P

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

)الحلقة الرابعة والثمانون(

/ / 14

2 التجريد الصريح– الحلقة الرابعةوالثمانون

المقدم: بسم هللا الرحمن الرحيم، الحمد هلل رب العالمين، والصالة والسالم على أش��رف األنبي��اء والمرس��لين،نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ا بكم إلى حلق���ة جدي���دة ض���من أيه���ا اإلخ���وة واألخ���وات الس���الم عليكم ورحم���ة هللا وبركات���ه، وأهال ومرحب���برنامجكم: شرح كتاب التجريد الصريح ألحاديث الجامع الصحيح.

م��ع بداي��ة حلقتن��ا ن��رحب بص��احب الفض��يلة الش��يخ ال��دكتور: عب��د الك��ريم بن عب��د هللا الخض��ير، عض��و هيئ��ةالتدريس بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية بالرياض، فأهال ومرحبا بكم شيخ عبد الكريم.

حياكم هللا وبارك فيكم وفي اإلخوة المستمعين. المق��دم: ال زلن��ا وإي��اكم في ح��ديث "عب��د هللا بن مس��عود -رض��ي هللا تع��الى عن��ه- أن الن��بي -ص��لى هللا علي��ه

."»سباب المسلم فسوق وقتاله كفر«وسلم- قال: كان في الحلقة الماضية أشرنا إلى شيء من ألفاظ ه�ذا الح�ديث، لعلن�ا نب�دأ بس�ؤال من أح�د اإلخ�وة الحض�ور

معنا:سائل: عفا هللا عنك يا شيخ ضبط الحافظ "يحذر" أو "يحذر" هناك فرق في المعنى في هاتين الروايتين؟

الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. في الترجمة في الحديث السابق باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو ال يش//عر، وم/ا يح//ذر من اإلص//رار على النف//اق والعص//يان من غ//ير توب//ة، والرواي//ة األخ//رى: وم//ا يح//ذر من اإلص//رار على النف//اق والعص//يان من

غير توبة. الحافظ ابن حجر يقول: يحذر بضم أوله وتشديد الذال المعجمة، ويروى بتخفيفها، يع//ني األص/ل في رواي/ة أبي ذر ال///تي اعتم///د عليه///ا الحاف///ظ: "يح///ذر" بالتش///ديد، والحاف///ظ يعتم///د على رواي///ة أبي ذر، ويش///ير إلى م///ا ع///داها،ف اإلنس//ان من اإلص//رار من أن يص//ر على ف، يخ//و ويروى بتخفيفها "يحذر" الف/رق بين اللفظين أن يح//ذر يخ//و

وا على ما فعلوا وهم يعلم��ون{النفاق والعصيان من غير توبة "يحذر" ويستدل بقوله تعالى: ]س//ورة }ولم يصر [.135آل عمران

ف من اإلص//رار أو يخ//اف بنفس//ه من اإلص//رار وال الضبط الثاني: بالتخفيف "يح//ذر" يخ//اف بنفس//ه، إم//ا أن يخ/وفرق حينئذ.

المقدم: لكن المختصر -أحسن هللا إليك- لما اكتفى وقد أش�رتم في أك��ثر من مناس�بة أن�ه عن�دما نق��ل ال�تراجم لم يحسن الحقيقة في نقل التراجم نظرا ألن الزبيدي -رحمه هللا- في األصل لم يأت بالتراجم، هنا قال: ب��اب

خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو ال يشعر، ولم يأت بالشق الثاني الذي ذكرتم تعلقه بالحديث. نعم ه//و المحق//ق -عف//ا هللا عن//ا وعن//ه- أدخ//ل ه//ذه ال//تراجم وجعله//ا بين أق//واس ومعقوف//ات ليعلم أنه//ا من ص//نيعه وليس//ت من األص//ل، لكن ل//و جعله//ا في الحاش//ية، ولم ي//دخل في كالم المؤل//ف م//ا ليس من//ه، جعله//ا في الحاش//ية ك//ان أولى، على أن//ه اقتص//ر على الش//ق األول من الترجم//ة، وح//ديث الب//اب ال//ذي تح//دثنا عن//ه م//ا زال الح//ديث

عنه متعلق بالشق الثاني، كما أشار إلى ذلك الحفاظ وذكرناه سابقا.

