7¯0006_002_كتاب... · web viewوذ كر عنه من ذلك الشيء الكثير، لا شك...

8
P ب التجريد الصريح شرح كتايحمع الصحاديث احا ة الشيخ الدكتور فضيل ر ي ض خ ل له ا ل د ا ب ع ن ب م ي ر لك د ا ب ع اء ت ف والإ ه ي م ل ع ل ا( وث ح ب ل ل مه/ ئ الدا2 ة4 ي ج ل ل و ا ض ع ماء و ل ع لر ا ا ب ك ة/ ي ي ه و ض ع)التسعونقة الرابعة وحلال( / / 14 لين،ء والمرس انبيرف ام على أشة والسلمين، والصلعا رب ا ، الحمدن الرحيم الرحم : بسمقدم المى آله وصحبه أجمعين.حمد وعلبينا م ن

Upload: others

Post on 21-Jan-2020

2 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

P

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

)الحلقة الرابعة والتسعون(

/ / 14

2 التجريد الصريح– الحلقة الرابعةوالتسعون

المقدم: بسم هللا الرحمن الرحيم، الحمد هلل رب العالمين، والصالة والسالم على أش��رف األنبي��اء والمرس��لين،نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها اإلخوة واألخوات السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته، وأهال بكم إلى حلقة جديدة ض��من برن��امجكم: ش��رحكتاب التجريد الصريح ألحاديث الجامع الصحيح، فأهال ومرحبا بكم شيخ عبد الكريم.

حياكم هللا وبارك فيكم وفي اإلخوة المستمعين. المقدم: الزلنا في باب فضل من استبرأ لدينه في حديث النعمان بن بشير -رضي هللا تعالى عنهم��ا-، أش��رتم إلى ش���يء من مع���اني ألف���اظ الح���ديث في حلق���ة مض���ت، لعلكم تتفض���لون باس���تكمال م���ا تبقى من ألف���اظ ه���ذا

الحديث.الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

به، وأنه//ا تختل//ف بق//وة قربه//ا من الح//رام وبع//دها عن//ه، ثم ذكرن//ا ش//يئAا مم//ا قال//ه الحاف//ظ ابن رجب في أن//واع الش// -: وق//د يق//ع االش//تباه في الش//يء من جه//ة اش//تباه وج//ود أس//باب حل//ه وحرمت//ه، كم//ا يش//كق//ال -رحم//ه هللا تع//الى

اإلنس//ان في/ه ه//ل ه//و ملك/ه أم ال؟ وم//ا يش//ك في زوال ملك//ه عن/ه، وذكرن//ا مث/االA في كت//اب وجدت/ه في مكتب/ة أح//د زمالئ///ك، وعلي///ه اس///مك، ال ت///دري ه//ل بعت///ه علي///ه أو أعرت//ه إي///اه؟ وه///و ك///ذلك ال ي///دري، ف///أنت تش///ك في زوالع في//ه ملك//ك عن//ه، وه//و يش//ك في دخول//ه في ملك//ه. يق//ول الحاف//ظ ابن رجب -رحم//ه هللا تع//الى-: وه//ذا ق//د يرج//ع في كث///ير من///ه إلى إلى األص///ل فيبنى علي///ه، األص///ل أن الكت///اب علي///ه اس///مك، ه///ذا األص///ل إن///ه ل///ك، وق///د يرج/// الظاهر إذا قوي على األصل، وقد يقع ال/تردد عن//د تس/اوي األم//رين. وق//د يق/ع االش//تباه الختالط الحالل ب//الحرام في األطعمة واألشربة من المائعات وغيرها، قد تكون بعض القرائن أق//وى من بعض، يع//ني كون//ه علي/ه اس//مك

هذه قرينة قوية، لكن لو وجد عليه تعليق اشتبه أنه خطك، والكتاب في مكتبة زميلك؟المقدم: ال، ليست قوية هذه.

ه//ذه قرين//ة لكنه//ا ض//عيفة، تق//وى ه//ذه الق//رائن بحيث تص//ل إلى ح//د يغلب على الظن فيك//ون الظ//اهر أن//ه ملك//ك،وقد تضعف هذه القرائن، وهللا المستعان.

