واديـــــــــــــــــــــــــة الــــامعــــــــــجكلية العلوم اإلنسانية واالجتماعيةقسم العلوم اإلسالمية

في العلوم االسالميةهادة الماسترـــــــــــــــــــــــــــيل شـــــــــنذكرة تدخل ضمن متطلبات ـــــــمــشريعة والقانونال: صصــــــــــــتخ

:تحت إشراف األستاذبن عمر ياسني

بن الصديق رشيد-:)ة(اد الطالب إعدجلنة املناقشة

الدكتورة سلطاين أمينة رئيس_ الدكتور حوبة عبد القادر مناقشا_ األستاذ بن عمر ياسني مقررا_

م2013/2014: السنة اجلامعيةه1434/1435

السياسة الجنائية في مواجهة ظاهرة الفساد_بين الشريعة والقانون دراسة مقارنة_

اإلهداء

.إىل من حببوا إيل طلب العلم وحب العلماء

.إيل والدي رمحه اهللا الذي أدعوا اهللا سبحانه أن أكون خري خلف له

إىل والديت حفظها اهللا رزقين اهللا طاعتها وبرها

إىل كل أصدقائي وعلى رأسهم رفيق دريب مسري ببوخة حفظه اهللا

ونشرهإىل كل من يضحي يف سبيل طلب العلم

شكر وتقدير

لذا يسرين أن أتقدم بوافر الشكر والعرفان إىل " ال يشكر اهللا من ال يشكر الناس : " يقول صلى اهللا عليه وسلم

باإلشراف على هذه الرسالة ، وكان يبدي كل احلرص من خالل املتابعة و التصحيح واإلرشاد كرمتذيأستاذي ال.جزاه اهللا خري اجلزاء

كما ال أنسى األستاذ خريف زتون حفظه اهللا الذي مل يبخل علينا بتوجيهاته ونصائحه وكذلك األستاذ شربي

.حممد املختار فله جزيل الشكر على تذليله بعض العقبات

بقبول اإلشراف على مناقشة هذه الرسالة فجزاهم اهللا تفضلوا علينا الذينكما ال أنسى أعضاء اللجنة املناقشة .خريا

لخصامل

السياسة اجلنائية يف مواجهة ظاهرة الفساد هي جمموعة الوسائل والتدابري اليت حتدثها الدولة يف فرتة زمنية معينة ملكافحة جرائم الفساد حيث جاءت هذه الدراسة بني الشريعة اإلسالمية مع التشريع اجلنائي الوضعي بسبب أن الشريعة اإلسالمية شريعة مساوية

يف الشريعة اإلسالمية كانت معروفة يف تطورة يف حينها إىل حد اآلن حيث تبني لنا أن السياسة اجلنائية أتت مبفاهيم وأفكار مالتشريع اإلسالمي من خالل اآلليات اليت وضعتها الشريعة وكذا النظم القانونية للتصدي لظاهرة الفساد و التجرمي والعقاب وكذا

تقسيم هذه الدراسة إىل فصلني كل فصل إىل مبحثني حيث تناول الفصل األول االساليب الوقائية حلصر جرائم الفساد فقد متالفساد يف الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي حيث أفردنا املبحث األول منه لإلطار املفاهيمي ماهية السياسة اجلنائية يف مواجهة

ظري لسياسة التجرمي والعقاب يف القانون اجلنائي اجلزائري للسياسة اجلنائية يف مواجهة ظاهرة الفساد يف حني املبحث لألساس النوالشريعة اإلسالمية يف حني تناول الفصل الثاين آليات مكافحة جرائم الفساد حيث تطرق املبحث األول منه الوقاية من جرائم

.قررة له جرائم الفساد وأجهزة مكافحته يف التشريع االسالمي و العقوبات املالفساد واملبحث الثاين قمع

résumé

La politique pénale en face du phénomène de la corruption est un ensemble demoyens et de mesures causées par l'État dans un certain laps de temps à luttercontre les infractions de corruption où il est venu de cette étude entre le droitislamique et la législation pénale est positif parce que la charia islamique loi célesteest venu les concepts et les idées développées dans les meilleurs délais au pointmaintenant où nous montrons que politique criminelle dans la loi islamique a étéconnu dans la loi islamique à travers les mécanismes établis par la loi, ainsi que lessystèmes juridiques de lutter contre le phénomène de la corruption et de lacriminalité et la répression ainsi que les méthodes de prévention pour tenir comptedes crimes de corruption a été divisé cette étude en deux classes chaque semestre àdeux sections où le premier chapitre traite de la nature de la politique pénale encombattre la corruption dans le droit islamique et le droit statutaire où Avrdnapremière partie de celui-ci pour le cadre conceptuel de la politique pénale en facedu phénomène de la corruption alors que la section de la base théorique de lapolitique de criminalisation et aux sanctions en droit pénal droit algérienislamique, tandis que le second mécanismes de chapitre pour lutter contre lesinfractions de corruption où touchées première partie de celui-ci la prévention lacorruption et le deuxième sujet de crimes de dispositifs de corruption et derépression dans la lutte contre la législation islamique et les sanctions prévues pourlui.

جدول االختصارات

معناهاالختصارقانون العقوبات اجلزائريق ع ج

قانون الوقاية من الفساد ومكافحتهف مق و قانون االجراءات اجلزائية اجلزائريق إ ج ج

اجلريدةالرمسيةللجمهوريةاجلزائريةج ر ج جالدينار اجلزائريد ج

ه

مقدمة

ه

العواملأهممنأصبحواجلرميةارتبطب،حيثألخالقيةواملعايرياللقيموانتهاكخطريةظاهرةالفساديشكلبهاالهتماموتزايدمجيعيفتأثرياتمنيسببهعمااألخريةاآلونةيفاحلديثكثر،وقدتطورهايفاملؤثرةارتبطبعدمابهاالهتمامتزايد،مثللمجتمعالعامةاملصلحةعلىوتؤثرالتنميةعلىتظهرالسلبيةآثارهبدأتمنذ

األمماهتماماتضمنوأصبحالعاملدولكلليشملالوطينالنطاقبهاالهتمامجتاوزوقداملنظمةباجلرميةاإلطالقعلىأمههاأن،غريالظاهرةهذهمكافحةألجلاملؤمتراتمنالكثريعقدتاليتاألخرية،هذهاملتحدةقامتكما2004سنةاجلزائرعليهاتصادق،وقدومكافحتهالفسادمنللوقاية2003سنة(مرييدا)اتفاقيةطريقعنمنهاواحلداخلطريةالظاهرةهذهمكافحةألجل2006سنةومكافحتهالفسادمنالوقايةقانونبسنمنالكثريدوروتفعيلوتعزيزبإنشاءكذلكقامتالفساد،كماجرائممنهتنفذكانتالذيالقانوينالفراغسد

املوارداستعمالعلىواملساعدةالدولةمؤسساتيفالثقةوتعزيزومقاومتهاالظاهرةحماصرةألجلالرقابةأجهزةالوطنيةاهليئةإنشاء،وكذابغرفتيهوالربملاناملايلاالستعالممعاجلةوخليةاحملاسبةجملسمن،بدءبفعاليةالعمومية.الفسادملكافحة

العاماملالجرميةبينهاومنالفسادجرائمخطورةأدركتقدالوطنيةوالتشريعاتالدويلكانوإذاهذاالتشريعفإناهليئاتوبإنشاءوالتشريعاتالقواننيبسنوقامتالسلبيةآلثارهامتأخرةوتفطنت

منيعتربواملالالكيفقرنا،عشرأربعةمنأزيدمندرادعةحازمةبسياسةاجلرائممناللونهذاواجهاإلسالميجانبأومنالوجودجانبمنسواءعليهللمحافظةاإلسالميالتشريعجاءاليتالشرعيةاملقاصدوأهمأبرز

كالبيعاحلاللالكسبطرقكلالشرعأباحفقدالوجودجانبمنهوشرياناحلياةعصباملالباعتبارالعدمجبرميةالفقهاءعنديسمىالذيالعاماملالواالختالسالسرقةجرمالعدمجانبومنإخل.....والرهن.الغلول

علىقاصراالسابقيفكانحيثاحلديثةالدولةيفاآلنكحجمهليسالسابقيفالعاماملالأنمنوبالرغمعلىوالدليلعليهاالعتداءنفسهلهتسولمنلكلوالزاجرةالرادعةالنصوصوكثرتاإلسالميالتشريعطرف؛

وآخرواستشهادهجهادهأبطلتالغنيةمنأيوسلمعليهاهللاصلىاهللارسولموىلغلهاقدعباءةأنذلك.النارغلولهأدخله

الرتسانةركوجوداجلزائيفالفسادمساحةتقلصعنتنبيئمؤشراتظهورمنبالرغم:إشكاليةاملوضوعمنهالوقايةيفاملختصةواالجهزةاهليئاتإنشاءوكذاالظاهرةهذهملكافحةاملوجهةالضخمةوالتنظيميةالتشريعية

ه

املختلفةاالعالموسائلتزالفالوالتطبيقالنظريبنيكبريةفجوةفهناكقائمةتبقىاملشكلةأنإالومكافحتهاألكثرالدولمناجلزائرتعتربالدوليةالشفافيةمنظمةغرارعلىالفسادمكافحةيفاملختلفةالدوليةواهليئات

التزايدعنباستمرارتطلعناتبقىاليتالقضائيةاهليئاتاىلباإلضافةهذايفالرتتيبذيليفوتضعهافسادايفسواءاجلنائيةالسياسةفعاليةمدىماحولتتمحورالدراسةهذهفإشكاليةاجلزائريفالفسادقضايايفاملستمراحلمايةوفرتاإلسالميةالشريعةنصوص؟وهلالفسادظاهرةمنللحداجلزائريالقانونيفأواالسالميةالشريعة

الظاهرة؟منللحدكفيلةالدولةوضعتهااليتاالليات؟وهلالفسادمن

تطبيقيعمليوأخرنظريعلميجانبجانبنيمناملوضوعهذاحبثأمهيةتكمن:املوضوعأمهية

والتعرفالفسادظاهرةتشخيصاىليهدفكونهيفالعلميةاملوضوعهذاأمهيةتكمن:العلمياجلانب–أوالالدراسةهذهتسعىأخرىجهةومنجهةمنهذااملكافحةمراحلأولهوالتشخيصألنوأثارهاعلى

الوهذاهلأشكابكلالفسادملكافحةاجلزائرياملشرعرصدهااليتالقانونيةواالجراءاتاآللياتعنللكشفاجلزائرياملشرعتبناهااليتاالسرتاتيجياتمبعرفةإاليتأتى

جهودتواجهاليتوالعقباتاملعوقاتعلىالوقوفخاللمناملوضوعهذاأمهيةتربز:العملياجلانب-ثانياالرتسانةمنبالرغمالفسادملكافحةالوطنيةاالسرتاتيجيةفشلأسبابباستعراضوذلكاجلزائريفالفسادمكافحةفسادااالكثرالدوليفمتقدمةمكانةهلاتزالالاجلزائرأنإالالظاهرةهذهملكافحةاملوجهةالضخمةالقانونية

الشأنهذايفمستفيضةدراسةيتطلبفهذا

النظرياتتوثيقوتوصياتنتائجمنالدراسةهذهإليهتوصلتماخاللمنالعمليةاملوضوعأمهيةتكمنكمامنللوقايةالوطنيةاهليئةغرارعلىاملتخصصةاالجهزةوكذاالشأنهذايفالعاملنيتفيدقدخمتصنيلباحثنيوأراء

مباالفسادمبكافحةاملعنيةالقضائيةاالجهزةواهليئاتالفسادلقمعاملركزيالديوانكذامكافحتهالفساد.ومكافحتهالفسادمنللحدشاملةاسرتاتيجيةوبلورةمأعماهلتوجيهيفيساعدهم

:الدراسةأهداف

ميكنواليتالفسادملكافحةوالشرعيةالقانونيةاآللياتبيانيفيتمثلأساسيهدفحتقيقإىلذكرةاملهذهتسعى:يليفيماحصرها

.القانونوالشريعةيفالفسادلظاهرةالدقيقالتشخيص1

ه

.الفسادملكافحةاجلنائيةالسياسةوتقييماستعراض2

الوطينوالديوانالوطنيةاهليئةغرارعلىاإلداريالفسادمكافحةيفاملتخصصةاألجهزةدورعلىلوقوفا3.الفسادمبكافحةاملعنيةاألخرىاألجهزةدوروبيان

.الفسادملكافحةالوطنيةاالسرتاتيجيةجناحدونحائالتقفاليتاملعوقاتحتديد4

تتعلقومباشرةمتخصصةعلميةدراساتعلىنقفملالبحثهذااجنازمبناسبةأننانشري:السابقةالدراسات،ولعلىاجلزائريوالقانوناالسالميةالشريعةبنياإلجراميةالظاهرةمواجهةيفالتجرميوسياسةاجلنائيةبالسياسة

.ثانيةجهةمناجلزائرحالةعلىتركيزنا،وبسببجهةمناملوضوعحداثةإىليعودذلك

واملقارنالتحليليالوصفياملنهجهوللدراسةاالنسباملنهجأناملطروحةالشكاليةلنظرا:املنهجيةاملقاربة

والسياسةالفسادظاهرةلتحليلوهذااملوضوعهذايفاملنهجاالستعانةاالنسبمنالنه:الوصفياملنهج-الفسادمبكافحةاملعنيةواملؤسساتواالجهزةااللياتوكذاالظاهرةملواجهةاجلنائية

الفقهبنيواالرتباطالتغرييفالتالزمطريقةيبنيالذيهواملنهجفهذامقارنةدراسةمبا:املقارناملنهجيفاجلنائيةبالسياسةيتعلقفيمابينهمااالتفاقأواالختالفأوجهلبيانوذلكاجلزائريوالتشريعاالسالمي

.منهمحايةوالياتالفسادمواجهة

:االوليةاخلطة

مقدمة

والقانوناالسالميةالفسادفيالشريعةيف مواجهة ماهيةالسياسةاجلنائية:األولالفصل

الفسادوظاهرةاجلنائيةللسياسةاملفاهيمياإلطار:األولاملبحث

السياسةاجلنائيةمفهوم:األولاملطلب

القانونيفاجلنائيةبالسياسةتعريف:األولالفرع

اإلسالميةالشريعةيفاجلنائيةبالسياسةتعريف:الثاينالفرع

ه

والقانوناإلسالميالفقهيفالفسادمفهوم:الثايناملطلب

القانونيفالفسادتعريف:األولالفرع

اإلسالميالفقهيفالفسادتعريف:الثاينالفرع

اإلسالميةوالشريعةاجلزائريالقانونيفوالعقابالتجرميلسياسةالنظرياألساس:الثايناملبحث

الفكريةاملذاهبيفالسياسةاجلنائية:االولاملطلب

التقليديةاملذاهبيفاجلنائيةالسياسة:األولالفرع

االجتماعيالدفاعوحركةالوضعيةاملدرستنيضوءيفالسياسةاجلنائية:الثاينالفرع

اجلزائريالقانونيفاجلنائيةالسياسة:الثالثالفرع

اإلسالميةالشريعةيفاجلنائيةالسياسة:الثايناملطلب

واملكافحةالوقايةسياسة:األولالفرع

والعقابالتجرميسياسة:الثاينالفرع

الفسادجرائممكافحةآليات:الثاينالفصل

الفسادجرائممنالوقاية:األولاملبحث

ومكافحتهالفسادمنللوقايةالوطنيةاهليئةإنشاء:املطلباألول

ومكافحتهالفسادمنللوقايةالوطنيةاهليئةتعريف:الفرعاألول

:ومكافحتهالفسادمنلوقايةالوطنيةاهليئةاختصاصات:الفرعالثاين

الفسادلقمعاملركزيالديوان:الثايناملطلب

تنظيمهوكيفيةوتشكيلتهللديوانالقانونيةالطبيعة:األولالفرع

:سريهوكيفيةالديوانمهام:الثاينالفرع

ه

والعقوبات املقررة لهسالميوأجهزة مكافحته يف التشريع اإلالفسادجرائمقمع:الثايناملبحث

املتابعةإجراءات:املطلباألول

.القضائيالدويلوالتعاونالفسادجرائميفالتحقيق:الفرعاألول

.املعنويوالشخصالطبيعيللشخصاملقررةالعقوبات:الثاينالفرع

.االسالميالتشريعيفلهاملقررةوالعقوباتالفسادمكافحةأجهزة:الثايناملطلب

.االسالميالتشريعيفالفسادمكافحةأجهزة:األولالفرع

منوذجاالغلولجرميةسالمياإلالتشريعيفالفسادجلرائماملقررةالعقوبات:الفرعالثاين

8

:الفصالألول

لشريعة اإلسالمية االفساد يف يف مواجهة ظاهرة ماهية السياسة اجلنائية والقانون

9

ظاهرة الفسادفي مواجهة ي للسياسة الجنائية اهيمفماإلطار ال: لمبحث األول ا

نا األساسالفكريلكلسياسةجنائيةيضعإنالبحثفيأمامالعديدمنالتساؤالتواالفرتاضاتتصبمنأساسحقالدولةفيالعقابوفيصياغةقوانينهااجلنائية،أوبتعبريأعمفي

.تربيرمبادئها وضعيةهلابدورهاأساساعتمدتعليهفي

مفهومالسياسةالجنائية: المطلباألول

حيث سنتناول يف هذا املطلب تعريف السياسة اجلنائية يف كل من الشريعة

في القانون الوضعيالسياسة الجنائيةتعريف:الفرع األول

الدولة يف حقبة زمنية معنية ملكافحة اجلرمية وحفظ األمن واالستقرار داخل ربوعها، ويالحظ يف هذا الشأن أن هناك مفهومان للسياسة اجلنائية أحدمها ضيق واآلخر واسع، لكن قبل التطرق هلذين األخريين نورد تعريفا شامال وخمتصرا

1.للسياسة اجلنائية والذي يعتربها ذلك اإلطار الن

السياسة اجلنائية باملفهوم الضيق هي جمموعة الوسائل والتدابري اليت ينبغي على الدولة تسخريها لزجر اجلرمية بأكرب قدر من الفعالية وهذه النظرية ظلت سائدة خالل القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين كما هو

عندما اعترب السياسة اجلنائية جمموع الوسائل *)(Feurbachحلال يف التعريف الذي أورده الفقيه فورباخافوليزي

)(VONLIZET ادئ اليت يتحتم على2.

) م2004/ه 1423الرياض مركز الدراسات و البحوث 1ط(، اجتاهات السياسة اجلنائية املعاصرة و الشريعة االسالمية،حممد مدين بوساق116،ص

) املدرسةالوضعية(يرجعلهالفضلفينشأةاملدارسالتكوينيةوأطلقالبعضعليهااسم1909أكتوبر19وتوفيفي1834نوفمرب1*.تفسريالسلوكاإلجراميفينظريات

11ص)م، 1972دار النهضة العربية : ال ط ؛بريوت (أمحد فتحي سرور ، أصول السياسة اجلنائية،- 2

10

أما املفهوم الواسع للسياسة اجلنائية والسائد يف الوقت املعاصر فهو ال يقتصر على مواجهة اجلرمية بسن حال ظاهرة تشريعات جزائية وتشديد العقوبات، بل جتاوز األمر إىل االهتمام باألسباب املؤدية إىل استف

اإلجرام بغية التصدي هلا واحلد من ارتفاعها، ألن القانون اجلنائي فضال عن طبيعته الفقهية اليت تقتضي تكوين علم إذااملشتغلني به تكوينا فقهيا يؤهلهم ملعرفة وتفسري قوانني العقوبات يف احلدود املرسومة للعقاب، فهو

1ليت تبحث يف أسباب اإلجرام وطرق عالجهاجتماعي يدخل يف جمموعة العلوم اجلنائية وا

ة، حتول دون وقوع اجلرم، وهذا األمر يقتضي من الدولة اعتماد خطة للتنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافياملعيشة لدى ساكنيوحتسني مستوى

باملسؤولية والوعي لدى الناس، وتوفري السكن الالئق من شأنه هو اآلخر أن يساهم يف معاجلة ظاهرة اإلجرام أدىن شروط الصحة، وحماربة إذ اإلحصائيات تفيد أن اجلرمية تنبع من األحياء اهلامشية اليت ال تتوفر على

اإلدمان على اخلمور واملخدرات والقضاء على دور الدعارة والفساد والقمار اليت تعترب سببا رئيسيا يف 2.استفحال ظاهرة اإلجرام

كما يدخل ضمن التدابري الوقائية يف السياسة اجلنائية تشديد العقوبة املقررة لبعض اجلرائم اليت استفحلت ت معني فاهلجرة السرية وما ختلفه من خسائر يف األرواح واملمتلكات أدت إىل تدخل املشرع وتنامت يف وق

.والغرامة وذلك لتحقيق الردع العام واخلاص يف آن واحد احلبسللرفع من مدة عقوبة

سنة وبغرامة مالية من ) 20( سنوات إىل عشرين ) 10( يعاقب بالسجن املؤقت من عشر ومحل السالح دج، كل من حيوز أسلحة ممنوعة أو ذخائر يستويل عليها أو حيملها أو 1.000.000دج إىل 500.000

، يتاجر فيها أو يستوردها أو يصدرها أو يصنعها أو يصلحها أو يستعملها دون رخصة من السلطة املختصةخرية مبواد متفجرة يعاقب باإلعدام مرتكب األفعال املنصوص عليها يف الفقرة السابقة عندما تتعلق هذه األ

3.أوأية مادة تدخل يف تركيبها أو صناعتها

لحد من اجعة لمن خالل دراسات إحصائية هادفة لكل منطقة داخل الدولة الوحيدة وإجياد احللول والتدابري الن

.123، ص1980، مؤسسة نوفل بريوت طبعة . مصطفى العوجي ، دروس يف العلم اجلنائي - 1.بتصرف12أمحد فتحي سرور ،املرجع نفسه ، ص -22004لسنة71املتمملقانونالعقوبات،جرجج،عدد2004نوفمرب10: املؤرخفي0415: القانونرقم- 75مكرر 87دة املا- 3

11

تفشيها وحماربتها و اجتثاثهاوغريها من القوانني اخلاصة اليت تشتمل على االجراءات اجلزائية واإلمتام واإللغاء سواء مهت القانون اجلنائي أو

نبغي التفكري فيها من خالل ما يتحصل من مالحظات مواد زجرية إال ضرب من ضروب التدابري اليت ي

1.

المقصود بالسياسة الجنائية في الشريعة اإلسالمية : الفرع الثاني

مبناها وأساسها على احلكم ومصاحل العباد يف املعاش *كانت الشريعة كما وصفها ابن القيم اجلوزيةوالسياسة الشرعية من مث ال خترج عن حتقيق هدفني .واملعاد، وهي عدل ورمحة كلها ومصاحل كلها وحكمة كلها

امتها وتنميتها، وثانيهمادفع املفاسد أو أساسيني أوهلماجلب املصاحل أو بناء الكليات اخلمس بإجيادها وإق2.

وقبل التطرق إىل التعريف بالسياسة اجلناية يف الشريعة اإلسالمية نذكر و لو باختصار تعريف السياسة الشرعية والذي * عريف وقفنا عليه هو ذاك الذي وضعه الدكتور حممد بوساقننتقل من العام إىل اخلاص ولعل أهم ت

جاء فيه بأن السياسة الشرعية هي العمل على جلب أقصى ما ميكن من املصاحل للجماعة ودفع ما أمكن من املفاسد عنها بإقامة الشريعة تنفيذا واجتهاد أو استفراغ لوسع وبذل اجلهد للوصول إىل األنظمة املناسبة زمانا

واالضطرار والسلم واحلرب، وتصريف الشؤون اليومية بالتدبري واحلكمة والتذرع بكافة الوسائل والطرق املادية 3روحها ومقاصدها والفكرية واحلسية واملعنوية يف ضوء نصوص الشريعة و

.126مصطفى العوجي ،املرجع السابق ص-1واشتهرخصوصابابنقيماجلوزيةولدفياليوماـمحمدبنأبيبكربنأيوببنسعدبنحريزبنمكيزيدالدينالزرعيعبداللهوابنقيماجلوزيةمنعائلةدمشقيةعرفتبالعلموااللتزامبالدين*

1292فرباير02املوافقل6912لسابعمنشهرصفرةاللهفان،إعالماملوقعينعن

1349هـ،م13/7/751ليلةاخلميساخلتوفيفي.....ربالعاملني.3، ص2-1977أستاذالتشريعاجلنائياإلسالميبكليةالدراساتالعلياجبامعةنايفالعربيةللعلوماألمنيةبالرياضمنبدايةعام،و_*

لدراساتوكيلمركزالبحوثوا.15،ص2002،اجتاهات السياسة اجلنائية املعاصرة و الشريعة اإلسالمية ، الرياض أكادميية نايف للعلوم األمنية،حممد بن املدين بوساق-3

12

اجلنائي، وذلك بدفع املفاسد الناجتة عن اجلرمية أو املتوقع حصوهلا منها عالوة على توفري األمن لألمة وصيانة ذلك بكافة الطرق والوسائل كاستصدار األنظمة املناسبة واختاذ احلقوق واملمتلكات، والعمل على حتقيق

، دون اخلروج عن أسس الشريعة وقيمها فكرية أم حسية اإلجراءات املالئمة سواء أكانت مادية أم معنويةومقاصدها وأهدافها، وهكذا تدخل ضمنها سياسة التجرمي وتغليظ العقوبات أو ختفيفها والتعازير بصفة

ال تكون مرادفة للتعزيز على اعتبار أن السياسة اجلنائية تشمالختاذ اإلجراءات الوقائية واملنعية عامة،لكنها

.وسفك الدماء وغريه سواء اتصل ذلك باجلماعة أو باألفراد

العمل على درء : "ى ضوء ما تقدم، فإن التعريف املختار للسياسة اجلنائية يف الشريعة اإلسالمية هو علبناء

ية يف ضوء مبادئ الشريعة اإلسالمية بكافة الوسائل والطرق املمكنة فكرية كانت أم مادية حسية أو معنو 1"ومقاصدها وروحها

مفهومالفسادفيالفقهاإلسالميوالقانونالوضعي: المطلب الثاني

مفهوم الفساد في القانون الوضعي: الفرع األول

عرف إن معاجلة ظاهرة بالغة التعقيد والتشابك، ومتعددة املستويات كظاهرة الفساد، تستوجب البدء مبحاولة الت.على ماهيتها، وتشخيص كافة جوانبها، قبل الشروع يف البحث عن سبل مكافحتها

إن كل مواجهة فعالة وناجحة تتوقف بالضرورة على تشخيص دقيق وصارم، واختلف الفقه حول تعريف .

اع حول تعريف الفساد، ورمبا يعود ذلك إىل عمومية وسعة استخدامه أنه ال يوجد إمج) جاردنر(هلذا يقول 2 .

.16، ص السابق املرجع حممدبناملدنيبوساق- 1ملكافحة الفساد والدعوة لإلصالح السياسي واالقتصادي يف األقطار العربية، املنظمة العربية ،املشاريعالدولية'مفهوم الفساد"عامر خياط، - 2

48. ،ص2006ملكافحة الفساد، الدار العربية للعلوم، لبنان،

13

:منها التعاريف اخرتنا بعضوللوقوف على مفهوم الفساد يف االصطالح

وأولو له أمهية خاصة، برزت من خالل العدد اهتم فقهاء علم القانون بظاهرة الفساد : أوال التعريف الفقهيتصرف : "التعريف الذي يعرف الفساد بأنه:

وسلوكوظيفي سيء، فاسد خالف اإلصالح، هدفه االحنراف والكسب احلرام، واخلروج على النظام ملصلحة .1شخصية

ة إىل أن الفساد يكون مضاد اإلصالح، وخمالف للدين، وخروجعن القانون، ومل ويقوم هذا التعريف على اإلشار يتطرق إىل الفائدة اليت تعود على الشخص غري مرتكب للسلوك الفاسد، كما أنه المينع دخول تصرفات

.فاسدة حمرمة شرعا وغري جمرمة قانونا

ها من هيبة ونفوذ وسلطة لتحقيقمنافع نية استعمال الوظيفة العامة جبميع ما يرتتب علي:" كما عرف بأنه2." شخصية، مالية أو غري مالية، وبشكل مناف للقوانني والتعليمات الرمسية

فسه ميكن أن يكون فاسدا ويسمح مبمارسات تقنني الفساد، ألن هذه القواعد من ابتكار الطبقة املسيطرة واليت قد تكون فاسدة،واملؤسسة الفاسدة قد تغري باقي املؤسسات األخرى بااللتحاقبالركب، ويكون من املتصور وقوعتحالفات بني العناصر الفاسدة واليت تنتمي إىل

داخل النظام كأعضاء السلطةالقضائية والتشريعية والتنفيذية، وهو ما يؤدي إىل نشوء الفساد مؤسسات خمتلفة . 3املؤسسي أو النظامي

تعريف الفساد من منظور المنظمات والهيئات الدولية : ثانيا

: وضع البنك الدويل عدة تعريفات للفساد، كان آخرها التعريف اآليت: تعريف البنك الدولي للفساد1:الفساد هو إساءة استعمااللوظيفة العامة لتحقيق مكاسب خاصة ، فالفساد حيدث عادة"

أجهزة مكافحة الرشوة عبد الكرمي بن سعد إبراهيماخلثران، واقع اإلجراءات األمنية املتخذة للحد من جرائم الفساد من وجة نظر العاملني يف- 121، ص 2003يف اململكة العربيةالسعودية، رسالة ماجستري، قسم العلوم الشرطية ،جامعة نايفالعربية للعلوم األمنية ، الرياض،

.21املرجع نفسه ص- 21. ، ص2001العربية للنشر، القاهرة، واجلرائم االقتصادية يف مصر، أمحد أنور ، الفساد-3

14

.عندما يقوم موظف بقبول أو طلب أو ابتزاز رشوة، لتسهيل عقد و إجراءات مناقصة عامة -

كما يتم عندما يعرض وكالء أو وسطاء الشركات أو أعمال خاصة، بتقدمي رشوة لالستفادة منسياسات أو - .ات عامة للتغلب على منافسني، وحتقيق أرباح خارج إطار القوانني النافذةإجراء

كما ميكن للفساد أن حيصل عن طريق استغالل الوظيفة العامة دون اللجوء إىل الرشوة وذلكبتعيني األقارب - 1." أو سرقة أموال الدولة مباشرة

مة وإساءة استخدامها، ويربطبني الفساد ويالحظ أن هذا التعريف يركز على سبب الفساد يف السلطات العاوأنشطة الدولة وتدخلها يف السوق ووجود القطاع العام، مبعىن أن هذا التعريف يستبعدإمكانية الفساد يف

التعريفيتفق مع معتقدات جاري بيكر القطاع اخلاص، ويركز بصفة مطلقة على الفساد يف القطاع العام، و هذاواملشكلة مع هذا التعريف هي أنه ال يعترب كل حاالت إساءة "فقد ألغينا الفسادالدولةإذا ألغينا :"الذي يقول

.2سرقة، تزوير، اختالس ولكن ال تصنف باعتبارها فسادا

:ادتعريف منظمة األمم المتحدة للفس2

إىل الفساد، غري أن معناهجاء مرادفا 2000أشارت اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة اجلرمية عرب الوطنية لسنة .منها08للرشوة متاما، وذلك مبوجب املادة

القيام بأعمالتمثل :" فقد عرفت الفساد بأنه2003أما مشروع اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد لسنة يم للواجب، أو إساءة استغالل ملوقع أو سلطة مبا يف ذلك أفعال اإلغفال توقعاملزية أو سعيا أداء غري سل

3"مباشر أو غري مباشر، سواء للشخص ذاته أو لصاحل شخص آخر

جامعة الدول .، النزاهة والشفافيةواإلدارة،املنظمةالعربيةللتنميةاإلدارية،"دور القانون يف مكافحة الفساد اإلداري واملايل"القادر الشيخلي ، عبد - 1.349، ص 2006العربية، القاهرة،

www، مركز املشروعات الدولية اخلاصة ،"أراء يف الفساد، األسباب والنتائج"لوريسبيجوفيتش،- 2 cipe -arabia.org أطلع يوم13،ص23/03/2014

73. ، ص2011حممود حممد معابرة، الفساد اإلداري وعالجه يف الشريعةاإلسالمية، دراسة مقارنة مع لقانون اإلداري، دار الثقافة، عمان، - 3.

15

يتفق حوله، ومت الرتاجع عنه يف املشروع النهائي لالتفاقية، والذي مليعرف الفساد ولكنه غري أن هذا التعريف مل ستعمال الوظيفة، واإلثراء غري اأشار إىل صوره ، وهي الرشوة واختالس املمتلكات، واملتاجرة بالنفوذ وإساءة

1...املشروع

:تعريف منظمة الشفافية الدولية للفساد3

. " سوء استخدام السلطة العامة لربح منفعةخاصة:"الدولية يف بداية عهدها الفساد بأنهعرفت منظمة الشفافيةوتفرق منظمة الشفافية الدولية بني نوعني من الفساد مها " عمل ضد الوظيفة العامة اليت هي ثقة عامة :"أو أنه

:

شاوى للحصول على األفضلية يف الفساد بالقانون وهو ما يعرف مبدفوعات التسهيالت اليت تدفع فيها الر أ ـ .خدمة يقدمها مستلم الرشوة وفقا للقانون

.الرشوة على خدمة ممنوع تقدميهاوهو دفع رشوة للحصول من مستلم الفساد ضد القانونب ـ

واملالحظ أن هذا التعريف مل يكن شامال أو مانعا، لذا فقد عادت املنظمة يف وقت متأخر وحتتتأثري اجتهادات السلوك الذي ميارسه املسؤولون يف القطاع العام :"سوزان روز أكرمانلتعرف الفساد بأنه: الباحثني مثلعدد من

2." قانونية، ومن خالل إساءةاستخدام السلطة املمنوحة هلم

:لفسادلالوحدة اإلفريقية منظمةتعريف 4

تعترب منظمة الوحدة اإلفريقية من أوائل املنظمات السباقة يف جمال مكافحة الفساد، إذا قامتباملصادقة على ، غريأن هذه االتفاقية مل تعرف 2003جويلية 11اتفاقية االحتاد اإلفريقي ملنع الفساد ومكافحته مبابوتو يف

إىل صوره ومظاهره فقط ، حيث نصت املادةالفساد، بل اكتفت باإلشارة

األعمال أو املمارسات مبا فيها اجلرائم ذات الصلة اليت جترمهااالتفاقية، : "األوىل منها على أنه يقصد بالفساد04واملشار إليها يف املادة

سة تأصيلية مقارنة، رسالة ماجستري ، جامعة نايفالعربية للعلوم أمحد بن عبد اهللا بن سعود الفارس، جترمي الفساد يف اتفاقية األمم املتحدة، درا-1.30، ص 2008األمنية، كلية الدراسات العليا،الرياض،

.10ص، 2006،ةهر عبد اخلالق فاروق، الفساد يف مصر، دراسة اقتصاديةحتليلية، العريب للنشر،القا-2

16

1. لفةجند أن االتفاقية اكتفت بذكر صور ومظاهر أعمال وأنشطة الفساداملخت04وبالرجوع إىل املادة

التعريف التشريعي للفساد: ثالثا

:نستعرض يف هذا العنصر موقف التشريعات املقارنة وكذا التشريع اجلزائري من الفساد، وذلككما يلي

:تعريف المشرع الفرنسي للفساد1

الفساد االجيايب ، والفساد السليب ، فعرف)اإلجيايب(لقد ميز قانون العقوبات الفرنسي بني ما أمساه الفساد النشط قبول :" أما الفساد السليب فقد عرفه بأنه."كومي بنشاط من أجل و منح العقدسعي املوظف احل: "بأنه

2."املسؤول هلدية أو مكافأة أخرى بعد منح العقد أو تقدمياخلدمة

:تعريف المشرع المصري للفساد2

مكرر 103و103تنيعن الرشوة يف املاده ركز و تكلم إن املشرع املصري مل يعرف مصطلح الفساد، ولكن. 3من قانون العقوبات وإن كان قد أشار إىل بعض مظاهره

:موقف المشرع الجزائري من تعريف الفساد3

، كما مليجرمفي قانون 2006إن مصطلح الفساد جديد يف التشريع اجلزائري، إذ مل يستعمل قبل سنة مبوجب املرسوم 2004على اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد سنةالعقوبات، غري أنه بعد تصديق اجلزائر

، كان لزاما عليها 2004أفريل 19: املؤرخ يف04/ 128الرئاسي رقم 2006فيفري 20املؤرخ يف 01/06يتالءم وهذه االتفاقية، فصدر قانون الوقاية من الفساد ومكافحته رقم

وبالرجوع إىل القانون املذكور أعاله جند أن املشرع . ل واملتمم و الذي جرم الفساد مبختلف مظاهرهاملعداجلزائري انتهج نفس منهج اتفاقية األمماملتحدة ملكافحة الفساد؛ إذ أنه اختار كذلك عدم تعريف الفساد تعريفا

ومظاهره ، وهذا ما تؤكده الفقرة أ من فلسفيا أو وصفيا، بأن انصرفإىل تعريفه من خالل اإلشارة إىل صورههو كل اجلرائم املنصوص عليها يف الباب : الفساد: " من قانونالوقاية من الفساد ومكافحته أعاله02املادة

لرؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة االفريفية املنعقدة يف 73بالقرر الصادر عن الدورة اتفاقية االحتاد االفريقي ملنع الفساد ومكافحته ، 18، 7،ص2001لوساكا زمبيا سنة

.11/3/2014: ، أطلع عليهبتاريخ www.légifrance.gouv.fمن قانون العقوبات الفرنسي 432/11املادة238. ، ص2003م ، .ن ،ال .عبد املنعم، القسم اخلاص من قانون العقوبات، ال سليمان-3

17

وبالرجوع إىل الباب الرابع من نفس القانون أعاله، فإنه ميكن تصنيف جرائم الفسادإىل "الرابع منهذا القانون، : 1أربعة أنواع هي

.العمومية، التسرت على جرائم الفساد

معاني الفساد في الشريعة اإلسالمية: الفرع الثاني

معنى الفساد في القرآن الكريم: أوال

23تكرر لفظ الفساد ومشتقاته يف القرآن الكرمي مخسني مرة موزعة علىواملصدر واسم الفاعل، فأما الفعل فذكر يف مثانية عشر موضعا، وأما املصدرفذكر يف أحد عشر موضعا، واسم

ولقد ورد أكثر ألفاظ الفساد يف القرآن 2. الفاعل مفردا كان أو على صيغة اجلمع يف واحد وعشرينموضعااألعراف ")وال تفسدوا يف األرض بعدإصالحها :".( وهو األرض، قال اهللا تعاىلالكرمي متعلقا بذكر املوضع،

41الروم اآلية ")د يف الرب والبحر الفساظهر (:"ومرة حدد بالرب والبحر، يف قوله تعاىل56اآلية

النمل،اآلية .")فسدوهاأة ذا دخلواقريإ إن امللوك(:"ومرة بالقرى وهي البلدان واإلقليم واملدن، يقول اهللا تعاىل34

11الفجر اآلية .")الذين طغوا يف البالد،فأ كثروا فيها الفساد(:"ومرة بالبالد، لقوله تعاىل

3إن الشيء املالحظ أن هناك شبه تالزم يف القرآن الكرمي بني مصطلح الفساد وكلمة األرض،

وإذا قمنا بعملية إحصائية بسيطة فسنجد أن الكتاب

.موضعا لكلمة الفساد يف القرآن الكرمي50موضعا، من أصل 39باألرض يف حدود

وإن دل هذا فإمنا يدل على عموم وسعة ما يشمله موضوع الفساد ،فظاهرة الفساد اليت يشري إليهاالقرآن فمبجتمع معني أو حاجة معينة، الكرمي ليست ظاهرة فردية أو شخصية، أو حمدودة

1. اإلنساين بأكمله

05. ، ص2007القانون اجلنائي اخلاص،اجلزء الثاين، دار هومة، اجلزائر، يف حسن بوسقيعة، الوجيزأ- 1.07. ، ص2004، دار اخللدونية، اجلزائر، ةالشرعيةهالوجحممد املدين بوساق، التعريف بالفساد وصوره من 2.66، ص 2005عبد الرزاق مقري، احلكم الصاحل وآليات مكافحة الفساد، دار اخللدونية، اجلزائر، - 3

18

مما سبق نصل إىل أن للفساد مدلوالت كثرية وواسعة يف القرآن الكرمي، وتشمل مجيع أنواعالفساد وصوره، وقد ريق جعل الله تعاىل كل املعاصي فسادا يف األرض، فكل املخالفات خروج عنجادة الصالح واحنراف عن الط

املستقيم، كما أن السبب الرئيسي لظهور الفساد هو ما قدمتهأيدي بين آدم من الذنوب واملعاصي، واحلكمة هي إذاقة الناس بعض ما قدمته أيديهم من الذنوبواملعاصي، لعلى ذلك يكون سببا لتوبتهم، كما ميكن

2هلا حول الفساد وهي أننستخلص جمموعة من احلقائق املهمة مناآليات القرآنية اليت سبق تناو

إن الله سبحانه وتعاىل قد خلق الكون على أحسن وجه وأقومه، وكذلك بالنسبة لإلنسان، والذخيلقه - 1املوىل عز وجل يف أحسن تقومي وعلى أفضل صورة، لذا جيمع املفسرون على أن األصل فيخلق اإلنسان

األصوليون قاعدة فقهية التفسري الذي استخلص منهال، وهو والكون بكل عناصره هو الصالح والنظام واجلم.اإلباحةهامة، وهي األصل يف اإلنسان السالمة والرباءة، واألصل يف األشياء

.إن اإلنسان هو الذي يقوم بإفساد األرض بارتكاب أفعال الفساد اليت تأيت دائما خالف األصل- 2

.نهماإن الفساد دائما ميل عن القصد والطريق، واحنراف ع- 3

.ن القرآن الكرمي ينبه إىل أمهية الصالح والتحسني لألرض، وهلذا أمر مبعاقبة املفسدين- 4

.إن الله تعاىل يوجب على أويل األمر ومجاعة املسلمني أن يقاوموا الفساد وأن حياربوه- 5

مدلول مصطلح الفساد في السنة النبوية: ثانيا

املفسدين، والنهي والتحذير منهما، واملالحظ أن معنىالفساد يف السنة وردت أحاديث نبوية كثرية يف الفساد و :النبوية املطهرة جاء ليدل على نفس املعاين اليت دل عليها القرآن الكرمي ومنها

أال و إ ن يف اجلسد مضغة إذاصلحت ):"صلى الله عليه وسلم(وهذا لقوله :تلف الشيء وذهاب نفعه 1- 3." فسد اجلسد كله أال وهي القلبصلح اجلسد كله وإذا فسدت

، املؤمتر العريب الدويل ملكافحة الفساد، أكادمييةنايفالعربية للعلوم "منهج الشريعة يف مكافحة الفساد"عبد الباقي عبد الكبري عبد الواحد، - 1.4.ص2003لدراسات والبحوث، الرياض، األمنية، مركز ا

.17،ص 2006عامر خضريمحيدالكبيسي، اسرتاتيجيات مكافحة الفساد ماهلا وما عليها، جامعة نايفالعربية للعلوم األمنية، الرياض، - 2122. ، ص3بريوت ، ج مسلم بن احلجاج النيسابوري، صحيح مسلم، حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الرتاث العريب، 3-

19

إمنا األعمال كالوعاء إذا طاب أسفله طاب أعاله وإذا فسد أسفلهفسد ):"صلى الله عليه وسلم(وكذلك قوله1." أعاله

من الغرباء يا إناإلسالم بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوىب للغرباء، قيل):"صلى الله عليه وسلم(وقوله أيضا2." رسول الله؟ قال الذين يصلحون ما أفسد الناس

أول ما حياسب عليه العبد يوم القيامة الصالة، فإن صلحت صلح منهسائر ):"صلى الله عليه وسلم(وقوله 3." عمل وإن فسدت فسد سائر عمله

عند فساد أميت هلأجر املستمسك بسنيت):"صلى الله عليه وسلم(كقوله : تغري احلال إىل غري صالح2- .، ففساد األمة هو تغريها إىل غري صالح4" شهيد

شر الناس ثالثة متكرب على والديه حيقرمها):"صلى الله عليه وسلم(قال : فساد ذات البني3-

5..." ورجل يسعى يف فساد بني الناس بالكذب حىت يتباغضوا ويتباعدوا

أال أخربكم بأفضل مندرجة الصيام ):"صلى الله عليه وسلم(الله و عن أيب الدرداء رضي الله عنه قال رسول6." صالح ذات البني، فإن فساد ذات البني هي احلالقة: قال: والصدقة، قالوا بلى

إذا ):"صلى الله عليهوسلم(قول رسول الله : هذا باإلضافة إىل أحاديث كثرية ورد فيها لفظ الفساد منها7." لقه فانكحوه أال تفعلوا تكن فتنة يف األرض وفساد كبريجاءكم من ترضون دينه وخ

بادروا باألعمال سبعا هل تنتظرون إ ال فقرا منسيا أو غىن مطغيا أومرضا ):"صلى الله عليه وسلم(وقوله 1..." مفسدا أو هرما مفندا

.140،ص4، حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر ، بريوت، ج هن يزيدالفزويين ، سنن ابن ماجابحممد - 1355حديث رقم83ص ،1مجعة اإلمام أمحد بن شعيب النسائي، سنن النسائي، حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر ، بريوت، ج - 2.234ص ،1، ج ه نفساملرجع- 3دار احلرمني،بدون مكان وتاريخ نشر، ه ،أبو القاسم بن سليمان بن أمحد الطرباين، املعجم األوسط ، حتقيق طارق بن عوض اهللا حممد وصاحب-4

.315، ص 5ج 43940عالء الدين على املتقى بن حسام الدين، كنز العمال احلديث، مؤسسة الرسالة، بريوت، حديث رقم - 5.16. ، ، مرجع سابق،ص4/663رواه الرتميذي- 616. ، مرجع سابق،ص632/ 1وابن ماجه395/ 3رواه الرتميذي- 7

20

آن الكرمي،ومن خالل ما سبق جند أن معاين الفساد يف السنة املطهرة ال ختتلف عما ورد يف القر

تلف الشيء وذهابه، واختالله وخروجه عن املألوف والبطالن، وتغرياحلال إىل : ووصلنا إىل أن من مدلوالته.خالف الصالح، كما جاء مبعىن قطع العالقات وختريب الصالت بني األرحام

تعريف الفساد في االصطالح الشرعي: ثالثا

يطلق على خمالفة فعل املكلف للشرع أيا كان وجهاملخالفة، وينبين لفظ الفساد عند مجهور الفقهاء اإلسالميني على هذا عدم ترتيب اآلثار الشرعية على التصرفات القولية وعدم سقوط القضاءيف العبادات، وهو بذلك

2. عندهم مرادفا للبطالن يف معظم استعماالته

الختالل اليت تصيب األشياءاملادية أو ويالحظ من التعريفات السابقة أن لفظ الفساد يطلق على حالة من ااالعتبارية، ورغم أن األمور االعتبارية اليت وصفت بالفساد هنا ال تعين ما حنن بصدد

مناقشته إ ال أنه ميكن االستنتاج يف األخري أن لفظ الفساد جيوز إطالقه على أي اختالل حاصل

.، والذي حنن بصدد البحث فيه

الفكري للسياسة الجنائية اإلطار : المبحث الثاني

السياسة من خالل صياغة هدهفكل دولة تعتمد يف عصب القانوين لكل دولة التعترب السياسة اجلنائية إضافة إىل الشريعة األسس الفكرية املنظرة يف هدا امليدان وخاصة املدارس التقليدية و الوضعية االعتماد على

واالسالميةاإلسالمية بالنسبة للدول العربية

اهب الفكرية السياسة الجنائية في المذ: ولاألالمطلب

إن البحث يف األساس الفكري لكل سياسة جنائية يضعنا أمام العديد من التساؤالت واالفرتاضات تصب من وقد . أساس حق الدولة يف العقاب ويف صياغة قوانينها اجلنائية،أو بتعبري أعم يف صياغة سياستها اجلنائية

.إىلاختلفت مذاهب السياسة اجلنائية يف هذا األساس .17، املرجع السابق،ص 4/552رواه الرتميذي 1، 21، جملة جامعة دمشق لل"مفهوم الفساد اإلداري ومعايريه يف التشريع اإلسالمي، دراسة مقارنة"آدم نوح علي معابدة، 2

.414، ص 2005العدد الثاين، دمشق،

21

ة الجنائية في المذاهب التقليديةالسياس: لو الفرع األ

مدرسة السياسة الجنائية التقليدية: أوال

والقسوة واحلكم املطلق والتعسف 18الوحشة اليت كان عليها النظام اجلنائي يف العامل الغريب يف القرن أمام الذي ال مربر

املواطنني مفقودة والتناسب بني شدة العقوبة وجسامة اجلرم معدومة، وتعسف القضاة قد جتاوز احلدود وساد .ظهرت املدرسة التقليدية للحد من هدا التعسفف، 1قانون العصرهو اهلوى وصار

من الذي:" الوضع السائد حينئذ بقوله *)BECCARIA(وقد صور مؤسس املدرسة التقليدية بكاريادعها أناس يعدون أنفسهم حكماء ونفذوها واللتعذيباتاملترببرة اليت ابته من هحني يقرأ التاريخ ال ترتعد فرائس

.2"صالح البشريةبأعصاب هادئة ، إن هذا اإلسراف غري النافع يف التعذيب مل يؤد أبدا إىل إ

أمام هذا الوضع الوحشي والقاصي للنظام اجلنائي السائد، تعالت أصوات كبار الفالسفة واملفكرين متأثرين يف ذلك بالنهضة الفكرية مثل جون جاك روسو ومنتسيكيو لتنادي بتغيري السياسة اجلنائية السائدة وهو ما حدث

BECCARIA)(مؤسس املدرسة التقليدية بكاريا، وكان ذلك على يد18بالفعل منذ أواخر القرن هذا الكتابتضمنحيث " يف اجلرائم والعقوبات" صاحب كتاب

العقوبات وطالب بإسنادها إىل تسليط سلطة نزعونادى باحليلولة دون حتكم القضاة وتعسفهم عن طريق ي هو تنفيذ القانون فقط وتطبيق العقوبات املتضمنة فيه دون أي جهات تشريعية حيث يصبح دور القاض

نص الذي كان له مكانة عظيمة يف السياسة باجتهاد، ويعد بكاريا أول من نادى مببدأ ال جرمية وال عقوبة إال .اجلنائية املعاصرة كما نادى بإلغاء عقوبة اإلعدام

نظرية العقد االجتماعي جلون جاك روسو اليت يف )BECCARIA(وتتلخصاملراجع الفكرية لفكر بكاريابادئ األمر، وأن السلطة احلاكمة ليست إال ممثلة له تتغري يف الوقت يف

194ص1989ط " دراسة يف علم اإلجرام والعقاب"جالل ثروت ، الظاهرة اإلجرامية -1Deiوالعقوبات) 1794نوفمرب28–1738مارس12(بونسانا-تشزاره،ماركيزبكاريا*

delitti e dellepene (1764(الذيأدانالتعذيبوعقوبةاالعدام،وأرسىأسسمجالعلمالعقوبات،.11، املرجع السابق ، ص ائية السياسة اجلنأصول أمحد فتحي سرور ، - 2

22

وكذا الفلسفة األخالقية، واملنفعة االجتماعية اليت تتحقق ،الدفاع عن أنفسهمالسلطة من حقوقهم يفيكون ال،وباستتباب األمن واستقرار احلياة عن طريق العقاب الرادع الذي يقضي إىل الكف عن اجلرمية

رمية، وقد تبىنبفعل اجللى اجلايناللذة اليت تعود عمن رادعا إال إذا كانت شدة األمل يف العقوبة أكرب العقاب BECCARIA.1)(هذه النظرية كل بكاريا

السياسة اجلنائية متثلت يف الكف عن وحشية العقاب الذي ينايف إنسانية اإلنسان ، وجعل املسؤولية اجلنائية ية على حرية االختيار، وظهور مبدأ عرف له مكانة دولية أال وهو مبدأ الشرعية من أجل احلد شخصية ومبن

حقق أهدافها املتمثلة تتمن سلطة القضاء املطلقة، وجعل العقوبة متناسبة مع الضرر الذي أحدثته اجلرمية حىت .يف حتقيق الردع العام واخلاص

وعلى الرغم من مزايا أفكار املدرسة التقليد

.2مطلقة ومتساوية لدى مجيع األفراد مع العلم أن األشخاص يتفاوتون يف دوافعهم وقوة اإلدراك لديهم

.المدرسة التقليدية الجديدة :2

أمام النقص الذي عرفته أفكار املدرسة التقليدية ظهرت املدرسة التقليدية اجلديدة لسد هذا النقص واإلتيان بأفكار جديدة، وعليه فإن السياسة اجلنائية اجلديدة يف شقها العقايب تعد بال شك امتدادا للمبادئ اليت قامت

لقدمية، فة التقليدية اعليها املدرس

كاملة و تنقص تمتع اجلاين حبرية اختياربا ا على ذلك فإن املسؤولية تكتمل إذ، وبناء3باختالف األشخاصتفاوت يف شدة العقوبة تبعا ملقدار حرية االختيار حتقيقا ، وتفاوت حرية االختيار يقابله البقدر نقص احلرية

.4للتناسب املطلوب إلقامة العدالة اجلنائية

.29حممد مدين بوساق ، اجتاهات السياسة اجلنائية املعاصرة ،املرجع السابق ،ص- 1. 29، صه سنف،املرجعبوساقحممدمدني-2.33ص ، سهاملرجعنف-3.70ص ، مرجع سابق ، القيم املوجهة للسياسة اجلنائية ،عبد الفتاح الضيفي - 4

23

ومل تقف املدرسة التقليدي عند هذا احلد بل أتت جبديد يف أساس حق الدولة يف العقاب، إذ جعلت أساسها حرية تبدأ ألن حرية الفرد تقف عندما " كانت " يف

ومضمونه هو أنه لو أن فردا من شعب يف جزيرة ارتكب : اآلخرين، وقد ضرب لذلك مثاال باجلزيرة املهجورةرة لزمهم تنفيذ حكم اإلعدام قبل جرمية تقتضي احلكم عليه باإلعدام مث قرر ذلك الشعب التفرق و هجر اجلزي

واجلمع التفرق حتقيقا للعدالة ولو انتفت املنفعة حبصول األمن واالستقرار لعدم1.بني فكرة العدالة املطلقة ونظرية املنفعة االجتماعية

الدفاع االجتماعيالسياسة الجنائية في ضوء المدرستين الوضعية و حركة :الفرع الثاني

و مبدأ *مبدأ الشرعية: ا كانت السياسة اجلنائية عرب االجتاهات الفلسفية قد حتددت و فقا ملبادئ ثالثة إذ،*و مبدأ احلرية *النفعية

املدرسة من خالللك سوف نقوم بدراسة السياسة اجلنائية ولذ،يد الحظة عوض التجر يرتكز على التجربة واملمث حركة الدفاع االجتماعي، الوضعية

:المدرسة الوضعية من خاللالسياسة الجنائية : أوال

*و انريكو فريي، Lombroso)(*1876سزاريلومربوزوايطاليا و هم

.50،ص1985، فوزية عبد الستار ، مبادئ علم االجرام ،دارالنهضةالعربيةللطباعةوالنشروالتوزيع-1" مننصوصالتجرميضرورةخضوعالفعألواالمتناعلنص" يقصدمببدأالشرعية*

أحيانامببدأ،)الجرميةوالعقوبةإالبنص(،وأحيانامببدأ) (ظهرهذااالجتاهفيظاللتغرياتاالجتماعيةفيأو *

واةأمامالقانون،ومراجلرائمالبسيطة،مماأدىإلىعدمالتناسببينالعقوبةوجسامةاجلرميةإضافةإلىتسلطاجلهازالقضائيوتوسيعسلطته،منحيثالتجرميوحتديدالعقوبة،واملسا.عاةحالةا

*-خالجلاللقواعدوا

اعاتالتيتطرحعليه،والتييكومنلزمابالفصلفيهاطبقاملبدأاالقتناعالو الجراءاتالقانونيةالتييجبعلىالقاضياجلنائيأنيطبقهاوهوجيسدمبدأحريةاالثباتاجلزائيأثناءنظرهفيالنز االقتناعالشخصيللقاضياجلزائي" جداين

. 1909أكتوبر19وتوفيفي1835نوفمربCesare Lombroso (6( تشيزريلومربوزو*.فينظرياتتفسريالسلوكاإلجرامي) درسةالوضعيةامل(يرجعلهالفضلفينشأةاملدارسالتكوينيةوأطلقالبعضعليهااسم

24

و أخريا رافيل جاروفا لوا صاحب كتاب علم اإلجرام الذي 1881صاحب كتاب السوسيولوجيا اجلنائية سنة 1ظهر سنة

: فمثال لومربوزو:صنف منها على النحو التايل

-1 -.

يتخذ يف مواجهته تدبري استئصايل اإلعدام ،عن اآلخرين غري مبال باملسؤولية متميزة و طبيعة هو جمرم بشع ذ،النفي،

لومربوزواملثمتلة يف الفكر اجلديد أال وهو االنسنة

-2 -:

يودع ا النوع هذ،تائجها نتيجة النعدام إدراكه وهو الذي ال يفرق بني اخلري و الشر و ال مييز طبيعة أعماله و ن.يف مصحة عقلية حىت يشفى من مرضه

-3 -:

و ،هو الذي يرتكب اجلرمية بصفة متكررة حىت تصبح بالنسبة إليه شيء معتاد يستطيع القيام به يف أي وقت .

-4 -:

29-28ص .مطبعة السنتيسي 1994طبعة " حبثا عن جذور السلوك اإلجرامي " ،عبد السالم بنحدو-1-) Enrico Ferri (1856-1928منأنريكوفريي*

عاملاالجتماعوالنائببالربملاناإليطاليوأستاذالقانوناجلنائيبجامعتريوماوتورينويعدواحدامن .

،والذيسبقوأننشرهتحتعنوان" La sociologiecriminelleعلماالجتماعاجلنائي"بعنوان1884وقدضمنفرييأفكارهفيمؤلفهالذيأصدرهعام1928مثأعيدطبعهفيعام" اآلفاقاجلديدةللقانونالعقوبات"

25

و هو سريع الندم وقد يصل به األمر يف بعض األحيان ، حاسيسه هو الشخص الذي يرتكب اجلرمية نتيجة أ.و يتخذ يف حقه تدبري اإلقامة يف مكان معني أو منعه من اإلقامة يف أماكن حمددة ،إىل االنتحار

-5 -:

ويتخذ يف ،ب الفقر أو البطالة ا يرتكبها نتيجة خلل عضوي أو بسبهو إنسان خال من رواسب إجرامية وإمن. 1حقه تدابري اإلقامة يف مستعمرة زراعية أو صناعية

اجتماعية (وأخرى خارجية ) العضوية و النفسية ( يف نظره اجلرمية هي نتيجة لرتاكم عوامل داخلية : أما فريي:مرتبطة باحمليط الذي يعيش فيه و تتميز نظريته بأمرين ) اقتصادية

الجتماعية يف اإلجراماهتمامها بتأثري العوامل ا- 1-

تأكيد على تفاعل كل من العوامل العضوية النفسية و األسباب اخلارجية يف ارتكاب اجلرمية حبيث أن - 2- كل عامل من هاته العوامل تكون جمتمعة

وعلى،يعترب من أقطاب السياسة اجلنائية الوضعية و هو مييز بني اجلرمية الطبيعية و املصطنعة : *أما جروفالوو الذي يقوم بسلوك أخالقي ضار الذي ،

وقد اقر بأمهية ،املعاملة العقابية بني مرتكب اجلرمية الطبيعية و يفرة التمييزبضرو وينادي،اخلية يف ارتكاب اجلرمية العوامل الد

. 2اجلرمية املصطنعة

أما حركة الدفاع االجتماعي سوف نقوم بدراستها ،هذ

السياسة الجنائية عبر حركة الدفاع االجتماعي : ثانيا

-القطبالثانيمنأقطاباملدرسةالوضعيةوأستاذالقانوناجلنائيبجامعةنابويل-RaffaeleGarofalo (1852-193 2أمارفائيلجاروفالو*) اخل... كالقتلوالسرقةوشهادةالزور(فقدعرفبتمييزهبيناجلرائمالطبيعيةالتيتنافيمشاعرالعدل

. وبيناجلرائماملصطنعةالتييتوقفتجرميالفعلفيهاعلىالقيماملستمدةمنالنظامالسياسيواالجتماعيالسائد،ومنثمتتفاوتفيهاالتشريعات.La Criminologie" علماإلجرام".114-113ص ، مطبعة دار الثقافة ، 2006ط " أصول علم اإلجرام و العقاب " م حممد جنمي صبحي جن-145-44ص،مطبعة طوب بريس2006ط.السياسة اجلنائية ومحاية حقوق احلدث اجلانح يف املغرب " حممد الغياط -2

26

1945نشأت هده احلركة سنة الظاهرة اإلجرامية خبالف املدارس التقليدية اليت حصرت معىن الدفاع االجتم

من اجلرمية من هذا و و قد ظهر من خالل املناقشات و املؤمترات الدولية أن هناك اجتاهني رئيسني يف الدفاع ،وعالج اجلاحنني

.االجتماعي

:*)Gramatica(اتجاه جرماتيكا-

،ويهدف هدا املذهب إىل إبدال نظام قانون العقوبات التقليدي بنظام للدفاع االجتماعي وهي : ه األفكار القدمية يراد استبداهلا بأفكار أخرى و هذواملسؤولية و العقوبة،واجلانح على فكرة اجلرمية

فمذهب جرماتيكا يتضمن ، ا و على هذ، التدابري العالجية و الوقائية و،و الذاتية ،املناهضة للمجتمع . 1و النظام العقايب، ئيةزاات اجلتغيريا كليا يف نظم القانون اجلنائي و اإلجراء

أنكر حق الدولة يف العقاب و أكد على واجب الدول يف ) (Gramaticaو على هدا األساس فجرماتيكافإنكار حق الدولة يف العقاب يعين يف نضره تسلط الدولة على حقوق الفرد و اإلنسان ،التأهيل االجتماعي العرتاف باجلرمية و املسؤولية للك ال جمال اجتماعي بطبعه وبذوومبا أن اإلنسان هو حر،الذي انشأ الدولة

فطاملا أن الدولة هي املسؤولية عن السلوك املنحرف و أن صاحب هدا السلوك كان ضحية ظروف ، اجلنائية تدابري و جيب وضع فانه ال حيق للدولة معاقبته بل عليها واجب تأهيله عن طريق ال،اجتماعية غلبت عليه

يوضع لدى القاضي حىت يكون على علم كامل عند حتدي التدبري لف خاص لشخصية املنحرف اجتماعيام.2مع شخصيته يتالئماالجتماعي الذي يقضي به عليه و الذي

:)Marc Ansel(اتجاه مارك انسل -

مركزا لدراسات الدفاع االجتماعي، فمهد بذلك لعقد أول مؤمتر للدفاع االجتماعي يف 1945الذي أنشأ سنة احملامي اإليطايل فيليبوغراماتيكا* عقد املؤمتر الثاين للدفاع االجتماعي يف 1949ويف هذا املؤمتر ولدت حركة الدفاع االجتماعي، ويف عام 1947سان رميو بإيطالية عام

»اجلمعية الدولية للدفاع االجتماعي«يف بلجيكة متخض عن تأسيس Liégeلييج، دار الفكر العريب1983،الطبعة األوىل،السياسة اجلنائية املعاصرة دراسة حتليلية لنظرية الدفاع االجتماعي، يس السيد -1

.26ص.116املرجع السابق ،ص ، أصولعلماإلجرامبتصرف حممد جنمي صبحي جنم ،- 2

27

و تقوم )Marc Ansel( مارك انسلأما االجتاه الثاين فهو حركة الدفاع االجتماعي اجلديد اليت يتزعمها فقد سبق لالحتاد الدويل لقانون ،ه احلركة يف جزء منها على بعض األفكار االحتاد الدويل لقانون العقوبات ذه

لك ذاحد زعماء هده احلركة يقصد ب" ليست" تبين ضرورة صياغة سياسة جنائية وقد كان تالعقوبات أن ولكنها ، ه الفكرة ذوقد التقطت حركة الدفاع االجتماعي ه،انح تكييف اجلزاء اجلنائي مع شخصية اجل

تعطي لفكرة السياسة اجلنائية مفهوما أكثر اتساعا على ضوء املفهوم الذي قدمه أنصار الدفاع اجلديد إىل 1.باالستفادة من جهود علوم اإلنسان أيالصراع ضد اجلرمية بطريقة عقالنية و علمية

) (Gramaticaفانه يلتقي مع جراماتيكا(Marc Ansel )"مارك انسل"التياعتمدها وبالنسبة للسياسةوان الطابع اإلنساين ومراعاة ،

ال يتفق )Marc Ansel(سللك فان مارك انذو رغم ،ه التدابري رم و كرامته هو الطابع املميز هلذ) Gramatica( مع جراماتيكا

فمارك انسل يبقي على قانون العقوبات و ،و يقول ،أساس املسؤولية لديه هو حرية االختيار املدعمة بالعناصر الشخصية عالوة على أن،

Marc Ansel)(مارك انسل2.فيه كمحاربة الكحول و املخدرات ووضع سياسة للرعاية و املساعدة االجتماعية لألفراد

و أن اختاذ التدابري االحرتازية يراعي فيه العوامل العضوية و النفسية و االجتماعية اليت ،ق و ضمانا للحريات الفردية و جيب أن ختضع هده التدابري ملبدأ الشرعية محاية للحقو ،اجلرمية وعالجه إذا و يتم تأه،ن هدف التدابري التأهيل و اإلصالح أل

.3و الردع العام كهدف من أهداف التدابري االحرتازية ا معناه إنكار حتقيق العدالة وهذ،اقتضى األمر ذلك

ا كانت السياسة اجلنائية عرب املدارس الفلسفية قد تعددت فان السياسة اجلنائية املعاصرة اخدت بأفكار إذو ذه

.احلاضر

118-117أصولعلماإلجرام، مرجع سابق ،ص صبحينجم، ي حممدجنم-1.118حممدجنميصبحينجم،أصولعلماإلجرام،مرجعسابق،ص--2.118-117م،أصولعلماإلجراماملرجعالسابق ص جنحممدجنميصبحي--3

28

لسياسة اجلنائية يف القانون اجلزائريا: الفرع الثالث

بني سياسة التجرمي والعقاب وسياسة الوقاية والعالججلزائراالختيارات احلديثة يف السياسة اجلنائية باتظهر و

سياسة التجرمي والعقاب: أوال

كل على إن احلديث عن سياسة التجرمي والعقاب يقتضي منا الوقوف عند سياسة التجرمي وسياسة العقاب حدى

سياسة التجريم-1

تتوجه سياسة التجرمي إىل محاية املصاحل االجتماعية واليت تقتضي محا

وتدمريها كليا أو جزئيا أو التهديد بانتهاكها ألن األضرار اجلنائية ماهي إال نشاط خمل باحلياة االجتماعية، فالقواعد االجتماعية تنظم سلوك ،تفظ بقواعده وأفكاره وقيمه اليت تضبط النظام االجتماعيوكل جمتمع حي

1.

ويف هذا اإلطار تباشر الدولة وظيفتها اجلزائية حلماية املصاحل االجتماعية فإذا قدرت الدولة أن .

.املصلحة تستحق أقصى مراتب احلماية القانونية عربت عن ذلك بالعقوبة

جمتمع وتتأثر بتقاليده ونظامه وتتحدد املصاحل اجلديرة باحلماية اجلنائية وفقا لظروف واحتياجات كلاالقتصادي واالجتماعي والسياسي ويعترب التجرمي هو أقصى مراتب احلماية اليت خيفيها التشريع على نوع معني

2.

تمعات

بلد ، أياالجتماعية، وهذه القيم متثل يف جوهرها جمموعة املعتقدات وأنواع السلوك اليت يقبلها املواطنون يف

.57املرجع السابقص، الوجيز يف القانون اجلنائي اخلاص،اجلزء الثاين،أحسن بوسقيعة1.19-18السياسة اجلنائية ص أصول–أمحد فتحي سرور 2

29

بني قواعد السلوك يف جمتمع معني وهيكل وحىت تتحدد طبيعة كل تغيري اجتماعي فمن الضروري إقامة عالقة

الذي أنشأها، .1للقيم السائدة يف

.وجيدر التنبيه إىل العالقة الوثيقة بني كل من سياسة التجرمي والسياسة العقابية

:فالقاعدة العقابية تشتمل على شقني

جزاء جنائي يرتتب على خمالفة هذا التكليف وهو العقوبة : التكليف بسلوك اجتماعي معني، والثاين: األولالتكليف والعقوبة، فكل منهما يكمل اآلخر وال قيام لواحد منهما وواضح مما تقدم مدى االرتباط الوثيق بني

دون اآلخر وفضال عن ذلك، فإن التجرمي كما قلنا يعين إضفاء أقصى مراتب احلماية التشريعية على مصلحة معينة وملا كان أسلوب التعبري عن هذه احلماية هو اجلزاء اجلنائي فإنه البد أن يكون يف إدراك وضع سياسة

ضمون هذا اجلزاء ومدى خطورته حىت يصري أحسن تعبري عن نطاق التجرمي الذي يراه م2.،ولذافإنالعقوبةونوعهاجيبأنيكومناثالأماماملشرععندالتجرمي املشرع

سياسة العقاب_ 2

لمبادئ اليت يتوقف عليها حتديد العقوبات و تطبيقها و تنفيذها ، و حتديد وفقا لتبني سياسة العقاب تو قد ربطت جل ملشرع العقوبات يأيت مكمل للتجرمي الذي ال يقوم وحده بدون العقوبة ، و يستأثر به ا

التشريعات اجلنائية إتيان اجلرمية بتطبيق العقوبة، إذ ال جرمية و ال عقوبة بدون نص قانوين تطبيقا ملبدأ وبات يف مراحلها الثالث التشريعية وتوضح السياسة اجلنائية املتبعة يف كل بلد اهلدف من العق.الشرعية

االجراءات اجلزائية اليت تبني احلدود والقضائية، وتبني الوسائل املتبعة يف حتقيق هذا اهلدفوفق والتنفيذية 3.

وبناء على ما تقدم فان السياسة العقابية لكل بلد تتعدد يف ثالث جماالت هي

.110-109ص12عدد 1981،سياسة التجرمي والعقاب يف إطار التنمية ، امحد فتحي سرور- 1.19، صأمحدفتحيسرور،أصواللسياسةاجلنائيةاملرجعالسابق- - 2حبيث لنيل دبلوم الدراسات العليا املتخصصة، كلية علوم الرتبية ، الرباط ، طبعة " السياسة اجلنائية ومحاية حقوق احلدث اجلانح"حممد الغياط3

.72، ص 2006

30

يقتصر العقاب بالتجرمي متام االرتباط، إذ ال جرمية بدون عقوبة، ولذلك فان العقوبة : المجال التشريعي-1حيث يتمثل حمتوى ومضمون العقوبة يف 1

.ملبدأ شرعية اجلرائم والعقوبات إحلاق األذى باجلاين إما يف حريته أو ماله مها معا تطبيقيا

ون باحرتامها رضها مبادئ العدل، ويلزم القانبناء على املبدأ السابق تربط اجلرمية والعقوبة عالقة سببية تفالردع العام واخلاص وفق مبدأ قحالذي يعطي للدولة من إنتاج املشرع اجلنائيذه العالقة هألن

.ةعيالشر

:عناصر

.احل احملكوم عليه، فتنقص من حريته الشخصية أو حقوقه املاليةصويتمثل يف العقوبة اليت متس مب: املضمون- أ

لتطبيق العقوبة على اجلاين من طرف الدولة البد من ارتكاب جرمية متس احلقوق الغري، تكون : السبب- ب.حلكم عليه بالعقاب أو التدبري املالئمهي السبب يف ا

إذ ال جرمية بدون فاعل هلا، حبيث ال جيوز احلكم إال على من ارتكب اجلرمية عمال مببدأ شخصية : احملل- ج.العقوبات

من قبل القضاء حامال يف طياته عنصر اإلدانة املمثل وهو احلكم الذي يصدر: نائياحلكم اجل-د.يف نسبة ا

:المجال القضائي-2

وهو من شقني أحدمها موضوعي ويتناول األسس الواجب اتباعها عند تطبيق العقوبات املنصوص ات تطبيق العقوبات وتنفيذها، ب وإجراءعليها، واآلخر إجرائي يتناول إثبات حق الدولة يف العقا

بعد التأكد من الوقائع بواسطة وسائل اإلثبات )باسم الدولة( ويتمثل دور القضاء يف تطبيق القواعد القانونية .2ائيةاالجراءات اجلز املنظمة يف قانون

.وما بعدها178امحد فتحي سرور، املرجع السابق ص -1.من قانون االجراءات اجلزائية211إىل 596املواد من - 2

31

اإلجراءات املنظمة للخصومة يعترب القاضي اجلنائي وحده املسؤول عن اختيار العقوبة وفق و اجلنائية، هدفه يف ذلك إثبات حق الدولة يف العقاب وتطبيق العقوبات بوسائل عادلة، فالقاضي

املعاصرة أخذت مببدأ ضرو بتخصص القاضي للوصول إىل غاية حقوق اإلنسان وتوفري الضمانات القانونية خالل مجيع

.1مراحل الدعوى العمومية

:المجال التنفيذي3

يبني ، و األخر إجرائي، الواجب مراعتها عند التنفيذيتكون من شقني، أحدمها موضوعي يتناول األسس، وهو املرحلة اليت يتحقق فيها اهلدف من 2اإلجراءات الواجب إتباعها لتنفيذ العقوبات وفقا هلذه األسس

. 3، وال ميكن حتقيقه ما مل تعمل السلطة التنفيذية على حتقيقه) العقوبة ( هذا االختيار

منه هو إعادة تأهيله و أن تنفيذ العقاب ليس لإليالم والتشفي واالنتقام من اجلاين، بل اهلدف غري وحيتوي التنفيذ العقايب على مبادئ أساسية ترتكز عليها ثني اإلجرام ، إدماجه

:وهي 4السلطة يف مرحلة تنفيذ العقوبة

.مبادئ احرتام حقوق اإلنسان -

-واستعمال أساليب حديثة لتنفيذ العقاب

.تأهيل األطر املشرفة على تنفيذ العقوبات-

-.

: ياسة التجرمي والعقاب أما سياسة الوقاية والعالج سوف نتطرق إليها فيما يلي ا عن سهذ

.57، ص2007ومة، اجلزائر، هيعة، الوجيز يف القانون العام، ، ،اجلزء الثاين، دار أحسن بوسق-121- 20ملرجع السابق ، ص أصواللسياسةاجلنائية،امحد فتحي سرور - 2.244املرجع نفسه ، ص - 3.وما بعدها 247املرجع نفسه ، ص - 4

32

:سياسة الوقاية والعالج_ثانيا

.

:وقاية المجتمع من الجريمة: 1

أبانسياسة الوقاية من عد اقرتاف اجلرمية، وهذا ما أعطى

االنتظار حىت وقوع اجلرمية، مث وقايته من اجلرمية مسبقا، وليساجلرمية أمهية رمية، سواء عوقب اجلاين أم ال التدخل ملعاقبة اجلاين بعد ذلك، فماذا يتحقق للمجتمع من نفع بعد ارتكاب اجل

باخلطورة اإلجرامية هور ما يسمى؟. 1املدرسة اإليطالية الوضعية،

فمسألة الوقاية من اجلرمية، ومنع األشخاص من ارتكاب األفعال اإلجرامية، ظهرت مع املدرسة اإليطالية الوضعية، بعدما كان الفكر الكالسيكي يرتكز على ثنائية التجرمي والعقاب، وكان اهلدف من العقاب

أحد رواد املدرسة (قاية يعتقد أنريكو فريى ففي جانب الو اين كمقابل عن ارتكابه للجرمية، هو إيالم اجل)الوضعية

2.اإلجرام

إن منع اجلرمية ال يتحقق فقط عن طريق سياسة التجرمي والعقاب، ولكن بوضع سياسة اجتماعية عادلة، وحماربة الفقر والتهميش واحلرمان والبؤس، فالظاهرة اإلجرامية كما هو معروف، ال تعود للعوامل النفسية أو

منا يؤججها العامل االقتصادي واالجتماعي، وتغذيها التوجهات الفكرية املتطرفة، ومرتعها الوراثية فقط، وإ

.11: امحد فتحي سرور، أصول السياسة اجلنائية، املرجع السابق ، ص - 1بية، حممد الغياط ، السياسة اجلنائية ومحاية حقوق احلدث اجلانح يف املغرب، حبث لنيل دبلوم الدراسات العليا املتخصصة من كلية علوم الرت - 2.45، ص 2006، 1ط

33

، وأساليب الظلم قانونيةيز العنصري، وبعض املمارسات غري الاخلصب هو اإلقصاء االجتماعي، والتمي1. والتعسف

اعي، حيث أنكر الفقيه وقد عرفت سياسة الوقاية من اجلرمية قفزة نوعية مع ظهور مدرسة الدفاع االجتم

يعود بالدرجة األوىل هباإلنسان املناهض للمجتمع، واعتربه غري قادر على التأقلم مع جمتمعه، والسبب حسبإىل غياب عدالة اجتماعية، وكثرة االضطرابات املوج

اجتماعية عادلة، هو مبثابة اخلطوة األوىل حنو وقايته من اإلجرام، وعلى هذا األساس أنكر حق الدولة يف . 2العقاب، وطالب باعتماد تدابري تربوية اجتماعية مانعة، والقضاء على اخللل االجتماعي

فقد دعى إىل اعتماد سياسة املنع، أي ) رائد االجتاه املعتدل يف حركة الدفاع االجتماعي(أما مارك أنسل ، 3ض تدابري مانعة قبل وقوع اجلرميةفر

رمية، ومنعها مسبقا، غري أن تبدو بعيدة التحقيق، وذلك بفعل تداخل العوامل الدافعة للجرمية، ولذلك يكفي أن " منع اجلرمية " مسألة

4.تتوجه سياسة املنع إىل احلد من اإلجرام، والتخفيف من العوامل اليت قد تدفع إليه

.

سياسة التأهيل واإلصالح:2

واإلصالح هي يف الواقع كانت وليدة السياسة اجلنائية الوضعية اليت اعتمدت إن سياسة التأهيل رم ال من اجلرمية وذلك

عن طر الكفيلة ملواجهة هذه اخلطورة وعالجها وهكذا نرى أن مركز الثقل يف السياسة اجلنائية قد

جديدة إجرائية و موضوعية حول أن تسود أفكار

.178ئية، مرجع نفسه، ص امحد فتحي سرور، أصول السياسة اجلنا- 1.20أمحد فتحي سرور، أصول السياسة اجلنائية ، املرجع السابق، ص - 2.132املرجع نفسه، ص - 3.258املرجع السابق ،ص -4

34

هلذه السياسة كضرو 1.باختيار التدبري املالئم هلا

بالنسبة لضمانات العدالة اجلنائية الذي خصوصا، على حنو أعمق من السياسة الوضعية ائية فالنظرة اإلنسانية عند زعماء هذه السياسة ليها التنظيم اإلجرائي للدعوى اجلز جيب أن حيرص ع

سواء جراماتيكا أو مارك أنسل كان ال بد وأن يكون هلا القسط األوفر يف التأثري على رائية خالل سائر إجراءات الدعوى اجلنائية اليت يعرفها القانون اإلجرائي يف خمتلف الضمانات اإلج

فالنظرة غري اإلنسانية القدمية مسحت بإهدار مجيع ضماناته اإلنسانية خالل 2القوانني الوضعية قانوين تلتزم احملاكم بالعمل ياب إطارملتهم على االعرتاف غكالتعذيب حلمل ا( مراحل الدعوى

) يف داخلهإىل تأهيل اجتماعي حتىيتمكن من االستمرار يف انتمائه خاصة بوصفه

ن ناحية قانون املوضوع أيضاعلى ضوء معيارالتفريد القضائي احلديث حيث القاضي وبتأكيد هذا املعىن مال ينظر للجرمية وفقا ملعيارها املوضوعي كما نظمه القانون وإمنا طبقا للعناصر الشخصية

.3للجانح

قانون اإلجراءات الجزائية على صعيد -أ

اليت تأخذ اجلزائريةاجلديد طفرة نوعية يف إطار السياسة اجلنائية قانون اإلجراءات اجلزائية لقد شكل وتأهيل سلوك احلدث املنحرف وعالجه بدل عقابه مسايرا اصالحبعني االعتبار سياسة

.بذلك التشريعات اجلنائية احلديثة يف قضاء األحداث

قد أوكل اىل قاضي تطبيق العقوبة وجعلها من اختصاصات وإن كانت ي ع اجلزائر املشر كما أنشكل خطوة أساسية لتكريس التوجه الرامي إىل إشراف تحمدودة مادامت إدارية

تعطى له صالحيات أعمق من السلطة القضائية يف إعادة إدماج احملكوم عليه ونأمل إن

.116أصول علم اإلجرام و العقاب ، مرجع سابق ، ص " بتصرف ،حممد جنمي صبحي جنم - 1.22لسياسة اجلنائية املرجع السابق ،صأمحد فتحي سرور، أصول ا-- 2.215املرجع نفسه ، ص - 3

35

ذلك على غرار التشريعات املقارنة كصالحية إيقاف تنفيذ العقوبة السالبة للحرية يف حق

ائية إىل أنه بإمكانه ممارسة مهامه حسب هذا القانون ات اجلز االجراءحني أشار بقانون 1وكذا مبوجب نصوص أخرى

باإلضافة إىل التدابري اإلصالحية املشار إليها واليت ال متس حرية احلدث فإن املشرع قد ارتأى لك التدابري فسن إىل جانبها تدابري سالبة أن بعض األصناف من األحداث ال تالئمهم ت

األخرية يطغى عليها مبؤسسات محاية الطفولة، هذهللحرية واليت جتد مكانا لتنفيذها

شكل احملور يث يحماور حبعدةها إعداد األحداث اجلاحنني أو املهيئني للجنوح عرب من ورائ.2العالجي التقوميي يف إطار العمل الداخلي هلذه املؤسسات املغلقة أخطرها

اجلو املالحظة كخطوة أوىل لتهيئيتم االعتماد على منهجية استقبال احلدث بفرع حيث النفسي املالئم للحدث من طرف أخصائي نفسي أو اجتماعي تليها مرحلة التشخيص بعد

عن أسرته ومواردها (مجع املريب ملختلف السياسات واملعلومات خالل دراسة حالة النزيل وبعد ذلك يتم ) الفعل اجلرمي ومدى تأثريها على نفسيتهاملادية وعن ظروف ارتكاب

وحتديد املقرتح املالئم قصد تربيته وتعويده 3توظيف هذه املعلومات لوضع خطة للعالج تعليمية على ارتكاب السلوك احلسن والتدريب على احلياة داخل اجلماعة من خالل الربامج ال

.واملهنية التأهيلية متكنه من عمل منتج بعد اإلخراج عنه

واملالحظ أنه وعلى الرغم من حتديد قضاء األحداث جلملة من التدابري الوقائية التقوميية أو داث يف أفق إصالحهم اإلصالحية وعرضه جلملة من اإلجراءات املتميزة خالل حماكمة األح

السياسة اجلنائية يف حتقيق األهداف املرجوة ذه منها فاجلنوح ما فتئ يتصاعد وتظهر املمارسة اليومية أن أغلب الذين خضعوا للتدابري الوقائية

ليها قد عادوا إىل نفس األفعال من جديد فأين يكمن الداء؟ هل يف أو التقوميية املشار إ.الذييتضمنقانوناإلجراءاتاجلزائية،املعدلواملتمم1966يونيوسنة 8املوافق 1386صفرعام 18املؤرخفي 66/155األمررقم -1. 95اجليالليبوشعالة ، املرجع السابق ،ص- 2.51، ص 2،2001عبد الرمحان رجيين ،الرعاية الالحقة لألحداث بني النظرية والتطبيق ،ط - 3

36

املؤسسات التقوميية والعالجية اليت ال تتوافر على آليات ووسائل اإلصالح والتأهيل؟ أم يف لواقع أن إعادة تأهيل ، ا1

احلدث وتربيته هي عملية شاملة وغاية يف التعقيد والتداخل الرتباطها بعدة معطيات واقعية واجتماعية واقتصادية سياسة سيكولوجية خاصة وأن االجتاهات احلديثة مل تعد تنظر إىل

ية جمردة بل جيب النظر إليه من خالل خصائصه النفسية املعتقل باعتباره واجهة قانونالبيولوجية وأوضاعه الرتبوية واالجتماعية وإعادة تربيته حتتاج إىل رؤيا عميقة توفق بني االصالة من جهة

.واألفكار اجلديدة يف الرتبية من جهة أخرى حىت ال نسقط يف التبعية

ة القانون الموضوعيمن ناحي-ب

كان مثرة تطور تارخيي طويل من خالل ما نص عليه من اجلزائري نالحظ أن القانون اجلنائي يف ظلها التدابري االحرتازية تقوم جبانب اجلنائية احلديثة اليت أضحتمبادئ تتماشى والسياسة

تأهيل انعكست إجيابا على املعاملة العقابية داخل العقوبة بوظيفة عالجية قصد اإلصالح وال.السجون

وهكذا فمن ضمن املبادئ األساسية اليت ارتكز عليها القانون اجلنائي اعرتافه باملسؤولية اجلنائية القائمة على أساس حرية االختيار واإلرادة وتدرج املسؤولية بني االنعدام والنقصان والكمال

اعتبارا ألن حياة اإلنسان متر مبراحل متعددة يتأثواجتماعية واختالف التدابري تبعا لذلك حسب كل مرحلة من مراحل هذه املسؤولية بطريقة تتالئم

.وخصوصية احلدث اهلادفة إىل إصالحه وتأهيله

نالحظ أن القانون اجلنائي قد أعطى اهتماما يف ويف إطار تبين املشرع لفلسفة املدرسة الوضعية بعض األحيان وإن كانت نادرة للباعث على ارتكاب السلوك اإلجرامي كحالة التعاطي املزمن

إىل جانب العقوبة تدابري تكون ج حيث إق حل استشفائي وهذا ما نص عليه ذا ما نص عليه من وهونفس الشيء إذا تعلق األمر بشخص عدمي املسؤولية بسبب اختالل ية ملدة كافية وحتت املراقبة، عالج

.82اجلياليل بوشعالة مرجع سابق ص - 1

37

مراض العقلية عقلي حيث تأمر احملكمة يف حالة استمرار اخللل العقلي بإيداعه يف مؤسسة لعالج األ.1جع من ق وما بعدها 19طبقا للمادة

، وبتقريره حلقهم يف معاملة إنسانية خمتلفة وفق ملعايري التصنيف بني فئات النزالء داخل املؤسسات 2للحرية اإلصالح والتهذيب بصورة حتقق الغرض األساسي من املعاملة وهو تأهيل املسجون للحياة الالحقة على

عنه وذلك من خالل تعليمه إحدى املهن أو احلرف تساعده على الخنراط يف سوق العمل اإلفراجواالندماج فضال عن الربامج التعليمية إلعادة تربيته والثقافية لتحويل انشغاالته االحنرافية وأخرى اجتماعية

.بعد اإلفراج عنهخللق نوع من الثقة تساعد احلدث اجلانح على االخنراط بصفة تلقائية

من خالل الربامج الصحية والنفسية اليت يستفيد منها احلدث داخل هذه اجلنائية احلديثةالسياسة هرظو تاملراكز بعض خضوعه لعملية الفحص والتصنيف كأوىل خطوات تساعد املريب أو األخصائي على صياغة

سهيال إلعادة إدماج احلدث بعد اإلفراج عنه الربنامج العالجي والرتبوي اخلاصة بكل حالة على حدة ت.واالنتقال ملرحلة الرعاية الالحقة

دولة لكن الواقع العملي جيسد تعثر هذا اجلانب التأهيلي اإلصالحي يف االسرتاتيجية املعتمدة من طرف العد حالة العود أمام تصاعن مكامن اخللل يف هاته السياسة للتصدي جبنوح األحداث مما يدفعنا للتساؤل

.اجلنوح بشكل تصاعديوارتفاع ظاهرة

من حتسينات خاصة بالصحة وظروف برنامج إصالح السجونوهكذا وبصرف النظر عما أحرزه السكن، والغذاء، والرياضة، واالتصال بالعامل اخلارجي ، وبصرف النظر عن خمتلف املعوقات املادية

منها هذه املؤسسات واليت تنعكس سلبا على خمتلف الربامج اإلصالحية وضعف األطر اهلزيلة اليت تعاينئل العقوبات السالبة للحرية

هذه السياسة من أو عدم تفعيلها لطغيان اهلاجس الردعي على كل مسؤول وما يرتتب عن وقصرية املدة تتم االستفادة من إصالحي بل على العكس من ذلك اكتظاظ يف السجون وعد االستفادة من أي برنامج

.بؤر اإلجرام السائدة داخل هذه الزنازن

.336املرجع السابق ،ص، أصواللسياسةاجلنائيةأمحد فتحي سرور، -105/04من القانون املنظم للسجون رقم116املادة 2

38

ئع والتعامل معه من جانب الذين سوف يعيش إن املسألة تتطلب معرفة كيفية استقبال احلدث الضا

.1االجتماعي

بعض جرائم الفساد في القانون الجزائري :3

:ريمة رشوة الموظف العموميج_ أ

ن الفساد ومكافحته من نطاق جرمية الرشوة باملقارنة مع قانون توسع املشرع اجلزائري يف ظل قانون الوقاية مالعقوبات ،حبيث أصبحت تشمل أفعاال أخرى كانت داخلة يف إطار اإلباحة ،ولإلحاطة بالبناء القانوين هلذه

ية اجلرمية يقتضي األمر التطرق ملفهومها ،مث صورها اليت هلا عالقة بالفساد، تعترب الرشوة من الناحية القانونجرمية من أقدم وأخطر اجلرائم املرتبطة باألموال واملصاحل العامة، نظرا ملا تشكله من مساس بنزاهة وشرف و

:أمانة الوظيفة العامة ،ولقد وضع الفقه اجلنائي عدة تعاريف جلرمية الرشوة نذكر منها

االجتار بالوظيفة و اإلخالل بواجب: "يقصد بالرشوة وما يف حكمها: تعريف أحسن بوسقيعة-

النزاهة الذي يتوجب على كل من يتوىل وظيفة أو وكالة عمومية أو يؤدي خدمة عمومية التحلي

2." به

:موقف املشرع اجلزائري من الرشوة-

لعقوبات وحاليا يف قانون الوقاية من تعترب الرشوة يف التشريع اجلزائري جرمية معاقب عليها سابقا يف قانون ا: املوادالفساد ومكافحته ،والشيء املالحظ أنا ملشرع اجلزائري قد دمج صور الرشوة السلبية واإلجيابية الواردة يف

و اخلاصة برشوة . م.ف.و.من ق25: يف مادة واحدة هي املادة. ج.ع.من ق129و 127و 126مثل رشوة املوظفني العموميني : ر جديدة للرشوة مل تكن جمرمة من قبلاملوظفني العموميني،كما استحدث صو

.بتصرف235و 234ص ،سياسة الدفاع االجتماعي،رك أنسل ما- 157. أحسنبوسقيعة،الوجيزفيالقانوناجلزائياخلاص،اجلزءالثاين،مرجعسابق،ص-2

39

هذا باإلضافة إىل النص على الصور التقليدية هلا .)م.ف.و.ق28املادة (األجانب وموظفي املنظمات الدولية 40املادة (و الرشوة يف القطاع اخلاص .) م.ف.و.ق27املادة (،مثل الرشوة يف جمال الصفقات العمومية

م.ف.و.ق

جريمة اختالس الممتلكات من قبل موظف عمومي_ ب

واليت حلت حمل املادة . م.وف.من ق29ادة سنوات ) 10( إىل عشر 2( يعاقب باحلبس من سنتني :" يهامن قانون العقوبات، حيث جاء ف119

يبدد عمدا أو خيتلس أو يتلف أو دج كل موظف عمومي1.000.000إىل دج200.000وبغرامة من أو لصاحل شخص أو كيان آخر أي ممتلكات حلهحيتجز بدون وجه حق أو يستعمل على حنو غري شرعي لصا

الية عمومية أو خاصة أو أي أشياءأو أموال أو أوراق م1."بسببها

هو كل سلوك يأتيه املوظف يفيد اجتاه نيته إىل حتويل ما حيوزه حبكم الوظيفة من حيازة :: "ريف االختالستع2." مؤقتة إىل حيازة دائمة

ذكر صورها املذكورة أعاله ،وإن كان مل29أما املشرع اجلزائري يف املادة .اإلتالف ،التبديد ،االحتجاز بدون وجه حقاالختالس ،: بالتفصيل واملتمثلة يف

جريمة استغالل النفوذ_ ج

،فكثري من ذوي السلطات والنفوذ كونوا ثروة طائلة مبمارسات الفساد فاستغالل النفوذ هو يف حقيقة األمر من

من 32غاة و اليت عوضتها املادة املل. ج.ع.من ق128جرمية تقليدية نص عليها املشرع يف املادة

11/15ذامبوجبالقانونرقمھو. م. ف.و.منق29وعدالملادة 2011املشرعتدخلسنة -1.85،ص 2012،دارالعلوم،عنابة، منصوررمحاين،القانوناجلنائيللمالواألعمال،اجلزءاألول--2

40

كما أشارت إليها اتفاقية الدول . ف.م.م.أ.من إ18واليت تعترب نسخة طبقا ألصل للمادة . م.ف.و.ق.و / 04

10( إىل عشر ) 2( يعاقب باحلبس من سنتني :" على ما يلي . م.ف.و.من ق32وتنص املادة (

:دج 1.000.000دجإىل 200.000امة من سنوات وبغر

إياها عليه أو منحهكل من وعد موظفا عموميا أو أي شخص آخر بأية مزية غري مستحقة أو عرضها - الفعلي أو مومي أو الشخص على استغالل نفوذه،بشكل مباشر أو غري مباشر ،لتحريض ذلك املوظف الع

احملرض األصل يعلى مومية على مزية غري مستحقة لصاحلذلك الفعل أو لصاحل أي شخص آخر،

غري ري مباشر ،بطلب أو قبول أية مزيةكل موظف عمومي أو أي شخص آخر يقوم بشكل مباشر أو غ- الفعلي أو ك املوظف العمومي أو الشخص نفوذهمستحقة لصاحله أو لصاحل شخص آخر لكي يستغل ذل

."املفرتض

امللغاة . ج.ع.من ق128مت جترمي استغالل النفوذ يف املادة :موقف املشرع اجلزائري من استغالل النفوذ - *.املذكورة أعاله. م.ف.و.من ق32،وقد استبدلت املادة املذكورة أعاله وعوضت باملادة

من اختصاص وظيفية يف التسلسل اإلداري وماهلة غالبا باملوظف العام الذي تتيح له درجته الوترتبط هذه الصور السلطات العامة ،حبيث قوية تربطه باجلهات اإلدارية أو ، مبعىن أن تكون لديه عالقات 1أن يباشر نفوذا فعليا

2. مستحقةذه السلطات للحصول على منافع غري من شأن نفوذه أن يؤثر على ه

:جريمة عدم التصريح أو التصريح الكاذب بالممتلكات_د

واليت مبوجبها يعاقب املوظف العام اخلاضع . م.ف.و.من ق36وهي اجلرمية املنصوص واملعاقب عليها باملادة قانون الواجب التصريح باملمتلكات والذي مل يقم بذلك عمدا بعد مضي شهرين من تذكريه بالطرق القانونية

غري كامل أو غري صحيح أو خاطئ، أو أدىل عمدا مبالحظات خاطئة أو خرق عمدا أو قام بتصريح

الفساد، دراسة يف مدى مواءمة التشريعاتالعربية ألحكام اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد، برنامج إدارة احلكم يف رةھسليمان عبد املنعم، ظا146. صwww.undp-pogar.org/arabic، 30/02/2014الدول العربية، برنامج األمم املتحدة اإلمنائي،

8. ، صالسابقعبد اهللا سليمان، املرجع -2

41

االلتزامات اليت يفرضها عليه القانون، و إلزام املوظفني العموميني بالتصريح باملمتلكات هو نظام استحدثه . زة اإلدارة العامةاملشرع اجلزائري للحد من خمتلف صور الفساد واملتاجرة بالوظيفة العامة اليت انتشرت يف أجه

1

عاقب املشرع على عدم التصريح أو التصريح الكاذب :جزاء اإلخالل بواجب التصريح باملمتلكات من قانون الوقاية من الفساد ومكافحته ،وجترمي اإلخالل بالتزام التصريح 36باملمتلكات مبوجب املادة

للموظف العمومي باعتبارها مؤشرا ومعيارا على نزاهته أو باملمتلكات يهدف إىل بسط الرقابة على الذمة املالية احنرافه

السياسة الجنائية في الشريعة اإلسالمية: الثانيالمطلب

إن التشريع اإلسالمي مبا حيتويه من مبادئ سامية حيقق التوازن بني التدابري الوقائية و التدابري الزجرية و يفسح رمني و عنوية ألم الرتبوية و احلوافز امل

.لك يف ظل سياسة جنائية متكاملة

.سياسة الوقاية و المكافحة: رع األولالف

د والعمللألفرا، اذاكانتالوقايةخريمنالعالجكمايقالفيحقاللصحةالبدنية، واجلماعاتوصحةالعالقاتاملتكاثرةفيمابينهموصحةاحلياةاالجتماعيةبصفةعامة

، امايفسرتوافرإحلاحالشريعةالغراءعلىوسائاللوقاية وهذبلمساحةكربىمننصوصهاوتعاليمهاهيمخصصةللعماللوقائيويف

.ابرهانقويعلىعظمةالشريعةاإلسالميةوتفوقهافيالتشريعاجلنائي هذ

وهكذافقدنشأ، فمؤسسةاألسرةفيظلنظامالزواجحينتبنىعلىأسسهااإلسالمية ، معونظامه

، ألساسي ومؤسسةالسجدفيظلنظامالصالةهيمؤسسةعظيمةالفعاليةفيعمليةالوقايةفمنأهدافهالتواصالملستمرمعفئاتاملصليناألخ

.يارواالحتكاكمعهموالتأثرخبصاهلمومزاياهم

144. بوسقيعة أحسن بوسقيعة، الوجيز يف القانون اجلزائي اخلاص،اجلزء الثاين، مرجع سابق، ص-1

42

، ، وفيمجاالالحنراف هاألنظمةواليةالقضاءمبعناهاهذومن، وهك

.خلالفةأواإلمامةالعظمى ت خلاصوواليةاملظاملوواليةاحلسبةوواليةالشرطةوهيداخلةفيسلطاا

، وتتبلورفيهابشكلقوميعنىاملكافحة، مؤسسةدينيةذاتشامنهم: فواليةالمظالم.صفةخاصةملقاومةماميارمسناالحنرافعلىصعيدرجااللسلطة

فهيمؤسسةدينيةمثلتأماواليةالحسبة.ع

فقدظهرتفيعهدالنبيصلىاللهعليهوسلمويقولعنهاابنخلدونفياملقدمة الشرطةة ووالي)الوظائفالشرعيةتوسعالنظرفيهاعنأحكامالقضاةقليال (

، االتقسيمعلىمقتضىالصالحيات هذالكربىوالوسطىالصغرىوأقاموا: وقدقسمالفقهاءالشرطةالىثالمثراتب ولصغرىإعانة، ديبات التأهاإلقامةللحدودومباشرةإقامةالتعازيرو هذلوسطىمباشرةافالكربىتنظرفياجلناياتوإقامةاحلدود

، إلقاءالقبضعلىاملذنبينواملنحرفينوإحضارمهللعقاباحلكام بلكحرصتالشريعةعلىانيتمتنفيذلذماألولويةفيعقوباتاحلدودوالقصاصاويكونللردعالع

يهيمنعالكافةمنارتكاباجلرائمالعقابهالعقوباتعالنيةويرىالفقهاءأنعلةالتنفيذهذ

، فاألصلفيالشريعةأنالتعزيرللتأديب ، دفاألساسيلها أمابالنسبةللعقوباتالتعزيريةفاإلمجاععلىأنالتأديبوالتهذيبهواهل، هالقاعدة

(وقوله )وماكنامعذبينحتىنبعثرسوال (تعاىل قوهله .)بعدالرسل لئاليكونللناسعلىاللهحجة

، هاآلياتأناستحقاقالعقابفيالشريعةاإلسالميةتوقفعلىسبقاالنداربه هذوتفيدواستخرجالفقهاءمنهاقاعدتينأصوليتينتفيدامنضمونقاعدةالجرميةوالعقوبةإالبنصومهاقاعدةالتكليفقبلورودالشرعوقاع

وقدطبقمضمونقاعدةالجرميةوالعقوبةإالبنص ، )أناألصلفياألشياءاإلباحة (دة، بيقادقيقافيجرائماحلدودالقصاص تط

.

43

:سياسة التجريم و العقاب : رع الثانيالف

ف .و إعطاء األولوية هلدف منها دون األخر تعرض أيضا لتطور ملحوظ

غري أن هده األهداف ختتلف ، أما يف الشريعة اإلسالمية فان أهداف العقوبة ظلت كما هي مند نزول الشريعة1.باختالف نوع العقوبة

:ويتعني حىت تكون العقوبة مشروعة أن تتوافر فيها خصائص ثالث هي ، الردع العام و اخلاص

عنها بعقوبة مقدرة جتب حقا وهي كما يعرفها الفقهاء املسلمون حمظورات شرعية زجر اهللا: جرائم احلدود 1، السرقة و احلرابة و الزنا : فبعضهم جيعلها سبع جرائم هي ، وقد اختلف الفقهاء يف تعدادها ، هللا تعاىل و آخرون ، وبعضهم جيعلها ستة جرائم مستثنيا منها البغي ، و شرب اخلمر و الردة و البغي ، القذف

.ب و يعتربون شرب اخلمر و الردة جرميتني تعزيريتني

و ، وهي اليت تقع على اعتداء على النفس و تشمل جرائم القتل و اجلرح و الضرب : جرائم القصاص 2القصاص عقوبة حمددة يف القران و السنة و هي مقررة لويل الدم إن شاء أخد به فهدا حقه و إن شاء أخد

ا الدية و إن شاء عف

و عرف بعض الفقهاء ، جرائم التعازير و تشمل كل معصية مل تقرر هلا عقوبة حمددة يف القران و السنة 3

. وال كفارة

ت احلدود و القصاص لدلك حرصت الشريعة على ان يتم تنفيذ هده و يكو ن للردع العم األولوية يف عقوباالعقوبات عالنية و يرى الفقهاء أن علة التنفيذ العقايب هي منع الكافة من ارتكاب اجلرائم

فاألصل يف ، أما بالنسبة للعقوبات التعزيرية فاإلمجاع على أن التأديب و التهذيب هو اهلدف األساسي هلا تاب أو وخبصوص قاعدة أن ال جرمية وال عقوبة إال بنص فانه مل يرد يف الك، ير للتأديب الشريعة أن التعز

.31إىل 27ص2006حممدالغياط،السياسةاجلنائيةومحايةحقوقاحلدثاجلاحنفياملغرببحثلنيلدبلومالدراساتالعليا،الرباط،1

44

، السنة نص بلفظه يقرر االخذ.)هللا حجة بعد الرسل لئال يكون للناس على ا(و قوله )و ما كنا معذبني حىت نبعث رسوال (تعاىل

واستخرج ، و تفيد هده اآليات أن استحقاق العقاب يف الشريعة اإلسالمية توقف على سبق االندار به الفقهاء منها قاعدتني أصوليتني تفيدان مضمون قاعدة ال جرمية و ال العقوبة إال بنص و مها قاعدة ال تكليف

وقد طبق مضمون قاعدة ال جرمية وال عقوبة إال ، )اإلباحة أن األصل يف األشياء (قبل ورود الشرع وقاعدة أما جرائم التعازير فتوجد مرونة كبرية يف تطبيق القاعدة حىت ، بنص تطبيقا دقيقا يف جرائم احلدود القصاص

.

سالمية تعترب من أهم عوامل منع اجلرمية والوقاية منها من خالل ما سبق يظهر جليا أن أحكام الشريعة اإل،حيث تصبح العقوبة الشرعية عالجا للجرمية والوقاية منها يف آن واحد ،حيث تشرتك مع القوانني الوضعية يف جماالت واسعة ومصاحل متفقة وقواسم مشرتكة حبيث ال ميكن جتاهل الدراسات الكثرية يف علم اإلجرام وأسبابه

ه والتعرف على اجلاين ووسائلالدراسات النفسية اليت تساعد على تقدير العقاب والوصول إىل حتقيق أهداف السياسة اجلنائية فكل هذا

.يعدمن صميم السياسة اجلنائية يف الشريعة اإلسالمية وجزء ال يتجزأ منها

إىل ما بدأت به الشريعة فهذا التطابق والتوافق وانتهاء السياسة اجلنائية املعاصرة يف بعض أحكامها حبيث متتاز اإلسالمية فهناك تباين جوهري بني السياستني ال يزال قائما سواء من حيث األسس واملنطلقات

و ثوابتهاالتجرمية وكثرة أصوهلا و مقاصدها يف السياسة اجلنائية يف الشريعة اإلسالمية بأساسها االمياين املتنيت العقلية املبنية على

أو من حيث طرق الوقاية من اجلرمية حيث متيزت مبنهج وقاية حيقق اقصى درجات املنع منا جلرمية 1.املتغرياتألول من خالل إزالة العوامل املولدة للجرمية والثاين رقابة الضمريالذي يدفعه احلوف من اهللا وتعظيمه لسببني ا

حرصها على الوقاية النجاح الذي حققته يف إزالة الكثري من عوامل النجاح أما يف النظم املعاصرة فبالرغم منة و أقواها والسبب يف ذلك الضعف البشري

أو من حيث سياسة التجرمي و العقاب 2الذي يعم سائر الناس مبا فيهم القائمني على أمر التنظيم و التشريع

241حممد مدين بوساق ، اجتاهات السياسة اجلنائية املعاصرة ،مرجع سابق ،ص1245املرجع نفسة ،صبتصرف ،2

45

يعة االسالمية حظر مجيع املفاسد واخلبائث اليت ختل مبصاحل العباد حظرا مؤبدا فنظام الشر أو التطبيق والنتائجما سوى مما حيمل التغيري والتبديل فوضت أمره لالجتهاد الفقهي الذي حيكمه منهج علمي ال رجعة فيه و

على مبدأ السيادة ال غري واعتماد التجرمياالخالقيةبالتجرمي والعقاب بل قصرت محايتها على املصاحل املاديةللشعب قد أفضى اىل رفع صفة القبح عن بعض املفاسد واجلرائم اليت اتفقت مجيع الرساالت السماوية على

.1قبحها

247املرجع نفسه ،ص1

46

:الفصاللثاين

آليات مكافحة جرائم الفساد

47

هذا يف املبحث األول يف املتخصصةفيمكافحةالفسادالوقايةمنهسنقوم يف هذا الفصل بدراسة اهليئات الوطنيةحني سندرس قمع جرائم الفساد والعقوبات املقررة له وكذا أجهزة مكافحة الفساد يف التشريع االسالمي يف

املبحث الثاين

هالوقاية مناملتخصصة يف مكافحة الفساد الوطنية اهليئات: املبحث األول

منها على مجيع الدوالملنضوية حتت لوائها 06املادة فرضت اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد مبوجب بضرورة إنشاء هيئة أو عدة هيئات ملنع الفساد ومكافحته، وتنفيذا هلذا االلتزامعمدت اجلزائر إىل إصدار

والذي نص يف بابه الثالث على املتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته املعدل واملتمم 06/01القانون رقم الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحتهغري انه وتدعيما للجهود الرامية إىل مكافحة الفساد وتعزيز تنصيب اهليئة

آليات احملافظة على املال العام وبالنظراىل الطبيعة الوقائية اليت غلبت على اهليئة اليت أنشأها قانون الوقاية من للقانون الوقاية من الفساد ومكافحته والذي املتمم10/05: الفساد ومكافحته قام املشرعبإصدار األمر رقم

الرتسانة املؤسساتية ملكافحة الفساد جبهاز ثاين هو الديوان الوطين لقمع الفساد وهو أداة مبوجبه مت تدعيم 1. للبحث ومعاينة جرائم الفسادعملياتية

سياسةمكافحة الفساد وباستحداث الديوان يكون املشرع اجلزائري قد قضى على النقائص اليت كانت تعرتي والديوان وهو ما سنتوىل وبالتايل اتضحت معامل وحدود اختصاص كل من اهليئة 06/01يف ظل القانون رقم

:توضيحه والتفصيل فيه كما يلي

إنشاء الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد و مكافحته: المطلب األول

د و مكافحته مفهوم الهيئة الوطنية للوقاية من الفسا: الفرع األول

يف إطار اجلهود الرامية إىل الوقاية من الفساد ومكافحته أنشأ املشرع اجلزائري هيئة يف غايةاألمهية أسندت هلا مهمة التصدي لظاهرة الفساد وهي اهليئةالوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته وهذا مبوجب قانون رقم

أمال يعيش متام ، دور أجهزة الرقابة يف مكافحة الفساد ف اجلزائر بني النظرية والتطبيق، - 1.207،ص2010،امللتقىالوطنيحواللفساداإلداري،كليةاحلقوقوالعلومالسياسية،جامعةأمالبواقي، "

48

تنشأ هيئة وطنية مكلفة :" منه على ما يلي 17ادة واليت تنص املاملتعلق بالوقاية من الفساد 06/011."سرتاتيجية الوطنية يف جمال مكافحة الفساداالبالوقاية من الفساد ومكافحة، قصد تنفيذ

إن تتبع مدى فعالية دور اهليئة يف الوقاية من الفساد ومكافحته يقتضي منا التعرض أوال لنظامهاالقانوين من حيث طبيعتها وتشكيلتها

تقييمها من حيث مدى استقالليتها للنهوض مبهامها والذي لن يتأتى إال بدارسةحدود االستقاللية العضوية و .املوضوعية هلذه اهليئة

النظام القانوني للهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته

واملتمم للهيئة الوطنية املعدل 06/01بداية أن املشرع اجلزائري قد خصص الباب الثالث من القانون رقم نشري املعدل واملتمم والذي حيدد 06/413للوقاية من الفساد ومكافحته هذا باإلضافة إىل املرسوم الرئاسي رقم

.للوقاية من الفساد ومكافحتهتشكيلة اهليئة الوطنية

.النظام القانوين للهيئة استعراض الطبيعة القانونية للهيئة وحتديد تشكيلتها وكيفيةتنظيمهاويقتضي دراسة

حتديد طبيعة اهليئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته: والأ

اهليئة الوطنية للوقاية يئة متخصصة يف مواجهة الفساد وهيعلى غرار التشريعات املقارنة أنشأ املشرع اجلزائري هنص يف الفقرة األوىل من املادة املعدل واملتمم والذي 06/01لفساد ومكافحته وهذا مبوجب القانون رقم من ااهليئة سلطة إدارية مستقلة تتمتعبالشخصية املعنوية واالستقالل املايل، توضع :" على طبيعة اهليئة كما يلي18

2" لدى رئيس اجلمهورية

ة للوقاية من الفساد ومكافحته تتميز مبجموعة من اخلصائص تتبلور يف ويفهم من هذه املادة أن اهليئة الوطني:حتديد الطبيعة القانونية للهيئة، وميكن حتديد هذه امليزات واخلصائص كما يلي

الهيئة سلطة إدارية مستقلة1-

، ج ر ج ج يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته2006أفريل 20املوافق 1327حمرم 21املؤرخ يف 06/01من القانون رقم 17املادة - 1.08،2012عدد

منه02املعدلواملتممفياملادة 06/413ذاماأكدهاملشرعفياملرسومالرئاسريقمهو - 2

49

ومكافحته أن اهليئة الوطنية للوقاية من الفساد املعدل واملتمم 06/413من االمر رقم 18يستفاد من املادةارية املستقلة تعترب أسلوبا جديدهي سلطة إدارية مستقلةواجلدير بالذكر أن السلطات اإلد

ا، وجدت أساس12. لتسيري والرقابة لضبط النشاط االقتصاديواملايل مبا حيقق التوازن، وهي جتمع ما بني وظيفيت ا

وغري مصنف ضمن اهلرم اإلداري التقليدي والذي يقوم على تقسيم اإلدارة العامة إلىإدارة مركزية وأخرى ال أو هيئة قضائية، فهي هيئةإدارية خاصة مستقلة عن احلكومة وال

3. يعين هذا عدم وجود أية عالقة أوتأثري هلذه األخرية على عمل ومهام اهليئة وخاصة الرقابية منها

:تمتع الهيئة بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي2-

للقيام مبهامها على الشخصية املعنوية وهذا . م.ف.و.من ق18/01منح املشرع اجلزائري للهيئة مبوجب املادة والشيء املالحظ انه بالرغم من أن االستقالل املايل هو أحد اآلثاراملرتتبة على الشخصية املعنوية أكمل وجه،

باإلضافة إىل أهلية التقاضي وباقي اآلثار األخرى إال أنه نص علىاالستقالل املايل إىل جانب الشخصية املعنوية يعترب ،ذه اهليئة وضمان ذلكية املالية هلوإن دل هذا فإمنا يدل على رغبة املشرع يف التأكيدعلى االستقالل

إضفاء الشخصية املعنوية على اهليئة عامال مهما لتأكيد استقاللية اهليئة عن السلطةالتنفيذية وإن كان عامال .4

، امللتقى الوطين حول الفساد اإلداري، كلية احلقوق والعلوم السياسية، "للوقاية من الفساد ومكافحتهالوطنيةيئةاهليف استقاللية"أعراب أمحد، -1.، ص2010جامعة أم البواقي،

عثماين فاطمة، التصريح باملمتلكات كآلية ملكافحة الفساد اإلداري يف الوظائف العمومية للدولة، مذكرة ماجستري، كلية احلقوق، جامعة - 212. ، ص2011وزو، تيزي

.12املرجع نفسه ،ص 3.42، ص نفسهعثماين فاطمة، املرجع -4

50

، ومتثيل اهليئةأمام القضاء يكون 1خصية املعنويةهذا وقد منح املشرع أهلية التقاضي للهيئة كأثر مرتتب على الشمتتع اهليئة من رغم،بالاملعدل واملتمم06/413من املرسوم 09من طرف رئيسها وهذا وفقا للمادة

06/413من املرسوم 21باالستقالل املايل، إال أن ميزانيتها تسجل ضمنامليزانية العامة للدولة وفقا للمادة كما تتلقى) 06/01من املرسوم 23املادة (حماسبتها لقواعد احملاسبة العمومية ذا خضوع املعدل واملتمم، وك

من 24املادة (اهليئة إعانات من الدولة يستلزم خضوعها لرقابة املراقب املايل والذي يتوىل وزير املاليةتعينه 2).املعدل واملتمم06/413املرسوم

، األمر الذي جيعل اهليئةمؤسسة أو جهاز طة التنفيذيةالناحية املالية إىل السلمما سبق يتضح لنا تبعية اهليئة من 3. تابعا ماليا للسلطة التنفيذية

4. السلطة التنفيذيةوختضع للرقابة املالية كذلك

:تبعية الهيئة لرئيس الجمهورية3-

وضع وحنن نعتقد أن )م.ف.و.ق(من 18/01وهي اخلاصية الثالثة للهيئة واليت تستفاد أيضا من املادة فتبعية اهليئة لرئيس ، اهليئة لدى رئيس اجلمهورية يتناىف واعتبارها سلطة إدارية مستقلة تتمتع بالشخصية املعنوية

التنفيذية األمرالذي يدل على أن املشرع قد وقع 5. يف تناقض عندما أضفى االستقاللية على اهليئة من جهة وجعلهاتابعة لرئيس اجلمهورية من جهة أخرى

ويرى البعض أن سبب التناقض يرجع إىل الضغوط املمارسة على اجلزائر من طرف هيئة األمماملتحدة إلحداث فساد من جهة باعتبار اجلزائر من أوائل الدول املصادقة علىاتفاقية مكافحة الفساد، هيئة مستقلة ملكافحة ال

ومن جهة ثانية رغبة املشرع يف إبقاء اهليئة حتت إمرة السلطة التنفيذية لعدمتوافر رمبا إرادة سياسية ملكافحة 6. الفساد بصورة فعلية

.09، ص، السابق أعراب أمحد، مرجع - 1..والذييحددتشكيلةاهليئةالوطنيةللوقايةمنالفسادومكافحتهاملعدل واملتمم06/413من املرسوم 24املادة -2.42، صالسابقاملرجع أعرابأمحد- 3.09، صنفسهرجع امل-4.46رشيدزواميية، مرجع سابق، ص–5.10. ، صهسنفامحد أعراب، مرجع -6

51

بذلك اهليئة و أمر يثري الطمأنينة واالرتياح إذ تكونغري أن اجتاه آخر يرى أن تبعية اهليئة لرئيس اجلمهوريةبعيدة عن كل التدخالت والضغوط اخلارجية كما أن اهليئة تتمتع بالقوة والعمل دوخنوف من مالحقة أمساء

الفساد، األمر الذي يساهم يف جتسيد كبرية ومؤثرة و فاعلة يف احلياة السياسية واإلدارية وتلطخت أيديها جبرائم1. االستقاللية السياسية للهيئة

إال أن النص على تبعية اهليئة لسلطة معينة ال يعين بالضرورة االنتقاص من استقالليتها بل قدتعكس يف بعض هليئة لرئيس األحيان ما توليه الدولة من أمهية هلذا اجلهاز الرقايب ويتبني ذلك من خالل نصاملشرع على تبعية ا

2.اجلمهورية أو الوزير األول أو احد الوزراء

فاالستقالل املايل واإلداري ال يتوافر بشكل كامل مع تبعية اهليئة لرئيس اجلمهورية الذي يعتربالرئيس األول هووهذا للسلطة التنفيذية هذا األخري الذي قد يتواطأ يف التغطية على بعض الوزراء أعضاءالسلطة التنفيذية

.موطن وبؤرة الفساد الذي أنشئت اهليئة من اجل استئصاله

تشكيلة الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته: ثانيا

مل حيدد املشرع تشكيلة اهليئة وتنظيمها وكيفية سريها يف قانون الوقاية من الفساد ومكافحته،وإمنا أحال ذلك 3.نون املذكور أعالهمن القا18على التنظيم وهذا ما تؤكده املادة

وهناك مناملسائل التنظيمية املتعلقة باهليئة إىل السلطة التنفيذية لتنظيمها مبوجب ما هلامن صالحيات يف ذلك فإنه من

تشكيلة اهليئة خاصة رئيساهليئة وأعضائها وبيان الشروط الواجب توافرها غري املقبول تركها تتوىل مسألة حتديد لرئيس اهليئةوأعضائها يف القانون نفسه يعد من الضمانات األساسية اليت القانوينفيهم، فالنص على النظام

ون اخلضوع تضمن استقاللية اهليئة وأعضائهاومتكينهم من أداء مهامهم يف جمال الوقاية من الفساد ومكافحته د4. ألي قيود أو ضغوطأو تأثري من السلطة املعينة

42. عثماين فاطمة، املرجع السابق، ص- 109. أعراب أمحد، املرجع السابق، ص-- 2.ة من الفساد ومكافحتهيتعلق بالوقاي2006أفريل 20املوافق 1327حمرم 21املؤرخ يف 06/01من القانون رقم 17املادة -3خالد شعرواي، اإلطار التشريعي ملكافحة الفساد، دراسة مقارنة لبعض الدول، مركز العقد االجتماعي، مركز املعلومات ودعم اختاذ القرار،. - 4

.29، ص 2011جملس الوزراء، مصر،

52

اهليئة احملدد لتشكيلة 2006نوفمرب 22املؤرخ يف 413/ 06وبالفعل فقد صدر املرسوم الرئاسي رقم / 12تمم باملرسومالرئاسي رقم ملنظيمها و كيفيات سريها املعدل واالوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته وت

( يتشكل من رئيس وستة تضم اهليئة جملس يقظة وتقييم :" على ما يلي05نص يف مادته ، والذي464سنوات قابلةللتجديد مرة واحدة، وتنهى مهامهم ) 5( أعضاء يعينون مبوجب مرسوم رئاسي ملدة مخس ) 6

1."حسب األشكال نفسها

رئيس و ستة اهليئة تتشكل منوالذي كان ينص على أن 06/413من املرسوم رقم 05إن تعديل نص املادة أعضاء جملس اليقظة والتقييم أصبحيطرح إشكال يف ظل 10أعضاء وهم يف نفس الوقت حسب املادة

نصت على رئيس جملس اليقظة 05الصياغة اجلديدة واليت مل تشر إىل رئيس اهليئة وأعضائها ذلك ألن املادةملدى اعتبار رئيس جملس اليقظة والتقييم هو نفسه رئيس والتقييم وأعضاؤه الستة، األمر الذي يثري تساؤل حو

اهليئة كما هو حالة النص القدمي أم أناألمر سيختلف يف هذا الشأن؟

سنوات كاملة األمر أعضائها الستة تأخرت أربعوأعضائها الستة مبوجب املرسوم وقد مت تعيني رئيس اهليئةلفرتة،الذي أدى جتميد عمل اهليئة طيلة هذه ا

.2010لسنة 69الرمسية عدد املنشور باجلريدة2010نوفمرب 07: الرئاسي املؤرخ يف

مبجلس 2ورغم صدور املرسوم املذكور أعاله إال أن تشكيلة اهليئة مل تنصب فعليا إال بعد أدائهم اليمينالقانونيةويف حقيقة األمر أن تنصيب اهليئة ما كان ليتم لوىل تعليمة 2011قضاء اجلزائر العاصمة يف شهر جانفي

املتعلقة بتفعيل مكافحة الفساد واليت فرضت ضرورة القيام عاجال 2009لسنة03رئيس اجلمهورية رقم .بتنصيب اهليئة

يوما 15مباشرة بعد هليئة ومبجرد تنصيبها فعليا شرعتاسنوات كاملة إال أن 05ورغم تعطيل عمل اهليئة ملدة قيق يف أربعني قرضا بنكيا ومهيا عربالوطن، كما أمرها رئيس اجلمهورية بإعادة ن أدائها اليمني القانونية يف احلم

فتح أكرب ملفات الفساد يف اجلزائر واليت متس عشرةقطاعات حساسة أمهها الفالحة والري والتجارة اخلارجية

.08/2012ج رج ج عدد 06/413رقماملعدل واملتمم للمرسوم 0/02/2012املؤرخ يف64/12املرسومالرئاسريقم-1.والذييحددتشكيلةاهليئةالوطنيةللوقايةمنالفسادومكافحتهاملعدل واملتمم06/413من املرسوم20من ق و ف م واملادة 19املادة - 2

53

الصناعات االلكرتونية واجلماركوالبنوك، كما أمرها أيضا بإعادة التحقيق يف ملفات الفساد اجلمركي واليت و .كبدت اخلزينة العموميةمبلغا ماليا ضخما

:وفيما يلي تفصيل تشكيلة اهليئة

: رئيس الهيئة_ 1

حول املركز القانوين لرئيس املعدل واملتمم أصبح يثري التساؤل06/413من املرسوم 05إن تعديل نص املادة 1.اهليئة خاصة وان املشرع مل يشر إليه يف الصياغة اجلديدة كما رأينا ذلك أعاله

مجلس اليقظة جند أن رئيس اهليئة هو نفسه رئيسمن املرسوم املذكور أعاله 10غري انه بالرجوع إىل املادة 2.والتقييم

من ق و ف م 19أمام جملس قضاء اجلزائر العاصمة وفقا ألحكام املادة القانونيةأعضاء اهليئةاليمينييؤدمن املرسوم20واملادة

اجلمهورية هو الذي ه مبوجب مرسوم رئاسي أي أن رئيسمن املرسوم أعال05ويعني رئيس اهليئة وفقا للمادة 3.يستأثر بسلطة تعيني الرئيس

املعدل 06من املرسوم الرئاسي رقم 09

4:واملتمم كما يلي

.إعداد برنامج عمل اهليئة1

.تنفيذ التدابري اليت تدخل يف إطار السياسة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته2

.إدارة أشغال جملس اليقظة والتقييم3

.والذييحددتشكيلةاهليئةالوطنيةللوقايةمنالفسادومكافحتهاملعدل واملتمم06/413رسوم رقم من امل05املادة –1.والذييحددتشكيلةاهليئةالوطنيةللوقايةمنالفسادومكافحتهاملعدل واملتمم06/413رسوم رقم من امل10املادة–2يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته 2006أفريل 20املوافق 1327حمرم 21املؤرخ يف 06/01من القانون رقم 19املادة - –3.والذييحددتشكيلةاهليئةالوطنيةللوقايةمنالفسادومكافحتهاملعدل واملتمم06/413رسوم رقم من امل05املادة .و. املعدل واملتمم والذي حيدد تشكيلة اهليئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته06/413من املرسوم رقم 20املادة - 4

54

.السهر على تطبيق برنامج عمل اهليئة والنظام الداخلي4

.إعداد وتنفيذ برامج تكوين إطارات الدولة يف جمال الوقاية من الفساد ومكافحته5

.متثيل اهليئة لدى السلطات واهليئات الوطنية والدولية6

.كل عمل من أعمال التسيري يرتبط مبوضوع اهليئة7

افظ8

.األختام قصد حتريك الدعوى العمومية عند االقتضاء

متثيل اهليئة أمام القضاء ويف كل أعمال احلياة املدنية9

ممارسة السلطة السلمية على مجيع املستخدمني10

1...تطوير التعاون مع هيئات مكافحة الفساد على املستوى الدويل وتبادل املعلومات مبناسبة11

إن الشيء املالحظوهلذا فإننا نعتقد أن منح صالحية التعيني جلهة أو 2استقالهلا وحيادها، الن أعضائها تابعني لرئيس اجلمهورية

نفيذية وحبذا لو كانت سلطة أخرى يكون أفضل ويضمن استقالليةأكثر هلذه اهليئة يف مواجهة السلطة الت .

3

جملس النواب الذي يقوم بدوره باختيار أحدعشر شخصا منهم ثالثني مرشحا ممن تتوافر فيهم الشروط إىلألداء مهامها باهلياكل 4. باالقرتاع السري مث يصدر قرار من رئيس الدولة بتعيني هؤالء الذين مينحوندرجة وزير

:اآلتية

: األمانة العامة_2

.كيلةاهليئةالوطنيةللوقايةمنالفسادومكافحتهوالذييحددتشاملعدل واملتمم06/413لرئاسي رقممن املرسوم ا09املادة 1.07أعراب أمحد، املرجع السابق، ص . - 2.08أعراب امحد، املرجع السابق، ص - 3.34خالد شعرواي، مرجع سابق، ص . - 4

55

نشيط عملهياكل اهليئة ت: ويرأسها أمني عام والذي يكلف حتت سلطة رئيس اهليئة على اخلصوص مبا يأيتوتنسيقها وتقييمها، السهر على تنفيذ برنامج عمل اهليئة، تنسيق األشغال املتعلقة بإعدادمشروع التقرير و . السنوي و حصائل نشاطات اهليئة باالتصال معرؤساءاألقسام، ضمان التسيرياإلداري واملايل ملصاحل اهليئة

ستخدمني والوسائل، و نائب مدير مكلف بامليزانيةواحملاسبة، تنظم يساعد األمني العام، نائب مدير مكلف بامل1.املديريتان الفرعيتان املنصوص عليهما يف الفقرة أعاله يف مكاتب

: قسم مكلف بالوثائق والتحاليل و التحسيس_3

املعدل واملتمم قبل التعديل حتت 06/413من املرسوم رقم 12و 06أشارت إليه املادتان

على هذا ويف إطار إعادة هيكلة اهليئة نص 12/64غري أن املرسوم رقم " مديرية الوقاية و التحسيس"تسمية من 12و 06وهذا مبوجب املادتان " قسم مكلف بالوثائق والتحاليل و التحسيس"اجلهاز حتت تسمية

.64/.12املرسوم رقم

تشكيلة هذا اجلهاز رغم الدورالكبري املنوط به يف واملالحظ أن املرسوم اجلديد على غرار املرسوم القدمي مل حيددإطار الوقاية من الفساد ومكافحته، ويبدوا أن املسائل التنظيمية و كيفيات العماللداخلي هلياكل اهليئة قد

2)64/.12مناملرسوم رقم 19املادة (تركت للهيئة مهمة حتديدها يف إطار إعداد النظام الداخلي

: ت بالممتلكاتقسم معالجة التصريحا_4

ملسألة تلقي احملدد لتشكيلة وتنظيم اهليئة قسما خمصصا 06/413: مل خيصص املشرع يف ظل املرسوم رقمومعاجلة التصريح باملمتلكات وإمنا اسند ملديرية التحاليل والتحقيقات مهمةالقيام بذلك،غري أن املرسوم رقم

مستقال ملعاجلة مسألة تلقي التصرحيات باملمتلكات ختصيص قسما أو جهازا رأى أنه من املناسب 413/ 12وذلك ألمهية هذه اآلليةيف مكافحة الفساد،ألن عن طريقها يتم التحقيق من مدى تضخم الثروة من عدمه

3.وبالتايل تفعيلوكشف جرمية اإلثراء غري املشروع

. تشكيلة هذا القسم و ال كيفية عمله) 12/64رقم (واملشرع مل حيدد يف ظل املرسوم اجلديد

.املعدل واملتمم06/413من املرسوم رقم 07املادة - 1.املعدل واملتمم12/64من املرسوم رقم 19املادة - 2.املعدل واملتمم06/413من املرسوم رقم 12املادة 06املادة- 3

56

مكرر من املرسوم رقم 13استحدث املشرع هذا القسم مبوجب املادة : قسم التنسيق والتعاون الدولي_ 5واملتمم، و مل يشر إليه املشرع يف ظل النص األصلي هلذا املرسوم قبل التعديل، و املالحظ املعدل 06/413

اهليئة لة هذا القسم و كيفية سريه وعمله ولعلى النظام الداخلي الذي سيصدر عنأيضاأن املشرع مل حيدد تشكيواملتمم على أن وظائف املعدل06/413من املرسوم رقم 14وقد نصت املادة ، سيجيب عن هذا األمر

وظائف عليا يف الدولة، ويتم التعينيراسات ورئيس دراسات ونائب املدير األمني العام ورئيس قسم و مدير د1.هذه الوظائف مبوجب مرسوم رئاسي بناء على اقرتاح من رئيس اهليئة

غري أن ما يعاب على طريقة تعيني الرئيس واألعضاء هو عدم تعدد جهات تعيينهم واستئثارالسلطة التنفيذية 2. بكل ذلك، األمر الذي قد جيعلهم يف حالة تبعية لسلطة التعيني

كما أن قابلية جتديد عهدة األعضاء ، فكانأحرى باملشرع اجلزائري 3دخول اعتبارات غري شفافة وغري نزيهة يف إعادة انتداب األعضاء من عدمه

4ضمانا الستقاللية اهليئة أن ال يكرس مبدأ جتديد العهدة

هم بنفس طريقة تعيينهم أي مبوجب مرسوم رئاسي، إالانه مل حيدد كذلك يالحظ أن أعضاء اهليئة تنهى مهامسلطة تقديرية واسعة يف )رئيس اجلمهورية(

أحرى باملشرع لو نص على عدم قابلية أعضاء اهليئة ، هلذا كان5ى استقالليتهم يف مواجهة سلطة التعيني عل5. للعزل طيلة العهدة ضمانا الستقالليتهم

:اختصاصات الهيئة الوطنية لوقاية من الفساد ومكافحته: الفرع الثاني

ولقد مت تفصيلهاوحتديدها بدقة )م.ف.و.ق(من20للهيئة الكثري من املهام والصالحيات أشارت إليها املادة األقسام، وهي عموما وفقا للمادة املعدل واملتمم والذي قام بتوزيعها على خمتلف 01/06مبوجب املرسوم رقم

.املعدل واملتمم06/413من املرسوم رقم 14املادة- 1.46عثماين فاطمة، املرجع السابق، ص - 208. أعراب امحد، املرجع السابق، ص-3

.48اطمة، املرجع السابق، صعثماين ف-14.49عثماين فاطمة، املرجع السابق، ص-15

57

غري أن تعليمة ، يف جمال مكافحة الفسادالوطنيةاالسرتاتيجية من القانون املذكور أعاله تتمثل يف تنفيذ 17املتعلقة بتفعيل مكافحة الفساد أعادت تنظيمصالحيات هذه اهليئة 2009لسنة 03ة رقم رئيس اجلمهوري

:املهام وفيمايلي تفصيل هذه 1.استحدث هلا جهاز ثاين هو الديون املركزي لقمع الفساد

اما فعاال يف تطبيقسياسةوقائية على املستوى الوطين ويف سياسة هم إسهيئة أن تسذه اهلهويتعني على - أ.هالتعاون الدويل يف

ود ها اجلهأداة عملياتية تتضافر يف إطار هتعزيز سعي الدولة بإحداث ديوان مركزي لقمع الفساد بصفت- ب.اهجرامية وردعاالللتصدي قانونا ألعمال الفساد

صالحيات القسم المكلف بالوثائق والتحاليل و التحسيس: أوال

/ 06املرسوم من20حدد املشرع صالحيات اهليئة يف إطار الوقاية من الفساد ومكافحته مبوجب املادة ذي املعدل واملتمم و اليت أحالت جزء من هذه الصالحيات إىل قسم الوثائق والتحاليل و التحسيس وال01

:2يتوىل على اخلصوص القيامباملهام التالية

-مناذج الفساد وطرائقه من أجل تنوير السياسة الشاملة للوقاية من الفساد ومكافحته،

الفساد واقرتاح التوصيات الكفيلة بالقضاء عليها، منخالل دراسة اجلوانب اليت قد تشجع على ممارسة -

دراسة وتصميم واقرتاح اإلجراءات املتصلة حبفظ البيانات الالزمة لنشاطات اهليئة ومهامها-

وتوزيعها، مبا يف ذلك باالعتماد على استخدام تكنولوجيات االتصال واإلعالماحلديثة،والوصول إليها

تصميم واقرتاح مناذج الوثائق املعيارية يف مجع املعلومات وحتليلها سواء منها املوجهة-

لالستعمال الداخلي أو اخلارجي،

.تفعيلمكافحةالفسادو املتعلقة بتعيني اهليئة 03/2009تعليمةرئيساجلمهورية رقم - 1يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته2006أفريل 20املوافق 1327حمرم 21املؤرخ يف 06/01املرسوم الرئاسي رقم 2

58

تصال واملتعلقة بالوقاية من الفسادومكافحته - بغرض اعتمادها وتكييفها وتوزيعها،

اقرتاح وتنشيط الربامج واألعمال التحسيسية بالتنسيق مع اهلياكل األخرى يف اهليئة،-

ترقية إدخال قواعد أخالقيات املهنة والشفافية وتعميمها على مستوى اهليئات العمومية واخلاصة،بالتشاور - ع املؤسسات املعنيةم

تكوين رصيد وثائقي ومكتيب يف ميدان الوقاية من الفساد ومكافحته وضمان حفظه واستعماله،-

على ضرورة تزويد )م.ف.و.ق(من21/01ويف هذا اإلطار نصت املادة .إعداد تقارير دورية لنشاطاته- واملؤسسات واهليئات التابعة للقطاع العام ، اهليئة باملعلومات والوثائق

أو اخلاص أو من كلشخص طبيعي أو معنوي آخر أية وثائق أو معلومات تراها مفيدة يف الكشف عن أفعال 1.الفساد

اهليئة من نفس القانون املذكور أعاله أن كل رفض متعمد وغري مربر لتزويد 21/01كما نصت املادة 2.لوبة يشكل جرمية إعاقة السري احلسن للعدالة يف مفهوم هذاالقانونباملعلومات أو الوثائق املط

ويقتضي الرفض طلبا مسبقا وردا سلبيا أما التأخر يف الرد أو االمتناع عنه فال تقوم به جنحةإعاقة السري احلسن طبيعة هذا ويالحظ أن املشرع مل حيدد 3للعدالة، وهلذا جيب أن يكون الرفض متعمدا حىت تقوم اجلرمية

4املعلومات والوثائق اليت جيوز للهيئة طلبها وترك هلاسلطة تقديرية يف هذا النطاق

أن تكون هذه الوثائق مرتبطة: بقيدين األول

كما أن للهيئة ،من القانون املذكور أعاله، والثاين أن تكون الوثائقمفيدة 20مبمارسة مهامها الواردة يف املادة من القانون املذكور أعاله20املادة ق االطالع حىت على املعلومات ذات الطابع السري وهذا ما تؤكده ح

- يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته2006أفريل 20املوافق 1327حمرم 21املؤرخ يف 06/01من القانون رقم 21/01املادة 1نفس املادة 2.31عثماين فاطمة، املرجع السابق، ص . - 3.30، املرجع نفسه، ص - 4

59

كما يالحظ عدم حتديد املشرع حلاالت وصور الرفض املربر لتزويد اهليئة باملعلومات أوالوثائقوالذي ال يشكل هين أو السرالبنكي و أوامر التحقيق فهل جيوز مثال اعتبار السر امل" إعاقة السري احلسن للعدالة"جرمية

1والتحريات مربرا كافيا مينع من قيام اجلنحة السابقة أم ال ؟

2: مهام قسم معالجة التصريحات بالممتلكات:ثانيا

: املعدل واملتم صالحيات هذا القسم كما يلي06/01من املرسوم الرئاسي رقم 13حددت املادة

من 06من املادة02ألعوان العموميني كما هو منصوص عليه يف الفقرة تلقي التصرحيات باملمتلكات ل13)م.ف.و.ق(

وساء و أعضاءؤ رحيات باملمتلكات ر القياديني كرئيس اجلمهورية السامني أو شرة دون باقي املوظفني العموميينبصورة مبا) البلدية والوالية(املنتخبة

... الدستوري وأعضائه، ورئيس جملس احملاسبة والقضاةوالوزير األول والوزر .4

ومية الذين يشغلونوظائف عليا املوظفني العاديني الذي حتدد قائمتهم بقرار من مدير الوظيفة العمأما باقي

الصفة حيث يتم إيداع هذه التصرحيات مقابل وصل من قبل هاتني السلطتيناملذكورتني أعاله لدى اهليئة 5.يف آجال معقولةالوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته

.وكذا املوظفني الذين يشغلومنناصب ووظائف عليا يف الدولة بصورة غري مباشرة وهذا بصفة دورية

.32، صالسابق ، املرجع فاطمة عثماين-123. ، املرجع السابق، صارونهنورة - 2املعدل واملتمم01/ 06من القانون رقم 02/ 06املادة 3.املعدل واملتمم 01/ 06من القانون رقم 01/ 06وفقا للمادة - 4. املتعلق بتحديدكيفياتالتصريح باملمتلكات بالنسبة للموظفينالعموميني06/415من املرسوم رقم 02املادة - 5

60

املتعلق بتحديدكيفياتالتصريح باملمتلكات ملعدل واملتمم 01/ 06من القانون رقم 08ا للمادة وفق1. بالنسبة للموظفينالعموميني

اقرتاح شروط و كيفيات وإجراءات جتميع ومركزة وحتويل التصرحيات باملمتلكات طبقا لألحكامالتشريعية 2.املؤسسات واإلدارات ملعنية

القيام مبعاجلة التصرحيات باملمتلكات وتصنيفها وحفظها ،3

للهيئة سلطة دراسة: استغالل التصرحيات باملمتلكات املتضمنة تغيريا يف الذمة املالية4

.لثروة أحد املوظفني، فمن حقها إعالم وزير العدل لتحريك الدعوى العمومية لقيام جرمية اإلثراءغري املشروع

انونا، فللهيئة احلقفي إعالم كذلك يف حالة التصريح الكاذب أو عدم التصريح أصال خالل اآلجال احملددة قوزير العدل لتحريك الدعوى العمومية على أساس قيام جرمية عدم التصريح أو التصرحيالكاذب

.)م.ف.و.من ق36املادة (باملمتلكات

وعند توصل اهليئة إىل وقائع ذات وصف جزائي حتول امللف إىل وزير العدل الذي خيطر النائبالعام املختص ).واملتمماملعدل 01/ 06من القانون رقم 22املادة (لعمومية عند االقتضاء بتحريك الدعوى ا

وهو نفس 06/01وفقا للمرسوم رقم عاتق رئيس اهليئة مهمة حتويل امللفات إىل وزير العدلحيث يقع على .09ما تضمنته املادة

ىل النائب العاماملختص إقليميا وإمنا ألزمها املشرع بضرورة تكليف وزير العدل بذلك و الذي يعود له إخطارالنيابة العامة بتحريك الدعوى

2. العمومية

املعدل واملتمم01/ 06من القانون رقم 08ملادة -1.11أعراب أمحد، املرجع السابق، ص - 2

61

كما يالحظ كذلك أن لوزير العدل سلطة تقديرية يف إخطار النيابة العامة لتحريك الدعوىالعمومية من عدمها، وهو ق و ف م 22املادة وتكرار نفس املصطلح في" عند االقتضاء "د استعمل لفظ وذلك ألن املشرع ق

دليل على اجتاه إرادة املشرع حنو منح حرية التقدير 06/413من املرسوم رقم 09/08نفس ما تضمنته املادة لفات لوزير العدل و هذا ما يتناىف وسياسة مكافحةالفساد واليت تقتضي عدم التسرت على أي ملف من م

1. الفساد

مجع واستغالل العناصر اليت ميكن أن تؤدي إىل املتابعات القضائية والسهر على إعطائها5

.2

3.إعداد تقارير دورية لنشاطاته6

مهام قسم التنسيق والتعاون الدولي: ثالثا

خصوصا املعدل واملتمم، وقد كلف 06/413مكرر من املرسوم 13املادة استحدث هذا القسم مبوجب:باملهام اآلتية

حتديد واقرتاح وتنفيذ الكيفيات واإلجراءات املتعلقة بالعالقات الواجب إقامتها مع املؤسساتالعمومية - 1السيما بغرض . م.ف.و.ق21واهليئات الوطنية األخرى، طبقا للمادة

ات الكفيلة بالكشف عن حاالت التساهل مع أفعال الفساد،مجع كل املعلوم-

القيام أو العمل على القيام بتقييم أنظمة الرقابة الداخلية وعملها املوجودة بغرض حتديد مدىهشاشتها - بالنسبة ملمارسات الفساد،

جتميع ومركزة وحتليل اإلحصائيات املتعلقة بأفعال الفساد و ممارساته،-

علومات الواردة إىل اهليئة بشأن حاالت فساد ميكن أن تكون حمل متابعات قضائيةوالسهر استغالل امل- 2

.11املرجع نفسه ،ص- 1املعدل واملتمم01/ 06من القانون رقم 56املادة - 2املعدل واملتمم01/ 06من القانون رقم 24املادة - 3

62

3 -ة بالوقاية من الفساد ومكافحته، وذلك قصد ضمان تبادل للمعلومات منتظمومفيد يف توحيد والدولية املختص

مقاييس الطرق املعتمدة يف الوقاية من الفساد ومكافحته وتطوير اخلربة الوطنيةيف هذا امليدان،

4 -

.البال

املبادرة بربامج ودورات تكوينية يتم إجنازها مبساعدة املؤسسات أو املنظمات أو اهليئات- 5

الوطنية والدولية املختصة بالوقاية من الفساد ومكافحته وتنظيم ذلك،

من أجل أداء اهليئة ملهامها على أحسن هذا و جيب اإلشارة يف األخري إىل أنه- 6ية من الفساد وجه مسح هلااملشرع بطلب مساعدة أي إدارة أو مؤسسة أو هيئة عمومية يف جمال الوقا

كما ميكنها االستعانة بأي خبري أو مستشار أو هيئة دراسات ميكن أن تفيدها يف أعماهلا طبقا ،ومكافحته1. للتنظيماملعمول به

الديوان المركزي لقمع الفساد:المطلب الثاني

13املتعلقة بتفعيل مكافحة الفساد املؤرخة يف 03استحدث الديوان تنفيذا لتعليمة رئيس اجلمهورية رقم و اليت تضمنت وجوب تعزيز آليات مكافحة الفساد و دعمها و هذا على الصعيدين 2009ديسمرب

املؤسسايت هو ضرورة تعزيز مسعى الدولة بإحداث ديوان مركزي لقمع الفساد بصفته أداة عملياتية تتضافر يف إطارها اجلهود للتصدي قانونيا ألعمال الفساد اإلجرامية

املتمم للقانون رقم 2010أوت 26املؤرخ يف 10/05، و هذا ما تأكد بصدور األمر رقم 2و ردعها الوقاية من الفساد و مكافحته و الذي أضاف الباب الثالث مكرر والذي مبوجبه مت إنشاء املتعلق ب06/01

.12/64: من املرسوم التنفيذي رقم17املادة - 1املتعلقةبتعييناهليئةاملتعلقةوتفعيلمكافحةالفساد2009لسنة 03رقم وريةهاجلمتعليمةرئيس- 2

63

الديوان املركزي لقمع الفساد غري أنه أحال إىل التنظيم فيما خيص حتديد تشكيلة الديوان و تنظيمه و كيفيات 1.سريه

الفساد و ذلكبتدعيم دور اهليئة إنإنشاء هذا الديوان يأيت يف إطار مسعى الدولة حنو مضاعفة جهود مكافحة

القوانني املذكورة أعاله حيث بينت التعليمة بصورة صرحية العالقة بيناجلهازين و اختصاص كل منهما، فساد تنحصر مهامها فيتطبيق سياسية وقائية على املستوى الوطين فأصبحت اهليئة الوطنية للوقاية من ال

.الفساد و بالتايل فهو جهاز قمعي و ردعي

انب الوقائي و اآلخر جبانباملكافحة أو ومن مث فإن اجلهازين مكملني لبعضهما البعض أحدمها خيتص باجلاملتمم للقانون 05/10رقم القمع و الردع و هذا الذي أكده ممثل احلكومة عند عرضه ألسباب سن األمر

غري أن 06/01من رأى أنه ال ميكن تأسيس الديوان دون إضفاء تعديالت على القانون رقم 06/ 01رقم كافحته الذي نص على تنصيب هيئة متارس نفس املهام هي اهليئةالوطنية هناكالقانون الوقاية من الفساد و م

.للوقاية من الفساد و مكافحته و هلذا فإن تأسيس الديوان يقتضي اإللغاء القانوين للهيئة

للقانون رقم املتمم 10/05عند عرضه ألسباب سن األمر رقم " وزير العدل" و لقد أجاب ممثل احلكومة سرتاتيجية االة و مل تبقى موجود06/01

و 2. الوطنية يف جمال مكافحةالفساد، بينما تقتصر مهمة الديوان يف البحث و التحري عن جرائم الفسادكيلته و كيفية تشو استعراض طبيعتهالقانونية نا سنقوم بيف مكافحة الفساد فإنهذا اجلهاز لإلحاطة أكثر بدور

.فرع اخرمهامالديوانوكيفياتسريه يف و يف الفرع األولتنظيمه

و تشكيلته وكيفية تنظيمهالطبيعة القانونية للديوان: الفرع األول

، 68عددجرجج،، الذي حيدد تشكيلة الديوان املركزي لقمع الفساد2011ديسمرب 08املؤرخ يف 11/426: املرسوم الرئاسي رقم- 12011.

صادر عن جلنة الشؤون القانونيةواإلدارية و حقوق اإلنسان، جملس األمة، 06/01املتمم للقانون رقم 05/ 10حول نص األمر رقم تقرير- 207. ، ص2010رة اخلريف، أكتوبر اجلزائر، دو

64

القانونية لطبيعة 06/01: املتمم لقانون الوقاية من الفساد و مكافحته رقم10/05مل حيدد األمر رقم على التنظيم، هذا األخري و خبالف األمر السابق ذكره، حدد بدقةطبيعة الديوان، للديوان و إمنا أحال دلك

كيفيات سريه يف الفصل احملدد لتشكيلة الديوان و تنظيمه و 11/426حيث خصص املرسوم الرئاسي رقم من 04و 03و 02وبالرجوع إىل املواد 03،. لتبيان طبيعة الديوان و خصائصه) 0204املواد ( األول منه

هذا املرسوم فإننا نستنتج أن الديوان هو آلية مؤسساتيةأنشئت خصيصا لقمع الفساد تتميز جبملة من اخلصائص متيزها عن اهليئة وتساهم يف بلورةطبيعتها القانونية و حتديد دورها يف مكافحة الفساد وتتمثل هذا

:1امليزات فيما يلي

لقضائيةالديوان مصلحة مركزية عملياتية للشرطة ا1

تبعية الديوان لوزير املالية2

عدم متتع الديوان بالشخصية املعنوية واالستقالل املايل3

:وفيما يلي تفصيل هذه اخلصائص اليت تساهم يف حتديد طبيعة الديوان

:الديوان مصلحة مركزية عملياتية للشرطة القضائية: أوال

مركزية عملياتية الديوان مصلحة " بصريح العبارة11/426من املرسوم رقم 02وهو ما نصت عليه املادة . " للشرطة القضائية تكلف بالبحث عن اجلرائم ومعاينتها يف إطار مكافحة الفساد

ون باقي أجهزة الضبطية القضائية األخرى فهو جهاز غالبية تشكيلته ضباطوأعوان الشرطة القضائية الذين ينتمر أراء أو قرارات إدارية يف ة ، ع والداخليإىل وزاريت الدفا

كافحة الفساد كما هو احلال بالنسبة للهيئة وإمنا هو جهاز ميارس صالحياته حتت إشراف جمامل2.وإحالة مرتكبيها إلىالعدالةمهمته األساسية البحث والتحري عن جرائم الفساد ) النيابة العامة(ومراقبةالقضاء

.ة الديوان وتنظيمهالذي حيدد تشكيل2011ديسمرب 08املؤرخ يف 11/426: من املرسوم الرئاسي رقم04و 03و 02املواد - 1الذي حيدد تشكيلة الديوان وتنظيمه2011ديسمرب 08املؤرخ يف 11/426من املرسوم رقم 02املادة - 2

65

القضائية إال أن وزير صلحة املركزية العملياتية للشرطةوحقوق اإلنسان مبجلس األمة أشار إىل ة الشؤون القانونية واإلداريةالعدل يف معرض رده على أسئلة أعضاء جلن

1ة ال مركزية وذلك لوجودهاجلهوي علىمستوى أربع واليات كربى يف الوطن أن الديوان يعد هيئ

:تبعية الديوان لوزير المالية: اثاني

واملالحظ أن تبعية الديوان . فإن الديوان يوضع لدى وزير املالية11/426من املرسوم رقم 03وفقا للمادة وجيعل منه جهازا تابعا للسلطة التنفيذية أسوة ته ويقلص دوره يف مكافحة الفساد لوزير املالية يفقده استقاللي

استقاللية الديوان هي الضامن الوحيد لتحقيق أهدافه يف مواجهة و املفتشية العامة للمالية، ألنمبجلس احملاسبة2.الفساد اإلداري، وذلك بعيدا عن أيتأثري

نوية واالستقالل الماليعدم تمتع الديوان بالشخصية المع: ثالثا

مل مينح املشرع اجلزائري الشخصية املعنوية واالستقالل املايل للديوان، وهذا رغم املهاماخلطرية واملوكولة له واملتمثلة يف البحث والتحري عن جرائم الفساد، فاملدير العام يعد ميزانيةالديوان ويعرضها على موافقة وزير

، هذا األخري هو 3املالية وهذا يعين القضاء متاما على االستقاللية املالية، وهذا ) 426/11من املرسوم24املادة (ميزانية الديوان

يف حقيقة األمر من أهم خبالف اهليئة اليت منحها املشرعالشخصية املعنوية واالستقالل املايل واللذين يعتربان.4

وهذا يعين أن الديوان ليس له حق التقاضي ونائب ميثله أمام اجلهات القضائية باإلضافة إىل عدمتمتعه الديوان باالستقاللية ، على متتع من املرسوم أعاله03/02باالستقاللية املالية واإلدارية، بالرغم من نص املادة

يف عمله وتسيريه، إال أن هذه االستقاللية غري كافية لنهوض الديوان مبهامه علىأكمل وجه، وهذا لسببني

صادر عن جلنة الشؤونالقانونيةواإلدارية و حقوق اإلنسان ،نفس املرجع، 06/01املتمم للقانون رقم 05/ 10تقرير حول نص األمر رقم - 1.08ص

.الذي حيدد تشكيلة الديوان وتنظيمه2011ديسمرب 08املؤرخ يف 11/426من املرسوم رقم 03املادة -2.الذي حيدد تشكيلة الديوان وتنظيمه08/12/2011املؤرخ يف 11/426من املرسوم23املادة -. 3.شكيلة الديوان وتنظيمهالذي حيدد ت2011ديسمرب 08املؤرخ يف 11/426من املرسوم رقم 24املادة -4

66

: األول1.ورقابة النيابة العامة أما الثاين فإن

مصلحة من املصاحل اخلارجية لوزارة الديوان وموافقته عليها شرط لتنفيذها، كل هذا يعين أن الديوان هو مبثابة.املالية اليت ختضع للتسيري واإلدارة املباشرة من قبل وزيراملالية مثله مثل باقي املصاحل واألجهزة التابعة لوزارة املالية

.إن عدم ضمان املشرع الستقاللية الديوان يتناىف و سياسته يف مكافحة الفساد وجيعل منه جهاز ولدميتا

كيل وتنظيم الديوانتش-رابعا

وإمنا ترك تشكيلة الديوان وتنظيمه وكيفية سريه، 06/01املتمم للقانون رقم 05/ 10مل حيدد األمر رقم :مكرر من األمر املذكور أعاله24األمر للتنظيم حيث نص يف الفقرة الثانية من املادة

وكان من األفضل أن يتوىل املشرع اجلزائري "ه وكيفيات سريه عن طريق التنظيمحيدد تشكيلة الديوان وتنظيم"القانون وعدم تركها للمراسيم التنظيمية، ألن من شأن ذلك توفري إلطار العام التنظيمي للديوان فيالنص على ا

ضمانات هامة ألعضاء الديوانوتشكيله حىت يتمكنوا من أداء عملهم ومهامهم يف مكافحة الفساد بكل : هذا وقد صدر املرسوم الرئاسي رقمهيئة أو سلطة كانتثري أو ضغوط من أي استقاللية دون اخلضوع أليتأ

:2الديوان وتنظيمه وهذا كما يليالذي حيدد تشكيلة 08/12/2011املؤرخ يف 426/ 11

:تشكيلة الديوان: _1

إىل 06املواد منوهذا يف 11/426: حدد املشرع تشكيلة الديوان يف الفصل الثاين من املرسوم الرئاسي رقم:منه يتشكل الديوان من06منه، وحسب املادة 09

ضباط وأعوان الشرطة القضائية التابعة لوزارة الدفاع الوطين،- أ

ضباط وأعوان الشرطة القضائية التابعة لوزارة الداخلية واجلماعات احمللية،- ب

.أعوان عموميني ذوي كفاءات أكيدة يف جمال مكافحة الفساد- ج

.الذي حيدد تشكيلة الديوان وتنظيمه08/12/2011املؤرخ يف 11/426من املرسوم رقم 03/02املادة - 1الذي حيدد تشكيلة الديوان وتنظيمه08/12/2011املؤرخ يف 426/ 11: املرسوم الرئاسي رقم- 2

67

من املرسوم املذكور أعاله انه ميكن للديوان أن يستعني بكل خبري أو مكتباستشاري 091هذا ونصت املادة .أو مؤسسة ذات كفاءات أكيدة يف جمال مكافحة الفساد

.: ج.ج.إ.من ق15ويقصد بضباط الشرطة القضائية التابعني لوزارة الدفاع وفقا للمادة

.ضباط الدرك الوطين-

يف الدرك الوطين ورجال الدرك الذين أمضوا يف سلك الدرك ثالث سنوات علىاألقل والذين مت ذوو الرتب- .تعيينهم مبوجب قرار مشرتك صادر عن وزير العدل ووزير الدفاع الوطين بعدموافقة جلنة خاصة

ضباط وضباط الصف التابعني للمصاحل العسكرية لألمن الذي مت تعيينهم خصيصا مبوجب قرارمشرتك- 2.صادر عن وزير الدفاع الوطين ووزير العدل

: ج وهم.ج.إ.من ق19فنصت عليهم املادة : أما أعوان الشرطة القضائية التابعة لوزارة الدفاع

ذوو الرتب يف الدرك الوطين ورجال الدرك الوطين ومستخدمو مصاحل األمن العسكري الذي ليستلهم صفة 3.ضباط الشرطة القضائية

: ان الشرطة القضائية التابعني لوزارة الداخلية واجلماعات احملليةأما ضباط وأعو

من 15_حمافظو الشرطة، ضباط الشرطة، مفتشو األمن الوطين الذي قضوا يف خدمتهمبهذه الصفة : ج وهم .ج.إ.ق

سنوات على األقل وعينوا مبوجب قرار مشرتك صادر عن وزير العدل ووزيرالداخلية بعد موافقة جلنة ثالث .خاصة

:منق ا ج فهم19أما أعوان الشرطة القضائية التابعني لوزارة الداخلية واجلماعات احمللية وحسب املادة _

.الذي حيدد تشكيلة الديوان وتنظيمه08/12/2011يف املؤرخ 426/ 11: من املرسوم الرئاسي رقم09املادة - 1الذي يتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية، 1966يونيو سنة 8املوافق 1386صفر عام 18املؤرخ يف 66/155من األمر رقم 15املادة -2

.املعدل واملتممالذي يتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية، 1966يونيو سنة 8املوافق 1386صفر عام 18املؤرخ يف 66/155من األمر رقم 19املادة - 3

.املعدل واملتمم

68

يضيف سلك احلرس البلدي هناك منة ضابط الشرطة القضائية و موظفو مصاحل الشرطة الذين ليسن هلم صف- املتضمن إنشاء سلك 03/08/1996املؤرخ يف 96/265من املرسوم التنفيذي رقم 06استنادا إىل املادة

احلرس البلدي امللغى واليت مسحت لذووا الرتب يف الشرطةالبلدية مبمارسة الشرطة القضائية حتت سلطة ضابط .الشرطة القضائية املختص إقليميا

القضائية بل دعم هذه الديوان على ضباط وأعوان الشرطة كما مل يقتصر املشرع تشكيلة : وان العمومينياألع_التشكيلة بأعوان عموميني ذوي كفاءات أكيدة يف جمال مكافحة الفساد ورغماشرتاط املشرع لعنصر الكفاءة

انه مل حيدد شروط أو مواصفات أخرى األكيدة واحلتمية لشرط أساسي لتعيني األعوان العموميني يف الديوانإال .لتعيينهم كاجلهة أو الوزارة اليت ينتمون إليها مثال

من املرسوم أعاله على بقاء ضباط وأعوان الشرطة القضائية واملوظفينالتابعون 071هذا وقد نصت املادة تنظيميةوالقانونية األساسية للوزارات املعنية الذين ميارسون مهامهم يف الديوان خاضعني لألحكام التشريعية وال

.املطبقة عليهم

كما يستفيد املستخدمون املوضوعني حتت تصرف الديوان واملذكورين أعاله زيادة على املرتبالذي يتقاضونه من 2. املؤسسة أو اإلدارة األصلية من تعويضات على حساب ميزانية الديوان حتددمبوجب نص خاص

لديوان باالستقاللية اإلدارية حبكم تبعيتهم ملويفهم مما سبق عدم متتع مستخدمي اوعالوات وترقيات وغريها من املزايا منه باملرتب وما تعلق به من منحوبالتايل للسلطة التنفيذية، خاصة ما تعلق

ستخدمني من اإلدارية، فكيف باإلمكان هلؤالء املر الذي يلغي أي وجود لالستقالليةاملالية األخرى، األم

فكيف يتسىن هلم القيام بالبحث والتحري حوجلرائم الفساد وردعها املرتكبة من قبل زمالئه املوظفني العموميني راءات حتفظية حبقهم؟إن هذا األمر صعب التحقيق يف ظل

.غياب االستقاللية اإلدارية واملالية

.الذي حيدد تشكيلة الديوان وتنظيمه08/12/2011املؤرخ يف 426/ 11: من املرسوم الرئاسي رقم07املادة - 1ان وتنظيمهالذي حيدد تشكيلة الديو 08/12/2011املؤرخ يف 11/426من املرسوم الرئاسي رقم25املادة - 2

69

الديوان ومستخدميه كما تبىن نظام العهدة بالنسبة ألعضاءفهلهي ملدة حمددة أم غري حمددة، أما هو احلال بالنسبة للهيئة كما انه مل حيدد أيضا مدة تعيني املستخدمني

عدد ضباط وأعوان الشرطة القضائية واملوظفني املوضوعينتحت تصرف الديوان فيتحدد مبوجب قرار مشرتك بيم 1. وزير املالية والوزير املعين

صاحل أيضا أنه بإمكان الديوان االستفادة عند الضرورة من مسامهة ضباط الشرطةالقضائية التابعني ملريشن2. الشرطة القضائية األخرى

:تنظيم الديوان: _2

وهو عموما كيفية تنظيم الديوان، 18إىل 10يف املواد من 11/426بني الفصل الثالث من املرسوم رقم .يتشكل من مدير عام وديوان ومديرتني أحدامها للتحريات واألخرى لإلدارة العامة

أعاله يسري الديوان مدير عام يعني مبرسوم رئاسي بناء على اقرتامحن وزير وفقا من املرسوم :المدير العام-أ3.املالية وتنهى مهامه حسب األشكال نفسها

:من املرسوم أعاله كما يلي14

إعداد برنامج عمل الديوان ووضعه حيز التنفيذ،_

ونظامه الداخلي، السهر على حسن سري الديوان وتنسيقنشاط إعداد مشروع التنظيم الداخلي للديوان - هياكله،

تطوير التعاون وتبادل املعلومات على املستويني الوطين والدويل،-

4ممارسة السلطة السلمية على مجيع مستخدمي الديوان،-

.إعداد التقرير السنوي عن نشاطات الديوان الذي يوجهه إىل الوزير املكلف باملالية-

الذي حيدد تشكيلة الديوان وتنظيمه08/12/2011املؤرخ يف 11/426من املرسوم الرئاسي رقم)08(املادة - 1الذي حيدد تشكيلة الديوان وتنظيمه08/12/2011املؤرخ يف 11/426من املرسوم الرئاسي رقم) 20/02(املادة - 2.الذي حيدد تشكيلة الديوان وتنظيمه08/12/2011املؤرخ يف 11/426رقممن املرسوم الرئاسي ) 10(املادة - 3الذي حيدد تشكيلة الديوان وتنظيمه08/12/2011املؤرخ يف 11/426من املرسوم الرئاسي رقم)14(املادة-4

70

:الديوان-ب

من املرسوم املذكور أعاله 11/01يتكون الديوان املركزي لقمع الفساد من ديوان وفقا للمادة

من املرسوم 15وخيتص رئيس الديوان وفقا للمادة 2. ويرأسه رئيس الديوان ويساعده مخسة مديري دراسات.املدير العامأعاله بتنشيط عمل خمتلف هياكل الديوانومتابعته وهذا حتت سلطة

:مديرية التحريات-ج

من املرسوم أعاله أن الديوان يتكون من مديريتني إحدامها هي مديرية التحرياتواليت تنظم يف 11نصت املادة 1.مديريات فرعية بقرار مشرتك بني وزير املالية واملدير العام للوظيفة العامة

2ث والتحقيقات يف جمال مكافحة جرائم الفساد أما مهام هذه املديرية فانه يتمثل يف إجراء األحبا

:مديرية اإلدارة العامة-د

من املرسوم أعاله، وهي إحدى مديريات الديوان باإلضافة إىل مديرية11أشارت إليها املادة

3.هذا وتوضع أيضا هذه املديرية حتت سلطة املدير العام وتنقسم بدورها إىل عدة مديريات فرعية،التحريات

من املرسوم أعاله مهام مديرية اإلدارة العامة يف تسيري مستخدمي الديوانووسائله املالية 17حددت املادة وقد .واملادية

:مهام الديوان و كيفيات سيره: الفرع الثاني

يعرتي مهام اهليئة ردعية جاءت لتغطي النقص الذي كانعزز املشرع اآلليات املؤسساتية ملكافحة الفساد بآلية ائية، ولتحقيق هذه األهداف دعم املشرع الديوان باختصاصات متعددة فيمجملها ذات طابع قمعي الوق

:ختتلف كليا عن تلك املوكولة إىل اهليئة، كما بني التنظيم اخلاص بالديوانقواعد سرية وعمله بالتفصيل كما يلي

:صالحيات الديوان ومستجدات أحكامه اإلجرائية: أوال

وتنظيمهالذي حيدد تشكيلة الديوان 08/12/2011املؤرخ يف 11/426من املرسوم الرئاسي رقم)11(املادة- 1الذي حيدد تشكيلة الديوان وتنظيمه08/12/2011املؤرخ يف 426/11من املرسوم الرئاسي رقم)16(املادة -2الذي حيدد تشكيلة الديوان وتنظيمه08/12/2011املؤرخ يف 11/426من املرسوم الرئاسي رقم)11(املادة- 3

71

الشرطة القضائية العديد من االختصاصات واملهام منح املشرع الديوانالتابعني له، ولضمان فعالية ضباط الشرطة القضائية التابعني للديوان يف القيامبمهامهم يف مكافحة الفساد

على تعديلني يف غاية األمهية اإلداري قام املشرع بتعزيز القواعد اإلجرائية للمتابعة القضائية هلذهاجلرائم بالنص :مها

.متديد االختصاص احمللي لضباط الشرطة القضائية التابعني للديوان ليشمل كامل اإلقليم الوطين1

.إحالة مهمة النظر يف جرائم الفساد إىل احملاكم ذات االختصاص املوسع2

: دور الديوان في مكافحة الفساد ثانيا

وهذا ما ومنحه سلطة البحث والتحري عن جرائم الفساد 05/ 10األمر رقم أنشأ املشرع الديوان مبوجب 1.مكرر منه24أكدته املادة

: 11/426من املرسوم رقم 05ولقد فصلت املادة

مجع كل معلومة تسمح بالكشف عن أفعال الفساد ومكافحتها ومركزة ذلك واستغالله،- 1

.2مع األدلة والقيام بتحقيقات يف وقائع الفساد وإحالة مرتكبيها للمثول أمام اجلهة القضائيةاملختصة- 2

.لومات مبناسبة التحقيقات اجلاريةتطوير التعاون والتساند مع هيئات مكافحة الفساد وتبادل املع- 3

املختصةيتوالها على السلطاتاقرتاح كل إجراء من شأنه احملافظة على حسن سري التحريات اليت - 4

" األقطاب المتخصصة"االختصاص الموسع بجرائم الفساد-أ

حيث يف ظل تطورالظاهرة اإلجرامية 2004نشري بداية أن فكرة إنشاء األقطاب املتخصصة تعود إىل سنة االقتصاد و وتنوع أشكاهلا ورغبة املشرع يف مكافحة ما استجد من جرائم اليت تتميزخبطورة كبرية خاصة على

10املؤرخ يف 04/14القانون رقم األمن الوطنيني مت تعديل قانون اإلجراءات اجلزائية مبوجب

املتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته والذي مبوجبه مت إنشاء 01/ 06املتمم للقانون رقم2010أوت 26ملؤرخ يف او 10/05األمر رقم - 1. الديوان املركزي لقمع الفساد

الذي حيدد تشكيلة الديوان وتنظيمه08/12/2011املؤرخ يف 11/426من املرسوم الرئاسي رقم)05(املادة -2

72

، وهي 1أو احملاكم ذات االختصاص املوسع والذي استحدث ما يعرف باألقطاب املتخصصة 2004./11/احملددة على سبيل احلصر وذلك جمموعة من احملاكم اليت مدد اختصاصها احمللي فيبعض األنواع من اجلرائم

2.ج.ج.إ.منق329و 40و 37مبوجب املواد

ووكالء اجلمهورية وقضاة املتضمنتمديداالختصاصاحملليلبعضاحملاكم06/348وقد صدر املرسوم التنفيذي رقمرقلة، حمكمة سيديأحممد، حمكمة قسنطينة، حمكمة و : ، والذي حدد قائمة احملاكم املعنية و هي أربع3التحقيق

حمكمة وهران،ولقد نص التنظيم املذكور أعاله على االختصاص اإلقليمي للمحاكم األربع أو قاضي التحقيق 4أو وكيل اجلمهورية وهو يشمل جمموعة من احملاكم حمددة على سبيل احلصر

يسمح مل06/348وكذا املرسوم رقم04/14: ومما جتدر اإلشارة إليه أن املشرع اجلزائري يف ظل القانون رقمبتمديد االختصاص احمللي للمحاكم وقضاة التحقيق ووكالء اجلمهورية عندمايتعلق األمر جبرائم الفساد، وهذا

واليت نصت على جواز 04/14جاملعدلة مبوجبالقانون رقم .ج.إ.قم 329و 40و 37بصريح املواد واجلرائم املاسة بأنظمة املعاجلة اآللية احلدود الوطنيةالتمديد يف جرائم املخدرات واجلرمية املنظمة عرب

للمعطيات وجرائم تبيض األموال واإلرهابواجلرائم املتعلقة بالتشريع اخلاص بالصرف وهذا دون النص على 5.جرائم الفساد

قد حسم األمر وفصل يف اجلدال 06/01املتمم لقانون رقم 10/05غري أن صدور األمر رقم ختضع اجلرائماملنصوص عليها يف هذا : "على ما يلي01مكرر 24الفقرة األوىل من املادة عندما نص يف

الختصاص اجلهات القضائية ذات االختصاصاملوسع وفقا ألحكام قانون اإلجراءات ) جرائم الفساد(القانون 6." اجلزائية

. 71، ص2012ومة، اجلزائر، هالتعديالتاجلديدة، دار مهأدراسات قانونية يف املادة اجلزائية على ضوء - 1الذي يتضمن قانون اإلجراءات 1966يونيو سنة 8املوافق 1386صفر عام 18املؤرخ يف 66/155من األمر رقم 329-40-37املواد 2

.اجلزائية، املعدل واملتمموقضاة . وريةهاجلماملتضمن متديد االختصاص احمللي لبعض احملاكم ووكالء 2006/ 10/ 05املؤرخ يف348/ 06التنفيذي رقم املرسوم - 3

،63/2006التحقيق، ج رج ج، عدد 4 - .72الذي يتضمن قانون اإلجراءات 1966يونيو سنة 8افق املو 1386صفر عام 18املؤرخ يف 66/155من األمر رقم 329-40-37املواد 5

.اجلزائية، املعدل واملتمم.73، صهسنفج- 6

73

كامل اإلقليم الوطني امتداد االختصاص المحلي لضباط الشرطة القضائية التابعيين للديوان إلى-ب

مل يكتفي املشرع بتمديد االختصاص احمللي للمحاكم وقضاة التحقيق ووكالء اجلمهوريةمبوجب القانون رقم اجلزائية وإمنا استتبع ذلك املعدلني واملتممني لقانون اإلجراءات 06/348وكذا املرسوم رقم 14/ 04

كامل اإلقليمالوطين، ذلك من أجل تفعيل دورهم يف بتوسيع دائرة اختصاص ضباط الشرطة القضائية إىلمكافحة اجلرمية مبختلف صورها وأشكاهلا حيث مسحاملشرع اجلزائري بتمديد اختصاصهم احمللي إىل كامل

1. املعدل واملتمم لقانون اإلجراءات اجلزائية22/06اإلقليم الوطين وهذا مبوجب القانون رقم

ضباط الشرطة القضائية ال يكون يف كل اجلرائم وإمنا تلكاحملددة حصرا يف غري أن متديد االختصاص احمللي لجرائم املخدرات واجلرمية غري أنه فيما يتعلق ببحث ومعاينة :"واليت تنص . ج.ج.إ.من ق16/07املادة

واإلرهاب املنظمة عرب احلدود الوطنية واجلرائم املسماة بأنظمة املعاجلة اآلليةللمعطيات وجرائم تبيض األموال 2."واجلرائم املتعلقة بالتشريع اخلاص بالصرف ميتداختصاص الشرطة القضائية إىل كامل اإلقليم الوطين

إشراف حتت ) ضباط الشرطة القضائية(على انه يعمل هؤالء. :"ج.ج.إ.من ق16/08كما أضافت املادة اجلمهورية املختص إقليميابذلك يف مجيع

3."احلاالت

واضحة يف يستنتج أن نية املشرع كانت 06/22استبعاد واستثناء جرائم الفساد من االستفادة من ختفيف إجراءات املتابعة القضائيةوتسهيلها وذلك ألن

وقد تدارك املشرع األمر بعد . ج.ج.إ.مكرر منق16تكرر يف عدة مرات ومن بينها املادة اإلغفال والسهو قد املتمم لقانون 10/05من األمر رقم 03الفقرة01مكرر 24سنوات كاملة بالنص صراحة يف املادة 04

للديوان يف لضباط الشرطة القضائية التابعني الوقاية من الفساد ومكافحته على امتداد االختصاص احمللي

4.يف حماربة جرائم املخدراتوباقي اجلرائم اخلطرية األخرى

، 2006. 84املعدل واملتمم لقانون اإلجراءات اجلزائية ، ج رج ج، عدد 20/12/2006املؤرخ يف06/22القانون رقم -1.املعدل واملتمم لقانون اإلجراءات اجلزائية 20/12/2006املؤرخ يف06/22القانون رقم 16/07املادة - 2.املعدل واملتمم لقانون اإلجراءات اجلزائية20/12/2006املؤرخ يف06/22القانون رقم 16/08املادة -3ن الفساد ومكافحتهاملتمم لقانون الوقاية م201005أوت 26املؤرخ يف 01/ 06من األمر رقم03/ 01مكرر 24دة املا4

74

:كيفيات سير الديوان: الثثا

ممارسة مهمةات عمل وسري الديوان أثناء بأكمله لبيان كيفي11/426خصص الفصل الرابع من املرسوم رقم من املرسوم أعاله يف هذا الشأن بداية أن ضباط 19حيث بينت املادة البحث والتحري عن جرائم الفساد

وأعوان الشرطة القضائيةالتابعون للديوان يعملون أثناء ممارسة مهامهم طبقا للقواعد املنصوص عليها يف قانون وهو تأكيدا ملا جاء يف الفقرة 06/01وأحكام قانون الوقاية من الفساد ومكافحته رقم اإلجراءاتاجلزائية،

ميارس ضباط الشرطة القضائية التابعون للديوان مهامهم وفقا لقانون :" واليت نصت على ما يلي01،021."اإلجراءات اجلزائيةوأحكام هذا القانون

املعدل واملتمم 66/155واىل القانون رقم املعدل واملتمم06/01وبالرجوع إىل القانون رقم

فانه على ضباط وأعوان الشرطة القضائية التابعون للديوان مىت تبني انعقاد االختصاص إىل إحدىاحملاكم ذات يف جرائم الفساد، التقيد جبملة مناإلجراءات اخلاصة نصت عليها ) األقطاب املتخصصة(االختصاص املوسع

: من املرسوم رقم22إىل 20وكذااملواد من )ج.ج.إ.ق(من 05مكرر 40إىل 01مكرر 40املواد من : وذلك كما يلي11/426

ملنصوص نشري بداية أنه لضباط الشرطة القضائية التابعون للديوان احلق يف اللجوء إىل استعمال كل الوسائال2. عليها يف التشريع الساري املفعول من اجل استجماع املعلومات املتعلقة مبهامهم

كما يؤهل الديوان لالستعانة عند الضرورة مبسامهة ضباط الشرطة القضائية أو أعوان الشرطةالقضائية التابعني 3ملصاحل الشرطة القضائية األخرى

القضائية التابعني العدالة بني ضباط وأعوان الشرطةمرار يف مصلحةكما أشار املشرع إىل ضرورة التعاون باستللديوان ومصاحل الشرطة القضائية األخرى، وهذا عندما يشاركون يف نفس التحقيقكما يتبادلون الوسائل

.4

.الذي حيدد تشكيلة الديوان وتنظيمه08/12/2011املؤرخ يف 11/426من املرسوم الرئاسي رقم19املادة -1.426الذييحددتشكيلةالديوانوتنظيمه08/12/2011املؤرخفي/ 11من املرسوم 01/ 20املادة - 2.الذييحددتشكيلةالديوانوتنظيمه08/12/2011املؤرخفي426/ 11من املرسوم 02/ 20املادة - 3.الذييحددتشكيلةالديوانوتنظيمه08/12/2011املؤرخفي426/ 11من املرسوم 21املادة - 4

75

ا وكيل اجلمهورية لدىجيب على ضباط الشرطة القضائية التابعني للديوان أن خيربوا فور و اجلرمية و يقدموا له أصل ملف اإلجراءات مرفق بنسختني من إجراءاتالتحقيق، ويرسل هذا األخري فورا النسخة احملكمة املختصة ، ويف هذه احلالة يتم إرسال امللف إىل

وهذا 1احلاالت إعالم يتعني يف كل :" بنصها11/426من املرسوم رقم 20من املادة 03ما أكدته كذلك الفقرة

2."اجلمهورية لدى احملكمة مسبقا بعمليات الشرطة القضائية اليت جتري يف دائرةاختصاصهوكيل

إذا اعترب أن اجلرمية تدخل حقيقة ضمن اختصاصاحملاكم اليت مت ) امللف(ويطالب النائب العام فورا باإلجراءات06/01القانون رقم توسيع اختصاصها احمللي وهي يف هذه احلالة إحدى جرائم الفساد املعاقب عليهايف

احملكمة ذات االختصاص املوسع إىل وكيل اجلمهورية لدى )امللف أو اإلجراءات(املعدل واملتمم ،مث حيوهلا والذي يوجه التعليمات مباشرة إىل ضباط الشرطة القضائيةالتابعني للديوان والذين قاموا بالتحري والبحث

3. والتحقيق يف امللف املعروض على وكيالجلمهورية

4. الختصاص املوسع أنيطالب باإلجراءات يف مجيع مراحل الدعوىااحملكمة ذات

تدخل ضمن جرائم الفساد وبالتايل ضاألول أن يصدر أمرا بالتخلي عن اإلجراءات لفائدة قاضي التحقيق لدىاحملكمة ذات االختصاص املوسع، ويف

هذه احلالة يتلقى ضباط الشرطة القضائية التابعني للديوانالتعليمات مباشرة من قاضي التحقيق لدى احملكمة 5.االختصاص املوسعذات

واجلدير باإلشارة إىل أن األمر بالقبض أو األمر باحلبس املؤقت الصادرين ضد املتهم يف إحدىجرائم الفساد من

1 -73 .الذي حيدد تشكيلة الديوان وتنظيمه08/12/2011املؤرخ يف 11/426من املرسوم الرئاسي رقم20املادة -23 - .73.املعدلواملتمملقانوناإلجراءاتاجلزائية20/12/2006املؤرخفي06/22القانونرقم01/ 03مكرر40املادة - 4الذييحددتشكيلةالديوانوتنظيمه08/12/2011املؤرخفي11/642من املرسوم )20/02(املادة -5

76

وما 123راعاة أحكام احلبساملؤقت واإلفراج الواردين يف املواد ذات االختصاص املوسع هذه األخرية تلزم مب1. ج.ج.إ.يليها من ق

هذا وجيوز أيضا لقاضي التحقيق لدى احملكمة ذات االختصاص املوسع تلقائيا أو بناء على طلبالنيابة العامة ألموال املتحصلة عليها وطوال مدة اإلجراءات أن يأمر باختاذ كل إجراء حتفظي أو تدبري امن زيادة علىحجز ا

هذا وميكن للديوان يف هذا اإلطار أيضا بعد إعالم وكيل ، اجلمهورية املختص بذلك مسبقا أن يوصيالسلطة السلمية باختاذ كل إجراء إداري حتفظي عندما يكون عون

)11/426من املرسوم رقم 22ة املاد(عمومي موضع شبهة يف وقائعتتعلق بالفساد

وأجهزة مكافحته يف التشريع اإلسالميقمعجرائمالفساد:املبحثالثاين

إجراءاتاملتابعة: املطلباألول

ختضعإجراءامتتابعةجرائمالفساد وفقاللقواعدالعامةاملقررةفيقانوناإلجراءاتاجلزائيةوذلك ابتداءمنارتكاباجلرميةإىلتحريكالدعوىالعموميةوإجراءاتال

: محايةخاصةإلجراءاتاملتابعةالقضائيةمنهاي كافحةجرائمالفساد،أضفىاملشرعاجلزائر جرائمالفمواجهةأفعاإلعاقةسريالعدالةوجترميهاوإضفاءمحايةخاصةبالشهودواخلرباءواملبلغينوالضحاياوتشجيعاإلبالغعن

ساد،كماأعادالنظرفيبعضقواعداملتابعةومنهامسألةالشكوى .كشرطلتحريكالدعوىالعموميةومسألةالتقادموأزالبعضالعقباتأماماملتابعة اجلزائية

التحقيقفيجرائمالفساد: الفرعاألول

يف القانون اجلزائري فيجرائمالفساد التحقيقإن و 2.ونالعامإلىأنتعيناجلهةالقضائيةاملختصةيتموفقالقواعداالختصاصالعاديةاملقررةفيالقان

تلكالعملياتأواإلجراءاتأوالتقنياتالتيتتخذهاالضبطيةالقضائيةحتتمراقبةوإشرافالسلطةالقضائيةبغيةالبحثوالتحر "يقصد

.املعدلواملتمملقانوناإلجراءاتاجلزائية20/12/2006املؤرخفي06/22القانونرقم) 04مكرر40(املادة - 1.اجلزائيةاملعدلواملتمملقانوناإلجراءات20/12/2006املؤرخفي06/22القانونرقممن )581(املادة -2

77

." علمورضااألشخاصاملعنينين و يعناجلرائماخلطريةاملقررةفيقانونالعقوبات،ومجعاألدلةعنهاوالكشفعنمرتكبيهاوذلكد1

56وقدمتتوسيعصالحياتالضبطيةالقضائيةفيمجااللبحثوالتحري،وقدأشارتإلىهذهالوسائالجلديدةاملادة:" والتيتنص)م.ف.و.ق(من

منأجلتسهيلجمعاألدلةاملتعلقةباجلرائماملنصوصعليهافيهذاالقانون،ميكناللجوءإلىالتسليماملراقبأوإتباعأساليبتحرخياصةو املناسبوبإذمننالسلطةالقضائيةاملختصة،كالرتصداإللكرتونيواالخرتاق،علىالنحو

2."اتكون

فخاصالطبيعية،رغمانقسامالفقهإلىمؤيدومعارضالستخدامهذهاألساييعتربأحداحلقوقالدستوريةاألساسيةاملالزمةلألش

.3

ب وفيمقابلذلكوضعاملشرعضوابطلضمانعدماالحنرافبهذهاألسالي)39املادة(1996اجلديدةفيالتحري،كماأضفىحمايةقانونيةتكفلحرمةاحلياةاخلاصةلألفراد،وهذامبوجبالدستور

).مكرر303و303املادة(وكذامبوجبقانونالعقوبات

املو 2001سبتمرب11املتحدةاألمريكية،والتيتوجهتبعدأحداثت لفيالدواللتيتتغنىبحمايةحقوقاإلنسانكالواليا

إلىإصدارقانونيبيحالتصنتعلىاملكاملاتاهلاتفية

69. ، ص2010عبد الرمحان خلفي، حماضرات يف قانون اإلجراءات اجلزائية، دار اهلدى، عينمليلة، -11.96،ص2006نقال احسن بوسقيعة ، التحقيق القضائي، الديوان الوطين لألشغال الرتبوية، سنة - 2، امللتقى الوطين حول اآللياتالقانونية ملكافحة الفساد، "تفية واعرتاض املراسالتالتصنت على املكاملات اهلا"مغين بن عمار بوراس عبد القادر، - 3

.23، ص2008كلية احلقوق والعلوم السياسية، جامعة ورقلة،

78

املسالة حتالبابأمامعدةتشريعامتقارنةأخرىكانتمرتددةحوهلذه1.ملاهلامنصلةبانتهاكاحتقوقاإلنسان،كماهوحااللدوالألوربية

أما احلصروهيتتمثلفيالتسرهاعلىسبيالملثالالاملشرعاجلزائريأجازاالستعانةبأساليبخاصةللتحريفيمجاملكافحةالفساد،وقدذك

فياملادةذكور اماعداتعريفهللتسليماملراقبامل2006ديسمرب20املؤرخفي06/22: يأتيبعدهالقانونرقممث )م.ف.و.ق(من02

) الرابعواخلامس(بالتفصيلوذلكبتخصيصهفصلينكاملينمنالبابالثايناجلزائيةاملعدلواملتمملقانوناإلجراءاتلوسائاللتحرياجلديدة،حيثخصصالفصاللرابعالعرتاضاملراسالتوتسجيالألصواتوالتقاطالصور،أماالفصالخلامسفقدخ

2.صصهألسلوبالتسرب

في مجال مكافحةجرائمالفسادالتعاونالدولي: نيلثااالفرع

اليومأصبحتمكافحةجرائمالفساد

.3االغرضهذجلاندوليةأوروبيةلتحقيق

فياآلونةاألخرية االعصروأصبحتجرائمالفسادمنالظواهراملقلقةفيالعاملففي هذهاالسلبيةعلىالقانوناجلنائيالدوليمنجهةوعلىالقانونالوطنيمنجهةأخرى،وهذا ما جعلنا نتطرق نتيجةلعواقب

ى مدىإمكانيةالتوفيقبينتفعياللتعاونالدوليعلما :فاإلشكالية هي لندرسواقعالتعاونالدوليلمكافحتهاأخرى؟ نتيجةألمهيةاملستوىالتشريعيوالقضائيمنناحيةواحرتامالسيادةالتشريعية والقضائيةلكلدولةمنناحية

4،هاإلشكاليةعلىاملستوىالدولينجدبروزعدةجهوددوليةسعتإلىمحاولةحتقيقذلكهذ

):فات( فريقالعماللماليالدولي_أوال

.23السابق، صاملرجع ،مغنيبنعماربوراسعبدالقادر- 1يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته2006أفريل 20املوافق 1327حمرم 21املؤرخ يف 06/01من القانون رقم 02املادة - 2.42بن قو أمال ، التعاون الدويل ملكافحة جرائم الفساد ، امللتقى الوطين حول االليات القانونية ملكافحة جرام الفساد ،جامعة ورقلة ،ص- 345،صل،املرجعالسابقبنقوأما-4

79

ومت االفريقتأسسعنهيئةاألمماملتحدةباجتماعالدواللصناعيةالكربىهذوقامبإصدارفتحالعضويةللدواللراغبةفياالنضماموهدفهكانتأسيسإطاردوليلمكافحةغسيالألموال

40:1

تعديلنصوصالقوانينالسريةاملصرفيةعلىوجهيسهلمالحقةجرميةغسيالألمواالمللوثة-

التزاماملصارفبعدمفتححسابامتجهولةاهلويةبأمساءومهية-

وضعتصنيفموحدللمؤسساتاملاليةغرياملصرفيةوالتييمكناستعماهلافيغسيالألمواالمللوثة-

املتعلقةبالتفتيشوالضبط ) إعالنسرتاسبورغ(ظهرتاالتفاقيةاألوروبية1990فيعام: اسبورغإعالنستر _ثانيا هاالتفاقيةهووضعإطارقانونيلجهامتكافحةغسيالألموالوقدطبقتمحتواهاهذ

19932لعديدمنالتشريعاتاألوروبيةمثلقانونالعدالةاجلنائيةلعاما

وهيعبارةعناجتماعالبنوكاملركزيةوبعضاملؤسساتاملاليةذاتالطابع 1988عامصدرت:توصياتبازل_ثالثااإلشرافيفيبازلفيسويسراوتضمنتتوصياتعنالعديدمناملبادئالتييتعينعلىاملصرفيينإتباعهالكييتم

3.السيطرةعلىظاهرةغسيالألموالبلومنعاستخدامالبنوككوسيلةإلخفاءاألموال

أميايسمىباتفاقيةفيناالتيتتعلقباالجتارباملخدراتالتيألزمتاألطراف : 1988اتفاقيةاألممالمتحدةلعام_رابعا دفإلىإخفاءاملصدراجلرميلألموالوالتسرتعلى تهاملنظمةإليهابإضفاءالصفةاجلرميةعلىمجموعةاألعمااللتي

.4يوتبادالملتهمينبينالدوالألعضاءواإلدار حركتهاووضعهاومالكهاوكذلكتسهياللتعاونالقضائي

دوليةمشرتكةوفعالةفيمكافحةظاهرةاملصارفالومهيةالتيتقومبدورخفيفيعملياتغسيالألموال،ونالحظفيجلهودذضرورةب- واليت املتعلقةبالوقايةمنالفسادومكافحته،06/01منقانون557ناملادةاألهذ

ملتابعاتواإلعنضرورةأنتقامعالقاتتعاونقضائيعلىأوسعنطاقممكنخاصةمعالدوالألطراففياالتفاقيةفيمجااللتحرياتواتتكلمجراءاتالقضائيةاملتعلقةباجلرائماملنصوصعليهافيالقانونأجيرائمالفسادبصفةعامةالتيتدخلفيهاجرائمتبييضاألموال،كما

.45،صاملرجعنفسه-1.45املرجع نفسه ،ص- 245املرجع نفسه ،ص- 313، ص 2002رمزي جنيب القسوس ، غسيل االموال جرمية العصر ، دراسة مقارنة ، دار وائل للنشر و التوزيع األردن ، . 4.،الباب اخلامس 2006-2-20املؤرخ يف 01/ 06قانون 14/2متعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ،ج ر عدد قانون - 5

80

االتعاونالقضائيمنخالالملوادذ،نصعلىه2/2005/ 6املؤرخفي05/01جندانالنصاخلاصبجرميةتبييضاألمواأليقانون29،حيثتنصاملادة30و29

التعاونبيناجلهاتالقضائيةاجلزائريةواألجنبيةخالاللتحقيقاتواملتابعاتواإلجراءاتالقضائيةاملتعلقةبتبييضاألموالو يتم:"علىانهعليهااجلزائرطتصادقالتيالو ااهذمتويالإلرهامبعمراعاةاملعاملةباملثلفيإطاراحرتاملالتفاقياتالثنائيةواملتعددةاألطرافاملطبقةفي

" 30،واملادة"بقاللتشريعالداخليميكنأنيتضمنالتعاونالقضائيطلباتالتحقيقواالناباتالقضائيةالدولية،وتسليماألشخاصاملطلوبينطبقاللقانونوكذاالبحثوح

1".ادوناإلخاللبحقوقالغرياحلسنالنيةجزالعائداتاملتحصلةمنتبييضاألموالوتلكاملوجهةإلىتمويالإلرهاب،قصدمصادر

:التعاونالدولي_خامسا

فيمابينهابصورةفعالة،فيمايتعلقباملسائالملرتبطةباإلجراءاتاملدنيةفيقضاياالفسادسيمافيمايتعلقبالتبلتتعاونأطرافاالتفاقيةيغأواإلشعارعنهذهاألفعال،واحلصولعلىاألدلةمناخلارج،االختصاص،االعرتافباألحكامالقضائيةاألجنبيةوتنفيذها،امل

ليفياملسائالملدنيةوالتجاريةالتيتعدهذهالدولطرفافيهصاريفالقضائيةوذلكطبقالنصوصالوثائقالدوليةاملرتبطةبالتعاونالدو االداخليوتضمنتاالتفاقيةأحكاخمتاميةتتعلقبالتوقيعوالدخوحليزالنفاذعنطريقالتصديقواملوافقةأوالقبولا،وأيضاطبقالقانو 2.انصتعلىعدجموازالتحفظعليهاواالنضمامكماأ

:التعاون العربي _سادسا

أماعلىاملستوىالعربيفقدفطنمجلس

والعلميةإلىتنظيماللقاءاتالعلميةوتدريربجاالألمنوالقضاءوتوعيةاجلمهوربأخطارالفساد،وسبل :

.االتفاقيةالعربيةملكافحةالفساد- 1

.القانونالعربيالنموذجيلمكافحةالفساد- 2

.46بن قو أمال ، املرجع السابق ،ص1ام بولقصيبات أمحد، دراسة يف القواعد الضابطة ودورها يف مكافحة الفساد، ورقة حبث يف امللتقى الوطين حول االليات القانونية ملكافحة جر -2

.77الفساد ،جامعة ورقلة ،ص

81

1.ربيةلقواعدسلوكاملوظفينالعمومينياملدونةالع- 3

واإلقليميلمكافحةاجلرميةعلىاختالفأشكاهلا،فقداحتضنتاملؤمترالعشرينلقادةالشرطة التعاونالدويلوسنتقانون اماملنظمفيالوطنالعريبةاألبعاداخلطريةلظاهرةاإلجر يالعرب،وتدارستمعالدواللعرب

20/02/2006.2املؤرخفي01/ 06:الوقايةمنالفسادومكافحتهرقم

العقوباتالمقررةلجرائمالفساد: المطلبالثاني

لقدكانتاجلزائرمنبينالدواللسباقةإلىاملصادقةعلىاالتفاقيةالدوليةملكافحةالفساداملعتمدةمن املؤرخفي04/128،وكانذلكبموجباملرسومالرئاسريقم31/10/2003قبالجلمعيةالعامةلألمماملتحدةيوم

3.وهذادليلعلىاالهتمامالكبريوالشديدالذيأولتهالدولةللوقايةمنخطرالفسادومكافحته19/04/2004

لقدقاماملشرعبإدخالتعديالجتوهريةعلى العقوباتاملرصودةجلرائم الفساد،وسواءبالنسبةللشخصالطبيعيأو السواء،خاصةفيظلقانونالوقايةمنالفسادومكافحتهوذلك بإعادةتنظيمالسياسةالعقابيةاملقررة الشخصاملعنويعلىحد .قريرعقوبةاحلبس والغرامةبدالمنعقوبةالسجنتومنأمهالتعديالتقام ب

ط هذاوقدأتىاملشرعبإجراءاتأخرىذاتطابعماليكاملصادرة،واألمرمليقتصرعلىهذااحلدفقيث والصفقاتوالرباءاتواالمتيازاحتلعقود لطابعاملدنيواإلداريكإبطاالبلتجاوزذلكإلىالنصعلىبعضاجلزاءاتذاتا

تضمنقانونالوقايةمنالفسادومكافحتهمجموعةمنالعقوبات األصليةاملقررةللشخصالطبيعيواملعنويوهيترتاوحعمومابيناحلبسوالغرامةاملالية،كما فةإىل تضمنأيضااإلشارةإلىظروفتشديدالعقوبةوختفيضهاوكذااإلعفاءمنها،هذاباإلضا

4:مسائالملتعلقةباملشاركةوالشروعوالتقادموفيمايليتفصيلذلكلتنظيمهال

رام - 1.124الفساد ،جامعة ورقلة ،ص

2006مارس 08: املوافق ل1427صفر 08،بتاريخ 14اجلريدة الرمسية ،العدد - 2مفهوم جرائم الفساد يف القانون اجلزائري ومقارنتها باالتفاقيات الدولية ، امللتقى الوطين حول اآللياتالقانونية ملكافحة محليل صاحل ، حتديد - 3

.154، ص2008الفساد، كلية احلقوق والعلوم السياسية، جامعة ورقلة، .155بتصرف ، املرجع نفسه ، ص4

82

العقوباتالمقررةللشخصالطبيعي: الفرعاألول

إناالمر الذي يظهر من خالل قانونالوقايةمنالفسادومكافحتههوختليهعنالعقوباتاجلنائيةواستبدهلابعقوبةجنحةمغلظة،كماوقد

) 10( إلىعشر) 02( ،وهيعموماتراوحتبيناحلبسمنسنتنيحددالعقوباتاملقررةألغلبجرائمالفساد) 1.000.000( دينارإلىمليون) 200.000( سنواتوغرامةمنمائتيألف

كلجرمية فعقوبةجرميةالرشوةفيالصفقاتالعمومية مثال فقدكاناملشرعأكثرتشديدافيالعقابعلىهذهاجلرمية حيث الصفقاتالعموميةجنحةمغلظة،وهذاراجعلآلثاراخلطريةالتيتنتجعن اعتربفعاللرشوةفي

.1

10حلبسمنا: هي)م.ف.و.ق(من27وعقوبةالرشوةفيمجااللصفقاتالعموميةوفقاللمادة

.دج2.000.000إىل1.000.000سنةوغرامةماليةمن20إىل

ويفهممماسبقأناملشرعاجلزائرياعتربفعالالرتشاءفيمجااللصفقاتالعموميةظرفامشددا للعقاب

تقسيمالكالسيكيللجرائموالعقوباتاملقررة ليحهذهالصورة،إالأنالعقوباتاملرصودةهلاتتجاوزبكثريالعقوباتاملقررة نجبت

2. للجنحةلتصإللىحدالعقوباتاملقررةفياجلنايات

:عقوبةجنحةتعارضاملصاحل-

(بالنسبةللحبسوبني) 02(أشهرإلىسنتني) 06( كذلكجاءتعقوبةجنحةتعارضاملصاحلمخففةوهيترتاوحبينستة. )دجبالنسبةللغرامة200.000إىل500.00

. ، ص2007، 15، جملة الفكر الربملاين، جملس األمة، اجلزائر، العدد "هالفساد ومكافحتقراءة يف قانون الوقاية من "جباري عبد احلميد، 1110.

، امللتقى الوطين حول اآللياتالقانونية "هاملتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحت06/01يف ضوء قانون اهومكافحتجرمية الرشوة "محدوشأنيسة، –21.11. ، ص2008السياسية، جامعة ورقلة، ملكافحة الفساد، كلية احلقوق والعلوم

83

ويفهممماسبقأناملشرعفيقانونالوقايةمنالفسادومكافحتهقدأخذبرجعيةالنصاجلنائي

األصلحللمتهم،وكماهومعلومفإنبعضجرائمالفساداإلداريهيأصلحللمتهموبعضهااآلخر

تصمراعاةهذهاملسألةوإالكانأكثرتشديدامنالنصالقدمي،ومنثمفعلىالقاضياجلزائياملخ

1.حكمهمخالفاملبدأشرعيةاجلرائموالعقوبات

:العقوباتالمقررةللشخصالمعنوي : الفرعالثاني

/ 04تبنىاملشرعاجلزائرياملسؤوليةاجلزائيةللشخصاملعنوي،وهذامبوجبالقانونرقمفقدمبناسبةتعديلقانونالعقوبات

مكررمنه51مبوجباملادة2004نوفمرب10: املؤرخفي15: والتينصتعلىأنه53وقدأكدالقانوناملتعلقبالوقايةمنالفسادومكافحتهاملسؤوليةاجلزائيةللشخصاملعنويفي مادته

2.يكونالشخصاالعتبارميسؤوالجزائياعناجلرائماملنصوص عليهافيهذاالقانونوفقاللقواعداملقررةفيقانونالعقوبات"

ملعنيةباملسؤوليةاجلزائية قائمةاألشخاصأواهليئاتا)ج.ع.ق(مكررمن51و حددتاملادةباستثناءالدولة : "وكذاشروطإقامةاملسؤوليةاجلزائيةللشخصاملعنويوذلكبنصهاعلىمايلي

واجلماعاتاحملليةواألشخاصاملعنويةاخلاضعةللقانونالعاميكونالشخصاملعنوميسؤوال ،

فاملسؤوليةاجلزائيةللشخصاملعنويالمتنعمنمساءلةالشخصالطبيعيكفاعألصليأوكشريكفينفساألفعال 3:وباستقراءهذاالنصنستنتجشروطرتتيباملسؤوليةاجلزائيةلألشخاصاملعنويةوهيكمايلي

.أنيكونالشخصاملعنوخياضعاللقانوناخلاص -

.أنرتتكباجلرميةمنطرفأجهزةالشخصاملعنوياوممثليهالشرعيني -

.أنرتتكباجلرميةحلسابالشخصاملعنوي -

32، ص 2008عينمليلة، ،دىاهلدار ،هعبيدي الشافعي، قانون الوقاية من الفساد ومكافحت- 1.2004لسنة 71املتمم لقانون العقوبات، ج ر ج ج، عدد 2004نوفمرب 10: املؤرخ يف15/ 04: القانون رقم. -2.39ز يف القانون العام، مرجع سابق، صأحسن بوسقيعة، الوجي- 3

84

الشروطأمكنمتابعةالشخصاملعنويعنإحدىجرائمالفساد،غريأناجلديربالذكرهوأناملسؤوليةاجلزائيةللشخصاملعنويالمتنعمسقامبالعمالإلجراميلحسابالشخصاملعنوي،كماأمنتابعةالشخصالطبيعيأو ن ؤوليةالشخص الطبيعي،وإ

شخصالطبيعي لضرورياإلقامةاملسؤوليةاجلزائيةللشخصاملعنوي،فوفاةاحتديدهليستشرطاالحتولدومنتابعةالشخصاملعنويعناجلرمالذيارتكبهاألول

لقدرصداملشرعللشخصاملعنوياملدانفيإحدىجرائمالفسادعقوبةأصليةوحيدةتتمثلفيالغرامة،وهذامانصتعلي1حلسابالثاين2: التيتطبقعلىالشخصاملعنويفيمواداجلناياتواجلنحهيالعقوبات)ج.ع.ق(مكررالفقرةاألولىمن18هاملادة

) 05( إلىخمس) 01( الغرامةالتيتساومينمرة- .مراتاحلداألقصىللغرامةاملقررةللشخصالطبيعيفيالقانونالذييعاقباجلرمية

وسببتخصيصعقوبةأصليةوحيدةوهيالغرامةعلىالشخصاملعنويدونالعقوبةالسالبةللحريةهوراجعللطبيعةاخلاصةللشخصا.ملعنويوالتيتحولدونذلك

أماسببالتشديدفيالغرامةفيعودلكونأناملشرعقدحاوالملوازنةبينعقوبةالشخصالطبيعياملدانفيجرائمالفسادوالتيتتمثلفيعقوبتينإحدامهاسالبةللحريةواألخرىتمسذمتهاملالية،وملاكانتاألولىالميكنتطبيقهاكمارأيناأعالهعلىالشخصاملعنوي،فقدرأىأمن

3.قتضيامتبدأاملساوا

يده،وهذايعنيأناملشرعيقرمببدأازدواجاملسؤ سادليسمعناهاإعفاءالشخصالطبيعيالذيارتكباجلرميةمناملسؤوليةإذاأمكنتحدوليةاجلزائيةعنالفعاللواحد،فمسؤوليةالشخصاملعنويالتنفيمسؤوليةالشخص

بليبقىكلمنالشخصالطبيعيواملعنوميسؤوالجنزائياباالشرتاكعنذاتالفعلويعاقبكلمنهماعلىانفرادحسبمركزكلمنهما،الطبيعي4)فاعألصليأوشريك(فياجلرمية

:الظروفالمشددة:أوال

.233، صنفسهأحسن بوسقيعة ، املرجع - 1.239، ص أحسنبوسقيعة،املرجعالسابق-2.67، ص2012منصور رمحاين، القانون اجلنائي للمال واألعمال،اجلزء األول، دار العلوم،عنابة، - 3.239، ص نفسهأحسن بوسقيعة، املرجع - 4

85

: علىظروفتشديدالعقوبةفيجرائمالفسادكمايلي)م.ف.و.ق(من48نصتاملادةإذاكامنرتكبجرميةأوأكثرمناجلرائماملنصوصعليهافيهذاالقانونقاضياأوموظفا

عاماميارسوظيفةعليا،أوضابطاعمومياأوعضوفياهليئةأوضابطأوعونشرطةقضائية ) 20( سنواتإلىعشرين) 10( باحلبسمن عشرأوممنيمارسبعضصالحياتالشرطةالقضائيةأوموظفأمانةضبط،يعاقب

1."سنةوبنفسالغرامةاملقررةللجرميةاملرتكبة

2. نظروفالتشديدالتينصعليهااملشرعفيالنصاملذكورأعالهكلهاتتعلق بصفةالفاعألوالشريكدونالظروفالواقعيةا

:اإلعفاءمنالعقوباتوتخفيضها: ثانيا

" األعذارالقانونية"حتتعنوان)ج.ع.ق(من52/01وختفيضهامبوجباملادةنصاملشرعاجلزائريعلىنظاماإلعفاءمنالعقوبةاألعذارهيحاالمتحددةفيالقانونعلى : وهذاكمايلي

3سبيالحلصريرتتبعليهامعقياماجلرميةواملسؤوليةإماعدمعقاباملتهمإذاكانتأعذارامعفية وإماختفيفالعقوبةإذاكانتمخففة

ا نوعينمناألعذارالقانونيةالتييرتتبعليهعلى) م.ف.و.ق(من49:عدمعقاباملتهمواألخرىتخفيضالعقوبةوهذاكمايلي

يستفيدمناألعذاراملعفيةمنالعقوباتاملنصوصعليهافيقانونالعقوبات،كلمنارتكبأوشاركفيجرميةأوأكثرمناجلرائماملنصوصعللقضائيةأواجلهاتاملعنية،عناجلرميةوساعدعلىمعرفيهافيهذاالقانون،وقامقبلمباشرةإجراءاتاملتابعةبإبالغالسلطاتاإلداريةأوا

4.ةمرتكبيها

.أجهزةمكافحةالفسادوالعقوباتالمقررةلهفيالتشريعاالسالمي:المطلبالثاني

أجهزةمكافحةالفسادفيالتشريعاالسالمي:الفرعاألول

من أهم األجهزة اليت وضعها التشريع االسالمي ملكافحة ظاهرة الفساد

:واليةالمظالم_ أوال

يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته2006أفريل 20املوافق 1327حمرم 21املؤرخ يف 06/01من القانون رقم 48املادة - 1.349أحسن بوسقيعة ، املرجع السابق، ص - 2.314أحسن بوسقيعة، الوجيز يف القانون اجلزائي العام، مرجع سابق، ص - 3يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته2006أفريل 20املوافق 1327حمرم 21املؤرخ يف 06/01من القانون رقم 49املادة -4

86

:" .. ويعرفاملاورديرمحهاللهفياألحكامالسلطانيةنظاماملظاملبأنه1. إيصاالملتظاملني: هناتعين) قود(،وكلمة"قوداملتظاملينإلىالتناصفبالرهبة،وزجراملتنازعينعنالتجاحدباهليبة

؛وتعددمهاماخلليفةوتنوعهاألصلفياملظاملأنيتولىاخلليفةالفصلفيها،ولكناتساعرقعةاململكةاإلسالمية،واستبحارالعمرانو 2. ا؛أدتإلىأنيعهدفيالعصرالعباسيبالنظرفياملظاملإلىشخصآخر

ففيعهدالنبوةوعهداخلالفةالراشدة،ملينتدبللمظاملأحد،وإمناكانتمنازعاتتجرييبينهمفيأمورمشتبهيوضحهاحكمالقضاء،مورالدين،مثانتشربعدذلكاألمرشيئافشيئا،معدخواللناسبأعدادكبريةفياإلسالم،حتىتجاهرالناسبالظلموالتغالب،وملتكفهمزواجرالعظةعنالتصادمواملشاحنات،فا

3. ملغلوبينإلىنظراملظامل،تلكاهليئةالتيتمتزجفيهاقوةالسلطةوإنصافالقضاءاف احتاجواإلىردعاملتغلبينوإنص

انبوالياملظاملعددامناحلماةواألعوانوالقضاةوالفقهاءواألعالم،وهيتنظرفيدعاوىتعديالوالةواحلكاموحنوهيئةاملظاملتضمإلىجومهعأفرادالرعية،وفيتظلماملوظفينبنقصرواتبهمأوغمطبعضحقوقهمأوتأخريها،وفيشكاوىاالعتداءعلىاألموااللعامةوحنو

.ها

.ايتوقفالفصلفيهعلىمتظلموجماالتالفصلفياملظاملمنهاماالحيتاجالفصلفيهإلىمتظلم،ومنهام

:هيئةالحسبة: ثانيا

لقدوضعاإلسالممجموعةمنالقواعداألصوليةالتيتحكمالرقابةعلىاملعامالتفياألسواق،لتكومنرشداومعيارالتقوميسلوكالتج. ار،وللتأكدمنطهارةونظافةالسوقمناالحتكارواجلشعوالغشوالتدليسواالستغاللوكلمايسببضرراللمجتمع

4. يضمنتنفيذتلكالقواعدأطلقعليهنظاماحلسبةكماوضعنظاما

عصام احلرستاين وحممد الزغلي، املكتب اإلسالمي، بريوت لبنان، : أبو احلسن علي املاوردي، األحكام السلطانية والواليات الدينية، حتقيق-1.125، ص11996، 1ط

554، ص 1،1978ظافر القامسي، نظام احلكم يف الشريعة والتاريخ اإلسالمي، السلطة القضائية، دار النفائس، بريوت، لبنان، ط -131.126أبو احلسن علي املاوردي، املرجع نفسه ، ص –132

م، ص 1،1994دراسة مقارنة، دار رياض الصاحلني، الفيوم، مصر، ط صبحي عبد املنعم حممد، احلسبة يف اإلسالم بني النظرية والتطبيق،-419.

87

1". : هي: "واحلسبةكماعرفهااملاورديرمحهاهللا

:ودليلهامنالقرآنالكرميتلكاآلياتالتيتدعوإلىاألمرباملعروفوالنهيعناملنكر،كقوهلعزوجل

الذينإمنكنامهفياألر :"،وقوهلتباركوتعاىل2"هونعناملنكروأولئكهماملفلحونولتكنمنكمأمةيدعونإلىاخلريويأمرونباملعروفوين" ."3

: قالرسوالللهصلىاللهعليهوسلم: 4". نكرافليغريهبيده،فإنلميستطعفبلسانه،فإنلميستطعفبقلبه،وذلكأضعفاإلميانمنرأىمنكمم"

الصالة و ولقدكانتاحلسبةفيبدايةعهدالدولةاإلسالميةمبفهومهاالبسيطوهوالنهيعناملنكرواألمرباملعروفيشرفعليهاالنبيعليهفرادمثلمافعلمعذلكالتاجرالذيوجدهالسالمبنفسهكماكانيسندالقيامبهاأحياناغريه،فكانيتجولفياألسواقويراقبسلوكاأل

5. ولةحينهاملااستبانلهامنمشاكلوفتنمتعددةحالتدوناالهتمامبهاويوملتتطوربرغمتطورالد

لكنفيالعهدالعباسيعرفتهيئةاحلسبةتطوراملحوظاسواءفياجلانبالنظريأوالعملي،وذلكلشدةاحلاجةإليهافيتنظيموترتيبأمورالتلفة،وهذانظراال

. تساعرقعةاخلالفةاإلسالميةوتتمثلفياجلملةمهاماحملتسببالبحثعناملنكراتوالتعزيروالتأديبعلىقدرها،فاحلسبةفيالنظاماإلسالميأضحتوقايتهمنالفسادوا

.363املاوردي، املرجع السابق،ص- 134104سورة آل عمران، اآلية -135.41سورة احلج، اآلية - 136وأن األمر باملعروف والنهي عن املنكر تاب اإلميان، باب كون النهي عن املنكر من اإلميان وأن اإلميان يزيد وينقص كرواه مسلم، - 137

78واجبان، رقم احلديث .6م،ص3،1999فضإلهلي،احلسبةفيالعصرالنبويوعصراخللفاءالراشدين،مؤسسةالريان،بريوت،لبنان،ط-138

.23م،ص1987. ،1سعدبنعبداللهالعريفي،احلسبةوالنيابةالعامة،دراسةمقارنة،دارالرشد،الرياض،السعودية،ط-139.363املاوردي،املرجعالسابق،ص-140

88

الحنرافات،وأسامسنأسستكوينمجتمعفاضلنظيفتختفيفيهالرذائلوتسودفيها1.لفضائل،فهووسيلةملقاومةالشرومحايةاحملارما

:مقارنةبينمهامهيئةالمظالموهيئةالحسبة

بعدعرضموجزعنهيئةاملظاملوهيئةاحلسبةفيالشريعةاإلسالميةيتضحلناأنبينهماعواملمشرتكة،فقدوضعالفقهاءمقارنةبينا: " هليئتني،حيثقاالملاورديرمحهاهللا

: ؛أحدمهاوأمامابيناحلسبةواملظاملفبينهماشبهمؤتلفوفرقمختلف،فأماالشبهاجلامعبينهمافمنوجهني: والثاين. أمنوضوعهمامستقرعلىالرهبةاملختصةبسالطةالسلطنةوقوةالصرامة

2". جوازالتعرضفهماألسباباملصاحلوالتطلعإلىإنكارالعدوانالظاهر

ه أنالنظرفياملظاملموضوعلماعجزعنهالقضاة،والنظرفياحلسبةملارفهعن: وأماالفرقبينهمافمنوجهني؛أحدمهاأعلىورتبةاحلسبةأخفض،وجازلوالياملظاملأنيوقعإلىالقضاةواحملتسبومليجزللقاضيأنيوقعإلىوالياالقضاة،ولذلككانرتتبةاملظامل

3". حلسبةأنيحكم

: واليةالشرطةثالثا

فقدظهرتفيعهدالنبيعنأحكامالقضاةقليال

، االتقسيمعلىمقتضىالصالحياتهذالكربىوالوسطىالصغرىوأقاموا: وقدقسمالفقهاءالشرطةالىثالمثراتبلوسطىمباشرةول، فالكربىتنظرفياجلناياتوإقامةاحلدودعلىمنوجبتإقامتهاعليه

، هاإلقامةللحدودومباشرةإقامةالتعازيروالتاديباتهذ.او

سالميجريمةالغلولنموذجااإلالعقوباتالمقررةلجرائمالفسادفيالتشريع:الفرعالثاني

.363، املرجع السابق، ص- 3

89

اإلسالمية مقسمة إىل جرائم مقرتنة بعقوبة أو كفارة حيث تقدر العقوبة املقررة إما بنص إن اجلرائم يف الشريعة القرآن أو السنة باعتبارمها املصدر األول للتشريع اإلسالمي ، وهذه اجلرائم ثالثة أنواع جرائم احلدود وهي

السرقة البغي والردة واحلرابة ،أيضا جسبعة جرمية الزنا وشرب اخلمر والقذف و وهي القتل واجلرح والضرب وهي إما عمد أو شبه عمد أو خطأ على اختالف بني الفقهاء ،وكذلك اجلرائم

لعقوبة املالئمة على حسب اجلرمية ، ومن هذه اجلرائم خيانة األمانة ية يفوض فيها القضاء يف اختيار اتعزير واجلور يف احلكم وأكل أموال الناس بالباطل والغش التجاري والتجسس والغمار والسحر والشعوذة ودخول

.املساكن بغري حق

فيالفقهاإلسالمي) نهبالمااللعام(جريمةالغلول

مفهومجريمةالغلول: أوال

:ينصرففياللغةعلىثالثةمعان: لغة–أ

خيانةمطلقة:1

.فياحلقد،يقالفياألولتغلبضمالغني،وفيالثانييغلبكسرالغني:2

3::.

أماالغلولفياصطالحالفقهاءفاليبتعدعنالتعريفاللغوي_ب1

وه نتفاعبهبغريوجهحقحيثيقواللشيخابنتيميةفريسالتهالسياسةالشرعيةفيإصالحالراعيوالرعيةوإذاكاناإلماميجمعالغنائاال

ينظر القاضي ايب الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي ،املنتقى شرح موطأ مالك، حتقيق أمحد عطاج- 1. 395م، ص 1999،1دار الكتب العلمية بريوت ،ط

90

القيامةومنيغلليأتبماغليوم"مويقسمها،مليجزألحدأنيغلمنهاشيئا1فإنالغلوخليانةوالجتوزالنهبة،فإنالنبيصلىاللهعليهوسلمنهىعنهافقدمسىالغلولبالنهبة"

:تجريمالغلولفيالفقهاإلسالمي: ثانيا

161آلعمرانآية"وماكانلنبيأنيغلومنيغلليأتبماغليومالقيامةمثتوفىكلنفسماكسبتومهاليظلمون"قالتعاىل

واحلسنوغريواحدماينبغيلنبيأنيخون،وعنابنعباسقالفقدواقطيفةيومبدرفقالوالعلرسوالللوماكانلنبيأنيغلقاالبنعباسوجماهدهصلىاللهعليهوسلمأخذهافأنزالللهوماكانلنبيأنيغألييخونوقاالبنجريرحدثناحممدبنعبدامللكبنأبيالشوارحبدثناعبدالواح

محراءفقدتيومبدرفقالبعضالناسلعلر سوالللهأخذهافأكثروافيذلكفأنزالللهوماكانلنبيأنيغلومنيغلليأتبماغليومالقيامةوكذارواهأبوداودوالرتمذجيميعاعنقتيبةعن

عنمجاهدعنابنعبسنحوماتقدموهذا

يهلهصلواتاللهوسالمهعليهمنجميعوجوهاخليانةفيأداءاألمانةوقسمالغنيمةوغريذلكوقرأاحلسنالبصريوطاوسوجماهدواتنز لضحاكوماكانلنبيأنيغلبضمالياءأييخانوقالقتادةوالر

امثحكىبعضهمهذهالقراءةمبعنىيتهمباخليانةمثقالتعالىومنيغلليأتبماغليومالقيامةمثتوفىكلنفسماكسبتومهاليظلمونوهعنه .2

أمرهثمقالالألفينأحدكميجيءيومالوعنأبيهريرةقالثمقامفينارسوالللهصلىاللهعليهوسلمذاتيومفذكرالغلولفعظمهوعظمقيامةعلىرقبتهبعريهلرغاءيقوليارسوالللهأغثنيفأقولالأملكلكشيئاقدأبلغتكالألفينأحدكميجيءيومالقيامةعلىرقبتهفرسلهمححمةفيقوليارسوالللهأغثنيفأقولالأملكلكشيئاقدأبلغتكالألفينأحدكميجيءيومالقيامةعلىرقبتهشاةهلاثغاءيقوليارسو

أملكلكشيئاقدأبلغتكالألفينأحدكميجيءيومالقيامةعلىرقبتهنفسلهاصياحفيقوليارسوالللهأغثنيفأقولالللهأغثنيفأقولالالأملكلكشيئاقدأبلغتكالألفينأحدكميجيءيومالقيامةعلىرقبتهرقاعتخفقفيقوليارسوالللهأغثنيفأقولالأملكلكشيئاقدأب

3. قولالأملكلكشيئاقدأبلغتكفأ-لغتكالألفينأحدكميجيءيومالقيامةعلىرقبتهصامتفيقوليارسوالللهأغثين

39ينظر تقي الدين بن تيمية ،السياسة الشرعية يف إصالح الراعي والرعية ،قصر الكتب البليدة ،اجلزائر ،ص ..-1422. ،ص1ه،ج 1401ابن كثري ،تفسري ابن كثري ،دار الفكر بريوت، -2.1461،ص 3ج 1831رمي الغلول، رقم صحيح مسلم ،دار إحياء الرتاث العريب، بريوت ،حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي،،باب غلظ حت-3

91

يقول- صلىاللهعليهوسلم–قالسمعرتسوالهللا–رضياللهعنهما–وجاءفيصحيحمسلمعنابنعمر. 224صحيحمسلم،كتابالطهارة،بابوجوبالطهارةللصالة،رقماحلديث"التقبلصالةبغريطهوروالصدقةمنغلول"

اللهعليهوسلمبامباجاءالتقبلصالةبغريطهور،وهاألبوعيسىمحمدبنعيسىبنسورةالرتمذيكتابأبوابالطهارةعنرسوالللهصلىقاألبوعيسىهذااحلديثأصحشيءفيهذاالبابوأحسن1سنن،بامباجاءالتقبلصالةبغريطهوررقمالفيالرتمذيذااحلديثرواه

1.ماغلهرد

" ويروىإنص:أنرجالتوفييوخميربوذكروذلكللرسولصلىاللهعليهوسلمفقالصلواعلىصاحبكمفتغريتوجوهالقوملذلكفلمارأىذلكقال

" .احبكمغلفيسبيالللهففتحنامتاعهفوجدناخرزامتنخرززفرماتساويندرمهني

جألنامليتقدغللينتهيالناسعنالوأماقوهلصلىاللهعليهوسلمفيهذااحلديثصلواعلىصاحبكمفإنذلككانكالتشديدبغريامليتمنأ

2. يدلغريه

:ةيعقوبةجريمةالغلولفيالفقهاإلسالميعقوبةتعزير ثالثا

:كماهومعلومأناجلرائمفيالتشريعاجلنائياإلسالميتقسمإلىثالثةأقسام

زيروهذاالتقسيمعادةينسحبعلىالعقوباتاملقررةهلاوجرائماحلدودوالقصاالتعجرائماحلدود،وجرائمالقصاصوالدية،وجرائماقدرهاالشار صمحدودةالعددمقررةبنصمنالشارع،سواءكانالنصفيالقرآنالكرمي،أوفيالسنةالنبويةالشريفة،وكذلكعقوبا

والقصاصواليتصورالنقصمنهاوكذلكليسثمةجمالللتعديلفيالعقو ومنثمفالتتصورالزيادةعلىجرائماحلدودأ.عبالقرآنأوالسنة3.نيعليهأواألولياءفيجرائمالقصاصعنالعقوبةباتاملقررةهلازيادةأونقصاناأوعفواأوختفيفاويستثنىمنذلكجوازعفوا

.1461،ص 3ج 1831صحيح مسلم ،املرجع السابق، باب غلظ حترمي الغلول ،رقم -1ه،حتقيق1387ابنعبدالرب،التمهيدالبنعبدالرب،وزارةعموماألوقافوالشؤوناإلسالمية،املغرب -2287،ص 23مصطفى بن أمحد العلوي، ج . 117العوا ،يف أصول النظام اجلنائي اإلسالمي، دار املعارف ،القاهرة ،ص حمم دسليم-3

92

مفعقوباليسفيهاشيءقدرمنالشارعبلتختلفباختالفالناسوأحواهلموأجناسهموذواأماجرائمالتعازيرفهياجلرائمالتيعقوبا1ةجرائمالتعازيرمرتوكةللقاضيوذلكبمايرىفيهمصلحةللمجتمع

اوأنرياعيفيهاالباعثعليهاوهومحبهغريأنالقاضيليسلهسلطةحتكميةوإمناجيبعليهأالخيرجعلىمبادئالشريعةوروحهاعنداحلكمامةاإلنسانيةوأنتكومننامايةاألهواءوأنتكوحنامسةملادةالشرأوخمففةهلوأالتكونفيهاإهانةللكر حلايةاملصاحلاإلسالميةاملقررة

2.سبةللجرميةاملرتكبةفالإسراففيعقابوالاستهانةبه

ومما سبق ميكن القول أن التشريع اإلسالمي ترك لالجتهاد القضائي جماال واسعا عندما مل يفرض لكل جرمية من جرائم التعازير عقوبة معينة كمافعلت القوانني الوضعية

لصواب الذي جيوز غريه ألن تقييد القاضي بعقوبة معينة يف مجيع أنواع ومما جرى عليه يف ذلك هو احلق وااجلرائم حيول دون أداء العقوبة وضيفتها وجيعل العقوبة غري عادلة يف كثري من األحيان فتقدير العقوبة سلفا يف

ئمة والتناسب فكرة املالمجيع اجلرائم ينايف مبدأ التفريد العقايب الذي صار شعار للدراسات املعاصرة ويعطل .3بني اجلرمية واجلزاء الذي أصبح طلبا ملحا وضروريا

355،ص 4حممد بن عرفة الدسوقي، حاشية الدسوقي على الشرح الكبري ،دار الفكر ،بريوت ،ج -1قتصادية،مطبعةجامعةعنياالاإلمامأبوزهرة،العقوبةفيالفقهاإلسالمي،حبثمنشورفيمجلةالعلومالقانونيةو -2.71،ص 2م، السنة اخلامس ة،العدد 1963مشس، . 293حممد املدين بوساق ،اجتاهات السياسة اجلنائية املعاصرة ،مرجع سابق ص_ 3

97

اتمةـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــخإندراسةظاهرةالفسادوإخضاعهاللبحثالعلميأصبحتأكثرمنضرورةوباخلصوصفيالبلدانالناميةكبلدنا،وهذامنأجالملسارعةفي

اخلططواالسرتاتيجياتوالسياساتاجلنائيةالناجعةملواجهتها،فالفسادفيعصرناأصبحمنأمهمعوقاتالفهمالظاهرةوانتشارهامثوضعتنميةوالنهضة،وهذاراجعلتعقدهذهالظاهرةوتناميهافيالنسيجاالجتماعيللدوملمايصعبمننجاعةاحللوالملقرتحةواملطبقةفياملي

.دانلمواجهتهاوتقويضهاتلفالتعريفاتالتيأعطيتلهاوالحظناأنالفسادظاهرةمركبةهلاجوانبمتعددةفهيظاحاولنامنخالهلذاالبحثالتطرقالىظاهرةالفسادوخم

.تصادهاوتنعكسهذهاألثار علىاملستوييناحملليوالدويل،وعليهفانوسائلمعاجلةهذهالظاهرةوحماولةاحلدمنأثارهاتقتضياعتماداسرتاتيجيةموضوعيةوواضح

.والتقليلمنأثارهاصرةالفسادمنجهةأخرىنستطيعالقوألجنوهرالفسادهوفساداالنسانوبالتالييجباالهتمامبهمنخاللتقويةالقيمالدينيةالتيتحرمالفسادوجترماملفسدينمنخاللوسائاللتنشئةاالجتماعيةأياألسرةواملدرسةواملسجدواجلامعةووسائالالعالملتقويةاجلوانباخللقيةالتيتحثعلىال

عمااللفساد،كماجيباالهتمامبالفردالعاملمنخاللضمانأجرجيديضمنلهالعيشالكرميوحيصنهعناإلسلوكالسويالبعيدعنكألغراءاتيجبكذلكاقامةدولةالقانونالتييتمفيهاالتداولعلىالسلطةومتارسفيهاأعمااللرقابةواملساءلة،وتسلطفيهاالعقوباتعلىاملفس

.دينمنخالجلهازعدالةقويومستقلعنكاللضغوطات

:ةأمهنتائجالدراس:أوال

ومنخاللدراستناهذهالحظنامنهجالشريعةاإلسالميةوالقانونالوضعيفيمواجهةهذهالظاهرةمنخاللتبيينمفهومالفسادمثعال:جهمنخالألساليبالوقايةوكذااهليئاتالشرعيةاملكلفةمبكافحته،وذلك

-افحتهبعملهاوتنفيذاسرتاتيجيتهاالتصرحياحلقيقيباملمتلكاتالعقاريةواملنقولةللمسؤولينوقياماهليئةالوطنيةللوقايةمنالفسادومك

.يعدمنأمهأساليبالوقاية

98

(منأينلكهذا؟)إضفاءالشفافيةعلىكلمستوياتاإلدارةالعامةوتطبيقمبدأ-.وتعميقاإلخالصوالنزاهةفينفساملوظفالعامواملواطنكفيلباحلدمنالظاهرة

-االجتماعيللبالدواالقتصاديوحتىالأنالفسادكامننذالقدم،ولكنكلعصروصورفسادهالتيتحددهاعدةمعطياتتدخلتحتالواقع

.سياسي،لكنتبقىأمهصورههيالتيشرحناهاباختصاركاالختالسوالتزويرالرشوةواستغالاللسلطةوغريها

-

.

.املااللعاممناجلرائماخلطريةواحملظورةفيالفقهاإلسالميوإنلميحددهلاالشارععقوبةمقدرةأننهب-

-أجنرميةالغلولنهباملااللعامتعتربمناجلرائمالتعزيريةالتيأعطىالشارعللحاكمصالحيةحتديدالعقوبةاملالئمةهلاومبايناسباحلالوالزمانو

.

-أنالشريعةاإلسالميةملتقتصرفيمكاف

سببلجمعتذلكبالرتبيةاإلميانيةوتزكيةالنفسبحثهاعلىالطاعاتوالقرباتوربطهادائماوأبداخبالقهامماجيعالإلنسانرياقباللهفيالسروال.وهذام...علنوفيأميكانسواءفيالبيتأواملسجدأوالوظيفةوغريها

-

.راحنرافاتالفساد،وخاصةفيالبلدانالعربيةواإلسالمية

-تشرتطالشريعةاإلسالميةلتوليوظيفةعموميةالصالحوالقوةو

.البتةإلىتلكاملعانيوتلكاجلوانبالروحيةالتيتضفيهاالشريعةاإلسالميةعلىنظامها

99

:التوصيات أمه:ثانيا

-قةتعيينالعاملينجيبالتأكيدعلىاملعايرياملوضوعيةاخلاصةبالكفاءةواجلدارةفيمايتعلقبتعييناملوظفني،ذلكأنالفساديبدأأحيانابطري

فياملناصباالداريةباستخداممعايريالقرابةوالوالءواجلهويةممايؤديالىوصواللعديدمناألفرادغرياألكفاءالىمناصباملسؤولية،ومنثمت.سامههذهالطريقةفيالتوظيففيغرسبذورالفساد

-حدهبحوثاعلميةمستقلة،وتوجإجراءاملزيدمنالبحوثوالدراساتوتنظيمملتقياتومؤمتراحتولصورالفساداملعاصرة،فبعضهاحيتاجلو

يهعنايةالباحثينإلىدراسةنظاماملظاملواحلسبةفياإلسالموحماولةتطويرالرؤىواألفكارحوآللياتعملهماوواقعالفسادبصورهفيعصرن.ااحلايل

-

.اتاملقررةلصورالفساداملختلفةعقوب

-وضعاملناهجالرتبويةوالثقافيةمبسامهةالوزاراتاملعنيةوخمتلفوسائالإلعالمإلنشاءثقافةالنزاهةوحفظاملااللعامعنطريقاسرتاتيجيةاأل

.ماعي

.ضرورةالرتكيزعلىالوازعالدينيللتخلصمنكافةمظاهرالفساد-

.عيشةواعطاءكلذحيقحقهاملالعملعلىتحسينمستوى-

قائمة المصادر والمراجع

القرآن الكرمي

صحيح مسلممسلم بن احلجاج النيسابوري

سنن ابن ماجه حممد ابن يزيدالفزويين

سنن النسائيجمعة اإلمام أمحد بن شعيب النسائي

املعجم األوسط ، أبو القاسم بن سليمان بن أمحد الطرباين

حاشيةالدسوقيعلىالشرحالكبري،حممدبنعرفةالدسوقي،

السياسةالشرعيةفيإصالحالراعيوالرعيةتقيالدينبنتيمية،

تفسريابنكثريابنكثري

التمهيدالبنعبدالرب

اتفاقية االحتاد االفريقي ملنع الفساد ومكافحته

اجلزائري قانونالعقوبات

قانون اإلجراءات اجلزائية

الوقايةمنالفسادومكافحتهقانون

قانون العقوبات الفرنسي

حممد مدين بوساقاجتاهات السياسة اجلنائية املعاصرة و الشريعة االسالمية

-أمحد فتحي سرو أصول السياسة اجلنائية

مصطفى العوجي ، دروس يف العلم اجلنائي

إعالم املوقعني عن ربابن القيم اجلوزية العاملني

ملكافحة الفساد والدعوة لإلصالح السياسي واالقتصادي يف األقطار ،املشاريعالدولية'مفهوم الفساد"عامر خياط، العربية،

عبدالكرمي بن سعد إبراهيماخلثران، واقع اإلجراءات األمنية املتخذة للحد من جرائم الفساد

الفساد واجلرائم االقتصادية يف مصرأمحد أنور

شيخليدور القانون يف مكافحة الفساد اإلداري واملاليعبد القادر ال

لوريسبيجوفيتشأراء يف الفساد، األسباب والنتائج

حممود حممد معابرة، الفساد اإلداري وعالجه يف الشريعةاإلسالمية، دراسة مقارنة

-أمحد بن عبد اهللا بن سعود الفارس جترمي الفساد يف اتفاقية األمم املتحدة

عبد اخلالق فاروق الفساد يف مصر

أحسن بوسقيعةالوجيز يف القانون اجلنائي

عبد الرزاق مقري احلكم الصاحل وآليات مكافحة الفسا

جالل ثروت ، الظاهرة اإلجرامية

حممد جنمي صبحي جنم أصول علم اإلجرام و العقاب

حممد الغياطالسياسة اجلنائية ومحاية حقوق احلدث اجلانح

الدينية أبو احلسن علي املاوردي األحكام السلطانية والواليات

جباري عبد احلميدقراءة يف قانون الوقاية من الفساد ومكافحته

ظافر القامسينظام احلكم يف الشريعة والتاريخ اإلسالمي،

الد شعرواي، اإلطار التشريعي ملكافحة الفساد، دراسة مقارنة لبعض الدوخل

- مقارنةصبحي عبد املنعم حممد، احلسبة يف اإلسالم بني النظرية والتطبيق، دراسة

حممد سليم العوايف أصول النظام اجلنائي اإلسالمي

2008امللتقى الوطين حول اآللياتالقانونية ملكافحة الفساد، كلية احلقوق والعلوم السياسية، جامعة ورقلة،

الفھرس

ماھیةالسیاسةالجنائیةفیمواجھةالفسادفیالشریعةاالسالمیةوالقانونالوضعيالفصل األول

اإلطارالمفاھیمیللسیاسةالجنائیةوظاھرةالفسادالمبحث األول

مفھومالسیاسةالجنائیةالمطلب األول

تعریفبالسیاسةالجنائیةفیالقانونالوضعيالفرع االول

الجنائیةفیالشریعةاإلسالمیةتعریفبالسیاسةالفرع الثاني

مفھومالفسادفیالفقھاإلسالمیوالقانونالوضعيالمطلب الثاني

تعریفالفسادفیالقانونالوضعيالفرع األول

التعریفالفقھيأوال

تعریف الفساد من منظور الھیئات الدولیةثانیا

التعریف التشریعيثالثا

تعریفالفسادفیالفقھاإلسالمي: الفرعالثاني

ول الفساد في القرآن الكریمأوال مدل

السنة النبویةالفسادفيثانیا مدلول

األساسالنظریلسیاسةالتجریموالعقابفیالقانونالجنائیالجزائریوالشریعةاإلسالمیة: المبحثالثاني

السیاسةالجنائیةفیالمذاھبالفكریة: المطلباالول

السیاسةالجنائیةفیالمذاھبالتقلیدیة: الفرعاألول

أوال مدرسة السیاسة الجنائیة التقلیدیة

ثانیا المدرسة التقلیدیة الحدیثة

السیاسةالجنائیةفیضوءالمدرستینالوضعیةوحركةالدفاعاالجتماعي: الفرعالثاني

من خالل المدرسة الوضعیةالسیاسةالجنائیةأوال

عبر حركة الدفاع االجتمايالسیاسةالجنائیةثانیا

الجنائیةفیالقانونالجزائريالسیاسة: الفرعالثالث

أوال سیاسة التجریم والعقاب

ثانیا سیاسة التأھیل واإلصالح

السیاسةالجنائیةفیالشریعةاإلسالمیة: المطلبالثاني

سیاسةالوقایةوالمكافحة: الفرعاألول

سیاسةالتجریموالعقاب: الفرعالثاني

آلیاتمكافحةجرائمالفساد: الفصاللثاني

الوقایةمنجرائمالفساد: المبحثاألول

إنشاءالھیئةالوطنیةللوقایةمنالفسادومكافحتھ: المطلباألول

تعریفالھیئةالوطنیةللوقایةمنالفسادومكافحتھ: الفرعاألول

أوال النظام القانوني للھیئة

تشكیلةالھیئةالوطنیةللوقایةمنالفسادومكافحتھ: ثانیا

الفسادومكافحتھاختصاصاتالھیئةالوطنیةلوقایةمن: الفرعالثاني

صالحیاتالقسمالمكلفبالوثائقوالتحالیلوالتحسیس: أوال

مھامقسممعالجةالتصریحاتبالممتلكات: ثانیا

مھامقسمالتنسیقوالتعاونالدولي: ثالثا

الدیوانالمركزیلقمعالفساد: المطلبالثاني

الطبیعةالقانونیةللدیوانوتشكیلتھوكیفیةتنظیمھ: الفرعاألول

تشكیلةالدیوان: أوال

تنظیمالدیوان: ثانیا

مھامالدیوانوكیفیةسیره: الفرعالثاني

صالحیاتالدیوانومستجداتأحكامھاإلجرائیة أوال

ثانیادورالدیوانفیمكافحةالفساد

كیفیاتسیرالدیوان: ثالثا

قمعجرائمالفسادوأجھزةمكافحتھفیالتشریعاإلسالمیوالعقوباتالمقررةلھ: المبحثالثاني

المتابعةإجراءات: المطلباألول

.التحقیقفیجرائمالفسادوالتعاونالدولیالقضائي: الفرعاألول

.العقوباتالمقررةللشخصالطبیعیوالشخصالمعنوي: الفرعالثاني

.أجھزةمكافحةالفسادوالعقوباتالمقررةلھفیالتشریعاالسالمي:المطلبالثاني

.أجھزةمكافحةالفسادفیالتشریعاالسالمي: الفرعاألول

أوال والیة المظالم

ثانیا والیة الحسبة

ثالثا والیة الشرطة

العقوباتالمقررةلجرائمالفسادفیالتشریعاإلسالمیجریمةالغلولنموذجا: الفرعالثاني

مفھوم جریمة الغلولأوال

تجریمالغلولفیالفقھاإلسالمي: ثانیا

ثالثاعقوبةجریمةالغلولفیالفقھاإلسالمیعقوبةتعزیریة