P

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

)الحلقة الثالثة والثمانون(

/ / 14

2 التجريد الصريح– الحلقة الثالثةوالثمانون

المقدم: بسم هللا الرحمن الرحيم، الحمد هلل رب العالمين، والصالة والسالم على أش��رف األنبي��اء والمرس��لين،نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها اإلخوة واألخوات السالم عليكم ورحم��ة هللا وبركات��ه. أهال بكم إلى حلق��ة جدي��دة ض��من برن��امجكم: ش��رح كتاب التجريد الص�ريح ألح�اديث الج�امع الص�حيح. ه�ذا الكت�اب يت�ولى ش��رح أحاديث�ه ص�احب الفض�يلة الش�يخ ال�دكتور: عب�د الك�ريم بن عب�د هللا الخض�ير، عض�و هيئ�ة الت�دريس بجامع�ة اإلم�ام محم��د بن س�عود اإلس�المية

بالرياض، فأهال ومرحبا بكم شيخ عبد الكريم.حياكم هللا وبارك فيكم وفي اإلخوة المستمعين.

المقدم: قال -رحمه هللا-: "عن عبادة بن الص�امت -رض�ي هللا عن�ه- أن رس��ول هللا -ص�لى هللا علي�ه وس�لم- خ�رج يخ�بر بليل�ة الق�در،

»إني خ���رجت ألخ���بركم بليل���ة الق���در، وإن���ه تالحى فالن وفالن ف���رفعت،فتالحى رجالن من المس���لمين فق���ال: ."وعسى أن يكون خيرا لكم، التمسوها في السبع والتسع«

الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. راوي الحديث عبادة بن الصامت أحد النقباء في العقبة، سبق التعريف به في حديث البيعة، والحديث كم//ا تق//دم

دليل على الشق األول من الترجمة، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو ال يشعر، وتقدم بيان ذلك. يقول ابن حجر: فإن قيل: كيف تكون المخاصمة في طلب الحق مذمومة؟ قلت: إنما ك//انت ك//ذلك لوقوعه//ا فيا بال//ذكر ال اللغ/و وه/و ش//هر رمض//ان، فال//ذم المسجد وهو مح/ل ال/ذكر ال اللغ//و، ثم في ال//وقت المخص//وص أيض// لما عرض فيها ال لذاتها، ثم إنها مستلزمة لرفع الصوت، ورفعه بحضرة النبي -عليه الصالة والسالم- منهي

{عنه؛ لقوله تعالى: }أن تحبط أعمالكمإلى قول//ه: [2]س//ورة الحج//رات }ال ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيعرون{ ق//ال: ومن هن//ا يتض//ح مناس//بة الح//ديث للترجم//ة، ومطابقته//ا ل//ه، وق//د [2]س//ورة الحج//رات وأنتم ال تش��

خفيت على كث//ير من المتكلمين على ه//ذا الكت//اب، ق//د يق//ول قائ//ل: ه//ل في الح//ديث م//ا ي//دل على حب//وط العم//ل؟ ليس في الح//ديث م//ا ي//دل على حب//وط العم//ل، لكن التالحي ورف//ع الص//وت في المس//جد وفي رمض//ان وبحض//رة

}ال ترفعواالنبي -عليه الص//الة والس//الم-، ورف//ع الص//وت بحض//رته -علي//ه الص//الة والس//الم- ج//اء الوعي//د في//ه } وت النبي الكم{إلى قول//ه: [2]س//ورة الحج//رات أصواتكم فوق ص� ط أعم� ق//ال: [2]س//ورة الحج//رات }أن تحب�

ومن هنا يتضح مناسبة الحديث للترجمة ومطابقتها له، وقد خفيت على كثير من المتكلمين على هذا الكتاب. يع///ني الكالم ه///ذا من الحاف///ظ كالم جي///د في غاي///ة الج///ودة، لكن ه///ل ه///ذا الكالم قال///ه الحاف///ظ ابت///داء أو نقل///ه من غيره، أو نقل بعضه وأتى ب/البعض اآلخ/ر؟ ه/ذه معرك/ة حص/لت بين الحاف//ظ -رحم/ه هللا تع/الى- وبين العي/ني، العيني يقول: وجه المطابقة من حيث أن فيه ذم التالحي، وأن صاحبه ناقص؛ ألنه يشتغل عن كث//ير من الخ//ير بس////ببه بس////بب التالحي، س////يما إذا ك////ان في المس////جد، وعن////د جه////ر الص////وت بحض////رة الرس////ول -ص////لى هللا علي////ه

