P

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

عشرة(الرابعة )الحلقة

/ / 1425المقدم: بسم هللا الرحمن الرحيم.

2 التجريد الصريح– الحلقةالرابعة عشر

الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. بكم.اأيها اإلخوة واألخوات، السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته، وأهل

إلى حلقة جديدة في كتاب الصوم من برنامجكم شرح كتاب التجريد الصريح ألحاديث الجامع الصحيح.ا بكممع بداية حلقتنا نرحب ب NNأهال ومرحبNNير، فNNد هللا الخضNNريم بن عبNNصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الك

الشيخ عبد الكريم.حياكم هللا، وبارك فيكم وفي اإلخوة المستمعين.

لي »كNNل عمNNل ابن آدم لNNه إال الصNNيام فهوالمقدم: قال –رحمه هللا– عنه –رضي هللا عنNNه-: الحNNديث المتقNNدم ،«للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه»، وقال في آخره: وأنا أجزي به«

في البداية إن أذنتم لنا فضيلة الدكتور فيما يتعلق بقول المصنف وغيره: الحديث المتقدم، وأحيانا في نهايةكل حديث يقولون: الحديث، سواء كان بالرفع أو بالنصب، ما الفرق بين هذا وذاك يا شيخ؟

لم وب$$ارك على عب$$ده ورس$$وله نبين$$ا محم$$د وعلى آل$$ه وص$$حبه أجمعين، الحم$$د هلل رب الع$$المين، وص$$لى هللا وس$$أما بعد،

ا فم$$ا س$$ألت عن$$ه من ق$$ولهم: الح$$ديث.. ين$$در أن توج$$د في أول الكالم كم$$ا فع$$ل المص$$نف مختص$$را هن$$ا ين$$در ج$$دوكأنه يقول: راجع الحديث المتقدم كأنه يقصد هذا؛ ألنه تتمة، ألن هذا تتمة للحديث السابق.

المقدم: ولماذا جاء بالرفع هنا؟»إنما األعمال بالنيات«على تقدير، تقدير سهل يعني، مثلما يكون في آخره في آخر الحديث، كما إذا قيل:

الحديث يرجحون النصب، يعني أكمل الحديث، أو اقرأ الحديث، وأما الرفع فعلى تقدير.....المقدم: هذا هو الحديث؟

ال، الح$$ديث مكم$$ل، أو على أي تق$$دير يقتض$$يه المق$$ام ب$$أن يك$$ون ه$$ذا مبت$$دأ يق$$در ل$$ه خ$$بر، أو الح$$ديث مق$$روء،الحديث مكمل أو مقروء، لكن هم يتجهون إلى النصب أكثر، مثل الذي عندنا، فالنصب أوجه.

وراوي الح$$ديث أب$$و هري$$رة الص$$حابي الجلي$$ل حاف$$ظ الص$$حابة ب$$ل حاف$$ظ األم$$ة، تق$$دم ذك$$ره م$$رارا –رض$$ي هللاتم؟ تع$$الى عن$$ه وأرض$$اه–، وه$$ذا الح$$ديث ت$$رجم علي$$ه اإلم$$ام البخ$$اري بقول$$ه: ب$$اب ه$$ل يق$$ول: إني ص$$ائم إذا ش$$

.»فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم«والمناسبة ظاهرة من قوله –عليه الصالة والسالم-:

المقدم: هذا موجود في المختصر يا شيخ؟ ال، ال يوجد في المختصر، هذا مما أحال المختصر إلى األصل؛ ألنه تقدم في الحديث األول، الح$$ديث الس$$ابق:

وه$و موج$ود في األص$$ل في ه$ذا الموض$$ع ك$$امال، إنم$$ا اقتص$$ر من$$ه المختص$$ر على.»فإن س$$ابه أح$$د أو ش$$اتمه« ما يحتاج إليه من القدر الزائد؛ ألنه ال يك$$رر، وأم$ا اإلم$$ام البخ$اري فس$$اقه بتمام$$ه، فالمناس$بة ظ$اهرة من قول$$ه–

وحذف المختصر أكثر الحديث؛ ألنه.»فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم«عليه الصالة والسالم-: تقدم في أول كتاب الصوم، واقتصر منه على ما لم يذكره هناك.