3 فضيلة الشيخ عبد الكريم3الخضير

ألفاظ الحديث:باب بكس//ر الس//ين، وتخفي//ف الب//اء »سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر«يقول النبي -عليه الصالة والسالم-: س//

بمعنى السب وهو الشتم وهو التكلم في عرض اإلنسان بما يعيبه، قال ابن حجر: هو مصدر، يقال: سب يس//ب س//با وس//بابا، وق//ال إب//راهيم الح//ربي: الس//باب أش//د من الس//ب، وه//و أن يق//ول الرج//ل م//ا في//ه وم//ا ليس في//ه، يري//د ب///ذلك عيب///ه، وق///ال غ///يره: الس///باب هن///ا مث///ل القت///ال فيقتض///ي المفاعل///ة، وتعقب العي///ني ابن حج///ر في قول///ه: ه///و مص//در س//ب بقول//ه: قلت: ه//ذا ليس بمص//در، وإنم//ا ه//و اس//م بمع//نى الس//ب، أو مص//در من ب//اب المفاعل//ة، ابن حج//ر يق//ول: مص//در س//ب يس//ب س//با وس//بابا، العي//ني يق/ول: ه//ذا ليس بمص//در، وإنم//ا ه//و اس//م بمع//نى الس//ب، أو

مصدر من باب المفاعلة، مساببة. ر من وفي المط///الع: الس///باب المش///اتمة، وفي المط///الع ذكرن///اه م///رارا المط///الع وأن///ه البن قرق///ول، وأن///ه مختص///بة وهي المشارق، مشارق األنوار، وفي المطالع: السباب المشاتمة، وهي من السب وهو القطع، وقيل: من الس حلقة الدبر، كأنها على القول األول قط//ع المس//بوب عن الخ//ير والفض//ل، وعلى الث/اني كش//ف الع//ورة وم//ا ينبغي

أن يستر. ومفهوم///ه أن س///باب غ//ير »الم///ؤمن«عن///د أحم///د »س///باب المس///لم« »الم///ؤمن« في رواي///ة عن///د أحم///د: »المس��لم«

»من آذى ذمي//ا فق//د آذاني«المسلم ال يدخل في هذا، لكن سباب الذمي ومن ساغ بقاؤه بين المسلمين إيذاء ل//ه، و فال يج///وز أذاه ب///أي..، إذا أدى م///ا علي///ه من جزي///ة فال يج///وز أذاه على أي وج///ه ك///ان، س///واء ك///ان ب///القول أو

بالفعل. مص//در فس//ق يفس//ق فس//قا وفس//وقا، والفس//ق في اللغ//ة: الخ//روج، وفي الش//رع الخ//روج عن طاع//ة هللا»فسوق«

أي خ//رج عن طاع/ة رب//ه، ومن/ه س/ميت الف/أرة [50]سورة الكه/ف }ففسق عن أمر ربه{ورسوله، قال تعالى: لخروجهن على الن//اس ب//األذى، ق//ال ابن حج//ر: والفس//ق في»خمس كلهن فواسق، يقتلن في الحرم«الفويسقة، و

ه إليكم الكفر والفسوق والعصيان{عرف الشرع أشد من العصيان، قال هللا تعالى: [7]س//ورة الحج//رات }وكرمن أين أخذ ابن حجر أن الفسق أشد من العصيان؟

المقدم: هذا الترتيب.نعم، ترتيب على سبيل التدلي أم الترقي؟

المقدم: التدلي.التدلي الكفر، الفسوق، العصيان.