كموس//لم-، ب//ل ربم//ا ينج//ر إلى بطالن العم//ل وه//و ال يش//عر، ق//ال تع//الى: ر بعض�� }وال تجهروا ل��ه ب��القول كجه��ا من كالم الحافظ، وقال [2]سورة الحجرات لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم ال تشعرون{ يعني كالم قريب جد

3 فضيلة الشيخ عبد الكريم3الخضير

بعضهم، العيني يقول: وقال بعضهم، وإذا ق/ال به/ذا األس/لوب عبر عن المنق/ول عن/ه أبهم/ه، وق/ال بعض/هم يري/د ب//ذلك ابن حج//ر، وق//ال بعض//هم: بع//د أن أخ//ذ ه//ذا الكالم من الكرم//اني، وق//ال بعض//هم، يع//ني ابن حج//ر بع//د أن أخذ هذا الكالم من الكرماني: ومن هنا يتضح مناسبة الحديث للترجمة ومطابقتها له، وقد خفيت على كث//ير من المتكلمين على ه///ذا الكت////اب، يق///ول العي////ني: قلت: إن ه////ذا عجب ش////ديد، يأخ////ذ كالم الن///اس، وينس////به إلى نفس////ه، مدعيا أن غيره قد خفي عليه ذلك، على أن ه/ذا ال/ذي ذك/ره الكرم/اني في وج/ه المطابق/ة إنم/ا يق/اد ب/الجر الثقي//ل على ما ال يخفى على من يتأمله، فإذا أمعن الناظر ال يجد لذكر هذا الح/ديث مناس/بة وال مطابق/ة للترجم//ة، ه/ذا

كالم من؟ العيني، يريد أن يهدم ما بناه الحافظ ابن حجر. ا من كالم يق/////ول: على أن ه/////ذا ال/////ذي ذك/////ره الكرم/////اني...، أوال: العي/////ني ج/////اء في وج/////ه المطابق/////ة ق/////ريب ج/////د الكرماني، وما نقله عنه ابن حجر، م/اذا ق//ال العي/ني؟ وج/ه المطابق/ة من حيث أن في/ه ذم التالحي، وأن ص//احبه ن///اقص؛ ألن///ه يش///تغل عن كث///ير من الخ///ير بس///ببه، ال س///يما إذا ك///ان بالمس///جد وعن///د الجه///ر بالص///وت بحض///رة

}وال تجهروا لهالرسول -عليه الصالة والسالم-، بل ربما ينجر إلى بطالن العمل وهو ال يشعر، قال تعالى: عرون{ الكم وأنتم ال تش�� ط أعم�� كم لبعض أن تحب�� ر بعض�� مطابق//ة ظ///اهرة، ال [2]س///ورة الحج//رات ب��القول كجه��

خفاء فيها، ثم قال بعد ذلك على أن هذا الذي ذك//ره الكرم/اني في وج//ه المطابق/ة إنم//ا يق//اد ب//الجر الثقي//ل على م/ا ال يخفى على من يتأمل//ه، ف//إذا أمعن الن/اظر في//ه ال يج/د ل/ذكر ه/ذا الح/ديث مناس/بة وال مطابق/ة للترجم//ة، العي//ني يق//رر أم//ورا أوال: أن ابن حج//ر أخ//ذ الكالم من الكرم//اني، األم//ر الث//اني: أن ه//ذا الكالم ال//ذي نقل//ه الحاف//ظ ابن حج//ر عن الكرم//اني، في//ه خف//اء وغم//وض وتكلف بحيث يق//اد ب//الجر الثقي//ل، إنم//ا يق//اد ه//ذا الكالم ب//الجر الثقي//ل للتوفي//ق بين الح//ديث والترجم//ة، وق//د أق//ره في وج//ه المطابق//ة، أو أق//ر نح//وه العي//ني في وج//ه المطابق//ة، ثم ق//ال: فإذا أمعن الن//اظر في/ه ال يج//د ل/ذكر ه/ذا الح/ديث هن/ا مناس//بة وال مطابق/ة للترجم/ة، نق/ول: المطابق/ة ظ/اهرة؛ ألن

من الزم التالحي رفع الصوت.المقدم: بحضرة النبي...