فضيلة الشيخ عبد الكريم3الخضير

ا على قول$$$ه تع$$$الى: في الح$$$ديث»ك$$$ل عم$$$ل ابن آدم ل$$$ه إال الص$$$يام فإن$$$ه لي وأن$$$ا أج$$$زي ب$$$ه«تق$$$دم الكالم أيض$$$السابق، الحديث األول؛ ألن هذا أول حديث في كتاب ))الصيام((.

، يق$$$ول ال$$$راغب األص$$$فهاني في ))المف$$$ردات في»للص$$$ائم فرحت$$$ان يفرحهم$$$ا إذا أفط$$$ر ف$$$رح«وقول$$$ه في آخ$$$ره: غريب القرآن((: الفرح انشراح الصدر بلذة عاجلة.

المقدم: في ))المفردات في غريب القرآن(( أوردها؟ نعم، في ))المف$$$$$ردات في غ$$$$$ريب الق$$$$$رآن(( نعم، الكلم$$$$$ة ج$$$$$اءت الف$$$$$رح في الق$$$$$رآن في أك$$$$$ثر من موض$$$$$ع، في

مواضع، الفرح انشراح الصدر بلذة عاجلة، وأكثر ما يكون ذلك في اللذات البدنية؛ فلهذا قال:[،23]سورة الحديد آتاكم{  بما تفرحوا } وال

نيا{  بالحياة } وفرحوا [،26]سورة الرعد الدلكم [،75]سورة غافر تفرحون{  كنتم بما } ذ[،44] سورةاألنعام أوتوا{  بما فرحوا إذا } حتى

ن عندهم بما } فرحوا [،83]سورة غافر العلم{  م } إن [.76]سورة القصص الفرحين{  يحب ال هللا

نعم، هذا الغالب، أن يكون في اللذات البدنية، ولم يرخص في الفرح إال في قوله –جل وعال-:لك [،58]سورة يونس {  فليفرحوا } فبذ

[.4]سورة الروم المؤمنون{  يفرح } ويومئذ والمف$راح الكث$ير الف$رح، كم$$ا تق$ول: مفض$ال أي كث$$ير الفض$$ل، معط$$اء كث$ير العط$$اء، مف$راح كث$ير الف$رح، يق$ول

الشاعر: ولست بمفراح إذا الخير مسني وال جازع من صرفه المتقلب. جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر»للصائم«: »للصائم فرحتان«خبر مقدم ومبتدأ مؤخر، »للصائم فرحتان«

المبتدأ المؤخر.»فرحتان«مقدم، و.»فرح بفطره« زاد مسلم بفطره »إذا أفطر فرح«قوله:

أصله يفرح بهما؛ ألن فرح الزم أم متعد؟ الزم.»يفرحهما«وقوله: المقدم: يفرح بالشيء.

نعم، فحذف الجار ووصل الضمير كقوله: صام رمضان أي فيه؛ ألن هل رمضان يصام أو يصام فيه؟المقدم: يصام فيه.

نعم، قال$$ه الحاف$$ظ، وس$$بب ه$$ذا الف$$رح، كم$$ا ق$$ال القرط$$بي: يف$$رح ب$$زوال جوع$$ه وعطش$$ه؛ حيث أبيح ل$$ه الفط$$ر، »إذا أفط$$روه$$ذا الف$$رح ط$$بيعي، وه$$و الس$$ابق للفهم، يع$$ني ال$$ذي تب$$ادر إلى الفهم من ه$$ذا الح$$ديث براوي$$ة مس$$لم:

يعني تجد عموم المسلمين ال سيما في األي$$ام الح$$ارة، م$$ع ط$$ول النه$$ار ي$$ترقب وقت الفط$$ر بله$$ف،فرح بفطره«فهو يفرح إذا أفطر.

