم يكن أح��د الش��ريكين أولى ب��أن يعب��د ويط��اع من

.256- 251/ 1)( علل الشرائع 1215

اآلخر، وفي إجازة أن يطاع ذلك الشريك إجازة أن ال يطاع الله، وفي أن ال يطاع الله عز وجل الكفر بالله وبجمي��ع كتب��ه ورس��له وإثبات كل باطل وترك كل حق، وتحليل كل حرام، وتحريم ك��ل حالل، والدخول في كل معصية، والخروج من كل طاعة، وإباحة

ومنها: إنه لو جاز أن يكون أكثر من. كل فساد وإبطال كل حق. واحد لجاز إلبليس أن يدعي أنه ذلك اآلخر حتى يضاد الله تعالى في جمي��ع حكم�ه، ويص�رف العب�اد إلى نفس�ه فيك��ون في ذل�ك

(1)(أعظم الكفر وأشد النفاق : )لم وجب علىس��ئل اإلم��ام الرضا [774]الح��ديث:

قال: )لعلل، منه��ا:(، الخلق اإلقرار بالله بأنه ليس كمثله شيء؟ ألن يكون��وا قاص��دين نح��وه بالعب��ادة والطاع��ة دون غ��يره، غ��ير

ومنها: إنهم لو لم يعلموا. مشبه عليهم ربهم وصانعهم ورازقهم. أنه ليس كمثله شيء لم يدروا لعل ربهم وصانعهم هذه األص��نام التي نص��بها لهم آب��اؤهم، والش��مس والقم��ر والن��يران، إذا ك��ان جائزا أن يك��ون مش��بها، وك��ان يك��ون في ذل��ك الفس��اد، وت��رك طاعاته كلها، وارتكاب معاصيه كله�ا على ق�در م�ا يتن��اهى إليهم

��ه ل��و لم يجب. من أخبار هذه األرباب وأمره��ا ونهيه��ا. ومنه��ا: إن عليهم أن يعرفوا أنه ليس كمثله ش��يء لج��از عن��دهم أن يج��ري��ر علي��ه م��ا يج��ري على المخل��وقين من العج��ز والجه��ل والتغي وال��زوال والفن��اء والك��ذب واالعت��داء، ومن ج��ازت علي��ه ه��ذه األشياء لم يؤمن فناؤه ولم يوثق بعدله ولم يحقق قول��ه وأم��ره ونهيه ووعده ووعي��ده وثواب��ه وعقاب��ه، وفي ذل��ك فس��اد الخل��ق

(2)(وإبطال الربوبية : )لم احتجب الله؟(،سئل اإلمام الرضا [775]الحديث:

فقال: )إن الحجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم، فأما ه��و فال تخفى(3)(عليه خافية في آناء الليل والنهار

: )لم ال ي��درك الل��هس��ئل اإلم��ام الرضا [776]الحديث: بحاسة البصر؟(، قال: )للف��رق بين��ه وبين خلق��ه ال��ذين ت��دركهم حاسة األبصار، ثم هو أج��ل من أن تدرك��ه األبص��ار أو يحي��ط ب��ه

(4)(وهم أو يضبطه عقل

.256- 251/ 1)( علل الشرائع 1.256- 251/ 1)( علل الشرائع 2.119/ 1)( علل الشرائع 3.119/ 1)( علل الشرائع 4

216

: )حد لنا ربك(، قال:سئل اإلمام الرضا [777]الحديث: )إنه ال يحد(، قيل: لم؟.. قال: )ألنه ك��ل مح��دود متن��اه إلى ح��د، فإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة، وإذا احتم��ل الزي��ادة احتم��ل

(1)(النقصان، فهو غير محدود وال متزايد وال متجز وال متوهم��ه ع��زسئل اإلمام الرضا [778]الحديث: : )لم خل��ق الل

وجل الخلق على أنواع شتى، ولم يخلقه نوع��ا واح��دا؟(، فق��ال: )لئال يقع في األوهام أنه عاجز فال تقع ص��ورة في وهم ملح��د إال وقد خلق الله عز وجل عليها خلق��ا، وال يق��ول قائ��ل: ه��ل يق��در الله عز وجل على أن يخلق على صورة كذا وك��ذا إال وج��د ذل��ك في خلقه تبارك وتعالى فيعلم بالنظر إلى أن��واع خلق��ه أن��ه على

(2)(كل شيء قدير : )ما الدليل على أنسئل اإلمام الرضا [779]الحديث:

��ه اثن��ان دلي��ل على أن��ه خالق الكون واحد؟(، فق��ال: )قول��ك: إن واحد، ألنك لم تدع الثاني إال بعد إثباتك الواح��د، فالواح��د مجم��ع

(3)(عليه، وأكثر من واحد مختلف فيه��ه [780]الحديث: ��ه: إن سئل اإلمام الرضا: )هل يقال لل

شيء؟(، فقال: )نعم، وقد سمى نفسه بذلك في كتاب��ه، فق��ال:ه شهيد بيني وبينكم ]األنع��ام: ﴾قل أي شيء أكبر شهادة قل الل ﴿

(4)([ فهو شيء ليس كمثله شيء19 ف��إن صف لنا ربك،سئل اإلمام الرضا: [781]الحديث:

إنه من يصف ربه بالقي��اس ال )من قبلنا قد اختلفوا علينا، فقال: ي���زال ال���دهر في االلتب���اس، م���ائال عن المنه���اج، ظاعن���ا في االعوجاج، ضاال عن السبيل، قائال غير الجميل، أعرفه بما ع��رف به نفسه من غير رؤي��ة، وأص��فه بم��ا وص��ف ب��ه نفس��ه من غ��ير ص��ورة، ال ي��درك ب��الحواس، وال يق��اس بالن��اس، مع��روف بغ��ير تشبيه، ومتدان في بعده ال بنظير، ال يمثل بخليقته، وال يجور في قض��يته، الخل��ق إلى م��ا علم منق��ادون، وعلى م��ا س��طر في المكنون من كتابه ماض��ون وال يعمل��ون خالف م��ا علم منهم وال غيره يريدون، فهو قريب غير ملتزق، وبعيد غ��ير متقص، يحق��ق وال يمثل، ويوحد وال يبعض، يعرف باآليات ويثبت بالعالم��ات، فال

.119/ 1)( علل الشرائع 1.75/ 2)( عيون أخبار الرضا 2.270- 269)( التوحيد 3.134/ 1)( عيون أخبار الرضا 4

217

إله غيره الكبير المتعال( ثم ق��ال: ح��دثني أبي، عن أبي��ه، عن ج��ده، عن أبي��ه، عن

�ه من ش��بهه بخلق�ه، والرسول الله أن��ه ق��ال: )م��ا ع�رف الل(1)(وصفه بالعدل من نسب إليه ذنوب عباده

سئل اإلمام الرضا: )أيعلم الله الش��يء [782]الحديث: الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟(، قال: )إن الله تعالىا ا كن إن ﴿هو العالم باألش��ياء قب��ل ك��ون األش��ياء، ق��ال ع��ز وج��ل:

��ون ]الجاثي��ة: وق��ال أله��ل الن��ار:،�� [29﴾نستنسخ ما كنتم تعمل��اذبون ]األنع��ام: هم لك ��ه وإن ﴾ ولو ردوا لعادوا لما نه��وا عن ﴿28،]

��ه ل��و ردوهم لع�ادوا لم��ا نه�وا عن��ه.. وق��ال فقد علم عز وجل أنفك ال��دماء أتجعل فيها من يفسد فيها ويس�� ﴿للمالئكة لما قالت: ي أعلم م��ا ال تعلم��ون ح بحمدك ونقدس لك ق��ال إن ﴾ونحن نسب

[، فلم يزل الله عز وجل علمه سابقا لألشياء قديما30]البقرة: كبيرا، خلق األشياءقبل أن يخلقها، فتبارك الله ربنا وتعالى علوا

وعلمه بها سابق لها كما شاء، كذلك ربنا لم ي��زل عالم��ا س��ميعا(2)(بصيرا

تع��الى: عن قول��ه س��ئل اإلم��ام الرضا [783]الحديث: كم أحسن عمال ]ه��ود: ﴾ ليبلوكم أي ��ه ع��ز 7﴿ وج��ل[ فق��ال: )فإن

خل��ق خلق��ه ليبل��وهم بتكلي��ف طاعت��ه وعبادت��ه ال على س��بيل(3)((االمتحان والتجربة، ألنه لم يزل عليما بكل شيء

��ه األش��ياءسئل اإلمام الرضا [784]الحديث: : )خلق الل بالق��درة أم بغ��ير الق��درة؟(، فق��ال: )ال يج��وز أن يك��ون خل��ق األشياء بالقدرة، ألنك إذا قلت: خلق األشياء بالقدرة فكأن��ك ق��د جعلت القدرة شيئا غيره، وجعلتها آلة له بها خلق األش��ياء وه��ذا شرك.. وإذا قلت: خلق األشياء بغير قدرة فإنما تصفه أنه جعلها

عليها وقدرة، ولكن ليس هو بضعيف وال عاجز وال محتاج باقتدار(4)(إلى غيره، بل هو سبحانه قادر لذاته ال بالقدرة

��ك أنسئل اإلمام الرضا: [785]الحديث: ه��ل يق��در رب نعم، وفي )يجعل السماوات واألرض وما بينهما في بيضة؟ قال:

أصغر من البيضة، ق��د جع��ل في عين��ك، وهي أق��ل من البيض��ة،

.47)( التوحيد 1.118/ 1)( عيون أخبار الرضا 2.321 و320)( التوحيد 3.117/ 1)( عيون أخبار الرضا 4

218

ألنك إذا فتحته��ا ع��اينت الس��ماء واألرض وم��ا بينهم��ا، ول��و ش��اء(1)(ألعماك عنها

��ه ع��زسئل اإلمام الرضا [786]الحديث: : )لم خل��ق الل وجل الخلق على أنواع شتى، ولم يخلقهم نوعا واحدا؟(، فق��ال: )لئال يقع في األوهام أنه عاجز وال يقع ص��ورة في وهم ملح��د إال وقد خلق الله عز وجل عليها خلقا لئال يقول قائل: هل يقدر الله عز وجل على أن يخلق صورة كذا وك��ذا ألن��ه ال يق��ول من ذل��ك شيئا إال وهو موجود في خلقه تبارك وتع��الى، فيعلم ب��النظر إلى

(2)(أنواع خلقه أنه على كل شيء قدير��كسئل اإلمام الرضا [787]الحديث: : )أخ��برني عن رب

)إن(، ق��ال: متى كان وكيف كان وعلى أي شيء كان اعتم��اده؟ الله تبارك وتعالى أين األين بال أين وكيف الكيف بال كي��ف وك��ان

(3)(اعتماده على قدرتهثانيا � الرد على االنحرافات العقدية:

وهي من الوظائف المهم��ة ال��تي نف��ذها أئم��ة اله��دى خ��ير تنفيذ، ولعلها السر في امتداد هديهم إلى تلك الفترة المت��أخرة، حتى تجيب عن كل اإلشكاالت، وترد على ك��ل الش��به، لتحاف��ظ على دين الله سليما صافيا من كل دنس يعرض ل��ه، كم��ا أش��ار

: )في كل خلف من أمتي عدل من أه��ل بي��تي،إلى ذلك قوله ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأوي��ل الج��اهلين، وإن أئمتكم وف��دكم إلى الل��ه، ف��انظروا من توف��دون

(4 )في دينكم وصالتكم( ويمكن حصر تلك االنحرافات المرتبط�ة بالعقائ�د في الل�ه، والتي بدأت في ذل��ك العص��ر ثم س��رت إلى س��ائر العص��ور في

ثالثة انحرافات: � انحرافات المجسمة والمشبهة، وال��ذين يتوهم��ون أنهم1

أحاطوا بالل��ه علم��ا، ول��ذلك يحدون��ه، ويقدرون��ه، ويص��فونه كم��ايصفون األجسام.

���� االنحراف���ات المرتبط���ة بالق���در، ب���القول ب���الجبر أو2التفويض أو غيرهما.

.130)( التوحيد 1.14/ 1)( علل الشرائع 2.2 88/ 1)( أصول الكافي 3. 10)( بصائر الدرجات: 4

219

. القول باإلرجاء، وتغليب الرحمة على العدل، وم��ا ي��ؤدي3إليه ذلك من انحرافات في القيم والسلوك.

وقد تناولنا األحاديث المرتبطة بهذه المع��اني في العن��اوينالتالية: � الرد على المجسمة والمشبهة والمحددة:1

وهم الذين يحدون الل��ه، ويص�فونه كم�ا يص�فون األجس�ام، وال��ذين تب��نى م��ذهبهم بع��د ذل��ك من يطل��ق علي��ه لقب ]أه��ل الحديث[، وقد بدأ مذهبهم في العص��ر األول، عن��دما انتش��ر بين الصحابة والتابعين من يق�ول بالتجس�يم خاص�ة م�ع ظه�ور كعب

األحبار وغيره من اليهود. ولهذا نجد األحاديث الكثيرة عن أئمة الهدى ت��رد على ه��ذه الطائفة، مع العلم أن الكثير من األحاديث ال��تي ذكرناه��ا س��ابقا فيها إشارة إلى هذه الطائفة وال��رد عليه��ا، ومن تل��ك األح��اديث

التي لم نذكرها: قال اإلمام علي في خطبة له: )إن كنت [788]الحديث:

��ك، فص��ف جبري��ل وميكائي��ل، ��ف لوص��ف رب ص��ادقا أيه��ا المتكل ،(1)وجن��ود المالئك��ة المق��ربين، في حج��رات الق��دس مرجح��نين

متوله��ة عق��ولهم، أن يح��دوا أحس��ن الخ��القين؛ فإنم��ا ي��درك بالصفات، ذوو الهيئات واألدوات، ومن ينقضي إذا بلغ أم��د ح��ده بالفناء، فال إله إال هو، أضاء بنوره كل ظالم، وأظلم بظلمته ك��ل

(2)نور( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [789]الحديث:

)هو الذي ابتدع الخلق على غير مثال امتثل��ه، وال مق��دار احت��ذى عليه، من خ��الق معب��ود ك��ان قبل��ه، وأران��ا من ملك��وت قدرت��ه، وعجائب ما نطقت به آثار حكمته، واعتراف الحاج��ة من الخل��ق إلى أن يقيمها بمساك قوته، ما دلن��ا باض��طرار قي��ام الحج��ة ل��ه على معرفته، فظهرت البدائع التي أحدثتها آث��ار ص��نعته، وأعالم حكمته، فصار كل ما خلق حجة له، ودليال علي��ه، وإن ك��ان خلق��ا

(3)صامتا، فحجته بالتدبير ناطقة، وداللته على المبدع قائمة( ق��ال اإلم��ام الحس��ين في ال��ر دعلى [790]الح��ديث:

��هالمشبهة: ) ��ذين يش��بهون الل أيها الناس اتقوا هؤالء المارق��ة ال .)( من ارجحن الشئ، إذا مال من ثقله وتحرك1.182)( نهج البالغة: الخطبة رقم 2.91)( نهج البالغة: الخطبة رقم 3

220

بأنفسهم، يضاهئون قول الذين كفروا من أهل الكت��اب، ب��ل ه��و الله ليس كمثله شيء وهو الس��ميع البص��ير، ال تدرك��ه األبص��ار،�ة وهو يدرك األبص��ار، وه��و اللطي��ف الخب��ير، اس��تخلص الوحداني والجبروت، وأمض��ى المش��يئة واإلرادة والق��درة والعلم بم��ا ه��و كائن، ال منازع له في ش��يء من أم��ره، وال كف��و ل��ه يعادل��ه، وال ضد ل�ه ينازع�ه، وال س�مي ل�ه يش�ابهه، وال مث�ل ل�ه يش�اكله، ال تتداوله األمور، وال تجري عليه األحوال، وال تنزل عليه األح��داث، وال يقدر الواصفون كن�ه عظمت�ه، وال يخط�ر على القل��وب مبل�غ��ه ليس ل��ه في األش��ياء ع��ديل، وال تدرك��ه العلم��اء جبروت��ه، ألن بألبابها، وال أهل التفك��ير بتفك��يرهم إال ب��التحقيق إيقان��ا ب��الغيب، ألنه ال يوصف بشيء من صفات المخلوقين، وهو الواحد الصمد،

(1)(ما تصور في األوهام فهو خالفه الب��اقر ينهى بعض��هم عنق��ال اإلم��ام [791]الح��ديث:

��اك والخص��ومات، فإنه��ا ت��ورثالكالم عن الل��ه بغ��ير علم: ) إي الشك، وتحبط العمل، وتردي صاحبها، وعس�ى أن يتكلم الرج�ل��ه ك��ان فيم��ا مض��ى ق��وم ترك��وا علم م��ا بالشيء ال يغفر له.. إن��ه وكلوا به، وطلبوا علم ما كفوه، حتى انتهى بهم الكالم إلى الل عز وجل فتحيروا، فإن كان الرجل لي��دعى من بين يدي��ه فيجيب

(2)(من خلفه، أو يدعى من خلفه فيجيب من بين يديه الباقر في قول الله تع��الى:قال اإلمام [792]الحديث:

ذين يخوضون في آياتنا ]األنعام: ﴾وإذا رأيت ال [: )الكالم في68﴿ ﴿الله، والج��دال في الق��رآن(، وق��ال في قول��ه: ف��أعرض عنهم

ى يخوضوا في حديث غيره ]األنع��ام: اص([: )من��ه 68﴾حت القص��(3)

الب��اقر في ال��رد علىق��ال اإلم��ام [793]الح��ديث: �ه ع�ز وج�ل،)المجس�مة: م�ا أعظم فري�ة أه�ل الش�ام على الل

��ه تب��ارك وتع��الى حيث ص��عد إلى الس��ماء وض��ع يزعمون أن الل��ه قدمه على صخرة بيت المقدس، ولقد وضع عب��د من عب��اد الل

(4)(قدمه على حجرة فأمرنا الله تبارك وتعالى أن نتخذه مصلى في وصف الله تعالى: الباقرقال اإلمام [794]الحديث:

)إن الله تبارك وتع��الى ال نظ��ير ل��ه وال ش��بيه، تع��الى عن ص��فة.245 و244)( تحف العقول 1.340)( أمالي الصدوق 2.362، ص 1)( تفسير العياشي ج 3.179)( التوحيد 4

221

الواص���فين، وج���ل عن أوه���ام المت���وهمين، واحتجب عن أعين الناظرين، ال يزول مع الزائلين، وال يأفل مع اآلفلين، ليس كمثله

(1)(شيء وهو السميع العليم سئل اإلمام الصادق عن قوله عز وجل: [795]الحديث:

ة إال ه��و ��ة إال ه��و رابعهم وال خمس�� ��ون من نج��وى ثالث ﴿ م��ا يك��انوا ﴾سادسهم وال أدنى من ذلك وال أكثر إال ه��و معهم أين م��ا ك

، ب��ائن من خلق��ه،[، فقال: )هو واحد أح��دي ال��ذات7]المجادلة: وبذاك وصف نفسه، وهو بكل شيء محيط باإلشراف واإلحاط��ة والقدرة، ال يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات وال في األرض، وال أص��غر من ذل��ك وال أك��بر، باإلحاط��ة والعلم، ال بال��ذات، ألن األماكن محدودة تحويه��ا ح��دود أربع��ة، ف��إذا ك��ان بال��ذات لزم��ه

(2)(الحواية ذك��ر لإلم��ام الص��ادق أن بعض أص��حابه[796]الحديث:

يقول: )إن الله جسم صمدي ن�وري، معرفت�ه ض�رورة، يمن به�ا على من يشاء من خلقه(، فقال: )سبحان من اليعلم أح��د كي��فير ]الش��ورى: ميع البص�� ليس كمثله شيء وهو الس�� ﴾هو إال هو ﴿

[ اليحد، وال يحس، وال يجس، وال تدركه األبصار وال الحواس،11 وال يحيط به شيء، وال جسم وال صورة، وال تخطي�ط وال تحدي�د(

(3) قي��ل لإلم��ام الص��ادق: )إن هش��ام بن[797]الح��ديث:

الحكم يقول قوال عظيما إال أني أختصر ل��ك من��ه أحرف��ا، ف��زعم أن الله جسم؛ ألن األش��ياء ش��يئان: جس��م، وفع��ل الجس��م، فال يجوز أن يكون الص��انع بمع�نى الفع�ل، ويج��وز أن يك��ون بمع�نى الفاع��ل، فق��ال: )ويح��ه، أم��ا علم أن الجس��م مح��دود متن��اه، والصورة محدودة متناهي��ة؟ ف��إذا احتم��ل الح��د، احتم��ل الزي��ادة

والنقصان، وإذا احتمل الزيادة والنقصان، كان مخلوقا( قي��ل ل��ه: فم��ا أق��ول؟.. ق��ال: )ال جس��م وال ص��ورة، وه��و مجس��م األجس��ام، ومص��ور الص��ور، لم يتج��زأ، ولم يتن��اه، ولم يتزايد، ولم يتناقص، ل�و ك�ان كم��ا يقول�ون، لم يكن بين الخ��الق والمخلوق ف��رق، وال بين المنش��ئ والمنش��إ، لكن ه��و المنش�ئ، فرق بين من جسمه وصوره وأنشأه؛ إذ كان اليشبهه ش��يء، وال

.179)( التوحيد، ص 1.131)( التوحيد: 2. 1/256)( الكافي: 3

222

(1 )يشبه هو شيئا( ذك���ر لإلم���ام الك���اظم ق���ول بعض[798]الح���ديث:

المجسمة، فقال: )إن الل��ه تع�الى اليش��بهه ش��يء، أي فحش أو خنا أعظم من قول من يصف خالق األشياء بجسم أو صورة، أو

(2 )بخلقة، أو بتحديد وأعضاء ؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا( قي��ل لإلم��ام الك��اظم: )إن هش��ام بن[799]الح��ديث:

الحكم زعم أن الل��ه جس��م ليس كمثل��ه ش��يء، ع��الم، س��ميع، بص��ير، ق��ادر، متكلم، ن��اطق، والكالم والق��درة والعلم يج��ري مجرى واحد، ليس شيء منها مخلوقا(، فقال: )قاتله الل��ه، أ م��ا علم أن الجسم محدود، والكالم غير المتكلم؟ مع��اذ الل��ه، وأب��رأ إلى الله من ه��ذا الق��ول، الجس��م، وال ص��ورة، وال تحدي��د، وك��ل شيء سواه مخلوق، إنم�ا تك��ون األش�ياء بإرادت��ه ومش�يئته، من

(3 )غير كالم، وال تردد في نفس، وال نطق بلسان( إن لن��ا بالرس��لق��ال اإلم��ام الرض��ا: ) [800]الح��ديث:

أسوة كانوا يأكلون ويشربون ويمشون في األسواق، وكل جسمم األجس��ام، وه��و لم مغ��ذو به��ذا إال الخ��الق ال��رازق، ألن��ه جس�� يجسم، ولم يجزأ بتناه، ولم يتزايد ولم يتناقص مبرأ من ذاته م��ا

الواح��د األح��د الص��مد ال��ذي لم يل��د. ركب في ذات من جسمه.م ولم يول��د ولم يكن ل��ه كف��وا أح��د منش��ئ األش��ياء، ومجس�� األجسام، وهو السميع العليم، اللطيف الخب��ير ال��رؤوف ال��رحيم

ل��و ك��ان كم��ا. تبارك وتعالى عما يق��ول الظ��المون عل��وا كب��يرا. يوصف لم يعرف ال�رب من المرب�وب وال الخ��الق من المخل��وق وال المنشئ من المنشأ، ولكنه فرق بينه وبين من جسمه، وشيأ

(4)(األشياء إذ كان، ال يشبهه شيء يرى وال يشبه شيئا سئل اإلمام الرض��ا عن التوحي��د، فكتب[801]الحديث:

يقول: )الحمد لله فاطر األشياء إنشاء، ومبتدعها ابتداعا بقدرت��ه وحكمت��ه، المن ش��يء؛ فيبط��ل االخ��تراع، وال لعل��ة؛ فال يص��ح االبتداع، خلق ما شاء كيف شاء، متوحدا ب��ذلك إلظه��ار حكمت��ه، وحقيقة ربوبيته، التض��بطه العق��ول، وال تبلغ��ه األوه��ام، التدرك��ه األبصار، وال يحيط به مقدار، عجزت دون��ه العب��ارة، وكلت دون��ه

. 1/259)( الكافي: 1. 1/258)( الكافي: 2. 1/260)( الكافي: 3.386/ 2)( كشف الغمة 4

223

األبص��ار، وض��ل في��ه تص��اريف الص��فات، احتجب بغ��ير حج��اب محجوب، واستتر بغير ستر مستور، ع��رف بغ��ير رؤي��ة، ووص��ف

(1 )بغير صورة، ونعت بغير جسم، الإله إال الله الكبير المتعال( سئل اإلمام الرضا عما ق��ال هش��ام بن[802]الحديث:

الحكم في الجسم، وهشام بن سالم في الصورة، فكتب يق��ول: )دع عن��ك ح��يرة الح��يران، واس��تعذ بالل��ه من الش��يطان، ليس

(2)القول ما قال الهشامان( عن التوحي��د، وق��السئل اإلمام الجواد [803]الحديث:

السائل: أوهم شيئا، فقال: )غ��ير معق��ول وال مح��دود، فم��ا وق��ع وهم��ك علي��ه من ش��يء فه�و خالف��ه، ال يش��به ش��يء وال تدرك��ه األوهام، كيف تدرك��ه األوه��ام، وه��و خالف م��ا يعق��ل وخالف م��ا

(3)(يتصور في األوهام؟ انما يتوهم شيء غير معقول وال محدود س��ئل اإلم��ام اله��ادي عن الرؤي��ة وم��ا[804]الح��ديث:

اختلف فيه الناس، فكتب يقول: )ال تجوز الرؤية م��ا لم يكن بين ال��رائي والم��رئي ه��واء ينف��ذه البص��ر، ف��إذا انقط��ع اله��واء عن الرائي والمرئي، لم تصح الرؤية، وك��ان في ذل��ك االش��تباه؛ ألن ال��رائي م��تى س��اوى الم��رئي في الس��بب الم��وجب بينهم��ا في الرؤية، وجب االشتباه، وكان ذلك التشبيه؛ ألن األسباب البد من

(4 )اتصالها بالمسببات( سئل اإلمام العسكري: قد اختل��ف ي��ا[805 ]الحديث:

سيدي أصحابنا في التوحيد: منهم من يق��ول: ه��و جس��م، ومنهم من يقول: هو صورة، فإن رأيت يا سيدي، أن تعلم��ني من ذل��ك م��ا أق��ف علي��ه وال أج��وزه، فعلت متط��وال على عب��دك.. فكتب ﴿يقول: )سألت عن التوحيد، وهذا عنكم معزول، الله واحد أحد

[،4،�� 3﴾( ولم يكن له كف��وا أح��د ]اإلخالص: 3لم يلد ولم يولد ) خالق وليس بمخل��وق، يخل��ق ��� تب��ارك وتع��الى ��� م��ا يش��اء من األجس��ام وغ��ير ذل��ك وليس بجس��م، ويص��ور م��ا يش��اء وليس بصورة، ج��ل ثن��اؤه وتقدس��ت أس��ماؤه أن يك��ون ل��ه ش��به، ه��و

ميع البصير ]الشورى: ليس كمثله شيء وهو الس ﴾الغيره ﴿11)] (5)

. 1/257)( الكافي: 1. 1/258)( الكافي: 2.106)( التوحيد 3. 1/242)( الكافي: 4. 1/253)( الكافي: 5

224

كيف يعبد العبدسئل اإلمام العسكري: [806]الحديث: ��ه وه�و ال ي�راه؟ فأجاب��ه: )ج�ل س�يدي وم�والي والمنعم علي رب

��ه ��ه؟ ق��ال:وعلى آبائي أن يرى(، قيل: هل رأى رسول الل رب )إن الله تبارك وتع��الى أرى رس��وله بقلب��ه من ن��ور عظمت��ه م��ا

(1)(أحب قوله تعالى: عن سئل اإلمام العسكري [807 ]الحديث:

ه األمر من قبل ومن بعد ]الروم: ﴾لل [، فقال: )ل��ه األم��ر من4﴿ قبل أن يأمر به، وله األمر من بعد أن يأمر به بم��ا يش��اء(، ق��ال��ق واألم��ر أال له الخل ﴿السائل: فقلت في نفسي: هذا قول الله:

ه رب العالمين ]األع��راف: [، فأقب��ل علي��ه اإلم��ام54﴾تبارك الل��ارك ��ق واألم��ر تب أال له الخل ﴿وقال: )هو كما أسررت في نفسك

ه رب العالمين ]األعراف: (2)([54﴾الل خطر بب��الي أنسئل اإلمام العسكري: [808]الحديث:

القرآن مخلوق أم غير مخلوق؟ فقال: )الله خالق كل شيء وما(3)(سواه مخلوق

س��ئل بعض أئم��ة اله��دى: إن من قبلن��ا[809]الحديث: من مواليك قد اختلف��وا في التوحي��د: فمنهم من يق��ول: جس��م، ومنهم من يقول: صورة.. فكتب يقول: )س��بحان من اليح��د، والير ]الش��ورى: ميع البص�� يء وه��و الس�� ��ه ش�� ليس كمثل ﴾يوصف، ﴿

11)]( 4) � الرد على الجبرية والقدرية:2

وقد ظهروا في العصر األول، وشوهوا معرفة الله بن��وعينمن التشويه:

: اتهام الله تع��الى ب��الجبر وع��دم العدال��ة، ووص��فوهاألوللذلك بما ال يليق به من الظلم الذي نزه نفسه عنه.

: اتهام الله تعالى بالعجز والجه��ل، وأن��ه يج��ري فيالثانيكونه ما ال يريد.

وقد تص��دى أئم�ة اله�دى لكال الط�رفين، وص�ححوا مفه�وم القدر، وردوا على الشبهات المرتبطة به، ومن أحاديثهم في هذا

الجانب:

.108)( التوحيد: ص 1.8 687 و686 ص 2)( الخرائج والجرائح: ج 2.436 ص 4)( مناقب ابن شهرآشوب: ج 3. 1/251)( الكافي: 4

225

قال اإلمام علي: )أوحى الله تعالى إلى [810]الحديث: داود: يا داود.. تريد وأريد، وال يكون إال ما أريد، فإن أسلمت لما أريد أعطيتك ما تريد، وإن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيم��ا تري��د،

(1)ثم ال يكون إال ما أريد( قال اإلمام علي: )ليس من عبد إال وله [811]الحديث:

من الله عز وجل حافظ وواقي��ة، مع��ه ملك��ان يحفظان��ه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر، فإذا نزل القضاء خليا بين��ه

(2)وبين كل شيء( عدل اإلمام علي من عن��د حائ��ط مائ�ل [812]الحديث:

إلى حائط آخر، فقيل ل��ه: )ي��ا أم��ير المؤم��نين.. تف��ر من قض��اء(3)الله؟(.. قال: )أفر من قضاء الله إلى قدر الله عز وجل(

كان لإلمام علي غالم اسمه قنبر � وكان [813]الحديث: يحب عليا حبا شديدا ��� ف��إذا خ��رج اإلم��ام علي خ��رج على أث��ره بالسيف، فرآه ذات ليلة فقال: )يا قنبر.. ما ل��ك؟(.. ق��ال: جئت ألمشي خلفك، فإن الناس كما تراهم ي��ا أم��ير المؤم��نين فخفت عليك، ق�ال: )ويح�ك.. أمن أه�ل الس�ماء تحرس�ني أم من أه�ل األرض؟!(.. قال: ال، بل من أهل األرض، ق��ال: )إن أه��ل األرض ال يستطيعون بي شيئا إال بإذن الله عز وجل من السماء، فارجع

(4)فرجع( قي��ل لإلم��ام علي: ي��ا أم��ير المؤم��نين،[814]الح�ديث:

أخبرن��ا عن مس��يرنا إلى أه��ل الش��ام، أبقض��اء من الل��ه وق��در؟ فقال: أجل، م��ا عل��وتم تلع��ة وال هبطتم بطن واد إال بقض��اء من الله وق��در.. فق��ال الس��ائل: عن��د الل��ه أحتس��ب عن��ائي ي��ا أم��ير المؤمنين، فقال له: )مه يا شيخ، ف��و الل��ه، لق��د عظم الل��ه لكم األجر في مسيركم وأنتم سائرون، وفي مقامكم وأنتم مقيمون، وفي منص��رفكم وأنتم منص��رفون، ولم تكون��وا في ش��يء من حاالتكم مكرهين، وال إليه مض��طرين(، ق��ال الس��ائل: وكي��ف لم نكن في شيء من حاالتن��ا مك��رهين، وال إلي��ه مض��طرين، وك��ان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا؟!.. فقال ل��ه اإلم��ام: )وتظن أنه كان قضاء حتم��ا، وق��درا الزم��ا؛ إن��ه ل��و ك��ان ك��ذلك،

.349، والتوحيد ص5/104)( بحار األنوار: 1.2/58، والكافي 5/105)( بحار األنوار: 2.377، التوحيد ص114/ 5)( بحار األنوار: 3.350، والتوحيد ص5/104)( بحار األنوار: 4

226

لبطل الثواب والعقاب، واألمر والنهي والزجر من الل��ه، وس��قط مع��نى الوع��د والوعي��د، فلم تكن الئم��ة للم��ذنب، وال محم��دة للمحسن، ولكان المذنب أولى باإلحسان من المحس��ن، ولك��ان المحسن أولى بالعقوبة من الم��ذنب، تل��ك مقال��ة إخ��وان عب��دة األوثان، وخصماء الرحمن، وحزب الشيطان، وقدرية هذه األم��ة ومجوسها، إن الله تبارك وتعالى ��� كل��ف تخي��يرا، ونهى تح��ذيرا، وأعطى على القليل كثيرا، ولم يعص مغلوب�ا، ولم يط�ع مكره�ا، ولم يمل��ك مفوض��ا، ولم يخل��ق الس��ماوات واألرض وم��ا بينهم��اذين ذلك ظن ال ﴿باطال، ولم يبعث النبيين مبشرين ومنذرين عبثا

ار ]ص: ذين كفروا من الن (1)[(27﴾كفروا فويل لل عن الق���درس���ئل اإلم���ام الحسن [815]الح���ديث:

��هفقال: واالستطاعة، )من لم يؤمن بالقدر خيره وش��ره، أن الل��ه فق�د فج��ر، إن يعلمه فقد كفر، ومن أح�ال المعاص�ي على الل الله لم يطع مكرها، ولم يعص مغلوب��ا، ولم يهم��ل العب��اد س��دى من المملكة، بل هو المالك لم��ا ملكهم، والق��ادر على م��ا علي��ه أقدرهم، بل أمرهم تخييرا، ونهاهم تحذيرا، فإن ائتمروا بالطاعة لم يج��دوا عنه��ا ص��ادا، وإن انته��وا إلى معص��ية فش��اء أن يمن عليهم ب��أن يح��ول بينهم وبينه��ا فع��ل، وإن لم يفع��ل فليس ه��و الذي حملهم عليها جبرا، وال ألزموه��ا كره��ا، ب��ل من عليهم ب��أن بصرهم وعرفهم وحذرهم، وأمرهم ونهاهم، ال جبال لهم على م��ا أمرهم به فيكونوا كالمالئكة، وال جبرا لهم على م��ا نه��اهم عن��ه،اء له��داكم أجمعين ]األنع��ام: ��و ش�� ة البالغة فل ه الحج ﴾و قل فلل ﴿

(2)( والسالم على من اتبع الهدى[ 149 الج���برس���ئل اإلم���ام الحس���ن عن [816]الح��ديث: من لم يؤمن بالله وقضائه وقدره فقد كف��ر، )والتفويض، فقال:

��ه ال يط��اع اس��تكراها. ومن حمل ذنبه على ربه فقد فجر. إن الل وال يعص��ى لغلب��ة، ألن��ه الملي��ك لم��ا ملكهم، والق��ادر على م��ا

ما فعل��وا، ف��إذا أقدرهم، فإن عملوا بالطاعة لم يحل بينهم وبين��ه لم يفعلوا فليس ه��و ال��ذي أج��برهم على ذل��ك، فل��و أج��بر الل الخل��ق على الطاع��ة ألس��قط عنهم الث��واب، ول��و أج��برهم على المعاصي ألس��قط عنهم العق��اب، ول��و أهملهم لك��ان عج��زا في القدرة، ولكن له فيهم المش��يئة ال��تي غيبه��ا عنهم، ف��إن عمل��وا

. 1/379)( الكافي: 1.40 ص 5، وبحار األنوار: ج 231)( تحف العقول: ص 2

227

��ة عليهم، وإن عمل��وا بالمعص��ية ك��انت بالطاعات ك��انت ل��ه المن(1)(الحجة عليهم

س��ئل اإلم�ام الب�اقر عن ق�ول الل�ه ع�ز[817]الحديث: قضى أجال وأجل مسمى عنده ]األنعام: ﴾وجل: [، ق�ال: )هم�ا2﴿

(2 )أجالن: أجل محتوم، وأجل موقوف( قال اإلمام الباقر: )العلم علم��ان: فعلم[818]الحديث:

عند الل��ه مخ��زون لم يطل��ع علي��ه أح��دا من خلق��ه؛ وعلم علم��ه مالئكته ورسله، فما علمه مالئكته ورسله فإنه سيكون؛ ال يكذب نفسه وال مالئكته وال رسله؛ وعلم عنده مخزون، يق��دم من��ه م��ا

(3 )يشاء، ويؤخر منه ما يشاء، ويثبت ما يشاء( ق��ال اإلم��ام الب��اقر: )من األم��ور أم��ور[819]الحديث:

(4 )موقوفة عند الله، يقدم منها ما يشاء، ويؤخر منها ما يشاء( قال اإلمام الباقر: )إن الله أرحم بخلق�ه[820]الحديث:

من أن يجبر خلقه على الذنوب، ثم يعذبهم عليها، والله أعز من أن يريد أمرا؛ فال يكون(، فسئل: ه��ل بين الج��بر والق��در منزل��ة

(5 )ثالثة؟ قال: )نعم، أوسع مما بين السماء واألرض( ق��ال اإلم��ام الب��اقر: )بين��ا داود علي��ه[821]الح��ديث:

الس��الم ج��الس وعن��ده ش��اب رث الهيئ��ة يك��ثر الجل��وس عن��ده ويطيل الصمت، إذ أتاه مل��ك الم��وت فس��لم علي��ه، وأح��د مل��ك الموت النظر إلى الشاب، فقال داود عليه الس��الم: نظ��رت إلى هذا ؟.. فقال: نعم، إني أمرت بقبض روحه إلى س��بعة أي��ام في هذا الموضع. فرحمه داود فقال: ي��ا ش��اب.. ه��ل ل��ك ام��رأة ؟.. قال: ال وما تزوجت قط، قال داود: فأت فالنا � رجال ك��ان عظيم القدر في بني إسرائيل � فق��ل ل��ه: إن داود ي��أمرك أن تزوج��ني ابنتك وتدخلها الليلة، وخذ من النفقة ما تحتاج إلي��ه وكن عن��دها، فإذا مضت سبعة أيام فوافني في هذا الموضع؛ فمضى الش��اب برسالة داود عليه السالم فزوج��ه الرج��ل ابنت��ه وأدخلوه��ا علي��ه وأقام عندها س��بعة أي��ام، ثم وافى داود ي��وم الث��امن، فق��ال ل��ه داود: يا شاب.. كيف رأيت م��ا كنت في��ه؟.. ق��ال: )م��ا كنت في نعم��ة وال س��رور ق��ط أعظم مم��ا كنت في��ه، ق��ال داود: اجلس

..:25)( جمهرة رسائل العرب: ج/ ص 1. 1/359)( الكافي: 2. 1/360)( الكافي: 3. 1/360)( الكافي: 4. 1/387)( الكافي: 5

228

فجلس، وداود ينتظر أن يقبض روحه، فلما طال ق��ال: انص��رف إلى منزلك فكن مع أهلك، فإذا كان يوم الث��امن فواف��ني ههن��ا.. فمضى الشاب ثم وافاه يوم الث��امن وجلس عن��ده، ثم انص��رف أسبوعا آخر ثم أتاه وجلس، فجاء ملك الم��وت داود، فق��ال داود صلوات الله عليه: ألست ح��دثتني بأن��ك أم��رت بقبض روح ه��ذا الشاب إلى سبعة أيام ؟.. ق��ال: بلى، فق��ال: ق��د مض��ت ثماني��ة وثمانية وثمانية، قال: يا داود، إن الله تعالى رحمه برحمت��ك ل��ه،

(1)فأخر في أجله ثالثين سنة( [822]الح��ديث: ق��ال اإلم��ام الص��ادق لبعض��هم: )أال

أعطي���ك جمل���ة في الع���دل والتوحي���د؟(.. ق���ال: )بلى جعلت ف��داك !(.. ق��ال: )من الع��دل أن ال تتهم��ه، ومن التوحي��د أن ال

(2)تتوهمه( ق��ال اإلم��ام الص��ادق: )ش��اء وأراد ولم [823]الحديث:

يحب ولم ي��رض.. ش��اء أن ال يك��ون في ملك��ه ش��يء إال بعلم��ه وأراد مثل ذلك، ولم يحب أن يق��ال ل��ه: ث��الث ثالث��ة، ولم ي��رض

(3)لعباده الكفر( ق��ال اإلم��ام الص��ادق: )من يم��وت [824]الح��ديث:

بالذنوب أكثر ممن يم��وت باآلج��ال، ومن يعيش باإلحس��ان أك��ثر(4)ممن يعيش باألعمار(

قال اإلمام الصادق: )ما عظم الله بمثل[825]الحديث: (5 )البداء(

قال اإلم��ام الص��ادق في قول��ه تع��الى:[826]الحديث: ��اب ]الرع��د: ه ما يشاء ويثبت وعنده أم الكت ﴾يمحو الل [: )و39﴿

(6)هل يمحى إال ما كان ثابتا ؟ وهل يثبت إال ما لم يكن؟( سئل اإلمام الصادق عن ق��ول الل��ه ع��ز[827]الحديث:

يئا ��ك ش�� ��ل ولم ي ��اه من قب ا خلقن ان أن ��ذكر اإلنس�� أوال ي ﴾وجل: ﴿ هل67]مريم: ﴿[، فقال: )ال مقدرا وال مكونا(، وسئل عن قوله:

يئا م���ذكورا ان حين من ال���دهر لم يكن ش��� ﴾أتى على اإلنس���

، عن: قصص األنبياء.4/112)( بحار األنوار: 1.86، واعالم الدين رقم58/ 5)( بحار األنوار: 2.350، والتوحيد ص106/ 5)( بحار األنوار: 3، وأمالي الطوسي.5/140)( بحار األنوار: 4. 1/358)( الكافي: 5. 1/358)( الكافي: 6

229

(1 )[ فقال: )كان مقدرا غير مذكور(1]اإلنسان: ق��ال اإلم��ام الص��ادق: )إن لل��ه علمين:[828 ]الحديث:

علم مكنون مخزون اليعلمه إال هو، من ذلك يكون الب��داء؛ وعلم(2 )علمه مالئكته ورسله وأنبياءه، فنحن نعلمه(

قال اإلمام الصادق: )إن الله لم يب��د ل��ه[829]الحديث: (3 )من جهل(

سئل اإلمام الص��ادق: ه��ل يك��ون الي��وم[830]الحديث: شيء لم يكن في علم الله باألمس؟.. فقال: )ال، من ق��ال ه��ذا فأخزاه الله(، قيل: أرأيت، ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة

(4 )أ ليس في علم الله؟ قال: )بلى، قبل أن يخلق الخلق( قال اإلمام الصادق: )لو علم الن��اس م��ا[831]الحديث:

(5)في القول بالبداء من األجر، ما فتروا عن الكالم فيه( قال اإلمام الصادق : )ما تنب��أ ن��بي ق��ط[832]الحديث:

ح��تى يق��ر لل��ه بخمس خص��ال: بالب��داء، والمش��يئة، والس��جود،(6 )والعبودية، والطاعة(

قال اإلمام الصادق: )إن الله ع��ز وج��ل[833]الحديث: بما كان منذ كانت الدنيا، وبما يك�ون إلى انقض��اءأخبر محمدا

(7)الدنيا، وأخبره بالمحتوم من ذلك، واستثنى عليه فيما سواه( قال اإلمام الصادق: )ال يكون شيء في[834]الحديث:

األرض وال في السماء إال بهذه الخصال السبع: بمشيئة، وإرادة، وقدر، وقض�اء، وإذن، وكت�اب، وأج�ل، فمن زعم أن�ه يق�در على

(8 )نقض واحدة، فقد كفر( قال اإلمام الصادق: )أمر الله ولم يشأ،[835]الحديث:

وشاء ولم يأمر؛ أمر إبليس أن يس��جد آلدم، وش��اء أن اليس��جد، ولو ش��اء لس��جد، ونهى آدم عن أك��ل الش��جرة، وش��اء أن يأك�ل

(9)منها، ولو لم يشأ لم يأكل( ق��ال اإلم��ام الص��ادق: )ش��اء وأراد، ولم[836]الحديث:

. 1/359)( الكافي: 1. 1/361)( الكافي: 2. 1/361)( الكافي: 3. 1/362)( الكافي: 4. 1/362)( الكافي: 5. 1/362)( الكافي: 6. 1/363)( الكافي: 7. 1/367)( الكافي: 8. 1/369)( الكافي: 9

230

يحب ولم ي��رض؛ ش��اء أن اليك��ون ش��يء إال بعلم��ه، وأراد مث��ل (1 )ذلك، ولم يحب أن يقال: ثالث ثالثة، ولم يرض لعباده الكفر(

قال اإلمام الص��ادق: )من زعم أن الل��ه[837]الحديث: يأمر بالفحشاء، فقد كذب على الله؛ ومن زعم أن الخير والش��ر

(2 )إليه، فقد كذب على الله( ق��ال اإلم��ام الص��ادق: )إن الل��ه خل��ق[838]الح��ديث:

الخلق، فعلم ما هم صائرون إليه، وأمرهم ونهاهم، فم��ا أم��رهم ب��ه من ش��يء، فق��د جع��ل لهم الس��بيل إلى ترك��ه، وال يكون��ون

(3)آخذين وال تاركين إال بإذن الله( سئل اإلمام الصادق عن الج��بر والق��در،[839]الحديث:

فقال: )ال ج��بر وال ق��در، ولكن منزل��ة بينهم��ا فيه��ا الح��ق؛ ال��تي(4 )بينهما اليعلمها إال العالم، أو من علمها إياه العالم(

سئل اإلمام الص��ادق: أج��بر الل��ه العب��اد[840]الحديث: على المعاص���ي؟ فق���ال: )الل���ه أع���دل من أن يج���برهم على المعاصي، ثم يعذبهم عليها(، قيل له: ففوض الل�ه إلى العب��اد؟.. قال: )ل��و ف��وض إليهم، لم يحص��رهم ب��األمر والنهي(، قي��ل ل��ه: جعلت ف��داك، فبينهم��ا منزل��ة؟.. ق��ال: )نعم، أوس��ع مم��ا بين

(5 )السماء واألرض( س��ئل اإلم��ام الص��ادق عن االس��تطاعة،[841]الحديث:

فق���ال: )أ تس���تطيع أن تعم���ل م���ا لم يكن؟(، ق���ال: ال، قي���ل: )فتستطيع أن تنتهي عما قد كون؟( ق��ال: ال، ق��ال: )فم��تى أنت مستطيع ؟(، قال: الأدري.. فقال ل��ه اإلم��ام الص��ادق: )إن الل��ه خل��ق خلق��ا، فجع��ل فيهم آل��ة االس��تطاعة، ثم لم يف��وض إليهم، فهم مستطيعون للفعل وقت الفع��ل م��ع الفع��ل إذا فعل��وا ذل��ك الفع��ل، ف��إذا لم يفعل��وه في ملك��ه، لم يكون��وا مس��تطيعين أن يفعلوا فعال لم يفعلوه؛ ألن الله عز وجل أعز من أن يض��اده في ملك��ه أح��د(، قي��ل ل��ه: فالن��اس مجب��ورون؟ ق��ال: )ل��و ك��انوا مجبورين، كانوا معذورين(. قيل: ففوض إليهم؟ قال: )ال(. قي��ل: فم��ا هم؟ ق��ال: )علم منهم فعال، فجع��ل فيهم آل��ة الفع��ل، ف��إذا

. 1/369)( الكافي: 1. 1/382)( الكافي: 2. 1/384)( الكافي: 3. 1/387)( الكافي: 4. 1/387)( الكافي: 5

231

(1 )فعلوا كانوا مع الفعل مستطيعين( ق��ال البص��ري: أش��هد أن��ه الح��ق، وأنكم أه��ل بيت النب��وة

والرسالة. س��ئل اإلم��ام الص��ادق: ه��ل للعب��اد من[842]الحديث:

االستطاعة شيء؟ فقال: )إذا فعل��وا الفع��ل، ك��انوا مس��تطيعين باالس��تطاعة ال��تي جعله��ا الل��ه فيهم(، ثم ق��ال: )ليس ل��ه من االستطاعة قبل الفعل قليل وال كث��ير، ولكن م��ع الفع��ل وال��ترك كان مستطيعا(، قيل: فعلى ما ذا يعذبه ؟ قال: )بالحج��ة البالغ��ة واآللة التي ركب فيهم؛ إن الله لم يجبر أح��دا على معص��يته، وال أراد إرادة حتم الكف��ر من أح��د، ولكن حين كف��ر ك��ان في إرادة الله أن يكفر، وهم في إرادة الل��ه وفي علم��ه أن اليص��يروا إلى شيء من الخير(، قيل: أراد منهم أن يكفروا؟ قال: )ليس هك��ذا أقول، ولكني أقول: علم أنهم س��يكفرون، ف��أراد الكف��ر؛ لعلم��ه

(2 )فيهم، وليست هي إرادة حتم، إنما هي إرادة اختيار( سئل اإلمام الكاظم: )ممن المعصية؟(، [843]الحديث:

فقال: )ال تخلو من ثالثة: إما أن تكون من الله عز وجل وليست منه، فال ينبغي للكريم أن يعذب عبده بم��ا لم يكتس��به، وإم��ا أن تكون من الله عز وجل ومن العبد، فال ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف، وإما أن تكون من العبد وهي من��ه ف��إن

(3)عاقبه الله فبذنبه، وإن عفى عنه فبكرمه وجوده( قيل لإلمام الرضا: )يا ابن رسول الله.. [844]الحديث:

روي لنا عن اإلمام الصادق أنه قال: )ال جبر وال تفويض، بل أمر بين أمرين فما معناه؟(.. فقال: )من زعم أن الله يفع��ل أفعالن��ا ثم يعذبنا عليها فق��د ق��ال ب��الجبر، ومن زعم أن الل��ه ع��ز وج��ل ف��وض أم��ر الخل��ق وال��رزق إلى حجج��ه فق��د ق��ال ب��التفويض،

فالقائل بالجبر كافر، والقائل بالتفويض مشرك( فقيل له: فما أمر بين أمرين؟.. ق��ال: )وج��ود الس��بيل إلى إتيان ما أمروا به وترك ما نهوا عنه(، قيل له: فهل لله عز وجل مش��ية وإرادة في ذل��ك؟.. فق��ال: )أم��ا الطاع��ات ف��إرادة الل��ه ومشيته فيها األمر به��ا، والرض��ا له��ا، والمعاون��ة عليه��ا، وإرادت��ه ومش��يته في المعاص��ي النهي عنه��ا، والس��خط له��ا، والخ��ذالن

. 1/392)( الكافي: 1. 1/392)( الكافي: 2.246، أمالي الصدوق ص79، العيون ص83، والتوحيد ص5/4)( بحار األنوار: 3

232

عليها، قيل: فلله عز وج��ل فيه��ا القض��اء؟.. ق��ال: )نعم، م��ا من فعل يفعله العباد من خير وشر إال ولله في��ه قض��اء(، قي��ل: فم��ا معنى ه�ذا القض�اء؟.. ق�ال: )الحكم عليهم بم�ا يس�تحقونه على

(1)أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا واآلخرة( قال اإلم��ام الرض��ا: )ال يك��ون الم��ؤمن [845]الحديث:

مؤمنا حقا، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وم�ا أخط�أه(2)لم يكن ليصيبه(

س��ئل اإلم��ام الرض��ا: )أك��ان الل��ه يعلم[846]الحديث: األشياء قبل أن خلق األشياء وكونها، أو لم يعلم ذلك حتى خلقها وأراد خلقها وتكوينها، فعلم ما خلق عند ما خلق، وما ك��ون عن��د ما كون؟(، فقال: )لم ي��زل الل��ه عالم��ا باألش��ياء قب��ل أن يخل��ق

(3 )األشياء كعلمه باألشياء بعد ما خلق األشياء( قال اإلمام الرض��ا: )ال يك��ون ش��يء في[847]الحديث:

الس���ماوات وال في األرض إال بس���بع: بقض���اء، وق���در، وإرادة، ومشيئة، وكتاب، وأج�ل، وإذن، فمن زعم غ��ير ه��ذا، فق�د ك�ذب

(4 )على الله، أو رد على الله عز وجل( قال اإلمام الرضا: )ال يكون شيء إال ما[848]الحديث:

شاء الله وأراد، وقدر وقضى(، قيل له: ما مع��نى )ش��اء(؟ ق��ال: )ابتداء الفعل(.. قيل: ما معنى )قدر(؟ قال: )تقدير الش��يء من طول��ه وعرض��ه(.. قي��ل: م��ا مع��نى )قض��ى(؟ ق��ال: )إذا قض��ى

(5)أمضاه، فذلك الذي المرد له( ق��ال اإلم��ام الرض��ا: )إن لل��ه ارادتين[849 ]الح��ديث:

ومشيئتين: إرادة حتم، وإرادة عزم، ينهى وهو يشاء، ويأمر وه��و اليشاء؛ أ وما رأيت أن��ه نهى آدم وزوجت��ه أن ي��أكال من الش��جرة وشاء ذلك؟ ولو لم يش��أ أن ي��أكال، لم��ا غلبت مش��يئتهما مش��يئة الله تعالى، وأمر إبراهيم أن ي��ذبح إس��حاق ولم يش��أ أن يذبح��ه،

(6)ولو شاء، لما غلبت مشيئة إبراهيم مشيئة الله تعالى( سئل اإلمام الرضا: الله فوض األمر إلى[850]الحديث:

العب��اد؟ ق��ال: )الل��ه أع��ز من ذل��ك(، قي��ل ل��ه: فج��برهم على.78، والعيون ص5/12)( بحار األنوار: 1، وفقه الرضا.5/54)( بحار األنوار: 2. 1/263)( الكافي: 3. 1/367)( الكافي: 4. 1/367)( الكافي: 5. 1/369)( الكافي: 6

233

المعاصي؟ قال: )الل��ه أع��دل وأحكم من ذل��ك(، ثم ق��ال: )ق��ال الله: يا ابن آدم، أن��ا أولى بحس��ناتك من��ك، وأنت أولى بس��يئاتك

(1 )مني؛ عملت المعاصي بقوتي التي جعلتها فيك( ق��ال اإلم��ام الرض��ا: )التق��ل بق��ول[851]الح��ديث:

القدرية؛ فإن القدرية لم يقولوا بقول أهل الجنة، وال بقول أه��ل النار، وال بقول إبليس؛ فإن أهل الجنة قالوا: )الحم��د لل��ه ال��ذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لوال أن ه��دانا الل��ه( وق��ال أه��ل الن��ار: )ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوم��ا ض��الين( وق��ال إبليس: )رب بما أغويتني(.. قيل له: والله، م��ا أق��ول بق��ولهم، ولك��ني أق��ول: اليكون إال بما شاء الله وأراد، وقدر وقضى، فقال: )ليس هك��ذا، اليكون إال ما شاء الله وأراد، وقدر وقضى؛ تعلم ما المش��يئة؟(، قي��ل: ال، ق��ال: )هي ال��ذكر األول، فتعلم م��ا اإلرادة؟(، قي��ل: ال، قال: )هي العزيمة على ما يشاء، فتعلم م��ا الق��در ؟(، قي��ل: ال، قال: )هي الهندسة، ووضع الحدود من البقاء والفن��اء(، ثم ق��ال:

(2 ))و القضاء هو اإلبرام وإقامة العين( س��ئل اإلم��ام الرض��ا عن االس��تطاعة،[852]الح��ديث:

فقال: )يستطيع العبد بعد أربع خصال: أن يكون مخلى السرب، (3 )صحيح الجسم، سليم الجوارح، له سبب وارد من الله(

سئل أحد أئمة الهدى: كي��ف علم الل��ه؟[853]الحديث: ق��ال: )علم وش��اء، وأراد وق��در، وقض��ى وأمض��ى؛ فأمض��ى م��ا قضى، وقضى ما ق�در، وق�در م�ا أراد؛ فبعلم�ه ك�انت المش�يئة، وبمشيئته ك��انت اإلرادة، وبإرادت��ه ك��ان التق��دير، وبتق��ديره ك��ان القضاء، وبقض��ائه ك��ان اإلمض��اء، والعلم متق��دم على المش��يئة، والمش��يئة ثاني��ة، واإلرادة ثالث��ة، والتق��دير واق��ع على القض��اء باإلمضاء؛ فلله تبارك وتعالى � البداء فيما علم متى شاء، وفيم��ا أراد لتقدير األشياء، فإذا وقع القضاء باإلمضاء، فال بداء، ف��العلم بالمعلوم قبل كونه، والمش��يئة في المنش��ا قب��ل عين��ه، واإلرادة في المراد قبل قيامه، والتقدير لهذه المعلوم��ات قب��ل تفص��يلها وتوص��يلها عيان��ا ووقت��ا، والقض��اء باإلمض��اء ه��و الم��برم من المفع�والت ذوات األجس�ام الم�دركات ب�الحواس من ذوي ل�ون وريح ووزن وكيل، وم��ا دب ودرج من إنس وجن وط��ير وس��باع،

. 1/382)( الكافي: 1. 1/383)( الكافي: 2. 1/391)( الكافي: 3

234

وغير ذلك مما يدرك بالحواس، فلله � تبارك وتعالى � فيه الب��داء مما ال عين له، فإذا وقع العين المفهوم المدرك، فال بداء، والل��ه يفعل ما يشاء؛ فبالعلم علم األشياء قبل كونها؛ وبالمشيئة عرف صفاتها وحدودها، وأنشأها قبل إظهارها؛ وب��اإلرادة م��يز أنفس��ها في ألوانها وصفاتها؛ وبالتقدير قدر أقواتها وعرف أولها وآخره��ا؛ وبالقضاء أب��ان للن��اس أماكنه��ا، ودلهم عليه��ا؛ وباإلمض��اء ش��رح

(1)عللها، وأبان أمرها، وذلك تقدير العزيز العليم(

� الرد على المرجئة:3 وهم الذين حولوا الدين إلى مجرد معان ذهنية ومعرفي��ة ال عالقة لها بالسلوك، ولذلك جعلوا اإليمان مطرقة لته��ديم القيم،

مع أن عالمة اإليمان الحقيقية هي التمسك بالقيم. وهذه الطائفة ليست مثل الطوائف األخ��رى محص��ورة في أشخاص معينين، أو مذهب مح��دد، وإنم��ا هي موج��ودة في ك��ل الطوائف، ولهذا رد أئمة الهدى على كل من يدعي ذل��ك، ابت��داء

بأصحابهم وشيعتهم، ومن أحاديثهم في هذا: قال اإلمام علي في الرد على المرجئة: [854]الحديث:

�ه، ك�ذب والعظيم، م�ا بال�ه ال يت�بين )يدعي بزعمه أنه يرج�و الل رجاؤه في عمله؟ فكل من رجا ع��رف رج��اؤه في عمل��ه، وك��ل رجاء إال رجاء الله تعالى فإنه م��دخول، وك��ل خ��وف محق��ق، إال خوف الله فإنه معلول، يرجو الله في الكبير، ويرج��و العب��اد في الصغير، فيعطي العبد ما ال يعطي الرب، فما بال الله جل ثناؤه يقصر به عما يصنع به لعباده؟ أتخ��اف أن تك��ون في رجائ��ك ل��ه كاذبا، أو تكون ال تراه للرجاء موضعا؟ وكذلك إن هو خاف عب��دا من عبيده، أعطاه من خوفه ما ال يعطي ربه، فجع��ل خوف��ه من العب��اد نق��دا، وخوف��ه من خالق��ه ض��مارا ووع��دا.. وك��ذلك من��ه عظمت الدنيا في عينه، وكبر موقعها من قلبه، آثره��ا على الل

(2)تعالى، فانقطع إليها، وصار عبدا لها( قال اإلم��ام الص��ادق في قول��ه تع��الى: [855]الحديث:

ئوال ��ه مس�� ��ان عن ��ل أولئك ك ر والف��ؤاد ك مع والبص�� ﴾إن الس�� ﴿ [: )يسأل السمع عما سمع، والبصر عما نظر إليه،36]اإلسراء:

. 1/365)( الكافي: 1(160)( نهج البالغة: الخطبة رقم)2

235

(1)والفؤاد عما عقد عليه( قي��ل لإلم��ام الص��ادق: أخ��برني أي [856]الح��ديث:

األعمال أفضل عند الله؟.. قال: )م��ا ال يقب��ل الل��ه ش��يئا إال ب��ه، قيل: وما ه��و؟.. ق��ال: )اإليم��ان بالل��ه ال��ذي ال إل��ه إال ه��و أعلى األعمال درجة، وأشرفها منزلة، وأسناها حظا(، قيل: أال تخبرني عن اإليم��ان؟.. أق��ول ه��و وعم��ل أم ق��ول بال عم��ل؟.. فق��ال: )اإليمان عمل كله، والقول بعض ذل��ك العم��ل بف��رض من الل��ه، بين في كتابه، واضح ن��وره، ثابت��ة حجت��ه، يش��هد ل��ه ب��ه الكت��اب ويدعوه إليه(، قي��ل: ص��فه لي جعلت ف��داك حتى أفهم��ه، ق��ال: )اإليمان حاالت، ودرجات، وطبقات، ومنازل، فمنه التام المنتهى تمامه، ومنه الناقص البين نقصانه، ومنه الراجح الزائد رجحانه(، قيل: إن اإليمان ليتم وينقص ويزيد؟.. ق��ال: )نعم(، قي��ل: كي��ف ذلك؟.. قال: )ألن الله تبارك وتعالى فرض اإليمان على ج��وارح ابن آدم، وقسمه عليها وفرقه فيها، فليس من جوارح��ه جارح��ة إال وقد وكلت من اإليمان، بغير ما وكلت ب��ه أخته��ا، فمنه��ا قلب��ه الذي به يعقل ويفقه ويفهم، وهو أمير بدنه الذي ال ترد الج��وارح وال تصدر إال عن رأيه وأم��ره.. ومنه��ا عين��اه اللت��ان يبص��ر بهم��ا، وأذن��اه اللت��ان يس��مع بهم��ا، وي��داه اللت��ان يبطش بهم��ا، ورجاله اللتان يمشي بهما، ولسانه ال�ذي ينط�ق ب�ه، ورأس��ه ال�ذي في��ه وجهه.. فليس من هذه جارحة إال وقد وكلت من اإليمان بغير ما وكلت به أختها بفرض من الله تبارك وتع��الى اس��مه، ينط��ق ب��ه

(2)الكتاب لها، ويشهد به عليها( )إن الم��ؤمن الق��ال اإلم��ام الص��ادق: [857]الح��ديث:

يك��ون س��جيته الك��ذب وال البخ��ل وال الفج��ور، ولكن ربم��ا ألم(3)بشيء من هذا ال يدوم عليه(

عن اإليم��ان م��اس��ئل اإلم��ام الص��ادق [858]الحديث: هو؟.. فكتب يقول: )اإليمان هو إقرار باللس��ان، وعق��د ب��القلب، وعم��ل باألرك��ان، فاإليم��ان بعض��ه من بعض، وق��د يك��ون العب��د مسلما قبل أن يكون مؤمنا، وال يكون مؤمنا حتى يكون مسلما، فاإلس��الم قب��ل اإليم��ان، وه��و يش��ارك اإليم��ان، ف��إذا أتى العب��د بكب��يرة من كب��ائر المعاص��ي، أو ص��غيرة من ص��غائر المعاص��ي،

.2/37، والكافي 66/22)( بحار األنوار: 1.2/33، والكافي 66/24)( بحار األنوار: 2.1/64، والخصال 66/67)( بحار األنوار: 3

236

التي نهى الله عز وجل عنها ك��ان خارج��ا من اإليم��ان، وس��اقطا عنه اسم اإليمان، وثابتا عليه اسم اإلسالم، ف��إن ت��اب واس��تغفر عاد إلى اإليمان، ولم يخرجه إلى الكفر إال الجحود واالس��تحالل، إذا قال للحالل: هذا ح��رام، وإذا ق��ال للح��رام: ه��ذا حالل، ودان ب��ذلك، فعن��دها يك��ون خارج�ا من اإليم��ان واإلس��الم إلى الكف��ر، وكان بمنزل��ة رج��ل دخ�ل الح��رم ثم دخ��ل الكعب��ة، فأح��دث في الكعبة حدثا فأخرج عن الكعبة وعن الحرم، فضربت عنقه وصار

(1)إلى النار( ��ه بتبلي��غ م��ا عه��دهثم قال: )أولم يأمر الله عز وج��ل نبي

ول س�� ه��ا الر ﴿إليه في وصيه، وإظهار إمامته وواليته، بقول��ه: ياأيه الته والل غت رس�� ك وإن لم تفعل فما بل غ ما أنزل إليك من رب بل

اس ]المائدة: ما ق��د[؟.. فبلغ رسول الله 67﴾يعصمك من الن سمع، وعلم أن الش��ياطين اجتمع��وا إلى إبليس فق��الوا ل��ه: ألم تكن أخبرتن��ا أن محم��دا إذا مض��ى نكثت أمت��ه عه��ده، ونقض��توم��ا ﴿سنته، وإن الكتاب الذي جاء به يش��هد ب��ذلك، وه��و قول��ه: ��ل ل أف��إن م��ات أو قت س�� ��ه الر محمد إال رسول قد خلت من قبل

[ ، فكيف يتم ه��ذا وق��د144﴾انقلبتم على أعقابكم ]آل عمران: نص��ب ألمت��ه علم��ا، وأق��ام لهم إمام��ا؟.. فق��ال لهم إبليس: )ال تجزعوا من هذا، فإن أمته ينقضون عهده، ويغ�درون بوص�يه من بعده، ويظلمون أهل بيته، ويهملون ذل��ك لغلب��ة حب ال��دنيا على��ة والض��غائن في نفوس��هم، واس��تكبارهم قل��وبهم، وتمكن الحميه دق عليهم إبليس ظن ولق��د ص�� ﴿وع��زهم، ف��أنزل الل��ه تع��الى:

بعوه إال فريقا من المؤمنين ]سبأ: (2)[(20﴾فاتثالثا � االستدالل على الله بمظاهر قدرته:

وهي أحاديث كث�يرة ج�دا، وت��دل على اعتم��اد أئم��ة اله�دى المنهج القرآني في التعريف بالله تعالى؛ فالقرآن الك��ريم مليء��ق ذي خل ه ال كم الل ﴿بأمثال تلك المعاني، كما قال تع�الى: إن ربام ثم استوى على العرش يغشي ة أي ماوات واألرض في ست السخرات ج��وم مس�� مس والقم��ر والن هار يطلبه حثيثا والش�� يل الن الله رب الع��المين ]األع��راف: ﴾بأمره أال له الخلق واألمر تبارك الل

54]��ر ﴿وقال في معرض االستدالل على الله: أم خلقوا من غي

.230، والتوحيد ص66/73)( بحار األنوار: 1، وتفسير النعماني.66/84)( بحار األنوار: 2

237

��ل ال35شيء أم هم الخالقون ) ماوات واألرض ب ( أم خلقوا الس���ون ) يطرون 36يوقن ك أم هم المص��� ���دهم خ���زائن رب ﴾( أم عن-�� 35]الط��ور: ماوات واألرض37 ��ق الس�� ﴿[، وق��ال: أمن خل

��ان ماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهج��ة م��ا ك وأنزل لكم من الس��ل هم ق�وم يع��دلون ) ه ب ��ه م��ع الل جرها أإل (60لكم أن تنبتوا ش��

ي أمن جعل األرض قرارا وجعل خاللها أنه��ارا وجع��ل له��ا رواس����رهم ال يعلم��ون ) ��ل أكث ه ب وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الل

وء ويجعلكم61 ف الس�� طر إذا دع��اه ويكش�� ( أمن يجيب المض��رون ) �ذك ه قليال م�ا ت �ه م�ع الل ( أمن يه�ديكم62خلفاء األرض أإل

��دي را بين ي ��اح بش�� ي ل الر ��ر والبح��ر ومن يرس�� في ظلم��ات البه عما يشركون ]النمل: ه تعالى الل [63 - 60﴾رحمته أإله مع الل

وهكذا يصف الله تعالى عباده الص��الحين ب��التفكر والتأم��ل والنظر في خلق الكون للعبور منه إلى التعرف على الله تعالى،يل ماوات واألرض واختالف الل إن في خلق الس ﴿كما قال تعالى:

��اب ) ��ات ألولي األلب ه��ار آلي ه قيام��ا190والن ��ذكرون الل ذين ي ( الماوات واألرض ��ق الس�� رون في خل ��وبهم ويتفك وقع��ودا وعلى جنار ]آل عمران: نا ما خلقت هذا باطال سبحانك فقنا عذاب الن ﴾رب

190 ،191] ودعا إلى النظر إلى آحاد الكائنات والتأم��ل فيه��ا للوص��ول

﴿قل انظروا م��اذا من خاللها إلى الهداية اإللهية، كما قال تعالى:ذر عن ق���وم ال ���ات والن ماوات واألرض وم���ا تغني اآلي في الس���

﴿ فلينظر اإلنسان إلى طعام��ه )، وقال: [101﴾يؤمنون ]يونس: ا )24 ب ببنا الم��اء ص�� ا ص�� قا )25( أن ققنا األرض ش�� (26( ثم ش��

ا ) ��ا فيه��ا حب با )27فأنبتن ��ا وقض�� ��ا ونخال )28( وعنب (29( وزيتون��ا ) ا )30وح��دائق غلب ﴾( متاع��ا لكم وألنع��امكم31( وفاكه��ة وأب

﴿ أفال ينظرون إلى اإلبل كيف خلقت )، وقال: [32 -� 24]عبس: ماء كيف رفعت )17 بت )18( وإلى الس ( وإلى الجبال كيف نص��[20 - 17﴾( وإلى األرض كيف سطحت ]الغاشية: 19

وهكذا يخبر الله تعالى عن منهج رس��له عليهم الس��الم في التعريف بالله والدعوة إليه، ومن ذل��ك قول��ه عن إب��راهيم علي��ه

��ك إذ ق��ال السالم: ه المل ��اه الل ه أن آت ذي حاج إبراهيم في رب ﴿ال���ا أحيي وأميت ق���ال ذي يحيي ويميت ق���ال أن ي ال ���راهيم رب إبرق ف��أت به��ا من مس من المش�� ��أتي بالش�� ه ي ��راهيم ف��إن الل إبه ال يه���دي الق���وم الظالمين ذي كف���ر والل ﴾المغ���رب فبهت ال

238

[258]البقرة: بع: وقال عن نوح عليه السالم ه س�� ��ق الل ﴿ألم تروا كيف خل

مس15سماوات طباقا ) ��ورا وجع��ل الش�� ( وجعل القم��ر فيهن نه أنبتكم من األرض نباتا )16سراجا ) ( ثم يعي��دكم فيه��ا17( والل

اطا )18ويخ��رجكم إخراج��ا ) ه جع��ل لكم األرض بس�� (19( والل[20 - 15﴾لتسلكوا منها سبال فجاجا ]نوح:

﴿ق��ال فرع��ون وم��ا رب وق��ال عن موس��ى علي��ه الس��الم:ماوات واألرض وم��ا بينهم��ا إن كنتم23العالمين ) ( قال رب الستمعون )24م��وقنين ) ��ه أال تس�� كم25( ق��ال لمن حول ( ق��ال رب

��ائكم األولين ) ل إليكم26ورب آب ذي أرس�� ولكم ال ( ق��ال إن رس�� ( قال رب المشرق والمغ��رب وم��ا بينهم��ا إن كنتم27لمجنون )

[28 - 23﴾تعقلون ]الشعراء:

وغيرها من اآليات الكريمة التي نج��د مص��اديقها عن��د أئم��ة الهدى الذين استعملوا هذا المنهج القرآني في الدعوة إلى الل��ه

والتعريف به. وقب��ل أن ن��ذكر بعض م��ا ورد عنهم من ذل��ك ننب��ه إلى أن أحاديثهم في هذا الباب � مع كونها مرتبط��ة بأه��ل ذل��ك العص��ر، والمعارف التي وصل إليها، أو في إمكانه أن يصدقها � إال أنها ال تخ��الف م��ا وص��ل إلي��ه العلم الح��ديث، ب��ل إن فيه��ا اإلش��ارات الكثيرة إلى ما وصل إليه، وهي تدل على المنبع الص��افي ال��ذي يستمدون منه، ولذلك لم ترو عنهم تل��ك الخراف��ات ال��تي رويت

عن الذين تتلمذوا على كعب األحبار وغيره من اليهود.. اإلمام علي واالستدالل بمظاهر القدرة:1

من أحاديث اإلمام علي المرتبطة بوص��ف مظ��اهر الق��درةاإللهية وداللتها على الله األحاديث التالية:

قال اإلمام علي في وص��ف ب��ديع ص��نع [859]الحديث: ماوات موط��دات بال الل��ه تع��الى: )من ش��واهد خلق��ه خل��ق الس�� عمد، قائمات بال س��ند، دع��اهن ف��أجبن طائع��ات م��ذعنات، غ��ير��ة، وإذع��انهن متلكئات وال مبطئات، ول��و ال إق��رارهن ل��ه بالربوبي بالطواعية، لما جعلهن موضعا لعرشه، وال مس��كنا لمالئكت��ه، وال

(1)مصعدا للكلم الطيب، والعمل الصالح من خلقه(

.182)( نهج البالغة: الخطبة رقم 1239

قال اإلمام علي في وص��ف ب��ديع ص��نع [860]الحديث: الل��ه تع��الى: )جع��ل نجومه��ا أعالم��ا، يس��تدل به��ا الح��يران في مختلف فج��اج األقط��ار، لم يمن��ع ض��وء نوره��ا، ادلهم��ام س��جف الليل المظلم، وال استطاعت جالبيب سواد الحنادس، أن ترد ما شاع في السماوات من تأللؤ نور القمر.. فس��بحان من ال يخفى علي��ه س��واد غس��ق داج، وال لي��ل س��اج، في بق��اع األرض��ين المتطأطئات، وال في يفاع السفع المتجاورات، وم��ا يتجلج��ل ب��هماء، وم��ا تالش�ت عن��ه ب��روق الغم�ام، وم�ا الرعد في أف��ق الس�� تسقط من ورقة، تزيلها عن مسقطها عواصف األنواء، وانهطالماء، ويعلم مس��قط القط��رة ومقره��ا، ومس��حب ال��ذرة الس�� ومجرها، وما يكفي البعوض��ة من قوته�ا، وم��ا تحم��ل األن��ثى في

(1)بطنها( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [861]الحديث:

��ره ف��ألطف ت��دبيره، )هو الذي قدر ما خلق فأحكم تق��ديره، ودب ووجهه لوجهته فلم يتعد حدود منزلت��ه، ولم يقص��ر دون االنته��اء إلى غايته، ولم يستص��عب إذ أم��ر بالمض��ي على إرادت��ه، فكي��ف

(2)وإنما صدرت األمور عن مشيئته؟( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [862]الحديث:

��ة فك��ر آل إليه��ا، وال قريح��ة )هو المنشئ أصناف األشياء بال روي غريزة أضمر عليه��ا، وال تجرب��ة أفاده��ا من ح��وادث ال��دهور، وال ش��ريك أعان��ه على ابت��داع عج��ائب األم��ور، فتم خلق��ه ب��أمره، وأذعن لطاعت���ه، وأج���اب إلى دعوت���ه، لم يع���ترض دون���ه ريث المبطئ، وال أن���اة المتلكئ، فأق���ام من األش���ياء أوده���ا، ونهج ح��دودها، والءم بقدرت��ه بين متض��ادها، ووص��ل أس��باب قرائنه��ا، وفرقه���ا أجناس���ا مختلف���ات في الح���دود واألق���دار، والغرائ���ز والهيئ��ات، ب��دايا خالئ��ق أحكم ص��نعها، وفطره��ا على م��ا أراد

(3)وابتدعها( قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [863]الحديث:

يق مها على الض�� )ه��و ال��ذي ق��در األرزاق فكثره��ا وقلله��ا، وقس��عة فع��دل فيه��ا، ليبتلي من أراد بميس��ورها ومعس��ورها، والس�� وليختبر بذلك الشكر والصبر من غنيها وفقيرها، ثم قرن بسعتها

.182)( نهج البالغة: الخطبة رقم 1.91)( نهج البالغة: الخطبة رقم 2.91)( نهج البالغة: الخطبة رقم 3

240

عقابيل فاقتها، وبسالمتها طوارق آفاتها، وبفرج أفراحها غص��ص أتراحها، وخلق اآلجال فأطالها وقصرها، وقدمها وأخرها، ووص��لبالموت أسبابها، وجعله خالجا ألشطانها، وقاطعا لمرائر أقرانها(

(1) قال اإلمام علي في وصف الله تع��الى: [864]الحديث:

)خل��ق الخل��ق على غ��ير تمثي��ل، وال مش��ورة مش��ير، وال معون��ة معين، فتم خلق��ه ب��أمره، وأذعن لطاعت��ه، فأج��اب ولم ي��دافع،

(2)وانقاد ولم ينازع( قال اإلم��ام علي في وص��ف الخف��اش: [865]الحديث:

)من لط��ائف ص��نعته، وعج��ائب خلقت��ه، م��ا أران��ا من غ��وامضياء الباس��ط لك��ل الحكمة في هذه الخفافيش، التي يقبضها الض�� شيء، ويبسطها الظالم القابض لكل حي، وكيف عشيت أعينه��ا عن أن تستمد من الشمس المضيئة نورا تهتدي به في مذاهبها،مس إلى معارفه��ا، وردعه��ا بتألل��ؤ وتتص��ل بعالني��ة بره��ان الش�� ضيائها عن المض��ي في س��بحات إش��راقها، وأكنه��ا في مكامنه��ا عن الذهاب في بلج ائتالقها، فهي مس�دلة الجف�ون بالنه�ار على أحداقها، وجاعلة الليل سراجا تستدل ب��ه في التم��اس أرزاقه��ا، فال ي��رد أبص��ارها إس��داف ظلمت��ه، وال تمتن��ع من المض��ي في��ه لغسق دجنته، فإذا ألقت الشمس قناعها، وبدت أوض�اح نهاره�ا،باب في وجاره��ا، أطبقت ودخ��ل من إش��راق نوره��ا على الض�� األجفان على مآقيها، وتبلغت بم اكتسبته من المع��اش في ظلم لياليها.. فسبحان من جعل الليل لها نهارا ومعاشا، والنهار س��كنا وقرارا، وجعل لها أجنحة من لحمها، تعرج به��ا عن��د الحاج��ة إلى الطيران، كأنها شظايا اآلذان، غير ذوات ريش وال قصب، إال أنك ترى مواضع العروق بينة أعالما، لها جناح��ان لم��ا يرق��ا فينش��قا، ولم يغلظا فيثقال، تطير وولدها الص��ق به��ا، الجئ إليه��ا، يق��ع إذا وقعت، ويرتفع إذا ارتفعت، ال يفارقها حتى تشتد أركانه، ويحمله للنه��وض جناح��ه، ويع��رف م��ذاهب عيش��ه، ومص��الح نفس��ه،

(3)فسبحان البارئ لكل شيء على غير مثال خال من غيره( قال اإلمام علي في وص��ف ب��ديع ص��نع [866]الحديث:

��روا في عظيم الق��درة، وجس��يم النعم��ة، الل��ه تع��الى: )ل��و فك

.91)( نهج البالغة: الخطبة رقم 1 .١٥٥ و٤٩)( نهج البالغة: الخطبة 2 .١٥٥ و٤٩)( نهج البالغة: الخطبة 3

241

لرجع��وا إلى الطري��ق، وخ��افوا ع��ذاب الحري��ق، ولكن القل��وب عليلة، والبصائر مدخولة.. أال ينظرون إلى صغير ما خل��ق، كي��ف أحكم خلقه، وأتقن تركيبه، وفلق له السمع والبصر، وس��وى ل��ه

(1)العظم والبشر؟( قال اإلمام علي في وص��ف ب��ديع ص��نع [867]الحديث:

الله تعالى: )انظروا إلى النملة في صغر جثتها، ولطاف��ة هيئته��ا، ال تكاد تنال بلحظ البصر، وال بمستدرك الفك��ر، كي��ف دبت على أرضها، وصبت على رزقها، تنقل الحبة إلى جحره��ا، وتع��دها في مستقرها، تجمع في حرها لبردها، وفي وردها لصدرها؟ مكفولة��ان، وال يحرمه��ا ال��ديان، برزقها، مرزوقة بوفقه��ا، ال يغفله��ا المن��رت في فا الي��ابس، والحج��ر الج��امس.. ول��و فك ول��و في الص�� مجاري أكلها، في علوها وسفلها، وما في الجوف من شراسيف بطنه��ا، وم��ا في ال��رأس من عينه��ا وأذنه��ا، لقض��يت من خلقه��ا��ذي أقامه��ا على عجب��ا، ولقيت من وص��فها تعب��ا.. فتع��الى ال قوائمها، وبناها على دعائمها، لم يشركه في فطرتها فاطر، ولم يعنه على خلقه��ا ق��ادر.. ول��و ض��ربت في م��ذاهب فك��رك لتبل��غ غايات��ه، م��ا دلت��ك الدالل��ة إال على أن ف��اطر النمل��ة، ه��و ف��اطر النخلة، لدقيق تفصيل كل شيء، وغامض اختالف ك��ل حي، وم��اعيف، في الجلي��ل واللطي��ف، والثقي��ل والخفي��ف، والق��وي والض��

(2)خلقه إال سواء( قال اإلمام علي في وص��ف ب��ديع ص��نع [868]الحديث:

الله تعالى: )وكذلك السماء والهواء، والرياح والماء، ف��انظر إلى الشمس والقمر، والنبات والشجر، والماء والحجر، واختالف هذا الليل والنهار، وتفجر ه��ذه البح��ار، وك��ثرة ه��ذه الجب��ال، وط��ول هذه القالل، وتفرق هذه اللغات، واأللس�ن المختلف�ات.. فالوي�ل لمن أنكر المقدر، وجح��د الم��دبر، زعم��وا أنهم كالنب��ات م��ا لهم زارع، وال الختالف ص��ورهم ص��انع، ولم يلج��ؤوا إلى حج��ة فيم��ا ادعوا، وال تحقيق لما أوعوا، وه��ل يك��ون بن��اء من غ��ير ب��ان؟ أو

(3)جناية من غير جان؟( قال اإلمام علي في وص��ف ب��ديع ص��نع [869]الحديث:

الله تع��الى: )وإن ش��ئت قلت في الج��رادة، إذ خل��ق له��ا عي��نين.204 ص 1، واالحتجاج: ج 185)( نهج البالغة: الخطبة رقم 1.204 ص 1، واالحتجاج: ج 185)( نهج البالغة: الخطبة رقم 2.204 ص 1، واالحتجاج: ج 185)( نهج البالغة: الخطبة رقم 3

242

مع حم��راوين، وأس��رج له��ا ح��دقتين قم��راوين، وجع��ل له��ا الس�� الخفي، وفتح لها الفم السوي، وجعل لها الحس الق��وي، ون��ابين بهما تقرض، ومنجلين بهم��ا تقبض.. يرهبه��ا ال��زراع في زرعهم، وال يستطيعون ذبها ول��و أجلب��وا بجمعهم، حتى ت��رد الح��رث في��ه ال يك��ون إص��بعا نزواته��ا، وتقض��ي من��ه ش��هواتها، وخلقه��ا كل

(1)مستدقة( قال اإلمام علي في وص��ف ب��ديع ص��نع [870]الحديث:

ماوات ��ذي يس��جد ل��ه من في الس�� ��ه ال الل��ه تع��الى: )تب��ارك الل واألرض طوعا وكرها، ويعفر له خدا ووجها، ويلقي إليه بالطاع��ة سلما وضعفا، ويعطي له القياد رهبة وخوف��ا.. ف��الطير مس��خرة ألمره، أحصى عدد الريش منها والنفس، وأرس��ى قوائمه��ا على الندى واليبس، وقدر أقواتها، وأحصى أجناسها، فهذا غراب وهذا عقاب، وهذا حمام وهذا نعام، دعا كل ط��ائر باس��مه، وكف��ل ل��ه برزقه.. وأنشأ السحاب الثق��ال فأهط��ل ديمه��ا، وع��دد قس��مها،

(2)فبل األرض بعد جفوفها، وأخرج نبتها بعد جدوبها( قال اإلمام علي في وص��ف ب��ديع ص��نع [871]الحديث:

وي، والمنش��أ الم��رعي، في الل��ه تع��الى: )أيه��ا المخل��وق الس�� ظلم��ات األرح��ام، ومض��اعفات األس��تار، ب��دئت من س��اللة من طين، ووضعت في قرار مكين، إلى قدر معلوم، وأجل مقسوم، تم��ور في بطن أم��ك جنين��ا، ال تح��ير دع��اء، وال تس��مع ن��داء، ثم أخ���رجت من مق���رك إلى دار لم تش���هدها، ولم تع���رف س���بل منافعها.. فمن هداك الجترار الغذاء من ثدي أمك، وعرف��ك عن��د

(3)الحاجة مواضع طلبك وإرادتك؟( قال اإلمام علي في وص��ف ب��ديع ص��نع [872]الحديث:

الله تعالى: )ليس فناء الدنيا بعد ابت��داعها، ب��أعجب من إنش��ائها واختراعها، وكيف ولو اجتمع جميع حيوانها، من طيرها وبهائمه��ا، وم��ا ك��ان من مراحه��ا وس��ائمها، وأص��ناف أس��ناخها وأجناس��ها، ومتبلدة أممها وأكياس��ها، على إح��داث بعوض��ة م��ا ق��درت على��رت عقوله��ا إحداثها، وال عرفت كيف السبيل إلى إيجادها، ولتحي في علم ذلك وتاهت، وعج��زت قواه��ا وتن��اهت، ورجعت خاس��ئة حسيرة، عارفة بأنها مقهورة، مقرة بالعجز عن إنشائها، مذعن��ة

.204 ص 1، واالحتجاج: ج 185)( نهج البالغة: الخطبة رقم 1.204 ص 1، واالحتجاج: ج 185)( نهج البالغة: الخطبة رقم 2.204 ص 1، واالحتجاج: ج 185)( نهج البالغة: الخطبة رقم 3

243

(1)بالضعف عن إفنائها( قال اإلمام علي في وص��ف ب��ديع ص��نع [873]الحديث:

الله تعالى: )لم يتكاءده صنع شيء منها إذ صنعه، ولم يؤده منها خلق ما خلقه وبرأه، ولم يكونها لتشديد سلطان، وال لخوف من زوال ونقصان، وال لالستعانة بها على ند مكاثر، وال لالح�تراز به�ا من ضد مثاور، وال لالزدياد بها في ملكه، وال لمكاثرة شريك في شركه، وال لوحشة كانت من�ه ف�أراد أن يس�تأنس إليه�ا.. ثم ه�و يفنيها بعد تكوينها، ال لسأم دخل عليه في تصريفها وتدبيرها، وال��ه ط��ول لراحة واص��لة إلي��ه، وال لثق��ل ش��يء منه��ا علي��ه، ال يمل بقائها، فيدعوه إلى سرعة إفنائها، ولكنه سبحانه دبره��ا بلطف��ه، وأمسكها بأمره، وأتقنها بقدرته.. ثم يعيدها بع��د الفن��اء من غ��ير حاجة منه إليها، وال استعانة بشيء منها عليها، وال النص��راف من حال وحشة إلى ح��ال اس��تئناس، وال من ح��ال جه��ل وعمى إلى حال علم والتماس، وال من فقر وحاجة إلى غنى وكثرة، وال من

(2)ذل وضعة إلى عز وقدرة(. اإلمام الصادق واالستدالل بمظاهر القدرة:2

من خالل مطالعة كلمات اإلمام الصادق ورسائله وحواراته نج��ده ينتهج ه�ذا المنهج الق�رآني في االس��تدالل على الل��ه، إم�ا على وجوده، أو على صفاته وأسمائه الحسنى، ببيان ب��ديع ص��نع الله تعالى، وذلك على حسب المعارف ال��تي ك��ان يطيقه��ا أه��ل ذلك العصر، وهي ال تتناقض مع المعارف التي وص�ل إليه�ا أه�ل

هذا العصر، لكن لكل أسلوبه الخاص. ومن أب��رز تل��ك النص��وص تل��ك الرس��الة ال��تي أماله��ا على

المفضل بن عمر، وال�ذي قص��ده ألج�ل أن يعلم��ه كيفي��ةتلميذه وق��د وردمناظرة )ابن أبي العوجاء( ال��ذي ك��ان يش��هر إلح��اده،

فيها الكثير من الحقائق الكونية، مع بيان وجه االستدالل بها. وهي دليل على أن المنهج الصحيح في الرد على المالح��دة

هو استعمال العلم نفسه، والذي يزعمون أنه حكر عليهم. وبن��اء على أهميته��ا، وحرص��ا على االس��تفادة منه��ا، فق��د قس��مناها ��� بحس��ب محتوياته��ا ��� إلى أح��اديث قص��يرة، يمكن االستدالل بها واالس�تفادة منه�ا في مواض�ع الحاج�ة، كم�ا فعلن�ا

ذلك في غيرها من األحاديث الطويلة..62- 59(، وأعالم الدين: ص 186)( نهج البالغة: الخطبة رقم)1.62- 59(، وأعالم الدين: ص 186)( نهج البالغة: الخطبة رقم)2

244

)إن الشكاك جهلواقال اإلمام الصادق: [874]الحديث: األس��باب والمع��اني في الخلق��ة، وقص��رت أفه��امهم عن تأم��ل الصواب، والحكمة فيما ذرأ الباري جل قدسه، وبرأ من ص��نوف خلق��ه في ال��بر، والبح��ر، والس��هل، وال��وعر، فخرج��وا بقص��ر علومهم إلى الجحود، وبضعف بص��ائرهم إلى التك��ذيب والعن��ود، حتى أنكروا خلق األشياء، وادعوا أن تكونه��ا باإلهم��ال، ال ص��نعة�ه عم�ا فيها وال تقدير وال حكم�ة من م�دبر، وال ص�انع، تع�الى الل��ه أنى يؤفك��ون فهم في ض��اللهم وغيهم يص��فون، وق��اتلهم الل وتجبرهم بمنزلة عميان دخلوا دارا قد بنيت أتقن بن��اء وأحس��نه، وفرشت بأحسن الفرش وأفخره، وأع��د فيه��ا ض��روب األطعم��ة واألشربة والمالبس والمآرب التي يحتاج إليها وال يستغنى عنه��ا، وض��ل ك��ل ش��يء من ذل��ك موض��عه على ص��واب من التق��دير، وحكم��ة من الت��دبير، فجعل��وا ي��ترددون فيه��ا يمين��ا وش��ماال، ويطوف��ون بيوته��ا إدب��ارا وإقب��اال، محجوب��ة أبص��ارهم عنه��ا، ال

فيه��ا وربم��ا ع��ثر بعض��هم بالش��يء يبصرون بنية الدار، وما أع��د الذي قد وضع موضعه، وأعد للحاج��ة إلي��ه، وه��و جاه��ل للمع��نى فيه ولما أع�د ولم�اذا جع�ل ك�ذلك؟ فت��ذمر وتس�خط وذم ال�دار

وبانيها. فه�ذه ح�ال ه�ذا الص��نف في إنك��ارهم م�ا أنك�روا من أم�ر الخلقة وثب��ات الص��نعة، ف��إنهم لم��ا غ��ربت أذه��انهم عن معرف��ة األس��باب والعل��ل في األش��ياء، ص��اروا يجول��ون في ه��ذا الع��الم حي��ارى، فال يفهم��ون م��ا ه��و علي��ه من إتق��ان خلقت��ه، وحس��ن صنعته، وصواب هيئته، وربما وقف بعض��هم على الش��يء يجه��ل سببه، واألرب فيه، فيسرع إلى ذم��ه ووص��فه باإلحال��ة والخط��أ، كال��ذي أق��دمت علي��ه الكف��رة، وج��اهرت ب��ه الملح��دة المارق��ة الفجرة، وأشباههم من أهل الضالل المعللين أنفس��هم بالمح��ال فيحق على من أنعم الله علي��ه بمعرفت��ه، وه��داه لدين��ه، ووفق��ه لتأمل التدبير في صنعة الخالئق، والوقوف على ما خلقوا له من��ة على لطي��ف الت��دبير وص��واب التق��دير، بالدالل��ة القائم��ة الدال��ه م��واله على ذل��ك، وي��رغب إلي��ه في صانعها، أن يكثر حم��د الل

كرتمالثبات عليه والزيادة منه فإن�ه ج�ل لئن ش� ﴿اس�مه يق�ول: كم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ]إبراهيم: (1)[(7﴾ألزيدن

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1245

)أول العبر والداللةقال اإلمام الصادق: [875]الحديث: على الب��اري ج��ل قدس��ه، تهيئ��ة ه��ذا الع��الم، وت��أليف أجزائ��ه ونظمه��ا، على م��ا هي علي��ه، فإن��ك إذا ت��أملت الع��الم بفك��رك وخبرته بعقلك، وجدته كالبيت المبني المعد فيه جميع م��ا يحت��اج إلي��ه عب��اده، فالس��ماء مرفوع��ة كالس��قف، واألرض مم��دودة كالبس��اط، والنج��وم مض��يئة كالمص��ابيح، والج��واهر مخزون��ة كالذخائر، وكل شيء فيه لش�أنه مع�د، واإلنس�ان كالمال�ك ذل�ك��أة لمآرب��ه، البيت، والمخول جميع ما في��ه، وض��روب النب��ات مهي وصنوف الحيوان مصروفة في مصالحه ومنافعه، ففي هذا داللة واضحة على أن العالم مخلوق بتقدير وحكمة ونظ��ام ومالءم��ة، وأن الخالق له واحد، وه��و ال�ذي ألف�ه ونظم��ه بعض��ا إلى بعض، جل قدسه، وتعالى جده، وكرم وجهه، وال إله غيره، تع��الى عم��ا

(1)(يقول الجاحدون، وجل وعظم عما ينتحله الملحدون اعت��بر بخل��ق)ق��ال اإلم��ام الص��ادق: [876]الح��ديث:

اإلنسان فاعتبر به.. فأول ذلك م��ا ي��دبر ب��ه الج��نين في ال��رحم، وهو محجوب في ظلمات ثالث: ظلم��ة البطن، وظلم��ة ال��رحم، وظلمة المشيمة، حيث ال حيل��ة عن��ده في طلب غ��ذاء، وال دف��ع أذى، وال استجالب منفعة، وال دفع مضرة، فإن��ه يج��ري إلي��ه من الدم ما يغ��ذوه، الم��اء والنب��ات، فال ي��زال ذل��ك غ��ذاؤه، حتى إذا كمل خلق�ه واس��تحكم بدن��ه وق�وي أديم�ه على مباش��رة اله�واء وبصره على مالقاة الضياء هاج الطلق بأمه فأزعجه أشد إزع��اج

فإذا ولد صرف ذلك ال��دم ال��ذي ك��ان يغ��ذوه وأعنفه حتى يولد، من دم أم��ه إلى ث��ديها، وانقلب الطعم والل��ون إلى ض��رب آخ��ر من الغذاء وهو أشد موافقة للمولود من الدم فيوافي��ه في وقت

وحرك شفتيه طلبا للرض��اع،(2)حاجته إليه، فحين يولد قد تلمظ المعلق��تين لحاجت��ه فال ي��زال(3)فه��و يج��د ث��دي أم��ه ك��اإلداوتين

يتغذى باللبن، ما دام رطب الب��دن رقي��ق األمع��اء لين األعض��اء، حتى إذا تحرك، واحتاج إلى غذاء فيه صالبة ليشتد ويقوى بدن��ه، طلعت له الطواحن من األسنان واألضراس ليمضغ بها الطع��ام، فيلين عليه، ويسهل له إساغته، فال يزال كذلك حتى يدرك، ف��إذا أدرك وكان ذكرا طلع الشعر في وجهه، فكان ذلك عالمة الذكر،

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1)( تلمظ: إذا أخرج لسانه فمسح به شفتيه.2)( اإلداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء، جمعه أداوي.3

246

وعز الرجل الذي يخرج ب��ه من ج��دة الص��با وش��به النس��اء، وإن ك��انت أن��ثى يبقى وجهه��ا نقي��ا من الش��عر، لتبقى له��ا البهج��ة،

(1)(والنضارة التي تحرك الرجل لما فيه دوام النسل وبقاؤه )اعتبر فيما يدبر بهقال اإلمام الصادق: [877]الحديث:

اإلنسان في ه��ذه األح��وال المختلف��ة، ه��ل ت��رى مثل��ه يمكن أن يكون باإلهم��ال؟ أف��رأيت ل��و لم يج��ر إلي��ه ذل��ك ال��دم وه��و في الرحم، ألم يكن سيذوي ويجف كما يجف النبات إذا فق��د الم��اء، ول��و لم يزعج��ه المخ��اض عن��د اس��تحكامه ألم يكن س��يبقى في الرحم كالموؤد في األرض؟ ولو لم يوافقه اللبن م��ع والدت��ه ألم يكن س��يموت جوع�ا أو يغت��ذي بغ�ذاء ال يالئم�ه، وال يص�لح علي��ه بدنه، ولو لم تطلع له األسنان في وقته��ا ألم يكن س��يمتنع علي��ه مضغ الطعام وإساغته، أو يقيمه على الرضاع فال يشتد بدن��ه وال يصلح لعم��ل؟ ثم ك��ان يش��غل أم��ه بنفس��ه عن تربي��ة غ��يره من

(2)(األوالد )من ه��ذا ال��ذيق��ال اإلم��ام الص��ادق: [878]الحديث:

يرصد اإلنسان حتى يوافيه بكل شيء من هذه المآرب إال ال��ذي أنشأه خلقا، بعد أن لم يكن، ثم توكل له بمصلحته بعد أن ك��ان، فإن كان اإلهمال ي��أتي بمث��ل ه��ذا الت��دبير، فق��د يجب أن يك��ون العمد والتقدير يأتيان بالخطأ والمحال، ألنهما ضد اإلهمال وه��ذا فظيع من القول وجهل من قائله، ألن اإلهمال ال يأتي بالصواب، والتضاد ال يأتي بالنظام، تعالى الله عم�ا يق��ول الملح��دون عل��وا

(3)(كبيرا��ر في أعض��اءقال اإلمام الص��ادق: [879]الحديث: )فك

البدن أجمع، وت��دبير ك��ل منه��ا لألرب فالي��دان للعالج، وال��رجالن للس��عي، والعين��ان لالهت��داء، والفم لالغت��ذاء، والمع��دة للهض��م والكب��د للتخليص، والمناف��ذ لتنفي��ذ الفض��ول، واألوعي��ة لحمله��ا، وك��ذلك جمي��ع األعض��اء، إذا م��ا تأملته��ا وأعملت فك��رك فيه��ا ونظرك، وجدت ك��ل ش��يء منه��ا ق��د ق��در لش��يء على ص��واب

(4)(وحكمة )إن قوما يزعمونقيل لإلمام الصادق: [880]الحديث:

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )4

247

أن التدبير المحكم من فعل الطبيعة(، فق��ال: )س��لهم عن ه��ذه الطبيعة أهي شيء له علم وق��درة على مث��ل ه��ذه األفع��ال، أم ليست كذلك؟ ف��إن أوجب��وا له��ا العلم والق��درة فم��ا يمنعهم من إثبات الخالق، ف��إن ه��ذه ص��نعته.. وإن زعم��وا أنه��ا تفع��ل ه��ذه األفعال بغير علم وال عم��د، وك��ان في أفعاله��ا م��ا ق��د ت��راه من الصواب والحكمة، علم أن هذا الفعل للخالق الحكيم، فإن الذي(سموه طبيعة هو سنته في خلقه، الجارية على ما أجراه��ا عليه

(1) ��ر في وص�ول)قال اإلمام الص��ادق: [881]الحديث: فك

الغذاء إلى البدن، وما فيه من الت��دبير، ف��إن الطع��ام يص��ير إلى المع��دة فتطبخ��ه، وتبعث بص��فوه إلى الكب��د، في ع��روق دق��اق

بينهما، وقد جعلت كالمصفى للغ��ذاء، لكيال يص��ل إلى(2)واشجة وذل��ك أن الكب��د رقيق��ة ال تحتم��ل(3)الكب��د من��ه ش��يء فينكأها

العنف، ثم إن الكبد تقبله فيستحيل بلطف الت��دبير دم��ا، وينف��ذه إلى البدن كله في المجاري مهيئة لذلك، بمنزلة المج��اري ال��تي تهيأ للماء ليطرد في األرض كلها، وينفذ ما يخرج منه من الخبث

ق��د أع��دت ل��ذلك، فم��ا ك��ان من��ه من(4)والفضول إلى مف��ائض جنس الم��رة الص��فراء ج��رى إلى الم��رارة وم��ا ك��ان من جنس��ة والرطوب��ة ج��رى السوداء جرى إلى الطحال، وما كان من البل

فتأمل حكمة التدبير في تركيب البدن، ووضع ه��ذه. إلى المثانة. مواضعها، وإع��داد ه��ذه األوعي��ة في��ه، لتحم��ل تل��ك األعضاء منه

الفض��ول، لئال تنتش��ر في الب��دن فتس��قمه وتنهك��ه، فتب��ارك من أحس��ن التق��دير، وأحكم الت��دبير، ول��ه الحم��د كم��ا ه��و أهل��ه

(5)(ومستحقه )فك��ر في تص��ويرقال اإلمام الص��ادق: [882]الحديث:

الجنين في الرحم حيث ال تراه عين وال تنال��ه ي��د، وي��دبره ح��تى يخرج سويا مستوفيا جميع ما فيه قوام��ه وص��الحه من األحش��اء والجوارح والعوام��ل، إلى م��ا في ت��ركيب أعض��ائه من العظ��ام، واللحم، والشحم، والعصب، والمخ، والعروق، والغضاريف؛ ف��إذا خرج إلى العالم تراه كيف ينمو بجميع أعض��ائه وه��و ث��ابت على

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1)( الواشجة: المشتبكة.2)( نكأ القرحة: قشرها قبل أن تبرأ.3)( المفائض: المجاري.4( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )5

248

شكل وهيئ��ة ال تتزاي��د وال تنقص إلى أن يبل��غ أش��ده إن م��د في عمره أو يستوفي مدته قبل ذلك، هل هذا إال من لطيف الت��دبير

(1)(والحكمة؟ انظر م��ا خص ب��ه)قال اإلمام الصادق: [883]الحديث:

ال على البه��ائم؛ فإن��ه خل��ق اإلنس��ان في خلق��ه تش��رفا، وتفض�� ينتصب قائما، ويستوي جالسا، ليستقبل األشياء بيديه وجوارحه، ويمكنه العالج والعمل بهما فلو كان مكبوب��ا على وجه��ه ك��ذوات

(2)(األربع، لما استطاع أن يعمل شيئا من األعمال انظ��ر إلى ه��ذه)قال اإلم��ام الص��ادق: [884]الحديث:

الح��واس ال��تي خص به��ا اإلنس��ان في خلق��ه، وش��رف به��ا على كالمصابيح فوق المنارة؟ غيره، كيف جعلت العينان في الرأس،

ليتمكن من مطالع��ة األش��ياء، ولم تجع��ل في األعض��اء ال��تي تحتهن، كالي���دين وال���رجلين، فتعترض���ها اآلف���ات ويص���يبها من مباشرة العمل والحركة، ما يعللها وي��ؤثر فيه��ا وينقص منه��ا، وال في األعضاء التي وسط البدن، كالبطن، والظهر، فيعسر تقلبها،

فلم��ا لم يكن له��ا في ش��يء من ه��ذهواطالعه��ا نح��و األش��ياء.. األعض�اء موض�ع، ك�ان ال�رأس أس�نى المواض�ع للح�واس، وه�و

بمنزلة الصومعة لها. فجعل الحواس خمسا تلقى خمسا لكي ال يفوتها شيء من المحسوسات، فخلق البصر لي��درك األل��وان فل��و ك��انت األل��وان ولم يكن بصر يدركها، لم تكن فيها منفعة.. وخلق السمع ليدرك األصوات، فل��و ك�انت األص��وات ولم يكن س��مع ي��دركها، لم يكن فيها أرب.. وكذلك سائر الحواس.. ثم ه��ذا يرج��ع متكافي��ا، فل��و كان بصر ولم تكن األلوان، لما كان للبصر معنى، ولو كان سمع

ولم تكن أصوات، لم يكن للسمع موضع.ة فانظر كي��ف ق��در بعض��ها يلقى بعض��ا، فجع��ل لك��ل حاس��ة تدرك��ه، وم��ع ه��ذا محسوسا يعمل فيه، ولكل محس��وس حاس�� فقد جعلت أشياء متوسطة بين الح��واس والمحسوس��ات، ال تتم الحواس إال بها، كمث��ل الض��ياء واله��واء، فإن��ه ل��و لم يكن ض��ياء يظهر الل��ون للبص��ر، لم يكن البص��ر ي��درك الل��ون، ول��و لم يكن

هواء يؤدي الصوت إلى السمع، لم يكن السمع يدرك الصوت. فهل يخفى على من صح نظره وأعمل فكره، أن مثل ه��ذا

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2

249

وص��فت من تهيئ��ه الح��واس والمحسوس��ات بعض��ها يلقى ال��ذي بعض��ا، وتهيئ��ة أش��ياء أخ�ر به�ا تتم الح��واس، ال يك��ون إال بعم��ل

(1)(وتقدير من لطيف خبير��ر فيمن ع��دم)قال اإلمام الص��ادق: [885]الحديث: فك

البصر من الناس، وما يناله من الخلل في أموره، فإنه ال يع��رف موضع قدميه، وال يبصر ما بين يديه، فال يفرق بين األلوان، وبين المنظر الحسن والقبيح، وال يرى حفرة إن هجم عليه��ا وال ع��دوا إن أهوى إليه بسيف، وال يكون له سبيل إلى أن يعمل ش��يئا من هذه الصناعات مثل الكتابة والتج��ارة والص��ياغة، ح��تى أن��ه ل��وال

نفاذ ذهنه لكان بمنزلة الحجر الملقى. وكذلك من عدم السمع، يختل في أمور كثيرة، فإن��ه يفق��د روح المخاطب��ة والمح��اورة، ويع��دم ل��ذة األص��وات واللح��ون المشجية والمطربة، وتعظم المؤونة على الن��اس في محاورت��ه، حتى يتبرموا ب��ه، وال يس��مع ش��يئا من أخب��ار الن��اس وأح��اديثهم،

حتى يكون كالغائب وهو شاهد، أو كالميت وهو حي. فأما من عدم العقل، فإنه يلحق بمنزلة البهائم، ب��ل يجه��ل كثيرا مما تهتدي إليه البه��ائم.. أفال ت��رى كي��ف ص��ارت الج��وارح والعقل، وسائر الخالل التي بها ص��الح اإلنس��ان، وال��تي ل��و فق��د منها شيئا لعظم ما يناله في ذلك من الخلل، ي��وافي خلق��ه على التمام حتى ال يفقد شيئا منها، فلم كان كذلك؟ إال أنه خلق بعلم

(2)(وتقدير )لم ص��ار بعضقي��ل لإلم��ام الص��ادق: [886]الحديث:

الناس يفقد شيئا من جوارح��ه؛ فينال��ه من ذل��ك األلم الكب��ير؟(، فقال: )ذلك للتأديب والموعظة لمن يحل ذلك به ولغيره بس��ببه كم�ا ي�ؤدب المل�وك الن�اس للتنكي��ل والموعظ�ة، فال ينك�ر ذل�ك��ذين عليهم، بل يحمد من رأيهم، ويتصوب من تدبيرهم، ثم إن لل تنزل بهم هذه الباليا من الثواب بعد الموت � إن شكروا وأنابوا ���روا بع��د ما يستصغرون معه م��ا ين��الهم منه��ا، ح��تى أنهم ل��و خي

(3)(الموت الختاروا أن يردوا إلى الباليا ليزدادوا من الثواب فكر في األعض��اء)قال اإلمام الصادق: [887]الحديث:

التي خلقت أفرادا وأزواجا، وما في ذلك من الحكم��ة والتق��دير،( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3

250

فالرأس مما خلق فردا، ولم يكن لإلنسان: والصواب في التدبير صالح في أن يكون له أكثر من واحد، أال ترى أنه لو أض��يف إلى رأس اإلنسان رأس آخر لكان ثقال عليه، من غير حاجة إليه، ألن الح��واس ال��تي يحت��اج إليه��ا مجتمع��ة في رأس واح��د، ثم ك��ان اإلنس��ان ينقس��م قس��مين ل��و ك��ان ل��ه رأس��ان، ف��إن تكلم من أحدهما كان اآلخ��ر معطال ال أرب في��ه وال حاج��ة إلي��ه، وإن تكلم منهما جميعا بكالم واحد كان أح��دهما فض��ال ال يحت��اج إلي��ه، وإن تكلم بأحدهما بغير الذي تكلم به من اآلخر، لم يدر الس��امع ب��أي

ذلك يأخذه، وأشباه هذا من األخالط. و اليدان مما خل��ق أزواج��ا، ولم يكن لإلنس��ان خ��ير في أن يكون له يد واحدة ألن ذلك كان يخل به فيما يحتاج إلى معالجته��اء ل��و ش��لت إح��دى يدي��ه ال من األشياء، أال ترى أن النج��ار والبن يستطيع أن يعالج صناعته، وإن تكلف ذلك لم يحكم��ه، ولم يبل��غ

(1)(منه ما يبلغه إذا كانت يداه تتعاونان على العمل )أط��ل الفك��ر فيقال اإلمام الص��ادق: [888]الحديث:

الص��وت والكالم وتهيئ��ة آالت��ه في اإلنس��ان ف��الحنجرة كاألنبوب��ة لخروج الصوت، واللسان والشفتان واألسنان لص��ياغة الح��روف

أال ت��رى أن من س��قطت أس��نانه لم يقم الس��ين، ومن. والنغم. سقطت شفته لم يصحح الفاء، ومن ثقل لسانه لم يفصح الراء، وأش��به ش��يء ب��ذلك المزم��ار األعظم، ف��الحنجرة تش��به قص��بة

ال��ذي ينفخ في��ه لت��دخل ال��ريح،(2)المزمار، والرئ��ة تش��به ال��زق والعضالت التي تقبض على الرئة ليخرج الصوت كاألص��ابع ال��تي تقبض على ال��زق ح��تى تج��ري ال��ريح في المزام��ير، والش��فتان واألسنان التي تصوغ الصوت حروفا ونغما كاألصابع التي تختلف في فم المزمار فتصوغ ألحانا غير أنه وإن ك��ان مخ��رج الص��وت يشبه المزمار باآلل��ة والتعري��ف ف��إن المزم��ار في الحقيق��ة ه��و

المشبه بمخرج الصوت. ق��د أنبأت��ك بم��ا في األعض��اء من الغن��اء في ص��نعة الكالم وإقام��ة الح��روف، وفيه��ا م��ع ال��ذي ذك��رت ل��ك م��آرب أخ��رى، فالحنجرة ليسلك فيها هذا النسيم إلى الرئة، فتروح على الفؤاد ب��النفس ال��دائم المتت��ابع ال��ذي ل��و حبس ش��يئا يس��يرا لهل��ك

ويعرف كل واح��د اإلنسان، وباللسان تذاق الطعوم، فيميز بينها،( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1)( المراد بالزق هنا الجلد الذي يستعمل في المزمار.2

251

منها حلوها من مرها، وحامضها من مره��ا، ومالحه��ا من ع��ذبها، وطيبها من خبيثها، وفي��ه م��ع ذل��ك معون��ة على إس��اغة الطع��ام والشراب، واألسنان لمضغ الطعام ح��تى يلين وتس��هل إس��اغته، وهي مع ذل�ك كالس��ند للش�فتين تمس�كهما وت�دعهما من داخ�ل الفم واعت��بر ذل��ك فإن��ك ت��رى من س��قطت أس��نانه مس��ترخيف الش��راب، ح��تى يك��ون الشفة ومضطربها، وبالش��فتين يترش�� الذي يصل إلى الجوف منه بقص��د وق��در، ال يثج ثج��ا، فيغص ب��ه

بع��د ذل��ك كالب��اب(1)الش��ارب، أو ينك��أ في الج��وف، ثم همى المطبق على الفم يفتحه��ا اإلنس��ان إذا ش��اء ويطبقه��ا إذا ش��اء، وفيم��ا وص��فنا من ه��ذا البي��ان أن ك��ل واح��د من ه��ذه األعض��اء يتص��رف، وينقس��م إلى وج��وه من المن��افع كم��ا تتص��رف األداة الواحدة في أعمال شتى، وذلك كالف��أس تس��تعمل في النج��ارة

(2)(والحفر وغيرهما من األعمال )ل��و رأيت ال��دماغقال اإلمام الص��ادق: [889]الحديث:

إذا كشف عنه لرأيته قد ل��ف بحجب بعض��ها ف�وق بعض لتص��ونه من األعراض، وتمس��كه فال يض��طرب، ول��رأيت علي��ه الجمجم��ة بمنزلة البيضة، كيما تقيه هد الصدمة والصكة ال��تي ربم��ا وقعت في الرأس ثم قد جللت الجمجمة بالشعر، حتى ص��ارت بمنزل��ةن ال��دماغ الفرو للرأس يستره من شدة الحر والبرد، فمن حص�� هذا التحصين، إال الذي خلق��ه وجعل��ه ينب��وع الحس، والمس��تحق للحيط��ة والص��يانة، بعل��و منزلت��ه من الب��دن، وارتف��اع درجت��ه،

(3)(وخطير مرتبته تأمل الجفن على)قال اإلمام الصادق: [890]الحديث:

وأولجه��ا في(4)العين كيف جعل كالغش��اء، واألش��فار كاألش��راح (5)(هذا الغار، وأظلها بالحجاب، وما عليه من الشعر

)من غيب الف��ؤادقال اإلم��ام الص��ادق: [891]الحديث: نه في جوف الصدر، وكس��اه المدرع��ة ال��تي هي غش��اؤه، وحص�� بالجوانح وما عليها من اللحم والعصب، لئال يصل إليه ما ينك��أه.. ومن جع��ل في الحل��ق منف��ذين أح��دهما لمخ��رج الص��وت وه��و الحلق�وم المتص��ل بالرئ�ة، واآلخ�ر منف��ذا للغ�ذاء، وه�و الم�ريء

)( همى الماء: سال ال يثنيه شيء.1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3)( األشراح: العرى.4( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )5

252

المتص��ل بالمع�دة الموص��ل الغ��ذاء إليه��ا، وجع��ل على الحلق��وم طبقا يمنع الطعام أن يصل إلى الرئة فيقت�ل.. ومن جع�ل الرئ�ة��ر الح��رارة في الف��ؤاد، مروحة الفؤاد ال تفتر وال تختل لكيال تتحي

(1)فتؤدي إلى التلف؟.. ومن جعل لمنافذ البول والغائط أشراجا تضبطهما، لئال يجريا جريانا دائم�ا، فيفس�د على اإلنس�ان عيش�ه فكم عسى أن يحصي المحصي من هذا، بل الذي ال يحصى منه

ومن جع��ل المع��دة عص��بانية ش��ديدة. وال يعلم��ه الن��اس أك��ثر. وقدرها لهضم الطعام الغليظ؟.. ومن جعل الكبد رقيق��ة ناعم��ة لقبول الصفو اللطيف من الغذاء.. إال الله القادر؟ أترى اإلهمال يأتي بشيء من ذلك؟ كال! بل هو تدبير م��دبر حكيم ق��ادر، عليم

(2)(باألشياء قبل خلقه إياها، ال يعجزه شيء وهو اللطيف الخبير فكر: لم صار المخ)قال اإلمام الصادق: [892]الحديث:

نا في أن��ابيب العظ��ام؟ وه��ل ذل��ك إال ليحفظ��ه الرقي��ق محص�� ويص��ونه؟ لم ص�ار ال�دم الس�ائل محص��ورا في الع�روق بمنزل�ة الماء في الظروف، إال لتض��بطه فال يفيض؟ لم ص��ارت األظف��ار على أطراف األصابع إال وقاية لها ومعونة على العمل؟ لم ص��ار داخل األذن ملتويا كهيئة الل��ولب إال ليط��رد في��ه الص��وت، ح��تى ينتهي إلى السمع، وليكسر حمة الريح، فال ينكأ في الس��مع؟ لم

إليتي��ه ه��ذا اللحم، إال ليقي��ه من وحم��ل اإلنس��ان على فخذيه األرض، فال يتألم من الجلوس عليها، كما ي��ألم من نح��ل جس��مه

(3)(وقل لحمه، إذا لم يكن بينه وبين األرض حائل يقيه صالبتها من جعل اإلنسان)قال اإلمام الصادق: [893]الحديث:

ذك��را وأن��ثى إال من خلق��ه متناس��ال؟ ومن خلق��ه متناس��ال إال من من وخلقه مؤمال؟ ومن أعطاه آالت العمل إال من خلقه ع��امال؟

خلق��ه ع��امال إال من جعل��ه محتاج��ا؟ ومن جعل��ه محتاج��ا إال من ضربه بالحاجة؟ ومن ضربه بالحاجة إال من توكل بتقويمه؟ ومن خصه بالفهم إال من أوجب الجزاء؟ ومن وهب له الحيل��ة إال من ملك��ه الح��ول؟ ومن ملك��ه الح��ول إال من ألزم��ه الحج��ة؟ ومن

(4)(يكفيه ما ال تبلغه حيلته إال من لم يبلغ مدى شكره��ر وت��دبر م��اق��ال اإلم��ام الص��ادق: [894]الحديث: )فك

)( االشراج: في األصل الشقاق في القوس، وقد استعار اإلمام منها معنى لمنافذ البول والغائط.1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )4

253

وصفته، هل تجد اإلهمال يأتي على مثل ه��ذا النظ��ام وال��ترتيب، (1)(تبارك الله تعالى عما يصفون

)فكر في الف��ؤاد..قال اإلمام الصادق: [895]الحديث: واعلم أن فيه ثقبا موجهة نحو الثقب ال��تي في الرئ��ة ت��روح عن الفؤاد، حتى لو اختلفت تلك الثقب وتزايل بعضها عن بعض، لما وصل الروح ]ال��دم[ إلى الف��ؤاد، ولهل��ك اإلنس��ان أفيس��تجيز ذو فك��رة وروي��ة أن ي��زعم أن مث��ل ه��ذا يك��ون باإلهم��ال، وال يج��د

رأيت ف��ردا من عن ه��ذا الق��ول؟ لو(2)ش��اهدا من نفس��ه يزعه أكنت تتوهم أنه جع��ل ك��ذلك بال مع��نى؟(3)مصراعين فيه كلوب

بل كنت تعلم ضرورة أنه مصنوع يلقى فردا آخر، فيبرزه ليكون في اجتماعهم��ا ض��رب من المص��لحة، وهك��ذا تج��د ال��ذكر من الحيوان، كأنه فرد من زوج مهيأ من فرد أنثى، فيلتقيان لما في��ه��ا وخيب��ة وتعس��ا لمنتحلي الفلس��فة من دوام النسل وبقائ��ه، فتب كيف عميت قلوبهم عن هذه الخلقة العجيبة حتى أنكروا الت��دبير

(4)(والعمد فيها؟ )اعت��بر بعظمق��ال اإلم��ام الص��ادق: [896]الح��ديث:

النعمة على اإلنسان في مطعمه ومشربه وتسهيل خروج األذى، أليس من حسن التقدير في بناء الدار أن يكون الخالء في أستر��ه س��بحانه المنف��ذ المهي��أ للخالء من موضع منها، فكذا جع��ل الل اإلنسان في أستر موضع من��ه، فلم يجعل��ه ب��ارزا من خلف��ه، وال

من بين يديه، بل هو مغيب في موضع غامض من الب��دن، ناشزا مس��تور محج��وب، يلتقي علي��ه الفخ��ذان، وتحجب��ه اإلليت��ان بم��ا عليهم��ا من اللحم فتواريان��ه، ف��إذا احت��اج اإلنس��ان إلى الخالء،��أ النح��دار وجلس تلك الجلسة ألفى ذلك المنفذ منه منص��با، مهي

(5)(الثقل، فتبارك من تظاهرت آالؤه وال تحصى نعماؤه��ر في ه��ذهق��ال اإلم��ام الص��ادق: [897]الحديث: )فك

الطواحن، ال��تي جعلت لإلنس��ان، فبعض��ها ح��داد لقط��ع الطع��امه، فلم ينقص واح��د من وقرضه، وبعض��ها ع��راض لمض��غه ورض��

(6)(الصفتين، إذ كان محتاجا إليهما جميعا( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1)( يزعه: يكفه ويمنعه.2)( الكلوب: مفرد كالليب: خشبة أو حديدة معطوفة الرأس.3( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )4( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )5( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )6

254

)تأم��ل واعت��برق��ال اإلم��ام الص��ادق: [898]الح��ديث: بحسن التدبير في خلق الشعر واألظف��ار، فإنهم��ا لم��ا كان��ا مم��ا يط��ول ويك��ثر، ح��تى يحت��اج إلى تخفيف��ه أوال ف��أوال جعال ع��ديما الحس، لئال ي�ؤلم اإلنس�ان األخ�ذ منهم�ا، ول�و ك�ان قص الش�عر وتقليم األظفار مما يوجد له ألم، وق��ع من ذل��ك بين مك��روهين، إما أن يدع كل واحد منهم��ا ح��تى يط��ول فيثق��ل علي��ه، وإم��ا أن

(1)(يخففه بوجع وألم يتألم منه )فك��ر في من��عق��ال اإلم��ام الص��ادق: [899]الح��ديث:

الشعر من المواضع التي تضر باإلنسان، وتح��دث علي��ه الفس��اد والضر لو نبت الشعر في العين، ألم يكن س��يعمي البص��ر؟ ول��و نبت في الفم، ألم يكن سينغص على اإلنسان طعامه وش��رابه؟ ولو نبت في ب�اطن الك�ف، ألم يكن س�يعوقه عن ص�حة اللمس وبعض األعمال؟.. فانظر كيف تنكب الشعر عن ه��ذه المواض��ع، لما في ذلك من المصلحة، ثم ليس هذا في اإلنسان فق��ط، ب��ل تج��ده في البه��ائم والس��باع وس��ائر المتناس��الت، فإن��ك ت��رى أجسامها مجللة بالش��عر وت��رى ه��ذه المواض��ع خالي��ة من��ه له��ذا السبب بعينه، فتأمل الخلقة كيف تتحرز وجوه الخطأ والمض��رة،

(2)(وتأتي بالصواب والمنفعة )تأم��ل الري��ق وم��اقال اإلمام الصادق: [900]الحديث:

فيه من المنفعة، فإنه جعل يجري جريان��ا دائم��ا إلى الفم، ليب��ل الحلق واللهوات؛ فال يجف، فإن هذه المواضع ل��و جعلت ك��ذلك، كان فيه هالك األسنان، ثم كان ال يستطيع أن يس��يغ طعام��ا، إذا لم يكن في الفم بلة تنف�ذه، تش�هد ب�ذلك المش�اهدة، واعلم أن الرطوبة مطية الغذاء وقد تجري من هذه البلة إلى مواضع أخ��ر من المرة فيكون في ذلك صالح تام لإلنسان، ولو يبست الم��رة

(3)(لهلك اإلنسان )لقد قال ق�وم منقال اإلمام الصادق: [901]الحديث:

��ة التمي��يز وقص��ور جهل��ة المتكلمين، وض��عفة المتفلس��فين بقل العلم: لو كان بطن اإلنسان كهيئة القباء يفتحه الطبيب إذا ش��اء فيعاين ما فيه، ويدخل يده فيعالج ما أراد عالج��ه ألم يكن أص��لح من أن يكون مصمتا محجوبا عن البصر واليد، ال يع��رف م��ا في��ه

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3

255

إال بدالالت غامضة، كمطل النظر إلى البول، وجس العرق، وم��ا أشبه ذلك مما يكثر فيه الغلط والش��بهة، ح��تى ربم��ا ك��ان ذل��ك سببا للموت، فلو علم هؤالء الجهلة أن هذا لو ك��ان هك��ذا، ك��ان أول ما فيه أن ك��ان يس��قط عن اإلنس��ان الوج��ل من األم��راض والموت، وكان يستشعر البقاء ويغتر بالسالمة فيخرجه ذلك إلىح العت��و واألش��ر، ثم ك��انت الرطوب��ات ال��تي في البطن تترش�� وتتحلب فيفس��د على اإلنس��ان مقع��ده ومرق��ده وثي��اب بدلت��ه وزينته، بل كان يفسد عليه عيشه، ثم إن المعدة والكبد والف��ؤاد�ه محتبس�ة إنما تفعل أفعالها بالحرارة الغريزي�ة ال�تي جعله�ا الل في الجوف، فلو كان في البطن ف��رج ينفتح ح��تى يص��ل البص��ر إلى رؤيت��ه والي��د إلى عالج��ه، لوص��ل ب��رد اله��واء إلى الج��وف، فمازج الحرارة الغريزية، وبطل عمل األحش��اء، فك��ان في ذل��ك هالك اإلنسان، أفال ترى أن كل ما تذهب إليه األوه��ام س��وى م��ا

(1)(جاءت به الخلقة خطأ وخطل��ر في األفع��القال اإلمام الصادق: [902]الحديث: )فك

التي جعلت في اإلنسان من الطعم والنوم وما دبر فيه�ا... فإن�ه جعل لكل واحد منها في الطباع نفسه محرك يقتضيه ويس��تحث ب��ه، ف��الجوع يقتض��ي الطعم ال��ذي في��ه راح��ة الب��دن وقوام��ه،

ق��واه..(3) يقتضي النوم الذي فيه راحة البدن وإجمام(2)والكرى ولو كان اإلنسان إنما يصير إلى أك��ل الطع��ام، لمعرفت��ه بحاج��ة

يضطره إلى ذلك، كان خليقا بدنه إليه، ولم يجد من طباعه شيئا أن يتوانى عنه أحيانا بالثقل والكسل، ح��تى ينه��ار بدن��ه فيهل��ك، كما يحتاج الواحد إلى الدواء لشيء مما يصلح به بدنه فيدافع به حتى يؤديه ذلك إلى المرض والموت.. وكذلك لو كان إنما يصير

إجمام ق��واه ك��ان وإلى النوم بالفكر في حاجته إلى راحة البدن فانظر كيف.. عسى أن يتثاقل عن ذلك، فيدفعه حتى ينهك بدنه

جع��ل لك��ل واح��د من ه��ذه األفع��ال ال��تي به��ا ق��وام اإلنس��ان (4)(وصالحه، محركا من نفس الطبع يحركه لذلك، ويحدوه عليه

)اعلم أن فيق��ال اإلم��ام الص��ادق: [903]الح��ديث: اإلنسان قوى أربعا: قوة جاذبة تقبل الغذاء وتورده على المعدة،

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1)( الكرى: النعاس.2)( اإلجمام: من الجمام وهو الراحة.3( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )4

256

وقوة ماسكة تحبس الطع��ام، ح��تى تفع��ل في��ه الطبيع��ة فعله��ا،�ه في وقوة هاض�مة وهي ال��تي تطبخ��ه، وتس��تخرج ص��فوه، وتبث الب��دن، وق��وة دافع��ة تدفع��ه وتح��در الثف��ل الفاض��ل بع��د أخ��ذ الهاضمة حاجتها.. ففكر في تقدير ه��ذه الق��وى األرب��ع ال��تي في البدن وأفعالها وتقديرها للحاجة إليها واألرب فيها، وما في ذل��ك من التدبير والحكمة، فلوال الجاذب��ة كي��ف ك��ان يتح��رك اإلنس��ان لطلب الغذاء الذي به ق��وام الب��دن؟ ول��وال الماس��كة كي��ف ك��ان يلبث الطعام في الجوف حتى تهضمه المع��دة؟ ول��وال الهاض��مة كيف كان ينطبخ حتى يخلص منه الصفو الذي يغذو البدن ويس��د خلله؟ ولوال الدافعة كيف كان الثفل الذي تخلفه الهاضمة يندفع�ه س��بحانه بلط�ف ��ل الل ويخرج أوال ف�أول ا؟ أفال ت��رى كي�ف وك ص��نعه وحس��ن تق��ديره ه��ذه الق��وى بالب��دن، والقي��ام بم��ا في��ه

(1)(صالحه )اعلم أن الب��دنق��ال اإلم��ام الص��ادق: [904]الحديث:

بمنزلة دار الملك، له فيها حشم وصبية وق��وام موكل��ون بال��دار، عليهم، وآخر لقبض ما يرد فواحد لقضاء حوائج الحشم وإيرادها

وخزنه، إلى أن يعالج ويهيأ، وآخ��ر لعالج ذل��ك وتهيئت��ه وتفريق��ه، وآخر لتنظيف ما في الدار من األق��ذار وإخراج��ه منه��ا، فالمل��ك في ه��ذا ه��و الخالق الحكيم مل��ك الع��المين، وال��دار هي الب��دن،

والحشم هم األعضاء، والقوم هم هذه القوى األربع( ثم قال: )لعلك ترى ذكرنا هذه القوى األرب��ع وأفعاله��ا بع��د الذي وصفت فض��ال وت��زدادا، وليس م��ا ذكرت��ه من ه��ذه الق��وى على الجهة التي ذكرت في كتب األطباء وال قولنا في��ه كق��ولهم، ألنهم ذكروه��ا على م��ا يحت��اج إلي��ه في ص��ناعة الطب وتص��حيح األبدان، وذكرناها على ما يحتاج في صالح الدين وشفاء النفوس من الغي كالذي أوضحته بالوص��ف الش��افي والمث��ل المض��روب

(2)(من التدبير والحكمة فيها )تأمل هذه الق��وىقال اإلمام الصادق: [905]الحديث:

ال��تي في النفس، وموقعه��ا من اإلنس��ان، أع��ني الفك��ر وال��وهم والعقل والحفظ وغير ذلك، أفرأيت ل��و نقص اإلنس��ان من ه��ذه الخالل الحفظ وحده، كيف كانت تكون حاله، وكم من خلل كان يدخل عليه في أموره ومعاشه وتجاربه، إذا لم يحفظ ما له وم��ا

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2

257

عليه وما أخذه وما أعطى وما رأى وما سمع وما قال وم��ا قي��ل له ولم يذكر من أحسن إليه ممن أساء به، وما نفعه مما ض��ره، ثم كان ال يهتدي لطريق لو سلكه ما ال يحصى، وال يحف��ظ علم��ا ولو درسه عمره، وال يعتقد دينا، وال ينتف��ع بتجرب��ة، وال يس��تطيع أن يعت��بر ش��يئا على م��ا مض��ى ب��ل ك��ان حقيق��ا أن ينس��لخ من

اإلنسانية. ف��انظر إلى النعم��ة على اإلنس��ان في ه��ذه الخالل، وكي��ف موق���ع الواح���دة منه���ا دون الجمي���ع، وأعظم من النعم���ة على اإلنسان في الحفظ النعمة في النسيان، فإنه لوال النس��يان لم��ا سال أحد عن مصيبة، وال انقضت له حسرة، وال مات له حقد، وال استمتع بشيء من متاع الدنيا مع ت�ذكر اآلف�ات، وال رج�اء غفل�ة من س��لطان، وال ف��ترة من حاس��د، أفال ت��رى كي��ف جع��ل في اإلنسان الحفظ والنسيان وهما مختلفان ومتض��ادان، وجع��ل ل��ه في كل منهما ضربا من المصلحة، وم��ا عس��ى أن يق��ول ال��ذين قسموا األشياء بين خالقين متضادين في هذه األشياء المتض��ادة

(1)(المتباينة، وقد تراها تجتمع على ما فيه الصالح والمنفعة )انظر إلى ما خصقال اإلمام الصادق: [906]الحديث:

به اإلنسان دون جمي��ع الحي��وان من ه��ذا الخل��ق الجلي��ل ق��دره، العظيم غناؤه، أعني: الحي��اء، فل��واله لم يق��ر ض��يف، ولم ي��وف بالعداة، ولم تقض الحوائج، ولم يتحر الجميل، ولم يتنكب القبيح في شيء من األشياء، حتى أن كثيرا من األمور المفترضة أيض��ا إنما يفعل للحياء ف��إن من الن��اس من ل��وال الحي��اء لم ي��رع ح��ق والدي���ه ولم يص���ل ذا رحم، ولم ي���ؤد أمان���ة، ولم يع���ف عن فاحشة... أفال ترى كيف وفي اإلنس�ان جمي��ع الخالل ال�تي فيه�ا

(2)(صالحه وتمام أمره؟ )تأمل ما أنعم اللهقال اإلمام الصادق: [907]الحديث:

تقدست أسماؤه به على اإلنسان، من هذا المنط��ق ال��ذي يع��بر به عما في ضميره، وما يخطر بقلب��ه، وينتج��ه فك��ره، وب��ه يفهم عن غيره ما في نفسه، ولو ال ذلك كان بمنزلة البهائم المهمل��ة،

وكذلك التي ال تخبر عن نفسها بشيء، وال تفهم عن مخبر شيئا، الكتابة ال��تي به��ا تقي��د أخب��ار الماض��ين للب��اقين وأخب��ار الب��اقين لآلتين، وبها تخلد الكتب في العلوم واآلداب وغيرها، وبها يحف��ظ

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2

258

اإلنسان ذكر ما يجري بينه وبين غيره من المعامالت والحساب، ولواله النقطع أخبار بعض األزمنة عن بعض، وأخبار الغائبين عن أوطانهم، ودرست العلوم وضاعت اآلداب، وعظم ما يدخل على الناس من الخل��ل في أم��ورهم ومع��امالتهم، وم��ا يحت��اجون إلى النظر فيه من أمر دينهم، وم��ا روي لهم، مم��ا ال يس��عهم جهل��ه، ولعلك تظن أنها مما يخلص إليه بالحيلة والفطنة، وليس��ت مم��ا

أعطيه اإلنسان من خلقه وطباعه. و كذلك الكالم، إنما هو شيء يصطلح عليه الناس، فيج��ري بينهم وله��ذا ص��ار يختل��ف في األمم المختلف��ة، وك��ذلك الكتاب��ة الع��ربي والس��رياني والع��براني وال��رومي، وغيره��ا من س��ائر الكتابة، التي هي متفرقة في األمم إنم��ا اص��طلحوا عليه��ا، كم��ا

إن اإلنس��ان وإن اصطلحوا على الكالم، فيقال لمن ادعى ذل��ك: كان له في األمرين جميعا فعل أو حيلة، فإن الشيء ال��ذي يبل��غ��ه ع��ز وج��ل ل��ه في به ذلك الفعل والحيلة، عطي��ة وهب��ة من الل��أ للكالم، وذهن يهت��دي ب��ه خلقه، فإنه لو لم يكن ل��ه لس��ان مهي��أة وأص��ابع لألمور، لم يكن ليتكلم أبدا ول��و لم تكن ل��ه ك��ف مهي

اعت��بر ذل��ك من البه��ائم ال��تي ال. وللكتاب��ة، لم يكن ليكتب أب��دا. كالم له�ا وال كتاب�ة، فأص�ل ذل�ك فط�رة الب�اري ج�ل وع�ز، وم�ا��ه غ��ني تفضل به على خلقه، فمن شكر أثيب، ومن كفر فإن الل

(1)(عن العالمين�ر فيم�ا أعطيقال اإلمام الصادق: [908]الحديث: )فك

اإلنسان علمه وما منع، فإنه أعطي جميع علم ما فيه صالح دينه ودني��اه، فمم��ا في��ه ص��الح دين��ه معرف��ة الخ��الق تب��ارك وتع��الى بالدالئل والشواهد القائمة في الخل��ق، ومعرف��ة ال��واجب علي��ه، من الع��دل على الن��اس كاف��ة، وب��ر الوال��دين، وأداء األمان��ة،��ة، وأش��باه ذل��ك، مم��ا ق��د توج��د معرفت��ه، ومواس��اة أه��ل الخل واإلقرار واالعتراف به في الطبع والفطرة، من كل أمة موافق��ة أو مخالفة، وك��ذلك أعطي علم م��ا في��ه ص��الح دني��اه، كالزراع��ة والغ���راس، واس���تخراج األرض���ين، واقتن���اء األغن���ام واألنع���ام، واس��تنباط المي��اه، ومعرف��ة العق��اقير ال��تي يستش��في به��ا من ضروب األسقام، والمعادن التي يس��تخرج منه�ا أن��واع الج��واهر، وركوب السفن، والغوص في البح��ر، وض��روب الحي��ل في ص��يد

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1259

الوحوش والط��ير والحيت��ان، والتص��رف في الص��ناعات، ووج��وه المتاجر والمكاسب، وغير ذلك مما يطول شرحه ويكثر تع��داده، مما فيه صالح أمره في هذه الدار، ف��أعطي م��ا يص��لح ب��ه دين��ه ودنياه، ومنع ما سوى ذل��ك، مم��ا ليس في ش��أنه وال طاقت��ه أن يعلم، كعلم الغيب وما هو كائن، وبعض ما ق��د ك��ان أيض��ا، كعلم ما فوق السماء وم��ا تحت األرض، وم��ا في لجج البح��ار وأقط��ار العالم، وما في قلوب الناس وما في األرح�ام وأش�باه ه�ذا مم�ا حجب عن الناس علمه.. فانظر كيف أعطي اإلنسان علم جمي��ع ما يحتاج إليه لدينه ودنياه، وحجب عنه م��ا س��وى ذل��ك، ليع��رف

(1)(قدره ونقصه، وكال األمرين فيها صالحه )تأمل ما ستر عنقال اإلمام الصادق: [909]الحديث:

ع��رف مق��دار عم��ره � اإلنسان علم��ه من م��دة حيات��ه، فإن��ه لو وكان قصير العمر � لم يتهنأ بالعيش، مع ترقب الموت وتوقع��ه، لوقت قد عرفه، ب��ل ك��ان يك��ون بمنزل��ة من ق��د ف��نى مال��ه، أو قارب الفناء، فقد استشعر الفقر، والوجل من فناء ماله وخوف الفقر، على أن الذي يدخل على اإلنسان من فن�اء العم��ر أعظم مم�ا ي��دخل علي��ه من فن�اء الم�ال، ألن من يق�ل مال�ه يأم�ل أن يستخلف منه، فيسكن إلى ذلك، ومن أيقن بفناء العمر استحكم عليه اليأس، وإن كان طويل العمر، ثم عرف ذلك، وثق بالبق��اء، وانهمك في اللذات والمعاص��ي، وعم��ل على أن��ه يبل��غ من ذل��ك��ه من شهوته، ثم يتوب في آخر عمره، وهذا مذهب ال يرضاه الل عباده وال يقبله، أال ترى لو أن عبدا لك عمل على أن�ه يس�خطك سنة ويرضيك يوما أو شهرا، لم تقبل ذلك منه، ولم يحل عن��دك مح��ل العب��د الص��الح دون أن يض��مر طاعت��ك ونص��حك في ك��ل

األمور وفي كل األوقات، على تصرف الحاالت. قيل له: أو ليس ق��د يقيم اإلنس��ان على المعص��ية حين��ا ثم يتوب فتقبل توبته؟، فقال: )إن ذل��ك ش��يء يك��ون من اإلنس��ان لغلب��ة الش��هوات ل��ه وترك��ه مخالفته��ا، من غ��ير أن يق��درها فيل علي��ه ��ه عن��ه، ويتفض�� نفس��ه، ويب��ني عليه��ا أم��ره، فيص��فح الل بالمغفرة، فأما من قدر أمره على أن يعصي ما بدا له، ثم يتوب آخر ذلك، فإنما يحاول خديعة من ال يخادع، ب��أن يتس��لف التل��ذذ في العاجل، ويعد ويمني نفسه بالتوبة في اآلج��ل، وألن��ه ال يفي

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1260

بما يعد من ذلك، فإن النزوع من الترفة والتلذذ ومعاناة التوب��ة، وضعف الب��دن، أم��ر ص��عب، وال ي��ؤمن على وال سيما عند الكبر

اإلنسان، مع مدافعته بالتوبة أن يرهقه الموت، فيخرج من الدنيا غير تائب، كما قد يكون على الواح��د دين إلى أج��ل، وق��د يق��در على قضائه، فال يزال يدافع ب��ذلك ح��تى يح��ل األج��ل، وق��د نف��د المال، فيبقى الدين قائما عليه، فكان خ��ير األش��ياء لإلنس��ان أن يستر عن��ه مبل��غ عم��ره، فيك��ون ط��ول عم��ره ي��ترقب الم��وت،

فيترك المعاصي، ويؤثر العمل الصالح. قيل له: ها هو اآلن قد ستر عنه مقدار حياته، وصار يترقب

الموت في كل ساعة يقارف الفواحش وينتهك المحارم؟ قال: إن وجه التدبير في هذا الباب، ه��و ال��ذي ج��رى علي��ه األمر فيه فإن كان اإلنسان مع ذل��ك ال يرع��وي وال ينص��رف عن المساوي، فإنما ذلك من مرحه ومن قس��اوة قلب��ه، ال من خط��أ في التدبير، كما أن الطبيب قد يصف للمريض ما ينتفع به، ف��إن كان المريض مخالفا لقول الطبيب، ال يعمل بما يأمره وال ينتهي عم��ا ينه��اه عن��ه، لم ينتف��ع بص��فته، ولم تكن اإلس��اءة في ذل��ك للطبيب بل للمريض، حيث لم يقبل منه، ولئن كان اإلنسان م��ع ترقبه للموت كل س��اعة ال يمتن��ع عن المعاص��ي، فإن��ه ل��و وث��ق

ف��ترقب، بطول البقاء كان أحرى بأن يخرج إلى الكبائر الفظيعة الموت على كل ح��ال خ��ير ل��ه من الثق��ة بالبق��اء، ثم إن ت��رقب الموت وإن كان صنف من الن��اس يله��ون عن��ه، وال يتعظ��ون ب��ه فقد يتعظ به صنف آخر منهم وينزعون عن المعاص��ي وي��ؤثرون

والعقائل النفيسة في الصدقة العمل الصالح، ويجودون باألموال على الفق��راء والمس��اكين فلم يكن من الع��دل أن يح��رم ه��ؤالء

(1)(االنتفاع بهذه الخصلة لتضييع أولئك حظهم منها��ر في األحالمقال اإلمام الص��ادق: [910]الحديث: )فك

كيف دبر األمر فيها فمزج صادقها بكاذبها، فإنه��ا ل��و ك��انت كله��ا تصدق لكان الناس كلهم أنبياء، ولو ك��انت كله��ا تك��ذب، لم يكن فيها منفعة، بل كانت فضال ال معنى له، فص��ارت تص��دق أحيان��ا، فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدى لها، أو مض��رة يتح��ذر منه�ا،

(2)(وتكذب كثيرا لئال يعتمد عليها كل االعتماد��ر في ه��ذهق��ال اإلم��ام الص��ادق: [911]الحديث: )فك

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2

261

األش��ياء ال��تي تراه��ا موج��ودة مع��دة في الع��الم من م��آربهم، فالتراب للبناء، والحديد للص��ناعات، والخش��ب للس��فن وغيره��ا،

وغيرها، والنحاس لألواني، والذهب والفضة(1)والحجارة لألرحاء��ه، واللحم للمعاملة وال��ذخيرة، والحب��وب للغ��ذاء، والثم��ار للتفك للمآكل، والطيب للتلذذ، وال��دواب للحمول��ة، والحطب للتوق��د.. وكم عسى أن يحصي المحصي من ه��ذا وش��بهه.. أرأيت ل��و أن داخال دخل دارا فنظر إلى خزائن مملوءة من كل ما يحت�اج إلي��ه الناس، ورأى كل ما فيها مجموعا مع��دا ألس��باب معروف��ة أك��ان يت��وهم أن مث��ل ه��ذا يك��ون باإلهم��ال ومن غ��ير عم��د؟ فكي��ف يستجيز قائل أن يقول ه��ذا من ص��نع الطبيع��ة في الع��الم، وم��ا

(2)؟(أعد فيه من هذه األشياء )اعت��بر بأش��ياءق��ال اإلم��ام الص��ادق: [912]الح��ديث:

خلقت لمآرب اإلنسان، وما فيها من التدبير فإنه خلق ل��ه الحب لطعامه، وكلف طحنه وعجنه وخبزه، وخلق ل��ه ال��وبر لكس��وته،��ف غرس��ها فكلف ندفه وغزله ونس��جه، وخل��ق ل��ه الش��جر، فكل��ف وس��قيها والقي��ام عليه��ا، وخلقت ل��ه العق��اقير ألدويت��ه، فكل لقطعها وخطلها وص�نعها، وك�ذلك تج��د س�ائر األش�ياء على ه�ذا

فانظر كيف كفى الخلقة التي لم يكن عنده فيها حيل��ة،. المثال. وترك عليه في كل شيء من األشياء موضع عم��ل وحرك��ة، لم��ا��ه ح��تى ال يك��ون ل��ه له في ذلك من الصالح ألنه لو كفي ه�ذا كل في األشياء موضع شغل وعمل، لما حملته األرض أشرا وبط��را، ولبلغ به ذلك إلى أن يتعاطى أمورا فيها تل��ف نفس��ه، ول��و كفي الناس كل ما يحت��اجون إلي��ه لم��ا تهن��أوا ب��العيش وال وج��دوا ل��ه لذة... أال ترى لو أن امرءا نزل بقوم، فأقام حين��ا بل��غ جمي��ع م��ا يحتاج إليه من مطعم ومشرب وخدمة، لت��برم ب��الفراغ ونازعت��ه نفسه إلى التشاغل بشيء، فكيف لو كان طول عمره مكفي��ا ال يحتاج إلى الشيء؟ فكان من ص��واب الت��دبير في ه��ذه األش��ياء التي خلقت لإلنسان: أن جعل له فيها موضع شغل، لكيال تبرم��ه

(3)(البطالة، ولتكفه عن تعاطي ما ال يناله، وال خير فيه إن ناله )اعلم أن رأسق��ال اإلم��ام الص��ادق: [913]الح��ديث:

��ر األم��ر. معاش اإلنسان وحياته: الخبز والم��اء. ف��انظر كي��ف دب)( األرحاء: جمع رحى، وهي الطاحونة.1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3

262

فيهما، فإن حاجة اإلنسان إلى الماء أشد من حاجته إلى الخ��بز، وذل��ك أن ص��بره على الج��وع أك��ثر من ص��بره على العطش، والذي يحتاج إليه من الماء أكثر مما يحتاج إلي��ه من الخ��بز، ألن��ه يحتاج إليه لشربه ووضوئه وغسله وغس��ل ثياب��ه وس��قي أنعام��ه وزرع��ه، فجع��ل الم��اء مب��ذوال ال يش��ترى لتس��قط عن اإلنس��ان المؤونة في طلبه وتكلفه، وجعل الخبز متعذرا ال ينال إال بالحيلة والحركة، ليكون لإلنسان في ذلك شغل يكفه عم��ا يخرج��ه إلي��ه الفراغ من األشر والعبث، أال ترى أن الصبي يدفع إلى المؤدب، وهو طفل لم تكمل ذات��ه للتعليم، ك��ل ذل��ك ليش��تغل عن اللعب والعبث الل��ذين ربم��ا جني��ا علي��ه وعلى أهل��ه المك��روه العظيم، وهك��ذا اإلنس��ان ل��و خال من الش��غل، لخ��رج من األش��ر والعبث والبطر، إلى ما يعظم ضرره عليه وعلى من قرب من��ه، واعت��بر

ورفاهي��ة العيش والترف��ه والكفاي��ة،(1)ذلك بمن نشأ في الج��دة (2)(وما يخرجه ذلك إليه

)اعتبر لم ال يتشابهقال اإلمام الصادق: [914]الحديث: الناس واحد باآلخر، كم��ا تتش��ابه الوح��وش والط��ير وغ��ير ذل��ك، فإنك ترى السرب من الظباء والقطا تتشابه ح��تى ال يف��رق بين واحد منها وبين األخرى، وترى الناس مختلفة ص��ورهم وخلقهم،��ة في حتى ال يكاد اثنان منهم يجتمع��ان في ص��فة واح��دة، والعل ذلك أن الناس محتاجون إلى أن يتعارفوا بأعي��انهم وحالهم، لم��ا يجري بينهم من المعامالت، وليس يجري بين البهائم مثل ذل��ك، فيحت��اج إلى معرف��ة ك��ل واح��د منه��ا بعين��ه وحليت��ه، أال ت��رى أن التش��ابه في الط��ير وال��وحش ال يض��رها ش��يئا، وليس ك��ذلك

المؤون��ة اإلنسان، فإنه ربما تشابه التوأم تشابها ش��ديدا فتعظم على الناس في معاملتهما، حتى يعطى أح��دهما ب��اآلخر، ويؤخ��ذ أحدهما بذنب اآلخر، وقد يح��دث مث��ل ه��ذا في تش��ابه األش��ياء، فضال عن تشابه الصور، فمن لطف بعباده بهذه الدقائق ال��تي ال تكاد تخطر بالبال، حتى وقف بها على الص��واب، إال من وس��عت

(3)(رحمته كل شيء )ل��و رأيت تمث��القال اإلم��ام الص��ادق: [915]الحديث:

اإلنسان مصورا على حائط، وقال ل��ك قائ��ل: إن ه��ذا ظه��ر هن��ا)( الجدة، بالتخفيف: الغنى.1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3

263

من تلق��اء نفس��ه لم يص��نعه ص��انع! أكنت تقب��ل ذل��ك؟ ب��ل كنت تستهزىء به، فكيف تنكر هذا في تمثال مص��ور جم��اد، وال تنك��ر

(1)(في اإلنسان الحي الناطق )فك��ر لم ص��ارتقال اإلم��ام الص��ادق: [916]الحديث:

أبدان الحيوان � وهي تغتذي أبدا ��� ال تنمى، ب��ل تنتهي إلى غاي��ة من النمو، ثم تقف وال تتجاوزها، لوال التدبير في ذلك، فإن تدبير الحكيم فيها أن تكون أبدان كل صنف منه��ا على مق��دار معل��وم غير متفاوت في الكبير والصغير وص��ارت تنمى ح��تى تص��ل إلى غايتها، ثم تقف ثم ال تزيد، والغذاء مع ذل��ك دائم ال ينقط��ع، ول��و تنمى نم��وا دائم��ا لعظمت أب��دانها، واش��تبهت مقاديره��ا ح��تى ال

(2)(يكون لشيء منها حد يعرف )فك��ر لم ص��ارتقال اإلم��ام الص��ادق: [917]الحديث:

أجس��ام اإلنس خاص��ة تثق��ل عن الحرك��ة والمش��ي، وتجف��و عن الصناعات اللطيفة، إال لتعظيم المؤونة فيما يحت��اج إلي��ه الن��اس للملبس والمضجع والتكفين وغير ذلك، لو كان اإلنسان ال يصيبه��ه، ألم وال وج��ع، بم ك��ان يرت��دع عن الف��واحش، ويتواض��ع لل ويتعطف على الناس، أما ترى اإلنسان إذا عرض له وج�ع خض��ع

العافية، وبسط يده بالص��دقة، ول��و واستكان ورغب إلى ربه في ويذل(3)كان ال يألم من الضرب بم كان السلطان يعاقب الدعار

العصاة المردة، وبم كان الصبيان يتعلمون العل��وم والص��ناعات، وبم كان العبيد يذلون ألربابهم، ويذعنون لط��اعتهم، أفليس ه��ذا

(4)(توبيخ الذين جحدوا التدبير، والذين أنكروا الوجع واأللم )فكر.. لو لم يول��دقال اإلمام الصادق: [918]الحديث:

من الحيوان إال ذكر فقط أو أنثى فقط، ألم يكن النسل منقطعا وباد مع أجناس الحيوان، فصار بعض األوالد يأتي ذكورا وبعض��ها

(5)(يأتي إناثا ليدوم التناسل وال ينقطع��ه م��دبرقال اإلمام الصادق: [919]الحديث: )الحم��د لل

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2)( الدعار: جمع داعر، وهو: الخبيث.3( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )4( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )5

264

بق، وعالما بعد عالم، عن ط(3)، طبقا(2)، ومعيد األكوار(1)األدوار ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى عدال منه، تقدست أسماؤه، وجلت آالؤه، ال يظلم الن��اس ش��يئا، ولكن الناس أنفسهم يظلم��ون، يش��هد ب��ذلك قول��ه ج��ل قدم��ه:

�ره ) �را ي ة خي ة7﴿فمن يعم�ل مثق�ال ذر ( ومن يعم�ل مثق�ال ذرا يره ]الزلزلة: [ في نظ��ائر له�ا في كتاب��ه ال�ذي في��ه8،�� 7﴾شر

��ه وال من خلف��ه ال يأتي��ه الباط��ل من بين يدي ﴿تبيان ك��ل ش��يء و محم��د[، ولذلك قال سيدنا 42﴾تنزيل من حكيم حميد ]فصلت:

(4)(: )إنما هي أعمالكم ترد إليكم ��ر في أبني��ةق��ال اإلم��ام الص��ادق: [920]الحديث: )فك

أب���دان الحي���وان وتهيئته���ا على م���ا هي علي���ه فال هي ص���الب كالحجارة، ولو كانت كذلك ال تنثني وال تتصرف في األعمال، وال هي على غاي��ة اللين والرخ��اوة، فك��انت ال تتحام��ل وال تس��تقل بأنفس��ها، فجعلت من لحم رخ��و ينث��ني، تتداخل��ه عظ��ام ص��الب يمسكه عصب وعروق تش��ده، وتض��م بعض��ه إلى بعض، وغلفت��ه وأش��باه ذل��ك، ه��ذه ف��وق ذل��ك بجل��د يش��تمل على الب��دن كل التماثيل التي تعمل من العيدان، وتلف بالخرق وتشد ب��الخيوط، وتطلى ف��وق ذل��ك بالص��مغ فتك��ون العي��دان بمنزل��ة العظ��ام، والخ��رق بمنزل��ة اللحم، والخي��وط بمنزل��ة العص��ب والع��روق، والطالء بمنزل��ة الجل��د، ف��إن ج��از أن يك��ون الحي��وان المتح��رك ح��دث باإلهم��ال من غ��ير ص��انع ج��از أن يك��ون ذل��ك في ه��ذه التماثيل الميتة، فإن كان هذا غير جائز في التماثيل فبالحري أن

(5)(ال يجوز في الحيوان��ر في أجس��ادقال اإلمام الص��ادق: [921]الحديث: )فك

األنع��ام فإنه��ا حين خلقت على أب��دان اإلنس من اللحم والعظم والعصب، أعطيت أيض��ا الس�مع والبص�ر ليبل��غ اإلنس�ان حاجت�ه، فإنها لو كانت عميا صما لما انتفع به��ا اإلنس��ان وال تص��رفت في شيء من مآرب��ه، ثم منعت ال��ذهن والعق��ل لت��ذل لإلنس��ان، فال

(6)(تمتنع عليه، إذا كدها الكد الشديد، وحملها الحمل الثقيل)( األدوار: جمع دور، مصدر بمعنى الحركة.1)( األكوار: جمع كور بالفتح، مصدر بمعنى الجماعة الكثيرة.2)( الطبق: وجه األرض.3( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )4( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )5( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )6

265

��ر في ه��ذهق��ال اإلم��ام الص��ادق: [922]الحديث: )فك األصناف الثالثة من الحيوان وفي خلقها، على ما هي علي��ه مم��ا فيه صالح كل واحد منها، فاإلنس لما قدروا أن يكونوا ذوي ذهن وفطنة وعالج لمثل هذه الصناعات من البناء والتجارة والصياغة والخياطة، وغير ذل��ك خلقت لهم أك��ف كب��ار ذوات أص��ابع غالظ ليتمكن��وا من القبض على األش��ياء، وأوك��دها ه��ذه الص��ناعات، وآكالت اللحم لما قدر أن تكون معائشها من الص��يد، خلقت لهم

ومخالب تلح ألخذ الص��يد(2) وذوات براثن(1)أكف لطاف مدمجة وال تصلح للصناعات، وآكالت النبات لما قدر أن يكون��وا، ال ذوات صنعة وال ذات صيد خلقت لبعضها أظالف تقيه��ا خش��ونة األرض

ذوات قع�ر(3)إذا حاولت طلب المرعى، ولبعضها حوافر ململمة ك���أخمص الق���دم تنطب���ق على األرض عن���د تهيئه���ا للرك���وب

(4)(والحمولة )تأم��ل الت��دبير فيقال اإلمام الصادق: [923]الحديث:

خلق آكالت اللحم من الحيوان، حين خلقت ذوات أسنان ح��داد، وبراثن شداد، وأشداق وأفواه واسعة، فإن��ه لم��ا ق��در أن يك��ون طعمها اللحم خلقت خلقة تشاكل ذل��ك وأعينت بس��الح، وأدوات تصلح للصيد، وكذلك تج��د س��باع الط��ير ذوات من��اقير ومخ��الب مهيئ��ة لفعله��ا، ول��و ك��انت الوح��وش ذوات مخ��الب ك��انت ق��د أعطيت ما ال تحتاج إليه، ألنها ال تصيد وال تأكل اللحم، ولو كانت الس��باع ذوات أظالف ك��انت ق��د منعت م��ا تحت��اج إلي��ه، أع��ني السالح الذي تصيد به وتتعيش، أفال ترى كيف أعطي ك��ل واح��د من الص��نفين م��ا يش��اكل ص��نفه وطبقت��ه، ب��ل م��ا في��ه بق��اؤه

(5)(وصالحه )انظ��ر إلى ذواتقال اإلمام الص��ادق: [924]الحديث:

مس��تقلة بأنفس��ها ال تحت��اج إلى(6)األربع كيف تراه��ا تتب��ع أماتها الحمل والتربية كما تحتاج أوالد اإلنس، فمن أجل أن��ه ليس عن��د أماتها ما عند أمهات البشر من الرف��ق والعلم بالتربي��ة، والق��وة عليها باألكف واألصابع المهيأة لذلك أعطيت النهوض واالستقالل

)( مدمجة: أي مستقيمة محكمة متداخلة.1)( البراثن: جمع برثن بالضم- من السباع والطير، بمنزلة اإلصبع من اإلنسان.2)( ململمة: أي مجموعة بعضها إلى بعض.3( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )4( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )5)( األمات: جمع أم وقيل إنها تستعمل في البهائم، وأما في الناس فهي أمهات.6

266

بأنفسها وك��ذلك ت��رى كث��يرا من الط��ير كمث��ل ال��دجاج وال��دراج فأما ما ك��ان منه��ا، والقبج، تدرج وتلقط حين تنقاب عنها البيضة

ضعيفا ال نهوض فيه؛ فقد جعل في األمهات فضل عطف عليه��ا، فص��ارت تمج الطع��ام في أفواهه��ا بع��د م��ا توعي��ه حواص��لها فال تزال تغ��ذوها ح��تى تس��تقل بأنفس��ها، ول��ذلك لم ت��رزق الحم��ام فراخ��ا كث��يرة مث��ل م��ا ت��رزق ال��دجاج، لتق��وى األم على تربي��ة فراخها فال تفسد وال تموت فكال أعطي بقسط من تدبير الحكيم

(1)(اللطيف الخبير )انظ��ر إلى ق��وائمقال اإلمام الصادق: [925]الحديث:

الحيوان كيف تأتي أزواجا، لتتهيأ للمش��ي، ول��و ك��انت أف��رادا لم تصلح لذلك، ألن الماش��ي ينق��ل قوائم��ه يعتم��د على بعض ف��ذو الق��ائمتين ينق��ل واح��دة ويعتم��د على واح��دة، وذو األرب��ع ينق��ل اثنتين ويعتمد على اثنتين وذلك من خالف، ألن ذا األربع لو ك��ان ينقل قائمتين من أحد جانبيه، ويعتمد على ق��ائمتين من الج��انب اآلخر، لم يثبت على األرض كما يثبت السرير وما أشبهه، فص��ار ينق��ل اليم��نى من مقاديم��ه م��ع اليس��رى من م��آخيره، وينق��ل األخ���ريين أيض���ا من خالف، فيثبت على األرض، وال يس���قط إذا

(2)(مشى )أم��ا ت��رى الحم��ارقال اإلمام الصادق: [926]الحديث:

كيف يذل للطحن والحمول��ة وه��و ي��رى الف��رس مودع��ا منعم��ا، والبع��ير ال يطيق��ه ع��دة رج��ال ل��و استعص��ى كي��ف ك��ان ينق��اد

الثور الشديد كيف ك��ان ي��ذعن لص��احبه، ح��تى يض��ع.. وللصبي؟ (4) على عنق��ه، ويح��رث ب��ه؟ والف��رس الك��ريم ي��ركب(3)الن��ير

السيوف واألسنة بالموات��اة لفارس��ه، والقطي��ع من الغنم يرع��اه واح��د، ول��و تف��رقت الغنم فأخ��ذ ك��ل واح��د منه��ا في ناحي��ة لم يلحقها، وكذلك جميع األصناف المسخرة لإلنسان، كانت ك��ذلك؟ إال بأنها عدمت العقل والروية، فإنها لو كانت تعقل وت��تروى في األمور كانت خليقة أن تلتوي على اإلنس��ان في كث��ير من مآرب��ه حتى يمتنع الجمل على قائده والثور على صاحبه، وتتفرق الغنم

وكذلك هذه السباع لو كانت. عن راعيها وأشباه هذا من األمور.

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2)( النير، بالكسر: الخشبة المعترضة في عنقي الثورين بأدائها، والجمع أنيار ونيران.3)( يركب السيوف واألسنة: أي يلقي نفسه عليها.4

267

على الن��اس، ك��انت خليق��ة أن(1)ذات عق��ل وروي��ة فت��وازرت تجتاحهم، فمن كان يقوم لألس��د وال��ذئاب والنم��ور والدبب��ة، ل��و

ذل��ك(2)تع��اونت وتظ��اهرت على الن��اس؟ أفال ت��رى كي��ف حجر ته��اب عليها وصارت مكان ما كان يخ��اف من إق��دامها ونكايته��ا،

مساكن الناس وتحجم عنها، ثم ال تظهر وال تنتشر لطلب قوته��ا (3)إال بالليل، فهي مع ص��ولتها كالخ��ائف من اإلنس ب��ل مقموعة

ممنوعة منهم ولو كان ذل��ك لس��اورتهم في مس��اكنهم وض��يقت عليهم، ثم جعل الكلب من بين هذه السباع عط��ف على مالك��ه ومحاماة عنه، وحافظ له، ينتق��ل على الحيط��ان والس��طوح في ظلمة الليل لحراسة منزل صاحبه وذب ال��ذعار عن��ه، ويبل��غ من محبته لصاحبه أن يبذل نفسه للموت دونه ودون ماش��يته ومال��ه ويألفه غاية اإللف ح��تى يص��بر مع��ه على الج��وع والجف��وة، فلم طب���ع الكلب على ه���ذه األلف���ة والمحب���ة؟ إال ليك���ون حارس���ا

بأني��اب ومخ��الب، ونب��اح هائ��ل، لي��ذعر من��ه(4)لإلنسان، له عين (5)(السارق، ويتجنب المواضع التي يحميها ويخفرها

)تأمل وج��ه الداب��ةقال اإلمام الصادق: [927]الحديث: كيف هو؟ فإنك ت��رى العي��نين شاخص��تين أمامه��ا لتبص��ر م��ا بين ي��ديها، لئال تص��دم حائط��ا، أو ت��تردى في حف��رة، وت��رى الفم

ول��و ش��ق كمك��ان الفم من،(6)مشقوقا شقا في أسفل الخطم اإلنسان في مقدم الذقن، لما اس��تطاع أن يتن��اول ب��ه ش��يئا من األرض، أال ترى أن اإلنسان ال يتن��اول الطع��ام بفي��ه ولكن بي��ده، تكرمة له على سائر اآلكالت، فلما لم يكن للدابة يد تتن��اول به��ا

لتقبض على العل��ف العلف جعل خرطومها مشقوقا من أسفله، (8)( لتتناول بها ما قرب وما بعد(7)ثم تقضمه، وأعينت بالجحفلة

(9))تأم��ل مش��فرقال اإلم��ام الص��ادق: [928]الحديث: الفيل وما فيه من لطيف التدبير، فإنه يقوم مقام اليد في تناول العلف والماء، وازدرادهما إلى جوفه، ول��و ال ذل��ك لم��ا اس��تطاع

)( توازرت: أي اجتمعت واتحدت.1)( حجر عليه األمر: حرمه ومنعه.2)( مقموعة: مقهورة ذليلة.3)( العين: بالفتح، الغلظة في الجسم والخشونة.4( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )5)( خطم الدابة: مقدم أنفها وفمها.6)( الجحفلة: هي لذات الحافر كالشفة لإلنسان.7( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )8)( المشفر: بكسر فسكون ففتح، الشفة.9

268

أن يتن��اول ش��يئا من األرض، ألن��ه ليس ل��ه رقب��ة يم��دها كس��ائر عدم العن��ق أعين مك��ان ذل��ك ب��الخرطوم الطوي��ل األنعام، فلما

ليسدله، فيتناول به حاجته، فمن ذا ال��ذي عوض��ه مك��ان العض��و الذي عدم ما يقوم مقامه إال الرؤوف بخلقه؟ وكيف يك��ون ه��ذا

(1)؟(باإلهمال كما قالت الظلمة��ر في خل��قق��ال اإلم��ام الص��ادق: [929]الحديث: )فك

الزرافة، واختالف أعضائها، وشبهها بأعضاء أصناف من الحيوان، فرأسها رأس فرس، وعنقها عنق جمل، وأظالفها أظالف بق��رة، وجلدها جلد نم��ر.. وه��ذا ليس دليال على أنه��ا من لق��اح أص��ناف شتى من الحيوان، كما زعم الجاهلون، بل هي خل��ق عجيب من خلق الله للداللة على قدرته التي ال يعجزه��ا ش��يء، وليعلم أن��ه خالق أصناف الحيوان كلها، يجمع بين ما يشاء من أعضائها، في أيها شاء، ويفرق ما شاء منها في أيها شاء، ويزيد في الخلقة ما شاء، وينقص منها ما شاء، وداللة على قدرته على األشياء، وأنه ال يعجز شيء أراده جل وتعالى، فأما طول عنقها والمنفع��ة له��ا

ذوات أش��جار(2)في ذل��ك ف��إن منش��أها ومرعاه��ا في غياطل شاهقة، ذاهب��ة ط��وال في اله��واء، فهي تحت��اج إلى ط��ول العن��ق

(3)(لتتناول بفيها أطراف تلك األشجار فتقوت من ثمارها )تأمل خلقة الق��ردقال اإلمام الصادق: [930]الحديث:

وش��بهه باإلنس��ان في كث��ير من أعض��ائه أع��ني ال��رأس والوج��ه والمنك��بين والص��در، وك��ذلك أحش��اؤه ش��بيهة أيض��ا بأحش��اء

وخص م��ع ذل��ك بال��ذهن والفطن��ة ال��تي به��ا يفهم عن، اإلنس��ان سائسه ما يومي إلي��ه ويحكي كث��يرا مم��ا ي��رى اإلنس��ان يفعل��ه، حتى أنه يقرب من خلق اإلنسان وشمائله في التدبير في خلقته على ما هي عليه، أن يكون عبرة لإلنسان في نفس��ه فيعلم أن��ه من طينة البهائم وسنخها إذ كان يقرب من خلقه��ا ه��ذا الق��رب، وأن�ه ل�وال فض��يلة فض�له به�ا في ال�ذهن والعق�ل والنط�ق ك�ان كبعض البهائم على أن في جسم القرد فضوال أخرى تفرق بين��ه وبين اإلنسان كالخطم والذنب المسدل والشعر المجلل للجسم كله، وهذا لم يكن مانعا للقرد أن يلحق باإلنسان لو أعطي مث��ل ذهن اإلنسان وعقله ونطقه والفصل الفاصل بينه وبين اإلنس��ان

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1)( الغياطل: جمع غيطل وهو الشجر الكثير الملتف.2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3

269

(1)(في الحقيقة هو النقص في العقل والذهن والنطق )انظ��ر إلى لط��فقال اإلمام الصادق: [931]الحديث:

الله جل اسمه بالبهائم كيف كسيت أجسامها ه��ذه الكس��وة من الشعر والوبر والصوف لتقيها من البرد وكثرة اآلفات، وألبس��ت األظالف والحافر واالخفاف لتقيها من الحفاء، إذ ك��انت ال أي��دي لها وال أكف وال أصابع مهي��أة للغ��زل والنس��ج فكف��وا ب��أن جع��ل كس���وتهم في خلقهم باقي���ة عليهم م���ا بق���وا ال يحت���اجون إلى تجديدها واستبدال بها.. فأما اإلنسان فإنه ذو حيلة وك��ف مهي��أة للعمل، فهو ينسج ويغزل ويتخ��ذ لنفس��ه الكس��وة ويس��تبدل به�ا ح��اال بع��د ح��ال، ول��ه في ذل��ك ص��الح من جه��ات، من ذل��ك أن��ه يشتغل بصنعة اللباس عن العبث وما تخرجه إليها الكفاية، ومنها

أن أنه يستريح إلى خلع كسوته إذا شاء ولبس��ها إذا ش��اء، ومنها يتخذ لنفسه من الكسوة ضروبا لها جمال وروعة فيتلذذ بلبس��ها وتبديلها، وكذلك يتخذ ب��الرفق من الص��نعة ض��روبا من الخف��اف والنعال يقي بها قدميه، وفي ذلك معائش لمن يعمله من الناس ومكاسب يكون فيها معائشهم ومنه�ا أق�واتهم وأق�وات عي�الهم، فص��ار الش��عر وال��وبر والص��وف يق��وم للبه��ائم مق��ام الكس��وة

(2)(واألظالف والحوافر واألخفاف مقام الحذاء��ر في الفطنقال اإلمام الص��ادق: [932]الحديث: )فك

التي جعلت في البهائم لمص��لحتها، ب��الطبع والخلق��ة، لطف��ا من الله عز وجل لهم، لئال يخلو من نعمة جل وعز أحد من خلق��ه ال بعقل وروية، فإن اإلب��ل يأك��ل الحي��ات فيعطش عطش��ا ش��ديدا فيمتنع عن شرب الم��اء، خوف��ا من أن ي��دب الس��م في جس��مه فيقتله، ويق��ف على الغ��دير وه��و مجه��ود عطش��ا، فيعج عجيج��ا

ف��انظر إلى. عاليا، وال يشرب منه، ولو شرب لمات من ساعته. م��ا جع��ل من طب��اع ه��ذه البهيم��ة، من تحم��ل الظم��أ الغ��الب الش��ديد، خوف��ا من المض��رة في الش��رب، وذل��ك مم��ا ال يك��اد

(3)(اإلنسان العاقل المميز يضبطه من نفسه��ر في الثعلب،قال اإلمام الصادق: [933]الحديث: )فك

وأنه إذا عوزه الطعم، تماوت ونفخ بطن��ه، ح��تى يحس��به الط��ير ميتا، فإذا وقعت عليه لتنهش��ه، وثب عليه��ا فأخ��ذها، فمن أع��ان

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3

270

الثعلب العديم النطق والروية بهذه الحيلة، إال من توكل بتوجي��ه الرزق له من هذه وشبهه، فإنه لما كان الثعلب يضعف عن كثير مم��ا تق��وى علي��ه الس��باع من مس��اورة الص��يد، أعين بال��دهاء

(1)(والفطنة واالحتيال لمعاشه )فكر في الدلفين،قال اإلمام الصادق: [934]الحديث:

وكي��ف يلتمس ص��يد الط��ير، فيك��ون حيلت��ه في ذل��ك أن يأخ��ذ السمك فيقتله ويسرحه ح��تى يطف��و على الم��اء ثم يكمن تحت��ه ويثور الماء الذي عليه حتى ال يت��بين شخص��ه، ف��إذا وق��ع الط��ير

ف��انظر إلى ه��ذه. على السمك الط��افي وثب إليه��ا فاص��طادها. (2)(الحيلة كيف جعلت طبعا في هذه البهيمة لبعض المصلحة

)انظ��ر إلى النم��لقال اإلمام الصادق: [935]الحديث: واحتشاده في جمع القوت وإعداده، فإنك ترى الجماعة منها إذا

بمنزل��ة جماع��ة من الن��اس ينقل���ون(3)نقلت الحب إلى زبيتها الطعام أو غيره، بل للنمل في ذلك من الجد والتشمير م��ا ليس للناس مثله، أما تراهم يتعاونون على النقل كم��ا يتع��اون الن��اس على العمل، ثم يعمدون إلى الحب فيض��مونه قطع��ا، لكيال ينبت فيفسد عليهم، فإن أصابه ندى أخرجوه فنشروه حتى يج��ف، ثم ال يتخذ النمل الزبي��ة إال في نش��ز من األرض كيال يفيض الس��يل فيغرقها، وكل هذا منه بال عقل وال روية، ب��ل خلق��ة خل��ق عليه��ا

(4)(لمصلحة من الله جل وعز )انظ��ر إلى ه��ذاق��ال اإلم��ام الص��ادق: [936]الحديث:

وتسميه العامة )أسد الذباب( وما أعطي(5)الذي يقال له الليث من الحيلة والرفق في معاشه، فإن��ك ت��راه حين يحس بال��ذباب قد وقع قريبا منه، تركه مليا حتى كأنه موات ال ح��راك ب��ه، ف��إذا رأى الذباب قد اطمأن وغفل عنه، دب دبيبا دقيق��ا، ح��تى يك��ون منه بحيث تناله وثبته، ثم يثب عليه فيأخذه، ف��إذا أخ��ذه اش��تمل عليه بجسمه كله، مخاف��ة أن ينج��و من��ه، فال ي��زال قبض��ا علي��ه، حتى يحس بأنه قد ضعف واس��ترخى ثم يقب��ل علي��ه فيفترس��ه، ويح��يى ب��ذلك من��ه.. فأم��ا العنكب��وت فإن��ه ينس��ج ذل��ك النس��ج،

للذباب، ثم يكمن في جوفه، ف��إذا نش��ب فيتخذه شركا ومصيدة( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2)( الزبية: الرابية ال يعلوها ماء.3( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )4)( الليث: ضرب من العناكب والجمع: ليوث ومليثة.5

271

عليه يلدغه ساعة بعد س��اعة، فيعيش ب��ذلك(1)فيه الذباب أحال يحكي ص��يد(3) يحكي صيد الكالب والفهود، وه��ذا(2)فذلك. منه.

األشراك والحبائل، فانظر إلى هذه الدويبة الضعيفة، كيف جع��ل في طبعها ما ال يبلغه اإلنسان إال بالحيلة واستعمال اآلالت فيه��ا، فال تزدري بالشيء إذا كانت العبرة فيه واضحة كال��ذرة والنمل��ة وما أشبه ذلك فإن المعنى النفيس قد يمثل بالشيء الحقير، فال

كما ال يضع من الدينار وه��و من ذهب أن ي��وزن(4)يضع منه ذلك (5)(بمثقال من حديد )تأمل جسم الطائرقال اإلمام الصادق: [937]الحديث:

وخلقته، فإنه حين قدر أن يكون طائرا في الجو، خف��ف جس��مه وأدمج خلقه، واقتص��ر ب��ه من الق��وائم األرب��ع على اثن��تين، ومن األص��ابع الخمس على أرب��ع، ومن منف��ذين للزب��ل والب��ول على

مح��دد، ليس��هل علي��ه أن(6)واح��د يجمعهم��ا، ثم خل��ق ذا جؤجؤ يخرق الهواء كيف ما أخذ فيه، كما جعلت السفينة به��ذه الهيئ��ة، لتشق الماء وتنفذ فيه، وجعل في جناحيه وذنبه ريش��ات ط��وال متان، لينهض بها للطيران، وكسا كل��ه ال��ريش، ليتداخل��ه اله��واء

ولما قدر أن يك��ون طعم��ه الحب واللحم يبلع�ه بلع��ا بال(7)فيقله مضغ، نقص من خلقة اإلنس��ان وخل��ق ل��ه منق��ار ص��لب جاس��ي

(9) من لف��ظ الحب، وال يتقصف(8)يتناول به طعم��ه، فال ينس��حج من نهش اللحم، ولما عدم األسنان، وصار يزدرد الحب ص��حيحا

أعين بفض��ل ح��رارة في الج��وف تطحن ل��ه(10)واللحم غريضا الطعم طحن��ا يس��تغني ب��ه عن المض��غ، واعت��بر ذل��ك ب��أن عجم

وغيره، يخرج من أجواف اإلنس ص��حيحا، ويطحن في(11)العنب أجواف الطير ال يرى له أثر، ثم جع�ل مم�ا ي�بيض بيض��ا، وال يل�د والدة، لكيال يثقل عن الطيران، فإنه لو كانت الف��راخ في جوف��ه

)( أحال: أقبل ووثب.1)( يعني به: أسد الذباب.2)( يعني به: العنكبوت.3)( أي ال ينقص من قدر المعنى النفيس تمثيله بالشيء الحقير.4( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )5)( الجؤجؤ: من الطائر والسفينة، الصدر.6)( يقله: يحمله ويرفعه.7)( ينسحج: أي ينتشر.8)( يتقصف: أي يتكسر.9

)( الغريض: كل أبيض طري.10)( عجم العنب: ما كان في جوف العنب من النوى الصغير.11

272

تمكث حتى تس��تحكم، ألثقلت��ه وعاقت��ه عن النه��وض والط��يران، فجعل كل شيء من خلق��ه مش��اكال لألم��ر ال��ذي ق��در أن يك��ون عليه، ثم ص��ار الط��ائر الس��ائح في ه��ذا الج��و يقع��د على بيض��ه فيحضنه أسبوعا وبعضها أس�بوعين وبعض�ها ثالث�ة أس�ابيع، ح�تى يخ��رج الف��رخ من البيض��ة، ثم يقب��ل علي��ه فيزق��ه ال��ريح لتتس��ع حوصلته للغذاء، ثم يربي�ه ويغذي�ه بم�ا يعيش ب�ه، فمن كلف�ه أن يلق��ط الطعم والحب يس��تخرجه، بع��د أن يس��تقر في حوص��لته، ويغذو به فراخه؟ وألي معنى يحتم��ل ه��ذه المش��قة وليس ب��ذي روية وال تفكر، وال يأمل في فراخه ما يؤم��ل اإلنس��ان في ول��ده

وبق��اء ال��ذكر؟ فه��ذا من فعل��ه يش��هد أن��ه(1)من الع��ز والرفد معطوف على فراخ�ه، لعل��ه ال يعرفه�ا وال يف�ر فيه�ا، وهي دوام

(2)(النسل وبقاؤه لطفا من الله تعالى ذكره )انظر إلى الدجاجةقال اإلمام الصادق: [938]الحديث:

بيض مجتم��ع وال كيف تهيج لحض��ن ال��بيض والتف��ريخ، وليس لها وكر موطى، بل تنبعث وتنتفخ وتق��وى وتمتن��ع من الطعم، ح��تى يجمع لها البيض، فتحضنه وتفرخ، فلم كان ذل��ك منه��ا إال إلقام��ة النسل؟ ومن أخذها بإقامة النسل وال روي��ة له��ا وال تفك��ير، ل��وال

(3)(أنها مجبولة على ذلك؟ )اعت��بر بخل��قق��ال اإلم��ام الص��ادق: [939]الح��ديث:

البيض��ة، وم��ا فيه��ا من المح واألص��فر الخ��اثر والم��اء األبيض الرقيق، فبعضه ينش��و من��ه الف��رخ، وبعض��ه ليتغ��ذى ب��ه، إلى أن تنقاب عنه البيضة، وما في ذلك من التدبير، فإنه لو ك��ان نش��وء الفرخ في تلك القشرة المستحفظة التي ال مساغ لشيء إليه��ا، جعل معه في جوفها من الغذاء ما يكتفي ب��ه إلى وقت خروج��ه منه���ا، كمن يحبس في حبس حص���ين ال يوص���ل إلى من في���ه،

(4)(فيجعل معه من القوت ما يكتفي به إلى وقت خروجه منه��ر في حوص��لةقال اإلمام الصادق: [940]الحديث: )فك

ضيق، ال(5)الطائر، وما قدر له، فإن مسلك الطعم إلى القانصة ينفذ فيه الطع��ام إال قليال قليال، فل��و ك��ان الط��ائر ال يلق��ط حب��ة ثانية، حتى تصل األولى إلى القانص��ة، لط��ال علي��ه، وم��تى ك��ان

)( الرفد: بالكسر، المعونة والعطاء، والجمع إرفاد ورفود.1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )4)( القانصة: للطير كالمعدة لإلنسان، جمعها قوانص.5

273

يستوفي طعمه؟ فإنما يختلسه اختالس��ا، لش��دة الح��ذر، فجعلت المعلق��ة أمام��ه، لي��وعى فيه��ا م��ا أدرك(1)له الحوصلة كالمخالة

بس��رعة، ثم تنف��ذه إلى القانص��ة على مه��ل، وفي من الطعم الحوصلة أيضا خلة أخرى، فإن من الطائر ما يحتاج إلى أن يزق

(2)(فراخه فيكون رده للطعم من قرب أسهل عليه��ر في ه��ذاق��ال اإلم��ام الص��ادق: [941]الح��ديث: )فك

الوشي الذي تراه في الطواويس والدراج والتدارج على استواء ومقابلة، كنحو ما يخط باألقالم، كيف يأتي ب��ه االم��تزاج المهم�ل على شكل واحد ال يختل��ف، ول��و ك��ان باإلهم��ال لع��دم االس��تواء

(3)(ولكان مختلفا )تأمل ريش الطيرقال اإلمام الصادق: [942]الحديث:

دقاق،(4)وكيف هو؟ فإنك تراه منسوجا كنسج الثوب من سلوك قد ألف بعضه إلى بعض، كت��أليف الخي��ط إلى الخي��ط والش��عرة إلى الشعرة، ثم ترى ذلك النسج إذا مددته ينفتح قليال وال ينشق لتداخله الريح، فيقل الطائر إذا ط��ار، وت�رى في وس��ط الريش�ة عمودا غليظا متينا قد نسج عليه الذي هو مث��ل الش�عر ليمس�كه بصالبته، وهو القص��بة ال��تي في وس��ط الريش��ة، وه��و م��ع ذل��ك

(5)(أجوف، ليخف على الطائر وال يعوقه عن الطيران��ر في قال اإلم��ام الص��ادق: [943]الحديث: طي��ور)فك

هل رأيت هذا الطائر الطويل الساقين وعرفت ما له منالماء.. من(6)المنفعة في طول س��اقيه، فإن��ه أك��ثر ذل��ك في ضحض��اح

وه��و(8) ف��وق م��رقب(7)الماء فتراه بساقين طويلين، كأنه ربيئة يتأمل ما يدب في الماء، ف��إذا رأى ش��يئا مم��ا يتق��وت ب��ه، خط��ا خطوات رقيقا حتى يتناوله، ولو كان قصير الساقين وكان يخطو نحو الصيد ليأخذه، يصيب بطنه الماء، فيثور ويذعر منه، فيف��رق عنه، فخلق له ذلك العمودان ليدرك بهما حاجته وال يفسد علي��ه مطلبه.. تأمل ضروب التدبير في خل��ق الط��ائر، فإن��ك تج��د ك��ل

)( المخالة: ما يجعل فيه العلف ويعلق في عنق الدابة، والجمع مخال.1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3)( السلوك: جمع سلك، وهو الخيط ينظم فيه الخرز ونحوه.4( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )5)( الضحضاح: الماء اليسير، أو القريب القعر.6)( الربيئة: العين التي ترقب.7)( المرقب: الموضع المرتفع يعلوه، جمعه مراقب.8

274

طائر طوي��ل الس��اقين طوي��ل العن��ق، وذل��ك ليتمكن من تن��اول طعمه من األرض ولو ك��ان طوي��ل الس��اقين قص��ير العن��ق، لم��ا استطاع أن يتناول شيئا من األرض وربما أعين مع العنق بط��ول المن��اقير، ل�يزداد األم�ر علي�ه س�هولة وإمكان�ا، أفال ت�رى أن�ك ال(تفتش شيئا من الخلقة إال وجدته على غاي��ة الص��واب والحكمة

(1) )انظ���ر إلىق���ال اإلم���ام الص���ادق: [944]الح��ديث:

العص��افير، كي��ف تطلب أكله��ا بالنه��ار فهي ال تفق��ده وال تج��ده��ه مجموعا معدا، بل تنال��ه بالحرك��ة والطلب، وك��ذلك الخل��ق كل فسبحان من قدر ال��رزق كي��ف فرق��ه، فلم يجع��ل مم��ا ال يق��در علي��ه، إذ جع��ل ب��الخلق حاج��ة إلي��ه، ولم يجع��ل مب��ذوال ين��ال

صالح في ذلك فإنه ل�و ك��ان يوج��د مجموع��ا إذ كان ال(2)بالهوينا (3)معدا كانت البه��ائم تنقلب علي��ه، وال تنقط��ع عن��ه ح��تى تبشم

فتهل��ك، وك��ان الن��اس أيض��ا يص��يرون ب��الفراغ إلى غاي��ة األش��ر (4)(والبطر، حتى يكثر الفساد وتظهر الفواحش

)فك��ر في خل��قق��ال اإلم��ام الص��ادق: [945]الحديث: الخفاش، فخلقته عجيبة بين خلقة الطير وذوات األربع، ه��و إلى ذوات األربع أقرب، وذلك أن��ه ذو أذنين ناش��زتين وأس��نان ووب��ر وه��و يل�د والدا، ويمش��ي إذا مش��ى على أرب�ع، وك�ل ه��ذا خالف

(5)صفة الطير، ثم هو أيضا مما يخرج بالليل، ويتقوت بما يسري في الجو من الفراش وما أشبهه، وقد ق��ال ق��ائلون إن��ه ال طعم للخفاش وإن غذاءه من النسيم وحده، وذلك يفس�د ويبط�ل من جهتين: أحدهما خروج الثفل والبول منه، ف��إن ه��ذا ال يك��ون من غير طعم، واألخرى أن��ه ذو أس��نان، ول��و ك��ان ال يطعم ش��يئا لم يكن لألسنان فيه معنى، وليس في الخلق��ة ش��يء ال مع��نى ل��ه، وأم��ا الم��آرب في��ه فمعروف��ة، ح��تى أن زبل��ه ي��دخل في بعض األعمال، ومن أعظم االرب فيه خلقته العجيبة الدالة على قدرة الخالق جل ثناؤه، وتص��رفها فيم��ا ش��اء كي��ف ش�اء، لض��رب من

(6)(المصلحة( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1)( الهوينا: التؤدة والرفق.2)( تبشم: أي تتخم من الطعام.3( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )4)( يسري: يسير في الليل.5( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )6

275

)انظ��ر إلى النح��لقال اإلمام الصادق: [946]الحديث: واحتشاده في صنعة العسل، وتهيئة البيوت المسدسة وما ت��رى في ذلك من دقائق الفطنة، فإنك إذا تأملت العمل رأيت��ه عجيب��ا لطيف��ا، وإذا رأيت المعم��ول وجدت��ه عظيم��ا ش��ريفا موقع��ه من الناس، وإذا رجعت إلى الفاعل ألفيته غبي��ا ج��اهال بنفس��ه فض��ال عم��ا س��وى ذل��ك، ففي ه��ذا أوض��ح الدالل��ة على أن الص��واب والحكمة في هذه الصنعة ليس للنحل بل هي للذي طبعه عليها،

(1)(وسخره فيها لمصلحة الناس )انظ��ر إلى ه��ذاق��ال اإلم��ام الص��ادق: [947]الحديث:

الجراد ما أضعفه وأقواه! فإنك إذا تأملت خلق��ه رأيت��ه كأض��عف األشياء، وإن دلفت عساكره نحو بلد من البلدان لم يستطع أحد أن يحميه منه، أال ترى أن ملكا من ملوك األرض لو جم��ع خيل��ه ورجله ليحمي بالده من الج��راد لم يق��در على ذل��ك، أفليس من ال��دالئل على ق��درة الخ��الق أن يبعث أض��عف خلق��ه إلى أق��وى

انظ�ر إلي��ه كي��ف ينس�اب على وج�ه. خلقه، فال يس��تطيع دفع�ه. األرض مثل الس��يل، فيغش��ى الس��هل والجب��ل والب��دو والحض��ر، حتى يستر نور الشمس بكثرته، فلو كان هذا مما يصنع باألي�دي، متى كان تجتمع من��ه ه��ذه الك��ثرة؟ وفي كم س��نة ك��ان يرتف��ع؟(فاستدل بذلك على القدرة التي ال يؤودها شيء، وال يكثر عليها

(2) )تأمل خلق السمكقال اإلمام الصادق: [948]الحديث:

ومشاكلته لألمر الذي قدر أن يك��ون علي��ه، فإن��ه خل��ق غ��ير ذي قوائم، ألنه ال يحتاج إلى المشي، إذ ك��ان مس��كنه الم��اء، وخل��ق غير ذي رية، ألنه ال يستطيع أن يتنفس وهو منغمس في اللج��ة، وجعلت له مكان القوائم أجنح��ة ش��داد يض��رب به��ا في جانبي��ه، كما يضرب المالح بالمجاذيف من جانبي السفينة، وكسا جس��مه

لتقي��ه من(3)قشورا متان��ا متداخل��ة كت��داخل ال��دروع والجواشن اآلفات، فأعين بفضل حس في الشم، ألن بصره ضعيف، والماء

فيتبع��ه،(4)يحجبه، فصار يشم الطعم من البع��د البعي��د، فينتجعه وإال فكيف يعلم ب��ه وبموض��عه؟ واعلم أن من في��ه إلى ص��ماخه

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2)( الجواشن: جمع جوشن، وهو الدرع أو الصدر.3)( ينتجع: يطلب الكأل في موضعه.4

276

منافذ، فهو يعب الماء بفي��ه، ويرس��له من ص��ماخيه في��تروح إلى (1)(ذلك، كما يتروح غيره من الحيوان إلى تنسم هذا النسيم

)إذا أردت أنق��ال اإلم��ام الص��ادق: [949]الح��ديث: تعرف سعة حكمة الخالق، وقص��ر علم المخل��وقين، ف��انظر إلى م��ا في البح��ار من ض��روب الس��مك ودواب الم��اء واألص��داف واألص��ناف ال��تي ال تحص��ى، وال تع��رف منافعه��ا إال الش��يء بع��د

(2)(الشيء يدركه الناس بأسباب تحدث��ر في ل��ونق��ال اإلم��ام الص��ادق: [950]الحديث: )فك

السماء وما فيه من صواب التدبير، فإن هذا اللون أش�د األل�وان موافقة وتقوية للبصر، حتى أن من ص��فات األطب��اء لمن أص��ابه شيء أضر ببصره إدمان النظر إلى الخضرة وما قرب منه��ا إلى السواد، وق��د وص��ف الح��ذاق منهم لمن ك��ل بص��ره اإلطالع في��ه ج��ل وتع��الى أجانة خضراء مملوءة ماء، فانظر كيف جع��ل الل أديم السماء به��ذا الل��ون األخض��ر إلى الس��واد ليمس��ك األبص��ار المتقلبة عليه، فال ينكأ فيها بطول مباشرتها له فصار ه��ذا ال��ذي أدركه الناس بالفكر والروية والتجارب، يوج��د مفروغ��ا من��ه في الخلقة حكمة بالغة ليعتبر بها المعتبرون، ويفكر فيها الملحدون،

(3)(قاتلهم الله أنى يؤفكون��ر في طل��وعقال اإلم��ام الص��ادق: [951]الحديث: )فك

الشمس وغروبها، إلقامة دولتي النه��ار واللي��ل، فل��و ال طلوعه��ا لبطل أمر العالم كل��ه، فلم يكن الن��اس يس��عون في معائش��هم، ويتص��رفون في أم��ورهم، وال��دنيا مظلم��ة عليهم، ولم يكون��وا يتهن��ون ب��العيش م��ع فق��دهم ل��ذة الن��ور وروح��ه، واألرب في طلوعها ظاهر مستغن بظهوره عن اإلطناب في ذكره، والزيادة في شرحه، بل تأمل المنفعة في غروبها، فلو ال غروبه��ا لم يكن للناس ه��دوء وال ق��رار م��ع عظم ح��اجتهم إلى اله��دوء والراح��ةهم وانبع��اث الق��وة الهاض��مة لس��كون أب��دانهم، وجم��وم حواس�� لهض��م الطع��ام، وتنفي��ذ الغ��ذاء إلى األعض��اء، ثم ك��ان الح��رص يستحملهم من مداومة العمل ومطاولت��ه على م��ا يعظم نكايت��ه في أبدانهم، فإن كثيرا من الناس لوال جثوم ه��ذا اللي��ل بظلمت��ه عليهم، لم يكن لهم هدوء وال قرار، حرصا على الكسب والجم��ع

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3

277

واالدخ��ار، ثم ك��انت األرض تس��تحمي ب��دوام الش��مس بض��يائها،��ه بحكمت��ه ويحمي كل ما عليه��ا من حي��وان ونب��ات، فق��درها الل وتدبيره، تطلع وقتا وتغرب وقتا، بمنزلة سراج يرفع ألهل ال��بيت تارة ليقضوا حوائجهم، ثم يغيب عنهم مثل ذلك ليهدأوا ويق��روا، فصار النور والظلمة، مع تضادهما منق��ادين متظ��اهرين على م��ا

(1)(فيه صالح العالم وقوامه��ر في ه��ذهق��ال اإلم��ام الص��ادق: [952]الحديث: )فك

األزمنة األربعة من السنة وما في ذل��ك من الت��دبير والمص��لحة،��د فيهم��ا ففي الشتاء تع��ود الح��رارة في الش��جر والنب��ات، فيتول مواد الثمار، ويتكثف الهواء فينشأ منه السحاب والمطر، وتش��تد أب��دان الحي��وان وتق��وى، وفي الربي��ع تتح��رك وتظه��ر الم��واد��دة في الش��تاء، فيطل��ع النب��ات، وتن��ور األش��جار، وفي المتول الصيف يحت��دم اله�واء فتنض��ج الثم��ار، وتتحل��ل فض��ول األب��دان، ويجف وجه األرض، فتهيأ للبناء واألعم��ال، وفي الخري��ف يص��فو الهواء، وترتفع األمراض، وتصح األبدان، ويمتد الليل، فيمكن فيه بعض األعمال لطوله، ويطيب الهواء فيه إلى مص��الح أخ��رى ل��و

(2)(تقصيت لذكرها لطال فيها الكالم )تأمل نزول المطرقال اإلمام الصادق: [953]الحديث:

على األرض والتدبير في ذلك، فإنه جعل ينح��در عليه��ا من عل��و ليغشى ما غلظ وارتف�ع منه�ا فيروي��ه، ول�و ك�ان إنم��ا يأتيه�ا من بعض نواحيها لما عال المواضع المشرفة منها، ويقل ما يزرع في األرض أال ترى أن الذي يزرع سيحا أقل من ذلك، فاألمط��ار هي التي تطبق األرض، وربما تزرع هذه ال��براري الواس��عة وس��فوح

الكثيرة، وبه��ا يس��قط عن الن��اس في الجبال وذراها فتغل الغلة كثير من البلدان مؤونة سياق الماء من موضع إلى موض��ع، وم��ا يجري في ذلك بينهم من التشاجر والتظالم حتى يس��تأثر بالم��اء ذو العز والقوة، ويحرم��ه الض��عفاء، ثم إن��ه حين ق��در أن ينح��در على األرض انحدارا جعل ذلك قط��را ش��بيها ب��الرش، ليغ��ور في قعر األرض فيرويها، ول��و ك��ان يس��كبه انس��كابا ك�ان ي��نزل على وج��ه األرض فال يغ��ور فيه��ا، ثم ك��ان يحطم ال��زروع القائم��ة إذا اندفق عليه��ا، فص��ار ي��نزل ن��زوال رقيق��ا، فينبت الحب الم��زروع

في نزوله أيض��ا مص��الح أخ��رى،. وويحيي األرض والزرع القائم.( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2

278

فإنه يلين األبدان، ويجلو كدر الهواء، فيرتفع الوب��اء الح��ادث من (1)(ذلك

)انظ��ر إلى ه��ذهقال اإلم��ام الص��ادق: [954]الحديث: الجبال المركومة من الطين والحجارة، ال��تي يحس��بها الغ��افلون فضال ال حاجة إليها، والمنافع فيه��ا كث��يرة، فمن ذل��ك أن تس��قط عليها الثلوج، فتبقى في قاللها لمن يحتاج إليه، وي��ذوب م��ا ذاب من��ه، فتج��ري من��ه العي��ون الغزي��رة ال��تي تجتم��ع منه��ا األنه��ار العظام، وينبت فيها ضروب من النب��ات والعق��اقير ال��تي ال ينبت مثله�ا في الس�هل، ويك��ون فيه�ا كه�وف ومعاق�ل للوح�وش من السباع العادية، ويتخذ منها الحصون والقالع المنيعة للتح��رز من األعداء وينحت منها الحجارة للبناء واألرحاء ويوج�د فيه�ا مع�ادن لضرب من الجواهر، وما فيها خالل أخر ال يعرفها إال المقدر له��ا

(2)(في سابق علمه��ر في ه��ذهق��ال اإلم��ام الص��ادق: [955]الحديث: )فك

المع��ادن وم��ا يخ��رج منه��ا من الج��واهر المختلف��ة مث��ل الجص والزئب��ق(5) والتوتيا(4) وال��زرنيخ والمرتك(3)والكلس والجبس��ين

والنح��اس والرص��اص والفض��ة وال��ذهب والزبرج��د والي��اقوت وك��ذلك م��ا يخ��رج منه��ا من الق��ار. والزمرد وض��روب الحج��ارة.

والموميا والكبريت والنفط وغير ذلك مم��ا يس��تعمله الن��اس في مآربهم فهل يخفى على ذي عق��ل أن ه��ذه كله��ا ذخ��ائر ذخ��رت لإلنسان في ه��ذه األرض، ليس��تخرجها فيس��تعملها عن��د الحاج��ة

ثم قص��رت حيل��ة الن��اس عم��ا ح��اولوا من ص��نعتها على. إليه��ا. حرصهم واجتهادهم في ذلك فإنهم لو ظفروا بما حاولوا من هذا العلم كان ال محالة سيظهر، ويس��تفيض في الع��الم، ح��تى تك��ثر

عن��د الن�اس، فال تك�ون لهم��ا قيمت��ه، الفضة وال�ذهب، ويس�قطا ويبطل االنتف��اع بهم��ا في الش��راء وال��بيع والمع��امالت، وال ك��ان يجبي السلطان األموال وال يدخرهما أحد لألعق��اب، وق��د أعطى

من النحاس، والزجاج من الرمل،(6)الناس مع هذا صنعة الشبه والفضة من الرصاص، والذهب من الفضة، وأشباه ذل��ك مم��ا ال

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2)( الجبسين: الظاهر أنه الجبس وهو الجص.3)( المرتك: هو أوكسيد الرصاص.4)( التوتيا: هي أوكسيد الزنك غير النقي مخلوطا مع الزرنيخ.5)( الشبه: بكسر ففتح، هو النحاس األصفر.6

279

مضرة في��ه، ف��انظر كي��ف أعط��وا إرادتهم في م��ا ال ض��رر في��ه، ومنع��وا ذل��ك فيم��ا ك��ان ض��ارا لهم ل��و ن��الوه، ومن أوغ��ل في المعادن انتهى إلى واد عظيم يجري منصلتا بماء غزير، ال ي��درك(غوره، وال حيلة في عبوره، ومن ورائه أمثال الجبال من الفضة

(1) ��ر اآلن فيق��ال اإلم��ام الص��ادق: [956]الحديث: )تفك

هذا، من تدبير الخالق الحكيم، فإنه أراد جل ثناؤه أن يري العباد قدرته، وسعة خزائنه، ليعلموا أن��ه ل��و ش��اء أن يمنحهم كالجب��ال من الفضة لفعل، لكن ال صالح لهم في ذلك، ألنه لو كان فيكون فيها سقوط هذا الجوهر عند الناس، وقلة انتف��اعهم ب��ه، واعت��بر ذل��ك بأن��ه ق��د يظه��ر الش��يء الظري��ف مم��ا يحدث��ه الن��اس من األواني واألمتع��ة، فم��ا دام عزي��زا قليال، فه��و نفيس جلي��ل آخ��ذ الثمن، فإذا فشا وكثر في أيدي الناس، س��قط عن��دهم وخس��ت

(2)(قيمته، ونفاسة األشياء من عزتها��ر في ه��ذاق��ال اإلم��ام الص��ادق: [957]الح��ديث: )فك

النبات وما في��ه من ض��روب الم��آرب، فالثم��ار للغ��ذاء، واألتب��ان للعلق، والحطب للوقود، والخشب لكل شيء من أنواع التج��ارة وغيرها، واللحاء والورق واألص�ول والع�روق والص�موغ لض��روب من المنافع.. أرأيت لو كنا نجد الثمار التي نغت��ذي به��ا مجموع��ة على وجه األرض، ولم تكن تنبت على هذه األغصان الحاملة لها، كم ك��ان ي��دخل علين��ا من الخل��ل في معاش��نا، وإن ك�ان الغ�ذاء موج��ودا ف��إن المن��افع بالخش��ب والحطب واألتب��ان وس��ائر م��ا عددناه كثيرة عظيم قدرها، جليل موقعها، هذا مع ما في النبات من التلذذ بحس��ن منظ��ره، ونض��ارته ال��تي ال يع��دلها ش��يء من

(3)(مناظر العالم ومالهيه )فكر في هذا الريعقال اإلمام الصادق: [958]الحديث:

الذي جعل في الزرع، فصارت الحبة الواح��دة تخل��ف مائ��ة حب��ة وأكثر وأقل، وكان يجوز للحبة أن تأتي بمثلها، فلم ص��ارت تري��ع��ة متس��ع، لم��ا ي��رد في األرض من هذا الري��ع إال ليك��ون في الغل البذر، وما يتقوت الزراع إلى إدراك زرعه��ا المس��تقبل، أال ت��رى أن الملك لو أراد عمارة بلد من البل��دان ك��ان الس��بيل في ذل��ك

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3

280

أن يعطي أهله م��ا يبذرون��ه في أرض��هم وم��ا يق��وتهم إلى إدراك زرعهم.. فانظر كيف تجد هذا المثال قد تقدم في تدبير الحكيم، فص��ار ال��زرع يري��ع ه��ذا الري��ع ليفي بم��ا يحت��اج إلي��ه للق��وت والزراعة، وكذلك الشجر والنبت والنخل يريع الريع الكثير، فإنك ترى األصل الواحد حوله من فراخه أمرا عظيما، فلم كان كذلك إال ليكون فيه ما يقطعه الن��اس، ويس��تعملونه في م��آربهم، وم��ا برد فيغرس في األرض، ولو ك��ان األص��ل من��ه يبقى منف��ردا وال يفرخ وال يريع لما أمكن أن يقطع منه ش��يء لعم��ل وال لغ��رس،

(1)(ثم كان أن أصابته آفة انقطع أصله، فلم يكن منه خلف )تأم��ل نب��ات ه��ذهقال اإلمام الصادق: [959]الحديث:

الحبوب من العدس والماش والباقالء وما أشبه ذلك فإنها تخرج في أوعية مث��ل الخرائ��ط لتص��ونها وتحجبه��ا من اآلف��ات إلى أن تش��تد وتس��تحكم، كم��ا ق��د تك��ون المش��يمة على الج��نين له��ذا

وم��ا أش��بهه فإن��ه يخ��رج م��درجا في(2)المعنى بعين��ه وأم��ا ال��بر قش��ور ص��الب على رؤوس��ها أمث��ال األس��نة من الس��نبل ليمن��ع

الطير منه ليتوفر على الزراع( قيل له: أو ليس قد ينال الطير من البر والحب��وب؟.. ق��ال:��ه )بلى على هذا قدر األمر فيه��ا، ألن الط��ير خل��ق من خل��ق الل تعالى وقد جعل الله تبارك وتعالى له في ما تخرج األرض حظ��ا ولكن حصنت الحبوب به�ذه الحجب لئال يتمكن الط�ير منه�ا ك�ل التمكن فيعبث به��ا ويفس��د الفس��اد الف��احش، ف��إن الط��ير ل��و صادف الحب بارزا ليس عليه شيء يحول دونه ألكب عليه حتى ينسفه أصال، فك��ان يع��رض من ذل��ك أن يبش��م الط��ير فيم��وت، ويخ��رج ال�زراع من زرع��ه ص��فرا، فجعلت علي��ه ه��ذه الوقاي��ات لتصونه، فينال الطائر منه شيئا يسيرا يتق��وت ب��ه، ويبقى أك��ثره لإلنسان، فإنه أولى به، إذ كان ه��و ال��ذي ك�دح في��ه وش��قي ب��ه،

(3)(وكان الذي يحتاج إليه أكثر مما يحتاج إليه الطير )تأمل الحكمة فيقال اإلمام الصادق: [960]الحديث:

خلق الشجر وأصناف النبات، فإنها لما ك��انت تحت��اج إلى الغ��ذاء الدائم كحاجة الحيوان، ولم يكن له��ا أف��واه ك��أفواه الحي��وان وال حرك��ة تنبعث به��ا لتن��اول الغ��ذاء، جعلت أص��ولها مرك��وزة في

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1)( البر: هو القمح، الواحدة برة.2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3

281

األرض لت�نزع منه�ا الغ�ذاء فتؤدي�ه إلى األغص��ان وم�ا عليه�ا من الورق والثمر، فصارت األرض كاألم المربية لها، وصارت أصولها التي هي كاألفواه ملتقمة لألرض لتنزع منها الغ��ذاء، كم��ا ترض��ع

ألم ت��ر إلى عم��د الفس��اطيط والخيم. أص��ناف الحي��وان أماته��ا. كيف تمد باألطناب من كل ج��انب لتثبت منتص��بة فال تس��قط وال��ه ل��ه ع��روق منتش��رة في األرض تمي��ل، فهك��ذا تج��د النب��ات كل ممتدة إلى كل جانب لتمس��كه وتقيم��ه، ول��و ال ذل��ك كي��ف ك��ان

يثبت هذا النخل الطوال والدوح العظام في الريح العاصف؟ ف��انظر إلى حكم��ة الخ��الق كي��ف س��بقت حكم��ة الص��ناعة فص��ارت الحيل��ة ال��تي تس��تعملها الص��ناع في ثب��ات الفس��اطيط والخيم، متقدمة في خلق الشجر، ألن خلق الش��جر قب��ل ص��نعة الفس��اطيط والخيم... أال ت��رى عم��دها وعي��دانها من الش��جر،

(1)(فالصناعة مأخوذة من الخلقة؟ )تأمل خلق ال��ورققال اإلمام الصادق: [961]الحديث:

فإنك ترى في الورقة ش��به الع��روق مبثوث��ة فيه��ا أجم��ع، فمنه��ا غالظ ممتدة في طولها وعرضها، ومنها دقاق تتخلل تلك الغالظ منسوجة نسجا دقيقا معجما، لو كان مما يص��نع باألي��دي كص��نعة البشر لما فرغ من ورق شجرة واحدة في عام كام��ل، والح��تيج إلى آالت وحركة وعالج وكالم، فصار ي��أتي من��ه في أي��ام قالئ��ل من الربيع ما يمأل الجبال والس��هل وبق��اع األرض كله��ا بال حرك��ة وال كالم، إال ب��اإلرادة الناف��ذة في ك��ل ش��يء واألم��ر المط��اع،��ة في تل��ك الع��روق ال��دقاق، فإنه��ا جعلت واعرف مع ذل��ك العل

الم��اء إليه��ا، بمنزل��ة تتخل��ل الورق��ة بأس��رها، لتس��قيها وتوصل العروق المبثوثة في البدن، لتوص��ل الغ��ذاء إلى ك��ل ج��زء من��ه، وفي الغالظ منه��ا مع��نى آخ��ر، فإنه��ا تمس��ك الورق��ة بص��البتها ومتانتها، لئال تنتهك وتتمزق، فترى الورقة شبيهة بورقة معمول��ة بالصنعة من خ��رق ق��د جعلت فيه��ا عي��دان مم��دودة في طوله��ا وعرضها لتتماس��ك فال تض��طرب، فالص��ناعة تحكي الخلق��ة وإن

(2)(كانت ال تدركها على الحقيقة��ر في ه��ذاق��ال اإلم��ام الص��ادق: [962]الح��ديث: )فك

العجم والنوى والعلة فيه، فإن��ه جع��ل في ج��وف الثم��رة ليق��وم مقام الغرس إن ع��اق دون الغ��رس ع��ائق، كم��ا يح��رز الش��يء

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2

282

النفيس الذي تعظم الحاج��ة إلي��ه في مواض��ع أخ��ر، ف��إن ح��دث على الذي في بعض المواضع منه حادث وج��د في موض��ع آخ��ر، ثم هو بع��د يمس��ك بص��البته رخ��اوة الثم��ار ورقته��ا، ول��و ال ذل��ك

خت، وأس��رع إليه��ا الفس��اد وبعض��ه يؤك��ل(1)لتش��دخت وتفس�� ويستخرج دهنه، فيستعمل منه ضروب من المصالح، وق��د ت��بين

(2)(لك موضع األرب في العجم والنوى هذا الذي )فكر فيقال اإلمام الصادق: [963]الحديث:

تجده فوق النواة من الرطبة، وفوق العجم من العنبة، فما العلة فيه؟ ولماذا يخ��رج في ه��ذه الهيئ��ة؟ وق��د ك��ان يمكن أن يك��ون مك��ان ذل��ك م��ا ليس في��ه مأك��ل كمث��ل م��ا يك��ون في الس��در

وما أشبه ذلك، فلم صار يخرج فوق��ه ه��ذه المط��اعم(3)والدلب (4)(اللذيذة، إال ليستمتع بها اإلنسان؟

��ر في ض��روبقال اإلمام الصادق: [964]الحديث: )فك من التدبير في الشجر، فإنك ت��راه يم��وت في ك��ل س��نة موت��ة، فتحتبس الحرارة الغريزية في عوده، ويتولد فيه مواد الثم��ار ثم يحيى وينتشر، فيأتيك بهذه الفواكه نوعا بعد نوع، كما تقدم إليك أن��واع األطبخ��ة ال��تي تع��الج باألي��دي واح��دا بع��د واح��د، ف��ترى األغصان في الشجر تتلقاك بثمارها حتى كأنها تناولكه��ا عن ي��د،

كأنها تجئ��ك بأنفس��ها، فلمن(5)وترى الرياحين تتلقاك في أفنانها��ة في��ه إال تفكي��ه اإلنس��ان هذا التقدير إال لمق��در حكيم وم��ا العل بهذه الثم��ار واألن��وار؟ والعجب من أن��اس جعل��وا مك��ان الش��كر

(6)(على النعمة جحود المنعم بها )اعت��بر بخل��قق��ال اإلم��ام الص��ادق: [965]الح��ديث:

الرمانة وما ترى فيها من أث��ر العم��د والت��دبير، فإن��ك ت��رى فيه��ا كأمث�ال التالل، من ش�حم مرك�وم في نواحيه�ا، وحب مرص�وف صفا كنحو ما ينضد باأليدي، وترى الحب مقسوما أقساما، وك��ل منها ملفوفا بلفائف من حجب منسوجة أعجب النس��ج وألطف��ه،

فمن الت��دبير في ه��ذه الص��نعة أن��ه لم. وقشرة يضم ذلك كل��ه. يكن يجوز أن يك��ون حش��و الرمان��ة من الحب وح��ده، وذل��ك أن

)( تشدخت: تكسرت.1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2)( الدلب: شجر عظيم عريض الورق ال زهر له وال ثمر.3( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )4)( األفنان: جمع فنن، وهو الغصن المستقيم.5( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )6

283

الحب ال يمد بعضه بعضا، فجعل ذلك الشحم خالل الحب ليم��ده بالغذاء، أال ترى أن أصول الحب مرك��وزة في ذل��ك الش��حم، ثم لف بتلك اللفائف لتضمه وتمس��كه فال يض��طرب، وغش��ي ف��وقنه من اآلف��ات، فه��ذا ذلك بالقشرة المستحصفة لتص��ونه وتحص�� قليل من كثير من وصف الرمانة، وفي��ه أك��ثر من ه��ذا لمن أراد

الكالم، ولكن فيم��ا ذك��رت ل��ك كفاي��ة في اإلطناب والت��ذرع في (1)(الداللة واالعتبار

��ر في حم��لق��ال اإلم��ام الص��ادق: [966]الحديث: )فك اليقطين الض��عيف مث��ل ه��ذه الثم��ار الثقيل��ة من ال��دباء والقث��اء والبطيخ وما في ذلك من الت��دبير والحكم��ة، فإن��ه حين ق��در أن يحمل مثل هذه الثمار جعل نباته منبسطا على األرض، ولو ك�ان ينتصب قائما كما ينتصب الزرع والشجر، لما استطاع أن يحم��لف قب��ل إدراكه��ا وانتهائه��ا إلى مثل ه��ذه الثم��ار الثقيل��ة، ولتقص�� غاياتها، ف��انظر كي��ف ص��ار يمت��د على وج��ه األرض ليلقي عليه��ا ثماره فتحمله�ا عن��ه ف�ترى األص��ل من الق�رع والبطيخ مفترش��ا لألرض، وثماره مبثوث��ة عليه��ا وحوالي��ه كأن��ه ه��رة ممت��دة، وق��د

(2)(اكتنفتها جراؤها لترضع منها )انظر كيف صارتقال اإلمام الصادق: [967]الحديث:

الص�يف(3)األصناف توافي في الوقت المشاكل لها، من حم�ارة ووقدة الحر فتلقاها النفوس بانشراح وتشوق إليه��ا، ول��و ك��انت توافي الشتاء لوافقت من الناس كراهة لها واقشعرارا منها م��ع ما يكون فيها من المضرة لألبدان، أال ترى أنه ربما أدرك ش��يء من الخيار في الشتاء، فيمتنع الناس من أكله إال الشره ال��ذي ال

(4)(يمتنع من أكل ما يضره ويسقم معدته��ر في النخ��ل،قال اإلمام الصادق: [968]الحديث: )فك

فإنه لم��ا ص��ار في��ه إن��اث تحت��اج إلى التلقيح جعلت في��ه ذك��ورة اللقاح من غير غراس، فصار الذكر من النخل بمنزلة ال��ذكر من الحيوان ال��ذي يلقح اإلن��اث لتحم��ل وه��و ال يحم��ل، تأم��ل خلق��ة الجذع كيف هو؟ فإنك تراه كالمنسوج نسجا من خيوط ممدودة

كنح��و م��ا ينس��ج(5)كالس��دى وأخ��رى مع��ه معترض��ة كاللحمة( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2)( الحمارة: شدة الحر، والجمع حمار.3( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )4)( اللحمة: بالضم، ما نسج عرضا.5

284

ف من حم��ل القن��وات (1)باأليدي، وذلك ليشتد ويصلب وال يتقص�� الثقيلة وه�ز الري�اح العواص�ف إذا ص�ار نخل��ة وليتهي�أ للس�قوف

وك��ذلك ت��رى. والجسور وغير ذلك مما يتخذ منه إذا صار ج��ذعا. الخشب مثل النسج فإنك ترى بعضه مداخال بعض��ه بعض��ا ط��وال وعرضا كتداخل أجزاء اللحم، وفي��ه م��ع ذل��ك متان��ة ليص��لح لم��ا

كالحج��ارة لم(2)يتخذ من��ه من اآلالت فإن��ه ل��و ك��ان مستحص��فا يمكن أن يستعمل في السقوف وغ��ير ذل��ك مم��ا يس��تعمل في��ه الخشبة كاألبواب واألسرة والتوابيت وما أشبه ذلك، ومن جسيم المصالح في الخشب أنه يطفو على الماء، فك��ل الن��اس يع��رف��ة هذا منه، وليس كلهم يعرف جاللة األمر فيه، فل��و ال ه��ذه الخل كيف ك��انت ه��ذه الس��فن واألظ��راف تحم��ل أمث��ال الجب��ال من الحمولة، وأنى كان ينال الناس ه��ذا الرف��ق وخف��ة المؤون��ة في حمل التج��ارات من بل��د إلى بل��د، وك��انت تعظم المؤون��ة عليهم في حملها ح��تى يلقى كث��يرا مم��ا يحت��اج إلي��ه في بعض البل��دان

(3)(مفقودا أصال أو عسر وجوده��ر في ه��ذهق��ال اإلم��ام الص��ادق: [969]الحديث: )فك

العق��اقير وم��ا خص به��ا ك��ل واح��د منه��ا من العم��ل في بعض األدواء، فه�ذا يغ�ور في المفاص��ل فيس��تخرج الفض��ول الغليظ�ة

الشيطرج، وهذا ينزف المرة السوداء مثل االفتيمون، وهذا مثل ينفي الرياح مثل السكبينج، وهذا يحلل األورام، وأشباه ه��ذا من أفعالها، فمن جعل هذه القوى فيها إال من خلقها للمنفع��ة؟ ومن فطن الناس لها إال من جعل هذا فيها؟ وم��تى ك��ان يوق��ف على هذا منها ب��العرض واالتف�اق كم��ا ق��ال الق��ائلون؟ وهب اإلنس��ان فطن لهذه األشياء بذهنه ولطيف رويته وتجاربه، فالبه��ائم كي��ف فطنت لها حتى صار بعض السباع يتداوى من جرح�ه إن أص�ابته ببعض العق��اقير في��برأ، وبعض الط��ير يحتقن من الحص��ر يص��يبه

(4)(بماء البحر فيسلم، وأشباه هذا كثير )لعلك تش��كك فيقال اإلمام الصادق: [970]الحديث:

ه��ذا النب��ات الن��ابت في الص��حاري وال��براري حيث ال إنس وال أنيس، فتظن أنه فضل ال حاجة إليه، وليس كذلك، بل ه��و طعم

)( القنوات: جمع قناة، وهي العصا الغليظة والمراد بها السعف.1)( المستحصف: الشديد المحكم كأنه الحجارة.2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )4

285

له��ذه الوح��وش، وحب��ه عل��ف للط��ير، وع��وده وأفنان��ه حطب، فيستعمله الناس، وفيه بعد أشياء تعالج بها األبدان، وأخرى تدبغ بها الجل��ود، وأخ��رى تص��بغ األمتع��ة، وأش��باه ه��ذا من المص��الح، ألس��ت تعلم أن من أخس النب��ات وأحق��ره ه��ذا ال��بردي وم��ا أشبهها، ففيها مع هذا من ضروب المنافع، فقد يتخذ من البردي القراطيس التي يحت��اج إليه�ا المل�وك والس�وقة، والحص��ر ال�تي يستعملها كل صنف من الناس، ويعمل منه الغل��ف ال��تي ي��وقى به��ا األواني، ويجع��ل حش��وا بين الظ��روف وفي األس��فاط، لكيال

ف��اعتبر بم��ا ت��رى من. تعيب وتنكسر، وأشباه ه��ذا من المن��افع. ضروب المآرب في صغير الخلق وكب��يره وبم��ا ل��ه قيم��ة وم��ا ال قيمة له، وأخس من هذا وأحقره الزبل، والع��ذرة ال��تي اجتمعت فيها الخساس��ة والنجاس��ة مع��ا، وموقعه��ا من ال��زروع والبق��ول والخضر أجمع الموقع الذي ال يعدله شيء، ح��تى أن ك��ل ش��يء من الخضر ال يصلح وال يزكو إال بالزبل والسماد ال��ذي يس��تقذره

واعلم أن��ه ليس منزل��ة الش��يء. الن��اس، ويكره��ون ال��دنو من��ه. حسب قيمته، بل هم�ا قيمت�ان مختلفت�ان بس�وقين، وربم�ا ك�ان الخس��يس في س��وق المكتس��ب نفيس��ا في س��وق العلم، فال تستص��غر الع��برة في الش��يء لص��غر قيمت��ه، فل��و فطن ط��البو

(1)(الكيمياء لما في العذرة، الشتروها بأنفس األثمان وغالوا بهارابعا � الرد على المالحدة:

لم يكتف أئمة الهدى ب��الرد على المنح��رفين على العقي��دة الس���ليمة، وال ب���التعريف بالل���ه على حس���ب المنهج الق���رآني والنب��وي، وإنم��ا أض��افوا إلى ذل��ك االهتم��ام بمجادل��ة المالح��دة ومناظرتهم ومناقشتهم، وقد وردت عنهم � وخصوصا عن اإلمام

الصادق � األحاديث الكثيرة في ذلك. ومن خالل التأمل فيها نج��د أنه��ا يمكن أن تش��كل األس��س التي تقوم عليها المناظرات مع هذا الصنف من المنح��رفين عن

اإليمان. وق��د ص��نفنا عن��ه م��ا ورد عن اإلم��ام الص��ادق من أح��اديث

ورسائل في الرد على المالحدة إلى األصناف التالية: � األدلة على وجود الله:1

وهي أحاديث كثيرة نجدها في مواضع مختلفة، وأكثرها ورد

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1286

بصيغة قصص وحكايات طويلة ق��د تص��رف عن المع��نى، وله��ذااختصرناها في هذه األحاديث:

عن ال��دليل على الص��ادقسئل اإلم��ام [971]الحديث: وجود الله، فقال: يستدل عليه بأقرب األش��ياء، قي��ل: وم��ا ه��و؟ فدعا ببيضة فوضعها على راحته، ثم ق��ال: )ه��ذا حص��ن ملم��وم، داخله عرق رقيق، تطيف به فضة سائلة وذهبة مايعة، ثم تنفلق

فه��ذا ال��دليل)عن مثل الطاوس أدخلها شيء؟(، قال: ال.. قال: ق��ال الس��ائل: أخ��برت ف��أوجزت، وقلت، على ح��دوث الع��الم(

��ا ال نقب��ل إال م��ا أدركن��اه بأبص��ارنا، أو فأحس��نت، وق��د علمت أن سمعناه بآذاننا، أو لمسناه بأكفنا.. فقال اإلمام: )ذكرت الحواس الخمس وهي ال تنفع شيئا بغير دليل كما ال تقط��ع الظلم��ة بغ��ير

(1)(مصباح في الرد على بعض الصادق قال اإلمام [972]الحديث:

المالح���دة: )ويل���ك وكي���ف احتجب عن���ك من أراك قدرت���ه في نش��ؤك ولم تكن، وك��برك بع��د ص��غرك، وقوت��ك بع��د نفس��ك؟

ضعفك، وضعفك بعد قوتك، وسقمك بعد ص��حتك، وص��حتك بع��د سقمك، ورضاك بعد غضبك، وغضبك بع��د رض��اك، وحزن��ك بع��د فرحك، وفرحك بعد حزنك، وحبك بعد بغضك، وبغضك بعد حبك، وعزمك بعد إبائك، وإباؤك بعد عزم��ك، وش��هوتك بع��د كراهت��ك، وكراهتك بعد شهوتك، ورغبتك بعد رهبتك، ورهبتك بع��د رغبت��ك، ورجاؤك بعد يأسك، ويأسك بع�د رجائ��ك، وخ�اطرك بم��ا لم يكن

(2)(في وهمك، وعزوب ما أنت معتقده من ذهنك الص��ادقس��أل بعض المالح��دة اإلم��ام [973]الحديث:

ما ال�دليل على أن ل�ك ص�انعا؟ فق�ال: )وج�دت نفس�ي القائال: إما أن أكون صنعتها أنا أو صنعها غ��يري، تخلو من إحدى جهتين:

إم��ا أن أك��ون فإن كنت ص��نعتها أن��ا فال أخل��و من أح��د معن��يين: صنعتها وكانت موج��ودة أو ص��نعتها وك��انت معدوم��ة، ف��إن كنت صنعتها وكانت موجودة فقد استغنيت بوجودها عن ص��نعتها، وإن كانت معدومة فإنك تعلم أن المعدوم ال يح��دث ش��يئا، فق��د ثبت

(3)(المعنى الثالث أن لي صانعا وهو الله رب العالمين اإلم���امدخ���ل بعض المالح���دة على [974]الح��ديث:

288)( أمالي الصدوق:: 1125)( التوحيد: 2290)( التوحيد: 3

287

�ه خ�الق ك�ل ش�يء؟ فق�ال:الصادق ، فقال: أليس ت�زعم أن الل بلى.. فقال: أنا أخلق.. فقال له: كيف تخلق؟ فقال: أح��دث في�ذي خلقته�ا. .الموضع ثم ألبث عن�ه فيص�ير دواب، ف�أكون أن�ا ال

ق��ال ل��ه:.. فقال اإلمام: أليس خالق الشيء يع��رف كم خلق��ه؟ بلى.. قال: فتعرف الذكر منها من األنثى، وتع��رف كم عمره��ا؟،

.(1)فسكت ما الصادق: سأل بعض المالحدة اإلمام [975]الحديث:

الدليل على أن الله واحد؟ قال: )اتص��ال الت��دبير وتم��ام الص��نع،ه لفسدتا ]األنبي��اء: لو كان فيهما آلهة إال الل ﴾كما قال عز وجل: ﴿

22])(2) : اإلم��ام الص��ادقبعض المالح��دةس��أل [976]الحديث:

هل يقدر ربك أن يدخل الدنيا كلها في البيضة ال يكبر البيضة والك؟ ق��ال: خمس.. فق��ال: أيه��ا يص��غر ال��دنيا؟ فق��ال: كم حواس��

فقال: وكم ق��در الن��اظر؟.. ق��ال: مث��ل. أصغر؟.. فقال: الناظر. العدسة أو أقل منها.. فقال: فانظر أمامك وفوقك وأخبرني بم��ا

فق��ال: أرى س��ماء وأرض��ا ودورا وقص��ورا وتراب��ا وجب��اال. ت��رى. وأنهارا.. فقال: إن الذي ق��در أن ي��دخل ال��ذي ت��راه العدس��ة أو أقل منها قادر أن ي��دخل ال��دنيا كله��ا البيض��ة ال يص��غر ال��دنيا وال

(3)يكبر البيضة( ك��ان بمص��ر زن��ديق يبلغ��ه عن اإلم��ام [977]الح��ديث:

الصادق أشياء، فخ��رج إلى المدين��ة لين��اظره، فلم يص��ادفه به��ا، وقيل ل��ه: إن��ه خ��ارج بمك��ة، فخ��رج إلى مك��ة ونحن م��ع اإلم��ام الصادق، فصادفنا ونحن مع اإلمام الص��ادق في الط��واف، وك�ان اسمه عبد الملك، وكنيته أبو عبد الله، فضرب كتفه كتف اإلم��ام الصادق، فقال له اإلمام الصادق: )م��ا اس��مك(؟ فق��ال: اس��مي عبد الملك، قال: )فما كنيتك؟( قال: كنيتي أبو عب��د الل��ه، فق��ال له اإلمام الصادق: )فمن هذا الملك الذي أنت عبده؟ أمن ملوك األرض، أم من مل��وك الس��ماء ؟ وأخ��برني عن ابن��ك: عب��د إل��ه

السماء، أم عبد إله األرض ؟ قل ما شئت تخصم( قال هشام بن الحكم: فقلت للزنديق: أما ترد عليه؟ ق��ال: فقبح ق��ولي، فق��ال اإلم��ام الص��ادق: )إذا ف��رغت من الط��واف،

295)( التوحيد: 1250)( التوحيد: 2 .75)( التوحيد: 3

288

فأتنا(. فلما ف��رغ اإلم��ام الص��ادق، أت��اه الزن��ديق، فقع��د بين ي��دي اإلم��ام الص��ادق ونحن مجتمع��ون عن��ده، فق��ال اإلم��ام الص��ادق للزن���ديق: )أتعلم أن لألرض تحت���ا وفوق���ا؟( ق���ال: نعم، ق���ال: )فدخلت تحتها؟( قال: ال، ق��ال: )فم��ا ي��دريك م��ا تحته��ا؟( ق��ال: الأدري، إال أني أظن أن ليس تحتها شيء، فقال اإلمام الصادق:

)فالظن عجز لما التستيقن( ثم قال اإلمام الصادق: )أفصعدت السماء؟( قال: ال، ق��ال: )أفتدري ما فيها؟( قال: ال، قال: )عجبا لك ! لم تبل��غ المش��رق، ولم تبل��غ المغ��رب، ولم ت��نزل األرض، ولم تص��عد الس��ماء، ولم تج��ز هن��اك؛ فتع��رف م��ا خلفهن وأنت جاح��د بم��ا فيهن؟! وه��ل

يجحد العاقل ما اليعرف؟( ق�ال الزن�ديق: م��ا كلم�ني به�ذا أح�د غ��يرك، فق�ال اإلم��ام الصادق: )فأنت من ذلك في شك، فلعله ه�و، ولعل�ه ليس ه�و(. فقال الزنديق: ولعل ذلك، فقال اإلم��ام الص��ادق: )أيه��ا الرج��ل، ليس لمن اليعلم حجة على من يعلم، وال حج��ة للجاه�ل، ي�ا أخ��ا أه��ل مص��ر، تفهم ع��ني؛ فإن��ا النش��ك في الل��ه أب��دا، أم��ا ت��رى الشمس والقمر، والليل والنه��ار يلج��ان فال يش��تبهان، ويرجع��ان قد اضطرا، ليس لهما مكان إال مكانهما، فإن كان��ا يق��دران على أن ي��ذهبا، فلم يرجع�ان؟ وإن كان�ا غ��ير مض��طرين، فلم اليص��ير الليل نهارا، والنهار ليال؟ اضطرا- والل��ه ي��ا أخ��ا أه��ل مص��ر- إلى دوامهما، والذي اضطرهما أحكم منهما وأك�بر(. فق��ال الزن��ديق:

صدقت. ثم قال اإلمام الصادق: )يا أخا أهل مصر، إن الذي تذهبون إليه وتظنون أنه الدهر، إن كان الدهر ي��ذهب بهم، لم الي��ردهم؟ وإن كان يردهم، لم اليذهب بهم؟ القوم مضطرون ي��ا أخ��ا أه��ل مص��ر، لم الس��ماء مرفوع��ة، واألرض موض��وعة؟ لم التس��قط الس���ماء على األرض؟ لم التنح���در األرض ف���وق طباقه���ا، وال يتماسكان، وال يتماسك من عليه��ا ؟(، ق��ال الزن��ديق: أمس��كهما

الله ربهما وسيدهما. قال: فآمن الزن��ديق على ي��دي اإلم��ام الص��ادق، فق��ال ل��ه حمران: جعلت ف��داك، إن آمنت الزنادق��ة على ي��ديك فق��د آمن

الكفار على يدي أبيك. فقال المؤمن الذي آمن على يدي اإلمام الصادق: اجعل��ني

289

من تالمذتك، فقال اإلمام الص��ادق: )ي��ا هش��ام بن الحكم، خ��ذه إليك وعلمه( فعلمه هشام؛ فكان معلم أهل الشام وأه��ل مص��ر

. (1)اإليمان، وحسنت طهارته حتى رضي بها اإلمام الصادق

� الرد على معضلة الشر:2 وهي من أكثر المعضالت ال��تي يس��تدل به��ا المالح��دة على عدم وجود الله، وقد اهتم بالرد عليها أئمة الهدى، ومن ذلك م��ا أجاب به اإلمام الصادق بعض تالميذه عندما طلب منه الرد على المالحدة، حيث ج��اء في الرس��الة ��� بع��د أن بين ل��ه الكث��ير من مظاهر اإلبداع اإللهي الدالة على وجوده وصفاته ��� قول��ه: )وأن��ا أشرح لك اآلن اآلف��ات الحادث��ة في بعض األزم��ان ال��تي اتخ��ذها أن��اس من الجه��ال ذريع��ة إلى جح��ود الخل��ق الخ��الق والعم��د والتدبير، وما أنكرت المعطلة والمنانية من المكاره والمص��ائب، وما أنكروه من الموت والفناء، وما قاله أص��حاب الطب��ائع، ومن زعم أن كون األشياء بالعرض واالتفاق، ليتس��ع ذل��ك الق��ول في

(2)(الرد عليهم قاتلهم الله أنى يؤفكون وسنضع جوابه على شكل مقاطع، ك��ل مقط��ع منه��ا يع��الج

ناحية من النواحي المرتبطة بحل هذه المعضلة: )اتخ��ذ أن��اس منقال اإلم��ام الص��ادق: [978]الحديث:

الجه��ال ه��ذه اآلف��ات الحادث��ة في بعض األزم��ان كمث��ل الوب��اء واليرق��ان وال��برد والج��راد ذريع��ة إلى جح��ود الخ��الق والت��دبير والخلق، فيقال في جواب ذلك: إنه إن لم يكن خالق ومدبر فلم ال يك��ون م��ا ه��و أك��ثر من ه��ذا وأفظ��ع؟ فمن ذل��ك أن تس��قط السماء على األرض، وتهوي األرض فتذهب سفال، وتجف األنه��ار والعي��ون ح��تى ال يوج��د م��اء للش��فة، وترك��د ال��ريح، ح��تى تخم األشياء وتفسد، ويفيض ماء البحر على األرض فيغرقها، ثم ه�ذه اآلفات التي ذكرناها من الوباء والجراد وما أشبه ذلك ما بالها ال

تمت��د، ح��تى تجت��اح ك��ل م��ا في الع��الم، ب��ل تح��دث في وت��دوم(3)(األحايين، ثم ال تلبث أن ترفع

)أفال ترى أن العالمقال اإلمام الصادق: [979]الحديث: يصان ويحفظ من تل��ك األح��داث الجليل��ة ال��تي ل��و ح��دث علي��ه

.1/183)( الكافي: 1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3

290

شيء منها كان فيه بواره، ويلذع أحيان��ا به��ذه اآلف��ات اليس��يرة، لتأديب الناس وتقويمهم، ثم ال ت��دوم ه��ذه اآلف��ات، ب��ل تكش��ف عنهم عند القنوط منهم، فيك��ون وقوعه��ا بهم موعظ��ة وكش��فها

(1)(عنهم رحمة إن ك��ان للع��المقي��ل لإلم��ام الص��ادق: [980]الحديث:

خ��الق رؤوف رحيم، فلم تح��دث في��ه ه��ذه األم��ور المكروه��ة؟ فأجاب بقوله: )القائل بهذا القول يذهب إلى أنه ينبغي أن يكون عيش اإلنسان في هذه الدنيا صافيا من كل كدر، ولو كان هك��ذا كان اإلنسان يخرج من األشر والعتو إلى ما ال يصلح في دين وال دني��ا، كال��ذي ت��رى كث��يرا من الم��ترفين ومن نش��أ في الج��دة واألمن، يخرجون إلي��ه ح��تى أن أح��دهم ينس��ى أن��ه بش��ر، وأن��ه مربوب، أو أن ضررا يمسه، أو أن مكروها ينزل به، أو أن��ه يجب علي��ه أن ي��رحم ض��عيفا، أو يواس��ي فق��يرا، أو ي��رثي المبتلى، أوته يتحنن على ض���عيف، أو يتعط���ف على مك���روب، ف���إذا عض��� المكاره ووجد مضضها، اتعظ وأبصر كثيرا مما كان جهله وغف��ل عن��ه، ورج��ع إلى كث��ير مم��ا ك��ان يجب علي��ه، والمنك��رون له��ذه األم��ور المؤذي��ة بمنزل��ة الص��بيان ال��ذي ي��ذمون األدوي��ة الم��رة البشعة، ويتسخطون من المنع من األطعمة الضارة، ويتكره��ون

والبطال��ة، وين��الوا ك��ل األدب والعمل، ويحبون أن يتفرغ��وا للهو مطعم ومشرب، وال يعرفون ما ت��ؤديهم إلي��ه البطال��ة من س��وء النشوء والعادة، وما تعقبهم األطعمة اللذيذة الضارة من األدواء واألس��قام، وم��ا لهم في األدب من الص��الح، وفي األدوي��ة من

(2)(المنفعة، وإن شاب ذلك بعض الكراهة )لم لم يكنقي���ل لإلم���ام الص���ادق: [981]الح��ديث:

اإلنسان معص��وما من المس��اوئ، ح��تى ال يحت��اج إلى أن تلذع��ه المكاره؟ فقال: )إذا كان كذلك، فإنه سيكون غ��ير محم��ود على حسنة يأتيها، وال مس��تحقا للث��واب عليه��ا(، فقي��ل ل��ه: وم��ا ك��ان يضره أن ال يكون محمودا على الحسنات مستحقا للث��واب، بع��د أن يصير إلى غاية النعيم واللذات؟ فقال: )اعرضوا على امرىء صحيح الجسم والعقل، أن يجلس منعما، ويكفى ك��ل م��ا يحت��اج إليه بال سعي وال استحقاق، فانظروا هل تقب�ل نفس�ه ذل�ك، ب�ل س��تجدونه بالقلي��ل مم��ا ينال��ه بالس��عي والحرك��ة أش��د اغتباط��ا

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2

291

وسرورا منه ب��الكثير مم��ا ينال��ه بغ��ير االس��تحقاق، وك��ذلك نعيم اآلخرة أيضا يكمل ألهله بأن ينالوه بالسعي فيه واالستحقاق ل��ه فالنعم��ة على اإلنس��ان في ه��ذا الب��اب مض��اعفة، ف��إن أع��د ل��ه الثواب الجزيل على سعيه في هذه الدنيا وجعل له الس��بيل إلى أن ينال ذلك بسعي واستحقاق، فيكم��ل ل��ه الس��رور واالغتب��اط

(1)(بما يناله منه )أو ليس قد يكونقيل لإلمام الصادق: [982]الحديث:

إن ك��ان ال يس��تحقه، ومن الناس من يركن إلى ما نال من خير، فما الحجة في من��ع من رض��ي أن ين��ال نعيم اآلخ��رة على ه��ذه الجملة؟(، فقال: )إن هذا باب لو فتح للن��اس لخرج��وا إلى غاي��ة الكلب، والضراوة على الفواحش، وانته�اك المح�ارم، فمن ك�ان يكف نفسه عن فاحشة، أو يتحمل المشقة في ب��اب من أب��واب البر لوثق بأنه صائر إلى النعيم ال محالة، أو من كان ي��أمن على نفسه وأهله وماله من الن�اس ل�و لم يخ�ف الحس�اب والعق�اب، فكان ضرر هذا الباب سينال الناس في هذه الدنيا قبل اآلخ��رة، فيكون في ذلك تعطي��ل الع��دل والحكم��ة مع��ا، وموض��ع للطعن

(2)(على التدبير بخالف الصواب ووضع األمور في غير مواضعها ه��ذهوم��ا ش��أن )قيل لإلم��ام الص��ادق: [983]الحديث:

اآلفات التي تصيب الناس، فتعم البر والف��اجر أو يبتلى به��ا ال��بر ويس��لم الف��اجر منه�ا؛ فكي��ف يج��وز ه��ذا في ت�دبير الحكيم وم��ا الحجة فيه؟(، فقال: )إن ه��ذه اآلف��ات وإن ك��انت تن��ال الص��الح والطالح جميعا، فإن الله عز وج��ل جع��ل ذل��ك ص��الحا للص��نفين

أما الصالحون ف��إن ال�ذي يص��يبهم من ه�ذا ي��زدهم نعم. كليهما. ربهم عن��دهم في س��الف أي��امهم فيح��دوهم ذل��ك على الش��كر

وأما الطالحون فإن مثل ه��ذا إذا ن��الهم كس��ر ش��رتهم. والصبر. وردعهم عن المعاص��ي والف��واحش، وك��ذلك يجع��ل لمن س��لم منهم من الصنفين صالحا في ذلك، أما األب��رار ف��إنهم يغتبط��ون بما هم عليه من البر والصالح ويزدادون فيه رغبة وبص��يرة وأم��ا الفجار فإنهم يعرفون رأف��ة ربهم، وتطول��ه عليهم بالس��المة من غير استحقاق، فيحضهم ذلك على الرأفة بالناس، والصفح عمن

(3)(أساء إليهم

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3

292

م��ا قول��ك فيم��اقي��ل لإلم��ام الص��ادق: [984]الحديث: يبتلى به الن��اس في أب��دانهم، فيك��ون في��ه تلفهم كمث��ل الح��رق والغرق والسيل والخسف؟.. فقال: )إن الله جعل في هذا أيض��ا صالحا للصنفين جميعا، أم��ا األب��رار فلم��ا لهم في مفارق��ة ه��ذه الدنيا من الراحة من تكاليفها، والنجاة من مكارهها، وأما الفجار فلما لهم في ذل��ك من تمحيص أوزارهم، وحبس��هم عن االزدي��اد

(1)(منها )إن الخالق تع��الىقال اإلمام الصادق: [985]الحديث:

ذكره بحكمته وقدرته ق��د يص��رف ه��ذه األم��ور كله��ا إلى الخ��ير والمنفعة، فكم��ا أن��ه إذا قطعت ال��ريح ش��جرة أو قطعت نخل��ة، أخ��ذها الص��انع الرفي��ق واس��تعملها في ض��روب من المن��افع، فكذلك يفعل المدبر الحكيم في اآلفات ال��تي ت��نزل بالن��اس في

(2)(أبدانهم وأموالهم، فيصيرها جميعا إلى الخير والمنفعة سئل اإلمام الصادق عن حكمة االبتالء، [986]الحديث:

لكيال يركن��وا إلى المعاص�ي من ط�ول الس�المة، فيب��الغفق�ال: ) الفاجر في ركوب المعاصي، ويفتر الصالح عن االجتهاد في ال�بر فإن هذين األمرين جميعا يغلب��ان على الن��اس في ح��ال الخفض والدعة وهذه الحوادث التي تحدث عليهم ت��ردعهم وتنبههم على ما فيه رشدهم، فلو خل��وا منه��ا لغل��وا في الطغي��ان والمعص��ية، كم���ا غال الن���اس في أول الزم���ان، ح���تى وجب عليهم الب���وار

(3)(بالطوفان وتطهير األرض منهم عن الموت والفناء،سئل اإلمام الصادق [987]الحديث:

فقال: )أفرأيت لو كان كل من دخل الع��الم ويدخل��ه يبق��ون، وال يم��وت أح��د منهم، ألم تكن األرض تض��يق بهم، ح��تى تع��وزهم المساكن والمزارع والمعائش، فإنهم والموت يفنيهم أوال ف��أوال، يتنافسون في المساكن والمزارع، ح��تى تنش��ب بينهم في ذل��ك الحروب، وتسفك فيهم ال��دماء، فكي��ف ك��انت تك��ون ح��الهم ل��و كانوا يولدون وال يموت��ون، وك��ان يغلب عليهم الح��رص والش��ره وقساوة القلوب، فل��و وثق��وا ب��أنهم ال يموت��ون لم��ا قن��ع الواح��د منهم بشيء يناله، وال أفرج ألحد عن شيء يس��أله، وال س��ال عن��ون الحي��اة وك��ل ش��يء من شيء مما يحدث عليه، ثم كانوا يمل

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3

293

أمور الدنيا كم��ا ق��د يم��ل الحي��اة من ط��ال عم��ره، ح��تى يتمنى(1)(الموت والراحة من الدنيا

)فلم لم ترف��ع عنقيل لإلمام الصادق: [988]الحديث: الخل��ق المك��اره واألوص��اب ح��تى ال يتمن��وا الم��وت وال يش��تاقوا إليه(، فقال: )إن ذل�ك يخ�رجهم إلى العت��و واألش�ر الحام�ل لهم

على ما فيه فساد الدنيا والدين( قيل: فينبغي إذن أن ال يتوالدوا كيال تضيق عنهم المس��اكن

والمعائش. ق��ال: )إذا ك��ان يح��رم أك��ثر ه��ذا الخل��ق دخ��ول الع��الم واالستمتاع بنعم الله تعالى ومواهب��ه في ال��دارين جميع��ا إذا لم

يتوالدون وال يتناسلون( واحد، ال(2)يدخل العالم إال قرن قيل: إنه كان ينبغي أن يخل��ق في ذل��ك الق��رن الواح��د من

الناس مثل ما خلق ويخلق إلى انقضاء العالم. ق��ال: )رج��ع األم��ر إلى م��ا ذكرن��ا من ض��يق المس��اكن والمعائش عنهم، ثم ل�و ك��انوا ال يتوال��دون وال يتناس��لون ل�ذهب موض���ع األنس بالقراب���ات وذوي األرح���ام واالنتص���ار بهم عن���د الش��دائد، وموض��ع تربي��ة األوالد والس��رور بهم، ففي ه��ذا دلي��ل على أن كل ما تذهب إليه األوهام سوى ما جرى به التدبير خطأ

(3)(وسفه من الرأي والقول )كيف يك��ون ههن��اقيل لإلمام الصادق: [989]الحديث:

تدبير، ونحن نرى الناس في هذه الدنيا من عزيز، فالقوي يظلم ويغص��ب، والض��عيف يظلم ويس��الم الخس��ف، والص��الح فق��ير مبتلى، والفاس��ق مع��افى موس��ع علي��ه، ومن ركب فاحش��ة أو انته�ك محرم�ا لم يعاج�ل بالعقوب�ة، فل�و ك�ان في الع�الم ت�دبير لجرت األمور على القياس القائم، فكان الص��الح ه��و الم��رزوق، والطالح ه��و المح��روم، وك��ان الق��وي يمن��ع من ظلم الض��عيف،

والمنتهك للمحارم يعاجل بالعقوبة( فقال: )إن هذا لو كان هكذا لذهب موض��ع اإلحس��ان ال��ذي فضل به اإلنسان على غيره من الخلق، وحمل النفس على البر والعمل الصالح احتسابا للثواب، وثقة بما وعد الله عن��ه، ولص��ار بمنزلة الدواب التي تساس بالعصا والعلف، ويلمع لها بكل واحد

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1)( المراد بالقرن هنا أهل زمان واحد والجمع قرون.2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3

294

منهما ساعة فس��اعة فتس��تقيم على ذل�ك، ولم يكن أح��د يعم��ل على يقين بث��واب أو عق��اب، ح��تى ك��ان ه��ذا يخ��رجهم عن ح��د

يعرف ما غ��اب، وال يعم��ل إال على اإلنسية إلى حد البهائم، ثم ال الحاضر من نعيم ال��دنيا، وك��ان يح��دث من ه��ذا أيض��ا أن يك��ون الصالح إنما يعمل للرزق والسعة في هذه الدنيا، ويكون الممتنع من الظلم والفواحش إنما يكف عن ذلك لترقب عقوبة تنزل به من ساعته، حتى تكون أفعال الناس كلها تجري على الحاض��ر ال��ه، وال يس��تحقون ث��واب يش��وبه ش��يء من اليقين بم��ا عن��د الل

(1)(اآلخرة والنعيم الدائم فيها ه��ذه األم��ورإن )قال اإلم��ام الص��ادق: [990]الحديث:

التي ذكرها الط�اعن من الغ�نى والفق�ر والعافي�ة والبالء ليس�ت بجارية على خالف قياسه، بل قد تجري على ذلك أحيان��ا واألم��ر المفهوم، فقد ترى كثيرا من الصالحين، يرزقون المال لض��روب من الت���دبير وكيال يس���بق إلى قل���وب الن���اس أن الكف���ار هم المرزق��ون، واألب��رار هم المحرم��ون، في��ؤثرون الفس��ق علىاق يع��اجلون بالعقوب��ة إذا تف��اقم الصالح، وترى كث��يرا من الفس�� طغيانهم وعظم ضررهم على الناس وعلى أنفسهم كما عوج��ل فرعون بالغرق، وبخت نصر بالتيه، وبل��بيس بالقت��ل، وإن أمه��ل بعض األشرار بالعقوب��ة، وأخ��ر بعض األخي��ار ب��الثواب إلى ال��دار اآلخ��رة، ألس��باب تخفى على العب��اد لم يكن ه��ذا مم��ا يبط��ل الت��دبير، ف��إن مث��ل ه��ذا ق��د يك��ون من مل��وك األرض وال يبط��ل تدبيرهم، بل يكون تأخيرهم ما أخروه وتعجيلهم ما عجل��وه داخال في صواب الرأي والتدبير، وإذا كانت الشواهد تش��هد وقياس��هم يوجب أن لألشياء خالقا حكيما قادرا فما يمنع��ه أن ي��دبر خلق��ه، فإن��ه ال يص��لح في قياس��هم أن يك��ون الص��انع يهم��ل ص��نعته إال

بإحدى ثالث خصال إما عجز وإما جهل وإما شرارة. و كل هذا محال في صنعته عز وجل وتع��الى ذك��ره، وذل��ك أن العاجز ال يس��تطيع أن ي��أتي به��ذه الخالئ��ق الجليل��ة العجيب��ة، والجاهل ال يهتدي لم��ا فيه��ا من الص��واب والحكم��ة والش��رير ال يتطاول لخلقه��ا وإنش��ائها، وإذا ك��ان ه��ذا هك��ذا وجب أن يك��ون الخالق لهذه الخالئق يدبرها ال محالة، وإن كان ال يدرك كنه ذلك التدبير ومخارجه، فإن كثيرا من تدبير المل��وك ال تفهم��ه العام��ة

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1295

وال تعرف أسبابه، ألنها ال تعرف دخيلة أم��ر المل��وك وأس��رارهم(1)(فإذا عرف سببه وجد قائما على الصواب والشاهد المحنة

)ل��و ش��ككت فيقال اإلم��ام الص��ادق: [991]الحديث: بعض األدوية واألطعمة فيتبين لك من جهتين أو ثالث أنه ح��ار أو ب��ارد، ألم تكن ستقض��ي علي��ه ب��ذلك وتنفي الش��ك في��ه عن نفسك؟ فما ب��ال ه��ؤالء الجهل��ة ال يقض��ون على الع�الم ب��الخلق والتدبير مع هذه الشواهد الكثيرة وأكثر منها ما ال يحصى ك��ثرة، ولو كان نصف العالم وما فيه مشكال صوابه، لما ك��ان من ح��زم الرأي وسمت األدب أن يقضى على الع��الم باإلهم��ال ألن��ه ك��ان في النصف اآلخر وما يظهر فيه من الصواب، وإتق��ان م��ا ي��ردع الوهم عن التس��رع إلى ه��ذه القض��ية، فكي��ف وك��ل م��ا في��ه إذا فتش وجد على غاية الصواب حتى ال يخطر بالبال شيء إال وجد

(2)(ما عليه الخلقة أصح وأصوب منه � الرد على عدم اإلدراك واإلحاطة:3

وهي الشبهة التي ال يزال يردده��ا المالح�دة، حيث ينك��رون الله لكونهم ال يستطيعون إدراك��ه واإلحاط��ة ب��ه، وق��د رد عليه��ا

اإلمام الصادق كثيرا، ومن ردوده عليها في رسالته للمفضل: )أعجب من قوم القال اإلمام الصادق: [992]الحديث:

يقضون على صناعة الطب بالخطأ، وهم يرون الطبيب يخطىء، ويقضون على العالم باإلهم��ال، وال ي��رون ش��يئا من��ه مهمال، ب��ل أعجب من أخالق من ادعى الحكمة، ح��تى جهل��وا مواض��عها في الخلق، فأرسلوا ألسنتهم بالذم للخالق جل وعال، بل العجب من المخ��ذول )م��اني( حين ادعى علم األس��رار وعمي عن دالئ��ل الحكمة في الخل��ق ح��تى نس��به إلى الخط��أ ونس��ب خالق��ه إلى الجهل، تبارك الحكيم الكريم.. وأعجب منهم جميع��ا )المعطل��ة( الذين راموا أن يدركوا بالحس ما ال يدرك بالعقل، فلما أعوزهم ذل��ك، خرج��وا إلى الجح��ود والتك��ذيب، فق��الوا: ولم ال ي��درك بالعقل؟ قيل: ألنه فوق مرتبة العقل، كما ال يدرك البصر ما ه��و فوق مرتبته، فإنك ل��و رأيت حج��را يرتف��ع في اله��واء علمت أن راميا رمى ب��ه، فليس ه��ذا العلم من قب��ل البص��ر، ب��ل من قب��ل��زه، فيعلم أن الحج��ر ال ي�ذهب العقل، ألن العق�ل ه��و ال�ذي يمي علوا من تلقاء نفسه، أفال ترى كيف وقف البصر على ح��ده فلم

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2

296

يتجاوزه، فكذلك يقف العق��ل على ح�ده من معرف�ة الخ��الق فال يعدوه، ولكن يعقل��ه بعق��ل أق��ر أن في��ه نفس��ا ولم يعاينه��ا، ولم

(1)(يدركها بحاسة من الحواس )إن العق��ل يع��رفقال اإلمام الصادق: [993]الحديث: توجب عليه اإلق��رار، وال يعرف��ه بم��ا ي��وجب ل��ه الخالق من جهة(2)(اإلحاطة بصفته

)كيف يكلف العب��دقيل لإلمام الصادق: [994]الحديث: الضعيف معرفة الله بالعقل اللطيف، وال يحيط به؟(، فقال: إنما كلف العباد من ذلك ما في طاقتهم أن يبلغ��وه، وه��و أن يوقن��وا به ويقفوا عند أمره ونهيه، ولم يكلفوا اإلحاطة بص��فته، كم��ا أن الملك ال يكلف رعيته أن يعلموا أطويل هو أم قصير، وأبيض ه��و أم أسمر، وإنما يكلفهم اإلذعان لسلطانه، واالنته��اء إلى أم��ره.. أال ترى أن رجال لو أتى باب الملك، فق��ال: أع��رض علي نفس��ك حتى أتقصى معرفتك، وإال لم أسمع ل��ك، ك��ان ق��د أح��ل نفس��ه بالعقوبة، فكذا القائل إنه ال يق��ر بالخ��الق س��بحانه، ح��تى يحي��ط

(3)(بكنهه متعرضا لسخطه )ألسنا نصف الل��هقيل لإلمام الصادق: [995]الحديث:

فنقول: هو العزيز الحكيم الجواد الكريم.. أليس��ت ه��ذه ص��فات��ا إحاطة؟(، قال: )هذه صفات إقرار، وليست صفات إحاطة، فإن نعلم أن��ه حكيم، وال نعلم بكن��ه ذل��ك من��ه، وك��ذلك ق��دير وج��واد وسائر صفاته، كما قد نرى السماء فال ندري ما جوهره��ا، ون��رى البحر وال ندري أين منتهاه، بل فوق هذا المثال بما ال نهاي��ة ل��ه،

(4)(وألن األمثال كلها تقصر عنه، ولكنها تقود العقل إلى معرفته )فلم يختل��ف فيقيل لإلم��ام الص��ادق: [996]الحديث:

الله؟(، قال: )لقصر األوهام عن مدى عظمته، وتع��ديها أق��دارها في طلب معرفته، وأنها تروم اإلحاطة به، وهي تعج��ز عن ذل��ك

(5)(وما دونه )لم استتر الل��ه؟(،قيل لإلمام الصادق: [997]الحديث:

ق��ال: )لم يس��تتر بحيل��ة يخلص إليه��ا، كمن يحتجب من الن��اس باألبواب والستور، وإنما معنى قولنا استتر أن��ه لط��ف عن م��دى

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )4( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )5

297

م��ا تبلغ��ه األوه��ام، كم��ا لطفت النفس وهي خل��ق من خلق��ه،(1)(وارتفعت عن إدراكها بالنظر

)لم لط��ف الل��هقي��ل لإلم��ام الص��ادق: [998]الحديث: تعالى؟(، قال: )ألنه ال يلي��ق بال��ذي ه��و خ��الق ك��ل ش��يء إال أن

(2)(يكون مباينا لكل شيء، متعاليا عن كل شيء سبحانه وتعالى )كي��ف يعق��ل أنقيل لإلم��ام الص��ادق: [999]الحديث:

)الحق(، قال: يكون الله مباينا لكل شيء متعاليا عن كل شيء؟ فأوله��ا: أن ال��ذي تطلب معرفت��ه من األش��ياء ه��و أربع��ة أوج��ه:

ينظر أموجود هو أم ليس بموجود؟.. والثاني: أن يع��رف م��ا ه��و يعرف كيف ه��و وم��ا ص��فته؟.. الثالث: أن.. وفي ذاته وجوهره؟

��ة؟ فليس من ه��ذه الوج��وه والرابع: أن يعلم لم��اذا ه��و وألي عل شيء يمكن للمخلوق أن يعرفه من الخ��الق ح��ق معرفت��ه، غ��ير

أنه موجود فقط. ف��إذا قلن��ا: وكي��ف وم��ا ه��و؟ فممتن��ع علم كنه��ه، وكم��ال المعرفة به، وأما لماذا هو؟ فساقط في صفة الخالق، ألن��ه ج��ل��ة ل��ه، ثم ليس علم ��ة ك��ل ش��يء، وليس ش��يء بعل ثن��اؤه عل اإلنسان بأنه موجود، يوجب له أن يعلم ما هو وكيف هو، كما أن علم��ه بوج��ود النفس ال ي��وجب أن يعلم م��ا هي وكي���ف هي؟

(3)(وكذلك األمور الروحانية اللطيفة )ف��أنتم اآلنقي��ل لإلم��ام الص��ادق: [1000]الح��ديث:

(،تصفون من قصور العلم عنه وص�فا، ح�تى كأن�ه غ��ير معل��وم؟ )هو كذلك من جهة إذا رام العقل معرف��ة كنه��ه واإلحاط��ةقال:

به، وهو من جهة أخرى أق��رب من ك��ل ق��ريب إذا اس��تدل علي��ه بالدالئل الشافية، فهو من جهة كالواضح ال يخفى على أحد وه��و من جه��ة كالغ�امض ال يدرك��ه أح��د، وك�ذلك العق��ل أيض��ا ظ��اهر

(4)(بشواهد ومستور بذاته � التدريب على كيفية الحوار مع المالحدة:4

لم يكتف أئمة الهدى بتلك المناقشات والمحاورات الكثيرة مع أئمة الض��اللة ودع��اة اإللح��اد، وإنم��ا راح��وا ي��دربون أتب��اعهم وأصحابهم على ذلك، ومن أحسن األمثلة على ذلك تلك الرسالة

( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )1( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )2( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )3( 57/ 3)( توحيد المفضل، وعنه بحار األنوار )4

298

ال��تي كتبه��ا اإلم��ام الص��ادق لبعض تالمي��ذه، بع��د أن أرس��ل ل��هرسالة يشكو فيها انتشار اإللحاد، ويطلب منه الرد عليهم.

، ق��ال في(1)وق��د رد علي��ه اإلم��ام الص��ادق برس��الة طويلة مقدمتها: )وصل كتابك تذكر فيه م��ا ظه��ر في ملتن��ا، وذل��ك من ق��وم من أه��ل اإللح��اد بالربوبي��ة ق��د ك��ثرت ع��دتهم واش��تدت خصومتهم، وتسأل أن أضع للرد عليهم والنقض لم��ا في أي��ديهم كتابا على نحو ما رددت على غ��يرهم من أه��ل الب��دع واالختالف��ه على النعم الس��ابغة والحجج البالغ��ة والبالء ونحن نحم��د اللة والعام��ة فك��ان من نعم��ه العظ��ام وآالئ��ه المحمود عند الخاص�� الجسام التي أنعم بها تقريره قلوبهم بربوبيت��ه، وأخ��ذه ميث��اقهم بمعرفته، وإنزال��ه عليهم كتاب��ا في��ه ش��فاء لم��ا في الص��دور من أمراض الخواطر ومشتبهات األمور، ولم يدع لهم وال لشيء من��ا ��ه غني خلق��ه حاج��ة إلى من س��واه واس��تغنى عنهم، وك��ان الل

حميدا( ثم بين المن��ابع النفس��ية لإللح��اد، فق��ال: )لعم��ري م��ا أتى الجه���ال من قب���ل ربهم وأنهم ل���يرون ال���دالالت الواض���حات والعالم���ات البين���ات في خلقهم، وم���ا يع���اينون من ملك���وت السماوات واألرض والصنع العجيب المتقن ال��دال على الص��انع، ولكنهم قوم فتحوا على أنفسهم أبواب المعاص��ي، وس��هلوا له��ا س���بيل الش���هوات، فغلبت األه���واء على قل���وبهم، واس���تحوذ���ه على قل���وب الش���يطان بظلمهم عليهم، وك���ذلك يطب���ع الل

المعتدين( ثم ذكر له ما أشرنا إليه سابقا من االستدالل بالصنعة على��ه يخفى على الصانع، فقال: )والعجب من مخل��وق ي��زعم أن الل عباده وهو يرى أثر الصنع في نفسه بتركيب يبهر عقله، وت��أليف يبطل حجته، ولعمري لو تفكروا في هذه األمور العظ��ام لع��اينوا من أمر التركيب البين، ولطف التدبير الظ��اهر، ووج��ود األش��ياء مخلوق��ة بع��د أن لم تكن، ثم تحوله��ا من طبيع��ة إلى طبيع��ة، وصنيعة بعد صنيعة، م��ا ي��دلهم ذل��ك على الص��انع، فإن��ه ال يخل��و شيء منها من أن يكون فيه أثر تدبير وتركيب ي��دل على أن ل��ه

خالقا مدبرا، وتأليف بتدبير يهدي إلى واحد حكيم(

.152/ 3)( بحار األنوار 1299

وبعد هذه المقدمة، راح يذكر ل��ه الج��واب على س��ؤاله من خالل ذك��ر من��اظرة ج�رت ل�ه م�ع ط��بيب هن��دي، وذل�ك لتك��ون

نموذجا ألتباعه في الحوار مع المالحدة وغيرهم. وسنسوق هذا نص الحوار بطوله، مع اختصار ما نرى ع��دم الحاجة إليه، وذلك لنرى من خالل��ه المنهج الق��رآني ال��ذي اتبع��ه

أئمة الهدى في الدعوة إلى الله والتعريف به. وننبه إلى أنا تصرفنا في بعض األلف��اظ وال��تراكيب ليتيس��ر فهم الحوار واالستفادة منه، من غير إخالل بالمعنى على حسب

ما ذكرنا ذلك سابقا. وحتى نتصور مشهد ذلك الحوار، فقد ذك��ر اإلم��ام الص��ادق

ليخلطها دواء(1)أنه جرى له في وقت كان الطبيب يدق إهليلجةمن أدويته.. وفي أثناء ذلك الدق جرى هذا الحوار:

أخبرني بم تحتج في معرفة ربك ال��ذي تص��فقال الملحد: قدرت��ه وربوبيت��ه وإنم��ا يع��رف القلب األش��ياء كله��ا بال��دالالت الخمس، بنظ��ر العين، وس��مع األذن، وش��م األن��ف، وذوق الفم،ي على ه��ذا الخ��الق ولمس الجوارح.. ولم يقع شيء من حواس��

الذي تصفه لي. بالعقل الذي في قلبي، وال��دليل ال��ذيقال اإلمام الصادق:

أحتج به في معرفته. فأنى يكون ما تقول وأنت تع��رف أن القلب القال الملحد:

��ك ببص��ر، أو يعرف شيئا بغير الحواس الخمس؟ فهل ع��اينت رب سمعت صوته بأذن، أو شممته بنسيم، أو ذقته بفم، أو مسس��ته

بيد فأدى ذلك المعرفة إلى قلبك؟ أرأيت إذ أنكرت الله وجحدت��ه ��� ألن��كقال اإلمام الصادق:

زعمت أنك ال تحسه بحواسك التي تعرف بها األشياء � وأق��ررتأنا به هل بد من أن يكون أحدنا صادقا واآلخر كاذبا؟

ال.قال الملحد: أرأيت إن كان القول قولك فهل يخافقال اإلمام الصادق:

علي شيء مما أخوفك به من عقاب الله؟ ال.قال الملحد:

)( إلهليلج: ثمر شجرة تنبت في الهند وكابل والصين وغيره��ا، ثمرته��ا تش��به حب الص��نوبر الكب��ار وهي من1 العقاقير المعروفة التي لها استعمال واسع في الطب النباتي والعشبي قديما وفي العص��ر الحاض��ر أيض��ا، وبم��ا أن الطبيب الهندي كان بيده شيئا من االهليلج وكان منشغال بدقه ليصنع منه الدواء فاختار االمام هذه الحبة مبدأ

للكالم وقد تكرر ذكر االهليلجة فيه فعرف الحديث بحديث األهليلجة.300

أفرأيت إن كان كما أق��ول والح��ق فيقال اإلمام الصادق: يدي ألست قد أخذت فيما كنت أحاذر من عقاب الخالق بالثق��ة،

وأنك قد وقعت بجحودك وإنكارك في الهلكة؟ بلى.قال الملحد:

فأينا أولى بالحزم وأقرب من النجاة؟قال اإلمام الصادق: أنت، إال أن��ك من أم��رك على ادع��اء وش��بهة،قال الملح��د:

وأنا على يقين وثقة، ألني ال أرى حواس��ي الخمس أدركت��ه، وم��الم تدركه حواسي فليس عندي بموجود.

إنه لما عجزت حواسك عن إدراك اللهقال اإلمام الصادق:��ه تع��الى ص��دقت أنكرته، وأنا لما عجزت حواسي عن إدراك الل

به. وكيف ذلك؟قال الملحد:

ألن كل ش��يء ج��رى في��ه أث��ر ت��ركيبقال اإلمام الصادق: لجس��م، أو وق��ع علي��ه بص��ر لل��ون فم��ا أدركت��ه األبص��ار ونالت��ه��ه س��بحانه ألن��ه ال يش��به الخل��ق، وأن ه��ذا الحواس فهو غ��ير الل الخلق ينتقل بتغيير وزوال، وكل شيء أشبه التغيير والزوال فهو

مثله، وليس المخلوق كالخالق، وال المحدث كالمحدث. إن ه��ذا لق��ول، ولك��ني لمنك��ر م��ا لم تدرك��هقال الملح��د:

حواسي فتؤديه إلى قلبي. أم��ا إذا أبيت إال أن تعتص��م بالجهال��ة،قال اإلمام الص��ادق:

وتجعل المحاجزة حجة فقد دخلت في مثل ما عبت وامتثلت م��ا كرهت، حيث قلت: إني اخترت الدعوى لنفس��ي ألن ك��ل ش��يء

لم تدركه حواسي عندي بال شيء. وكيف ذلك؟قال الملحد:

ألن��ك نقمت على االدع��اء ودخلت في��هقال اإلمام الصادق: فادعيت أمرا لم تحط به خبرا، ولم تقله علما فكي��ف اس��تجزت�ه ودفع�ك أعالم النب��وة والحج�ة لنفسك الدعوى في إنك��ارك الل الواضحة وعبتها علي؟ أخبرني هل أحطت بالجهات كله��ا وبلغت

منتهاها؟ ال.قال الملحد:

فهل رقيت إلى السماء التي ت��رى؟ أوقال اإلمام الصادق: انحدرت إلى األرض السفلى فجلت في أقطارها؟ أو هل خضت في غمرات البحور، واخترقت نواحي الهواء فيم��ا ف��وق الس��ماء

301

وتحتها إلى األرض وما أسفل منها فوجدت ذل��ك خالء من م��دبرحكيم عالم بصير؟ ال.قال الملحد:

فما يدريك لعل الذي أنك��ره قلب��ك ه��وقال اإلمام الصادق:في بعض ما لم تدركه حواسك ولم يحط به علمك.

ال أدري لعل في بعض ما ذك��رت م��دبرا، وم��اقال الملحد:أدري لعله ليس في شيء من ذلك شيء.

أم��ا إذا خ�رجت من ح�د اإلنك��ار إلىق�ال اإلم�ام الص��ادق:منزلة الشك فإني أرجو أن تخرج إلى المعرفة.

��اي عم��ا لمقال الملحد: فإنما دخل علي الشك لسؤالك إي يحط به علمي، ولكن من أين ي��دخل علي اليقين بم��ا لم تدرك��ه

حواسي؟ من قبل إهليلجتك هذه.قال اإلمام الصادق:

ذاك إذا أثبت للحج��ة، ألنه��ا من آداب الطبق��ال الملح��د:الذي أذعن بمعرفته.

إنما أردت أن آتيك ب��ه من قبله��ا ألنه��اقال اإلمام الصادق: أقرب األشياء إليك، ولو كان شيء أقرب إلي��ك منه��ا ألتيت��ك من قبله، ألن في كل شيء أثر تركيب وحكم��ة، وش��اهدا ي��دل على الصنعة الدالة على من ص��نعها ولم تكن ش��يئا، ويهلكه��ا ح��تى ال

تكون شيئا. فأخبرني هل ترى هذه اإلهليلجة؟قال اإلمام الصادق:

نعم.قال الملحد: أفترى غيب ما في جوفها؟قال اإلمام الصادق:

ال. قال الملحد: أفتش�هد أنه�ا مش�تملة على ن�واة والقال اإلم�ام الص�ادق:

تراها؟ ما يدريني لعل ليس فيها شيء.قال الملحد:

أفترى أن خل�ف ه�ذا القش�ر من ه�ذهقال اإلمام الصادق:اإلهليلجة غائب لم تره من لحم أو ذي لون؟

ما أدري لعل ما ثم غير ذي لون وال لحم؟قال الملحد: أفتقر أن هذه اإلهليلجة ال��تي تس��ميهاقال اإلمام الصادق:

الناس بالهن��د موج��ودة؟ الجتم��اع أه��ل االختالف من األمم علىذكرها.

ما أدري لعل ما اجتمعوا عليه من ذلك باطل.قال الملحد:302

أفتقر أن اإلهليلجة في أرض تنبت؟قال اإلمام الصادق: تلك األرض وهذه واحدة وقد رأيتها.قال الملحد:

أفما تشهد بحضور هذه اإلهليلجة علىقال اإلمام الصادق:وجود ما غاب من أشباهها؟

ما أدري لعله ليس في الدنيا إهليلجة غيرها.قال الملحد: أخبرني عن ه��ذه اإلهليلج��ة أتق��ر أنه��اقال اإلمام الصادق:

خرجت من شجرة، أو تقول: أنها هكذا وجدت؟ ال، بل من شجرة خرجت.قال الملحد:

فهل أدركت حواسك الخمس ما غ��ابقال اإلمام الصادق:عنك من تلك الشجرة؟

ال.قال الملحد: فما أراك إال قد أقررت بوجود ش��جرةقال اإلمام الصادق:

لم تدركها حواسك. أج��ل، ولك��ني أق��ول: إن اإلهليلج��ة واألش��ياءقال الملح��د:

المختلفة شيء لم تزل تدرك، فهل عندك في هذا شيء ترد ب��هقولي؟

نعم، أخ��برني عن ه��ذه اإلهليلج��ة ه��لقال اإلمام الصادق:كنت عاينت شجرتها وعرفتها قبل أن تكون هذه اإلهليلجة فيها؟

نعم.قال الملحد: فهل كنت تعاين هذه اإلهليلجة؟قال اإلمام الصادق:

ال.قال الملحد: أفم��ا تعلم أن��ك كنت ع��اينت الش��جرةقال اإلمام الصادق:

وليس فيها اإلهليلجة، ثم عدت إليها فوجدت فيها اإلهليلجة أفماتعلم أنه قد حدث فيها ما لم تكن؟

ما أستطيع أن أنك��ر ذل��ك ولك��ني أق��ول: إنه��اقال الملحد:كانت فيها متفرقة.

فأخبرني هل رأيت تلك اإلهليلجة التيقال اإلمام الصادق:تنبت منها شجرة هذه اإلهليلجة قبل أن تغرس؟

نعم.قال الملحد: فهل يحتمل عقل��ك أن الش��جرة ال��تيقال اإلمام الصادق:

تبلغ أصلها وعروقها وفروعها ولحاؤها وكل ثمرة ج��نيت، وورق��ةسقطت ألف ألف رطل كانت كامنة في هذه اإلهليلجة؟

ما يحتمل هذا العقل وال يقبله القلب.قال الملحد: أقررت أنها حدثت في الشجرة؟قال اإلمام الصادق:

303

نعم، ولكني ال أعرف أنها مصنوعة فهل تق��درقال الملحد:أن تقررني بذلك؟

نعم، أرأيت أني إن أريتك ت��دبيرا أتق��رقال اإلمام الصادق:أنه له مدبرا، وتصويرا أن له مصورا؟

ال بد من ذلك.قال الملحد: ألس��ت تعلم أن ه��ذه اإلهليلج��ة لحمقال اإلم��ام الص��ادق:

ركب على عظم فوض��ع في ج��وف متص��ل بغص��ن م��ركب على ساق يقوم على أصل فيقوى بعروق من تحتها على جرم متصل

بعض ببعض؟ بلى.قال الملحد:

ألست تعلم أن هذه اإلهليلجة مص��ورةقال اإلمام الصادق: بتقدير وتخطيط، وتأليف وتركيب وتفصيل متداخل بتأليف شيء في بعض شيء، به طبق بعد طبق وجسم على جسم ولون م��ع ل��ون، أبيض في ص��فرة، ولين على ش��ديد، في طب��ائع متفرق��ة، وطرائ��ق مختلف��ة، وأج��زاء مؤتلف��ة م��ع لح��اء تس��قيها، وع��روق يجري فيها الماء، وورق يسترها وتقيها من الشمس أن تحرقه�ا،

ومن البرد أن يهلكها، والريح أن تذبلها؟ أفليس لو كان الورق مطبقا عليها ك��ان خ��يراقال الملحد:

لها؟ الله أحسن تقديرا لو ك��ان كم��ا تق��ولقال اإلمام الصادق:

لم يصل إليها ريح يروحها، وال برد يش��ددها، ولعفنت عن��د ذل��ك، ولو لم يصل إليها حر الشمس لما نض��جت، ولكن ش��مس م��رة��ره بحكم��ة وريح مرة وبرد مرة قدر الله ذل��ك بق��وة لطيف��ة ودب

بالغة.ر لي الت��دبير ال��ذيقال الملحد: حس��بي من التص��وير فس��زعمت أنك ترينه.

أرأيت اإلهليلج��ة قب��ل أن تعق��د إذ هيقال اإلمام الصادق: في قمعها ماء بغير نواة وال لحم وال قش��ر وال ل��ون وال طعم وال

شدة؟ نعم.قال الملحد:

أرأيت لو لم يرفق الخالق ذل��ك الم��اءقال اإلمام الصادق: الضعيف الذي هو مثل الخردلة في القلة والذلة ولم يقوه بقوته ويصوره بحكمته ويقدره بقدرته هل ك��ان ذل��ك الم��اء يزي��د على أن يكون في قمعه غير مجموع بجسم وقمع وتفصيل؟ ف��إن زاد

304

زاد ماء متراكبا غير مصور وال مخطط وال مدبر بزيادة أجزاء والتأليف أطباق.

قد أريتني من تصوير شجرتها وت��أليف خلقته��اقال الملحد: وحمل ثمرتها وزيادة أجزائها وتفص��يل تركيبه��ا أوض��ح ال��دالالت، وأظهر البين��ة على معرف��ة الص��انع، ولق��د ص��دقت ب��أن األش��ياءمصنوعة، ولكني ال أدري لعل اإلهليلجة واألشياء صنعت نفسها؟

أولس��ت تعلم أن خ��الق األش��ياءق��ال اإلم��ام الص��ادق:واإلهليلجة حكيم عالم بما عاينت من قوة تدبيره؟

بلى.قال الملحد: فهل ينبغي لل�ذي ه�و ك�ذلك أن يك��ونقال اإلمام الصادق:

حدثا؟ ال.قال الملحد:

أفلست قد رأيت اإلهليلجة حين حدثتقال اإلمام الصادق:وعاينتها بعد أن لم تكن شيئا ثم هلكت كأن لم تكن شيئا؟

بلى، وإنما أعطيت��ك أن اإلهليلج��ة ح��دثت ولمقال الملحد:أعطك أن الصانع ال يكون حدثا ال يخلق نفسه.

ألم تعطني أن الحكيم الخالق ال يكونقال اإلمام الصادق: حدثا، وزعمت أن اإلهليلجة حدثت؟ فقد أعطيت��ني أن اإلهليلج��ة مص��نوعة، فه��و ع��ز وج��ل ص��انع اإلهليلج��ة، وإن رجعت إلى أن��رت خلقه��ا فم��ا زدت أن تقول: إن اإلهليلجة صنعت نفس��ها ودب أقررت بما أنكرت، ووصفت صانعا مدبرا أصبت ص��فته، ولكن��ك

لم تعرفه فسميته بغير اسمه. كيف ذلك؟قال الملحد:

ألنك أقررت بوجود حكيم لطيف مدبر،قال اإلمام الصادق:��ه س��بحانه، فلما سألتك من هو؟ قلت اإلهليلجة. قد أق��ررت بالل��رت لعلمت أن ولكن��ك س��ميته بغ��ير اس��مه، ول��و عقلت وفك اإلهليلجة أنقص قوة من أن تخلق نفسها، وأضعف حيل��ة من أن

تدبر خلقها. هل عندك غير هذا؟قال الملحد:

نعم، أخبرني عن هذه اإلهليلج��ة ال��تيقال اإلمام الصادق:��رت أمره��ا كي��ف ص��نعت نفس��ها زعمت أنها صنعت نفس��ها ودب صغيرة الخلقة، صغيرة القدرة، ناقصة القوة، ال تمتنع أن تكس��ر وتعص��ر وتؤك��ل؟ وكي��ف ص��نعت نفس��ها مفض��ولة مأكول��ة م��رة

قبيحة المنظر ال بهاء لها وال ماء؟305

ألنها لم تقو إال على م��ا ص��نعت نفس��ها أو لمقال الملحد:تصنع إال ما هويت؟

أم��ا إذا أبيت إال التم��ادي في الباط��لقال اإلمام الص��ادق: فأعلمني متى خلقت نفسها ودبرت خلقها قبل أن تكون أو بع��د أن كانت؟ فإن زعمت أن اإلهليلجة خلقت نفسها بعد م��ا ك��انت فإن ه��ذا لمن أبين المح��ال، كي��ف تك��ون موج��ودة مص��نوعة ثم تص��نع نفس��ها م��رة أخ��رى؟ فيص��ير كالم��ك إلى أنه��ا مص��نوعة��رت خلقه��ا قب��ل أن م��رتين، وألن قلت: إنه��ا خلقت نفس��ها ودب تكون، إن ه��ذا من أوض��ح الباط��ل وأبين الك��ذب، ألنه��ا قب��ل أن تكون ليس بش��يء، فكي��ف يخل��ق ال ش��يء ش��يئا؟ وكي��ف تعيب قولي: إن شيئا يصنع ال شيئا، وال تعيب قولك: إن ال شيء يص��نع

ال شيئا؟ فانظر أي القولين أولى بالحق؟ قولك.قال الملحد:

فما يمنعك منه؟قال اإلمام الصادق: ق��د قبلت��ه واس��تبان لي حق��ه وص��دقه ب��أنق��ال الملح��د:

األش��ياء المختلف��ة واإلهليلج��ة لم يص��نعن أنفس��هن، ولم ي��دبرن خلقهن، ولكنه تعرض لي أن الشجرة هي التي صنعت اإلهليلجة

ألنها خرجت منها. فمن صنع الشجرة؟قال اإلمام الصادق:

اإلهليلجة األخرى.قال الملحد: اجعل لكالمك غاية أنتهي إليها فإما أنقال اإلمام الصادق:

تقول: هو الله س��بحانه فيقب��ل من��ك، وإم��ا أن تق��ول: اإلهليلج��ةفنسألك.

سل.قال الملحد: أخبرني عن اإلهليلج��ة ه��ل تنبت منه��اقال اإلمام الصادق:

الشجرة إال بعد ما ماتت وبليت وبادت؟ ال.قال الملحد:

إن الشجرة بقيت بع�د هالك اإلهليلج�ةقال اإلمام الصادق: مائة سنة، فمن كان يحميها ويزي��د فيه��ا، وي��دبر خلقه��ا ويربيه��ا، وينبت ورقها؟ ما ل��ك ب��د من أن تق��ول: ه��و ال��ذي خلقه��ا، ولئن قلت: اإلهليلجة وهي حية قبل أن تهلك وتبلى وتصير ترابا، وق��د

ربت الشجرة وهي ميتة أن هذا القول مختلف. ال أقول ذلك.قال الملحد:

306

أفتقر بأن الله خلق الخلق أم ق��د بقيقال اإلمام الصادق:في نفسك شيء من ذلك؟

إني من ذلك على ح�د وق�وف م��ا أتخلص إلىقال الملحد:أمر ينفذ لي فيه األمر.

أم��ا إذ أبيت إال الجهال��ة وزعمت أنق��ال اإلم��ام الص��ادق: األشياء ال ت��درك إال ب��الحواس ف��إني أخ��برك أن��ه ليس للح��واس دالل��ة على األش��ياء، وال فيه��ا معرف��ة إال ب��القلب، فإن��ه دليله��ا

ومعرفها األشياء التي تدعي أن القلب ال يعرفها إال بها. أما إذ نطقت بهذا فما أقبل منك إال بالتخليصقال الملحد:

والتفحص منه بإيضاح وبيان وحجة وبرهان. ف��أول م��ا أب�دأ ب��ه أن��ك تعلم أن�ه ربم��اقال اإلمام الصادق:

ذهب الحواس، أو بعضها ودبر القلب األشياء التي فيها المض��رة والمنفعة من األمور العالنية والخفية فأمر به��ا ونهى فنف��ذ فيه��ا

أمره وصح فيها قضاؤه. إنك تقول في هذا ق��وال يش��به الحج��ة، ولكنيقال الملحد:

أحب أن توضحه لي غير هذا اإليضاح. ألست تعلم أن القلب يبقى بعد ذهابقال اإلمام الصادق:

الحواس؟ نعم، ولكن يبقى بغير دليل على األشياء ال��تيقال الملحد:

تدل عليها الحواس. أفلس��ت تعلم أن الطف��ل تض��عه أم��هقال اإلمام الص��ادق:

مضغة ليس تدله الحواس على شيء يسمع وال يبصر، وال ي��ذاقوال يلمس وال يشم؟

بلى.قال الملحد: فأية الحواس دلته على طلب اللبن إذاقال اإلمام الصادق:

جاع، والضحك بعد البكاء إذا روي من اللبن؟ وأي ح��واس س��باع الطير وال قط الحب منها دلها على أن تلقي بين أفراخه��ا اللحم والحب فته����وى س����باعها إلى اللحم، واآلخ����رون إلى الحب؟ وأخبرني عن فراخ طير الماء ألست تعلم أن ف��راخ ط��ير الم��اء إذا طرحت فيه سبحت، وإذا طرحت فيه فراخ طير البر غ��رقت والحواس واحدة، فكيف انتفع بالحواس طير الماء وأعانت��ه على السباحة ولم تنتفع طير البر في الماء بحواسها؟ وم��ا ب��ال ط��ير البر إذا غمستها في الماء ساعة ماتت وإذا أمسكت ط��ير الم��اء عن الماء ساعة م��اتت؟ فال أرى الح��واس في ه��ذا إال منكس��رة

307

عليك، وال ينبغي ذل�ك أن يك��ون إال من م�دبر حكيم جع�ل للم�اءخلقا وللبر خلقا.

أم أخبرني ما بال الذرة التي ال تعاين الماء قط تط��رح في الماء فتسبح وتلقى اإلنسان ابن خمسين سنة من أقوى الرجال��ه ��ه عقل��ه ولب وأعقلهم لم يتعلم السباحة فيغ��رق؟ كي��ف لم يدله وص��حتها أن ي��درك وتجاربه وبصره باألشياء مع اجتم��اع حواس�� ذل��ك بحواس��ه كم��ا أدركت��ه ال��ذرة إن ك��ان ذل��ك إنم��ا ي��درك بالحواس؟ أفليس ينبغي لك أن تعلم أن القلب الذي ه��و مع��دن العقل في الصبي الذي وصفت وغيره مما سمعت من الحي��وان هو الذي يهيج الص��بي إلى طلب الرض��اع، والط��ير الالق��ط على

لقط الحب، والسباع على ابتالع اللحم؟ لست أجد القلب يعلم شيئا إال بالحواس!قال الملحد:

أم��ا إذ أبيت إال ال��نزوع إلى الح��واسقال اإلم��ام الص��ادق: فإنا لنقبل نزوعك إليه�ا بع�د رفض��ك له�ا، ونجيب�ك في الح��واس حتى يتقرر عندك أنها ال تعرف من سائر األشياء إال الظاهر مم��ا هو دون الرب األعلى سبحانه وتعالى، فأم��ا م��ا يخفى وال يظه��ر فلست تعرفه، وذلك أن خالق الحواس جع��ل له��ا قلب��ا احتج ب��ه على العباد، وجعل للحواس الدالالت على الظاهر الذي يس��تدل بها على الخالق سبحانه، فنظرت العين إلى خلق متص��ل بعض��ه��ر القلب حين دلت��ه ببعض ف��دلت القلب على م��ا ع��اينت، وتفك العين على ما عاينت من ملكوت الس��ماء وارتفاعه��ا في اله��واء بغير عمد يرى، وال دع�ائم تمس�كها ال ت�ؤخر م�رة فتنكش�ط، وال تقدم أخرى فتزول، وال تهبط مرة فتدنو، وال ترفع أخرى فتن��أى، ال تتغ��ير لط��ول األم��د وال تخل��ق الختالف اللي��الي واألي��ام، وال تتداعى منه��ا ناحي��ة، وال ينه��ار منه��ا ط��رف، م��ع م��ا ع��اينت من النجوم الجارية المختلفة بمس��يرها ل��دوران الفل��ك، وتنقله��ا في البروج يوما بعد يوم، وشهرا بع�د ش��هر، وس��نة بع�د س�نة، منه�ا الس��ريع، ومنه��ا البطيء، ومنه��ا المعت��دل الس��ير، ثم رجوعه��ا واستقامتها، وأخذها عرضا وطوال، وخنوسها عن��د الش��مس وهي مشرقة وظهورها إذا غربت، وجري الشمس والقمر في البروج دائبين ال يتغيران في أزمنتهما وأوقاتهما يعرف ذل��ك من يع��رف بحساب موضوع وأم��ر معل��وم بحكم��ة يع��رف ذوو األلب��اب أنه��ا��ر، ليست من حكمة اإلنس، وال تفتيش األوهام، وال تقليب التفك فعرف القلب حين دلته العين على م��ا ع��اينت أن ل��ذلك الخل��ق

308

والتدبير واألمر العجيب صانعا يمسك السماء المنطبقة أن تهوىإلى األرض وأن الذي جعل الشمس والنجوم فيها خالق السماء. ثم نظرت العين إلى م��ا اس��تقلها من األرض ف��دلت القلب على ما عاينت فعرف القلب بعقله أن ممس��ك األرض الممت��دة أن ت��زول أو ته��وى في اله��واء ��� وه��و ي��رى الريش��ة ي��رمى به��ا فتسقط مكانها وهي في الخف��ة على م��ا هي علي��ه ��� ه��و ال��ذي يمسك السماء التي فوقها، وأنه لوال ذلك لخسفت بما عليها من ثقلها وثقل الجبال واألنام واألش��جار والبح��ور والرم��ال، فع��رف

القلب بداللة العين أن مدبر األرض هو مدبر السماء. ثم سمعت األذن صوت الري��اح الش��ديدة العاص��فة واللين��ة الطيب��ة، وع�اينت العين م�ا يقل�ع من عظ�ام الش�جر ويه�دم من وثيق البنيان، وتسفى من ثقال الرمال، تخلي منها ناحية وتصبها في أخرى، بال سائق تبصره العين، وال تس��معه األذن، وال ي��درك بشيء من الحواس، وليست مجسدة تلمس وال محدودة تعاين، فلم ت��زد العين واألذن وس��ائر الح��واس على أن دلت القلب أن لها صانعا، وذلك أن القلب يفكر بالعقل ال��ذي في��ه، فيع��رف أن ال�ريح لم تتح�رك من تلقائه�ا وأنه�ا ل�و ك�انت هي المتحرك�ة لم تكفف عن التح��رك، ولم ته��دم طائف�ة وتعفي أخ��رى، ولم تقل��ع شجرة وتدع أخ��رى إلى جنبه��ا، ولم تص��ب أرض��ا وتنص��رف عن أخرى، فلما تفكر القلب في أمر ال��ريح علم أن له��ا محرك��ا ه��و الذي يس��وقها حيث يش��اء، ويس��كنها إذا ش��اء، ويص��يب به��ا من يشاء، ويصرفها عمن يشاء، فلم��ا نظ��ر القلب إلى ذل��ك وج��دها متصلة بالسماء، وما فيها من اآليات، فع��رف أن الم��دبر الق��ادر على أن يمسك األرض والس��ماء ه��و خ��الق ال��ريح ومحركه��ا إذا

شاء، وممسكها كيف شاء، ومسلطها على من يشاء. و ك����ذلك دلت العين واألذن القلب على ه����ذه الزلزل����ة، وعرف ذلك بغيرهما من حواسه حين حركته فلم��ا دل الح��واس على تحريك هذا الخل��ق العظيم من الجب��ال في غلظه��ا وثقله��ا، وطولها وعرضها، وما عليها من ثقل الجبال والمياه واألنام وغير ذلك، وإنما تتحرك في ناحية ولم تتحرك في ناحية أخ��رى، وهي ملتحمة جسدا واح��دا، وخلق��ا متص��ال بال فص��ل وال وص��ل، ته��دم ناحية وتخسف بها وتسلم أخرى، فعندها عرف القلب أن محرك ما حرك منها ه�و ممس�ك م�ا أمس�ك منه�ا، وه�و مح��رك ال�ريح وممسكها، وهو مدبر السماء واألرض وما بينهما، وأن األرض ل��و

309

كانت هي المزلزلة لنفس��ها لم��ا تزل��زلت ولم��ا تح��ركت، ولكن��هالذي دبرها وخلقها حرك منها ما شاء.

ثم نظ���رت العين إلى العظيم من اآلي���ات من الس���حاب المسخر بين السماء واألرض بمنزلة الدخان ال جس��د ل��ه يلمس بشيء من األرض والجبال، يتخلل الشجرة فال يحرك منها شيئا، وال يهص��ر منه��ا غص��نا، وال يعل��ق منه��ا بش��يء يع��ترض الركب��ان فيحول بعضهم من بعض من ظلمته وكثافته، ويحتم��ل من ثق��ل الماء وكثرته ما ال يقدر على ص��فته، م��ع م��ا في��ه من الص��واعق الصادعة، والبروق الالمعة، والرعد والثلج وال��برد والجلي��د م��ا ال تبلغ األوهام صفته وال تهتدي القل��وب إلى كن��ه عجائب��ه، فيخ��رج مستقال في الهواء يجتمع بعد تفرقه، ويلتحم بعد تزايل��ه، تفرق��ه الرياح من الجهات كلها إلى حيث تسوقه بإذن الله ربها، يس��فلك بم��ا في��ه من الم��اء الكث��ير ال��ذي إذا مرة ويعلو أخرى، متمس�� أزجاه صارت منه البحور، يم��ر على األراض��ي الكث��يرة والبل��دان المتنائية ال تنقص منه نقط��ة، ح��تى ينتهي إلى م��ا ال يحص��ى من الفراسخ فيرسل ما فيه قط��رة بع��د قط��رة، وس��يال بع��د س��يل، متت��ابع على رس��له ح��تى ينق��ع ال��برك، وتمتلي الفج��اج، وتعتلية بس�يولها، مص��مخة اآلذان األودية بالسيول كأمثال الجبال غاص� لدويها وهديرها فتحيي بها األرض الميتة، فتصبح مخضرة بعد أن كانت مغبرة، ومعشبة بعد أن كانت مجدبة، قد كسيت ألوانا من نبات عشب ناضرة زاهرة مزين��ة معاش��ا للن��اس واألنع��ام، ف��إذا أفرغ الغمام م�اءه أقل�ع وتف�رق وذهب حيث ال يع�اين وال ي�دري

أين توارى. ف���أدت العين ذل���ك إلى القلب فع���رف القلب أن ذل���ك السحاب لو كان بغير مدبر وكان ما وصفت من تلقاء نفس��ه م��ا احتمل نصف ذلك من الثقل من الماء، وإن كان هو الذي يرسله لما احتمله ألفي فرسخ أو أك��ثر، وألرس��له فيم��ا ه��و أق��رب من ذلك، ولما أرسله قطرة بعد قطرة، بل كان يرسله إرساال فكان يهدم البنيان ويفسد النبات، ولما جاز إلى البلد وترك آخر دون��ه، فعرف القلب باألعالم المنيرة الواضحة أن م��دبر األم��ور واح��د، وأنه لو كان اثنين أو ثالث��ة لك��ان في ط��ول ه��ذه األزمن��ة واألب��د وال��دهر اختالف في الت��دبير وتن��اقض في األم��ور، ولت��أخر بعض وتقدم بعض، ولكان تسفل بعض م��ا ق��د عال، ولعال بعض م��ا ق��د سفل، ولطلع ش��يء وغ��اب فت��أخر عن وقت��ه أو تق��دم م��ا قبل��ه

310

فعرف القلب بذلك أن مدبر األشياء ما غاب منها وما ظه��ر ه��و الله األول، خ��الق الس��ماء وممس��كها، وف��ارش األرض وداحيه��ا،

وصانع ما بين ذلك مما عددنا وغير ذلك مما لم يحص. و كذلك عاينت العين اختالف الليل والنهار دائ��بين جدي��دين ال يبلي��ان في ط��ول كرهم��ا، وال يتغ��يران لك��ثرة اختالفهم��ا، وال ينقصان عن حالهما، النهار في نوره وضيائه، والليل في س��واده وظلمته، يلج أحدهما في اآلخر حتى ينتهي كل واح��د منهم��ا إلى غاية محدودة معروف��ة في الط��ول والقص��ر على مرتب��ة واح��دة ومجرى واح�د، م��ع س��كون من يس��كن في اللي��ل، وانتش��ار من ينتشر في اللي��ل، وانتش��ار من ينتش��ر في النه��ار، وس��كون من

يسكن في النهار. ثم الحر وال��برد وحل��ول أح��دهما بعقب اآلخ��ر ح��تى يك��ون

الحر بردا والبرد حرا في وقته وأبانه. فكل هذا مما يستدل به القلب على الرب سبحانه وتعالى، فعرف القلب بعقله أن من دبر هذه األشياء ه��و الواح��د العزي��ز الحكيم ال��ذي لم ي��زل وال ي��زال، وأن��ه ل��و ك��ان في الس��ماوات واألرض��ين آله��ة مع��ه س��بحانه ل��ذهب ك��ل إل��ه بم��ا خل��ق، ولعال

بعضهم على بعض، ولفسد كل واحد منهم على صاحبه. و كذلك سمعت األذن ما أنزل المدبر من كتب تصديقا لم��ا أدركته القلوب بعقولها، وتوفيق الله إياها، وم��ا قال��ه من عرف��ه كنه معرفته بال ولد وال صاحبة وال شريك فأدت األذن ما سمعت

من اللسان بمقالة األنبياء إلى القلب. قد أتيتني من أبواب لطيف��ة بم��ا لم ي��أتني ب��هقال الملحد:

أحد غيرك، إال أن��ه ال يمنع�ني من ت��رك م��ا في ي�دي إال اإليض��احوالحجة القوية بما وصفت لي وفسرت.

أم��ا إذا حجبت عن الج��واب واختل��فقال اإلم��ام الص��ادق: من�ك المق�ال فس�يأتيك من الدالل�ة من قب�ل نفس�ك خاص�ة م�ا يستبين لك أن الحواس ال تعرف شيئا إال بالقلب، فهل رأيت في

المنام أنك تأكل وتشرب حتى وصلت لذة ذلك إلى قلبك؟ نعم.قال الملحد:

فهل رأيت أنك تض��حك وتبكي وتج��ولقال اإلمام الصادق: في البلدان التي لم ترها والتي قد رأيته��ا ح��تى تعلم مع��الم م��ا

رأيت منها؟ نعم ما ال أحصي.قال الملحد:

311

ه��ل رأيت أح��دا من أقارب��ك من أخ أوقال اإلمام الصادق: أب أو ذي رحم قد مات قبل ذلك حتى تعلمه وتعرفه كمعرفت��ك

إياه قبل أن يموت؟ أكثر من الكثير.قال الملحد:

ك أدرك ه��ذهق��ال اإلم��ام الص��ادق: ف��أخبرني أي حواس�� األش���ياء في منام���ك ح���تى دلت قلب���ك على معاين���ة الم���وتى وكالمهم، وأك���ل طع��امهم، والج���والن في البل���دان، والض���حك

والبكاء وغير ذلك؟ ما أقدر أن أقول ل��ك أي حواس��ي أدرك ذل��كقال الملحد:

أو ش��يئا من��ه، وكي��ف ت��درك وهي بمنزل��ة الميت ال تس��مع والتبصر؟

ف�أخبرني حيث اس�تيقظت ألس�ت ق�دقال اإلمام الصادق:ه بع��د يقظت��ك على ذكرت الذي رأيت في منامك تحفظه وتقص��

إخوانك ال تنسى منه حرفا؟ إنه كما تقول، وربما رأيت الشيء في من��اميقال الملحد:

ثم ال أمسي حتى أراه في يقظتي كما رأيته في منامي. فأخبرني أي حواسك قررت علم ذل��كقال اإلمام الصادق:

في قلبك حتى ذكرته بعد ما استيقظت؟ إن هذا األمر ما دخلت فيه الحواس.قال الملحد:

أفليس ينبغي لك أن تعلم حيث بطلتقال اإلمام الصادق: الحواس في هذا أن الذي عاين تلك األشياء وحفظها في منامك

قلبك الذي جعل الله فيه العقل الذي احتج به على العباد؟ إن الذي رأيت في منامي ليس بشيء إنما هوقال الملحد:

بمنزلة السراب الذي يعاينه صاحبه وينظر إليه ال يشك في��ه أن��ه ماء فإذا انتهى إلى مكانه لم يج��ده ش��يئا فم��ا رأيت في من��امي

فبهذه المنزلة. كي��ف ش��بهت الس��راب بم��ا رأيت فيقال اإلمام الص��ادق:

منامك من أكلك الطعام الحلو والحامض، وم��ا رأيت من الف��رحوالحزن؟

ألن السراب حيث انتهيت إلى موضعه ص��ار القال الملحد:شيء، وكذلك صار ما رأيت في منامي حين انتبهت.

فأخبرني إن أتيت��ك ب��أمر وج��دت لذت��هقال اإلمام الصادق: في منام��ك وخف��ق ل��ذلك قلب��ك ألس��ت تعلم أن األم��ر على م��ا

وصفت لك؟312

بلى.قال الملحد: فأخبرني هل احتلمت قط؟قال اإلمام الصادق:

بلى ما ال أحصيه.قال الملحد: ألس��ت وج��دت ل��ذلك ل��ذة على ق��درقال اإلمام الص��ادق:

لذتك في يقظتك فتنتبه.. هذا كسر لحجتك في السراب. ما يرى المحتلم في منامه ش��يئا إال م��ا ك��انتقال الملحد:

حواسه دلت عليه في اليقظة. م��ا زدت على أن ق��ويت مق��التي،ق��ال اإلم��ام الص��ادق:

وزعمت أن القلب يعقل األش��ياء ويعرفه��ا بع��د ذه��اب الح��واس وموته��ا فكي��ف أنك��رت أن القلب يع��رف األش��ياء وه��و يقظ��ان مجتمعة له حواسه وما الذي عرفه إياها بعد موت الحواس وه��و ال يس��مع وال يبص���ر؟ ولكنت حقيق��ا أن ال تنك��ر ل��ه المعرف��ة��ه ينظ��ر إلى اإلم��رأة بع��د ��ة مجتمع��ة إذا أق��ررت أن ه حي وحواس��

ذهاب حواسه حتى نكحها وأصاب لذته منها. فينبغي لمن يعق��ل حيث وص��ف القلب بم��ا وص��فه ب��ه من معرفت��ه باألش��ياء والح��واس ذاهب��ة أن يع��رف أن القلب م��دبر الحواس ومالكها ورائسها والقاضي عليها، فإنه ما جهل اإلنسان من شيء فما يجهل أن الي��د ال تق��در على العين أن تقلعه��ا، وال على اللسان أن تقطعه، وأنه ليس يقدر ش��يء من الح��واس أن يفعل بشيء من الجسد ش��يئا بغ��ير إذن القلب وداللت��ه وت��دبيره ألن الله تبارك وتعالى جعل القلب مدبرا للجسد، به يس��مع وب��ه يبصر وهو القاضي واألمير عليه، ال يتقدم الجس��د إن ه��و ت��أخر، وال يتأخر إن هو تقدم، وبه سمعت الحواس وأبصرت، إن أمره��ا ائتمرت، وإن نهاها انتهت، وبه ينزل الف��رح والح��زن، وب��ه ي��نزل األلم، إن فس��د ش��يء من الح��واس بقي على حال��ه، وإن فس��د

القلب ذهب جميعا حتى ال يسمع وال يبصر.�ك ال تتخلص من ه�ذه المس�ألةقال الملحد: لق�د كنت أظن

وقد جئت بشيء ال أقدر على رده. وأنا أعطيك تصاديق ما أنبأتك ب��ه وم��اقال اإلمام الصادق:

رأيت في منامك في مجلسك الساعة. إفعل فإني قد تحيرت في هذه المسألة.قال الملحد:

أخبرني هل تح��دث نفس��ك من تج��ارةقال اإلمام الصادق: أو صناعة أو بناء أو تقدير شيء وتأمر به إذا أحكمت تقديره في

ظنك؟313

نعم.قال الملحد: فه��ل أش��ركت قلب��ك في ذل��ك الفك��رقال اإلمام الصادق:

شيئا من حواسك؟ ال.قال الملحد:

أفال تعلم أن ال��ذي أخ��برك ب��ه قلب��كقال اإلم��ام الص��ادق:حق؟

اليقين ه��و، ف��زدني م��ا ي��ذهب الش��ك عنيق��ال الملح��د:ويزيل الشبهة من قلبي.

أخ��برني ه��ل يع��رف أه��ل بالدك علمقال اإلم��ام الص��ادق:النجوم؟

��ك لغاف��ل عن علم أه��ل بالدي ب��النجوم،ق��ال الملح��د: إنفليس أحد أعلم بذلك منهم.

أخبرني كيف وقع علمهم بالنجوم وهيقال اإلمام الصادق:مما ال يدرك بالحواس وال بالفكر؟

حساب وضعته الحكماء وتوارثته الن��اس، ف��إذاقال الملحد: سألت الرجل منهم عن شيء قاس الش��مس ونظ��ر في من��ازل الش��مس والقم��ر وم��ا للط��الع من النح��وس، وم��ا للب��اطن من السعود، ثم يحسب وال يخطىء، ويحمل إلي��ه المول��ود فيحس��ب له ويخبر بكل عالمة في��ه بغ��ير معاين��ة م��ا ه��و مص��يبه إلى ي��وم

يموت. كي��ف دخ��ل الحس��اب في موالي��دق��ال اإلم��ام الص��ادق:

الناس؟ ألن جميع الناس إنم��ا يول��دون به��ذه النج��وم،قال الملحد:

ولو ال ذلك لم يستقم ه��ذا الحس��اب فمن ثم ال يخطىء إذا علمالساعة واليوم والشهر والسنة التي يولد فيها المولود.

لقد توصفت علما عجيبا ليس في علمقال اإلمام الصادق: الدنيا أدق من��ه وال أعظم إن ك��ان حق��ا كم��ا ذك��رت، يع��رف ب��ه المولود الصبي وما فيه من العالم��ات ومنتهى أجل��ه وم��ا يص��يبه في حياته، أو ليس هذا حسابا تولد به جميع أهل ال��دنيا من ك��ان

من الناس؟ ال أشك فيه.قال الملحد:

فتعال ننظر بعقولنا كي��ف علم الن��اسقال اإلمام الصادق: هذا العلم وهل يس��تقيم أن يك��ون لبعض الن��اس إذا ك��ان جمي��ع الناس يولدون بهذه النجوم وكي��ف عرفه��ا بس��عودها ونحوس��ها،

314

وس��اعاتها وأوقاته��ا، ودقائقه��ا ودرجاته��ا، وبطيئه��ا وس��ريعها، ومواض��عها من الس��ماء، ومواض��عها تحت األرض، وداللته��ا على غامض هذه األشياء التي وصفت في الس��ماء وم��ا تحت األرض، فق��د ع��رفت أن بعض ه��ذه ال��بروج في الس��ماء، وبعض��ها تحت األرض، وك��ذلك النج��وم الس��بعة منه��ا تحت األرض ومنه��ا في السماء فما يقب��ل عقلي أن مخلوق��ا من أه��ل األرض ق��در على

هذا. وما أنكرت من هذا؟قال الملحد:

إنك زعمت أن جميع أه��ل األرض إنم��اقال اإلمام الصادق: يتوالدون بهذه النجوم، فأرى الحكيم ال��ذي وض��ع ه��ذا الحس��اب��ه ول��د بزعمك من بعض أهل ال�دنيا، وال ش��ك إن كنت ص��ادقا أن ببعض هذه النجوم والساعات والحساب الذي ك��ان قبل��ه، إال أن ت��زعم أن ذل��ك الحكيم لم يول��د به��ذه النج��وم كم��ا ول��د س��ائر

الناس. وهل هذا الحكيم إال كسائر الناس؟قال الملحد:

أفليس ينبغي أن يدلك عقلك على أنهاقال اإلمام الصادق: قد خلقت قبل هذا الحكيم الذي زعمت أنه وضع هذا الحس��اب،

وقد زعمت أنه ولد ببعض هذه النجوم؟ بلى.قال الملحد:

فكيف اهتدى لوضع هذه النجوم؟ وهلقال اإلمام الصادق:س ه��ذا ه��ذا العلم إال من معلم ك��ان قبلهم��ا وه��و ال��ذي أس�� الحساب الذي زعمت أنه أس��اس المول��ود واألس��اس أق��دم من المولود، والحكيم الذي زعمت أنه وضع هذا إنما يتب�ع أم�ر معلم هو أقدم منه وهو الذي خلق��ه مول��ودا ببعض ه��ذا النج��وم، وه��و الذي أسس هذه البروج التي ولد به��ا غ��يره من الن��اس فواض��ع األساس ينبغي أن يكون أقدم منها، هب أن هذا الحكيم عمر مذ كانت الدنيا عشرة أضعاف، هل كان نظ�ره في ه�ذه النج�وم إال كنظرك إليها معلقة في السماء أو ت��راه ك��ان ق��ادرا على ال��دنو منها وهي في السماء ح��تى يع��رف منازله��ا ومجاريه��ا، نحوس��ها وسعودها، ودقائقها، وبأيتها تكسف الشمس والقمر، وبأيتها يولد ك��ل مول��ود، وأيه��ا الس��عد وأيه��ا النحس، وأيه��ا البطيء وأيه��ا السريع، ثم يعرف بعد ذلك سعود ساعات النهار ونحوسها، وأيها الس��عد وأيه��ا النحس، وكم س��اعة يمكث ك��ل نجم منه��ا تحت األرض، وفي أي س���اعة تغيب، وأي س���اعة تطل���ع وكم س���اعة

315

يمكث طالع��ا، وفي أي س��اعة تغيب وكم اس��تقام لرج��ل حكيم كما زعمت من أه��ل ال��دنيا أن يعلم علم الس��ماء مم��ا ال ي��درك

بالحواس، وال يقع عليه الفكر، وال يخطر على األوهام؟ و كيف اهتدى أن يقيس الشمس حتى يعرف في أي ب��رج، وفي أي ب��رج القم��ر، وفي أي ب��رج من الس��ماء ه��ذه الس��بعة السعود والنحوس وما الطالع منها وما الباطن؟ وهي معلقة في السماء وهو من أهل األرض ال يراها إذا ت��وارت بض��وء الش��مس إال أن تزعم أن هذا الحكيم الذي وض��ع ه��ذا العلم ق��د رقي إلى السماء، وأن�ا أش�هد أن ه�ذا الع�الم لم يق�در على ه�ذا العلم إال

بمن في السماء، ألن هذا ليس من علم أهل األرض. م��ا بلغ��ني أن أح��دا من أه��ل األرض رقي إلىقال الملحد:

السماء. فلع��ل ه��ذا الحكيم فع��ل ذل��ك ولمق��ال اإلم��ام الص��ادق:

يبلغك؟ ولو بلغني ما كنت مصدقا.قال الملحد:

فأنا أقول قولك، هبه رقي إلى السماءقال اإلمام الصادق: هل كان له بد من أن يجري مع كل برج من هذه ال��بروج، ونجم من ه��ذه النج��وم من حيث يطل��ع إلى حيث يغيب، ثم يع��ود إلى اآلخر حتى يفعل مثل ذلك حتى يأتي على آخرها؟ وهل ك��ان ل��ه بد من أن يجول في أقطار السماء حتى يعرف مط��الع الس��عود منها والنحوس، والبطيء والسريع، ح��تى يحص��ى ذل��ك؟ أو هب��ه قدر على ذلك حتى فرغ مما في السماء ه��ل ك��ان يس��تقيم ل��ه حساب ما في الس��ماء ح��تى يحكم حس��اب م��ا في األرض وم��ا تحتها وأن يعرف ذلك مثل ما قد عاين في السماء؟ ألن مجاريها تحت األرض على غير مجاريها في السماء، فلم يكن يق��در على أحكام حسابها ودقائقها وساعاتها إال بمعرفة ما غ��اب عن��ه تحت��ه ينبغي أن يع��رف أي س��اعة من اللي��ل يطل��ع األرض منه��ا، ألن��ة س��اعة من النه��ار يغيب طالعه��ا، وكم يمكث تحت األرض، وأي غائبها ألنه ال يعاينها، وال ما طلع منها وال ما غاب.. وال ب��د من أن يكون العالم بها واحدا وإال لم ينتفع بالحساب أال ت��زعم أن ذل��ك الحكيم قد دخل في ظلمات األرضين والبحار فسار م��ع النج��وم والشمس والقم�ر في مجاريه�ا على ق�در م�ا س��ار في الس�ماء حتى علم الغيب منها وعلم ما تحت األرض على ق��در م��ا ع��اين

منها في السماء.316

وه��ل أريت��ني أجبت��ك إلى أن أح��دا من أه��لق��ال الملح��د: األرض رقي إلى السماء وقدر على ذلك ح��تى أق��ول: إن��ه دخ��ل

في ظلمات األرضين والبحور؟ فكيف وقع هذا العلم ال��ذي زعمت أنقال اإلمام الصادق:

الحكماء من الناس وضعوه وأن الناس كلهم مولدون ب��ه وكي��فعرفوا ذلك الحساب وهو أقدم منهم؟

أرأيت إن قلت ل��ك: إن ال��بروج لم ت��زل وهيقال الملحد:التي خلقت أنفسها على هذا الحساب ما الذي ترد علي؟

أس��ألك كي��ف يك��ون بعض��ها س��عداق��ال اإلم��ام الص��ادق: وبعضها نحسا، وبعضها مض�يئا وبعض�ها مظلم�ا، وبعض��ها ص�غيرا

وبعضها كبيرا؟ ك�ذلك أرادت أن تك�ون بمنزل�ة الن�اس، ف�إنقال الملح��د:

بعضهم جميل، وبعضهم قبيح، وبعضهم قصير، وبعض��هم طوي��ل،وبعضهم أبيض، وبعضهم أسود، وبعضهم صالح، وبعضهم طالح.

ف�العجب من��ك إني أراودك من��ذ الي��ومقال اإلمام الصادق: على أن تقر بصانع فلم تجبني إلى ذلك ح��تى ك��ان اآلن أق��ررت

بأن القردة والخنازير خلقن أنفسهن! لقد بهتني بما لم يسمع الناس مني!قال الملحد:

أفمنكر أنت لذلك؟قال اإلمام الصادق: أشد إنكار.قال الملحد:

فمن خل��ق الق��ردة والخن��ازير إن ك��انقال اإلمام الصادق: الناس والنج��وم خلقن أنفس��هن؟ فال ب��د من أن تق��ول إنهن من

خلق الناس، أو خلقن أنفسهن، أفتقول: إنها من خلق الناس؟ ال.قال الملحد:

فال بد من أن يك��ون له��ا خ��الق أو هيقال اإلمام الصادق: إنها من خل��ق الن��اس أق��ررت أن له��ا قلت: خلقت أنفسها، فإن

ال بد أن يكون لها خالق فقد صدقت وما أعرفناقلت:خالقا، فإن إنهن خلقن أنفسهن فقد أعطيتني فوق ما طلبتقلت:به، ولئن

من��ك من اإلق��رار بص��انع.. ف��أخبرني بعض��هن قب��ل بعض خلقن بعض��هن قب�لقلت:أنفسهن أم ك�ان ذل�ك في ي��وم واح�د؟ ف��إن

بعض ف���أخبرني الس���ماوات وم���ا فيهن والنج���وم قب���ل األرض إن األرض قب��ل أفالقلت:واإلنس والذر خلقن أم بعد ذلك؟ فإن

ترى قولك إن األشياء لم تزل قد بطل حيث كانت الس��ماء بع��داألرض؟

317

بلى ولكن أقول: معا جميعا خلقن.قال الملحد: أفال ترى أنك ق��د أق��ررت أنه��ا لم تكنقال اإلمام الصادق:

شيئا قبل أن خلقن، وقد أذهبت حجتك في األزلية؟ إني لعلى حد وقوف، ما أدري م��ا أجيب��ك في��هقال الملحد:

ألني أعلم أن الصانع إنما سمي صانعا لصناعته، والص��ناعة غ��ير الصانع، والصانع غير الصناعة ألنه يقال للرج��ل الب��اني لص��ناعته البناء، والبناء غير الباني، والباني غير البناء، وكذلك الحارث غ��ير

الحرث والحرث غير الحارث؟ فأخبرني عن قولك: إن الن��اس خلق��واقال اإلمام الصادق:

أنفس���هم فبكم���الهم خلقوه���ا أرواحهم وأجس���ادهم وص���ورهموأنفاسهم أم خلق بعض ذلك غيرهم؟

بكمالهم لم يخلق ذلك وال شيئا منهم غيرهم.قال الملحد: ف���أخبرني الحي���اة أحب إليهم أمق���ال اإلم���ام الص���ادق:

الموت؟ أو تشك أن��ه ال ش��يء أحب إليهم من الحي��اة،قال الملحد:

وال أبغض إليهم من الموت؟ فأخبرني من خلق الموت الذي يخ��رجقال اإلمام الصادق:

أنفسهم التي زعمت أنهم خلقوها؟ فإنك ال تنكر أن الموت غ��يرالحياة، وأنه هو الذي يذهب بالحياة.

إن الذي خلق الموت غيرهم، فإنقال اإلمام الصادق:فإن هم ال��ذينقلت:الذي خلق الموت هو الذي خلق الحي��اة.. ولئن

خلقوا الموت ألنفسهم إن هذا لمحال من القول! وكي��ف خلق��وا ألنفسهم ما يكرهون إن كانوا كما زعمت خلق��وا أنفس��هم؟ ه��ذا م��ا يس��تنكر من ض��اللك أن ت��زعم أن الن��اس ق��دروا على خل��ق أنفسهم بكمالهم، وأن الحياة أحب إليهم من الموت وخلق��وا م��ا

يكرهون ألنفسهم؟ م��ا أج��د واح��دا من الق�ولين ينق��اد لي ولق��دق��ال الملح��د:

قطعته علي قبل الغاية التي كنت أريدها؟ دع�ني ف�إن من ال�دخول في أب�وابق�ال اإلم�ام الص�ادق:

الجه��االت م��ا ال ينق��اد من الكالم، وإنم��ا أس��ألك عن معلم ه��ذا الحساب الذي علم أه��ل األرض علم ه��ذه النج��وم المعلق��ة في

السماء. ما أج�د يس�تقيم أن أق�ول: إن أح�دا من أه�لقال الملحد:

األرض وضع علم هذه النجوم المعلقة في السماء.318

فال بد أن تقول: إنما علمه حكيم عليمقال اإلمام الصادق:بأمر السماء واألرض ومدبرهما.

إن قلت هذا فقد أقررت لك بإلهك.قال الملحد: أما إنك فقد أعطيتني أن حساب ه��ذهقال اإلمام الصادق:

النجوم حق، وأن جميع الناس ولدوا بها. الشك في غير هذا.قال الملحد:

وك��ذلك أعطيت��ني أن أح��دا من أه��لقال اإلم��ام الص��ادق: األرض لم يقدر على أن يغيب مع هذه النجوم والشمس والقمر

في المغرب حتى يعرف مجاريها ويطلع معها إلى المشرق. الطلوع إلى السماء دون هذا.قال الملحد:

فال أراك تج��د ب��دا من أن ت��زعم أنق��ال اإلم��ام الص��ادق:المعلم لهذا من السماء.

لئن قلت أن ليس له��ذا الحس��اب معلم لق��دق��ال الملح��د: قلت إذا غير الح��ق، ولئن زعمت أن أح��دا من أه��ل األرض علم ما في السماء وم��ا تحت األرض لق��د أبطلت ألن أه��ل األرض ال يقدرون على علم ما وصفت لك من حال هذه النج��وم وال��بروج بالمعاينة وال��دنو منه��ا فال يق��درون علي��ه ألن علم أه��ل ال��دنيا ال يك��ون عن��دنا إال ب��الحواس، وم��ا ي��درك علم ه��ذه النج��وم ال��تي وصفت بالحواس ألنه��ا معلق��ة في الس��ماء وم��ا زادت الح��واس على النظر إليها حيث تطلع وحيث تغيب، فأما حسابها ودقائقه��ا ونحوسها وسعودها وبطيئها وسريعها وخنوس��ها ورجوعه��ا ف��أنى

تدرك بالحواس أو يهتدى إليها بالقياس؟ ف��أخبرني ل��و كنت متعلم��ا مستوص��فاقال اإلمام الص��ادق:

لهذا الحساب من أهل األرض أحب إليك أن تستوصفه وتتعلم��ه،أم من أهل السماء؟

من أهل السماء، إذ كانت النجوم معلقة فيه��اقال الملحد:حيث ال يعلمها أهل األرض. ف��افهم وأدق النظ��ر وناص��ح نفس��كق��ال اإلم��ام الص��ادق:

ألست تعلم أنه حيث كان جميع أه��ل ال��دنيا إنم��ا يول��دون به��ذه النج��وم على م��ا وص��فت في النح��وس والس��عود أنهن كن قب��ل

الناس؟ ما أمتنع أن أقول هذا.قال الملحد:

أفليس ينبغي ل��ك أن تعلم أن قول��ك:قال اإلمام الص��ادق: إن الن��اس لم يزال��وا وال يزال��ون ق��د انكس��ر علي��ك حيث ك��انت

319

النجوم قبل الن��اس، فالن��اس ح��دث بع��دها، ولئن ك��انت النج��وم خلقت قبل الن��اس م��ا تج��د ب��دا من أن ت��زعم أن األرض خلقت

قبلهم. ولم تزعم أن األرض خلقت قبلهم؟قال الملحد:

ألس��ت تعلم أنه��ا ل��و لم تكن األرضق��ال اإلم��ام الص��ادق: جعل الله لخلقه فراشا ومهادا ما استقام الناس وال غ��يرهم من

األنام، وال قدروا أن يكونوا في الهواء إال أن يكون لهم أجنحة؟ وم��ا ذا يغ��ني عنهم األجنح��ة إذا لم تكن لهمق��ال الملح��د:

معيشة؟ ففي ش��ك أنت من أن الن��اس ح��دثقال اإلمام الص��ادق:

بعد األرض والبروج؟ ال ولكن على يقين من ذلك.قال الملحد:

آتيك أيضا بما تبصره.قال اإلمام الصادق: ذلك أنفى للشك عني.قال الملحد:

ألست تعلم أن الذي ت��دور علي��ه ه��ذهقال اإلمام الصادق:النجوم والشمس والقمر هذا الفلك؟

بلى.قال الملحد: أفليس قد كان أساسا لهذه النجوم؟قال اإلمام الصادق:

بلى.قال الملحد: فما أرى هذه النجوم التي زعمت أنه��اقال اإلمام الصادق:

مواليد الناس إال وقد وضعت بعد هذا الفلك ألنه به تدور ال��بروجوتسفل مرة وتصعد أخرى.

قد جئت بأمر واضح ال يش��كل على ذي عق��لقال الملحد: أن الفلك الذي تدور به النجوم هو أساسها الذي وض��ع له�ا ألنه�ا

إن ما جرت به. أقررت أن خالق النجوم التي يولد به��اقال اإلمام الصادق:

الن��اس س��عودهم ونحوس��هم ه��و خ��الق األرض ألن��ه ل��و لم يكنخلقها لم يكن ذرء. ما أجد بدا من إجابتك إلى ذلك.قال الملحد:

أفليس ينبغي لك أن يدلك عقلك علىقال اإلمام الصادق:��ه ال يق��در على خل��ق الس��ماء إال ال��ذي خل��ق األرض وال��ذرء أن والشمس والقمر والنجوم، وأنه لوال السماء وما فيها لهل��ك ذرء

األرض.

320

��ك ق��دقال الملحد: أشهد أن الخالق واحد من غير شك ألن أتيت��ني بحج��ة ظه��رت لعقلي وانقطعت به��ا حج��تي، وم��ا أرى يستقيم أن يكون واضع هذا الحساب ومعلم هذه النج��وم واح��دا من أهل األرض ألنه��ا في الس��ماء وال م��ع ذل��ك يع��رف م��ا تحت األرض منه��ا إال معلم م��ا في الس��ماء منه��ا، ولكن لس��ت أدري كيف سقط أه��ل األرض على ه��ذا العلم ال��ذي ه��و في الس��ماء حتى اتفق حسابهم على ما رأيت من الدقة والصواب ف��إني ل��و��ه لم أعرف من ه��ذا الحس��اب م��ا أعرف��ه ألنكرت��ه وألخبرت��ك أن

باطل في بدء األمر فكان أهون علي. ف��أعطني موثق��ا إن أن��ا أعطيت��ك منقال اإلم��ام الص��ادق:

قبل هذه اإلهليلجة التي في يدك وما تدعي من الطب الذي ه��و صناعتك وصناعة آبائك ح��تى يتص��ل اإلهليلج��ة وم��ا يش��بهها من

األدوية بالسماء لتذعنن بالحق، ولتنصفن من نفسك. ذلك لك.قال الملحد:

ه��ل ك��ان الن��اس على ح��ال وهم الق��ال اإلم��ام الص��ادق:يعرفون الطب ومنافعه من هذه اإلهليلجة وأشباهها؟

نعم.قال الملحد: فمن أين اهتدوا له.قال اإلمام الصادق:

بالتجربة وطول المقايسة.قال الملحد: فكيف خطر على أوهامهم ح�تى هم�واقال اإلمام الصادق:

بتجربته؟ وكيف ظنوا أنه مصلحة لألجس�اد وهم ال ي��رون في��ه إال المضرة! أو كيف عزموا على طلب ما ال يعرفون مم��ا ال ت��دلهم

عليه الحواس؟ بالتجارب.قال الملحد:

أخبرني عن واضع هذا الطب وواص��فقال اإلمام الصادق: هذه العقاقير المتفرقة بين المشرق والمغرب، هل كان ب��د من أن يكون الذي وض�ع ذل�ك ودل على ه��ذه العق�اقير رج�ل حكيم

من بعض أهل هذه البلدان؟ ال بد أن يكون ك��ذلك، وأن يك��ون رجال حكيم��اقال الملحد:

��روا في��ه وضع ذلك وجمع عليه الحكم��اء فنظ��روا في ذل��ك، وفكبعقولهم.

كأنك تريد اإلنصاف من نفسك والوفاءقال اإلمام الصادق: بما أعطيت من ميثاقك فأعلمني كيف عرف الحكيم ذلك؟ وهبه ق��د ع��رف بم��ا في بالده من ال��دواء، والزعف��ران ال��ذي ب��أرض

321

فارس، أتراه اتبع جميع نبات األرض فذاقه شجرة ش��جرة ح��تى ظهر على جميع ذلك؟ وهل يدلك عقل��ك على أن رج��اال حكم��اء قدروا على أن يتبع��وا جمي��ع بالد ف��ارس ونباته��ا ش��جرة ش��جرةهم، وظه��روا على تل��ك الش��جرة ال��تي حتى عرفوا ذل��ك بحواس�� يكون فيها خلط بعض هذه األدوية التي لم تدرك حواسهم ش��يئا

منها؟ وهبه أصاب تلك الشجرة بعد بحثه عنها وتتبعه جميع ش��جر فارس ونباته��ا، كي��ف ع��رف أن��ه ال يك��ون دواء ح��تى يض��م إلي��ه اإلهليلج من الهند، والمصطكي من الروم، والمس��ك من التبت، والدارصيني من الص��ين، وخص��ي بيدس�تر من ال�ترك، واألفي��ون من مصر، والصبر من اليمن، والب��ورق من أرميني��ة، وغ��ير ذل��ك

من أخالط األدوية التي تكون في أطراف األرض؟ و كيف ع�رف أن بعض تل��ك األدوي�ة وهي عق�اقير مختلف�ة يكون المنفع��ة باجتماعه��ا وال يك��ون منفعته��ا في الح��االت بغ��ير اجتماع؟ أم كيف اهتدى لمنابت هذه األدوية وهي ألوان مختلف��ة

وعقاقير متبائنة في بلدان متفرقة؟ فمنها عروق، ومنها لح��اء، ومنه��ا ورق، ومنه��ا ثم��ر، ومنه��ا عصير، ومنها م��ائع، ومنه��ا ص��مغ، ومنه��ا دهن، ومنه��ا م��ا يعص��ر ويطبخ، ومنها ما يعصر وال يطبخ مما سمي بلغات شتى ال يصلح

بعضها إال ببعض، وال يصير دواء إال باجتماعها. و منها مرائر السباع والدواب البرية والبحري��ة، وأه��ل ه��ذه البلدان مع ذلك متعادون مختلفون متفرقون باللغات، متغ��البون بالمناصبة، ومتحاربون بالقتل والسبي أف��ترى ذل��ك الحكيم تتب��ع هذه البلدان حتى عرف كل لغ��ة وط��اف ك��ل وج��ه، وتتب��ع ه��ذه العقاقير مشرقا ومغربا آمنا صحيحا ال يخاف وال يمرض، س��ليما ال يعطب، حيا ال يموت، هاديا ال يضل، قاصدا ال يج��ور، حافظ��ا ال ينسى، نشيطا ال يمل، حتى عرف وقت أزمنتها، ومواضع منابتها مع اختالطها واختالف طبقاتها، وتبيان ألوانها وتفرق أسمائها، ثم وضع مثالها على شبهها وص��فتها، ثم وص��ف ك��ل ش��جرة بنباته��ا

وورقها وثمرها وريحها وطعمها؟ أم هل كان لهذا الحكيم بد من أن يتبع جميع أش��جار ال��دنيا وبقولها وعروقها شجرة شجرة، وورقة ورقة، شيئا شيئا؟ فهب��ه وقع على الشجرة التي أراد فكيف دلته حواسه على أنها تص��لح

لدواء، والشجر مختلف منه الحلو والحامض والمر والمالح؟322

يستوصف في ه��ذه البل��دان ويعم��ل بالس��ؤال،قلت:و إن ه؟ أم كي��ف يهت��دي فأنى يسأل عما لم يعاين ولم يدركه بحواس�� إلى من يسأله عن تلك الشجرة وهو يكلم��ه بغ��ير لس��انه وبغ��ير لغته واألشياء كثيرة؟ فهبه فعل كيف ع��رف منافعه��ا ومض��ارها، وتسكينها وتهييجها، وباردها وحارها، وحلوها ومرارتها وحرافته��ا،

ولينها وشديدها؟ بالظن إن ذلك مما ال يدرك وال يعرف بالطب��ائعقلت:فلئن والحواس.

بالتجربة والشرب لقد كان ينبغي له أن يموتقلت:و لئن في أول ما شرب وجرب تلك األدوية بجهالته بها وقلة م��ع رفت��ه

بمنافعها ومضارها وأكثرها السم القاتل. بل طاف في كل بلد، وأقام في كل أمة يتعلمقلت:و لئن

لغ��اتهم ويج��رب بهم أدويتهم تقت��ل األول ف��األول منهم م��ا ك��ان لتبلغ معرفته الدواء الواحد إال بعد قتل قوم كثير، فما ك��ان أه��ل تلك البلدان الذين قتل منهم من قت��ل بتجربت��ه بال��ذين ينقادون��ه بالقتل وال يدعونه أن يجاورهم، وهبه تركوه وس��لموا ألم��ره ولم ينه��وه كي��ف ق��وي على خلطه��ا، وع��رف ق��درها ووزنه��ا وأخ��ذ��ه، وأك��ثر س��م قات��ل إن مثاقيلها وقرط قراريطها؟ وهبه تتبع كل��ع ه��ذا زيد على قدرها قتل، وإن نقص عن قدرها بطل، وهبه تتب كله وج��ال مش��ارق األرض ومغاربه��ا، وط��ال عم��ره فيه�ا تتبع�ه��ع م��ا لم ي��دخل في شجرة شجرة وبقعة بقعة، كيف كان ل��ه تتب

ذلك من مرارة الطير والسباع ودواب البحر؟ هل كان بد حيث زعمت أن ذلك الحكيم تتبع عقاقير ال��دنيا شجرة شجرة وثمرة ثمرة حتى جمعها كله��ا فمنه��ا م��ا ال يص��لح وال يكون دواء إال بالمرار؟ هل ك��ان ب��د من أن يتب��ع جمي��ع ط��ير��ة وط��ائرا ط��ائرا يقتله��ا ويج��رب الدنيا وسباعها ودوابها دابة دابمرارتها، كما بحث عن تلك العقاقير على ما زعمت بالتجارب؟

و ل��و ك��ان ذل��ك فكي��ف بقيت ال��دواب وتناس��لت وليس��تبمنزلة الشجرة إذا قطعت شجرة نبتت أخرى؟

وهبه أتى على ط��ير ال��دنيا كي��ف يص��نع بم��ا في البح��ر من الدواب التي كان ينبغي أن يتبعها بحرا بحرا ودابة حتى أحاط به كما أح��اط بجمي��ع عق��اقير ال��دنيا ال��تي بحث عنه��ا ح��تى عرفه��ا

وطلب ذلك في غمرات الماء؟

323

��ك ال تجه�ل أن دواب ��ك مهم�ا جهلت ش��يئا من ه��ذا فإن فإن البحر كلها تحت الماء فهل ي��دل العق��ل والح��واس على أن ه��ذا

يدرك بالبحث والتجارب؟ لق��د ض��يقت علي الم��ذاهب، فم��ا أدري م��اق��ال الملح��د:

أجيبك به! فإني آتي��ك بغ�ير ذل�ك مم��ا ه�و أوض��حقال اإلمام الصادق:

وأبين مما اقتصصت عليك، ألست تعلم أن ه��ذه العق��اقير ال��تي منها األدوي��ة والم��رار من الط��ير والس��باع ال يك��ون دواء إال بع�د

االجتماع؟ هو كذلك.قال الملحد:

ف��أخبرني كي��ف ح��واس ه��ذا الحكيمقال اإلم��ام الص��ادق:��ك من أعلم الن��اس وضعت هذه األدوية مثاقيلها وقراريطها؟ فإن ب��ذلك ألن ص��ناعتك الطب، وأنت ت��دخل في ال��دواء الواح��د من اللون الواحد زنة أربعمائة مثقال، ومن اآلخ�ر مثاقي��ل وقراري�ط فما فوق ذلك ودونه حتى يجيء بق��در واح��د معل��وم إذا س��قيت من��ه ص��احب البطن��ة بمق��دار عق��د بطن��ه، وإن س��قيت ص��احب الق��ولنج أك��ثر من ذل��ك اس��تطلق بطن��ه وأالن، فكي��ف أدركت حواسه على هذا؟ أم كيف عرفت حواسه أن الذي يسقى لوجع الرأس ال ينحدر إلى الرجلين، واالنحدار أهون عليه من الصعود؟ وال��ذي يس��قى لوج��ع الق��دمين ال يص��عد إلى ال��رأس، وه��و إلى الرأس عند السلوك أقرب منه؟ وكذلك كل دواء يسقى ص��احبه لكل عضو ال يأخذ إال طريقه في العروق التي تس��قى ل��ه، وك��ل

ذلك يصير إلى المعدة ومنها يتفرق؟أم كيف ال يسفل منه ما صعد وال يصعد منه ما انحدر؟

أم كي��ف ع��رفت الح��واس ه��ذا حتى علم أن ال��ذي ينبغي لألذن ال ينفع العين وما تنتفع ب��ه العين ال يغ��ني من وج��ع األذن، وكذلك جميع األعضاء يصير كل داء منها إلى ذل��ك ال��دواء ال��ذي

ينبغي له بعينه؟ فكيف أدركت العقول والحكمة والحواس ه��ذا وه��و غ��ائب في الجوف والعروق في اللحم، وفوقه الجلد ال يدرك بسمع وال

ببصر وال بشم وال بلمس وال بذوق؟ لقد جئت بما أعرفه إال أنن��ا نق��ول: إن الحكيمقال الملحد:

الذي وضع هذه األدوية وأخالطها ك��ان إذا س��قى أح��دا ش��يئا من

324

��ع عروق��ه ونظ�ر مج��اري تل��ك هذه األدوية فمات شق بطنه وتتباألدوية وأتى المواضع التي تلك األدوية فيها.

فأخبرني ألست تعلم أن الدواء كله إذاقال اإلمام الصادق:وقع في العروق اختلط بالدم فصار شيئا واحد؟

بلى.قال الملحد: أما تعلم أن اإلنسان إذا خرجت نفس��هقال اإلمام الصادق:

برد دمه وجمد؟ بلى.قال الملحد:

فكيف عرف ذل��ك الحكيم دواءه ال��ذيقال اإلمام الصادق: سقاه للمريض بعد ما صار غليظا عبيط��ا ليس بأمش��اج يس��تدل

عليه بلون فيه غير لون الدم؟ لقد حملتني على مطية صعبة م��ا حملت علىقال الملحد:

مثلها قط، ولقد جئت بأشياء ال أقدر على ردها. ف��أخبرني من أين علم العب��اد م��اق��ال اإلم��ام الص��ادق:

وصفت من ه��ذه األدوي��ة ال��تي فيه��ا المن��افع لهم حتى خلطوه��ا وتتبعوا عقاقيرها في هذه البلدان المتفرق��ة، وعرف��وا مواض��عها ومعادنها في األماكن المتباينة، وما يصلح من عروقها وزنتها من مثاقيلها وقراريطها، وما يدخلها من الحجارة ومرار السباع وغير

ذلك؟ ق��د أع��ييت عن إجابت��ك لغم��وض مس��ائلكق��ال الملح��د:

��اي إلى أم��ر ال ي��درك علم��ه ب��الحواس، وال بالتش��بيه وإلجائك إي والقياس، وال بد أن يكون وضع هذه األدوية واضع، ألنها لم تض��ع هي أنفسها، وال اجتمعت حتى جمعها غيرها بع��د معرفت��ه إياه��ا، فأخبرني كيف علم العباد ه��ذه األدوي��ة ال��تي فيه��ا المن��افع حتى

خلطوها وطلبوا عقاقيرها في هذه البلدان المتفرقة؟ إني ضارب ل��ك مثال وناص��ب ل��ك دليالقال اإلمام الصادق:

تعرف به واضع هذه األدوية والدال على هذه العقاقير المختلف��ةوباني الجسد وواضع العروق التي يأخذ فيها الدواء إلى الداء.

ف��إن قلت ذل��ك لم أج��د ب��دا من االنقي��اد إلىقال الملح��د:ذلك.

ف��أخبرني عن رج��ل أنش��أ حديق��ةق��ال اإلم��ام الص��ادق: عظيمة، وبنى عليها حائطا وثيقا، ثم غرس فيها األشجار واألثمار والرياحين والبقول، وتعاهد سقيها وتربيته�ا، ووقاه��ا م��ا يض��رها، حتى ال يخفى عليه موضع كل صنف منها ف��إذا أدركت أش��جارها

325

وأينعت أثمارها واهتزت بقولها دفعت إلي��ه فس��ألته أن يطعم��ك لون��ا من الثم��ار والبق��ول س��ميته ل��ه أت��راه ك��ان ق��ادرا على أن ينطلق قاصدا مستمرا ال يرجع، وال يهوي إلى شيء يم��ر ب��ه من الش��جرة والبق��ول حتى ي��أتي الش��جرة ال��تي س��ألته أن يأتي��ك بثمره��ا، والبقل��ة ال��تي طلبته��ا حيث ك��ان من أدنى الحديق��ة أو

أقصاها فيأتيك بها؟ نعم.قال الملحد:

أفرأيت ل�و ق�ال ل�ك ص�احب الحديق�ةقال اإلمام الصادق: حيث سألته الثمرة: ادخل الحديق��ة فخ��ذ حاجت��ك ف��إني ال أق��در على ذل��ك، ه��ل كنت تق��در أن تنطل��ق قاص��دا ال تأخ��ذ يمين��ا وال

شماال حتى تنتهي إلى الشجرة فتجتني منها؟ وكي��ف أق��در على ذل��ك وال علم لي في أيق��ال الملح��د:

مواضع الحديقة هي؟ أفليس تعلم أنك لم تكن لتص��يبها دونقال اإلمام الصادق:

أن تهجم عليه بتعسف وجوالن في جميع الحديق��ة حتى تس��تدل عليها ببعض حواسك بعد م��ا تتص��فح فيه��ا من الش��جرة ش��جرة ش��جرة وثم��رة ثم��رة ح��تى تس��قط على الش��جرة ال��تي تطلب

ببعض حواسك أن تأتيها، وإن لم ترها انصرفت؟ وكي��ف أق��در على ذل��ك ولم أع��اين مغرس��هاقال الملح��د:

حيث غرست، وال منبتها حيث نبتت، وال ثمرتها حيث طلعت. فإن��ه ينبغي ل��ك أن ي��دلك عقل��ك حيثقال اإلمام الصادق:

عجزت حواسك عن إدراك ذل��ك أن ال��ذي غ��رس ه��ذا البس��تان العظيم فيما بين المشرق والمغرب وغرس في��ه ه��ذه األش��جار والبقول هو الذي دل الحكيم الذي زعمت أنه وض��ع الطب على تلك العقاقير ومواضعها في المش��رق والمغ��رب، وك��ذلك ينبغي لك أن تستدل بعقلك على أنه ه��و ال��ذي س��ماها وس��مى بل��دتها وعرف مواضعها كمعرفة صاحب الحديقة ال��ذي س��ألته الثم��رة، وكذلك ال يستقيم وال ينبغي أن يكون الغ��ارس وال��دال عليه��ا إال

الدال على منافعها ومضارها وقراريطها ومثاقيلها. إن هذا لكما تقول.قال الملحد:

أفرأيت لو كان خالق الجسد وم��ا في��هقال اإلمام الصادق: من العصب واللحم واألمعاء والعروق التي يأخذ فيها األدوية إلى الرأس وإلى القدمين وإلى ما س��وى ذل��ك غ��ير خ��الق الحديق��ة

326

وغارس العقاقير، هل كان يعرف زنتها ومثاقيلها وقراريطها ومايصلح لكل داء منها، وما كان يأخذ في كل عرق؟

وكيف يعرف ذلك أو يقدر عليه وهذا ال ي��دركقال الملحد: ب��الحواس، م��ا ينبغي أن يع��رف ه��ذا إال ال��ذي غ��رس الحديق��ة

وعرف كل شجرة وبقلة وما فيها من المنافع والمضار. أفليس كذلك ينبغي أن يك��ون الخ��الققال اإلمام الصادق:

واحدا؟ ألنه ل��و كان��ا اث��نين أح��دهما خ��الق ال��دواء واآلخ��ر خ��الق الجسد والداء لم يهتد غارس العقاقير إليص��ال دوائ��ه إلى ال��داء الذي بالجسد مم��ا ال علم ل��ه ب��ه، وال اهت��دى خ��الق الجس��د إلى علم ما يصلح ذلك الداء من تلك العقاقير، فلما كان خالق ال��داء والدواء واحدا أمض��ى ال��دواء في الع��روق ال��تي ب��رأ وص��ور إلى الداء الذي عرف ووضع فعلم مزاجه��ا من حره��ا وبرده��ا ولينه��ا وشديدها وما يدخل في كل دواء منه من القراري��ط والمثاقي��ل، وما يصعد إلى ال��رأس منه��ا وم��ا يهب��ط إلى الق��دمين منه��ا وم��ا

يتفرق منه فيما سوى ذلك. ال أشك في هذا ألنه لو كان خالق الجسد غ��يرقال الملحد:

خالق العقاقير لم يهتد واحد منهما إلى ما وصفت. فإن الذي دل الحكيم الذي وصفت أنهقال اإلمام الصادق:

أول من خلط هذه األدوي��ة ودل على عقاقيره��ا المتفرق��ة فيم��ا بين المشرق والمغرب، ووضع هذا الطب على م��ا وص��فت ل��ك ه�و ص�احب الحديق�ة فيم�ا بين المش�رق والمغ�رب، وه�و ب�اني الجس��د، وه��و دل الحكيم ب��وحي من��ه على ص��فة ك��ل ش��جرة وبلدها، وم��ا يص��لح منه��ا من الع��روق والثم��ار وال��دهن وال��ورق والخش���ب واللح���اء وك���ذلك دل���ه على أوزانه���ا من مثاقيله���ا وقراريطها وما يصلح لك��ل داء منه��ا وك��ذلك ه��و خ��الق الس��باع والطير والدواب التي في مراره��ا المن��افع مم��ا ي��دخل في تل��ك األدوية فإنه لو كان غير خالقها لم يدر م��ا ينتف��ع ب��ه من مراره��ا وما يضر وما يدخل منها في العقاقير، فلما كان الخالق س��بحانه وتعالى واحدا دل على ما فيه من المن��افع منه�ا فس��ماه باس�مه

حتى عرف وترك ما ال منفعة فيه منها. فمن ثم علم الحكيم أي الس���باع وال���دواب والط���ير في���ه��ه المنافع وأيها ال منفع�ة في��ه، ول�و ال أن خ�الق ه�ذه األش��ياء دل

عليها ما اهتدى بها.

327

إن ه��ذا لكم��ا تق��ول، وق��د بطلت الح��واسق��ال الملح��د:والتجارب عند هذه الصفات.

أم��ا إذا ص��حت نفس��ك فتع��ال ننظ��رقال اإلم��ام الص��ادق: بعقولنا ونستدل بحواسنا، هل كان يستقيم لخالق ه�ذه الحديق�ة وغارس هذه األشجار وخالق هذه الدواب والطير والن��اس ال��ذي خلق هذه األشياء لمنافعهم أن يخل��ق ه��ذا الخل��ق ويغ��رس ه��ذا

الغرس في أرض غيره مما إذا شاء منعه ذلك؟ م��ا ينبغي أن تك��ون األرض ال��تي خلقت فيه��اقال الملح��د:

الحديقة العظيمة وغرست فيه األش��جار إال الخ��الق ه��ذا الخل��قوملك يده.

فقد أرى األرض أيضا لصاحب الحديقةقال اإلمام الصادق:التصال هذه األشياء بعضها ببعض.

ما في هذا شك.قال الملحد: ف��أخبرني وناص��ح نفس��ك ألس��ت تعلمقال اإلمام الصادق:

أن ه��ذه الحديق��ة وم��ا فيه��ا من الخلق��ة العظيم��ة من اإلنس والدواب والطير والشجر والعقاقير والثمار وغيرها ال يصلحها إال

شربها وريها من الماء الذي ال حياة لشيء إال به؟ بلى.قال الملحد:

أف��ترى الحديق��ة وم��ا فيه��ا من ال��ذرءقال اإلمام الص��ادق: خالقها واحد، وخالق الم��اء غ��يره يحبس��ه عن ه��ذه الحديق��ة إذا

شاء ويرسله إذا شاء فيفسد على خالق الحديقة؟ ما ينبغي أن يكون خالق ه��ذه الحديق�ة وذارئقال الملحد:

هذا ال��ذرء الكث��ير وغ��ارس ه��ذه األش��جار إال الم��دبر األول وم��ا ينبغي أن يكون ذلك الماء لغيره، وأن اليقين عندي لهو أن الذي يجري هذه المياه من أرضه وجبال��ه لغ��ارس ه��ذه الحديق��ة وم��ا فيها من الخليقة ألنه لو كان الماء لغير ص��احب الحديق��ة لهلكت الحديقة وما فيها، ولكنه خ�الق الم�اء قب��ل الغ�رس وال��ذرء وب�ه

استقامت األشياء وصلحت. أف��رأيت ل��و لم يكن له��ذه المي��اهق��ال اإلم��ام الص��ادق:

المنفجرة في الحديقة مغيض لما يفضل من شربها يحبس��ه عن الحديق��ة أن يفيض عليه�ا أليس ك�ان يهل��ك م�ا فيه�ا من الخل�ق

على حسب ما كانوا يهلكون لو لم يكن لها ماء؟ بلى ولكني ال أدري لع��ل ه��ذا البح��ر ليس ل��هقال الملحد:

حابس وأنه شيء لم يزل.328

أما أنت فقد أعطيتني أن��ه ل��وال البح��رقال اإلمام الصادق:ومغيض المياه إليه لهلكت الحديقة.

أجل.قال الملحد: فإني أخبرك عن ذلك بما تستيقن ب��أنقال اإلمام الصادق:

�ه جعل��ه خالق البحر هو خالق الحديقة وما فيها من الخليق�ة، وأنمغيضا لمياه الحديقة مع ما جعل فيه من المنافع للناس.

فاجعلني من ذلك على يقين كما جعلت��ني منقال الملحد:غيره.

ألست تعلم أن فضول ماء الدنيا يصيرقال اإلمام الصادق:في البحر؟

بلى.قال الملحد: فهل رأيته زائ��دا ق��ط في ك��ثرة الم��اءقال اإلمام الصادق:

وتتابع األمطار على الحد الذي لم يزل عليه؟ أو هل رأيته ناقصافي قلة المياه وشدة الحر وشدة القحط؟

ال.قال الملحد: أفليس ينبغي أن يدلك عقل��ك على أنقال اإلمام الصادق:

خالقه وخالق الحديقة وما فيها من الخليقة واحد، وأنه هو ال��ذي وضع له حدا ال يجاوزه لكثرة الم��اء وال لقلت��ه، وأن مم��ا يس��تدل��ه يقب��ل ب��األمواج أمث��ال الجب��ال يش��رف على على م��ا أق��ول أن السهل والجبل فل��و لم تقبض أمواج��ه ولم تحبس في المواض��ع التي أمرت باالحتباس فيه��ا ألطبقت على ال��دنيا ح��تى إذا انتهت على تلك المواضع التي لم تزل تنتهي إليها ذلت أمواجه وخض��ع

أشرافه. إن ذلك لكما وص��فت، ولق��د ع��اينت من��ه ك��لقال الملحد:

الذي ذكرت، ولقد أتيتني ببرهان ودالالت م��ا أق��در على إنكاره��اوال جحودها لبيانها.

وغير ذلك سآتيك به مما تعرف اتصالقال اإلمام الصادق: الخلق بعضه ببعض، وأن ذلك من مدبر حكيم عالم قدير، ألست تعلم أن عام��ة الحديق��ة ليس ش��ربها من األنه��ار والعي��ون وأن أعظم م��ا ينبت فيه��ا من العق��اقير والبق��ول ال��تي في الحديق��ة ومعاش ما فيها من الدواب والوحوش والطير من البراري التي

ال عيون لها وال أنهار إنما يسقيه السحاب؟ بلى.قال الملحد:

329

أفليس ينبغي أن ي��دلك عقل��ك وم��اق��ال اإلم��ام الص��ادق:��ه ل��و أدركت بالحواس التي زعمت أن األشياء ال تعرف إال بها أن كان الس��حاب ال��ذي يحتم��ل من المي��اه إلى البل��دان والمواض��ع ال��تي ال تناله��ا م��اء العي��ون واألنه��ار وفيه��ا العق��اقير والبق��ول والشجر واألنام لغير صاحب الحديق��ة ألمس��كه عن الحديق��ة إذا شاء، ولكان خالق الحديقة من بقاء خليقت��ه ال��تي ذرأ وب��رأ على غرور ووجل، خائفا على خليقته أن يحبس صاحب المط��ر الم��اء

الذي ال حياة للخليقة إال به؟ إن الذي جئت به لواضح متصل بعض��ه ببعض،قال الملحد:

وم��ا ينبغي أن يك��ون ال��ذي خل��ق ه��ذه الحديق��ة وه��ذه األرض، وجعل فيه�ا الخليق�ة وخل�ق له�ا ه�ذا المغيض، وأنبت فيه�ا ه�ذه الثمار المختلفة إال خالق السماء والسحاب، يرسل منها ما ش��اء من الماء إذا شاء أن يسقي الحديقة ويحيي ما في الحديق��ة من الخليقة واألشجار والدواب والبقول وغ��ير ذل��ك، إال أني أحب أن

تأتيني بحجة أزداد بها يقينا وأخرج بها من الشك.��ه من قب��لقال اإلمام الصادق: فإني آتيك به��ا إن ش��اء الل

إهليلجت��ك واتص��الها بالحديق��ة، وم��ا فيه��ا من األش��ياء المتص��لةبأسباب السماء لتعلم أن ذلك بتدبير عليم حكيم.

وكيف تأتيني بما ي��ذهب عني الش��ك من قب��لقال الملحد:اإلهليلجة؟

فيما أريك فيها من إتقان الص��نع، وأث��رقال اإلمام الصادق: التركيب المؤلف، واتصال ما بين عروقها إلى فروعه��ا، واحتي��اج

بعض ذلك إلى بعض حتى يتصل بالسماء. إن أريتني ذلك لم أشك.قال الملحد:

ألس��ت تعلم أن اإلهليلج��ة نابت��ة فيق��ال اإلم��ام الص��ادق:��ق بس��اق األرض وأن عروقها مؤلفة إلى أصل، وأن األصل متعل متصل بالغصون، والغصون متصلة ب��الفروع، والف��روع منظوم��ة باألكمام والورق، وملبس ذلك كله ال�ورق ويتص��ل جميع�ه بظ�ل

يقيه حر الزمان وبرده؟ أما اإلهليلجة فقد تبين لي اتص��ال لحائه��ا وم��اقال الملحد:

بين عروقها وبين ورقه��ا ومنبته��ا من األرض، فأش��هد أن خالقه��ا واحد ال يشركه في خلقه��ا غ��يره إلتق�ان الص��نع واتص��ال الخل��ق

وائتالف التدبير وإحكام التقدير.

330

إن أريت��ك الت��دبير مؤتلف��ا بالحكم��ةق��ال اإلم��ام الص��ادق: واإلتقان معتدال بالصنعة، محتاجا بعضه إلى بعض، متصال باألرض

التي خرجت منها اإلهليلجة في الحاالت كلها أتقر بخالق ذلك؟ إذن ال أشك في الوحدانية.قال الملحد:

ف��افهم وافق��ه م��ا أص��ف ل��ك: ألس��تقال اإلمام الصادق: تعلم أن األرض متصلة بإهليلجت��ك وإهليلجت��ك متص��لة ب��التراب، والتراب متص��ل ب��الحر وال�برد، والح��ر وال�برد متص��الن ب��الهواء، واله��واء متص��ل ب��الريح، وال��ريح متص��لة بالس��حاب، والس��حاب متص��ل ب��المطر، والمط��ر متص��ل باألزمن��ة، واألزمن��ة متص��لة بالشمس والقم��ر، والش��مس والقم��ر متص��الن ب��دوران الفل��ك، والفلك متصل بما بين الس��ماء واألرض ص��نعة ظ��اهرة، وحكم��ة بالغ��ة، وت��أليف متقن، وت��دبير محكم، متص��ل ك��ل ه��ذا م��ا بين السماء واألرض، ال يقوم بعضه إال ببعض، وال يتأخر واح��د منهم��ا عن وقته، ول��و ت��أخر عن وقت��ه لهل��ك جمي��ع من في األرض من

األنام والنباتات؟ إن ه��ذه لهي العالم��ات البين��ات وال��دالالتق��ال الملح��د:

الواضحات التي يجري معها أثر التدبير، بإتقان الخل��ق والت��أليف مع إتقان الصنع، لكني لست أدري لعل ما تركت غير متصل بما

ذكرت. وما تركت؟قال اإلمام الصادق:

الناس.قال الملحد:��ه متص��لق��ال اإلم��ام الص��ادق: ألس��ت تعلم أن ه��ذا كل

بالناس، سخره لها المدبر الذي أعلمتك أنه إن تأخر ش��يء مم��ا عددت عليك هلكت الخليقة، وباد جميع ما في الحديق��ة، وذهبت

اإلهليلجة التي تزعم أن فيها منافع الناس؟ر لي ه��ذا الب��اب على م��اقال الملحد: فهل تق��در أن تفس��لخصت لي غيره؟

نعم أبين لك ذلك من قب��ل إهليلجت��ك،قال اإلمام الصادق:حتى تشهد أن ذلك كله مسخر لبني آدم.

وكيف ذلك؟قال الملحد: خلق الله السماء سقفا مرفوع��ا، ول��وقال اإلمام الصادق:

ال ذلك اغتم خلقه لقربها، وأحرقتهم الشمس لدنوها، وخلق لهم شهبا ونجوما يهتدى بها في ظلمات البر والبح��ر لمن��افع الن��اس،

331

ونجوما يع��رف به��ا أص��ل الحس��اب، فيه��ا ال��دالالت على إبط��الالحواس.

و وجود معلمه��ا ال��ذي علمه��ا عب��اده، مم��ا ال ي��درك علمه��ا ب��العقول فض��ال عن الح��واس، وال تق�ع عليه�ا األوه�ام وال تبلغه��ا العقول إال به ألنه العزيز الجبار الذي دبرها وجع��ل فيه��ا س��راجا وقمرا منيرا، يسبحان في فلك يدور بهما دائبين، يطلعهم��ا ت��ارة

ويؤفلهما أخرى.��ام والش�هور والس��نين ال�تي هي من س��بب فبنى علي��ه األي الشتاء والصيف والربيع والخريف، أزمنة مختلفة األعمال، أصلها اختالف الليل والنهار اللذين ل��و ك��ان واح��د منهم��ا س��رمدا على العباد لما ق��امت لهم مع��ايش أب��دا، فجع��ل م��دبر ه��ذه األش��ياء وخالقها النهار مبصرا والليل س��كنا، وأهب��ط فيهم��ا الح��ر وال��برد متبائنين ل��و دام واح��د منهم��ا بغ��ير ص��احبه م��ا نبتت ش��جرة وال طلعت ثمرة، ولهلكت الخليقة ألن ذلك متصل ب��الريح المص��رفة في الجهات األربع، باردة ت��برد أنفاس��هم وح��ارة تلقح أجس��ادهم وتدفع األذى عن أبدانهم ومعايشهم، ورطوبة ت��رطب طب��ائعهم، ويبوس��ة تنش��ف رطوب��اتهم وبه��ا ي��أتلف المف��ترق وبه��ا يتف��رق الغمام المطب��ق ح��تى ينبس��ط في الس��ماء كي��ف يش��اء م��دبره فيجعله كسفا فترى الودق يخرج من خالله بقدر معلوم لمع��اش مفهوم، وأرزاق مقسومة وآجال مكتوبة، ولو احتبس عن أزمنته��ه المط��ر في ووقته هلكت الخليقة ويبست الحديق��ة، ف��أنزل الل أيام��ه ووقت�ه إلى األرض ال�تي خلقه�ا لب��ني آدم، وجعله�ا فرش��ا ومهادا، وحبسها أن تزول بهم، وجعل الجبال له��ا أوت��ادا، وجع��ل فيه��ا ين��ابيع تج��ري في األرض بم��ا تنبت فيه��ا ال تق��وم الحديق��ة والخليقة إال بها، وال يصلحون إال عليها مع البحار ال��تي يركبونه��ا،��ا وغ��يره يأكلون��ه، ويستخرجون منها حلية يلبس��ونها ولحم��ا طري فعلم أن إله البر والبحر والسماء واألرض وما بينهم��ا واح��د حي

قيوم مدبر حكيم، وأنه لو كان غيره الختلفت األشياء. و كذلك السماء نظير األرض التي أخرج الله منها حبا وعنبا��ف ��ا، بت��دبير مؤل وقضبا، وزيتونا ونخال، وحدائق غلبا، وفاكه��ة وأب مبين، بتصوير الزهرة والثمرة حياة لبني آدم، ومعاشا تق��وم ب��ه��ه في أص��وافها أجس��ادهم، وتعيش به��ا أنع��امهم ال��تي جع��ل الل وأوبارها وأش��عارها أثاث��ا ومتاع��ا إلى حين، واالنتف��اع به��ا والبالغ على ظهورها معاشا لهم ال يحيون إال به، وص��الحا ال يقوم��ون إال

332

عليه، وكذلك ما جهلت من األش��ياء فال تجه��ل أن جمي��ع م��ا في األرض شيئان: شيء يولد، وش��يء ينبت، أح��دهما آك��ل، واآلخ��ر

مأكول. و مما يدلك عقلك أنه خالقهم م��ا ت��رى من خل��ق اإلنس��ان وتهيئ��ة جس��ده لش��هوة الطع��ام، والمع��دة لتطحن الم��أكول،�أ له�ا األمع�اء، ول�و ك�ان ومجاري الع�روق لص�فوة الطع�ام، وهي خالق المأكول غيره لما خلق األجس��اد مش��تهية للم��أكول وليس

له قدرة عليه. لقد وص��فت ص��فة أعلم أنه��ا من م��دبر حكيمقال الملحد:

لطي��ف ق��دير، ق��د آمنت وص��دقت أن الخ��الق واح��د س��بحانه وبحمده، غير أني أشك في هذه الس�مائم القاتل��ة أن يك��ون ه�و

الذي خلقها ألنها ضارة غير نافعة! أليس قد صار عندك أنها من غير خلققال اإلمام الصادق:

الله؟ نعم، ألن الذي خلق عبيده ولم يكن ليخلق م��اقال الملحد:

يضرهم.رك من ه��ذا ش��يئا تعرف��ه والق��ال اإلم��ام الص��ادق: سأبص��

أنبئك إال من قبل إهليلجتك هذه وعلمك بالطب. هات.قال الملحد:

ه��ل تع��رف ش��يئا من النبت ليس في��هقال اإلمام الصادق:مضرة للخلق.

نعم.قال الملحد: ما هو؟قال اإلمام الصادق:

هذه األطعمة.قال الملحد: أليس هذا الطعام ال��ذي وص��فت بغ��يرقال اإلمام الصادق:

أل��وانهم، ويهيج أوج��اعهم حتى يك��ون منه��ا الج��ذام وال��برصوالسالل والماء األصفر، وغير ذلك من األوجاع؟

هو كذلك.قال الملحد: أما هذا الباب فقد انكسر عليك.قال اإلمام الصادق:

أجل.قال الملحد: ه��ل تع��رف ش��يئا من النبت ليس في��هقال اإلمام الصادق:

منفعة؟ نعم.قال الملحد:

333

أليس يدخل في األدوية التي يدفع به��اقال اإلمام الصادق: األوجاع من الجذام والبرص والس��الل وغ��ير ذل��ك، وي��دفع ال��داء

ويذهب السقم مما أنت أعلم به لطول معالجتك؟ إنه كذلك؟قال الملحد:

فأخبرني أي األدوية عن��دكم أعظم فيقال اإلمام الصادق:السمائم القاتلة؟ أليس الترياق؟

نعم هو رأسها وأول ما يف��رغ إلي��ه عن��د نهشقال الملحد:الحيات ولسع الهوام وشرب السمائم.

أليس تعلم أنه ال بد لألدوي��ة المرتفع��ةقال اإلمام الصادق: واألدوي���ة المحرق���ة في أخالط التري���اق إال أن تطبخ باألف���اعي

القاتلة؟ نعم هو كذلك، وال يك��ون التري��اق المنتف��ع ب��هقال الملحد:

الدافع للسمائم القاتلة إال بذلك، ولقد انكس��ر علي ه��ذا الب��اب،��ه خ��الق ��ه وح��ده ال ش��ريك ل��ه، وأن فأن��ا أش��هد أن ال إل��ه إال الل الس��مائم القاتل��ة واله��وام العادي��ة، وجمي��ع النبت واألش��جار، وغارس��ها ومنبته��ا، وب��ارىء األجس��اد، وس��ائق الري��اح، ومس��خر��ه خ��الق األدواء ال��تي تهيج باإلنس��ان كالس��مائم الس��حاب، وأن القاتلة التي تجري في أعض��ائه وعظام��ه، ومس��تقر األدواء وم��ا يصلحها من الدواء، العارف بالروح، ومجري ال��دم وأقس��امه في��ه الع��روق واتص��اله بالعص��ب واألعض��اء والعص��ب والجس��د، وأن عارف بما يصلحه من الحر وال��برد، ع��الم بك��ل عض��و بم��ا في��ه، وأنه هو الذي وضع هذه النج��وم وحس��ابها والع��الم به��ا، وال��دال على نحوس��ها وس��عودها وم��ا يك��ون من الموالي��د، وأن الت��دبير واحد لم يختلف متصل فيما بين السماء واألرض وما فيها، ف��بين لي كي��ف قلت ه��و األول واآلخ��ر وه��و اللطي��ف الخب��ير وأش��باه

ذلك؟ هو األول بال كيف، وهو اآلخر بال نهاية،قال اإلمام الصادق:

ليس له مثل، خل��ق الخل��ق واألش��ياء ال من ش��يء وال كي��ف، بال��ه ال كي��ف ل��ه، وإنم��ا عالج وال معان��اة وال فك��ر وال كي��ف، كم��ا أن الكيف بكيفية المخلوق ألنه األول ال بدء له، وال شبه وال مثل وال ضد وال ند، ال يدرك ببصر، وال يحس بلمس، وال يعرف إال بخلق��ه

تبارك وتعالى. فصف لي قوته.قال الملحد:

334

��ا للخل��ققال اإلمام الصادق: إنما سمي ربنا جل جالله قوي العظيم الق��وي ال��ذي خل��ق مث��ل األرض وم��ا عليه��ا من جباله��ا وبحارها ورمالها وأشجارها وم��ا عليه��ا من الخل��ق المتح��رك من اإلنس ومن الحي��وان، وتص��ريف الري��اح والس��حاب المس��خر المثق��ل بالم��اء الكث��ير، والش��مس والقم��ر وعظمهم��ا وعظم نورهما الذي ال تدركه األبصار بلوغا وال منتهى، والنجوم الجاري��ة ودوران الفلك، وغلظ الس��ماء، وعظم الخل��ق العظيم والس��ماء المس���قفة فوقن���ا راك���دة في اله���واء، وم���ا دونه���ا من األرض المبسوطة، وما عليها من الخلق الثقيل، وهي راكدة ال تتح��رك، غير أنه ربم�ا ح�رك فيه�ا ناحي�ة، والناحي�ة األخ�رى ثابت�ة، وربم�ا خسف منها ناحية والناحي��ة األخ��رى قائم��ة، يرين��ا قدرت��ه وي��دلنا بفعله على معرفته، فلهذا سمي قويا ال لقوة البطش المعروف��ة من الخلق، ولو كانت قوته تشبه قوة الخلق لوقع عليه التشبيه، وكان محتمال للزيادة، وما احتمل الزيادة ك��ان ناقص��ا، وم��ا ك��ان��ه ناقصا لم يكن تاما، وما لم يكن تاما ك��ان ع��اجزا ض��عيفا، والل

عز وجل ال يشبه بشيء. و إنما قلنا: إنه قوي للخلق الق��وي، وك��ذلك قولن��ا: العظيم

والكبير وال يشبه بهذه األسماء الله تبارك وتعالى. أفرأيت قوله: سميع بصير عالم؟قال الملحد:

إنم��ا يس��مى تب��ارك وتع��الى به��ذهق��ال اإلم��ام الص��ادق:��ه ال يخفى علي��ه ش��يء مم��ا ال تدرك��ه األبص��ار من األس��ماء ألن شخص صغير أو كبير، أو دقيق أو جليل، وال نصفه بصيرا بلح��ظ

عين كالمخلوق. و إنما سمي سميعا ألنه م��ا يك��ون من نج��وى ثالث��ة إال ه��و رابعهم، وال خمسة إال هو سادس��هم، وال أدنى من ذل��ك وال أك��ثر إال ه��و معهم أينم��ا ك��انوا، يس��مع النج��وى، ودبيب النم��ل على الصفا، وخفقان الطير في الهواء، ال تخفى عليه خافية وال شيء مما أدركته األسماء واألبصار وما ال تدركه األسماع واألبصار، م��ا جل من ذلك وما دق، وما صغر وما كبر، ولم نقل سميعا بص��يرا��ه ال كالسمع المعقول من الخلق، وك��ذلك إنم��ا س��مي عليم��ا ألن يجهل شيئا من األشياء، ال تخفى عليه خافي��ة في األرض وال في السماء علم ما يكون وما ال يكون، وما لو كان كيف يك��ون، ولم نص��ف عليم��ا بمع��نى غري��زة يعلم به��ا، كم��ا أن للخل��ق غري��زة يعلم��ون به��ا، فه��ذا م��ا أراد من قول��ه: عليم، فع��ز من ج��ل عن

335

الصفات ومن نزه نفسه عن أفعال خلقه فهذا هو المع��نى، ول��وال ذلك ما فصل بينه وبين خلقه، فسبحانه وتقدست أسماؤه.

إن هذا لكما تقول، ولق��د علمت إنم��ا غرض��يقال الملحد: أن أسأل عن رد الجواب فيه عند مصرف يسنح عني، ف��أخبرني لعلي أحكمه فيكون الحجة قد انش��رحت للمتعنت المخ��الف، أو السائل المرتاب، أو الطالب المرتاد مع ما في��ه أله��ل الموافق��ة��ه للفع��ل من االزدياد، فأخبرني عن قوله: لطيف، وقد عرفت أن

ولكن قد رجوت أن تشرح لي ذلك بوصفك. إنم��ا س��ميناه لطيف��ا للخل��ق اللطي��ف،قال اإلمام الصادق:

ولعلمه بالشيء اللطيف مما خلق من البعوض والذرة، ومما هو أصغر منهما ال يك�اد تدرك�ه األبص�ار والعق�ول، لص�غر خلق�ه من عين��ه وس��معه وص��ورته، ال يع��رف من ذل��ك لص��غره ال��ذكر من األنثى، وال الحديث المولود من القديم الوالد، فلم��ا رأين��ا لط��ف ذلك في صغره وموضع العقل فيه والشهوة للفساد والهرب من الموت، والحدب على نسله من ولده، ومعرفة بعضها بعضا، وما كان منها في لجج البحار، وأعنان السماء والمفاوز والقفار، وم��ا هو معنا في منزلنا، ويفهم بعضهم بعضا من منطقهم، وم��ا يفهم من أوالدها، ونقلها الطعام إليها والماء، علمنا أن خالقها لطي��ف

وأنه لطيف بخلق اللطيف، كما سميناه قويا بخلق القوي. إن الذي جئت به لواضح، فكي��ف ج��از للخل��ققال الملحد:

أن يتسموا بأسماء الله تعالى؟ إن الله ج��ل ثن��اؤه وتقدس��ت أس��ماؤهقال اإلمام الصادق:

أباح للناس األس��ماء ووهبه��ا لهم، وق��د ق��ال القائ��ل من الن��اس��ه تع��الى ��ه: واح��د.. ويق��ول: ق��وي والل للواحد: واحد، ويق��ول لل��ه رازق، ��ه ص��انع.. ويق��ول: رازق والل قوي.. ويق��ول: ص��انع والل ويقول: سميع بصير والله س��ميع بص��ير، وم��ا أش��به ذل��ك.. فمن قال لإلنسان: واحد فهذا له اسم وله شبيه، والله واحد وه��و ل��ه اسم وال ش�يء ل�ه ش��بيه وليس المع�نى واح�دا.. وأم�ا األس�ماء فهي داللتنا على المسمى ألنا قد نرى اإلنسان واحدا وإنما نخبر واحدا إذا ك�ان مف�ردا فعلم أن اإلنس�ان في نفس�ه ليس بواح�د في المعنى ألن أعضاءه مختلفة وأجزاءه ليست س��واء، ولحم��ه غير دمه، وعظمه غير عصبه، وشعره غير ظفره، وس��واده غ��ير بياضه، وكذلك سائر الخلق، واإلنس��ان واح��د في االس��م، وليس��ه فه��و الواح��د بواحد في االسم والمعنى والخل��ق، ف��إذا قي��ل لل

336

الذي ال واحد غيره، ألنه ال اختالف فيه، وهو تبارك وتعالى سميعوبصير وقوي وعزيز وحكيم وعليم فتعالى الله أحسن الخالقين.

فأخبرني عن قوله: رؤوف رحيم، وعن رض��اهقال الملحد:ومحبته وغضبه وسخطه. إن الرحمة وما يحدث لنا منه��ا ش��فقةقال اإلمام الصادق:

��ه ثواب��ه لخلق��ه، والرحم��ة من العب��اد ومنها جود، وإن رحم��ة اللشيئان:

أح���دهما: يح���دث في القلب الرأف���ة والرق���ة لم���ا ي���رىبالمرحوم من الضر والحاجة وضروب البالء.

��ا من بع��د الرأف��ة واللط��ف على و اآلخ��ر: م��ا يح��دث منالمرحوم والرحمة منا ما نزل به.

و قد يقول القائل: انظر إلى رحمة فالن، وإنما يريد الفعل الذي حدث عن الرقة التي في قلب فالن، وإنما يضاف إلى الله

عز وجل من فعل ما حدث عنا من هذه األشياء.��ه كم��ا و أما المعنى الذي هو في القلب فه��و منفي عن الل

وصف عن نفسه فهو رحيم ال رحمة رقة.�رت طبائعن��ا، وترتع�د �ا إذا غض�بنا تغي و أما الغضب فه�و من أحيانا مفاصلنا وحالت ألواننا، ثم نجيء من بعد ذل��ك بالعقوب��ات

فسمي غضبا، فهذا كالم الناس المعروف. و الغضب شيئان: أحدهما في القلب، وأما المعنى الذي هو في القلب فهو منفي عن الله جل جالله، وكذلك رضاه وسخطه ورحمته على هذه الصفة جل وعز ال شبيه له وال مثل في شيء

من األشياء. فأخبرني عن إرادته.قال الملحد:

إن اإلرادة من العباد الضمير وما يب��دوقال اإلمام الصادق:��ه ع��ز وج��ل ف��اإلرادة للفع��ل بعد ذل��ك من الفع��ل، وأم��ا من الل

إحداثه إنما يقول له: كن فيكون بال تعب وال كيف. قد بلغت.. حسبك فهذه كافية لمن عقل.قال الملحد:

337

هذا الكتاب يضم ه��ذا الكت��اب أل��ف ح��ديث من األح��اديث ال��تي تع��رف بجالل الل��ه تع��الى وجمال��ه وص��فاته وأس��مائه الحس��نى، وك��ل المع��ارف الس��امية المرتبط��ة ب��ذلك،

والموافقة للقرآن الكريم، وهو يهدف إلى أمرين: : تث�����بيت الحق�����ائق القرآني�����ة في النفساألول

وأئم��ةوتقريرها عبر الكلمات النورانية لرس��ول الل��ه الهدى، والذين هم أعرف الخلق بالله، وأعظمهم هداي��ة

وداللة عليه. : ال��رد على ك��ل التحريف��ات ال��تي ط��التالث��اني

العقيدة في الله بس��بب تغليب المتش��ابه على المحكم، والتصور والتوهم على العقل، وأئمة الض��اللة على أئم��ة اله��دى، مم��ا مكن من الخراف��ة والتجس��يم والتش��بيه والجبر وكل أنواع الضاللة من الدخول إلى هذه العقي��دة األساسية من الدين، وتحويلها عن معانيه��ا القرآني��ة إلى

معان أقرب إلى الوثنية منها إلى اإلسالم. ولذلك فإن هذا الكتاب هو البديل السليم لكل تل��ك المت��ون العقدي��ة ال��تي ن��اء به��ا ظه��ر ال��تراث العق��دي اإلس��المي، وال��ذي اقتص��ر الكث��ير من��ه على ش��رحها وتقريره��ا معرض��ا عن تل��ك الكلم��ات الن��يرة الجميل��ة

وأئمة الهدى.. والتي هي الن��ور الخ��الصلرسول الله الذي أهداه الله تعالى لخلقه ليكون وسيلتهم إليه.

338