}وال تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحب��طبحضرة الن//بي -علي//ه الص//الة والس//الم-، وق//د ج//اء في والترجمة: ب//اب خ//وف الم//ؤمن من أن يحب//ط عمل//ه، فالمناس//بة [2]سورة الحجرات أعمالكم وأنتم ال تشعرون{

ا. ظاهرة جد ابن حج////ر في انتق////اض االع////تراض وه////ذا كت////اب ي////رد ب////ه ابن حج////ر على العي////ني انتق////اض االع////تراض العي////ني يع//////ترض على ابن حج//////ر ينق//////ل كالم ابن حج//////ر ويع//////ترض علي//////ه، ابن حج//////ر ي//////رد على العي//////ني في انتق//////اض

االعتراض، وهناك آخر تولى المحاكمة بين العيني وابن حجر، ونقلنا منه مرارا اسمه...المقدم: المبتكرات في المحاكمة بين العيني وابن حجر.

مبتكرات الالئي والدرر في المحاكمة بين العيني وابن حجر لكنه غير شامل، كتاب غ//ير ش//امل، ابن حج//ر في انتق/اض االع/تراض رد على العي/ني كث/ير مم/ا اع/ترض ب/ه علي/ه، وبقيت أش//ياء بيض له/ا ابن حج/ر، وأش/ياء لم

4 التجريد الصريح– الحلقة الثالثةوالثمانون

يس///تطع الج///واب عنه///ا، المقص///ود أن انتق///اض االع///تراض ه///ذا موض///وعه ردود من الحاف///ظ ابن حج///ر، ونق///لالعتراضات العيني عليه.

روا ل��ه{س��ائل: اآلي��ة ق��ول هللا -ع��ز وج��ل-: وهن��ا: "تالحى رجالن" الخط��اب [2]س///ورة الحج///رات }وال تجه�� بأصله ليس موجها للنبي -عليه الص�الة والس�الم-، إنم�ا م��ر الن��بي -علي��ه الص��الة والس��الم- بهم��ا في ح��ال

المالحاة؟{لكنه بحضرته -عليه الصالة والسالم- فالمالحاة [2]سورة الحجرات }ال ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي

من الزمها رفع الصوت بحضرته -عليه الصالة والسالم-، المقصود أن ابن حجر يقول: فيه مناقشات. س��ائل: أحس��ن هللا إلي��ك ي��ا ش��يخ، اآلن كت��اب انتق��اض االع��تراض إذا ض��م إلي��ه المبتك��رات كم تمث��ل نس��بةا يك��ون الص�واب ه�ل م�ع ابن حج��ر أم م��ع المحاكمات -أحسن هللا إلي�ك- ال�تي تم ال��رد عليه��ا؟ وم��ع من غالب� العي��ني؟ وكم يع��ني ه��ل بقي الكث��ير من المحاكم��ات لم يتم ال��رد عليه��ا؟ لكم ت��دوين -أحس��ن هللا إليكم- على

هذا؟ المقدم: األخ يسأل عن كتاب المحاكمات يا شيخ.

المبتكرات مع االنتقاض.المقدم: نعم.

ألن موضوعهما واحد.المقدم: نعم، سؤاله يعني لعلنا نعيد سؤاله أيضا لإلخوة المستمعين لو تكرمتم يا شيخ، ماذا كان سؤاله؟

هو يسأل عن مبتكرات الالئي وال//درر في المحاكم//ة بين العي//ني وابن حج/ر؛ ألن//ه ينق/ل كالم ابن حج/ر، ويعقب بكالم العي//ني، ويحكم بين الش//يخين بكالم في الغ//الب يؤي//د في//ه ابن حج//ر، غالب//ا، وليس مع//نى ه//ذا تعص//با، ال،ا ت//ولى هذا هو الواقع؛ ألن العيني يظهر في كثير من اعتراضاته شيء مما يك/ون بين األق//ران، ابن حج/ر أيض//

ا ت//ولى ال//رد في70ال//رد والنقض في كث//ير من المواض//ع بنس//بة % مثال، وص//احب المبتك//رات البوص//يري أيض//ن كثير منها عندنا، وبقي علينا وفات علينا أشياء. كثير من المواضع، وحكم بينهم بتجرد، وبقيت أمور مدو

سائل: كثير الباقي -أحسن هللا إليك-؟ % يعني بعد كالم ابن حجر، وبعد كالم البوصيري، وما أضفناه إليهما، بقيت أش/ياء تحت/اج إلى10يعني يمكن إعادة نظر.