المراد فطر المغرب ليس كما يقول بعضهم: فطر العيد؟»إذا أفطر فرح بفطره«المقدم: يعني معنى ذلك

4 التجريد الصريح– الحلقةالرابعة عشر

هذه مسألة ثانية، قول آخر، لكن اآلن المتبادر للذهن، يفرح بزوال الجوع والعطش.المقدم: وليس بانتهاء العبادة.

بزوال الجوع والعطش؛ حيث أبيح ل$ه الفط$$ر، وه$ذا الف$رح ط$$بيعي؛ ألن النفس تحت$$اج إلى الطع$ام، تش$$تاق إلي$$ه،لكن هل في مضمون هذا الفرح استثقال للعبادة، بمعنى أنه يترقب انتهاء وقتها؟

المقدم: الخالص منها؟ هذا موضع سؤال في الحقيقة. نعم، وال ش$$$ك أن$$$ه يخط$$$ر على ب$$$ال كث$$$ير من الن$$$اس، ب$$$ل ق$$$د يق$$$ع، أق$$$ول: ه$$$ذا ق$$$د يك$$$ون مطلب$$$ا عن$$$د كث$$$ير من المس$$$لمين يس$$$تثقل العب$$$ادة، ومس$$$ألة اس$$$تثقال العب$$$ادة ك$$$ون اإلنس$$$ان ي$$$أتي إلى العب$$$ادة وهي علي$$$ه ش$$$اقة ويؤديه$$$ا بتمامها بش$روطها وأركانه$$ا وواجباته$ا على م$$راد هللا –ج$$ل وعال–، ويجاه$د نفس$$ه ألداء ه$$ذه العب$$ادة، أه$ل العلما هلل –ج$$$ل وعال– على ه$$$ذه الكيفي$$$ة، وإن ك$$$انت ثقيل$$$ة على النفس؛ ألن الجن$$$ة حفت يق$$$ررون: إذا أداه$$$ا مخلص$$$ بالمك$$اره؛ فيجتم$$ع عن$$ده أداء العب$$ادة كم$$ا أم$$ر هللا –ج$$ل وعال– جمي$$ع م$$ا تطلب$$ه م$$ع مجاه$$دة النفس، بعض أه$$ل، له أجر المشقة وأج$ر الق$راءة، لكن م$اذا عن ال$ذي العلم يقرر: أن له أجرين، كمن يقرأ القرآن وهو عليه شاق

يأتي إلى العبادة وهو منشرح الصدر، الذي ما يحس بثقل؟ أيهما أفضل؟المقدم: ال شك أن هذا أولى، الذي يأتي وهو منشرح الصدر.

»أرحنايعني الذي يأتي إلى العبادة، ويترقب قدوم هذه العبادة، نظير ما جاء عنه –عليه الصالة والسالم-: .بها«

المقدم: لكن فيه التناقض بين هذا وذاك، ممكن يأتي مترقب للعبادة ويفرح بانتهائها، فيه تناقض يا شيخ؟ما يظهر فيه تناقض خصوصا أن اإلنسان يفرح بانتهاء الطاعات؛ ألن هللا يسرها له.

ه$$ذا ي$$رد فيم$$ا ننقل$$ه، لكن المس$$ألة المق$$ررة اآلن فيمن ي$$أتي إلى العب$$ادة وهي ثقيل$$ة علي$$ه، وم$$ع ذل$$ك يقه$$ر نفس$$هويرغمها على أداء العبادة على الوجه المطلوب.

المقدم: هذا له أجران. دعن$$ا من الش$$خص ال$$ذي يجاه$$د نفس$$ه ثم ي$$أتي بالعب$$ادة وهي علي$$ه في غاي$$ة الثق$$ل، ج$$اء في وص$$ف المن$$افقين أن

الة إلى قاموا } وإذاالصالة عليهم ثقيلة يوج$$د ه$$ذا وم$$ع األس$$ف أنه [$ ،142]س$$ورة النس$$اء قاموا كسالى{  الصالوصف عند كثير من المسلمين، لكن الفرق بين كسل المسلم وبين كسل المنافق......