س��ائل: مث��ل -أحس��ن هللا إلي��ك- تع��ارض األص��ل م��ع الظ��اهر في ه��ذه الص��ورة أو في غيره��ا ه��ل يع��د منالمشتبهات؟ وما المرجح؟

نعم، تعارض األصل مع الظاهر عند تساوي األمرين، يعني إذا كان الكتاب عليه اس//مك، األص//ل أن//ه ل//ك، لكنا قراءة زميلك فيه، وتعليقه عليه، يعني يدل على أنه يعتق//د أن//ه ملك//ه، أن//ه انتق/ل Aوجوده في مكتبة زميلك، وأيض إليه، وإال لما تصرف فيه، فمثل هذا يقع فيه التردد على التساوي، وقد ي//ترجح جانب//ك، وق//د ي//ترجح جانب//ه، وال

شك أن مثل هذا يوقع في االشتباه. وق///////د يق///////ع االش///////تباه الختالط الحالل ب///////الحرام في األطعم///////ة واألش///////ربة من المائع///////ات وغيره///////ا من المكيالت والموزون//ات والنق//ود، فك//ل ه//ذه األن//واع من ك//ان عن//ده فيه//ا علم يدل//ه على حكم هللا ورس//وله -ص//لى هللا علي//ه وسلم- فيها فتبعه فهو المصيب، يعني من كان عنده نص يدل على أن هذه حالل أو هذا حرام فتبع النص ه//ذالم من تبعته//ا في مص//يب، ومن اش//تبهت علي//ه ف//إن اتقاه//ا واجتنبه//ا فق//د فع//ل األولى واس//تبرأ لدين//ه وعرض//ه فس//

فضيلة الشيخ عبد الكريم33الخضير

ال/دنيا واآلخ//رة، ومن اش//تبهت علي/ه فلم يتوقه/ا؛ ب/ل وق//ع فيه//ا فمثل//ه كمث//ل راع ي//رعى ح/ول الحمى، فإن//ه يوش//ك »ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كراعي ي//رعى ح//ول الحمىأن يواقعه، كما في الحديث، وفي رواية:

ا بأن يق//ع في الح//رام بالت//دريج؛ لم//اذا؟ ألن//هيوشك أن يرتع فيه« Aومعنى هذا أن من وقع في الشبهات كان جدير يس////امح نفس////ه في الوق////وع في األم////ور المش////تبهة، وه///ذه مرحل////ة أولى، يس///تمر في الش////بهات، فت///دعوه نفس////ه إلى

ر«مواقعة الحرام بعد ذلك؛ وله//ذا ج/اء في رواي//ة: يب//ة يوش//ك أن يجس// ر على الوق//وع»من خال/ط الر يع//ني يجس//في الحرام الذي ال ريب فيه.

يبة. المقدم: من خالط الريبة يوشك أن يجسر« يعني يجسر على الوقوع في الحرام الذي ال ريب فيه.»من خالط الر

ا من الحالل، يك//ون وقاي//ة بينهم وبين الح//رام، Aومن هنا كان السلف يحبون أن يجعل//وا بينهم وبين الح//رام ح//اجز ف//إن اض//طروا واقع//وا ذل//ك الحالل ولم يتع//دوه، عن//دهم احتي//اط من الحالل يجعلون//ه للض//رورة، لكن ل//و م//ا ك//انهم الحاج/ات وا الحالل إلى المك/روه، وهك/ذا تج/ر عندهم احتياط من الحالل فاحتاجوا إلى شيء من المكروه تع/د

والضرورات إلى مواقعة ما هو أعظم من ذلك.وأما من وقع في المشتبه فإنه ال يبقى له إال الوقوع في الحرام المحض، فيوشك أن يتجرأ عليه ويجسر.

يقول ابن حجر: وحاصل ما فسر به العلماء الشبهات أربع/ة أش/ياء: أح/دها تع/ارض األدل/ة، يع/ني تك/افؤ األدل/ة،إذا كانت المسألة ينتابها أدلة تقتضي اإلباحة وأدلة تقتضي الحظر فمثل هذا يوقع في االشتباه.

