الخروج من التيه - دراسة في سلطة النص.pdf

Post on 26-Oct-2015

551 Views

Category:

Documents

0 Downloads

Preview:

Click to see full reader

DESCRIPTION

يتضمن الكتاب سبعة مباحث فضلا عن المقدمة والخاتمة يجسد فيها الكاتب هول التيه الذي يعيشه المشهد النقدي الغربي منذ النصف الثاني من القرن العشرين، بعد أن فقد النص الادبي سلطته داخل التيه النقدي الحداثي وما بعد الحداثي، وبعد ان تحولت «النظرية» الى غول مخيف يلتهم كل الثوابت، ومن ثم يرى الكاتب ان العودة الى النص هي بوابة الخروج من تيه ليس من صنعنا، وأدخلنا فيه البعض على غير ارادة منا. وتأتي أهمية هذا الكتاب من كونه الجزء الثالث والاخير من ثلاثية للمؤلف بعنوان «المرايا المحدبة» من البنيوية الى التفكيك (1998) والمرايا المقعرة: نحو نظرية نقدية عربية (2001) ثم الدراسة الحالية التي يتناولها الكتاب: الخروج من التيه. وكانت الدراسة الاولى قد أثارت ضجة نقدية واسعة في حينها حين كشفت عن عمق الهوة التي تردت فيها الحركة النقدية العربية منذ بداية سبعينيات القرن الماضي عندما خلط بعض المثقفين العرب بين الرغبة المشروعة في تحديث العقل العربي بعد نكسة يونيو 1967 العسكرية وبين الحداثة. بينما تحول الكاتب في الدراسة التالية، «المرايا المقعرة» الى محاولة البحث عن نطرية نقدية عربية تأتي دعوة لتطوير ما أسماه العقاد في سنوات نضجة بالهوية الواقية عن طريق تطوير نظرية لغوية وأدبية عربية تقوم على الاتصال الكامل بالآخر الثقافي والاستفادة من كل انجازات العقل الغربي المتقدم مع التمسك بجذورنا الثقافية.لذلك يرتكز محور الدراسة في هذا الكتاب من البداية الى النهاية على موقف المدارس والاتجاهات والمشاريع النقدية الغربية من سلطة النص الادبي، والتي يرصدها الكاتب في تيه المشهد النقدي الغربي ابتداء بالشكلية الرورسية وانتهاء بالتنويعات المختلفة للنقد الثقافي لافتا الى انه كان لابد لنا من دخول التيه النقدي حتى نعيش حالة الضياع الكامل داخله، داخل المدارس النقدية المتداخلة والمتعارضة والمتشابكة التي اشتهر بها القرن الماضي.وعلى الرغم من أن المؤلف اضطر الى عبور عدد غير قليل من الجسور التي سبق له عبورها في المرايا المحدبة والمرايا المقعرة إلا أنه كان يعبرها بقصد الوصول الى هدف مختلف عند نهاية كل جسر. ومن ثم يرى أن سلطة النص كما تحددها الدراسة تقوم على قدرة النص الادبي على تحقيق معنى ما، يتمتع بقدر من الإلزام ويقبل التثبيت، ولو بصورة مؤقتة، في مواجهة فوضى القراءات التفسيرية للنص الأدبي التي انتهت عند أتباع نظرية التلقي والتفكيك، الى الغاء سلطة النص، بل الى التشكيك في وجوده أصلا، ولذا يؤكد الكاتب في غير موضع على أن هذه الدراسة هي محور محاولة جديدة لتحديد وتأصيل معالم نظرية نقدية عربية بديلة، كضرورة بقاء في عصر تهدد فيه الثقافة المهيمنة بابتلاع الثقافات القومية وفي غيبة رد فعل سياسي عربي ضد محاولات اعادة تشكيل خريطة المنطقة العربية، وازاء هذه التحديات وكما يؤكد المؤلف فإن الثقافة تصبح حصن المقاومة العربية الأخير كما يتأكد دور النص في تحديث العقل العربي وتحقيق التنوير الذي يرفعه الجميع شعارا للمرحلة الجديدة منذ سنوات في الوقت الذي يتبنون فيه مذاهب نقدية تبطل قدرة النص الأدبي على احداث دلالة أو معنى.ولهذا كان النص الجديد الذي روج له المؤلف نصا يقف في منطقة وسطى بين جماليات النقد الشكلاني ممثلا في الشكلية الروسية والبنيوية والنقد الجديد وبين النص من منظور الماركسية التقليدية والماركسية الجديدة أو المعدلة، حيث يصبح النص وثيقة للعصر وشاهدا عليه مع تأكيد ارتباطه بالخطابات الثقافية الأخرى غير الأدبية وهو ما يتضح خلال الفصل السابع من هذا الكتاب والذي يمثل اهم فصوله. حيث يقوم المؤلف بعملية (غربلة) دقيقة لواقع المشهد النقدي الغربي استنادا على دافعين اولهما يتمثل في ان الكثير من معطيات التيه النقدي الغربي نوع من الترف الفكري للمثقفين الغربيين الذي اوصلتهم اليه مجتمعات الرفاعية والوفرة وثانيهما أن أبناء الثقافة الغربية انفسهم قد بدأوا يبحثون عن خيط النجاة بعد ان شعروا بهول التيه الذي اوصلتهم إليه «النظرية» خاصة بعد ان وصلت عدمية التفكيك الى ذروتها.ومن ثم يخلص الدكتور حمودة الى تأكيد دعوته بالعودة الى النص وتأكيد سلطته على اساس أن تأكيد سلطة النص لابد ان يكون اساس أي عمليات تحديث للعقل العربي وتحقيق استنارته بعد أن نسفته جميع المدارس النقدية الغربية وألغت وجوده اصلا، ولعلها خطوة اخيرة لتحقيق الفطام النهائي للعقل العربي، حتى ينتج حداثة عربية خاصة به دون سواه.

TRANSCRIPT

top related