P

شرح كتابصحيح البخاري

معالي الشيخ الدكتورالله الخضير عبد الكريم بن عبد

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية

واإلفتاء

المكان:هـ13/06/1434تاريخ المحاضرة:

شرح كتاب العلم من صحيح البخاري(182 )

2

السالم عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وس��لم وب��ارك على طالب:

عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. يئ2ا قال اإلمام البخاري -رحمه الله تع��الى-: مع ش�� "ب��اب من س��

فلم يفهمه فراجع فيه حتى يعرفه. حدثنا سعيد بن أبي م��ريم، ق��ال: أخبرن��ا ن��افع بن عم��ر، ق��ال: حدثني ابن أبي مليكة، أن عائشة، زوج النبي -صلى الل��ه علي��هيئ2ا ال تعرف��ه إال راجعت في��ه حتى مع ش�� لم- ك��انت ال تس�� وس��

لم- ق��ال: بتعرفه، وأن النبي -صلى الله عليه وس�� »من حوس��ة: فقلت: أوليس يق���ول الله تع���الى:ع���ذب« ، ق���الت عائش���

ا{ [؟ قالت: فقال:8 ]االنشقاق: }فسوف يحاسب حساب2ا يسير2."»إنما ذلك العرض، ولكن: من نوقش الحساب يهلك«

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورســوله نبينــامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

معأما بعــد، فيقــول اإلمــام البخــاري -رحمــه اللــه تعــالى-: "باب من س� ، كثيرا مــا يســمع"فلم يفهمه فراجع فيه حتى يعرفه" يعني شيئ2ا"

ــغ اإلنسان كالما يشكل عليه معناه إما لضعف في فهمه، أو لضعف في تبلي المتكلم، أو لشغل ذهن من قبل السامع، أو ألمر يحــول دون ســرعة الفهمــا وفصــاحة ووضــوحا في الكالم، ويفهم لهذا الكالم، وبعض الناس يؤتى بيان كالمه من أول وهلة، والنبي -عليه الصالة والسالم- أفصح النــاس. لكن قــد يكون المعنى فيه نوع خفاء لوجــود المعــارض. وبعض النــاس يجامــل، وإذا كلمته بكالم قال: نعم، أو أجبتــه بجــواب أومــأ برأســه وكأنــه فهم ومــا فهمــالب العلم ــذا، لكن ط ــل ه ــة المتكلم دور في مث ــون لهيب ــد يك ــيئا، وق ش بطريقته ولباقته وأدبه مع من يتعلم منه يصــل إلى مــا يريــد بحيث ال يصــل

إلى حد يضجر، يعني اإلنسان ما هو كل شيء ....... الشيخ مثل ظروف غيره، يضجر من كــثرة كــل مــا اتجــه إلى هــذا بوجهــه، يعني يفصل قليال، وبعض اإلخوان يصل عند باب الشيخ ويوقفه وال يصل ماــمع بعض ــاج ونس ــاج إلى دورة يحت ــة يحت ــاج إلى راح ــيخ ويحت ــرف الش ظ الشيوخ واللــه يقســو على الطالب. فكــل مطــالب بمــا يخصــه، يعــني على الشيخ أن يرفــق بطالبــه، ويحــرص على نفعهم، ويــرحب بهم، ويســتوعبهم

ويحتويهم على ما يقولون اآلن.ا أن يرفــق بالشــيخ، من آداب طــالب العلم أال يحــرج والطــالب عليــه أيضــ الشيخ، وال يضجر الشــيخ، وهــذا مــذكور في كتب علــوم الحــديث في آداب العالم والمتعلم، في آداب الطالب والمحدث. لكن كونه يستفهم من شيء ما فهمه بعـد أن يتحين الفرصــة المناســبة. ابن عبــاس كم جلس من ســنة يريد أن يسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتــا على رســول اللــه -صــلى الله عليه وسلم-، انتهز فرصة الحج، ومشــى معــه من عرفــة إلى مزدلفــة وسأله، جالس مــدة يريــد أن يســأل. فننتبــه لهــذا األمــر، وال شــك أن بقــاء اإلشكال غير محمود بقــاء اإلشــكال. كنــا في زمن ســبق هيبــة األب تجعــلا عن االبن يقــع في كثــير من الحــرج، واآلبــاء كــانت تــربيتهم تختلــف جــذري التربية في هذه األوقات المتأخرة، يبعثه إلى مكان إلى محل أو شيء ومــا يدري الولد ما يدري مــاذا يقــول أبــوه، مــا فهم شــيئا أصــال، يــروح لــه ربــع

3 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير3

ساعة، نصف ساعة ويرجع ويقول: المحل مغلــق، هـو مـا يــدري أين ذهب،كله من أيش؟ من هيبة األب.

اآلن العكس، والله العكس، اآلن األب هو الذي يقول: اللهم سلم سلم، مــاــوب. ندري ماذا نفاجأ به! صحيح والله. فالتوسط في األمور كلها هو المطل يعني بعض النــاس يعــاني مثال من فهم كالم بعض المشــايخ الــذين يــأكلون بعض الحروف، هذا موجود، لكنــه إذا تعــود عليــه عــرف. كــان طالب العلم أول ما بدأ الشيخ ابن باز بدروسه قد ال يفهمون بعض كالمــه، ثم بعــد ذلــك صار كالمـه من أوضـح الكالم، وبعض المشـايخ -مـا شـاء اللـه- الشـيخ ابن غديان -رحمة الله عليــه- كأنــه ينقــد نقــدا يعــد عــدد الحــروف بحيث ينقش الكالم في القلب. الشــيخ ابن عــثيمين كالمــه واضــح، وكثــير من شــيوخنا-

الحمد لله يعني- أفادوا الطلبة بهذه الطريقة.. "باب من سمع شيئ2ا فراجع فيه حتى يعرفه"

"حدثنا سعيد بن أبي م��ريم، ق��ال: أخبرن��ا ن��افعقال -رحمه الله-: ة زوج النبي - بن عمر، قال: ح��دثني ابن أبي مليك��ة، أن عائش��

رضي الله عنهــا صلى الله عليه وسلم-" يئ2ا ال مع ش�� "ك��انت ال تس�� يعــني من بــاب التثبت وتثــبيتتعرف��ه إال راجعت في��ه حتى تعرف��ه"

لم- ق��ال: العلم، ب"وأن النبي -صلى الله علي��ه وس�� »من حوس�� ، ألنها ظنت التعــارض بين هــذا الحــديث، قالت عائشة: فقلت"عذب«

يرا{وبين قولــه -جــل وعال-: ابا يســ ب حســ وف يحاســ "فقلت:. }فســا{أوليس يق��ول الله تع��الى: ير2 اب2ا يس�� ب حس�� وف يحاس�� }فس��

ال: 8]االنشقاق: الت: فق� »إنم�ا ذل�ك الع�رض، ولكن: من[؟ ق� ، من نوقش ودقق عليه، إنما مجرد العرض ما"نوقش الحساب يهلك«

يـترتب عليـه عـذاب وال هالك، إنمـا من نـوقش في جميــع أعمالـه دقائقهـا وجالئلها صغيرها وكبيرها ال بد أن يهلك؛ ألن هنــاك في الموازنــة، كمــا جــاء في بعض اآلثار، لو أن البصر وضع في كفة وجميع أعمال العبد في كفــة أو السمع أو غير ذلك من النعم التي أنعم الله بها على عبادة ما تقــوم لنعمــة

واحدة من نعم الله. )قول��ه: ب��اب من س��مع ش��يئ2ا، زاد أب��و ذر: فلم يفهم��ه. قول��ه:

الذيفراجعه، أي راجع الذي سمعه منه، ولألصيلي: فراجع فيه( يظهر في الــدروس في المحاضــن النظاميــة ســواء كنت عليــا أو دنيــا؛ ألنــا فيهم ســريع الفهم، الطالب أمامك يتفاوتون، تفترض أنهم خمســون طالب وفيهم المتوسط، وفيهم البطيء، وبطيء الفهم يعــني يحتــاج إلى أن يعيــدا ويــا اللــه يفهم، ويــترتب على ــا خمســ له األستاذ مرة، مرتين، ثالثــة وأحيان ذلك ضجر من بقية الطالب، يملون، وينشأ عن ذلك أيضا انشغال أو شــغب وكالم، وانصراف عن الدرس، وضياع وقت بالنســبة لهــؤالء. وأبــدينا مــراراــاهم في بعض الدروس أنه لو صنف الطالب، ما تجمع أذكى الطالب مع أغب وتخرجهم في مدة واحدة، هذا تضــييع لألذكيــاء، وقــد يكــون فيــه ظلم لمن دونهم في الفهم، المدرس ينظر إلى هؤالء الـذين فهمـوا من أول مـرة، أو ينتظر الذين لم يفهموا إال بعــد خمس مــرات؟ ال شــك أن تصــنيف الطالبــا ــنوات، بينم ــرج بعض الطالب في خمس س ــوزيعهم، وإذا أمكن أن يخ وتــوه القسم اآلخر يمكن تخرجه بعد عشرين، ثالثين سنة، ما هي مشكلة، خل يفهم، فمثال الشيخ حافــظ الحكمي -رحمــة اللــه عليــه- القرعــاوي راح لهم

شرح كتاب العلم من صحيح البخاري(182 )

4

الجنوب سنة ثمان وخمســين، وســنة ســتين أو واحــد وســتين ألــف معــارجالقبول! فمن تجعلونه مع ذاك؟

....... طالب:من تجعله مع هؤالء الطالب؟ الله المستعان.

....... طالب: ال ما يصــح، هــذا تضــييع للطــرفين، إن نظــرت إلى األذكيــاء ظلمت هــؤالء المســاكين، وإن نظــرت إلى من دونهم ظلمت أولئــك الــذين يضــيع عليهم الوقت بدون فائدة، وينتظــر أذكى النــاس ســت عشــرة ســنة؛ ليتخــرج مــع

الغبي، في النهاية معاملتهم واحدة، ووظائفهم واحدة، من أجل أيش!؟ )قول��ه: أن عائش��ة، ظ��اهر أول��ه اإلرس��ال؛ ألن ابن أبي مليك��ة

"حدثني ابن أبي مليكة أن قال: تابعي لم يدرك مراجعة عائشة( ، ابن أبي مليكــة يحكيعائشة زوج النبي -صلى الله عليه وس��لم-"

ــال: عن عائشــة، يحكى القصــة عن ــو ق ــدركها، لكن ل ــة لم ي قصــة وواقع"أن عائش�ة زوج الن�بي -صاحبتها صار موصــوال، لكنــه بهــذه الصــيغة:

وذكر القصة في مراجعتهاصلى الله عليه وسلم- كانت ال تسمع..." للنبي -عليه الصالة والسالم- وهو لم يدركها، القصــة منقطعــة، ولــو حكاهــا

عن صاحبتها، رواها عن صاحبتها صارت...موصولة طالب:

متصلة. وهل السبب في االنقطاع هو صيغة أن، واالتصــال صــيغة عن كمــا فهمه ابن الصالح من كالم اإلمام أحمـد ويعقـوب بن شــيبة في حـديث عن محمد بن الحنفية أن عمــارا مــر بــه النــبي- عليــه الصــالة والسـالم- أو مــرــار بالنبي -عليه الصالة والسالم-، ورواها أو رويت من طريق أخرى عن عم أنه مر بالنبي -عليه الصالة والسالم-، فقال اإلمام أحمد ويعقوب بن شيبة: األولى منقطعة، والثانية متصلة مثل ما عندنا، فقــال ابن الصــالح أخــذا من اختالف الحكمين على الطــريقين: إن أن ال تحمــل على االتصــال، وليســت

كعن، ولذا يقول الحافظ العراقي:ــؤثر فيكذا له ولم يصوب صوبه ، يعني ما أدرك السبب الحقيقي الم

الحكمين. )ظ��اهر أول��ه اإلرس��ال؛ ألن ابن أبي مليك��ة ت��ابعي لم ي��درك مراجعة عائشة النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكن تبين وص��له بعد في قوله: قالت عائشة فقلت. قوله: ك��انت ال تس��مع، أتى

ا للص��ورة الماض��ية؛ لق��وة تحققه��ا( يعــنيبالمض��ارع استحض��ار2ــدد ــية تتج ــور الماض ــأن الص ــدوث، فك ــدد والح ــدل على التج ــارع ي المض

وتستحضر في كل مناسبة. ....... طالب:

نعم. ....... طالب:

قلنــا: إنهــا»حوســب عــذب«نعم كيــف؟ هــو لــو المســألة انتهت عنــد من منقطعــة؛ ألن ابن أبي مليكــة يحكي قصــة لم يشــهدها. أنت لــو تقــول: إن فالنا -تعنيني- سأل الشيخ الفالني قبــل مــا تجيء إلى الســعودية، وأنت مــاــا- أني أدركت القصة، متصلة أم منقطعة؟ لكن لو قلت: عن فالن -عــني أن فعلت كذا، أو سألت فالنا، أو حصل لي مع فالن كذا، تحكي القصة عني أنا

5 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير5

صاحبها. هو يحكي قصة لم يشهدها، فظاهرهــا اإلرســال. لكن لمــا قــالت -وفيعني وسمع منها- قالت عائشة: فقلت: أوليس يقول الله تعالى: }فســ

؟ يحاسب حسابا يسيرا{ يعــني ألن الخطــاب للمــؤنث، بكس��ر الك��اف(»إنم��ا ذل��ك«)قول��ه:

ون ال أي ع��رض الن��اس على الم��يزان(»الع��رض«) }يومئذ تعرضــ[. 18 ]الحاقة: تخفى منكم خافية{

بالق��اف والمعجم��ة من المناقش��ة وأص��لها»ن��وقش«)قول��ه: االس��تخراج، ومن��ه نقش الش��وكة إذا اس��تخرجها، والم��راد هن��ا المبالغة في االستيفاء، والمعنى أن تحرير الحساب يفضي إلى

ألن العبد مهما فعل ومهما بــذل اللــه -جــل وعال- لــهاستحقاق العذاب( نعم لو وضع واحدة منهـا في المــيزان رجحت بجميــع أعمالـه، والنــاس في رؤية األعمال يتفاوتون تفاوتا بينا في نظــرهم إلى أعمــالهم، شــخص يتعبــد ســبعين ســنة ثم ال يجــرؤ أن يســأل اللــه -جــل وعال- الجنــة، وإنمــا يكتفي بالنجاة من النار! أنا ما أتطلع إلى الجنــة، لكن يكفيــني أن أنجــو من النــار، بعد هذا العمل. وصحيح أن االعتماد على العمــل، والنظــر إلى العمــل على أنه منج هو سبب، وقد يكون فيه خلل واإلنســان ال يشــعر. وأحــد تجــده إذا جلس يعظ الناس خمس دقائق، عشر دقائق وتحــرك البــاب ظن المالئكــة

جاءت تسلم عليه! الناس يتفاوتون سبعين سنة، وعرف هذا: شخص ذكر وسمي سبعين ســنة

يتعبد يقول: أنا لست كفئا للجنة، يكتفي بسؤال النجاة من النار. ....... طالب:

ال ال ما هو بحال الصحابة، حال الصحابة يسألون الجنة، ويسألون الفردوســة{كما أمروا، لكن هم على وجــل: ــوبهم وجل ــوا وقل ــون مــا آت ذين يؤت }وال

[.60]المؤمنون: )والم��راد هن��ا المبالغ��ة في االس��تيفاء، والمع��نى أن تحري��ر الحس��اب يفض��ي إلى اس��تحقاق الع��ذاب؛ ألن حس��نات العب��د موقوفة على القبول، وإن لم تقع الرحمة المقتضية للقبول ال

ــه؟ قــال: يحصل النجاة( »وال العمل ال ينجي، قالوا: وال أنت يا رسول الل.أنا إال أن يتغمدني الله برحمته«

ــاج ــا تحت ما أسهل الهالك، الهالك ما يحتاج إلى نية، وما أصعب النجاة؛ ألنه إلى نية، وإذا غفل اإلنسان وشردت هذه النية هلك، يعني تصور نفسك عند بئر، هــل الســقوط فيــه مثــل الخــروج منــه؟ هــذاك مــا يحتــاج إلى أســباب السقوط، ال تحتاج حباال وال تحتاج شيئا أبــدا، إنمــا الخــروج منــه يحتــاج إلى

أسباب وبذل وجهد. بكس��ر الالم وإس��كان الك��اف، وفي»يهل��ك«)قول��ه: في آخ��ره

ي الل��ه تع��الى عنه��ا- من الح��ديث: م��ا ك��ان عن��د عائش��ة -رض�� الحرص على تفهم معاني الحديث، وأن النبي -صلى الل��ه علي��ه

هــل يقــال: ألنهــاوسلم- لم يكن يتضجر من المراجع��ة في العلم( زوجته وقريبة منه، أو للناس كلهم -عليه الصــالة والســالم-؟ للنــاس كلهم؛

ألنه مأمور بالتبليغ لجميع الناس. )ومقابل��ة يعــني المقاولــة واألخــذ والــرد، )وفي��ه ج�واز المن�اظرة(

ومقابلة السنة بالكتاب، ال لردهــا، أو للتشــكيك فيهــا، ال،السنة بالكتاب(

شرح كتاب العلم من صحيح البخاري(182 )

6

ــد الفهم والتثبت، ــوارج، لكن لمزي ــة الخ ــذه طريق )ومقابل��ة الس��نةه بالكتاب، وتف��اوت الن��اس في الحس��اب، وفي��ه أن الس��ؤال عن

}المثل هذا لم يدخل فيما نهي الصحابة عنه في قوله تع��الى: [، وفي حديث أنس: كنا نهينا101 ]المائدة: تسألوا عن أشياء{

أن نسأل رسول الله -صلى الله علي��ه وس��لم- عن ش��يء، وق��د وقع نحو ذلك لغير عائشة، ففي حديث حفصة أنها لما سمعت:

ا والحديبي�ة« ، ق�الت: أليس»ال يدخل النار أح�د ممن ش�هد ب�در2 [، فأجيبت بقوله:71 ]مريم: }وإن منكم إال واردها{الله يقول

[ اآلية.72 ]مريم: }ثم ننجي الذين اتقوا{وا إيم��انهم وسأل الصحابة لم��ا ن��زلت }الذين آمن��وا ولم يلبس��

[: أينا لم يظلم نفسه؟ فأجيبوا بأن الم��راد82 ]األنعام: بظلم{ ب��الظلم الش��رك، والج��امع بين ه��ذه المس��ائل الثالث ظه��ور

العموم في الحساب والورود والظلم(. والحســاب فيــه»من نوقش الحساب عذب« ظهور العموم في الحساب:

وفأل الجنسية، فيعم جميع أنواعه، لكنه أخرج منه العــرض بقولــه: }فســيرا{ }وإن منكم إال واردهــا{[، والــورود: 8 ]االنشــقاق: يحاسب حسابا يســ

ــه: 71]مــريم: ــرج من ــوا{[ أخ ق ذين ات [، والظلم:72 ]مــريم: }ثم ننجي الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم{ [ قصــر على الشــرك82 ]األنعام: }ال

رك لظلم عظيم{باآلية األخرى: [.13 ]لقمان: }إن الش ....... طالب:

أين؟ أيش حالهم؟ يكون هذا من العموم الذي أريد به الخصوص. ....... طالب:

ماذا؟ ....... طالب:

الشرك، نعم. وبعضهم يرى أن المراد بالظلم هنا الظلم المطلق الــذي هــو الشرك الــذي يقابلــه األمن المطلــق الــذي لم يخالطــه ظلم بــأي نــوع من أنواعه، وأما إذا وجد نوع من الظلم فيقابله خلل في أنـواع من األمن، كمـا

يقول ابن القيم: والحصة بالحصة. )فأوضح لهم أن المراد في كل منها أمر خ��اص، ولم يق��ع مث��ل

يعــني ليسهذا من الصحابة إال قليال2 مع توجه السؤال وظهوره( بتعنت؟ ليس بتعنت، بل سؤال وجيه بخالف ما نسمع من بعض المعترضين

أنه يعترض بشيء ال عالقة له بما استدل به. )وذلك لكمال فهمهم ومعرفتهم باللسان العربي، فيحمل م��ا

ورد من ذم من سأل عن المشكالت على من س��أل تعنت2��ا، كم��اابهقال تعالى: ا الذين في قل��وبهم زي��غ فيتبع��ون م��ا تش�� }فأم

[، وفي ح��ديث عائش��ة: ف��إذا7 ]آل عم��ران: منه ابتغاء الفتنة{ رأيتم ال���ذين يس���ألون عن ذل���ك فهم ال���ذين س���مى الل���ه فاح��ذروهم، ومن ثم أنك��ر عم��ر على ص��بيغ لم��ا رآه أك��ثر من

ــني من المتشــابه، الس��ؤال عن مث��ل ذل��ك وعاقب��ه( )وس��يأتي يع إيضاح هذا كله في كتاب االعتصام إن شاء الله تعالى، وسيأتي باقيه في كتاب الرقاق، وكذلك الكالم على انتق��اد ال��دارقطني

7 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير7

انتقــاد الــدارقطني لعلــه متجــه إلى عــدمإلسناده إن شاء الله تعالى(االتصال الذي أشرنا إليه سابقا، أنه أشار إليه الحافظ.

نعم. اهد الغ��ائب، قال��ه ابن عباس - ط��الب: "ب��اب: ليبلغ العلم الش��

رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ف، ق��ال: ح��دثني الليث، ق��ال: ح��دثني حدثنا عب��د الله بن يوس��عيد -وه��و يبعث ريح، أنه ق��ال لعم��رو بن س�� عيد، عن أبي ش�� س�� البع��وث إلى مكة- ائذن لي أيه��ا األم��ير أح��دثك ق��وال2 ق��ام ب��همعته لم- الغ��د من ي��وم الفتح، س�� لى الل��ه علي��ه وس�� - ص�� النبيرته عين��اي حين تكلم ب��ه: حم��د الله أذن��اي ووع��اه قلبي، وأبص��

مها الناس،وأثنى عليه، ثم قال: مها الله، ولم يحر »إن مكة حر فال يحل المرئ يؤمن بالله واليوم اآلخر أن يسفك بها دم2��ا، والص لقتال رسول الله -صلى الله يعضد بها شجرة2، فإن أحد ترخوله ولم ي��أذن عليه وسلم- فيها، فقولوا: إن الله ق��د أذن لرس��اعة2 من نه��ار، ثم ع��ادت حرمته��ا لكم، وإنم��ا أذن لي فيه��ا س��

اهد الغ��ائب« . فقي��ل ألبياليوم كحرمتها ب��األمس، وليبلغ الش��ريح، ال يعي��ذ شريح ما قال عمرو قال: أن��ا أعلم من��ك ي��ا أب��ا ش��

ا بخربة" ا بدم وال فار .عاصي2ا وال فارا...؟ وال فار

طالب: مضبوطة بالسكون الراء.الراء عليها؟

.سكون طالب:نعم.

كذا هي يا شيخ؟ طالب:بخربة، وفيها أكثر من ضبط.

؟نواصل طالب:نعم، الحديث تبعه، الحديث الثاني تبع الباب.

اد، عن طالب: اب، ق��ال: ح��دثنا حم "حدثنا عبد الله بن عبد الوهد، عن ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة، ذكر النبي - أيوب، عن محم

لم- ق��ال: -ق��ال»ف��إن دم��اءكم وأم��والكم صلى الله علي��ه وس��د: وأحسبه قال- كم عليكم ح��رام، كحرم��ة ي��ومكممحم وأعراض��

اهد منكم الغ��ائب« . وك��انهذا، في شهركم ه��ذا، أال ليبلغ الش��لم-، ك�ان لى الل�ه علي�ه وس� د يقول: صدق رسول الله -ص� محم

تين"»أال هل بلغت«ذلك . مرــه تعــالى-: اهديقول اإلمام البخاري -رحمــه الل "باب: ليبلغ العلم الش��

، الالم الم األمر، ويبلغ فعل مضارع مجزوم بالم األمــر، والكســرةالغائب" اللتقاء الساكنين فهو مجزوم، العلم: مفعــول، والشــاهد: فاعــل، والغــائب: مفعول ثان. ومن حيث المعــنى: العلم هــو المفعــول الثــاني، والغــائب هــو

ــل. ــو الفاع ــاهد ه ــنى، والش ــول األول، من حيث المع "قال��ه ابنالمفع.عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم-"

)قوله: باب ليبل��غ العلم، بالنص��ب،يقول الحافظ -رحمه الله تعالى-: ا، والم��راد بالش��اهد هن��ا والشاهد بالرفع، والغائب منصوب أيض2

شرح كتاب العلم من صحيح البخاري(182 )

8

الحاض��ر، أي ليبل��غ من حض��ر من غ��اب؛ ألن��ه المفع��ول األول، إذا قلت: أعطيتوالعلم المفع��ول الث��اني، وإن ق��دم في ال��ذكر(

زيدا درهما، أو أعطيت درهما زيدا، المفعول األول زيد ولو تأخر؛ ألنــه آخــذهو اسم فاعل، والدرهم مأخوذ فهو اسم مفعول، ومثله ما عندنا.

)قول��ه: قال��ه ابن عب��اس، أي رواه، وليس ه��و في ش��يء من طرق ح��ديث ابن عب��اس به��ذه الص��ورة، وإنم��ا ه��و في روايت��ه

، مــا فيــه»أن يبلــغ الشــاهد الغــائب« نعم، ورواية غيره بحذف العلم(ــه الغــائب؟ العلم، لكن ما الذي يبلغ؟ ما الذي يبلغه الشاهد؟ وما الذي يبلغ

)وكأنه أراد ب��المعنى؛العلم المتلقى عن النبي -عليه الصالة والسالم-، ألن المأمور بتبليغه هو العلم.

قوله: عن أبي شريح هو الخزاعي الصحابي المش��هور، وعم��رو بن سعيد هو ابن العاص بن سعيد بن العاص بن أمي��ة القرش��ي

؛ ألنــه يتشــدق في كالمــه فعــرف باألشــدق،األموي يع��رف باألش��دق( ، والقصــة)وليس��ت ل��ه ص��حبة، وال ك��ان من الت��ابعين بإحس��ان(

المذكورة في الحديث: يبعث البعوث لغزو مكــة، ويســتدل عليــه بالحــديث،ويرد: أنا أعلم منك يا أبا شريح.

)وليست له صحبة، وال كان من التابعين بإحسان. قوله: وهو يبعث البعوث أي يرس��ل الجي��وش إلى مك��ة؛ لقت��ال عبد الل��ه بن الزب��ير؛ لكون��ه امتن��ع من مبايع��ة يزي��د بن معاوي��ة واعتصم بالحرم، وكان عمرو والي يزيد على المدينة، والقص��ة مشهورة، وملخص��ها أن معاوي��ة عه��د بالخالف��ة بع��ده ليزي��د بن معاوية فبايع��ه الن��اس إال الحس��ين بن علي وابن الزب��ير، فأم��ا ابن أبي بكر فمات قبل موت معاوية، وأما ابن عمر فبايع ليزيد عقب م��وت أبي��ه، وأم��ا الحس��ين بن علي فس��ار إلى الكوف��ة؛ الس�تدعائهم إي�اه ليب�ايعوه، فك��ان ذل�ك س��بب قتل��ه، وأم�ا ابن الزب��ير فاعتص��م، ويس��مى عائ��ذ ال��بيت، وغلب على أم��ر مك��ة، فكان يزيد بن معاوية يأمر أمراءه على المدينة أن يجهزوا إلي��ه الجيوش، فكان آخ��ر ذل��ك أن أه��ل المدين��ة اجتمع��وا على خل��ع

يزيد من الخالفة. قول�ه: ائ�ذن لي، في�ه حس��ن التلط��ف في اإلنك��ار على أم�راء

؛ ألنــه إذا وجــد الصــفاء بين الــراعيالج��ور؛ ليك��ون أدعى لقب��ولهم( والرعية فال مانع من المخاطبة مخاطبة الند لنده، كما فعل أبــو ســعيد؛ ألن القلــوب صــافية، لكن إذا كــانت القلــوب فيهــا شــيء دغش، وفيهــا انتصــار للنفس وعدم تعظيم للحق، مثل هذا بالرفق واللين كما كان حــال موســى

نا{وهارون مع فرعون: [، والرفق ما دخل شيئا44 ]طه: }فقوال له قوال ليإذا زانه.

)قوله: ائ��ذن لي، في��ه حس��ن التلط��ف في اإلنك��ار على أم��راء ؛ ألن الهــدف من اإلنكــار التغيــير، أنالج�ور؛ ليك��ون أدعى لقب�ولهم(

يتغير هذا المنكر، ما هــو الهــدف تفريــغ مــا في النفس مثال أو أن يــبرأ من ، الهــدف أن يتغــير المنكــر، فيبــذل»فليغيره بيــده فــإن لم يســتطع«عهدة

ــذل السبب واألسلوب األجدى واألنفع لرفع هــذا المنكــر، ثم بعــد ذلــك إذا بــدي منالسبب باألسلوب المناسب ولم يتغير النتــائج بيــد اللــه: ك ال ته }إن

9 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير9

[، وليس من شرط التغيير التغير، وال أبلــغ من كــون56 ]القصص: أحببت{ النبي يأتي وليس معه أحد، ونوح امرأته وولده ما اســتجابوا لدعوتــه، وقــل

ه يهــديمثل هذا في غــيره من األنبيــاء: ك ال تهــدي من أحببت ولكن الل }إن [، فعلى اإلنســان أن يبــذل مــا أمــر بــه ويتــوخى56 ]القصــص: من يشاء{

األسلوب المــؤثر النــافع النــاجع، إن تغــير المنكــر وإال إلى اللــه المشــتكى. تطرق أســاليب أخــرى غــير مثــيرة؛ ألن األســاليب المثــيرة تجعــل صــاحب المنكر تأخذه العزة باإلثم، ثم خالص ما فيه فائــدة، لــو أتيت بأســلوب ثــان وثــالث، واســتعنت باللــه- جــل وعال- ثم بأنــاس آخــرين في الغــالب أنــه ال

يستجيب. ....... طالب:

معروف هذا، لكن مــع ذلــك التغيــير هــدف، ثم إذا أيس النــاس من تغيــيرهيأتي البيان.

....... طالب: ما هو باإلنكار.

....... طالب: الحكام يملكون، العلماء إن فوض إليهم األمر كرجال الحسبة مثال، إذا كــان القضاة أحيانا في بعض العصــور ينفــذون، هــذا من صــالحيات الحــاكم هــذا

األصل، فإن فوضها إلى أحد صار في حكمه. ....... طالب:

باليد؟ ال، ما فيه يد، ال ما يملكون. يملكــون إذا رأوا الكفــر البــواح يملكــونخلعه.

ــدثك،)قوله: أحدثك بالجزم؛ ألنه جواب األمر( يعني: إن تأذن لي أحائذن لي هل هو جواب األمر أو جواب شرط مقدر؟

)قوله: قام، صفة للقول، والمقول ه��و حم��د الل��ه، إلى آخ��ره. قول��ه: الغ��د بالنص��ب أي أن��ه خطب في الي��وم الث��اني من فتح مكة. قوله: سمعته أذناي إلى آخ��ره، أراد أن��ه ب��الغ في حفظ��ه والتثبت في��ه، وأن��ه لم يأخ��ذه بواس��طة، وأتى بالتثني��ة تأكي��د2ا،

قــوال تكلم بــه،والضمير في قوله: تكلم به عائد على قوله: قوال2(تكلم بالقول يعني.

)قوله: ولم يحرمها الن�اس بالض�م أي أن تحريمه��ا ك�ان ب�وحي من الله ال من اصطالح الناس. قوله: يسفك بكسر الفاء وحكي ض��مها، وه��و ص��ب ال��دم، والم��راد ب��ه القت��ل. قول��ه: به��ا،

األصل أن الظرفية بفي، وينوب عنهــا البــاء، وســمعوللمستملي: فيها(في لغة العرب: أين أبوك؟ فقال: بالمسجد.

بكسر الضاد المعجمة وفتح الدال أي يقطع»وال يعضد«)قوله: أي الل��ه،»وإنم��ا أذن لي«بالمعضد وه��و آل��ة كالف��أس. قول��ه:

التفات؛ ألن نسق»لي«)وفي قوله: »أذن« روي بضم الهمزة(ا من»ساعة2«الكالم: وإنما أذن له أي لرسوله. قوله: أي مقدار2

ــةالزمان، والمراد به يوم الفتح( يعني ليس المراد به الســاعة الفلكي التي هي ستون دقيقة، ال، تحــدث ســاعة يمكن خمس دقــائق أو عشــرا أو

ربع ساعة، وقد تكون ساعات، وهنا يوم.

شرح كتاب العلم من صحيح البخاري(182 )

10

ا من الزم��ان والم��راد ب��ه ي��وم الفتح، وفي مس��ند )أي مق��دار2 أحمد من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن ذلك كان من طلوع الشمس إلى العصر، والمأذون له فيه القتال ال قطع

الشجر. قوله: ما قال عمرو، أي في جوابك. قوله: ال تعيذ بضم المثن��اة أوله وآخره ذال معجم��ة، أي مك��ة ال تعص��م العاص��ي من إقام��ة

على خالف بين أهل العلم هل تقام الحــدود والقصــاص بمكــةالحد عليه( أو ال؟ منهم من قال: يضيق عليه حـتى يخـرج، وال يقـام عليـه الحـد بمكــة، ومنهم من يقــول: الحــدود مســتثناة. ال تعصــموا العاصــي عن إقامــة الحــد

عليه.ا بالف��اء وال��راء المش��ددة أي هارب2��ا علي��ه دم )قول��ه: وال ف��ار

يعتص��م بمك��ة كي ال يقتص من��ه. قول��ه: بخرب��ة بفتح المعجم��ة وإسكان الراء ثم موحدة2 يعني السرقة، ك��ذا ثبت تفس��يرها في رواي��ة المس��تملى، ق��ال ابن بط��ال: الخرب��ة بالض��م الفس��اد، وب��الفتح الس��رقة، وق��د تش��دق عم��رو في الج��واب وأتى بكالم