.[20]سورة السجدة }وأما الذين فسقوا{الفسق يطلق ويراد به الكفر .[20]سورة السجدة }فمأواهم النار{المقدم:

نعم، يطلق ويراد به المعاصي، المقص//ود أن/ه يش/مل األم/رين الخ/روج عن طاع/ة هللا -ع/ز وج//ل-، وقتال/ه، أي مقاتلته، ق/ال العي/ني: ويحتم/ل أن يك//ون معناه/ا المخاص/مة، والع/رب تس/مي المخاص//مة مقاتل/ة، ومن//ه ح//ديث من

4 التجريد الصريح– الحلقة الرابعةوالثمانون

ق//ال بعض//هم: يقاتل//ه بالس//ب والش//تم، ه//ذا قي//ل من»ف//إن أبى فليقاتل//ه«: أراد أن يجت//از بين المص//لي وبين س//ترتهبعض الشراح، لكنه غير مناسب.

المقدم: ألنه في صالة.ألنه في صالة.

ق//ال ابن بط//ال: ليس يري//د ب//ذلك الكف//ر ال//ذي ه//و الجح//د هلل ورس//له، وإنم//ا يري//د كف//ر ح//ق المس//لم على»كف��ر« المس///لم؛ ألن هللا ق///د جع///ل المؤم///نين إخ///وة، وأم///ر باإلص///الح بينهم ونص///رتهم، ونه///اهم رس///وله -علي///ه الص///الة

ا«والس//الم- عن التق//اطع، وق//ال: ا، »الم//ؤمن للم//ؤمن كالبني//ان يش//د بعض//ه بعض// فنهى عن مقاتل//ة بعض//هم بعض// وأخبر أن من فعل ذلك فق/د كف/ر ح/ق أخي/ه المس/لم ال/ذي..، من فع/ل ه/ذا القت/ال فق/د كف/ر ح//ق أخي/ه المس/لم ال/ذيا ص//ار اآلن ا، ب//دال من أن يك//ون كالبني//ان يش//د بعض//ه بعض// المف//ترض أن يك//ون مع//ه كالبني//ان يش//د بعض//ه بعض// يهدم بعضه بعضا، يع//ني خالف م/راد الش/ارع، وق//ال الكرم/اني: أو الم//راد أن//ه ي//ؤول إلى الكف//ر لش//ؤمه أو ألن//ه

كفعل الكفار. إنم//ا ه//و في ح//ق من يس//تبيح دم المس//لم، وال ي//رى أن اإلس//الم ق//د عص//مه »وقتاله كفر«وق//ال الخط//ابي: قول//ه:

م//ه علي//ه، فيك//ون مرج//ع ذل//ك إلى اعتق//اده أن هللا -ع//ز وج//ل- لم يح//رم دم//اء المس//لمين بغ//ير حقه//ا، من//ه، وحر ومن أنك//ر ش//يئا من مع//اظم أم//ر ال//دين المجم//ع عليه//ا، المس//تفيض في الخ//اص والع//ام علم//ه كف//ر ب//ذلك ك//ذا ق//ال، ومف//اده أن الح//ديث محم//ول على م//اذا؟ المس//تحل؛ ألن//ه ق//ال: إنم//ا ه//و في ح//ق من يس//تبيح دم أخي//ه المس//لم، في حق من يستبيح دم المسلم، وال شك أن من يستحل الذنوب والمحرمات التي أجمع على تحريمه/ا في قت/ل مس//لم

أنه كافر. ثم قال -يعني الخطابي-: وقد يتأول هذا الحديث، وما جاء في معن/اه من األح/اديث على وج//ه التش/بيه ألفع/الهم بأفع//ال الكف//ار من غ//ير تحقي//ق للحكم في//ه، ومن غ//ير إلح//اق لهم بأه//ل الكف//ر، إذا ك///ان فاعل//ه مض///اهيا ب//ه فع//ل

أي ال تكون//وا »ال ترجع/وا بع/دي كف//ارا يض//رب بعض//كم رق//اب بعض«الكف/ار؛ لقول//ه -ص//لى هللا علي/ه وس/لم-: كالكفار ال//ذين من ش//أنهم وع/ادتهم أن يض//رب بعض//هم رق//اب بعض، اآلن في كالم ابن بط//ال، وأن الم/راد ليس بذلك الكفر الذي هو الجحد هلل ورسله، ليس المراد به الكفر يعني المخرج عن الملة، وإنما المراد ب//ه كف//ر ح//ق