المقدم: أن المسلم يجاهد نفسه من أجل كسب األجر؟ } يراءون ال، المسلم ال يخطر في باله أنه يترك العبادة، المصلي المسلم مصل وإن وج$$د المش$$قة، لكن المن$$افق

إذا م$$ا ك$ان عن$$ده أح$$د م$$ا ص$$لى، ويلتبس ه$$ذا؛ ألن بعض الن$$اس يش$$ق علي$ه أن$$ه يق$وم إلى [142]النس$$اء الناس{ ،»أن الجنة حفت بالمكاره«العبادة، وهي عليه ثقيلة شاقة، مع ما جاء عنه –عليه الصالة والسالم –:

ال ش$$$ك ه$$$ذا خالف م$$$ا ته$$$واه النفس، لكن$$$ه م$$$ع المجاه$$$دة تص$$$ير ع$$$ادة ودي$$$دنا، ويف$$$رح به$$$ا، وي$$$أتي إلى مرحل$$$ة التلذذ، ويكن حينئذ أفضل من الذي يجاهد؛ ألنه ما وصل إلى مرحلة التلذذ إال بعد أن ج$$اوز مرحل$$ة المجاه$$دة؛

فضيلة الشيخ عبد الكريم5الخضير

ول$$ذا ي$$ؤثر عن الس$$لف أنهم جاه$$دوا لقي$$ام اللي$$ل وص$$يام اله$$واجر، ثم بع$$د ذل$$ك تل$$ذذوا، ووص$$فه –علي$$ه الص$$الةفرق بين من يرتاح بها وبين من يرتاح منها، فرق كبير. ،»أرحنا بها يا بالل«والسالم– أنه يرتاح بالصالة

على ك$$$$ل ح$$$$ال ه$$$$ذه المس$$$$ألة ق$$$$د ال ي$$$$دركها اإلنس$$$$ان في أول الطري$$$$ق، في طريق$$$$ه إلى هللا –ج$$$$ل وعال–، إنم$$$$ايدركها فيما بعد، وهذا مالحظ في جميع العبادات.

ص$$يام اله$$واجر من الس$$لف ع$$دد كب$$ير من بكى عن$$د وفائ$$ه لم$$اذا يبكي؟ يبكي على قي$$ام اللي$$ل وص$$يام اله$$واجر، »الم$$اهرفه$$ذا ه$$و س$$ر المس$$ألة أن اإلنس$$ان في ح$$ال المجاه$$دة ي$$ؤجر، ومث$$ل من يش$$ق علي$$ه ق$$راءة الق$$رآن، لكن

ونظيره من يأتي إلى العبادة منشرح الصدر بها. ،بالقرآن مع السفرة الكرام البررة« قي$$$ل: إن فرح$$$ه بفط$$$ره إنم$$ا ه$$$و من حيث إن$$$ه تم$$$ام ص$$$ومه، وخاتم$$ة عبادت$$ه، وتخفي$$$ف من رب$$$ه، ومعون$$$ة على مستقبل صومه، يعني تمام صومه. ال شك أن اإلنس$ان إذا تم ل$$ه م$ا يري$$د ف$$رح بتمام$$ه؛ حيث لم يح$ل بين$$ه وبين تمام$$$$ه ش$$$$يء من العوائ$$$$ق، وه$$$ذا واجب ش$$$$رعي، يحم$$$$د هللا –ج$$$$ل وعال– أن وفق$$$ه إلى أن أتم$$$ه، ويف$$$رح به$$$ذا

التوفيق. ومعونة على مستقبل صومه يفرح بهذا الفطر؛ ليستعين به على صوم الغد. ق$$$ال الحاف$$$ظ: قلت: وال م$$$انع من الحم$$$ل على م$$$ا ه$$$و أعم مم$$$ا ذك$$$ر، فف$$$رح ك$$$ل أح$$$د بحس$$$به الختالف مقام$$$اتا وه$و الط$بيعي، يف$رح، مب$اح، ومنهم الناس في ذلك، ال ش$ك أن المقام$ات تختل$ف، فمنهم من يك$ون فرح$ه مباح$ من يكون مس$$تحبا، وه$$و من يك$ون س$$ببه ش$$يئا مم$$ا ذك$$ر: من تم$$ام ص$$ومه، وخاتم$ة عبادت$ه، واالس$$تعانة ب$$ه على

