ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ...

105
ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ. ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﰊ ﺑﻜ ﺑﻠﻘﺎﻳﺪ ﺗﻠﻤﺴﺎﻥ- ﺍﳌﻠﺤﻘﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﲟﻐﻨﻴﺔ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻣﺬﻛﺮ ﺓ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﺎﺳﺘﺮ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ: ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒ: ﻣﻦ ﺇﺷﺮﻑ: ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻣﻐﺮﺍﻭﻱ. ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ: ﺃﺣﻤﺪ ﺩﻭ ﺍﺡ ﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ: . ﻓﺎﻃﻤﺔﺻﻐﻴﺮ ﺃﺳﺘﺎﺫﺓ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ- - ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﺑﻤﻐﻨﻴﺔ- ﺗﻠﻤﺴﺎﻥ- ﺭﺋﻴﺴﺎ. ﺃﺳﺘﺎﺫﺓ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﻣﺮﺗﺎﺽ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ- - ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﺑﻤﻐﻨﻴﺔ- ﺗﻠﻤﺴﺎﻥ- ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ: 2015 - 2016 ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺃﺛﺮﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻓﻲﺍﻟﻨﻤﻮ* ﻐﺔﻓﻲﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻣﻌﺎﻧﻲﺍﻟﻠ*

Upload: others

Post on 16-Oct-2020

2 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

  الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية .وزارة التعليم العايل والبحث العلمي

- تلمسان –بلقايد ربك أيبجامعة امللحقة اجلامعية مبغنية قسم اللغة و األدب العريب

ة لنيل شهادة املاسترمذكر :التخصص دراسات لغوية

  

         :إشرف من :ةإعداد الطالب احأحمد دو :الدكتور .أسماء مغراوي

:المناقشة جنةللا

رئيسا -تلمسان-الملحقة الجامعية بمغنية - أ-أستاذة محاضرة فاطمة صغير . د

مناقشا -تلمسان- الملحقة الجامعية بمغنية - أ-محاضرةحورية مرتاض أستاذة .د

2016-2015: السنة الجامعية

  أثر المجاز في النمو اللغوي

   *معاني اللغة في االستعمال*

Page 2: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ
Page 3: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ
Page 4: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

إهداء ﴿ مهدأح ربالك كدنع نلغبا يا، إمانسن إحيدالبالوو اهوا إال إيدعبأال ت كبى رقضو ا، أو

ا ومه رهنال تو ا أفمقل لها فال تمالها﴾ كال كرميما قوقل له.

إىل من كانت بدعائها يل سندا، إىل أغلى إنسانة يف الوجود .إليك أمي... إىل من محلت عين مهومي وأحزاين

رسوله، إىل الذي كابد معي متاعب مشواري إىل من علمين ورباين على طاعة اهللا وحب .إليك أيب ... الدراسي،

.إىل إخويت رمز عزيت ومصدر قويت أهدي هذا العمل .مرمي: رعومة الصغرية الب ىلوإ "هاجر" :عبد اجلواد، واملولود اجلديد: والربعوم

إىل كل عائليت كبريها وصغريها - إىل كل من أمحلهم يف قليب، وتعجز الورقة على محلهم -

.أهدي عصارة جهدي إليكم مجيعا أحبيت

Page 5: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

*شكر و تقدير * ة والثبات احلمدحين القدرة والقونيف ووفقـين ،على ختطي هذه الفترة من البحث ،هللا الذي م

.إجنازه، وإمتامه حتى النهايةرا وأسـتاذا حماضـرا ؤطالذي كان م" حأمحد دوا"حتية شكر وتقدير وإجالل لأستاذي احملترم

بالدرجة األوىل، أشكر له إشرافه، ونصحه يل يف القيام ذا البحث، وأقدر فيه تلك الروح العلمية، .واإلرشادات السديدة

."فاطمة صغري" جلنة املناقشني يل يف هذا املوضوع، الدكتورة كما أتقدم بالشكر اجلزيل إىل فضل علينا، من أساتذة و شيوخ كرام، وأخص بالـذكر و ال ننسى أن نشكر كل من كان له ال

حممـد محيـي "و األستاذ العالمة الدكتور " رضوان حممد حسني النجار"أستاذنا الكبري الدكتور ".زين الدين خمتاري"، و األستاذ الدكتور "الدين

امعية، فلهم الشـكر ومجيع األساتذة األجالء يف مجيع مراحل التعليم من املرحلة االبتدائية حتى اجل .على األيادي البيضاء، وهلم التقدير و االحترام

واحلمد هللا وما توفيقي إال باهللا سبحانه.

Page 6: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

مـقدمـة

Page 7: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

ـــة مـقدـم

 أ

رسوله وعلـى آلـه ،وأسلم على ،والشكر له على توفيقه، وأصلي ٬احلمد اهللا على إحسانه

.وصحبه، وأسلم سليما كثريا :وبـعـد

.تاب اهللا عز و جل من التحريفالقرآن الكرمي، باحلفاظ عليها، نصون كاللغة العربية لغة منو اللغة يكون من خالل العناية بألفاظها ودراسة مجيع تطوراا، واختالف دالالا فموضوع -

الذي هو بدوره فرع من علم اللغة ٬التطور الداليل يعد من أهم املوضوعات يف علم الداللة العربيةحيث يكشف عن جانب مهم من حياة اللغة اليت ال ميكن أن تبقى مهما بلغت من الغـىن، العام،

.إال باستعماهلا وتداوهلا على ألسنة أهلها والناطقني حبروفها، مع وصل حاضرها مباضيهاوزيادة االكتشافات واالختراعات، إىل ابتكار ألفـاظ ،ن ا مع تطور احلياةإذ حيتاج املتكلمو .الالت يعبرون ا عن معاين جديدة، واستعماالت حديثة مل تكن معروفة يف القدميودوعليه فإن األمل الذي حداين وأنا أعكف على تقدمي هذا البحث، هو حرصي على فتح نافدة

وإىل بيان مـدى اسـتعماله يف .الرؤية على األثر الذي يتركه ااز، يف تطور ألفاظ اللغة العربية .جماالت احلياة املختلفة، ومواطن استخدامه

.فأردت تسليط األضواء عليها بغية اإلملام مبعلومات أكثر علي أجد ضاليت فأفيد وأستفيد ، هو "أثر ااز يف النمو اللغوي"أما السبب الذي دفعين إىل اختيار هذا املوضوع الذي عنونته ب

دراسته عرب مراحل عدة، والرغبة يف معرفة ما يشتمل عليـه حماولة الكشف عن أسراره من خالل .ااز وتوسعاته يف االستعماالت اللغوية؛ وتبيان أمهيته يف علم البالغة والبيان

قلـة -كالعـادة و–أمههـا صعوبات ي عدةروف ، أنه قد اعترضت سبيل بحثوكما هو مع - .املوضوع، واملتعلقة به، مع صعوبة التنقل جللبها من املناطق األخرى البعيدةهذا ااملصادر املهمة يف

- ا خطة البحث فقد ضمأمنهـا توعالقت ـةأمهية اللغ نع فيه ثتها ثالثة فصول، مع مدخل حتدته مخسة مباحث، أما ضمنه بماهية ااز، وخصائصه، وعنونتفبالزمن واتمع، أما الفصل األول،

الفصل الثاين، فتناولت فيه عالقة ااز بالتطور الداليل وضمنته ثالثة مباحث حتدثت فيهـا عـن رهمظاه ر وأهمماهية التطو.

أما الفصل الثالث فكان عنوانه، معاين ااز بني االستعمال واالنتقال اللغوي، كذلك احتـوى .احثعلى ثالثة مب

- ا حوصلة للموضوعوأنعتربلت إليها واأهم النتائج اليت توصهيت حبثي خبامتة ل.

Page 8: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

ـــة مـقدـم

 ب

؛ ة التالية فمن خالل هذه اخلطة حاولت اإلجابة عن اإلشكالي - وما هي أمهيته يف النمو اللغوي؟ كيف عرف العلماء ااز؟

.اللغوي؟وكيف انتقلت املعاين اللغوية األصلية إىل حقل ااز .ن التارخيي ملعرفة أصل األلفاظ وتبيان داللتهام يف ذلك املنهج الوصفي، ويتخلله بعض متتبعة

البن األثري، وكتاب " املثل السائر"؛ تمدا يف سري هدا املوضوعومن أهم املصادر واملراجع اليت اعإلبراهيم أنيس وغريهـا مـن " داللة األلفاظ"لرمضان عبد التواب، ومصدر –" التطور اللغوي"

.الكتب اللغوية القيمةويف اخلتام أتوجه خبالأستاذص الشكر ليرعايته واحملترم على يل ، وعلى تأطريهتوجيهه لالشام.

هذا البحث، وهـو إليه من أمروفقين العزيز الكرمي ملا ويبلغ احلامد ،ومحدا هللا ينتهي إىل رضاه داد والعفو والتوفيق؛خري موأسأل اهللا الس ستعان

والشالشكر كل كر ملن أسدى النصح وأحنهس. .ربنا عليك توكلنا وأنبنا وإليك املصري

Page 9: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

ـــــل مـدـخ

Page 10: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

اتمعتطورها يف عالقة اللغة بالزمن وأثر مدخل

2

كان من الطبيعـي أن جتـد نفسـها علـى مـدى كانت اللغة العربية لغة حية، عندما

التطـور، وهلـذا نة ا لسـ عـ بت دةدحـ ها املتأبنائ يب حاجاتلعما ي ،العصور يف حالة حبث دائموهلـذا قـام أهـل الفكـر بتـثمري ، واجلماعة على السـواء ،كانت اللغة موروثا ميلكه الفرد

مبا يعود باخلري والنفع، والوقـوف علـى مـا ميكـن ،وتوظيفه يف جماله الطبيعي ،خمزونه اللغوي .اللغة املستمر وتطور تجدات احلياةسبفعل م ،أو ضمور ،أن يكون قد حلق به من نقص

بل هي أداة تنقل األفكار واملشـاعر بـني البشـر وهـي ، واللغة ليست هدفا حبد ذاته

ـت اللغـة بـدور الوسـيط أداة التفكري ورمزه، وه أداة اتصال وحاملة للمعلومات فقـد قاماالجتماعي وجنحت يف حتقيق االتصال والتواصل بني النـاس وكـان أكثـرهم قـدرة علـى

ـف التأثري يف نفوس سامعيه، فمن ميتلك مهارة الكالم يستعمل لغته مبرونـة وطواعيـة يف خمتلااالت، فقد كانت الفعالية االجتماعية تـرتبط بالبالغـة، وهـذه مل تكـن حتتـاج إىل أي أساس مادي، بل تشترط قواعد تعبرييـة إبالغيـة جيـدة عنـد املـتكلم بـني املـؤثرين يف

.1جمتمعه ـت متواصـلة إىل يومنـا هـذا، و ت الـيت ال الدراسا لقد حظيت مبجموعة من زالأواغـة لل ارسني هي إعطاء مفهومل معضلة واجهت الدمـن األمـور الطبيعيـة املألوفـة ،كو

فمـن املفـروض أـا ال ر على اختالف مجيـع أجناسـهم عفويـا، اليت ميارسها مجيع البشـت الل ن أنتبـي الدراسـات و غري أننا مع تقـدم الزمـان تتطلب جهدا وال تفكريا، غـة ليس

ة لالنشـغال ـا و هو ما دفـع حقـوال عـد هرة بسيطة بل يتطلب فهمها فهما صحيحا،ظاكذا العلـوم اإلنسـانية كعلـم الـنفس اللغـوي و علـم كالفلسفة املعاصرة واللسانيات، و

.2يفا بسيطا قبل احلديث عن مزاياهاو عليه ارتأينا منحها تعر ،االجتماع

لبنان، بريوت، –اإلشارات والتنبيهات يف علم البالغة، دار الكتب العلمية –) 723ت (اجلرجاين د ركن الدين بن حمم 1

15-14، ص1ط -ه1423م ،2002 .160م، ص1983ه، 1403، بريوت،1األندلس، طدار أمحد عبد الرمحن محاد، عوامل التطور اللغوي، 2

Page 11: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

اتمعتطورها يف عالقة اللغة بالزمن وأثر مدخل

3

ا أو وغـ ل" : أصـلها ةغـ الل الصـوت، : " اغـ الل"أي قال باطال و " واغلغا يلغو ل" :غة منفالل .1" يغل

ا اصطالحا، أمفقد تعدغة نورد منهاعريفات للدت الت:

.2"ر ا كل قوم عن أغراضهم غة أصوات يعبالل" ­

و لكـل للغة ألفاظ يعبر ا عـن املسـميات، و عـن املعـاين املـراد إفهامهـا، ا" ­ .3"أمةلغتهم

4"..صال بعضهم ببعض اس يف االتها النغة نظام عريف لرموز صوتية يستغلالل" ­

ن مـن رمـوز اعتباطيـة متطوقـة، لها نسق يتكـو و ميثة مكتسبة،هنيغة قدرة ذالل" ­ .5" يتواصل ا أفراد جممتع ما

ة، ة باإلنسـان دون غـريه مـن الكائنـات احليـ ة خاصة عضويغة ظاهرة فكريالل" ­فإذن هي صفة مميزة للن6"وع البشري.

و هـذا التعـدد -و هنا سنقف وقفة تأمل مع هذه املفـاهيم و الـيت بـالرغم مـن تعـددها ق علـى انتباهنا مسـألة كوـا تتعلـ ه قد لفت أن إال -غةد وظائف اللتعد يستدعي بالضرورة

ام باإلنسان، و هذا ما جيالدوة، نا للحرة إنسـانيـك مـن ديث عن كون اللغـة خاصـي و ذلخالل عدتنة إشارات تضمها التابقة كالقول بأنعريفات الس : ü هو اإلهلام ؛غةبالل املراد.

ü يستغلها النصالاس يف االت.

ü ا تمعرموز منطوقة يتواصلأفراد ا.

ü ظاهرة إنسانية مميوع البشريزة للن.

.254، ص 1990، 4أمحد عطار، دار العلم للماليني لبنان، ط: اجلوهري، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، ، تح1 .17، ص 1952، 1لبنان، ج.بريوت ,أبو الفتح عثمان بن جين، اخلصائص ، دار الكتب العريب 2 .24، ص 1978، 1األحكام، دار الفكر،القاهرة ،مصر،جابن حزم، اإلحكام يف أصول 3

.36، ص 1994عادل خلف، اللغة و البحث اللغوي، مكتبة اآلداب، بريوت، لبنان، 4 .11، ص 1969، 25لغة الشاعر، جملة جممع اللغة العربية بالقاهرة، مصر، العدد أباظة عزيز،5 .14، ص1990ق، سوريا، حسن ظاظا، مدخل إىل معرفة اللغة، دار القلم دمش6

Page 12: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

اتمعتطورها يف عالقة اللغة بالزمن وأثر مدخل

4

سـتخالفه يف وا ،غة منذ عصور بعيـدة تعـود إىل نشـأته فاإلنسان كما هو معروف عرف الل .1" خلق اإلنسان علمه البيان" : قال املوىل جل يف عاله األرض،

ه علـى التواصـل مـع ، و سـاعدت املخلوقـات غة يف متييز اإلنسان عن باقي و لقد سامهت الللـوق، ه كمخسه، و قدرة اإلنسان على استخدام اللغة وطيـدة العالقـة مـع عظمتـ نبين ج

من أعظم م فاللغة تعداها لكاتوجل اليت منحنا إي اهللا عز. دد سـاع شـت وى أحـدمها البـد أن ي الن، وحني يقصأمان ال ينفتو"فاللغة و اإلنسان إذا؛

.2"اآلخر، و العكس صحيح

يف ل الفـرد زداد توغـ جتماعيـة، فكلمـا ا بغة االبغ الفرد بالصوسيلة لص"كما أن اللغة ـت اللغـة دور وضدت عتوطجمتمعه و ا، لـيس يف حياتـه ا متزايـد يته فيـه، كلمـا لعباالجتماعية فحسب ،بل يف سلوكه و إحاسه، و س3"صيتفكريه الشخ.

الشخصي، جيب أن ال نغفل عـن مسـألة مهمـة وهـي أن التفكريوحني نتحدث عن مسألة سـتعمال بعـد هـذا اال ؛اإلنسان كائن مفكر، ويف تفكريه يستعمل اللغـة، و يتواصـل "

. 4"املعاين التفكري ليصل إىل التعبري، فاللغة بذلك وسيلة للتفاهم ونقلفـنحن ال نسـتطيع الـتفكري دون كلمـات، "أما احلديث عن اللغة وعالقتها بـالفكر ـب يف برل رتبـ خم يف مدرسته، و العامل يف مفاملعل ه، بـ ي يف مكتفه، و الصـح مانـ ه، و النائ

رون عن أفكارمجيع هؤالء يعب5" ة هم باللغ. وهي بـذلك تتخـذ صـبغة جتريديـة إن تعمـل ، فاللغة أداة التحصيل املعريف اإلنساين

تـنظم عالقـة اإلنسـان باملفـاهيم رد الواقع على شكل رموزجا لتكوين األفكار اليت توسيطفكـثري مـن ، املعرفية، فتقضي ذه الرموز املكونة من األحرف إىل أداة أمثل ملهمـة االتصـال

ـك الناس ال ميلكون مقدرة التعبري عن انفعاالم باللغة، ف الشاعر هـو الـذي يفعـل ألنـه ميتل

3-2سورة الرمحن، اآلية 1 .59، ص1985دار الفىت العريب، بريوت، لبنان، طلغتنا، عفيف مشقية، 2 .03، ص1959، 1متام حسان، دار إحياء الكتب العربية، بريوت، ط: لويس، اللغة يف اتمع، تر.م.م 3 04ص ، دط،1985املعرفة اجلامعية دار اللغة و الفكر، العالقة بني ،ن محادأبو عبد الرمح 4 .10ص، 2ط,1981،لبنان ,بريوت ,الكتاب اللبناين دارأنيس فرحية، نظريات يف اللغة، 5

Page 13: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

اتمعتطورها يف عالقة اللغة بالزمن وأثر مدخل

5

ناصية اللغة، بصورة أفضل من غريه، وهكـذا فـإن املعرفـة اللغويـة والتـ لغلغ مقهـا يف ع ؛هاوأسرار

يف عملية التكيف مع الواقع، وليست مقدرة الفرد علـى التواصـل مـع احليـاة وسيلة أساسيةحصـيلته اللغويـة، ألن رؤيـة والتفاعل مع اآلخرين على مدى قدرتـه اللغويـة، أو حبجـم

ـك مـن خـالل املشـاعر اإلنسـانية مشهد مثري ما تبعث على االنفعال اإلنساين عموما، وذل، فاملعرفة اللغوية بصورة من الصور هـي أسـاس التطـور اإلنسـاين .املشتركة بني بين البشر

ى الـرغم مـن علـ ، سـتمرار واللغة العربية من أشد اللغات اإلنسانية قدرة على التجـدد واالالعوائق املتعددة اليت باتت رتعتضها وتمهازاح ، ـك فهـي دائمـة احلي ضـور يـة واحل ورغم ذلتمع الدويلفقد ا، والتجددـث بلـغ ، إذ أصبحت لغـة رمسيـة ،حتلت مكانة مرموقة يف ا حيعدد ميها تكلم"ني ومخسنيائتمـ مـا ونلي شـخص مـتكلم" ، العلمـاء اللغـة إذ يشـبه

ري وتـتغ ،إـا تتطـور ذلك ف، لـ نة متكلميهالسة بالكائن احلي، ألا حتىي على أاإلنسانية العربيل الزمنبفع ثملما يتوتطوره ومنوه ،الكائن احلي، وهي ختضع ملا خيضع له يف نشأته طور.

كياـا منـه، وهـي فاللغة ظاهرة اجتماعية ألا حتىي يف أحضان اتمـع، وتسـتمد

جتماعيـة فمثلـها مثـل ومبا أـا ظـاهرة ا ،وتنحط باحنطاطه ،تتطور بتطوره، وترقى برقيةا الظواهر االجتماعية األخرى عـف عناصـرها مـن أصـوا رضـة للتطـور املطـرد يف خمتل

،وهذا التطـور خيضـع يف سـريه لقـوانني حيويـة وجربيـة ثابتـة ، ودالالا 1،وقواعدهاـف عملـها عامل، إد الحة املوواض ر يـ غرعة التجهـا فسـ غـري نتائ أو ي ،يستطيع أحد أن يوقونتائآخرجه ختتلف من زمن ل ،آخر من جوانب اللغةومن جانب ل ، نتـهت إليـه فهـذا مـا ا

.2الدراسات اللغوية احلديثة

ـب التطـور اللغـوي، وميدانـه الكلمـات ومعاينـها والتطور الداليل هو أحد جوانـف فاللغـة وسـيلة ، الفمعاين الكلمات ال تستقر على حال، بل هي يف تغـري مسـتمر يتوق .اإلنسان إىل الفهم واإلفهام، وإىل اإلبالغ والتبليغ، والبيان والتبيني

5، د ط ،ص1983رمضان عبد التواب، التطور اللغوي مظاهره وعلله وتطوره وقوانينه، القاهرة، 1 .املصدر نفسه 2

Page 14: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

اتمعتطورها يف عالقة اللغة بالزمن وأثر مدخل

6

،هـا الدالليـة واضـيع اللغـة ومباحث ممن خالل تنـاوهلم ل ؤى العلماءر ختلفتقد او ـب فيه،ومنـهم مـن ا ، القـرآن فمنهم من كتب عن ااز وداللته يف هـتم ويف معـاين الغري

ـب رهتمـوا بت كمـا ا ، بإنتاج املعاجم سواء كانت معاجم املعاين أو األلفاظ منـط تيبـها حس .1معني

يف حبـوثهم علـى دراسـة األلفـاظ وداللتـها، ،وأهل الداللة ،لقد لقي علماء اللغة يف ألفـاظ حمـددة ،وخـواطرهم ،تـأمالم وا أن يصـيبوا حني حـاول ةواملشق ،بعض العناءفصالوا وجالوا بني اجلزئي والكلي، واملفهوم وغري املفهـوم مـن الكلمـات، فعقـدوا ، للداللة ة، فقصـرت داللـة فهم اللغـ عسـ مل ت مـن األحيـان ريف يف كثريوال يف التعالط-الفصولبعضـ اون العرب، هلذا متنـوا لـو ها عما جيول يف أذهان اللغويصطنعوا الر هم مـوز يف حبـوثحـول حـدود ،وجـدل يتجنبوا الوقـوع يف نقـاش ل ،الشائعة املألوفة من تلك األلفاظ بدال

.كلمة من الكلمات، أو داللة لفظ من األلفاظ

فرداـا، وصـيغها وم ،وهذا ألن اللغة تتطور تطـورا دائمـا مسـتمرا يف أصـواا . أصبح مؤكدا من خالل الدراسات اللغوية التارخيية نهوتراكيبها، حيث إ

واللغة يف تطورها تسري على أسس ومبـادئ ال مكـان فيهـا للحريـة الفرديـة املطلقـة يف ة ألن تـتغري الكالم، لذا مل تثبت داللة األلفاظ على حال واحـدة، بـل كـل لفظـة معرضـ

غـري مقصـور علـى مرحلـة مـن وهذا التغري الـداليل ، أو قصري ى طويلداللتها على مدوإمنـا هـو عـام دائـم ال ، وال على مستوى لغوي دون آخر، مراحل حياة اللغة دون أخرى

ينقطع إال مبوت اللغة، ألنه خاضع لقوانينها، وتعـد اللغـة مـن أهـم اللغـات احليـة الـيت يف دالالت ألفاظها، وقد تنبه اللغويـون منـذ القـدم علـى التطـور ،تعرضت لظاهرة التغري

الداليل، وتغريات املعىن اليت تعتري ألفاظ اللغيـل ها الطوة عرب تارخي ين ، ومـن اللغـويني الـذ" الزينـة "وكـذا كتـاب ، "الصاحيب يف فقـه اللغـة "مثلوا ذلك وبينوه، ابن فارس يف كتابه

ـت بالـدالالت اجلديـدة فضال عن تفاسري القـرآن الـيت ع ،)ه322ت(أليب حامت الرازي نيازية ،ألفاظ بعد اإلسالمللـا تتمتـع بقـدر ؛واحلقيقيةأسواء األلفاظ األن اللغة يف حـد ذا

13، ص2006سكندرية ،طاملكتب اجلامعي احلديث، اال –وتطبيق نظرية –علم الداللة -نور اهلدى لوشن 1

Page 15: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

اتمعتطورها يف عالقة اللغة بالزمن وأثر مدخل

7

، 1نتيجة ارتباطها بالقرآن الكرمي، والسـماع وحماكـاة العـرب يف كالمهـم ،كبري من الثبات ،كما أا تتغري يف أسلوا

ـك ال ،فأحيانا تنتقل من أسلوب حقيقي إىل أسلوب جمازي األلفـاظ اجلديـدة سـتخراج وذل ـ اليت حتاكي مفاهيم كل عصر، فهكذا جند املظـاهر الـيت تعمـل علـى نـا أل. و اللغـة م

هـا عوامل اللغوية الـيت تعمـل علـى ثرائ موجودة يف مجيع اللغات، حيث تقاس قوة لغة ما بالاألضـداد ي، املشـترك اللفظـ جنـد غري ومـن هـذه املظـاهر املت عا للوضها ومسايروتطور .2والترادف

علـم ب همواملعىن عـن طريـق مـا سـ وتغريات ،وقد حبث احملدثون يف التطور الداليل

وهـذا مـا مسـوه بالتأصـيل ، ىن بدراسة تغري املعـىن عـرب الـزمن عي ،الداللة التارخيي الذي .الداليل

ختصـيص الداللـة وتعميمهـا ؛هـا نحيث ذكروا مظاهر للتطور الداليل وتغري املعىن، فمن بي، .ونقل الداللة من اال احلسي إىل اال املعنوي ،ورقي الداللة واحنطاطها

ـك باهتمـامهم جبـانبني األول تـنظريي اللغويون يتتبعون التغري الداليل لأللفـاظ وذلبحـراين لل ،رح مقدمـة تغـريات املعـىن ظريي يظهر من خالل شفاجلانب التن، واآلخر تطبيقي

ضوغريها مـن احملـاوالت الـيت تعـر ، ستعارةهما للحقيقة وااز، واالي من خالل حبثئوواخل .هلا الباحثون يف معظم مواضع تغري املعىن

وهـذا يـؤدي إىل ،ختالف داللة األلفاظ مقتـرن مبرونـة اللغـة وطواعيتـها فتغري املعىن وا

ااالتستخدامها يف ما مرتبطة با، ختلف الفألالـيت تتحقـق مـن خـالل ،جتماعيةعالية االإ يةاليت تشترط قوالب تعبري ،ها بالبالغةقتراناب الغيـة ج ـ يـدة عليصـنف بـني 3د املـتكلم ن ،

املؤثرين يف جمتمعه، ألن البالغة هي مفاملرتبـة الـدنيا مـن الكـالم ، هارتقي علوم اللغة وأشرفاحملددة، مث تـدرج حـىت تصـل إىل الكلمـة الفصـيحة هي اليت تبدأ بألفاظ تدل على معانيها

.، حدد مركزه يف اتمعهلغت لمتلك املتكموالعبارة البليغة، وإذ ا

11-10، ص5، ط1984إبراهيم أنيس، داللة األلفاظ، مكتبة األجنلو املصرية سنة 1 122صاحل بلعيد، فقه اللغة العربية، دار هومة ،بوزريعة، د ط ، دس،ص 2 9، 7، ص1998سنة ن 5أمحد خمتار عمر، علم الداللة ،دار علم الكتب ،القاهرة ،ط 3

Page 16: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

اتمعتطورها يف عالقة اللغة بالزمن وأثر مدخل

8

ـك إذا . فهي متثل الفكر كله، فاللغة إذا كانت وسيلة للتعبري عن الفكر ـب بعـد ذل فـال عجي نتيجةحتققت أسباب التطور والرق العناية ا.

ـك فإذا ـف ذل مـن خـالل ،حاولنا الوقوف على عالقة البالغة بالداللـة فإننـا نستشـك ءا لكل شـي مسا جامعا ؛وأقسامها مبا فيها البيان الذي يعترب ،عناصرها ـف ل القنـاع كش

هـام فت األغـ لفبـأي شـيء ب ،عن املعىن، ألن مدار األمر والغاية إمنا هو الفهـم واإلفهـام وأوضت عنح فذلك هو البيان يف ذلك املوضوع، ىناملع.

حال نتقاء الكلمات ومراعاةوهذا يعين ا ـ املعنـه ، لـذلك قيـل إ ىن" :ى قـ لـ عرد يكـون إظهـار لخداملـ ةوحسـن االختصـار ودقـ ، وضوح الداللة وصواب اإلشـارة

.1"انيي هو البفرة على املعىن اخلوالداللة الظاه....املعىنفـي الغمـوض الـداليل وتعـده غلطـا يف هذه النظرة تساير الفكرة القدمية اليت تنوإذا كانت

اللغة، ودعت مرارا إىل حذفه، لكن يف كثري من االسـتعماالت يكـون الغمـوض سـرا مـن 2أسرار املعىن وروحا من روح البيان

ون مرتبطـة مبقـاييس سـتعمال وتكـ صر البالغية كثرية تـربز مـن خـالل اال فالعنا .ةوختدم الداللة املرج وقرائن

له نتناوة وهـذا مـا سـ ستعارة، والكنايـ التشبيه وااز واال، ومن هذه العناصر البيانية .ما خيص ااز وتطوره الداليل يف الفصول القادمة يف

251انظر، كتاب اإليضاح يف علوم البالغة للقزويين، ص 1 64-63، د ط ،ص 2006نور اهلدى لوشن، علم الداللة، دراسة وتطبيق، املكتب اجلامعي احلديث االسكندرية، 2

Page 17: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الـفـــصـــل األول

خصائص المجاز عند علماء البالغة

Page 18: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

10

:متهيد

وتغـريات ،وثيقـة الصـلة بتطـور مـدلوالت األلفـاظ الإن حبث ااز من القضايا

تخدام سـ مـن اال ع إن معظم مظاهر التطـور الـداليل تنبـ ، املعىن، وال نكون مبالغني إذا قلناازي لألفاظلا ،هلذا صار لزامـاز ،أن تتطـرق لقضـية احلقيقـة ،راسة دالليةا على أي دوا

فقضية ااز من املوضوعات الشـائكة الـيت مل ينفـرد ببحثهـا اللغويـون . يف خمتلف األلفاظ ،املفسـرون ا تعـاوره األصـوليون و غيون بصفة خاصة، وإمنا كانت معتركـ بصفة عامة والبال

.1وزعماء الطوائف ،واملتكلمون وأرباب العقائد وامللل وقلما جند كتابا لكل من هؤالء مل يشغل هذا املوضوع حـ يزـث ا فيـه، ولس نا يف هـذا املبح

وحسـبنا هنـا أن نتنـاول املوضـوع ، بصدد احلديث عن اآلراء املختلفة حول هذا املوضوعبالقدر الذي يـاز يف تطـور دالالت األلفـاظ ا إسكانهنا على عينملفهوم، ويوقفنا على أثـر ا،

.هأما غري ذلك فيمكن التوفر عليه يف مظان

251، ص3،ط1998ويين، اخلطيب جالل الدين، اإليضاح يف علوم البالغة، دار إحياء العلوم ، بريوت، زالق 1

Page 19: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

11

ماهية ااز و أهم خصائصه: املبحث األول

:التعريف اللغوي للمجاز ؛" ج و ز"ااز من مادة جاء يف لسان العرب

جزت الطريقـ ، وجازاملوضع جـ وازا وجؤـ وزا وجزااو، ـ ومجـ ازا وجـ بـ ازه وجاوه زوأجازه، وأجاز غيـ ره وجـ ؛ازكلسـار فيـه وسـ ،هوأجـ طفـه وق خل ؛هازعـ هوأج ،ه از .1عضوامل ةوااز واازأنفذه،

ا وجمـاز وازاا كعقـود وجـ وزؤوجـ "بـالفتح " زاووالطريق ج جاز املوضع: "وعند الزبيديبفتحهما وجاز به وجاوز جوا بالكسر سار فيه وسلكه، جتوز يف كالمهاز:

از وهو يجاوأي تكلم باز موال ،ضوعه الذي وضع لـه وـ مجالطريـق إذا قطـع ازمن أحد جانبيه إىل اآلخر كاف ة، ويقولون جعلاز ـك األمـر م أي هتـ ا إىل حاجازجـ الن ذل

.الكسوما طريقوقيل أيضا أن ااز مشتق من الفعـل جـاز، والفعـل املضـارع جيـوز أي يتعـدى

ويستعمل هذه الكلمة عند البالغيني يف غري معناها احلقيقي لعالقـة مـع قرينـة مانعـة مـن .2إرادة املعىن احلقيقي

.فااز هو االنتقال والتخطي من موضع إىل موضع آخر

:للمجازالتعريف االصطالحي ،والنصـوص اللغويـة ،ااز هو أكثـر املصـطلحات تـداوال يف القضـايا البالغيـة .واألدبية

326ص 5، مادة جوز ،1حممد بن مكرم ،لسان العرب ،دار صادر ،دت، ط مجال الدين:ابن منظور 1 75، ص15، د ت، ،1موعة من احملققني ،ما جتوز دار اهلداية ،طدي، تاج العروس الزبي 2

Page 20: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

12

علـى وجـه االصـطالح واالتفـاق إىل ،نقل اللفظ من املعىن املألوف الدال عليه :هوفااز .معان جديدة، وكيـد التو تسـاع اال: إمنا يقع ااز ويعدل إليه عن احلقيقـة ملعـان ثالثـة وهـي :"وقيل والتشبيه" ـس "لـق كلمـة قد نط: مثاليعد كل ألوان البالغة من ااز ف "ةبتيبن قا "أما ـب " مش يف تركي

.قاحل سمش رتهظ :نريد ا الوضوح كقولنامعني وقد

وغريهـا مـن االسـتعماالت ،فاطمـة كالشـمس :وقد نطلقها على الوجه احلسن كقولنـا ازلداللة على الصور لا1ختلفةة املي.

كـل :"إىل اـاز وعرفـه فقـال "أسرار البالغـة "يف كتابه "ر اجلرجاينعبد القاه"لقد أشار ا ما وقعت له يف و كلمة أريدواضع عض، ا ال وقوعمدستني يه إىل غفهري"

وأما ااز فهو ما أريـد بـه غـري املوضـوع :فقال" املثل السائر"كتابه يف ريبن األثاوذكره "له يف أصل اللغة، وهو مأخوذ من جاز من هذا املوضع إىل هذا املوضع إذا ختطاه إليه

اـاز مفـرد " :يف كتابه التلخيص عن ااز، فقال معرفا إيـاه بقولـه القزويينوحتدث أيضا ـب فهو الكلمة املستعملة يف غري مـا وضـعت ،ومركب أما املفرد لـه يف اصـطالح التخاط

على وجه يصح مع قرينة عدم إرادته، فالبد من العالقة ليخرطلج الغ والكن2"ةاي. اـاز جمتمعـا مـع االسـتعارة " الصـناعيني "يف كتابـه أبو هالل العسكريذكر و

:وعرفه فقال، واعترب ابن رشيق أن ااز رأس البالغة"العرب كثريا ما تستعلم ازا، وتعده من م فـاخـ ر كالما، فإنـه دليـل ه الفصـاحةورأس ،

"ر اللغاتها عن سائتغل توبه بان ةالبالغ ا يف القلـوب عـ قمو سـن وأح احلقيقـة مـن أبلـغ ،الممن الك وااز يف كثري" :وقال أيضا

ماعواألس" هـو الكلمـة ازاـ :فقـال معرفـا "نفحات األزهـار "يف كتابه "يلسالناب "عنهاوتكلم -

صطالح التخاطباملستعملة يف غري ما وضعت له يف ا، على وجـه ـ يص عـدم ح مـع قرينـة

67،املكتب اجلامعي احلديث ص) دراسة وتطبيق(نور اهلدى لوشن،علم الداللة 1 637، ص1996-1417، 2م البالغة، دار الكتب العلمية، بريوت،لبنان، طإنعام فوال عكاوي، املعجم املفصل يف علو 2

Page 21: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

13

ها لمعتسـ إذا ا "ةكالصـال "ا،هعستعملها أهـل وضـ صطالح التخاطب إذا افخرج با ،هرادتإعأهل الشر حقيقةصوصة، فهي يف األركان املخ ذا املعىن عند أهل اللغة امع أ جماز"

)البسيط(من :ومثل ذلك بقوله يف بديعيته ويح الزمان ي قالذد جاز ممتهأك اننه صم عن اأحولاي وعمي احلقيقـة، فـإن زوجـ ااز هو عبـارة عـن ت :"فقال عرف ااز "يوحمابن حجة ال "لكن

يف احلقيقـة يف أصـل ،املراد منه أن يأيت املتكلم بكلمة يستعملها يف غـري مـا وضـعت لـه اـاز عبـارة عـن " :وقـال البـديعيون .املعاين والبيان وأصحاب اللغة، هذا رأي السكاكي

تجاحلقيق زوة، سـم موضـوع املعـىن فإن املراد منه أن يأيت املـتكلم إىل ا، فيـ خصإمـا أن هجيعله مفردا بعد أن كان مركبا، أو غري ذلك من وجوه االخصاصت"

:ومثل كذلك هلذا مبثال من بديعيته بقولهوهامل وى اجلإل جازاننإ ت عمرت أبياتقب هغساب ولب مالنع.

بلـوغ "يف كتابـه " جرمـانوس فرحـات "اللغويون الذين عرفوا اـاز ومن العلماء مـتكلم ة هـذا النـوع، هـو أن يـأيت ال علم أن حقيقا: "فقال عنه" األرب يف علم األدب

".ةاللغ له يف أصل عتضيف غري ما و ةلتعمسم كلمةب :فقال" الطراز"يف كتابه حيي بن محزة العلويوكذا عرفه

ـب لعالقتـه بـني األول ما" أفاد معىن غري مصطلح عليه يف الوضع الذي وقع فيـه التخاط "والثاين ااز مل يقر يف االسـتعماالت علـى أصـل وضـعه يف " :"اخلصائص"يف بن جينابينما قال

يف الرجـل الشـجاع،والبحر يف الكرمي،واحلمـار يف " األسـد "اللغة، من ذلك اسـتعمال تسـاع من اازات املفـردة، وال يعـدل إال ملعـان ثالثـة وهـي اال البليد، إىل غري ذلك .1"والتشبيه والتوكيد

:، وقالواحد ستعارة يف بابأن العسكري مجع ااز مع االغري "االلقستعارة ن العبارة عن موضع اسـ تعمالـ لها يف أصهة، إىل غـري اللغ ـ لغبينمـا " ضر ااز إىل ، الفقيه الشافعي يف كتابه الذي ألفه يف أصول الفقه "الغزايلأبو حامد "قسم

69، د ط، ص1998،مصطفى أمني، البالغة الواضحة ،دار املعرفة، م علي اجلار 1

Page 22: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

14

بـن األثـري أربعة عشر قسما، وتلك التقسيمات ترجع إىل األقسام الثالثة اليت تكلـم عنـها ا .1ةعارتسواال بيهشسع والتوالت" املثل السائر"يف كتابه

مفعـل مـن جـاز :"ي فاـاز عنـده الحطصوي واالاللغ نيينعأما اجلرجاين فقد ربط بني املـف بأنـه جمـاز علـى الشيء جيوزه، إذا تعداه، وإذا عدل باللفظ عما يوجبه أصل اللغة، وص

.2"معىن أم جازوا به موضعه األصلي أو جاز هو مكانه الذي وضع فيه أوالـت لـه يف وضـع وأما ااز فكل كلمة أريـد ـا غـري مـا وق :"ويقول يف موضع آخر ع

.3"ملالحظة بني الثاين واألول، فهي جماز، واضعهامث اعلم بعـد أن يف إطـالق اـاز علـى : "ويف موضع ثالث يوضح شروط وقوع ااز بقوله

اللفظ املنقول عن أصله شرطا، وهو أن يقع نقله على وجـه ال يعـرى معـه مـن مالحظـة ل إنه جماز فيه بسبب بينـه وبـني الـذي جتعلـه األصل، ومعىن املالحظة، أن االسم يقع ملا تقو

.4"حقيقة فيه، مـزار وال عـاج هـو اسـم للمكـان الـذي جيـاز فيـه كامل ، ومن هنا نقول أن ااز إذا

هوأشباهـك لنقـ ،وحقيقته هي االنتقال من مكان إىل مكان، ام ل األلفـاظ مـن فجعـل ذلزيد أسد، فإن زيدا إنسان واألسـد هـو هـذا احليـوان املعـروف :كقولنا.حمل إىل حمل آخر

أي عربنـا مـن هـذه إىل هـذه ، ةيدبالشجاعة ففي هذا املوضع جزنا من اإلنسانية إىل األسـ .لوصلة بينهما وتلك الوصلة هي صفة الشجاعة

، كقـوهلم يف كتـاب كليلـة ودمنـة ، وأحيانا قد يكون العبور لغري وصلة، وذلك هو االتساعقال األسد، وقال الثعلب فإن القول ال وصلة بينه وبـني هـذين حبـال مـن األحـوال وإمنـا

.أجرى عليها اتساعا حمظا ال غريأن هذه التعريفات قد حددت العالقة بني األصـل والفـرع يف العـدول عـن أصـل خالوإ

فهـم منـها عنـد اللغة، ومدار األمر عند اجلرجاين وابن األثري على أن للكلمة معىن وضـعيا ي اإلطالق، فإذا انتقلت الكلمة عن هذا األصل وهو دالالـا اللغويـة إىل معـىن آخـر فهـي

واملعـىن االصـطالحي للمجـاز، فاـاز يف كذلك العالقة بني املعىن اللغوي، و الختفى ،جماز

639-638إنعام فوال عكاري، املعجم املفصل يف علوم البالغة، ص 1 365اجلرجاين عبد القاهر بن عبد الرمحن، أسرار البالغة، ص 2 325املصدر نفسه، ص 3 365أسرار البالغة، ص 4

Page 23: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

15

واالنتقال من موضع إىل موضع آخـر، وكـذلك تتخطـى الكلمـة ،اللغة حيمل معىن التخطي ؛ا احلقيقي وتنتقل من معىن إىل آخر، وهذا االنتقـال تطـور يف داللـة اللفـظ يتضـمن معناهلغوياا منو .نتقال شروطوهلذا اال تالبد مـن عالقـة بـني املعـىن احلقيقـي األصـل ده إذح،

.واملعىن اازي الفرعاملقصـود كما البد من شيء يدل على أن املعىن احلقيقي غري مراد،وأن املعـىن اـازي هـو

.وقد تكون مقالية ،وهو ما يعرف بالقرينة اليت قد تكون حاليةولو عرى الكالم من دليل يوضح احلال مل يقع عليه حبـر، ملـا فيـه مـن " :ابن جينإذ يقول التعجريضاحمن غري إ يف املقال ف 1"يانوال ب.

رالق كما أن وجودينة يرخج ااز من دائرة وعلـى هـذا ميكـن القـول أن ، بالكذ :للمجاز أربعة أركان

.وهو األصل) املنقول منه(املعىن احلقيقي / 1 .وهو الفرع) املنقول إليه(املعىن اازي /2 .القرينة املانعة من إرادة املعىن احلقيقي/ 3 "اجلرجـاين عبـد القـاهر "ماه وهي مـا سـ ، واملعىن اازي؛العالقة بني املعىن احلقيقي/ 4 .2"السبب"

444ص/2،اخلصائص ، ابن جين 1 366اجلرجاين عبد القاهر، أسرار البالغة، ص 2

Page 24: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

16

:مفهوم احلقيقة: املبحث الثاين :لغة/1

قـاق وح ه حقـوق ومجعـ لالباطـ حق نقيضال "ق ق ح"جاء يف لسان العرب مادة .لأي غري باط، "قاح اققح كبيل"ة يبلويف حديث الت ،دىن عائناء أدوليس له ب

.1تبا وثصار حقحق األمر حيق حقا وحقوقا أما الزباحل:دي فيقول يهـو املوجـود ابـن األثـري ومن صفاته حيث قال اهللا تعاىلمن أمساء ق .وجوده وإالهيته قحقاملت حقيقة

ه علـى انـ رودكمطابقة رجل البـاب يف حقـه ل ،املطابقة واملوافقة: أصل احلق :قال الراغب2ستقامةاال.

، لكلمـة احلقيقـة إذا وجب على هذا يـدور املعـىن اللغـوي ،حق الشيء احلقيقة من قولناحول معاين الثبات قوالوجوب واملواف ،قوالصدة، واقعلواملطابقة ل .

: اصطالحا -2احلقيقـة : ابـن جـين حيث يقـول ،قيقةصطالحي للحواال ،فهناك رابط بني التعريف اللغوي

ما أقر يف االستعمال على أصل وضعه يف اللغ3ة . .4" هعضوالكالم املوضوع م: "هي ابن فارسوعند

ويبدو التعريف أكثر قةد عبـد القـاهر اجلرجـاين ب احلقيقـة عنـد وميس ل، اوحتديد ـت لـه يف و رأ فكل كلمة:" اجلرجاينحيث يقول ،وضياء الدين بن األثري ع ضـ يد ا ما وقع

49، ص10، مادة حقق ،ج1دار صادر، د ت، ط -لسان العرب -ابن منظور 1 166، د ب، ص1، دار اهلداية، ط25مادة حقق، ج - تاج العروس -الزبيدي 2 444حممد علي النجار، د ط عامل الكتب، بريوت، د ت ،ص:ف -اخلصائص –ابن جين 3 321صبية ط ، دار إحياء الكتب العرد ،أمحد صقر الصاحيب يف فقه اللغة وسنن العرب يف كالمها ،حتقيق_ابن فارس 4

Page 25: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

17

هـي اللفـظ الـدال :ويقول ابن األثـري 1"إىل غريه، فهي حقيقة واضع، وقوعا ال تستند فيه2ه األصليعلى موضوع.

احلقيقـة هـي الكلمـة املسـتعملة : " "مفتاح العلوم"يف كتابه السكاكيكما عرفها يف اهليكـل سـتعمال األسـد كا ،فيما هي موضوعة لـه مـن غـري تأويـل يف الوضـع ."املخصوص فلفظ األسد موضوع له بالتحقيق وال تأويل فيه

ولك أن تقول احلقيقة هي الكلمـة املسـتعملة فيمـا تـدل عليـه بنفسـها : " مث قال يف كتابـه "القـزويين "وعرفهـا " داللة ظاهرة كاسـتعمال األسـد يف اهليكـل املخصـوص

صـطالح يف ا هلـ عتضـ ستعملة فيمـا و احلقيقة هي الكلمة امل: "، فقال"التلخيص واإليضاح" .3"التخاطبيف أصـل اللفـظ سـتعمال كما يتجلى من التعريفات يطلق علـى ا مصطلح احلقيقةو :أقسام احلقيقة إىل عدة سموق الوضعمصـطلح عليهـا يف اللغة، وذلك علـى معـان عها واضوهي ما وضع :احلقيقة اللغوية: أوال .والشمس والكتاب القلم كألفاظ ة،عواضتلك املوضـعها ملعـىن غـري مـا ،عهة الشرمن ج ا فادتسهي اللفظية اليت ي: احلقيقة الشرعية: ثانيا

"السـكاكي "،الغـي ومن الذين ذكـروا هـذا الفـن الب ،كانت تدل عليه يف األصل اللغوياإليضـاح "والقـزويين يف كتابـه " الطـراز "يف مفتاح العلوم، وحيي بن محـزة العلـوي يف

".املطول"يف كتابه ، والتفتازاين"سـتعمال ف االرعـ ه بغـوي إىل غـري ا اللماهسـ هي اليت نقلت من م: احلقيقة العرفية: ثالثا

فاحلقيقـة العامـة كاسـتعمال لفـظ ، ستعمال قد يكون عاما وقد يكـون خاصـا وذلك االاصـطالح حركـات : قيقـة اصـطالحية مثـل الدابة لذوات األربع واخلاصـة وتسـمى ح هـي أصـل كـل ؛جاة، وعلى هذا فاحلقيقـة اللغويـة اإلعراب من نصب ورفع وجر عند الن

، هذه األقسام

324، ص1979-1399، 2،مكتبة املتنيب القاهرة ،ط اجلرجاين عبد القاهر بن عبد الرمحن، أسرار البالغة، تعليق ،ه رثري 1ابن األثري ،ضياء نصر الدين بن حممد ،املثل السائر، حتقيق حممد حمي الدين عبد احلميد،د ط،املكتبة العصرية ،بريوت، 2

74ص/ 1، ج1995، 1998، دار إحياء العلوم، بريوت، 3،اخلطيب جالل الدين حممد بن سعد الدين، اإليضاح يف علوم البالغة، ط القزويين 3 255ص

Page 26: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

18

. 1اللغــة والعــرف لــها عــننق والشــرع ،فــالعرف نقلــها عــن اللغــة إىل العــرف

املعىن احلقيقي واملعىن اازي العالقة بني : املبحث الثالث

يبني السكاكي يف العالقة بني احلقيقة واـاز، أن احلقيقـة اللغويـة تعـرف بالكلمـة من غري تأويـل يف الوضـع،وذكر هـذا ليحتـرز بـه عـن ،املستعملة فيما هي موضوعة له

ها لكـن ال نسـمي ،االستعارة ففي االستعارة تعد الكلمة مستعملة فيما هـي موضـوعة لـه .ويلالتأ من على ضرب هل تعارسوى املعناء دب، لا لغويابل نسميها جماز ،حقيقة

مث عرف ااز اللغوي بالكلمة املستعملة يف غري مـا هـي موضـوعة لـه بـالتحقيق .مع قرينة مانعة عن إرادة معناها، استعماال يف الغري بالنسبة إىل نوع حقيقتها

لـه يف اصـطالح بـه تعضـ الكلمـة املسـتعملة فيمـا و ؛احلقيقةن فيما أننا قلنا إ احتراز عما مل يسـتعمل، ألن الكلمـة قبـل االسـتعمال ال " املستعملة "التخاطب، فإن ذكر

:تسمى حقيقة والقول فيما وضعت له، احتراز على شيئني خـذ هـذا الكتـاب : "كمـا لـو قلنـا ، ما استعملت يف غري ما وضعت له خطـأ :أحدمها

".خذ هذا الفرس"،مشريا إىل كتاب بني يديك فأخطأت وقلت "صـطالح بـه مل فيمـا مل يكـن موضـوعا لـه يف ا عتسي ااز وهو ما امسأحد ق: والثاين

.الشجاع ليف الرج" األسد"كلفظة ، التخاطب، وال يف غريهـب ليعـرف الشـر " اصطالح به التخاطب"ويف ع يف كلفظ الصالة يسـتعمله املخاطوقولنـا علـى وجـه يصـح ؛ . و الوضع تعيني اللفظ للداللة على معىن بنفسه ، الدعاء جمازا

.احترازا عن الغلط و اخلطأ يف معناه :2كما سبق وذكرنا أن النوع األول من ااز مفرد والثاين مركب ومها خمتلفان

، دار الكتب العلمية، بريوت، 1عبد احلميد هنداوي ،ط: السكاكي أبو يعقوب يوسف بن حممد، مفتاح العلوم، حتقيق 1 468م، ص2000، 1420

، اإليضاح يف علوم البالغة ،املعاين والبيان والبديع ،دار الكتب العلمية ،بريوت، بو عبد اهللاجالل الدين أ اخلطيب القزويين 2 320-272لبنان، د ت، د ط ، ص

Page 27: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

19

تكـون عامـة أو خاصـة، ألن أما احلقيقة فإا أنواع منها اللغوية والشرعية والعرفيـة وقـد

واضعها إن كان واضع اللغة فلغوية وإنا كـان الشـارع فشـرعية وإال فعرفيـة، والعرفيـة إن " وحنوية وإال بقيت مطلقـة ؛ مثـال اللغويـة لفـظ ، تعني صاحبها نسبت إليه، كقولنا كالمية

شـرعية لفـظ ، ومثـال ال املخصـوص يف السـبع اللغـة فرعخاطب بستعمله املا اإذ" أسد .وصةصخة املع يف العبادالشر فرعستعمله املخاطب بإذا ا" صالة"

.إذا استعمله املخاطب بالعرف العام" دابة"ومثال العرفية العامة لفظ سـتعمله إذا ا: ويمثـال اللغـ ، يفروعـ ، شـرعي لغـوي و وكذلك ااز املفـرد،

إذا ، ومثـال الشـرعي لفـظ اجلاللـة صـالة ، املخاطب بعرف اللغة، يف الرجل الشـجاع سـتعمله إذا ا" لعـ ف" ومثال العريف اخلـاص لفـظ .استعمله املخاطب بعرف الشرع يف الدعاء

ـب إذا ا" ةالدابـ "ي العام لفـظ فرومثال الع، ثف النحو يف احلدرخاطب بعامل سـتعمله املخاطة إما فسان واحلقيقرف العام يف اإلنبالععيل مبعىن مـك فع أي ، ءالشـي تققـ ح: ول مـن قولقأحإذ أثه ،بأو ف.هت،يل مبعىن فعل من قولكاع: حق ـ الشـيء يحـت أي الثابتـة يف ق ، إذا أثبت

.موضعها األصلي از من جاز املكان يواجوزه إذا تعداه ، ـ وجوإذا عدل باللفظ عمـا يه أصـل اللغـة ب

جاز هـو مكانـه الـذي وضـع ، أوه األصليعضوم هوا بجماز على معىن أم جازوصف بأنه .1فيه أوالأن داللة األلفاظ على معانيهـا ال حتتـاج إىل الوضـع بـل بـني عباد الصيمريرأى

.اللفظ واملعىن مناسبه طبيعية تقتضي داللة كل لفظ على معناه لذاته قفذهب كثري من العلماء إىل فساد هذا الرأي الت ـ لـ نـع نق تضـائه أن ميوجعلـه ، ازه إىل اعلما ووضعه للمتضادكاجل؛ نيون لألسود واألبيض، والناهطل للعشان والريان.

فإن ما بالذات ال يري، واختالف اللغات بازول للغ2.مختالف األم

273ص اإليضاح يف علوم البالغة، ،طيب القزوييناخل 1 294، ص1، ط1904اخلطيب، التلخيص يف علوم البالغة ،دار الفكر العريب، جالل الدين حممد بن عبد الرمحن، القزويين 2

Page 28: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

20

، وقـد يكـون مـال ر واإلهة اهلجـ وطختضع لسـ ،خيفى أن ألفاظ اللغة كأبناء ناطقيها ليس

ذلك يف ذات اللفظ، واملعنةا وداللى صوت، ـ وقد تكـون يف رـ مونوحهـا ومضرب ها األول املععنه باملعنى الوضعي احلقيق ـض كلمـات العربيـة ا سـتعماال و،ومنـها مـا ي، فقد جر بع

هجرت داللتها األوىل وأقيم مقامها داللة أخرى، تنسب إليها إما يف اـاز أو احلقيقـة فـإذا .ا يف عرف اإلدراك هي الداللة املتبادرة

ـض املقامـات غري أن الواقع اللغوي يبني أن الداللة احلقيقية األوىل يكون هلـا حضـور يف بعحقيقـة مسـتعملة ، داللة جمازية فإذا بالكلمة بني واقعـني داللـيني يف الوقت الذي يكون هلا

.1وجماز متعارف مشهور يف اللغةفهـي أوىل ،ال يصرف عـن احلقيقـة املسـتعملة ،يرى بعض العلماء أن تعارف ااز فعنـدما كـان اـاز ، وأحيانا يراد ااز دون احلقيقة وهذا عنـد مجهـور األصـوليني .منهرا إىل متبادمالفه لتعاره كان مانفا قوعفيا يدع لوأويالة املقة األصررة للحقيقة وحها د.

.عارضهاإذا مل يكن ما ي ،هادعليها وح وهذه احلقيقة إمنا يقتضي احلمل فأضـحى ،ا علـى البـال طـور تعماله فكان أكثر خسا لبإال إذا غ ،جازموهذا ال يتحقق لل

.كاحلقيقة العرفية، ولكن ليست باحلقيقة ل علـى دممـا يـ ، عينـة وإن بقيت مستعملة يف بيئات بيانية م ،والداللة احلقيقية اللغوية عف إضا وحديدل عليه ها دون شيءراد.

ا مـ قائ ،برا كالشـ ا معينـ شـيئ ون، ومل ييلمثال إذا حلف فالن أن ال يشرب من الن .واهالداللة على ما ن ولزني نغري ذلك حىت يتع، أوهيفا بعأو كار مـن هاهـ املـاء بف ل، وهو تنـاو عرداللة الشرب إىل خصائص الك فريص ةو حنيفبفاإلمام أالنـهر، ب مـن الشـر ةحقيقـ عر، ألن الكـ اةعما يفعل الرلثبإناء م، أوأن يشرب بكفيه ريغزال هذا قائما يف بعض الطوائفوما ي.

35م، القاهرة ،ص1992-ه1413، 1حممود توفيق حممد سعد، إشكالية اجلمع بني احلقيقة وااز، مطبعة األمانة، ط 1

Page 29: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

21

ـف إمنـا هـو علـى املـاء، ،احلسـني يف حني أن يرى أبو يوسف وحممد بن أن احللرفيـة أسـبق إىل فالداللـة الع اءنـ فـه، أو بإ ا بكفرأو غ ،عاركيفما كان شربه سواء شرب ك

. ، وإدراكـا إرادة ما هـو أسـبق فهمـا معلى عد قرينة مقت ا مىت ملبارتعىل افهي أو ؛اإلفهاملذلك من حق السامع على املتكلم أن يحمـ يـ وء فه من سـ هـ م كالمه، علـى غـري مهراد ،

ق مـن ى النـاط تؤوال يـ ،إفهام املتلقـي وءع من ستى الساميؤأن ال :"وهذا من أصول البالغة وء فسمه 1"امعالس.

، يف املعجم البياين للقرآن الكرمي، جـاء ملطلـق تنـاول مـا يشـرب " شرب"والفعل فمـن نهـر م بيكقـال إن اهللا مبتلـ فلما فصل طالوت بـالجنود ": قوله تعاىلوما جاء يف

م سفلي همن ربنشمطعي لم نمي وم هفإن اه نفةين إلا مغر فرب غت ـدـر يإلـا ه فش ـهوا منب .2"منهم قليال

:فهذا فيه قول تفصيلي -ع وحده كان االستثناء يف قوله إال مـن اغتـرف بيـده؛ رالكب" شرب"إن جعلنا معىن -

استثناء جمازيا، وإن جعلنا معناه تناول املاء بالكف أو باإلنـاء أو بـأي كيفيـة كـان يف ازأو جمـ " برشـ "جمـاز يف الفعـل :ازيناـ أحـد ماالستثناء متصال فنحن أما

االسثتناء ويرأحدمها ب جحداللة. فإنـه همـ عطومـن مل ي "وداللـة قولـه " ينمـ سيله فمن برش نم"فإذا نظرنا إىل داللة قوله

ينم "الفهناك تقاب داللا بني اجلملتني يكيشف لنا عن وجه ـ املعـ ى يف نفـإن ، برالفعـل شطقوله يعمه مبعىن يدمن قوهلم ط ، قهعء مكولمأ ذاقه الشيا أو مشا روب. ب علـى أي ري الشـ م نفـ لزته يسـ يفي الشرب، فإن نأبلغ يف نف" همعطي مل"يف مالطع يونف

حنو، فداللة التقابل بني التركيبـ "على معـىن قرينة نيرشـ "يف " برفمـن شب ـ منهـو " هب كمطلق الشررا أو غري ذلك، فاعسثتنى منه من تل منه شيئا غرفا بيدهناو.

38-37املرجع السابق، ص 1 249اآلية ،سورة البقرة 2

Page 30: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

22

فكان القوم بني ثالث شاربني، ملء بطوم، وعازفني عن جمـرد الـذوق، ومغتـرفني غرفـة

.بني جماز وحقيقة، سياقات خمتلفة فاملعاين ختتلف باختالف استعمال األلفاظ يف. باليدوااز فرع؛ ألن املعـىن احلقيقـي ميكـن حتويلـه إىل ، فمن هنا ميكننا القول أن احلقيقة أصل

مـن االسـتعماالت املختلفـة يف اللغـة الـيت ـتم -كما سبق القول–معىن جمازيا، وذلك .1بتطور األلفاظ

ي، فقـد لـ عق وجمـاز ،يـة لااز واحلقيقة إىل قسمني حقيقة عق 2السكاكيفقد قسم : م، قـال كـ احل اد به ما عنـد املـتكلم مـن أي احلقيقة العقلية بأا الكالم املف: عرف األول: ل كـالم اجلاهـل، إذا قـال اونـ تما عند العقـل لي : ما عند املتكلم دون أن أقول: وإمنا قلتفشى الطبيب املريض، رائبيبمن الط املريض ا شفاءيألنه غري مف ،يد لما يف العقل.

مـن هو الكالم املفاد به خـالف مـا عنـد املـتكلم : "أما عن ااز العقلي فقد قال "، ال بواسطة وضعالفللخ ةلضرب من التأويل إفاد ،م فيهكاحل

مـا عنـد ل خـالف أقـ وإمنـا مل : ، قالاملريض ى الطبيبفوش -البقل الربيع تبأن:كقولك الربيـع تبـ أن: غـريه "عتقاد جهل أو جاهـل عن ا ريقال الدهه مبا إذا ع طردنتما يلئ، لالعقلـك جمـاز همي كالمس، فإنه ال يمن الربيع ها إنباتي، رائالبقل لقـ الع ا، وإن كـان خبـالف ذللئلا يمنع عكتالكعبة كسا اخلليفة: ه مثلسـ ، وهزم األمرياجلنولـيس يف العقـ د ،متنـاع أن ل ا

.يكسو اخلليفة نفسه الكعبة، وال أن يهزم األمري وحده اجلند .4وااز العقلية احلقيقة بشأن فقد جاء برأي خمالف 3عبد القاهر اجلرجاينأما ـا علـى كـم املفـاد ها على أن احلتعوض لةمأا كل ج" :فذكر عن احلقيقة العقلية

ما هو عليه يف العقل واقع موهقع" ليس بشيء ألن الكالم ال خيلـو مـن كونـه حقيقـة " اإلنسان حيوان"ومن ذلك قوله بنحو

أن يقول يف حد ااز بـدل الكـالم املفـاد بـه ليكـون للسكاكيهلذا كان ينبغي . أو جمازا

39-38بني احلقيقة وااز، يف ضوء البيان القرآين ، ص حممد سعد،إشكالية اجلمعوحممد توفيق 1اكي، ولد سنة سراج الدين أبو يعقوب يوسف بن أيب بكر حممد بن علي اخلوارزمي احلنفي األديب الشهري بالسك السكاكي 2

ه626ه و ت 500 " أسرار البالغة"ه ،من تصانيفه 474عبد القاهر بن عبد الرمحن اجلرجاين أبو بكر الشافعي ،األديب النحوي ت سنة 3 32-31ركن الدين اجلرجاين ، اإلشارات والتنبيهات يف علم البالغة ،ص 4

Page 31: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

23

وهـذه كـثرية ويف حـاالت ،اإلسناد اازي يتبني بأنه ليس إال يف األفعـال ألن ، حسنا قريبا .متعددة

فإن مجيع األفعال املذكورة يف القرآن املسـندة إىل اإلنسـان عنـده مـن ، األشعريفعلى رأي .هذا القبيل ألنه ال فاعل عنده سوى اهللا

.1"ميانا زادتهم إ هاياتوإذا تليت عليهم ء:"قوله تعاىل ؛ومن األمثلة عن ذلك اببها سنسب الزيادة واليت هي فعله تعاىل إىل اآليات لكون .2"يبالدان شالو يوم يجعل:" وقوله تعاىل

واـاز ،مث إن جعـل الكـالم يف احلقيقـة . يف اآلية إسناد الفعل إىل الظرف لوقوعـه فيـه ى نـ غري املعته ويـ ضـ العقليني من علم البيان، ألن احلقيقـة واـاز يف اإلسـناد مـن عوار

بتغريهفالكالم ، امفاتهيف أصله حقيقة من حيث مراد، وألفاظـ هإال أنـه أحيانـض للـ ا يتخ ه بعـك إليصـال املعـىن للم سناداتاإل قـي تلاازية البيانية اليت تزيد األلفاظ دقة يف معانيها، وذل .3توعب املعىن احلقيقي من املعىن اازيسوي قرفه، فيجعله يف ذلك ياعنوإق

2سورة األنفال ،اآلية 1 17اآلية :سورة املزمل 2 33والتنبيهات يف علم البالغة ، صركن الدين حممد اجلرجاين، اإلرشادات 3

Page 32: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

24

عالقاتهأقسام ااز و: بحث الرابعاملمشتقة مـن الفعـل جـاز، والفعـل املضـارع كما سبق الذكر يف أول األمر أن ااز كلمة -

جيوز أي يتى وتستعمل هذه الكلمة عند البالغيني يف غـري معنـاه احلقيقـي لعالقـة مـع عدفالبالغيون يف علم البيان قـد قسـموا اـاز إىل قسـمني ، قرينة مانعة من إدارة املعىن احلقيقي

: .أو ما يف معناه إىل غري ما هو له ،ويكون فيه إسناد الفعل: جماز عقلي-1ويكون يف نقل األلفاظ من حقائقها اللغويـة إىل معـان أخـرى بينـها صـلة : جماز لغوي-2

ـب املسـتعمل يف غـري مـا ، ومشاة وهذا ااز اللغوي يكون يف املفرد كما يكون يف التركي :وضع له، وهو نوعان

وفيـه تكـون العالقـة بـني الكلمـة : ز اللغـوي ااز املرسل نوع من اا: ااز املرسل-أإذ البـد ، املستعملة يف غري معناها احلقيقي، وبني موضعها عالقة قائمة علـى غـري املشـاة

.1من وجود قرنية ملفوظة أو ملحوظة تدل على عدم إرادة املعىن احلقيقيسـة غـري ويف تعريف آخر، هو ما كانت العالقة بني ما استعمل فيـه ومـا وضـع لـه مالب

التشبيه، مثل اليد إذا استعملت يف النعمة، ألن من شـأا أن تصـدر عـن اجلارحـة ومنـها تصل إىل املقصود ا، إذ يشترط يف الكالم أن يكـون إشـارة إىل املـوىل هلـا، فـال يقـال

: اتسـعت النعمـة يف البلـد، وإمنـا يقـال : اتسعت اليد يف البلد،أو اقتنيت يدا، كما يقال: ؛ -وحنو ذلك–ندي وكثرت أياديه لدي جلت يده ع

فهنـا أرادوا أن ، إن لـه عليهـا إصـبعا : ونظري ذلك قوهلم يف صفة راعـي اإلبـل ألنه ما مـن حـذق يـد إال وهـو مسـتفاد ، له عليها أثر حذق، فدلوا عليه باإلصبع: يقولوا

وعلـى . من حسن تصريف األصابع، واللطف يف رفعها ووضـعها كمـا يف احلـط والـنقش ـف ؛2"ي بنانـه بلى قادرين على أن نسـو :" قوله تعاىلذلك قيل يف تفسري أي جنعلـها كخ

- 64، ص2011، سنة 1راضي حممد عيد نواصره، البالغة والبيان وفصاحة الكالم عند العرب، دار اليازوري األردن، ط 1

65 04سورة القيامة ،اآلية 2

Page 33: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

25

ـث يقصـد األثـر ، فـأرادوا باإلصـبع ، فال يتمكن من األعمال اللطيفة، البعري احلسـن، حيرأيت أصابع الـدار، ولـه إصـبع حسـنه، : حىت يقال، اإلشارة إىل حذق يف الصنعة ال مطلقا

.وإصبع قبيحة على معىن له أثر حسن وأثر قبيح وحنو ذلك "ادي نكلوطي أب -ااقحويروى ل–ا وقحل نكعرسأ:"قال النيب صلى اهللا عليه وسلم -

وقيـل قولـه طـاء بالع داليـ طسـ ، واملعـىن ب ااز شيحرمساه العلماء ت، نكلوففي قوله أط نيذفاليـد علـى هـ ، لضـ الن على فالن طول، أي ففيقال ل، لضفالطول من الف، نكلوأط

الوجهين مبعىن النعة؛م لعطاءا باوحيتمل أن يريد أطولكن يد: أي أمفحذف العطـاء للعلـم بـه، وهـذا علـى ، نكد

.ستعمال ااز املرسل يف الكالمسبيل األن اليد استعملت أيضا يف القدرة، ألن أكثر ما يظهر سـلطاا يف اليـد وـا يكـون البطش، والضرب، والقطع، واألخذ، والدفع، والوضـع، وغـري األفعـال الـيت تـبىن علـى

اظ كثرية اسـتعملت اسـتعماال جمازيـا، كالروايـة فهناك كلمات وألف.وجود القدرة ومكاامـع كونـه ملتـاع ، وكـاحلفظ يف الـبعري ، للمزادة مع كوا للبعري احلامل هلا، حلمله إياهـا

لكونـه مـن وجهـة املظلـة ، أصابتنا السماء: كقوله، البيت، حلمله إياه، وكالسماء يف الغيث .قي األصليفهذه الكلمات وأخرى قد استعملت يف غري معناها احلقي

فااز مسي مرسال نظرا ألن العالقة القائمـة علـى غـري املشـاة بـني املعنـيني متعـددة - :وكثرية، وااز املرسل له وجوه كثرية من بينها

الكـل، أو تسـمية الشـيء يف هذه العالقة يذكر اجلزء ولكن يـراد بـه :العالقة اجلزئية-1أرسل العدو عيونه يف املدينة، واملقصود بـالعني، هـو اإلنسـان اجلاسـوس، : باسم جزئه مثال

ولكن صاحبها هـو الـذي ميشـي فـالعني جـزء مـن ، وذلك ألن العني ال تسري وال متشيـت اجلـزء واملـراد ـا اجلاسوس يستعني ا لريى ما حيدث يف البالد وينقل أخبارهـا فأطلق

.1الكل على سبيل ااز املرسل والعالقة جزئية

دار الكتب العلمية، بريوت، د اخلطيب القزويين، جالل الدين أبو عبد اهللا، اإليضاح يف علوم البالغة، املعاين البيان والبديع، 1

278-77ط، د س، ص

Page 34: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

26

، أي ال 2"ادأبـ فيـه مقـ ال ت:"وحنـوه ، لصـ :أي ،1"ايللا قلإ لاللي مق:"قوله تعاىل وكذاتوقول النيب عليه السالم، لص ،"مق نام رمانض ا واإميانـ حتسفـ ا غابلـ رمـا تقـ هدم مـن ".لىص من" واملعىن أي، "هبنذ

، أي أناملهم 3" يجعلون أصابعهم يف آذام: "عكس ذلكومنها ءشـربت مـا : واملراد ا اجلـزء مـثال ففي اآلية عالقة كلية أطلقت كلمة على الكل

وهـذا مـا جـاء يف 4هنـ ا مءزب جرشولكننا ن ،زمزم، والواقع أنك ال تشرب ماء زمزم كلهـت 5مهلامء أنـ زهم وأراد اجلـ عأطلق الكل وهو أصـاب حيث اآلية أيضا ،وعليـه قـوهلم قطع

.السارق، وإمنا قطعت يده، الكل باجلزء ألن القرينة الدالة على ااز عقليةـك إال وجهـ :" قال اهللا تعـاىل يف اآلية اآلتية ذكر للجزء وإرادة الكل، 6"هكـل شـيء هال

أراد ذاته . ـت ، فـق رب يهوا فلغأف نيتا الدين مذإن ه:" وقوله عليه السالم ع وال طـ ا قال أرضـ فـإن املنب

.7"ىقا أبرهظأو ق إال يف نصـل لـا سـب : "منه، وقوله عليـه السـالم ءه جزرهوظ، كوباملر:أراد بالظهر فخ افح 8" رأو،

ل النأراد بالنصشوباخل، اباإلب: فالف:ر ل وباحلافر9ش.

2سورة املزمل ،اآلية 1 108سورة التوبة، اآلية 2 17اآلية سورة البقرة، 3 279، 278اخلطيب القزويين، اإليضاح يف علوم البالغة ،املعاين البيان والبديع، ص 4 66-65العرب ،صالبالغة والبيان وفصاحة الكالم عند راضي حممد عيد نواصره، 5 88صص، اآلية سورة الق 67 أخرجه البي1/192، والسيوطي يف الدار املنشور، 19-3/18قي يف السنن الكربى ه 22ب ارمذي يف اجلهاد بت، وال60ابن داوود يف اجلهاد باب أخرجه 8 183اإلشارات والتنبيهات يف علم البالغة ،ص–) 729ت (ركن الدين حممد اجلرجاين 9

Page 35: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

27

:ومنها تسمية املسبب باسم السببـث :كقوهلم فمـن : "قولـه عـز وجـل وعليـه ، رعينا الغيث، أي النبات الذي سببه الغيمسي جـزاء االعتـداء ألنـه مسـبب ، "1عليكم فاعتدوا عليه مبثل ما اعتدى عليكم اعتدى

عن االعتداء ألنه مسـبب عنـه كأنـه قيـل ، ، جتوز بالبالء عن العرفان2" أخباركم ونبلو:" وقوله تعاىل

.مكاربف أخرعون:قيل :وعليه قول عمرو بن كلثوم 3فنجهل فوق جهل اجلاهلني ألا لا يجهلن أحد علينا

.والثاين جماز، عرب به عن مكافأة اجلهل، يف البيت الشعري اجلهل األول حقيقةجتوز بلفظ السيئة عن االقتصـاص ألنـه سـبب عنـه .4"هاثلسيئة م وجزاء سيئة:" قوله تعاىلاالقتصـاص حمـزن يف احلقيقـة ألن : وأن عرب عما ساء أي أحزن، مل يكن جمـازا :عنه قيل كاجلناية

جتوز بلفظ املكر عن عقوبته ألنه سببها 5"ومكروا ومكر اهللا:"وكذا قوله تعاىل وهـذا ، مصـ ألن املكر هو التـدبري فيمـا يضـر اخل ، وحيتمل أن يكون مكر اهللا حقيقة:قيل

. 6عذابه مع ما أعد هلم من معنباستدراجه إياهم ب، حمقق من اهللا تعاىل .7فاليد هي سبب يف حدوث الفعل، "اليد العليا خير من اليد السفلى :"ومنه :تسمية السبب باسم املسبب:ومنها

194اآلية ،سورة البقرة 1 31سورة حممد، اآلية 2  ،2،بيتبيت 103عمرو بن كلثوم، ديوان انظر املعلقات السبع، 3 40اآلية ،سورة الشورى 4 54آل عمران، اآلية 5 280اخلطيب القزويين، اإليضاح يف علوم البالغة ،ص 6 65راضي حممد عيد نواصره، البالغة والبيان وفصاحة الكالم، ص 7

Page 36: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

28

كقـوهلم أمطـرت :رادة السـبب وهذا النوع من العالقة اازية تكـون بـذكر املسـبب وإ السماء نباتا، أي املطر سبب يف وجـ ."يف األرض ود النباتوكما تـ دينتمبعـىن كمـا "اند ،تفعل تى جاز.

يف اآليـة تفسـري 1"يـة أزواج ثمان وأنزل لكم من األنعـام :" قوله تعاىلويظهر ذلك أيضا يف املاء زاليتمثل يف إن على وجه ألن األضاألر ،عامن ـ ال تعوالنبـات ال يقـوم ،إال بالنبـات يش

كأنه أنزل األنعام ويؤيده يف ذلك؛، إال باملاء، فعندما يرتل املاء .2"أمل تر أن اهللا أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع يف األرض: "قوله تعاىل

الصـخرة، مث أن كل مـا يف األرض مـن السـماء، يرتلـه اهللا تعـاىل إىل :قيل يف هذه اآلية .وقسمه موصوفة بالرتول من السماءيقسمه، وهذا ألن قضاياه

.3"ينزل لكم من السماء رزقا:" وقوله تعاىلقولـه ومنـه ، يف اآلية جماز مرسل عالقته مسببة،ألن املطر سبب يف الـرزق أو مسـبب لـه

، أراد ال تعط لتستكثر من العطـاء فـأطلق اسـم املسـبب علـى 4"رولا تمنن تستكث:" تعاىلال متـنن :فمعنـاه األصـلي " بال متـنن "السبب، ألن العطاء سبب املن، وجيوز أن يكون املراد

.5على من أعطيته فتستكثر من حمبته لك وثنائه عليك، أو تستكثر من ثواب اهللافالعالقـة يف اآليـة جـاءت : 6"ما آمنت من قبلهم من قريـة أهلكناهـا :"قوله تعاىل وكذااإلنكـار يف واإلهـالك إذ ال يقـع ،وفيه داللة واضحة علـى الوعيـد " أفهم يؤمنون"بقرينة

.7"م هكلهوحنن على أن ن:"إال بالتقدير زاآلية الثانية يف اا ؛ملرسلويظهر ااز ا

.1"هم ناراي بطونإن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إمنا يأكلون ف: "يف قوله تعاىل

6سورة الزمر، اآلية 1 21سورة الزمر، اآلية 2 13سورة غافر،اآلية 3 6سورة املدثر، اآلية 4 183، ص1،ط2002العلمية، لبنان، ركن الدين حممد اجلرجاين ،اإلشارات والتنبيهات يف علم البالغة، دار الكتب 5 6سورة األنبياء، اآلية 6 281-280البالغة، صاخلطيب القزويين، اإليضاح يف علوم 7

Page 37: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

29

عنـه سـبب تاحلـرام ي الطعـام لكـ ل الطعام، غـري أن أ يأكل النار ولكنه يأكفاإلنسان ال خولد فاعله نار جهنم يوم القيامـة طيف الـدنيا فأ العـذاب والنـار "ت كلمـة قـ ل " ل بـد احلرام " الطعام"

ـ والعالقة قوية ومتماسكة بني النار، واملال احلرام، والنار مبة عـن أكـل أمـوال اليتـامى بس بة عن الدمسبة اليت هي ميالد:فالن أكل الدم، أي : صاب حقوقهم كقولناغتوا

صـلى اهللا عليـه –ه حني كـان يكلـم الـنيب ملع2"عبةقول املغرية بن ش"ويف موضع آخر يف 3" كل إليصال ترسول اهللا وإ يةحيدك عن ل كأمس هتيحوقبض ل -وسلم

4.فأطلق اسم املسبب على سببه، فإن القطع سبب لعدم الوصول، أراد قبل أن تقطع :تسمية الشيء باسم ما كان عليه ومن العالقات أيضا، أي ، 5"وآتـوا اليتـامى أمـواهلم :" كقوله تعـاىل كانا املاضية أو عالقة اعتبار مأي العالقة

.الذين كانوا يتامى إذا ال يتم بعد البلوغمساه جمرما باعتبار مـا كـان عليـه يف الـدنيا ، 6"امرجم هبر تأي نم هنإ:" قوله تعاىلوكذا

.عليه من اإلجرام، فالعالقة ماضية باعتبار ما كان :تسمية الشيء باسم ما يؤول إليه، ومنها

:مثل ، باعتبار ما سيكون وهو النظر إىل املستقبل، أو ما يسمى بالعالقة املستقبلية .7 "ارمخ رصعي أانري أإن:" تعاىل قوله

.أي عصريا يؤول أمره إىل اخلمر مستقبال، فالعالقة هي اعتبار ما سيؤول أو ما سيكون

10سورة النساء، اآلية 1 ه50واله عمر بن اخلطاب البصرة، تويف الكوفة ،غرية بن شعبة يكىن أبا عبد اهللامل 2 65راضي حممد عيد نواصره، البالغة والبيان وفصاحة الكالم عند العرب، ص 3 182اجلرجاين، اإلشارات والتنبيهات يف علم البالغة، ص دركن الدين حمم 4 2سورة النساء، اآلية 5 36سورة يوسف،اآلية 6 36سورة يوسف،اآلية 7

Page 38: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

30

:تسمية احلال باسم حمله، ومنها

هي كون الشخص حاال يف غريه، عندما يكون لفظا احلـال ويـراد احملـال ملـا بينـهما مـن هـذه اآليـة تعـين زينـتكم 1"خذوا زينتكم عند كـل مسـجد :" قوله تعاىلمالزمة مثل

.لباسكم ؛حللول الزينة فيه، فالزينة حال واللباس حملهاـك أي العالقـة احملليـة ، أي أهل ناديـه ، 2"فليدع ناديه: "وكقوله تعاىل ـس ذل ومنـها عك

.وعندما يذكر لفظ احلال فيه، وهي كون الشيء حيل فيه غريه

؛ أي ألسـنتهم ألن القـول ال يكـون 3"يقولون بأفواههم ما ليس في قلـوبهم :"كقوله تعاىل .4يكون عادة إال ا؛ أي يف اجلنـة، 5"أما الذين ابيضت وجـوههم ففـي رحمـة اهللا :" قال تعاىل:و مثال آخر

فالعالقة هنا حملية باعتبار احملل :ومنها تسمية الشيء باسم آلته :يذكر فيها اآللة ويقصد ا أثرها ومفعوهلا مثل، وهذه تسمى العالقة اآللية

أي واجعـل يل قـول صـدق أي ، 6"ي لسان صدق فـي اآلخـرين واجعل ل :"قوله تعاىل ذكرا حسنا، وألن اللسان هو آلة القول، والبيان فقد صح إطالقـه وإرادة األثـر النـاتج عنـه

وهو جماز مرسل عالقته آلية أي بلغـة قومـه ألن اللسـان آلـة ، 7"وما أرسلنا من برسول إال بلسان قومه: "وكقوله تعاىل .8النطق ا اللغة و

:االستعارةالنوع الثاين من ااز املرسل هو

31سورة األعراف، اآلية 1 17سورة العلق، اآلية 2 176سورة آل عمران، اآلية 3 76، ص 1982، سنة 4دار العلم للماليني، بريوت، ط ثوا اجلديد، البالغة العربية يفبكري شيخ أمني، 4 107عمران، اآلية سورة أل 5 84سورة الشعراء، اآلية 6 4سورة إبراهيم، اآلية 7 67راضي حممد نواصره، البالغة والبيان، ص 8

Page 39: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

31

اليت متثل ااز حيث تكون فيه العالقة بني املعـىن احلقيقـي، واملعـىن اـازي قائمـة علـى .املشاة

فقد عرفها املعجغة بقوهلميون يف اللم: ستعارة مـن ا اال لمقابـ بـه دون لوط ،ءسـتعار الشـي ستعماله الطويال على أن يرده امل، أوازمنا قصريسعري إىل املتبعند الطل ريع.

:صطالحي على أاستعارة مبعناها االوا االأما علماء البالغة العربية وأهل البيان عرفاستعمال اللفظ يف غري ما وضع له يف اصطالح به ـب لعالقـة املشـاة مـع قرينـة ،التخاط 1.صطالح به التخاطبيف ا هل ى املوضوعنعن إرادة املع فةصار

واملعـىن ،القة املشاة بني املعـىن املنقـول عنـه ع له لعضستعمال اللفظ يف غري ما وا اوقيل إ

2.ىنعة املفة عن إراداملستعمل فيه مع قرينة صارفاالستعارة قد تعترب تشبيهغلا ولكنها أب منه، وهي تشبيه مختصوأداة ،حـذف منـه املشـبه ر .الشبه هجوو ،التشبيه

،الدال على املشبه به ستعارة اللفظفلم يبق منه إال ما يدل على املشبه به بأسلوب ا أو استعماهلا يف الكـالم بـدال مه واوازأو بعض ل ،شتقاتهستعارة بعض م ركـ عـن ذ لفـظ املشبه. از املرسل، يكمن يف العالقة وحدها والفرقبينها وبني ا ، سـتعارة قائمـة علـى فهـي يف اال .ةهر املشابما يف ااز املرسل قائمة على غياملشاة أ

:فقد عرفه عبد القاهر اجلرجاين بقولها نسـ ح با، وأعجـ انـ يجر روأكثـ ا، دانميـ هـي أمـد ستعارة يف احلقيقةأن اال لمعوا"سانا، وأوإحوسع سةع ،وأبعد غوذا، وأرهب نجا يف الصـناعة وغـورا، مـن أن جتمـع دشعهاب ،وتا وضحصر فنوروبها، وأسحر سحأ، ارألم بكـل مـا يـ ألـ مصدرا، ويـ متع لقعا ويؤنس فن3"ويوفر أنسا، اس.

اجلامعة فيها أا تربز هذا البيان، أبدا يف صـورة مسـتجدة تزيـد قـدره نـبال، ومن الفضيلة جوتوجب له بعد الفضل فضال، وإنك لتـت فيهـا فوائـد حـىت ةظاللف د الواحدة قـد اكتس

229، دار القلم، دمشق، دط، د ت ،ص1عبد الرمحن حسن حبنكة، البالغة العربية أسسها وعلومها وفنوا ج 1 264م ص1994اهلامشي، جواهر البالغة يف املعاين والبيان والبديع ج، دار الفكر للطباعة والنشر، بريوت، أمحد 2 265انظر املرجع السابق، ص 3

Page 40: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

32

ـك املواضـع شـأن مفـرد، وشـرف ، تراها مكررة يف مواضع وهلا يف كل واحـد مـن تل .وخالبة ، متفرد،وفضيلة مرموقة

ئصها اليت تذكر ا، وهي عنوان مناقبها، أا تعطيك الكـثري مـن املعـاين باليسـري ومن خصامن اللفظ حىت خترج من الصدفة الواحدة عدة من الدور وجتين مـن الغصـن الواحـد أنواعـا

ى ى التشـبيه ونتناسـ اسـ نتسـتعارة ن ستعارة والتشبيه هو أنه يف االفالفرق بني اال؛ 1رمن التم .ا بهبهشا ومبهشهناك م أن

ر فيهـا وجـه كذعـن التشـبيه وال يـ ئبنعلى وجه ي هب واملشبه ،بهشوال جيوز اجلمع بني امل .2ايردقا وال تظفيه ال لبوال أداة التش ،التشبيه

:مث إن االستعارة أربعة أركان هي

Ø اللفظ املستعار. Ø املعىن املستعار منه وهو املشبه به. Ø املعىن املستعار له وهو املشبه. Ø القرينة الصارفة عن إرادة ما وضع له اللفظ يف اصطالح به التخاطب.

:أما أنواعها فتنقسم إىل قسمني1-ستعارة يف املفردا:

سر؛أي أقبـل الفـ حججا بالسـال دأقبل الليث مـ : ا مفردا مثلظستعار فيها لفواليت يكون املالشالذي ك جاعالليث. 2-ستعارة باملركبا:

لكـل جـواد : وهي اليت يكون اللفظ املستعار فيها كالما مركبا من عدة ألفاظ مفـردة حنـو .ةوبم نة، ولكل صاروبك

فهما مركبان من عدة ألفاظ يستعاران مل3خيطئ قليال وليس من عادته اخلطأ ن ستعارة يف املفرد فتنقسم إىل أصليةأما اال، وتبعةي:

الشمس، البدر: حنو امسا جامدأما األصلية فهي اليت يكون اللفظ املستعار فيها ا.

32، ص1954اجلرجاين عبد القاهر ،أسرار البالغة، وزارة املعارف، د ط ، استانبول، 1 68الكالم، صنواصره، البالغة والبيان وفصاحة عيد راضي حممد 2 70- 59، صنفس املرجع السابق3

Page 41: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

33

أما التبعية فهي اليت يكون اللفظ املستعار فيها فمثل ، الع:أشقر ،يقرش.

:ةينكة وميرحيصفهو تقسيمها إىل ت -وهو الشائع–وهناك تقسيم آخر ستعارة فاالالتصرحيية هي اليت يرح فيها بـذات اللفـظ املسـتعار الـذي هـو يف األصـل ص

ـض صـفاته املشبه به حني كان الكالم تشبها قبل أن حتذف أركانه باستثناء املشـبه بـه أو بع .نامت مهومي عين :كقولنا ، أو خصائصه أو بعض لوازمه الذهنية القريبة أو البعيدة

.بهشللم هب أو ما استعري فيها لفظ املشبه ،أن االستعارة ما صرح فيها بلفظ املشبه به أي :حنو قول الشاعر

دربالب ابنلى العع تضعا ودرو تقسو سجرن نا مؤلؤل ترطمأفوالعيـون رد للـدموع والبـ ، والنرجس، والورد، والعنـاب ، استعار اللؤلؤ :يف البيت الشعري

.واخلدود، واألنامل، واألسنان

وأ ستعارة املكنية هي ذكر املشبه يف الكالم، وحـذف املشـبه بـه، أما اال ركشـري إليـه بـذ الزمه املسمى تخقال الشاعر: حنو الي:

عفنا تل ةيممت لك تيفلأ ا هارفظأ تبشنأ ةينا املذإورمـز إليـه ،فقد شبه املنية بالسبع جبامع االغتيال يف كل واستعار السـبع للمنيـة وحذفـه

ار، مث فـ ظا لفظـة أ هـ تينروق ،سـتعارة املكنيـة وهو األظفار على سبيل اال، بشيء من لوازمهأخذ الوهم يف تاملن ويرصية بصورة الس؛1عب

هلا مثل صورة األظفار، مث أطلق عليها لفظ األظفار، ومن هنـا تكـون لفظـة أظفـار ترعخفافـار ظاأل ه صـورة بشـ صـورة ومهيـة ت " األظفـار "استعارة ختيلية، ألن املستعار له لفـظ

.ةييققاحلالز ؛ستعارة التخيلية قرينة املكنية فهياالقارفمة هلا ال تستعارة بها ألن االدون قرينة

:وبالتايل تكون االستعارة ثالثة أنواع .2ية يليخمكنية وت –تصرحيية

260السيد أمحد اهلامشي ،جواهر البالغة، ص 1 261، صملرجع نفسه ا 2

Page 42: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

34

:أما االستعارة املركبة-

اهي ما كان املستعار فيها تركيب، وهذا النوع من اال ـ سـتعارة يسميه البالغ سـتعارة يـون االمـن مانعـة ة مـع قرينـة هلعالقة املشـاب ،ع لهضل يف غري ما ومعتسيب اوهي ترك التمثيلية،

:ي مثللى األصة املعنادرإ"يأ داككووف، اتوك خ فن"

.رحي البف ثرحإنه ي: وقول آخر .1ال يكون يف البحر، بل يف األرض ثرفاحل

عتبار اجلامعستعارة باتقسيم اال: ستعارة املاالرحة باصنوعان ععتبار اجلام:

ـث ويكـون اجلـامع ، وهي القريبة املبتذلة اليت الكتها األلسن: عامية-1 فـال حتتـاج إىل حب "رأيت أسدا يرمي : "فيها ظاهرا، حنو

كـه إال أصـحاب املـدارك ردال ي ،وهي الغريبة اليت يكون اجلامع فيها غامضـا :خاصية -2 من اخلواص أو املتخصصني :بن مروان كقول كثري ميدح عبد العزيز

المال ابقر هتكحضل تقلغ ا كاحض مسبا تذإ اءدالر رمغكثري العطايا واملعروف، استعار الرداء للمعروف، ألنـه يصـون ويشـري عـرض : الرداء رمغ

وهو القرينـة علـى عـدم إرادة معـىن ،رموأضاف إليه الغ ،صاحبه كستر الرداء ما يلقى عليهتعارة ال يظفـر باقتطـاف مثارهـا إال ذو سـ وهـذه اال ، الثوب، ألن الغمر من صفات الثوب

.2واخلربة التامة يف علم البالغة والبيان ،الفطرة السليمة-ستعارة باأما يف تقسيم االا من املالئمات وعدم اتصاهلا تتمثل يف ع تبار ما يتصل: ينقضـون عهـد : "قولـه تعـاىل : هي اليت مل تقترن مبالئم أصـال حنـو : استعارة مطلقة-أ 3".اهللا

: وقد تكون بذكر فيها مالئما معا كقول زهري

70راضي حممد عيد نواصره، البالغة والبيان، ص 1 270-269، ص1999، 1السيد أمحد اهلامشي، جواهر البالغة يف املعاين والبيان والبديع، املكتبة العصرية ،ط 2 25اآلية الرعد، سورة 3

Page 43: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

35

لمقت مل هارفظأ دبل هل فذقم السالح ياكش دسى األدل حالالسـ اكيشـ "عار لـه يف قولـه تما يناسب املسـ روذك، الشجاع لتعار األسد للرجساقمذوهو التجر، "فيد ،مث ذكر ما ينـ اسب املسـ : "منـه يف قولـه عارتفـ د أظلـه اليارمل هوهو الترشيح، "ملقت ،واج تمـاع التج ـ ريـد والترـ شيح يدي إىل تعارضـهما وسـقوطهما ؤ

.وتكون يف رتبة املطلقةفكأن االستعارة مل تقترن بشيء ـت : حنـو " املشبه"وهي اليت قرنت مبالئم املستعار له أي : املرشحة-ب ـك الـذين "رأي أولئ

اشتروا الضاللة باهلدى فما رحبت تجارتستعري الشراءيف اآلية ا1"مه لالستدالب واالخيار ت مث فرع عليها ما يالئاملستعار منه من الربح والتجارة حنو م:

.من باع دينه بدنياه مل تربح جتارته، ومسيت مرشحة لترشيحها وتقويتها بذكر املالءم : اردة-ج

"يعطي سررأيت حبرا على ف: "حنو، "املشبه"هي اليت قرنت مبالئم املستعار له أي فيعطي جتريد ألنه يب املستعار لهناس الك لهو الرجرمي :

."اشتر بالمعروف عرضك من الأذى"وسميـك يبعـد دعـوى ت ـض بعـد وذل بذلك لتجريدها عن بعض املبالغة لبعد املشبه به بع

مث اعتبـار التجريـد والترشـيح إمنـا يكـون بعـد متـام ، االحتاد الذي هو مبين االسـتعارة الية أو حالية، فـال تعـد قرينـة املصـرحة جتريـدا االستعارة بقرينتها سواء أكانت القرينة مق

.وال قرينة املكنني ترشيحا، بل الزائد على ما ذكرفالترشيح غلأب من غريه الشب ،ماله على حتقيق املبالغةتـ تناسي التشأن املسـتعار لـه دعـاء بيه وا

هو نفس املستعار منه، وال شيء شبه، وكأ بيهموجـودة، واإلطـالق أبلـغ ستعارة غـري ن اال ؛حتادى االوعفالتجريد أضعف اجلميع ألنه به تضعف د، من التجريد، انطسـاق تا يهضـ عارتب ة إذقـ لة املطبـ تسـتعارة يف ر ريد، فتكون االجشيح وترمع تتجفإذا افكما ي2يم يف التصرحيية جيري أيضا يف املكنيةسري هذا التقج .

25اآلية ،سورة البقرة 1 283ص ،يف العاين والبيان، والبديع جواهر البالغة ،سيد أمحد اهلامشيال 2

Page 44: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

36

أغراض ااز ودواعيه: املبحث اخلامس -يف كـل اللغـات، تـدفع إليـه الفطـرة اإلنسـانية ،طريق من طرق اإلبداع البياين ازمجال

املزودة بالقدرة على البيان، واستخدام احليل املختلفة للتعبري عما يف الـنفس مـن معـان تريـد يف حواضـره وبواديـه ، لفـة التعبري عنها، وقد استخدمه النـاطق العـريب يف عصـوره املخت

، حىت بلغت اللغة العربية يف جمازاـا مبلغـا مـثريا لإلعجـاب .استخداما بارعا وواسعا جداوكـان لفحـول الشـعراء ، بعبقرية الناطقني ا يف العصور اجلاهلية، ويف العصور اإلسـالمية

از ال وأساطني البلغاء، ومن كتاب وخطبـاء، أفـانني بديعـة، عجيبـة ومعجبـة مـن اـ يتصيدها إال األذكياء والفطناء، املتمرسـون بأسـاليب التعـبري غـري املباشـرة يف أغراضـهم

وليس ااز جمرد تالعب بالكالم يف قفزات اعتباطيـة مـن اسـتعمال كلمـة ، الشعرية والنثريةمث إن وضع هذه بدل هـذه للداللـة ـا علـى معـىن اللفـظ ، أو عبارة موضوعة ملعىن آخر

.1ستبدل به اللفظ اآلخراملتروك املبل ااز حركات ذنهيل بني املة تصوتعقد بينـها روابـط وعالقـات فكريـة تسـمح ، يانع

للمعرب الذكي اللماح بأن يستخدم العبارة اليت تدل يف اصطب علـى معـىن مـن اطـ الح التخل باملعاين ليدها على معنفى آخر، ميكن أن ي ـ لهمـه املتاحلاليـة أو ، أوي بالقرينـة اللفظيـة ق

.الفكرية للبحثفمثال قد يالحظ انقطاع الصلة بني فئة مـن النـاس وفئـة أخـرى أو قـوم وقـو م -

ويرى إصرار كل قوم علـى موقفـه العـدائي وجمافـاة ، آخرين، لعداوة قائمة بينهمايفصـل نيلـ به جبشـ ي ،الفريق اآلخر، وعدم التالقي فيلمح أن هذا األمر بني القـومني

ليس له قرار، ويلمح أن إقامة الصالت بينـهما متعـذر أو متعسـر ،بينهما واد سحيقني مـن بـول قطاء مسـ به أن يتخذ ور طخيف ،امهنيما دام هذا الفاصل السحيق ب ،جدا

كال الطرفني، ليقوم هؤالء الوسطاء بنقـل املصـاحل واحلاجـات بينـهما، ويلمـح أن ، وسطاء سيكونون مبثابة اجلسور اليت تـبىن بـني اجلـبلني للمصـاحلة بينـهما هؤالء ال

، دار القلم، دمشق، الدار الشامية ، 2عبد الرمحن حسن حنبكة امليداين ، البالغة العربية، أسسها وعلومها وفنوا ،ج 1

225، ص1996-1416، 1بريوت، ط

Page 45: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

37

فكلمة جسور استخدمت هنـا اسـتخداما جمازيـا، يدركـه املتلقـي بـالتفكري ألن الفئات املتخاصمة املتجافية ال تقام بينها جسور مادية، بل يقوم الوسـطاء بينـها حبـل

1 .كثري من املشكالت بينها نوم كلمة جتدل على صورة ذات عناصـر كـثرية، وكـل مـن هـذه العناصـر ذات ورس

داللة خاصة، وأبعاد فكرية متشعبة، ومثال يتكـرر علـى ألسـنة النـاس اسـتعمال عبـارات ، وبعد عصـور عـدة تطـورت اللغـة "أو أهل الدار –أهل املدينة -أهل القرية -أهل البلد"

أو " اسـأل قريـة كـذا :"العبـارات فيختصـرون يف " أهل"وأصبحت ما من داع ذكر كلمة .وفوعلى تقدير كلمة أهل مبضاف حمذ، " كرم البلد اآلمن"

وهذا بداعي االختصار واإلجياز يف الكالم، وهكـذا حبمـل اـاز يف العبـارة مـن املعـاين املمتدة الواسعة، ومن اإلبداع الفين ذي اجلمال املعجب، مـا ال يؤديـه البيـان الكالمـي إذا

تـاع موإجيـاز وا ،هذا مع ما يف ااز مـن اختصـار يف العبـارة ، لى وجه احلقيقةاستعمل عـس مـواطن اجلمـال البيـاين ،للنفوس ذوات األذواق الرفيعة اءضوإر ،لألذهان الـيت تتحس

.فتتأثر به تأثر إعجاب واستحسان :أما دواعي ااز فتتمثل يف

أن ااز يف الكالم هو من أسـاليب التعـبري غـري املباشـر، الـذي يكـون يف معظـم : أوال .األحيان أوقع يف النفوس وأكثر تأثريا من التعبري املباشر

ات دواعيشتمل ااز غالبا على مبالغـة يف التعـبري ال توجـد يف احلقيقـة، واملبالغـة ذ : ثانياـب عـن طريـق التـزيني -اإلمتاع باجلمـال -توضيحال–التأكيد "بالغية متعددة، منها الترغي

.التفسري عن طريق التشويه والتقبيح وغري ذلك -والتحسني يتيح استخدام ااز فرصا كثرية البتكـار صـور مجاليـة بيانيـة ال يتيحهـا اسـتعمال : ثالثا

.احلقيقة، فمعظم أمثلة التصوير الفين الرائع مشحونة بااز م ااز ميكن املتكلم من بالغ اإلجياز مع الوفـاء بـاملراد ووفـرة إضـافية مـن استخدا: رابعا

.2املعاين والصور البديعية

226ص العربية، البالغةعبد الرمحن حسن حنبكة امليداين، 1  256، دت، ص 1ابن أيب احلديد، شرح ج البالغة، دار الكتب العلمية، ط 2

Page 46: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خصائص ااز عند علماء البالغة الفصل األول

38

سـبق بيانـه يف دواعـي التشـبيه وأغراضـه فمـا ، ااز باالستعارة أبلغ من التشبيه: خامسا .موجود يف االستعارة مع أمور أخرى ال توجد يف التشبيه

ااز املرسل أبلغ من استعمال احلقيقة ألا يف وقع السـامع ويف كثـر مـن األحيـان : سادساإذا كان حال املتلقي البيان ممن يـاز، ويشـد انتبـاههم لتـدبر املضـمون الئمهم استخدام ا

.، إىل غري ذلك من دواعي وأغراض تتفق أدهان أذكياء البلغاء 1وفهمه

227عبد الرمحن حسن حنبكة امليداين، البالغة العربية، ص 1

Page 47: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاني

عالقة اللغة بالتطور الداللي

Page 48: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

40

التطور الداليل ماهية: املبحث األول

: متهيدـت كـذلك فهـي ال ميكنها أن تستمر علـى حـال ،للغةا ال شك فيه أن امم ، ومادام

.أو يف جمال املعاين والدالالت ،األلفاظعرضة للتغري والتبدل، سواء يف جمال ـك بالضـرورة هـ ريغه أو ياللفظ قد يطرأ عليه ما يعدل من بنيتـ ف ا، وينجـر عـن ذل

تغيري الصورة الصوتية، أو الطريقة اليت يا، واألمر نفؤ ـ ديه بالنسـبة إىل املعـىن، ومـن مت سيف أوقـات متباعـدة، قـد تسـتغرق فاللغة يف حركية دائمة ال تتوقف، وإن كان ذلك حيدث

ـك التبـدل تسـوغه أسـباب ـك احلركيـة، وذل من وعاء الزمـان أجيـاال علـى أن تل .وتكتنفه مظاهر متعددة.ودواع

مرتبطـة ، فهـي يف الدراسات الداللية ظاهرة التطـور الـداليل ةجرومن الظواهر املد .العلوم األخرى باملعاجم، واالشتقاق والبيئة والتاريخ والبالغة وغريها من

: تعريف التطور الداليل :لغة /1

ـك قولـه ،1التطور من طور وهو االنتقال من طور آلخر خيتلف عـن األول ومـن ذل ؛2" ااروطأ مكقلخ دقو:"تعاىل

-أي ضروبا وأحخمتلفة االو. أي تـارة بعـد تقول أطوارا أي طـورا بعـد طـور ،التارة:ابن منظور يف لسان العرب يعرفه .تارة

.والناس أطوار أي أخالف على حاالت شىت ومجع الطور أطوارا،روقال ث احلال، مجعه أطوار، :والطوأطوارا أي خلقا كل واحد على حدة، : لبع

وقـال ،مث عظمـا ةغضـ ة مث مقـ ، نطفـة مث عل " خلقكم أطوارا:" قوله تعاىلقال الفراء عن 3طورا علقة وطورا مضغة ،وقال غريه أراد، اختالف املناظر واألخالق ش،فاألخ.

141، 1ه، ط1432، 2011األردن، ،الكتب احلديثحماضرات يف علم الداللة، عامل نواري سعودي أبو زيد، 1 ، رواية ورش عن نافع14سورة نوح، اآلية 2 507، ص4،ج) طور(لسان العرب، حتقيق عامر أمحد حيدر، مادة -ابن منظور 3

Page 49: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

41

2/ صطالحاا:

التغري الـذي حيـدث يف املفـردات أو هـو ،" Sementic change"التغري الداليل التراكيب، ومتابعة هذا التغيري الذي يؤدي إىل حـدوث حـاالت دالليـة جديـدة، علـ وخ

ـف ؛أن ونتائجه ومظـاهره، ،أسباب ذلك التغيريمة، والبحث يف ديالق ونسـتنتج مـن التعريالالالتطور الداليل هو التغيري يف دت الكلمات، واجل دمييف القـ والبحث ـ ديـدمنـها، وسلب

ورطت1ا إن أمكنه. ،اإلنسـانية ور الـزمن وتبـدل احليـاة األلفاظ مبـر صيبي الذي يجيردر التيالتغ: ويعرفه بأنه

ها من طلقفينرو رإىل طو آخ2ر.

33، ص1997،د ط، ةفدار املعر -حسن، يف علم الدالليةعبد الكرمي حممد 1 176، ص2007، 1دار الكتب العلمية، ط -جاسم حممد عبد العبود، مصطلحات الداللية العربية 2

Page 50: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

42

اللغة العربية عوامل تطور ألفاظ: بحث الثايناملـك بسـبب إن البحث يف التطور الداليل وأسبابه من القضايا الشـائكة واملتشـعبة وذل

جوانبـها، أو حـىت تشعب العوامل املؤدية إليه وتداخلها، لذا كان من الصعب اإلملـام جبميـع .حصرها بصورة دقيقة

ـب مـن ،ذو صلة قوية باتمع ،وذلك ألن التطور وثقافتـه وتارخيـه، وهـذه اجلوان .ومن لغة ألخرى ،التطور معقدة من الصعب حتديدها، كما أا ختتلف من جمتمع آلخر

فاملعىن يتغري ألننا نعطي امـن أجـل غايـات إدراكيـة أو ،ما من عمد ملفهوم مـا س" جتماعيـة سـياقية، قيمـة تعبرييـة، ا "تعبريية، ويتغري املعىن ألن إحدى املشتركات الثانويـة

تنزل1تدرجييا إىل املعىن األساسي وحتل حمله فيتطور املعىن ق. ويجرالتطور الداليل لعاملني أساسيني مها" إبراهيم أنيس" ع: واحلاجة، ستعمال االسـتعمال ف أما االصـد بـه خضـوع األلفـ قياظ لال كـرر سـتعمال املتجيهالع، عرـ :منـها ،النتيجة لعوامل يؤدي إليها هذا االستعم ،للتغري ةضـ الف وءسى لـ ب، ومهمـا ر عياغـ ه مسـتعمال ر اوما يكثـ :" حني قال ابن جينوقد قرر هذا ،2هاذالتبفاظ، وااألليلق استعيا غمنه ،وإالمر أمرين ل:أحدمها املعرفة مبوضعه، واآلخر امليل إىل ختفيف3"ه.

مث إن كثرة االستعمال تبلي يف ماين األلعفاظ ويف صيغتاه. هاللغة ممتهعترب أداة فكر، فإذا تغـري فكـر جمتمـع مـا فـإن اللغـة ا التعبري والتواصل، هلذا ت .هذا التغري تساير

ـب تطـور املعـىن وتغـريه ،فقد قام الدرس الداليل يف بدايتـه علـى دراسـة جوانلـة بـني بادتاملعىن عبارة عـن عالقـة م -انمولكما يقول أ–والسبب الرئيسي يف تغري املعىن

أي تغري يف هذه العالقة األساسية ؛دجالدال واملدلول، هلذا يقع التغري يف املعىن كلما و.

23، ص1984، القاهرة، 3ط -دار ضة -علم اللغة - علي عبد الواحد–وايف 1 135ص -داللة األلفاظ - إبراهيم أنيس 2 392، ص1987، بريوت، 1حتقيق حسني هنداوي، ط -املنهج يف تفسري أمساء شعراء احلماسة -ابن جين أبو الفتح عثمان 3

Page 51: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

43

عدل بعض اللغـويني عـن مصـطلح التطـور إىل مصـطلح الـتغري، مث إن األلسـنة عياريـة ال ة منحالبشرية مادامت تتداول فإا تتطور، ومفهـوم التطـور هنـا ال حيمـل شـ

، بالوال س جاباإي

ـض أجزائ وإمنا هو مأخوذ يف معىن هـا تبـدل نسـيب يف األصـوات أا تتغري إذ يطرأ على بع .1والتركيب من جهة، مث يف الداللة على وجه اخلصوص

فهم من كلمـة تطـور أن اللغـة والداللـة بالتحديـد وعلى هذا فال ي، تجـه حنـو ت .كتها التطورية، بل املقصود أا تنتقل من طور إىل آخرل دائما يف حرضاألف

الـتغري والتبـدل فرمبا ال تتطور اللغة حنو مستوى متقدم رفيع، بل تـرتل إىل درك مـن .2تبعا للمستوى احلضاري والثقايف الذي عليه األمة

-وهذا التطور أمر حتمي وجـك أحـد إيقافـه إذ ي،رب ان مـ ولأ"جيعـل حيدث حبيث ال ميل :هذا التطور الذي يصيب املعىن يف مرحلتني" : األوىل -أ

فـردي وإن تصـادف أن يتفـق بتداع والتجديد، وهي بذلك عمـل مرحلة التغري نفسه،أو االبتداع يف وقت واحدأفراد ال حصر هلم على اال

: الثانية -بمرحلة االنتشار اليت يسـواء احلقيقـي ،ستعمال اآلخرين للمعـىن اجلديـد رتب عليها ات

الـذي يضـمن لـه ،أو اازي، وهذه املرحلة هي مرحلة اجتماعية معتمدة على قوة التقليـد .الدخول يف النظام اللغوي، الذي يعد أساس أي عملية تطورية

ـب ،حيث ال يقتصر هذا التطور علـى األلفـاظ ،فقـد يكـون يف القواعـد والتركي .3كاالشتقاق والتصريف، ويكون هذا عادة يف العاميات

عـاين كما قد يكون التطور يف األساليب كما يف لغـة الكتابـة واألدب، وكـذا يف م .إىل ااز ناها من احلقيقةعقال متنامثل تطور بعض الكلمات ب :األلفاظ ودالالا

169م، ص1986، مكتبة الشباب القاهرة، 10كمال بشر، ط:تر -دور الكلمة يف اللغة -ستيفن: أوملان 1 38، ص1986املطبعة العربية، د ط، تونس -املسدي عبد السالم، اللسانيات وأسسها املعرفية 2 71دار طالس للدراسات والترمجة والنشر، دمشق، د س، ص 1منذر عياش، ط:جريوبريو، علم الداللة، تر 3

Page 52: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

44

ومن هنا نقول أنه ال ينفي أن يكون يف التطور الـداليل، وضـع دالالت جديـدة لأللفـاظ -

، كـذلك يـدخل يف التطـور املقصـود 1مما يتطلبه مواكبة التقدم العلمي والتطـور الـتقين من قبل اامع اللغوية، ما جنـده يف لغـة الشـعر واألدب خاصـة ،ـدف خلـق واملعتمد

ـض جوانب مجالية وا متاعية يف النص األديب لكن يف كثري من األحيـان قـد يصـل تطـور بع .املعاين إىل حد غموض الداللة حيث ال نستطيع التفريق بني احلقيقة وااز

يف اتمعـات يف قضـايا اقتصـادية أما احلاجة فتكون بسبب التطور الـذي حيـدث .وسياسية وتقنية، هلذا فإن املعىن يتطور من جمال آلخر داخل جمتمع معني وزمن حمدد

، جيمـع األلسـنني املعاصـرون 2لذا البد للغة من مواكبة هذا التطور واالملام مبهمـة التعـبري .توايل العصورعلى أن داللة الكثري من ألفاظ األلسن تتغري مبرور الزمن واملكان و

كما نعلم أن اللغة ليست ساكنة حبال من األحوال ،بـالرغم مـن أن تقـدمها يبـدو .بطيئا يف كثري من األحايني

غري هـا للـت ة كلرضـ عم ،ومعانيهـا وصيغ الكلمات ،فاألصوات والتراكيب والعناصر النحوية .والتطور

،ارخييـة والت ،ةيـ اللغو: هـي ألسـباب رئيسـية يرى أنطوان مييه أن تغري املعـىن يرجـع 3جتماعيةواال.

ونظرا للتصنيفات املتعددة واملتفاوتة بني اإلمجال والتفصيل آثرنـا أن نعـرض أسـباب التطـور وعوامله على حنو حنسب أنه يوفق بـني التصـنيفات املتعـددة، واملختلفـة وهـذه األسـباب

:تتمثل يف :أسباب صوتية -1

نفسـها، ولكـن تفتـرق يف دالالـا كاملشـترك تشترك بعض األلفاظ بـاحلروف ـت إىل " السـغب "اللفظي، مما يؤدي إىل خلط يف الداللتني مثل كلمـة ـب "الـيت حتول ،"تغ

23، د س، ص6مكتبة األجنلو املصرية، ط–داللة اللفاظ –أنيس إبراهيم 1 145ص –األلفاظ داللة : انظر 2 171كمال بشر، ص: دور الكلمة يف اللغة تر -أوملان ستيفن 3

Page 53: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

45

وهو تطور صويت من السني إىل التاء ،أدى إىل حتـول داليل يف املعـىن األول، فـاألول يعـين .فقط" التعب"والثاين ميثل " التعب من اجلوع"

وأحيانا قـد يصـل التطـور يف الصـورة ،تب عنه تغيري يف املعىن جزئياتر فهذا التطور مداهف، فتندثر الكلمة وتـب ن ى من االستعمال، فيصبح املعىن املتطـور هـو املسـتخدم يف أغل

1األحيان.

ـت م أو ،املعـىن ةبـ تقاروهذا ما يسمى بالعدوى الداللية، وذلك ألنه الكلمـة إذا كان الفـرق :وقـد تلغـي داللتـها مـثال ،أخرى فستؤثر عليها يف االسـتخدام الداللة مع كلمة توصـ حفقد جاء يف فقـه اللغـة للثعـاليب أن الصـيا " الصراخ والصياح"الداليل بني كلميت .2"ة يبصعة أو املزة الشديدة عند الفخالصر ،أما الصراخ د،تشكل شيء إذا ا

ـف عـن بـني أن القعـود بن فـارس فا ،وسلواجل عودالقكما هو احلال يف الداللة بني - خمتلوهـذا مـن األسـباب اللغويـة ،ادقأو ر تكاءأما الثاين فعن ا ،اجللوس، فاألول يكون عن قيام

اليت تؤطدي إىل تور املعالعوامل اللغوية واألسـباب الصـوتية تتطـور داللـة فب ،ى أو الداللةن . يءة مبعىن الردالفة، واحلثالاحل: القلب واإلبدال مثلاأللفاظ عن طريق

"ورف أفر؛"ح أي دعفاءا له بالر. " يعضـ ضـاع ي "،رشـ تنمبعـىن ا " وعضـ ي اعض: "املعاقبة الصوتية بني الواو والياء حنو

.ى فتخمبعىن ا "حوح وفيف"و " ثيث وغوغ"ويف مثل وهذا ما تولد عنه خصوصييف الداللة ة، حبيث أن كل لفظـة قخاصـة حب لـها أو جمهـا، يف ال3ستعمالاال.

ومن األسباب اللغوية، القياس على اخلاطئ أو التممـن لـيس هلـم هم ،وحيدث هـذا عـادة وهـذه املـواد طريقهـا يف قـة للقاعـدة اللغويـة، مث تأخـذ وافأا م ونمهوتغوية، فيثقافة ل

عة ؛اء الشائطاألخ انيبم بتهاليت ت بتيف الك وتكون هذه عادةاالستعمال،

180، ص 2007، 1جاسم حممد عبود، مصطلحات الداللية العربية، دار الكتب العلمية، ط 1-ه1418، 1القاهرة ،ط ،خالد فهمي، مكتبة اخلاجني :ح، تالعربيةسر د املالك بن حممد ،فقه اللغة والثعاليب أبو منصور عب 2

342، ص1998 78، ص1984مكتبة لبنان، بريوت، 1السامرائي إبراهيم، معجم الفرائد،ط 3

Page 54: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

46

.تخدام قيم مكان قوم سو ا "شائق"مكان "تاقشم"تخدام سا: حنوالرأس والبطن وغريهم : نيث ما هو مذكر مثلأوت

ـك وإطالق كلمة العروس على املرأة دون الرجل، والزوج على الرجـل دون املـرأة وغـري ذلواجيـة بـني دولالز ،عرفتـهم بقواعـد اللغـة فهو ناتج عن عدم م ،مما ال يسع اال حلصره

.1ؤدي لتغري املعىنما يلأللفاظ م والقياس اخلاطئ ،التوهم جوديف و حى أثرصالعامية والف L’étymologie(؛ باالشـتقاق الشـعيب "ريوبريجـ "وهذا ما مسـاه اللغـوي املعاصـر

populaire ( وذلك حيدث بسـبب اخـتالط حيصـل يف الـدهن، فيبون إىل الكلمـة سـ نيمة األلفاظ، ممـا يـؤدي أحيانـا إىل تغـري ا، فتتغري داللة وقييالخ بسبب هذا أصال أو تشكيال

فعيف امل يلعىن. :األسباب االشتقاقية -

سهم األسباب تشتقاقيةاال، اليت تنتج عن مجبـراز أمثلـة مـن إل ة يف األصـول سـ ان .تغري املعىن أو الداللة ككل

فإن اخللط بني أصلني من أصول االشتقاق يقود إىل تقريب معىن أحـدمها مـن اآلخـر تومهـا ، أطـراف اجلسـد ضربه فأصـاب شـواه، والشـوي " فأشواه ضربه:"من ذلك أن معىن قوهلم

قليابـن مكـي الصـ لكـن :لني، وقحف الرأس وظاهر اجللد واحدته شواهكاليدين والرج موى اللحـ شـ به فأحرقـه، كمـا ي رنون بذلك ضـ عه أم يرعص قل عن أهلني) 501ت (

.فوق النارمبعـىن اجللـد " شـواه "وشـوى مجـع ،تقارب الكلمتني، شوى مبعىن أحـرق والسبب هو .2وأطراف اجلسد

:غوية يف السياق الليعموقأسباب حنوية و -2ـك يف ،من كثرة استعمال الكلمة ،يكون التغري يف الداللة يف موضـع معـني، مـن ذل

ستشـهاد ـا يف عبـارات عـدة اليت تدل على الضعف، غري أن كثرة اال" فشل"العربية كلمة ؛ها يف القرآن الكرميرودوأو ب ،من مضامني الكتب العربية

30داللة األلفاظ، ص- إبراهيم أنيس 1 327، ص1996أمحد حممد قدور، مبادئ اللسانيات ،دار الفكر، د ط س، 2

Page 55: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

47

ـك يف مـواطن التنـازع املـؤدي إىل اإلخفـاق " والشفتف واعازنت الو:"قوله تعاىليف ،وذل .جعلهم يظنون أن معىن الفشل هو اإلخفاق عادة

فتغيري مدلول اللفظ لكثرة االستعمال يف موضع معني وجبـوار ألفـاظ معينـة مـن األسـباب .اللغويالنحوية اليت تؤدي إىل تغيري املعىن أو املدلول من خالل السياق

مث إن لفظ اى مبعىن وقى نفسه، استعمل مبعناه األصلي يف مثل قولـه تعـاىل قت": ـارقوا النتفـا والنـار ،ستعمل مبعىن إجيـايب مـن العقـاب مث ا" اتقوا اهللا ربكم:" ، وقوله أيضا"واتقوا يوما .ددى واحكان املؤ وإن ،عىن األصليأعم من امل أي؛

ومثال آخر يف لفظ احتال واحليلة مل تكـن تفيـد أي معـىن يـذم بسـببه اإلنسـان فيقـال .ومل يكن يف األمر حيلة أي مل يؤدي معناه احلقيقي" احتال لطعامه:"كمث اتسكثـ ي بازب هذا اللفظ معناه افأحيانـا مـواطن ،الداللـة سـتعمال وتطـور رة االستعمال يلجأ فيها اإلنسان االـ ،إىل وسائل غري حممودةألن املموماذفيكـون املعـىن م ،ـ حالت م القبيحذفيد ي ويف هذا املوع ملض ن كذلككي.

اللهجات ،مو اللغة وتطورهاومن أسباب ن: فقد كانت اللغة قبل اإلسالم هلجات عدة تعـرف بلـهجات القبائـل، وبينـها اخـتالف يف

ومضر وغريها من القبائـل، ولكـون أهـل مكـة مـن قـريش اللفظ كلهجات متيم وربيعة .1رالذين كانوا أهل جتارة وسفر مشاال إىل الشام والعراق ومص

ـف األمـم، وبينـهم األنبـاط واليمنيـة ،على ما كان جيتمع حول الكعبـة زيادة مـن خمتل ا مـن هـ لخأو د ،يهـا ف لـد ومبـا ت ،تقاء اللغة العربيةرل على امفهذا ع ،موغريه ،واألحباشاأللفاظ اليت مل يكن هلا ميل يف غريها من اللغاتث. من هذا يتني لنا أن العوامل املختلفةب، اليت مرت على العـرب تخـ تف مـن ناحيـة أدائهـا ل،

ومعظم هذه االتالفات تعد اخختالف صـ نتية ميس بوة األلفـاظ وكيفيـة نط يهـا، وترجـع قهذه االتالفات إىل الصرف والصوت والنحو،و الداللةخ. يف القراءات القرآنية أحد هـذه العوامـل، فـإن العوامـل األخـرى ،ختالف الصوتفمادام ا1كملة هلام.

93.92-ت،صرجب عبد اجلواد إبراهيم، دار ساق يف الداللة واملعجم، دار غريب ،د ط ، د 1

Page 56: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

48

ذا يكون االـض اللـهجات و –خـتالف يف العوامـل راجعـا إىل اال ،ختالف يف ألفاظ بعاليت سبق من صرف ،وحنو، وداللة -هاذكر.

فصـ أن معناهـا املعجمـي هـو ن :حـي الدكتور الراجيقول عنها " الشطر"مثال يف لفظة عانيهـا املتطـورة بعـد نه األصل األول ملعاين هذه اللفظة، مث كـان مـن م ظ، وهو ما نالشيء

.2ذلك النحو أو القصد 3" امرحال دجسمال رطش كهجو لوف:"قوله تعاىلويتمثل هذا يف معناها يف القرآن يف

إىل وجود كثري من األلفاظ املترادفـة ،ختالف يف اللهجات أدىاال، ـت ت سـتعمل والـيت كان .ختلف اللفظوإن ا ،واحديف كل قبيلة مبعىن

ن حـ طذاء الـذي ي لها حتمل نفس املعىن، وهـو الغـ كح والشعري؛ مطة، القالحنكلمة :فمثالويعجن الفع يف ويوضرن ويتحول إىل خزب.

.وهو داللة اللفظة الواحدة على عدة معان ،جند املشترك اللفظي ،إىل الترادف وإضافةكما جند أيضا األضداد، وهو أن تتكلم قبيلة بلفظة، وأخـرى بلفظـة نفسـها ولكـن مبعـىن

.مغاير هلا ي حيمل معىن األسود واألبيض؛الذ" وناجل: "حنو

ت إىل تصـور اللفظـة الـيت أد ،ختالف اللهجات كان سببا من األسـباب يبدو أن ا ومن هناهاالعربية وإثرائ، ـ ،ختالف أثر كبري علـى العربيـة وهلذا االوعلـى سثـ ة وكعرفة مـا رداوجمازها املختلفةات.

ومفـردات العربيـة هلذا إن احملادثة بني القبائل ذات أثر واسع للتوسـع يف الداللـة اللفظيـة، والتوسـع الـداليل يف اللفـظ، ،ستعمال جمازيا فإن هذا أيضا له أثره الكـبري حىت وإن كان اال

.4وذا ساعد يف الثراء والنمو

43، ص1911جورجي زيدان، تاريخ آداب اللغة العربية، مطبعة اهلالل، القاهرة سنة 1 177م، ص1983-ه1403وت ري، ب1تطور اللغوي، دار األندلس، طأمحد عبد الرمحن محاد، عوامل ال 2 144سورة البقرة، اآلية 3 180عوامل التطور اللغوي، ص -أمحد عبد الرمحن محاد 4

Page 57: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

49

وهذا اجلمـع عامـل مـن عوامـل ،لوا على مجع اللغة مما يسمعونه من اللهجاتفالرواة عمفظهـرت ،تعـدد املعـاين بـني القبائـل املختلفـة وهذا ما أدى إليه ،اللفظ راءوإث ،منو اللغة .و اللغويوالنم جديدة، وبالتايل أدى إىل الثراء جديدة ذات دالالت ألفاظ

أما األسباب اخلارجية تتعلق بالنواحي احلضـارية والسياسـية واالقتصـادية والتقـدم العلمـي افظـة علـى سـالمتها مـن كـل يف اتمع ،اليت تؤدي إىل تغري املعىن ملسايرة احلضارة مع احمل

.ختالفهااألعراض السلبية اليت يصيب عادة اللغات على ا

:فأهم هذه العوامل تتمثل يف :العوامل االجتماعية-1

لألسباب االجتماعية أثرها الواضح جدا يف تغري داللة األلفاظ، بـل ميكـن اعتبارهـا السـبب ه، إذ البـد اتـ ريغتمو املعرب عـن حالـة اتمـع األساسي يف تغري داللة األلفاظ، ألن اللغة هي

يت الـ ،من مواكبة ما حيدث يف اتمع الذي يظم طرق احليـاة وأمنـاط السـلوك والعـادات رافقـه تغـيري يف ي ،من عصـر آلخـر الكلمات نتقالمث إن ا ،تتصل بكل فئة من فئات اتمع

.وتغري يف احلياة برمتها ،من تطور ثدحما يل ،مدلول الكلمات ـث طبيعـة األلفـاظ ومـن ،وعناصـرها وخصائصـها ،فالتطور حيدث يف املدلوالت من حي

،رالـذي يسـتخدم يف إعطـاء الشـر ،مها مـن احلجـر ساليت أخذت ا" البندقية"أمثلة ذلك .القدميولكن هذا املدلول قد تغري وظل بامسه

-تمع يوالتشـريعي والعلمـي، وهـذا كلـه يـؤدي يف ،إىل التغري الـتقين ،ضيفإن تطور اومضـمونه ،إىل تعديل يف العالقـات بـني الـدال ، أو إىل تغريات يف املعىن ،كثري من األحيان

.1؛ أي مدلولهاملفهوميـ ،جتماعية بكـل أنواعهـا فمن هنا نقول أن العوامل االقـد تؤسـتمرار التجديـد يف ر يف اث

اللفظية، وذلك باإلضافة إىل ماله من تأثري فعال يف املعىن،فلو أخـذنا مـثال مجاعـة مـن الثروة وحبثنا يف بعض األلفاظ، كبعض العبـارات املسـتعملة يف حيـام اليوميـة، مثـل ،الصيادينالطعم، السنارة، والشبك ،جند أن هـذه األلفـاظ هلـا دالالت أخـرى عنـد مجاعـة : كلمة

152، ص2002، 1أسعد عرار، جدل اللفظ واملعىن، دار وائل ،طمهدي 1

Page 58: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

50

" سـنارة "ا وكلمـة والصحة خمتلفـة متامـ ،عند من يعمل يف جمال العلوم" طعم"فكلمة ،ثانيةهلا معىن آخر عند من يعملون باحلاكةي.

1.كل حسب بيئته وجمال عمله ،داللة األلفاظ من مجاعة إىل أخرىوهكذا تتعدد ـث -1 ظهـرت فإن تطور األلفاظ كان نتيجة للتطور العلمي التقين يف العصـر احلـديث حي

كثري من الدالالت اجلديدة لأللفاظ، حيث كان من إحـدى الوسـائل املتبعـة ملواكبـة هـذا التطور أن ينظر يف األلفاظ القدمية ذات الدالالت املندثرة فيحيـون بعضـها ويطلقونـه علـى مستحدثاا ملتمسني يف هذا أدىن مالبسة ،وال يغيب عن الـذهن أن هنـاك تغـريا يف طبيعـة

.لريشة مل تعد ريشة طري، والورق مل يعد ورق بردياملسمى، فاب تـ خرة القؤفـادة يف مـ ة الرواحلقيبـ ....بتـ س والقلذ للجتخة تعدركالب"كانت احلقيبة و

والوعاء الـذي جيعـل الرجـل فيـه ،مؤخر القتباليت جتعل يف ،ومجع احلقائب وهي الزيادة2"هزاد.

ـف األنـواع واألشـكال واألغـراض، بيـد أن اإلحسـاس ،مث صارت ما نعرفه اليوم مبختلباستمرار الوظيفة رغم اختالف الشكل هو ما يدفع إلطـالق هـذه املسـميات،كذلك تغـري ـت هنـاك املفاهيم واألفكار حول املسمى أو املدلول ال مينع من اسـتخدام األلفـاظ إذا كان

.أدىن مالبسة2-نتقال اللغة من جيل إىل جيلإن ا، يوظهـور دالالت ،جم عنه تغـري يف معـاين املفـردات ن

رت ذات أصـول عربيـة، بـ تعالـيت ا ،جديدة، وقدميا عرفت اللغة العربية األلفـاظ املولـدة .وغريها من األلفاظ" ، السلفة احلصة ،غاملبل: "جديدة، حنو يفاكتسبت معان

يف اجليـل ،جتماعيـة قـات اال الف الطبتخـ بل أن ا ،وقد ال يكون االنتقال من جيل إىل جيلـب الواحد والعصر الواحد، قد يكون من عوامل تطور الداللة ؛ فـنحن جنـد كلمـات تنس

جتماعية معينةإىل فئة ا. نظرا للسمات املميـزة واملشـتركة بينـها يف الثقافـة ،ون هلا معىن خاص يف هذه اموعةويك

وطرق العيش، وهذا ما يعرف بالتنضيد 3جتماعي للغةاال. 3

123عوامل التطور اللغوي، ص أمحد عبد الرمحان محاد، 1 325، ص"ب ق ح"، مادة 1لسان العرب، ج ،ابن منظور 2 350م، ص1986-1406، القاهرة، 2شاهني عبد الصبور، العربية لغة العلوم والتقنية، دار االعتصام، ط 3

Page 59: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

51

ومعتقـدات ،طـور الداللـة فهـو يـأيت بتشـريعات وأثر كبري يف ت ،يلج ين دورلدل إذ-3إذ البـد ،وأحكام ال عهد للمجتمع ا، فيخلـع علـى األلفـاظ دالالت جديـدة ،وعبادات

.، وشرائعههلذا الدين اإلسالمي من لغة تسع أحكامهوالتقنيـة قـد أدى لالتصـال بـالغرب ،النواحي العلميـة إن تطور اتمعات احلديثة يف -4

واحلضارة الغربية، هذا االتصال الذي تسبب يف دخول كثري مـن األلفـاظ األجنبيـة، وكـان البد من الوقوف أمام هذه األلفاظ عن طريـق اسـتحداث كلمـات جديـدة، أو إشـراب

يانـا، ومـع تغـري اشـتقاقي دون تغيري يف صـيغتها أح ،الكلمة العربية معىن الكلمة األجنبيةأحيانا أخرى فليس هناك سبيل ملواكبة التقدم العلمي املتسـارع إال بـاالقتراض مـن األلفـاظ

.1األجنبية مع إعادة صياغتها

:العوامل النفسية -فعـا للتغـيري يف األسـاليب لأللفاظ تأثريها النفسي يف اإلنسان، وعادة ما يكون هذا التـأثري دا

.الالت جديدة على األلفاظ العربيةذلك دفيضفي ،اللغويةوغ عباراتنـا يف دالالت أخـرى، فكـثريا مـا نصـ ،ستخدام األلفـاظ كما يكون سببا يف ا

مصحوبة بانفعاالتنا ومعربة على حالتا النفسية، فتشكل هذه العبـارا نلت مـ مـ ححا مـن مالم .التطور الداليل

صـوت –اسـتقبال بـارد : ألفاظ جمازية متطـورة حنـو ومن بني العبارات اليت حتتوي على .2فقع مرارتي -فتت كبدي –، أو حرق قلبي .كلام حار –ضحكة حلوة –دافئ

فاللغة متنع استعمال بعض الكلمات ملا هلا من إحياءات مكروهـة أو لداللتـها الصـرحية علـى إىل "سـاس الالم"وال يـؤدي " Taboo"ذكره، وهو ما يعـرف بالالمسـاس أو ما يستقبح

تغيري املعىن ولكن ما حيدث كثريا أن املصطلح البديل يكون لـه معـىن قـدمي، ممـا يـؤدي إىل سـمى بـالتلطف، أو مـا ي ،إىل التحايل يف التعـبري ،تغيري داللة اللفظ، فكأن الالمساس يؤدي

239، ص1992، القاهرة، 3عمر أمحد خمتار، علم الداللة، عامل الكتب، ط 1 141إبراهيم أنيس، داللة األلفاظ، ص 2

Page 60: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

52

مة احلادة بكلمة أقل حدة وأكثـر قبـوال، أي بكلمـة مغـايرة أو وهو يف حقيقته إبدال الكل .1متطورة أكثر من حيث املعىن، واألثر النفسي الذي قد نتركه لدى الشخص املقصود

اال فاآلداب التفاؤل؛ كلـها أسـباب نو ماؤشالتاز، وئزمشاء، واالفسـية تـدعو جتماعية، واحليهـا عـن ىن بكـ الـيت ي ،والعدول عنها إىل غريها مـن األلفـاظ ،لفاظمن األ كثري بنإىل جت

ستحي من ذكرهااألشياء اليت ي، أو يخاف أو يشاءتم افلمن الت ـ ،ظمما قـد تي مشـاعر ؤذـت : الناس من خالهلا حنو بـاملرحوم، أو الراحـل، أو الفقيـد، تسمية األعمى بالبصـري، وامليانتقالتعبري عن املوت االمواله لـى ،ل إىل رمحةوإطـالق السـليم علـى ،أو إىل الرفيـق األع

يغاللد. قضـاء أو مكـان العافيـة الذي يسميه بعض النساء، مـرض ؛"الوحم:" أما خوفا للحرج مثل

.احلاجة، باخلالء أو املرحاض، واحلمام، وذلك من خالل تطور دالالا اللغويةاللغة العربيـة أحسـن األلفـاظ لتمستفبعد دخول اإلسالم ا، ـا إىل احلشـمة واألدب وأقريف التعبري عن العورات، واألعمال الواجب ستر ـاز يف اسـتعمال اللفـظ ها، فلجـأت إىل ا

.2لوريح القصت الكناية بلدبتسوا

ـب أن يكـىن عنـه يف فالعلماء قدميا عدوا أصول الفصاحة وشروط البالغة، الكناية عمـا جي .3املوضع الذي ال حيسن فيه التصريح

بسـبب االعتقـاد يف سـحر الكلمـة، ومـا يتعلـق ،ضاف للعوامل النفسية ما يكـون ويأو القـذارة، أو " املـوت الصـغري "باخلرافات اللغوية، كتسمية األطفال بأمساء وقائيـة مـثال

.الوسخ لطرد األرواح الشريرة4عن فكرة األذى أو الضرر ،ية بأمساء خاليةواملؤذ ،وتسمية احليوانات اخلطرية.

240- 239أمحد خمتار عمر، علم الداللة، ص 1 91رجب عبد اجلواد إبراهيم، دراسات يف الداللة واملعجم، ص 2 م1982، 1402 ،1طالكتب العلمية بريوت،، دار 1سر الفصاحة–ابن سنان عبد اهللا بن حممد -اخلفاجي 3 193دور الكلمة يف اللغة، ص –كمال بشر 4

Page 61: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

53

:التارخيية واحلضارية العوامل_2 نتقال الكلمات من عصر إىل عصر آخر البد أن يصـاحبه تغـري يف مـدلول هـذه األلفـاظ ا

.نظرا ملا حيدث من تغري وتطور يف احلياة االجتماعية، والسياسية واالقتصادية وغريهاوالـتغري ويكـون ،ة للتطـور ضـ رمن قريب أو بعيد، لذا الكلمـات ع ملا ميس حياة اإلنسان أو مـن فتـرة إىل أخـرى ،من عصـر تـارخيي إىل آخـر ،نتقال األلفاظهذا واضحا عند ا

وعـادام وتقاليـدهم، حدث فيها ،من تغـري يف حيـاة النـاس، جديدة يكون قد حدث ما يـدة ،وعلـوم وفنـون حديثـة ومثلهم،وخمترعام ،وكذلك ما جد عليهم من صـناعات جد

.1كل هذا البد أن جياريه تطور يف األلفاظ وتغري يف الداللة. ويكـون بـذلك منـو، ،من تغـري يف الواقـع ،وقد ينتج التغري الداليل للفظ عما يلحق مدلوله .وتطور للغة مما يتصل برقي اتمع وحتضره

تمر احلـال سـ وا ،القدمي كلمـة دولـة اليت كانت تعادل يف التاريخ " املدينة"ومن ذلك كلمة ا اـث كذلك إىل يومنا هذا غري أن الكلمـة أصـا تسـاع داليل يف العصـر احلـديث، حبي

ترجـع كلـها بـالنظر السياسـي ،والقرى واألريـاف ،من املدن أصبحت تدل على جمموعة .إىل مدينة مركزيةتـا تطلقـان علـى السـفن مـع ومقابلـها يف االجنليزيـة كان ،"السفينة العربية"وكذا كلمة .2يف العصر احلديث تغريا كبريا، يف احلجم والتركيب والشكل واإلمكانيات ،تغريها

،قـد بقـي علـى حالـه ،ولكن اللفظ الـدال عليـه ،ومعىن هذا أن املدلول قد حلقه التغيير ،واجلديـدة للمـدلول كـان سـببا ،يف الوظيفتني القدمية ،ومعناه كذلك أن التماثل األساسي

،يف إعاقة اللغة عن مالحقة التقدم احلضاري، وهذه الظاهرة نفسـها تطبـق علـى املنظمـات .3واملؤسسات وحنومها

120-119أمحد عبد الرمحن محاد، عوامل التطور اللغوي، ص 1 96، ص2005، 1فريد عوض حيدر، علم الداللة دراسة نظرية وتطبيقية، مكتبة األداء، ط 2 120أمحد عبد الرمحن محاد، عوامل التطور اللغوي، ص 3

Page 62: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

54

إذ البد للغة من مسايرة التطور احلضاري يف مجيع النـواحي، فمـثال التطـور االقتصـادي يف

كـل احتياجـات األفـراد املتعـاملني ـا يف حاجة إىل التطور اللغوي لأللفاظ سعيا إىل تلبية .هذا اال، و حيث أن لكل حقل ألفاظ خاصة به تبعا لنمو ألفاظ اللغة

إن طريقة العد وما يف اللغة أو اللهجـة مـن أعـداد ال يـزال عنـد :" يقول الدكتور السعرانرة درجـة عاليـة بعض القبائل يف مرحلة بدائية ساذجة، ومها يبلغان عند أعظم األمـم حضـا

ـب حـظ املـتكلم من التفصيل والتعقيد، وهذان خيتلفان عند أصحاب اللغـة الواحـدة حس .1"من الثقافة

ففي الوقت الذي نستخدم فيـه األمـم املتحضـرة أرقـى األجهـزة واآلالت يف عمليـات -حسابية دقيقة، ما تزال أمم أخرى تعتمد على الطـرق البسـيطة يف العـد واحلسـاب علـى

.املثالسبيل فنجد اآلن ألفاظا جديدة تطلق على األجهـزة املتطـورة كـالكمبيوتر، العقـل االلكتـروين

.وغريها .فهذه األلفاظ احلديثة ظهرت وتطورت بظهور أجهزة جديدة فحملت دالالت جديدة

فاالختالف ال يكون يف األلفاظ وحسب، بـل يكـون حـىت يف األسـاليب، ففـي العصـر أصبحوا يسـتخدمون كـل األسـاليب املناسـبة مـن احلديث مثال يف الت ةيصادقتاال التامع

.إذاعة إىل جرائد بعناوين بارزة وموسيقى وصوروهـذا مـا يسـاعد ،فحدث تطور كبري يف احلياة أدى إىل ظهور ألفاظ وتسـميات جديـدة

ـب مـع تطـور يف احليـاة االقتصـادي ة واالجتماعيـة اللغة على النمو والتطور جنبا إىل جن .2واحلضارية وغريها من ااالت

ـك ال يـأيت علـى مجيـع إن ما ذكرناه وحاولنا حصره يف السطور السابقة، بـال شاألسباب، والعوامل التي تؤدي إىل تطور الدالالت، وذلك مـا أوردنـاه سـابقا أن األسـباب متشعبة وغريبة يف بعض األحيان ؛فما ذكرناه أوضـح العوامـل وأظهرهـا تـأثريا يف تطـور

97انظر فريد عوض حيدر، علم الداللة، ص 1 180املرجع السابق، ص 2

Page 63: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

55

ولعل ما مل نذكره راجع إليهـا أو ممـد إليهـا بصـلة و بسـبب ،تهاالكلمة يف اللغة ومنو دالل .أو بطريقة ما

:فمن هنا ميكننا تلخيص هذه العوامل بصفة عامة يف نقاط أمهها استخدام الكلمات حيدد الـتغري الـداليل، تبعـا لالسـتعماالت الـيت تسـتخدم فيهـا / 1

ة، الصـوم، واملـؤمن والكـافر، الكلمات، فإذا أخذنا على سـبيل املثـال، كلمـة الصـال ـت تـدل علـى أشـياء معينـة واسـتخدامات حمـددة واسـتعمل واإلسالم، جند أا كان

.استعماالت خاصة .، وكيف ينتقل إىل احلقيقة، أو كيف تنتقل احلقيقة إىل ااز اازويدخل يف هذا اال

عوامل تتعلق بأصوات الكلمات، إذا كانت أصـوات الكلمـات واضـحة فهـي متتـاز / 2بالثبوت، أما إذا كانت غري واضحة أو مشاة لغريها فقد حيدث إبـدال بينـها وهكـذا تـتغري

قد يساء فهمها ويأخذها السامع علـى أـا الثـورة مث ال تتـاح "الثورة"" الداللة ففي كلمة .1"حيح خطئه ويبقى اللفظ يف ذهنه مرتبطا بالداللة اجلديدةللسامع فرصة أخرى لتص

ميثل انتقال اللغة من السلف إىل اخللف عامال من عوامـل التطـور الـداليل فـإذا عـدنا / 3بالذاكرة إىل كلمات مثل القطار أو الربيد أو السيارة فهل خيطـر بأذهاننـا أن القطـار كـان

لدابة اليت حتمـل األخبـار والسـيارة علـى اموعـة يطلق على جمموعة اإلبل، والربيد على ا .2السائرة وهكذا

.ومن عوامل التغري انتقال الكلمة من لغة إىل لغة أخرى، فهذا خيضعها للتشويش والتغريوإمـا يف وظيفتـه كـإطالق اسـم ريشـة ،يف تكوينـه قد يكون الشيء نفسه تغري إما/ 5)Plume (الطيـور فهـذه املـادة تغـريت مـع تطـور على رأس القلم، فالريش هو ريش

.الزمنـف البيئة أو/ 6 الناس على اختالف طبقام االجتماعية، ومسـتويام، ومهـنهم، بهـدا ختتل

.لغام كما هو معروف أن اللغة هي مهزة وصل بني الناسغـة وكـذا عـن ل ،جندها ختتلف عـن لغـة املدرسـني ،فإذا الحظنا مثال لغة النجارين/ 7

ـف ـف عـن لغـة الري هتماماتـه فلكـل جمـال ا ،األطباء، كذلك قد جند لغة املدينـة ختتل

، 1983-ه1403، 1انظر أمحد عبد الرمحان محاد، عوامل التطور اللغوي ،دار األندلس للطباعة والنشر، لبنان ،ط 1 117ص

55د ط ، ص ،سكندرية، اال2006اجلامعي احلديث علم الداللة دراسة وتطبيق، املكتب نور اهلدى لوشن، 2

Page 64: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

56

واسايرةنشغاالته ،فاللغة م لكل األواعض تمـع، ولكـل حيـز دالالتـه وكـل جمـاالتااخلاصة به، مث إن الدالالت تتغري خبروجها عن محد1ية هذه اجلماعةود.

مظاهر منو اللغة و تطورها : املبحث الثالثيف تغـيري املعـىن كاألسـباب واالشـتقاقية، ،بعد أن أوضـحت العوامـل املـؤثرة

...والنحوية والسياقية، أو العوامل االجتماعية، والتارخيية وغريهاالـيت تعـد قضـية مـن ،أهم مظاهر التطور اللغـوي من ،بعض نأيت اآلن على ذكر -

.قضايا البحث الداليل، حيث كانت موضع اختالف يف تصنيفها وتنظيمهابشـيء مـن ،"أرسـطو طـاليس "فقد كان التغري الداليل يتميز جبهود جادة منذ املعلم األول

.التنظيم والتقننيـك ،يف تصـنيف اـازات ،فقد حصر جماله من خالل جهود العلمـاء لقـرون طويلـة وذل

م مل يفهألنلوا بني ما كان ألسبابص أو أ ،ماليةغري ج2.وبيةلس ؛، أو أسلوبيةأما ما يعرف بانتقال املعىن ألسباب مجالية-ويلجـأ إليهـا يف لغـة األدب خاصـة، واألخـرى غـري ،ما الشك فيه أن األول يعتمدمفتقال املعـىن فرعـا مسـ تعمدة تأيت يف عملية التواصل اللغوي بصورة عامة، وملا أصبح علـم م

وغريهـا مـن قضـايا ،دأ العلماء بتصـنيف هـذه املظـاهر بفمن فروع الدراسات اللغوية، ـك اجتهـوا إىل حتليـل 3الداللة تصنيفا منطقيا، وهناك من صنفها تصنيفا نفسـيا ، وبعـد ذل

معينـة هلـا أنواع التغري أو التراخي بني اللفظ وداللته، وقد تبني أن لـتغريات املعـىن أشـكاال .4صفة االطراد والثبوت

فالتغري الداليل للمفردات يعد من احلقائق املقـررة لـدى علمـاء اللغـة احملـدثني ،إد تتعدد املصطلحات الدالة على طرق التغري الداليل بينهم، فمنهم مـن يطلـق عليـه مصـطلح

56، ص فس املرجع السابقن 1 124عوامل التطور اللغوي، ص ،أمحد عبد الرمحن محاد 2 179دور الكلمة يف اللغة، ص -كمال بشر -تر 3 140ص ،دي أسعد عرار، جدل اللفظ واملعىنمه 4

Page 65: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

57

ر يسـميه أشكال التغري الداليل ،وبعضهم يطلق عليه مظـاهر الـتغري الـداليل، وفريـق آخـ .1قوانني التغري الداليل

:فمن املظاهر املؤثرة يف التغري الداليل نذكر :تعميم الداللة: أوال

، بتحويل الداللة من املعـىن اجلزئـي إىل املعـىن الكلـي وبـه 2يطلق عليه توسيع املعىن يتسع جمال االستعمال ليشكل أكثر مما كان عليه، حبيث تصبح الكلمة تـدل علـى عـدد مـن

.3عاين ،أكثر مما كانت تدل عليه ،أو أن تدل على معىن أعم من معناها األولامل تعميم الدالالت أقـل شـيوعا يف اللغـات مـن ختصيصـها :" إبراهيم أنيس يرى الدكتور

رهاوأقل أثرا يف تطور الدالالت وتغي." ألدىن فمثال نلحظ التعميم لدى األطفال حينما يطلقون اسم الشـيء علـى كـل مـا يشـبه

ـك لضـيق مالبسة، وذلك لقصور حمصوهلم اللغوي، فقد يسـمي كـل طـائر دجاجـة وذلاملعاين عنده، وندرا ،لكن بعد فترة يصبح قادرا على تسـمية كـل نـوع بامسـه ألن جمـال

.4الداللة يتسع لديهفسر توسيع الداللة على أنـه إسـقاط لـبعض املالمـح التمييزيـة " أمحد عمر خمتار"إذ أن - .5للفظ

فتعميم الداللة مل يكن الناس يعريونه اهتماما يف اسـتعماالم اللغويـة بـل كـانوا يكتفـون بأقل ما ميكن إليصال املعىن املراد، ولكن مـع مـرور الـزمن ترسـخ الـدالالت العامـة يف

.األذهان وبذلك قد ينسى املعىن اخلاص الذي انطلقت منه الداللة أو يكادو واضحة يف الصفات والنعوت، فنجـد يف اللغـة العربيـة عشـرات فظاهرة تعميم الداللة تبد

...من األمساء جعلت للحية ،والعسل والسيف ،وغري ذلك

81، ص2005، سنة 1فريد عوض حيدر، علم الداللة، مكتبة األداء، ط 1 243الداللة، صأمحد عمر خمتار، علم 2 76فريد عوض حيدر، علم الداللة ،ص 3 155أنيس إبراهيم، داللة األلفاظ، ص 4 244أمحد عمر خمتار، علم الداللة، ص 5

Page 66: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

58

.1وقد حتولت طائفة من األعالم إىل صفات أيضا، كما يف حامت، عرقوب قيصر ،ونيرون–الـورد، الرائـد :ة منـه إن هذا التعميم يف الداللة جنده يف خمتلف اللغات، والعربية فيها أمثلـ

.غري ذلك -احلوة -النجعة -كما سبق الذكرسـتخدمت يف معـان الـيت ا ،أمثلة كثرية مـن املعـاين اخلاصـة " حلن العامة"مثال يف كتاب واألصل أم كانوا إذا أخـذوا أسـريا شـدوه بالقيـد، فلـزم " أسري"للأخيد : عامة، كقوهلمأول ل سم كل مأخوذ شد بههذا االم يشد،ـك د فهـو عنـد العامـة " سـتحمام اال"ومن ذل

.2باملاء احلار والبارد، وأنه يف األصل باملاء احلار خاصةأن احلمـيم املـاء احلـار، واحلميمـة مثلـه، وقـد ) ه393(وقد أشار إىل ذلك اجلـوهري ؛حيث يرى أن العلماء هذا هو األصلاستحمت إذا اغتسلت به،

3.؛ احلار أو الباردكان ا بأي ماءمامحتسغتسال اكل ا وبعد ذلك صاريف بعض األلفـاظ قـد يـؤدي إىل تعمـيم الداللـة ،وبعضهم يرى أن إمهال الفروق اللغوية-

لليـابس "األصـمعي وأيب عبيـدة وابـن قتيبـة "،مثال كما يف احلشيش فقد جعله كل مـن ".اخلال"فقط، أما الرطب فهو اشـتليت : فيها فروق الداللة، وقد وردت يف أمثلـة عـدة كقولنـا ومن األلفاظ اليت يلتمس

الكلب، إذا دعوته إليك باسموقول آخره ، :اشتعـد خطـأ يف اللغـة ت ، دعلـى الصـي هتلي- .و أوسدته إذا أغريته به -والصواب أسدته على الصيد

فـال يقـال ،ههـ جر عـن و فوس"،" هلجعن ر فشك"و " هسأعن ر رسح"ويف موضع آخر .جيعل حسر للرأس والذراع ابن السكيتحسر إال يف الرأس، لكن

.4فيخص حسر بالذراع ابن فارسأما ومن ذلك الفقري واملسكني، فالعامة ال تفرق بينـهما، فـالفقري الـذي لـه البلغـة يف العـيش

.،واملسكني الذي ال شيء لهـك فتطـورت الداللـة ومن هنا نقول أن ،قدميا كان معنامها يف اللغة واحـد، أمـا بعـد ذل

.1تلف معىن كل منهما عن اآلخر، وقبل هذا كانت الداللة معممة خوا

156- 155إبراهيم أنيس، داللة األلفاظ، ص 1 256ص-1967، مطابع البالغ، القاهرة 1ان عبد الثواب، حلن العامة والتطور اللغوي، طضرم 2 "مادة محم" 195ص-1956أمحد عبد الغفور عطار، دار الكتب العريب، مصر ،د ط ، :حت ،الصحاح ،اجلوهري 3 198، مصر ،د ت ،ص3أمحد حممد شاكر، دار املعارف، ط: إصالح املنطق، تج ابن السكيت، 4

Page 67: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

59

:فمن أمثلة تعميم الداللة

ـك :البأسكلمة ـك، أ ي ال خـوف علي وأصـله 2،احلرب مث كثر حىت قيـل ال بـأس علي .على كل شدةمث استعمل للداللة ،الشدة يف احلرب

.ومن ذلك تعميم داللة البأس حىت أصبحت تستعمل يف مواضع عدة، حقيقة أو جمازا" الرائـد "دى هو الرجل الذي يطلب ألهله الكأل أصـال، مث وسـع املعـىن فغـ : كلمة الرائد

الذي يطلب شيئا مع التقدم والسبق يف أي جمـال، ومنـه يف العربيـة الفصـحى املعاصـرة، .يقود مركبة الفضاء، والرائد الذي يتقدم شعبه يف مسرية حنو أهدافهالرائد الذي

.3ومن هنا أصبح معناه واسعا وشامال لعدة أو لعامة الدالالت وذلك لتطور اللفظمعـروف الزيت معروف عصارة الزيتـون، والزيتـون شـجر " :جاء يف لسان العرب ،الزيت ".والزيت دهنه ....

صارت داللته عامة لكـل مـا يـدهن بـه، ،ستخرج من غري الزيتوني :مث إنه ملا صار الزيتاءومن ،ع اللفظوذلك لتوس أصهل. ؛4التراب الندي، وهو التراب الذي إذا بل مل يصر طينا الزبا : الثرى

ااوبعد ذلك عممت داللته ليشمل التراب رطبويابس ،. ـث إعطـاء معـاين إن أثر التعميم أو التوسيع يف األلفاظ ومدى تأثريه علـ ى اللغـة مـن حي

أوسع وأمشل ،وعند استعمال اللغة جيد املتحدث ا جمـاال واسـعا مث إن جمـال اللغـة مثريـا .من حيث األلفاظ واستعماالا يف أي موضع نشاءه

.وهلذا أثره يف إمناء الثروة اللغوية وتوسيعها وتطور معانيها لدى املستعمل

29، ص1963، مصر ،4حممد حمي الدين عبد احلميد، مطبعة السعادة، ط: ابن قتيبة، أدب الكاتب، تج 1 24، ص2003، بريوت، 1عامر أمحد حيدر ،ج دار الكتب العلمية ،ط:لسان العرب ،تق ن بن منظور،يمجال الد 2 333أمحد حممد قدور، مبادئ اللسانيات، ص 3 102السامرائي إبراهيم، معجم الفرائد، ص 4

Page 68: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

60

ختصيص الداللة: ثانيا

ختصيص الداللة أو ما يعرف بتضييق املعىن، ويقصد بـه حتـول الداللـة مـن املعـىن ـت تسـتعمل العام إىل املعىن اخلاص، أو تضييق جماهلا من الكل إىل اجلزء، فهنـاك ألفـاظ كان

.يف دالالت عامة مبرور الزمن واالستعمال ذهب الناس لتخصيصها وحتديد جماهلاـث يصـبح مـدلول الكلمـة وهو قصر الداللة العامة عل ى بعض أجزاء ،فيضـيق مشوهلـا حبي

مقصورا على أقل عدد من اجلوانب اليت كانت عليها الكلمـة يف األصـل ،فـإدراك الداللـة اخلاصة أيسر من إدراك الداللة العامـة، ولـذلك يبتعـد النـاس يف حيـام العمليـة علـى

ون اخلصوصياترثؤ1العموميات وي. التخصيص أو التضييق بعكس ما فسر به توسيع املعـىن ،فقـد كـان التوسـع إذ ميكن تفسري

ـض املالمـح نتيجة إسقاط بعض املالمح التمييزية للفظ، أما التخصـيص فنتيجـة إضـافة بع .2التمييزية للفظ، فكلما زادت اخلصائص لشيء ما قل عدد أفراده

القـوانني ووضـع يساعد ختصيص الدالالت وحصرها وحتديدها يف تنظـيم احليـاة، وسـن التشريعات

إىل بعض الدالالت العامـة، ويسـتعملوا اسـتعماال خاصـا ،فقد يعمدون يف خمتلف اللغات.

كالطهـارة واحلـرمي والعـيش والـرث "وحظيت بعض ألفاظ اللغة العربية ذا التخصـيص ؛ ...وغري ذلك" واملدام

مث شـاع اسـتعماهلا يف العصـر ،امـة املـدلول اليت كانت ع ،ومن ذلك أيضا مجيع املفردات ـةواحلـج 3؛اإلسالمي يف معان خاصة تتعلق بالعقائد أو الـنظم الديني والصـالة كالطهـارة

.والعمرة

153إبراهيم أنيس، داللة األلفاظ، ص 1 246ص ،أمحد خمتار عمر، علم الداللة 2أمحد جاء املوىل وعلي حممد البجاوي، دار إحياء الكتب العربية، مط عيسى : ، تجاملزهر يف علوم اللغة وأنواعها ،السيوطي 3

248الباي احلليب، مصر، د ط ،د ت ،ص

Page 69: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

61

وتقليلـها وختصـيص كـل ،بأا حتديد معـاين الكلمـات ،ويف بعض الكتب عرفها بعضهم .1واحملددة ،لفظ بداللته اخلاصة

وهم املساكني مـن مجاعـة رجـال ونسـاء، األرامل: ومن أمثلة ذلك يف ختصيص الداللة حنو .،وإن مل يكن فيهم نساء، ويقال جاءت أرملة من نساء "األرامل"ويقال هلم

ومع تطور الداللة وتضييق املعىن واالستعمال املستمر، خصص كل لفـظ مبدلولـه حنـو امـرأة .أرملة، ونسوة أرامل

ـت احلج ويف كلمة ـت لفظـة عامـة مث حتول اليت كانت تطلق على السفر يف أي مكان، فكانألن اللغـة ؛يـا وغمـوا ل ـ، وهـذا يعتـرب ن 2إىل داللة خاصة بالسفر إىل حج بيت اهللا احلرام

.حية ومستمرة التطور يف مجيع مفرداا و يف جماالت شىت إىل الداللـة اخلاصـة، " الـدعاء "العامـة اليت حتولت من الداللـة " الصالة"ومن ذلك مفردة

.أي العبادة املعروفة، وغريها مما خصصه اإلسالموكلمة احلرمي كانت تطلق على كل حمرم ال ميس، أما بتطور الداللـة أصـبحت تطلـق علـى

.3النساء خاصةعلى كل ما مخرت بـه املـرأة رأسـها مـن شـقاق احلريـر " ارماخل"وقدميا كانوا يطلقون

صة، ومعناه العام كل ما مخرت به الـرأس مـن ثـوب، ومـا أشـبهه ،يقـال اللحـاف خاوامللحفة، كل ما التحق به من ثوب أو برد أو كساء يف حـال قيـام أو قعـود، أو اضـطجاع

.مث خصصت الداللة للغطاء الذي يكون فوق األسرة خاصةـت بـاملالءة وحـدها، " امللحفة"واملالءة ،"مالءة"ويقولون لبعض أردية احلرير فهنـا خصص

ألنه لكل زمن ألفاظ خاصة به، للقدمي مفردات وللحديث مفـردات مغـايرة أو كمـا يقـال .متطورة أو نامية من حيث معناها

ـت املـالء : "ابـن قتيبـة الربطة كل مالءة مل تكن لفقـين، وقـال : قال األصمعي ةإذا كان ".كانت نصفا فهي شقةفهي ربطة، وإذا واحدة

246أمحد خمتار عمر، علم الداللة ص 1 186جاسم حممد عبود، مصطلحات الداللة العربية، ص 2 331ص أمحد حممد قدور ،مبادئ اللسانيات، 3

Page 70: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثاين عالقة اللغة بالتطور الداليل

62

ـك أصـبح الواديومن ذلك أيضا، هو كل بطن يف األرض يسـتقر فيـه املـاء، وبعـد ذل .خاصا بالنهر

الطريقال بأنه خاص بالف بدون اجلـزع، وإمنـا الصـواب أن الطـرب خفـة تصـيب حر

.الرجل لشدة اجلزع 1.بني عدة ألفاظ فقد يتحد اللفظ، ويتعدد املعىن؛ فإن كان قد وضع لكل فهو مشتركاحليـاة "الـدنيا وأصـله : وقد يقع التخصيص نتيجة حذف املضاف إليـه، أو الصـفة حنـو

" الدنياـف اللغـات، يكـون يف اللغـة العربيـة كمـا يف وجند التخصيص يف مواضيع عدة ويف خمتل

تدل علـى الطعـام مطلقـا، مث أصـبحت تـدل علـى اللحـم " Meat" :االجنليزية مثال .2خاصة

ـهداللت ـت صصواإلبـل، والغـنم، والعبيـد فخ ،عمولفظة املتاع كانت تطلق على املال أج .مبتاع البيت من فرش وأسرة ومقاعد إىل غري ذلك

كـل لفظـة زئية املعـىن بـإفراد يمها ألا جمن تعم ،ختصيص الداللة يكون أسرع إىل اإلدراك .مبعىن خاص، وذلك تتبع تطورها ومنوها اللغوي

204- 192، ص1973، مصر 4إبراهيم أنيس، يف اللهجات العربية، مط الفنية احلديثة، ط 1 332أمحد حممد قدور، مبادئ اللسانيات، ص 2

Page 71: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

ــل صالــف

ــالث الثــــ

معاني المجاز في االستعمال اللغوي

Page 72: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

65

.فائدة ااز يف االستعمال اللغوي :املبحث األول

متيز األفاظ لغتهم باحلكمـة، فهـم يف ألفـاظهم وتنويـع أسـاليبهم، ستخدام العرب لكانوا يتوالتعبرين دقة خو، وسطلبـا إليصـال املعـىن إىل ،ل الفصاحة واإلجيـاز يف العبـارة ب

لقي، حيث ال ياملتحيد قيـاز البـد مـن واأأمنلة عن مقصـودهم، وكـذلك إذا جلـ دإىل احكمة، يصدرون عنه، وقد ذكر ابن جين؛ أن اللجوء للمجـاز تتحقـق فيـه ثـالث ومقصد

وضـرب هلـا مـثال ،"االتساع، والتوكيد والتشـبيه :"قيقة، وهيفوائد، إذ مل توجد تعينت احل ابـن جـين يقـول ، "هو حبـر : "يف الفرس -صلى اهللا عليه وسلم– النيب من خالل قول

: فلأنه زاد فـي أسـماء الفـرس التـي هـي " االتساع"فاملعاين الثالثة موجودة فيه؛ أما :" فألنه شـبه العـرض بـاجلوهر، وهـو " التوكيد "البحر، أما وجواد، وحنوها وطرف فرس

.1"فألن جريه يجري يف الكثرة مثل مائه" التشبيه"أثبت يف النفوس منه أما ومن ذلك تتضح لنا فائدة ااز يف أن االتساع الذي يأيت من اـاز يضـيف إلينـا اسـتعماال

.يه مىت ما احتجنا ذلكجديدا ميكن أن نلجأ إليرى ابن األثري أن االتساع؛ أن جتري صفة من الصـفات علـى موصـوف لـيس أهـال ألن

ـت للمعـاين، وجيعـل . جتري عليه، لبعد ما بينه وبينها ويف التوكيد الذي يأيت مـن اـاز تثب .وقعها أبعد أثرا يف النفس

ـك فيـه أن والتشبيه تقريبا للمعاين، وبه يسهل استحضار املعىن كأنـ ه رأي العـني، ممـا الشهذه الثالثة ختدم املعىن اللغوي و اللفظ معا، وجتعـل اـاز وسـيلة مـن وسـائل البيـان،

.والفهم ألنه ثمة فوائد و وظائف أخرى يؤديها ااز، فيكون حـال يلجـأ إليـه عنـدما ال يسـمح

؛ أو عنـدما يكـون ةنجهتسـ أو م ةحبقتسـ تكـون م نأك، املقام باستعمال الداللة احلقيقيةلفظ احلقيقة ثقيال على اللسان لرل الوزن واحلروف وتنافقث التر2يبك.

246-444ص 2ابن جين اخلصائص ،ج 1 25حممود توفيق حممد سعيد، إشكالية اجلمع بني احلقيقة و ااز، ص 2

Page 73: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

66

ـض لذا نقول أن أعجب ما يف العبارة اازية، أا تنقل السـامع عـن خلقـه الطبيعـي يف بع، م ـا الطـائش املتسـرع األحوال، فإا أحيانا ليسمح ا البخيل، ويشجع ا اجلبان، وحيكـ

، حىت إذا قطع عنه الكالم أفاق ملسة ساحرة يف الكالموجيد املخاطب ا عند مساعها وندم على ما كان منه من بذل مال، أو ترك عقوبة، أو إقدام على أمـر مهـول، وهـذا هـو

قـدرة علـى املستغين عن إلغاء العصا واحلبـال، فللمجـاز ، فحوى السحر احلالل يف الكالمإبراز املشاعر وتصوير األحاسيس والتعبري عن خلجات النفوس، وهذا مـا يـدل علـى األثـر ـب رقـي األفكـار وتطـور اتمعـات الذي يتركه ااز يف اللغة، فاملعـاين تتجـدد حبس

1ستعمالوتقدمها، وإن األلفاظ تعطي من املعاين والدالالت بقدر ما يتاح هلا من اال.

354ص -1ابن األثري، املثل السائر، 1

Page 74: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

67

أثر ااز يف منو اللغة: املبحث الثاينكثريا ما تتغري داللة األلفاظ العربية، من جمال إىل آخـر ال علـى وجـه التخصـيص أو التعميم، وإمنا على وجه املخالفـة، وحيصـل االنتقـال عنـدما يتعـادل املعنيـان احلقيقـي

.واازيوال أعم بـل هـو مسـاو لـه لكـن فاملعىن اجلديد هنا ليس أخص من املعىن القدمي، -

.خيتلفان يف االستعمالإذ يعـد ، ااز وسيلة له ملا ميلكه مـن قـوة التصـرف يف املعـاين ، لذلك يتخذ هدا االنتقال

ااز هو احملرك للطاقة التعبريية يف اللغة، وبه تبتعد األلفـاظ عـن اخلمـول والرتابـة بتجـدد .1و من حقل إىل حقل مغاير له املعاين، وذلك لالنتقال من جمال إىل آخر

ت جمازيـة عالقـا و ،شـتماله علـى أنـواع إذ يعترب مهما يف تطور الداللة، وذلك لتنوعـه واحيث ال يتم إال بتوفر مجلة مـن العالقـات بـني املعـىن املنقـول .بالغية وكدا االستعارات

، عالقـة التشـبيه أي اـاز الـذي عالقتـه ، االسـتعارة :واملنقول إليه، لذا حيصل بطريقتني كالسـببية واحلاليـة، واحملليـة، واجلزئيـة ، وااز املرسل هو الذي تكون عالقته غري التشـبيه

والكلية، وغري ذلك من العالقات اازية ؛لذا قد نبه القدماء علـى هـذا النـوع مـن التغـيري ـك مـن خـالل حـديثهم عـن مفـاهيم اـ 2الداليل از، ، لصعوبة انتقال املعاين فيه، وذل

.وأقسامه يف كتب التراث العريب الدي كنا قد ذكرناه آنفافقد تبني يف ضرب من التغري الداليل أن علماء البالغـة اشـترطوا يف مفهـوم اـاز بوجـود

.العالقة بني املعىن املنقول، واملنقول منه- ثـاين وإال لكـان ال ،شترط أن يكون، النقل ملناسبة بـني املعنـيني فقد أكد البحراين وا

حترازهم من األلفاظ املرجتلةمرجتال، وذلك ال. وقد بني احملدثني أمهية العالقة بني األصل والفرع، ألا القرينة الدالـة علـى عمليـة االنتقـال

.الداليل

160أنيس إبراهيم، داللة األلفاظ، ص 1 52حممد عبد الرمحان محاد، عوامل التطور اللغوي، ص 2

Page 75: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

68

ـث عالقـة - ففي التطور الداليل يكون انتقال املعـىن يف اـاز واالسـتعارة مـن حي .املشاة بني الدال واملدلول

ستعارة على املشاة بني املدلولني، علـى حـني يكـون انتقـال نتقال الداللة يف االيعتمد اإذ جمال الداللة يف ااز املرسل لعالقة غري املشاة بني املدلولنينتقـال بعـد اـاز يف حصـول اال ،فقد نبه البحراين على أن االستعارة تأيت بالدرجة الثانيـة

.1الداليلـب التهمـام : "يف قـول العـرب "النفس"ومتثل ذلك من خالل معاجلة لفظ جرعتمـوين نغ

جماز يف الدرجة الثانية، فـإن الـنفس حقيقـة لغويـة يف اهلـواء الـداخل " أنفاسا" ، "أنفاساواخلارج يف احليوان، مث استعمل عرفا ملقـدار مـا يشـرب يف مـدة إدخـال اهلـواء بقـدر

.علق على املتعلقاحلاجة، إطالقا السم املتفاالسـتعارة ، ستعمل هاهنا يف كل مقدار من اهلم يرد عليه من قبـل أصـحابه وقتـا فوقتـا فا

يف هذه اللفظة هي العالقة الثانية، املؤدية إىل االنتقـال اـازي للفظـة الـنفس مـن اهلـواء .املتنفس إىل مقدار اهلم الواقع عليهـت ـا اللفظـة أما العالقة األوىل النتقال املعىن يف هذه اللفظة فهي عالقة التعلـق الـيت انتقل

.من معىن اهلواء إىل النفس الذي حيتاجه اإلنسانـت االسـتعارة الدرجـة فتعاقب على هذه اللفظة انتقالني دالليني، وليس انتقاال واحـدا فكان

جـواز سـبك اـاز علـى "الثانية من ااز، كما خص اخلوئي هذه املسألة ببحث مسـتقل " ااز ريإذ أقرخمشيف أساس البالغة، عن تعاقب انتقاليني داللني علـى لفظـة واحـدة، وهـو الز

ما عرب عنه معظم العلماء احملـدثون بقـدرة الكلمـات علـى اختـاذ دالالت متنوعـة تبعـا لالستعماالت املختلفة اليت تستعمل من خالهلا،إذ يـزداد معـىن الكلمـة تغـريا كلمـا ازداد

اليت يـراد ـا تقابـل الكـبش ذي القـرن " النطح"لفظة ؛ 2ومن أمثلة االنتقاالت ، استعماهلامع مثله للمضاربة والتناطح، مث أطلق جمازا على الصيد املظـاهر علـى الصـياد املواجـه لـه

88كمال بشر، دور الكلمة يف اللغة، ص:ستيفن أوملان، تر 1 53حممد عبد الرمحن محاد، عوال التطور اللغوي، ص 2

Page 76: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

69

ة، فكأنه يستقبل الصياد لينطحـه بقرنـه، وهـو مـ بعالقة املشاشمث ،وم عنـد الصـيادين ؤ .ن جمازا مبرتبتنياستعمل يف الرجل املشؤوم بعنوان االستعارة، فيكو

ففي التغري الداليل، تطرق علماء اللغة إىل إبراز ألفـاظ النـهج الـيت اتراهـا تطـور داليل، ع

ومنو لغوي بصفة عامة، إذ رأوا أنه البد من التنبيه علـى األصـل األول الـذي انتقـل منـه أصـحاب شـترك فيهـا وهـي صـفة ا ،املعىن وبيان نوع العالقة املؤدية إىل هـذا االنتقـال

وفهمهـا ميكنـه مـن الوقـوف علـى ،واللغة ككل، مجيعا ألا متنح الدارس ثـراء ،البالغة .مما لو درس منقطعا عن جذوره التارخيية ،بني األصل والفرع ،الصلة املعنوية

وقد اهتم احملدثون ذا األصل، وأطلقوا عليه املعىن األساسـي أو املعـىن املركـزي إذ تتفـرع .1األخرى بنوع من الصلةعنه املعاين

ولقد حرص أهل اللغة على تلمس العالقة املؤدية إىل االنتقـال بداللـة اللفـظ مـن جمـال إىل .آخر، فلجؤوا إىل التأويل هلذه العالقة ولكن أحيانا قد يستغلق وضوحها لديهم

نتقـال داللـة املعـىن األصـلي للفظـة لك مـن خـالل ا ذو " السامرائي"فمن بني هؤالء ـت مـن داللتـها مـن املعـىن " قد انصاحت حبالنا:"كقولنا :مثال " نصاحتا" فاللفظة انتقل

األصلي، وهو الشق إىل معىن اجلذب واجلفـاف، لعـدم ظهـور العالقـة املؤديـة إىل هـذا االنتقال،فصرح السامرائي باحلاجة إىل التأويل الستظهار هذه العالقة ؛

ألصل يف الفعـل انصـاح هـو مبعـىن انشـق انصاحت أي جفت اجلبال وجدبت، وا:"قائال .2وال سبيل إىل هذا إال باللجوء إىل التأويل توسعا

فالتغري الداليل لأللفاظ يكون بني ااز والنقل، وقد اصـطلح عليـه العلمـاء بنقـل املعـىن، -من السهام الضعيف إىل الضـعيف مـن الرجـال وهـذا " النكس"من ذلك انتقال داللة لفظة

.عىن األصلي إىل املعىن اازي املنقول إليه انتقال من املوقد بني املعجميون العالقة املسوغة هلذا االنتقال يف الداللة، بأن الـنكس هـو السـهم الـذي

.انكسر فوقه فجعل أعاله أسفله، ولذلك يكون رديئا وذه الرداءة شبه به الرجل الدينء

90ص كمال بشر، دور الكلمة يف اللغة، 1 237، د ت، ص1ابن أيب احلديد ،شرح ج البالغة ،دار الكتب العلمية، ط 2

Page 77: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

70

ـب عنـه ومـا فأكثر ما اصطلح عليه اللغويون يف نقل املعىن بع ابرة األصل، مث بينـوا مـا يغل يكثر استعماله على املعىن املنقول إليه ؛

ـك العالقـات الـيت تطـرق إليهـا فقد ذكروا عالقات مؤدية هلذه االنتقاالت ومن أبـرز تل

ـت كـذلك " العذرة"علماء اللغة، عالقة ااورة، كما يف لفظة اليت تعـين فنـاء الـدار، ومسي .كانت تلقى، هلذا كىن عنها بالعذرةألا باألفنية إذ يف األصـل هـي موضـع شـد اإلزار مث قيـل لـإلزار حجـزة " احلجـزة "وكذا لفظة ـك ، للمجاورة ومن العالقات األخرى يف تغري داللـة األلفـاظ عالقـة املشـاة، ومـن ذل

"صيياص "اليت ا نتقلت مـن القـرون إىل معـىن احلصـون، ة ف التحصـن بعلاقـة املشـا1متناعواال.

و من دلك أيضا عالقة املصاحبة، كما يف لفظ احلداء إذ تـبني انتقـال داللتـه منسـق اإلبـل الـذي يعـين " الـوغى "، إىل الصوت املصاحب للسوق، هلذا كان انتقال عن عالقة املصـاحبة

ـت احلـرب بالصـوت يف األصل كلمة تعرب، عن األصـوات الشـديدة املتصـلة وملـا اقترن .لبة حتولت هلا فكانت مبعناها والضجيج واجل

ففي تغري داللة األلفاظ وتطورها أمثلة كثرية لالنتقال مـن اـال الـداليل احملسـوس ـت أمثلـة ، إىل املعنوي ارد لكن أمثلة اللغويني لالنتقال من اال احملسـوس إىل اـرد فاق

وصـل إليـه علـم الداللـة االنتقال من ارد إىل احملسوس بنسبة كبرية، وهذا يوافـق مـا ت احلديث، الذي يرى أن األصل احلسي يفترض أن يكون أقـدم املعـاين وأقرـا إىل ظـروف

.املكان والزمان اليت عايشها أهل اللغةاليت هي يف األصـل األثـر يف الشـيء املميـز " النكت"ومن األمثلة على ذلك مفردة

مث عـدي بـاملعىن إىل الكـالم ، بـها ومنه رطبة منكتة إذ بدأ ارط، يف بعض أجزائه عن بعضواألمور املعقولة وهنا انتقال من احلسـي إىل اـرد أي مـن األصـل إىل اـاز، وبـذلك

.2تغريت داللة اللفظ

238املرجع السابق، ص 1 165داللة األلفاظ ص ،مأنيس إبراهي 2

Page 78: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

71

فكلما ارتقى التفكري العقلي جنح إىل استخراج الـدالالت اـردة وتوليـدها، واالعتمـاد - .عليها يف االستعمال .1عن طريق ااز عدة معان، املعىن األصلي للفظ الذي يتفرع منهفاملعىن احلسي ميثل

وهذا النوع من النقل يف الداللة يعكس قابلية األلفاظ على التنوع، ويظهـر مـا فيهـا من كوامن معنوية ميكن اإلفادة منها، فاـاز واالسـتعارة والكنايـة ختـرج األلفـاظ مـن

لدلك قد اهـتم وانشـغل أهـل البالغـة بـإبراز ، ليةاجلمود والرتابة، مما مينحها حيوية وفاع .العالقات اازية، واالستعارات اليت ينتقل من خالهلا اللفظ من جمال آلخر

مـن داللتـها علـى الـرمح إىل " القنـاة "ومن ذلك ذكره للعالقة السببية اليت نقلت لفـظ ما حيـدث لـه مـن تسـلط، داللتها على القوة والغلبة اليت قد حتصل لإلنسان جمازا، وتعبريا ع

.وقوة وشدةـت مـن داللتـها ، واليـد واللسـان ، ومن ذلك أيضا العالقة السببية بني العني ـث انتقل حي

إىل داللتها على العلم جتوزا بلفظ العـني، وإىل التعـاون بلفـظ اليـد، وإىل " اجلوارح"األصلية .الوعظ بلفظ اللسان

اليت مسي ـا اهلـم جتـوزا بلفـظ املـوت " وتامل"ومن تلك العالقات عالقة املسببية، كلفظة إال أن ، يف اهلم والغم، وكذلك االنغماس فهـو حقيقـة الـدخول يف املـاء، ومـا يف معنـاه

احلرب ملا كانت يف غمارها واختالط املتحاربني فيه تشبه املاء املتـراكم اجلـم، هلـذا صـحت . 2وهانغمس يف احلرب وخاض فيها وحن: نسبة االنغماس إليها، فيقال

80أمحد عمر خمتار، علم الداللة، ص 1 199ابن أيب احلداد، شرح ج البالغة، ص 2

Page 79: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

72

انتقال داللة األلفاظ من األصل إىل ااز": املبحث الثالث ااز إىل احلقيقةنتقاهلا من امنادج من ألفاظ اللغة ب -

انتقال الداللة بتغري جماهلا،ويكون بانتقال داللة اللفظ من جمـال إىل آخـر فمنـهم مـن .مساه تغري جمال االستعمال أو نقل املعىن

االنتقال يكون عند تعادل املعنـيني أو إذا كانـا ال خيتلفـان يف العمـوم واخلصـوص، وذلك كما يف حالة انتقال الكلمة من احملل إىل احلـال أو مـن املسـبب إىل السـبب أو مـن

.1العالمة الدالة على الشيء املدلول عليهبـالعكس، لعالقـة أو أو يكون باالنتقال من الداللة اردة إىل الداللـة احملسوسـة، أو

صلة تكون واضحة أو خفية بني الداللتني، لـذلك قـد يسـتطيع املتتبـع ملراحـل التطـور ـض األحيـان ، اللغوي للفظ أن يدرك هذه الصلة وهناك من قد يصعب عليـه إدراكهـا يف بع

.2لعدم اهتمام القدامى بتسجيل مراحل تطور األلفاظاـاز -إطـالق اجلـزء علـى الكـل -االسـتعارة : فانتقال املعىن يتضمن طرائق شىت منها

، وذلك عنـدما يتطـور بانطالقـه مـن احلقيقـة ، وهذا التغري هو ما يعرف بااز....املرسلـك لتنوعـه واشـتماله وينفرد االنتقال من جمال إىل آخر جبانب مهم يف تغـري الداللـة، وذل

تقـال علـى تغـري جمـال على أنواع اازات القائمة علـى التخـيالت، ويقـوم هـذا االن ؛3االستعمال، فاملعىن اجلديد هنا ليس أخص من املعىن القدمي وال أعم

إمنا هو مساو له، ولذلك يتخذ انتقال ااز سبيال له، ملا ميلكه اـاز مـن قـوة التصـرف يف .املعاين عرب جمموعة متعددة من العالقات واألشكال

آخر سـواء أكـان مقصـودا أو غـري مقصـود لـه إن هذا االنتقال يف الداللة من جمال إىل :أسبابه ودواعيه منها

247أمحد عمر خمتار، علم الداللة، ص 1 170كمال بشر، ص:ن، دور الكلمة يف اللغة، ترستيفن أوملا 2 335أمحد حممد قدور، مبادئ اللسانيات، ص 3

Page 80: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

73

توضيح الداللة -1 .رقي احلياة العقلية -2 .تتبع األلفاظ عرب الزمن مع معرفة الفروق الداللية من خالل تاريخ لغة ما -3

حيث يتم هذا االنتقال بالبدء باحملسوسات الذي تتطور إىل الـدالالت اـردة بتطـور العقـل .اإلنساين ورقيه

وأحيانا العكس، باالنتقال من اردة إىل احملسوسة وهو ما يلجأ إليـه األدبـاء حـىت يقربـوا .املعاين لألذهان، مع أنه سيكون للسياق دور يف إيضاحها

ـث عـن الـدالالت اـردة فريى إبراهيم أنيس أن رقي احلياة العقلية يـدفع اإلنسـان للبح .1تعمالواالعتماد عليها يف االس

من أمثلة نقل املعىن كثرية منها التعبري عن أحـد أعضـاء البـدن باسـم عضـو آخـر مثـل ومنـها تبـادل ، بـدال مـن ثـدي " معـدة "استخدام كلمة صدر أو حنر ويف بعض اللغات

ـس األمساء الدالة على عمليات احلواس، فكـثريا مـا تسـتعمل األلفـاظ الدالـة علـى اللم .ها مكان بعضوالسمع واإلحساس والذوق بعضوهنا نعتربه تعبريا جمازيـا تطـور مـن خـالل ، "بأعمى األذنني"فبعض اللغات تعرب عن األصم

.االستعمالفهنا استعمال جمـازي والـذي سـوغ هـذا االسـتعمال ؛شـدة " عني اإلبرة"وأحيانا يقال .2"عني اإلنسان"وبني " ثقب اإلبرة"التشابه بني

ـت "الشـنب "وانتقلت من معـىن إىل آخـر كلمـة ومن الكلمات اليت تغريت داللتها ،وكانتعين صفاء األسنان ومجال الشعر، وكما تطورت حـديثا أصـبحت تعـين الشـارب، ومنـه

ـف، وهـذا " السفاهة"أيضا كلمة هلا مدلوالن احلمق، والطعنة اليت يسـرع منـها الـدم وجياك الكثري مـن األلفـاظ الـيت تعـرب فهن، تطور الداليل بانتقاهلا من املعىن األول إىل املعىن الثاين

احلقـد، املـدح، والقلـق، : عن دالالت جمردة وقد احندرت إلينا من دالالت حمسوسـة حنـو

160إبراهيم أنيس، داللة األلفاظ، ص 1 187جاسم حممد عبد العبود، مصطلحات الداللة العربية، ص 2

Page 81: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

74

وغريهـا مـن األلفـاظ الـيت تـدل 1...الضغينة والشؤم والتفاؤل، النفاق والشجاعة، الكرهـت ومنـو اللغـة العربيـة بأل فاظهـا على حالة اإلنسان وتطورت بتطور أحـواهلم مـع الوق

املختلفة، لذلك تغري

و مـن النمـاذج الشـائعة يف انتقـال ، معىن بعض املفردات اللغوية الستعماهلا يف ميادين عدةـت ، وعقد املناقشة، وركز الفكرة، جسم املشكلة: املعىن مثال فهـذه تطـورات جمازيـة انتقل

.من معناها احلسي إىل املعنوي أو مبعىن آخر من احلقيقي إىل اازي حتية عطرة، واستقبال بارد و منه حار، ومن ذلك مـا نقـل مـن أحـد جمـاالت : ومنه أيضا

وصوت حلـو، هـذه األمثلـة مـن اـاز تعتمـد ، لون دافئ: احلواس إىل جمال آخر كقولنا .2على نوع من املتشاة بتطور يف املدلوالت

لـه وعكسـه رقـي فمن أشكال انتقال املعىن ما يعرف باسم احنطاط املعـىن، أو ابتذا املعىن ورفعته، وتعـد هـذه املظـاهر نتيجـة طبيعـة االنتقـاالت الـيت تشـهدها داللـة

ويكـون الرقـي والرفعـة مرتبطـا بتطـور ، األلفاظ،حيث يرتفع قدر الدالالت أو يـنخفض احلياة االجتماعية ورقيها، فتتطور املدلوالت مما يؤدي إىل ارتقـاء قيمتـها، وبالتـايل حيـدث

.3لداللة والسياق ارتقاء يف اوذلك ألن االنتقال من جمال إىل آخر، ال يشترط فيه تقفية آثـار املرحلـة األوىل بـل يقـوم

.على احتمال تعايش الداللتني، إىل جانب طغيان الداللة املتطورة على سابقتهاففي التطور الداليل قـد تتـردد الكلمـة بـني الرقـي واالحنطـاط يف سـلم االسـتعمال -

ـت ، عي، بل قد تصعد الكلمة الواحدة إىل القمـة االجتما وقـد ـبط إىل احلضـيض يف وق .4واحد

:ومبا أن هناك نوعني من انتقال وتغري الداللة فاآلن نعرض تعريفا لكل منهما : حنطاطيالاالتغري -1

162إبراهيم أنيس داللة األلفاظ، ص 1 154، د ط ، ص1963الدراسات العربية العالية القاهرة، مراد كامل، داللة األلفاظ العربية وتطورها ،معهد 2 148، ص2002، 1عرار مهدي أسعد، جدل اللفظ واملعىن، دراسة الكلمة العربية، دار وائل ،ط 3 248أمحد عمر خمتار، علم الداللة، ص 4

Page 82: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

75

يصدق هذا املصطلح على الكلمات اليت كانت داللتها تعـد يف نظـرة اجلماعـة نبيلـة حتولت هذه الدالالت فباتت متدنية املرتبة حيث أصبح هلـا ارتباطـات قـد ورفيعة وقوية، مث

ألـا ال تليـق مبقـام ، وتتفاداهـا يف االسـتعماالت اليوميـة ، 1حتتقرها وتزدريها اجلماعـة ـت هلـا مكانـة يف التعامـل بـني الكالم،هلذا هناك ألفاظ تفقد قيمتها الداللية بعـد أن كان

ال، هلا داللة تعرب علـى زهـق األرواح، ولكـن بعـد تطـور القتل أو القت، الناس ومن ذلكـب تعبرييـة جمازيـة ؛ألـا ـص قوال داللتها أصبحت تستعمل استعماال جمازيا وأصـبح خي

ـك ولكنـه ال يعـين 2صارت تدل اليوم على أي شجار ضعيف ، فيقال فيه مثال،سـوف أقتل ، ذلك ألنه قد يكون املتشاجر يف حالة عصبية فقط

العلماء أن اجتاه الداللة حنـو االحنطـاط يعتـرب دلـيال علـى وجـود نزعـة فقد بني بعض- .تشاؤمية يف العقل اإلنساين

فـبعض ، ويكون بارتباط الداللة يف األلفـاظ بـالنواحي أو احلـاالت النفسـية، والعاطفيـة .3العلماء يرون أن األلفاظ املبتذلة إشارة إىل احنطاط داللتها وتدنيها

: لداللة فمن أمثلة احنطاط االيت استعملت يف القرآن الكرمي أكثر من مرة لداللتـها علـى كرسـي العـرش " كرسي"لفظة

.4"وسع كرسيه السماوات واألرض:"هللا تعاىل وحده، ومن ذلك قوله تعاىل : وبعد تطور الداللة أصبح معناها، يستعمل يف أي موضع، و جمـاالت حيـاة متعـددة مـثال

اخل...الضيوف،و الكراسي اخلاصة بطاولة األكل كرسي ، كرسي الدراسةويف موضع آخر انتقلت داللة لفظ االحتيال مـن األصـل إىل التطـور اـازي، فاالحتيـال ، مبعىن التحول، والتحيل أي، احلـذق وجـودة النظـر والقـدرة علـى الدقـة يف التصـرف

ـف، أمـا عنـدم ا تطـورت فاحتال على عقله أي كسب الشخص بـالكالم املميـز والظريالغش، واخلداع،و كـذا اسـتغالل اإلنسـان لذكائـه وقدراتـه يف جمـاالت ، أصبحت تعين

، عدة خشه خيشه أي طعنه : وجاء يف لسان العرب ، أي؛ دخل"خش "ومن ذلك أيضا لفظة

57، د ط ، ص2006نور اهلدى لوشن، علم الداللة ،املكتب اجلامعني 1 188، مصطلحات الداللة العربية، صجاسم حممد عبد العبود 2 199ستيفن أوملان، دور الكلمة يف اللغة ،كمال بشر، ص 3 255سورة البقرة اآلية 4

Page 83: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

76

ـش الرجـل وخش يف الشيء أي؛ بدأ فيه ودخل يف القيام به وهـذا اسـتعمال جمـازي وخ .1مبعىن مضى ونفدت داللتها وصارت تعـد مـن العاميـة ومل تعـد مسـتخدمه ال يف احلقيقـة وال ولكن احنطـف كالمـي أي مل :نشف املاء يـبس، ومنـه : مبعىن جف ويبس قيل" نشف"ومنه . ااز نش

ـف ، وهنا اسـتخدام جمـازي ، أو التوقف عن الكالم، يبقى كالم أقوله ألن الكـالم ال ينش .وال جيف مثل املاء ـك ومن بني األلفاظ ال يت فيها انتقال للمعىن، الوحشة يقال، تـوحش الـدواء أي أخـل جوف

إذا مل يطعم شيئا، والوحشة اخللوة واهلم ؛، من الطعام، ويقال بات الرجل وحشاـش املـرتل مبعـىن وبعد تطور الداللة وانتقال املعىن من األصل أصبحت العرب تقـول، أوح

و بعبـارة أخـرى، أصـبح مهمومـا خاليـا أ، ؛ وكأن املرتل فيه هم2أقفر وذهب عنه الناس .ي حيمل اهلم يف نفسه ذي العتبار املرتل مثل اإلنسان الوهذا استخدام جماز

إذا ورم حياؤهـا مـن –الناقـة تمـ لعليه أي ال تقبح عليه، وأصله من أب" ال تبلم:" والقولـت شـفتاه فهنـا أبلـم الرجـل إذا : وبعدها انتقل املعىن إىل اإلنسان حنو. 3شدة الضبعة ورم

ـب موضـع ، انتقال داليل من معىن الناقة إىل معـىن إبـالم الرجـل فالداللـة تـتغري حسستعمالاال.

187، ص11، ج1خش ،دار صادر ،ط–مادة حيل –لسان العرب –ابن منظور 1 125، ص3، ج1956فور عكار، دار الكتاب العريب، مصر ،غأمحد عبد ال: تج- الصحاح ،اجلوهري 2 317، مصر ،ص3أمحد حممد شاكر عبد السالم هارون، دار املعارف ،ط: ابن السكيت، إصالح املنطق، تح 3

Page 84: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

77

:رقي الداللة ومسوها-2

ـث يعد هذا املظهر وتاليه نتيجة طبيعية االنتقاالت اليت تشـهدها داللـة األلفـاظ حيـض األلفـاظ يكـون يرتفع قدر دالالت وينخفض قدر دالالت أخـرى، فرقـي داللـة بع

مرتبطا بتطور احلياة االجتماعية ورقيها، فتتطور املـدلوالت ممـا يـؤدي إىل ارتقـاء قيمتـها، .وبالتايل حيدث أو يلحق باأللفاظ ارتقاء يف الداللة

:فمن بني األلفاظ اليت ارتقت داللتهاا وهـي مواجـد وجمـد انتقلت من معىن مرتبط باإلبل وهو جمدت اإلبل متجد جمـود : اد-1

ومجد؛ـك يف أجسـامها وجمـدا و أجمـدها أجمدت نالت من الكأل قريبا من الشـبع وعـرف ذل

أجمد القوم إبلهم وذلك يف أول الربيع،:يقال، راعيها، أي؛ امتالء البطن .هلذا أصبحت داللتها أرق من األول ، ومن ذلك أصبحت تدل على الشرف والسؤدد

ارتقت بانتقاهلا إىل جمال أرقى من جماهلا األول : السياسة-2 فالسياسة فعل السائس يقال هو يسوس الدواب إذا قام عليها وراضها

"الوايل يسوس رعيته:"مث قيل فقد ارتقت من معناها املتدين إىل املعىن العايل ذو قيمة والـذي يتمثـل يف املسـايرة يف شـأن

من الشؤون انتخـى :النخـوة العظمـة يقـال :ى العظمة والتكرب، قال اخلليـل كانت تدل عل: النخوة-3

مث تطـور معناهـا فصـارت ، وهي من الصفات غـري احملـدودة يف اإلنسـان ، فالن إذا تكرب .1النخوة واملروءة والشهامة

مث " متيز القـوم وامتـزوا صـاروا يف ناحيـة "كانت تدل على جمرد الفصل بني شيئني :االمتاز .2ملزية مث التفوق صارت للداللة على ا

شاذلية سيد حممد السيد، رسالة لنيل درجة دكتوراه الفلسفة يف اللغة العربية، التطور الداليل يف ألفاظ غريب احلديث، كلية 1

42، ص2010اآلداب، قسم اللغة العربية، ماي 43نفسه ،ص املصدر 2

Page 85: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

78

ـت تـدل علـى فرقي الداللة هو ما يصيب األلفاظ من قوة داللية ترفع من شأا بعـد أن كانوأصبحت ما هي عليه من داللة قويـة حمترمـة بـني النـاس وتعـرب ، معان ذات داللة ضعيفةـت تـربط ، عن الفخامة والقوة فمثال كلمة العقل اليت كانت من العقال واحلبـل الـذي كان

الدابة به

ـت إىل العقـل الـذي ميتلكـه اإلنسـان بإجيابياتـه من رجلها ولكن تطورت داللتـه وارتق .وسلبياته ورصانته

فهكذا يتبني أن نقل املعىن يعد أهم أشكال تغري املعـىن أوال لتنوعـه وثانيـا الشـتماله علـى .1أنواع اازات القائمة على التخيالت :سـتحمام املشـتقة مـن من خـالل االسـتعمال لفظـة اال ،من األلفاظ اليت انتقلت داللتها

.م أي احلرارة، واحلميم واحلميمة املاء احلاراحليعتـرب هـذا معنـاه الـداليل األويل، ، الصغري الذي يسخن فيه املـاء مقماحملم،بكسر امليم، الق

وبعد تطوره صار يؤذن ألن يستحمامستعمل يف اال، باملـاء احلـار غتسـال الـذي يعـين اال ،وقيل أن االستحمام باملاء البارد هو االبتقراد واالـك أهـل اللغـة هـذا ت رار، وقد نكر بعد ذلـت ، أن كل اغتسال استحماما سواء كان املاء بـاردا أو حـارا ، عتربوااملعىن وا فـالعرب كان

االنتقـال مـن معـىن تطمح من خالل التطور الداليل تعميم وتوسـيع الـدائرة الدالليـة أو .آلخر

ومنه كذلك مفردة الضابط اليت تعين أن الالحق ليس له عالقة بالسـابق بـه عهـدا، فأصـبح اليوم مصطلحا قائما برأسه دال على رتبة عسكرية هلا موقعهـا بـني بنـات حقلـها الـداليل

أنـه ومنـه قولنـا ، فقد جاء يف املعجم العريب أن الضبط هو لزوم الشيء وحبسـه ، من الرتباليوم واألمس، فالذي حيدث أمس ال حيـدث اليـوم، فكـل منـهما ، تعبري جار على األلسنة .2خاص مبا يدل عليه

الـذي هـو الشـيء الالحـق ،هلذا قلنا أنه عند تطور داللة لفظ الضابط مـن املعـىن األول نتقال جمازي ظ على مكانه لقوة معناه؛ فهنا اافحوهو الذي ي ،ال عالقة له بسابقه ،الذي

57، ص2006نور اهلدى لوشن، علم الداللة ،املكتب اجلامعي، د ط ، 1 128، ص2003، سنة 1مهدي أسعد عرار، التطور الداليل، اإلشكال واألشكال واألمثال، دار الكتب العلمية بريوت، ط 2

Page 86: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

79

الـذي ،الذي يـدل علـى معـىن العسـكري ،إىل الضابط يف اجليش ،من الضابط يف الكالم

والقوة واجلسم البطش يكون شديد، كذلك، بعري ضابط: ل، ومنه وصارم يف التعام فاجلامع بينهما هو الضبط واإلحكام، ألن الضابط لو ال صرامته ملـا ارتقـى إىل هـذه الرتبـة

واحملافظة على مكانته كما هو احلال مع الالحق الذي لـه معـىن كـيس للسـابق بـه الرفيعةاملضـمار، فقـد تطـورت داللـة املضـمار يف : عهد، و من األلفاظ املتطورة الداللة أيضـا

راسريورة العربية تطو، إىل نتقال الداللـة مـن املضـمار املـادي احملسـوس يصدق عليه هيئة اق الـبطن، ومنـه قيـل ناقـة ضـامر، دزال واحلـ الضمر هو اهل :ارد، قيلاملضمار املعنوي

والضمر من الرجال يف التهذيب املهضم البطن، اللطيف اجلسـم، أمـا املضـمار فهـو لـيس ـف قوتـا بعـد مسنـها ويكـون ، ببعيد عما تقدم ذكره، ومنه التضمري عند العـرب؛ أن تعل

ل للسـباق والـركض، و قيـل تضـمريها، أن يشـد املضمار وقتا لأليام اليت يضمر فيها اخلي ...واألصل يطلق على املوضع الذي تضمر فيه اخليل، عليها السروج

فبعد أن كانت الداللة تقتصر على موضع تضـمري اخليـل فقـد توسـعت دائرـا الدالليـة .1فشملت املتقدم وزادت عليه موضع أي شيء آخر يكون فيه سباق

ومن ذلك تطورت الداللة إىل ااز وقيل أن الغنـاء مضـمار الشـعر جمـازا وفـاء باألصـل الداليل

يف االنتقـال مـن معـىن أصـلي . 2الذي هو موضع تضمري اخليل، وهذا ما أتى به الزخمشري

.إىل معىن جمازي من خالل االستعمال :الترهات

انتقـال مـن مضـمار املـادي وقد وقع يف داللة هذه الكلمـة تطـور داليل هيأتـه احملسوس إىل املعنوي ارد، وقد التفت إىل هـذا املعجميـون فاستشـرفوه باإلثبـات وتبيـان

ووحداا ترهـة، وهـذا مـا هـو ، األصل، والذي يظهر أن الترهات والترهات هي األباطيلوأصل ذلك مستقى مـن داللتـها مـن خـالل الطـرق الصـغار ، مقرر يف املعاجم العربية

130مهدي أسعد عرار، التطور الداليل، ص 1 "مادة ضمر" 1989أساس البالغة ،دار الفكر ،بريوت، د ط ، –) 538ت ( ابو القاسم حممود عمر -انظر الزخمشري 2

Page 87: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

80

ملتشعبة عن الطريق األعظم، وقال الزخمشري معرجا على املعـىن اـازي، مستشـرفا الوجـه ا ـ الداليل اجلامع يرى بأن الترهـات البابسـ وهـي القفـار البيـد، ا ، سستعيـل ريت لألباط

يل اخلالية من الطائل ؛واألقاو

إىل ااز لتشابه املعـىن بينـهما، ومنـه أيضـا الفعـل ،لذلك كان تطور من احلقيقة -"ممـا لـيس خيفـى " اعتنق الدين اإلسـالمي "، الذي شاع من خالل استعماله "عتنقا

للخاطر

األول، أنه تعبري جمازي ال يقتضي املعىن منه بالنظر إىل ظـاهر لفظـه، واملقصـد املـتعني منـه .1وصاحب لفظ الدينأي أن هذا الفعل التزم ، املالزمة والثبات

فنقول عانقه معانقة وعناقا، التزامه فأدىن عقنه من عنقه. زتزم أو للا، عتنقفمن معاين اوإذا لزم شيئا فقد تشـبث بـه، ومل تتركـه إىل غـريه، فقـد م ،

ـك أننـا -كما جـاء بـه اليـازجي –أكد العدناين أن يف استعماله ال يكون مبعىن انتحل ذلـك أن اعتنـاق الـدين أو ، أي ادعـاه لنفسـه ، حل فالن الشعر أو الرأيتنا :نقول ومـن ذل

معانقته بتعبري جمازي، أكثر تالؤما من حيث معناها ومتناها من انتحال الـدين مـع أنـه هـو . احلقيقة واألصل، واآلخر معناه وداللته انتقالية بفعل تطور اللغة

ـت إليهـا اللغويـون معاين الكلمات ودالالا قد تنقلت يف أطوا فـأنكر ، ر داللية متعددة، التفـب خمتلفـة، بعضها بعضهم وارتضاها آخرون،ولعل األصل الداليل موجـود يف معـاجم وكت

فكل لغوي يراها من منظوره اخلاص، ، فقد وقع يف هذه الكلمة تطـور داليل لـه أطـوار متعاقبـة، "األرملة" إذ نأيت على دكر لفظن الرمل املعروف من التـراب، وهـذه اإلبانـة ترفـع مـن درجـة فمعناها اجلذري مأخوذ م

فنحن عندما نشرحها نراها مبعـىن واحـد أمـا إذا كـان هنـاك تـدقيق وتـنقري ، الغموض .لكشف الوجه الداليل فقد جند أطوار قد تغري فيها املعىن من زمن آلخر

93مهدي أسعد عرار، التطور الداليل، اإلشكال واألشكال واألمثال، ص 1

Page 88: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

81

:الطور األول

ـت هـذا املعـىن ، نفـد زاده جاء يف كالم العرب على وجه التجوز أن الرمل الذي وقـد أثب–وقـد وردت هـذه الداللـة يف حـديث الرسـول ، يف االستعمال يف باب ااز للزخمشري

فـاملعىن ، واضـ فوا وأنلممفاده أن أصحابه كانوا معـه يف غـزاة فـأر -صلى اهللا عليه وسلم ".برالت"قيل للفقري كما، قوا بالرملص، كأم للموأصله من الر مهزاد دفن:هاهنا

:الطور الثاينـس ، احملتاجة، وكل مجاعة مـن رجـال ونسـاء، أو رجـال دون نسـاء :األرملة ، أو العك

.أرملة ، ويقول للفقري الذي ال يقدر على شيء من رجل أو امرأةاملساكني، فهذه املعاين من جهة التجوز والتمثيل بانتقـال الداللـة مـن األصـل إىل : األرامل

.1التمثيل على سبيل االستعمال اازي .هذه الداللة متطورة عن معىن متقادم ،ومن جهة أخرى

: الطور الثالث

.أرملة وأرملت :ت زوجها، أو ماتت عنه زوجته فقيلأسبغ الوصف اازي على من ماـت بـذلك لـذهاب "ابن األنباري "فقد وقف عند هذه الداللة ملمحـا إىل أـا؛ إمنـا مسي

ـب عنـها مـن كـان عيشـها ، زادها وفقدها كاسبها وقوا وقدرا على العيش ألنه قد ذه .صاحلا به

: أوهلمـا ، فقد أكد أن معىن األرملة يكتنفها حمددان دالليان حىت تسبغ علـى مـن يسـتأهلها وقـد عـرج علـى هـذا امللحـظ " اإلرمـال "من مات عنها زوجها، وثانيها احلاجة والفقر

ـت املـرأة :"الداليل يف باب ااز فجعله ملمحا رافدا من مالمح داللـة األرملـة فقـال أرمل، أما بعـد مـا تطـورت داللتـه مـن املعـىن "وال يكون إال مع احلاجة، ورملت من زوجهاـت املتقادم أصبحت يف يومنا هذا تعين املرأة اليت مات عنـها زوجهـا واألرمـل الـذي مات

فمـن الرمـل احلقيقـي ، فكان هلذه الكلمة سرية وتـاريخ ، زوجته سواء كانا غنيني أو فقريين

119مهدي أسعد عرار، التطور الداليل،ص 1

Page 89: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

82

املادي إىل اإلرمال اازي الذي يعين الفقر واحلاجة، إىل من مـات زوجهـا فغـدت قصـرية .لداللة على الذكر واألنثى وعلى حايل الفقر والغىنومن ذلك تعميم ا، اليد سائلة مرملة

.وهذا حال األلفاظ يف تطورها ومنو معناها باالنتقال يف لغة االستعمال اازيفمن األغلب أن األصول احلسية مأخوذة مـن حيـاة الصـحراء، والبـداوة السـيما الناقـة

، أو إىل جمـال واجلمل، سواء كان االنتقال مـن هـذا احملسـوس إىل جمـال حسـي آخـر .1معنوي

ـس احنطـاط ، فهناك بعض األلفاظ اليت ارتقت داللتها* وذلك لسموها يف املقصـد علـى عكمعانيها، ومن مت تعدو الكلمة راقية تستحسن قبول اتمع، فقـد تكـون يف سـابق عهـدها

ـك متسـي عنـد الالحـق ذات شـأن ومكانـة ، مما يستقبح ذكره، أو ينبذه السمع وبعد ذل ها ما كان يعتريها من ابتذال؛رفعت عن

وظـالل هامشـية مقيتـة، ، إذ أنه يف كالم السابق ذو إحيـاءات سـلبية " الشاطر"ومن ذلك

فمعناه قدميا الذي رحل عن أهله وتركهم مراغمـا، أو خمالفـا بعـد أن أعيـاهم خبثـا، ويف و غـري معىن قريب هذا املعىن ال يدافع عن األول وإمنا يسـاوقه، فهـو الـذي أخـذ يف حنـ

.2لذلك قيل شاطر، ألنه تباعد عن االستواء، االستواءنتقال فمن أمثلة اال"الغرومعناها األصلي املتطور عنـه، قلـة لـنب الناقـة، ،وهو قلة النوم" ار

ة بني اللفظني ،نتقال جمازيفهو األنه كالمها فيه قلة يف شيء معني، لعالقة املشا. ظاهرة التطور اللغوي عامـة، والـداليل خاصـة، نافـدة الفعـل يف من املقرر املستحكم أن -

الصـويت، والصـريف، والتـركييب، : اللغة، ويتجلى ذلك يف مستويات اللغـة املتباينـة منـها الـذي لـه ،واملعجمي واألسلويب، وموضع النظر يف هذه املباحثة خـاص بـالتطور الـداليل

إىل ، فمـن تعمـيم إىل ختصـيص إىل رقـي فداللة األلفاظ يف حركة دائمة، ، بواعث خمصوصةفإن اللغة وسيلة التفكري وأداته، والفكر يف حركـة دائبـة متوثبـة، فمـا . احنطاط مث إىل نقل

ينسحب على الفكر، ينسحب على اللغة، واحلق أن الناظر يف املعجمـات العربيـة جيـد بـني .كثري من األلفاظ وداللتها تراخيا جليا

115ابن أيب احلديد، شرح ج البالغة، ص 1 . 1994عادل خلف، اللغة و البحث اللغوي، مكتبة اآلداب، بريوت، لبنان، دط، 2

Page 90: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

83

ـض األلفـاظ ، وقد خضـعت للتطـور ، املعمرة متداولة فكثري من ألفاظ العربية ـت بع فانزاحـك ألفـاظ قـد ؛أخرى إىل حد اإلام دون اإلحكـام عن دالالا قليال، وتراخت ومـن ذل

1نتقاله من معىن آلخرظهر من خالهلا التطور الداليل وا. األمـر برمتـه، نظـر يف : ، إذ يشيع يف العربية تعبري أسلويب عتيق معمـر، وهـو "ةمالر"لفظة

والـرم " ممـ ر"فلم يغادر منه شيئا ولـيس خيفـى أن الرمـة جـذرها ، ومعناه نظر فيه كلهرم، تسـ م، واحلـائط ا رتـ م، والـدار ريلى فبومن ذلك احلبل ي، إصالح ما فسد، ومل ما تفرق

.أي حال له أن يرم إذا بعد عهده بالتطبيقدالليـا والـذي يظهـر أن تطـورا ؛قيل احلبل يلد الـبعري ، احلبل باليةقطعة من : الرمة والرمة

.أفضى إىل ذيوع الرمة

:فقد قال ابن األنباري يف قصة الرمة وتطورها قولني ـك أـم كـانوا يـ أو القاتـل إذ ق ،أن الرمة قطعة من حبل يشد ـا األسـري :أوهلما- د ذليقـد أخـذناه برمتـه أي باحلبـل املشـدود بـه، مث : دون األسري، فإذا قدموه ليقتل قالواش ستعمل يف غري هذا ؛ا

أن أصله قطعة من احلبل يشد يف رجل اجلمل أو عنقـه، فيقـال أخـذت اجلمـل : وثانيهما-برمته، أي باحلبل املشدود به، فهنا انتقال جمازي من شؤون احليـاة وأخـذ األمـر برمتـه، إىل

.ودا حببلإطالق املعىن على اجلمل إذا كان مشدـك، وقـد قـ نيف ع لبـ حعريا بأن رجال باع ب ،فقد ذهب الزخمشري إىل أن أصله ه فقيـل ذل

جعل هذا التعبري يف باب ااز، وذلك لتطور اللفظـة ومنوهـا يف داللتـها اللغويـة املسـتعملة .2قدميا

نتقـال الداللـة ستشراف داللة السجال مثال مـبني عـن ا ومنه كذلك مفردة السجال، ففي امن مضمار إىل مضمار لعالقة التشبيه والتمثيـل، فالسـجال مفردهـا سـجل، وهـو الـدلو

بريوت، -ه1424-2003، 1مهدي أسعد عرار، التطور الداليل، اإلشكال واألشكال واألمثال، دار الكتب العلمية، ط 1

30لبنان، ص 114التطور الداليل، ص ،مهدي أسعد عرار 2

Page 91: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

84

احلرب سجال مـأخوذ ممـا ذكرنـاه عـن املعـىن األصـلي، : الضخمة اململوءة ماء، وقولناواملعىن يف احلرب جمازي حيث يدل على أننا ندال تارة، ويعلينا تارة الد ىأخر.

.املستقني بسجلني من البئر يكون لكل واحد منهما سجل أي دلو وأصل ذلك أن لوساج الرجل، باراهوأصله يف اال ،سقاء باملاء ؛ت

وقد قيل إن املساجلة أن يسفيخرج كـل واحـد منـهما مـا يف سـجله ،قي ساقيانتة، عـادا أن راخفـ مـثال للم بربته العـ رهلذا ض ، مثل، ما خيرج اآلخر، فأيهما نكل فقد غلباجتتمع على أصـل واحـد يـدل علـى انصـباب " سجل"أصلها يف الدالء مشريا إىل أن مادة

.1شيء بعد امتالئهالـيت قـد يـرد علـى ، اليت تعترب من األلفاظ املعمرة" الدابة"وهناك لفظة أخرى وهي لفظة -ـك أن ج ياقها إشكال مرده إىل التطور الداليل الواقـع، فيمـا ها يف سئقار –مـاع املعـىن ذل

وكـل "ا، يبـ دب بد نقـول ، يشـ من امل فحركة على األرض أخ -كما يلمح إليه ابن فارسما مى على األرضش فهو دـ ، "ةابوهذا يشتمل على معىن أن كل ما يدعلـى وجـه هـذه ب ...ري، وهو مردودفالطري دابة إذ أخرج بعض العلماء الط، البسيطة

الداللة قـد تطـورت فأفضـى هـذا ولكن هذه الطري يدب على رجليه يف بعض حاالته،فإن ـت تلوقـد ا . طراح بعضها حيث يـدب علـى األرض مـن مضـمارها، كاإلنسـان إإىل ف

ـب، صاحب اللسان، إىل هذا التطور الداليل احلادث، فأشـار إىل أن الدابـة هـي الـيت تركواب وحقيقتـه الصـفة، وهـذا تطـور داليل سم غلب على ما يركب مـن الـد وأن هذا اال

2.هيئته التخصيصإذ أا داللة رحبة عريضة تشتمل علـى مـدخالت كـثرية، ولكـن دائرـا الدالليـة قـد

...فاطرح ما تستغرقه كاإلنس واجلن والطري ، أنكست وانكمشتواألمثلـة اآلتيـة فيهـا ،تحـادث املتقادم وامل وقد وردت داللة الدابة، يف الترتيل العزيز باملعنيني

:فضل بيان حمل ما تقدم 3 ." مكالثمأ مما ألإ هياحنجب ريطي رائا طلو ضري األف ةابد نا ممو: "قال تعاىل

119، صمهدي أسعد عرار، التطور الداليل 1 148أمحد عبد الرمحن محاد، عوامل التطور اللغوي، ص 2 38اآلية سورة األنعام، 3

Page 92: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

85

ه لفا مـن اآلدمـي، ويـتعني مـن إملاحـ تؤا موثاليظهر يف هذا السياق الشريف أن مت ث

وال طـائر يطـري جبناحيـه، –قولـه تعـاىل –ويـتعني يف ، و الطـري كم،أمم أمثال -تعاىل– نتقـال مـن والدابة، فالظاهر أن يف هذا السياق الشريف قد جاءت بـاملعىن احلـادث، فهنـا ا

ـاز يف االسـتعمال مـن شـيء معىن آلخر من خالل تطور دالالت األلفاظ من احلقيقة إىل ا ـت علـى جه فقد تو، مادي إىل آخر معنوي ـس دب الزخمشري إىل داللتها هاهنا؛ أن كـل نفوجه األرض علقت أو مل تل قع.

أو ، وغـري العاقـل أي شـيء حسـي مـادي ،قد يكـون للعاقـل واملراد يف هذا أن الدابنتقـال جمـازي لتطـور وهاهنـا ا ، ب ألـا تتحـرك دالسيارة تـ : معنوي، مبعىن آخر مثال

.اجلماد من اإلنسان إىل .1داللتهـب النفسـي حاففي تطور داللة الدمل إمل: "ملالد"ومنه كذلك لفظ ة إىل أثـر رعايـة اجلان

ـ والتفاؤل يف تغري دالالت األلفاظ، وهذا منـط مـن التعـبري مسفيض يف كـالم العـرب ت ،فالدمل مفرد دمفنقـول ، روح، وهـو اخلـراج الق يلام:نـدمل ال ا ـ جـررح، ودمـل إذا بئ ؛اءفل للشاثم ومتحتلوا

تمـع فيهـا جإذ يظـن أن هـذه الكلمـة ا ،أنه قد يراد وارد علـى املـرء ،والفارقة اللطيفةفهـذا ، "لمـ د"؟ فقد قيـل لـه لاثة، أم بالتمحرويتساءل إن كان الدمل مقترن بالق، نقيضان

من باب التفاؤهـذا املخـوض فيـه قولنـا للرفقـة يف ومثل، ندمال و العافيةل بالصالح واالوهذا من باب التفاؤل بـأن ييسـر اهللا هلـا القفـول أي ، السفر ذاهبة كانت القافلة أو راجعة

يغ السـليم، ل والقافلـة، بقـوهلم للـد مومنه قـول العـرب الـد ، السفر و الوصول بسالمفوللصحراء واملهلكة مازا ليكـون حظـه الفـوز بأن ينجـو قاطعهـا مـن جماهلـه الة تفاؤ

نتقال داللة لفظة الدمل من اجلـرح، إىل القافلـة، مث إىل اإلنسـان اللـديغ وذلك با ،باجتيازها2ته العربعتبار جمازي أطلقالسليم الذكي، وهنا ا.

41-40أسعد عرار، التطور الداليل، ص 1 106، صاملرجع نفسه 2

Page 93: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

86

ر أن هـذا للخـاط ت، والالفـ ادؤوالفـ اءدة الـذك طنة وحـ رادف الفالذي ي" الذكاء"وكذا

ها القويـة تلعكـاء النـار لشـ ذو هو ؛اللغة، إذ أنه متخلق من معىن آخراملعىن ليس بأصل يف .مار آلخرضنتقال هذه الداللة من مااز إىل ا وسية، وقد أفضى ناماكذال

هـا ودقالنـار إذا مت و تكـ قـد ذ "قى من قول العرب تسم -كما يقرره األنباري –فاألصل ."

ت ؛لعتشها وابية إذا اشتد هلكاذ ارن:ومنه قيل ـك لو ذطن وتفنتقلت داللتها إىل اإلنسـان املـ النار هلذا ا شدة وهج، فالذكاء جـود وجـه لةمشا بني املعنيا، وقد قيل للشمس ذكنيء، ألنه يف ضوئها وهج شديد كوالنار جه. .سب إىل اازنمما ي" كاء فيه ذ"هذا القول يف" الزخمشري "فقد جعل وممـا يـبني صـحة هـذا ،عال النـار تشوا دتفرد األصل املتقادم الدال على التوقسولعله ذا ا

؛الفطن الذكي باملتفطن وباملتوقد القول، أننا ما زلنا ننعتفنقـول فـالن متوقـد، وذكـاء متوقـد، والـذي ، هجبل ننعت الذكاء كله بالتوقد و التو

فكالمهـا دال علـى ، يظهر من هذا كله أن مت ملمحا جامعا بني الذكاء املتقـادم واملتحـادث شتعال النار يف معناه القـدمي عنـد العـرب التوقد والتمام، أي متام ا ، ـ طومتـام الفـ ندة ة وح

.يف املعىن احلديث املتطور ادؤالفنتقاهلـا مـن األلفاظ يكون مـن جمـال داليل إىل جمـال داليل آخـر، وا نتقال داللةفا

الداللـة علـى اآلدمـي أو اإلنسـان مضمار الداللة على اال احليواين مـثال، إىل مضـمار سـتعمال األصـلي وهذا ما اعتربه العلماء اللغويون؛ انتقال املعـىن مـن اال -ا صح القولذإ-

احلقيقي إىل االازي على حسب داللة اللفظ وستعمال اصيهغ. رد إىل املـادي احملسـوس، ومـن املـادي احملسـوس إىل املعنـوي و منه انتقاهلا من املعىن ا ارد؛

والـذباب، أي مـن احلقـل احليـواين إىل ، من الداللة على البعـوض "جماهل"كانتقال لفظة لذالداللة على أر لفالناس وسمن رسـن اجلبـل الـذي يتوصـل " الرشوة"نتقال داللة وا ، مهت .إىل ما يتوصل به من األشياء املراد حتقيقها يف ميدان ما بالرشوة، به للماء

Page 94: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

الفصل الثالث معاين ااز يف االستعمال اللغوي

87

ومنه انتقال داللة الداثمعلى املكان السـهل اللـني إىل صـاحب اخللـق ،من مضمار الداللة ةدب ؤاملـ ، وقلـ واإلنسـان اخل ،احلسن الطيف، على وجه املشاة اازية بني املكان السـهل

.قواللب

مث صـارت تقتـرن باألقاويـل ، سابسـ فـار والب اليت كانت تدل على الق" الترهات"وكذلك ل حتتهاواألباطيل، واليت ال طائ.

ـت معانيهـا حتدام، واحملنك، إىل غري ذلك من األمثلة اليت اداللة اال منهو ـت ، نتقل ـث كان حيتـأثره بـالتطور وأصبحت تدل على أشياء أخـرى علـى سـبيل اـاز و ،تدل على شيء 1.غوي عامةالداليل، خاصة والل

  

185- 184، ص 2003، 1424، 1مهدي أسعد عرار، التطور الداليل، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ط 1

Page 95: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

ةخاتم

Page 96: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خامتة

89

خالصة وبعض مـن النتـائج، ي هذا، الذي من خالله توصلت إىلأكملت حبث ،وعناءبعد مشقة املانعة اليت يعد التطـور ي ختدم هذا املوضوع ألن البحث يف جمال الداللة من الدراساتتاملهمة ال

الداليل واحدا منها، وإن كان من خالصة خنرج ا من دراستنا للتطور الداليل أللفاظ ااز البيانية .البالغية

فالتغري الداليل حمور رئيسي من حماور الدرس الداليل، إذ تركزت جهود الباحثني فيه ضمن مـا .دعي بعلم الداللة التارخيي

الدائبة اليت ال تستقر على حال خترج علينا كـل يـوم باجلديـد مـن إذ أن اللغة يف حركتها الدالالت، فإن أي لغة تستطيع أن جتدد يف دالالا وتستوعب املعاين واألفكار بقدر ما متلك مـن

ديـدة أو مرونة، وذلك بقدر ما متلك من قواعد عامة ومعايري ميكن يف ضوئها قبول الدالالت اجلرفضها، وقد امتلكت لغتنا هذه اخلاصية، فحافظت على األصل واملوروث وقبلت املتطور استنادا

.ملعايريهاختل دراستها، يف جمال منو اللغة، وملفالعلماء هلم دور كبري يف استشراف هذه اآلفاق التطورية و

.احلفاظ على اللغة وعلى سالمتهاهذه الدراسات أحيانا من بعض التشدد الذي كان دافعه د عرب أزمنة عدة، وهذا التطور أتاحتـه مرونـة األلفـاظ وار أمر فتطور دالالت األلفاظ ومنوها

.الختزال بعض أجزاء املعىن ومكوناتهستعمال اللفظ سـبب يف ألن كثرة ا يه يف هذا التطور، فهذا بدا جلياوكذلك قد ساعد ااز بنوع

.تطورأنها تضمن لنفسها مقومات البقاء والقدرة تتعرض له اللغة من تغريات ودراسات إال بالرغم مما

.املستجدات من املعاين واألفكار مع احملافظة على اال العام للداللة بعلى استيعاار االستعمال مـن لذلك تعد األسباب الصوتية واالشتقاقية، والنحوية والسياقية اليت تظهر يف مد

.املعىن عوامل الداخلية اليت تؤثر يفالـض ،، كالعامل االجتماعي والتارخيي والثقايفخارجية اكما أن هناك أسباب ـب بع و يف جوان

.العواطف واملشاعر، النفسية اليت تؤدي إىل تغير يف املعىن وتبدل، وخلق دالالت جديدة لأللفاظ :لة يف تغريها سبال معروفة وهي اليت تعرف بقوانني املعىن وأشكاهلا إذ تتمثل يفحيث تسلك الدال

.تعميم الداللة، وهو إذا كان املعىن اجلديد أوسع من القدمي - .ختصيص الداللة، وهو إذا كان املعىن اجلديد أضيق من القدمي -

Page 97: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

خامتة

90

.للقدمي انتقال الداللة، يكون فيها املعىن اجلديد مساويا -

النصـيب -ستعارة و ااز املرسـل يف اال ثالمتم –فقد كان النتقال الداللة عن طريق ااز د أمهية ااز يف هذا اال التطور الداليل خاصة، مما يؤكغوي عامة، واألكرب من مظاهر النمو الل

.ما قلت األلفاظ اليت خصصت داللتهاالواسع بألفاظه، وبعد ذلك تاله تعميم الداللة، بين ،إن بعض األلفاظ قد تداخلت عليها التغريات بصفات وصورة بصعب معها حتديـد األصـل فتباينر أقوال تالعلماء فيها، فمن األلفاظ ما اجتمع فيها مظهران من مظاهر التطو. ئيسي يف إعطاء املرونة إذ أن االالسبب الر شتقاق يعدلفظ لينتقل من داللة إىل أخرىفقط ل. املعيارية يف اللغة العربية مل متنع تقبل العديد من االستعماالت وصياغة العديد من األبنية، مما يدل

وتطبيقية ستعماليةوالطواعية يف عدة ألفاظ الت ا ،على لغة طوعية مرنة، فقد ظهرت هذه املرونة .خمتلفةا بني أيدينا من ألفاظ إذ ،نا ال نستطيع وضع ألفاظ جديدةفيما أنال وجود هلا فيمكن أن نستفيد مم .ن جماهلا الداليل يسمح بذلكاك

لذلك رضي وأكد علماء البالغة، والعربية قدميا ذا العامل السليم مع األلفاظ، وأقروه ونوهوا مع إضافة بعض التعـديالت علـى ألفـاظ اللغـة ،به، هلذا ال بد من ج منهجهم والسري عليه

.ودالالا، واحلرص على دراستها من اجلانب اازي لتبيان نموها وتغيرها اللغويإذ البد من االنشغال باألسس والنظريات اخلاصة باملدارس اللسانية تبعا الختالف املناهج الـيت

لغوي اخلاص بدراسة جمال البيان والبالغة والتطور الداليل، أللفاظ تتبعها، فيجب إخراج التراث ال .ااز ملا حتمله من حتليالت وآراء واعية لكثري من اجلوانب اللغوية

. واهللا من وراء القصد، وهو املستعان، وآخر دعوانا أن احلمد اهللا رب العاملني

Page 98: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

قائمةالمصادر و

المراجع

Page 99: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

قائمة املصادر واملراجع

92

ü القرآن الكرمي

احلديث النبوي الشريف •

.1990جملة جممع اللغة العربية، دار القلم، دمشق، -غة الشاعرل -ة عزيزاظبأ -1، 1ط -بـريوت –دار األنـدلس -عوامل التطور اللغـوي – محاد نأمحد عبد الرمح -2

.م1983-ه1403دار املعرفـة اجلامعيـة، دط، سـنة -العالقة بني اللغة والفكر -ن محادأمحد عبد الرمح -3

1985 .م1998، 5ط –القاهرة -دار علم الكتب -علم الداللة-أمحد عمر خمتار -4ـب العلميـة دار ال –مبادئ اللسانيات –أمحد حممد قدور -5 بـريوت، دط، دت، –كت

.م1996 . 1،1981نظريات يف اللغة، دار الكتاب اللبناين، بريوت، لبنان، ط -نيس فرحيةأ -6، 10القـاهرة، ط -دور الكلمة يف اللغة، ثر، كمال بشر، مكتبة الشباب–ن يفتمان سولأ -7

.م1986 .1984، سنة 5املصرية، ط مكتبة األجنلو -داللة األلفاظ -براهيم أنيسإ -8 .1973، سنة 4يف اللهجات العربية، املطبعة الفنية احلديثة، مصر، ط –إبراهيم أنيس -9

ـب العلميـة، املعجـم املفضـل يف علـوم الب –إنعام فوال عكاوي -10 الغـة، دار الكت .م1996ه، 1417 ،2لبنان،طبريوت،

11- ج البالغة –بن أيب احلديد ا دت1بريوت، لبنان، ط -دار الكتب العلمية –شرح،. 12- حممد حمي الدين عبـد : ، دح1ضياء نصر الدين بن حممد، املثل السائر، ج –بن األثري ا

.1995احلميد، املكتبة العصرية، بريوت، لبنان، دط، 13- ي بن جاجار، عامل الكتب، دط، دت: اخلصائص، تح –نحممد علي الن. 14- ي أبو الفتح عثمان، املنهج يف تفسري أمساء شعراء احلماسةاحسني هنداوي، : تح -بن جن

.1987 بريوت،، 1ط15- 1978، 1اإلحكام يف أصول األحكام، دار الفكر، القاهرة، ج -بن حزما. 16- دت3أمحد حممد شاكر، دار املعارف مصر، ط: تج -إصالح املنطق –بن السكيت ا ،.

Page 100: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

قائمة املصادر واملراجع

93

17- احيب –بن فارس اأمحد صقر، دار إحياء : يف فقه اللغة وسنن العرب يف كالمها، تح الص

الكتب .العربية، دط، دت

.1963، 4أدب الكاتب، حممد حمي الدين، مطبعة السعادة، مصر، ط –يبة ابن قت -1819- ين حممد بن مكرم، لسان العرب، دار صادر، طادت1بن منظور مجال الد ،. ، 4يف ثوا اجلديد، دار العلم للماليني، بـريوت، ط البالغة العربية –بكري شيخ أمني -20

1982. ، 1خالد فهمي، مكتبة اخلاجني، القاهرة، ط: ك، فقه اللغة، تحلالثعاليب أبو منصور عبد امل -21

.م1998- 1418، 2ن، أسرار البالغة، مكتبـة املتـبين، القـاهرة، ط جلرجاين عبد القاهر بن عبد الرمحا -22

1399، .م1979

.م2007، 1دار الكتب العلمية، ط –جاسم حممد عبد العبود، مصطلحات داللية عربية -23ط، سـنة .تاريخ اآلداب اللغة العربية، مطبعة اهلـالل، القـاهرة، د –جورجي زيدان -24

1911. .1990، 2أمحد عطار، دار العلم للماليني، لبنان، ط: تح -الصحاح -اجلوهري -25 .، دت1دمشق، ط –ندر عياش، دار طالس م: علم الداللة، تر –جري وبريو -26 .م2005، 1اخلفاجي بن سنان، سر الفصاحة، دار الكتب العلمية، بريوت، ط -27 –البالغة والبيان وفصاحة الكالم عند العرب دار اليازوري –راضي حممد عبد نواصره -28

.2011، 1طاألردن، .دترجب عبد اجلواد إبراهيم، يف الداللة واملعجم، دار ساق، دط، -29 –، اإلشارات والتنيهات يف علم البالغة، بريوت )723ت (ركن الدين حممد اجلرجاين -30

.1ه، ط1423، 2002لبنان ، . 1983، ، دطاللغوي ومظاهره وعللة وتطوره، القاهرةرمضان عبد التواب، التطور -31 .1967القاهرة، دط، حلن العامة والتطور اللغوي، مطابع البالغ، ،وابرمضان عبد الت - 32 .1، دار اهلداية، بريوت لبنان، طتاج العروس ،ييدالز -33

Page 101: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

قائمة املصادر واملراجع

94

عبد احلميد هنـداوي، دار : مفتاح العلوم، تح –السكاكي أبو يعقوب يوسف بن حممد -34

.م2000ه، 1420، 1وت،طريالعلمية، ب الكتب .م1984، 1بريوت، ط–ي إبراهيم، معجم الفوائد، مكتبة لبنان ئالسامرا -35أمحد املوىل، وعلي حممد البجاوي، دار : املزهر يف علوم اللغة وأنواعها، تح –السيوطي -36

.الكتب العربية، مصر، دط، دتإحياء ، دار العلـم، 1أسسها علومها وفنوا، ج: جواهر البالغة العربية –السيد أمحد اهلامشي -37

.م1986ه ، 1416، 1طدمشق، .دار هومة، بوزريعة اجلزائر، دط، دتفقه اللغة العربية، –صاحل بلعيد -38دار ، 1البالغـة العربيـة، أسسـها وعلومهـا، ج -ن حسن حنكة امليـداين عبد الرمح -39

.م1997ه، 1417، 1بريوت، ط –العلم للماليني .م1998دار املعرفة، دط، سنة -يف علم الداللة -عبد الكرمي حممد حسن -40 . 1994اللغة و البحث اللغوي، مكتبة اآلداب، بريوت، لبنان، دط، -عادل خلف -41 .1985، 1دار الفىت العريب، بريوت، لبنان، ط -لغتنا -عفيف مشقية -42 .م1998علي اجلارم، مصطفى أمني، البالغة الواضحة، دار املعرفة، دط، سنة -43 .م2005، 1مكتبتة األداء، طفريد عوض حيدر، علم الداللة، دراسة نظرية وتطبيقية، -44 -القزويين اخلطيب، جالل الدين، اإليضاح يف علوم البالغة، دار إحياء العلوم، بـريوت -45

.1998سنة ، 3ط .م1904، 1القزويين اخلطيب، التلخيص يف علوم البالغة، دار الفكر العريب، ط -46العربية، بريوت، لبنان، متام حسان، دار إحياء الكتب : اللغة يف اتمع، تر -م. لويس م -47

.1959، 1ط، 1حممود توفيق حممد سعيد، إشكالية اجلمع بني احلقيقة وااز، مطبعـة األمانـة، ط -48

القاهرة1994 ،1413.

-دط –مراد كامل، داللة األلفاظ العربية وتطورها معهد الدراسات العربية، القـاهرة -49 .م1963

Page 102: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

قائمة املصادر واملراجع

95

.1986ها املعرفية، املطبعة العربية، تونس، دط، ساللسانيات وأس –املسدي عبد السالم -50اإلشكال واألمثال واألشكال، دار الكتب العلمية، -التطور الداليل –ار رمهدي أسعد ع -51

.م2003، 1ط –لبنان –بريوت .م2002، 1دار وائل، ط –جدل اللفظ واملعىن –مهدي أسعد عرار -52ـب احلـديث، األردن، امل، عـ حماضرات يف علم الداللة –د زاري سعود أبو زين -53 الكت

.1434م، 2011 كتب اجلامعي احلديث، اإلسكندرية امل –نظرية وتطبيق –نور اهلدى لوشن، علم الداللة -54 .م2006، 2مصر، ط

.1984، القاهرة، 3وايف عبد الواحد، علم اللغة، دار ضة، ط -55

:رسالة دكتوراه -سيد حممد السيد، التطور الداليل يف ألفاظ غريب احلديث، كلية اآلداب، قسـم اللغـة شاذلية

2010العربية، ماي

Page 103: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

  الفهرست

Page 104: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

. يعد ااز من أهم الظواهر البالغية، اليت قد تؤثر على اللفظ العريب اللغوي، من خالل معناه، و ذلك بانتقاالته الداللية املختلفة :ملخص ليدرس مراحل .ة أو غريهاالعربيعة، يف خمتلف الصيغ اللغوية سواء ميد بصلة بعلم الداللة من خالل التطور الداليل الذي يعترب ظاهرة لغوية شائ إذ

.ر و يف مستويات خمتلفة من اللغةدة و منتقلة من طور إىل آخمنو اللغة و أطوارها التارخيية، فهذا التغري يؤدي إىل حدوث دالالت جدي

ــــة ــــات املفتاحـي ــــة: الكلـم ــــاهرة لغوـي ــظ -ـظ ــ ــــة -اللـف ـــ-الدالـل ــ ــىنتط ــ .ور املـع

.

Résummé: Cette recherche va pouvoir un phénomène linguistique très important

dans le champs de la rhétorique. Il sagit du sens figuré, il joue un role fondamental

dans la mésure ou il cache le vrai sens avec une image très artistique et easthétique .Cet

phénomène existe dans toutes les langues, mais il est très pesistant dans la langue arabe

quit est riche que soit de termes ou, concepts et qui s‘accordent avec les différents

contextes. En plus la langue vit une croissance évolution.

Mot- Clés : Phénomène linguistique- Le terme- Le concept- Le sens figuré.

Summary: This research would try to study a linguistic phenomenon which so important in the field of rhetoics, it is about the figurative meaning or what is known by connotative meaning, it does play a great role as far as it hides the real meaning by means of a so artistic and easthetic figure. This phenomenon does exist in all language but it présents in the arabic language as it is so rich either in terms or concepts thats are combined with various contexts with different connotations. Besides the language witnesse , a so rapid increase in its evolution.

Kley- Words : Linguistic phenomenon- Term- Concept- Context Rhetorics .

Page 105: ﺓ ﻟﻨﻴﻞﻬﺷﺩﺎ ﺓ ﺍﳌﺎﺳﺮﺘ ﻣﺮﻛﺬdspace.univ-tlemcen.dz/bitstream/112/9875/1/MAGHRAOUI ASSMA.pdf · ﺇﻫﺪﺀﺍ ﺎ ، ﺃ ﹶﻭ ﻭ ﹶﻗ ﻀ

:ملخص

. يعد ا�از من أهم الظواهر البالغية٬ اليت قد تؤثر على اللفظ العريب اللغوي٬ من خالل معناه٬ و ذلك بانتقاالته الداللية املختلفة .ة أو غريهاالعربيعة٬ يف خمتلف الصيغ اللغوية سواء ميد بصلة بعلم الداللة من خالل التطور الداليل الذي يعترب ظاهرة لغوية شائ إذ

ر و يف دة و منتقلة من طور إىل آخليدرس مراحل منو اللغة و أطوارها التارخيية٬ فهذا التغري يؤدي إىل حدوث دالالت جدي.مستويات خمتلفة من اللغة

.التطور الداليل -الداللة - اللفظ - فتاحية ظاهرة اللغويةامل الكلمات

. Résummé:

Cette recherche va pouvoir un phénomène linguistique très important dans le champs de la

rhétorique. Il sagit du sens figuré, il joue un role fondamental dans la mésure ou il cache le vrai

sens avec une image très artistique et easthétique .Cet phénomène existe dans toutes les langues,

mais il est très pesistant dans la langue arabe quit est riche que soit de termes ou, concepts et qui

s‘accordent avec les différents contextes. En plus la langue vit une croissance évolution.

Mot- Clés : Phénomène linguistique- Le terme- Le concept- Le sens figuré.

Summary:

This research would try to study a linguistic phenomenon which so important in the field of rhetoics, it is about the figurative meaning or what is known by connotative meaning, it does play a great role as far as it hides the real meaning by means of a so artistic and easthetic figure. This phenomenon does exist in all language but it présents in the arabic language as it is so rich either in terms or concepts thats are combined with various contexts with different connotations. Besides the language witnesse , a so rapid increase in its evolution.

Kley- Words : Linguistic phenomenon- Term- Concept- Context Rhetorics .