ﻞﻘﻨﻟا ﺪﻘﻋ ﻦﻋ ﺔﺌﺷﺎﻨﻟا تﺎﻋزﺎﻨﻤﻟا ﻲﻓ...

691
ﺟﺎﻣﻌ ـــــ ﺔ أﺑ ــــ ﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻠﻘﺎﻳ ـــــ- ﺗﻠﻤﺴ ـــ ﺎن- ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻘﻞ اﻟﺒﺤﺮي ﻟﻠﺒﻀﺎﺋﻊ رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف: إﻋﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺐ: ﺑﻠﺒﺎﻗﻲ ﺑﻮﻣﺪﻳﻦ أ. د ﻛﺤﻠﻮﻟﺔ ﻣﺤﻤﺪ أﻋﻀﺎء ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ أ. د ﺑﻦ ﻋﻤﺎر ﻣﺤﻤﺪ أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻤﺴﺎن رﺋﻴﺴﺎ أ. د ﻛﺤﻠﻮﻟﺔ ﻣﺤﻤﺪ أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻤﺴﺎن وﻣﻘﺮرا ﻣﺸﺮﻓﺎ أ. د ﺑﻮﻛﻌﺒﺎن اﻟﻌﺮﺑﻲ أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻴﺪي ﺑﻠﻌﺒﺎس ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ د. ﺑﺴﻌﻴﺪ ﻣﺮاد أﺳﺘﺎذ ﻣﺤﺎﺿﺮ أ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻤﺴﺎن ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ: 2017 - 2018

Upload: others

Post on 12-Jun-2020

3 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • -انـــتلمس-د ـــــي بكر بلقايــــة أبـــــجامع

    كلية الحقوق والعلوم السياسية

    التحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائع

    الخاص القانون في الدكتوراه شهادة لنيل رسالة

    إعداد الطالب: تحت إشراف: د كحلولة محمد.أ بلباقي بومدين

    أعضاء لجنة المناقشة

    رئيسا تلمسان جامعة العالي التعليم أستاذ د بن عمار محمد .أ

    مشرفاً ومقرراً تلمسان جامعة العالي التعليم أستاذ د كحلولة محمد .أ

    مناقشاً سيدي بلعباس جامعة العالي التعليم أستاذ د بوكعبان العربي.أ

    مناقشاً تلمسان جامعة أ محاضر أستاذ بسعيد مراد. د

    2018-2017 :السنة الجامعية

  • ن الفاضل ن بو إ

    ثراه هللا طيب أحمد أ روح إ

    ي وأبنا زوج إ

    بخ لنا د من ل إ

  • الذي مد تما وكرمھ .البحث اذبفضلھ

    العميــق وتقــديري ــ الكب ي كحلولــة الــدكتور ألســتاذل امتنــا

    و محمــد، البحــث، ــذا ــ ع باإلشــراف تفضــل الــذيً عرفانــا

    وقـــت، مـــن ـــ منحـــھ يل ملـــا ســـ ـــ وتوجيـــھ ـــ ن مـــن دلـــھ و

    .هإعدادًا خ هللا .فجزاه

    مــــــــــة، املح نــــــــــة ال أعضـــــــــاء باألســــــــــاتذة موصــــــــــول والشـــــــــكر

    البحث ذا ملناقشة م بقبول ي شرفو .اللذين

    أخــــص البحــــث، ــــذا ــــ ع ــــ خ بصــــمة لــــھ انــــت مــــن ــــل ول

    م يأمـــ مـــنو ســـاتذ ـــي فجـــزازمال وتلمســـان، شـــار جـــامع

    زاء ا خ ل ال .هللا

  • التحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمختصراتقائمــة

    المختصرات أهمقائمة

    اجلريدة الرمسية: ر.ججزء: ج

    طبعة: طصفحة: ص.اجلزائريقانون اإلجراءات املدنية واإلدارية:ج.إ.و.م.إ.ق.الفرنسيقانون اإلجراءات املدنية : ف.م.إ.قالقانون املدين اجلزائري: ج.م.قالقانون البحري اجلزائري: ج.ب.قاجلزائريالقانون التجاري : ج.ت.ق

    Liste des principales abréviations

    A. F. D. M: Association française de droit maritime.Al: Alinéa.art. Article.Ass. plén: Assemblée Plénière.bull. civ: Bulletin des arrêts de la cour de Cassation (chambres civiles).C. App: Cour d'appel.C. C. F: Code civil français.C.C.I: Chambre du commerce internationale.C. J. C. E: Cour de justice de la communauté européenne.C. M. I: Comité maritime international.Cass: Cour de cassation française.Cass. 1ère civ: Première Chambre civile de la Cour de cassation .Cass. Com: Chambre commerciale de la Cour de cassation.Cass. Req: Chambre des requêtes de la Cour de cassation.Cf. (cf.): Confer.CNUDCI: Commission des Nations Unies pour le droit du CommerceInternational Commercial.COLREG: Collision régulation, Règlement pour prévenir les abordages enmer.D. M. F: Droit maritime français (Revue).D. S: Dalloz Sirey.Dr. Eur. Trans: Droit Européen des Transports.ED: Edition .FASC: FASCICULE.Gaz. Pal: Gazette du palais.

  • التحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمختصراتقائمــة

    G.L.N: Gide Loyette Nouel.Ibid: Ibidem.I. M. O: International maritime organisation.J. C. C: Juris-classeur commercial.J. C. P: Juris-classeur périodique (Semaine juridique)J. D. I: Journal du droit international Jurisprudence. (clunet).L. G. D. J: Librairie générale de droit et de jurisprudence (Paris).Litec Librairies techniques.op. cit: opere citato.O. P. U: Office des publications universitaires (Alger).O. H. A. D. A: Organisation pour l’harmonisation en Afrique du Droit desAffaires.P. U. F: Presse universitaire de France (Paris).Rev. Crit. Dr. Inter. Pri: Revue Critique de Droit Internationale Privé.R. C. D. I. P: Revue critique de droit international privé.R. D. C. M. A. T: Revue de droit commercial, maritime, aérien et destransports.R. F. D. A: Revue française de droit aérien.R. I. D. M: Revue internationale de droit maritime.R. T. D. C: Revue trimestrielle de droit commercial.RC: Recueil des cours.rép. Com: Répertoire commercial.Rép. D. : Répertoire Dalloz.Rev. Arb: Revue de l’arbitrageRev. Arb, Crit, Dr, Inter, Pri Revue de l’arbitrage critique droit Internationalprivé.Rev. Dr. Aff. int, Revue droit International des affaires.S suivesS. J. : Semaine juridique.SOLAS Safety of life at sea.T. : Tome.T. G. I. : Tribunal de grande instance transports.Trib. Coin. : Tribunal de commerce.UNCITRAL: United Nations Commission on InternationalTrade Law (V. CNUDCI)

  • المقدمة

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    2

    ارتبط عقد النقل البحري بالصراع بني الناقلني والشاحنني، ونتيجة ملا جنم عن هذا اً قدميالناشئة عن تنفيذ هذا الصراع من اختالل يف التوازن االقتصادي بني الفئتني، بسبب املنازعات

    النوع من العقود، ظهرت احلاجة إىل طرق فعالة لتسوية مثل هذه املنازعات، السيما مع تطور ا الرئيسيوازدهار التجارة اخلارجية، واليت يعت ومراعاة لتلك اخلصوصيات .رب النقل البحري شريا

    ا عقد النقل البحري، ا لقضاء أمرًا إلزاميًا لتسوية مل جيعل القانون سلوك طريق اليت يتميز منازعاته، بل أجاز هلم إمكانية اللجوء إىل حمكم خيتارونه للفصل فيما ينشأ عن هذا العقد من منازعات، بعيداً عما يتطلبه القضاء من نفقات باهضة، وما يتميز به من بطء يف سري اإلجراءات،

    بني األطراف، وغريها من السلبيات وما ينتهي إليه يف غالب األحيان من قطع ألواصل العالقاتاليت ال يعرفها نظام التحكيم، الذي يعطي لألطراف مكنة احلصول على حل سريع يرتضونه م قائمة دون أن ينال منها ما ينشأ عن عقدهم من م، وبأيسر التكاليف، مع بقاء عالقا ملنازعا

    .منازعات، على - ومها الشاحن والناقل-بضائع لري لوآلية ذلك، أن يتفق أطراف عقد النقل البح

    إحالة أي نزاع نشأ أو سينشأ بينهم مستقبًال، مبناسبة تنفيذهم للعقد املربم بينهم على التحكيم دون قضاء الدولة، وذلك مبوجب شرط حتكيم يتم إدراجه يف العقد، أو يتم االتفاق عليه مستقبالً

    . طة التحكيمبصورة مستقلة عن العقد، وهو ما يعرف مبشار اكتسى التحكيم منذ القدم أمهية قصوى يف جمال املنازعات اليت تعرتي تنفيذ عقود النقل وقد

    وعمليات التجارة البحرية، وهذا راجع إىل ما يتميز به هذا األسلوب من خصوصيات ،البحريمقارنة مع قضاء الدولة، تتجلى أساسًا يف سرعة الفصل يف هذا النوع من املنازعات وسهولة

    القانون واإلجراءات حمكميهم، واختيارإجراءاته وسريتها، وأهم من ذلك حرية األطراف يف اختيارسطع مصطلح التحكيم الدويل يف مساء "، وعلى هذا األساس.بيقها على هذه املنازعاتملراد تطا

    القانون الدويل العام، ليؤكد وجيسد مبدأ الرضائية يف جمال العالقات والعقود الدولية، الذي ينهض على مبدأ سلطان اإلرادة، وأصبح التحكيم نظامًا قضائيًا عاملياً، كإحدى -يف معناه ومبناه-

    .1"ري الوسائل القضائية لتسوية املنازعات بالطرق السلميةشط

    ، ص 2002مصر، الطبعة األوىل، قاهرة، د خالد حممد القاضي، موسوعة التحكيم التجاري الدويل، دار الشروق، الد 117.

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    3

    ، حتتل الصدارة العامليةالتجارةجماليفالبحريالنقلأن عمليات،وما يؤكد هذه احلقيقةنسبةمتثلإذ،واجلوالرباليت تتم عن طريقباملقارنة مع جمموع عمليات النقل األخرى املختلفة

    انظرا،اإلمجايلحجمهامن%85 معالتكيفعلىالسفينةللطاقة الكبرية اليت تتمتع عربونقلهاالبضائعخمتلفقدرة على استيعابمنبهتتميزماو احلديثة،التكنولوجيامتطلبات

    من املنازعات %90أن أكثر من ،من احلقائق املؤكدةهأضف إىل ذلك، أن.1العاملموانئمن املنازعات %80املعروضة أمام رابطة احملكمني البحريني يف لندن هي ذات طبيعة حبرية، وأن

    اخلاضعة للتحكيم تتعلق مبشارطات اإلجيار أو سندات الشحن الصادرة تنفيذا هلذه املشارطات، ن الرقم العاملي م%85بلغت نسبة التحكيم يف املسائل البحرية ما يعادل وحدهاويف إجنلرتا

    .2موع طلبات التحكيمذه املثابة، يف تسوية ،أصبح التحكيم هو النظام القانوين الذي ال غًىن لألطراف عنهو

    م البحرية اليت نشأت أو سوف تنشأ بينهم مستقبال، ملا حظي به من رواج وازدهار ال منازعامثيل له يف عصرنا احلاضر نظرًا الزدهار التجارة الدولية، والتبادل التجاري الدويل، الذي أصبح

    .3يعتمد بشكل كبري على النقل البحري كوسيلة لتنفيذ عقود التجارة البحريةكنظام قانوين ،وقد ساعد على ازدهار التحكيم البحري ورواجه يف أسواق التجارة البحرية

    ا عدة اعتبارات ميكن تلخيصها فيما يلي :حلل منازعاالسيما وأن موضوعها ،يز املنازعة البحرية بالتعقيد والصعوبة نظرا للطابع الفين الذي تتميز بهمت-

    ، جيعلها حتتاج إىل خربات فنية كبرية للفصل فيها، األمر الذي أثار غالبا ما يكون ذو قيمة كبريةصعوبة أمام القضاء للتصدي ملثل هذه املنازعات، وبالتايل يعترب التحكيم هو الوسيلة األنسب

    . 4لفض تلك املنازعات

    دار البحري،والنقلوالتكنولوجياللعلومالعربيةاألكادمييةوالقانونية،التجاريةاألوجهالوسائط،املتعددالنقلملش،فاروقد 1.09، ص 1996والنشر، اإلسكندرية، للطباعةالشنهايب

    ، شرط التحكيم باإلحالة وأساس التزام املرسل إليه بشرط أنظر يف شأن هذه اإلحصائيات، د حممد عبد الفتاح ترك2.16، ص 2006للنشر، اإلسكندرية، الطبعة األوىل، سنة دار اجلامعة اجلديدةالتحكيم،

    3 M. Monetti, Arbitrage et Affrètement Maritime, Etude Comparée des sentences francaises et Américaines,Thése, Rouen-Haute-Normandie, 1981, p. 1.

    باتنة،جامعةاحلقوق،البحرية، كليةللمنازعاتالذاتية اخلاصةحتقيقيفودوره،املؤسسيالتحكيمعواشرية،د رقية4.99، ص 2010اجلزائر، جملة الباحث، العدد الثامن، السنة الثامنة،

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    4

    م- سواء من حيث اختيار نوع ،حرية األطراف يف اختيار التحكيم كوسيلة حلل منازعاأو حىت ،أو من حيث اختيار القانون واإلجراءات املطبقة عل النزاع،)مؤسسيا أو حرا(التحكيم

    حيث ميتد النطاق الزمين لتلك احلرية من حلظة ،من حيث حتديد مكان وزمان انعقاد التحكيم.1االتفاق على التحكيم إىل حني صدور حكم التحكيم

    م يف سرية ال توفرها هلم احملاكم الوطنيةرغبة أطراف - سواء ،العالقات البحرية يف حل منازعا.أو بالنسبة لسرية احلكم الصادر عنها اإلجراءاتبالنسبة لسرية

    م بسرعة ال تتوفر هلم يف احملاكم الوطنية يف - رغبة أطراف العالقات البحرية يف حل منازعا.ال بأعداد كبرية من القضاياواليت هي مثقلة أص،الدول املختلفة

    الصفة الدولية للنشاط البحري جيعلها تتماشى مع طبيعة التحكيم ومرونته، نظرًا الختالف -جنسية الناقل عن جنسية الشاحن عن جنسية السفينة يف أغلب األحيان، ونظرًا الرتباط األنشطة

    لذلك أصبح التحكيم التجاري البحرية بانتقال البضائع واألموال واخلدمات من دولة إىل أخرى، .2الدويل ضرورة يفرضها واقع التجارة الدولية

    ازدياد تدخل الدولة وأشخاصها املعنوية العامة يف ممارسة األنشطة البحرية، األمر الذي حدا -خوفًا من تغليب مصاحل الدول ،بأطراف العالقة البحرية إىل استبعاد اختصاص القضاء الوطين

    .3ات البحريةاألطراف يف العالقحيثوالتحكيم ليس بظاهرة قانونية حديثة، بل هو نظام قدمي قدم العالقات البشرية،

    ،ذهب جانب من الفقهفقد ، 4يضرب جبذوره يف أعماق التاريخ وحىت قبل نشوء القوانني واحملاكمإىل أن التحكيم معروف منذ بداية البشرية وهو قدمي بقدمها، بينما يذهب البعض اآلخر إىل القول

    يف القرنني الرابع والسادس قبل امليالد ومل يكن معروفا قبل ذلك ،5بأن التحكيم نشأ يف اليونان

    امة يف التحكيم التجاري الدويل، منشورات احلليب احلقوقية، بريوت، لبنان، د حفيظة السيد احلداد، املوجز يف النظرية الع1.27، ص 2010

    24، القاهرة، العدد األول، ص )مقال منشور يف جملة التحكيم العريب(د أبو زيد رضوان، قانون التجارة الدولية 2.بعدهاوما32سابق، صحفيظة احلداد، مرجع د 3د الوليد بن حممد بن علي الربماين، التحكيم يف املنازعات البحرية، دار النهضة العربية، القاهرة، مصر، الطبعة األوىل، 4

    .40، ص 2010م اعرتفوا بالتحكيم 5 ويذهب البعض إىل أن اليونان مل يعرف التحكيم الدويل إلنكارهم مبدأ املساواة بني الدول، غري أ

    ، دار الثقافة للنشر )دراسة قانونية مقارنة(علي طاهر البيايت، التحكيم التجاري البحري أنظر يف ذلك، اخلاص بني األفراد،.69، ص 2006وزيع، عمان، الطبعة األوىل، والت

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    5

    سيحية يف ، كما كانت الدول امل2، ويف روما فقد كان التحكيم سائدا يف مجيع عصورها1التاريخأوروبا خالل القرون الوسطى حتتكم إىل البابا يف فض منازعتها، وملّا ضعفت سلطة البابا جلأت

    .3هذه الدول إىل هيئات خاصة يتم االتفاق على تكوينها مبناسبة النزاعأن العرب قبل اإلسالم قد عرفوا نظامني للفصل يف املنازعات مها ،وتشري الدراسات التارخيية

    ام القضاء ونظام التحكيم، وكان نظام القضاء يوجد حيث توجد سلطة مركزية قوية، بينما كان نظتمعات القبلية ا سلطة مركزية قوية،التحكيم سائدًا يف ا تمعات املدنية اليت ال توجد ، 4أو ا

    ملنازعات حيث كان شيخ القبيلة يتوىل الفصل يف املنازعات اليت تدور بني أفراد قبيلته، أما ااحلاصلة بني قبيلتني أو أكثر فكان يتوىل مهمة التحكيم فيها شيخ قبيلة أخرى حمايدة، وقد احتكم شيوخ العرب إىل رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قبل بعثته، عندما أراد كل منهم وضع

    . 5احلجر األسود يف مكانه عند إعادة بناء الكعبة، والذي ينضوي البحث حمل الدراسة حتت مضلته،عات البحريةأما التحكيم يف جمال املناز

    لتصدير عندما ازدهرت التجارة اخلارجية وسياسة ا،فقد ظهر منذ القرن الرابع عشر ميالديويف حوايل القرن اخلامس عشر والسادس عشر، نشأت جمموعة من .واالسترياد عن طريق البحر

    املؤمنني ومل تكن تربطهم رابطة عمل مشرتكة، وإمنا مجع بينهم مقهى يف لندن مملوك لشخص ، مث تطورت عالقة هؤالء املؤمنني يف القرن السابع عشر ميالدي، EDWARD LOYDSيدعى

    كيل عن كل قطر وميناء هام يف العامل، ومن مث ظلت وأصبح هلا و ) هيئة الّلويدز(إىل أن انبثقت دول أوروبا مبا فيها فرنسا تربم عقود تأمني حبرية على املخاطر يف لندن، وبقي هذا الوضع سائداً

    اية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين .6حىت

    .05د حفيظة السيد احلداد، مرجع سابق، ص 12 D. Papadatou, L’arbitrage byzantin , Revue des études Byzantines, Tome 67, 2009, p. 349.

    د أبو اليزيد علي املتيت، التحكيم البحري، حبث منشور يف جملة إدارة قضايا احلكومة، العدد األول، السنة التاسعة عشر، 3.29، ص1975يناير، مارس،

    العريش، د حممود سالم زنايت، التحكيم عند العرب، حبث مقدم ملؤمتر التحكيم يف القانون الداخلي والقانون الدويل،4، )دراسة مقارنة(، أشار إليه، د حسين املصري، التحكيم التجاري الدويل 15، ص 1987املطبعة العربية احلديثة، القاهرة،

    .22، ص 2006دار الكتب القانونية، مصر، .28ص ،حبث مشار إليه سابقاً لبحري، التحكيم اد أبو اليزيد علي املتيت، 5واالتفاقيات الدولية، دار 1994اتفاق التحكيم البحري وفقا لقانون التحكيم املصري لسنة إميان فتحي حسن اجلميل، 6

    .28، ص 2013اجلامعة اجلديدة للنشر، اإلسكندرية، الطبعة

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    6

    ،عليا اإلجنليزيةم نشأت يف لندن احملكمة التجارية كفرع من احملكمة ال1880ويف عام واختصت بقضايا التجارة البحرية والبنوك والتأمني، ونشأ بالتدريج فرع خاص يف احملكمة لدعاوى

    اليت نشأت نتيجة الشرط االختياري الوارد يف العقود البحرية حبسم املنازعات الناشئة ،التحكيمكما كان يلجأ إليه ،التحكيمعنها عن طريق التحكيم، وكان هذا الفرع يتم التظلم إليه من أحكام

    .1إذا مل يتعاون أحد األطراف يف إجراءات التحكيموانتشاره بني مجيع الدول على النحو السابق، ،إن استمرارية التحكيم منذ القدم وحىت اآلن

    حول ما إذا كان التحكيم يعد يف حقيقته أسبق يف الظهور من القضاء، أم أدى إىل اختالف الفقه: إىل اجتاهات عدةوذلك، ألخري أسبق يف الظهور من التحكيمأن هذا ا

    إىل القول بأن التحكيم هو الشكل البدائي للعدالة، فهو أسبق يف الظهور 2فذهب جانبإىل العدالة من ت اإلنسانية من القصاص الفردي من العدالة اليت تقدمها الدولة، حيث انتقل

    ففي املرحلة األوىل سادت فكرة القصاص كوسيلة وحيدة حلصول الفرد على .خالل أربعة مراحلحقه ممن اعتدى عليه، مث أعقب ذلك مرحلة التحكيم االختياري ويف ظلها خيتار األطراف

    ل بينهم، مث تلتها مرحلة التحكيم شخصا من الغري حيث يتوىل مهمة الفصل يف النزاع احلاصاإلجباري حيث أصبحت الدولة تفرضه على األطراف املتنازعة، ويف مرحلة أخرية استقلت الدولة ا مسحت هلم باللجوء إىل التحكيم يف بوظيفة القضاء وإقامة العدالة بني الناس بنفسها، غري أ

    .3حاالت حمددةإىل القول بأنه وإن كان صحيحًا أن التحكيم يعد نظاما ،4بينما ذهب فريق آخر من الفقه

    .إال أنه ال ُيسلَّم بأنه أسبق يف الظهور من عدالة الدولة،قضائيا قدمياحيث يذهب إىل القول بأنه ال ميكن اجلزم يف مسألة ،وقف اجتاه آخر موقفا وسطاً يف حني

    ال يؤكد أن أيهما أسبق يف الظهور التحكيم أم عدالة الدولة، ذلك أن البحث التارخيي يف هذا ا، 5ألن اإلجابة على ذلك تتنوع من حضارة ألخرى،هذه املسألة ال ميكن حسمها على حنو قاطع

    .03، ص 2005حممد كمال محدي، التحكيم يف املنازعات البحرية، منشأة املعارف، اإلسكندرية، مصر، 12 V. Glasson, Tissier et Morel, Traité théorique d’organisation judiciaire de compétence et de procédurecivile, 3ém éd, 1925 – 1936, TV n° 1802.

    .06مشار إليه يف كتاب، د حفيظة احلداد، املرجع السابق، ص.املرجع نفسه، نفس املوضع3

    4 A. Mgdelain, Aspects arbitraux de la justice civile archaïque a Rome, Revue. Intern. Dr. Antiq, 1980, 205spéc, p. 281.

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    7

    معينة، فإن عدالة الدولة عند حضارات ، فحيث يسبق التحكيم العدالة يف حضارات1ألخرى.2من التحكيمأخرى تكون أسبق يف النشأة

    ا هي أن نظام التحكيم ظهر قبل تنظيم الدولة ،غري أن احلقيقة التارخيية اليت ميكن اجلزم تمعات املنظمة أو شبه املنظمة بشكلها احلديث 3للسلطة القضائية ، ألن القضاء ارتبط بظهور ا

    ، بل إن التحكيم هو أصل القضاء نشأ وحقق مراده قبل وجود القضاء املنظم من قبل )الدولة(. 4السلطة احلاكمة، على اختالف تنوعها وتطورها عرب تاريخ العدالة البشرية

    وقد أضحى التحكيم بال منازع نظامًا معرتفًا به عند التشريعات والنظم القانونية الدولية يثور ل وأبرمت بشأنه عدة معاهدات واتفاقيات بني الدول، وال شك أن السؤال الذي املختلفة، ب

    التحكيم، على اعتبار أن السلطة القضائية هي إحدى هذاحول مصدر شرعية،يف هذا الصددالسلطات اليت حتتكرها الدولة، وأن التحكيم هو قضاء اتفاقي يتم خارج هذه السلطة القضائية،

    ة بإقامة العدل بني الناس، ومع ذلك جوزت للمتقاضني االحتكام إىل أشخاص فكيف ختتص الدولا بل ويكون واجب التنفيذ بواسطة ،ويكون حكمها معرتفا به من قبل الدولة،أخرى خيتارو

    .حماكمها؟إال أنه .5يف قبوهلا للتحكيم كنظام خاص للتقاضي يف بعض املنازعاتخالف بني الدول ال

    :إليه وذلك على رأيني) القانونية(اختالف حول األساس الذي ميكن إسناد هذه الشرعية ةمثيرى أن شرعية التحكيم تستند إىل فكرة الصلح بني اخلصوم، فمادام جيوز ،الرأي األول

    للخصوم التصاحل على حقوقهم بتنازل كل منهم عن بعض ما يدعيه وصوال إىل حسم النزاع، فإنه م اختيار حمكم يرتضونه للفصل فيه حبكم يلتزمون به، وكأن التحكيم يستمد شرعيته إذن يكون هل

    1 Thomas Clay, L’arbitre, Edition paris, Dalloz, 2001, p. 3.2 E.Tyan, Histoire de l’organisation jurdiciaire en pays d’Islam, E.Y. Brill, leiden, 2éme éd, 1960, pp. 27 –83.

    قبلأبرمتصلحمعاهدةنصوصالسومريةباللغةعليهدونتعليه،العثورمتة التارخيية لوح حجريد هذه احلقيقوما يؤك3حتكيمشرطهذه املعاهدةتضمنت،نسبة إىل مدينة أور بالعراق)ورمنوأ(ومدينة السومرية)لكش(مدينةبنيأالف سنةمخسةعبد، أنظر، القضاءمنظهوراً سبقأذلكبالتحكيمفيكون ،بينهمااحلدودنزاعاتاملدينتني بشأنبنيينشأنزاعأيلفض

    .32، ص 1969بغداد،،ولاألالعدد، القانونيةالعلومجملة،الدوليةاملنازعاتيفالتحكيمالقطيفي،احلسنيالقاهرة، الطبعة األوىل، دار النهضة العربية، ، د أمحد عبد الكرمي سالمة، قانون التحكيم التجاري الدويل والداخلي4

    .09، ص 20045 V. dans se sens, A. SAMUEL, Juridictionnel problèmes in international commercial arbitration, Publicationde l’Institut Suisse de droit comparé, 1989, p. 31. V. aussi l'arrêt ou la question se pose, Cass. 27 juil. 1937,D. 1938, I, p. 25. A. LAINE, « De l’exécution en France des sentences arbitrales étrangères », Clunet 1989,p. 641.

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    8

    من فكرة النزول املتبادل لألطراف، وذلك وبدون شك يستند إىل مبدأ سلطان اإلرادة، غري أن حول ما إذا كان هذا املبدأ يعترب كافيا لتفسري نظام ،هذا الرأيحيالالتساؤل الذي يثور

    . 1التحكيم؟، ألن التجاوز عن احلق يف 2جييب البعض عن ذلك بأن التحكيم أشد خطورة من الصلح

    الصلح معلوم قبل متامه، أما يف التحكيم تتعذر معرفة ما قد حيكم به احملكم، فقد يفقد الشخص يكن احملتكم حقه متامًا عند احلكم عليه، ألن اإلرادة الفردية ال سيطرة هلا على التحكيم ما مل

    .حتكيما بالصلحفاخلطورة إذن تكمن يف عدم سيطرة إرادة اخلصوم على نتيجة التحكيم، ومن مث يكون مبدأ سلطان اإلرادة غري كاف لتفسري التحكيم، خالفا ملا عليه احلال يف الصلح، إذ أن مبدأ سلطان

    .3رادته عليهومن مث مبا ال سيطرة إل،اإلرادة حيول دون إلزام الشخص مبا ال يعلم بهيذهب إىل أن التحكيم من جنس آخر غري جنس الصلح أو التنازل، ،الرأي الثاين

    ما إىل فكرة النزول ما على احملكم للفصل ،4فاحملتكمان ال تنصرف إراد وإمنا إىل طرح إدعاءا.5فيها، فالبحث عن شرعية التحكيم جيب أن ينصرف حسب هذا الرأي إىل فكرة القضاء

    وإن كان التحكيم حقًا ينطلق من اتفاق بني اخلصوم ويلتقي مع الصلح يف اهلدف منه وهو ، ويف املبدأ األساسي الذي تستند إليه كافة العقود وهو مبدأ سلطان اإلرادة، غري أن حسم النزاع

    ميكن عمل احملكم هو عمل قضائي حتكمه املبادئ األساسية اليت حتكم الوظيفة القضائية، ومن مثفكرة العقد اليت هي جتسيد ملبدأ سلطان : القول بأن شرعية نظام التحكيم تتجلى يف ناحيتني

    اإلرادة، وفكرة القضاء اليت يكون اقتضاء احلق مبوجبها عن طريق االنصياع حلكم القانون .6والعدالة

    احلقوقية،احلليبمنشوراتالداخلية،و الدوليةاخلاصةالعالقاتيفالتحكيمالعال،عبدعكاشةدواجلمالمصطفىد1.51، ص 1998األوىل،الطبعةلبنان،بريوت

    ص ،2001لسنةمنشأة املعارف، اإلسكندرية، مصر، الطبعة الرابعة،، ، التحكيم االختياري واإلجباريأبو الوفاد أمحد 230.

    .52–51مرجع سابق، ص العال،عبدعكاشةدواجلمالمصطفىد3.وهذا ما مل يتعلق األمر بالتحكيم بالصلح كصورة من صور التحكيم اليت سوف نتناوهلا الحقاً 4.52مرجع سابق، ص العال،عبدعكاشةدواجلمالمصطفىد5.53-52، ص رجع نفسهامل6

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    9

    ،الدولية بصورة عامة، فإن هناك شرعية واقعية للتحكيم يف جمال التجارةتقدمما ترتيباً علىو ويف جمال التجارة البحرية خصوصاً، تستمد من واقع القضاء كما تستمد من واقع املنازعات، فواقع القضاء أدى إىل العزوف عن اللجوء إىل احملاكم لفض املنازعات وتفضيل التحكيم عليه وذلك

    وزيادة ،احملاكم الوطنيةطول أمد التقاضي أمام: سبقت اإلشارة إليها، يضاف إليهااببلعدة أساملنازعات مقارنة مع قلة هذه احملاكم وقلة القضاة، زيادة املعامالت يف جمال التجارة البحرية

    ال وعدم إحاطتهم مبالبسات القوانني ،وتنوعها، نقص خربة القضاة وعدم التخصص يف هذا ا.ات واحللول الوطنيةاألجنبية وظروفها ونطاق إعماهلا، فضال على ميوهلم إىل التفسري

    فيمكن إرجاعها إىل عدة ،اليت يستمد منها التحكيم شرعيتهأما واقع املنازعات البحرية:اعتبارات منها

    وأن موضوعهاالسيما،بهتتميزالذيالفينللطابعنظراوالصعوبةبالتعقيدالبحريةاملنازعةمتيز-أثاراألمر الذيفيها،للفصلكبريةفنيةخرباتإىلحتتاججيعلهاكبرية،قيمةذويكونماغالبا

    الوسيلة األنسبهوالتحكيميعتربوبالتايلاملنازعات،هذهملثلللتصديالقضاءأمامصعوبة.1املنازعاتتلكلفض

    اليت يتطلب تنفيذها وقتا قد تتغري فيه الظروف ،العقود طويلة املدة يف جمال التجارة البحرية-ا شروط تسمح بتطويع العقد حسب اقتصاديات التطوراالقتصادية، ح وحيتاج ،يث يوجد

    .2إعماهلا إىل خربة خاصةنتيجة النتقال البضائع والثروات بني الدول عن طريق البحر، وما ينشأ عن هذه العقود من -

    سواء من ،معامالت مستمرة وإن نشأ عنها نزاعات، فإن التحكيم مبا يتميز به من مرونة وسريةحيث اإلجراءات أو من حيث إصدار احلكم، حيافظ على استمرار هذه املعامالت بني

    .3األطراف

    .99، ص مشار إليه سابقاً حبث البحرية، للمنازعاتالذاتية اخلاصةحتقيقيفودورهاملؤسسيالتحكيمعواشرية،د رقية1التحكيم يف املواد املدنية والتجارية والوطنية والدولية، دار اجلامعة اجلديدة، اإلسكندرية، مصر، نبيل إمساعيل عمر، 2

    .36، ص2011.املرجع نفسه، نفس املوضع3

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    10

    مل تثر ،مسألة شرعية التحكيم كنظام قضائي واالعرتاف به كجهاز موازي للقضاءغري أن خاصة عندما يتم يف صورة ،، بقدر ما أثارته مشروعية االتفاق على التحكيم1مشكلة عند الفقهاء

    شرط أو بند يتم إدراجه يف العقد، لذلك فإن الكالم عن تطور التحكيم يستدعي الكالم عن قبل أن يصل إىل مرحلة االعرتاف به بوصفه اتفاقا على التحكيم باملعىن ،2تطور شرط التحكيم

    .القانوين للكلمةيتم االعرتاف به بصورته احلالية كاتفاق بتطور طويل قبل أنمر شرط التحكيم ،في فرنساف

    على التحكيم، السيما يف التشريع والقضاء الفرنسي، فبعدما كان القضاء الفرنسي يقر جواز شرط يف احلكم الشهري الذي أصدرته حمكمة النقض الفرنسية بتاريخ ،التحكيم عاد ورفض االعرتاف به

    الذي يربم قبل نشوء النزاع، مستنداً يف ، والذي قضى ببطالن شرط التحكيم 18433جوان 10من قانون املرافعات الفرنسي امللغاة، واليت اشرتطت بيان موضوع 1006ذلك إىل نص املادة

    النزاع يف اتفاق التحكيم حتت طائلة البطالن، وبطبيعة احلال ال يتحقق ذلك إىل إذا وقع االتفاق . 4على التحكيم بعد قيام النزاع وحتديد موضوعه

    مل يكن يعرف سوى مشارطة التحكيم اليت تفرتض وجود ،5فقانون املرافعات الفرنسي القدميجيوز لألفراد اللجوء إىل التحكيم : "على أنه1003نزاع قائم وحمدد بالفعل، حيث نصت املادة

    أن جيب: "على أنه1006، بينما نصت املادة "يف مجيع احلقوق اليت يتمتعون حبرية التصرف فيها".تتضمن مشارطة التحكيم تعيني موضوع النزاع وتسمية احملكمني وإال وقعت باطلة

    - 57ص،1990لبنان،بريوت،دار نوفل،األول،اجلزءومصادره،أحكامهالتحكيم،األحدب،احلميدد عبد158.تعود بوادر ظهور شرط التحكيم إىل النصف األول من القرن العشرين، وذلك من خالل عقود االمتياز اليت أبرمتها 2

    الشركات املتعددة اجلنسيات مع الدول النامية الستثمار مواردها الطبيعية كالنفط والبرتول وخمتلف املعادن، حيث كان لتلك اللجوء إىل التحكيم مبوجب شرط كان يتم إدراجه يف تلك العقود يف حالة تعرضها إىل أضرار وخسائر قد الشركات احلق يف

    ا تلك الدول النامية بعد حصوهلا على تلحق بعقد االمتياز، وذلك بسبب تغري الظروف والتشريعات احلديثة اليت أصدرا، أنظر، د زهري احلسين، الن دف تأميم ثروا ظام القانوين للتحكيم التجاري الدويل لنزاعات االستثمار، حبث االستقالل

    .104، ص 2009منشور يف جملة التحكيم العريب، العدد الثالث عشر، ديسمرب الدولية والداخلية، اجلزء األول، اتفاق التحكيم، دار النهضة مشار إليه عند، د سامية الراشد، التحكيم يف العالقات اخلاصة3

    .75، ص 1984القاهرة، مصر، الطبعة األوىل، العربية، . 342د مصطفى اجلمال ود عكاشة عبد العال، املرجع السابق، ص 4

    5 Décret n° 81-500, du 12 mai 1981, instituant les dispositions des livres III et IV du nouveau code deprocédure civile, et modifiant certaines dispositions de se code.

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    11

    يتضح عدم إمكانية إسباغ وصف اتفاق التحكيم على ما يعرف ،يف ظل هذه النصوص، ألنه ال يواجه نزاعا قائما بالفعل وإمنا يواجه جمرد منازعات احتمالية قد تتحقق 1بشرط التحكيم

    ، ذلك ألن 2حقق مستقبال، على حنو ال ميكن معه تعيني موضوعه على وجه التحديدأو ال تتا عن شرط التحكيم امللحق بعقد معني والذي يقتصر عادة ،مشارطة التحكيم تتميز يف مضمو

    حلسم املنازعات اليت قد تنشأ عن هذا العقد كلها أو ،على تقرير مبدأ االلتجاء إىل التحكيم.3بعضها

    عن تطبيق هذا الشرط لفرتة طويلة، غري أنه يف ظل ازدياد ماً جِ وظل القضاء الفرنسي حمُْ ، قوبل بهغالبية التشريعاتفاواعرت ،شرط التحكيمبوازداد معه العمل،حجم التجارة الدولية

    الذي ، األمر 5، مث تغري هذا املفهوم عقب احلرب العاملية األوىل4القضاء الفرنسي بانتقادات شديدةبشأن االعرتاف بشرط التحكيم وتنفيذ 1923الذي دفع فرنسا إىل التوقيع على اتفاقية جنيف

    وبعد أقل من سنتني من تاريخ املصادقة على .كمني يف منازعات التجارة الدوليةأحكام احملأضاف من خالله إىل املادة ،م1925ديسمرب 21االتفاقية، أصدر املشرع الفرنسي قانونا بتاريخ

    موعة التجارية الفرنسية631 جيوز لألطراف االتفاق عند : "فقرة جديدة، تقضي بأنه6من ا

    إىل إنكار وصف اتفاق التحكيم على ما يعرف بشرط التحكيم، وإجازة االتفاق الفرنسيوهذا ما حدا بالفقه والقضاء1على التحكيم فقط بعد وقوع النزاع أي يف صورة مشارطة حتكيم، واعتبار شرط التحكيم جمرد وعد بالتحكيم يلتزم األطراف

    :أنظر يف هذا املعىن. م مشارطة حتكيم إذا ما نشأ بينهم نزاع يف املستقبلعلى أساسه بإبرا- VINCENT Jean et GUINCHARD Serge, Procédure civile, Edition DALLOZ, 1999, n° 1640, p. 1101.

    .343د مصطفى اجلمال ود عكاشة عبد العال، املرجع السابق، ص 2.358صاملرجع نفسه،3.23، املرجع السابق، ص الباسط حممد عبد الواسع، شرط التحكيم يف عقد البيع التجاري الدويلد عبد 4ما 5 حيث اجته الرأي يف عهد عصبة األمم املتحدة إىل التسوية بني شرط التحكيم ومشارطة التحكيم، من حيث االعرتاف

    ليعرب عن خطوة هامة يف 1923مث جاء بروتوكول جنيف على قدم املساواة وإعطاء شرط التحكيم ذات القوة اإللزامية، ومن بشأن االعرتاف بشرط 31/12/1925والذي وقعت فرنسا عليه ليصدر بذلك القانون الفرنسي بتاريخ حتقيق ذلك،سبيل

    .200املرجع السابق، ص د أمحد إبراهيم عبد التواب، اتفاق التحكيم والدفوع املتعلقة به،أنظر يف ذلك، .التحكيمموعة يف 6 م، وكانت تقتصر على تنظيم التحكيم فقط حىت صدرت الالئحتان بقانون 1806جويلية 24صدرت هذه ا

    موعة الفرنسية اجلديدة1981ماي 12و1980ماي 14 أنظر،. ، حيث انتقلت أحكامها إىل الكتاب الرابع من ا. 56، ص 2007والتطبيق، منشأة املعارف، اإلسكندرية، الطبعة األوىل، فتحي إمساعيل وايل، قانون التحكيم يف النظرية د

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    12

    1التعاقد على إخضاع ما ينشأ بينهم من منازعات على حمكمني، مىت كانت من بني املنازعات

    ". املعدودة فيما سبقموقفه يف حيث عدل عن،واستجاب املشرع الفرنسي ملوقف الفقه والقضاء الفرنسيني

    على 1980ماي 14التمييز بني شرط ومشارطة التحكيم، فنص يف قانون التحكيم الصادر يف ، وإن ظل حىت وقت قريب يضيق من نطاق شرط التحكيم حبيث كان يقصره 2التسوية بينهما

    ، إال أنه استجاب مرة أخرى للفقه 3على عقود من نوع خاص، وال جييزه يف العقود املدنيةمعدال نص املادة ،2001ماي 15بتاريخ 420/2001حيث أصدر القانون ،والقضاء، واليت كانت تنص على حظر إيراد شرط 1804من القانون املدين الفرنسي الصادر عام 2061

    التحكيم يف العقود املدنية، ليوسع يف األخري من نطاق شرط التحكيم يف مجيع العقود على .4عدا عقود االستهالك وعقود العملاملستوى الداخلي واخلارجي، فيما

    مبوجب ،ويف األخري صدر تعديل قانون التحكيم الفرنسي ضمن قانون اإلجراءات املدنيةمنه على 1442، حيث أوضحت املادة 20115يناير 13الصادر يف 48/2011املرسوم رقم

    وهو التغري األبرز يف على أن اتفاق التحكيم يتضمن الشرط ومشارطة التحكيم دون تفرقة بينهما،، كما أوضح أن شرط التحكيم هو اتفاق أطراف العقد على خضوع املنازعات اليت 6هذه املادة

    .7ميكن أن تتولد أو تنشأ عن هذا العقد

    املنازعات بني الشركاء يف -املنازعات املتعلقة بالتعهدات بني العمالء والتجار وأصحاب املصارف: وهذه املنازعات تضم1عبدعكاشةدواجلمالمصطفىدأنظر، . املنازعات اخلاصة باألعمال التجارية بني مجيع األشخاص-الشركات التجارية

    .345، مرجع سابق، ص العال2 Philipe FOUCHARD, « La laborieuse reforme de la clause compromissoire par loi 15 mai 2001 », Revuede l’arbitrage, 2001, n° 3, p.398 et s.3 Cour d'appel de Paris, 1er Ch, 1 décembre 1993, Rev. arb. 1994, p. 695 et s.4 Philipe FOUCHARD, op. cit, p. 397.

    يتميز هذا التعديل بتجنب تكرار األحكام املشرتكة بني نوعي التحكيم الداخلي والدويل، حيث اكتفى باإلحالة يف العديد 5يف التعليق على هذا أنظر . من األحكام اخلاصة بالتحكيم الدويل إىل تلك اليت سبق النص عليها بشأن التحكيم الداخلي

    . 07، ص 2012التعديل، د أسامة أبو احلسن جماهد، قانون التحكيم الفرنسي اجلديد، دار النهضة العربية، القاهرة، مصر، Voir aussi, Emmanuel Gaillard, Le nouveau droit français de l’arbitrage interne et international, Recueil

    Dalloz, 20 janvier 2011, p. 175 et s.6 Ch. JARROSSON, J. PELLERIN, « Le droit français de l’arbitrage après le décret du 13 janvier 2011 »,Rev. arb. 2011, n°1, p. 9.7 Pierre jullien, Natalie Fricero, « droit judiciaire privé », L.G.D.J, Edition paris, 2011, n° 718, p. 412 et s.

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    13

    درج التجار على إدراج شرط يف العقود التجارية ،بعد زوال احملاكم التجاريةو ،في إنجلتراو ، 1يصار مبوجبه إىل التحكيم، إىل أن مت تبين هذا الشرط ضمن األحكام العامة للقانون اإلجنليزي

    فقد بدأ التحكيم يف إجنلرتا مصحوبا بشرط جزائي يوقع على اخلصم الذي يرجع عن التحكيم، إّال إذا ،فال جيوز للخصوم االمتناع عن تنفيذهقبل صدور حكم احملّكم، أما بعد صدور احلكم

    والذي أدخل 1698وبصدور قانون .اإلجراءات أو يف تطبيق القانوننقضته احملكمة لعيب يفوهو ضرورة ،بعض التيسريات على نظام التحكيم، إّال أن هذا القانون ظل مشوبا بعيب خطري

    ن ملزماً، وهنا تدخل القضاء وسارع بإدخال الرجوع إىل احملكمة إن أراد أطراف النزاع أن يكو .2املرونة لدفع مثالب هذا النظام

    وهو قانون مستقل عن القانون العام ،1819مث صدر أول قانون منظم للتحكيم سنة Common low املكتوب، وإىل جانبه ما يسمى بتحكيم القانونSpartory arbitration حيث

    ومل خيتلف كثرياً عن سلفه، 1899، وبعده صدر قانون التحكيم سنة 3يبقى لألفراد اخليار بينهماالشرط (الذي وحد بني صوريت اتفاق التحكيم ،1950سلفه، مث حل حمله قانون التحكيم لسنة

    اتفاق مكتوب على عرض : "منه اتفاق التحكيم بأنه32، حيث عرفت املادة 4)واملشارطةالذي عمل 1979، مث صدر قانون التحكيم لسنة "املنازعات احلالية واملستقبلية على التحكيم

    وإبعاد قانون التحكيم اإلجنليزي بقدر كبري عن إشراف القضاء، ومن أهم ،على تاليف العيوبائياً، إال إذا نّص األطراف على غري ذلك وهو ما يتالءم أكثر ،مبادئه أن القرار التحكيمي يعترب

    ، الطبعة األوىل، القاهرة، مصر، )اخلرطوم(د ثروت حبيب، دراسة يف قانون التجارة الدولية، مطبوعات جامعة القاهرة 1.127، ص 1975

    دراسة مقارنة بني قانون التحكيم املصري واإلجنليزي وقواعد الشريعة (د خالد أمحد حسن، بطالن حكم التحكيم 2ولنفس املؤلف، بطالن حكم التحكيم، رسالة دكتوراه، . 19، ص2010، دار النهضة العربية، القاهرة، مصر، )إلسالميةا

    .19، ص2006كلية احلقوق، جامعة عني مشس، ثاين الفرق بني حتكيم القانون العام وحتكيم القانون املكتوب، يكمن يف أن األول جيد أساسه يف االتفاق بني األطراف، أما ال3

    د حمسن شفيق، التحكيم التجاري . يقوم على اعتبار أن التحكيم قضاء وأن احملكم من معاوين القضاء وقراره يعترب حكماً .67ص ،1997دار النهضة العربية، مصر، ، الدويل

    اهرة، مصر، الطبعة رسالة دكتوراه منشورة، دار النهضة العربية، القحممد الفقي، التحكيم يف املنازعات البحرية، د عاطف4.120، ص 1997األوىل،

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    14

    والذي 1996ر يف األخري قانون التحكيم يف أبريل سنة ، مث صد1مع االجتاه يف التشريع احلديث.2جاء متوافقاً يف الكثري من املواضع مع قانون اليونيسرتال النموذجي

    وحد القانون فقدخيتلف األمر كثريا عنه يف إجنلرتا،مل، في الواليات المتحدة األمريكيةو ل هذا القانون ليقرر ، مث ُعدِّ 3بني صوريت اتفاق التحكيم1925الفيدرايل األمريكي الصادر عام

    يف مادته الثانية صحة شرط التحكيم املكتوب يف أي عقد حبري أو جتاري، لعرض املنازعات .4الناشئة عن العقد كلها أو بعضها على التحكيم

    املصري االهتمام بالتحكيم منذ إصداره قانون املرافعات األهلي بدأ املشرع ،في مصرو 702م، فقد أفرد له باباً خاصاً ابتداًء من املادة 1883نوفمرب سنة 13الصادر باألمر العايل يف

    ، ويعترب أول تشريع ينظم التحكيم يف تاريخ مصر احلديث، ومن مساته أنه استلزم 7275إىل املادة ، كما كان يعترب التحكيم طريقًا غري أصيل للتقاضي، وقد أجاز 6يم بالكتابةإثبات اتفاق التحك

    .7استئناف أحكام احملكمنيوالذي حاول املشرع املصري من خالله ،م1949لسنة 77مث صدر قانون املرافعات رقم

    أصيل تنظيم التحكيم وتطويره، إّال أنه احتفظ مبوقفه السابق الذي يعترب التحكيم طريق غريالذي أورد تنظيمًا موحداً ،م1968لسنة 13، إىل أن صدر قانون املرافعات رقم 8للتقاضي

    يف الباب الثالث من خالل املواد ،)الشرط واملشارطة(التفاق التحكيم يشمل الصورتني معًا .5139إىل 501

    .24-23د خالد أمحد حسن، مرجع سابق، ص 1واملعدل سنة 1985الصادر عامالنموذجي للتحكيم التجاري الدويل للجنة األمم املتحدة للقانون التجاري الدويلالقانون2

    .، واملعروف باليونسرتال2006.120املشار إليها سابقاً، ص ، الرسالة حممد الفقيد عاطف3.30عبد الباسط حممد عبد الواسع، شرط التحكيم يف عقد البيع التجاري الدويل، املرجع السابق، ص 4.56د فتحي وايل، املرجع السابق، ص 5م، ص 1996، 1ر، طد نرميان عبد القادر، اتفاق التحكيم يف املواد املدنية والتجارية، دار النهضة العربية، القاهرة، مص6

    41..51مشار إليها سابقاً، ص شرط التحكيم يف العقود املدنية، رسالة دكتوراهضحى إبراهيم الزياين، 7.52املرجع نفسه، ص 8جيوز االتفاق على التحكيم يف نزاع معني بوثيقة حتكيم خاصة، كما جيوز : "امللغية منه على أنه501نصت املادة فقد9

    =، فهذا النص جييز صراحة لألطراف إدراج شرط"االتفاق على التحكيم يف مجيع املنازعات اليت تنشأ عن تنفيذ عقد معني

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    15

    وهو أول قانون مستقل ينظم ،1994لسنة 27ويف األخري صدر قانون التحكيم رقم التحكيم، غري أنه يعدُّ جزءًا ال يتجزأ من قانون املرافعات، ذلك ألنه ينظم نوعًا من القضاء هو

    ، وقد جاء هذا القانون استجابة من املشرع املصري للقانون النموذجي الذي 1قضاء التحكيم،رار التشريعات الوطنية األخرىم، وذلك على غ1985أقرته اجلمعية العامة لألمم املتحدة لسنة .2إىل قواعد وإجراءات موحدة) شرطاً ومشارطة(واليت اجتهت إىل إخضاع نوعي التحكيم

    طيلةالدويل وذلكالتجاريالتحكيمللخضوع إىلمبوقفها الرافضرفتعُ فقد،الجزائرأمايقتضي منّا إلقاء نظرة وجيزة إن احلديث عن موقف اجلزائر من التحكيم ، لذلك ف3سنةثالثني

    .قبل وبعد االستقالليف املرحلتنيحول هذا املوقفجملسإىلمباشرةتؤولالفرنسياالحتاللأثناءباحملروقاتاملتعلقةاملنازعاتكانتفقد

    واملتضمن22/11/1958املؤرخ يف1111األمرمن41املادةكانتحيثالفرنسي، الدولةبنياالتفاقيةبتطبيقاملتعلقةاملنازعاتختضع":تنص على أنه4الصحراويالبرتويلالقانون

    ائياابتدائياالدولةجملسإىلبهواملنتفعاالمتيازصاحب وبعد تكريس مبدأ احلقوق املكتسبة ."وإىلختضعوفرنسااجلزائربنيباحملروقاتاملتعلقةالنزاعاتأصبحت،إفياناتفاقياتعن طريقاجلزائرية، واهلدف من وراء ذلك هو العليااحملكمةإىلتنتقلعوض أنالدويل،التجاريالتحكيم

    .5اجلزائريةللمحاكماستبعاد االختصاص القضائي

    رضاد، أنظر،شرط يف مجيع املنازعات اليت تنشأ عن تنفيذ هذا العقديف العقد األصلي، وأن يكون موضوع الالتحكيم=العدد، أسيوط،كلية احلقوقالقانونية،الدراساتجملةحبث منشور يفالبحري،النقلعقوديفالتحكيمشرطعبيد،

    .198ص ،4198السادس، جويلية .57د فتحي وايل، املرجع السابق، ص 1

    2 Ph.Fouchard-E.Gaillard-B.Goldman,Traité de l’arbitrage commercial international, Litec-Delta, 1996, p. 3.

    ، وأخرى اقتصادية جتعل من الدولة تاجرا ومستثمرا ومقاوال وناقال، كاالستعمارعوامل تارخيية إىلالبعض يرجعهكماوالسب3التحكيم استبعاد القانون الداخلي وحماولة تدويل العقود، وباجلملة كانت اجلزائر ترى وأسباب قانونية حيث يرتتب على إعمال

    ا :أنظر أكثر تفصيالً .ية الوطنية وسلبها هلذا االختصاصالقضائتهاتقليصاً لسلطو أن يف خضوعها للتحكيم مساسا بسياد- BEDJAOUI MOHAMED, L’évolution des conceptions et de la pratique algériennes en matière d’arbitrage

    international, «nécessité ou fatalité» Revue Mutations N°03, Alger 1994, pp. 15-40..صحراويالالقانون البرتويلواملتضمن22/11/1958املؤرخ يف58/1111األمر4

    5 BOUZANA Belkacem, « Le contentieux des hydrocarbures entre l’Algérie et les sociétés étrangères»,OPU, publisud, 1985, p.78 et s.

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    16

    غري أن هذا الوضع عرف نوعًا من التطور عند صدور إعالن املبادئ واملتعلق بالتعاون يف رغم كل : "والذي نص على اختصاص حمكمة حتكيم دولية حيث جاء فيه،1ميدان احملروقاتاملضمونة احلقوقوأصحابالعامةالسلطةبنيختضع كل املنازعات واخلالفات ،األحكام املخالفة

    ائيًا إىل حمكمةIالفصل يف يكون تنظيمها وسريها مؤسسًا على املبادئ ،دوليةحتكيمابتدائيًا و:التالية

    خالفثارإذاالتحكيم،حمكمةيرتأسثالثاحمكمااحملكمانويعنيحمكما،طرفكليعني-.تعيينهالدوليةالعدلحمكمةرئيسمنالطرفنيأحدالتعيني يطلبحول

    .األصواتبأغلبيةالنزاعيفاحملكمةتفصل-.ُمْوِقفاً احملكمإىلاللجوءيكون-لهيعرتفبالتنفيذ على إقليم األطراف،أمرإىلالرجوعدونالتحكيمي مناحلكمتنفيذيتم-

    "....األقاليمهذهخارجبالتنفيذ قانونا، ومت تأكيده19632لسنة اجلزائري الفرنسيمن خالل االتفاقاملبادئهذهتنظيممتوقد

    .19653سنة اجلزائراتفاقبعد ذلك يف:النقاط اآلتيةمن خاللويظهر التطور بشأن االتفاقات السابقة

    .بتعيني رئيس احملكمة التحكيمية من قبل احملكمة العليا-.بتحديد مقر حمكمة التحكيم باجلزائر-.4باألثر املوقف-

    املتضمن قانون اإلجراءات املدنية 66/154أن اجلزائر من خالل األمر رقم ،ما يالحظزائري، كانت تضرب حظرًا يقضي مبنع األشخاص العمومية من اللجوء إىل التحكيم، فقد اجل

    ال جيوز للدولة وال لألشخاص االعتباريني العموميني أن : "على أنهمنه442/3نصت املادة

    .بالتعاون يف ميدان احملروقاتاملتعلقو 1962مارس 15املبادئ الصادر يف إعالن 1متضمن، 1963سبتمرب 17مكرر، الصادرة يف 67ر عدد . ، ج1963سبتمرب 14لـ املوافق63/364رقم املرسوم2

    .وما بعدها966، ص التحكيمحولالفرنسياجلزائرياالتفاقنشربنياجلزائر العاصمةيفاملربماالتفاقوينشر، يصادق1965نوفمرب 18لـ ، املوافق65/287مر رقم وذلك مبوجب األ3

    19ر .جاجلزائر،يفالصناعيةباحملروقات والتنميةاملتعلقةاملسائليفبالفصل، واخلاص/291965/07يف وفرنسااجلزائر.وما بعدها980، ص 1965نوفمرب .03، ص املرجع السابقد عليوش قربوع كمال، التحكيم التجاري الدويل يف اجلزائر، 4

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    17

    ، ما يدل على أن اجلزائر مل تكن تُوِل كثري اهتمام للتحكيم، سواء الداخلي أو1"يطلبوا التحكيم، وهذا مل يكن ناجتا عن أسباب سياسية واقتصادية يف 2الدويل، بل كانت تظهر مبظهر العداء له

    ا، بل تعدى ذلك الوقت فقط، وإمنا أيضا فكرة السيادة اليت مل تكن اجلزائر وحدها اليت أخذت .3ذلك إىل الدول العربية واإلفريقية

    تأثري تقبل التحكيم التجاري الدويل، وذلك حتتإىلغري أن اجلزائر بدأت ترضخ شيئاً فشيئاً وتطور العالقات الدولية من جهة أخرى، ويتجلى ذلك بانضمامها ،التغريات االقتصادية من جهة

    مارس 27للعديد من االتفاقيات الدولية، أبرزها اتفاقية التعاون اليت أبرمتها اجلزائر مع فرنسا يف ويشكل هذا النظام التحكيمي معاهدة تسمح .4يمي بني البلدينأُْتِبَعْت بإبرام نظام حتك،1983

    وقت الذي منعت فيه هذه املادة األشخاص املعنوية العامة من وقد ثار خالف فقهي يف شأن تفسري هذه املادة، ففي ال1اللجوء إىل التحكيم، عمدت اجلزائر إىل إبرام عدة عقود متعلقة بالبرتول مع شركات أجنبية خاصة تضمنت شروطاً للتحكيم،

    ، وكذلك توقيع نظام 19/10/1968يف GETTYعلى سبيل املثال العقد الذي أبرمته اجلزائر مع الشركة البرتولية األمريكية ، لكن الذي يبدو أن املشرع اجلزائري حاول إزالة هذا التناقض بتعديل املادة 27/03/1983التحكيم اجلزائري الفرنسي يف

    األشخاص املعنوية ، حيث أورد استثناًء على احلظر الذي كان مفروضاً على 93/09السابقة الذكر مبوجب املرسوم التشريعي :أنظر يف شأن هذا اخلالف". وليةما عدا يف عالقتهم التجارية الد: ".... بقولهمةالعا

    TERKI Noureddine, L’arbitrage commercial international en Algérie Editions AJED, Alger, 2015, p. 16 et s.Aussi, ZAALANI. A, L’intervention des personnes publiques et parapubliques dans l’arbitrage internationalcommercial (point de vue du droit Algérien), in RASJEP, N°3 Alger, 1997, p. 901 et s.

    ا األستاذ مهند إسعاد سنة 2 عقود 10عقد جتارة دولية، فإن 17، حيث الحظ أنه من أصل 1985يف إحصائية قام أنظر، . على القضاء اجلزائري وواحد على القضاء اإلجنليزي3ط أحالت على القضاء، عقود فق4تضمنت شرطاً حتكيمياً، و

    ، أشار إليه، د عبد احلميد 1985مهند إسعاد، حبث باللغة الفرنسية، ألقي مبؤمتر التحكيم األورويب العريب بتونس، يف سبتمرب .133، املرجع السابق، ص ومصادرهأحكامهالتحكيم،األحدب،عقود منها اختارت سويسرا 7: عقد متضمن لشرط التحكيم فإن12ما دل هذا االستقصاء أيضاً، أنه من أصل ك

    :أنظر. كمكان للتحكيم، عقدين منها اختارت اجلزائر كمكان للتحكيم، وعقد واحد اختار روما-Mohanad ISSAD, Yearbook of Commercial Arbitration, Vol. IV, 1979, p. 11.

    .مشار إليه يف كتاب د األحدب، املرجع نفسهالغرفةلدىاملنازعات املسجلةالحظ أن،جباويحممداجلزائريالدويلالقاضياقامحديثةغري أنه يف دراسة

    املرتبةوحتتل،حتكيميةقضية79يفاً طرفاجلزائر، كانت 1990إىل1981منيف الفرتةCCIبباريسالدوليةالتجاريةاخلاصامللتقىيف إطارألقيمقال، ندهمداسعإ.أأنظر،. السعوديةوالعربيةمصربعدالعربيةللدولبالنسبةالثالثة

    .العاصمةباجلزائر1992ديسمرب15و14يوميخاللنظمامل،التجاريبالتحكيمالتجاري،التحكيمملتقىيف إطارألقياجلزائر، مقاليفالدويلللتحكيمالتطبيقيوالفكريالبجاوي، التطورحممد3

    .العاصمةباجلزائر1992ديسمرب15و14يفاملنعقد4 Mebroukine Ali, Le Règlement d’arbitrage Algéro- Français, du 27 mars 1983, Revue de L’arbitrage, 1986,pp. 191- 232

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    18

    إذا ما أبرمت عقودًا مع ،من خالهلا للشركات اجلزائرية بأن تلجأ إىل التحكيم التجاري الدويلللمركز العريباملنشئة1987لسنةعماناتفاقيةكما انضمت اجلزائر إىل.1شركات فرنسية

    األحكامتنفيذو باالعرتافواملتعلقة1958لعامنيويوركواتفاقيةالدويل،التجاريللتحكيم.2األجنبيةالتحكيمية

    حللالتحكيماللجوء إىلعلىتنصاالستثمارومحايةلتشجيعاتفاقاتعدةإبرامجانبإىليعرض أي نزاع يطرأ : "على أنه4من قانون االستثمار اجلزائري17، وقد نصت املادة 3املنازعات

    والدولة اجلزائرية ضده، على احملاكم املختصة، إال إذا كانت هناك اتفاقيات بني املستثمر األجنيبثنائية أو متعددة األطراف أبرمتها الدولة اجلزائرية تتعلق بالصلح والتحكيم، أو اتفاق خاص ينص

    ،"راء الصلح باللجوء إىل حتكيم خاصعلى شرط حتكيم أو يسمح لألطراف باالتفاق على إجيتضح من نص املادة أن املبدأ هو اختصاص احملاكم اجلزائرية، أما االستثناء فهو اللجوء إىل حيث

    .التحكيم الدويلاحلظر الذي كان مفروضًا على ذلكالذي رفع ،09-93رقمالتشريعياملرسوموبصدور

    ايفالتحكيمتطلبأنومسح هلاالعام،للقانونالتابعةاملعنويةاألشخاص الدولية، التجاريةعالقا

    .15عليوش قربوع كمال، املرجع السابق، ص 1، املتضمن 05/11/1988، املؤرخ يف 88/233رقماملرسوممبوجب1958نيويوركاتفاقيةإىلاجلزائرانضمت2

    بتاريخنيويورك يفعليهااملوقع،تنفيذهاواألجنبيةالتحكيميةبالقراراتباالعرتافاخلاصةلالتفاقيةبتحفظاجلزائرانضمام10/06/1958.:أنظر على سبيل املثال3اجلزائريةاجلمهوريةحكومةبني1990جوان22بتاريخواشنطنيفاملوقعاالستثماراتتشجيعإىلالرامياالتفاق-

    املؤرخ90/319رقمالرئاسياملرسوممبوجبعليهااملصادقاألمريكية،املتحدةالوالياتحكومةوالشعبيةالدميقراطية.1990لسنة،45رقمر. ، ج1990أكتوبر17يفواالحتادالشعبيةالدميقراطيةاجلزائريةاجلمهوريةحكومةبني1991أفريل24بتاريخاجلزائريفعليهاملوقعاالتفاق-

    مبوجب املرسومعليهاملصادقلالستثماراتاملتبادلةواحلمايةبالتشجيعاملتعلقاللكسمبورغي،البلجيكياالقتصادي.1991لسنة،46رقمر.ج،1991أكتوبر5يفاملؤرخ91/345رقمالرئاسي

    واحلمايةتشجيعالحولالفرنسيةواحلكومةاجلزائريةاحلكومةبني03/02/1994يفباجلزائرعليهاملوقعاالتفاق-.02/01/1994املؤرخ يف 94/01الرئاسياملرسوممبوجبعليهاملصادقلالستثمارات،ملتبادلةا

    22املؤرخة يف ، 47العدد ،اجلريدة الرمسية، املتعلق برتقية االستثمار،2001أوت 20، املؤرخ يف 01/03األمر رقم 4.2006لسنة 47ر عدد.، ج2006جويلية 15، املؤرخ يف 06/08، املعدل واملتمم باألمر رقم 2001أوت سنة

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    19

    موعاتللدولةميكنومن مث إىلاللجوءاإلداريالطابعذاتالعموميةواملؤسساتاحملليةوا.1التحكيم

    واخلاصة،1965مارس 18يفواشنطن الصادرةاتفاقيةإىلاجلزائروعلى إثره انضمت2.االستثمارمنازعاتلتسويةالدويلباملركز

    ، املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية املؤرخ يف 08/09ر القانون رقم يف األخري صدو ، والذي 3التحكيم يف الباب الثاين من الكتاب اخلامسوالذي نص على،25/02/2008

    على قبول التحكيم أرسى من خالله املشرع األسس العامة للتحكيم، ليعلن من خالله صراحة.كطريق بديل عن التقاضي

    ا تنظيم عملية التحكيمجتاريملأما عن االتفاقيات واملعاهدات الدولية، فاملالحظ أوأبرز االتفاقيات اليت وضعت ألجل مواجهة ظروف وتطورات .بالشكل املقبول عند الدول

    املتعلقةالقواعدبعضبتوحيداصةاخل،1924التجارة البحرية، جند اتفاقية بروكسل لسنة ،وقد أبرمت هذه االتفاقية نتيجة ملطالبة الدول املشرتكة يف املؤمتر الدبلوماسي، 4الشحنبسندات

    اليت ،1921، ألجل مراجعة قواعد الهاي 1922الذي انعقد يف بروكسل يف أكتوبر عام

    املدنية، وتستبدلاإلجراءاتقانونمن442املادةتلغى: على أنه09-93التشريعي املرسوممن01املادةنصت1يفالتحكيمجيوزفيها، والالتصرفاحلقوق اليت له مطلقيفالتحكيميطلبأنشخصلكلجيوز: "التاليةباألحكام

    حالةأوالعامبالنظاماملتعلقةاملسائليفس، والباملسكن، وامللباملتعلقةواحلقوقاإلرثحقوقيفبالنفقة، والااللتزامميفعداماالتحكيميطلبواأنالعامللقانونالتابعنياملعنويةلألشخاصجيوزوالوأهليتهم،األشخاص التجاريةعالقا

    ". الدوليةغري أن املشرع مل يبني املقصود باألشخاص املعنوية من خالل هذا املرسوم، لكنه تدارك ذلك يف التعديل اجلديد من

    م800اليت أحالت على املادة 975، حيث بينت املادة 08/09خالل القانون الدولة والوالية : منه على أن املقصود املتعلقة بتمثيل هذه األشخاص أمام 976اإلدارية، مع مراعاة أحكام املادة والبلدية واملؤسسات العمومية ذات الصبغة

    . التحكيم.1995جانفي 21يفاملؤرخ05-95األمرمبوجبوذلك مبوجب 2

    .فيهاالتصرفمطلقلهاليتاحلقوقيفالتحكيمإىلاللجوءشخصلكلميكن: "منه على أنه1006نصت املادة 3.وأهليتهماألشخاصحالةأوالعامبالنظاماملتعلقةاملسائليفالتحكيمجيوزوالايفعداماالتحكيمتطلبأنالعامةاملعنويةلألشخاصجيوزوال ".العموميةالصفقاتإطاريفأوالدوليةاالقتصاديةعالقا

    دخلتالهاي،بقواعدواملعروفة،1924لسنةالشحنبسنداتاملتعلقةالقواعدبعضبتوحيداخلاصةبروكسلمعاهدة4.1979سنة أخرىمرةعدلتمث،1968فرباير23بروتوكول موقع يفمبوجبعدلت،1931عامدولياالنفاذحيز

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    20

    االختياري، إذ تقتصر على احلاالت قوبلت برفض كثري من الناقلني لقواعدها اليت عرفت بطابعها ا، وهذا طبعًا فيه تعارض مع مبدأ حرية التعاقد الذي تنبين اليت يتفق فيها األطراف على األخذ

    لتوحيد بعض حيث انتهت اللجنة إىل وضع مشروع التفاقية دولية عليه مصاحل التجارة البحرية،املتعلقةالقواعدبعضبتوحيداخلاصةكسل، عرفت باتفاقية برو القواعد املتعلقة بسندات الشحن

    .19221، تتميز بطابعها اإلجباري مقارنة مع قواعد الهاي لسنة الشحنبسنداتبروتوكول موقع مبوجبوعدلت،1931عامإالّ دولياالنفاذحيزومل تدخل هذه االتفاقية

    دونإليهااجلزائرانضمت، وقد1979سنة أخرىمرةعدلتمث،1968فرباير23يف.21964مارس2يفاملؤرخ64/71رقماملرسوممبوجب،تتعديال

    اراة التطورات الفنية والسياسية تكن كافيتالتعديالت على االتفاقية، مل تلكغري أن ًا اليت واالقتصادية اهلائلة اليت عرفتها املالحة البحرية الدولية، وحتت تأثري االنتقادات القانونية

    تسوية لاملالئمةالطرقحتديد وجهت هلا نظراً إلغفاهلا العديد من املسائل القانونية، واليت من بينهاري الدويل األمم املتحدة للقانون التجاقررت جلنة،النزاعات الناشئة عن عقود النقل البحري

    املوضوعات ذات األولوية ، إدراج موضوع النقل البحري للبضائع ضمن )رتالاليونيس(املعروفة بــ املطروحة، لتنتهي اجلهود الدولية املبذولة يف هذا الصدد إىل إبرام اتفاقية، عرفت باتفاقية األمم

    ، املتعلقة بنقل 19783عاهدة هامبورج لسنة ، واملعروفة اختصارًا مباملتحدة لنقل البضائع بالبحردويل متخصص تنظيمحيث تعترب أول ،-1924واليت حلت حمل اتفاقية بروكسل - البضائع حبراً

    لسنة 08يف ظل قانون التجارة البحرية رقم (د عاطف حممد الفقي، النقل البحري للبضائع راجع بشأن هذه التطورات، 1، 2008، دار النهضة العربية، القاهرة، )-قواعد هامبورج-1978املتحدة لنقل البضائع بالبحر لعام واتفاقية األمم 1990

    .وما يليها1ص .28/1964رقم الرمسيةاجلريدةأنظر، 2، واملعروفة بقواعد هامبورج، حيث تعترب أول نص دويل متخصص يف 1978اتفاقية األمم املتحدة لنقل البضائع بالبحر لعام 3

    التحكيم البحري، وليث املشرع اجلزائري انضم إليها بعد انضمامه إىل اتفاقية بروكسل، ألمهيتها يف جمال تسوية املنازعات ا ألهم التطورات اليت عرفها التحكيم البحري، وهذا إن دل على شيء فإمنا الناشئة عن عقود النقل البحري للبضائع، ومساير

    .زائري ملختلف التطورات اليت تعرفها التجارة الدولية والبحريةيدل على عدم مواكبة املشرع اجل

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    21

    ، كوسيلة حلل املنازعات البحرية 1، جتيز صراحة إمكانية اللجوء إىل التحكيميف التحكيم البحري.2الناشئة عن عقود النقل البحري للبضائع

    ، كانت هناك جهود دولية أخرى مبذولة يف سبيل توحيد وإىل جانب اتفاقية هامبورجعلى التحكيمات البحرية، ومن أهم هذه االتفاقيات جند اتفاقية نيويورك بشأن األحكام املطبقة

    ، واليت انضمت إليها 10/06/1958بتاريخ عليهااملوقع،االعرتاف وأحكام احملكمني الدوليةلكن رغم ما عرفت به هذه االتفاقية من إلزامها للدول املوقعة عليها باالعرتاف .3اجلزائر بتحفظا مل تأتكيم البأحكام التح بتنظيم واف للعملية التحكيمية منذ بدايتها دويل وتنفيذها، إّال أ

    ا حتيل يف مواضع كثرية إىل القوانني الوطنية يف الدول املوقعة ايتها، كما أ أو للقواعد ،وحىت .4املختارة بواسطة األطراف أو احملكمني

    املتحدة للقانون التجاري الدويل بشأن جهود جلنة األممأسفرت فقد وعلى صعيد آخر، ، إىل جانب 1976، عن وضع الئحة حتكيم مسيت بالئحة اليونيسرتال عام التحكيم الدويل

    أمهيتها و لكن رغم هذه اجلهود.1985التجاري الدويل الصادر عام القانون النموذجي للتحكيما مل ت عدو كما يصفها البعض سوى جهود البالغة يف مستقبل التحكيم التجاري الدويل، إّال أ

    هذا ، ولعل 5إرشادية أو اختيارية، لعدم متتعها بصفة اإللزام سواء بالنسبة لألطراف أم للدول

    حكام هذه املادة جيوز للطرفني النص باتفاق مثبت كتابة، على إحالة ألمع مراعاة ": منها على أنه22/1املادة حيث تنص 1".أي نزاع قد ينشأ فيما يتعلق مبقر البضائع مبوجب هذه االتفاقية إىل التحكيم

    .28، ص املرجع السابقبد الفتاح ترك، شرط التحكيم باإلحالة وأساس التزام املرسل إليه بشرط التحكيم، حممد عد 2يتجلى يف عدمكما يرى البعض،ومبىن هذا التحفظ،05/11/1988، املؤرخ يف 88/233رقم املرسوموذلك مبوجب3

    بالقانوناملتعلقةالنزاعاتعلىوفيها،طرفاتكونأخرىدولةيفالصادرةاألحكامبشأنإالاالتفاقيةهذهأحكامتطبيقوأثرهالتحكيمالتفاقعلي، الطبيعة القانونيةسهلة ثاين بنبن.أنظر، أد. اجلزائريالقانونبهيقضيوفقًا ملاالدويلالتجاري

    ، ص 2007الرابع، تلمسان، اجلزائر، العددأيب بكر بلقايد، قانونية، جامعةالدولية، دراساتالتجاريةاملنازعاتتسويةعلى189.

    ا ا األوىل يف فقر ا للدول عند توقيعها عليها، كما هو ظاهر من ماد على أن هذا التحفظ قد أجازته االتفاقية ذابامتدادإلخطاراأوإليهااالنضمامأوعليهاالتصديقأواالتفاقيةعلىالتوقيععنددولةلكل":الثالثة، حيث جاء فيها

    الباملثاملعاملةأساسعلىتصرحأن،العاشرةاملادةبنصعمالتطبيقها وتنفيذاالعرتافىعلاالتفاقيةتطبيققصرستُ أاأيضاتصرحأنللدولةأنكما،متعاقدةأخريدولةإقليمعلىالصادرةاحملكمنيأحكام علىاالتفاقيةتطبيقستقصربأ

    اطبقاجتاريةتعترباليتالتعاقديةغريأوالتعاقديةالقانونروابطعنالناشئةاملنازعات ."الوطينلقانومعوباريسوركونيويلندنيفالبحريللتحكيممقارنةدراسة(البحريةاملنازعاتيفالتحكيمد عاطف حممد الفقي،4

    .12، ص 2007،القاهرة،العربيةالنهضةدار،)التجاريةواملدنيةاملواديفاملصريالتحكيمقانونأحكامشرح5 Ph. Fouchard, Les travaux de la C.N.U.D.C.I, Le règlement d’arbitrage, clunet 1979, P. 830.

  • لتحكيم في المنازعات الناشئة عن عقد النقل البحري للبضائعالمقدمة ا

    22

    رمراكز التحكيم البحري الدويل بنوعيه املؤسسي واحلهو ما دفعالقصور من املعاهدات الدولية، يما بينها، على إعمال املبادئ اإلجرائية وباريس، يف إطار من املنافسة فيف كل من لندن ونيويورك

    يف حالة اتفاق األطراف احملتكمة على اختيارها للتطبيق على ،املقررة يف لوائح هذه املراكز.1النزاعات الناشئة عن تنفيذ عقودهم

    ظاهرة االنفتاح على التحكيم وقبوله من طرف الدول، كنظام قضائي متخصص لتسوية إناملنازعات الناشئة عن خمتلف العالقات القانونية بني األطراف، على املستويني الداخلي والدويل،

    ذا النوع من النظم، وما يزيد البحث أمهية يف هذا هو ما جعل خمتلف األحباث والدراسات تـُْعَىن والذي - ال، ما يتميز به نظام التحكيم التجاري الدويل عموماً، والتحكيم البحري خصوصًا ا

    ، من خصوصيات ومزايا يفتقر هلا القضاء -حتت مظلتهموضوع البحث حمل الدراسة ينضوينازعات، لتطلبها املصعوبات يف فض جانب منملا يصادفه القضاء منالعادي لدى الدول، نظراً

    األمر الذي خاصة تلك املتعلقة بالعالقات التجارية البحرية،،خلربة وسرعة الفصل فيهانوعا من ام،قوياً مربراً خلق مبا يستجيب مع مصاحلهم أمام األطراف العتماد بدائل أخرى لتسوية نزاعا

    .التجاريةر العديد من اجلزائري على غرااملشرعالتحكيم على هذا النحو، إّال أن موضوعورغم أمهية

    التشريعات املقارنة األخرى، مل يضع له قانوناً خاصاً ومستقًال، ما عدا بعض األحكام اليت ضمنها املؤرخ يف،، املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية08/09القانون رقم يف والذيمنه،التحكيم يف الباب الثاين من الكتاب اخلامسأحكامنظمحيث،25/02/2008

    ستكشف لنا الدراسة عدم كفايتها، ملا تتمتع به اجلزائر من نشاط جتاري حبري متوقد، سواء على املستوى احمللي أو على املستوى اخلارجي، إذ يعترب هذا النشاط الشريان الرئيسي لالقتصاد الوطين،

    ي اجتهاد يف وما يقال بالنسبة للتشريع يقال أيضًا بالنسبة للقضاء، الذي تكاد ختلو ساحته من أال، ميكن تبنيه إىل جانب ما وصل إليه من نتائج بلغت ،فقه وقضاء التحكيم الدويلهذا ا

    ا يف خدمة صياغة النصوص ووضع جمردعندهمل يقف اهتماموالذيموضوع التحكيم، ذروالقوانني والنظم التحكيمية فحسب، بل اختذ هذا االهتمام منحى آخر، متثل يف إنشاء مؤسسات

    ، هلا نظامها اخلاص يف اختيار احملكمني، ومراكز مت