صيام األيام القادمة. ه$$$و اآلن مس$$$ألة رؤي$$$ة الب$$$اري –ج$$$ل وعال– في اآلخ$$$رة»إذا لقي رب$$$ه« »وإذا لقي رب$$$ه ف$$$رح بص$$$ومه«قول$$$ه:

نة والجماع$$$$ة، ف$$$$المؤمنون ي$$$$رون ربهم ا منكممس$$$$ألة قطعي$$$$ة عن$$$$د أه$$$$ل الس$$$$ يكلمه ربه، بال من »وم$$$$ د إال س$$$$ أح$$$$ فمسألة الرؤية مسألة مقررة، وال ينكرها إال المبتدعة من المعتزلة والجهمية وغيرهم. ترجمان«

أي بجزائ$ه، أي بج$زاء ص$$ومه وثواب$ه، وقي$$ل: ه$و الس$$رور بقب$ول»إذا لقي رب$$ه ف$$رح بص$$ومه«يق$ول الش$$راح: صيامه، يفرح بصومه، اآلن العامل في أمور الدنيا هل هو يفرح بالعمل أو بأجرة العمل؟

المقدم: بأجرة العمل. وهذا هو الجزاء المذكور هنا، أي بجزائه وثوابه، وقيل: هو السرور بقبول صيامه، إذا لقي ربه ف$$رح بص$$ومه المقبول، بينما لو كان صومه غير مقبول ما فرح، وت$$رتب الج$$زاء الواف$$د علي$$ه قال$$ه العي$$ني، وق$$ال ابن الع$$ربي: فرحه عند إفطاره بلذة الغذاء عن$$د الفقه$$اء، وبخل$$وص الص$$وم من ال$$رفث واللغ$$و عن$$د الفق$$راء، لم$$اذا ه$$ذا الكالم؟ يعني الفقهاء يعاملون المكلف على ما يظهر منه، يع$ني لهم نظ$$رة إلى المكل$ف، عن$دهم اكتملت ش$روط وأرك$ان وواجب$$ات، انتهى، العب$$ادة ص$$حيحة مجزئ$$ة مس$$قطة للطلب، عن$$د الفقه$$اء ال ي$$أمرون باإلع$$ادة، لكن عن$$د الفق$$راءه$$اد وأرب$$اب القل$$وب على م$$ا يقول$$ون، ذك$$روا في ترجم$$ة ش$$خص أن$$ه حج من ال$$ذين هم العب$$اد والمتص$$وفة والز

بغداد ثالث مرات ماشيا، ثالث مرات حج ماشيا. المقدم: يرفض االركوب.

يرفض الركوب؛ ألن المشي مقدم على الركوب في اآلية.

6 التجريد الصريح– الحلقةالرابعة عشر

[.239]سورة البقرة ركبانا{  أو }فرجاالالمقدم: نعم، حج ثالث مرات، لما رجع من الحجة الثالثة دخل البيت فإذا األم نائمة في فناء البيت استيقظت، قالت: يا فالن أعط$$$ني م$$$اء، بع$$$د أن ارت$$$اح في فراش$$$ه، وأخل$$$د إلى الراح$$$ة ق$$$الت: ي$$$ا فالن أعط$$$ني م$$$اء، تثاق$$$ل كأن$$$ه لم يسمعها، ثم مرة ثانية يا فالن أعطني ماء، تثاقل، كذلك لما ق$$الت الثالث$$ة ق$$ال: أحج ماش$$يا ثالث م$$رات، وتطلب األم أمتارا أحضر لها الماء ال يكلف شيئا، ومع ذلك أتثاقل، ال شك أن العمل مدخول، يقول: ال ش$$ك أن العم$$ل

مدخول. فسأل الفقهاء قالوا: حجك صحيح، وأسقط الطلب، حجة اإلسالم وانتهت، ما تطالب بها.المقدم: هذا رأي الفقهاء، بقي رأي الفقراء.

