تم الرفع بحمذ اهلل من طرف بن عسى : بسم اهلل وبعذ

2007ق متخرج من جامعة المذة سنة

: للتىاصل وطلب المذكرات

benaissa.inf@gmail.com:برذي اإللكترون

MSN : benaissa.inf@hotmail.com

Skype :benaissa20082

0771087969: هاتف

....دعىة صالحة بظهر الغب

الجمھوریة الجزائریة الدیمقراطیة الشعبیة وزارة التعلیم العالي والبحث العلمي

جامعة منتوري قسنطینة كلیة العلوم اإلنسانیة والعلوم االجتماعیة

قسم علم االجتماع ....................................: الرقم التسلسلي

عنوان األطروحة

اخلریطة نوح االجتماعیة جل األحداث

الجانحین األحداث بمراكز إعادة تربیة دراسة میدانیة قسنطینة ـ عین ملیلة ـ عنابة ـ ورقلة

أطروحة مقدمة لنیل شھادة الدكتوراه في العلوم علم اجتماع حضري: تخصص

إشراف األستاذ إعداد الطالبة الدكتور

سمیة حومر عبد أعضاء لجنة الحمید دلیمي

المناقشة جامعـة قسنطینة رئیس اللجنة أستاذ التعلیم العالي بن السعدي اسماعیل/ د.أ جامعـة قسنطینة مشرفا ومقررا أستاذ التعلیم العالي دلیمي عبد الحمید/د.أ جامعـة سكیكــدة عضوا أستاذ التعلیم العالي علي قوادریة/د.أ جامعـة بسكـــــرة عضوا م العالي أستاذ التعلی جابر نصر الدین/د.أ جامعـة قالمــــــــة عضوا أستاذ التعلیم العالي بومھرة نصر الدین/د.أ جامعـة قسنطینة عضواأستاذ سوداني زاھیة/د

ر ـــــــــــــــــمحاض

2010 - 2009: لجامعیةالسنة

- - 1

مقــدمــة

فهي كانت هر االجتماعية اآلخذة يف النمو ،تعترب ظاهرة جنوح األحداث من أهم الظواوماتزال وستبقى موضوعا خصبا للباحثني باعتبارها مشكلة طاملا عانت منها خمتلف دول العامل

وذلك ملا تنطوي عليه هذه املشكلة من مضاعفات تساهم يف تأخري عجلةباختالف مستوياا .تقدم اتمع وتطوره

بقصد وبالفعل أخذت الظاهرة بعدا دوليا تعقد من أجلها املؤمترات وترصد هلا األموال ني مبختلف ختصصام حاولوا تقدمي معطيات يوبطبيعة احلال فإن األخصائدراستها ومقاومتها،

.تشكل حافزا ملعاجلة هذه الظاهرة أو على األقل التخفيف من حدا عترب احلدث اجلانح جمرما التاريخ االجتماعي قد اختلفت عرب العصور هلذه املشكلة فقدميا فنظرة ا

، وبفضل الكثري من أصناف اإليذاء والقسوةومل معاملة فيها وهلذا ع،وآمثا يستحق العقاب والردع نني كفاح ومثابرة الفالسفة واملصلحني واملفكرين وصراعهم الطويل مع األفكار املتحفظة والقوا

اجلامدة متكنوا من حتويل فكرة الردع العام واالنتقام إىل فكرة اإلصالح والعالج ، بعد أن كانت مشكلة اجلنوح واجلرمية يف أوربا حماطة بالقسوة حيث كانت هذه األخرية مقيدة مبفهوم ديين مشوه باعتبار أن احلدث اجلانح هو شخص تقمصته روح الشر لذا جيب معاقبته ، حيث ظلت

جنليزية توقع على األطفال عقوبات قاسية يف بعض اجلنح كالقتل واحلريق ، إال أن احملاكم اإلمسامهة الثورة الفرنسية وأفكار احلرية وحقوق اإلنسان كانت ذات أمهية قصوى يف تغيري قوانني

داء هؤالء وطرق معاقبة األحداث يف خمتلف أحناء العامل باعتبار أن جرائم األحداث ال متثل جمرد اعتالصغار على أمن اتمع أو خروجهم عن األوضاع االجتماعية بقدر ما ميثل فشل اتمع واألسرة

. يف رعاية هؤالء األبناء وتوجيههمومتغرياا االجتماعية إال أن هلا ) جنوح األحداث ( وعليه فإنه بالرغم من عاملية ظاهرة

.راته وتقاليده وبيئته االجتماعية ، وخلفيته الثقافية حمللية اخلاصة لكل جمتمع ترتبط بتصورا ا، وبدرجة أشد بسبب التزايد املستمر واتمع اجلزائري كغريه من اتمعات اليت تعاين املشكلة

، وهذه الزيادة تترافق وما يعيشه اتمع اجلزائري من حتول جلنوح األحداث عرب السنوات

- - 2

ت يف زيادة عدد السكان ، ويف اهلجرة الداخلية من املناطق اجتماعي ارتبطت به متغريات متثل، والذي كان له األثر يف الريفية إىل املدن ، إضافة إىل التأثري الثقايف املصاحب للتطور التكنولوجي

إظهار بعض جوانب اخللل يف النسق القيمي وما ينطوي عليه من صور للضبط االجتماعي من .طارا ملشكلة تستحق البحث والتقصي رة جنوح األحداث إهعادات وقيم مما جيعل من ظا

جلنـوح اختالف التوزيـع اجلغـرايف عنوهلذا حاولنا يف هذه الدراسة البحث والكشف خمتلف العوامل الكامنة واملؤثرة وراء هذه األحداث وأمناطه يف بعض املدن اجلزائرية والتعرف على

ل إىل أصول اجلنوح عنـد األحـداث يف جمتمـع ، من أجل الوصو) موضوع الدراسة (الظاهرة الدراسة بأبعاده املتعددة باعتبار أن هناك عالقة متينة بني جمموعة من مظاهر سوء التكيـف عنـد

وعيته وعموميته ليس مسـألة ته ونألن اجلنوح مبختلف جتسدااحلدث مع أسرته واتمع ككل ، . ار اجتماعي حمدودوإمنا هو تفاعل ذايت يف أسرة معينة ويف إطفردية

:وقد جاءت هذه الدراسة مقسمة إىل الفصول التالية ، واألهداف العلمية والتطبيقية أمهيتها،مشكلة الدراسة إىل ومن خالله مت التطرق األول الفصل

وعرض بعض الدراسات املفاهيم الرئيسية للبحث حتديد اليت تسعى الدراسة إىل حتقيقها،كما مت .تنوعت بني الدراسات األجنبية والعربية واجلزائرية السابقة واليت

رض بعض النظريات ـمت ع حيث األسس النظرية جلنوح األحداثفقد تناول الفصل الثاين أما ريةـرض النظـمع ع اـرة علمائهـالنفسية واالجتماعية وتفسريها حسب اختالف نظ

ربط نتائج هذه النظريات مع واقع جمتمع وقد سعت الباحثة إىل ، واجلغرافية االقتصاديةالبيولوجية، .الدراسة

واليت خمتلف عوامل اجلنوح اليت سامهت يف حدوثها ، يف التطرق إىل الفصل الثالث كما ختصص وعوامل اجتماعية خمتلفة منها ما يتعلق ) جسمية، نفسية ، عقلية ( ذاتية قسمت إىل عوامل

.الرفاق ، إىل جانب العوامل االقتصادية واجلغرافية باألسرة ،ومنها ما يتعلق بأثراملدرسة ومجاعةتتبعت الباحثة هذه األحداث، حيث وتشريع االجتماعية إىل الرعاية الفصل الرابع بينما تطرق

تطور التشريعات املخصصة ذلك من خالل التطرق إىل اتمع اجلزائري و العامل مث يف الظاهرة يف .ستقالل إىل يومنا هذا ، واهلياكل املعدة الستقباهلم للطفولة املنحرفة وذلك منذ اال

- - 3

مت فيه حتديد حيث، لدراسةلفقد متحور حول االستراتيجية املنهجية الفصل اخلامس أما وطبيعة العينة وكيفية ، الت الدراسة جماتوضيح املنهج املتبع وكذلك ة وـفرضيات الدراس

االستمارة من وراسة وهي املقابلة ، املالحظة لديف ا أدوات ثالثكما مت استخدام اختيارها ، .أجل مجع البيانات

وفقا لفرضيات الدراسة ، ومتت مناقشة عرض وحتليل البيانات الفصل السادس يف حني تناول اليت مت ةالنظري وبعض املقاربات ات السابقةمع نتائج الدراسالفصل السابع نتائج الدراسة يف

أعطت تائج يف ضوء فرضيات الدراسة ، مث النتائج العامة ، ويف األخري ، كذلك مناقشة الن تناوهلا .واالقتراحات الباحثة مجلة من التوصيات

- - 4

ل األولـــــالفص وع الــــدراســــــةـــــــموض

اإلشكالیــــــة ـ 1 ة الدراسة ھمیأ ـ 2

األھمیة العلمیة ـ 1 ـ 2 األھمیة العلمیة والتطبیقیة للدراسة ـ 2 ـ 2

أھداف الدراسة ـ 3 تساؤالت الدراسة ـ 4 تحدید المفاھیم ـ 5

الخریطة ـ 1 ـ 5 الخریطة االجتماعیة ـ 2 ـ 5 الجناح ـ 3 ـ 5 الحدث ـ 4 ـ 5

الحدث في الشریعة اإلسالمیة ـ 1 ـ 4 ـ 5 الحدث في اللغة العربیة ـ 2 ـ 4 ـ 5 الحدث في علم االجتماع ـ 3 ـ 4 ـ 5 الحدث في علم النفس ـ 4 ـ 4 ـ 5 الحدث في العلوم القانونیة ـ 5 ـ 4 ـ 5

اإلنحراف ـ 5 ـ 5 البیئة اإلجتماعیة ـ 6 ـ 5

الدراسات السابقة ـ 6 العربیةالدراسات ـ 1 ـ 6

سیكولوجیة االنحراف والجنوح والجریمة ـ 1ـ 1 ـ 6 حداث في الطبقة العامة جناح األ ـ 1ـ 1 ـ 6 األحداث الجانحون ـ 1ـ 1 ـ 6 الصورة الجماعیة للجنوح ـ 1ـ 1 ـ 6

الدراسات الجزائریة ـ 2 ـ 6 عواملھا ونتائجھامشكلة إنحراف األحداث في الجزائر ـ 1 ـ 2 ـ 5األحیاء غیر المخططة وانعكاساتھا النفسیة واالجتماعیة على ـ 2 ـ 2 ـ 6

الشباب إنحراف األحداث في الجزائر واإلدماج اإلجتماعي لھم ـ 3 ـ 2 ـ 6مؤسس ات التنش ئة االجتماعی ة دورھ ا وعالقتھ ا بظ اھرة ـ 4 ـ 2 ـ 6

إنحراف راألحداث في الجزائ

الدراسات األجنبیة ـ 3 ـ 6 دور التطور والحراك االجتماعي في إنحراف األحداث ـ 1 ـ 3 ـ 6 عوامل الجنوح في مدینة لندن ـ 2 ـ 3 ـ 6 دور الضبط االجتماعي في جنوح األحداث ـ 3 ـ 3 ـ 6

خالصة

- - 5

اإلشكالـــــــیة ـ 1

وأعقد املشكالت اليت تواجهها البيئة االجتماعية وذلك تعد مشكلة احلدث اجلانح من أهم .ملا تكتنفه من أخطار وانعكاسات على مستقبلها

ولذا جتلى االهتمام من خمتلف األدبيات ذا املوضوع من خالل األحباث والدراسات ومن ليت حاولت العلوم القانونية ، وا وتماع ، علم النفس ، علم اإلجرام ضمن هذه األدبيات علم االج

وال تزال تبحث يف إجياد أجنع السبل اليت جتعلها يف منأى قدر اإلمكان من النتائج الوخيمـة الـيت ترتبت عن حدوث مثل هذا النوع من اجلنح ، وذلك لكون األثر السليب الناتج عن اجلنح مبختلف

.مستوياته ال تتوقف أثاره على احلاضر فقط بل متتد إىل املستقبل وح األحداث تتعلق أساسا بصغار السن فهم عماد املسـتقبل وأمـل اتمـع فمظاهر جن

ن جنوحهم ضرر على أنفسهم وعلى جمتمعهم فتمتد عواقبـه إىل تلـك إوالعمود الفقري له ، ففاخلسائر تصـيب البـدن اخلامات البشرية وإىل ما ميكن أن يقدموه للمجتمع من طاقة وإنتاج ،

ـ والعقل والعواطف كما تؤثر ع ل ـلى عالقات األلفة والود والسالم بني الناس وتصـيب العمذويهم وعلـى الة علىـة يعيشون عـيصبحون قوى معطلواإلنتاج بالفقر والتعطيل والتعويق ف

ن خسائر اتمع تتمثل يف النتائج الضارة لإلجرام من جهة ومن تعطل وفقد إاتمع ، وبالنتيجة ف الشباب ، هذه اآلفات وما نتج وينتج عنه من ضرر مادي ومعنوي هذه الطاقات اخلالقة املتمثلة يف

تشارها مـن خـالل أدى بالعديد من الدول إىل بذل جهد معترب للتغلب على اآلفة أو احلد من انالظاهرة يف خضم خمتلـف الـتغريات هذه لذلك ينبغي أن تدرس ،ودراسات إجراء عدة حبوث

طار خمتلـف االجتاهـات إ، والسياسية إضافة إىل دراستها يف االجتماعية ، الثقافية ، االقتصادية ، فتبعـا هلـذه اليت تعترب إطارا أكادمييا ومنبعا معرفيا هلذه الظـاهرة الفكرية والنظريات املختلفة

شارة إىل خمتلف املدارس اليت تناولت هذه الظـاهرة والـيت قات الفكرية فإنه ينبغي علينا اإلاملنطل .فلسفتها وأطرها املرجعية وجهة نظرها بناء علىستها من حاولت كل منها درا

النفسية ترجع أسباب ودوافع اجلنوح إىل مسببات داخلية ناجتة عن ظـروف ظرياتفالن نفسية حتدث لدى احلدث ، أو إىل خلل على املستوى الداخلي للفرد كالدوافع الغريزية ، اجلنسية

تلفة كالكبت أو بعض التغريات اليت تظهر على الفرد خاصة والعدوانية الناجتة عن أمراض نفسية خم .يف املراحل األوىل من حياته

- - 6

فكرة جنوح األحداث ترجـع إىل عوامـل أن علىالسوسيولوجية يف حني تركز النظرية أصحاب املدرسة السوسـيولوجية اهتم حيث ان ،ترتبط بالبيئة االجتماعية اليت يعيش فيها اإلنس

االجتماعية من نقطة واحدة تقريبا هي االحنراف عن القواعد واملعايري اليت حددها دراسة املشاكلبللمقومات األساسية للتنشئة االجتماعية السـليمة ، كفقدان بعض األسراتمع للسلوك الصحيح

وقد يرجع هذا السلوك إىل ضعف املسـتوى التعليمـي ، واتباع أساليب خاطئة يف عملية التربيةاالجتاه أن معظـم األحـداث اجلـاحنني ملستوى الثقايف لآلباء ،هلذا يرى أصحاب هذاواخنفاض ا

.ني يينحدرون من أسر مفككة أو هم أبناء آلباء أميف حني يرى أصحاب النظرية البيولوجية أن هناك صفات أساسية يف الفرد ثابتة من أبويـه

الوراثة ، حيث اعترب اتباع املدرسـة وأسالفه عن طريق الوراثة ، فينتقل السلوك اجلانح عن طريقوخلقية تؤدي إىل ارتكاب اإليطالية وعلى رأسهم ملربوزو أن االحنراف عموما سببه عوامل وراثية

.سلوكات احنرافية لصفات كامنة فيه وقد انتقلت إليه منذ الوالدة املعيشـي جنوح األحداث راجع إىل تدين املستوى االقتصادي وأما االقتصاديون فريون أن

تباع طرق غري مشـروعة للحصـول علـى االذي يدفعه إىل والذي يكون الباعث األول للفرد .شباع رغبام إواحلاجات الضرورية للعيش

كـون أمهية العناصر البيئية اجلغرافية واليت قد ت على ةاجلغرافي كد أصحاب املدرسةؤي كماذا السلوك ببعض العوامل كاملناخ والطبيعة جرامي ، وذلك لتأثر هبعضها عوامل مسببة للسلوك اإل

. الطبوغرافية للمنطقة أصحاب هذه النظريات اهتم وفسر اجلنوح بعض نإميكن القول من خالل هذه النظريات

على ) اجلنوح ( جرامي من زاوية اليت يراها مناسبة ، لذلك ال جيب أن ال يقتصر تفسري السلوك اإلنتاجا لتكوين جسماين وراثي أو حلاالت نفسية ناجتة عن اجلانح السلوك عامل واحد ، فقد يكون

طباع يف الشخصية ، أو قد تؤثر فيه عوامل اجتماعية ناجتة عن البيئة االجتماعية اليت يعيش فيهـا اإلنسان وما حتمله من عوامل ثقافية واقتصادية ، مبعىن أن هناك عوامل متعددة هـي املتسـبب يف

ن الدراسة احلالية حتاول تناول ظاهرة جنـوح امال واحدا ، ولذلك فإيس عإنتاج هذه الظاهرة ول . النظرياتاألحداث من منظور مشويل حماولة منها اختبار هذه

إذ يرى أغلب الباحثني أن جنوح األحداث صاحب ظهوره وانتشاره عدة حتوالت تنموية أدت إىل حـدوث عـدة تغـريات يف اجلانبني االقتصادي واالجتماعي مما ترتبت عنه آثار سلبية

- - 7

اجتماعية سيئة بصفة عامة ، وتبدو اآلثار السلبية هلذه الظاهرة بصورة جلية وأكثر عمـق إذا مـا انصب اهتمامنا على اتمع املتمدن بصفة خاصة ، واتمع اجلزائري كغريه من اتمعات عـرف

الفترة األخرية وذلك ملا مـرت بـه هذه الظاهرة منذ القدمي ، إال أا يف تزايد مستمر خاصة يف فتحول االقتصاد من اقتصاد ريفي يعتمد على الزراعة والرعـي البالد من تغريات بعد االستقالل ،

مما أحدث تغريا جـذريا يف النظـام دإىل نظام اقتصادي يعتمد على التجارة والصناعة واالستريافي إىل جمتمع حضري ، كذلك اهلـزة االجتماعي للمجتمع اجلزائري والذي حتول من جمتمع ري

نزوح -نتيجة هذه األحداث -العنيفة اليت شهدها الريف اجلزائري خالل التسعينات حيث حدث ريفي بأعداد هائلة يف صورة إجبار ضمين نتيجة العنف الذي حل مبحيطهم خاصة ، فتجرد الريف

ملدن والتجمعات احلضرية ومـا من مهامه االقتصادية واالجتماعية وازداد الضغط السكاين على اصاحبه من أزمة يف السكن واتساع دائرة البطالة وتشكل عالقات اجتماعية علـى أسـس غـري مستقرة وغري ثابتة مما خلق اضطرابات اجتماعية وآفات أخالقية ترمجت يف الواقـع االجتمـاعي

لعنا ـا اجلرائـد ايت تطبالسلوك العدواين كالسرقة واالعتداء اجلسدي وجرائم القتل واالنتحار الأربـاع مـن ةالوطنية ، فكان لذلك أثره الواضح خاصة على فئة الشباب واليت متثل حوايل ثالث

.اتمع اجلزائري فاملشكلة اليت جيب االهتمام ا والعمل على إجياد حل هلا تتمثل يف الكشف عن التوزيـع

ملؤدية إىل ارتفاعها يف اتمع اجلزائري بصفة اجلغرايف للجرمية وأمناطها وأنواعها وكشف العوامل ا .عامة

وبالنظر لألحباث املتوافرة وغري املعمقة يف دراسة جنوح األحـداث وخاصـة األحبـاث ونقصد ا النظرة التكاملية بني خمتلف االجتاهـات النفسـية ،السوسيولوجية ذات النظرة الشاملة

االجتماعية اجلغرافية ، جاءت هذه الدراسة لتدرس اخلريطةوالبيولوجية واالجتماعية واالقتصادية وجلنوح األحداث، وهي البحث يف العالقة بني التوزيع اجلغرايف للجنوح وأنواعه ويتم ذلك علـى

: مستويني .جموعة العوامل املؤدية إىل ارتفاعهمبيتناول تطور اجلنوح ومدى ارتباطه : األول نظري .بالتحليل أنواع اجلنوح وتوزيعها اجلغرايف يتناول : الثاين ميداين

وهذا ما يربر اختياري هلذا املوضوع وانطالقا من مدينة قسنطينة واليت هي يف طليعـة ن نسبة عالية من السكان هم يف سن احلداثة مما يقوي إاملدن الشابة بالنسبة ألعمار السكان حيث

تقى جلميع فئات اتمع وشرائحه وذلك نتيجة من حدة الظاهرة وخاصة أن مدينة قسنطينة هي مل

- - 8

فأصـبحت القـيم لي اآلباء واألبناء ،ياهلجرة الداخلية واليت عملت على خلق تباين ثقايف بني جالريفية اليت محلها الريفيون املهاجرون إىل املدينة ال تتماشى مع رغبة األبناء يف التحضر ومواكبـة

إىل مدينة عنابة الساحلية مث إىل اجلنوب الشـرقي مـن ، هبيتجياإعصر التكنولوجيا بكل سلبياته و .البالد والذي مثلته مدينة ورقلة

فتعددت بذلك أساليب التربية املتبعة من طرف اآلباء لتربيـة أبنـائهم والـيت أصـبحت التتماشى مع قناعة هؤالء األبناء الذين هم حتت تأثري ثقافة مستوردة مت تعلمها عن طريق وسـائل

ذلك من انعدام للرقابة األبوية الصارمة نتيجة بعالم وغريها من األجهزة التثقيفية مع ما صاحاإلايار األسرة وتفككها مما يعمل على فقدان احلدث للتوازن العاطفي واالهتمام األسري كل هذه

اجلنوح يف استفحال ظاهرة هب اليستهان املشاكل األسرية سواء كانت مادية أو معنوية تلعب دوراهذه الظروف والضغوط سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية تؤثر على نفسية احلدث نوانتشارها أل

وتقوي االستعداد لديه للجنوح واالحنراف وتسفر عن خسارة مادية ومعنوية للمجتمـع باعتبـار .الشاب قوة هامة من قوى التنمية

بالعوامل االجتماعيـة والبيئيـة وبسبب أن مشكلة جنوح األحداث ترتبط ارتباطا وثيقا الطبيعية ، تناولنا هذه الظاهرة من أجل البحث عن أمهية املوقـع اجلغـرايف وعالقتـه بالعوامـل

املؤدية إىل جنوح األحداث وبيان ما مدى الفروق بني هذه العوامل وبعض املـتغريات ) األسباب(ل املنـاخ وغريهـا مـن ـوعام مثل التفكك األسري واملستوى االقتصادي والتوزيع اجلغرايف

.املتغريات األخرى ةأھمیة الدراسـ 2

:تتضح أمهية هذه الدراسة من خالل ما يلي األھمیة العلمیة ـ أ

تكمن أمهية الدراسة العلمية يف التعرف على أهم العوامل االجتماعية اليت تقـف خلـف سرة واتمـع يف ألن هناك قصورا يف انوح األحداث ، إذ أن انتشار هذه الظاهرة يعين أجظاهرة

ن هـذه إتوجيه األحداث ، أي أن عملية التطور احلضاري والثقايف قد واجهت عائقا ما وبالتايل فاملشكلة ال تنفصل عن سياسة األسرة واجلماعة بل تبدو انعكاسا ملا تشهده احلياة العصـرية مـن

الظواهر األخرى املرتبطـة بظـاهرة ن هذه الدراسة حتاول الكشف عنإتفكك واحنالل لذلك ف

- - 9

اجلنوح ومدى تأثريها عليها مما ميكننا من الفهم العلمي هلذه الظـاهرة والتشـخيص املوضـوعي .والدقيق هلا

:تطبیقیة األھمیة الـ ب

التطبيقية للدراسة من خالل كوا تتناول بالدراسة والتحليل فئة مهمة مـن ةتربز األمهي -وباتت دد كيان اتمع بالتفكك وتعرض حياة أفراده للخطر وبالتايل أصـبحت اتمع احنرفت

.هذه الفئة غري منتجة وعالة على اتمعيعترب ميدان البحث يف مثل هذه املواضيع يف علم االجتماع من امليادين اهلامة، حيـث ـ

سـات االجتماعيـة إىل أصبح يشغل حيزا فكريا وتطبيقيا ألنه ميس استقرار وتوازن النظم واملؤس . اجانب كون الدراسة احلالية من الظواهر اليت مل تتقبلها اتمعات قدميا وال حديث

منها يف السياسات والتوجيهات االجتماعية للتقليل من تأثري ةتقدمي املعلومات لالستفاد ـ .وانتشار هذه الظاهرة

راسة أھداف الدـ 3

ل الباحث الوصول إليها أو التطرق إىل أهم تأثرياا على حياو فاإن لكل حبث أو دراسة أهدا : ، ومن أهم أهداف هذه الدراسة مايليالواقع االجتماعي

واليت أدت ) مثل عمره ومستواه الدراسي(تشخيص أهم العوامل املتصلة بذات احلدث ـ : إىل

.ظهور هذا السلوك اجلانح لديه ـأمثل العامل االقتصادي وعامل املكان الذي (يطة باحلدث حتليل أثر العوامل البيئية احمل ـب

) .والعامل األسري فيه نشأ

.معرفة واقع األحداث يف اتمع اجلزائري ـج .عرفة اخلريطة االجتماعية جلنوح األحداث ـ مد

- - 10

الوقوف على أهم النتائج السلبية املترتبة عن إمهال فئة الشباب ودورها يف حركة ـ هـ ع وتقدمه حماولة االستفادة من نتائج الدراسة ، واقتراح بعض التوصيات اليت من شـأا أن اتم

تفيد هذه الفئة من أفراد اتمع واجلهات املعنية على رسم برامج وخطط وقائية تؤدي للحد مـن .الظاهرة يف اتمع

تساؤالت الدراسة ـ 4

.تفاع جنوح األحداث ؟هل توجد عالقة بني اختالف طبيعة املوطن وار :ويندرج حتت هذا التساؤل الرئيسي األسئلة الفرعية التالية

يف ) البيئيـة الطبيعيـة (اجلغرافية االقتصادية ، إىل أي مدى تؤثر العوامل االجتماعية ،ـ أ .؟ زيادة معدالت جنوح األحداث

.جنوح األحداث ؟هل تلعب اهلجرة الريفية حنو اتمع احلضري دورا أساسيا يف ـ ب هل تساهم أساليب التنشئة األسرية اخلاطئة املتبعة من طرف أوليـاء األحـداث يف ـج

.جنوحهم ؟ .ما طبيعة التوزيع اجلغرايف جلنوح األحداث ؟ ـد

.ما ترتيب أمناط اجلنوح لدى األحداث اجلاحنني ؟ ـهـ تحدید المفاھیم ـ 5

ت املنهجية الرئيسية يف البحث العلمي ،حيث متكن الباحث يعترب حتديد املفاهيم من العمليامن حتديد أبعاد الدراسة وتوفر جهده فبدال من شرحه ملعىن املصطلح كلما ذكره يف ثنايا حبثه ،فإنه يكون قد حدد املقصود منه منذ البداية ، ومن مث ميكن التمييز بني املعاين األخرى للمفهوم واملعىن

.سة املستخدم يف الدراإال أن التعريفات للمفاهيم األساسية السوسيولوجية من املشكالت اليت ما تـزال تواجـه

لذلك فإن الباحثة حاولت األخذ بأقرـا ، املهتمني بدراسة موضوعات وجماالت علم االجتماع .ومبا يتوافق مع اإلطار النظري للدراسة احلالية

- - 11

الخریطة ـ 1ـ 5

بأا متيثل هندسي مسطح ومبسط لكل أو جـزء Fernand Joly يعرف اخلريطة اجلغرايف .) 1( املقياس نسميهامن سطح ا ألرض يف عالقة متاثل

براز ظواهر سطح األرض كما تظهر يف الطبيعة ووسـيلته إتعترب اخلريطة وسيلة اجلغرايف يف .يف التعرف على العالقات بني خمتلف هذه الظواهر

اخلريطـة الكثري من التخصصات تستخدم جغرافيني فقط ، ولكن اخلريطة ليست وسيلة لل .اخل ...كأداة مثل أخصائي الطقس ، الدميغرايف واملهندس ، والسائح

بل إن اخلريطة هلا أمهية كبرية عند املعلم وخاصة عند تدريس العلوم االجتماعيـة ، فهـي يئة فهي تسـجل معلومـات يف تعكس صورة صادقة تساعد على تفسري العالقة بني االنسان والب

مكان واحد أمام املتعلمني ، باالضافة اىل الرموز واأللوان لظواهر طبيعية وبشرية يف مكان واحد ، .ميكن يف األخري هلؤالء املتعلمني دراسة عالقة الظواهر فيما بينها

:طة االجتماعیة الخری ـ 2ـ 5

لفاعلة يف مجع وحتليل املعلومات املتعلقة بأفراد اتمـع تعترب اخلريطة االجتماعية أداة من األدوات اوهي من األدوات ذات املردود اجليد يف املراحل األوىل من البحث ألن نتائجها تعترب مدخل ألداة

.) 2( التدرج حسب الثروة

طبيعة املساكن حتدد اخلريطة االجتماعية )األعمار،اجلنس ،عدد أفراد األسرة (السكان

املهن اليت ميارسها األفراد

http:/ameurgue53.maktonbloc.cm بعض املفاهيم اجلغرافية ، : عامر كنبور و حممد جبوري / د -)1(

www.google.fr دليل املمارس التنموي يف تقيم الوضع والتخطيط باملشاركة ، اجلمهورية اليمنية ،_ ) 2(

- - 12

اح ـــــــــالجنـ 3ـ 5

لعل من الصعب العثور على تعريف ملفهوم اجلنوح حييط جبميع جوانبه ويلم بكل عناصـره مد تناول العلماء هذا املفهوم كل من زاوية اهتمامه ومن خالل ميدان نشاطه، فمنهفق. ومركباته

أنه ، إال من عرفه اجتماعيا ومنهم من أعطاه بعدا سيكولوجيا ولرجال القانون وجهة نظر كذلك .قبل استعراض التعريفات املختلفة هلذا املصطلح البد من التطرق لألصل اللغوي

، ، جيـنح حـواشتقاق الكلمة لغويا هو جن .مال للغة العربية ،يف ا"جنح "فأصل كلمة .)1(اإلمث : ، واجلناح بالضم هو جنوحا

ذي يرجـع إىل اللغـة الdelinquency و ترمجة للمصطلح االجنليزيه ماملفهو او هذ .)2(ومعناه يفشل أو يذنبdeliquesce، واملشتق من الفعل deliquntالالتينية

تعترب من حيث جسامتها فوق املخالفة ودون اجلناية ، وهي فعل غري مشروع واجلنحة هي .)3(توافرت فيه نية اإلجرام وتقررت له عقوبة قانونية

فمن الناحية القانونية فإن التعريف الذي يأخذ به الكثريون هو أن اجلناح عبارة عن خـرق .للقاعدة القانونية

احثني املهتمني ذا اال، ومنه ميكن ذكر تعريـف ولذلك يوجد اتفاق بني العديد من الباجلناح يعين خمالفة يقوم ا اجلانح ويعاقب عليها القانون ، كما "الذي يرى أن مفهوم ...كوسن

.)4("يشري إىل أي عمل يقود إىل إحلاق األذى باآلخرين فعل أو نـوع أي "فريى أن اجلنوح من الناحية القانونية هو paul tapan أما بول تابان

أي أن اجلنوح )5("من السلوك أو موقف ميكن أن يعرض على احملكوم ويصدر فيه حكم قضائي .يف القانون حييط بكل ما يرتكبه احلدث من أفعال حيرمها القانون أيا كان تصنيفها

. 119ص، 1983 خمتار القاموس ، الدار العربية للكتاب ، القاهرة،: الظاهر أمحد الزاويـ )1(دراسة عن األسرة املتصدعة وصلتها جبناح األحداث ،املركز القومي للبحوث اجلنائية ، دار املعارف : عويس سيد ـ )2(

. 261،ص 1961القاهرة ، . 409، ص 1987العريب احلديث ، مكتبة الروس ، باريس ، املعجم : اجلر خليلـ )3( . 1975، ص 1995املرجع يف علم النفس احلديث ، دار املعرفة اجلامعية ، مصر، : العيسوي الرمحن عبدـ )4( . 9، ص1990، 2األحداث املنحرفون ، املؤسسة اجلامعية للدراسات اجلامعية والنشر اللبنانية، ط : جعفر حممد عليـ )5(

- - 13

، أو أنه ارتكـاب بأنه الفشل يف أداء الواجب" أما عبد الرمحن العيسوي فيعرف اجلناح وهذا السلوك غالبا ما يكون صادرا عن طفـل ، أو أنه خرق للقانون عند األطفال الصغار، اخلطأ

، إذ يستدعي انتباه احملكمة إليه ، وهذا املفهوم يطلق علـى املخالفـات أقل من مثانية عشرة سنة . )1(" البسيطة اليت يرتكبها الصغار ضد القانون االجتماعي السائد

، أا تتفق على أن اجلناح هو خرق للقانون مـن ة ميكن القولمن خالل التعاريف السابقطرف األطفال الذين ال تتجاوز أعمارهم سن الثامنة عشرة ، وال يقل عن الثالثة عشـرة سـنة ، وبالتايل تكون النتيجة احلتمية هلذه املخالفات هي تطبيق تدابري احلماية وحماولة إصـالح وتقـومي

. نص عليه القانون يف جمال األحداث سلوك هذا الطفل ، وفقا ملاوخلل يف ، عن اضطرابات نفسية اناجت امرضي اشاذ اأما من الناحية النفسية فهو ميثل سلوك

يكون نتيجة لعـدم التعـديل الـالزم يف الـدوافع بوهذا النمو املضطر تكوين األنا ومنوها ،سلوكا ال اجتماعيا يقوم على الصراع ووفقا لذلك يعترب علماء النفس جناح األحداث )2(الفطرية

.النفسي بني الفرد ونفسه وبينه وبني اجلماعة اليت ينتمي إليها اجلناح على أنه اضطراب يف عملية التطبيع االجتماعي حيـث freud كما يعرف فرويد

أي أن فرويد ينظر للجناح على أنه نتـاج للميول واالجتاهات املضادة للمجتمع ، اعتربه تواصالطبيعي لسوء عملية التنشئة االجتماعية لألفراد الذين ينشئون متمردين وثائرين على قـيم اتمـع

.)3(وضوابطه وقوانينه . وعليه فإننا جند تعريفات علماء النفس تنصب على شخصية اجلانح ودوافعه

اجلناح على ومن الناحية االجتماعية يكاد جيمع علماء االجتماع على الذين تناولوا مفهوم من ثقافة اجلماعة اليت ينتمي إليها احلـدث اأن السلوك اجلانح وفقا للمفهوم االجتماعي يعترب جزء

ن هذا السلوك اجلانح يرتبط بدراسة طبيعة العالقات االجتماعية اليت تربط الفـرد إاجلانح ولذلك فن تناولوا موضوع اجلناح جنـد ومن بني الباحثني االجتماعني الذي بأفراد اجلماعة اليت يعيش فيها ،

ال ينشأ نتيجة دوافع وبواعث فردية للخروج عـن قواعـد " اجلناح بأنه روبرت مريتون فيعرف

. 29، ص 1984دار النهضة العربية ،بريوت سيكولوجية اجلنوح، : العيسوي الرمحن عبد ـ )1( .35األحداث املنحرفون ، مرجع سابق ، ص : علي حممد جعفرـ )2(سنطينة جامعة ق ،أطروحة دكتوراه يف علم االجتماع ، األسرة وعالقتها باحنراف احلدث املراهق : فريوز زرارقة ـ )3(

. 38ص ، 2005ـ 2004 : السنة اجلامعية، اجلزائر

- - 14

الضبط االجتماعي ، ولكنه يتشكل نتيجة تعاون كل من النظام االجتماعي وثقافة اتمـع علـى دوافع النفسية ،والسـلوك من خالل هذا التعريف جند أن مريتون قد استبعد ال )1("نشأته وتطوره

.اجلانح عنده هو نتاج لظروف وعوامل اجتماعية حبتةالفعل الذي يقوم به احلدث والذي يتسم مبخالفة "فيعرف اجلناح بأنه kavan أما كافان

، ويؤدي إىل إحلاق األذى والضرر بـالفرد أو مبسـتقبله أو حياتـه يف اتمـع القوانني السائدة .)2(ككل

أن اجلنوح يشمل عوامل اجتماعية ذات صلة بشخصية احلـدث " د خليفة كما يرى أمحواليت تتمثل يف الظروف االجتماعية والعائلية والثقافية وحىت املادية اليت هلا أثر كـبري يف تكـوين

.)3(الشخصية االجتماعية للحدثجلـانح هـو إن معظم التعاريف اليت مت التطرق إليها من هذه الناحية تشري إىل أن السلوك ا

وهو يشكل أمناطا سلوكية منحرفة عـن السـلوكيات انتهاك لقدسية املعايري والقواعد اتمعية ، .احملددة واملتفق عليها من طرف اتمع

الفعل الذي ارتكبه احلـدث صـغري من كل ما سبق ميكن أن نعرف اجلناح إجرائيا بأنه ،الذي لوقام به شخص بالغ افق ومعايري اتمع ،السن نتيجة عامل اجتماعي خمالف للقانون ال يتو

.فحتما سيطبق عليه القانون والعقاب دث ـــــــالحـ 4ـ 5

، حيـث خيتلـف عامال حامسا وضروريا يف عملية حتديد سن احلداثـة ميثل العمر الزمينقـوانني حتديدها من جمتمع إىل آخر ، وقد أعطيت تعاريف كثرية للحدث سواء اليت جاءت يف ال

اخلاصة باألحداث اجلاحنني أو يف قوانني العقوبات واإلجراءات اجلزائية أو تلك الـيت اعتمـدها فأصبحت كل فئة تنظر إليه من زاوية ثقافتها واختصاصها على النحو علماء النفس واالجتماع ،

:التايل

. 27، ص 1974احنراف األحداث ومشكلة التقومي، املكتب املصري احلديث للطباعة والنشر، مصر، : العصره منريـ )1( . 04، ص 1981 ، 2اجلرمية يف اتمع ، مكتبة األجنلو املصرية ، مصر ، ط : عارف حممدـ )2( . 43أثر التفكك العائلي يف جنوح األحداث ، عامل املعرفة ، بريوت ، ص : األمري عبد جعفرـ )3(

- - 15

في الشریعة اإلسالمیة ثالحد ـ 1ـ 4ـ 5

تعاىل المية أن احلدث هو كل شخص مل يبلغ احللم وذلك لقوله األصل يف الشريعة االس) هملن قبم ينأذن الذتا اسوا كمنأذتسفلي لمالح نكملغ الأطفال مإذا ب1( ) و(.

وقد جعل االحتالم حدا فاصال بني مرحليت الطفولة ومرحلة البلـوغ والتكليـف لكـون م دليال على كمال العقل وهو مناط التكليف ، فهو قوة تطرأ على الشخص وتنقلـه مـن االحتال

حالة الطفولة اىل حالة الرجولة وبلوغ احللم يعرف بظهور العالمات الطبيعية لدى املرء فهي عنـد ذا مل تظهر هذه العالمات أو ظهرت علـى إ، و)2(الذكر باالحتالم وعند األنثى باحليض أو احلمل

معيار موضوعي يسـري إىلشكوك فيه ففي هذه احلالة يرى بعض الفقهاء ضرورة اللجوء حنو معلى مجيع األشخاص واحلاالت ، وذلك بتقدير سن حكمي يفترض فيه أن الشخص قد احتلم اذا كان ذكرا ، أي جتاوز مرحلة الطفولة ويسري هذا احلكم أيضا على األنثى وقد اختلف الفقهـاء

.)3(ديد السن الفاصلة بني مرحلة الطفولة ومرحلة البلوغ احلكميفيما بينهم يف حت، أما املالكية وروايـة أليب )4(فهي عند الشافعية وبعض احلنفية ببلوغ سن اخلامسة عشرة

حنيفة فريون أن الشخص يظل حدثا منذ مولده حىت سن الثامنة عشرة ، ما مل تظهر عليه عالمات يوطي اىل أنه ميكن األخذ باملعيارين معا ، فاذا ظهرت عالمـات البلوغ قبل ذلك ويرى االمام الس

البلوغ لدى الشخص يف سن مبكرة ، فانه يظل حدثا وغري مكلف اىل أن يبلـغ سـن اخلامسـة .)5(عشرة

الحدث في اللغة العربیة ـ 2ـ 4ـ 5

حـديث أي الشاب ، فإذا ذكرت السن قلت ، احلدث يف اللغة العربية هو الفتي يف السن ،واألنثى حدثه ،السن ، وهؤالء غلمان حدثان أي أحداث وكل فىت من الناس والدواب حدث

ويقال للغالم القريب السن واملولود حدث ، وحداثة السن كناية الشباب وأول العمر،كذلك هو

. 59اآلية ، سورة النورـ )1( 434م ـــالتشريع اجلنائي االسالمي مقارنا بالقانون الوضعي، دار الكتاب العريب بريوت، رق: عبد القادر عودة ـ )2(

.603ص . 97، ص 1947، القاهرة مطبعة البايب احلليب 2جواهر االكليل يف شرح خمتصر ، اجلزء: سميع اآليب صاحل عبد الـ )3( . 135هجرية ، ص 1380اجلزء الثاين ، القاهرة مطبعة الشعب : االمام الشافعي ـ )4( . 10، ص 2008األحداث يف التشريع اجلزائري ، دار اهلدى اجلزائر : نبيل صقر وصابر مجيلة ـ )5(

- - 16

مجع أحداث من احلداثة عكس القدم ، وخيتلف العلماء يف تعريفهم تبعا الختالفهم يف حتديد سن . )1(التميز ومرحلة بلوغ الرشد

يعرف احلدث يف املفهوم النفسي االجتماعي بأنه الصغري منذ والدته وحىت يتم له النضـج . )2(، وتتكامل له عناصر الرشد واإلدراك االجتماعي والنفسي

الحدث في علم االجتماعـ 3ـ 4ـ 5

ري منذ والدته وحىت يتم له النضـج احلدث أو الطفل يف علم االجتماع بوجه عام هو الصغواذا كان من السهل حسب هذا التعريف حتديد بدايـة .االجتماعي وتتكامل لديه عناصر الرشد

مرحلة الطفولة أو احلداثة اذ أا تبدأ بامليالد غري أن حتديد اية هذه املرحلة ليس بتلك السـهولة ة اليت تنتهي عندها تلك املرحلة أو مبعـىن آخـر وهلذا فان علماء االجتماع اختلفوا يف حتديد الفتر

اختلفوا يف حتديد بداية املرحلة التالية اليت تعقب مرحلة الطفولة ، وهي مرحلة الرشد والنضـوج وهناك من حدد اية مرحلة الطفولة بتمام الثامنة عشر يف حني رأى آخـرون أن . )3(االجتماعي

حىت طور البلوغ بينما يذهب فريق ثالـث اىل أن مفهوم احلدث يظل مالصقا للطفل منذ مولدهمرحلة احلداثة تبدأ من امليالد وحىت سن الرشد ، وحتديد هذه املرحلة خيتلف من ثقافة اىل أخرى ،

. )4(فقد تنتهي عند البلوغ أو الزواج أو يصطلح على حمددة هلا ـ الحدث في علم النفس 4ـ 4ـ 5

تكوين اجلنني يف رحم األم وتنتهي هذه املرحلـة بـالبلوغ احلدث يف علم النفس يبدأ من .)5(اجلنسي الذي ختتلف مظاهره يف الذكر عنه يف األنثى

ومعىن ذلك أن حتديد احلدث يف علم النفس خيتلف من حالة ألخرى ، رغم متاثل أفراد كل ن منهما من حيث السن ، وذلك تبعا لظهور عالمات البلوغ اجلنسي ويترتـب علـى ذلـك أ .الشخص الذي يبلغ سن العشرين من عمره يظل حدثا اذا مل تظهر عليه عالمات البلوغ اجلنسي

. 61 صعة دار الفكر ، بريوت ، مطب قاموس احمليط ،: بادي الفريوزيـ )1(، 1961 ، منشأة املعارف اإلسكندرية، 1يع العريب املقارن ط احنراف األحداث يف التشر :طه أبو اخلري ومنري العصرة ـ )2(

. 61ص . 117،ص 1980هضة املصرية ، األسرة والطفولة ، منشأة الن: زيدان عبد الباقيـ )3( . 21، ص 1978معاملة األحداث جنائيا ، رسالة دكتوراه ، حقوق ، القاهرة : زهران طهـ )4( . 37، ص 1996حقوق الطفل يف القانون املصري ، القاهرة دار النهضة العربية : رسال ن نبيلةـ )5(

- - 17

يف حني يعترب الشخص بالغا وليس حدثا يف مفهوم علم النفس ولو مل يتجاوز العاشرة مـن العمر مادامت عالمات البلوغ اجلنسي قد ظهرت لديه وبذلك ميكن تقسيم مراحل حياة الفرد اىل

: مرحلة التكوين الذايت ، أي مرحلة التركيز على الذات الثانية : راحل رئيسية األوىل هي ثالث ممرحلة النضج النفسي وفيها تتكامل الشخصـية والقـدرات : مرحلة التركيز على الغري ، والثالثة

. )1(النفسية لدى احلدث الذي يكون يف هذه احلالة ، قادرا على التفاعل االجيايب يف اتمع

الحدث في العلوم القانونیة ـ 5ـ 4ـ 5

يعرف القانون احلداثة بأا الفترة احملددة من الصغر واليت تبدأ بسن التميز اليت تنعدم فيهـا املسؤولية اجلنائية ببلوغ السن اليت حددها القانون للرشد واليت يفرض فيها أن احلدث أصبح أهال

، فقد حددت بعض الـدول مثـل يف بعض اتمعات للمسؤولية ، وخيتلف حتديد سن احلدثبريطانيا سن املسؤولية اجلنائية يف البداية لثماين سنوات مث رفعها بعد ذلـك إىل عشـر سـنوات

عاما يعتربونه داخل فئة اجلانح وحياكم يف 17إىل 14وعندما يرتكب احلدث أفعاال احنرافية مابني .حماكمة خاصة باألحداث

ر فقد اجته املشرع إىل عدم حتديد سن أدىن ملرحلة احلداثة مكتفيا يف ذلك اثـر أما يف اجلزائ، والـيت 1953التشريع الفرنسي ومتاشيا مع توصيات احللقة الدراسية اليت عقدت يف القاهرة سنة

دعت إىل عدم حتديد سن أدىن للحداثة حىت ميكن اختاذ اإلجراءات اإلصالحية والوقائية بالنسـبة .)2(حداثجلميع األ

وحدد املشرع اجلزائري هذه الفترة ببلوغ الصغري الثالثة عشرة من عمره ، وعدم امتامه سن من قانون العقوبات ال توقع على القاصر الذي مل يكمـل 49الثامنة عشرة ، حيث جاء يف املادة

.الثالثة عشرة اال تدابري احلماية أو التربية اما لتدابري احلماية أو التربيـة أو لعقوبـات 18اىل 13وخيضع القاصر الذي يبلغ سنه من

.خمففة

. 07، ص 1988دراسات النفسية ، مؤمتر الطفل ، االسكندرية حقوق الطفل يف ضوء ال: العيسوي الرمحن عبد ـ )1(مي للبحوث القو مالئمة إنشاء شرطة لألحداث من الوجهة الشرطية ، منشورات املركز : حممد نيازي حتاتةـ )2(

. 59ص ، 1963القاهرة االجتماعية واجلنائية ،

- - 18

الصغري يف " وعلى ضوء ما تقدم ، فان التعريف القانوين للحدث يف التشريع اجلزائري هو الفترة من بلوغ الثالثة عشر وحىت بلوغه السن اليت حددها القانون للرشد وهي يف تشريع اجلزائري

.ون العقوبات اللبناين مع التشريع اجلزائري يف هذا التعريف ويلتقي قان" مثانية عشرة سنة وعليه يكون املشرع اجلزائري قد ربط تعريف احلدث ببلوغ الشخص سن الثالثـة عشـر وعدم بلوغه سن الثامنة عشرة ، ألنه ببلوغ الشخص سن الثامنة عشر، خيرج فيه مـن مرحلـة

. احلداثة اىل مرحلة املسؤولية اجلزائية الكاملة

ــــــراف االنحـ 5ـ 5

والكلمة déviance هناك تعاريف عديدة لكلمة احنراف فهي مرادفة للكلمة الفرنسية ،)1("كل سلوك يتعدى املعايري املتفق عليها يف جمتمع معني " يقصد بهو devianceاالجنليزية

، delinquanceوجنـوح deviance لذلك مييز بعض العلماء بني مصطلحي احنـراف ، علـى ، لكن ال يصحب بالضرورة باعتداء على قواعد اتمـع فاالحنراف هو سلوك ال سوي

.عكس اجلنوح الذي هو تعدي على قواعد اتمع كل سـلوك يعـارض "Sofia Robinson يف حني جند تعريف لصوفيا روبينسن

ية الفاعل وتقدميه اىل مصلحة اجلماعة يف زمان ومكان معني حمددين بصرف النظر عن كشف هو، يالحظ من خالل هذا التعريف إشارة إىل نقطة هامة هو ربط االحنـراف بزمـان )2("احملكمة

ويعـرف أيضـا فإذا تغري الزمان واملكان فقد يتبدل مفهوم وتصور االحنراف ، ومكان معينني ،يز بدرجة كافيـة مـن انتهاك القواعد اليت تتم"خريي خليل اجلميلي إىل القول بأن االحنراف هو

.)3("اخلروج عن حدود التسامح العام يف اتمع يشري هذا التعريف أن االحنراف هو انتهاك لضوابط ومعايري اتمـع الـذي مت االتفـاق

.واإلمجاع عليها واليت ال ميكن للمجتمع أن يتساهل مع كل خارج عنها

)1( - JAQUES POSTEL : Dictionnaire De Psychiatrie et de psychopathologie clinique ,Paris ,Larousse

,Bordas,1998 , P 147 . 51، ص 1974احنراف األحداث ومشكلة العوامل، املكتب املصري احلديث ، القاهرة ، مصر : منرية عصرةـ )2( .133، ص 1998ديث، مصر السلوك االحنرايف يف اطار التخلف والتقدم، املكتب اجلامعي احل: اجلميلي خليل خرييـ )3(

- - 19

و سلوك يصدر عن شخص ما، من خالل ما سبق ميكن القول أن االحنراف هو كل فعل أحبيث ال يتماشى مع القواعد واملعايري العامة للمجتمع ، ومنه نستنتج أن كل جنوح هو احنـراف

.كذلك إال إذا حدد عقابا له يف القانون حوكل احنراف ليس بالضرورة جنوحا وال يصب

ـ التنشئة االجتماعیة 6ـ 5

معتمد يف قواميس اللغة العربية ومعامجها ومل تـرد إن لفظ التنشئة االجتماعية هو لفظ غري وهي معاين تتضمن النمو واحليـاة وممارسـة جمتمعة حيث ميكن أن جند لفظ تنشأ ونشأ وتنشئة ،

فكلمـة بعض احلركات والعمليات التربوية اليت تعمل يف جمموعها على جعل الصغري ينمو ويكرب،يصبح " اجتماعية "وارتباطها بلفظ ب من اإلدراك ،تنشئة تعين أقام ونشأ الطفل معناه شب وقر"

وذا ميكننا اسـتخالص أن لفـظ التنشـئة .)1(مدلوهلا مقترنا بنمو الفرد يف حالته االجتماعيةوقلما تستخدم يف ميـدان اللغـة االجتماعية من األلفاظ املستحدثة يف ميدان العلوم االجتماعية ،

.العربية بكوـا " G. Rocher اصطالحا يعرفها العامل قي روشـي ة كما أن التنشئة االجتماعي

ثقافـة اجتماعيـة بأو مبعىن آخر هو اكتسا ، )2("اكتساب لنماذج وقيم وطرق تفكري ةصريورقد تكون هذه الصريورة مدى احلياة أو تكون متقطعة تتخللها موجودة يف حميط اجتماعي معني ،

.اخل ...ملهنة والبطالة والتقاعد وتغيري ا فترات حرجة كالدخول عامل الشغل ،التنشئة االجتماعيـة هـي "بأن Claude Dubar وهذا ما يؤكده تعريف كلود دبار

.)3(غري مستمرة من البناء االجتماعي للسلوكات االجتماعية صريورة متقطعة ،هي عملية دف إىل إدماج عناصر الثقافـة يف نسـق " يف حني عرفها حممد سعيد فرج

امليالد داخل األسرة وتستمر يف املدرسة وتتأثر جبماعـة الرفـاق نوهي مستمرة تبدأ مالشخصية

جامعة قسنطينة اجلزائر، 9التنشئة االجتماعية املفهوم واألهداف، جملة العلوم اإلنسانية العدد : خمتار الدين حميـ )1(

. 25، ص 1998-G.ROCHER :Introduction à la sociologie générale ,Montréal 1986 ,p32

)2( .70، ص 2000سيكولوجية العالقات األسرية، دار قباء القاهرة، مصر : حممد بيومي خليل ـ )3(

- - 20

ونسق املهنة ومن مث تستمر عملية التنشئة باتساع دائرة أنساق التفاعل وهي تسعى لتحقيق التكامل .)1("والتوحد مع العناصر الثقافية واالجتماعية

شئة االجتماعية من وجهـة نظـر بعـض التن ممن خالل هذه التعاريف نستنتج أن مفهو، حيث يتعرف الفرد علـى العلماء تركز على التعلم االجتماعي وجتاربه يف خمتلف مراحل احلياة

ويتصرف وفق األطر اليت يفرضها اتمع القيم واملعايري ،التنشئة االجتماعية من وجهـة نظـر بعـض ممن خالل هذه التعاريف نستنتج أن مفهو

، حيث يتعرف الفرد علـى ز على التعلم االجتماعي وجتاربه يف خمتلف مراحل احلياةالعلماء ترك . ويتصرف وفق األطر اليت يفرضها اتمع القيم واملعايري،

الدراسات السابقةـ 6

إن أي علم من العلوم يتميز بالطابع التراكمي ، فالباحث يبدأ من حيث ينتهي اآلخرون ، غي على كل باحث االطالع على ما كتب وتوصل إليه العلم يف جمـال حبثـه ويف هذا اإلطار ينب

خاصة يف التخصصات اليت هلا عالقة ذا البحث بصفة عامة ، لـذلك يعتـرب االطـالع علـى الدراسات السابقة وخاصة اليت متت بصلة مباشرة أو غري مباشرة مبشكلة أو مبوضوع الدراسة من

، و ما هـي األدوات الـيت أعمال اآلخرين كيف صممت حبوثهم اخلطوات اهلامة ، إذ نتعلم من؟ وما هي الصعوبات واألخطاء لكي نتجنبها ؟ ايستخدمو.

مث ما هي النتائج اليت توصلت إليها تلك الدراسات السابقة واليت يستعني ا الباحـث يف . )2(تفسري ومقارنة نتائجه معها

:ف عدة أهداف أساسية هي وهنا ميكن القول أن هذه املرحلة تستهد

.21، ص 2002 مصر التنشئة االجتماعية ومسات الشخصية، دار الثقافة العلمية ، االسكندرية ،: حممد سعيد فرجـ )1(، 2004ر ـــجنا األحداث يف اتمع اليمين ، معهد البحوث والدراسات العربية، مص: عبد العزيز غالب ناجيـ )2(

.46ص

- - 21

.التعرف على مناهج وأدوات تلك الدراسات اليت أجريت يف جمال جنوح األحداث - .التعرف على النتائج اليت تعد مبثابة فروض قد تكون حباجة إىل اختبار وحتقق -ـ ـاالستفادة من بعض اخلصوصيات الثقافية والتارخيية اليت هلا عالق - رة بنتـائج ـة كبي

، وحنن نتطرق هلذه الدراسات للتدليل على اخلصائص والسمات املشتركة بني الظـواهر الدراسة .االجتماعية رغم اختالفها يف الزمان واملكان

ـ الدراسات الغربیة 3ـ 6 ـ دور التطور والحراك االجتماعي في انحراف األحداث 1ـ 3ـ 6

1970سـنة )H..Malewska )1ا من طـرف وقد مت إجراء هذه الدراسة يف بولوني وكان اهلدف منها معرفة تأثري التطور واحلراك االجتماعي يف احنراف الشباب وذلك من خـالل

واجلغرافية لالحنراف حسب مستويات وأشكال تطور املنطـق واجلهـات ةدراسة التغريات احملليحياة جمموعة من الشـباب املنحـرفني مع القيام بتحليل نفسي اجتماعي وثقايف لتاريخ ةاجلغرافي

.ومقارنتها مبجموعات ضابطة غري منحرفة ، ويتوزع أفراد العينة بني املناطق الراقية والفقرية وقد اتبع الباحث املنهج اإلحصائي عن طريق القيام بعدة إحصائيات حول الظاهرة والتأكد

.من مدى انتشار ها يف املناطق املدروسةنة عشوائية من ضمن األحداث املنحرفني لتكوين عينة من أربعة أفـواج وقد مت اختيار عي

وحتتوي ) سنة 24ـ 18( و) سنة 17ـ 14( ما بني الذكور واإلناث تتراوح أعمارهم ما بني .منحرف يف كل منطقة من مناطق الدراسة ) شاب 200( العينة على

)1( - H MALEWSKA : L’analyse psychosociologiques de l’influence de la modalité sur la délinquance juvénile, annales de vaucresson. N°05. 1967.

- - 22

ع اجلنحة وأهم األدوات الـيت وقد مت حتليل نتائج كل فوج مت تقسيم كل فوج حسب نواستعملت يف البحث كانت عبارة عن إجراء مقابالت معمقة مع هـؤالء األحـداث املنحـرفني

:وأوليائهم من أجل التأكد من عدة فرضيات وضعت يف البحث وهي على النحو التايل .ـ هل ميكن إثبات االرتباط بني مستوى التطور واالحنراف 1تطبيق هذا االرتباط على كل ى مستوى التطور واالحنراف وما مدـ يوجد ارتباط بني 2

.أنواع االحنرافات إثبات أن اتمعات املتطورة ىـ هل أن دراسة اخلصائص الشخصية والعائلية قادرة عل 3

.أكثر هي اليت يكون فيها االحنراف أكثر .ـ ما هي امليكانيزمات والعوامل اليت تفسر االحنراف 4

ت النتائج املتوصل إليها متوافقة نوعا ما مع الفرضيات إذ يالحظ أن احتمال ظهـور وكان .االحنراف يكون يف العائالت اليت يكون فيها احلراك االجتماعي أكثر

وان احتمال االحنراف يكون أكثر ملا يكون هذا احلراك والتغري حديث العهـد ألن تغـري .اد واجتاهام اتمع يؤثر دائما يف تغري سلوك األفر

يف جنوح األحداث باعتبار أن التغري ضرورة حتمية امسامه اليعترب احلراك االجتماعي عامعليه فان تغري وحراك اتمع هـو ىالبد منها ومبا أن الفرد تابع للمجتمع ألن اتمع يعلو وال يعل

راد التكيف من أجل مسايرة تغري يف سلوك األفراد ن ألن طبيعة احلياة االجتماعية تفرض على األفاحلياة بطريقة طبيعية إال أن عملية التكيف االجتماعي السوي ال بد وأن تكون مصحوبة بقـدرة

ومبا أن املراهق حيتاج إىل الرعاية النفسية مـن ،الفرد على التكيف وفقا لقوانني وأعراف اتمع التغري واحلراك االجتمـاعي بـدون طرف أسرته وجمتمعه لكي جيتاز عملية التكيف ملواكبة عملية .التمرد على قيم وعادات اتمع وليحمي نفسه من االحنراف

لقد أفادت هذه الدراسة يف التعرف على مدى تأثري التطور واحلراك االجتماعي يف احنراف واجلغرافية ، والذي يفيد دراستنا يف الكشف عـن ةالشباب وذلك من خالل دراسة التغريات احمللي

.لعالقة بني طبيعة املوطن اجلغرايف وارتفاع نسبة اجلنوح ا

- - 23

ـ عوامل الجنوح في مدینة لندن 2ـ 3ـ 6

حول احلدث )Cyrilburt)1من طرف 1961أجريت هذه الدراسة يف مدينة لندن سنة اجلانح واستغرقت هذه الدراسة مدة عشر سنوات وكان هدفها الكشف عـن عوامـل اجلنـوح

:خطة لعالجه وصاغ فرضية حبثه على النحو التايل ووضع أ ـ إن عوامل اجلنوح متعددة منها البيولوجية واالجتماعية والنفسية وهي عوامل متفاعلة

من ) حالة من الذكور واإلناث 200( وقد تألفت عينة البحث من . ويف حالة ديناميكية متكاملة العناية بالطفولة واألحداث واستخدم الباحث منهج الذين أحيلوا إىل حمكمة األحداث واىل هيئات

دراسة احلالة حيث اهتم مباضي وحاضر ومستقبل احلدث وانتقى املعلومات من مصادر عديدة هي . تاآلباء واألمهات وأصحاب العمل واملؤسسات واحملكمة والنوادي واملستشفيا

عددة إال أن هناك عوامل رئيسيـة اليت توصل إليها هي أن عوامل اجلنوح مت جب ـ النتائ Major factars وعوامل صغرى.

الظروف البيئية والرفاق وعدم االستقرار العاطفي والظروف الداخلية ةج ـ ومن العوامل الرئيسي .يف البيت حددها بالفقر والعالقات العائلية الناقصة والتربية اخلاطئة والبيت الفاسد

سة أن التربية اخلاطئة بني أسر اجلاحنني مخسة أضعافها عنـد وقد تبني من خالل هذه الدراأسر غري جاحنني ، وتضمنت التربية اخلاطئة الالمباالة والتربية اللينة أو القاسية وعدم االتفاق على تربية الطفل، كما توصل أيضا إىل أن الفقر أكثر تأثريا من اموعة التجريبية من تأثريه يف اموعة

هذا مع أن البيـوت ،أن تأثريه يف الذكور أكثر من تأثريه يف اإلناث يف كلتا اموعتني الضابطة والفاسدة أكثر انتشارا بني أسر اجلاحنني بالنسبة إىل أسر غري اجلاحنني إال أن تأثريها يف إناث اموعة

الضابطة أكثر بقليل التجريبية أكثر من تأثريها يف ذكور اموعة نفسها وتأثريها يف ذكور اموعة .من تأثرها يف اإلناث

ومن خالل نتائج هذه الدراسة نالحظ وجود مجلة من العوامل تؤدي متجمعة إىل اجلنـوح وان اختلف دور كل منها حسب تأثريه حيث قسم الباحث العوامل املؤدية للجنوح إىل عوامـل

والرفاق وعـدم االسـتقرار رئيسية كربى وأخرى صغرى ومن العوامل الرئيسة الظروف البيئيةالعاطفي والظروف الداخلية يف البيت ، إذن فاجلنوح هو نتاج مجلة من العوامل وان اختلف تـأثري

)1( - CYRILBURT : the young delinquent, ( London university of London press 1961 ).

- - 24

أحدها عن اآلخر إال أا تعمل جمتمعة يف إنتاج ظاهرة اجلنوح وهذا ما سنحاول التأكد منـه يف .دراستنا ملعرفة مدى تطابق هذه النتائج مع دراستنا

ـ دور الضبط االجتماعي في جنوح األحداث 3ـ 3ـ 6

MARC LE BLANC وهي دراسة قام ا مارك لبالمن جامعة مريال بكندا سـنة )1(

وكان اهلدف منها حماولة إثبات أن االحنراف الشباب راجع إىل عدم وجود ضبط وتعديل 1987 .جيد للسلوك االجتماعي لألحداث

لإلجابة على أسئلة استمارة عن االحنرافـات ) مراهقا 370( ونة من ومت اختيار عينة مكمـابني ) سنة 16ـ 12(والنشاطات اليت يقوم ا األحداث ، وتتراوح أعمار أفراد العينة ما بني

سربالذكور واإلناث وقد مت اختيارهم بطريقة عشوائية من املدارس العمومية واخلاصة وقام مركز سؤاال 28جبمع االستمارات ومت قياس االحنراف باستمارة حتتوي على Monrealeاآلراء جبامعة

: فرعية وخضع حتليل املعطيات للمراحل التالية وعدة أسئلة . أ ـ دارسة االرتباطات الداخلية بني خمتلف متغريات نفس احملور

. ب ـ مت دراسة ارتباط هذه املتغريات مع االحنرافالضـبط تلفهم االرتباط بني اجلنـوح وعمليـا ) املقارنة السببية منهج( واتبع الباحث

.االجتماعي :ووضع الباحث عدة فرضيات خمتلفة على النحو التايل

:ـ دراسة الروابط االجتماعية . ـ االتصال العائلي1 .ـ االرتباط باألولياء 2 .ـ احترام األساتذة 3 .ـ احترام األشخاص أصحاب السلطة 4 .ترام الرفقاء املنحرفني ـ اح 5

)1( - MARC LE BLANC : une théorie intégrative de la regrattière de la délinquance annales de Vaucresson 1983, N°20 .

- - 25

ومن النتائج املتوصل إليها من خالل البحث هي أن سلوك اجلانح ينـتج عـن نقـص يف الروابط ( ميكانيزمات الضبط االجتماعي ويرجع االحنراف إىل تلك الروابط اليت تعقد مع اتمع

الذي جيعل تقبـل مع األشخاص وعدم االنضباط الكايف مع املؤسسات االجتماعية األمر ) اهلشة . ضغوطات احلياة أمر صعب

هذا مع أن الروابط الصلبة مع أي جمتمع باإلضافة إىل النمو النفسي الطبيعي جيعل احلـدث االجتماعية وبالتايل حتميه من االحنـراف ، وجتعلـه يـؤدي دوره تقادرا على حتمل الضغوطا

. االجتماعي كمراهق ناجح ومن خالل نتائج الدراسة نرى مدى أمهية عامل الضبط االجتمـاعي يف جتنـب احلـدث الوقوع يف االحنراف ، فاألحداث الذين يعانون من نقص يف ميكانيزمات الضبط االجتماعي غـري

وهذا يعود بطبيعة احلال إىل قادرين على عقد عالقات اجتماعية صحيحة وخاضعة لقوانني اتمع إمهال األسرة لدورها يف مساعدة املراهق يف الوصول إىل النمو النفسي الطبيعي الذي ميكنـه مـن اخلروج من القوقعة داخل مجاعته األولية هي األسرة إىل اجلماعة الثانوية وهي اتمع مما يعطيـه

تقود إىل االحنراف ونالحظ مدى تأكيـد الصالبة والقدرة على حتمل املشاكل االجتماعية اليت قد . الباحث على أمهية هذا العامل يف جنوح األحداث

ـ الدراسات العربیة 1ـ 6

سیكولوجیة االنحراف والجنوح والجریمةـ 1ـ 1ـ 6

ومتت هـذه ، 1999سنة " عبد الرمحن العيسوي " لقد أجريت هذه الدراسة من طرف تلميذ مـن 200من األحداث اجلاحنني ، ومنها 110شابا ، منها 320ا الدراسة على عينة عدده

ومتحورت إشكالية الدراسة حول ما هي ظروف األحداث اجلاحنني يف اتمـع املدارس الثانوية ،؟ ما هي العوامل الـيت االسكندري ومشكالم وعالقتهم باآلباء واألمهات واإلخوة واألخوات

هل عامل الفقـر ما مدى تأثري البيوت احملطمة يف حدوث اجلنوح ؟ ؟تكمن وراء فشلهم الدراسي .سببا من أسباب اجلنوح ؟

:وقد توصلت نتائج هذه الدراسة إىل ما يلي .أن معظم آباء اجلاحنني من أرباب املهن الطبقة االجتماعية الدنيا ـأ

- - 26

.اد وضيق السكن ينحدر األحداث اجلاحنني من أسر تتميز بالعدد الكبري من األفر ـب أن معظم آبا اجلاحنني متقدمون يف السن ، ويعيشون حتت ظروف أسرية سيئة حيث ـج هذه األسر من حاالت الطالق واالنفصال أو وفاة أحـد الوالـدين أو زواج أحـد تعاين معظم

.الطرفني من شخص آخر .أن معظم األحداث يعانون من بعض األمراض اجلسمية والنفسيةـ د

أن دخل أسر األحداث ليس منخفضا لدرجة احلرمان وميكن القول أنـه دخـل ـهـ .معقول

هناك جمموعة من العوامل سامهت يف الفشل الدراسي لألحداث من بينها اهلروب من ـو .)1(البيت والتسرب املدرسي، ورفقاء السوء واحلاجة املادية والتفكك األسري

دراسة تبني أن هناك جمموعة من العوامل قد تكون من خالل النتائج اليت توصلت هلا هذه الاملسئولة عن احنراف األحداث ، أمهها احلالة االقتصادية واالجتماعية والعاطفية السـائدة داخـل األسرة وخاصة منها ما يتعلق مبتابعة ومراقبة الوالدين والرعاية النفسية، وما جعـل نتـائج هـذه

د الباحث على تطبيق االستمارات تطبيقا فرديا عل كل الدراسة أكثر صدقا وموضوعية هو اعتما، حيث مت من خالهلا إجراء مقابالت فردية وحبث احلالة االجتماعيـة لكـل فرد من أفراد العينة

.واحد منهم إن هذه الدراسة كشفت عن جمموعة من العوامل اليت تدفع باألحداث للجنوح ، وهذا ما

.وكشف األسباب الكامنة وراءه حتاول الدراسة احلالية البحث عنه جناح األحداث في الطبقة العامةـ 2ـ 1ـ 6

وكان اهلدف من 1991يف مصر سنة " حممد علي حمسن"مت إجراء هذه الدراسة من طرف ورائها هو الربط بني معدالت اجلناح واملنطقة ، فإذا ثبت أن معدالت اجلناح ختتلف من منطقـة

م نظرية االنتشار الثقايف وبالتايل ينعدم تأثري الطبقة االجتماعية علـى ألخرى فان ذلك يؤكد ويدع .اجلناح ، أما إذا تبني أن تباين معدالت اجلناح يعود إىل الطبقة االجتماعية وليس للمنطقة

. 2001االحنراف واجلنوح واجلرمية ، دار الراتب اجلامعية ،بريوت سيكولوجية : عبد الرمحن العيسويـ )1(

- - 27

وقد سعت الدارسة إىل حتليل تأثري كل من الطبقة االجتماعية ومنط التعليم املدرسي والبيئة ط التعليم املدرسي والبيئي يعد متغريا مستقال بينما اجلناح بالنسبة لكل منـهم فكل من الطبقة ومن

.على حدة يعد متغريا تابعا :ويف ضوء تلك املتغريات املستقلة والتابعة وضعت فروض الدراسة كالتايل

.ال يوجد اختالف بني الطبقات االجتماعية يف معدالت جناح األحداث ـ 1 .بني أمناط التعليم املدرسي يف معدالت جناح األحداثال يوجد اختالف ـ 2ومستويات الذكاء املنخفضة ةال يوجد اختالف بني األولياء ذوي القدرات األكادمييـ 3

. )1(يف معدالت اجلناحملعيـار وقد استندت الدراسة على مقياس Registrar-General ذي الطبقات اخلمس طبقا

عليها حتـل لي لعينة الدراسة ، خاصة مهنة األب ، فإذا تعذر احلصواملهنة ، لتحديد الوضع الطبق .حملها مهنة األم

، وقد سعت الدراسة أيضا إىل أن تكون عينة الدراسة متوازية حبيث تشمل أربعة منـاطق فيهـا تعـيش ية متثل الطبقة العاملة مث منطقـتني املنطقة األوىل متثل الطبقة الوسطى، والطبقة الثان

ة الوسطى واألخرى تغلـب عليهـا ـتان الوسطى والعاملة لكن إحدامها تغلب عليها الطبقالطبق .الطبقة العاملة

وكان من أهم النتائج املتحصل عليها هي وجود عالقة عكسية بني الطبقة االجتماعية وبني ماعيـة العنف واإلضرار باملمتلكات مث السرقة وسوء السلوك عموما ، كما تبني أن الطبقات االجت

أكثر املتغريات ارتباطا مبعدالت اجلناح الرمسية مث يليها منط التعليم املدرسي ، وهذا يعين أن جناح .الطبقة العاملة يفوق معدالت اجلنوح يف الطبقة الوسطى

:أثر التفكك العائلي يف جنوح األحداث – 3- 6-1 ، 1980العـراق سـنة يف " عبد األمري جعفر الياسني " أجريت هذه الدراسة من طرف

من مدرسة 40حدثا مت اختيارهم بطريقة عشوائية ، 60شخصا ، منها 120على عينة قوامها تلميذا ، 60لذكور فقط ، ومن املدرسة االصالحية ، وقد اقتصرت على ا 20الفتيان اجلاحنني ،

: حورت اشكالية الدراسة يف التساؤل التايل وقد مت ئلي اىل جنوح األحداث ؟هل يؤدي التفكك العا -

. 1996دار املعرفة اجلامعية ، اإلسكندرية ، السلوك اإلحنرايف ،: حممد اجلوهريـ )1(

- - 28

: وقد توصلت هذه الدراسة اىل مايلي هناك عالقة بني فئات العمر وحاالت اجلنوح ، أي كلما ارتفعـت الفئـات العمريـة -

18 – 16تقع بني % 53. 33ارتفعت معها نسبة اجلنوح ، حيث أن أكرب نسبة من اجلاحنني .سنة

.من اجلاحنني كانوا من األميني % 45أن - .أن السرقة هي أكثر اجلرائم انتشارا ، وأن أكثر املسروقات هي النقود -تربية اخلاطئة وحاالت اجلنوح ، من حيث القسوة الكما توجد عالقة طردية بني اساليب -

.يف املعاملة وعدم االهتمام ام العائلي بني الوالـدين وحـاالت ـة بني حاالت اخلصـه توجد عالقـتبني أيضا ان -

.عائالت اجلاحنني كان يقع بينهم اخلصام من % 36. 67هرت النتائج أن ظنوح ، حيث أاجلأظهرت نتائج الدراسة أيضا أن نسبة الطالق عند أسر اجلاحنني أكثر بالنسبة ألسر الغري -

اجلاحنني ، وأن آباء وأمهات اجلاحنني أكثر ميال حنو الزواج بعد الطالق من آباء وأمهـات غـري . اجلاحنني

من آبـاء % 05من آباء اجلاحنني هجروا أسرهم ، مقابل % 18. 33تبني أيضا أن - .غري اجلاحنني

مدى تأثري العوامل االجتماعية واالقتصادية على جنوح األحداث عنكشفت هذه الدراسة : وذلك من خالل مايلي

.منط العالقات االجتماعية واألسرية السائدة داخل األسرة - .زها على املنطقة اجلغرافية وموقع نوع املسكن تركي - .املستوى املعيشي ألسر اجلاحنني -

سة أغفلت اجلوانب النفسية والعوامل البيولوجية الوراثيـة يف تفسـريها ااال أن هذه الدر .لظاهرة تشكيل اجلنوح

- - 29

ـ األحــداث الجانحـــون 4ـ 1ـ 6

وهي دراسـة 1975يف لبنان سنة " حجازي مصطفى " أجريت هذه الدراسة من طرف : نظرية ميدانية تتألف من احملاور التالية

يعرض مناذج من النظريات احلديثة يف دراسة االحنراف من الناحية النفسـية : نظري ـ 1 .واالجتماعية

حاول الباحث رسم مالمح اإلطار االجتماعي لظاهرة احنراف األحداث يف لبنـان ـ 2لك سبيال علميا يتلخص يف التحليل النقدي لإلحصائيات املتوفرة عن األحداث مث قام وانتهج يف ذ

.باستجواب للعاملني يف ميدان رعاية وتأهيل األحداث اجلاحننيملختلف فئات اجلاحنني من حيث خصائصهم الشخصية وديناميتـهم ةدراسة عيادي ـ 3

.النفسية ونوعية السلوك اجلانح لديهم التقسيم باستعراض اخلصائص األساسية للحدث اجلانح يف لبنان وهي خصائص وانتهى هذا

.تنطبق على نظريه يف العامل العريب إىل حد بعيد ، مث من أجل عرض الوقائع احلية) األنثروبولوجي ( واتبع الباحث منهجا قربيا من املنهج

اليت حصل عليهـا مـن ، فاستعرض يف البداية آخر اإلحصائيات يحاول تفسريها بشكل دينامالستينات حىت تاريخ إجراء البحث مث استعرض معطيات استمارة طبقهـا علـى االختصاصـني

.العاملني يف امليدان مباشرة وبشكل يومي وهو يرى أن هؤالء األطفال يقومون بأعمال منتجة و انتفاعية وخمالفة للقانون بعض الشيء

فات اجلاحنة بشكل صريح وتتراوح أعمـار هـؤالء مث يدرجون يف االحنراف فيصلون إىل التصرمث ينخرطون يف االحنراف ويفرض األقوياء منهم مكانتـهم يف ) سنة 15 ـ 13(األحداث ما بني

وتقل النسبة تدرجييا كلمـا تقـدم ) سنة 18 ـ 17(الوسط اجلانح ويصبحون رؤساء عصابات 90إىل 70( األفعال اجلاحنة مـا بـني السن، وحتتل نسبة السرقات البسيطة نسبة عالية جدا من

من اموع الكلي تبعا ملختلف التقديرات وهناك فئة أخرى تم بتهريب التبـغ وبعـض ) باملئةالتصرفات املشاة اليت تؤدي إىل الكسب السريع واألفعال اجلنسية املنافية لألخالق وجنيات القتل

- - 30

عملية تطور للتدرج يف اجلناح حىت الوصـول إىل إىل أا أقل بكثري من السابقة ويالحظ أن هناك . )1(درجة االحتراف

خ االحنراف على مستوى يىل عدم ترسسهولة إصالح اجلاحنني يف لبنان وإومتيل الدراسة إىل البنية الشخصية فهم ال زالوا قابلني للسلطة املتفهمة كما أن درجة االنتماء االجتماعي األسري ال

.األحباث العيادية هذا الرأي إىل حد بعيد ، وتؤكد زالت كبريةأننا أمام ظاهرة احنراف ذات طابع اجتماعي أساسي ينبـع تكما تؤكد كثري من االجيابيا

من انعدام الرعاية واحلماية للطفولة وعدم توفر الظروف والتوجيهات بل التجهيـزات املناسـبة تضح من النتائج املتحصل عليها أن نسبة لتتمكن من التكيف املهين واملدرسي واالجتماعي ، وقد ا

الذين يرجع احنرافهم إىل حاالت املرض النفسي أو العقلي الصريح تظل ضـئيلة 50%املنحرفني من جمموع احلاالت ويتطابق هذا الرقم إمجاال مع املعطيات اإلحصائية يف البلـدان جدا ال تتجاوز

.األخرى ه أو خصائصه اليت يتصف ا اجلانح احلدث يفوقد أشار الباحث عدة مرات إىل أن نتائج

احلالية سوف تتحقق أو تنفـي ةلبنان كثرية الشبه خبصائص األحداث يف األقطار العربية والدراس .هذه املقارنة

ـ الصورة الجماعیة للجنوح 5ـ 1ـ 6

هذه وكان هدف 1990يف القاهرة سنة " زكريا إبراهيم " أجريت هذه الدراسة من طرف الدراسة هو معرفة الصورة اجلماعية للجناح يف مدينة القاهرة ، تلك الصورة اليت تتضـمن نسـبة مرتفعة مما يرتكب من أفعال جاحنة يتسع نطاقها يف خمتلف اتمعات كما أا حماولة لفهم العصابة

إلجرامية ومهزة وصـل اجلاحنة اليت تأثر تأثريا مباشرا على أعضائها حيث تعد بداية الطريق للحياة ا .بني املبتدئني يف عامل اإلجرام وهي دراسة وصفية

:ويضم اإلطار التصوري هلذه الدراسة عنصرين

. 1975، بريوت 2األحداث اجلاحنون ، دراسة ميدانية ، نفسية اجتماعية ، دار الطليعة ، ط : مصطفى حجازيـ )1(

- - 31

ـ ؤهحيـوي بنا ) مجاعـة ( النظر إىل عصابة النشل على أا نسق اجتمـاعي ـ 1 ا ــها ، كما حيمـل االجتماعي القواعد واملعايري اليت حتدد صور التفاعل ا والضوابط االجتماعية في

ا الوظيفي من النشاطات ما حيقق مواجهة احلاجات االجتماعية ألعضائها وما يعمـل علـى ءهأدا .استمرار بقائها

النظر إىل النشل على أنه نسق سلوكي حيوي عناصر سلوكية متجانسة كما حيـوي ـ 2ـ رد مجـع لألعمـال من مظاهر السلوك ما هو عام بني فئة النشالني والنشل ذا التصور ليس جم

اإلجرامية الفردية اليت يقوم ا الفرد، بل هو وحدة متكاملة حتوي إىل جانب النسـق السـلوكي ـ هوالروح اجلماعية بني أعضائه ، وأساليبه، ومراحله ولغتـه ، وتقسـيماته الوظيفيـة وتدرجيات

. )1(االجتماعيةاملستوى الثاين للوصـف وقد التزمت الدراسة بالصدق الواقعي للوصف منتهجة يف ذلك

وهو وصف السلوك الشائع بني عدد حمدد من األفراد يف منطقة حمددة خالل فترة من الزمن وقـد .استخدم الباحث املنهج الوصفي يف وصف ودراسة الصورة اجلماعية للجناح

ومن النتائج املتوصل إليها هي أن الدراسة أكدت على دور مشكلة التكيـف يف انتـهاج فتقدم سلوك اجلانح كحل هلذه املشكلة فالعصابة تقوم بوظائف حلل مشكالت التكيف ،احلدث لل

وتعمق من إحساسهم باالنتماء إىل مجاعـة ألحداث الطمأنينة و اليت يفقدها بعضهم يف مرتله ،للويئ هلم مصادر اإلحساس بالتعاطف فالعصابة تساندهم و تقف إىل جانبهم يف وقت األزمات ،

.حنة متثل أحد احللول املطروحة حلل مشكلة التكيف كثقافة جالقد أثبتت نتائج هذه الدراسة أمهية مجاعة الرفاق يف عملية التكيف لدى احلدث اجلـانح

دها يف أسرته نتيجة عـدم إحساسـه بـالتكيف ـوذلك بإعطائه اإلحساس بالطمأنينة واليت يفقيت تسانده وتقف معه يف األزمات فينسـاق فيحس احلدث باالنتماء إىل هذه اجلماعة ال األسري ،

إىل السلوك اجلانح حتت تأثري هذه اجلماعة أو العصابة بتصرفام اجلاحنة نتيجة الندماج االجتماعي .، وهذا العامل من ضمن العوامل املؤدية للجنوح يف جمتمع الدراسة احلالية ضمنهم

. 1990الصورة اجلماعية للجناح ، مكتبة األجنلو مصرية ، القاهرة ، : زكريا ابراهيم ـ )1(

- - 32

ـ الدراسات الجزائریة 2ـ 6

اث في الجزائر عواملھا ونتائجھامشكلة انحراف األحدـ 1ـ 2ـ 6

حمي الدين " من طرف 1984أجريت هذه الدراسة على احنراف األحداث يف اجلزائر سنة وهي دراسة ميدانية يف مركز إعادة التربية يف مدينيت عنابة وقسنطينة ، وقد اتبع الباحـث " خمتار جمموعتني اجتماعيتني خمتلفتني يف السلوك ، حيـث متـت ، ملقارنة) املنهج السبيب املقارن ( فيها

املقارنة بني جمموعة ارتكبت أفعاال احنرافية مع جمموعة أخرى مل ترتكب تلك األفعـال ، وذلـك حماولة من الباحث ملعرفة العالقة املمكنة بني السبب والنتيجة مبالحظة تتـابع بعـض األحـداث

.ية املمكنة والبحث يف البيانات عن العوامل السببوقد اختار الباحث عينة عشوائية من مركز إعادة التربية يف عنابة وقسنطينة ، باإلضافة إىل

إىل املدرسة من ءواعينة عشوائية ثانية من تالميذ املرحلة املتوسطة مبدينة قسنطينة ، وهم تالميذ جا .راد اموعة األوىل فأحياء شبيهة باألحياء اليت جاء منها أ

وكانـت أهـم ) حدثا عاديـا 130( و) حدثا منحرفا 130( بلغ عدد أفراد العينة وقد سؤال رئيسا مفتوحا 74األدوات املستخدمة مجع البيانات من امليدان هي االستمارة واليت تضمنت

سؤال رئيسيا موجهة لألحداث 54استمارة ثانية احتوت ،ومغلقا موجهة إىل األحداث املنحرفني .العادين

:قد قام الباحث بوضع هذه األسئلة باختبار الفرضيتني التاليتنيوإن احنراف األحداث يف اجلزائر هو نتيجة لعدم اإلشباع الكايف والسوي للحاجـات ـ 1

.املادية واحلاجات النفسية االجتماعية للفردي على إن احنراف األحداث يف اجلزائر هو نتيجة لعدم فعالية الضبط الرمسي وغري الرمسـ 2

.احلدث إىل احلد الذي جيعله واعيا مبدى القبول االجتماعي ألفعاله :ومن النتائج املتحصل عليها هي

) سنة 18 ـ 15( أن نسبة االحنراف ترتفع عند األحداث الذين تتراوح أعمارهم ما بني رها تعـيش يف عة املنحرفة أسيف االحنراف، كما أن ثلثي اموما ها راكما أن للموطن األصلي دو

قصديرية أو من الطوب ومقابل كل أسرة للمنحرفني تعيش يف شقة توجد أسرتان لألسوياء بيوت

- - 33

ن نسـبة األميـة إوظيفيا مع مزيد من القابلية لالحنراف ، حيث اوهذا يعين كون املسكن مترابط .مرتفعة جدا يف آباء وأمهات املنحرفني

، وإمنـا اا مؤشرا من مؤشرات االحنـراف وقد كشفت الدراسة أن مهنة األب ليست بذأي من مهنة الزراعة إىل الصناعة، هي يف الغالب عامل مسـاهم يف ، االنتقال من مهنة إىل أخرى

.حدوث االحنراف وقد توصل الباحث إىل أن مهن آباء وأمهات األحداث عموما مهن بسيطة تتـوزع بـني

عموم فان الباحث قد أكد يف اخلتام علـى أن هنـاك األعمال الزراعية والصناعية العادية وعلى ال :نزعات قوية يف هذا اال تتجه حنو

املنشأ االيكولوجي مييل إىل الزراعة لدى جمموعة األحداث املنحرفني ، أي أن أسرهم ـ 1ن ، كذلك املسـتوى من خالل مكان امليالد ، نوع املسك هاجرت إىل املدينة ، ويبدو هذا العامل

.ي التعليم اموعة املنحرفة تنحصر يف نياليت يقوم ا اآلباء لدى اموعت) املهن ( إن األعمال ـ 2

األعمال الزراعية يف الغالب واخلدمات العادية مما يشري إىل أن مستوى الدخل ضعيف وال يكفـي .لتغطية متطلبات وحاجيات احلياة اليومية

ع املادي واملعنوي حلاجيات احلـدث جيعلـه لقد توصلت هذه الدراسة إىل أن عدم اإلشباينحرف عن قيم ومعايري اتمع فاملهن اليت ميارسها أولياء األحداث هي مهن بسيطة وذات دخـل ضعيف ال ميكنهم من تلبية خمتلف متطلبات أبنائهم مع أن معظمهم ذا أصل ريفي هاجر إىل املدينة

، إذن سر الختالف احلياة يف الريف عن املدينةمما جيعل من مسألة التكيف أمر صعب لدى هذه األفعامل اهلجرة واختالف املوطن وضعف املستوى االقتصادي من أهم العوامل املؤثرة يف جنـوح

. )1(األحداث يف هذه الدراسةومن خالل النتائج املتحصل عليها يف هذه الدراسة سنعمل على معرفة مدى التقارب بـبني

.صل عليها يف دراستنا نتائجها والنتائج املتح

ة يف مركز إعادة التربية يف مشكلة احنراف األحداث يف اجلزائر عواملها ونتائجها ، دراسة ميداني: حمي الدين خمتار ـ )1( .1985 ـ 1984امعية وقسنطينة ، رسالة ماجستري ، جامعة قسنطينة ، السنة اجل عنابة

- - 34

النفسیة واالجتماعیة على الشباباألحیاء غیر المخططة وانعكاساتھا ـ 2ـ 2ـ 6

مـن طـرف 1982أجريت هذه الدراسة على األحياء غري خمططة يف مدينة قسنطينة سنة مباشرة وهي دراسة غري مباشرة يعين أا ال تعاجل مشكلة اجلنوح بطريقة ، )1("علي بوعناقة "

من أجل معرفة ما إذا كان ) املنهج السبيب املقارن ( وهي دراسة ميدانية ، اتبع فيها الباحث امليل إىل االحنراف أكثر انتشارا عند األفراد الذين تعرضوا لعدم اإلشباع التام أو شبه التام حلاجتهم

.ول إىل حالة العمل واإلنتاجاالجتماعية والنفسية واجلسدية وتنمية قدرام من حالة الركود واخلموقام الباحث باختيار عينة عشوائية من سكان األحياء القصديرية والفوضوية باإلضافة إىل

، )سنة 22- 12( عينة ثانية من األحياء املخططة يف قسنطينة وتتراوح أعمار أفراد العينتني ما بني ) .فردا 150( وقد بلغ عدد أفراد كل عينة

) االستمارة(من امليدان هي تدوات املستخدمة يف هذا البحث جلمع البياناوكانت أهم األسؤاال رئيسيا وأسئلة فرعية وقد وضعت هذه األسئلة بفرعيهـا لالختبـار 52واليت احتوت على

:الفروض التالية .ميكن أن خيلق االحتقان السكين باألحياء غري املخططة توترا نفسيا لدى الشبابـ 1 .يئ األوضاع االجتماعية املضطربة لألسرة داخل هذه األحياء سبل االحنراف قد ـ 2ميكن أن تدفع الظروف االقتصادية لألسرة داخل األحياء غري املخططة الشـباب إىل ـ 3 .االحنراف

:وكانت النتائج املتوصل إليها من طرف الباحث على النحو التايلمن احتقان سكين واضح ولـيس للشـباب أي إن شباب األحياء غري املخططة يعانون ـ

ارتباط انفعايل اجيايب مبرتله مما جيعله يندفع إىل قضاء معظم يومه خارج البيت يف الغالب متسكعا يف .الشوارع هاربا من السكن الذي يشعر بالضيق فيه

وقد كشف البحث عن ارتفاع نسبة املشاجرات يف األحياء غري املخططة حيـث حيصـل .ها على نصيب وافر من الشتائم توجه إليهم و اهانات أو ضرب إىل غري ذلك الشباب من

النفسية واالجتماعية على الشباب ، رسالة ماجستري ، جامعة ااألحياء غري املخططة وانعكاسا: علي بوعناقة ـ )1(

.1983 ـ 1982قسنطينة ، السنة اجلامعية

- - 35

والظروف األسرية االجتماعية تتعاون يف جعل ) االيكولوجية ( إن كل الظروف السكنية .أحواهلم احلياتية أكثر صعوبة من الشباب يف األحياء املخططة

على تناول السجائر ، كما تنتشر وتظهر عالمات االحنراف لدى الشباب كاإلدمان النسيب كذلك يف األحياء غري املخططة أفعال تعترب خملة باألعراف التربوية واالجتماعية كالقمار وممارسة

، كما تزداد السرقات واملشاجرات السرقة وانتشار شرب اخلمر ، وضعف التعلق بالشعائر الدينيةسيا أكرب ميهد لظهور بذور االحنـراف بالنسـبة يف األحياء القصديرية بشدة مما خيلق بينهم قلقا نف

.للذين حيصلون على املال بطرق ملتوية لشراء السجائر واخلمر وغري ذلك

إن هذه النتائج تؤكد أن شباب األحياء غري املخططة من أكثر الشباب مـيال إىل اإلمهـال .حنراف من اآلخرين واالبتعاد عن االلتزام بالشعائر الدينية مما جيعلهم أكثر استعدادا لال

كما أن شباب هذه األحياء غري منحرفني حسب املعىن الدقيق لالحنراف لكنهم على وشك من املدرسة ويبحثون عن عمل ، فـإذا مل ناالحنراف أو هم على عتبة االحنراف ، فهم مطرودو

أكد علـى حيصلوا عليه فسيصبحون منحرفني غالبا ويف هذه الدراسة ميكننا القول أن الباحث قد .ليت تشكل التربة اخلصبة لالحنرافأمهية عامل اهلجرة واحلراك االجتماعي ، مع الظروف السكنية ا

جتماعي لھم انحراف األحداث في الجزائر واإلدماج االـ 3ـ 2ـ 6

ة ــــيف مركز إعادة التربي )1("أمحد بوكابوس " لقد أجريت هذه الدراسة من طرف الذي ) املنهج التارخيي املقارن ( ، وقد اتبع الباحث 1986باجلزائر العاصمة سنة ]2[ ببئر خادم

مسح له بتتبع الظاهرة خالل مراحلها التارخيية ، سواء فيما يتعلق باجلانب النظري أو رصد حالـة .الظاهرة يف اتمع اجلزائري ، ومقارنتها باحلالة الراهنة هلا

]2[بية بئر خادماحنراف األحداث واإلدماج االجتماعي ، دراسة ميدانية يف مركز إعادة التر: أمحد بوكابوس ـ )1( . 1987 ـ 1986، رسالة ماجستري ، جامعة اجلزائر اجلزائر

- - 36

متثيلية ، بدل احلصر الشامل تمع الدراسة الـذي يتطلـب وقد قام الباحث باختيار عينةببئر خادم ، وتتـراوح أعمـار ]2[مقابلة مجيع األحداث املوضوعني يف مركز إعادة التربية رقم

) .فردا 102( وكان عدد أفراد العينة ) سنة 16 ـ 14(األحداث يف العينة ما بني ) االستمارة ( يف مجع البيانات من امليدان كانت أما أهم األدوات اليت اعتمد عليها الباحث

حماور أساسية تتفرع من كل حمور جمموعة من األسئلة الفرعية ، وقد وضعت 9واليت احتوت على :هذه األسئلة الختبار فرضية البحث العامة وفرضيات جزئية متفرعة عنها وهي كالتايل

ن له تأثري سليب على عالقة األبناء بأسرهم إن اختالل يف الوظيفة التربوية لألسرة يكوـ أ .مما يعرقل عملية اإلدماج االجتماعي هلم فيما بعد

.يعمل املركز على إعادة إدماج األحداث املنحرفني عن طريق التكفل التربوي م -ب .املركز مكان مالئم إلشباع حاجات األحداث املادية اليت افتقدوها يف أسرهم -ج .دور أساسي يف عملية إعادة إدماج أبنائها اجتماعيا لألسرة –د

: وكان أهم النتائج املتوصل إليها من طرف الباحث على النحو التايلالتربية دور هام يف عملية إدماج احلدث اجتماعيا عن طريق الزيارات إعادةإن ملركز ـ 1

من املدارس األساسية يف املراحل كما أن أغلب األحداث املنحرفني هم من املتسربني. أو الرسائل .األوىل هذا مع اخلالفات األسرية املستمرة

إن أغلب األحداث املوجودين يف املركز يعود سوء تكيفهم االجتماعي إىل الظروف ـ 2األسرية أكثر مما يعود على أثر املوجة احلضارية ، كما هـو الشـأن يف احنـراف األحـداث يف

.اتمعات العربية وما يظهر لنا من خالل نتائج الدراسة سواء ما تعلق منها باجلانب امليداين أو بالنظري وعم

إن إمكانية إدماج األحداث املتواجدين يف املراكز املخصصة إلعادة التربية ومع ما يقدمه املركـز من مساعدات مادية ومعنوية األحداث وأسرهم، جيعل منه مكانا مالئما و مساعدا على عمليـة

.ماج و إعادة التربية لألحداث املنحرفني عموماإد

- - 37

ظاھرة انحراف األحداث مؤسسات التنشئة االجتماعیة دورھا وعالقتھا بـ 4ـ 2ـ 6 في الجزائر

وقد متحورت اشكاليتها حول 1995سنة " حمي الدين حمتار"متت هذه الدراسة من طرف علمني داخل املدارس ، وكـذلك ركـزت علـى الدور الذي جيب أن يقوم به كل من اآلباء وامل

ل التنشئة االجتماعية منها خاصة لنمو شخصية متكاملة لألبناء يف ظ احلاجات النفسية واالجتماعية .األسرة واملدرسة

:ومن بني النتائج اليت توصلت هلا هذه الدراسة مايلي غري حجم األسـرة أن التفكك البناء األسري أدى اىل وجود خلل وظيفي ، أي أن تـ أ

وبنائها أدى اىل ختليها عن بعض وظائفها أو التقصري يف أدائها ،ومنها خاصة مـايتعلق باجلانـب .االجتماعي التربوي

هناك ترابط بني ارتفاع نسبة االحنراف عند األبناء الذكور وبني عدم قيام مؤسسات ـب .التنشئة االجتماعية بواجبها

احمليط املادي االجتماعي والثقايف يف مؤسسـات التنشـئة سيادة نوع من اجلمود يف ـج . )1(االجتماعية يف اجلزائر ، مما أثر على التنشئة النفسية واالجتماعية للشخصية اجلزائرية

الشك أن هذه الدراسة تفيد موضوع دراستنا يف بعض اجلوانب النظرية كالتفكك األسري سرة مما يؤثر عل النمو النفسـي االنفعـايل لـدى وما ينتج عنه من اختالالت وظيفية داخل األ

االجتماعية والتربويـة اعية ، وكذلك من حيث تبيان األدواراالجتم ماألحداث وعلى شخصيا .ملؤسسات التنشئة االجتماعية

مؤسسات التنشئة االجتماعية ،دورها وعالقتها بظاهرة احنراف األحداث ،دكتوراه دولة يف علم : حمي الدين خمتار ـ )1( . 1995النفس االجتماعي ،معهد علم االجتماع ، جامعة قسنطينة

- - 38

ــــــةخــالص

بعد استعراض بعض الدراسات اليت تناولت موضوع اجلنوح يف مناطق خمتلفة من العامل من ل الكشف عن العوامل املؤدية للجنوح والذي تعاين منه فئة األحداث ، حيث توصلت هـذه أج

املنطقـة وموقـع (الدراسات إىل وجود عدة عوامل اجتماعية واقتصادية ونفسية وحىت اجلغرافية .تؤثر على الشباب وتدفعهم للجنوح ) السكن

عـاطفي باإلضـافة إىل عـدم ومن العوامل االجتماعية التفكك األسري وعم االستقرار الالتكيف االجتماعي للحدث مع دور مجاعة الرفاق والشارع والتربية اخلاطئة وغريها من العوامـل

.االجتماعية اليت تؤثر بطريقة مباشرة على احلدث وتؤدي به إىل اجلنوح هذا مع وجود عامل الفقر كعامل مساعد يف جنوح األحداث نتيجة تضافره مع العوامـل

ماعية ألسرة احلدث واملتمثلة يف اخلالفات األسرية اليت تقوي حدا مشكلة الفقر الذي تعاين االجتمنه معظم أسر األحداث مما يشعر احلدث بعدم االستقرار النفسي واالجتماعي، إضافة إىل عامـل

.اهلجرة والذي كان له أثر، وذلك ألن طبيعة املوطن له عالقة طالقا من أن لكل بلد ظروفه وطبيعته اخلاصة به إال أن ذلك ورغم تناول هذه الدراسات ان

تلك الدراسات يف بعض اجلوانب النظرية منها واملنهجية خاصـة مـن نال مينع من االستفادة محيث املنهج وحتديد العينة واألدوات املستخدمة والتقنيات اإلحصائية ، ومقارنة نتائجها مع نتائج

. جمتمع الدراسة احلالية

- - 39

الفصــــل الثاني ة ــــــــــــــــــس النظریــــاألس

تمــــــھیـــــــد

النظریات االجتماعیة ـ 1

نظریة التقلید اإلجتماعي ـ 1 ـ 1

نظریة المخالطة الفارقة ـ 2 ـ 1

نظریة روبرت میرتون ـ 3 ـ 1

نظریة الوسط اإلجتماعي ـ 4 ـ 1

ات النفسیة النظری ـ 2

نظریة سیجموند فروید ـ 1 ـ 2

نظریة التعلم اإلجتماعي ـ 2 ـ 2

نظریة دیبیوست ـ 3 ـ 2

النظریات البیولوجیة ـ 3

النظریات االقتصادیة ـ 4

النظریات الجغرافیة ـ 5

خالصة

- - 40

:تـمهيــد

ألحداث ومن الباحثني من أطلق عليها وضعت تصنيفات عديدة للنظريات املفسرة جلنوح اوروث تافت ،" ومنهم من أطلق عليها اجتاهات مثل " فرويد"و"سذرالند وكريس" مدارس مثل

، كما أن هذه النظريات تنوعـت حبسـب "نيو ميبار " ات ـا نظريـومنهم من يسميه"كافان ع اجلنوح إىل سبب واحد ـأسباب اجلنوح ، فقد ظهرت النظريات أحادية التفسري ، أي اليت ترج

ائية ، اليت ترجع حدوث اجلنوح إىل سببني اثـنني ، مث هنـاك ـاك النظريات الثنـ، وهن طـفقيس إىل ـة ولـدة أسباب خمتلفـالنظريات املتعددة أو التكاملية اليت ترجع حدوث اجلنوح إىل ع

.سبب واحد فقط :ين رئيسني مها وأيا ما كانت هذه التصنيفات فإا مل خترج عن حمور

.احلدث نفسه وما يتصل به من عوامل وراثية وجسمية ونفسية وعقلية ـ 1: جمتمع احلدث وبيئته اليت يعيش فيها ، ومنها ما اتصل بالعوامل االجتماعيـة مثـل ـ 2

األسرة واملدرسة ووسائل اإلعالم ووقت الفراغ والعوامل الدميوغرافية ، أو ما اتصـل بالعوامـل .ية أو السياسية ، أو ما اتصل بالبيئة الطبيعية من مناخ وتضاريس االقتصاد

–وحيث دف هذه الدراسة إىل حتديد أمهية طبيعة املوطن وعالقته جبنـوح األحـداث لذلك فان أمهية هذه الدراسة تكمن يف خطورة وصـعوبة –اخلريطة االجتماعية جلنوح األحداث

كن أن تكون موضوع دراستها ، ويف هذا السياق يقول التحكم فيها وتشعب التخصصات اليت ميحيث تشعب البحث يف أسباب اجلرمية إىل اجتاه فردي وآخر اجتمـاعي " غريب حممد سيد أمحد

وتأثره بعوامل كثرية يصعب معها دراسته وكان مبعث هذا التشعب تعقد السلوك البشري ذاته ، .)1("بشكل موضوعي معملي حبث

. 22، ص 1998االحنراف واتمع ، املكتب العلمي للكمبيوتر والنشر والتوزيع ، مصر : د أمحدغريب حممد سي ـ )1(

- - 41

سوف نتطرق يف موضوعنا هذا إىل أهم النظريات اليت حاولت إرجاع وعلى هذا األساس جنوح األحداث إىل أسباب بيئية جمتمعية ، مع تسليمنا بأن العالقة بني احلدث وبيئته عالقة عضوية حبيث يؤثر كل منهما يف اآلخر ويتأثر به ، وان الفصل بينهما إمنا يكون بغرض الدراسة وحصـر

. العوامل واألسباب

النظریات االجتماعیة ـ 1 ـ نظریة التقلید االجتماعي 1ـ 1

الذي يرى أن كل منط من أمناط السلوك االجتمـاعي " دي تارد " ومتثل هذه النظرية آراء البد وأن ينسسج حول مثل معني يسعى الفرد إىل حماكاته وتقليده ، وأن ذلك ينطبق على كافـة

ان هذا السلوك عادات اجتماعية نافعة مقبولة ، أم كان عادات أنواع السلوك االجتماعي سواء كيرى إمكانية انتقال السلوك اإلجرامي بـني " تارد " شاذة ، أم أمناطا سلوكية ال اجتماعية ضارة و

األفراد عن طريق االختالط واالتصال وأن هذه العملية ال تتم إال يف بيئة اجتماعية تتميـز بسـوء ومن الطبقات وهذه العملية تتخذ طريقا واحدا ينحدر من أعلى إىل أسفل ،التنظيم االجتماعي ،

.االجتماعية العليا إىل الطبقات الدنيا ، ومن جمتمع املدينة إىل جمتمع القرية يف حني تؤكد نظرية اإللصاق اجلماعي أن االحنراف هو نتاج لنجاح مجاعة من األفراد يف

حرفون ، أي إلصاق صفة أو سلوك بفرد أو مجاعـة ، فنعـت اإلشارة إىل أفراد آخرين بأم منـ الغرب الدول اإلفريقية مثال بالتخلف وعد التحضر وتكرار وت ل ـداول هـذا النعـت يف وسائ

.)1(، أدى إىل إلصاق وثبوت هذه الصورة لدى الرأي العام الغريب اإلعالم

ـ نظریة المخالطة الفارقة 2ـ 1مؤسسها " سذرالند"ظرية تكاملية يف السلوك اإلجرامي يلخصها هي حماولة بارزة لصياغة ن

يصبح الشخص جاحنا بسبب توصله إىل تعريفات أو حتديدات مالئمـة ملخالفـة "يف هذه العبارة ويشري يف موقع آخر من النظرية إىل أن احملددات املباشرة للسلوك اإلجرامي تعترب كامنـة " القانون

.19،ص 2005مصر دار الفكر العريب ، االحنراف االجتماعي وأساليب العالج ، : األعرجي زهري ـ )1(

- - 42

ن املوقف املوضوعي حيمل أمهية بالنسبة للجرمية بقدر ما يتمكن يف مركب املوقف والشخص ، وأ .من توفري فرصة للفعل اإلجرامي

فان األحداث املتضمنة يف مركب املوقف والشخص أثناء وقوع اجلرميـة ال وفوق ذلك ،املوقـف دالفعل اإلجرامي إال إذا حد ثميكن فصلها عن اخلربات السابقة يف حياة ارم وال حيد

الئم له كما حيدده الشخص ذاته ، إذن فاملوقف مرتبط بالشخص ألن موقفا معينا رمبا يؤدي إىل امل .)1(ارتكاب شخص معني جلرمية ما ولكنه ال يؤدي بآخر إىل ذات الفعل

يف " سـذرالند "أما العملية اليت تؤدي إىل تورط الشخص يف سلوك إجرامي فقد صاغها :ي جمموعة قضايا أو دعاوي أساسية ه

فهو ليس فطريـا ومعـىن ذلـك أن ، يكتسب السلوك اإلجرامي عن طريق التعلم ـ 1 .الشخص الذي مل يتدرب على اجلرمية ال ميكن أن يرتكب فعال إجراميا

يكتسب السلوك اإلجرامي عن طريق املتصل بأشخاص آخرين تربطهم بالشـخص ـ 2نبها ويف نفس الوقت الذي تنطوي فيه على اتصال مباشرة تتميز بأا لفظية يف معظم جوا" عملية"

.االتصال عن طريق اإلشارةها ؤحيدث اجلزء األكرب من عملية تعلم السلوك اإلجرامي داخل مجاعات يرتبط أعضا ـ 3

بعالقات شخصية قائمة على املودة ومعىن ذلك أن هيئات االتصال غـري شخصـية كالصـحافة .وك اإلجرامي والسينما ال تلعب دورا هاما يف خلق السل

:تتضمن عملية السلوك اإلجرامي شيئني حمورين ومها ـ 4 .الوسائل الفتية الرتكاب اجلرمية ـ أ

مالئمة أو اتوجيه حمددات للدوافع واحلوافز من تعريفات القواعد القانونية باعتبارهـ ب .غري مالئمة

يفات جتعل خمالفة يصبح الشخص منحرفا بسبب توصله إىل جمموعة حتديدات أو تعرـ 5القانون مسألة مالئمة وهي تفوق التحديدات والتعريفات األخرى اليت جتعل خمالفة مسـألة غـري

الذي يشري إىل االرتباطات اإلجرامية وغري اإلجراميـة " املخالطة الفارقة "مالئمة وهذا هو مبدأ

. 155ص ، 1988رية اإلسكند ،دار املعرفة اجلامعية ،االحنراف واتمع : سامية حممد جابر ـ )1(

- - 43

الطتـه واتصـاالته ، يكون ذلك راجعـا إىل خم فعندما يصبح الشخص جمرما ، يف نفس الوقت . )1(، وعزلته عن النماذج غري اإلجرامية اإلجرامية

واألولية ، Frequency ة أن تتفاوت من حيث التكرارـالطات الفارقـميكن للمخ - 6Priority والكثافة و هذا يعين أن االرتباطات بالسلوك اإلجرامي تتفاوت يف هذه النواحي

Intensity. ة السلوك اإلجرامي عن طريق االختالط بنماذج إجرامية وغري إجرامية، تتضمن عملي ـ 7

إذن فتعلم السلوك اإلجرامـي لـيس نوع آخر من التعلم ، أيمجيع امليكانيزمات اليت توجد يف . قاصرا على عملية واحدة هي التقليد كما ترى بعض وجهات النظر األخرى

ن نفس هذه احلاجات والقيم ولـذلك فـان إذا كان السلوك اإلجرامي ميثل تعبريا ع ـ 8احملاوالت اليت بذلت من جانب معظم الباحثني لتفسري السلوك اإلجرامي عن طريـق اللجـوء إىل

واملبادئ الشائعة كمبدأ للسعادة واحلصول على مكانة اجتماعية ودوافـع الدوافع والقيم العامة ،هلا طاملا أـا تفسـر تبارها خاطئة وال معىن، جيب النظر إليها باع واإلحباط احلصول على املال،

.)2(السلوك القانوين بنفس األسلوب الذي تفسر به السلوك اإلجراميكذلك فان السلوك اإلجرامي املنظم ميثل نسبة بسيطة من جمموع اإلجرام ولـذلك تغـري

شـخاص يف ن السلوك اإلجرامي متعلم من التفاعل مـع أ إمفهوم هذه النظرية وأصبح اآلن يقال منوذج اتصال من مناذج االتصال وان االجتاه النوعي للدوافع واحلوافز والتربيرات واالجتاهات سواء كان هذا االجتاه يسري يف النحو املضاد أو املوايل للجرمية ، هذا االجتاه يتم تعلمه مـن أشـخاص

مواليـة حنـو مايعرفون القانون كقواعد ينبغي مالحظتها ومراعاا ومن أشخاص تكون اجتاهالقواعد القانونية وعلى ذلك فالفرد يصبح جمرما نظرا لوجود زيادة يف التعاريف املواليـة خلـرق

.)3(القانون أزيد من التعاريف املوالية لعدم خرق القانون

. 156ص نفس املرجع ، ـ )1( . 157ص نفس املرجع السابق ، ـ )2(. ) بدون سنة نشر (عية ، اإلسكندرية دار املعرفة اجلام، سيكولوجية اجلرمية واالحنراف : العيسوي الرمحان عبد ـ )3(

.73ص

- - 44

يوجد يف كل جمتمع نوعان من التعاريف السابقة املوالية للقانون واملضادة لـه ، وقـد خيتلف عـن ية مبحتوى ما يتعلمه الفرد يف ترابطه مع مناذج السلوك اإلجرامي ،اهتمت هذه النظر

.)1(حمتوى ما يتعلمه بالترابط مع مناذج السلوك املضادة للجرميةمبـدأ (اسـم "دونالدريكس"بعد أن أطلق عليها ) املخالطة الفارقة (وقد تطورت نظرية

ليها لعدم توافر الشروط العلمية فيها ويدعى متحاشيا إطالق مصطلح النظرية ع) الصراع القيمي هذا املبدأ أن معدالت اجلرمية العالية توجد يف جمتمعات ومجاعات تتميز بظروف معينة تـؤدي إىل

.تطوير ثقافات فرعية إجرامية ويتمثل اجلانب الواقعي هلذه النظرية أو البحوث التطبيقية اليت اعتمدت عليها يف جممـوع

والـيت ) بلوس اجنلـوس (حداث اجلاحنني واألطفال املتشردين يف املنطقة احمليطة الدراسات عن األهؤالء يف اجلنوح والتشرد واستمرارهم يف هذا السلوك طمن خالهلا تفسري اخنرا" سذرالند"حاول

. )2(وتقدمهم امللحوظ فيه كلما طالت مدة إقامتهم يف هذه املنطقةمهم على الفكر االجتماعي حول نزعـة اإلجـرام هذه تأثري" سذرالند"وقد كان لنظرية

، فقد أثارت كثريا من اجلدل واخلالف وقد وجه عدد من الباحثني والعلماء يف ميـدان واجلرميةعلم االجتماع عدة انتقادات واقترح البعض منهم إجراء إضافات إليها أو تعديالت عليها ومـن

ظرية قد أغفلت أو أسقطت من اعتبارها مسألة هامة أن هذه الن: أهم االنتقادات املوجهة إليها هي ها ادعاء كامن بأن االرتباط بالنماذج اإلجرامية يعتـرب نتيجـة ء، إذ ميكن ورا وهي اإلرادة احلرة

لالنقياد ولعدم قدرة الشخص على التحكم يف أفعاله ، ويف طبيعة ارتباطه مع اآلخرين ، كما أـا جمـرم وإمنـا اكتفـت صور العملية اليت حتول الشخص إىلعلى قضية واحدة متقنة ت يمل تنطو

.ن ارم أصبح كذلك ألنه ارتبط بنماذج إجراميةباإلشارة إىل أتفسري مصدر اجلرمية وهي نظرية تفسر السلوك اجلانح عند كثري من األحـداث ولكنـها

املعـايري التفسر سبب عدم تورط بعض األفراد الذين جيرون اتصاالت واسعة واحتكاك مركـز ب .اإلجرامية وباألشخاص الذين يقدمون على السلوك اإلجرامي يف اجلنوح واجلرمية

عن " رالندسذ"كثر تركيبا وتعقيدا مما تصوره هذا مع أن التعلم املتمايز للجرمية يعد مسألة أ .مفهوم املخالطة الفارقة الذي مل حيدد معناه حتديدا دقيقا يف النظرية

. 78 ص ،نفس املرجع ـ )1( . 79ص جع سابق ،، مر العيسوي الرمحن عبد ـ )2(

- - 45

ادات السابقة تنطوي على ادعاء كامن بان هذه النظرية يتعني عليها أن إن جمموعة االنتق تقوم مبراجعة مضموا من أساسه أو أن تقتصر على مستوى حمدد من اإلجرام يكون أضيق ممـا

.)1(وتالميذه" سذرالند"تصوره ال يكفي أن نعرف كيف يتدرب اجلانح على االحنراف ضمن مجاعة جاحنـة بـل نهكما أ

وقد حـاول علمـاء االجتمـاع ،ن معرفة أسباب وجود هذه اجلماعات وأسباب نشأا البد م " .روبرت مريتون "الكشف عن تلك األسباب مثل حماولة

إن النتائج اليت توصلت إليها هذه النظرية من خالل تركيزها على أمهية املخالطة الفارقة يف امية أو غري إجرامية باعتبار أن السـلوك تعلم السلوك اإلجرامي عن طريق االختالط بنماذج إجر

اإلجرامي ليس فطريا وإمنا يتم تعلمه عن طريق االختالط بأشخاص تربطهم عملية اتصال مباشرة وهم يطلق عليهم اسم مجاعة الرفاق اليت تعمل على توفري العالقات االجتماعية الوثيقة ألعضـائها

النطالق خارج قيود األسرة مما يدفعه لالحنراف ملـا مما يهيئ اجلو املالئم للحدث ليشعر باحلرية واجلماعة الرفاق من قوة يف التأثري على احلدث وخاصة يف غياب اهتمام األسرة مما يشـعر احلـدث باإلمهال والضياع فيتجه إىل اجلنوح ، ونتائج هذه النظرية تالئم جمتمع الدراسة احلالية ألمهية مجاعة

ن األحداث يبدأ اجلنوح عندهم عند فشـل احلـدث يف حتقيـق الرفاق يف جنوح األحداث ، ألطموحاته أو عند صعوبة تكيفه مع اتمع إلحساسه باإلمهال من طرف األهل من جهـة ومـن اتمع من جهة ثانية فيلجأ إىل أصدقائه يف احلي كتعويض عن إحساسـه بالفشـل فيقلـدهم يف

صة يف ارتكاب اجلنح اجلماعيـة مثـل جـنح سلوكهم املنبوذ من اتمع من طرف اتمع وخاهذه اجلنحة كانوا ضمن عصابة جاحنة وهذا يربر ان أفراد العينة الذين مارسوإاالغتصاب حيث

.أمهية مجاعة الرفاق يف جنوح األحداث

نظریة روبرت میرتون ـ 3ـ 1لة بني الال معياريـة إىل أن صياغة املشكلة املتصلة بالعالقة املتباد" روبرت مريتون "توصل

والسلوك االحنرايف ، يف سياقها النظري املالئم تستلزم فحص ظهور الال معيارية ومنوها كنتيجـة .حمصلة لعملية اجتماعية مستمرة وعدم النظر إليها بباسطة على أا حالة طارئة

. 161ص ، نفس املرجع ـ )1(

- - 46

وعندما قام بوصف هذه العملية أشار إىل أن بعض األفراد يتعرضون أكثـر مـن غريهـم .لضغوط تظهر نتيجة النفصال بني األهداف الثقافية والوسائل الفعالة لتحقيقها

ويرجع ذلك إىل أم حيتلون وضعا مهمال من الناحية املوضوعية داخل اجلماعة باإلضـافة إىل أن شخصيام تنفرد خبصائص معينة ويف هذا الصدد ميكـن أن تعـزز الظـروف األسـرية

فهم يكونون أكثر عرضة للسلوك االحنرايف أو النتـهاك مث ية ومنالستهداف الضغوط الال معياراملعايري النظامية الذي يكافئ يف بعض احلاالت من خالل اجناز األهداف وتلك مكافأة اجتماعيـة

. )1(بال شكا فيه فقط بل ينسحب تـأثريه ومعىن هذا السلوك االحنرايف ال يؤثر على األفراد الذين تواطؤ

، فوضوح السلوك االحنرايف مييل إىل ن ممن يرتبطون ؤالء ارتباطا متبادال يف النسقعلى أفراد آخري .التقليل من شرعية املعايري النظامية بالنسبة لآلخرين بل و إىل إلغاء هذه الشرعية بصفة ائية

إذن فان هذه العملية تؤدي إىل اتساع نطاق الال معيارية واحليز الذي تشغله داخل النسق ىل درجة أن اآلخرين الذين مل يظهروا يف البداية يف شكل من أشكال السلوك االحنـرايف كلمـا إ

.انتشرت الالمعيارية و تدعمت وهذا يؤدي لالحنراف وأقل استهدافا له يف النسق االجتماعي باهتمامه إىل الطبقات العاملة خاصة الفئات الشابة منها لتربير " مريتون " وهكذا وقد توجه

ولته حول ارتفاع معدالت االحنراف بني الطبقات العاملة وبني أوساط سكان املـدن الكـربى مقوتتناسى هذه النظرية سبب ارتكاب هذه الفئات االجتماعية ألفعاهلا بل تركز على أن هذه الفئات

ـ وهـي تعـارض نظري ـحبكم ثقافتها الفرعية تنساق وراء االحنراف كما تنكر أيضـا ة ــأن الفشل يف احلياة يؤدي دائما إىل الترابط الفارق يف اعتماد الثقافـة يف تفسـري ـ" درالندس"

.)2(السلوك االحنرايفة أخرى لتؤكد املنظـور االجتمـاعي ـسية من جهـسريات النفـلف التفـوتفرض خمت

.، انطالقا من البنية االجتماعية ض احمل السلوك املتكيف أو املنحرف ولفهم البنية فطبيعة البنية االجتماعية هي اليت تدفع األفراد إىل

:عنصرين أساسني مها" مريتون "االجتماعية ألي جمتمع حيدد

. 250ص ذكره ،بق مرجع س: جابر حممد سامية ـ )1( . 83ص ، 1969،مصر ،مطبعة دار التأليف ،الدراسات العلمية للسلوك االجتماعي : أمحد نعيم مسري ـ )2(

- - 47

ـ : األهداف ـ 1 ةيرى أن لكل جمتمع أهداف واهتمامات تشكلت خالل مراحل تارخييمعينة وأصبحت متثل إرثا حضاريا وعن طريقها تظهر آمال أفراد اتمع ، كما يظهر منظار ترتيب

.القيم االجتماعية حسب األمهية تضبط وسائل وطرق الوصول إىل األهداف ألا متثل قواعد ضبط السلوك، : املعايري ـ 2

ومن خالهلا أي هذه القواعد ترتب املعايري كيفيات الوصول إىل األهداف دون اخلروج عن األطر .)1( فليست متوازية وال ثابتةاالجتماعية املتعارف عليها ، أما العالقة بني األهداف واملعايري

وظائفها حيـدث التأكيـد علـى يفعندما تكون البيئة االجتماعية غري متكاملة وال تؤدوعندما تكون مجيع السبل والوسائل مقبولة للوصول إىل األهداف وعندما تعم هـذه األهداف ،

النشاطات احملرفة والوسـائل احلالة يف جمتمع ما تغيب املعايري والوسائل املشروعة وتظهر بدال عنها .شريفة للوصول إىل األهداف الغري

ويف حقيقة األمر أن اتمع هو الذي حيرك الطموح الكامن لدى أفراده لدرجة تعجز معها .)2(إمكانيتهم

رد فعل على تلك البنية االجتماعية السائدة والتأثرا ال يصـدق ففيصبح سلوك املنحربل يرتبط مع األدوار املنوطة باألفراد يف خمتلف الوضـعيات االجتماعيـة على مجيع أفراد اتمع

.)3(وظروف كل جمتمعإال أنه يؤخذ على هذه النظرية تركيزها على االحنرافات االنتفاعية واألنشطة غري املشروعة

يف عمليـة يإىل جانب أبعاد العوامل الشخصية ولعل ذلك راجع إىل اعتماد املنظور السوسيولوجتفسري الظاهرة مع العلم أن تناقضات العوامل الشخصية أيضا ومع كل املآخذ فقد جتاوزت هـذه النظرية الدراسات السابقة اليت افترضت أن هناك عوامل تظهر وتغيب بظهور وغيـاب الظـاهرة وبذلك رفع اإلشكال القائم بني احنرافات الفقراء واألغنياء وهو إشكال الزال يؤخذ به حـىت يف

.دراسات احلاليةاليكي فقد تصدق يف بعض فرضياا وإذا كانت هذه الدراسات قد أجريت يف اتمع األمر

بلدان العامل الثالث خاصة قضايا اإلثراء السريع وغري املشروع ، وتـبين عـادات تجمتمعا على . 85.ص مسري نعيم ، مرجع سابق ، ـ )1(

. 87ص ، نفس املرجع ـ )2( .92ص نفس املرجع ، ـ )3(

- - 48

لى ذلك خلل استهالكية وهي مؤشرات حلالة التوجه حنو االحنراف يف اتمع احمللي إذا ما ساعد ع . البنية االجتماعية السائدة يف هذه اتمعات

لقد اهتمت هذه النظرية بالعالقة بني الالمعيارية والسلوك االحنرايف املتمثلة يف أمهية السلوك .االحنرايف يف التقليل من شرعية املعايري النظامية

فراد إىل السلوك املتكيـف كما أكدت هذه النظرية على أمهية البنية االجتماعية يف دفع األ أو املنحرف من خالل أهداف اتمع ومعايريه حيث تقوم املعايري بضبط األهداف دون اخلروج عن األطر االجتماعية املتعارف عليها إال أن هذه العملية تتوقف على مدى تكامل البنية االجتماعية

.راده لدرجة تعجز معها إمكانيتهم أو عدمه ألن اتمع هو الذي حيرك الطموح الكامن لدى أفوتربز أمهية هذه النظرية يف إبراز أمهية املعايري االجتماعية يف ضبط السلوك حيث تظهـر

أمهية هذا العامل يف موضوع حبثنا من خالل التنشئة االجتماعية للحدث داخل أسرته حيث تلعب يف ضبط أهدافه وطموحاته وتعلمه الوصول دورا هاما يف تعليم احلدث القيم واملعايري اليت تساعده

.إليها بالطرق والوسائل املشروعة ومن هنا يربز دور املعايري يف جتنب احلدث الوقوع يف االحنرافكما أن احلدث ينشأ يف أسرة متماسكة حتافظ على معايري وقيم اتمع وتلتزم ا ويساعده

مع والعكس أيضا يف حالة ما إذا كان احلدث ذلك على التكيف واالندماج االجتماعي داخل اتباملعايري والقيم االجتماعية فحتما سوف ينقاد إىل االحنـراف ألن مينشأ يف أسرة مفككة وال تلتز

.الطفل قبل أن يتعلم يقلد

نظریة الوسط االجتماعيـ 4ـ 1من أهـــم النظرية أن اجلرمية وليدة الوسط االجتماعي الذي توجد فيه وكان هترى هذ

وهو املؤسس احلقيقي هلذه املدرسة وكانت أفكاره حول " Laccassagne "الكساين روادهافمن ناحيـة يـرى أن ،"لومربوزو "تفسري السلوك اإلجرامي قد جاءت كرد فعل لتطرق أفكار

.)1(اجلرمية ظاهرة شاذة يف اتمع ورغم ذلك فكل جمتمع يفرز ارمني الذين يستحقهمومن ناحية أخرى يرى أن الوسط االجتماعي هو البيئة اليت ينمو فيها اإلجرام وأن اـرم

.كاجلرثومة اليت ال قيمة له إال منذ اللحظة اليت جتد فيها البيئة الصاحلة لنموها

. 93ص ،بق ذكره مرجع س: أبو العال عقيدة حممد ـ )1(

- - 49

ويرى أيضا أن العوامل الفردية بدون هذه البيئة ال ميكن أن تدفع مبفردهـا اإلنسـان إىل عن ذلك فان البيئة أو الوسط االجتماعي الذي ينمو من خالله السلوك اإلجرامي اجلرمية ، فضال

أن مقاومة اجلرمية يستلزم تغري " الكساين "يشمل البيئة الطبيعية والثقافية واالجتماعية وأخريا يرى وتطوير البيئة على حنو جيعلها أقل صالحية إلفراز ارمني ويتم هذا بتطوير وتـدعيم التضـامن االجتماعي بني أفراد اتمع فالبيئة االجتماعية هي اليت تشكل الفرد على حنو يدفعـه عرضـا أو بصفة دائمة إىل اجلرمية ، بل واختاذها حرفة دائمة له ويدل على هذا القول بأنه من املالحـظ أن

ايـة والرقابـة األغلبية الساحقة من مرتكيب جرائم القتل والسرقة مل جيدوا التربية الصاحلة أو الرع .الالزمتني خالل مرحلة الطفولة

فكان الشارع بالنسبة هلم هو املدرسة احلقيقية لإلجرام حيث يعيشـون مـع بعضـهم يف بـل ألـم " ملربوزو"، مث حتولوا إىل جمرمني حمترفني ليس ألسباب عضوية كما ذهب جمموعات

األساسي سة أن التقليد هو العامليرى أصحاب هذه املدر، و Métierاختاروا اجلرمية كمهنة هلم بطرق التقليد وقد صـاغوا ) القدوة أو املثل (لإلجرام فمعظم األعمال والتصرفات تتم من خالل

:للتقليد ثالثة قوانني . أكرب كلما كانوا متقاربني وإن األفراد يقلد بعضهم البعض على حنـ 1ة أدىن يقلدون املنـتمني إىل طبقـة يف الغالب يقلد املرؤوس رئيسه أومن هم يف طبق ـ 2

.أعلى، فان احلديث يتم تقليده ويطرد يف حالة وجود تعارض بني األذواق القدمية واحلديثة ـ 3

.القدميورغم ذلك فان السلوك اإلجرامي ال يرد يف جمموعه إىل التقليد ألنه يعترب أن اإلرادة الفردية

ها حرية ذا يؤدي إىل اعترافه بأن املسؤولية اجلنائية أساسهلا دورها كذلك بعيدا عن تأثري التقليد وه .)1(كما يذهب رواد املدرسة الوضعية االيطاليةاإلرادة وليست احلتمية ،

قد أظهر أمهية الوسط االجتماعي يف إبراز ارمني إال أنه لقي عدة " الكساين "وإذا كان يف هذا الوسط االجتماعي على ارتكاب اجلرمية انتقادات منها أنه مل يوضح ملاذا يقدم بعض األفراد .)2(بينما ميتنع اآلخرون الذين يعيشون يف نفس الظروف

. 95ص ، نفس املرجع ـ )1( . 96ص ، نفس املرجع ـ )2(

- - 50

نفس الوقت وخيضع اـرم إال ألنه ورغم كل ذلك تبقى اجلرمية دائما أمر شاذ وضار يف ووراثية جتعل منه شخصا مضادا للمجتمع كما سبق وأن تناولنا ذلـك يف ةلعدة عوامل اجتماعي

.املدارس األخرى السابقة الذكرالنظرية أن الوسط االجتماعي من أهم العوامل املساعدة يف اجلنوح واالحنـراف هتعترب هذ

الحتوائه على البيئة الطبيعية والثقافية واالجتماعية اليت ينمو من خالهلا السلوك اإلجرامي ألن البيئة اجلرمية واختاذها حرفة دائمة له نتيجـة عـدم على حنو يدفعه إىل داالجتماعية هي اليت تشكل الفر

وجود الرقابة والرعاية الالزمتني خالل مرحلة الطفولة لتهيئـة احلـدث لتحمـل الضـغوطات .االجتماعية والتفاعل مع اتمع

فاحلدث خيضع لضغط عدة عوامل اجتماعية ناجتة عن البيئة االجتماعية اليت يعـيش فيهـا يؤدي به إىل اهلروب من اجلو األسـري ماوطالق وإمهال األبوين وقساعاين الفتواجده يف أسرة ت

املشحون باخلالفات واملشاكل األسرية فال جيد سوى الشارع ومجاعة الرفاق بديال ألسرته فينقـاد .لالحنراف نتيجة التقليد الناجم عن تواجده يف وسط اجتماعي منحرف

ـ النظریات النفسیة 2

لوجي يف فهم ظاهرة اجلنوح كان من خالل التقدم الذي أحـرزه علـم ان االجتاه السيكوالنفس وخصوصا اخلطوات اليت خطتها مدرسة التحليل النفسي وتقنيات أحباثها ، فكانت هنـاك دراسات رائدة مركزة على الشعور والالشعور والكبت الناتج عن وجود صراع نفسي ، ويف هذا

:رؤى نفسية خمتلفة ومن بينها جند خمتلفة تفسر اجلنوح وفق الصدد جند أحباثا ودراسات واجتاهات ـ نظریة سیجموند فروید 1ـ 2

ـ " يرى فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي أن ـ امبدأ اللذة والواقـع قانون ن ان دينامي، وملا كـان ) مبدأ اللذة (حيكمان سلوك الفرد احلي العضوي ،واإلنسان ال ميكنه إغفال ماولد به

فان التوتر يصبح ضروريا ، فمن األمور اهلامة بالنسبة لـه ) مبدأ الواقع (لضروري أن يواجه من ا .)1("قة ممكنة أو يستسلم وخيضع له يإذن هو أن خيفض توتره بأحسن طر

،1997علم النفس االجتماعي ،دراسات يف الشخصية العربية ،دار املعرفة اجلامعية ،مصر : عبد الرمحن العيسوي ـ )1( .270ص

- - 51

فالطفل يف مراحل حياته األوىل يسعى فقط إلشباع غرائزه األولية اليت يسيطر عليها مبـدأ تلف الوسائل ، ولكن من خالل عملية التنشئة االجتماعية اليت تتم يف اللذة يف أي وقت يشاء ومبخ

االجتماعية األوىل اليت تقوم ذه العمليـة وتتـأثر بظروفهـا تاألسرة ، واليت تعترب من املؤسسا، يكتشف الطفل أيضا أنه مرتبط بالواقع ، الذي يكشف له أيضا يف حلظة ما وأوضاعها املختلفة .)1(ذاته العاجلة املباشرة من أجل لذة أخرى آجلة أكثر أمهية من األخرىأن عليه أن يؤجل ل

والطفل يكتسب كذلك مبدأ الواقع ، فهو يأيت إىل الوجود مزودا مببدأ اللذة ، وانه مـن " خالل دروس احلياة ومن خالل التوجيه والتنشئة االجتماعية يكتسب اإلحساس بالواقع يف تعامله

" .الجتماعية مع نفسه ومع البيئة اوهلذا يرى أصحاب هذا االجتاه بأن السنوات اخلمس األوىل تكون مسؤولة اىل حد كبري يف

ويف هذا االطار " تشكيل وصياغة قوالب السلوك ، اليت يصعب تغريها وهو مايسمى مبرحلة الطبعسة ، ميكن ما قد حيدث يف هذه املراحل من الوالدة حىت سن اخلامسة أو الساد" يقول فرويد بأن

.)2("أن يكون نسبيا على الرغم أنه يكون ال شعوريا

فالطفل خالل الفترة املمتدة من سن الوالدة حىت سن السادسة ، وتفاعالته املختلفـة مـع أفراد أسرته متثل عنصرا هاما يف أن يكون الطفل مطبعا اجتماعيا وذا سلوك سوي ، يتماشى مـع

.قيم وعادات وتقاليد اتمع ركزت مدرسة التحليل النفسي يف دراساا على االهتمام بدراسـة ماضـي الطفـل كما

ـ ـرا لألثـوحتليله ، لتفسري ما قد حيدث له يف احلاضر ، وذلك نظ ـ ـر الذي تركت ولة ـه الطفاملبكرة ، خاصة العالقة بالوالدين وأثرها يف تشكيل شخصية الطفل الراشد فيما بعد ، غري أن هذا

اء واتمع هو الذي يكتب فيها مـا ـة بيضـة يولد صفحـقول بأن الطفل حقيقيقودونا اىل اليشاء ، ولكن هذه احلالة تصلح فقط يف املراحل األوىل من حياته ، لكنه عندما يكرب الطفل وتصبح

ال نعتقد بأن دراسة ماضيه تفسر لنا ما قد يعترضه يف احلاضر من احينه ،لديه القدرة على التمييز ـ ـة اجتماعيـواضطرابات فقد جند أن أطفاال كانت هلم تنشئ تغريات ـ ـة سوي ة ـة يف الطفول

.األوىل ، ولكنهم تعرضوا إىل سلوكات منحرفة يف مراحل حيام ، وذلك لعدة أسباب وعوامل

. 80ص مرجع سبق ذكره ، : زرارقة فريوز ـ )1( .74،ص 1999أساليب تربية الطفل بني النظرية والتطبيق ، مركز االسكندرية للكتاب ، مصر : سهري كامل أمحد ـ )2(

- - 52

فكل سلوك ظاهر أو باطن يصدر عن اإلنسان مقيـد " احلتمية النفسية أكما أقر هذا مبد .)1("فع معينة وأحداث حمددة حتما بظروف سابقة ودوا

أي أن التكوين النفسي والبيولوجي هو الذي يدفع بالفرد إىل االحنراف ، وهذا بالطبع نفي .للعوامل األخرى

ومن كل ما سبق ميكن القول بأن فرويد ومن خالل أحباثه ويف إطار حتليله للحياة النفسية قـد ) وال وجود للصدفة هنا (موعة من العوامل لألفراد ،يشري إىل أن السلوك البشري هو نتاج

مر ا الفرد يف حياته املاضية ، وتركت أثرا كبريا يف تكوينه النفسي والشخصـي ، باعتبـاره أن .)2(السلوك اجلانح نتاجا للصراعات النامجة عن القوى الالشعورية والقوى الشعورية

ري سلوك االحنراف ، هو جتاهله للعامل ضنا لالجتاه النفسي يف تفساما ميكن قوله بعد استعراالجتماعي يف تشكيل السلوك البشري ذلك أن معظم السلوكات اإلنسانية تتشكل خالل مراحل التنشئة االجتماعية اليت خيضع هلا الفرد يف حياته ، وهي ختتلف من جمتمع آلخر ومـن ثقافـة اىل

بعض اتمعات يف حني تكون نفـس أخرى ، وهذا ما يفسر أمناط سلوكية مقبولة اجتماعيا يف .هذه السلوكات مرفوضة لدى البعض اآلخر

ـ نظریة التعلم االجتماعي 2ـ 2

النظريـة ـوهو من املنظرين لنظرية الـتعلم االجتمـاعي ،Bandura يرى باندورا ة عن أن معظم السلوكات االحنرافية هي مثرة تعلم تلك السلوكات أكثر مما هي ناجت ـ السلوكية

ـ " املخزون الوراثي فاجلنوح حسب نظرية التعلم االجتماعي التعلم ويتوطـد سلوك مكتسـب ببل يتعلمـون ) فطريا(ومعىن هذا أن األشخاص ال ينشؤن منحرفني طبيعيا ، )3("بالتعزيز االجيايب

االحنراف عن طريق مالحظة النماذج أو بالتجربة املباشرة ، باإلضافة وجود عملية أخـرى هـي ع السلوك املختلفة من خالل مراقبة أفعال اآلخرين ، ولقـد اعملية التقمص حيث يتعلم الناس أنو

. 186مدخل إىل علم النفس االجتماعي ، املكتب احلديث، مصر دون سنة ، ص : حممد فتحي عكاشة وآخرون ـ )1( . 82، مرجع سبق ذكره ، ص زرارقة فريوز ـ )2( . 17ص، 1995جانفي ، الكويت ، 08العددجملة القافلة العدائية يف حمتواها االجتماعي ، :حسن حسن ـ )3(

- - 53

املصادر اليت تعلم السلوكات االحنرافية وقدم تصنيفا للنماذج اليت يتبناها يف أحباثه أنباندورا توصل :مناذج ةوصنفها إىل ثالث )1(األطفال

.عائلته ميكن أن يتعلم الطفل االحنراف من ـ 1 .ميكن أن يتعلم الطفل االحنراف من حميطه املباشر ـ 2ميكن أن يتعلم الطفل االحنراف من وسائل اإلعالم اليت ما فتئت تشغل حيزا كبريا من ـ 3 .الوقت

وتأخذ السلوكات االحنرافية اليت يتعرض هلا الطفل أمهية كربى ، وميكن أن تعزز عن طريق ع الطفـل يف اوهذا ما يساهم يف تكوين طب... مجاعي لسلوك احنرايف املكافأة ، قبول استحسان

املستقبل ، ومن هنا مييل الذين تعلموا االحنراف إىل ممارسته يف مواقف خاصة ، عنـدما يكـون .االحنراف والسلوكات العنيفة مالئمة ظرفيا

علم ألفعال خاطئة إن أنصار املدرسة السلوكية يرون أن اجلنوح مثل كل الظواهر ناجتة عن تيف بيئة مريضة وغري سوية وقد رسخت هذه األفعال بداخل الفرد بواسطة التعزيز والتقويـة مـن احمليطني به ، إال أن هذا الطرح أيضا مل يسلم هو اآلخر من االنتقاد ال سيما أن هناك بيئات فاسدة

على درجـة اأا تنتج أفراد ، أو بالعكس بيئات اجتماعية جد سوية إال غري جاحنني اوتنتج أفراديبقـى -االحنـراف -ن التفسري السلوكي للجنوح إعالية من اإلجرام ومن هنا نستطيع أن نقول

.نسبيا تتسبب فيه عوامل أخرى غري التعلم

نظریة دیبیوستـ 3ـ 2لقد اهتمت املدرسة البلجيكية بقياس عدة جوانب خمتلفة جلنوح األحداث وخطورة التوجه

الذي توصل " ديبويست"و االحنراف كنشاط أساسي عند األحداث ومن أهم رواد هذه املدرسة حنمن خالل دراسته إىل وضع سلم صنف به اجلاحنني تبعا لدرجة خطورته وحسب هذا التصـنيف

.قطبني متعارضني على نفس احملور شكالنتني منهما تفئات كل اثن عينقسم السارقون إىل أرب .داللة جاحنة تقابلها السرقة كأسلوب حياة السرقة بدون -أ

. )2(السرقة العصابية تقابلها السرقة كأسلوب غري شريف -ب )1( - MARIE HELENE ET ALL 1999 : je suis violent,www.yahoo.fr

)2( - DEBUYST ( C ) ET JOOS ( J ) : l’enfant et l’adolescent voleur .Éd، ESSART، Bruxelles 1971. P. 89

- - 54

ويعين احملور األول تلك األفعال اليت يقدم عليها احلدث يف فترة ما من حياته كسـلوك ذي بـالواقع االحتكاك و، أ مكانة يف تطور الشخصية وإشباع الرغبات من أجل السيطرة على الواقع

.والتعامل مع ما فيه من أشياءأما السرقة كأسلوب حياة فتعين االستمرار يف سلوك اجلنوح رغم ردود الفعل االجتمـاعي

.وصوال إىل التمرد على قيم اتمع ومعايريه وهو ما يعين يف النهاية تكوين الشخصية اجلاحنةالذي يتوزع بـني " األنا "فيه أما احملور الثاين فيكون السلوك كغرض لصراع داخلي يقع

الفعل اجلانح هنا وكأنه وليد قوى الرغبة يف االنتماء االجتماعي وتفجر الرتوات الالواعية ويبدو .داخلية ال واعية تفلت من سيطرة الشخص

ستوى الوعي يف إطار الرغبة يف التكيـف مأما السرقة كأسلوب غري شريف فتحدث على .جتماعي ولكن دون تقبل للقيم اخللقية وااللتزام اواالحتفاظ باالنتماء اال

، ما هـي إال كما أن بعض التصرفات اليت تصدر عن احلدث اجلانح كالسرقة والكذب تصرفات جتسد حالة من اإلحباط تولد أملا معنويا يدفع احلدث إىل البحث عن حل تعويضي جيعل

سلوك منط من الوجود يتبـاهى أيعابر سلوك السرقة مثال يصل إىل درجة أعلى من جمرد سلوكويعتز بتبنيه إال أن هذا النمط يثري استنكار املؤسسات االجتماعية املسؤولة عن احترام فبه املنحر

السرقة كاصطدام بالقوانني ويبقى العيش على مستوى مبدأ اللذة كأسلوب والقوانني ، حيث تبدوحيد لصعوبات احلياة وحسب هذا االجتاه فـان لتحقيق الذات لذا يصبح السلوك اجلانح احلل ال

:املسالك اليت تؤدي إىل اجلنوح ثالثة ومـع أن النهايـة ... الطفل الذي يتباهى مبعايري جاحنة ، الطفل املدلل ، الطفل احملرومـ

. )1(واحدة يف مجيع احلاالت، إال أن املسارات ختتلف يف كل منهايف دراسة عامل اجلنوح عند األحـداث واهتمامهـا ةورغم إسهام املدرسة البلجيكي

باجلانب الذايت للجانح ، إال أا أمهلت البعد االجتماعي مع أنه ال ميكن دراسة ظـاهرة اجلنـوح مبعزل عن البعد االجتماعي مبا حيويه من متغريات ، فاهتمامها باجلانب الذايت كان من أجل حتديد

تفسري أفعاهلم اجلاحنة عن طريق قياسها ووضع سلم لتصنيف خمتلف جوانب اجلنوح عند األحداث ب .اجلاحنني حسب درجة اخلطورة من حيث األفعال اجلاحنة الصادرة عنهم

)1( - BOUTACHANE ( T) : institution de rééducation et marginalisation. Journée d’études sur la délinquance juvénile .Constantine 1983. PP 59 – 64.

- - 55

أن األفعال اليت تصدر عن احلدث وخاصة السرقة إما أن تكـون " ديبويست "حيث اعترب يجة صـراع داخلـي من أجل تأكيد الذات وتطور الشخصية للسيطرة على الواقع وقد تكون نت

يكون الفعل اجلانح فيه وليد قوى داخلية الواعية تفلت من سيطرة الشخص إال أن هذه األفعـال اجلاحنة ما هي إال تصرفات تعرب عن عدم االنتماء االجتماعي للحدث مما جيعله يتمرد علـى قـيم

.كحل تعويضي ومعايري اتمع فيمارس السرقة كتعبري عن اإلحباط واألمل املعنوي فيتخذهااهلامة هلذه النظرية إال أا أمهلت اجلانب االجتماعي واالقتصـادي يف تورغم االهتماما

دفع احلدث إىل اجلنوح وخاصة ممارسة جنحة السرقة اليت يلعب األسلوب التربوي املتبع من طرف قبل القيم اخللقية األسرة يف تنشئة احلدث دورا هاما يف عدم ارتكاا وذلك بتعليم احلدث كيفية ت

.والدينية وااللتزام ا باإلضافة إىل أمهية العامل االقتصادي يف املسامهة يف ارتكاب احلدث جلنحة السرقة والـيت

هي تعبريا عن حاجته املاسة إىل املال إلشباع رغباته ونزواته وكطريقة سهلة للكسب السريع ، ألن ث رغم تكوينهم وإعادة تربيتهم قد يعـود إىل أسـباب تكرار عملية السرقة املالحظة عند األحدا

. نفسية وليست اجتماعية أو اقتصادية فقط

ـ النظریات البیولوجیة 3تشري الوراثة إىل انتقال بعض اخلصائص من األصل إىل الفرع أثناء تكون اجلنني ، سـواء

جيل إىل آخر ، ممـا كانت هذه اخلصائص جسمية أو نفسية ، أو هي انتقال صفات عضوية من .الل الوراثة عض األمراض العقلية والعضوية من خيؤدي إىل انتقال ب

ولقد نادى أرسطو قبل امليالد بإمكان التعرف على كثري من أخالق الفرد من خالل دراسة مساته اجلسمية ، وخاصة منها تلك اليت متيزه عن غريه من بين جنسه ، وقد استمرت هذه النظـرة

ور ، حيث جندها عند علماء العرب والذين كانوا يطلقون عليها مصـطلح العرافـة أو عرب العصوحاولوا تطبيق أصوهلا على فئة املنحرفني ، وذهبوا إىل القـول 1741 – 1728الفراسة بني عامي

بأن اجلرمية هي نتاج طبيعي لضعف خلقي يعود إىل وجود اضطراب يف النمو الطبيعي ألجزاء املخ

- - 56

حيث كانوا يعتقدون بأمهية العوامل البيولوجية يف تشكيل شخصية الفـرد وحتديـد ، والدماغسلوكاته وأفعاله ، وقد استمر هذا االجتاه عند علماء الغرب أيضا وخاصة عند أتبـاع املدرسـة

رائد املدرسة االيطالية يف علم اإلجرام ، حيث أجرى العديد " لومربوزو" يعد ، االيطالية ملربوزو بحوث حول تأثري العوامل الوراثية يف اجلرمية واليت جتعل من الفرد منحرفا ومتيزه عن غريه من من ال

إىل أن للمجرم مالمح خلقية جتعله يرتد إىل اإلنسان البـدائي ) لومربوزو ( األسوياء وقد توصل ن حيث فهو حيتفظ عن طريق الوراثة باخلصائص البيولوجية لإلنسان ما قبل التاريخ حيث يتميز م

.)1(الشكل اخلارجي بتضخم يف عظام الوجه والفك واخلدين وغري ذلك من الصفاتقد ركز على صفات ارم بامليالد والذي متيزه خصـائص مرفولوجيـة ) ملربوزو (إال أن

وبيولوجية معينة وكان يعتقد أن معظم اجلناة من هذا الصنف إىل أن توصل من خـالل حبوثـه .)2(ارمني بامليالد ال تتجاوز الثلث بالنسبة موع اجلناةاألخرية إىل أن نسبة

الفكر التقليدي بل احلتمية يويرى أيضا أن أساس املسؤولية ليس حرية االختيار كما يدع اجلربية نظرا لوجود ارم املدفوع إىل اجلرمية دفعا حبكم التكوين البيولوجي وبالتايل فان رد الفعل

ة وارم جيب أن يتمثل يف تدابري وقائية حتمي اتمع من اخلطورة االجتماعية االجتماعي ضد اجلرمي .)3(للمجرمني

ةفيجب إذن أن حتل اجلربية حمل حرية االختيار وان حتل التدابري حمل العقوبة وفكرة املسؤوليا نظرت إىل أل ة، وقد نادت هذه املدرسة أيضا بضرورة اعتبار العقوبة أدا االجتماعية حمل اجلنائية

.)4(اجلرمية باعتبارها ظاهرة طبيعية واهتمت بدراسة السمات اجلسمية والنفسية للمجرمنييعد مؤسسا لعلم اإلجرام العلمي القائم على مالحظة الوقائع وتقـدمي ) ملربوزو(ورغم أن

الـذي الفروض اليت تفسرها ، والتأكد من صحة هذه الفروض عن طريق التجربة ، إال أن املنهجاتبعه يف دراسة ارم والنتائج اليت توصل إليها واجهت انتقادات عدة منها اهتمامه املبالغ فيه فيما اجلانب التكويين الفردي وأثره يف السلوك اإلجرامي وإمهاله للعوامل البيئية واالجتماعيـة احمليطـة

.بارم رغم ماهلا من أثر ال ميكن إنكاره على سلوكه

.64ص ،1994القاهرة ،2 ط ،فكر العريبدار ال ، أصول علم اإلجرام : حممد أبو العال عقيدة ـ )1( . 65ص ،نفس الرجع ـ )2( . 66ص ،نفس املرجع ـ )3( . 37ص ، 1987اإلسكندرية ،دار املعرفة اجلامعية ،علم االجتماع اجلنائي : السيد علي الشتا ـ )4(

- - 57

لفكرة حرية االختيار كأساس للمسؤولية اجلنائية واملناداة بفكـرة ) ملربوزو (ار هذا مع إنك، فضال على أنه يؤدي إىل انتشار اإلجرام حتت دعوى أن اإلنسان احلتمية أمر ال ميكن التسليم به

مسري إليه وليس بوسعه أن يبتعد عن طريقه، وهذا مع ذكره للمجرم بالعاطفة وارم بالصدفة عند .)1(نيفه للمجرمني وإدراج هاتني الطائفتني بني ارمني خيص فكرة احلتميةتص

وجهت األنظار إىل أمهية دراسة ارم دراسة علمية ) ملربوزو(ومع ذلك ال ننسى أن دراسة ة الـيت دفعتـه إىل ارتكـاب باستخدام املسح التجرييب يف البحث وذلك ملعرفة األسباب التكويني

. اجلرميةال جدال يف أن العوامل الوراثية سواء كانت فسيولوجية أو نفسية هلا تأثري واضح يف إال أنه

حتليل أسباب اجلنوح ، إال أنه ال ينبغي أن ننظر إليها باعتبارها العامل الوحيد يف حتليل اجلنوح بل .)2(البد من وجود عدة عوامل متضافرة مع بعضها البعض

أمهية العوامل البيولوجية يف اجلرميـة واجلنـوح جعـل يف دراسته على) ملربوزو(إن تركيزالسلوك اإلجرامي مع إمهاله لدور العوامـل اهتمامه ينحصر يف اجلانب التكويين الفردي وأثره يف

.البيئية واالجتماعية احمليطة بالفرد رغم أمهيتها يف اجلنوح واجلرمية اخل األسرة أو خارجها تـؤثر فالظروف االجتماعية اليت يعيش فيها احلدث سواء كانت د

عليه بطريقة مباشرة وتدفعه للجنوح ملا لألسرة واحمليط االجتماعي الذي يشكل البيئـة اخلارجيـة .للحدث من أمهية يف تقومي سلوكه واحنرافه

على فكرة احلتمية يرجع للعوامل البيولوجية املوروثة واليت ) ملربوزو (كما أن تأكيد نظرية دفوعا إىل اجلرمية حبكم تلك العوامل مما يفقده حرية االختيار كأساس للمسؤولية جتعل من الفرد م

اجلنائية ، إال أنه أمر ال ميكن التسليم به ائيا نتيجة وجود عدة عوامل أخرى تتحكم يف سـلوك . األفراد وتوجههم تبعا للتنشئة االجتماعية واحمليط األسري واالجتماعي للفرد

تالئم جمتمع الدراسة ألن معظم األحداث يف جمتمـع دراسـتنا كـان وهذه النظرية ال وتـدفعهم معن وضعيتهم االجتماعية واالقتصادية اليت تؤثر عليه اناجت انتهاجهم للسلوك االحنرايف

، فوجود احلدث يف أسرة مفككة وسوء املعاملة وطبيعة املسكن الذي يعيش فيه أو الذي للجنوح

.67ص ، مرجع سابق : حممد أبو العال عقيدة ـ )1( .70ص نفس املرجع ، ـ )2(

- - 58

إال أن هذا ال ينكـر أمهيـة ،تؤثر حتما على نفسيته وتدفعه لالحنراف فهذه العوامل أتى منه ، .ن كان دورها غري بارز يف جمتمع الدراسة إالعوامل الوراثية و

ـ النظریات االقتصادیة 4

حياول بعض الدارسني من املشتغلني بدراسة اجلرمية الربط بني االحنراف من جهـة وبـني .وع واخنفاض الدخل والتطلعات االقتصادية من جهة أخرىالعوامل االقتصادية كالفقر واجل

وقد ظهرت جمموعة من الدراسات االجتماعية املدعمة هلذا الغرض كما ظهـرت بعـض الدراسات املكذبة له يف نفس الوقت وينطوي هذا الفرض على فرض ضمين حياول حصر اجلرميـة

ات األكثر فقرا واليت تتسـم باخنفـاض إىل حد كبري داخل الطبقات الدنيا يف اتمع وهي الطبقيف العـامل Diverece الباحث االيطايل وعلى سبيل املثال فقد كشفت دراسات مستوى املعيشة

الفقرية يصل عددهم القرن املاضي عن أن ارمني احملكوم عليهم من أبناء الطبقة، يف أواخر الغريبسبة أبناء هذه الطبقة إىل أبناء كـل طبقـة ال عليهم يف حني أن ن ممن جمموع احملكو %90 إىل

ن القضـاء علـى املشـكالت إ" وهذا ما ذهب إليه كارل ماركس بقوله فقط ، 60%تتعدى ـ )1("االجتماعية ومنها ظاهرة اجلرمية ، إمنا يتم بإصالح النظام االقتصادي ن أحبـاث إكذلك ف

ض الـذاهب إىل أن االحنـراف يف علم االجتماع متيل إىل دعم ذلك الفـر " شيكاكو "مدرسة ويقول آخـر ،واإلجرام يشيعان أكثر بني أبناء الطبقات الدنيا أو الفقرية أو احملرومة داخل اتمع

بأم جيعلون من االحنراف ظاهرة مرتبطة بالفقر واألحياء املتخلفة اليت يسكنها أبنـاء الطبقـات .)2(الوسطى

عال اإلجرامية وخاصة جرائم املمتلكـات إىل الفقـر األف" بوجنر"ولقد عزا العامل اهلولندي ألبناء الطبقة يف ظل التنافس الرأمسايل والفقر ينبع عادة من املنافسة االقتصادية غري الناجحة ويقود

ومن هنا يصبح عالج اجلرمية وفقـا هلـذه .إىل التفكك الشخصي وهو من لوازم اتمع الرأمسايلوسائل اإلنتاج وقيام جمتمع ال طبقي أي خال من الطبقات ويقـول النظرية من خالل إعادة تنظيم

لبيئة احلالية وبسبب ظروف اال تؤدي بذاا إىل جعله جمرما ، الرتعة األنانية يف اإلنسان إن"بوجنر"ويقوم النظام االقتصـادي احلـايل ،جدا أو أكثر قدرة على ارتكاب اجلرمية أصبح اإلنسان أنانيا

. 19 ص ، 1970علم االجرام وعلم العقاب ، دار النهضة، مصر، : أنور علي وأمال عبد الرحيم عثمان يسرى ـ )1( ، اململكة العربية جدة ، دار الشروق ، الدراسات العلمية للسلوك اإلجرامي : نبيل حممد توفيق السمالوطي ـ )2(

. 245ص ، 1983السعودية

- - 59

تنمية صفة األنانية واتمع الذي يبىن على أساس التبـادل إىلوالتبادل يؤدي ،ادل على أساس التبيعزل أفراده عن بعضهم البعض بواسطة أضعاف الروابط بينهم فكل فريق من رفقاء التبادل يفكر

.يف حتقيق منافعه حىت وان كانت على حساب الفريق اآلخر) إاله (االقتصاد والتجارة هو يف نفس الوقـت ) إاله(إىل القول إىل أن "بوجنر"ويذهب

ن التاجر والسارق يشبهان بعضهما البعض من حيث أن كال منـهما إاللصوص وعلى ذلك يقول .)1(يهتم مبصاحله اخلاصة

فالفقر وفقا للرأي الراجح ال يكون عامال مباشرا حبد ذاته ولكنه يولد على األقل حاالت ن املنتجات االستهالكية معروضـة إإلجرام وخاصة يف املدن حيث اجتماعية وفردية تساعد على ا

يف زوايا الشوارع ومتثل مغريات مجة ،واألثر املباشر للفقر يكمن يف اضطرار هؤالء األحـداث إىل العمل يف أتفه احلرف واخلدمات ، وبذلك يتعرض عدد كبري منهم الستغالل املهربني احملتـرفني

ـ الذين يستخدموم لتصريف ـ ـبضائعهم أو استدراج النـاس إىل أمـاكن تعاط ة ـي الرذيلهـم واملخدرات ، وال يطول م املطاف حىت ينغمسوا يف متاهات االحنالل اخللقي ويصـبحوا

أنفسهم ضحايا مما يسهم يف احنطاط أية قيمة خلقية لديهم إىل جانب ذلك فان الفقر قد يـورث باس األفكار الرديئة واملبادئ اهلدامة واحلقد علـى عند البعض وهن الشخصية وضعف العزمية واقت

.)2(اتمع وازدراء القانون العامالدافع الرئيسي الحنراف أنه وحىت يف احلاالت اليت يكون فيها الفقر " برت"ويرى الدكتور

عـن أن الفقر الناتج أيفانه جيب األخذ بعني االعتبار أنه يعين الفقر باملعىن النسيب ، األحداث ، عدم إشباع احلاجات امللحة ، وعدم كفاية الدخل ، والفقر حبد ذاته ال يرتبط باجلناح وإال جلنح كل الفقراء ، وإمنا يرتبط اجلناح بالفقر إذا صاحب الفقر هذا نوعا من املطامح الواسعة اليت ال جتد

إىل خلـل يف تشـري أمامها الفرص لتحقيقها بالوسائل املشروعة ، وان وجدت هذه العالقة فإا .االجتماعي ءىل تناقضات يف البناالنظام االقتصادي وإ

نه قد يـؤدي إىل ظهـور إوإذا كان الفقر ال يكون مبفرده سببا لالحنراف عند األحداث فكثريا من حاالت االحنراف ، خاصة إذا الزمه سوء الرعاية الذي يالزم عادة حياة الفقراء ، لـذا

. 71ص ،ق ذكره مرجع سب: محن العيسويعبد الر ـ )1( ،1984ريوت ـــب ،1ط ،املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،األحداث املنحرفون :علي حممد جعفر ـ )2(

.66ص

- - 60

ائها املنحرفني ولكنه سـيؤدي ني لألسرة ال يزيل بذور اجلرمية من قلوب أبفان حتسني الوضع املاد . )1(إىل ختفيف من امليل إىل اإلجرام يف نفوس هؤالء األبناء

وقد كشفت الدراسات املوضوعية عن أن تركيز العديد من الدراسات األمريكية يف علـم .)2(حنيازا سياسيا لتحقيق بعض األهدافاالجتماع على االرتباط الوثيق بني الفقر واجلرمية حيمل ا

قد أثبتت أن الفقر وحده ال يسبب اجلرمية وال يؤدي إليهـا وأن " بوجنر "وكانت دراسة ن هم من فئة قليلة من الناس، ومعظم اتمعات توجه عناية الناس ليسوا جمرمني وإمنا ارموغالبية

ولكن قد يظل من عوامل االضطراب اتساع .. ا خاصة للعاطلني والفقراء أكثر مما كان حيدث قدمياهلوة بني إمكانيات الفرد االقتصادية ومطالبه واحلاجات اليت يرغب يف إشباعها ، وعلى الرغم من أمهية البعد االقتصادي عند تفسري السلوك اإلجرامي واالحنراف ، فانه ال يكفي علـى اإلطـالق

ارمني يرتكبون جرائم حتت وقع عوامل اقتصادية يف كعامل وحيد للتفسري، فإذا كان الكثري من ، فان هناك ماليني الفقراء واحملرومني واألسوياء الذين يستنكرون السلوك نمقدمتها الفقر واحلرما

. )3(اإلجرامي متاماوان كان الفقر هو العامل األساسي للجرمية فكيف نفسر ارتفاع معدل اجلـرائم وتزايـد

لدرجة ظهور ةالغنية يف العامل الغريب كالواليات املتحدة وبعض الدول األوروبيخطورا يف البالد تنظيمات ومجاعات منظمة لإلجرام يف شكل عصابات منظمة وذلك باملقارنة بالبلدان املتخلفـة

.والفقريةوالواقع أن العامل االقتصادي هو أحد العوامل املتعددة اليت ميكن إضافتها إىل غريها مـن

أن النمو االقتصادي ال مينع أنواعا معينة Lopez Rey الدكتورمانويل لوبازراي مل ويرى العوا، كما أنه يف نفس الوقت يؤدي إىل أنواع أخرى منها البطالة يف الدول الرأمسالية واليت من اجلرائم

.)4(غالبا ما تدفع إىل االحنرافف االقتصادية ولكنها ليست صلة وعموما هناك صلة واضحة بني اجلرمية واجلنوح والظرو

، فالفقر قد يكون دافعا لإلجرام لدى بعض الناس وقد يكون أيضا دافعا للتمسـك سببية مباشرة

. 67ص ، نفس املرجع ـ )1( . 247ص ، ذكره قمرجع سب: نبيل حممد توفيق السمالوطي ـ )2( . 85ص ذكره، بق مرجع س: يسويعبد الرمحن الع ـ )3( . 87ص ، نفس املرجع ـ )4(

- - 61

باخللق الفاضل عند آخرين أو دافعا للعمل لتحسني املستوى االقتصادي بأساليب مشروعة عنـد .اخل ...جمموعة أخرى من الناس

امل األخرى غري العامل االقتصادي ويف مقدمتها أسلوب وهذا يتوقف على جمموعة من العوالتنشئة االجتماعية ومدى عمق اإلميان الديين ونوعية القيم واملوجهات السـلوكية الـيت يتبناهـا الشخص وآماله وطموحه وانتماءاته االجتماعية ونوعية الثقافة الفرعية املؤثرة عليه وال شـك أن

ما عند وضع سياسة الدفاع االجتماعي ومقاومة االحنراف داخل معرفة هذه احلقائق تعد أساسا ها .)1(اتمع

حتاول هذه النظرية الربط بني العوامل االقتصادية واجلنوح حبصر اجلرمية داخـل الطبقـات الدنيا الفقرية يف اتمع واليت تتسم باخنفاض مستوى املعيشة ، ألن أغلب ارمني من أبناء الطبقة

نافسـة سيطة وخاصة يف ظل النظام الرأمسايل الذي يالزمه الفقر عادة النـاجم عـن امل العمالية الباالقتصادية غري الناجحة مما يقود إىل التفكك الشخصي وانتشار جرائم املمتلكات كالسرقة الناجتة

.وأكثر قدرة على ارتكاب اجلرائم نياعن احلاجة املاسة إىل املال وهذه الظروف جتعل الفرد أناال أن األثر املباشر للفقر يكمن يف اتساع اهلوة بني إمكانيات الفرد االقتصـادية ومطالبـه إ

حيث تعاين معظم أسـر ،واحلاجات اليت يرغب يف إشباعها وهذا ما نالحظه يف جمتمع الدراسة ـ بأأفراد العينة من الفقر الناجم عن اهلجرة الريفية حنو اتمع احلضري مما جيعل ـ ن ر اء هـذه األس

يضطرون إىل العمل يف مهن بسيطة ذات أجر ضعيف نتيجة افتقادهم ملؤهالت العمـل يف مهـن كما أن عامل اهلجرة حنو اتمع احلضري يعمل على تشكيل أحزمـة ،حمترمة وذات أجر مرتفع

عامل الفقر مع السكن افرضفيتقصديرية على هامش املدينة وهي ما يعرف باألحياء اهلامشية إذن الطموحات املالزمة للحياة يف املدينـة مـع صـعوبة التكيـف إىل حياء اهلامشية باإلضافة يف األ

كل هذه العوامل وان كانت كلها ناجتة عن الفقر إال أا تؤثر على احلـدث نتيجـة ،االجتماعي أكثر منها يف القرية فيضطر إىل انتهاج طرق غري قانونية لتحقيق رغباته توسع طموحاته يف املدينة

اليت مل تستطع أسرته حتقيقها فال جيد سوى االحنراف طريقا لتحقيقها ويعترب عامل الفقر من أهـم العوامل املؤدية للجنوح يف جمتمع الدراسة وان كان الفقر ليس سببا مباشرا يف اجلنوح إال أنه يولد

.حاالت اجتماعية وفردية تساعد على اجلنوح وخاصة يف املدن

. 86ص ،نفس املرجع ـ )1(

- - 62

رافیة ـ النظریة الجغ 5تربز أمهية العامل اجلغرايف يف جمال اجلنوح واجلرمية ، باعتباره دافعا الرتكاب األفعال املنافية

" فواتسـن "للقانون ، ولقد كشفت عدة دراسات مدى تأثري العامل اجلغرايف على ظاهرة اجلنوح الشتراك يف ظاهرة يعرف هذا األخري بأنه حتديد األقاليم املوجودة على سطح األرض استنادا على ا

، حيث ركز على األمناط املكانية ، التوزيعات اجلغرافيـة للظـواهر االجتماعيـة اجتماعية معينةكمعيار رئيسي لتحديد األقاليم اجلغرافية ، فهي اخلطوة األوىل لرسم حدود مناطق املشاكل ، اليت

وزمانيا ، حيث كان التركيز علـى تعتمد على التحليل املكاين واملفسرة لألمناط وتبايناا مكانيا اخلرائط التوضيحية للتباينات املكانية لتكرار حدوث اجلرمية ، تبعتها دراسات عن تباين األقاليم يف اجلرمية من حيث التكرار والزمان وقد استمر احلال حىت العشرينيات وقد أطلق عليهـا املدرسـة

ق اجلغرافية وحماولة تفسريه على أسـاس اخـتالف اجلغرافية الهتماماا بالتباين بني خمتلف املناط . )1(خصائص املناطق واألقاليم

" اخلرائطيـة "فالدراسات األوىل يف علم االجتماع اإلجرامي تعود إىل املدرسة اجلغرافيـة هذه املدرسة حيث ساعدت Quetelet Giryكتليه والبلجيكي بزعامة العاملني الفرنسي جريي

اجلنائية يف فرنسا ، حيث بني جريي العالقة املوجودة بني املناخ وفصـول على ظهور االحصاءاتالسنة من ناحية واالجرام من ناحية أخرى ، وخلص اىل أن جرائم االعتداء على األشخاص تبلـغ

.)2(ذروا يف جنوب فرنسا يف حني تبلغ جرائم االعتداء على األموال يف مشاهلابقانون يربط العالقة بني اجلرميـة والطقـس ومسـاه وخرج جريي من خالل هذه النتائج

بالقانون احلراري لالحنراف ، حيث تزداد اجلرائم ضد األشخاص يف الطقس احلار وتزداد جـرائم . األموال يف املناخ والطقس البارد

تتعلق بتوزيع اجلرمية حسب البيئـة طبقـا للمنـاخ 1832يه فقد قام بدراسة عام أما كتليني األول يتعلق بثبات االجرام من عام آلخر والثاين مساه بقانون احلـرارة بقانون رجوالفصول، وخ

.)3(االجرامي

عية ، دار الكندي للنشر جغرافية املشكالت االجتما : حممد امحد عقلة املومين. مضر خليل العمر و د. د.أ ـ )1( .) 21 ـ 13من ص ( 2000، اربد ، والتوزيع

، 2000علم االجرام وعلم العقاب ، االسكندرية ، الدار اجلامعية للطباعة والنشر ، : قهوجيعلي عبد عبد القادر ال ـ )2( . 80ص

. 67نفس الرجع ، ص ـ )3(

- - 63

من خالل جمموعة من االحصاءات خاصة بتوزيع اجلرمية حسب البيئة واملناخ والفصـول إن هناك ضريبة تدفع سنويا بصفة منتظمة وبدقة كبرية فنحن نسـتطيع أن نعـرف " حيث قال

صا جمرما يف السنة ألن اجلرمية ترتكب كل سنة بنفس النسبة حتت تـأثري عوامـل مسبقا كم شخ .)1("معينة طبيعية واجتماعية

لذلك جاءت النظرية اجلغرافية لتفسري أسباب اجلرمية بأا أسباب جغرافيـة وبيئيـة ألن .يف املناخ والفصول واحلرارة يؤثر على األفراد بوصفها عوامل مسببة للسلوك االحنرا

ابن " ومن هنا يتضح أن طبيعة البيئة تنعكس على نوعية شخصية أفرادها ، وهذا ما يؤكده تأثر البيئة اجلغرافية على احلياة االجتماعية يف تشكل نوع اتمع ونوع احلرفة : " بقوله " خلدون

ومثال على ،"هل هي زراعية أم صناعية أو صيد أو جتارة ، بل وتؤثر على أخالق الناس وطباعهم ذلك الشرق العريب أحسن مناطق العامل ألنه معتدل بني احلرارة الزائدة يف اجلنوب والربد الشـديد

.يف الشمال ، أما األقاليم الغري معتدلة فأهلها غري معتدلني يف أحواهلم إن العامل اجلغرايف هو نقطة اهتمام أصحاب املدرسة اجلغرافية يف تفسري الكثري من الظواهر اليت تتعلق باحلياة اإلنسانية ، فنظرم هذه جاءت انطالقا من نظرم لإلنسـان الـذي أوجدتـه الظروف البيئية وهذا ما يؤثر على سلوك الفرد وتكوينه ، لذلك فالنظرية اجلغرافية تنادي حبتميـة

بشكل أمام الطبيعة ، وهذا ما حتاول دراستنا الكشف عنه االطبيعة حيث أن اإلنسان يقف حاجز . أمهية كبرية يف دراستنامن أدق وأوضح ، وذلك ملا له

. 93نفس املرجع ، ص ـ )1(

- - 64

خالصــــة ر ظاهرة اجلنوح من خمتلـف جوانبـها ،وكـان لنا مناذج من النظريات اليت تفسلقد تناو

عن ما تتميز به ظاهرة اجلنوح من خصوصيات مع اختالف نظـرة ااختالف هذه التفسريات ناجتنحرف ، إال أنين قد حاولت ربط نتائج هذه النظريات مع الواقع احمللي تمـع علمائها لسلوك امل

. الدراسة واختبارها جمتمعة يف تفسري ظاهرة جنوح األحداث يف اتمع اجلزائري فبالنسبة للنظريات االجتماعية اهتمت بدراسة التنشئة االجتماعية للحدث وكل ما حيـيط

أو االجتماعي مع ما يشمله من ضغوطات اجتماعية تـؤثر علـى به سواء من اجلانب األسري .احلدث وتشعره بالنبذ خارج دائرة االنتماء االجتماعي مما يولد لديه السلوك املضاد للمجتمع

يف حني اهتمت النظريات النفسية والبيولوجية بدراسة البعد الذايت لشخصية اجلانح حيـث لق االسـتعداد لديـه ـاب داخلية تؤثر على احلدث وختفسرت السلوك اجلانح بإرجاعه إىل أسب

نه ال ميكن الفصـل بـني املدرسـتني إ، فمن خالل هذين االجتاهني نستطيع أن نقول للجنوحنظر إليـه أو السوسيولوجية والسيكولوجية يف تفسري السلوك االحنرايف ، ذلك أن الفرد ال ميكن ال

ه وهذا ما أكدتـه ه وحميطه االجتماعي الذي يعيش فيأ فعاله مبعزل عن بيئتاحلكم على سلوكاته واملدرسة اجلغرافية ، فاإلنسان ابن بيئته الطبيعية واالجتماعية فهي اليت تطبعـه بطابعهـا وتشـكله

.حسب ما ميليه الواقع اأساسـي إال أن أصحاب النظرية االقتصادية قد أعطوا اهتماما كبريا يف جعل الفقر عامال

باعتبار أن الظروف املادية السيئة حمليط احلدث األسري واالجتمـاعي تعمـل يف جنوح األحداث على دفعه لالحنراف، لكن يف بعض األحيان هذا العامل ال يؤدي بالضرورة إىل االحنراف ، وهـذا

.ما حيدث يف جمتمعنا اجلزائري عند أغلبية األسر تها جيعل من ظاهرة اجلنوح اختالف هذه النظريات حول العوامل املؤدية للجنوح وأمهيإن

تناج مجلة من العوامل املترابطة وهذا ما سيتم تناوله ملعرفة مدى تأثري هذه العوامـل يف جنـوح .األحداث يف جمتمع الدراسة

- - 65

ثــالفصـــــل الثال داث ــاح األحــلى جنإة ــل المؤدیـالعوام

العوامل الذاتیة ـ 1 العوامل الجسمیة ـ 1 ـ 1 العوامل النفسیة ـ 2 ـ 1 العوامل العقلیة ـ 3 ـ 1

العوامل االجتماعیة ـ 2 أثر األسرة في جنوح األحداث ـ 1 ـ 2

إنحراف األحداث وأشكال نظام األسرة ـ 1 ـ 1 ـ 2العالق ة ب ین إنح راف األح داث والتفك ك ـ 2 ـ 1 ـ 2

األسري العالقة بین إنحراف األحداث والتربیة ـ 3 ـ 1 ـ 2 عالقة البیئة األسریة بانحراف األحداث ـ 4 ـ 1 ـ 2 المستوى الثقافي لألسرة ـ 5 ـ 1 ـ 2

أثر المدرسة في جنوح األحداث ـ 2 ـ 2 أثر جماعة الرفاق ووقت الفراغ غیر الموجھ ـ 3 ـ 2 أثر وسائل اإلعالم ـ 4 ـ 2

العوامل االقتصادیة ـ 3 العوامل الجغرافیة ـ 4

المكان والتضاریس ـ 1 ـ 4 المناخ ـ 2 ـ 4 الظالم الدامس أثناء اللیل ـ 3 ـ 4 الھجرة الداخلیة واألحیاء الھامشیة بالمدینة ـ 4 ـ 4

الھجرة الداخلیة ـ 1 ـ 4 ـ 4 شیة بالمدینةاألحیاء الھام ـ 2 ـ 4 ـ 4

ـــالصـــــةخ

- - 66

تشري العديد من الدراسات اليت تناولت العوامل واألسباب املرتبطة جبناح األحداث يف ضوء النظريات املفسرة للجرمية والسابق اإلشارة إليها ، واليت أجريت يف جمتمعات متباينـة وثقافـات

فمن خالل هذه الدراسات ونتائجها حناول خمتلفة أن هذه العوامل تنحصر يف عوامل ذاتية وبيئية ، التأكد من أن هذه العوامل واألسباب أيضا ترتبط مبشكالت اجلناح يف اتمع اجلزائري ، شـأنه شأن اتمعات العربية واألجنبية األخرى ، أم أن هناك عوامل وأسبابا أخرى مرتبطـة بـاتمع

العوامل واألسباب املؤدية إىل جناح األحداث اجلزائري وظروفه ، هلذا حتاول دراستنا هذه عرض :على النحو التايل

ـ العوامل الذاتیة 1وتتمثل يف العوامل اجلسمية املوجودة يف كيان املنحرفني أنفسـهم ، وحـاالم املرضـية

وتركيب اجلسم احليوي ، واحلالة النفسية والعقلية والعصبية ، ويـدخل واالضطرابات الوظيفية ،وكل هذه العوامل قد تؤثر على سلوك احلـدث )1(النوع العوامل البيولوجية والنفسية ضمن هذا

وتنعكس على تصرفاته وقد تدفعه إىل اجلنوح ، ومنه ميكن تناول العوامل الذاتية الـيت تـؤثر يف .سلوك احلدث اجلانح

میة العوامل الجسـ 2ـ 1األعضاء ووظائفهـا ، واملظهـر ويقصد ا التكوين العضوي والصفات اخللقية كشكل

، والعاهات أو التشوهات اليت قد يكون مصابا ـا ، والطـول أو القصـر ، اخلارجي لإلنسان، أو نتيجة لالضطرابات يف إفرازات الغدد الصماء ، كل ذلك قد يـؤثر علـى والنحافة والبدانة

و العجز يصـبحون غـري فالذين يعانون من املرض أ .سلوك احلدث ويدفعه إىل السلوك اجلانح مستقرين نفسيا ، حيث الشعور باخلوف والقلق واحلاجات غري املشبعة ، ختلق ضغوط نفسية قـد تدفع م جتاه اجلناح أو اجلرمية ، وهذا مما الشك فيه قد يدفع ذوي العاهات إىل السلوك التعويضي

. واجلرمية حيث الشعور بالنقص ، فيشبع ويتغلب على هذا الشعور من خالل اجلنوح

.35أثر التفكك العائلي يف جنوح األحداث ،عامل املعرفة ، بريوت ، بدون سنة ، ص : جعفر عبد األمري الياسني ـ )1(

- - 67

فسوء الصحة املتوايل يتضمن العجز واحلرمان ، مما ينعكس على نفـس الصـغري باحلقـد .والكراهية حينما يقارن نفسه باألصحاء، ومن مث يسهل سريه مع تيار العدوان واالحنراف

فيحـاول أن يسـلك أي فعدم رضا احلدث عن حالته اجلسمية يشعره بالتوتر والنقص ، .)1(سلوك الثبات ذاته وقد يكون هذا السلوك احنرافيا

ـ العوامل النفسیة 2ـ 1يتضمن التكوين النفسي جمموعة من الصفات واخلصائص اليت تؤثر يف تكوين الشخصـية اإلنسانية وتكيفها مع البيئة اخلارجية ، ويرى احملللون النفسيون أن أي اضطراب نفسـي سـواء

ل ـــعنه يف سلوك إجرامي أو احنرايف ميكن إرجاعه إىل تفاعل بني ثالثة أنوع من العوام أفصح، ويقصد بالعوامل املباشرة األزمات الشديدة ) عوامل تكوينية ،عوامل ارتقائية ، عوامل مباشرة(

إحباط ، وتتمثل األزمات الشديدة أساسا يف اليت مير ا الفرد مباشرة قبل ظهور السلوك املنحرفمفاجئ أو شديد للرتعات الغريزية ، أما العوامل االرتقائية فهي اخلاصة بالنمو النفسي للفرد منـذ امليالد حىت يصل إىل الرشد وهي العوامل احلامسة اليت تعد مهيئة لالحنراف وهلذا فهي تعترب أهـم

.)2(العوامل الثالثة يعـاين ـورية خفيـت شعويرى بعض العلماء أن السلوك اإلجرامي هو حصيلة صراعا

ل الـيت ـورية من العوامـورية والالشعـد املؤثرات الشعـمنها املنحرف فترة طويلة ، هذا وتعـ ـة ، أو جتعل صاحبها مهيـؤدي إىل اختالل يف شخصيـت دت مـع ـأ لالحنراف إذا ما احت

ـ ق الذي يؤدي باحلدث إىل األـس يقود إىل القلـ، فالصراع مع النف)3(عناصر أخرى راض ـعـ ـريا واملخاوف املرضيـالعصابية ، كما يف حاالت اهلستي م األمـراض ـة واالكتئاب ، ومعظ

ة ، كذلك يؤدي القلق إىل السلوك اجلانح مثل التشرد ، والتمرد على اتمـع واحلقـد ـالعصابي .عليه وارتكاب اجلرمية ضده

التعبري عن هـذا العـدوان كما أن اإلحباط يثري الشعور بالعدوان ،وألن اجلانح يعرف أنفانه سريى أن أحسن وسيلة لضبط اخلوف والقلق من العدوان املتوقـع سيقابل بعدوان مضاد له،

هو البدء بالعدوان ، ومن مظاهر ذلك لدى اجلاحنني العناد والتحـدي ، والتخريـب والسـرقة

ممارسة اخلدمة االجتماعية يف جمال االحنراف واجلرمية ، : محدي عبد احلارس البخشوشي وخريي خليل اجلميلي ـ )1( . 62، ص 1996االسكندرية ، دار املعرفة اجلامعية

اهرة رعاية الفئات اخلاصة من منظور اخلدمة االجتماعية ، بل برنت للطباعة ، الق : مرمي ابراهيم حنا وآخرون ـ )2( . 316، ص 1997

188ص ، 1992سيكولوجية املراهقة ، مكتبة األجنلو املصرية ، القاهرة ،: قناوي حممد هدى ـ )3(

- - 68

، وغري ذلك من مظاهر تعمد واهلروب من املدرسة واالعتداءات اجلنسية ، والتشرد ، والرسوب امل .)1(السلوك املنحرف اليت تعرب يف أساسها عن اخلوف والقلق وفقدان الشعور باألمن واحلب

:كما يلعب التكوين النفسي دورا يف اجلناح واجلرمية ويرتبط ذلك باجلوانب التالية .احلاالت اليت يولد فيها الفرد مصابا بالضعف العقلي ـ أ

.جتة عن اإلحباط ، أو عدم اإلشباعلى احتمال األزمات الناحاالت ضعف القدرة عـ ب زيادة أو نقص الدوافع الغريزية املختلفة عن احلد السوي، وخاصة الرتعات اجلنسـية ـ ج .والعدوانية

ـ العوامل العقلیة 3ـ 1ـ وتتضمن هذه اموعة عوامل النقص العقلي ، أو الغباء ، درات ـأو تدين الـذكاء والق

، فالقصور العقلي يؤدي إىل ضعف التمييز بني السلوك السوي والسلوك املنحرف ، وتتميز صةاخلااحنرافات ضعاف العقول واألغبياء باحلماقة وسهولة االكتشاف وتفاهة اهلدف ، ومـن السـهل

ـ ـ ـاالستدالل عليها كالسرقة البسيطة ، واجلرائم الوحشية كالقتل بطريق ال ـة ظـاهرة وإشعري أن اإلجرام واجلناح ليسا مرتبطني دائما بالنقص العقلي والغبـاء فقـط ولكـن ق ، غـاحلرائـ ـمرتبط ـ ـان أيضا بالذكاء املرتفع ، فأخطر أنواع اجلرائم يقوم ـا أشخ ون يف ـاص متفوق .)2(اء ، وتتميز هذه اجلرائم بإتقان رسم خططها كجرائم النصب والتزوير واالحتيالـالذك

اد ، مما ـون باخنفاض الذكاء فيكونون أكثر قابلية لالستهواء واالنقيالذين يتسم دأما األفرايسهل احنرافهم يف التيارات السلوكية املضادة للمجتمع باإلضافة إىل أم عادة ال يستطيعون تقدير

.املسؤلية عن األعمال اليت تسند إليهم أو التصرفات اليت تصدر عنهم عقلية ، ليست ونفسية ، أ وة سواء كانت جسمية أوخالصة ما سبق هو أن العوامل الذاتيتلك العوامل الذاتية ما هي إال عوامل مسـاعدة إنهي العامل احلاسم الذي يؤدي إىل اجلناح بل

ة اجتماعية مبعىن أن العوامل االجتماعية غالبا متثـل حداث يعد أساسا مشكللالحنراف ، فجناح األالدراسات اليت أجريت على األحـداث سـواء يف جمـال العامل األساسي بني العوامل األخرى ف

. 58ص ، 1986احنراف األحداث ، مكتبة األجنلو املصرية ، القاهرة ، : أنور حممد الشرقاوي ـ )1( ، 1996ت املمارسة املهنية ، دار املعرفة اجلامعية ، االسكندرية ، اخلدمة االجتماعية وجماال: عبد احملي حممود حسن ـ )2(

. 243ص

- - 69

إجرامهم أو تشردهم تشري إىل أمهية وتفوق أثر العوامل االجتماعية يف جناح األحداث على عوامل .أخرى

ـ العوامل االجتماعیة 2

إن للبيئة اليت يعيش فيها احلدث تأثريا واضحا على سلوكه وتصرفاته ، وال شك أن للبيئـة عية أمهية حيث ميكن القول أا تتفوق على غريها من األسباب والعوامل اليت تـؤدي إىل االجتما

اجلناح ، فاحلدث اجلانح مصنوع ال مولود فهو يف الغالب ضحية وسط اجتماعي سيء ، لـذلك :املرتبطة جبناح األحداث ولعلى أبرزها ما يلي ) البيئية (فهناك العديد من العوامل االجتماعية

ـ أثر األسرة في جنوح األحداث 1ـ 2بدو عليها الطفـل يف ـة اليت يلألسرة مسؤلية كبرية ودور هام يف تقرير النماذج السلوكي

، فال شك أن شخصية اإلنسان وفكرته عن هذا العامل ، وما يتشربه من عادات وتقاليد وقيم كربهه ، لذلك تعترب األسرة النواة األوىل يف ومعايري للسلوك إمنا هي نتاج ملا يتلقاه الطفل من خالل أسرت

عالقة الفرد باحلياة االجتماعية وخط الدفاع األول ضد االحنراف ، وعلى هذا األساس يقع علـى .كاهل األسرة مسؤلية عظيمة يف ضبط سلوك الفرد وتوجيهه

ـ ن لذا ال غرابة أن نالحظ اهتمام الباحثني يف جمال جناح األحداث باألسرة وجعلـها ماحملاور الرئيسية اليت تدور عليها أحباثهم يف حماولة اكتشاف أسباب اجلنـوح والعوامـل املؤديـة

:ة ، وميكن إبراز ذلك من خالل احملاور التالي)1(إليه اف األحداث وأشكال نظام األسرة انحرـ 1ـ 1ـ 2

تفكك يف بنيـان مما ال شك فيه أن تفكك العائلة وانشغال الوالدين بالعمل قد يؤدي إىل . األسرة بسبب انتشار اخلالف الذي يؤدي إىل الطالق أحيانا بني الوالدين

وأن غياب النموذج التربـوي املـرتبط فغياب السلطة الضابطة يف األسرة ممثلة يف األب ،بشخصية األب قد جيعل االبن أو االبنة فريسة للتعويضات اليت خيتارها كبديل ، مثل األصـدقاء

.على مصلحته مباشرة ارب غري احلريصنيواألق

األمناط اجلديدة لتعرض األطفال لالحنراف، املركز القومي للبحوث االجتماعية واجلنائية، القاهرة : أمحد وهدان ـ )1( . 53،ص 1999

- - 70

فاألسرة اليت تعتمد على األم يف غياب األب قد تتأثر فيها تربية األبناء الـذكور ، حيـث توجد عوامل جانبية تساهم يف هبوط نسب جناح األبناء مثل ظهور توترات وصـراعات داخـل

ؤدي فقدان األبوين أو إحـدامها ، كذلك ي)1(املرتل وعدم قدرة األم على التحكم يف إدارة األسرةإىل نتائج سيئة فقد يصاب الطفل بالقلق بسبب غياب هذا الوالد ، أو بسبب رد الفعل الذي جنده

.عند الطرف اآلخر من الوالدين لذلك فاحملافظة على جو الوئام واالنسجام والتفاهم داخل األسرة من أهم العوامل الباعثـة

ـ ضطراب واالحنراف لدى األحداثعلى أبعاد عوامل القلق واال و ـ، وذلك لوجود قول شائع ه ". األفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات" أن انحراف األحداث والتفكك األسري العالقة بین ـ 2ـ 1ـ 2

انفصام الروابط األسرية الذي قد ينـتج : يقصد بالتفكك األسري من الناحية االجتماعية .لشقاق والصراع يف األسرةمن الطالق أو اهلجر، وا

ونظرا ملا لألسرة من أثر كبري يف تقومي سلوك الفرد ، فقد قام كثري من الباحثني بدراسة بني التفكك األسري واجلنوح ، ونتائج هذه الدراسات ختتلف إىل حد ما بني دراسة وأخرى ، وذلك

البيانات وحتليلها ، فقـد الختالف طبيعة اتمع وصفاته ومميزاته ، وكذلك الختالف طرق مجعمن األحداث املنحرفني أتوا من بيوت شاا التناقض ) 90% إىل 70%( أثبت الدراسات أن نسبة

أن الطالق يعمـل علـى ايـار البنـاء "...جراهام "وعدم االنسجام بني أفرادها ، كما يرى قدير الذات عند الطفل االجتماعي لألسرة وزوال مقومات وجودها ، كما ظهر أيضا أن اخنفاض ت

مسة مالزمة وشائعة للطالق بني الوالدين والذي قد يكون له آثار طويلة األمد أو بعيـدة املـدى .لفرص حياة األبناء

ـ ن ـفاحلدث عندما يفتح عينيه يف بيت تسود فيه اخلصومة والشجار بني الوالـدين، فم، مما ميهد له سبل بوء ليبحث عن رفاقاحلتمي أن يترك البيت القائم ويهرب من حميط األسرة املو

ـ بنعين ،والوعلى األسرة أن تقوم بالواجب األمسى وهو فطام الشاب . االحنراف ا ـالفطـام هنيف الوقت املناسب على أن داللته اازية أي مبعىن تعويد الشابالفطام وإمنانعين ب، ةاملعروفداللته

، مستغال الشفقة والبساطة اليت يعـيش علـى سرةيستقل عن اآلخرين وأن اليظل عالة على األ

الة غياب األب، جملة دراسات اجلزيرة العربية، العدد النساء املعيالت لألسرة يف ح: عبد الوهاب حممد الظفريي ـ )1( . 102، ص 2000، 98

- - 71

حساما يف املرتل وذلك حىت الحيرم الطفل من التعود على لذة الكفاح واخلدمة والعمـل بـني . )1(اآلخرين من بين جنسه خارج املرتل

فاألسرة املفككة عامل رئيسي يف سلوك األحداث طريق االحنراف ، وان كانت ليسـت أغلبية الدراسات أشارت أن األسرة املتصدعة هي املسـؤلة األوىل لتكـوين نتيجة حتمية إال أن

.أحداث جاحنني وال يتوقف األمر على األسر املفككة فحسب بل أن األسر املستقرة اجتماعيا قـد ختـرج

وتعين هذه الظاهرة أحداثا جاحنني يف حالة عدم إتباع السلوك الصحيح للتنشئة السليمة ألفرادها،من قبل األسرة واتمع يف توجيه هذا اجليل الناشئ ،وهذه املشكلة ال تنفصل عن اتقصري أن هناك

سياسة األسرة واجلماعة وتبدو انعكاسا للحياة العصرية وما يشوا من سوء التنظيم االقتصـادي . من احنالل يف القيم واألخالق هواالجتماعي وتفكك بناء األسرة املادي واملعنوي وما يتبع

قة بین انحراف األحداث والتربیة العالـ 3ـ 1ـ 2ميكن أن يكون الوالدان مصدر أمان وعطف وثقة بالنسبة للحدث، كما ميكن أن يكونـا سببا خليبة أمله وكبته وذلك من خالل أسلوب املعاملة التربوية اليت يتلقاها احلدث سواء كان ذلك

.عقابا أم ثوابااملة داخل األسرة ميكن أن يولد لدى بعض األحـداث الرغبـة يف كما أن التفاوت يف املع

ـ ـ ـالتفشي واالنتقام وخاصة إذا اتبعت هذا الشعور عوامل أخرى قـد ت دث إىل ـؤدي باحل، فمواقف الوالدين من األبناء هلا أمهية خاصة إذ جيب أال تثري معاملتهم الضغينة يف نفوس االحنراف

العدالة ، وجيب التأكيد على أمهية حاجـات الطفـل للحـب الصغار، كما جيب أال تتسم بعدم فعند عدم إشباعها قد تنفجر بصورة أو بأخرى بشكل عـدواين ضـد ،واألمان وتأكيد الذات

اتمع ، كما أن التكيف داخل األسرة يتوقف عليه التكيف مع اتمـع املدرسـي واملهـين يف .)2(املستقبل

أن حب األبوين شرط من شروط شعوره بـاألمن Mary Buel Saylesوترى العاملةوهو ليس بأقل أمهية من وجود الوفاق بينهما وأن أسباب متزق حياة الطفل الداخلية وجود الرتاع

. 118ص ، 1966القاهرة ،مكتبة النهضة املصرية ،علم اجلرمية : حسن شحاتة سعفان ـ )1( . 60ص ، 1996األحداث املنحرفون ، املؤسسة اجلامعية للدراسات ، بريوت : جعفر علي ـ )2(

- - 72

الظاهر بني األبوين وحىت الرتاعات الداخلية اليت يظن األبوان أا خافية على األطفال تسبب هلـم . )1(اضطرابا عنيفا

اجلاحنني هم نتاج األسر اليت يسودها اخللق الساقط وتنعدم فيها القـيم كما أن الكثري منالروحية واملثل العليا ومثل هذه األسر تكون فيها جمرد من معاين الشرف والفضـيلة أو السـلوك الطيب وتصبح فيها اجلرمية واالعوجاج وسوء اخللق أمرا عاديا ،ال يرى فيه أفراد األسرة غضاضة ،

.يه معىن اخلطيئة وال حيسون ف

حداث عالقة البیئة األسریة بانحراف األـ 4ـ 1ـ 2يرى علماء االجتماع أن االحنراف ينشأ عن البيئة األسرية دون أي تـدخل للعمليـات النفسية املعقدة ويصفون األحداث املنحرفني بأم ضحايا ظروف خاصة اتسمت بعدم االطمئنان

. واالضطراب االجتماعي ولكن ملـاذا احنراف وجنوح األحداث يرجع غالبا إىل البيئة الفاسدة اليت يعيشون فيها،إن

.؟ ينحرف بعض األحداث دون غريهمن من املستحيل أن تتطابق الظروف واملؤثرات احمليطة بـاثنني إف: لإلجابة عن هذا السؤال

ا ، فانه البد أن تكون مثة منهم لمن األحداث ، ومهما تشات العوامل الرئيسية اليت يصادفها كفروق ولو بسيطة بني ظروف كل حدث ، وهذه الفروق هي اليت تؤدي إىل االختالف بينهما يف

هما يف إطاعتـه الـنظم قوة املقاومة أو قوة االستجابة ، بالتايل فإا تؤثر على مدى رغبة كل من .قى األخر سويا الشرعية واحترام املعايري املألوفة ، ومن هنا ينحرف أحدمها ويب

فاحنراف الصغار يرجع يف الغالب إىل عوامل البيئة األسرية ، وأمهها عدم رعاية الوالـدين وتأثريمها السيئ أحيانا ،ألن احلقيقة هي أن احنراف األحداث تعبري عن فشل الوالدين يف تربيتـهم

بكثري مـن إلقـاء واإلشراف على توجيههم ، وتقوية الشعور باملسؤولية عند األهل يكون أفضل . )2(عبء تربية الصغري على الغري

. 105، ص ذكره قمرجع سب: عبد الفادر قوامسية حممد ـ )1( . 62، ص ذكره قمرجع سب: جعفر علي ـ )2(

- - 73

ـ ـوإذا ما أردنا فهم فرد واجتاهاته فيجب الن ـ ـظر إليه من خ ـ ـالل عالقات امل ـه بالعداث غالبا ما يعود إىل البيئة السيئة اليت نشـأ وترعـرع ـان جنوح األحـايل فـ، بالت اخلارجي

. فيهاا يكون من األسباب ذات العالقة الوطيـدة يف ووجود الطفل يف بيئة أسرية غري مالئمة رمب

هناك عوامل أخرى تساعد على االحنـراف مثـل ، ولكن إجياد البيئة املالئمة لالحنراف السلوكي . مدى استجابة الطفل لتلك الظروف

، وقد أثبتت التجارب اليت قام ا كثري مـن إن األسرة هي البيئة الطبيعية لنشوء األطفال .)1(سرة هي أفضل نظام يوفر لألطفال العوامل النفسية والثقافيةالعلماء أن األ

ـ المستوى الثقافي لألسرة 5ـ 1ـ 2 :هناك نوعان من الثقافة اليت ختص األسرة ومها

، يرثها أو يكتسبها حبكم أنه وهي شاملة للفرد واجلماعة اليت ينتسب إليها: ثقافة عامةـ .فرد يف هذه اجلماعة

وهـذه .يكسبها الفرد من حياته اليومية وجمتمعه وبيئته اليت درج فيهـا : اصةثقافة خـ ومييز شخصه عن غـريه ،الثقافة تطبع اإلنسان بطابع خاص مييز مجاعته عن غريها من اجلماعات

وأن يتشبع بـآراء ،من األشخاص ويكون من شأا أن يشعر ويفكر ويقدر على أساليب متعددة وأن يكتسب من أنواع السلوك واملعاملة والعادات ما يرفع أو خيفـض مـن ،ومعتقدات وتقاليد

. احتماالت اصطدامه بالنظم والقواعد االجتماعية املوضوعة : وطبيعة هذه الثقافة تنقسم إىل

.وهي العوامل املتصلة بالثقافة العامة للجماعة: العوامل احلضريةعتقادات والسلوك اتمعية واليت تنحدر مـن ويقصد ا أمناط من اال: العادات والتقاليد

السلف إىل اخللف على مر حقب طويلة، وحتظى بالقداسة واالحترام دون حاجة إىل مناقشـتها أو .)2(اخل...كاألخذ بالثأر أو االنتقام للعرض . إخضاعها للتفكري

. 67نفس املرجع ، ص ـ )1( . 68نفس املرجع ، ص ـ )2(

- - 74

قـوى النمو العلمي والـتحكم يف اوهي اللباس اخلارجي للمجتمع، مبناه: ةــاملدين . الطبيعة ورفع املستوى املادي وجعلها أكثر رفاهية

ـ أثر المدرسة في جنوح الحدث 2ـ 2

متثل املدرسة اليت أنشأها اتمع وعهد إليها مبسؤولية وإعداد أفراده للحيـاة االجتماعيـة ته وخططـه واملدرسة وبذلك تكون ذات أهداف حمددة مشتقة من فلسفة اتمع وثقافته وإمكانيا

املستقبلية وطبيعة العصر وخصائص املتعلمني يف املرحلة التعليمية املرتبطة باملدرسة ويف قيام املدرسة .))1ذا الدور تعتمد على املتخصصني من املعلمني واإلداريني

ومبا أن املدرسة هي املؤسسة املختصة اليت أنشأها اتمع لتربية وتعليم صغاره نيابة عـن ر الذين منعتهم مشاغل احلياة وحالت دون تفرغهم للقيام بتربية صغارهم لذا فوظيفتها تتمثل الكبا

: يفتبسيط التراث الثقايف وخربات الكبار وتقدميها يف نظام تدرجيي يتفق مـع قـدرات ـ أ

.األفراد ، حيـث تنقية وتطهري التراث الثقايف مما يفسد منو الطفل ويؤثر يف تربيته تأثريا سلبياـ ب

ن عمل البيئة املدرسية هو حذف كل ماهو غري مالئم من البيئة اخلارجية كي ال يؤثر يف عـادات إ الطفل واجتاهاته

توفري بيئة اجتماعية أكثر اتزانا من البيئة اخلارجية مما يؤثر يف تنشئة التلميذ وتكـوين ـ ج .لى تطويره شخصيته تكوينا ميكنه من التفاعل والتكيف مع اتمع والعمل ع

إن البيئة االجتماعية خارج املدرسة تضم مجاعات عديدة متباينة ولكل من هذه اجلماعات أهدافها ونظمها وعالقتها اليت تنعكس يف تأثريها التشكيلي لشخصيات أعضائها ، إن اخـتالف

. يؤثر يف قدرة التلميذ على التكيف مع اتمع الكبري اتزانه موعدهذا التأثري وتعارضه فالطفل حيث ينشأ يف مجاعته األوىل وهي األسرة مث ينتقل إىل مجاعة أخـرى كجماعـة األصدقاء أو النادي ، فانه يعاين من صعوبة التكيف مع اجلماعة اجلديدة نظرا النطوائـه داخـل مجاعته األصلية لكن البيئة املدرسية توجد االتزان بني العناصر املختلفة واألوضاع املتعارضـة يف

. 73ص ، 1993القاهرة ،دار الفكر العريب 1ط ،علم اجتماع التربية : مسرية أمحد السيد ـ )1(

- - 75

البيئة اخلارجية وتعمل على حترير الفرد من االنطواء داخل مجاعته ليدخل بعد ذلك يف معترك احلياة . )1(األوسع

ة وقائية ميكن أن حتول وتلعب املدرسة دورا متميزا يف حياة احلدث، ليس فقط بوصفها قو ، تقوميه إذا جنحعب دورا ناجحا يفو بني اجلنوح ، أو كقوة عالجية من املمكن أن تل بني احلدث

ولكنها أيضا قد تكون سببا يف خلق بعض حاالت اجلنوح ، وال غرابة يف ذلك فهي البيئة اخلارجية األوىل اليت يصادفها احلدث بعيدا عن عائلته جمردا من االطمئنان العاطفي الذي شب عليه داخـل

بيئات عائلية متباينـة ، وا يفأأحضان أسرته يلتقي فيها بصنوف غري حمددة من األطفال الذين نشحيملون نزعات وأهواء خمتلفة ، ال تستبعد أن يكون بينهم اجلانح أو من هو يف طريقه إىل اجلنوح ، كما يلتقي فيها مبن سيلعبون دورا كبريا يف توجيهه وبناء شخصيته بعد والديه، وهـم معلمـوه

. ديد معامل شخصيته وأساتذته وهنا تلعب املخالطة واحملاكاة دورمها البارز يف حتفاملدرسة إذن هي احملك األول الذي تقاس به قدرة احلدث أو عدم قدرته على التكيف مع جمتمع يسوده النظام والقواعد امللزمة اليت يتعرض احلدث للعقاب إذا خالفهـا ، ويكـون عقابـه

لقـوة الـيت بواسطة سلطة أخرى خالف سلطة والديه ، وهو يتذوق يف املدرسة ألول مرة طعم اتسود العامل اخلارجي بالنسبة تمعه العائلي الصغري تلك القوة اليت تفرض عليه أوضاعا سلوكية مل يسبق له أن صادفها من قبل ، وفيها يتعرض ألنواع من العقوبات واجلزاءات مل يألفها من قبل وقد

بالنسـبة للحـدث جتربـة تعتريه الدهشة إذ جيد حىت والديه عاجزين عن محايته منها ، فاملدرسة .جديدة ، فال بد وأن تكون ذات أثر فعال يف سلوكه ويف بناء شخصيته

إال أن بعض املدارس قد تفشل يف حتقيق أهدافها ،وقد ال يتوفر للتلميذ أي قسط من احلرية ملناخ والشعور باملسئولية وقد ال جيد مكانا ينمو فيه منوا يتفق مع طبيعته وحاجاته ، ويف مثل هذا ا

قد يصاب التلميذ باإلخفاق والقلق ، وتصبح املدرسة يف هذه احلالة أقل جاذبية لبعض التالميـذ الذين جيدون يف البيئة اخلارجية للمدرسة أكثر إمتاعا لتحقيق رغبام ، حيـث أـت دراسـة

Wood Ward.1999 درسـة أن امل) دراسة حالة( :عن أثر اخلربة املدرسية على جناح األحداث، فاملدرسة إذا مل تواكب التغريات السريعة )2(كانت أحد العوامل اهلامة باإلضافة إىل عوامل أخرى

. 192ص ، 1981بريروت ،دار النهضة العربية ، 3ط ،يف اجتماعيات التربية : سرحان منري املرسى ـ )1()2( - WOOD WARD . D .the effects of school experience on juvenile delinquency: A case study. (humanities

and social).vol 56 (11-A), june1999.

- - 76

وخطط التنمية تصبح عامال منفرا أكثر منها عامل جذب ، حيث ال تعطي أي فرصـة للمعلـم .نظرية واملتعلم للتفاعل احلقيقي، و املتمثلة يف بعض املناهج التقليدية وتراكم املعلومات ال

ومن هنا فان رسالة املدرسة ال جيب أن تقف عند حد تلقني الطالب العلوم اردة كمـا جيب أن ختتار هلم املناهج السليمة اليت تريب نفس الفرد اإلميان باهللا وحب الوطن واحلـرص علـى

ص أن ه بقدر ما هو قوة ميكن للشخصالح اتمع ، ذلك أن التعليم ليس فضيلة أخالقية حبد ذات

) .1(يستخدمها للنفع والضرر فاملدرسة ال ميكن أن حتل مشكالت وأزمات التالميذ ولكنها تستطيع فعل الكـثري جلعـل التالميذ يشعرون بقيمتهم الذاتية ،وختفض من احباطام اليت ختلق يف البيت أو الشـارع أو غـري

. ذلك

154كره ، ص مرجع سبق ذ:حسن شحاتة سعفان -) 1(

- - 77

ة الرفاق ووقت الفراغ غیر الموجھأثر جماعـ 3ـ 2تتـوفر فيهـا " مجاعة صـغرية "عترب مجاعة الرفاق أو ما يطلق عليه اسم الشلة عبارة عن ت

العالقات االجتماعية الوثيقة بني أعضائها وتتكون من أشخاص ينتمون إىل مراكز اجتماعية واحدة . )1(ويتفقون فيما بينهم على استبعاد األفراد اآلخرين من اجلماعة

درجـة اجلرية يعتربون مؤثرات خارجية هلايف الدراسة أو احلي أو ءإال أن الزمالء أو الرفقامن األمهية، إال أن هذه اجلماعة عادة ما متتاز بالقوة والتماسك فيكون احلدث منقـادا ألوامرهـا

. )2(وأحكامهاومبجرد أن ترتكب هذه اجلماعة أول عمل يتناىف وقيم اتمع ومعايريه االجتماعيـة فإـا

. الضبط الذي كانت تشعر به يف بداية تكوينها تفقد مقوماتويالحظ أن أثر مجاعة الرفاق يتمثل غالبا يف يئة اجلو املالئم للحدث أين يشعر باحلريـة واالنطالق خاصة إذا كان جو البيت واملدرسة مشحون بضغوط انفعالية حترم الطفل من التمتـع

.ليشعر مبتعة بالغة بانضمامه هلذه اجلماعة حبرية التعبري عن رغباته مبمارسة كل ما حرم منههذا مع أن احلدث حباجة ماسة إىل اللعب وإقامة عالقات اجتماعية مع أقرانه لكي ميضـي معهم أوقات فراغه ، خاصة إذا مل جيد يف املرتل وسائل اللعب والترفيه ، أما إذا مل يكن لألسـرة

الشارع مسرحا لنشاطه التلقائي فالشـارع بـه عالقة باختيار أصدقائه فمن احلتمي أن يعمل من الكثري من اإلغراءات الدافعة إىل تبين السلوك املنحرف ، ففي أوقات الفراغ غالبا ما ميضي احلدث

ر منه ويف ذلك تعويضا ـوا من نفس سنه أو من هم أكبـجل وقته يف اللعب مع أقرانه سواء كاناحنني فيسلك نفس سلوكهم ملا جلماعة الرفاق مـن له ، ألن يكون نوعا من الصداقة بالصغار اجل

قوة يف التأثري على احلدث يف إقامة مثل هذه العالقات مع الرفاق منحرفني تعين بالضرورة احنراف ـ ـاحلدث غالبا يف ممارسة الورق والقمار وحىت السرق ـ ـة ما هي إال مم د وقـت ـارسات لس

الترفيه كما هو احلال يف األحياء اهلامشـية خاصة يف حالة انعدام أماكن دى احلدث،ـراغ لـالف .مثال

. 333ص ، 1970مكتبة القاهرة احلديثة ،اجلماعات والنشأة االجتماعية : عبد املنعم هاشم وعديل سليمان ـ )1( .58ص ، 1957القاهرة ، دار الفكر العريب،4ط ،أصول التربية وعلم النفس : حممد رفعت رمضان وآخرون ـ )2(

- - 78

وحسب إحصائيات مكتبة اخلدمة االجتماعية حملكمة األحداث أن رفقاء السوء يكونـون من جمموع حاالت األحداث املنحرفني الذين يقبض عليهم كـل ) %10(سببا يف احنراف حوايل

. )1(عاموخضوعهم لنفس النمط السلوكي علـى ويعمل التفاعل الكبري بني أعضاء مجاعة الرفاق

تقوية أواصر الصداقة بينهم وعادة ما تتضح عناصر التمايز االجتماعي يف حياة الطفل عادة بعـد وطبعا تشري هـذه ) مجاعتنا ، أو جمموعتنا (سن احلادية عشر حينما تتكرر اإلشارة والتلفظ بكلمة

ة مستخدما يف العلوم االجتماعية واإلنسـانية إىل اجلماعة اليت ينتمي إليها لذا أصبح مصطلح الشل .لإلشارة إىل مجاعة الرفاق

وغالبا ما يبدأ اجلنوح عند فشل احلدث يف حتقيق طموحاته أو عند صعوبة تكيفـه مـع اجلماعة وإحساسه باإلمهال من قبل األهل من جهة ومن اتمع الذي يعيش فيه من جهة ثانيـة،

احلي فيهتم بآرائهم وأحكامهم ويقلدهم يف سلوكهم املنبوذ من قبـل فيلجأ حينئذ إىل أصدقائه يف . فهو يتبعهم يف كثري من نواحي نشاطه ،أفراد اتمع

، ومـن هنـا باإلضافة إىل قسوة اآلباء أحيانا، مما يدفع باألبناء إىل التسكع يف الطرقـات هواية لسـد أوقـات ـمن التتحول مجاعة األصدقاء العادية إىل عصابات متارس نشاطها كنوع

. الفراغ، فيقومون بالسرقة واالعتداء وغري ذلك من أنواع السلوك املعادي للمجتمعأن مجاعة الرفاق ال تقـل SQUIRE ,DEPRA " 1996 سكويري دبرا" فقد تبني من دراسة

ن هـذا أمهية عن األسرة واملدرسة بل قد تفوق تأثريات األصدقاء تأثريات األسرة واملدرسـة ، أل العامل يتيح للحدث فرصة حتدي الوالدين من خالل قوة اجلماعة اجلديدة اليت صار جـزءا منـها

.)2(واليت تسانده يف إظهار هذا التحديكما أن شغل وقت فراغ احلدث يف موضوعات مفيدة أمر له أمهية ، حيث جينبه الوقـوع

فراغ هي البطالة حيث يتعود احلـدث يف أخطاء االحنراف ، ومن العوامل اليت يئ وقت أوسع للعلى الكسل وقد ينغمس يف الرذيلة ،وكلما طالت فترة البطالة ازدادت مشاعر الضيق والسـخط

. 164ص ، 1970مصر ،دار املعارف ، 3ط ، احنراف الصغار : سعد املغريب ـ )1( )2( - SQUIRE ,DEPRA ,the cause of delinquency as seen through the eyes of some . some delinquents the

selves juvenile delinquents .P.H .D.WALDEN- University- 1996

- - 79

والشعور بضآلة املكانة االجتماعية ، وهي أمور تعمل على تكوين االجتاهات السلبية العدوانية جتاه .)1(السلوك املنحرفالبيئة احمليطة اليت تدفع باحلدث إىل التنفيس عنها ب

وهلذا فان عدم إشغال وقت فراغ احلدث مبا هو مفيد ، وعدم إتاحة أماكن إلشغال هـذا الوقت يؤدي إىل انصراف كافة الصغار يف أوقات الفراغ إىل التجمع يف أماكن غري صحية أيـن

آرم اإلجرامية تكثر فيها الرذيلة والتقاط العادات السيئة واختالطهم مبن يستغلون الصغار لقضاء م . وتدريبهم على فنون اجلرمية، وما هذه إال بداية صعبة حنو جنوح األحداث

ـ أثر وسائل اإلعالم 4ـ 2الزالت وسائل اإلعالم مبختلف أنواعها املرئية أو املقروءة أو املسموعة تساهم بشكل كبري

فيـه والتسـلية املتعلقـة خاصـة يف تربية سليمة تتماشى مع عادات وتقاليد اتمع فوسائل الترباألحداث حبكم طبيعتها ومادا وطريقة عرضها تعترب من املثريات احلسية والعقليـة واالنفعاليـة

وقد تنبه علماء النفس واالجتماع إىل مدى أمهية هـذه ،العنيفة على نفسية احلدث وعلى سلوكه سن استغالل ممكن لفائدة الكبار والصـغار الوسائل قانونيا وثقافيا مع الرقابة التامة حىت تستغل أح

. )2(معاغري أن املالحظ غري ذلك فانعدام الرقابة للكثري من وسائل اإلعالم الثقافيـة قـد أدى إىل ظهور العديد من املشاكل السلوكية لدى األفراد كذلك جند أن معظم إنتـاج وسـائل اإلعـالم

كبار مهملة يف ذلك نشـاطات الصـغار التربويـة السمعية والبصرية توىل اهتماما كبريا بربامج ال . والعلمية والثقافية

والواقع حىت اآلن ليس من السهل التعرف على حقيقة تأثري وسائل اإلعالم علـى انتشـار أنه من الصعب أن جتد رئيا واحدا " تشارلزرايت " العنف واجلرمية والسلوك اجلانح ، فكما يقول

مثل هذه القضايا ، بل العكس جند كثريا مـن اآلراء واالختالفـات حيدد تأثري وسائل اإلعالم يف : ميكن أن حنددها يف سببني رئيسني كما يقول رايت

.نعطي الدليل العلمي القاطع حول تأثري وسائل اإلعالمـ أ . )3(حدة املطالب االجتماعية امللحة اليت غالبا ما حتيط مبوضوع تأثري وسائل اإلعالمـ ب

. 322مرجع سابق ، ص : مرمي ابراهيم حنا وآخرون ـ )1( يف علم النفس مشكلة احنراف االحداث عواملها و نتائجها ،رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستري: حمي الدين خمتار ـ )2(

.36ص ،1984 االجتماعي . 131، ص 1987القاهرة ،دار الفكر العريب ،مقدمة يف دراسة وسائل وأساليب االتصال : محدي حسن ـ )3(

- - 80

، رسالة توجيهية إصالحية ثقافية قبل ن يؤمن املسئولون عن اإلعالم بأن رسالتهملذا جيب أ، أو أنه على األقل جيب أن يسري اهلدفان جنبا إىل جنب ، حبيـث ال خيـل ترفيهللأن تكون أداة

أحدمها باآلخر فال يصح أن يؤدي الترفيه عن فريق إىل املساس باملعايري األخالقية واإلخالل باملثل لعليا، كما جيوز أن ال يكون التوجيه يف صورة جافة حبيث ينصرف عنها اجلمهور ، وهـذا مـا ا

يقضي اعتماد سياسة تربوية اجتماعية إعالمية حمددة واضحة املعامل ، تأخذ بعني االعتبـار نسـبة األحداث الكبرية يف اتمع ، كما تعمل على حتقيق التكامل والتناسق بني دورهـا ودور البيـت

حىت تكون الوقاية من اجلنوح جهدا ... واملدرسة واملؤسسة الدينية والشبابية واالجتماعية األخرى .تكامليا تتصدى له كل مؤسسات اتمع ضمن سياسة مدروسة وحمددة املعامل

فقد أوصت اللجنة االجتماعية لألحداث التابعة ملنظمة األمم املتحدة يف مـؤمتر مكافحـة األوسط ،بأن تتضمن الربامج الوقائية لألحداث يف ميدان السينما اشتراط تكوين اجلرمية يف الشرق

مراقبة األفالم من عناصر متثل اجلهات املهتمة برعاية الطفولة وأن تعمل احلكومات على توجيـه أفالم تالئم الطفولة وتفيدها ومـن الواضـح أن العمـل واستراداملؤسسات السينمائية إىل إنتاج

. )1(ال ينتظر حىت يثبت الدليل العلمياالجتماعي سبق يتضح أنه ال ميكن حبال من األحوال حتميل وسائل اإلعالم دون غريها املسـئولية مما

الكربى يف تكوين االجتاهات والسلوكيات املنحرفة ، بنفس الوقت ال ميكن إنكـار دورهـا يف على بث أو نشر برامج معينة تشكيل بعض أمناط السلوك اجلانح عند الطفل إذا تكررت وركزت

وإذا اقترن هذا التكرار مع ضعف املؤسسات االجتماعية والتربوية األخرى املسئولة عـن عمليـة دور خطري يف تكوين السلوك اجلانح ، ملا هلا من تأثري اإلعالم لوسائل الضبط االجتماعي ، يكون

منها الفرد الفضيلة إذا عرضت قوي على نفسية الطفل واملراهق فهي سالح ذو حدين حيث يتعلمفمثال عند رؤية الفرد ألفالم جتمع مشاعر العنف والتعـذيب واالختطـاف ،والرذيلة إذا وجدت

وختلي املرأة عن كرامتها فإا تثري فيه مشاعر العدوانية واإلثارة اجلنسية ، وعندما يرى احلـدث أو احلياة بيسر وسـهولة حيـث يركبـون املراهق أن ارمني يستمتعون بكل ما طاب هلم من متع

ويأكلون أطيب أنواع الطعام السيارات الفاخرة ، ويسكنون القصور ، ويلبسون أفضل املالبس ، .ويستمتعون بصحبة الفتيات فانه يتقمص شخصية هؤالء ويترجم ما يراه فيميل لالحنراف

اإلسكندرية ،منشأة املعارف 1ط ،احنراف األحداث يف التشريع العريب املقارن : ري العصرةطه أبو اخلري ومن ـ )1( .397ص ،1961

- - 81

عواطف رديئة تؤدي م فوسائل اإلعالم غالبا ما تفسد أخالق املراهقني وتولد يف نفوسهم .إىل االحنراف واجلرمية

ـ العامــل االقتصــادي 3

ة بالفقر، ويف حاالت ـة االقتصاديـة من الناحيـع ربط اجلرميـائـح من الشـلقد أصبال ـ، قد يضطرب رب األسرة إىل السرقة أو قبول الرشوة أو االختالس أو اإلمها قليلةال يبدو أ

اة مريض أو ـع أو معانـجائ لـة طفـابة لصرخـمن صور االحنراف استجيف العمل أو غريها ـ ،ري ذلـك ـغ ه ميكـن تصـور أن يلجـأ الفقـري إىل آليـات غـري سـوية ـولـذا فان

.)1(ملواجهة مطالب العيش فالفقر كمشكلة اقتصادية قد ال يكون مبفرده مسئوال عن جناح األحداث وجرائم الكبـار

ومهيئا لالحنراف حيث جند أن اخنفاض املستوى االقتصادي لألسـرة ولكنه قد يكون عامال ممهدايترتب عليه مسكن التتوفر فيه الشروط الصحية والراحة ، مما يؤدي إىل هروب األبناء إىل خارج

.املرتل ، مما يفقدهم فرص التوجيه والرقابة والتنشئة السليمة وميهد هلم السري يف طريق االحنراف ـ ل من العوامل ـة لألسرة عامـالقتصاديفسوء األحوال ا ع األحـداث إىل ـاليت قد تدف

، ولو أن الباحثني الذين درسوا عالقة الظروف االقتصادية لألسرة جبناح األحداث مل تصل اجلناحإىل نتائج حامسة من حيث إظهار نوع االرتباط ودرجته بني ظـاهريت الفقـر واجلنـاح ، إال أن

كبرية من األحداث ينحدرون من املناطق املتخلفة اليت يعيش سكاا يف املالحظات تؤكد أن نسبة .)2(ظروف اقتصادية سيئة

وقد يؤدي تدهور احلالة االقتصادية لألسرة إىل اجلناح فعلى سبيل املثال قد يتدىن الـدخل بشكل تتحقق معه حالة من احلرمان يف إشباع املطالب الضرورية حلاجـات احلـدث كالغـذاء

واملسكن واحتياجات التعليم ، وحرمان األطفال من وسائل اللعب والتسلية مما قد يدفعهم املناسبللخروج اىل الشارع ، مبا يهيئ هلم فرص االختالط برفقاء السوء ، هذا فضال عما قـد يثـار يف

" بـور "، فقد تبني مـن دراسـة قد وغرية جتاه األغنياء وأبنائهمنفوس قلة من األحداث من حيف الفقر على سلوك الطفل، أنه تكشف عن مدى تأثري بقاء األسرة واليت حاولت أن …وآخرون

. 389علم االجرام ، مرجع سابق ، ص : أمحد عوض بالل ـ )1( . 30مدخل عالجي الحنراف األحداث ، مرجع سابق ، ص : حممد سالمة غياري ـ )2(

- - 82

، وأن معـدالت متد بقاء األسرة يف الفقر زادت حدة االضطرابات السلوكية عند الطفـل اكلما ، وأن أعلى منـها يف األسـر غـري الفقـرية ، ةاالضطرابات السلوكية لدى أطفال األسر الفقري

ـوات ارتفعـت وازدادت د مخس سنـر الفقرية وبعـوكية لدى أطفال األساالضطرابات السلوهلـذا فـان ، ، بينما اخنفضت معدالت هذه االضطرابات بني أطفال األسر غـري فقـرية حدة

الصعوبات االقتصادية ختلق مناخا من عدم االستقرار يف العائلة وعدم االطمئنان إىل املستقبل وهو قد يؤدي م إىل نقمـة نهإدي إىل سوء التوافق وخلل يف الطباع بل ما يثقل على نفسية وقد يؤ

إليه مبعـزل عـن اتمع ، وهو ما يؤكد أن تأثري العوامل االقتصادية على اإلجرام ينبغي أن ينظر . وهذا يتضح على وجه اخلصوص يف دراسة العالقة بني الفقر واجلرمية املتغريات األخرى ،

نجم عنه حالة من احلرمان املادي ، تنعكس يف اخنفاض اسـتهالك وتوضيح ذلك أن الفقر يالغذاء كما ونوعا وتدين املستوى التعليمي والسكين والصحي ، وباإلضافة إىل احلرمـان املـادي ميكن أن يشمل الفقر التهميش االجتماعي وحرمان الفرد من حقوقـه السياسـية واالقتصـادية

. )1(واالجتماعيةسات إىل امليل الواضح لدى الوالدين يف األسر الفقرية إىل اإلفـراط يف وتشري بعض الدرا

والصرامة يف تنفيذ التعليمات وكثرة النقد املوجه إىل الطفل ، ودور ذلك استخدام العقاب البدين ، .يف تفاقم هذا النوع من املشكالت لدى هذه الفئة

األحداث ولكن هـذه العالقـة ومما سبق يتضح للباحث أن هناك عالقة بني الفقر وجناح ليست كاملة ، فأغلب اجلاحنني ليسوا فقراء وأغلب الفقراء ال جينحون إىل اجلرميـة ، فالشـواهد

ـ ـالواقعية تدعم وجهة النظر هذه فهناك من يتقبلون الفق ـ ـر ويطيقون و إىل ـه يف صـرب يدعالفقر قلما يكون هو العامل مبعىن أن.اإلعجاب ، بل يتخذوا منه حافزا للتفوق ، ومنطلقا للطموح

األساسي واملباشر لالحنراف بل هو جمرد عامل مساعد للتكوين اإلجرامي لدى البعض ممن لديهم استعداد لالحنراف ، أما الفقري الصاحل فال يقبل على اجلرمية مهما اشتدت وطأة العـوز وأسـباب

.الفقر ونتائجه

اجلمعية العربية للبحوث قياس الفقر وتوزيع الدخل يف األردن ، جملة البحوث االقتصادية العربية، : حسني وآخرون ـ )1(

. 07ص، 24، العدد 2001االقتصادية ،القاهرة

- - 83

ـ العامـــل الجغرافــي 4

ة الطبيعية مبكوناا املختلفة ذات تأثري على من يعيشون فيها ، فضال عن أن البيئـة تعد البيئتتأثر باألفراد الذين يعيشون يف نطاقها وال ميكن النظر إىل الفرد مبعزل عن البيئة فكل منهما يتـأثر

.باآلخر ويؤثر فيه ان وغريهـا تـؤثر علـى ويرى البعض أن العوامل البيئية الطبيعية مثل املناخ والتربة واملك

السلوك اإلجرامي حيث إن املتغريات البيئية تؤثر على احلالة النفسية واملزاجية لإلنسان ، ومـن مث .)1(يتأثر البناء الشخصي للفرد بصفة عامة

وهناك الكثري من العوامل البيئية اليت تؤثر يف حدوث اجلرمية خاصة لدى األحداث من أمهها : ما يلي

ان و التضاریس ـ المك 1ـ 4يتأثر جنوح األحداث بطبيعة املكان من حيث تضاريس املكـان كاملرتفعـات واجلبـال واهلضاب أو املنخفضات والسهول والوديان فاملناطق اجلبلية واملرتفعة جتعل أمـر اهلـروب مـن

، وهـؤالء يـؤثر السلطات سهال مما جيعلها مكانا يأوي إليه اخلارجني على القانون واـرمني .وجودهم يف هذه املناطق على األحداث املوجودين فيها حبيث ميكن أن حياولوا التشبه م

كذلك فان كثافة السكان العالية يف املناطق الريفية واملدن تعترب عامال مـؤثرا يف حـدوث جنوح األحداث حيث إن االزدحام الشديد بسبب انتقال بعض السـلوكيات املرفوضـة بـني

تولد شعور بالضيق وعدم الرضا بسبب نقص خدمات املياه واملرافق بصـفة األحداث فضال عن .عامة

ـ المنــــاخ 2ـ 4

يؤثر املناخ السائد فالبيئة من حيث احلرارة والربودة والرطوبة على حدوث جنوح األحداث س املرهف وانتشار اجلرمية بصفة عامة ، فمثال ارتفاع درجة احلرارة يؤثر على األفراد من ذوي احل

ويف هذا ما يؤثر أيضا على اجلهاز العصيب لديهم ، فيثور ألتفه األسباب لذلك ففي املناطق شديدة

سلسلة كتب مركز أحباث مكافحة اجلرمية، السلوك االجرامي والتفسري االسالمي، :عبد ايد سيد أمحد منصور ـ )1( . 95،ص 1989الرياض اجلزء األول ،

- - 84

، كذلك أثبتت الدراسات أن ارتفاع نسـبة الرطوبـة )1(احلرارة تزداد جرائم الضرب و االهانة .)2(اجلرائم والتقلبات اجلوية وتعاقب الفصول كلها عوامل هلا تأثري على حدوث أنوع معينة من

ـ الظالم الدامس أثناء اللیل 3ـ 4 م توفر الكهرباء إىل انتشـار مجاعـات ديساعد الظالم الدامس يف بعض املناطق بسبب ع

املنحرفني فضال عن انتشار بعض اجلرائم األخالقية ، وهذا الوسط يسهل تسلل بعض األحداث إىل هيئ هلم القيام ببعض التصرفات غري املقبولـة خارج مساكنهم أو التجمع يف الشوارع ليال وهذا ي

.واليت تتطور إىل أعمال هلا صفة االستمرار

یة واألحیاء الھامشیة بالمدینة الھجرة الداخل ـ 4ـ 4 ـ الھجرة الداخلیة 1ـ 4ـ 4

ـ شك أن اهلجرة من املناطق الريفيـة ال اعي واالقتصـادي والثقـايف ذات البنـاء االجتمميكن أن تتقبل بسهولة ضغوط البناء االجتماعي واالقتصادي باملدينة ويغلـب أن ، الوالشخصي

يكون املهاجر من الريف إىل احلضر من أقل الناس كفاية األمر الذي يؤثر على قدرته على التكيف . )3(مع البيئة احلضرية اجلديدة

للحدث و اليت ميكن أن حيث تشمل البيئة االجتماعية املقومات اليت هلا صلة باحلياة اليومية .)4(تتأثر ا شخصيته ، سواء كانت حتيط به داخل املرتل أو خارجه

اخل وجاء إىل ... أصدقائه ومعارفه ـأسرته املمتدة ـفالشاب الذي هجر قريته وجريانه املدينة عليه أن يتكيف مرة أخرى حىت ينعم باالستقرار، إن إعادة التكيف تتضـمن العضـوية يف

جديدة وتتضمن الرضوخ ملعايري وقيم جديدة ، وكثري مـن الشـباب ال ينجحـون يف مجاعاتيصـابون بنـوع مـن الضـياع حماوالم هذه خاصة إذا مل يستقروا يف عمل قار ، هلذا كلهم

. الذي يعين عدم وضوح القيم واملعايري واملعاين أي العجز أمام اتمع اجلديد ) االغتراب( م إىل اقتراف جنح وجرائم اليت تكون تعبريا عن حاجـات مل تشـبع وهذا بالتايل يؤدي

. )1(بالطرق الشرعية . 97نفس املرجع ، ص ـ )1(

. 99نفس املرجع ،ص ـ )2( . 158ص ،مرجع سابق ، علم اجتماع اجلنائي : السيد علي شتا ـ )3( . 496ص ، 1965مكتبة القاهرة ،اخلدمة االجتماعية كأداة للتنمية : حممد طلعت عيسى ـ )4(

- - 85

وقد أجرى املركز القومي للبحوث االجتماعية واجلنائية دراسة حول اهلجرة واجلرميـة يف ، مث سـحبت للتعرف على نوعية جرائم املهاجرين 1964مصر مشلت نزالء السجون خالل عام

املهاجرين للتعرف على أسباب ارتكام لتلك اجلرائم ، وقد حتددت أهداف من بني ) حالة 100(الدراسة يف التعرف على عالقة اهلجرة باجلرمية وأنواعها بني املهاجرين والعوامل الدافعـة هلـذه

. )2(اجلرائم ، هذا باإلضافة إىل األهداف األخرى فهي جرائم ضد النفس وقـد بلغـت أما بالنسبة لنوعية اجلرائم اليت ارتكبها املهاجرون ،

وهي اجلرائم املتسمة بالعنف بصورة عامة أما اجلرائم االقتصادية 1964خالل عام ) جرمية 532(وبذلك جند أن املهاجرين مييلـون إىل ) 3326(املعربة عن احلالة الباثولوجية فقد ارتفع عددها إىل

ن ارتفاع اجلرائم االقتصادية فيما بينهم يعين أم استخدام العنف تأثرا بطبيعة البيئة الريفية ، كما أيعانون من احلاجة والعوز نتيجة لعملية اهلجرة واليت يتضح أثرها بصورة أساسية يف ارتفاع اجلرائم

.)3(املعربة عن احلالة الباثولوجية للمجتمع والشخصيةمعطيات الدراسـة إىل أما عن األسباب الدافعة إىل ارتكاب اجلرائم بني املهاجرين ، فتشري

، تلي ذلـك أن أعلى نسبها تشري إىل التفاوت بني االحتياجات واإلمكانيات االقتصادية املتاحةمنـهم 5.24% فقدام للسيطرة على الظروف احمليطة م ويعرب عن ذلك ارتكاب نسـبة حالة

تشري إىل عـدم فهـم األسباب اليت 9.11% جرائم الصدفة واحلظ والقضاء والقدر ، يليها نسبة ، كما يعكس خضوعهم للقيم الريفية وسلبها إلرادم نسبة ميرون ا للحوادث اليت

إال أن أسباب ارتكام جلرائمهم يرجع إىل الدفاع عن الشرف مث تتوزع بقيـة العوامـل . )4(املعربة عن احلالة الباثولوجية للشخص املهاجر

من ارتفـاع يف معـدالت السـلوك ) لعيش يف املدن أي ا(هذا مع ما صاحب احلضرية : ة أمناط سلوكية نـذكر منـها ـلوب يف احلياة جمموعـاحبت احلضرية كأسـاملنحرف ، وص

التغري الثقايف السريع ، املادية املفرطة ، الصـراع الثقـايف ، الضـعف يف االتصـاالت الفردية ، . غري الرمسية االجتماعية الوثيقة وايار وسائل الضبط االجتماعي

. 204ص ، 1984اجلزائر ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،ديء علم النفس االجتماعي مبا : خري اهللا عصار ـ )1( . 200ص ذكره ،بق مرجع س: السيد علي شتا ـ )2( . 498ص ذكره، ق مرجع سب: حممد طلعت عيسى ـ )3( . 159ص ذكره ،بق مرجع س: السيد علي شتا ـ )4(

- - 86

إن طبيعة احلياة يف املدينة مـن وهذه كلها سامهت يف تقوية الشعور باالغتراب واهلامشية ،، فهي واسعة األرجاء ومكتظة بالسـكان شأا أن تسري سبل االحنراف واجلرمية أمام األحداث ،

ـ كما أن مستوى الطموح عند الطفل يف الريف وهذا من شأنه أن حيـرض األطفـال ال يما س . )1(املهاجرين منهم على االحنراف يف املدينة الكبرية بينما يقل أثره يف الريف

ومع ذلك ففي نظرنا أن الزيادة يف معدل احنراف األحداث ليس نتيجة مباشـرة لعمليـة ة ذات الطابع البطيء الذي يتميز بتـواتر العمليـات ـإذ أن االنتقال من األمناط الريفي التحضر،ناجتة عن تإىل األمناط احلضرية ذات الطابع السريع املتغري الذي يصاحبه ضجة واضطرابااليومية ،

ازدحام احلياة باملدن وتعقد وسائل التواصل فيها فان مثل هذه الضغوط يتجمع كل منها مع غريه للسـكن يمن الضغوط اإلنسانية والشخصية إىل جانب التغريات املصاحبة للطابع املـر فولـوج

الفسيولوجي للعالقات بني أفراد األسرة الواحدة هي اليت تساعد على ظهوره أو التعجيل وللطابع . )2(بظهوره

وخيتلف احلكم على سلوك ما إذا كان مجاعة خاصة أو غري إجرامي حسب املعـايري الـيت ، هل هي معايري اجلماعة ككل أو معايري مجاعة خاصة ، ويالحظ أن الصراع الثقايف يطبقها الفرد

خربة عامة ومشتركة بني مجيع املهاجرين ، كما أن هناك منط آخر من الصراع الثقـايف عنـدما يستورد الناس ثقافات فرعية داخل اتمع الواحد وختتلف عن املعايري العامة مثل هـذا الصـراع الشخصي عند الشخص الذي يهاجر من منطقة ريفية أو مركز حضاري يطلق على هذا النـوع

لثقايف الثانوي ، وحيدث عندما تنتقل األسرة من منطقة ريفية أو صحراوية للمعيشـة يف اصطالح ا، ولقد نظم اتمع العام األساليب الصحيحة يف عمل األشياء بينما أحدثت الثقافة منطقة صناعية

الفرعية أساليب أخرى وقالت أيضا أا صحيحة لعمل األشياء من ذلك ثقافة العصابات ومجاعات .)3(حداث اجلاحنني والطبقات االجتماعية الدنيااأل ـ األحیاء الھامشیة بالمدینة 2ـ 4ـ 4

. 499ص ،مرجع سابق : حممد طلعت عيسى ـ )1( ل ـيف البالد األق الوقاية من اجلرمية الناشئة عن التغري االجتماعي املصاحب للتنمية االقتصادية : أمحد حممد خليفة ـ )2(

. 17ص ، 1961مارس ، 1العدد ،الة اجلنائية القومية ،منوا . 90ص ،بق مرجع سا ،سيكولوجية اجلرمية واالحنراف : عبد الرمحن العيسوي ـ )3(

- - 87

إن تطور املدن كثريا ما يترجم النمو االقتصادي وخاصة النمو الصناعي حيث أن املدن اليت تضم املناطق الصناعية قد تضاعفت وذا ظهرت فجأة أحياء هامشية ، تكتظ بالسكان الوافـدين

.، وظلت هذه األحياء غري مندجمة باملدينة األرياف منة ـواستمرت اهلجرة من األرياف إىل املدن متواصلة فنجم عنها توسع يف البناءات اهلامشي

ألحزمـة هـرت ا ظكما هو احلال مثال يف مدينة قسـنطينة ، حيـث ـ )األحياء اهلامشية (ـ .ش املدينة القصديرية حول املدينة مشكلة جمتمعا يعيش على هام

وكانت أول حماولة لدراسة اجلنوح من خالل حبث التوزيع السكاين يف خمتلف أحياء املدن قـد قـام Clifford shaw) شيكاكوا (الكربى ، عامل االجتماع وأستاذ علم االجتماع جبامعة

أثبتـت مع مساعديه حول أكثر املناطق توليدا لالحنراف يف شيكاكوا ، كان العامل ببعض األحباثمن اجلاحنني األحداث يف تلك املدينة يأتون من أحياء خاصة تتميز بااليار املعنـوي ) %60(أن

.)1(والتفكك اخللقي أطلق عليها اسم االحنرافحول املناطق اليت يكثر فيها اجلنـوح بالقيـاس إىل األحيـاء " جلون بارون " ويف دراسة

ة مؤسسات وهيئات رعايـة الشـباب ، ونـوع األخرى من اتمع ، وعالقة ذلك بعدد وقدرالعالقات السائدة واملهن املتنوعة ونوع مدى الكفاءة واملهارة فيها ، وكان مكان دراسته املنطقـة

املتصلة مبراكز األعمال والتجارة وتوصل يف دراسته هـذه إىل أن ) ليفربول(الواقعة جنوب ميناء .)2(ثثقافة الطبقة الدنيا وسط مولد جلنوح األحدا

وطبقا لوجهة النظر هذه فان معاناة األحياء اهلامشية من خمتلف أشكال االضطراب سـببها أن هذه األحياء تستقطب أساسا أسوء الناس سلوكا وأقلهم وجال وأكثرهم تبيانـا وتنازعـا يف

باحثة شؤون احلياة كما أا ختفي يف ثناياها هؤالء الذين يفضلون االختفاء حىت ال تراهم العيون ال .عن اجلرمية

وباختصار فهي تلتقط العناصر غري املكتفية اليت مل تستطع أن تغرس اجتماعيا ومهنيا أو اليت تعاين من اضطرابات يف الشخصية ، جتعل هذا االنغراس غري ممكن ، أو ألا مل جتـد مكانـا يف

. 95ص ،مرجع سابق ،األحداث اجلاحنون :مصطفى حجازي ـ )1( . 227ص ، 1975القاهرة ،مكتبة وهبة ،األسرة والتصنيع : حممد فؤاد حجازي ـ )2(

- - 88

ـ طراب الشخصـي اتمع العادي تتوجه تلقائيا إىل حميط غري متكيف يشجع على ظهـور االض .)1(والسلوكي

، والدليل على ذلك أن العناصر غري املتكيفة تنهار وحدها من جراء اإلقامة يف تلك األحياءبينما حتتفظ تلك اليت تتمتع بقدر من املتانة على توازا، ويف نفس الوقت الذي تكافح فيه خللـق

.ظروف مواتية للخروج من تلك الوضعية املزريةالتفسري مبعارضة كبرية من قبل العديد من علماء االجتماع حبجة أن مصدر ولقد قوبل هذا

العلة هو احلي وليس الفرد إذا أن العيش يف حي هامشي ال يقتصر على جمرد السكن وإمنا يفترض نوعا من الوجود السكان ويضعهم أمام ضغوط هائلة ال جيدون ألنفسهم خمرجـا منـها سـوى

الف أشكاله ، وحىت القلة القليلة منهم اليت تستطيع حتمـل ضـغوط االحنراف أو املرض على اختن متطلبات احلياة متنعها من تقدمي الرعاية الكافية وحسن إحياته تتجاوز حدودا معينة من الشدة ، ف

. )2(التوجيه ألبنائها مما يعين أنه إذا أفلت اجليل األول فلن يفلت اجليل الذي يليهمن يف معرفة ما إذا كانت هذه األحياء تولد اجلنوح أم أا جمـرد والواقع أن املشكلة ال تك

بؤر تستقطبه ، أم أا تتجاوز هذا وذلك من املنطلقات فال هي تولد املرض، والهي جمـرد بـؤر تستقطبه، إا حبد ذاا مرض اجتماعي إا أعراض اخللل الذي تشكو منه بنية جمتمع ما وتعرب عنه

. )3(ية تعاين من بعض اخللل ملا نشأت األحياء اهلامشية أصالفلو مل تكن هذه البنواهلامشية وضعية متدنية تعيشها مجاعة ما ، تتصف بصفات متيزها عن بـاقي اجلماعـات

ـ األخرى يـاة دم مشـاركتها يف احل ـ، تعيش يف عزلة سياسية واقتصادية واجتماعية تعود إىل عي إىل جانب افتقارها إىل اخلدمات االجتماعية ، أما مـن وبالتايل اختاذ القرار السياس ، السياسية

.الناحية االقتصادية فتتجلى يف نقص املهارات والتدريب وبدائية وسائل اإلنتاج ويعترب التهميش نتاج عملية تتمثل يف سيطرة فئة هلا امتيازات وصـالحيات علـى فئـة

أنشطة اقتصادية ختدمها حبيث جتعـل اجتماعية أخرى داخل اتمع وحتاول استقالل هذه الفئة يفهلا عوائق اجتماعية واقتصادية وسياسية جتعلها حتت سيطرا الذاتية وحترمه من التمتع حبقوقها يف

.مجيع احلاالت . 96ص ،مرجع سابق : مصطفى حجازي ـ )1(

. 101ص ، نفس املرجع ـ )2( . 102ص ،نفس املرجع ـ )3(

- - 89

ونتيجة هلذا الوضع ظهرت هناك اجتاهات تسعى إىل إقامة نظريات وهذه العملية تنتقل من اعية والتربية اليت يتلقاها واليت تبقى دائما سائرة على تلك جيل إىل جيل عن الطريق التنشئة االجتم

.الثقافة دون حماولة اخلروج عليها أو إحداث أي تغيريويرى أحد املنظرين أن معظم الفقراء يف الدول النامية يتعايشون مع الفقـر وثقافتـه وأن

.ه خلروج عن ذلك وحياول تأمني حياتالقليل منهم يستطيع ا

- - 90

:خالصة مرتبطة بنشأة وتطور والبيئة تبني من خالل هذا الفصل أن هناك جمموعة من العوامل االجتماعية ،

منو احلدث ، اليت يئ اال الكتسابه مفاهيم ومعايري اجلنوح ، كنتيجة مباشرة لتأثري البيئة الشارع ، أو نتيجة الرتفاع معدالت والرفقاء داخل اجلماعات اليت يتعامل معها يف املدرسة أو يف

اجلنوح منطا اعتياديا أو نتيجة اليت يرتبط ا احلدث ، حبيث يصبحالعنف داخل بعض اجلماعات اليار البناء األسري من خالل اهلجرة الداخلية أو التفكك األسري أو غياب دور الوالدين أو

.دمها أو كالمها نتيجة الحنراف أحجنوح األحداث غالبا مايرتبط جبموعة من العوامل االقتصادية كالظروف كما يرى البعض أن

املهنية ، تدين مستوى املعيشة ، اليت ينعكس أثرها بالسلب على طبيعة احلياة االجتماعية ، وتعمل .على يئة املناخ للجنوح

- - 91

الفصل الرابع الرعایة االجتماعیة وتشریع األحداث

ایة االجتماعیة الرع ـ 1 تعریف الرعایة االجتماعیة ـ 1 ـ 1

ـ تعریف والترفرید الندر أھداف الرعایة اإلجتماعیةـ 2ـ 1

خدمات نظم الرعایة اإلجتماعیة الوالئیةـ 1ـ 2ـ 1 نظام الرعایة اإلجتماعیة الوقائیة ـ 2ـ 2ـ 1 تأھیلیةنظام الرعایة اإلجتماعیة الـ 3ـ 2ـ 1

الرعایة اإلجتماعیة لألحداثـ 3ـ 1 تشریع األحداث ـ 2

تشریع األحداث في العالم ـ 1ـ 2 تشریع األحداث في الجزائر ـ 2ـ 2

مرحلة اإلستقاللـ 1 ـ 2ـ 2 مرحلة التشریع الجزائريـ 2 ـ 2ـ 2 المتابعة القضائیة للحدثـ 3 ـ 2ـ 2

ظاھرة جنوح األحداث في الجزائر ـ 3ـ 2 مرحلة اإلستقاللـ 1 ـ 3ـ 2 حجم الظاھرة آنذاكـ 2 ـ 3ـ 2 حجم وتطور ظاھرة الجنوح في الجزائرـ 3 ـ 3ـ 2

التوزیع الجغرافي لجنوح األحداث في الجزائر ـ 3 مراكز إعادة التربیة في الجزائرـ 4

وأھدافھاأنواع المراكز ـ 1 ـ 4 المراكز المتخصصة في إعادة التربیةـ 1ـ 1 ـ 4

مصلحة المالحظةـ 1 ـ 1ـ 1 ـ 4 مصلحة إعادة التربیةـ 2 ـ 1ـ 1 ـ 4 مصلحة العالج البعديـ 3 ـ 1ـ 1 ـ 4

المراكز المتخصصة في الحمایة ـ 2ـ 1 ـ 4 ي الوسط المفتوحمصالح المالحظة والتربیة ف ـ 3ـ 1 ـ 4

قسم المشورة التوجیھیة والتربیةـ 1 ـ 3ـ 1 ـ 4 قسم اإلستقبال والفرزـ 2 ـ 3ـ 1 ـ 4

خالصة المراكز المتعددة الخدمات لوقایة الشبیبة ـ 4ـ 1 ـ 4

- - 92

:يد ــتمه

املوضـوع ظاهرة جنوح األحداث من الظواهر اليت يتعرض هلا أي جمتمع ، هلذا أصبح هذا

يثري اهتمام الكثري من الباحثني واملفكرين يف كل التخصصات ، وذلك عنـدما بـدأت األسـرة واملدرسة والنظم االجتماعية املختلفة تعاين من وجود بعض االضطرابات يف بنيتها الداخلية ، حيث عمدت خمتلف اتمعات إىل وضع تدابري ختص هؤالء األحداث من خالل تشـريعات وقـوانني للتكفل ذه الفئة وذلك دف حتقيق الرعاية االجتماعية ، إىل أن مت االعتراف ا كحق لكل فرد

ويف سياق هذا فقد أصبح االهتمام باألحداث اجلاحنني قبل وقوعهم يف اخلطر أو من أفراد اتمع ،ختصني ، ذلك أن قبل ارتكابه فعال يعاقب عليه القانون ، حمل عناية وحبث من طرف الكثري من امل

محاية احلدث من اجلنوح من أهم املهام وأصعبها ، ذلك ألن التنبؤ جبنوح حدث ما وحماولة إبعاده من أصعب املهام نظرا لعدم استجابة هذا الشخص لكل النصائح واإلرشادات اليت تقدم إليه وعدم

. تقبله ملتابعة اآلخرين لهفهوم الرعاية االجتماعية وإبراز أهدافها وأهم ويف هذا الفصل سنحاول التعرض إىل حتديد م

.خصائصها والرعاية االجتماعية لألحداث اجلاحنني وأخريا نتطرق إىل تشريع األحداث

- - 93

ـ الرعـــایة االجتماعیــــة 1 ـ تعریف الرعایة االجتماعیة 1ـ 1

العلماء إىل اليوم على تعريف تعددت التعاريف احملددة ملفهوم الرعاية االجتماعية فلم يتفقموحد هلذا املفهوم وهذا بسب اتساعه من ناحية وتعدد منطلقاته من مراحل تطورها التارخيي مـن ناحية ثانية ، فمن حيث االتساع يندرج حتت الرعاية االجتماعية كل أنواع النشاط االجتمـاعي

الزراعي وتنمية القرية وغريها مـن أفراد اتمع فتشمل برامج اإلسكان واإلصالح حلاملوجه لصااألنشطة ، والشك أن مثل هذا الفهم للرعاية االجتماعية جيعله مفهوما يصعب فيه التحديد الدقيق

.ملفهوم الرعاية االجتماعية وإذا تناولنا مفهوم الرعاية االجتماعية من حيث التطـور التـارخيي فنجـد أن الرعايـة

ـ االجتماعية استخدمت يف مرحلة من ة واإلحسـان للفئـات ـاملراحل كمرادف لتقدمي الصدقاحملرومة ، وقد يكون هذا التعريف صاحلا ملراحل تارخيية سادها الفقر واحلرمان إال أنه ال يسـاير

.املظاهر املتعددة ألنشطة الرعاية االجتماعية املعاصرة :ومع ذلك ظهرت جمموعة من التعريفات للرعاية االجتماعية منها

تعریف والترفرید الندر ـ نسق من اخلدمات االجتماعية واملؤسسات االجتماعية واملؤسسـات االجتماعيـة " أا

مصممة من أجل تقدمي املساعدات لألفراد واجلماعات حىت حيصلوا على مستويات مـن احليـاة حيقق نوعا مرضية ، أيضا مساعدم على تكوين عالقات سليمة وعلى تقوية أو تنمية قدرام مبا

.)1("من التناغم بني األفراد واألسر واجلماعات واتمعات :ولعل تعريف الندر يوضح خاصيتني أساسيتني يف الرعاية االجتماعية ومها

االستفادة من موارد الرعاية لتدعيم أو تقوية األسرة كنسـق اجتمـاعي وكوسـيط ـ 1 .صبح األسرة متماسكة لتوصيل اخلدمات ألفرادها وإشباع احتياجاا حىت ت

ضرورة العمل على تقوية قدرة الفرد ملواجهة الضغوط اخلارجية اليت تتمثل يف الكثري ـ 2 . من املواقف اليت جيد نفسه فيها ويعجز عن مواجهتها

. 21، ص 1998الرعاية االجتماعية واألمن االجتماعي ،املكتب اجلامعي ، مصر : حممد سيد فهمي ـ )1(

- - 94

وبالتايل فان الرعاية االجتماعية تشمل مجيع جمهودات اإلنسان يف توفري برامج اخلـدمات ، كما تشتمل أيضا على النظام الذي حيقق هذا اإلشباع كالنظام الصحي إلشباع حاجاته املتنوعة

ونظام التعليم وكذلك املنظمات اليت تقوم بتنفيذ برامج هذه النظم كما تشـتمل أيضـا علـى مني ات كتشريعات العمـل والتـأ ـد واجلماعالتشريعات اليت تكفل حتقيق هذه اخلدمات لألفرا

ة غالبا بتقدمي كل أو بعض هذه الربامج واليت يطلق ـتقوم الدولة وـاالجتماعي واألسرة والطفولاية االجتماعيـة ـن يرى األخصائيون االجتماعيون أن الرعـيف حي، عليها برامج الرعاية األهلية

تلك اجلهود احلكومية اليت توجه حنو اخلدمات االجتماعية وان كان مثة اخـتالف فيمـا : " هي .)1("هذه اخلدمات مثل مشاريع اإلسكان االجتماعي بينهم حول ما يدخل يف اطار

بأا تنظيم يهدف إىل مساعدة اإلنسان على قضاء" كما عرفها الدكتور عبد املنعم شوقي ويقوم هذا التنظيم على أساس تقدمي الرعاية عن طريـق اهليئـات احتياجاته الذاتية واالجتماعية ، ." واملؤسسات احلكومية واألهلية

للرعاية االجتماعية ، فهي عبارة عن نسق ئياإجرا مامفهول هذه التعاريف نستنتج من خالمنظم من الربامج االجتماعية املقدمة لألفراد واجلماعات دف رفع مسـتواهم املعيشـي وحـل مشكالم وحتقيق التكيف واالندماج االجتماعي هلم ، وذلك من خالل املؤسسات االجتماعيـة

.املختلفة االجتمـاعني ط أنظار الكثري مـن األخصـائيني ـة االجتماعية حمـمفهوم الرعايويبقى

.والنفسيني ، فلكل اختصاص وجهة نظره اخلاصة به بني الواقع والتنظري ـ أھداف الرعایة االجتماعیة 2ـ 1

ية تشتمل الرعاية االجتماعية على األنشطة احلكومية واألهلية املنظمة واليت تسعى إىل الوقاوالتخفيف وكذلك اإلنشاء والتأهيل للمشاكل والقضايا االجتماعية أي أن الرعايـة تسـعى إىل

يف حتسني حالة الفرد واجلماعات واتمعات ، ويقوم بتأدية اخلدمات والربامج جمموعة من املهنيني :التخصصات املختلفة ، وميكن حتديد األهداف العامة للرعاية االجتماعية يف

. 21مرجع سابق ، ص : حممد سيد فهمي ـ )1(

- - 95

ظم الرعایة االجتماعیة الوالئیة خدمات نـ 1ـ 2ـ 1

هذه املؤسسات تقدم خدمات عند احلاجة إليها ومن أمثلتها الرعاية الصـحية اانيـة يف ث ، اخلدمات يف اال القانوين والدفاع االجتماعي واألمن ، نظام املراقبة لألحـدا حاالت املرض

.إىل األسر احملرومة اجلاحنني ، املساعدات اليت تقدم ام الرعایة االجتماعیة الوقائیةنظـ 2ـ 2ـ 1

هذا النوع من املؤسسات يسعى إىل منع املشاكل قبل حدوثها من بينها اخلدمات الصـحية وتقدمي الصحية ،والطب الوقائي وخدمات رعاية الطفل وكذلك خدمات التأمينات االجتماعية و

.)1(وقاية من االحنرافات والتدهور الصحيهذه اخلدمات يؤدي إىل ال ام الرعایة االجتماعیة التأھیلیةنظـ 3ـ 2ـ 1

وهي تلك اخلدمات اليت تساعد من لديهم مشكالت ومساعدام للتغلب عليها وحماولـة فـرص مجتنبها يف املستقبل ، كما تشمل برامج الرعاية التأهيلية رعاية املسجونني وذلك مبـنحه

. )2(عليم ورعاية املتخلفني عقليا وفكريا وكذلك املعوقني جسمياللت الرعایة االجتماعیة لألحداث - 4ـ 2ـ 1

تؤكد أغلب دراسات التشريعات الصادرة يف الوطن العريب بأن احلدث هو مـن جتـاوز العريب قدمية السابعة من عمره ومل يتجاوز الثامنة عشرة ، والرعاية االجتماعية لألحداث يف الوطن

جدا حيث يركز على الرعاية اإليوائية لألحداث الذين تتراوح أعمارهم بني سن السابعة والثامنـة عشر، ويهتم هذا النوع من الرعاية األطفال احملرومني وتوفري اخلدمات الضرورية هلم عن طريـق

املبكرة للطفل حبيـث املؤسسات اليت أعدت هلذا الغرض ، وتبدأ هذه الرعاية من املراحل العمرية .)3(مياثل يف طبيعته األسرة البديلة

إن دور الرعاية االجتماعية لألحداث عبارة عن مؤسسات اجتماعيـة ـدف إىل إيـواء هما وتـوفري ياألطفال واألحداث الذين يعانون من التفكك العائلي أو فقدان أحد الوالدين أو كل

تقدوا وتربيتهم اجتماعيا ونفسيا وأكادمييا وذا ميكـن املناخ األسري لتعويضهم الرعاية اليت يف

.30، ص2003مصر دار املعرفة اجلامعية ، ـ تطورها قضاياها ـ الرعاية االجتماعية : عبد احملي حممود صاحل ـ )1( . 30، ص ذكره ق مرجع سب: مود صاحلعبد احملي حم ـ )2(، مؤسسة الرواق 1الرعاية االجتماعية للفئات اخلاصة تربويا ،نفسيا ، رياضيا ،الطبعة : مروان عبد ايد ابراهيم ـ )3(

. 142، ص 2003والنشر والتوزيع

- - 96

اعتبار هذه الدور مؤسسات إيوائية ذات أهداف اجتماعية وتربوية ، ودف هذه الدور إىل توفري : مجيع متطلبات األطفال واألحداث كما يلي

اإليوائية قـدر ة ـتوفري اجلو النفسي والعائلي املالئم لتعويضهم ما ينقصهم من الرعايـ 1 .اإلمكان .ة واألهلية ـة والثقافيـتوفري الربامج ذات األهداف التربوي ـ 2 .دارس أو املراكز و املعاهد النفسية ـالعمل على تسجيل األطفال واألحداث يف امل ـ 3فوا باسم وجبنسية معينة ويتم تسـجيلهم يف األبوين يف أن يعر حق األطفال جمهولني ـ 4

.وال املدنية عن طريق التشاور مع قاضي األحداث دوائر األح

- - 97

تشریــع األحداثـ 2 ـ تشریع األحداث في العــالم 1ـ 2

ختتلف التشريعات اجلزائية اختالفا بينا يف حتديد الفترة الزمنية اليت يتعني أن يطبـق فيهـا النظـام . القانوين اخلاص باألحداث

كانت الواليات املتحدة األمريكية أول دولة أنشأت حمكمة خاصة باألطفال اجلـاحنني دولقالـدور األكـرب يف " فريدريك ويتز "وخصته بإجراءات ومعاملة تليق بسنه ونفسيته ، وكان لـ

مبدينة شيكاغو لتنشر يف كل أمريكـا وأوروبـا 1899إنشاء أول حمكمة خاصة باألحداث عام ول إىل السجن بسـبب دخالمنع األطفال من 1908رة إىل أنه ويف بريطانيا سنة الغربية مع اإلشا

قانون األحداث الذي نص 1933، وصدر ذا اخلصوص سنة ارتكام لسلوكيات خمالفة للقانونعلى أنه جيب على كل حمكمة حيضر أمامها ولد جانح هو يف حاجة إىل الرعايـة والعنايـة ، أن

ـ ة وتتخذ من اإلجراءات ما يضمن إصالحه ويكفل تعليمه وذيبه ، وتراعي مصلحته احلقيقي ذا هلاختذت حماكم األحداث األمريكية فيما بعد االجتاه اإلصالحي وأصرت على اإلصالح والعـالج

.دون العقاب األوىل تبدأ من املـيالد : أما يف فرنسا فقد قسم املشرع الفرنسي مرحلة احلداثة إىل قسمني

عقوبة جزائية ، أما أيةبلوغه سن الثالثة عشرة ويف هذه املرحلة ال تطبق على احلدث وتنتهي قبل وتوقع سن الثامنة عشرة ، الثة عشرة وإىل ما قبل امتامثاملرحلة الثانية فتبدأ من بلوغ احلدث سن ال

مـن اجلنـوح االمجـايل %10.6وح متثل ت نسبة اجلنحيث كان،ة ـعليه العقوبات املستحق 2003-1994ت يف الفترة املمتدة مابني ، إال أن هذه النسبة تضاعف 1975سنة ) 58625(وكان تورط هؤالء األحداث اجلاحنني يف خمتلف اجلرائم حيـث ) 179762 – 109338(

.)1(احتلت السرقة املرتبة األوىل ، حتطيم املمتلكات واستعمال العنف اجلسدي ضد األشخاص

(1) – loraine et Sébastien tournyol du clos ,la délinquance des jeunes ,les profils, les causes, les évolutions, paris 2007 l’harmattan, p . 21

- - 98

إىل سـنة 1991عدد املنحرفني يف الفترة املمتدة ما بني سـنة أما يف بريطانيا فقد تضاعفسبعة عشرة مرة ، مما دفع باجلهات املعنية إىل وضع األحداث يف سجون الكبار ، متجاوزة 2000

اخلاص بالطفولة واملراهقة الذي ينص على عدم إرسال األحداث القصـر يف 1996بذلك تشريع 1995حدث سـنة 8000، إال أنه أدخل إىل هذه األماكن السجون ، أو مؤسسات إعادة التربية

.)1(أرسلوا إىل مراكز إعادة التربية 2854أرسلوا إىل مركز احلجز و 4793وختتلف التشريعات من ناحية حدود السن املقررة لكل مرحلة من مراحل ويف الدول العربية

وتنتهي قبل امتـام الصـغري سـن يالد احلداثة ، فالقانون املصري حدد املرحلة األوىل تبدأ من املالسابعة ، وفيها يكون الصغري منعدم األهلية اجلزائية كليا ، أما املرحلة الثانية تبدأ من سن السابعة

.وإىل ماقبل متام سن اخلامسة عشرة ويتفق قانون األحداث السوري مع التشريع األردين يف حتديد املرحلة األوىل ببلوغ الصغري

وإىل ماقبل سن السابعة وال يالحق جزائيا ، وال تطبق حبقه أية تدابري ، أما احلدث من سن السابعة ه متام سن اخلامسة عشرة ، فال تطبق عليه أية عقوبة جنائية ، فقد خيضع احلدث من خـالل هـذ

. )2(االصالح ، كما يسري على هذا النهج املشرع الكوييت املرحلة لتدابري

ـ تشریع األحداث في الجزائر 2ـ 2

تأثرت اجلزائر كغريها من بلدان العامل يف تشريعاا اخلاصة باألحداث أكثر من البلدان اليت تشـريعها بتشـريعات البلـد إىل جانب تأثر ، ذه احلركات واملدارس االجتماعيةولدت فيها ه

.املستعمرة ـ مرحلة االستقالل 1ـ 2ـ 2

جويلية 10إذ أنشئت بتاريخ ، 1966استمر العمل بالتشريع الفرنسي بعد االستقالل لغاية صدر أمر من نفـس 1962سبتمرب 21مديرية قضائية تتوىل تسري اجلهاز القضائي ، ويف 1962

مت إنشـاء أول 1962سبتمرب 27ويف بصفة مؤقتة يف األماكن الشاغرة ، اةالقض نييبتعاهليئة يأذن حكومة منبثقة عن الس التأسيسي ، وأنشئت وزارة العدل ومدد العمل بالقوانني القدمية، وبقيت

. 1945حماكم األحداث تعمل حسب قانون . 98، ص ذكره قمرجع سب: زرارقة فريوز ـ )1(

16نبيل صقر وصابر مجيلة ، مرجع سبق ذكره ، ص -) 2(

- - 99

وكان حيمل ، 1964مارس 14وصدر أول أمر متعلق باألحداث والطفولة بصفة عامة يف وأجريت مبقتضاه بعض التعديالت واإلضافات، وذلك متاشـيا مـع الظـروف 64 ـ 62رقم

.واالقتصادية والسياسية املستجدة ةاالجتماعي، وتغيري رجل للتشريع الفرنسي، مع اختالف يف التطبيق داويعترب تشريع هذه املرحلة امتدا .القضاء الفرنسي برجل القضاء اجلزائري

ـ مرحلة التشریع الجزائري 2ـ 2ـ 2ـ 1966جـوان 08املـؤرخ يف 155 ـ 66ة من األمر رقم ـتبدأ هذه املرحل عدل ـامل

.، املختص يف قانون اإلجراءات اجلزائية واملكملسنة ، ويف هذه املرحلة ال توقـع علـى 13إذ حدد املشرع سن انعدام املسؤولية بأقل من

، يف هما كانت اجلرمية املرتكبة بل تتخذ بشأنه تدابري احلماية والتربيـة احلدث أي عقوبة جزائية ممـن " 49املادة "لفة فال حيكم عليه إال بالتوبيخ ، حالة ارتكابه جلنحة أو جناية أما إذا ارتكب خما

من قانون اإلجراءات اجلزائية وذلك حلل املسؤولية االجتماعية حمل " 445"قانون العقوبات واملادة .سؤولية اجلنائيةامل

سنة والعقوبات اليت تتخـذ يف هـذه 18و 13أما مرحلة املسؤولية املخفضة فهي بني سن املرحلة فهي عقوبات ذات طابع تربوي بالدرجة األوىل ، واالستثناء هي العقوبات املخفضة ، ففي

ة يف حالـة سن 20و 10حالة اجلنايات واجلنح ختفف عقوبات اإلعدام والسجن املؤبد ما بني سن .احلبس املؤقت ختفض إىل نصف املدة املقررة للراشدين

مـن " 51"أما يف حالة املخالفات فيحكم عليه بالتوبيخ أو الغرامة ال غري، حسب املـادة .)1(قانون العقوبات

ـ المتابعة القضائیة للحدث 3ـ 2ـ 2ن وكيل اجلمهورية لدى احملكمـة أ: " من قانون اإلجراءات اجلزائية على 488تنص املادة

ميارس الدعوى العمومية ، ملتابعة اجلنايات واجلنح اليت يرتكبها األحداث دون الثمانية عشر مـن ." عمرهم

علم االجتماع ، احنراف األحداث واإلدماج االجتماعي ، رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف : أمحد بكابوس ـ )1( . 68، ص 1987 – 1986

- - 100

مبعىن أن هذه املادة تنص على أنه ميكن للمتضرر من اجلرمية أو وكيل اجلمهورية أن يرفـع ، حيث إذا تقدمت اإلدارة بشكوى ضـد دعوى ضد احلدث الذي مل يتجاوز عمره الثمانية عشر

احلدث يقوم وكيل اجلمهورية باختاذ اإلجراءات ، وذلك عن طريق اسـتدعاء احلـدث وإذا رأى وكيل اجلمهورية أن الوقائع ال تشكل جرمية يقوم حبفظ الشكوى وأما إذا كانت الوقائع تشـكل

.باعتباره إجباريا جنحة أو جناية فتحال القضية إىل قاضي األحداث إلجراء حتقيق إن اإلدعاء املدين أمام قاضي األحـداث " من قانون اإلجراءات اجلزائية 475وتنص املادة

اليكون إال بضم الدعوى املدنية للدعوى العمومية ، والبد من إدخال النائب القانوين للحدث يف يدعي بأنه متضرر مـن من قانون اإلجراءات اجلزائية أنه جيوز لكل 72و تنص املادة " اخلصومة

.جناية أو جنحة أن يدعى مدنيا بان يتقدم بشكواه أمام قاضي التحقيق املختص سنة أن 18مبعىن أنه جيوز لكل شخص تضرر من فعل غري قانوين قام به حدث مل يتجاوز

يرفع دعوى على احلدث ، وإذا كان هذا الفعل يشكل جنحة فان قاضي األحداث هو املخـتص .)1(يهابالتحقيق ف

حقيق مبجموعة من اإلجراءات بشكل حمدد يف القـانون تحيث تقوم السلطات املكلفة بالدف متحيص األدلة والكشف عن احلقيقة قبل مرحلة احملاكمة ، غـري أن التحقيـق يف قضـايا األحداث خيتلف نوعا ما عن التحقيق يف قضايا البالغني ألنه ال يهدف إال ملعرفة فقط ، بل يهدف

.)2(يضا ملعرفة شخصية احلدث ، وتقرير الوسائل الكفيلة بتهذيبهأوإذا كان الفعل املرتكب هو يف األساس جناية يقوم قاضي األحداث بـالتحقيق حيـث الخيتلف هذا األخري عن التحقيق الذي يقوم به قاضي التحقيق العادي ، إذ يتعني عليه بذلك تعيني

ملرتكب هو يف األساس جنحة ، فان مهمة التحقيـق توكـل مدافع للحدث ، أما إذا كان الفعل القاضي األحداث ، حيث أنه يوجد بكل حمكمة قضاة أكفاء يولون اهتمامهم باألحداث وذلـك

.حسب قرار من وزير العدل ويقوم وكيل اجلمهورية بتسليم ملف احلدث إىل قاضي األحداث الذي يقوم بالتحقيق مع

قاضي التحقيق ، وقاضي " ه القانوين ، وبذلك يعد قاضي األحداث احلدث حبضور حماميه أو نائبحكم ، وقاضي تنفيذ، حيث يقوم بالتحقيق يف القضية ويتم الفصل فيها ، ويعمل علـى تنفيـذ

استجواب احلدث عن هويته من أجل الوصول إىل معرفة دقيقـة األحكام ، ويشمل التحقيق على .103، ص 1989اجلزائر األحداث يف التشريع اجلزائري ، ديوان املطبوعات اجلامعية ، : علي مانع ـ )1(

. 104نفس املرجع ، ص ـ )2(

- - 101

كما يقوم ببحث اجتماعي للتعرف على احلالة االجتماعيـة موضوعية عن األفعال املنسوبة إليه ،ـ يب وذلـك واملادية لألسرة اليت نشأ فيها احلدث ، كما ميكن أن جيري للحدث فحص نفسي وط

، وعند استكمال قاضي األحداث التحقيق يتوصل بـذلك إىل إجيـاد دف الوصول إىل احلقيقةحة تبلغ بذلك إىل وكيل اجلمهوريـة وحتـال دالئل قوية وثابتة ضد احلدث وتشكل الوقائع جن

القضية إىل قسم األحداث للفصل ، أو تشكل الوقائع واألدلة خمالفة فان امللف حيـال إىل وكيـل .اجلمهورية الذي يقوم بتحويله إىل حمكمة املخالفات املختصة

ظاھرة جنوح األحداث في الجزائر ـ 3ـ 2 لمرحلة االستقالـ 1ـ 3ـ 2

بعد االستقالل وجدت اجلزائر نفسها أمام مشاكل عديدة ومن بينها مشكل الطفولة التائهة والضالة ، واليتيمة ، واملشبوهة، واملصابة بأمراض عقلية ، إىل جانب اآلثار النفسية الـيت أدت إىل

. التذبذب يف أمزجة الناس وطباعهم ية بالنسبة لألحداث املعرضني خلطـر ويف ظل هذه الوضعية أصبح الدور الوقائي أكثر أمه

بفعل ما تركه املستعمر ، االحنراف كأفراد من خالل ظروفهم ، أو من خالل بيئتهم االجتماعية ،حيث أن عدد األيتـام ل ،أو بفعل ما آلت إليه الوضعية العامة للطفولة يف األيام األوىل لالستقال

. وسع الدولة آنذاك إمكانية التكفل ا ، والطفولة الضالة، مل يكن يف ألبناء الشهداءفاإلمكانيات احملدودة للدولة الفتية مل تستطيع تلبية حاجات الطفولة إال الدراسة ، والتمهني

.أو اإليواء على األقل

: )1( جدول رقم السنوات

1968 1967 1966 1965 1964 1963 الفئة

2100 1979 1479 1741 1571 1249 عدد الحاالت المعروضة

- - 102

فمجموع ما كان يوجد من املراكز املخصصة للتكفل بالطفولة املسماة آنذاك منحرفـة ال وكانت هذه املراكز تابعة لوزارة ) أسرة 710 (يتجاوز الثمانية مراكز ، حتتوي يف جمموعها على ضافة وضمت فيما بعد مراكز أخرى إ ، 1963العدل مث حتولت إىل وزارة الشباب والرياضة سنة

مركزا و موزعة على خمتلف أحنـاء القطـر و بـرمج يف )26(إىل املراكز السابقة ليصبح عددها . سرير) 3720(مركزا يتسع لـ ) 39(املخططات التنموية املختلفة بناء

ـ حجم الظاھرة آنذاك 2ـ 3ـ 2

، سـتقالل ليس هناك إحصائيات دقيقة وموحدة عن حجم الظاهرة يف السنوات األوىل لالن إولكن ميكـن القـول داد موزعة بني جهات وصية وخمتلفة،بل هناك شتات من األرقام واألع

، خاصة السنوات األوىل لالستقالل أي نسبة كبرية من األحداث كانت مشردة يتهددها االحنراف .1966قبل اإلصالح القضائي عام

جة أو بأخرى، خرج أغلبـهم بـل فاألحداث الذين أدخلوا إىل املراكز قبل االستقالل حب . كلهم وأغلقت أبواب املراكز، مثلها مثل أغلب املؤسسات خمربة ومعطلة

، فمنهم من عاد إىل أسرته ومنـهم مـن بقـي يف إذ خرج األحداث يف اجتاهات خمتلفةري تلـك املراكـز، خاصـة يالشارع عرضة لالحنراف، وبعضهم أخذ إىل فرنسا من طرف مد

. الفتياتالعموم فعدد احلاالت اخلاصة باألحداث املنحرفني الذين عرضت قضاياهم على قضاة وعلى

.)1(تبني حجم الظاهرة آنذاك من خالل اجلدول رقم 1968إىل سنة 1963األحداث لسنة كنسبة أوىل يف إحصاء عدد األحداث الذين عرضت قضاياهم أمام 1963فإذا أخذت سنة

ذا العدد الضئيل جدا ،باملقارنة مع حالة البالد يف مجيع النواحي، القضاء يف هذه السنة يظهر أن هوحالة اتمع ككل، إضافة إىل ذلك قضاء األحداث مل يكن موجودا إال يف املـدن الكـربى إىل

، جانب عدم ختصصه، فقضاء األحداث يف هذه الفترة عينوا من بني كتاب الضـبط واإلداريـني . الفرنسي وهو ما جيعل هذه اإلحصائيات هينة وهذا للفراغ الذي تركه القضاء

. 53مرجع سابق ، ص : أمحد بوكابوس ـ )1(

- - 103

ولكنها تبقى نقطة انطالق مهمة ملعرفة مدى تطور القضاء اجلزائـري املتخصـص بعـد لـى قضـاة فبعد هذه السنة ارتفع حجم القضـايا املعروضـة ع 1966اإلصالح القضائي سنة

حـددها التشـريع ، وميكن تفسري هذا االرتفاع إما بظهور وضعيات وصفات أخـرى األحداثاجلزائري اخلاص باألحداث ، وإما بتوسع جهاز القضاء وتعميمه على الدوائر إىل جانب ختصصه يف قضايا األحداث ومهما يكن من أمر فان عدد األحداث الذين كانوا يف حاجة إىل محاية يف هذه

خمتلـف امليـادين الفترة وما بعدها بدأ يتزايد بشكل متسارع من جراء عملية التنمية السريعة يف .خاصة الصناعية ، إىل جانب الزراعية الثقافية واالجتماعية

حجم وتطور ظاھرة الجنوح في الجزائرـ 3ـ 3ـ 2تعترب اإلحصاءات اجلنائية وسيلة ال غىن عنها يف حتديد حجم مشكلة اجلنوح ، إذ ال ميكن

اتمع دون حماولة حصر تكـرار السـلوك معرفة أبعاد هذه املشكلة ومدى ما تشغله من حيز يف .اجلانح بأمناطه املتباينة وتقدير نسبة هذا التكرار إىل اتمع األصلي لفئاته املختلفة

ويسهم حتليل هذه اإلحصاءات ورصد حركتها يف رسم خريطة بارزة عن انتشار ظـاهرة . مواجهته والعمل على تطويرها اجلنوح ومن مت تقييم اإلجراءات الوقائية اليت تتخذها الدولة يف

لي لظـاهرة اجلنـوح إذ أن ثباـا ـم الفعـإال أن هذه اإلحصاءات ال تعكس لنا احلج .وصدقها حمدودة

بـني العالقـة درس ن سنة ، حيـث يطيلة عشر Verkko الفلندي تفرغ الباحث فقد :اإلحصاءات وبني اجلنوح الفعلي وميز بني ثالثة أصناف من اجلنوح

.اجلنوح الشرعي هي اجلرائم اليت تضع احملاكم يدها عليها ـ1 .اجلنوح املعروف هي اجلرائم اليت مت تسجيلها من طرف الشرطة ـ2 .اجلنوح الفعلي هو احلجم احلقيقي للجنوح يف اتمع ـ3

ويعتقد أن أسباب الفشل يف احلصول على نسب صحيحة وسليمة تعكس حجم اجلنـوح ـ الفعلي يف اتمع انة وصـدق نسـب ـعائد إىل أن اإلحصاءات اجلنائية املقدمة ال تعكس بأم

اجلنوح، حيث ثبت أن بعض األجهزة املختصة ملكافحة جنوح األحداث يف بعض الدول العربيـة كثريا ما تغفل عمدا أو إمهاال جانبا كبريا من اجلرائم يف اإلحصاء الذي تقدمه حىت ال ينسب هلـا

ها ، إضافة لذلك جند العديد من الدول ترفض عن ذكر مسـاوئ أبنائهـا التراخي يف أداء واجب

- - 104

خاصة يف األرياف وتكتفي بتأديبهم ، ولذلك ال ميكن معرفة إذا ما كـان اجلنـوح الفعلـي يف .)1(اخنفاض أو يف حالة سكون أو يف حالة تصاعد

فيما خيص تطـور ومنه جتدر عن املالحظة إال أن اإلحصاءات القليلة اليت مت احلصول عليها نـوح يف ظاهرة اجلنوح يف اتمع اجلزائري ، ال ميكن أن تعطينا صورة واضحة عـن تطـور اجل

، ذلك أن اإلحصاءات يف هذا اتمع موضوعة على أ ساس االحتياجـات احملليـة لكـل اجلزائر مصلحة وإدارة دون أن يكون هناك جهاز مركزي ينسق عمل األجهزة اإلحصـائية الفرعيـة مث

.يعمل على حتليل وتبويب هذه اإلحصاءات األحداث الذين اقترفوا جرائم على مستوى القطـر يف سـنوات ويبني اجلدول التايل عدد

:متفرقة : )2( جدول رقم

السنوات الفئة

1971 1972 1973 1979 1980

عدد األحداث المحالین على محاكم األحداث1271 3779 3485 8818 9558

اكم األحداث يتزايـد بصـورة هذا اجلدول أن عدد األحداث احملالني إىل حمويتضح من

إال أنه جيب عدم إغفـال %80حوايل) 1980 ـ 1971( ، إذ أنه بلغ خالل عشر سنوات كبرية .التزايد الكبري يف عدد السكان

جاحنني للفتيات اجلاحنات بالنسبة للمجموع الكلي للكما يبني اجلدول التايل النسبة املئوية . 1980و 1971لعامي

: )3( جدول رقم

. 67 ـ 65ص ،مرجع سابق : حممد عبد القادرقوامسية ـ )1(

- - 105

السنوات الفئة

النسبة المئویة المجموع الكلي للجانحین عدد الجانحات

1971 487 8818 5.84%

1980 480 9078 5.28%

أن جنوح الفتيات ال ميثل إال نسـبة ضـعيفة مـن جنـوح ) 3(من اجلدول رقم يتضح

. )1(األحداث

: اص بتوزيع األشخاص املعاقبون حسب فئات السن ويف اآليت جدول خ : )4( جدول رقم

العمر السنة

سنة حتى 18من سنة 18أقل من

سنة 27

سنة 27من

سنة 40حتى

سنة فما 55من

فوق1997 798 15.65 6.00 1.14 1998 750 14.60 5.72 1.03 1999 846 14.66 4.66 773

ألشخاص الذين مت احلكم عليهم من طرف احملكمة، وتـبني نسبة ا) 4(يوضح اجلدول رقم

، لتعـود 1997اخنفضت قليال عما كانت عليه سـنة 1998من خالله أن نسبة األحداث لسنة . 1999حدث عام ) 846(إىل 1998حدث عام ) 750(وترتفع مرة ثانية من

سنة 18ا سن ومل يتجاوزجتدر املالحظة أيضا إىل أن الفئة العمرية ، أي فئة األحداث الذين . )2(ال يشكلون إال نسبة قليلة لباقي الفئات األخرى

ولكن يف العشرية األخرية من القرن املاضي لوحظ االنتشار الواسع للجرمية واجلنوح وعدم من األسباب والدوافع القاهرة اليت دفعـت افر جمموعةضمتكن الدولة من السيطرة عليها، وذلك لت

. 74ـ 69مرجع سابق ، ص: حممد عبد القادر قوامسية ـ )1( اع ، ـــالتفكك األسري واحنراف األحداث ، رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف علم االجتم: ليلى ايديو ـ )2(

. 143، ص 2004 ـ 2003

- - 106

إىل اجلرمية والعنف ، سواء العنف املـادي أو العنـف املعنـوي أو يف احملـيط الشاب اجلزائري )اتمع الكبري(أو احمليط االجتماعي الواسع ) األسري (االجتماعي الضيق الرتكاب جنح أو جرائم من نياملوقوفقفز عدد األحداث 2002إىل اية 1998فمن سنة

.%56أي بارتفاع 12645إىل 8077لفت اجلرائم واجلنح يف خطورا بني السرقة والضرب واملخدرات والتعدي علـى وقد اخت

أمالك العامة واخلاصة ، وأخرى كتشكيل مجاعة أشرار وهتك العرض ، حيث سجلت حـاالت مـن العـدد %58سنة بنسبة 18و 16سرقة ارتكبت من طرف األحداث تتراوح أعمارهم بني

.)1(سنة 16و 13ا بني اإلمجايل للموقوفني ، تليها شرحية م، وهي تسعى إىل حتقيـق 2003مركزا يف سنة 38كما ارتفع عدد مراكز إعادة التربية إىل

.الرعاية املتكاملة من الناحية االجتماعية والنفسية واملهنيةألـف طفـل 12أكثر من "حتت عنوان " حوادث اخلرب " وحسب مقال نشر يف جريدة

أن العدد اإلمجايل لألحـداث املنحـرفني خـالل ، " 2002نة قاصر متورط يف سوق اإلجرام سطفـل %27,31حدث منحرف، وهذا مبعـدل 31737هو 2002 ، 2001 ، 2000السنوات

ات ــخمتلف اجلرائم ، وتشري اإلحصائيات اليت قدمها الديوان الوطين لإلحصائيمتورط يوميا يف )ONS ( يف جـرائم حتطـيم طامتور الفط 714وحدث مرتكب ألعمال العنف 3686إىل أن

)2( يتعاطى املخدرات واملواد السامة والتشفيطية الطف 257أمالك الغري ، و

إال ، يف شىت أنواع اجلرمية امتورط احدث 10965فقد سجلت مصاحل األمن 2004 أما سنة اجلرميـة وتأيت السرقة يف مقدمة أنواع 11302ليصل إىل 2005أن هذا العدد قد ارتفع مع اية

تأيت بعدها جنحة الضرب واجلرح العمـدي ، حدث متورط 4739املرتكبة من قبل األطفال بـ طفل يف جنحة حتطيم أمـالك 665 ، كما سجلت مصاحل األمن تورط حدث 2728حيث تورط

طفال يف جرائم القتل العمدي 25أما األخطر من كل هذا فهو تسجيل ذات املصاحل تورط الغري، . %100طفال أي بزيادة فاقت 13 تقدر بـ 2004سنة حيث كانت

بلغ عدد األطفال املتورطني يف خمتلف اجلرائم حسب معطيات مصاحل األمن 2007ويف سنة حدثا متورطا يف 17طفل تورطوا يف خمتلف اجلنح كما مت تسجيل 8281طفل ،من بينهم 15139

. 102ص ، ذكره بقس مرجع: زرارقة فريوز ـ )1( 102فس املرجع ، ص ن ـ )2(

- - 107

ـ ـيطفل يف جرائم أخالق 488جرائم القتل ناهيك عن تورط تداءات اجلنسـية و ـة مثـل اإلع .)1( الدعارة

كما شكلت جرائم السرقة كما معتربا من جرائم األحداث خالل العشرة أشهر األوىل من حدث وهو ما يعين تفشي هـذه الظـاهرة بشـكل 3531وذلك بتسجيل تورط ، 2007 سنة

عترب التعدي حدث ،كما أ 1924ناهيك عن الضرب واجلرح العمدي الذي سجل تورط ،ملحوظحيث أحصـت مصـاحل على األصول أحد اجلنح اليت سجلت تورط عينة من األحداث ببالدنا،

مع اإلشارة اىل تورط األحداث يف جرائم املخدرات وذلك . حدثا على أصوهلم 94األمن تعدي .) 2( حدث متورط يف حيازة و استهالك املخدرات و احلبوب املهلوسة 202عددبتسجيل

حالة تورط لألطفال يف خمتلف 2000سجلت ذات املصاحل زيادة بأكثر من 2008ويف سنة قاصرا متورطا يف 23وحتتل جرائم القتل العمدي الصدارة بتسجيل ، 2007اجلرائم مقارنة بسنة

، لكـن هـذا جرائم قتل عمدي من بينهم فتاة كما أن ضحايا هذه اجلرائم كان أغلبهم أطفال، خاصة أن هنـاك ن يف قتل البالغني وهو ما ينذر بانزالق خطري حنو اجلرميةالينفي تورط القاصري

مقارنة بسـنة 2008ارتفاعا ملحوظا يف عدد القصر املتورطني يف جرائم القتل العمدي حالل سنة .حدثا يف جرمية القتل العمدي 17أين سجلت تورط 2007

لسرقة و ذلك عرب خمتلـف حدثا يف جرائم ا 4701تورط 2008كما أنه سجلت يف سنة حدث متورط، ناهيـك عـن 2667، تليها جرائم الضرب و اجلرح العمدي بـ واليات الوطن

آخرين يف جنح أخالقية مثل االعتداءات اجلنسية و املراودة على الطريق العمـومي، و 469تورط ) .3( اليت يرجع السبب الرئيسي فيها إىل االحنالل األخالقي

كما معتربا 2008عيات أشرار أحد اجلرائم اليت ارتكبها القصر خالل كما شكل تكوين مج 395من جرائم األحداث خالل العشرة أشهر األوىل من نفس السنة ،وذلك بتسـجيل تـورط

حدث يف جرائم ضرب أودت إىل موت الضحايا، كما أعتـرب 17حدث، ضف إىل ذلك تورط

ديسمرب ،صب 24ألف متورط يف قضايا اإلجرام، جريدة اخلرب، 15أكثر من :بورويلة -ص -) 1( نفس املرجع -) 2(

22،ص 2009مارس 7آالف طفل يف قضايا خمتلفة ، جريدة اخلرب ، 10فيما تورط أكثر من : بورويلة -ص-) 3(

- - 108

عينة من األحداث ببالدنا حيـث سـجلت التعدي على األصول أحد اجلنح اليت سجلت تورط .) 1( حدثا على أصوهلم 80مصاحل األمن تعدي

ئر التوزیع الجغرافي لجنوح األحداث في الجزاـ 3إن اإلحصاءات اجلنائية يف اجلزائر ، سواء كانت حمضرة من طرف الشرطة ، رجال الدرك

رة احلقيقيـة للجرميـة واجلنـوح يف اتمـع أو احملاكم هي حمدودة القيمة ، ألا ال تعطي الصواجلزائري، وكأي بلد نام فإن ما يدعى بالرقم األسود للجرائم الغري مبلغ عنها يف اجلزائر هو اكثر

.ارتفاعا مما هو عليه يف البلدان املتقدمة يف أوروبا الواليات املتحدة األمريكية كثريا من اجلرائم ال يبلغ عنها يف اجلزائر، ونظرا لعوامل اجتماعية ، جغرافية وقانونية ، فإن

وتفرق السكان يف كثري من املناطق الريفية ، مينع السـلطات )كلم 2 301 000(فاتساع البالد من مراقبة واكتشاف جنوح األحداث يف كامل الوطن ، ومراكز الشرطة ورجال الدرك ةالقانوني

لديات الصغرية ، وعليه تبقى الكثري من املنـاطق تتمركز يف األماكن احلضرية وشبه احلضرية كالبالشاسعة يف الريف بدون مراقبة الشرطة أو رجال الدرك ، إال يف حالة إخبـارهم مـن طـرف

. اجلمهور بوقوع جرميةزيادة اىل ذلك تتمركز جرائم األحداث يف اجلزائر يف املدن الكبرية ، وهذه حقيقة معترف

من جمموع جنوح األحداث يف أكـرب %40، ارتكب 1980سنة ا يف معظم بلدان العامل ففيمن جمموع %30اجلزائر وهران و قسنطينة واليت كانت كلها حتتوي على اقل من : املدن اجلزائرية

من جممـوع %2السكان خالل نفس السنة ، أما املناطق ذات الكثافة السكانية الصغرية فشكلت .)2(جنوح األحداث

ت املكتب الوطين حلماية الطفولة واحنراف الشباب بادارة الشـرطة كما كشفت احصائياأن مدن العاصمة وهران وباتنة احتلت املراتب األوىل سنة 2007القضائية لسداسي الثاين من سنة

حالـة 330حالة متبوعة بوالية وهران ب 571، حيث احتلت والية اجلزائر الصدارة ب 2002

نفس املرجع –) 1(جنوح األحداث والتغري االجتماعي يف اجلزائر املعاصرة ، ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر طبعة : علي مانع. د ـ )2(

. 184، ص 2002

- - 109

حالة ، وذكرت أنه خالل 186بة األوىل بالنسبة لواليات اجلنوب ب فيما حتتل والية بسكرة املرتحالة اىل جانب 600أوت احتلت السرقة املرتبة األوىل بالنسبة للجنح األخرى ب فترة جويلية و

ال أنه يف السنوات األخرية عرفت مدينة قسنطينة تراجعا إحالة ، 375اجلرح العمدي والضرب ب 2007حدث جانح سـنة 91احنني حيث بلغ عدد األحداث اجلاحنني ملحوظا لعدد األحداث اجل

.) 1( )حدثا 113 ، 178) ( 2006و 2005(باملقارنة مع سنتني

ر مراكز إعادة التربیة في الجزائـ 4مرت مراكز إعادة التربية يف العهد االستعماري مبراحل ال ختتلف عن السجون واملعتقالت

املخصصة للكبـار ، أو تكان األحداث يوضعون يف السجون واملعتقالاملخصصة للكبار ، فقد يعزلون يف زنزانة خمصصة هلم وال يفرق املعاملة والعقوبة بني الكبار والصغار ، لقد استمرت هذه

تأسسـت 1962، بعد عام الوضعية لألحداث اخلارجني عن النظام الفرنسي طيلة فترة االحتاللفولة واملراهقة وهي مديرية مستقلة بالتنسيق مع وزاريت العدل والداخليـة مديرية فرعية حلماية الط

وكان نطاق عملها واسعا ، فهي تعتين فقط باألحداث املنحرفني لكل األطفال اجلزائريني الـذين . )2(التحرير وليس هلم من يتكفل م هم يف حربؤآبااستشهد

على ةوسط املفتوح ومت تعميم هذه املصلحكما مت إنشاء ما يسمى اآلن مصلحة التربية يف ال .التراب الوطين ، ويوجد طلب يف كل والية من هذا النوع ، من واحد إىل ثالث مصاحل

املـؤرخ 78 ـ 36كما مت إنشاء هذه املصلحة بعد االستقالل مباشرة مبوجب املرسوم رقم رة الشبيبة والرياضـة ووزارة ، املتضمن إحلاق مصلحة التربية واملراقبة بوزا1963 مارس 04يف

.السياحةوميكن اعتبار بداية السبعينات فترة االهتمام والعناية الكبرية لألحداث املنحرفني ، وهذا من خالل التشريعات والنصوص القانونية املفيدة اليت ختدم حياة املنحرفني داخل وخارج هذه املراكز،

2008سبتمرب 21جريدة أخبار اليوم، قاصر يف قضايا اجلنح، 700أ، تورط أزيد من .فاطمة الزهراء -)1( . 68، ص ذكره مرجع سبق : أمحد بوكابوس ـ )2(

- - 110

مكلفة حبماية الطفولة واملراهقة الذي حدد ألول فطبقا للمرسوم الرئاسي املتضمن إحداث مراكز .مرة عددها وفقراا بصفة رمسية ، أدخلت على مراكز إعادة التربية لألحداث عـدة إصـالحات وخالل السنوات املاضية

، ونقل هذه املراكز حتت الوصاية اإلدارية من وزارة إىل أخرى ، ففي بداية األمر بعد وتشريعاتن سنة يذه املراكز حتت إشراف وزارة الشباب والرياضة استمرت إحدى وعشراالستقالل كانت هحتت وصاية وزارة العمل والشؤون االجتماعية وقد تطورت هذه املراكز 1984مث حتولت يف عام

بصورة فعالة تبعا للتطور العام الذي مس خمتلف املرافق واملؤسسات االجتماعية يف البالد ففي عام عشر سـنة ع، ويف خالل أرب مركزا 26اكز إعادة التربية على مستوى الوطن كان عدد مر 1976

مركزا موزعني على مستوى أحناء 34وصل عدد مراكز إعادة التربية إىل 1990ىل بداية عام إأي الوطن توزيعا حمكما مراعني يف ذلك الكثافة السكانية للمواطنني والتوازن اجلهوي إلنشاء هـذه

.والية حاليا 48والية من بني 27عت على املراكز اليت وزكز يف الواليات ذات هذا اال على وجود أكثر من مر وقد ركزت السلطات املختصة يف

ـ التجمعات السكانية الضخمة ، ففي العاصمة مثال أنشئت أرب ة وهـران ـعة مراكـز ويف مدينتماعية الـيت يقـدمها اية االجـوع الرعـ، أخذت بعني االعتبار ختصص كل مركز ون مركزان

.)1(لألحداث ـ أنواع المراكز وأھدافھا 1ـ 4

املتعلق بإحداث املؤسسات واملصاحل املكلفـة حلمايـة 1975لقد بني األمر الصادر يف عام الطفولة واملراهقة ، والغاية املنشودة اليت دف إىل حتقيقها تلك املراكز بواسطة جمموعة من التدابري

والعشرون من عمرهم ، وهم يشكلون من جراء أوضاع ده القصر الذين مل يبلغوا الواححلماية اجتامعيشتهم وسلوكهم خطرا على االندماج االجتماعي، لذا كان من أهم أهداف هذه املراكز هـو إعادة وتربية ورعاية كل األطفال الذين احنرفوا أو هم على وشك اخلطر اخللقـي أو االنـدماج

ىن آخر دف مراكز إعادة التربية إىل تأهيل األحداث والسـهر علـى سـالمة االجتماعي، ومبعأوضاعهم النفسية واالجتماعية والثقافية ، بقصد إبقائهم على وضعهم االعتيادي من العيش ضمن

.أفراد اتمع

ظاهرة احنراف األحداث يف اجلزائر ، أسسها وطرق عالجها ، رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف : نوار الطيب ـ )1( . 156ـ 153، ص 1990 – 1989علم االجتماع

- - 111

ن املؤسسات املكلفة حبماية الطفولة واملراهقة تتـوزع علـى إوطبقا لألمر املذكور أعاله ف :أصناف والتابعة حاليا إىل وزارة العمل والشؤون االجتماعية وهي كاآليت أربعة

.املراكز املتخصصة بإعادة التربية ـ 1 .املراكز املتخصصة يف احلماية ـ 2 .املراكز املتعددة االختصاصات حلماية الشبيبة ـ 3 .مصاحل املالحظة والتربية يف الوسط املفتوح ـ 4

ا التربويـة وخصـائص ـح أهدافهـواحد من هذه األصناف لتوضيوسنتعرض إىل كل خصـية املعنويـة عملها، وهي تدخل ضمن املؤسسات العموميـة ذات الطـابع اإلداري والش

لـذي تقـع هـذه ، ونشأ مبوجب مرسوم رئاسي يصدر بناء على تقرير الوزير اواالستقالل املايل . املؤسسات حتت وصايته

كز المتخصصة في إعادة التربیة المراـ 1ـ 1ـ 4

سنة من العمـر 18تعد هذه املؤسسات داخلية خمصصة إليواء األحداث الذين مل يكملوا ـ ـقص ال ـد إعادة تربيتهم واندماجهم يف الوسط االجتماعي والذين تعرضوا إىل ارتكـاب أفع

، وتشمل هـذه املراكـز ، وال ختتص هذه املراكز بقبول األحداث املتخلفني بدنيا وعقليا احنرافية : على مستوى كل والية على ثالث مصاحل أساسية وهي

ـ مصلحة المالحظة 1ـ 1ـ 1ـ 4تقوم بدراسة شخصية احلدث والتصرفات اخلارجية له ومراقبة السلوك العام عـن طريـق

ث أشـهر وال املالحظة املباشرة ، وال ميكن أن تقل اإلقامة للحدث يف مصلحة املالحظة عن ثـال تزيد عن ستة أشهر ، وعند انتهاء هذه املدة يوجه تقرير مفصـل متبـوع بالطريقـة العالجيـة

.واالقتراحات املناسبة إىل قاضي األحداث املختص ـ مصلحة إعادة التربیة 2ـ 1ـ 1ـ 4

سي واملهـين والتموين املدر ةتعمل على تزويد احلدث بالتربية األخالقية والوطنية والرياضي .قصد إدماج احلدث اجتماعيا

ـ مصلحة العالج البعدي 3ـ 1ـ 1ـ 4

- - 112

تتكلف بالعمل على رجوع احلدث إىل الوضع الطبيعي االجتماعي له والعمل أيضا علـى إجياد التدبري العالجي املناسب بعد أخذ رأي جلنة العمل التربوي اليت تتكون مـن سـتة أعضـاء

.ة قاضي األحداث يرأسها بالضرور

في الحمایة ةالمراكز المتخصصـ 2ـ 1ـ 4عاما من عمرهم قصد 21تعترب مؤسسات داخلية خمصصة إليواء األحداث الذين مل يكملوا

تربيتهم ومحايتهم من الفساد والضياع وال ختتص هذه املراكز بقبول األحداث املتخلفني عقليـا أو . راكز بدورها على ثالثة مصاحل رئيسية على مستوى كل واليةبدنيا، وتشتمل هذه امل

حظة والتربیة في الوسط المفتوح مصالح المالـ 3ـ 1ـ 4تعد من املصاحل التابعة للوالية تتلخص مهامها يف العناية باألحداث املوضوعني حتت نظـام

عي ، ويوجـه األحـداث إىل هـذه احلرية املراقبة بسبب اخلطر اخللقي أو عدم االندماج االجتمااملصاحل بناء على أمر قاضي األحداث أو املصاحل املختصة التابعة لوزارة العمل والشؤون االجتماعية وتتكفل هذه املصاحل بالسهر على سالمة األوضاع املادية واملعنوية حلياة احلدث والعناية باجلانـب

. يوضعهم االعتياد الصحي وحسن استخدام أوقات فراغهم بإبقائهم علىواألعمال اليت تتعلق باحلدث ضمن إطار الوقاية من ثكما تقوم هذه املصاحل جبمع األحبا

: ، يتفرع من هذه املصاحل على مستوى كل والية قسمني مها عدم تكيف األحداث ـ قسم المشورة التوجیھیة والتربویة 1ـ 3ـ 1ـ 4

ـ به ـراء شـيكلف هذا القسم بإج ه ـحبث اجتماعي عن احلدث وعـن ظـروف عيشوذلك بقصد حتديد الطريقة املالئمة ، ، وحالته النفسية وطبيعة اخلطر املعنوي الذي يالزمه وأسرته

، والذين يوجهون بناء على طلب مـن قاضـي إلعادة التربية األحداث املقيمون يف هذا القسم .للوزارة املعنيةاألحداث أو املصاحل املختصة يف الوالية التابعة

ال والفرز قسم االستقبـ 2ـ 3ـ 1ـ 4

- - 113

ـ أشـهر يف ةتتلخص مهمته يف إيواء األحداث ومحايتهم على شكل نظام داخلي ملدة ثالث .اجتاه احلدث اانتظار إعداد تقرير شامل يقدم إىل قاضي األحداث ليتخذ بعد ذلك ما يراه مناسب

ددة الخدمات لوقایة الشبیبة متعالمراكز الـ 4ـ 1ـ 4. عندما تقتضي الظروف وهي مركز جتمع مهام ومسؤوليات املراكز الثالثة املذكورة أعاله

ويالحظ أن هذه األنواع يف املراكز قليلة جدا بالقياس مع املراكز األخرى ، نظرا لصعوبة املهـام اكز إشعار قاضي األحـداث جبميـع اليت ختتص ا طبقا هلذا األمر ، وحيتم على مسئويل هذه املر

األفعال اليت تصيب األحداث وخاصة احلاالت املرضية أو وضعه يف املستشفى أو هربه من املركـز أو وفاته ، كما يعلمون اجلهات القضائية عن قضاء مدة الوضع واإليواء باملركز بشهر واحد قبـل

. انتهاء املدة احملددة فة استثنائية يف حالة الوفاة أو اإلفـراج كمـا يتمتـع وللحدث احلق يف زيارة عائلته بص

. يوما خالل فترة الصيف 45األحداث يف هذه املراكز بعطلة سنوية لدى عائالم ملدة ال تتجاوز والية على مستوى 48والية من ضمن 27كما أشرنا سابقا فان هذه املراكز تتوزع على

ة مراكز جديدة متخصصة يف إعادة التربية يف كـل مت فتح أربع 1989الوطن ، ويف شهر ماي عام . 34من البويرة وسيدي بلعباس وقاملة والوادي ، وبذلك أصبح عددها اإلمجايل

- - 114

:خالصـــة لقد مت يف هذا الفصل ابراز أمهية رعاية األحداث واالهتمام باملنحرفني وضرورة متييزهم

م ال باعتبارهم جمرمني يستحقون العقاب ، وإمنا باعتبارهم ضحايا بنظام قانوين خاص والنظر إليه .ظروف اجتماعية معينة أدت إىل احنرافهم ، ولذا ترصد اجلهود الفكرية والعلمية لوقايتهم

على إفراد معاملة خاصة ألحداث دون سن وبناء على ذلك فقد أمجعت أغلب التشريعات هو مقرر للبالغني ، سواء من حيث املسؤولية اجلزائية بكافة البلوغ ، ختتلف يف مداها ونطاقها عما

.جوانبها ، أم من حيث القواعد االجرائية اخلاصة مبالحقتهم وحماكمتهم ويف تقديرنا أن اجلانب التشريعي واألنظمة القانونية املتعلقة جبنوح األحداث وكيفية مواجهة

تشريع الوطين اخلاص باألحداث ألي دولة قد إجرامهم ميثل أهم اجلوانب ، ألنه بقدر ما كان الراعى الظروف النفسية وصغر السن والظروف اليت أحاطت احلدث عند ارتكابه اجلرمية ، بقدر ما كان هذا التشريع متقدما على غريه من التشريعات يف مواجهة مشكلة جنوح األحداث أو

.احنرافهم

- - 115

انب الميدانيـــــالج

- - 116

الفصــــل الخامس االستراتیجیة المنھجیة للدراسة

تمـــــھیـــــــد

الدراسة یاتفرض ـ 1

ـ الفرضیة الرئیسیة

ـ الفرضیة االجرائیة األولى

ـ الفرضیة االجرائیة الثانیة

ـ الفرضیة االجرائیة الثالثة

ـ الفرضیة االجرائیة الرابعة

المنھج المستخدم ـ 2 .جماالت الدراسة ـ 3 عينة الدراسة ـ4

األدوات المستخدمة ـ 5

المقابلة ـ 1 ـ 5

المالحظة ـ 1 ـ 5

- - 117

اإلستمارة ـ 1 ـ 5

خــالصـــة

: دـهيــمت

تكتمل أمهية البحث االجتماعي إال بعد ربطه بواقـع من األمهية مبكان أن نشري إىل أنه ال من خالل مجع البيانات اخلاصة مبوضوع الدراسة والتأكد من نتائج هذا الواقع دةحمد معطى وأرقام

لوصف وحتليل هذا بواسطة األدوات املنهجية املناسبة من أجل اإلحاطة مبختلف جوانب الدراسة وظاهرة اجلنوح يف اتمع املدروس ومعرفة أكثر العوامل تأثريا يف حدوث هذه الظـاهرة ، حيـث

.نب النظري إىل اجلانب امليداين لفصل كطريق مير منه الباحث من اجلايعترب هذا اامليدانيـة كانت الدراسة حيث ـرسالة ماجستري ـ موضوع جنوح األحداث بعد تناول

دراسة املناطق األخرى القيام بة مكانيإمدينة قسنطينة ، والباحثة تفكر يف اليت قمت ا تنحصر يف .الدوافع واألسباب اليت ميكن أن توجد يف منطقة دون أخرى من الوطن، من أجل الكشف عن

وقبل الشروع يف حتليل نتائج هذه الدراسة االمربيقية ال بد من الضروري مناقشة من املهم :اإلطار املنهجي الذي ستتخذه الدراسة احلالية ويتضمن النقاط التالية

.فرضيات الدراسة ـ 1 .املنهج املستخدم ـ 2 .ت الدراسة جماالـ 3 .عينة الدراسة ـ4 األدوات املستخدمة ـ 5

- - 118

ـ فرضیات الدراسة 1

ختمينات يف ذهن الباحث وحيـاول أن من املؤكد أن فرضيات الدراسة هي عبارة عن . جييب عنها باإلثبات أو النفي

طبيعـة املـوطن تتمحور حول الكشف عن العالقة املوجودة بني ومبا أن مشكلة دراستناوجنوح األحداث أي كيف ومىت ميكن أن تكون الطبيعة البيئية عامال مهيئا ومساعدا على اجلنوح

أنه إذا كانت هناك عالقة بني متغريين ، فهل ا بالعديد من العوامل األخرى ، مبعىنومدى ارتباطهواملتمثـل يف جنـوح ) التابع(ين املوطن ، يؤثر يف املتغري الثا) املستقل(يعين ذلك أن املتغري األول

.احلدث ، وذلك من حيث انتشار وخطورة الظاهرة طبقا ملا يقدمه الواقع امليداين :وتأسيسا على ما سبق ميكن صياغة فروض الدراسة كما يلي

ـ الفرضیة الرئیسیة .جنوح األحداث ف املوطن اىلاختاليؤدي

:الفرعية التالية رائية االج وتتفرع عن هذه الفرضية الفرضيات

ـ الفرضیة اإلجرائیة األولى .املوقع اجلغرايف للحدث اجلانح باختال ف أمناط اجلنوح ختتلف

ـ الفرضیة اإلجرائیة الثانیة

.جنوح األحداث اىل) اعية ،االقتصادية ، اجلغرافية االجتم( العوامل تؤدي -

- - 119

ـ الفرضیة اإلجرائیة الثالثة

.جنوح األحداث جرة الريفية حنو اتمع احلضري اىل هلاتؤدي

ـ الفرضیة اإلجرائیة الرابعة

. سرية اىل جنوح األحداث األ تؤدي أساليب املعاملة :وتتمثل متغريات الدراسة فيمايلي

املتغريات املستقلة -أ العالقات األسرية -1 الظروف االقتصادية -2 طبيعة املوقع اجلغرايف -3 العالقات الرفاقية -4 وسائل االعالم -5 املتغري التابع -ب

احنراف األحداث اجلاحنني ـ المنھج المستخدم 2

إن املناهج العلمية ختتلف باختالف طبيعة املواضيع املدروسة ، ويعتمد الباحث على املنهج ة واإلحاطـة بكـل من أجل مجع املعلومات ومعرفة أسباب وعوامل حدوث الظاهرة االجتماعي

تفاصيلها وختتلف املناهج االجتماعية باختالف مواضيع الدراسة وميول واجتاهات الباحث وكذلك .)1(باختالف املكان والزمان الذي جترى فيهما الدراسة

الفعلـي لتشخيص الواقـع احلالية اختذت االجتاه املتعدد الدراسة وبناءا على ما تقدم ، فإنامل األساسي واملتسبب الرئيسـي ـن طبيعة املوطن هو العإ من حيث، لظاهرة جنوح األحداث

. 45ص ، 1992بريوت ،دار الطليعة ، 1ط العلمية ملناهج البحث االجتماعي ،األسس : احلسن حممد إحسان ـ )1(

- - 120

ىل جانـب الطريقـة إيف استخدام املنهج الوصفي التحليلي والطريقة املقارنة ذلك يتجلى و فيه ، .حصائية إلا

لذا فان الباحثة سوف تستخدم يف معاجلة هذه املشكلة املنهج الوصفي التحليلي ذلـك ألن اول حتليل نتائجهـا وفهمهـا حترة كما هي عليه يف الواقع كما يصف الظاهنهج يكشف وهذا امل

موضوعيا كما يساعد على مالحظة وتتبع سلوك األفراد يف مواقف حياتية معينة ومجع املعلومـات املتعلقة بشدة واجتاه االرتباط بينهما أي بني ذلك السلوك وتلك املواقف من جهة ومن جهة أخرى

موضـوع ( ةت بسلوك األفراد ملعرفة األسباب والظـروف احمليطـة بالظـاهر حتليل تلك املعلوما ).الدراسةالحظة واالستقصاء والتحليـل للم املتضمنةوبالنظر إىل إجراءات املنهج الوصفي التحليلي أا تتوافق إىل درجة كبرية مع األهداف احملددة هلذه الدراسـة الـيت ، فان الباحثة ترى والتفسري

الظواهر االجتماعية واليت تشغل اهتمام الراغبني يف الكشف عـن حقـائق جنـوح تتناول أحداألحداث ، ألن هذا املنهج العلمي يساعد على مجع أكرب قدر ممكن من املعلومات حول الظـاهرة املدروسة بتطبيق خمتلف األدوات الضرورية جلمع البيانات الالزمة ملعرفـة العوامـل ذات الصـلة

إضافة إىل أن هذا املنهج تتعدى االستفادة منه إىل تشخيص ووصف تلك العوامل مبوضوع الدراسة .وخاصة فيما يتعلق مبدى تأثريها يف جنوح األحداث وحتديد طبيعة العالقة القائمة بينهما

ولكي يكون املنهج الوصفي التحليلي مؤديا لدوره كما ينبغي فانه ال جيـب االكتفـاء معة من امليدان فحسب وإمنا البد من حتليلها وتفسريها وربطها مع بعضها باملعلومات والبيانات ا

.البعض ووفقا ألهداف البحث مت استخدام الطريقة املقارنة اليت تعترب من الطـرق املسـتخدمة يف

الكشف عـن ينبغي اجراء بعض املقارنات حىت ميكن العلوم االجتماعية ذلك أنه يف هذه الدراسة .األحداث بة لظاهرة جنوحالعوامل املسب

على بعض تقنيات املنهج االعتمادحليلي والطريقة املقارنة مت واىل جانب املنهج الوصفي التومنها منها البسيطةاإلحصائي وذلك من خالل تبويب البيانات امعة من امليدان يف جداول بيانية

. املركبة

- - 121

حتليل البيانات الكمية حتلـيال دقيقـا صائي قصد االغفال عن هذا املنهج اإلحتم كمامل ي . فرضيات البحث للوصول من خالهلا إىل اختبار

: جماالت الدراسة – 3

البحث الذي حنن بصدد الدراسة فيـه هعن نطاق يندرجإن جمال الدراسة هو جمموعة النقاط اليت :وينقسم إىل

: اال اجلغرايف - 1- 3سة احلالية تبحث عن العالقة املوجودة بني التوزيع اجلغرايف للجنوح وأنواعه فقد نظرا لكون الدرا

والذي ميثل املـدن عادة التربية لوالية قسنطينة اناثكل من املركز املختص إلمشل جمال الدراسة ور ذك -احلجار –العادة التربية لوالية عنابة والذكور مبدينة عني مليلة واملركز املختص الشرقية

متثل اجلنوب ولقد كان يف خمطط الباحثـة فقط وميثل املدن الساحلية وكذلك والية ورقلة واليت .والية بسكرة بوابة الصحراء اال أنه اليوجد ا مركز خمتص العادة التربية اختيار

أجل مقارنة العوامل املؤثرة يف جنوح األحداث ومعرفة اختالف أنـواع إن هذا االختيار هو من .جلنوح من منطقة اىل أخرى ا

:قسنطينة املركز االختصاصي لرعاية األحداث مبدينة -أ تقع املؤسسة اخلاصة إلعادة التربية يف مدينة قسنطينة بطريق املشتلة قرب املركب الرياضي

مل ، إال أا مل تباشر الع 1956جوان ويرجع تاريخ إنشائها إىل العهد االستعماري جانفي 17دار احلبس ( ، وقد كانت تابعة آنذاك إىل إدارة السجون 1973مع األحداث إال يف سنة

، ولكنها بعد االستقالل أصبحت حتت وصاية وزارة الشباب والرياضة ، مث حتولت مرة ) قسنطينة التضامن وهي تعمل اآلن حتت وصاية وزارة ،لشؤون االجتماعية اأخرى لتصبح تابعة لكتابة

وقد كان مركز األحداث بقسنطينة هو الوحيد على مستوى ة واجلالية األجنبية باخلارج،واألسر ،سطيف ،الشرق قبل اخلوض يف عملية إنشاء مراكز أخرى ببعض واليات الشرق كمدينة عنابة

- - 122

يف ) هكتار 2( هكتارات مت استغالل نصفها 4وهو يتربع على مساحة تقدر ب ،عني مليلة ) .مساحات خضراء ( العمران والنصف اآلخر ظل كما هو عليه تشيد املباين و

والقسم اآلخر للبيداغوجية ،قسم خاص بإدارة املركز ،تنقسم إدارة املركز إىل قسمني وقسم واحد شبه تكوين إضافة إىل بعض املرافق ،ورشات للتكوين 3أقسام و 3تتشكل من

.غرف للنشاطات الثقافية 4و ،زن األخرى واملتمثلة يف مطعم ومطبخ وخم

:ة ـعني مليل املركز االختصاصي لرعاية األحداث مبدينة -ب –تعترب املؤسسة اخلاصة بإعادة التربية مبدينة عني مليلة املؤسسة الوحيدة على مستوى الوالية

الناحية حيدها من 1987/ 12/ 01واملؤرخ يف 1987/ 261وقد أنشأ مبقتضى املرسوم ومن ،ومن الغرب ثكنات ،الشمالية والغربية مدينة عني مليلة ومن الشرق مقر الدرك الوطين

وتقدر مساحتها ب ،ومن اجلنوب عمارات ومدرسة ابتدائية ،الشمال طريق عمومي أقسام 3حيتوي هذا املركز على بعض املنشآت واملرافق نوجزها يف املقر اإلداري و) م 8000(

. واملطبخ ،قاعة النشاطات وملعب رياضي ،خمزن ،مكتبة ،مطعم ،قد ومر :عنابــة املركز االختصاصي لرعاية األحداث مبدينة –ج

كلم ، واملوجود يف 11يوجد هذا املركز يف اجلنوب الشرقي ملدينة عنابة حيث يبعد عنها ب، يتربع 1971رة مهامه سنة وباش 1969، ويرجع تاريخ انشائه إىل سنة احلــجـار منطقة

، وحيتوي هذا املركز على نفس املرافق واملنشآت املوجودة يف هكتار 7على مساحة تقدر ب .مدينة قسنطينة

: ورقلــة املركز االختصاصي لرعاية األحداث مبدينة -ديـة هو مؤسسسة ذات طابع تربوي تابع لوزارة التضامن االجتماعي واألسرة واجلاليـة األجنب

.باخلارج واملتضمن ، 1972/ 02/ 10املؤرخ يف 72/ 03: أ مبقتضى نص تشريعي حتت رقم وقد أنش

،املتضمن 1975/ 09/ 26، املؤرخ يف 75/ 64: ة واملراهقة وكذلك األمر رقم محاية الطفوليتربع على إحداث املصاحل املكلفة حبماية الطفولة املوجودة يف بين ثور قرب احلماية املدنية ، و

.هكتار 1.40مساحة قدرها

- - 123

: ري ـــجال البشــامل -2– 3 : ة ــاملركز االختصاصي لرعاية األحداث مبدينة قسنطين –أ

معظمهم من الواليات ااورة خيضعون )صنف إناث ( حدثا 120يتسع هذا املركز لـ صدرها قاضي األحداث الذي حدد هلم مدة مت حتويلهم هلذا املركز بفعل قوانني أ، لنظام داخلي

أو ،بسبب ارتكابه سلوكا غري قانوين ،معينة يقضيها احلدث داخل املركز وفقا لنظام داخلي هذا فيما خيص األحداث أما بالنسبة للتركيبة البشرية للمؤطرين ،بسبب تواجده يف وضع مشبوه

: فهي تضم على األحداث واملربني املختصني وعن األدوات وهو املسؤول األول واألخري: املدير – 1

. املوجودة داخل املركز بالنيابة عن املدير يعترب املسؤول الثاين على اإلدارة البيداغوجية املوجودة : مريب رئيسي – 2

. فيتابع كل ما يطرأ على املنحرفني من الناحية الدراسية وغريها ،باملركز حيث يقوم بتنشيط الفوج ،املسؤول على احلياة االجتماعية للحدث هو : مريب الفوج – 3

ومن مهام املريب كذلك هو حماولة التعرف على بعض املشاكل ،وتوجيههم وتربيتهم تربية حسنة إضافة إىل اإلطارات البيداغوجية ،بغية املشاركة يف حلها من خالل جلسات تعقد مع األحداث

أشخاص آخرين ال يقل دورهم أمهية عن دور هؤالء ويتمثلون يف يضم كذلك ،السابقة الذكر . املمرضة وأستاذ يف التكوين املهين ،املرشدة االجتماعية ،املختص النفساين

ويشرف مركز األحداث مبدينة قسنطينة على مجلة من النشاطات التعليمية والتثقيفية اليت يتم ويتم ممارسة النشاطات التعليمية ،حداث تربية سليمة وموجهة من خالهلا القيام بإعادة تربية األ

ة ـة والتربيـة العربيـباملركز حيث تقدم هلم دروس تعليمية يف مواد خمتلفة كاحلساب واللغإضافة لذلك خيضع هؤالء األحداث إىل دروس أخرى يف التكوين املهين يف ورشات ،الدينية . واإلعالم اآليل منها ورشة اخلياطة والطبخ ،خمتلفة

- - 124

: املركز االختصاصي لرعاية األحداث مبدينة عني مليلة –ب

صنف (حدث 35ي بـ ـحدث ويقدر عدد احلضور الكل 120بعني مليلة لـ املركزتسع يون ـحىت من العاصمة خيضعمن خمتلف واليات الشرق اجلزائري ويف بعض األحيان ) ذكور

ى ثانويات اقه بإحدـلي وذلك اللتحـختضع للنظام النصف داخلنظام داخلي باستثناء حالة .مليلة مدينة عني

10 ،عمال إداريني 6تتكون الفرقة البيداغوجية ملركز األحداث بعني مليلة من مريب رئيسي و .فردا من عمال املصاحل 15مربني وأخصائي نفساين ومساعد مهين و 5مربني خمتصني و

وتطبيقية وهكذا يتبني أن واجدهم يف هذه املؤسسة لدروس نظرية وخيضع األحداث من خالل تدورا رئيسيا وفعاال يف تنمية رغبات احلدث الختيار املهنة اليت تعترب ضرورية بالنسبة للمريب

.للمستقبل

:عنـابـة املركز االختصاصي لرعاية األحداث مبدينة -ج من خمتلف الواليات الساحلية الشرقية ) صنف ذكور( حدث 90تقدر طاقة استقبال هذا املركز

وحىت الداخلية خيضعون لنظام داخلي ، حيث ختتلف املدة الزمنية اليت يقضيها احلدث حسب .املدة الزمنية القانونية اليت أصدرها قاضي األحداث

عمال إداريني 08بيداغوجي من بينهم أخصائني نفسنني ومربني خمتصني و 16يوجد باملركز .االضافة إىل عمال املصاحل ب

:ورقلــة املركز االختصاصي لرعاية األحداث مبدينة -د

. سنة 18سنة و 12الذين يتراوح سنهم بني ) صنف ذكور( حدث 70لـ يتسع املركز ويتم وضعهم من وظيفته إعادة تأهيل ورعاية األحداث الذين يعانون من خطر معنوي أو جنوح

- - 125

تكوينهم بعدد من التخصصات ، التكفل اة العملية ، األحداث يف احليطرف القاضي ، إدماج ن ال تستطيع باألحداث احملرومون الذين مل يسعفهم احلظ إلكمال مشوارهم الدراسي ، والذي

.أسرهم التكفل بهم عامل 14و،أخصائي نفساين ، أستاذ تعليم مهين مربيني 04، ني خمتصنييمرب 05باملركز يوجد

.رة باالدا : اال الزمين – 2 – 3

تضمنت الدراسة جانبني األول حيث ، وبعض األشهر دامت هذه الدراسة أربع سنواتلقد ع حول موضوع ـع املراجـيف القراءات ومج ، فاجلانب النظري جتلىداين ـنظري والثاين مي

ها على شكل لنتوصل إىل خلفيات وأسباب الظاهرة موضوع الدراسة واليت بدأنا الدراسة .تساؤالت رئيسية

مخسةحوايل بعد االنتهاء من اجلانب النظري عرجت مباشرة إىل اجلانب امليداين والذي استغرق ومت - 2010 - 02 – 02إىل غاية 2009_ 09_ 20وذلك ابتداء من تاريخ ،أشهر

مدراء النشاط االجتماعي مبدراء املراكز األربعة ، كما قمنا بزيارة من خالل هذه الفترة االتصال قصد التعريف باملوضوع وأسباب القيام به ، وقد تكررت الزيارة عدة مرات من أجل احلصول

.على الترخيص بزيارة هذه املراكز بعد احلصول على الترخيص مباشرة والذي وقد بدأت الدراسة امليدانية أي توزيع االستمارة

تعدى األسبوع ، علما بأن الترخيص يتم على مستوى استغرق يف كل مركز على مدة زمنية مل تولتحقيق غرض الدراسة قامت الباحثة بتصميم خطة البحث ، وزارة التضامن الوطين واألسرة

: ووضع مت تصميمها بعدة مراحل هي . حتديد نوع املعلومات أو البيانات املتصلة مبوضوع البحث - . من إعداد االستمارةوضع صيغ األسئلة اليت تغطي مضمون اهلدف -

.وضع األسئلة بشكل موضوع لكي تكون دقيقة ومباشرة - . مراعاة تسلسلها املوضوعي واختيار لغة املخاطبة -

- - 126

: العينة وطريقة اختيارها -4

ختتار العينة عادة حسب طبيعة موضوع الدراسة فلكل باحث عينة خاصة به وطريقة خاصة لباحث من أخذ عينة ممثلة للمجتمع األصلي ليتسىن له أخذ صورة مصغرة الختيارها لذا فالبد ل . من جمتمع الدراسة

رعاية األحداث نزالء مركز " على مجيع ةوقد مت أخذ عينة البحث عن طريق تطبيق االستمار، إذ اليوجد مركز خاص متواجدة به ) حدثة 15( واخلاص باالناث فقط ةـقسنطين واليةب

خاص بسبب وجود مركز لرعاية األحداث ةـليلـعني ممت التوجه إىل مدينة وهلذا بالذكور األحداث زالء هذين املركزيننن ميثلوحيث حدثا ، 20بالذكور فقط وكان عدد الرتالء به

اجلاحنني يف خمتلف الواليات الشرقية وااورة لوالية قسنطينة لذا فقد مت تطبيق االستمارة على متاشيا وأهداف البحث مت ، و الء باعتبارهم عينة ممثلة للمجتمع األصلي وتمع الدراسةمجيع الرت

مت وبطريقة ، حيث بني املدن الساحلية واجلنوبية من حيث توزيع أمناط اجلنوح إجراء املقارنةومركز ، احدث 15وكان عدد األحداث املتواجدين باملركز عنــابـةقصدية التوجه إىل والية

حدثا ، ولقد وجدنا 17وكان عدد األحداث باملركز ورقلـــةالية وعاية األحداث برعدم وذلك بسبب ،مقارنة باالحصائيات صعوبة يف احلصول على أعداد كبرية من األحداث

وحتصل نتيجة عدم حصول بعض األحداث على حكم ائياملراكز ذه وجود عدد مستقر ، لذلك فالعينة املستخدمة يف هذه الدراسة من مت حتويله إىل مركز آخر ومنهم البعض على االفراج

ألنه مت إجراء مسح شامل تمع الدراسة ألن عدد أفراد اتمع األصلي عينة مسحية : هي إذن فحجم العينة ، يف الدراسة على أربعة مراكزه للدراسة عدد صغري على الرغم من اعتماد

. ا حدثا جاحن 67املسحية هو : ـ األدوات املستخدمة5

: يف هذا البحـث دام ستخيتم ا لذا ، مبا أن البحث الوصفي يتم بوسائل وأدوات عديدةالغرض من الدراسة وتستجيب للشروط وتناسب تاملقابلة، املالحظة ، االستمارة باعتبارهم وسائل

. اليت تفرضها

- - 127

ـ املقــابلــة 1ـ 5، ولعل هذا هو سبب اسـتخدامها توفر يف سواها من وسائل البحثإن للمقابلة مزايا ال ت

على نطاق واسع من قبل الباحثني ، فهي تعترب طريقة مرنة حتقق قدرا كبريا مـن الديناميكيـة يف العالقة بني الباحث واملبحوث مهما كان عمره ومستواه الثقايف والتعليمي ، ويضاف إىل ذلك ما

التعبري ، األمر الذي جيعلهم يقدمون على اإلدالء بآرائهم بكـثري مـن تتيحه لألفراد من حرية يف .)1(جيابية اليت غالبا ما تفتقر إليها استجابتهم عند استخدام أدوات أخرىإلاحلماس واالندفاع وا

أما استخدام املقابلة فانه يتم يف أوقات متفاوتة من البحث ، فقد تسـتخدم يف املراحـل ما يرى الباحث ضرورة توفري معلومات إضافية حول موضوع حبثه وهذا ما األوىل من البحث عند

قدر كبري من املعلومات اليت تعكس آراء ومواقف إىلالوصول أجلمت إجرائه يف هذه الدراسة من اموعة عن املوضوعات املطروحة ، وقد كانت النتائج املتحصل عليها مبثابة املادة اليت مت االعتماد

. بناء االستمارة يف صورا األولية عليها يف املكـاين (جمـال الدراسـة من أجل التعرف على ) املقابلة ( مت استخدام هذه التقنية وقد، وكذلك التعرف على أهم املراحل والتطورات اليت مرت ا املراكـز املختصـة يف ) والبشري

ويل هذه املراكز ، وحمـاورة مسؤ مع املقابالتجراء بعض إذلك من خالل كان رعاية األحداث و .ني يبعض األخصائ

اليت حداث وأسباب دخوهلم املركز ويف مجع املعلومات احمليطة باأل كما مت استخدام املقابلة .متت مباشرة مع احلدث

ـ املـــالحــظـة 2ـ 5 موعـة يقصد باملالحظة يف جمال البحث العلمي املشاهدة الدقيقة لظاهرة من الظواهر أو

منها ، باالستعانة باألدوات واألجهزة واألساليب اليت تتفق مع طبيعة الظواهر وذلك دف حتديد صفاا وخواصها والعوامل الداخلية فيها ، واملالحظة ذا املفهوم متثل جزءا جوهريا من املنـهج

د التحليل السـليب ألا ال تقتصر على جمر ،العلمي االمربيقي جيمع بني استخدام العقل واحلواس للوقائع أو املتغريات وإمنا تتعدى هذه اخلطوة إىل خطوة التدخل االجيايب من جانب العقل الـذي

.)2(يقوم بدور رئيسي يف إدراك العالقات املختلفة بني الظواهر اليت مت مالحظتها . 381، ص 1977مقدمة يف علم النفس االجتماعي ، مكتبة األجنلو مصرية ، القاهرة : سويف مصطفى ـ )1(

. 182، ص 1995، 2حبوث االعالم ، عامل ، القاهرة ، ط( مناهج البحث العلمي : حممد مسري ـ )2(

- - 128

ث اىل وباعتبار أن موضوع الدراسة هو معرفة العالقة بني طبيعة املوطن و جنوح األحدا جانب العوامل األخرى ، هلذا فقد جاء استخدام املالحظة كأداة يف مجـع البيانـات حمـدودا ومقتصرا على املالحظة البسيطة ، باعتبار أن سلوك احلدث ووضعيته يف املؤسسة ليس هو هـدف

.الدراسة ، وإمنا هدفنا هو التعرف على عدة عوامل مرتبطة فيما بينها يف جنوح األحداث : د مشلت إجراءات الدراسة األولية عن طريق املالحظة على ما يلي وق ختصاصـي لرعايـة املركز اال( القيام بزيارة استطالعية إىل جماالت الدراسة احلالية ـ 1وذلك دف تطبيـق االسـتمارة ) ورقلة –احلجار عنابة –عني مليلة - قسنطينة –األحداث

. التجريبية على املبحوثني .اخل ...التصال مبصاحل اإلدارة املكونة من املدير واملؤطرين اـ 2غــرف ،وزيارة قاعات الدراسة ،ـارة املطعـم مع تنـاول بعض الوجبات زيـ 3

. واالطالع على اإلمكانيات والتجهيزات اليت يتوفر عليها هذا النوع من املؤسسات ،النوم الكشف عن مدى مصداقية أو صـدق االعتماد على املالحظة كوسيلة مساعدة يفـ 4

. احلدث يف إجابته

االستمارة ـ 3ـ 5إن ما مييز هذه األداة عن األدوات األخرى املستخدمة يف الدراسة السيكولوجية هو أـا

درجة ال بأس ا من تلقائيـة نوتضمن احلقيقة يف رأي الكثريي ،جتنب املفحوص حرج املواجهة .ها اإلجابة وصدق

- - 129

يتم وضـعها يف ،وحتتوي االستمارة على جمموعة من األسئلة املرتبة حول موضوع معني استمارة ترسل لألشخاص املعنيني بالربيد أو جيري تسليمها باليد متهيدا للحصول علـى أجوبـة

. )1(األسئلة الواردة فيها : يقـول Deland sher )2( وبالرغم مما حتمله من اجيابيات فان هلا سلبيات تتجسد يف أا

ويصعب استخدامها مع خمتلـف فئـات اتمـع ،ال تغطي مجيع جوانب املشكلة ،" دلينشري"كاألميني أو ذوي املستويات املنخفضة من التعليم هؤالء ال يستطيعون فهم العبارات الـواردة يف

. االستمارة أو مل يفكروا ، يلمون باملشكلة كما أن الكثري من أفراد العينة اليت توجه إليهم االستمارة ال

يضاف إىل ذلك أن املبحوث قد يوجه الباحث ويؤثر عليه من خالل إجاباته اليت يعرب فيها ،فيها جيب أن تتعلم حتليـل نتـائج " : كورت لوين " ولذا قال ،عما حيس به بصورة غري موضوعية

.)3(االستمارة كما حنلل االختبارات االسقاطيةسلبيات االستمارة وخاصة ما يترتب عن األسئلة املفتوحة واإلجابات عليها ولتفادي بعض

.من حتليل قد يعقد مهمة البحث ويبعده عن أهدافه احلقيقية :مرت االستمارة قبل صياغتها النهائية بعدة مراحل منها لقد

:اعداد االستمارة مرحلة - أ، حيـث تكونـت هـذه السـتمارة تعترب هذه املرحلة من املراحل األساسية يف صياغة ا

االستمارة من سلسلة منظمة من األسئلة حمددة وواضحة متماشية مع أهـداف الدراسـة ، وكذلك متماشية مع املستوى التعليمي للمبحوثني حىت يسهل علـيهم فهـم وتساؤالا

.األسئلة واالجابة عليها قة حىت اليتهرب املبحوث استخدام بعض األسئلة املفتوحة وأخرى مغل كما تعمدت الباحثة

جابة عنها إلمن ا :صدق األداة وثباا – ب

. 37مرجع سابق ، ص :عمار بوحوش وحممد حممود الذنيبات ـ )1( )2( - DELAND SHEER (G) : Introduction a la Recherche En Education , 5éme ed , Paris 1982 . P 89.

)3( - DELAND SHEER (G) : Ibid . P 90.

- - 130

بعد االنتهاء من تصميم االستمارة بشكلها األساسي ومن أجل ضمان درجـة الصـدق مخسة حمكمني مـن ) 5(لالستمارة كأداة جلمع املعلومات من املبحوثني ، فلقد مت عرضها

.) 1 (تصني يف علم االجتماع وعلم النفس ملخاللتأكد من تغطية االستمارة جلميع أبعاد الدراسة ، وكذلك للتأكد من دقـة وصـالحية

على االستمارة وناألسئلة ، وعلى ضوء املقترحات ووجهات النظـر اليت أبداهـا احملكمسؤاال وهي كما 60،صممت األداة بشكلها النهائي الذي تضمن ستة حماور احتوت على

:يلي إىل 01ق بالبيانات الشخصية وقد مشل على األسئلة من رقـم ويتعلاحملور األول -

07 تدور حول طبيعـة 17إىل 08من احملور الثاين وحيتوي هذا احملور على عشرة أسئلة -

. األحداث املوطن وأثره يف اجلنوح وضم وعالقتها باملوقع اجلغرايف الثالث وقد اهتم مبدى اختالف أنواع اجلنوح احملور -

. 28إىل 18ئلة مناألس

يف جنوح األحـداث ) االجتماعية واالقتصادية ( العوملاحملور الرابع ويتعلق بتأثري - . 43إىل 19واحتوى على مخسة عشرة سؤال من

على عالقة اهلجرة جبنوح األحداث ومشل عـدة يهدف إىل التعرف احملور اخلامس - . 47إىل 44أسئلة من

عن أسلوب املعاملة األسرية لألحداث وقد ضـم احملور السادس يسعى إىل الكشف - . 52إىل 48األسئلة من

.أستاذان التعليم العايل من جامعة قسنطينة ) 1( - .أستاذان التعليم العايل وأستاذ حماضر من جامعة سكيكدة

- - 131

وحيتوي هذا احملور علـى تسـعة ،وأخريا معلومات خاصة بوضعية احلدث داخل املركز أسئلة من خالهلا حناول معرفة ارتياح احلدث داخل املركز ومدى استفادة احلـدث مـن

.يف احلياة داخل املركز النشاطات املقدمة داخل املركز ورأيه عموما :ثبات االستمارة تطبيق و –ج

مت تطبيق االستمارة على أربعة مراحل ، بدأت الباحثة فيها أوال بتطبيق االستمارة بـاملركز ركز مدينة عني االختصاصي العادة التربية بوالية قسنطينة واخلاص باالناث فقط مث إىل م

الباحثة إىل بوابة الصحراء بسكرة إال أنه اليوجد ،مث توجهت ذكور فقط مليلة واخلاص بالا مركز خاص باألحداث فتوجهت الباحثة بعدها إىل والية ورقلة وأخريا واليـة عنابـة

. 2010/ 01/ 28إىل غاية 12/2009/ 06وذلك ابتداءا من تاريخ وصـاحب ، كما اعتمدنا على تطبيق االستمارة تطبيقا فرديا على كل فرد من أفراد العينة،حبثنـا فيهـا عملية التطبيق يف إجراءات مقابلة شخصية يف فترات خمتلفة لكل حدث على انفراد

إلقاء األسئلة شفويا مث صياغتها باللهجة الدارجة مع مراعـاة متحيث ،وظروفه ومشاكله حالتهملسـتوى حيث بدا ذلك ضروريا بسبب اخنفـاض ا ،الدقة يف املعىن الذي يتضمنه النص املكتوب

. التعليمي لألحداث ل عن املؤسسة لضمان الدقـة واملقابالت بدون حضور أي مشرف أو مسؤ جراءإمت وقد

.وعدم تعرض احلدث ملوقف حرج وخاصة اإلناث ،والصراحة يف اإلجابة

طبقت فيها نفس الوسـائل وللتحقق من ثبات نتائج االستمارة أجرت الباحثة دراسة استطالعية يوم أعيد تطبيقها على نفس العينة ، حيث حسبت 20وبعد ) حدث30(األحداث على عينة من

النسبة املئوية لالستجابات ومتت مقارنتها باالستجابات السابقة ومل تالحظ فـروق ذات داللـة .مما يؤكد ثبات االستمارتني املستخدمتني يف هذه الدراسة إحصائية

:مصادر مجع املعلومات -6وثائق واالحصائيات والسجالت يف إعداد البحوث األكادميية ، مت االعتمـاد علـى نظرا ألمهية ال

عن موضـوع واليت من خالهلا مت احلصول على معلومات نظرية وواقعية ،جمموعة من املعلومات الدراسة إىل جانب القوانني اخلاصة بالتشريع القضائي لألحداث اجلاحنني واالحصائيات املقدمة من

- - 132

ستخدمناه من ااملختصة باألحداث ، باالضافة إىل ماوفره لنا اجلانب امليداين بكل ما طرف املصاحل وبيانات عن الظاهرة املدروسة مباشرة من ) املالحظة واملقابلة واالستمارة ( تقنيات علمية خمتلفة

.امليدان

: خـــــالصـــة

ذي اتبعته خالل دراسيت هلذه الظاهرة كطريـق طار املنهجي الإللقد مت خالل هذا الفصل حتديد االختبار الفرضيات ميدانيا والوصول إىل نتائج تثبت أو تنفي صحة هـذه الفرضـيات ، وذلـك بتحديد جماالت الدراسة وكذلك العينة وطريقة اختيارها واملنهج املتبع واملالئـم وكـذا األدوات

.تطلبه هذا الفصل وهذا ماياملستخدمة ، وأخريا مصادر مجع املعلومات

- - 133

الفصل السادس النتائج ومناقشتها تحليل متهيد

عرض وحتليل البيانات الشخصية - ختالف املوطن وجنوح األحداثبإعرض وحتليل البيانات املتعلقة -

اخلاصة بأمناط اجلنوح واملوقع اجلغرايف عرض وحتليل البيانات - انات املتعلقة بالعوامل احملتلفة وجنوح األحداث عرض وحتليل البي - عرض وحتليل البيانات اخلاصة بتأثري اهلجرة على جنوح األحداث - عرض وحتليل البيانات اخلاصة بأسلوب املعاملة األسرية -

- - 134

عرض وحتليل البيانات املتعلقة بوضعية احلدث داخل املركز - خالصة -

: تمهيــد يربط اجلانب النظري باجلانب امليداين هانب امليداين من أهم جوانب البحث االجتماعي ألنيعترب اجل

. أي الواقع الفعلي للدراسة وعلى ضوء ما طرح ونوقش يف الفصول النظرية السابقة ، سنقوم بإعطاء شواهد كمية وذلك من

يبها يف شكل أرقام يف جداولخالل تفريغ البيانات املوجودة يف االستمارات بعد مجعها وذلك بترتتعد ووتصنيفها اعتمادا على طريقة التوزيع التكراري وهي أسهل الطرائق لعرض البيانات ،

فهي تقسم املفردات إىل جمموعات ، للمعلومات من التطبيقات الكمية التوزيعات التكرارية حصائية للبيانات املمثلة تمع إلبعد أن مت استنطاق املعطيات ا مث حناول التعليق عليهامتجانسة ،

وحتليلها قصد حصر جمموعة من النتائج اليت ميكن أن تزيد من توضيح وشرح موضوع الدراسة .الدراسة

- - 135

: البيانات الشخصية املتعلقة بأفراد العينة – 1واخللفيات اخلصائصبراز إروري من الضيف حتليل البيانات قبل الدخول شارة إىل أنه إلادر جت

املميزة لعينة البحث لكي تكون واضحة عند قراءة أي نتيجة يف بقية األجزاء اليت االجتماعية مراكز ثالثةموزعني على ) احدث52( ة من ـألف هذه العينـحيتوي عليها هذا الفصل حيث تت

اجلنس األنثوي اليوجد يف كل ، لالشارة أن عنصر مت استجوام يف مركز واحد ) حدثة 15(و املركز اخلاص برعاية املراكز املتواجدة عرب الوطن لذلك مل نتحصل على عدد كبري حيث يوجد

.األحداث بقسنطينة ويضم الفتيات من خمتلف الواليات وخاصة الشرقية منها والوسطى حيث املستوى ومن) سنة 18و 12( وقد لوحظ أن عينة الدراسة تتوزع من حيث السن مابني

الدراسي مابني االبتدائي والثانوي من التعليم األساسي واملدة املقررة من قبل قاضي األحداث ما .اخلصائص املميزة لعينة الدراسة ما يلي أبرزفيبني سنة أو أكثر و

- - 136

واجلنس مواصفات العينة من حيث السن -

سب السن واجلنزيع أفراد العينة حستو) : 1(اجلدول رقم

النسبة المئوية

المجموع

إناث

ذكور

الجنس السن

02%

01

01

00

12

06%

04

01

03

13

15%

10

03

07

14

- - 137

16%

11

02

09

15

24%

16

02

14

16

34%

23

05

18

17

03%

02

01

01

18

المجموع 52 15 67 100%

ستوزيع أفراد العينة حسب السن واجلن

سنة و 18سنة و 12نالحظ أن أعمار أفراد العينة تتراوح ما بني ) 1(رقم من خالل اجلدول

، و فئة فردا واحدا ) سنة12(حيث متثل فئة األعمار األوىل ،لقد سبق و أن أشرنا إىل ذلك، وفئة ادفر عشرون ) سنة15(وفئة ، ادفر سبعة عشر) سنة14(أفراد وفئة سبعة) سنة13(أفراد ، أي ثالثة ) سنة18(، وفئة فرداواحد وأ ربعون ) سنة17(، وفئة افردثالثون ) سنة16(

) % 03( ، ) %34( ، ) % 24( ، ) %16( ، ) %15( ، )% 06) (%02( بنسبة وعدد ، فردا 52ذكور جند عدد الحيث إضافة إىل ذلك يبني اجلدول نوع اجلنس ،على التوايل

كما نالحظ أن النسبة الكبرية لألحداث من خالل اجلدول هي اليت تتراوح ، فردا 15اإلناث ، واليت يتعرض ة ـأال وهي مرحلة املراهق سنة فهذه املرحلة من العمر 17و 16أعمارهم ما بني

- - 138

يف احلدث بشكل كبري إذ ميكن أن تؤثر ،ة ـفيها املراهق لتغريات فيزيولوجية ونفسية سريع )1" (حاليت حيدث خالهلا السلوك اجلان املرحلة"كما اعتربها البعض وسريع ،

سنة حيث يبدأ ختوف احلدث من العقاب إذ أن مع 18كما جند أن هذه النسبة تقل يف سن وهذا ما أكدته دراسة مصطفى حجازي يصبح مسئوال عن أفعاله و حياسب عليها 18انتهاء سن

. ة األحداث اجلاحنني تقل كلما تقدم األحداث يف السن أن نسبولقد بينت دراسة جعفر الياسني أن هناك عالقة طردية بني فئات األعمار وحاالت اجلنوح ،

ا النسبة املئوية حلاالت اجلنوح فكلما ارتفعت الفئات العمرية ارتفعت معه

-Neumeyer ,Martin H, Juvenile Delinquency in modern society , 2ed , New

York,1955,P243 )1 (

- - 139

املستوى التعليمي ألفراد العينة -

ينحصر فاضعي) املستوى التعليمي(املستوى التعليمي ألفراد العينة، فنجده )2(يبني اجلدول رقم غادروا مقاعد الدراسة لسبب أو آلخر فأفراد العينة مستوى تعليمهم بني االبتدائي واملتوسط ،

62 أفراد من جمموع 08 حيث مت تسجيل يف سن مبكرة و منهم من مل يلتحق باملدرسة إطالقا، ) 18( وهي نسبة معتربة، وجند أن ) أميني(مل يلتحق أفرادها باملدرسة % 12 فردا أي بنسبة % 57أي بنسبة فردا 38 مل يتجاوز تعليمهم املرحلة االبتدائية مقابل % 27فردا أي بنسبة

03وصلوا إىل املرحلة املتوسطة من التعليم األساسي، وفئة ضئيلة وصلوا إىل مرحلة التعليم الثانوي فهذا املستوى الدراسي الضعيف هو خاصية من خواص أفراد %. 04أي بنسبة ال تفوق أفراد

وهذا ما أكدته دراسة جعفر الياسني واليت تكشف عن وجود عالقة بني مستوى التعليم العينة كانوا يف مرحلة % 40من اجلاحنني هم من األميني و % 45وحاالت اجلنوح ،حيث وجد أن

. نوا يف مرحلة املتوسط كا % 15االبتدائي و

ستوى التعليمي ألفراد العينة امل ):2(اجلدول رقم النسبة املئوية

عدد التكرارات

املستوى التعليمي

12%

08

أمي

27%

18

ابتدائي

57%

38

متوسط

04%

03

ثانوي

100 %

67 اموع

- - 140

تعليمي ألفراد العينةاملستوى ال

- - 141

عدد أفراد األسرة -نالحظ أن احلدث اجلانح ينحدر من أسر كبرية عدد أفراد األسرة حيث) 3(يوضح اجلدول رقم

فردا ) 17(و ، % 27أفراد أي بنسبة )4إىل 2من ( أفراد أسرهم) 18(جند أن ، إذ احلجم فردا يتراوح عدد أفراد ) 22(و ، % 25أفراد أي بنسبة ) 7إىل 5من( رهميتراوح عدد أفراد أس

فردا ) 11(أفراد عدد أسرهم أكثر من ) 10(و ، % 33أفراد أي بنسبة ) 10إىل 8من(أسرهم و هذا ،من خالل اجلدول نالحظ أن أغلبية األحداث عدد أفراد أسرهم كبري ،% 10أي بنسبة

حبيث ال ميكن أن تتوفر الراحة و العناية الكافية داخل البيت سواء من ما يؤثر سلبا على األحداثأو من الناحية املعنوية أي الراحة و العناية ، الناحية املادية أي توفري املأكل و امللبس و التعليم

ا ، هذا مايدفعنا إىل النفسية اليت ال ميكن أن تتوفر بشكل كاف كلما كان عدد أفراد األسرة كبري .ول كذلك أن بعض األسر مازالت تعيش مع األسرة النوية يف بعض املناطق من الوطن الق

وهذا ماتوصلت إليه دراسة عبد الرمحن العيسوي أن األحداث اجلاحنني ينحدرون من أسر تتميز .بالعدد الكبري من األفراد ، واليت اعتربت عامل من جمموعة العوامل اليت تدفع احلدث للجنوح

يقرون % 78من الذكور املبحوثني بنسبـة 52أن ) 04(للجدول رقم تأنية القراءة امل تبنيكما أبناء لكل 6أي % 17أبناء وهي أعلى نسبة مث تليها نسبة 4من أسرهم لديها % 35أن

ابناء مما يدل على أن أغلب األسر 09أسرة، يف حني جند أن كل أسر املبحوثني ليس لديهم من أفراد العينة %22فتاة بنسبة 15مؤخرا تتبع نظام حتديد النسل ، أما اجلزائرية أصبحت

، من خالل هذه النسب % 20مث تليها نسبة % 26أبناء أيضا أي نسبة 4يقرون أن لديهم .أبناء 4يتضح أن معدل أسر كل من الذكور واالناث

- - 142

يوضح عدد أفراد األسرة ) :3(اجلدول رقم

لنسبة املئويةا

عدد

التكرارات

عدد أفراد العينة

27 %

18

04إىل 02من

25 %

17

07إىل 05من

33 %

22

10إىل 08من

15 %

10

فما فوق 11من

100%

67

اموع

عدد أفراد األسرة

- - 143

عدد اإلخوة ألفراد العينة): 04( اجلدول رقم

عدد

االخوة

اموع اناث ذكور

النسبة املئوية عدد التكرارات النسبة املئوية عدد التكرارات النسبة املئوية عدد التكرارات

01 03 06 02 13 05 7.5

02 06 11 03 20 09 13.5

03 05 10 01 07 06 09

04 18 35 04 26 22 33

05 06 11 03 20 09 13.5

06 09 17 01 07 10 15

07 04 08 01 07 05 7.5

08 01 02 / / 01 01

- - 144

عدد االخوة ألفراد العينة

09 / / / / / /

اموع52

100 15 100 67 100

- - 145

وجود الوالدين -

ما إذا كان الوالدان على قيد احلياة يبني: 05اجلدول رقم

األم

األب

الوالدين

النسبةاالحتماالت املئوية

عدد التكرارات

النسبة املئوية

عدد التكرارات

94%

63

90%

60

على قيد احلياة

06%

04

10%

07

متوىف

100%

67

100%

67

اموع

- - 146

متوفىـ على قيد احلياة: حالة الوالدين

60 ، حيث جند أن ها على قيد احلياة امعظم أفراد العينة والد أن) 05(اجلدول رقم تقر أرقام

م ؤهآبا أفراد 07هم على قيد احلياة مقابل ؤآبا %90فردا أي بنسبة 67 من جمموع فردا، وهذا يدل على أن معظم أحداث العينة اليعـانون من احلرمـان %10متوفون أي بنسبة

الت فقط تفتقد اح 04منهم أمهام على قيد احلياة مقابل % 94أن جند أيضا كما ، األبوي هما ياألبوين أو كلن فقدان أحد إو هذا ما جيعلنا نقول واليت تعد منبع احلنان والرعاية ، إىل األم

امل األساسي يف األحداث وإمنا التربية املتبعة من طرف األبوين هي الع جنوحليس سببا رئيسيا يف . جنوحهم أو عدمه

- - 147

: اختالف املوطن وجنوح األحداثالعـيش يف املنـاطق فـنمط يعترب اختالف املوطن عامل من العوامل األساسية جلنوح األحداث

فرصا كثرية واغراءات يف ارتكـاب ، فاألماكن احلضرية توفراملناطق الريفية احلضرية خمتلف عن ، فالفوارق التوجد فقط بني املناطق احلضرية والريفية بل بني املناطق احلضـرية نفسـها ، اجلرمية

أكد بأن اجلرمية ترتفـع فدوركامي فاملناطق الشمالية ختتلف من حيث املناخ عن املناطق اجلنوبية ،فالنمو ، ) 1(رة مع حجم وكثافة السكان فعدد اجلرائم ينقص كلما ابتعدنا عن املدينة الكبرية مباش

، فعدم توفر املسكن املالئم لألسـرة الدميوغرايف املتزايد يف املدن الكربى ينتج عنه مشكل السكن جـات وعدم كفاية مرافقه وضيق املسكن وكثرة عدد أفراده جيعل الطفل يفتقد للكثري مـن احلا

:رتل جيب أن تتوفر فيه عدة شروط منها الضرورية للعيش ، أي أن امل نوعية املسكن من حيث البناء أن اليكون قصديريا مثال -لكثري من املشاكل العائلية حيث ب، فاالكتظاظ سبحسب عدد أفراد األسرة عاأن يكون متس -

بن جتماع اجلزائري الما أشار إليه عامل ا يؤثر على احلالة الصحية واجلسمية والعقلية لألفراد وهذافاملراهقون هم ضحية عـدم ...على احلالة الصحية للعائلة اجلزائرية لالكتظاظ آثار سيئة" عطية

توازن ناتج عن مشاكل عائلية سببها مشكل السكن ،وكنتيجة لذلك جند كثريا مـن األطفـال ثري من األحداث منحرفني عن طريـق يف الشوارع ، فرادى أو مجاعات ، كما أصبح كنيمتسكع

.)2("....تبين ثقافات فرعية منحرفة . أن يتوفر على مجيع املرافق الضرورية - . ة واالحنالل اخللقي يلأن اليكون موقع السكن يف بيئة تنتشر فيها الرذ -

جنـوح ضيح دور هذه الظـروف يف وفمن خالل الدراسة امليدانية وما تقره لغة األرقام حناول ت .األحداث

. 163علي مانع ، مرجع سبق ذكره ، ص - )1 . 51نفس املرجع ،ص –) 2(

- - 148

مكـان اإلقـامــة -

): 07(اجلدول رقم ): 06 (اجلدول رقم توزيع أفراد العينة حسب قامة توزيع أفراد العينة حسب اإل

احلالية األصلية النسبة

املئوية

عدد

التكرارات

املكان

اإلقامة احلايل

النسبة

املئوية

عدد

التكرارات

املكان

األصلي لإلقامة

14%

09

الريف

37%

25

الريف

48%

32

حي شعيب

املدينة

63%

42

املدينة

27%

18

حي عادي

حي راقي 08 12%100%

67

اموع

100%

67

اموع

- - 149

0

5

10

15

20

25

30

35

40

45

عدد التكرارات

الریف

المدینة

ة األصليةتوزيع أفراد العينة حسب اإلقام

و املدينة أن أفراد العينة أغلبهم يعيشون يف ) 07(و ) 06 (للجدولني اإلحصائية نتائجال ني تب

مكان اإلقامة ( %87 إىل نسبة ارتفعت مث ، ) مكان اإلقامة األصلي ( % 63ذلك بنسبة ول ، وذلك بسبب تغري مكان اإلقامة لبعض أفراد العينة يف اجتاه حركة سكانية وميكن الق) احلايل

- - 150

توزيع أفراد العينة حسب االقامة احلالية

و املدينة أن أفراد العينة أغلبهم يعيشون يف ) 07(و ) 06 (للجدولني اإلحصائية نتائجال تبني

مكان اإلقامة ( %87 إىل نسبة ارتفعت مث ، ) مكان اإلقامة األصلي ( % 63ذلك بنسبة لبعض أفراد العينة يف اجتاه حركة سكانية وميكن القول ، وذلك بسبب تغري مكان اإلقامة ) احلايل

أثناء % 37حيث كانت هذه النسبة % 14عنها أيضا باهلجرة الريفية حنو املدينة وذلك بنسبة و املدينة أن أفراد العينة أغلبهم يعيشون يف ) 07(و ) 06 (للجدولني اإلحصائية نتائجال تبني

مكان اإلقامة ( %87 إىل نسبة ارتفعت مث ، ) ة األصلي مكان اإلقام( % 63ذلك بنسبة ، وذلك بسبب تغري مكان اإلقامة لبعض أفراد العينة يف اجتاه حركة سكانية وميكن القول ) احلايل

أثناء % 37حيث كانت هذه النسبة % 14عنها أيضا باهلجرة الريفية حنو املدينة وذلك بنسبة موزعة على ثالث أحياء خمتلفة ) %87( النسبةجند هذه ناأنإال ، ة اإلقامة األصلية ألفراد العينيف األحياء الشعبية يف حني األحياء العادية % 48 ةفنجد أعلى نسب ،من حيث املستوى املادي

مما يفسر أن املستوى ،%12 ة ـا نسبـأما األحياء الراقية فنجد فيه ، % 27جند فيها نسبة كما أنه ال ،ينة و البيئة املليئة مبختلف اآلفات االجتماعية تؤثر يف جنوحهم املعيشي ألفراد الع

ميكن أن نستثين حياة الترف و الشعور باحلرية املطلقة من التأثري على جنوح األحداث وان كان وهذا ما يدعونا إىل القول أن الكثري من االحنرافات واالحنالل اخللقي يكون داخل ، بنسب قليلة

ينة وذلك بسبب التباين الثقايف واتساع شبكة العالقات االجتماعية خاصة يف األحياء الشعبية املدن من الريف ي املنحدرنياملراهقكل شرائح االجتماعية ، وخاصة والعادية واليت تكون أماكن جلب

.هم أكثر تأثرا بالتمدن إذ ينتهي الكثري منهم يف السقوط يف االحنراف واجلرمية ف

- - 151

املــسكن -

إذ أنه يعترب من متطلبات احلياة ألنه يوفر الراحة و ،نوع السكن ) 08(يوضح اجلدول رقم من أفراد العينة % 54 نسبة فمن خالل القراءة املتأنية ألرقام اجلدول جند أن ، االستقرار لألسرة

ملستوى االقتصادي وهذا يعكس ا يعيشون يف بيوت عادية أي أن مستواهم املعيشي متوسطكما جند نسبة ،) فيال(منهم يف منازل راقية % 03بينما يعيش ، واالجتماعي لألسر اجلزائرية

يعيشون يف بيوت قصديرية % 13باإلضافة إىل نسبة ، من أفراد العينة يعيشون يف شقق % 30سب الذي يوفر له سبل إذن من املالحظ أن احلدث إذا مل جيد السكن املنا ، من الطوب أو أكواخ

، وقد أثبتت نتائج دراسة حمي الدين يف الشارع الذي ال تؤمن أخطاره الراحة فإنه يبحث عنها ومقابل كل أسرة خمتار أن ثلثي اموعة املنحرفة أسرها تعيش يف بيوت قصديرية أو من الطوب

.تعيش يف شقة توجد أسرتان لألسوياء أن أغلبية أفراد العينـة ال ميلكـون سـوى راسة حمي الدين خمتار على وتتفق الدراسة احلالية مع د

فقـط % 03و % 60نسبة حيث تبني أن ) 09(من خالل نتائج اجلدول رقم غرفتني وذلك ، وهذا ما يدفع باحلدث إىل الشارع فضيق املسكن من العوامـل يعيشون يف بيوت كبرية احلجم

وج من املرتل وقضاء معظم أوقاته مع األصدقاء وهناك يلتقـي الرئيسية اليت تدفع باحلدث إىل اخلربرفقاء السوء ، ويف الغالب ما يدفع كذلك ضيق املسكن باآلباء إىل رغبة خـروج أبنـائهم إىل الشارع وذلك من أجل التخلص من ضوضاء ابنائهم داخل املرتل والبحث عن اهلدوء وهذا مـا

ضيق املسكن يدفع باحلدث إىل قضـاء معظـم يومـه توصلت إليه نتائج دراسة علي بوعناقة أن .خارج البيت وذلك بسبب عدم وجود أي ارتباط اجيايب مبرتله

أن أغلبية األحداث ليست لديهم غرفة خاصة وذلك بنسبة مبينة )10(رقم اجلدول نتائج وجاءتوامتالكهم ينأغلبية األحداث ينحدرون من أسر مستواها االقتصادي متدجع إىل اوهذا ر % 94

كلها مؤشرات تدفع باحلدث إىل قضاء معظم أوقاتـه خـارج ، وكثرة عدد أفرادها ملنازل ضيقةيعيشون يف %06بينما جند أن نسبة البيت حبثا منه عن الراحة ، وهكذا تكون بداية االحنراف ،

.ملنازل واسعة المتالكهم ذلك غرف خاصة ويرجع

- - 152

.كن أفراد العينة يبين نوع س: ) 08 (الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

نوع السكن

03 %

02

فـيـال

54 %

36

بيت عادي

30 %

20

شقة داخل عمارة

13 %

09

)كوخ(بيت قصديري

100%

67

المجموع

- - 153

نوع سكن أفراد العينة

.يبني عدد الغرف بالنسبة ألفراد العينة : ) 09( جدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االجــابـــة

06 %

04

غـرفة واحدة

60

40

غرفتـان

22 %

15

ثالث غـرف

09 %

06

أربع غـرف

03 %

02

خمس غـرف

فأكثر 100 %

67

المجموع

- - 154

عدد الغرف بالنسبة ألفراد العينة

.يبني ما إذا كان لوحدات الدراسة غرفة خاصة ) : 10(جدول رقم

النسبة المئوية

تكراراتعدد ال

االجابة

06 %

04

غـرفة خاصة

94 %

63

غرفة مشتركة

100 %

67

المجموع

- - 155

الغرف اخلاصة

معظم وقـته أين يقضي الحدث الجانحيبين ) : 11(الجدول رقم

النسبة المئوية

التكرار

االجابة

10%

07

البيت

66%

44

الحي

06%

04

ممارسة الرياضة

18%

12

رناتنتواآل بقاعات األلعا

100%

67

المجموع

- - 156

أين يقضي الحدث الجانح معظم وقـته؟

بنسبة الشارع احليأن معظم أفراد العينة يقضون وقت فراغهم يف ) 11(لنا اجلدول رقم بنيي نترنيتآلمن أفراد العينة يقضون وقت فراغهم يف قاعات ا% / 18مع وجود نسبة % 66

أفراد العينة يترددون كثريا على قاعات األلعاب وذلك من أجل اللهو واللعبف، واأللعاب ية يف يف ظل غياب الرقابة األسرية ، فوقت الفراغ وكيفية قضائه له أمه على التدخني واإلدمان

راجع لوجود يقضون معظم وقتهم يف البيت وذلك % 10، كما جند أن نسبة ارتكاب اجلنح رمبالتوفر اجلو املناسب أو انطواء احلدث يف بعض اآلحيان على نفسه أحداث من صنف إناث أو

ضئيلة من نتباه أن نسبة البسبب تعرضه لبعض األزمات النفسية ، واملالحظ أيضا وامللفت لاجلزائري عن عزوف الشابوهذا مايدل على % 06ن الرياضة وذلك بنسبة وحداث ميارساأل

الرياضة ، وقد يرجع سبب قضاء معظم أفراد العينة وقت فراغهم يف الشارع إىل عدم شعور حيث مت ) 12(وهذا ماتؤكده املعطيات االحصائية للجدول رقم احلدث بالراحة داخل البيت

يعيش فيه غري املالئم الذيهذا راجع للجو األسري سون بالراحة ،وال حي %66اجياد نسبة كلها عوامل جمتمعة ،احلدث وعدم االستقرار العاطفي وكثرة عدد أفراد األسرة و ضيق املرتل

أن من بني العوامل الرئيسية جلنوح األحداث cyrilburtتؤدي إىل اجلنوح ، وقد أشارت دراسة

- - 157

ستقرار العاطفي نتيجة العالقات العائلية الناقصة وكما وصفها بالبيت هي عدم شعور احلدث باالممن يشعرون بالراحة داخل املرتل أحيانا ، يف حني هناك من يشعر بالراحة %18مقابل الفاسد ،

. % 10داخل املرتل بنسبة رتل إذ عن نسبة كبرية لألحداث الذين حيسون بالضيق داخل امل) 13(رقم تقر لغة أرقام جدول و

، فهي نسبة مرتفعة % 12بينما الذين ال حيسون بالضيق تبلغ نسبتهم % 88تقدر نسبتهم ب، فقد يرجع ذلك إىل نوع السكن الذي يقطنه احلدث أو لكثرة ) %12(إذا ما قورنت بالثانية

ة البحث أفراد العائلة و املشاكل داخل البيت ، كذلك دافع الرغبة يف اهلروب من الواقع و حماولمنهم عند األصدقاء الذين % 15يلجئون إىل الشارع و% 66عن الراحة النفسية فنجد أن نسبة

أما ،يف السن اكبارقد يكون من بينهم أصدقاء السوء الذين يؤثرون عليهم سلبا خاصة إذا كانوا انفصال أن ويدفعنا هذا إىل القول الذين يلجئون إىل األقارب فهي نسبة ضئيلة من % 07نسبـة

األسرة النوية والتفكك االجتماعي اجنرت عنه عدة احنرافات ، فاحلدث يفضل الذهاب إىل الشارع . أو أن يكون رفقة أصدقائه وال يفضل الذهاب عند أحد األقارب

- - 158

أم ال ؟ هل يشعر الحدث الجانح بالراحة داخل المنزل يبين :)12 (الجدول رقم

النسبة المئوية

التكرار

االجابة

10%

08

دائما

18 %

16

أحيانا

66%

44

أبدا

100%

67

المجموع

- - 159

0

5

10

15

20

25

30

35

40

45

التكرار

دائما

أحیانا

Colonne1أبدا

هل يشعر الحدث الجانح بالراحة داخل المنزل أم ال ؟

و إلى أين يلجأ يبين إحساس الحدث بالضيق في البيت :) 13(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االحتماالت

االجابة

66%

44

إلى الشارع

نعم

15%

10

عند األصدقاء

عند األقارب 05 07%

88%

59

المجموع

12 %

08

\

ال

- - 160

100%

67

\

المجموع

لحدث بالضيق في البيت و إلى أين يلجأ ؟ اإلجابة نعمإحساس ا

- - 161

إحساس الحدث بالضيق في البيت و إلى أين يلجأ ؟ اإلجابة ال

- - 162

:أمناط اجلنوح واملوقع اجلغرايف

من نوع آلخر ومن منطقة إىل أخرى املرتكبة من طرف األحداث ختتلف اجلنح إن حجم وأنواع ـ رجاعها إىل عدة عوامل ، حيث ترتكب جرائم السرقات من أجل تلبإوميكن ة ضروريــات ي

احلياة فأغلبية جرائم األحداث ضد املمتلكات تقع يف املناطق احلضرية الكربى ، بينما ترتكـب يف ، كمـا لظواهر األخالقيـة املناطق الريفية جرائم ضد األشخاص وخاصة يف مواقفهم جتاه بعض ا

ة اخلاصـة بكـل ـعأمناط اجلنوح يف املناطق اجلنوبية عنها يف املناطق الساحلية نتيجة الطبي ختتلفمنطقة ، فالتميز الثقايف لكل منطقة وتعدد مستويات التطور االقتصادي واالجتمـاعي ، خاصـة

اجلنوح اليت ختتلف يف معدالت ا من ـمتغريات التحضر والتعليم والنشاط االقتصادي ، أفرز أمناطسـة ور بعد الدراـاول هذا احملـحيث يتن، مدن اجلزائريةـا على خريطة الـا وتوزيعهـوقوعه

اإلحصائية املتعلقة للجداول والتحليل توزيع بعض أمناط اجلنوح وذلك من خالل الشواهد الكمية . ذا احملور

مناط اجلنوح ختتلف من منطقة إىل أخرى تكشف لنا أن أ) 14(والشواهد الكمية للجدول رقم وهذا حسب الطبيعة البيئية اجلغرافية للمنطقة ، حيث يتضح أن جنحة السرقة تكثر يف منطقة عني

يف % 13مقابل نسبة % 29، مث تليها منطقة ورقلة بنسبة % 60مليلة وعنابة وذلك بنسبة ة قسنطينة كوا مدينة حضرية كبرية منطقة قسنطينة وهذا الينفي وجود جنحة السرقة يف مدين

فوجود هذه النسبة املنخفضة راجع إىل تواجد مركز خاص باالناث يف قسنطينة والذكور يف منطقة منتشرة بكثرة يف منطقة ورقلـة ) الفعل املخل باحلياء ( عني مليلة ، وكانت جنحة االغتصاب

ة وتنعدم يف مدينة عنـابة ، مث مع وجود نسب ضيئلة يف قسنطينـة وعني مليلـ % 41بنسبة 53تليها جنحة تعاطي املخدرات وكان انتشارها كبريا يف مدينة عنابة ،كما تبني كذلك أن نسبة

املركز بسبب هروب من املرتل وقد يرجع هذا إىل افتقادهن إىل اجلو من االناث دخلـن إلى %جرمية ت فيهماد سوى حالتني ارتكبتم اجيامل يالنفسي واالجتماعي املالئم يف البيت ، يف حني

. القتل يف كل من مدينة قسنطينة وعني مليلة

- - 163

المنطقة يبين أنماط الجنوح مع نوع: ) 14(الجدول رقم

)املدينة ( املنطقة

% اموع

ورقلة عنابة عني مليلة قسنطينة انواع اجلرائم

% التكرار %التكرار %ر لتكراا %ر لتكراا % التكرار 12 13 02/ السرقة

60 60 09

05 29 28 42

01 07 01 االغتصاب 05

/ / 07 41

09 13

هروب من المنزل

08 53 / / / / 02 12 10 15

تعاطي وحيازة المخدرات

01 07 02 10 03 20 01 06

07 10

االعتداء بالضرب

01 07 04 20 03 20 02 12 10 15

جريمة قتل

01 07 01 05 / / / / 02 03

100 67 25 17 22 15 30 20 22 15 المجموع

- - 164

أنماط الجنوح مع نوع المنطقة

ن طرف أفراد العينة يبين نوع الجنح المرتكبة م ): 15(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

الجنحة المرتكبة

45 %

28

السرقة

13 %

09

االغتصاب

12 %

08

هروب من المنزل

09 %

06

وحيازة تعاطي

المخدرات

- - 165

15 %

10

بالضرب االعتداء

03 %

02

جريمة قتل

03 %

02

متاجرة مادة كميائية

محضورة

1.5 % 01

تحطيم أمالك الغير

1.5 %

01

عرقلة مهام الشرطة

100 %

67

المجموع

- - 166

مرتكبة من طرف أفراد العينةنوع الجنح ال

وذلك راجع إىل اختالف ،ما يالحظ يف مراكز رعاية األحداث أن مدة إقامة أفراد العينة متفاوتة

وانطالقا من املبني أعاله ) 15( فمن خالل اجلدول ،كبوها وكذلك خطورا اجلنح اليت ارتىل املركز بسبب ارتكاب جنحة السرقة و دخلوا إأأن أغلب أفراد العينة الشواهد اإلحصائية جند

بينما ، )فعل خمل باحلياء ( ارتكبوا جنحة االغتصاب% 13مقابل نسبة % 45ذلك بنسبة بينما ال ح ،الذي غالبا ما يكون بالسال % 15مرتفعة نوعا ما العتداء بالضرب اكانت نسبة

تكون يف شكل حبوب مهلوسة ا ماـوهي غالب% 09 املخدرات وحيازة تتجاوز نسبة تعاطي، كما مت اكتشايف كذلك خالل دراسيت امليدانية يف اجلنوب أن األحداث و أنواع الغراء والبرتين

% 12وهي جلنحة اهلروب من املرتل هذا مع وجود نسبة ضئيلة ........يقومون بتخمري عورهم بنوع من القيود كلهم من صنف اإلناث وهذا راجع إىل رغبتهم يف اخلروج من املرتل و ش

ورة و حتطيم أمالك الغري و عرقلة مهام ظفيما خيص جنحة متاجرة مادة كميائية حم، أما األسريةب جرمية اارتكأما لة كذلك ـوهي نسب ضئي% 1.5و 03ة بني ـالشرطة فكانت النسب

.وهي الضرب املؤدي إىل الوفاة % 03حالتني فكانت قتل ال

- - 167

يبين ما إذا كان الحدث قد مارس السرقة قبل دخوله للمركز): 16( الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االجابة

54 %

36

نعم

46 %

31

ال

100 %

67

المجموع

- - 168

ما إذا كان الحدث قد مارس السرقة قبل دخوله للمركز

رتفاع نسبة أفراد العينة الذين مارسوا انالحظ أن )16(ن خالل مالحظة بيانات اجلدول رقم ممن أفراد العينة مل يسبق هلم أن % 46مقابل نسبة % 54السرقة وأدخلوا املركز بسببها نسبتهم

لعينة مارسوها و إمنا أدخلوا املركز بسبب جنح أخرى ، هذه النسبة املرتفعة للسرقة عند أفراد ايسرق من أجل إشباع حاجياته إىل آخر ، فمن املمكن أن الفرد دوافعها ختتلف من شخص

ويف بعض األحيان قد اليفرق وذلك بسبب احلرمان املادي أو من أجل التفاخر مبا لديهاملادية . احلدث بني ما حيق له وما ال حيق له

رة واحدة وذلك ـنة مارسوا السرقة مأن أغلب أفراد العي ) 17(كما تقر لغة أرقام اجلدول فمارسوا % 28 مارسوا السرقة مرتني، أما نسبة % 17مث جند نسبة % 55بنسبـة

السرقة عدة مرات وهذا ما يبني لنا أن احلدث اجلانح يقوم بتكرار السرقة نتيجة إمهال األهل له .عة و سهلة لكسب املالخالل السرقة األوىل من جهة ، و اعتباره أن السرقة عملية سري

تأثري السن على احلدث لالرتكابـه جنحة يعترب مؤشر السن من أهم املؤشرات لقياس مدى والسرقة ، فكلما كرب احلدث يف السن كلما أصبح مسؤوال أكثر كذلك عامل سن املراهقة الذي

كلما كان سن يلعب دور احملرك يف السلوك السليب للحدث اجلانح ، كما أن مدة العقوبة ختتلف

- - 169

احلدث املرتكب للجرمية أكرب مع التخوف من الدخول إىل السجن عوض املركز بسبب الكرب يف 17و 15بني أن أغلبية األحداث عند أول سرقة كان بني سن ت) 18( اجلدول نتائج السن و

رد ن سنة وكا 14من أفراد العينة سرقوا وعمرهم مل يتجاوز % 19سنة حيث جند أن نسبة 17و15 تتراوح أعمارهـم بني سن تكان % 25، و نسبة بفعل أسرهم بني اللوم و الضر

و ، % 25بنسبة اللوم و% 37.5بالضرب وذلك بنسبة م ـل أوليائهـسنة وكان رد فع سنة كانت نسبة عدم مباالة أسرهم أكرب من الضرب و العتاب17عمرهم األحداث الذين يبلغ

وكان رد فعل األسرة % 06سنة فنجدها ضئيلة جدا أي 18ا فئة ، أم %50وذلك بنسبة ، فما نستنتجه هو أن أفراد العينة كلما كربوا يف السن كلما كان رد % 17الة بنسبة ابمبالال

وا مييزون بني اخلطأ و الصواب، وهذا غري ـفعل أسرهم الالمباالة إذ يروم قد كربوا و أصبح .سنة هي سن املراهقة و احلدث يف أمس احلاجة إىل من يرعاه 18و16صحيح بل السن ما بني

، فما نستنتجه هو أن أفراد العينة كلما كربوا % 17الة بنسبة ابمإال أن رد فعل األسرة كان بالالوا مييزون بني اخلطأ و ـيف السن كلما كان رد فعل أسرهم الالمباالة إذ يروم قد كربوا و أصبح

سنة هي سن املراهقة و احلدث يف أمس 18و16يح بل السن ما بني الصواب، وهذا غري صح .الرعاية األسرية احلاجة إىل

- - 170

يبين عدد مرات السرقة المرتكبة من طرف الحدث الجانح): 17 (الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

اإلحتماالت

55 %

20

احدةمرة و

17 %

06

مرتين

28 %

10

عدة مرات

100 %

36

المجموع

- - 171

عدد مرات السرقة المرتكبة من طرف الحدث الجانح

): 18( الجدول رقم يبين عمر الحدث الذي أدخل المركز بسبب السرقة و رد فعل األسرة تجاه ذلك

المجموع

المباالة عدم

الضرب

اللـوم

رد فعل األسر

تجاه ذلك

ثعمر الحد

عند أول سرقة%

التكرار

%

التكرار

%

التكرار

%

التكرار

19

07

00

00

25

04

37.5

03

14

25

09

08

01

37.5

06

25

02

15

25

09

25

03

25

04

25

02

16

25

09

50

06

12.5

02

12.5

01

17

06

02

17

02

00

00

00

00

18

100

36

100

12

100

16

100 08

المجموع

- - 172

عمر الحدث الذي أدخل المركز بسبب السرقة و رد فعل األسرة تجاه ذلك

يبين ما إذا كان الحدث الجانح يدخن السجائر قبل دخوله للمركز): 19(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

اإلحتماالت

58 %

39

كثيرا

27 %

18

أحيانا

15 %

10

أبدا

100 %

67

وعالمجم

- - 173

املعطيات من خالل فيتناول الحدث السجائر تعبيرا منه على أنه أصبح رجال أو عند بيعها من يتضح لنا أن أغلبية أفراد العينة يدخنون السجائر بنسبة مرتفعة أي ) 19(جدول رقم لل الكمية

سجائر ويف نظر بعض الفتيات تناول ال رهم التدخني وسيلة للترفيه عن النفس ،ظففي ن% 58من أفراد العينة يدخنون أحيانا و تقابلها % 27كما توجد نسبة ختلصهم من املشاكل اليومية

ممن ال يدخنون السجائر وقد يرجع هذا لصغر السن خاصة عند % 15وهي منخفضةنسبة .اإلناث

ة النسب متقارب أن تبني ) 20(ومن بني هؤالء األحداث من يتعاطى املخدرات فنتائج اجلدولمشروبات حبوب مهلوسة ،( درات ـون املخـاليتعاط لبعضها البعض إىل حد ما ، فمنهم

يتعاطوا % 32، كما جند نسبة % 43ة ـوذلك بنسب) اخل ...غراء ، برتين كحولية ، أو استغالهلم من يتعاطوا أحيانا ويكون ذلك مبحض إرادم % 25جند نسبة يف حني كثريا،

.اتمع من أجل الترويج أو ارتكاب بعض اجلنح طرف فئة أخرى منجند أن أغلبية أفراد العينة ال يستعملون السالح األبيض و ) 21(بيانات اجلدول رقم وتكشف

يستعملونه أحيانا وذلك خالل ارتكام للجنح سواء % 24، إال أن نسبة % 60ذلك بنسبة من الذين يستعملونه كثريا % 16توجد نسبة للتخويف أو التهديد أو للدفاع عن النفس، بينما

، كذلك أصبح والذين هم غالبا ما حيملونه للدفاع عن النفس أو أثناء قيامهم ببعض األعمال .طرف اإلناث يستعمل سالح آخر وهو الغازات املسيلة للدموع يف عمليات السرقة وحىت

عينة سبق هلم وأن مارسوا اجلنس ولكن أن نصف أفراد ال) 22(جدول رقم وتقرالبيانات الكمية للبنسبة وأبدا، % 15، وأحيانا بنسبة % 30بنسب خمتلفة، فمنهم من مارسه كثريا وهم بنسبة

فتيات ألن أغلبهم النضج حنرافا بل هو تعبري عن ان اليعتربونه وفهؤالء األحداث اجلاحن%. 55، وهذا يعود بطبيعة احلال إىل الكبت و يرون أم أصبحوا ناضجني الرتكاب كل األفعال ، حيثالذي يعاين منه احلدث اجلانح داخل األسرة و كذلك التربية اجلنسية من احلنان العاطفي احلرمان

اخلاطئة و اليت ال يعطوا أي اهتمام سواء داخل اتمع بصفة عامة واألسرة بصفة خاصة ، مما فعه للتمرد ويصبح بعد ذلك اه اجلنس ، هذا ما يديولد جمموعة من العقد النفسية لدى احلدث جت

- - 174

، وتتفق هذه النتائج مع دراسة مىن مجعة البحر حيث خلصت دراستها أن الغالبية العظمى جاحنا من األحداث متارس االدمان ، ويبتكرون طرق جديدة ملمارسة االدمان مثل شفط الغراء وغريها

.نسي من املواد وكذلك ممارسة السرقة والشذوذ اجل

- - 175

0

5

10

15

20

25

30

35

عدد التكرارات

كثیرا

أحیانا

أبدا

Colo

ما إذا كان الحدث الجانح يدخن السجائر قبل دخوله للمركز

- - 176

يبين ما إذا كان الحدث يتعاطى المخدرات قبل دخوله المركز) : 20(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

اإلحتماالت

32 %

21

كثيرا

25 %

17

أحيانا

43 %

29

أبدا

1000%

67

المجموع

0

5

10

15

20

25

30

عدد التكرارات

كثیرا

أحیانا

أبدا

Colo

ما إذا كان الحدث يتعاطى المخدرات قبل دخوله المركز

- - 177

يبني ما إذا كان احلدث اجلانح يستعمل السالح األبيض): 21(الجدول رقم

النسبة المئوية

اتعدد التكرار

اإلحتماالت

16 %

11

كثيرا

24 %

16

أحيانا

60 %

40

أبدا

100%

67

المجموع

- - 178

ما إذا كان الحدث الجانح يستعمل السالح األبيض

- - 179

يبني ممارسة احلدث للجنس قبل دخوله للمركز) : 22 (الجدول رقم

المئوية النسبة

عدد التكرارات

اإلحتماالت

30 %

20

كثيرا

15 %

10

أحيانا

55 %

37

أبدا

100%

67

المجموع

- - 180

0

5

10

15

20

25

30

35

40

عدد التكرارات

كثیرا

أحیانا كثیرا أبدا أحیاناColo

- - 181

ةيبين كيفية قضاء وقت الفراغ عند الحدث الجانح و كيفية ارتكاب الجنح ) :23(الجدول رقم

المجموع

مع مجموعة

بمفردك كيفية ارتكاب

الجنحة

كيفية قضاء وقت

الفراغ

%

التكرار

%

التكرار

%

التكرار

30

20

29

08

30

12

الشارع

10

07

04

01

15

06

تانترنآلقاعات ا

02

01

04

01

00

00

عند الجيران

33

22

44

12

25

10

األصدقاء مع

19 13

15

04

22.5

09

بقاعات األلعا

06

04

04

01

7.5

03

ممارسة الرياضة

00

00

00

00

00

00

الدراسة والمطالعة

100

67

40

27

60

40

المجموع

- - 182

0

2

4

6

8

10

12

الشارع قاعاتاإلنترنیت

عند الجیران معاألصدقاء

قاعاتاأللعاب

ممارسة الریاضة

الدراسةوالمطالعة

بمفردك

مع مجموعة

و كيفية ارتكاب الجنحةكيفية قضاء وقت الفراغ عند الحدث الجانح

العينة يقضون وقت فراغهم يف نسبة عالية من أفرادأن ) 23(رقم تبني املعطيات الكمية للجدول من أفراد العينة يقضون % 10مع وجود نسبة % 33و 30بنسبة ومع األصدقاء وذلك الشارع

اإلطالع على من أجل اآلنترنات ال من من أجل البحث واملطالعة ولكن وقت فراغهم يف قاعات يف حني جند أن يذهبون عند اجلريان وهم من صنف اإلناث ، % 02، بينما نسبة بعض املواقع

من أفراد العينة يترددون كثريا على قاعات األلعاب وذلك من أجل اللهو واللعب يف % 19نسبة اب اجلنح ونوعها حيث ظل غياب الرقابة األسرية ، فوقت الفراغ وكيفية قضائه له أمهية يف ارتك

من % 40، بينما نسبة % 60أن معظم األحداث اجلاحنني ارتكبوا جنحهم مبفردهم أي بنسبة أفراد العينة ارتكبوها مع جمموعة من الرفاق بينما ال يوجد أي فردمن أفراد العينة كان يقضي

. وقت فراغه يف البيت للمذاكرة أو ممارسة الرياضة أن معظم اجلنح اليت يقوم ا احلدث تكون بعيدة عن احلـي ) 24(ول رقم وتكشف نتائج اجلد

من أفراد العينة يرتكبون بعض اجلنح يف احلي % 37، يف حني تقابلها نسبة % 63وذلك بنسبة وهذا ما يدل على أن األحداث اجلاحنني يرتكبون جرائمهم بعيدا عن مقر سكناهم ، يتجــهون

تظـة أين تكثر احملالت التجارية ، حمطات احلافالت ، املالعب الرياضـية حنو األماكن العامة املكيقر معظم أفراد العينـة أن موقع املنطقـة اجلغرايف الذي يتواجدون فيه سـبب يف وغريها،حيث

- - 183

من األحداث يؤكدون على % 40تثبت أن نسبة ) 25(جنوحهم ، الشواهد الكمية للجدول من أفراد العينة تنفي ذلك ، حيث يكمن هذا التأثري % 27ري ، يف مقابل أن البيئة اجلغرافية هلا تأث

يف طبيعة البيئة واملنطقة اليت يسكن فيها احلدث ، فالسلوك االجتماعي للفرد يكون وفقـا للبيئـة االجتماعية والطبيعية ، فاملناطق الداخلية ختتلف عن املناطق الساحلية ، وهذه األخرية ختتلف عـن

جلنوبية ، فارتفاع درجة احلرارة يف فصل الصيف تؤثر على احلالة النفسية واملزاجية للفـرد املناطق ا .وهلذا ترتفع نسبة اجلرائم يف فصل الصيف

: يبين أين يقوم الحدث الجانح بارتكاب الجنحة ) : 24(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

تماالتاإلح

37 %

25

في الحي

63 %

42

بعيد عن الحي

100%

67

المجموع

- - 184

؟أين يقوم الحدث الجانح بارتكاب الجنحة

- - 185

هو السبب؟هل املوقع اجلغرايف الذي يوجد فيه احلدث اجلانح : ) 25(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

اإلحتماالت

40 %

27

كثيرا

24 %

16

أحيانا

27 %

18

أبدا

100%

67

المجموع

- - 186

هل الموقع الجغرافي الذي يوجد فيه الحدث الجانح هو السبب؟

- - 187

يبين زيارة الوالدين للحدث داخل المركز ) : 26(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

اإلحتماالت

63 %

42

كثيرا

12 %

08

أحيانا

25 %

17

أبدا

100 %

67

المجموع

0

10

20

30

40

50

عدد التكرارات

كثیرا

أحیانا

أبدا

أبدا2

يبين زيارة الوالدين للحدث داخل المركز

- - 188

هاليهم يف املركز م أهأن نسبة أفراد العينة الذين يزور) 26(جدول رقم لل الكمية تشري الشواهديارم بصفة منتظمة، ن لزامن أفراد العينة يأيت الوالد%. 63حد ما، فنجد نسبة رتفعة إىل هي م

وهي نسبة % 25م أهاليهم أحيانا، وهناك نسبة همن أفراد العينة يزور% 12نسبة و توجد ، إىل جانب ذلك بتواجدهم يف املركز همؤياال يأتون لزيارم أبدا ألن أغلبهم ال يعلم أولمعتربة

هناك بعض األحداث قد انفصلوا عن عائالم منذ مدة و عاشوا يف مجاعات ، لذا انقطعت أن صنف للمراكزصلتهم بعائالم وهم غالبا أسر مفككة ، وما الحظناه من خالل زيارتنا

، ويرجع أهال نأن لديه ينسنيكدن ياللوايت بزيارة األهل أكثر من صنف اإلناث ىظالذكور حي .اجلاحنة) احلدثة (رة األسرة واتمع للفتاة ظذلك إىل ن

فزيارة األبوين أو األهل للحدث اجلانح يف املركز تلعب دورا هاما يف إدخال السعادة يف نفسه ، إذ ن طرف أهاليهم هذا ما عرب عنه معظم أفراد العينة ، هذا يشعرون بنوع من االهتمام و احلماية م

.األمر يساعد من جهة أخرى يف إجناح العملية التربوية لضرورة وجود تعاون بني األسرة واملركز

- - 189

: العوامل املختلفة وجنوح األحداث

، حيث تعد األسرة أول األوساط يف جنوحه تعترب احلالة االجتماعية ألسرة احلدث ذات أمهية بالغة االجتماعية اليت يوجد فيها احلدث ومن مث فإن مدى ما تتمتع به األسرة من استقرار وصالح

واعدادهم إعدادا مالئما لظروف واحتياجات جمتمعهم ، أ ما ينعكس على حسن تربيتها ألبنائها ووفاة أحدمها أو كليهما ، واإلدمان على سوء العالقة بني الوالدين وحاالت االنفصال بينهما

فقد احلدث الشعور باألمان و االستقرار توغري ذلك من العوامل كحولية واملشروبات الاملخدرات أو مع أحد مما جيرب احلدث على السكن مع أحدمها ،خاصة يف حالة زواج أحد الوالدين مرة ثانية

عاملة اليت يتلقاها من طرف أوليائه مما يولد لدى باإلضافة إىل نوع امل ،األقارب أو األصدقاء فيتجه إىل اجلنوح للفت االنتباه أو وعدم الرغبة يف الدراسة احلدث اإلحساس بالضياع واإلمهال

. كتعبري عن مترده على األسرة و اتمع العامل ، ف كذلك العوامل املؤثرة يف جنوحه مناحلالة االقتصادية للحدث و ألسرته تعد

االقتصادي يؤثر يف احلياة االجتماعية ، فاحلدث إذا حرم من حتقيق حاجياته املادية اليت ال تتوافق مع مستوى أسرته املادي قد يبدأ يف البحث عن مصدر للمال سواء كان هذا املصدر العمل أو

) .السرقة مثال( مصدر آخر اجدها يف أحياء هامشية و فقرية قد مينع فإذا كانت أسرة احلدث فقرية وذات دخل ضعيف مع تو

ستقالل املادي عن الاحلدث من حتقيق طموحاته فيلجأ إىل البحث عن العمل رغبة منه يف حتقيق اة صغر ـأسرته ، فيمارس بعض األعمال حىت وإن كانت ذات دخل ضعيف و غري مستقر نتيج

على مهنة مستقرة و ذات دخل متالكه ملؤهالت مهنية متكنه من احلصول اسنه ، و كذلك لعدم .حمترم

من خالل ماسبق التطرق إليه نظريا حناول يف هذا احملور امليداين التطرق إىل املعطيات الكمية وما .تقره لغة األرقام

- - 190

حالة حدوث الطالق في أسرة الحدث ): 27 (الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

بة االجا

66 %

44

نعم

34 % 23

ال 100 %

67

المجموع

حالة حدوث الطالق في أسرة الحدث

- - 191

الطالق مرتفعة نوعا ما أي تقريبا نصف أفراد العينة نسبة أن) 27(جدول رقم لل تقر لغة األرقام عيشون داخل أسر ال تشهد هذه الظاهرة وهذا ما يفسر ي% 34مقابل % 66و ذلك بنسبة

، و الذي ستقرار األسري الناجم عن الطالق انتشار اجلنوح بني هؤالء األحداث نتيجة عدم اال .ينجر عنه كذلك التوتر النفسي الدائم للحدث بسبب عدم شعوره باألمن واالستقرار العاطفي

،دوث الطالق فان األب قد يتزوج بامرأة أخرى أنه يف حالة ح) 28(يوضح اجلدول رقم كما ومن هؤالء اآلباء من من آباء األحداث تزوجوا مرة ثانية % 39حيث يوضح اجلدول أن نسبة

و هذا ما جيعل احلدث يفقد حنان األم بوجود امرأة هو متزوج بامرأتني دون ان حيصل الطالق ، كما جند ، ي املخدراتأو اللجوء إىل تعاط أخرى مما يسبب هروبه من البيت يف أغلب األحيان

. آبائهم غري متزوجني بامرأة ثانية سواء كانوا مطلقني أم ال % نسبة ة اليت أعادت أمهام الزواج ـنالحظ أن نسبة أفراد العين) 29(اجلدول رقم نتائج من خالل و

حسب عكس اآلباء الزواج على نالعينة مل يعدأمهات أفراد %82 بينما نسبة ، %18هي هم على ـهذا ما يفسر متسك األم بالعيش مع أبنائها و تكريس حياا لتربيت ) 28( اجلدول رقم

فغياب األب داخل األسرة و الذي يعترب املسئول األول عنها يتيح لألبناء حرية ،عكس األب . التصرف وبالتايل فسح اال أمام طريق االحنراف

- - 192

يبين احتمال زواج األب بامرأة ثانية ): 28(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االجابة

39 %

26

نعم

61 %

41

ال

100 %

67

المجموع

احتمال زواج األب بامرأة ثانية

- - 193

يبين احتمال زواج األم مرة ثانية ): 29(رقم الجدول

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االجابة

18 %

10

نعم

82 %

45

ال

100 %

67

المجموع

- - 194

احتمال زواج األم مرة ثانية

- - 195

يبين مكان إقامة الحدث قبل دخول المركز): 30(جدول رقم ال

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االحتماالت

03 %

02

مع األب

28 %

19

مع األم

55 %

37

مع كالهما

07 %

05

مع األب و زوجة األب

05%

03

و زوج األممع األم

02 %

01

مع أحد األقارب

100 %

67

المجموع

بينما يف % 55أن أغلبية أفراد العينة يعيشون مع األبوين وذلك بنسبة ) 30( يبني جدول رقم حالة انفصال أحد الوالدين أو وفاما جند أن أفراد العينة يرغبون يف العيش مع األم لوحدها حيث

ه األم يف ـوذلك نتيجة الدور الذي تلعب% 28كانت نسبة عيش أفراد العينة مع األم بنسبة وهي نسبة معتربة % 07تعيش مع األب ووجود نسبة % 03يف حني جند نسبة ،األسرة

وذلك ختلي األم عن أوالدها ويرجع ذلك يف أغلب األحيان إىل يعيشون مع األب وزوجة األب

- - 196

مع ونيعيش فردأ ثةثال مقابل% 05يف حني جند نسبة يان يرجع إىل زواج األم ،يف بعض األحمعظم يف تعيش مع أحد األقارب والذي يكون %02 األم وزوج األم باإلضافة إىل وجود نسبة

.األحيان اجلد واجلدة

مكان إقامة الحدث قبل دخول المركز

- - 197

رطى أي نوع من المخدرات أو الخمإذا كان والد الحدث الجانح يتعايبين ): 31(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االجابة

28 %

19

نعم

72 %

48

ال

100 %

67

المجموع

- - 198

را كان والد الحدث الجانح يتعاطى أي نوع من المخدرات أو الخموما إذ

، فتناول األب اخلمور أو بعض من أنواع املخدرات قد يكـون يعترب األب املثل األعلى يف األسرة طون أي ام اليتعؤهآباسببا يف تعاطيها من طرف االبن كذلك ، يف حني جند أن أغلبية أفراد العينة

، وهذا ماكانت اجابام بنعم % 28مقابل % 72درات أو اخلمور وذلك بنسبة نوع من املخ، والذي يعكس لنا كذلك أن هذا املؤشر ليس دافعا قويا جلنوح أفراد ) 31(يوضحه جدول رقم

.العينة وامنا هناك مؤشرات أخرى تدفعهم إىل اجلنوح يف هذه الدراسة

- - 199

البيت أو المدرسة أم ال يبين ما إذا كان الحدث الجانح قد هرب من): 32(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االجابة

63 %

42

نعم

37 % 25

ال

100%

67 المجموع

ما إذا كان الحدث الجانح قد هرب من البيت أو المدرسة أم ال

- - 200

من بيوم أو من اهلاربنيارتفاع نسبة األحداث اجلاحنني ) 32(نرى من خالل اجلدول رقم وهذا ، ال من املدرسة وال من بيومربوا يهمل % 37مقابل نسبة %63املدارس و ذلك بنسبة

، فعدم االستقرار األسري وشعور احلدث سواء يف البيت أو املدرسة يتلقاها ما يفسر املعاملة اليتاحلدث بضيق املسكن من بني املشكالت اليت تؤثر على األحداث واليت تنعكس على حالته

روب من املرتل من أجل االبتعاد عن اجلو النفسية والسلوكية ، الشيء الذي يدفع م إىل اهلوعدم قدرته ، وهذا ينعكس سلبا على املسار الدراسي للحدث األسري وعدم االهتمام باملشاكل

،وهذا ما كشفت على االندماج مع زمالئه يف القسم الدراسي ، مما يدفعه للهروب من املدرسةروب من املرتل أو البيت يرجع إىل عنه نتائج دراسة عبد الرمحن العيسوي الذي أن سبب اهل

من بينها التفكك األسري ، الرعاية النفسية والعاطفية السائدة داخل األسرة جمموعة من العوامل . و الفشل الدراسي

نتيجة كان من البيتسبب هروب األحداث ) 33(املعطيات الكمية للجدول رقم وقدكشفتمل تم أسرهم % 64وجود نسبة ،يف مقابل % 33سبة وكان ذلك بن سوء معاملة الوالدين هلم

البيت وذلك لعدم إحتماهلم للجو األسري إال واترك % 24هذا مع وجود نسبة ، بالبحث عنهمباإلضافة إىل وجود نسبة ن% 40أن أسرهم حبثت عنهم وأعادم إىل البيت وكان ذلك بنسبة

إىل جانب ، ذلك إىل مستواهم املعيشي املتديناحلياتية لألسرة ويرجع بالظروف ضترمل % 29 .% 14وجود نسبة ضئيلة ممن كانوا يهربون من املدرسة بسبب املعلمني وهي

- - 201

): 33(الجدول رقم يبين األسباب التي دفعت الحدث للهروب من البيت أو المدرسة،

و موقف األهل من ذلك

المجموع

عدم الرضا بالظروف

ياتيةالح

عدم احتمال الحدث للجو األسري

معاملة المعلمين

معاملة

الوالدين

سبب الهروب

و من البيت أ

المدرسة رد فعل األهل

تجاه ذلك

%

التكرار

%

التكرار

%

التكرار

%

التكرار

%

التكرار

45

19

33

04

40

04

33

02

64

09

البحث عن الحدث

الجانح

55

23

67

08

60

06

67

04

36

05

عدم المباالة بما

يفعله

100

42

29

12

24

10

14

06

33

14

المجموع

- - 202

موقف األهل من ذلك و األسباب التي دفعت الحدث للهروب من البيت أو المدرسة،

- - 203

يبين ما إذا كان الحدث الجانح قد توقف عن الدراسة قبل دخول المركز): 34(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االجابة

91 %

61

نعم

09 %

06

ال

100 %

67

المجموع

ا إذا كان الحدث الجانح قد توقف عن الدراسة قبل دخول المركزم

- - 204

نرى مدى ارتفاع نسبة أفراد العينة املتوقفون عن الدراسة ) 34(من خالل مالحظة اجلدول رقم راستهم إىل أن مت فقط تابعوا د% 09بينما البقية ، % 91قبل دخوهلم املركز وذلك بنسبة

فهناك من توقف عن املستوى التعليمي ألفراد العينة ، على اخنفاضفهذا يدل إدخاهلم للمركز،وقد يرجع الدراسة يف املرحلة االبتدائية والبعض اآلخر يف املتوسط ، ومنهم من مل يلتحق باملدرسة .السبب يف ذلك إىل الظروف االجتماعية وسوء احلالة االقتصادية اليت يعيشوها احلدث

موضحتا األسباب اليت جعلت احلدث يتوقف عن )35(رقم اجلدول يف حني جاءت نتائجأفراد العينة توقفوا عن الدراسة بسبب عدم الرغبة وذلك نسبة مرتفعة من جياد الدراسة حيث مت ا

توقفوا بسبب الطرد من املدرسة وذلك لكثرة تغيبهم و % 21مقابل نسبة ،% 52بنسبة متحانات و ذلك راجع يف السببها الرسوب يف ا% 27وجند نسبة ، اهلروب من مقاعد الدراسة

فبدال من أن يذهب إىل ،بعض األحيان إىل إمهال الوالدين هلم مما يعطي للحدث حرية التصرف ، كذلك عدم قدرة األولياء على شراء األدوات املدرسية ألبنائهم من املدرسة خيرج إىل الشارع

وقف احلدث عن الدراسة برغبة منه أو برغبة من بني األسباب اليت تؤثر على احلدث ، فإما يتاألولياء ،ومنه نستطيع أن نقول إن الفشل الدراسي يبدو واضحا يف حاالت األحداث اجلاحنني

.الشيء الذي أدى م إىل ارتكاب خمتلف اجلرائم

المركز يبين األسباب التي جعلت الحدث يتوقف عن الدراسة قبل دخوله ):35(الجدول رقم

- - 205

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االحتماالت

21 %

14

الطرد

52 %

35

عدم الرغبة في

الدراسة

27 % 18

الرسوب

100%

67

لمجموعا

ه المركزاألسباب التي جعلت الحدث يتوقف عن الدراسة قبل دخول

- - 206

يبين ما إذا كان أولياء األحداث يعملون أم ال ) : 36 (الجدول رقم

ظم آباء أفراد العينة يعملـون وذلك بنسبـة أن مع) 36(حصائية للجدول رقم إلتبني البيانات اال يعملون ، وما ملسناه من خالل مقابلتنا املباشرة ألفراد العينة أن % 35، مقابل نسبة % 65

يومي ئف مستقرة بل يف وظائف ذات أجرنسبة اآلباء الذين يعملون أغلبيتهم ال يعملون يف وظامقارنة مع % 13اليت يعملن نسبتهن ضئيلة أي حمدود ، كما أن أمهات األحداث اجلاحنني ال

% . 87اللوايت ال يعملن وذلك بنسبة من أفراد العينة صرحوا أن الدخل املادي ال يكفي يف تلبية حاجات األسرة % 75تبني أن وهلذا

يدل على تدين املستوى املعيشي لألسرة ما ، هذا) 37(ج اجلدول رقم وذلك من خالل نتائتكون كبرية العدد وهي مؤشرات تعكس طبيعة الظروف االقتصادية الصعبة اليت خاصة عندما

من أفراد العينة أكدوا بأن الدخل الشهري %25تعيشها أسراألحداث ، يف حني جند أن نسبة أن إحساس ) 38(رقم ولذك نالحظ من خالل نتائج اجلدول ، لألسرة كاف لسد حاجيام، وهي نسبة من أفراد العينة% 64ي داخل أسرته قد بلغ نسبة احلدث اجلانح باالحتياج املاد

، مما يوضح لنا أن % 36مرتفعة إذا ما قورنت بنسبة الذين ال حيسون باالحتياج املادي أي حساس أفراد إ،وأكثر من نصف أفراد العينة كانوا يعانون من الفقر وهو عامل مشجع لالحنراف

،حيث جند )39(نتائج اجلدول رقم هتوضحإىل العمل وهذا ما يدفعهم باالحتياج املاديالعينة

األم

األب

الوالدين

هل يعمل ؟%

التكرار

%

التكرار

13

08

65

39

نعـم 87

55

35

21

ال

100

63

100

60

المجموع

- - 07

، بينما نسبة % 61م للمركز بنسبة ـأن معظم أفراد العينة قد مارسوا عمال ذا أجر قبل دخوهلالذين سبق هلم اجلاحنني هذه النسبة املرتفعة من األحداث مل ميارسوا أي عمل من قبل ، و% 39

ؤكد لنا رغبة أفراد العينة يف العمل إذا ما توفرت هلم الفرصة ، كما وأن مارسوا أعماال خمتلفة تيوجد من بني أفراد العينة من يدفعه أوليائه للعمل ، وهذه الفئة من األحداث قابلة للعالج من

.مشكلة اجلنوح

؟ ما إذا كان أولياء األحداث يعملون أم ال

- - 208

الدخل الشهري لألسرة كاف لسد حاجياتهم ماإذا كان يبين ) : 37(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االجــابـة

25 %

17

نعـم

75 %

50

ال

100 %

67

المجموع

- - 209

ة كافماإذا كان الدخل الشهري لألسر

يبين إحساس الحدث الجانح باالحتياج المادي ) : 38(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االجــابـة

64 %

43

نعـم

36 %

24

ال

100%

67

المجموع

- - 210

إحساس الحدث الجانح باالحتياج المادي

- - 211

يبين ما إذا كان األحداث قد مارسوا عمال ذا أجرة قبل دخولهم للمركز ) : 39(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االجــابــة

61 %

41

نعـم

39 %

26

ال

100%

67

المجموع

- - 212

رسوا عمال ذا أجرة قبل دخولهم للمركزما إذا كان األحداث قد ما

- - 213

يبين نوع العمل الممارس من طرف الحدث الجانح) : 40 (الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االجــابـة

54 %

22

خضر ، أواني ( بائع متجول

منزلية ، مالبس ، جني )التمور

15 %

06

مساعد ميكانيكي

10 %

04

مساعد بناء

02 %

01

راعي أغنام

07% 03

العمل في البيوت

12 %

05

العمل في مقهى والمطاعم

100 %

41

المجموع

- - 214

نوع العمل الممارس من طرف الحدث الجانح

إىل البحث عن العمل حيث أن نسبة هتدفع السيئة اليت يعيشها احلدث إن هذه الظروف االقتصاديةمن األحداث تضطر إىل العمل يف مهن خمتلفة وذات مدخول يومي من أجل احلصول % 61

على املال إلشباع رغبام ، إىل أن رغبة احلدث يف االستقالل املادي عن أسرته وشعوره باحلرمان .نوح واإلمهال املتزايد يقوي لديه العدوان والتمرد ويدفعه إىل اجل

نالحظ أن معظم أفراد العينة مارسوا مهنة بائع ) 40(رقم الشواهد الكمية للجدولمن خالل واء كانت للخضر و الفواكه أو وو ذلك بسبب كثرة األسواق س% 54متجول وذلك بنسبة

ميكانيكي عملوا يف مهنة مساعد% 15األسواق األسبوعية ولسهولة العمل فيها ، مث تليها نسبة وما الحظناه أن هذه املهنة يعمل فيها األحداث بكثرة وذلك بسبب % 10بنسبة بناء عدومسا

من أفراد العينة فيقومون برعي األغنام % 02غياب الرقابة و استغالل الكبار هلم ، أما نسبة ن وهي نسبة ضئيلة وهذا راجع إىل أغلبية أفراد العينة يقيمو وذلك راجع للمنطقة اليت يعيشون فيها

، يف حني جند كذلك أن نسبة عملوا يف البيوت وهم من صنف اإلناث% 07و يف املدينة ، . %12املقاهي واملطاعم وذلك بنسبة ناث يعملن يفإلحىت امعتربة من أفراد العينة ومبا فيهم

- - 215

يبين كيف يتصرف الحدث الجانح في األجر الذي يحصل عليه من عمله): 41 (الجدول رقم

ة المئويةالنسب

عدد التكرارات

االحتماالت

34 %

14

أساعد به أسرتي

66 %

27

أصرفه في أموري

الخاصة 100 %

41

المجموع

وجود نسبة مرتفعة من أفراد العينة تصرف األجر الذي ) 42(شف لنا بيانات اجلدول رقم تك

املالبس و السجائر و املخدرات ، و تتحصل عليه من عملها على احتياجاا اخلاصة أي يف شراءمن أفراد % 34، بينما نسبة % 66الذهاب إىل قاعات األلعاب و املالهي الليلية وذلك بنسبة

و إذا ل غياب األبظالعينة يستخدمون األجر الذي حيصلون عليه يف مساعدة أسرهم خاصة يف اجلاحنة اليت تصرف أجرا على فالنسبة املرتفعة من األحداث كانت األسرة ليس هلا دخل ،ترغب يف االستقالل عن أسرها وهي الفئة األكثر االحتياج املادي وأمورها اخلاصة فئة عانت من

جنوحا و األصعب عالجا ألا فئة تعودت على احلرية مما جعلها تتمرد على قوانني األسرة و . اتمع

- - 216

؟ الحدث الجانح في األجر الذي يحصل عليه من عمله كيف يتصرف

- - 217

كيفة تحصل أفراد العينة على المال يبين ): 43 (الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االحتماالت

21 %

14

السرقة

61 %

41

العمل

00 %

00

بيع المخدرات

13 %

09

علم مال من البيت دون أخذ ال

ل األه

05 %

03 االقتراض من األصدقاء

واألقارب

100 %

67

المجموع

- - 218

ة تحصل أفراد العينة على الماليكيف

عدم حصوله على مصروف كيف حيصل احلدث اجلانح على املال يف حالة ) 43( يبني لنا اجلدول ل عليها من خالل قيامه بالسرقة وذلك صخمتلفة فمنهم من يتحجابات أفراد العينة إكانت يومي ، ف

ـ ـل بنسبـ، ومنهم من يأخذ املال من البيت دون علم األه % 21بنسبة ة ـة معتربة وهي نسبعن بداية االحنراف وتعلم السرقة إن مل يعاقب احلدث لـذلك وجـب ئوهذا ما ينب، % 13

بناء منذ الصغر ، ويف حالة عدم وجود املال يف البيت يلجأ احلدث اجلـانح إىل ضروروة متابعة األوهذا مؤشر مـن املؤشـرات اخلطـرية % 05األصدقاء أو األقارب وذلك بنسبة االقتراض من

تكاب أي فعل للجنوح ألنه يف حالة عدم ارجاع ما اقترضه من أصدقائه فهذا يؤدي به حتما إىل ار . جرامي من أجل املالإ

- - 219

اهلـجرة وجنـوح األحـداث

، حيـث يهـاجر العديـد مـن هجرة مجاعية خارجية وداخليةعرفت املدن الكربى يف اجلزائر وكـذلك لظـروف اد عمل ومسكن ـا عن حياة أفضل عن طريق اجيـاألشخاص حنو املدن حبث

رى ، فقد نـتج أمنية ، لكن اهلجرة وقعت دون توفري العمل ، السكن واخلدمات االجتماعية األخعن هذا تضخم كبري وضغوط مرتفعة على املصاحل العامة يف املـدن ، زيـادة علـى الضـغوط السيكولوجية اليت واجهها املهاجرون يف تكيفهم مع احلياة احلضرية وهذا ما سنتطرق إليه يف هذا

. احملور ميدانيا اجرة ، هاجروا مـن الريـف إىل أن أفراد العينة امله) 44(تشري املعطيات الكمية للجدول رقم

بسبب األوضاع األمنية اليت كانت تعيشها % 31، مقابل % 44املدينة من أجل العمل بنسبة تغـيري مكـان كانت هجرم رغبة يف % 25اجلزائر خالل العشرية األخرية ، أما النسبة املتبقية

جل العمل أو البحث عن حيـاة ، فعامل اهلجرة إىل املدن سواء كان من أ اإلقامة ألسباب خاصة، باإلضـافة إىل أزمـة أفضل يشكل ضغطا على املصاحل االجتماعية املتوفرة يف املناطق احلضرية

السكن ، مشاكل البطالة ونقص وسائل الترفيه تؤدي إىل ايار مستوى العيش يف املناطق احلضرية يتضح من خالل جـدول رقـم وبالتايل يؤدي إىل ارتفاع معدل اجلرمية وجنوح األحداث ،كما

سنة عندما انتقلوا من 15و 13فراد العينة كانت تتراوح أعمارهم بني أمن % 62.5أن ) 45(ة للحدث حيث تعترب هذه املرحلة من السن بداية ـاملوطن األصلي، وهذا ينعكس على احلالة نفسي

روف املعيشية اجلديدة ، على ، حيث اليستطيع هذا احلدث التأقلم والتكيف مع الظ ملرحلة املراهقة 31ه يف مرحلة النمو، يف مقابل جند أن نسـبة ـه التأقلم ألنـعكس الطفل الصغري فهو بإمكان

سنة ، ونسبة ضئيلة من اللذين انتقلوا من موطنهم األصلي يف 12و 10تتراوح أعمارهم بني % . % 6سن مبكر وهي

- - 220

عائالت أفراد العينة يوضح أسباب هجرة بعض ):44(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

أسباب الهجرة

44%

07

من أجل العمل

25%

04

الرغبة في تغيير

مكان اإلقامة وطبيعة المناخ

31%

05

سبب األوضاع

األمنية

100 %

16

المجموع

أسباب هجرة بعض عائالت أفراد العينة

- - 221

أثناء االنتقال من الموطن األصلي فراد العينة سن أ ):45( الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

السن

6.25 %

01

07 – 09

31.25 %

05

10 – 12

62.5%

10

13 – 15

/

/

16 – 18

- - 222

100 %

16

المجموع

فراد العينة أثناء االنتقال من الموطن األصليأسن

- - 223

هل تعتقد أنك مختلف عن اآلخرين ؟):46 (الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات ـة االجــاب

68.75 %

11

نعم

31.25 %

05

ال

100 %

16

المجموع

هل تعتقد أنك مختلف عن اآلخرين ؟

أن معظـم ) 46(من بني أفراد العينة الذين انتقلوا من موطنهم األصلي يوضح اجلـدول رقـم ، وهذا راجع لكرب سـن % 68.75ذلك بنسبة األحداث يشعرون أم خمتلفني عن اآلخرين و

- - 224

أثناء تغريهم اذين كانوا صغاروطنهم األصلي على عكس األحداث الاألحداث عند انتقاهلم من م، حيث تشكل املناطق السكنية حمطات بيئية اجتماعية % 31.25ملكان اإلقامة فكانت نسبتهم

مهمـة يف اعية للمناطق السـكنية مؤشـرات وغالبا ما تترك احلياة االجتمألفراد ،مهمة يف حياة اوهذا مامت تسجيله من خالل احساس احلدث بأنه خمتلـف عـن شخصيات األفراد واجلماعات

نوع االختالف الذي يشعر به أفراد العينة على وجه اخلصوص يف نوع احليـاة ،ويتجلى اآلخرين وهي نسبة معتـربة ) 47(حسب نتائج اجلدول % 56.25اليت يعيشها احلدث وذلك بنسبة

مقارنة مع النسب األخرى ، وقد يعود ذلك إىل الظروف والوضعية االجتماعية واملتميزة بالتفكك األسري وتدين املستوى االقتصادي ، كما أن منهـم من يصرح بأن نوع االختالف يكمـن يف

والثقافات وقد يرجع هذا إىل اختالف العادات % 37.5األفكـار والطموحات وذلك بنسـبة وهو فرد واحـد % 6.25واليت كانت سببها اهلجرة ، يف حني تقابلها نسبة آخر من جمتمع إىل

.يشعر باالختالف يف منط الشخصية

يوضح نوع االختالف ):47 (الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االجــابـة

6.25 %

01

نمط الشخصية

56.25 %

09

نوع الحياة التي تعيشها

- - 225

37.5 %

06

من حيث األفكار

والطموحات 100 %

16

المجموع

نوع االختالف

- - 226

:أسلوب المعاملة األسرية وجنوح األحداث

املؤثرة يف انتشار ظاهرة اجلنوح ل ء األحداث أحد العواماملتبع من طرف أوليا املعاملة أسلوب إن خاصة يف الفترة األخرية ، حيث انتشرت فيها الكثري من الطرق والوسائل املشجعة عند األحداث

من دور يف والتكنولوجيا احلديثة لالحنراف أو الوقوع فيه وذلك من خالل مالعبته وسائل االعالمالـيت األسـرية نوع املعاملةنواعها ، يف مقابل انتشار اجلرمية بكل أ و ترويج الكثري من األفكار

قد يـؤدي واملتمثلة يف عدم قدرا على متابعة ومراقبة أبنائها ،من طرف أوليائه الطفل يتلقاهافردا عاجزا عن مقاومة املتغريات ومواجهتـها وغـري االفراط يف التدليل واحلماية الزائدة إىل خلق

القسـوة يف لطفل املدلل يشعر دائما أنه مازال صغريا ، كما تؤدي قادر على حتمل املسؤولية ألن الدى الطفـل ، عدواين واإلسراف يف أسلوب العقاب أو التهجم اللفظي إىل رسم منوذجاملعاملة

طفل األكرب عن أخيه ، كما قـد الحيث جند أن بعض األسر تفضل الذكور عن اإلناث أو تدلل م السماح له بقضاء وقت الفراغ خارج البيت ، اختيـار يتخذ بعض اآلباء أسلوب سلطوي كعد

ىل إفيتجـه وفقدان الثقة بـالنفس والعجز بالقصور اإلحساس الطفلمما يولد لدى األصدقاء ،تقر لغة أرقام جدول رقـم ،حيث اجلنوح للفت االنتباه أو كتعبري عن مترده على األسرة و اتمع

- - 227

من % 45املون بقسوة من طرف الوالدين و ذلك بنسبة ارتفاع نسبة األحداث الذين يع) 48(وهم أغلبهم ذكور ، أمـا الـذين % 30أفراد العينة يف مقابل األحداث الذين يعاملون باللني

عن األسلوب التربوي اخلاطئ ما يدلوهي نسبة معتربة ، هذا % 25يهملوم فيقدرون بنسبة أن أغلبيـة تـبني ) 51( للجدول الشواهد الكميةو، ربيتهماملتبع من طرف أولياء أفراد العينة يف ت

دائما تعاقب هذا مايدل على أن % 57األحداث يتعرضون للعقاب جسديا ، حيث جند نسبة ممن تعاقب أحيانا % 39األولياء ميارسون أسلوب العقاب جتاه أفراد العينة ، كذلك تقابلها نسبة

عاملـة اقبون أبدا ، وقد يتخذ اآلباء هذا األسلوب مـن امل على عكس ثالث أفراد من العينة ال يعينعكس سلبا من املعاملة اعتقادا منهم هذا هو األسلوب األنسب يف تربية أبنائهم ، وهذا األسلوب

على اهلروب من املـرتل الفتقـاده سواء كان بني القسوة واإلمهال فيشجعه على شخصية احلدثيلجأ إىل االنتقام والتمرد عن طريق القيـام بـبعض األفعـال أو تهالرعاية واحلنان من طرف أسر

. االحنرافيةأن أغلية أولياء أفراد العينة ال يلبون رغبات أبنـائهم وذلـك ) 49(اجلدول رقم وتكشف نتائج

يرجـع و، % 09، على عكس األحداث الذين تلىب رغبام وهي نسبة ضئيلة % 63بنسبة ، أو قد ترجع إىل رفض اآلبـاء يف املتدين ألغلبية أسر أفراد العينة هذا إىل املستوى االقتصادي

تلبية كل رغبات أبنائهم واليت يعتربوا نوع من التدليل فاإلفراط يف التدليل ينشأ عنـه شـخص عاجز غري قادر على مواجهة صعوبة احلياة ، يف حني جند أن نسبة متوسطة تلىب رغباـا أحيانـا

تكون هذه الفئة تعاين من احلرمان العاطفي فيلجأ األب أو األم بتلبية رغبـات وقد % 28بنسبة .أبنائها

اليت حيبوا أوالدهم حىت وإن كانت مفضلة لدى أبنائهم ، لكن باء بعض األعمال آلقد يعارض اوأن نسبة القبول والرفض متقاربة ، حيث مت تسـجيل ) 50(مامت مالحظته من خالل اجلدول رقم

تعارض ، رمبا يرجع % 57، يف جند نسبة % 43سبة األباء الذين اليرفضون ماحيبه أبنائهم أن ن .هذا إىل عدم صراحة األحداث اجلاحنني يف املركز على كل شيء خاصة إذا تعلق األمر باألولياء

- - 228

لديه يبين نوع المعاملة التي يعامل بها الحدث من طرف وا): 48(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

اإلحتماالت

45 %

30

بقسوة

30 %

20

اللين

- - 229

25 %

17

بالالمباالة

100%

67

المجموع

نوع المعاملة التي يعامل بها الحدث من طرف والديه

- - 230

يبين ما إذا كان األولياء يلبيان كل رغبات أفراد العينة ): 49(ول رقم الجد

النسبة المئوية

عدد التكرارات

اإلحتماالت

09 %

06

دائما

28 %

19

أحيانا

63 %

42

أبدا

100%

67

المجموع

- - 231

ت أفراد العينةما إذا كان األولياء يلبيان كل رغبا

هل يرفض األب األعمال التي يحبها ابنه الحـدث الجـانح ): 50(الجدول رقم القيام بها

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االجــابـة

43 %

33

نعم

57 %

38

ال

100 %

67

المجموع

- - 232

؟ تي يحبها ابنه الحدث الجانح القيام بهاهل يرفض األب األعمال ال

يبين ما إذا كان الحدث الجانح يعاقب جسديا ): 51(الجدول رقم

- - 233

النسبة المئوية

عدد التكرارات

اإلحتماالت

57 %

38

دائما

39 %

26

أحيانا

04 %

03

أبدا

100 %

67

المجموع

- - 234

ما إذا كان الحدث الجانح يعاقب جسديا

- - 235

دين ـوالـة الـاملـمع ):52(الجدول رقم

المجمـوع

االنـاث

الذكـور معاملة الوالدين

االحتماالت%

التكرار

%

التكرار

%

التكرار

42

28

67

10

34

18

بشـدة

100

39

33

05

66

34

بــليـن

100

67

100

15

100

52

المـجمـوع

معاملة الوالدين

- - 236

قد يشعر الطفل أنه غري مرغوب فيه داخل أسرته وهذا مايؤدي به إىل اهلروب من املرتل ومصاحبة من الذكور تعامـل مـن % 66مت تسجيل أن نسبة ) 52(، فمن خالل اجلدول رفقاء السوء

% 67إذ مت تسجــيل دات يف املركز ـطرف األولياء بلني على عكس أغلبية الفتيات املتواجهذا مـامت تسـجيله يف مهن يتلقون العقاب بشدة وهذا ما يؤدي ن اهلروب من املرتل ، وفعال

مـن % 33من الذكور كانوا يعاملون بشدة علـى عكـس % 34، يف مقابل ) 33(اجلدول حساس الطفل أنه غري مرغـوب فيـه إ، وقد يؤدي هذا النوع من املعاملة إىل الفتيات تعامل بلني

، فيلجأ إىل سـلوك وسط أسرته ،وهذا مايدفعه إىل البحث عن الرعاية واالهتمام يف وسط آخر يعمج أن )53(اجلدول رقم الغري مشروعة انتقاما من أسرته ، كما تبني من نتائج بعض التصرفات

ألبائهم ، فرغم معانام والظروف القاسية اليت يعيشـوا إال حترام و احلب الأفراد العينة يكنون ا .أم مل ينعتوا أباءهم بأي صفة ، هذا ما يدل عل براءة وطيبة هؤالء األحداث يف املراكز

- - 237

إن كان الوالدين متسلطني أم متساحمنييبني ): 53(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

اإلحتماالت

/

/

متسلطين

/

/

متسامحين

/

/

أحدهما متسلط

100

67

المجموع

- - 238

:بيانات خاصة بوضعية الحدث الجانح داخل المركز -احلدث تؤثر على نفسيته تأثريا كبريا وتدفعه إىل إن الظروف االجتماعية واالقتصادية اليت مر ا

التمرد عن القوانني ، فتواجد احلدث يف وسط اجتماعي وأسري ظروفه سيئة قد يثري لديه االستعداد للجنوح يف ظل غياب الروابط األسرية والعاطفية يف أغلب أسر األحداث ، مما يولد

م االستقرار األسري والظروف االجتماعية نوع من اإلحباط املعنوي الناجم عن عد ثلدى احلدمساعدة األحداث الذين هم يف على احمليطة به ، إضافة إىل ذلك جند أن أسر أفراد العينة ال تعمل

عقد عالقات اجتماعية سليمة مع حميطهم االجتماعي لكي ال يفقدوا خالل من، مرحلة املراهقة . تايل جتنبهم الوقوع يف اجلنوح القدرة على التكيف مع واقعهم االجتماعي وبال

يبين مدى رغبة الحدث الجانح في البقاء في المركز ): 54(الجدول رقم

- - 239

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االجـابة

07 %

05

نعـم

93%

62

ال

100 %

67

المجموع

ث الجانح في البقاء في المركزمدى رغبة الحد

- - 240

أن أغلبية أفراد العينة ال يرغبون يف البقاء يف املركز وذلك بنسبة ) 54(يبني لنا اجلدول رقم وذلك راجع لرفض احلدث اجلانح للمعاملة اليت يتلقاها داخل املركز حيث أنه ألف احلرية % 93

فهم يرغبون يف البقاء من ، % 07بة املتبقية وهي و ممارسة كل ما يريده خارج املركز، أما النس . تفيده يف املستقبل طيع أن يتحصل على شهادةتأو تعلم حرفة حىت يس الدراسةأجل مواصلة

% 69أن أفراد العينة غري راضني عن أخالق زمالئهم بنسبة ) 55(نتائج اجلدول رقم وتكشفكز و قيامنا باملالحظة اه من خالل زيارتنا للمرراضون عنها ، ما الحظنا% 31بينما توجد نسبة

، إذ يقومون اكبري ااملباشرة و املقصودة أن اختالف سن هؤالء األحداث داخل املركز يلعب دورصغر سنا و كذلك تبني لنا وجود نوع األمنهم اواحتقار السيئة يف نفس الوقت بأعمال الشغب

أن نسبة ) 56 (جدول لل كما تبني املعطيات الكمية ،ور من اجلهوية بني أفراد العينة بالنسبة للذكاستفادوا من برامج تكوينية داخل املركز وهي نسبة مرتفعة ، فمنهم من تعلم نةأفراد العي % 93

الم اآليل ـراءة و اإلعـالق ، %10 ومنهم من تعلم الطبخ ،وكلهم إناث % 11اخلياطة ، وما % 15 ، % 32كانت بنسب متفاوتة ، أما حرفة التلحيم و الطالء ف 21%،% 11

الحظناه خالل الزيارات امليدانية أن الذكور يفضلون مثل هذه األعمال حىت تفيدهم يف العمل بعد .خروجهم من املركز

- - 241

يبين مدى رضا الحدث الجانح عن أخالق زمالئه داخل المركز): 55 (الجدول رقم

النسبة المئوية

تعدد التكرارا

االجـابـة

31 %

21

نعـم

69 %

46

ال

100%

67

المجموع

مدى رضا الحدث الجانح عن أخالق زمالئه داخل المركز

- - 242

يبين ما إذا كان الحدث الجانح قد استفاد من شيء في المركز وما نوعها): 56(الجدول رقم

المجموع

ماالتالحتا

االجــابــة

التكرار % الخياطة 07 11

نعــم 10

06

الطبخ

11

07

والكتابة القراءة

إعالم آلي 13 21

تلحيم 20 32

الطالء 09 15100

93 62

/

المجموع

07

05

/

ال

100 67

/

المجموع

- - 243

كان الحدث الجانح قد استفاد من شيء في المركز وما نوع اإلستفادة؟ما إذا

- - 244

يبين رغبة الحدث في الهروب من المركز): 57 (الجدول رقم

أن معظم أفراد العينة يفضلون عدم اازفة و اهلروب من املركز ) 57( رقم تشري معطيات اجلدول% 10حىت تنتهي املدة القانونية اليت حددها هلم قاضي األحداث، أما نسبة % 90و ذلك بنسبة

من أفراد العينة فريغبون يف اهلروب عند إتاحة الفرصة ، فمن خالل حديثنا مع أفراد العينة داخل بعض األحداث الذين هربوا لكنهم عادوا إىل املركز مبحض إرادم ، و يرجع ذلك املركز وجدنا

. الذي يلعبه املؤطرون واملربون من تربية نفسية و بيداغوجية يقدموا للحدث دور الكبريإىل الون يف الرجوع إىل عائالم ـأن نصف أفراد العينة يرغب) 58(تقر لغة األرقام للجدول رقم و

ون بالرجوع و خاصة من صنف ـال يرغب% 21، لكن النسبة املتبقية أي % 79نسبة وذلك بوصمة ) الفتاة(رهم أن جنحة احلدثة يف نظاإلناث ، و يرجع السبب يف ذلك لرفض ذويهم حيث

عار خاصة لدى بعض األسر ، لذا تفضل هذه الفئة من أفراد العينة اخلروج من املركز والتوجه إىل تعاين من ما الذين يفضلون العودة إىل أسرهم فهم غالبا ما ينتمون إىل أسر الحياة أخرى ، أ

. االنفصال و إمنا كان احنرافهم نتيجة عوامل أخرى

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االجـــابـة

10 %

07

نعـم

90 %

60

ال

100%

67

المجموع

- - 245

رغبة الحدث في الهروب من المركز

- - 246

ى عائلته بعد خروجه من المركزيبين رغبة الحدث الجانح في الرجوع إل) : 58(الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االجــابـة

79 %

53

نعـم

21 %

14

ال

100%

67

المجموع

رغبة الحدث الجانح في الرجوع إلى عائلته بعد خروجه من المركز

- - 247

الحدث في الخدمات المقدمة في المركز يبين رأي ):59 (الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االحتماالت

28 %

19

جـيـدة

60 %

40

عـاديـة

12%

08

سـيـئـة

100 %

67

المجموع

- - 248

رأي الحدث في الخدمات المقدمة في المركز

يتبني لنا أن معظم أفراد العينة ترى أن اخلدمات املقدمة )59(ول رقم من خالل مالحظتنا للجدتراها جيدة، أما نسبة % 28، بينما هناك نسبة % 60هلم داخل املركز عادية و ذلك بنسبة

فغري راضية متاما على اخلدمات املقدمة، وقد يرجع هذا التباين يف اإلحساس لدى % 12حياة األحداث داخل ، فطبيعة وه فهو بطبيعة احلال ليس كاملركزفالذي ألاألحداث للجو العائلي

، أما من يراها % 27، فهناك من تعجبهم ويصفوا بأا جيدة وهم نسبة النسب املركز متفاوتة ، فمن ) 60جدول ( % 15، أما من يراها سيئة فهي نسبة % 58 أكرب نسبة عادية فهم

ة باحلياة داخل املركز هو اختالف احلياة املعتاد عليها وكذلك الواضح أن عدم إعجاب أفراد العينمن القلق و االضطراب النفسي ، لذا البد من أن يهتم االنظام السائد يف املركز ، مما يولد لديه نوع

ن االجتماعيني و النفسيني و املشرفني على رعاية األحداث خبلق جو أسري يواملربون و األخصائان من أجل كسب ثقة هؤالء األحداث و جعل املركز يؤدي دوره بأكثر يسوده احلب و احلن

.جناعة و فعالية يف عالج جنوحهم

- - 249

يبين رأي الحدث في الحياة داخل المركز): 60 (الجدول رقم

النسبة المئوية

عدد التكرارات

االحتماالت

27 %

18

جيـدة

58 %

39

عـاديـة

15 %

10

يـئـةسـ

100 %

67

المجموع

- - 250

رأي الحدث في الحياة داخل المركز

- - 251

:خالصة كذلك قياس مدى وهذا الفصل متت معاجلة وحتليل البيانات املتعلقة بشخصية احلدث اجلانح ، يف

وحتليل أثر العوامل املختلفة من وجهة نظر ، كما مت حتديدتاثري املوطن وعالقته بأمناط اجلنوح .حصائي معرفة عامل اهلجرة وعالقته جبنوح األحداث األحداث ، كذلك مت من خالل التحليل اإل

داث داخل املركز وفقا لبعض األسئلة اليت مت حتليلها هي وحماولة منا مت معرفة وضعيـة األح .ن املبحوثو أقر ا، وذلك وفقا لشواهد الكمية اليت األخرى

- - 252

الفصل السابع اسةنتائج الدر

تمهيد

الدراسات السابقة نتائج الدراسة في ضوء - أوال في ضوء األطر النظرية نتائج الدراسة - ثانيا نتائج الدراسة في ضوء فروضها–ثالثا النتائج العامة -رابعا التوصيات - خامسا

الخاتمة

- - 253

: متهيد

انطالقا من حتليل الشواهد االمربيقية واستخالص النتائج منها ، نتطرق يف هذا الفصل إىل عرض النظري باجلانبنتائج اليت توصلت إليها الدراسة من خالل املعطيات امليدانية ، وربطها الأهم

وذلك للجنوح العوامل احلقيقية اليت تؤثر وتدفع احلدث ىالذي أعطى لنا فرصة للتعرف عل . راكها وإعطائها داللة ومغزى علميالتسهيل فهمها وإد

الشخصي للباحث ، جتسد التصور النظريمت تلخيص احللول يف شكل اقتراحات وتوصيات كما .واليت قد تساعد الكثري من األسر على جتنب وقوع أبنائهم يف خطر اجلنوح

- - 254

دراسات السابقةالنتائج الدراسة في ضوء -أوالاملتوصل إليها من خالل الدراسة امليدانية ميكن مناقشتهايف ضوء الدراسـات السـابقة إن النتائج

ختالف الزمان و املكان ا، حيث أبرزت هذه الدراسات عوامل وأسباب اجلنوح بالرغم من املشاةالـيت تـدفع الرئيسـية امل اليت حدثت فيه إال أا أمجعت حول احملاور األساسية واملتمثلة يف العو

:وعليه سوف حناول مناقشة هذه النتائج وفقا لآليت احلدث إىل اجلنوح ، لنتائج يف ضوء الدراسات الغربية مناقشة ا –أ

يف أمهية التكيف االجتماعي ل إليه من خالل الدراسات الغربيةتتفق الدراسة احلالية مع ما مت التوصوحراكه وطبيعته اجلغرافية ، أن تغري اتمع بولونيا يفH . malewska حيث أكدت دراسة

أمهية التكيف االجتماعي يف جمتمع أبرزتم ، حيث يؤثر دائما يف تغري سلوك األفراد و اجتاهاو اليت تفرض على األسر % 14بنسبة الدراسة من خالل اهلجرة الريفية حنو اتمع احلضري

ة ـاحلياة احلضرية بطريقة طبيعية ، كما أكدت املعطيات امليداني املهاجرة التكيف من أجل مواكبةوهذا مايؤكد % 60وذلك بنسبة ة السرقة يف املدن الكربىـأن معظم األحداث يرتكبون جنح

غربية اليت ماحتتويه الدراسات ال ، هذا مع وجنوحه وجود عالقة بني طبيعة املوطن اجلغرايف للحدثو املتمثل املتبع من طرف أولياء األحداث كاألسلوب التربوي اخلاطئ امة ه من مؤشراتمت تناوهلا

يف لندن أن Cyrilburt تبني من خالل دراسة ، حيث يف الالمباالة والتربية اللينة والقاسية من العوامل الظروف البيئية وعدم االستقرار العاطفي والظروف األسرية السيئة والتربية اخلاطئة

وهذا مامت مالحظته يف جمتمع الدراسة كذلك ضعف الروابط تدفع احلدث إىل اجلنوح الرئيسية اليت يل اليؤدي املراهق غوط االجتماعية وبالتاضاالجتماعية الصلبة جتعل احلدث غري قادر على حتمل ال

وهذا يعود بطبيعة احلال إىل إمهال األسرة لدورها يف مساعدة ،كمراهق ناجح يدوره االجتماعق يف الوصول إىل النمو النفسي الطبيعي الذي ميكنه من اخلروج من القوقعة داخل مجاعته املراه

ع مما يعطيه الصالبة والقدرة على حتمل ـهي األسرة إىل اجلماعة الثانوية وهي اتم و األوليةائما دمن أفراد العينة % 57نسبة تبني أنليت قد تقود إىل االحنراف ، إذ ل االجتماعية اـاملشاكومن خالل ما مت ، يعانون من اإلمهال األسري % 25جسديا من طرف األهل، ونسبة تعاقب

- - 255

ج الدراسة جاءت متقاربة إىل حد ما التحصل عليه من معطيات وشواهد كمية ميكن القول أن نتائ .مع نتائج الدراسات الغربية اليت مت تناوهلا

: ة مناقشة النتائج يف ضوء الدراسات العربي -ب متمثلة يف املضمون واألهداف وحىت تشترك الدراسة احلالية مع الدراسات العربية يف عدة حماور

:من خالل النتائج التالية ات العربية عوامل وأسباب اجلنوح ، حيث أبرزت الدراسالنتائج بعضينحدر معظم األحداث اجلاحنني من أسر تتميز بالعدد الكبري ، ضيق املسكن ، -

.حاالت الطالق واالنفصال ، زواج أحد الطرفني وجود .تأثري نوع املسكن وطبيعة املنطقة على احلدث -حيث يعانون سيئة ، أن معظم األحداث اجلاحنني يعيشون حتت ظروف اقتصادية -

.من العوز املادي أمهية مجاعة الرفاق يف عملية التكيف واليت يفتقدها يف أسرته نتيجة عدم إحساسه -

. واالستقرار العاطفي ف األسري بالتكي وجود جمموعة من العوامل سامهت يف الفشل الدراسي لألحداث -

كبري ، حيث توصلت حد إىلتبني أن هناك اتفاق الشواهد الكمية للدراسة احلالية من خالل من اضطرابات سببها عدم االستقرار األسري سواء كان أن معظم األحداث يعانون الدراسة من األحداث يعانون من االحتياج املادي وهذا % 64حيث تبني أن نسبة ،عاطفي مادي أو

مايدل على أن معظم أفراد الدراسة ينحدرون من أسر ذات دخل بسيط ، يعيشون يف بيوت عادية وب من ن سبب اهلرأ، كما تبني الدراسة احلالية أيضا % 60بنسبة وبعضها يتميز بضيق املسكن

ظروف البيئية اليت يعيشها احلدث ، وعليه فهناك عدم الرغبة يف الدراسة سببها الاملرتل واملدرسة و .اتفاق مابني ما توصلت إيه الدراسات العربية والدراسة احلالية

- - 256

:مناقشة النتائج يف ضوء الدراسات اجلزائرية -ج النتائج يف بعض تتفق الدراسات اجلزائرية إىل حد ما مع الدراسة احلالية من حيث املضمون وحىت

وهذا ما 18- 15واملتمثلة يف ارتفاع نسبة اجلنوح عند األحداث الذين تتراوح أعمارهم العوامل من األحداث يبلـغ % 34أكدته نتائج الدراسة احلالية ، حيث أقرت املعطيات امليدانية أن نسبة

يعيشها احلـدث ، كمـا سنة وهي مرحلة املراهقة واليت تعترب من أصعب املراحل اليت 17سنهم ي باحلدث إىل قضاء معظم وقته خـارج أن ضيق املسكن يؤدكذلك أكدت الدراسات اجلزائرية

فالظروف السكنية الصعبة تشكل التربة اخلصبة لالحنراف، ظهور البيت مما يدفعه حتما إىل اجلنوح .خططة املغري ت الكحولية والسرقة يف األحياءعالمات االحنراف كتعاطي السجائر واملشروبا

مـا هـذا مستوى ثقايف حمدود و ذو احيث ينحدر األحداث من أسر معظمهارتفاع نسبة األمية ذوي املسـتوى االبتـدائي من % 57و % 27نسبة هناك أن كما ملسناه يف الدراسة احلالية

.واملتوسط ا خاصـة مـا يتعلـق أو التقصري يف أدائهختلي بعض األسر عن أداء وظائفها إضافة إىل أن هناك

والتخلـي عـن يطرة األبوية ، االحنالل اخللقـي فقدان السباجلانب التربوي وهذا ما نتج عنه ارتفـاع نسـبة املقومات االجتماعية وهذا ناتج عن الدور السليب الذي لعبته وسائل االعـالم ،

.التسرب املدرسي يف إعـادة إدمـاج اكـبري ادور أن ملراكز رعاية األحداث" أمحد بوكابوس "كما أكدت دراسة

ـ ـدث من مساعـه للحـاألحداث وذلك من خالل ما يتم تقدمي له ـدات معنوية وتربوية جتعنسبة مع الدراسة احلالية ، حيث مت اجيـاد أن وقد اتفقت هذه الدراسة فردا ناجحا يف املستقبل ،

ستفادة من بعض احلـرف األحداث يرغبون يف البقاء داخل املركز من أجل التعلم واالمن % 07 .قد تفيدهم يف املستقبل

ن الدراسة احلالية اتفقت إىل حد كبري مع الدراسات إعلى ماسبق ميكن القول ء بناواختلفت عنها مـن حيـث األهـداف ، والنتائج ، األسباب السابقة وذلك من حيث املضمون

نحة املرتكبة من طرف األحداث ، فالدراسة احلالية تبحث عن العالقة ينب طبيعة املوطن ونوع اجلوما ميكن قوله أن لكل دراسة خصوصياا سواء من ناحية املضمون أو يف اختيارجماالت الدراسة

.واألدوات املناسبة للمنهج املتبع يف الدراسة

- - 257

النظرية نتائج الدراسة في ضوء األطر - ثانيا

النظريات ما توصلت إليه تتقارب نتائجها مع نية املتحصل عليها من خالل دراستنا امليداإن النتائج

واليت كانت جزءا هاما يف دراستنا ، إذ تعترب هذه النظريات مبثابة املسار املرجعي الذي عتمدةاملبتفسري ظاهرة جنوح األحداث من الزاوية اليت يراها اهتم كل منها تكم إليه علميا ، حيثحن

.ملكان والزمان اليت أجريت فيه الدراسة وهذا وفقا لألهداف وا مناسبة لذلك حيث ،اسة احلالية موافق لنتائج الدر ظريات النفسية واالجتماعية جاءالن ما توصلت إليهإن ن السلوك اجلانح الصادر عن األحداث ما هو إال تعبري عن إحساس احلدث بعدم االنتماء أأرجعت

ـ وهذا ما أبـرزه ، االجتماعي و الذي يبدأ من األسرة و صوال للمجتمع يفون روبـرت مريتنظريته على أمهية املعايري االجتماعية يف ضبط السلوك حيث تظهر أمهية هذا العامل من خـالل التنشئة االجتماعية للحدث داخل أسرته حيث تلعب دورا هاما يف تعليم احلدث القيم واملعـايري

إليها بالطرق والوسائل املشروعة ومن هنا اليت تساعده يف ضبط أهدافه وطموحاته وتعلمه الوصول .يربز دور املعايري يف جتنب احلدث الوقوع يف االحنراف

كما أن احلدث ينشأ يف أسرة متماسكة حتافظ على معايري وقيم اتمع وتلتزم ا ويساعده دث ذلك على التكيف واالندماج االجتماعي داخل اتمع والعكس أيضا يف حالة ما إذا كان احل

باملعايري والقيم االجتماعية فحتما سوف ينقاد إىل االحنـراف ألن مينشأ يف أسرة مفككة وال تلتز .الطفل قبل أن يتعلم يقلد

إىل تشكيل عامل بديل من أجل هذا ما يدفعه احلدث اإلحساس باالهتمام و الرعاية ففقدان إىل أن احلدث مل يصبح جاحنا إال بعد أن برهنة مسؤوليته وهو عامل العصابة اجلاحنة ، و باإلضافة

عتبارها اانعدمت لديه سبل التكيف فوقع ضحية إدانة اتمع ، فارتكاب احلدث جلنحة السرقة و إال حماولة منه للتمرد على قيم ماهي لكسب املال وعدم االهتمام برد فعل اتمع اسريع اأسلوب

- - 258

باإلضافة إىل ، ) ديبويست( يرى اشخصية اجلاحنة كماتمع ، وهو ما يعين يف النهاية تكوين الجتماعي للحدث يف جنوحه أو عدمه ، فتواجد احلدث يف أحياء هامشية متتاز الأمهية الوسط ا

جتماعية التقوي لديه رغبة التقليد النامجة عن البيئة و الثقافة ا) الباتولوجيا( جتماعية الباألمراض اجتماعي و ال، كما أن موقع األحياء اهلامشية و املستوى ا) الكاساين(وقد برهنت ذلك نظرية

وهذا ما قتصادي لألسرة اليت تسكن هذه األحياء من أكثر العوامل أمهية يف جنوح األحداث، الااحندروا من أسر فقدت أن أغلب اجلاحننيحيث تبني الدراسة امليدانية هذه نتائج عنه أسفرت

اليت كان يعاين لتنشئة االجتماعية وجتلى ذلك يف أسلوب املعاملةبعض القيم واملعايري يف عملية اخمتلفة عن بقية ، كما كان للمدرسة دوركذلك فمعاملة احلدث معاملة) 48جدول ( منها احلدث

% 91وتبني أن نسبة زمالئه قد يولد لديه عقدة أو دافع للتمرد على القوانني الداخلية للمدرسة ر فقرية من أس أن معظم األحداث احلالية ، كما أثبتت الدراسةعن الدراسة من أفراد العينة توقفوا

سببا و إن كان الفقر يف حد ذاته ليس ، % 64وذلك بنسبة املاديتعاين احلرمان العاطفي والنظرية اإلقتصادية اليت ترى أن الفقر ال يرتبط ، هذا مايفسر لنا ماجاءت به رئيسيا يف اجلنوح

اجلانح هو الذي يرتبط بالفقر ، ألن الفقر يولد حاالت إجتماعية و فردية تساعد باجلانح و إمناتنب أن أغلب فمن خالل النتائج امليدانية على اجلنوح و خاصة يف املدن نتيجة احلياة احلضرية ،

موعد حيث تتميز أغلب سكناا بضيق املسكن % 48بنسبة األحداث يقيمون يف أحياء شعبية % 88بنسبة بضيقح االحساس ـوهذا قد يولد للحدث اجلاناملرافق الضرورية توفرها لبعضكما سجلت الدراسة امليدانية عدم )13جدول (، فيكون الشارع هو املأوى املريح وعدم الراحة

كفاية الدخل يف تلبية حاجيات األسرة وهذا ما يفسر لنا سبب جلوء أغلبية األحداث إىل القيام إذا و) 41جدول (اليومي أو من أجل مساعدة األهل واء من أجل اإلنفاقسببعض األعمال

فإن احلدث يلجأ إىل بعض صاحب الفقر نوع من الطموح و الرغبات اليت ال ميكن حتقيقها أفراد العينة من % 54ت نسبة حيث كان، كالسرقة شروعة يف احلصول على املالاملالطرق غري

كما كان للنظرية اجلغرافية دور يف تفسري أسباب ،ملركز بسببها الذين مارسوا السرقة ودخلوا االيت تتعلق فأصحاب املدرسة اجلغرافية اهتموا بالعامل اجلغرايف يف تفسري الكثري من الظواهراجلرمية

وهذا ما أكدته نتائج الدراسة امليدانية فالتباين يف أمناط اجلنوح واختالف توزعها باحلياة االنسانية ،

- - 259

جغرافية اجلرمية مرتبطة بعواملنطقة إىل أخرى وبنسب متفاوتة هذا ما يدفعنا إىل القول أن من م ) 47جدول (حيث نوعية الشخصية ومنط املعيشة من وبيئية ألن املناخ يؤثر على األفراد

كما أكدت الدراسة امليدانية أن العوامل البيولوجية لالنسان ال عالقة هلا جبنوح األحداث ، فمن خالل املقابالت اليت أجريناها مع األحداث مل نسجل أي تغريات فيزيولوجية مثل اليت أشارت هلا

إال أن هذا ال ينكر أمهية العوامل الوراثية وان كان دورها غري بارز يف جمتمع ، النظرية البيولوجية ولوجية فيما خيص، ومنه ميكن القول أن هذه الدراسة مل تؤكد ما جاءت به النظرية البي الدراسة

اناجت املالمح الفيزيولوجية ، ألن معظم األحداث يف جمتمع دراستنا كان انتهاجهم للسلوك االحنرايفوتدفعهم إىل معن وضعيتهم االجتماعية واالقتصادية وحىت طبيعة البيئة اجلغرافية اليت تؤثر عليه

.اجلنوح ة الكربى باختالف ختصصام الفكرية من خالل مدخالت هذه النظريات لرواد املدارس الفكري

والعلمية يف تفسري ظاهرة جنوح األحداث ومن خالل ما مت التحصل عليه من معطيات وشواهد ميكن القول أن نتائج الدراسة جاءت متقاربة إىل حد ما من حيث منطلقات و تفسريات كل كمية .نظرية

نتائج الدراسة في ضوء فروضها –ثالثالدراسة تتمحور حول الكشف عن العالقة املوجودة بـني طبيعـة لفرضية الرئيسية مبا أن ال

املوطن وجنوح األحداث أي كيف ومىت ميكن أن تكون الطبيعة البيئية عـامال مهيئـا اختالف ومساعدا على اجلنوح ومدى ارتباطها بالعديد من العوامل األخرى ، جاءت نتائج الدراسة امليدانية

من خالل ما كشـفته الواقع امليداين جاء به ث انتشار وخطورة الظاهرة طبقا ملا من حيذلك بينةم .نتائج الفرضيات اإلجرائية

ألفراد العينة هو املدينة وذلك أن مكان االقامة األصلي )07(و )06(تضح من خالل اجلداول ااذ بسبب تغري مكان ، وذلك ) مكان اإلقامة احلايل( %87 إىل نسبة ارتفعت مث ، % 63 بنسبة

- - 260

حيث كانت % 14اإلقامة لبعض أفراد العينة يف اجتاه حركة سكانية حنو املدينة وذلك بنسبة جدول تتميز بضيق املسكن وهو مايوضحه لنا أغلبهم يقيمون يف أحياء شعبية % 37هذه النسبة

منهم % 03ش بينما يعي ، من أفراد العينة يعيشون يف بيوت عادية % 54أن نسبة حيث ) 08(اهلروب من املرتل إىل الشارع نتيجة إىلهذا ما يؤدي بأفراد العينة ،) فيال(يف منازل راقية

أن معظم 14و 12و 11النتائج اجلدو اإلحساس بالضيق وانعدام الراحة يف البيت حيث أكدتسبة ن حساسإوذلك بسبب ،% 66أفراد العينة يقضون وقت فراغهم يف احلي الشارع بنسبة

.% 88داخل املرتل إذ تقدر نسبتهم ببضيق ألحداث ا من كبرية

أن الكثري من االحنرافات واالحنالل اخللقي أقرت ا إىل القول أن نتائج الدراسة وهذا ما يدعونيكون داخل املدينة وذلك بسبب التباين الثقايف واتساع شبكة العالقات االجتماعية خاصة يف

شرائح االجتماعية ، وخاصة الادية واليت تكون أماكن جلب كل األحياء الشعبية والعاملراهقون املنحدرون من الريف هم أكثر تأثرا بالتمدن إذ ينتهي الكثري منهم يف السقوط يف

. االحنراف واجلرمية

أن أمناط 15و14 الفرضية اإلجرائية األوىل من خالل الشواهد الكمية للجداولوكشفت ، حيث إتضح منطقة إىل أخرى وهذا حسب الطبيعة البيئية اجلغرافية للمنطقة اجلنوح ختتلف من % 60أن جنحة السرقة تكثر يف منطقة عني مليلة وعنابة وذلك بنسبة ) 15(من خالل اجلدول

يف منطقة قسنطينة وهذا الينفي وجود % 13مقابل نسبة % 29مث تليها منطقة ورقلة بنسبة ،قسنطينة كوا مدينة حضرية كبرية فوجود هذه النسبة املنخفضة راجع إىل جنحة السرقة يف مدينة

غتصابال، وكانت جنحة ااالناث يف قسنطينة والذكور يف منطقة عني مليلة مركز خاص بتواجد مع وجود نسب ضيئلة يف % 41منتشرة بكثرة يف منطقة ورقلة بنسبة )الفعل املخل باحلياء(

، مث تليها جنحة تعاطي املخدرات وكان انتشارها دم يف مدينة عنابة قسنطينة وعني مليلة وتنعأن نسبة من أفراد العينة يقومون بارتكاب اجلنح ، كما تبني) 14جدول (يف مدينة عنابة اكبري

من أفراد العينة يأكدون أن % 40اتضح كذلك أن نسبة ، و % 60فردهم وكان ذلك بنسبة مب .يعة املنطقة اليت يعيشون فيها سبب جنوحهم هو يرجع إىل طب

- - 261

نوع املنطقة ونوع اجلنحة املرتكبة من يتبني من خالل الدراسة اإلحصائية أنه توجد عالقة بني

.طرف أفراد العينة

الفرضية اإلجرائية الثانية عن مدى تأثري العوامل االجتماعية و االقتصادية يف جنوح ت كشفومن أفراد العينة ينتمون إىل أسر % 66لدراسة إذ تبني أن نسبة نتائج ااألحداث وذلك من خالل

، ومن % 39من طرف األب بنسبة كان ، و إعادة الزواج مما أدى م إىل، تعاين من الطالق،حيث حداث نتيجة التفكك األسري إىل انتشار اجلنوح بني األ ىدأ مما% 18طرف األم بنسبة

ياب ل غظو الدفء العائلي ، فيصبح عرضة لالحنراف يف يفقد احلدث فيه الشعور باالستقرارأكدت النتائج أن أغلب األحداث يعيشون سواء مع األم وحدها وقدرقابة األسرة و رعايتها ،

جعل يافكا اهذا سببيعدو ،% 03، أو مع األب وحده و ذلك بنسبة % 28وذلك بنسبة يدل على اخنفاض املستوى التعليمي مما، % 93أغلب األحداث يتوقفون عن الدراسة بنسبة

أو بسبب معاملة املعلمني %52ألفراد العينة وكان السبب إما عدم الرغبة يف الدراسة بنسبة . % 14بنسبة

أن ، حيث ن أغلب أسر أفراد العينة ذوي الدخل احملدود ص اجلانب املادي فقد اتضح أفيما خيوبأغلبية ا دفعيعملون ال ميارسون أعمال مستقرة هذا ممباء اليعملون ، والذين آلمن ا % 35نسبة

. % 64االحتياج املادي بنسبة ببسبب احساسهم أفراد العينة إىل العمل

من خالل ماسبق ميكن القول أنه كلما كانت الظروف االجتماعية واالقتصادية اليت يعيشـها .ف احلدث متوترة وسيئة كلما زادت من امكانية الوقوع يف االحنرا

- - 262

دور يف ارتفاع نسبة أن للهجرة الريفية حنو اتمع احلضري االجرائية الثالثة لنا الفرضية تكشف .ولو بشكل نسيب احنني األحداث اجل

ذوي أصول ريفية هاجرت أسرهم إىل فردا 16 لدراسة صدق الفرضية أن وجودفقد كشفت امن هاجر بسبب األوضاع األمنية اليت ، ومنهم % 44املدينة من أجل العمل وذلك بنسبة

والبعض اآلخر كانت له الرغبة يف تغري ،% 31عاشتها البالد يف العشرية األخرية وذلك بنسبة وا من املوطن األصلي عندما كانت فراد العينة انتقلأ، كما تبني كذلك أن معظم مكان االقامة عكس على احلالة النفسية للحدث مما ين % 62.5سنة وذلك بنسبة 15و 13أعمارهم بني

من أفراد % 87.5رب هذه املرحلة بداية لسن املراهقة ، حيث كشفت الدراسة أن نسبة تيث تعحبا األصل الريفي بعادا اتتمسك األسر ذل ن عن اآلخرين وذلك راجع والعينة يشعرون أم خمتلف

حيث أقرت األرقام امليدانية أن نسبة ناء ،إىل خلق صراع ثقايف بني اآلباء و األب ىدأ مما او تقاليده أكدوا% 37يكمن يف منط احلياة والذي يشعرون به من األحداث كان نوع االختالف % 56

ما جيعل األحداث ال يستطيعون مواكبة عصر ، هذاأن سبب االختالف يكمن يف األفكارلقيم الريفية فتنعدم لديهم إرادة التأقلم بالتمرد على العادات و ا إالنولوجيا بسلبياته و إجيابياته التك

.هذه املفارقات االجتماعية وبالتايل االنقياد وبسهولة حنو اجلنوحيف اتمع املتحضر فيقعون ضحية

- - 263

أن املعاملة األسرية من حيث كما تبني من خالل بيانات الدراسة صدق الفرضية االجرائية الرابعة تلقوا معاملة قاسية مـن طـرف ث ، ألن معظم أفراد العينة أكدوا أم تؤدي إىل جنوح األحدا

، يف % 57، حيث يتعرضون للعقاب جسديا وبصفة دائمة بنسبة % 45األسرة وذلك بنسبة انتشار األسلوب التربوي اخلاطئ لدى هذا يأكد علىالعقاب ، د فقط مل يتلقوامقابل ثالث أفرا

ممن % 09تلىب رغبام من بني ال من األحداث من % 63أن نسبة أسر أفراد العينة ، كما تبني .تلىب رغبام وهذا يدل على عدم قدرة األولياء على تلبية رغبات أبنائهم

غبة يف البقاء يف البيت هو شعور احلـدث رمما اتضح كذلك أن سبب اهلروب إىل الشارع وعدم المن طـرف من الذكور تعامل % 66نسبة مت تسجيلأنه غري مرغوب فيه وسط أسرته ، حيث

.يتلقني العقاب % 67األولياء بلني على عكس الفتيات المباالة والقسوة وعدم تلبية حاجيات احلـدث ، ورفـض لتؤدي املعاملة األسرية املتميزة با

األعمال اليت حيبها ، وشعور احلدث بأنه فرد غري مقبول يف وسط األسرة ، ومتيز الذكر علـى . طرابات نفسية واستعدادا للجنوح كلها ختلق لدى احلدث اض، ى أو العكس األنث

- - 264

:النتائج العامة -رابعا : من خالل نتائج الدراسة مت التوصل إىل ما يلي

ذوي املستوى % 57% 27، حيث أن نسبة كشفت الدراسة أن املستوى التعليمي ألفراد العينة ضعيف -وهذا يدل على % 12 توسط وهي نسبة مرتفعة ، إضافة إىل تواجد األمية بنسبةاملبتدائي و اال

.وجود األمية يف وسط جمتمعنا أسفرت الدراسة احلالية عن كرب حجم األسر اليت ينحدر منها األحداث اجلاحنني ، حيث يؤدي -

.كرب احلجم إىل صعوبة توفري الرعاية األبوية من اجلاحنني ينتمون إىل أسر ال تعاين من فقدان % 90نتائج الدراسة إىل أن نسبة كشفتكما -

.األبوين ، فهذا العامل يقلل من التأثري يف جنوحهم من أجل % 14 أسر هاجرت من الريف إىل املدينة وذلك بنسبةك وتبني النتائج أيضا أنه هنا -

.العمل أو لظروف أخرى مع % 87ألحداث اجلاحنني يعيشون يف أحياء شعبية فقرية بنسبة أسفرت النتائج على أن ا -

وظروف السكن الضيق الذي ال يزيد عن غرفة واحدة أو غرفتني ،والغري ارتفاع عدد أفراد األسرة .مالئم صحيا يساعد األحداث على جنوحهم

داث يؤدي م إىل أثبتت الدراسة احلالية أن عدم توفر الظروف املالئمة للحياة داخل مرتل األح -قضاء معظم أوقام يف الشارع ، األمر الذي يعرضهم إىل العديد من املشاكل وخاصة مع وجود

.أصدقاء السوء الذين يسهلون هلم طريق اجلنوح كشفت نتائج الدراسة احلالية أن حجم وأنواع اجلنـح ختتلف من نوع آلخر ومن منطقـة إىل -

بسبب تأثري العوامل الطبيعة أو االقتصادية واالجتماعية على أخرى ، سواء كان هذا االختالف ). 14جدول رقم ( املنطقة

- - 265

تؤكد نتائج الدراسة احلالية أن معظم األحداث اجلاحنني يتناولون السجائر ويقمون ببعض - .األفعال املخلة باألعراف االجتماعية والتربوية كممارسة السرقة وانتشار شرب اخلمر

ت نتائج الدراسة احلالية أن طبيعة املنطقة السكنية اليت يعيش فيها احلدث ميكن أن تأثر كشف - ، فالبيئة الطبيعية مبختلف مكوناا هلا تأثري على من يعيشون % 40على شخصيته وذلك بنسبة

.فيها ة ، من األحداث اجلاحنني يعيشون يف أسر مفكك % 66تؤكد نتائج الدراسة احلالية أن نسبة -

فيتزوج أحدمها ،مما يؤدي إىل حرمان احلدث من رعاية ) الطالق ( سببها انفصال الوالدين .الوالدين له فتتضاعف االضطربات السلوكية لديه وتؤدي به إىل اجلنوح

كشفت نتائج الدراسة احلالية أنه عندما حيدث الطالق فإن احلدث إما أن يعيش مع األب أو -، مما جيعل احلدث يعيش يف ظروف أسرية خمتلفة %02يت كانت نسبتها ضئيلة األم أو األقارب وال

.وغري مستقرة مما يؤدي إىل عدم ثبات القيم واألخالق لديه من أفراد العينة يتلقون معاملة قاسية من % 45كما كشفت الدراسة احلالية أن هناك نسبة -

م لالنتقام من أسرهم مبمارسة السلوك طرف األولياء ويتعرضون للعقاب جسديا ، هذا مايدفعه .اجلانح

من أفراد العينة انقطعوا عن الدراسة وكان ذلك نتيجة %93 تؤكد الدراسة احلالية أن نسبة -ظروف اجتماعية واقتصادية ، كما أن أسلوب التدريس ومعاملة املعلمني يف بعض املدارس كانت

.لسلوك اجلانح عامال يف هروب األحداث من املدرسة واكتساب امن %35بالنسبة للمستوى االقتصادي ألسر األحداث فقد تبني من نتائج الدراسة احلالية أن -

.من األحداث إىل العمل بسبب احتياجهم املادي % 64اآلباء اليعملون ، وهذ ما دفع ب وهذا يرجع إىل من أفراد العينة ال تلىب رغبام ، % 63أثبتت نتائج الدراسة احلالية أن نسبة -

تدين مستوى الدخل االقتصادي ألسر األحداث مما يؤدي باحلدث أن يقوم بأي عمل حىت يوفر .لنفسه ما حيتاج إليه سواء بالعمل احلسن أو السيء

أفادوا أن التباين الثقايف بني جيلني من األحداث % 56نسبة كما كشفت الدراسة احلالية أن -من نوع مفهوم القيم الثقافية السائدة نتيجة اهلجرة الريفية ، أدى إىل خلق اآلباء واألبناء يف ادراك

منهم من يف منط احلياة وهذا االختالف يكمن بني هؤالء األحداث يف املدينة ،حيث االختالف

- - 266

، هذا االختالف الذي حيس به احلدث % 37بنسبة أن سبب االختالف يكمن يف األفكاريأكد لتقاليد والقيم االجتماعية واالنتقام وكثريا ما تتجسد هذه املواقف يف يساعده على التمرد ل

. سلوكيات غري توافقية مع الذات واتمع وتتمثل يف جنوحهم واحنرافهم وفيما يتعلق بشعور احلدث بالرضا داخل املركز الذي يقيم فيه ، فقد أثبتت الدراسة احلالية أن -

.رغبون يف البقاء من أفراد العينة ال ي % 93نسبة

- - 267

التـــــوصيــــات -خامسا

بعض التوصيات اليت قد تسهم يف جمال قترح ن ها الدراسة احلاليةيف الضوء النتائج اليت أسفرت عن : ت االجتماعية لألحداث فريد من اإلصالحا

ث يف بلوغ اهلدف األمسى وهو أن يصبح عنصرا فاعال التركيز على دور األسرة بالنسبة للحد - 1 .صاحلا يف اتمع وذلك من خالل املزيد من اإلرشادات لألسر

جتنب إمهال احلدث ومنحه االهتمام الكايف والرقابة على تصرفاته إذا تطلب األمر ذلك ألن - 2 .اإلمهال له أثاره السلبية على سلوكيات األحداث

فيمن يصاحبون ويرافقون ، والتوعية املستمرة هلم باختيار الصاحب ذو متابعة األبناء – 3 . األخالق احلميدة

عدم النظر إىل األحداث الذين ارتكبوا جنحة ما على أم منبوذين من اتمع ، بل جيب – 4 .العمل على حماولة إدماجهم يف اتمع ليصبحوا عناصر بناءة وفاعلة

ي نفسها من الصراعات األسرية واملدمرة اليت تؤدي يف اية املطاف إىل على األسرة أن تق – 5 .والذي يؤثر ذلك على األبناء تفككها ،

.ينبغي دراسة املشكالت اليت يعاين منها احلدث اجلسمية والنفسية واالجتماعية – 6أساسية يف ضرورة زيادة عدد األخصائني االجتماعيني يف مجيع ااالت باعتبارهم عناصر -7

.حماولة حل املشاكل االجتماعية على وزارة التربية والتعليم تعيني مشرف اجتماعي ونفسي يف كل مدرسة مهمتهم دراسة – 8

احلاالت االجتماعية والنفسية للطالب املعرضيني للجنوح أو التسرب املدرسي نتيجة املشكالت إلمهال أونتيجة لعوامل أخرى والعمل مع االجتماعية واألسرية كالفقر أو التفكك األسري أو ا

.إدارة املدرسة على حل كل ما يعيق الطالب من إمتام الدراسة

- - 268

التركيز على برامج التوعية الدينية وتنمية الوازع الديين لدى األحداث وخاصة يف مراكز - 9 . إعادة التربية ملا هلا من أثر فعال يف عدم العودة ملثل ما قام به من سلوك جانح

القيام بدراسات مكثفة للتعرف على األسباب النفسية واالجتماعية والتربوية واألسرية – 10 . الحنراف األحداث بغية وضع برامج عالجها والوقاية منها

.حتسني مستوى االسكان والقضاء على األمية – 11 .االستفادة من جتارب املنظمات الدولية وجتارب الدول األخرى – 12

- - 269

اخلـــــــامتــــــة

كشفت نتائج الدراسة امليدانية أن اخلصائص واخللفيات االجتماعية لألحداث اجلاحنني وأسرهم تتميز بأا خلفيات مشجعة حلدوث االحنراف لدى األحداث ، حيث تتسم بنوع من التفكك

ادي ، وكذلك كشفت نتائج الدراسة أن الظروف األسري وتدين املستوى التعليمي واالقتصوالعالقات األسرية والظروف االقتصادية وطبيعة املنطقة السكنية ومجاعة الرفاق ووسائل اإلعالم

.مؤثرة يف احنراف األحداث فالوضع االجتماعي املتمثل يف تفكك أسر األحداث بسبب الطالق والذي يعترب ذا أثر مباشر يف

اتمع لعدم قدرة األسرة على توفري احلماية والرعاية والتربية االجيابية والتوجيه جنوح األحداث يفوالتقومي الفعال يف عملية التنشئة االجتماعية للحدث ملساعدته يف التكيف االجتماعي مع واقعه

مهال انتهاج آباء األحداث لألسلوب التربوي اخلاطئ املتمثل يف املعاملة القاسية مع اإلواملعيشي ، هذا ، فيه مع حميطه األسري واالجتماعيالكلي يدفع احلدث إىل الشعور بالنبذ ويعيق عملية تكي

احمليط االجتماعي الذي ميتاز بالفقر وكثرة األمراض االجتماعية فيه ، زيادة إىل الوضع االقتصادي ث يعانون من مني القوت ال أكثر مما جعل األحداألص من مهمة األولياء وحددها يف تاملزري ق

ل من دور األسرة للى إشباع حاجيام املادية مما قاحلرمان املادي املتمثل يف عدم قدرة أسرهم عيف محاية األحداث ، فشعور احلدث باحلرمان املعنوي واملادي يؤثر عليه سلبا ويدفعه إىل ترك

الرعاية بعد األسرة مباشرة البيت واملدرسة ، ومبا أن املدرسة كمؤسسة تربوية حتتل الدور الثاين يفحتل حمل ه احلدث إال أا تبقى ال ـهلذا فهي تلعب دورا أساسيا يف القيام بأعباء األسرة يف توجي

اين من ـل وال ميكن للمعلم أو املعلمة أن يقوما بدور األولياء خاصة إذا ما كانت األسرة تعرتامل( ايف كوضعية األسرة املهاجرة ـاين ثقبـالجتماعية واالقتصادية مع وجود تها اـخلل يف بنيت

اليت متنع احلدث من التكيف االجتماعي وتقلل من دور املدرسة التربوي املكمل لدور ،) الريفية ، مما أفرز أمناطا شىت من اجلرائم اليت ختتلف يف معدالت وقوعها وتوزيعها على خريطة األسرة

- - 270

ى ببعض اجلرائم اليت ميكن وصفهـا جبرائم بعض املدن اجلزائرية ، حيث اختصت املدن الكرب .املدن ،بينما اختصت املناطق الشبه احلضرية جبرائم معينة

ملخص الدراسة

هدفت الدراسة إىل معرفة اخلصائص واخللفيات االجتماعية لألحداث اجلاحنني وأسرهم ، وكذلك يف جنوح األحداث ، والعالقة بني )االجتماعية ، االقتصادية واجلغرافية ( معرفة دور بعض العوامل

.التوزيع اجلغرايف للجنوح وأنواعه يف بعض املدن اجلزائرية .وقد تضمنت الدراسة سبعة فصول أربعة منها يف اجلانب النظري وثالثة يف اجلانب امليداين

استعملت الباحثة كل من املنهج الوصفي التحليلي وبعض تقنيات املنهج اإلحصائي ، كما .املالحظة ، املقابلة واالستمارة : انت بوسائل خمتلفة لفهم موضوع الدراسة وهي استع

حيث اعتمدت الدراسة بشكل أساسي على استمارة عدت خصيصا جلمع املعلومات من أفراد عينة الدراسة ، بعد عرضها على جمموعة من احملكمني والتأكد من ثباا ، واحتوت االستمارة على

حدثا متواجدين يف أربعة مراكز لرعاية 64ملغلقة ومنها املفتوحة ، وزعت على سؤال منها ا 60 .األحداث باجلزائر

: وخلصت الدراسة إىل النتائج التالية توجد عدة عوامل اجتماعية واقتصادية وبيئية جغرافية تدفع احلدث إىل االحنراف كتدين -

.بيعة املنطقة السكنية ومجاعة الرفاق املستوى التعليمي واالقتصادي ، التفكك األسري ، ط .ختتلف أنواع و معدالت اجلنوح من منطقة إىل أخرى باختالف طابعها اجلغرايف - .تؤدي اهلجرة الريفية إىل جنوح األحداث وذلك بسبب عدم التوافق الثقايف واالقتصادي -نف أو اللني الزائد إىل جنوح إن األسرة اليت تسيء معاملة األبناء سواء بالقسوة والشدة أو الع -

.األحداث

- - 271

اخلامتــة

222 222

الخاتمـــــة

اخلامتــة

223 223

الخاتمة كشفت نتائج الدراسة امليدانية أن اخلصائص واخللفيات االجتماعية لألحـداث اجلـاحنني وأسرهم تتميز بأا خلفيات مشجعة حلدوث االحنراف لدى األحداث ، حيث تتسم بنوع

تـائج من التفكك األسري وتدين املستوى التعليمي واالقتصادي ، وكـذلك كشـفت ن الدراسة أن الظروف والعالقات األسرية والظروف االقتصادية وطبيعة املنطقـة السـكنية

.ومجاعة الرفاق ووسائل اإلعالم مؤثرة يف احنراف األحداث فالوضع االجتماعي املتمثل يف تفكك أسر األحداث بسبب الطالق والذي يعتـرب ذا أثـر

األسرة على توفري احلماية والرعاية والتربية مباشر يف جنوح األحداث يف اتمع لعدم قدرةاالجيابية والتوجيه والتقومي الفعال يف عملية التنشئة االجتماعية للحدث ملساعدته يف التكيف

انتهاج آباء األحداث لألسلوب التربوي اخلاطئ املتمثل يف واالجتماعي مع واقعه املعيشي ، فيه مـع حلدث إىل الشعور بالنبذ ويعيق عملية تكياملعاملة القاسية مع اإلمهال الكلي يدفع ا

هذا احمليط االجتماعي الذي ميتاز بالفقر وكثـرة األمـراض ، حميطه األسري واالجتماعيلص من مهمة األولياء وحـددها يف االجتماعية فيه ، زيادة إىل الوضع االقتصادي املزري ق

مني القوت ال أكثر مما جعل األحداث يعانون من احلرمان املادي املتمثل يف عدم قـدرة أتل من دور األسرة يف محاية األحداث ، فشـعور للى إشباع حاجيام املادية مما قأسرهم ع

احلدث باحلرمان املعنوي واملادي يؤثر عليه سلبا ويدفعه إىل ترك البيت واملدرسة ، ومبا أن ؤسسة تربوية حتتل الدور الثاين يف الرعاية بعد األسرة مباشرة هلذا فهي تلعـب املدرسة كم

ـ ه احلدث إال أا تبقى ال ـدورا أساسيا يف القيام بأعباء األسرة يف توجي ل رتحتل حمـل املاين من ـوالميكن للمعلم أو املعلمة أن يقوما بدور األولياء خاصة إذا ما كانت األسرة تع

ايف كوضـعية األسـرة ـاين ثقبـالجتماعية واالقتصادية مع وجود تها اـخلل يف بنيتاليت متنع احلدث من التكيف االجتماعي وتقلل مـن دور املدرسـة ،) الريفية ( املهاجرة

، مما أفرز أمناطا شىت من اجلرائم اليت ختتلـف يف معـدالت التربوي املكمل لدور األسرة جلزائرية ، حيث اختصت املدن الكربى ببعض وقوعها وتوزيعها على خريطة بعض املدن ا

ناطق الشبه احلضـرية جبـرائم اجلرائم اليت ميكن وصفهـا جبرائم املدن ،بينما اختصت امل .معينة