ﺔﻳدﺎﺠﺴﻟا ﺔﻔﻴﺤﺼﻟا حﺮﺷ fileﺔﻳدﺎﺠﺴﻟا ﺔﻔﻴﺤﺼﻟا...

268
اﻟﺴﺠﺎدﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺷﺮح اﻟﺸﻴﺮازي اﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻴﺪ اﻟﻤﺮﺝﻊ اﻹﻣﺎم اﻟﻌﻈﻤﻰ اﷲ ﺁﻳﺔ) ﺱﺮﻩ ﻗﺪس(

Upload: others

Post on 27-Oct-2019

1 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

  • شرح الصحيفة السجادية

    )قدس سره(آية اهللا العظمى اإلمام المرجع السيد محمد الحسيني الشيرازي

  • ٢٦٨ من ٢ صفحة شرح الصحيفة السجادية

    مقدمة المؤلف

    بسم اهللا الرحمن الرحيمين، والصالة والسالم على محمد وآله الطاهرين، واللعنة على أعدائهم أجمعين من اآلن د هللا رب العالم الحم

    . ام يوم الدين إلى قي : وبعد

    ول محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي هذا شرح موجز على الصحيفة السجادية لإلمام الهمام علي بن : يقته رجاء تقريب بعض غرائب ألفاظه وشوارد ين ـ آتب يهم أجمع ي بن أبي طالب صلوات اهللا عل الحسين بن عل

    . معانيه إلى األذهان . ان واهللا تعالى الموفق، وهو المستع

  • ٢٦٨ من ٣ صفحة شرح الصحيفة السجادية

    بسم اهللا الرحمن الرحيماء الشرف، أبو الحسن دين، به نا السيد األجل، نجم ال محمد بن الحسن بن أحمد بن علي بن محمد بن : حدث

    ال ه اهللا، ق وي الحسيني رحم ى العل رنا الشيخ السعيد أبو عبد اهللا محمد بن أحمد بن شهريار : عمر بن يحي أخب في شهر ربيع األول من سنة ست عشرة ) عليه السالم ( ن علي بن أبي طالب الخازن لخزانة موالنا أمير المؤمني

    محمد بن محمد بن أحمد بن : سمعتها على الشيخ الصدوق أبي منصور : وخمسمائة قراءة عليه وأنا أسمع، قال ال بد اهللا بن المطلب الشيباني، ق د بن ع ه اهللا عن أبي المفضل محم دل رحم ري المع ز العكب بد العزي ا حدثن : ع

    ر ابن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين د بن جعف ر بن محم بد اهللا جعف و ع الشريف، أبي بن أبي طالب حدثنا عبد اهللا بن عمر بن خطاب الزيات سنة خمس وستين ومائتين، : ، قال ) عليهم السالم ( عل

    ال ي : ق ال : حدثني خال م، ق نعمان األعل ي بن ال ت : عل ر بن م متوآل بن : وآل الثقفي البلخي عن أبيه حدثني عميال ارون، ق ى : ه يت يحي د بن علي ا لق ّ وهو متوجه إلى خراسان بعد قتل أبيه فسّلمت عليه، ) عليه السالم ( بن زي

    من أين أقبلت؟ قلت من الحج، فسألني عن أهله وبني عمه بالمدينة وأحفى السؤال عن جعفر بن محمد : فقال لييه السالم ( رته بخ ) عل ى أبيه زيد بن علي فأخب رهم وحزنهم عل ره وخب قد آان عمي : ، فقال لي ) عليه السالم ( ب

    ي د بن عل يه السالم ( محم ّرفه إن هو خرج وفارق المدينة ما يكون إليه ) عل رك الخروج وع ى أبي بت ّ أشار عل د ر بن محم يت ابن عمي جعف ره فهل لق يه السالم ( مصير أم ال : ؟ قلت ) عل م، ق ً ئًا من فهل سمعته يذآر شي : نع

    أبالموت : جعلت فداك ما أحب أن أستقبلك بما سمعته منه، فقال : ّ بم ذآرني؟ خّبرني، قلت : نعم، قال : أمري؟ قلت ي؟ ا سمعته، فقلت ! تخوفن ول : هات م وك وصلب، فتغير وجهه وقال : سمعته يق تل أب ا ق تل وتصلب آم : إنك تق

    بت وعنده أم الكتاب، يا متوآل ان اهللا ا يشاء ويث عز وجل أيد هذا األمر بنا وجعل لنا العلم والسيف يمحو اهللا منا بالعلم وحده، فقلت نو عم نا وخص ب ا ل ) عليه السالم ( جعلت فداك إني رأيت الناس إلى ابن عمك جعفر : فجمع

    ال يك، فق ى أب يك وإل نهم إل يل م دعوا الناس إلى الحياة ) عليهما السالم ( إن عمي محمد بن علي وابنه جعفر : أم : ً يابن رسول اهللا أهم أعلم أم أنتم؟ فأطرق إلى األرض مليًا ثم رفع رأسه وقال : اهم إلى الموت، فقلت ونحن دعون

    ّل ما يعلمون، ثم قال لي م آ م، وال نعل ا نعل ر أنهم يعلمون آلم م غي ه عل نا ل ّ آل : ً أآتبت من ابن عمي شيئًا؟ قلت : م، قال ّ أماله علّي أبو عبد اهللا ً أرنيه فأخرجت إليه وجوهًا من العلم وأخرجت له دعاء : نع وحدثني ) عليه السالم (

    ي د بن عل اه محم ) عليهما السالم ( أماله عليه وأخبره أنه من دعاء أبيه علي بن الحسين ) عليهما السالم ( أن أب يابن رسول : أتأذن في نسخه؟ فقلت : من دعاء الصحيفة الكاملة، فنظر فيه يحيى حتى أتى على آخره، وقال لي

    أما ألخرجن إليك صحيفة من الدعاء الكامل مما حفظه أبي عن أبيه وإن أبي : ، فقال ! فيما هو عنكم؟ اهللا أتستأذن واهللا يابن رسول اهللا : قال أبي فقمت إليه فقبلت رأسه، وقلت له : أوصاني بصونها ومنعها غير أهلها، قال عمير

    يتكم، فرمى صحيفتي التي دفعتها إليه إلى إني ألدين اهللا بحبكم وطاعتكم، وإني ألرجو أن يسعدني في حياتي بوالال ه وق ان مع ي أحفظه فإني آنت أطلبه من جعفر : غالم آ يَّ لعل ّين حسن وأعرضه عل دعاء بخط ب ذا ال تب ه ّ َّ اآ

    تقدم ) عليه السالم ( فندمت على ما فعلت ولم أدر ما أصنع، ولم يكن أبو عبد اهللا : حفظه اهللا فيمنعنيه، قال متوآلّ ى أحد، ثم دعا بعيبة فاستخرج منها صحيفة مقفلة مختومة فنظر إلى الخاتم وقبله وبكى، ثم فّضه إلي إال أدفعه إل

  • ٢٦٨ من ٤ صفحة شرح الصحيفة السجادية

    ى عينه وأَمرَّها على وجهه، وقال م نشر الصحيفة ووضعها عل ل ث تح القف َ َّ وف واهللا يا متوآل لوال ما ذآرت من :

    ول ابن عمي إنني ُأقَتل وُأصَلب لما دفعتها إليك ولكنت بها ضنينًا، ولك ني أعلم أن قوله حق أخذه عن آبائه أنه ُ َ ُ َ ً قتموه ويدخروه في خزائنهم ألنفسهم، فاقبضها واآفنيها ية فيك ى بني أم م إل ذا العل ثل ه سيصح فخفت أن يقع مرّبص بها فإذا قضى اهللا من أمري وأمر هؤالء القوم ما هو قاض فهي أمانة لي عندك حتى توصلها إلى ابني ّ وت