»الم//ؤمن للم//ؤمن كالبني//انالمسلم، وجحد ما يجب للمسلم على المسلم من حقوق، ومعارضة ومناقضة لح//ديث: يعني بدال من أن يكون معه كالبنيان يشد، اآلن يهدم بعضه بعضا بقتله. يشد بعضه بعضا«

ر؛ ألن الس//يئات يج//ر بعض//ها إلى في كالم الكرم//اني يق//ول: إن//ه ي//ؤول إلى الكف//ر، يع//ني قت//ل المس//لم ي//ؤول، يج// بعض، يؤول إلى الكفر لشؤمه، أو أنه كفعل الكفار على وج/ه التش/بيه، وس/يأتي في كالم الخط/ابي م/ا يؤي/د ه/ذا الكالم، الخط///ابي ذك///ر أك///ثر من احتم///ال، االحتم///ال األول: أن الح///ديث ج///اء في ح///ق من يس///تحل قت///ل المس///لم، يقول: إنما هو في حق من يستبيح دم المسلم، وال يرى أن اإلسالم قد عصمه منه وحرمه علي//ه، فيك/ون مرج/ع ذلك إلى اعتقاده أن هللا -عز وجل- لم يحرم دم//اء المس/لمين بغ//ير حقه//ا، ثم ذك/ر أن من أنك//ر ش//يئا من مع//اظم ال//دين، يع//ني من األم//ور العظيم//ة ال//تي اس//تفاض علمه//ا عن//د الخ//اص والع//ام، وأجم//ع الن//اس عليه//ا، س//واء ك//انت

5 فضيلة الشيخ عبد الكريم5الخضير

ل ه//ذا الح/ديث، وم//ا ج//اء من المباحات فحرمها، أو من المحرمات فأباحه//ا، فإن//ه حينئ//ذ يكف/ر، ثم ق//ال: وق//د يت/أو في معن//اه من األح//اديث على وج//ه التش//بيه ألفع//الهم بأفع//ال الكف//ار من غ//ير تحقي//ق للحكم في//ه، ومن غ/ير إلح//اق لهم بأه//ل الكف/ر إذا ك//ان فاعل//ه مض//اهيا ب//ه فع//ل الكف//ار، ك//ذا يق/ول: إذا ك//انوا، واألولى أن يق/ول: إذ ك//انوا، لع//ل

هذا من النساخ. »ال ترجعوا بع//دي كف//ارا يض//رب بعض//كمإذ كان فاعله مضاهيا به فعل الكفار؛ لقوله -صلى هللا عليه وسلم-:

أي ال تكونوا كالكفار الذين من شأنهم وعادتهم أن يضرب بعضهم رقاب بعض. رقاب بعض«المقدم: لكن االحتمال األول الذي ذكره ابن بطال يفهم منهم قولهم: كفر دون كفر، أول احتمال.

نعم، هذا االحتمال األول.المقدم: كفر دون كفر.

أنه ليس المراد به كفر مخرج من الملة الذي هو جحد هلل ورسله. في القسطالني شرح القسطالني يقول: ليس المراد بالكفر هنا حقيقته ال//تي هي الخ//روج عن المل//ة، وإنم//ا أطل//ق علي//ه الكف/ر مبالغ/ة في التح/ذير، يع//ني والزج//ر، أو الم//راد الكف/ر اللغ//وي وه//و الس//تر؛ ألن//ه بقتال//ه ل/ه س//تر م//ا ل//هتر كم/ا ه/و معل/وم، وتق/دم م//رارا، ومن/ه س//مي عليه من ح/ق اإلعان/ة والنص//ر وك/ف األذى، الكف/ر في اللغ/ة: الس/