ثانيها: اختالف العلماء وهي منتزعة من األولى؛ ألن اختالف العلماء سببه، تعارض األدلة. ثالثها: أن المراد بها مس/مى المك//روه، ال ش/ك أن المك/روه ب/رزخ بين الحالل والح//رام؛ ألن/ه ال إثم في ارتكاب//ه،

واألجر حاصل باجتنابه، أن المراد به مسمى المكروه؛ ألنه يجتذبه جانبا الفعل والترك. رابعه//ا: أن الم//راد به//ا المب//اح، الم//راد بالش//بهات المب//اح، كي//ف؟ يق//ول ابن حج//ر: وال يمكن قائ//ل ه//ذا أن يحمل//ه على متساوي الطرفين من كل وجه؛ ألن هذا حله بين، المباح حله بين، بل يمكن حمله على ما يكون من قس//م خالف األولى؛ ألن من يفع////////ل خالف األولى ينتق////////ل من////////ه إلى المك////////روه؛ ألن خالف األولى أق////////ل مرتب////////ة من المك///روه، ثم إذا احت///اج أو اض///طر إلى أن يتج///اوز ذل///ك ب///أن لم يكف///ه المك///روه تج///اوزه إلى المح///رم، فالمس///ألة تدريج، بل يمكن حمله على ما يكون من قسم خالف األولى، بأن يكون متساوي الط//رفين باعتب/ار ذات/ه، راجح

الفعل أو الترك باعتبار أمر خارج. ونق//ل ابن الم//نير في من//اقب ش//يخه القباري عن//ه أن//ه ك//ان يق//ول: المك//روه عقب//ة بين العب//د والح//رام، فمن اس//تكثر من المكروه تطرق إلى الحرام، والمب//اح عقب/ة بين/ه وبين المك//روه، فمن اس//تكثر من//ه تط//رق إلى المك//روه، وه/و م//نزع حس//ن، ويؤي//ده رواي//ة ابن حب//ان من طري//ق ذك//ر اإلم//ام مس//لم إس//نادها، ولم يس//ق لفظه//ا فيه//ا من الزي//ادة:ا من الحالل، فمن فع////ل ذل////ك اس////تبرأ لدين////ه وعرض////ه، ومن أرت////ع في////ه ك////ان Aاجعل////وا بينكم وبين الح////رام س////تر«

كالمرتع إلى جنب الحمى، يوشك أن يقع فيه«.

4 التجريد الصريح– الحلقة الرابعةوالتسعون

ا إلى مك///روه أو مح///رم ينبغي اجتناب//ه، ///Aيق//ول ابن حج///ر: والمع///نى أن الحالل حيث يخش///ى أن ي///ؤول فعل//ه مطلق كاإلكثار مثالA من الطيبات، فإنه يحوج إلى كثرة االكتس//اب ال/ذي يسترس/ل في الطيب//ات، ويري/د أن يأك/ل ك//ل م/ا تقع عليه عينه، ويشرب من جميع ما يراه، ويلبس من أفخر م//ا يلبس//ه الن//اس، وي//ركب ك//ذلك ويس//كن، مث//ل ه//ذان فيه////ا ه////ذه األم////ور؟ ال يس////تطيع الحص////ول عليه////ا إال بواس////طة ك////ثرة كي////ف يحص////ل على األم////وال ال////تي ي////ؤم االكتس//اب، وك/ثرة االكتس//اب توق/ع في أخ/ذ م/ا ال يس//تحق، أو يفض//ي إلى بط//ر النفس، وأق//ل م/ا في/ه، أق//ل م/ا في ذلك يعني اضطر شخص إلى كثرة االكتساب فاكتسب على الوجوه التي أباحها هللا -عز وجل-، وصرف هذه

فيما أباح هللا -عز وجل-.ا في Aال س//يما إذا ك/ثر أث/ر Aيقول: أقل ما في/ه االش/تغال عن مواق/ف العبودي//ة، ال ش/ك أن للم/أكول وإن ك//ان حالال

ا على القلب. Aالقلب، أثريقول: وأقل ما فيه االشتغال عن مواقف العبودية، وهذا معلوم بالعادة، مشاهد بالعيان.

ا في بيت عادي، هل القلب واحد أثناء المثول بين يدي هللا -ع/ز Aا في بيت مزخرف، وآخر Aيعني تصور شخص وجل-؟ ولذا يحرص كثير من طالب العلم، وهذا مع األسف صار هما لكث//ير من الن//اس، وه//ذا مم//ا يؤس//ف ل//ه يوج////د في بعض طالب العلم أن////ه إذا س////افر للعب////ادة، لس////فر عب////ادة مثالA إلى مك////ة لعم////رة أو حج، أو س////افر إلى المدينة لزيارة المسجد النبوي والتعبد هناك يحرص على أن يسكن أفخر الفنادق مثالA، فمثل هذا في الغ//الب أن قلب//ه ال يجتم//ع، س//افر الش//خص س//فر طاع//ة ليتعب//د، ليخل//و، ليبتع//د عن مش//اكله وأعمال//ه، فمث//ل ه//ذا إذا س//كن في مث/ل ه/ذه األم/اكن ال/تي تش//غل قلب/ه وتلهي/ه، وإذا ك/انت اإلنبجاني/ة ك//ادت أن تفتن الن/بي -علي/ه الص/الة والس/الم- وهي فيه///ا كس///اء مخط///ط، فكي///ف بم////ا ف////وق ذل///ك مم///ا جعل///ه الن///اس في بي///وتهم وفي المس///اكن العام///ة كالفن///ادق وغيرها، مثل هذه األمور ال شك أن لها أثر على القلب، ولذا أقول: أقل ما فيه االشتغال عن مواقف العبودية، وه//ذا معل//وم بالع//ادة، مش//اهد بالعي//ان، وليس مع//نى ه//ذا أن اإلنس//ان يض//يق على نفس//ه، ويس//كن الخ//رب ال//تي ق//د

تؤول إلى السقوط، وقد يزدريه الناس بسببها، المقصود التوسط في األمور. يقول ابن حجر: والذي يظهر لي رجحان الوج/ه األول، وه/و تع/ارض األدل/ة، وال/ذي يظه/ر لي رجح/ان الوج/ها، ويختل/ف ذل/ك ب/اختالف الن//اس، فالع/الم الفطن Aاألول على ما سأذكره، وال يبعد أن يكون ك/ل من األوج/ه م/راد ال يخفى علي///ه تمي///يز الحكم، فال يق////ع ل///ه ذل///ك إال في االس////تكثار من المب////اح، يع////ني الع////الم تتم///يز لدي///ه األحك///ام ويع///رف أن ه///ذا حالل وه///ذا ح///رام، م///ا في///ه اش///تباه عن///ده، ال يق///ع ل///ه االش///تباه في ه///ذه العين ه///ل هي حالل أم ح//رام؟ لكن يأتي//ه االش//تباه في االس//تدراج، يك//ثر من ه//ذا، أول م//رة ث//اني ث//الث عاش//ر مائ//ة، ثم يض//طر إلى م//ا

وراءه. يقول: فالع/الم الفطن ال يخفى علي/ه تمي/يز الحكم، فال يق/ع ل/ه ذل/ك إال في االس/تكثار من المب/اح، أو المك/روه كم/ا تقرر قبل، ودونه دون العالم الفطن تقع له الشبهة في جميع ما ذكر، من األوجه التي ذكره//ا، األربع/ة، بحس//ب

اختالف األحوال.

فضيلة الشيخ عبد الكريم55الخضير

وال يخفى أن المس/////تكثر من المك/////روه تص/////ير في/////ه ج/////رأة على ارتك/////اب المنهي في الجمل/////ة، أو يحمل/////ه اعتي/////اده ارتك//اب المنهي غ//ير المح//رم على ارتك//اب المنهي المح//رم إذا ك//ان من جنس//ه، أو يك//ون ذل//ك لش//بهة في//ه، وه//و

أن من تعاطى ما نهي عنه يصير مظلم القلب لفقدان نور الورع فيقع في الحرام، ولو لم يختر الوقوع فيه. هذه في غاية األهمي//ة، أو يك/ون ذل//ك لش//بهة في/ه، وه/و أن من تع//اطى م//ا نهي عن//ه يص//ير مظلم القلب، إذا ك/ان ن///ور اإليم///ان يس///طع في القلب مث///ل ه///ذا ال تش///تبه علي///ه مث///ل ه///ذه األم///ور، لكن بك///ثرة ممارس///ة المباح///ات، ثما نقيا، كثير من الن/اس ال/ذين تورط//وا في Aالمكروهات يبدأ القلب يظلم، وال يدرك مثل هذا إال من كان قلبه سليم مسائل الشبهات وتجاوزوها إلى ما فوقه/ا مث/ل ه/ؤالء ال يم/يزون، ل/و تص//ورنا الن/ووي -رحم/ه هللا تع/الى- لم/ا اقت//نى كت//اب الق//انون البن س//ينا، كت//اب في الطب كت//اب عالج، يق//ول: لم//ا اقت//نيت الكت//اب أظلم قل//بي، وص//ار ال يحف//ظ وال يفهم ح//تى أخ//رج الكت//اب، لكن كم من كت//اب من الق//انون وم//ا ه//و ف//وق الق//انون وش//ر من الق//انون في

مكتبات طالب العلم وال يدركون مثل هذه األمور؛ لماذا؟ ألن القلوب كثر عليها الران.ح الوج//ه األول م//ا وق//ع عن/د المص//نف في ال/بيوع من رواي/ة أبي ف//روة عن الش//عبي في ه/ذا الح/ديث: ومم//ا ي/رجبه علي/ه من اإلثم ك//ان لم//ا اس//تبان ل/ه أت//رك، ومن اج//ترأ على م//ا يش/ك في/ه من اإلثم أوش//ك أن »فمن ت//رك م/ا ش//

.يواقع ما استبان« وفي عمدة القاري يقول العيني: وقد اختلف أصحاب الشافعي -رحمه هللا تعالى- في ترك الطيب، وت//رك لبس الن//اعم، يع//ني ه///ل ه///ذا مم//ا ينبغي ت///رك الطيب///ات؟ لبس الن///اعم ه///ل ينبغي ترك///ه؟ يق//ول: فق//ال الش///يخ أب//و حام//د

ماإلسفرائيني: إن ذلك ليس بطاعة، ترك هذه األمور، إن ذلك ليس بطاعة، واس//تدل بقول//ه تع//الى: }قل من حرة{ وم القيام�� ة ي�� نيا خالص�� اة ال��د زق ق��ل هي للذين آمن��وا في الحي�� ات من ال��ر ب�� اده والطي زينة هللا التي أخرج لعب��

وقال الشيخ أبو الطيب الطبري: إنه طاعة، يع//ني ت//رك ه//ذه األم//ور طاع/ة، يع//ني ديان//ة،[// 32]سورة األعراف من أي وج////ه وهللا -س////بحانه وتع////الى- أب////اح الطيب///ات؟ يق///ول: إن///ه طاع///ة، ودليل////ه م////ا علم من أم///ر الس////لف من

خشونة العيش. النبي -عليه الصالة والسالم- أفضل الخلق، ي//رى الهالل ثم الهالل ثم الهالل ثالث/ة أهل//ة ال يوق//د في بيت//ه ن/ار، ولم يأكل المرقق، وال رأى شاة سميطAا -عليه الصالة والسالم-، مع أن//ه بإمكان//ه أن تق/اد ال//دنيا كله//ا بح/ذافيرها ل/ه، فاالقت//داء بهم في ه/ذا الب/اب ديان//ة، كم//ا ق//ال أب/و الطيب الط//بري، ويبقى أن//ه م/ع ترك//ه له//ذه األم//ور ال يق/ول بتحريمه//ا؛ ألن هللا أب//اح الطيب//ات، يع//ني ف//رق بين أن يتركه//ا الش//خص م//ع اعتق//اد حله//ا، خش//ية أن توقع//ه فيم//ا

ورائها، وبين أن يحرمها على الناس، فالورع شيء، والحكم الشرعي شيء آخر. المقدم: وهذا ربما ينقل عن بعض أئمة السلف -رحمهم هللا- في مثل ه�ذا، يع�ني التض�ييق على أنفس�هم في