    راهيم ابني : عمي د وإب فإنهما القائمان في هذا األمر بعدي، ) عليهما السالم ( عبد اهللا بن الحسن بن الحسن محم

    فحدثته ) عليه السالم ( فقبضت الصحيفة فلما قتل يحيى بن زيد صرت إلى المدينة فلقيت أبا عبد اهللا : قال المتوآلال ه، وق ى، فبكى واشتد وجده ب أجداده، واهللا يا متوآل ما رحم اهللا ابن عمي وألحقه بآبائه و : الحديث عن يحي

    يه، وأين الصحيفة؟ فقلت ها هي، ففتحها وقال ى صحيفة أب ه عل ذي خاف يه إال ال دعاء إل هذا : منعني من دفع الد ودعاء جدي علي بن الحسين قم يا إسماعيل فأتني بالدعاء : ، ثم قال البنه ) عليهما السالم ( واهللا خط عمي زي

    رتك بحفظه وصونه، فقام إس ذي أم ّ ماعيل فأخرج صحيفة آأنها الصحيفة التي دفعها إلي يحيى بن زيد، فقّبلها الال نه وق ى عي بد اهللا ووضعها عل و ع ذا خط أبي وإمالء جدي : أب يهما السالم ( ه يابن : بمشهد مني، فقلت ) عل

    ي في ذلك وقال أذن ل ى؟ ف د ويحي ً قد رأيتك لذلك أهًال، فنظ : رسول اهللا إن رأيت أن أعرضها مع صحيفة زي رت م أجد حرفًا منهما يخالف ما في الصحيفة األخرى، ثم استأذنت أبا عبد اهللا ا أمر واحد ول ) عليه السالم ( ً وإذا هم

    بد اهللا ابن الحسن فقال ى ابني ع إن اهللا يأمرآم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها، نعم فادفعها : في دفع الصحيفة إلي ال ل ا ق ا نهضت للقائهم يهما، فلم م : إل ك، ث راهيم فجاءا فقال مكان د وإب ى محم هذا ميراث ابن عمكما : وجه إل

    اال رطًا، فق يه ش يكما ف ترطون عل ن مش وته ونح ه دون أخ كما ب د خّص يه ق ن أب ى م ّ ً يحي ولك : ل فق ك اهللا ق رحمال بول، فق ً إن ابن عمكما خاف عليها أمرًا أخافه : ولم ذاك؟ قال : ال تخرجا بهذه الصحيفة من المدينة، قاال : المق

    وأنتما فال تأمنا فواهللا إني ) : عليه السالم ( إنما خاف عليها حين علم أنه يقتل، فقال أبو عبد اهللا : عليكما، قاال أنا ا خرج، وستقتالن آما قتل، فقاما وهما يقوالن ا ستخرجان آم م أنكم ال حول وال قوة إال باهللا العلي العظيم، : ألعل

    ا خرجا قال لي أبو عبد اهللا يا متوآل آيف قال لك يحيى إن عمي محمد بن علي وابنه جعفر ) : عليه السالم ( فلمى الحياة ودعوناهم إلى الموت؟، قلت ناس إل يا ال يرحم : نعم أصلحك اهللا قد قال لي ابن عمك يحيى ذلك فقال : دع

    ي يه عن جده عن عل ى، إن أبي حدثني عن أب يه السالم ( اهللا يحي إن رسول اهللا صلى اهللا عليه وآله وسلم ) عل

    ره، فرأى في منامه رجاًال ينزون على منبره نزو القردة يردون الناس على أعقابهم ى منب ه نعسة وهو عل ً أخذت ه وسلم جالسًا والحزن يعرف في وجهه، فأتاه جبرئيل يه وآل رى، فاستوى رسول اهللا صلى اهللا عل عليه ( ً القهق

    ة ) السالم نة ل : ( بهذه اآلي ناك إال فت رؤيا التي أري نا ال ا جعل لناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما وم ال ولكن تدور : يا جبريل أعلى عهدي يكونون وفي زمني؟، قال : يعني بني أمية، قال ) ١ )( ً ً يزيدهم إال طغيانًا آبيرًا

    ين من مهاجرك ى رأس خمسة وثالث دور رحى اإلسالم عل م ت ذلك عشرًا، ث بث ب ً رحى اإلسالم من مهاجرك فتلذلك خمساً بث ب د من رحى ضاللة هي قائمة على قطبها، ثم ملك الفراعنة، قال ً فتل م الب وأنزل اهللا تعالى في : ، ث

    يملكها بنو أمية ليس ) ٢ ) ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر : ( ذلكال در، ق يلة الق يها ل ع اهللا عز وجل نبيه : ف ي أمية تملك سلطان هذه األمة وملكها طول أن بن ) عليه السالم ( فأطل

    . ٦٠ : ة اإلسراء، آية ـ سور ١

    . ٣ ـ ١ : ـ سورة القدر، آية ٢

  • ٢٦٨ من ٥ صفحة شرح الصحيفة السجادية

    هذه المدة، فلو طاولتهم الجبال لطالوا عليها حتى يأذن اهللا تعالى بزوال ملكهم، وهم في ذلك يستشعرون عداوتنا

    : أهل البيت وبغضنا، أخبر اهللا نبيه بما يلقى أهل بيت محمد وأهل مودتهم وشيعتهم منهم في أيامهم وملكهم، قالزل اهللا يهم وأن ى ف ة اهللا آفرًا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس : ( تعال وا نعم ذين بّدل ى ال ر إل م ت ّ ً أل

    رار ة اهللا محمد وأهل بيته، حبهم إيمان يدخل الجنة وبغضهم آفر ونفاق يدخل النار، فأسر رسول ) ١ ) ( الق ونعم ما خرج وال يخرج منا ) : عليه السالم ( بو عبد اهللا ثم قال أ : اهللا صلى اهللا عليه وآله ذلك إلى علي وأهل بيته، قال

    ادة في مكروهنا يامه زي ان ق ية، وآ ًا إال اصطلمته البل نعش حق ًا أو ي يدفع ظلم نا أحد ل يام قائم ى ق يت إل ً ً أهل البارون توآل بن ه ال الم ً األدعية وهي خمسة وسبعون بابًا، ) عليه السالم ( َّ ثم أملى عليَّ أبو عبد اهللا : وشيعتنا، ق

    ال سق و المفضل ق نا أب ًا، وحدث يفًا وستين باب نها ن ًا، وحفظت م نها أحد عشر باب د بن : ً ً ً ط عني م وحدثني محمال ي داره، ق رحبة ف زيل ال ب ن ي الكات ر المدائن و بك ه أب ن روزب ن ب لم : الحس ن مس د ب ن أحم د ب ي محم حدثن

    ال لقيت يحيى بن زيد : رون، قال حدثني أبي عن عمير ابن متوآل البلخي عن أبيه المتوآل بن ها : المطهري، قي يهما السالم ( بن عل تمامه إلى رؤيا النبي صلى اهللا عليه وآله التي ذآرها جعفر بن محمد ) عل ر الحديث ب فذآ

    : عن آبائه صلوات اهللا عليهم، وفي رواية المطهري ذآر األبواب وهي . ـ التحميد هللا عز وجل ١

    . ـ الصالة على محمد وآله ٢ . لة العرش ـ الصالة على حم ٣ . ـ الصالة على مصدقي الرسل ٤ . ـ دعاؤه لنفسه وخاصته ٥

    ـ دعاؤه عند الصباح والمساء ٦ . ـ دعاؤه في المهمات ٧ . ـ دعاؤه في االستعاذة ٨ . ـ دعاؤه في االشتياق ٩ . ـ دعاؤه في اللجأ إلى اهللا تعالى ١٠

    . ـ دعاؤه بخواتم الخير ١١ . ـ دعاؤه في االعتراف ١٢ . في طلب الحوائج ـ دعاؤه ١٣ . ـ دعاؤه في الظلمات ١٤

    . ـ دعاؤه عند المرض ١٥ . ـ دعاؤه في االستقالة ١٦ . ـ دعاؤه على الشيطان ١٧ . ـ دعاؤه في المحذورات ١٨

    . ـ دعاؤه في االستسقاء ١٩

    . ٢٩ و ٢٨ : ـ سورة إبراهيم، آية ١

  • ٢٦٨ من ٦ صفحة شرح الصحيفة السجادية

    . ـ دعاؤه في مكارم األخالق ٢٠

    . ـ دعاؤه إذا أحزنه أمر ٢١ . ـ دعاؤه عند الشدة ٢٢ . ـ دعاؤه بالعافية ٢٣ . ـ دعاؤه ألبويه ٢٤

    . ـ دعاؤه لولده ٢٥ . ـ دعاؤه لجيرانه وأوليائه ٢٦ . ـ دعاؤه ألهل الثغور ٢٧ . ـ دعاؤه في التفزع ٢٨

    . ـ دعاؤه إذا قتر عليه الرزق ٢٩ . ـ دعاؤه في المعونة على قضاء الدين ٣٠ . ـ دعاؤه بالتوبة ٣١ . ـ دعاؤه في صالة الليل ٣٢

    . ـ دعاؤه في االستخارة ٣٣ . ـ دعاؤه إذا ابتلي أو رأى مبتلى بفضيحة بذنب ٣٤ . ـ دعاؤه في الرضا بالقضاء ٣٥ . ـ دعاؤه عند سماع الرعد ٣٦

    . ـ دعاؤه في الشكر ٣٧ . ـ دعاؤه في االعتذار ٣٨ . ـ دعاؤه في طلب العفو ٣٩ . ـ دعاؤه عند ذآر الموت ٤٠ . ـ دعاؤه في طلب الستر والوقاية ٤١

    . ن ـ دعاؤه عند ختمه القرآ ٤٢ . ـ دعاؤه إذا نظر إلى الهالل ٤٣ . ـ دعاؤه لدخول شهر رمضان ٤٤ . ـ دعاؤه لوداع شهر رمضان ٤٥

    . ـ دعاؤه لعيد الفطر والجمعة ٤٦ . ـ دعاؤه في يوم عرفة ٤٧ . ـ دعاؤه في يوم األضحى والجمعة ٤٨ . ـ دعاؤه في دفع آيد األعداء ٤٩

    . ـ دعاؤه في الرهبة ٥٠ . ستكانة ـ دعاؤه في التضرع واال ٥١

  • ٢٦٨ من ٧ صفحة شرح الصحيفة السجادية

    . ـ دعاؤه في اإللحاح ٥٢

    . ـ دعاؤه في التذلل ٥٣ . ـ دعاؤه في استكشاف الهموم ٥٤

    واب بلفظ أبي عبد اهللا الحسني رحمه اهللا، حدثنا أبو عبد اهللا جعفر بن محمد الحسني، قال حدثنا : وباقي األبال زيات، ق بد اهللا بن عمر بن خطاب ال م، : ع نعمان األعل ي بن ال ي عل حدثني عمير بن متوآل : قال حدثني خال

    أملى : أملى علي سيدي الصادق أبو عبد اهللا جعفر بن محمد قال : الثقفي البلخي عن أبيه متوآل بن هارون، قال . ي ّ بمشهد مّن ) عليهم السالم ( جدي علي بن الحسين على أبي محمد بن علي

  • ٢٦٨ من ٨ صفحة شرح الصحيفة السجادية

    )١(

    دعاؤه في التحميد هللا تعالى : ا ابتدأ بالدعاء بدأ بالتحميد هللا عز وجل والثناء عليه فقال إذ ) عليه السالم ( وآان من دعائه

    تِه أْبصاُر الّناِظريَن ْن ُرْؤَي رْت َع ذي َقُص َدُه، الَّ وُن َبْع ٍر َيُك ال آِخ ِر ِب ْبَلُه، واآلِخ اَن َق ال أوٍَّل آ ِه األوَّل ِب ُد ِلل َ الَحْم ِ ّ ُ ْ ِ َ ْ ُ ْ َ ْ ُ َ َّ ُ َ ْ َ ُ ُ َ ٍ ِ ِ ِ ِ ُ َ ْ َ َ ٍ َّ ِ َّ ِ ِ ُ ْ َ َ وَعَجَزْت َعْن َنْعِتِه أْوهاُم الواِصفيَن، ِ ُ ْ ِ ِ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الدعاء األول

    الشرح : إذا ابتدأ بالدعاء بدأ بالتحميد هللا عز وجل والثناء عليه فقال ) عليه السالم ( وآان من دعائه

    بله ( ان ق ال أول آ د هللا األول ب ان ) الحم زمان والمك ى أن ال ابق، حت بقه س م يس ياء ل بل األش بحانه ق و س فهبلهما م ه، فهو ق وقان ل ون بعده ( خل فهو يبقى بعد فناء األشياء، حيث ترجع األآوان آأن لم ) واآلخر بال آخر يك

    تها قبل الخلقة ـ وفي انعدام األشياء رأسًا أو بقاء بعض المواد واألرواح بعد اإلفناء خالف، آثير ى حال ً تكن ـ عل

    . من النصوص يؤيد األولذي قصرت عن رؤيته أبصار ال ( وعجزت ( فإنه سبحانه يستحيل رؤيته ال في الدنيا وال في اآلخرة ) ناظرين ال

    : أوهامهم ) أوهام الواصفين ( أي وصفه آما هو أهله، ال األوصاف العامة ـ آالعالم والقادر وما أشبه ـ ) عن نعته أي أذهانهم وأفكارهم، فإن األفكار ال تصل إلى آنه معرفة اهللا سبحانه

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــَراعًا، ُثمَّ َسَلَك ِبِهْم َطريَق ِإراَدِتِه وَبَعَثُهْم في َسبيِل يَِّتِه اْخِت ى َمِش َرَعُهْم عل ِتَداعًا، َواْخَت َق اْب ِه الَخْل َتَدَع ِبُقْدَرِت ِ اْب َ ْ ُ َ َ َ ِ ِ َ ِ َ َ ْ ِ ِ َ َ َ َّ ُ ً َ ِ ْ ِ َِّ ِ َ ْ ُ َ َ َ ْ َ ً َ ِ ْ َ ْ َ ِ ِ َ ْ ُ ِ َ َ َ ْ

    ا َقدََّمُهْم إَليْ رًا َعمَّ وَن َتأِخي ِتِه، ال َيْمِلُك ْ َ ْ مَحّب ُ َ َّ َ َّ َ ً ِ َ َ ُ ِ ْ َ ِ ِ ّ َ ْ ُ َ ً ِه، َوال َيْسَتطيُعوَن َتَقدُّمًا إلى ما َأخََّرُهْم َعْنُه، َوَجَعَل ِلُكلِّ ُروٍح ِمْنُهْم ُقوَتًا ُ ْ ِ ٍ ُ ِّ ُ ِ َ َ َ َ ُ ْ َ ْ ُ َ َّ َ ً ُّ َ َ َ ُ َ ْ َ َ ِْ ُ ً َمْعُلومًا َ

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نه سبحانه خلق الخلق بدون أن الخلق بال سابقة وبال تعلم من أحد، فإ : االبتداع ) ً ابتدع بقدرته الخلق ابتداعًا (