الزارع كافرا ألنه يستر البذور. ألنه بقتاله له ستر ما له عليه من حق اإلعانة والنصرة وكف األذى. الحاصل أن القتل والقتال للمسلم كبيرة من كبائر الذنوب إجماعا، وأطلق عليه الكفر هنا فإم/ا أن يق/ال: ه/ذا في حق المستحل، يعني كما ج/اء في كالم الخط/ابي، أو يق/ال: ه/و كف/ر دون كف/ر، يع/ني ال ي/راد ب/ه الكف/ر المخ/رجر كم/ا ج//اءت بحيث ال عن الملة كما جاء في كالم ابن بطال وغيره، أو يق/ال: ه//ذا من أح//اديث الوعي//د ال//تي تم// يتع//رض لتأويله//ا، وال ي//راد به//ا، وال يقص//د منه//ا حقيق//ة اللف//ظ، إنم//ا تم//ر كم//ا ج//اءت؛ ألن إمراره//ا كم//ا ج//اءت

أبلغ في الزجر أو غير ذلك مما مر في كالم أهل العلم. ق//ال العي//ني: ف//إن قلت: ه//ذا الح//ديث وإن تض//من ال//رد على المرجئ//ة لكن ظ//اهره يق//وي م//ذهب الخ//وارج ال//ذين يكف//رون بالمعاص//ي، يق//ول العي//ني: ف//إن قلت: ه//ذا الح//ديث وإن تض//من ال//رد على المرجئ//ة، لكن ظ//اهره يق//وي م/ذهب الخ//وارج ال/ذين يكف/رون بالمعاص//ي، قلت -يقول//ه من؟ العي//ني نفس//ه-: ال نس//لم ذل/ك؛ ألن//ه لم ي//رد بقول//ه:

حقيقة الكفر التي هي الخروج عن الملة، بل إنما أطلق عليه الكفر مبالغ/ة في التح/ذير واإلجم//اع»وقتاله كفر«من أهل السنة منعقد على أن المؤمن ال يكفر بالقتال، وال بفعل معصية أخرى.

ا »لعن المس//لم كقتل//ه«ثم ق//ال العي//ني: ف//إن قلت: ج//اء في رواي//ة مس//لم: »ومن لعنأق//ول: ه//و في البخ//اري أيض// يقول العيني: قلت: التشبيه ال عموم له، ووجه التش//بيه ه//و حص//ول األذى ب//وجهين: أح//دهما: مؤمنا فهو كقتله«

في العرض، واآلخر: في النفس. مقتض/////ى التش/////بيه أن يك/////ون اللعن كالقت/////ل في اإلثم، وهن/////ا في ح/////ديث الب/////اب جع/////ل اللعن»لعن المس/////لم كقتل/////ه«والسباب مثل القتل؟

المقدم: ال.

6 التجريد الصريح– الحلقة الرابعةوالثمانون

؟»لعن لمسلم كقتله«ال، فالسباب فسوق، والقتال كفر، إذا كيف قال: المقدم: إذا ال يحتمل أن يكون كاإلثم هناك.

أين؟المقدم: في اللفظ اآلخر عند مسلم.

ر هنا. ألنه مفسر. المقدم: ألنه هنا مفس

ر، وهناك في الحديث، ومر بنا مرارا أن التشبيه قد يكون من وجه دون وج//ه، فال ش//ك أن الس//باب والقت//ل مفس مؤذ، يجتمعان في األذى، فلعنه كقتله في األذى، ال يعني أنه كالقتل من كل وجه، وسبق أن نظرنا بأمثل//ة منه//ا

حديث الرؤية..»سترون ربكم كما ترون هذا القمر«المقدم:

نعم، ومنها تشبيه ال/وحي بصلص/لة الج//رس، ومنه/ا تش/بيه الس//جود بق/وة على الي/دين ب/بروك البع/ير، ه/ذا م/ر بن/الناه في مناسبات، وأنه تشبيه من وجه دون وجه، يقول: قلت: التشبيه ال عم/وم ل/ه، ووج/ه التش/بيه مرارا، وفصرض، واآلخ//ر: في النفس، ف//إن قلت: الس//باب والقت//ال كالهم//ا على هو حصول األذى بوجهين: أحدهما: في الع// الس//واء في أن فاعلهم//ا يفس//ق وال يكف//ر، فلم ق//ال في األول: فس//وق، وفي الث//اني: كف//ر؟ كالهم//ا فس//وق، القات//ل

كافر أو فاسق؟ المقدم: القاتل فاسق.

