دْعسكا بْبك نرقكاب ّوغتكا نرقكاب ّوغتكاد عسكا ب بك...

54
آنلتغني بالقر ا- ليب السعيد ب آنلتغني بالقر ايب السعيد لب( 1 )/ ليف والنشرة لمتالعاميئة اد الييب السعيم لب بقم)خيى تاريبحث فقي( آنلتغني بالقر ا1970 ( 1 / 1 ) وبارك عمىم وسم ا، وصمى ا طيبا طاىر حمدا ىداء الحمد مقدمة وان الرحيم الرحم بسم ا نسألو سيدنا محمد، و لو الكريم رسو اط الصرديناي آن العظيم، وأن ي في القر يبارك لناو أن سبحانستقيم. الما بحث يتصلي خير مناسبة يصدر في أن يكون لعمو بذلك آن، ون ىو عيد القر وبعد، فشير رمضالثقافول اءه، حتى في مجا ابين وقد تعود ىذا الضعيف أن يحترم قر، وىذا لنور المب العظيملكتا بيذا ا يقدلعامة، ف ا محدودة وىذاى وى غاية طاقتو كل جيده وىو متواضع، و لوم يبذل ل عم م ليم مية مكتبتو كبد وعموى ضالة حجمو البحث عم( 1 / 3 ) أو خديجا عاميا أو رخيصا * * * يكون البحث مرس مشقة يرجو بعدىا أ صاحبو في كتابتو ذلك، ويصدر ا ب إليو وأتو وبحمده، وأستغفر ان ا وسبحام لفقد اميا ال في يز أيام لبحث فيرمض جوانحي: يعتصر قمبى، ويمء العروبة واهس ما يفعل بكل أبناعل في يف)لناصرل عبد اجما( أن إلى الصالح، وليكن دعاء ضارعام اسمىد الملمجائد القاخمصة لروح ايكن ىذا البحث ىدية م فم أحسن ما عمل، وأن يزيد)لناصرعبد ا( يقبل عنن فضمو شعبان ه م1390 السعيد أكتوبريب لب1970 ( 1 / 4 )

Upload: others

Post on 27-Dec-2019

24 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

بيب السعيدل -التغني بالقرآن التغني بالقرآن لبيب السعيد

(1)/

1970التغني بالقرآن )بحث فقيى تاريخي( بقمم لبيب السعيد الييئة العامة لمتاليف والنشر

(1/1)

ىداء الحمد هلل حمدا طيبا طاىرا، وصمى اهلل وسمم وبارك عمى بسم اهلل الرحمن الرحيم مقدمة وا سبحانو أن يبارك لنا في القرآن العظيم، وأن ييدينا الصراط رسولو الكريم سيدنا محمد، ونسألو

المستقيم.وبعد، فشير رمضان ىو عيد القرآن، ولعمو بذلك أن يكون خير مناسبة يصدر فييا بحث يتصل

بيذا الكتاب العظيم، وىذا لنور المبين وقد تعود ىذا الضعيف أن يحترم قراءه، حتى في مجال الثقافو م ليم عمال لم يبذل لو كل جيده وىو متواضع، وغاية طاقتو وىى محدودة وىذا العامة، فال يقد

البحث عمى ضالة حجمو وعمومية مكتبتو كبد

(1/3)

صاحبو في كتابتو مشقة يرجو بعدىا أال يكون البحث مرسال أو خديجا عاميا أو رخيصا * * *لبحث في أيام ال يزال فييا األم لفقد وسبحان اهلل وبحمده، وأستغفر اهلل وأتوب إليو ذلك، ويصدر ا

)جمال عبد الناصر( يفعل في ما يفعل بكل أبناء العروبة واإلسالم: يعتصر قمبى، ويرمض جوانحي فميكن ىذا البحث ىدية مخمصة لروح القائد المجاىد المسمم الصالح، وليكن دعاء ضارعا إلى اهلل أن

لبيب السعيد أكتوبر 1390ه من فضمو شعبان يقبل عن )عبد الناصر( أحسن ما عمل، وأن يزيد1970

(1/4)

من الخصائص األفتة في الشعوب - 1 -الفصل األول الغناء في المجتمعات العربية واإلسالمية األلحان المطربة والنغمات المشجية: -في كل مجاالت حياتيا -العربية اإلسالمية أنيا تيوى

ة إلييا ومن العادات الممحوظة وذات الداللة في ىذه الشعوب أن تيواىا مرددة إياىا، وتيواىا مصغياألطفال يغنون، والباعة إذ يروجون لبضائعيم يغنون، بل إن النساء حين يبكين موتاىن األعزة يغنين

وقد عنيب الثافة العربية اإلسالمية بالغناء واأللحان: ففى المغة: - 2 -

(1/5)

وقد غنى بالشعر، وتغى بو...وغنإ بالشعر، وغنإ أياه...ويقال: الغناء من الصوت ما طرب بو...غنى فالن يغى أغنية، وتغى بأغنية حسنة، وجمعيا األغاني...وغنى بالمرأة: تغزل بيا غناه بيا:

( وقال أبو العباس: ويقال إن الغناء إنما سمى غناء، 1ذكره إياىا...وغنى الحمام، وتغى: صوت )( وصاحب 2ن كثير من األحاديث، ويفر إليو منيا، ويؤثره عمييا...)ألنو يستغنى بو صاحبو ع

)العين(:__________

.377و 376ص 19( انظر: ابن منظور: لسان العرب فصل الغين، حرف الواو والياء، ج 1) باب المالىي والغناء - 9ص 13( انظر: ابن سيده: المخصص ج 2)

(1/6)

تو: إذا غرد 1ضوعة، والجمع: الحان، ولحون )المحن من األصوات: المصوغة المو ( ولحن في قرا ( وقال في )الصحاح(: 3( وىو ألحن الناس: اذا كان أحسنيم قراءة أو غناء )2وطرب فييا بألحان )

التمحين: التخطئة وقال فيو:...وىو ألحن الناس: اذا كان أحسنيمبمعنين: )أحدىما( الخطأ في القراءات قراءة أو غناء وقال ساجقمى زاده: وبالحممة، ان المحن يجئ

عمى لحون وألحان -بكل من المعنين -)واآلخر( الصوت الحسن المطرب، وبجمع __________

263ص 17فصل االم، حرف النون ج -( ابن منظور: المسان 2( ابن سيده: نفس المرجع )1) ( نفس المرجع3)

(1/7)

نفسم إلى: جمى: وىو حرام بال خالف وخفى: وىو مكروه: واألول: ىو ما ذكر في كتب التجويد، وا( وتكمم 1بعضو تحريما، وىو ما يعرفو عامة القراء، وبعضو تنزييا، وىو ماال يعرفو إال ميرة القراء )

ابن سيده عن )الطبقة( في الغناء، فقال: )...والطبقة حد مختار لمصوت، وينبغى أن توضع األلحان فمنيا: ما يبكى ويرقق، وىو لما كان من الشعر في الغزل، والتشوق إلى فيما شاكميا من األشعار:

الوطن، والبكاء عمى الشباب، والمراثي والزىد ومنيا: ما يطرب، وىو لما كان في نعت الشراب، وذكر اإلماء، والمجالس، والصبوح، والدساكر.

زىات، والصيدومنيا: ما يشوق وترتاح لو النفس، مثل صفة األشجار والزىر، والمتن__________

)مخطوطة لدنيا مصورة عن مخطوطة بدار الكتب والوثائق 8( رسالة في التغني والمحن ص 1) القومية(

(1/8)

ومنيا: ما يسر ويفرح، وبحث عمى الكرم، وىو لما كان في المديح والفخر، وصفة الممك.غارات، واألسرى، وغير ذلك وىذا كمو ومنيا: ما يشجع، وىو لما كان في الحرب، وذكر الوقائع، وال

يقول -في احتفالو بالغناء وعنايتو بو -والمجتمع العربي االسالمي - 3 -( 1يدعى غناء...الخ )غناؤه يبسط أسره -غناؤه كالغنى بعد الفقر، وىو جبر لمكسير -في الغناء عبارات بميغة، منيا:

فالن طبيب -ويحرك النفوس، ويرقص الرؤوس الوجو، يرفع حجاب األذن، ويأخذ بمجامع القمب،القموب واألسماع، ومحيى موات الخواطر والطباع، ويطعم اآلذان سرورا، ويقدح في القموب

(2نورا...الخ )__________

)بتحقيق الجباوى( 615ص 1( الحصرى: زىر االداب ج 2( ابن سيده: المرجع السابق )1)

(1/9)

(.1ن يقول: الغناء زاد الراكب )وعمر بن الخطاب كا - 4 -( وخوات بن جبير الصحابي كان في 2وكذلك كان عروة الزبير يقول: نعم زاد الراكب الغناء نصبا )

ركب فييم عمر ابن الخطاب، وأبو عبيدة بن الحراح، وعبد الرحمن ابن عوف، فغنى من بنيات ؤى واضعا إحدى رجميو عمى ( وأسامة بن زيد ر 3فؤاده، يعنى من شعره، حى كان السحر...)

( ويقول الزىري، وابن جريج، في تفسير قولو تعالى: )يزيد في الخمق ما 4األخرى يغنى النصب ) (: يعنى حسن5يشاء( )

__________ ( نفس المرجع، والنصب: االنشاد 2..)137و 136ص 2( انظر: لكتابي: التراتيب االدارية ج 1)

( انظر نفس المرجع.3بصوت رفيع ) ( نفس المرجع.4) 1( سورة فاطر / 5)

(1/10)

(: السماع في 2( وذكر يحيى بن كثير في قولو تعالى: )فيم في روضة يحسبرون( )1الصوت ) (3الجنة )

( وورد في الخبر: ليس في خمق اهلل تعالى 5( وفى رواية: يمتذون بالسماع فييا )4وقالو األوزاعي )( 6في السماع قطع عمى أىل السموات صالتيم وتسبيحيم )أحسن صوتا من إسرافيل، فإذا أخذ

(7وفى )الصحيح( عن بالل، أنو رفع عقيرتو يسنشد شعرا )__________

.320ص 14( القرطبى: الجامع الحكام القرآن ج 1)ه 1285ط - 176ص 110باب 2وانظر: االبشييى: المستطرف من كل فن مستظرف ج

( انظر: 5( نفس المرجع )4) 12ص 14قرطبى: المرجع السابق ج ( ال3) 15( سورة الروم / 2) .148احمد تيمور: الموسوعة التيمورية ص

( نفس المرجع.6) ( الكتاني: المرجع السابق7)

(1/11)

وترويج بعض األنصار فتاة لعائشة، فأىدتيا إلى )قباء(، فقال ليا النبي صمى اهلل عميو وسمم: قال: فأرسمت معيا بغناء، فإن األنصار يحبونو؟أىديت عروسك؟ قالت: نعم

( وعن عائشة أن أبا بكر دخل عمييا، 1قالت: ال قال: فأدركييا يا زينب: امرأة كانت تغنى بالمدينة )وعندىا جاريتان لو في أيام منى تغنيان وتضربان، ورسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم مسجى بثوبو،

صمى اهلل عميو وسمم عنو، فقال: دعيما يا أبا بكر، فإنيا أيام فانتيرىما أبو بكر، فكشف رسول اهلل ( وفى عرس رجل من أىل المدينة يكنى أبا حنظمة، غنى مالك صاحب المذىب:2عيد )

__________ 139ص 4والنويري: نياية االرب ج 221ص 4( انظر: ابن حجر العسقالني، االصابة ج 1)ه )بتحققيق احمد 1349ط الميزية سنة 93ص 5مى ج ( انظر: ابن حزم الظاىرى: المح2)

محمد شاكر(

(1/12)

( وثمة أبيات رقيقة لممر بن أبى ربيعة غناىا ابن سريج، 1سميمى أزمعت بينا فأين تقوليا، أينا؟ ) (.2وذكر عمر بن بانة أن لحنيا ىو لممك وقال الياشمي مثل ذالك )

حمد بن أبى موسى الياشمي سئل عن السماع، فقال: )ما وقد أورد النويري أن أبا عمى محمد بن أأدرى ما أقول فيو، غير أنى حضرت دار شيخنا أبى الحسن عبد العزيز بن الحارث التميمي سنة

، في دعوة عمميا ألصحابو، حضرىا أبو بكر األبيري شيخ المالكية،370سن شيخ أصحاب الحديث، وأبو وابو القاسم لداركى شيخ الشافعية، وأبو الحسن بن طاىر ابن الح

الحسن بن سمعون شيخ الوعاظ والزىاد، وأبو عبد اهلل محمد بن مجاىد شيخ المتكممين، وصاحبو أبو بكر الباقالنى في دار شيخنا أبى الحسن التميمي شيخ الحنابمة

__________ ص 10ج ( انظر: المرجع السابق2) 238ص 2( انظر: أبو الفرج االصفيانى: االغانى ج 1)

105

(1/13)

فقال أبو عمى: لو سقط السقف عمييم لم يبق بالعراق من يغنى في حادثو يشبو واحدا منيم ومعيم أبو عبد اهلل غالم تام وكان ىذا يقرأ القرآن بصوت حسن، وربما قال شيقا فقل لو: قل لنا شيئا فقال

أن زر فديتك - -ير ال بأنفاس خصمت أنا مميا في بطن قرطاس رسالة بعب -ليم، وىم يسمعون: فكان قولى لمن أدى رسالتيا قف لى - -لى من غير محتشم فأن حبك لى قد شاع في الناس

قال أبو عمى: فبعد أن رأيت ىذا ال يمكننى أن أفتى في ىذه المسألة -ألمشى عمى العينين والراس (1بحظر وال أباحة( )__________

196و 195( نياسة االرب ج ص 1)

(1/14)

وىذا المجتمع، في عنايتو باألنغام والموسيقى، يجمع عمميا، وييسر صعبيا، وينظم شاعره - 5 -رست وىوى بوسميك حسيني وحجاز وزنكال وعراق والنوى -( ىذين البيتين في أنغام الموسيقى: 1)

ن العمم إماما(، وىو ( ويترجمون لواحد( خرج في فنو 2والبزرك مع زيرا فكن ده واالصبيان والعشاق )( 3عبد العزيز بن أبى الصمت األشبيمي، فيقولون: )وأمتن عمومو: الفمسفة والطب التمحين...( )

ويحددون في دقة، الشروط التى يجب عمى المغنى أن يستوفييا في غنائو، فيقول ابن أبى اسرائيل عن المحسن المصيب

__________ ، نقال عن احمد تيمور: المرجع السابق ص 18دفون ص ( الكنز الم2( صفى الدين المحمى )1)

، نقال عن احمد تيمور المرجع السابق530ص 1( المقرى: نفح الطيب ج 3) 167

(1/15)

من المغنين: ىو الذى يشبع األحان، ويمؤل األنفاس، ويعدليحسن مقاطع األوزان، ويفخم األلفاظ، ويعرف الصواب، ويقيم اإلعراب، ويستوفى النغم الطوال، و

النغم القصار، ويصيب أحناس اإليقاع، ويختمس مواضع النبرات، ويستوفى ما يشاكميا من النقرات وحتى األوتار، أباح بعض الفقياء سماعيا، )ألنو لم يرد الشرع بتحميميا وال تحريميا( - 6 -( 1)نو )ال (، وقيل إن كل ما ورد في تحريميا غير ثابت عن رسول اهلل صمى اهلل عمي2) و وسمم، وا

( وعمل أىل المدينة لو عند المالكية حجيتو وقيل: 3خالف بين أىل المدينة في إباحة سماعو( ))ومن الدليل عمى إباحتو أن ابرىيم بن سعد ابن ابرىيم بن عبد الرحمن بن عوف، مع جاللتو وفقيو

كان يفتى مجمو، وقد ضرب بالعود، ولم تسقط -وثقفو

__________ ( 3) 143ص 4( النويري: امرجع السابق ج 2) 117ص 5نظر: النويري: نياية االرب ج ( ا1)

نفس المرجع

(1/16)

عدالتو بفعمو عند أىل العمم، فكيف يسقط عدالة المستمع؟!، وكان يبالغ في ىذا األمر أتم مبالغة، لصحيح وقد عمم من وقد أجمعت األئمة عمى عدالتو، واتفق البخاري ومسمم عمى إخراج حديثو في ا

مذىبو إباحة سماع األوتار واألئمة الذين رووا عنو أىل الحل والعقد في اآلفاق إنماسمعوا منو، ورووا عنو بعد اسماعيم غناءه، وعمميم أنو يبيحو، ومنيم اإلمام أحمد بن حنبل، سمع

(1منو ببغداد، بعد حمفو أنو ال يحدث حديثا إال بعد أن يغنى عمى عود...الخ( )__________

144و 143( المرجع السابق ص 1)

(1/17)

كان النبي صمى اهلل عميو وسمم يتغنى بالقران، ويرجع - 1 -الفصل الثاني التغني بالقرآن في السنة (، وكانت صفة ترجيعو 1صوتو بو أحيانا، كما رجع يوم الفتح في قراءتة: )أنا فتحنا لك فتحا مبينا( )

( وظاىر أن ىذا الترجيع كان اختيارا 2آ...آ...آ...، ثالث مرات ) - بن مغفل فيما حكى عبد اهلل - ال اضطرارا، ليز__________

باب ذكر النبي صمى اهلل عميو وسمم وروايتو عن -( البخاري: الصحيح 2) 1( سورة الفتح / 1) 442و 441ص 13ربو، وأنظر: ابن حجر العسقالني: فتح الباري ج

(1/18)

ناقة لو، وكما يقول اين قيم الجوزية: )كان النبي يرجع في قراءتو، فنسب الترجيع إلى فعمو، ولو ال كان من ىز الراحمة

( ويقول ابن عمر، في دعوى أن الترجيع كان ليز الناقة: )...وفيو 1لم يكن منو فعل يسمى ترجيعا )في ذلك اليوم، والترجيع ينشأ غالبا نظر، ألن الظاىر أنو عميو السالم فعل ذالك قصدا، لسرور لحقو

ويقول البراء: سمعت النبي صمى اهلل عميو وسمم يقرأ بمن العشاء: )ولتين - 2 -( 2من السرور )( وعن جابر بن عبد اهلل، يقول: كان 4((، فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قرءة منو )3والزيتون )

في كالم رسول اهلل__________

( يقصد سورة التين 3) 30( ساجقمى زاده: المرجع السابق ص 2) 134ص 1( زاد المعاد ج 1)باب قول النبي صمى اهلل عميو وسمم: الماىر بالقرآن...وانظر: ابن حجر -( البخازى: الصحيح 4)

445ص 13العسقالني فتح الباري ج

(1/19)

صمى اهلل عميو وسمم قد تغنى ( ولم يكن غربيا، ما دام النبي 1صمى اهلل عميو وسمم ترتيل وترسيل )( وقد كان سفيان بن عيينة يقول في تفسير ىذا 2بالقرآن، أن يقول: )ليس منامن لم يتغن بالقرآن(( )

الحديث: )أي من لم يتغن بالقرآن(، فقال الشافعي: )ليس ىو ىكذا،وكان أبو عبيد (3لو كان ىكذا لقال: يتغانا، إنما ىو يتحزن ويترنم بو، وويقرؤه حدرا وتحزينا( )

القاسم بن سالم المغوى المحدث يرى مثل رأى سفيان اين عيينة، وكان يحتج ببيت األعشى: وكنت ( وكان يحتج أيضا بقول عبيد اهلل بن معاوية ضمن 4امرأ زمنا بالعراق عفيف المناخ طويل التغني )

أبيات:__________

( رواه البخاري عن أبى ىريرة، 2( )1321)ط ليدن 97ص 1( ابن سعد: الطبقات الكبرى ج 1)وراه أحمد في مسنده، وأبو داود، وابن حبان في صحيحو، والحاكم في )لمستدرك(، عن سعد بن أبى

( 4وبتحقيق الطناحى والحو( ) 130ص 2( أنظر السبكى: طبقات الشافعية الكبرى ج 3وقاص ) 22ديوان االعشى ص

(1/20)

( وكذلك احتج بأقوال أخرى منسوبو إلى ابن 1حن إذا متنا أشد تغانيا )كالنا غنى عن أخيو حياتو ونلى النبي صمى اهلل عميو وسمم وقال أبو عبيد: )ولو كان معناه الترجيح لعظمت المحنة مسعود، وا

في -( وقد ناقش المرتضى 2عمينا بذلك، إذ كان من لم يرجع القرآن فميس منو عميو السالم( ) تفسير ذلك ما قبل في -أماليو

الحديث، وانتيى إلى أن التغني ىنا ليس التحنين والترجيع، وانما ىو عمى ىذا الوجو: من لم يقم ( 3عمى القرآن فال يتجاوزه إلى غيره، وال يتعداه إلى سواه، ويتخذه مغنى ومنزال ومقاما فميس منا )

...وقالت طائفة: التغني وكذلك ناتش ابن قيم الجوزيو ىذا التفسير، فروى أن ابن بطال قال: )بالقران ىو تحسين الصوت، والترجيح بقراءتو، والتغنى بما شاء من االصوات والمحون، وأن ىذا قول

بن المبارك والنصر__________

( أنظر: الشريف المرتضى: امالي المرتضى، 2) 13ص 3( الكامل لممبرد بشرح المرصفى ج 1) 35 - 21( ص 3) 32و 31أو غرر الفوائد ودرر القالئد ص

(1/21)

( وأورد ابن القيم عمربن الخطاب كان يقول ألبى موسى األشعري: ذكرنا ربنا فيقرأ أبو 1ابن شميل )(: الدليل عمى أن معنى الحديث تحسين 3( وينقل ابن القيم قول ابن جرير )2موسى ويتالحن )

، كما أن الغنا، المعقول الذى يطرب الصوت والغناء المعقول الذى ىو تحرين القارئ سامع قراءتوويقول النبي صمى اهلل عميو وسمم: )ما أذن اهلل لشئ ما أذن لنبى حسن الترنم بالقران - 2 -سامعو

(، وفى رواية:4) )لم يأذن اهلل...(__________

( رواه 4وما بعدىا ) 191( نفس المرجع ص 3( نفس المرجع )2) 191ص 1( زاد المعادج 1) ي في باب قولو صمى اهلل عميو وسمم: )الماىر بالقران..(، ولفظو: )لم يأذن اهلل.البخار

ومسمم بن الحجاج: الجامع 445و 444ص 13( وأنظر: ابن حجر العسقالني: فتح الباري ج 83باب 11وسنن السائى، كتاب 200باب 8وسنن أبى داود، كتاب 192ص 2الصحيح ج

33باب 23، وكتاب 171 باب 2وسنن المدارمى، كتاب

(1/22)

ومعنى قولو: )يأذن(: يستمع لو، يقال: أذنت لمشئ، آذن، أذنا، إذا استمعت لو قال الشاعر: صم إذا ن ذكرت بسوء عندىم أذنوا قال عدى بن زيد العبادي: أييا القمب، تعمل سمعوا خيرا ذكرت بو وا

ا: ومعقول عند ذوى الحجمى أن الترنم ال ( قالو 1بددن ان ىمى في سماع وأذن واألذان السماع ) (2يكون إال بالصوت إذا حسنو المترنم وطرب بو )

قال الطبري: )وىذا الحديث من أبين البيان أن ذلك كما قمنا، قال: ولو كان كما قال ابن عيينة يعنى يستغنى بو عن غيره لم يكن لذكر حسن الصوت والجيربو معنى والمعروف في كالم العرب أن

التغني إنما ىو الغناء الذى ىو حسن الصوت بالترجيع.قال الشاعر: تغن بالشعر إذا ما كنت قائمو إن الغناء ليذا الشعر مضمار وأما إدعا الزاعم أن

)تغنيت( بمعنى )استغنيت(__________

191( ابن القيم: المرجع السابق ص 2( أنظر: الشريف المرتضى: المرجع السابق )1)

(1/23)

( ويقول الطيرى: 1فاش في كالم العرب، فمم نعمم أحدا قال بو من أىل العمم بكالم العرب..الخ )فإن وجو بوجو التغني بالقرآن إلى ىذا المعنى عمى بعده من مفيوم كالم العرب كانت المصيية في

ستغنى خطئو في ذلك أعظم، ألنو يوجب من تأويمو أن يكون اهلل تعالى ذكره لم يأذن لنبيو أن ينما أذن لو أن يظير من نفسو لنفسو خالف ما ىو بو من الحال، وىذا ال يخفى فساده بالقرآن، وا

( وقال: إن االستغناء عن الناس بالقرآن من المحال أن يوصف أحد أنو يؤذن لو فيو أو ال يؤذن، 2)ن كان باحة، وا كذالك فيو غمط اال أن يكون األذن عند ابن عيينة بمعنى األذن الذى ىو اطالق وا

من وجيين: (3)أحدىما( من المغة و )الثاني( من إحالة المعنى عن وجيو...الخ )

__________ ( نفس المرجع3( نفس المرجع )2( نفس المرجع )1)

(1/24)

( )هلل أشد أذنا إلى 1ويقول النبي صمى اهلل عميو وسمم: )تعمموا القرآن وغنوابو واكتبوه...الخ ) - 3 -الحسن لمصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينتة( ويقول النبي صمى اهلل عميو وسمم في الرجل

أبى موسى األشعري: )لو رأيتنى وأنا أسمع قراءتك البارحة! لقد أوتيت مزمارا من مزامير داود(، ورد قول ( وفي ترجمة أبى موسى ىذا، ي3أبو موسى: )لو عممت أنك تسمع لفراءتى لحبرتو لك تحبيرا( )

ابن حجر العسقالني: )...أحد قضاة األمة األربعة، وجامع العمم فما أوسعو! المفرد بحسن لمصوت، إذا قرأ كان مزمار من مزامير آل داود معو(

__________ ( قال 2) 193( رواه موسى بن أبى رباح أابيو عن عقبة بن عامر، وأنظر: نفس المرجع ص 1)

(571ص 1مى شرط الشيخين )المستدرك ج الحاكم النيسابوري: حديث صحيح ع 192ص 2( رواه البخاري، ومسمم، والنسائي، واحمد، وأنظر حواش الجامع الصحيح لمسمم ج 3) )ط. 193و

استامبول(

(1/25)

وفى )تذكرة الحفاظ(، قال عنو الذىبي: )...إليو المنتيى في حسن الصوت بالقرآن(، ونقل عن ابن ورا وال صنجا وال مزمارا أحسن من صوت أبى موسن األشعري، كان يصمى اليندي: )ما سمعت طنب( ويقول: 2( ويقول النبي صمى اهلل عميو وسمم: )زينوا القرآن بأصواتكم )1بنا فنود أنو قرأ البقرة )

ن حمية القرآن الصوت الحسن( ) (3)لكل شئ حمية، وا __________

ه. 1333ند سنة مط دار المعارف النظامية بالي 22ص 1( ج 1)( رواه احمد، وأبو داود، وابن ماجو، 2) 426و 425ص 2وأنظر: الكتاني: التراتيب االدراية ج

والدارمى، ورواه النسائي، وابن حبان، والحاكم، وزدا: )..فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا( 571ص 1مستدرك ج والحاكم النيسابوري: ال 614ص 2وأنظر: عمى القارى: مرقاة المقاتيح ج

( عن انس بن مالك، واورده عبد الرزاق في )الجامع(، 3) 738والطيالسي مسند الطيالسي حديث )بتحقيق حامد 41ص 1والمقدس في )المختار( وانظر: ابن رجب: الميل عمى طبقات الحنابمة ج

1953الفقى( سنة 285ص 5والمناوى: فيض القدير ج

(1/26)

: استبطأني رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم ذات ليمة، فقال: ما حسبك؟ قمت: إن وعن عائشة، قالتفي المسجد ألحسن من سمعت صوتو بالقرآن فأخذ رداءه وخرج يسمعو، فإذا ىو سالم مولى أبى

وعن قتادة: ما بعث اهلل نبيا قط إال - 4 -( 1حذيفة فقال: الحمد هلل الذى جعل في أمتى مثمك )جو، حسن الصوت، حتى بعث نبيكم صمى اهلل عميو وسمم حسن الوجو حسن بعثو حسن الو

(2الصوت...الخ )__________

)ط. 179ص 9وانظر: ابن قدامة المغنى ج 122ص 1( الذىبي: سير اعالم النبالء ج 1) 3وابن حجر: االصابة ج 246و 245ص 2ه( وابن االمير: اسد الغابة ج 1367المنار سنة

)ط. 98ص 1( ابن سعد: الطبقات الكبرى ج 2ال: رجالو ثقات )، وق57ص 1321ليدن سنة

(1/27)

وقد وعت كتب السنة، وكتب - 1 -الفصل الثالث التغني بالقرآن عند الصابة والتابعين وتابعييم كان أسيد بن حضير من - 1التراجم اإلسالمية أن من الصحابة من كانوا يحسنون لصوت بالقرآن:

(1ن الناس صوتا بالقرآن )أحسقال أسيد: )قرأت ليمة سورة البقرة، وفرس لى مربوط، ويحيى انبى مضطجع قريب منى، وىو غالم،

فجالت الفرس، فقمت وليس لى ىم إال انبى، ثم قرأت، فجالت الفرس،__________

92ص 1( ابن االثير: أسد الغابة ج 1)

(1/28)

ظمة في مثل المصابيح، مقبل من السماء، فيالني، فسكت..فمما فرفعت رأسي، فإذا شئ كييئة الأصبحت، غدوت عمى رسول اهلل صمى عميو وسمم، فأخبرتو فقال: إقرأ أبا يحيى فقمت: قد قرأت، فجالت، فقمت ليس لى ىم إال انبى فقال لى: إقرأ أبا يحيى فقمت: قد قرأت، فرفعت رأسي، فإذا

لني فقال: تمك المالئكة دنوا لصوتك، ولو قرأت حتى يصبح الناس كييئة الظمة فييا المصابيح، فيا (1ينظرون إلييم( )

__________ 93و 932( نفس المرجع ص 1)

(1/29)

(1وعقبة بن عامر، كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن ) - 2عائشة ه والذى سمع من عمى، وعمر، وأبى الدرداء، و 62وعمقمة بن قيس النخعي المتوفى سنة 3

كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن، )وكان إذا سمعو ابن مسعود يقول: لو رآك رسول اهلل صمى اهلل وعمر بن عبد العزيز كان حسن الصوت بالقرآن، فخرج ليمة، وجير - 4( 2عميو وسمم لسربك )

صاحب والشافعي - 5( 3بصوتو، فاستمع لو الناس، فقال سعيد ابن المسيب: فتنت الناس! فدخل )ه )كان يستفتح القرآن، فيتساقط الناس، ويكثر عجيبيم بالبكاء من 204المذىب، والمتوفى سنة

(4حسن صوتو، فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة )__________

( ابن 2) 417ص 3( اخرجو الثالثة، وانظر: ابن االثير: اسد الغابة معرفة الصحابة ج 1)( أنظر: ابن شاكر الكتبى: 4) 593( نفس المرجع ص 3) 516ص 1الجزرى: غاية اانياية ج

مخطوطة مصورة بدار الكتب - 5ه ص 250ه الى 204الجزء من سنة -عيون التواريخ تاريخ 1495والوثائق القومية رقميا

(1/30)

ه، حدث بعض جيرانو أنو ال ينام الميل، وأنيم 156وحمزة أحد أئمة القراءات المتوفى سنة - 6 (1سعون قراءتو يرتل القران تربيال )يمن أحسن الناس قراءة، -فيما روى األعمش -ه، كان 103ويحيى بن وثاب المتوفى سنة - 7

وابن المبان الذى وصف - 8( 2وكان إذا لم تحسن في المسجد حركة كأن ليس في المسجد أحد )وأبو بكر - 9( 3لناس تالوة لمقرآن( )بأنو )أحد أوعية العمم وأىل الدين والفضل(، )كان من أحسن ا

ه )كان من حفاظ القرآن، حسن الصوت، وكان يقعد في 314الضرير الواعظ المتوفى سنة وابن شفيع األندلسى المقرئ الحاذق - 10( 4المجامع، ويقرأ باأللحان ويقع كالمو في القموب )

المجود،__________

( أنظر: المرجع 2)بتحقيق محمد سيد جاد الحق( ) 96ص 1( أنظر: الذىبي: طبقات القراء ج 1)ص 6( ابن الجوزى: المنتظم ج 4) 207ص 3( السبكى: طبقات الشانعية ج 3) 52السابق ص

204

(1/31)

ومحمد بن - 11( 1ه )كان شيخا صالحا مجودا حسن الصوت بالقرآن( ) 514والمتوفى سنة وعبد اهلل - 12( 2دين الموصوفين بحسن األداء..( )سعد بن سعيد العسال )كان من القراء المجو ه، قال عنو ابن الحوزى: )...ولم أسمع قارئا 464بن عمى بن عبد اهلل البغدادي المولود سنة

وسيط الخياط المتوفى سنو - 13( 3أطيب صوتا منو، وال أحسن أداء، عمى كبر سنو...الخ( )وأبو عمرو ابن عظيمة - 14( 4مى كبر السن( )ه( كان أطيب أىل زمانو صوتا بالقران ع 541

وابن القبيطى المتوفى - 14( 5ه كان )عذب الصوت...( ) 585العبدوى األشبيمي المتوفى سنة ه( كان ممن جمع 602سنة

__________ ص 1( ابن رجب: الديل عمى طبقات الحنايمة ج 2) 394ص 1( ابن الجزرى: غايو النياية ج 1)

و 434ص 1( ابن الجزرى: غايو النياية ج 4) 210و 209ع السابق ص ( المرج3) 113 607( نفس المرجع ص 5) 435

(1/32)

ه )كان 703والمزراب المقرئ المجود المتوفى - 16( 1بين التجويد وحسن األداء والصوت( ) - 18( 3وخميل بن عثمان بن عبد الرحمن المولود سنة في المحراب( ) - 17( 2صوتو طيبا( )

- 19( 4وعمى نور الدين الضرر المقرئ في باب الشعرية في القرآن التاسع، كان )طرى النغمة( )ومحمد - 20( 5ه )كان حسن الصوت بالقران جدا( ) 796وأحمد بن محمد البمقيى المولود سنة

الغزى المقدم عمى سائر عمماء القاىرة أيام حسن الصوته )كان 918السمطان الغورى، والمتوفى سنة

__________ 200ص 2( الضوه الالمع ج 3) 191ص 2( نفس المرجع ج 2) 264( نفس المرجع ص 1)

- 102ص 2( نفس المرجع ج 5) 177الترجمة - 59ص 6( نفس المرجع 4) 758الترجمة 309الترجمة

(1/33)

ن أطال القراءة( ) دكد سجمى من أعيان ومحمد ال - 21( 1جدا، ال يمل قراءتو من صمى خمفو وا (2الصوفية في القرن الثاني عشر( رزقو اهلل الصوت الحسن في الترتيل( )

__________ ( محمد خميل 2) 82ص 2( نجم الدين الغزى: الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة ج 1)

35ص 3المرادى: سمك الدورفى أعيان القرن الثاني عشر ج

(1/34)

روى أن ابن عباس، وابن مسعود أجازا - 1 -غني بالقران في الفقو واالجتماع الفصل الرابع الت( وروى عن ابن جريح أنو قال: سألت عطاء عن قراءة القران عمى ألحان الغناء 1القراءة باأللحان )

(2والحداء، فقال: وما بأس ذلك يابن أخى؟ ) (، أنو ىو وأصحابو3وروى أن أبا حنيفو باحيا وجماعة )

__________ ( 3) 9ص 6( ابن عبد ربو: العقد الفريو ج 2) 135ص 1( أنظر: ابن القيم: زاد المعادج 1)

29ساجقمى زاده: رسالة في التغني والمحن ص

(1/35)

( وقال 2( وأن الشافعي رئى مع بعض أصحابو، يستمعون القراءة باأللحان )1كانوا يستمعون إلييا )روا أنو قال في موضع: أكره القراءة باأللحان، وفى آخر: ال جميور أصحابو ردا عمى من ذك

أكرىيا: )ليست القراءة باأللحان عمى قولين عند الشافعي، بل المكروه أن يفرط في المد، وفي إشباع الحركات، حتى يتولد من الفتحة ألف، ومن الضمة واو، ومن الكسرة ياء، أو يدغم في غير موضع

ة باأللحان ىي اختيار ابن جرير 3ذا الحد فال كراىة( )اإلدغام، فإن ينتو الى ى ( وروى أن إجازة القرا

( وعبيد اهلل بن أبى بكرة، وكنيتو أبو حاتم من الطبقة الثالثة من التابعين من أىل البصرة، 4الطبري ) والذ ى ولى قضاء البصر، وأوفده الحجاج عمى الحميفة عبد الممك، فسألو أن يولى

__________ ( ساجقمى زاده: المرجع السابق ص 3( نفس المرجع )2) 135ص 1ابن القيم: زاد المعادج (1)

( ابن القيم: المرجع السابق4) 29

(1/36)

(..ىذا القاضى السياسي ىو أول من قرأ القرآن باأللحان، وكانت 1الحجاج خراسان وكسجتان )راءة من غير تمحين مقابل القراءة بتحسين ( وابن قدامة بجعل الق2قراءتو حزنا، أي فييا رقة صوت )

ذن حسن صوتو فيو أفضل، فإن الصوت، واليرى بأسا بقراءة القران من غير، تمحين ويقول: )...وا ( ويقول النووي مامؤداه أن المحن إذا لم 3النبي صمى اهلل عميو وسمم قال:( زينوا أصواتكم بالقران( )

( وعبد الوىاب 4ا ألنو زاده عمى ألحانو في تحسينو )يخرج القران عن لفظو وقراءتو كان مباحالسبكى، يتحدث عن )القراء الذين يقرأون باأللحان( فال ينعي عمييم أنيم يقرمون باأللحان، ولكنو

ينبييم الى مابجب أن يوجيوا إليو ىمتيم، ويتحدث__________

523يبو: المعارف ص ( أنظر: ابن قت2) 202ص 1( ابن تغرى بردى: النجوم الزىرة ج 1)وأنظر تفاصيل من تاريخ قراءتو القران بااللحان في: لبيب السعيد: الجمع الصوتى االول لمقران

56و 55( التبيان ص 4وما بعدىا ) 179ص 9( المغنى ج 3وما بعدىا ) 322الكريم ص

(1/37)

شكر نعمة اهلل تعالى ( وىو يقول: )ومن 1ويتديث غن حكم الوقف عمييم، ويوضح ما يكرن ليم ) ذوى األصوات

الحستة من القراء والمنشدين أن ال يستعمموا أصواتيم بالغناء الحرم، ومجالس الخمور والمنكرات، إن -وىومن لمتأخرين -( ونقل عن التوربشى 2وليتجنبوا مقت الرب وغضبو تبارك وتعالى( )

ويورث الحزن، وبحمب الدمع مستحب ما لم القراءة عمى الوجو المذى يييچ الوجد في قموب اليامعين ة بالحزان 3يخرج التغني عن التجويد، فإذا انتيى الى ذلك عاد اإلستحباب كراىية ) ( ويقول مؤيد القرا

ة التطريب في الرد عمى محرمييا: )إن المحرم البد أن يشتمل عمى مفسده راجعة أو خالصة، وقرا

خرج الكالم عن وضعو.واأللحان التتمضن شيئا من ذلك فإنيا ال ت (4وال تحول بين السامع وبين فيمو( )

__________ 43( ساجقمى زاده: المرجع السابق ص 3( نفس المرجع )2) 110( بعيد النعم ومبيد النعم ص 1) 126ص 1( ابن القيم: المرجع السابق ج 4)

(1/38)

ة القران أوقع في النفوس، وأدعى إلى ا السماع واالصغاء إليو، فقيو تنفيذ ويقول: إن التطريب بقرا لمفظو إلى األسماع، ومعاينو إلى القموب، وذلك عون عمى المقصود، وىو بمنزلو الحالوة الى تجعل

في الدو إلتنفذه إلى موضع الداء، وبمنزلو األفاويو والطيب الذى يجعل في الطعام، لتكونة لبعميا ليكون أدعى إلى مقاصد الطبيعة أدعى لو قبوال، وبمنزلة الطبيب والتحمى وتجمل المرا

( ويقول أيضا: )انو البد لمنفس من طرب، واشتياق الى الغناء، فعوضت عن طرب 1النكاح( )الغناء بطرب الغناء بطرب القران، كما عوضت عن كل محرم ومكروه بما ىو خير ليامنو، كما

التوكل، وعن السفاح بالنكاح، عوضت عن الستقسام باألزالم باالستخارة الى ىي محض التوحيد و ( ويقول أبو سعيد األعرابي في تفسير حديث: )ليس منامن لم يتغن 2وعن القمار بالمراىنة( )

بالقران( كانت العرب تولع بالغناء والنشيد__________

( نفس المرجع2) 193( نفس المرجع ص 1)

(1/39)

ىجيراىم مكان الغناء، فقال: )ليس منامن لم يتغن في أكثر أفعاليا، فمما نزل القران أحبوا أن يكون ( وفى المرويات اإلسالمية عن ابن جريح، عن عطإ ابن عبيد بن عمير، قال: كانت 1بالقران )

( قال ابن عباس: إن داود 2لداود نبى اهلل صمى اهلل عميو وسمم معزفة يتغنى عمييا: يبكى ويبكى )( وفى تفسير قولو تعالى: 3ويقرا قراءة يطرب منيا الجموع )كان يقرأ الزبور لسعين لحنا تكون فيين

ة الزبور اجتمع إليو اإلنس والجن والطير والوحش، 4)واتيسنا داود زبورا( ) ( قالو: )فان أخذ في قرا (، وىذا مما يؤيد5لحسن صوتو( )

ثالثنيات من ىذا غالبا أن الترنم مطموب عند قراءة الكتب الدينية بعامة وفى التاريخ الحديث، وفى ال

القرن__________

( سورة 4( نفس المرجع )3( نفس المرجع )2) 11ص 1( القرطبى: الجامع الحكام القران ج 1) 17ص 6( القرطبى: المرجع السابق ج 5) 162النسإ /

(1/40)

و.الميالدى بالذات، كان القارئ المشيور الشيخ محمد رفعت يشد الناس جميعا إلى قراءتو المغن(: )التكاد تقرب الساعة التاسعة من مساء يومى الجمعة والثالثاء 1تقول إحدى المجالت في عيده )

من كل أسبوع، حتى تغص المقارئ بروادىا، ويجتمع الناس حول جياز الراد يوفى البيت والشارع، - 2 -ت...( والكل مرىف أدنيو في خشوع، لسماع تالوة القران الكريم من المقرئ التابغو محمد رفع

بيد أن في التاريخ االسالمي أخبارا متناثره تفيدأن بعض المسممين رفضوا منذ قديم قراءة القران حديث: )اقرء والقران بمحون العرب، واياكم - 1(: 2بااللحان ومما يحتج بو ىوالء )

__________ نا ىذا كثيرا من ( انتفع2ه ) 255من ربيع االول 27في 554( مجمة كل شى والدنيا عدد 1)

وأنظر ىناك تفاصيل 350 - 309الفصل االول ص -لبيب السعيد: المرجع السابق الباب الثاني كثيرة في ىذا الموضوع

(1/41)

ولحون أىل الفسق والكبائر، فانو سيجئ أقوام من بعدى يرجعون القران ترجيع الغناء والرىبانية وقد أنكر التطريب - 2( 1م وقموب الذين يعجبيم شأنيم( )والنوح، ال يجاوز حناجرىم، مفتونو قموبي

بالقران أنس بن مالك خادم النبي صمى اهلل عميو وسمم، فقد جاء قارى فقرأ وطرب، وكان رفيع الصوت، فكشف أنس عن وجيو، وكان الى وجيو خرقو سوداء، فقال لو: يا ىذا! ىكذا كانوا يفعمون

وتمنى الصحابي أبو ىريرة الموت محافة - 3( 2قة عن وجيو )وكان إذا رأى شيئا ينكره كشف الحر (3أن تدركو سنة عدمنيا أن يتخذ الناس القران مزامير )

__________ 1القرطبى: الجامع الحكام القران ج 10حديث 1كتاب ج -( أنظر: مالك بن انس: الموطا 1)

السيوطي: 618ص 2صابيح ج عمى بن سمطان القادى: مرفاة المفاتيح، شرح مشكاة الم 71ص

بدار الكتب 29)مخموط رقم 68المسأوى: جمال القراء ص 102و 101ص 1االفقان ج ( ابن سعيد: الطبقات 3) 75و 74ص 1( ابن الحاج: المدخل ج 2والوثائق القومية بالقاىرة( )

61القسم الثاني ص -الكبرى

(1/42)

ن ىذه األلحانوفى سنن الدارمي: أنيم كانوا يرو - 4ة محدثة ) (، ومعموم أنو في اإلسالم: شر األمور محدثاىا، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة 1في القرا

وممن كره القراءة باأللحان من التابعين: سعيد ابن المسيب، - 5ضاللة، وكل ضاللة في النار - 6( 2النخعي ) وسعيد بن جبير، والحسن البصري، والقاسم ابن محمد، وابن سيرين، وابراىيمويذكر ابن - 7( 3وممن كرىيا أيضا من تابعي التابعين: سفيان ابن عيينة ومالك بن أنس )

سحنون في واجبات المعمم تمقاء تالميذه انو ال يرى أن يعميم ألحان القران، ألن مالكا قال: ال بجور بير،أن يقرأ القران باأللحان ويقول ابن سحنون: )وال أرى أن يعمميم التج

__________ ص 1( ابن القيم: زاد العمادج 3) 134ص 1( ابن القيم: زاد المعادج 2) 474ص 2( ج 1)

137

(1/43)

ألن ذلك داعية إلى الغناء، وىو مكروه، وأن ينيى عن ذلك بأشد النيى( ويقول: )لقد سئل مالك عن ىذه المجالس التي يجتمع فييا لمقراءة.

ويقول الزيمعى:( ال يحل - 8( 1لى أن ينياىم عن ذلك ويحسن أدبيم( )فقال: بدعة: وأرى لمواالترجيع في قراءتو، وال التطريب فيو، وال يحل االستماع إليو، ألن فيو تشبيا بفعل الفسقة في حال

(2فسقيم، وىو التغني؟( )ذكر عبد اهلل و - 10( 3وذكر الربيع الجيزى عن الشافعي أن قراءة القرآن باأللحان مكروىة ) - 9

بن أحمد بن حنبل أنو سأل أباه عن القراءة بألحان، فكرىيا، وقال: ال، إال أن__________

( أي التغني بغزلياتيم بااللحان 2ما يجب عمى المعمم من لزوم الصبيان ) -( آداب المعممين 1) .31المخترعة، وانظر: ساجقمى زاده ص

)ط. 132ص 2( السبمى: طبقات الشافعية ج 3)ت بدار الكتب والوثائق 1568)محظوطة رقم 3الطناحى والحمو(، وابن شبية: الطبقات ص

القومية بالقاىرة(

(1/44)

( وقد سئل أحمد: ما نقول في القراءة باأللحان؟ 1يكون طبع الرجل، مثل قراءة أبي موسى حدرا )وقد اختم - 11( 2)ممدودا(؟ ) فقال: ما أسمك؟ قال السائل: محمد قال: يسرك ما يقال لك: موحمد

الماوردى كتاب: )أدب الوزير المعروف بقوانين الوزارة وسياسة الممك( بحذير بناه عمى حديث نبوى (، وىو حديث رواه عبد اهلل بن عبيد، 3)أوعظ نذير وأبمغ تخويف( ) -كما يقول الماوردى -ىو

عميو وآلو وسمم، وفيو تحديد ألشراط عن عمير المثيى، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صمى اهللنذار بتوقع الساعة، وا

ضاعة األمانة، واالستخفاف نزول البالء باألمة، إذا وقع الناس في منكرات كبيرة، كإمامة الصالة، وا بالدعاء،

__________ ( ابن قيم الجوزية: زاد المعاد2) 373ص 1( كتاب العمل ومعرفة الرجال، ألحمد بن حنبل ج 1)

بنفقة مكتبة الخانجى( 1929)ط 58( ص 3) 138ص 1ج

(1/45)

والحارث بن مسكين الذى تولى قضاء - 12( 1وجإ بين ىذه األشراط أن يتخذ النا القران مزامير )وابن بطة العكبرى - 13( 2ه كان يضرب الذين يقرءون باأللحان ) 237قضاة مصرفي سنة )من البدع قراءة القر ان واألذن باأللحان وتشبيييا بالغناء( ه يرى أن 387المتوفى العراق سنة

ه يصف تمك القراءة بأنيا )مصيبة 676والنوري من أعالم الشافعية، والمتوفى سنة - 14( 3)( ويردد 4ابتمى بيا بعض الجيمة الطغام الغشمة الذين يقرءون عمى الجنائز وفي بعض المحافل( )

ه بدعة محرمة ظاىرة يأثم كل مستمع ليا، كل قادر عمى إزالتيا أو النوري قول الماوردى: )أن ىذ ( ثم يقول النووي عن محاربتو ليذه5النيى عنيا إذا عنيا إذا لم يفعل ذلك( )

__________ ( أنظر: 3) 289و 288ص 2( أنظر: ابن تغرى بردى: النجوم الزىراة ج 2( نفس المرجع )1)

( التبيان في آداب حممة القران ص 4) 89لسنة واالمانة ص كتاب: الشرح واالبانة عمى أصول ا ( نفس المرجع5) 56

(1/46)

البدعة: )وقد بذلت فييا بعض قدرتي، وأرجو من اهلل الكريم أن يوفق الزالتيا من ىو أىل لذلك، وأن ه يرى )أن صناعة الغناء مبانية 808وابن خمدون المتوفى سنة - 15( 1يجعمو في عاقبة( )

( ويرى ابن خمدون 2قران بكل وجو، ومن ثم ال يمكن اجتماع التمحين واألداء المعتبر في القران( )لم)األخذ بالتمحين البسيط الذى ييتدى إليو صاحب المضمار، فيردد أصواتو ترديدا، عمى نسب يدركيا

س مقام التذاذ ( ويرى أن )القران محل الخشوع، يذكر الموت وما بعده ولي3العالم بالغناء وغيره( )والبزازى يقول في إطالق: قراءة القران باإللحان معيصو، - 16( 4بادراك الحسن من األصوات( )

(5والتالى والسامع آثمان( )__________

)بتحقيق عمى عبد الواحد 968ص 3فصل في صناعة الغناء ج -( المقدمة 2( نفس المرجع )1) 44ه ص ( ساجقمى زاد5( نفس المرجع )4واقى( )

(1/47)

حكى عن -في معرض كراىية تشبيو قارئ، القران بأصحاب الغناء التمحينى -بل إنو - 17 ظيير الدين

(! بيد أن ساجقمى زاده 1المرغبانى أنو قال: من قال لمقرئ زماننا: أحسنت، عند قراءتو، يكفر )تو كفرا فما يصف ىذا القول بأنو مشكمو، )ألن القارئ، ىو األستاذ ومعمم القرا ن، فإذا كان تحسين قرا

ظنك بتحسين قراءة التالميذ؟ وزمان المرغبانى إذا كان كذلك، فما ظنك بزماننا؟ فيازم في ىذا الزمان والذين كرىو قراءة - 18( 2إكفار من حسن قراءة أحد تمميذا أو مقرئا ماىرا في تجويد القران( )

جبا من واجبات المحتسبالقران بااللحان جعموا منع ىذه القراءة وا__________

48و 47( نفس المرجع ص 2( نفس المرجع )1)

(1/48)

، فيذكر منيا أن )يأمر المحتسب أىل يحدد الشيزرى قواعد الحسبة عمى المؤذنين واألئمة والقرا وات القران بقراءتو مرتال، كما أمر اهلل سبحان وتعالى، وينيا ىم عن تمحين القران وقراءتو باألص

(1المحنة( )__________

108نياية الرتبة في طمب الحسبة ص 1)

(1/49)

أغمب الذين كرىوا أو حرموا التغني - 1 -الفصل الخامس اسموب التغني الذى ينكره المسممون بالقران لم ينفوا ولم

تطريب بو، يعارضوا حقيقة ممموسة ممموسو منذ قديم ىي أن المسممين يستحمون التغني بالقران والوأن النفوس بفطرتيا تقبل ىذا أما الذى كرىو السمف وأنكروه عمى من قرأبو فيو، عمى الحقيقة، )ما يعمم بأنواع األلحان البسيطو والمركبة، عمى إيقاعات مخصوصة وأوزان مخترعة، وال يحصل إال

مونوالقراء في مجموعيم، وعمى مدى تاريخيم، يمتز - 2 -( 1بالتعميم والتكميف )__________

128و 127ص 1( ابن القيم: زاد العمادج 1)

(1/50)

بقواعد األداء والتجويد، حين يتنغمون بآى القرآن والذى يترخص منيم في ىذا االلتزام ولو قميال يسقط قدره بين القراء والمستمعين عمى السواء والنكير في ىذا كان وما برح شديدا وفى تراجم القراء

ويقول - 3 -قدير إلى كثير منيم، ألنيم يجمعون إلى الطرب تجويد ا حسنا وأداء دقيقا إشارات تالماوردى: )القراءة باأللحان الموضوعة إن أخرجت لفظ القرآن من صبغتو بادخال حركات فيو، أو

إخراج حركات منو، أو قصر ممدود أو مد مقصور، أو تمطيط يخفى بو بعض المفظ، ويمتبس حرام، يفسق بو القارئ، ويأثم بو المستمع، ألنو عدل بو عن نيجو القويم إلى االعوجاج المعنى، فيو

(1واهلل تعالى يقول: قراءنا عربيا غير ذى عوج( ) وان لم يخرجو المحن عن لفظو وقراءتو عمى ترتيمو كان

__________ 28( سورة الزمر / 1)

(1/51)

( ويقول القرطبى: )...، ثم أن في الترجيع والتطريب 1)مباحا، ألنو زاد عمى ألحانو في تحسينو( ىمزما ليس بميموز، ومدما ليس بممدود، فترجع المف الواحدة ألفات، والواو الواحدة واوات...،

ن وافق ذلك موضع نبر وىمز صيروىا فيؤدى ذلك إلى زيادة في القرآن، وذلك ممنوع، وا مقدمو الجزرية: )المراد بمحون العرب القراءة بالطبع ( ويقول عمى القارى في شرح 2وىمزات...الخ )

وباألصوات السميقة، وبمحون أىل الفسق االنعام المستفادة من الموسيقى واالمر محمول عمى الندب، ال والنيى محمول عمى الكراىية إن حصل مع المنيى عنو المحافظة عمى صحنو ألفاظ الحروف، وا

ن حجرفى )شرح المشائل(: )قد كثر الخالف في التطريب ( ويقول اب3فمحمول عمى التحريم( ) والتغنى في القرآن،__________

( نقال عن 3) 16ص 1( المجامع الحكام القرآن ج 2) 56و 55( أنظر: النووي: التبيان ث 1) 5ساجقمى زاده ص

(1/52)

والحق أن ماكان منو طبيعيا وسجيا )نسبة لسجية( كان( ويعقب عمى ىذا 1بالتكمف واأللحان المخترعو فيذا ىو الذى كرىو السمف( )محمودا، وما كان منو

ساجقمى زاده، فيقول: )الكراىية ىنا تحريمية دون عمة الكراىية لمتشبو بالفسقو، ىذا إذا لم يؤد التغني بااللحان المخترعة إلى المحن الحمى.

مستحمة، لما نقمو عن )الحاوى( أن القراءة وأما إن أدى إليو فذا حرام وكبيرة، يفسق بو لقارئ، فيكفر باأللحان الموضوعة إن غيرت لفظ القرآن بإسكان المتحرك، أو قصر الممدود، أو عمكيما، أو

( 2تحطيط نخفى بو المفظ، ويتيبس بو المعنى فيو حرام بفمق بو القارئ ويأثم بو المستمع...( )المترنم بالقرآن إذا مدفى غير محل المد، أو زاد يقول: )غير أن -في حديثو عن الترنم -والتيانوى

التطريب( -اصطالحا -عند المد ماال تجيزه العربيو، وقع في بدعة آثمة ىي ما يسميو المتأخرون (3)

__________ ( كشاف اصطالحات 3) 43و 42( نفس المرجع ص 2) 42( نقال عن المرجع السابق ص 1)

900ص 2الفنون ج

(1/53)

ويظير أن ىذه البدعة: بدعة التمطيط الذى يخرج القرآن إلى الغناء تتفشى أحيانا بين القراء - 4 -فرادى، بينيم مجتمعين، فتثير أصحاب الغيرة، وتوئسيم أحيانا من صالح الحال: في ترجمة أحد

القراء أن أستاذه قال لو: أحيا اهلل - 5 -( 1وق ونحوه إال عند نزول عيسى! )قمبك كما أحبيت السنة واهلل ال يزال تمطيط قراء الح

وواضع أن ىذا القارئ ال يشكو من قراءة الجماعة في ذاتيا، ولكن شكواه منصبة عمى التمطيط اما قراءة الحوق أو الجماعة، في غير مخالفة لقوانين األداء القرآني، فمستحبة بالدالئل الظاىرة وأفعال

ن النبي صمى اهلل عميو وسمم أنو قال: )ما من(( وقد صح ع2الساف والخاف المتظاىرة( )__________

50( النوري: التبيان ص 2) 663الترجمة - 256ص 4( السخاوى: الضو الالمع ج 1)

(1/54)

قوم يذكرون اهلل إالحفت بيم الممالئكة وغشيتيم الرحمة، ونزلت عمييم السكينة، وذكرىم اهلل فيمن دالى قراءة الجماعة( ولنا إن شاءهلل عو 1عنده( )

__________ ( قال الترمزى: حديث حسن صحيح، وأنظر المرجع1)

(1/55)

لمتغني بالقرآن كيفية مأثورة خاصة ال تستعمل لغيره ولئن - 1 -الفصل السادس غنائيات القراء بالقراءة باأللحان، كما سوف نرى، إن اإلسم -في بعض النصوص -سميت ىذه الكيفية

التمحين المخنص -عمى الحقيقة -ي األكثر شيوعا واألجدر القرآن ىو )التجويد(، وىو االصطالح

حياة التالوة وزينة الراءة والتجويد من )جود( وفي المغة: -فيما يحس السامعون -بالقرآن، وىو الجيد نقيض الردئ عمى فعيل...

(1/56)

( وروض مجود: وأمتعة جياد 1اد )وجاد الشئ جودة وجوده، أي صار جيدا، وأجدت الشى، فجواستجدت الشئ، وتجودتو: تخيرتو، وطمبت أن يكون جيدا وتجود في صنعتو: تنوق فييا وأحسن

( وفى اإلصالح: )التجويد تالوة القرآن باعطاء كل حرف 2فيما فعل وأجاد وصانع مجيد ومجواد )عطاء من حروفو حقو في مخرجو وطبقتو الالزمة لو من ىمس، وجير، وشدة ، ورخاوة، ونحوىا، وا

كل حرف مستحقو__________

-( الزمخشري: اساس البالغو 2فصل الحمم حرف لدال ) -( أنظر: ابن منظور: لسان العرب 1) )جود(

(1/57)

من الصفات المذكورة كترقيق المستفل، وتفخيم المستعمى، ونحوىما، ورد كل حرف إلى أصمو من مم بالتمقين من أفواه المشايخ العارفين بطرق أداء القرآن، وتسبق ىذه ( والتجويد يع1غير تكمف( )

المادة معرفة مخارج الحروفومراتب التجويد أربعة: التحقيق، والترتيل، والتدوير، - 2 -( 2وصفاتيا، والوقف واالبتداء والرسم )

توى بتانو، وحسن والحدر..والترتيل مأخوذ من )رتيل( الثغر، فيو )رتيل(، من باب تعب، إذا استنضيده، وكان مفمجا ال يركب بعضو عمى بعض، ومن المجاز: )رتل القرآن ترتيال( إذا ترسل في

(3تالوتو، وأحسن تأليف حروفو وىو يترسل في كالمو، ويترتل )__________

( 3( أنظر: نفس المرجع )2) 196ص 1( أنظر: التيانوى: كشاف اصطالحات الفنون ج 1)شري: أساس البالغة )وت ل( وفخر الدين الريحى النجفي: مجمع البحرين في غريبى أنظر: الزمخ

436القرآن واالحاديث ص

(1/58)

خراج كل حرف من مخرجو، مع إعطائو حقو 1ومن تعاريف الترتيل: ) ( القراءة بتؤدة واطمئنان، وا خفط الصوت والتحزين ومستحقو، ومع تدبر المعاني )ب( رعاية مخارج الحروف وحفظ الوقوف )ح(

( والتحقيق، وىو أكثر المراتب إطمئنانا، ويؤخذ بو في مقام التعميم، يعطى كل حرف حقو 1بالقراءة )تمام الحركات، واعتماد اإلظيار والتشديدات وبيان الحروف من إشباع المد وتحقيق، اليمزة وا

خراج بعضيا من بعض، بالسكت، والترتيل، والتؤدة، وم الحظة الحائز من الوقوفوتفكيكيا، وا ( وىنا اعتبار البد من مراعاتو، وىو أن ال 1بال قصر، وال اختالس، وال إسكان محرك وال إدغام..)

يمتد التحقيق إلى حد اإلفراط بتوليد الحروف من الحركات، وتكرير الرءات، وتحريك السواكن وتطنين النونات بالمبالغة في

__________ 99ص 1( أنظر: السيوطي: االتقان ج 2) 57ني: التعريفات ص ( أنظر: عمى الجرجا1)

(1/59)

الغنات.وقد قال حمزة لبعض من سمعو يبالغ في ذلك: أما عممت أن ما فوق البياض برص، وما فوق

( أما الحدر، 2( والتحقيق ىو مذىب حمزة وورش )1الجعودة قطط، وما فوق القراءة ليس بقراءة )فيفيا بالقصر والتسكين واالختالس والبدل واإلدغام الكبير وتخفيف اليمزة ونحو قيوسرعة القراءة وتخ

ذلك...غير أنو ال يجوز مد حروف المد، واختالس أكثر الحركات، وذىاب صوت الغتة، والتفريط ( 3إلى، غاية ال تصح بيا القراءة وىذه المرتبة مذىب ابن كثير وأبى جعفر وأبى عمرو ويعقوب )

ر، فيو وسط بين الترتيل والحدر، وىو مذىب أغمب القراء وبخاصة ابن عامر والكسائي وأما التدوي(4)

__________ ( أنظر: السيوطي: المرجع السابق ص 3( نفس المرجع )2) 100و 99( نفس المرجع ص 1)

100 196ص 1( التيانورى: كشاف اصطالحات الفنون ج 4)

(1/60)

نت مرسمة، البد أن تكون مجودة، و )من لم يجود القرآن آثم( كما وكل قراءة قرآنية ولو كا - 2 -كما يقول برىان الدين القمقيمى، في شرحو عمى ذلك المتن: )إن النبي -تقول الجزرية، وقد صح

صمى اهلل عميو وسمم سمى قارئ القران بغير تجويد فاسقا( قال برىان الدين: )وىو مذىب إمامنا ( 1نو قال: إن صح الحيث فيو مذىبي، واضربوا بقولى عرض الحائط( )الشافعي رضى اهلل عنو أل

وليذا، فإن المصاحف الترنيمة التى سجمت بعد المصحف المرتل بأصوات بعض المشاىير إذ تعرف بالمصاحف المجودة إنما تحمل تعريفا غير جامع أو مانع.القراء أن يقال: قراءة مرنمة أو وربما كان األدق واألنسب إذا أريد إبراز خصيصة ذلك النوع من

ترنيمة، والمصحف المرنم أو الترنيمى والترنيم ىو تطريب الصوت وفى الحديث: ما أذن اهلل لشئ أذنو لنبى حسن الترنم

__________ 10( أنظر: محمد بكر نصر: نياية القول المفيد في عمم التجويد ص 1)

(1/61)

م بالقرآن والترنم: التطريب والتغنى وتحسين الصوت بالتالوة بالقرآن، وفى رواية: حسن الصوت يترنوالممحوظ الواقعي أن كل أوجو القراءة، ومنيا الترتيل الذى أوردنا عنو آنفا بعض - 3 -( 1)

التفاصيل، والذى ىو أفضلادة من ( ال يخمو ع2مراتب القراءة، والمأمور بو أمرا مؤكدا في القران نفسو: )ورتل القرءان ترتيال( )

إلى طرح الترنم المعتاد الذى يفرض نفسو، -عند قراءة القران -ونعمد بعض الناس - 4 -ترنيم حتى في القراءة المرسمة، مع إلزاميم بقواعد األداء التجويرية، وىؤالء تبدو قراءتيم لمقرآن، وكأنيا

ذ عشراتاإللقاء المعيود في الدروس والخطب وقد كانت وزارة المعارف في مصر، من__________

4( سورة ازمل / 2فصل الراء حرف الميم ) -( لسان العرب 1)

(1/62)

قميمة من السنين، تدعو إلى اتباع ىذا في مدارسيا، ولكن، اجميور بقى عمى ىذه الطريقة والحق أن في ه، واإلمام 242ه أو 253ىذه الطريقة ليست حادثة، فأبو عبد اهلل األصبياني المتوفى سنة

وقراءة القرآن - 5 -( 1القراءات والنحو، صنف كتابا في جواز قراءة القرآن عمى طريق المخاطية )

فن: يتحدث أن ابن -في مصطمح القرآنين -بمختمف القراءات والروايات والطرق واألوجو، ىي قول عن (، وي2ه، فيقول إنو )اعتى بالفن( ) 371الجزرى عن أبى العباس المطوعى المتوفى سنة

(،3ه: )كان ثقة بصيرا بالفن( ) 616ابن الناقد المتوفى سنة __________

224و 223ص 2( أنظر: ابن الجزرى: غاية النياية ص 2) 392( نفس المرجع ص 1) 215و 214ص 1( غاية النياية ج 3)

(1/63)

ى ستة ذى بقى إلويقول عن قارئ اسمو احمد بن إبراىيم الشجيرجى المعروف بالمعصرانى، والوالقرآن نقسو يحتفل بالموسيقية يمكن ليا، وربما كان من الدالئل - 5 -( 1: )ترك الفن( )784

لحاق النون قال الواضحة ليذا أنو كثر فيو خم كممة القطع من الفاصمة بحروف المد والمين وا ذا أنشدوا ولم سيبويو: )...أما إذا ترنموا فإنيم يمحقون األلف والواو والياء ألنيم أرادوا مد ال صو وا

يترنموا: فأىل الحجاز يدعون القوافى عمى حاليا في الترنم، وناس من نبى تميم يبدلون مكان المدة ( وربما كان 3( ويقول الزركشي ىنا: )وجاء القرآن عمى أعذب مقطع وأسيل موقف( )2النون( )

د القارئ أسبات الموسيقى،أيضا من ىذه الدالئل أن فواصل القرآن تبنى عمى الوقف، بحيث ال يفق__________

( نفس المرجع3) 69و 68ص 1( أنظر: الزركشي: البرىان ج 2) 35( نفس المرجع ص 1)

(1/64)

)مقابمة المرفوع بالمجرور )وبالعكس، وكذا المفتوح والمنصوب -( 1كما يقول الزركشي ) -فشاع (2الزب )غير المنون، ومنو قولو تعالى: )إنا خمقنيم من طين

(، 6(، و )قد قدر( )5( وكذا )بماء منيمر( )4(، )شياب ثاقب( )3مع تقدم قولو: )عذاب واصب( )( والقران بطبيعتو وأساوبو ذو سطوة 8(، مع )وينشئ السحاب الثقال( )7وكذا )من دونو من وال( )

قاىرة عمى العقول والنفوس، وىى سطوة ال تحتاج البتة إلى موسيقى خارجية__________

( نفس السورة 4) 9( نفس السورة، 3) 11( سورة الصافات، 2) 70و 69( نفس المرجع ص 1) 12( نفس السورة 8) 11( سورة الرعد، 7) 12( نفس السورة، 6) 11( سورة القمر، 5) 10

(1/65)

تقوييا.بالعممية: يقول الزركشي، في أسموب القرآن، والحمال في عبارة الزركشي ال يخل بالوضوعية وال

ن كان تخويفا قبض، كان وعدا أبيج، وأن كان وعيدا أزعج، )...إذا كان سياق الكالم ترجية بسط، وا ن كان ن كان زجرة أرعب وا ن كان موعظة أقمق، وا ن كان زجرة أرعب، وا ن كان دعوة حدب، وا وا

( ويقول إن اهلل سمى القران روحا، فقال: )يمقى1ترغيبا شوق...الخ( )( )ألنو يؤدى إلى سببا لالقتدار، وعمما عمى االعتبار( 2ن أمره عمى من يشاء من عباده( )الروح م

( أن القرآن موسيقاه الخاصة التى تاليفوت إدراكيا أحدا 4( وقد سبق إن أوضحا في كتاب آخر )3) من قرائو،

__________ ( 4: المرجع السابق )( البرىان3) 15( سورة غافر / 2) 5و 4ص 1المقدمة ج -( البرىان 1)

الجمع الصوفى االول لمقرا ن الكريم أو المصحف المرتل براعتو ومخططاتو

(1/66)

وذكرنا ىناك من أنواع بدائعو ما يمكن أن نرى فيو ضمنا دالئل موسيقيو نابغو منو، وليست ممتجمية اءتو موزونة بال قصد، إليو وذكرنا أن من ىذه األنواع: االنسجام الذى إذا قوى في النثر جاءت قر

وائتالف المفظ مع المفظ، وائتالف المفظ مع المعنى، واإلبدال، والتفويف، والتعديد، والمضارع، وحسن النسق، والمشاكمة، والتجنيس، والترديد، والتعطف، والتسميط، والمماثمة، ثم توفير اإلنسجام بين

ناحية الواقعية، يأخذ قراء المحافل بفن ومن ال - 6 -( 1األلفاظ واألصوات من طرق كثيرة أخرى ) المغنين والممحنين، ويقمدونيم.

ويستعممون مصطمحاتيم. يقول عبد العزيز البشرى عن قارئ معروف ىو الشيخ حنفى

أبو العال إنو بفن عبده الحمولى، وكان يقمده في جميع__________

350 - 309( أنظر ص 1)

(1/67)

ى، مستعمال عبارت ممحنى الغناء: )الذوق المصرى ال يستريح إال إذا ( ويقول البشر 1تناغيمو( )( وكان 2انتيت التغمة بتكريس الصوت، والزر عمى الحمق، أو ما يدعوه أصحاب الغناء بالعفق( )الغنيمى التفتازانى يقول إن أحمد ندا القارئ المشيور )كان عمى عرق عظيم من العمم بفن

في غير نفى جاسم ليذه الدعوى، يقول: )إن ندا لم يزد عمى إدراك (، ولكن البشر3الموسيقى( )أولبات النغم بما تمتف في صدر نشأتو من لدانو: ىذا صبا، وىذا سيكاه، وىذا عراق، وىذا جركاه(

( وحتى غير القراء حين يدرسون االنسجام الصوتى في القرآن يسمون ىذا االنسجام )موسيقا( 4) ستيم المصطمحات الموسيقية(، ويستعممون في درا5)

__________ 111و 110( نفس المرجع ص 3( نفس المرجع )2) 37 - 34ص 2( أنظر المختار ج 1) بحث في -( أنظر: عبد الوىاب حمودة: موسيقا القرآن 5( نفس المرجع )4)

ه 1367مجمة لواء االسالم جمادى االخر

(1/68)

الوصفية في القرآن، وىى التى تصور المعنى، وتدل عمى يتحدث عبد الوىاب حموده عن الموسيقى الفكرة من طريق أيحاء النغم وتشابو الصوت الالنسجام الذى يكون بين الموسيقى والمعنى الذى

( فيقول: إن ىذا الفعل يتكون 1توحى بو، فيتكمم عن قولو تعالى: )فكبكبوا فييا ىم والغاوون( )نوار(، 2تين في سرعة وتوال، وفي لغة الموسيقى يسمى ىذا: )موسيقيا من تقطتين متماثمين متكرر

( 2ليكون ذلك التمثيل أدل عل يتخيل المعنى، وأحكم في تصور الحالة، وأميز في تأثر النفس بيا )ويتحدث أيضا عن فواتح السور من حروف المعجم، فيقول: )...فإن بعض العمماء يرى فييا أنيار

شارات موسيقية، ألن القرآن نزل ليرتل ويتمى، وقد كانت الموسيقى القديمة بسيطة موز صوتية وا يشار إلى ألحانيا بحرف إو حرفين أو يالثة تقابل في عصرنا الحاضر ما يعرف في )النوتة( بمفتاح

(3)صول( )__________

( نفس المرجع3( نفس المرجع )2) 94( سورة الشعراء، 1)

(1/69)

ة ترنمة بالقرآن، يقولوقد يستحدث القارئ في طريقالبشرى عن أحمد ندا: )جعل في أول نشأتو يحاكى الشيخ حنفى برعى، ويستن سبيمو، وينيج نيجو، وكذلك كان في عمة ترتيمو، اليم إال ما كان يستحدثو ذوقو الخالص، وكان ىذا قميال باإلضافة إلى

يوم حدثا في الصنعة من مبتكره ىو سائر شأنو...، وكانت تأبى عميو كرامتو الفية إال أن يحدث كل ومن بدع ذوقو، يطرح بازائو شيئا مما أخذ عن أستاذه الشيخ حنفى، حتى، استوت شخصيتو،

( وقيد قيل إن القارئ الشيير 1وأدركت، وتمت لو صنعة جديدة فاخرة في فن القراءة والترتيل( ))وعندما مات خمف ثروة كبيرة من محمد رفعت يستمع إلى تسجيالت عباقرة الفن الموسيقى الرفيع،

(2أسطوانات باخ، وموزارت، وبيتيوفن، ولست، وعدة أسطوانات أخرى لمعازف الكبير باجنينى( )__________

29( محمود السعدني: دولة المقرئين ص 2) 113 - 111ص 2( المختار ص 1)

(1/70)

( وفى أزمنة سابقة 1ويقرأ القرآن ) )كان يمحن ويغنى 1911والقارئ يوسف المنيالوى المتوفى سنة أيضا، كان لبعض القراء عالقة موصمة باأللحان والغناء: فالقارئ البغدادي محمد بن فصالة المتوفى

( والفقيو المقرئ عبد الرحمن بن النفيس 2ه ىو )صاحب األلحان والصوت الطيب( ) 348سنة الذى يعرف

( وعبد 3، ولو صوت، حسن، ثم تاب، وحسنت توبتو( )باألعز البغدادي )كان في ابتداء أمره يغنىاهلل الماردانى القاىرى المحاسب، والذى حفظ القرآن، وكان لو صوت شجى مطرب )نشأ مع قراء

(4الجوق، وكان أبوه ممن يدق الطبمخاية( )__________

( 1949)ط استانبول 291( أنظر: الصفدى: الوافى بالوفيات ص 2) 13( نفس المرجع ص 1) 330ص 1( ابن رجب: الذيل عمى طبقات الحنابمة ج 3) 392ص 6وأبن الجوزى: المنتظم ج

65الترجمة - 19ص 5( السخاوى: الضوء الالمع ج 4)

(1/71)

عمى أن الجو اإلسالمي بتنفس دائما بالرضى عمن ال يستعمل صوتو الحسن في الغناء - 7 -)..من شكر نعمة اهلل تعالى عمى ذوى األصوات الحستة الحرم ومما ذكره السبكى في ىذا الشأن:

من القراء والمنشدين أن ال يستعمموا أصواتيم في الغناء المحرم ومجالس الخمور والمنكرات، ( ومما يشير إلى أن الغناء كان يثقل عمى 1وليتنجبوا مقت الرب و غضبو تبارك وتعالى( )يصد بن الخضر أبو الحارث األوالسى المتوفى سنة الضمائر، ويدعى بالتوبة منو أن مغنيا ىو ف

ه كان يغنى في صباه، فمر بمريض عمى وقارعة الطريق، فقال لو: ما تشتيي؟ قال: الرمان 297 فجاء بو، فقال لو: تاب اهلل عميك! فما أمسى حتى تغير

(2عما كان عميو )__________

93ص 6المنتظم ج ( ابن الجوزى:2) 111( معيد النعم ومبيد النقم ص 1)

(1/72)

والقراء يشركون مع بعض المغنين في بعض العادات )فالمغني الشعبى حين والقارئ حين - 8 -يتمو القرآن، كالىما يضع يديو غالبا عمى خده، وىذه عادة وردت ليا عشرات الرسوم في اآلثار

حركات واىتزازات مثل التى -عند القراءة -( والمشاىد أن ألغمب القراء 1المصرية القديمة( )ويعمد بعض القراء إلى الجميع بين الروايات المتعددة في المجمس الواحد، وربما - 9 -لممغنين

كان قصد بعضيم من ىذا تموين النغم والتأثير بو عمى السامعين وقد اختمف عمماء القرآن في جواز (2فالصابة لم يكونوا يجمعون ) - 1ىذا الجمع وعدمو:

__________ يوليو 10مجمة الكاتب المصرى ع -( محرم كمال: آثار حضارة الغراعنة وحياتنا الحاثية 1)

( أنظر: محمد بخيت المطيعى: تقرير في نقريظ كتاب )اآليات 2وما بعدىا ) 301ص 1946 وما بعدىا 21البينات( البي بكر بن خمف الحسينى ص

(1/73)

لجمع: يقول صاحب )الحادى القدسي(: )وقراءة القرآن بقراءات والحنفية يتشددون في منع ا - 2 معروفة أو شاذة دفعة واحدة بترجيع الكممات

( وفى )الفتاوى النتار خانية( مانصو: وفى فتاوى الحجة: )وقراءة القرآن بالقراءات السبعة 1مكروىة )بة باإلماالت، والروايات والروايات كميا جائزه، ولكني أرى الصواب أن ال تقرأ بالقراءات العجي

الغريبة، ألن بعض الناس يتعجبون، وبعضيم يتفكرون، وبعضيم يخطئون، وبعض السفياء يقولون

ما ال يعممون، ولعميم ال يرغبون، فيقعون في اإلثم والشقاء وال ينبغى لؤلئمة أن يحمموا العوام إلى ما يقرأ عمى رأس العوام والجيال وأىل القرى فيو نقصان دينيم ودنيا ىم، وحرمان ثوابيم في عقباىم وال

والجبال،__________

( نقال عن: محمد بخيت المطيعى: المرجع السابق1)

(1/74)

مثال: قراءة أبى جعفر المدنى، وابن عامر، وعمى بن حمزة الكسائي، صيانة لدينيم، فمعميم يستخفون ن كان كل القراءات والروايات صحيحة فص يحة طيبة، ومشايخنا اختاروا قراءة أبى أو يضحكون، وا

أما الشافعية: فعند بعضيم أن المنع من ىذا الجمع ىو من - 3( 1عمرو وحفص عن عاصم( )( وعند بعضيم األخر: )القارئ متى خمط 2األولوية ال عمى الحتم، وأن إطالق المنع غير جائز )

رواية بأخرىوايتو، فمن قرأ رواية لم يحسن أن ينتقل عنيا إلى رواية كان كاذبا عمى القارئ الذى يشرع في إقراء ر

( ويقول النوري: إذا ابتدأ بقراءة أحد القراء، فينبغي أن يستمر عمى القراءة بيا، مادام 3أخرى( )الكالم مرتبطا، فإذا انقضى ارتباطو فمو أن يقرأ بقراءة أحد من السبعة، واألولى دوامو عمى األولى

(4في ىذا المجمس( )__________

( 4( المرجع نفسو )3) 31ص 9( أنظر: ابن العسقالني: فتح الباري ج 2( نفس المرجع )1) 48التبيان ص

(1/75)

ه من لفظ )فينبغي( آنفا أن عدم االستمرار في 926وقد استنبط زكريا األنصاري المتوفى سنة تمزم فوات ارتباط إحدى القراءتين قراءة واحدة حرام، ودليل التحريم عنده )أن القراءة بذالك تس

وأما الحنابمة: فقد قالوا إن معرفة القراءة وحفظيا - 4( 1باألخرى، واإلتيان بييئة لم يقرأ بيا إحد( )سنة متبعة تأخذىا اآلخر عن األول، فمعرفة القراءات التى كان النبي صمى اهلل عميو وسمم يقرأ بيا

رف في القراءات الحافظ ليا لو مزية عمى من لم يعرف ذلك، وال أو يقرىم عمى القراءة بيا سنة والعا يعرف إال قراءة واحدة وأما جميافى الصالة أوفى التالوة فيو بدعة مكروىة

(2وأما جمعيا ألجل الحفظ والدرس فيو من االجتياد الذى نقمتو طوائف في القرءة )__________

( 2) 424ج 423م ابى يحى زكريا االنصاري ص ( االعالم واالىتمام بجمع فتاوى شيخ االسال1) بخيت المطيعى: المرجع السابق

(1/76)

وعند المتأخرين: حدث منذ أكثر من نصف قرن أن محمد بن خمف الحسينى الحداد شيخ - 5المقارئ غير مرة بعدم جواز المجمع، )وأنو بدعة وضاللة أحدثو الجيال، وىم ال يعول عمييم، وال

م( فارتضى بعض الناس ىذا الحكم ورفضو آخرون فعقد شيخ األزىر آنئذ في رابع ذى يمتفت إلييه جمعا عمميا لمفصل في األمر، فأيد الجمع رأى شيخ المقارئ، وقرروا )منع 1340القعدة سنة

( فكتب أحد القراء 1جمع قراءة أو رواية مع أخرى، بأى طريقة من طريقو في أي مجمس كان( )و: خميل محمد غنيم الجنانيى رسالة سماىا: )ىداية القراء والمقرئين( أجاز فييا جمع المقرئين، واسم

القراءات فانبرى لو أبو بكر الحداد، وىو ابن شيخ المقارئ في ذلك الوقت، وأصدر كتابو )اآليات البينات في حكم جمع القراءات(

__________ 9البي بكر الحداد ص ( مقدمة كتاب آليات البينات في حكم جمع القراءات1)

(1/77)

في -فرد الجناينى بكتاب سماه: البرىان الوقاد قى الرد عمى ابن الحداد: ودخل في النقاش المستعر مقرئ اسمو محمد سعودى ابراىيم، فأصدر كتابو: )إفحام أىل العناد بتأييد ابن -صف الحداد

ي بكتابو: )األدلة الفعمية في حكم جمع الحداد( ودخل المعركة مقرئ آخر اسمو عبد الفتاح ىنيدالقراءات النقمية(، وفيو يحل الجمع ويحبذه والعجيب أنو مع ىذه المناظرة الطريفة النشطة المفيدة ما برح الخالف حول جمع القراءات قائما وقد اقترح أخيراسن تشريع لمعاقبة القراء الذين يتمون اآلية

مس الواحد، فأجبنا بأنا نؤثر فعال اإلفراد في القراءة في المجمس الواحدة بقراءتيا المختمفة في المجالواحد، منعا من اختالط الروايات بعضيا ببعض، ومنعامن التمفيق بينيا، وقد كنا أوضحنا ىذا في

كتاب )الجمع الصوتى األول لمقرآن الكريم( عند حديثنا عن مخططات المشروع، وعند اختيارنا جو التى تسجل بيا المصاحفلمروايات والطرق واألو

(1/78)

ألن بعض المذىب - 1لم نستطع أن نقر فكرة سن التشريع المقترح! -مع ذلك -المرتمة، ولكننا تجيز الجمع، حسبما توضح

عانة عمى استحضار المعاني 2آنفا، وألن الجمع يستوفى مذاىب القراء، فضال عن أن فيو تذكيرا وا عون القراءات في عصر أبى عمرو الدانى، وىو من أعالم عمماء القرآن وألن القراء كانوا يجم -

والمؤلفين في عمومو، ولم يتكمم أحد في منع ىذا الجمع، وصار معموال بو في كل عصر، وكأنو ( كممة )لمستم( 1وألن القراءة قد تفسر بقراءة أخرى، كما في: ) - 3إجماع سكوتي، وربما كان قوليا

ياء نقض وضوء المموس وعدمو عمى الختالف القراءة في )لمستم(، و )المستم( (، فقد نبى الفق1)(: مرة بسكون الطاء المخففة وضم الياء ومرة أخرى مشددة، مع تشديد الياء 2)ب( كممة )يظيرن( )

مفتوحة،__________

222( سورة البقرة /، ضمن االية 2) 43( سورة النساء /، ضمن اآلية 1)

(1/79)

ءتان متواترتان عن النبي صمى اهلل عميو وسمم، ويقرأ باألولى نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، والقراوابن عامر، وعاصم، وىى تعنى أن ينقطع عنين الدم، والثانيو قراءة حمزة، والكسائي، وعاصم في

هلل الذى رواية أبى بكر، المفضل، وىى تعن أن يغتسمن بالماء )ح( وكممة )أال( في آية )اال يسجدوا يخرج الخب ء في السموت

( والتخفيف في )أال( ىو قراءة الكسائي ورويس وأبى جعفر ووجو بأن )أال( مخففة 1وألرض( )لالستفتاح، أما التشديد فيو قراءة الباقين )د( وكممة )أمرنا( في قولو تعالى: )وأذا أردنا نيمك قرية

وىى في حالة التشديد بمعنى: جعمنا ليم إمرة ( ومع الفتح المخفف مرة أخرى، 2أمرنا مترفييا( ) وسمطانا

__________ 16( سورة االسراء / 2) 25( سورة النمل / 1)

(1/80)

وألن بعضيم يرون الجمع واجبا وعبادة، إذا طمبو قوم ليعرفوا وجو القراءت، ليسيل عمييم - 4ة )إىدنا الصراط المستقيم ) ين في كثيرا من الناس يعسر عمييم ( بالصاد والس1النطق بالقران كقرا

وألن الجمع يكفل - 5النطق بالصاد ومعرفتيا تصح الصالة وتعتر من أمور الدين المحتاج إلييا أن يتعيد القارئ ما حفظو وىكذا وجدنا القواعد الصولية لمتشريع تمنع من سن القانون الذى اقترح،

لحكمة والموعظة الحسنةكما رأينا أن يكون توجيو الخالفين بالتعميم، وباويتغى بعض القراء بالمدائح النبوية، وبقصص المولد الشريف والمالحظو في ىذا لمدائح - 10 -

مسجوعة غالبا، وحافمة -وخاصو القصص -والقصص أنيا مصوغة في أساليت غنائيو، وأنيا بالمحسنات البديعية__________

6( سورة الفاتحة / 1)

(1/81)

لقصص قصة ألفيا )البرزنجى( وأخرى ألفيا )المناوى( وثالثو حديثو ألفيا عبد اهلل عفيفي ومن ىذه افي الثالثيات من ىذا القول وقد التزم ىؤالء المؤلفون في قصصيم الباء والياء في الفواصل ويمارس

صيال بعض القراء اإلنشاد واالبتياالت وقد حدد المجتمع اإلسالمي، منذ قديم، واجبات المنشد تفيقول السبكى في ىذا الشأن: )وينبعى أن يذكر من األشعار ما ىو واضح المفظ صحيح المغنى

مشتمال عمى مدائح سيدنا وموالنا وحبيبنا محمد صمى اهلل عميو وسمم، وعمى ذكر اهلل تعالى وآالئو كر أبيات ( وال يقر البسكى اختصار المنشد عمى ذ1وعظمتو وخشية مقتو وذكر الموت ومابعده..( ) (2غزلية أو حماسية، وخاصيو في مجامع العمم )

__________ ( نفس المرجع2) 109( معيد النعم ومبيد النقم ص 1)

(1/82)

وقد يطمق عمى المنشد )ابن الميالى( إذا كان يحفظ وينشد (1عمى حمقات الذكر القصائد الغزلية الصوفية كقصائد ابن الفارض )

__________ 1953ط 4أحمد أمين: قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية ص ( أنظر: 1)

(1/83)

الظاىر الممموس أن قراءة القرآن بترتيل مرسل - 1 -الفصل السابع من قواعد تالوة القرآن وآدابيا أو بترنيم منغم يزيدىا تأثيرا، ويزيدىا وضوحا أن يعرف القارئ مواضع الوقف واإلبتداء وىذا ما

تضيو معرفة عموم كثيرة يقول أبو بكر بن مجاىد: )ال يقوم بالتمام في الوقف إال نحوى عالم يقبالقراءت، وعالم بالتفسير والقصص، وتخميص بعضيا من بعض، عالم بالمغة التى نزل بيا القرآن(

( ونحن نقر ىذا وذاك، ونستحسنيا2( وأضاف كثيرون إلى ىذه العموم عمم الفقو )1)__________

( نفس المرجع2) 343ص 1( أنظر: الزركشي: البرىان ج 1)

(1/84)

وقد يؤدى عدم الوقف في مكانو إلى تغيير المعنى تغييرا كبيرا: قرأ قارئ قولو تعالى: )فال يحزنك قوليم إنا نعمم ما يسرون وما

عمم...( كأنيا ( من غير أن يقف عند كممة )قوليم(، وىو وقف الزم، فبدت جممة )إنا ن1يعمنون( )مقول القول الذى يطمب اهلل تعالى إلى نبيو أن ال يحزنو وفى كتاب )أوقاف الكفر( ألبى منصور

- 2 -( بيان مفصل لوقوف غير جائزة، بل ىل تفضى إلى كفر من يقرأ بيا عامدا 2الماتريدى )ميو وسمم، قال: )نزل ويستحب أن يقرأ القرآن بالتفخيم، فإن زيد بن ثابت روى عن النبي صمى اهلل ع

القرآن__________

مجاميع بدار الكتب والوثائق القومية بالقاىرة 354( مخطوطة رقم و 2) 72( سورة يس / 1)

(1/85)

(، ولعل المقصود بذلك أن تكون قراءتة بنبرات رجولية بعيدة عن السمات الصوتية 1بالتفخيم( )وقد كتب النووي فصال في استحباب قراءة - 3 -األنثوية التى فييا عادة الخضوع والضعف

الجماعة مجتمعين، وفضل القارئين من الجماعة والسامعين، وبيان فضل من جمعيم عمييا، ( واستند النووي إلى حديثو: )ما من قوم يذكرون اهلل إال حفت بيم 2وحرضيم وندبيم إلييا )

(، كما استند3اهلل فيمن عنده( ) المالئكو، وغشيتيم الرحمة، ونزلت عمييم السكينة، وذكرىمالنووي إلى ما روى ابن داود من أن إبا الدرداء كان يدرس القرآن، ومعو نفر يقرأون جميعا، ومن أن

جماعات من أفاضل السمف والخمف وقضاة المتقدمين كانوا__________

( رواه أبو 3)وما بعدىا 50( التبيان ص 2) 125 -( القرطبى: التدكار في افضل االذكار 1) ىريرة، وأبو سعيد الحذرى، وقال الترمزى: حديث حسن صحيح، وأنظر: نفس المرجع

(1/86)

( ونظرا ألن التجويد قد يمحقو نقص إذا قرأ فريق من الناس جماعة أو بصوت واحد، 1يفعمون ذلك )تغمة التى فيقع منيم مثال مد ما ال يمد، أو تحريك ساكن، أو إسكان متحرك، لتستقيم ليم ال

اختاروىا، فاننا ال نميل إلى ىذه الطريقة، وسبق أن نبينا إلى فسادىا في كتاب )الجمع الصوتى ( وقد أورد النووي نفسو ما رواه ابن 2األول لمقرآن الكريم أو المصحف المرتل: بواعثو ومخططاتة( )

وقرر أنو لم ير أحدا أبى داود عن الضحاك ابن عبد الرحمن بن عرزب من أنو أنكر ىذه القراءة،( وكذلك أورد النووي ما ورد من أنو قيل 3فعميا من أصحاب رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم )

لمالك، أرأيت القوم يجتمعون فيقرأون جميعا سورة واحدة يختمونيا؟ فأنكر ذلك وعابو، قال: ليس ىكذا تصنع الناس،

51لتبيال ص ( ا3) 346( ص 2) 51( نفس المرجع ص 1* )ىامش *( )

(1/87)

( والننفسو أيضا يشرط لمقراءة الجماعية شروطا يوجب 1إنما كان يقرأ الرجل اآلخر يعرضو )( وعندنا أنو ربما كان ترك ىذا االسموب في قراءة القرآن أولى وأحوط وقد تناولنا 2استيفاءىا )

ى أيضا جالل القرآن، بالتفصيل في كتاب )الجمع الصوتى األول...( مبتعات صوتية أخرى تنافوتخرج عن قواعد أدائو، وتنالو بشئ من التحريف، وتعوق حسن فيمو والتأثر بو، وذكرنا ىناك أن

ىذه المبتدعات كانت من بواعث تقكيرنا في الجمع الصوتى األول لمقرآن، ومن موجيات تسجيل لقارئ عمى نشاط قمبى والقراءة المؤثرة ىي التى يقرؤىا ا - 4 -( 3المصاحف المرتمة األئمة )

حاضر، واجتماع حقيقي لمخواطر، واستعداد نفسي__________

348 - 344( أنظر ص 3( نفس المرجع )2( نفس المرجع )1)

(1/88)

غير فاتر، ولعل حديث )أقرأوا القرآن ما ائتمفت عميوإلى القراءة ما دام القمب ( أن يكون آمرا بيذه القراءة، فيو يدعو1قموبكم، فإذا اختمفتم فقوموا عنو( )

ومن - 5 -مقبال، والذىبن واعيا، والنفس مستجيبة، فإذا لم يكن ىذا كان تأجيل القراءة أفضل التوجييات الصوتية في شأن تالوة القرآن قول إبراىيم النخعي العالم الزاىد المشيور والمتوفى سنة

قالت الييود عزيز ابن اهلل، وقالت النصارى : ينبغى لمقارئ إذا قرأ نحو قولو تعالى: )و 95وقيل 92 (3( ونحو ذلك من اآليات أن نخفض بيا صوتو )2المسيح ابن اهلل( )__________

( عن جندب، رواه البخاري، ومسمم، وأحمد في مسنده والنسانى وأنظر: المناوى: فيض القدير ج 1) 30ص 1( ابن الجزرى: غاية النياية ج 3) 63ص 2

(1/89)

عض القراء يقتصرون في قراءتيم بالمحافل عمى أرباع أو سور معينة عرفوا جيدا قراءاتيا وأساليب وبالتغني بيا ومرجع ىذا غالبا ىو قمة محفوظيم من القرآن، وىذا أمر نأسف لو، وننكره عمى فاعميو

وجب عمى وقد استجدت في السنوات األخيرة في وزارة األوقاف فكرة ترمى إلى إصدار قرار رسمى يالقارئ المضى في قراءتو من موضع واحد، من راية القراءة إلى منتياىا، ولكننا رفضنا ىذه الفكرة، يثارا ألىون الضررين: قمة المقروء ولو أنو سميم، وحفظ المقروء لو أنو العتبارات فنية وقانونية، وا

وعندنا أن سالمة الوقف واإلبتداء في قراءة القرآن، - 7 -كثير ة التفخيم في تالوتو، والنشاط القمبى لمقارئ، وفقيو لممواقف، ومسايرة صوتو لممعانى وصح

القرآنية...كل ذلك ىو من أىم وسائل )التمحين الخاص( التى تجمو المعاني القرآنية، وتكفل بموغيا إلى العقول والقموب

(1/90)

مقرآن بمفظ )التمحين(، تنزييا لكالم اهلل عمى أننا ال نسيغ التعبير عن األداء المنغم المؤثر الدقيق لن من األغاني -في مفيوم الكافة -عن أن يتصل بمفظ اصطالحي منصرف اآلن إلى األغاني، وا

ن منيا لما ىو غير نظيف وليس يثنينا عن رأينا أن يكون بعض القدامى قد كما ىو غير باعث، وا نية المرنمة، كالذى ورد عن أن أبا موسى األشعري استعمموا مادة )لحن( في التعبير عن القراءة القرآ

(، وكالذى ورد عن أن القراء الذين 1كان يقرأ القرآن تمبية لطمب عمر بن الخطاب و )يتالحن( )(، فالناس في عصرنا الحاضر يخصون 2يقرأون القرآن باأللحان عمييم كذا وكذا من الواجبات...)

وفى ظننا أن استعمال لفظ )التمحين( في ىذا - 8 - بمفظ )لحن( وما اشتق منو الغناء العادى المقام كان

__________ ( أنظر: عبد الوىاب السبكى: معيد النعم 2( زاد المعاد، وسبق الشارة الى ىدا في موضع آخر )1)

110ومبيد لنقم ص

(1/91)

ىنا نذكر أن المفتين ( و 1مما جرأ الموسيقين عمى الدعوة إلى تمحين القرآن عمى اآلالت الموسيقية )( 2المسممين يعدون ىذا التمحين كفرا، ينقل ابن حجر الييتمى في كتابو )اإلعالم بقواطع اإلسالم( )

أن الرافعى قال: )قالو: ولو قرأ القرآن عمى ضرب الدف والقضيب فيو كفر( وفي الرد عمى الداعين تى في الكنيسة المسيحية التى يعد إلى استعمال اآلالت الموسيقة مع قراءة القرآن، نذكر أنو ح

اإلنشاد الموسيقى من شعائرىا، والتى يتعدد فييا المرتمون، وىم األرشيد ياكون، أي رئيس الشمامسة الذى يساعد الكينة في الخدمة، ومنيا إلقاء الترانيم والديا كون أو الشماس واألبو ذياكون وىو معاونو

__________ ىذه الدعوة وردنا عمييا في كتابنا: الجمع الصوفى االول لمقرآن الكريم ( راجع معمومات كثيرة عن1)

ه 1293ط 42( ص 2وما بعدىا ) 338ص

(1/92)

واألغنستس، أو القارئ، وعممو: تالوة فصول الكنيسة المسيحية، وىذه أىمية اإلنشاد الموسيفى فييا ( ويقول أحد رجال الكنيسة المصرية: 1ة )تقرر أن )الذين يرتمون عمى الذبح ال يرتمون بمذة بل بحكم

)مازالت إلى اليوم موسيقى كنائس كثيرة منيا القبطية واليونانية والسريانيةصوتية بجتة، وتوقيعيا عمى اآلالت الوترية يعطى أداء ىزيال مبتورا، ال يصور المحن تصويرا

انو يستمزم إضافة األرمونى صحيحا أو حقيقيا، كما يصوره الصوت، وتوقيعيا عمى األرغن أو البيذا حاولنا فال بد من تمزيق أوصاليا وىذا معناه إلييا، وىى بطبيعتيا ال تقبل بتاتا إضافة األرمونى وا

القضاء عمى طقسنا الكنسى والكنيسة اليونانية ال تستعمل آالت موسيقية قط، وال حتى الدف (2والمثمث( )

__________ دمرقس داود: تفسير قداس الكنيسة القبطية 134مجموع ص ( أنظر: الصفوى العسال: ال1)

1960( راغب مفتاح: االلحان مقال بمجمة مدارس االحد ع ابريل 2) 20و 19االرثوذكسية ص 30و 29ص

(1/93)

ىذا مع بعد ما بين طبيعة النص القرآني الذى ىو القمة في البالغة، والذى ىو معجز بيقين، وبين المسيحية التى ىي من إنشاء أناس عاديين، والتى تحتاج فعال إلى وسائل تقوييا عند طبيعة الترانيم

وعندنا أنو ليس إخضاع قراءة القرآن لقواعد الموسيقى ىو الذى بالتمام بايصالو إلى - 9 -اإلنشاد نما الذى يكفل ىذا ىو أن يكون القارئ اعد فوق حسن صوتو والتزامو قو -أعماق القموب واألفيام، وا

عالما بالقرءات، والتفسير، ولسنة، والفقو، والتاريخ، والقصص، والبال غة، والنحو، -التجويد واألداء واالجتماع، والنفس،

بسوء نية غالبا -وعجيب أن ال تنبعث دعوة واحدة إلى تعميم القراء ىذه العموم، بينما الدعوات من الفنون الموسيقية، مع أن موسيقى القرآن، - في قراءة القرآن -إلى اإلفادة -وبحسن نية أحيانا

(1نابعة منو، وال حاجة بالمسممين إلى استجال بيا إليو ) -كما قمنا قبال __________

333 - 324( أنظر: لبيب اسعيد: الجمع الصوتى االول لمقرآن الكريم ص 1)

(1/94)

ذا كان التمحين الموسيقى ينفع في بعض مشتمالت القرآن ك الوعد والوعيد، ووصف الجنة والنار، وا والبيان عن الرغبة والرىبد...الخ، فكيف تفيد الموسيقى في إبراز المعاني في بعض آيات األحكام من

مثل ما يتصل بالنكاح، واإليالء، والطيار والمعان، والخمع، والطالق، والعدة، واالستبراء، والنفقة، ريث وأحكام الصيد...الخ؟ ولقد رسم الزركشي الوسائل الطبيعية والرضاعة، والوكالة، واإلجارة، والموا

إلى أكمل الترتيل، فقال صمنا: )فمن أراد أن يقرأ القران بحال الترتيل، فميقرأه عمى منازلو: فإن كان ن كان يقرأ لفظ تعظيم لفظ بو عمى التعظيم( ) ( ومن تمك 1يقرأ تيديدا لفظ بو لفظ المتيدد، وا

(، وأن يتجاوب مع كل نداء أو 2غل قمبو في التفكير في معنى ما يمفظو بمسانو( )الوسائل )أن يشت أمر أو نيى معو، ويجب أن يقرأ قراءة المتذكر المذكر

(3) __________

( نفس المرجع3( نفس المرجع )2) 452 - 450ص 1( البرىان ج 1)

(1/95)

ند الفتاح العميم(، يجب االستعانة )بأن وكما يقول الزركشي أيضا: )ولحصول القارئ عمى الفتح عتكون تالوتة عمى معاني الكالم وشيادة وصف المتكمم من الوعد بالتشويق والوعيد بالتخويف

( ومن وسائل تحصيل حالوة القران ما 1واالنذار بالتشديد، فيذا القارئ أحسن الناس صوتا بالقرآن( )كان يقول: كنت أقرأ القرآن فال أجد لو حالوة فقمت نقمو الشعرانى عن مسمم بن ميمون الخواص، فقد

لنفسي: إقرئيو كأنك تسمعينو من رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم فجاءت حالوتو ثم أردت زيادة، فقمت: أقرئيو كأنك تسمعينو من جبريل عميو السالم ينزل بو عمى النبي صمى اهلل عميو وسمم، فزادت

(2عينو من رب العالمين، فجاءت الحالوة كميا )حالوتو ثم قمت: إقرئيو كأنك تسم__________

)ط الحمبي سنة 2ص 1( الشعرانى: الطبقات الكبرى ج 2) 181و 2 180( نفس المرجع ج 1)1954)

(1/96)

ذا قرى القرءان فاستعموا لو وأنصتوا لعمكم ترحمون( الفصل الثامن حوك سماع القرآن قال تعالى: )وا ( وقال سعيد بن المسيب: كان المشركون 2رة: كانوا يتكممون في الصموة فنزلت )( عن أبى ىري1)

يإتون رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم أذا صمى، فيقول بعضيم لبعض )ال تسمعوا ليذا القرءان والغرا ( فأنزل اهلل جل وعز جوابا ليم:3فيو( )

__________ 111ص 9ي: غرائب القرآن ورغائب الفرقان ج ( أنظر: الحسن النيسابور 2) 204( االعراب / 1) 36( سورة فصمت / 3)

(1/97)

ذا قرى القرءان فاستمعوا لو وأنصتوا( ) ( والصحيح القول بعموم السنة في االسماع لمقران 1)وا ( )قال العمماء: ظاىرا األمر 2واإلنصات لو، لقولو )لعمكم ترحمون(، والتخصيص يحتاج إلى دليل )

تضاه أن يكون االسماع والسكوت واجبا وقت قراءة القرآن في صالة وغير صالة وىو لموجوب، فمق( وكان النبي صمى اهلل عميو وسمم يحب أن يسمع القرآن من غيره، 3قول الحسن وأىل الظاىر )

وأمر عبد اهلل بن مسعود، فقرأ عميو وىو يسمع،( والمسممون يرون أن حسن 4ه )وخشع صمى اهلل عميو وسمم لسماع القرآن منو حتى ذرفت عينا

اإلسماع ىو بالضرورة طريق االنتفاع بالقرآن، فيو البد منو، وىو في الدرجو الثانيو__________

7( االنصات: السكوت لالستماع واالصغإو المراعاة أنظر: القرطيبى: الجامع الحكام القرآن ج 1)( ابن 4النيسابوري: المرجع السابق )( الحسن 3( أنظر: القرطبى: المرجع السابق )2( )354ص

189ص 1القيم: زاد المعادج

(1/98)

ومن أدب اإلسالم قولو تعالى: - 2 -( 1بعد حسن األداء الذى ىو طبعا في المرتبة األولى ))يأييا الذين ءامنوا ترفعوا أصوتكم فوق صوت النبي وال تجيروا لو بالقول كجير بعضكم لبعض

( )فرفع أصواتيم عمى صوت القارئ لكالمو عز وجل 2مكم وأنتم ال تشعرون( )النبي أن تحبط أعم ((3أولى بأن ينيى عنو، واألدب معو فوق األدب مع كالم النبي صمى اهلل عميو وسمم بالضرورة )

__________ - 16( أنظر: أحمد بن محمد بن عزت شاه الحنفي: فاكية الخمفاء ومفاكية الظرفاء ص 1)

م. 1869م لمسمطان ط الموسل سنة نصائح الحكي

2( سورة الحجرات / 2) ه 1367بحث في ))لواء االسالم( ع، رمضان -( عبد الوىاب حمودة: تالوة القرآن وأستماعو 3)

(1/99)

ومن الحقائق الواقعية التى ال نناقشيا ىنا مجبذين أو ناقدين، وانما نسجميا فحسب أن الناس فوق ، يتأثرون بالنغم، فأحمد ندا مثال الذى كان )ال يأخذ في قراءتو سمتا واحدا، بل تأثرىم يمعانى القرآن

( كان )يقيم الناس ويقعدىم، ويطوييم وينشرىم، ويذيقيم الميول 1ال يبرح يترجع بين فنون النغم( )، ( والقراء مثل المغنين يسرىم أن يتمقوا عبارات الثناء واإلعجاب2الرائع من الطرب واالنبيار( )

وبعضيم في المحافل يتحرى المعجين، وقد يدبر ىو نفسو لوجودىم، ويظير المعجون الطرب، فيسمع ليم ضجيج حتى في المساجدو في المآتم وقد ذكروا أن يوسف المنيالوى الذى ورد لو ذكر

في فصل سابق، كان يسأل المستعين عن رأييم في قراءتو التماسا لصيحات اإلعجاب. ذا إنو )كانوقيل في تعميل ى__________

( نفس المرجع2( البشرى: المرجع السابق )1)

(1/100)

وسمك كثير من ىؤالء - 4 -( 1يعانى عقدا نفسو ربما كانت راجعة إلى ضآلة حفظو في الحياة( ) المعجين منافر لؤلدب الواجب لمقرآن، ولعل صاحب )تفسير المنار( أن يكون قد وصفيم

يره لآلية الكريمة:( )ولو أنيم قالوا سمعنا وأطعنا وأسمع وانظرنا لكان خيراليم وصفا دقيقا، عند تفس( يقول، في شأن من يقابمون ىذا التأديب 1وأقوم، ولكن لعنيم اهلل بكفرىم فال يؤمنون إال قميال( )

القرآني بالمغط والضجيج: )إنيم يمغطون في مجمس القرآن فال يستمعون وال ينصتو، ومن أنصت نيم ليقولونواست مع فانما ينصت طربا بالصوت، واستمذاذا بتوقيع نغمات القارئ )وا

__________ 46( سورة النساء / 2) 44( محمود السعدني: دولة المقرئين ص 1)

(1/101)

في استحسان ذلك واستجادتو وما يقولون في مجالس الغناء، وييتزون لمتالوة، ويصوتون بأصوات عند سماع الغناء بال فرق، وال يمتفتون إلى شئ من معانيو إال ما يرونو مخصوصو، كما يفعمون

عالء شأن الفضيمة، مدعاة لسرورىم في مثل قصة يوسف عميو السالم، مع الغفمة فييا من العبرة وا ( ثم يقول: )أليس ىذا أقرب إلى االستيانة بالقرآن منو باألدب الالئق 1وال سيما العفة واألمانة( )

د إليو ىذه اآلية الكريمة وأمثاليا، وتتوعد عمى تركو بجعمو مجاورا لمكفر الذي يسوق الذى ترش صاحبو إلى العذاب األليم؟ )أفمم يدبروا القول أم جاءىم ما لم يأت آباءىم

( وثمة قصة من حى المذبح بالقاىرة تشيد بإسراف 2األولين أم لم يعرفوا رسوليم فيم لو منكرون( ) بعض

__________ 68 69( سورة المؤمنون / 2) 412و 411ص 1( تفسير المنار ج 1)

(1/102)

المعاصرين في مجافاة األدب الواجب لمقرآن، ومتابعتيم لمنغم اللممعانى القرآنية، ومؤدى ىذه القصة أن طائفين من المستمعين إلى القارئ الشيخ محمد القياوى، في أحدا لماتم اقتتال، ألن إحدا ىما

وت القارئ، فأثر ذلك األخرى: فمات أربعة، ونقمت عربات اإلسعاف أكثر من عشرة إلى عابت صوقد وردت أخبار عن ترديد القارئ آية واحدة مرات كثيرة استحضارا - 5 -( 1المستشفيات( )

لعظمو المتكمم، وتدبرا لكالمو، واستجالء لمحاسنيا، واستطابة لفنون الجمال فييا عمال بعد نيل: و ذر عن النبي نفسو صمى اهلل عميو وسمم، أنو قام ليمة بآية يرددىا( )إن تعذبيم فإنيم عبادك روى أب

ن تغفر ليم فإنك أنت العزيز الحكيم( ) (2وا __________

118( سورة المائدة / 2) 27و 26( أنظر: محمود السعدني: دولة المقرئين 1)

(1/103)

و:وقام تميم الدارمي بآية ىي قولو سبحان( وكذلك قام بيا 1)أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعميم كالذين ءامنوا وعمموا لصالحات( )

( وفى التاريخ الحديث أن الشيخ محمود البربري القارئ الحاص لسعد زغمول 2الرببع بن خيثم ليمة ) - 6 -( 3ة( )))كان مغرما باإلعادة، ولذلك كان يظل أحيانا ساعة كاممة ال يقرأ سوى آيات قميم

ويتصل بسوء األدب مع القرآن ما يحكمو ابن الجوزى نوع من القراء الذين يتغون بالقرآن، وىم )المقابريون( في أيامو، )فإنيم يييجون األحزان ليكثر بكاء لنساء،

__________ ( أنظر: مختصر منياج القاصدين البن الجوزى )اختصار ابن قدامة 2) 21( سورة الجاثية / 1)

48( أنظر: محمود السعدني: دولة المقرئين ص 3االندلسي( )

(1/104)

( يقولون ابن الجوزى: 1فيعطون عمى ذلك األجرة، ولو أنيم أمروا بالصبرو لم ترد النسوة ذلك( )وىذه أضداد الشرع ويروى عن ابن عقيل أنو قال: حضرنا عزاء رجل قد مات لو ولد، فقرأ المقرئ: يا

مع مشاركتنا لتفسير -ونحن - 7 -( 3( فقمت لو: ىذه نياحة بالقرآن )2) أسفى عمى يوسف(في النعمى عمى الالغطين في مجمس القرآن، والمنصرفين إلى اإلستمذاذ باأللحان من -المنار آنفا

دون المعاني، ومع تمسكنا األشد بالكيفية المأثورة ال نرىلمتالوة، واألدب الكامل ليذا الكتاب الدينى العظيم،

__________ ( نفس 3) 84( سورة يوسف / 2)ط..دار الفكر بدمشق( ) 147ص 1( صيد الخاطر ج 1)

المرجع

(1/105)

إىدار الفطرة، واستنكار أن يستعيد السامع اآليات التى يريد أن يمكن في قمبو في قمبو لمعارفيا عجازىا، وأن يزداد بيا اعتبار وعمما واستذكارا، و أن يشبع من اال ستمتاع بحسن بياتيا ولطائفيا وا

وجمال لفظيا وفصيح أسموبيا، وعظمة معانييا، وجالل توجيييا ىذا، والنفس مجبولة عمى التأثر بالتناسب والتتاسق والحركة المنتظمة المتكروة والنغمات ذات النسب المتعارفو وواضح أن آى القرآن

حسن بالقراء الواعية يزيد ىذا الكتاب جالء فال شاممة غالبا ليذا كمو، وواضح أيضا أن الصوت ال إذا طرب الناس بسماع القرآن. -في رأينا -حرج

-وأبدوا تأثرىم الروحانى بو، وانسياقيم الوجداني معو، وعيروا عن شغميم بو، وخفييم المتكرر إليو -ا عبر النووي فيم -ومن صور التاثر بالقرآن البكاء عن سماعو وعن قراءتو وىذ البكاء ىو - 8

صفة العارفين. وشعار

(1/106)

( يقول تعالى مثينا عمى قوم:1عباد اهلل الصالحين )ذا سمعواما انزل إلى الرسول ترى أعينيم تفيض من مما عرفوا من الحق( ) ( ويقول سبحانو: 2)وا الذين أوتوا العمم من )وقرءا نا فرقناه لنقرأه عمى مسكث ونزلناه تنزيال قل ءامنوا بو أو ال تؤمنوا إن

( ويقول: 3قبمو إذا يتمى عمييم يخرون لؤلذقان سجدا ويقولون سبحن ربنا إن كان وعد ربنا لمفعوال( )ذا تتمى عمييم ءايات الرحمن خروا سجدا وبكيا( ) (4)وا

__________ ريم / ( سو رة م4) 108و 107( سورة االسراء / 3) 83( سورة المائدة / 2) 43( التبيان ص 1)

58

(1/107)

(( ومن المأثورات 1ويقول النى صمى اهلل عميو وسمم: )اقرأوا القرآن وابكو، فإن لم تبكوا فتباكوا )(، فال تعجموا بالسجود حتى تبكوا، فان لم 2اإلسالمية: أن ابن عباس قال: إذا قرأتم سجدة )سبحن( )

ى بكر، في قصة إجارة ابن( وقالت عائشة عن أبييا أب3تبك عين أحدكم فميبك قمبو )الدغنة لو: )...وكان )تريد أباىا( رجال رقيقا، اذا قرأ القرآن استبكى، فيقف عميو الصيبان والعبيد من

( ولما اشتد بالنبي صمى 4النساء( إذا قرأ القرآن استبكى، فيقف عميو الصيبان والعبيد من النساء( ) ال: مروا أبا بكر، فميصل بالناس، قالتاهلل عميو وسمم المرض، قبل لو في الصالة، فق

__________ )ط. 67ص 3( الجمل: المفتوحات االليية بتوضيح تفسير الجاللين لمدفائق الخميفو ج 1)

( ابن 4( الجمل: المرجع السابق )3) 108( سورة االسراء / من االية 2) 959مصطفى الحمبي 396ص 1صمى اهلل عميو وسمم ج -ىشام: سيرة النبي

(1/108)

عائشة )رضى اهلل عنيا(: إن أبا بكر رجل رقيق القمب، وأنو إذا قام مقامك، ال يكاد يسمع الناس ( وصمى عمر بن الخطاب الجماعة الصبح، فقرأ سورة يوسف، 1بكاءه..فمو أمرت عمرا!...الخ )

نيو مثل ( وعن أبى رجاء، وقال: رأيت ابن عباس، وتحت عي2حتى سالت دموعو، عمى ترقوتو )( وعن أبى صالح، قال: قدم ناس من أىل اليمن عمى أبى بكر 3الشراك البالى من الدموع )

(4الصديق، فجعموا يقرأون القرآن ويبكون، فقال أبو بكر الصديق: ىكذا كنا ) وقد رووا أن قارئا صالحا المرنى، قال: قرأت القرآن عمى رسول اهلل صمى اهلل عميو وسمم في المنام،

__________ 259ص 2( رواه النجدي في صحيحو عن ابن عمر، وأنظر: ابن ىشام: سيرة النبي )ص( ج 1) ( نفس المرجع4( نفس المرجع )3( أنظر: النووي: المرجع السابق )2)

(1/109)

(؟ والطريقة في تحصيل البكاء فيما يقول الغزلى: )أن 1فقال: يا صالح! ىذه القراءة، فأين التكاء )ما فيو من التيديد والوعيد والمواثيق والعيود، ثم يتأمل تقصيره في أو امره وزواجره، فيخزنو ال يتأمل

وقد وعى تاريخ القراءة أخبار جماعات من السمف صعقوا عند القراءة، - 9 -( 2محالة، ويبكى( )بمغ )فإذا وحماعات منيم ماتت! ذكر ىذا التاريخ أن زرارة بن أو في التابعي قرأ في الصالة حتى

-( وكذلك ورد أن أحمد بن أبى الحوارى 4( خر ميتا )3نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير( ) (5إذا قرئ عنده القرآن يصيح ويصعق ) -وكان أبو القاسم الجنيد يدعوه )ريحانة الشام(

__________ 9و 8لمدثر / ( سورة ا3) 219ص 1( احياء عموم الدين ج 2( الجمل: المرجع السابق )1) ( نفس المرجع5) 14( النووي: التبيان ص 4)

(1/110)

وقد أنكر بعض عمماء المسممين ذلك عمى فاعميو، ولكن النووي يقول: )والصواب عدم اإلنكار إال (1عمى من اعترف أنو يفعل تصنعا، واهلل أعمم )

__________ 42و 41( نفس المرجع ص 1)

(1/111)

في مناسبة صدور ىذا البحث في رمضان، نذكر - 1 -ياء رمضان بتالوة القرآن الفصل التاسع إحأن ىذا الشير ىو عيد القرآن )شير رمضان الذى أنزل فيو القرءان ىدى لمناس وبينات من اليدى

(3( )إنا أنزلناه في ليمة مباركة( )2( )إنا أنزلناه في ليمة القدر( )1والفرقان( )__________

2( سورة الدخان / 3) 1( سورة القدر / 2) 185لبقرة / ( سورة ا1)

(1/112)

وكأنما كانت فريضة صوم ىذا الشير إحياء عمميا لذكرى نزول ىذا الكتاب العظيموقد جرى المجتمع اإلسالم عمى تقميد صالح ىو إحياء ليالى رمضان بتالوة القرآن الكريم - 2 -

بعض العواصم إنو لذاك جدا في الريف وعندنا في مصر ولئن أصاب ىذا التقميد بعض الوىن في تقيم الدولة بنفسيا احتفاالت القرآن في رمضان، وتعيد بالقراءة فييا إلى المتفوقين من القراء حفظا

وأداء وصوتا ووفاء بحق القرآن، وشعورا بالواجب نحو المسممين في البالد الضقيقة والصديقة، تبعث ويصف ابن جبير - 3 -إلى ىذه البالدى لتحي رمضان ىناك أيضا جميور يتنا بأحسن قدائيا

احتفال المسممين في المسجد الحرام بشير رمضان في القرآن السادس اليجرى، فيشير إلى تأثر الناس بأصوات القراء بالقرآن، حيث يقول:

(1/113)

ال يبقى في المسجد زاوية وال )...وأما المالكية، فاجتمعت عمى ثالثة قراء يتناوبون القراءة...وكادناحية إال وفييا يصمى بجماعة خمفو، فيرتج المسجد ألصوات القرأة من كل ناحية فتعاين األبصارو

( ويصف ابن بطوطة بعد 1تشاىد اإلسماع من ذلك مرأى ومستمعا تنخمع لو النفوس خشية ورقة ) فيجتمعون عمى اربعة من القرا قرابة قرنين نفس ىذا االحتفال، فيقول: )...وأما المالكية،

ة، ويوقدون الشمع، وال تبقى في الحرم زاوية وال ناحية إال وفييا قارى يصمى بجماعتو، يتناوبون القرا (2فيرتج المسجد ألصوات القراء، وترق النفوس، وتحضر القموب، وتميل األعين...( )

__________

( رحمة ابن 2)ط الشعب( ) 111ات االسفار ص ( رحمة ابن جبير، أو نذكره باالخبار من اتفاق1) )ط الشعب( 112بطوطة، أو تحفة النظار في غرائب االمصار وعجائب االسفار ص

(1/114)

والقرآن مأمور باإلكثار من تالوتة، وقد أثنى اهلل تعالى عمى التالين لمقرآن، فقال: )إن الذين - 4 -( وطول 1ا رزقناىم سرا وعالنية يرجون تجارة لن تبور( )يتمون كتب اهلل وأقاموا الصموة وأنفقوا مم

الفضيمة فوق الواجب والمسنون: من حديث ابن عباس -فقيا -القيام بالقرآن في غير الفرائض ىو قال: )...فقام رسول اهلل عميو الصالة والسالم، فاستفتح بسورة البقرة ثم آل عمران ثم النساء، ثم

(2ركعة واحدة، واهلل أعمم حيث ركع( ) المائدة، حتى سمعت ىذا في__________

175ص 1( ابن الحاج: المدخل ج 2) 29( سورة فاطر / 1)

(1/115)

وعن حذيفة قال، )صميت مع النبي صمى اهلل عميو وسمم ذات يوم، فافتتح البقرة، فقمت، يركع عند ا، ثم افتتح النساء فقرأ ىم، ثم المائة، ثم مضى، فقمت: يصمى بيا في ركعة، فمضى، فقمت: يركع بي

( وروى أن بن عفان كان يقرأ في ركعة الوتر الخمة 1افتتح آل عمران فقرأىا، يقرأ مترسال...الخ( )ولعمو من أفضل مناسبات قراءة القران في رمضان صالة التراويح، وقد حثت - 5 -( 2كميا )

رمضان إيمانا واحتسابا غفر لو ما تقدم من السنة عمييا، يقول النبي صمى اهلل عميو وسمم: )من قام (3ذنبو( )

__________ ( ابن الحاج، المرجع 2)ط عيسى البابى الحمبي( ) 448( أنظر: النووي: رياض الصالحين ص 1)

450( عن أبى ىريرة، ومتفق عميو، وأنظر: النووي: رياض الصالحين ص 3السابق )

(1/116)

( ومع أن مالكا، وأبا 1إن المراد بيذا القيام ىو صالة التراويح )وقد قالوا في تفسير ىا الحديث، يوسف، وبعض الشافعية كانوا يرون األفضل أداء التراويح فرادى في البيت، فإن الشافعي، وجميور

أصحابو، وأبا حنيفة، وأحمد، وبعض المالكيةعمل المسممين عميو، وغير ىم يرون األفضل صالتيا جماعة، كما فعمو عمر ابن الخطاب، واستمر

وقد جرى المسممون عمى التماس االنتفاع - 6 -( 2ألنو من الشعائر الظاىرة، فاشبو صالة العيد )كان عبد الرحمن بن - 1واالستمتاع بالصوت الحسن بالقرآن في ىذه الصالة بصفة خاصة:

(3األسود بن أبى يزيد يتتبع الصوت الحسن في المساجد في شير رمضان )__________

ص 1( ابن القيم: زاد المعاد ج 3( نفس المرجع )2) 29ص 6( صحيح سمم بشرح النووي ج 1)135

(1/117)

ه أنو )كان حسن الصوت بالقرآن في الفجر 287وفي ترجمة موسى بن الحسن المتوفى سنة - 2لعسال )كان من ومحمد بن سعد بن سعيد ا - 3( 1وفي صالة التراويح، فمقب بذى الصوت الجيد( )

القراء المجودين الموصوفين بحسن األداء، يقصد في رمضان لسماع قراءتة في صالة التراويح من ه )واألستاذ البارع الكامل 541وأبو محمد سبط الخياط المتوفى سنة - 4( 2األماكن البعيدة( )

سة القراءة عمما وعمال الصالح الثقة شيخ اإلقراء ببغداد في عصره...وأحد الذين انتيت إلييم ريا( كان حسن القراءة في المحراب، )سيما ليالى رمضان، وكان 3والتجويد عمما وعمال وطربا...( )

يحضر عنده الناس السماع قراءتة(، )وكان يحضر (4صوتا بالقرآن عمى كبر السن( )

__________ 1بقات الحنابمة ج ( ابن رجب: الذيل عمى ط2) 22ص 6( أنظر: ابن الجوزى: المنتظم ج 1)

( نفس المرجع، وأنظر: ابن 4) 35و 434ص 1( اين الجزرى: غاية انياية ج 3) 113ص 210و 209ص 1رجب: المرجع اسابق ج

(1/118)

وأحمد بن محمد المبيقى الولود سنة ه )...كان حسن الصوت بالقران جدا، فكان الناس - 5( 1في األماكن التائية، بحيث يضيق الشارع بيم( ) ييرعون إلى سماعو، سيما في قيام رمضان،

ثم نستطرد، فنذكر أنو أصبح - 5 -وىذا الذى نذكره ليس إال مجرد أمثمو يشير قميميا الى الكثير من التقاليد الثابتة أن تبدأ األحصال الرسمية الساسية الكبرى بتالوة القران، وكذلك أحفال عيد العمم.

ل قديمة في االجتماعيات اإلسممامية، فابن الغوطى، إذا يحكى قصة ولعمو أن يكون ليذا أصو ه، يقول:..فحضر جميع المدرسين والفقيإ عمى اختالف - 628 -مدرسة افتتحت في شوال سنة

(2المذاىب، وقاضي القضاة...، وقرئت الختمة...( )__________

وادث الجامعة والتجارب ( الح2) 39الترجمة - 102ص 2( السخاوى: الضوء الالمع ج 1) النافعة في المائو السابية

ه 1351)ط الفرات ببغداد( 25ص

(1/119)

وفي القرن الرابع اليجرى، كانت الدروس تبدأ بسماع القرآن من قارئ حسن الصوت وقد نقل )متز(، نبيو بعد عند حديثو عن طريقة التعميم وتقئذ أن )العالم كان يبتدئ درسو بحمد اهلل والصالة عمى

( والرحالة ابن جبير في حديثة عن مجمس 1قراءة قارى حسن الصوت شيئا من القران...الخ( )الوعظا الذى كان يعقده بن الجوزى ببغداد، في ساحة قصر الخميفة، يقول: )...وقعدنا إلى أن وصل

، وقد تسطر ىذا الحبر المتكمم، فصعد المنبر، وأرخى طيمسانو عن رأسو، متواضعا لحرمة المكانالقراء أمامو )أي اصطفوا( عمى كراسي موضوعة، فابتدروا القراءة عمى الترتيب، وشوقوا ما شاءوا،

وقد أحصينا ليم تسع -وأطربوا ما أدادوا، وباردت العيون بارسال الدموع، فمما فرغوا من القراءة صدع بخطبتو -ختمفات وقد أحصينا ليم تسع آيات من سور م -الدموع، فمما فرغوا من القراءة

(2الزىراء..( )__________

)الطبمة الثالثة( 319ص 1الترجمة المربية ج -( الحضارة االسالمية في القرن الرابع اليجرى 1) )ط الشعب( 160( رحمة ابن جبير ص 2)

(1/120)

وكذلك كان من الشعائر التى تصحب الختان ختمأصبحت المآتم أىم المناسبات التى يدعى إلييا القراء -ضر في الوقت الحا -( غير أنو 1القرآن )

وبعد أن كان إحياء األفراح بقراءة القرآن تقميدا متبعا في البالد العربية واإلسالمية، عدل جميور ىذا في -البالد عن ذلك، فيما ىو مشاىد، عدوال واضحا وكذلك، بعد أن كان الناس في ىذه البالد

يقيمون السرادقات، ويدعنو إلنيا القراء الضيتية لتالوة القرآن، -ئدين من الحج مناسبة استقبال العابعد أن كان سير القارئ الصييت عند أسرة ما -ونقول ىذا بمرارة -أصبح ىذا اآلن كالنادر وىكذا

عند أغمب -أمينة تيش ليا القموب، ونتصاعد بيا دعاء األحباب لؤلحباب، بات ىذا السير شيئا ال يحب وال يكره، بل بات عن بعض الناس شيئا مكروىا يسير في ركاب المصيبة -مجتمعنا

المرىوبة: مصيبة الموت__________

222و 214الترحمة العربية ص -( أنظر دائرة المعارف االسالمية 1)

(1/121)

ن إلى السمطان خاتمة أما بعد، فيذا القرآن ىو أساس اإلسالم وقاعدتو، وىو بيقين سبيل المسمميلى الفوز والسعادة في اآلخرة، وىو الكتاب الذى حرر واإلنسان من ذلة والنصر في الدنيا، وا

الخضوع لغير اهلل أعمى سمطان العمم وسمطان العقل، والذى بث اإليمان وقرر العدل وىذه الشعوب بيذا الحبل المتين، في كل الدنيا مسئولو لطالحيا ىي أن تسير في ىذا النور المبين، وأن تعتصم

وأن تقرأ القرآن وتستمعو وتتدبره، مصبحبة وممسية، بعض الناس شيئا مكروىا يسير في ركاب المصيبة المرىوبة: مصيبة الموت

__________ 222و 214الترحمة العربية ص -( أنظر دائرة المعارف االسالمية 1)

(1/122)

الم وقاعدتو، وىو بيقين سبيل المسممين إلى السمطان خاتمة أما بعد، فيذا القرآن ىو أساس اإلسلى الفوز والسعادة في اآلخرة، وىو الكتاب الذى حرر واإلنسان من ذلة والنصر في الدنيا، وا

الخضوع لغير اهلل أعمى سمطان العمم وسمطان العقل، والذى بث اإليمان وقرر العدل وىذه الشعوب تسير في ىذا النور المبين، وأن تعتصم بيذا الحبل المتين، في كل الدنيا مسئولو لطالحيا ىي أن

وأن تقرأ القرآن وتستمعو وتتدبره، مصبحبة وممسية، مستر شدة ومستيدية وىذه الشعوب في كل الدنيا مسئولة أن تيب لمدراسات القرآنية من مختمف نواحييا كل جيدىا وكل عنايتيا ولعل من

الدراساتالحوافز في ىذا الشأن أن بحر ىذه

(1/122)

عميق، وخيراتو غير ذات حدود فالنفع محقق، والمجال ذوسعة )إن ىذا القرءان ييدى لمتى ىي أقوم، (1ويبشر المؤمنين الذين يعممون الصالحات أن ليم اجرا كبيرا( )

__________ .9( سورة االسراء / 1)

(1/123)