    تعلم من خالق سابق رعهم ( ي راع ) واخت ان المفاد واحدًا : االخت تداع، وإن آ ذا أعم من االب ً الشق والكشف، وهه ( م سلك بهم طريق إرادت راعًا، ث ى مشيئته اخت ل ) ً عل إن لك ية والخصوصيات، ف ا أراد في الكيف م آم أي جعله

  • ٢٦٨ من ٩ صفحة شرح الصحيفة السجادية

    زايا خاصة ـ من اللون وآيفية ا لعل المعنى أنه ) وبعثهم في سبيل محبته ( لجسم ومدة العمر وما أشبه ـ إنسان م

    . سبحانه ألزم عليهم تكاليف خاصة حيث أحب وآما أراد، فالجملة األولى للتكوين والجملة الثانية للتشريع سبحانه أي ال يتمكن أحد من البشر أن يتأخر عن المرتبة التي جعلها اهللا ) ً ال يملكون تأخيرًا عما قدمهم إليه (

    آأن . بأن يتقدم إلى المرتبة السابقة وقد شاء اهللا له المرتبة الالحقة ) ً وال يستطيعون تقدمًا إلى ما أخرهم عنه ( له . يجعل نفسه في صنوف األذآياء وقد خلق من البلهاء أو بالعكس، وهكذا في سائر الشؤون الخلقية

    نهم ( ل روح م ل لك ما يأآله اإلنسان، أو المراد األعم من المأآول : قوت ال ) ً ً قوتًا معلومًا ( أي لكل إنسان ) وجع . والملبوس وما أشبه

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمَّ َضَرَب َلُه ف ٌد، ُث ْنُهُم زائ َص ِم ْن َنَق زْيُد َم اِقٌص، َوال َي ْن َزاَدُه َن ْنُقُص َم ِه، ال َي ْن ِرْزِق ومًا ِم ُ َمْقُس َ َ َ َ َّ ُ ٌ ُ ُ ْ ِ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ ٌ ِ َ ُ َ َ ْ َ ُ ُ ْ َ ِ ِ ْ ِ ْ ِ ً ُ ً ي الَحياِة أَجًال َ ْ َ ِ َ

    ُ ُ َمْوُقوتًا، َوَنَصَب َلُه أَمدًا َمْحُدودًا، َيَتَخطَّى إَلْيِه بَأّياِم ُعُم ِ ّ َ ِ ْ َ َّ َ َ َ ً ُ ْ َ ً َ ُ َ َ َ َ َ ً ُ ْ ِ ِرِه، َوَيْرَهُقُه ِبأْعواِم َدْهِرِه، َحتَّى إذا َبَلَغ أْقصى أَثِرِه؛َ ِ َ ْ َ َ َ َّ َ ِ ِ ْ َ ِ ْ ِ ُ ُ َ ْ َ َ ِ ِ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ه ( ن رزق ومًا م د ) ً مقس ر وق ين قسم األرزاق للبش ه ح نه ل ن زاده ( عي نقص م رزق ) ال ي ي ال بحانه ف اهللا ساقص ( ه ) ن ادة رزق نقص من رزق من أراد اهللا زي تمكن أحد أو شيء أن ي متعد، ولذا يؤتى له : ونقص . أي ال ي

    ّ من قّدر فال يتمكن أحد أن يزيد في رزق ) منهم زائد ( اهللا في رزقه ) وال يزيد من نقص ( بالمفعول، وهو منقوص . له نقص الرزق

    م ضرب ( ياة ( وعين ) ث ه في الح يا ) ل نة يبقى في الحياة ) ً أجالً ( الدن دة معي إطالق : واألجل له اطالقان . أي مدة، وإطالق على نهاية المدة ى الم أي مدة ) ً له أمدًا ( أي جعل ) ونصب ( ً أي معينًا، مشتق من الوقت ) ً موقوتًا ( عل

    ل األجل ) ً محدوداً ( ّين، ولع ّد وع د ح دة، واألمد : ّ ّ ق ّ يتخّطى إليه بأيام عمره ( لتمام المدة : لمنتهى الم آما يتخطى ) اإلنسان في المسافة حتى يبلغ النهاية، فكأن أيام العمر خطى اإلنسان نحو آخر مدته، فإذا انتهت أيام عمره آان

    يموت ياة ف ه في الح ى آخر مدت ً واصًال إل رهقه ( يه بسرعة ) وي و إل جمع عام، أي : م أعوا ) بأعوام دهره ( أي يدنه ررة ل غ ( بسنوات الدهر المق ى إذا بل ً أي آخر األثر المقرر له، آأن لكل إنسان خطًى ) أقصى أثره ( اإلنسان ) حت

    . من العمر تنتهي، وهذه الخطى أثر اإلنسان في الحياة

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــَتوَعَب ِحساَب ُعمُ ُ ُ َواْس َ ِ َ َ َ ْ ى ما َنَدَبُه إليه ِمْن َمْوُفِور َثَواِبِه، أْو َمْحُذوِر ِعَقاِبِه، َلَيْجِزَي الَّذين أساُءوا ،ِ ِ ِرِه َ ُه إل ُ َقَبَض َّ َ ِ ْ َ َ ِ ِ َ ِ ِ ُ ْ َ ْ ِ ِ َ َ ِ ُ ْ َ ْ ِ ُ َ َ َ ُ َ َ َ

    نى، َعْدًال ِمْنُه َتَقدََّسْت أْسماُؤُه، َوَتظاَهَرْت آالُؤُه، ال ُيْسأُل َعّما َيْفَعُل ُنوا ِبالُحْس ذين أْحَس ِزَي الَّ وا َوَيْج ا َعِمُل ُ ِبم َ ْ َ ّ َ ُ ْ ُ ُ ُ ْ َ َ َ َ ُ ُ ْ ْ َ َّ َ َ ُ ْ ِ ً ْ َ ْ ُ ِ ُ َ ْ َّ َ ِ ْ َ َ ُ ِ َ ْ َوُهْم ِ ُ َْ ُ َ ُيْسأُلوَن ُ.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أي أخذه ) قبضه ( بأن أتى على جميع ما قدر له من العمر ) حساب عمره ( االشتمال : االستيعاب ) واستوعب (

    ة يه ( اهللا سبحانه باإلمات ه إل ا ندب ى م ه سبحانه آلف اإلنسان ب ) إل ه، فإن ه ب الواجبات وبترك المحرمات، أي آلف . نتيجة ما ندب : والمراد بما ندب

    وابه ( ور ث ر لمن أطاع ) من موف ر الكثي وابه الواف أي عقابه الذي يحذر منه ويخاف ) أو محذور عقابه ( أي ث

  • ٢٦٨ من ١٠ صفحة شرح الصحيفة السجادية

    وا ( لمن عصى ا عمل ذين أساءوا بم ر والمعاصي ) ليجزي ال أي ) ١ ) ( ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ( من الكف

    ً عدًال ( الجنة والثواب، وإنما يجازي سبحانه بما عمل اإلنسان : ى، مؤنث أحسن، والمراد بالحسنى بالصفة الحسن أي تنزهت صفاته عن النقائص، ) تقدست أسماؤه ( تعالى، إذ العدل أن يكون الجزاء شبيه العمل ومن جنسه ) منه

    أي صارت بعضها ظهر بعض ) هرت وتظا ( فإن المراد باألسماء الصفات، إذ االسم بمعنى العالمة، والصفة عالمة ً فإنه سبحانه ليس مسؤوًال بحيث يقع في ) عما يفعل ( تعالى ) ال يسأل ( النعمة : جمع آل بمعنى ) آالؤه ( وفي عقبها

    ه ى أعمال ى يحاسبه عل نه حت ى م ه وال أعل ثل ل م يسألون ( محذور السؤال والجواب، إذ ال م ل ) ٢ ) ( وه إن آ فا أشبه يسأل عن فعل يوان وم وله إنسان وح ل ق ناية عن أن جميع أفعاله على نحو الحكمة ) ال يسأل : ( ه، ولع آ

    والصالح، فال موضع لئن يسأل إذ السؤال عن العبث والفوضى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ِه الِذي َلْو َحَبَس َعْن ِعباِدِه َمْعِرَفَة َحْمِدِه عَ ُد ِلّل ِ َ َوالَحْم ِ ْ َ َ َ ِ ْ َ ِ ِ ِ ْ َ َ َ َ ْ َ ِ ِ ّ ِ ُ ْ َ ِ لى ما أْبالُهْم ِمْن ِمَنِنِه الُمَتتاِبَعِة؛ َوأْسَبَغ َعَليِهْم ِمْن ِنَعِمِه َ ِ َ ِ ْ ِ ْ ِ َ َ َ َ ْ َ ِ َ ِ َ ُ ِ ِ َ ِ ْ ِ ْ ُ ْ ْم َيْحَمُدوُه؛ َوَتَوسَُّعوا في ِرْزِقِه َفَلْم َيْشُكُروُه، َوَلْو آاُنوا َآذِلَك َلَخَرُجوا ِمُن ُحُدوِد ِنِه َفَل رَُّفوا في ِمَن َرِة؛ َلَتَص ُ ِ الُمَتظاِه ُ ُ ِ ُ َ َ َ َ ِ َ ُ ْ َ َ ُ ُ ُ ْ َ ْ َ َ ِ ِ ْ ِ ُ َّ َ َ َ ُ ُ َ ْ َ ْ َ َ ِ ِ َ ِ َُّ َ َ َ ِ َ ِ َ ُ

    ِ َ اِإلْنساِنيَِّة إلى َح َّ ِ ْ ِ ِ َّ ِ دِّ الَبهيِميَِّة َ ِّ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    و حبس عن عباده معرفة حمده ( ذي ل د هللا ال وامتحنهم ) على ما أبالهم ( بأن لم يعطهم قدرة المعرفة ) والحمتابعة ( نه المت نن ) من من ّنة، بمعنى النعمة، إذ آل نعمة توجب منة على : الم أي ) وأسبغ عليهم ( اإلنسان ّ جمع م

    يهم ّ أعطاهم ووّسع عل ه المتظاهرة ( جواب لو ) لتصرفوا ( التي بعضها ظهر لبعض وفي أثرها وعقبها ) من نعمدوه ( م يحم نه فل د ) في من رفون الحم م ال يع روض أنه ه ( إذ المف ي رزق ه ) وتوسعوا ف يل رزق ي ن أي توسعوا ف

    يه كروه ( والتصرف ف م يش ر ) فل رع المع كر ف ده إذ الش رفون حم م ال يع روض أنه ذلك ( فة والمف وا آ و آان ) ولدون أن يشكروا رزق ب ناولون ال ية ( يت د البهيم ى ح انية إل دود اإلنس ن ح رجوا م دم ) لخ كر لع يمة ال تش إذ البهّ وال يخفى أن التشبيه بحسب الظاهر وإّال فالبهائم تعرف اإلله وتشكره آما . معرفتها، وآذلك يكون اإلنسان حينئذ

    ّ وإن من شيء إّال يسبح بحمده ولكن ال تفقهون تسبيحهم : ( حانه قال سب ) ( ٣.( ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    تاِبهِ ِم ِآ َف في ُمْحَك ا َوَص وا َآم ِ ِ ِ َفكاُن ِ َ ْ ُ َ َ َ َ بيالً : (َ ُ لُّ َس ْم أَض ْل ُه اِم َب ْم إّال َآاألْنَع َ ً ِإْن ُه ُّ َ ْ ُ ْ َ ِ َ ْ َ ّ ْ ُ ْ ُد ِهللا َعلى ما َعرَّ ). ِ َ َّ والَحْم َ ِ ُ ْ َ ْ َفنا ِمْن ِ ََ ََّ َنْفِسِه َوأْلَهَمنا ِمْن ُشْكِرِه؛ َوَفَتَح َلنا ِمْن َأْبَواِب الِعْلِم بُرُبوِبيَِّتِه َوَدلََّنا َعَلْيِه ِمَن اإلْخالِص َلُه في َتْوحيِدِه؛ َوَجنََّبنا َ ِ ِ ْ َ ُ َ ِ ْ َ ِ ِ ْ َ َ ََّ َ َ ِ َِّ ِ ُ ُ ِ ْ ِ ِ َ ْ َ ْ ِ َ َ َ َ َ ِ ِ ْ ُ ْ ِ َ َ ْ َ ِ ِ ْ َ

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا ( كرهم ) فكان دم ش تابه ( لع م آ ي محك ا وصف ف ى ) آم فة إل افة الص ن إض تاب م ى الك م إل افة محك إض

    يه باطل أو نسخ أو ما أشبه م يطرأ عل ذي ل م ال تابه المحك ّ إن هم إّال آاألنعام ( الموصوف، أي آ نافية، أي : إن ) م واإلدراك دم الفه ي ع ام ف نون إّال آاألنع ذين ال يدي ؤالء ال يس ه ّ ل بيالً ( ل س م أض ل ه رف إذ األ ) ٤ ) ( ً ب ام تع نع

    . ٣١ ـ إشارة إلى سورة النجم، آية ١ . ٢٣ : ـ إشارة إلى سورة األنبياء، آية ٢ . ٤٤ : ـ سورة اإلسراء، آية ٣

    . ٤٤ : ـ سورة الفرقان، آية ٤

  • ٢٦٨ من ١١ صفحة شرح الصحيفة السجادية

    ك د بالنتيجة على هداية اإلنسان وعدم . مصالحها ومفاسدها واإلنسان المنحرف ال يعرف ذل وال يخفى أن الحم

    . جعله آاألنعام إذ ما نعرفه من جهاته سبحانه ـ ولو آانت معرفة ناقصة ال تصل الكنه ) والحمد هللا على ما عرفنا من نفسه (

    يم ريفه سبحانه وتعل يس إال بسبب تع نا ـ ل نا من شكره ( ه ل ه ألقى في قلوبنا وجوب شكره، فإن آل ) وألهم فإن وفتح لنا ( إنسان يعرف بالفطرة لزوم شكر المنعم مع الغض عن معلومية ذاته بسبب األديان والشرائع السماوية

    م واب العل ن أب ن ) م م : ِ ِم واب العل ض أب يض، أي بع ربوبيته ( للتبع ائر ) ب نا ولس ًا ل بحانه رب رفناه س ى ع ً حتًا ًا وخالق ون رب ل إنسان يعرف بفطرته أن للك إن آ يه من اإلخالص ( ً ً الموجودات، ف نا عل بيان لضمير : من ) ودل

    يه ( يده ) ( عل ه في توح إن اهللا أرشدنا إلى لزوم أن نوحده، ونجعل إله الكون واحدًا مخلصًا له العقيدة، ال أن ) ل ً ً فّ أي بّعدنا ) وجنبنا ( نشرك معه غيره

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــَدُه ِمْن َخْلِقِه، َوَنْسِبُق ِبِه َمْن َسَبَق إلى ِرضاُه َوَعْفِوِه؛ يَمْن َحِم ِه ف ُر ِب دًا ُنَعمَّ ِرِه، َحْم كِّ في أْم اِد َوالشَّ َن اإلْلح ِ ِم ِ ْ َ َ ُ ِ َ َ َ ْ َ ِ ِ ُ ِ ْ َ َ ِ ِ ْ َ ْ ِ ُ َ ِ َ ْ َ ِ ِ ُ َّ َ ُ ً ْ َ ِ ِ ْ ِّ َّ َ ِ ْ َ ِ

    َ ُ َ َحْمدًا ُيضيُء َلنا ِبِه ُظُلماِت الَبْرَزِخ؛ َوُيَس ِ َ ْ َ ِ ُ ُ ِ ِ َ ُ ُ ً ْ َ َ ْ ُل َعَلْينا ِّ هَِّ َ ُ ِّ ِبِه َسبيَل الَمْبَعِث، َوُيشرُِّ ِ َ ْ َ َ َ ِ ِ َ ُف ِبِه َمناِزَلناِ َ ِ ِ ُ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ة والحجج اد ( بسبب األدل يقة ) من اإللح حتى نكون شاآين هل هو ) والشك في أمره ( أي االنحراف عن الحق . موجود أم ال؟ وهل هو واحد أم آثير؟ وهكذا

    داً ( أي في جملة الذين يحمدونه فنكون آأحدهم، ال ) فيمن حمده ( أي نقضي أعمارنا بهذا الحمد ) نعمر به ً حمة الملحدين والشاآين من سبق إلى ( أي بسبب هذا الحمد ) ونسبق به ) ( من حمده ( بيان : من ) من خلقه ( في جمل

    ون سابقًا على من سبق، ألن حمدنا أآثر من حمدهم فنكون ) رضاه ى أي نك وال يخفى . أسبق إلى نيل رضاه ً تعالذا إنشاء لبيان قدر ما ينطوي عليه الحامد من حب اهللا ومدحه، فال يلزم السبق في الخارج حتى يقال آيف : أن ه

    . بأن يعفو عنا ذنوبنا بسبب حمدنا له ) وعفوه ( يسبق اإلنسان األنبياء ومن إليهم؟ ه ( نا ب دًا ُيضيء ل هو المحل الواسط بين الدنيا واآلخرة، : البرزخ ) زخ ظلمات البر ( أي بسبب هذا الحمد ) ً ُ حم

    ريد الداعي أنه بسبب حمده يتفضل سبحانه بإنارة البرزخ له ّ ويسّهل ( وي أي بسبب هذا الحمد ) به ( اهللا سبحانه )

    بعث ( يه مسلك المجرمين ) سبيل الم ى ال نسلك ف يامة حت وم الق ه ( أي طريق ي أي بسبب هذا الحمد ) ويشرف ب آلخرة في ا ) منازلنا (

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهاِد، َيْوَم ُتْجزى ُآلُّ َنْفٍس ِبما َآَسَبْت َوُهْم ال ُيْظَلُموَن، َيْوَم ال ُيْغني ِف األْش ْنَد َمَواِق ْ ِع ُ َ ْ َ َ ُ َ ْ ُ ْ ُ َ ْ َ َ َ ِ ٍ ْ َ ُّ ُ ْ ُ َ ْ َ ِ ْ ِ ِ َ َ َ ْ َ ْ َمْولًى َعْنِ ً ْ َ َ َمْولًى َشْيئًا َوال ً ْ َ ً ْ َ

    ُ َ ُهْم ُيْنَصُروَن َ ْ ُ ْ ِ ّ َحْمدًا َيْرَتِفُع ِمّن . ُ ُ ِ َ ْ َ ً ْ ْ ً َ َ ا إلى أْعلى ِعلِّيِّيَن في ِآتاٍب َمْرُقوٍم َيْشَهُدُه الُمَقرَُّبوَن، َحْمدًا َتَقَ َ َ َُّ َ ُ ُ ُ َ ْ َ ٍ ُ ْ َ ٍ ِ َ ِّ ِّ ِ ْ ُ ُ ُ رُّ ِبِه ُعُيوُننا ِ ِ ُّ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ند مواقف األشهاد ( نًا حين يحضر الناس في القيام ) ع وقفًا شريفًا حس نا م ون ل ة ليشهد ً ً ً جمع شاهد، أي يك يوم ( الشهود لهم أو عليهم، فإذا شهدوا له آان له موقف شريف، وإذا شهدوا عليه آان له موقف مخزي ومذل

    بت ا آس ل نفس بم زى آ ر ) تج رًا فش ر وإن ش رًا فخي ون ( ً ً إن خي م ال يظلم ادة ) ١ ) ( وه ناتهم أو زي م حس بهض

    ...). تجزى آل نفس اليوم ( ، وهي ١٧ : ـ إشارة إلى سورة غافر، آية ١

  • ٢٦٨ من ١٢ صفحة شرح الصحيفة السجادية

    ى شيئاً ( سيئاتهم ى عن مول وم ال ُيغني مول ً اصر، أي ال ينفع صديق لصديقه شيئًا، بأن الصديق والن : المولى ) ُ ً ي

    يئاته ل من س ناته أو يقل ي حس زيد ف م ينصرون ( ي ذي ينجي ) ١ ) ( وال ه ل ال دًا، ب د أن ينصر أح تمكن أح ال ي ً ف . اإلنسان هناك العمل الصالح والشفاعة

    رتفع ( دًا ي د ) ً حم ك الحم نا ( ذل مال الصالحة آتاب يكتب فيه األع : العليون ) إلى أعلى عليين ( أي من جهتنا ) ميل القبول الكامل تابة في أعاله دل ناس، والك فإن هذا ) ٢ ) ( يشهده المقربون ( قد رقم وآتب ) في آتاب مرقوم ( لل

    . آتاب بأيدي المالئكة المقربين الذين قربهم سبحانه إلى رضاه ولطفهنا ( ه عيون ر ب دًا تق نه عن الحرآة، بخال ) ً حم رحًا مسرورًا تقف عي ان ف إن اإلنسان إذا آ ذي ً ً ف ف الخائف ال

    تضطرب عينه إلى هنا وهناك ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    َتُق ِبِه ِمَن أِليِم ناِر اِهللا إلى َآريِم ِجواِر دًا ُنْع َودَِّت األْبشاُر؛ َحْم نا ِإَذا اْس ِه ُوُجوُه َيضُّ ِب ِرَقِت اَألْبصاُر، َوَتْب ِ إذا َب ِ ِ َ ِ ِ ِ ِ َ ِ ِ ِ ُ َ ْ ُ ً ْ َ ُ ْ ِ َّ َ ْ َ ِ ُ ُ ُ ِ ِ ُّ َ ْ َ َ ُ ْ َ ِ َ ِ َ ِ اِهللا؛ َ َحْمدًا ُنزاِحُم ِبِه َمآلِئَكَتُه الُمَقرَِّبيَن؛ َِّ َ ُ ُ َ َ ِ َ ِ ِ ُ ِ ُ ً ْ َ

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرقت األبصار ( ً برق البصر بمعنى تحير فزعًا حتى ال تطرف أو دهش فلم يبصر، فإن اإلنسان إذا دهش ) إذا ب

    ين لتبصر ى الع روح إل م تصل ال رة ل رفه و . دهشة آبي تمالك أن يحرك ط م ي ل دهشة ل ان أق ه ( إذا آ يض ب وتبنا ان أصحابها حسني األفعال في الدنيا، وتسود ) وجوه يامة إذا آ وم الق نور واإلشراق ي إن الوجوه تبيض بال ف

    ة إذا آان أصحابها سيئي األفعال زنًا وآآب جمع بشر ـ وزن سبب وأسباب ـ وبشر : أبشار ) ّ إذا اسوّدت األبشار ( ً ح . ة وهي ظاهر جلد اإلنسان جمع بشر

    جوار ) إلى آريم جوار اهللا ( أي نار اهللا المؤلمة، بحيث ننتهي ) من أليم نار اهللا ( ونفك ) ً حمدًا نعتق به ( نحمده ا أن ول بالمحسوس، فكم بيه للمعق و تش ل، وه ك المح ي ذل ى اإلنسان ف بحانه عل ذي يلطف اهللا س ل ال اهللا المح

