economice ploitique ﺭﻴﺒﻌﺘ ﻡﺩﺨﺘﺴﺍ : ﻰﺴﺎﻴﺴﻟﺍ...

-١-

: طبیعة علم االقتصاد مقدمة فى

Economice Ploitique استخدم تعبير : قتصاد السياسىاالتعبير * وكان أول من استخدمه هو الكاتـب ٠ ١٦١٣ سنة ألول مرة "اقتصاد سياسى "

حينما ألف كتابـا (Antoine de Montchristien)الفرنسى أنطوان دى مونتكر يستان ولم يكن اختيار هذا التعبير موفقا ألنـه يعنـى، حـسب ٠)١( له يحمل هذا التعبير عنوانا

على اعتبار أن كلمة ذمة وهـى "ةقواعد إدارة ذمة المدين "اشتقاقه اللغوى من اليونانية، Oikos وقواعد ، =Nomos مدينة ،Polisذلك فهو يتعرف بحسب أصله، إلـى وعلى ٠

٠ علم االقتصاد السياسىعلم المالية العامة ال إلىكان يهدف " االقتصاد السياسى"شقى تعبير الكاتب السابق الذكر بين وحينما جمع

منطقيا إذ أن السياسة المسلك العامة، وكان هذا لألمير فى إدارة األموالإلى إسداء النصح ٠االقتصادية قد سبقت فى نشأتها علم االقتصاد، الذى لم ينشأ إال فى القرن الثامن عشر

، فى عهد التجاريين إلى قتصاد بأنه سياسى، أنه كان يهدف وصف اال برر ولقدحل المشكالت العملية، وأنه لذلك قد اختلط بالسياسة، فقد اختلط فى البحث االقتـصادى

٠المبادئ المتطلبة للحكم الصالحبمبادئ نمو الثروة الثامن عشر بدأ ظهور علم االقتصاد علـى يـد وفى النصف الثانى من القرن

ت، ثم على يد التقليديين اإلنجليز، ولقد عمل هؤالء االقتصاديون رغبة منهم فى الفزيوكرااستقالل، على تجنب هذا الخلط، ولم يرتفع هذا الخلط إال بعد أن إبراز ما لهذا العلم من

مما أدى The Wealth on nations ١٨٧٦كتابه عن ثروة األمم سنة" آدم سميث"كتب ٠اد السياسى للداللة على علم الثروة تعبير االقتصإلى أن يحتجز

تشير فى العصر اليونانى القديم ) والتى استخدمها أرسطو (وكانت كلمة االقتصاد : )٢(إلى المعانى المترادفة التالية

٠ العائليةقواعد أو قوانين الذمة المالية -١ ٠قواعد وقوانين االقتصاد المنزلى -٢

)١( Antoine de Montchretien "Traite d'economie Politique".

ـ -لـسياسى االقتصاد ا -رفعت احملجوب / مشار إليه ىف مؤلف أستاذنا الدكتور دار النهـضة -١جـ ٠ ١٠ ص١٩٧٩العربية

٠ ٧ ص٢٠٠٠طبعة -مطبعة النشر الذهىب-مبادئ علم االقتصاد-حممود الطنطاوى الباز/ د٠ أ )٢(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

http://www.pdffactory.com

-٢-

٠قواعد وقوانين تدبير شئون البيت أو األسرة -٣

لكى يحقق أفضل لمنزله األسرة فى إدارة الذمة المالية الطريقة التى يتبعها رب -٤ ٠استخدام لدخله المحدود

من العسير أن يكون إدراك اإلنسان لمضمون علم االقتصاد علـى هـذا وليس الفطـرى النحو أسبق من العهد اليونانى القديم، وقديم قدم وجود اإلنسان ذاته وإدراكـه

٠ددة وإمكانياته المحدودةبحاجاته المتعوفى النصف الثانى من القرن التاسع عشر اتجه كثير من الكتاب تحـت تـأثير

التـصرف محاولة منهم للفـصل بـين الفكر التجريبى إلى استخدام تعبير علم االقتصاد االقتصادية والحياة العامة لألفراد، ظلت والمعرفة، إال أنه مع زيادة تدخل الدولة فى الحياة

االقتصاد السياسى مقبوال فى الفكـر لصلة وثيقة بين االقتصاد والسياسة وأصبح تعبير اوأصبح ، ثم عادوا ضعف هذا االتجاه والتطبيق، ويمكن القول أن االقتصاد بدأ سياسيا، ثم

لالقتصاد فأصبح االقتصاد سياسيا مرة ثانية بعد ازدياد تدخل الدولة فى الحياة االقتصادية ة وخاصة مشكالت العدالة االجتماعية والرفاهية القومية وأصبح مـن غيـر صفة سياسي ٠)١(فصل الحياة االقتصادية عن الحياة السياسيةالمتصور

نؤيد فى هذا المضمار الرأى الذى ذهب إلى أنه من الخطأ اآلن تصور وبدورنا موعة من العلوم أن التطور الحديث قد أخرج لنا مج فالواقع٠علم االقتصاد بالمعنى المفرد

وأصبح مفهوم علم االقتصاد بالمعنى المحـدد "العلوم االقتصادية والمالية "يجمعها تعبير والمجازى، ينصرف أساسا إلى النظرية االقتصادية حيث تمثل النظرية القاعدة األساسية

، للنشاط االقتصادى بصفة عامة والهيكلية، والتى تحتوى على المعرفة والقوانين المنظمة ٠)٢(فى مجتمع معين، وفى مرحلة تاريخية معينة

ولعل أن البعض قد يدرس علم االقتصاد ألن هوايته جمع المال، كما أن آخرين قد ال يشعروا باألمن إذا فاتهم المعنى الحقيقى لمصطلحات شائعة، مثل كلمـة عـرض

عكاسـات علـى بأحوال الكساد والرواج وما لها من ان هتم جدا نوطلب، كما أننا كأفراد ٠أحوالنا المعيشية

٠ ٦ص-١٩٩٧طبعة-بدون دار نشر-مبادئ علم االقتصاد السياسى-نور إمساعيل اهلوارى/ د٠ أ)١( ١١ ص١٩٨٧طبعة-الدار اجلامعية-لتحليل اجلزئىعلم االقتصاد من خالل ا-مصطفى رشدى شيحة/ د٠ أ)٢(

٠



-٣-

وزهر إن جرس الفوز): مبادئ االقتصاد(ويقول األستاذ يول سامولسن فى كتابه إذا كنت تعرف المزيد من الحظ فى الحياة قد يكونا تماما لصالحك أكثر من كونهم ضدك

الـصارخة االقتصاد وإن حياتك من المهد إلى اللحد ستتصادم دائما مـع الحقـائق علم فاإلنسان فى نشأته وتطوره سوف يواجه قضايا اقتصادية تتطلـب أن يـدلى ٠قتصادلال

والعالقـة بـين المالـك الـضرائب بصوته عند إثارتها فى االنتخابات وخاصة قضايا كما أن اختيار اإلنسان لوظيفته البد أال يتأثر ٠والمستأجر وحرية التجارة بال قيود مشددة

صف بـاألجور عأيضا بالقوى االقتصادية السائدة والتى قد ت فقط بمواهبه ورغباته، وإنما ٠والمكاسب التى تحصل عليها تلك المهنة

وهو لـيس إن علم االقتصاد مفيد للغاية فى فهم الكثير من األمور المحيطة بنا، وصفبفى حد ذاته، قدر ما هو علم يهتم فى المقام األول الجذاب ر أو خفقط بالعلم السا موارد النادرة التى تظهر فى الزمان والمكـان، فهـو يالحـظ ويـصنف طرق إدارة ال

٠)١(المعلومات الناتجة عن التجارب اإلنسانية

)١( Paul Samuelson and wilciam Nordhanse Economics74 the ed pp.1-

10. اجلـزء -حتليل كلى وجزئـى -مبادئ االقتصاد -عبداملنعم راضى / مشار إليه ىف مؤلف األستاذ الدكتور

٠ ١١ص٢٠٠٢طبعة-مكتبة عني مشس-األولحماضـرات ىف -عبداحلفيظ عبداهللا عيد والدكتور خمتار عبداحلكيم طلبة / د٠ع أ وملزيد من التفصيل راج

.٢١ ص٢٠٠١-اجلزء األول-االقتصاد السياسى



-٤-

الفصل األول ادـم االقتصـف علـتعری

الف آراؤهـم بـاخت واختلفت الكثير من الكتاب لتعريف علم االقتصاد، تعرض

: الى الزاوية التى ينظر منها لهذا العلم وذلك على النحو الت :االقتصاد هو علم الثروة -١

أى - بأنه علم الثروة االقتصاديين التقليديين خالل عصر الرأسمالية الحرة عرفه ، وقد أبرز أن موضوع علم االقتصاد هو البحث عن الوسائل التى تمكن من تجميع الثروة

ضعامارشال أن موضوع علم االقتصاد هو اإلنسان ولكن ليس كل تصرفات اإلنسان مو الهتمام االقتصاد، ولكن يقتصر األمر فقط على تلك التصرفات التى تتعلق بـالثروة، أى التى تتعلق بكيفية إنتاج الثروة وكيفية استعمالها سواء فى ذلـك تبادلهـا أو توزيعهـا أو

٠إنتاجها أو استهالكها ثروة؟ إثارته لعديد من التساؤالت حول معنى ال على هذا التعريفقد آخذإال أنه

هل يقصد هنا الثروة المادية فقط أم أن الثروة يقصد بها الثروة المادية وغيـر المادية؟

والعقارات مثال فإن هذا فإذا كان المقصود بالثروة هنا الثروة المادية كالمنقوالت المادية وغير ، أما إذا قصدنا الثروةالتعريف يصبح قاصرا ويضيق بالتالى نطاق االقتصاد

وذلك ألن الثروات غير ة، أى الخدمات المختلفة، فإننا بذلك نوسع من علم االقتصادالماديولكن تشمل ) والطبيب والمعلم مثالالمحامى خدمات (المادية ال تقتصر فقط على الخدمات

أيضا المنافع المتأدية من التعاليم الدينية والقيم األخالقية والحريات الـسياسية والمدنيـة ٠)١(تمتع به األفراد فى المجتمع فهذه ال تدخل فى نطاق علم االقتصادوغيرها مما ي

: االقتصاد هو علم إشباع الحاجات اإلنسانية -٢فريق آخر إلى تعريف علم االقتصاد بأنه علم إشباع الحاجات اإلنـسانية، ذهب

ان والحاجات اإلنسانية متعددة ومتنوعة، وتتغير بحسب الزمان والمكان، فحاجات اإلنـس حاجات اإلنـسان عن حاجات اإلنسان فى القرن الحادى والعشرين، كذلكالبدائى تختلف

)١( Alfyed Marshali : Princpal of economic 1962.p.6.

٠ ٧أنور إمساعيل اهلوارى مرجع سابق ص/ د٠مشار إليه ىف مرجع أ



-٥-

إال أن هـذا ٠ اإلنسان فى المناطق القطبيـة عن حاجات فى المناطق االستوائية تختلف التى يتحـدث وذلك آلن الحاجات ،التعريف وجه له نفس النقد الذى وجه للتعريف األول

على وجه الدقة، فأى الحاجات التـى يـشتمل عليهـا علـم عنها هذا التعريف لم تحدد كالحاجة إلى الطعـام والملـبس االقتصاد؟ هل هى الحاجات التى تشبع بالوسائل المادية

والمسكن مثال، أم الحاجات التى تشبع بالوسائل غير المادية كالتذوق الموسـيقى والقـيم ٠الدينية والخلقية

أدخلنا الجزء اق نطاق علم االقتصاد، وإذا األول ض على فإذا قصرنا التعريف الثانى أصبح التعريف واسعا أكثر من الالزم بحيث يختلط علم االقتصاد بالعلوم األخرى

٠الدينية واألخالقية : االقتصاد هو علم المبادلة -٣

البعض اآلخر أن االقتصاد هو علم المبادلة أى أن موضوع علم االقتصاد يرى معه آلخر مقابل الحصول علـى مـا لة التى ينزل بمقتضاها الفرد عما هو دراسة المباد

من شخص إلى آخـر لقيـام الظـاهرة يريد، وعلى ذلك فال يكفى مجرد انتقال األموال تصرفا حرا ال تـصرفا لمعيار المبادلة أن يكون تبعا يعدو االقتصادية، إذ أن التبرع ال

نقودا، أى أنهم أحد جوانب المبادلة ط أن يكون اقتصاديا، بل إن بعض االقتصاديين يشتر على دراسة األثمان، وعلى ذلك فعلم االقتصاد هو الذى يدرس القيمة يقصرون االقتصاد

متعددة والمـوارد محـدودة أى الثمن الذى تتبادل به األشياء، وذلك ألن حاجات اإلنسان حية كيفية تحديده والعوامل أن تصبح الموارد ذات ثمن، ودراسة الثمن من نا ولذلك البد

٠التى تؤثر فيه، والعالقة بينه وبين الظواهر األخرى هى أساس الدراسة االقتصادية ويؤيد هذا الرأى ما استقر عليه رأى البعض أن األجر ليس إال ثمنـا للعمـل،

ثمنا إال لألرض، والربح ما هوامنما هو إال ثوالريع لرأس المال،نامثوالفائدة ما هى إال يعاب على هذا الرأى، للتنظيم وهكذا نجد أن االقتصاد الرأسمالى كله مبنى على األثمان

ذلك تحقيق أن هناك كثير من العالقات االقتصادية تبعد كثيرا عن موضوع األثمان، مثال اإلنتاج األمثل باستخدام عوامل اإلنتاج استخداما اقتصاديا، وتخصص بعض الدول فـى

وكذلك تركز الصناعة فى أماكن معينـة وغيـر ذلـك مـن و فى الزراعة، الصناعة أ ٠ أن يكون تحديد الثمن أساسا لهاالموضوعات التى يدرسها علم االقتصاد دون



-٦-

يستبعد هذا التعريف االقتصاد القبلى واالقتصاد العائلى من دائـرة علـم كذلكلتى تتوالها السلطة العامة والتى االقتصاد، كذلك نشاط االقتصاد العام، وهى تلك الميادين ا

٠ أو المبادلةال يحركها الثمن : االقتصاد هو علم الندرة-٥

هو دراسة سلوك اإلنسان فى مجال العالقة أن االقتصاد البروفسور روبنز يرى ذات استعماالت متنوعة، وبعبارة أخـرى، أن علـم متعددة ووسائل متعددة بين أهداف

يبحث فى تنظيم الموارد المحددة ذات االستعماالت المختلفة على االقتصاد هو العلم الذى األهداف والحاجات المتعددة، وأساس هذا التعريف هو ندرة الموارد التى تحت تـصرف

وكثرتها، أى بالنسبة لما يريد إشباعه من حاجات إنسانية مع تعدد هذه الحاجات اإلنسان ٠سائل والغاياتبين الوالمالئمة أن علم االقتصاد وهو علم

ذلك أن علم االقتصاد يدور حول ما هو مالحظ فى الحياة الواقعة عـن نىومع نسبية للموارد القابلة إلشباع الحاجات المتعددة لإلنسان، مما يحتم عليه استخدام هذه ندرة

حد ممكن من هذه مستطاع، حتى يمكن إشباع أقصىالموارد المحدودة على أفضل وجهفيما يتعلق ينشأ عن ذلك من عالقات بين أفراد المجتمع اإلنسانى وخاصة الحاجات، وما ٠بالملكية والتوزيع

هو تعريف عام يسرى على أى جماعة وتعريف علم االقتصاد بالوضع السابق، ندرة فى الموارد االقتصادية، وكثرة فى الحاجات اإلنسانية، كما ما دامت أن هناك يشريه

هـو مجتمـع (معات سواء التى يعيش فيها شـخص واحـد أنه يسرى على جميع المجت الرأسـمالية أو ، أو مجتمعات أفريقيا البدائية أو مجتمـع عـصور اإلقطـاع )تراضىفا

٠االشتراكيةسية للمـشكلة االقتـصادية، ويتميز هذا التعريف بأنه يركز على الجوانب األسا

حاجات غيـر محـدودة أى ال ولتحققه البد من توافر عدة شروط منها أن تكون األهداف حاجة معينة ظهرت حاجات أخـرى بحيث ال يمكن إشباعها جميعا، وأن حدث وأشبعت

جديدة، وأن الحاجات تتفاوت من حيث األهمية، وأن وسائل إشباع الحاجة محدودة ونادرة، ٠)١("وأن تكون الوسائل المحدودة ذات استعماالت متعددة

وملزيد من التفصيل يراجع مؤلف أسـتاذنا - وما بعدها ٩ص-سابقمرجع -أنور إمساعيل اهلوارى / د٠ أ )١(

حيث ذهب إىل ٤ص-١٩٩٨طبعة دار النهضة العربية عام -أصول االقتصاد -السيد عبداملوىل / الدكتورتعريف علم االقتصاد إىل أنه العلم الذى يعىن بدراسة القوانني االجتماعية، الىت حتكم إنتاج وتوزيع املوارد

٠ إشباع احلاجات اإلنسانيةاالقتصادية ىف



-٧-

الفصل الثانى ھابیعتھا وعناصرط - المشكلة االقتصادیة

الكتابات فى دراستها للمشكلة االقتصادية إلى تقسيم البحث فيها إلى تتجه معظم

: قسمين ٠ويتناول الجوانب المختلفة للمشكلة االقتصادية: القسم األول ويتناول التصور العام لحل المشكلة االقتصادية فـى الـنظم االقتـصادية : القسم الثانى

٠المختلفةاألول، المبحث ول الجوانب المختلفة للمشكلة االقتصادية من خالل وسوف نتنا

٠الثانىالمبحث فى المشكلة االقتصادية فى بعض الجوانب األساسيةثم نتناول



-٨-

ف وثيقا بوجود اإلنسان وتفاعله مع البيئة والظـرو االقتصاد ارتباطا يرتبط علم

من تطور اجتماعى، وترجـع بلغه عما يكون قد المحيطة به، أينما وجد، وبصرف النظر على تـسميته بالمـشكلة الحاجة إلى هذا العلم، إلى حتمية مواجهة اإلنسان لما اصطلح

:)١(االقتصادية، تلك المشكلة التى يمكن تحليلها إلى عنصرين أساسيين : تعـدد الحاجـات : أوال

يجب عليه أن يعمل على إشباعها وهذه الحاجات تختلف مـن ت لكل فرد حاجا الحاجـة إلـى الغـذاء بالنسبة للفرد نفسه من وقت آلخر، فهناك فرد آلخر، كما تختلف

المسكن، وهذه الحاجات الثالث تعتبر رئيسية ال يمكن والحاجة إلى الملبس، والحاجة إلى ى مختلفة ال زالت تنمو ويـزداد حاجات أخر ألى فرد االستغناء عنها، يضاف إلى ذلك

والتنقل والتثقيف، إلى غيـر ذلـك مـن الترفيه عددها وأهميتها، مثال ذلك الحاجة إلى ٠الحاجات

والحاجة الواحدة تنقسم إلى عدة أقسام كما أنها تحتوى فـى طياتهـا حاجـات يضا فالحاجة إلى الملبس تشمل حاجات إلى عدد من أنواع المالبس، وهى تشمل أ٠متعددة

مختلف السلع التى تصنع منها المالبس، وبالمثل باقى الحاجات األخرى التى حاجات إلى ٠يشعر بها اإلنسان وتتلخص فى تعدد الحاجات التـى ٠ هى الحقيقة األولى فى علم االقتصاد وهذه

٠يشعر اإلنسان بضرورة إشباعها، وإطراد زيادتها وتعقيدها على وسيلة إلشـباعها، فمنـذ أن للحصولوالحاجات تدفع اإلنسان إلى السعى

اإلنسان على سطح األرض وجدت معه موارد يمكن تحويلها إلـى أشـكال تـشبع ظهرحاجاته، ولكن هذه الموارد محدودة فهناك كمية محدودة من األرض الزراعية التى تصلح

شاب وغير للغذاء، وهناك كميات محدودة من المعادن واألخإلنتاج المواد الغذائية الالزمة

٠ ٢٦، ص٢٥مرجع سابق ص-أصول االقتصاد-السيد عبدالوىل/ د٠ أ)١(



-٩-

ذلك، والمقصود بكلمة محدودة هنا ليس أنها قليلة ولكن المقصود هو أن الكميات الموجودة ٠تكفى إلشباع كل الحاجات التى يشعر بها اإلنسان فى الزمان والمكان ال منها

وهذه هى الحقيقة الثانية فى علم االقتصاد، وتتلخص فى أن الموارد التى تستخدم ٠حدودةفى إشباع الحاجات م

فى علم االقتصاد إذ أنه إذا كان المورد موجودا بالشكل الذىوهذه الحقيقة هامة من حاجة اإلنسان، وإذا كان من الممكن الحصول عليـه يصلح لالستهالك بكميات تزيد

علم االقتصاد، بدون جهد فإنه ال يثير مشكلة اقتصادية، وبالتالى ال يدخل فى نطاق دراسة ٠ على ذلك الهواءومن خير األمثلة

فالمشكلة االقتصادية هى ندرة الموارد بالنسبة للحاجات، ولو لم توجد هذه الندرة لما نشأت المشكلة االقتصادية، بل ولما كان هناك حاجة إلى دراسة علم االقتصاد، ألنه فى

٠الحاجات بدون جهد أو نشاط اقتصادىجميع هذه الحالة تشبع إليها تجعل اإلنسان يضطر إلـى أن بالنسبة للحاجة وندرة الموارد االقتصادية

وهـو ال ٠ الموجودة إلشباع األكثر إلحاحا بحيث تكفى الموارد يتخلى عن بعض حاجاته يبدأ فى إشباع الحاجات التالية إال بعد أن يشبع الحاجات األولى إشباعات ويسهل ذلـك

٠صالحية الموارد الستخدامات متعددة فى علم االقتصاد، فاألرض مثال من الممكن زراعتهـا لثة الثا وهذه هى الحقيقة ٠٠٠ استخدامها إلقامة المبانى التى تصلح ألغـراض مختلفـة بأنواع مختلفة، كما يمكن

وكذلك الحال بالنسبة للعمل فكثير من العمال يستطيعون القيام بأعمال متعـددة، وحتـى عند الضرورة إعادة تدريبهم العمال المتخصصين فى فرع من فروع اإلنتاج، من الممكن

وبالمثل بعض اآلالت، فـيمكن تحويـل ٠وتعليمهم وتحويلهم إلى نوع آخر من األعمال ٠سكك الحديدية إلى نقل البضائع ونقل الركاب حسب الحاجة الاطرةق

واستخدام الموارد الموجودة لدينا فى إنتاج نوع معين من المنتجات دون األنواع ، وهذا هو مضمون المشكلة االقتصادية، المشكلة ضحى بهذه األنواع ، معناه أننا ن األخرى تقتضى تنظيم توزيع الموارد المحدودة على الحاجات المتعددة، أى مشكلة االختيـار التى

فليس حاجاتنا كلها فى نفس الدرجة من ٠ درجة إلحاحها والمفاضلة بين الحاجات حسب ٠)١(نشبع وأيها نضحى بهالحاجات األهمية، ومن ثم ينبغى أن نقرر أى

٠ ٢٩، ص٢٦ص-بدون سنة نشر-دار النهضة العربية-أصول االقتصاد-حممد زكى املسري/ د٠ أ)١(



-١٠-

:)١(تقسيم الحاجات اإلنسانيةاإلنسانية إلى حاجات مادية وحاجات معنويـة وإلـى حاجـات تنقسم الحاجات

عطى نبذة عن كل نوع نوحاجات كمالية ثم حاجات فردية وحاجات جماعية وس ضرورية : من هذه األنواع كالتالى

: الحاجات المادية والحاجات المعنوية -أمن الحاجات المادية حاجة اإلنسان إلى الغذاء والملبس والمسكن والمواصـالت، عد ت -

وجدير بالذكر ومن الحاجات المعنوية حاجة اإلنسان إلى التعليم والصحة والصداقة مثال، أن التفرقة بين الحاجات اإلنسانية التى تعتمد على موارد مادية إلشباعها، وتلك التـى ال

فمثال الحاجة إلى الصحة ٠دقيقة وهى فى أحوال كثيرة تفرقة مصطنعة ذلك، تفرقة تتطلب تعتمد على حصول اإلنسان على كمية كافية من الطعام، وبدرجة كافية من التنوع، فإنها

٠كما تتطلب الحصول على األدوية المناسبة عند المرضـ والخالصة أن الحاجات ات التى يلزم إلشباعها استخدام موارد مادية هى حاج

استخدام موارد مادية يطلـق عليهـا حاجـات مادية، والحاجات التى ال يلزم إلشباعها ٠معنوية

: الحاجات الضرورية والحاجات الكمالية -ب الحاجات اإلنسانية جميعها على قدم المساواة من حيث ضرورة إشباعها، ال تقف

٠ن إلى مكانبل تتفاوت أهميتها من شخص إلى آخر، ومن زمان إلى زمان ومن مكا اإلنسان إلى الطعام تتقدم على حاجته إلى الثقافة، وهذه األخيرة تتقدم على فحاجة

الحاجة إلى التسلية وهكذا، كذلك فإن الحاجات تختلف من حيث أهميتها، عند الـشخص ٠الفقير عنها عند الشخص الغنى

ومن هنا تقسم الحاجات من وجهة النظر االقتصادية إلى حاجـات ضـرورية وأخرى كمالية، والحاجات الضرورية هى التى تتوقف حياة اإلنـسان أو صـحته علـى

٠ فهى التى يسهم إشباعها فى إثراء حياته وتمتعه بهاإشباعها، أما الحاجات الكمالية : الحاجات الفردية والحاجات الجماعية -ج

ما يمكن إشباعه بشكل فردى، كالمأكل والملبس، ومنها ما يـشبع من الحاجات ٠إلخ٠٠٠بشكل جماعى، كالحاجة إلى األمن والحاجة إلى العدل والحاجة إلى التعليم

٠ ٦، ص٥ص-مرجع سابق-السيد عبداملوىل/ د٠ أ)١(



-١١-

كان هذا التقسيم نسبى، ألن بعض الحاجات كالتعليم مثال، قد يـشبع فـى وإنظروف معينة إشباعا فرديا، عندما يكتفى بالدراسة فى منزله، وقد يشبع إشباعا جماعيا،

٠ى تقيمها الدولةعندما يتردد على المدارس الت فى فردية إشباع الحاجات أو جماعية هذا اإلشباع، ليست بانفراد شخص والعبرة

اإلشباع، ولكن بتنظيم الدولة لهذا اإلشباع أو عدم تنظيمهـا أو اشتراك جماعة فى عملية ٠له

التفرقة بين الحاجات من ناحية اإلشباع إلى حاجات جماعية وحاجـات وأهمية فى وجوب تدخل الدولة، وبالتالى فى تحديد األنشطة االقتصادية التى سافردية، تظهر أسا

النـشاط (، وتلك التى يترك أمرها لنشاط األفـراد )النشاط العام (يترك أمرها لنشاط الدولة ٠)الخاص

:خصائص الحاجات اإلنسانية اإلنسانية بعدة خصائص، تترتب عليها بعض النتائج االقتصادية، تتميز الحاجات

: هم هذه الخصائص وأ : لإلشباع قابلية الحاجة -١

وإذا قررنا أن المنفعة تميل إلـى ٠ وهذه قاعدة عامة ٠لإلشباعكل حاجة قابلة التناقص مع استمرار اإلشباع أو استعمال السلعة، فمعنى ذلك قابلية الحاجة لإلشباع يتزايد

٠وحدات أخرى من السلعة أو الخدمةباستعمال ة قابلة لإلشباع، هو أن قدرا محـدودا مـن األمـوال يكفـى أن الحاج ومعنى

قدرا من اإلشباع، بل أن االستمرار فـى اسـتهالك إلشباعها، وأنها تقل حدة كلما تلقت األموال يسبب بعد وقت معين ضررا ال نفعا، وميل حدة الحاجة إلى التناقص كلما تلقت

٠ إلى االنقسامقدرا معينا من اإلشباع، يفترض قابلية الحاجة ذلك إذا شرب اإلنسان كوبا من الماء وهو ظمآن فإنه يروى حاجته مـن مثال

كوبا آخر قلت حاجته من العطش، فإذا شرب كوبا آخر قلت منفعتـه فإذا شرب الظمأ، لـيس ألما و وقلت الحاجة إلى الشرب، وإذا استمر الفرد فى شرب الماء سيسبب له ذلك

٠منفعةلك أى قابلية الحاجة إلى اإلشباع إلى طبيعة اإلنسان، فاإلنـسان ويمكن تفسير ذ

٠محدود القدرة حتى فى دائرة اإلشباع



-١٢-

: قابلية الحاجة إلى االنقسام -٢أن الحاجة البشرية قابلة لالنقسام، ذلك أنه كلما تلقت الحاجة قدرا من المالحظ

ريجيا بالسلعة أو الخدمة، وهذا من اإلشباع خفت درجة إلحاحها، فالحاجة قابلة لإلشباع تد وعلى ذلك ٠السلعة أو الخدمة، قابل ألن يشبع جزء من تلك الحاجةيعنى أن كل جزء من

فإن قابلية السلع والخدمات لالنقسام هى التى تسمح بتصور انقسام الحاجة مما يرجع فى ٠النهاية إلى حقيقة طبيعة اإلنسان

: قابلية الحاجة للقياس -٣أن يكون شعور اإلنسان بالظمأ فى أى ساعة من ساعات الليل أو ور المتصمن

أخرى تكون حاجته للماء فى لحظة ما أشـد النهار أشد منه فى ساعات أخرى، وبعبارة ومعنى ذلك أن اإلنسان قادر على أن يرتب الحاجات من حيـث منها فى لحظة أخرى،

٠أهميتها ترتيبا تنازليا بقدر إلحاح الحاجات قياس حاجة الفرد مقيـاس ألن معيار يعة الحال يقوم الفرد بقياس الحاجة وبطب

٠ من وقت آلخر ومن مكان إلى آخر وبطبيعة الحال تختلف قياسات الحاجةشخصى، : قابلية الحاجة إلى اإلحالل -٤

محل حاجة أخرى، وتتوقف قابلية اإلحالل هذه على مقدار حاجةأن تحل يمكن يدخن سيجارة يمكنه أن تدخين فى حاجة إلى لمختلفة، فمثال شخصالتقارب بين الحاجات ا

حسب بدال من السيجارة، وقد يكون اإلحالل ناقصا وقد يصل إلى حد الكمال وذلك غليونا ٠)١( الشخص وتقديره أى أن المعيار هنا معيارا شخصياطبيعة

اإلنسانية بعض الفقهاء خصائص أخرى نذكر منها، قابلية الحاجات وقد أضاف أى أن الحاجات اإلنسانية متزايدة على مر الزمن، وذلك بالمقارنة على سبيل المثالللتزايد

وحاجات اإلنسان فى الوقت الحديث، حيث كانـت حاجـات بين حاجات اإلنسان األول الوضـع، إذ تعـددت اإلنسان البدائى قليلة ووسائل إشباعها محدودة، أما اآلن فقد تغير

٠)٢(جة كبيرةالحاجات بدر

٠ ٢٥ص-مرجع سابق-تصاد السياسىمبادئ علم االق-أنور إمساعيل اهلوارى/ د٠ أ)١( ٠ ٨ص-مرجع سابق-أصول االقتصاد-السيد عبداملوىل/ د٠ أ)٢(



-١٣-

: الندرة النسبية للموارد االقتصادية : ثانيا بمعنى أن اإلنسان محدودة دائما، حاجاته التى يملكها اإلنسان إلشباعأن الوسائل

غير كافية إلشـباع كـل ندرة، فالموارد التى يتصرف فيها إما أن تكون يعيش فى عالم عا مكانيا سيئا حيث تتوافر فى أماكن توزي موزعة، فى وقت معين، وإما أن تكون حاجاته

للغاية وفيرة اإلنسان فى أماكن أخرى، وحتى لو كانت الموارد التى يتمتع بهامعينة وتشح ٠أكثر نعم اهللا على اإلنسان ندرةوهو الوقت عاملب يظل محصورا فإن اإلنسان

ة هـى لالستعمال، والمنفع والمال االقتصادى هو عبارة عن كل شئ نافع متاح على إشباع حاجة من الحاجات أو رغبة من الرغبات اإلنسانية، فلكى يعتبر الشئ القدرة

: أن تتوافر فيه الخصائص التالية أو المال اقتصادى، يجب الفرد أو وجود عالقة بين الحاجة والـشئ يعتبـره محسوسة لدى وجود حاجة -١

٠الفرد قادرا على إشباع الحاجة ، أى قابليته لإلشباع سواء لحاجة أو لرغبة ما النفعية،يجب أن تتوافر فى الشئ -٢

مطلقة بل هى صفة نسبية صفةبطريق مباشر أو غير مباشر، والمنفعة ليست ٠تتوقف على ظروف الحال

بكميـات غيـر الندرة وهى الخصيصة التى تميز بين األموال الحرة المتوافرة -٣ال االقتصادية المتاحة لـدى ، واألمو محدودة بالنسبة إلشباع الحاجات اإلنسانية

االقتصادية وليست األموال الحرة هى التى واألموال٠الجماعة بكميات محدودةتكون محال الهتمامات الفكر االقتصادى وعلم االقتصاد، فال معنـى لعمليـات

فالمحيط الخارجى ٠اإلنتاج والمبادلة إال بالنسبة للسلع والوسائل التى تمتع بندرة فإن هذه األشياء تعتبر أشياء بأشياء وفيرة تشبع كل حاجة إليهاسانحين يمد اإلن

حرة ال تدخل فى نطاق المبادالت، حيث ال يتحمل من يستخدمها أى تـضحية له قيمـة اسـتعمالية إلشباع آخر، فالهواء سلعة حرة وليست سلعة اقتصادية،

دلية، وترجع ندرة بمعنى أنه ال يتمتع بقيمة تبا ولكنه ال يدخل فى نطاق التبادل، ة كوضع ياألشياء إلى أسباب طبيعية كندرة المعادن النفيسة، أو إلى أسباب إدار

قيود على صيد الحيوانات أو صيد األسماك، أو إلى عوامل دينية كقدسية األبقار ٠فى الهند

على اإلنسان أن يحصل على كل شئ يحتاجه مرة واحدة، ولما كان من الصعب إلى هدف معـين فلكى يصل ى وقت واحد، كان عليه أن يختار، ه ف نافع لوعمل كل شئ



-١٤-

٠ حيث ال تكفى الوسائل المتاحة له لتحقيق كل أهدافـه فإن عليه أن يضحى بغاية أخرى ٠"تكلفة الفرصة"وكل اختيار يتضمن فى نفس الوقت تضحية أو تكلفة تسمى

ممكن أن يحقق تشترى قميصا فإنك تتنازل عن اإلشباع الذى كان من ال فعندما ٠ شراء سلعة أخرى بالمورد الذى اشتريت به القميص شراءلك

الشخص حين يختار بين التى يتحملهاوتكلفة الفرصة بتعبير مادى هى التضحية التكلفة فإن) إنتاج سلعة مثال ( بنشاط معين األفعال الممكنة، فعندما يقوم الشخص عدد من

لم يتمكن من قيمة السلعة والخدمات التى(يحصلها التى يتحملها تتمثل فى الفرض التى لم ٠ألن الموارد المستخدمة لم تعد متاحة الستخدام آخر) إنتاجها

التى تسمح فندرة الوسائل، واالختيار بين الغايات، والتكلفة، هى األفكار الرئيسية جوهر النشاط االقتصادى، حيث أن حياتنا االقتصادية تتكون مـن مجموعـة مـن بفهمقرارات المتشابهة التى تهدف إلى تحقيق التوازن بين الوسائل والحاجات وتنظيم إنتاجنا، ال

٠ وقتنا بين العمل والفراغ واليقظة والنوموتوزيع األمر بشخص يعـيش سواء تعلق االقتصادى فمقاومة الندرة هى جوهر النشاط

ص كـل بشخص يعيش فى جماعة يتخـص منعزال فى جزيرة صحراوية أو كان يتعلق بحيث معين ويركز جهوده فى نشاط واحد لمصلحة اآلخرينعمل من أعضائها فى عضو

٠توزع الموارد اإلجمالية على الجميع عن طريق التبادل الندرة بالعمليات اإلنتاجية، فاألفراد حين يشعرون بالحاجات يبحثون وتتم مقاومة

ت موضوعها سلع وخدمات عن تحسين ظروف معيشتهم بممارسة عمليات إنتاجية ومبادال ٠)١(تخصص فى النهاية لالستهالك

٠ ١١ ص٢٠٠٣طبعة-بدون دار نشر-مبادئ االقتصاد-عبداحلفيظ عبداهللا عيد/ د٠ أ)١(



-١٥-

المبحث الثانى األساسية فى المشكلة االقتصادية المسائل بعض

عمقا يوضح لنا أن هناك عدة أسئلة المشكلة االقتصادية بصورة أكثر إن تحليل

ه أن يجيب على هذمحدودة يلزم على كل مجتمع اقتصادى مهما اختلفت صورة أو أنظمته ٠األسئلة

االقتـصادية هـى الحاجـات المتعـددة نا فيما سبق أن أبعاد المشكلة لقد شاهد ، فى استخدام هذه الموارد إلشباع تلك الحاجـات االختيار والموارد المحدودة، وضرورة

:وهذه المشكلة تضع أمامنا ثالثة أسئلة محددة وهى المجتمع التـى ماذا يتم إنتاجه من سلع وخدمات لتتمشى مع رغبات وحاجات -١

ما هى الكمية من تلك السلع والخدمات التى يحتاجهـا وكذلك يسعى إلشباعها؟ ما هـى السلع أم القليل، وعلى وجه التحديد تلكالكثير من ننتج هل المجتمع؟

المطلوب إنتاجها؟بالتمام الكمية بمعنى ما هى الطريقة التى تتبع لإلنتـاج، يمكن إنتاج السلع والخدمات؟ كيف -٢

العمل واألرض ورأس المال والتنظيم وغيرها من الموارد، فكيف فهناك عنصر يجمع االقتصاديون هذه العناصر لتحقيق اإلنتاج المطلوب؟

يتمتع باستخدام هذه السلع والخدمات ن يكون هذا اإلنتاج؟ أى من الذى سوف لم -٣دون غيره من األفراد، أو بصورة أخرى يجب توضيح األسلوب أو اإلجـراء

٠ أساسه توزيع الدخل بين مختلف األفراد واألسرالذى سوف يتم على

األسئلة الثالثة هى أساسية وعادية بالنسبة لكافة المجتمعـات االقتـصادية، هذه قد جرى العـرف فى التقدم، فإنه البد أن يكون سواء كان المجتمع بدائيا، ناميا أو غاية

لوب، وهكذا يتم توزيع السلعة، ويطلق على هذه على إنتاج هذا القدر من السلع وبهذا األس ٠)١(األساليب النظم االقتصادية

.٦٤مرجع سابق ص-اجلزء األول-مبادئ االقتصاد-عبداملنعم راضى/ د٠ أ)١(



-١٦-

الفصل الثالث النظـم االقتصادیــة

: تمھیـــــد

لقد عرفت المجتمعات اإلنسانية، فى مراحل تطورها المختلفـة عـدة أنظمـة ٠اقتصادية واجتماعية تتباين فى طبيعتها

األرض وهو يعيش فى مجموعات يرتبط فيها فمنذ أن وجد اإلنسان على سطح مع غيره بعالقات اجتماعية واقتصادية، وقد تشكلت العالقات بين األفراد فى المجتمـع، سواء داخل المجموعة الواحدة أو بين المجموعات وبعضها، بأشكال مختلفة علـى مـر

زيع الناتج على العصور، كل شكل منها اتخذ قواعد معينة للملكية وطرق اإلنتاج وكيفية تو ٠ إلخ٠٠٠أفراد المجتمع

وهو يتميز " النظام االقتصادى"ويطلق على الشكل الذى تتخذه هذه العالقات لفظ عن المذهب االقتصادى فى أن األخير له قواعد أكثر ثباتا وينبنى على فلسفة معينة يعمل

٠القائمون على أمور الجماعة على عدم الخروج على مبادئهاهناك عالقة قوية بين كـل مـن النظـام االقتـصادى والمـذهب وال شك أن

االقتصادى، فالنظام االقتصادى، على الرغم من استعداده للتـشكل بحاجـات المجتمـع وظروفه، إال أنه ال يستطيع أن يخرج عن فلسفة المذهب االقتصادى الذى تعتنقه الجماعة،

دية ال يمكن إال أن تكون تعبيرا ومن الناحية األخرى فإن مبادئ أى من المذاهب االقتصا عن الوسائل االقتصادية التى يظن أنها أفضل طريقة لتحقيق رفاهية المواطنين، أى إشباع

٠حاجاتهم ورغباتهمودراسة سريعة لتطور العالقات االقتصادية على مر التاريخ تبين لنا أن البنيان

نظم اقتصادية هى على النحـو االقتصادى اتخذ أشكاال مختلفة يمكن أن تجمع فى خمسة :التالى

٠النظام االشتراكى-٤ ٠نظام اإلقطاع-٣ ٠النظام البدائى-١ ٠النظام العالمى الجديد-٦ ٠النظام الرأسمالى-٤ ٠نظام الرق-٢

وقد قمنا بزيادة نظام سادس فيما يعرف اآلن بالنظام االقتصادى العالمى الجديد، لحديث من اتفاقيات ونظم اقتصادية، يحـاول جاهـدا وذلك طبقا لما توصل إليه العالم ا

٠االستقرار عليها، فى هذه المرحلة، كاالتفاقية العامة للتعريفات والتجارة



-١٧-

General Agreement on Triffs and Trade "GATT" ــارة ــة التج ومنظم "World Trade arganization "WTOالعالمية

عات ألى نظام من هذه األنظمة لـم والجدير باإلشارة هنا إلى أن تطبيق المجتم يحدث فى وقت واحد فى كل األقاليم، ففى بعضها ساد نظام اإلقطاع مدة أطول من المدة التى سادها فى غيره كما أن الشكل الذى اتخذه النظام لم يسر على نهج واحد فـى كـل

٠األقاليم طول مدة سيادتهة إلى رأسمالية صناعية إلـى فالنظام الرأسمالى تغير مثال من رأسمالية تجاري

رأسمالية مالية ثم إلى رأسمالية احتكارية فى عدد كبير من البالد التى طبقته، وفى حاالت كثيرة اضطر المجتمع إلى الخروج على المبادئ األساسية للنظام الرأسـمالى والـسماح

ل فإننا نـشاهد بتدخل الدولة فى النشاط االقتصادى بدرجة تميل دائما إلى الزيادة، وبالمث تباينا فى السياسات االقتصادية للدول التى تتبع النظام االشتراكى وخصوصا فيما يتعلـق

٠بالمدى الذى يسمح به لحرية القطاع الخاصويمكن القول أنه باستثناء حالة واحدة، وهى التحول من النظام الرأسمالى إلـى

دريجيا بحيث أننا نالحظ ظهور بوادر النظام االشتراكى فى بعض البالد، فإن التحول تم ت للنظام الالحق فى أواخر عصر النظام المنصرم، وكذلك نالحظ بقايا للنظام السابق فـى

٠)١(بداية تطبيق أى نظام آخر، وال يعنى هذا أن االنتقال تم بسهولة وبدون صراعوفيما يلى من صفحات نعطى صورة مبسطة لألنظمة االقتـصادية المـذكورة

٠المساعدة على تفهم المبادئ األساسية لالقتصادبغرض

٠ وما بعدها٤٩بدون سنة نشر ص-دار النهضة العربية-قتصادأصول اال-حممد زكى املسري/ د٠ أ)١(



-١٨-

عاشت البشرية مئات األلوف من السنين فى تشكيل اجتماعى واقتصادى أساسه ٠ألدوات العمل البدائية التى كانوا يستخدمونها كوسائل لإلنتاج" المشاع"الملكية للمجموع

تشافات اإلنسانية وعملت على تحـسين أدوات العمـل وطـرق وقد توالت االك اإلنتاج ففى أول األمر كانت األدوات من الحجارة والعصى يستخدمها اإلنسان فى الضرب

ثم كان اكتشاف النار الذى مكنه من إدخال أنواع جديدة من الغذاء فـى ٠والقطع والحفر ديد ألدوات العمـل وتطـوير طعامه، فاخترع القوس والسهم الذى ساعد على تحسين ج

٠القوى اإلنتاجية للمجتمع البدائىوكان ظهور الزراعة خطوة عظيمة أخرت فى تطور القوى اإلنتاجيـة، لكنهـا ظلت بدائية أمدا طويال إلى أن استخدمت الماشية فى األعمال الزراعية، فزاد االتجاه نحو

٠طراز مستقل من الحياةالعمل الزراعى بدال من الرعى، وبدأ الناس فى تبنى والمعيشة فـى مجتمعـات " المشاع"وكان النظام السائد هو الملكية المجموعية

شيوعية، واشتراك الجميع فى اقتصادهم القائم على صيد الحيوانات واألسـماك وإعـداد الطعام، فقد كان معظم الناس يقومون بأعمال مشابهة فى شكل تعاون، ولم يكن ثمـة أى

إلنسان لإلنسان، وكان توزيع الكميات القليلة من الغـذاء علـى أعـضاء استغالل من ا ٠المجتمع يتم على أساس التكافؤ

وقد نظمت العشائر بصورة متدرجة، فقد أدى ظهور االقتصاد المشترك إلى أن أصبح األقرباء وحدهم يتحددن فى عمل مشترك واحد، وقد كانت العشيرة تؤلف فى البداية

أكثر من العشرات من األقرباء، وإن كان هذا العدد قد ارتفـع مـع من جماعة ال تضم مرور الزمن حتى وصل إلى حدود المئات، وعندئذ حدثت تجزئة طبيعية للعمل بين أفراد

بين الرجال والنساء، وبين الراشدين واألطفال والشيوخ، فقد بدأ الرجال يشغلون : العشيرةوة تعلمن فى جمع األغذية النباتية، ثم تطورت أنفسهم فى أعمال الصيد، فيما راحت النس

٠هذه التجزئة للعمل عقب ظهور تربية الماشية والزراعةإذ شرعت مجموعة من الناس فى التخصص فى الزراعـة، بينمـا تخـصص

٠مجموعة أخرى فى تربية الماشيةوقد ترتب على تجزئة العمل هذه إلى ظهور طاقة إنتاجية عاليـة، وسـرعات

تمعات البدائية أن لديها وفرة من بعض المنتجات، وندرة فى منتجات أخرى، وجدت المج ٠فظهر التبادل بين القبائل التى تعمل فى تربية الماشية، وتلك التى تعمل فى الزراعة



-١٩-

ثم اكتشف الناس مع مرور الزمن سر صهر المعادن كالنحاس والحديد، وعملوا مكن اختراع المغـزل اليـدوى مـن إنتـاج منها األوعية وأدوات العمل والسالح، كما أ

الملبوسات، وبدأ بعض األفراد تبعا لذلك فى التركيز كلية على الحرف التـى أتقنوهـا، ٠يبادلونها فى سبيل الحصول على المنتجات الالزمة لغذائهم

وهكذا ازدادت طاقة اإلنسان اإلنتاجية وسيطرته على الطبيعة، وأصبح قـادرا ٠ورة أوفى وأكملعلى سد متطلباته بص

ولكن لم يكن فى وسع قوى اإلنتاج الجديدة للمجتمع أن تنمو وتتطور بـسهولة ويسر ضمن اإلطار الشيوعى البدائى لملكية وسائل اإلنتاج، فلم يعد العمـل المـشترك ضروريا، وظهرت الحاجة إلى العمل الفردى الذى يتطلب ملكية خاصة، وهكذا ظهـرت

اإلنتاج، وظهر معها الالتكافؤ فى الملكية بين الناس، بين العشائر الملكية الخاصة لوسائل ٠أوال ثم بين أفراد العشيرة ثانيا وأصبح هناك أغنياء وفقراء

: نهاية النظام البدائى فى نهاية النظام البدائى وعن طريق تنمية القوى اإلنتاجية فى الرعى والزراعة

مكن اإلنسان هنا من أن يتعدى المرحلة التى كـان وبالتالى زيادة اإلنتاجية فى العمل، ت إنتاجه فيها كافيا بالكاد لسد رمقه إلى مرحلة جديدة أصبح فيها إنتاج الفرد أكبر من القدر الالزم لحفظ حياته، وبهذا ظهر ألول مرة فائض فى يد اإلنسان، وقد ترتب على ظهـور

وبالتالى ظهور الملكية الفرديـة هذا الفائض اختصاص الفرد المنتج به وحدة دون غيره، ٠فى األموال كما سبق القول

ومن ناحية أخرى فقد أدى هذا الفائض إلى امتناع اإلنسان عن قتل ما يقع فـى يده من أسرى الحرب من األعداء كما كان يفعل من قبل واستخدامهم بدال من ذلك فـى

ألول مرة ونقل اإلنسانية عملية اإلنتاج للحصول على فائض إنتاجهم، وهكذا ظهر الرق إلى مرحلة أرقى بكثير من تلك التى كان فيها األسرى من الذكور يقتلوا بمجرد وقوعهم فى األسر لعدم إمكان استفادة المنتصر منهم، لكن األفراد األقوياء فى الجماعة لم يكتفوا

فائدة عمل باسترقاق أسرى الحرب من الجماعات المعادية بل عمدوا بعد ذلك، وقد رأوا الرقيق، إلى استرقاق األفراد فى جماعتهم ذاتها إما بسبب عجزهم عن سداد ديونهم وإما لمجرد فقرهم وضعفهم، وقد كان هذا االسترقاق بمختلف أسبابه سببا وإيذانا بانتهاء النظام االقتصادى البدائى وبداية نظام اقتصادى آخر فى أماكن متعددة من العـالم هـو نظـام

٠)١(الرق

- الـنظم االقتـصادية دار الثقافـة اجلامعيـة -السيد عطية عبدالواحد / د٠أمحد حامد جامع د أ / د٠ أ )١( ٠ ٨٤ ص١٩٩٦طبعة



-٢٠-

مما ال شك فيه أن ظهور الملكية الخاصة لوسائل اإلنتاج أدى إلى زيادة ثـراء

وقد مكنت الحروب ٠األفراد الذى يتوصلوا إلى حمل اآلخرين على العمل فى ممتالكتهم ٠يقامن الحصول على هؤالء العمال، إذا أصبح أسرى الحرب رق

ولكن زيادة الثراء التى صاحبت استخدام الرقيق جعلت األغنياء ال يشرعون فى -استعباد األسرى فحسب، بلى وفى استبعاد أى من أبناء القبيلة تلحقه الفاقـة أو

طبقة الرقيق وطبقة الـسادة، : يسقط تحت وطأة المدين، وهكذا ظهرت طبقتان ٠يه اإلنسانوابتدأت صورة من صور استغالل اإلنسان ألخ

وكانت العالقات االقتصادية فى مجتمع الرقيق تعتمد على أن األغنياء يملكـون -الرقيق الذى يعمل فى اإلنتاج تماما كما يملكـون وسـائل اإلنتـاج األخـرى كاألرض، فالعبد كان يعد من الممتلكات المنقولة، فهو تحت تصرف مالكه تماما،

٠ودون غيره

كانوا كثيرا ما يثورون على هذه األشكال القاسية مـن ومن الطبيعى أن العبيد االستغالل، وكان البد من وجود سيل غير منقطع منهم الستمرار بقاء االقتـصاد القـائم عليهم، أى كان البد من توالى االنتصارات الحربية التى تضمن ورودهـم مـن الـبالد

٠المنهزمةول التى قامت علـى اقتـصاد لكن االنتصارات الحربية المستمرة لم تتحقق للد

الرقيق، ألن الفالحين وأرباب الحرف كانوا دعامة جهاز الحرب، إذ كانوا يـؤدون دور الجنود، ويتحملون العبء األكبر من الضرائب الالزمة إلدارة دفه الحرب، ولكن اإلنتاج

هم الواسع النطاق المملوك للسادة والمرتكز على عمل الرقيق الرخيص كان ينافس إنتاج فضعفت القوة االقتصادية والسياسية والعسكرية للدول التى ٠وادى إلى خرابهم االقتصادى

وحلت الهزائم محل االنتصارات، ونضب المعين الالمنقطع لتوريد الرقيق، ٠تملك الرقيق ٠مما أسفر عن هبوط عام فى اإلنتاج

التـى وسرعان ما أصبحت الملكيات الصغيرة بعد ضعف اإلقطاعيات الكبيرة تعتمد على عمل الرقيق، أكثر فائدة، فتغير الحال رويدا وارتفع عدد العبيد المحررين، كما



-٢١-

تجزأت اإلقطاعيات الكبيرة فى الوقت نفسه إلى مساحات أصغر يزرعها هؤالء العبيـد المحررين بشروط العمل قوامها أن هذا المزارع ال يعد عبدا، وإنما فالحا لألرض، له حق

قطعة منها طيلة حياته، شريطة أن يدفع لمالكها مقابل ذلك مبلغا من المـال أو العمل فى ٠شطرا من اإلنتاج أو االثنين

ولكن هذا المستأجر لم تكن له حرية كبيرة، بل كان مرتبطا بأرضه، وال يستطيع وهكذا بدأ الطراز اإلقطاعى لإلنتـاج فـى ٠مغادرتها، يباع معها، إذا شاء مالكها بيعها

٠الظهور



-٢٢-

ساد النظام اإلقطاعى فى جميع بالد العالم تقريبا، لمدة قرون عديدة، فقد ظل هذا العهد باقيا فى الصين مثال أكثر من ألفى عام، واستمر اإلقطاع الذى انتشر فى بالد أوربا

اإلمبراطورية الرومانية فى القرن الخـامس للمـيالد الغربية قرونا طويلة، بدأت بانهيار وانتهت بقيام الثورات البورجوازية فى إنجلترا فى القرن السابع عشر، وفى فرنسا فـى القرن الثامن عشر، أما فى روسيا فقد استمر من القرن التاسع إلى أواخر القرن التاسـع

٠عشر هـو الملكيـة الخاصـة وكان أساس النظام االقتصادى فى المجتمع اإلقطاعى

وكانت الملكيات الزراعية اإلقطاعية الواسعة هى أساس اسـتغالل ٠لألرض لإلقطاعيين فقد كانت األراضى توزع على الفالحـين وفـق شـروط ٠السادة اإلقطاعيين للفالحين

ابتزازية، فالفالح يلتزم بالعمل أما فى فالحه األرض أو فى استعمال األدوات والحيوانات ٠مقابل ذلك مبلغا نقديا أو جزءا من المحصول، أو مقابل األمرين معاويدفع

وهكذا أدى هذا النظام إلى اعتماد الفالح اعتمادا شخصيا وحتميا علـى الـسيد ٠اإلقطاعى

فعلى الرغم من أن الفالح لم يكن عبدا ولم يكن فى وسع السيد أن يقتل فالحيه ٠كما كان فى نظام الرق

اك نوعا آخر من التبعية تتلخص فى أنه كان فى وسع اإلقطـاع أن فقد كان هن يبيع فالحيه مع األرض، وهكذا كان أجير األرض مضطرا إلى أن يعمل فيهـا إلنتـاج الضرورات الالزمة لمعيشته ومعيشة أسرته باإلضافة إلى تحقيق فائض يأخـذه الـسيد

٠اإلقطاعى مقابل ملكيته لألرض فى ظل اإلقطاع إلى مستوى أعلى مما كان عليه فـى ووصل اإلنتاج الزراعى

نظام الرقيق، وتحسنت أساليب اإلنتاج فى الزراعة واستخدم المحراث الحديدى وغيره من أدوات العمل الحديدية على نطاق واسع، وظهرت فروع جديدة من اإلنتـاج الزراعـى



-٢٣-

الجـبن، وتوسـعت كزراعة الكروم وصناعة الخمور، وفى اإلنتاج الحيوانى كالزبـدة و ٠)١(المراعى والمروج

وباإلضافة إلى سكان القرى، كانت المدن تضم أرباب الحرف والتجار، وتحسنت أدوات العمل عند هؤالء وأصبحت قائمة على التخصص، كما ظهرت مع مضى الـزمن حرف جديدة، فيها صناعة السالح، والمسامير واألمواس واألقفال الحديديـة واألحذيـة

ركوب وغيرها، وظهرت تحسينات فى عمليات صهر الحديـد وتنقيتـه مـن وسروج ال الشوائب، وظهرت األفران األولى لصهر الحديد فى القرن الخامس عشر، الذى وقعت فيه

٠أعظم االستكشافات الجغرافيةلكن النظام اإلقطاعى بشكله الذى كان سائدا لم يكن يسمح بالتطور االقتصادى

سع طبقة الفالحين العاملة تحت نير االستغالل اإلقطاعى، أن تزيد فلم يكن فى و ٠الكبيرفى كميات اإلنتاج الزراعى لعدم وجود ما يشجعها على ذلك، إذ كان اإلقطاعى يحـصل

كمـا واجهـت الطاقـة ٠على هذه الزيادة وال يترك لهم إال ما يبقيهم فى معيشة الكفاف قبات إقامتها األنظمة والقواعد التى وضعت اإلنتاجية المتزايدة ألرباب الحرف فى المدن ع

لتنظيم العمل فى نقابات حرفية، وتطلبت هذه التطـورات كلهـا التحـرر مـن أغـالل ٠)٢("اإلقطاع

الصادر عن -انظر املعجم الوجيز - املروج مجع مرج واملرج األرض الواسعة ذات النبات واملرعى للدواب )١(

٠ ٥٧ص-طبعة وزارة التربية والتعليم-مع اللغة العربيةجم ٠ ٥٦مرجع سابق ص-أصول االقتصاد-حممد زكى املسري/ د٠ أ)٢(



-٢٤-

أعطيت للرأسمالية أو النظام الرأسمالى تعريفـات كثيـرة : تعريف الرأسمالية -

ومن ثم موضوعى، وبعضها متأثر بالتفضيل الشخصى لكل بعضها علمى بحت كاتب وبعضها يخفى حكما قيميا فيما يتعلق بالنظام، له أو عليه، دون أن يصرح

٠بهذا، وبعضها أخيرا يصدر عن انحياز أو موقف متخذ سلفافقد ذهب زومبارت إلى تعريف الرأسمالية بأنها تتركز فـى أن جمـع رؤوس

األرباح هى الباعث المسيطر للنشاط االقتصادى ويخضع بالتالى كل شئ األموال وتحقيق ٠فى الحياة لهذه الغاية، مستخدمة طرقا حسابية كمية ودقيقة

أن جوهر الرأسمالية إنما يكمن فى أسلوب خاص " إنجلز"ومعه " ماركس"ويرى ل هـو القـوى األو: لإلنتاج هو أسلوب اإلنتاج الرأسمالى ويقصد بأسلوب اإلنتاج شيئان

اإلنتاجية أى مجموعة الوسائل التى يستخدمها المجتمع إلنتاج السلع المادية، وتشمل هذه األفراد أنفسهم بإمكانياتهم : القوى، أوال أدوات اإلنتاج المستخدمة فى عملية اإلنتاج، وثانيا

فن إنتـاجى الفنية وخبراتهم بالعمل والتى تساعدهم على تشغيل أدوات اإلنتاج هذه وفقا ل معين وكذلك على تطويرها واختراع األدوات واآلالت الجديدة ومضاعفة معلوماتهم الفنية، والشئ الثانى هو عالقات اإلنتاج أو العالقات االقتصادية، وهى الروابط التى تقوم بـين األفراد خالل عملية اإلنتاج وعمليات المبادلة وتوزيع السلع المادية وعلى األخص فيمـا

لق بكيفية تملك وسائل اإلنتاج من أرض وما تحتها ومصانع وأدوات اإلنتاج وآالتـه يتع ٠وغير ذلك

ويرى ماركس أن الرأسمالية هى نظام تتملك فيه األقلية أموال اإلنتاج بمختلف أنواعها، بينما ال تتملك األغلبية سوى قوة عملها، ويقـوم أفـراد الطبقـة األولـى، أى

وة عمل أفراد الطبقة الثانية، أى البروليتاريا، نظير أجر معلوم كما الرأسماليون، بشراء ق تشترى أى سلعة من السلع، يستخدمونه فى القيام بعملية اإلنتاج حيث تعود أثمان الـسلع

٠المنتجة بأكملها عليهم



-٢٥-

الرأسمالية بأنها تنظيم األعمال على " هوبسون"وقد عرف االقتصادى اإلنجليزى صاحب العمل، أو مجموعة من أصحاب األعمال، يمتلك مقدارا من نطاق واسع بواسطة

الثروة المتراكمة يسمح له بالحصول على المواد األولية واستئجار العمل وذلك بقصد إنتاج ٠مقدار أكبر من الثروة وبالتالى تحقيق أرباح

: وهناك خمسة شروط أساسية لوجود النظام الرأسمالى وهى إنتاج للثروة ال يقصد به إشباع الحاجات الجارية، ومن ثم ال يـدخر أن يكون هناك ) أ (

٠وال يستهلكأن توجد طبقة عمالية ال تستطيع كسب رزقها بصفة مستقلة، بأن تضيف قوة عملها ) ب(

٠اإلنتاجية إلى المواد األولية ثم تستهلك أو تبيع إنتاجها لمصلحتها الخاصةاللجوء إلى وسائل غير مباشرة لإلنتـاج ويتـيح نمو الفن الصناعى الذى يمكن من ) ج(

٠العمالة لجماعات عمالية منظمة تستخدم اآلالت واألدواتوجود أسواق واسعة يمكن الوصول إليها آهلة بالسكان الراغبين والقادرين اقتصاديا ) د (

٠على استهالك منتجات الصناعة الرأسماليةلمقدرة على استخدام الثروة المتراكمة لتحقيق وجود الروح الرأسمالية، أو الرغبة وا) هـ(

٠األرباح، وذلك بواسطة تنظيم المشروع الصناعىونحن من جانبنا نؤيد الرأى الذى ذهب فى تعريـف : تعريفنا المختار للرأسمالية -

تنظيم النشاط االقتصادى فى المجتمع على أساس قيـام فـرد، هـو "الرأسمالية إلى أنها عة من األفراد مجتمعين، هى الشركات الرأسمالية، بالتـأليف بـين الرأسمالى، أو مجمو

رؤوس األموال اإلنتاجية المملوكة لهم والمواد األولية التـى يـشترونها وقـوة العمـل المستأجرة فى شكل مروع، هو المشروع الصناعى، يستخدم اآللية كأساس للفن اإلنتاجى،

لثروة يمكنهم من الحصول على األربـاح وذلك من أجل تحقيق مقدار متزايد دائما من ا ٠)١(التى يحتفظون بها ألنفسهم، ومن زيادة تراكم رأس المال لديهم باستمرار

:النظام الرأسمالى والمشكلة االقتصادية - يجد النظام الرأسمالى أساس تصوره فى حل المشكلة االقتصادية فى فكـرة الـسلوك -

٠ا من المذهب الحرالرشيد، وهى فكرة فلسفية استمدها أساس

٠ ١١٨ص-مرجع سابق-النظم االقتصادية-السيد عطية عبدالواحد/ د٠أمحد حامد جامع وأ/ د٠ أ)١(



-٢٦-

وتتلخص هذه الفكرة فى أنه إذا ترك الشخص حرا فى تصرفاته فإنه يسعى إلى تحقيق مصلحته الشخصية، وهى تتمثل فى تحقيق القدر األعظم من شئ ما، قـد يكـون

إلخ، بحسب صفته فى التصرف االقتصادى مستهلكا كان، أم ٠٠٠منفعة، أم فائدة أم ربحا ٠ إلخ٠٠٠مارأسماليا، أم منظ

وبعبارة أخرى فإن كل فرد إذا ترك حرا فإنه يسعى، وبشكل غريـزى، إلـى تحقيق فكرة التعظيم، أى تحقيق أكبر قدر من مصلحته الشخصية، ولما كـان المجتمـع يتكون من مجموعة أفراد فإن المصلحة العامة سوف تتحقق مـن مجمـوع المـصالح

تحقيق الحرية التامة للفرد فى تملك األموال ويترتب على ذلك ضرورة ) الخاصة(الفرديةوالتصرف فيها، وفى عمله، وفى الميدان االقتصادى، ضرورة فرض الحرية االقتصادية

وبذلك يمتنع علـى الدولـة ٠والمنافسة الكاملة، وترك كل شئ يتقرر عن طريق السوق احتكـارات أو أشـباه Monopolyالتدخل فى الحياة االقتصادية، وعدم قيام احتكارات

Oligopoly والسلوك الرشيد بالمعنى السابق، يفترض اختيار طريق معين يحقق القـدر وعنـدما يـصل ٠األعظم من شئ معين، دون طرق أخرى ال تحقق هذا القدر األعظم

٠اإلنسان إلى الوضع الذى يحقق له القدر األعظم من شئ معين، يقال أنه فى حالة توازن فالمستهلك يكون فى حالـة ٠ع ليس هناك ما يدفعه إلى تغييره بمعنى أنه استقر على وض

توازن عندما يستقر على اختيار تلك السلع التى ينفق عليها دخله والكميات التى يشتريها من كل سلعة، بحيث يمكن أن يحقق أكبر قدر ممكن من المنفعة من هذا الدخل، والمنتج

تحديد تلك الكمية التى ينتجها من السلعة يكون، مثال، فى حالة توازن عندما يستقر على ٠بحيث تحقق له أكبر قدر من الربح

والتوازن يتحقق نتيجة للتوفيق بين قوى متعارضة، تدفع فى اتجاهات مختلفـة، فالمستهلك الذى يقسم دخله المحدود على سلع مختلفة، متجاذبة هذه السلع كل منها يـشده

يقسم دخله المحدود على سلع مختلفة، تتجاذبه هذه فى اتجاهات مختلفة، فالمستهلك الذى السلع، كل منها يشده فى اتجاه اإلنفاق عليها، ووضع التوازن الذى يستقر عليه، والـذى

٠يحقق له القدر األكبر من المنفعة، هو المصلحة النهائية لهذه القوى المختلفةتعنى دراسة كيفية ودراسة السلوك الرشيد فى منهج الفكر االقتصادى الرأسمالى،

٠)إلخ٠٠٠الفائدة-الربح-المنفعة(الوصول إلى القدر األعظم من هذا الشئ أو ذاكوهذه بدورها تعنى دراسة كيفية الوصول إلى أوضاع التوازن، وتلك بـدورها

٠تعنى بدراسة القوى المختلفة التى تؤثر على أوضاع التوازن



-٢٧-

ه وفى التغيرات التى تطرأ عليه والتوازن الذى يركز الفكر الرأسمالى البحث في هو التوازن الذى يحققه كل من يشارك فى الحياة االقتصادية سواء بصفته مـستهلكا، أو

٠عامال أو مالكا لوسائل اإلنتاج فى ضوء الظروف االقتصادية التى تحيط به :السلوك الرشيد ومظاهر الحرية االقتصادية فى النظام الرأسمالى -

ن فكرة السلوك الرشيد تؤدى إلى ضرورة تحقيق الحرية التامة مما سبق يتضح أللفرد، وفى الميدان االقتصادى ضرورة فرض الحرية االقتصادية والمنافـسة الكاملـة، وترك كل شئ يتقرر عن طريق السوق ألنه يحقق فكرة التوازن التى تؤدى بدورها إلـى

٠تحقيق فكرة التشغيل : ى فى المجاالت اآلتية ومظاهر الحرية االقتصادية تتجل

: حرية الملكية الفردية -١ ويتبع ٠ إلخ٠٠٠ويشمل ذلك كل أنواع الثروة المادية كاألرض والمبانى واآلالت ٠هذه الملكية حرية الفرد فى التصرف فى ممتلكاته واستغاللها كيفما يشاء

:Consumer Sovereignty سيادة المستهلك -٢فى اختيار مـا يروقـه مـن سـلع " حريته" هو أن والمقصود بسيادة المستهلك

تمثل العامل األساسى فى نوع، وكمية ما ينتجه المجتمع من السلع والخدمات ٠وخدمات وهى التى تحدد فى النهاية شكل التوزيع النهائى لإلنتاج بـين االسـتخدامات ٠المختلفة

٠"ذو سيادة"مستهلك المختلفة، ودوره هنا له النطاق الواسع الذى يبرر القول بأن ال :حرية العمل واإلنتاج -٣

أى أن لكل فرد الحرية فى اختيار المهنة التى يريدها، ويوجه إمكانياته الذهنية والجسمانية إليها، كذلك فإن لصاحب رأس المال حرية استثماره فى أى نوع من النشاط

٠االقتصادى يتم اتخاذ القرارات الخاصة فى ظل هذه المبادئ التى يأخذ بها النظام الرأسمالى،

على أساس تفاعل القرارات ) أسلوب اإلنتاج (بنوع اإلنتاج وكميته، وكذلك طريقة اإلنتاج المبذول " الجهد"والتفضيالت الشخصية التى يقوم بها األفراد، وعلى أساس الموازنة بين

٠وكال اآلمرين تتوافر فى السوق عناصر تقديره-والعائد



-٢٨-

:لنظام الرأسمالى أهمية السوق فى االسوق فى علم االقتصاد يقصد بـه أى ترتيـب يـتمكن بمقتـضاه البـائعون -

والمشترون من االتصال بعضهم مع البعض اآلخر، بقصد التعامل على نطـاق واسع فى سلعة معينة ويكون فيها الثمن هو العنصر األساسـى الـذى يحكـم

٠الموقفسلعة، أى شيئا قابال للبيع والشراء، ويتميز النظام الرأسمالى بأنه جعل كل شئ

ويجرى التعامل فيه من خالل البيع والشراء، فاألرض مثال أصبحت سلعة تباع وتشترى سعر الفائدة التى تحصلها البنوك ( ورأس المال أصبح سلعة ٠)الريع(فى السوق ولها ثمن

٠ والعمل أصبح سلعة وله ثمن وهو األجر٠)على القروض ٠لمة يتسع معناها لتبسيط كل شئ يجرى التعامل فيه بالنقدوهكذا، فالسوق ك

ومن ثم فقد أصبحت دراسة الحياة االقتصادية فى النظام الرأسمالى تتمثل فـى ٠دراسة السوق والعوامل التى تؤثر فيه، وهو المدخل إلى دراسة النظام الرأسمالى

األثمان فى هذا ودراسة السوق فى النظام الرأسمالى، تعنى دراسة كيفية تكوين النظام، كيف يتكون ثمن كل سلعة على حده، وكيف يتأثر ثمن كل سلعة بالتغيرات التـى

اللحوم (تحدث على أثمان السلع األخرى، سواء أكانت هذه السلعة سلعا بديلة للسلعة األولىأو كانت سلعا الزمـة إلنتاجهـا ) السيارات والبنزين (أم كانت سلعا مكمه لها ) والطيور

٠)القطن وثمن المبيدات واألسمدة وأجور العمال الزراعيين( : وتتلخص أهمية السوق فى التالى

بتحقيق التناسـق بـين قـرارات األفـراد -فى النظام الرأسمالى -يقوم السوق -١كمستهلكين، وقراراتهم كمنتجين، بحيث يصبح اإلنتاج النهائى محققا لرغبـات

قباال كبيرا على سلعة ما أدى ذلـك إلـى فإذا أقبل المستهلكون إ ٠المستهلكينارتفاع ثمنها ويترتب على ذلك زيادة اإلنتاج، مما يؤدى إلى زيـادة العـرض اإلجمالى لهذه السلعة، فينخفض ثمنها حتى يصل إلى الحد الذى يحقق للمنـتج

والعكس ٠)أى يصل إلى الحد الذى يغطى بالكاد نفقات اإلنتاج(فقط" ربحا عاديا"ى حالة انصراف المستهلكين عن سلعة ما، إذ يؤدى هذا إلى انخفاض يحدث ف

ثمنها، ويترتب على ذلك إلحاق خسارة بالمنتجين، األمر الذى يؤدى إلى نقص العرض اإلجمالى لهذه السلعة فيرتفع ثمنها حتى يصل إلى الحد الذى يحقـق



-٢٩-

وعـا مـن وإلى هنا يكون قد تحقق فى سوق الـسلعة ن ٠"ربحا عاديا "للمنتج ٠عند سعر ال يدعو إلى مزيد من التغيرات" التوازن"

كذلك فإن قوى السوق هى التى تحدد توزيع الناتج الكلى بين القائمين بالعملية -٢اإلنتاجية، ذلك أن هذه القوى هى التى تحدد المقابل الذى يأخذه كل عنصر لقاء

٠مساهمته فى اإلنتاج

ظل هذا النظام، نتيجة للتنافس بين فأصحاب عنصر العمل تتحددا جورهم، فى العمال وأصحاب المشروعات من جهة أخرى، ونفس المبـدأ نجـده بالنـسبة لعنـصر

٠األرضولما كانت هذه العناصر مملوكة لألفراد، فإن توزيع ملكيـة هـذه العناصـر، واألسعار التى تدفع لخدماتها، يحددان سويا دخول األفراد، أى يحـددان توزيـع النـاتج

٠لكلىايعطى نظام السوق فى النظام الرأسمالى لألفراد مطلق الحريـة، فـى حـدود -٣

دخولهم، فى شراء ما يريدونه من السلع والخدمات، فإنهم بقراراتهم فى هـذا الشأن يحددون القدر الذى ينفق على السلع االستهالكية، والقدر الـذى يـدخر

٠بغرض االستثمار فى عمليات إنتاجيةالنمـو "أو معدل - تزايد طاقات المجتمع اإلنتاجية فى المستقبل وبذلك فإن مدى

Rate of economic growth" االقتصادى ٠يتوقف فى النهاية على تفضيالت األفراد بين االستهالك واالدخار

وأخيرا، ففى ظل هذا النظام، تقوم الدوافع اإلنتاجية على أساس رغبة الفرد الفطرية -٤ Profitى ورفاهته الشخصية، وهو ما يعبر عنه بواقع الربح فى تحسين مركزه الماد

motif٠، أو بمعنى أوسع المصلحة الشخصية وعلى ذلك فإننا نجد الفكر االقتصادى الرأسمالى، يركز على دراسـة الـسوق ليعرف، أوال، كيف تتكون أثمان كل سلعة على حده، ويعرف ذلك بالتحليل الجزئـى أو

ف ثانيا كيف تتأثر أثمان السلع بعضهما بالبعض اآلخر، ويـؤثر وليعر ٠التوازن الجزئى ٠عليهما، ويعرف ذلك بالتحليل الكلى أو التوازن العام

وبناء عليه، يترك آمر حل المشكلة االقتصادية إلى أسلوب السوق، الذى تحـدد ازن قواه توزيع الموارد المحدودة على الحاجات المتعددة وما يستلزم ذلك من إقامة التـو

بين اإلنتاج واالستهالك، وبين العرض والطلب، ففى هذا النظام تتم المالئمة بين العرض



-٣٠-

والطب بفعل قوى السوق، أى بفعل التقلبات التى تتعرض لها األثمان، وبفعل المنافسة بين ، وهذه القوى تضمن المالئمة بـين )أى بفعل تغيرات الطلب وتغيرات العرض (المنتجين

واستخدام عوامل اإلنتاج، وتضمن من ناحية أخـرى االنـسجام بـين العرض والطلب، المصلحة الخاصة والمصلحة العامة، فالمنتجات التى تحقق الربح للمنتجين، هى تلك التى

٠ترغب فيها الجماعة :عيوب أسلوب السوق فى النظام الرأسمالى

ذلك علـى إشـباع أن قوى السوق تهدف إلى تحقيق أكبر ربح ممكن، وأنها تعمل ل ) أ ( القدر من الحاجات الذى يحقق أكبر ربح ممكن، ال على إشباع أكثر الحاجات عددا

ولذلك فهو ال يضمن تحقيق التوازن بين اإلنتاج واالستهالك، أى ٠وأكثرها أهمية بين العرض والطلب الكلى، وإنما يهدف فقط إلى إقامة التـوازن بـين العـرض

٠٠لمستوى الذى يحقق أكبر ربح ممكنوبين الطلب عند ا) اإلنتاج(أن قوى السوق فقدت، حتى فى النطاق الضيق الذى رسـمته طبيعتهـا للتـوازن ) ب(

االقتصادى، وهو التوازن بين العرض والطلب الفعلى، كثيرا من قدرتها على إشباع الحاجات وذلك بسبب انتشار االحتكارات الفعلية أو القانونية، وأشباه االحتكـارات

ا أدى إلى ضعف المنافسة، وهو الشرط الجوهرى لتفاعل قوى السوق والتـى ممتحدد حل الجوانب المختلفة التى تثيرها المشكلة االقتصادية فالمنظمات االحتكارية وشبه االحتكارية تهدف أساسا إلى تحقيق أكبر ربح ممكن عن طريق التحكم فـى

ات اإلنتاجية، فى ظـل المنافـسة اإلنتاج ورفع األثمان بقدر يفوق مقدرة المشروع الحرة، ويؤدى ذلك الوضع إلى قلة اإلنتاج من ناحية، وإلى رفع األثمان من ناحية

٠أخرى، وإلى قلة الحاجات التى تشبعأن قوى السوق وهى تهدف إلى إشباع الجزء من الطلب الذى يحقق أكبر ربح ممكن، ) ج(

وقد ال يكون المستوى كافيا لتحقيق تحدد اإلنتاج والعمالة عند مستوى هذا الطلب، التشغيل الكامل للموارد المنتجة ولليد العاملة، وقد ترتب على ذلك تعرض النظـام الرأسمالى إلى أزمات اقتصادية، أى إلى كساد فى الحياة االقتصادية وظهور بطالة

٠فى اليد العاملة



-٣١-

ين العرض والطلب إلى بعثرة أن قوى السوق كثيرا ما تؤدى، قبل إقامة المالءمة ب ) د (كثير من الموارد، ذلك أن هذه المالئمة تقتضى انتقال الموارد من استعمال إلـى

٠استعمال آخر يحقق لها قدرا أكبر من الربحوانتقال الموارد من استعمال إلى استعمال آخر ليس باألمر السهل عمال، فذلك كله

ى يتحقق هذا االنتقال، ومعنى ذلك أن الجماعة يحتاج إلى نفقات كثيرة، وإلى مدة زمنية ك تكون عرضة، قبل أن تتمكن من الوصول إلى المالءمة التلقائية بين العرض والطلب، إلى فقد جزء من مواردها، نظرا لما قد يحدث من خطأ فى استخدامها نتيجة لخطأ فى تقدير

٠حاجة السوقلتوازن بين العرض والطلب، وعلى ذلك فإن قوى السوق، وهى تهدف إلى إقامة ا

ال تتمتع فى إتمام هذا الهدف بكفاءة كبيرة، وسبب ذلك أن التناسق بين مختلف القرارات االقتصادية، إذا أمكن له أن يتم فى نطاق السوق، فإنه ال يتم إال بصورة الئقة وبعد بعثرة

٠)١(كثير من الموارد

٠ ٣٨ص-مرجع سابق-أصول االقتصاد-السيد عبداملوىل/ د٠ أ)١(



-٣٢-

الفكر االشتراكى أساسا على فكرة تدخل الدولة فى النـشاط االقتـصادى يقوم

لتحقيق ما قد يعجز األفراد عن القيام به، وللحد من اآلثار الضارة التى قد تنشأ عن تزايد التراكم الرأسمالى وتركز الثروة فى أيدى مجموعة قليلة من األفراد، وإليجاد فرص أكثر

ل على استقرار االقتصاد القومى والحد من التقلبات التى يمكن أن لتشغيل العمال، والعم ٠تنتابه

ويمكننا أن نلخص األهداف التى تسعى الحكومة إلى تحقيقها من تـدخلها فـى :النشاط االقتصادى بهدفين رئيسيين وهما

تحقيق الكفاية فى اإلنتاج، وتحقيق العدالة فى التوزيع، وتحقيق الكفاية، إنما يكـون بـأن تعمل الدولة على اتخاذ اإلجراءات الالزمة الكفيلة بزيادة اإلنتاج، ودفع عجلة التقدم إلى

٠األمام، إلشباع الحاجات المتزايدة للمجتمعوتحقيق العدالة، إنما يكون بأن تعمل الدولة على ضمان تكافؤ العـرض بـين

الة، بحيث يحصل كـل األفراد، والعمل على توزيع الدخول فيما بينهم بأسلوب يتسم بالعد ٠فرد على عائد يتناسب مع مساهمته فى العملية اإلنتاجية

ومن الجدير بالذكر هنا، أن هناك فرق بين مجتمـع يطبـق بعـض المبـادئ االشتراكية وتتدخل فيه الدولة فى النشاط االقتصادى بالقدر الكافى لتحقيـق مثـل هـذه

قيدة وأسلوب عمل وطريقـة لتـسيير األهداف، وبين مجتمع يأخذ بالنظام االشتراكى كع النشاط االقتصادى، ومثل هذا المجتمع األخير هو الذى نقوم بدراسته هنا ومناقشة أهـم

٠صفاته وخصائصه :خصائص النظام االشتراكى

: يتميز النظام االشتراكى بخصائص رئيسية ثالثة هى ٠الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج -١ ٠التخطيط االقتصادى -٢

٠الحاجات الجماعيةإشباع -٣



-٣٣-

:الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج : أوالال يحق للفرد فى النظام االشتراكى أن يمتلك وسائل اإلنتاج المختلفة من أراضى -

ومنشآت ومصانع، بل تكون ملكية األفراد قاصرة على السلع االستهالكية فقط، وتأخـذ ٠ ككـل فى حين تكون وسائل اإلنتاج مملوكة ملكية جماعية للمجتمـع

:الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج أحد صورتين وتعتبر هذه الملكية هى الشكل األكثر شـيوعا فـى المجتمعـات : ملكية الدولة -١

االشتراكية، وتنشأ هذه الملكية نتيجة لتأميم الدولة لألصول اإلنتاجية التى كانت شتراكى، وعادة ما تنصب تملكها الطبقة الرأسمالية المستغلة قبل قيام النظام اال

هذه الملكية على المؤسسات العامة كالبنوك ومؤسـسات التجـارة الخارجيـة والمرافق العامة، كما تنصب على الصناعات الرئيسية التى يكون لها وضـع خاص بالنسبة للمجتمع، كأن تكون صناعات مـسيطرة علـى غيرهـا مـن

ناعات التى يشتغل بها الصناعات، كصناعة الحديد والصلب، أو أن تكون الص عددا كبير من العمال، أو أن تكون الصناعات التى تقوم بإنتاج سلع ذات أهمية خاصة، كالسلع االستراتيجية والتنموية، كما تمتلك الدولة فى المجتمع االشتراكى جزء كبير من األراضى الزراعية وخصوصا تلك التى تقوم باستـصالحها، أو

٠ اإلقطاعيينالتى كان يمتلكها كباروتمثل ملكية الجمعيات التعاونية فى المجتمعات االشـتراكية : الملكية التعاونية -٢

نسبة كبيرة من الملكية فى المجال الزراعى ومجال الصناعات الصغيرة ومجال التجارة الداخلية، ويكون من حق مثل هذه الجمعيات امتالك األراضى واآلالت

ناعية الـصغيرة ومـا تحتويـه مـن آالت الزراعية والمواشى والمنشآت الص وخامات، كما تمتلك نسبة كبيرة من مؤسسات التعاون االستهالكى التى تقـوم بالتجارة الداخلية، وتنشأ هذه الملكية نتيجة لالنضمام صغار المـزارعين إلـى الجمعيات الزراعية، وانضمام صغار الحرفيين فى مؤسسات تعاونية كبيـرة،

٠وذلك بمحض اختيارهم

وعلى الرغم من أن القاعدة العامة فى النظام االشتراكى هى الملكية الجماعيـة لوسائل اإلنتاج، إال أنه يمكن أن يوجد بعض أنواع الملكية الفرديـة الخاصـة لوسـائل اإلنتاج، إذ أنه يمكن لبعض األفراد أن يقوموا بأنفسهم بممارسة اإلنتاج على أساس فردى،



-٣٤-

النوع من الملكية فى النشاط الحرفى البسيط، حيث يقوم شخص وعادة ما يوجد مثل هذا بمفرده بإنتاج سلعة أو أداء خدمة لحسابه الخاص مستعينا ببعض األدوات البسيطة التـى يمتلكها، ولكن يشترط فى هذه الحالة أال يقوم مثل هذا الشخص بتـأجير عمـال للعمـل

ل على اإلنتاج وعدم استغالل اإلنسان لحسابه، وذلك تمشيا مع مبدأ عدم سيطرة رأس الما ٠لإلنسان

ويعتمد النظام االشتراكى فى تبريره للملكية الجماعية لوسـائل اإلنتـاج علـى : مجموعة من األسباب هى

الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج تؤدى إلى تكافؤ الفرص أمام أفراد المجتمـع، -١ ٠مكما تحقق المساواة االقتصادية واالجتماعية بينه

تمنع الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج استغالل اإلنسان ألخيه اإلنسان، وتمنـع -٢ ٠سيطرة فئة قليلة من الرأسماليين على الغالبية العظمى ألفراد المجتمع

الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج تؤدى إلى إيجاد نوع من التعاون بين األفراد، -٣ ٠هداف التى يرجوها المجتمعمما يجعلهم يعملون سويا على تحقيق األ

الملكية الجماعية تؤدى إلى إيجاد الحافز لدى كل فرد للعمل على تنمية الثروة -٤ ٠القومية، والمحافظة عليها، لشعوره بأن له نصيب فيها

:التخطيـط االقتصــادى: ثانياال يعتمد النظام االشتراكى على حافز الربح أو جهاز الثمن لتوزيع الموارد على

لحاجات بطريقة تلقائية، ولكنه يعتمد بصفة أساسية على وجود جهاز مركـزى، يقـوم ابالتوفيق بين الموارد والحاجات، عن طريق خطة قومية مدروسة يتم وضعها، وتحدد فيها مجموعة من األهداف المتسقة والمحددة وينص فيها على وسائل تحقيق هـذه األهـداف،

جميع الوحدات اإلنتاجية فى المجتمع بتنفيذ هذه الخطة، كل والفترة التى تنفذ فيها، وتلتزم فيما يخصه، فالخطة القومية فى النظام االشتراكى تعتبر بديال عن حافز الربح وجهـاز

: الثمن فى النظام الرأسمالى، وتقوم هذه الخطة بوظيفتين أساسيتين ل التـى ال ويتم ذلك عن طريق الخطط قصيرة األج : تسيير النظام االقتصادى -١

تتعدى مدتها سنة واحدة، وتعتمد هذه الخطط على دراسة احتياجات المجتمع من السلع والخدمات المختلفة ووضع أولويات لهذه االحتياجات، ودراسة اإلمكانيات اإلنتاجية المتاحة، وتوزيع هذه اإلمكانيات على األنشطة المختلفة إلنتـاج مـا



-٣٥-

ينص فى مثل هذه الخطط قصيرة األجل يحتاجه حسب األولويات المرسومة، و عن أحجام اإلنتاج من كل قطاع من القطاعات ومـن كـل وحـدة إنتاجيـة،

كما تحدد فى هذه ٠وتخصيص هذا اإلنتاج بين االستهالك وبين البناء الرأسمالىالخطط األسعار التى تباع بها السلع، والدخول التى يحصل عليها المشتركون فى

٠العملية اإلنتاجيةويتم ذلك عن طريق نوعين من الخطط، نوع متوسـط : تنمية االقتصاد القومى -٢

ويكون الهدف منه تحديد معدالت الزيادة فى ٠ سنوات ٥األجل يبلغ مدته حوالى اإلنتاج المطلوب تحقيقها من القطاعات المختلفة، وتحديد االستثمارات الالزمة

لوب الذى يتم به الحصول على لتحقيق مثل هذه الزيادة فى اإلنتاج، وتحديد األس ٠مثل هذه االستثمارات

سـنة، ٢٠والنوع الثانى من الخطط هو ذلك الذى تطول مدته بحيث تصل إلى وتسمى بالخطط طويلة األجل، ويكون الهدف منها إحداث تغيرات هيكليـة فـى البنـاء

ناعى، االقتصادى للمجتمع، كتحويل االقتصاد القومى من اقتصاد زراعى إلى اقتصاد ص أو تحويله من اقتصاد تابع إلى اقتصاد مستقل، أو تغير الفن اإلنتاجى السائد فى المجتمع،

٠إلى آخر مثل هذه التغيرات التى تحتاج إلى فترات طويلة لتنفيذهاومن الجدير بالذكر هنا أن كثير من المجتمعات الرأسمالية فى الوقت الحاضر قد

ارى لسد العجز أو لعالج االختالل الذى يمكن أن ينشأ بدأت تأخذ بأسلوب التخطيط االحتكنتيجة ألعراض األفراد عن القيام ببعض األنشطة، ولكن مثل هذا التخطيط فـى النظـام

٠الرأسمالى، يختلف عن التخطيط فى النظام االشتراكى : ويمكن تلخيص أهم أوجه الخالف فيما بينهما فيما يأتى

سمالى على ما يسمى بالتخطيط الجزئى، بحيـث يعتمد التخطيط فى النظام الرأ -١يهدف إلى تنمية قطاع معين من قطاعات اإلنتاج دون غيره، كاالكتفاء بإنـشاء شبكة من الطرق أو زيادة اإلنتاج من الكهرباء وزيادة اإلنتاج من الصلب أو قد يهدف إلى تحقيق هدف اجتماعى معين، كاالرتفاع بمستوى التعليم أو الخدمـة

ة، فى فى حين أن التخطيط فى النظام االشتراكى يقوم على أساس التخطيط الطبيالكلى الشامل، الذى يشمل كل قطاعات االقتصاد القومى وتنميتها جميعا بأسلوب

٠متوازن مرسوم مقدما



-٣٦-

يأخذ التخطيط فى النظام الرأسمالى شكل التوجيهات التـى يمكـن أن توجـه -٢م عمليات إنتاجية معينة، والتسهيالت التى تمنح للمنتجين، أو التعليمات التى تنظ

لقطاع من القطاعات فى حين يأخذ التخطيط فى النظـام االشـتراكى صـورة ٠القانون الملزم لكل من يشمله التخطيط، وبذلك يكون له فاعلية وتأثير أكبر

يقوم التخطيط فى النظام االشتراكى بوظيفتى التنمية والتسيير، فـى حـين أن -٣فى النظام الرأسمالى يكتفى بوظيفة التنمية تاركـا تـسيير االقتـصاد التخطيط

٠القومى لجهاز الثمن

: إشباع الحاجات الجماعية : ثالثابدراسة احتياجات المجتمع ) المخططون(يقوم المختصون فى النظام االشتراكى

ـ ة من السلع والخدمات المختلفة وتحديد كمياتهـا ودراسـة المـوارد المتاحـة أو كمياالستثمارات التى يمكن القيام بها، وحيث أن الموارد تكون دائما قاصرة عن الوفاء بكل احتياجات المجتمع، فإن األمر يتطلب ضرورة التضحية بجزء من هذه االحتياجات، لذلك يقوم المخططون فى النظام االشتراكى بوضع أولويات لهذه الحاجات، مقدمين بعضها على

مدوا فى ذلك على تقديم السلع التى تشبع الحاجات الضرورية للغالبية البعض اآلخر، ويعت العظمى من أفراد المجتمع، تاركين تلك السلع التى تشبع حاجات كمالية علـى أن يقـوم المجتمع فى الفترة التالية بإنتاج سلع أقل ضرورية أو أكثر كمالية وهكذا فى كل فترة من

أن ينتج المزيد من السلع التى تقابل حاجات كماليـة الفترات، يحاول المجتمع االشتراكى فى نفوس األفراد، وحتى يتمكن المجتمع من إنتاج مثل هذه السلع الكمالية فى المـستقبل فإن األمر يتطلب احتجاز كميات متزايدة من الناتج القومى وتوجيهها إلى االسـتثمار، أو

نة فى كل فترة حتى يـتمكن مـن بمعنى آخر فإن المجتمع عليه أن يتحمل تضحيات معي ٠إشباع المزيد من حاجاته فى فترات تالية

وال يقتصر األمر على توزيع الناتج القومى بين االسـتهالك واالسـتثمارات أو على الموازنة بين استهالك الحاضر واستهالك المستقبل، ولكن األمر يتطلب عمل موازنة

إلنتاج سلع استهالكية وذلك الجزء الذى أخرى بين ذلك الجزء من االستثمار الذى يوجه ٠يوجه إلنتاج سلع إنتاجية



-٣٧-

: عيوب النظام االشتراكى والتى أدت إلى انهياره إذا كان الهدف من النظام االشتراكى تنمية االقتصاد القومى ونشر العدالة فـى

األهداف قد توزيع الدخول بين األفراد وتحقيق االستقرار فى االقتصاد القومى، إال أن هذه :فشل معظم النظم االشتراكية فى تحقيقها وذلك للعيوب التالية

أنه على الرغم من أن النظام االشتراكى كان يعتمد على مجموعة من الحوافز -١المادية والمعنوية التى تشجع العمال على اإلنتاج، إال أن هذه الحوافز ال ترتفع

لرأسمالى، ومن ثم فقد أدى هذا إلى فى قوتها إلى درجة حافز الربح فى النظام اوجود نوع من التراخى من جانب بعض المسئولين أو المشرفين على حـسن

٠إدارة المشروعاتأنه على الرغم من وجود قوة الردع لمعاقبة المهملين إلى جانب الحوافز التى -٢

تشجع المجيدين، إال أن هذه القوة أيضا ال تبلغ فى درجتها ما يمكن أن يتعرض ٠له المنتج الفرد فى النظام الرأسمالى من خسائر قد تؤدى بكل ما يملك

كذلك فإن النظام االشتراكى وبما يتمتع به من مركزية كانت تتجمع فيه سـلطة -٣اتخاذ القرارات فى أيدى مجموعة قليلة من المخططـين ولـذلك فـالقرارات

لى المجتمعـات الخاطئة التى أصدرتها مثل هذه السلطات كان لها آثار سيئة ع ككل، فى حين أن النظام الرأسمالى تجد أن اتخاذ أى منتج لقرار خـاطئ لـن يكون له نفس اآلثار السيئة من حيث شمولها، كما أن المنتج وحده هـو الـذى

٠سوف يتحمل نتيجة هذا القرار

ومن أهم ما أدى إلى انهيار النظم االشتراكية، التعقيدات الروتينية، حيـث أن -٤قوم سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بإدارة المشروعات المختلفـة الدولة ت

فى المجتمع واإلشراف عليها ومراقبتها، وهذا من شأنه أن يتطلب وجود جهاز إدارى ضخم، ووجود نظام للمراقبة الدقيقة والمتابعة المستمرة، وهـذا يـؤدى

كثير من اإلجراءات بدوره إلى ارتفاع تكاليف اإلنتاج من ناحية، وإلى تعطيل ال ٠)١(من ناحية أخرى

٠ ١٢١ص-١٩٨٥-مكتبة ضة الشرق-مبادئ االقتصاد-مد خليل برعىحم/ د٠ أ)١(



-٣٨-

CLOBALIZATION تزخر الساحة العالمية اآلن بالكثير من األحداث والمتغيرات الـسياسية واالقتـصادية -

ى هـذا العـصر المهمة، والتى تتوالى الواحدة بعد األخرى فى تسارع مستمر يضفى عل ٠ديناميكية أكثر من أى عصر آخر

وال يوجد على الساحة العالمية فى مجال االقتصاد اآلن أهم وأخطر من مصطلح كمصطلح بدأ استخدامه منذ بداية التسعينات من القرن الماضـى بعـد انهيـار " العولمة"

ة، ومنـذ ذلـك المعسكر االشتراكى وتفرد النظام الرأسمالى بالساحة االقتصادية العالمي وبالتحديد عندما ذكره الرئيس األمريكى جـورج بـوش اآلب ألول مـرة لـه (التاريخ، ومنذ ذلك الوقت توالت الكتابات العالمية والعربية عن العولمـة ونـشأتها )١٩٩٢عام

٠وتطورها وتأثيرهاومن الجدير بالذكر أن العولمة أو النظام العالمى الجديد بدأ يتشكل قبل منتصف

ن الماضى منذ بداية الحرب الباردة بين الكتلتين الغربية والشرقية، وأخذت تتطـور القربمرور الوقت إلى أن اتضحت معالمها فى بداية التسعينيات من القرن العشرين مـرورا

: على أكثر من مرحلة كالتالى ل بدأت منذ بداية الحرب الباردة بين الكتلة الشرقية والتى تمث : المرحلة األولى -

بقيادة االتحاد السوفيتى، والكتلة الغربيـة والتـى تمثـل Socialsmاالشتراكية بقيادة الواليات المتحدة األمريكية، وفيها احتدم الصراع Capitalismالرأسمالية

بين الكتلتين، هذا الصراع كان فى األساس صراعا أيديولوجيا، وأخـذت كـل

مرحلة من مراحل تطور النظام الرأمساىل العاملى، وفيها تذوب الشئون السياسية " عرف البعض العوملة بأا )١(

ولوجية واالقتصادية والثقافية والسلوكية للدولة القومية ىف اإلطار العاملى من خالل الثورة االتصالية والتكنعامل "واملعلوماتية اهلائلة الىت خلقت اجتاها عاما بانفتاح الدول بعضها على بعض ليتكون ما يسمى بـ

٠"يسيطر فيه الطرف األقوى على الطرف األضعف" بال حدودمكتبـة -دور الدولة ىف ظل العوملـة - حممد القفاص ٠ فتحى أبو الفضل، أ ٠ملزيد من التفصيل يراجع د

٠ ١٩ ص٢٠٠٤-األسرة



-٣٩-

تؤمن به ومحاولة كسب تأييد المجتمع منهما فى نشر وتعميق مفاهيم النظام الذى الدولى بإظهار عيوب اآلخر، وفى هذه المرحلة كان هناك تـوازن فـى قـوى

٠السياسة العالميةبدأت منذ بداية التسعينيات من القرن العشرين وفيها انهـارت : المرحلة الثانية -

واحدة من أكبر قوتين كانتا تحكمان العالم وهـى االتحـاد الـسوفيتى معقـل الشتراكية، كما بدأ مصطلح العولمة فى الظهور ألول مرة كما أسلفنا عنـدما ا

، وبـدأت ١٩٩٢الرئيس األمريكى جورج بوش اآلب فى خطاب له عـام ذكره العولمة تنمو وتزداد وضوحا، وكان هدفها على المستوى االقتصادى هو نـشر

إداريـة أو "مجموعة من األسس المهمة مثل حرية التجارة بدون قيود جمركية وعدم التمييز عن طريق إرساء منظمة التجارة العالمية لتراقـب وتـنظم " كمية

٠تحرير التجارة بين دول العالم بفشل المؤتمر الوزارى الثالث لمنظمـة ١٩٩٩وبدأت منذ عام : المرحلة الثالثة -

التجارة العالمية فى سياتل، وقيام مظاهرات ضد العولمة فى معظم بقاع األرض تقودهـا عبرت عن رد فعل شعوب العالم تجاه العولمة الـشرسة التـى والتى

أن مـن قـام بهـا الواليات المتحدة األمريكية، والذى يعزز هذه المظـاهرات معارضون ليسوا فقط من الدولة النامية، ولكن أيضا من الدول المتقدمة، وكان

فى جميع أنحاء المعارضون يحاولون أن يلفتوا النظر إلى أحوال العمال السيئة ٠العالم وزيادة البطالة بسبب العولمة

عندما تم توجيه سلسلة ضربات ٢٠٠١ سبتمبر ١١وبدأت منذ : المرحلة الرابعة -مدمرة لمركز التجارة العالمية فى نيويورك، ومبنى البنتاجون فى واشنطن، حيث تعتبر مثل هذه الهجمات أول ضربة عنيفة تتعـرض لهـا الواليـات المتحـدة

مريكية طوال حياتها، وبداية هذه المرحلة تعتبر نقطة تحـول رئيـسية فـى األالتغيير النسبى لمراكز القوى العالمية، حيث اهتز االقتصاد األمريكى وتأثر تأثرا

أخرى تحتـل شديدا بمثل هذه الهجمات، وسوف تسمح هذه الواقعة بتنامى قوى من بديل محتمل مثل االتحـاد صدارة العالم، ويوجد على الساحة العالمية أكثر

٠األوروبى والصين، وما زالت هذه المرحلة تتضح أكثر فأكثر مع مرور الوقت



-٤٠-

: القوى الفاعلة والمؤثرة فى العولمة تعتمد العولمة على القوى الفاعلة الرئيسية لها والتى تكون معا النظام العـالمى

: الجديد، وهذه القوى الفاعلة هى : ت االقتصادية الكبرى وهى التكتال: أوال

٠ بقيادة فرنسا وألمانياUnion Europeأوربا الموحدة - ٠بقيادة الواليات المتحدة األمريكية : Naftaالنافتا -

٠بقيادة ماليزيا وأندونيسيا : Aseanاآلسيان -

وربما تنضم إليها الصين واليابان فى وقت الحق ليكون أقوى تكتل اقتـصادى ( ٠)على مستوى العالم

: المنظمات االقتصادية العالمية وهى : ثانيا IBCPالبنك الدولى لإلنشاء والتعمير -١

والذى يختص بالسياسات المالية للدول األعضاء من خالل برامج التـسهيالت والقروض التى يمنحها البنك، وبالطبع يشترط قيام الدولة المتلقية لهذه التسهيالت ببعض

٠ذها فى اقتصاد تلك الدولةاإلجراءات التى يجب تنفي IMF: صندوق النقد الدولى-٢

والذى يختص بالسياسات النقدية للدول األعضاء من خالل برامج التـسهيالت والقروض التى يمنحها الصندوق، وبالطبع يشترط قيام الدولة المتلقية لهـذه التـسهيالت

ياسة التكييف الهيكلى ببعض اإلجراءات التى يجب تنفيذها فى اقتصاد تلك الدول، مثل س ٠وسياسة التثبيت

"World Trade organization"WTOمنظمة التجارة العالمية -٣وتختص هذه المؤسسة بالسياسات التجارية للدول األعضاء من خالل االتفاقيات

جـوالت "أو " باتفاقيـات الجـات "التى وافقت عليها تلك الدول، وتعرف هذه االتفاقيات وعرفت باسـم االتفاقيـة ١٩٤٧ة عن ثمانى جوالت بدأت فى عام وهى عبار " أورجواى

"GATT" "General Agreement on triffs and trade"العامة للتعريفات والتجارة



-٤١-

:مظاهر العولمة االقتصادية والمالية -تتعدد النواحى االقتصادية للعولمة فى أكثر من مجال، فهناك زيادة فى التبـادل

فتح أسواق جديدة، زيادة جودة السلع والخدمات، انخفاض نسبى فى التجارى بين الدول، أسعار المنتجات، انخفاض القيود المفروضة على التجارة الخارجية مثل القيود الجمركية والكمية واإلدارية، اندماج كبرى المؤسسات سواء فى مجال اإلنتاج السلعى أو اإلنتـاج

ة وغيرها، ظهور تكتالت اقتصادية كبـرى مثـل الخدمى أو الخدمات المالية أو التأميني االتحاد األوروبى، النافتا، األسيان، اكتمال المنظمات االقتصادية العالمية بتكوين منظمة التجارة العالمية لتكون مع البنك الدولى لإلنشاء والتعمير وصندوق النقد الدولى مثلثا لـه

٠تأثيره على دول العالم تجاريا وماليا ونقدياوتتمثل المظاهر المالية فى سهولة االستثمار فى أى سوق مالية على مـستوى العالم بدون وجود أية عوائق، وتتميز هذه االستثمارات المالية بسرعة الدخول والخروج من البورصات المستثمرة فيها، حيث أن العالم أصبح وحدة واحدة سهلت االتصاالت بين

٠ن أراضيهمختلف ربوعه وقربت المسافات بيوأصبح من الممكن ألى فرد فى العالم الحصول على معلومات حول البورصة

٠المراد االستثمار فيها من خالل ما تتيحه وسائل االتصال الحديثة فى هذا المجال



-٤٢-

الفصل الرابع تطـــور الفكـــر االقتصــــادى

: تمھیـد

، )اليونانى(لعصر اإلغريقى يبدأ المؤرخون بالنسبة لتطور الفكر االقتصادى من ا فمنذ انتشار الفكر الفلسفى اليونانى وحتى ظهور الفكر االقتصادى على أيدى أدم سـميث والمدرسة التقليدية، ارتبط تاريخ الفكر االقتصادى باألفكار الفلسفية واالجتماعية ومناقشة

٠ية متكاملة للعالماألمور الجارية، دون أن تكون له ذاتية مستقلة تفسر الواقع وتقدم نظرويعتبر أرسطو من أهم المؤلفين والفالسفة الذين تعرضوا للمشاكل االقتـصادية

فناقش التحليل االقتصادى واهتم بالنشاط الزراعى، وهاجم المرابين وسعر الفائدة، وتكلم وتأثر بذلك بالبيئة التى عاش فيها كمـا ٠عن الثمن العادل الذى يجب أن يسود األسواق

٠)١(أرسطوطاليس فى كتاباته، كيفية استخدام النقود وكيفية اإلساءة فى استعمالهاذكر

٠ ٩٨علم االقتصاد، مرجع سابق، ص : مصطفى رشدى شيحة / د٠ أ)١(



-٤٣-

كان أفالطون ارستقراطيا، ولكنه لم يكن ضد الديمقراطية، حيث عاش فى العهد ويمكن معرفة األفكار االقتـصادية ٠ياسةالديمقراطى آلثينا واشتغل بصورة مباشرة بالس

٠المثلى) المدينة(ألفالطون من دراسة كتاب الجمهورية الذى يبحث فيه موضوع الدولة ويبدأ أفالطون كتابة بالتساؤل عن معنى الحق والعدالة بالنسبة للفرد أو المدينة،

ل إلى المدينة، بل فـضل ولم يشأ أفالطون أن يبدأ بتحديد هذه الفكرة بالنسبة للفرد ثم ينتق الطريقة العكسية بأن يبدأ بعرض العدالة فى المدينة ألنها مجموع اكبر من الفـرد ممـا

وتأتى األفكار االقتصادية ألفالطون فى كتابه الجمهورية بمناسـبة ٠يسهل التعرف عليها ادى بحثه عن المدينة المثلى، ويبدأ تحليله ببيان أن أصل الدولة يرجع إلى عامل اقتـص

أن الدولة تنشأ ألن الفرد ال يمكن أن يكفى نفسه بنفسه، بل تكون لـه حاجـات : "فيقول عديدة ال يستطيع أن يشبعها وحدة فيجتمع مع عدد من األفراد كاف ألن يشبع كل مـنهم حاجات اآلخرين، فيعيشون كشركاء او مساعدين بعضهم لـبعض حتـى تتكـون مـن

٠ريقة ما يعرف باسم المدينةالمجموعة التى ينشئونها بهذه الطويعرض أفالطون لتنظيم المدينة المثلى فى رأيه فينادى بتطبيق نوع من تقـسيم

العمل فى هذه المدينة فكل فرد يجب أن يتخصص فى مهنة واحدة، هـذا التخـصص أو ٠تقسيم العمل بين األفراد فى المدينة أفضل من اشتغال كل شخص بكافة المهن واألعمال

: فالطون فكرته فى تقسيم العمل بهذا األسلوب على أساسين ويبين أ أن لكل شخص مواهبه وكفائته الخاصة، وأن االختالف بين األفراد من هذه الناحيـة -أ

يجعل كل منهم مهيئا بطبيعته لعمل معين أو مهنة معينة، فتقسيم العمل قائم على عامل ولد اثنان ولهمـا نفـس المقـدرة طبيعى وهو اختالف المواهب الطبيعية، وألنه ال ي

٠والكفاءة

٠ وما بعدها٥٦مبادئ علم االقتصاد، مرجع سابق، ص : أنور اهلوارى / د٠ أ)١(



-٤٤-

أن تخصص كل شخص فى المهنة التى يكون مهيئا لها بطبيعته يزيد من اإلنتاج من -ب ٠حيث كميته وتحسينه من حيث النوع والمميزات األخرى

ثم يرى أفالطون أنه يجب أن تكون المدينة صغيرة، أى أن يكون عدد سـكانها ال يزيد، وأن يخضع كل صور النشاط سواء اكـان نـشاطا قدر المستطاع ضئيال وثابتا

اقتصاديا أو غير اقتصادى لتنظيم دقيق، وأول صور هذا التنظيم هو تقسيم المجتمع إلـى : ثالث طبقات أو طوائف

وهى طبقة المنتجين وتضم كل من يعملون فـى النـشاط االقتـصادى، : الطبقة األولى ٠دينة من طعام وشراب وكساءومهمتها اشباع الحاجات المادية للم

وهى طبقة الجنود ومهمتها الدفاع عن المدينة وحمايتها ضد ما يقع عليها : الطبقة الثانية ٠من اعتداءات

وهى طبقة الحكام ومهمتها هى الحكم، وذلك بوضع القوانين والعمل على : الطبقة الثالثة ٠احترامها

م على أساس المواهب وليس بحسب ولما كان هذا التقسيم بين سكان المدينة يقو األشخاص، ولما كان يمكن للنساء أن يكون لهن نفس المواهب التى للرجـال فـى رأى أفالطون، لذلك ال يفرق أفالطون بين الرجال والنساء، بل يعامل الجميع معاملة واحـدة

٠بوضع كل رجل أو امرأة فى الطبقة التى تؤهله طبيعته لهاون الحكام من الفالسفة، فمدينته مدينة حكم الفالسـفة، ويشترط أفالطون أن يك

كذلك يشترط أفالطون أن يعيش الحكام معيشة مشتركة، وال تكون لهم ملكية فردية، وال تكون لهم روابط عائلية فال يتزوجون وال يكونون عائالت، ألنه يجب أن يخصص الحكام

المـال والعائلـة تجعـل كل جهودهم لصالح المواطنين وليس لصالح أشخاصهم، وألن الشخص خاضعا لإلغراء والضعف العاطفى تجاه أقاربهم، مما قد يصرفه عن إدارة الحكم

٠لصالح المجموع، ويجعله يديره للحصول على الثورة الشخصية أو لمحاباة األقارب :ون ـار أفالطـد أفكـنق

الكتـاب يمكن القول أن تفسير أفالطون لنشأة المدينة قريب من تفسير معظـم -١لنشأة الدولة، على أساس نظريات التضامن االجتمـاعى كأسـاس للعالقـات

٠االجتماعية



-٤٥-

أما فكرته فى تقسيم العمل فتعتبر بداية التيار الفكرى الذى درس هذه الظـاهرة -٢ ٠وبلغ ذروتها فى القرن الثامن عشر على يد آدم سميث

آدم سـميث، ولكن يالحظ أن هناك خالف فى تقسيم العمل عنـد أفالطـون و فأفالطون ينادى بتخصص كل فرد فى مهنة معينة حسب المواهب الطبيعية التى تجعلـه صالحا لهذه المهنة أو الوظيفة أكثر من غيرها، أما ادم سميث فإنه ينادى بتجزئة العملية االنتاجية إلى عدة أجزاء وليس على أساس المواهـب الطبيعيـة ولكـن علـى اسـاس

٠التخصصاك فارقا بين أفكار افالطون عن الملكية والشيوعية، فـأفالطون ويالحظ أن هن -٣

يسمح لطبقة المنتجين بالملكية الفردية أى أنه لم يلغى الملكية الفرديـة، كـذلك حرم الملكية الفردية على طبقة الحكام والجنود ليس لمساوئ الملكية الفرديـة،

مال والـضعف فـى ولكن لرغبته فى إبعاد طبقة الحكام والجنود عن اغراء ال ٠مواجهة األقارب

كما أن ارسطوطاليس ذكر فى كتاباته، كيفية استخدام النقود وإساءة استعمالها، كذلك ناقش سان توماس األكوينى وغيره من علماء الالهوت فى القرون الوسطى الـثمن

٠)١(العادل، وثار جدل حول صواب حصول الشخص المسيحى على فائدة لقروضه

٠ ١٦، ص ٢٠٠٤مبادئ االقتصاد الكلى، بدون ناشر، طبعة : عبد الرمحن إمساعيل الصاحلى / د٠ أ)١(



-٤٦-

العلم الذى يبحث فى الظواهر االقتصادية من : إذا كان المقصود بعلم االقتصاد

حيث تفسيرها وربطها بأسبابها وبيان العوامل التى تتحكم فيها واستخراج القوانين التـى أو بمـذهب تحكمها، فإن علم االقتصاد بهذا المعنى المجرد ال يرتبط بأمه دون أخـرى

اقتصادى دون آخر، حيث أنه يكون من نتاج الوقائع والمالحظات والتجـارب وإعمـال العقل فيها وال ضرورة لوصفه بأنه إسالمى أو رأسمالى أو اشتراكى وإنما يمكن اعتباره إسالميا كذلك من حيث أنه يكون داخال تحت عموم األوامر الشرعية التى حثت المسلمين

كر والتعقل الستنباط القوانين من مختلف الظواهر االقتصادية وغيرهـا، على التدبر والتف وال مانع اطالقا فى هذه الحالة من االستفادة بنتائج التجارب البشرية سـواء قـام بهـا المسلمون أو غيرهم فى زيادة اإلنتاج أو تحسين وسائله أو ترشيد االستهالك أو غير ذلك

٠شرط أال يتعارض ذلك مع نص شرعىمما يتصل بالمعارف االقتصادية، بإن النصوص الشرعية لم "ويدلف األستاذ الدكتور عطية عبد الحليم صقر بقولة

تتعرض بالبحث فى االقتصاد كعلم مجرد بطريق مباشر ألن هذا مجال إعمال العقل، وال ٠ضرورة لتجميده بنصوص شرعية

لعالقـات اإلنتـاج إما إذا قصد باالقتصاد مجموعة المبادئ والقـيم المحـددة واالستهالك والتوزيع وغيرها من الظواهر االقتصادية، والتى تجسد فى مجموعها فلسفة معينة وأهدافا محددة، وتضع معالم وحدودا وقواعد بين ما يجوز وما ال يجوز من أنواع النشاط االقتصادى، أو ما يعرف بين العلماء بالمذهب االقتصادى، الـذى ينبثـق عـن

ألحكام الكلية الحاكمة لعمليات االستثمار واالنتاج والتوزيع والتبادل واالستهالك مجموعة اوما تتضمنه هذه العمليات من عالالقت اقتصادية وانـسانية، أى مـا يعـرف بالنظـام االقتصادى أو التطبيقات العلمية والفنية التى يجتهد الفقهاء فى وصفها تنفيـذا للمـذهب

: جع ملزيد من التفصيل يرا)١(مقدمة ىف علم االقتصاد والتشريعات االقتصادية، بدون دار نـشر، طبعـة : عطية عبد احلليم صقر / د٠ أ -

٠ وما بعدها١١٩، ص ١٩٩٩



-٤٧-

ه العام، أى بما ال يخرج عن اإلطار العام للمذهب الذى انبثق االقتصادى وفى داخل إطار عنه، ويحدد مبانيها وأهدافها، وبحيث يشكل النظام آلية تطبيق المذهب، مسترشدا فى ذلك

٠بالقوانين العلمية االقتصادية المجردةفإن المشرع اإلسالمى الحنيف قد عنى عناية فائقة بوضع مجموعـة المبـادئ

عد المكونة للمذهب االقتصادى، ثم تولى الفقهاء المسلمون باجتهاداتهم تكوين والقيم والقوا وبناء آلية التطبيق وتنفيذ قيم وقواعد هذا المـذهب فيمـا عـرف بالنظـام االقتـصادى اإلسالمى، وذلك فى صورة مجموعة من األحكام المنظمة لعمليـات اإلنتـاج والتـداول

د المذهب اإلطار العـام للنـشاط االقتـصادى والتوزيع واالستهالك، بحيث تشكل قواع بينما يشكل قواعد النظام ما بداخل هذا اإلطار من أحكام تفصيلية، ال تخرج عن ٠للمسلم

إطارها العام، فالمشرع اإلسالمى مثال حرم الربا كطريق الستثمار المال ثم حدد الفقهاء رع اإلسالمى أباح الملكيـة األموال التى يجرى فيها الربا وعلة تحريمه وحكمته، والمش

الخاصة ثم بين الفقهاء باجتهادهم طرق اكتسابها والقيود الواردة عليها والواجبات التى تقع على المالك بسببها، والمشرع اإلسالمى أوجب العمل على كل قادر عليه وأجد له، ثم حدد

تصل به من أحكام الفقهاء حدود العمل المباح والمحرم واألجر كعائد على العمل وكل ما يتجعل إيجاب الشارع الحنيف له حكما قابال للتنفيذ، والمشرع اإلسالمى الحنيف أوجـب إعمار األرض ثم تناول الفقهاء فى اجتهادهم أحكام اإلجارة والمزارعة والمغارسة وإحياء الموات وأرض العشر وأرض الخراج، وكل ما يتصل بإعمار األرض، وهكذا فى كـل

٠ يقوم عليها علم االقتصادالمحاور التى : والخالصة هنا أن فن االقتصاد اإلسالمى صرح مكون من جانبين

تشريعى وهو مجموعة المبادئ والقواعد والقيم الواردة بالقرآن الكريم : احدهما -والسنة النبوية المشرفة والتى تحكم وتشكل فكر وعقيدة المسلم فى سعيه ونشاطه

٠االقتصادىيمى وهو ما توصل إليه الفقهاء بالنظر واالجتهاد ومن أحكام كلية تنظ: ثانيهما -

٠وتفصيلية محددة لحركة حياة المسلم ونشاطه االقتصادى



-٤٨-

مصادر األفكار االقتصادیة فى العالم اإلسالمى

مما سبق يمكن القول أن هناك مصدرين لألفكار االقتصادية فى العالم اإلسالمى : هما

مى كما جاءت فى الكتاب والسنة وفى أعمـال الـصحابة مبادئ الدين اإلسال -١ ٠والتابعين والفقهاء المسلمين

٠آراء الفالسفة المسلمين وكتاباتهم -٢

: أوال مبادئ الدين اإلسالمى : الفرع األول ال شك أن مبادئ الدين اإلسالمى كما جاءت فى كتاب اهللا وسنة رسوله عليـه

يؤخذ منها مبادئ النظام االقتـصادى اإلسـالمى الصالة والسالم من أهم المصادر التى : )١(والتى يمكن إجمالها فيما يلى

: احترام الملكيـة الفرديـة -١أخذ القرآن الكريم بالملكية الفردية، ووضع أصولها وفصلها الفقهاء من بعد، وقـد ) أ (

ل بالغ العرب فى احترام حق التملك الفردى حتى ما كان خاصا بـأفراد الـدو المغلوبة، كذلك اعترف اإلسالم بحق اإلرث، فوضع أحكامه ونظمه ولم يحصر

٠)٢(اإلرث فى الولد األكبر من الذكور دون اإلناث

٠ ٦٥مبادئ االقتصاد السياسى، مرجع سابق، ص : أنور إمساعيل اهلوارى / د٠ أ)١(أمهية دور الدولة ىف حتقيق التنمية ) ١: ( يذهب البعض إىل أن الفكر االقتصادى اإلسالمى قد كشف عن )٢(

والتشغيل الكامل ملوارد اتمع ىف إطار مبدأ الكفاءة االقتصادية املثلى حبيث يتحقق أعلى عائدا اجتماعى أمهيـة ) ٣(أمهية التخصص وتقسيم العمل لتحسني األداء االقتـصادى، و ) ٢(بأدىن تكلفة اجتماعية،

ويتطلب األمر خلو السوق مـن ٠ لعدم إحلاق الضرر بطرىف التبادل املنافسة العادلة ىف السوق كأساس االحتكار الضار باملصلحة العامة ومن اخلداع ىف اإلعالن عن املنتجات، ومن الغش واملغاالة ىف األرباح،

ضوابط اإلنفـاق ) ٤(كما يتطلب ذلك علم طرىف التبادل بظروف السوق وباألسعار السائدة فيها، و أثر الظواهر السلوكية واالجتماعية علـى األداء )٥(ستثمار لدعم النمو االقتصادى، و االستهالكى واال

االقتصادى للمجتمع، وما ينشأ عنها من آثار سلبية عندما حيدث التبذير واإلسراف وعدم االلتزام مبـا ملزيد من ٠يقرره اإلسالم من أولويات عند ممارسة اإلنفاق، وهى الضرورات مث احلاجيات مث التكميليات

-الكتاب الثاىن-رؤية إسالمية-أصول علم االقتصاد-عبدالفتاح عبدالرمحن عبدايد/ د٠التفصيل راجع أ ٠ ٣ ص١٩٩٧طبعة النسر الذهىب-التحليل االقتصادى الكلى



-٤٩-

:ومن اآليات القرآنية التى تنسب ملكية المال إلى أحاد البشر قول اهللا جل شأنهوال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ٠ ١٨٨ سورة البقرة اآلية ون فى أموالكم وأنفسكملتبل ٠ ١٨٦سورة آل عمران اآلية وفى أموالهم حق للسائل والمحروم ٠ ١٩سورة الذاريات اآلية تدخل اإلسالم ليخفف من غلواء الملكية الفردية وليخفف من آثار التفاوت واالختالف ) ب(

بين الناس، ولذلك أوجب على الغنى واجبات نحو الفقير قائمة على أسـاس مـن العقيدة الدينية التى تلزم ضمير المؤمنين ومناطها اإلخوة التى تجمع المؤمنين قال

إنما المؤمنون إخوةتعالىفالملكية الفردية فى اإلسالم أقرب ما تكون وظيفة اجتماعية يتحتم على المالـك

٠بسببها بعض الواجبات فى مواجهة الفقراء كالصدقة والزكاة واإلحسانم على الدولة أن ال تقف موقفا سلبيا من الفقراء، بل فرض اإلسـالم يوجب اإلسال ) ج(

من ترك كأل فإلينا : " وقد قال رسول اهللا٠عليها أن تتدخل إلعانتهم من بيت المال ٠"ومن ترك ماال فلورثته

ويمكن القول أن اإلسالم قد احترم الملكية الفردية للفرد، ولكنه وضـع القيـود كية وظيفة اجتماعية مع تكليف الدولة بحماية الفقـراء سـواء كـانوا والحدود لجعل المل

٠مسلمين أو غير مسلمين وإعطائهم ما يكفيهم من بيت مال المسلمين : العمــــل -٢

مجد اإلسالم العمل وحث عليه، حيث لم يرضى اإلسالم أن يعـيش اإلنـسان اعملوا فـسيرى اهللا عملكـم وقل : قال اهللا تعالى كسوال أو أن يعيش عالة على غيره،

٠ ١٠٥ سورة التوبة، اآليةورسوله والمؤمنين، وقول اهللا عز "ما كسب رجال كسبا أطيب من عمل يده " وقد قال رسول اهللا

٠وجل من قبل ذلكولم يفاضل اإلسالم بين أنواع العمل، فهى كلها سواء من حيث قيمتها وأهميتها،

بنفسه فـى بـدء على العكس، فقد اشتغل الرسول وال نجد أى تحرز من التجارة، بل لذلك أدى ٠حياته قبل الرسالة ألنه كان من قبيلة قريش التى كانت التجارة عملها الرئيسى

تمجيد المسلمين للتجارة وإعطاء التاجر مركز اجتماعى، وذلك على عكس ما كان عليه ٠الحال فى أوربا اإلقطاعية فى العصور الوسطى



-٥٠-

: ق الــــر-٣تمشيا مع النظم االجتماعية واالقتصادية التى كانت موجودة قبل اإلسالم وعدم

:تعديلها فجأة تأثر اإلسالم بالنظام الذى كان سائدا عند نشأته، فأقر الرقيق ولكنه لم يؤسسه على ) أ (

التفرقة بين الناس من حيث المواهب والقيم، بل أسسه على أسـاس عملـى هـو الحروب، وهو ما كان متبع فى المجتمعات القديمة، وكضرورة مـن االنهزام فى

الضروريات التى كانت تقضى به اقتصاديات العصر، ألن الرقيق كانوا يمثلـون عنصرا أساسيا ورئيسيا من عناصر اإلنتاج، فالزراعة والتجارة والصناعة كانـت

رقاء فـى حيـاتهم قائمة على الرقيق، وكان العرب قليلى العدد يعتمدون على اإل اليومية، فلو ألقى اإلسالم نظام الرق فجأة، ألدى ذلك إلى انهيار نظـام العـرب

٠االقتصادى وازدياد ضعفهم بالنسبة للدول األخرىويالحظ أن الرق الذى كان فى الدولة اإلسالمية لم يكن نظام رقيق األرض الذى كان ) ب(

بصورته العادية التى كانت موجـودة موجودا فى أوربا فى نفس الفترة ولكن الرق ٠فى العالم القديم

ولم يغب عن اإلسالم فى الوقت نفسه ما للرق من إهدار لإلنسانية، فأوجب حـسن ) ج(معاملة الرقيق وحث المالك على العتق وجعله كفارة عن كثير من الجرائم واألثام،

جتماعية واالقتصادية ولذلك وقف اإلسالم موقفا توفيقيا بين مقتضيات الظروف اال ٠للعصر الذى ظهر فيه والنزعة اإلنسانية التى تميز بها الدين اإلسالمى

) :الربا( تحريم القرض بفائدة-٤حرم القرآن والسنة اإلقراض بفائدة، وجعاله من أكبر األعمال غير المشروعة

لبيع وحرم الرباوأحل اهللا االتى يجب أن يبتعد عنها المسلم، حيث قال اهللا تبارك وتعالى ٠ ٢٧٥سورة البقرة، اآلية

وحكم هذا التحريم ترجع إلى منع استغالل حاجة المحتاجين لالقتراض ورغبـة اإلسالم أن ال يوجد فى المجتمع المسلم طبقة تعيش على دخلها من رأسمالها دون أن تبذل

يـز بهـا مجهودا من عمل، أو دون أن تتعرض الحتماالت الكسب والخسارة التـى تتم ٠المشروعات االقتصادية المختلفة



-٥١-

ويالحظ أن الربا المحرم فى اإلسالم ليس قاصرا على أقراض النقـود بفائـدة، ولكنه يمتد إلى أنواع أخرى من المعامالت التى تنصب على مبادلة سلعة بسعلة أخرى من

عة اإلسالمية نفس النوع، كمبادلة كمية من القمح بكمية أكبر منها وهو ما يعرف فى الشري ٠بربا الفضل

فالتحريم هنا فى اإلسالم للربا لم يقم على أساس تحليل نظرى عن طبيعة النقود أو دورها فى الحياة االقتصادية، بل على العكس على أساس اجتماعى وهو منع االستغالل

٠فى المجتمع اإلسالمى : تنظيم السوق -٥

ال يحتكـر إال "قال رسول اهللا نظم اإلسالم السوق، ونهى عن االحتكار، فقد ٠"خاطئ

"ومن احتكر حكرة يريد أن يغلى بها على المسلمين فهو خاطئ"وقد تبعه الحكام المسلمين فى تطبيق عقوبات على المحتكر، خاصة محتكـرى

٠المواد الغذائية لمنع استغالل المحتكر للمستهلكينلة الذى يمتنع فيه االحتكـار والنظام الذى يحبذه اإلسالم هو نظام المنافسة الكام

ويتحدد الثمن حسب مساومات البائعين والمشترين دون تدخل من جانب الدولة، ولقد طلب البعض من الرسول عليه الصالة والسالم أن يتدخل ويحدد ثمن بعض السلع فرفض ذلك واستدل الفقهاء من ذلك على تحريم التسعير وأنه مظلمة، وأن التسعير حجر على أموال

ويجب أن يكون الثمن غير مجحف، وأن يكون البيع " وهو ما ال يجوز فى اإلسالم "الناس ٠بأسعار ال تجحف بالبائع والمشترى، وأن يكون األجر على قدر المشقة

هذه هى الجوانب المختلفة لألفكار االقتصادية فى مبـادئ الـدين اإلسـالمى يل اقتصادى نظرى مما يقوم به علم الحنيف، وترجع أهميتها ليس على اعتمادها على تحل

االقتصاد اليوم، ألن هذا التحليل لم يكن قد نشأ فى العالم بعد، ولكن أهميتها ترجع إلى أنها األساس الذى نظم الحياة االقتصادية فى العالم اإلسـالمى، وأنهـا تـضمنت القـوانين

٠سالمىوالتنظيمات المختلفة التى وجهت النشاط االقتصادية فى العالم اإل : آراء الفالسفة المسلمين : ثانيا: الفرع الثانى

من األمور الثابتة أن بعض كتابات الفالسفة المسلمين قد حوت بعض األفكـار االقتصادية، وقد تأثر هؤالء الفالسفة إلى حد ما بالفلسفة اليونانية، واهتموا بالموضوعات



-٥٢-

فعل أفالطون وأرسطو، وتعرضوا مـن التى اهتمت بها هذه الفلسفة كالمدينة المثلى كما ٠خالل مجتمعاتهم لبعض النقاط االقتصادية

فنجد عند الفارابى تفسيرا اقتصاديا لقيام الجماعة واستمرارها، فكـل فـرد ال -١يستطيع إشباع حاجاته بنفسه، ولذلك يضطر إلى االجتماع مع غيره من األفراد

٠والتعاون معهم، وتقوم بذلك الجماعةن سينا بأال يكون فى المدينة إنسان عاطل ليس له مقام محـدود، بـل ونادى اب -٢

يجب أن يكون لكل واحد فى المدينة منفعة، وأن تحرم البطالة والتعطل، وفـى كتاباته ما يشير إلى أنه جعل أساس المبادالت ومن ثم أساس القيمة، هى المنفعة

رم القمـار ألن التى تعود على كل متبادل مما يحصل عليه من سلع، كذلك ح المقامر يأخذ دون أن يعطى منفعة البتة، بل يجب أن يكون األخذ أخـذا مـن صناعة تعطى بها فائدة يكون عوضا، وأما عوض هو جوهرا أو عوض هـو

٠منفعة

م، ومن ١٤٠٦-١٣٣٣أما ابن خلدون فقد عاش فى القرن الرابع عشر الميالدى -٣ التاريخ وخصصها للبحث فى طبيعة التى وضعها لدراسة " المقدمة"أشهر كتبه

٠العمران

فى أوربـا باسـم ١٨من نوع األبحاث التى عرفت فى القرن " المقدمة"وتعتبر ٠فلسفة التاريخ، كما يعتبر أول بحث محدد عرف بعد ذلك بعلم االجتماع

وبالنسبة لعلم االقتصاد فيمكن القول أن ابن خلدون يعتبر أول من حدد المشكالت : تحديدا علميا وحاول معالجتها بعد ذلك ومن أمثلة هذا االقتصادية

أنه قسم السلع إلى ضرورية مثل الغذاء كالحنطة وما فى معناهـا، وكماليـة مثـل ) أ ( الماعون والمراكب، وبين أن طلب هذه السلع يتوقف على درجة العمران والتقدم،

ان تنقلب فيه السلع الكمالية إلى كما بين أيضا نسبية هذا التقسيم، فالبلد الكثير العمر ٠ضرورية

درس تأثير العرض والطلب، وأثرهما فى تحديد األثمان بالنسبة للسلع، وفى تقلبات ) ب(هذه األسعار، ولم يقتصر عند هذه النقطة، بل درس أثر اختالف الثروة بين البالد

ما يسمى اليوم المختلفة وطلب كل منهما على أنواع السلع المختلفة وأثر ذلك، وهو ٠بالمستوى العام لألسعار



-٥٣-

تعرض ابن خلدون لألسباب التى تؤثر فى نفقة اإلنتاج للسلع، وخاصـة الحبـوب، ) ج(وتطرق إلى بعض البلدان التى تضطر إلى زراعة أراضى غير خصبة مما يؤدى إلى زيادة ثمن الحبوب نتيجة النفقات الخاصة إلصـالح هـذه األراضـى غيـر

٠الخصبةحلل بن خلدون موضوع الريع، وبين أن الدولة عندما تقوى ويزداد نشاطها كذلك

االقتصادى، ترتفع فيها أثمان العقارات، فالفرق بين ثمن العقارات فى البداية عند رخصها ٠وقيمتها عند زيادة العمران هو ما يسمى بالريع

وهو ما توصل جاء نتيجة زيادة منفعة العقارات مما يزيد من ثراء مالك العقارات من أن الريع ليس من سـعى المالـك ١٩إليه الكاتب األمريكى هنرى جورج فى القرن

٠واكتسابه له وليس من مجهوده ولكن نتيجة الظروف العمرانية : قدم ابن خلدون نموذجا تحليليا لتطور المجتمع وتقدمه اقتصاديا بناء على عنصرين ) د (

٠ تزايد السكان- ٠العمل مزايا تقسيم -

ألن الواحـد مـن "فقد الحظ ابن خلدون أن تقسيم العمل ضرورة ال غنى عنها البشر غير مستقل بتحصيل حاجاته فى معاشه، ومن هنا وجب أن يكون األفراد متعاونين

٠جميعا فى عمرانهم على ذلكومن ناحية أخرى يقرر ابن خلدون أن كثرة السكان فى كل مجتمع تؤدى إلـى

بينهم، وكثرة أنواع األعمال التى توجد فى المجتمع، ويضم ابن خلدون هذان تقسيم العمل العنصران معا فيقرر، أن تزايد السكان يؤدى إلى تقسيم العمل وتقسيم العمل يؤدى إلـى زيادة اإلنتاج فى المجتمع، فتزيد المنتجات عما يشبع الحاجات الضرورية فيوجهون جزء

لية والترفيه مما يؤدى إلى زيادة دخول األفراد نتيجة تلـك من نشاطهم إلنتاج السلع الكما الزيادة فى اإلنتاج مما يزيد طلب األفراد على السلع الترفية، فتنمو الصناعات الجديـدة،

هذه الزيـادة ٠وكلما زاد العمران زادت األعمال ثانية ثم زاد الترف تباعا لزيادة الكسب ٠ الصنائع إلشباع هذا الطلب فيزيد الدخل وهكذافى الكسب تؤدى إلى زيادة الطلب فتزيد

فزيادة السكان أدت إلى تقسيم العمل وتقسيم العمل أدى إلى زيادة اإلنتاج ممـا يزيد الدخل ثم يزيد الطلب على السلع فتنشأ صناعات جديدة وتحصل زيـادات أخـرى

لقرون الوسـطى ليلى الفريد فى ا للدخل وهكذا، وقد بين ابن خلدون فى هذا النموذج التح :أن



-٥٤-

٠تقسيم العمل يؤدى إلى زيادة اإلنتاج -١زيادة اإلنتاج تؤدى إلى زيادة دخل المنتجين فيزيد الطلب على السلع مما يؤدى -٢

٠)نظرة دقيقة لكيفية تكوين الدخل (٠إلى نشوء صناعات جديدة وزيادة إنتاجها

الطلب على السلع زيادة اإلنتاج تؤدى إلى زيادة دخل الدولة مما يؤدى إلى زيادة -٣الترفيه، فيزيد إنتاجها وال تقتصر الزيادة على السلع الضرورية فقط بل تتعداه

٠إلى السلع الكماليةويالحظ أن ابن خلدون قد اتبع فى دراسته ما يسمى اليوم فى العلوم االقتصادية

المـؤثرات واالجتماعية بالطريقة الديناميكية، وتقوم هذه الطريقة على أساس تحليل تتابع واآلثار فى الزمن فتبين كيف يترتب على وجود عامل معين فى بدء فترة من الفتـرات، حدوث آثار معينة فى تلك الفترة، ثم تبين الحالة التى تصل إليها الظاهرة فى نهاية الفترة، ثم تنظر لهذه الحالة باعتبارها نقطة بدء لتغيير جديد، فتدرس ما يترتب عليه فى الفتـرة

٠الية وهكذاالتفالتطور فى كل فترة يوجد العوامل التى تحدد ما يحدث فى الفتـرة الالحقـة،

٠بحيث يربط بين الفترات جميعا برباط سببى تحليلى علـى يـد الكتـاب ١٩٢٧والواقع أن هذه الطريقة لم تطبق عمليا إال فى عام

٠السويديين من خلفاء وتالميذ الكاتب االقتصادى فكسلآلراء االقتصادية البن خلدون وهو كما رأينا قد فصل بين المشكالت هذه بعض ا

االقتصادية واعتبارات الدين واألخالق، ويمكن اعتبار ابن خلدون أول من دفع بالدراسات ٠االقتصادية فى الطريق لتصبح علما مستقال عن غيره من العلوم



-٥٥-

ابتداء من القرن الرابع عشر الميالدى وحتى منتصف القـرن الثـامن عـشر، أحدثت الظروف النقدية والتجارية الجديدة والمزايا التى تمتع بها التجار وتدهور اإلنتـاج الزراعى وانهيار البناء اإلقطاعى والحرفى وتوالى االكتشافات الجغرافيـة والتوسـعات

االستعمارية وتدقق المعادن النفسية على الغرب وما تبعها من نهضة اقتصادية فى الغرب، ثـم " بالمدرسة التجارية "كل هذه التطورات قد صاحبها نهضة فكرية جديدة تعرف اآلن

توالى ظهور المدارس الفكرية األخرى بعدها كمدرسة الطبيعيـين والكالسـيك والنيـو والمدرسة ) مدرسة شيكاغو(والبوست كينزيين ثم فكر النقديون كالسيك والمدرسة الكنزية

٠الكالسيكية : وسنتناول بعض أفكار هذه المدارس على النحو التالى

:)١ ()فكر التجاريين(المذهب التجارى) ١(على الرغم من تنوعات الوسائل والتدابير والسياسات التجارية، إال أنه خـالل

فى أواخر القرن الرابع عشر واستمرت إلى ضحى القرن ثالثة قرون من الزمان، بدأت الثامن عشر، ثم بناء فكر تجارى متميز يستهدف أساسا تحقيق قوة الدولـة مـن خـالل

وبالنـسبة ٠حصول الدولة على أكبر قدر من المعادن النفسية وتحقيق فـائض تجـارى الثـروة فـى (بلـد للتجاريين األواخر أصبح نتاج األرض والعمل والصناعة هم ثروة ال

تجارى موات ويسمح بتدقيق المعادن النفسية ظل إال أن المطالبة بتحقيق فائض ) المنتجات ٠مطلبا أساسيا

:أهم القواعد التى تعتمد عليها سياسة الفكر التجارى ٠حتى اعتبره األقطاب التجاريين بمثابة مصدر الثروة: تمجيد المعدن النفيس -١

-١٩٩٩طبعة-مطبعة النسر الذهىب-اجلزء األول والثاىن-مبادئ علم االقتصاد-حممود الطنطاوى الباز/ د٠أ)١(

٠ وما بعدها٣٠، ص٢٠٠٠



-٥٦-

مما يترتب عليه تدفق المعادن النفسية إلى داخـل : تحقيق ميزان تجارى موات -٢ ٠البالد وزيادة فائض الميزان التجارى المحقق

تأييد تدخل الدولة فى الحياة االقتصادية والرقابة الحكومية لتحقيق كبح الواردات -٣ فلـديهم ال يتحقـق الفـائض ٠٠٠وتشجيع الصادرات وتطبيق نظام الحصص

٠التجارى تلقائيانشاط االقتصادى وجعل التجارة الخارجية فى القمة فهى مصدر ترتيب أوجه ال -٤

المعدن النفيس، يليها الصناعة حيث أنها أساس الصادرات، مما جعلهم ينادون بسياسات من شأنها دعم الصناعة، أما الزراعة فلم يولوها عناية كبيرة إذ لـم

يـة، تـصوروا يجدوا فيها مجاال بارزا للتصدير، بينما مجدوا التجارة الخارج ٠التجارة الداخلية بال فائدة حيث أن مكسب البعض خسارة آلخرين

اتسمت نظرتهم للسكان بطابع النداء بزيادة السكان، ألنهم مصدر قـوة الدولـة -٥ ٠ومورد للمحاربين ولليد العاملة التى كلما كثرت انخفض األجر وتمت الصناعة

٠لهذا كان التجاريون من أنصار عدم زيادة األجور بدأ الفكر التجارى يحصد ثمار فنائه حيث تضافرت ١٨ولكن منذ بدايات القرن

العوامل االقتصادية والفكرية ضده، فلقد ظهرت فلسفات الحرية االقتـصادية، وتـدعمت الصناعة وزاد عدد الشركات الضخمة التى ضاقت ذرعا بتدخل الدولة، وبان مضار تدفق

٠عار وعلى كفاءة التصديرالمعدن النفيس وانعكاساته على األس ) :المدرسة الكالسيكية: (الرأسمالية الصناعية والفكر الكالسيكى) ٢(

الذى حظى " ثروة األمم" نشر االقتصادى الكبير أدم سميث مؤلفه ١٧٧٦فى عام بشهرة لم ينالها مؤلف سابق وأرسى قواعد حقبة جديدة من تطور الفكر االقتصادى سميت

٠صناعية والفكر الكالسيكىبحقبة الرأسمالية الولعل الفكر الكالسيكى تمتد فترة نشأته تاريخيا قبل حقبة كينـز بقـرنين مـن الزمان، وبصفة عامة يجب اإلشارة إلى أن هناك من التيارات الفكريـة والتـى مهـدت

:لظهور الرأسمالية الصناعية والفكر الكالسيكى نذكر منها باختصار



-٥٧-

الـرواد ( بإنجلترا الممهد لنشأة الرأسمالية الـصناعية التطور االقتصادى والفكرى ) :اإلنجليز

فقد شهدت إنجلترا ابتداء من الحقبة المتأخرة للرأسمالية التجارية عدة تطورات : اقتصادية وفكرية هامة، فى مقدمتها

والتى شهدها القرنان السادس عشر والسابع عشر، والتـى : الثورة الصناعية -١صناعات الكبرى وازدهارها واستخدام اآلالت الميكانيكية، وقد تميزت بانتشار ال

ساعد على هذا التوسع الصناعى، تطور وسائل النقل ومـا تبعـه مـن رواج النشاط التجارى واتساعه وتمكنه من نقل كميات كبيرة من المنتجات بتكلفة أقل

٠وفى وقت أسرع وبدرجة أمان أكبرتحول تدريجى لرأس المال التجارى إلى لقد حدث : قيام المشروعات الصناعية -٢

رأس المال الصناعى، وقد احتاج قيام المشروعات الـصناعية إلـى انهيـار اإلقطاع لتحرير األرض وتداول المواد األولية باألسواق وخلق طبقة من العمال

٠اإلجراء

فقد تداعى تنظيم الدولة للحياة االقتـصادية منـذ : االتجاه للتحرر االقتـصادى -٣، حيث تم إلغاء الكثير من التنظيمات المقيدة للصناعة المحلية، ١٧ت القرننهايا

واضمحلت أهمية الطوائف الحرفية والنقابات المكونة من صـغار الحـرفيين كما زال الكثير ٠نظرا لكبر حجم الكثير من المشروعات وتزايد المنافسة بينهما

٠جارة الخارجيةمن االحتكارات التجارية واضمحالل تنظيم الدولة للت

من جانب الفكر االقتصادى فإنه سرعان ما اسـتجاب : ظهور الرواد اإلنجليز -٤للتغيرات وعرفت تحوالت فى اتجاهاته وإن استغرق نحو مائة عام ليكون على وعى تـام بـالتغييرات، وبـصفة عامـة تحـول االهتمـام مـن التجـارة

عدد كبيـر مـن وهناك ورب العمل والعامل، إلى اإلنتاج ) والمبادلة(والتاجرالكتاب اإلنجليز الذين ساهموا فى تلك التحوالت ومهدوا الطريق أمـام قيـام

لهذا يطلق عليهم الرواد أو الرواد (ونضج الرأسمالية الصناعية والفكر التقليدى ، )١٧٢٩-١٦٧١(، وجـون لـو )١٦٨٧-١٦٢٣(ومنهم وليام بيتى ) اإلنجليز

٠ت ميلودافيد هيوم وجون لوك وجيمس ستيوار



-٥٨-

ومن األسس العامة للمدرسة الكالسيكية يمكن استخالص مضمون النظرية الكالسيكية فى : اآلتى ٠توازن االقتصاد القومى عند مستوى التشغيل الكامل للموارد -١ ٠استبعاد حدوث بطالة عامة وإجبارية -٢أن قوى السوق ومرونة األسعار واألجور والفائدة كفيلة باستعادة التـوازن إذا -٣

٠ فال حاجة إذن لتدخل الدولة أو أى تنظيم أو تكتل٠دث اختاللح الفزيـوقراط (التطور االقتصادى والفكرى فى فرنسا وظهـور المدرسـة الطبيعيـة -٣

The Physiocrates: ( لقد أعطى الفكر التجارى مصيرا حسنا إلنجلترا التى تمتعت بثـروة ضـخمة

١٨، لكن فرنسا فى منتصف القرن ١٨، ١٧، ١٦وتجارة مترامية األطراف طوال القرونلم تكن كذلك، فتجارتها وثروتها ال تقارن بما فى إنجلترا، وكانت الزراعة هى النـشاط الغالب فى فرنسا، ولم تكن الصناعة تعتمد فى رواجها على األسواق الخارجية، كما شهد

ميـزة للتجـارة ردود فعل تحررية ضد لوائح كـولبير الم ١٨النصف الثانى من القرن ٠والصناعة على حساب الزراعة

بصفته مجموعة مـن (لهذا نمى اتجاه فكرى فى فرنسا يؤمن بالقانون الطبيعى )القواعد التى تحكم النشاط اإلنسانى ويمكن استنباطها فى ضوء العقل وحده

وأنه ال يوجد تعارض بين مصلحة الفرد ومصلحة المجموع، ولديهم رغبة أكيدة وقد ٠االقتصادى فى كافة المجاالت والعودة للطبيعة بخلق جو مالئم للزراعة فى التحرر

أو الطبيعيون، والذين انتعش فكرهم فـى " الرواد الفرنسيين"سمى هذا االتجاه الفكرى بـ ٠)تاريخ وفاة ترجو (١٧٨٠و) مولد كتاب كيناى (١٧٥٦فرنسا فى الفترة ما بين

فى رفض الفكر التجـارى ) ثال وليم بيتى أم(ويشارك الطبيعيون الرواد اإلنجليز المنادى بأن الثروة مصدرها التبادل، ونقلوا المصدر إلى مجال اإلنتاج وبصفة أساسية فى مجاالت النشاط الزراعى حيث يتمكن اإلنسان من أن ينتزع من الطبيعة شيئا يزيد على ما

ا بعـد دفـع تكـاليف فالزراعة هى النشاط الوحيد الذى يغل فائض ٠يكفى لمجرد معاشه أما التجارة فهى مجرد تبادل قيم متساوية وبالتالى ال ٠ فهى العمل الوحيد المنتج ٠اإلنتاج

وتعتبر الصناعة أيضا نشاطا عقيما ألن العامل بها ال يحصل ٠تقل فائضا وليست منتجة تقادهم فى وترتب على ذلك اع٠من مقابل عمله إال على الحد األدنى لتغطية نفقات معيشته

٠أنه من الخطأ تشجيع التجارة والصناعة على حساب الزراعة



-٥٩-

ونصحوا بضريبة وحيدة تدفع من الناتج الصافى الزراعى، وحجتهم فى ذلك أن أى ضرائب أخرى ستقع فى النهاية على النشاط الزراعى، وحيث أن العمل الزراعى هو

٠اعة ومالك األراضى طبقات عقيمةالعمل الوحيد المنتج، فإن المشتغلين بالتجارة والصنبين طبقات المجتمع فيما ) الناتج الزراعى الصافى(ويشكل تحليلهم لتداول الفائض

كما أن إبـراز ذلـك التـداول ٠يسمى بالجدول االقتصادى أبرز جوانب الفكر الطبيعى بصورة مبسطة على هيئة جداول تعتبر من أوائل األمثلة على استخدام المـنهج العلمـى

٠لتجريدى وأسلوب التحليل الكلى فى البحث االقتصادىا-١٧٢٧(تيرجو) ١٧٧٤-١٦٩٤(ومن أبرز المفكرين الطبيعيين فرانسوا كيناى

وقد كان كيناى طبيبا يعمل فى بالط لويس الخامس عشر ونشر العديـد مـن ٠)١٧٨١ ١٧٦٥عام والقانون الطبيعى ١٧٥٨عام) الجدول االقتصادى(المؤلفات االقتصادية أبرزها

ويعتبر كيناى مؤسس المدرسة الطبيعية، كما تولى تيرجو مناصب إدارية عديدة حتـى ٠وصل إلى منصب وزير المالية بفرنسا وقدم إصالحات عديدة وعاش فى فترة انتعـاش

٠)١(المدرسة الطبيعية ويعتبر من أنضج الطبيعيين :المدرسة النيوكالسيكية -٤

ونهايته تطورت الظروف االقتصادية حيث ١٩ما بين النصف األول من القرن احتدم التنافس الدولى وتمزقت وحدة االقتصاد العالمى وانهارت قاعدة الذهب، وتبين أن اختالف التوازن هو الحقيقة، ولم تعد الظروف الجديدة تبرر الفروض التى قامت عليهـا

يوكالسيكية التـى فى كل هذه الظروف ظهرت المدرسة الن ٠مبادئ المدرسة الكالسيكية ٠ركزت على اختالل التوازن واهتمت بوصفه وعالجه

امتـدادا لالتجـاه ) االتجاه الكالسـيكى الجديـد (وتعتبر المدرسة النيوكالسيكية الكالسيكى ولكن أكثر تجريدا وفردية حيث يهتم باألداء االقتصادى والميكانيزم أكثر مما

رادية، ويعطى األهمية لعنصر الطلب أكثر ممـا يهتم باإلنسان أو األشياء، أو األفعال اإل ٠يعطى لجانب العرض ونفقات اإلنتاج

وتتعدد اتجاهات الفكر النيوكالسيكى ما بين الحديون أمثال كارل منجر وستانلى جيفونز، ومدرسة التوازن أمثال فالراس والحديون الجدد، عالوة على إسهامات الفريـد

وفيق بين تلك االتجاهات والفكر الكالسيكى، ثـم الذى حاول الت ) ١٩٢٤-١٨٢٢(مارشال

٠ ٤٥مرجع سابق ص-مبادئ االقتصاد-حممود الطنطاوى البازى/ د٠أ)١(



-٦٠-

وهم شق من النيوكالسيك يلقون مـسئولية األزمـات The Monetaristsفكر النقديونوبصفة خاصة (على السياسة النقدية والمالية ويرون ) ٠٠٠البطالة والتضخم (االقتصادية

لمصدر الرئيسى للتضخم أن المبالغة فى السياسة النقدية والمالية التوسعية هى ا ) فريدماناإلصدار النقدى والتمويل بالتـضخم وزيـادة (والركود، حيث يترتب على تلك السياسات

زيادة كميات النقود بمعدالت تفوق معدالت زيادة الناتج القومى مما يترتب ) اإلنفاق العام يادة عليه العديد من االختالالت واالضطرابات التى تصيب النظام االقتصادى، وبالتالى س

ويوصون بضرورة اتباع سياسات ٠ارتفاع األسعار وانخفاض مستويات اإلنتاج والتشغيل ٠نقدية ومالية رشيدة لتحقيق االستقرار النقدى والمالى

)الرأسمالية الموجهة أو المقيدة ()١(النظريـــة الكينزيـــة-٥عرف قيـودا منذ أواخر القرن التاسع عشر بدأ مبدأ الحرية االقتصادية المطلقة ي

متعددة ومتزايدة، حيث تزايد تدخل الدولة فى سير النظام االقتصادى مع ظروف الحربين ٠العالميتين والكساد العالمى والمشاكل التى أفرزتها تلك الظروف

ففى الوقت المعاصر يصعب التوصل إلى دولة صناعية تطبق النموذج المثالى تبر الفكر الكينزى بمثابة المقـنن للرأسـمالية للرأسمالية واقتصاديات السوق الحرة، ويع

٠الموجهةوعندما نتعرض للنظرية الكينزية فى التوازن الكلى والتشغيل، نجد أن كينز لم يأت بجديد فى مجال العرض الكلى، وما أتى به بجديد فهو الطلب الكلى والـذى أسـماه

: من الطلب ويشتمل على نوعينThe effective demandالطلب الكلى الفعال حيث كان كينز هواول من أشـار إلـى أن الطلـب علـى : الطلب على االستهالك -أ

االستهالك يعتمد بصورة أساسية على الدخل، وأن هذا اإلنفاق يميل إلى التزايد مـع الزيادة فى مستوى الدخل ولكن بدرجة أقل من الزيادة فى الدخل، أى أن الميل الحدى

الواحد الصحيح، وقد بين كينز أن ذلك الميل مـستقر فـى لالستهالك يكون أقل من ٠الزمن القصير

ىف مدينة كمربيدج، وكان والده جون نفيل يتوىل فيها منصبا ١٨٨١ يونيو٥ولد جون ماينارد كينـز ىف )١(

جامعيا حيث كان يدرس املنطق واالقتصاد السياسى، وقد بدت على كينــز مبكـرا اسـتعدادات -تاريخ الفكر االقتصادى منذ كينـز -جيل دوستالري - ملزيد من التفصيل يراجع ميشيل بو ٠٠٠يةفكر

٠ ٢٥نشر دار العامل الثالث ص-١٩٩٧الطبعة األوىل-ترمجة حليم طوسون



-٦١-

حيث ذهب كينز إلى اعتبار أن االستثمار دالة فـى سـعر : الطلب على االستثمار -بالفائدة، وافترض أن المشروع يستثمر طالما أن معدل الربح المتوقع مـن اسـتخدام

ى معدل الربح المتوقع اصطالح وقد أطلق كينز عل ٠رأس المال يتجاوز سعر الفائدة وهكذا أصبحت توقعات المنظمـين المتعلقـة بالربحيـة " الكفاية الحدية لرأس المال "

والسياسات المالية والنقدية من بين العوامل المؤثرة فى قرارات االستثمار وأنمـاط ٠توظيف المدخرات

ـ تفـضيل (ود وقد جعل كينز من سعر الفائدة ظاهرة نقدية تتحدد بالطلب علـى النقدافـع : وجعل كينز ثالثة دوافع تحكم تفضيل الـسيولة وهـى ٠وعرض النقود ) السيولة

٠المعامالت، دافع االحتياط، دافع المضاربةوبتالقى منحنى العرض الكلى مع منحنى الطلب الكلى يتحدد مستوى التوازن الكلى،

٠تشغيل الكاملوقد بين كينز أنه ال يشترط أن يكون هذا التوازن عند مستوى الفقد تحدث ثغرة تضخمية حين يكون الطلب الكلى النقدى زائدا على الطلب الكلى -

٠الالزم لتحقيق التشغيل الكامل ٠وقد تحدث ثغرة انكماشية فى الحالة العكسية -

وفى معرض بيان كيفية الخروج من األزمة حيث كان إيمان كينز راسخا بـأن قضى كينز على األفكار التقليدية عن حياد الدولة، وطالب الكساد ال يشفى نفسه بنفسه، فقد

الدولة بالقيام بوظائف أوسع نطاقا وأعظم أثرا من الوظائف التقليدية بل أنه جعـل مـن المجهودات االقتصادية والمالية الحكومية محور الخروج من األزمـة ومـصدر بعـث

وخرجـت " الدولة الحارسـة "عن بديال " الدولة المتدخلة " وهكذا ظهرت فكرة ٠االنتعاشالدولة من النطاق الذى رسمته النظرية االقتصادية لدورها واندثرت موجة المالية المحايدة

٠أمام التيار الجارف للمالية المعوضة أو الوظيفية : وكان العالج لدى كينز هو أن تقوم الدولة بسد النقص ولفترة مؤقتة فتقوم

٠بزيادة اإلنفاق العام -١ ٠لميل لالستهالكرفع ا -٢والتمويـل عـن طريـق ) أى زيادة كمية النقود (اتباع سياسة النقود الرخيصة -٣

Easy أو السهلة Cheap Money ويطلق اصطالح النقود الرخيصة ٠التضخمعندما تعمد السلطات النقدية إلى خفض أسعار الفائدة للتشجيع على االقتـراض

Tight أو الغالية Dear Monyة لبعث االنتعاش االقتصادى، أما النقود الصعب



-٦٢-

فيطلق حين يقل المعروض النقدى ويجرى الحد من االئتمان ورفع سعر الفائدة ٠كوسيلة للحد من التضخم

٠تخفيض سعر الفائدة لتشجيع المشروعات على االقتراض فيزيـد االسـتثمار -٤وتستهدف تلك اإلجراءات تنشيط االستهالك واالستثمار لتهيـأة قاعـدة كبيـرة

) اقتصاد محفز للطلب( هكذا اهتم كينز بدراسة جانب الطلب٠نشاط االقتصادى للحيث استخدم فكرة الطلب الكلى لتفسير أسباب عدم التوازن وموجات االنكماش حيث استخدم فكرة الطلب الكلى لتفسير أسباب عدم التوازن وموجات االنكماش

ارة الرئيـسية الجتيـاز كما جعل من زيادة الطلب الكلى الفعلى اإلد ٠والبطالة وجعل كينز من الحكومة بمثابة الكفيل بتحقيق العمالـة الكاملـة ٠االختالالت

Guranter of full- Employment ولقد اهتم كينز بمحاولة تفسير توازن االقتصاد القومى عند مستوى دون التشغيل

م الـدخل القـومى الكامل، ولكنه حصر نفسه أساسا فى الفترة القصيرة ولذلك اعتبر حج ٠محددا أساسيا لحجم التشغيل

وعلى خالف الكالسيك، تميز تحليل كينز بأنه تحليل نقدى منذ البدايـة نظـرا التخاذه األجر النقدى أساسا لتحليل سوق العمل وإدخاله النقود والظواهر النقدية فى كافة

٠القرارات االقتصاديةية بشعور معادى من جانب رجال األعمال، ولقد قوبلت األفكار الكينزية فى البدا

حيث رأوا فيها تقييدا لمجاالت نشاطهم، لكن سرعان ما عرفت األفكار الكينزية طريقهـا " ١٩٣٦النظرية العامة فى التشغيل والنقود والفائدة سنة "لالنتشار منذ ظهور مؤلف كينز

فـى الـدخل القـومى فظهرت سياسات إدارة الطلب الكلى وزادت أهمية النفقات العامة خالل فترة العشرينات فى % ١٠ و ١٩٣٦فى عام % ٢٤ مقابل ١٩٤٨فى عام % ٣٤لتبلغ

وتزايدت بالتالى ظواهر العجز فى الموازنة العامة واللجوء إلـى االقتـراض ٠إنجلترا ٠العام

كما ظهر تأثير الفكر الكينزى على المستوى العالمى حيث نص ميثـاق األمـم على وجوب عمل الدولة على توفير أسباب العمل لكل ٥٥مادة) ١٩٤٥الموقع عام(المتحدة

٠فرد وتحقيق مستوى أفضل للمعيشة The Neokeynesiansالنيوكينزيون-٦

فى الفترة التى أعقبت الحرب العالمية الثانية واجهت الواليات المتحـدة أزمـة فى تكوين ، هبط فيها مستوى اإلنتاج الصناعى وتدهور االستثمار ٤٨/١٩٤٩أخرى عام

رأس المال الثابت وأفلست المشروعات وانخفضت األسعار انخفاضا كبيـرا وزاد عـدد ووضح أن األفكار الكينزية أصبحت عاجزة عن تفسير حدوث األزمات ٠العمال العاطلين



-٦٣-

يعملون " الكينزيون" وهنا أخذت مجموعة من االقتصاديين يطلق عليهم ٠فى المدى الطويل ٠ العامة لكينز وتوضيح مبادئهاعلى تطوير النظرية

) السكون(أما الكينزيون الجدد فقد أخذوا على عاتقهم معالجة الطابع االستاتيكى ٠فى النظرية االقتصادية الكينزية التى اهتمت أساسا باألجل القصير

ولهذا قاموا بإمداد الفكر االقتصادى بنماذج جديدة للنمو االقتصادى، من أشهرها ٠ومار المعروف ونموذج كالدورد-نموذج هارود

وأوجه الخالف بين هذه النماذج وبين التحليل الكينزى تكمن فى أنه بينما عمـل كينز على تحليل دور اإلنفاق االستثمارى كمورد للدخل القومى فإن الكينزيون الجدد قـد حاولوا توضيح العكس، حيث حاولوا تحديد معدل النمو االقتصادى الواجب تحقيقه حتى

٠يمكن بلوغ مستوى التشغيل الكامل للموارد االقتصاديةوقد توصل هؤالء إلى أن معدل النمو االقتصادى الذى يضمن تحقيـق تـوازن

: الدخل عند مستوى التشغيل الكامل عبر الزمن يعتمد على عوامل ثالثة ٠تراكم رأس المال -١ ٠النمو السكانى -٢ ٠التقدم التكنولوجى -٣

ع هؤالء االقتصاديين الكينزيون الجدد على أهمية تلك مع مالحظة أنه بينما أجم فى تحقيق معـدل ) معدل التراكم الرأسمالى (العوامل الثالثة وبصفة خاصة العامل األول

وقد أوضح هـؤالء ٠النمو المستقر، فإنه كال منهم أعطى أوزانا مختلفة للعوامل الثالثة ثمار ليس بكاف لتفـادى وصـول االقتصاديون أن مجرد تحقيق مستوى مرتفع من االست

االقتصاد القومى لحالة الركود، وإنما يتطلب األمر ضرورة زيادة حجم االستثمار بصفة ٠مستمرة عبر الزمن

وهكذا أوضح الكينزيون الجدد أنه توجد أسباب تدعو للتشاؤم فى مجال التوقعات ضحوا أنـه إذا ابتعـد المتعلقة بالمستقبل وأن النظام االقتصادى معرض للتقلبات، كما أو

االقتصاد عن المعدل التوازنى فمن المحتمل أن يبتعد أكثر فأكثر عن هذا المعدل، ومـن ٠)١(هنا أكدوا ثانية ومن جديد ما سبق وافترضه كينز من ضرورة تدخل الدولة

وملزيد من التفـصيل -وما قبلها . ٨٤مرجع سابق ص -مبادئ علم االقتصاد -حممود الطنطاوى الباز / د٠أ)١(

انظر-زيني اجلددوالتحليل حول الكينـ ٠ ٧٥-٧١، ص١٩٨٩القاهرة مكتبة عني مشس" التنمية االقتصادية والتخطيط-سهري حممود معتوق/د٠أ



-٦٤-

الباحث فى االقتصاد حتى هناك مجموعة من الوسائل واألدوات التى يستخدمها

يصل إلى الحكم االقتصادى وبناء نظريات اقتصادية واختبار صحتها، ويمكن هنا أن نميز : بين ثالثة أساليب للتحليل االقتصادى نتناولها على التوالى وهى

٠أسلوب التحليل المنطقى وأسلوب التحليل الرياضى وأسلوب التحليل اإلحصائى : نطقى أسلوب التحليل الم)١(

المعروف أن كل العلوم مهما كانت أنواعها تستعمل طريقتين فى التحليل العلمى Deduction method، وطريقة االستنباط Induction Methodهما طريقة االستقراء

٠وهما ما يطلق على أسلوب التحليل المنطقى :طريقة االستقراء -١

لكلية عـن طريـق مراقبـة فكرة طريقة االستقراء هى التوصل إلى األحكام ا الحاالت الجزئية، بمعنى أن صدق الحكم على األجزاء يمكن تعميمه على الحاالت الكلية، فمثال إذا الحظنا أن نسبة اإلنفاق تزداد كلما كان الدخل منخفضا، فإنه يمكن تقيـيم هـذا

٠ المتخلفة الفقيرةالحكم بالقول أن الدولة الغنية تنفق نسبة أقل من النسبة التى تنفقها الدولوبمعنى آخر فالطريقة االستقرائية هى التى تقوم على مالحظة الوقائع ثم محاولة وضع األسس التى تحكم هذه الوقائع، وتستخدم هذه الطريقة فى الطبيعة والكيمياء، وتقوم ه هذه الطريقة على المنهج ألنه يبدأ بالواقع ويعتمد على المعرفة التجريبية، وقد كانت هذ

الطريقة هى المستخدمة فى العلوم الطبيعية وحدها حتى القرن الثامن عشر ولم تكن تطبق ٠فى العلوم االجتماعية

ويقصد باالستقراء فى المعنى الشائع فى الفلسفة عملية عقليـة تنـصرف إلـى ٠االستدالل، عن طريق المالحظة والتجربة

-دار النهـضة العربيـة -مدخل االقتصاد االجتماعى- شريف أمحد باشا ٠د-عبدالتواب عبدالعزيز / د٠ أ )١(

٠ ١١٦، ص٢٠٠١طبعة



-٦٥-

: طريقة االستنباط -٢ض بعض المقدمات األساسية التى ال تحتاج فى ذاتها فكرة هذه الطريقة هى افترا

٠إلى إثبات، ثم بالتالى استخالص النتائج المترتبة منطقيا على هذه المقدمات : ويمكن أن نأخذ مثال المقدمتين التاليتين

٠تزداد األرباح كلما انخفضت التكاليف - ٠تكاليف المشروع منخفضة -

: التالية فإنه يمكن استخالص النتيجة المنطقية ٠إذن المشروع يحقق أرباحا

إذن فطريقة االستنباط فى البحث هى التى يحاول الباحث فيها أن يستنتج عـن - ٠طريق عدة براهين وإثباتات نتائج معينة من مبادئ يفترضها مقدما

وترجع هذه الطريقة إلى أرسطو، حيث كان يعنى بصور المنطق دون موضوعة ة بحتة، تدور كلها فى العقل بعيدا عـن الواقـع ودون اعتمـاد وذلك بإعمال قواعد ذهني

٠التجربةولقد أقدم علم االقتصاد على استخدام الطريقتين معا ولكن األهمية النسبية لكـل

٠طريقة، اختلفت باختالف المدارس االقتصادية :أسلوب التحليل الرياضى -٢

ولكنه يمتاز عن األسلوب التحليل الرياضى هو نوع من أنواع التحليل المنطقى اللفظى بأنه يمكن الباحث من استيعاب كثير من المتغيرات والحقائق التى يعجز العقل عن اإللمام بها مرة واحدة، لذلك يلجأ إلى األسلوب الرياضى الذى يمكنه من تجزئة عمليـة

قتصادية، االستنتاج المنطقى، ولذلك استخدمت الرياضيات فى تقديم النظريات والنماذج االوال شك أن استعمال أسلوب التحليل الرياضى فى التحليل االقتصادى يسهل عملية تقديم النظريات االقتصادية، ألنه يؤدى إلى التعبير بدقة عن هذه النظريات، وقد أدى االهتمـام بالرياضيات وانتشار استعمالها فى االقتصاد إلى ظهور علم فرعى فى االقتـصاد هـو

٠اسىاالقتصاد القيكذلك تستخدم الرسوم البيانية كأداة من أدوات التعبير الرياضى، إذ يمكن عـن طريقها توضيح األفكار وشرحها عن طريق استخدام الرسوم البيانية التـى تمكـن مـن

٠االستيعاب للعالقات المعبر عنها بالرسم



-٦٦-

:أسلوب التحليل اإلحصائى )٣(ية بالغة التعقيد والتـداخل، فإنـه لما كان سلوك اإلنسان محل الدراسة هو عمل

بالتالى يصعب جدا عزل هذا السلوك وإجراء التجارب عليه بغرض التأكد منـه، إال أن الباحث االقتصادى يستخدم وسيلة أخرى حتى يصل إلى نتائج على درجة كبيرة من الدقة،

م بدراسـتها فهو يرجع إلى البيانات اإلحصائية المتعلقة بالظواهر االقتصادية التى يقـو ليدرس سلوك هذه البيانات عبر فترة زمنية معينة، وعادة ما يستخدم أسـلوب التحليـل اإلحصائى فى حالة التأكد من صحة النظريات االقتصادية وفى حالـة القيـاس الكمـى

٠للظواهر االقتصادية والعالقات بينها



-٦٧-

أهــــم املراجـــــــع : المراجـع العربيــة : أوال ٠ ١٩٧٩ طبعة - الجزء األول- االقتصاد السياسى-عت المحجوبرف/ د٠أ -١ ٠ ١٩٩٧ طبعة - مبادئ علم االقتصاد السياسى-أنور إسماعيل الهوارى/ د٠أ -٢ طبعـة - علم االقتصاد من خالل التحليل الجزئى -مصطفى رشدى شيحه / د٠أ -٣

٠ ١٩٨٧ ٠ ٢٠٠٢ - تحليل كلى وجزئى- مبادئ االقتصاد-عبد المنعم راضى/ د٠أ -٤ ٠ ٢٠٠١ طبعة - محاضرات فى االقتصاد السياسى-عبد الحفيظ عيد/ د٠أ -٥ ٠ ١٩٩٨ دار النهضة - أصول االقتصاد-السيد عبد المولى/ د٠أ -٦ بدون سـنة - دار النهضة العربية - أصول االقتصاد -محمد زكى المسير / د٠أ -٧

٠نشر –شـر بدون نا- مبادئ االقتصاد الكلى-عبد الرحمن إسماعيل الصالحى / د٠أ -٨

٠ ٢٠٠٤طبعة مقدمة فى علم االقتصاد والتشريعات االقتصادية -عطية عبد الحليم صقر / د٠أ -٩

٠ ١٩٩٩ طبعة – بدون ناشر – رؤيـة - أصول علم االقتـصاد -عبد الفتاح عبد الرحمن عبد المجيد / د٠أ -١٠

٠ ١٩٩٧ -إسالميةـ -عبد التواب عبد العزيز اليمانى والدكتور شريف أحمد باشا / د٠أ -١١ دخل م

٠ ٢٠٠١ - دار النهضة العربية-االقتصاد االجتماعى الجزء األول والثانى - مبادئ علم االقتصاد–محمود الطنطاوى الباز / د٠ أ -١٢

٠ ٩٩/٢٠٠٠طبعة ٠ ١٩٨٩- التنمية االقتصادية والتخطيط-سمير سهير محمود معتوق/ د٠أ -١٣



-٦٨-

الفهــــرس الصفحة الموضــــوع

١ ٠ادمقدمة فى طبيعة علم االقتص ٥ ٠تعريف علم االقتصاد: الفصل األول

٥ االقتصاد هو علم الثروة ٦ االقتصاد هو علم إشباع الحاجات اإلنسانية

٦ االقتصاد هو علم المبادلة ٧ االقتصاد هو علم الندرة

٩ ٠ طبيعتها وعناصرها-المشكلة االقتصادية: الفصل الثانى ١٠ ٠ة للمشكلة االقتصاديةالجوانب المختلف: المبحث األول

١٠ ٠تعدد الحاجات: أوال ١٢ ٠تقسيم الحاجات اإلنسانية

١٤ ٠خصائص الحاجات اإلنسانية ١٦ ٠الندرة النسبية للموارد االقتصادية: ثانيا

١٩ ٠بعض المسائل األساسية فى المشكلة االقتصادية: المبحث الثانى ٢٠ ٠النظم االقتصادية: الفصل الثالث

٢٠ ٠تمهيــد ٢٣ ٠النظام البدائى: المبحث األول ٢٦ ٠نظام الرق: المبحث الثانى ٢٨ ٠النظام اإلقطاعى: المبحث الثالث ٣٠ ٠النظام الرأسمالى: المبحث الرابع

٣٠ ٠النظام الرأسمالى والمشكلة االقتصادية ٣٥ ٠أهمية السوق فى النظام الرأسمالى

٣٨ ٠ق فى النظام الرأسمالىعيوب أسلوب السو ٤٠ ٠النظام االشتراكى: المبحث الخامس

٤١ ٠خصائص النظام االشتراكى



-٦٩-

الصفحة الموضــــوع ٤١ ٠الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج

٤٣ ٠التخطيط االقتصادى ٤٥ ٠إشبـاع الحاجات الجمـاعيـة

٤٨ ٠"اهرة العولمةظ"مالمح النظام العالمى الجديد : المبحث السادس ٥٠ ٠القوى الفاعلة والمؤثرة فى العولمة ٥١ ٠مظاهر العولمة االقتصادية والمالية

٥٣ ٠تطور الفكر االقتصادى: الفصل الرابع ٥٣ ٠ تمهيــد-١ ٥٤ ٠ تطور الفكر االقتصادى عند أفالطون وأرسطو-٢ ٥٦ ٠ نقـد أفكـار أفـالطـون-٣

٥٨ ٠ االقتصادى اإلسالمىالفكر: المبحث الثانى ٥٨ ٠تمهيـد

٦٠ ٠مبادئ الدين اإلسالمى: الفرع األول ٦٥ ٠آراء الفالسفة المسلمين: الفرع الثانى

المبحث الثالث تطور الفكر االقتصادى من خالل المذاهب االقتـصادية والمذاهب الفكرية

٧٠

٧٠ تمهيـد ٧٠ " فكر التجاريين" المذهب التجارى -١ ٧٢ " الفكر الكالسيكى" الرأسمالية الصناعية -٢التطور االقتصادى والفكرى بإنجلترا والممهد لنشأة الرأسمالية -٣

)الرواد اإلنجليز(الصناعية ٧٢

ظهور مدرسة الطبيعيين -التطور االقتصادى والفكرى فى فرنسا-٤ )الفزيوقراط(

٧٤

٧٥ ٠ المدرسة النيوكالسيكية-٥



-٧٠-

الصفحة عالموضــــو ٧٧ ٠ النظرية الكينزية-٦ ٨٠ ٠ النيوكينزيين-٧

٨٣ ٠أدوات التحليل االقتصادى: المبحث الرابع ٨٣ ٠أسلوب التحليل المنطقى: الفرع األول

٨٣ ٠طريقة االستقـراء ٨٤ ٠طريقة االستنباط

٨٥ أسلوب التحليل الرياضى ٢-٢: الفرع الثانى ٨٥ التحليل اإلحصائى أسلوب٢-٣: الفرع الثالث



-٧١-

يعرف العرض بأنه الكميات التى يكون البائعون مستعدين لبيعها عند

مع افتراض بقاء األشياء األخرى على -األثمان المختلفة فى فترة معينة .حالها

-:ومن هذا التعريف نالحظ ما يلى . ى جدول العرض وليس إلى كمية واحدة عند ثمن معينأنه ينصرف إل -

.وأن هناك تفرقة بين العرض والكمية المعروضةفالعرض هو قائمة الكميات المختلفة التى يعرضها المنتجون أو البائعون

فى حين أن الكمية المعروضة هى كمية معينة من . عند األثمان المختلفة فإن تعبير تغير العرض بالنقصان ولهذا. القائمة معروضة عند ثمن معين

أو الزيادة يعنى تغير كميات الجدول كله بالنسبة لنفس األثمان أى بمعنى بالنقصان أو الزيادة " الكمية المعروضة"أما تغير . آخر جدوال جديدا

فيعنى االنتقال فى نفس الجدول من كمية معينة عند ثمن ما إلى كمية .أخرى عند ثمن مختلف

ميات التى يشملها جدول العرض يرتبط كل منها بثمن معين وزمن أن الك - وحدة من سلعة معينة ١٠٠٠فال نقول أن البائعون يعرضون . معين

بل البد أن يعلن عن الفترة . عندما يكون سعر الوحدة منها جنيها واحداالزمنية التى تعرض فيه هذه الكمية عند هذا الزمن نظرا ألن إنتاج السلع

.ف من سلعة ألخرىيختلويفهم من التعريف السابق أنه ال يقصد من العرض الكمية الموجودة فى -

السوق أو التى فى حوزة البائع من السلعة، ولكن الكمية التى من الممكن . أى أن إمكانية اإلنتاج لها تأثير كبير على العرض. أن تعرض

وعادة ما يزيد . والعرض يزداد كلما أقبل المنتجون على زيادة إنتاجهمالمنتجون من عرض إنتاجهم كلما ارتفعت األسعار ومن ثم تحقيق أكبر

كما أن المنتجون عندما يقرروا زيادة اإلنتاج لمقابلة . ربح ممكناحتياجات السوق ال يتخذوا قرارهم بالنظر إلى تكاليف اإلنتاج والثمن



-٧٢-

كبير فى االحتمالى فحسب ولكن على أساس أن عامل الزمن له تأثير .القرار الذى يتخذه

- فى جدول العرض -إن التعريف يفترض أن الكميات المعروضة -وال تتأثر بغير ذلك من . المختلفة للسلعة نفسهاتتأثر فقط باألثمان

.ذلك أن هناك عدة عوامل أخرى. المتغيراتغير أن دراسة . تؤثر فى هذه الكميات-باإلضافة إلى ثمن السلعة -

ثبت هذه العوامل حتى يمكننا التركيز على العالقة بين ثمن العرض تهذا التثبيت للعوامل . السلعة موضع البحث والكمية المعروضة منها

أى أن ". بقاء األشياء األخرى على حالها"األخرى هو المقصود بافتراض .كل جدول معين للعرض يفترض أن هذه العوامل األخرى ال تتغير

ولكن ليس كل . أن العرض وثيق الصلة باإلنتاجمما سبق يتضح لنا كما أن كل ما يعرض فى مدة . ما ينتج فى مدة معينة يعرض فى هذه المدة

.معينة يكون قد أنتج فى هذه المدةوعلى ذلك يمكن القول أن العرض يجد مصدره إما فى اإلنتاج أو .المخزون

:اإلنـتـــاجاج من السلع المختلفة والتى ال شك أن العرض يزيد كلما زاد اإلنت

ولكن يالحظ أن عنصر . يعمل المنتجون أو البائعون على عرضها بالسوق .الزمن له أهمية كبيرة فى اإلنتاج

-:ولهذا نجد أن االقتصاديين يفرقون بين أربع حاالت وهى

:المدة القصيرة جدا -أ مخزون وهى الحالة التى يتم فيها عرض السلع الجاهزة سواء ما هو

حيث أن هذه الحالة يصعب لقصرها إحداث أى . منها أو فى أماكن العرض .تغيير فى اإلنتاج على العرض

:المدة القصيرة -بوهى الحالة التى يمكن زيادة عدد ورديات العمل حيث يعمل العمال

أو يعمل العمال ثالث ) ساعات٨كل وردية (ورديتين بدال من وردية واحدة وينتج عن ذلك . من ورديتين أو يعملوا ساعات إضافية أخرىورديات بدال

.إمكانية زيادة الكمية المنتجة ومن ثم زيادة المعروض من السلع

:المدة الطويلة -جـ



-٧٣-

وهى الحالة التى يمكن زيادة المستخدم من اآلالت والعمال وكذا مالة ومن إدخال خطوط إنتاج جديدة مما يؤدى إلى زيادة وحدات اإلنتاج والع

.ثم زيادة الطاقة اإلنتاجية فيزداد اإلنتاج بالتالى والعرض

:المدة الطويلة جدا -دوفى هذه الحالة يحدث تغيير فى أساليب اإلنتاج وقد ينقل من إنتاج

وقد ينقل من إنتاج ميكانيكى إلى تغيير كامل . يدوى إلى إنتاج ميكانيكىجيا وتطويره تطويرا كبيرا فى جميع ألساليب اإلنتاج وإدخال أحدث التكنولو

ومن ثم . وإدخال أحدث التطويرات الفنية والهندسية لإلنتاج مراحل اإلنتاجحيث يستطيع اإلنتاج أن يواجه . الكفاءة اإلنتاجية يزداد اإلنتاج وترتفعوذلك فى ضوء األسعار الجديدة وعادة ما تكون . المنافسة فى السوق

هذا باإلضافة إلى عمل الدراسة االقتصادية . اتمنخفضة نتيجة هذه التطور .للسوق

:التخـزينمن أهم الفوائد من التخزين أنه يلبى طلب العرض فى السوق فى

وعادة ما يعمل المنتجون على تخزين . وقت وجيز قد يكون عدة ساعات قليلة ثم -جزء ليس بصغير من إنتاجهم خاصة إذا ما كانت األسعار منخفضة

هذا المخزون فى حالة ارتفاع األسعار حتى يستفيدوا استفادة كبيرة يعرضوا نتيجة لتلبية حاجة السوق وتحقيق أكبر ربح ممكن خاصة إذا كان إنتاج هذه

ويستفيد المنتجون من عملية . السلع يحتاج لوقت كبير فى إنتاجه وعرضه الصناعية التخزين استفادة كبيرة خاصة إذا ما ارتفعت أثمان المواد األولية

وعندئذ . المكونة لهذه السلع والتى يترتب عليها ارتفاع أسعار السلع المنتجةيحقق المنتجون أرباح كبيرة حيث أن السلع المخزنة تم تصنيعها فى فترة كانت فيه أثمان المواد األولية الصناعية منخفضة باإلضافة إلى األرباح

خزنة قد يتضاعف نسبة ربحيتها فهذه السلع الم. الناتجة عن ارتفاع األسعارعن أرباح السلع المماثلة المنتجة فى ظل ارتفاع أسعار المواد األولية

.الصناعية باألسعار الجديدةفبعض السلع . ويالحظ أن عملية التخزين تختلف من سلعة إلى أخرى

. يصعب تخزينها لفترة ولو قليلة مثل الخضراوات وبعض أنواع الفاكهةوهى بعض أنواع من . قد يتحمل عدة أيام فقط فى التخزينوالبعض اآلخر

السلع الغذائية وبعض أنواع من الفاكهة وذلك فى ضوء شروط وظروف وتوجد . محددة قد تستدعى حفظها فى ثالجات كهربائية مما يزيد من تكلفتها

للتخزين لفترات طويلة قد تصل إلى سنة أو أكثر دون حاجة سلع أخرى قابلة



-٧٤-

ات كهربائية ولكن تحتاج إلى أماكن ومخازن لها مواصفات صحية إلى ثالجعلى أن البعض منها قد يحتاج إلى بعض العمليات المبدئية والمعالجة . معينة

الالزمة حتى ال تصاب هذه السلع ببعض التلفيات أو البكتيريات الفطرية .وغيرها من هذه األنواع من اإلصابات

. لمنتجين الكثير من التكاليف الماليةكما أن عملية التخزين تكلف ا حيث أن عدم عرض هذه السلع للبيع يحد من السيولة الالزمة لدفع عجلة

لذلك نجد أن عملية التخزين ال يقوم بها إال المنتجون . اإلنتاج وزيادتهالقادرون على مواجهة هذه األحوال المادية خاصة وأن عملية التخزين نفسها

وكل هذه األمور . للمحافظة على هذا اإلنتاج المخزونتكلف المنتج الكثير تكون محور دراسة اقتصادية متأنية يقوم بها المنتجون حتى يستطيعوا أن

.يحققوا أرباحا كبيرة نتيجة لهذه العملية

:جدول العرض ومنحنى العرضمن تعريف العرض سالف للذكر الحظنا وجود عالقة بين الثمن من

حيث أن العرض يزيد كلما ارتفعت . عروضة من جهة أخرىجهة والكمية الموبذلك " بقاء األشياء األخرى على حالها"وكذلك من التعريف . أثمان السلع

فإن التغيير فى الكمية المعروضة يرجع إلى التغير فى ثمن السلعة موضع .البحث دون غيره من العوامل

معينة بين وعلى ذلك فالعرض على هذا النحو يركز على عالقة الثمن والكمية المعروضة وهى العالقة التى يؤثر فيها الثمن فى الكمية

أى أن الثمن هو المتغير المستقل والكمية . المعروضة وليس العكسوهذه العالقة عالقة طردية أى أنه كلما . المعروضة هى المتغير التابع

لثمن وإذا انخفض ا. ارتفعت أثمان السلعة كلما زادت كميات عرضها .انخفضت الكمية المعروضة منها

ويمكن بيان هذه العالقة من الجدول التالى والذى يسمى بجدول .العرض

جدول العرض

ثمن الوحدة )س(من السلعة

الكمية المعروضة من فى الشهر) س(السلعة



-٧٥-

أ ب جـ د هـ

١٠٠ ٩٠ ٨٠ ٧٠ ٦٠

٢٠٠٠ ١٨٠٠ ١٥٠٠ ١٢٠٠ ٨٠٠

أنه إذا كان ثمن الوحدة الواحدة من من الجدول السابق يتضح لنا وحدة فى ٢٠٠٠ قرش فإن الكمية المعروضة ستكون ١٠٠) س(السلعة

قرش للوحدة فإن الكمية ٩٠وإذا انخفض السعر إلى ) س(الشهر من السلعة وعلى ذلك نجد . وهكذا... وحدة فى الشهر ١٨٠٠المعروضة ستنخفض إلى

فإذا انخفض السعر . ة المعروضة من السلعةتأثيرا طرديا للكمي أن الثمن يؤثر .انخفضت الكميات المعروضة وإذا ارتفع السعر ارتفعت الكمية المعروضة

)وهذا أيضا منحنى افتراضى( : منحنى العرضمن العالقة السابقة بين العرض والثمن يمكن تصويرها بما يسمى

ألفقى حيث تقاس الكمية المعروضة على المحور ا" بمنحنى العرض" :واألسعار على المحور الرأسى كما هو مبين من الشكل اآلتى

الكميات

الثمن

أ

٨٠٠ ١٢٠٠ ١٥٠٠ ١٨٠٠ ٢٠٠٠ وحدة وحدة وحدة وحدة وحدة

ب جـ

د هـ

قرش١٠٠ قرش٩٠ قرش٨٠ قرش٧٠ قرش٦٠



-٧٦-

ومن الشكل يتبين لنا أن منحنى العرض يتجه من الجنوب الغربى

وهو يوضح العالقة الطردية بين الثمن والكمية . إلى الشمال الشرقىوإذا . مية المعروضةحيث أنه إذا انخفضت األسعار انخفضت الك. المعروضة

.ارتفعت األسعار زادت الكمية المعروضة قرش كانت ١٠٠ومن الشكل يتبين لنا أيضا أنه عندما كان السعر

على المنحنى ) أ( وحدة وهى عبارة عن النقطة ٢٠٠٠الكمية المعروضة قرش للوحدة ٩٠وعندما انخفض السعر إلى، . فى الجدول) أ(وكذلك الحالة

على منحنى العرض ) ب( وحدة وهى النقطة ١٨٠٠إلى انخفض العرض قرش ٨٠فى الجدول وكذلك إذا انخفض السعر إلى ) ب(وكذلك الحالة

على المنحنى وهى ) جـ( وحدة وهى النقطة ١٥٠٠انخفض العرض إلى ) هـ(فى الجدول وهكذا حتى نهاية المنحنى حيث تمثل النقطة ) جـ(الحالة قرش يكون العرض ٦٠عندما يكون الثمن أى . فى الجدول) هـ(الحالة . وحدة فقط٨٠٠

ويالحظ أنه فى حالة استمرار انخفاض األثمان فنجد أن وحدات اإلنتاج الحدية التى كان المنتجون قد توقفوا عندها بسبب أن تكلفتها تساوى

ولذلك يمتنع المنتجون . ثمن السوق تصبح أكبر تكلفة من الثمن بعد انخفاضهالكمية السابقة ويخفضوا إنتاجهم إلى الحد الذى تصبح عنده فسعن إنتاج ن

باإلضافة إلى خروج عدد من . مساوية لثمن السوق تكلفة الوحدة الحدية .المنتجين بسبب أن الثمن لم يعد مالئما لهم

:االستثناءات على قانون العرضسبق أن ذكرنا بأن قانون العرض هو أن العرض يتناسب تناسبا

ا مع الثمن أى أنه إذا ارتفع الثمن زادت الكميات المعروضة وإذا طرديولكن هذه الظاهرة لها . انخفض الثمن انخفضت الكميات المعروضة

. حيث قد يرتفع الثمن والكمية المعروضة ال تزيد بل قد تقل. استثناءاتوتلك هى . وكذلك قد ينخفض الثمن ولكن الكمية المعروضة ال تقل بل تزيد

.ونشير فيما يلى إلى بعض هذه الحاالت. ت استثناء من قانون العرضحاال

:حالة توقع استمرار زيادة أو نقص األثمان -١وهذه الحالة هى ما يراه المنتجون والبائعون من أن األثمان تتجه إلى

االرتفاع ولكنهم يمتنعوا عن عرض سلعهم وذلك لتوقعهم استمرار هذا من ثم يجدوا أن من مصلحتهم إرجاء العرض و. االرتفاع فى األثمان



-٧٧-

. وتخزين سلعهم لحين وصول ارتفاع األثمان إلى أقصى درجة من االرتفاعوتبرز هذه الحالة فى المضاربات وخاصة فى البورصات المختلفة أو فى

.حاالت االحتكاراتفقد يرى المنتجون . وفى الحاالت األخرى والتى تنخفض فيها األثمان ن ستستمر فى االنخفاض ومن ثم فإن من مصلحتهم زيادة عرض أن األثما

سلعهم حتى يستطيعوا من بيعها وحتى ال يتبقى لديهم مخزون كبير منها حيث .يضطرون إلى بيعه بأسعار أكثر انخفاضا

:حالة الحاصالت الزراعية -٢الحاصالت الزراعية لها ظروفها سواء فى زراعتها فى مواسم

فكل نوع من المحصوالت . ن أجل الظروف الجوية والبيئيةوأوقات محددة مكما أن زراعة . له موسم محدد له ال تصلح زراعته إال فى توقيتاته

المحصول وجنيه تستغرق عدة شهور قد تصل ما بين أربعة أشهر وستة أما الفاكهة وباقى المحاصيل الزراعية فلها موسم -أشهر فى الخضراوات

ثم فإن عرض هذه السلع ليس من المرونة فى تلبية ومن. واحد فى السنةولكن قد . عرضها فى السوق إال فى أوقات محددة فى خالل العام الواحد

تزرع البعض منها فى مواسم خالف موسمها األصلى ولكن عادة ما تكون هذا وإن كان التطور التكنولوجى فى . إنتاجيتها منخفضة ومكلفة فى زراعتها

-أيضا مرتفعة وعامل الزمن حدث فيه تقدم إال أن التكلفةمجال الزراعة قد فيه كبير وهذا كله ال يجعل من السلع الزراعية -موسم الزراعة والحصاد

ولذلك نجد أن . األصلى سلعة مرنة فى عرضها فى األسواق إال فى موسمهاال يستطيع زيادة حيث أن المزارع أو المنتج. عرضها يتسم بالثبات النسبى

. المساحة المنزرعة أو زيادة العرض فى حالة ارتفاع األثمان فى السوقكذلك فإن انخفاض األثمان فى السوق ال يؤدى إلى انكماش عرض السلع الزراعية بل إن المزارعين والمنتجين مضطرين لزيادة العرض حتى يستطيعوا بيع ما لديهم من محصوالت حتى ال تتعرض هذه المحصوالت

نخفاض األثمان أكثر من الواقع وحتى يتجنبوا المزيد من للتلف أو افهى . ولذلك نجد أن أثمان هذه المحاصيل متباينة. االنخفاض فى األثمان

مرتفعة فى غير موسم حصادها لقلة العرض ومنخفضة فى موسمها لزيادة .العرض وإقبال المنتجين على السوق

:حالة منحنى العرض المتراجع -٣



-٧٨-

ن قانون العرض فإنه توجد بعض الحاالت التى نجد فيها استثناءا م أن الكمية المعروضة يحدث لها انكماش رغم ارتفاع األثمان وذلك بعد حد

.معين من االرتفاع ومن ثم يكون منحنى العرض متراجعا أو ملتوياحيث أن نسبة كبيرة من . وعلى سبيل المثال ظاهرة العمالة المصرية

وذلك يرجع . تنسحب من سوق العمل رغم ارتفاع األجورالعمالة المصرية إلى أن البعض منها قد يحتاج إلى دخل محدد من المال فيعمل باجتهاد وقد يعمل لساعات إضافية لفترة حتى يحصل على هذا الدخل الذى يكفيه ثم

وذلك . ينصرف عن سوق العمل رغم ارتفاع األجور واألثمان بمقدار كبيرحيث أن البعض منهم . ى مقدار من الدخل الذى يلزمهنظرا لحصوله عل

والبعض . يوازن ما بين األجر واأللم المترتبين على العمل ساعات إضافيةوهذه . اآلخر يفضل الراحة التامة ما دام لديه ما يكفيه من إنفاقات لفترة

ظاهرة غير طيبة نجدها منتشرة لدى نسبة كبيرة من العمالة المصرية .اليومية

هذه الحاالت نجد أن منحنى العرض بالنسبة لها يأخذ عدة أشكال و مختلفة حيث أن المنحنى ال يصعد من الجنوب الغربى إلى الشمال الشرقى

.كما فى حالة العروض العاديةففى حالة العامل الذى يعمل للحصول على دخل معين يأخذ شكال

.يقرب من شكل منحنى الطلب كما هو موضح بالرسم

وفى الحالة الثانية وهى وصل األجر لحد معين وعدم رغبة العامل فإن المنحنى يتخذ شكال ملتويا . فى العمل حتى عند زيادة األجر زيادة كبيرة

.إلى الخلف كما هو واضح من الرسم

منحنى عرض غير عادى

نحنى عرض عادىم



-٧٩-

:الحاالت التى تؤثر فى العرض خالف الثمنن هناك عالقة عكسية ما بين سبق أن أشرنا فى تعريفنا للعرض بأ

والمقصود . الثمن والعرض مع افتراض بقاء األشياء األخرى على حالها باإلضافة إلى ثمن السلعة -مجموعة العوامل التى تؤثر " باألشياء األخرى" :وتتلخص هذه العوامل فى اآلتى . على الكمية التى تعرض منها- .إلنتاج المستوى الفنى ل-٢ . تكاليف اإلنتاج-١ . الدعم الحكومى لإلنتاج-٤ . دالة العرض المتبادلة-٣ . الضرائب المفروضة على اإلنتاج-٥

:تكاليف اإلنتاج -١تعد تكاليف اإلنتاج من أهم العناصر المؤثرة على الكمية المعروضة

والعالقة بين التغيرات التى تحدث فى تكاليف اإلنتاج وتلك التى . من سلعة ماالكمية المعروضة من السلعة كمتغير تابع تعد عالقة سالبة أو تحدث فى

حيث أن زيادة تكاليف اإلنتاج تؤدى إلى إحجام المنتجين عن المزيد . عكسيةكما أن ارتفاع . ومن ثم انخفاض الكميات المعروضة من السلع. من اإلنتاج

افع لديهم ومن ثم ينتفى الد. تكاليف اإلنتاج تؤدى إلى انخفاض أرباح المنتجينفطالما أن الهدف هو تحقيق الربح فيكون كل . أو يضعف على زيادة اإلنتاج

ويعتمد . ما من شأنه التأثير على األرباح ذا أثر سلبى على جانب العرضففى بعض . هذا األثر على مدى مرونة العرض استجابة لتغيرات التكاليف

يتحاشى ذلك بخفض األحيان ترتفع التكاليف غير أن المنتج ال يستطيع أن .اإلنتاج على األقل فى األجل القصير

أما إذا انخفضت تكاليف اإلنتاج نتيجة النخفاض أثمان عناصر أن " أو البائعين"اإلنتاج فإن ذلك يؤدى إلى أن يصبح من مصلحة المنتجين

.يزيدوا الكمية التى يعرضونها عند كل ثمن



-٨٠-

:المستوى الفنى لإلنتاج -٢وى الفنى لإلنتاج من العوامل األساسية التى تؤثر على يعتبر المست

فالتقدم الفنى يعنى التغيرات التى تطرأ على األساليب . الكمية المعروضةفهل استطاع المنتجون أن يرتقوا بإنتاجهم لسلعهم . والطرق الفنية لإلنتاج

لدرجات كبيرة من النواحى الفنية ؟ وهل استخدم المنتجون التكنولوجيا اإلنتاج ؟ إنه من المعروف أن االرتفاع الفنى فى ساليب الحديثة الفنية فىواأل

الحديثة واألساليب الفنية المتقدمة يؤدى فى اإلنتاج باستخدام التكنولوجياحيث . النهاية إلى أن السلعة تكون لديها القدرة على المنافسة فى األسواق

انخفاض فى األسعار ومن ثم . يترتب عليها انخفاض فى تكاليف اإلنتاجكما يحدث زيادة فى . وكفاءة إنتاجية عالية ال تستطيع السلع المماثلة منافستها

العرض فى ظل األثمان المنخفضة وزيادة فى الطلب عليها نتيجة لهذه وبالتالى يحقق المنتجون لهذه السلع أرباح كثيرة . العوامل المؤدية إلى نجاحها

ارية إجراء البحوث الفنية المتطورة مما يساعدهم ويدعمهم فى استمروالحديثة والتى تدعم تفوق هذه السلع فى األسواق المختلفة لقوة منافستها

.وغلبتها على باقى السلع المماثلةكما أن التطور الفنى لإلنتاج قد يؤدى ألضعف اإليمان أن يزيد

العرض دون تغير السعر مما يزيد من دخول المنتجين ويكفى للمنافسةاالرتفاع واالرتقاء الفنى إلنتاج هذه السلع، ومن ثم زيادة رغبة المنتجين فى

.زيادة العرضأما إذا حدث تدهور فى وسائل اإلنتاج فإن ذلك يؤدى إلى ارتفاع

على " أو البائعون"تكلفة اإلنتاج وعدم القدرة على المنافسة ويعمل المنتجون .تخفيض الكمية التى يعرضوها

:عرض التبادليةدالة ال -٣يطلق مصطلح دالة العرض التبادلى أو التقاطعى على تلك العالقة

بين الكمية المعروضة من السلعة كمتغير تابع وأسعار السلع األخرى وهذه السلع األخرى قد تكون سلع بديلة للسلعة األصلية أو . كمتغيرات مستقلة

البديلة والسلع المكملة ولذلك نجد أن العرض يختلف لفكرة السلع. مكملة لها:- فهى السلع التى يمكن إنتاجها : السلع البديلة من زاوية العرض -أ

مثال ذلك . باستخدام عناصر اإلنتاج المستخدمة فى إنتاج السلع األصليةالقمح والفول، فكالهما يتم زراعته فى الموسم الشتوى، وباستخدام نفس

تحريك عناصر اإلنتاج من إنتاج أى أن المنتج يستطيع . األرض والمياه



-٨١-

إلى إنتاج السلعة - وبالتالى نقص المعروض منها -السلعة األصلية مع بقاء سعر السلعة األصلية دون . البديلة فى حالة ارتفاع أسعارها

.تغيرولهذا نجد أن العالقة بين الكمية المعروضة من سلعة معينة كمتغير

مع بقاء جميع العناصر -ستقل تابع وسعر السلعة البديلة كمتغير مفارتفاع أثمان الفول تشجع . تصبح عالقة عكسية-األخرى ثابتة

المزارعين والمنتجين إلى تحريك الموارد من إنتاج القمح إلى إنتاج . وينتج عن ذلك انخفاض عرض القمح وزيادة عرض الفول. الفول

ض شكل ومن ثم تكون العالقة هنا عالقة عكسية ويتخذ منحنى العر .منحنى الطلب التقليدى

فهى تلك السلع التى يتم إنتاجها : السلع المكملة من زاوية العرض -بفإنتاج القمح يؤدى تلقائيا . بصورة تلقائية إذا ما تم إنتاج السلعة األصلية

ومن ذلك يعد التبن سلعة مكملة من زاوية العرض . إلى إنتاج التبنن زيادة العرض من السلعة األصلية ولهذا فإ. لسلعة القمح األصلية

. يؤدى تلقائيا إلى زيادة العرض من السلعة المكملة، والعكس صحيحفسوف يرتفع عرض السلعة ) التبن(فإذا ما ارتفعت أثمان السلع المكملة

بالتبعية لالستفادة من ارتفاع أسعار السلع المكملة أو ) القمح(األصلية .العكس صحيح

لعالقة بين الكمية المعروضة من سلعة معينة كمتغير ومن هذا نجد أن ا مع بقاء العناصر األخرى -تابع وسعر السلعة المكملة كمتغير مستقل

حيث أنه كلما زاد عرض الكمية - تعد عالقة طردية -ثابتة المعروضة من التبن الرتفاع أثمانها كلما زاد عرض السلعة األصلية

.المنتجينوهى القمح ومن ثم زيادة أرباح

: الدعم الحكومى لإلنتاج -٤قد تعمل الدولة إلى زيادة الكميات المعروضة من اإلنتاج وذلك من

ومن ثم فتعمل الدولة على دعم . أجل سد حاجة المواطنين من بعض السلعهذه السلع وذلك بمنح إعانات للمنتجين من أجل زيادة إنتاج هذه السلع ومن

ل المثال ما تقوم به الدولة حاليا من تشجيع وعلى سبي. ثم زيادة عرضها .لتربية المواشى والدواجن

وعمليات الدعم هذه تؤثر فى نفقة اإلنتاج ومن ثم فى الكمية فإذا ما عملت الدولة على إعانة سلعة ما فإن ذلك يعنى تخفيضا . المعروضة

منتج وهذا يؤدى ألن يصبح من مصلحة ال. فى نفقة إنتاجها بمقدار اإلعانةوإذا انخفضت . أن يزيد من الكميات التى يعرضها عند كل ثمن) البائع(



-٨٢-

اإلعالنات يحدث العكس بأن يصبح من مصلحة المنتج أن ينقص من الكمية .المعروضة عند كل ثمن

: الضرائب المفروضة على اإلنتاج -٥قد تعمل الدولة على فرض ضرائب على اإلنتاج ومن ثم فإن السلع

عليها هذه الضرائب تتحمل تكلفة إنتاجها عبء هذه الضرائب المفروضة . ومن ثم فإن تكلفة اإلنتاج تزيد وبالتالى تقل كمية اإلنتاج المعروضة

.وبالعكس إذا خفضت الدولة الضرائب على السلعة

من إشارتنا السابقة للحاالت التى تؤثر فى العرض خالف الثمن نجد ى الثمن فقط بل تتوقف على عوامل أخرى أن الكمية المعروضة ال تتوقف عل

سبق شرحها حيث تؤدى إلى تغير ظروف العرض مما يؤدى إلى ظهور فإذا كانت الظروف مؤدية إلى زيادة العرض فإن . جدول جديد للعرض

.الكمية التى تعرض أمام كل ثمن من األثمان تصبح أكبر من ذى قبلعرض فإن الكمية وإذا كانت الظروف مؤدية إلى انخفاض كمية ال

.التى تعرض أمام كل ثمن من األثمان تصبح أقل من ذى قبلولهذا نجد أن منحنى العرض األصلى ينتقل كلية من مكانه نتيجة

حيث ينتقل إلى اليمين إذا كانت . لتدخل هذه الظروف والعوامل المختلفةنت وينتقل إلى اليسار إذا كا. العوامل الجديدة مؤدية إلى زيادة العرض

.العوامل المختلفة تؤدى إلى انخفاض العرض والرسم التالى يوضح ذلك

-:فى الرسم نجد أن . ع ع خاصة بمنحنى العرض األصلى -

ع

ع

/ع

/ع

//ع

//ع



-٨٣-

منحنى العرض بعد تدخل العوامل المختلفة المؤدية لزيادة / ع/ ع - .العرض

لمؤدية إلى منحنى العرض بعد تدخل العوامل المختلفة ا// ع// ع - .انخفاض العرض



-٨٤-

:مرونة العرضرض للتغيير الذى مرونة العرض عبارة عن درجة استجابة الع

-:أى أنها . يحدث فى الثمن

التغير النسبى فى الكميات المعروضة مرونة العرض =ـــــــــــــــــــــ التغير النسبى فى الثمن

:حاالت المرونة

: عرض مرن -١

التغير النسبى فى الكميات المعروضة أكبر من الواحد الصحيح ـــــــــــــــ يعتبر العرض مرنا إذا كان

التغير النسبى فى الثمن

قرش وكانت ١٠٠وعلى سبيل المثال إذا كان ثمن متر القماش قرش ١٢٠ متر ثم ارتفع ثمن المتر وأصبح ١٠٠٠الكميات المعروضة

. متر١٤٠٠للمتر فكانت الكميات المعروضة بينما التغير النسبى فى % ٢٠لهذا نجد أن التغير النسبى فى الثمن

٢ = ٢٠ ÷ ٤٠بذلك تكون درجة المرونة % ٤٠الكميات المعروضة .فيكون العرض مرنا فى هذه الحالة ألنه أكبر من الواحد الصحيح

: عرض غير مرن -٢

بى فى الكميات المعروضةالتغير النس أقل من الواحد الصحيح= والعرض غير المرن إذا كان ـــــــــــــــ

التغير النسبى فى الثمن

قرش وكانت ١٠٠وعلى سبيل المثال إذا كان ثمن متر القماش قرش للمتر ١٢٠ متر ثم ارتفع ثمن المتر وأصبح ١٠٠٠الكمية المعروضة

وبذلك نجد أن التغير النسبى فى الثمن . متر١١٠٠مية المعروضة فكانت الكبذلك تكون % ١٠بينما التغير النسبى فى الكميات المعروضة هو % ٢٠هو

٢/١ = ١٠ ÷ ٢٠درجة المرونة



-٨٥-

فيكون العرض غير مرن فى هذه الحالة نظرا ألن درجة المرونة .أقل من الواحد الصحيح

:العرض متكافئ المرونة -٣ التغير النسبى فى الكميات المعروضة

واحد صحيح= يكون العرض متكافئ المرونة إذا كان ـــــــــــــــــ التغير النسبى فى الثمن

قرش وكانت ١٠٠وعلى سبيل المثال إذا كان ثمن متر القماش قرش ١٢٠بح متر ثم ارتفع ثمن متر القماش وأص١٠٠٠الكمية المعروضة

. متر١٢٠٠المعروضة وكانت الكميةوالتغير النسبى فى % ١٠بذلك نجد أن التغير النسبى فى الثمن هى

١ = ١٠ ÷ ١٠بذلك تكون درجة المرونة %. ١٠الكميات المعروضة هى .ويكون العرض فى هذه الحالة متكافئ المرونة

:العوامل التى يتوقف عليها مرونة العرضجة مرونة العرض بالنسبة لتغيرات الثمن على قدرة تتوقف در

المنتجين على زيادة العرض فى حالة ارتفاع الثمن وعلى إنقاص العرض فى .حالة انخفاض الثمن

وتختلف قدرة المنتجين على تغيير العرض سواء بالزيادة أو النقصان رتهم على بحيث تزداد قد. تبعا للمدة التى تكون لديهم للقيام بهذا التغيير

وتنقص قدرتهم كلما نقصت هذه . إحداث هذا التغيير كلما ازدادت هذه المدة .أى أن مرونة العرض تزداد مع طول المدة وتنقص مع نقص المدة. المدة

تتوقف مرونة العرض على قابلية السلع : ففى المدة القصيرة جدا -هى التى ال ذلك أن المدة القصيرة جدا . للتخزين وحجم المخزون منها

تسمح لقصر مدتها من قيام المنتج بإنتاج سلع جديدة أو سلع إضافية ومن ولذلك يستطيع المنتج الذى . ثم إحداث أى تغيير فى الكميات المعروضة

لديه كميات مخزنة من السلع أن يزيد من عرض هذه السلع فى السوق . ثمنهاإذا ارتفع ثمن السلع أو يخفض من عرض هذه السلع إذا انخفض

عرض ) وجود مخزون(وبذلك يكون عرض هذه السلع فى هذه الحالة .مرن

فإنه ال - وبالتالى انعدم المخزون منها -أما إذا تعذر تخزين السلع أى خيار إال عرضها عند هذا - إذا انخفض ثمنها -يوجد أمام البائعين



-٨٦-

ترتب على ال ي- المدة القصيرة جدا -أى أنه فى حالة . الثمن المنخفض .انخفاض الثمن أن تقل الكمية المعروضة منها

فى المدة القصيرة -أما إذا ارتفع ثمن هذه السلعة فلن يكون أمام البائعين أى وسيلة لزيادة المعروض منها بل يتم عرض الكميات المتوافرة -جدا .فقط

مما سبق يتبين أنه فى المدة القصيرة جدا وحدث انخفاض فى الثمن ال وفى حالة ارتفاع الثمن ال يستجيب . يستجيب المعروض بانخفاض حجمه

. أى أن العرض يكون غير مرن-المعروض بزيادة حجمه فإن مرونة العرض تتوقف على : أما فى المدة القصيرة والمدة الطويلة -

والمدة القصيرة هى التى تسمح بتغير فى -قابلية عناصر اإلنتاج للتنقل كعنصر العمل (عن طريق تغير بعض عناصر اإلنتاج حجم اإلنتاج

والمدة الطويلة هى التى تسمح بتغير فى حجم ) والمواد األولية مثالالعمل ورأس المال (اإلنتاج عن طريق تغير كل عناصر اإلنتاج

فإذا كانت عناصر اإلنتاج قابلة للتنقل من فرع إنتاجى لفرع ) واألرضمن السلعة يؤدى إلى تغير فى المعروض فإن أى تغير فى ث. إنتاجى آخر

ذلك أن ارتفاع ثمن السلعة يؤدى فى هذه الحالة إلى اتجاه عناصر . منهاحيث أن ارتفاع ثمن السلعة . اإلنتاج إليها والتحول عن إنتاج غيرها

.يؤدى إلى زيادة المعروض منهاوكذلك إذا انخفض ثمن السلعة فيكون من السهل أيضا أن تنصرف

اإلنتاج عنها وتتحول إلى إنتاج غيرها من السلع مما يؤدى إلى عناصر .ومن ثم يكون عرض السلعة مرنا. نقص المعروض منها

أما إذا تعذر تنقل عناصر اإلنتاج بين فرع إنتاجى وآخر فإن أى تغير فى ففى حالة . ثمن السلعة لن يؤدى إلى تغير كبير فى المعروض منها

وبالعكس . ستجيب المعروض منها لالنخفاضانخفاض ثمن السلعة لن يأى أننا فى هذه . فى حالة ارتفاع ثمن السلعة لن يزيد المعروض منها

.الحالة بصدد عرض غير مرن

:أهمية مرونة العرض

-:لمرونة العرض أهمية اقتصادية كبيرة نشير إلى بعضها فيما يلى

:مرونة العرض وتحديد الثمن -١ مرنا أمكن للمنتجين والبائعين أن يتحكموا فى إذا كان عرض السلعة

وذلك أن يقللوا من . الثمن عن طريق تحكمهم فى تغيرات العرض وبذلك - وخاصة فى حالة االحتكار -عرض السلع فترتفع أسعارها



-٨٧-

. فالعرض المرن يعطى للبائعين والمنتجين سلطة كبيرة فى تحديد الثمنة البائعين فى تحديد الثمن تكون أما إذا كان العرض غير مرن فإن سلط

.محدودة :مرونة العرض وتقلبات األثمان -٢

وتقلبات . إن تقلبات األثمان تكون محدودة فى حالة العرض المرن فإذا كان العرض . األثمان تكون شديدة فى حالة العرض غير المرن

ومن ثم. مرنا استطاع البائعين التحكم بقدر كبير فى الكمية المعروضةيعملوا على الحد من انخفاض أو ارتفاع األثمان فى حركة عكسية وفقا

وذلك بزيادة العرض إذا ارتفعت األثمان وتخفيض العرض . لمصلحتهمفمن . وعكس ذلك إذا كان العرض غير مرن. إذا انخفضت األثمان

الصعوبة أن يتحكم البائعون فى الكمية المعروضة للحد من ارتفاع أو .انانخفاض األثم

:مرونة العرض وعبء الضريبة -٣يتوقف تحديد من يتحمل عبء الضريبة على مدى مرونة عرض

ففى حالة العرض المرن فإن البائعين يستطيعوا أال يتحملوا . السلعةأما إذا كان العرض غير . عبء الضريبة ومن ثم يحملوها للمشترى

المشترى بل مرن فإنه يصعب على البائعين أن يحملوا الضريبة على إذا فعملية من يتحمل عبء الضريبة يرجع فى . يتحملوها بالكامل

ارتفعت مرونة العرض تحمل النهاية إلى درجة مرونة العرض فكلماعبء الضريبة المشترى وإذا انخفضت درجة مرونة العرض تحمل

.عبء الضريبة البائع



-٨٨-

سبق أن ذكرنا بأن تعريف طلب السوق أنه الكميات التى يطلبها

أى أن طلب السوق على سلعة ما . المستهلكون عند األثمان المحتملة للسلعةكما سبق أن ذكرنا . يتكون من مجموع ما يطلبه كل من يستهلك هذه السلعة

تهلك بأنه توجد عالقة عكسية بين ثمن السلعة والكمية التى يطلبها كل مسحيث أنه توجد هذه . كذلك الحال بالنسبة لمجموع المستهلكين. على حدة

.العالقة العكسية بين ثمن السلعة وما يطلبه المستهلكونولكن السؤال اآلن هو كيف يمكن تفسير هذه العالقة العكسية بين

وللرد على هذا السؤال يقتضى دراسة . الثمن والكمية التى يطلبها كل مستهلك -:ولذا فإن هذا الفصل يحتوى على مبحثين . بسلوك المستهلك سمىما ي

.لدراسة سلوك المستهلك: المبحث األول .عن توازن المستهلك: المبحث الثانى

دراسة سلوك المستهلك ال يقصد بها وضع قواعد يلتزم بها فى االقتصادى وتصرفاته فى ولكن الدراسة تهتم بدراسة سلوكه. تصرفاته

ونظرية . ومن ثم تبحث هذه الدراسة عن تفسير هذه التصرفات. السوقسلوك المستهلك توحى بنظرية وصفية حيث أنها تصف تصرفاته االقتصادية بناء على افتراض بأن شخص سوى متعقل ورشيد يعمل دائما إلى تحقيق

:انظر المراجع التالية )١( . مرجع سابق- الجزء األول -ظرية االقتصادية الن-أحمد جامع . د - محاضرات فى مبادئ علم االقتصاد -أحمد رشاد موسى . د-مصطفى السعيد . د -

. مرجع سابق- . مرجع سابق- مقدمة فى علم االقتصاد -سلوى سليمان . د-عبد الفتاح قنديل . د - . مرجع سابق- مقدمة فى االقتصاد -عبد الرحمن يسرى . د -



-٨٩-

ومن ثم فهو يعمل . هأقصى إشباع كامل لحاجاته فى حدود دخله وإمكانياتبصفة دائمة إلى ترشيد هذا اإلنفاق حينما يختار السلع التى هو فى حاجة

المطلوبة منها وذلك فى إطار حسن كما يعمل على تحديد الكميات. إليهاالوضع فى االعتبار إلمكانياته االختيار بحيث يحقق أفضل األوضاع مع

كبر قدر ممكن من إشباع المادية ودخله المحدود وحتى يستطيع تحقيق أ . رغباته بأقل تكلفة ممكنة

ولدراسة سلوك المستهلك واختياره للسلع والخدمات التى يحتاجها فى الطريقة األولى وهى األقدم -١: استهالكه يمكن أن يتم ذلك بإحدى طريقتين

والطريقة الثانية واألحدث هى -٢. هى التحليل باستخدام فكرة المنفعة الحدية .حليل باستخدام منحنيات السواءالت

:نظرية المنفعة الحدية: المطلب األول عادة ما يهدف النشاط االقتصادى الذى يقوم به اإلنسان هو من أجل

ويستطيع اإلنسان أن يشبع هذه الحاجات عن طريق . إشباع حاجاته المختلفة. الغرضاستهالك سلع وخدمات معينة تتميز بأنها تصلح تماما ألداء هذا

ومن ثم فالمنفعة هى قدرة . وتعرف صالحية الشىء إلشباع الحاجات بالمنفعةالسلعة أو الخدمة على إشباع حاجة ما يحس بها اإلنسان فى لحظة معينة

ومن المعروف أنه كلما زادت الحاجة التى يرغب . وفى ظروف محددةلى تحقيق هذا اإلنسان فى إشباعها زادت منفعة السلعة أو الخدمة القادرة ع

.اإلشباع

:المنفعة الحدية والمنفعة الكلية

إذا ما افترضنا أنه يمكن قياس اإلشباع الذى يحصل عليه الشخص عندما يحس بحاجة ما نتيجة الستهالكه وحدات متتالية من سلعة معينة فى مدة محددة من الزمن قياسا كميا وذلك فى شكل وحدات منفعة تقيس كل

فنجد أنه كلما زادت كمية . رجة تصورية من درجات اإلشباعوحدة منها دالسلعة التى يستهلكها اإلنسان خالل هذه المدة زادت وحدات المنفعة التى يحصل عليها نتيجة لهذا االستهالك وذلك حتى نصل لنقطة معينة أو حد

ويطلق على . معين ال تزيد بعده وحدات المنفعة بزيادة كمية السلع المستهلكةويعرف المقدار الكلى . لك النقطة بأنها نقطة أو حد التشبع للسلع محل البحثت

. من وحدات المنفعة التى يستهلكها الشخص فى فترة محددة بالمنفعة الكلية



-٩٠-

فتزيد هذه المنفعة الكلية كلما زاد الشخص من استهالك وحدات جديدة من التالى ال توجد أية وب. حتى يصل إلى نقطة أو حد التشبع. السلعة أو الخدمة

بل قد يؤدى زيادة االستهالك . منفعة تضاف إلى المنفعة الكلية بعد تلك النقطةوذلك يرجع إلى أن طبيعة اإلنسان . منها إلى الضرر ومن ثم إنقاص المنفعةولكن قد تختلف درجة اإلشباع من . بأن له قدر محدد لإلشباع من الحاجات

واختالف ميولهم وطبائعهم شخص آلخر وذلك الختالف األشخاص ولكن فى النهاية إن كل منهم له درجة محددة من اإلشباع ألية . وحاجاتهم

سلعة أو خدمة ال يتجاوزها حتى ال يقع فى الضرر الناتج عن ذلك حيث أن زيادة استهالك السلع بعد التشبع ال يزيد من المنفعة الكلية فى شىء بل إن

.المنفعة الكلية تنخفض بعد ذلكفإذا كان . ومثال على ذلك بالنسبة لحاجة اإلنسان إلى تناول الطعام

اإلنسان فى حاجة إلى الطعام فإنه يعمل على سد حاجته باستهالك كمية من هذا الطعام وال شك أنه يتوقف عن تناول الطعام عندما يصل إلى حد

حة ومن ثم عليه أال يتجاوز هذا الحد حتى ال يحدث إضرار بالص. اإلشباعنتيجة زيادة تناول كمية من الطعام أكثر من حاجة اإلنسان فيصاب ببعض

.األمراضأما المنفعة الحدية فهى مقدار التغير فى المنفعة الكلية من سلعة ما

ويطلق على هذه . بما مقداره وحدة واحدة وذلك خالل فترة محددة من الزمنما بين الوحدات التى الوحدة اسم الوحدة الحدية ألنها واقعة على الحد

كما يطلق عليها أيضا . استهلكها الشخص والوحدات التى لم يستهلكها بعد. بالوحدة األخيرة أى آخر وحدة من الوحدات التى استهلكها الشخص فعال

.ولهذا فإن المنفعة الحدية هى منفعة الوحدة الحدية أو الوحدة األخيرة

:تناقص المنفعة الحدية

التى يحصل عليها اإلنسان من استهالكه لكل وحدة من إن المنفعة سلعة ما من وحداته المتتالية إنما تتناقص تدريجيا كلما تزايد عدد الوحدات

مع - وهذا افتراض أساسى -التى يستهلكها من السلعة خالل فترة محددة ويعرف هذا . بقاء استهالكه من كافة السلع األخرى على ما هو عليه

ويقصد بهذا المبدأ أن المنفعة الكلية . مبدأ تناقص المنفعة الحديةاالفتراض بالتى يحصل عليها اإلنسان من استهالكه للسلعة تزيد كلما زادت عدد الوحدات التى يستهلكها منها ولكن بمقدار متناقص بحيث أن المنفعة المستمدة



-٩١-

وأن المنفعة من الوحدة الخامسة أقل من المنفعة المستمدة من الوحدة الرابعة .الكلية للوحدات الخمس أكبر من المنفعة المستمدة من الوحدة الرابعة

والجدول التالى يوضح المنفعة التى يحصل عليها شخص نتيجة .الستهالكه كل وحدة من وحدات متتالية من سلعة معينة فى وقت محدد



-٩٢-

المنفعة الحدية المنفعة الكلية عدد الوحدات من السلعة

صفر١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ ٩ ١٠

صفر١٠ ٢٢ ٣٢ ٤٠ ٤٥ ٤٧ ٤٨ ٤٨ ٤٧ ٤٤

١٠ ١٢ ١٠ ٨ ٥ ٢ ١ صفر

-١ -٣

من الجدول السابق يتضح أن العمود األول خاص بعدد الوحدات من السلعة التى تستهلك والعمود الثانى عبارة عن مجموع المنفعة الكلية للوحدات

لمنفعة الحدية التى تعود على والعمود الثالث عبارة عن ا. التى تم استهالكهافعند استهالك وحدتين نجد أن . المستهلك من استهالك كل وحدة سلعة منفردة

وحدة ١٢والمنفعة الحدية للسلعة الثانية هى . وحدة منفعة٢٢المنفعة الكلية وعند جمعها مع المنفعة الحدية للسلعة األولى يصبح المجموع . منفعة

. وحدة منفعة٢٢هو ) ية للوحدتينأى المنفعة الكل(للسلعتين فإذا فرضنا أن السلعة التى يتم استهالكها هى وحدات من البرتقال

فنجد أنه كلما زاد استهالك الشخص من وحدات البرتقال زاد بالتالى المنفعة وحدات منفعة من ١٠فالمنفعة الحدية كانت . الكلية وانخفضت المنفعة الحدية

وحدة منفعة فى استهالكه ١٢لى ثم ارتفعت إلى استهالكه للبرتقالة األوثم اعتبارا من البرتقالة الثالثة . للبرتقالة الثانية نظرا لتشوقه ألكل البرتقال

بدأت المنفعة الحدية فى االنخفاض حتى وصلت إلى درجة التشبع الكامل عند عة وفى حالة استهالك ما يزيد عن تلك المجمو. استهالكه للبرتقالة السابعة



-٩٣-

. بدأت المنفعة الحدية تتوقف اعتبارا من البرتقالة الثامنة) برتقاالت٧عدد (من استهالك المزيد من هذه ) أى األضرار(ثم بدأت تظهر عدم المنفعة

وهذا تأكيدا لمبدأ . السلعة بعد ذلك وأصبحت المنفعة الحدية تزيد بالسالبلشخص إلشباع حاجته حيث أنه فى حالة مواصلة ا. تناقص المنفعة الحدية

ومن ثم تقل باطراد . من تناول البرتقال تقل شدة هذه الحاجة لديه باطرادأيضا المنفعة الحدية التى تعود عليه من استهالك الوحدات التالية من وحدات

وهكذا حتى نصل إلى البرتقالة . البرتقال التى من شأنها إشباع هذه الحاجةعود على الشخص المستهلك لها بأى فائدة أى الثامنة حيث أن استهالكها ال ي

وهنا يصل الشخص إلى نقطة حد التشبع لهذه . أن فائدتها منعدمة أو صفراوفى استمرار استهالك . وحدة منفعة٤٨السلعة وتبلغ المنفعة الكلية للبرتقال

المزيد من وحدات البرتقال بعد ذلك ال تأتى بأية منفعة بل تأتى بالضرر بمنفعة حدية سالبة من شأنها إنقاص المنفعة الكلية التى حصل للمستهلك و

وهكذا نستطيع القول بأن المنفعة الكلية تتزايد طالما . عليها ذلك الشخصوتثبت المنفعة الكلية دون . كانت المنفعة الحدية تعطى كمية منفعة موجبة

ة الكلية وتتناقص المنفع. تغيير طالما كانت المنفعة الحدية منعدمة أو صفراوالرسم البيانى التالى . طالما أن المنفعة الحدية تعطى كمية منفعة سالبة

-:يوضح ذلك

المنفعة الكلية

وحدات السلعة

٤٤ ٤٧ ٤٨ ٤٧ ٤٥ ٤٠ ٣٢ ٢٢ ١٠

و٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ ٩ ١٠

)١(

منحنى المنفعة الكلية



-٩٤-

المنفعة الحدية

وحدات السلعة

١٢

١٠

٨

٥

٢

١ و

٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ ٩ ١٠

)٢( منحنى المنفعة

الحدية



-٩٥-

يوضح عدد وحدات السلعة التى يتم ٢، ١من الرسم البيانى استهالكها من البرتقال على المحور األفقى وهى المتغير المستقل فى العالقة

الدالية التى تربط مقدار المنفعة التى يحصل عليها الشخص بالكمية التى والمحور الرأسى يوضح وحدات المنفعة التى يحصل . يستهلكها من السلعة

وهى فى . وهى المتغير التابع فى العالقة الدالية المذكورة. عليها الشخص .ديةوفى الرسم الثانى للمنفعة الح. الرسم األول للمنفعة الكلية

ومن الرسم األول يتبين لنا كيف يرتفع منحنى المنفعة الكلية باطراد من الجنوب الغربى للشمال الشرقى ما دام هناك استمرار فى استهالك المزيد من وحدات البرتقال حتى يصل ألقصى درجة من التشبع وذلك بتحقيق منفعة

االنحدار إلى ثم بعد ذلك يبدأ المنحنى فى. وحدة منفعة٤٨كلية قدرها الجنوب الشرقى وذلك موضحا بدء المنفعة الكلية فى التناقص باستهالك

.الوحدة التاسعة والعاشرةوالرسم الثانى يوضح ارتفاع المنفعة الحدية فى بداية االستهالك من

استهالك البرتقالة األولى ثم الثانية ثم يبدأ من انخفاض المنفعة الحدية اعتبارا البرتقالة الثالثة ويبدأ منحنى المنفعة فى االنحدار للجنوب من استهالك

ويستمر هذا االنحدار . الشرقى معبرا عن تناقص مطرد فى المنفعة الحديةحتى يلتقى بالمحور األفقى عند الوحدة الثامنة معبرا عن أن استهالكه للوحدة

.الثامنة صفرا أى لم يحقق أية منفعةمنفعة الحدية باختالف السلعة موضع وتختلف سرعة انحدار ال

فقد يصل المستهلك سريعا إلى مرحلة التشبع فى استهالكه لبعض . البحثوفى . وقد يصل إلى هذه المرحلة ببطء فى استهالكه للبعض اآلخر. السلع

الحالة األولى ينحدر منحنى المنفعة الحدية بسرعة حيث يصل إلى الصفر تهلكة ثم يخترق الخط األفقى وتصبح المنفعة عند عدد قليل من الوحدات المس

أما الحالة الثانية فينحدر ببطء ). أ(الحدية بالسالب كما هو موضح بالشكل ومن ثم ال يصل إلى الصفر إال عندما يكون الشخص قد استهلك عددا كبيرا

كما هو موضح فى الشكل . من الوحدات ثم يخترق الخط األفقى بعد ذلك ).ب(

)ب(شكل )أ(شكل منحنى المنفعة الحدية فى حالة منحنى المنفعة الحدية فى حالة

بطء التشبع سرعة التشبع

عدد الوحدات المستهلكة

المنفعة الحدية للسلعة

عدد الوحدات المستهلكة

المنفعة الحدية للسلعة

و و



-٩٦-

أولهما أن السلع المختلفة : ومبدأ تناقص المنفعة الحدية يرجع لسببين إذ تختلف كل منها عن . ال تعتبر الواحدة منها بديال كامال عن األخرى

والسلع التى . ن ثم فى درجة إشباعها لإلنساناألخرى فى خصائصها ومتشبع الحاجة لألكل ال تشبع الحاجة للشرب والسلع التى تشبع الحاجة للملبس

.وهكذا... ال تشبع الحاجة للمسكن ثانيها أنه ال توجد أية حاجة فردية معينة ألى شخص غير قابلة

وإن كان . لإلشباعفكل الحاجات اإلنسانية قابلة. لإلشباع خالل فترة محددةولكن فى النهاية البد . هناك بعض الفروق فى اإلشباع ما بين شخص وآخر

. أن يحدث إشباع كامل لكل البشر من استهالكهم ألى حاجة فردية معينةولهذا نجد أن المنفعة الكلية التى يحصل عليها الشخص ال تزيد ولو بوحدة

ولهذا نجد أن المنفعة الحدية . لمنفعة واحدة إذا ما بلغ درجة اإلشباع الكام .لهذه الكمية عند نقطة التشبع هى صفر

ولهذا يمكن استخالص القاعدة العامة التى تحكم سلوك المنفعة بأن زيادة االستهالك من سلعة ما تعود إلى زيادة المنفعة الكلية، مع تناقص

يث أن وح. أى أن يصل المستهلك إلى حد اإلشباع الكامل. المنفعة الحديةالمنفعة الحدية هى عبارة عن معدل التغير الذى يطرأ على المنفعة الكلية، فسوف يؤدى تناقص المنفعة الحدية إلى زيادة المنفعة الكلية بمعدالت

.متناقصةالشروط ) قانون تناقص المنفعة الحدية(ويشترط لقبول هذا القانون -:التالية

وهى كما سلف ذكره . ها متساويةأن تكون الوحدات التى يتم استهالك -١عبارة عن وحدات من البرتقال كل وحدة منها فى حجم الوحدات . األخرى أى تكون جميعها متساوية فى الحجم ومن الصنف الواحد

حيث أن اختالف الحجم والصنف يؤدى إلى عدم دقة الحساب ومن ثم .االستنتاج

وال . متجانسة ومتماثلةأن تكون السلعة التى يتم استهالكها بالتتابع -٢ومن ثم ثبات هذه العوامل بالنسبة . يمكن التفرقة بينها بالنوع أو الطراز

أى يكون االختالف فى المنفعة . لعملية اإلشباع واالعتماد على الكم فقط .راجع إلى مستوى اإلشباع وليس لنوع أو طراز السلعة

فإذا ما قررنا . هالكأال يكون هناك فترات زمنية متباعدة لعملية االست -٣قياس منفعة سلعة ما، فيجب أن تحدد الوقت المستغرق فى عملية

.االستهالك حتى نصل إلى قياس دقيق للمنفعة



-٩٧-

إذ أن تغير أى . أن تظل العوامل األخرى بخالف مستوى اإلشباع ثابتة -٤ .من هذه العوامل يضلل عملية القياس



-٩٨-

:منحنيات السواء: المطلب الثانى أن ذكرنا أن لدراسة سلوك المستهلك واختياره للسلع والخدمات سبق

الطريقة األولى . التى يحتاجها فى استهالكه يمكن أن يتم ذلك بإحدى طريقتينوهى األقدم وذلك عن التحليل باستخدام فكرة المنفعة الحدية والتى سبق

.والطريقة األحدث وهى التحليل باستخدام منحنيات السواء. شرحهاوهى . تعتمد نظرية المنفعة الحدية على فكرة قياس المنفعة عدديا

الفكرة التى تم رفضها من جانب االقتصاديين بسبب الفروض التى تقوم عليها من الناحية الواقعية األمر الذى يصعب معه قبول تفسيرها لتوازن المستهلك

.من الناحية العمليةكرة المنفعة الحدية للوصول والفكرة البديلة التى قدمت لتحل محل ف

فالمستهلك . هى فكرة ترتيب وليس قياس المنفعة. إلى توازن المستهلكأو قيامه بعمل توليفة من السلع على . يستطيع تفضيل سلعة عن سلعة أخرى

أو باشتقاق (هذه الفكرة التى يتم تفسيرها بمنحنيات السواء . توليفة أخرىسر تفضيالت المستهلكين دون اللجوء إلى كأداة تحليلية تف) منحنيات السواء

.قياسها لتوازن Indifference Curvesوتعتمد فكرة منحنيات السواء

-:المستهلك على أداتين تحليليتين هما . منحنى السواء أو خريطة السواء-أ

. الدخل المتاح للمستهلك-ب

:منحنيات السواء - أى المستهلك وأولوياته تعبر منحنيات السواء عن سلم التفضيالت لد

ويشير المنحنى إلى أنه يستوى بالنسبة للمستهلك أن يتحرك من . االستهالكيةأى . نقطة إلى أخرى ويحصل فى نفس الوقت على نفس القدر من اإلشباع

أن المنحنى يعبر عن توليفات مختلفة من السلع يستطيع المستهلك االختيار .إلشباعفيما بينها ويحصل على نفس القدر من ا

فالنقاط أ، ب، جـ، د جميعها تعبر عن توليفات مختلفة من السلعتين فالتحرك من أ إلى ب يعنى استهالك المزيد من السلعة ص على . س،ص

وكذلك التحرك من ب إلى جـ يعنى استهالك المزيد من . حساب السلعة سفكل نقطة على المنحنى . السلعة ص وتخفيض االستهالك من السلعة س

وفى نفس الوقت تحفظ إشباع المستهلك . ضمن مقادير مختلفة من س، صتت



-٩٩-

أى أنه سيان بالنسبة للمستهلك . ومن هنا أطلق عليه منحنى السواء. ثابتااختيار أى من الحزم أ أو ب أو جـ أو د على المنحنى ليحصل على نفس

.القدر من اإلشباع



-١٠٠-

لك أن يختار من بين توليفات أخرى تعطى مستويات ويستطيع المسته ويعبر عن منحنى السواء الذى يعطى مستوى إشباع أعلى بخريطة . أعلى

حيث تتضمن خريطة السواء حزمة من منحنيات السواء، كل منها . السواء .يعبر عن مستوى إشباع مختلف عن اآلخر

هما الخبز فلو افترضنا وجود مستهلك معين يقوم باستهالك سلعتين واللحوم وأن المجموعات المختلفة من الخبز واللحوم التى تحقق له نفس

-:القدر من اإلشباع كاآلتى

اللحوم الخبز المجموعة أ ب جـ د هـ و

١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦

٣٠ ٢٥ ٢٠ ١٥ ١٠ ٨

وحدة من ٣٠ومعنى ذلك أن المجموعة المكونة من وحدة من الخبز، اإلشباع كالمجموعة ب المكونة من وحدتين من اللحوم، تعطيه نفس القدر من

السلعة س

السلعة ص

د جـ

ب أ



-١٠١-

وهكذا بالنسبة لباقى المجموعات جـ، د، هـ، . وحدة من اللحوم٢٥الخبز، أى أنها جميعا تمثل تفضيالت المستهلك وتعنى من وجهة نظره الشخصية . و

.الحصول على نفس القدر من اإلشباع -:وهذه البيانات يمكن توضيحها على الرسم التالى

ووحدات ) س(حيث نالحظ أن وحدات الخبز على المحور األفقى .وتمثل كل مجموعة بنقطة على الرسم) ص(اللحوم على المحور الرأسى

. وحدة من اللحوم٣٠فالنقطة أ على الرسم تمثل وحدة من الخبز، وهكذا بالنسبة . اللحوم وحدة من٢٢والنقطة ب تمثل وحدتين من الخبز،

فإذا ما وصلنا هذه النقاط المختلفة فإننا نحصل على منحنى . لباقى النقاطيتميز بأن أية نقطة عليه تمثل نفس القدر من اإلشباع الذى تمثله أية نقطة

حيث أن األمر سواء لدى المستهلك أن يحصل . أخرى على نفس المنحنىأو أية نقطة أخرى على . أو هـ أو وعلى الممثلة بالنقطة أ أو ب أو جـ

.المنحنى ولذلك يطلق على هذا المنحنى اسم منحنى السواء. إال أن المنحنى السابق يمثل مستوى واحد فقط من مستويات اإلشباع

ونحن نعلم بأنه يوجد مستويات عدة وأن لكل مستوى من هذه المستويات

المنفعة الكلية

الخبز

٣٠ ٢٩ ٢٨ ٢٧ ٢٦ ٢٥ ٢٤ ٢٣ ٢٢ ٢١ ٢٠ ١٩ ١٨ ١٧ ١٦ ١٥ ١٤ ١٣ ١٢ ١١ ١٠ ٩ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٨

)منحنى السواء(

ن

د

جـ

ب

أ

هـ و



-١٠٢-

يطة منحنيات السواء ولهذا نعبر عن ذلك بخر. منحنى السواء الخاص به :التالية



-١٠٣-

فمنحنيات السواء التى بالشكل تمثل أربعة مستويات مختلفة من أى (وأن كل مستوى إشباع أكبر من مستوى اإلشباع الذى يليه . اإلشباع

أكبر من مستوى إشباع منحنى ٣فمستوى إشباع المنحنى رقم ). الذى أسفله . وهكذا٤سواء رقم ال

ويمكن إثبات ذلك بمقارنة النقطة ل التى تقع على منحنى السواء رقم فالنقطة ل . ٤، ٢ بالنقطتين ع، م اللتين تقعان على منحنى السواء رقم ٣

والنقطة ع تعنى الكمية . تعنى الكمية و ى من الخبز والكمية و ك من اللحوم .و ى من الخبز والكمية و ق من اللحوم

ولكن . يتساويان فى كميات الخبز٤، ٣ولذلك يتبين أن المنحنيين ولذلك فمن المستبعد أن تحقق . فى كميات اللحوم٤ يفوق منحنى ٣منحنى

بل . ٣نقطة ع نفس القدر من اإلشباع كالنقطة ل على منحنى السواء رقم . ةيحقق مستوى أقل من اإلشباع طالما نفترض أن المنفعة الحدية للحوم موجب

كذلك إذا قارنا بين النقطة م والنقطة ع فكال النقطتين تتساويان فى نفس القدر حيث تحقق الحصول . لكن النقطة م تعنى كمية أكبر من اللحوم. من الخبز

).و ق(أكبر من ) و هـ(على كمية أكبر من اللحوم إذ وهكذا من خريطة منحنيات السواء نكون قد وضحنا تفضيالت

كما اتضح لنا أن المستهلك ألية . حاجة إلى قياس المنفعة كمياالمستهلك دوننقطة على منحنى السواء ممثلة لنفس القدر من اإلشباع كأية نقطة أخرى

كذلك . على نفس المنحنى دون حاجة إلى تحديد هذا القدر من اإلشباع كميا

الخبز

اللحوم

م

)خريطة منحنيات السواء(

ل

ع

هـ

ك

ق

١

٢

٣ ٤

ى و



-١٠٤-

وى إذا أردنا أن نعرف مستوى إشباع أى منحنى هل هو أقل أو أكثر من مست أعلى أو أدنى من ٥فإنه يكفى أن نرى ما إذا كان المنحنى . إشباع آخر

فإذا كان أعلى كان مستوى اإلشباع فيه أكبر من المنحنى . المنحنى اآلخر أدنى من المنحنى اآلخر كان مستوى اإلشباع فيه ٥وإن كان المنحنى . اآلخر

بين مستويات وذلك دون حاجة إلى معرفة الفرق . أقل من المنحنى اآلخر .اإلشباع الممثلة بمنحنيات السواء المختلفة كميا

:خصائص منحنيات السواء

-:تتميز منحنيات السواء بعدة خصائص وهى

: أن منحنيات السواء ال تتقاطع -١حيث أن كل نقطة على نفس منحنى السواء تعطى نفس القدر من

إشباع أكبر من وأن منحنى السواء األعلى يعطى مستوى اإلشباعفمن ثم يكون من الطبيعى عدم تقاطع منحنيات . المنحنى الذى أسفل منه

، )١(فمثال إذا كان منحنيان للسواء . الحقائق سليمة السواء حتى تظلتقع ) أ(حيث نجد أن النقطة . وعليهما ثالث نقاط إشباع أ، ب، جـ) ٢(

مع ب ومع وبذلك تكون مساوية لإلشباع). ٢(، )١(على المنحنيان ومن ثم يجب . وهذا ال يكون صحيحا ألن جـ تقع أعلى من ب. جـ

أال تتقاطع منحنيات السواء حتى ال يكون هناك نقاط إشباع مشتركة بين .أكثر من منحنى سواء

س

ص

جـ

ب أ)١(

)٢(



-١٠٥-

:منحنيات السواء ذات ميل سالب -٢

لزيادة أى أن على المستهلك أن يتخلى عن قدر من السلعة ص .استهالكه من السلعة س والعكس صحيح

:تناقص معدل اإلحالل -٣

ويقصد من ذلك أن المعدل المطلوب التضحية به من السلعة س مثال يجب أن يكون متناقصا - أو العكس -لزيادة استهالك السلعة ص فطالما أن زيادة االستهالك تؤدى إلى . بسبب تناقص المنفعة الحدية

فسوف يدفع المستهلك مقدار أقل ) الحدية(فعة الوحدة األخيرة تناقص من .من السلعة المضحى بها الستهالك المزيد من السلعة األخرى

فى سلم ) أى إحالل سلعة محل األخرى(وبذلك يقال أن معدل اإلحالل تفضيالت المستهلك يجب أن يكون متناقصا ليعكس قانون تناقص

وال شك أن مدى أهمية السلعة . ستهالكالمنفعة الحدية مع زيادة االودرجة مرونتها تلعب دورا فى تحديد معدل اإلحالل ودرجة ميل

.منحنى السواء

:توازن المستهلك

سبق أن ذكرنا أن االفتراض األساسى الذى تبدأ منه دراسة سلوك رشيد وأنه يهدف إلى تحقيق أقصى إشباع ممكن من دخله المستهلك أنه شخص

وأنه يصبح فى حالة توازن إذا ما قام بتوزيع دخله على السلع . دالمحدو .والخدمات المختلفة على نحو يحقق له أقصى إشباع ممكن

أى حصوله على أقصى إشباع -ويكون المستهلك فى حالة توازن إذا قام بتوزيع دخله على السلع والخدمات -ممكن من دخله المحدود

- وليكن جنيها -ع الحدية لكل جزء من دخله المختلفة بحيث تتساوى المناففإذا ما قام المستهلك بإنفاق دخله على . ثم إنفاقه على هذه السلع والخدمات

فقط فيكون فى حالة توازن إذا كانت المنفعة ) ص(، )س(شراء سلعتين مثال يتساوى مع ) س(الحدية التى حصل عليها من إنفاقه جنيها واحدا على السلعة

). ص(فعة الحدية التى حصل عليها من إنفاقه جنيها واحدا على السلعة المن -:التالى وسوف نوضح ذلك فى الجدول



-١٠٦-

)ص(السلعة )س(السلعة الكمية بما قيمته جنيها

)س(من السلعة المنفعة الحدية

الكمية بما قيمته جنيها )ص(من السلعة

المنفعة الحدية

١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦

٤٠ ٣٥ ٣٠ ٢٥ ٢٠ ١٢

١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦

٥٥ ٤٥ ٣٢ ٢٢ ١٨ ٥

من الجدول السابق يتبين لنا المنافع الحدية لكل جنيه يتم إنفاقه على كذلك يتبين لنا . وذلك فى القائمة األولى والثانية من الجدول) س(السلع

وذلك فى القائمة الثالثة ) ص(المنافع الحدية لكل جنيه يتم إنفاقه على السلعة .والرابعةفكيف يقوم . فإذا كان دخل المستهلك خمسة جنيهات فى اليوم الواحد

إذا كانت المنافع الحدية التى ) ص(، )س(بتوزيع هذا الدخل بين السلعتين يحصل عليها من إنفاقه على كل من السلعتين كما هو مبين بالجدول ؟

ال شك أن المستهلك سوف يقوم بإنفاق أول هذه الجنيهات على نظرا ألنها تعطيه منفعة حدية تصل إلى ) ص(ألولى من السلعة السلعة ا

لحصل على ) س(بينما لو أنفق هذا الجنيه على السلعة . وحدة منفعة) ٥٥(كما أن هذا المستهلك سوف ينفق الجنيه الثانى أيضا . وحدة منفعة فقط٤٠

وحدة ) ٤٥(نظرا ألنه سيحصل على ) ص(على السلعة الثانية من السلعة ) ٤٠(سوف يحصل على ) س(جنيه على السلعة بينما لو أنفق هذا ال. نفعةم

إذا فى حالة إنفاقه الجنيه األول والثانى فقد عمل المستهلك . وحدة منفعة فقطألن المنفعة الحدية لهما تعطى وحدات ) ص(إلى إنفاق الجنيهان على السلعة

ومن ). س(منفعة أكبر مما سيحصل عليها من إنفاقه هذا المبلغ على السلعة .يهدف إلى ترشيد اإلنفاق بحيث يحصل على أكبر عائد بأقل إنفاقثم فهو وفى حالة إنفاقه للجنيه الثالث فإن المستهلك يقوم بإنفاقه على السلعة

فى . وحدة منفعة) ٤٠(حيث يحصل منها على عدد ) س(األولى من السلعة فسوف يحصل ) ص(حين لو أنفق هذا الجنيه على السلعة الثالثة من السلعة

كذلك إذا ما أنفق الجنيه الرابع فإنه سوف ينفقه . وحدة منفعة فقط) ٣٢(على وحدة ) ٣٥(أيضا ألنه سيحصل على ) س(على السلعة الثانية من السلعة

سوف يحصل ) ص(أنفقه على السلعة الثالثة من السلعة منفعة فى حين لو



-١٠٧-

فإنه سوف وعند قيامه بإنفاق الجنيه الخامس . فقط وحدة منفعة) ٣٢(على وحدة ) ٣٢(ألنه سيحصل على ) ص(السلعة ينفقه على السلعة الثالثة من

سيحصل على ) س(فى حين لو أنفقه على السلعة الثالثة من السلعة . منفعة .وحدة منفعة فقط) ٣٠(

إذا فإن هذا المستهلك الرشيد يعمل على أن أى إنفاق له البد أن ومن ثم فإنه . للسلع التى سيقوم بشرائهايراعى فيه العائد من المنفعة الحدية

والسلعة ) س(دائما يفضل السلعة ذات المنفعة الحدية المرتفعة من السلعة ) ص(ولهذا نجده قد حصل على السلعة األولى والثانية من السلعة ). ص(

ألن المنفعة الحدية لهما أكبر من المنفعة الحدية للسلعة األولى والثانية للسلعة يقوم بإنفاق الجنيه الثالث والرابع على السلعة األولى والثانية من ثم). س(

ألن المنفعة الحدية لها أكبر من المنفعة الحدية للسلعة الثالثة ) س(السلعة كما ينفق الجنيه الخامس واألخير على السلعة الثالثة ). ص(والرابعة للسلعة

عة الحدية للسلعة الثالثة ألن المنفعة الحدية لها أكبر من المنف). ص(للسلعة وبذلك فإن هذا المستهلك قد حقق المنافع الحدية األكبر لهذه ). س(من السلعة

ألن ). س(ووحدتين من السلعة ) ص( وحدات من السلعة ٣وهى عدد . السلعالوحدات الخمس هذه تعطى أكبر منافع حدية من منافع الوحدات جميعا

ا هو الوضع الذى يحقق ما يسمى وهذ. السالف ذكرها بالجدول السابقحيث يعمل المستهلك الرشيد على ترشيد إنفاقه ). بتوازن المستهلك(

بالحصول على أقصى إشباع ممكن فى إنفاقه لدخله المحدود وهو خمسة .جنيهات فى اليوم الواحد

لم نذكر ) توازن المستهلك(من الحاالت السابقة التى تناولناها لشرح . وذكرنا ما قيمته جنيها من كل سلعة) ص(، )س(ية للسلع سوى المنفعة الحد

ولكن نود أن نشير إلى توازن المستهلك على النحو الذى عرضناه وبين :والجدول التالى يوضح ذلك . أثمان السلع المختلفة

الوحدات )س(

المنفعة الحدية )س(للوحدة

ثمن الوحدة بالجنيه

الوحدات )ص(

المنفعة الحدية )ص(للوحدة

ثمن الوحدة بالجنيه

١ ٢ ٣ ٤

٤٠ ٣٥ ٣٠ ٢٥

١٠ ١٠ ١٠ ١٠

١ ٢ ٣ ٤

١٥٠ ١٢٠ ٩٦ ٦٠

٣٠ ٣٠ ٣٠ ٣٠



-١٠٨-

٥ ٦ ٧

٢٠ ١٢ ٤

١٠ ١٠ ١٠

٥ ٦ ٧

٥٠ ٣٠ ١٢

٣٠ ٣٠ ٣٠

ومن الجدول السابق يتبين لنا المنافع الحدية لكل سلعة منها وكذا . ها فى الشهرولنفرض أن دخل المستهلك مائة وسبعون جني. أثمان هذه السلع

فكيف يقوم هذا المستهلك بتوزيع دخله على السلعتين على نحو يحقق له ثالثة أضعاف ) ص(مع مالحظة أن ثمن الوحدة الواحدة من السلعة . التوازن

).س(ثمن الوحدة الواحدة من السلعة لهذا فإن على المستهلك لكى يحصل على أكبر منافع حدية من هذه

وعدد من الوحدات ) س(لحصول على عدد من الوحدات السلع أن يوفق فى اثالثة أمثال المنفعة الحدية ) ص(بحيث تكون المنفعة الحدية للسلع ) ص(

).س(للسلع فإذا ما قام المستهلك بإنفاق المائة وسبعون جنيها فإنه يحقق شرط

:التوازن كاآلتى

جنيه١٧٠ = ١٢٠ + ٥٠ جن٥٠ = ١٠ × ٥= ) س(اإلنفاق الكلى على السلعة

دخل المستهلك فى الشهرجـ ١٢٠ = ٣٠ × ٤) = ص(سلعة اإلنفاق الكلى على ال

.تم إنفاقه على السلعتين) جنيه١٧٠(أى أن الدخل كله

تحقق شرط التوازن وهو ) ص(، )س(فهذه المجموعة من السلع ن إنفاق كل جنيه التساوى بين المنافع الحدية التى يحصل عليها المستهلك م

.على أى سلعةحيث نجد أن المنفعة الحدية التى يحصل عليها المستهلك من الوحدة

. وحدة منفعة٢ = ١٠ ÷ ٢٠) = س(الخامسة من السلعة وحيث نجد أن المنفعة الحدية التى يحصل عليها المستهلك من الوحدة

. وحدة منفعة٢ = ٣ ÷ ٦٠) = ص(الرابعة من السلعة :إنه يشترط لتوازن المستهلك اآلتى لهذا ف

)ص(المنفعة الحدية للسلعة )س(المنفعة الحدية للسلعة



-١٠٩-

ـــــــــــــــــ= ـــــــــــ )ص( ثمن السلعة )س( ثمن السلعة

.حيث ينطبق هذا الشرط على أى عدد من السلع .وهكذا تتضح الصلة بين أثمان السلع وتوازن المستهلك

:التغير فى الثمن وتوازن المستهلك

وبين " توازن المستهلك"مما سبق شرحه نالحظ أن هناك ارتباط بين ولكن عادة ما يحدث . من دخله وأثمان السلع التى ينفق عليها هذا الدخلكل

- أى عدد الوحدات المستهلكة من كل سلعة -" وضع التوازن"أن يتغير والذى يهمنا هنا خاصة ونحن بصدد تفسير . بتغير األثمان أو تغير الدخل

هو التغير فى أثمان -العالقة العكسية بين ثمن السلعة وطلب المستهلك -:فقد سبق وأن ذكرنا بأنه يشترط للتوازن اآلتى . السلع

)ص(المنفعة الحدية للسلعة )س(المنفعة الحدية للسلعة ــــــــــــ= ــــــــــــــ )ص( ثمن السلعة )س( السلعة ثمن

أى فى مقام أحد الكسرين -فإذا حدث تغير فى ثمن إحدى هذه السلع وعلى سبيل المثال إذا ما ارتفع . فإنه لم تعد العالقة متساوية-سالفى الذكر فإنه يترتب على ذلك أن الحد األيمن من المعادلة لم يعد ) س(ثمن السلعة وبعبارة أخرى تصبح المنفعة -أصبح أقل منه األيسر بل يساوى الحد

أقل من ) س(الحدية التى يحصل عليها المستهلك من جنيه ينفق على السلعة ).ص(المنفعة الحدية التى يحصل عليها المستهلك من جنيه ينفق على السلعة

وفى المثال السابق ذكرنا أن المنفعة الحدية للوحدة الخامسة للسلعة ٢= ١٠ ÷ ٢٠) = س(

وأن المنفعة الحدية للوحدة الرابعة للسلعة ٢ = ٣٠ ÷ ٦٠) = ص(

ومن ثم حدث توازن للمستهلك حيث تساوت المنفعة الحدية للسلعتين وذلك بحصوله على خمس وحدات من . جنيه١٧٠فى حدود دخله الشهرى

).ص(وأربع وحدات من السلعة ) س(السلعة ارتفع ثمنها ) س(من السلعة ولكن نفترض أن سعر الوحدة الخامسة

÷ ٢٠= فإن المنفعة الحدية لهذه الوحدة تصبح . جنيه٢٠ جنيه إلى ١٠من



-١١٠-

وحدة منفعة واحدة فى حين أن المنفعة الحدية للوحدة الرابعة من ١ = ٢٠وبذلك ال تتساوى المنفعة . وحدة منفعة٢ = ٣٠ ÷ ٦٠) = ص(السلعة

لذلك فإن على المستهلك . توازنوهو شرط ال) ص(، )س(الحدية للسلعتين والتى ارتفع ثمنها ومن ثم ) س(فى هذه الحالة أن يقلل من استهالكه للسلعة

. وحدة منفعة إلى وحدة منفعة واحدة٢انخفضت المنفعة الحدية لها من حيث يعمل على إعادة ). ص(ويعمل على زيادة إنفاقه واستهالكه للسلعة

وهى (إنفاقه من السلعة التى ارتفع ثمنها توزيع دخله من جديد فيحول بعض ).وهى السلعة ص(ويوجهه للسلعة التى لم يتغير ثمنها ) السلعة س :وينتج عن ذلك ما يلى

فتزداد ) س(انخفاض عدد الوحدات المستهلكة من السلعة األولى -أ .منفعتها الحدية أى ترتفع قيمة البسط فى الجانب األيمن من المعادلة

فتنخفض ) ص(عدد الوحدات المستهلكة من السلعة الثانية زيادة -بأى تنخفض قيمة البسط فى الجانب األيسر من . بالتالى منفعتها الحدية

.المعادلةوهكذا إلى أن يعود الوضع بتوازن جديد للمستهلك، وذلك بالتساوى

.بين جانبى المعادلةمستهلك يعمل مما سبق يتضح لنا أنه كلما ارتفع ثمن السلعة فإن ال

وأنه كلما انخفض سعر السلعة كلما . على تخفيض الوحدات من استهالكهاأى أنه توجد عالقة عكسية . زاد المستهلك من استهالك المزيد من وحداتها

.ما بين الثمن والكمية التى يرغب المستهلك فى شرائها من السلع المختلفة



-١١١-

:فائض المستهلكمبلغ اإلجمالى الذى كان المستهلك على يعرف فائض المستهلك بأنه ال

استعداد لدفعه مقابل حصوله على عدد معين من السلعة، وبين المبلغ الذى ) س(فإذا فرضنا أن أسعار السلعة . يدفعه فعال مقابل حصوله على هذا العدد

-:كاآلتى . جنيه٢٠ ثمن الوحدة األولى - . جنيه١٥ ثمن الوحدة الثانية - . جنيه١٢لثالثة ثمن الوحدة ا- . جنيه١٠ ثمن الوحدة الرابعة - . جنيه٨ ثمن الوحدة الخامسة -

ويرجع اختالف أسعار هذه السلعة وانخفاضها على فترات نظرا .لظروف السوق سواء زيادة العرض على الطلب أو لظروف أخرى

فإذا ما أقبل المستهلك على شراء الوحدة األولى فسوف يدفع عشرون ولكنه غير مستعد لشراء وحدة ثانية بهذا السعر المرتفع . منا لهاجنيها ث

فإذا ما انخفض الثمن إلى خمسة عشر جنيها يصبح مستعدا لشراء . نسبياالوحدة الثالثة ولكن المستهلك الرشيد هو الذى يتنبأ بأسعار السلع فى السوق

فإنه يمكنه . يه جن٣٥ = ١٥ + ٢٠فبدال من أن يدفع فى السلعتين . مستقبال = ١٥ + ١٥ جنيه ويدفع مبلغ ١٥شراء السلعتين عند انخفاض السعر إلى

.وبذلك يحقق فائض قيمته خمسة جنيهات. جنيه٣٠وكذلك الحال إذا ما كان مستعدا لشراء الثالث وحدات األولى فإنه

ولكنه لو تمهل فى الشراء وال يقدم على . جنيه٤٧ = ١٢ + ١٥ + ٢٠يدفع جنيه ١٢ هذه الوحدات خاصة األولى والثانية حتى ينخفض السعر إلى شراء

= جنيه وبذلك يحقق فائضا ٤٧ جنيه بدال من ٣٦ = ٣ × ١٢للوحدة فيدفع . جنيه١١ = ٣٦ - ٤٧

وهكذا إذا ما كان مستعدا للشراء بأسعار مرتفعة كل وحدة يتم ومن ثم إذا . لسلعةعرضها فإنه سيخسر الكثير نظرا النخفاض أسعار هذه ا

وهى الوحدة ( جنيهات ٨بلغ سعر الوحدة الواحدة إلى ما انتظر حتى -:فإنه سيحقق الفائض التالى ) الخامسة

جنيه٦٥ = ٨ + ١٠ + ١٢ + ١٥ + ٢٠= إجمالى ثمن السلع جنيه٤٠ = ٥ × ٨= إجمالى ثمن السلع فى حالة انتظار تخفيض األثمان

جنيه٢٥ = ٤٠ - ٦٥= ائضا ومن ثم فقد حقق المستهلك ف



-١١٢-

حاالت التوقع بانخفاض األثمان ومن ثم -فى مثل هذه الحاالت فإنها ال تتحقق إال للمستهلك الرشيد خاصة الذى -تحقيق فائض للمستهلك

حيث أن ظروف العرض والطلب . لديه خبرة ودراسة ألسعار السوقأو (إن المشترى ومن ثم ف. والظروف األخرى هى التى تتحكم فى األسعار

الرشيد الذى لديه الخبرة بدراسة وظروف السوق هو الذى ال يقبل ) المستهلكانخفضت األسعار وال يقبل على عرض إنتاجه للبيع إال على الشراء إال إذاومن ثم يحقق فى األولى فائض المستهلك ويحقق فى . إذا زادت األسعار

.الحالة الثانية فائض المنتج :فائض المستهلك من الرسم البيانى التالى ويمكن توضيح

من الرسم يتبين أن ما كان المستهلك على استعداد لشرائه ودفعه لكل وهى تمثل ). و ك ن ل(وحدة من الوحدات الخمسة هو المساحة ما بين

-:األثمان التالية جنيه٦٥ = ٨ + ١٠ + ١٢ + ١٥ + ٢٠و ف ( لهذه الوحدات هى المربع ما يقوم به المستهلك الرشيد فى دفعه فعالأما

)ل ن جنيه٤٠ = ٥ × ٨أى التى تعبر أيضا عن ) ف ل ن( جنيه وهى المساحة للمثلث ٢٥ = ٤٠ - ٦٥

.فائض المستهلك

الكمية

الثمن

ك فائض المستهلك

ع

ن ف

ط

و ل

جنيه الوحدة ٢٠ األولى جنيه الوحدة ١٥

الثانية جنيه الوحدة ١٢

الثالثة

١ ٢ ٣ ٤



-١١٣-

ـ ة تـشغيل المـشروعات سبق أن أشرنا فى الباب األول إلـى عملي

ثم أشـرنا إلـى خـدمات . لعناصر اإلنتاج مقابل عوائد تدفع لهذه العناصر واآلن ننتقل إلى دراسـة القـوى . عناصر اإلنتاج خالل القيام بعملية اإلنتاج

التى تحدد أثمان خدمات عوامل اإلنتاج التى تسهم فى إنتاج هذه المنتجات من والطلب على هذه العوامل ليـست . مموارد طبيعية وعمل ورأس مال وتنظي

طلبا نهائيا بواسطة مستهلك نهائى، بل هو طلبا بواسطة المروع المنتج بهدف أى أنـه طلـب . استخدامها فى عملية إنتاجية تعود عليه بربح فى نهاية األمر

.مشتق من الطلب على السلع والخدمات التى تصلح هذه العوامل إلنتاجهامات خاصة تميز إنتاج وعرض بعض عوامـل ويالحظ أنه توجد س

فالعمل والموارد الطبيعية ال يـصنع ويـسو تجاريـا . اإلنتاج إلى حد كبير كما أن العمل ينظم بواسطة . ويصعب زيادته دائما بواسطة المجهود اإلنسانى

.قانون تشريعى هو قانون العمل تـسهم فهى. وألثمان عوامل اإلنتاج أهمية كبيرة فى اقتصاد السوق

فى تحديد مستويات العمالة لهذه العوامـل وفـى توزيعهـا علـى مختلـف االستخدامات الممكنة وذلك بصرفها عن وجوه االستخدام األقل أهمية للوجوه

وفى توجيه المشروعات الفردية نحو اسـتخدام تأليفـات مـن . األكثر أهمية ال أو أكثـر فضال على أن كل شخص يمتلك عام . عوامل اإلنتاج أكثر فعالية

أثمان خدماتها باعتبارها دخوال لمالكيها إنمـا تحـدد من عوامل اإلنتاج فإن .مقدار الدخل الذى يحصل عليه كل شخص ومن ثم نصيبه من الدخل القومى

إذا فالخطوة التالية تتمثل فى انتقـال المنتجـات النهائيـة لألسـواق على نصيبه مـن النـاتج وهذه النهاية بحصول الفرد . ليحصل عليها األفراد

النهائى للمجتمع هى الموضوع األساسى الذى يحتويـه هـذا البـاب وهـو .التوزيع

. مرجع سابق–هناء خير الدين . سلطان أبو على، د. د )١(

. مرجع سابق–سلوى سليمان . عبد الفتاح قنديل، د. د . مرجع سابق–أحمد جامع . د



-١١٤-

ونحن نعلم بأن عوامل اإلنتاج تشترك فى العملية اإلنتاجية بـدرجات ومن ثم فإن كل عامل من هذه العوامل يحصل على نصيبه من ناتج . متفاوتة

تج مسألة اجتماعية على جانب كبير مـن ويعتبر توزيع النا . العملية اإلنتاجية .األهمية

-:ولهذا فإن هذا الباب سوف يشتمل على ستة فصول هى نشير فيه إلى نظرة عامة لمشكلة توزيع الدخل والتقسيمات : المبحث األول

.المختلفة لهذا التوزيع .وهو خاص بالتوزيع فى الفكر االقتصادى : المبحث الثانى .قى فيه الضوء على عائد العمل وهو األجرنل : المبحث الثالث .ويدور حول عائد األرض وهو الريع : المبحث الرابع

.وهو بشأن ما يحصل عليه رأس المال وهو الفائدة :المبحث الخامس .نوضح فيه نصيب المنظم وهو الربح :المبحث السادس

نظرة عامة على التوزيعوزيع الناتج على عناصر اإلنتاج التـى تـم يقصد بالتوزيع هنا هو ت

حيث أن الثروة . ويرتبط أيضا بكيفية توزيع الثروة . إدخالها فى عملية اإلنتاج ويالحظ أن هناك اختالف بين الدخول المختلفة . عبارة عن دخل لم يتم إنفاقه

. فالبعض منهم دخولهم مرتفعة والبعض اآلخر دخـولهم منخفـضة . لألفرادوتتـصف الطائفـة . فة األولى منهم بالغنى والدخول المرتفعة وتتصف الطائ

وهؤالء هـم طبقـة . الثانية بتدنى دخولهم والتى ال تغطى حاجاتهم األساسية .الفقراء

وعادة ما يميز االقتصاديون بين التوزيع الشخصى للدخل والتوزيـع .الوظيفى له

األفـراد دون والتوزيع الشخصى للدخل يوضح مدى التباين فى الدخول بين فنجد أن أحد المواطنين يحصل على دخـل مـن . النظر لمصدر هذه الدخول

مائـة ١٠٠ ألفين جنيه ومواطن آخر يحصل على ٢٠٠٠عمله يقدر بحوالى

. مرجع سابق–هناء خير الدين . سلطان أبو على، د. د )١( . مرجع سابق–سلوى سليمان . عبد الفتاح قنديل، د. د



-١١٥-

ومن ثم نصور كيفية توزيع الدخل الشخصى لألفراد حسب فئـات . جنيه فقط .الدخل التى يحصلون عليها

ون على دخل يتراوح ما بـين من السكان يحصل % ٥حيث نقول أن بينما هناك فئـة أخـرى مـن . جنيه فى العام الواحد ٣٠٠٠٠ إلى ٢٠٠٠٠

منها يحصلون على دخل سنوى لكل فرد مـنهم % ٤٥المجتمع تقدر بحوالى أما باقى مـواطنى . جنيه فى العام ٦٠٠٠ جنيه إلى ٥٠٠٠يقدر بحوالى من جنيـه فـى ٨٠٠-٧٠٠من السكان يحصلون على % ٥٠هذا المجتمع وهم

:والجدول التالى يوضح ذلك . )١(العام

التوزيع الشخصى للدخل حسب فئات المجتمع

النسبة المئوية %للسكان

متوسط الدخل الدخل فى العام

٥ ٤٥ ٥٠

جنيه٣٠٠٠٠ – ٢٠٠٠٠ جنيه٦٠٠٠ – ٥٠٠٠ جنيه٨٠٠ – ٧٠٠

جنيه٢٥٠٠٠ جنيه٥٥٠٠ جنيه٧٥٠

من السكان ذوى الدخول المرتفعة حيث % ٥من هذا الجدول نجد أن

.يبلغ متوسط دخولهم إلى حوالى خمسة وعشرون ألف جنيه فى العام الواحد جنيـه ٥٥٠٠من المواطنون يحصلون فى المتوسط على % ٤٥وأن

.فى العام الواحد جنيـه ٧٥٠من المواطنون يحصلون فى المتوسط على % ٥٠وأن

.فى العام الواحدوهذا هو . اك فروق كبيرة بين هذه الطبقات فى الدخل لهذا نجد أن هن

حيث أن نسبة قليلـة مـن المجتمـع . ما يسمى بعدم العدالة فى توزيع الدخل

يوضح أن دخول المواطنين فـى ٢٠٠١-٢٠٠٠دولى عن عام فى تقرير البنك ال )١(

:مصر كاآلتى .من تعداد الشعب المصرى تحت خط الفقر% ٢٣,٥ أن -

دوالر فى ٢من تعداد الشعب المصرى يحصلون على أقل من % ٥٠,٥ وأن - . جنيه فى السنة٧٠٠اليوم أى ما يساوى حوالى



-١١٦-

من دخـول الطبقـة % ٤٥٤تحصل على أكبر دخل ممكن يبلغ نسبته حوالى كمـا أن هـذه الطبقـة . أى أكثر من أربعة أضعاف ونصف منها . المتوسطة

. من دخول الطبقة الدنيا % ٣٣٣٣يبلغ نسبته حوالى العليا تحصل على دخل لهذا فإنه كلما كانت نسبة الدخل التـى تحـصل . أى بأكثر من ثالثين ضعف

.عليها كل المجموعة األغنى كبيرة كلما توقعنا أن توزيع الدخل أقل عدالة. كذلك الحال إذا ما قارنا الدخول ألهل الريف ودخول أهـل المـدن

وهذا مؤشر آخر . الريف أقل بكثير من دخول أهل المدن فنجد أن دخول أهل .يبرز عدم عدالة توزيع الدخل بين أهل الريف وأهل المدينة

فيقصد به توزيع الدخل على عناصر اإلنتاج بـصرف : أما التوزيع الوظيفى فإذا كانت عناصر اإلنتاج عبارة عن . النظر عن األشخاص المالكين بخدماتها

فيجب التمييز بين أربع عوائـد هـى . واألرض والتنظيم العمل ورأس المال ثم نقوم بمقارنة نسبة كل منها . األجور والفائدة والريع واألرباح على التوالى

ونود اإلشارة إلى أن نسبة من يحصلون على دخول مـن . إلى إجمالى الدخل العمل فى المجتمعات المختلفة أكبر بكثير من نسبة من يحصلون على دخـول

ففى بعض الدول الصناعية نجد أن نسبة األجور إلجمـالى . حقوق التملك منومن ثم فإن طائفة من يحصلون على دخول مـن % ٧٠الناتج قد تصل إلى

أما فى الدول الفقيرة والساعية إلى النمو نجد أن %. ٣٠حقوق التملك حوالى % ٥٥طبقة من يحصلون على دخول كأجور ومرتبات تبلغ نسبتهم حـوالى

% ٤٥أن طبقة من يحصلون على عوائد من حقوق التملـك تبلـغ نـسبتهم ووهذا أيضا يوضح لنا عدم عدالة توزيع الدخل فى الـدول الـساعية . تقريبا .للنمو

:أسالیب توزیع الدخل

ومـن . هناك عدة أساليب لتوزيع الدخل ويرجع ذلك لعدة اعتبارات -:هذه األساليب ما يلى

:يع الدخلأسلوب كيفية توز -١ال شك أن كيفية توزيع الموارد االقتصادية بين أفراد المجتمـع مـن

فإذا ما كان هناك طائفة صـغيرة . المحددات األساسية ألسلوب توزيع الدخل من المجتمع تحصل على غالبية الموارد االقتصادية ومن ثم حصولهم علـى

ذا مـا تـم توزيـع أما إ . غالبية الناتج فإنه سيكون هناك سوء توزيع للدخل الموارد االقتصادية على معظم أفراد المجتمع بحيث يجنون ثمارها فإن لـك فيه الكثير من العدالة فى توزيع الدخول ومن ثم تحقيق شىء كثير من العدالة



-١١٧-

ومن ثم عدم تركيز الموارد والثروة لخدمة فئة قليلة مـن أفـراد . االجتماعيةونود اإلشارة إلى أن اإلسالم . لهذه الثروة المجتمع وكذا منع احتكار هذه الفئة

يحرص دائما على وجود العدالة االجتماعية وأال يكون هناك فوارق كبيـرة حيث يقـول اهللا . بين الطبقات وأال تتركز الثروة فى أيد فئة قليلة من المجتمع

أى عـدم )١("حتى ال تكون دولة بين األغنياء مـنكم "تعالى فى كتابه الكريم ومن ثم تحتكر هذه الفئة جميع وسائل اإلنتـاج . ز الثروة فى يد فئة قليلة تركي

حالة متدنيـة للغايـة فـى دخـولهم والتجارة ومن ثم فإن باقى المجتمع فى .وهذا ما يرفضه اإلسالم شكال وموضوعا. ويعيشون على حد الكفاف

:مدى مهارات وقدرات األفراد -٢ية توزيع الدخول بين األفـراد هـو ومن العوامل التى تؤثر على كيف

ففى المجتمعات الفقيـرة . كيفية توزيع القدرات والمهارات بين أفراد المجتمع . وانخفاض مستوى التعلـيم . عادة ما نجد ارتفاع نسبة األمية فى هذا المجتمع

حيث أن هذه المجتمعات غالبا ما تركز على التعليم االبتـدائى دون التعلـيم . صل على التعليم العالى إال نسبة قليلة من هـذه المجتمعـات وال يح . الراقى

ويرجع ذلك إلى عدم إمكانية األسرة من تعلـيم جميـع أفرادهـا النخفـاض دخولهم ومن ثم فهم يفضلون تشغيل أطفالهم من أجل زيادة دخل األسرة عن

كما أنه من الجانب اآلخر نجد أن الدولة الفقيـرة . إلحاقهم بالمدارس لتعليمهم .ال تستطيع التوسع فى التعليم لقلة دخلهم القومى

أحدهما مهارة وذكاء . أما بالنسبة لعملية المهارات فترجع إلى عاملين ولذلك نجـد أن . بالفطرة وأخرى مهارة مكتسبة نتيجة زيادة التدريب والخبرة

هناك فروقات كثيرة بالنسبة للمهارات خاصة بين الحرفيين أى من يعملـون ... مال الفنية الحرفية كالصناع والحدادين والميكانيكيـة والنجـارين فى األع

حيث تجد منهم من لديه المهارة والخبرة العالية وعادة ما يحقـق دخـل . إلخمرتفع يرجع إلقبال المواطنين على ورشته ولحسن سـمعته وحـسن أدائـه

ـ . لعمله ن وآخرين ذوى المهارات والخبرة المتوسطة ومن ثم تقل دخولهم عومنهم من هم فى بداية األعمال والخبرة فدخولهم أقل بكثير من . الفئة األولى

لهذا نجد أن من أهـم مـسئوليات الدولـة، االهتمـام . الفئات األولى والثانية وكذا االهتمام بالتعليم الفنى المتوسـط . بالتعليم وخاصة التعليم الفنى والعالى

.٧ سورة الحشر، اآلية )١(



-١١٨-

ين فى الدول الفقيرة حتى يكتسبوا والذى يستحوذ على نسبة كبيرة من المواطن .العلم والخبرة وحتى يستطيعوا من زيادة دخولهم األسرية

:عامل القوانين -٣ال شك أن عامل القوانين السائدة بالدولة لها تأثير كبير على دخـول ... ومن هذه القوانين قانون الضرائب وحقوق الملكيـة والمواريـث . األفراد

والعدالة . من المفروض أن يكون هناك عدالة ضريبية فقانون الضرائب . إلخ بالنـسبة – أو عدم وجودهـا –الضريبية تكون بانخفاض فرض الضرائب

وارتفاع نسبة الضرائب على أصحاب الدخول –ألصحاب الدخول المنخفضة .المرتفعةأوالها الضرائب المباشـرة . ونالحظ أن هناك نوعين من الضرائب

وعادة المقصود من الـضرائب المباشـرة التـى . شرةوالضرائب غير المبا وتخص بذلك الطبقات الغنيـة . تقتص جزء كبير من الدخول المرتفعة مباشرة

والضرائب غير المباشرة تضاف عادة على ثمن السلع وخاصة . فى المجتمع االستهالكية حتى أن المواطن العادى ال يشعر بها وهى عادة ما تكـون السلع

ومن المفروض أن يكون عائد الضرائب المباشـرة . للغايةضرائب منخفضة حيث أن األولـى . كبيرة للدولة عكس الضرائب غير المباشرة يحقق حصيلة

وأن حـصيلة . الـدخول المرتفعـة أى الطبقـة الغنيـة تطبق على أصحاب ولكن فـى . الضرائب غير المباشرة تكون أقل بكثير من الضرائب المباشرة

طبيقى نجد أننا فى مصر نجد أن الضرائب الغير مباشـرة الواقع العملى والت ومن ثم نـستطيع . نسبة إيراداتها تفوق بكثير بعدة مرات الضرائب المباشرة

كما أن من العدالة الضريبية إعفـاء . القول بأن تلك الظاهرة ليس فيها عدالة فإذا كانـت هـذه النـسبة مـن . نسبة كبيرة من دخول األسرة من الضرائب

اءات كبيرة على سبيل المثال إعفاء الخمس آالف جنيـه األولـى مـن اإلعف فيكون هناك مراعاة لظروف المجتمع –الدخل السنوى لألسرة من الضرائب

– مثل إعفاء ألفين فقـط –أما إذا كانت نسبة اإلعفاءات أقل من ذلك . الفقير .فليس هناك عدالة ضريبية

للضرائب دور كبير فـى هـذا أما بالنسبة لالستثمارات واإلنتاج فإن ونحن نعلم أن زيادة وانتشار المشروعات االسـتثمارية . القطاع الهام للدولة

واإلنتاجية تحد كثيرا من ظاهرة البطالة من جانب حيث يتم تشغيل أكبر عدد من العمالة ومن ثم زيادة دخول األسر فى المجتمع وفتح باب ألرزاق هؤالء

آخر زيادة اإلنتاج مما يؤدى فى العادة إلى انخفاض ومن جانب . العاملين بها فى أسعار السلع وتغطية وسد حاجات المجتمع بـدال مـن االسـتيراد مـن



-١١٩-

فإذا كانت الضرائب على هذه المشروعات منخفضة شـجعت رأس . الخارجالمال الوطنى واألجنبى على زيادة عدد المشروعات واالستثمارات وتـؤتى

أما إذا كانت الضرائب مرتفعـة فإنهـا . اإلشارة إليهاثمارها الطيبة كما سبق .تحد من زيادة دخول مشروعات استثمارية وإنتاجية لسوق اإلنتاج والعمل

والمشاهد اآلن فى حالة النمور اآلسيوية منها ماليزيا مـثال نجـد أن هذه الدولة قد طفرت طفرة كبيرة خالل سنوات قليلة وكان من أهم عوامـل

نتاجية واالستثمارية عدم وجـود ضـرائب أو وجـود ضـرائب طفرتها اإل منخفضة للغاية مما شجع رأس المال األجنبـى والـوطنى فـى االسـتثمار

.واإلنتاج داخل الدولةكذلك بالنسبة لقوانين الملكية والمحافظة عليها وعدم تعرضها للتـأميم

بها أو نزع ملكيتها بمعرفة الدولة كل ذلك يعـود بالمـصلحة علـى أصـحا حيث أن أصحاب . وارتفاع دخولهم ومن ثم تشغيل أعداد كبيرة من المواطنين

.هذه الملكيات والعقارات مطمئنين على أمالكهموبالنسبة لقوانين المواريث فإننا فى مصر قد مررنا بمرحلتين لهـذه

القوانين حيث تعرضت المواريث خالل السنوات السابقة إلجحاف كبير تحت حيث كان القانون ينص على فرض ضريبة عامة على التركة . طائلة القانون

وفرض ضريبة أخرى على حق كـل وارث مـن هـذه . الخاصة بالمتوفى مما كان لـه رد فعـل . أى أن هناك ازدواج ضريبى على مال واحد . التركة

سيئ لدى المواطنين إزاء هذا القانون حتى أن أصحاب التركـات والورثـة ون بأساليب قانونية وأخرى غير قانونية حتى ال يقعـوا كثيرا ما كانوا يتهرب

وقد نتج عن ذلك عدة مـشاكل أسـرية ومـن ثـم . تحت طائلة هذا القانون ولكن أخيرا تم تعـديل هـذا . انخفضت نسبة إيرادات الدولة من هذا المورد

ومـن . القانون وأصبح ال يوجد إال ضريبة واحدة تحصل على تركة المتوفى .الورثة بعد أن كان يقتص منهم نسبة كبيرة من الميراثثم زادت دخول

مما سبق يتضح لنا أن القوانين لها دور كبير فى زيـادة الـدخول أو وأثر ذلك على زيادة المشروعات اإلنتاجية وفتح مجـال . خفض هذه الدخول

كبير للعمل للمواطنين وزيادة دخولهم ودخول أصحاب األعمـال وأصـحاب فإذا كانت هذه القوانين عادلة كان هناك زيـادة فـى . ورثةاألمالك وكذلك ال

وإذا كانت هذه القوانين غير عادلة فإن دخول هـؤالء المـواطنين . الدخول .سوف تنخفض وتتدنى

:الناتج الحدى لعناصر اإلنتاج



-١٢٠-

يرى االقتصاديون أن توزيع الناتج بين عناصر اإلنتاج التى اشتركت أن العنصر اإلنتاجى يحصل على عائد مساو لقيمـة فى العملية اإلنتاجية يتم ب

.ناتجه الحدىوقد سبق أن ذكرنا بأن الطلب على عناصر اإلنتاج من أجل إنتـاج

. وللتبسيط نفترض أن السلعة المنتجة تباع فى سوق المنافسة الكاملـة . السلعوهـذا . كما أن خدمات عناصر اإلنتاج تباع هى أيضا فى سوق منافسة كاملة

كمـا . ى أن السلعة تباع بسعر واحد مهما كانت الكمية التى ينتجها المنتج يعنأن المنتج يستطيع الحصول على خدمات عناصر اإلنتاج بذات السعر بغـض

.النظر عن الكمية التى يطلبهاكما سبق أن ذكرنا عند دراستنا لإلنتاج أن عنصر اإلنتاج المتغير له

جية الحدية تتناقص مع تزايد عـدد وحـدات كما أن هذه اإلنتا . إنتاجية حدية وما يحصل عليه المنتج من إيـراد عنـد اسـتخدام وحـدة . العنصر المتغير

إضافية من خدمات عنصر اإلنتاج يتمثل فى هذا الناتج العينى مضروبا فـى مـع مالحظـة أن . وهذا ما يسمى بقيمة الناتج الحدى للعنـصر . ثمن السلعة

كما يالحظ أن الناتج الحـدى . قيمة اإليراد الحدى الثمن ثابت ومن ثم يساوى نتيجة تنـاقص اإلنتاجيـة –العينى يتناقص بزيادة عدد الوحدات المستخدمة

وحيث أن ثمن السلعة ثابت فى ظل المنافسة الكاملة فإن قيمة الناتج –الحدية .الحدى تتناقص بزيادة الوحدات المستخدمة من عنصر اإلنتاج

خدمات عناصر اإلنتاج ثابت، فـإن المنـتج الـذى ونظرا ألن سعر يسعى للحصول على أكبر ربح ممكن سيستخدم وحـدات عناصـر اإلنتـاج المتتالية طالما كان اإليراد اإلضافى الناشئ عن تشغيل أية وحدة جديدة مـن

أى طالما كانت قيمـة . العنصر أكبر من التكلفة اإلضافية التى يتحملها المنتج وسوف نشير إلى ذلك فـى . ها أكبر من ثمن خدمات العنصر الناتج الحدى ل :الجدول التالى

نظرية الناتج الحدى فى التوزيع

عدد وحدات العمالة

)١(

إجمالى الكمية المنتجة

)٢(

الناتج الحدىالعينى للعمل

)٣(

سعر أردبالقمح بالجنيه

)٤(

قيمة الناتج الحدى

)٥(

أجر العامل

)٦(



-١٢١-

٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ ٩

٢٢ ٣٢ ٤٠ ٤٦ ٥٠ ٥٢ ٥٣

- ١٠ ٨ ٦ ٤ ٢ ١

٥٠ ٥٠ ٥٠ ٥٠ ٥٠ ٥٠ ٥٠

- ٥٠٠ ٤٠٠ ٣٠٠ ٢٠٠ ١٠٠ ٥٠

١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٠

يمثل الوحدات المستخدمة ) ١(فى الجدول السابق نجد أن العمود رقم فهو عبارة عـن ) ٢(أما العمود رقم . من العنصر المتغير وهو عنصر العمل

.مح المنتجالناتج الكلى من القوأن سـعر أردب . نفترض أن هناك منتجا يقوم بزراعة أرضه قمحا

ويريـد أن – وهى العنصر الثابت –وأن لديه قطعة أرض . جنيه ٥٠القمح وذلـك علـى فـرض أن . يحدد عدد العمال الالزمين للعمل فى هذه األرض

. يـه جن١٠٠وأن أجر العامل . سوق العمل خاضعة لظروف المنافسة الكاملة وحتى نحصل على اإلجابة يجب أن نحدد الناتج الحـدى العينـى لخـدمات

.وحدات العمل المتتاليةالوحدات المستخدمة مـن ) ١(وفى الجدول السابق يمثل العمود رقم

فهو عبـارة ) ٢(أما العمود رقم . العنصر المتغير وهو فى هذه الحالة العمل األرض الثابتة المساحة باستخدام عن الناتج الكلى من القمح المنتج من قطعة

يمثل النـاتج الحـدى ) ٣(والعمود رقم ) ١(الوحدات الموضحة بالعمود رقم ويتم اشتقاقه بطرح الكمية المنتجة من وحـدات . للعمل أو اإلنتاجية الحدية له

وهكـذا بالنـسبة لبـاقى . ٤ من الكمية المنتجة من وحدات العمـل ٣العمل المنتجة حيث تطرح الكمية المنتجـة مـن وحـدات وحدات العمل مع الكمية

وقـد افترضـنا . إلخ... وهكذا ٥لوحدات العمل من الكمية المنتجة ٤العمل ). ٤( جنيه كما هو واضح فى العمود رقـم ٥٠أن سعر القمح الثابت لألردب

). ٤(فى العمود رقم ) ٣(فهو حاصل ضرب العمود رقم ) ٥(أما العمود رقم والعمـود رقـم . لحدى العينى للعمل فى سعر أردب القمح أى ضرب الناتج ا

وحيـث أن سـوق العمـل . جنيه ١٠٠يوضح أجر العامل الواحد وهو ) ٥(خاضعة لظروف المنافسة الكاملة فإن أجر العامل ثابت ووحداتـه المتتاليـة

.متماثلة



-١٢٢-

ومن الجدول يتضح أن هذا المزارع إذا قام بتشغيل خمسة عمال فإن أردب ٨والناتج الحدى للعامل الخامس هو . أردبا من القمح ٤٠ى الناتج الكل

ولكن هذا العامل يحصل على أجر . جنيه ٤٠٠وقيمة هذا الناتج الحدى . قمح. إذا فمن صالح هذا المزارع أن يشغل هؤالء العمال الخمسة . جنيه فقط ١٠٠

ن ثم فـإن وم. أردب٤٦ فإن الناتج الكلى يرتفع إلى ٦فإذا ما أضاف العامل ونظـرا ألن سـعر . أردب ٦الناتج الحدى العينى لهذا العامل السادس هـو

ونظـرا . جنيه ٣٠٠ جنيه فإن قيمة الناتج الحدى لهذا العامل هو ٥٠األردب وإذا . جنيه فإن من صالح هذا المنتج أن يشغل هذا العامل ١٠٠ألن أجره هو

أردب ومن ثـم ٥٠زيد إلى فإن الناتج الكلى ي ٧ما أضاف هذا المنتج عامل ونظرا ألن سـعر . أردب ٤سيكون الناتج الحدى العينى لهذا العامل هو عدد

جنيه ونظرا ألن أجر ٢٠٠ جنيه فإن قيمة الناتج الحدى هى ٥٠األردب هو . جنيه فإن مصلحة هذا المنتج تشغيل هذا العامل السابق ١٠٠هذا العامل هو

أردب والنـاتج ٥٢ فإن الناتج الكلى يبلغ ٨ل وإذا ما قام المنتج بتشغيل عام جنيه فإن قيمة الناتج الحـدى تبلـغ ٥٠وسعر األردب هو . أردب ٢الحدى جنيه فإن من صالح المنـتج ١٠٠ هو ٨ جنيه ونظرا ألن أجر العامل ١٠٠

أما . حيث يتعادل قيمة الناتج الحدى مع أجر هذا العامل ٨تشغيل هذا العامل أردب ومن ثم يبلغ النـاتج ٥٣ فإن الناتج الكلى يرتفع إلى ٩إذا شغل العامل

جنيه وأن قيمة ٥٠الحدى العينى للعمل أردب واحد ونظرا ألن سعر األردب حيث أنـه يحـصل علـى ( جنيه وهى أقل من أجر العامل ٥٠الناتج الحدى

ولذلك فليس من صالحه تشغيل العامل التاسع وبالتالى يتوقـف ). جنيه ١٠٠ .٨حدة العمل عند و

التوزيع فى الفكر االقتصادىال شك أن الفكر االقتصادى ملئ باآلراء ووجهات النظر فى دراسـة

-:وسوف نشير إلى اتجاهين أساسيين هما . موضوع التوزيع . االتجاه الكالسيكى- . االتجاه الكالسيكى الحديث-



-١٢٣-

بدأ ظهور اتجاه المدرسة الكالسيكية تجاه موضوع التوزيع بنشر لقد حيث نالحظ أن نظريات التوزيع . م١٧٧٦كتاب ثروة األمم آلدم سميث عام

أى تحديد األنصبة الكليـة لكـل . فى هذه المدرسة تتسم بطابع التحليل الكلى أى تحديد الجزء الخاص بأصحاب األراضى وهـو . نوع من عناصر اإلنتاج

والجزء الخاص الذى يذهب لرأس المال وهو الفائدة والجـزء الـذى . لريعا .يخص العمل وهو األجور والجزء الذى يخص المنظم وهو الربح

ويعتبر دافيد ريكاردو وكارل ماركس من أبرز االقتـصاديين الـذين .أدلوا بدلوهم فى موضوع التوزيع من المدرسة الكالسيكية

:دافید ریكاردو والتوزیع -:يقسم ريكاردو الناتج القومى إلى ثالثة أقسام وهى . الريع وهو خاص بمالك األرض- . األجور وهى خاصة بالعمالة- . األرباح والفوائد وهى خاصة بالرأسماليين-

حيث . وليس ثمنا " فائض"ويعتبر دافيد ريكاردو أن الريع عبارة عن ظهور هذا الفائض إلـى أن ويرجع ريكاردو . يحصل عليه أصحاب األرض

وأنهـا تتفـاوت فـى مـستوى جودتهـا . مساحة األرض المتوفرة محدودة فعندما يكون عدد السكان قليل فيكون هناك وفرة فى األرض بـل . الزراعية

. ومن ثم يكون هناك جزء لم يتم زراعتـه . وأكثر من حاجة زراعتها بالكامل ور الوقت يزداد عدد الـسكان ولكن بمر . وفى هذه الحالة ال يكون هناك ريع

ومن ثم يتم استغالل جميع األرض الجيدة وال يكون هناك وفرة منهـا غيـر للسكان يتم اللجوء إلى زراعة أرض أقـل جـودة وفى زيادة أخرى . مستغلة

ومن ثم يزيد الناتج الكلى ولكن بمعدل متناقص ويرجع ذلك لسببين رئيـسيين -:هما

ذه األرض األقل جودة أعلى من نفقات اإلنتاج ألن نفقات اإلنتاج على ه -١ حيـث أن األرض األولـى فـى حاجـة إلـى –على األرض الجيدة

استصالح وتزويدها األسمدة المختلفة ومن ثم فإن تكلفـة إنتـاج هـذه .األرض مرتفعة

نظرا ألن األرض األقل جودة عـن األرض األخـرى فـإن إنتاجهـا -٢ .ضةمنخفض وكذا اإلنتاجية فيها منخف

ولذلك نجد أن فى زراعة أرض أقل جودة يزيد الناتج الكلـى ولكـن ونظرا ألن حجم الـسكان فـى تزايـد . بمعدل متناقص لألسباب سالفة الذكر

مستمر فإنه يتم اللجوء لزراعة المزيد من األرض األقل جودة ومن ثم نجـد



-١٢٤-

رض أن ثمن المحصول يتحدد فى ضوء نفقات اإلنتاج المرتفعة على هـذه األ ويقصد بالحدية هى تكلفة إنتاج الفدان األخير الذى تم زراعته مـن . (الحدية

ولهذا نجد أن ثمن المنتج الزراعية فى ارتفاع مـستمر ). األرض األقل جودة ولهـذا نجـد أن األرض . بمرور الوقت بسبب استغالل األرض األقل جودة

فـائض نتيجـة تحصل علـى – والتى تتميز بانخفاض نفقة اإلنتاج –الجيدة وهذا هـو . الفرق بين نفقات إنتاجها المنخفضة وارتفاع أثمان السلع المنتجة

ونظرا للتزايد المستمر فى السكان ويستتبع ذلك زراعة المزيـد مـن " الريع" .األرض الغير جيدة ولهذا فإن الريع يأخذ فى االرتفاع فى الدخل القومى

كاردو يعتبر العمل سلعة يتحـدد فإن ري. وهو خاص بالعمل : أما عن األجور -:ثمنها بعاملين

مخصص األجور وهو قدر معين مـن رأس المـال : العامل األول

.المتداول يخصصه رجال األعمال لدفع أجور العماليرجعه إلى حجم الـسكان والـذى يتزايـد بـصفة : والعامل الثانى .وهو يتوقف بدوره على مستوى األجر السائد. مستمرة أى مخصص األجور وعدد – اجتمع العامالن سالفى الذكر سويا فإذا وأدى ذلك إلى حصول العمال على دخل مرتفع ومن ثم حقق لهـم –العمال

مستوى معيشة أعلى من مستوى حد الكفاف فإن ذلك يؤدى إلى زيادة السكان وينتج عن تزايد السكان هذا تزايد حجم القوة العاملة وتزايد . مع مرور الوقت

العرض ومن ثم حدوث انخفاض لمستوى األجور حتى يصل مستوى المعيشة .إلى حد الكفاف

يرى ريكاردو أن الدخل القومى قد تم استقطاع جزء منـه : األرباح أم ا ع ن واستقطاع . والذى يتزايد بصفة مستمرة لتزايد السكان ) الريع(لمالك األرض

نصيب الرأسـماليين مـن جزء آخر كأجور للعمال فإن المتبقى بعد ذلك هو .الدخل القومى فى صورة أرباح

وهذا النصيب فى األرباح يكون منخفضا نظرا لالرتفاع المستمر فى نصيب مالك األرض من الريع للتزايد المستمر فى الزيادة الـسكانية وكـذا لحصول العمال على الكثير من األجور لضمان حد الكفاف مما يـؤدى إلـى

وهـى –لكن هذه الظاهرة . لكلى لألجور من الدخل القومى ارتفاع النصيب ا ال ترضـى –انخفاض نصيب الرأسماليين من األرباح من الـدخل القـومى

الرأسماليين حيث يعملوا جاهدين على رفع نصيبهم من األرباح على حـساب



-١٢٥-

وينتج عن ذلك تناقض وصـراع . العمال مما يوجد نوع من الصراع بينهما . والرأسماليينبين مصالح العمال

:كارل ماركس والتوزیعالنـوع : يقسم كارل ماركس الناتج القومى إلى نوعين من األنـصبة

وهذا يخـالف مـا ذكـره دافيـد . األول وهو األجور والثانى وهو األرباح ويرجع هذا التناقض إلـى . ريكاردو حيث قسم ذلك إلى ثالثة فأضاف الريع

فهـو ال . أساس افتراض تناقص الغلة أن نظرية كارل ماركس ال تقوم على يميل إلى فكرة ريكاردو بتناقص الناتج الحدى نتيجة الستخدام األرض األقـل

وقسم النـاتج القـومى . ولذلك فقد أهمل الحديث فى نظريته عن الريع . جودة سواء –إلى ما يحصل عليه العمال من األجور وما يحصل عليه الرأسماليين

. من األرباح–حاب رأس مال أو منظمين كانوا مالك أرض أو أصوقد أقام كارل ماركس نظريته فى التوزيع على ثالثة مبادئ أساسية

:- أى أن أية سلعة تتحدد قيمتها بكميـة . أن العمل هو وحده مصدر القيمة -١

.العمل الذى بذل فى إنتاجهاـ -٢ و تتحدد الحصيلة الكلية لألجور بقدر معين من رأس مال المجتمـع ه

.مخصص األجوريظل مستوى األجور دائما عند حد الكفاف ما دام هناك فائض فى القوة -٣

".باحتياطى الجيش الصناعى"وهذا الفائض سماه ماركس . العاملةوعلى ضوء هذه المبادئ يتم توزيع الناتج القومى بين طبقتى العمال

ومن ثم . بقة العمال والرأسماليين توزيعا ينطوى على استغالل الرأسماليين لط . حيث أن العامل يتحدد دخله بمستوى الكفـاف . حدوث صراع بين الطبقتين

كما أن إنتاجية . ومن ثم فإن هذا األجر يظل ثابتا على ذلك فى األجل الطويل حيث أنها تتوقف على المستوى الفنى لإلنتاج وعلى مدى . العامل ليست ثابتة

ولهذا . عمل وكذا عدد ساعات العمل اليومية الخبرة التى اكتسبها العامل فى ال فإذا ارتفعت هذه اإلنتاجية مع ثبات دخل العامل إلى حد الكفـاف فـإن هـذا

وهـو . الفرق فى أسعار السلع المنتجة يذهب إلى رب العمل وهو الرأسمالى كذلك فى حالـة . لم ينتجه – ومن ثم على عائد منه –بذلك يحصل على ناتج

ومـستوى ) المتزايـدة (تزيد الفجوة بين إنتاجية العامل تحسن طرق اإلنتاج ومن ثـم – وهو ثباته فى األجر إلى حد الكفاف –األجر الذى يحصل عليه

وينتج عن ذلـك . يذهب هذا الفائض أيضا إلى الرأسماليين فى صورة أرباح .ارتفاع نصيب األرباح فى الدخل القومى، وتناقص فى نصيب األجور



-١٢٦-

ماركس أن التقدم االقتصادى من شأنه أن يؤدى إلى لهذا يرى كارل وينتج عـن ذلـك بـؤس –اتساع الفجوة بين المستوى االقتصادى للطبقتين

فهـى –الطبقة العاملة، والذى ال يرجع إلى انخفاض فى أجورهم الحقيقيـة وإنما يرجع إلى عجز هذه األجـور عـن االرتفـاع –دائما إلى حد الكفاف

.فى إنتاجية العملمسايرة لالرتفاع ويالحظ أن كارل ماركس يتنبأ بأن الصراع بين الطبقتـين سـوف

إال أننا نجـد . يسفر عن تزايد فى نصيب األجور ونقص فى نصيب األرباح حيث أن التقدم االقتصادى وما ينتج عنه من زيـادة . أن ما يحدث هو العكس

رباح للرأسـماليين فى معدل االستغالل يؤدى فى النهاية إلى تزايد نصيب األ .على حساب تناقص نصيب األجور للعمال



-١٢٧-

االتجاه الكالسيكى الحديث للتوزيع يرى أن التصرف الرشـيد مـن

جانب كل من بائعى خدمات عناصر اإلنتاج ومـشترى خـدمات عناصـر إلنتاج وفقا لقوانين الندرة من جهـة اإلنتاج، يؤدى إلى تكوين أثمان عناصر ا

.والمنفعة من جهة أخرىويالحظ أن مارشال قام بإكمال الصورة النهائية لنظرية القيمة بإبراز

ويرجـع إليـه . أهمية كل من العرض والطلب فى تحديد ثمن السلعة النهائية الفضل فى بيان أن مبدأ اإلنتاجية الحدية ليس فى حد ذاتـه نظريـة كاملـة

وقد اعترض على القول بأن اإلنتاجية الحدية للعنصر تحدد الـثمن . لتوزيعل -:وتتلخص وجهة نظر مارشال فى اآلتى . الخاص به

.أن الطلب على عنصر اإلنتاج يشتق من الطلب على السلعة النهائية -١يستمر المنتج فى استخدام عنصر اإلنتاج إلى أن تنتفى أية زيـادة فـى -٢

.لعنصر عن الثمن الذى يدفع لهالناتج الحدى لأن استخدام أى عنصر من عناصر اإلنتاج تحكمه ظـروف العـرض -٣

.والطلب المتعلقان بهأن قيمة العنصر فى كافة استخداماته تتساوى عن طريـق تنقلـه مـن -٤

.االستخدام ذى العائد المنخفض إلى االستخدام ذى العائد المرتفعاجية الحدية للعنصر ليـست كافيـة فملخص نظرية مارشال أن اإلنت

وحدها لتفسير ثمنه ولكن النظرية الكاملة للتوزيع يجب أن تشمل أيضا جانب هذا باإلضافة إلى االهتمـام بالتفـاعالت طويلـة . العرض مع جانب الطلب

األجل للقوى االجتماعية واالقتصادية والتاريخية وهى عوامل هامة وراء كل عناصر اإلنتاج ومن ثم يجب دراستها لكـى من قوى العرض والطلب على

.نقف تماما على الكيفية التى تتحدث بها أثمان هذه العناصر

نظرية األجورأى ما يتقاضـاه العامـل . األجر هو المقابل المدفوع لخدمات العمل

وهو نصيب عنصر العمل مـن الـدخل . مقابل اشتراكه فى العملية اإلنتاجية .القومى



-١٢٨-

وبعض االقتصاديون يرون ضرورة وجود عالقة تعاقدية بين العامل ولكـن الغالبيـة مـنهم . وصاحب العمل حتى يحق له الحصول على األجر

حيث أنهم يعتبرون األمر عبارة عن ثمـن . ينظرون إلى األجر بمفهوم واسع أو أن . خدمة العمل سواء كان ذلك األجر فى صورة عينية أو صورة نقديـة

كان يدويا أو ذهنيا أو كان لفترة محددة من الوقت كيوم أو أسـبوع أو العمل .شهرا

ترى مدرسة الطبيعيين أن يتم التساوى فـى األجـر بـين العمـال

مثـل آدم سـميث –ويرى االقتصاديون التقليـديون . المتساويين فى الكفاءة أن أجر العامل يميل فى األجل الطويـل –ل وريكاردو وجون ستيوارت مي

إلى التعادل مع حاجاته الالزمة للحفاظ على حياته وحياة أسـرته عنـد حـد وكذلك عرفت آرائهم بنظرية حد الكفاف، وتفترض هـذه النظريـة . الكفاف

وتتلخص هذه الظـروف فـى أن العامـل إذا . ظروفا خاصة لعرض العمل فإن ذلك سـيكون – وهو حد الكفاف –يه حصل على أجر أكثر مما يحتاج إل

مدعاة له من اإلكثار فى النسل وهذا سيؤدى إلى زيادة العرض من العمالـة .ومن ثم سيعود مستوى األجر إلى حد الكفاف

أما إذا انخفض األجر عن حد الكفاف فإن ذلك سيؤدى إلى انخفـاض دى فى النهايـة مستوى المعيشة ومن ثم التغذية والمعاناة الصحية والتى ستؤ

إلى كثرة وفيات األطفال وتأجيل سن الزواج واإلنجاب وينتهى الحـال إلـى انخفاض العدد المعروض من العمالة ويعود األجر إلى االرتفاع مـرة ثانيـة

وهذه النظرية تتحدث عن األجر الطبيعى الذى يحصل عليـه .إلى حد الكفاف ما يحدث من تطـورات فـى ولكنها ال تفسر لنا . العامل على المدى الطويل

.الفترة القصيرةأما كارل ماركس فيرى أن النظام الرأسمالى فـى تطـوره وتقدمـه

وينـتج . ودخول اآللة مكان العامل يخلق فائض من العمالة ال يجدون عمـال عن ذلك انخفاض معدالت األجور إلى حد الكفاف ليس فى األجـل الطويـل

. ولكن فى األجل القصير أيضا –يديون يرى االقتصاديون التقل كما –فحسب .)١(وهذا ما يطلق عليه أحيانا اسم قانون األجر الحديدى

. مرجع سابق– جامع أحمد. د )١(



-١٢٩-

خاصـة . ويرى بعض االقتصاديون أن نظرية ماركس غير صحيحة إذا كانت سوق العمل خاضعة للمنافسة الكاملة فال ينخفض األجر بالـضرورة

ظل المنافسة الكاملـة ال حيث أن أصحاب العمل فى . إلى الحد األدنى للكفاف حيث أنـه فـى ظـل هـذه . يستطيعوا تحديد أجر العامل بناء على رغبتهم

الظروف فإن األجر يتحدد طبقا لسعر التوازن طبقا للعرض والطلـب علـى كذلك الحال بالنسبة للعمال قد يرغبون فـى رفـع أسـعار . العمالة بالسوق

ع األجور أكثر مـن مـستوى أجورهم ولكن فى ظل المنافسة الكاملة لن ترتف ولهذا فال يوجد ما يؤدى بالضرورة إلى انخفـاض معـدالت . سعر التوازن

.األجور إلى أقل من حد الكفاف كما زعم كارل ماركسوفى القرن التاسع عشر ظهرت نظرية مخصص األجـور وحلـت

حيث ترى هذه النظرية أن األجور فى فترة زمنيـة . محل نظرية حد الكفاف تحدد بالقوة النسبية لكل من قوة العمـل ورأس المـال المتـاح فـى محددة ت وتفترض النظرية أن الرصيد المخصص لإلنفـاق علـى األجـور . المجتمع

ومن ثم فإن محاولة العمال فى رفع . محدد وثابت طالما كان رأس المال ثابتا ولكن الذى يحدث هو زيادة أجـور بعـض . أجورهم سيكون مصيرها للفشل

على حساب أجور عمال آخرين نظرا ألنه يصعب زيـادة الرصـيد العمال وقد وجه نقد لهذه النظرية بشأن أنها اعتبرت أن الـسلع . المخصص لألجور

ثم ظهرت بعـد ذلـك نظريـة . المتاحة لالستهالك رصيد ثابت عبر الزمن أى أن أجر العامل يساوى اإلضافة التى . اإلنتاجية الحدية لتحديد أجر العامل

ت على اإليراد الذى تتحصل عليه المنشأة نتيجة لتوظيف آخر وحدة من ورد .العمال

يتبين لنا من نظريات األجور أن أفراد المهنة الواحدة يحصلون على حيث . ولكن قد تكون هناك ظروف وأسباب قد تتغير هذه القاعدة . أجر متساو

ذلك إلـى يرى آدم سميث أنه فى حالة حدوث اختالف ما بين األجور يرجع المآخذ والمزايا التى ترتبط بكل مهنة أو حرفة أو اختالف تكـاليف التأهيـل

كما يرى كارل ماركس وريكـاردو أن العامـل . والتدريب من مهنة ألخرى الماهر يعادل عددا معينا من العمال غير المهرة ومن ثم فإن أجـره يختلـف

ارتفاع دخول الفنانين كما يرى مالتس أن سبب . عن أجر العامل غير الماهر أما جون ستيوارت ميل فيرى أنه . يتمتعون بها ترجع لعناصر االحتكار التى

توجد عوائق اجتماعية واقتصادية تحول دون دخول غالبية السكان فى سوق ومن ثم تبقى األجور عنـد . المرتبات المرتفعة والوظائف ذات ) المهن(العمل

. مرجع سابق–هناء خير الدين . د–سلطان أبو على . د



-١٣٠-

ولهـذا فإننـا نـرى أن هـذه . لتدريبا مستويات أعلى وذلك نظرا لتكاليف التبريرات تعتبر األساس المقبول حاليا لتفـسير أسـباب اخـتالف األجـور

.والمرتبات بين المهن والوظائف المختلفة

وهـل . إن كيفية تحديد أجر العمل يتوقف على نوع سوق هذا العمل

ففى سوق المنافسة الكاملة يتم تحديد . املة أم سوق احتكار هى سوق منافسة ك األجر فى ظل عدم وجود قيود على مستواه سـواء مـن جانـب الدولـة أو

ومـن . النقابات العمالية أو التشريعات القانونية التى تفرض حد أدنى لألجور ثم فإن األجر يتم تحديده طبقا للعرض والطلب أى تالقـى منحنـى الطلـب

. مع منحنى العرض الكلى فى نقطة التوازن لوحدة العمـل المختـارة الفعلىومن ثم تسمى بأجر التوازن ألن عندها تتساوى الكمية المطلوبة من العمـل

فلو كان األجر أكبر من هذا المعدل فستزيد . مع الكمية الكلية المعروضة منه ون هنـاك الكمية المعروضة من العمل عن الكمية المطلوبة منه ومن ثم سيك

ويؤدى التنافس على بيع العمل إلى قبول عـارض العمـل . فائض فى العمل أما لو كان األجر . أجورا منخفضة حتى يصل األجر إلى معدل أجر التوازن

أقل من معدل أجر التوازن فستزيد الكمية المطلوبة من العمـل عـن الكميـة م على شراء وسيؤدى التزاح . المعروضة منه وسيكون هناك عجز فى العمل

. العمل إلى قبول طالب العمل رفع األجور حتى تصل إلى معدل أجر التوازن ويالحظ أن المشروع يدفع فى كمية العمل التى يشتريها أجرا مساويا لناتجها القيمى الحدى أو إلنتاجيتها الحدية بالنسبة إليه وذلك على خالف الحال فـى

.سوق االحتكارالتحليل لتحديد سعر األجر فى حالة المنافـسة ويجب أن نعلم بأن هذا

الكاملة إنما يتحدد طبقا للعرض والطلب أى بواسطة القوى المتنافسة دون أى لكـن الواقـع . تدخل فى عملها ودون أية قيود تفرض على مستوى األجور

يختلف عن هذا االفتراض حيث أن عملية تحديد معدل األجر واقعيا أصـعب . مسبقا فى هذا التحليلبكثير مما ذكرناه



-١٣١-

إن حقيقة األجور فى الحياة الواقعية ال تسير على ما سبق أن ذكرناه

وذلك يرجع لوجود عـدة عوامـل . فى تحليلنا السابق لحالة المنافسة الكاملة نافـسة الكاملـة تؤثر على مستوى األجور مما يخالف ما يحدث فى حالة الم

ومن هذه العوامل االحتكار وتدخل النقابات العمالية وبعض العوائق . الحقيقية .واالحتكاكات والتقدم الفنى والتكنولوجى

االحتكـــار

واالحتكار يحدث إذا ما كان هناك مشترى واحد فى سوق العمل ومن لحالـة نجـد أن وفى هذه ا . ثم يسمى باالحتكار من جانب الشراء أو الطلب

التكلفة الحدية للعمل تكون أكبر من معدل األجر ولهذا نجد أن المنتج المحتكر لجانب الشراء يطلب عدد أقل من العمالة حتى يحصل على أكبر قدر ممكـن

ولكن يمكن تعديل هذا الوضع بتدخل النقابات العماليـة حيـث . من األرباح ح األجر الذى يطلبه أحـد تعمل على فرض حد أدنى موحد لألجر بحيث يصب ومن ثم ال يستطيع المنتج . العمال مساويا لألجر الذى يطلبه غيره من العمال

.تخفيض أجر العامل عن طريق تخفيض عدد العمال العاملين لديه

دور النقابات العمالیة فى األجور ال شك أن عملية المساومة غير متكافئة ما بين العمـال وأصـحاب وذلك يرجع الختالف عدد كل من الطـرفين حيـث . فى سوق العمل العمل

نالحظ أن عدد أصحاب العمل أقل كثيرا من عدد العمـال ومـن ثـم تـشتد المنافسة فى جانب العمل فى حين أنه نظرا لقلة عدد أصحاب العمل فإنه مـن

كما أن أصحاب العمل . السهولة أن يحدث اتفاق وتنسيق بسياساتهم وخططهم من اإلمكانيات والقدرات لدراسة السوق واحتياجـاتهم المختلفـة عـن لديهم

.العمال

التقدم الفنى

التقدم الفنى يعتبر من أهم العوامل األساسية فى النـواحى اإلنتاجيـة حيث أن التقدم الفنى يؤدى إلى رفع الكفـاءة اإلنتاجيـة للـسلع . والصناعية

وقـد . نفس القدر من مستلزمات اإلنتـاج المنتجة وزيادة اإلنتاج مع استخدام



-١٣٢-

ينتج عن التقدم الفنى ظهور البطالة وذلك إذا كان التقدم الفنى قد طور اآلالت المنتجة ومن ثم يستغنى عن عدد من العمال الالزمين لتـشغيل هـذه اآلالت واإلشراف على اإلنتاج الرتفاع الكفاءة الفنية لهذه اآلالت والتى ال نحتاج إلى

ولكن هذه البطالة قد تكون مؤقتة خاصة . لكم الكبير من العمالة لتشغيلها هذا ا إذا كان هناك رغبة فى زيادة اإلنتاج مما يستلزم الحاجة إلى عمالـة جديـدة

وقد تكون هذه البطالة ترجع إلى قلة خبرة العمال المستغنى عـنهم . لتشغيلهالرفع من كفاءتهم الفنية ومن ثم فهم فى حاجة إلى التدريب أو زيادة التدريب ل

لـم يـسبق لهـؤالء العمـال خاصة إذا ما تم استخدام أجهزة أو آالت حديثة ولذلك نجد أن للتقدم الفنـى آثـار كبيـرة علـى . التدريب عليها أو معرفتها

.األجور

مشاكل انتقال العمال للعمل بین الدول المختلفة

مال فى انتقاالتهم بـين قد تكون هناك بعض المشاكل التى تواجه الع االستخدامات المختلفة ومنها على سبيل المثال أسباب جغرافية أو اقتـصادية

وهذا ما نـشاهده فـى . أو اجتماعية أو قانونية أو نفسية أو لصعوبات النقل فنجدها . حيث أن األجور تختلف من بلد ألخرى . الواقع ما بين الدول العربية

ولكن يواجـه . دة حاجة هذه المنطقة إلى العمالة مرتفعة فى منطقة الخليج لزيا منها عدم إمكان العامل من . العمال من أجل الذهاب لهذه المنطقة بعدة عوائق

حيث أن بعض الدول تشترط عدم مـصاحبة .. مصاحبته لزوجته أو أسرته كذلك اختالف الظـروف الجغرافيـة مـن . العامل ألسرته فترة العمل لديها

كما يالحظ كذلك اختالف كبير فى األجور ما . يس الجوية اختالف فى التضار حيث أن األخير يحـصل علـى أجـر . بين العامل العربى والعامل األجنبى

. مرتفع للغاية مقارنة بأجر العامل العربى رغم تساويهما فى الكفاءة والخبـرة ن وكذلك اختالف كبير فى المعاملة اإلنسانية وفى تقديم المزايا العينية ما بـي

وما يحـدث مـن عمليـات . الطائفتين خاصة فى عمليات اإلسكان والتنقالت الكفيل وشروط اإلقامة والحصول على تأشيرات السفر وما إلـى ذلـك مـن صعوبات وكذا ما يحدث من تيسير فى تحويل دخول ومرتبات هؤالء العمال إلى بالدهم األصلية وحرمانهم من تحويل جزء كبير منها وإجبـارهم علـى

وشروط الشهادات الـصحية والتعليميـة . نفاقها لدى الدولة التى يعملون بها إ .والتدريبية وعدم التأمين عليهم لدى الدولة التى يعملون بها



-١٣٣-

التخصص فى بعض الحرف الیدویة تتميز األعمال اليدوية فى بعض الحرف بارتفاع كفاءتها الفنية ومـن

ولكن هـذه . األعمال إلى أجور مرتفعة ثم حصول طائفة العمال فى مثل هذه خاصـة عمليـات . الطائفة تتميز بأنها تتوارث عن األجداد لآلباء ثم لألبناء

ولكن يغلـب . الحفر على المعادن والخشب وبعض الصناعات الدقيقة اليدوية على هذه الطائفة من العمالة قلة عددها ومن ثم ارتفاع أجـورهم لمهـارتهم

. قلة عددهمالفنية باإلضافة إلى

األعمال ذات الطبیعة الخطرة والتى ال تالقى قبوال اجتماعیا عادة ما يقل قبول العمال لألعمال ذات السمة الخطرة خاصـة فـى

. المحاجر والمناجم ومصانع الغازات والتى تعرض أرواحهم وحياتهم للخطر مال التى قد يرى كما يالحظ أيضا ظاهرة اإلقالل فى اإلقبال على بعض األع

فيها العمال أنها ال تليق بهم اجتماعيا كأعمـال النظافـة فـى الـشوارع أو .المصانع وكذا أعمال الصرف الصحى

ومثل هذه األعمال ترتفع فيها األجور نظرا لعـزوف العمـال عـن .العمل بها وذلك للظروف السالف ذكرها

دى ضمان استمرار العامل فى العملم ا ما تفضل طائفة كبيرة من العمال العمل لدى الجهات الحكومية كثير

وذلك ألن هناك بعض المميزات والتـى يفـضلون . رغم انخفاض أجورهم ومنها استمرارية العمل بهذه الجهات . الحصول عليها رغم تدنى هذه األجور

كذلك ضمانهم الحصول على . حتى بلوغ سن المعاش وهو سن الستون عاما كذلك . بعد بلوغهم سن المعاش واستمرار هذه المعاشات حتى الوفاة معاشات

حصولهم على خدمات صحية مجانية طوال فترة عملهم بالمصالح الحكوميـة وغالبا ما تكون هذه الطائفة من العمـال قليلـة . أو القطاع العام هم وأسرهم

رى مـن العمـال أما الطائفة األخ. الكفاءة الفنية واإلدارية والعلمية والتدريبية ذوى الكفاءات الفنية واإلدارية والعلمية العالية يفضلون العمل فـى القطـاع الخاص حيث يحصلون على أجور مرتفعة قد تصل فى كثير من األحيان إلى

حيـث . عشرة أضعاف مرتبات أقرانهم العاملون بالحكومة أو القطاع العـام بعض المزايا الحكوميـة يرون أن هذه األجور المرتفعة تعوضهم الكثير عن

ومن ثم يستطيعوا المعيشة على مستوى عال سواء فى المسكن أو المأكـل أو



-١٣٤-

أو التعليم لهم وألوالدهم وضمان إمكانهم الحصول علـى الخـدمات . الملبسالصحية الراقية وعلى جميع الضروريات والكماليات للمعيشة على مـستوى

.عالى

ولكن ذلك ال يعبـر عـن . األجور االسمية هى التى تدفع للعمال نقدا

حيث أن التعبير واالسـتفادة . االستفادة الحقيقية للعامل من الناحية االقتصادية الحقيقية من األجر النقدى هو ما يحصل عليه العامل مقابل هذا األجـر مـن

. باألجر الحقيقىويسمى ذلك. سلع وخدمات ومستوى معيشىويرجع االختالف ما بين األجر النقدى واألجر الحقيقى إلى مـستوى

حيث أن هذه التقلبات تؤثر تأثيرا كبيـرا . تقلبات األسعار للسلع فى األسواق فكلما زادت أسعار الـسلع فـى . على األجور الحقيقية دون األجور االسمية وعلـى سـبيل المثـال كلمـا . ةاألسواق كلما انخفضت قيمة األجور الحقيقي كلمـا انخفـضت األجـور % ١٥ارتفعت أسعار السلع فى األسواق بنـسبة

وينتج عن ذلك أن العامل فـى . رغم ثبات األجر النقدى% ١٥الحقيقية بنسبة السلع التى كان سيحصل عليها قبل ارتفاع هذه الحالة ال يحصل على كميات

ا انخفـض مـستوى األسـعار والعكس صحيح إذ %. ١٥هذه األسعار بنسبة فإن العامل سوف يحصل على كميات من السلع بارتفاع حجمها % ١٥بنسبة رغم عـدم تغيـر األجـر مما كانت عليه قبل انخفاض األسعار % ١٥إلى

ولكن الذى تغير فى هذه الحالة هو األجـر الحقيقـى . الرسمى له أى النقدى .بهذه النسبةنظرا النخفاض األسعار % ١٥بارتفاع نسبته إلى

كما يالحظ أيضا أن المزايا العينية التى يحصل عليها العامـل مـن حيث أن استخدام . عمله تؤثر أيضا على األجور الحقيقية دون األجور النقدية

العامل لسيارات الجهة التى يعمل لديها فى االنتقاالت أو استخدام الهاتف دون الستهالكية كالمأكـل أو الملـبس مقابل نقدى أو حصوله على أى من السلع ا

حيث أنها توفر الكثير . دون مقابل، كل ذلك يؤثر فى األجور الحقيقية بالزيادة . من اإلنفاق النقدى عليها من دخل العامل إذا ما لم تكن مقدمة لـه بالمجـان

تؤثر فى األجور الحقيقية – المجانية –ومن ثم نجد أن فى مثل هذه الحاالت .ات األجور النقديةبالزيادة مع ثب



-١٣٥-

نظرية الريع

الريع هو ما تحصل عليه الموارد الطبيعية من عائد مقابل اشـتراكها ويقـصد بـالموارد الطبيعيـة األرض الزراعيـة حيـث أن . فى اإلنتـاج

االقتصاديون التقليديون كانوا يرون ذلك نظرا ألن الزراعة كانت فى زمانهم .)١(ى الرئيسى فى تلك اآلونةهى النشاط االقتصاد

. ولقد توسع علم االقتصاد فى استخدام كلمة الريع بمعنـى الفـائض ويقصد به ما يحصل عليه عامل اإلنتاج أكثر مما هو أساسى للحفـاظ علـى

وعلى سبيل المثال أن هناك قطعة أرض زراعية تغل فـى . استخدامه الحالى و تم استخدامها فى استخدام تـالى ول. جنيه فى العام ٢٠٠٠استخدامها الحالى

ولهـذا نجـد أنـه فـى . جنيه فى العام ١٥٠٠الستخدامها الحالى فإنها تغل جنيه عن اسـتخدامها البـديل لـه ٥٠٠استخدامها الحالى تعطى فائضا يبلغ

.وهذا الفائض هو ما يسمى ريعا طبقا لهذا المفهوم. جنيه١٥٠٠والذى يغل يعية تتميز بأنها محدودة الكميـة وال يمكـن ونظرا ألن الموارد الطب

زيادتها عن طريق رفع أثمانها من جهة وال توجد نفقة تتحملهـا مـن أجـل إنتاجها من جهة أخرى ومن ثم فإن ريـع األرض وغيرهـا مـن المـوارد

حيث أنه ال يعتبـر مقـابال ألى مجهـود أو تـضحية " الفائض"الطبيعية هو ولذلك يختلف الريع عن باقى أثمان . رضهايتحملها مالك األرض فى سبيل ع

العامل قد انخفض إلى الصفر فسوف ال فلو أن أجر . عوامل اإلنتاج األخرى لعدم حصولهم على أجـور مقابـل يكون هناك أية عروض من العمالة نظرا

من نفقات من أجـل تقـديم أدائهم لعملهم ومجهوداتهم باإلضافة إلى ما ينفقه ن ثم فإن األجر يقوم بوظيفة ضـرورية وهـى ضـمان وم. خدمته اإلنتاجية

وكذلك الحال فى باقى أثمان عوامل اإلنتـاج . عرض خدمة العمل فى السوق .كالفائدة والربح

والريع ال يقوم بمثل هذه الوظيفة ألن األرض موجودة على الـدوام ومتاح استعمالها فى أى وقت وأى زمان وذلك مقابل أى ثمن يـدفع مقابـل

ولهـذا فـإن . ا خالل مدة معينة سواء كان ألف جنيه أو جنيها واحدا خدماتهالريع فى حقيقته عبارة عن فائض ال يقابل وال يعوض أية نفقـات يتحملهـا مالك األرض فى سبيل إنتاجها، وليس الريع ضروريا السـتمرار عـرض

. مرجع سابق–أحمد جامع . د )١(




-١٣٦-

ومن ثم فإن السبب فى وجـوب دفـع الريـع ألن . خدمة األرض فى السوق ولو لم يكـن . رض محدود وفى نفس الوقت أنها ضرورية لإلنتاج عرض األ

. عرض األرض محدود لما كان هناك ثمن يدفع الستخدامه فى عملية اإلنتاج ولهذا فإن ريع األرض يفسر بأنه دخل لعامل إنتاج محدود العرض، أى عديم

ولهذا فإن الريع الذى تحـصل عليـه المـوارد . المرونة بالنسبة لتغير أثمانه ال تختلف فى طبيعتها عن األثمان التى تحـصل ) المحدودة العرض (الطبيعية

حيث كما سبق أن ذكرنا على سـبيل المثـال أن . عليها باقى عوامل اإلنتاج أجر العامل إذا بلغ قيمته صفرا فلن يقبل أى عامل على العمل وكلما ارتفـع

.قيمة األجر كلما زاد عرض العمالة على العمل. قتصاديون لفظ الريع على عائد استخدام الموارد الطبيعيـة يطلق اال

إال أن البعض منهم يستخدمون هذا اللفظ أيضا للتعبير عـن الفـائض الـذى أى المقـدار اإلضـافى الـذى –يذهب إلى أى عنصر من عناصر اإلنتاج

. يحصل عليه هذا العنصر أكثر من القدر الالزم لبقائه فى وظيفتـه الحاليـة ل المثال العامل الذى لديه قدرات طبيعية موروثة وليست مكتـسبة وعلى سبي

وعـادة . ومن ثم فإن إنتاجه يفوق ما ينتجه زميل آخر ليس لديه هذه الموهبة ما يكون أجر هذا العامل الموهوب أعلى من أجر زميله الغير موهوب وذلك

الموهوب وفى هذه الحالة فإن أجر هذا العامل . فى ظل سوق المنافسة الكاملة ومن ثم فإنه يمكن أن يحـصل عنـصر آخـر غيـر . يتضمن عنصر الريع

وعادة ما يطلق عليه اسم شبه الريع أو الريـع . األرض على مثل هذا الريع .االقتصادى للتمييز بينه وبين الريع الذى تحصل عليه األرض الزراعية

ويالحظ أن الريع يختلف عن اإليجار الذى يدفع فى مقابل اسـتخدام حيث أن اإليجار المـذكور يـشمل عـدة . قطعة أرض أو إيجار شقة للسكن

عناصر وهى الريع فى حالة وجوده والفائدة على االسـتثمار فـى المبـانى والعمل على تحسينها باإلضافة إلى تكاليف الـصيانة واإلهـالك واإلحـالل

تحمله هذا بجانب أجور اإلدارة وربح المالك مقابل . المرتبطة بهذا االستثمار .للمخاطر الناجمة عن تأجير ما يمتلكه لشخص آخر

نظریة ریكاردو للریع

أقام ريكاردو نظريته فى الريع على أساس الفائض السابق اإلشـارة حيث افترض وجود عدد من قطع األرض تتفاوت بينها درجة خصوبتها . إليه

ـ ن وأقلها خصوبة هى قطعة األرض الحدية والتى تحصل على أقل قـدر مومن ثم يقاس مقدار الفائض أو الريـع . الريع أو ال تدر ريعا لقلة خصوبتها

. لهذه القطع من األرض على أساس القطعة األقل خصوبة أى القطعة الحديـة



-١٣٧-

حيث أن الريع هو مقابل عدم التحول من استخدام كل قطعة من هذه القطـع .إلى استخدام هذه القطعة الحدية كما سبق اإلشارة لذلك

ولقد افترض ريكاردو أنه فى حالة زيادة السكان يزداد الطلب علـى المنتجات الزراعية مما يؤدى إلى استخدام كل األراضى الخصبة والتى إذا لم تكفى لتلبية هذه الحاجات فإنه يتم استخدام األراضى األقـل خـصوبة حتـى

حالـة أو كما أن القطعة الحدية قد تكون لها ريع فـى هـذه ال . القطعة الحدية يزداد ريعها إذا كان لها ريع من قبل وذلـك نتيجـة السـتخدام أرض أقـل

.خصوبة منها وذلك فى حالة وجود قطعة حدية أخرى تالية لها -:وقد تعرضت نظرية ريكاردو فى الريع لعدة انتقادات منها ما يلى

إن افتراضه لوجود أرض لها مزايا طبيعية دائمة أمر يخـالف الواقـع -١ك نظرا ألن كثرة زراعة األرض عدة سنوات ما يقلل من خصوبتها وذل

ومن ثم فهى فى حاجة إلى دعمها باألسمدة الكيماوية والعضوية حتـى نظرا ألن معظـم مكونـات . تحافظ على درجة خصوبتها بقدر اإلمكان

تربة هذه األراضى يتم استنفاذها بـصفة مـستمرة لكثـرة زراعتهـا .ل دورات زراعية متتاليةبالمحاصيل المختلفة خال

فهل هى كمية المنتج مـن . لم يوضح ريكاردو ما يقصده من الخصوبة -٢وهذه العوامل سواء مـا كـان . المحاصيل أم هى ارتفاع جودة اإلنتاج

يخص الكميات المنتجة أو ارتفاع كفاءتها اإلنتاجية يرجع فـى المقـام أم تربـة سـوداء األول إلى حالة التربة ونوعها هل هى تربة رمليـة

وكذلك الطقس الذى تعيش فيه هذه األرض ما بين حار وبارد وجـاف كما تتوقف حالة الخصوبة خاصة فى اإلنتاج على نوع البذور . ورطب

كـذلك . التى يتم زراعتها ومدى جودتها وصالحيتها لتربة هذه األرض لنوعية األسمدة التى يتم استخدامها سـواء كانـت أسـمدة كيماويـة أو

ضوية وما هو األفضل لهذه التربة وكذلك لنوع المحصول الذى تـم عباإلضافة إلى أساليب الرى لهذه األرض هل هو رى بـالغمر . زراعته

أم بالرش أم بالتنقيط وهل يتم زراعة هذه األرض كالعادة أم فى ظـل حماية بالصوب خاصة إذا ما كانت زراعة هذه المحاصيل فى مواعيـد

المنتج من زراعتها الموسمية حتى يجنى المزارع أو مخالفة لمواعيدها .كذلك مدى خبرة ودراية وعلم من يقوم بالزراعة. األرباح الكثيرة

افتراض ريكاردو وجود أرض حدية ال تغل ريعـا افتـراض يخـالف -٣وكذلك كيف يمكن قياس . الواقع حيث ال توجد حقيقة مثل هذه األراضى

لمنتجـة مـن المحاصـيل الزراعيـة هل بالكمية ا . حدية هذه األرض حيـث . لم يعرفنا ريكاردو ذلك . المختلفة أم بكفاءة إنتاج هذه المحاصيل



-١٣٨-

أن بعض األراضى قد تنتج كميات قليلة مـن المحاصـيل بمقارنتهـا ولكـن رغـم أن . بأراضى أخرى تنتج كميات أكثر من هذه المحاصيل

لكـن إنتاجيتهـا األراضى األولى إنتاجها أقل فى الكمية المحـصولية و أجود بكثير من إنتاجية األراضى الثانية سواء من ناحية كمال ونـضج وحجم الثمرة الناتجة ومدى درجة ارتفاع نسبة السكر بـالثمرة خاصـة فى محاصيل الفاكهة ومن ثم نجد أن أسعار مثل هذه اإلنتاجية مرتفـع

.أكثر بكثير من نوعية إنتاج األراضى الثانيةردو أن المجتمعات تبدأ بزراعة األرض األكثر خـصوبة افتراض ريكا -٤

وهذا افتـراض غيـر . ثم تلجأ بعد ذلك لزراعة األرض األقل خصوبة حيث أنه عادة ما تنحصر الزراعة فى األراضـى . واقعى بصفة دائمة

المجاورة للتجمعات السكانية وهذا ما حدث ويحدث فى مصرنا العزيزة ى وادى النيل وهى ال تتجاوز إال حيث أن الزراعة منحصرة فى أراض

بل إن الظاهرة األخطـر . نسبة ضئيلة من مساحة أراضى بلدنا العزيزة التعدى القائم والدائم على تلك األراضى الخصبة بوادى النيل وتحويلهـا

ثم لجوء نـسبة قليلـة إلـى تعميـر األراضـى . إلى أراض لإلسكان رض السوداء بوادى الصحراوية والتى ال تقارن خصوبتها بخصوبة األ

.النيليرى بعض االقتصاديون أن األرض ال تختلف فى عمليتهـا اإلنتاجيـة -٥

حيث يتوقف ذلـك . واإلقبال عليها لزراعتها عن باقى عناصر اإلنتاج .على عملية العرض والطلب عليها وفقا للنظرية العامة لألثمان

)١(نظرية الفائـدة

بأنها ثمن لمبلغ رأس المال الذى تم اقتراضـه لفتـرة يقصد بالفائدة محددة على أن يقوم المقترض بدفع الفائدة ورد القـرض بعـد انتهـاء هـذه

وعادة ما تحـسب . ومن ثم تكون الفائدة ثمن أو مقابل استخدام النقود . الفترةوهى تحدد بنسبة مئوية مـن . الفائدة على مستوى سنوى وتسمى بسعر الفائدة

وأن المقرض قد اقترض % ١٠فإذا كان سعر الفائدة . المقترض سنويا المبلغمثال ألف جنيه لمدة سنة واحدة فإن عليه أن يرد قيمة القرض بعد مرور هذه

. مرجع سابق–أحمد جامع . د )١(




-١٣٩-

السنة مع إضافة مائة جنيه على مبلغ القرض كفائدة يحصل عليها المقـرض باإلضافة إلى قيمة القرض وهو ألف جنيه ومن ثم يحـصل المقـرض مـن المقترض على ألف ومائة جنيه من المقرض نتيجة اقتـراض األخيـر مـن

.فى السنة الواحدة% ١٠المقترض ألف جنيه بسعر ويوجد اختالف كبير بين االقتصاديين حول األساس الذى يقوم عليـه

.وسوف نشير فيما يلى إلى بعض هذه النظريات. دفع الفائدة

هذه النظرية أن رأس المال يساهم فى إنتاج السلع مثلـه مثـل ترى . حيث أن األرض تشترك وتساهم فى إنتاج المحاصـيل الزراعيـة . األرض

. كما أن اشتراك رأس المال يساهم فى زيادة اإلنتاج عن ما إذا لم يشارك فيه كذلك نفس الحال بالنسبة لعوامل اإلنتاج إذا ما ساهم فيهـا رأس المـال زاد

وكذلك الحـال بالنـسبة للعامـل . اإلنتاج بكميات كبيرة عن ما إذا لم يساهم الزراعى فى حالة استخدام اآلالت الالزمة للزراعة فإنه ينجز الكثيـر مـن األعمال فى وقت قصير وتساعده فى حرث األرض بأسلوب وطريقة علميـة

. الزراعىعما إذا قام العامل الزراعى بالعمل اليدوى دون استخدام الجرارولهذا يرون أصحاب هذه النظرية أن رأس المال له أهمية كبيرة فى

.عمليات اإلنتاج ومن ثم فإن دفع الفائدة يرجع لهذه األهمية لرأس المال -:ولقد تعرضت هذه النظرية لعدة انتقادات منها ما يلى .أن حقيقة دفع الفائدة يرجع إلى ندرة رأس المال وليس إلى إنتاجيتـه

.فندرة رأس المال وزيادة الطلب عليه تظهر الفائدةكما يرى الناقدون بأنه لو صح القول بأن الفائدة هى مقابل اإلنتاجيـة

ولكـن فـى . فهذا يعنى أن سعر الفائدة يختلف باختالف إنتاجية رأس المال .الحقيقة فإن سعر الفائدة شبه ثابت ومتساوى فى السوق الواحدة

ون إلى أنه إذا كانت الفائدة هـى مقابـل اإلنتاجيـة كما يضيف الناقد .فلماذا تدفع القروض االستهالكية سعر فائدة وهى ليست منتجة



-١٤٠-

وقد سـبق ذكـر . تقوم هذه النظرية على فكرتى اإلنتاجية واالدخار ع الحـصول علـى أما عن عملية االدخار، فإنه لكى نستطي . عملية اإلنتاجية

ونظـرا ألن . السلع الرأسمالية البد من أن ندخر جزءا من الدخل الجـارى " االنتظـار "اإلنسان يفضل الحاضر على المستقبل ولكى نشجعه ونحثه على

وهذا الشىء اإلضافى عنـد أنـصار . يجب أن يعوض عن ذلك بشيئا إضافيا فائدة بناء علـى عـرض ومن ثم يتحدد سعر ال . هذه النظرية هو سعر الفائدة

ويكون الطلب عبارة عن كميات رأس المـال المطلوبـة . وطلب رأس المال وأن عرض رأس المال يرتبط بثمن االنتظار أى . عند أسعار الفائدة المختلفة

.سعر الفائدة

ـ دة يتحـدد طبقـا لنظريـة يرى أصحاب هذه النظرية أن سعر الفائ

فكلما انخفـض . العرض والطلب على األرصدة القابلة لإلقراض واالقتراض والعكس . سعر الفائدة كلما زاد الطلب على اقتراض رأس المال وقل عرضه

صحيح وهو أنه كلما ارتفع سعر الفائـدة كلمـا زاد عـرض رأس المـال، رة نجد أن هناك عالقـة وفى الحالة األخي . وانخفض اإلقبال على االقتراض

طردية بين سعر الفائدة وعرض األرصدة النقدية أى أنه كلما ارتفـع سـعر .الفائدة زاد عرض رأس المال وزاد إقبال األفراد على االدخار



-١٤١-

اعترض االقتصادى البريطانى الشهير جون مايفـارد كينـز علـى

حيث أنه يرى أن المدخرات ال . ابلة لإلقراض واالقتراض نظرية األرصدة الق تتوقف على سعر الفائدة بصورة أساسية ولكن يتوقف حجمها على مـستوى

ثم ال تستطيع نظرية األرصدة القابلـة لإلقـراض واالقتـراض ومن. الدخل .تحديد سعر الفائدة فى المجتمع

ل قوى العـرض ويرى كينز أن سعر الفائدة ظاهرة نقدية تتحدد بتفاع أولهـا . والطلب على النقود يرجع لعدة أغراض ثالثـة . والطلب على النقود

.ألغراض المبادالت وثانيها ألغراض االحتياط وثالثها ألغراض المضارباتويتوقف الغرضان األول والثانى من الطلب على النقود على حجـم

مستوى سـعر أما الغرض الثالث من الطلب على النقود يتوقف على . الدخلأى أن كينـز يـرى أن الفائـدة . وقد أطلق كينز اسم تفضيل السيولة . الفائدة

فالشخص ذو الدخل المحـدود . مقابل االستغناء عن السيولة لفترة من الوقت يعمل على تحديد مقدار ما ينفقه فى االستهالك ومقدار ما يـدخره مـن هـذا

بالميـل إلـى "يسميه كينـز ويتوقف تحديد مقدار ما يستهلكه على ما . الدخل. وعلى هذا الشخص أن يقرر بشأن كيفية التصرف فى مدخراته ". االستهالك

هل يحتفظ بها كنقود سائلة أم يضعها فى البنوك فى حساب جارى أم يقرضها حيـث " بتفضيل الـسيولة "وهذا القرار يتوقف على ما يسميه كينز . لآلخرين

ى صورة نقـود سـائلة أكثـر مـن يفضل المواطنون االحتفاظ بمدخراتهم ف وتفضيله للـسيولة . االحتفاظ بها فى صورة أخرى من الصور السالف ذكرها

أو ". المـضاربات "لالستفادة من فروق أثمان السلع والخدمات فى األسـواق أو كاحتياطى لمواجهة مـا . إلتمام ما يعرض عليه من صفقات فى أى وقت

ولهذا يـرى . لمرض أو الحوادث يتعرض له وأسرته من احتماالت مفاجآت ا .كينز أن الفائدة مقابل االستغناء عن السيولة لفترة من الوقت



-١٤٢-

:عدم التعامل بالفائدةإن أبرز الظواهر وضوحا فى التفرقة ما بين االقتـصاد اإلسـالمى

وقد حذرنا الشرع مـن . )١( منعا وإباحة واالقتصاد الوضعى هى ظاهرة الربا وقد تنـاول القـرآن الكـريم والـسنة . التعامل بالربا وحرمه على المسلمين

الـذين : الكثير من اآليات والتى تحرم الربا ومنها قوله تعـالى –الشريفة يأكلون الربا ال يقومون إال كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المـس ذلـك

ا البيع مثل الربا وأحل اهللا البيع وحرم الربا، فمن جاءه موعظة بأنهم قالوا إنم من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى اهللا، ومن عاد فأولئك أصحاب النـار

يمحق اهللا الربا ويربى الصدقات واهللا ال يحب كـل كفـار . هم فيها خالدون زكـاة لهـم إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصالة وأتـوا ال . أثيم

يا أيها الذين آمنوا اتقـوا . أجرهم عند ربهم وال خوف عليهم وال هم يحزنون فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب مـن . اهللا وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين

:انظر )١(

دراسـة مقدمـة لمعهـد الدراسـات – البنوك اإلسالمية –إسماعيل شلبى . د - .م١٩٨٢ عام –االقتصادية للبنك المركزى المصرى

القاهرة – مؤتمر البنوك – دور البنوك اإلسالمية فى التنمية –حسن العنانى . د - مطبوعـات مـن – علة تحريم الربا وصلتها بوظيفة البنوك – ١٩٨١ مارس –

.االتحاد الدولى للبنوك اإلسالمية مدخل إسالمى لترشيد القرارات االستثمارية، للبنوك –أحمد فؤاد عبد الخالق . د-

.١٩٨١ مارس – القاهرة – مؤتمر البنوك –اإلسالمية مؤتمر البنوك – فلسفة البنوك اإلسالمية فى التنمية الشاملة –مرسى سالمة . د - .١٩٨١رس ما. القاهرة– – السنة الرابعة والعشرون – البنوك اإلسالمية – النشرة االقتصادية لبنك مصر -

١٩٧٩.



-١٤٣-

. )١(اهللا ورسوله، وإن تبتم فلكم رؤوس أمـوالكم ال تظلمـون وال تظلمـون صدق اهللا العظيم

: لكثيرة نذكر منها قوله صلى اهللا عليه وسلم ومن األحاديث النبوية ا الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والـشعير بالـشعير، والتمـر "

بالتمر، والملح بالملح، مثال بمثل، يدا بيد، فإذا اختلفت األصناف فبيعوا كيـف .)١("شئتم إذا كان يدا بيد

وهو أيضا . ير تبايع والربا شرعا هو الزيادة على أصل المال من غ فيـدخل فـى تكييـف ). ١(فضل مال ال يقابله عوض فى معاوضة مال بمال

الربا عنصران، أحدهما زمنى وهو تأخير السداد لما فى الذمة نظيـر زيـادة ، والنسيئة فى اللغة التـأخير "ربا النسيئة "عن هذا التأخير، ويسمى هذا النوع

ربـا "التى تستقل عن التأخير فتـسمى والعنصر الثانى هو الزيادة . والتأجيل. ويعرف ربا النسيئة بأنه الزيادة المشروطة على الدين مقابل األجل ". الفضل

ويعرف ربا الفضل بأنه زيادة عين مال شرطت فى عقد البيع على المعيـار ).٢(الشرعى وهو الكيل أو الوزن أو الجنس

:حكم الربافالربـا . صدق اهللا العظيم لرباوأحل اهللا البيع وحرم ا : قال تعالى

وهى حرمة مشددة تستوجب الخلود فى النار بـنص القـرآن، . شرعا حرام صـدق ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون : حيث قال تعالى

. اهللا العظيموباإلضافة إلى هذه الحرمانية والخلود فى النار فإن اهللا يمحق البركة

يمحق اهللا الربـا ويربـى : يه الربا، حيث قال تعالى من المال الذى دخل ف ويضاف إلى ذلك أيضا أن المرابى يحرم مـن . صدق اهللا العظيم الصدقات

واهللا ال يحب كل كفار أثـيم : حب اهللا وإلحاقه بالكافرين، حيث قال تعالى : كما يؤذن المرابى بحرب من اهللا ورسوله، فقال تعـالى . صدق اهللا العظيم

ن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من اهللا ورسولهفإصدق اهللا العظيم . . أما من يدافع عن الربا ويصر على نفى الحرمة عنه يقتـل مرتـدا

ويقاتل من أصر عليه ممتنعا بقوة حتى لو اعترف بحرمته، ويعذر إذا كـان

.٢٧٩ – ٢٧٥سورة البقرة )١( .رواه أحمد والبخارى ومسلم وبقية السنة )١( . علة تحريم الربا–حسن العنانى . د: انظر )٢( – العدد الثالث – قضايا الحكومة مجلة إدارة – دراسة عن الربا –محمد عبد البر . د )٤(

.السنة الخامسة عشر



-١٤٤-

وغنى عن البيان أن المسئول عن تطبيق هذه . المصر على فعله مقدورا عليه ويترتب على تحريم الربا فساد العقود التـى . كام الرادعة هو ولى األمر األح

).١(تبرم على أساسهوسـعر الفائـدة . إن األساس العادل للكسب هو أن يكون نتيجة عمل

يخرج على هذا األساس العادل ويقوضه، حيث يدفع دون أن يقابلـه عمـل، .ويؤدى إلى محظور آخر وهو االكتناز

عر الفائدة معيار افتراضى ال يقارن باألساس الواقعى ومعيار تحديد س الذى يحدد العائد فى حالة استبداله بالمشاركة، والتى تتميز بأن نتائجها واقعية

فهنـاك . ومرض عنها كل األطراف باإلضافة إلى مشروعيتها ألنها عادلـة حيث تعمل كل األطراف وتسعى، وتتقاسم الغـنم –كبير بين المشاركة فارق

وسعر الفائدة حيث الفساد النفسى واألنانية والبعد عـن اإليجابيـة –الغرم و .والعمل والحركة

:الفائدة نتائج سعر

عدة نتائج منها أنه عـادة مـا – الربا –ينتج عن فرض سعر الفائدة يحمل المنتج سعر الفائدة المفروض على قروضه من البنك، على جميع السلع

ن يتحمل هـذه الزيـادة هـو المـواطن العـادى، أى المنتجة ولذا نجد أن م باإلضافة إلى تكلفتها الحقيقية وهـامش –المستهلك، حيث تزيد أسعار السلع

وينتج عن هذا زيادة اإلنفاق الفردى أو األسـرى – بقيمة هذه الفائدة –الربح .الرتفاع األسعار مما يقلل من نسبة المدخرات، وبالتالى انخفاض االستثمار

لك بالنسبة للدولة إذا ما حصلت على قروض بسعر فائـدة فإنهـا كذ تحمل المشروعات التى ساهمت فيها بهذه القروض بسعر الفائـدة وبالتـالى ترتفع تكلفة المشروعات ومن ثم ترتفع تكلفة السلع المنتجة منها إلضافة سعر

فإذا كان . الفائدة على ثمن بيع السلعة، والنتيجة يتحمل المواطنون هذه الفائدة لديهم اإلمكانيات المادية لشراء هذه السلع تحملوا أسعارها المرتفعـة وإن لـم . يتوافر لديهم فإن المخزون السلعى سوف يتضخم والطاقات سـوف تهـدر

وعادة ما تعمل الحكومة على التعويض عن هذه الخسائر أو كثرة القـروض ونظـرا الرتفـاع . نبفرض الضرائب، وبالتالى تزيد األعباء على المواطني

ونظـرا الرتفـاع . األسعار وزيادة الضرائب تقل بالتالى نسبة المـدخرات األسعار وزيادة الضرائب تقل بالتالى نسبة المـدخرات، ومـن ثـم تحتـاج

فى شأن المعامالت ١٩٦٥اتفق علماء مؤتمر مجمع البحوث اإلسالمية الثانى عام )٥(

:المصرفية على اآلتى



-١٤٥-

الحكومة إلى المزيد من القروض لسد العجز لديها مما يزيـد مـن تكـاليف ار وانخفاض أكثـر مـن المعيشة بالنسبة لألفراد ويحدث زيادة أخرى لألسع

.المدخرات القـوة –وفى حالة ارتفاع األسعار تنخفض القيمة الحقيقيـة للنقـود وبذلك ندخل فى حلقة مفرغة مما ينتج عنه حدوث تضخم كبيـر –الشرائية

.وخلل فى االقتصاد الوطنىوإذا ما قارنا بين مشروعين استثماريين أحـدهما يمـول برأسـمال

فإننا نجد أن المشروع األول ترتفع فيه . ال غير ربوى ربوى واآلخر برأس م تكلفة اإلنتاج بمقدار الفائدة التى يدفعها عن القرض الربوى وبذلك يقل العائـد

أما المشروع المماثل والذى . أو الربح أو ترتفع األسعار فيتحملها المواطنون فإن تكلفة إنتاج سلعة تكون – قرض غير ربوى –حصل على قرض حسن

المشروع األول ويحقق أرباح أو عائـد أكبـر مـن األول وال نخفضة عن مترتفع أسعاره عن المعدل العادى وبذلك ال يتحمل المواطنـون الكثيـر مـن

.األعباءإن كل هذه النتائج البديهية كافية الختيار البديل اإلسالمى وااللتـزام

ميـع المـضار حيث أن إلغاء سعر الفائدة وتحريم الربا ينتفـى معـه ج . بهويحدث ذلك إذا ما أصـبح البنـك . االقتصادية منها واالجتماعية واألخالقية

.شريكا لعمالئه وليس مقرضا بفائدةوهناك آراء لبعض االقتصاديين فى الربا ومدى نتائجه السيئة علـى

تـرى أن ظهـور الربـا ) ١(فبعض هذه اآلراء . المواطنين واالقتصاد عامة قا بانحالل المجتمعات البدائيـة، وانتـشار تقـسيم العمـل مرتبط ارتباطا وثي

والمبادالت، ثم ظهور الملكية الفردية، وانقسام المجتمع إلى طبقات متفاوتـة فالربا يجد أرضا خصبة النتشاره عندما يتواجد الثرى القادر، والمعدم . ماديا

.المحتاج، أى عند تواجد القوى والضعيفنسا فى الثالثينات لم يكن نظـام الودائـع وفى رأى آخر يرى أن فر

وكـان المـدخرون . مقابل سعر فائدة دون عمل أمرا معروفا أو معموال به الذين يرغبون فى الحصول على عائد على مدخراتهم مجبرون على شـراء

.أسهم، أو المشاركة فى استثمارات

:انظر )١(

E.J. Bregel, Banken U. Kredit im Kapitalismas, Berlin, 1957 .رأسمالية واالشتراكية النقد واالئتمان فى ال–زكريا نصر . د



-١٤٦-

الئتمان ومن ثم فإن الودائع لدى البنوك لم تكن أكبر من الحاجة إلى ا الالزم لتمويل عمليات التبادل وتسهيلها، فى حين أن استخدام سـعر الفائـدة، يؤدى إلى مضاعفة الودائع أكثر من حاجة التعامل، مما يـصيب االقتـصاد

).١(بأضرار كبيرة أن أخطـر ١٨٥٨وفى رأى آخر يرى فى تحليله لألزمة النقدية عام

الثابـت لإليـداعات الجاريـة عامل فى األزمات هو استخدام سعر الفائـدة ).٢(واإليداعات قصيرة األجل

كما أن الربا يعتبر عامال من عوامل انهيـار المجتمعـات البدائيـة، وظهور اقتصاديات الرق، فقد أدى إلى تركيز فى الملكية العقارية، ومصدره

كما أدى إلى تحويـل . نزع ملكية صغار المزارعين وفاء ما عليهم من ديون رقيق، وذلك وفقا للنظم السائدة فى الجماعات القديمـة، حيـث هم إلى عدد من

كان القرض الربوى مضمونا بشخص المقترض نفسه زيادة على مـا يقدمـه .من ضمانات أخرى

قد حرمت التعامل بالربا – باإلضافة لإلسالم –كما أن جميع األديان عن الـسياسة حيـث فى كتابه " أرسطو"فمن أقدم البحوث عن الربا ما قدمه

وأن . أنه ربح مصطنع ال يدخل فى باب التجارة المـشروعة "يقول عن الربا فإنما حق النقـد أن يكـون . اتخاذ النقد سلعة تباع فهى معاملة مصطنعة ملفقة

أى –وأمـا اتخـاذه . وسيلة للمبايعة ومعيار تعرف به أسعار السلع المختلفة ).٣"( عن غرضه سلعة تباع وتشترى فهو خروج به–النقد

كما حرم الربا أيضا فى الكتب المنسوبة إلى سـيدنا موسـى عليـه إن أقرضت فضة "ففى اإلصحاح الثانى والعشرين من سفر الخروج . السالم

وجـاء فـى اإلصـحاح الثالـث ". للفقير الذى عندك فال تكن له كـالمرابى طعـام أو ربا فضة أو ربـا . ال تقرض أخاك ربا"والعشرين من سفر التثنية ".ربا شىء مما يقرض ربا

وسرى تحريم الربا من أوائل عهـد المـسيحية إلـى قيـام حركـة .اإلصالح، واتفقت جميع الكنائس على تحريم الربا

–المدخل إلى النظرية االقتصادية فى المنهج اإلسـالمى . أحمد النجار . د: انظر )٢(

ويشير فيه إلـى ١٥٣، ١٥٢من مطبوعات االتحاد الدولى للبنوك اإلسالمية ص :المرجع التالى

Proudhen, P. Bekennlnisse eines Revolutionars Ro Ro Vucher 1962. . المرجع السابق–حسن العنانى . د: ر انظ )٣( .٦٧، ٦٦ المرجع السابق ص –حسن العنانى . د: انظر )١(



-١٤٧-

ويتميز االئتمان الربوى بالبنوك بارتفاع سعر الفائدة المفروضة على ثـرة ويرجع ذلك إلى نـدرة رؤوس األمـوال، وك .القروض ارتفاعا فاحشا

وعادة ما ال تلجأ األموال إلى االستثمار فى الصناعة أو اإلنتاج . الطلب عليها كـذلك ال يـستطيع . إذا ما كانت تجد فى القروض الربوية عائدا مجزيا لها

المنظم إقامة مشروعه أو الرقى به إذا كان مضطرا إلى االقتـراض بفائـدة عض األحـوال بـل فـى تأتى على جزء كبير من ربحه، بل ربحه كله فى ب

).١(أحوال أخرى تأت أيضا على جزء من رأسماله األصلى

:الحكمة من تحریم الربا

هـى – مـن قبـل الـوحى –إن حكمة الحكم فى اإلباحة والتحريم الخضوع والطاعة هللا رب العالمين، مع اإليمان فى أن الخير كل الخير فـى

تفسير العلماء لحكمة تحـريم وقد كثر . الطاعة، والشر كل الشر فى المعصية ومن هذه التفسيرات ما يشير إلى أن اإلسالم اعتمد فى تحريمه للربـا . الربا

) :٢(على دعائم ثالث

:الدعامة األخالقية -١فالربا من الناحية الخلقية يعتبر جشع وشره، واستغالل اإلنسان ألخيه

غل فى الفقير المحتـاج فالمرابى يست . اإلنسان بأسلوب تأباه األخالق الكريمة واإلسالم ال يرضـى أن . حاجته إلى المال، فيفرض عليه ما يشاء من أرباح

تقوم عالقات األفراد على أساس من المادية التى تتنكـر لقواعـد األخـالق الفاضلة وآداب السلوك، وإنما يريد أن تقوم عالقـاتهم علـى أسـاس مـن

.الروحانية اإلنسانيةلقرض الحسن والذى ال فائدة عليه ويقدره أكثـر واإلسالم ينظر إلى ا

ففى الحديث الشريف أن النبى صلى اهللا عليه وسـلم . مما ينظر إلى الصدقة الصدقة بعشرة أمثالهـا، "رأى ليلة اإلسراء والمعراج مكتوبا على باب الجنة

. المرجع السابق–زكريا نصر . د: انظر )٢( :انظر )٣(

ثالثة أسباب تؤكد وجاهة التشريع اإلسالمى فى تحريم الربا –الحسين هاشم . د - .١٩٧٩ أكتوبر – مجلة البنوك اإلسالمية – . حكمة تحريم الربا– محمد أبو شهبة - . أعالم الموقعين– ابن القيم -



-١٤٨-

، "ما بال القرض أفضل من الـصدقة؟ "، فقال لجبريل "والقرض بثمانية عشر ألن السائل يسأل وعنده، والمـستقرض ال يـستقرض إال مـن "قال جبريل

).١"(حاجة

:الدعامة االجتماعیة -٢فمن المعروف أن الربا يوطد األحقاد والحزازات فى النفـوس بـين

أفراد المجتمع، ويقطع أواصر األخوة والصداقة والمحبة، والتعـاون علـى أشد ألم للنفس مـن أن الخير، وكما يقال أن المال شقيق النفس، وليس هناك

يرى اإلنسان ماله أكل وأخذ منه بدون وجه حق، وال يمكن لمحتاج مهما بلغ فكم خرب الربـا . من السماحة أن يعتبر الفوائد الربوية مأخوذة بوجه شرعى

الكثير من بيوت المسلمين، وجعل من أهلها أناس يتكففون لقمة العيش بعد أن كم من عقارات وضياع استولى عليها األجانب و. كانوا من أهل العزة والثراء

بسبب التعامـل بالربـا، حتـى انتقـل ثـروات – خاصة المرابين اليهود –ونحن فى . المسلمين والعرب إلى أيدى اليهود المحتالين وغيرهم من المرابين

مصر ال ننسى ما حدث نتيجة اقتراض الخديوى إسماعيل لقروض بأسـعار هلها بعبء ثقيل جلـب لهـا المـشاكل والمـصاعب فائدة كبيرة مما أثقل كا

وال ننسى أيضا مـا حـدث فـى . واالستعمار ما يقرب من قرن من الزمان فلسطين واستيالء اليهود على أراضى العرب من سكانها بـسبب االقتـراض بالربا لهم وطردهم منها، واستيالئهم على باقى األراضى بالحرب وإقـامتهم

.لدولة إسرائيل

:مة االقتصاديةالدعا -٣فالربا يعمل على تعطيل المال من سلوكه لطرقـه المـشروعة مـن

كما أن الربـا . فهو استحالل ألموال الغير بالباطل . تجارة وصناعة وزراعة وفـى . يعمل على تقاعس المرابى أو صاحب رأس المال عن العمل واإلنتاج

اجيـة تجلـب نفس الوقت حجبه لهذه األموال عن الدخول فى مشروعات إنت فيها، ويزيد من إنتاج الدولة ويدعمها اقتصاديا ويفـضل الخير على من يعمل

اإلقراض بالربا إذا كان العائـد منـه أكثـر فائـدة مـن عليها تشغيلها فى وقد يحتج المرابـى بعـدم . المشروعات اإلنتاجية والتى يرى فيها المخاطرة

ولكن فـى الحقيقـة . فائدةخبرته فى تشغيل األموال ولذا يفضل إقراضها بال توجد فى الفقه اإلسالمى معامالت شرعية يمكن عن طريقهـا تـشغيل هـذه

حيث أنها تقام على أساس شخص لديه مال ولـيس . األموال ومنها المضاربة

.هذا الحديث رواه ابن ماجة )١(



-١٤٩-

ويوجـد . لديه خبرة فى التجارة أو فى كيفية استغالل أو استثمار هذه األموال فى هذا المجال وليس لديـه أمـوال شخص آخر لديه الخبرة والمعرفة الجيدة

فاألموال تعطى للـشخص الثـانى الـذى يقـوم . الستثمارها أو االتجار بها وجـدت منـذ – أو القـراض –باالتجار بها مقابل جزء مسمى من الـربح

والرسول عليه الصالة والسالم أقر . الجاهلية، حيث كانت قريش أهل التجارة فالمضاربة عقد بين اثنين يـنص . سلمونذلك النوع فى اإلسالم وعمل به الم

على أن يدفع أحدهما لآلخر ماال ليتجر فيه بجزء شائع معلوم مـن الـربح، –والـذى يأخـذ المـال . كالنصف، أو الثلث، أو الربع وذلك بشروط معينة

).١( يشترط أن يكون مستقال بالعمل وحده منفردا بالتصرف–المضارب جعلت أساسا للتمويل ومقياس لقيم األشـياء كما أن النقود فى اإلسالم

ولم تجعل النقـود سـلعا يتجـر فيهـا وإال . التى ينتفع بها الناس فى حياتهم لصرف الناس عن وجوه االكتساب بها عن طريق البيع والشراء، واالتجـار

ومن ثـم يحـدث . واكتفوا باستغاللها عن طريق الربا . والزراعة والصناعة .مى فيعم الفقر والبطالةكساد لالقتصاد القو

كذلك الحال إذا ما اقتصر استغالل النقود على استخدامها كسلعة فإن ذلك سيؤدى إلى نزع الثروات من أكثر الناس وحصرها فى أيدى فئة قليلـة يقصرون عملهم فى عملية المراباة حيث ينمو المال لديهم دون استغالله فـى

بالفائدة على المـواطنين ممـا يحيـق أوجه االستثمار اإلنتاجى والذى يعود إن اإلغراءات المادية لها بريقها . بالضرر الشديد باالقتصاد القومى وباألفراد

الذى يجذب الكثير من الناس ولهذا نجد البعض منهم تجـذبهم هوايـة جمـع المال، فإذا لم يكن هناك وازع إليقاف تيار هذه الظاهرة وذلك باإلقناع بـأن

. اإللزام الرادع والذى بشر به اهللا عباده المخالفين ألوامره ذلك حرام، فهناك حيث أن اهللا ال يشرع األحكام للناس حسب أهـوائهم الشخـصية وشـهواتهم

.ولكن حسب المصلحة الحقيقية العامة والشاملة لهم

العدد األول – المضاربة والقروض بمجلة اتحاد البنوك اإلسالمية –أحمد شلبى . د )١(

.١٩٧٨فبراير



-١٥٠-

:)١(بعض األدلة االقتصادیة والشرعیة للفائدة والرباتحـصل لإلنـسان، " الزيـادة "نى كلمة الفائدة فى القاموس العربى تع

وأفدته ماال أى أعطيته وأفدت منه ماال أى أخذته، أما مصطلح الفائدة كما هو مستخدم فى مجاالت المعامالت المالية والنقدية فى البلدان الناطقـة بالعربيـة

المـستخدم فـى نفـس هـذه Interestفليس إال ترجمة اجتهادية لمصطلح بى، والـذى دخـل إلينـا خـالل فتـرة الـسيطرة المجاالت فى العالم الغر

والفائدة ببساطة هى مبلـغ . االستعمارية من خالل البنوك التى أنشئت حينذاك بدفعـه " المـدين "يتعهد المقترض " الدين"من النقود يضاف إلى قيمة القرض

. مع أصل القرض كامال فى نهاية فترة معينة مـن الـزمن " الدائن"للمقرض فة إقراض النقود أو مقدار النقود الواجبة األداء للمقرض الذى فالفائدة هى تكل

يتيح استخدام رأس ماله النقدى، أو للدائن الذى يؤجل قبض مستحقاته لفتـرة من الزمن، وذلك حسبما يتفق عليه من سعر عادة ما يعبر عنه بنسبة مئويـة

" ائـدة سعر الف "من أصل القرض أو الدين ويطلق على السعر الذى يتفق عليه وفى النظم االقتصادية المعاصرة يتم تحديده عن طريق البنك المركزى فيلتزم به الجميع فى المعامالت النقدية التى تتم فـى الـسوق الرسـمى للقـروض

والمتخصصون يعرفون أن هناك عددا من أسـعار الفائـدة يـتم "واالئتمان ".تحديدها ألغراض المعامالت المختلفة

حيث يقع كثيـر مـن غيـر " الربح"و" الفائدة" بين والبد من التمييز المتخصصين فى خطأ الخلط بينهما وهو خطأ فاحش يترتب عليه نتائج غير

إن الفائـدة . صحيحة وخطيرة إذا اعتمدنا عليها فى موضوع شرعية الفائـدة هى كما ذكرنا من قبل، أما الربح فهو عائـد المخـاطرة، أى عائـد تحمـل

تاجية من بدايتها إلى نهايتها، فصاحب المشروع هو الذى مخاطرة العملية اإلن يتحمل عملية استئجار عناصر اإلنتاج وشراء الخامات أو الـسلع الوسـيطة

وفـى .. وإدارة العملية اإلنتاجية للتأكد من سيرها فى اتجاه تحقيق أهـدافها نهاية هذه العملية إما أن تكون إيراداته الكلية من بيـع منتجاتـه أكبـر مـن .. التكاليف الكلية التى بذلها فيتحقق له ربح وإما العكس فتتحقق له خـسارة

" لصاحب المشروع سواء شخص، أو مجموعة أو شركة "فإذا تحققت خسارة فإن صاحب المشروع وحده يتحملها وإن تحقق ربح فهو وحده يحصل عليه،

ائـدة عائـد فالف.. هناك فرق شاسع إذن بين الفائدة والربح فى علم االقتصاد مضمون ومحدد لصاحب رأس المال النقدى يحصل عليه مقابل التخلى عنـه للغير يستخدمه أو ال يستخدمه فى نشاط إنتاجى لفترة معينة من الزمن، أمـا

.٢٠٠٢ ديسمبر – مقال بجريدة الوفد –عبد الرحمن يسرى . د )١(



-١٥١-

الربح فهو عائد متبقى لصاحب المشروع وهو عائد بطبيعته غير يقينى حيث .هو مرتبط بمخاطرة العملية اإلنتاجية

. أن تكون واضحة بين الربح المحقق والربح المقـدر والتفرقة يجب واألول هو المقصود حينما نتكلم عن الربح فى الشريعة اإلسالمية وهو هنـا

أمـا الـربح المقـدر أو . العائد المتبقى الذى تبين معناه فيما سبق من سطور وقد يتم تقدير الربح المقدر بدرجة مـن .. المتوقع فيعتمد على الظن والتوقع

لدقة على أساس خبرة أو تجربة ماضية أو مهارة فى توقع األحداث المقبلـة اوينتفع بتقدير الربح أصحاب المشروعات حيـث يقـدمون علـى تنفيـذ ..

لكن المخاطرة تظل باقيـة .. مشروعاتهم فى إطار درجة أقل من المخاطرة يأتى مكانه حيث قد يتحقق الربح المقدر جزئيا أو كليا أو ال يتحقق إطالقا أو

خسارة تحت ظروف لم تحسب من قبل، لـذلك سـوف يـصاب أى دارس الـربح "و" الـربح المقـدر "لالقتصاد بدهشة بالغة حينما يجد من يساوى بين

كذلك سوف ينتـاب .. ، بل ويحاول أن يبنى على ذلك حكما تشريعيا "المحققن فـى أى دارس لالقتصاد الذهول حينما يسمع شخصا من غير المتخصصي

وينتهـى الـذهول حينمـا ". ربح مقدر "هى بمثابة " الفائدة"االقتصاد يقول إن لـيس مـن " ربح"نعرف أن المقصود من ذلك هو إثبات أن الفائدة هى بمثابة

".محقق"أو " مقدر"الضرورى فى النهاية أن نصفه بأنه وأول ما ينبغى قوله أن . ومفهومه" الربا"نأتى بعد ذلك إلى موضوع

الموضوع يهم فقط أهل اإلسالم وأهل األديان السماوية األخـرى الـذين هذافإذا لم نكن من .. يجدون فيما بين أيديهم من كتاب آيات صريحة تحرم الربا

أهل اإلسالم أو من أهل الكتاب فلنقل ما نشاء ولنعرف الربا كما نشاء، لنقـل انتفى الظلم أو االستغالل إنه الظلم أو االستغالل أو أنه رذيلة من الرذائل فإذا

أما إذا كان المرء مؤمنا بأن الربا هـو . أو المعاملة الرذيلة لم يعد هناك ربا وفـى هـذا .. فالبد أن نرجع إلى األصل ونعرف ما هو تدقيقا " دينية"قضية

الصدد قد يجد البعض أن الحكمة من تحريم الربا أنه يتضمن عنصر استغالل التى نكتشفها أو غالبـا " الحكمة"ومهما وجدنا فإن . ىأو أنه عمل غير أخالق

نرى منها ما نرى بحسب عقولنا وإدراكنا ال يجب أن ترتـد علـى الحكـم ولو استطرد " .. الربا حرام "فالحكم الشرعى ثابت وهو أن . الشرعى فتغيره

البعض فى تصوراته أن الربا حرم ألجل منع استغالل القـوى للـضعيف أو ولو قال أحد إن الزنا محرم ألنـه .. ألحل كل ما هو غير ذلك الغنى للفقير

يتسبب فى اختالط األنساب أو انتشار أمراض جنـسية أو شـيوع فوضـى اجتماعية تترتب على عالقات غير منظمة أو غير أمينة بين الجنسين ألمكـن

وهناك فى . بعد ذلك القول بأن الزنا حالل إذا استطعنا تفادى كل هذه األشياء



-١٥٢-

عض بلدان العالم غير اإلسالمى رجال يعاشرون نـساء دون عقـود زواج بويعترفون بأوالدهم منهن ويعاملونهم معاملة كريمة ويجعلونهم ورثة لهم بعـد

إلخ فهل مثل هذه المعاشرة تصبح حالال ؟ نرجو ممـن يقـول إن .. موتهم ية واحدة مـن الربا هو استغالل القوى للضعيف أو الغنى للفقير أن يأتى لنا بأ

إن . القرآن أو حديث نبوى صحيح يؤكد هذا المعنى كمعنى كامل شامل للربا يؤكد لنا أنه مع أصـحاب ] ٢٧٩-٢٧٥آيات [الحوار الدائر فى سورة البقرة

إلـى " البيع مثل الربـا "رؤوس أموال وليس مع فقراء بداية من ادعائهم بأن أمـوالكم ال تظلمـون وال فإن تبتم فلكـم رؤوس "قول الحق سبحانه وتعالى

ولقد كانت المعامالت تتم بين أصحاب رؤوس أموال وتجار وليس ". تظلمونوالمقصود بالظلم أن يتحمل .. بين فقراء وأصحاب رؤوس أموال أو العكس

أحد الطرفين صاحب رأس المال أو التاجر المقتـرض الخـسارة وحـده أو .يحصل على الربح وحده

يون فى العصور الوسطى وفيما بعد فى مـسائل ولقد استطرد العلمان اعتقدوا أن الحكم فيها يرجع إلى العقل وأن العقل قادر على تفسير التنزيـل اإللهى واكتشاف حكمته فتغيرت األمور تدريجيا حتى أصبح التنزيـل يحتـل مكانة ثانوية وحتى شاعت إباحة أمور خطيرة، كالربا أوال ثم الشذوذ الجنسى

وكل هذا كان نتيجة تحكيم العقل وتصور أن الحكمـة هـى الحكـم !!حاليا أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله اهللا على علم وختم "قال تعالى .. الشرعى

الحـظ قولـه ] ٢٣ –الجاثيـة " [على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ما يضل أكثر من " العلم"ألن من " جهل"ولم يقل على " أضله على علم "تعالى

وحينما نتطرق " ربا بيوع "أو " ربا ديون "إن الربا فى الشريعة إما " .. الجهل"هل هو مثل الفائدة " ربا الديون"إلى الفائدة فإننا نترك مؤقتا األخير وننظر فى

أم ال؟ سنجد بمراجعة ما قاله العلماء فى ربا الديون الذى كان معروفـا فـى أى قـرض الـدراهم " .. "ربا النسيئة "الجاهلية والذى حرمه اإلسالم أنه هو

" والدنانير إلى أجل بزيادة على مقدار ما استقرض على مـا يتراضـون بـه وكان المرابى فيما مضى زمن الجاهلية أخف وطأة وأرحم مما هو عليه اآلن

Grace" فترة السماح"وهى التى تسمى اآلن . فكان يقرض لفترة دون ربا!! Period رد أصل القرض بعد هذه الفتـرة " المدين"ض فإن لم يستطع المقتر

سمح له بناء على طلب منه أن يؤجل السداد مقابل زيادة يدفعها على أصـل أى الزيادة على مقـدار األصـل مقابـل –وهذا هو ربا النسيئة .. القرض

فيعطى المدين مهلة أخرى فإن لم يتمكن فى نهايتها صارت الزيادة ". التأجيل"قال .. األصلى مضافا إليه الربا األول فصار الربا مضاعفا على مقدار الدين



-١٥٣-

.. آل عمـران " [يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا الربا، أضعافا مضاعفة : "تعالى ١٣١.[

وباإلضافة إلى هذه الصورة هناك صورة أخـرى ذكرهـا اإلمـام كـان فهـو األمـر الـذى " ربا النسيئة "أما : الرازى فى التفسير الكبير قال

متعارفا عليه فى الجاهلية وذلك أنهم كانوا يدفعون المال على أن يأخذوا كـل شهر قدرا معينا ويكون رأس المال باقيا ثم إذا حل الـدين طـالبوا المـديون

ولـم ينفـرد .. برأس المال فإن تعذر عليه األداء زادوا فى الحق واألجـل ا عند الفقيه الشافعى أحمـد بـن الرازى بهذا البيان لربا النسيئة بل نجده أيض

وذكر ذلك أيضا الفقيه الحنفـى " الزواجر عن اقتراب الكبائر "حجر فى كتابه .. وهذا يكاد يكون مطابقا لما تفعله البنوك اآلن " أحكام القرآن "الجصاص فى

هناك أيضا قواعد أصولية نستطيع أن نتعرف عليها وهى سهلة الفهم واضحة إلفصاح عما هو حالل أو حرام فـى مجـال المعـامالت تمام الوضوح فى ا

، وفـى "كل قرض جر نفعا فهو ربا "من أول هذه القواعد .. المالية والنقدية ومعنـى ". إنما جزاء السلف الحمد واألداء "حديث النبى صلى اهللا عليه وسلم

. هذا أنه إاذ كان ثمة قرض فال يرد إال مثله فقط ألن أى زيـادة عليـه ربـا أى أن مـن أراد ربحـا مـن " بضم الغين " "الغنم بالغرم "ك أيضا قاعدة وهنا

استخدام ماله بواسطة شخص آخر فالبد أيضا أن يكون مستعدا للخـسارة إذا فالذى يتولى استثمار المال للغيـر .. كذلك قاعدة الخراج بالضمان .. حدثت

يقاسـمه مـع له فإذا تحقق ربح فهـو " ضامنا"على هذا المال وليس " أمين"أما الـذى .. صاحب المال وإذا تحققت خسارة تحملها صاحب المال من ماله

يقترض ماال فهو ضامن له كامال غير منقوص لصاحبه فـإذا اسـتثمر هـذا " ربحـا أو خـسارة "المال فإنما نتيجة هذا االستثمار للمقترض وحده أو عليه

له وتحقيق عائد عليه إمـا لذلك فإن صاحب المال لن يجمع أبدا بين ضمان ما .مع ضمان المال فهذا ربا" العائد"فإذا اجتمع الخراج . هذا أو ذاك

إن ما يقال عن إن البنوك التجارية تستثمر أموالها قد يكـون جـائزا لفظا لدى عامة الناس ولكنه لـيس اسـتثمارا ال بـالمفهوم االقتـصادى وال

فالبنـك يـضمن أصـل .. يـسيرة بالمفهوم الشرعى اإلسالمى إال فى نسبة من .. لصاحبها ويدفع باإلضافة إلى ذلك عائدا وهو الفائدة " القرض"الوديعة

جانب آخر فإن البنك يمول المستثمرين بقروض يتعهدون بردها باإلضافة إلى وفـى . زيادة مجددة بواقع سعر الفائدة، فهو مقرض إذن ولـيس مـستثمرا

٢٠٠١وضح تقرير البنك المركزى عن عام ميزانيات البنوك فى مصر كما ي أما القـروض " استثمار"من الموارد التمويلية مصنفة تحت بند % ١٦,٥نحو

، وهناك باإلضافة ودائع لدى بنوك أخرى وكل هـذه %٥٥والديون فقاربت



-١٥٤-

استثمارات % ١٦,٥وعلينا أن نالحظ أنه بالنسبة لنسبة .. تحصل عليه فوائد وليست أسهما " فوائد"اء سندات وأذون خزانة تدر فإن معظمها عبارة عن شر

".أرباحا"تدر

)١(نظرية الربـحيقصد بالربح العائد الذى يحصل عليه المنظم فى المشروع باعتبـاره

وتختلف النظرة االقتصادية إلى الربح عن نظرة رجـل . أحد عوامل اإلنتاج صاحب المشروع ينظـر إلـى حيث أن . األعمال أو صاحب المشروع إليه

الربح على أنه ما يتبقى لديه من إيرادات بعد أن يدفع كافة نفقات اإلنتاج التى تعاقد عليها من أثمان للمواد األولية وأجور العمال وفائدة رأس المـال الـذى

ومن ثم فإن صاحب المشروع ال يـدخل فـى حـسابه . اقترضه وغير ذلك وعلى ذلك قد يشتمل الربح وفقـا . قدية وحدها لنفقات اإلنتاج سوى النفقات الن

لهذه النظرة على نفقات إنتاج ضمنية كثيرة مثل الفائـدة علـى رأس المـال المملوك لصاحب المشروع والذى أدخل فى تشغيل المشروع وكـذلك ريـع األرض المملوكة لصاحب المشروع والتى استخدمت فى المشروع والعمـل

دارة المشروع وذلك بدال من توظيفه مديرا الذى يقوم به صاحب المشروع إل لكنه من وجهة النظر االقتصادية ال يوجـد فـارق . إلدارته مقابل أجر مادى

بين الفائدة الضمنية التى كان يمكن لصاحب المشروع أن يحصل عليهـا لـو كما ال يوجد فـارق بـين . أنه أقرض رأس المال هذا للغير بأفضل الشروط

احب األرض التى يستأجرها المشروع والريع الـضمنى الريع الذى يدفع لص الذى كان يمكن لصاحب المشروع أن يحصل عليه لو أنه أجر أرضه التـى

وال يوجد فارق أيضا بين األجر الـصريح . يستخدمها بأحسن الشروط للغير الذى يدفع للعاملين فى المشروع واألجر الضمنى الذى كان يمكن لـصاحب

يه لو أنه اشتغل بالطاقة نفسها لحساب أفضل مشروع المشروع أن يحصل عل وهذه كلها تعتبر نفقات إنتاج البد من تحملها أو التـضحية بهـا حتـى . آخر

.يمكن أن يتحقق اإلنتاج فى المشروعولهذا نقول أن الربح من وجهة النظر االقتصادية البحتة هو الفـرق

اته من فائدة لـرأس المـال الذى يتبقى من إيرادات اإلنتاج بعد خصم كافة نفق

. مرجع سابق–د جامع أحم. د )١(




-١٥٥-

وقد يكون هـذا . وريع لألرض وأجور سواء كانت نفقات صريحة أو ضمنية .الفرق سلبيا ومن ثم يكون هناك خسارة وتعرف بالربح السلبى

. ويالحظ أن الربح يختلف عن باقى أثمان خدمات عوامـل اإلنتـاج ظروف إنتاج ومنها أن الربح غير ثابت بل يتعرض لتقلبات كثيرة ترجع إلى

السلع وتكلفتها وظروف العرض والطلب وظروف األسواق وذلـك خالفـا ألثمان عوامل اإلنتاج األخرى حيث أن أجور العمال شبه ثابتة وكذلك سـعر . الفائدة والذى يحدد مسبقا عن طريق البنك المركزى وتعليماته لباقى البنـوك

ثل بـاقى أثمـان خـدمات وبذلك نجد أن الربح ال يرجع إلى اتفاق تعاقدى م حيث أن األخيرة وليدة لعالقات تعاقدية بـين العامـل ورب . عوامل اإلنتاج

. العمل وبين مالك األرض ومستأجرها وبين صاحب رأس المال ومـستثمره هذا ويالحظ أن الربح ال يشترط أن يكون إيجابيا بصفة مستمرة حيـث قـد

أو ظـروف العـرض يتعرض لعوامل أخرى غير متوقعة لظروف اإلنتاج والطلب وتقلبات السوق ومن ثم يصبح ربحا سـالبا ممـا يعـرض المـنظم للخسارة وذلك عكس الحال لباقى أثمان الخدمات والتى تكون إيجابية بـصفة

.مستمرة

:الربح اإلجمالى والربح الصافى

يقصد بالربح اإلجمالى ما يحصل عليه المنظم من دخل بعـد سـداد امل اإلنتاج األخرى المشتركة فى عملية اإلنتاج أى بعد دفع أثمان خدمات عو

.أجر العمال وتسديد قيمة وفائدة رأس المال وتسديد ريع األرض لصاحبهاوعادة ما يحقق المنظم الربح اإلجمالى بعدما يكون قـد مـر بعـدة

مراحل مختلفة عادة ما تمر بها عملية اإلنتاج والتى عادة ما تواجه الكثير من . مخاطر بسبب ظروف اإلنتاج وجودتها وظروف العرض فـى األسـواق ال

فاإلنتاج يواجـه بمخـاطر . وكذلك الطلب على السلعة واحتماالت انخفاضه ارتفاع تكلفتها ألسباب خارجة عن إرادة المنظم وكذلك مدى استخدام وسـائل اإلنتاج الحديثة وعدم استخدامها حيث أن التطور لإلنتاج والرفع مـن كفـاءة هذا اإلنتاج عادة ما يسفر ذلك عن الرفع من كفاءة السلعة المنتجة وتخفـيض

كذلك مخاطر األسعار بالسوق حيث قد يواجه المـنظم بكثـرة . تكلفة اإلنتاج عرض السلعة المنتجة من جانب منافسيه فى السوق أو حـدوث حالـة مـن

ـ ة عـن الركود االقتصادى ومن ثم قلة الطلب على السلعة أو ألسباب خارجإرادته كارتفاع تكلفتها ومن ثم ارتفاع ثمنها بالسوق نتيجة لذلك مما يعـرض

.السلعة المنتجة لخسارة كبيرة



-١٥٦-

كذلك قد يتعرض المنظم لخسائر كبيرة خاصة إذا مـا تفـوق عليـه منظمين آخرين فى إنتاج نفس السلعة بأساليب أحدث من أسـاليبه وأحـدثوا

قهم عليه فى التفاوض مـع العمـال وتـدريبهم تجديدا كبيرا فى اإلنتاج وتفو بأصحاب رأس المال ومالك األرض وعارض المـواد ومدى حسن عالقتهم

الخام الالزمة إلنتاج السلعة وكذلك حسن العرض والدعاية الالزمة لتـرويج .بيعها فى األسواق

هذا باإلضافة إلى أن أكبر المخاطر التى يتعرض لها المنظم وهـى ر إلنتاج نفـس سـلعته لمجموعـة مـن المنتجـين اآلخـرين حالة االحتكا

والمسيطرون على الحصول على موارد اإلنتاج بأسعار منخفضة وسيطرتهم على األسواق من جانب العرض والطلب وحسن استغاللهم لهـذه األسـواق

ومدى إمكانياتهم فى عـرض سـلعهم بأثمـان –بالدعاية الكبيرة لمنتجاتهم .المنظم لخسائر كبيرةمنخفضة ومن ثم يتعرض

كما يتعرض المنظم لظروف خارجة عن إرادته كنشوب حرب ومن كذلك إذا . ثم حدوث حالة من الركود االقتصادى وانخفاض اإلقبال على سلعة

ما حدث تغير فى أذواق المستهلكين وعدم بحثه عن أحدث الموديالت الحديثة .إلنتاج سلعته

هذه المخـاطر واسـتطاع التغلـب ولكن إذا استطاع المنظم مواجهة عليها وأصبح لديه القدرة على التفوق على أقرانه من المنظمـين المنافـسين استطاع أن يحقق الكثير من األرباح خاصة إذا توافرت ظـروف المنافـسة الكاملة لصالحه أو فى حالة تحقيقه ألى شكل من أشكال وأنـواع االحتكـار

.ح كبيرةلصالحه مما يؤدى إلى تحقيقه ألرباأما الربح الصافى فهى ما يتبقى للمنظم من مبالغ نقدية بعـد خـصم

بعض المبالغ من الربح الصافى وهى الفائدة على رأس المال المملـوك لـه وريع األرض التى يمتلكها وشارك فيها فى اإلنتاج وكذلك أجره عـن اإلدارة

لصافى لعملية اإلنتاج ومن ثم نجد أن الربح ا . التى قام بها خالل فترة اإلنتاج -:عبارة عن الربح اإلجمالى يخصم منه اآلتى

. فائدة رأس المال المملوكة للمنظم-١ . ريع األرض المملوكة للمنظم-٢ . أجر المنظم مقابل إدارة المشروع-٣

******** *****



-١٥٧-

*** **



-١٥٨-

الفصل الثالث (*)نظریــة الطلـــب

: صل وفقا للمباحث التالية نقسم موضوع دراسة هذا الف

٠خصائـص منحنـــى الطلــــب: المبحث األول

٠تفسيــر دالــــة الطلـــــب: المبحث الثانى

٠الطلــب وظـــروف الطلــــب: المبحث الثالث

٠الطلـــب ودخـــل المستهلــك: المبحث الرابع

٠مرونة الطلب وقياس معامل المرونـة: المبحث الخامس

ـــــــــــــــــــيسرى محمد أبو العال أستاذ المالية العامـة واالقتـصاد / د٠الثالث أ أعد الموضوع (*)

٠بالكلية



-١٥٩-

: منحنى الطلب بخمس خصائص جوهرية وهى يتميز

ميـة تتوقف الكمية المطلوبة على الثمن فكلما زاد الثمن انخفضت الك -١ ١وكلما انخفض الثمن زادت الكمية المطلوبة ويتضح ذلك من الشكل

/ وك: انخفضت الكمية مـن وك / و ث : عندما ارتفع الثمن من و ث زادت الكمية المطلوبـة مـن // وث: وعندما انخفض الثمن من وث

: ويالحظ ما يلى // وك : وك ٠ يرصد الثمن على المحور الرأسى-أ ٠مستقـــل الثمن هو متغيــر -ب ٠ يرصد الكمية على المحور األفقى-ج ٠ الكمية هى متغيـــر تابـــع-د



-١٦٠-



-١٦١-



-١٦٢-

ثمـن "يمثل منحنى الطلب مجموعة كبيرة من النقط تمثـل كـل منهـا -٢

للسلع والكميات التى تطلب عند كل نقطة ولذا يعـد منحنـى " مفترضلداليـة بـين الطلب التعبير الهندسى عن دالة الطلب وهو يمثل العالقة ا

٠الطلب والثمن المفترض دفعة واحدة نرى أن نقطة الثمن ث تتحـدد ١وفى لحظة واحدة إذا نظرنا الشكل

// أ+ ث /و/ عندها الكمية المفترضة على منحنى الطلب فى نقطـة أ و ث أ زيادة السعر فتنخفض الكمية وتتحـدد / وهكذا تمثل ث ث " فى أ "ث // ث// و

٠//ك: خفاض السعر فتزايد الكمية المطلوبة كان// وتمثل ث ث / فى ك كعلى نفس منحنى الطلب الذى يعبـر // أ/ ولهذا تقع النقط الثالث أ أ

عن دالة الطلب ونتحرك على المنحنى صعودا فى حالة زيادة الثمن وهبوطا ٠حال انخفاضه

ويالحظ أننا نفترض أثناء التحليل بقاء عناصر اإلنتاج األخرى ثابتة ٠نكون أمام نفس الطلب وليس أمام تغير فى الطلبولهذا

الجنوب الـشرقى والواقـع أن : ينحدر منحنى الطلب من الشمال الغربى -٣العالقة الدالية بين الطلب كمتغير تابع والثمن كمتغير مستقل وهى عالقة

٠بزيادة المتغير المستقل) ك(عكسية فتنقص قيمة المتغير التابعأسفل وإلـى جهـة : كون االنحدار من أعلى ويكون من الطبيعى أن ي

الميل فى "اليسار وبطبيعة الحال فإن ميل المنحنى هو ميل سالب وفقا للقاعدة حيـث يترتـب ١، ويتضح ذلك من الشكل "الداالت المتناقصة هو ميل سالب

// وك: نقـص الكميـة مـن وك //وث: على زيادة الثمن المفترض من وث ترتب عليـه زيـادة الكميـة // وث: وث والعكس نقص الثمن المفترض من

٠//وك: المطلوبة من وك



-١٦٣-

وهكذا يعنى قانون الطلب أن الكمية المطلوبة من السلعة تتغير عكسيا ٠مع تغير الثمن

: منحنى الطلب هو مفهوم للحد األقصى من ناحيتين -٤ الحد األقصى لكميات يكون المستهلك مستعدا لشرائها عند ثمن معين فعند -أ

من معين يكون المستهلك مستعدا لشراء كمية أقل من تلك التى يحـددها ث ٠منحنى الطلب فهذه الكمية هى أقصى كمية لما يمكن شرائه

الحد األقصى للثمن الذى يمكن أن يدفعه المستهلك مقابل كميـات معينـة -بوهو غير مستعد لدفع ثمن أعلى من النقطة المحددة للثمن علـى منحنـى

٠الطلب يفترض حالة مستهلك رشـيد يخـضع ١وير منحنى الطلب فى شكل تص-٥

سلوكه االقتصادى ألحكام العقل فيحدد الكمية التى يمكن شراؤها عند ثمن ٠معين ولكن يستطيع تحديد الكمية التى يشتريها عند ثمن معين

٢وبالتالى لن توجد عالقة دالية دقيقة بين الكمية والثمن ويمثل الشكل كن شرائها فعند نقطة الثمن ث يستطيع المشترى شراء الكميـة الكمية التى يم

وبالتالى ال يمكن التعبير عن دالة الطلب بمنحنى واحد بـسيط / ك: ما بين ك ٠وإنما بمنحنى عريض يتضمن منطقة الطلب ط ط



-١٦٤-

: ةــدة العامــالقاع

كلما يرتفـع الـثمن يـنخفض بين الكمية والثمن عكسية أى العالقةالطلب وكلما انخفض الثمن زادت الكمية المطلوبة فالكمية تتغير فـى اتجـاه

٠عكسىولتفسير قانون الطلب ومعرفة أسباب انحدار منحنـى الطلـب مـن

:الجنوب الشرقى وأن ميله سالب توجد عدة أسباب: الشمال الغربى

: السلع البديلة : السبب األول من سلعة بنسبة أكبر مـن انخفـاض أثمـان الـسلع عندما ينخفض ث

األخرى تستطيع هذه السلعة أن تنافس أى سلعة أخرى أو بديلة لهـا طالمـا ٠تشبع حاجاته فهو يطلب كمية أكبر بنفس الثمن

ولهذا السبب تزيد الكمية المطلوبة من السلع التى يـنخفض ثمنهـا ٠والعكس صحيح فى حالة زيادة سعر سلعة معينة

بات أسعار السلع األخرى يعمد المستهلك إلى طلب السلع البديلة مع ث أو المنافسة فى إشباع حاجته بنفس المبلغ من النقود ولهـذا الـسبب تـنقص

٠الكمية التى يطلبها من السلعة التى يرتفع ثمنهاوهكذا يؤدى أثر اإلحالل إلى زيادة الكمية عندما تـنخفض األثمـان

٠اع ثمنهاوإلى نقص الكمية حال ارتف



-١٦٥-

: القـدرة الشرائيـة : السبب الثانىثمن سلعة يعنى أن دخل المستهلك الحقيقى قد ارتفع وبالتالى انخفاض

تزداد قوته الشرائية بالنسبة للسلع وخاصة التى انخفض ثمنها وبالتالى تزيـد ٠الكمية من السلع التى انخفضت أثمانها

رائية على شراء الـسلع والعكس ارتفاع الثمن يعنى نقص القدرة الش فتنقص الكمية المطلوبة، وهكذا تؤدى زيادة الدخل إلى زيادة الكميـة عنـدما

٠تنخفض أثمانها وإلى نقص الكمية حال ارتفاع أثمانها

: الدخل الفردى: السبب الثالث بعض األفراد ذوى الدخول المحدودة يدفعهم لشراء السلع التى امتناع

كانوا ممتنعين عن شرائها بسبب ضـعف دخـولهم انخفضت أثمانها بعد أن وبهذا ترتفع قدرتهم المالية وشراء السلع المنخفضة األثمان وبالعكس بـسبب ارتفاع أسعار السلع يجعل األفراد يمتنعون عن شرائها لعجزهم المالى بسبب

٠االرتفاع فى األسعار وهكذا يؤدى هذا السبب إلى زيادة الكمية فى حال انخفـاض الـسعر

٠ونقص الكمية فى حالة إشباع الثمن : حاالت استثنائيةال

أن الكمية تتغير عكسيا مع الثمن وأن منحنى الطلـب ينحـدر القاعدة الجنوب الشرقى والسؤال هل يمكن أن تكون : بميل سالب من الشمال الغربى

العالقة طردية؟ أى تزيد الكمية بزيادة الثمن وتنخفض بانخفـاض الـثمن أى الـشمال الـشرقى؟ : وجب لمنحنى الطلب فيرتفع من الجنوب الغربى ميل م

: توجد عدة حاالت استثنائية لدالة الطلب وهى



-١٦٦-

: سلع التفاخر : الحالة االستثنائية األولىوهى التى تشبع األغنياء حبا فى الظهور والتفاخر وللتمييـز بيـنهم

٠)١(وأفراد المجتمع ارتفعت أثمانها وتـنخفض الكميـة هذه السلع يزيد الطلب عليها كلما

بانخفاض أثمانها وبالتالى تكون دالة الطلب متزايدة استثناءا من القاعدة العامة ٠فى دالة الطلب

: مؤشر جودة السلعة : االستثنائية الثانيةالحالة

يعتقد بعض األفراد أن ارتفاع األسعار مؤشر للجودة والـسلع جيـدة كون وقد يكون هذا االعتقاد خـاطئ فـى بعـض الصنع فيقبل عليها المستهل

األحيان فيستغل التجار هذا االعتقاد ويرفعون أسعارهم من أجل زيادة الكمية المطلوبة وفى مثل هذه الحالة نكون أمام دالة طلب متزايدة وليست متناقـصة

٠كالقاعدة العامة

:انخفاض السعر : االستثنائية الثالثةالحالة اض فى األثمان يعتقد المستهلكون أن ذلـك مقدمـة أحيانا انخف يحدث

النخفاض فى األسعار فيمتنع أو يقلل الشراء إلى حـين االنخفـاض اآلخـر وبالعكس قد يحدث ارتفاع فيعتقد المستهلك أن ذلك مقدمة الرتفاعات أخـرى فيقبل على الشراء قبل االرتفاع التالى، وهنا نكون أمام عالقة دالـة طرديـة

٠الثمن استثناء من القاعد العامةبين الطلب و

ومثال ذلك ما أعلنه ملهى ليلى مبدينة بوسطن األمريكية بأنه أغلى مكان ىف املدينة كدعاية جلنب األثرياء )١(

٠حاب األموالومثال ذلك األحجار الكرمية وبعض أدوات الزينة واملاركات العاملية الىت تشد انتباه أص



-١٦٧-

: الرابعة التفسير االقتصادى : الحالة االستثنائية الرابعجيفن أن العامالت الفقيرات فـى إنجلتـرا الباحث االقتصادى الحظ

يزيدون من الطلب على الخبز عندما يرتفع ثمنه بدال مـن نقـص الطلـب، ير فى الـدخل وبالتـالى وتفسير ذلك يؤدى ارتفاع ثمن الخبز إلى تدهور كب

القوة الشرائية تنخفض بالنسبة للعائالت التى تجعله المادة الغذائية األساسـية ٠لها

وتضطر العائالت إلى تخفيض استهالكها من السلع الغاليـة كـاللحم وتزيد من كميات الخبز ألنه يظل أرخص نسبيا بالرغم من ارتفاع ثمنه عـن

بالتالى تزيد كمية الخبز المطلوب حال ارتفاع كافة المواد الغذائية األخرى، و ٠ثمنه

والعكس عندما ينخفض ثمنه تتمكن األسر الفقيرة من شـراء الـسلع األخرى الغالية كاللحم وبالتالى تخفض من استهالكها للخبز عندما يـنخفض

٠ثمنه

: وخالصة القول ما ينطبق على الخبز ينطبق على كافة السلع فى أى مجتمع إذ تصبح دالة الطلب متزايدة استثناءا من القاعدة العامة فى الطلب وعلى أية حال مـن النادر حاليا أن تستغرق سلعة واحدة الجزء األكبر من دخل المستهلك بحيـث يؤثر التغيير فى ثمنها على الكمية المطلوبة بهذا الشكل االستثنائى مـن دالـة

٠الطلب



-١٦٨-

: مقدمـــة

تتوقف على أن الكمية المطلوبة من السلعة : الدالة العامة للطلب تعنى ثمن السلعة، دخل المـستهلك، أثمـان الـسلع األخـرى : عدة عوامل مثل

وكل وفى بحث العالقة الدالية بين الكمية المطلوبة من السلعة، ٠المرتبطة بها ٠ن تغييرظرف من ظروف الطلب يفترض بقاء باقى الظروف دو

ب ـــر الطلــتغييتختلف الكمية المطلوبة من السلعة بعد حدوث تغيـر فـى ظـروف

دالـة الطلـب "الطلب عند كل ثمن مفترض ويطلق على دالة الطلب القديمة ٠"األصلية

وبعد تغير ظروف الطلب توجد دالة جديدة للطلب يعبر عنها بجدول ٠كل ثمن مفترضجديد للطلب تتغير فيه الكميات المطلوبة عند

وهكذا يعبر عن الدالة الجديدة للطلب هندسيا بمنحنـى جديـد يتغيـر موقعه على الرسم البيانى وهكذا يعبر منحنى الطلـب بأكملـه مـن موقعـه األصلى إلى موقع جديد بسبب التغير فى الكميات المطلوبة من الـسلعة عنـد

٠كل ثمن مفترض نتيجة حدوث تغير فى ظروف الطلب : الحال فإن التغير فى الطلب أو دالة الطلب له حالتان هماوبطبيعة



-١٦٩-

(+) : تغير الطب اإليجابى: أوال



-١٧٠-

نكون أمام تغير الطلب بالزيادة فى حالة انخفاض األثمـان وبالتـالى تزداد الكمية المطلوبة من السلعة عند كل ثمن مفترض عن الكمية التى كانت

٠تطلب فى الثمن السابقإلى الشكل السابق المتعلق بزيادة الطلب بزيادة تغير ظروف وبالنظر

: الطلب نالحظ ما يلى بـسبب / ط/ المنحنى ط ط يمثل الكمية المطلوبة قبل زيادة الكمية ط -

٠انخفاض السعر ٠المنحنى ط ط يمثل الكمية المطلوبة عند كل ثمن مفترض -

٠المنحنى ط ط يمثل دالة الطلب األصلية -

ترتب عليـه زيـادة الكميـة / وث: خفاض من وث تغير السعر باالن - ٠/وك: المطلوبة من السلعة من وك

/ ط/ تغير السعر ترتب عليه انتقال منحنى الطلب إلى جهة اليمـين ط - ٠الذى يمثل الزيادة الجديدة من الكمية المطلوبة من السلع

بسبب االنخفـاض فـى الـسعر / ط/يوصف انتقال منحنى الطلب ط - ٠"إيجابى"لوبة من السلع بأنه انتقال وزيادة الكمية المط

يتبين أنه فى حالـة / ط/ من مقارنة منحنى الطلب ط ط بالمنحنى ط

تغير الظروف يوجد استعداد عند المستهلك بالشراء فمثال الـثمن وث يوجـد ، دون حاجة لتخفيض السعر لو بقيت دالة الطلب /وك: رغبة للشراء من وك

٠ثابتة



-١٧١-

منحنى الطلب لليمين ولكن مع تغير ظروف الطلب وبالتالى ال ينتقل / وك: ترتب عليه زيادة الكمية المطلوبة وك/ وث: فإن تخفيض السعر وث

وباختصار يمكن التعبير جبريا عما سبق بأنه فـى حالـة االنتقـال اإليجابى لمنحنى الطلب فإنه يقابل كل ثمن كمية جديدة أكبـر مـن الكميـة

ل كمية قيمة جديدة للثمن أكبر من القيمـة األصـلية األصلية وبالمثل يقابل ك : ويمكن اختصار ذلك القول كما يلى

٠ك أكبر من ك األصلية: يقابل كل ث ٠ث أكبر قيمة من ث األصلية: يقابل كل ك



-١٧٢-

) :-(السلبىتغير الطلب : ثانيا

: ومن الشكل السابق نالحظ ما يلى

ط ط عـن دالـة الطلـب نتيجة تغير ظروف الطلب يعبر منحنـى - ٠األصلية

٠نتيجة تغير ظروف الطلب يعبر ط ط عن دالة الطلب الجديدة -

يقع منحنى الطلب الجديد على يسار المنحنى األصلى وهو يعبر عن - ٠تغير الطلب بالنقصان

يترتب على حدوث التغير انخفاض الكمية المطلوبة عند كـل ثمـن -لتالى تحل دالـة طلـب مفترض عن الكميات السابقة لنفس الثمن وبا

٠جديدة محل دالة الطلب األصلية

٠ط ط: يعبر عن دالة الطلب الجديدة هندسيا بانتقال منحنى ط ط -



-١٧٣-

وهكذا يؤدى تغير ظروف الطلب فى حالة انخفاض الكمية إلى انتقال -المنحنى ط ط من موقعه األصلى إلى موقعه الجديد جهة اليسار وهو

٠المنحنى ط ط

٠"سلبى"منحنى بهذا الشكل بأنه يوصف انتقال ال -

ومن مقارنة المنحنى الجديد باألصلى يتبـين اسـتعداد المـستهلكين إلنقاص الكمية عن الثمن المفترض مثال عنـد الـثمن وث تـصبح الكميـة

٠المطلوبة وك أى تنقص عند الثمن المفترض بمقدار ك كوك عنـد : وعلى فرض ثبات دالة الطلب تنخفض الكمية مـن و ك

٠وث : تفاع الثمن من وث اروباختصار يمكن التعبير جذريا عما سبق بأنه فـى حالـة االنتقـال السلبى لمنحنى الطلب فإنهي قابل كل ثمن كمية جديدة أقل من الكمية األصلية وبالتالى يقابل كل كمية جديدة قيمة جديدة للثمن أقل من الثمن األصلى ويمكن

: باختصار القول التالى ٠ك أقل من ك األصلية: كل ث يقابل

٠ث أقل قيمة من ث األصلية: يقابل كل ك



-١٧٤-

توجد عالقة دالية بين الطلب ودخل المستهلك يتوقف فيها التغير فـى الطلب على دخل المستهلك فالدخل يكون المتغير المستقل، والطلـب يكـون

٠التابعالمتغير الطالب على السلعة هو دالة لدخل المستهلك مع بقاء األشياء األخرى

٠على حالها ٠دالة للدخل= ، طلب )ل(د= ط

ويالحظ أن العالقة بين الكمية ودخل المـستهلك طرديـة فكلمـا زاد الدخل زادت الكمية المطلوبة وكلما انخفـض انخفـضت الكميـة المطلوبـة

: ونستنج من ذلك عدة مالحظات إذا افترضنا مجموعة مستويات دخل مختلفة للمستهلك فإن الكميات تندرج )١(

باالرتفاع بالنظر إلى العالقة الدالية الطردية بين الطلب والدخل وهـذه الكميات افتراضية فالواقع أنه ال يوجد إال مستوى واحد للدخل وكميـة

٠مطلوبة واحدةات المحتملة للكمية حال ولكن هذا االفتراض يمكن من دراسة التغيير

٠تغير الدخلمن السلع أو الخدمـة التـى " مختلف الكميات"الطلب كدالة للدخل يعرف ) ٢(

يمكن أن يشتريها المستهلك خالل مدة معينـة وعنـد مـستوى دخـل ويفترض هذا التعريف بقاء األشياء األخرى التـى يمكـن أن "مفترض

٠تؤثر فى الدخل على حالها ثابتةر الهندسى للعالقة الطردية بين الطلب والدخل يمكن تمثيلها بالمحور التعبي)٣(

٠الرأسى



-١٧٥-



-١٧٦-

:ة ــدة العامـالقاعالشمال الشرقى داللـة علـى : يرتفع منحنى الطلب من الجنوب الغربى ) أ (

٠دالة متزايدة وميله ميل موجب وهو دليل العالقة الطرديةكمتغيـر مـستقل هـى عالقـة العالقة بين الطلب كمتغير تابع والدخل ) ب(

/ ول: طردية ويتضح هذا من الشكل محل الدراسة فزيادة الدخل من ول : كذلك يؤدى نقص الدخل مـن ول / وك: أدى إلى زيادة الكمية من وك

//وك: إلى نقص الكمية من وك// ول : االستثنـــاءات

توجد حاالت معينة ال تكون فيها العالقة بـين الـدخل واالسـتهالك : ية وإنما عكسية استثناء من القاعدة العامة وأهم هذه الحاالت طرد

:السلع الدنيا ) أ ( عندما يكون دخل المستهلك منخفضا يشترى السلع الرخيصة الـثمن

إذا كـان يـستخدم الزيـت : فإذا زاد دخله يعمد إلى شراء السلع الجيدة مثال ٠ارتفاع الدخلبسبب انخفاض الدخل يتحول إلى شراء الزبدة فى حالة

وهكذا تكون العالقة عكسية بين الطلب والدخل كما يظهر من الرسـم :البيانى الموضح فيما بعد

زيادة الدخل بعد ول يؤدى إلى نقص الكمية المطلوبة تحدد مـستوى - ٠الدخل

ول والكمية المطلوبة من السلع الدنيا وك فنجد المنحنى عند النقطة د - ٠سلع الدنياط تمثل نسبة النقصان من ال



-١٧٧-

وبعدها تصبح عكسية " د"ويالحظ أن العالقة تظل طردية عند النقطة

٠بالنسبة للعالقة الدالية بين الطلب والدخل



-١٧٨-

:حالة اإلشباع التام ) ب(التى تحقق للمستهلك حالة اإلشباع التام ال يؤثر فيهـا زيـادة السلع

ادة أو النقصان، معنى هذا الدخل فتظل الكمية المستهلكة ثابتة دون تغير بالزي ال توجد أية عالقة بين الطلب والدخل بالنسبة لهذه السلع وذلك استثناءا مـن القواعد العامة فى وجود عالقة طردية بين الدخل والكمية المستهلكة وتوجـد

٠أمثلة كثيرة لهذه السلع كالشاى والبن والتوابل والسكر واللبن وما يماثلها : ن الشكل التالى ويتبين ذلك بوضوح م



-١٧٩-

يرتفع المنحنى رأسيا عند النقطة د ويعنى ذلك عدم حدوث أى تغيير فى الكمية المستهلكة وك عند مستوى الدخل ول حيث تمثل النقطة د أقـصى

٠كمية مستهلكة والتى تحقق حالة اإلشباع التامومجمل القول أن تغير دخل المستهلك من شأنه إحـداث تغيـر فـى

تى يكون المستهلك مستعدا لشرائها من السلعة خالل مدة معينة عنـد الكمية ال كل ثمن مفترض ونفس األمر بالنسبة لتغير دخل المستهلكين فى مجمـوعهم فدالة الطلب تتغير بتغير الدخل سواء بالنسبة لدالة الطلـب الفـردى أو دالـة

٠طلب السوقإلـى جهـة ويالحظ أنه فى حالة زيادة الدخل ينتقل منحنى الطلـب

اليمين معبرا بذلك عن الزيادة فى الكمية المطلوبـة وهـو انتقـال إيجـابى والعكس ينتقل منحنى الطلب إلى جهة اليسار معبرا بذلك عن حالـة تنـاقص الكمية المطلوبة وهو انتقال سالب أى أن منحنى الطلب الجديد نتيجة زيادة أو

بـذلك عـن العالقـة نقص الدخل يحل محل منحنى الطلب األصلى معبـرا ٠الطردية بين الطلب ودخل المستهلك



-١٨٠-

بالمرونة مدى التغير فى الكمية المطلوبة من السلعة اسـتجابة يقصد

" الـثمن "للتغير فى الثمن وبعبارة أخرى درجة االرتباط بين المتغيـر التـابع ٠"الطلب"والمتغير المستقل أن العالقة بين الطلب والثمن عكسية ولهذا ينحـدر منحنـى نالحظ

الطلب من الشمال الغربى الجنوبى الشرقى داللة على زيـادة الكميـة حـال ٠انخفاض الثمن والعكس انخفاض الكمية حال زيادة الثمن

والتغير فى الكمية المطلوبة وفقا لثمنها ليختلف من سـلعة ألخـرى ية ال يتأثر بهـا الـسعر لثبـات الكميـات فالطلب على الملح كسلعة ضرور

٠المستهلكة منهأما الطلب على اللحوم فيتأثر باألسعار ولهذا كان مـن الـضرورى تحديد مدى تأثر الطلب بتغير السعر وبعبارة أخرى درجة اسـتجابة الطلـب

٠"مرونة الطلب للثمن"للتغير فى الثمن ويطلق عليها الفريد مارشال حيث "إلى " رونةالم"ويرجع الفضل فى استخدام تعبير

تكون : "استعاره من علم الفيزياء وأدخله علم االقتصاد وهو يعرف بالمرونة : مرونة الطلب كبيرة أو صغيرة بحسب

إذا كانت الكمية المطلوبة من السلع تزيـد كثيـرا أو تقـل بـسبب -١ ٠انخفاض الثمن

قـل بـسبب إذا كانت الكمية المطلوبة من السلع تنقص كثيـرا أو ت -٢ ٠ارتفاع الثمن



-١٨١-

: قيـاس المرونـة تدعو الحاجة إلى إيجاد معيار كمى دقيق لقياس درجة المرونة األمر

القيمة العدديـة التـى تحـدد : "الذى يتم عن طريق معامل المرونة ويقصد به وهكذا يكون معامل المرونة هو المعيار الكمى الـدقيق "درجة مرونة الطلب ٠"نة الطلبالذى يقيس درجة مرو

وقد يتبادر للذهن أنه يكفى لقياس المرونة أن نقارن بين تغير الكميـة ٠٠بالنظر الرتفاع أو انخفاض األثمان ولكن هذا االفتراض لن يفيـد كثيـرا

: لسببين المشكلة ليست فى مقدار التغير وإنما فى الكمية األصلية أو الـسعر ) ١(

اسا فإن تغيرها نـسبيا ال األصلى فإذا كانت الكمية األصلية كبيرة أس إذا كـان انخفـاض أسـعار : يفيد فى قياس مرونة الطلـب مثـال

التليفزيون ال يمثل ذلك نـسبة ١٠٠=التليفزيون أضافت كمية جديدة سـيارة ١٠٠=كبيرة بعكس سلعة كالسيارات فإن زيادة كمية جديدة

تعتبر كبيرة ونفس األمر فى الثمن انخفاضه بمقدار جنيه واحد سلعة يحدث تغييرا كبيرا فى الكميات المطلوبة من السلعة عكس السيارات

٠التى تكون أثمانها مرتفعة أصالعدم صالحية المقارنة الكمية يؤدى بنا إلى القول بالمقارنة القيميـة ) ٢(

متنوعة المقدار مثل الجنيه والقرش ويثير ذلك صعوبات أيضا مثال ض الثمن بجنيه واحد يثيـر طن عند انخفا ١٠٠زيادة السلعة بمقدار

: ذلك مشاكل من عدة وجوه للمقارنة وهى

٠ ١: ١= قرش ١٠٠ طن مقابل١٠٠-أ ٠ ١ : ١٠٠= طن مقابل جنيه ١٠٠-ب ٠ ١: كيلو ١٠٠,٠٠٠= با كيلو جرام مقابل جنيه ١٠٠ -ج



-١٨٢-

٠ ١٠٠: كيلو١٠٠,٠٠٠= كيلو مقابل القروش١٠٠ -دولهـذا البـد مـن ) لب للـثمن الط(تلك الوجوه ال تعبر عن المرونة

: استغالل التعبير عن تغيير الكميات واألثمان بشكل مستعمل كما يلى ) الكمية(للتغير فى ك %

ــــــــــــــــ= معامل المرونة ) الثمن(للتغير فى ث %

: وتوجد أربع مالحظات على معامل المرونة وهى عالمة معامل المرونة دائما سالبة نظرا للعالقة العكسية بين الـثمن ) ١(

نقـص ) -(والعكـس ) -(نقصت الكميـة (+) والكمية فإذا زاد الثمن ٠زيادة الكمية(+) الثمن

نسبة التغير أى الفرق بين الثمن األصلى والثمن الجديـد أو الكميـة ) ٢( ٠األصلية والكمية الجديدة تدل عليها معامل المرونة

فترض فى معامل المرونة أن تغير الثمن هو ضئيل جدا حتى يكون ي ) ٣( ٠مثال% ١تحديد المعامل دقيق ومحدد وليكن

: حاالت المرونة خمسة هى ) ٤(

ويكون فى حالة إذا كان التغير فى الثمن والطلب أكبر من : طلب مرن ) أ ( ٠واحد صحيح

: ومثال ذلك %٢٠ إذا كان التغير فى الكمية

)معدل مرونة أكثر من واحد صحيح (٢= ــــــــ ــــــــ %١٠ إذا كان التغير فى الثمن

إذا كان معدل المرونة أقل من واحد صحيح مثال ذلك : طلب غير مرن ) ب(



-١٨٣-

١% ١٠ تغير الكمية بلغ ــــ أقل من واحد صحيح= ــــــــــــــــ

٢% ٢٠ تغير الكمية بلغ إذا كان معدل المرونة يساوى واحـد صـحيح : متكافئ المرونة طلب) ج(

: مثال ذلك %١٠ت الكمية

واحد صحيح١= ــــــــ %١٠ت الثمن

صفرا أى ال يستجيب تغيـر = ت المرونة إذا كان : طلب عديم المرونة ) د(الثمن مع أى تغييرات إطالقا فى الكمية مثـال الـسلع التـى تـستهلك

٠ثابتة كالملح والخبزبكميات معدل المرونة كبير جدا ويكون فيهـا إذا كان : طلب متناهى المرونة ) هـ(

المستهلك مستعد لشراء كل الكمية عند ثمن معين بحيث إذا ارتفع بقـدر ٠ضئيل جدا لن يشتروا أى كمية منها

أن الحاالت الثالثة األولى لمرونة الطلـب هـى الحـاالت ويالحظ ٠ الحالتين الرابعة والخامسة هما حالتان استثنائيتانالرئيسية أما



-١٨٤-

الفصل الرابع (*)نظرية القيمة للثمن

:د ـــمتهييؤدى الثمن دورا حيويا فى اقتصاديات السوق للدول الرأسمالية فهو

يحل المشكلة االقتصادية القومية وهى مشكلة التوزيع الفعال للموارد وللـثمن ظيفة أخري هامة وهى تحقيـق التـوازن بـين أو جهاز الثمن كما يسمى و

الكميات المعروضة من المنتجات والكميات المطلوبة منها ونعرض فيما يلـي :لهاتين الوظيفتين

يواجه االقتصاد القومى ألي مجتمع مشكلة التوزيع الفعال للموارد أي

مثل بعبارة أخري يعنى أختيار أقل الطرق تكلفة كيفية استغاللها االستغالل األ + عمل : إلنتاج الحاجات التى تشبع رغبة المجتمع أو تناسب عناصر اإلنتاج

٠موارد طبيعية على مختلف فروع اإلنتاج فى االقتصاد القومى+ مالوالثمن هى الوسيلة الفنية التى تقوم بتوزيـع المـوارد االقتـصادية

:للمجتمع كما يلياد السوق يعتمد على المستهلك فأذواقهم ودخولهم واختياراتهم اقتص -١

.توجه اإلنتاج إلشباع حاجاتهم بأقصى درجة وفقا لدخولهم ــــــــــــــــــ

٠يسرى محمد أبو العال أستاذ المالية واالقتصاد بالكلية/ د٠أعد الفصل الرابع أ(*)



-١٨٥-

بإنتاج طلبات هدف المنتجون الربح وال يستطيعون تحقيق ذلك إال -٢ ٠المستهلكون

وعلى هذا النحو يتحدد الثمن فى السوق بما يحقق التوازن بين ).إنتاج(والكميات المعروضة ) استهالك(الكميات المطلوبة

والثمن بهذا الشكل يوجه قرارات اإلنتاج فى اقتصاد السوق وفقا للطريقة

:اآلتية معين لسلعة أو رغبة المستهلك فى إشباع حاجته تدفعه لعرض ثمن

خدمة وبمالحظة هذا السعر يندفع المنتج فى طلب عوامل إلنتاج السلع ٠والخدمات بهدف تنظيم أرباحهم

وطالما يربحون ينتجون وتمثيل هذا الربح الذى يحققه المنتجون فـى .الفرق بين ثمن بيع السلعة وثمن إنتاجها

حـة وبالتـالى وفى حالة زيادة الطلب يزداد اإلنتاج من السلع المرب تتحول عناصر الطلب على سلعة معينة ويتحول المنتج إلنتاج سلعة أخـري

.أكثر طلبا بهذه السوقويمثل اإلنتاج تفضيالت المستهلكين وهكذا يتم توزيع عوامل اإلنتاج

أثمـان عوامـل : على مختلف السلع فى اقتصاد السوق على أساس األثمـان .نتجات االستهالكيةاإلنتاج التى تحدد وفقا ألثمان الم

:والخالصة أن الثمن فى اقتصاد السوق يتصف بما يلي .يتكون وفقا لقوى العرض والطلب ) أتوزيع عوامل اإلنتاج يتم بحسب األثمان بحيث يتم اإلنتاج وفقا ) ب

.لتفضيالت المستهلكين



-١٨٦-

بين العرض والطلب تؤدى األثمان دورا هاما فى تحقيق التوازن

:على المنتجات ونفرق هنا بين األجل القصير واألجل الطويل : األجل القصير جدا) أ

ال يمكن تغيير حجم اإلنتاج فى اآلجال القصيرة جـدا وبهـذا تـدعو الحاجة الى إقامة توازن مستمر بين العرض والطلب على المنتجات ويـؤدى

واحدة فى العام والكمية محددة وفى الثمن هذا الهدف فسلعة القمح تحصد مرة اقتصاد السوق يقوم الثمن بتحقيق التوازن بين عرض الكمية المحـددة مـن

.القمح وطلبهافتزاحم المشترين يؤدى إلى ارتفاع الثمن وبالتالى تحدد الكمية التـى يرغب المشترون فى شرائها والعكس إذا حدث فائض فى المحصول تنخفض

.ية المشتراة عند ثمن التوازن األثمان فتزداد الكمومهمة الثمن فى تحقيق التوازن بين العرض والطلب مستمرة فى كل وقت من العام فارتفاع الثمن مع نقص العرض وانخفاض الثمن مـع زيـادة الكمية من القمح يتيح الدور للمضاربين فى تنسيق استهالك القمح طول العام

فى بداية العام فى حالة زيادة الكميـة فعلم المضاربين بأن ثمن القمح ينخفض وارتفاعه فى نهاية العام يجعلهم يشترون كميات لتخزينها وبيعها فـى نهايـة

.العام لتحقيق األرباح



-١٨٧-

وبالتالى نقص الكمية فى بداية الحصاد يؤدى إلـى ارتفـاع الـسعر وانخفاضه فى نهاية العام بـسبب زيـادة العـرض وهكـذا يـؤدى الـثمن

فى وظيفة إقامة توازن متناسق بين عرض وطلب القمح طـول والمضاربون .العام :األجل الطويل ) ب

يمكن خالله تغير الكمية المنتجة عن طريـق زيـادة المـشروعات المنتجة أو بتخفيضها لدفع األثمان وبالتالى يحقق الثمن فى اقتـصاد الـسوق

اإلنتـاج وظيفة التوازن بين اإلنتاج واالستهالك فى كل فـرع مـن فـروع :كمايلي

إذا زادت الكمية المنتجة تنخفض األثمان وبالتالى يتحول المنتجـون إلنتاج سلع أخري فتقل الكمية وترتفع األثمان عند حـد التـوازن وبـالعكس انخفاض الكمية المنتجة يؤدى الى رفع األثمان مما يدفع المنتجين للمزيد مـن

:اإلنتاج تحقيقا لألرباح وبالتاليكمية يؤدى الى انخفاض الثمن عند حد التوازن بين العـرض زيادة ال -١

.والطلب ارتفاع الثمن ينقص الكمية المطلوبة بما يحقق التوازن بـين الكميـة -٢

.المنتجة والكمية المطلوبة

: وخالصة القول يؤدي الثمن فى اقتصاد السوق دورين رئيسيين وهما ٠التوزيع الفعال للموارد اإلنتاجية: أوالوتحقيق التوازن بين عرض وطلب الكميات المنتجـة : تحقيق التوازن : اثاني

.عن طريق التغير فى األثمان



-١٨٨-

إذا كان جهاز الثمن يعتبر آلية تنظيم النشاط االقتصادى فـى النظـام الفردى إنتاجا واستهالكا وبذلك يقوم مقام السلطة أو الهيئـة المركزيـة فـى

.النظام الجماعىالملكيـة الخاصـة : فإن هذا الجهاز يتطلب مجموعة مؤسسات منها

ألدوات اإلنتاج وحرية النشاط فى العمل واإلنتاج وسيادة المستهلك والمنـتج .وغيرها٠٠ودافع تحقيق الربح

وينجز هذا الجهاز مجموعة قرارات باعتباره استفتاء حيث أن كـل يدلى بها األفراد لتخصيص الموارد ويتم كـذلك وحدة نقد تتفق تعتبر اقتراع

القول أن الجهاز هو الفيـصل ٠إشباع الحاجات وغيرها من القرارات الهامة األدبي المحايد الذى ال يتخذ قراراته إال بناء على ما يسفر عنه االستفتاء مـن نتائج، فإذا كان الناس ينفقون على السجائر أكثر مما ينفقون على الحليب فإن

لك يعنى أن حاجتهم الى السجائر أكثر وعليه يتم تخصيص الموارد إلنتـاج ذ .مزيد وهكذا

أصبح التوجيه االجتماعى لإلنفاق العام مـن أهـداف كافـة الـنظم االقتصادية التطور الذى لحق بدور الدولة من الدولة الحارسة التـى تحقـق

لخـارجى وتـوفير الخدمات األساسية للمواطنين من تحقيق األمن الداخلى وا العدالة، ومن ثم فإن التدخل فى المجال االجتمـاعى لـم يكـن علـى رأس

.الوظائف التى تقوم بها الدولةأما الفكر الحديث فإنه يهتم كثيرا باإلنفاق االجتمـاعى ويـدعم قيـام

الدولة بدور هام فى هذا المجال، وأصبحت الدولة تلعب دورا هاما فى تحقيق



-١٨٩-

واالجتماعى مع محاولة الحد من التفـاوت الكبيـر بـين التوازن االقتصادى الطبقات داخل المجتمع ، كالقيام باإلنفاق على الخدمات الصحية والتعليميـة، ويحفز هذه الهمم فى الفكر الوضعى ما يؤدى اليه اإلنفاق االجتمـاعى مـن

٠)١(ارتفاع مستوى الطلب الفعال نظرا الرتفاع الميل االستهالكى لدى األفرادتحديد الحاجات وقرارات التوزيع وقرارات اسـتخدام : هذه القرارات تشمل .الموارد وتخصيصها

٠ ٤٩٥ ص١٩٨٠ دار الكتاب اجلامعى-دراسة مقارنة" النفقات العامة ىف اإلسالم" يوسف إبراهيم ٠د) ١(



-١٩٠-

:وق ـات السـعالق

يؤدى جهاز الثمن الدور الحيوى فـى توزيـع المـوارد االنتاجيـة يتخذ قراراته المتعلقة بما والبشرية والمادية بين النشاطات المختلفة، فكل فرد

ينتجه والكمية التى ينتجها النشاط والمكان الذى يقوم فيه باالسـتثمار وعـدد العمال الالزمين الستخدامهم وغيرهم من القرارات الكبري كإشباع الحاجات

٠)١(والتوزيع وتخصيص الموارد إن نتيجة النشاط االقتصادى للمجتمع تمثل نتيجـة قـرارات فرديـة

دة لوحدات اقتصادية بشكل متضارب وتكون النتيجة غير مقصودة إذا لـم عدي الدولـة )٢(تكن فى حسبان أحد فهى نتيجة صنع االتجاهات السائدة فى السوق

هنا تلعب دور المتفرج إذ أن المصلحة الفردية هى التى تفرض النظام علـى لحة وأي اقتصاديات التبادل ونتيجة حركة السوق اآللية لتحقيق هـذه المـص

حتدد القرارات االقتصادية ىف اقتصاد املبادلة على أساس األمثان من خالل قوى السوق والثمن كظـاهرة ) ١(

م وظائف النظام االقتصادى وبالتاىل إذا أدي نقدية تعبري نقدى وهلذا فإن تطابق الثمن مع القيمة من أه :دور بكفاءة إىل حتقيق أهدافه االجتماعية

:انظر دار اجلامعات املصريةصـ –اجلزء األول " دور ىف االقتصاد النقدى والتطور االقتصادى " حممد دويدار . د -

القيمة - الكتاب األول–يع القمية والتوز–اجلزء الثاىن " االقتصاد السياسى" رفعت احملجوب . د-.٣٩ .١٠ص ١٩٦٣ دار النهضة املصرية –

.٢٦٠ص ، حممد دويدار) ٢(



-١٩١-

تدخل من الدولة جدير بأن يعكر عمليات التجانس التام للنظام الـذى يحقـق ٠)١(أقصى مصلحة اجتماعية من خالل صالح الفرد

:أشكال االحتكار ):توزيع اإلنتاج( التميز االحتكاري -١

عندما يريد المحتكر رسم الخطة المستقبلية إلنتاجه ومبيعاتـه، ذلـك . ليف التى سيتحملها واإليرادات التى سيحصل عليهـا يتطلب منه معرفة التكا

وهنا أيضا عند افتراض وجود سوقين يحقق التساوي فى اإليرادات الحديـة فى كال السوقين، وإضافة الى ذلك يتحقق التساوى بين اإليراد الحدى فى كل

٠)٢(من السوقين مع التكلفة الحدية لإلنتاج الكلى للمحتكر Peak-Load Princingد الذروة تسعير الخدمات عن-٢

يعتبر فرض األسعار العالية أحد أنواع التمييز االحتكاري حيث يقوم المحتكر بفرض سعر أعلى عند الذروة عنه فى مجاالت االستعمال األخـري

ومن المالحظ أن الطلبات خالل الفترات الزمنية المختلفة تكون . غير الذروة قة تكفى لفرض أسعار أو معدالت مختلفـة وهذه الحقي . ذات مرونات مختلفة

٠)٣(للخدمات خالل فترات االستعمال عند الذروة

.٥٣، ص مد صديقىحم) ١(ففى حالة ثبات التكلفة احلدية على امتداد مستوى معني من اإلنتاج يكون من السهل إدراك التساوى بني )٢(

ذا تكون اإليرادات احلدية متساوية ىف كال اإليرادات احلدية ىف كل من السوقني مع التكلفة احلدية، و .ولكن عندما تكون التكلفة احلدية دالة متغرية ىف اإلنتاج. السوقني

والتمييز السعري يعىن فرض سعر مرتفع بالنسبة للمستهلكني الذين يكون طللبهم قليل املرونـة، ومثـن )٣(وهذا يطبـق ىف حـاالت . املرونة منخفض بالنسبة للمستهلكني الذين يتسم طلبهم بدرجة عالية من

.املواصالت والنقل حيث أن مثن التذكرة بالدرجة األوىل أعلى باملقارنة بالدرجة الثانية



-١٩٢-

كما أن المصالح العامة تقوم بتوفير الخدمات غير القابلة للخزن التى

ويتطلب من هذه المصالح العامـة القـدرة علـى . تستهلك حالما يتم إنتاجها وطالمـا أن . مستهلكين عند الـذروة زيادة طاقتها اإلنتاجية لمواجهة طلبات ال

لتحقيق مثل هذه الطاقـة ) التكاليف الحدية فى األمد الطويل (التكاليف اإلضافية اإلنتاجية بغية توفير الخدمات عند الذروة تمثل جزءا كبيرا من االسـتثمارات

، لذا فإن األسعار العالية التى يتحملها )١(الكلية التى تتحملها مؤسسة النفع العام مستهلك خالل فترة الذروة تستهدف توزيع التكاليف العالية التـى تتحملهـا ال

٠مصالح النفع العام لتوفير الخدمات عند الذروة على المستهلكإال أن . لقد استخدم االقتصاديون عدة طرق للتـسعير عنـد الـذروة

الهدف األساسى من جميع هذه الطرق ، يتمثل فى تحقيـق االقتـصاد فـى ٠)٢(الموارد

: تسعير المنتجات المتعددة-٣

يمكن التوسع فى نظرية التميز االحتكاري لتشمل مشكلة تحديد أسعار المنتجات المتعددة لدى المؤسسة الواحدة، وقد ساهم البحث المـشهور الـذى

من جامعة ماري الند فى أغناء Eli w . Clemensكليمنز . و.تقدم به أيلى .لتوسع النظرية االقتصادية بمثل هذا ا

املصرف اإلسـالمى الـدوىل " تدخل الدولة ىف النشاط االقتصادية اإلسالمى " حممد فتحى صقر : انظر ) ١(

.١٩ هـ ص ١٤٠٨ القاهرة –لالستثمار والتنمية سعار العالية عند الذورة واألسعار املنخفضة عندما ال يكون االستعمال عند الذروة تؤدى إىل اخنفاض فاأل )٢(

الكميات املطلوبة عند الذروة وتقود إىل حتويل بعض الطلب من فترة الذروة اىل الفترة الـىت اليكـون اريعها داخل االقتـصاد وعلى ذلك عندما تتوسع مصاحل النفع العام ىف مش . االستعمال فيها عند الذروة

.النامى، فإن األخذ مببدأ التسعري عند الذروة ميكن أن يساعدها على إحراز معدالت منو بطيئة



-١٩٣-

وفى الواقع تقوم أغلب المؤسسات بإنتاج أكثر من سلعة واحدة، بـل ويمكـن أن تتـضمن المنتجـات . يقوم البعض منها بإنتاج اآلالف من السلع

المتعددة للمؤسسة نفس اإلنتاج إال أنه يكون مختلفا من حيث الحجم، الموديل، ٠النوع ، التصميم ، الخ

لمتعددة للمؤسسة منتجـات مختلفـة كما يمكن أن تتضمن المنتجات ا وفى حالة المنتجات المتعددة يكون لكل واحدة مـن المنتجـات سـوقا . تماما

أما فيما يتعلق بالتغيرات الحاصلة فى األسواق، التكاليف ، أذواق . خاصا بها المستهلكين ، تصاميم اإلنتاج، نالحظ أن المؤسـسات اليقظـة تقـوم دائمـا

٠)١ (بالتفتيش عن أسواق جديدةوما يجب على المؤسسة بيعه ، ال يقتصر على إنتاجها بقدر ما تتيحه

:قدرتها على اإلنتاج والبد من توافر بعض الشروط أهمهاأن يكون من السهل على المؤسسة تحويل مواردها لصنع مجموعـة -١

وهذا يعنى أن الجزء األكبر من معـدات المؤسـسة . من المنتجات كن استخدامها لتحقيق أكثـر مـن هـدف تعتبر من المعدات التى يم

.واحد، وأن اإلدارة والعمل يتمتعان بقدرات متنوعةأن يتوفر لدى المؤسسة بعض المعدات التى لم تستغل استغالل تامـا -٢

٠)٢(حتى تكون دائما فى الوضع الذى يؤدى الى تحقيق اقصى ربح

مؤسـسة يبدأ كليمنز نموذجه لتسعير المنتجات المتعددة بافتراض قيـام ال مـن الطاقـة % ٧٠إلـى % ٦٠بنوع واحد فى اإلنتاج وأنها تعمل بمعـدل

(١ )The most rigorous treatment of the pure theory is found in joan

robinson . the economics imperfect competition (Macmillan. London . 1933) chaps. 15 and 16.

(٢ )Aless difficult through discussion is in joe , s . bain pricing , distribution , and employment , rev ed ,(holt ,new york , 1953)Chap-9.



-١٩٤-

وأن اإليراد الحدى والتكلفة الحديـة لـنفس اإلنتـاج تكـون . المتوفرة لديها ومن المالحظ أنه عندما تكون هناك طاقة غيـر مـستغلة، يكـون . متساوية

ـ رة فـى بإمكان المؤسسة القيام بالتوسع فى اإلنتاج دون حصول زيـادة كبيإذا يكون باإلمكان استخدام بعض الطاقة العاطلة إلنتاج نوع . التكاليف الحدية

ثانى من اإلنتاج لعرضه فى سوق فقد ال يتم إنتاج بعض الـسلع والخـدمات على اإلطالق إذا لم يكن باستطاعة البائعين ممارسة التمييز االحتكـاري ، أو

٠)١(عندما ال يسمح لهم بممارسته المحتكر قادرا على ممارسة التمييز التام فـى هـذه الحالـة عندما يكون

سيكون إنتاجه مساو إلى اإلنتاج فى ظل المنافسة التامة ألن المحتكر ينظـر فيقـوم . إلى منحنى طلب المستهلك على أنه يمثل اإليراد الحدى الذى يواجهه

فهـو وبهـذا . المحتكر بتحقيق المساواة بين اإليراد الحدى وتكلفتـه الحديـة يساوي بين الطلب والتكلفة الحدية كما هى حالة التوازن فى ظـل المنافـسة

٠)٢(التامة وطالما أن التمييز من الدرجة الثانية عبارة عن وسـيلة للوصـول إلـى التمييز من الدرجة األولى، لذا ترتب على ذلك أن يكون الناتج أكبر مما لـو

ر التميز من الدرجة الثالثـة، وعندما يمارس المحتك . كان للمحتكر سعر واحد ففى هذه الحالة يمكن أن يصبح إنتاجه مساو إلى أقل من وأكبر مـن إنتاجـه

(١ )the discussion of multiple – product pricing is based on eli w. cle:

ens "price discrimination and the multiple – product firm". Review of ecomomic studies . vol 19(1950-1951) p . 1-11.

(٢ )repinted in American economic associationm readings in industrial organization and public policy (Irwin , home wood, 1958) how business firms can benefit from the theory of price discrimination is explained by joel dean , managerial economics (prentice – hall. Englewood cliffs ,NJ , 1951) chape ,8 and 9.



-١٩٥-

وعلى كـل حـال . مساوإلى أقل من وأكبر من إنتاجه عند فرض سعر واحد يعتمد هذا التحليل على أشكال منحنيات الطلب التى يواجهها المحتكـر فـى

٠)١(سوقين أو أكثرات الطلب فى األسواق المستقلة عندئذ يكـون اإلنتـاجى وإذا كانت منحني

الكلى هو نفسه فى حالة السعر الواحد فاألخذ بالسوقين يعنى أن االنخفـاض فى السوق، عندما تكون مرونة الطلب أقل يكون مساو فـى األسـواق ذات

٠)٢(المرونة األكبر

: قرارات التسعير فى النشاطات التجارية-٤نز للتسعير المتعدد خيـر مثـال يمكـن للمؤسـسة يعتبر نموذج كليم

إذا يعتبر هذا النموذج . التجارية اعتماده لمعالجة مشكلة تحديد أسعار منتجاتها بسيطا،حيث تمثل األرباح فيه الهدف الوحيد، واتخاذ قرارات تحديد األسـعار فيه يحصل دون األخذ بنظر االعتبار ردود الفعل الممكـن مواجهتهـا مـن

المنافسة والدرس المستمد من النموذج يتمثل فى عدم وجود التعقل المؤسساتفى األسلوب العام المتبع من قبل المؤسسات التجارية فى تحديـد أسـعارها للمنتجات المختلفة عن طريق إضافة نسبة مئوية معينة إلى التكاليف فبـالرغم

رونـات من أن المؤسسات تعتقد بسالمة هذا األسلوب، أال أنـه إذا كانـت م .الطلب مختلفة وفى هذه الحالة تؤدى عملية التسعير الى تحقيق أرباح أقل

(١ ) Haw dairy farmers do benefit is shown by Edmond S harris ,

classified pricing of mild , technical bulletin No 1184 . united states department of agriculture (u.s . government printing office Washington, D.C.1958).

٠وقد توصلت السيدة جون روبنسن ىف حبثها القيم اىل نتيجة مفادها زيادة اإلنتاج عند ممارسة التميز االحتكار ) غري التامةاقتصاد املنافسة (ويالحظ ذلك ىف كتاا بعنوان ) ٢(

(London: Macmillan,1933pp . 190-195)



-١٩٦-

وقد تحدث االقتصادى جون لين حول موضوع التسعير فـى كتابـه تناول الكيفية التى يجب على المؤسسة التجارية اتباعهـا " االقتصاد اإلداري "

ـ . فى سعرها " االختالفات"لفرض ق وقد شجب طريقة التـسعير عـن طري داعيا إدارة المؤسسة التجارية إلى النظـر إلـى up pricingإضافة معينة

وإلى الطلب الفعلى أوالطلب المتوقع، وإلى Incrementalالتكاليف اإلضافية ففى األمد القصير يتطلب من المؤسـسة . مرونة الطلب المتوقع على إنتاجها

بالشكل الذى من شأنه أن أن تختار هيكل األسعار واإلنتاج لمنتجاتها المتعددة يحقق المستهلكين بدفع نفس األسعار لنفس المنتجات وفى نفس الوقت من أحد

٠)١(الشروط الحدية لتحقيق أقصى رفاهية اقتصادية وقد يأخذ التميز االحتكاري لونا أخر عندما ينظر إليه مـن زاويـة

د وهنـا يقـص Apartial Welfare Analysisالتحليل الجزئي للرفاهيـة

أحنـاء ففى معظـم . من الناحية التطبيقية تعترب مشكلة تسعري احلليب خري مثال على التميز االحتكاري ) ١(

الواليات املتحدة األمريكية يباع احلليب بالشكل االحتكاري بواسطة احتادات املنـتجني الـىت تعمـل وهنا تقوم احلكومة الفيدرالية بتقدمي . املنتجني لأللبان لبيعها ىف األسواق املعدة هلاكوكالء بيع للفالحني

ففى الواليات املتحدة يباع احلليب ىف صـنفني مـن . رعايتها السخية لأللبان ىف حتديد أسعار احلليب حلليـب وهو ا " الفائض"وأسواق احلليب . الذى يشتري ىف املدن " السائل " األسواق، أسواق احلليب

فالبنـسبة للحليـب . الذى يتحول اىل حليب جمفف، زبدة ، جبنة ، حليب مسحوق ، مثلجات، اخل إال أنه ىف حالـة . ىف املناطق احملددة هلا ) باجلملة(السائل تتمتع احتادات املنتجني املتعددة باحتكار البيع

ل املنافسة بني احتـادات احلليب الفائض الذى يتمتع بسوق أوسع بكثري من سوق احلليب السائل حتص املنتجني املتعددة، وعلى ذلك يواجه كل من هذه االحتادات طلبات ذات مرونة على احلليب الفـائض

.وعادة يكون سعر احلليب السائل أعلى بكثري من سعر احلليب الفائض :راجع

A good discussion of the many formes of price discrimination is given by fritz machlup." Characteristics and types of price discrimination" in business concentration and price policy .national bureau of economic research(Princeton university press , Princeton , 1955) P. 397-435 .Degrees of price discrimination are introduced by A .C Pigou , the economics of welfare 4th ed.(macmillanm London, 1932) chap 17.



-١٩٧-

بالرفاهية الجزئية هو أن ينظر الى الرفاهية الناتجة من سـلعة أو صـناعة مـع cross effectsواحدة دون األخذ بنظر االعتبار التأثيرات المتـشابكة

.السلع أو الصناعات األخريكما قد تقوم الحكومة عنـد مراقبتهـا األسـعار بالـسماح بـالتمييز

ة الحكومـة أو تـشجعيها التمييـز ويعود السبب الثانى لممارس . االحتكاريوهنا فإن معيـار . االحتكاري الى تقليل التفاوت فى الدخول الحقيقية لألفراد

.المساواة يطرح جانب معيار الكفاءة :وخالصة القول

تتمثل الشروط الواجب اتباعها من قبـل المحتكـر لفـرض التميـز ونات الطلـب االحتكاري فى وجود أسواق منفصلة ووجود اختالفات فى مر

ففى التمييز االحتكاري من الدرجة األولى يـستولى المحتكـر . بين األسواق وفى التمييز االحتكاري من . على جميع فائض المستهلك من المشترين لسلعته

الدرجة الثانية تصاغ األسعار بحيث تكون أدنى األسـعار للكميـات األكبـر لى جـزء مـن فـائض وبهذا يتمكن المحتكر من الحصول ع . حسب التوالى

المستهلك، وفى التمييز االحتكاري من الدرجة الثالثة يقسم المحتكر عمالئـه .إلى أصناف أو مجموعات بحيث تكون اإليرادات الحدية متساوية

وفى ظل التمييز االحتكاي تقوم االختالفات فى األسعار على أسـاس ديد من المنتجات االختالفات فى المرونات وفى حالة المؤسسة التى تمتلك الع

تتمكن من تحقيق أقصى األرباح عن طريق بيع جميع اإلنتاج بسعر يـساوى وفى بعض األحيـان يـصبح . اإليراد الحدى مع التكلفة الحدية لإلنتاج الكلى

اإلنتاج ممكنا وتتمتع نظرية التمييز االحتكاري بتطبيق واسـع عنـد اتخـاذ ٠)١(يل السياسة االقتصادية القرارات من قبل المؤسسات التجارية وفى تحل

(١ )F.M. Sherer ,industrial pricing: theory and evidence (Rand

macnally. Chicago 1970) chap 6: reuben A. kessel , "price discrimination in medicine". Journal of law and economics, 1(October 1958) 20-53.



-١٩٨-

:على النحو التالي ) التسعير(نظم القانون المصري الثمن

:لجنة التسعير الخاص بالتسعير الجبري وتحديد ١٦٣/١٩٥٠صدر مرسوم بقانون

هذه اللجان بقرار من األرباح لينشئ فى كل محافظة لجنة تسعير وتؤلف ٠)١(وزير التجارة والصناعة مع وزير الداخلية

.وتخضع هذه اللجان للجنة عليا برئاسة وزير التجارة :)٢(اختصاصات اللجنة العليا

.تعيين أسس األسعار للجان المحافظات -١نظر شكاوى ضد جداول األسعار التى توضع من قبل لجان التسعير -٢

.بالمحافظات

. األسعار مراقبة حركة -٣

.اقتراح إجراءات لمكافحة الغالء -٤

:اختصاصات لجان التسعير بالمحافظات .تحديد أقصى لألسعار للمواد التى تبين فى الجداول ) أ ٠)٣(إعالن جداول لألسعار مساء كل يوم جمعة أسبوعيا ) ب

.١٤/٩/١٩٥٠ عدد غري عادى ف – مكرر -٩٠ الوقائع املصرية العدد)١( . من القانون السابق ٣املادة ) ٢( .املادة الثانية من القانون السابق) ٣(



-١٩٩-

:كيفية التسعير :يجوز لوزير التجارة والصناعة أن يعين بقرار منه الحد األقصى ح الذى يرخص به ألصحاب المصانع والمستوردون وتجار للرب -١

الجملة ونصف الجملة والتجزئة وذلك بالنسبة إلى أية سلعة تصنع محليا أو تستورد من الخارج إذا رأي أنها تباع بارباح تجاوز الحد

.المألوف ألسعار بيع الوجبات والمأكوالت والمشروبات فى الفنادق والمطاعم -٢

٠من المحال العموميةوالمقاهى وغيرها

ألجور الفرق فى الفنادق والبيوت المفروشة وما يماثلها من األماكن -٣ ٠)١(المعدة أليواء الجمهور أو السياح

واستثناء من أحكام المواد السابقة يخـتص وزيـر -)١( مكررة ٤مادة الصناعة بتحديد أقصى األسعار لمنتجات الصناعة دون التقيد باإلجراءات

٠)٢(ليها فى تلك الموادالمنصوص عكما يجوز لوزير التجارة والصناعة أن يتخذ التدابير التالية من أجـل

:المحافظة على نظام األسعار .فرض قيود على استهالك المواد الغذائية فى األماكن العامة -١ .تحديد الكميات المشتراه من هذه المواد -٢

عاونيـة وبالتـالى إلزام المنتجين بتسليم مقادير معينة للجمعيـات الت -٣ .تخفف من حدة احتكار منتجات معينة

٠)٣(تقرير الوسائل الالزمة لمنع التالعب فى األسعار -٤

.املادة الرابعة من القانون السابق) ١( ىف ١٠٣نشرت باجلريدة الرمسية العـدد ١٤٢/٥٩، وهى مضافة بالقانون رقم )١(املادة الرابعة مكرر ) ٢(

١٨/٥/١٩٥٩. .املادة اخلامس من القانون السابق ) ٣(



-٢٠٠-

إلزام أصحاب المحال العموميـة بـإعالن األسـعار المنتجـات أو -٥ ٠)١(الخدمات التى تعرض للبيع

م اختلفوا فى على الرغم من إجماع الفقهاء على حرمة التسعير إال أنه ذلك إذا كان غرض الحاكم تحقيق المصلحة أو دفع الضرر قائمين وهو مـا

:يتضح أكثر من خالل المناقشة اآلتية يجوز التسعير ويجب على البائع إذا أجحف فى الثمن لما فيـه مـن -١

وقـول آخـر لـبعض ٠)٢(اإلضرار، هذا القول لقسم من اإلماميـة ٠)٣(كماإلمامية أنه يجوز بما يراه الحا

أن التسعير يجوز إذا كان ٠)٤(القول اآلخر األكثر أهمية هو المالكية -٢الحاكم عدال ورآه مصلحة بعد جمع أهل سوق ذلك الـشئ المـراد تسعيره، على أن يكون التسعير لغير الجالب أما التسعير للجالب فال

٠يجوز، وهذه طائفة من أقوال أئمة المذهب

ن الناس فهو جائز بل واجـب أعمـاال وإذا تضمن التسعير العدل بي لحكمة التشريع ألن دفع الظلم عن عامة المسلمين إذا كان واقعـا أو متوقعـا

٠)٥(واجب بل أولى إذ الضرر أعظم

.املادة السادسة من القانون السابق) ١( .١٠٩مفتاح الكرامة ، ص ) ٢( .١٠٩املرجع نفسه ، ص) ٣(لقـيم،ص ، الطرق احلكيمة البـن ا ٣٥، أنظرا ذلك احلسبة البن تيمية ص ١٩ ص ٥الباجى، املنتقى، ج ) ٤(

.، نقال عن املنتقى٢٧٨ .١٦٠، والديىن فتحىص ٢٤ابن تيمية ، ص ) ٥(



-٢٠١-

:الجمعيات والتسعيرقد يمر المجتمع بفترات كساد فيحدث التضخم وتضطر الدولة للتدخل

ة االستهالكية دور فى تحقيق للتخفيف من حدة التضخم وللجمعيات التعاوني ٠)١(السعر المناسب للسلع ذات العرض المحدود

وتحرص كثير من الدول على استشارة الجمعيات التعاونية االستهالكية عند تحديد األسعار الجبرية مثل السويد وفنلندا مكتب األسعار والتموين فى مونتريال بكندا حيث تقوم لجان تضم تجار على مستوى الدولة

وممثلى الحكومة لتحديد هذه األسعار وتعتمد عملية التوازن بين التاجر المنتج والمستهلك على رد فعل المستهلك تجاه األسعار حيث يمتنع عن الشراء فى

٠)٢(حالة المغاالةويالحظ أن جهاز الرقابة الخاص بالتسعير ال يماثل أو ينافس جهـاز

فمهما بلغت قوة الجهـاز الحكـومى الحسبة المكلف بمراقبة السوق واألسعار من يستطيع رقابة جميع التجار من حيث الزمان أوالمكان وخاصة فى الدول النامية حيث تنتشر األمراض االجتماعية أال أن نظام التعـاون القـائم علـى الربح المعقول يعتمد نظام البيع لألعضاء مباشرة ومن المنطقـى أن يلتـزم

ولكن مشكلة النظام التعاونى أنـه .تعاون من أجله بتحقيق الهدف الذى أنشئ ال مرتبط تطبيقه فى البلدان االشتراكية ويتطلب توافر هذه الجمعيات فى كافـة إرجاء الدولة وفى هذه الحالة لن تكون هناك حاجة لجهاز األسـعار حيـث

.أصبح المستهلك يحدد السعر وتساعد بالتالى الدولة فى تحمل المسئولية

: وانظر أيضا ٣٠٨ص –حممد عبد اهللا العرىب / انظر د) ١(

.١٩٧٣شركة الطباعة والنشر القاهرة " التسعري ىف اإلسالم" الشورجبى البشري" - .١٧٧، ص١٩٨١قاهرة ال–مكتبة املتنىب " نظرية املصلحة ىف الفقة اإلسالمى"حسن حامد -

القاهرة -الدار القومية للطباعة والنشر " التعاون من أجل القضاء على مشاكلنا االجتماعية " جالل زكى ) ٢( .٧٤٧ جابر جاد عبد الرمحن مرجع سابق ص ٤٠ ص ١٩٦٧



-٢٠٢-

حالة االحتكار يتحكم فى السعر وخصوصا إذا كانت فالبائع فى

٠)١(السلعة ضرورة ومرونة الطلب عليها قليلة فى هذه الحالة وجب التسعيروقد يحدث أحيانا تخفيض السعر بسبب الفائض فى اإلنتاج فتـضطر الدولة الى تخفيض اإلنتاج حت تنقص العرض ويزيد الطلب مثـال القـضاء

٠)٢(١٩٣١ل البن فى البرازيل عام على كميات فائضة من محصوولكن هذا اإلجراء محرم فى الشريعة اإلسالمية وخاصة أنـه توجـد دول إسالمية قصفيرة تحتاج إلى هذه المحاصيل ولهذا وجب علـى الدولـة

٠)٣(التدخل للتسعير المناسب لبقاء اإلنتاج فى السوق أو تخزينه للضرورة للمجتمع أن يوكل لمؤسسة وفى بعض الحاالت قد يكون من األفضل

واحدة فقط إذا كانت السوق ال تحتمل التجزئـة أو أن الحالـة التكنولوجيـة ففى هذه الحاالت تنفرد مؤسة واحدة باإلنتاج بـشرط أن . تقتضى استمرارها

تحدد الحكومة سعرا عادال ومجزيا بالنسبة للمستهلكين وبالنسبة للمـستثمرين ٠)٤(الطبيعىويمثل ذلك حالة وجود االحتكار

.٢٥هـ ، ص ٩ ١٣٩٩جامعة دمشق ، " الفقة اإلسالمى املقارن" فتحى الدريىن ) ١(

السلع هذه الظروف ذريعة اىل االحتكار فإنه ال مناص من تدخل الدولـة بتحديـد وإذا ما اختذ منتجو إذا يقول أبو حامد الغزايل أنه إن كان ىف سىن القحط واضطربت األسعار وابتغى اسـتقامتها . األسعار

٠فوجهان أحدمها حيرم لعموم النهى والثاىن ال حيرم نظرا اىل املقصود مطبعـة دار -نقل وتصحيح روبن ليـوى " عامل القربة ىف أحكام احلسبةم: " القرشي ، حممد بن حممد

.١٢٠، ص ١٩٣٧ كمربدج -الفنون .٧٦ األجنلو املصرية بدون تاريخ ، ص –مكتبة " نظرية القيمة " عبد املنعم البيه) ٢( مجعيـة الدراسـات والبحـوث " دور االقتصاد اإلسالمية ىف إحداث ضة معاصرة " صقر حممد أمحد ) ٣(

.٧٥ ص -هـ ١٤٠٠ عمان -اإلسالمية-موسوعة املـصطلحات االقتـصادية واإلحـصائية، دار النهـضة العربيـة : هيكل، عبدالعزيز فهمى ) ٤(

٠ ٧٧، وصقر حممد أمحد، مرجع سابق، ص٥٨٥، ص١٩٨٠بريوت



-٢٠٣-

:تحديد مستويات األسعار فى القانون تدخل المشرع المصرى فى حاالت عديدة لتحديد السعر فـنص فـى القانون على مقدار ما يبيعه التجار من مقادير الحبوب فى بعض المواد وهى

٠)١(القمح الهندى والبلدى والفول والعدس والشعيرالغالل والحبـوب : وهىوأخذ بطريقة الجداول لتسعير بعض المواد

وتقاوى الحبوب األرز ورجيع الكون، الدقيق ومـشتقاته، الخبـز ، الـسكر، الملح، الكسب، الزيوت، المواد البترولية، الكحول، األسمنت، الطوب، األدوية والعقاقير المستوردة، اللحوم، األكياس والزكائب، اللحوم والدواجن ومشتقاتهم

٠)٣(، واألسماك المجمدة بكافة أصنافها)٢(المستوردة بكافة أصنافها بتحديد بعض السلع المدعمة وتخـضع ١٢٠/١٩٨٠كما صدر القرار

، وأرفق بـه الجـدول الـذى يحـدد الـسلع )٤(١٦٣/١٩٥٠ألحكام القانون ٠المستوردة

:)٥(بخصوص التشريعات المناسبة لتنظيم األسعار نذكرحيث يكفل لهم عائدا سياسة تحديد حد أدنى لألسعار حماية للمنتجين ب -

٠مناسبا ال يخرجهم من السوقسياسة تحديد حد أدنى لألسعار حماية للمنتجين بحيث يكفل لهم عائدا -

٠مناسبا ال يخرجهم من السوق

٠)١١/٣٠٩(، واملوسوعة)٥٦-٥٥(التيسري ص) ١( والوقائع املـصرية ٤٦٢/٨٣التجارة الداخلية رقم وأضيفت املادة بقرار وزير التموين و ١٦٣/١٩٥٠ق) ٢(

٠ ٣٠/٢٠/١٩٨٣ ىف٣٤٥العدد ٠ ٣٠/٨/١٩٨٤ ىف٢٠١ بالوقائع عدد٤٥٤/٨٤ وأضيف البند األخري بالقرار١٦٣/١٩٥٠ىف) ٣( ٠ ١٠/٦/١٩٨٠ ىف١٣٦الوقائع املصرية العدد) ٤( ٠ ٢١مرجع سابق، ص-فتحى حممد صقر) ٥(



-٢٠٤-

سياسة تحديد حد أقصى لألسعار منعا للمغاالة أوقات التضخم التـى - ٠"Exploiting"تتسم بقصور شديد فى العرض أو ما يسمى

قوانين تمنع االحتكارات لمحاربة سياسات التواطؤ الـسعري إصدار -أو التمييز السعري، وكذا توعية المستهلكين كـأن تلـزم الـشركات

.باإلعالن عن أسعار منتجاتها بدقة

هذه بعض الصور لتدخل الدولة ذكرت على سبيل المثـال، وصـور هـداف أخري من باب المصالح المرسلة متروكة للحكام يقـدرها خدمـة لأل

.اإلسالمية الكبريوتطبيقا لذلك أنشئت لجنة التموين العليا لضمان تموين البالد بـالمواد

األساسية لتحقيق العدل فى توزيعها ولوزير التموين والتجارة الداخلية سـلطة اتخاذ قرارات بموافقة اللجنة العليا التخاذ بعض التدابير أو كلها على النحـو

:)١(التالىلى إنتاج هذه المواد وتداولها واستهالكها بما فى ذلـك فرض قيود ع -١

توزيعها بموجب بطاقات أو تراخيص تصدرها وزارة التموين لهـذا .الغرض

.فرض قيود على نقل هذه المواد من جهة اخري -٢

تقييد منح الرخص الخاصة بإنشاء أو تشغيل المحل التى تستخدم هذه -٣ .المواد فى تجارتها أو صناعتها

.قصى صفقة يمكن التعامل بها بالنسبة للمواد المذكورةتحديد أ -٤

االستيالء على أية واسطة النقل أو أية مصلحة عامة أو خاصـة أو -٥أي معمل أو مصنع أو محل صناعى أو عقار أو أي منقـول أو أي شئ من المواد الغذائيـة أو المستحـضرات الـصيدلية والكيماويـة

األحكام العامة نشر -الباب األول- اخلاص بشئون التموين٩٥/١٩٤٥ن رقماملادة األوىل من مرسوم بقانو ) ١(

٠ ٦/١٠/١٩٤٥غري عادى ىف) أ( مكرر١٤٥بالوقائع املصرية بالعدد



-٢٠٥-

أي فرد بتأدية أي عمل مـن وأدوات الجراحة المعامل وكذلك تكليف .األعمال

تحديد األسعار فيما يتعلق باألصناف التـى تـستولى عليهـا وزارة -٦التموين وتشرف علـى توزيعهـا باالتفـاق مـع وزارة التجـارة

٠والصناعةكما يجوز لوزير التمـوين أن يـصدر عنـد االقتـضاء قـرارات

بريد والثالجـات بتخصيص وتوزيع األجزاء التى يري لزومها من مخازن الت .الموجودة فى جميع بالد القطر لخزن تقاوي البطاطس

وله أن يصدر غير ذلك من القرارات الالزمة لتنظيم هذا اإلجراء بما فى ذلك تحديد أقصى األسعار التى تؤجر بها اإلجـزاء المخصـصة لخـزن

.)١(التقاوى المذكورة :)٢(السعر العادل فى القانون

واعد معينة فى تحديد حد أقـصى للـربح وضع المشرع المصرى ق :)٣(حتى يحافظ على األسعار وفقا للقواعد اآلتية

: طرح نسبة مئوية من حساب التكاليف لكل من ٠)٤(صاحب المصنع من تكاليف اإلنتاج اإلجمالية -١

.٩٥/١٩٤٥ بالباب اخلامس بعنوان تدابري خاصة بزيادة حمصول البطاطس ق ٢١انظر املادة ) ١( ١٢١/١٩٥٠ بالوقائع املـصرية العـدد رقـم بتحديد األرباح ونشر١٨٠/١٩٥٠صدر القرار الوزارى ) ٢(

٠ ٢٥/١٢/١٩٥٠ىفحيدد أقصى الربح الذى يرخص به لصاحب املصنع واملستورد وتـاجر -القانون السابق ) ٢ (١انظر املادة ) ٣(

١٦٣من املرسوم بقانون رقـم ) ١بند (٤اجلملة ونصف اجلملة وتاجر التجزئة فيما خيتص بتطبيق املادة ٠ ١٩٥٦ لسنة١٠القرار رقممعدلة ب) ٢(، ١٩٥٠لسنة

: حددت املادة الثانية من نفس القانون التكاليف اإلمجالية بكل ما له عالقة مباشرة بإنتاج السلع وتشمل ) ٤( ٠النفقات العامة واالستهالكات-اإلدارة-الوقود-األجور-مثن املواد اخلام



-٢٠٦-

٠)١(المستورد من تكاليف االستيراد -٢

٠ما أقلالتاجر من تكاليف اإلنتاج أو االستيراد أو سعر الشراء أيه -٣

ويجوز جميع األحوال يحدد الربح فى تجارة السلع المستوردة بما ال

:)٢(من إجمالى تكاليف االستيراد وفقا للنسب اآلتية% ٣٠يزيد عن ٠للمستورد% ١٠ - ٠تاجر الجملة% ٥ -

٠تاجر التجزئة% ١٥ -

المشار إليه علـى ١٩٨٦ لسنة ١٢٠ومع عدم اإلخالل بأحكام القرار لتقدم بصورة من قائمة تكاليف االستيراد لـإلدارة العامـة كافة المستوردين ا

للخبراء والتسعير بالوزارة وفقا للنموذج المرافق فى موعد ال يجاوز شـهرا ٠)٣(من تاريخ اإلفراج النهائى عن السلعة

لبضاعة وفقا للفاتورة املعتمدة باألسعار املعلنة حددت املادة الثالثة عناصر التكلفة االستريادية ىف مثن شراء ا) ١(

نـشر ٧٣٨/٨٨ومصاريف الشحن والتأمني واملراسالت اإلدارية وهذا اليد األخري مـستبدل بـالقرار ٥٣ لـسنة ١٤ معدلة بالقرار رقـم ٣ ونشر إىل أن املادة ٢٤/١١/١٩٨٨ ىف ٢٦٦بالوقائع املصرية العدد الوقائع املصرية ١٩٨٦ لسنة ١٢١ مث استبدلت بالقرار ٢٠/١/١٩٥٤ ىف ٥٤ لسنة ٦الوقائع املصرية العدد

وتضيف نفس املادة ضمن التكاليف االستريادية الرسـوم اجلمركيـة ٠ ١١/٣/١٩٨٦العدد تابع ىف ومصاريف اجلمارك والتوكيالت املالحية والتخزين وقيمة العينات ومصاريف النقل الداخلى للبـضاعة

إضافة عمولة ختليص بنسبة نصف املائة وحبـد أدىن ٦ىف البند رقم وأخريا ورد % ٥بشرط أال تزيد عن الوقـائع ١٩٨٦ لسنة٦٦٠مستبدل بالقرار الوزارى رقم ) ٦(مائىت جنيه وألف جنيه كحد أقصى، البند

٠ ٢٧/١٢/١٩٨٦ ىف٢٩٣املصرية العدد ٠)٢١/٥/١٩٥٧ مكرر ىف٤٠الوقائع العدد (١٩٥٨ لسنة٧٦ مكررا مضافة بالقرار رقم٣املادة) ٢( ٠ سالف اإلشارة إليه١٩٨٦ لسنة١٢١مضافة بالقرار رقم) ٣(



-٢٠٧-

تجـارة لدراسـة أنشئ هذا المجلس بمقتضى قرار وزير التموين وال

جميع الظواهر السلبية التى تضر بأمن وصحة المواطنين وأيضا لحمايتهم من :)٢(االستغالل فى حالتين

٠قيمة السلعة-أ ٠عرض السلع رديئة الصنع-ب

:تمثيل المجلس وزارة : وزير التموين والتجارة الممثلين عن الوزارات اآلتيـة يحدد

-الـصحة -د والتجـارة الخارجيـة االقتصا-الزراعة واستصالح األراضى اإلعالم ووزارة قطاع األعمال -الشئون االجتماعية -التربية والتعليم -الصناعة

العام ويجوز ندب مجموعة من الشخصيات العامة والجمعيات والهيئات غيـر ٠)٣(الحكومية وللمجلس ضمن من يراه من ذوى الخبرة

: إجراءات المجلس لتحقيق أغراضه ة المجلس فى القيام بالدراسات ووضع االقتراحـات القانون سلط حدد

:الالزمة للقضاء على الظواهر السلبية وتشمل هذه الدراسات المجاالت اآلتية

٢٥٤ ونـشر بالوقـائع املـصرية العـدد ١٢/١١/١٩٩٤ الـصادر بتـاريخ ١٣٠/١٩٩٤القرار رقم ) ١(

٠ ٩/١١/١٩٩٤ىف ٠املادة الثانية من القانون أعاله) ٢( ٠املادة األوىل من القانون السابق) ٣(



-٢٠٨-

دراسة احتياجات المواطنين من كافة السلع وإمكانية توفيرها والبدائل -١اآلمنة فى حالة نقصها وصوال إلشباعها مـن األجـود واألرخـص

٠منهاصادر وظواهر تلوث هذه السلع وعدم صـالحيتها دراسة وسائل وم -٢

٠وكيفية التصدى لها وحماية المستهلكين منها

دراسة المواصفات والحدود اآلمنة للسلع التى تشكل خطـورة علـى -٣ ٠المستهلكين

دراسة ظواهر استغالل المواطنين سواء باحتكار بعـض الـسلع أو -٤ترحـات إخفائها أو المغاالة فيهـا دون مبـرر بـذلك ووضـع المق

٠والتوصيات لمواجهة هذه الظواهر

إصدار التوصيات الالزمة للحد من المسترب من الـسلع األجنبيـة -٥المهربة والتى لم تخضع للفحص سواء على مطابقة المواصـفات أو

٠الفحص الصحى أو اإلشعاعى

توعية المستهلكين بكيفية التعرف على السلع الجيدة ووسائل التعرف -٦ ٠سد منهاعلى التالف أو الفا

تشجيع إنشاء الجمعيات األهليـة لحمايـة المـستهلك وتعظـيم دور -٧المواطنين فى مواجهة ظواهر السلع غير الجيد وكـذلك اسـتغالل

٠بعض التجار لهم

ونص القانون على إنشاء هذه المجـالس لكـل محافظـة بإشـراف : المحافظ ويتبع هذا المجلس فروعه بالمراكز واألحياء وتتولى هذه المجالس

٠تنفيذ السياسة العامة للمجلس الدائم-أ ٠اتخاذ اإلجراءات التى تكفل ضبط التعامل باألسواق-ب



-٢٠٩-

٠)١(تحقيق أهداف المجلس-جوحماية المستهلك من السياسات االقتصادية التى اتبعـت منـذ فتـرة طويلة من الزمن فى الدول األوروبية ونسوق مثاال لذلك فى ألمانيـا حيـث

المستهلك من أهم الواجبات العامة للدول نظرا ألن اقتصادها أصبحت حماية يعتمد على نظام حرية السوق ولهـذا تتـدخل الدولـة لحمايـة المـواطنين

٠اجتماعياالتـى تقـيم " اختبار البضائع" أسست ببرلين مؤسسة ١٩٦٤ومنذ عام

جميع أنواع السلع من حيث تناسب الجودة واألسعار كما اتخـذت إجـراءات : ة لحماية المستهلك أهمها عديد يوضح التزامـات المـستهلك عـن ١٩٧٠صدر قانون التقسيط عام -١

يمنحه القانون فى حالة تورطـه "إبرامه عقد شراء أى شئ بالتقسيط ٠"نتيجة إلغراء معين مهلة أسبوع لإللغاء البيع

مبدأ السعر الثابت الـذى تفرضـه الـشركات ١٩٧٤ألغى منذ عام -٢ ٠لعلمية كالكتب والمجاالت والخرائطباستثناء المسائل ا

يـنظم " شـروط االتفـاق العامـة "١٩٧٧صدر قانون جديد عـام -٣االستثمارات الجاهزة وبالتـالى يمكـن للمـستهلك فـى أى مجـال استهالكى اإلطالع على الشروط العامة، وتسرى هذه القواعد علـى

٠)٢(الخدمات أيضاـ ة المـستهلك وتعمل االتحادات الخاصـة للمـستهلكين علـى حماي

وتساعدها الدولة فى هذا المجال كما توجـد مراكـز إرشـادية للمـستهلكين لإلجابة عن االستفسارات الخاصة بالبضائع وأسعارها وحماية المستهلك تمثل

٠لسابقاملادة الثالثة من القانون ا) ١(جتربة مجهورية أملانيا االجتادية ط مكتبة عـني مشـس -اقتصاديات التعاون "انظر كمال محدى أبو اخلري ) ٢(

٤٤٧-٤٤٦ص



-٢١٠-

أحد االهتمامات األساسية للبرلمان عند إعداده للقـوانين لتحـسين وحمايـة ٠)١(المستهلك

اعتباره أهم تنظـيم اقتـصادى وخالصة القول نظم اإلسالم السوق ب فوضع له قواعد وضوابط تهدف إلى عدم التحكم فى السوق ومن هنا جـاءت أهمية التسعير فى النظام االقتصادى اإلسالمى فوضع له حدودا أخالقية بعيدا

٠عن االستغالل والظلم فحرم االحتكار نظرا إلثارة السلبية على االقتصادعة ضـوابط تحـدده وترسـى وتحت ضابط العوض وضعت مجمو

قواعد العدل وتحدد الربح وآجال الدفع كالنهى عن زيادة الثمن مقابل زيـادة األجل أو إنقاص الثمن نظير التعجيل بالدفع وفى نفـس اإلطـار وضـعت ضوابط للرقابة والتوجيه فجهاز الحسبة وظيفة إسـالمية تـأمر بـالمعروف

تعامل فى األسواق وخاصة وتنهى عن المنكر وضمن وظيفته ضبط أدوات ال ٠مسألة األسعار التى شملت جملة من المبادئ

التسعير مسألة تقديرية فيما يتعلق بالضرورى وغير الضرورى وقد تركت -أ ٠لظروف الزمان والمكان

التسعير العادل يلزم فيه االستعانة بأهل الخبرة الموثوق فـى صـالحهم -باستبعد سعر الفائدة ونظم اسـتغالل كما ٠وااللتزام بقواعد احتساب التكاليف

٠الموارد بالشكل األمثل

:وللمزيد من التفصيل حول موضوع محاية املستهلك راجع ) ١(

-١ط-مطبعـة األمانـة " محاية املـستهلك ىف الفقـه اإلسـالمى "الشربناصى رمضان السيد - ٠هـ١٤٠٤القاهرة

.١٩٨٨جتارة األزهر-دكتوراه" محاية املستهلك ىف ظل الشريعة اإلسالمية"أمني حممد رضا --٣٣العـدد -جملة البنوك اإلسالمية " سلوك املستهلك بني اإلسالم والفكر الوضعى "غامن حسني -

٠ ١٩٨٣ديسمرب االقتصادية ندوة السياسات" نظرية سلوك املستهلك املسلم والرفاهية االقتصادية"حمبوب عبداحلميد -

٠ ١٩٩١اجلزائر-سطيف-من منظور إسالمى



-٢١١-

والهدف من تدخل الدولة هو لتنظيم تدفق متوازن للسلع والخـدمات بأسعار عادلة وتنافسية تحقق عائدا مناسبا للمنتجين وتوازن للمستهلك ويزيـد تدخل الدولة فى الظروف االستثنائية كالحروب والكوارث لضمان وصـول

ألصحابها وسياسة التسعير تمثل إحدى صور تدخل الدولة المباشـر الحاجات ٠للتحكم فى النظام االقتصادى

وقد أدرك ابن خلدون الباحث اإلسالمى فكرة السعر ووضع األسـس ٠)١(العادلة للسلع التى يلزم التسعير فيها

فالتسعير له مقوماته وهو ضرورى فى الحياة االقتـصادية الحديثـة أن الحياة االقتصادية تحظى بأسبقية عن التطور العسكرى نفسه ومن المعلوم

ولهذا فإن التسعير من الضروريات وتدخل الدول واجـب لتنظـيم المجتمـع ٠االقتصادى الحديث

أنه إذا استبحر املصر وكثر ساكنة رخصت أسعار األشياء الضرورية من القوت وما ىف معناه، والسبب " )١(

ىف ذلك أن احلبوب من ضرورات القوت فتتوفر الدواعى على اختاذها، إذا كل أحد ال يهمل قوت نفسه ته، فيعم اختاذها أهل املصر أمجع أو األكثر منهم ىف ذلك املصر أو فيما قرب وال قوت مرتله لشهرة أو سن

منه وكل متخذ لقوته تفضل عنه وعن أهل بيته فضله كبري تسد خلة كثريين من أهل املـصر فتفـضل األقوات عن أهل املصر من غري شكل فترخص أسعارها ىف الغالب إال ما يصيبها ىف بعض السنني مـن

ية موفور العمران كثري حاجاته الترف توفرت حينئذ الدواعى على طلب تلـك املرافـق اآلفات السوق واالستكثار منها كل حبسب حاله فيقتصر املوجود منها عن احلاجات قصورا بالغا ويكثر املستهلكون هلا

حلاجتهم وهى قليلة ىف نفسها فيزدحم أهل األغراض ويبذل أهل الرفه والترف أمثاا بإسراف ىف الغالء ٠]٣٤٥مقدمة ابن خلدون، ص [٠إليها أكثر من غريهم فيقع فيها الغالء



تاليف املادة العلمية اخلاصة بالبطالة والتضخم يف مادة االقتصاد

اخلاصة بالتعليم املفتوح املستوي االول الفصل الدراسي الثاني

تاليف

عصام حسني محمد عبد الحليم. دمدرس االقتصاد والمالية العامة بكلية الحقوق جامعه بنها



١

الفصل الخامس نظرية البطالة

ة من الظواھر الطبیعی ة ف ى األقت صادیات المعاص رة وذل ك نظ را تعتبر البطال وذل ك عل ى خ الف الكالس یكون ال ذین –لعدم إمكانیة حدوث التوظی ف الكام ل للعمال ة

وھ ذا م ا ج اءت ب ھ النظری ة الكنزی ة –كانوا یعتقدون بفرضیة حدوث التشغیل الكام ل ام ل أم ر نظ رى مث الى والنظری ات المكمل ة لھ ا حی ث ی رون أن ح دوث التوظی ف الك

.یصعب تحقیقھ على أرض الواقع ، والطبیعى ھو التوظیف غیر الكامل للعمالة أش ارت األدبی ات األقت صادیة إل ى العدی د م ن أن واع البطال ة والت ى تتزای د أحجامھا ومعدالتھا مع الوقت ، وتكمن خطورة البطالة فى تاثیرھا على الناتج الق ومى

األمثل للموارد البشریة وإھدار لرأس المال البشرى باإلضافة حیث یتم عدم األستخدام آلثار البطالة اإلجتماعی ة وال سیاسیة ، ول ذلك ی ضع واض عوا ال سیاسات األقت صادیة –

نصب أعینھم زیادة حجم العمالة واإلقالل من حجم البطالة ومعدالتھا ، ویتطلب تحقیق دالتھا ودراس ة خصائ صھا ذل ك وج وب التع رف عل ى أن واع البطال ة وحجمھ ا ومع

: ومعرفة األسباب المؤدیة لھا وبالتالى تقتضى الدراسة التعرض لألمور التالیة مفھوم البطالة : المبحث األول قیاس البطالة : المبحث الثانى أنواع البطالة : المبحث الثالث نظریات البطالة : المبحث الرابع

البطالة فى مصر : المبحث الخامس



٢

بحث األولالم مفهوم البطالة

تتع دد التعریف ات الت ى تناول ت البطال ة وم ن ث م ی صعب الوص ول إل ى مفھ وم مح دد لھ ا، فی ذھب جان ب م ن االقت صادیین للق ول ب أن البطال ة تنطب ق عل ى األف راد القادرین على العمل وال یعملون ولكن یبحثون بجدیة عن فرص العمل ، فى حین یرى

إختالل بین قوة العمل المتاح ة ف ى مجتم ع مع ین وب ین ف رص آخرون أن البطالة تمثل العم ل المتاح ة وی ستفاد م ن ذل ك بطال ة ج زء م ن ق وة العم ل ب صورة كلی ة أو جزئی ة بالرغم من قدرتھا على العمل وترغب فیھ ویرج ع ھ ذا الن وع م ن البطال ة لع دم ق درة

ویذھب إتجاه آخر للقول االقتصاد القومى على إستیعاب كل قوة العمل المتاحة للعمل ، . بأن البطالة تتلخص فى نقص فرص المال المتاحة فى المجتمع واالقتصاد

: وإزاء ھذه اآلرداء المختلفة یمكن بیان مفھومین للبطالة وھما المفھوم الرسمى للبطالة -١ المفھوم العلمى للبطالة -٢

: المفھوم الرسمى للبطالة -١ل ة وذل ك بإحت ساب الف رق ب ین حج م العم ل ی تم بی ان المفھ وم الرس مى للبطا

المع روض ف ى س وق العم ل وحج م العمال ة الم ستخدمة فع ال ف ى المجتم ع خ الل م دة زمنی ة مح ددة وعن د م ستویات األج ور ال سائدة ف ى اإلقت صاد ، وھ ذا یعن ى أن حج م البطالة یتمثل فى حجم الفجوة بین كل من الكمیة المعروضة من العمل والمطلوب ة من ھ

. سوق العمل عند مستوى األجور السائدة فىوبإستخدام مرون ات الع رض والطل ب یك ون ع رض العم ل أكث ر مرون ة عن د مستویات األجر المنخفض وتقل المرونة حتى ت صل ألنع دامھا عن د م ستوى التوظی ف

یعرف التوظیف الكامل للعمالة بأنھ الوضع ال ذى یتحق ق ف ى ظل ھ اإلس تخدام –الكامل قة العمل المتوفرة فى مجتمع م ا م ع ت وافر مع دل أدن ى م ن البطال ة وال ذى الكامل لور

یختل ف ھ ذا المع دل م ن دول ة إل ى آخ رى وم ن فت رة زمنی ة إل ى أخ رى ویق درة وإذا كان ت البطال ة –م ن ق وة العم ل % ٥ -% ٣اإلقت صادیون بن سبة تت راوح م ا ب ین



٣

یف الفعل ى وبالت الى فھ ى تتمثل فى الفرق بین مستوى التوظیف الكامل ومستوى التوظ الزیادة فى الكمیة المعروضة من العمل عن الكمی ة المطلوب ة من ھ عن د م ستوى األج ر السائد وإذا أردنا تقلیل الفارق الطلب على العمل وتحقیق التوظیف الكامل یكون بزیادة اإلنت اج وزی ادة مع دل النم و اإلقت صادى وزی ادة م ستوى الرفاھی ة اإلقت صادیون

. اعیة من خالل رفع مستوى المعیشة واإلجتم للق ول – ف ى ظ ل ع دم وج ود تعری ف رس مى للبطال ة –ویذھب اإلقتصادیون

ب أن البطال ة تتمث ل ف ى وج ود أف راد ق ادرین عل ى العم ل وم ؤھلین ل ھ وراغب ین فی ھ وباحثین عنھ وراضین عن مستوى األجر السائد فى المجتم ع ولك نھم الیجدون ھ خ الل

ة ، وھذا التعریف متفق علیھ دولیا ولكى یعتبر الف رد ف ى حال ة بطال ة فترة زمینة محدد : وعاطال فى ظل ھذا المفھوم یستلزم توافر المعاییر التالیة

وی ضم ھ ذا المعی ار األش خاص ال ذین تج اوزت : أن یك ون الف رد ب دون عم ل - أ ھ ذا ال سن یق ع ب ین –أعماھم السن المحدد لقی اس ال سكان الناش طین إقت صادیا

س نة وف ق م ا یح دده تعری ف البطال ة المت سخدم وھ ذا ال سن ن سبى ٦٥ – ١٤ . وال یعملون سواء بمقابل أو لحسابھم الخاص -یختلف من دولة إلى أخرى

ویضم ھذا المعیار األف راد ال راغبین ف ى : أن یكون الفرد متاحا وجاھزا للعمل -بى یكون الفرد قادر ومستعد العمل ومستعدین لھ بأجر أو لحسابھم الخاص ، وبالتال

للعمل عند مستوى األجر السائد فى المجتمع وبالتالى یستبعد األفراد الب احثین ع ن العمل لیزاولوه مستقبال بع د فت رة الم سح والبح ث والدراس ة مث ل أن یبح ث طال ب الحقوق عن عمل قانونى یمارسھ بعد تخرجھ فمثل ھذا الطالب یك ون غی ر م ستعد

ل خ الل فت رة البح ث ، ك ذلك ی تم إس تبعاد األف راد الغی ر ق ادرین وغیر جاھز للعم على العمل بسبب المرض أو ذوى اإلحتیاج ات الخاص ة والت ى ال تتناس ب ح االت

. إعاقتھم مع العمل المتاح أثناء فترة البحث والمسحومفاد ھذا المعیار قیام الفرد بالبحث الجاد عن : أن یكون الفرد باحثا عن العمل -ج

رصة العم ل س واء ب أجر أو لح سابھ الخ اص خ الل م دة البح ث وإتخ اذ خط وات فج ادة ف ى ھ ذا ال شأن مث ل ت سجیل راغ ب العم ل إس مھ وبیانات ھ ف ى مكات ب العم ل



٤

الخاصة أو الحكومیة ، ونشر إعالنات للبحث عن وظیفة فى وسائل اإلعالم والرد . یص مزاولة المھنةحصول على تراخعلى اإلعالنات الطالبة للتوظیف ، وطلب ال

ویستفاد من المع اییر ال سابقة أن العم ل ب أجر ل دى آخ رین أو لح سابھ الخ اص یع د عم ال وال تح دد طبیع ة العم ل حج م البطال ة وی ستلزم تحق ق ھ ذه المع اییر ت وافر البیان ات والمعلوم ات الكافی ة ع ن أس واق العم ل الرس میة وغی ر الرس میة والریف ى

ص للباحثین عن العمل من خالل وسائل اإلعالم المختلفة والحضرى والحكومى والخا وتبادلھا ویجب على الباحثین ع ن العم ل ب أجر العل م بف رص العم ل المتاح ة لتحفی زھم على البحث عنھ بجدیة وإھتمام ، وتجدر اإلشارة إلى االختالف ب ین ال دول عن د قی اس

د داخ ل س ن العم ل وأی ضا معدالت البطالة وذلك الختالف تحدید الفئ ة العمری ة لألف را ١٥الفترة التى تقاس خاللھا البطالة ففى الیاب ان تح سب البطال ة لم ن تج اوزوا س ن ال ـ

سنة وتوافر فیھم المعاییر الثالثة السابقة وال یعملون فى األسبوع األخیر من ك ل ش ھر س نة وال یعمل ون خ الل أس بوع ١٦، وفى أمریك ا ی دخل ف ى البطال ة م ن تج اوزوا ال ـ

. مسح وتتوافر فیھم المعاییر السابقة ال : وبعد عرض المفھوم الرسمى للبطالة توجد علیھ بعض المالحظات التالیة

ال ی ضع ھ ذا المفھ وم ف ى ح ساباتھ البطال ة المقنع ة والبطال ة الجزئی ة حی ث أ، - . الفرد یعد عامال ولو كان یعمل لمدة ساعة واحدة یومیا

بین العمل واإلنتاجیة فالفرد یعد عامال ولو ان تج ال یربط ھذا المفھوم الرسمى -جنی ھ ) ١٠٠٠(جنی ھ یومی ا ویت ساوى م ع م ن ین تج بم ا قیمت ھ ) ٢(بم ا فیمت ھ

. یومیایأخذ ھذا المفھوم فق ط ب األفراد ال ذین ال یعمل ون ویبحث ون ع ن عم ل وم ن ث م -

یھم ل ق در كبی ر م ن الع اطلین الغی ر ب احثین ع ن العم ل وال ذین یئ سوا م ن . الحصول على فرصة عمل

یتجاھل ھذا المفھوم ك ل األف راد الع املین ف ى وظ ائف ب سیطة ھام شیة أو م ن - . یزاولون أنشطة غیر قانونیة



٥

: المفھوم العلمى للبطالة -٢یذھب بعض األقتصادیون إلى تعری ف البطال ة وف ق ھ ذا المفھ وم بأنھ ا عن دما

اما ك امال أو األمث ل أو األمث ل لھ ا وھ ذا الی ستخدم المجتم ع ق وة العم ل المتاح ة إس تخد یتمث ل –ی ؤدى إل ى أن الن اتج الفعل ى ف ى ھ ذا المجتم ع یك ون أق ل م ن الن اتج المحتم ل

الناتج المحتمل بأنھ أق صى ن اتج یمك ن تحقیق ھ عن د اإلس تخدام األمث ل لم وارد المجتم ع معیشة المجتمع عما وھذا یؤدى عملیا إلى إنخفاض مستوى رفاھیة و–إستخداما كامال

. كان یجب الوصول إلیھ وب ین م ن ھ ذا المفھ وم العلم ى للبطال ة أن ع دم اإلس تخدام الكام ل لق وة العم ل

ت تلخص البطال ة ال سافرة ف ى –المت وفرة یك ون ف ى ح التى البطال ة الجزئی ة وال سافرة فھ م وجود أفراد قادرین على العم ل وراغب ین فی ھ وال یج دون فرص ة العم ل وبالت الى

بعیدون عن الم شاركة ف ى العملی ة اإلنتاجی ة وھ ذا یتف ق ظاھری ا م ع المفھ وم الرس مى للبطالة ، أما البطال ة الجزئی ة ت تلخص ف ى وج ود أف راد یعمل ون دون المع دل الطبیع ى والمتوسط للعمل مثل العمالة الموس میة أو ل بعض الوق ت م ن ال شھر أو ألی ام مح دودة

.وساعات قلیلة إسبوعیاا یتعرض ھذا المفھوم العلمى للبطالة لإلستخدام غیر األمثل للعمالة المتاحة كم

فى المجتمع وھذا یجعل مستوى إنتاجیة الفرد متدنی ة ع ن متوس ط إنتاجی ة الف در وھ ذا یتف ق م ع البطال ة المقنع ة وھ و م ا یعن ى إمكانی ة إنق اص ع دد م ن العمال ة م ن العملی ة

اتج الكلى أو زیادة فیھ فى ظل عدم تغی ر الفن ون اإلنتاجیة دون حدوث أى نقص فى الن اإلنتاجیة المستخدمة فى اإلنتاج وتنتشر ظاھرة العمال ة المقنع ة ف ى ال دول النامی ة ذات النمو السكانى المتزاید والعالى وتتواجد فى قطاعات الخ دمات الحكومی ة بھ ا والقط اع

. الزراعى



٦

المبحث الثانى قياس البطالة

: یون مقیاسان لقیاس البطالة وھما على النحو التالى یتبع االقتصاد المقیاس الرسمى للبطالة -١ المقیاس العملى للبطالة -٢

المقیاس الرسمى للبطالةیتم تعریف معدل البطالة وفق المقی اس الرس مى للبطال ة بأن ھ الن سبة ب ین ع دد

ة خ الل فت رة زمنی ة العمال العاطلین إلى العدد الكلى للعمال المشاركین فى القوة العامل : محددة ، ویمكن إحتساب معدل البطالة من خالل المعادلة التالیة

عدد العاطلین ١٠٠× = معدل البطالة

قوة العمل ویقصد بقوة العمل ھنا جمیع األف راد الع املین والع اطلین ال راغبین ف ى العم ل

حجم البطالة ، وبناء + العمالة حجم = عند األجر السائد فى المجتمع أى أن قوة العمل : على ما سبق تتكون قوة العمل مما یلى

أى تضم كل العاملین لدى غیرھم أو العاملین لحسابھم كل أو بعض : العاملون -الوق ت وس اء كان ت أعم ال مؤقت ة أم دائم ة وس واء كان ت أعم ال لمدنی ة أو

لعامل ة ال ذین ع سكریة ب الرغم م ن أن ھ ف ى أمریك ا ی ستبعدون م ن ق وة العم ل ا . عملون فى القطاعات العسكریة

وتضم كل األفراد القادرة على العمل وراغبة فیھ وباحثة عن ھ وال : العاطلون - . یجدون العمل المتاح فى ظل األجور السائدة

ویالحظ على ما سبق أن ھناك فئ ات ال ت درج ض من ق وة العم ل وھ م األف راد ر ن سبى یختل ف م ن دول ة إل ى آخ رى وبالت الى خ ارج الفئ ة العمری ة المح ددة وھ ذا أم

تستبعد الفئات من ھم دون السن المحدد للعمل أو من ھم فوق ال سن كالمح الین للتقاع د أو المعاش ، كما یستبعد أیضا الفئات غی ر الق ادرة عل ى العم ل مث ل الم رض والعج زة

مل لھم بالرغم والطلبة ، وكذلك یستبعد الفئات التى ال تطالب المجتمع بتوفیر فرص ع



٧

مثل النساء المتعلمات وال ذین یف ضلون البق اء ب المنزل لتك ون –من مقدرتھم علیھ مثل .ربھ منزل

وجدیر بالذكر اإلشارة إلى أن طریقة قیاس معدل البطالة یختلف من دولة إلى أخ رى حی ث تتب این الفئ ة العمری ة أى ف ى ال سن المح ددة لقی اس ال سكان الناش طین

ذلك بالنسبة للفترة الزمنیة المحددة للبحث عن عمل فمثال تحدد فى أمریكا إقتصادیا، وك وك ذلك تختل ف –باربع ة أس ابیع واس بوعین ف ى كن دا والیاب ان تتح دد باس بوع واح د

مصادر البیانات المستخدمة فى قیاس معدل البطالة فمن الدول م ن یعتم د عل ى التع داد ینة فى حین تلجأ دول أخرى ألحصائیات السكانى وآخرى تعتمد على مسرح العمل كع

.مكاتب العمل من خالل إعانات البطالة المقدمة للمتعطلین ویالحظ أیضا أن قیاس معدل البطالة یكون أكثر صعوبة فى الدول النامیة عنھ فى الدول المتقدمة وذلك لعد ت وافر البیان ات ال سلمیة الرس میة والت ى ی ستدل منھ ا عل ى

وج ود إعان ات البطال ة للمتعطل ین ولع دم ت وافر الوس ائل المناس بة حج م البطال ة لع دم لجمی ع المعلوم ات حت ى یمك ن تك ون قاع دة بیان ات ، كم ا أن ال وزن الن سبى لالقت صاد

أكب ر م ن ال دول المتقدم ة – غی ر الرس مى أو الم وازى –والخف ى ف ى الدول ة النامی ة ل دول النامی ة الرس میة ، كم ا ال وبالتالى ال تدخل ھذه األنشطة الخفی ة ف ى إح صائیات ا

توج د ف ى ال دول النامی ة إح صائیات وبیان ات س لیمة ودقیق ة ع ن القط اع غی ر الم نظم والذى یضم المشروعات ال صغیرة والح رفیین وال ورش والمق اھى ب الرغم م ن تع اظم

. وزنھ النسبى فى الدول النامیةطال ة ال سافرة ویالح ظ عل ى المقی اس الرس مى للبطال ة تركی زة فق ط عل ى الب

الصریحة وإھمالھ ألنواع البطالة اآلخ رى وال ی ضع ض من ح ساباتھ األش خاص ال ذى توقفوا عن البحث عن فرصة عمل بعد قنوطھم من الحصول علیھا ، وبالرغم من ذلك فإن ھذا المقیاس ھو األوسع إنتشارا بین الدول لقیاس معدل البطالة ، وتأخذ بھ منظمة

قد المقارنات بین معدالت البطالة المختلفة فیما بین الدول بل وف ى العمل الدولیة عند ع . داخل الدولة الواحدة خالل فترات زمنیة مختلفة



٨

: المقیاس العلمى للبطالة -٢وف ق ھ ذا المقی اس تتحق ق العمال ة الكامل ة ف ى األقت صاد عن دما یتع ادل الن اتج

ك ون مع دل البطال ة الفعل ى م ساویا الفعلى ف ى األقت صاد م ع الن اتج المحتم ل ، وعلی ھ ی لمعدل البطالة الطبیعى غیر التضخمى ، أما إذا كان الناتج الفعلى فى األقتصاد أقل من الناتج المحتمل ھنا یكون معدل البطالة الفعلى أكبر من معدلھا الطبیعى وبالت الى یك ون

بسبب عدم , العمل أالمجتمع فى حالة بطالة وھذا یحدث إما لعدم اإلستخدام الكامل لقوة . اإلستخدام األمثل لھا

ویالحظ أن اإلستخدام األمثل لقوة العمل یتطلب أال تقل إنتاجیة العامل عن حد أدنى ھو اإلنتاجیة المتوسطة المحتملة والتى تعرف بأنھ ا أعل ى متوس ط لإلنتاجی ة ب ین

. قطاعات المجتمع باتھ كاف ة أن واع البطال ة ویالح ظ أن المقی اس العلم ى للبطال ة یأخ ذ ف ى ح سا

. السافرة أو الجزئیة أو المقنعة أى البطالة الصریحة وغیر الصریحة المبحث الثالث أنواع البطالة

تتع دد أش كال البطال ة تبع أ لتع دد أس بابھا وھ ذا ب الطبع یتطل ب تع دد أس الیب دی دة عالجھا ، على أن ھن اك ن وعین رئی سیین للبطال ة ین درج تحتھم ا أن واع فرعی ة ع

: ویتمثل ھذین النوعیین الرئیسیین فیما یلى ) الصریحة(البطالة السافرة -١ البطالة المقنعة -٢

)الصریحة(البطالة السافرة یقصد بالبطالة السافرة بأنھ توجد أشخاص قادرة على العمل وراغبة فیھ ولكن

عا ألنھ ا ال یجدون فرصة عمل ، ویعد ھذا النوع من البطال ة أكث ر أن واع البطال ة ش یو وعلیھ یكون إنتاجیة ھؤالء األشخاص – البطالة المفتوحة –الصورة الواضحة للبطالة

صفر ووقت العمل بالنسبة لھم صفر ، وفى إطار ھذا النوع م ن البطال ة یج ب التمیی ز : بین نوعیین من البطالة ھما كما یلى



٩

.البطالة اإلجباریة -١ البطالة اإلختیاریة -٢

البطالة اإلجباريةیشمل ھذا النوع من البطالة كافة األفراد الق ادرین عل ى العم ل وال راغبین فی ھ والباحثین عنھ وال یجدون فرصة عم ل ف ى ظ ل األج ر ال سائد ، وبالت الى یك ون ھن اك فائض فى ع رض العم ل ف ى س وق العم ل م ن األف راد ال راغبین ف ى العم ل والق ادرین

: لى النحو التالى علیھ، ھذا وتعدد أشكال البطالة اإلجباریة عیق صد بالبطال ة اإلحتكاكی ة وج ود أف راد ق ادرین عل ى العم ل : البطال ة اإلحتكاكی ة -١

وب احثین للم رة األول ى س واء ك ان البح ث ع ن وظیف ة مناس بة أو وظیف ة أف ضل م ن الوظیف ة ال سابقة عل ى ال رغم وج ود وظ ائف تناس بھم وتناس ب خب راتھم ومھ اراتھم

قون بھا بسبب عدم علمھم بوجود ھذه الوظائف وأماكن توفرھا وأعمارھم ولكن ال یلتح, فى ظل بح ث أص حاب األعم ال ع ن ھ ذه العمال ة لتح ل مح ل العمال ة الت ى س تتقاعد أ

. لشغل الوظائف الجدیدة فى التوسعة اإلستثماریة للمنشأة وتوجد البطالة اإلحتكاكیة فى كافة االقتصادیات النامیة والمتقدمة خاص ة وأن

ق العمل یتمیز بطبیعة الدینامیكیة ، وكذلك نجد أن تدفق المعلومات ال یتم بالصورة سوالمثلى وأن بحث كل العم ال وأص حاب العم ل ع ن الوظ ائف والعم ال ی ستغرق وقت ا ، وف ى ك ل فت رة زمنی ة نج د ال داخلین الج دد إل ى س وق العم ل والخ ارجین من ھ ، ھ ذا

وما یترت ب علی ھ م ن نق ص – ركود وازدھار –باإلضافة لوجود التقلبات اإلقتصادیة أو زیادة حجم العمالة فى المشورعات وھو ما یستغرق وقتا للتوفیق ف ى م ا ب ین ش غل

. الوظائف والعمال العاطلین وبالرغم من تواجد البطالة كما أسلفنا فى االقتصادیات أیا كان م ستوى نموھ ا

ف ضیل أف راد ھ ذا اإلقت صاد بقب ول إال أن حجمھ ا یختل ف م ن إقت صاد إل ى آخ ر وف ق ت المخاطرة بترك وظ ائفھم م ن أج ل اإللتح اق بوظ ائف آخ رى ذات مزای ا أف ضل مادی ا ومعنویا أو بین قبول اإلستمرار فى العمل وضمان الدخل الثابت ، وایضا یختلف حجم ھذا النوع من البطالة وفھم التطور االقتصادى واإلصالح اإلقت صادى وم ا ی ؤدى إل ى



١٠

لق فرص ومجاالت جدیدة للعمل ذات مزایا وحوافز تحفز العمالة على ترك وظائفھم خالقدیمة واإللتحاق بالجدیدة ، وعلیھ فق د ذھ ب ال بعض للق ول بأن ھ حت ى ف ى ظ ل تع ادل ع رض العم ل م ع الطل ب علی ھ عن د م ستوى األج ر ال سائد ف ى االقت صاد فإن ھ س توجد

.بعض البطالة اإلحتكاكیة فیھ البطال ة اإلحتكاكی ة یمك ن التمیی ز ب ین ن وعین البطال ة ھم ا البطال ة وفى داخ ل

أثناء فترة البحث عن عمل وبطالة فترة اإلنتظار ، فالبطالة أثناء فترة البحث عن عمل تنشأ فى جانب العمال واصحاب األعمال كعدم تجانس عنصر العمل والوظائف بدرجة

ویترت ب عل ى ع دم التج انس أن تختل ف كبیرة وذلك الختالف قدرات األفراد ودوافھ م األجور المدفوعة من المنشآت واختالف شروط العمل وظروفھ ، ویحاول العامل م ن جراء بحث ھ ع ن العم ل الح صول عل ى مرت ب أف ضل ولك ن ف ى المقاب ل ھن اك تك الیف البحث عن العمل تتمثل ف ى االنتق ال واالس تعالم ع ن الوظ ائف وأی ضا األج ر ال ضائع

ل م ن ج راء ترك ھ للعم ل والبح ث ع ن وظیف ة بدیل ة وھ و م ا یجع ل ع بء عل ى العام البطالة اإلحتكاكیة على العامل كبیر األمر الذى یضطره لقبول وظائف أق ل م ن الحل م المن شود ع ن الوظیف ة األف ضل ، وبالت الى توج د ع دة عوام ل تزی د م ن م دة البطال ة

ھ ى حج م م دخرات العام ل اإلحتكاكیة وتؤثر أیضا فى مدة البح ث ع ن وظیف ة أف ضل ومدى قدرت ھ عل ى اإلقت راض وإعان ات البطال ة المقدم ة م ن الدول ة والم صادر البدیل ة لألنفاق خالل مدة البطال ة ف إذا كان ت ھ ذه العوام ل می سرة للعام ل نق صت م دة البطال ة

. اإلحتكاكیة والعكس صحیح ذى ی ستغرقھ طال ب أما بالنسبة لبطالة فترة اإلنتظار فإنھ ا تتمث ل ف ى الوق ت ال

العمل فى االنتظار للتعینات من قبل الحكومة أو الھیئات الرسمیة وكذلك إنتظار العمال . المسرحین مؤقتا من وظائفھم لكى یعودوا إلیھا ثانیة بدیال عن البحث وظائف جدیدة

وبعد عرض البطالة اإلحتكاكیة نجد أنھا تمثل بطالة مؤقتة تتوقف فترتھا على المعلوم ات وش فافیتھا ف ى س وق العم ل ولك ن ھ ذا الن وع م ن البطال ة ال م دى ت وافر

ت سترعى إنتب اه اإلقت صادیون عل ى إعتب ار أنھ ا ال تتطل ب إج راء سیاس ات إص الحیة وتصحیح للسیاسات كما أن البعض یراھا بطالة إختیاریة ولیست إجباریة ولكن الح ال



١١

ی ة فی ھ امزمن ة وإجباری ة ولی ست مختل ف ف ى ال دول النامی ة حی ث أن البطال ة اإلحتكاك .مؤقتة ولیست إختیاریة

: البطالة الھیكلیة -٢تظھر البطالة الھیكلی ة ف ى من اطق جغرافی ة معین ة عن دما ت ؤدى التغی رات ف ى أنماط الطلب إلى ع دم التواف ق ب ین المھ ارات المطلوب ة والمعروض ة فیھ ا ، أو عن دما

لت وازن ب ین المطل وب والمع روض م ن ت ؤدى التغی رات ف ى أنم اط الطل ب إل ى ع دم ا العمالة بین المناطق المختلف ة ، وف ى حال ة مرون ة األج ور وإنخف اض تك الیف اإلنتق ال بین الوظائف وبعضھا فى منطقة ما أو إنخفاض تكالیف اإلنتقال بین المناطق المختلف ة

ال صعب ف إن ھ ذا الن وع م ن البطال ة یختف ى نظری ا ألن ھ ن ادرا م ا یتحق ق ذل ك ألن م ن التوافق فیما بین مؤھالت وخبرات المتعطلین وبین متطلبات الوظ ائف ال شاغرة ك ذلك

. یصعب التوافق الجغرافى بین أماكن الوظائف الشاغرة وأماكن طلب العمالة علیھا : وتتعدد أسباب البطالة الھیكلیة فیما یلى

الحقیقی ة م ن المعل وم أن ھ ف ى ظ ل زی ادة ال دخول : التغیرات فى ھیك ل الطل ب - ألألفراد والزیادة المطردة فى النمو االقتصادى یزداد طلب األفراد على السعل والخدمات وإن تفاوت ھذا الطلب بنسب مختلف ة عل ى ال سلع حی ث یق ل الطل ب عل ى ال سلع ال ضروریة بن سبة أق ل م ن الزی ادة ف ى ال دخول الحقیقی ة ف ى ح ین

ن الزیادة فى ال دخول الحقیقی ة ، یزداد الطلب على السلع الكمالیة بنسبة أكبر م كما أنھ ینقص الطل ب عل ى ال سلع ال دنیا والتقلیدی ة وبالت الى ی ؤدى التغی ر ف ى ھیكل الطلب إلى ظھور البطال ة الھیكلی ة والت ى ال یمك ن إس تیعاب العمال ة ف ى

.إنتاج السلع الحدیثة والكمالیة تكنولوجیة الحدیثة واستخدام مما ال شك فیھ أن إستخدام ال : التقدم الفنى المطرد-ب

فن ون اإلنت اج الحدیث ة لتح ل مح ل التقنی ات القدیم ة ی ؤدى إل ى اإلس تغناء ع ن العمال ة والت ى لی ست ل دیھا الم ؤھالت والخب رات الحدیث ة للعم ل ف ى من شآت جدیدة بعد تسریحھا وھذا النوع م ن البطال ة الھیكلی ة الق ضیة ناجم ة ع ن ع دم

ى ظ ل إح الل من شآت راس الم ال الكثی ف مح ل إس تیعاب التقنی ة الحدیث ة ف



١٢

المنشآت الصناعیة كثیفة العمالة ، ومما ال شك فیھ أن ھذا األحالل ی ؤدى إل ى إعادة توزی ع ال دخل ل صالح أرب اح المنظم ین عل ى ح ساب أج ور العمال ة مم ا ینقص االستھالك ومعھ الطلب الكلى الننا كما نعلم أن المیل الحدى لالستھالك

. ول المنخفضة أكبر منھ لدى ذوى الدخول المرتفعة لذوى الدخ وتزای د ن سبة ص غار ال سن والن ساء ف ى ق وة التغی ر ف ى ھیك ل العم رى لل سكان -ج

یتزاید نسبة الشباب صغار السن خریجى المدارس المتوسطة والمعاھد : العملوكذلك اإلناث فى ق وة العم ل وال ذین تنق صھم الخب رة الالزم ة للح صول عل ى

. ھذا مما یزید معھ البطالة الھیكلیة بینھم ,عمل ، فرص الویتطل ب ع الج البطال ة الھیكلی ة فت رة طویل ة ت ستغرق ف ى إع داد وتأھی ل وتعل یم وتثقیف العمال العاطلین حتى یكتسبوا المھارات التى تشترطھ الوظ ائف الجدی دة وھ ذا

الء العم ال وھ و م ا األمر یتطلب تدبیر التك الیف والنفق ات الالزم ة إلع ادة ت دریب ھ ؤ لیس متوافر لدى الدول النامیة ، ویأتى ھذا فى ظ ل ص عوبة العم ال الق دامى إلكت ساب

.مھارات جدیدة والتخلى عن المھارات القدیمة المكتسبة عبر السنینوبعد ھذا الع رض نج د أن البطال ة الھیكلی ة واالحتكاكی ة یت داخالن مع ا عن دما

آخ ر ب سبب إخ تالف المھ ارات المتطلب ة لك ل عم ل ، تطول مدة اإلنتقال من عمل إل ى كما أنھما یتشابھان فى تزامن البطالة مع توافر فرص العم ل المتاح ة ف ى الوق ت نف سھ ولكنھما یختلفان فى أسباب وطریقة عالج كل منھما حی ث تحت اج البطال ة الھیكلی ة إل ى

متطلب ات س وق إع ادة ت دریب الع اطلین واكت ساب مھ ارات جدی دة حت ى یت واء مواق ع العم ل، ف ى ح ین یك ون ع الج البطال ة اإلحتكاكی ة بت سھیل عملی ة إنتق ال العم ال ب ین الوظ ائف واألم اكن المختلف ة وذل ك بتح سین ش بكة معلوم ات س وق العم ل والعمال ة

. والتوظیف والوظائف الشاغرة : البطالة الدوریة-٣

بط بتقلب ات الن شاط تع د البطال ة الدوری ة م ن قبی ل البطال ة اإلجباری ة وت رت اإلقتصادى حیث تظھر فى فترات الركود واإلنكماش االقتصادى عند إنخفاض الطلب الكلى على السلع والخدمات ، حیث یقوم أصحاب األعمال بتسریح جانب من العمالة ،



١٣

ویح وز ھ ذا الن وع م ن البطال ة إھتم ام ص انعوا ال سیاسات االقت صادیة حی ث یح اولون ى م ستویات اإلنت اج م ع تحقی ق زی ادة ف ى مع دالت الن شاط الحف اظ عل ى ع دم ت دل

. االقتصادى فى محاولة منھم للحد من ظھور ھذا النوع من البطالة – الت ى یزی د م ن ح دتھا نق ص الطل ب الكل ى –وكما نعل م أن البطال ة الدوری ة

تزی د ف ى حال ة الرك ود االقت صادى بفع ل إنعكاس ات التج ارة الخارجی ة نظ را إلرتب اط لدول النامی ة بال دول المتقدم ة وبالت الى فكلم ا كان ت ال دول النامی ة متنوع ة ف ى ھیكلھ ا ا

االقتصادى ومتقدمة لكما إنخفضت تأثرھا بالتقلبات الدوریة فى االقتصادیات اآلخ رى والعك س ص حیح ، كم ا تزی د وتت أثر البطال ة الدوری ة بم دى تق دم القط اع الخ اص

وقد یرجع الق صور ف ى الطل ب الكل ى وال ذى تن تج الصناعى واالستقرار اإلقتصادى ، عنھ البطالة الدوریة إلى فترة زمنیة سابقة طویلة تؤدى إلى إنخف اض ال دخول الحقیقی ة

. ویترتب علیھا إنخفاض القوة الشرائیة لدى األفرادویرى جانب من اإلقتصادیون أنھ لعالج البطالة الدوریة یكون من خالل تنفیذ

لزی ادة م ستویات الطل ب الكل ى وذل ك – مالی ة ونقدی ة – توس یعیة سیاس ات إقت صادیةبتشجیع االستثمار والصادرات وزیادة االنفاق الحكومى وخفض الواردات والضرائب على أن ھذه السیاسات التوسعیة لیست كلھا فى صالح الدول النامیة ألن معظم مشاكلھا

ج واالس تخدام األمث ل للم وارد تكون فى جانب الع رض وال ذى یع الج بزی ادة ف ى االنت ا . العاطلة مما یزید معھ الدخول والذى بدوره یزید الطلب الكلى

: البطالة الموسمیة -٤یرجع ظھور ھذا النوع من البطال ة إل ى ض عف وت صور الطل ب عل ى العمال ة

وھ ذا معن اه نذب ذب الطل ب عل ى العمال ة كنتیج ة لتذب ذب م ستوى –ف ى مواس م معین ة ھذا النوع من البطالة بنتشر كثیرا فى الدول النامیة حیث أنھا كثیفة السكان و –االنتاج

ویشتغل معظمھم بالزراعة حیث أنھا كثیفة العمالة فیھا ویستثمر فیھا راس المال القلیل وت نخفض فیھ ا فن ون اإلنت اج الحدیث ة ، وبالت الى فموس میة العمال ة وموس میة البطال ة

حی ث ی زداد الطل ب عل ى العمال ة ف ى مواس م زراع ة یتناس بان م ع الن شاط الزراع ى المحاصیل وحصادھا ویتعطل العمال فیما بین ھاتین الم رحلتین وذات الوض ع ینطب ق



١٤

فى الغالب على القطاع السیاحى خاصة إذا كان السیاح یقصدون بل دا معین ا ف ى موس م س م إنخف اض معین كال شتاء أو ال صیف مم ا یجع ل العم ال یع انون م ن البطال ة ف ى موا

.التدفق السیاحىیالح ظ ت شابھ ب ین البطال ة الدوری ة والموس میة ف ى أن س بب ظھ ورھم ھ و إنخفاض الطلب عل ى العمال ة ، ولك ن البطال ة الدوری ة یرج ع س ببھا إلنخف اض الطل ب الكل ى ، أم ا الموس میة فترج ع النخف اض الطل ب عل ى البطال ة ف ى مواس م معین ة وف ى

تم توقعھا خالل فترات معینة من العام ، وبالتالى یمكن عالج قطاعات محددة وبالتالى یالبطال ة الموس میة وذل ك بالح د منھ ا وذل ك بإیج اد ف رص عم ل للمتعطل ین ف ى فت رات ضعف الطلب على العمالة الزراعیة وذلك بإستخدامھم فى أعمال الصرف وشق الترع

شاط الزراع ى ف ى أم اكن والقنوات العام ة أو بإقام ة خط وط اإلنت اج المعتم دة عل ى الن إنتاجھا مما یخف ض م ن تكلف ة إنتق ال ھ ذه العمال ة ویك ون ع رض العمال ة متناس ب م ع

. الطلب علیھا فى أماكن تواجدھا البطالة اإلختيارية

توجد ھذه البطالة بإدارة األفراد راغبى وطالبى العمل والقدرین علیھ إال أنھ م ة ف ى اإلقت صاد وأی ضا ت وافر الوظ ائف ال یرغب ون ف ى العم ل ف ى ظ ل األج ور ال سائد

الشاغرة لھم ، مثل األثریاء الذین ال یقبلون على العمل فى ظل األج ور ال سائدة والت ى ال تناسبھم من وجھة نظرھم ، وأیضا المتقاعدین أو المسرحین من العمل ذات الدخول

. المرتفعة والذین یرفضون العمل بأجور أقل مما كانوا یتقاضونھ سابقا البطالة املقنعة

توجد البطالة المقنعة عندما یعمل األفراد بأقل من الطاق ة اإلنتاجی ة المفترض ة لھم ، أو عند وجود أعداد من العمالة ال یترتب على وجودھم فى العمل ناتج صافى أو إض افى أو ق د یترت ب ت وظیفھم نق ص الن اتج الكل ى وبالت الى فھ م عمال ة ظاھری ة وال

. وخدمات ینتجون سلعا وی ستفاد م ن ھ ذا التق دیم أن ھن اك عمال ة ال تعم ل بكام ل طاقتھ ا اإلنتاجی ة أو یعملون بإنتاجیة إقل مما علیھ الحال فى قطاعات إنتاجیة مماثلة ، وایضا ھناك عمالة



١٥

تكون المنفعة الحدیثة للعمل ضعیفة أو منعدمة أو س البة وھ ذا الن وع ینت شر ف ى ال دول نى م ستویات التعل یم ووج ود العمال ة غی ر الم اھرة وغی ر المدرب ة ، النامی ة نظ را لت د

ولذلك قیل بحق أن البطالة المقنع ة س مة لالقت صاد الن امى حی ث ی ضعف ق درة القط اع ال صناعى عل ى إمت صاص العمال ة وم ن ث م یلج أ ف ائض ع رض العمال ة إل ى الن شاط

. ة الفعلیة لھم الزراعى أو القطاع الخدمى الحكومى بنسبة كبیرة یفوق الحاجوبناء على ما سبق نلحظ أن البطالة المقنعة تمث ل إھ دار ل راس الم ال الب شرى أحد عناصر اإلنتاج حیث أنھا تستھلك فى قطاعات ال ی ستفید م ن االقت صاد وال الن اتج الق ومى وتكم ن خط ورة البطال ة المقنع ة ف ى أن ھ ال ی صعب ح صرھا ألن األف راد ف ى

ینتج ون أو ی ضیفون ش ئ ی ذكر لالقت صاد الق ومى فاإلنتاجی ة الظاھر یعمل ون ولك ن ال الحدیثة لھذه العمالة تساوى صفرا ، ویكون عالج ھذا النوع من البطالة بف تح مج االت

. جدیدة لالنتاج وتدریب وتأھیل ھذه العمالة وتحویلھم إلى قطاعات إنتاجیة حقیقیة المبحث الرابع نظريات البطالة

س ة العام ة س یتم تن اول أش ھر النظری ات االقت صادیة الت ى ف ى إط ار ھ ذه الدرا تناولت البطال ة بق صد التع رف عل ى أس باب ظھ ور البطال ة وتفاقمھ ا ، وھ و م ا یعن ى

: وجود تباین بین ھذه النظریات والذى سیتم تناولھا على النحو التالى النظریات التقلیدیة : المطلب األول یثة النظریات الحد: المطلب الثانى

المطلب األول النظريات التقليدية

تفترض ھذه النظریات فكرة وجود سوق تنافس للعمل حی ث تتق اطع منحنی ات ع رض العم ل م ع الطل ب علی ھ وص وال إل ى أج ر العمال ة الت وازنى وت وازن م ستوى التشغیل ، وینضوى تحت ھذه النظریات التقلیدیة ثالث نظریات ھى على النحو الت الى

: النظریة الكالسیكیة : األول الفرع



١٦

النظریة النیوكالسیكیة : الفرع الثانى النظریة الكینزیة : الفرع الثالث

الفرع األول النظرية الكالسيكية

: قدمت النظریة الكالسیكیة عدة فروض لنظریتھا ھى كما یلى سیادة المنافسة الكاملة فى األسواق - مرونة األجور واألسعار - مل لعناصر اإلنتاجالتوظیف الكا -

وإزاء تقدیم ھ ذه الف روض ل م یھ تم الكالس یك بالبطال ة ، وإھتم وا فق ط بتحقی ق . التراكم الرأسمالى فى األجل الطویل كمحدد أساسى للنمو اإلقتصادى

ویرى فكر الكالسیك أنھ إذا ترك السوق حر یعم ل ب دون ت دخل خ ارجى م ن لت وازن ف ى س وق العم ل وتحق ق الت وازن الدولة فإن مرونة األج ور واألس عار تحق ق ا

الكامل فیھ تاسیسا على أن كل فرد سیعمل عند أجر التوازن وبالتالى تكون حالة مؤتقة إستثنائیة تحدث عند إرتفاع األجور عن أجر التوازن وھو ما یخفض أرباح المنظم ین

ال ة مم ا مما یدفعھم لتسریح العمال وتخفیضھا مما یزید من عرض العم ل وت زداد البط یدفع األجور الحقیقیة نحو اإلنخفاض ونعود ثانیة إلى أج ر الت وازن ویتحق ق التوظی ف

.الكاملوبع د ھ ذا الع رض لفك ر الكالس یك ی ستفاد أنھ م ال یعترف ون بوج ود البطال ة اإلجباریة وأن البطالة الموجودة إختیاریة وذلك إلمتناع المتعطلین العمل بأجر ال سوق

. عندما ینتقل العمال من وظیفة إلى أخرىأو بطالة إحتكاكیةوی ذھب الكالس یك أن إس تمرار البطال ة ف ى س وق العم ل مرجع ة إل ى ت دخل الحكومة أو نقابات العمال بفرص أجور تزید عن أج ر الت وازن مم ا ی ؤدى إل ى جم ود األجور وبالتالى كما تقدم فإن التوظیف الكامل یتفق مع وجود بطالة إختیاریة وال مانع

ن وج ود بطال ة إحتكاكی ة ك أثر النتق ال العمال ة م ن وظیف ة إل ى أخ رى وال یتف ق م ع م وجود البطالة اإلجباریة ، وعلیھ ال ی رى الفك ر الكالس یكى ض رورة م ن ت دخل ال دول



١٧

بإتب اع سیاس ات مالی ة ونقدی ة وإقت صادیة لمعاجل ة البطال ة عل ى إعتب ار أن البطال ة توازن التلقائى عند م ستوى التوظی ف الكام ل وأن اإلجباریة مؤقتة سرعان ما یعقبھا ال

. إستمرار وجود البطالة لفترات طویلة یقع مسئولیتھ على عاتق العمال الفرع الثانى

النظرية النيوكالسيكيةیع د الفك ر النیوكالس یكى إمت داد للفك ر الكالس یكى وبالت الى ی ؤمن بالحری ة

النتاج وفق قانون ساى القائل العرض االقتصادیة والتوظیف الكامل للعمالة وعناصر ایخل ق الطل ب الم ساوى ل ھ ، ویالت الى فزی ادة ع رض س لعة م ا ف ى ظ ل بق اء العوام ل اآلخ رى ثابت ة دون تغیی ر یق ود إل ى خف ض ثمنھ ا مم ا یزی د الطل ب علیھ ا لمقابل ة ھ ذه الزیادة فى العرض وبإنطباق ھذه الحالة على عرض العمالة یؤدى إل ى ن شوء البطال ة

م ا ی نخفض معھ ا األج ور الحقیقی ة وال ذى ی ؤدى إل ى زی ادة الطل ب عل ى الوظ ائف مالشاغرة وتحقق التوظیف الكامل للعمالة ، ویوحى النیوكالسیك بمرون ة األج ور حت ى تتحقق العمالة الكاملة وبالتالى تختفى البطالة اإلجباریة على إعتبار أن أى إخ تالل ف ى

.یر األجور وأیضا ستختفى البطالة اإلختیاریةسوق العمالة سیصحح تلقائیا بتغولقد ظ ل ھ ذا الفك ر النیوكالس یكى م سیطر عل ى اإلقت صادیین حت ى تغی ر م ع الك ساد العظ یم ف ى ثالثین ات الق رن الع شرین وھ و م ا أدى إل ى ظھ ور الفك ر الكین زى

. المؤمن بوجود البطالة اإلجباریة الفرع الثالث

النظرية الكينزيةلكساد العظیم تغیرا فى الفكر اإلقتصادى نظرا لزی ادة ح دة البطال ة أدت أزمة ا

آنذاك فى الثالثینات من القرن العشرین ، واضحى من غی ر المقب ول الق ول ب أن مع دل البطال ة إختیاری ا وأی ضا ال ی صح إنك ار البطال ة اإلجباری ة م ن جان ب الكالس یك

عم ل ق د تع رض لت شوھات ب سبب والنیوكالسیك وجاء كینز بنظریتھ وذكر أن س وق ال تدخل نقابات العمال الت ى أدت إل ى جم ود دخولھ ا دون إنخف اض األج ور إل ى م ستوى

. المنافسة



١٨

ویرى كینز أن العمل مصدر العامل للحصول على دخلھ ویكون عرض العمل غیر متناھى المرون ة عن دما یك ون ع اطال وبالت الى ال یتوق ف م ستوى التوظی ف عل ى

ب ل عل ى جان ب الطل ب وب ذلك أزاح كین ز الم سئولیة ع ن العم ال ف ى جان ب الع رض حدوث البطالة وألقاھا عل ى م سئولیة المنظم ین ال ذى ی سیطرون عل ى جان ب الطل ب ،

.وجاء كینز بذلك لیقرر أن مستوى التوظیف یتحدد بالطلب الكلى الفعالب وی رى كین ز أن األج ور واألس عار ال تق صفان بالمرون ة الكافی ة كم ا ذھ

الكالسیك والنوكالسیك وذلك لعدم كمال األسواق وعدم التأكد بمعرف ة حج م التعاق دات .بین العمال والمنظمین وھو ما یؤدى إلى ظھور البطالة اإلجباریة

وكما نعلم أن عندما یرتفع األجر بمستوى أعلى من أجر التوازن فھذا سیؤدى ی ف واإلنت اج أق ل م ن م ستوى إلى وجود البطالة اإلجباری ة حی ث یك ون م ستوى التوظ

التوظی ف الكام ل وبالت الى ال یترت ب عل ى إنخف اض األج ور زی ادة م ستوى التوظی ف نظ را لوج ود ف ائض كبی ر ف ى ع رض العم ل أو نق ص ف ى الطل ب الكل ى ع ن م ستوى التوظی ف الكام ل وھن ا بح ث ت دخل الدول ة بأدواتھ ا المالی ة والنقدی ة التوس عیة لتحقی ق

.التوظیف الكاملویذھب كینز للقول بوجود عدة أسباب تزید من حجم البطالة اإلجباری ة وتعق د حلھا منھا تفضیل ال سیولة والتق دم التقن ى وزی ادة رص ید رأس الم ال ف ى المجتم ع ألن ذلك سیزید اإلنتاج عند نفس المستوى من التوظیف أو یؤدى لالقالل من العمالة ، كم ا

للبطالة ألنھ سیؤدى إلى إنخفاض الدخول لدى یرى كینز أن قصور الطلب الكلى یؤدىاألفراد ومن ثم خفض االستھالك لدیھم وعلیھ سینخفض الطلب الكلى بالتبعیة وم ن ث م نرى أن سیاسة خفض األجور یمكن أن تزی د م ن ح دة البطال ة ب دال م ن أن تك ون أح د

. وصفات العالج لھاب الدول ة بأدواتھ ا وخالصة الق ول ی ذھب كین ز إل ى ض رورة الت دخل م ن جان

المالیة التوسعیة فى النشاط االقتصادى وھو ما یتن افى م ع فك رة الت وازن التلق ائى عن د مستوى التوظیف الكامل لدى الكالسیك والنیوكالسیك ، ألن كینز یرى أن ھذا التوازن

.ال یتحقق إال صدفة



١٩

المطلب الثانى النظريات احلديثة للبطالة

للبطالة قام ت بتط ویر النظری ات التقلیدی ة للبطال ة ظھرت عدة نظریات حدیثة : حیث أدخلت عدة فروض واقعیة لتتوافق مع الظواھر الحدیثة وھى على النحو التالى

نظریة البحث عن عمل : الفرع األول نظریة اإلختالل: الفرع الثانى نظریة تجزئة سوق العمل : الفرع الثالث

الفرع األول

لنظرية البحث عن عمج اء ظھ ور نظری ة البح ث ع ن عم ل ك أثر إلس تخدام مكون ات النظری ة االقت صادیة الجزئی ة لفھ م وتحلی ل المتغی رات الكی ة ، وتتاس س النظری ة عل ى إس قاط فرضیة المعرفة التامة لسوق العم ل وھ و الف رض ال ذى إعتم ده النم وذج الكالس یكى ،

وم ات الكامل ة ع ن س وق وبالت الى ت رى نظری ة البح ث ع ن عم ل ص عوبة ت وافر المعل العمل وھو ما یق ود عملی ا لع دم التأك د عن د إتخ اذ الق رارات ، وھ ذا ی دفع األف راد نح و البحث عن المعلومات ، وما من شك أن البحث عن المعلومات لھا تكلفة مادیة یتحملھا العمال والمنظمین على السواء خاصة نفقات االنتقال والبحث من جانب العمالة ونفقات

جراء االختبارات والمقابالت الشخصیة من جان ب المنظم ین ، ھ ذا باإلض افة إل ى أن إعملی ة البح ث ع ن المعلوم ات ت ستغرق وقت ا ط ویال وتف رغ كام ل لجم ع المعلوم ات وبالت الى تعتم د النظری ة عل ى المق دمات ال سابقة ف ى تف سیر وج ود بطال ة المتعطل ین

األج ور لألف راد المت ساوین ف ى نف س ووجود وظائف شاغرة وتف سیر تب این واخ تالف .المھارات والخبرات

وترجع ھذه النظریة البطالة إلى رغب ة األف راد ف ى ت رك وظ ائفھم للتف رغ م ن أجل البحث عن المعلومات عن أفضل الوظائف المتاح ة والمناس بة لم ؤھالتھم وھیك ل

لمجتمع ھى البطالة األجور المصاحبة لھا ، وترى ھذه النظریة أن البطالة السائدة فى ا



٢٠

اإلحتكاكی ة ألنھ ا إختیاری ة ب إرادة األف راد وناتج ة ع ن س عى األف راد للح صول عل ى األجور المرتفعة وفرص العمل المناسبة وھو ما یؤدى إل ى التوزی ع األف ضل واألمث ل للعمال ة ب ین مختل ف األن شطة والمج االت االقت صادیة ، كم ا أن المنظم ین غالب ا م ا

بالوظائف الشاغرة بدال من شغلھا بسرعة بأول المتقدمین لھا أمال ف ى یحتفظون لدیھم . توظیف أفضل العناصر من العمالة الماھرة

وبالتالى تؤدى عملیة البحث عن العمل إلى تمك ین العمال ة م ن الح صول عل ى .الوظیفة واألجر األمثلین

ك الیف تتن وع تك الیف البح ث ع ن الوظ ائف بن وعین م ن التك الیف األول ى ت مباش رة تتمث ل ف ى تكلف ة اإلع الن م ن الوظ ائف واالنتق االت ورس وم مكات ب العم ل

تكلف ة الف رص –والت شغیل ، وأم ا التك الیف الثانی ة فھ ى تك الیف غی ر مباش رة وتتمث ل . وھو األجر المفقود خالل فترة البحث عن الوظیفة –البدیلة

ذاتھا فترة بطالة تتوقف وما من شك فإن فترة البحث عن العمل والتى ھى فى مدتھا على حصول المتعطل على األجر المناسب لھ ، ومدى حصول على المعلوم ات الخاصة بالفرص الشاغرة ، وعلى حجم اإلعانة التى یحصل علیھا المتعطل وظروف المجتمع االقتصادى ، وبالتالى تزداد حدة البطالة كلما زاد قدر األجر التوقع الحصول

.ع حجم اإلعانة المقدمة لھ وفى فترة الرواج االقتصادى والعكس صحیحعلیھ وإرتفایالحظ أن ھذه النظریة قدمت تفسیراتھا لفت رات البطال ة وس بب إطال ة البطال ة بین بعض الفئات مقارنة ببعض الفئات من قوة العمل خاصة الوافدین الجدد من العمالة

عم ل وع دم ت وافر المعلوم ات ع ن إلى سوق العم ل نظ را إلنع دام خب رتھم ف ى س وق ال سوق العمل لدیھم مما یجعلھم یتنقلون بین الوظائف بغ رض الح صول عل ى أكب ر ق در م ن المعلوم ات وھ و م ا یعن ى زی ادة مع دل بط التھم أثن اء التنق ل ب ین الوظ ائف وفت رة

.البحث عن العمل وخالصة القول أن ھذه النظریة قد ف سرت أس باب وج ود البطال ة بأنھ ا ترج ع

إلى عدم توافر المعلومات الكافیة عن سوق العمل والوظائف الشاغرة كم ا أنھ ا ق دمت تفسیرھا لتركیز البطالة بین فئات دوریة أخرى إال أنھا واجھت بعض النقد ألنھا ت رى



٢١

أن البطال ة إختیاری ة ب سبب رغب ة األف راد ف ى البح ث ع ن الوظیف ة واألج ر المناس بین الواق ع العمل ى ترج ع إل ى إس تغناء ع ن العمال ة م ن ولك ن البطال ة كم ا یك شف عنھ ا

المنظم ین وبالت الى تك ون البطال ة إجباری ة ول یس إختیاری ة ، كم ا أن الدراس ات االقتصادیة عن البطالة أك دت أن الف رد یبح ث ع ن فرص ة العم ل عن دما یك ون موظف ا

ھ ذا باإلض افة ولیس متعطال ، باإلضافة إلمكانیة التنق ل ب ین الوظ ائف دونم ا بطال ة ، لع دم منطقی ة ال رأى القائ ل ب أن البطال ة ت زداد ح دتھا لمج رد رغب ة األف راد ف ى جم ع

.المعلومات الخاصة بسوق العمل الفرع الثانى نظرية اإلختالل

عصفت ھذه النظریة بفروض النموذج الكالسیكى لسوق العمل وھو إفت راض عار ف ى األج ل الق صیر مرون ة األج ور واألس عار ، وج اءت بجم ود األج ور واألس

ویرج ع إل ى عج ز األج ور وأألس عار ف ى األج ل الق صیر ع ن التغی ر ب سرعة ل ضمان وھ ذا عك س م ا إتجھ ت إلی ھ النظری ة الكالس یكیة م ن أن جم ود –توازن س وق العم ل

وبالت الى –األجور واألسعار یرجع إلى تدخل نقابات العمال ووضع حد أدنى لألج ور عار إلى اختالل سوق العمل بزیادة عرض العمال ة وظھ ور یؤدى جمود األجور واألس

البطالة اإلجباریة حیث یوجد أفراد قادرین على العمل وراغبین فی ھ وب احثین عن ھ وال یجدونھ ف ى ظ ل األج ور ال سائدة ف ى االقت صاد وھ ذا ینطب ق أی ضا عل ى اس واق ال سلع

. والطلبوالخدمات حیث یؤدى جمود األجور واألسعار إلى إختالل العرض یالحظ أن ھذه النظریة تتشابھ مع النظریة التقلیدیة عن سوق العمل فى وج ود البطالة االختیاریة واالحتكاكیة ولكنھا أى نظریة االختالل تختل ف م ع التقلیدی ة ف ى أن األولى ترى إمكانیة حدوث البطالة اإلجباریة وھنا تتوافق مع النظری ة الكینزی ة ، كم ا

ل تبحث فى اسباب البطال ة ف ى س وق العم ل وتحلی ل ظ اھرة البطال ة أن نظریة اإلختال من خالل العالقات التشابكیة بین سوق السلع وسوق العمل والتى ینجم عن ھذا التشابك

: نوعان من البطالة ھما البطالة الكالسیكیة والكینزیة وھما كما یلى : البطالة الكالسیكیة -أ



٢٢

لة لتشابھا مع البطالة عند الكالس یك ومردھ ا جاءت تسمیة ھذا النوع من البطا زیادة األجر عن أجر التوازن والتى ـاتى من جراء وجود فائض فى الطل ب ف ى س وق السلع مع ح دوث ف ائض ف ى ع رض العم ل ف ى س وق العمال ة وتحلی ل ذل ك أن إرتف اع األجور الحقیقی ة للعم ال ی دفع المنظم ین إل ى ع دم زی ادة م ستوى لت شغیل حی ث ت نقص

.رباحھم مما یؤدى إلى عدم زیادة المعروض من السلع أ : البطالة الكینزیة -ب

تتشابھ ھذه البطالة م ع النم وذج الكین زى ف ى تحلی ل البطال ة الن اجم ع ن نق ص ف ى –التشغیل الناتج عن قصور الطلب الفعال حی ث یوج د ف ائض ف ى ع رض العمال ة

ل ة ال ترج ع إل ى إرتف اع األج ور والسلع فى أس واق ال سلع ، وھ ذه البطا –سوق العمل ولكن قصور الطلب فى سوق ال سلع مم ا ی ؤدى إل ى زی ادة الع رض وت راكم المخ زون ومن ثم یمتنع المنظمون عن زیادة نسبة التشغیل للعمالة خاصة وأن المزید من اإلنتاج

.لن تجد من یشتریھالبطال ة وخالصة القول أن نظریة االختالل قدمت تفسیرا نظریا ح ول أس باب

فى عالمنا المعاصر وأرجعت سبب البطال ة ف ى ال دول المتقدم ة إل ى إنخف اض م ستوى ح سبما –اإلنتاج الناجم عن إنخفاض الربحیة لإلستثمارات بسبب زیادة أج ور العمال ة

أو لعدم وج ود طل ب ك افى وف ق م ا ذھب ت إلی ھ المدرس ة –ذھبت المدرسة الكالسیكیة .الكینزیة

قیة والوجاھة الت ى ق دمتھا ھ ذه المدرس ة ف ى تف سیر ظ اھرة وبالرغم من المنط البطالة إال أنھ قد تم توجیھ إلیھا بعض اإلنتقادات ، وذلك ألنھا تقصرتحلیل البطالة ف ى الفترة القصیرة وال تبین أسبابھا فى األجل الطویل ، كما أنھ ا تفت رض تج انس عن صر

على النحو المتق دم بیان ھ ولك ن الواق ع العمل ومن ثم تكون البطالة كالسیكیة أو كینزیة العملى یظھر وجود فئات متنوع ة م ن عن صر العم ل وبالت الى یمك ن أن توج د البطال ة الكینزی ة والكالس یكیة مع ا وھ و یق ود إل ى تن اقض الح ل لھم ا حی ث أن ع الج البطال ة

؟؟؟؟ الكینزیة یكمن فى إنتھاج سیاسة مالیة توسعیة تھدف إلى زی ادة الطل ب الكل ى ب اإل العام المتزاید وزی ادة األج ور لك ى یزی د مع دالت اإلس تھالك وھ ذا س یؤدى إل ى زی ادة



٢٣

حجم البطالة الكالس یكیة والت ى ت نجم ع ن إنخف اض ربحی ة االس تثمارات وتق ل بالتبعی ة مستوى التشغیل ألحجام المنظمین عن زیادة معدالت االستثمارات ، أما عالج البطال ة

ض مع دالت األج ور وبالتبعی ة ی نخفض مع دل االس تھالك الكالس یكیة یكم ن ف ى خف وخف ض الطل ب الكل ى مم ا یرف ع م ن ح دة البطال ة الكینزی ة وبھ ذا كم ا ی ذھب بع ض االقتصادیین تكون النظریة قد ناقضت نفسھا وفشلت فى تق دیم الحل ول لن وعى البطال ة

. فى وقت واحد الفرع الثالث

نظرية جتزئة سوق العملة عل ى س قوط ف رض تج انس وح دات عن صر العم ل أح د ت نھض ھ ذه النظری

فروض المدرسة الكالسیكیة وتھدف نظری ة تجزئ ة س وق العم ل إل ى تق دیم التف سیرات الخاصة بأسباب زیادة حدة البطالة ، وأسباب زیادة البطالة فى قطاعات معین ة وعج ز

سواق التشغیل فى قطاعات أخرى وقدمت ھذه النظریة فروضھا بوجود نوعان من األ تشیر نظریات آخرى لتجزئة سوق العمل بأنھ ینق سم –ھما سوق رئیس وسوق ثانوى

س وق العم ل إل ى س وق محل ى وأخ ر دول ى وإقلیم ى وأی ضا س وق العم ل الریف ى –والحضرى وكذلك سوق العمل الماھر وغیر الماھر ، وسوق العمل الخاص والع ام

حرك ة واالنتق ال داخ ل ال سوقین وتفترض أیضا أن عنصر العم ل لدی ھ المق درة عل ى ال المتقدم ذكرھا على إعتبار أن ھذین ال سوقین یختلف ان م ن حی ث الوظ ائف وخ صائص

. العمالة واألفراد فیھماوبالنسبة للسوق الرئیس یقصد بھ فى إط ار ھ ذه النظری ة ھ و س وق ال شركات

تق دم عل ى كثیفة راس المال وتستخدم فى العمالة المدربة والماھرة وتح افظ عل یھم وال ت سریحھم نظ را لم ا ل دیھم م ن مھ ارات وخب رات مكت سبة أثن اء عملھ م ل دیھا وبالت الى

. ترتفع أجور العمالة فى ھذا السوق وتستقر أوضاعھم الوظیفیة أما بالنسبة للسوق الثانوى فیقصد بھ فى إطار ھذه النظریة ھو سوق الشركات

سیطة وكثیف ة العمال ة وت نخفض فی ھ ال صغیرة الحج م والت ى ت ستخدم فن ون إنتاجی ة ب



٢٤

األجور وتتعرض ھذه الشركات داخل ھذا السوق للتقلب ات اإلقت صادیة وبالت الى یك ون . العمال فیھ أكثر عرضھ للبطالة

وترج ع أس باب تجزئ ة األس واق إل ى س وق رئ یس وآخ ر ث انوى إل ى النظ ام یات الحدیث ة والمتط ورة الرأسمالى الذى تطور من المنافسة إلى اإلحتكار وظھور التقن

والذى أدى إلى تمتع السوق الرئیسیة بإستخدام التكنولوجیة الحدیثة وكثافة راس الم ال والعمالة الماھرة والمدربة بینما فى السوق الثانوى توجد المنشآت كثیفة العمال ة والت ى

تھا تكون اكثر عرضة للتقلبات االقتصادیة ، وھو ما یعنى أن معدل البطالة وط ول م د . فى الدول المتقدمة والفنیة صناعیا أقل وتكون كبیرة فى الدول النامیة

المبحث الخامس البطالة فى مصر

یعد منطقیا وجود قدر م ن البطال ة ف ى أى إقت صاد معاص ر ، ولك ن الخط ورة تكم ن عن دما تتج اوز البطال ة خطوط ا معین ة ، خاص ة وأن آثارھ ا تتع دى الجوان ب

وانب االجتماعیة والسیاسیة ، وتأخذ البطالة فى م صر أش كاال ع دة اإلقتصادیة إلى الج وتتع دد أس بابھا وط رق معالجتھ ا ، وبلغ ت خط ورة البطال ة الم صریة المتفاقم ة من ذ الثمانیات من القرن الشعرین حدا بأن اصبحت أحد مظاھر إختالل االقتصاد المصرى

صر العم ل بالمقارن ة بن درة ، وتكمن ھذه الخطورة فى وج ود ن درة ن سبیة أق ل ف ى عن نسبیة أكبر فى األراضى الزراعیة وراس المال وھو ما یعنى إھ دار للم وارد الب شریة

.أحد عناصر اإلنتاج : وفى إطار دراسة البطالة فى مصر یستوجب التعرض لألمور التالیة

أنواع البطالة فى مصر : المطلب األول تطور البطالة فى مصر : المطلب الثانى ھیكل البطالة فى االقتصاد المصرى : المطلب الثالث أسباب مشكلة البطالة فى مصر : المطلب الرابع

تقییم سیاسات عالج مشكلة البطالة فى مصر : المطلب الخامس



٢٥

المطلب األول أنواع البطالة فى مصر

ع رف االقت صاد الم صرى العدی د م ن أن واع البطال ة یمك ن إخت صارھا ف ى : الثة التالیة األنواع الث

)الصریحة(البطالة السافرة : الفرع األول البطالة المقنعة : الفرع الثانى البطالة اإلختیاریة : الفرع الثالث

الفرع األول )الصرحية(البطالة السافرة

یقصد بالبطالة السافرة ھى فائض ع رض العمال ة ف ى س وق العم ل ، وھ و م ا مل الشاغرة المعروضة وعجزھا عن مواجھ ة یتزاید فى مصر وذلك لنقص فرص الع

الوافدین الجدد من العمالة إلى سوق العمل بسبب زیادة النمو السكانى السریع ، وال ذى خالل % ٢٫٧فى الخمسینات والستینات زاد إلى % ٢٫٥بلغ فى مصر بمتوسط سنوى

ال سكانى السبعینات والثمانینات من القرن العشرین ، ونجم ع ن ھ ذه الزی ادة ف ى النم و زیادة حجم وقوة العمل أى عرض العمل وعجز االقتصاد المصرى المباطئ فى النمو عن إس تیعاب ھ ذه العمال ة وخل ق المزی د م ن ف رص العم ل ، وھ ذا العج ز االقت صادى مرده إنخفاض معدالت النمو االقتصادى ب سبب عج ز الم وارد المحلی ة واألجنبی ة ع ن

لمزید من فرص العمل كذلك إستخدام الم شروعات تمویل االستثمارات الالزمة لخلق ا .كثیفة راس المال والتقنیة والتى یترتب علیھا إنقاص للعمالھ داخل المنشآت اإلنتاجیة

لقد مر األقتصاد المصرى بفترات طویلة من التخلف اإلقتصادى والذى أع اق لحك ومى دخول القطاع الخ اص إل ى العملی ة اإلنتاجی ة ف ى ظ ل بل وغ القط اع الخ دمى ا

والقط اع الع ام ح دودھما الق صوى ف ى توظی ف العمال ة من ذ الخم سینات وحت ى بدای ة الثمانین ات ، ب ل وزاد م ن ح دة البطال ة إنتھ اج الدول ة ل سیاسات التحری ر االقت صادى والخصخصة وھو ما نتج عنھما تسریع المزید من العمالة والحد من سیاس ة التوظی ف



٢٦

ى والع ام ، وأث رت الظ روف الدولی ة واألقلیمی ة ب ل وتوقفھ ا ف ى القط اعین الحك وم . المحیطة بمصر إلى عودة العمالة المھاجرة من الدولة العربیة إلى الداخل

وت شیر اإلح صائیات والدراس ات اإلقت صادیة الخاص ة بالبطال ة أن الف فرد م ع ٨٥٠ ألف فرد مع بدایة الستینات إلى ١٧٥حجم البطالة السافرة زاد من

ملی ون ف رد ب ین ٢ت والثمانینات فى القرن الماضى والذى وص ل تحدی دا إل ى السبعینا% ١٤٫٧، % ٧٫٧ وھو ما یعنى أن البطالة السافرة ق د بلغ ت ١٩٨٦ – ١٩٧٦الفترة

.من قوة العمل خالل الفترة السابقة وتتخذ البطالة ال سافرة ثالث ة اش كال ف ى م صر ھم ا البطال ة الھیكلی ة والبطال ة

: طالة المتعلمین وھو ما یستوجب بیانھم على النحو التالى الموسمیة وب : البطالة الھیكلیة -أ

تنجم ھذه البطالة عن التغیرات الھیكلیة فى االقتصاد المصرى عندما إتجھ إلى الت صنیع وزی ادة األھمی ة الن سبة لقط اع ال صناعة ف ى اإلقت صاد الق ومى ، حی ث ت م

لعم ل ل م ت ستعمل م ن قب ل مم ا أدى إل ى ظھ ور إستخدام مھ ارات وتقنی ات حدیث ة ف ى ا البطال ة الھیكلی ة وم ع إس تمرار األخ ذ باألس الیب التكنولوجی ة ف ى الت صنیع وإس تخدام مشروعات ذات راس المال الكبیر والتقنیات المتطورة زاد حجم ھذا النوع من البطالة

دریب وتثقی ف بإستمرار أیضا فى ظ ل ن درة الم وارد المالی ة الالزم ة إلن شاء مراك ز ت العمالة والمراكز البحثی ة لل صناعة حت ى یت وائم ع رض العمال ة المدرب ة والم اھرة م ع الطلب فى سوق العمل ، وفى ذات السیاق فإن زیادة ھذا النوع من البطالة یعكس ع دم قدرة العمالة المصریة عل ى الت وائم والتواف ق م ع التغی رات التكنولوجی ة ف ى االقت صاد

. لعمل ومتطلبات سوق ا :البطالة الموسمیة -ب

ترجع اسباب ھذه البطالة كما نعلم إلى قصور الطل ب عل ى عن صر العم ل ف ى مواسم معینة فق ط دون مواس م آخ رى ، ویت سم قط اع الزراع ة ھ ذا الن وع م ن البطال ة

م ت الوق ت یمث ل قط اع الزراع ة أح د أ نظ را لتقلب ھ م ن فت رة إل ى أخ رى ، وف ى ذا



٢٧

ن اتج الق ومى وی ستوعب ج زء م ن العمال ة وال ذى یع د م ن القطاع ات كثیف ة م صادر ال .العمالة نظرا لعدم إستخدام المیكنة الزراعیة على نطاق واسع

ویمكن تعظیم حج م العمال ة ف ى ھ ذا القط اع وخف ض حج م ھ ذه البطال ة ی ضح ء مث ل إن شا –اإلس تثمارات الزراعی ة ف ى الم شروعات المرتبط ة باإلنت اج الزراع ى

.صناعات التعلیب والحفظ بالقرب من المزارعوبالنسبة لقطاع السیاحة فإن ھذا النوع من البطالة تزاید فى المواسم الت ى یق ل فى الطل ب عل ى المن تج ال سیاحى وذل ك عن دما یتع رض االقت صاد ل صدمات داخلی ة أو

معاھ دة خارجیة عن االقتصاد مثل إنقطاع العالمات السیاسیة المصریة العربیة بسبب بغزو العراق للكویت وأحداث األقصر ١٩٩١كامب دیفید وخالل حرب الخلیج الثانیة

. م١٩٩٧اإلرھابیة

:بطاقة المتعلمین -جتنت شر بطاق ة المتعلم ین ب ین خریج ى المعاھ د العلی ا والمتوس طة والجامعی ة

تتواج د والدبلومات الفنیة المتوس طة وتل ك ظ اھرة ت ستدعى الدراس ة ، وھ ذه الظ اھرة . أیضا فى سائر الدول النامیة

وتمتد جذور ظ اھرة بطال ة المتعلم ین ب ین ال شباب ولك ن ح ال دون إس تفحالھا یعود إلى منتصف الستینات من القرن العشرین عندما تبنت الحكومة الم صریة سیاس ة تعیین الخریجى المتعلمین وزیادة الطلب الخارجى وال داخلى عل ى العمال ة خ الل فت رة اإلنفت اح اإلقت صادى ، وأدت سیاس ة اإللت زام بتعی ین الخ ریجین أن إمتلئ ت قطاع ات الدولة الخدمة والحكومیة واإلنتاجیة بالعمالة الزائدة والتضیف شیئا إلى الناتج الق ومى وزادت معدالت التضخم بحصول ھذه العمالة ذات البطالة المقنعة على أجور الیقابلھا

سیاسة التعینات الفوریة للخریجین عبئ ا إقت صادیا وإجتماعی ا أى ناتج ، ومن ثم شكلت أدت إلى تباطؤ معدالت النمو االقتصادى ف ى ظ ل ش ح ف رص العم ل الحقیقی ة المنتج ة

.والتى كان من الممكن إستیعاب العمالة المتعلمة



٢٨

وكم ا نعل م أن ھ ب سبب تطبی ق سیاس ة االنفت اح اإلقت صادى وإزدھ ار قط اع والبن وك والتج ارة والمق اوالت أن إس توعبت جان ب كبی ر مھ م م ن الخ دمات المالی ة

الخ ریجین المتعلم ین والم دربین وال ذین توافق وا م ع متطلب ات س وق العم ل ، ھ ذا باإلضافة إلى أنھ فى ظل اإلزدھار النفطى فى دول الخلیج بسبب إرتفاع سعر البترول

ا لحاجة ھ ذه ال دول إل ى بسبب حرب أكتوبر إن زاد الطلب على العمالة المصریة نظر .البناء والتعمیر وإنشاء مرافق البنیة األساسیة

وإزاء السلبیات التى نجمت عن تطبیق سیاسة االنفتاح اإلقتصادى ، وفى ظ ل فرض القیود على اإلستثمارات الجدیدة على رأس الم ال المحل ى وال دولى أن إنخف ض

فاض حدوث موج ھ م ن الرك ود المعروض من فرص العمل والتى ساھم فى ھذا اإلنخ اإلقتصادى العالمى وبالتالى إنخفض الطلب على العمالة المؤھلة فى ال داخل والخ ارج ھ ذا ك ان یح دث ف ى ظ ل تن امى أع داد الخ ریجین المتعلم ین خاص ة أن ھ ذه المراح ل شھدت التوسع فى التعلیم بكاف ة مراحل ھ ، وم ن ث م ف إن ك ل ھ ذه األس باب س اھمت ف ى

ت بسوف العمل تمثل فى تزاید ع رض العم ل حجم ا ووزن ا م ع م رور حدوث إختالال ألف فرد ی دخلون س وق ٤٠٠الوقت ، وأشارت اإلحصائیات فى الثمانینات أن حوالى

العمل سنویا كان أكث ر م ن ن صفھم م ن المتعلم ین وھ ذا م ا یفی د أن البطال ة كامن ة ب ین . الشباب المتعلم والمؤھل

ن الح ال ك ذلك بإنت شار البطال ة ب ین المتعلم ین مف اده وخالصة القول أنھ إذا كا عدم التنسیق بین سیاسات اإلستثمار والتنمیة وبین الخطة التعلیمیة وھذا یقود إلى ع دم اإلستخدام األمثل للموارد البشریة المتاحة وض یاع الف رص البدیل ة وزی ادة تكلفتھ ا ف ى

ى قطاع ات آخ رى منتج ة ، ھ ذا حال ة م ا إذا ت م توجی ھ اإلس تثمارات عل ى التعل یم إل باإلضافة لتكالیف إعادة تأھیل العمالة لتتوافق مع الطلب على العمال ة وع رض العم ل

.من جانب العمال والمنظمین على السواء



٢٩

الفرع الثانى البطالة املقنعة

ظھرت البطالة المقنعة بدایة فى الریف الم صرى ، وم ع زی ادة درج ة المدنی ة أنم اط ال سلوك اإلقت صادى إنتقل ت البطال ة المقنع ة إل ى الم دن والتح ضر والتغی ر ف ى

المصریة وذلك تحت تأثیرات الھجرة الداخلیة والتى ساھم فیھ ا أی ضا سیاس ة التعل یم ، وإلت زام الحكوم ة بتعی ین الخ ریجین والم سرحین م ن الج یش ش فى القط اع الحك ومى

.د الموظفین بھذه القطاعاتوالخدمى واإلنتاجى بالدولة وھو ما أدى إلى تضخم أعداویظھ ر م ن الدراس ات الخاص ة بالبطال ة أن البطال ة المقنع ة إنعكاس ة لزی ادة عرض العمل الناجم عن زیادة مع دالت النم و ال سكانى ف ى ظ ل ق صور التوظی ف ف ى القطاعات اإلنتاجیة وھو ما دفع فائض ھذه العمالة إلى العم ل ف ى قطاع ات ومج االت

نخف ضة وھ و م ا أدى إل ى ت دنى م ستویات اإلنتاجی ة ف ى كاف ة ذات إنتاجی ة حدی ة م القطاع ات الت ى ش ھدت وج ود الطبال ة المقنع ة كالقط اع الزراع ى وقط اع الخ دمات الحكومی ة والقط اع الع ام حی ث ت م توظی ف أع داد م ن العمال ة تف وق إحتیاج ات ھ ذه

.القطاعات الفعلیةتوزی ع البطال ة وف ى ظ ل ع دم وج ود إح صائیات رس میة ع ن حج م ومع دل و

من إجمالى % ٤٠المقنعة لكن الدراسات االقتصادیة عنھا قدرتھا فى الجھاز الحكومى ، وف ى دراس ة آخ رى للبن ك ال دولى ق درھا ف ى ١٩٧٦الع املین ف ى ھ ذا القط اع ع ام

.من إجمالى العمالة الزراعیة فى السبعینات % ٣٠ -% ٢٠القطاع الزراعى ما بین

الفرع الثالث اإلختياريةالبطالة

یقصد بھذا النوع من البطالة بأن ھناك أفراد قادرین على العمل وغیر راغبین فى العمل فى ظل األجور السائدة فى االقتصاد بالغرم م ن ت وافر ف رص عم ل بالن سبة لھم، وبالتالى یصبح اإلمتناع عن العمل أفضل من اإللتحاق فى وظیفة وبالت الى یحج م

الجھ د والتع ب والعم ل ویخت ار الف راغ ب دال م ن العم ل األف راد ع ن ع رض مزی د م ن



٣٠

والح صول إل ى إج ور إض افیة ألن ھ ف ى ال سابق ق د حق ق خ ال یكف ى إلش باع حاجات ھ وتحقیق متسوى معیشة مالئم حیث تكون الراحة س لعة مف ضلة ل دیھم ب دیال ع ن ال سلع

ة منحن ى األخ رى ، وھ ذا ی ؤدى إتج اه منحن ى الع رض إل ى الخل ف متوافق ا م ع فك ر العرض الملتوى إلى الخلف مع زیادة الدخول لدى األفراد فى الدول المتقدمة ، وھو ما یعنى أنھ عندما یتمكن الفرد من تحقیق تطلعاتھ وحاجاتھ بعدد مح دد م ن ال ساعات ف ى الیوم أو خالل اإلسبوع أو ال شھر فعن دھا یتوق ف ع ن العم ل ویف ضل الراح ة والت سلیة

.عن العمل لثانىالمطلب ا

تطور البطالة فى مصردخل اإلقتصاد المصرى مرحلة اإلنفتاح فى سبعینات القرن الماض ى وتحدی دا

، وتبن ت م صر ب رامج اإلص الح اإلقت صادى والتكی ف الھیكل ى ف ى أوائ ل ١٩٧٤ف ى وكان لھذه السیاسات آثارا ١٩٩١التسعینات من القرن الماضى وتحدیدا مع بدایة العام

مباش رة عل ى م شكلة البطال ة ، وج دیر بال ذكر أن ھ لك ى ت درس تط ور مباش رة وغی رمشكلة البطالة كظاھرة ومعرفة حجمھا كان البد من توافر البیانات الخاصة بھا ونظرا

: لطول الفترة التى مرت بھا البطالة سیتم تقسیمھا إلى المراحل التالیة مصادر بیانات البطالة فى مصر : الفرع األول

١٩٨١ – ١٩٧٤تطور مشكلة البطالة منذ : الثانى الفرع ١٩٩١ – ١٩٨٢تطور مشكلة البطالة منذ : الفرع الثالث ١٩٩٩ – ١٩٩١تطور مشكلة البطالة منذ : الفرع الرابع

الفرع األول مصادر بيانات البطالة

یوجد مصدران أساسیان لبیانات البطالة فى مصر ھما التعداد ال سكانى العغ ام القوة العاملة بالعینة ، ھذا باإلضافة إلى مصادر مث ل بیان ات وزارة التخط یط وبحوث

وكیفی ة توزی ع العمال ة ب ین مختل ف القطاع ات اإلقت صادیة المختلف ة ، وھن اك تق دیرات



٣١

الخطط الخمسیة االقتصادیة للتنمیة ، وسیتم تن اول الم صدران األساس یان بال شرح لم ا : لة المصریة وھما على النحو التالى لھما من أھمیة فى بیان حجم البطا

یقوم الجھاز المرك زى للتعبئ ة العام ة واإلح صاء بعم ل : بیان التعداد السكانى العام -أھذا اإلحصاء للسكان واإلسكان كل ع شر س نوات ویت صف بأن ھ إح صاء ع ام وشامل ، ویؤخذ علیھ الفترة الزمنیة الطویلة التى تم ر ب ین ك ل تع داد وآخ ر ،

مھم أن ھذا التعداد ی وفر لن ا بیان ات ع ن حج م البطال ة الت ى تتزای د م ع ولكن ال .مرور الزمن

تصدر ھذه البیانات عن وزراة القوى العاملة : بیانات بحوث القوى العاملة بالعینة-بس نویا بإنتظ ام ویؤخ ذ عل ى ھ ذه البیان ات ض یق القاع دة الت ى تعتم د علیھ ا ،

طال ة ح ول متوس ط م نخفض مقارن ة بیان ات ولكنھا تشیر إل ى تذب ذب أرق ام الب . التعداد العام للسكان

ووفق المھفوم الرسمى للبطالة الذى یستخدمھ الجھاز المركزى للتعبئ ة العام ة س نة والق ادرین ٦٥ سنوات إلى ما قبل ٦واإلحصاء تتمثل فى األفراد ما بین أكثر من

بیانات ھ الخ ریجین الج دد عل ى العم ل والب احثین عن ھ والیجدون ھ ، وعلی ھ ی دخل ف ى الباحثین عن عمل ویؤدون الخدمة العامة من المتعطلین والمجندین والضباط االحتیاط ، ویخرج من تعداده الطلبة المتفرعین للدراسة ألنھم الیرغبون فى العمل وال یبحث ون عن ھ وم ن ث م یكون وا خ ارج ق وة العم ل وم ثلھم رب ات المن زل واص حاب المعاش ات

. سنة والمصریون العاملون بالخارج٦٥ن واألطفال ومن بلغ والمتقاعدیوتشیر الدراسات إلى تضارب المصادر المختلفة عن البطالة السافرة الصادرة عن المسئولین فیما یخص تقدیراتھا مما یضع المعوق ات ف ى طری ق ح ل ھ ذه الم شكلة

ارب التق دیرات والتعامل معھا حیث ال تتوافر المعلوم ات ال سلیمة عنھ ا ، ویرج ع ت ض حول البطالة فیما یصدر عن الجھات الرسمیة المختلفة إلى وجود عدم إتفاق حول الفئة

٦٥-١٢العمریة لقوة العمل فالجھاز المركزى للتعبئ ة العام ة واإلح صاء یح ددھا ب ین س نة ، ك ذلك یختل ف أس لوب تق دیر حج م ٦٥-١٥سنة أما وزارة التخطیط تحددھا بین



٣٢

ز المرك زى للتعبئ ة العام ة واإلح صاء أس لوب الح صر الع ام ال شامل فالجھ ا –البطالة .بینما تجرى وزارة القوى العاملة الحصر على اساس العینة المنتقاة من المجتمع

وقبل التعرض لبیانات الجدول بالتحلیل نود بیان أن القوة البشریة تتضمن قوة د م ن ھ م ف ى س ن العم ل وال العمل سواء من یعملون بالفعل والمتعطلین وكذلك األف را

یرغب ون ف ى العم ل مث ل أص حاب المعاش ات والمتقاع دین والطلب ة ورب ات البی وت والزاھدون فى العمل ، أما بالنسبة للقوة الغیر بشریة تتضمن األف راد ال ین خ ارج س ن

س نة وال یعمل ون وأی ضا ٦٥ س نة وأكب ر م ن ١٢العمل المح دد أى األطف ال أق ل م ن وف ق % ٣٧زادت إل ى % ٣٥٫١لى العمل ألسباب ص حیة أو مرض یة الغیر قادرین ع

وأن أكثر من نصف القوة الب شریة یق ع خ ارج ق وة العم ل فكان ت ح والى ١٩٨٦تعداد ، وفى نفس الوق ت نج د ص غر حج م الق وة ١٩٨٦ ، ١٩٧٦فى تعداد % ٥٥، % ٥٤

١٩٨٦ ،١٩٧٦ف ى تع دادى % ٢٨، % ٣٠العاملة قیاسا بع دد ال سكان الكل ى فكان ت . على التوالى

١٩٨٦ ، ١٩٧٦وللتع رض عل ى حج م البطال ة ف ى م صر وف ق التع داد الع ام : وكذلك عدد السكان والقوة البشریة من خالل الجدول التالى



٣٣

( )جدول

العدد بألف فرد ١٩٨٦ ، ١٩٧٦إجمالى عدد السكان والقوة البشریة وقوة العمل والطبالة فى مصر وفق تعدادى

القوة البشریة

داخل قوة العمل نةس

التعداد اإلجمالى عاطلون مشتغلون

خارج قوى العمل

إجمالى القوة البشریة

القوة غیر البشریة

إجمالى عدد السكان

% عدد % عدد % عدد % عدد % عدد % عدد % عدد

١٠٠ ٣٦٥١٠٫٩ %٣٥٫١ ١٢٨٠٥٫٢ ٦٤٫٩ ٢٣٧٠٥٫٧ ٣٤٫٩ ١٢٧٢٤٫٢ ٣٠ ١٠٩٨١٫٥ ٢٫٣ ٨٥٠ ٢٧٫٧ ١٠١٣١٫٥ ١٩٧٦

١٠٠ ٤٨٢٠٥ ٣٧ ١٧٨٤٥٫٤ ٦٣ ٣٠٣٦٠ ٣٤٫٦ ١٦٦٨٢ ٢٨٫٤ ١٣٦٧٧٫٦ ٤٫٢ ٢٠١١٫٤ ٢٤٫٤ ١١٦٦٦٫٣ ١٩٨٦

١٩٨٦ , ١٩٧٦الجھاز المركزى للتعبئة العامة واألحصاء تعدادى : المصدر سواء من یعملون بالفعل والمتعطلون وكذلك االفراد من ھم فى وقبل التعرض لبیانات الجدول بالتحلیل نودیبان أن الفترة البشریة تتضمن قوة العمل

سن العمل وال یرغبون فى العمل مثل أصحاب المعاشات والمتقاعدین والطلبة وربات البیوت والزاھدون فى العمل، أما بالنسبة للقوة الغیر بشریة تتصمن سنة وال یعملون وأیضا الغیر قادرین على العمل السباب صحیة أو ٦٥أكبر من و١٢األفراد الذین خارج سن العمل المحدد أى األطفال أقل من سنة

. مرضیة

١٩٧٦ویتضح من الجدول السابق تزاید حجم القوة الغیر بشریة ، إذا بلغت وفق تعداد



٣٤

المطلب الثانى

الفرع األول ١٩٨١ – ١٩٧٤ تطور مشكلة البطالة منذ

إقت صادیة مھم ة م ن االقت صاد تحوالت ١٩٨١ – ١٨٧٤شھدت المرحلة منذ اإلشتراكى القائم على دور الدولة التدخلى اإلنتاجى فى الن شاط االقت صادى ، وملكیتھ ا لكاف ة وس ائل اإلنت اج وتق دیم الخ دمات م ن خ الل كاف ة القطاع ات الخدمی ة والمراف ق

ة العامة إلى إنتھاج سیاسة التحریر اإلقتصادى والتوجھ نحو آلیات السوق خ الل سیاس فى ظل زیادة الموارد األجنبی ة م ن العمل ة ال صعبة ب سبب زی ادة . االنفتاح االقتصادى

أسعار البترول وزیادة إیرادات مصر السیاحیة وفتح قناة السویس وتحویالت الع املین .بالخارج وتقدیم الدول األجنبیة والجھات المانحة للقروض والمنح واإلعانات

، ١٩٨١ - ٧٣بین % ٩٫٥و مرتفعة بلغت وحقق اإلقتصاد المصرى نسبة نمس نویا وھ و م ا ف اق مع دل نم و ال سكان وحج م ق وة % ٣٫٧وزاد متوسط التشغیل إل ى

.سنویا على التوالى % ٢٫٢، % ٢٫٦العمل والذین كانا

س یتم ١٩٨١ – ١٩٧٤وللتع رف عل ى تط ور م شكلة البطال ة خ الل الفت رة : یحة على النحو التالى التعرض للبطالة الصریحة والبطالة غیر الصر

) السافرة(البطالة الصریحة : اوال

ك ان لتبن ى الدول ة سیاس ة االنفت اح االقت صادى أث ر إیج ابى عل ى س وق العم ل من إجمالى % ٧٫٧ومستوى التوظیف وھو ما خفف من حدة البطالة والتى لم تتجاوز

.من إجمالى عدد السكان % ٢٫٣القوة العاملة ، و

ملیون فرد فى عام ٩ض العمل زاد حجم قوة العمل فى مصر من فبالنسبة لعركمتوس ط % ٢٫٢ بمع دل نم و ١٩٨١ – ٨٠ ملی ون ف رد ف ى ع ام ١٠٫٥ إل ى ١٩٧٣



٣٥

وھ ذا م رده إل ى % ٢٫٦سنوى خالل الفترة السابقة وھو أقل معدل نم و ال سكان الب الغ ة العمال ة إل ى الھجرة للعمالة المصریة إلى دول الخلیج العربى حیث زادت أعداد ھجر

إل ى م ا یزی د ع ن الملی ون ف ى بدای ة الثمانین ات ١٩٧٦ ألف عامل ف ى ٢٠الخارج من وھ و م ؤداه أن ھ ذه الھج رة الخارجی ة ق د إمت صت ن سبة كبی رة م ن أع داد ال سكان

م ن الزی ادة ف ى ق وة العم ل وھ ذا ك ان ل ھ % ٢٣٠الناش طین إقت صادیا كم ا إس توعبت .یالت الخارجیة الحقیقة إلى داخل مصرمردود كبیر فى تنامى حجم التحو

ملی ون ف رد ف ى ٨٫٩وبالن سبة للطل ب عل ى العم ل زاد ع دد الم شتغلین م ن س نویا حی ث زاد الم شتغلین ف ى % ٢٫٩ بمع دل نم و ١٩٨١ف ى % ١١٫٤ إل ى ١٩٧٣

الزراعة والصناعة والتعدین والبترول والكھرباء والتشیید والبناء –القطاعات السلعیة وبالن سبة للقطاع ات الخ دمات ١٩٨١ – ٧٣ أل ف ف رد ب ین ٦٣٧٠إل ى ٥٦٤٠ م ن –

ألف ف رد ع ن ذات الفت رة ال سابقة ١٧٥٧ إلى ١٣١٦اإلنتاجیة زادت نسبة التعدین من . عن ذات الفترة ٣٣١٢ إلى ١٩٣٢وبالنسبة لقطاع الخدمات اإلجتماعیة زاد من

نم و الت شغیل ك ان وعلى صعید البطالة الصریحة السافرة فق د راین ا أن مع دل أى –من قوة العمل % ٧٫٧یفوق معدل نمو قوة العمل حیث لم تتجاوز البطالة السافرة

بالرغم من أن بح وث ق وة العم ل بالعین ة أظھ رت ١٩٧٦ وفق تعداد – ألف فرد ٨٥٠فى نفس الفترة ، وعل ى أى ح ال ل م ت شكل البطال ة ال سافرة % ٢٫٦معدال منخفضا بلغ : وذلك لألسباب التالیة ١٩٨١ – ٧٤الفترة مشكلة كبیرة خالل

إرتفاع معدالت النمو اإلقتصادى نظرا إلنتھاج سیاسات مالیة ونقدیة توسعیة -١ .وزیادة موارد الدولة من النقد األجبنى

زیادة اعداد الھجرة الخارجیة إل ى ال دول العربی ة خاص ة الخلیجی ة البترولی ة -٢ .منھا

خ ریجین م ن حمل ة كاف ة الم ؤھالت المتوس طة إلتزام الدول ة ب سیاسة تعی ین ال -٣ .والعلیا وكذلك المسرحین من الجیش



٣٦

زی ادة اإلس تثمارات العام ة ف ى مج االت البنی ة والمراف ق األساس یة وتطبی ق -٤سیاسة اإلحالل والتجدید وھ و م ا إس تتبع تعی ین مزی د م ن العمال ة لتنفی ذ ھ ذه

.المشروعات

اء مم ا اس توعب كثی ر م ن العمال ة نم و قط اع المق االوت وقط اع الت شیید البن -٥باإلضافة لنمو القطاع غی ر الم نظم أو غی ر الرس مى الھام شى مم ا إس توعب

.كثیر من الحرفیین والفنیین والمھنیین

نج د ١٩٨١ – ٧٤وبعد ھذا العرض للبطالة ال صریحة ال سافرة خ الل الفت رة وزیادة األھمیة الن سبیة أن فترة الرواج اإلقتصادى بإنتھاج سیاسة اإلنفتاح االقتصادى

للھج رة الخارجی ة للعمال ة وقطاع ات الت شیید والبن اء والقط اع غی ر الم نظم وقطاع ات الخدمات والتى اس توعبت جمیعھ ا ال داخلین الج دد إل ى س وق العم ل باإلض افة إللت زام الدولة بسیاسة تعیین الخریجین وھو م ا س اھم ف ى إح داث ق در م ن الت وازن ف ى س وق

اع م ستوى الت شغیل ن سبیا ب الرغم م ن الت شوھات ف ى الھیك ل ال وظیفى العم ل وإرتف والتوزی ع غی ر الكف اء لق وة العم ل ب ین القطاع ات االقت صادیة وت زامن ف ائض ف ى ق وة

.العمل مع العجز فیھ

البطالة غیر الصریحة : ثانیا

تضم البطالة غیر الصریحة كل البطالة الجزئی ة والمقنع ة والموس میة ویتح دد م ك ل ن وع ومعدل ھ م ن خ الل المقی اس العلم ى للبطال ة وألج راء ذل ك ت م تق سیم حج

القطاع ات داخ ل االقت صاد الق ومى إل ى القطاع ات ال سلعیة والخ دمات اإلنتاجی ة والخ دمات اإلجتماعی ة ، ولق د بل غ أعل ى متوس ط إلنتاجی ة العل م ف ى قط اع الخ دمات

– ٧٤ف ى الفت رة % ٤١ -% ٢٦لم ى اإلنتاجیة ، وبلغ مع دل البطال ة وف ق المفھ وم الع م ن ق وة العم ل ، وھ ذا معن اه أن االقت صاد الم صرى ق د % ٣٣ بمتوس ط یق در ١٩٨١

. عانى من كافة أشكال البطالة



٣٧

الفرع الثانى ١٩٩١ – ٨٢تطور مشكلة البطالة خالل الفترة

)فترة الركود األقتصادى(لركود االقتصادى نظرا عانى اإلقتصاد المصرى مع بدایة الثمانیات من حالة ا

لتعرض ھ لل صدمات الخارجی ة مث ل الرك ود ف ى ال دول ال صناعیة الغنی ة والمتقدم ة وإنخف اض أس عار البت رول العالمی ة وتن اقص م وارد النق د األجنب ى ب سبب إنخف اض إی رادات البت رول وقن اة ال سویس وال سیاحة والع املین بالخ ارج م ع حل ول آج ال س داد

ھا والت ى إس تنزفت ن صف ح صیلة إی رادات الح ساب الج ارى ال دیون الدولی ة وخ دمت .١٩٨٦ – ١٩٨٥فى عام

تمثلت حالة الركود اإلقتصادى فى تناقص معدل نمو الن اتج المحل ى اإلجم الى ع ام % ١ حت ى وص ل إل ى ١٩٨٥ – ١٩٨٣بین % ٧ -% ٦إلى % ٩٫٥الحقیقى من ل الن صف األول وزاد إعتماد مصر عل ى الق روض الخارجی ة واالعان ات خ ال ١٩٨٩

من الثمانینات مما زاد معھ العجز فى میزان الم دفوعات الدولی ة حت ى وص لت ال دیون ، ١٩٨٦ملیار دوالر عام ٤٦ حتى وصلت ١٩٨٥ ملیار دوالر عام ٤٢١٫١الخارجیة

١٩٨٢م ن الن اتج المحل ى اإلجم الى ف ى ع ام % ١٩٫١كم ا زاد عج ز الموازن ة إل ى ى إنخف ض بع د ذل ك ب سبب إتب اع الحكوم ة وال ذ١٩٨٥ع ام % ٢٢٫٨لی صل إل ى

.المصریة سیاسات مالیة ونقدیة إنكماشیة

وفى ھذا اإلطار سیتم دراسة البطالة ال صریحة والبطال ة الغی ر ص ریحة عل ى : النحو التالى

) : السافرة(البطالة الصریحة : أوال

لبیة عل ى أدى إتباع ال سیاسات المالی ة والنقدی ة اإلنكماش یة إل ى ح دوث آث ار س سوق العمل وتفاقم البطالة الصریحة وأدت لنتائج خطیرة إقتصادیة وإجتماعی ا ، حی ث

لف صل ف ى ١٩٨٦ف ى % ١٤٫٧ إل ى ١٩٧٦ع ام % ٧٫٧تزاید معدل البطال ة ال سافرة



٣٨

ملیون عاطل باإلضافة لحدوث تشوھات فى ھیكل التوظی ف وع دم ٢ إلى ١٩٨٦عام .موارد البشریةاإلستخدام األمثل للعمالة وإھدار ال

ولرصد اثر الركود اإلقتصادى عل ى س وق العم ل والبطال ة ال صریحة نالح ظ ملیون فرد ع ام ١٠٫٥أنھ بالنسبة لعرض العمل فقد زاد حجم قوة العمل المصرى من

فى المتوس ط % ٣٫٤ بمعدل نمو ٩٠/١٩٩١ ملیون فرد عام ١٤٫٨ إلى ١٩٨١ – ٨٠سنویا ف ى المتوس ط خ الل نف س % ٢٫٨الى سنوى یفوق معدل نمو السكان المقدر بحو

وھ ذا یرج ع إل ى إنخف اض الطل ب عل ى العمال ة الم صریة ف ى ١٩٩١ – ١٩٨٢الفترة ١٩٨١ – ١٩٧٤الخارج فى الدول التى كانت محل لھجرة العمالة المصریة فى الفترة

باإلضافة إلى أن سوق العمالة المصرى قد شھد ھجرة عكسیة من الخارج إلى ال داخل س اھم ف ى زی ادة ق وة العم ل ف ى س وق العمال ة الم صرى وتف اقم م شكلة البطال ة ، مم ا

م ن ال سكان % ٥٧وزیادة نصیب نسبة السكان النشیطین إقتصادیا حی ث بلغ ت ن سبتھا فق ط م ن الحج م الكل ى % ٢٧٫٢ سنة بالرغم من أن ق وة العم ل تمث ل ٦٥-١٥فى الفئة .للسكان

العم ل الم صرى نالح ظ زی ادة ع دد وبالن سبة للطل ب عل ى العمال ة ف ى س وق ١٩٩٠ ملی ون ف رد ف ى ١٣٫٤ إلى ١٩٨١ – ١٩٨٠ ملیون فرد من ١١٫٤العمالة من

ملی ون ف رد وبمع دل نم و س نوى ف ى المتوس ط ٢ بزی ادة إجم الیى ح والى ١٩٩١ –١٫٦.%

وبالن سبة لحج م البطال ة ال صریحة ومع دلھا نالح ظ أن مع دل نم و ق وة العم ل حیث یالحظ أن حجم ١٩٩١ – ١٩٨٢مشتغلین خالل الفترة یفوق ضعف معدل نمو ال

أل ف ف رد ف ى ح ین ك ان المت اح م ن ف رص العم ل ٤٢٣المت دفق إل ى س وق العم ل بل غ ألف فرصة عمل وھذا معناه أن الباقى ینتقل إلى صفوف البطالة السافرة ١٩٤حوالى

نم و بم ا ی ساوى ملی ون ف رد وبلغ ت ن سبة ١٩٨٦وف ق تع داد % ١٤٫٧والت ى بلغ ت وترج ع األس باب الت ى أدت إل ى تف اقم ١٩٩١ – ١٩٨٢خ الل الفت رة % ٩٫١البطال ة

: مشكلة البطالة الصریحة إلى ما یلى



٣٩

إنخفاض أسعار الصادرات المصریة خاصة البترول -١

زیادة أعباء وخدمة الدیون الدولیة وحلول أحال سدادھا حیث كانت ت ستنزف -٢ . من حصیلة الصادرات المصریة % ٦٠

خفاض الطلب على العمالة المصریة فى الخارج خاصة ف ى ال دول الجاذب ة إن -٣للعمال ة الم صریة ك دول الخل یج العرب ى البترولی ة وب ل أص بحت ھ ذه ال دول ط اردة للعمال ة الم صریة بع د إنتھ اء ھ ذه ال دول م ن مراح ل الت شیید والبن اء

.لدیھا

ت اإلس تثمار یالح ظ أن األس باب الثالث ة ال سابقة س اھمت ف ى إنخف اض مع دال المحلى وانخفاض معدالت النمو اإلقتصادى مما أدى لما تناقص فرص العمل

الجدیدة

تراجع الحكوم ة الم صریة ع ن اإللت زام ل سیاسة تعی ین الخ رجیین والح د م ن -٤ . سلطة الدولة فى التدخل فى النشاط اإلقتصادى وتحریر القطاع العام

عن استیعاب المزی د –لھامشى غیر الرسمى وا –تراجع القطاع غیر المنظم -٥ .من العمالة المصریة الجدیدة

إنخفاض معدالت النمو فى القطاع الزراعى مم ا أدى لوج ود ف ائض ف ى ق وة -٦ .العمل بالریف وھجرة ھذا الفائض إلى الحضر والمدن

تزای د اعتم اد ال صناعة الم صریة التكنولوجی ة الحدیث ة والمتط ورة -٧ر مم ا أدى ل ضیق ف رص التوظی ف والم شروعات ذات رأس الم ال الكبی

.الجدیدة وعدم القدرة على إستیعاب على عمالة جدیدة



٤٠

ثانیا البطالة غیر الصریحة

% ٤١تراوحت البطالة غیر الصریحة من خالل المقیاس العلم ى للبطال ة ب ین من إجمالى قوة العمل وھذا مفاده أن نصف قوة العم ل كان ت ف ى بطال ة خ الل % ٥٢-

. وفقا لھذا المقیاسالثمانینات

وبعد إستنزال معدل البطالة الصریحة من معدل البطال ة ال صریحة یت ضح لن ا ملیون ٥من إجمالى قوة العمل أى حوالى % ٣٧أن حجم البطالة غیر الصریحة بلغت

. ١٩٩١ – ٨٢فرد فى الفترة ما بین

الفرع الثالث صادىتطور مشكلة البطالة خالل فترة برنامج اإلصالح اإلقت

)١٩٩٨ -١٩٩١( ینبغ ى لدراس ة م شكلة البطال ة ف ى م صر خ الل فت رة برن امج اإلص الح

: اإلقتصادى یتوجب دراسة األمور التالیة

مالمح سوق العمل الصمرى فى ظل تطبیق برنامج اإلصالح االقتصادى : أوال

عرض العمل -أ

الطلب على العمل -ب

تطور مشكلة البطالة فى ظل تطبیق برنامج اإلصالح االقتصادى : ثانیا

تطور حجم البطالة ومعدلھا-أ

ھیكل البطالة -ب

البعد اإلجتماعى فى برنامج اإلصالح االقتصادى : ثالثا

مكانة مشكلة البطالة فى أھداف برنامج اإلصالح االقتصادى: رابعا

وى المصرى على خلق فرص العمل والتوظیفمدى قدرة اإلقتصاد الق: خامسا



٤١

مالمح سوق العمل المصرى فى ظل تطبیق برنامج اإلصالح االقتصادى: اوال

ع انى االقت صاد الم صرى إخ تالال مزمن ا ب ین ج انبى ع رض وطل ب العمال ة بمعدل یفوق معدل نمو الطلب علیھ مما – قوة العمل –وذلك نظرا لنمو عرض العمل

ال ة ومع دلھا وھ ذا م ا الحظن اه من ذ الثمانین ات وإس تمر ف ى الت سعینات یزی د حج م البطبسبب السیاسات المالیة والنقدیة اإلنكماشیة وإنتھاج سیاسة الخصخصة وھو ما یستلزم

: توضیح ذلك من خالل التعرض لعرض العمل والطلب علیھ كما یلى

عرض العمل -١

الطلب على العمل -٢

: عرض العمل -١

١٨٫٩ إل ى ٩٠/١٩٩١ ملی ون ف رد ف ى ١٤٫٨مل فى مصر من زادت قوة الع خ الل % ٢٫٨ ، ونم ت ق وة العم ل بمتوس ط س نوى ٢٠٠٠ – ٩٩ملیون ف رد ف ى ع ام

الت سعینات والت ى تزای دت بع د ھ ذه الفت رة ومتوق ع زیادتھ ا بإس تمرار م ا یتطل ب خل ق .فرص عمل جدیدة بإستمرار

إل ى ١٩٨٦ع ام % ٢٨ م ن تزای دت ن سبة الم شاركة ال سكانیة ف ى ق وة العم ل على التوالى وھو ما أدى إلى زیادة نم و مع دل ٢٠٠١ ، ١٩٩٦عامى % ٣٠، %٢٩

قوة العمل بمعدل أعلى ویفوق معدل نمو السكان خالل التسعینات وذل ك ب سبب زی ادة من إجمالى السكان % ٧ من – خاصة فى الریف –نسبة مشاركة األناث فى قوة العمل

على الت والى ف ى ٢٠٠١ ، ١٩٩٦أعوام % ١٣، % ٩ إلى ١٩٨٦من األثاث فى عام م ن إجم الى ال سكان % ٤٨٫٢حین إنخفضت نسبة مشاركة الذكور فى ق وة العم ل م ن

عل ى الت والى ٢٠٠١ ، ١٩٩٦ف ى ع امى % ٤٥٫٣و % ٤٧٫٩ إل ى ١٩٨٦ف ى ع ام . وبھذا حلت مشاركة األناث فى قوة العمل النقص فى نصیب الرجال

سبى لق وة العم ل ف ى الح ضر عن ھ ف ى الری ف حی ث بل غ ف ى تراج ع ال وزن الن وفى ٢٠٠١ ، ١٩٩٦عامى % ٤٤، % ٤٦ وإنخفض إلى ١٩٨٦عام % ٤٧الحضر



٤٢

% ٥٦، % ٥٤، % ٥٣المقابل تزاید الوزن النسبى لق وة العم ل ف ى الری ف حی ث بل غ على التوالى وترجع أسباب زیادة ال وزن الن سبى ٢٠٠١ ، ١٩٩٦ ، ١٩٨٦فى أعوام

. لة فى الریف إلى إرتفاع نسبة مشاركة األناث لزیادة فرص التعلیم لدیھنللعما

إل ى ١٩٨٦ع ام % ١٢وتزای د الن صیب الن سبى لألن اث ف ى ق وة العم ل م ن بینم ا تراج ع الن صیب الن سبى لل ذكور ف ى ٢٠٠١ ، ١٩٩٦ف ى ع امى % ٢١، % ١٦

، ٢٠٠١ ، ١٩٩٦ ، ١٩٨٦ف ى أع وام % ٧٩إل ى % ٨٤إل ى % ٨٨ق وة العم ل م ن كمتوس ط زی ادة س نوى وھ و ض عف زی ادة % ٥٫٣حیث بلغ معدل نمول اإلناث بنسبة

.وھذا یرجع لزیادة فرص اإلناث من التعلیم% ٢٫١الذكور البالغة

وبح وث ١٩٨٦م ن ق وة العم ل وف ق تع داد % ٦٠بالنسبة للشباب یحتل ن سبة ى الفئ ة العمری ة ، ویق ع الج زء األكب ر م ن ق وة العم ل ف ٢٠٠١قوة العمل بالعینة ع ام

.سنة حیث یكون كل المتعلمین قد أنھوا تعلیمھم ودخلوا سوق العمل) ٢٥٤٤(

ھ ذا ب الرغم ١٩٨٦وإختلت األمیة المطلقة حوالى ثلث قوة العمل حسب تعداد ١٩٩٦من األنفاق المتزاید على التعلیم ومحو األمیة ، وتقدر األمیة الفعلیة وفق تع داد

األمی ة الفعلی ة ت شتمل –من قوة العمل %) ٥٠ (٢٠٠١ة عام وبحوث قوة العمل بالعین وھ ذا مع دل ش دید اإلرتف اع وھ ذا أح د –على من یق رأ ویكت ب وك ذلك األمی ة المطلق ة

. معوقات التنمیة االجتماعیة واإلقتصادیة

عام % ٢٢زادت نسبة الحاصلین على المؤھالت المتوسطة فى قوة العمل من ع ام % ٨ أم ا ن سبة الم ؤھالت العلی ا زادت م ن ١٩٩٦ف ى تع داد % ٢٧ إل ى ١٩٨٦ فى قوة العمل وھذه الزیادة فى ن سبة المتعلم ین أح دثت ١٩٩٦عام % ١٣ إلى ١٩٨٦

نوعا من اإلزاحة داخل سوق العمل وقوة العمل وذلك حیث زادت نسبة المتعلمین ب ین .الداخلین الجدد إلى سوق العمل

: الطلب على العمل -٢

ملیون فرد أى بن سبة ١٣٫٤لمشتغلین فى اإلقتصاد المصرى من زادت أعداد ا ملی ون ف رد بن سبة ١٧٫٤ إل ى ح والى ١٩٩١% ٩٠م ن ق وة العم ل ف ى % ٩٠٫٧



٤٣

ف ى ع ام – تتضمن قوة العمل كال من المشتغلین والع اطلین –من قوة العمل % ٩٢٫١كمتوس ط س نوى خ الل نف س الفت رة ، % ٣ وبل غ مع دل نم و الم شتغلین ٩٩/٢٠٠٠

.٩٩/٢٠٠٠عام % ٨ إلى ١٩٩٠فى % ٩٫٣انخفض معدل البطالة الرسمى من و

وبالنسبة لھیكل المشتغلین وفق معیار المكان نج د إرتف اع ن سبة الم شتغلین ف ى بمع دل ١٩٩٩ع ام % ٤٣ إل ى ١٩٩١من إجم الى الم شتغلین ع ام % ٤١الحضر من

خف ضت ن سبة كمتوس ط س نوى خ الل الت سعینات أم ا ف ى الری ف إن %) ٢٫٥(نمو ق درة وھو ما یكشف عن ١٩٩٩عام % ٥٧ إلى ١٩٩١عام % ٥٩المشتغلین فى الریف من

إنخفاض قدرة الریف والقطاع الزراعى عن توفیر ف رص وظ ائف جدی دة المت صاص .الفائض من المتعطلین

أما بالنسبة لھیكل المشتغلین وفق معیار النوع نجد زیادة نسبة مشاركة الذكور ع ام % ٨١ إلى ١٩٩١من إجمالى عدد المشتغلین عام % ٧٧یة من فى العملیة االنتاج

ع ن نف س الفت رة % ١٩إل ى % ٢٣ فى حین تراجعت نسبة مشاركة اإلناث من ١٩٩٩على التوالى مما یزید معدل البطالة لدى اإلناث ومرد ذلك إلى تفضیل المنظمین عمالة

سیاسة التوظی ف ال ذكور عل ى اإلن اث خاص ة ف ى ظ ل تراج ع الدول ة ع ن اإللت زام ب . وتحریر القطاع العام

أما بالنسبة لھیك ل الم شتغلین للحال ة التعلیمی ة نالح ظ تن اقص ن سبة األمی ة م ن وھذا مفاده ع دم ١٩٩٩عام % ٢٨ إلى ١٩٩١من إجمالى عدد المشتغلین عام % ٤٥

مالءمة نوعی ة األمی ین لطل ب األن شطة اإلنتاجی ة وإنخف ضت ن سبة غی ر الم ؤھلین م ن عل ى الت والى وذل ك ١٩٩٩ ، ١٩٩١من إجمالى عدد المشتغلین فى % ٥٥ى ال% ٧٢

بسبب تزاید اإلقبال على التعلیم وزیادة المؤھلین بین المشتغلین ، وزاد حملة الشھادات من إجمالى المشتغلین عن نفس الفت رة عل ى الت والى ، % ٢٧إلى % ١٥المتوسطة من

ع ن ذات الفت رة ، % ٥إل ى % ٣وزادت ن سبة حمل ة ال شھادات ف وق المتوس ط م ن ع ن نف س الفت رة وھ ذا م ا % ١٣إل ى % ١٠وزادت ن سبة حمل ة الم ؤھالت العلی ا م ن

.یعكس زیادة المستوى التعلیمى للمشتغلین فى خالل فترة التسعینات



٤٤

وبالن سبة لھیك ل الم شتغلین طبق ا لفئ ات ال سن زادت ن سبة الم شتغلین م ن الفئ ة م ن إجم الى ٢٠٠١ع ام % ٥٣ إل ى ١٩٩١ع ام % ٥١من ) سنة ٤٩ – ٣٠(العمریة

ش كلت ن سبتھا م ن إجم الى ) س نة ٢٩ – ١٥(حج م الم شتغلین ، أم ا الفئ ة العمری ة م ن ویرجع إنخفاض ھذه الفئة ألن غالبیتھا فى مرحلة البحث عن % ٣٠المشتغلین أقل من

. عمل ولم یدخلوا سوق العمل بعد

ق برنامج اإلصالح اإلقتصادى تشیر تطور مشكلة البطالة فى ظل تطبی : ثانیا البیانات عن البطالة والتشغیل فى مصر إلى تناقص معدل التشغیل وتزاید البطالة أثناء تنفی ذ م صر برن امج اإلص الح االقت صادى ، وزاد مع دل وحج م البطال ة ال صریحة السافرة أی ضا ، وإزاء ھ ذا الوض ع الخطی ر لت دنى مع دالت التوظی ف للعمال ة ف ى ظ ل

: نامج اإلصالح اإلقتصادى سیتم دراسة ما یلى بر

تطور حجم البطالة ومعدلھا فى ظل برنامج اإلصالح اإلقتصادى - أ

ھیكل البطالة فى ظل برنامج اإلصالح اإلقتصادى-ب

تطور حجم البطالة ومعدلھا-أ

)السافرة(البطالة الصریحة : أوال

حدد بإس تخدام المقی اس كما نعلم فیما سبق أن حجم ومعدل للبطالة الصریحة یت الرس مى للبطال ة ، وت شیر بیان ات بح ث العمال ة بالعین ة وك ذلك البیان ات ال صادرة ع ن ھیئات ومنظمات العمل الدولیة إلى تزاید حجم البطالة الصریحة خالل تطبی ق برن امج

٩٠/١٩٩١ ملیون عاطل فى ١٫٤اإلصالح االقتصادى ، یحث زاد عدد العاطلین من عل ى الت والى نق ول ھ ذا حی ث ٢٠٠١ ، ٩٩/٢٠٠٠ ملیون فرد أعوام ١٫٨ ، ١٫٥إلى

% ٩٫٣أن البطال ة ق د تزای دات ك رقم مطل ق إال أن مع دل البطال ة ق د إنخف ض م ن ٩٢/١٩٩٣ بإستثناء إرتفاع ھذا المعدل أعوام ٩٩/٢٠٠٠عام % ٧٫٩ إلى ٩٠/١٩٩١أن عل ى الت والى ، ب الرغم م ن % ١١٫٧، % ١٠٫٩ حی ث وص ل إل ى ٩٥/١٩٩٦،

ف ى % ٢٠بع ض الدراس ات أش ارت إل ى أن مع دل البطال ة ف ى م صر ق د وص ل إل ى .منتصف التسعینات



٤٥

وترج ع أس باب إنخف اض مع دل البطال ة إل ى نم و مع دالت الت شغیل بم ا یف وق مع دل نم و ق وة العم ل ف ى مرحل ة الت سعینات ، ولك ن ك ل المؤش رات ت شیر إل ى تزای د

خلین الج دد إل ى س وق العم ل وإنخف اض الھج رة معدل البطالة فى ظل تزاید اعداد ال دا الخارجیة للعمل وانتھاج الدول ة ل سیاسة الح د م ن التوظی ف الحك ومى وإتب اع ال سیاسة

. المالیة اإلنكماشیة فیما یخص التوظیف واألجور

: وترجع أسباب تزاید معدل البطالة الصریحة لألسباب التالیة

الخاص ة وتركزھ ا ف ى األن شطة إنخف اض مع دل نم و اإلس تثمارات العام ة و -١ .كثیفة راس المال والتى تضعف على إستیعاب العمالة

% ٤٫٤إنخفاض معدل نمول الناتج المحلى الحقیقى فى م صر وال ذى ق در ب ـ -٢% ٣٫٣لمتوسط سنوى خالل برنامج اإلصالح اإلقت صادى حت ى وص ل إل ى

وھ ذه ٢٠٠٣ع ام % ٢٫٩ وإن إرتف ع إل ى ٢٠٠٢فى % ١٫٦ ثم ٢٠٠١عام سنویا وھذا یؤثر سلبیا على ^ %٧أو % ٦المعدالت أقل من المستھدف وھو

.قدرة االقتصاد المصرى فى أستیعاب العمالة الوافدة إلى سوق العمل

أل ف ف رد تقریب ا ف ى بدای ة ٥٠٠زی ادة الواف دین الج دد إل ى س وق العم ل م ن -٣ ٢٠٠٠ ألف فرد عام ٧٥٠التسعینات إلى

ملیون فرد عاطل فى بدای ة الت سعینات ١٫٤اكم من تزاید رصید البطالة المتر -٤ ، ھ ذا باإلض افة إل ى تزای د ٢٠٠٠ ملی ون عاط ل ع ام ٢ – ١٫٥إل ى م ا ب ین

حجم البطال ة الدوری ة الناجم ة ع ن الرك ود االقت صادى الع املى وت اثر قط اع وإنھی ار ٢٠٠١ال سیاحة بأح داث اإلرھ اب ال دولى خاص ة أح داث س بتمبر

.ى بأمریكامركز التجارة العالم

: البطالة غیر الصریحة : ثانیا

ی تم تحدی د حج م البطال ة غی ر ال صریحة م ن خ الل المقی اس العلم ى للبطال ة وألتم ام ذل ك ی تم تق سیم قطاع ات االقت صاد الق ومى إل ى ثالث ة قطاع ات رئی سیة ھ ى



