الحب للراهب كاراس المحرقي بوربوينت

Post on 19-Jun-2015

783 Views

Category:

Documents

9 Downloads

Preview:

Click to see full reader

TRANSCRIPT

الحب هو ذلك النجم الالمع الذي يضيء زورق تائه في كل الطريق أمام

تسطعما أن الحياة، هو لؤلؤة فريدة بين سائر االنفعاالت البشرية المظلمة

، الحب بددهاتفكالغيرة والحسد والحقد شمس منيرة إذا سطعت بأشعنها

Eنفسيا Eالذهبية مألت اإلنسان استقراراEروحيا Eودفئا

يستطيع كل إنسان أن يذيبها الحب قطعة سكرفيشرب كل يوم من مائها في حياته المرة

الحلو فتتعزى نفسه وتهدأ حواسه وتسمو : ألم يقل شاعر فرنسا فيكتور هوجو أفكاره

التقيت فى الطريق بشاب فقير يTحSب كانت قبعته رثة ومعطفه ممزقاE والماء يتسلل من حذائه لكن النجوم كانت تطل من خالل روحه

�� والنور يTشرق من سماء وجهه

شغلت قلب وفكر تلك العاطفة الساميةإن ستظل هكذا تشغله إلى واإلنسان منذ أن وجد

ال المحبة" قلبه ألم يقل الكتابنبض أن يتوقف Eفلماذا ال يكون الحب موضع اهتمام "تسقط أبدا

إن كان الحب هو الشيء الوحيد الذي البشرالحب خالد ولهذا أراد فسيرافقهم بعد الموت؟

تذوق رشفة من ن على األرض لهالله أن نعرفإلى الشراب النقي نشتاق إليهفرحيق السماء

حصل عليهلكي نال تشوبه مرارة فنجاهد الذي

كانوا شعور الحبيدجستقديماE عندما أرادوا ألنهم وجدوا في اE جميلاE يرسمون طفل

الحب عودة إلى حياة البراءة األولى وكأن البشربون يولدون من جديد وينعمون بسعادة Sعندما يح

يصعدون على أجنحة البساطة المقدسة أو أنهمإلى السماء لينعموا بجمال الله الطاهر حبهم

الذي كل ما يخرج منه أو يصدر عنه هو حب ويدعو إلى الحب

� � � المجد� رب يقل �"ألم � � � وتصيروا� ترجعوا لم إناألطفال� �������مثل � � ملكوت� تدخلوا فلن

�"السموات� � � � أليس� األطفال؟ خص فلماذا� الحب� رمز �!ألنهم � � كالربيع� لإلنسان فالحب

� � � � � � وغبار� الشتاء أوحال من الكون ينقى للحياة� � � � � � بماء� اغتسل جميل طفل منه ويجعل الصيف

ي�الطهارة� �لجلس�ثم � بأشعة� نفسه يجفف�السماء !

عنه اإلنسان منذ أن فما هو الحب الذي يبحثوجد؟

ثنان تتالقى أفكارهما وتتالمس مشاعرهما إفيسعى كل منهما إلى حماية اآلخر والعمل

على نموه والسهر لراحته.. إنه الواقع الوحيد lالذي نطلق عليه اسم الحب فإن كان لدى

راحتي ووقتي في مالي وضحى بTاستعداد أن أ ديTجستسبيل راحتك ونموك واستطعت

إحساسي نحوك من خالل أعمالي فذاك يعنى بكSحTإني أ

� � سوى� الحب الطاهرة�تلك�ليس ��العالقة أشعر� التي� � في� أحيا بأنني �����فيها � � مع� باذلة مقدسة عالقة

� � � � � على� والعمل باآلخرين اإلحساس وليس اآلخرين،�ل � � دنس� بال طاهرة صورتهم �..حفظ � رباط� سوى

� � � � � � � �E واحدا Eكائنا منها ليجعل الخليقة يقيد الذي المحبة� � � � � ك� الحتواء واتساعه القلب انفتاح إذن ل�فالحب

� � � � � � مجرد� وليس وخالصهم سعادتهم أجل من البشرمشاعر� تبادل

ن الحب غير المال ال يTخزن وإنما والحق إوإال تسرب إلى قلب الحب عمل ونشاط

اإلنسان شعور مرير باإلفالس فما أسهل أن

tيشعر اإلنسان بميل سامt نحو اآلخرين ولكن خدمهم أو يضحي من أجلهم! يما أصعب أن

ب S يا أوالدى ال نTحS" ألم يقل يوحنا الحبيببالكالم وال باللسان بل بالعمل والحق "

(18: 3يو1)

إال أننا يجب أن نفرق بين الحب تحمل معنى والشفقة التي

التعاطف مع ضعف اإلنسان أو فالمحبة ال ..مرضه أو فقره أو ألمه

تتجه نحو أمثال هذه النقائص بل نحو القيم إنها اهتمام تلقائي باآلخر من حيث كونه شخص ال

، إذن فليحذر الشباب من صفاتهذا الخلط بين المفاهيم!

نستطيع أن نقولإن الحب هو أسمى عاطفة بشرية

أعذب وال يوجد في أعماق اإلنسان التي ما الساميةمن تلك العاطفة

حتى تمأل خاليا هأن تستيقظ في قلبصدره باألنغام المعزية وال أظن أن

بين أسرار الطبيعة سراE أقوى وأجمل من ذلك الميل الذي يحوlل راك وعمل Sسكينة اإلنسان إلى ح

أحبهاقد دائم من أجل نفس أخرى

إن هذه الشعلة المقدسة ما أن تشتعل في ما تملؤه فرحاE ال قلب إنسان فسرعان

بهيختلف عن فرح طفل تائه وجد أبيه SحTالذى ي لوثوا وجه الحب الجميل قد إال أن كثيرين

بأنانيتهم الجامحة وشهواتهم الخبيثة فتحجرت قلوبهم وتصلبت وجوههم وعاشوا في قحط

وجفاء يزرعون ويحصدون بين األحجار ! فماذا جنوا؟واألشواك

ناس جعلوا من عقولهم أT وهذا ليس بغريب على كبيرة ومن قلوبهم جدول مياه صغير إسفنجة

لذلك يفضلون االمتصاص على االنطالق! أما واالمتصاص فسمة الشهوة التى تخيم على صدره

كأنها كف أسود ثقيل ألقته الظلمة على جسده فال يرى من الحياة سوى أشباحها الفاسدة أما أنوارها فقد انقلبت ناراE تحرق كبده بلهيبها وتعمى عينيه

! الكثيفبدخانها

ولكن ما سر الرغبة الجامحة التي تستولي على فتدفعه إلى نسيان عندما يTحSب قلب اإلنسان

في سبيل أحبائه؟!ذاتهنفسه والتخلي عن رف أن كل إنسان يريد أن يقدم ذاته ذبيحة تنع

اإلله البار لكنحية عند قدمي اإلله الذي يعبده بليرفض أن أذبح ذاتي كالوثنين من أجله

يريدني أن أبذل ذاتي تعباE من أجل خليقته التي أجلها ألنه بالعطاء يزداد الحب لأحبها وبذل ذاته

ويعم االستقرار بين البشر وبالسلب تتعمق جذور األنانية ويسود االضطراب والتنافس

ومعروف أن األنانية تأكل صاحبها كالتTرس الذي يحيا األناني فيدور في الخالء دون أدنى منفعة

على حساب نفسه قبل أن يحيا على حساب اآلخرين!

ال يدفع الحب اإلنسان إلى العطاء وبخيل السخاء! فما من فقط بل إلى

إال وأعطى عندما نبض قلبه المتحجر اللحظات ال يقدر أن تلك بالحب ففي

Eيتشدد ألن الحب يجعل النفعي نزيهان كثيراE ينشهواوالتاجر كريماE حتى ال

ما تسكن حواسهم ولو لساعات خالل موسم الحب حيث ال أنانية بل حب

عجب إن قال إنساناE: إنني اوعطاء فلالحب هو أنفاس الحياة! فأTحSبيا لأح

� � � � � االتحاد� يعنى ال الحب أن إال� � � � وهذا� التام االمتزاج أو الكامل

� مفهوم� �خاطيءأيضا فإن�� � � تجاربه� اآلخر أشارك كنت

�أTو � � إال� وأحزانه أفراحه قاسمه� � � � أن� يمكن ال شخصيتي أن

� � شخصيته� في Eتماما تذوب

يقول جبران خليل جبران فلتكن هناك مسافات

بعض فى تفصل بعضكم عنحياتكم المشتركة ولتدعوا رياح

الصباح تتراقص بينكم نعم فليTحSب أحدكم اآلخر ولكن ال تقيدوا الحب بالقيود بل ليكن

الحب بحراE متموجاE بين شواطئ نفوسكم

في الحب يتمنى االثنان أن يكونا واحداE مدى الحياة للبشر بالمرصاد، فمتطلبات لكن الزمن واقف

الحياة تضطر البشر للسفر هذا باإلضافة إلى تقلب المتكررة العواطف البشرية ومشاكل الحياة

وأخيراE الموت الذي يضع نهاية وضعف الروحيات للحب إذن فحلم أبدية الحب لن يتحقق واألفضل استبدال فكرة االمتزاج التام بفكرة المشاركة إذ

هدف ليشعر االثنان أنهما يعمالن معاE للوصول مشترك بينهما فالعالقة هنا عالقة تعاون يكيlف فيها كل منهما سلوكه من أجل الوصول إلى

تحقيق أملهما المشترك

ويميل الشعراء عادة ويساندهم الفالسفة إلى الحديث عن خلود الحب وقد قال

أرسطو: إن حباE أمكن يوماE أن الفيلسوف ينتهي لم يكن في يوم ما حباE حقيقياE! إال

أننا لو هبطنا من سماء هذه التأمالت الرائعة إلى دنيا التجربة اإلنسانية الواقعية بضعفها وقصورها وعثراتها ومتناقضاتها

لوجدنا أن العالقة بيننا وبين اآلخرين كثيراE ما تتغير وتستحيل بعد فترة من الزمن إلى مجرد عالقة تحصرها األشياء

مثاليةن للشباب أجنحة ذات ريش من الحقاE إواألوهام ترتفع بهم إلى ما وراء الغيوم فيرون الكون بألوانه الزاهية ويسمعون الحياة مرتلة

األمل ولكن تلك األجنحة الواهية ال ناشيدأتلبث أن تمزقها عواصف الحياة فيهبطون إلى عالم الحقيقة الذى هو مرآة غريبة يرى فيها

اإلنسان نفسه على حقيقتها: مشوهة، ضعيفة، ناقصة

ال ننكر أن حرارة الحب ونوره وناره تتوقف على مدى عنايتك به فبقدر ما تغذى النار تبقى

مشتعلة هنا تظهر حكمة البشر في التغلب على أزمات الحياة التي تجعل الحب إما أن ينمو أو

تجاربها ينتهي لكننا ال ننكر أن مشاكل الحياة و هي الطعام أوقاتآالمها وآمالها تكون في و

في الغالب تكون هي والذي يغذى الحب ويقويه الدودة التي تتغذى على أوراق الحب كما أن

اهتماماE للحب إال ونعطي ال البشر في غالبيتهم ونعرفيه وال وهمليفي بدايته ثم سرعان ما

المحدودة هم وخبرتهم وروحانيتتهمبحكم ثقافيبقى مشتعالE على الدوام!كي ه لوغذيأن

وقد يخطئ من يظن أن كل ما يهدف إليه اإلنسان عندما أوامره ل ويعمل على إخضاعه يTحSب أن يملك اآلخر

والسيطرة على تصرفاته والتحكم في مواهبه فالحب ال يعنى أن يلغى كل واحد فردية اآلخر أو يسلب مواهبه ويقيد فكره ويسجن حريته ويقتل إبداعه.. إنما الفشل في الحب وضعف الشخصية وعقدة النقص هي التي

تقود اإلنسان إلى مثل هذه التصرفات السلبية ألن هذه الرغبة العارمة في الهيمنة أو التملك هي من مظاهر األنانية إال أن هذا ال يعنى أن هناك حباE خالصاE كالذهب

فما من حب إال ويكون ممزوجاE ولو بقليل من المصفى حب التملك!

دباء Tيقول أحد األ أنت وقريبك بذرتان

الحقل في مزروعتان Eالواحد وأنتما تنميان معا

Eأمام الريح وتتموجان معاولكن ال يستطيع أحد أن

يدlعى ملكية الحقل ألن البذرة ال تقدر أن السائرة إلى النماء

تدlعى ملكية نفسها

لو سعيت إللغاء مواهبك وسمات شخصيتك فهذا يعنى أنني أحب لتكون مشابهاE لي

صفاتي فيك وال أحبك لشخصك إنها النرجسية فأنا وأنت يجب أن نكون القاتلة للحب

أزهارها وأشجارها وأيضا واحدةجزيرتين لكل خرىTاألالتي تميزها عن أشواكها وحشائشها

ودور الحب هنا ال يجعل من الجزيرتين جزيرة واحدة بل أن يغسل بمياهه النقية شواطئهما

فيجعل مياه كل جزيرة طاهرة على الدوام

نعترف بأن الحب ليس فيه مالك ومملوكأو آسر أو حاكم ومحكوم

هي إنما األنانية ومأسور التي تدفعنا المتالك البشر لنقطف أزهار حياتهم

فتتحول الزنبقة البيضاء إلى ليل الجميلة أسود وسيمفونية الحياة

عTزفت على قيثارة شيطانية قد إلى أنغام شاذة من صورباهتة إنها صورة األوتار! ممزقة

شأن النفعية في ذلك الحب المزور شأنهاألنه ! لماذا ؟ أسوأ أشكال الحب المرضى التي تTعد

فقط ها تقيم اإلنسان آدميته ويحوله إلى آلة يفقد أن علمنافيما تنتجه وهذا ضد قوانين الحياة التي ت

تألم فإن خالفناها ستعمل األشياء نTحSب الناس ونه كحطام سفينة في مستنقع توتبقى مسيراإلنسان

Eوملال Eملوث فتصبح الحياة كلها قلقا

" إن أحببتم الذين يحبونكم السيد المسيحيقول هنا يظهر الحب في أسمى ”فأي أجر لكم

ال يتجه نحو فئة خاصة بل ية سامtعاطفةمعانيه كألن الحب شعاع يمتد ليشمل البشرية كلها

طاهر يجب أن يمأل كل الخليقة ومن حق كل إنسان أن يستضيء بنوره ويستدفئ بحرارته

فهل من كلمات نورانية نصف بها شعلة سمائية مقدسة تلتهم الهشيم وتعطف على البائس والمسكين؟ ! كيف أتحدث عن أشعة روحانية تسقط على الخليقة كلها دون أن تميز بين

األبرار واألشرار؟ !

أعظم مسيرة في الحياةهىرحلة الحب إن وقد تتعب رحلة قد تطول أميالها إال أنها

وما على البشر إال أن فيها يترفقوا في مسيرتهم ليصلوا إلى

وإن كان الحب يTشبع اإلنسان نفسياE إال أن هذا ال البر بسالم E يمنعنا من التسليم بأن للعذاب دورا

ألن تحملهنفي الحب يجب أن يصطدم بعوائق كثيرة مرجعها نقص إمكانات المحبوبالمحب

فاألب يحب ابنه لكنه يتألم لفشله أو ضعفه بنزاهة من أجل من ولكن هذا ال يمنعنا من العمل

التي تفرضها واآلالم أحببناهم محتملين بصبر تلك الجروح وعدم التفاهم وما إلى والجهل علينا عوامل الضعف

ذلك من سلبيات وضعفات بشرية

top related