فاس//ق، يع//ني ال يص//ل إلى ح//د الكف//ر المخ//رج عن المل//ة، وإن وص//ل إلى ح//د الكف//ر ال//ذي ه//و من أعظم الكب//ائرودون الكفر األعظم.

فإن قلت: السباب والقتال كالهما على السواء في أن فاعلهم/ا يفس//ق وال يكف/ر، فلم ق//ال في األول: فس/وق، وفي الثاني: كفر؟ قلنا: ألن الثاني أغلظ، أو ألنه بأخالق الكفار أشبه، يعني تحصل مسابة كثيرا بين المسلمين، لكن

القتال؟ أقل، قلنا: ألن الثاني أغلظ أو ألنه بأخالق الكفار أشبه. جه اإلمام البخاري -رحمه هللا تعالى- في ثالثة مواضع: وهذا الحديث خر

األول: هنا في كتاب اإليمان، باب خوف المؤمن أن يحبط عمل//ه وه//و ال يش//عر، وم//ا يح//ذر من اإلص//رار على النفاق والعص//يان من غ/ير توب/ة، يق/ول اإلم//ام -رحم//ه هللا تع//الى-: ح/دثنا محم//د بن عرع/رة، ق//ال: ح/دثنا ش//عبة عن زبيد قال: سألت أبا وائل عن المرجئة فقال: حدثني عبد هللا أن النبي -عليه الصالة والسالم- ق//ال، ف//ذكره

وتقدم ذكر المناسبة بين الحديث والترجمة. »سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر« والموض////ع الث////اني: في كت////اب األدب، ب////اب م////ا ينهى عن الس////باب واللعن، يق////ول اإلم////ام البخ////اري -رحم////ه هللا تع//الى-: ح//دثنا س//ليمان بن ح//رب، ق//ال: ح//دثنا ش//عبة عن منص//ور، ق//ال: س//معت أب//ا وائ//ل يح//دث عن عب//د هللا

تابع//ه محم//د بن جعف//ر عن »سباب المسلم فسوق، وقتاله كف��ر«قال: قال رسول هللا -صلى هللا عليه وس//لم-: ش//عبة، ح//دثنا س//ليمان بن ح//رب ق//ال: ح//دثنا ش//عبة عن منص//ور، ق//ال: س//معت أب//ا وائ//ل، ح//ديث الب//اب عن زبي//د

7 فضيلة الشيخ عبد الكريم7الخضير

وأنه سأل أبا وائل عن المرجئة، فأجابه بهذا الحديث، وهنا في كتاب األدب م/ا ينهى عن الس/باب واللعن، ق//ال: ح//دثنا س//ليمان بن ح//رب، ق//ال: ح//دثنا ش//عبة عن منص//ور، ق//ال: س//معت أب//ا وائ//ل يح//دث عن عب//د هللا، ق//ال: ق//ال

تابع//ه محم//د بن جعف//ر عن ش//عبة، م//ا »سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر«رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم-: فائدة هذه المتابعة؟

المقدم: اإلخوة الحضور.ما فائدة هذه المتابعة؟

األخ الحاضر: التقوي�ة -أحس�ن هللا إلي�ك- ألن الموج�ود اآلن ثالث ط��رق ل�رواة الح�ديث، روي منه�ا الح�ديث عن شعبة، الذي هو من طريق محمد بن جعفر، وسليمان بن حرب هنا، والموضع الثالث: في كتاب اإليم��ان

محمد بن عرعرة، ثالثة شيوخ لإلمام البخاري يروي بهم هذا الحديث.بواسطتهم الحديث عن شعبة.

ا من ط��ريقين: من األخ الحاض��ر: بواس��طتهم الح��ديث عن ش��عبة نعم، وش��عبة رواه -أحس��ن هللا إلي��ك- أيض��طريق زبيد، ومن طريق منصور.

صحيح، إذا الفائدة من ه/ذه المتابع/ة هي مج/رد بي/ان تع/داد الط//رق، الح/ديث ليس بحاج//ة إلى تقوي/ة، الح//ديث...جه عن أحد الصحابة غير أبي وائل؟ األخ الحاضر: لكن هل اإلمام البخاري ما خر

أبو وائل تابعي.األخ الحاضر: عفوا، غير عبد هللا بن مسعود.

رض لغ/يره، الح//ديث اآلن ال/ذي ن/ذكره في األب/واب ه/و ح//ديث ابن اآلن إذا تحدثنا عن ح/ديث ابن مس/عود ال نع/مسعود.

األخ الحاضر: سبب سؤالي -أحسن هللا إليك- أنكم قلتم: إنه اتهم أبو وائل في السماع من عبد هللا، وذك��رتمأن الحديث مروي من طرق منها عن سعد بن أبي وقاص.

ا عن الن/بي -علي//ه الص/الة د ب/ه أب//و وائ/ل، وم/روي أيض/ هو مروي الح//ديث من ط//رق عن ابن مس/عود، لم يتف/روالسالم- من طرق غير ابن مسعود.

؟هللا إليك- المقدم: هل يوجد فيها شيء في البخاري -أحسنأما هذه عليك تخريجها.

ومناس//بة »سباب المسلم فسوق«المناسبة بين الحديث والب//اب م//ا ينهى عن الس//باب واللعن ظ//اهرة؛ ألن//ه ق//ال: الباب لكتاب األدب النهي عن السباب واللعن في كتاب األدب ظاهر؟

المقدم: نعم.أظهر، ومناسبة الباب لكتاب األدب أظهر.

»ال ترجع//وا بع//دي كف//ارا يض//ربالموض//ع الث//الث: في كت//اب الفتن، ب//اب ق//ول الن//بي -علي//ه الص//الة والس//الم-: ق//ال: ح//دثنا عم//ر بن حفص ق//ال: ح//دثني أبي، ق//ال: ح//دثنا األعمش، ق//ال: ح//دثنا ش//قيق، بعض//كم رق//اب بعض«

8 التجريد الصريح– الحلقة الرابعةوالثمانون

ق/ال: ق//ال عب/د هللا ق/ال الن/بي -ص/لى هللا علي/ه وس/لم-، ف//ذكره، ش//قيق ه/و من؟ ش//قيق بن س/لمة أب/و وائ/ل، ش/قيقبن سلمة هو أبو وائل.

»ال ترجع//وا بع//دي كف//ارا يض//رب بعض//كم رق//اب لقول//ه في الترجم//ة: »وقتاله كفر«مناسبة الحديث وفي لفظه: »ال ترجع//وا بع//دي كف//ارافي الح//ديث م//ع الترجم//ة: »وقتاله كفر« المطابق//ة تام//ة، المناس//بة بين قول//ه: بعض«

ا، ه//ذه مطابق/ة، ومناس//بة القت//ليضرب بعض//كم رق//اب بعض« ال ترجع/وا بع//دي كف/ارا ألنكم يقت//ل بعض//كم بعض// والقتال لكتاب الفتن ظاهرة إذ يكثر القتل وهو الهرج كم/ا ج/اء في األح/اديث الص/حيحة في أزم/ان الفتن، نس//أل هللا -سبحانه وتعالى- السالمة من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، ونعوذ باهلل من مضالتها، وأن يجنبن/ا واألم/ة كله//ا ك//ل س//وء وبالء ومحن//ة، وأن يلط//ف بالمس//لمين في ك//ل وقت ال س//يما في ه//ذا ال//وقت ال//ذي ت//داعت األمم،

أمم الكفر على أمة اإلسالم قصدا لدينها، وهللا المستعان. جه مسلم، فهو متفق عليه. والحديث أيضا خر

وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. »سباب المس��لم فس��وق، وقتال��ه كف��ر«المقدم: أحسن هللا إليك يا شيخ، ما دام الحديث أيضا عن هذا الحديث:

أيضا يعني ربما نت��ذكر بعض األح��اديث ال��تي ج��اءت في النهي عن ك��ثرة الس��باب، ولعلن��ا ن��ذكر ح��ديثا أن��ه في آخ��ر الزم��ان ي��أتي أق��وام تحيتهم الس��ب واللعن، ظه��رت أو ب��درت -إن ص��ح الح��ديث-، وه��ذا س��ؤالي: ب��درت بادرة من بعض الشباب مع األس�ف الش��ديد ك��ثرة اللع��ان والس��باب فيم�ا بينهم، إذا التقى بعض�هم ببعض ح��تى

أصبحت تحية بعضهم فعال السباب، لعل لكم توجيه حول هذا الموضوع.ا لإلرادة الكوني///ة، وإن ك///ان في///ه مخالف///ة لإلرادة اإلع///راض، إع///راض المس///لمين عن دينهم ظ///اهر، وه///ذا تحقيق/// الش/رعية، وأن//ه يك/ون في آخ//ر الزم/ان م/ا يك/ون من أن/واع المعاص/ي ال/تي منه/ا -نس/أل هللا الس/المة والعافي//ة-، بذاءة اللسان والسباب واأللف/اظ ال/تي ينبغي أن ي/ترفع عنه/ا المس/لم، ه/ذا ال ش/ك أن/ه موج/ود في أوس/اط الش/باب،ا في لس//انه، نقيا في وق//د يوج//د -م//ع األس//ف الش//ديد- في أوس//اط الكب//ار أحيان//ا، لكن على المس//لم أن يك//ون عفيف//

جميع تصرفاته، فليس المسلم بالطعان وال باللعان، وليس بالفاحش البذيء، وهللا المستعان.المقدم: تفضل يا شيخ عندك سؤال.

سائل: أحسن هللا إليكم ي��ا ش��يخنا ه�ل يع��ني ه�ذا أو يفهم من ح��ديث الب��اب أن الس��ب والش��تم كب��يرة من كب��ائرالذنوب؟

م//ادام حكم عليه//ا في الح//ديث بأنه//ا فس//وق، والفس//وق والفس//ق الخ//روج عن طاع//ة هللا -ع//ز وج//ل-، وم//ر في كالم الحاف//ظ أن الفس//وق أعظم من العص//يان ال ش//ك أن//ه ي//وحي ب//ذلك، لكن الس//باب ألف/اظ متفاوت/ة، فمنه/ا الش//نيع الكب//ير ال//ذي يص//ل إلى م//ا ي//وجب الح//د وه//و الق//ذف مثال أو التكف//ير بق//ول: فالن ك//افر أو ك//ذا، ه//ذا أم//ر عظيما، ه///ذا أم///ر في غاي///ة الخط///ورة، لكن من///ه الس///ب اليس///ير في األلف///اظ الخفيف///ة ه///ذه األم///ور مم///ا تتف///اوت فيه///ا ج///د

األحكام تبعا لتفاوت تلك األلفاظ، وهللا المستعان.المقدم: جزاكم هللا خيرا وأحسن إليكم ونفع بعلمكم.

9 فضيلة الشيخ عبد الكريم9الخضير

أيه��ا اإلخ��وة واألخ��وات، ك��ان معن��ا في ه��ذه الحلق��ة ص��احب الفض��يلة الش��يخ ال��دكتور: عب��دالكريم بن عب��د هللاالخضير، عضو هيئة التدريس بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية بالرياض.

به��ذا أص��ل وإي��اكم إلى خت��ام ه��ذه الحلق��ة. أذك��ركم في ختامه��ا بعن��وان البرن��امج: المملك��ة العربي��ة الس��عودية، ، برن���امج: ش���رح كت���اب11545، الري���اض 60095وزارة اإلعالم، إذاع���ة الق���رآن الك���ريم، ص���ندوق بري���د

ا على الف��اكس: التجريد الصريح ألحاديث الجامع الص��حيح. بإمك��انكم أن تبعث��وا بأس��ئلتكم واستفس��اراتكم أيض��، برنامج: شرح كتاب التجريد الصريح ألحاديث الجامع الصحيح.4425543

شكرا لكم مسمعي الكرام، شكرا لإلخ��وة الحض��ور معن��ا في ه��ذا ال��درس، نلق��اكم -ب��إذن هللا تع��الى- في درسقادم وأنتم على خير.

والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته.