P

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

)الحلقة السادسة والثمانون(

/ / 14

2 التجريد الصريح– الحلقة السادسةوالثمانون

المقدم: ... ابن عبد هللا الخضير، عضو هيئة التدريس بجامعة اإلم��ام محم��د بن س��عود اإلس��المية بالري��اض،فأهال ومرحبا بكم شيخ عبد الكريم.

حياكم هللا وبارك فيكم وفي اإلخوة المستمعين. المقدم: لعلنا نستكمل ما تبقى من حديث عبادة بن الصامت -رضي هللا عنه- في باب خوف الم��ؤمن من أن

يحبط عمله وهو ال يشعر.الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

بون{ذكرن//ا في آخ//ر الحلق//ة الس//ابقة ق//ول بعض الس//لف في قول//ه تع//الى: ن هللاQ ما لم يكونوا يحتس�� }وبدا لهم م ق//ال: أعم//ال ك//انوا يحس//بونها حس//نات ب//دت لهم ي//وم القيام//ة س//يئات بس//بب قل//ة اإلخالص أو[47]س//ورة الزم//ر

لتع///ديهم الس///نة، ورك///وبهم بالتأوي///ل وج///وه الفتن///ة، إم///ا بص///رف النف///وس عن م///راد هللا -ع///ز وج///ل- بش///يء من التأويل، أو لتعديهم ما حد لهم من العبادات التوقيفية فيزيدون عليها، اإلنسان ق//د يحس//ب أن//ه يحس//ن ص//نعا وه//و

في الحقيقة بعكس ذلك، وهللا المستعان. »وإن الرج//ل ليتكلم بالكلم//ة من س//خط هللا ال يلقيمن ذلك قوله -عليه الص//الة والس//الم- في ص//حيح البخ//اري:

ا« وعلى المس//لم أن يحت//اط لنفس//ه وأن ينتب//ه ألم//ره، وأن يك//ون علىله//ا ب//اال يه//وي به//ا في الن//ار س//بعين خريف// ذك//ر مم//ا ي//أتي ومم//ا ي//ذر خش//ية أن يج//ره التس//اهل إلى الخ//روج من ال//دين وه//و ال يش//عر، كم//ا في ح//ديث ابن

»وإن أحدكم ليعم/ل بعم//ل أه/ل الجن//ة ح/تى ال يك//ون بين//ه وبينه//ا إال ذراع، فيس//بق علي/ه الكت/اب، فيعم/لمسعود: . والس///لف، م///ع م///ا هم علي///ه من علم وعم///ل وإخالص، عن///دهم من الخ///وف والوج///لبعم///ل أه///ل الن///ار في///دخلها«

الش//يء الش//ديد، الش//يء العظيم، وال يع//ني ه//ذا الخ//وف ال//ذي يبعث على الي//أس والقن//وط، إنم//ا ه//و الخ//وف ال//ذي يبعث على العمل، فالخوف الذي ال يبعث على العمل ال قيمة له، كما أن األمن أيضا من مكر هللا أم//ره عظيم، وإعظام الرجاء فيما عند هللا -عز وج/ل-، وحس/ن الظن باهلل -ع/ز وج/ل- أم/ر مطل/وب ش/رعا، لكن المطل/وب

من ذلك ما يبعث على العمل أيضا. يق//ول الكرم//اني: إم//ا اس//تئناف أو ح//ال،"يخبر"يع//ني الن//بي -علي//ه الص//الة والس//الم- من حجرت//ه "خرج" قول//ه:

رة، خ//رج مق//درا فإن قلت: الخروج لم يكن في حال اإلخبار، خرج يخبر، يقول: قلت: مثله يسمى بالح//ال المق//د [ وال ش//ك أن الخ/روج حال/ة تق/دير اإلخب/ار كال/دخول حال/ة73]سورة الزمر فادخلوها خالدين{ }لإلخبار، نحو: [ ح//ال ك//ونكم خال//دين. لكن ه//ل المع//نى أن الخل//ود ح//ال73 ]س///ورة الزم//ر فادخلوه��ا خال��دين{}تق//دير الخل//ود.

الدخول؟ المقدم: ال.

كما أن اإلخبار ليس حالة الخروج، لكن هذا حال مقدرة كما يقول الكرماني. بفتح الح///اء مش///تق من التالحي، وه///و التن///ازع، ق///ال الج///وهري: فتالحى" أي بتع///يين ليل///ة الق///در""بليل��ة الق��در"

تالحوا أي تنازعوا.

3 فضيلة الشيخ عبد الكريم3الخضير

ر باالختص//ام والمم//اراة من دون س//باب، ويؤي/د ه//ذا أن//ه ج/اء باب، وفس// ر التالحي بالس// وفي شرح ابن رجب فس// في رواي//ة في ص//حيح مس//لم: "فج//اء رجالن يحتقان" أي يطلب ك//ل واح//د منهم//ا حقه من اآلخ//ر ويخاص//مه في ذل///ك. وال///رجالن كم///ا في الفتح، نقال عن ابن دحي///ة، وعب///د هللا بن أبي ح///درد وكعب بن مال///ك، ق///ال الكرم///اني:

كان على عبد هللا دين لكعب، فطلبه فتنازعا فيه ورفعا صوتيهما في المسجد. " بنص//ب ال//راء ب///)أن( المق//درة بع//د الم التعلي//ل، تس//مى»إني خ��رجت ألخ��بركم«فقال –صلى هللا عليه وسلم-: "

الم، تسمى الم ماذا؟المقدم: الم التعليل.

الم كي، بعد الم التعليل والضمير مفعول أخبر األول، أخبركم، الض//مير الك//اف المفع//ول األول ألخ/بر، وقول/ه: تق//دم أنهم//ا»وإنه تالحى فالن وفالن«سد مسد الث//اني، أي أخ//بركم ب//أن ليل//ة الق/در هي ليل//ة ك//ذا، »بليلة القدر«

ابن أبي ح//درد وكعب ابن مال//ك، في المس//جد في ش//هر رمض//ان، ال//ذين هم//ا محالن لل//ذكر ال للغ//و م//ع اس//تلزامذلك لرفع الصوت بحضرة النبي -صلى هللا عليه وسلم- المنهي عنه.

يتها، وي//دل ل//ه ح//ديث أبي س//عيد الم//روي في ص//حيح»فرفعت« أي رف//ع بيانه//ا، أو علمه//ا من قل//بي، بمع//نى نس// مسلم: "فجاء رجالن يحتقان" بتشديد القاف، أي ي/دعي ك/ل منهم/ا أن/ه مح/ق معهم//ا الش/يطان، الش/يطان غالب/ا أن//ه

يحضر في مثل هذه المواطن، وهللا المستعان.فنسيتها...

المقدم: ما كان الخصام من أجل ليلة القدر متى هي، كان على مال يعني؟ين، يحتقان في دين بينهم////ا، لكن من ش////ؤم ه////ذا االختص////ام لكون////ه في المس////جد وفي رمض////ان وفي ال، على ال////د

حضرة النبي –عليه الصالة والسالم- رفع تحديد ليلة القدر.يتها، وعس�ى أن يك�ون« لتزي//دوا في االجته//اد في طلبه//ا فتك//ون»خ��يرا لكم« رف//ع تعيينه//ا وتحدي//د وقته//ا »فنس��

ل عملكم. نحن نالح///ظ م///ا بين لي///الي ال///وتر م///ع لي///الي زي///ادة في ث///وابكم، فل///و ك///انت معين///ة القتص///رتم عليه///ا فق/// األش//فاع من التف/اوت الكب//ير في حض//ور الن//اس في الص//الة، ولي//الي ال/وتر أرجى، فتج//دهم في لي//الي ال/وتر أك/ثر

منهم في ليالي األشفاع، ألنهم يرجون ليلة القدر فكيف لو عينت، يعني لو عينت بليلة معينة....المقدم: لحضروا فقط هذه الليلة

ه//ذه الليل//ة فق//ط، وترك//وا غيره//ا. ومن هن//ا نعلم خط//أ من يخب//ر بليل//ة الق//در من خالل رؤي//ا، ه//ذا خالف اله//دفالشرعي من إخفاء ليلة القدر.

، قال بعضهم: رفعت بالكلية، ما فيه ليلة الق//در، لكن»فرفعت«وشذ قوم فقالوا برفعها بالكلية، هنا في الحديث، . كي//ف رفعت بالكلي//ة والرس//ول -ص//لى هللا علي//ه وس//لم-»التمسوها«هذا قول ش//اذ، وه//و غل//ط كم//ا بين//ه قول//ه:

أي اطلبوه/////ا، فل/////و ك/////ان الم/////راد رف/////ع وجوده/////ا لم ي/////أمر بالتماس/////ها، وفي رواي/////ة أبي ذر»التمس���وها«يق/////ول: . »فالتمسوها«واألصيلي:

4 التجريد الصريح– الحلقة السادسةوالثمانون

أي وإن كان عدم الرف//ع أزي//د خ//يرا وأولى من//ه ألن//ه متحق//ق في//ه، لكن»وعسى أن يكون خيرا«قال ابن حجر: في الرفع خير، الستلزامه مزيد الثواب لكونه سببا لزيادة االجتهاد في التماسها.

كذلك. »والخمس«يعني والعشرين منه »والتسع«في ليلة السابع والعشرين من رمضان »في السبع«قال ابن حجر: كذا في معظم الروايات بتقديم السبع...

المقدم: على التسع. نعم، ق///ال ابن حج///ر: ك///ذا في معظم الرواي///ات بتق///ديم الس///بع ال///تي أوله///ا الس///ين على التس///ع، ففي///ه إش///ارة إلى أن رجاءه//ا في الس//بع أق//وى لالهتم//ام بتقديم//ه. يع//ني م//ا ق//ال في التس//ع، في الس//بع، في الخمس، ليك//ون على س//بيل

»في الس��بع والتس��عالت///دلي، وال ق///ال في الخمس، في الس///بع، في التس///ع ليك///ون على س///بيل ال///ترقي، إنم///ا ق///ال: . والخمس«

قال ابن حجر: كذا في معظم الرواي/ات بتق/ديم الس/بع ال/تي أوله//ا الس//ين على التس//ع، ففي/ه إش/ارة إلى أن رجاءه/ا في الس//بع أق//وى لالهتم//ام لتقديم//ه، ويق//ع عن//د أبي نعيم في المس//تخرج بتق//ديم التس//ع على س//بيل الت//دلي. واختل//ف في المراد بالتسع والسبع والخمس، فقيل: لتسع يمض//ين من العش//ر، وقي//ل لتس/ع يبقين، فقي//ل: لتس//ع يمض//ين من العشر، تسع يمضين يعني ليلة تس//ع وعش/رين، وقي/ل: لتس/ع يبقين، ليل/ة واح/د وعش/رين، وس//يأتي بس/ط له/ذا في

محله -إن شاء هللا تعالى-.ر بطلب م/ا رف/ع علم/ه؟ رف/ع تحدي/ده، فكي/ف ن/ؤمر بطلبه/ا في اللي/الي وفي شرح القس//طالني: ف/إن قي/ل: كي/ف أم/ المذكورة، وهي قد رفع تعيينها، يقول: فإن قيل: كيف أمر بطلب ما رفع علم//ه؟ أجيب ب//أن الم//راد طلب التعب//در بطلب العلم بعين///ه، يع///ني ال نلتمس أن تك///ون ليل///ة تس///ع ه///ا وربم///ا يق///ع العم///ل مض///افا له///ا، ال أن///ه أم/// في مظان وعش//رين أو س//بع وعش//رين أو خمس وعش//رين لنح//ددها ب//التعيين، إنم//ا نطلبه//ا من خالل العم//ل فيه//ا، ال ل//ذات التحديد، ألن التحديد رفع، ويبقى األمر باالجتهاد ومزي//د العم//ل في ه/ذه اللي//الي المح//ددة م//ع ع/دم نس//يان اللي/الي األخرى، ألنه أيضا جاء ما يدل على رجاءها وطلبها في تلك الليالي فم//ا من ليل//ة من لي//الي العش//ر إال ويحتم//ل أن تك//ون هي ليل//ة الق//در، ألنه//ا إن ك//انت من األف//راد وهي أولى وأح//رى؛ فق//د دل عليه//ا مث//ل ه//ذا الح//ديث، في التس//ع في الس//بع في الخمس، وإن ك//انت من األش//فاع التمس//وها، لس//ابعة تبقى، لخامس//ة تبقى... إلى آخ//ره، ف//إذا

رنا أن الشهر كامل، صارت هذه الليالي في األشفاع، إن قدرناه ناقصا، صارت في األوتار. قد.»فالتمسوها...«وقال الكرماني: فإن قيل: من أين استفيد التقييد بالعشرين وبرمضان؟ الحديث ماذا فيه؟

.»في السبع والتسع والخمس«المقدم: فإن قيل: من أين استفيد التقييد بالعشرين وبرمضان؟»في السبع والتسع والخمس«نعم

المقدم: من األحاديث األخرى يمكن؟ قلت: من األح///اديث األخ///ر الدال///ة عليهم///ا، وه///و دلي///ل على أنه///ا في األف///راد، على أن///ه قي///ل أن ليل///ة الق///در غ///ير

معينة في العام كله، وهذا قول من األقوال...المقدم: ......

5 فضيلة الشيخ عبد الكريم5الخضير

على...، الكرم/////اني، ق/////ال الكرم/////اني: ف/////إن قي/////ل: من أين اس/////تفيد التقيي/////د بالعش/////رين وبرمض/////ان؟ قلت... ه/////ذاالكرماني.

المقدم: ...... نعم، من األح/اديث الدال/ة عليهم/ا، وه/و دلي/ل على أنه/ا في األف//راد من اللي/الي، وق//د م//ر في ب/اب قي/ام ليل/ة الق/در األق///وال ال///تي فيه///ا نح///و من العش///رين، وبي///ان تس///ميتها وغ///يره، س///بب تس///ميتها بليل///ة الق//در، إم///ا ألن///ه تق///در فيه///ا

م. األعمال خالل السنة أو ألنها عظيمة القدر، على ما تقدر في ب//اب قي//ام ليل//ة الق//در األق//وال ال//تي فيه//ا نح//و من العش//رين، عش//رين ق//وال في المس//ألة، ه//ذا يق//ول: وق//د م//

الكرماني، لكن أوصلها الحافظ ابن حجر إلى قريب من الخمسين، خمسين قوال في ليلة القدر.السائل: ......

في ب//اب ليل//ة الق/در، هن/اك م//ا..، بحثه//ا هن//اك، لكن هن//ا المقص//ود أن التالحي س//بب لرف//ع الص//وت عن//د الن/بي –عليه الصالة والسالم-، ورفع الصوت سبب لحبوط العمل، وهذه المناسبة.

سائل: .......نقل عنه ابن حجر كثيرا، هو عمدة ابن حجر.

ا الحث على طلب وفي الحديث ذم المالحاة والخصومة، وأنهما سبب العقوبة للعام//ة ب//ذنب الخاص//ة، وفي//ه أيض//ليلة القدر، وفيه الحث على طلب ليلة القدر.والحديث أخرجه البخاري في ثالثة مواضع:

هنا في كت/اب اإليم/ان: ب/اب خ//وف الم/ؤمن من أن يحب/ط عمل/ه وه/و ال يش/عر، ق//ال اإلم/ام البخ/اري -رحم/ه هللا تع///الى-: أخبرن///ا قتيب///ة بن س///عيد ق///ال: ح///دثنا إس///ماعيل بن جعف///ر عن حمي///د عن أنس ق///ال: أخ///برني عب///ادة بن

الصامت أن رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم- خرج يخبر... فذكره، وتقدم ذكر ما قيل في وجه المناسبة. الث//اني: في كت//اب فض//ل ليل//ة الق//در، ب//اب رف//ع معرف//ة ليل//ة الق//در لتالحي الن//اس: ح//دثني محم//د بن المث//نى ق//ال: حدثني خالد بن الحارث قال: حدثنا حميد قال: حدثنا أنس عن عبادة بن الص//امت ق//ال: خ/رج الن//بي -ص//لى هللا علي///ه وس///لم- ليخبرن///ا بليل///ة الق///در... ف///ذكره، والمناس///بة ظ///اهرة، ب///اب رف///ع معرف///ة ليل///ة الق///در لتالحي الن///اس،

فالمناس//بة»فالتمسوها«ظ//اهر؛ ألن//ه تالحى فالن وفالن ف//رفعت، وه//ذا في فض//ل ليل//ة الق//در أم//ر ظ//اهر لقول//ه: ظاهرة.

ل والموضع الثالث: في كتاب األدب: باب ما ينهى عن السباب واللعن، حدثنا مسدد قال: حدثنا بشر بن المفض// عن حمي///د ق///ال: ق///ال أنس: ح///دثني عب///ادة بن الص///امت ق///ال: خ///رج رس///ول هللا -ص///لى هللا علي///ه وس///لم- ليخ///بر الناس بليلة الق/در... ف//ذكره. مناس//بة النهي عن الس/ب واللعن لكت/اب األدب ظ//اهرة، ومناس//بة الح//ديث للب/اب من

جهة أن التالحي قد يوصل إلى السب واللعن والشتم.المقدم: أحسن هللا إليكم عندي سؤال قبل أن نقرأ -إذا أذنتم لنا- في الحديث اآلخر يا شيخ.

ل. تفض

6 التجريد الصريح– الحلقة السادسةوالثمانون

ان"، وعن��دنا ال يوج��د في الكت��اب أط��راف لمس�لم، ه�ل مع��نى Qالمقدم: ذكرتم قبل قليل أن��ه ورد في مس�لم: "يحتق ذلك أن اللفظ عند مسلم غير ه�ذا وال�راوي غ�يره؟ م�ا ذك��ر في األط��راف أنه��ا عن��د مس��لم أب�دا، م�ا ق�ال: رواه

مسلم.الحديث؟

المقدم: أي نعم.الحديث متفق عليه.

المقدم: لكن النسخة التي عندنا ما ذكرها...غفلة غفلة.

سائل: .....ال يمنع أن أصل المالحاة و...