بعض المباحات، ولم ينقل عنهم التحريم مثل ما ينقل في سيرة اإلمام أحمد مثال. نعم هذا هو الواقع، وبعضهم ينقل عن/ه ض/د ذل/ك، من ب/اب إبان/ة أن ه/ذا الش//يء مب//اح، ق/د يفع/ل يأك/ل الطيب/ات، وق///د يلبس أفخ///ر الثي///اب من أج///ل أن ي///بين للن///اس أن ه///ذا مم///ا أباح///ه هللا -ع///ز وج///ل-؛ ألن///ه ح///تى العلم///اء ل///و

تواطؤوا كلهم على مثل هذه األمور الخشنة غير الناعمة، لظن بعض العامة أن لبس الناعم حرام.

6 التجريد الصريح– الحلقة الرابعةوالتسعون

، فهل مثال إذا ك�ان األم��ر»إن هللا يحب أن يرى أثر نعمته على عبده«سائل: لكن يا شيخ -أحسن هللا إليك- ميسورا بالنسبة للمرء فتج�افى كث�ير من ه�ذه الملبوس�ات أو الم�أكوالت الطيب�ة ألج�ل التقش�ف أو الزه�د، ه�ل

هذا فعال يكون مما ذكرتم؟ نعود إلى ما قررناه سابقAا وهو أن التوسط في األمور هو األصل، ال يع//زف اإلنس//ان بحيث ي//زدرى، وتظن ب//ه

الظنون، وال يتوغل اإلنسان في مزاولة هذه األمور بحيث تؤثر على قلبه، وتجره إلى ما ورائها. يقول ابن الصباغ: يختلف ذلك باختالف أحوال الناس وتف/رغهم للعب/ادة وقص//ودهم واش/تغالهم بالض/يق والس/عة، وق///ال ال///رافعي: ه///و الص///واب، يختل///ف ب///اختالف الن///اس، وأم///ا م///ا يخ///رج إلى ب///اب الوسوس///ة من تج///ويز األم///را، فه/ذا ليس من المش/تبهات المطل/وب اجتنابه/ا، وق//د ذك/ر العلم/اء ل/ه أمثل/ة فق/الوا: ه/و م//ا يقتض//يه البعيد بعيد جد تجويز أمر بعيد كترك النكاح من نساء بلد كبير، بلد فيه مائة مليون مثالA تتركه تقول: أنا ما أروح أت//زوج من

تلك الجهة؛ لماذا؟ ألن واحد من أجدادي تزوج هناك ويخشى أنه ترك شيئAا مما يحرم علي. يق///ول: ك///ترك نك///اح من نس///اء بل///د كب///ير خوفA///ا أن يك///ون ل///ه فيه///ا مح///رم، وت///رك اس///تعمال م///اء في فالة لج///واز عروض النجاسة، أو غسل ثوب مخافة طروء نجاسة عليه لم يشاهدها إلى غير ذلك مما يشبهه، فهذا ليس من

الورع، هذا ووسوسة. يقول القرطبي: الورع في مثل هذا وسوس//ة ش//يطانية، إذ ليس فيه//ا من مع//نى الش//بهة ش//يء، وس//بب الوق//وع في ذلك عدم العلم بالمقاص//د الش//رعية، قلت العي/ني يق//ول: قلت: من ذل//ك م//ا ذك/ره الش/يخ اإلم/ام عب//د هللا بن يوس//فا ح//تى يغس//لوها؛ لم//ا فيه//ا ممن يع//اني Aا ج//دد//Aالجوي//ني، وال//د إم//ام الح//رمين، فحكى عن ق//وم أنهم//ا ال يلبس//ون ثياب قص/////ر الثي/////اب ودقه/////ا وتجفيفه/////ا وإلقائه/////ا وهي رطب/////ة على األرض النجس/////ة، ومباش/////رتها بم/////ا يغلب على الظن نجاس///ته من غ///ير أن يغس///ل بع///د ذل///ك، فاش///تد نك///يره عليهم، وق///ال: ه///ذه طريق///ة الخ///وارج الحروري///ة أبالهم هللا بالغلق في غير موضع القل//ق، وبالته//اون في موض//ع االحتي//اط، وفاع/ل ذل/ك مع//ترض على أفع//ال الن//بي –ص//لى هللا عليه وسلم- والصحابة والتابعين، فإنهم كانوا يلبسون الثياب الجدد قبل غسلها، وحال الثياب في أعصارهم كحاله//ا في عص//رنا، ول//و أم//ر رس//ول هللا -ص//لى هللا علي//ه وس//لم- بغس//لها م//ا خفي؛ ألن//ه مم//ا تعم ب//ه البل//وى،ا يغس//لون أف//واههم إذا أكل//وا الخ//بز، إذا أكل//وا الخ//بز غس//لوا أف//واههم؛ لم/اذا؟ خوفA//ا من روث //Aا أن قوم A//وذكر أيض ا في المداس////ة، وال يك////اد يخل////و طحين عن ذل////ك، ق////ال الش////يخ: وه////ذا غل////و ////Aالث////يران عن////د ال////دياس، فإنه////ا تقيم أيام وخروج عن عادة السلف، وم//ا روى أح//د من الص//حابة والت/ابعين أو م//ا رؤي أح//د من الص//حابة والت//ابعين أنهم رأوا غس//ل الفم من ذل//ك، ف//إن قي//ل: كي//ف ق//ال الن//بي -ص//لى هللا علي//ه وس//لم- في التم//رة ال//تي وج//دها في بيت//ه:

ودخ///ول الص///دقة بيت الن///بي -علي///ه الص///الة والس///الم- بعي///د؛»ل///وال أني أخ///اف أن تك///ون من الص///دقة ألكلته///ا« ا؛ ألنهم ك//انوا ي//أتون Aألنه//ا ك//انت محرم//ة علي//ه، عن//ه أن م//ا توقع//ه الن//بي -علي//ه الص//الة والس//الم- لم يكن بعي//د بالص//دقات إلى المس//جد، وتوق//ع أن يك//ون ص//بي أو من ال يعق//ل أدخ//ل التم//رة ال//بيت، ف//اتقى ذل//ك لقرب//ه، ال//بيت

ا. قريب من المسجد جد

فضيلة الشيخ عبد الكريم77الخضير

ا م//رة، وبين من يك//ون ديدن//ه ذل//ك، ف//رق Aوأق//ول: هن//اك ف//رق بين من يحص//ل ل//ه مث//ل ه//ذا ال//ورع وإن ك//ان بعي//د Aا، وبين من تحص//ل ل//ه م//رة في عم//رة ليض//رب مث//اال بين من يكون ديدنه التوقي من هذه األمور التي بعيدة ج//د

.Aفي الورع مثال الحاف///ظ ابن كث///ير -رحم///ه هللا تع///الى- ذك///ر عن الن///ووي أن///ه ك///ان يص///وم ال///دهر وال يجم///ع بين إدامين، وك///ان

غالب قوته مما يحمله إليه أبوه من نوى، بلد )نوى( ما هو نوى التمر، ال، بلدهم التي ينسب إليها. ذك///ر الس///خاوي في ترجم///ة الن///ووي المف///ردة يق///ول: وأم///ا ورع///ه وخش///ونة عيش///ه فإن///ه ك///ان ال يأك///ل من فاكه///ةر ش///رعAا، وال يج///وز دمش///ق؛ لم///اذا؟ س///ئل عن ذل///ك فق///ال: إنه///ا كث///يرة األوق///اف واألمالك لمن ه///و تحت الحج/// التص///رف في ذل///ك إال على وج///ه الغبط///ة والمص///لحة، والمعامل///ة فيه///ا على وج///ه المس///اقاة، وفيه///ا اختالف بينزه/ا ق//ال بش/رط المص//لحة والغبط/ة للي/تيم والمحج/ور علي/ه، والن/اس ال يفعلونه/ا إال على ج/زء العلم/اء، ومن جو

من ألف جزء من الثمرة للمالك، فكيف تطيب نفسي؟ وذك//ر عن//ه من ذل//ك الش//يء الكث//ير، ال ش//ك أن ه//ذا ورع واحتي//اط من الن//ووي، لكن بعض//ه ق//د ي//دخل في ح//يز الوسوسة ال/تي أش//ير إليه/ا س/ابقAا، لكن من أراد أن يحم/ل نفس//ه على العزيم/ة، ويتوج/ه هم/ه كل/ه إلى اآلخ/رة م//ع