    ً يكون مشموًال لحفظه ولطفه، آذلك من آان عند لطف اهللا وإحسانه، وآريم اإلنسان إذا آان في جوار زعيم آبير الجوار، من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي الجوار صاحب الكرامة ـ مقابل اإلهانة ـ

    ام نة فاإلم وز بالج نار، والف تق من ال ببًا للع ان س ل، آ ان باللسان وبالقلب وبالعم ا آ د لم م إن الحم يه ( ً ث عل

    ً منه تعالى أن يوّفقه لمثل هذا الحمد، ال مجرد حمد اللسان ـ مثًال ـ يطلب ) السالم ّ ه ( زاحم ب دًا ن د ) ً حم ذلك الحم ربين ( أي ب ته المق زاحمة ) مالئك د المشابه لحمد المالئكة، والم ناية عن الحم آ

    ع فيه ً ً واألصل في المزاحمة وحدة المطلوب مع تعدد الطالب، ومن المعلوم أن الحمد ليس شيئًا محصورًا حتى تق المزاحمة بمعناها الحقيقي

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ِة الَِّت ِليَن في داِر الُمقاَم يآَئُه الُمْرَس ِه أْنِب ِ َِّ َوُنضآمُّ ِب َ ُ ِ َ ِ َ ْ ُ ُ َ ِ ْ ِ راَمِتِه اّلتي َ ُ ُّ ِ لِّ آ زوُل، وَمَح ِ ّ ال َت ِ َ ِّ َ َ ُ ِ َِّ ال َتُحوُل، َوالَحْمُد ِلّلِه الَِّذي َ ّ ِ ُ ْ َ َ ُ ُ َ

    تاَر َ اْخ ْ َنا َ َل باِت الرِّْزِق َوَجَعَل َلَنا الَفِضيَلَة ِبالَمَلَكِة َعلى َجِميِع الَخْلِق، َفُكلُّ َ َمَ نا َطيِّ رى َعَلْي ِق َوأْج َن الَخْل ُ ُّ حاِس َ ِ ْ َ ِ ِ َ َ ِ َ َ َ ِ َ َ ِ َ َ َ َ َ َ َ ِ ْ ِّ ِ ِّ َ ْ َ َ ْ َ ِ ْ َ َ ِ ِ َخليَقِتِه ِ َ َ ِ ُمْنقاَدٌة َلنا ِبُقْدَرِتِه، ِ َ ْ ُ ِ َ ٌ َ ْ ُ

    . ٤١ : ـ سورة الدخان، آية ١

    . ٢١ و ٢٠ : ـ سورة المطففين، آية ٢

  • ٢٦٨ من ١٣ صفحة شرح الصحيفة السجادية

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ه ( ذلك الحمد ) ونضام ب حتى ) أنبيائه المرسلين ( ننضم : ، ونضام من الضم بمعنى الجمع، ونضام بمعنى أي بة ( نجتمع معهم ياء ) في دار المقام رافقة األنب دي بم زول ( حيث الشرف األب إن الجنة أبدية ) التي ال ت ومحل ( ف

    رامته يه، وهو الجنة ) آ ان ف رم من آ رمه ويك ذي أآ ست مثل دار أي ال تتحول، فلي ) التي ال تحول ( أي المحل ال . الدنيا التي تتحول من حال إلى حال

    تار ( ذي اخ د هللا ال نا والحم إجراء ) وأجرى علينا طيبات الرزق ( أي اختار لنا الخلق الحسن ) محاسن الخلق لًا، آالنهر الجاري، والطيب ما يستطاب ويالئم الطبع، والمراد بالرزق أعم من المأآل ه مستمرًا جاري رزق جعل ً ً ال

    ا بس وم ل لنا الفضيلة ـ بالملكة ـ على جميع الخلق ( أشبههما من حاجات اإلنسان والمل أي جعل لنا نحن ) وجع البشر أفضلية على جميع خلقه، بأن ملكنا ما لم يملكهم من العقل وسائر الممتلكات، فإن اإلنسان ـ لطبعه ـ أفضل

    واالنقياد معناه الحرآة ألجلنا فإن ) درته منقادة لنا بق ( أي آل خلق اهللا تعالى ) فكل خليقته ( من جميع الموجودات الشمس

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــَ ِّ َوصاِئَرٌة إلى طاَعِتنا ِبِعزَِّتِه؛ َوالَحْمُد ِهللا الَّذي أْغَلَق َعّنا باَب الحاَجِة إّال إليه، َفَكْيَف ُنِطيُق َحْمَدُه؟ أْم َمتى ُنَؤدِّي ُ َ ْ ُ َ ْ َ ُ ِ ُ َ ْ َ َ ّ ِ َ َ ّ َ َ َ ْ َّ ِ ُ ْ َ َ ِ َِّ ِ ِ ِ َ ٌ َ ِ َ

    ُ ُشْكَرُه؟ َ ْ ِ ال، َمتى؟، َوالَحْمُد ِهللا الَّذي َرآََّب ِفينا آالِت الَبْسِط، َوَجَعَل َلنا أَدواِت الَقْبِض، ! ُ ْ َ ِ َ َ َ َ َ َ ِ ْ َ ِ ِ َ َّ َ َّ ِ ُ ْ َ َ َ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    في األرض وما فإن اإلنسان يتصرف ) وصائرة إلى طاعتنا ( والقمر واألفالك وغيرها تسير لمصلحة اإلنسان . أي بسبب أنه سبحانه عزيز قادر على آل شيء ) بعزته ( عليها ـ آأنها مطيعة له ـ

    يه ( اب الحاجة إال إل نا ب ذي أغلق ع د هللا ال نا محتاجين إلى واسطة، بل يقضي ) والحم م يجعل ه سبحانه ل فإننا بنفسه، وقد آان باإلمكان، أن يكون اهللا آالملوك الذين ال يرون حوائج الناس إال بواسطة الوزراء ومن حوائج

    يهم ً ً ؟ إذ الحمد إنما يكون آافيًا إذا آان مكافئًا، وهيهات أن يتمكن ) آيف نطيق حمده ( بعد هذه النعم العظام ) فـ ( إلدٍر آاٍف، فإن تعدوا نعمة اهللا ال تحصوها د بق يان بالحم ٍ اإلنسان من اإلت ٍ ؟ ) نؤدي شكره ( وفي أي زمان ) أم متى (

    جملة مستأنفة لجواب االستفهام، أي ال ) ال، متى ( ن أقصر من القدر الالئق من شكره سبحانه وزمان عمر اإلنسا

    . يمكن تأدية شكرهنا ( ذي رآب في د هللا ال نا ) الحم ل في أبدان تمكن بها من بسط بعض أعضاء ) آالت البسط ( أي جع زة ن أي أجه

    ً ض، فإن اليد ـ مثًال ـ أي االنقبا ) وجعل لنا أدوات القبض ( الجسم، آاليد والرجل وما أشبه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    َياِة، َوأْثَبَت فينا َجواِرَح األْعماِل، َوَغّذانا ِبَطيِّباِت الرِّْزِق، َوأْغنانا بَفْضِلِه، َوأْقنانا ِبَمنِِّه، ُثمَّ أْرواِح الَح نا ِب ِ ُ َّ َوَمتََّع ِّ َ ِ ْ َ ِ ِ ْ َ ْ َ ِ ْ ِّ ِ ِّ َ ِ ّ َ َ ِ ْ َ ِ َ َ َ ْ َ ِ َ َ ِ ْ ِ َ َّ َ َْ َ ِ أَمَرنا ِلَيْخَتِب َ ِ َ َ َ َر

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومتعنا ( تنبسط وتنقبض، ولو لم يتمكن اإلنسان من آليهما، أو من أحدهما، لتوقف آثير من أعماله وحوائجه

    ياة أرواح الح باعث ) ب روح ال ان، آال ياة اإلنس ي تسبب ح ي الت ًا ه تلذذ أرواح تعة وال ا للم هوة أو ً أي أعطان للشياة اإلنسان الكاملة على تلك األرواح توقف ح ا ي ا أشبه، مم وة، وم ) وأثبت فينا جوارح األعمال ( للغضب أو للق

  • ٢٦٨ من ١٤ صفحة شرح الصحيفة السجادية

    جوارح جمع جارحة وهي اليد والرجل وسائر ما يعمل بها اإلنسان من أعضائه ومعنى الجرح في األصل العمل

    . عل فينا الجوارح التي بها نعمل األشياء التي نريدها باليد، ومنه جوارح الطير ألنها تكسب بيدها، والمعنى جرزق ( بات ال ذانا بطي بس ) وغ ل والمل ن المأآ م م رزق أع يب، وال رزق الط ن ال امًا م ذاءنا أقس ل غ ً أي جع

    أي جعلنا أغنياء ال ) وأغنانا بفضله ( والمسكن وما أشبه، آما أن الطيب مقابل الخبيث، وهو ما ال يستقذره الطبع ً ً ره، وذلك اإلغناء ليس استحقاقًا منا بل فضًال وإحسانًا منه نحتاج إلى غي من القنية بمعنى المال المدخر ) وأقنانا ( ً

    ذي يدخره اإلنسان نه ( ال ه سبحانه ادخر لنا الكنوز والمعادن وغيرهما لمصالحنا وهذا تلميح ) بم رمه فإن أي بك ) ليختبر ( بأوامره ) ثم أمرنا ) (١ ) ( أنه هو أغنى وأقنى : ( إلى قوله سبحانه

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــْكَرنا، َفخاَلْفنا َعْن َطِريِق أْمِرِه، َوَرِآْبنا ُمُتوَن َزْجِرِه َفَلْم َيْبَتِدْرنا ِبُعُقوَبِتِه َوَلْم ُيعاِجْلنا َي ُش ا ِلَيْبَتِل نا، َوَنهان ِ ْ طاَعَت ُ ْ َ َ ِ ِ َ ُ ُ ِ ْ ِ َ ْ َ ْ َ َ ِ ِ ْ َ َ ُ ُ ْ ِ َ َ ِ ِ ْ ِ ِ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ ِ َ ْ َ ِ َ َ َ َ

    ْ َ ّ ِبِنْقَمِتِه، َبْل َتأّنا َ ِ ِ َ ِ نا ِبَرْحَمِتِه َتَكرُّمًا، َواْنَتَظَر ُمراَجَعَتنا ِبَرأَفِتِه ِحْلمًا، َوالَحْمُد ِهللا الَِّذي َدلَّنا َعَلى التَّْوَبِة،ِ ِ ْ َ ْ َّ َ َ َّ َ َِّ ِ ُ ْ َ َ ً ْ ِ ِ ِ َ َ ِ َ َ َ ُ َ َ َ ْ َ ً ُّ َ َ ِ ِ َ ْ َ ِ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    تحن نا ( أي يم بحان ) طاعت ه س نا ال ل بار ل دة االخت يع أم ال؟ وفائ ل شيء هل نط الم بك ه ع ا ( ه ألن عن ) ونهاني ( المحرمات تحن ) ليبتل هل نشكر بترك نواهيه أم ال؟ فإن من الشكر العملي االنتهاء عن النواهي ) شكرنا ( ويم

    نا عن طريق أمره ( جمع متن بمعنى الظهر ) ورآبنا متون ( بالذهاب إلى خالف الطريق المؤدي إلى األمر ) فخالف . بالراحلة التي لها متن، إذا رآبها اإلنسان تؤدي به إلى النار أي نهيه، شبه المنهى ) زجره (

    أي ) ولم يعاجلنا بنقمته ( فلم يعاقبنا بمجرد صدور المنهيات عنا ) بعقوبته ( أي لم يبادر جل شأنه ) فلم يبتدرنا (نا عاجًال سريعًا بمجرد ارتكابنا لنهيه ته علي زل نقم م ين ً ً ل لتأخير، تأنى في من التأني بمعنى الصبر وا ) بل تأنانا (

    م يعجل وآان هذا التأني لمجرد الكرم ) ً تكرمًا ( أي إرجاء عقوبتنا حيث رحمنا وتفضل علينا ) برحمته ( األمر إذا لنه أي رحمته ـ والرأفة ) برأفته ( أي لعلنا نرجع عن العصيان باالستغفار والتدارك ) وانتظر مراجعتنا ( والفضل م

    رحمة ـ ى من ال اً ( أدق معن ب حلمه علينا ـ وال يخفى أن الرحمة والرأفة وما أشبههما يراد بها في أي لسب ) ً حلم . خذ الغايات واترك المبادئ : غاياتها، آما قيل : اهللا سبحانه

    فإنه سبحانه هو ) على التوبة ( وأرشدنا ) والحمد هللا الذي دلنا (

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي َتِدْد ِمْن َفْضِلِه إّال ِبها َلَقْد َحُسَن َبالُؤُه ِعْنَدنا َوَجلَّ ِإْحساُنُه ِإَلْينا، َوَجُسَم َِّ الَِّت ْم َنْع ْو َل ِلِه َفَل ْن َفْض ْدها ِإّال ِم ْم ُنِف َ َل ُ َ َ ْ َ ِ ُ ُ ْ ِ َّ َ َ َ ْ ِ ُ ُ َ َ ُ َ ْ َ َ ِ ّ ِ ِ ْ َ ْ ِ ْ ِ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ِ ِ ْ َ ْ ِ ّ ِ ْ ِ ُ ْ َ

    َ ّ َفْضُلُه َعَلْينا، َفما هَكذا آاَنْت ُسنَُّتُه ِفي التَّْوَبِة ِلَمْن آاَن َقْبَلنا، َلَقْد َوَضَع َعّنا َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ِ ِ َ ْ َّ ِ ُ َُّ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ ْ ِ ما ال طاَقَة َلنا ِبِه،َ ِ َ َ َ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ى لسان أنبيائه توبة للعاصي وأرشد العصاة عل اب ال تح ب ذي ف ّ التي لم نفدها إّال من فضله ( ال إذ فضله هو ) ) فلو لم نعتدد ( فائدة للتوبة في رفعه الذي سبب أن نستفيد بالتوبة ولوال فضله لكان العقاب جزاء المعصية بدون

    أي بالتوبة ـ وإنما جيء ) إال بها ( وسبحانه ) من فضله ( من العد بمعنى الحساب أي لو لم نعدد ونذآر في التعداد اء ى االتك ى معن تداد عل باء الشتمال االع ان فضله خاصًا لقبوله التوبة : بال و آ هذا ) لقد حسن بالؤه عندنا ( ً أي ل

    ] لو [ هذا عطف على جواب ) إحسانه إلينا ( أي آبر ) وجل ( ً ً لكان بالؤه وإحسانه عندنا شيئًا حسنًا أي ] لو [ جواب

    . ٤٨ : ـ سورة النجم، آية ١

  • ٢٦٨ من ١٥ صفحة شرح الصحيفة السجادية

    . ً وهذا أيضًا عطف على الجواب ) فضله علينا ( أي عظم ) وجسم (

    ل م عل يه السالم ( ث ى فضًال جسيمًا بقوله ) عل بوله تعال ون ق ً ً ، آ ) في ( وطريقته تعالى ) فما هكذا آانت سنته ( بول توبة لمن ( ق ان قبلنا ال ّ ً مثًال لم يقبل سبحانه توبة بني إسرائيل في عبادة العجل إّال بعد أن قتل