نعم، فذهب إلى بعض الفقراء يعني العباد قالوا: أعد حجك، تعيد حجة اإلسالم، ما حججت بع$$د، مث$$ل م$$ا عن$$دنا هناك يعاملونه على ما يظهر من عمله، وه$ؤالء ينظ$$رون إلى ب$$اطن العم$$ل؛ ول$$ذلك يفرق$$ون بين علم$اء الظ$اهر وعلم$$$اء الب$$$اطن، واألص$$$ل م$$$ا في$$$ه تفري$$$ق ع$$$الم الظ$$$اهر وع$$$الم الب$$$اطن؛ ألن علم الظ$$$اهر من نص$$$وص الكت$$$اب والسنة، ونصوص الكتاب والسنة كما تعالج األعمال الظاهرة تعالج القلوب، لكن الفجوة قد توجد عن$$د البعض، ال أقول: الك$$ل، أق$ول: ق$د توج$$د ه$ذه الفج$وة، كي$ف توج$د؟ توج$د عن$د من ينهم$ك في علم من العل$وم ويغف$ل عم$ا عداها، أو يعالج بابا من أب$واب ال$دين، ويغف$$ل عم$ا ع$داه، من اش$$تغل بعلم الف$$روع، أو في علم األص$$ول، أو في علم الكالم أو في غ$$$$يره، ه$$$$ذا ال ش$$$$ك أن$$$$ه بحاج$$$$ة ماس$$$$ة إلى األب$$$$واب األخ$$$$رى من أب$$$$واب ال$$$$دين، ال$$$$تي تع$$$$الج القل$$$وب، والعكس ب$$$العكس، يع$$$ني كث$$$ير ممن يع$$$نى بأعم$$$ال القل$$$وب ق$$$د يخفى عليهم كث$$$ير من األحك$$$ام، فالع$$$المنة تع$$الج الظ$$اهر والب$$اطن، والتفري$$ق ال الرب$$اني الحقيقي ه$$و من يجم$$ع بين ه$$ذا وه$$ذا، ونص$$وص الكت$$اب والس$$

دليل عليه.ا ه$$$ذا الح$$$ديث تق$$$دم الكالم على كث$$$ير من مطالب$$$ه، نق$$$ول: تق$$$دم الح$$$ديث على كث$$$ير من مطالب$$$ه، وأطراف$$$ه أيض$$$

تقدمت في الحديث األول، قلنا: إنه خرجه اإلمام البخاري في أربعة مواضع.المقدم: والخامس في كتاب الصوم.

أين؟المقدم: الموضع األول كتاب الصوم ثم في أربعة مواضع، لكن هنا هو نفسه.

هو نفس الحديث. المقدم: يعني هنا أرجعه إلى الطرف السابق كتاب الصوم.

نعم، الموضع الثاني أين؟ في الصيام أيضا.المقدم: األول والثاني في الصيام، والثالث في اللباس، والرابع في التوحيد، والخامس أيضا في التوحيد.

مضى الحديث في هذا، كله بسطناه في الموضع األول، نبدأ في الحديث الذي يليه.ا عنNNد شNNرح الحNNديث األول NNية خصوصNNة ماضNNه في حلقNNارة إليNNبقت اإلشNNوع سNNالمقدم: أحسن هللا إليكم، موض

هنا ربما يسأل في مسNNألة القNNول: هNNل القNNول»فليقل: إني صائم«فيما يتعلق بقوله –عليه الصالة والسالم-: يطلق دائما على قول اللسان؟ ممكن نقول: قول القلب؟ يعني يقول: إني صائم بلسانه؟

فضيلة الشيخ عبد الكريم7الخضير

ا للري$$اء، ومنهم من يق$$ول بلس$$انه؛ ألن ه$$ذا تق$$دم الكالم في$$ه، وأن$$ه حم$$ل على ال$$وجهين، منهم من يق$$ول بقلب$$ه دفع$$ حقيقة القول إنما تنص$$رف إلى اللس$ان، ومنهم من يق$ول: يقوله$ا م$رتين م$$رة بقلب$ه؛ ل$يزجر نفس$ه، وم$رة بلس$$انه؛

ليزجر غيره، وهذا تقدمت اإلشارة إليه.وهنا في قواعد ابن اللحام القاعدة الثامنة....