أنه ال ينسى نصيبه من الدنيا، يزاول منها ما يقيم أوده، ويحفظ حياته، ال أحد يستطيع منعه من ذلك.ى ب//ه ال//ديون، وه//ذا ا ذكر شيخ اإلسالم -رحمه هللا تعالى- المال الذي فيه ش//بهة يج//وز أن تقض// Aهنا مسألة أيض ال يعني أن اإلنسان يقصد ما في كسبه شبهة، أق//ول: مث//ل ه//ذا ال يع//ني أن اإلنس//ان يك//ون قص//ده الش//بهات ألنه/ا أيس//ر في الكس//ب من غيره//ا، وال يع//ني ه//ذا أن اإلنس//ان يقص//د م//ا في كس//به ش//بهة به//ذه الني//ة، يق//ول: أن//ا علي

ديون ال مانع أني أزاول بعض المعامالت، وإن كان فيها خالف قوي ألهل العلم.المقدم: من أجل السداد، من أجل سداد الدين.

من أجل سداد الديون.المقدم: وإنما المراد...

أق//ول: ال يع//ني أن اإلنس//ان يقص//د م//ا في كس//به ش//بهة به//ذه الني//ة، لكن إذا دخ//ل في مال//ه من غ//ير قص//د م//ا في//هشبهة تخلص منه بقضاء الديون، وهو أسهل من إنفاقه على نفسه وعلى ولده، وهللا المستعان.

الش//بهات في ه//ذا الزم//ان ال يك//اد يس//لم منه//ا أح//د، ف//الموظف مثالA أو األج//ير ال//ذي ال ي//ؤدي العم//ل على الوج//ها من أج//ره ب//دون Aالمتف//ق علي//ه، الموظ//ف ال//ذي ال ي//ؤدي م//ا اؤتمن علي//ه على الوج//ه المطل//وب ال ش//ك أن ج//زء

مقابل، يأخذ جزء من أجره بدون مقابل، في مقابل هذا الخلل، يعني إذا كان دوامه.المقدم: من سبع ونصف إلى اثنين ونصف مثال.

،Aكم؟ أربع ساعات ونصف، سبع ساعات، الدوام س//بع س//اعات، إذا ك/ان يخ/ل بال/دوام بمق/دار نص//ف س/اعة مثال دخلت الشبهة من هذه الجه/ة، إذا ك/ان يخ//ل بدوام/ه س/اعة ك/ذلك زادت الش/بهة، س/اعتين زادت الش//بهة، إذا ك//انا الش//بهة ت//دخل علي//ه من هن//ا، ومث//ل ه//ذا ال//ذي ينبغي أن A//ي//داوم ال//دوام ك//امال ويخ//ل في كيفي//ة األداء للعم//ل أيض

يصرف في قضاء الديون، وهللا المستعان.

8 التجريد الصريح– الحلقة الرابعةوالتسعون

ر، لكن الس/عي إلى الح/ل ين/در من ا من الناس يدرك مث/ل ه/ذه األم/ور، ويحس به/ا، ويع/رف أن/ه مقص/ Aلكن كثير يسعى إليه، ويندر من يسعى إلى إبراء ذمته، وهللا المستعان.

وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.المقدم: أحسن هللا إليكم ونفع بعلمكم.

أيها اإلخوة واألخوات، بهذا أصل وإي�اكم إلى خت�ام ه�ذه الحلق�ة من برن�امجكم: ش��رح كت�اب التجري�د الص�ريح ألحاديث الجامع الصحيح. سوف نستكمل -بإذن هللا تعالى- ما تبقى من ألفاظ وأحكام هذا الح��ديث في حلق��ة قادمة -بإذن هللا تعالى-. شكرا لكم على طيب المتابعة، شكرا لإلخوة الزمالء الذين معن��ا من طلب��ة العلم في

هذا التسجيل. نلقاكم -بإذن هللا تعالى- في الحلقة القادمة. نستودعكم هللا.والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته.