معضلة أبيقور (الشر)

Post on 18-Jul-2015

449 Views

Category:

Spiritual

7 Downloads

Preview:

Click to see full reader

TRANSCRIPT

مدخل بسيط و رد الشبهات

ماد من أبرز النقاشات اإللحادية حول المنطقية اإلله هو اإلعت

اني و و هو فيلسوف يون, على ما يسمى بمعضلة أبيقور

تاريخ يعتبر من أوائل من صاغ فكرة الفلسفة الجدلية فى ال

يئة حيث طرح وجهة نظره بالنسبة لإلله على أنه بشر في ه

د سؤال يعتمد على توضيح وجهة نظر واحدة فقط دون وجو

.أى تحليل منطقي ألى رد ديني

ر إذا كان اإلله هو العادل و المثال األعلى للخي)تعتمد معضلة أبيقور على طرح سؤال ,(فلماذا توجد الشرور ؟

:و هنا يصيغ أبيقور حلول معضلته في هيئة أربع إجابات

امل يريد اإلله منع الشرور و لكنه ال يقدر و هكذا يصبح الكيان اإللهى عاجز غير ك. 1.القدرة

شرور يستطيع اإلله منع الشر و لكنه ال يريد و هكذا يصبح الكيان اإللهي هو أصل ال. 2.فى العالم

ى و يستطيع اإلله منع الشرور و يريد منع الشرور و هكذا أصبحنا فى معضلة أخر. 3.هى من أين تأتى الشرور

4 .اس ال يستطيع اإلله منع الشرور و هنا يصبح من الصعب وجود كيان إلهي من األس.

سنسأل السؤالين الفلسفيين التاليين ، وهما:

هل الخير موجود بحد ذاته و الشر موجود أيضا بحد ذاته

بشكل منفصل عن الخير ؟

د أو أم أن الموضوع واحد يحدد صفته صفر معياري بما يزي

يقل عنه ؟

الصفر المعياري

(نقطة الجدل النسبي)

ال بد أن نتفق حسب الظاهر لنا من الحياة اليومية و مما

، ندركه من حولنا أن األصل الموجود في هذا الكون هو الخير

ذوذ أي أن القاعدة السائدة هي وجود الخير ، و اإلستثناء أو الش

.من القاعدة هي الشرور

قت ففي معظم األيام السالم هو السائد و الجريمة تحدث من و

آلخر ، الصحة هي السائدة و األمراض تأتي و تذهب من زمن

آلخر ، و األرض مستقرة معظم الوقت و في بعض األحيان

... !تضطرب و تنشأ الكوارث الطبيعية ، و نحوه

يبدو جليا لنا أن غياب الصفة تؤدي إلى ظهور نقيضها!

فالظالم هو غياب النور ، و المرض هو غياب الصحة ، و الظلمهو غياب العدالة ، و الحرب هي غياب السالم ، و الفوضى هي

.غياب السيطرة

ها وهذا ما يقودنا إلى القول بأن معظم هذه الشرور و ال أقول كلرج عن يمكن التحكم به بناء على قرارتنا و تصرفاتنا ، و أما ما خ

.إرادتنا ، فله أحكامه التي سنوردها الحقا

سببه لهذا أو لعلنا نناقش هذا كله لتبرأة أنفسنا من الظلم الذي ن!الكون

لماذا الشر موجود ؟

الخير المبطون# إظهار الصفات #

على العبادوجود تعريف#

لخائن ؟ كيف يمكنك أن تعرف صديقك الوفي ، لو لم تقابل ا

هل ؟كيف يمكنك أن تميز ما هو الصعب لو لم ترى ما هو الس

ا يبدو لنا حقا أننا لن نعرف ما هي السعادة إال إذا حزن.

د بصوره و لم نكن لنعرف معنى الغنى لو لم نرى الفقر يتجس

.المتعددة

كيف سترتاح لو لم تذق طعم التعب ؟

وعلى ذلك فـ قس!

“ر بالنافع، إن المصلحة، في أمر ابتداء الدنيا إلى انقضاء مدتها، امتزاج الخير بالشر ، والضا

لق، أو كان ولو كان الشر صرفا هلك الخ. والمكروه بالسار، والضعة بالرفعة، والكثرة بالقلة

.كمةومع عدم الفكرة يكون عدم الح. خيرا محضا سقطت المحنة، وتقطعت أسباب الفكرة

وال يعرف . يكن علمولم. ومتى ذهب التخيير ذهب التمييز، ولم يكن للعالم تثبت وتوقف وتعلم

لى باب التدبير، ودفع المضرة، وال اجتالب المنفعة، وال صبر على مكروه، وال شكر ع

لبة، ولم يكن محبوب، وال تفاضل في بيان، وال تنافس في درجة، وبطلت فرحة الظفر، وعز الغ

يجد على ظهرها محق يجد عز الحق، ومبطل يجد ذل الباطل، وموفق يجد برد التوفيق، وشاك

ن من جعل فسبحا… نقص الحيرة وكرب الوجوم، ولم تكن للنفوس آمال ولم تتشعبها االطماع

وجعل في الجميع تمام المصلحة … منافعها نعمة ومضارها ترجع إلى أعظم المنافع

.وباجتماعها تمام النعمة

” الجاحظ ~

نقص الكون هو عين كماله، مثل إعوجاج “: و كما قال لنا حجة اإلسالم أبو حامد الغزالي

”.القوس هو عين قوته، ولو استقام القوس لما رمى

همشت لو كنت تسلم معنا بماهية هذا الكون و الغاية من خلقك و خلقنا لهذا السؤال جانبا ، كيف هذا ؟

نحن نؤمن كل اإليمان أن الغاية من خلقنا عبادة هللا و عمارة األرضدل فنحن خلفائه ها هنا على هذه البسيطة و مهمتنا األولى هي بسط الع

لحيوان ، بنظام عادل يحفظ حقوق الخلق جميعا ليس اإلنسان فحسب بل ا.النبات ، الجماد و كل ما خلقه هللا

( ج المستضعفين و وما لكم ال تقاتلون في سبيل الله ال والنساء من الرذه القرية والولدان الهذين يقولون ربهنا أخرج (أهلهاالظهالم نا من ه

ماء ريقة ألسقيناهم وأن لو استقاموا على الطه : ) و ما خرج عن إرادتنا (غدقا

رارتنا و إن كان هللا يعلم من سيدخل من الجنة و من سيدخل منا النار ، بعلمه الغيب لق

تصرفاتنا ، فلماذا هذه الحياة إذا ؟

جمعينليظهر آثار صفاته على عباده ، و هو الغني عن خلقه أ: هذا ما يعيدنا إلى نقطة.

مة لنا و تمييز و بتسلمينا بغنى اإلله عن خلقه ، فهذا يقودنا إلى القول بأن خلقنا هو مكر

.جل نتميز به عن مكنونات العدم و ليس حاجة لإلله بصفته الغني عن خلقه عز و

صيرك فنقلك من العدم إلى الوجود و اإلدراك و التفكير في كل هذا بغض النظر عن م

فجد الهدف! هو مكرمة إلهية بحد ذاتها و تجربة رائعة ، و ال يمكنك أن تنكر ذلك

!شرية الذي أوجدك اإلله ألجله ، و قم بالدور التاريخي الذي ستلعبه في مسرحية الب

( صلهى الله وا ي بيده لو لم تذنب عليه وسلهم والهذي نفس عن أبي هريرة قال قال رسول الله

بكم ولجاء بقوم يذنبون في فيغفر لهملذهب الله (ستغفرون الله

، أم أننا ال لو سلمنا جدال بهذا الشر الذي تدعي سوءه ، فهل هو حقا شر محضنعرف إال فصال من الحكاية ؟

مة ثم إن قصر نظرنا و قصورنا عن إدراك الحكمة ، هل يعني هذا بطالن الحك؟

رحمه هللا–في كل شر خير مبطون ، كما يقول لنا الدكتور مصطفى محمود-طن األرض فالبراكين التي تبدو شرا ما هي إال تفريغ للطاقة الكامنة في با

ليل الجثث ، ولوالها ألنفجر الكوكب ، و الميكروبات التي تبدي الشر ، تقوم بتحن حولنا و وظائف بيولوجية معقدة ، لوالها إلختفت كثير من الظواهر الصحية م.تقدم ، و العقبات التي تواجه اإلنسانية تقودنا نحو الحضارة و اإلختراع و ال

ون قد وكذا كل شر له جانبه الخير و تأثيره اإليجابي على جوانب أخرى نك!!فقط ثق بالحكمة ... غفلناها

ة ، إنه إنها السلبية اإلجتماعية ، إنها فقدان المهارة في التفاهم مع الحياالعجز عن التوصل إلى تسوية مع ظروف الحياة ، إنه خلل العقيدة و

.تزعزعها في النفس

ناه من إنها إلقاء الحمل عن كاهلنا ، و التخلي عن مسؤوليتنا تجاه ما صنع.دمار في هذا الكون ، إنها إنكار المجرم للجريمة ، و الظالم للظلم

ي معاناة إذا لم تكن قوانين الطبيعة هي السبب ف: يقول تشارلز داروين. الفقراء فخطيئتنا ستكون عظيمة

نعم هي ليست السبب ، و خطيئتنا عظيمة ، عظيمة جدا يا داروين!

top related