لينتهك به حرمة البيت.ظاهره حق لكن أراد به الباطل( ....... طالب: ماذا؟

....... طالب:تصرف؟ ....... طالب:

)قد تشدق عمرو في الجواب وأتى بكالم ظاهره حق،نعم يقول: ، في الطبعــات الســابقة: تصــرف والتصــحيح منلكن أراد به الباط��ل(

)ف��إنمخطوطة الرياض، وعمرو كان يسمى األشدق؛ لتشدقه في البيان، الصحابي أنكر عليه نصب الحرب على مكة، فأجابه بأنها ال تمنع من إقامة القص��اص، وه��و ص��حيح إال أن ابن الزب��ير لم ي��رتكبا يجب عليه فيه شيء من ذلك، وسنذكر مباحث هذا الحديث أمر2 في كتاب الحج، وما للعلماء في��ه من االختالف في القت��ال في

الحرم إن شاء الله تعالى. وفي الحديث شرف مك��ة، وتق��ديم الحم��د والثن��اء على الق��ول المقصود، وإثبات خصائص الرسول -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم-، واس��تواء المس��لمين مع��ه في الحكم إال م��ا ثبت تخصيص��ه ب��ه، ووقوع النسخ، وفضل أبي شريح؛ التباعه أمر النبي -صلى الله

أبو شريح بلغ ووقف في وجهه،عليه وسلم- بالتبليغ عنه وغير ذلك(لكنه ما استجاب، فأبو شريح أدى ما عليه.

اد، عنقولــه: اب، ق��ال: ح��دثنا حم "حدثنا عب��د الله بن عب��د الوهد، عن ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة، ذكر النبي - أيوب، عن محم

لم- ق��ال: -ق��ال»ف��إن دم��اءكم وأم��والكم صلى الله علي��ه وس��د: وأحسبه قال- كم عليكم ح��رام، كحرم��ة ي��ومكممحم وأعراض��

اهد منكم الغائب« ، وهذا هــو"هذا، في شهركم هذا، أال ليبلغ الشد يقول: صدق رسول اللهالشاهد من الحديث للترجمة. "وكان محم

تين"»أال هل بلغت«-صلى الله عليه وسلم-، كان ذلك . مر

11

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

11

)قول��ه: ح��دثنا حم��اد ه��و ابن زي��د. قول��ه: عن محم��د ه��و ابن س���يرين. عن ابن أبي بك���رة ك���ذا للمس���تملي والكش���ميهني، وسقط عن ابن أبي بكرة للباقين، فصار منقطع2ا؛ ألن محم��د2ا(

)لم يسمع من أبي بك��رة، وفي رواي��ة: عن محم��د بنابن سيرين أبي بكرة، وهي خطأ، وكأن عن سقطت منها. وق��د تق��دم ه��ذا الحديث في أوائل كتاب العلم من طري��ق أخ��رى عن محم��د بن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه وهو الصواب، وسيأتي به��ذا

.السند( ....... طالب:

)عن محم���د عن عب���د ال���رحمن بن أبي بك���رة عن أبي���ه وه���و الص��واب، وس��يأتي به��ذا الس��ند في تفس��ير س��ورة ب��راءة بإسقاطه عن بعضهم، وسأنبه عليه هناك إن ش��اء الل��ه تع��الى،

وفيه عن ابن أبي بكرة عند الجميع، ويأتي في بدء الخلق. قوله: ذكر النبي -صلى الل��ه علي��ه وس��لم- في��ه اختص��ار، وق��د قدمنا توجيهه هناك، وكأنه حدث بحديث ذكر في��ه الن��بي -ص��لى

»ف�إنالل��ه علي�ه وس�لم- ش�يئ2ا من كالم�ه، ومن جملت�ه قول�ه: ، ما الموضع األول؟ طرفه األول؟ (دماءكم«

....... طالب: ال هو تقدم.

....... طالب:سبعة وستين.

....... طالب:، نعم موجود. »رب مبلغ أوعى من سامع«

)فيه اختصار، وقد قدمنا توجيهه هناك، وكأنه حدث بحديث ذكر فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئ2ا من كالمه، ومن جملت��ه

. قول��ه: وذك��ر الن��بي، بنص��ب الن��بي على»فإن دماءكم«قوله: المفعولي�ة، وفي ذك��ر ض��مير يع�ود على ال�راوي، يع�ني أن أب�ا بكرة كان يحدثهم ف��ذكر الن��بي فق��ال: قع��د على بع��يرة، وفي رواية النسائي ما يشعر بذلك ولفظه: عن أبي بكرة قال: وذكر، ف��الواو إم��ا حالي��ة وإم��ا عاطف��ة، والمعط��وف علي��ه الن��بي مح��ذوف، وق��د وق��ع في رواي��ة ابن عس��اكر عن أبي بك��رة أن

النبي -صلى الله عليه وسلم- قعد، وال إشكال فيه. قوله: قال محمد هو ابن سيرين. قوله: أحسبه كأن��ه ش��ك في

أقالها ابن أبي بكرة أم ال؟ وقد تق��دم في»وأعراضكم«قوله: »أال ه��لأوائل العلم الجزم بها وهي منصوبة ب��العطف. قول��ه:

هذا من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو تكملةبلغت؟« الحديث، واعترض قوله: وكان محمد إلى قول��ه: ذل��ك في أثن��اء الحديث، هذا ه��و المعتم��د فال يلتفت إلى م��ا ع��داه والعلم عن��د

.الله تعالى(لى الل��هقال -رحمه الله تعالى-: "باب إثم من كذب على النبي -ص��

عبة، عليه وسلم-. قال: حدثنا علي بن الجع��د، ق��ال: أخبرن��ا ش��معت ربعي بن ح��راش" ور، ق��ال: س�� بالحــاءقال: أخب��رني منص��

شرح كتاب العلم من صحيح البخاري(182 )

12

المهملــة، وإن ضــبطه المنــذري في الــترغيب بالخــاء، في الــترغيب أم في مختصر أبي داود؟ في مختصر أبي داود بالخاء المعجمة، وخــالف في ذلــك

معتجماهير أهل العلم، "قال: سمعت ربعي بن حراش يقول: س��لم-: لى الل��ه علي��ه وس�� »ال تك��ذبواعليا، يقول: ق��ال النبي -ص��

، فإنه من كذب علي فليلج النار« ."علي )قوله: باب إثم من كذب على النبي -صلى الل��ه علي��ه وس��لم-،

ــدليس في األحاديث ال��تي في الب��اب تص��ريح ب��اإلثم( لكن الوعي )وإنما هو مستفاد منبالنار أليس من الزمه أن يكون قد ارتكب إثما؟

الوعي��د بالن��ار على ذل��ك ألن��ه الزم��ه. قول��ه: منص��ور ه��و ابن المعتمر الكوفي وهو تابعي صغير، وربعي بكسر أوله وإس��كان الموح��دة، وأب��وه ح��راش بكس��ر المهمل��ة أول��ه وه��و من كب��اري الل��ه الت��ابعين. قول��ه: س��معت عليا ه��و ابن أبي ط��الب -رض��

ه��و ع��ام في ك��ل ك��اذب، مطل��ق»ال تكذبوا علي«عنه-. قوله: ما الفرق بين العموم هنا واإلطالق؟ في كل نوع من أنواع الكذب(

....... طالب:في األفراد، واإلطالق في األوصاف.

)ومعناه: ال تنسبوا الكذب إلي، وال مفهوم لقوله: علي؛ ألن��ه ال يتصور أن يكذب له لنهيه عن مطلق الكذب، وقد اغتر ق��وم من الجهلة فوضعوا أح��اديث في ال��ترغيب وال��ترهيب وق��الوا: نحن

يعني كذبنا له ما كذبنالم نكذب عليه، بل فعلنا ذلك لتأييد شريعته(عليه، وهذا كالم باطل.

)وم��ا دروا أن تقويل��ه -ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم- م��ا لم يق��ل يقتضي الكذب على الل��ه تع��الى؛ ألن��ه إثب��ات حكم من األحك��ام الشرعية سواء كان في اإليجاب أو الندب، وكذا مقابلهما وه��و

في تفسير روح البيان، وهو مطبوع ومعتــنى بــه ولــهالحرام والمكروه( رواج في بعض األقطار اإلسالمية إســماعيل حقي البروســوي تــركي، وهــو متأخر، هذا الكتاب له رواج، وله شأن، وطبع طبعات كثيرة، ومع ذلك يــورد األحاديث الموضوعة وبكثرة، ويورد األحاديث الموضوعة ويبرر إيراده لهــذه األحاديث، فقال: إن كانت ثابتــة فبهــا ونعمت، وإن لم تكن ثابتــة فقــد قــال األول: إننا ال نكذب عليه بل نكذب له. استدالال بقول هؤالء الوضاعين، نعوذ

بالله من الخذالن. )وال يعت��د بمن خ��الف ذل��ك من الكرامي��ة، حيث ج��وزوا وض��ع الكذب في الترغيب وال��ترهيب في تث��بيت م��ا ورد في الق��رآن والس��نة، واحتج��وا بأن��ه ك��ذب ل��ه ال علي��ه، وه��و جه��ل باللغ��ةك بعض�هم بم�ا ورد في بعض ط�رق الح�ديث من العربية، وتمس زيادة لم تثبت، وهي م��ا أخرج��ه ال��بزار من ح��ديث ابن مس��عود

الحديث، وقد اختل��ف في»من كذب علي ليضل الناس«بلفظ: وصله وإرس��اله، ورجح ال��دارقطني والح��اكم إرس��اله، وأخرج��ه الدارمي من ح�ديث يعلى بن م�رة بس�ند ض�عيف، وعلى تق�دير

بحيث يــؤول أمــرهثبوته فليست الالم في�ه للعل��ة ب�ل للص�يرورة( إلضــالل النــاس، وليس إضــالل النــاس علــة، لكن يصــير أمــره إلى إضــالل

ن افت��رى على)كما فس��ر قول��ه تع��الى النــاس، }فمن أظلم مم

13

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

13

[، والمعنى أن مآل أم��ره144 ]األنعام: الله كذب2ا ليضل الناس{ إلى اإلضالل، أو هو من تخصيص بعض أفراد العموم بالذكر فال

ا مضاعفة2{مفهوم له كقوله تعالى: با أضعاف2 ]آل}ال تأكلوا الر ]األنع���ام:}وال تقتل���وا أوالدكم من إمالق{[،��� 130عم���ران:

فيبقى أن الكذب محرم سواء كان إلضالل الناس أو على حد زعم[(151الكاذب أنه لهداية الناس، يبقى أنه كذب.

[ ف��إن قت��ل151 ]األنع��ام: }وال تقتل��وا أوالدكم من إمالق{) األوالد ومضاعفة الربا واإلضالل في هذه اآليات إنما هو لتأكي��د

جعل األم��ر»فليلج النار«األمر فيها ال الختصاص الحكم. قوله: ب��الولوج مس��بب2ا عن الك��ذب؛ ألن الزم األم��ر اإلل��زام، واإلل��زام بولوج النار سببه الكذب عليه، أو هو بلفظ األمر ومعناه الخ��بر،

»منويؤيده رواي��ة مس��لم من طري��ق غن��در عن ش��عبة بلف��ظ: ، والبن ماج���ه من طري���ق ش���ريك عنيك���ذب علي يلج الن���ار«

، واألحــاديث(»الن��ار« أي ي��دخل »الكذب علي يولج«منصور قال: التي تأتي بعده بمعناه، وسيأتي مزيد -إن شاء الله- بيان لهذه األحاديث.

الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.والله أعلم، وصلى