قد يقول قائل: ما الداعي إلى نقل مثل هذه الخصومات؟المقدم: تفيد طالب العلم كثيرا.

نعم، تثري الشرح.المقدم: فيها مشاحة للذهن.

ة فيه//ا ش//حن، وفيه/ا ش//حذ لألذه/ان، يع/ني ط/الب العلم يس/تفيد منه/ا كث/يرا، نعم الخص//ومات والمش//احنات والمش//اد بين أهل العلم ال شك أنها فيها م//ا فيه//ا مم/ا يخ//دش في اإلخالص، لكن يبقى أن فيه//ا إث/راء للش//رح، وفيه//ا ش/حذ

5 فضيلة الشيخ عبد الكريم5الخضير

ا ج طالب علم يفهم//ون ويناقش//ون ويأخ//ذون وي//ردون؛ ول//ذا ال أرى مانع// لألذه//ان تفي//د ط//الب العلم كث//يرا، تخ//رر بقدرها. من ذكرها أبدا، بل العكس هي تفيد السامع فائدة ال تقد

ا يبقى أن الحاف//ظ ابن حج//ر ه//و األص//ل في الب//اب، والعي//ني ينق//ل من//ه ويتعقب//ه، وال يع//ني ه//ذا أنن//ا نلغي وأيض// شرح العيني أبدا، العيني أبدع في ربع الكتاب األول، في ترتيب بديع ال نظير ل//ه، ابن حج//ر ال ش//ك أن//ه أص//ل في الباب، وعنايت/ه بالص//ناعة ظ/اهرة، العي//ني ل/ه إب//داع في ت/رتيب الش/رح، وه/و في رب/ع الكت/اب األول يك/اد ال يك//ون ل//ه نظ//ير في مث//ل ه//ذا ال//ترتيب واإلب//داع، ثم ج//اء القس//طالني فاختص//ر الكت//ابين فه//و خالص//ة م//ا في فتح

الباري وعمدة القاري.ض للمحاكمات... المقدم: لكن لم يتعر

يع///ني ق///د ي///ذكر إن العي///ني تعقب ابن حج///ر بك///ذا والج///واب ك///ذا باختص///ار ش///ديد، وأص///ل ه///ذه الش///روح الثالث///ة وعمدتها الكرماني، الكرم//اني ذكرن//ا م//رارا أنهم ينقل//ون من//ه كث//يرا، ويتعقبون//ه وه/و األص//ل في ه//ذا الب//اب، نعم

فيه أوهام، الكتاب فيه أوهام، لكن ال يعني أنه ال فائدة فيه، فالشروح األربعة في غاية األهمية لطالب العلم.نعود إلى كالم ابن حجر في انتقاض االعتراض يقول: فيه مناقشات:

األولى: دع//واه أخ//ذ الكالم من الكرم//اني وال زي///ادة؛ ألن العي///ني يق//ول: بع//د أن أخ///ذ ه///ذا الكالم من الكرم///اني، معناه أن ابن حجر أخذ الكالم من الكرم//اني بحروف//ه بال زي//ادة، ابن حج//ر ي/رد ه/ذا، ويق/ول: دع/واه أخ/ذ الكالم من الكرماني وال زيادة يوهم أخذ جميعه من غير تصرف فيه بنقص وليس كذلك، ومن أراد بيان ذلك فليتأم//ل م/ا ذك/ره الش//ارح هن//ا، وفيم/ا ذك/ره الكرم/اني فيظه//ر ل/ه التف/اوت، نعم في//ه تف/اوت بين كالم الكرم/اني وكالم ابن

حجر. عيا أن غيره ق//د خفي عيا أن غيره قد خفي عليه ليس كذلك، ماذا يقول العيني؟ العيني يقول: مد الثانية: قوله مد علي//ه ك//ذلك، ابن حج//ر عبارت//ه على التحري//ر: وق//د خفيت على كث//ير من المتكلمين على ه//ذا الكت//اب، في//ه ف//رق

بين العبارتين.المقدم: صحيح كونه على غيره غير على كثير.