المقدم: قواعد ابن اللحام؟نعم، القواعد والفوائد األصولية.المقدم: كتاب مطبوع يا شيخ؟

نعم، مطبوع، وحقق أيضا رسائل، لكن عندنا طبعة حامد الفقي نقول: فيها أخطاء مدركة. المقدم: القواعد اسمه يا شيخ؟

نعم، القواعد والفوائد األصولية وما يتعلق بها من األحكام الفرعي$$ة، يع$$ني ه$$ذا نظ$$ير كتب تخ$$ريج الف$$روع علىا. األصول، مثل التمهيد لألسنوي والزنجاني وغيره، هذه الكتب نافعة جد

المقدم: لكن اهتمام طلبة العلم بهذا الكتاب كيف تقيمه يا شيخ؟ طالما أهمية الكتاب.... ال يهتم به إال متخصص، لكن عنده القاعدة الثامنة والثالثون: الكالم ونح$$وه ك$$القول، والكلم$$ة عن$$دنا تطل$$ق على الح$$$روف المس$$$موعة حقيق$$$ة، وتطل$$$ق على م$$$دلول ذل$$$ك مج$$$ازا، وص$$$ححه في المحص$$$ول والمنتخب، إلى آخ$$$ر

كالمه، لكن قال: إذا تقرر هذا فمن فروع القاعدة، عموما الكالم للمتكلمين فيه كالم. »ف$$إذا ك$ان ي$ومقول$ه –علي$$ه الص$$الة والس$$الم-:  في  اختالف أص$$حابنا فمن ف$$روع القاع$دة: ه$ذا يق$ول: إذا تق$رر

،»س$$ابه« في نس$خة من القواع$د صيام أحدكم فال يرفث وال يجهل، ف$$إن أح$د ش$$اتمه أو قاتل$$ه فليق$ل: إني ص$$ائم«هل يقول ذلك بلسانه أو بقلبه؟ في المسألة ثالثة أوجه لنا، لمن؟ للحنابلة معروفة.

أحدها: يقوله مع نفسه، يعني يزجرها، وال يطلع الناس للرياء، قاله صاحب الرعاية.ا حك$$اه أب$$و العب$$اس واخت$$اره؛ ألن الق$$ول المطل$$ق باللس$$ان، ويؤي$$ده م$$ا ق$$الوا: ل$$و حل$$ف والث$$اني: يجه$$ر ب$$ه مطلق$$ إنسان أال يتكلم، أو ال يقرأ، أو ال يذكر فإنه ال يحنث إال بما تكلم به بلسانه دون ما يجري على قلبه، كثير من الناس يسألون عن الطالق في النفس ال سيما مع الوسوسة، هذا الشيء ما يخطر على البال، وال يقال: األيمان

مبناها على العرف، والعرف يقتضي أن الكالم حقيقة، إلى آخر كالمه. ثم قال: والثالث، الوجه الثالث: إن كان في رمضان جهر ب$ه، وإن ك$ان في غ$يره يقول$ه في نفس$$ه، جه$$ر ب$$ه في

رمضان لماذا؟ رمضان ال رياء فيه.المقدم: الجميع صائم.

نعم، فالك$$ل ص$$ائم، ف$$إن ك$$ان في رمض$$ان جه$$ر ب$$ه، وإن ك$$ان في غ$$يره يقول$$ه في نفس$$ه، واخت$$اره أب$$و البرك$$ات؛ألنه ال رياء في رمضان بخالف غيره. وهللا أعلم.

المقدم: أحسن هللا إليكم، ونفع بعلمكم.

8 التجريد الصريح– الحلقةالرابعة عشر

أيها األخNNوة واألخNNوات بهNNذا نصNل وإيNNاكم إلى ختNNام هNذه الحلقNNة من كتNNاب التجريNد الصNريح ألحNاديث الجNامعالصحيح.

في الحلقة القادمة بإذن هللا نأخذ حNديث في بNاب الصNوم لمن خNاف على نفسNه العزوبNة بNإذن هللا، وأنتم علىخير، والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته.