06-63108—December 2006—5,00006-63108—December 2006—5,000

asdf

حتالـف احلضاراتتقـريـر الفريق الرفيع املستـوى

13 تشرين الثاين/نوفمرب 2006

األمــم املتحــدةنيويورك، 2006

مالحظةليس يف التســـميات املســـتخدمة يف هذا املنشور وال يف طريقة عرض مادته ما يتضّمن التعبري عن أّي رأي كان لألمانة العامة لألمم املتحدة بشـــأن املركز القانوين ألّي بلد أو إقليم أو مدينة أو منطقة، أو لســـلطات أّي منها، أو بشـــأن تعيني ختومها أو

حدودها.

ويشري أيضًا مصطلح “بلد” املستخدم يف نص املنشور، حسب االقتضاء، إىل أقاليم أو مناطق.

حتالف األمــم املتحــدة للحضــارات

لالطالع على املزيد من املعلومات، الرجاء تصّفح موقع الويب لتحالف احلضارات:www.unAoC.org

ج

املحتويات

اجلزء األول

3 سـد اهلـوة يف العامل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . - أواًل5 مبادئ إرشادية . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . - ثانيًا7 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . السياق العاملي - ثالثًا7 حملـة عامـة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 8 هويات وتصورات. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 8 ظهور التطرف. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 11 البعد السياسي. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . - رابعًا11 الروايات التارخيية . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 11 العالقات بني اجملتمعات بالبالد الغربية واإلسالمية. . . . . . . . . . . . . . . . . 13 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . توجهات يف اجملتمعات املسلمة17 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . حنو حتالف للحضارات: توصيات للسياسة العامة - خامسًا17 الشرق األوسط . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 19 توصيات أخرى للسياسة العامة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

اجلزء الثاين

23 جماالت العمل الرئيسية. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . - سادسًا23 التعليم. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 25 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الشباب26 اهلجرة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 27 وسائط اإلعالم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 29 التوصيات. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . - سابعًا29 التعليم. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 32 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الشباب34 اهلجرة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 36 وسائط اإلعالم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 39 تطبيق التوصيات . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . - ثامنًا

املرفقات

43 اختصاصات الفريق الرفيع املستوى . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . املرفق 1: 43 السياق . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 43 الفريق الرفيع املستوى . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 44 بنية الدعم. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 45 أعضاء الفريق الرفيع املستوى . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . املرفق 2:

47ورقة قدمها ســـعادة الســـيد هيوبرت فيدرين وســـعادة الســـيد آندريه آزوالي عن الصراع املرفق 3:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . اإلسرائيلي - الفلسطيين

51 وثائق أخرى ذات صلة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى د

اجلزء األول

سـّد اهلـوة يف العامل - أوالً

يعاين عاملنا من حالة عدم توازن تدعو إىل االنـزعاج. وبالنسبة لكثريين فإّن القرن املاضي شهد تقدمًا 1 - 1وازدهارًا وحرية غري مســـبوقة. وبالنســـبة آلخرين كان ميثل عصرًا من اخلضوع واإلذالل واملصادرة. وعاملنا مليء بقدر هائل من عدم املســـاواة والتناقضات؛ عامل أصبح فيه دخل أغىن ثالثة شـــعوب على كوكـــب األرض أكـــرب من جمموع دخل الدول األقل منوًا يف العامل، وحيث يؤدي فيه الطب احلديث معجزات يومية ومع ذلك ميوت ثالثة ماليني نسمة كل سنة بسبب أمراض ميكن تفاديها. وهو أيضًا عـــامل نعرف فيه أكثر مـــن ذي قبل عن عوامل بعيدة، ومع ذلك هناك 130 مليون طفل حمرومون من التعليم. وبالرغم من وجود معاهدات ومؤسسات متعددة األطراف فإّن املجتمع الدويل يبدو يف أحيان كثرية عاجزًا عن مواجهة الصراعات واإلبادة اجلماعية. وبالنسبة ملعظم البشرية فإّن التحرر من احلاجة

واخلوف يبدو صعب املنال كاملعتاد.حنن نعيش أيضًا يف عامل يزداد تعقيدًا، حيث املفاهيم اليت تســـبب االنقســـام يف الرأي ويلهبها الظلم 2 - 1وعـــدم املســـاواة غالبًا ما تـــؤدي إىل عنف وصراع يهدد االســـتقرار العاملي. وعلى مدى الســـنوات القليلة املاضية أدت احلروب واالحتالل واألعمال اإلرهابية إىل تفاقم الشـــك واخلوف املتبادل داخل املجتمعات وبينها. وقد اســـتغل بعض الزعماء السياســـيني وقطاعات مـــن اإلعالم وكذلك مجاعات متشددة هذا اجلو فرمست صورًا لعامل يتألف من ثقافات وديانات أو حضارات يقصي كل منها اآلخر

وكانت عرب التاريخ متجهة حنو املواجهة.لألســـف فإّن القلق واالضطراب الذي ســـببته نظرية “صدام احلضارات” قد شوه بنود النقاش حول 3 - 1الطابـــع احلقيقي للمحنة اليت يواجههـــا العامل. فتاريخ العالقات بني الثقافات ليس فقط تاريخ حروب ومواجهات بل إنه أيضًا يرتكز على قرون من املبادالت البّناءة والتالقح التهجيين والتعايش السلمي. وفضاًل عن ذلك فإّن تصنيف املجتمعات املتنوعة واملرنة داخليًا على أســـاس خطوط احلضارات اليت ال سبيل إىل إغفاهلا إمنا تعرقل الطرق األكثر وضوحًا لفهم مسائل اهلوية والباعث النفسي والسلوك. واهلـــوة القائمـــة بني األقوياء والضعفاء أو األغنياء والفقراء أو بني جمموعات سياســـية وطبقات ومهن وقوميـــات خمتلفة هلا قـــوة إيضاح أكرب من تلك الفئات الثقافية. واحلقيقـــة أن الصور النمطية األخرية ال تؤدي إاّل إىل تعميق اآلراء املســـتقطبة بالفعل. واألســـوأ من ذلك إنه بترويج الرأي اخلاطئ عن أن الثقافات تتجه حنو تصادم ال ميكن تفاديه، فإّن ذلك من شأنه أن يساعد على حتويل املنازعات القابلة للتفاوض إىل صراعات معقدة قائمة على اهلوية تســـتحوذ على اخليال الشـــعيب. ولذلك من الضروري

مواجهة الصور النمطية والتصورات اخلاطئة اليت تقوي أمناط العداء وعدم الثقة بني املجتمعات.ويف هـــذا الســـياق فـــإّن احلاجة تبدو أعظم من ذي قبل لبناء اجلســـور بني املجتمعـــات وتعزيز احلوار 4 - 1والتفاهـــم وتكويـــن إرادة سياســـية مجاعية ملعاجلة عدم التوازنات يف العامل. وهـــذه املهمة العاجلة هي ســـبب مبـــادرة )حتالف احلضارات( اليت أطلقها األمني العام لألمـــم املتحدة عام 2005 حتت الرعاية املشـــتركة لرئيس وزراء كل من إسبانيا وتركيا. و“حتالف احلضارات” يؤكد اتفاق الرأي عرب األمم والثقافات والديانات على أن مجيع املجتمعات مرتبطة معًا يف إنسانيتها وتعاضدها يف سعيها من أجل

االستقرار واالزدهار والتعايش السلمي.

3

يســـعى “التحالف” إىل عالج اهلوة املتســـعة بني املجتمعات عن طريق التأكيد من جديد على منوذج 5 - 1االحتـــرام املتبـــادل بني شـــعوب ذات ثقافات وتقاليد دينية خمتلفة وأيضًا عن طريق اإلســـهام يف تعبئة العمل املنســـق حنو هذه الغاية. وهذا املجهود يعكس إرادة الغالبية العريضة من الشـــعوب على رفض التطرف يف أّي جمتمع وتأييد احترام التنـوع الديين والثقايف. ولتوجيه هـذه املبادرة شّكل األمني العـام فريقًا رفيع املســـتوى من أشـــخاص بارزين قاموا بإعداد هذا التقرير 1. وعلى أســـاس حتليلي فإّن هذا التقرير يقيِّم العالقات بني جمتمعات خمتلفة ويبحث ظهور االجتاه املعاصر حنو التطرف مع توجيه اهتمام خاص للعالقات بني جمتمعات غربية وجمتمعات مســـلمة، واضعًا يف االعتبار أن مثل هذه التوصيفات ال تعكـــس التنوع اهلائل داخـــل كل جمتمع. ويوصي التقرير بربنامج عمـــل عملي للحكومات )على مســـتوى املدينة والدولة والوطن واإلقليم( وللمنظمات الدولية وللمجتمع املدين على أمل املســـاعدة

على تقليص العداوة وتشجيع التوافق بني األمم والثقافات يف العامل.

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 4

يعكس هذا التقرير اآلراء املجتمعة ألعضاء الفريق الرفيع املستوى، ولكنها ال تتضّمن اإلمجاع التام على مجيع النقاط. 1

5

مبادئ إرشادية - ثانيـــًا

“حتالف احلضارات” بطبيعة احلال جيب أن يقوم على منظور متعدد األقطاب، وعلى هذا النحو كان 1 - 2الفريق الرفيع املستوى يسترشد يف مداوالته مببادئ حّددت إطار العمل لتعزيز ثقافة احلوار واالحترام بني مجيع األمم والثقافات. واملراجع األساسية لتلك املبادئ هي ميثاق األمم املتحدة واإلعالن العاملي حلقوق اإلنســـان لعام 1948 الذي يســـعى إىل حترير البشـــرية من اخلوف والبؤس وذلك إضافة إىل

الوثائق األساسية األخرى بشأن احلقوق الثقافية والدينية 2.ميكـــن فقـــط تنظيم عامل تتزايد عوملته واســـتقالله عن طريق حكم القانون وإرســـاء نظام فّعال متعّدد 2 - 2األطراف يكون نظام األمم املتحدة هو جوهره. وهذا يســـتلزم التمســـك بالقانون الدويل واملعاهدات الدوليـــة مبـــا يف ذلك مجيع احلقوق واملســـؤوليات اليت حتكم إدارة احلرب كما هـــو مبّين بوضوح يف القانون اإلنساين الدويل )وخاصة اتفاقيات جنيف( واحترام املؤسسات املنشئة هلا ودعم اآلليات اليت

تفصل يف انتهاكات تلك املبادئ.يشـــّكل االحترام الثابت والكامل حلقوق اإلنســـان األســـاس لقيام جمتمعات مستقرة وعالقات دولية 3 - 2سليمة. وتشمل تلك احلقوق حظرًا على التعذيب اجلسماين والنفسي وكذلك احلق يف حرية العقيدة وحرية التعبري واملشـــاركة. وتســـتند وحدة تلك احلقوق إىل طبيعتها العاملية وغري املشـــروطة. ولذلك ينبغـــي اعتبار هذه احلقوق منيعة وجيب على مجيع الدول واملنظمات الدولية واملنظمات غري احلكومية

واألفراد االلتزام هبا يف ظل كل الظروف.يعّد تنوع احلضارات والثقافات أحد املالمح األساسية للمجتمع اإلنساين وقوة حمركة للتقدم اإلنساين. 4 - 2واحلضارات والثقافات إمنا تعكس الثراء والتراث العظيمني للبشـــرية؛ وهي بطبيعتها تتداخل وتتفاعل وتتطور يف عالقتها مع بعضها البعض. وليس هناك تسلسل هرمي بني الثقافات إذ ساهم كل منها يف

تطور البشرية؛ واحلقيقة أن تاريخ احلضارات هو تاريخ االستعارة املتبادلة والتالقح التهجيين.يـــؤّدي الفقـــر إىل اليأس والشـــعور بالظلـــم والتغريب الـــذي عندما يرتبط مع املظامل السياســـية ميكن 5 - 2أن يـــؤّدي إىل خلـــق التطـــرف، والقضاء على الفقر ســـوف حيّد من تلك العوامـــل املرتبطة بالتهميش

االقتصادي والتغريب ولذلك جيب متابعتها هبمة حسب ما دعت إليه أهداف األلفية للتنمية.ال ميكـــن تربير اإلرهاب. ولكي ننجح يف متكني املؤسســـات الدولية واحلكومات من وقف اإلرهاب 6 - 2جيـــب علينا معاجلة مجيـــع الظروف املؤدية إليـــه، واالعتراف بالروابط اليت تربط بني الســـالم واألمن والتنمية االجتماعية واالقتصادية وحقوق اإلنســـان. ويف هذا الصدد فإّن االستراتيجية العاملية ملكافحة

اإلرهاب اليت أقّرهتا األمم املتحدة أخريًا متثل عالمة بارزة هامة.يهيئ احلكم الدميقراطي الذي ميثل املواطنني ويستجيب الحتياجاهتم وتطلعاهتم أفضل الوسائل فاعلية 7 - 2بالنســـبة لألفراد لتحقيق إمكاناهتم بصورة كاملة. ولكي يتحقق النجاح لألنظمة الدميقراطية ينبغي أن تنبثق عضويًا من داخل ثقافة كل جمتمع حبيث تعكس قيمه املشتركة وتتكيف مع احتياجات مواطنيه

.)www.unAoC.org( انظر الوثائق املرجعية املوجودة على موقع الويب لتحالف احلضارات 2

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 6

ومصاحلهم. وهذا ميكن حتقيقه فقط عندما يكون الناس أحرارًا ويشعرون بأهنم هم الذين يتحّكمون يف مصائرهم.

ميثل الدين بعدًا متزايد األمهية لكثري من املجتمعات ومصدرًا هامًا للقيم بالنســـبة لألفراد. وميكن أن 8 - 2يقوم بدور حاســـم يف تشـــجيع التقدير للثقافات والديانات وأساليب احلياة األخرى وذلك للمساعدة

على قيام التناغم واالنسجام فيما بينها.

7

السياق العاملي - ثالثــًا

حملـة عامـة

التطـــورات السياســـية والتكنولوجية اليت حدثت خالل القرن العشـــرين زرعت األمـــل يف إمكانية ظهور 1 - 3فترة غري مســـبوقة من التوافق بني األمم وحدوث حتســـن هائل يف مستوى الرفاه العاملي. وبالفعل قد حتقق الكثري: فالتعاون متعدد األطراف وأنشطة املجتمع املدين مّهدا الطريق أمام عدد من التطورات اإلجيابية يف العالقات الدولية، مبا يف ذلك حظر استخدام األلغام األرضية، وكذلك إنشاء حماكم جنائية دولية والبدء يف اختاذ مبادرات تعاونية واسعة املدى هبدف استئصال األمراض أو حماربة الفقر. وبالرغم من تلك اإلجنازات اســـتمر الشعور بالضيق العام يف كثري من األوســـاط حيال أوضاع العامل. وهناك إدراك واسع النطاق بأن املؤسســـات املتعددة األطراف اليت مت إنشـــاؤها لتطوير املبادئ العاملية وحتســـني الرفاه العام غري فّعالة نظرًا لغياب التأييد من جانب معظم الدول القوية، واخلوف احلقيقي من أن فرصة شباب اليوم يف مستقبل أكثر سالمًا واستقرارًا وازدهارًا باتت معرضة للخطر. وهذا التشاؤم هو يف بعض احلاالت نتيجة قوى حمركة

حملية وقومية وإقليمية ولكن هناك أيضًا سياق عاملي أوسع نطاقًا جيب وضعه يف االعتبار.ومن منظور اجتماعي وسياسي واقتصادي فإّن الغرب هو املحرك للعوملة؛ ومع ذلك فإنه على ما يبدو 2 - 3معرض للخطر من بعض اجتاهاهتا. والدول الغربية حتتفظ بقوة سياســـية واقتصادية وعســـكرية عارمة يف العامل مبا يف ذلك نفوذ غري متكافئ يف هيئات سياســـية واقتصادية متعّددة األطراف. واحلدود غري املنيعة، وتدفق الســـكان املتزايد من الدول الفقرية إىل الدول الغنية، وجمتمعات املهاجرين غري املندجمة، وختّطـــي أثـــر العوامـــل االقتصادية والبيئية والصحية وحـــى األمنية للحدود، قد أبـــرز كالًّ من تكافل

املجتمعات واتساع اهلوة فيما بينها.وفيما يتعلق بالرفاه االقتصادي فقد استمرت زيادة عدم املساواة يف الدخل يف العقود األخرية. وتشري 3 - 3الدراســـات الراهنـــة إىل أن االندماج املتزايد يف االقتصـــاد العاملي قد فاقم بالفعل من حجم االختالف يف النمو االقتصادي للدول. وهكذا فإّن أكثر من نصف البشر يعيش حياة احلرمان كما أن اهلوة بني الفقراء واألغنياء داخل الدول وبينها تبدو يف ازدياد شديد. والنظم الصحية والتعليمية يف الدول النامية ال تزال غري كافية. وتدمري البيئة بصورة متزايدة وانتشار األسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية يبدو كما لو أنه أفلت من الرقابة الفّعالة كما أن املبيعات العاملية للســـالح ســـواء الرمسية أو غري املشـــروعة

جترى بصورة تفلت فيها من املراقبة.وفيما يتعلق بالرفاه السياسي هناك إدراك متنام بأن املبادئ العاملية حلقوق اإلنسان واحلكم الدميقراطي 4 - 3ميكـــن فقـــط الدفاع عنها بقوة يف تلك احلاالت اليت ينظر إليها من جانب دول قوية معّينة على أهنا يف صاحلها - وهو هنج انتقائي يقلل من شرعية املؤسسات متعددة األطراف املكلفة بتوضيح تلك املبادئ وتعزيزها ومناصرهتا. والواقع أن البيانات البليغة اليت تدعم الدميقراطية تفقد جدواها عندما تقوم دول

قوية بتجنب حكومات منتخبة دميقراطيًا ويف بعض األحيان اإلطاحة هبذه احلكومات.يبدو أن اآلليات واألســـاليب التكنولوجية اليت تتفاعل هبا املجتمعات فيما بينها قد تطورت بصورة أسرع 5 - 3من إرادتنا السياسية الستخدامها لفائدة اجلميع. وهذه البيئة توفر أرضًا خصبة لظهور سياسات قائمة على

اهلوية ميكن بدورها أن تؤّدي إىل توترات عنيفة بني املجتمعات وإذكاء عالقات عدائية فيما بينها.

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 8

هويات وتصورات

اهلويـــات الثقافية املتنوعة تشـــكل جـــزًءا ال يتجزأ من ثراء التجربة اإلنســـانية، ومن مث ينبغي احترامها 6 - 3وتشجيعها. وتقوم التقاليد والعادات على وجه اخلصوص بدور رئيسي يف تطوير ونقل اهلوية احلديثة. ولكن االندفاع الشديد حنو “عوملة العامل” شكل حتديًا هلوية اجلماعات يف كثيــر مــن أجــزاء العــامل مبـــا يف ذلك أمريـــكا الالتينية وأفريقيا وآســـيا. والواقع أن التقدم الذي مت إحـــرازه يف النصف األخري من القرن العشـــرين أتاح لألمم والثقافات املختلفة إمكانية التواصل بســـهولة أكرب والتفاوض بشـــأن مصاحلهـــا بســـهولة أكرب ومتابعة أهدافها املشـــتركة مع االحتفاظ هبوياهتـــا ومعتقداهتا املتميزة. ويرى الكثـــريون أن الذي ظهر بداًل من ذلـــك هو نظام دويل يقدم للبعض الفرصة لرفاه اقتصادي يف مقابل قدر أكرب من توافق الثقافات وجتانســـها إىل جانب إزاحة األســـر واملجتمعات بسبب التوسع العمراين وإنكار أساليب احلياة التقليدية أو مصادرهتا وأيضًا تدين أوضاع البيئة. وحيثما تشعر املجتمعات بأهنا تواجه بالتهميش وحجب اخليارات بالنســـبة للمستقبل أو حى الظلم واالستئصال فمن املحتم أن يرد

البعض بالتأكيد على هوياهتم األوىل بقوة أكرب.يف املجتمعـــات الدميقراطية عندما تطالب مجاعات تشـــترك يف تاريخ واحد من التمييز واجلور حبقوق 7 - 3متســـاوية ومشـــاركة سياسية رمبا جيري التعامل معها بصورة سلمية على سبيل املثال عن طريق العمل اإلجيـــايب لـــرد الظلم. ويف األنظمة السياســـية اليت ال تتيح قناة لالســـتماع إىل املظـــامل فغالبًا ما تظهر مجاعات متشّددة تدعو إىل استخدام العنف لتحقيق اإلنصاف. ويف حني ينظر إليها البعض كحركات حتريـــر فـــإّن البعض اآلخـــر يعتربها خطرًا على األمـــن القومي. ويف الطرف اآلخر مـــن الصورة، فإّن الراديكاليني املتنافســـني على مكاســـب اقتصادية أو سياسية ميكنهم أن يســـتغلوا الشعور باإلذالل أو احلرمان جلذب أعضاء ألحزاب سياســـية أو مجاعات متشـــددة تشـــكلت على أسس دينية أو عرقية. وال شـــك أن التقديرات غري الســـليمة يف وســـائط اإلعالم واليت تصاحبها يف بعض األحيان حتليالت موضوعية ولكن يف أغلب األحيان تكون يف شـــكل ســـطحي ومفرط يف تبسيط الواقع، تزيد من سوء

التصورات السلبية املتبادلة.

ظهور التطرف

إّن اســـتغالل الديـــن من جانب أصحاب عقائد مذهبية بقصد اســـتمالة النـــاس إىل قضاياهم أّدى إىل 8 - 3تصور خاطئ بأن الدين ذاته هو ســـبب أساســـي للصراع بني الثقافات. ولذلك من الضروري تبديد إســـاءة الفهم وتقدمي تقييم موضوعي ومتكامل لدور الدين يف السياســـة املعاصرة. وبالفعل رمبا تظهر عالقـــة تكافلية بني الدين والسياســـة يف عصرنا حيث يؤثـــر كل منهما يف اآلخر. وكمثال من املاضي فإّن املشـــروع االســـتعماري العلماين ظاهريًا املتمثل يف “مهمة التمدين” أو االعتقاد السائد يف القرن التاســـع عشـــر يف “املصري احلتمي” كان له يف الواقع جذور دينية عميقة. وبالعكس فإّن بعض املنابر

الدينية العلنية لبعض احلركات املعاصرة ختفي أطماعًا سياسية تستغل الدين ألهداف إيديولوجية.منـــذ منتصف القرن التاســـع عشـــر وحى منتصف القرن العشـــرين اعتقد العديد مـــن النخب الثقافية 9 - 3والسياســـية بأن التحديث ســـوف يقضي على حيوية الدين. ويقول أصحاب هذا الرأي إنه كلما زاد

9 السياق لعاملي - ثالثًا

الناس ثراًء ومتتعوا حبرية سياسية أكرب وكلما زاد مستوى تعليمهم فإّن العلمنة والعلمانية كمبدأ قانوين وسياسي سوف حيّققان تقدمًا أيضًا يقلل كثريًا من دور الدين يف األحداث العاملية. ولكن يف العقود األخرية حتّدت معظم الديانات العاملية الرئيسية هذه الفرضية وأوجدت هلا دورًا يف السياسة. وهنالك تأييـــد متزايـــد يف بعض املجتمعات لدور أكـــرب للدين يف احلياة العامة. وتعـــرب الغالبية عن هذه الرغبة بوســـائل ســـلمية وبإصرار يف عامل ينظر إليه الكثريون بأنه يزداد عداًء للدين. ولكن هناك نسبة ضئيلة

من جمموعات ذات دوافع دينية على مستوى العامل تشارك يف أعمال العنف.يف هذه املرحلة من املهم توضيح فهمنا لبعض املصطلحات الشائعة االستعمال. “فاألصولية” مصطلح 10 - 3غريب صاغه املســـيحيون الربوتســـتانت وهو ال ينطبق بســـهولة على جمتمعات أخرى. وهو يســـتخدم أحيانًا لوصف حركات يزعجها هتميش الدين يف املجتمع العلماين وتسعى إىل أن يستعيد الدين دوره املركـــزي. ورغـــم أن مجيـــع تلك احلركات هي يف الواقع تتميز بقدر كبـــري من التجديد كما أهنا غري تقليديـــة فإهنـــا كثريًا ما تدعو إىل العودة إىل جذور التقاليد الدينية وااللتزام احلريف بالنصوص واملبادئ األساســـية بغض النظر عن العوامل التارخيية. وبالرغم من عدم الدقة يف اســـتخدام هذا املصطلح فمن اجلديـــر باملالحظة هنا أن مثل هذه احلركات توجـــد يف معظم األعراف اخلاصة بالعقائد. وفضاًل عن ذلك فهي ليســـت بطبيعتها عنيفة والعنصر املشـــترك بينها هو خيبة أمل عميقة وخوف من التحديث العلمـــاين الذي وجده الكثـــريون منهم مّيااًل إىل التجاوزات وغري أخالقـــي وبدون معىن. ومن ناحية أخـــرى فإّن التطرف يدعـــو إىل إجراءات راديكالية لتحقيق أهداف سياســـية وهو بطبيعته ليس دينيًا وميكـــن أن يوجد يف حركات علمانية. ويف بعض احلاالت ميكن اســـتخدام اإليديولوجيات األصولية

واملتطرفة لتربير أعمال العنف بل وحى هجمات إرهابية على مدنيني.ومـــن الضـــروري اإلقرار بأنه ليس بني األديان يف العـــامل دين يقبل أو يؤيد قتل األبرياء. وكل األديان 11 - 3تدعـــو إىل التراحـــم والعدل واحترام كرامة احلياة. ومع ذلك ففي عدد كبري من النـزاعات اليت جرت مؤخرًا يف كثري من أجزاء العامل مت استغالل الدين لتربير عدم التسامح والعنف بل وحى قتل النفس. ويف اآلونـــة األخـــرية ارتكبت مجاعـــات راديكالية عددًا مـــن أعمال العنف واإلرهـــاب يف جمتمعات إســـالمية. وبســـبب هذه األعمـــال جرى النظر إىل اإلســـالم على أنه بطبيعته ديـــن يدعو إىل العنف. ومـــا يعلن يف هذا الصدد يف أحســـن األحـــوال هو أن هذه النظرة غري صحيحـــة أو أن وراءها دوافع

شريرة. وهي تزيد الفرقة وترسخ العداوة اخلطرية املتبادلة بني املجتمعات.إّن الدافع للتطرف واإلرهاب ال يقتصر على تفسريات إقصائية للدين كما أن استخدامهما ال يقتصر 12 - 3على عناصر غري خاضعة لدول. واحلقيقة أن دوافع سياسية علمانية كانت وراء بعض من أكثر عصور اإلرهاب بشـــاعة يف الذاكرة احلية مبا يف ذلك املحرقة )اهلولوكوست( اليت ارتكبت يف أوروبا والقمع الســـتاليين يف االحتاد الســـوفيايت وحديثًا أعمال اإلبادة اجلماعية يف كمبوديا والبلقان ورواندا وكلها ارتكبت بواســـطة دول. وباختصار فإّن نظرة عابرة على القرن العشـــرين تبني أن األعمال اإلرهابية

والتطرف مل يكونا حكرًا على مجاعة أو ثقافة أو منطقة جغرافية أو توجه سياسي واحد.حيثما تعتقد جمتمعات أهنا تواجه متييزًا وإذالاًل وهتميشـــًا متواصاًل مبنيًا على أســـباب عرقية أو دينية 13 - 3أو متعلقة باهلوية فإهنا على األرجح ســـوف تؤكد هويتها بعدوانية أكثر. وطاملا ظل مصدر الســـخط قائمًا وخاصة عندما يتفاقم حدة بزيادة اإلذالل أو اليأس من العملية السياســـية العادية ســـوف يسعى القادة املعتدلون دومًا إىل جماراة أساليب أولئك الذين يؤججون مشاعر الغضب اجلماعي بينما يرفعون

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 10

شـــعارات اإلخاء واإلنصاف من خالل إيديولوجيات إقصائية وسياســـات عدائية وعنف. وال ميكن لإلجـــراءات املضادة الفّعالة أن تعتمد فقط علـــى مهامجة أنصار مثل هذه اإليديولوجيات. ويف الواقع فإّن مثل هذه األساليب من املحتمل أن تلهب نفس املشاعر اليت تسعى إلمخادها. واحلل الدائم الوحيد يكمن يف عالج جذور مشـــاعر الغضب والســـخط اليت جتعل إيديولوجيات اإلقصاء والعنف تتســـم باجلاذبية يف املقام األول. ومل حيدث أن اجتمعت اإليديولوجيات اإلقصائية والنظرة العدائية والغطرسة الثقافية والصور النمطية يف اإلعالم بصورة أكثر خطورة يف صراعات نشأت عن ظلم حقيقي وومهي

مثلما هو احلال يف عالقات بني جمتمعات غربية ومسلمة.

11

البعد السياسي - رابعــًا

الروايات التارخيية

اســـتنادًا إىل جهـــود احلوار بـــني احلضارات 3 واملبـــادرات 4 األخرى ذات الصلـــة، جيب على حتالف 1 - 4احلضـــارات أن يـــدرس - يف إطـــار هنج متعّدد األقطاب وشـــامل - وضع العالقـــات بني املجتمعات املعاصـــرة املختلفـــة، وآرائها العاملية واملفاهيم املتبادلة اليت تشـــكل تلك العالقات. ويركز التحليل هنا علـــى العالقـــات بني املجتمعات الغربية واملســـلمة على الرغم من أن النهج الـــذي يتبعه الفريق الرفيع املســـتوى يف هذا املوضوع قد يكون مبثابة مرجع لســـد هوة اخلالفات األخرى مبا يصب يف مصلحة

إقرار السالم واالنسجام.بالرغـــم مـــن الفتـــرات التارخيية اليت اكتنفهـــا توتر ومواجهات بـــني معتنقي الديانـــات التوحيدية الثالث 2 - 4 الرئيســـية - وهـــي نـزاعـــات غالبًا ما كانت متيل يف طبيعتها إىل اجلانب السياســـي أكثر من الديين - فإنه مـــن املهـــم توضيح أن التعايش الســـلمي والتجارة املرحبة والتعلم املتبادل شـــكلت مســـات مميزة للعالقات بني املســـيحية واإلســـالم واليهودية منذ أقدم العصور وحى اليوم. يف العصور الوســـطى، كانت احلضارة اإلسالمية مصدرًا رئيسيًا لإلبداع، واكتساب املعرفة والتقدم العلمي الذي ساهم يف ظهور عصر النهضة والتنوير يف أوروبا. وتارخييًا، يف ظل احلكم اإلســـالمي، كان لليهود واملســـيحيني مطلق احلرية يف ممارسة معتقداهتـــم. ووصـــل الكثـــري منهم إىل مناصب سياســـية مرموقـــة واختذ اليهود على وجـــه اخلصوص من اإلمرباطورية اإلســـالمية على مـــر العصور التارخيية مالذًا هلم للفرار من التمييـــز واالضطهاد. وباملثل، يف القرون األخرية، كان للتطور السياسي والعلمي والثقايف والتكنولوجي الذي يشهده الغرب األثر الكبري يف الكثري من أوجه احلياة يف املجتمعات املسلمة، كما أن الكثري من املسلمني سعوا للهجرة إىل البلدان الغربية

ويرجع سبب ذلك يف جانب منه إىل احلريات السياسية والفرص االقتصادية اليت وجدوها هناك.

العالقات بني اجملتمعات بالبالد الغربية واإلسالمية

الروايـــات املختارة عن التاريخ القدمي تســـتخدمها احلركات الراديكالية لرســـم صورة مشـــؤومة بأن 3 - 4املجتمعـــات ذات األديان املعروفة تارخييًا واحلصريـــة بصورة متبادلة مقدر هلا أن تتواجه. فيجب الرد علـــى مثـــل هذه الروايات التارخيية االنتقائية. واألهم ألغراض هـــذا التقرير هو حقيقة أن هذا التاريخ ال ُيقـــدم تفســـريات للنـزاعـــات الراهنة أو لتصاعد مشـــاعر العداء بني املجتمعات الغربية واملســـلمة. بـــل على خالف ذلـــك، تكمن جذور هذه الظواهر يف التطورات اليت حدثت خالل القرنني التاســـع عشر والعشـــرين، ابتداًء باإلمربيالية األوروبية، وظهور حركات املقاومة املناهضة لالستعمار كنتيجة

لذلك، وإرث املواجهات بينهما.

.)A/60/259( انظر الربنامج العاملي للحوار بني احلضارات 3

باألخص، اإلعالن وبرنامج العمل لثقافة السالم املشار إليه، مع حوار بني احلضارات وحتالف احلضارات، يف الفقرة 144 من نتائج القمة 4العاملية لعام 2005 للجمعية العامة لألمم املتحدة.

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 12

تقســـيم فلســـطني من ِقبل األمم املتحدة يف عام 1947، بغرض قيام دولتني - فلســـطني وإسرائيل - 4 - 4ووضع حالة خاصة للقدس أّدى إىل قيام دولة إســـرائيل يف عام 1948 وبداية لسلســـلة من األحداث اليت عكرت صفو العالقات بني املجتمعات الغربية واملســـلمة إىل يومنا هذا. واالحتالل اإلســـرائيلي املتواصل لألراضي الفلســـطينية والعربية األخرى والوضع غري املحســـوم بالنسبة لقضية القدس - اليت تعترب مدينة مقدســـة عند املســـلمني واملســـيحيني واليهود - يظل مرتبطًا باإلذعان املتصور من جانب احلكومات الغربية ولذلك فإهنا ُتعّد أســـبابًا رئيســـية ملشاعر االستياء والغضب يف العامل اإلسالمي جتاه الدول الغربية. ويف العامل اإلسالمي ُينظر إىل هذا االحتالل على أنه شكل من أشكال االستعمار وحدا ذلك بالكثريين إىل االعتقاد - سواء أحقًا أم باطاًل - بأن إسرائيل تتواطأ مع “الغرب”. وقد ازدادت

هذه املشاعر حدة على ضوء العمليات اإلسرائيلية العسكرية األخرية يف غزة ولبنان.ويف ســـياق هام آخر، برزت منطقة الشـــرق األوسط باعتبارها مصدرًا أساسيًا للطاقة هامًا لالزدهار 5 - 4والقوة، حيث تتنافس قوى احلرب الباردة على بسط نفوذها على الدول االستراتيجية والغنية باملوارد يف املنطقة وغالبًا ما اختذ ذلك شـــكل التدخل العســـكري والسياســـي الذي ســـاهم يف إعاقة منو تلك الدول وبالتايل ارتد ذلك ســـلبيًا على الدول القوية بتبعات ما زالت تشـــعر هبا إىل هذا اليوم. ومتثلت إحدى تلك التبعات يف االنقالب الذي حدث يف إيران عام 1953، الذي برهن على كل من جوانب

الضعف والقصور واملخاطر املترتبة على التدخل األجنيب يف عملية التطور السياسي لبلد ما.الغزو واالحتالل السوفيايت ألفغانستان يف عام 1979 فتح خطًا آخر للمواجهة. وكجزء من السياسة 6 - 4الغربية املتمثلة يف دعم املعارضة الدينية الحتواء الشيوعية، عملت الواليات املتحدة وحلفاؤها، ومنهم بعض احلكومات اإلســـالمية يف املنطقة، على مســـاندة املقاومة األفغانية - “املجاهدين” - مما أدى تدرجييًا إىل إجبار الســـوفيات على االنســـحاب يف عام 1989. وبعد فترة من عدم االستقرار، سيطر نظام طالبان على احلكم يف البلد ودعم القاعدة، مما أثار مشاعر عداء عميقة ضد الغرب وحرَّك سلسلة

من األحداث اليت تركت أثرًا يف بداية األلفية اجلديدة.اهلجمـــات اإلرهابية اليت شـــنتها القاعـــدة ضد الواليات املتحدة يف أيلول/ســـبتمرب 2001، نتج عنها 7 - 4ما يشـــبه إدانة دولية بصرف النظر عن الدين أو السياســـات وأوضحت عمق العداء الذي تكنه هذه املجموعـــة املتطرفـــة. فقـــد أثارت ردود فعل قوية تدعـــو إىل االنتقام من نظام طالبان يف أفغانســـتان. وفيمـــا بعـــد، مت تقدمي هذه اهلجمات باعتبارها أحد مربرات غزو العـــراق، الذي مل يتم مطلقًا إثبات وجود صلة بينه وبينها، مما أدى إىل تغذية التصور لدى املجتمعات املســـلمة بوجود عدوان ظامل نابع

من الغرب.ويف ســـياق العالقـــات بني املجتمعات املســـلمة والغربية، فإّن تصور اتبـــاع املعايري املزدوجة يف تطبيق 8 - 4القانون الدويل ومحاية حقوق اإلنســـان هو تصور قاطع على وجه اخلصوص. فالتقارير اليت تتحدث عن العقاب اجلماعي وعمليات القتل املســـتهدف، والتعذيب، واالعتقال التعسفي، والترحيل، ودعم أنظمة احلكم املطلق تســـاهم يف ظهور شـــعور متزايد بالتعرض للخطر يف خمتلف أحناء الكرة األرضية وخاصـــة يف الدول اإلســـالمية كما تســـاهم يف بروز مفهوم املعايري املزدوجـــة الغربية. إّن التأكيد بأن اإلســـالم هو يف األصل دين عنيف والبيانات اليت صدرت من زعماء سياســـيني ودينيني يف الغرب - تتضّمن استخدام مصطلحات مثل “اإلرهاب اإلسالمي” و“اإلسالم الفاشي” - سامهت يف ازدياد

رهيب للخوف من اإلسالم وهو يدعم أكثر خوف املسلمني من الغرب.

وبالعكـــس، فـــإّن هجمـــات العنف ضد مواطـــين الدول الغربية، مبـــا فيها من التفجـــريات االنتحارية 9 - 4واالختطـــاف والتعذيب قد أّدت إىل تكوين جو ميلؤه الشـــك واإلحســـاس بعـــدم األمان واخلوف يف الغرب. كما أن الكثري من األشخاص يف الغرب يالحظون ازدواجية املعايري من جانب قادة مسلمني. وبالفعل، بينما ُتدين شرحية كبرية من املسلمني العمليات العسكرية الغربية، إاّل أن هذا األمر ال ينطبق على النـزاعات اليت حتدث يف ما بني املســـلمني أنفســـهم. فالعنف الطائفي بني الشيعة والسنة يف دول إسالمية معّينة واألعمال الوحشية املرتكبة ضد املدنيني يف دارفور، على سبيل املثال، مل تؤّد إىل إدانة

واسعة يف العامل اإلسالمي.هذه التصورات املتبادلة للمعايري املزدوجة تساهم يف جو الشك وفقدان الثقة الذي يضعف العالقات 10 - 4

بني املجتمعات املسلمة والغربية.

توجهات يف اجملتمعات املسلمة

يف فتـــرة متأخـــرة من عصر االســـتعمار، حث العديد من املفكرين املســـلمني جمتمعاهتـــم على التأقلم 11 - 4 مـــع تغري الزمن. وبعد االســـتقالل، بدأ العديد من القادة املســـلمني برامـــج للتحديث من أجل حتقيق التطور لشـــعوهبم. وغالبًا ما نظـــرت أحزاب دينية إىل هذه السياســـات باعتبارها تدار بربنامج يدعو للعلمانيـــة. وشـــهدت العقود األخرية ظهـــور مجاعات خمتلفة على حنو متزايد متثـــل حركات دينية - سياسية - واملسماة بصورة غري دقيقة مبسّمى “اإلسالميني” - واليت كسبت مصداقية ودعمًا شعبيًا على حنو جزئي عن طريق توفري اخلدمات االجتماعية الضرورية، وخاصة يف قطاعات الصحة والتعليم االبتدائـــي، لقطاعـــات املجتمع املحرومة. وتتخذ هذه اجلماعات موقفًا خمتلفًا عن العديد من األنظمة احلاكمـــة اليت ُتعترب على نطاق واســـع بأهنا فشـــلت يف اختـــاذ التدابري الالزمة الكافيـــة لتحقيق الرخاء

االقتصادي واالجتماعي لشعوهبا.عند تقييم العالقات بني املجتمعات الغربية واملسلمة، من املهم مالحظة أن النشاط اإلسالمي ال ينتج 12 - 4عنه بالضرورة تشـــّدد إســـالمي داخل املجتمعات وأن األخري ال يؤّدي تلقائيًا إىل مواجهات عنيفة مع الغرب. وإمنا تعّرض دول إســـالمية معّينة للغزو من قبل قوات عســـكرية غربية والوجود املستمر لتلك القوات يف تلك الدول، مقرونًا بقمع احلركات السياسية يف العامل اإلسالمي، هو ما يؤّدي إىل مظاهر العنـــف. وكمـــا يتجلى عرب التاريخ ويف العديد من الدول، فإّن القمع السياســـي إضافة إىل إطالة مدة االحتالل يساعدان على ترسيخ املقاومة العنيفة. وهذا األمر يثري قضية القوى املحركة اليت تقوم بأدوار

يف العامل اإلسالمي تؤثر يف العالقات بني املجتمعات اإلسالمية وبقية العامل.املأزق احلايل الذي يعاين منه جزء كبري من العامل اإلسالمي ال ميكن أن نعزوه فقط للتدخل اخلارجي. 13 - 4فحـــوار داخلي بـــني القوى التقدميـــة والقوى املتخلفة بدأ يســـتنفد حيويته إزاء سلســـلة من القضايا االجتماعية والسياسية يف كل أرجاء العامل اإلسالمي وكذلك بشأن تفسري الشريعة والتقاليد اإلسالمية. وبعبارات مبســـطة ولكن جلية فإّن مقاومة التغيري يف العديد من املجتمعات املســـلمة تكمن يف صميم وضعها املترّدي بالنســـبة للمجتمعـــات األخرى اليت تتقدم بصورة مطـــردة يف الوقت املعاصر. ويبدو هنـــاك إدراك متزايد بني املســـلمني بأن احلكم املطلق واخلضـــوع اللذين كانا مسة العديد من جمتمعاهتم خالل القرون املاضية إمنا ميثالن إســـاءة شـــديدة هلم يف عامل متكامل يعتمد على بعضه البعض بشكل

13 البعد السياسي - رابعًا

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 14

كبري. ويبدو جليًا أن كل املجتمعات املسلمة ستنتفع من احلوار والنقاش املتزايد لتحديد تلك العوامل املرتبطـــة مبجتمعاهتم والـــيت منعت تطورهم واندماجهم الكامل يف املجتمعات السياســـية واالقتصادية

والفكرية العاملية، ولطرح أفكار عن كيفية التغلب على هذه املعوقات.يف بعض احلاالت، عملت بعض الشـــخصيات الدينية املســـتقلة على استغالل رغبة شعبية يف اإلرشاد 14 - 4الديين للدفاع عن تفاسري ضيقة متزمتة وحمرفة عن التعاليم اإلسالمية. وهذه الشخصيات ترسم صورة خاطئة عن ممارسات معّينة، مثل جرائم الشرف، والعقاب اجلسدي، وقمع النساء باعتبارها متطلبات دينيـــة. وهذه املمارســـات ال ختالف فقط قوانني حقوق اإلنســـان املتفق عليها دوليـــًا، بل ُتعّد أيضًا، ويف عيون العلماء املســـلمني املحترمني، بدون أساس ديين. وهؤالء العلماء أثبتوا أن القراءة الصحيحة

للنصوص والتاريخ اإلسالمي ستؤدي إىل حمو هذه املمارسات ال اإلبقاء عليها.والعديـــد من هذه املمارســـات ترتبط بصورة مباشـــرة بوضع املرأة. ففي بعض املجتمعات املســـلمة، 15 - 4هناك شخصيات دينية ذات معرفة غري صحيحة، حتالفت يف بعض احلاالت مع أنظمة سياسية حمافظة جاهلة، وجنحت يف منع النســـاء بصورة كبرية من االخنراط يف احلياة العامة واملهنية، مما أعاق فرصهن واحتمـــاالت حتقيقهن لذواهتن. واألثر املترتب على هؤالء النســـوة، وبالتايل على املجتمع بوجه عام، وعلى أجيال املستقبل، متثل يف عرقلة التقدم االقتصادي واالجتماعي باإلضافة إىل التعددية الدميقراطية. وميكن التغلب على هذه املشكلة فقط من خالل القوانني اليت تضمن مساواة كاملة بني اجلنسني وفقًا لقوانني حقوق اإلنســـان املعترف هبا دوليًا. وعلى األرجح أن هذه اإلجراءات ســـتكّلل بالنجاح إذا مـــا لقيـــت دعم تعليم ديين مبين على تفســـري صحيح للتعاليم الدينيـــة. ومع ذلك جيب مالحظة أنه يف أجـــزاء كثـــرية من العـــامل، ومنها دول غربية، ما تزال هناك حاجة إىل قـــدر كبري من التقدم خبصوص

وضع املرأة.من يســـود يف النـزاعات الدائرة بني املســـلمني يعترب هامًا ليس ملســـتقبل املجتمعات املسلمة فحسب، 16 - 4بـــل أيضـــًا لعالقاهتم املســـتقبلية مع بقية العامل، وهو ســـبب تناولنا هلذا املوضـــوع يف هذا املقام. فمن الواضح أن هذه التوترات ميكن إجياد حل هلا عن طريق املجتمعات املســـلمة نفســـها. فبينما ال يوجد دور واضح ليقوم به غري املسلمني، جيب على النشطاء واحلكومات الغربية على وجه اخلصوص جتنب القيام بأعمال معّينة تكون هلا عواقب ســـلبية على احلوارات اليت ُتعقد يف املجتمعات املســـلمة. فنشـــر اإلعالم والسلطات الرمسية يف الغرب لتفاسري مفرطة يف التبسيط واليت إما أن توجه اللوم إىل اإلسالم كدين وإما أن تثري بشكل باطل العلمانيني ضد النشطاء املتدينني ال بد أن تكون له آثار ضارة. وهذا يتضمن التغطية اإلعالمية اليت ُتعطي الوقت واملساحة فقط لألصوات اإلسالمية األكثر تطرفًا يف العامل اإلسالمي وألصحاب الفكر املناهض للمسلمني يف الغرب ملناظرهتم. وباملثل، فبعض اإلعالم يف الدول اإلســـالمية الذي يعرض معظمه أو أغلبه صورًا ســـلبية ملجتمعات أخرى يزيد من هذا االســـتقطاب. إن اســـتخدام مصطلح مثل “اإلرهاب اإلسالمي” يف الغرب ومصطلح “الصليبيون اجلدد” يف العامل

اإلسالمي يؤدي إىل تفاقم العداء املتبادل.وتعترب املناظرات اليت تعقد فيما بني املسلمني حول مفهوم “اجلهاد” من أكثر األمور اليت تؤثر تأثريًا 17 - 4مباشـــرًا يف العالقات مـــع املجتمعات الغربية. إن مفهوم اجلهاد غين وحيتـــوي على معاٍن خفية تتعدد بني الصراع بني اخلري والشـــر داخل كل فرد )وعادة ما يشـــار إليه على أنه “أعظم” أنواع اجلهاد يف اإلســـالم( إىل معىن محل الســـالح للدفاع عن الوطن )وهو “أدىن” درجاته(. وأصبح هذا املصطلح

يستخدم بصورة متزايدة من قبل املتطرفني لتربير العنف مع اعتبار ضعيف للسياق التارخيي واملتطلبات الدينية املتعلقة به إىل درجة أن كثريًا من العلماء املسلمني يتفقون على ضرورة توضيح تطبيقاته. عندما تلتقط وســـائط اإلعالم والقادة السياســـيون الغربيون هذه التحريضات على العنف من قبل اجلماعات الراديكالية ويتم تضخيمها حينها يفقد مفهوم “اجلهاد” معانيه املتعددة ومضمونه اإلجيايب للمسلمني

ويصبح مرتبطًا باملعىن األكثر عنفًا وسلبية فقط والذي مت نسبه إىل هذا اللفظ خطًأ.ويعتـــرب كثري من املســـلمني أن النجاحات الوحيدة اليت ُيعتقد أهنـــا أّدت إىل التخلص من االحتالل أو 18 - 4 الســـيطرة السياســـية من قبل الدول الغربية خالل الثالثني ســـنة املاضية حدثـــت حتت قيادة حركات دينية - سياســـية - عســـكرية وأفراد من غري املسؤولني احلكوميني. وقدرة هذه اجلماعات، اليت ُتعترب منهكة عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا على يد الدول الغربية، على النجاح من خالل النضال غري املنسق ملقاومة الغزو واالحتالل إمنا تعمل على توليد شـــعور بالتضامن والتأييد. واخلوف من السيطرة الغربية شـــديد جدًا ومنتشـــر بصورة كبرية لدرجة أن الدعم املقدم حلـــركات املقاومة يوجد حى بني بعض أولئك األشـــخاص الذين ال يشـــاركون هذه اجلماعات أفكارها السياسية والدينية العريضة، أو الذين يشـــعرون بالقلق إزاء األثر الذي قد يترتب على املدى الطويل على ســـيطرهتم على احلريات السياسية واالجتماعيـــة. ولذلـــك ال يفاجـــأ املرء حـــني يعلم أنه يف صفوف أكثر شـــرائح املجتمعات املســـلمة هتميشـــًا وإحباطًا واليت تسودها إىل حد بعيد مشاعر العجز والظلم، جتد اخلطابات الثورية للحركات

الدينية - العسكرية األكثر راديكالية قدرًا من املتابعة والتأييد.إضافة إىل ذلك فإّن أعمال هذه املجموعات، اليت ظهرت مجيعها يف ســـياق املعارضة السياســـية، ينظر 19 - 4إليها على أهنا ختتلف اختالفًا تامًا عن الفشل امللحوظ لألنظمة الرمسية يف العديد من الدول اإلسالمية. وبالفعـــل ينظـــر إىل العديد مـــن هذه األنظمة على أهنا غري قادرة على مقاومـــة التدخل األجنيب أو أهنا تتحالـــف بصـــورة وثيقة مع دول غربية معّينـــة تعترب داعمة الحتالل دول إســـالمية أو لقمع إخواهنم

املسلمني.لذلك، وضمن هذا الســـياق، يوجد فهم متزايد داخل العامل اإلســـالمي ومـــا بعده أن احلاجة للتمييز 20 - 4مطلوبـــة بني احلـــركات القومية اليت تناهض االســـتعمار األجنيب من جهة وبـــني اجلماعات اإلرهابية ذات الطمـــوح العاملـــي مـــن جهة أخرى. وال تشـــترك مجيع جهات املجتمع العاملـــي يف تلك النظرة. جيب تشـــجيع املجموعات املقاومة لكي تصل إىل أهدافها من خالل املشـــاركة غري العنيفة يف العملية السياســـية والتمثيل الدميقراطي. أما املجموعات اإلرهابية العاملية، فإّن “صدام احلضارات” هو شعار فّعال وُمرّحب به جلذب وحث شـــبكة غري متماســـكة من املشغلني واملساندين. جيب أن نوضح، أنه يف رأينا، ال يوجد هدف سياسي، سواء ناجم عن ظلم تارخيي أو استفزاز معاصر، سواء ُمرتكب من ِقبل منظمات مقاومة أو جمموعات متحاربة عاملية أو من دول ميكنه أن يربر اســـتهداف املدنيني وغري

املتحاربني. جيب إدانة تلك األعمال جليًا.

15 البعد السياسي - رابعًا

حنو حتالف للحضارات: توصيات للسياسة العامة - خامسًا

الشرق األوسط

فيما يتعلق بالعالقات بني املجتمعات املســـلمة والغربية، جيب علينا أن نعترف باحلقائق املعاصرة اليت 1 - 5تشكل رؤى ماليني املسلمني: الصراع اإلسرائيلي - الفلسطيين املطول والعنف يف أفغانستان وأعمال

العنف املتزايدة يف العراق.جيـــب أن نؤكـــد علـــى الطبيعة امللّحة للقضية الفلســـطينية، والـــيت هي اهلوة اآلخذة يف االتســـاع بني 2 - 5املجتمعات املســـلمة والغربية. وهبذا اخلصوص، مـــن واجبنا أن نعرب عن رأينا اجلماعي وهو أنه بدون حل عادل كرمي ودميقراطي مبين على إرادة مجيع الشعوب املتورطة يف هذا الصراع، فمن املحتمل أن مجيـــع اجلهـــود - مبا فيها التوصيات املتضمنة يف هذا التقرير - الرامية إىل ســـد هذه الفجوة ومواجهة

العداوات بني املجتمعات سوف تقابل بنجاح حمدود.وتأكيدنا على الصراع اإلســـرائيلي - الفلســـطيين ال نقصد منه أن نلمح إىل أهنا القضية املســـببة لكل 3 - 5التوتـــرات بـــني املجتمعات املســـلمة والغربية. فهنـــاك عوامل أخرى أيضًا تتســـبب يف خلق الكراهية وفقـــدان الثقة، مبا فيها األزمة املتصاعدة يف العراق وعدم االســـتقرار املســـتمر يف أفغانســـتان وقضايا داخلية يف املجتمعات املسلمة كما ذكر آنفًا. مع ذلك، حنن نرى أن القضية اإلسرائيلية - الفلسطينية قـــد أخذت قيمة رمزية تلون العالقات السياســـية والعالقات عـــرب الثقافة يف مجيع الديانات التوحيدية

الرئيسية الثالث خارج جماالهتا اجلغرافية املحدودة.إن حتقيق حل عادل ودائم هلذا الصراع يتطلب شجاعة ورؤية جريئة للمستقبل من جانب اإلسرائيليني 4 - 5والفلســـطينيني ومجيـــع البلـــدان القادرة على التأثـــري يف املوقف. وحنن نؤمن بقوة بـــأّن التقدم يف هذه اجلبهة يرتكز على االعتراف بشرعية التطلعات الوطنية لكل من الفلسطينيني واليهود وتأسيس دولتني

مستقلتني تتمتعان بسيادة كاملة وتعيشان جنبًا إىل جنب بسالم وأمان.حتقيق هذا اهلدف يتطلب من إسرائيل ليس فقط أن تقبل بل وأن تيسر عملية تأسيس دولة فلسطينية 5 - 5قابلة للبقاء. واتفاقيات السالم بني إسرائيل وكاًل من مصر واألردن تدل على أن مثل هذه اخلطوات البّناءة اليت تتماشـــى مع القانون الدويل قابلة للتطبيق. واألكثر من ذلك، فإّن الصالحيات اليت وافقت عليهـــا مجيـــع األطراف يف مؤمتر مدريد عام 1991 ومبادرة الســـالم اليت قدمها كلينتون عام 2000 ومقترح الســـالم الذي تقدمت به اجلامعة العربية يف اجتماعها يف بريوت، لبنان عام 2002، مجيعها

تدل على وجود إطار التفاق موسع وأنه ميكن تكوين اإلرادة السياسية.واألمر ذو األمهية األساســـية يف هذا الشـــأن هـــو االعتراف املتبادل بالروايـــات اليت برزت يف أعقاب 6 - 5تأســـيس دولة إســـرائيل. ففي نظر غالبية اليهود واإلسرائيليني جاء تأسيس دولة إسرائيل نتيجة ألمنية قدمية العهد لبناء وطن يهودي وقد تبعها مباشرة هجوم من الدول العربية املجاورة. أما الفلسطينيون وأغلبية الشعوب يف العامل اإلسالمي فاعتربوا ذلك عماًل عدوانيًا أّدى إىل صراع مدمر وإىل طرد مئات اآلالف من الفلســـطينيني. ومن اجلدير بالذكر أن هذه الروايات املتنافســـة قد انعكســـت يف ترمجات

17

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 18

خمتلفـــة يف التاريـــخ احلديث: طرق خمتلفة يف ســـرد قصـــص الصراعات واالحتـــالل وجهود حمادثات السالم.

كتاب أبيض حول الصراع اإلســـرائيلي - الفلســـطيين. ال ميكن التوفيق متامًا بني الروايات املتنافســـة 7 - 5لإلســـرائيليني والفلســـطينيني، ولكن ال بد من االعتراف هبا بشكل متبادل هبدف إرساء أسس لتسوية دائمة. ولتحقيق هذا اهلدف، نقترح إعداد كتاب أبيض لتحليل الصراع اإلسرائيلي - الفلسطيين بعيدًا عن العاطفة وبصورة موضوعية، وإعطاء فرصة طرح الروايات املتنافســـة من كال اجلانبني، ومراجعة وتشـــخيص جوانب النجاح والفشل ملبادرات الســـالم السابقة، وحمددين بوضوح الشروط اليت جيب اإليفاء هبا إلجياد طريقة للخروج من هذه األزمة. مثل هذه الوثيقة ميكن أن توفر أساسًا راسخًا لعمل صانعي القرار الرئيسيني الذين يشاركون يف بذل اجلهود حلل هذا الصراع. إّن التحليل املتزن واملنطقي ســـوف جيعل الشـــعب الفلسطيين يدرك أّن مثن عقود من ســـوء الفهم والوصم بالعار جيري االعتراف به بشكل كامل، بينما يف الوقت نفسه يساهم يف تبديد خماوف اإلسرائيليني. هذا اجلهد من شأنه أن يقوي يد أولئك الذين يبحثون عن حل عادل هلذا الصراع يف الوقت الذي جيري فيه إضعاف املتطرفني من مجيع اجلهات، حيث إنه مل يعد ينظر إليهم على أهنم أبطال قضية متكنوا من االستحواذ عليها ألنه

مل يتم سرد قصتها أو إنه قد مت جتاهلها عمدًا من قبل جمموعة األمم.إعادة إنعاش عملية سالم متعّددة األطراف. كخطوة إضافية يف جهد متجّدد حلل املشاكل اليت تكمن 8 - 5 يف صميم أزمة الشـــرق األوســـط، تأيت نداءات الفريق الرفيع املســـتوى الســـتئناف العملية السياسية، مبا فيها الدعوة لعقد مؤمتر دويل طارئ حول عملية الســـالم يف الشـــرق األوسط حيضره مجيع من هلم

صلة، هبدف التوصل التفاقية سالم شاملة.مواثيق دولية مع العراق وأفغانســـتان 5. جيب على املجتمع الدويل التجاوب بشـــعور من املسؤولية مع 9 - 5األزمة السياســـية واإلنســـانية يف العراق. ويعرب الفريق الرفيع املستوى عن دعمه الكامل جلهود اجلامعة العربيـــة يف بناء إمجاع سياســـي حملي يف العراق من أجل التطبيـــق الكامل لالتفاقية الدولية مع العراق. باملثل، ويف ظل ســـياق إقليمي خمتلف، يعرب الفريق الرفيع املســـتوى عن دعمه الكامل للميثاق الدويل

مع أفغانستان الذي قّدم مؤخرًا.توســـيع التعّددية السياسية يف البلدان اإلسالمية. أحد العوامل املسامهة يف االستقطاب بني املجتمعات 10 - 5املسلمة والغربية ويف نشوء التطرف يف هذه العالقات هو قمع احلركات السياسية يف العامل اإلسالمي. لذلك، فإنه من مصلحة املجتمعات املســـلمة والغربية على حد ســـواء أن تسعى األحزاب احلاكمة يف العامل اإلســـالمي إلتاحة املجال للمشـــاركة الكاملة لألحزاب السياسية املناهضة للعنف، سواء كانت دينية أو علمانية بطبيعتها. ومن أجل حتقيق هذا اهلدف، جيب على احلكومات الغربية أن تكون ثابتة يف دعمها للعمليات الدميقراطية وال تتدخل إذا ما جاءت النتائج غري متناســـبة مع براجمها السياســـية. هذه الدعوة حلريات سياســـية موســـعة ال تنطبق فقط على بلدان الشـــرق األوسط أو العامل اإلسالمي

الكبري بل على كل الدول.

متت مبادرة املواثيق الدولية مع العراق برعاية احلكومة العراقية واألمم املتحدة والبنك الدويل يف االجتماع اإلعدادي بأبوظيب الذي ُعقد يوم 510 أيلول/ســـبتمرب 2006. انظر املوقع: www.iraqcompact.org. أما مبادرة أفغانســـتان اليت كانت نتيجة االستشارة بني حكومة أفغانستان واألمـــم املتحـــدة واملجتمع الدويل فقد مت إطالقها يف مؤمتر لندن حول أفغانســـتان من 31 كانون الثاين/يناير إىل 1 شـــباط/فرباير 2004. انظر

.www.fco.gov.uk :املوقع

توصيات أخرى للسياسة العامة

التزام متجّدد بالتعّددية. كما هو مالحظ يف كل جزء من هذا التقرير، فإّن الكثري من املشـــاكل اليت 11 - 5تواجـــه املجتمـــع الدويل، ميكن معاجلتها بفعالية فقط يف إطـــار متعّدد األطراف. لذلك فإنه من املحتم على الدول بأن تعمل على تقوية املؤسســـات متعّددة األطراف - خاصة األمم املتحدة - وأن تدعم

جهود اإلصالح اليت من شأهنا أن تقّوي إمكانيات وأداء هذه املؤسسات.احترام كامل وثابت للقانون الدويل وحقوق اإلنســـان. االســـتقطاب بني املجتمعات ينمو عندما يتم 12 - 5الدفاع عن حقوق اإلنسان - أو يعتقد بأنه يتم الدفاع عنها - بصورة انتقائية. لذلك، فإّن إقامة حوار حقيقي بني الدول يتطلب فهمًا ملبادئ حقوق اإلنســـان الدولية والتزامًا عامليًا بتطبيقها بصورة كاملة وثابتة. وعلى وجه اخلصوص جيب أن يتأسس هذا احلوار على احترام حقوق الفرد )من ضمنها حرية الضمـــري وحريـــة التعبري واحلماية من التعذيب أو أّي معاملة ال إنســـانية أو مهينة أخرى( كما وردت يف اإلعـــالن العاملي حلقوق اإلنســـان ومعاهدات جنيف وغريها من الوثائق األساســـية، باإلضافة إىل

االعتراف بسلطة املحاكم اجلنائية الدولية.سياســـات هجرة منســـقة تتماشى مع معايري حقوق اإلنسان. تتم إدارة اهلجرة بفعالية أكرب عندما يقع 13 - 5تنسيق السياسات بني بلدان املنشأ والعبور ووجهة املهاجرين وعندما تكون متوافقة مع القانون الدويل حلقوق اإلنســـان والقانون اإلنساين الدويل واالتفاقيات الدولية اليت تعىن حبماية الالجئني واألشخاص

املشردين داخليًا.حماربة الفقر وعدم التكافؤ االقتصادي. ميكن حتقيق حتالف للحضارات بشكل كامل فقط ضمن إطار 14 - 5عمل دويل يتضّمن التزام مجيع البلدان بالعمل حنو حتقيق أهداف األلفية للتنمية. وال ميكن اإلقالل من شأن أمهية هذا األمر. فتزايد عدم التكافؤ يف العامل ينمو مبعدل كبري جدًا. ويعيش نصف السكان يف أفريقيا على أقل من دوالر واحد يف اليوم. وعلى الرغم من أن القارة هبا تقريبًا ســـدس ســـكان العامل، فهي متثل أقل من 3 ٪ من التجارة العاملية وهي يف املؤخرة يف ميادين أخرى تشمل االستثمار والتعليم والصحة 6. وجيب التعامل مع تلك املشاكل بطريقة عاجلة ألن اهلوة اليت تتزايد بني األغنياء والفقراء

تقوم بدور هام يف توهج السخط وتآكل التضامن العاملي.محايـــة حريـــة العبادة. حرية الدين وحرية العبادة هي حقوق أساســـية جيـــب أن تضمنها مجيع الدول 15 - 5واملجتمعات الدينية. لذلك، ال بد من توجيه اهتمام خاص الحترام املعامل الدينية واألماكن املقدســـة، حيـــث إن هلا أمهية تضرب يف أعماق اهلوية الدينية الفردية واجلماعية. والقيام بتدنيس قدســـية أماكن العبادة وانتهاكها ميكن أن يؤّدي إىل تدمري العالقات بني املجتمعات بصورة خطرية ويزيد من خطورة تفجري العنف على نطاق واســـع. ولذلك، متاشـــيًا مع القرار الذي اختذته اجلمعية العامة لألمم املتحدة عام 2001 7، حنن نؤمن بأنه على احلكومات أن تتخذ موقفًا قويًا ضد انتهاك حرمة املواقع املقدسة

طبقًا لتقرير التنمية البشرية لعام 2005 الذي أصدره الربنامج اإلمنائي لألمم املتحدة، تسّلمت أفريقيا، عام 2003، مبلغ 13 بليون دوالر 6كاستثمارات أجنبية مباشرة مقارنة بـ 216 بليون دوالر لالحتاد األورويب و147 بليون دوالر آلسيا و95 بليون دوالر لشمال أمريكا. وعالوة

على ذلك عانت 18 دولة من الـ 53 دولة يف القارة من تدهور يف مستوى املعيشة بني عامي 1990 و2003.

انظر قرار األمم املتحدة عن “محاية املواقع الدينية” )A/RES/55/254( الذي اعتمدته اجلمعية العامة يف 31 أيار/مايو 2001. 7

19 حنو حتالف للحضارات: توصيات للسياسة العامة - خامسًا

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 20

وأماكن العبادة وحتمل على عاتقها مسؤولية محايتها. كما أننا نناشد املجتمع املدين واملنظمات الدولية املساعدة يف تعزيز ثقافة التسامح واالحترام جلميع الديانات واملواقع الدينية.

ممارســـة قيادة مسؤولة. الكثري من املسائل اليت تغذي التوترات بني املجتمعات تنشأ عند مفترق طرق 16 - 5السياســـة والدين. إحدى هذه املسائل هي تأثري اللغة املهيجة اليت يستخدمها أحيانًا القادة السياسيون والدينيون واألثر اهلدام الذي ميكن أن حتدثه مثل هذه اللغة عندما تنشر بواسطة وسائط اإلعالم. مثل هذه املصطلحات تســـاعد يف إشـــعال العداء على نطاق واسع ضد اإلســـالم كما يربهن عليه اخلوف املتزايد من اإلســـالم يف الغرب واخلوف من األجانب ومعاداة الســـامية. ويف ظل األجواء احلالية من اخلوف والريبة واليت تستحوذ على املجتمعات يف مجيع أحناء العامل، يتحمل القادة وُمشّكلو الرأي العام مســـؤولية خاصة لتعزيز التفاهم بني الثقافات واالحترام املتبادل للمعتقدات واألعراف الدينية. ونظرًا للتأثري واالحترام الذي حيظون به، فإنه من واجبهم أن يتجنبوا اســـتخدام اللغة العنيفة أو االســـتفزازية

عن املعتقدات والرموز املقدسة للشعوب األخرى.األمهية املركزية ألخذ زمام املبادرة من جانب اجملتمع املدين. يف حني أن اخلطوات السياسية ضرورية 17 - 5من أجل الدفع بالتوصيات املتعلقة بالسياســـة املذكورة آنفًا، فإّن اإلجراء السياســـي الذي يتخذ بدون دعم من املجتمع املدين غالبًا ما يعجز عن التأثري يف إحداث التغيري الدائم. لذلك، يناشد الفريق الرفيع املســـتوى بدور ومشاركة أكرب للمجتمع املدين يف آليات تعزيز توصياته، وعلى وجه اخلصوص، حلل

سلمي للنـزاعات.تأســـيس شـــراكات للدفع قدمًا بتحالف احلضارات. يقترح الفريق الرفيع املستوى إنشاء شراكات يف 18 - 5إطار حتالف احلضارات مع منظمات دولية تشـــاركها أهدافها، وتعزيز تفاعلها وتنســـيقها مع منظومة األمم املتحدة. وال بد من إعطاء اهتمام خاص بتلك املنظمات الدولية اليت تعّد جزًءا من أسرة األمم املتحـــدة وتلك املنظمات اليت تعاونت بالفعل مع الفريق الرفيع املســـتوى لتحالف احلضارات، وهي: منظمة اليونســـكو، واالحتاد األورويب، ومنظمة األمن والتعاون يف أوروبا، ومنظمة املؤمتر اإلســـالمي، وجامعـــة الدول العربية، واملنظمة اإلســـالمية للتربيـــة والعلم والثقافة )اإليسيســـكو(، واملدن املتحدة واحلكومـــات املحلية، ومنظمة الســـياحة العاملية باإلضافة إىل منظمـــات وهيئات أخرى دولية وقومية

خاصة وعامة.إّن اهلدف األساســـي من التحليل يف اجلزء األول من هذا التقرير - على املســـتوى العاملي واملســـتوى 19 - 5اخلاص بالعالقات بني املجتمعات املســـلمة والغربية - هو إرســـاء األســـاس وتأكيد األسس األخالقية لعمل منســـق على املســـتويات املؤسسية واملدنية من أجل تقوية التناغم عرب الثقافات وتعزيز االستقرار العاملي. أما بقية هذا التقرير )اجلزء الثاين - جماالت رئيســـية للعمل( فيســـتعرض الوسائل الرئيسية اليت يتم عن طريقها القيام هبذا العمل - حتلياًل لألدوار الرئيسية اليت يقوم هبا حاليًا كل من التعليم والشباب واهلجرة ووسائط اإلعالم يف العالقات بني املجتمعات واقتراح أعمال ميكن القيام هبا يف كل من هذه

القطاعات من أجل حتسني العالقات.

اجلزء الثاين

23

جماالت العمل الرئيسية - سادسًا

لقد مت التركيز على إجياد احللول للنـزاعات السياسية األكثر استمرارًا ورمزية يف اجلزء األول من هذا 1 - 6التقرير ألننا نعتربه ذا أمهية رئيســـية يف إزالـــة العوائق إلقامة حتالف احلضارات. ويف الوقت ذاته، فإننا ندرك بأن اخلوف والشـــك واجلهل املتبادل بني الثقافات قد انتشـــر كثريًا إىل ما بعد مســـتوى القيادة السياســـية - حى أن التصور بوجود اختالفات أساســـية متنافرة بني الثقافات والديانات بات يظهر بانتظام كتفسري ملجموعة من النـزاعات السياسية والثقافية. وجيب تناول هذه الظاهرة املزعجة بشكل

عملي.وميكن للتعليم والشـــباب ووسائط اإلعالم وسياســـات اهلجرة على وجه اخلصوص أن تقوم بدور يف 2 - 6املســـاعدة على تقليل التوترات عرب الثقافات ومد اجلســـور بني املجتمعات. ولذلك فإّن هدف اجلزء الثـــاين مـــن هذا التقرير هو تقدمي نظرة عامة عن تلك املجـــاالت وأن نطرح خطوات ميكن العمل هبا يف كل منها، معترفني باجلهود املعمول هبا حاليًا، ومقترحني طرقًا للتوســـع والتقوية واالتصال والبناء علـــى هـــذه اجلهود. ويؤمن أعضاء الفريق الرفيع املســـتوى بأنه يوجد حاليـــًا اهتمام كبري يف املجتمع الدويل باملد املرتفع للنـزاعات املميتة ورغبة مجاهريية واسعة للحصول على األمن واالزدهار اإلنساين العاملي. واملطلوب هو تقوية سبل التعبري عنها وتقدمها، وذلك جهد ميكن أن تساهم فيه كل قطاعات

املجتمع.

التعليم

تواجـــه أنظمـــة التعليم اليوم حتدي إعداد الشـــباب لعـــامل معتمد بعضه على بعض، ومزعزع بالنســـبة 3 - 6للهويات الفردية واجلماعية. إن تعليم تاريخ الفرد يعزز شـــعورًا باالنتماء للجماعة والتضامن، ولكن جيـــب موازنتـــه مبعرفة قضايا دولية وفهم املجتمعات والثقافات األخرى وتقديرها. والتعليم بأشـــكاله املتعّددة - مبا فيها املوســـيقى والرياضة والفن والدراما واألفالم - ميكن أن يســـاعد على مد اجلســـور بني املجتمعات والشعوب. ويشجع منظور واسع كهذا الشباب على التوجه بعيدًا عن نوعية التفكري اإلقصائي والذي يعترب أن مصاحل جمموعة ما ميكن تقدميها على حساب اآلخرين، أو أن ظلم جمموعة ما يربر ظلم جمموعات أخرى. وميكن أن يقوم التعليم غري الرمسي بدور حاشد رئيسي يف السعي من

أجل تلك األهداف.التعليم املدين والســـلمي: يقدم التعليم املدين طرقًا للتعامل مع مســـائل اهلوية وتعزيز االحترام للتنوع. 4 - 6وتـــروج اإليديولوجيات الراديكالية لعامل من هويات تتبـــادل اإلقصاء لبعضها اآلخر. وميكن مواجهة مثـــل ذاك النهج عـــن طريق تطوير االحترام للثقافات املختلفة من خالل فهم للقيم واملثل املشـــتركة. وجيـــب إطـــالع املواطنني على تلك املبادئ املودعـــة يف إعالن األمم املتحدة العاملي حلقوق اإلنســـان

وإعالن اليونسكو العاملي للتنوع الثقايف، إذا ما أرادوا العمل بفعالية يف عامل متعّدد األطراف.التعليم العاملي وعرب الثقافات: على األمم املتزايدة األعداد الســـكانية ذات الديانات املتعّددة واألعراق 5 - 6املتعددة أن تعترف باحلاجة إىل تعليم أكثر مشواًل عن العامل وشعوبه. ففي العقود القليلة املاضية، قدمت

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 24

العديـــد مـــن اجلامعات البارزة ومراكز األحباث حول العامل العديـــد من اجلهود لتطوير برامج “تاريخ العامل” أو “تاريخ اإلنســـانية” مبناهج متعددة األقطاب. وتســـاهم اجلهود املتنامية لتعليم مادة تاريخ العامل بأنظمة أكادميية متداخلة يف الكليات واملدارس على تطوير املعرفة والتقدير لتنوع ثقافات العامل

واعتماد بعضها على بعض وعلى بناء شعور بتجربة إنسانية مشتركة.برامج التبادل، خاصة على املســـتوى العلمي والدراســـات العليا: أظهرت التجربة األخرية بأن برامج 6 - 6التبادل على املستوى العلمي - املتعلقة باخلرجيني وأساتذة اجلامعات - ميكن أن يكون هلا تأثري واسع املدى. تلك الربامج ال تســـاعد يف التغلب على املغالطات الثقافية فحســـب بل تســـاهم يف نقل املعرفة وهو العامل الرئيسي يف تطوير التنمية. وميكن حتقيق تقدم بارز عن طريق التأكد من أن برامج التبادل تشـــتمل على درجـــة عالية من املبادلة حبيث تضمـــن زيادة يف تدفق التبادل العلمـــي ونقل املعرفة من

الشمال إىل اجلنوب.تعليـــم ثقافـــة اإلعالم: إن تعريـــض الناس الدائم لوســـائط اإلعالم ميثل حتديًا تعليميـــًا، زاد يف العصر 7 - 6اإللكتـــروين والرقمـــي. ويتطلب تقييم مصـــادر املعلومات على مهارات وتفكري ناقد وهو مســـؤولية تعليميـــة عـــادة يتم التقليل مـــن أمهيتها. إن فصل احلقائق عن الرأي وتقييـــم النص والصورة للبعد عن االحنيـــاز ولبنـــاء وهدم نص مبين على مبادئ املنطق، هي مهارات ميكن تعليمها. وتعليم ثقافة اإلعالم ليس معروفًا بشكل كبري بالنسبة ألمهيته كمجال للتعليم املدين والسلمي ولذلك مت تطوير القليل من

برامج اإلرشاد كجزء من التعليم احلديث األساسي.التعليـــم والديـــن: إّن حـــق الفرد يف اختيار عقيدة وممارســـتها من غري إجبار مـــودع يف املادة 18 من 8 - 6اإلعالن العاملي حلقوق اإلنســـان ويف معظم التقاليد الدينية. ولذا جيب أن توفر أنظمة التعليم للطالب فهمـــًا واحترامـــًا للمعتقدات الدينية واملمارســـات والثقافـــات املختلفة يف العـــامل 8. وليس املواطنون والزعماء الدينيون فحسب وإمنا املجتمع أمجعه حباجة إىل فهم أساسي للتقاليد الدينية إضافة إىل فهمهم

اخلاص هبم وإىل التعاليم الرئيسية بالتعاطف املشترك جلميع الديانات.التعليم والتنمية: ما زال الوصول إىل التعليم يغفل عددًا كبريًا من الشباب والنساء وخاصة يف الدول 9 - 6الناميـــة 9. ويف تلك الدول اليت جيرب الفقـــر الوالدين على االختيار بني أطفاهلم، فإّن الفتيات غالبًا هن أّول من جيرب على ترك املدرســـة. وجيب أن تســـتمر اجلهود لتوســـيع إمكانية الوصول إىل التعليم يف املستوى االبتدائي والثانوي والعايل للبناء على األهداف اإلمنائية لأللفية، مستخدمني أسلوبًا مستحدثًا

للتعليم عن بعد، إضافة إىل الطرق التقليدية لتوسيع الفرص التعليمية.التكنولوجيـــات اجلديـــدة والوصول إىل اإلنترنت: النفاذ الضعيف إىل احلاســـوب وافتقار الوصول إىل 10 - 6اإلنترنـــت يف الـــدول النامية - املعـــروف بالفجوة الرقمية - يعزز من الظلم وحيـــول دون التعليم عرب

تظهـــر عـــدم كفايـــة مناهج التعليم احلالية اليت تتعامل مع العالقات الغربية - اإلســـالمية يف عدد من االســـتفتاءات. أظهر مســـح لآلراء يف 8الواليات املتحدة األمريكية أقيم يف كانون األول/ديســـمرب 2005 عند ســـؤال األمريكيني عما يعجبهم يف املجتمعات اإلســـالمية فكانت أكثر اإلجابة متكررة )32 ٪( من األفراد الذين ُأخذ رأيهم هي “ال شيء” واإلجابة الثانية )25 ٪( كانت “ال أعلم”. انظر “رأي األمريكيني يف

العامل اإلسالمي”، يف خدمات األخبار جلالوب بول، 8 شباط/فرباير 2006.

طبقًا لتقييم صندوق األمم املتحدة للســـكان عن مدى التقدم لتحقيق أهداف اإلمنائية لأللفية الذي مت نشـــره مبناســـبة يوم السكان العاملي يف 9 11 متوز/يوليـــه 2006، أنـــه بينما كان هناك ازدياد مســـتمر وثابت منذ عام 1995 يف األعداد العاملية للصغـــار الذين ينهون التعليم االبتدائي،

فما زال 130 مليون طفل ليسوا مسجلني يف أّي مدرسة و133 مليون طفل يعانون من اجلهل.

الثقافات 10. ومن دون إمكانية وصول واسعة إىل اإلنترنت، وخاصة يف أنظمة املدارس، فإّن الشعوب يف تلـــك املناطق لن تتمكن من املشـــاركة الكاملة يف ما أصبح الوســـيلة األّوليـــة للوصول للمعلومات والتفاعل عرب الثقافات يف العامل. ويعترب توســـيع الوصول إىل اإلنترنت يف الدول النامية أمرًا ضروريًا حيث يســـتطيع شـــباب تلك املناطق من الوصول إىل نســـق واســـع من املعلومات وسبل التواصل مع أشـــخاص ذوي جنســـيات وأعراق وخلفيات دينية خمتلفة. وجيب أن يضم إىل تلك اجلهود دعم - أو

خلق - األدوات والفضاءات اإللكترونية اليت تتبىن احلوار والتفاهم بني الثقافات.التعليـــم للتوظيـــف واحليـــاة: تســـتمر حتديات التنميـــة يف التركيز بصـــورة تامة تقريبـــًا يف العديد من 11 - 6اإلصالحـــات التعليمية على احلاجة إلعداد الشـــباب للوظائف. وقـــد نتج عن هذا التركيز اختالل يف أنظمـــة التعليم، مع تقســـيم كبري بني التعليم التقين والعلمي واحلســـايب من جهـــة والعلوم االجتماعية واإلنسانيات من جهة أخرى، حيث يتم التقليل من قيمة األخرية بأهنا غري منتجة اقتصاديًا. إّن تقسيم املعرفة إىل ُشعب يرمز إىل تراجع عن اإلمجاع املتزايد بني العلماء خبصوص أمهية مناهج التعليم املتكاملة واملتعددة التخصصات، واليت تعّد الطالب للتعقيدات والغموض والتغيريات املســـتمرة اليت تتصف هبا

احلياة يف عامل متعدد الثقافات.

الشباب

توســـيع الفرص لتعبئة الشـــباب: يقدم التزايد العاملي ملنظمات وحركات الشباب يف السنوات األخرية 12 - 6فرصًا جديدة لتعبئة الشـــباب. وميكن أن توفر برامج تبادل الطالب واألنشـــطة الرياضية واالشـــتراك يف السياســـة فرصًا لترويج التفاهم عرب الثقافات واحترام التنوع. إضافة إىل ذلك، فإّن دعم مشـــاركة الشباب يف عملية صنع القرار ميكن أن يعود بالفائدة على املجتمع ككل، حيث يعترب الشباب مصدر األفـــكار املبدعة ويوفـــرون الطاقة للتغيري اإلجيـــايب. ويف هذا اخلصوص، فإنه لبالـــغ األمهية االعتراف

بالشباب ليس كمصدر للتعبئة فحسب بل كممثلني وشركاء مستقلني بذاهتم.برامــــج التبادل: إّن تبادل الشــــباب طريقة فّعالــــة للتغلب على احلواجز الثقافيــــة، ومعّزز للوعي الثقايف 13 - 6املتبــــادل ومعــــّزز للتنمية الفردية. وهناك حاجة ماّســــة إىل زيادة برامج تبادل الشــــباب بني شــــباب من خلفيات ثقافية خمتلفة - باالستفادة من النماذج والدروس املتعلمة من التجارب 11 األوروبية وجتارب

أوروبا - البحر األبيض املتوسط مع تركيز خاص على التبادل بني الدول الغربية واملسلمة 12.

25 جماالت العمل الرئيسية - سادسًا

يف حني أنه يوجد يف الواليات املتحدة األمريكية وأوروبا )تشـــمل شـــرق آســـيا( أكرب نسبة مللكية احلاسوب واستضافة اإلنترنت فإّن تغلل 10

احلواســـيب يف الشـــرق األوســـط ومشال أفريقيا هي مبعدل 18 جهازًا لكل 1000 شـــخص فقط مقارنة باملتوســـط العاملي وهو 73.8. انظر Pocket - World in Figures - 2005 Edition، جملة اإليكونوميست باملشاركة مع بروفايل بوكز ليمتد، لندن، 2004.

املنح خاصة بربامج إيرازمز وليوناردو وسقراط باإلضافة إىل برنامج أوروميد للشباب وكلها مبادرات من االحتاد األورويب. 11

يف اســـتبيان قامت به شـــركة AEA لالستشـــارات )نيويورك( عن التبادالت اليت تتعلق بالواليات املتحدة أظهر أن 30 ٪ من مجيع منح 12

التبادل الدويل الثقايف تتم مع أوروبا )أكرب نسبة إنفاق على التبادل مع أّي منطقة( بينما 6 ٪ فقط )أقل نسبة إنفاق على التبادل مع أّي منطقة( Cultural & Artistic Exchanges Between the West and Predominantly Muslim :يذهـــب لتبـــادالت مـــع الشـــرق األوســـط. انظـــرCountries: Working Paper بتاريـــخ 13 أيار/مايـــو 2006، اجتماع حتالف األمم املتحـــدة للحضارات املوجود على موقع اإلنترنت اخلاص

.www.unAoC.org :بتحالف احلضارات

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 26

االغتراب االجتماعي - االقتصادي: إّن بطالة الشـــباب أكرب بضعفني أو ثالثة أضعاف من مســـتوى 14 - 6البطالة القومية يف كل أحناء العامل. وبالنســـبة للشـــباب يف بعض الدول اإلسالمية فإّن املشكلة خطرية بصفة خاصة. فمشاركة الشباب يف القوى العاملة يف الشرق األوسط ومشال أفريقيا تعترب األدىن درجة: فهي 40 ٪ باملقارنة مع املعدل العاملي البالغ 54 ٪. وتعترب اســـتراتيجيات تعزيز املشاركة االقتصادية للشباب مثل اإلرشاد الوظيفي يف املدرسة، واستراتيجيات توظيف الشباب الوطنية والترويج ملشاريع

الشباب، سباًل هامة ملحاربة بطالة الشباب.االغتراب الثقايف: تقوم عوامل متعّددة بدور يف التغريب الثقايف للشـــباب مبا يف ذلك االفتقار لنماذج 15 - 6القدوة والفرص القليلة للتعبري عن املســـائل املتصلة بالشـــباب يف ســـياقهم الثقايف والديين اخلاص هبم. ويف امليدان الثقايف، يوجد اختالل كبري بني املنتجات اليت متثل الشـــباب الغريب وبني املنتجات املوجهة بشـــكل أساســـي للجمهور غري الغريب. وال يؤثر ذلك يف إمكانيات حوار ثقايف ذي معىن فحسب بل

له تأثري ضار على كيفية نظرة الشباب إىل أنفسهم ولثقافتهم اخلاصة هبم.تشجيع املشاركة: إّن مشاركة الشباب يف جمالس املجتمعات ومنظمات الشباب ويف اهليئات احلاكمة 16 - 6ملنظمات ومؤسســـات املجتمـــع املدين ميكنها أن تزود الشـــباب بقاعدة فريدة ليأخـــذوا أدوارًا بّناءة يف جمتمعاهتم. وعامليًا، يالقي متثيل الشـــباب منوًا متجددًا يف الســـنوات األخرية من خالل عقد منابر الشـــباب اإلقليمية. وتوفر تلك الشـــبكات فرصًا للمبادرات مثل حتالف للحضارات جلمع املدخالت

منها، وتساهم يف تعبئة الشباب من خمتلف اخللفيات الثقافية والدينية واملحلية.

اهلجرة

البعد الديناميكي للهجرة: يف الواقع تعترب كل دولة بلد منشـــأ ووجهة للمهاجرين. يف عامل غري حمكم 17 - 6املنافذ احلدودية، وطرق التنقل واالتصال املتغرية بشـــكل سريع، واالقتصاديات املعوملة، أصبح مقّدرًا ملختلـــف الســـكان التفاعل من خالل اهلجرة املســـتمرة، مما يوجد حتديات جديـــدة، وخاصة للدول املستضيفة هلؤالء املهاجرين. وكيفية تصوير وسائط اإلعالم هلذه القوة املحركة، ومناقشتها من جانب قادة السياســـة والثقافة، وإدارة صّناع القرار هلا، ســـتحدد ما إذا كان سكان العامل ينظرون إىل التنوع

املتزايد كمصدر للقوة أم كتهديد.اســـتراتيجيات فّعالة ملعاجلة مشاكل اهلجرة: االستراتيجيات املنسقة على املستويات الوطنية واإلقليمية 18 - 6 والدوليـــة تعد ضروريـــة لتجنب املعاملة غري اإلنســـانية والقائمة على التمييز ضـــد املهاجرين. واحلل ال يتمثـــل يف بنـــاء جدران حول الدول. ويبدو أن أكثر األســـاليب الواعدة هي تلك اجلهود اجلماعية اليت تتخذها بلدان املنشأ، ودول العبور، والدول اليت تتوجه إليها أعداد ضخمة من املهاجرين ملعاجلة أســـباب اهلجـــرة اجلماعية. وهبذا الصدد، ميكن حتقيق تقدم هام إذا مـــا أوفت الدول األغىن بالتزاماهتا بالقيام مبزيد من االستثمارات يف العامل النامي، نظرًا ألن هذا، مع احلكم الرشيد وجهود بناء الطاقات

يف البلدان النامية، من شأنه أن يساعد على حتسني األوضاع االقتصادية يف هذه البلدان.فوائد اهلجرة: يقدم املهاجرون إسهامات هامة يف التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية للمجتمعات 19 - 6 الـــيت يســـتقرون فيهـــا. ويف الوقـــت ذاته، يقـــدم العمال املهاجـــرون فوائـــد اقتصادية هامـــة لبلداهنم

األصلية - بالرغم من أن ذلك حيدث غالبًا على حســـاب تضحيات شـــخصية هامة. إضافة إىل ذلك، فإّن حتويل املبالغ املالية يشكل نسبة كبرية من مداخيل النقد األجنيب للبلدان املصدرة للعمالة.

حتديات تواجه اهلجرة: اندماج اجلاليات املهاجرة ميكن أن يثري عددًا من التحديات ومنها الصعوبات 20 - 6الـــيت تواجـــه املهاجرين عند دخول أنظمة التعليم واخلدمات االجتماعيـــة ويف التغلب على القيود اليت حتـــّد مـــن فرص احلصول على الســـكن والوظائف، واحلواجز اليت متنع املهاجر مـــن أن يصبح مواطنًا يتمتع بكل حقوقه، وجتارب التمييز العنصري. ومع ذلك فإّن اندماج املهاجرين املسلمني يف الواليات املتحـــدة وأوروبا يطـــرح حتديات معّينة، وخاصة منـــذ أحداث 2001. فهذه األعداد من الســـكان الـــيت بدأت تشـــعر مبزيد مـــن التمييز يف الوقت احلاضر يف أوروبا والواليـــات املتحدة، أصبحت حتّس مبزيد من اخلوف من انتهاكات احلريات املدنية األساســـية. ومع ذلك، تعترب التحديات اليت يواجهها املهاجـــرون املســـلمون يف أوروبا أكثـــر وضوحًا من تلك اليت توجد يف الواليـــات املتحدة. وبالفعل، املهاجرون املســـلمون إىل الواليات املتحدة، يف املتوسط، لديهم مستويات تعليم أعلى وهم أكثر ثراًء

من األمريكيني غري املسلمني 13.مكافحة التمييز: هناك خطوات هامة جتاه تطوير وتطبيق السياســـات اليت تســـهل مشـــاركة اجلاليات 21 - 6املهاجرة يف جمريات احلياة يف املجتمع مت اختاذها من خالل تبين استراتيجية التوظيف األوروبية يف عام 1997، والـــيت هتدف إىل إزالـــة معوقات التوظيف اليت تواجه العمال املهاجريـــن واألقليات العرقية، وكذلك من خالل تأسيس املركز األورويب لرصد التمييز العنصري وكراهية األجانب. وجيب توسيع

نطاق هذه التجارب ومتديدها خارج نطاق السياق األورويب.دعم احلوار املوســـع الشـــامل على مجيع املســـتويات: وضع سياســـات اندماج مترابطة يتطلب إجراء 22 - 6حـــوار منتظـــم بني ممثلي احلكومات واجلاليات املســـلمة، وممثلي املجتمع املـــدين، واملنظمات الدينية، وأرباب العمل، مبشـــاركة على املستويات املحلية واإلقليمية والوطنية والدولية. وبينما تعترب املشاركة غري الرمسية واخلاصة هامة، فإّن اهلياكل املؤسســـية اليت تدعم احلوار على أســـاس منتظم مســـتمر ميكن أن تضمن فعالية مثل هذه الُنهج يف تعزيز اندماج أكرب. وهذه اجلهود تســـاعد على حتقيق توازن بني

متطلبات االندماج واحلاجة إىل املحافظة على اهلوية الثقافية والدينية للمرء.القيادة: القيادة السياسية والدينية وقيادة املجتمع املدين يف الغرب ميكن أن تساعد على إضفاء طابع خاص 23 - 6على اجلو العام الذي حتدث فيه احلوارات خبصوص قضية اهلجرة عن طريق التحدث بقوة وعلنًا دفاعًا عن حقوق املهاجرين أينما تعرضوا للخطر، واالعتراف بإسهامات املهاجرين يف حياة جمتمعاهتم ومعيشتها.

وسائط اإلعالم

كيف تشـــكل وســـائط اإلعالم آراءنا: وســـائط اإلعالم بكل أشـــكاهلا بإمكاهنا أن تعمل كجسر بني 24 - 6الثقافات واملجتمعات. واهلدف املحّدد دائمًا لإلعالم هو تثقيف املشاهدين والقراء وتعليمهم. ولكن أحـــد أقـــوى الضغوط اليت يواجهها العامل اليوم - الســـيطرة السياســـية وقوى الســـوق - تعيق إنتاج

27 جماالت العمل الرئيسية - سادسًا

The North American Muslim Resource Guide:و )MAPS انظر مشروع جامعة جورج تاون عن املسلمني يف امليدان العام )مشروع 13

Muslim Community Life in the United States and Canada ملحمـــد منـــر من نيويورك، نيويورك، روتليدج، 2002 لبيانات عن الدخل ومستويات التعليم للمهاجرين إىل الواليات املتحدة من مناطق هبا غالبية مسلمة.

كل مـــن األخبار ذات اجلودة وبرامج الترفيـــه اليت تعطي صورة متوازنة للثقافات األجنبية. واالطالع املتزايد للشـــعوب املســـلمة على األنباء اليت تنتجها مصادر مسلمة أدى إىل رفع مستوى الوعي الشعيب باألحداث يف فلســـطني والعراق وأفغانســـتان. فاألنباء اليت تســـلط الضوء على الظلم الذي يقع على إخواهنم املســـلمني حيظى بتعاطف وتضامن شـــعيب. ويف الغرب، ظهر بشـــكل جلي اجتاه عام ملحوظ أكثـــر قومية ومعاد للمســـلمني يف بعض األحيـــان يف األخبار والتعليقـــات، وخاصة منذ أحداث 11

أيلول/سبتمرب 2001.حرية الصحافة ومسؤوليتها: تكون الصحافة يف العديد من الدول معرضة لالفتقار إىل احلرية؛ وحيث 25 - 6توجد مثل هذه احلرية، فإّن قوى الســـوق واملشـــاعر القومية غالبًا ما ينتج عنها املمارسة غري املسؤولة هلذه احلريات. وتقدمي التقارير املوضوعية واآلراء املتنوعة ضروري ملنع الصور النمطية وحتريف الوقائع

من إعاقة تدفق املعلومات املوثوقة.أثـــر اإلعـــالم الترفيهي: اإلعالم الترفيهي يعمل أيضـــًا على تغذية املفاهيم العدائيـــة املعادية 14. فهناك 26 - 6حاجة إىل تقدمي صور متوازنة عن املســـلمني العاديني يف وسائط اإلعالم الغربية. إاّل أنه ومنذ أحداث 11 أيلول/ســـبتمرب 2001 ظهـــرت عالمـــات إجيابية بأن املســـلمني الذين يعيشـــون يف الغرب بدأوا ينخرطـــون بصـــورة أكرب يف هوليوود وإنتاج األفالم يف أوروبا يف ســـبيل خلق صورة أكثر دقة عنهم

وعن معتقداهتم.اإلنترنت والثورة الرقمية: مواكبة هذه االجتاهات يف كل من الغرب والعامل اإلســـالمي هي الســـبيل 27 - 6إىل “إعالم جديد”. فاإلنترنت وتطور إنتاج اإلعالم الرقمي وتوزيعه فتحا طرقًا جديدة ملســـتهلكي اإلعالم كي يصبحوا منتجني وناشرين لإلعالم وأعطى وسائل لالتصال املتزايد بني الشعوب إىل حد بعيد. فبينما ميكن استخدام اإلنترنت ألغراض هدامة، إاّل أن له جماالت واسعة من التطبيقات اإلجيابية: فانفتاحه جيعل منه شـــبكة مثالية للتفاعل االجتماعي، ومنتدى فريدًا لتبادل اآلراء واملعلومات. وهبذا اخلصوص، يقدم اإلنترنت آلية فّعالة لســـد اهلوة بني االختالفات الثقافية والدينية، ويربط بني النشطاء

القادرين على تعزيز احلوار والتفاهم.

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 28

يف مســـح لــــ 900 فيلـــم أمريكي به شـــخصيات عربيـــة ُوجد أن الغالبيـــة العظمى كانت غري مهذبـــة أو عنصرية. انظر جاك ج شـــاهني 14

.Olive Branch, New York, NY, 2001 من دار النشر Reel Bad Arabs: How Hollywood Vilifies a People

التوصيات - سابعــًا

إّن التوصيـــات الـــواردة يف هـــذا اجلزء موجهـــة إىل نظام األمم املتحـــدة وإىل الدول مبا يف ذلـــك برملاناهتا وكافة مســـتويات احلكم )القوميـــة، واإلقليمية، واملحلية، والبلدية( واملنظمات بـــني احلكومية واملنظمات غري احلكومية واملجتمعات بصفة عامة. ومت اقتراح هذه التوصيات مع االعتراف باملبادرات العديدة واجلهود اجلارية ســـلفًا يف هذه املجاالت. وبالضرورة فإّن تقّدمها ســـوف يتطلب تطوير الشـــراكات يف إطار حتالف احلضارات كما ورد

يف الفقرة 5 - 18.

التعليم

مـــع النشـــاط الكبري يف جمال التعليم املتصـــل بأهداف التحالف، فإّن التوصيات يف هذا املجال تســـتهدف مواءمة وتوسعة اجلهود احلالية وليس إطالق أنشطة جديدة.

علـــى احلكومات، واملؤسســـات متعّددة االطـــراف، واجلامعات، وعلماء التربية وصّناع السياســـة أن - 1يعملوا منفردين وجمتمعني على توسيع تعليم كوين وعرب الثقافات وحقوق اإلنسان.

وجيب اختاذ اخلطوات التالية:علـــى احلكومات التأكد مـــن أن أنظمتها التعليمية االبتدائية والثانوية تكفـــل التوازن والتكامل يف ) أ (

التاريخ الوطين وتكوين اهلوية مع معرفة الثقافات واألديان واملناطق األخرى؛وعلى اهليئات املتخّصصة مثل اليونسكو واإليسيسكو التعاون مع مراكز البحوث التعليمية ومطوري )ب( املناهـــج علـــى النطاق اإلقليمي جلعل املصادر املوجودة حاليًا يف هذا املجال )مثل سلســـلة التاريخ البشـــري ومشـــروع التواريخ اإلقليمية( جاهزة للتدريس يف الفصول وتطوير وتطبيق اســـتراتيجية

لنشرها واستخدامها بواسطة الدول األعضاء؛وباملثل جيب تطوير استراتيجية لنشر مواد تعليم حقوق اإلنسان على غرار األعمال املنجزة سابقًا )ج( بواســـطة اليونسكو واإليسيسكو واملبادرات الناجحة مثل “دليل تعليم حقوق اإلنسان” الصادرة

عن شبكة األمن اإلنساين؛وعلى املاحنني من العامة واخلاصة، توفري منح لألحباث واعتمادات مالية للمؤمترات وللتبادالت عرب )د ( األقاليم ملؤسســـات تدريب املعلمني حيث يقوم خـــرباء يف تاريخ وجغرافية العامل بتطوير حمتويات

علوم التربية ومصادر التدريس ملنهج تاريخ العامل؛علـــى املتربعني، من العامة واخلاصة، دعم املؤسســـات التعليمية إلعادة نشـــر تلـــك األجزاء املعنية )هـ( بالتراث اإلسالمي واليت تتناول التعددية والعقالنية والطرق العلمية وتكون تلك املوارد متاحة على

اإلنترنت بلغات متعّددة؛علـــى املتربعني مـــن العامة واخلاصة دعم اجلهود التعليمية اليت تســـتهدف عامة اجلمهور يف الغرب )و( ويف الـــدول ذات الغالبية املســـلمة وذلك عن طريق متويل العروض الفنيـــة، ومهرجانات األفالم،

29

والرحـــالت التعليمية واملؤمترات العلمية/التعليمية اليت تنشـــر معلومـــات عن ثراء الثقافات املتنوعة وأمهية التفاعل الثقايف؛

تطويـــر صندوق مشـــترك من القطاع العـــام واخلاص لدعم العلماء املنخرطـــني يف تدريس وأحباث )ز( احلوار والتفاهم عرب الثقافات.

جيب تطبيق برامج حمو األمية اإلعالمية يف املدارس وباألخص يف املرحلة الثانوية من أجل تطوير اجتاه - 2إدراكي ونقدي ملستهلكي التغطيات اإلخبارية اإلعالمية.

وميكن أن جند نقطة انطالق مفيدة يف بعض املشاريع مثل منظمة التعاون واألمن يف املبادرة األوروبية وذلـــك لتطوير الوعـــي اإلعالمي وتنمية حمو األمية الشـــبكية )اإلنترنت( ألجـــل مناهضة التصورات

اخلاطئة وسوء الفهم والكراهية.

وعلـــى القادة الدينيني ورامسي السياســـات التعليمية، واملنظمـــات املدنية بني املعتقدات العمل معًا حنو - 3تطوير إرشادات توجيهية جممع عليها للتدريس عن األديان.

وهنالك العديد من مبادرات ما بني العقائد العاملية اهلامة، ومراكز السياسات التعليمية اليت جتري أحباثًا يف مناذج للتدريس عن الدين يف املدارس 15. وعلى املنخرطني يف اجلهود اجلارية اآلن التعاون من أجل تطوير إمجاع بني الزعماء الدينيني ورجاالت التربية والتعليم حول ضرورة الدروس عن األديان العاملية يف خمتــلف اأُلطر التعليمية وكذلك يف مجع وبث أفضل املمارســـات والتوجيهات واملصادر التعليمية من أجل هذا اهلدف وهو توفري املواد األساسية اليت ميكن للمدارس وملراكز التدريب الديين استخدامها يف تدريس تراث األديان الرئيسية. وجيب تأسيس إرشادات وآليات لضمان أن املدارس الدينية تكون مســـجلة لدى الســـلطات وأن مناهجها ال توّلد الكراهية ملجتمعات أخرى. ويف نفس الوقت، جيب

أاّل تتخذ أّي خطوات يف هذا الشأن قد تعرقل من حرية التعليم أو حرية العبادة.

على احلكومات واملنظمات الدولية العمل معًا لعقد اجتماعات ملراجعة املناهج تضم خرباء يف املناهج - 4وممثلني لتعاليم األديان الرئيسية وذلك من أجل مراجعة املناهج التعليمية املستخدمة على نطاق واسع وضمان أن هذه املناهج تســـتقيم واملوجهات اخلاصة بالنـزاهة والدقة والتوازن يف مناقشـــة املعتقدات

الدينية وضمان أهنا ال حتتقر أّي معتقد أو أصحاب أّي معتقد.وستكون هناك آلية مشتركة ملراجعة وتطوير خطوط إرشادية حنو النـزاهة والدقة والتوازن يف تدريس الديانات والثقافات األخرى وسوف تساعد هذه اآللية يف ضمان رسوخ تطبيقها عرب خمتلف املناطق

ويف تشجيع البلدان للعمل معًا حنو حتقيق هذه األهداف يف براجمها التعليمية.

وعلـــى الـــدول األعضاء واملنظمات متعددة األطراف مثل منظمة املؤمتر اإلســـالمي واالحتاد األورويب - 5العمل معًا يف تطبيق اجلهود التعليمية لبناء إمكانية التســـامح عرب الثقافات واالحترام واملســـامهة املدنية

واالخنراط االجتماعي.

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 30

توجد قائمة جزئية تتضّمن اللجنة الثالثية، وشبكة TRES بأوروبا والدين لسالم العامل واملعهد الدويل للتعليم. 15

31 التوصيات - سابعًا

وجيب اختاذ اخلطوات التالية:بـــث املواد التعليمية عرب شـــبكات املعلمني ومبادرات تدريب املعلمني وبعقـــد اجتماعات إداريي ) أ ( املناهج. ومن ضمن األمثلة القيمة هلذه املواد اليت ميكن توزيعها مواد اليونســـكو التعليمية وبراجمها مثل مشـــروع شـــبكة املدارس املتحدة؛ وثقافة الدميقراطية؛ واجلوانب املختلفة للثقافة اإلســـالمية،

والتسامح: عتبة السالم، وثقافات السالم؛حتديد ومتويل املبادرات اليت تدمج الشباب والكبار يف املواطنة املسؤولة وبناء القدرة على املشاركة )ب( الدميقراطيـــة وتضمينهـــا يف املناهج الدراســـية النظامية ويف برامج ما بعد املدرســـة ويف اجلمعيات املدنيـــة. وجيـــب أن تتضّمن هذه الربامج تدريس حقوق اإلنســـان وحكم القانون وجيب أن تطور

هذه الربامج مواد تعليمية ملحو األمية اإلعالمية كتحصني ضد الراديكالية عرب وسائط اإلعالم؛دمـــج مواهب الشـــباب والكبار يف العمل االجتماعـــي البّناء عرب برامج تعليـــم اخلدمات وإطالق )ج(

مكونات التعليم اخلدمي وربطها بربامج الدرجات والشهادات.

علـــى احلكومات واملنظمات الدولية واملؤسســـات احلكومية وشـــركات التكنولوجيا التعاون معًا يف - 6توسعة الدخول للشبكة اإللكترونية مع االلتفات اخلاص إىل البلدان ذات األغلبية املسلمة.

ميكـــن ملنظمة املؤمتر اإلســـالمي أن تتصدر القيادة يف هذا املجال وتعلـــن عن هدف طموح وملموس ميكن للدول األعضاء متابعته، مثاًل: ضرورة وجود حواســـيب موصلة باإلنترنت على مســـتوى كافة فصول املدارس االبتدائية والثانوية واجلامعات يف العامل اإلسالمي حبلول عام 2020؛ ومجع شركات التكنولوجيا واملســـتثمرين والشـــركاء اآلخريـــن الذين يف مقدورهم املســـاعدة يف حتقيق هذا اهلدف. وكذلك جيب التشـــاور مع الشـــركاء الرئيســـيني املنفذين للربامج الريادية املوجودة حاليًا وشـــركات التكنولوجيا اليت تدير برامج يف البالد النامية؛ ونشر الدروس املستفادة عرب منظمة املؤمتر اإلسالمي إىل حكومات كل من الدول األعضاء. وعلى منظمة املؤمتر اإلسالمي أيضًا التعاون مع منتدى احلكومات اإللكترونية الذي أنشئ يف أعقاب )القمة العاملية ملجتمع املعلومات( يف تونس وذلك من أجل تطوير وسائل وإمكانيات الشبكة اإللكترونية )اإلنترنت( يف البلدان اإلسالمية. باإلضافة إىل ضرورة التعاون يف متابعة الربامج مثل مبادرة )حاسوب لكل طفل( اليت تستهدف حتسني فرص التعليم ملاليني األطفال

يف البلدان النامية.

على احلكومات وضع مناهج تعليمية كلية ومتكاملة كجزء من اإلصالح التعليمي. - 7لقـــد تركـــزت جهود اإلصالح التعليمي يف كثري من البلدان النامية على التعليم التقين وتعليم املهارات يف حماولـــة للحـــد من معدالت البطالة املرتفعـــة. ويف حني أن ذلك ُيعّد تطـــورًا إجيابيًا إاّل أن التركيز علـــى التعليم املرتبط بالوظيفة قد يقّلل يف بعض احلاالت من االهتمام بالعلوم اإلنســـانية واالجتماعية وقـــد حيـــّد من تدريس هذه املجاالت يف كثري من البلدان النامية. إّن نظام التعليم الكلي ال يقّدر بثمن يف تطوير التفكري النقدي ويف تطوير مهارات التفســـري واملواءمة اليت غدت ذات أمهية متزايدة يف عامل متسارع التعقيد والتنوع. وعليه جيب أن تتجه جهود اإلصالحات التعليمية إىل املحافظة على التوازن

يف املحتويات التعليمية خاصة يف مراحل التعليم االبتدائي والثانوي.

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 32

الشباب

جيب إنشـــاء حتالف شـــباب عاملي كآلية متّكن الشباب من املســـامهة عربها يف تطبيق كافة التوصيات - 1الواردة يف هذا التقرير ) وليس االقتصار على التوصيات املعنونة حتت موضوع الشباب(.

بواســـطة دعم من الصندوق العاملي للتضامن الشـــبايب ميكن هلذه املبادرة أن تنطلق عرب مجع وحشـــد الشبكات اإللكترونية املختلفة واجلمعيات من أجل تشجيع حوار وحتالف وثقافة السالم. ولقد بدأت هذه املنظمات العمل سلفًا يف تنظيم االجتماعات اليت سوف توفر فرصًا للشباب من ذوي اخللفيات املختلفة هبدف وضع برنامج عمل ميكن للشباب عرضه على قادة العامل للحصول على دعم ومساندة منهـــم. باإلضافـــة إىل أن مســـحًا مت إجراؤه قد حـــدد عدد 468 منظمة شـــبابية يف 125 بلدًا ميكن

إدراجها كشركاء يف التطبيق.

على الواليات املتحدة األمريكية واالحتاد األورويب ومنظمة املؤمتر اإلسالمي وضع هدف مشترك لرفع - 2عدد التبادالت الشبابية اإلقليمية بني بلداهنم من أسفل القائمة إىل قمة قائمة األولويات وجيب إعطاء األولويـــة للزيارات التبادلية املطولة والتبادالت اجلماعية ومتويلها بقدر كاف يســـمح مبشـــاركة كافة

طبقات اجملتمع وال تقتصر على الطبقات النخبوية.جيــــب وضــــع برامج ناجحة لتناســــب هــــذه األولويات ومثال ذلــــك برنامج التعليم العــــايل للجامعات األوروبية )برنامج إيرازمز( وشبكة يونيفريسيا اإللكترونية وجيب توسيعها لتشمل البلدان ذات األغلبية املسلمة؛ وجيب توسيع برنامج أوروبا - البحر األبيض املتوسط للشباب إىل خارج حدود منطقة البحر األبيض املتوســــط ليضم كل بلدان أوروبا ومنطقة الشــــرق األوســــط. وعلى الربنامج األمريكي )فرقة السالم( أن يزيد من عملياته يف البلدان ذات األغلبية املسلمة. وكلما زادت مساندة احلكومات للتبادل فمــــن املتوقــــع أن تزداد أعداد املتربعني من اخلاصة. ومن أجــــل التأكد من أن كم التبادالت ال يتجاوز

نوعية هذه التبادالت جيب ختصيص بعض من هذه املوارد لألهداف املصاحبة الثالثة اآلتية:زيادة الدعم اهليكلي الذي توفره اجلامعات واملؤسسات األخرى اليت تستضيف هذه التبادالت؛ ) أ (

تدريب منســـقي التبادالت الشبابية بواســـطة منظمات املجتمع املدين ذات اخلربة يف قواعد التعليم )ب( والتعلم غري الرمسي؛

إصدار ونشر نتائج األحباث ووضعها كمناهج تربوية مطلوبة يف التبادالت الناجحة وميكن مشاركة )ج( املفوضية األوروبية ومؤسسة آنا ليندا ألوروبا - البحر األبيض املتوسط واملنظمات غري احلكومية

اليت تتوفر لديها إمكانيات األحباث واملمارسة العملية.

على القادة الدينيني وناشطي اجملتمع املدين تأسيس شبكة مواقع إلكترونية تربط الشباب بعلماء الدين - 3الذين يف مقدورهم احلديث بطريقة بّناءة خبصوص التحديات املعاصرة اليت تواجه الشباب اليوم.

مثل هذه املواقع ميكنها عرض حلقات نقاش بقيادة علماء الدين، وتوفري التاريخ الديين والنصوص اليت تواجه االجتاهات اإلقصائية، وتشـــجيع الشـــباب هبدف دجمهم يف جمتمعاهتم وتقدمي روابط الشـــبكات اإللكترونيـــة املناصرة للشـــباب. ويف حني أن ذلك قد يتطلب إنشـــاء مواقـــع إلكترونية جديدة إاّل أن

هذه اجلهود جيب أن تبدأ بالتقاء مدراء املواقع اإللكترونية املوجودة حاليًا مثل شـــبكة “بيليف نت” و“إســـالم أون الين” و“شبكة مســـلم هرييتدج” مع املهتمني يف املجتمع املدين والقادة الدينيني من أجل تأســـيس معايري لعضوية هذه الشـــبكات ووضع استراتيجية يف كيفية الوصول إىل الشباب الذين

يتعرضون للخطر.

على املتربعني من املســـلمني والغربيني يف القطاعني اخلاص والعام العمل معًا لتأســـيس صندوق ثقايف - 4وخدمة إلكترونية لربط الفنانني املســـلمني الشباب والكتاب واملوسيقيني وصانعي األفالم إخل.... مع

نظرائهم من الغربيني وقادة الصناعة الثقافية.اهلدف هو تسهيل نشر الثقافة اإلسالمية املعاصرة يف املجتمعات األخرى وهبذا العمل يتم تعزيز قضية

احلوار والتفاهم.

جيب تأسيس حتالف من املسامهني الرئيسيني لتطوير استراتيجية جامعة لتوظيف الشباب وكذلك جيب - 5إنشـــاء ودعم حتالف مـــن اهليئات الدولية ومنظمات اجملتمع املدين مـــن ذوي اخلربة يف رعاية توظيف الشـــباب لقيادة مبادرات عامة لتوظيف الشـــباب خاصة يف البلدان اليت تشكل فيها البطالة واالغتراب

مشاكل جوهرية.املشـــاورات مع الشبكة اإللكترونية لتوظيف الشـــباب 16 ومع املنظمات غري احلكومية يف هذا املجال تدل على أن مثل هذه املبادرات ســـيتم الترحيب هبا وأن مناذج حمطات اخلدمات لتوظيف الشـــباب، وتشـــمل التدريب الوظيفي وكتابة الســـري الذاتية وتطوير مهارات املقابالت الشـــخصية والبحث عن الوظائف والتعيينات واالستشـــارات املهنية وحى التمويل بواسطة البطاقات االئتمانية املصغرة، كلها

أثبتت جناحًا على املستويات الوطنية.

علـــى الـــوكاالت العامـــة أو اخلاصة املتربعة دعم اجلمعيات والشـــبكات واهليئات الـــيت ختدم الفتيات - 6والشـــابات وتقدم تعليمهن وتطوير املنابر اليت تشـــرك املرأة يف مجيع جوانب اجملتمع أو تنفيذ مشاريع

أخرى تعزز من وضع املرأة.يف أماكـــن عديدة من العامل، يظل التقدم حنو املســـاواة بني اجلنســـني خيطو خطـــوات بطيئة للغاية. إّن ســـبعني باملائة من الـ 130 مليون طفل الذين ال يذهبون إىل املدارس هم فتيات. وتشـــّكل النساء ثلثي البالغني وعددهم 960 مليون شـــخص ممن ال يســـتطيعون القراءة ومن ضمن بليون شخص من أفقر الشـــعوب يف العامل جتد ثالثة أمخاســـهم من النساء والفتيات 17. إّن املبادرات اليت ُتتخذ على املستوى املحلي واإلقليمي والوطين من شـــأهنا أن تســـاعد يف عالج عدم التوازن هذا. وباألخص فإّن منظمات املجتمع املدين املساندة اليت هتدف إىل تقدمي فرص تعليم أفضل وفرص توظيف أكرب وظروف معيشة

حمسنة للنساء ميكن أن يكون هلا تأثري طويل األمد يف حتقيق العدالة االجتماعية.

33 التوصيات - سابعًا

الشبكة اإللكترونية لتوظيف الشباب هي مبادرة مشتركة من األمم املتحدة والبنك الدويل ومنظمة العمل الدولية. 16

التقرير السنوي لربنامج األمم املتحدة اإلمنائي لعام 2005. 17

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 34

اهلجــرة

وضعت التوصيات يف هذا املجال بفهم أن احلكومات ذات العدد الكبري من السكان املهاجرين قد عملت سلفًا جبد لتســـهيل التكامل. والتوصيات املوجودة هنا هي نتيجة لنقاشـــات قمنا هبا، وقد وضعت هبدف دعم اجلهود القائمة يف هذا املجال. ومن املبادرات اليت تدعم التكامل الناجح كتيب عن إقامة سياســـات فّعالة هلجرة العمالة يف بلدان األصل واملهجر 18، واملنتدى الدويل للهجرة والتنمية الذي اقترحه، إبان كتابة هذا التقرير، األمني العام

لألمم املتحدة.

على احلكومة ذات العدد الكبري من السكان املهاجرين أن تتوسع يف احلوافز وتدعم اآلليات والتمويل - 1للمدارس واجلمعيات اليت تعمل مع املدارس الخنراط الطالب يف تعلم اخلدمات وبرامج التعليم املتعلقة

باملواطنة.

على احلكومات البلدية واملؤسسات احمللية زيادة الدعم إلنشاء منظمات اجملتمعات الشبابية. - 2كل من هذين الربناجمني يســـاعد يف وضع املهاجرين الشـــباب يف املجتمعات األوســـع خارج املدارس ويوفر جتربة مباشرة يف تفاعل اجتماعي ونشاط مدين مع شباب آخرين، مما ميكنه التقليل من مشاعر

االغتراب.

على املاحنني يف القطاعني العام واخلاص زيادة التمويل ملؤسسات اجملتمع املدين اليت تعمل مع جاليات - 3املهاجرين لتطوير آليات دعم تسمح مبشاركة أكرب لآلباء يف املدارس وتوفر معلومات وتوعية لتمكني

اجلاليات املهاجرة.إّن آليـــات كهـــذه ميكن أن تعاجل تلـــك احلواجز )كحاجـــز اللغة، وصعوبة املواصـــالت والتكاليف، والتغيـــب عـــن العمل ومن االهتمام بشـــؤون البيت، وعدم اخلربة مبشـــاركة اآلبـــاء يف املدارس( اليت غالبـــًا مـــا حتّد أو متنع املشـــاركة األبويـــة يف املدارس. ومثل تلـــك اجلهود ميكن أن تســـاهم إىل حد كبـــري يف إنقاص االنســـالب االجتماعي للشـــباب املهاجر وذلك خبفـــض جتربتهم يف العيش يف عاملني خمتلفني - أحدمها تسكنه عوائلهم، وخاصة اآلباء، واآلخر فيه نظراؤهم واملعلمون يف املدارس؛ كما أن تطوير برامج اإلرشـــاد ملســـاعدة املهاجرين يف تفهم أفضل للقوانني والعادات وكيفية االخنراط يف املجتمع سوف يساعد يف زيادة االندماج إىل حد أكرب. وباملثل فإّن إنشاء نظام متعدد اللغات لتقدمي

النصح للمهاجرين حول التغيريات يف القوانني اليت تؤثر فيهم سوف يكون ذا فائدة.

علـــى االحتـــاد األورويب أن يعمل مع الدول األعضـــاء لوضع معايري مشـــتركة للبيانات وتكاملها عرب - 4القارة، تقوم برصد وصول املهاجرين إىل أسواق العمل واإلسكان وجتربتهم يف ذلك كما يف اخلدمات

الصحية واالجتماعية والتعليمية واخلدمات األخرى يف اجملتمع.إّن وجـــود مثل هذه البيانات ســـوف ميّكـــن املركز األورويب لرصد العنصريـــة واخلوف من األجانب واملؤسســـات البحثية ذات الصلـــة، واحلكومات، أن يتابع تقدم اجلهـــود املوجهة ملحاربة التمييز ضد

مت تطويره باالشتراك مع منظمة األمن والتعاون يف أوروبا واملنظمة الدولية للهجرة ومنظمة العمل الدولية. 18

جاليات املهاجرين. وهذا بدوره ســـوف يســـاعد يف حتديد تلك السياســـات واملبـــادرات من جانب احلكومة واملؤسسات العامة ومؤسسات املجتمع املدين، اليت كانت ناجحة يف مكافحة التمييز، حبيث يتـــم االعتـــراف هبا ورمبا مكافأهتا بصورة عامة عالية من قبل االحتاد األورويب - وتتم دراســـتها أكثر

ورمبا تشملها التقارير السنوية للدول، وقد يصار إىل تقليدها يف مكان آخر.

علـــى املاحنني مـــن القطاع العام واخلاص املهتمني بالعالقات بني العقائـــد و/أو دمج املهاجرين، زيادة - 5التمويل للحوار وتنظيم اجملتمع داخل اجلاليات املهاجرة.

إّن زيـــادة الدعـــم ملثـــل هذه املبادرات ســـوف ميّكن من ظهـــور قيادات يف جمتمـــع املهاجرين )مبا يف ذلـــك القـــادة الدينيني(، الذين يندجمون بنجاح يف املجتمعات األمريكيـــة واألوروبية، وكذلك تطوير اجلمعيات والشبكات اليت ميكن أن تستخدم كأجهزة للتمثيل لالخنراط يف حوارات عرب الثقافات وبني

األديان مع جمتمعات أخرى أو مع الوكاالت احلكومية.

على قادة اجلاليات املهاجرة وسلطات الدول املضيفة التعاون إلنتاج مادة - مبا يف ذلك مثاًل نشرات - 6إخبارية باإلنترنت، وإعالنات عامة ونشرات - اهلدف منها تنمية احترام التنوع والعالقات الطيبة بني

اجملتمعات.

أن تقوم اجلامعات األوروبية واألمريكية ومراكز البحوث بالتوسع يف البحث يف اإلسهامات اهلامة يف - 7اجملاالت االقتصادية والثقافية واالجتماعية للجاليات املهاجرة يف احلياة األمريكية واألوروبية. ولذلك عليهـــا ترويج املطبوعـــات اآلتية من العامل اإلســـالمي يف عدد من املواضيع املتصلة باإلســـالم والعامل

اإلسالمي.إّن مثل هذه البحوث تدعم العاملني يف القطاعات السياسية واإلعالمية الباحثني عن معلومات موثوق هبا عن األدوار اجلوهرية للجاليات املهاجرة. إّن الزعامة العامة املســـموعة يف دعم املهاجرين تقلل من الشـــعور باالغتراب يف اجلاليات املهاجرة وتســـمح بالنقاشـــات حول سياسات التكامل واستمرارها، وتقلل من شـــبح املشـــاعر العنصرية العرقية واملخـــاوف من األجنيب اليت ختيم عليهـــا. إّن تطوير محلة إعالمية ملحاربة التمييز عن طريق رســـائل حول املهاجرين وتســـليط الضوء على فوائد التنوع للبالد، ومســـامهات املهاجريـــن، وأخطار النمطيات، كل ذلك أمور هامـــة. وعلى احلملة اإلعالمية أيضًا أن تركـــز علـــى أن كل مـــن يعيش يف البالد له احلق يف املطالبة باخلدمـــات واحلصول عليها، والتظلم من

التمييز والسعي للحصول على التعويض املناسب.

علـــى احلكومات أن تشـــارك يف املنتدى الدويل حول اهلجـــرة والتنمية لكي تزيد التعاون وتطور هنجًا - 8متكاماًل عن اهلجرة والتنمية.

إّن هذا املنتدى التشـــاوري يتيح للحكومات تكوين فهم مشـــترك يف جماالت وضع السياسات اخلاصة باهلجرة، وهلذه املجاالت أكرب القدرة للمسامهة يف التنمية، كما أهنا سوف تعزز تقديرًا أفضل للمزايا

والفوائد اليت جتلبها اهلجرة إىل البالد املضيفة.

35 التوصيات - سابعًا

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 36

وسائط اإلعالم

جيب على املهنيني اإلعالميني القيام طواعية بتطوير مواثيق شرف مهنية وتفصيلها وتطبيقها. - 1إّن قـــوة الكلمات والصور يف تشـــكيل فهمنـــا للعامل ال ميكن املبالغة فيها، وعلـــى املهنيني اإلعالميني استخدام تلك السلطة مبسؤولية، ويف هذا الصدد فإّن نقل األخبار الصحيحة ذو أمهية أساسية، ولكن ذلك ليس كافيًا. وعلى الصحفيني واملخرجني أن يكونوا يقظني للتأثري الذي ميكن أن حتدثه القرارات التحريريـــة واآلراء ووجهـــات النظر بصورة ضمنية على تصور الناس ملوضوع ما. لقد وضعت معايري مـــن قبل احتادات مثل االحتاد الدويل للصحفيني، لكنها مل تطبق من جانب االحتادات املهنية بالصرامة واالتســـاق الـــذي تطبق به املهـــن الطبية والقانونية، مثـــاًل، القواعد املوجهة ومواثيق شـــرف مهنتها. إّن االلتزام هبذه املعايري وخاصة يف أوقات األزمات ضروري وحاسم، حيث املشاعر واملخاوف العامة ملتهبة، وكذلك يف تغطية تداخل السياســـة والدين. إّن االهتمام املتزايد مبسؤولية الصحافة ال يقتضي

وال جيب أن ينتقص من الدعوة إىل حرية الصحافة.

تطويـــر برامـــج تدريب مع املدارس الصحفية املهتمة للمســـاعدة يف توســـيع فهـــم الصحفيني للقضايا - 2الدولية اخلطرية، وخاصة يف اجملاالت اليت تتداخل فيها السياسة والدين، ولتعزيز قدرهتم على مد الناس

مبعلومات دقيقة وبصورة متوازنة.

أن يقوم القادة يف امليادين األكادميية والدينية والسياســـية واجملتمع املدين والثقافة بإنتاج حمتوى إعالمي - 3)صفحـــات رأي - تعليقـــات - تصرحيات صوتية ومرئية( يســـاعد يف تعميـــق التفاهم بني الثقافات،

وخاصة يف أوقات األزمات.على املؤيدين للتفاهم األفضل عرب الثقافات وبني األديان أن يستفيدوا من “اللحظات املفيدة” عندما تكون العالقات بني الغرب واملجتمعات اليت تكون األغلبية هبا مسلمة يف األخبار، ويسعى املحررون واملخرجون للحصول على حمتوى. فاالستجابات السريعة لألزمات اليت توزع على املحررين واملنتجني على نطاق العامل، مبقدورها أن تؤثر يف الســـكان وتفكريهم بصورة بّناءة أو بصورة اســـتقطاب حول معىن تلك األحداث واتصاهلا باملوضوع. إّن شهرة املعلقني، وتوفري املادة هلم يف الوقت املؤايت وتوفري املـــواد باللغات املحليـــة، يزيد من فائدهتم. وهناك مناذج ناجحة ألنظمة كهذه، ولكنها ليســـت على

نطاق عاملي.

أن يوجه املاحنون من القطاع العام واخلاص موارد أكرب حنو إنتاج وســـائط إعالمية هتدف إىل حتســـني - 4املواقف العامة بني خمتلف الثقافات.

جيـــب توفري متويل أكرب للربامج اهلادفة إىل حتســـني التفاهم بني الثقافـــات واملجتمعات املختلفة. وعن طريق دعم إنتاج برامج مرشدة تقود يف حال جناحها إىل متويل اإلذاعات إلنتاج مسلسالت، فإّن مثل هذه األموال ميكن أن تكون حمفزات لربامج إعالمية متعّددة دون احلاجة إىل اســـتثمار كبري. وينبغي

إعطاء األولوية ألربعة أنواع من اإلنتاج اإلعالمي:املنتجون الذين حيصلون على دعم من املذيع وينخرطون يف عمل مشـــترك أو إنتاج مشـــترك عرب ) أ (

خطوط ثقافية أو دينية؛

املنتجون الذين يســــعون لتقدمي حمتوى إعالمي تعليمي يتم نقله عرب أشــــكال مبتكرة وشعبية وترفيهية )ب( و/أو يذاع أثناء أحداث كربى جتتذب انتباه العامل )مثاًل كأس العامل، واألوملبياد...إخل(؛

اإلنتاج املوجه إىل الشـــباب والذي يناهض النمطية، كألعاب الفيديو والرسوم املتحركة، واملواقف )ج( الشـــبابية يف )الويب( اليت ختاطب الشـــباب، وتعني على حوار مســـتدام وبّناء عرب الثقافات وبني

العقائد؛إنتاج مسلسالت تلفزيونية يف عدة لغات حول أوجه العالقات التارخيية واالجتماعية والنفسية بني )د(

املجتمعات، هبدف تعزيز التفاهم املتبادل.

ينبغي تشجيع قادة اجملتمع املدين واإلعالم اجلماهريي ذوي االهتمام املشترك بتأثري التلفزيون والسينما - 5علـــى العالقات عـــرب الثقافات ودعمهم إلنتاج أفالم وبرامج مبحتوى يهدف إىل حتســـني التفاهم بني

الثقافات املختلفة.جيب تشـــجيع املنتجني وال ســـيما كّتاب النصوص، ولكن دون حصر ذلك يف هوليوود - واملمثلني يف املجتمـــع املـــدين والباحثني يف جمـــال الصحة العامة، على العمل معًا لرصد أثر الســـينما والتلفزيون على املواقف والتصرفات، وزيادة تصوير املسلم العادي واملجتمعات األخرى منقوصة التمثيل أو يتم

تقدميها بنمطية سلبية يف اإلعالم الشعيب 19.

أن تعمل احلكومات واملنظمات اإلعالمية واجملتمع املدين معًا لتطوير برامج تطور اإلنترنت لتصبح أداة - 6للحوار عرب الثقافات.

اإلنترنت أداة رئيســـية للمعلومات، وتوفر نافذة لتغطية إعالمية كونية ومصادر هائلة. ولذا من املهم للغاية يف نظرنا أن يتم توســـيع الوصول إليها بشـــكل كبري، )انظر التوصيات بشأن التعليم رقم )6((. ولكن اإلنترنت ميكن أيضًا اســـتخدامها وإســـاءة استخدامها لنشـــر النمطية العنصرية وعدم التسامح اللذيـــن يثريان احلقـــد والعنف. وملواجهة هـــذه الظاهرة جيب تعزيـــز املبادرات الرامية إىل اســـتخدام

اإلنترنت كأداة للحوار والتفاهم عرب الثقافات.

الشروع يف مبادرة تضامنية ومتبادلة لرصد تغطية الوسائط اإلعالمية للعالقات بني الغرب واإلسالم، - 7وذلك لتوفري مراجعة شـــاملة للمنافذ اإلعالمية ومكافأة اجلهود اهلادفة إىل حتسني تغطية العالقات بني

اجملتمعات املسلمة والغربية.إّن املراجعـــات النقديـــة املتبادلة واجلوائز املقدمة من ائتالف واســـع ممثل لـــوكاالت الرصد - كتلك الـــيت يديرهـــا االحتاد األورويب، ومنظمة املؤمتر اإلســـالمي، وجمموعات خمتارة مـــن منظمات املجتمع املدين - ســـوف تقيم وجهًا عامًا أرفع وأكثر شـــرعية من اجلهود الفردية اليت تركز فقط على وسائط

إعالم واحدة للجاليات.

37 التوصيات - سابعًا

معهد الشرق والغرب وكلية الصحة العامة جبامعة هارفارد مشتركان حاليًا يف العمل جتاه إجناز هذا وعلى األرجح أن حيّققا تقدمًا يف هذا 19

الصدد.

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 38

على املاحنني يف القطاعني العام واخلاص أن يقيموا “صندوق أخطار” للتلطيف من قوى السوق اليت - 8تشجع املواد الثقافية النمطية اهلادفة إىل اإلثارة.

إّن دور العرض املسرحي والسينمائي واملتاحف ودور النشر والدوائر الثقافية األخرى بتبغي أن تتمكن من الوصول إىل صندوق يساعد يف تأمني خسائرها عندما هتدف إىل عرض أفالم أو مسرحيات أو أّي منتجات ثقافية أخرى هتدف إىل إظهار الوجهة اإلنســـانية وتطبيع وجهات نظر الناس يف الغرب ويف املجتمعات اليت غالبيتها مسلمون، حول أحدمها اآلخر. وميكن أن تشمل هذه النشاطات، على سبيل املثال، قصصًا عن نســـاء مســـلمات بارزات وناجحات، تعرض يف الغرب، وقصصًا عن يهود بارزين مـــن دعاة احلقـــوق املدنية والعدالة االجتماعية، تعرض يف العامل اإلســـالمي، هذا باإلضافة إىل األدب

التقليدي اإلسالمي والغريب وذلك من أجل مواجهة القوالب النمطية السائدة.

على حتالف احلضارات أن ينتفع بوســـائط اإلعالم الكربى والفعاليات الثقافية والرياضية للترويج عن - 9أهدافه.

ســـوف تبقـــى أهداف حتالـــف احلضارات مقيـــدة إن ظلت حمصـــورة يف الدول واملنظمـــات العاملية. إّن حتريـــك الرأي العام العاملي ضروري. والفعاليات الثقافية والرياضية توفر فرصًا فريدة للوصول إىل مجاهري كبرية ولذلك من الضروري انتهاز الفرصة اليت تتيحها مثل هذه املناســـبات للترويج ألهداف

حتالف احلضارات.

تطبيق التوصيات - ثامنــًا

متثـــل التوصيـــات الواردة يف هذا التقرير املحتوى الرئيســـي خلطة العمل اليت طلبهـــا األمني العام لألمم املتحدة يف الصالحيات اليت وصفها للفريق الرفيع املستوى. وبناًء على رد الفعل اإلجيايب والقوي لتحالف احلضارات والذي جاء من حكومات خمتلفة ومؤسســـات متعددة العضوية وقيادات املجتمع املدين 20، فإّن الفريق الرفيع املســـتوى يتوّقع دعمًا كبريًا واهتمامًا واســـعًا من تلك اجلهات يف دفع هذه التوصيات إىل األمام. ويف الواقع كانت بعض هذه التوصيات قد اقترحت بعلم من أن مبادرات ذات صلة كانت يف طريقها أو يف مرحلة التخطيط. ولالستفادة القصوى من هذه اجلهود وزيادة تأثريها اجلماعي وبناء الدفع لتنفيذ التوصيات الواردة يف هذا التقرير، فإننا نوصي

بأن تتخذ األمم املتحدة اخلطوات التالية:

أن يعيّـــن األمني العام لألمم املتحدة مندوبًا رفيعًا لتحالف احلضارات ليشـــرف على تنفيذ التوصيات - 1الواردة يف هذا التقرير، ويؤّمن استمرارية حتالف احلضارات ووضوحها. ويكون املندوب الرفيع لدى األمني العام لألمم املتحدة ليســـاعد يف إطفاء شـــرارة التوترات الدينية والثقافية بني املجتمعات وهبذه الصفة األخرية ميكن إنشـــاء قائمة من الشـــخصيات البارزة ملســـاعدة املنـــدوب الرفيع يف حتقيق تلك

الواجبات.

أن ينشأ مكتب دعم صغري لدعم املندوب الرفيع. أول عمل هلذا املكتب هو وضع خطة مفصلة للتنفيذ - 2لدفع التوصيات الواردة يف هذا التقرير إىل األمام. وجيب أن تشمل هذه اخلطة اآليت:

إقامة شراكات واتفاقيات مع مؤسسات عامة وخاصة على املستوى العاملي والوطين واملحلي لدفع ) أ ( مشاريع حمّددة إىل األمام معًا؛

االشـــتراك يف مؤمترات رئيســـية واجتماعات خمطط هلا سلفًا يف األعوام القادمة، واليت ستتيح فرصًا )ب( لتطوير، وتقوية، واإلعالن عن املبادرات واألنشطة املختلفة لتحالف احلضارات 21.

إنشاء منتدى لتحالف احلضارات حتت إشراف األمم املتحدة لتوفري مكان دائم للممثلني واحلكومات - 3واملنظمات الدولية واملجتمع املدين والقطاع اخلاص لصهر الشراكات والتعبري عن التزامات للعمل.

جيب تشـــجيع وتعزيز قيام “جمالس التحالف” وتكون ذاتية التنظيم على املســـتوى الوطين واإلقليمي - 4و/أو املحلي لضمان املشـــاركة الواسعة وتدخل املجتمع املدين. وميكن أن تكون تلك اهليئات كنقاط

بؤرية لتنفيذ األنشطة املتصلة بالتحالف وتنسيقها.

يقترح الفريق الرفيع املســـتوى إدخال بند جديد خاص بتحالف احلضارات يف جدول أعمال الدورة - 5الثانية والستني للجمعية العامة لألمم املتحدة.

39

انظـــر موقع الويب لتحالـــف احلضارات )www.unAoC.org(، لقراءة املســـاندات اليت عّبرت عنها الـــدول واملنظمات الدولية ومنظمات 20

املجتمع املدين.

.)www.unAoC.org( ميكن احلصول على قائمة مؤقتة هبذه األحداث من موقع حتالف احلضارات 21

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 40

ينبغي إنشـــاء صندوق لتحالف احلضارات لدعم تعاون دويل يف قضايا عرب الثقافات وتعزيز مبادرات - 6هتدف إىل تشجيع احلوار وبناء اجلسور بني املجتمعات.

أن يتم تطوير موقع حتالف احلضارات على شـــبكة الويب )www.unِAoC.org( ليكون أداة رئيســـية - 7يف تطوير احلوار عرب الثقافات.

املرفقـات

43

املرفق 1:

اختصاصات الفريق الرفيع املستوى25 آب/أغسطس 2005

أعلـــن األمـــني العـــام لألمـــم املتحدة عن بدء مبـــادرة حتت رعاية رئيســـي وزراء إســـبانيا وتركيـــا إلقامة حتالف احلضارات.

السياق

تســـتجيب املبادرة إلمجاع واســـع بني األمـــم والثقافات واألديان بأن مجيع املجتمعـــات تتكافل وتترابط فيمـــا بينها فيما يتعلـــق بتطورها وأمنها ويف الرفاه البيئي واالقتصادي واملايل. ويســـعى التحالف لتحقيق إرادة سياســـية مجاعية وتعبئة عمل متناغم على املســـتوى املؤسسي واملجتمع املدين للتغلب على التعصب واملفاهيـــم اخلاطئة واالســـتقطاب الذي يعمل ضـــد مثل هذا اإلمجاع. وهو يأمل يف املســـامهة يف حركة

ائتالفية عاملية ترفض التطرف يف أّي جمتمع - وهي تعكس إرادة الغالبية العظمى من الشعوب.لقد أّدت أحداث الســـنوات األخرية إىل تفاقم الشـــكوك واملخاوف وسوء الفهم املتبادل بني املجتمعات اإلسالمية والغربية. كما استغل املتطرفون حول العامل هذه البيئة. ولن يتمكن سوى التحالف الشامل من جتنب أّي تدهور إضايف يف العالقات بني املجتمعات واألمم، وهو تدهور من شـــأنه أن يهّدد االســـتقرار الدويل. ويسعى هذا التحالف ملجاهبة هذا االجتاه من خالل إقامة منوذج لالحترام املتبادل بني احلضارات

والثقافات.

الفريق الرفيع املستوى

لتوجيـــه هـــذه املبادرة، أنشـــأ األمني العام فريقًا رفيع املســـتوى، بالتشـــاور مع الرعاة املشـــاركني، يضّم أشخاصًا بارزين وتتلخص أهدافه فيما يلي:

تقدمي تقييم خاص بالتهديدات اجلديدة والناشـــئة للســـلم واألمن الدوليني، وبشكل خاص القوى السياسية واالجتماعية والدينية اليت تثري التطرف؛

حتديـــد اإلجـــراءات اجلماعيـــة علـــى كال املســـتويني املؤسســـي واملجتمـــع املـــدين ملواجهة هذه االجتاهات؛

التوصية بربنامج عمل قابل للتطبيق بواســـطة الدول واملنظمات الدولية واملجتمع املدين يهدف إىل تشجيع التوافق بني املجتمعات.

حنو هذه الغاية، سيأخذ الفريق الرفيع املستوى يف االعتبار استراتيجيات عملية منها: تقوية الفهم املتبادل واالحترام والقيم املشتركة بني الشعوب والثقافات واحلضارات املختلفة؛

حتالف احلضارات

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 44

جماهبـــة تأثري املجموعـــات اليت تثري التطرف وإقصـــاء اآلخرين الذين ال يشـــاركوهنم نفس الرؤى للعامل؛

مواجهة التهديد للسلم واالستقرار العامليني الذي يشكله التطرف؛ زيـــادة الوعـــي يف مجيع املجتمعات بـــأن األمن ال يتجزأ وأنه حاجة حيويـــة للجميع وبأن التعاون

العاملي شرط أساسي ال ميكن االستغناء عنه من أجل األمن واالستقرار والتنمية.سيقدم الفريق الرفيع املستوى تقريرًا حيتوي على حتليل وبرنامج عمل للدول واملنظمات الدولية واملجتمع

املدين يتضّمن إجراءات قابلة للتطبيق من ضمنها:التأكيد على أمهية الفهم املتبادل، واقتراح آليات حمّددة ميكن من خالهلا حتقيق ذلك، وهي تتضّمن ولكنها ليســـت قاصرة على تطوير إطار عمل للتعاون الدويل بشـــكل أفضل واســـتخدام وســـائط

اإلعالم )مبا فيها اإلنترنت( لتشجيع املناقشات العامة بطرق بّناءة وصياغتها؛تشـــجيع التعاون بني املبـــادرات القائمة واليت هتدف إىل متكني الغالبية الســـائدة من وضع برنامج

العمل، وهم يف معظمهم من املعتدلني الذين يرفضون آراء املتطرفني؛إقامة شـــراكات من شـــأهنا مســـاعدة املجتمعات املتنوعة على تفهم اختالفاهتا بشكل أفضل بينما

تؤكد وتعمل على إبراز السمات املشتركة فيما بينها؛اقتـــراح إجـــراءات تســـتطيع من خالهلا نظـــم التعليم تشـــجيع معرفـــة وفهم الثقافـــات واألديان

األخرى؛التقرب إىل شباب العامل من أجل غرس قيم االعتدال والتعاون وتشجيع تقدير التنوع؛

رفـــع الوعـــي بأن األمن واالســـتقرار والتنمية هي حاجـــات حيوية للجميع وبـــأن التعاون العاملي ضروري لتحقيقها، وتقدمي اقتراحات عملية للتقدم حنو حتقيق األمن املتبادل.

سوف يقوم الفريق الرفيع املستوى بتقدمي تقريره يف النصف الثاين من عام 2006 إىل األمني العام والذي ســـيحّدد - بالتشاور مع الرعاة املشـــاركني - الطريقة املالئمة لتقدمي برنامج العمل إىل املجتمع الدويل.

عندئذ ميكن اإلشراف على تنفيذ الربنامج من قبل فريق أصغر ذي وضعية رفيعة مشاهبة.

بنية الدعم

ستعّد األمانة اليت يترأسها مدير ذو خربة الدراسات والتحليالت واملقترحات ليقوم الفريق الرفيع املستوى بالنظر فيها. كذلك ستتعاون مع املبادرات املشاهبة وتستند إىل العمل املنجز أو اجلاري إجنازه يف منتديات

أخرى.

املرفق 2:

أعضاء الفريق الرفيع املستوى

الرعاة املشاركون

األستاذ حممد عيدين )تركيا(-1رئيس مشارك

وزير الدولة التركي وأستاذ الفلسفة

األستاذ فدريكو ميور )إسبانيا(-2رئيس مشارك

رئيس، مؤسســـة ثقافة الســـالم واملدير العام الســـابق ملنظمة اليونسكو

الشرق األوسطرئيس دولة إيران السابقفخامة حجة اإلسالم سيد حممد خامتي )إيران(-3قرينة أمري دولة قطر ورئيس جملس إدارة مؤسســـة قطر مسو الشيخة موزة بنت ناصر املسند )قطر(-4

للتربية والعلوم وتنمية املجتمعرئيس، مكتبة اإلسكندريةد. إمساعيل سراج الدين )مصر(-5

مشال أفريقياوزير التعليم التونسي السابقد. حممد شريف )تونس(-6مستشار العاهل املغريب امللك حممد السادسالسيد آندريه آزوالي )املغرب(-7

غرب أفريقيارئيس وزراء السنغال السابقالسيد مصطفى نياس )السنغال(-8

جنوب أفريقياكبري أساقفة كيب تاونرئيس األساقفة ديسموند توتو )جنوب أفريقيا(-9

غرب أوروباوزير الشؤون اخلارجية السابق يف فرنساالسيد هيوبرت فيدرين )فرنسا(-10مؤرخة أديانالسيدة كارين أرمسترونغ )اململكة املتحدة(-11

شرق أوروبا

رئيس املركز الدويل للدراسات االستراتيجية والسياسية أستاذ فيتايل نومكني )روسيا(-12ورئيس جامعة موسكو

45 حتالف احلضارات

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 46

أمريكا الشماليةمديــــر ومؤســــس مركــــز الوليــــد بــــن طــــالل للتفاهم األستاذ جون إيسبوزيتو )الواليات املتحدة(-13

اإلســــالمي - املسيحي )جامعة جورج تاون(، ورئيس حترير موسوعة أكسفورد عن العامل اإلسالمي

رئيس مؤسسة مناشدة الضمري، وحاخام أقدم، كنيس احلاخام آرثر شنري )الواليات املتحدة(-14بارك إيست

أمريكا الالتينيةاألمني العـــام للمنظمة اآليبريية - األمريكية، والرئيس السيد أندريكيه إيغليسياس )أوروغواي(-15

السابق لبنك التنمية بني الدول األمريكيةاألمني العام لألكادميية الالتينيةأستاذ كانديدو مينديز )الربازيل(-16

جنوب آسيااملستشار اخلاص لألمني العام لألمم املتحدةد. نفيس صادق )باكستان(-17عضـــو الربملان اهلندي، وعضـــو جملس اإلدارة املنتدب السيدة شوبانا بارتيا )اهلند(-18

لصحيفة هندوستان تاميز، نيودهليجنوب شرق آسيا

وزير خارجية إندونيسيا السابقالسيد علي العطاس )إندونيسيا(-19شرق آسيا

مدير وأستاذ أكادميية شنغهاي للعلوم االجتماعيةاألستاذ بان غوانغ )الصني(-20

تقدير خاص ملا قدمته الشخصيات التالية من نصح ودعم أثناء إعداد هذا التقرير:س. إقبال رضا

مستشار خاص لألمني العام

األمانةكارمل كوروس: موظف توعية وانتشارشامل إدريس: املدير باإلنابة

جوزيف اوبريغر: موظف حبوث صغريسوزان دوغالس: باحثة أقدم/التعليمفرانز بروغر: خبري استشاريليلى إزاركي: باحثة أقدم/اهلجرةسايل كينيدى: مديرة مكتبإميانويل كتان: مستشار اتصاالت

أماندا الينار: مساعدة برنامججنيف عبدو: اتصال

نعرب عن تقديرنا إىل كل من قســـم مراقبة الوثائق، وقســـم حتضري النصوص وتصحيح التجارب املطبعية، وقسم النشر يف إدارة شؤون اجلمعية العامة واملؤمترات؛ ووحدة التصميم الشكلي يف إدارة شؤون اإلعالم لدعمهم يف إنتاج هذا التقرير.

املرفق 3:

ورقة قدمها ســـعادة الســـيد هيوبرت فيدرين وســـعادة الســـيد آندريه آزوالي عن الصراع اإلسرائيلي - الفلسطيين

1 أيلول/سبتمرب 2006

يعمـــل الفريق الرفيع املســـتوى لتحالف احلضارات حتت رعاية األمم املتحدة دون أّي قيود رمسية أو دبلوماســـية أو مؤسســـية. فحرية الفكر هذه تعّد من املزايا احلامسة اليت ختلق لكل عضو من أعضاء الفريق واجبًا ومســـؤولية

مجاعية جيب أن تكون مبتكرة ومفيدة.وهي تعّد ميزة، حيث إنه قد مت اختيارهم بصفتهم الشــــخصية، لذلك يســــتطيع أعضاء الفريق الرفيع •املستوى اختاذ القرارات دون خوف من املحظور أو من الرقابة، إذ تدفعهم رغبتهم يف تقدمي املساعدة

واخلوض مباشرة يف مواضيع ال تستطيع احلكومات أو ليس هلا حرية اخلوض فيها.وهي واجب ألّن املســـألة املطلوب منا أن ندرســـها، وهي العالقات بني اإلسالم وبقية دول العامل، •حتّدد وتشـــّكل النظام الدويل يف وقتنا هذا. هذا هو الواقع الذي يفرض نفســـه علينا يوميًا بصورة متزايـــدة ويواجهـــه املجتمع الدويل والذي مل يســـتطع املجتمع الدويل حـــى اآلن أن يقدم حلواًل

معقولة وفّعالة للخروج من األزمة.وهي مســـؤولية ألن تقدمي حلول هلذا املأزق يعّد جزًءا من دور الفريق الرفيع املســـتوى الذي قبل •تلـــك املهمـــة من أجل حتالف احلضارات، مع برنامج طموح وملتزم. ومن ذلك املنظور، فقد أثار الفريق الرفيع املســـتوى توقعات وآمااًل تتطلب منا إظهار املصداقية واالبتكار والرباغماتية واجلرأة

يف توصياتنا.إّن اهلدف من الفريق الرفيع املستوى هو تعزيز حتالف حضارات يف مواجهة هؤالء الذين يروجون ملنطق التقسيم واملواجهة سواء عن جهل أو تعصب أو عن اختيار إيديولوجي يف العامل اإلسالمي أو العامل الغريب على السواء.

ويف هذا السياق، جيب على الفريق الرفيع املستوى أن يقاوم إغراء تقدمي اقتراحاته على أساس منطق وحيد قوامه إجابة بصوت انفرادي على صدام احلضارات أو األديان فيكون انعكاســـًا ضئياًل مشـــّوهًا جلميع مشـــاكلنا. كما جيـــب أن يرفض الفريق الرفيع املســـتوى حتمية ومركزية الصدام فيما يتعلـــق بالتحديات اليت تعنينا. وهبذا املعىن، فال فائدة بل ومن اخلطورة وضع استراتيجيات مكثفة ومعقدة أو الدفاع عنها للرد على مشكلة أو مواجهتها، أي

مشكلة ال ينكر الفريق الرفيع املستوى وجودها، ولكن يتعني عليه أن يؤكد أن تأثريها هو نتيجة وليس سببًا.جيب أال يقع الفريق الرفيع املستوى يف هذا الفخ، كما أنه مدين لنفسه بأن خيوض مباشرة يف احلقائق املوضوعية )التارخيية والسياسية( اليت حتّدد القيم املرجعية والتفكري واالختيارات والتزامات مئات املاليني من املسلمني، ومن

موريتانيا إىل إندونيسيا فالسنغال ونيجرييا، وصواًل إىل الصني أو اهلند.تلك احلقائق هلا تاريخ واســـم وأصل. وهي تســـّمى فلســـطني أو إســـرائيل أو العراق أو أفغانســـتان أو الشيشان. ومن وجهة النظر هذه، يدرك أعضاء الفريق الرفيع املســـتوى مدى اســـتحكام عبء التركة من عصر االســـتعمار على األذهان والســـلوكيات وتصويرات الغربيني والعرب املســـلمني. وهي حتافظ على ردود فعل املشاعر املعادية

47 حتالف احلضارات

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 48

للغرب. وتزيد من اشـــتعاهلا من جانب آلخر يف العامل اإلســـالمي، من املغرب إىل سينكيانج بني الويغوريني. ومثة يف البلدان الغربية خلط بني املســـلمني واإلســـالميني واإلرهابيني، على الرغم من التصرحيات واالدعاءات احلذرة املنكرة لذلك، ومثة خوف متفش ومســـتحكم على أمنهم. إّن املتطرفني من مجيع األنواع منشـــغلون اآلن بتوسيع شـــقة هذا االنقســـام الذي خيدم أغراضهم. ويف هذا الســـياق، فإّن الفريق الرفيع املســـتوى مدين لنفسه بأن ُيفهم الغربيني ســـبب كون رد فعل املغريب، على ســـبيل املثال، حيال تلك املشاكل بنفس درجة االنفعال واإلصرار اليت

تصدر من شخص صيين مسلم ال يعرفه ولن يقابله مطلقًا.وقـــد يبـــدو ذلك غري عقـــالين أو غري حمتمل ألحد أتباع ديكارت من الغربيني، إال أهنـــا حقيقة. وبإقرارها يكون الفريق الرفيع املســـتوى قد وصل إىل جوهر املشـــكلة اليت ُطلب منه التعامل معها واليت تكون مكوناهتا يف الوقت

نفسه مكونات استراتيجية وسياسية ودينية وتارخيية وثقافية.ال يزعم أعضاء الفريق الرفيع املســـتوى بأن لديهم حلواًل خارقة لتســـوية كل تلك املآسي اليت تسّبب فيها تاريخ طويـــل وحديث. إاّل أّن ذلـــك ال مينعهم من تقدمي االقتراحات والتوصيات يف جماالت التعليم ووســـائط اإلعالم والشباب، من أجل معاجلة منطق املواجهة ومنع أخطار الصدام. على أهنم يؤكدون أّن تلك التوصيات لن تكون فّعالة بشكل خاص إاّل إذا قّررت احلكومات واملؤسسات املعنية املتعددة األطراف القيام جبهود دولية غري مسبوقة

ملحاربة األسباب السياسية للعداء احلايل بني الغرب واإلسالم.وباختصار، جيب على الفريق الرفيع املستوى حتّمل مسؤولية التعامل مع القضية الفلسطينية كإحدى األولويات، حيث إنه ال ميكن ألحد أن ينكر يف هذه األيام أهنا قضية حامسة يف العالقة بني الغرب واإلسالم. إّن هذه القضية

تعّد قضية معقدة ومؤملة ومتّثل إمجايل مجيع الصعوبات واملخاطر اليت نواجهها، إاّل أهنا قضية مركزية.وبعد ستني عامًا من صدور قرارات األمم املتحدة عام 1948 واليت نّظمت إنشاء إسرائيل وصادقت عليه، فإّن

األسرة الدولية تتوّقع حاًل عاداًل ودائمًا وتأمل وترغب فيه دون مزيد من التأخريات.ويعتمد مثل ذلك احلل على ثالث حقائق ال تقبل اجلدل اآلن:

شرعية احلركة الوطنية الفلسطينية اليت نعرف عنها اآلن أن ال الزمن وال القوة وال األموال بإمكاهنا ) أ ( هزمية إصرارها على بناء دولة ذات كرامة وحمترمة وتتمتع بكافة مقومات السيادة؛

شرعية احلركة الوطنية اليهودية اليت جتسد إسرائيل منجزاهتا، يف جزء من فلسطني، وكذلك فنحن )ب( نعرف على حد سواء أهنا لن هتزم باإلرهاب أو باحلروب أو بالضغوط الدولية؛

إّن إرادة اجلميع - ويف مقدمتهم غالبية العرب والفلسطينيني والشعب اإلسرائيلي واليهود يف مجيع )ج( أحناء العامل - هي قبول ومساندة أّي حل حمترم وعادل وأخالقي من شأنه أن يعطي فرصة حقيقية

لتعايش دولتني، فلسطينية وإسرائيلية.وبعد مضي ســـتني عامًا، ميكن للفريق الرفيع املســـتوى أن يســـتخلص بعض االســـتنتاجات وأن يتحدث بصدق

وصراحة.ويســـتطيع الفريق الرفيع املســـتوى أن خيرب اإلســـرائيليني عن طبيعة الفرص الضائعة وأسباهبا خالل نصف قرن من

الزمن ومثن ضياعها والندوب اليت خلفها وعواقبه.

ويستطيع الفريق الرفيع املستوى أن يفعل الشيء نفسه مع الفلسطينيني دون جماملة.إّن األمتني اإلسرائيلية والفلسطينية واللتني هبما أغلبية كبرية تطمح للعيش بسالم وأمن واحترام على أمت االستعداد لقبول ذلك املنطق. إاّل أن ذلك ال يعّد كافيًا؛ فالتغلب على الوضع احلايل يتطلب رؤية جريئة للمستقبل وكذلك شـــجاعة من اجلانب اإلســـرائيلي والفلســـطيين وكل الدول القادرة على التأثري يف املوقف - وال ســـيما الواليات

املتحدة والدول األعضاء الدائمون يف جملس األمن.ومـــن هـــذا املنطلق ميكن للفريق الرفيع املســـتوى أن يقدم مســـامهة جوهريـــة قوامها إلقاء الضـــوء على الصورة الفلســـطينية - اإلســـرائيلية “مبوضوعية” و“صفاء” من خالل القيام بتحليل البارمترات، كأحد األولويات، اليت

حبكت عرب السنني خيوط الدراما اليت أسفرت عن إعطاء منرب للمتشّددين ومهندسي هذا االنقسام.واليـــوم، فـــإّن األمم املتحدة الـــيت قامت بدور كبري يف عام 1948، ميكنها أن خترب اإلســـرائيليني والفلســـطينيني واملســـلمني والغرب وغريهم، عن الدروس املســـتفادة من، وعن أسباب ستني عامًا من املواجهة والدماء واإلهانة

واملخاوف املشتركة بوجه عام.إّن وضع احلقائق هبذه الطريقة من شـــأنه أن يؤدي إىل إعادة تركيز الســـيناريو، هبدوء وعدم احنياز، أي ســـيناريو

إعادة بناء السالم بني دولتني قائمتني على أساس الشرعية ذاهتا، وعلى قدم املساواة يف اإلنشاء والشرعية.دولتان تعترف األســـرة الدولية بأن هلما نفس املتطلبات مـــن الكرامة واالحترام والعدالة، وأمتان ُيقبل آخر األمر

بأهنما متساويتان يف احلقوق والواجبات.إنه أمر حيوي بالنسبة للفلسطينيني واإلسرائيليني على حد سواء أن يفهموا هنجًا وخطابًا يعربان عن مسؤوليات كل منهما عن الفشـــل والوعي احلايل للمجتمع الدويل، من ناحية، بشـــأن األسباب املوضوعية اليت أّدت إىل هذا

الفشل، وكذلك الشروط احلتمية للحل الذي يفرض نفسه على اجلميع، من ناحية أخرى. إنـــه أمـــر جوهـــري بالنســـبة للفلســـطينيني وكذلك العـــامل العريب اإلســـالمي بصفة عامـــة أن يفهمـــوا ويعترفوا بأننا - الفريق الرفيع املستوى - نعرف اآلن ونأخذ على عاتقنا مسؤولية التأكد من أّن اجلميع يعرفون مثن الستني

عامًا من سوء الفهم والوصم وكذلك احلقائق املخفية أوامُلساء استخدامها.فـــإن جتاوزنـــا هذه العتبة، ميكـــن أن يغّير املعادلة تغيّـــرًا جذريًا. فمن املمكن أن تكون اخلطـــوة األوىل يف طريق استعادة الكرامة وإرساء مصداقية جديدة تستطيع أن تستعيد معىن وحقيقة العملية اليت قد تؤّدي أخريًا إىل إحالل

السالم.وبنفس القدر، فإّن هذا التحليل العقالين احلصيف لتاريخ تلك الســـنوات الســـتني من شـــأنه أن يســـهم مســـامهة كبرية يف ختلص إسرائيل من خماوفها والتوفيق بني الشعب اإلسرائيلي والقيم اليت قامت عليها دولة إسرائيل. ومن الواضح أن حل املشكلة الفلسطينية لن يزيل مجيع مظاهر التوتر يف عالقات اإلسالم مع الغرب. ولكن عدم حلها

سوف يقضي على أية جهود تبذل من أجل إزالة مظاهر التوتر تلك.إّن هذا التدريب على مواجهة احلقيقة )من الناحية التعليمية واإليديولوجية( والذي قامت به األمم املتحدة سوف يعيـــد مجيـــع املعاين والفرص لعملية إعادة بناء وتطبيع العالقات بني اإلســـالم وبقية العامل. وســـوف يرضى مجيع األطراف من ذلك، أما املتطرفون واملتعصبون فهم الذين ســـوف يرون أن شـــرعيتهم تضعف بل وتصبح موضع نزاع، حيث لن يكونوا أبطااًل بعد اآلن لقضية أو قضايا استولوا عليها نتيجة الفراغ أو اخللل، واستفادوا من قصة

مل ترو وجتاهلتها األسرة الدولية طوعًا وعن قصد لفترة طويلة من الزمن.

49

حتالف احلضارات: تقرير الفريق الرفيع املستوى 50

قد تســـهم توصيات الفريق الرفيع املســـتوى يف هتدئة املوقف عن طريق توفري الكتاب األبيض لكل املعنيني باختاذ القرارات. ومن املمكن أن يصبح هذا الكتاب األبيض منربًا حقيقيًا لوضع أسس جديدة للسالم بني الفلسطينيني واإلسرائيليني، فتجتمع األمتان حول تاريخ - تارخيهما - مل يكتب ملجاملة اآلخرين، ويكون له امليزة األساسية

غري املسبوقة برؤية األسرة الدولية تعامل الطرفني على قدم املساواة متامًا يف السراء والضراء.

وثائق أخرى ذات صلة

الوثائق التالية عن حتالف احلضارات وعمل الفريق الرفيع املســـتوى، مبا يف ذلك اخلطابات والبيانات والبحث يف .www.unAoC.org :خلفية األمر، متوافرة على املوقع اإللكتروين لتحالف احلضارات

بيان سعادة رئيس وزراء إسبانيا السيد خوزيه لويس رودريغز ثاباتريو الذي أدىل به أمام اجلمعية العامة - 1لألمم املتحدة ُمقترحًا حتالف للحضارات يف أيلول/سبتمرب 2004.

الفقرة 144 من قمة األمم املتحدة )14 أيلول/سبتمرب 2005( حول أهداف األلفية + 5، والترحيب - 2مببادرة حتالف احلضارات.

ورقة فكرة حتالف احلضارات. - 3

كلمات الرعاة املشـــاركون واألمني العام لألمم املتحدة يف االجتماع األول للفريق الرفيع املستوى يف - 4باملا دي مايوركا بإسبانيا.

اجتماعات وجلسات الفريق الرفيع املستوى. - 5

قائمة باالجتماعات واألنشطة املتصلة بتحالف احلضارات. - 6

قائمـــة باحلكومـــات واملنظمات الدولية اليت أعربـــت عن دعمها للمبادرة بوضوح وبيانات مســـاندة - 7لتحالف احلضارات.

مراجع وإعالنات دولية ومشاريع ذات صلة بتحالف احلضارات. - 8

51

06-63107—December 2006—5,00006-63107—December 2006—5,000