نعم، ما في شك. عيا أن غ/يره ق//د خفي على علي//ه ليس ك//ذلك، وإنم//ا ذك//ر أن//ه خفي على كث//ير، فليس في//ه دع/وى الثاني//ة قول//ه: م//د

خفاء ذلك على غيره بطريق التعميم، فإن مفهومه أن القليل منهم لم يخف عليه ذلك فيدخل الكرماني. الثالثة: دعواه نفي المناس//بة والمطابق/ة؛ ألن العي/ني م/اذا يق/ول؟ ف/إذا أمعن الن/اظر في/ه ال يج/د ل/ذكر ه/ذا الح/ديث

هنا مناسبة وال مطابقة للترجمة. الثالث///ة: دع///واه نفي المناس///بة والمطابق///ة بع///د التأم///ل مك///ابرة، ويكفي في ال///رد علي///ه أن///ه ن///اف، والس///ابق مثبت،م على النافي، والذي ال ارتياب فيه أن المناسبة والمطابقة ظاهرة، وال سيما عن//د التأم//ل، يع//ني إذا والمثبت مقد استحض////رنا آي////ة الحج////رات يبقى خف////اء؟ ال يبقى خف////اء؛ ألن من الزم المالح////اة رف////ع الص////وت، ومن الزم رف////ع الصوت حبوط العمل بحضرة النبي -عليه الصالة والسالم-، والترجم//ة: "ب//اب خ//وف الم//ؤمن أن يحب//ط عمل//ه"

6 التجريد الصريح– الحلقة الثالثةوالثمانون

فالمطابقة ظاهرة، وحاصله أن ارتكاب المؤمن ما نهي عنه قد يحبط عمله وهو ال يشعر لتهاونه، كما في رفع }أن تحبط أعمالكم وأنتم ال تشعرون{الص//وت بحض//رة الن//بي -ص//لى هللا علي//ه وس//لم-؛ لقول//ه تع//الى في ذل//ك:

. [2]سورة الحجرات وق//د ظه//ر أث//ر ذل//ك من رف//ع ص//وت المتخاص//مين بحض//رته -ص//لى هللا علي//ه وس//لم- حيث منع//وا معرف//ة ليل//ة الق//در ال//تي ك//ان يحص//ل بمعرفته//ا من الخ//يرات م//ا ش//اء هللا، يع//ني من ش//ؤم ه//ذه المالح//اة وه//ذه المخاص//مة من ش///ؤمها، واألص///ل أن المالح///اة والمخاص///مة في طلب الح///ق، يع///ني ك///ون اإلنس///ان يطلب حق///ه من خص///مه يالم على ذل///ك؟ ال يالم، إنم///ا ج///اء الل///وم من جه///ات: أوال: كون///ه في المس///جد كم///ا تق///دمت اإلش///ارة إلي///ه، وكون///ه في

رمضان، وكونه بحضرة النبي -عليه الصالة والسالم-. يقول: وقد ظهر أثر ذلك من رف/ع ص/وت المتخاص/مين بحض/رته -ص//لى هللا علي/ه وس/لم-، حيث منع/وا معرف/ة

ليلة القدر التي كان يحصل بمعرفتها من الخيرات ما شاء هللا، على أن رفعها أيضا...المقدم: خير.

عسى أن يكون خيرا، على ما جاء في الحديث، وسيأتي التنبيه عليه.به ممن يأخذ كالم الناس وينسبه لنفسه، ماذا يقول؟ الرابعة: تعج

المقدم: عجبا له كيف أخذ كالم الناس ونسبه إلى نفسه.نعم، يقول: قلت: هذا عجيب شديد يأخذ كالم الناس وينسبه إلى نفسه، هذا كالم العيني.

الرابعة: تعجب/ه ممن يأخ//ذ كالم الن/اس وينس/به لنفس/ه، وينس/ى نفس/ه، م/ع ظه/ور الف/رق بين اآلخ/ذين، ف//إن غ/يره إن أخ///ذه تص///رف في///ه بن///وع من التص///رفات المناس///بة، وأم///ا ه///و فيأخ///ذ كالم الش///ارح الم///ذكور، يع///ني كالم ابن

حجر، فيأخذ كالم الشارح المذكور...المقدم: أو كالم الكرماني يا شيخ؟

ال، ه///و يأخ///ذ كالم ابن حج///ر، كلهم ينقل///ون من الكرم///اني، كلهم يتفق///ون على النق///ل من الكرم///اني؛ ألن///ه متق///دم عليهم، لكن العي///ني أثبت ابن حج///ر، ومن ق///رأ الكت///ابين، وق///ارن بينهم///ا أن العي///ني يأخ///ذ الورق///ة كامل///ة من ابن حجر وال ينسبها إلي/ه، ومث/ل م/ا ذكرن/ا ال ش//ك أن ه/ذا نقص في الجمل/ة، نقص، وخل//ل في التص//نيف، لكن يبقى أن//ه أض//اف إض//افات ال يس//تغنى عنه//ا، يع//ني نك//رر أن ش//رح العي//ني ال يس//تغني عن//ه ط//الب علم م//ع ه//ذا كل//ه، يع//ني فوائ//د لغوي//ة، لط//ائف، وأم//ور يع//ني..، وال س//يما فيم//ا يتعل//ق في األحك//ام أف//اض فيه//ا العي//ني أك//ثر من ابن حج//ر، ينق//ل؛ ألن العي//ني فقي//ه حنفي، يهتم بالفق//ه من ه//ذا الج//انب، ابن حج//ر تهم//ه الص//ناعة الحديثي//ة بالدرج//ةا ش/افعي األولى، أيضا يذكر م/ا يس//تنبط من األح//اديث، ويس/تطرد في ذك/ر األق//وال واألدل/ة، وي/رجح، وه/و أيض/ يمي//ل م//ع مذهب//ه، لكن يبقى أن ش//رح العي//ني في ترتيب//ه وتنظيم//ه، ش//رح الح//ديث يقس//مه إلى أم//ور، يع//ني ي//ذكر المناسبة، مناسبة الحديث للب//اب، ومناس//بة الب/اب ه/ذا لل//ذي قبل//ه، ثم ي//ترجم لل//رواة، ثم ي//ذكر اللط//ائف اإلس//نادية،ا، الس//يما في رب/ع الكت/اب األول، أم/ا في ثالث//ة ثم يذكر شرح الغريب، ثم يذكر... يعني ي//رتب ت//رتيب ب/ديع ج/د

أرباعه...

7 فضيلة الشيخ عبد الكريم7الخضير

المقدم: بدأ يأخذ من غيره.ف الش//رح كث//يرا، والحاف//ظ ابن حج/ر قي/ل ل/ه: لم//اذا ال تعت//ني بالبالغ//ة والبي//ان ما هو يأخذ، خف خف كثيرا، خ// والب//ديع واألس//ئلة واألجوب/ة؟ ق//ال: إن من اعت//نى ب/ذلك اعتم//د على كت/اب ن//اقص وس//وف يق/ف إذا وق//ف الكت//اب. على ك///ل ح///ال أك///رر أن الش///روح ه///ذه ال يس///تغني عنه///ا ط///الب علم، ال ش///رح ابن حج///ر، وي///أتي ه///ذا بالدرج///ة األولى، لكن ل////و كم////ل ش////رح الحاف////ظ ابن رجب لك////ان على رأس القائم////ة، لكن ش////رح ابن رجب ن////اقص، وفي////ه خروم، مع أن الكالم الذي فيه من أبدع ما يقال على األحاديث؛ ألنه يشرح األحاديث بنفس الس//لف، ابن رجب -رحم///ه هللا-، فيس///تفيد ط////الب العلم من ابن رجب، ويس////تفيد من ابن حج///ر، ويس////تفيد من العي///ني، ويس///تفيد من

الكرماني، يستفيد من القسطالني، كل هذه شروح ال بد لطالب العلم من اقتنائها، واإلفادة منها.المقدم: تأذن لنا بإعادة أسماء الشروح -أحسن هللا إليك- واحدة واحدة إذا ممكن من باب التذكير.

ا. تعرفون أن الشروح للبخاري كثيرة جدالمقدم: لكن التي أشرت إليها، الخمسة.

التي يمكن أن يستغني بها طالب العلم.المقدم: نعم.ابن رجب.

المقدم: الذي هو؟ فتح الباري.

المقدم: فتح الباري جميل. فتح الباري البن حجر، وقد استفاد من ابن رجب في مواضع، وأشار إليه؛ ولذا يتعجب من كونه سمى الكت//اب فتح الب//اري م//ع أن هن//اك كت//اب س//ابق اس//مه فتح الب//اري، وق//د اطل//ع علي//ه الحاف//ظ ابن حج//ر، اطل//ع علي//ه ونق//ل

منه. شرح العيني...

المقدم: مسمى كذا شرح العيني.عمدة القارئ.

المقدم: عمدة القارئ، يعني نود نذكر االسم حتى المستمع يقيده. طيب، إرشاد الساري للقسطالني؛ ألنه يجمع بين الشرحين، يعني من أراد االختص//ار، وإلرش//اد الس//اري م//يزة رددنه///ا م///رارا وهي العناي///ة بض///بط ألف///اظ الص///حيح في األس///انيد والمت///ون، وص///يغ األداء، ينب///ه على ك///ل ش///يء

بالحرف بخالف غيره، أيضا شرح الكرماني الذي هو أصل لهذه الشروح وعمدتها.المقدم: المسمى؟

المسمى: الكواكب الدراري، لكن المشتهر بالكرماني على البخ//اري، كت/اب نفيس، وفي//ه لط//ائف، وممت//ع، ش//رحممتع، ومختصر، يستفاد منه، على أوهام يسيرة فيه، ردها الشراح من بعده.

8 التجريد الصريح– الحلقة الثالثةوالثمانون

في كالم الحافظ ابن حجر، الرابعة: تعجبه ممن يأخذ كالم الناس وينسبه لنفس//ه وينس/ى نفس//ه م//ع ظه//ور الف//رقذه لكالم الش///ارح بين اآلخ///ذين، ف///إن غ///يره إن أخ///ذه تص///رف في///ه بن///وع من التص///رفات المناس///بة، وأم///ا ه///و فأخ/// المذكور واض//ح ال يحت/اج إلى اس/تدالل، فم//ا من ب/اب من أول الكت/اب إلى هن//ا وال ح/ديث إال وق//د أخ/ذ من كالما ط//ويال الشارح فيه الكثير منه بألفاظه وبمعناه، ثم ذكر أمثلة كثيرة من نقل العيني من كتابه فتح الباري، كالم//

ينقله بحروفه -رحمة هللا على الجميع-، وعرفنا ما في ذلك من الفائدة. وقوله في الترجمة: باب خوف المؤمن من أن يحب//ط عمل/ه وه/و ال يش//عر؛ يفهم من//ه أن اإلنس//ان مؤاخ/ذ بالعم/ل

يع//ني الكالم على [2]س//ورة الحج//رات }وأنتم ال تشعرون{الذي ال قصد له فيه، وه//و م//ا ي//دل ل//ه قول//ه تع//الى: الشق األول من الترجمة مناسبته هنا...

المقدم: ظاهرة. ألن الح//ديث الث//اني مؤي//د للش//ق األول من الترجم//ة على م//ا تق//دم، كم//ا أن الح//ديث األول مناس//ب للش//ق الث//اني،ا مم/ا يقول/ه النح/اة: الحديث الثاني مناسب للشق األول، الحديث األول مناسب للشق الثاني، يعني هذا ق/ريب ج/د إذا وج//دنا ح//الين لص//احبين، رأيت زي//دا مص//عدا منح//درا م//ا ت//دري من المص//عد؟ ومن المنح//در؟ م//اذا يقول//ون؟ا لم//ا نحن في///ه، يع//ني ل//ف ف//أول الح//الين لث//اني االس///مين، وث//اني الح//الين ألول االس//مين، يع///ني ه//ذا مط///ابق ج//د

ونشر غير مرتب، وقد سبق أن أشرنا إليه. قول//ه في الترجم//ة: ب//اب خ//وف الم//ؤمن من أن يحب//ط عمل//ه وه//و ال يش//عر؛ يفهم من//ه أن اإلنس//ان مؤاخ//ذ بالعم//ل

وفي ش//رح ابن [2]س//ورة الحج//رات }وأنتم ال تشعرون{ال//ذي ال قص//د ل//ه في//ه، وه//و م//ا ي//دل ل//ه قول//ه تع//الى: بط///ال ق///ال أب///و الزن///اد: إنم///ا يحب///ط عم///ل الم///ؤمن وه///و ال يش///عر إذا ع///د ال///ذنب يس///يرا ف///احتقره، وك///ان عن///د هللا

ا، وليس الحب//ط هن//ا بمخ//رج من اإليم//ان، وإنم//ا ه//و نقص//ان من//ه، وال قول//ه: الكم وأنتم العظيم// }أن تحبط أعم�عرون{ ي///وجب أن يكف///ر الم///ؤمن وه///و ال يعلم؛ ألن///ه كم///ا ال يك///ون الك///افر مؤمن///ا إال [2]س///ورة الحج///رات تش��

باختيار اإليمان على الكفر والقصد إليه فكذلك ال يكون المؤمن ك/افرا من حيث ال يقص/د إلى الكف/ر وال يخت/ارهنرحمة من هللا تع//الى لعب//اده، وال//دليل على ص//حة ه//ذا قول//ه: }وما كان هللا ليضل قوما بعد إذ ه�داهم حتى يبي