٤٦

القطاع ات ال سلعیة والخ دمات االنتاجی ة والخ دمات االجتماعی ة ، ویت راوح حج م ھ ذه م ن ق وة العم ل ، ولك ى %) ٥٠(بطال ة وف ق المقی اس العلم ى للبطال ة بمتوس ط ق درة ال

تحدد معدل البطالة الغیر ص ریحة وذل ك بط رح مع دل البطال ة ال سافرة لف صل إل ى أن م ن ق وة % ٤٠ ملیون فرد بنسبة ف ى المتوس ط ٦معدل البطالة غیر الصریحة یتجاوز

. العمل خالل عقد التسعینات

الة فى ظل برنامج اإلصالح االقتصادى ھیكل البط–ب

: ھیكل البطالة وفقا لمعیار النوع : أوال

١٩٨٦ف ى تع داد % ٤١نالحظ إنخفاض معدل الطبالة بین اإلناث من ح والى ألف ، وأبانت بح وث العمال ة بالعین ة أن ٥٣٥ حیث بلغت ١٩٩٦فى تعداد % ٢٠إلى

إل ى ١٩٩١الى المتعطل ین ف ى م ن إجم % ٤٥نسبة المتعطالت م ن اإلن اث زادت م ن م ن % ٥٥ ، وف ى المقاب ل تناق صت ن سبة البطال ة م ن ال ذكور م ن ١٩٩٩ع ام % ٥١

.عن نفس الفترة على التوالى % ٤٩إجمالى العاطلین إلى

ویرجع ارتف اع مع دل البطال ة ب ین أإلن اث ع ن ال ذكور إل ى تف ضیل المنظم ین المن شآت م ن المزای ا الممنوح ة للعمالة الذكوریة عن الن ساء باإلض افة لت ضرر بع ض

للمرأة فى ضوء التشریعات والقوانین المنظمة لعمل المرأة ومنحھا لألجھازات للرعایا االجتماعیة خاصة وأن القطاع الخاص الذى تنامى دوره فى ریادة النشاط االقت صادى

.یمیل كما نعلم الى تعظیم الربح

: ھیكل الطبالة وفقا لمعیار المكان: ثانیا

ع ن ن صیب ١٩٨٦ ، ١٩٧٦زاد ن صیب الح ضر م ن البطال ة وفق ا لتع داد أظھ ر أن ن صیب الری ف م ن البطال ة أكب ر م ن ١٩٩٦الری ف منھ ا ، ولك ن ف ى تع داد

من إجمالى العاطلین فى تعداد % ٥٣نصیب الحضر ، فقد إنخفض نصیب الحضر من عن نف س % ٥٥ى إل% ٤٧بینما زاد نصیب الریف من البطالة من % ٤٥ إلى ١٩٨٦

% ٥٥الفترة على الت والى ، وأی ضا إنخف ض ن صیب الح ضر م ن إجم الى البطال ة م ن



٤٧

فى حین إرتفع نصیب الریف من البطالة عن نفس ١٩٩٩عام % 44 إلى ١٩٩٩عام %.٥٦إلى % ٤٥الفترة من

وترجع أسباب زی ادة مع دل البطال ة ف ى الری ف ع ن الح ضر ف ى ظ ل برن امج ى قل ة ف رص التوظی ف ب الریف والقط اع الزراع ى وانح سار اإلص الح االقت صادى إل

الھجرة الداخلیة من الریف الى الحضر ألسباب إجتماعی ة وإقت صادیة ، ھ ذا باإلض افة إلى كل أو معظم المشروعات الصناعیة المنشأة حدیثا فى برنامج اإلص الح كان ت ف ى

رة أو المناطق االستثماریة المدن القدیمة أو المدن الصناعیة الجدیدة أو فى المناطق الح . ولمیكن للریف نصیب منھا

ثالثا ھیكل البطالة وفقا لمعیار نوع التعطیل

على إرتفاع نسبة البطالة ١٩٩٦ ، ١٩٨٦ ، ١٩٧٦أكدت التعدادات المتوالیة بین الشاب بالداخلیین إلى سوق العمل وبالتالى یعدون السمة الممیزة لھیك ل المتعطل ین

، ٨٦ ، ٧٦ف ى تع داد % ٩إل ى % ٧٫٥إل ى % ٧٫٤ت ن سبتھم م ن ف ى م صر ، وزاد . على التوالى ١٩٩٦

ولقد أكدت أبحاث العمالة بالعینة ھذه الزیادة فى البطالة بین الشباب

رابعا ھیكل البطالة وفق الفئة العمریة

كما تقدمت فیما سبق أن معظ م المتعطل ین ف ى م صر ینتم ون إل ى فئ ة ال شباب سنة والتى زادت نسبتھا ف ى التع دادات ال سكانیة م ن ) ٢٩ – ١٥(مریة خاصة الفئة الع

واألم ر ١٩٩٦ وذات الح ال بالن سبة لتع داد ١٩٨٦عام % ٨٩ إلى ١٩٧٦عام % ٤٥ .ذاتھ أكدتھ بحوث العمالة بالعینة

خامسا ھیكل البطالة وفقا للحالة التعلیمیة

وتحیل حملة الشھادات شھدت الثمانینات من القرن العشرین بطالة المتعلمین ،المتوسطة المرتبة األولى بین المتعطلین المتعلمین فزاد نصیبھم النسبى من البطالة من

. على التوالى ١٩٩٦ ، ١٩٨٦عامى % ٧٢، % ٥١ إلى ١٩٧٦عام % ٣٣



٤٨

أم ا ح املى الم ؤھالت الجامعی ة ج اءوا ف ى المرتب ة الثانی ة ب ین المتعطل ین ، ١٩٩٦ ، ١٩٨٦ ، ١٩٧٦أع وام % ١٢، % ١٧، % ١٠المتعلم ین فكان ت ن سبتھم

أما حاملى المؤھالت فوق المتوسطة جاء ترتیبھم الثالث بین المتعطل ین فك ان ن صیبھم . ١٩٩٦ ، ١٩٨٦ ، ١٩٧٦أعوام % ٧، % ٥، %٢

% ٤، % ١٥، % ٢٤وتناقص نصیب األمیین ب ین المتعطل ین فكان ت ن سبتھم . م١٩٩٦ ، ١٩٨٦ ، ١٩٧٦فى التعدادات الثالثة

البعد اإلجتماعى فى برنامج اإلصالح االقتصادى: ثالثا

ترت ب عل ى إنتھ اج برن امج االص الح اإلقت صادى آث ارا س لبیة عل ى مح دودى الدخل والعمال ، وھذا یرجع إلى تخلى الدولة ع ن دع م األس عار االجتماعی ة وتخفی ف

عار ح سب تكلفتھ ا الدعم الموجھ لھ ذه الفئ ات وتحری ر األس عار وبالت الى ارتفع ت األس اإلقتصادیة وزادت نفقات المعیشة ، وكذلك تحریر سعر صرف الجنیة مما ترتب علیھ إنخفاض القوة الشرائیة لھ ، والتخلى من العمالة للزائدة فى ظل برنامج الخصخ صة ، وإتباع سیاسات مالیة ونقدیة إنكماشیة ترتب علیھا إنخفاض معدالت النم و اإلقت صادى

.ھ إنخفاض الدخول لألفراد وھو ما زاد من حدة الفقر والبطالة وما ترتب علی

ونظ را لھ ذه اآلث ار ال سلبیة ق ام البن ك ال دولى بالم ساعدة ف ى إن شاء ال صندوق : اإلجتماعى للتنمیة لتحقیق األھداف التالیة

المساھمة فى حل مشكلة البطالة وتوفیر فرص العمل للمرسحین من وظائفھم -١ی ضا بالن سبة للخ ریجین والعائ دین م ن دول الخل یج ب سبب الخصخ صة وأ

. وغیرھم ممن دفعتھم ظروف عملھم إلى العودة ثانیة إلى الوطن

تخفیف حدة آثار برنامج اإلصالح االقتصادى عن الفقراء ومحدوى الدخل -٢

تحقیق التنمیة اإلجتماعیة والبشریة وتحسین مستوى معیشى للفئات الفقیرة -٣

ل سنة ) ٤٠(إلجتم اعى للتنمی ة ب القرار الجمھ ورى رق م وق د أن شئ ال صندوق ا وتتكون موارد الصندوق من المنح والقروض التى یقدمھا األفراد والمؤسسات ١٩٩١



٤٩

والھیئ ات المحلی ة والمنظم ات اإلقلیمی ة والدولی ة وحكوم ات ال دول األجنبی ة ، ھ ذا الموازنة العام ة باإلضافة إلى جانب من المبالغ التى تخصصھا الحكومة المصریة فى

للصندقو ، وتستخدم قروض الصندوق فى تمویل األنشطة اإلنتاجیة أما المنخ فتستخدم فى تمیول المشروعات الخدمیة لتنمیة مرافق البنیة األساسیة والمرافق األكثر احتیاج ا

. لألموال بھدف تحسین مستوى معیشة المواطنین

امج اإلصالح اإلقتصادىمكانة مشكلة البطالة فى أھداف برن: رابعأ

س بق وأن ذكرن ا أن م شكلة البطال ة أح د المخ اطر الت ى تواج ھ المجتم ع المصرى، وكانت أحد الدوافع الت ى دفع ت إل ى إنتھ اج سیاس ة اإلص الح اإلقت صادى ، ولكنھا أى مشكلة البطالة لم تخط ى بأھمی ة كبی رة خ الل تنفی ذ مكون ات وسیاس ات ھ ذا

ذا البرنامج من السیاسات االقتصادیة التى تعاج ل م شكلة البرنامج حیث خلت أدوات ھ الت شغیل والبطال ة، حی ث ج اءت م شكلة البطال ة عل ى ھ امش اھتم ام ھ ذه ال سیاسات االقتصادیة ومصمموا ھذا البرنامج ، ھذا باإلض افة إل ى أن س بل الع الج كان ت حل وال

صریة عل ى مؤقت ة ق صیرة الم دى ولی ست طویل ة األج ل ، وإعتم دت الحكوم ة الم الصندوق اإلجتماعى للتنمیة فى عالج اآلثار اإلجتماعیة للبرنامج ، ھذا باإلضافة إل ى

. ١٩٩١أن المرحلة األولى من تطبیق برنامج اإلصالح االقتصادى

كشفت ع ن ق صور االقت صاد الم صرى ف ى قطاع ات الثالث ة المختلف ة ١٩٩٣رص عم ل جدی دة نظ را لل سیاسة االنتاجیة والسلعیة والخدمات االجتماعیة عن خل ق ف

المالیة والنقدیة اإلنكماشیة وإنتھاج سیاسة الخصخصة وتحویل القطاع العام إلى شكات تح ت إس م ش ركات قط اع األعم ال الع ام ١٩٩١ ل سنة ٢٠٣فائ ضة بموج ب الق انون

وت سریح العمال ة س واء عن د ھیكل ة ال شركات مالی ا وإداری ا قب ل خصخ صة ال شركات . وجھا بالمعاش المبكر بعد خصخصتھاالعامة أو خر

وبدون شك یجب أن نعترف بأن سیاسة الخصخصة وتحریر القطاع العام ق د عمت البطالة الناجمة عنھا م ن ح دة إخ تالالت س وق العم ل ألن العمال ة الم سرحة م ن شركات القطاع العام أض یفت إل ى س وق العم ل ال ذى یع انى أص ال م ن بطال ة تراكمی ة



٥٠

فى العرض والطلب على العمالة ھذا باإلضافة إلى الداخلیین الج دد إل ى واألختالالت .سوق العمل من كافة الفئات

ویرجع خلو برنامج اإلصالح االقتصادى من معالج ة واس تھداف البطاف ة ألن برامج اإلصالح االقتصادى تستمد أصولھا من الفكر النق دى والمدرس ة النیوكالس یكیة

ل المتقدم ة إقت صادیا والت ى تك ون البطال ة عن دھا إختیاری ة المناس بة ألوض اع ال دو وإحتكاكیة ، ولكن البطالة الغالبة فى مصر والدول النامیة إجباریة ومقنعة ، باإلضافة

البن ك –إلى برامج اإلصالح اإلقتصادى نابعة من توجھات المؤسسات المالی ة الدولی ة ی ق الت وازن ال داخلى والخ ارجى م ن الت ى تعن ى بتحق –الدولى وص ندوق النق د ال دولى

. خالل سیاسة إدارة الطلب الكلى وتفضیلھا على سیاسات زیادة اإلنتاج

وأكتف ى البرن امج اإلص الحى لالقت صاد الم صرى بع دالج اآلث ار االجتماعی ة لإلصالح اإلقتصادى من خالل ال صندوق االجتم اعى للتنمی ة للقی ام بع الج مؤق ت م ن

لموارد المالی ة والفنی ة لمواج ة م شكلة البطال ة اآلخ ذة ف ى التزای د ، خالل القیام بتعبئة ا وإزاء ھذا الدور االجتماعى للصندوق اإلجتماعى نرى م ن الواج ب التع رض لب رامج

: الصندوق على النحو التالى

: برامج تنمیة المجتمع -١

یب یق وم ھ ذا البرن امج بتموی ل الم شروعات اإلنتاجی ة إلتاح ة المع دات والت در الالزم لرفع المھارات ف ى ال صناعة الیدوی ة ، وال صناعات الغذائی ة وتموی ل الخ دمات الصحیة والتعلیمیة بھدف تحقیق التنمیة اإلقتصادیة واإلجتماعیة وذلك لتحسین مستوى

م ن إجم الى تموی ل % ١١٫٦المعیشة وخل ق ف رص العم ل ، وخ صص لھ ذا البرن امج المرحل ة (٢٠٠٠ – ١٩٩٧ف ى % ١١ ، ١٩٩٦ – ٩٣الصندوق فى المرحل ة األول ى

بتمویل من % ١٢ ملیون جنیھ للمرحلة األولى منھا ٣٣٧، وبلغت قیمة العقود ) الثانیة .الجھات المانحة

ویباشر البرنامج أعمالھ من خالل جمعیات األسر المنتجة والجمعی ات األھلی ة آالف ٧صى ، وتمنح القروض بضمانات شخصیة وفوائد ومدد سماح میسرة وبحد أق



٥١

جنی ھ م صرى للم شروع الواح د ، ویق وم البرن امج بتط ویر الخ دمات االجتماعی ة ف ى المن اطق الفقی رة مث ل ت وفیر المع دات وتجھی ز مراك ز الرعای ة والتوعی ة ال صحیة األساس یة وتغذی ة وتطع یم األطف ال واألمھ ات وتنظ یم األس رة ومح و األمی ة ، ووف ر

م ن % ١٩٫٦أل ف فرص ة عم ل بن سبة %١٥٧٫٧ال صندوق م ن خ الل ھ ذا البرن امج أل ف فرص ة ١٠٩إجمالى الوظائف التى وفرھا ال صندوق ، ومثل ت الوظ ائفى الدائم ة

ال ف فرص ة ٤٨٫٥من إجمالى الوظائف الدائمة الت ى وفرھ ا ، و % ٢١٫٤عمل بنسبة م ن الف رص المؤقت ة الت ى وفرھ ا وبلغ ت جمل ة الوظ ائف % ١٦٫٨عمل مؤقت ة بن سبة

.تھدفمن المس% ٩٣٫٥

برنامج األشغال العامة -٢

یق وم ھ ذا البرن امج بتنفی ذ م شروعات البنی ة األساس یة لتح سین الط رق ومشروعات میاه الشرب والصف الصحى وصیانة المرافق والمنشآت العامة وتطھیر قنوات الرى وتمویل ھذه المشروعات من المنح المقدمة للصندوق ، وذلك بھدف رف ع

ت الم ستھدفة وإس تیعاب عمال ة كثیف ة مؤقت ة حی ث یرك ز عل ى م ستوى المعی شة للفئ ا .المشروعات الصغیرة كثیفة العمالة وتعطى األولویة للمناطق الفقیرة

م ن إجم الى تموی ل ال صندوق ف ى المرحل ة األول ى % ٢٣٫٢ت م تخ صیص ، وبلغ ت قیم ة العق ود ٢٠٠٠ – ١٩٩٧فى المرحلة الثانیة % ١٠ ، ١٩٩٦ – ١٩٩٣ .بتمویل من الجھات المانحة% ٢٣ للمرحلة األولى منھا ملیون جنیھ٦٢٣

وت دار الم شروعات الت ى ی ساھم فیھ ا البرن امج ع ن طری ق ال وزارات أو المحافظ ات أو الجمعی ات األھلی ة ، وتعم ل الم دیریات أو المج الس المحلی ة كجھ ات

نی ة وسیطة حیث یقدم الصندوق الدعم المؤسسى والت دریبى م ع الجوان ب اإلداری ة والف لتقویة قدراتھا على أداء الخدمة ، ول ضمان م شاركة المجتم ع المحل ى ، حی ث ی شترط

على األقل من تكالیف الم شروع نق دا % ١٠الصندوق مشاركة المجتمع المحلى بنسبة ، ووضع البنرامج إج راءات ص ارمة ل ضمان تنفی ذ الم شروع بطریق ة العمال ة الكثیف ة

ة والمق اولین المحلی ین ، ویمث ل مك ون العمال ة ف ى بإس تخدام العم ال والم وارد المحلی



٥٢

فى م شروعات ال صرف ال صحى المغط ى ، وأش ار % ٥٠، % ٢٠مشروعات المیاه فرص ة عم ل ٣٥٠٠ ألف فرصة عم ل مؤقت ة و ٢٤تقریر الصندوق أن البرنامج خلق

. مشروع٦٨دائمة فى

أل ف فرص ة عم ل بن سبة ١١٢٫٣ووف ر ال صندوق ف ى إط ار ھ ذا البرن امج ٦٥٤٠من إجمالى الوظائف التى وفرھا الصندوق وشكلت الوظائف الدائمة % ١٣٫٩

م ن ف رص العم ل % ١٤٥ أل ف فرص ة عم ل وحق ق البرن امج ١٠٦٫٧أم ا المؤقت ة .المستھدفة

: برنامج تنمیة المشروعات الصغیرة -٣

یقوم ھذا البرنامج بإتاحة التمویل والمعونة الفنیة والتدریب للمساعدة فى إنشاءالمشروعات الصغیرة الجدیدة والتوسع ف ى الم شورعات القائم ة ، وذل ك لخل ق ف رص عم ل جدی دة وبالت الى ی ساھم ف ى تولی د ال دخل والتخفی ف م ن ح دة البطال ة ، ویع د ھ ذا

– ٩٣فى % ٥٢٫١البرنامج أحد البرامج الرئیسیة للصندوق ، وبلغ التمویل المتاح لھ ف ى ٢٠٠٠ – ١٩٩٧فى % ٦٧تمویل الصندقو من إجمالى ) المرحلة األولى (١٩٩٦

. المرحلة الثانیة

تموی ل % ٥٢ ملی ار جنی ھ ف ى المرحل ة األول ى منھ ا ١٫٤وبلغت قیم ة العق ود الجھات المانحة ویستفید من البرنامج صغار المستثمرین والخریجین الجدد حی ث یق دم

عات وإع داد لھ م مجموع ة متكامل ة م ن الخ دمات الفنی ة والت دریب وتقی یم الم شرو دراسات الجدوى ، وإجراءات الحصول على القروض والتسھیالت اإلئتمانیة المی سرة

دوالر للم شروع ٤٠٠٠م ن البن وك التجاری ة ، وتت راوح الق روض الممنوح ة ب ین أل ف دوالر كح د أق صى للم شروعات الجماعی ة ب شروط می سرة، ١٦٠الف ردى إل ى

% ١٢للم شروعات الجدی دة ، و % ٩ة س نة وفائ د ١٢-٦وتت راوح فت رة ال سداد ب ین .للمشروعات القائمة

م ن إجم الى % ٦٤٫٥ أل ف فرص ة عم ل بن سبة ٥١٨٫٣وف ى ھ ذا البرن امج من الفرص الدائمة ، منھا % ٧٥٫٥ ألف دائمة بنسبة ٣٨٨٫٧الوظائف للصندوق منھا



٥٣

م ن % ٩٣٫٢م ن الف رص المؤقت ة وبن سبة % ٤٤٫٩ ألف فرصة مؤقتة بنسبة ١٢٩٫٦ .المستھدف

یع د ھ ذا البرن امج أكب ر ب رامج تموی ل الم شروعات ال صغیرة والحرفی ة ف ى ملی ار جنی ھ وق د قروض ا إل ى ١٫١ ح والى ١٩٩٦م صر ، حی ث أنف ق حت ى ع ام

. جنیھ ١٧٥٠٠ الف شخص ومتوسط القروض ٦٠٫٠٠٠

: برنامج تنمیة الموارد البشریة -٤

لین ف ى المؤس سات یھدف ھذا البرنامج إلى توفیر ف رص العم ل وال دخل للع ام العامة ، حی ث ت درس قواع د الف صل فیھ ا ، وإج راءات إنتقالھ ا إل ى القط اع الخ اص ، وتحدید الترتیبات المالیة للتأمین ضد البطالة ، ومزایا التقاعد المبك ر ، وإع ادة ت شغیل العمالة وتدریبھا وتأھیلھا للعمل الجدید ، ویقوم بتكییف العمالة مع الخصخصة ، ورفع

ات الشركة المرشحة للخصخصة لالس تفادة م ن العمال ة الموج ودة ، ویح صل ھ ذا قدر – ٩٣م ن إجم الى تموی ل ال صندوق ف ى المرحل ة األول ى % ٧٫٢البرنامج عل ى ن سبة

.٢٠٠٠ – ٩٧فى المرحلة الثانیة % ٨ ونسبة ١٩٩٦

بتموی ل م ن % ٧ ملی ون جنی ھ للمرحل ة األول ى منھ ا ١٦٣وبلغت قیمة العقود می ة الت دریب لتنمی ة الق درات الب شریة حی ث ÷لمانح ة ، وإیمان ا م ن الدول ة ب أالجھ ات ا

بت شكیل اللجن ة التنفیذی ة للمجل س ١٩٩٨ ل سنة ٤٥٨صدر قرار مجل س ال وزراء رق م بت ولى برن امج تنمی ة ١٩٩٨ ل سنة ١٧٧٥األعل ى لتنمی ة الق وى الب شریة ، والق رار

. ة التنفیذیة الموارد البشریة بالصندوق األمانة الفنیة للجن

ال ف فرص ة دائم ة ١١٫٥ أل ف فرص ة عم ل منھ ا ١٤٫٦ووفر ھ ذا البرن امج % ١ فرص ة مؤقت ة بن سبة ٣٠٦٢م ن الق روض الدائم ة لل صندوق ، % ٢٫٢بن سبة

. من المستھدف% ٤٣٫٥وحققت



٥٤

: برنامج التنمیة المؤسسیة -٥

بت وفیر یت ضمن ھ ذا البرن امج م ساعدة المؤس سات المحلی ة وتنمی ة برامجھ ا المعلومات والبیانات ، وتطیرو نظم المعلومات وتدریب العاملین فى الصندقو ، ورفع ق درة المؤس سات لتتواف ق م ع أھ داف ال صندقو ، وال صندوق ال یتعام ل مباش رة م ع

م ن % ٥الم ستفیدین ب ل یتعام ل م ع جھ ات وس یطة أو منف ذة أو ممول ة ویخ صص ل ھ – ١٩٩٧ف ى المرحل ة الثانی ة % ٦ ، و١٩٩٦ – ١٩٩٣إجمالى تمویل ال صندوق ف ى

. ویدعم البرنامج المنظمات والھیئات غیر الحكومیة ٢٠٠٠

وإھتم البرنامج باألنشطة التى تحد من الفقر ، واجراء الدراسات والم سوحات لقیاس مدى تاثیر برنامج اإلصالح االقت صادى الت ى تق وم ب ھ الدول ة كك ل ، وم شروع

فئات المستھدفة فى المجتمع ، وتعاون البرنامج مع الجھاز الصندقو اإلجتماعى على ال لتحدی د الظ روف ١٩٩٢المركزى للتعبئة العامة واإلحصاء منھا مسح األولویات عام

لتقدیر وضع الخدمات ١٩٩٣المعیشیة األساسیة للفئات والمناطق المستھدفة ، ثم مسح كام ل لقی اس مؤش رات االس رة والبنیة األساسیة على المستوى المحلى ، ث م الم سح المت

على م ستوى أض یق وأكث ر تف صیال ، ث م م سح األولوی ات لمعرف ة التغی ر ف ى م ستوى المعی شة بع د تنفی ذ م شروعات ال صندوق ، وإج راء دراس ة ش املة لتق دیر ومتابع ة التغی رات عل ى الم ستوى اإلجتم اعى لتق دیر الت اثیر عل ى البطال ة والفق ر وم ستوى

اء ب سبب م شروعات ال صندوق أو ب سبب إج راءات اإلص الح الخ دمات المحلی ة س و .اإلقتصادى

: برنامج الخدمات األساسیة للنقل العام -٦

ھ دف ھ ذا البرن امج إل ى تح سین خ دمات النق ل الجم اعى الع ام ف ى المن اطق ال سكانیة المزدحم ة س واء ف ى الق اھرة أو اإلس كندریة وذل ك لخدم ة مح دودى ال دخل

ومحدودى الدخل فى االنتقال من وإل ى عملھ م وی وفر البرن امج وتسھیل حركة الفقراء .قطع الغیار ومستلزمات التشغیل لخدمة السیارات



٥٥

وبناء على ما سبق وبعد عرض برامج الصندقو اإلجتماعى للتنمیة ودوره فى % ١٫٣ أى ١٩٩٠م ن ق وة العم ل % ٨٫٦ع الج م شكلة البطال ة والت ى إرتفع ت م ن

م ن ق وة % ١٢٫٢ برن امج اإلص الح اإلقت صادى إل ى مع دل ملیون متعطل قبل تطبی ق % ٢٫٧ أى ١٩٩٥ف ى ع ام % ١٥٫٥ ملی ون متعط ل ووص لت إل ى ١٫٩العم ل أى

. ملیون متعطل ٢٫٠٢ أى ١٩٩٨فى % ١١٫٥ملیون متعطل ولكنھا إنخفضت إلى

وبالرغم من الوظ ائف الت ى وفرھ ا ال صندوق س واء الدائم ة أو المؤقت ة إال أن ل فى معالجة مشكلة البطالة نظرا ألن دور الصندوق مؤقت بالرغم م ن دوره غیر فعا

إستمرار دوره حتى اآلن كما أنھ یعالج اآلثار المترتبة عل ى التعط ل وھ و الفق ر دونم ا معالج ة األس باب المت سببة ف ى ذل ك التعط ل والطبال ة وھ ى اس باب ھیكلی ة مزمن ة وم ا

لى حجم م شكلة البطال ة وتب اطؤ إنجازات ھ یحول دون معالجة ھو ندرة الموارد قیاسا ع والشروط الصعبة فى منح ة الق روض وإرتف اع مع دل الفائ دة قیاس ا عل ى الم شروعات

. الصغیرة التى یمولھا

وبالت الى یتواض ع دور ال صندوق ف ى ع الج م شكلة البطال ة حی ث ل م یتج اوز ١٩٩٨ – ١٩٩٣م ن اع داد المتعطل ین م ن % ٦فرص العم ل الت ى وفرھ ا ال صندوق

وھو ما یجعل دوره یتضاءل أمام الداخلین الجدد فى سوق العمل وال ذین یق دروا بنح و . ألف طالب عمل سنویا٨٠٠٫٠٠٠

أما عن دور الصندوق فى مواجھة مشكلة الفقر والتى زادت بعد تنفیذ برن امج اإلص الح االقت صاد فق د أس تھدف المن اطق األكث ر فق را ث م األق ل ، وتبن ى ال صندوق

ھفوم الواسع للفقر وھو معدل الح صول عل ى الخ دمات األساس یة مث ل می اه ال شرب المالنقیة ومع دل أمی ة الن ساء ومع دل الوفی ات الرض ع ومع دل الن ساء األرام ل ص غیرات

.السن وإنفاق األسرة على الطعام من إجمالى الدخل

ب وت م ترتی ب المحافظ ات األكث ر فق را وم ن ث م یوج ھ إلیھ ا تم ویال أكث ر ح س برامج مكافحة الفقر إال أن التطبیق العملى لم یظھر تطبیق ھ ذا المعی ار فم ثال ح صلت

م ن % ٣٫٨ ملی ون جنی ھ بن سبة ٢٣٫٧الفیوم أكثر لمحافظات فق را وفق ا لترتیبھ ا عل ى



٥٦

إجمالى تمویل الصندوق ف ى برن امج األش غال العام ة إال أن محافظ ة الدقھلی ة رغ م أن ٢٩٫١معدل الفقر عن الفیوم إال أنھا حصلت على تموی ل وینخفض فیھا ) ١٩(ترتیبھا

من إجمالى تمویل ال صندوق وبالت الى ی ستفاد أن المحافظ ات % ٤٫٦ملیون جنیھ بنسبة . األكثر فقرا لم یصل إلیھا التمویل الالزم

وعن مدى نجاح الصندوق فى مواجھة الفقر فنجده ی ستبعد م ن تمیول ھ الفئ ات مثل كبار السن واألطفال والنساء والمعوقین وھى فئات شدیدة الغیر قادرة على العمل

الفقر وذلك حیث ی ستلزم االقت راض م ن ال صندقو تق دیم م ستندات وض مانات وھ و م ا . یفوق قدرة ھؤالء جمیعا

مدي قدرة االقتصاد علي خلق فرص العمل والتوظيف :خامسا

العمل والتوظيف مـن سيتم دراسة مدي قدرة االقتصاد المصري علي خلق فرص خالل ما تم توفيره في كل قطاع ومعدل نمو العملة في كل ظـل تطبيـق برنـامج

-: علي النمو التالي ١٩٩٨ – ١٩٩١االصالح االقتصادي ، ٧٤٣٥ الي ١٩٩١ /١٩٩٠ نجد ان القطاعات السلعية نمت فيها العمالة من

لف عامل خالل ا ٨٦٧٠ ، ٨٣٨٥ ، ٨٠٨٨ ، ٨١٧١ ، ٧٩٦٨ ، ٧٧٦٦ ، ٧٥٥٤ــوام ، ٩٥/١٩٩٦ ، ٩٤/١٩٩٥ ، ١٩٩٤/ ٩٣ ، ١٩٩٣/ ٩٢٠ ، ٩١/١٩٩٢االع

مليون عامـل ١,٣ أي زادت تقريبا بحوالي ٩٨/١٩٩٩ ، ٩٧/١٩٩٨ ، ٩٦/١٩٩٧خالل البرنامج وقد تناقض النصيب النسبي من هذه القطاعات السلعية من العمالـة

في قطاع االعمال العام وسياسة ؟؟ في هذه الفترة التناقض حجم االستثمارات العامه واالستغناء عن العمالة بسببها في ظل عجز القطاع الخاص عن تعويض هذا النقض

.من االستثمارات النقل والموصـالت والتخـزين وقنـاة – وبالنسية لقطاع الخدمات االنتاجية

نمت العمالـة فقد –السويس والتجارة والمال والتامين والسياحة والمطاعم والفنادق ، ٢٣٥١ ، ٢٢٦٠ ، ٢٢٢٨ الـي ١٩٩١/ ٩٠ الف عامـل فـي ٢١٨١فيها من ، ٩١/١٩٩٢ فـــي الفتـــرات ٢٧٢٣ ، ٢٦٧٢ ، ٢٥٢٨ ، ٢٥٥٣ ، ٢٤٥٠



٥٧

٩٧/١٩٩٨ ، ٩٦/١٩٩٧ ، ٩٥/١٩٩٦ ، ٩٤/١٩٩٥ ، ٩٣/١٩٩٤ ، ٩٢/١٩٩٣ علي التوالي وهو ما يغني زيادة العمالة في هذه الفتـرة بمقـدار ١٩٩٨/١٩٩٩،

الف فرصة عمل ويتضح ان استيعابها للعمالة اقل من استيعابها لالستثمارات ٦٠٠حيث تعتمد علي كثافة راس المال بالنسبة للمشروعات المنشاه هذا باالضـافة الـي

.تاثير سياسة الخصخصة علي نقض العمالة لدي شركات هذا القطاع ن والمرافـق والخـدمات قطاع االسكا – وبالنسبة لقطاع الخدمات االجتماعية

عامل في ٤٠٠٩ زاد من –االجتماعية والشخصية والخدمات الحكومية والتامينات ــي ٩٠/١٩٩١ ٥٢٠٩ ،٤٦١٦ ،٤٤٦١ ، ٤٣١٩ , ٤١٨٢ ، ٤٠٧٩ الـــــ ٩٣/١٩٩٤ ، ٩/١٩٩٣ ، ٩١/١٩٩٢ الف عامل في الفتـرات ٥٤٨٧ ، ٥٣٣٧، لتــوالي علــي ا٩٨/١٩٩٩ ، ٩٧/١٩٩٨ ، ٩٦/١٩٩٧ ،٩٥/١٩٩٦ ،٩٤/١٩٩٥،

مليون فـرد خـالل مـدة برنـامج ١,٤وهو ما يعني ان هذا القطاع قد استوعب االصالح االقتصادي ولكن امتالء هذا القطاع بالعمالة فقد حد من قدرتها علي خلـق

. فرص العمالة الجيدة وبالتالي يتضح ان التوزيع النسبي للعمالـة تغيـر فـي هـذه القطاعـات

حيث زادت العمالة في قطـاع الخـدمات بـصفة عامـه االقتصادية اثناء البرنامج وتناقضها في القطاعات السلعية ولكن الزيادة فـي الخـدمات االجتماعيـة فاقـت الخدمات االجتماعية االنتاجية وبالتالي لم يحقق االقتصاد المصري اداء جيـد فـي خلف العمالة الجدية حيث قدرت البطالة خالل برنامج االصالح االقتـصادي فـي

من قوة العمل وارتفاعها بين المتعلمـين خـالل مـدة البرنـامج % ١٣٠٨حدود الـف فرصـة عمـل ٦٠٠-٥٠٠وبالتالي كان علي البرنامج والحكومه توفير من

.سنويا باالضافة العداد البطالة المتراكمة عبر الماضي ووفـرت % ٩,٦ عند ٩٥/١٩٩٦- ٩٠/١٩٩١واستقر معدل البطالة خالل

الف وظيفة ، وعاني سوق العمل من االختالالت بـين جـانبي ٣٨٠-٣٧٠الدولة العرض والطلب نظرا لنمو عرض العمل وبمعدل يفوق الطلب عليه وهو ما يزيـد



٥٨

من حجم البطالة ويعدلها ومما زادها حدة كما ذكرتا فيما سلف هو الطبيعة االنكمـا . شبه السياسة واالصالح االقتصادي واعتماد سياسة الخصخصة

-:جع اسباب االختالالت بين العرض والطلب علي سوق العمل فيما يلي وتر اثرت السياسة االنكماشية لبرنامج االصالح االقتصادي عكس علي خلق فرص -١

العمل باالضافة الي مرور االقتصاد والمصري بحالته من انكـسار ادت الـي ين الجدد اليـه تفاهم مشكلة سوق العمل حيث لم يعد قادرا علي استيعاب الداخلت

.وذلك نظرا لمحاماة راس المال عن العمل ادت السياسة االستثمارية المنفذه بالتحول من سياسة االحالل محـل الـواردات -٢

الي سياسة التوجه التصديري وهو ما ادي الي تشجيع الصناعات كثنعـة راس الناتج المال علي حساب العمل وانخفاض االستثمارات المحلية مقارنه باجمالي

المحلي في مصر ولم تعوض االستثمارات الخاصة نقص االستثمارات العامـه وبالتالي زاد نقص التشغيل والفقرة وادي عدم الخصيص الكـف لالسـتثمارات الي انخفاض الطلب علي العمل حيث توجهت الـي الـصناعات والتخـصيص

الصناعات الكفء لالستثمارات الي انخفاض الطلب علي العمل حیث توجعت الي للسوق المحلي ولـيس الـدولي والتوجيـه نحـو وكیفی ة راس الم ال واالنت اج

المشروعات الكبيرة علي حساب المشروعات الصغيرة التي استوعب العمالـة .الكثيرة

بالرغم من تقدم الجانب التعليمي كميا وعدديا اال انه نوعيا فيه قـصور شـديد -٣عليمي مع الطلب في سوق العمل وال ينجح حيث ال تتفق هياكل نواتج النظام الت

برامج التدريب في تحسين مستوي المهارات والتدريب غير المالئم في مـصر .ال يكمن في نقض المؤساسات بل في نقض تمويلها ويروي قراطيتها

تلعب السياسة االقتصادية دورها في التاثير السلبي علي معدالت التوظيف حيث -٤ العنصر الغير قابل لالحالل في العملية االنتاجية ومـن ان العنصر البشري هو

ثم ساهمت الخصخصة واالهتمام بتحقيق الكفاءه االقتصادية داخـل الوحـدات االنتاجية وتناقض االهتام باالهداف االجتماعية والتحول الي سياسـة تـشجيع



٥٩

الصادرات بدال من سياسة االحالل محل الوادرات التي كانت تمتص قـدرا ال س به من العمالة والهجرة العكسية من دول الخليج الـي مـصر والحـرب با

العراقية االيرانية وحرب الكويت واالرتفاع النسبي لتكلفة العمالـة المـصرية وانخفاض ميزتها النسبية في دول الخليج كذلك ضغوط المؤسسات الدولية عنـد

كومي وزيـادة منحها القروض للحكومة بالضغط عليها لضغط االنفاق العام الح .ذات الكثافة الراسمالية التقدم التكنولوجي واالعتماد علي السلع

وبعد عرض مشكلة البطالة في مصر نري ان سبل الخروج مـن هـذه االزمـه -:الخطيرة تتلخص فيما يلي

وضع نموذج جديد للتنمية يتم تنفيذه بهدف الي تحقيق مـستوي مرتفـع -١طالة ووجوب فهم ان سياسة التوظيف وعالي من التوظيف والحد من الب

وعالج البطالة هو اشباع لحاجات انسانية اساسية وليس مشكلة ثانويـة او منتج غير اساسي لنشاط االستثمار واالنتـاج وانـه اذا اسـتمرت السياسات االقتصادية علي ذات المنهج سوف يـؤدي لتزايـد معـدل

قود عمليـا الـي وهذا سي % ٢٠البطالة السافرة الصريحة لما يزد عن .سوء االحوال االقتصادية وحدوث اضطرابات اجتماعية وسياسية

تستوجب عالج مشكلة البطالة ونقض التشغيل في االجل التقصير الي الحد من -٢االثار االنكماشية للسياسات المالية والنقدية وتوفير البيئة المناسبة لزيادة فرص

الل توفير قاعدة بيانات متكامله عن العمل وزيادة مستوي التوظيف وذلك من خ قوة العمل مع بيان خصائـصها المختلفـة وتوزيعاتهـا الجغرافيـة وتـوفير احصائيات دقيقة عن كل فائض مخرجات التعليم وعجرة وتحليلهـا وتـصنيفها من المختصين وتنشيط دورات التدريب التحويلي لسد العجـز مـن الفـائض

ويجب تيسير حـصول , لعمل وفقا لمتطلباته وتاهيل الداخلين الجدد الي سوق ا الشباب علي الفرد من الميسرة من بنوك التنمية والصندوق االجتماعي للتنميـة تشجيعا علي انشاء المشروعات الصغيرة حتي يمكن تـشغيل طالـب العمـل والعمل علي تقديم التسهيالت للخرجين الراغبين واقامه هـذه المـشاريع مثـل



٦٠

ية والقانونية والمحاسبية واالقتصادية والفنية وتنمية فـرص االستثمارات الهندس العمل بالخارج للمصرين وتوسيعها بالوسائل الـشرعية باسـتثمار العالقـات الدبالماسية والعالقات القومية بين مصر والدولة العربية واالقليمية مثل الـدول

لجديدة في ا االفريقية وتشيجيع وحفز الخرجين علي الدخول في ميادين العمل ا لمناطق الصناعية الجديدة ولكن في ظل توفير البنية االساسية بها حتـي يـسهم فائض العمل في اضافة وانشاء انشطة استثمارية جديدة يـستثمر فيهـا جهـده وخبرات بهدف تحقيق زيادة رقعة الحيز العمراني وزيادة الناتج القـومي هـذا

ماعي للتنمية في خلق فرص العمل باالضافة الي تكثيف جهود الصندوق االجت .والتوظيف والمساهمه في انشاء المشروعات الصغيرة

وبالنسبة لمعالجة البطالة وزيادة معدل التوظيف في االجل الطويل يكون بوضع -٣خطط طويلة االجل لعالج اختالالت سوق العمل وتقليل التشويهات في سـوق

دف خلق عالقات عمل جديدة بـين العمل وازالة الغموصة في قوانين العمل به العمال وارباب العمل وبهدف تدعيم العملية االنتاجية باالضـافة الـي وضـع سياسات فعالة لزيادة كفاءة القوة العاملة في مصر بتحسين نظم التعليم وزيـادة االهتمام بمستوي وجودة التعليم االساسي والمهني والتقني لتناسب طلبات سوق

بين مخرجات النظام التعليمي والتدريبي ومتطلبات سـوق العمل لضمان الربط العمل في داخل مصر وخارجها والتكامـل بـين مؤسـسات البحـث العلمـي والوحدات االنتاجية العامه والخاصة باالضافة الي اعادة تاهيل العمالة الزائـدة لتتوافق وتتالءم مع حاجات سوق العمل والعمل علي استخدام االمثل للمـوارد

لبشرية باعتبارها احد عناصر االنتاج ووسيلة للتنمية االقتصادية واالجتماعية واوهذا ثياتي من توجيه االنفاق العام نحو خلق المزيد من فرص العمل وتـشجيع االستثمار الخاص في المشروعات كثيفـة العمالـة وتـشجيع الـشباب نحـو

يـة مثـل المشروعات الصغيرة ، وهناك دور علي المؤسسات غيـر الحكوم الجمعيات االهلية واالتحادات النوعية والقطاع غير المنظيم للقيام بدور فاعـل في توفير المزيد من فرص العمل كما يتوجب تـصحيح االنمـاط الـسلوكية



٦١

السلعية لضرورة اعالء قيم العمل المنتج والخالق والمبدع ، كما يتوجب تطويع لنسبية لعوامـل االنتـاج المحليـة الفنون االنتاجية لتتناسب مع ظروف الندرة ا

واعطاء االولوية للمشروعات كثيفة العمالة واالهتمام بالبحث العلمـي الموجـه نحو تقديم فنون انتاجية تتوافق مع الظروف المحلية كما يتطلب المجهود تطوير حوافز االستثمار لتتماشي طرديا مع ما توفره هذه االستثمارات من فرص عمل

قطاعات كثيفة العمالة مثل تدعيم المشروعات الموجهة للتـصدير وذلك لتدعيم ال والعمل من اجل زيادة قدرة هذه المشروعات التنافسية في االسواق الدولية مما يترتب عليه ايضا توفير ايرادات النقد االجنبي والمزيـد مـن فـرص العمـل

.والتوظيف د القومي لتساهم ايجابيا فـي االهتمام بالقطاعات االقتصادية الزائدة في االقتصا -٤

توفير المزيد من فرص العمل فقطاع التشييد والبناء يصدق القطاعـات كثيفـة العمالة وهو من القطاعات الواعدة لنمو العمالة واستيعاب المزيد منها ويتميـز باالرتفاع النسبي لمرونه التشغيل بالنسبة الي الناتج به وبالتالي يجب التوسع في

عبي حيث انه سيحل مشكلة االسكان ويستوعب المزيد من فـرص االسكان الش العمل ويستخدم الموارد المحلية ، وضرورة تقديم التسهيالت المناسـبه لـدعم المنشات العاملة في التشييد والبناء مع توفير البنية االساسية له بشروط ميسورة

ثمارات خاصة في المدن الجديدة والنائية حتي تكون قطاعـات جاذبـه لالسـت الخاصة مع تشجيع المستثمرين الصغار للدخول في هذا القطـاع مـن اجـل االستثمار، وعلي مستوي قطاع الخدمات الشخصية فهو ايضا مـن القطاعـات كثيفة العمالة ولدية استعداد لنمو العمالة ويتوجـب علـي الحكومـة تخفـيض

لتسهيل اقامه معدالت الضرائب علي هذا القطاع ومنع االزدواج الضريبي عليه .المشروعات فيه وتسهيل الحصول علي القروض له

وبالنسبة لقطاع الصناعة والتعدين فهو يتميز بارتفاع مرونة التشغيل بالنسبة للناتج به فهو ما يعني زيادة نسب التشغيل لديه ويتوجب زيادة القـروض الموجهـة

فير الحـوافز والمزايـا لهذا القطاع حتي يمكنه استيعاب الكثير من العمالـة وتـو



٦٢

واالعفاءات للمشروعات الصغيرة فيه لتمكن من استيعاب المزيد من فرص العمـل والتوظيف وكذلك تطويع الفنون االنتاجية الخاصة به لتتالئم مع القـدرة النـسبية ، واستقرار القوانين المتعلقة بهذا القطاع ، كما يتطلب االمـر رفـع كفـاءه الجهـاز

سوق االوراق المالية وتحقيق االستقرار النسبي لالسعار خاصة المصرفي وتطوير سعر صرف الجنية لتعبئه المدخرات الخاصة هذا فيما يخص قطاع التجارة والتامين

.والمال اما بالنسبة لقطاع المرافق العامه والخدمات الحكومية حيث يستوعب هـذا القطـاع

تميز باالرتفاع النـسبي لمرونـه جانب كبير من العمالة الجديدة في سوق العمل وي التشغيل بالنسب لالستثمار فيه ويتطلب زيادة فرص العمل لدية وادارة وحدات هـذا القطاع وفق االدارة الحديثة واالستخدام االمثل لموارد هذا القطاع وزيادة الـدورات

.التدريبية لرفع كفاءه العاملين بهذا القطاع الفصل السادس نظرية التضخم

معظم دول العالم خاصة الدول النامية منها مـن ظـاهرة اقتـصادية تعانيسلبية هي التضخم ، والتي ترجع اسبابها لعدة اختالالت هيكلية متعـدده وصـدمات خارجية ، ولم تكن الدول الغنية المتقدمه صناعيا بمناي عـن المعانـاه مـن هـذه

متعرضة لها هو في اسباب الظاهرة ولكن االختالف فيما بينها وبين الدول النامية ال .هذه الظاهرة ودرجة حدة التضخم

ويشكل التضخم احد اخطر المشكالت االقتصادية التي تـؤثر سـلبيا فـي االقتصاديات القومية حيث يؤدي لوجود اختالالت اجتماعية وسياسية خطيرة وهـو

دا عن ما يؤدي ال يتهديد استقرار الدول اقتصاديا ، ولم يكن االقتصاد المصري بعي المعاناه من هذه الظاهرة حيث تزايد معدل التضخم منذ تطبيـق سياسـة االنفتـاح

في ظل تزايد التدفقات النقدية االجنبية المباشرة وغيـر ١٩٧٤االقتصادي في عام .المباشرة الي االقتصاد القومي المصري

-:وفي اطار معالجة نظرية التضخم يستلزم دراسة ما يلي



٦٣

فهوم التضخم م: المبحث االول قياس التضخم : المبحث الثاني درجات التضخم :المبحث الثالث اسباب التضم :المبحث الرابع

االرقام القياسية في مصر : المبحث الخامس تطور نظريات البطالة والتضخم :المبحث السادس اسباب التضخم في بعض الدراسات التطبيقية :المبحث السابع ب التضخم في مصر اسبا: المبحث الثامن القواعد والمرتكزات البديلة للسياسة النقدية : المبحث التاسع

المبحث االول مفهوم التضخم

يمكن تعريف التضخم في ابسط معانية بانه ارتفاع مـستمر وواضـح فـي المستوي العام لالسعار، ومن هذا التعريف يتضح لنا بانه ليس المقصود بالتـضخم

يدة ، ولكن يكون االرتفاع في المستوي العام لالسعار لكل هو ارتفاع سعر سلعة وح السلع والخدمات ، وايضا يجب ان تكون الزيادة في االسعار مـستمره ومـن ثـم فالزيادة غير المستمره لالسعار ال تكون بصدد ظـاهرة التـضخم وبالتـالي فـان

ف االستمرار والوضوح والشمول يشكل عناصر ظاهرة التضخم ، وفي اطار تعري للقول بان التضخم هو تناقض او انخفاض القوة Brian Hillier التضخم يذهب

الشرائية للعمالة النقدية السائدة في دولة ما ، وانخفـاض المعـروض مـن الـسلع .والخدمات في مقابلة زيادة المعروض النقدي مما ينجم عنه زيادة في االسعار

المبحث الثاني قياس التضخم

عند تعريف التضخم بانه االرتفاع الواضح والمستمر في المستوي العام راينالالسعار ومن ثم يستلزم لقياس معدل التضخم ان نقيس المـستوي العـام لالسـعار

-:وهناك طريقتان لقياس التضخم هما ما يلي



٦٤

-:االرقام القياسية لالسعار وهم : الطريق االولي : اوال . Consumer price indexلمستهلكين الرقم القياسي السعار ا-١ Whole sale price jndex الرقم القياسي السعار الجملة -٢ . G D P Price Deflator) الرقم القياسي الضمني ( مكمن الناتج المحلي -٣ -:طريق الرقم القياسي للمستهلكين ) ١

التي تشكل طلب تستخدم هذه الطريقة في قياس التغير في اسعار السلع والخدمات و وحاجات المستهلكين ، وذلك حيث تتابع هذه الطريقة مدي التغير الحادث في اسعار مجموعة من السلع والخدمات والتي تقـوم مجموعـة اوعينـه مـن المـستهلكين باستهالكها والتي تمثل كل المجتمع ، ويتحدد لكل مجموعة من الـسلع والخـدمات

االنفاق علـي هـذه المجموعـة مـن الـسلع وزنا نسبيا بتم تحديده وفق نسبه من والخدمات الي االنفاق الكلي

وعليه يمكن تعريف التضخم وفق طريقة الرقم القياسي السعار المـستهلكين بانـه .التغير النسبي في الرقم القياسي السعار المتسهلكين خالل مده محدده ومعينه

كين مؤشر موضوعي علـي ولكي تكون طريقة الرقم القياسي السعار المستهل قياس التغير في اسعار السلع والخدمات فانه يتم التفرقة بين فئات المستهلكين حيـث يتم وضع رقم قياسي السعار المستهليكن في الريف يختلف عنه في الحضر نظـرا

.الختالف نمط استهالك كل فئه عن االخري بانها تسمح بتكوين سالسـل وتتميز طريقة الرقم القياسي السعار المستهليكن

زمنية الجراء دراسات اقتصادية وقياسية وذلك نظرا لسهولة الحصول علي بيانات .هذه الطريقة

-:وعلي الجانب االخر فان لهذه الطريقة عدة عيوب علي النحو التالي ان هذه الطريقة تقصر تركيزها علي عينه من المستهلكين دون غيرها لتحديـد -أ

الخدمات والتي تقوم هذه العينه من المستهلكين باستهالكها ، ويـتم سلة السع و االعتماد علي االوزن النسي لالنفاق علي كل سلعة وخدمـه مقارنـه بنـسبة االنفاق الكلي لهذه العينه من المستهلكين ومن ثم فانه اذا لم يكن حجم العينـه



٦٥

يل الجيد لكل افراد مناسبا او كانت اختياراتها غير سليمه فهذا يعني عدم التمث .المجتمع ومن ثم تعطي نتائج غير منضبطة

يترتب علي ارتفاع وانخفاض اثمان السلع ان يقوم المستهلكون بـاحالل سـلع -بمنخفضة الثمن محل سلع المرتفعة الثمن وينتج عن ذلك عدم دقته وانـضباط

– انمـاط االسـتهالك –هذه الطريقة الفتراضها ثبات سله مجموعة الـسلع .خالل فترة االساس بالرغم من تغير المجموعة السعلية مع تغير االسعار

في اطار هذه الطريقة يتم التفرقة بين الرقم القياسي السعار المـستهلكين فـي -جالحضر والريف وبالرغم من هذه التفرقة الجغرافيـة الموضـوعية المهمـه

لمستهليكن اال ان هنـاك كمقياس للتفرقة بين االنماط االستهالكية لعينات من ا .طرق واساليب اخري لضبط هذه التفرقة ولتكن مثال مستويات الدخول

:طريقة الرقم القياسي السعار الجملة ) ٢ وفق هذه الطريقة يتم قياس اسعار بيع السلع من خالل شركات تجارة الجملـة

ـ ويـستخدم , ه ، ويتم حساب هذه الطريقة والمقياس بالنسبة لالقتصاد القـومي كل .لحساب كافة انواع السلع المختلفة

وترجع اهمية هذه الطريقة في انها تقيس التغير الذي يطرأ علـي القـوة الـشرائية للنقود وذلك الن التغير في اسعار الجملة ينعكس بالضرورة علي اسعار السلع فـي

.اسواق التجزئة :طريقة مكمس الناتج المحلى -٣

قة عن النسبة بين الناتج المحلي االجمالي االسمي وبين النـاتج تعبر هذه الطري المحلي االجمالي الحقيقي والذي يتم حسابها بقسمه تقديرات الناتج المحلي االجمـالي باالسعار الجارية علي تقديرات الناتج المحلي االجمـالي باالسـعار الثابتـه لـسنه

.االساس ها الحصول علي المستوي العـام لالسـعار وتتميز هذه الطريقة بانه يمكن من خالل

.نظرا الشتمالها علي اسعار كافة السلع والخدمات في االقتصاد



٦٦

حيث يتم وفقها قياس التضخم مـن خـالل المؤشـرات : الطريقة الثانية : ثانيا -:الثالثية التالية والتي تعبر عن مصادر واسباب ارتفاع االسعار وهي

. معامل االستقرار النقدي -١ . معيار فائض الطلب -٢ . معيار االفراط النقدي -٣ -:معامل االستقرار النقدي ) ١

يقيس هذا المعامل التضخم من خالل الفرق بين معدل نمو الناتج المحلي االجمـالي النقود المتداولة والمعروضة في االقتصاد ) عرض ( الحقيقي ومعدل النمو في كمية

.القومي - :معيار فائض الطلب) ٢

يقصد بهذا المعيار هو الفرق بين االنفاق الكلي علي االستهالك الخاص والحكـومي واالستثمار والمخزون السلعي باالسعار الجارية أي قيمة الناتج المحلـي االجمـالي

.باالسعار الجارية وبين الناتج المحلي االجمالي باالسعار الثابته -:معيار االفراط النقدي ) ٣

علي قيمـه – الفجوة التضخمية – المعيار وذلك بقسمه فائض الطلب يتم حساب هذا .الناتج المحلي االجمالي الحقيقي

المبحث الثالث درجات التضخم

-:تختلف معدالت التضخم من دولة الي اخري وتكون علي ثالث درجات كما يلي Moderate in flation التضخم المعتدل -١ Ga;;oping inflation التضخم المتسارع -٢ Hyperin flation التضخم الجامح والمفرط -٣



٦٧

:التضخم المعتدل ) ١ يقصد بالتضخم المعتدل انه زيادة محدودة في المستوي العام لالسعار حيـث يكون معدل زيادة االسعار مستقرا الي حد ما في ظل فقدان العملة المحلية لقيمتهـا

.ادية ان تنفذ سياستها وبرامجها االقتصادية بكفاءه تدريحيا ويمكن للسياسة االقتص التضخم المتسارع ) ٢

في ظل هذا النوع من التضخم ترتفع االسعار بسرعة فائقـة ، وقـد اشـار التقرير العالمي للتنمية في دراسة عن برامج التثبيت فـي الـدول الناميـة مـن ان

سـنويا خـالل الفتـرة % ٧٠٠-٥٠٠التضخم قد وصل في ايطاليا والبرازيل بين وهذا النوع من التضخم يـؤدي الـي تـدهور العملـة الملحيـة ١٩٨٠ – ١٩٧٠

أي جعـل –وانخافض اسعار الفائدة الحقيقية والذهب وانتـشار ظـاهرة الـدولرة الدوالر مخزن للقيمه وذلك بشرائه بالعملة المحلية مما يؤدي الي زيادة سعره مقابل

.العمالت الوطنية -:تضخم الجامع ال) ٣

يتحرك التضخم في هذا النوع نحو االرتفاع بدرجة فائقة حيث تغيـر العملـة الوطنية قيمتها بالكامل ، وذلك حيث تتساوي العملة مع قيمه طباعتها بالكاد وتفقـد البنوك لدورها في االقتصاد ويخسر، وقد افادت دراسة عن االقتصاد االلماني قبـل

مرة عن الفترة التي قبلها ٧٣٠٠ثانية عن زيادة االسعار فيها الي الحرب العالمية ال وادجعت الدارسـة ٣٠/١١/١٩٢٣ – ١/٧/١٩٢٢حيث غطت الدراسة الفترة من

اسباب التضخم الي زيادة االنفاق الحربي ودفع المانيا تعويضات الحـرب العالميـة طبـع المزيـد مـن بموجب اتفاقية فرساي مما ادي بالحكومة االلمانية الي زيـادة

.الماركات االلمانية وهو ما قاد بالتبعية الي حدوث هذا التضخم وزيادة االسعار المبحث الرابع

)اليات التضخم ( اسباب التضخم تفيد الدراسات االقتصادية الي تعدد االسباب المؤدية الي التـضخم ، وفـي

عنـد حـد معـين المقابل تري النظريات المفسرة للتضخم من ان التضخم يـستقر



٦٨

وبحدوث صدمه قوية تحركه ذاتيا الي معدل اخر يفعل قوة االسـتمرار ، وبالنـسبة لهذه الصدمات التي تحرك التضخم قد تكون من جانب العرض او من جانب الطلب

-:او العوامل الهيكلية وهي علي النحو التالي Demend- pull inflation التضخم الذي يرجع الي جذب الطلب -١ Cost – push in flation ) دفع التكليف ( التضخم الذي يرجع الي دفع النفقة -٢ st ructural inflation. التضيخم الذي يرجع الي العوامل الهيكلية -٣ -:التضخم الذي يرجع الي جذب الطلب ) ١

تذهب النظرية الكالسيكية في نظرتها للتضخم بانه توجد عالقة مباشرة بين ة النقود المعروضة وزيادة مستوي االسعار هـذا مـع افتـراض تحقـق زيادة كمي

التشغيل الكامل وثبات سرعة تداول النقود ، حيث يترتب علي زيادة كميـة النقـود المعروضة الزيادة في مستويات االسعار وعند انخفـاض عـرض كميـة النقـود

.بتخفيض مستوي االسعار يادة كميـة النقـود المعروضـة وتتطلب دراسة تبعية زيادة االسعار عند ز

دراسة التغيرات الحادثة في سوق عرض النقود وذلك النه بزيادة عـرض النقـود يختل التوازن في سوق النقود حيث يتجه جانب من هذه النقود الي زيـادة الطلـب علي السلع والخدمات وكما تعلم ان حجم السلع والخدمات يكون مستقل عـن كميـة

ر الذي يؤدي لوجود فائض في الطلب فـي اسـواق الـسلع النقود المعروضة االم والخدمات وهو ما يستلزم ارتفاع االسعار كي يتم استعادة التوازن في سوق الـسلع

.والخدمات Effectiveوتري النظرية الكينزية الي ان التضخم يرجع الي زيادة الطلب الفعال

demmand تساويها زيادة في الناتج وهذا معناه انه عند حدوث زيادة في الطلب الهنا تحدث الزيادة في االسعار ومن ثم يحدث التضخم بزيادة الطلب المفرط النـاجم عن زيادة االنفاق القومي وقدمت هذه النظرية تحليال وافيا لعناصر االنفـاق وهـي االستثمار واالستهالك واالنفاق العام الحكومي وذكرت النظرية انه عند زيادة احـد

.ود هذا االنفاق بزداد الطلب الكلي ومن ثم يزداد مستوي االسعار عناصر بن



٦٩

من خالل دراسته بوجـود عالقـه بـين Phillipsوقد قدم لمت فيليبس التغير فـي المـستوي – وبين التضخم – البطالة –فائض الطلب في سوق العمل

قـد بهـا الي صياغة نظرية لهذه العالقة التي lipseyالعام لالسعار وذهب ليبس فليبس من خالل كتابه العالقة بين البطالة والتغير في سعر الصرف في بريطانيا في

وهو ما كان لهذه الدراسات اثرها البالغ في سياسـات ١٩٥٧ – ١٨٦٢الفترة بين بعض الدول حيث اضحي يتعين عليها المفاضلة بين خفض معدالت البطالة وبـين

.خفض التضخم دية عند دراستها للتضخم وقدمت تحليال يعتمد ويبـدا وقد ذهب النظرية النق

من وضع التوازن في سوق النقود الن هذه النظرية تري ان الطلب علي النقود دالة وان عرض النقود دالة فـي رصـيد – مستوي النشاط االقتصادي –في المبادالت

ث مـن االصول االحتياطية ، فعند زيادة البنك المركزي من عرض النقود مما يحد فائض نقدي لدي القطاع العائلي وقطاع االعمال والذي يدفعهم هذه الفائض لزيـادة انفاقهم علي السلع والخدمات وفي ظل افتراض هذه النظرية من ان االقتصاد يعمل عند مستوي التشغيل الكامل فان زيادة االنفاق تقود نحو زيادة اسعار السلع مما يزيد

وصوال الي التوازن في سوق النقود ومن ثـم يتـساوي بالتبعية الطلب علي النقود .العرض النقدي مع الطلب علي النقود

)دفع التكاليف ( التضخم الذي يرجع الي دفع النفقة ) ٢يري هذا االتجاه الي ان التضخم يعود الي زيادة في التكاليف وهي كما يلي

:- ادة انتاجية العمل أي زيادة المرتبات واالجور بمعدالت تزيد عن معدالت زي -أ

.تزيد التكلفة دون زيادة مقابلة في االنتاجية مما يزيد معه االسعار زيادة االسعار عوامل االنتاج المحلية واالجنبية خاصة اسعار مـستلزمات -ب

٠االنتاج وكما نعلم انه في الحالة التي يثبت عندها سعر الـصرف ليـستورد

ورد لمستلزمات االنتاج المـستورده للتـضخم مـن االقتصاد المحلي المست



٧٠

الدول المصدرة لهذه المستلزمات وهذا هو ما يعرف بالتضخم المـستورد، وهذا يتفق مع الواقع العملي الذي تؤكده مختلف الدراسات من انه عنـد أي زيادة تكلفة اسعار المواد االولية والعمل وراس المال في اسـواق عوامـل

.ها زيادة في االسعار االنتاج يترتب علي -:التضخم الذي يرجع الي العوامل الهيكلية ) ٣

ظهرت النظرية الهيكلية للتضخم علي اثر استعمال وزيادة معدالت التـضخم في دول امريكا الالتينية منذ الستينيات من القرن العشرين وتناولت هـذه النظريـة

راسة عن االقتصاد الكلـي فـي اسباب هذا التضخم ووضعت حلول له وقدمت لنا د الدول النامية من ان هذه النظرية الهيكلية اقرت بوجوب تجزئة اسواق الدول النامية حيث ان التوازن يتحقق في كل سوق علي حده وليس بصفة عامه في كل االسـواق وتمتاز هذه االسواق ايضا بعدم مرونه العرض وتعدد االسعار في هـذه االسـواق

القة بينها ومحدوديتها وهن التكامل فيما بينهـا ومـن ثـم عـدم ونظرا لضعف الع استجابة العرض الي زيادة في الطلب وهذا مؤداه ان زيادة الطلب يترتـب عليـه

بدراسة االسباب الغير المباشرة للتضخم زيادة في االسعار ، كما تهتم هذه النظرية -:وهي علي التالي

عرض المواد الغذائية عديم المرونه-أ العجز في ايرادات النقد االجنبي -ب االختناقات الموجودة في سوق العمل -ج -: عرض المواد الغذائية عديم المرونه -أ

يزداد الطلب علي المواد العذائية عند زيادة درجة التحضر والتمدن وارتفـاع ن نـري مستوي المعيشة وتنامي معدالت النمو السكاني في الدول المتقدمه ، في حي

في الدول النامية ان عرض المواد الغذائية عديم المرونه وال يتوافق مـع الزيـادة -:المطردة في الطلب لالسباب التالية

هجرة االفراد من الريف الي الحضر والمدن وتخليهم عن العمل فـي المجـال -١ .الزراعي



٧١

ثل المواصالت تخلف البنية االساسية وضعف شيكات المرافق العامه المختلفة م -٢ .واالتصاالت والكهرباء والمياه

ضعف االدارة التسويقية الخاصة بالمنتجات الزراعية -٣ وبناء علي ما سبق يتضح ان عرض المواد الغذائية ال يـسجيب لزيـادة الطلب عليها ولكن تزيد االسعار وينجم عن ذلك التضخم الذي يـؤدي الـي

الفراد بقدر نسبة التضخم او بقدر نسبة الزيادة في انخفاض الدخول الحقيقية ل االسعار وهو مما يخلف ورائة ضغط علي العمال بحثا عن زيادة اجـورهم النقدية لتفويض النقض الحادث فيها بفعل التضخم ويؤدي ذلـك الـي نـشوء

.الصراع بين االجور واالسعار التضخمية -: العجز في ايرادات النقد االجنبي -ب

تتطلب مراحل التحول في االقتصاديات الناشئة والناميـة الـي وفـرة مـن حصيلة النقد االجنبي خاصة عند التحول من االقتصاد الزراعـي الـي الـصناعي واالخذ بالتكنولوجيه الحديثة ، وكما نعلم ان هذه االقتصاديات كانت تبنـي سياسـة

سياسة التصنيع مـن اجـل االحالل محل الواردات كسياسة التصنيع ثم تحولت الي التصدير وهو ما يستلزم استيرادها تقنيات الصناعية ومن ثم تعـاني هـذه الـدول النامية والساعية نحو التطور من عجز موارد النقد االجنبـي الناجمـة عـن نقـر الصادرات واالستثمارات الدولية لديها وهذا يقود عمليا نحو زيادة اسـعار المـواد

فاض المعروض منها وكذلك انخفاض كفاءه المنتجات المحلية المستوردة نطرا النخ بسبب عدم دخول التقنيات المستوردة فيها وذلك لقدرتها جراء عجز حـصيلة النقـد االجنبي عن مواجهة حاجات االستيراد وبالتالي يكون عرض المدخالت المستوردة

غير مرن وبالتالي تزيد االسعار بسبب زيادة الطلب .ت الموجودة في سوق العمل االختناقا-ج

يعد محاولة حصول االفراد علي حقهم النسبي مـن الـدخل القـومي احـد االسباب المؤدية للتضخم حيث يؤدي ذلك لمزيد من رفع االسعار بالرغم من عـدم



٧٢

نجاح أي منهم في زيادة نصيبهم الفعلي والحقيقي من الدخل القومي ، ومثـال ذلـك .لمطالبة بزيادة اجورهم بمعدالت ونسب تفوق نسبه انتاجيهم محاولة العمال في ا

وبعد هذا العرض المؤجر المفهوم التضخم وطرق قياسة ودرجات التـضخم واسبابه نري من جانب مشكلة التضخم ان ابعاد سياسـية واقتـصادية واجتماعيـة

الصـالح ويجعل من العسير تحقيق التنمية المنـشودة ، وان المـدخل الحقيقـي ل االقتصادي في كافة الدول هو باستهداف وعالج مشكلة التـضخم وخفـض نـسبته والقضاء عليه خاصة وان االثر الفتاك والمدمر للتضخم هو فقدان الثقة في العملـة

– ظاهرة الدولرة –الوطنية من جانب مواطنيها وهروبهم نحو االرصدة الدوالرية Dollarization الظاهرة الي هروب وتحويل المـدخرات وفي الغالب تؤدي هذه

وتسربها الي العالم الخارجي بهدف االستثمار وبالتالي تلجا الدول التي تنـشا فيهـا ظاهرة الدولرة الي استعادة هذه المدخرات ثابته في صورة قروض ومنح معونـات وكانتا تتنازل رضاء عن مدخراتنا للعالم الخارجي ثم نحصل عليهـا ثابتـه جبـرا

.ط من الدول والجهات المانحة للمقروض والمنح وبشرو كان اول من وضع David hume ويذكر االدب االقتصادي ان دفيد هيوم

نظرية تظهر العالقة بين كمية النقود والسلع والخدمات بانـه اذا ضـوعفت كميـة عرض النقود وخالل يوم فستتضاعف اسعار السلع والخدمات فـي نفـس اليـوم

حيح وامتدت جذورها تطرئية في النظرية التقليدية الحديثة الي ان اعـاد والعكس ص في اوائل القرن العشرين ، ولكن Irving Fisherصياغتها االقتصاد ايرفنج فيشر

تحت تاثير االفكار الكينذية توارت الي الوارد حيـث اعطانـا التحليـل الكينـزي وصول االقتصاد الي مستوي االسباب المؤثرة في حجم العمالة ونسب التضخم بعد

التشغيل الكامل للعمالة وجاء ميلتون فريد بان في الستينات مـن القـرن العـشرين وذلك باعتماد كمية النقود كـشرط Monetaristtبافكاره في ظل المدرسة النقدية

اساسي لتفسير ظاهرة التضخم والبد من حياد السياسة النقدية الجل استقرار وثبات مفاد هذه النظرية حتي تكون السياسة النقدية محايدة هـو زيـادة كميـة االسعار و

.عرض النقود بذات معدل الزيادة في الناتج القومي الحقيقي



٧٣

كما نري من جانبنا ان التوسع االئتماني احد عوامل ومـسببات التـضخم في زيادة والذي يرتبط بحجم الودائع في النظام المصرفي ، ويرجع السبب الرئيسي

كمية عرض النقود في الدول النامية هو عجز الموازنه وطرق تمويلـة باالصـدار النقدي الجديد والذي يسمي تنقيد عجز الموازنه أي تحويل عجـز الموازنـه الـي اصدار نقدي جديد في النظام االقتصادي ، وهذا باالضافة لدور التمويـل المحلـي

ن يمول نصف عجز الموازنه من خالل والدولي من خالل االقتراض وفي مصر كا – مليـار جنيـه ٥ – مليار جنيه والنصف البـاقي ٥االصدرا النقدي الجديد بقيمه

يمول باالقتراض الداخلة من الضمان االجتماعي وصناديق المعاشات واالقتـراض .الخارجي والهبات والمنح واالعانات الدولية بين اسباب واليات التـضخم وبعـضها كما يؤدي ان نذكر ان هناك عالقة

البعض فهي ليست مستقلة عن بعضها وكلن تصب كـل واحـده فـي االخـري ، ويتضح ان ظاهرة التضخم ظاهرة غير مستقرة حيث يتسارع التضخم مـن تلقـاء ذاته خاصة اذا لم يكن هناك سياسات مضادة تـستهدفه ، فكلمـا نعلـم ان عجـز

م مصادر التضخم الذي يتسبب في حدوث المزيـد الموازنه وتنقيذ هذا العجز من اه من العجز في الميزانية في ظل عالقة ثبادلية الن موارد الدولـة تزيـد فـي ظـل التضخم بمعدالت اق من الزيادة في نفقات الدولة ، ويترتب علي تنقيد العجز وجود التضخم الذي يزيد العجز وزيادة التنقيد مما يؤدي الي وجود تـسارع فـي معـدل

. accelerationالتضخم يعد التضخم ظاهرة نقدية يترتب عليها ك قدمنا فيما سـبق انخفـاض قيمـه العمالء وارتفاع االسعار ومن ثم يترتب علي السلطات النقدية التحرك عند ما تتغير عناصر التكلفة خاصة عند ارتفاع االجور بمعدل يفوق زيادة االنتاجية ا عن زيادة

افة او الزيادة المفرطة في اسعار الواردات سواء بسبب التضخم المستورد اسعار الك او بسبب خفض العملة الوطنية



٧٤

المبحث الخامس االرقام القياسية في جمهورية مصر العربية

:االرقام القياسية السعار المستهلكين في مصر : اوال اسـية لنفقـة اصدرت اجهزة االحصاء في مصر اول سلسلة من االرقـام القي -١

كـسنه اسـاس ١٩١٤ – ١٩١٣ حيث اخذت السنه المالية ١٩٢٠المعيشة منذ ويتم تحديد مجموعات االنفاق االستهالكي واوزانها والسلع المهمه داخـل كـل

اسـرة للعمـال ٧١٣مجموعة بناء علي دراسة النماط االسـتهالك لعيـنهمن جهرت االحصاء ، واعادت ا ١٩٢٠والصناع والموظفين الحكوميين في مارس

اخذه متوسط اسعار شهور يونية ويوليـو ١٩٣٩النظر في الرقم القياسي عام كاساس تعدلت االوزان للتتماشي مع الظروف في تلك السنه ١٩٣٩واغسطس

. اخذه الـسنه ١٩٩٧ صدرت ارقام قياسية جديدة السعار المستهلكين منذ يوليو -٢

ان جديدة مستخرجه من بحـث كسنه اساس مستخدمه اوز ١٩٦٦/١٩٦٧المالية في محاولة التمثيل انماط استهالك غالبية الطبقـات ١٩٦٥-٦٤ميزانية االسرة

في المجتمع المصري دون ان تتضمن سلع مستوردة من الخارج اال اذا كانـت سلع تموينية وكانت تحسب الرقم القياسي الحدي عشر مدينه حكل شـهر هـي

) مـدن القنـاه (السـماعيلية والـسويس القاهرة واالسكندرية وبور سـعيد وا والزقازيق وطنطا ودمنهور من الوجه البحري وبني سويف وسوهاج واسوان من الوجه القبلي ، اما االرقام القياسية للريف كانت تحسب كل شهرين تبدا من يناير وحتي نوفمبر من كل عام شاملة عدد من القـوي موزعـة علـي سـته

ة والبحيرة من الوجه البحـري وبنـي سـويف محافظات هي الشرقية والغربي .وسوهاج واسوان من الوجه القبلي

كانت تحسب االرقام القياسية لسبعة اقسام من المجموعة السلعية المختلفة هـي -٣واالثاث والسلع المعمرة والمالبـسش ) المسكن ومستلزماته ( الطعام والشراب

ـ ة والثقافيـة والمـصروفات واالقمشة واالنتقال والموصالت والنفقـات الطبي



٧٥

سـلعة ٢٤٥الشخصية وشملت المجموعات في االرقام القياسية فـي الحـضر . سلعة وخدمه ١٣٥وخدمه في حين بلغت في الريف

بدات تصدر بصفة دورية كل شهر السلسلة الحالية لالرقـام ١٩٨٨ ومنذ يوليو -٤اس وباوزان طاس ٨٦/١٩٨٧القياسية حيث اخذ متوسطات اسعار السنه المالية

للمناطق الجغرافية هـي مدينـه ٨١/١٩٨٢تستخرج من بحث ميزانية االسرة القاهرة واالسكندرية وحضر وجه بحري وحضر وجـه قبلـي ومـدن القنـاه ومحافظات الحدودوتكون االرقام القياسي لحضر جمهوريـة مـصر العربيـة

لجغرافيـة ، كمتوسطات مرجحية بعدد السكان لالرقام القياسية لهذه المنـاطق ا كاساس لسلـسلة االرقـام ٨٦/١٩٨٧واعتمدت متوسطات اسعار السنه المالية

القياسية نظرا لكونها سنه قريبه ولكونها سنه سـابقه مباشـرة علـي الخطـة الخمسية الثانية بالرعم من اختالفها عـن الـسنه المحـسوب عنهـا االوزان

ة كل شهرين لريـف ، وتصدر االرقام القياسي ٨١/١٩٨٢المستخدمه وهي سنه الوجه القبلي والبحري دونما اصدر ارقام قياسية ممثلة لريف محافظات محـدده

.وتصدر كمتوسط مرجحة بعد السكان لالرقام القياسية لهذه المناطق تمثل االرقام القياسية السعار المستهلكين معظم السكان في المواقـع المختـارة -٥

دونما النظـر الـي ٨١/١٩٨٢ االسرة وفق ما اسفرت عنه عينه بحث ميزانية مجتماعات سكانية متميزه حسب الدخل او االنفاق او حسب الحالة العلميـة او المهنية ، ولكن يفضل حساب ارقام قياسية مستقلة لفئات الدخل المختلفة حيـث

.يختلف نمط استهالكها عن انماط استهالك المناطق الجغرافية الداخلـة فـي حـساب االرقـام القياسـية السـعار وقد اختيرت السلع

وفقـا لالهميـة ٨١/١٩٨٢المستهلكين من فترة نتائج بحوث ميزانية االسـرة النسبية لهذه السلع وتختار هذه السلع والخـدمات حتـي يقـل الـي االنمـاط االستهالكية حتي اليف والحضر ويتم استبعاد السلع التي يصعب تحديد الكميـة

السلع التي يتحدد سعرها لكل وحده علي حده مما يصعب جمع المباعة منها او .اسعار عنها



٧٦

تصدر االرقام القياسية وفق التقسيم الدولي المعمول به الـصادر عـن االمـم -٦ وذلك بعد١٩٩٨المتحدة في نظام الحسابات القومية الصادرة عام

تبار الدراسات تطويعها لتتماشي مع المجتمع المصري واضعة في االع الدولية الصادرة بتصنيفات السلع والخدمات المعده فـي مـشروع المقارنـات الدولية المشاركة فيه مصر ضمن الدول االفريقية وتقسم االرقام الـي ثمـاني اقسام رئيسية هي الطعام والشراب والدخان المالبس واالقمشة واغطيـة القـدم

ث والمفروشـات واالدوات المنزليـة ايجار المسكن والوقود والكهرباء ، االثا والرعاية الطبية والنقل والمواصالت ونفقات التعليم والثقافة والتـسلية وسـلع

.وخدمات متنوعة :الرقم القياسي لقسم المسكن ومستلزماته : ثانيا

من المشاهده حاليا ارتفاع تكلفة تشييد المساكن الجديدة وقلـة المعـروض تقل فرص حصول االسرعلي مسكن خاص نظرا الرتفاع تكلفة بنائة منها لالتجار و

بالقدر الذي يفرق وقلة المستوي وبمفهوم اخر فان المسكن الجديد التمليـك تكليـف اصحابه لسنه كبيرة من الدخل السنوي ويتعين مواجهة تكاليف السكن بالمـدخرات

زماته ارتفاعـا كبيـرا السابقة االنفاق الجاري هذا باالضافة الي ان المسكن ومستل .بالنسبة للمساكن الجديدة مما يرفع الرقم القياسي العام

ونظرا لقلة عدد المساكن الجديدة قياسيا بالعدد الكلي المساكن القديمه وفي ظل ثبات اسعار المساكن القديمه بالرغم من زيادة الدخل وانخفاض قيمـه العملـة

لقسم المسكن ومستلزماته تزيد بنسبة قليلـة جـدا وال الوطنية فان االرقام القياسية تعكس الواقع العملي والفعلي

وازاء هذا الوضع يمكن عمل مجموعتين من االرقام القياسية لفئتـين مـن السكن هما سكن حديث وسكن قديم وكما نعلم فان فئه المساكن الحديثة الجديدة اخذه

.في التزايد والتنامي



٧٧

:للفئات المختلفة من السكان االرقام القياسية السعار المستهلكين:ثالثا

كما نعلم فان االنماط االستهالكية للفئات المختلفة من السكان تتفاوت بنـسبة اكبر من تلك الموجودة بين المناطق الجغرافية المختلفة النه يتفاوت لنـسبة المتفـق

.الدخل علي مجموعات االنفاق المختلفة بتفاوت

تم اعتماد االرقام القياسية السعار الجملة للمجموعات الـسلعية والـسلع المفـردة - ١٩١٣ استمرار اعتماد سلسلة االرقام باساس سـنه ١٩١٤الهامه في مصر مند

وبعدها تم اعداد سلسلة اخري اكثر شموال باساس متوسط ١٩٣٥ حتي سنه ١٩١٤ بدء الجهاز المركـزي للتعبئـة ١٩٧٠ذ ومن١٩٣٩ اغسطس –اسعار الفترة يونية

العامه واالحصاء بتركيب السلسلة الحالية باساس متوسط اسـعار الـسنه الماليـة ويصدرها في نشرة دورية والتي تمثل االرقام القياسية واالسـعار ١٩٦٦- ١٩٦٥

.الجملة في مصر ككل دونما التقيد بنطاق جغرافي معين السعر الذي تباع به السلع دونما تعديل في شـكلها ويقصد بسعر الجملة بانه

بواسطة منشات الجملة الي تجار التجزئة او تجار جملة اخرين ويتم تجميع اسـعار الجملة من المصادر المتخصصة من خالل اتبـاع النطـاق المركـزي او نطـاق المحافظات حكسب ظروف االنتاج ظروف االنتاج وتسويق كل سـلعة او خدمـه

للنطاق المركزي ترسل نماذج االسعار الـي منـشات الجملـة لتـستوفيها فبالنسبة وتعيدها مره ثانية كل ثالث شهور واما بالنسبة لنطاق المحافظات تتـولي مكاتـب الجهاز المركزي للتعبئة العامه واالحصاء الفرعية في المحافظـات جمـع اسـعار

وسط عام لسعر الجملة لبعض السلع من المصادر المتخصصة كل شهر ويحسب مت ويسترشد فـي .الجملة لكل سلعة ليكون ممثل لسعر السلعة علي مستوي الجمهورية

اختيار السلع الداخلة في منظومة االرقـام القياسـية السـعار الجملـة بـاالوزان المستخرجة من القيم االجمالية لالنتاج الزراعي والصناعي والواردات في االنتـاج

الفي الظروف الغير طبيعيـة المـؤثرة علـي حتي يتم ت ١٩٦٦-٦٥ ، ١٩٦٥-٦٤



٧٨

االنتاج وتختار السلع ذات الوزن الكبير بجانب السلع ذات االهمية الخاصـة كمـا . تراعي في السلع المختارة في كل مجموعة ان تمثل اتجاهات االسعار المختلفة

اي وتنقسم االرقام القياسية تبعا للتقسيم الوارد في دليـل النـشاط االقتـص : فـصل هـي ١٧لتجارة الجملة وبالتالي تتكون االرقام القياسـية تتكـون مـن

الحاصالت الزراعية ، المواد الغذائية والمشروبات الدواجن واالسماك والمنتجـات الحيوانية غير الغذائية الدخان ومصنوعاته الخيوط والمنسوجات والمالبس الداخلية

البترول ومواد الوقود والورق واالخـشاب ، والجلود المدبوغة االدوات المنزلية ، مواد البناء ، االدوية ، المواد الكيماويـة ، المعـادن ومـصنوعاتها ، الماكينـات والمعدات وسائل النقل ويراعي تجانس تقسيمان االول حسب االسـتخدام النهـائي

والسلع مواد الوقود والمواد الخام والسلع الوسيطة والسلع االستهالكية غير المعمرة االستهالكية المعمرة والسلع االستثمارية ، والثاني حسب درجة التصنيع وهم مـواد

.الوقود والقطن والموا د الخام والسلع نصف المصنعة وتامه الصنع ويتم اعداد االوزان المستخدمه في الترجيح علي متوسـط القـيم االجماليـة

او المصدر او الواردات بعـد اضـافة لالنتاج الزراعي والصناعي المستهلك محليا .٦٥/١٩٦٦ ،٦٤/١٩٦٥الرسوم الجمركية اليها خالل سنتي

خامسا الرقم القياسي الضمني يتم حساب الرقم القياسي الضمني من خالل قسمه تقديرات النـاتج المحلـي االجمالي باالسعار الجارية عل تقديرات الناتج المحلـي االجمـالي لـذات الـسنه باالسعار الجملة والتجزئة كافة اسعار السلع والخدمات المتاحة في االقتصاد القومي

.سواء سلع انتاجية او استهالكية ام وسيطة ويعيد الجهاز المركزي التعبئة العاملة واالحصاء وباعداد تقـديرات للنـاتج

هذه التقديرات فـي المحلي االجمالي باالسعار الجارية واالسعار الثابته ويقوم بنشر .نشرات الحسابات القومية الصادرة عنه



economice ploitique ﺭﻴﺒﻌﺘ ﻡﺩﺨﺘﺴﺍ : ﻰﺴﺎﻴﺴﻟﺍ...

Documents