وأجاب ابن حجر بق//ريب من كالم أبي الزن//اد، فحم//ل ذل//ك على م//ا إذا علم [115]سورة التوبة لهم ما يتقون{ »إنهم//ا ليع//ذبان، وم//ا يع//ذبان فيأن//ه ذنب لكن//ه ال يعلم أن//ه كب//يرة، كم//ا قي//ل في قول//ه -ص//لى هللا علي//ه وس//لم-:

أي في نفس األم/ر، ق/د يع/رف اإلنس/ان أن ه/ذا معص//ية، ويع//رف أن »وإن/ه لكب/ير«أي عندهما، ثم ق/ال: كبير« يع//رف أنه//ا »إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط هللا«هذا منهي عنه، لكن ما يعرف أن هذا حجم هذه المعصية

ا«من سخط هللا لكنه ال يلقي باال لعظم هذه المسألة، لعظم هذه الكلمة نس//أل »فيهوي بها في الن//ار س//بعين خريف//هللا العافية.

أقول: وهذا موجب للخوف الشديد والوجل والتحري، الوجل من حبوط العمل، كما في الترجمة بسبب ارتك//اب الس///يئات والخ///وف من رد العم///ل الص///الح، وع///دم قبول///ه لم///ا يق///ترن ب///ه من س///وء قص///د، كم///ا في قول///ه تع///الى:

قلوبهم وجلة{ وق//د س//ألت عائش//ة -رض//ي هللا عنه//ا- رس//ول [60]س//ورة المؤمن//ون }والذين يؤتون ما آتوا و

9 فضيلة الشيخ عبد الكريم9الخضير

هللا -ص/////لى هللا علي/////ه وس/////لم- عن ه/////ذه اآلي/////ة: أهم ال/////ذين يزن/////ون؟ أهم ال/////ذين يش/////ربون؟ أهم ال/////ذين يزاول/////ون »ال ي/ا ابن/ة الص//ديق هم ال/ذين يص//لون ويص/ومون ويتص//دقونالمنكرات؟ فقال النبي -علي/ه الص/الة والس/الم-:

.وخائفون أال يتقبل منهم«ن هللا ما لم يكونوا يحتسبون{وقال بعض السلف في قوله تعالى: ق/ال: أعم/ال[/ 47 ]سورة الزمر }وبدا لهم م

كانوا يحتسبونها حسنات بدت لهم يوم القيامة سيئات بس/بب قل/ة اإلخالص أو لتع/ديهم الس//نة، ورك//وبهم بالتأوي//لبون{وج//وه الفتن//ة، ا لم يكون��وا يحتس�� ن هللا م�� دا لهم م ه//ذه اآلي//ة يم//ر به//ا الق//ارئ وال[47 ]س//ورة الزم//ر }وب��

تحرك س/اكنا عن/ده، من ق//رأ ش/رح ابن رجب على األربعين ح/ول ه/ذه اآلي//ة ووج//د ح/ال الس/لف إذا ق/رؤوا مث/لهذه اآلية، يعني العالم يدرس في حلقة في المسجد، ويخشى أن يكون تدريسه من ه//ذا الب//اب ن هللا }وبدا لهم م

بون{ ا لم يكون��وا يحتس�� في م///يزان حس///ناته فيفاج///أ أن///ه في م///يزانيتص///ور أن ه///ذا العلم[/// 47 ]س///ورة الزم///ر م��السيئات نسأل هللا العافية.

ن هللا ما لم يكونوا يحتسبون{ ق//ال: أعم//ال ك//انوا يحس//بونها حس//نات ب//دت لهم[47 ]س//ورة الزم//ر }وبدا لهم ميوم القيامة سيئات، بسبب قلة اإلخالص، أو لتعديهم السنة، وركوبهم بالتأويل وجوه الفتنة.

المق��دم: ج��زاك هللا خ��يرا ي��ا ش��يخ، نس��أل هللا تع��الى أن يرزقن��ا وإي��اكم اإلخالص في الق��ول والعم��ل كم��ا نس��ألهتعالى أن يوفقنا وإياكم لكل خير.

سوف نستكمل -بإذن هللا تعالى- م��ا تبقى من ألف��اظ ه�ذا الح��ديث في حلق��ة قادم��ة. تابعون��ا مس��تمعي الك�رام.حتى ذلكم الحين نستودعكم هللا والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته.