ﺔﻴﻠﻘﻨﻟﺍ ﺔﻟﺩﻷﺍ ﲔﺑ ﺽﺭﺎﻌﺘﻟﺍ ...ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺃ...

. اجلامعة اإلسالمية بغزة . عمادة الدراسات العليا

. كلية الشريعة . قسم أصول الفقه

التعارض بني األدلة النقلية وأثره يف املعامالت الفقهية

إعداد .حممود لطفي اجلزار / الطالب

إشراف

حممد محاد يونس / الدكتور

لى درجة املاجستري يف أصول الفقهقدمت هذه الرسالة استكماال ملتطلبات احلصول ع من كلية الشريعة يف اجلامعة اإلسالمية بغزة

العام اجلامعي

م 2004ـ هـ 1425

نزل الذي والكتاب ورسوله بالله آمنوا آمنوا الذين أيها يا

قبل من أنزل الذي والكتاب رسوله على

. 136 من اآلیة : سورة النساء

إنما يتذكر مونيعل والذين لا يعلمون الذين يستوي هل قل

الألباب أولوا

. 9 من اآلیة: سورة الزمر

ردونوست والمؤمنون عملكم ورسوله الله فسيرى اعملوا وقل

تعملون كنتم بما والشهادة فينبئكم الغيب عالم إلى

. 105 اآلیة: سورة التوبة

إھداء إلى الذین أدباني وعلماني ، رب ارحمھما كما •

.والدي العزیزین. … ربیاني صغیرا

إلى اللتین جعلھما اهللا لي سكنا أعطتا وما بخلتا ، وقدمتا وما • .زوجتي الكریمتین … تأخرتا

إلى أساتذتي الكرام الذین صرفوا أوقاتھم ، وأثمن •

ما یملكون في تعلیمي وتوجیھي ، وخاصة محمد حماد یونس ، الدكتور

. والدكتور یونس محیي الدین األسطل

إلى كل طالب علم یرید أن یستسقي األحكام • . الشرعیة من منابعھا الحقیقیة

أھدي ھذا الجھد وأرجو اهللا أن یجعلھ موضع االنتفاع

في الدنیا ، وذخرا لآلخرة ،.یرإن ھ عل ى ك ل ش يء ق د

أ ةاملقدم………………………………………… ……………………………………التعارض بني األدلة النقلية

أ

المقدمة

إن احلمد هللا ، حنمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ باهللا من شرور أنفسنا ومـن سـيئات أعمالنا ، من يهده اهللا فال مضل له ، ومن يضلل فال هادي له ، وأشهد أن ال إله إال اهللا ، وحده

وأصلي عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى ديه ال شريك له ، وأشهد أن حممدا عبده ورسوله . ، واسنت بسنته إىل يوم الدين

: أما بعد إن علوم الشريعة كثرية ، وأصول الفقه من أشرفها ، حيث أن هذا العلم يهـتم بتقعيـد

القواعد األصولية اليت بواسطتها ميكن للعلماء استنباط األحكام الفقهية العمليـة مـن أدلتـها . تفصيليةال

وإن علم أصول الفقه يتشعب أيضا إىل عدة موضوعات منها موضوع التعارض والترجيح وهذا العلم يدور حول تقابل ومتانع دليلني مبعىن اقتضاء كل واحد من الـدليلني املتعارضـني يف

ون هذان وقت واحد حكما معينا يف نفس الواقعة اليت يبحث اتهد يف معرفة حكمها حبيث يك احلكمان متعارضني ، بأن يقتضي أحدمها إجيابه واآلخر حترميه مع العلم أن هذا التعارض لـيس حقيقيا يف أصل الشريعة بل هو تعارض ظاهري ، وإن شاء اهللا من خالل هذا البحث سـأحاول

. ما أمكن توضيح ذلك .واهللا ويل التوفيق

-:أمهية املوضوع -:يح له أمهية كبرية يف الشريعة اإلسالمية تتمثل فيما يلي إن موضوع التعارض والترج

يظهر الشريعة يف ثوا احلقيقي ، ويوضح أن الشريعة اإلسالمية كاحملجة البيـضاء ليلـها : قال تعـاىل كنهارها ليس فيها تعارض حقيقي بل إن هذا التعارض هو من وجهة نظر اتهد ف

لو و كان نم ندر عغي الله يهوا فدجفا لوالتا اخريكث )1( . عن عبد اهللا بن عمرو بن العاص قال :

إن القرآن مل يرتل يكذب بعضه بعضا ، بل يصدق بعضه بعضا ، " - -قال رسول اهللا )3( - حديث صحيح - )2( " فما عرفتم منه فاعملوا به ، وما جهلتم منه فردوه إىل عامله

) .82( من اآلية : سورة النساء - )1( .6714، مسند عبد اهللا بن عمرو بن العاص ح ) 602 / 2( مسند اإلمام أمحد : ابن حنبل - )2( ) .585( شرح العقيدة الطحاوية : ابن أيب العز احلنفي - )3(

ب ةاملقدم………………………………………… ……………………………………التعارض بني األدلة النقلية

ب

.فقد دلت اآلية واحلديث على أن الشريعة متكاملة ليس فيها اختالف ، وال تعارض

موضوع التعارض و الترجيح يضع قواعدا وطرقا حلل اإلشكاليات اليت قد تظهر للمجتهد . ، فيسري من خالهلا على هداية ونور

الباحث أو اتهد ، فال يتعـصب إن معرفة أركان التعارض وشروطه وأسبابه تفتح آفاق ملذهب معني ، بل يتبع الرأي الراجح ، فالبعض عندما يقرأ كتابا ، أو يسمع رأيا معينا يتعصب

.ملا قرأ ، أو مسع ، فدراسة التعارض والترجيح جتعل املسلم هينا سهال ، ال يتعصب لرأيه -: أسباب اختيار املوضوع -:ع ،كان الختياره أسباب كثرية من أمهها باإلضافة إىل أمهية املوضو

. جتلية قوة الفقه اإلسالمي وحيويته وخصوبته ومرونته - 1 بيان أن التعارض يف الشريعة اإلسالمية تعارض ظاهري صوري فقط من وجهـة نظـر - 2

.اتهد ، وأنه ال يوجد تناقض يف الشريعة اإلسالمية ليوم بالرجوع إىل الدين فيما بات يعرف بالصحوة،ويوشك هلذه العودة قد أكرم اهللا األمة ا - 3

املباركة لإلسالم أن تتمكن يف األرض،وأن تستخلف فيها ، والبد حالتئذ من جتديد االجتهاد ، ولسوف يكون موضوع التعارض والترجيح متكئا مهما يف نظام اإلسـالم وعـودة الـسيادة

. هي العليا إن شاء اهللا اإلسالمية ، وصريورة كلمة اهللا قد شهدت العقود األخرية حماوالت مباركة يف استئناف االجتهاد اجلماعي فيمـا اشـتهر - 4

مبجمع الفقه اإلسالمي ، أو دور الفتوى ، وكذا املؤمترات الفقهية العديدة،وإن نـضوج هـذه . قضايا املعاصرة الرسالة من شأنه أن يعبد مرحلة مهمة أمام املتصدين لإلفتاء يف ال

املسامهة يف إثراء املكتبة اإلسالمية ، جبمع شتات املوضوع من بطون الكتـب األصـولية - 5 .والفقهية ليكون كتابا مستقال

- :اجلهود السابقة يف املوضوع

معظم الكتب القدمية تطرقت هلذا املوضوع ما بني موسع ومضيق ، ولكن مل أجد كتابا منها قد ومل أجد كتابا قدميا انفرد ببحث التعارض . ل مجيع مباحث التعارض والترجيح يف كتابه استكم

.والترجيح إال ما كان من كتب اختالف احلديث

ج ةاملقدم………………………………………… ……………………………………التعارض بني األدلة النقلية

ج

، حيث 204مثل اختالف احلديث ، لإلمام حممد بن إدريس أبو عبد اهللا الشافعي ، املتوىف سنة . ه التوفيق بينها تكلم فيه عن األحاديث املتعارضة ، وأوج

: وأما ما كان من جهود املعاصرين أدلة التشريع املتعارضة ووجوه الترجيح بينها ، للدكتور بدران أيب العينني بدران ، وقسمه - 1

. األقيسة املتعارضة : مناهج العمل عند التعارض ، والباب الثاين : إىل بابني ، الباب األول دلة الشرعية ، حبث أصويل مقارن باملذاهب اإلسالمية املختلفة التعارض والترجيح بني األ - 2

، تأليف عبد اللطيف عبد اهللا عزيز الربزجني ، وقد قسم حبثه إىل بابني الباب األول يف حقيقة .التعارض ومستلزماته ، الباب الثاين يف أنواع التعارض ، ودفع اخلالف بينها

ديث وأثره يف الفقه اإلسالمي ، للدكتور عبد ايد منهج التوفيق والترجيح بني خمتلف احل - 3 . إمساعيل السوسوة ، اقتصر فيه على التعارض بني األحاديث وكيفية التوفيق بينها

تعارض ما خيل بالفهم وأثره يف األحكام الفقهية ، للدكتور شـكري حـسني راميـتش - 4ضمار ، وااز ، النقـل ، التخصيص ، واإل ( البوسنوي ، اقتصر على ما خيل بالفهم وهي

) االشتراك :الصعوبات اليت واجهت الباحث

: واجهت يف إعداد هذا البحث الكثري من الصعوبات ، ومن أشدها ما يلي . الظروف الصعبة اليت مير ا شعبنا يف فلسطني ، وخاصة صعوبة احلواجز الصهيونية - 1 . مر ، ولفترات طويلة انقطاع التيار الكهربائي بشكل مست- 2 . قلة املراجع يف قطاع غزة مما يطيل زمن البحث - 3 . ارتفاع أسعار الكتب ، فال يستطيع الباحث شراء الكتاب إال بشق األنفس - 4

ولكن بفضل من اهللا وتوفيقه مت التغلب على هذه العقبات ، حىت خرجت الرسالة ذه . ز وجل أن تكون مرضية ملن يقرأها الصورة اليت أمتىن من املوىل ع

خطة البحث

تشتمل هذه الرسالة إن شاء اهللا على مقدمة ، وثالثة فصول ،وخامتـة ، وذلـك علـى :التفصيل التايل

د ةاملقدم………………………………………… ……………………………………التعارض بني األدلة النقلية

د

املـقـدمــة :واشتملت على

أمهية املوضوع ، وأسباب اختيار املوضوع ، واجلهود السابقة ، والصعوبات اليت واجهت .باحث ، وخطة البحث ، ومنهج البحث ال

:الفصل األول . التعارض والتعادل

:ويتكون من ثالثة مباحث : تعريف الـتـعارض ، وأركانه ، وشروطه : املبحث األول •

. ويتكون من ثالثة مطالب .تعريف التعارض : املطلب األول .رض وشروطه وأسبابه أركان التعا: املطلب الثاين

.حمل التعارض : املطلب الثالث .طرق دفع التعارض : املبحث الثاين •

. ويتكون من ثالثة مطالب . طرق العلماء يف حل التعارض : املطلب األول . معىن النسخ ، وشروطه ، وأمثلة عليه : املطلب الثاين

.مع ، وشروطه ، ومراتبه ، وصوره معىن اجل: طلب الثالث امل .تعريف الـتـعادل ، وأنواعه ، وآراء العلماء فيه : املبحث الثالث

: ويتكون من أربعة مطالب .تعريف التعادل وشروطه وحمله : املطلب األول دل ، وحكمه عند القائلني به آراء العلماء من التعا: املطلب الثاين

.أنواع التعادل : املطلب الثالث .حكم وجود قولني تهد : املطلب الرابع

ه ةاملقدم………………………………………… ……………………………………التعارض بني األدلة النقلية

ه

:الفصل الثاين . الترجيح بني األخبار

:وينكون من مبحث متهيدي و أربعة مباحث أخرى عمل بالدليل معىن الترجيح وشروطه وبيان وجوب ال : املبحث التمهيدي •

.الراجح : ويتكون من ثالثة مطالب

. معىن الترجيح : املطلب األول . شروط الترجيح : املطلب الثاين .بيان وجوب العمل بالدليل الراجح : املطلب الثالث

. الترجيح بواسطة اإلسناد : املبحث األول • :من مطلبني ويتكون

. ترجيحات ختتص بالراوي : املطلب األول . ترجيحات ختتص بنفس الرواية : املطلب الثاين

.الترجيح بواسطة املنت : املبحث الثاين • : ويتكون من مطلبني

.ا الترجيح بني األخبار لوجود صفات زائدة يف منت أحدمه: املطلب األول .الترجيح بني األحكام التكليفية : املطلب الثاين

.الترجيح عن طريق داللة األلفاظ : املبحث الثالث • : ويتكون من مطلبني

.تعارض الداللة باعتبار ظهور املعىن منه وخفائه : املطلب األول . الداللة التعارض من حيث كيفية: املطلب الثاين

.الترجيح بأمور خارجية : املبحث الرابع • : ويتكون من مخسة مطالب

.ترجيح أحد اخلربين ملوافقته للكتاب : املطلب األول

و ةاملقدم………………………………………… ……………………………………التعارض بني األدلة النقلية

و

ترجيح أحد اخلربين ملوافقته حلديث آخر من أحاديث : املطلب الثاين .- - النيب .ترجيح أحد اخلربين ملوافقته لإلمجاع : طلب الثالث امل

.ترجيح أحد اخلربين ملوافقته للقياس : املطلب الرابع .ترجيح أحد اخلربين ملوافقته لعمل أكثر السلف : املطلب اخلامس

:الفصل الثالث .أثر تعارض األدلة النقلية يف املعامالت الفقهية

: مبحثني ويتكون من .أثر التعارض يف املعامالت املالية : املبحث األول •

:ويتكون من ثالثة مطالب .التأمني وحكمه يف الشريعة اإلسالمية : املطلب األول . بيع املراحبة لآلمر بالشراء يف البنوك : املطلب الثاين

.مثنية النقود الورقية : املطلب الثالث .أثر التعارض يف املعامالت الطبية : املبحث الثاين •

: ويتكون من مطلبني

. نقل األعضاء البشرية : املطلب األول .تشريح جثة اإلنسان امليت : املطلب الثاين

اخلامتة .وتشتمل على أهم نتائج البحث

ز ةاملقدم………………………………………… ……………………………………التعارض بني األدلة النقلية

ز

منهج البحث : هذا البحث منهجا ميكن تلخيصه فيما يلي

عزوت اآليات القرآنية إىل سورها ، مع ذكر أرقام اآليات ، وإن مل تكن اآلية كاملة - 1 ( ) .ذكرت من اآلية

دا األحاديث خرجت األحاديث النبوية من مصادرها األصلية مع بيان احلكم عليها ماع- 2 .املوجودة يف صحيح البخاري وصحيح مسلم ، فقد اكتفيت بتخرجيها فقط

أجد يف الكتب اخلاصة نسبت اآلثار الواردة عن السلف رضي اهللا عنهم إىل كتبها فإن مل - 3 . الكتاب الذي وجدت فيه تذكربذلك

. ضرب األمثلة على القواعد األصولية ، ما استطعت إىل ذلك سبيال- 4 يف عرض املسائل الفقهية سوف أذكر آراء العلماء يف هذه املسألة ، مراعيا الترتيب الزمين - 5

.للمذاهب ، مث الترجيح بني األقوال مراعيا يف ذلك قواعد الترجيح . بيان التعريف والكلمات املبهمة من املصادر األصلية - 6 . ذكرهم يف البحث الترمجة للمبهمني من العلماء والفقهاء الذين مير- 7 توثيق املعلومات وذلك بذكر اسم املؤلف ، مث اسم الكتاب ، مع ذكر اجلزء والـصفحة - 8

إن كان للكتاب أجزاء ، وإال اكتفيت بذكر الصفحة ، وأراعي يف ترتيب املراجع عامـل .الزمن فمن مات أوال قدم على عريه

فهـرس -فهرس اآليات القرآنية : إحلاق البحث بالفهارس ، تسهيال على القارئ وهي - 9 فهرس املعاين اللغوية ، واالصطالحية - فهرس األعالم - فهرس اآلثار -األحاديث النبوية

. فهرس املوضوعات - فهرس املراجع واملصادر - :وختاما

مة ال يسعين إال أن أقول كما قال اإلمام عالء الدين عبد العزيز بن أمحد البخاري يف مقد أرجو أن يكون كتابا سبق عامة مـا " كتابه كشف األسرار عن أصول فخر اإلسالم البزدوي

ألف يف هذا املوضوع ترتيبا ومجاال ، وفاق نظائره حتقيقا وكماال ، مث إين وإن مل آل جهـدا يف يف عثـرة تأليف هذا البحث وترتيبه ، ومل أدخر وقتا يف تسديده وذيبه ، فال بد من أن يقـع

وزلل ، وإن يوجد فيه خطأ وخطل ، فال يتعجب الواقف عليه منه فإن ذلك مما ال ينجـو منـه .أحد

ح ةاملقدم………………………………………… ……………………………………التعارض بني األدلة النقلية

ح

قرأت كتاب الرسالة على الشافعي مثانني مرة ، فما من مرة إال وكان يقف : ويقول املزين .هيه أىب اهللا أن يكون كتاب صحيحا غري كتابه : على خطأ ، فقال الشافعي

فاملأمول ممن وقف عليه ، أن يسعى يف إصالحه بقدر الوسع واإلمكان ، أداء حلق األخوة )1( . " يف اإلميان ، وادخارا جلزيل املثوبة يف دار السالم

)2( : ويقول الشاطيب وإن كان خرق فادركه بفضلة من احللم وليصلحه من جاد مقوال

ل صادقا لوال الوئام وروحه لطاح األنام الكل يف اخللف والقال وق وهذا زمان الصرب من لك باليت كقبض على مجر فتنجو من البلا

واهللا املوفق واملثيب عليه أتوكل وإليه أنيب

) .10 ، 9 / 1( بتصرف يسري - )1( ) . 81 ، 79 ، 78( منت الشاطبية ، املسمى حرز األماين يف القراءات السبع ، أبيات رقم : الشاطيب - )2(

ط ةاملقدم………………………………………… ……………………………………التعارض بني األدلة النقلية

ط

شكر وتقدير . مزيدهويكافئيف نعمه ، ا ، محدا يواحلمد الذي بنعمته تتم الصاحلات

:أما بعد . والصالة والسالم على أشرف املرسلني هلا يف أحسن جار هذه الرسالة ، خموإجنازإمتام وشارك يفأتوجه بالشكر والتقدير إىل كل من ساهم

.صورة الذي تفضل وتكرم علي بالكثري اد يونس وأخص بالشكر أخي وأستاذي الشيخ الدكتور حممد مح

ويف علمه فله من ا األجر والثواب ، وبارك ا فيه . ، وعلمه الغزير ، وجهده الوفري من وقته الثمني .ونفع به

األستاذين الفاضلني اللذين تفضال وتكرمـا وقـبال ا أتوجه بالشكر والتقدير لألخوين الكرميني ، كم :أ من زلل أو خطفيها ، وتصحيح مالة الرساهمناقشة هذ

.حفظه ا ……… زياد مقداد: فضيلة الدكتور .حفظه ا ……… سامي أبو عرجه :وفضيلة الدكتور

.ا ويف علمهما اء ، وبارك ا فيهمفجزامها ا عين خري اجلزنهم أستاذي أساتذتي الكرام يف اجلامعة اإلسالمية ، وأخص مأتوجه بالشكر والتقدير إىلوكما

ويف وبارك ا فيه ، حفظه ا ، فجزاه ا عين خري اجلزاء يونس األسطلوشيخي فضيلة الدكتور .علمه ونفع به

1 طرق دفع التعارض: املبحث الثاين …..……………...……….. ……………… ………التعارض والتعادل: الفصل األول

:الفصل األول الـتـعـارض والـتـعـادل

ميثل التعارض والترجيح بني األدلة موضوع الرسالة ، لذلك جعلت الفـصل األول يـدور حول ماهية التعارض ، وبيان أنه تعارض ظاهري ، وليس حقيقيا ، فال بد يف هذا الفـصل مـن

تعريف التعارض لغة واصـطالحا ، مث لذلك بينت . دراسة التعارض والتعادل من مجيع نواحيهما ذكرت أركان التعارض ، وشروطه ، وأسبابه ، وال بد من حتديد حمل التعارض ، وهل يقع بـني األدلة القطعية و األدلة القطعية ، وبني األدلة الظنية والظنية ، وبني األدلة القطعية والظنية ، مث بعد

تعارض من نسخ ، ومجع ، وترجيح ، مث التوقف ؛ إن ذلك درست آراء العلماء وطرقهم يف دفع ال . عجز اتهد عن حل التعارض بالطرق الثالث السابقة

وفصلت القول يف التعادل من حيث بيان تعريفه ، وشروطه ، وآراء العلماء يف وقوع التعادل . ، وأنواعه ، وحكم وجود قولني تهد واحد يف مبحث مستقل

:ة هذه اجلوانب عرضها يف ثالثة مبـاحـث على النحو التايل واقتضت دراس .تعريف الـتـعارض ، وأركانه ، وشروطه : املبحث األول • .طرق دفع التعارض : املبحث الثاين • .تعريف الـتـعادل ، وأنواعه ، وآراء العلماء فيه : املبحث الثالث •


:املـبـحـث األول . الـتـعـارض

هذا املبحث يعترب مدخال هلذه الرسالة ، وقد درست فيه تعريف التعارض لغة واصطالحا إن ، مث عرضت فيه أركان التعارض ، وشروطه ، وأسبابه ؛ لكي يتضح معىن التعارض االصـطالحي الذي حيتاج إىل حل ، فليس كل تعارض يكون داخال يف موضوع الرسالة ، وبعد تعريف التعارض

القطعيـات ( يد أركانه ، وشروطه ، وأسبابه ، ذكرت املوضوعات اليت يقع فيها التعارض ، وحتد ) .والظنيات

:لذلك تشعب هذا املبحث إىل ثالثة مطالب ، على النحو التايل .تعريف التعارض : املطلب األول • .أركان التعارض وشروطه وأسبابه : املطلب الثاين • .عارض حمل الت: املطلب الثالث •


:املطلب األول .تـعـريـف الـتـعـارض

. يف هذا املطلب تناولت تعريف التعارض لغة ، واصطالحا فأما يف التعريف اللغوي ، فقد ذكرت أهم املعاين اللغوية للتعارض ، مع حتديد املعىن الـذي

. يتناسب مع املفهوم االصطالحي التعريف االصطالحي ؛ فقد ذكرت أهم املعاين االصطالحية للتعارض أيضا ، مـع وأما يف

مناقشة كل تعريف على حدة ، مث رجحت التعريف األصوب ، وأدخلت بعض اإلضافات علـى . التعريف املختار ، ليكون إن شاء اهللا جامعا مانعا

:بعد هذا العرض فقد انقسم هذا املطلب إىل فرعني .معىن التعارض لغة: الفرع األول • .معىن التعارض اصطالحا: الفرع الثاين •


:معىن التعارض لغة : الفرع األول • إن للتعارض يف اللغة عـدة معان ، ذكـرت أربعة منـها ، مع ذكر شواهـدها من

عىن الذي له عالقة باملعىن االصـطالحي ، الكتاب أو السنة ؛ لكي تتضح تلك املعاين ، مث بينت امل : وبيان ذلك كما يلي

أظهرتـه : عرضت الشيء عرضا ، أي أظهرته وأبرزته ، وعرضت املتاع للبيـع : الظهور - 1 )1( . بدا وظهر : لذوي الرغبة ليشتروه ، وأعرض لك الشيء من بعيد

: ففي تفسري هذه اآلية ) )2 عرضا للكافرين يومئذ جهنم وعرضنا : قال تعاىل إن اهللا عز وجل يعرض جهنم للكافرين ؛ أي يربز جهنم ويظهرها هلم ، لريوا ما فيها من العذاب "

)3( . "والنكال قبل دخوهلا ؛ ليكون ذلك أبلغ يف تعجيل اهلم واحلزن

به عرضتم فيما جناح عليكم وال : قال تعاىل )5( . تصريح وهي خالف ال: )4( التورية – 2

نم ةطبخ اء أوسنتم الني أكنف كمأنفس )6( ن من وفاة أزواجهنإذ التعريض خبطبة النساء يف عد . )7( ، معناه التورية وعدم التصريح إن يف املعـاريض " : - -قال رسول اهللا : بن احلصني قال ويف احلديث عن عمران

. )8( - حديث ضعيف -" ملندوحة عن الكذب مبعىن سـعة ومتـسع ، ) مندوحة ( يف احلديث مبعىن عدم التصريح ، وكلمة ) فالتعريض (

)9( . أن يف عدم التصريح من االتساع ما يغين عن الكذب : ومعىن احلديث

_ ) 240( املصباح املنري : الفيومي - ) 168 / 7( لسان العرب : ابن منظور - ) 755( معجم املقاييس يف اللغة : انظر ابن زكريا - )1(

) .623( املعجم الوسيط : مصطفى وآخرين - ) 580( القاموس احمليط : الفريوز آبادي _ ) 235( خمتار الصحاح : الرازي ) .100( اآلية : سورة الكهف - )2( ) .21 / 6( تفسري املراغي : املراغي - ) 106 / 3( تفسري القرآن العظيم : ابن كثري - )3( .} ) 1208( القاموس احمليط : وز آبادي الفري{ التورية هي اإلخفاء واالستتار - )4( الفريوز آبادي - ) 236( خمتار الصحاح : الرازي - ) 240( املصباح املنري : الفيومي - ) 183 / 7( لسان العرب : انظر ابن منظور – )5( ) .624( املعجم الوسيط : مصطفى وآخرين - ) 581(القاموس احمليط : ) . 235( من اآلية : سورة البقرة - )6( ) .551 / 1( األساس يف التفسري : حوى - ) 286 / 1( تفسري القرآن العظيم : انظر ابن كثري - )7( .كتاب الشهادات ، باب املعاريض فيها مندوحة عن الكذب ) 199 / 10( سنن البيهقي : البيهقي - )8( ) . 594 / 10( البخاري انظر فتح الباري شرح صحيح : ابن حجر - )9(


أي مانعا ، وعرض يعرض عرضة بالضم ، أي كل جعلت فالنا عرضة لكذا وكذا ، : املنع – 3 )1( . أي حال حائل : مانع منعك من شغل وغريه ، وعرض عارض

تتقوا أن لأيمانكم عرضة الله تجعلوا وال : قال تعاىل وا وروا تبحلتصو نياس بالن اللهو يعـمس

ـيملع )2( : ال جتعلوا أميانكم مانعة لكم من الرب وصلة الرحم إذا حلفتم على تركها ، فمن أي )3( . حلف على شيء فيه معصية اهللا ، فليتركه ، ويكفر عن ميينه

)4( . الن يعارضين أي يباريين عارضت الشيء بالشيء أي قابلته به ، وف: املقابلة - 4

وهو يف سـفر ، - -أن أعرابيا عرض لرسول اهللا " ويف احلديث عن أيب أيوب ، - - أي أن األعـرايب قابـل ناقـة النـيب )5( " … فأخـذ حبـطام ناقـته

)6( . فمنعها من املسري

- ) 240( املصباح املنري : الفيومي - ) 178 / 7( لسان العرب : ابن منظور - ) 755( معجم املقاييس يف اللغة : انظر ابن زكريا - )1(

) .623( املعجم الوسيط : مصطفى وآخرين - ) 581( القاموس احمليط : الفريوز آبادي - ) 235( خمتار الصحاح : الرازي ) . 224( اآلية : سورة البقرة – )2( ) .229 / 1( فتح القدير : الشوكاين - ) 265 / 1( تفسري القرآن العظيم : ابن كثري - )3( الفريوز - ) 236( خمتار الصحاح : الرازي - ) 241( املصباح املنري : الفيومي - ) 167 / 7( لسان العرب : انظر ابن منظور - )4(

) .581( القاموس احمليط : آبادي .13 - 12بيان اإلميان الذي يدخل اجلنة ، ح ) 4( ، كتاب اإلميان ، باب ) 33( صحيح مسلم : مسلم - )5( ) .172 / 1( صحيح مسلم بشرح النووي : انظر النووي - )6(


التعريف االصطالحي للتعارض: الفرع الثاين • إن للتعارض تعريفات عدة ، ذكرت أمهها ، وناقشت كل تعريف على حدة ، ورجحت ما

. رأيته راجحا ، وذكرت وجه الترجيح ، وقد أدخلت بعض اإلضافات على الراجح ، وشرحته )1( " .تقابل الدليلني على سبيل املمانعة : " التعارض هو : أوال )2( " . ناقضالت: " التعارض هو : ثانيا هو تقابل احلجتني املتساويتني على وجه توجب كل واحدة منهما ضد مـا : " التعارض : ثالثا

)3( " . توجبه األخرى :مناقشة التعريفات

: مناقشة التعريف األول قـوا اقتصر أصحاب هذا التعريف على ركن التعارض ، وهو املقابلة بني الدليلني ، ومل يتطر

إىل أي شرط من شروط التعارض ، فهو بذلك مل يكن تعريفا مانعا من دخول بعض التعارضـات اليت ال يعتد ا ، فقد يتعارض القياس مع الكتاب ، فبحسب هذا التعريف يكـون مـن أقـسام

األقوى التعارض ، مع أنه يف احلقيقة ال يعتد ذا التعارض ؛ ألنه فقد شرط املساواة ، فيجب تقدمي .

: مناقشة التعريف الثاين تعريف غري جامع أيضا ، يؤدي إىل غري املعىن املراد ، حيث أن التعارض بالتناقض تعريف إن

حبيث ال ميكن اجلمع بينهما ، فال يدخل الناسخ واملنسوخ يف ، التعارض من كل وجه التناقض هو اص ال يدخل يف هذا التعريف ؛ ألن النسخ ، واجلمع هذا التعريف ، وكذلك اجلمع بني العام واخل

ليس تناقضا ، فيكون هذا التعريف صحيحا لو كان التعارض يف نفس األمر من اهللا سبحانه وتعاىل . ، وهذا حمال

ولكن التعارض ليس بني األدلة نفسها ، بل هو من عند اتهد ؛ وذلك جلهله بـاملراد ، أو 4( منهما ، فإن كتاب ربنا وسنة نبينا ساملان من االختالف واالضطراب والتنـاقض جلهله باملتأخر

(.

- ) 605 / 4( شرح الكوكـب املـنري ، : ابن النجار - ) 109 / 6( ر احمليط البح: الزركشي - ) 353( منتهى السول : اآلمدي - )1( اجلامع : النملة - ) 276( معامل أصول الفقه : اجليزاين - ) 1114 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 686( ميزان األصول : السمرقندي

) .416( ملسائل أصول الفقه ) .390 / 2( روضة الناظر وجنة املناظر : ابن قدامة - ) 166 / 4( املستصفى : الغزايل - )2( ) .650( غاية املأمول يف توضيح الفروع لألصول : هرموش _ ) 12 / 2( أصول السرخسي : السرخسي - )3(


واألدلة على عدم تناقض األدلة يف نفسها ، أو يف حقيقة األمر عديدة أكتفـي منـها بـاثنني : اختصارا

: الدليل من القرآن

تدل اآلية علـى أن ) )1 كـثريا اختالفـا لوجدوا فيه الله غير عند من كان ولو : قوله تعاىل آيات القرآن الكرمي ال يوجد بينها تناقض ، أو تعارض حقيقي ، وال اختالف فيها ، وال اضطراب ، ألنه ترتيل من حكيم عليم ، ولو كان خمتلقا مفتعال كما يقولون ، لوجدوا فيه اختالفا كـثريا ،

)2( . تضادا واضطرابا ، و .فهكذا يتضح من اآلية أن التعارض بني األدلة ليس حقيقيا ، بل هو ظاهري

: الدليل من السنة

إن القرآن مل يرتل " - -قال رسول اهللا : عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال وما جهلـتم منـه يكذب بعضه بعضا ، بل يصدق بعضه بعضا ، فما عرفتم منه فاعملوا به ،

)3( - حديث صحيح - " فردوه إىل عامله )4( . يدل احلديث على أن األدلة الشرعية ال تتناقض يف نفسها ، وال تتناقض مع بعضها

:وهناك فروق بني التعارض والتناقض وأشهرها ثالثة " . علم املنطق حمله األدلة الشرعية ، والتناقض حمله إن التعارض األصويل - 1 التنايف يف التعارض يكون صوريا بني األدلة الشرعية ، بينما التنايف يف التناقض البد أن يكون - 2

.ذاتيا حقيقيا يترتب على التعارض نتائج ، منها النسخ ، أو اجلمع ، أو الترجيح ، أو التساقط ، ويترتـب - 3

)5( . " على التناقض التساقط فقط

. ) 277 ، 276( معامل أصول الفقه : اجليزاين - ) 136 / 3( تيسري التحرير : أمري باد شاه - )4( ) .82( من اآلية : سورة النساء - )1( ) .45 / 2( الربهان يف علوم القرآن : الزركشي - ) 529 / 1( تفسري القرآن العظيم : ابن كثري - )2( . سبق خترجيه يف املقدمة صفحة أ - )3( ) .45 / 2( علوم القرآن الربهان يف: الزركشي - ) 40 / 7( جمموع فتاوى ابن تيمية : ابن تيمية - )4( ) .38 ، 37 / 1( التعارض والترجيح : الربزجني - )5(


: التعريف الثالث مناقشة

هذا التعريف هو أوضح تعريف يف التعريفات السابقة وأقواها ، ألنه اشتمل على ركـن التعارض، وهو التقابل بني احلجتني ، وكذلك اشتمل على بعض شروط التعارض ، مثل املـساواة

" اجـستري بعنـوان يف رسالة امل ) 1( وقد رجح هذا التعريف الدكتور شكري حسني . بني األدلة )2 ( " .تعارض ما خيل بالفهم

ولكن هذا التعريف مل يقيد التعارض يف حمل واحد ، فقد حيدث األمر ، أو النهي ، يف حملني )3( . خمتلفني فال يسمى ذلك تعارض ، مثل تعارض حل الزوجة مع حرمة أمها

نهي عن البيع يف وقت صالة اجلمعة فال يتعارض مع ومل يقيد التعارض بزمن واحد ، مثل ال إباحة البيع يف أوقات أخرى غري وقت صالة اجلمعة ، والصوم جيب يف وقت ، والفطر يف وقـت

فيكون هذا التعريف هو الراجح مع بعض اإلضافات عليه ) 4( . آخر ، فال يتحقق معىن التعارض حمل واحد ، يف زمان واحد يف : ، واإلضافات هي تقييد التعارض بلفظني

:فيكون التعريف املختار للتعارض هو تقابل احلجتني املتساويتني ، على وجه توجب كل واحدة منهما ضد ما توجبـه

.األخرى ، يف حمل واحد ، يف زمان واحد : شرح التعريف املختار

كل تقابل ، سواء أكان التقابل بني التقابل جنس يف التعريف ، يشمل ) :تقابل احلجتني ( قيد يف التعريف أخرج كل تقابل ما عدا تقابل احلجـتني ، )تقابل احلجتني ( احلجتني أو غريمها ،

)5 ( .كتقابل أقوال اتهدين ، وتقابل أقوال اخلصمني هي : بعة والتعارض بني احلجتني يكون حسب القسمة العقلية عشرة أقسام ؛ ألن األدلة أر

.الكتاب ، والسنة ، واإلمجاع ، والقياس

شكري حسني [ هو الدكتور شكري حسني راميتش البوسنوي ، أستاذ الفقه وأصوله يف كلية إعداد املعلمني اإلسالمية ، البوسنة واهلرسك - )1( ]تعارض ما خيل بالفهم : ) .25( خيل بالفهم وأثره يف األحكام الفقهية تعارض ما: حسني - )2( ) .12 / 2( أصول السرخسي : السرخسي - )3( . املرجع السابق نفس الصفحة - )4( ) .26( تعارض ما خيل بالفهم : حسني - )5(


فيقع التعارض بني الكتاب والكتاب ، وبني الكتاب والسنة ، وبني الكتاب واإلمجاع ، وبني .الكتاب والقياس ، فهذه أربعة أقسام

ه ثالثـة ويقع كذلك بني السنة والسنة ، وبني السنة واإلمجاع ، وبني السنة والقياس ، فهذ . أقسام أخرى

ويقع بني اإلمجاع واإلمجاع ، وبني اإلمجاع والقياس ، وبني القياس والقياس ، فهذه ثالثـة )1( . أقسام أخرى ، فيكون جمموع تلك األقسام عشرة كاملة

وتقابل احلجتني هو أحد ركين التعارض ، الذي ال يكون تعارض بدونه ، كما سأبني كـذلك يف . التايل اخلاص بركن التعارض املطلب

، فاألقسام ) 2( قيد آخر يف التعريف أخرج احلجتني غري املتساويتني ) :املتساويتني ( ولفظ العشرة اليت ذكرا آنفا قسمة من الناحية العقلية ، أما من الناحية الشرعية ، فيشترط التساوي بني

ام تصلح أن تكون حمال للتعارض ، فمنها ما يـصلح أن احلجتني املتعارضتني ، فليست كل األقس يطلق عليه تعارض ، مثل تعارض الكتاب مع الكتاب ، وتعارض السنة مع السنة ، وتعارض القياس مع القياس ، ومنها ما ال يصلح أن يطلق عليه تعارض من الناحية الشرعية ، ألما غري متساويتني ،

ب ، وتعارض القياس مع السنة ، فالقياس دليـل ال يـساوي وذلك مثل تعارض القياس مع الكتا )3( . الكتاب وال السنة ، فال يعتد ذا التعارض ، ألنه ال عربة للمرجوح مبقابلة الراجح

يقصد ا التمانع : )على وجه توجب كل واحدة منهما ضد ما توجبه األخرى ( وعبارة يكون الدليالن متعارضني يف احلكم كأن يقتضي أحدمها احلـل ، أو بني الدليلني أو احلجتني ، أي

)4( . الوجوب ، ويقتضي اآلخر احلرمة ، أو الكراهة هذان القيدان شرطان من شروط التعارض ، فيجـب ) : يف حمل واحد ، يف زمان واحد (

، وجيب أن يكون يف وقـت عند التعارض أن يتحد احملل ، فال تعارض بني حل البيع وحرمة الربا واحد ، فقد يكون احلكم واجبا يف وقت ، ومباحا يف وقت آخر ، فال تعارض بني حرمـة البيـع

.وقت صالة اجلمعة ، وحله يف وقت آخر :العالقة بني املعىن اللغوي واملعىن االصطالحي

) .1115 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 111 / 6( البحر احمليط : الزركشي - )1( ) .26( تعارض ما خيل بالفهم : حسني - )2( ) .137 / 3( تيسري التحرير : أمري باد شاه - ) 688( ميزان األصول : انظر السمرقندي - )3( ) .12 / 2( أصول السرخسي : انظر السرخسي - )4(


ناسبني للمعىن االصطالحي مها نالحظ من هذه املعاين السابقة أن املعنيني اللغويني للتعارض امل ؛ ألن الدليل يعارض الدليل ، أي يقابله ، ويباريه ) ومها املنع ، واملقابلة (املعىن الثالث والرابع ، :

وميانعه ، )1( . هو املمانعة على سبيل املقابلة : و قد قال السرخسي وأمري باد شاه يف تفسري التعارض

دة قبل أن تسألالشها :مثال توضيحي للتعارض قد ورد يف اإلدالء بالشهادة قبل أن تسأل حديثان متعارضان ، ومها صحيحان متـساويان يف القوة ، كالمها يف صحيح مسلم ، فاحلديث األول ميدح الذي يديل بشهادته قبل أن تطلب منـه ،

. واحلديث الثاين ذم الذي يديل بشهادته قبل أن يدعى إليها : ما احلديث األول أالـذي ! أال أخربكم خبري الشهداء : " قال - -عن زيد بن خالد اجلهين ، أن النيب

)2( " يأيت بشهادته قبل أن يسأهلا :وأما احلديث الثاين

مث يكـون بعـدهم قـوم : " قال - - أن رسول اهللا : فعن عمران بن حصني قال وخيـونون وال يؤمتنـون وينـذرون وال يوفـون ويظـهر. يسـتشهدون يشهدون وال

)3( " فيهم السمن

احلديثان السابقان صحيحان ، وكالمها يوجب عكس ما يوجبه اآلخر ، فاحلـديث األول مدح الذي يشهد قبل أن يستشهد ، وجعله يف مرتبة خري الشهداء ، واحلديث الثاين جعل الـذي يشهد قبل أن يستشهد يف أعلى مراتب الكذب ، وقد مجع العلماء بني احلديثني بعدة تـأويالت ،

: اقتصرت على ذكر التأويل األوضح منها ) : وهو اجلمع الذي ذهب إليه مالك ، وأصحاب الـشافعي (طريقة اجلمع بني احلديثني السابقني

حممول على من عنده شهادة إلنسان حبق ، وال يعلم ذلك اإلنسان أنه : ألولاحلديث ا أما. شاهد ، فيأيت إليه وخيربه بأنه شاهد له ؛ ألن كتمان الشهادة يف هذه احلالة يترتب عليـه ضـياع

) ..136 / 3( رير تيسري التح: أمري باد شاه - ) 12 / 2( أصول السرخسي : انظر السرخسي - )1( .1719 - 19بيان خري الشهود ، ح ) 9( كتاب األقضية ، باب ) 914( صحيح مسلم : مسلم - )2( .2535 - 214فضل الصحابة ، ح ) 52( ، كتاب فضائل الصحابة ، باب ) 1327( صحيح مسلم : مسلم - )3(


صاحبها من خـري الـشهداء ، - -حقوق البشر ، فال جيوز كتمان الشهادة ، وجعل النيب

نه آثم يكتمها ومن الشهادة تكتموا وال : ويؤيد ذلك قوله تعاىل . ) )1قلبه فإحممول على شاهد الزور ، فيشهد صاحب الزور مبا ال أصل لـه ومل : وأما احلديث الثاين

)2( . يستشهد :خالصة املطلب األول

: ا ، خنلص إىل ما يلي بعد استعراض معىن التعارض لغة ، واصطالح .هو التقابل املتمانع: أن معىن التعارض اللغوي الذي يتناسب مع املعىن االصطالحي - 1 أن املعىن االصطالحي الذي اخترته لتعريف التعارض بعد التدقيق واملناقشة ، وأضفت إليـه - 2

دة منهما ، ضـد مـا تقابل احلجتني املتساويتني على وجه توجب كل واح : بعض اإلضافات هو . توجبه األخرى ، يف حمل واحد ، يف زمان واحد

) .283( من اآلية : سورة البقرة - )1( ) .17 / 12( صحيح مسلم بشرح النووي : النووي - )2(


:املـطـلــب الثــانـــي . أركان التعارض وشروطه وأسبابه

لكي يتضح التعارض على حقيقته ، وال يدخل فيه ما ليس منه ، ، فقـد بينـت أركـان .التعارض وشروطه

س يف حقيقة األدلة ، بل هو نتيجة عدم فهم األدلة على حقيقتها ولكي نبني أن التعارض لي .من قبل اتهد ، فقد ذكرت أسباب التعارض

: لذلك تفرع هذا املطلب إىل ثالثة فروع على النحو التايل .أركان التعارض : الفرع األول • .شروط التعارض : الفرع الثاين • .رض أسباب التعا: الفرع الثالث •


.أركان التعارض : الفرع األول • لكي حندد التعارض مبعناه االصطالحي ؛ جيب أن حندد أركان التعارض ، فللتعارض ركنان

:ال يتحقق التعارض إال ما ، ومها .حجية األدلة وتعددها: الركن األول

.ضوع الواحد ، فال تعارض يف الدليل الواحد ال يتحقق التعارض إال بعد تعدد األدلة يف املووجيب أن يكون كال الدليلني حجة معتربة ، فال تعارض بني غري احلجتني ، أو كون أحد الدليلني

)1( . حجة ، واآلخر غري حجة . تقابل األدلة : الركن الثاين

احد منهما ضد ما يوجبه لكي يتحقق التعارض البد من أن تتقابل األدلة حبيث يوجب كل و الدليل اآلخر ، كأن يكون الدليل األول يفيد احلل ، والدليل اآلخر يفيد احلرمة ، أو أن يكون أحد

)2( . الدليلني يفيد النفي والدليل اآلخر يفيد اإلثبات

الذي ذكرته يف شرح التعريف سابقا ، يكـون ركنـا ) خري الشهود ( ففي املثال السابق :لتعارض كما يلي ا

تعارض حديثان كالمها رواه مسلم ، فبذلك يتحقق الركن األول ، وهو تعدد األدلة ، وأن .كال الدليلني حجة معتربة ، فهما صحيحان

وكذلك حتقق الركن الثاين ، وهو تقابل احلديثني ، حيث أن األول مدح املبادرة بالشهادة ، عالية ، وهي خري الشهود ، والثاين ذم املبادرة بالشهادة ، وجعلها مـن أنـواع وجعلها يف مرتبة

. الكذب . شروط التعارض :الفرع الثاين •

: للتعارض أربعة شروط ، ال يتحقق إال ا ، وتلك الشروط هي )3( . التساوي يف الثبوت : الشرط األول

ثبوت بني األدلة إىل ثالثة آراء على التفصيل انقسم العلماء يف اشتراط التساوي يف ال :التايل

) .162/ ا ( التعارض والترجيح بني األدلة الشرعية : الربزجني - ) 12 / 2( أصول السرخسي : السرخسي _ )1( -) 119 / 3( كشف األسرار عن أصول فخر اإلسالم البزدوي : البخاري - ) 12 / 2( أصول السرخسي : السرخسي _ )2(

) .163 / 1( التعارض والترجيح بني األدلة الشرعية : الربزجني ) .1115 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 109 / 6( البحر احمليط : الزركشي - ) 410( التلقيح شرح التنقيح : الدركاين - )3(


: على ذلك عدة أمور ؛ منها والدليل )1( : يقدم الكتاب على السنة : القول األول إن الكتاب مقطوع به ، والسنة مظنونة ، فالكتاب مقطوع به يف اجلملة والتفصيل ، خبالف :أوال

لتفصيل ، فيجب عند معارضة السنة للكتاب تقدمي الكتاب السنة فهي مقطوع ا يف اجلملة دون ا )2( . على السنة

بعث معـاذا - -عن رجال من أصحاب معاذ أن رسول اهللا : حديث معاذ بن جبل :ثانيا فـإن مل " قال . أقضي بكتاب اهللا : قال "كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟ " : إىل اليمن قال

فإن مل جتد يف سنة رسول اهللا وال يف كتاب " فبسنة رسول اهللا ، قال : قال "جتد يف كتاب اهللا ؟ احلمـد هللا الـذي " صدره وقال - - قال أجتهد رأيي وال آلو ، فضرب رسول اهللا "اهللا ؟

. )4( - حديث صحيح - )3( " وفق رسول رسول اهللا ملا يرضي رسول اهللا . مقدم على السنة النبوية يف التشريع فقد دل احلديث على أن القرآن الكرمي

: ومنها : أقوال الصحابة : ثالثا " عن شريح ، أنه كتب إىل عمر يسأله ؟ فكتب إليه ؛ : كتاب عمر بن اخلطاب إىل شريح - 1

، فإن مل يكن - -أن اقض مبا يف كتاب اهللا ، فإن مل يكن يف كتاب اهللا ؛ فبسنة رسول اهللا ؛ فاقض مبا قضى به الصاحلون ، فإن مل يكن يف - -، وال يف سنة رسول اهللا يف كتاب اهللا

، ومل يقض به الصاحلون ؛ فإن شئت فتقدم ، وإن - -كتاب اهللا ، وال يف سنة رسول اهللا حديـث -" شئت فتأخر ، وال أرى التـأخر إال خريا لك ، والسـالم عليكم

)5( -صحيح فمن عرض له قضاء بعد اليوم ؛ فليقض فيه مبـا يف … " : بن مسعود أيضا وروي عن ا :ثانيا

كتاب اهللا ، فإن جاءه أمر ليس يف كتاب اهللا ؛ فليقض مبا قضى به نبيه ، فإن جاء أمر لـيس يف

2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 4132 / 8( التحبري شرح التحرير : املرداوي - ) 604 / 4( شرح الكوكب املنري ، : ابن النجار - )1( /1115. ( ) .109 / 6( البحر احمليط : الزركشي - ) 294 / 4( املوافقات : انظر الشاطيب - )2( 2( سنن الترمذي : الترمذي - 3592اجتهاد الرأي يف القضاء ، ح ) 11( كتاب األقضية ، باب ) 544( سنن أيب داود : أبو داود - )3( .1327ما جاء يف القاضي كيف يقضي ، ح ) 3( ، كتاب األحكام ، باب ) 394/ قال ابن العريب اختلف الناس يف هذا احلديث فمنهم من قال أنه ال يصح ، ومنهم من قال هو صحيح و مال ابن العريب - )4(

.} ) 72 / 3( عارضة األحوذي بشرح صحيح الترمذي : ريب ابن الع{إىل صحته وقال إنه حديث مشهور .5399احلكم باتفاق أهل العلم ، ح ) 11( كتاب آداب القضاء ، باب ) 811( سنن النسائي : النسائي - )5(


حـديث -" … ؛ فليقض مبا قضى به الـصاحلون - -كتاب اهللا ، ومل يقض به نبيه )1( -صحيح : )2( تقدم السنة على الكتاب : اين القول الث

وحجتهم يف ذلك أن السنة هي املفسرة للكتاب ، فتبني جممله ، وختصص ظواهره ، وتفصل نزل ما للناس لتبين إليك ا لذكر وأنزلنا : قـوله سبحـانه وتعاىل :دليـل ذلـك ، و )3( حمتمله

همإلي )4( ر وهـو ؛ فلذلك تقدم السنة على الكتابر وهو السنة يقدم على املفـسألن املفس . الكتاب

أي نلجأ إىل قواعد حل التعارض ، من نـسخ ، ومجـع ، : ) 5( إما متعارضان :القول الثالث . وترجيح ، وتعادل

: الرأي الراجح ما كان - -لذي يعدمها متعارضني ؛ وذلك ألن النيب ا أميل إىل تبين الرأي الثالث

يقول شيئا من تلقاء نفسه ، وكل ما يقوله فمستنده وحي اهللا تعاىل ، ) )6 يوحى وحي إلا هو إن 3الهوى ينطق عن وما : ودليل ذلك قوله تعاىل

: مثال تعارض الكتاب مع السنة -: تعارض عموم اآلية القرآنية يف حكم خرتير البحر ، مع احلديث الشريف كما يلي دمـا أو يكـون ميتـة أن إال يطعمـه طاعم على محرما إلي أوحي ما أجد في ال قل : قال تعاىل : اآلية

) )7خنزير لحم أو مسفوحا

.5398احلكم باتفاق أهل العلم ، ح ) 11( كتاب آداب القضاء ، باب ) 811( سنن النسائي : النسائي - )1( / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 4132 / 8( التحبري شرح التحرير : املرداوي - ) 604 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - )2(

1115. ( / 6( احمليط البحر : الزركشي - ) 604 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - ) 185 / 2( الربهان يف أصول الفقه : اجلويين - )3(

109 ( ) .44( من اآلية : سورة النحل - )4( ) 1115 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 109 / 6( البحر احمليط : الزركشي - ) 186 / 2( الربهان يف أصول الفقه : اجلويين - )5( . ) .4 ، 3( اآلية : سورة النجم - )6( ) .145( اآلية من : سورة األنعام - )7(


: احلديث هو الطهور ماؤه احلل … " فيما رواه يف البحر - -قال النيب : قال عن أيب هريرة . )2( - وهو حديث صحيح - )1( " . ميتته

إن اآلية الكرمية بعمومها قد حرمت حلم اخلرتير ، سواء كان خرتيـر الـرب ، أو : وجه التعارض ) 3( . ريف أحل حلم خرتير البحر خرتير البحر ، بينما احلديث الش

: هو والرأي الراجح أن حلم خرتير البحر حالل ، وأن احلديث خمصص لعموم اآلية حبصر داللتها يف حترمي خرتير

. البر :التساوي يف القوة :الشرط الثاين

حلديث املتـواتر قطعـي إن احلديث املتواتر مقدم اتفاقا على حديث اآلحاد ، وذلك ألن ا الثبوت ، وهو إما أن يكون قطعي الداللة ، وهنا ال يقوى حديث اآلحاد علـى معارضـته ، وإذا كان احلديث املتواتر قطعي الثبوت ، ظين الداللة ، فيوجد التعارض بني احلديث املتواتر ظين الداللة

جليا يف فصل كما سيتضح ذلك. ، ولكن يرجح احلديث املتواتر بكثرة طرقه )4( الترجيح

حكم مس الذكر : مثال التساوي يف القوة ورد يف حكم مس الذكر حديثان خمتلفان ، أحدمها يفيد أن مس الذكر من نواقض الوضوء وهو مذهب اجلمهور ، واحلديث اآلخر يفيد أن مس الذكر ليس من نواقضه ، وهو مذهب احلنفية

:احلديث األول

مـن مـس ذكـره " يقـول - - عن بسرة بنت صفوان أا مسعت رسـول اهللا )6( - حديث صحيح - ) 5( " فليتوضأ

.83الوضوء مباء البحر ، ح ) 41( كتاب الطهارة ، باب ) 18( سنن أيب داود : أبو داود - )1( ) .19 / 1( صحيح سنن أيب داود : األلباين - )2( 1115 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين- ) 109 / 6( البحر احمليط : الزركشي - ) 611 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - )3( ) .4( أصول الفقه : فايد - ) 416( اجلامع ملسائل أصول الفقه : النملة - ) 393( الوجيز يف أصول الفقه : زيدان -) اجلامع : النملة- ) 393( الوجيز : زيدان - ) 1115 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 109 / 6( البحر احمليط : الزركشي - )4(

) .4( أصول الفقه : فايد - ) 416( ملسائل أصول الفقه .181الوضوء من مس الذكر ، ح ) 70( كتاب الطهارة ، باب ) 32( سنن أيب داود : أبو داود - )5( .166ح ) 37 / 1( صحيح سنن أيب داود : األلباين - )6(


: احلديث الثاين

أو قال "وهل هو إال مضغة منه " : - -قال النيب : قال عن قيس بن طلق ، عن أبيه )2( - حديث صحيح - )1( " بضعة منه "

وقد استدل اجلمهور على أخذهم باحلديث األول ، أن رواة هذا احلديث أكثر من رواة احلديث اآلخر ، ومن الرواة أم حبيبة ، وأبو أيوب ، وأبو هريرة ، وأروى بنت أنيس ، وعائشة ،

وجابر ، وزيـد بن خـالد ، وغـريهم ، بينـما احلـديث الذي استنـد إليـه احلنـفية )3( . واحد مل يروه إال

؛ ألن املضادة والتنايف ال يتحققان بني الشيئني أن يكون التعارض يف وقت واحد : الشرط الثالث :ومثاله )4 ( .يف وقتني ، فال امتناع بني احلل واحلرمة ، والنفي واإلثبات يف زمانني يف حمل واحد

معة ، مع اإلذن به يف غري وقت صالة انتفاء التعارض بني النهي عن البيع يف وقت النداء لصالة اجل )5( . اجلمعة

. ؛ ألن املعارضة ال تتحقق بني شيئني يف حملني أن يكون التعارض يف حمل واحد: الشرط الرابع فال تعارض بني الدليل الدال على حل الزوجة ، والدليل الدال على حرمـة أمهـا ، وال :ومثاله

)6( . ختالف احملل تعارض بني حل البيع وحرمة الربا ال أسباب التعارض :الفرع الثالث •

عريب اللسان والـدار ؛ فقـد - -إن رسول اهللا " يقول الشافعي يف أسباب التعارض يقول القول عاما يريد به العام ، وعاما يريد به اخلاص ، ويسن سنة يف نص ، فيحفظها حـافظ ،

الختالف احلالني ، فيحفظ غريه تلك السنة ، فإذا أدى كل ما ويسن يف معىن خيالفه سنة غريها ؛

) .182( الرخصة يف ذلك ، ح ) 71( تاب الطهارة ، باب ، ك ) 32( سنن أيب داود : أبو داود - )1( .167ح ) 37 / 1( صحيح سنن أيب داود : األلباين - )2( ) .43( بداية اتهد واية املقصد : ابن رشد - ) 737( إحكام الفصول يف أحكام األصول : الباجي - )3( / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 410( التلقيح شرح التنقيح : الدركاين - ) 12 / 2( أصول السرخسي : السرخسي - )4(

) .4( فايد أصول الفقه - ) 416( اجلامع ملسائل أصول الفقه : النملة - ) 393( الوجيز يف أصول الفقه : زيدان - ) 1115 ) .12 / 2( أصول السرخسي : السرخسي - )5( 416( اجلامع ملسائل أصول الفقه : النملة - ) 1115 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 110 / 6( لبحر احمليط ا: انظر الزركشي - )6( ) .5( أصول الفقه : فايد -)


حفظ رآه بعض السامعني اختالفا ، ويسن السنة مث ينسخها بسنته ، فالبعض يروي الناسخ والبعض )7( ". يروي املنسوخ

:وميكن تلخيص أسباب التعارض يف أربعة كما يلي اختالف القراءات : السبب األول أكثر من قراءة لبعض آيات من القرآن الكرمي ، وكلها صحيحة متواترة عن رسـول قد ترد

)1( . ، فيكون ورودها سببا للتعارض يف األحكام - -اهللا :ومن األمثلة على ذلك

، وأبو عمرو ) 4( ، وابن كثري ) 3( قرأ نافع ) )2 يطهرن حتى تقربوهن وال : قوله تعاىل بسكون الطاء وضم اهلاء " يطهرن " عنه ) 8( يف رواية حفص )7( ، وعاصم )6( ، وابن عامر ) 5 (

. ، أي انقطاع الدم بتـشديد الطـاء "يطهرن " )11( ، وعاصم يف رواية شعبة )10( ، والكسائي )9( وقرأ محزة

.واهلاء وفتحهما هو الغسل ، وقد رجح الطربي هذه الرواية ؛ التفاق أكثـر "يطهرن " ذه القراءة واملعىن

العلماء على أن املرأة ال حتل لزوجها حىت تغتسل باملاء أو تتيمم ، وقد ورد عن أيب حنيفة أنـه إذا حتتاج انقطع دم احليض ألكثر مدة ، وهو عشرة أيام عنده ، فإن املرأة حتل مبجرد االنقطاع ، وال

إىل الغسل ، وإن كان انقطاعها قبل عشرة أيام ، أي قبل أكثر مدة احليض ،مل حيل قرـا حـىت

) .215 _ 213( الرسالة : انظر الشافعي - )7( ) .202( تقريب الوصول إىل علم األصول : الكايب - )1( ) .222( من اآلية : ة سورة البقر- )2( هو ابن عبد الرمحن أصفهاين األصل أسود اللون ، كان عاملا بوجوه القراءات ، وهو إمام دار اهلجرة وهو أحد القراء السبعة ، ولد : نافع - )3(

. ) 15( الوايف يف شرح الشاطبية ،عبد الفتاح القاضي . سنة سبعني وتويف باملدينة سنة تسع وستني ومائة عبد اهللا بن كثري بن املطلب القرشي ويكىن أبا معبد إمام أهل مكة يف القراءة ولد مبكة سنة مخس وأربعني ولقي بعض الصحابة : ابن كثري - )4(

) .15( الوايف . مثل أبا أيوب األنصاري ، وأنس بن مالك وغريمها وتويف سنة عشرين ومائة وهو ثان القراء السبعة ) .16( الوايف . عمرو البصري املازين ولد سنة مثان وستني وتويف بالكوفة سنة أربع ومخسني ومائة وهو ثالث القراء أبو- )5( ).16( الوايف . عبد اهللا بن عامر انتهت إليه مشيخة اإلقراء بالشام ولد سنة إحدى وعشرين وتويف سنة مثان عشر ومائة وهو رابع القراء - )6( ) .17( الوايف . بن أيب النجود وكنيته أبو بكر شيخ اإلقراء بالكوفة وتويف سنة سبع وعشرين ومائة وهو خامس القراء عاصم- )7( ) .17( الوايف . ( حفص بن سليمان األسدي الكويف ولد سنة تسعني وتويف سنة مثانني ومائة - )8( ) .17( الوايف . ة ست ومخسني ومائة وهو سادس القراء محزة بن حبيب لزيات ولد سنة مثانني ، وتويف سن- )9( ) .18( الوايف . علي بن محزة األسدي وكنيته أبو احلسن وتويف سنة تسع ومثانني ومائة وهو سابع القراء - )10( ) .17( الوايف . شعبة بن عياش وكنيته أبو بكر ولد سنة مخس وتسعني ، وتويف سنة ثالث وتسعني ومائة - )11(


تغتسل ، وهذه املسألة مثال على تعارض ما يقتضي احلظر ، وما يقتضي اإلباحة ، فيغلب باعـث . فترجح حرمة املسيس حىت تغتسل املرأة )12( . احلظر على باعث اإلباحة

: عدم معرفة تاريخ ورود األدلة :اين السبب الث إن تعذر علينا معرفة التاريخ ، فلم نستطع التمييز بني الناسخ واملنسوخ ، أدى إىل حـدوث

)1( . التعارض بني األدلة يف حقنا ، أو يف الظاهر ، من غري أن يكون ذلك حقيقة بـني األدلـة . الثاين من املبحث الثاين من هذا الفصل وسيأيت تفصيل النسخ وأمثلة عليه يف املطلب

:االشتراك يف اللفظ : السبب الثالث ، فكان ذلك سببا من أسباب ) 2( استعمل القرآن الكرمي ، والسنة النبوية ، ألفاظا مشتركة

:التعارض بني بعض األحكام ، ومن أمثلة ذلك ما يلي فقال يف حمكم كتابه أن املطلقة احلائض عدا ثالثة قروء ، ذكر اهللا سبحانه :عدة احلائض املطلقة

. ) )3قروء ثالثة يتربصن بأنفسهن والمطلقات: تعاىل فإن القرء استعمل يف العربية مبعىن الطهر ، ومبعىن احليض على حد سواء ، ولكـن الفقهـاء

-:آلية إىل قولني اختلفوا يف املراد ذه ا ذهب من الصحابة ، عائشة ، وابن عمر ، وزيد بن ثابت ، وتبعهم من الفقهاء ، مالك ، :األول

)4( . إىل أن املراد باألقراء األطهار : والشافعي ، وأمحد يف أحد قوليه ـ : الثاين ن ذهب فريق آخر من الصحابة ، وهم أبو بكر ، وعمر ، وعلي ، وعثمان ، وتبعهم م

)5( . إىل أن القرء هو احليض : الفقهاء أبو حنيفة :والرأي الراجح هو

. أن القرء مبعىن احليض ؛ ألنه موافق لعمل اخللفاء الراشدين األربعة وقد كانت األلفاظ املشتركة سببا من أسباب التعارض ، فكل فريق يأخذ مبعـىن مـن املعـاين

. 00اين اليت حيتملها اللفظ صحيحااملشتركة ، وأخذه بأحد املع

) .88 / 3( اجلامع ألحكام القرآن : القرطيب - ) 260 / 1( تفسري القرآن العظيم : ابن كثري - )12( ) .12 / 2( أصول السرخسي : السرخسي - ) 203( تقريب الوصول إىل علم األصول : الكليب - )1( ) ] .208 / 1( شرح املنهاج : األصفهاين . [ ال هو اللفظ الواحد املوضوع لعدة معان وضعا أو: املشترك - )2( ) .228( من اآلية : سورة البقرة - )3( ) .72( أثر االختالف يف القواعد األصولية يف اختالف الفقهاء : اخلن - ) 507( ابن رشد بداية اتهد واية املقتصد - )4( ) .نفس الصفحة ( املراجع السابقة - )5(


:وقوع املخبر عنه على أحوال خمتلفة ومواضع خمتلفة : السبب الرابع

انكحـوا : " - -وقوله ) )1النـساء من لكم طاب فانكحوا ما : قوله تعاىل :ومثاله )3( - حديث صحيح - ) 2( " فإين مكاثر بكم األمم

:لداللة من اآلية واحلديث وجه ا

. هل حتمل صيغة األمر يف اآلية واحلديث على الوجوب ، أم على الندب ، أم على اإلباحة فيختلف حكم النكاح بالنسبة الختالف أحوال الناس ، فهو يف حق بعض الناس واجب ، ويف حق

األحكام اخلمـسة يف بعضهم مندوب ، ويف حق بعضهم مكروه ، ويف حق بعضهم حرام ، فتردد )4( . حكم النكاح بناء على أحوال األشخاص

:خالصة املطلب الثاين

يف هذا املطلب متت دراسة أركان التعارض وشروطه وأسـبابه ، فبعـد دراسـة هـذه -:املوضوعات الثالثة خنلص إىل ثالث نتائج

) .، مث تقابل األدلة حجية األدلة وتعددها : ( إن للتعارض ركنني مها - 1التساوي يف الثبوت والقوة ، وأن يكون التعارض يف وقت واحد ، : ( شروط التعارض هي - 2

ا ، وإذا اختل أحد هذه األركان أو الـشروط ، فـال ) يف حمل واحد فال يتحقق التعارض إال ، .يعتد بالتعارض من الناحية الشرعية

اختالف القراءات ، عدم معرفـة تـاريخ ورود األدلـة ، ( : كذلك للتعارض أسباب منها - 3، فيتضح من تلك األسباب أن التعـارض لـيس ) واالشتراك يف اللفظ ، اختالف احلال واملوضع

. حقيقيا ؛ بل راجع إىل سبب متعلق باتهد نفسه .واهللا تعاىل أعلم

. 3من اآلية : سورة النساء - )1 ( .1863تزويج احلرائر والولود ، ح ) 8( كتاب النكاح ، باب ) 324( سنن ابن ماجة : ابن ماجة - )2( .1509ح ) 313 / 1( صحيح سنن ابن ماجة : األلباين - )3( ) .435( بداية اتهد واية املقتصد : انظر ابن رشد - )4(


حمل التعارض: املطلب الثالث ر ، تتجلى يف سبعة فروع ، فمن هذه الصور ما يصح أن يكون حمـال إن للتعارض عدة صو

للتعارض ، ومنها ما ال يصح أن يكون حمال للتعارض ، وسأبني مبشيئة اهللا هذه الصور ، مع بيان كل صورة من هذه الصور ، هل تصلح ألن يطلق عليها التعارض مبعناه االصطالحي أم ال وهـذه

: الفروع كما يلي . تعارض الدليل القطعي مع الدليل القطعي : الفرع األول • تعارض الدليل القطعي مع الدليل الظين : الفرع الثاين • .تعارض الدليل الظين مع الدليل الظين : الفرع الثالث • .التعارض بني اآليتني : الفرع الرابع • .التعارض بني احلديثني : الفرع اخلامس • .التعارض بني اآلية واحلديث : دس الفرع السا • . وأفعاله التعارض بني أقواله : الفرع السابع •


.تعارض الدليل القطعي مع الدليل القطعي : الفرع األول • : اختلف العلماء يف تعارض الدليلني القطعيني هل يقع أم ال إىل فريقني

، إىل ي ، واللكنوي ، وأمري باد شاه ، واخلضري منهم السرخس احلنفية ، ذهب علماء : األول )1( . أن التعارض يقع بني األدلة القطعية ، كما يقع بني األدلة الظنية

وذهب الشافعية ، منهم اإلمام البيضاوي ، وفخر الدين الـرازي ، واآلمـدي ، إىل أن : الثاين )2( . لترجيح يقع بني األدلة الظنية فقط التعارض ال يقع يف القطعيات ، وهذا يعين أن التعارض وا

:أدلة الفريق األول إن التعارض بني األدلة صوري ، فال ميتنع التعارض الظاهري بني األدلة ، وهذا ثابـت يف

النسخ إن علم التاريخ ، فـإن مل يعلـم : كتاب اهللا ، وحينئذ يكون حل هذا التعارض عن طريق هما ، فإن مل نستطع اجلمع ، فالتساقط إذن ، وال يتم التـرجيح بـني األدلـة التاريخ فباجلمع بين

)3 ( .القطعية ؛ ألن الترجيح ال يعقل بني علم وعلم :أدلة الفريق الثاين

:الدليل األول : )4( إن التعارض يف القطعيات حمال؛وذلك ألنه لو وقع،لكان يلزم منه ثالثة احتماالت

أي مبعىن طلب الفعل وتركه يف اجتماع النقيضني ، وهو العمل بكال الدليلني ، :ألول االحتمال ا .آن واحد ، وهذا حمال

ارتفاع النقيضني ، أي مبعىن امتناع العمل بكال الدليلني ، وهذا حمال أيضا ؛ ألن :االحتمال الثاين وقوع الفعل ، فيكون هذا عبثا ، و أحد الدليلني يطلب وقوع الفعل ، والدليل اآلخر يطلب عدم

.العبث حمال يف األحكام الشرعية أن يعمل بأحد الدليلني دون اآلخر ، وذلك ال جيوز ؛ ألن كال الدليلني يفيـد :االحتمال الثالث

. العلم القطعي ، والعمل بأحدمها عمل بالتشهي ، وهوى النفس ، وذلك غري جائز شرعا

) 236 / 2( فواتح الرمحوت : اللكنوي - ) 136 / 3( تيسري التحرير : أمري باد شاه - ) 13 / 2( أصول السرخسي : السرخسي - )1( ) . 351( أصول الفقه : اخلضري - ) .213 / 3( لسول اية ا: اإلسنوي - ) 323 / 4( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - ) 399 / 5( احملصول : الرازي - )2( ) . 351( أصول الفقه : اخلضري - ) 236 / 2( فواتح الرمحوت : اللكنوي - ) 121 / 3( كشف األسرار : انظر البخاري - )3( ) .3 / 213( اية السول : اإلسنوي - )4(


: الدليل الثاين من طرق حل التعارض الترجيح ، والترجيح عبارة عن تقوية ألحد الدليلني على اآلخـر ،

والعلم اليقيين ال يقبل التقوية ؛ ألنه إن قارنه احتمال الضعف ، ولو من أبعد الوجوه ؛ كان ظنا ال )1( . علما

:حترير حمل الرتاع . جند فرقا جوهريا بينها وبني أقوال الفريق األول بعد التدقيق يف أقوال الفريق الثاين ، مل

، فقول الرازي يفيد أن تعـارض )2( " إن املعلوم ال يقبل الترجيح : " فمثال ، يقول الرازي القطعيات حيتمل النسخ وغريه ؛ لكنه ال يقبل الترجيح

. )3( " عيات فيه نظرواعلم أن إطالق عدم التعارض يف القط: " واإلسنوي يقول أما قول كثري من الشارحني أن التساوي يف القـوة ال : " ويقول اإلسنوي يف موضع آخر

يدخل فيه ما كان معلوم السند والداللة ، الستحالة التعارض يف القطعيات ؛ فباطل ؛ ألن املراد من . )4( " التعارض هنا ما هو أعم من النسخ

اإلسنوي أن التعارض يشمل النسخ ، والنسخ يقع بال خالف بني القطعيـات ؛ ويفيد قوال .فلذلك التعارض يقع بني القطعيات

وال يتـصور التعـارض يف القواطـع ، إال أن يكـون أحـدمها " ويقول ابـن قدامـة . )5( " منسوخا

دامة ما قاله الرازي واإلسنوي ، بأن التعارض أعم من النسخ ، فهو ـذا ويؤيد قول ابن ق املفهوم يقع بني األدلة القطعية ، ويتفق بذلك احلنفية ، والشافعية بأن التعـارض يـشمل النـسخ

واجلمع ، ة واتفقوا أيضا على أن الترجيح ال يقع بني األدلة القطعية ؛ ألن الترجيح تقوية ، واألدل

.القطعية ال حتتاج إىل تقوية

) .400 / 5( احملصول : الرازي - )1( . ) 409 / 5( املرجع السابق - )2( ) .3 / 214( اية السول : اإلسنوي - )3( ) .218 / 3( املرجع السابق - )4( ) .390 / 2( روضة الناظر وجنة املناظر : ابن قدامة - )5(


:حكم تعارض الدليلني القطعيني : إذا تعارض دليالن فإما أن يكون التاريخ معلوما ، أو ال يكون معلوما

:إذا كان التاريخ معلوما ، فله حالتان : أوال : أن تكون األدلة قابلة للنسخ :األوىل تأخر ناسخا للمتقدم ، سواء كان الدليالن املتعارضـان آيـتني ، أو ففي هذه احلالة جنعل امل

.خربين متواترين ، أو أحد الدليلني آية ، والدليل اآلخر خربا متواترا ففي هذه احلالة يتساقط الدليالن ، ويرجع إىل دليـل : أن تكون األدلة غري قابلة للنسخ : الثانية

. آخر أقل منهما رتبة : ا علم أن الدليلني متقارنان يف الزمن إذ: ثانيا

حناول يف هذه الصورة اجلمع بني الدليلني ما أمكن ، فإن مل ميكن اجلمع ، تعني التخيري بني .األدلة ، وإن مل ميكن التخيري فالتساقط

:إذا مل يعلم التاريخ بني الدليلني القطعيني : ثالثا التـساقط ، وجيـب الرجوع إىل غريمها لعـدم مــعرفة ففي هذه احلالة حكـمـهما

)1( . النـاسخ من املنسوخ . تعارض الدليل القطعي مع الدليل الظين :الفرع الثاين •

إن تعارض القطعي مع الظين ممتنع ، ال لعدم وقوعه ؛ بل ألن القطعي مقدم اتفاقـا علـى متناع ترجيح الظين على القطعي ، وألن الظين أقل قـوة الدليل الظين ، فال يعتد ذا التعارض ، ال

)2( . من القطعي ، فال يرتقي الظين ملعارضة القطعي ، فنعمل بالقطعي ، ومل الظين .تعارض الدليل الظين مع الدليل الظين : الفرع الثالث •

)3( . إن هذه الصورة تقع بال خالف : التعارض بني اآليتني: الفرع الرابع •

اآليتني قد ثبت وقوعه ، فإذا علم التاريخ يكون املتأخر ناسخا للمتقدم إن التعارض بني ؛ ألن التعارض احلقيقي ممتنع يف الكتاب والسنة ، فإذا مل يعلم التاريخ فنحـاول اجلمـع بـني

ت اآليـات الدليلني ما أمكن ، وال ترجيح بني اآليات إال يف حاالت نادرة مثل تعـارض دالال

) .3 / 218 ، 219( اية السول : اإلسنوي - ) 410 ، 409 / 5( احملصول : الرازي - )1( 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - ) 390 / 2( روضة الناظر وجنة املناظر : ابن قدامة - ) 214 / 3( ل اية السو: اإلسنوي - )2( /608. ( ) .608 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - )3(


فهي حتتاج إىل ترجيح ، فإذا مل نستطع اجلمع بني األدلة ، تساقطت ؛ لتعذر العمل ا ، فـإن سقط حكم الدليلني من الكتاب ؛ حبثنا عن دليل أقل رتبة نستطيع خالله ترجيح إحدى اآليتني

)1( . على األخرى ، وأول هذه األدلة السنة ، فإذا وجدنا يف السنة عملنا به ليس هنا معىن التساقط ترك اآليات بالكلية ، بل نبحث عن دليل أقل منهما رتبة يقوي أحد

اآليتني على األخرى ، وهذا من وجهة نظر اتهد ؛ ألنه قد ال يعلم الناسخ من املنسوخ ، أو العام . من اخلاص ، أو غريه

:مع قوله تعاىل ) )2 القرآن من تيسر ما افاقرؤو : ومثال تساقط األدلة قوله تعاىل

إذاو وا قرىءعتمفاس آنالقر توا لهأنصو لكملع ـونمحتر ) 3 ( فاآلية األوىل أوجبت القراءة علـىفتعارضت هاتان اآليتان ، . املأموم ، واآلية الثانية أمرته باالستماع و اإلنصات فوجب ترك القراءة

من كـان له إمـام فـإن فراءة " - -فترك العمل ـمـا ، وعمـل بقولـه )5( - حديث حسن - )4( " اإلمام له قراءة

:التعارض بني السنتني : الفرع اخلامس • ، فإذا مل إذا تعارض حديثان من السنة حناول معرفة الناسخ من املنسوخ عن طريق معرفة التاريخ

نستطع معرفة التاريخ ، حناول اجلمع بينهما ما أمكن ، فإن مل نستطع اجلمع ، نلجأ إىل التـرجيح بأحد طرق الترجيح اليت ستمر بنا يف مبحث الترجيح ، فإن مل نستطع الترجيح ، فعندئذ يتـساقط

6( . عمل به الدليالن ، وننتقل إىل القياس ، أو قول الصحايب ، يقوي أحد احلديثني لي(

:ومثال تساقط احلديثني ما يلي - - ورد يف اجلهر يف صالة خسوف الشمس ، فوردت أحاديث تدل على أن الـنيب

أسر ا ، وإليك ذكر األحاديث املتعارضة - -جهر ا ، ووردت أحاديث تدل على أن النيب وكيفية التخلص من هذا التعارض ؟

) .183( أدلة التشريع املتعارضة : بدران - ) 13 / 2( أصول السرخسي : السرخسي - )1( ) .20( من اآلية : سورة املزمل - )2( ) .204( اآلية : سورة األعراف - )3( .850إذا قرأ اإلمام فأنصتوا ، ح ) 13(، كتاب إقامة الصلوات والسنة فيها ، باب ) 158( سنن ابن ماجة : ابن ماجة - )4( .692ح ) 141 / 1( صحيح سنن ابن ماجة : األلباين - )5( ) .13 / 2( أصول السرخسي : انظر السرخسي - ) 6(


: احلديث األول… جهر يف صالة اخلسوف بقراءتـه " - - أن النيب - رضي اهللا عنها - عن عائشة

. )1( " فصلى أربع ركعات يف ركعتني ، وأربع سجدات :احلديث الثاين

" يف الكسوف ، فال نسمع له صوتا - -صلى بنا رسول " عن مسرة بن جندب قال ) 2( - قال الترمذي حسن صحيح -

وقع التعارض بني احلديثني ، فتركنا العمل ما ، وانتقلنا إىل القياس على سائر الـصلوات ، فقد . ووجه القياس أن ما كان يف النهار أسررنا به ، وما كان بالليل جهرنا به

:مالحظة : دىن منهما ، مثل إذا تعارض دليالن من الكتاب ، أو من السنة ، وتساقطا ، ومل جند دليال أ

إذا تعارضت سنتان ومل جند قياسا أو قول صحايب ، تقرر احلكم على ما كان عليـه قبـل ورود )3 ( .الدليلني ، استصحابا للرباءة األصلية

، فقد ورد حديثان متعارضان فيه ، فاحلديث األول دل على )4( ما ورد يف سؤر احلمار : ومثاله . ديث الثاين دل على جناسة سؤر احلمار طهارة سؤر احلمار ، واحل

نعم ، : يا رسول اهللا أنتوضأ مبا أفضلت احلمر ؟ قال : " فعن جابر بن عبد اهللا قال :أما األول هذا احلديث مبفرده ضعيف ، ولكن له أسانيد إذا ضم بعـضها )5( " ومبا أفضلت السباع كلها

)6( . إىل بعض كانت قوية . ا احلديث على طهارة سؤر احلمار ، وسائر السباع ، ما عدا الكلب واخلرتيردل هذ وقد إن اهللا : أبا طلحـة فنـادى - -أمر رسول اهللا " : فعن أنس بن مالك قال :وأما الثاين

)7( " ورسوله ينهيانكم عن حلوم احلمر ، فإا رجس أو جنس

.901 - 5صالة الكسوف ، ح ) 1( كتاب الكسوف ، باب ) 428( صحيح مسلم : مسلم - )1( 2( سنن الترمذي : الترمذي - 1184أربع ركعات ح : من قال ) 262( ، كتاب الصالة ، باب ) 184( سنن أيب داود : أبو داود - )2( .562ما جاء يف صفة القراءة يف الكسوف ، ح ) 397( كتاب الصالة ، باب ) 350/ ) .10( أصول الفقه : فايد - ) 3 / 207( اية السول : اإلسنوي - )3( ) ] .48 / 1( نيل األوطار : الشوكاين [ هو املاء املتبقي بعد الشرب : سؤر احلمار - )4( .كتاب الطهارة ، باب سؤر سائر احليوانات سوي الكلب واخلرتير ) 249 / 1( يهقي الكربى سنن الب: البيهقي - )5( أبواب ) 263 / 1( املباركفوري حتفة األحوذي بشرح جامع الترمذي - ) 144 / 1( عون املعبود شرح سنن أيب داود : العظيم أبادي - )6(

.الطهارة ، باب ما جاء يف سؤر اهلرة .1940 - 35حترمي أكل حلم احلمر اإلنسية ، ح ) 5( كتاب الصيد والذبائح ، باب ) 1039( صحيح مسلم : لم مس- )7(


: وجه الداللة احلمر األهلية ، وهذه تشمل حلم احلمر األهلية ، وسؤرها ؛ ألن دل هذا احلديث على جناسة

.اللعاب متحلب من الدم ، والدم جيري يف العروق واللحم ، وكالمها جنس وبذلك قد تعارض األثران يف حكم سؤر احلمار ، ومل نستطع اجلمع بينهما ، ومل جنـد مرجحـا

ينا أن نبحث عن دليل أدىن منهما رتبة ، فإن مل ألحدمها على اآلخر ، فسقط ذلكما األثران ، وعل جند قياسا نرجع إليه ، رجعنا إىل حكم األصل ، فنحكم بطهارة املاء ؛ ألن املاء طاهر يف األصـل

)1( . ألن اليقني ال يزول بالشك ، واألصل بقاء ما كان على ما كان فيبقى حكم املاء طاهرا ؛

.ية واحلديث التعارض بني اآل: الفرع السادس •من شروط ) التساوي يف الثبوت ( سبق أن فصلت هذا النوع من التعارض يف الشرط األول

، وملخصه أن اآليات إذا كانت قطعية الداللة جيوز أن تتعارض معهـا األحاديـث )2( التعارض . لداللة قطعية الداللة ، وال يعتد بتعارض األحاديث ظنية الداللة مع اآليات قطعية ا

أما إذا كانت اآليات ظنية الداللة ، ففي تعارض األحاديث ظنية الداللة معها خالف بـني .العلماء ، فصلته من قبل يف الشرط املذكور

.جواز تعارض األحاديث ظنية الداللة مع اآليات ظنية الداللة : ولكن الرأي الراجح هو : وأفعاله تعارض أقواله : السابع الفرع •

لقد حبثت يف هذا الفرع تعارض األفعال مع بعضها ، وتعارض األفعال مع األقوال وذلك يف :البندين التاليني

:تعارض األفعال : البند األول إن األفعال املتعارضة يستحيل وجودها يف وقت واحد ، ألن التعارض والتمانع إمنا يتم مـع

ل إذا كان وقتها واحدا ، وكان حملها واحدا ؛ استحال أن يوجد الفعل وضـده يف التنايف ، واألفعا يف حمل واحد ، واحد وقت.

والفعالن املتضادان يف وقتني ليسا متعارضني ؛ ألنه ال يتناىف وجودمها ، فنكـون متعبـدين ، النسخ أو التخـصيص بالفعل يف وقت ، وبضده يف وقت آخر ، ففي هذه احلالة يكون قد حلقه

) .10( أصول الفقه : انظر فايد - )1( .من هذا البحث ) 16 - 13( انظر صفحة - )2(


ومل نعلم الناسخ من املنسوخ ، ومل نستطع التخصيص ، - -وإذا اختلفت األخبار عن النيب )1( . فعندئذ مل يبق إال التخيري بينهما

أن يصوم يف يوم السبت ، ويفطر يف سبت آخر ، وذلك جلواز :ومثال تعارض الفعلني املتضادين أو مندوبا ، أو مباحا يف وقت كصيام يوم وإفطار يوم ، عمال بسنة داود أن يكون أحدمها واجبا ،

. كإفراده بالصوم تطوعا دون سبب شرعي )2( . عليه السالم، وليس كذلك يف وقت آخر : وأفعاله تعارض أقوال النيب: البند الثاين

: فله حالتان إذا تعارض فعله وقوله فإما أن نعلم التاريخ بتقدم أحدمها على اآلخر ، أو ال نعلـم : تعارضا من كل وجه إذا : األوىل

.ذلك . فإن علمنا التاريخ ؛ فيكون املتأخر ناسخا للمتقدم - أ

) 3( . وإن مل نعلم تقدم أحدمها على اآلخر ؛ فالقول مقدم على الفعل -ب : )4( وجه ، فحكمه اجلمع بينهما وفعله من وجه دون - -إذا تعارض قوله: الثانية . عن استقبال القبلة ، واستدبارها للغائط والبول ، فهـذا هـو القـول - - يه :ومثاله

وأما الفعل فمعارض لذلك ، وهو جلوسه لقضاء احلاجة يف البيوت ، مستقبال بيت املقدس قبـل .حتويل القبلة إىل البيت العتيق

: " قال - - أن رسول اهللا : أما حديث النهي عن استقبال القبلة ببول أو غائط فهو . إذا أتيـتم الغائـط فال تستـقبلوا القبـلة وال تسـتدبروها ، بـبول وال غائـط

)5( " ولكن شرقوا أو غربوا

، 108( املقدمة يف األصول : ابن القصار - ) 254( لفقه التلخيص يف أصول ا: اجلويين - ) 362 - 359 / 1(املعتمد : البصري - )1(

109. ( ) .147 / 3( تيسر التحرير : أمري باد شاه - )2( التلخيص يف أصول الفقه : اجلويين - ) 143 ، 142( التبصرة يف أصول الفقه : الشريازي - ) 362 - 359 / 1( املعتمد : البصري - )3( )255. ( ) .255( التلخيص يف أصول الفقه : اجلويين - )4( .264 - 59االستطابة ، ح ) 17( كتاب الطهارة ، باب ) 151( صحيح مسلم : مسلم - )5(


رقيـت : " رواه ابن عمر قـال ما : وأما حديث جواز استقبال القبلة ببول أو غائط فهو قاعدا حلاجته ، مستقبل الشام ، مستدبر - -على بيت أخيت حفصة ، فرأيت رسول اهللا

)1 ( " .القبلة

عـن اسـتقبال القبلـة - -بني احلديثني بأن يه ) مالك والشافعي ( فجمع العلماء اء فعله خمصصا لذلك ، بإباحة استقبال القبلـة واستدبارها عاما ألمته يف البيوت والصحاري ، وج

)2( . واستدبارها يف البيوت :خالصة املطلب الثالث

: بعد دراسة حمل التعارض خنلص إىل النتائج الست التالية يقع التعارض بني األدلة القطعية ، ويحل التعارض عن طريق النـسخ ، أو اجلمـع ، أو ، - 1

.وز الترجيح بني األدلة القطعية التساقط ، وال جي . التعارض بني األدلة الظنية واألدلة القطعية تعارض ال يعتد به ؛ ألن القطعي مقدم اتفاقا - 2 يقع التعارض بني اآليات القرآنية واألحاديث املتواترة ، وله حكم األدلـة القطعيـة ، وإن - 3

بة ، مثل السنة ، فإن مل جند ، نبحـث يف تعارضت آيتان وتساقطتا نبحث عن دليل أقل منهما رت .القياس ، وهكذا

يقع التعارض بني األحاديث ظنية الداللة ، وحكمه النسخ ، أو اجلمع ، أو التـرجيح ، أو - 3 . التساقط ، كما سنوضحه يف املبحث التايل

. التعارض بني األفعال مستحيل أن حيدث يف وقت واحد - 4 : له حالتان التعارض بني القول والفعل- 5

إما أن يتعارضا من كل وجه ، فعند ذلك إذا علم التاريخ ، كان املتـأخر ناسـخا : احلالة األوىل للمتقدم ، وإن مل يعرف التاريخ ، فالقول مقدم

. وإن تعارضا من وجه دون وجه ، جنمع بينهما : احلالة الثانية

.266 - 62االستطابة ، ح ) 17( كتاب الطهارة ، باب ) 151( صحيح مسلم : مسلم - )1( ) .95 / 1( نيل األوطار : الشوكاين - ) 362 - 359 / 1(املعتمد : البصري - )2(


:املـبـحـث الـثـاين طرق دفع التعارض

بعد استعراض تعريف التعارض لغة واصطالحا ، وبيان أسباب التعارض ، وأنـه تعـارض ظاهري ، وليس يف أصل الشريعة ، وبعد بيان أركان التعارض وشروطه ، وبيان أنه لـيس كـل تعارض يعتد به ، وبيان حمل التعارض ، وأن التعارض قد يطرأ على القطعي وعلـى الظـين ، آن

الطرق اليت وضعتها الشريعة اإلسالمية حلل التعارض الذي قد يطرأ على فهم اآليات ، األوان لبيان : واألحاديث النبوية ، ورأي العلماء يف ترتيب هذه الطرق ، وهي أربع

. النسخ ، واجلمع ، والترجيح ، والتساقط ه يف كتـب ويف هذا املبحث درست النسخ ، واجلمع دون إطالة ؛ ألنه استوى علـى سـوق

األصول ، وكتب علوم القرآن ، ولقد أفردت للتعادل مبحثا مستقال يف هذا الفصل ، وأفـردت . كذلك للترجيح فصال مستقال بنفسه ؛ ألن تفريعاته كثرية ؛ ال يسعها مبحثا واحدا

: وبناء على التفصيل السابق ينقسم هذا املبحث إىل ثالثة مطالب . منهج األصوليني يف ترتيب طرق التعارض : املطلب األول • . معىن النسخ ، وشروطه ، وأمثلة عليه : املطلب الثاين • .معىن اجلمع ، وشروطه ، ومراتبه ، وصوره : املطلب الثالث •


:املطلب األول

.منهج األصوليني يف ترتيب طرق التعارض دع التعارض بني األدلة ، وإن كان ظاهريا ، دون حل ؛ بل إن الشريعة اإلسالمية الغراء مل ت

جاءت بقواعد ثابتة وراسخة ؛ حلل أي تعارض قد يطرأ على فهم اآليات ، واألحاديث النبوية النسخ ، واجلمع ، والترجيح ، : ( وقد اتفق العلماء على أن طرق حل التعارض أربع ، هي

لماء يف تقدمي هذه الطرق أو تأخري بعضها على بعض ، فمنهم من ، ولكن اختلف الع ) والتساقط .قدم النسخ ، ومنهم من قدم اجلمع

وذكرت يف هذا املطلب أشهر طرق العلماء يف حل هذا التعارض ، ورجحت أحـد هـذه . الطرق ، وبينت وجه الترجيح

: وبناء على ذلك ينقسم هذا املطلب إىل ثالثة فروع .طريقة مجهور احلنفية يف حل التعارض : الفرع األول • .طريقة بعض احلنفية يف حل التعارض : الفرع الثاين • . طريقة اجلمهور يف حل التعارض : الفرع الثالث •


:يف دفع التعارض طريقة مجهور احلنفية : الفرع األول •ل التعارض ، فجمهور احلنفية هلم رأي يف حل التعارض مل يتفق احلنفية على طريقة واحدة حل

، وبعض احلنفية هلم رأي آخر يف حل التعارض ، ففي هذا الفرع بينت رأي مجهور احلنفية يف حل . التعارض ، والفرع الذي يليه أبني فيه رأي بعض احلنفية يف حل التعارض مبشيئة اهللا

عارض الواقع بني النصوص يتمثل يف أربع طـرق علـى يف دفع الت إن منهج مجهور احلنفية : )1( الترتيب التايل

النسخ :األوىل إذا تعارض نصان شرعيان ، فأول ما يبحث عند احلنفية عن التاريخ ؛ فإن علم التـاريخ ،

الثانية من طرق ناسخا للدليل املتقدم ، وإن مل يعلم التاريخ ننتقل إىل الطريقة فيكون الدليل املتأخر .دفع التعارض عند احلنفية ، وهي الترجيح

الترجيح: الثانية يلجأ مجهور احلنفية إذا مل يعلم التاريخ إىل الترجيح ، وذلك بترجيح أحد الـدليلني علـى

.اآلخر إن أمكن الترجيح بأحد طرق الترجيح اليت سأفرد هلا فصال خاصا فيما بعد بإذن اهللا اجلمع والتوفيق : ة الثالث

إذا تعذر النسخ والترجيح عند مجهور احلنفية فيلجأوون إىل اجلمع والتوفيق بني األدلة ، فإن .مل ميكن اجلمع بني األدلة فعندئذ يلجأوون إىل التساقط

)2( التساقط : الرابعة ل مبا دوما من األدلة ؛ وذلك ترك العمل بكال الدليلني املتعارضني ، والعم : التساقط هو

. لتساوي الدليلني ، وعدم وجود مزية ألحد الدليلني على اآلخر .طريقة بعض احلنفية : الفرع الثاين •

التعارض والترجيح بني ( نقل هذه الطريقة األستاذ عبد اللطيف الربزجني يف رسالته املسماة عن أي الكتب نقل هذا الرأي ، وأنا مل أجد هذا الرأي يف ، ولكنه مل يذكر )3( ) األدلة الشرعية

ورأيهم كما أورده الربزجني يف رسالته هو تقدمي النسخ أوال إن علـم . الكتب اليت اطلعت عليها

236 / 2( فواتح الرمحوت : اللكنوي - ) 411( التلقيح شرح التنقيح : الدركاين - ) 13 / 2( أصول السرخسي : انظر السرخسي - )1( ) .351( أصول الفقه ، : اخلضري -) األخرى ، وحيل هذا التعادل إما بالتساقط ، أو التخيري بني األدلة ، كما سيتضح ذلك عدم وجود مزية لبعض األدلة على األدلة : التعادل هو - )2(

.يف مبحث التعادل )3( - ) 1 / 177. (


التاريخ ، وهم يتفقون يف ذلك مع مجهور احلنفية ، مث إن مل يعلم التاريخ ، ومل نـستطع معرفـة إىل حماولة اجلمع بني األدلة ، ولو من وجه دون وجه ، ألن إعمـال الناسخ من املنسوخ ، فنلجأ

.الدليلني أوىل من العمل بأحدمها وترك اآلخر وهم بذلك قد خالفوا مجهور احلنفية ، فجمهور احلنفية يقدمون الترجيح على اجلمع ، فإن

يح ، وهو إعمال أحد الـدليلني مل يستطع هذا الفريق اجلمع بني الدليلني يلجأون عندئذ إىل الترج وإسقاط اآلخر ، فإن تعذر الترجيح لعدم وجود مزية ألحد الدليلني على اآلخر ؛ فعنـد ذلـك تتساقط األدلة ، ونبحث عن دليل أدىن منهما رتبة ، فهؤالء الفريق متفقون مع باقي العلماء علـى

النسخ ، اجلمع ، : كما يلي فتكون طريقتهم . أن التساقط هو آخر طريق للتخلص من التعارض .الترجيح ، التساقط

منهج اجلمهور: الفرع الثالث • : )1( تتبع اجلمهور يف دفع التعارض أربع طرق ، وهي كاآليت

: اجلمع والتوفيق: األوىل ـ ه اجلمع والتوفيق أول الطرق اليت يتبعها اجلمهور حلل التعارض ، فإن أمكن اجلمـع بوج

مقبول بني املتعارضات كان اجلمع أوىل من غريه من طرق حل التعـارض ؛وذلـك ألن العمـل بالدليلني معا أوىل من العمل بدليل واحد، وإلغاء الدليل اآلخر

: النسخ : الثانية إذا تعذر اجلمع بني الدليلني ، وعلم تاريخ ورود األدلة ، وكان أحد الدليلني متـأخرا عـن . خر ، كان املتأخر ناسخا للمتقدم اآل

: الترجيح : الثالثة ن تعذر اجلمع بني األدلة ، ومل يعرف الناسخ من املنسوخ ، فحينئذ ينتقـل اجلمهـور إىل إ

.الترجيح بني املتعارضات

) .543( التحقيق املأمول ملنهاج األصول : الدمخيسي - ) 364( اإلشارة يف أصول الفقه : الباجي - )1(


:التساقط : الرابعة دليلني يتساقطا ، أي ال يعمل بأي إذا تعذرت الطرق السابقة من طرق حل التعارض ، فإن ال

)1( . من الدليلني ونأخذ بدليل دوما يف الرتبة :الترجيح بني الطرق السابقة

: هي الراجحة ، وذلك ملا يلي ) طريقة بعض احلنفية ( إن الطريقة الثانية سوخ كان اجلمع بني ألنه إذا علم التاريخ ، وعرف الناسخ من املن : يقدم النسخ على غريه : أوال

األدلة تكلفا يف إعمال الدليلني ، وهذا متفق عليه عند كل احلنفية بدون استثناء ، وذلك خالفـا . للجمهور الذين قدموا اجلمع على النسخ

يقدم اجلمع على الترجيح ، خالفا جلمهور احلنفية الذين قدموا الترجيح على اجلمع ؛ وذلك : ثانيا من اإلمهال ، فاجلمع فيه إعمال لكال الدليلني ، لكن الترجيح فيه إعمال لـدليل ألن اإلعمال أوىل

.واحد ، وإسقاط الدليل الثاين ، فيقدم اجلمع على الترجيح :خالصة هذا املطلب

: تنحصر خالصة املطلب يف ثالث نقاط : ذكرت يف هذا املطلب ثالث طرق حلل التعارض وهي - 1

) .النسخ ، الترجيح ، اجلمع ، التساقط ( طريقة مجهور احلنفية - أ ) .النسخ ، اجلمع ، الترجيح ، التساقط ( طريقة بعض احلنفية - ب ) .اجلمع ، النسخ ، الترجيح ، التساقط ( طريقة مجهور الفقهاء - ج

. األخريني وقد رجحت طريقة بعض احلنفية على الطريقتني- 2 . عملية التساقط والتخيري بني األدلة تسمى بالتعادل – 3

واهللا تعاىل أعلم

) . 3 / 215، 219( اية السول : اإلسنوي - )1(


:املطلـب الثاين معىن النسخ ، وشروطه ، وأمثلة عليه

إن النسخ هو أول طرق حل التعارض حسب الرأي الراجح ، ولن أطيل يف حبث النـسخ؛ يله ، وأن النسخ توقيفي حيتاج إىل دليل على الناسخ واملنسوخ ، ألن النسخ قد أكثر العلماء يف تفص

فال فائدة كبرية ترجى من كثرة البحث يف موضوع النسخ ؛ لذلك درست تعريف النـسخ لغـة .واصطالحا ، وشروط النسخ ، مث ضربت مثالني عليه ، مثاال من الكتاب ، وآخر من السنة

: املطلب إىل ثالثة فروع وبناء على ما سبق ينقسم هذا .معىن النسخ : الفرع األول • .شروط النسخ : الفرع الثاين • . أمثلة على النسخ : الفرع الثالث •

.تعريف النسخ : الفرع األول •


-: أتناول يف هذا الفرع معىن النسخ لغة واصطالحا على النحو التايل نسخه مبعىن أزاله ، وغيره ، وأبطله ، وأقام شيئا مقامـه ، يقـال : تعريف النسخ لغة - أوال

نسخت الريح آثار الديار ، ونسخت الشمس الظل ؛ أي أزالته ، ويقال نسخ اهللا عز وجل اآلية ؛ خ ما : وقال اهللا تعاىل . )1( أي أزال حكمها ننس نم ةآي ا أوهننس ر نأتخي أن تعلم مثلها ألم أو منها ب

كل الله لىع ءيش يرقد )2( . ما ننسخ يف اآلية معناها ، ما منحو ، أو ما نبدل من آية بآية أخرى ، فالقرآن الكرمي نزل منجما ،

كم ، تبعا للحوادث والظروف ، فاآليات تدور مع مصلحة األمة ، فمىت وجدت املصلحة بقي احل فتارة تبقى اآلية كما هي ؛ ألن املصلحة يف ذلك ، وتارة يذهب لفظها ومعناهـا ، أو أحـدمها ، فالنسخ ضروري يف األحكام ، خصوصا عند األمة الناشئة بسبب تطورهـا سـريعا ، والـشارع

)3( .احلكيم يتدرج ويعاجل تبعا للظروف واألحوال )4( . احلكم الشرعي خبطاب شرعي متراخ عنه رفع : تعريف النسخ اصطالحا: ثانيا

: شرح التعريف إزالة الشيء على وجه لواله لبقي ثابتا هو) : رفع ( احلكم يشمل حكم الشرع ، وحكم العقل ، وغريه من األحكام ، فتقييـده ) :احلكم الشرعي (

.بالشرعي خيرج حكم العقل وغريه ، ويبقي حكم الشرع هذا القيد خيرج زوال احلكم باملوت ، واجلنون ، وإخراجه باملوت واجلنون ) :اب شرعي خبط(

. ليس بنسخ ، فال يكون النسخ إال بدليل شرعي أي جيب أن يكون الدليل الناسخ متأخرا عن الدليل املنسوخ ؛ ألنه لو كـان يف ) :متراخ عنه (

)5( . م نفس الوقت كان بيانا وإمتاما ملعىن الكال :شروط النسخ : الفرع الثاين •

- ) 352( خمتار الصحاح : الرازي - ) 238( القاموس احمليط : الفريوز آبادي - ) 1026( معجم مقاييس اللغة : ابن زكريا - )1 (

) .956( املعجم الوسيط : مصطفى وآخرون - ) 358 ،357( املصباح املنري : الفيومي ) . 106( اآلية : سورة البقرة - )2( ) 61 / 1( التفسري الواضح : حجازي - ) 218 / 1( حماسن التأويل : القامسي - ) 149 / 1( تفسري القرآن العظيم : انظر ابن كثري - )3( . مباحث يف : القطان - ) 176 / 2( مناهل العرفان يف علوم القرآن : الزرقاين - ) 219 / 1( روضة الناظر وجنة املناظر : ابن قدامة - )4(

) .232( علوم القرآن ) .232( مباحث يف علوم القرآن : القطان - ) 219 / 1( روضة الناظر وجنة املناظر : ابن قدامة - )5(


: إن للنسخ عدة شروط ال يتحقق إال ا وهي مخسة )1 ( .أن يكون احلكم املنسوخ شرعيا ال عقليا : األول أن يكون الدليل على ارتفاع احلكم خطابا شرعيا متراخيا عن اخلطاب املنسوخ حكمـه ، : الثاين

)2( . ريخ ال يسمى نسخا ، بل ختصيصفإن املقترن يف التا أن ال يكون اخلطاب املرفوع حكمه مقيدا بوقت معني ، وإال فاحلكم ينتهي بانتهاء وقته :الثالث

)3( . ، وال يعد هذا نسخا أما إذا كان دونه يف القوة فـال ، يف القوة ، أو أقوى منه أن يكون الناسخ مثل املنسوخ : الرابع

)4( . ون ناسخا ؛ ألن الضعيف ال يزيل القوي جيوز أن يك أن يكون مما جيوز نسخه ، فال يدخل النسخ أصل التوحيد ، والقصص القرآين ، وإمنـا :اخلامس

)5( . يقع النسخ يف األوامر والنواهي فقط أمثلة على النسخ: الفرع الثالث •

آخر من السنة ضربت مثاال على النسخ من كتاب اهللا ، ومثاال

االعتداد باحلول للمتوىف عنها زوجهـا ، نـسخت بآيـة آية : فمثال النسخ يف كتاب اهللا - أ . االعتداد بأربعة أشهر وعشرا

رون منكم يتوفون والذين : فاآلية املنسوخة هي قوله تعاىل زواجا ويذ صية لأزواجهم أ و

امل إلى تاعوالح راج غيرإخ )6( واآلية الناسخة هي قوله تعاىل: ينالذو نفوتوي ـنكمم

ونر زواجا يتربصن ويذ ربعة بأنفسهن أ شهر وعشرا أ ) )7 أ

سنة كاملة ، وهلا النفقـة ، زوجها أن تبقى يف الدار األمر عدة املتوىف عنها كان يف أول وقدفأصبحت عدة املرأة املتوىف عنها زوجها أربعة أشهر األربعة أشهر وعشرا فنسخت هذه اآلية بآية

. وعشرا ، إال أن تكون املرأة حامال فعدا أن تضع ما يف بطنها

( مباحث يف علوم القرآن : القطان - ) 792 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 164 / 3( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )1(

232. ( ) .792 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 164 / 3( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )2( ) .792 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - )3( . املرجع السابق نفس الصفحة - )4( ) .23 / 2( قرآن الربهان يف علوم ال: الزركشي - ) 792 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - )5( ) .240( من اآلية : سورة البقرة - )6( ) .234( من اآلية : سورة البقرة - )7(


: مثال النسخ من السنة النبوية املطهرة-ب يتكم عن زيارة القبور ، فزوروها " : - -قال رسول اهللا : بريدة ، عن أبيه قال عن ابن

)1( " …… ويتكم عن حلوم األضاحي فوق ثالث ، فأمسكوا ما بدا لكم . أوال عن زيارة القبور ؛ ألن الناس حديثو عهد بـالكفر والـشرك ، - - قد ى النيب

لإلشراك ، وملا استقر اإلميان يف القلـوب أذن هلـم ، وهـذا مـن فخاف أن يكون ذلك وسيلة األحاديث اليت جتمع الناسخ واملنسوخ وهو صريح يف نسخ ي الرجال عن زيارا ، وأمجعوا على أن زيارة القبور سنة للرجال ، والراجح أا حترم للنساء ؛ ألن املرأة ضعيفة التحمل ، قوية العاطفة

ن تزور القرب ، وإذا زارته حصل هلا البكاء والعويل ، ورمبا شق اجليوب ، وكـذلك ، فال تتحمل أ فإن هذا احلديث صريح يف نسخ النهي عن ادخار حلوم األضاحي أكثر من ثالثة أيام ، فمن شاء أن

)2( . ميسك اللحم فوق ثالث فليمسك

خالصة هذا املطلب : تنحصر خالصة املطلب يف ثالثة بنود

إن هذا املطلب ، وهو النسخ ، يعد أول طريق من طرق حل التعارض ، ومل أطل يف تفصيله - 1 .؛ ألنه استوى على سوقه يف كتب األصول ، وكتب علوم القرآن

رفع احلكـم الـشرعي : " وقد ذكرت فيه تعريف النسخ لغة وهو اإلزالة ، واصطالحا هو - 2 .التعريف االصطالحي ، مث شرحت " خبطاب شرعي متراخ عنه

أن يكون احلكم املنسوخ شـرعيا ، وأن : ( وبعد ذلك ذكرت شروط النسخ اخلمسة وهي - 3يكون الناسخ شرعيا متراخيا عن املنسوخ ، وأن يكون غري مقيد بوقـت ، وأن يكـون الناسـخ

، وضربت مثالني ) مساويا للمنسوخ يف القوة ، أو أقوى منه ، وأن يقع النسخ يف األوامر والنواهي . عليه ، مثاال من القرآن ، ومثاال من السنة

- 106 ربه عز وجل يف زيارة قرب أمه ، ح - -استئذان النيب ) 36( ، كتاب اجلنائز ، باب ) 464( صحيح مسلم : مسلم - )1( 977.

) .383 - 380 / 5( الشرح املمتع على زاد املستقنع : ابن العثيمني - ) 46 / 7( النووي صحيح مسلم بشرح: النووي - )2(


:املطلب الثالث . معىن اجلمع ، وشروطه ، ومراتبه ، وصوره

حسب الـرأي - بعد االستعراض السريع ألول طريق من طرق حل التعارض ، وهو النسخ .رض ، وهو اجلمع انتقلت إىل الطريق الثاين من طرق حل التعا-الراجح

مل يفرد العلماء القدامى اجلمع يف مبحث مستقل ، ولكنهم ذكـروه ضـمن موضـوعات األصول ، والذين أفردوا اجلمع يف مباحث خاصة هم العلماء احملدثون ، أمثال بدران أيب العيـنني

( الة الدكتوراه املسماة ، وعبد ايد السوسوة يف رس ) أدلة التشريع املتعارضة ( بدران يف كتابه ، ) .منهج التوفيق والترجيح بني خمتلف احلديث

يف هذا املطلب تطرقت إىل تعريف اجلمع ، وبيان شروطه ، وتفصيل مراتبه ، وصور اجلمع : ، فعلى هذا العرض قسمت هذا املطلب إىل أربعة فروع

. تعريف اجلمع : الفرع األول • . اجلمع شروط : الفرع الثاين • .مراتب اجلمع : الفرع الثالث • .صور اجلمع : الفرع الرابع •


. تعريف اجلمع : الفرع األول •

: بدأت بتعريف اجلمع لغة واصطالحا -:اجلمع يف اللغة له معنيان مها :اجلمع لغة : أوال

جيمع الصيام قبل الفجر فال صيام من مل" : - - قال النيب )1( اجلمع مبعىن العزم : األول .أي من مل يعقد وينو الصيام قبل الفجر فال صيام له )3( - حديث صحيح - )2( " له

اجلمع هو الضم ، ومجع مجعا ضم بعضه إىل بعض ، واجلمع هو تأليف املتفـرق ، ومجـع :الثاين

لكم جمعوا قد الناس إن الناس لهم قال ذينال : قال تعاىل ، )4( القوم لعدوهم أي حشدوا لقتاهلم

مهوـشفاخ )5( إن قريشا حشدت مجوعا كثرية فاخشوهم ، : أي أن املنافقني قالوا للمسلمني ، ومسي يوم اجلمعة ذا االسم ؛ ألن الناس جتتمـع فيـه ، )6( فما زادهم ذلك إال إميانا وتسليما

)7( . ويقال ملزدلفة مجع ؛ ألن الناس جتتمع فيه أيضا

)8( . العمل بكال الدليلني املتعارضني أو بعضهما : اجلمع اصطالحا هو : ثانيا أي أن اجلمع ميكن أن يكون بإعمال كال الـدليلني ، " العمل بكال الدليلني " -:شرح التعريف

.ن احلكم اآلخر وأن كل دليل له حالة أو حكم خيتلف عهذا يكون يف األحكام اليت تتبعض ، فيثبت بعض احلكم دون بعض ؛ وذلك ألن " : أو بعضهما "

)9( . العمل بالدليلني ولو من وجه دون وجه أوىل من الترجيح ، وهو العمل بأحد الدليلني

مصطفى - ) 72( خمتار الصحاح : الرازي - ) 69( املصباح املنري : الفيومي - ) 224( معجم مقاييس اللغة : انظر ابن زكريا - )1(

) .155( املعجم الوسيط : وآخرين . 2454النية يف الصيام ، ح ) 71( ، كتاب الصوم ، باب ) 372( سنن أيب داود : أبو داود - )2( ) .465 / 2( صحيح سنن أيب داود : األلباين - )3( الرازي - ) 69( ري املصباح املن: الفيومي - ) 639( القاموس احمليط : الفريوز آبادي - ) 224( معجم مقاييس اللغة : انظر ابن زكريا - )4( ).155( املعجم الوسيط : مصطفى وآخرين - ) 72( خمتار الصحاح : ) .173( من اآلية : سورة آل عمران - )5( /1( صفوة التفسري ، : الصابوين - ) 274 / 1( تيسري الكرمي الرمحن : السعدي - ) 430 / 1( تفسري القرآن العظيم : انظر ابن كثري - )6(

245. ( الرازي - ) 69( املصباح املنري : الفيومي - ) 639( القاموس احمليط : الفريوز آبادي - ) 224( معجم مقاييس اللغة : انظر ابن زكريا - )7( ) .72( خمتار الصحاح : ) .3 / 214 ، 215( اية السول : انظر اإلسنوي - )8(


-:العالقة بني املعىن اللغوي واملعىن االصطالحي ثاين للجمع وهو الضم هو املعىن املناسب للمعىن االصـطالحي ، ألن مجـع املعىن اللغوي ال

.األدلة هو ضم بعضها إىل بعض فنعمل بكليهما .شروط اجلمع : الفرع الثاين •

-: يشترط للجمع حتقق ثالثة شروط وهي كما يلي اد اجلمع بينهما ، فـال بني الدليلني املر )1( أن يثبت التعارض بأركانه وشروطه : الشرط األول

.يصح اجلمع بني الدليلني غري املتساويني مثال أن ال يعلم تأخر أحد املتعارضني عن اآلخر ، فإن علم التاريخ كان املتأخر ناسخا :الشرط الثاين

، هذا حسب الرأي الراجح ، وهو مذهب احلنفية ، أما الـشافعية واحلنابلـة فهـم ) 2( للمتقدم . مع على النسخ يقدمون اجل

أن يكون التأويل صحيحا ، ولكي يكون اجلمع صحيحا ال بد أن يتوفر فيه أمران :الشرط الثالث : مها )3( . أن ال يؤدي اجلمع إىل بطالن نص من نصوص الشريعة ، أو جزء منها - 1

فاغسلوا وجوهكم الصالة إلى قمتم اإذ آمنوا الذين أيها يا : تعارضت قراءتان يف قوله تعاىل :ومثاله

كميدأيق إلى وافروا المحسامو لكمجر أ و كموسؤإلى بر ني ب الكع )4( ، ) وجـوهكم ( على ) أرجلكم ( بالنصب ، أي عطف ) أرجلكم ( فقرأ مجهور العلماء

على ) أرجلكم ( باجلر ، أي عطفوا ) أرجلكم ( لني إىل الكعبني ، وقرأ الشيعة فيجب غسل الرج بالنـصب ) أرجلكم ( ، فالفرض عندهم املسح على الرجلني ، وأول الشيعة قراءة ) رؤوسكم (

على االستحباب ، وهذا تأويل بعيد يلغي العمل باآلية ، فيكون التأويل غري مقبـول ، والتأويـل بول أن غسل الرجلني فرض ، وقراءة أرجلكم بالكسر فيها إشارة إىل جواز املق

)5( . املسح على اخلفني

.لصفحتني نفس املرجع السابق ، نفس ا- )9( . لقد ذكرت أركان التعارض وشروطه يف املطلب الثاين من املبحث األول - )1( ) .147 ، 146( منهج التوفيق والترجيح : السوسوة - ) 235 / 1( التعارض والترجيح : الربزجني - )2( ) .222 / 1( التعارض والترجيح ، : الربزجني - )3( ) .6( من اآلية : سورة املائدة - )4( ) .584- 576 / 2( أحكام القرآن : ابن العريب - ) 95 - 91 / 6( اجلامع ألحكام القرآن : القرطيب - )5(


أن يكون التأويل موافقا لوضع اللغة ، وذلك بأن يكون املعىن الذي أول إليه اللفـظ ، مـن - 2 )1( . املعاين اليت حيتملها اللفظ نفسه

:جلمع مراتب ا: الفرع الثالث • إن للجمع ثالث مراتب ، حسب إمكانية اجلمع بني األدلة ، فقد يكون بإعمال الدليلني أو

:بعضهما ، واملراتب الثالث هي وهو أن يتبعض حكم كل واحد من الدليلني املتعارضـني ، ) التنويع أو االشتراك : ( األوىل

)2( . بت بعضه دون بعض أي ميكن جتزئة حكم الدليلني املتعارضني ، فيث - -أن رجلني ادعيا بعريا على عهـد الـنيب " - رضي اهللا عنه - حديث قتادة :دليله

صحيح على - ) 3( ". بينهما نصفني - -فبعث كل واحد منهما شاهدين ، فقسمه النيب )4( -شرط الشيخني

نهما أا ملكه ، وتـساوت البينتـان كما لو كان يف يد اثنني دار ، فادعى كل واحد م :ومثاله وجودا وعدما ، فإا تقسم بينهما نصفان ؛ ألن يد كل منهما دليل ظاهر على ثبـوت امللـك ، وثبوت امللك قابل للتجزئة والتبعيض ، وحنكم لكل واحد منهما جبزء من امللك مجعا بني الـدليلني

.وجه من وجه دونن تبعيض أحكامها أو جتزئتها ، مثل القتل ، والقذف ، فلـو اشـترك أما األفعال اليت ال ميك

)5( . اثنان يف قتل أو قذف فال يتجزأ احلكم بينهما ، ولكن يقام على كل واحد منهما حد كامل أن يتعدد كل حكم من الدليلني ؛ أي حيتمل أحكاما ، فيثبت بكل واحد بعـض تلـك : الثانية

)6( . األحكام أحاديث تدل على وجوب صالة اجلماعة على من مسع النداء ، وأحاديث أخـرى تـدل : لهومثا

على جواز الصالة منفردا ، فجمع العلماء بني األحاديث املتعارضة يف حكم صالة اجلماعة علـى : النحو التايل

) .148( منهج التوفيق والترجيح بني خمتلف احلديث : السوسوة - )1( فواتح : اللكنوي - ) 3 / 216( اية السول : اإلسنوي - ) 442 / 4( نفائس األصول : القرايف - ) 407 / 5( احملصول : الرازي - )2(

) .241 / 2( الرمحوت .3613الرجلني يدعيان شيئا وليست هلما بينة ، ح ) 22( ، كتاب األقضية ، باب ) 548( سنن أيب داود : أبو داود - )3( .حكام كتاب األ ) 95 / 4( املستدرك على الصحيحني : احلاكم - )4( ) .3 / 216( اية السول : اإلسنوي - )5( ) .3 / 216( اية السول : اإلسنوي - ) 443 / 4( نفائس األصول : القرايف - ) 407 / 5( احملصول : الرازي - )6(


:من األحاديث اليت تدل على وجوب صالة اجلماعة ما يلي يا رسول اهللا : ، فقال رجل أعمى - -أتى النيب : عنه قال عن أيب هريرة رضي اهللا - 1

أن يرخص له فيصلي يف بيته ، - -؛ إنه ليس يل قائد يقودين إىل املسجد ، فسأل رسول اهللا نعـم ، : قـال "هـل تسمـع النـداء بالصـالة ؟ " :فرخص له ، فلما وىل دعاه فقـال

. ) 1( "فأجب " : قال )2( - حديث صحيح -" ال صالة جلار املسجد إال يف املسجد " وحديث - 2

. على وجوب صالة اجلماعة - فإن هذين احلديثني يدالن ما روى أبو هريرة رضي اهللا عنه أن رسول :ومن األحاديث اليت تدل على جواز الصالة منفردا

م وحـده خبـمسة وعشـرين صالة اجلماعة أفضل من صالة أحـدك" : قال - -اهللا ) 3( " جزءا . فقد دل هذا احلديث على جواز صالة الرجل منفردا مع النقص يف األجر

أن األمر يف احلديث األول ليس للوجـوب ، ولكنـه : وطريقة اجلمع بني هذين الدليلني لصحة ، ونفي الكمال ، أو نفـي للندب ، فصالة اجلماعة سنة مؤكدة ، فاخلرب األول حيتمل نفي ا

)4( . الفضيلة ، فيحمل على نفي الفضيلة أن يكون كل واحد من الدليلني مثبتا حلكم يف مواضع متعددة ، فيوزع الدليالن عليها ، :الثالثة

)5( . وحيمل كل منهما على بعض تلك املواضع . ورد حديثان متعارضان يف الشهادة قبل أن تسأل :مثاله

الذي يأيت بشهادته قبل ! أال أخربكم خبري الشهداء : " - - قال :احلديث األول أما )6( " أن يسأهلا

مث يكـون .… " - -قال رسـول اهللا : رواه عمران بن احلصني قال :واحلديث الثاين )7( " …بعدهم قوم يشهدون وال يستشهدون

.653 - 255ء ، ح جيب إتيان املسجد على من مسع الندا ) 43( كتاب املساجد ، باب ) 312( صحيح مسلم : مسلم - )1( املستدرك على : احلاكم -، كتاب الصالة ، باب ما جاء يف التشديد يف ترك اجلماعة من غري عذر ) 57 / 3( سنن البيهقي : البيهقي - )2(

.، كتاب الصالة ، باب من مسع النداء ) 246 / 1( الصحيحني .649 - 245فضل صالة اجلماعة ، ح ) 42( ضع الصالة ، باب كتاب املساجد وموا ) 310( صحيح مسلم : مسلم - )3( ) .137 - 131 / 3( نيل األوطار : الشوكاين - )4( ) .3 / 217( اية السول : اإلسنوي - ) 443 / 4( نفائس األصول : القرايف - ) 407 / 5( احملصول : الرازي - )5( .10 سيق خترجيه يف صفحة - )6(


ني هذين احلديثني حبمل احلديث األول على حق اهللا تعـاىل ، واحلـديث وقد مجع العلماء ب )1( . الثاين على حق البشر

:صور اجلمع : الفرع الرابع • :للجمع عدة صور ميكن دفع التعارض عن طريقها ، منها ما يلي

احـد إذا تعارض العام واخلاص ، وكان كـل و : )3( واخلاص ) 2( تعارض العام : البند األول : )4( منهما عاما من وجه ، وخاصا من وجه فيبىن العام على اخلاص

:أمثلة على هذا القسم

مـا إال : مع قوله تعاىل ) )5 األختين بين تجمعوا وأن : تعارض قوله تعاىل :املثال األول

ت . ) )6 أيمانكم ملك :وجه الداللة

فاآلية األوىل حرمت نكاح األختني يف آن واحد ، واآلية الثانية أباحت وطء األخـتني إذا كانتا أمتني مملوكتني ، فجمع العلماء بني اآليتني ، فكانت آية حترمي اجلمع بني األختني خمصـصة

)7( . آلية وما ملكت أميانكم :املثال الثاين

ت :تعارض قوله تعاىل مرح عكمتة لييالم م الدو ملحزير ونخ غير أهل وما ال ل الله )8(

أحلت لنـا : " - -قال رسول اهللا : قال - رضي اهللا عنهما -مع ما رواه عبد اهللا بن عمر )9 ( " ميتتان ودمان ؛ فأما امليتتان فاحلوت واجلراد ، وأما الدمان فالكبد والطحال

)10( - حديث صحيح -

.10 سبق خترجيه يف صفحة - )7( ) .215 / 3( مناهج العقول : البدخشي - )1( ) ] .8 / 2( روضة الناظر وجنة املناظر : ابن قدامة . [ العام هو كالم مستغرق جلميع ما يصلح له - )2( كشف : البخاري [ سمى معلوم على االنفراد اخلاص هو كل لفظ وضع ملعىن واحد على االنفراد وانقطاع املشاركة وكل اسم وضع مل- )3(

) ] .49 / 1( األسرار ) .11- 8 / 4( املوافقات : الشاطيب - )411 ، 410 / 5( احملصول : الرازي - )324( قواطع األدلة يف األصول : انظر السمعاين - )4( ) .23( من اآلية : سورة النساء - )5( ) .24( آلية من ا: سورة النساء - )6( ) .411 / 5( احملصول : انظر الرازي - )7( ) .3( من اآلية : سورة املائدة - )8( .3314الكبد والطحال ، ح ) 31( كتاب األطعمة ، باب ) 557( سنن ابن ماجة : ابن ماجة - )9(


فاآلية قد حرمت امليتة جبميع أنواعها ، وحرمت الدم جبميع أنواعه ، واحلديث أحل من امليتة فجمع العلمـاء . نوعيني ، ومها السمك واجلراد ، وأحل من الدماء نوعني ، ومها الكبد والطحال

ديث خمصصا لآلية ، فامليتة حمرمة إال السمك بني اآلية واحلديث عن طريق التخصيص ، فيكون احل )1( . واجلراد ، والدم حمرم إال الكبد والطحال

فيما سقت " : قال - -أنه مسع النيب : تعارض ما رواه جابر بن عبد اهللا قال :املثال الثالث )3( ساقيةال: السانية هي )2( " األار والغيم العشر ، وفيما سقي بالسانية نصف العشر

ليس فيما دون مخسة أوسق صـدقة ، " : قال - -مع ما رواه أيب سعيد اخلدري عن النيب أوسق مجـع وسـق )4( " وال فيما دون مخس ذود صدقة ، وال فيما دون مخس أواق صدقة

)5( اإلبل : والوسق ستون صاعا ، الذود لزروع صغريها وكبريها ، ودل احلديث الثـاين فاحلديث األول دل على وجوب الزكاة يف ا

على عدم وجوب الزكاة يف أقل من مخسة أوسق ، فجمع العلماء بني احلديثني ، بأن احلديث الثاين )6( . خمصص للحديث األول ، فال جتب الزكاة يف أقل من مخسة أوسق من الزروع والثمار

. )8( على املقيد ) 7( بناء املطلق : البند الثاين إن للمطلق واملقيد أقساما ، ولكل قسم منها حكم خاص به ، لذلك ذكرت أقسام املطلـق

محل املطلق على املقيد أم ال ؟: واملقيد ، مع ذكر حكم كل قسم من حيث -:أقسام املطلق واملقيد وحكم كل منها

، جاء مطلقـا يف القـراءة كالصيام يف كفارة اليمني : أن يتحد السبب واحلكم : القسم األول

ميانكم كفارة ذلك أيام فصيام ثالثة يجد لم فمن : املتواترة يف قوله تعاىل وجاء مقيدا ) )9 حلفتم إذا أ ) .فصيام ثالثة أيام متتابعات ( بالتتابع يف قراءة ابن مسعود

.2679ح ) 232 / 2( صحيح سنن ابن ماجة : األلباين - )10( ) .324( قواطع األدلة : انظر السمعاين - )1( .981 - 7ما فيه العشر أو نصف العشر ، ح ) 1( كتاب الزكاة ، باب ) 467( صحيح مسلم : مسلم - )2( ) .176( املصباح املنري : الفيومي – )3( .979 - 1، كتاب الزكاة ، ح ) 466( صحيح مسلم : مسلم - )4( ) .129 ، 392( املصباح املنري : ي الفيوم– )5( ) .324( قواطع األدلة : انظر السمعاين - )6( ) ] .101 / 2( روضة الناظر وجنة املناظر : ابن قدامة .[ املتناول لواحد ال بعينه باعتبار حقيقة شاملة جلنسه : هواملطلق - )7( روضـة الناظـر وجنـة املناظـر : ابن قدامـة [ موصوف بأمر زائد على احلقيقة الشاملة جلنسه املتناول ملعني ، أو غري معني : هواملقيد - )8( )2 / 102. [ (


:حكم هذا القسم املطلق على املقيد ؛ ألن السبب الواحد ال يوجب املتنافيني ، فال جيزئ يف التكفري عن حيمل

)1( . اليمني بالصوم إال التتابع يف األيام الثالثة ال نكـاح إال : " قال - - أن النيب - رضي اهللا عنه -ما رواه أبو موسى تعارض : ومثاله )3( - حديث صحيح - )2( " بويل

ال نكاح إال بويل مرشد وشاهدي : " قال - رضي اهللا عنهما - مع ما رواه ابن عباس )5( - حديث حسن - )4( " عدل ففي احلديث األول أطلق الويل ، ويف احلديث الثاين قيد الويل بأن يكون راشدا ، فيحمـل

)6( . يف الويل أن يكون مرشدا املطلق على املقيد الحتاد السبب واحلكم ، فيشترط كطهارة األيدي يف الوضوء والتيمم ، حيث قيد :أن يتحد السبب وخيتلف احلكم :القسم الثاين

الصالة إلى قمتم إذا آمنوا الذين أيها يا : غسل األيدي يف الوضوء بأنه إىل املرافق يف قوله تعاىل

) ) 7 المرافق إلى وأيديكم مفاغسلوا وجوهك

وأيديكم بوجوهكم طيبا فامسحوا صعيدا فتيمموا : وأطلق املسح يف التيمم يف نفس اآلية

ـهنم )8( ـ ق فهل حيمل املطلق على املقيد أم ال ؟ فيتضح ذلك من خالل بيان حكم محل املطل . على املقيد إذا احتد السبب واختلف احلكم

-: اختلف الفقهاء يف حكم هذا القسم :حكم هذا القسم إىل محل املطلق على املقيد ؛ وذلك الحتاد الـسبب ، وإن اختلـف ) 9( )الشافعية ( ذهب - 1

احلكم

) .89( من اآلية : سورة املائدة - )9( ) .103 / 2( روضة الناظر و جنة املناظر : ابن قدامة - )1( .2085يف الويل ، ح ) 20( ، باب كتاب النكاح ) 316( سنن أيب داود : أبو داود - )2( .1836ح ) 393 / 2( صحيح أيب داود : األلباين - )3( .كتاب النكاح ، باب ال نكاح إال بويل ) 112 / 7( سنن البيهقي : البيهقي - )4( ) .192 / 4( حتفة األحوذي : املباركفوري - )5( ) .104 / 2( اظر روضة الناظر وجنة املن: ابن قدامة - )6( ) .6( من اآلية : سورة املائدة - )7( ) .6( من اآلية : سورة املائدة - )8( ) .4 / 3( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )9(


. ختالف احلكم إىل أن املطلق ال حيمل على املقيد ؛ وذلك ال )10( ) احلنابلة ( ذهب - 2 :الرأي الراجح هو

رأي احلنابلة ، وهو عدم محل املطلق على املقيد فال يلزم عند التيمم إيصال التراب إىل املرفق ؛ وذلك ألن احلكم خيتلف ، فالشارع احلكيم فصل األحكام الشرعية ، فأحكام الوضوء ختتلـف

قد املاء ، فهو لرفع احلرج عن األمـة ، فتختلـف عن أحكام التيمم ، والتيمم جاء رخصة عند ف . أحكامه عن أحكام الوضوء

وذلك كعتق الرقبة يف الكفارة ، ففي كفـارة .أن يتحد احلكم وخيتلف السبب : القسم الثالث ؤمن كان وما :القتل اخلطأ جاءت الرقبة مقيدة باملؤمنة فقال تعاىل مقتل أن لـا ينمؤ طئـا الإ مخ

ؤمنا قتل ومن طئا مخ ريرفتح ةقبر ةنمؤ م )1(

ظـاهرون والذين :فقال تعاىل . وجاءت الرقبة مطلقة يف كفارة الظهار ن يم همائنس ا ثممل ونودعي

) )2 يتماسا أن قبل من رقبة فتحرير قالوا

ؤاخذكم ال : وكذلك جاءت الرقبة مطلقة أيضا يف كفارة اليمني ، فقال تعاىل غو ي الله بالل

ؤاخذكم ولـكن أيمانكم في ا يبم م ني عـشرة إطعام األيمان فكفارته عقدت اكـسم ـنم ـط سـا أوم

تطع ـيكملأه ونم أو متهوـسك أو ريـرتح ـةقبر )3 ( حترير رقبـة يف احتد احلكم وهو وجوبفقدالكفارة واختلف السبب ؛ ألنه يف اآلية األوىل القتل اخلطأ ، ويف الثانية الظهار ، ويف الثالثة احلنث

. يف اليمني

: حكم هذا القسم -:ء يف ذلك إىل رأيني اختلف العلما

أنه ال حيمل املطلق على املقيد إال بدليل ، فيجوز : ذهب احلنفية واحلنابلة وبعض الشافعية - 1 )4( . إعتاق الرقبة الكافرة يف كفارة الظهار واليمني

) .108 / 2( روضة الناظر وجنة املناظر : ابن قدامة - )10( ) .92( من اآلية : سورة النساء - )1( ) .3( من اآلية : سورة اادلة - ) 2( ) .89( من اآلية : سورة املائدة - )3( ) .105 / 2( روضة الناظر وجنة املناظر : ابن قدامة - )4(


أنه حيمل املطلق على املقيد ، فال جتزئ الرقبة الكـافرة يف : وذهب املالكية وبعض الشافعية - 2

)1( . كفارة الظهار واليمني :والرأي الراجح

هو رأي املالكية وبعض الشافعية ؛ ألن الرقبة املؤمنة مقدمة على الكافرة ، وهذا يتوافق مع . مقاصد الشريعة

:أن خيتلف السبب وخيتلف احلكم :القسم الرابع الوضوء بغسلها إىل املرافق ، فقال تعاىل كاليد يف الوضوء والسرقة ، فقيدت اليد يف : ومثاله

: اا يهأي ينوا الذنإذا آم تمإلى قم الةالص كموهجلوا وفاغس كميدأيق إلى وافرالم )2( ،

ق : وأطلقت يف السرقة ، فقال تعاىل نكاال كسبا بما جزاء عوا أيديهمافاقط والسارقة والسار

نم الله اللهو زيزع يمكح )3( إذ )4( . ال حيمل املطلق على املقيد اتفاقا ؛ وذلك الختالف السبب واحلكم :حكم هذا القسم

وب غسل األيدي ىل هو إرادة الصالة حال انتقاض الوضوء واحلكم فيها وج السبب يف اآلية األو إىل املرافق ، بينما السبب يف اآلية الثانية هو أخذ مال الغري خفية املسمى بالسرقة ، واحلكم وجوب

.قطع اليد اليمىن

-:اجلمع حبمل األمر على الندب : البند الثالث . ومعناه صرف األمر من الوجوب إىل الندب ؛ للتخلص من التعارض القائم بـني األدلـة

وذلك باجلمع بني األدلة جبعل احلديث املبيح أو النادب قرينة صارفة لألمر من الوجوب إىل الندب )5( . ، وهذا اجلمع عمل بكال الدليلني

-:غسل اجلمعة : ومثاله

) .6 / 3( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )1( ) .6( من اآلية : سورة املائدة - )2( ) .38( ية اآل: سورة املائدة - )3( مباحث يف علوم : القطان - ) 108 / 2( روضة الناظر وجنة املناظر : ابن قدامة - ) 3 / 3( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )4(

) .249 - 245( القرآن ) .176 - 174( منهج التوفيق والترجيح بني خمتلف احلديث : السوسوة - )5(


فقد وردت أحاديث تدل على وجوب غسل اجلمعة ، ووردت أحاديث أخرى تدل علـى . األحاديث الدالة على الوجوب إىل الندبعدم وجوب غسل اجلمعة ، فتحمل

- ما روى أبو سعيد اخلدري أن رسول اهللا - :األحاديث الدالة على وجوب غسل اجلمعة ومن

- 1( " الغسل يوم اجلمعة واجب على كل حمتلم ، وسواك " : قال( - -ما رواه مسرة أن رسـول اهللا : ومن األحاديث الدالة على عدم وجوب غسل اجلمعة

حديـث - )2( " من توضأ يوم اجلمعة فبها ونعمت ، ومن اغتسل فهـو األفضـل : " قال )3( -حسن . وقد مجع العلماء بني احلديثني بصرف حكم الغسل من الوجوب إىل الندب

-:اجلمع حبمل النهي على الكراهة : البند الرابع على النهي ، واآلخر يدل على الكراهة ، أو اإلباحة ، فيجمع أحدمها يدل : إذا ورد دليالن

بينهما حبـمل دليل احلرمـة إىل الكـراهة ؛ ألن دليل اإلباحة قرينـة صـارفة للنهي )4( . عن التحرمي

، تعارضت أحاديث ، بعضها ينهى عن غسل الرجل بفضل املرأة ، واملرأة بفضل الرجل قد: مثاله .يز غسل املرأة بفضل الرجل ، والرجل بفضل املرأة والبعض اآلخر جي

وقد مجع العلماء بينها ، بأن األحاديث اليت جتيز غسل الرجل بفضل املرأة ، واملرأة بفـضل : الرجل ، هي الصارفة للنهي من احلرمة إىل الكراهة

-:ة بفضل الرجل ما يلي ومن األحاديث اليت ت عن غسل الرجل بفضل املرأة ، واملرأ أن تغتـسل - - ى رسول اهللا " : قال - رضي اهللا عنه - ما روي عن أيب هريرة

)6 ( - حديث صحيح - )5( " املرأة بفضل الرجل ، أو يغتسل الرجل بفضل املرأة ما روي عـن -:ومن األحاديث اليت جوزت غسل الرجل بفضل املرأة ، واملرأة بفضل الرجل

من إناء واحد وحنن - -كنت أغتسل أنا ورسول اهللا " : قالت - رضي اهللا عنها -عائشة )7( " جنبان

.846 - 5وجوب غسل اجلمعة على كل بالغ من الرجال ، ح ) 2( كتاب اجلمعة ، باب ) 402( سلم صحيح م: مسلم - )1( .354الرخصة يف ترك الغسل يوم اجلمعة ، ح ) 130( كتاب الطهارة ، باب ) 62( سنن أيب داود : أبو داود - )2( .341، ح ) 72 / 1( صحيح سنن أيب داود : األلباين - )3( ) .178( منهج التوفيق والترجيح بني خمتلف احلديث : السوسوة - )4( .81النهي عن ذلك ، ح ) 40( كتاب الطهارة ، باب ) 18( سنن أيب داود : أبو داود - )5( .74، ح ) 19 / 1( صحيح أيب داود : األلباين - )6(


بصرف النـهي مـن احلرمـة إىل وقد مجع العلماء بني األحاديث املانعة واألحاديث ايزة )1( الكراهة

. وضع اجلمع ببيان اختالف احلال وامل: البند اخلامس إذا ورد دليالن ، وكل دليل يقتضي حالة معينة ختتلف عن احلالة األخرى ، فيجمع بينـهما

)2( . بصرف كل دليل إىل احلالة املعينة اليت ختصه ، وذا يرتفع التعارض بني احلكمني املختلفني -:ومن أمثلته ما يلي -:حق حضانة األم البنها ، وهذا نصهما ورد حديثان متعارضان يف : املثال األول

يا رسول اهللا ، إن ابين هذا كان : أن امرأة قالت - رضي اهللا عنه -عن عبد اهللا بن عمر : األول بطين له وعاء ، وثديي له سقاء ، وحجري له حواء ، وإن أباه طلقين ، وأراد أن ينتزعه مين ؛ فقال

. )4 ( -حديث حسن- )3( " ما مل تنكحي أنت أحق به" : - -هلا رسول اهللا وأنا قاعد عنده ، فقالت - -إين مسعت امرأة جاءت إىل رسول اهللا " قال أبو هريرة :الثاين

، وقد نفعين ، )5( يا رسول اهللا ، إن زوجي يريد أن يذهب بابين ، وقد سقاين من بئر أيب عنبة : من حياقين يف ولدي ؟ فقال : فقال زوجها استهما عليه - -فقال رسول اهللا

فأخـذ بـيد أمـه ، " هذا أبوك ، وهذه أمك ، فخذ بيد أيهـما شئـت : - -النيب . )7( - حديث صحيح - )6 ( .فانطلقت به

فاحلديث األول يدل على أن الولد يف حالة الطالق من حق األم ما مل تتزوج ، واحلـديث .على أن الولد خمري يف أن يلحق بأمه ، أو أن يلحق بأبيه الثاين يدل

.313 - 40القدر املستحب من املاء يف غسل اجلنابة ، ح ) 10( ، كتاب احليض ، باب ) 172( صحيح مسلم : مسلم - )7( ) .257 / 1( نيل األوطار : الشوكاين - )1( ( منهج التوفيق والترجيح : السوسوة - ) 170( أدلة التشريع املتعارضة : بدران - ) 54 / 2( الربهان يف علوم القرآن : الزركشي - )2(

240 ( .2276من أحق بالولد ، ح ) 35( كتاب الطالق ، باب ) 346( سنن أيب داود : د أبو داو- )3( .1991، ح ) 430 / 2( صحيح سنن أيب داود : األلباين - )4( : لسهارنفوري ا- ) 372 / 6( عون املعبود : العظيم آبادي [ أي خيدمها يف حاجتها وحيضر هلا املاء : معىن قد سقاين من بئر أيب عنبة - )5(

) ] .17 / 11( بذل اهود يف حل أيب داود .2277من أحق بالولد ، ح ) 35( كتاب الطالق ، باب ) 246( سنن أيب داود : أبو داود - )6( .1992، ح ) 430 / 2( صحيح سنن أيب داود : األلباين - )7(


إن الولد من حق األم ما مل يبلغ سبع أو : وقد مجع العلماء بني احلديثني ، وقالوا يف احلديث األول مثان سنوات ، ويف احلديث الثاين أن الولد له احلق يف االختيار إذا بلغ سن التمييز أي بعـد سـبع

8( .سنوات أو مثان( : املثال الثاين ت ما أو تعدلوا فواحدة أال خفتم فإن :قال تعاىل ) ) 1 أيمانكم ملك

لو النساء تعدلوا بين أن تستطيعوا ولن :وقال تعاىل يف موضع آخر و تمص رح )2(

أفادت أنه ميكن العدل بني النساء ، ولكن من خاف أن ال يعـدل فليكتـف فاآلية األوىل )3( . بزوجة واحدة

)4 ( . واآليـة الثانيـة أفادت عدم إمكانيـة الـعدل بني النـساء ولو حرص على ذلك وقد مجع العلماء بني هاتني اآليتني بأن العدل يف اآلية األوىل بني الزوجـات هـو توفيـة

وقهن ؛ وهذا ممكن الوقوع ، وأن املراد بالعدل يف اآلية الثانية هو امليل القلـيب ، فاإلنـسان ال حق قالت وقد كان النيب - رضي اهللا عنها -ميلك ميل قلبه إىل بعض زوجاته دون بعض ، فعن عائشة

- - ـ : " يقسم فيعدل بني نسائه ، ويقول ا اللهم هذا قسمي فيما أملك ، فال تلمـين فيم )6( -هذا حديث صحيح على شرط مسلم : قال احلاكم - )5( " متلك ال أملك

خالصة هذا املطلب : بعد استعراض الطريق الثاين من طرق حل التعارض وهو اجلمع خنلص إىل ما يلي

الضم وتأليف املتفـرق ، وأن املعـىن : أن التعريف اللغوي املناسب للمعىن االصطالحي هو - 1 .العمل بكال الدليلني املتعارضني ، أو بعضهما ، وشرحت هذا التعريف : حي للجمع هو االصطال

الـشرط األول أن يثبـت ( عددت شروط اجلمع ، وهي ثالثة شروط على النحو التـايل - 2 : التعارض بأركانه وشروطه ، والشرط الثاين عدم معرفة الناسخ من املنسوخ ، الشرط الثالث هو

) .مع مع نص صريح ، وأن يكون له وجه مقبول يف اللغة أن يتعارض اجل

) .467 / 3( سبل السالم : عاين الصن_ ) 723 / 6( نيل األوطار : الشوكاين - )8( ) .3( من اآلية : سورة النساء - )1( ) .129( من اآلية : سورة النساء - )2( ) .58 / 2( الربهان يف علوم القرآن : الزركشي - ) 451 / 1( تفسري القرآن العظيم : ابن كثري - )3( ) .58 / 2( الربهان يف علوم القرآن : الزركشي _ ) 564 / 1( تفسري القرآن العظيم : ابن كثري - )4( .2134يف القسم بني النساء ، ح ) 39( كتاب النكاح ، باب ) 324( سنن أيب داود : أبو داود - )5( .، كتاب النكاح ) 18 / 2( املستدرك على الصحيحني : احلاكم - )6(


) .التنويع ، تعدد حكم الدليل ، تعدد مواضع األدلة ( شرحت مراتب اجلمع وهي ثالث - 3اجلمع بالتخصيص ، وبالتقييد ، و حبمل األمر على الندب ( بينت صور اجلمع ، وهي مخس - 4

) . ال أو املوضع ، وحبمل النهي على الكراهة ، و باختالف احل

:املبحث الثالث آراء العلماء يف دفع التعادل

بعد االنتهاء من الطريقة األوىل والثانية من طرق حل التعارض ومها النسخ واجلمع ، انتقـل إىل الطريقة الرابعة من طرق حل التعارض وهي التعادل ، وأؤخر الطريقة الثالثة ، وهي الترجيح ؛

. ا لكثرة تفرعا أما يف مبحث التعادل فأدرس إن شاء اهللا تعاىل تعريفه اللغوي واالصطالحي ، وشـروطه ، وحمله ، مث بعد ذلك أدرس آراء العلماء يف التعادل ، مث أتناول أنواع التعادل ، وحكم وجود قولني

. تهد واحد : مطالب على النحو التايل وبناء على ما سبق ينقسم هذا املبحث إىل أربعة

.تعريف التعادل وشروطه وحمله : املطلب األول • . آراء العلماء من التعادل ، وحكمه عند القائلني به : املطلب الثاين • .أنواع التعادل : املطلب الثالث • .حكم وجود قولني تهد : املطلب الرابع •


:ألول املطلب ا

. تعريف التعادل وشروطه وحمله أتناول يف هذا املبحث تعريف التعادل لغة واصطالحا ، مث أحدد شروط التعادل ، وحمله، أي

.هل يقع التعادل بني األدلة القطعية ، والظنية أم ال : لذلك ميكن أن أقسم هذا املطلب إىل ثالثة فروع ، وهي

. تعريف التعادل : الفرع األول • .شروط التعادل : الفرع الثاين • .حمل التعادل : الفرع الثالث •


.تعريف التعادل : الفرع األول • : يف هذا الفرع أعرف التعادل لغة واصطالحا

ام ، وعــدلت الـشيء هو التساوي ، واعتدل الشعر أي اتزن واسـتق : التعادل لغة : أوال )1( . فاعتـدل أي سويـته فاستوى

عبارة عن تساوي الدليلني املتعارضني ، حبيث ال يكون لبعـضها : هو: التعادل اصطالحا : ثانيا )2( . مزية على البعض اآلخر

خ ، إذا تعارضت األدلة ، حناول حل التعارض عن طريق معرفة الناسخ واملنـسو :شرح التعريف وإن مل نعرف الناسخ من املنسوخ حناول اجلمع بني الدليلني ما أمكن ، فإن مل نستطع اجلمع نبحث عن مزية ألحد الدليلني على اآلخر ، فإن وجدنا مزية ألحد الدليلني رجحنا الدليل املتميز علـى

بالتعادل بني اآلخر ، وهذا هو الترجيح ، فإن مل جند مزية ألحد الدليلني على اآلخر فيسمى ذلك . األدلة ، وله أحكام خاصة به ، أذكرها الحقا بإذن اهللا

شروط التعادل: الفرع الثاين • مل يذكر العلماء شروطا للتعادل ، ولكن حاولت أن أستنبط بعض الشروط اليت ال يتحقـق

: التعادل إال ا ، وهي أربعة وشروطه اليت ذكرا يف املطلب الثاين من املبحـث أن يتحقق التعارض بأركانه :الشرط األول

. األول أن ال يعلم التاريخ ؛ فإن علم التاريخ يكون املتأخر ناسـخا للمتقـدم ، ويحـل :الشرط الثاين

. التعارض عن طريق نسخ أحد الدليلني لني ال حنتاج إىل ما أن ال ميكن اجلمع بني الدليلني ، فإن استطعنا اجلمع بني الدلي :الشرط الثالث

.بعده من ترجيح وتعادل

) .236( املصباح املنري : الفيومي - ) 232( خمتار الصحاح : الرازي - ) 434 / 11( لسان العرب : انظر ابن منظور - )1( : املرداوي - ) 202 / 3( مناهج العقول : البدخشي - ) 781 / 2( شرح املنهاج : األصفهاين - ) 353( منتهى السول : اآلمدي - )2(

) .465( أصول التشريع اإلسالمي الوجيز يف: هيتو - ) 4128 / 8( التحبري شرح التحرير


أن يعجز اتهد عن الترجيح بني األدلة ؛ أي أن ال يكون لبعضها على بعـض :الشرط الرابع مزية تقوي أحد الدليلني على اآلخر ، فإن وجد مزية كان ذلك ترجيحا ، وال حنتاج إىل قاعـدة

. التعادل

حمل التعادل: الفرع الثالث • يف هذا الفرع أدرس هل يقع التعادل بني الدليلني القطعيني ؟ وهل يقع كذلك بني الـدليلني

الظنيني أم ال ؟ : التعادل بني األدلة القطعية : أوال

اختلف العلماء يف وقوع التعادل بني األدلة القطعية تبعا الختالفهم يف وقوع التعارض بـني قال بعدم وقوع التعارض بني األدلة القطعية ، قال بأن التعادل بـني األدلـة األدلة القطعية ، فمن

القطعية ممتنع ، ومن قال بوقوع التعارض بني األدلة القطعية قال بأن التعارض يقع بينها ، ويحـل بثالث طرق ، إما النسخ ، وإما اجلمع ، وإما التعادل ، ولكن الرأي الراجح هو وقوع التعادل بني

. لة املتعارضة ؛ ألنه قد يكون التعادل يف ذهن اتهد ، فال يستطيع أن حيل التعارض ، فيتوقف األد : التعادل بني الدليل القطعي والدليل الظين : ثانيا

إن التعادل بني الدليل القطعي والدليل الظين ممتنع ؛ ألن التعارض بني األدلة القطعية واألدلة )1( . به ؛ ألنه فقد شرطا من شروط التعارض ، وهو املساواة بني األدلة الظنية ال يعتد

:التعادل بني الدليل الظين والدليل الظين : ثالثا إن التعادل بني الدليل الظين والدليل الظين يقع بال خالف بالنسبة إىل نفس اتهد ، أما

. ،كما يتضح ذلك يف املطلب القادم إن شاء اهللا )2( التعادل بينهما يف نفس األمر ففيه خالف خالصة هذا املطلب

: تنحصر خالصة املطلب يف أربع نقاط . أن التعادل هو املسلك الرابع يف حل التعارض بعد النسخ ، واجلمع ، والترجيح - 1وهو مبعىن املساواة ، مث ذكرت معناه : لب إىل معىن التعادل لغة وقد تعرضت يف هذا املط 2

تساوي الدليلني املتعارضني ؛ حبيث ال يكون لبعضها مزية على البعض اآلخر : اصطالحا ، وهو

) .3 / 206( اية السول : اإلسنوي - )1( ) .204 / 3( مناهج العقول : البدخشي - )2(


طه ، وعدم إمكانية النسخ ، حتقق التعارض بأركانه وشرو : مث ذكرت شروط التعادل وهي - 3 . أو اجلمع ، أو الترجيح

وقد بينت حمل التعادل ، وملخصه أن التعادل يقع بني األدلة القطعية حسب الرأي الراجح - 4 . ، وال يقع التعادل بني األدلة القطعية والظنية ، ويقع بني األدلة الظنية بالنسبة للمجتهد

:املطلب الثاين . التعادل ، ويف حكمه عند القائلني به آراء العلماء يف

: يف هذا املطلب درست آراء العلماء يف وقوع التعادل ، وذلك من اجتاهني . وقوع ا لتعادل يف ذهن اتهد ، مبعىن أن اتهد ال يستطيع أن يرجح بني األدلة : األول هو

التعادل هل حيدث يف احلقيقة بني األدلة أم ال وقوع التعادل يف نفس األمر ، مبعىن أن : والثاين هو . ، مث بعد ذلك ذكرت حكم التعادل عند القائلني به

: فبناء على ما سبق ينقسم هذا املطلب إىل فرعني . آراء العلماء يف وقوع التعادل : الفرع األول • . حكم التعادل عند القائلني به : الفرع الثاين •


.آراء العلماء يف وقوع التعادل : الفرع األول •، ففـي ) احلقيقة ( خيتلف حكم التعادل بالنسبة لوقوعه يف ذهن اتهد ، ويف نفس األمر

. هذا الفرع بينت آراء العلماء يف وقوع التعادل يف نفس اتهد ، ويف نفس األمر ) 1( . على جواز وقوع التعادل يف ذهن اتهد اتفق العلماء:أوال :إىل فريقني ) يف نفس األمر ( انقسم العلماء يف جواز التعادل بني األدلة حقيقة : ثانيا

ذهب بعض العلماء إىل منع وقوع التعادل بني األدلة حقيقة ، ومنهم الشافعي، واإلمـام :األول )2( . مام الرازي ، والسبكي أمحد ، و الكرخي من احلنفية ، واإل

وذهب البعض اآلخر إىل جواز التعادل بني األدلة حقيقة ، ومنهم اجلويين ، والبيـضاوي ، :الثاين )3( . واآلمدي ، وابن احلاجب ، والقاضي أبو بكر ، وأبو علي اجلبائي ، وابنه أبو هاشم

: واستدل كل بأدلة منها استدل أصحاب هذا الفريق باملعقول ، وهو أنه إذا تعادل الدليالن فإنه يلـزم :أدلة الفريق األول

)4( : من ذلك أحد أمور ثالثة . العمل بكل واحد من الدليلني ، وهذا حمال ؛ ألنه يلزم اجتماع املتنافيني :األمر األول ن وجود األدلة عبثا، وهـذا عدم العمل بكال الدليلني ، وهذا حمال ؛ وذلك ألنه يكو:األمر الثاين

.حمال على اهللا تعاىل وهذا قول يف الـدين بالتـشهي ؛ ألن األدلـة : العمل بأحد الدليلني دون اآلخر :األمر الثالث

. متساوية ، فال جيوز العمل بأحدها دون اآلخر ، والتخيري بني األدلة ترجيح ، وليس تعادال

466( الوجيز يف أصول التشريع اإلسالمي : هيتو - ) 536( التحقيق املأمول : الرمخيسي - ) 204 / 3( مناهج العقول : البدخشي - )1( . (

: الرمخيسي - ) 112( مجع اجلوامع : السبكي - ) 253 / 2( التحصيل من احملصول : األرموي - ) 380 / 5( احملصول : الرازي - )2 ( ) .536( التحقيق املأمول

: األرموي - ) 3 / 206( اية السول : اإلسنوي - ) 380 / 5( احملصول : الرازي - ) 520( التلخيص يف أصول الفقه : اجلويين - )3( ) .962 / 2( احلاصل من احملصول

) .3 ، 206( اية السول : اإلسنوي - ) 253 / 2( التحصيل من احملصول : األرموي - )4(


. حقيقة فلذلك ال جيوز التعادل بني األدلة :للجمهور دليالن عقليان ، ومها ) : اجلمهور ( أدلة الفريق الثاين

إنه ال ميتنع أن خيرب أحد العدلني عن وجود شيء ، والعدل اآلخر خيرب عن عدمه ، فيحدث : أوال )5( . التعارض احلقيقي

)1 ( .األمر إن جاز التعادل الذهين فيقاس عليه التعادل احلقيقي يف نفس : ثانيا

جواز وقوع التعادل يف احلقيقة ، وذلك لوجود األمثلة على ذلك كما يـأيت : الرأي الراجح هو .الحقا إن شاء اهللا

:حكم التعادل عند القائلني به:الفرع الثاين • : اختلف اجلمهور يف حكم التعادل عند وقوعه إىل فريقني

اجلويين ، وأبو علي اجلبائي ، وابنه أبو هاشم ، إىل أن اتهد ذهب القاضي أبو بكر ، و : األول )2( . يتخري بينهما

يتساقطان ويرجع اتهد إىل الرباءة األصلية أي حكم األشياء يف )3( وقال بعض الفقهاء : الثاين )4( . األصل قبل ورود حكم الشرع

األدلة عند التعـادل ؛ ألن اإلعمـال أوىل مـن أرجح الرأي األول ، وهو التخيري بني : الترجيح .اإلمهال ، فيكون التخيري أوىل من التساقط ؛ ألن فيه إعماال ألحد الدليلني

) : الفريق األول ( تتعلق بالقائلني بالتخيري : مسائل . إن كان األمر يتعلق باتهد نفسه عمل اتهد بأي األدلة شاء :املسألة األوىل

. إن كان األمر يتعلق باملفيت خير املستفيت بني األمرين :لة الثانية املسأ

) .964 / 2( احلاصل من احملصول : األرموي - ) 3 / 207( اية السول : اإلسنوي - )5( ) .964 / 2( حملصول احلاصل من ا: األرموي - )1( اإلسنوي - ) 782 / 2( شرح املنهاج : األصفهاين - ) 380 / 5( احملصول : الرازي - ) 521( التلخيص يف أصول الفقه : اجلويين - )2( ) . )3 / 207اية السول : .أجد يف أي منها أمساء هؤالء الفقهاء ذكرت كل الكتب اليت مررت عليها ، واليت تطرقت هلذا املوضوع بعض الفقهاء مل - )3( : األرموي - ) 3 / 206( اية السول : اإلسنوي - ) 782 / 2( شرح املنهاج : األصفهاين - ) 380 / 5( احملصول : الرازي - )4(

) .962 / 2( احلاصل من احملصول


وإن كان التخيري يف أمر بني خصمني ، فال خيري القاضي اخلصمني ؛ بل جيب عليه :املسألة الثالثة احلكم بإحدى اإلمارتني على التعيني ؛ ألن من مهام القاضي فض اخلصومات ، فلو خير اخلصمني

)5( . تفض اخلصومة بينهما ؛ ألن كل واحد منهما خيتار ما هو أوفق هلواه مل خالصة هذا املطلب

اتفق العلماء على وقوع التعادل يف ذهن اتهد ، واختلفوا يف وقوعه حقيقة أو يف نفـس - 1 .األمر ولكن الرأي الراجح هو وقوعه يف نفس األمر

، فأغلب القائلني بالتعادل قالوا بالتخيري بـني األدلـة ، مث ذكرت حكم التعادل بني األدلة - 2 .وذهب فريق إىل أن حكم التعادل هو التساقط ، ولكن التخيري أرجح من التساقط

أنواع التعادل: املطلب الثالث : للتعادل نوعان ، ومها

. تعادل اإلمارتني على حكم واحد يف فعلني متنافيني :النوع األول )1( جائز وواقع ، واتهد خمير بني احلكمني : حكمه

: ومن أمثلة هذا النوع من التعادل إذا دخل شخص داخل الكعبة ، وأراد الصالة ، فله أن يستقبل أيا من اجلـدران ، :املثال األول

. ؛ ألنه يصدق عليه أنه متوجه إىل الكعبة )2( دون أفضلية ألحدمها على اآلخر يف زكاة اإلبل من ملك مائتني من اإلبل فصاحب اإلبل خمري أن خيرج أربع حقاق ، :ثال الثاين امل

هذه فريضة الصدقة الـيت فرضـها " ، ملا ورد يف كتاب أيب بكر ألنس )3( أو مخس بنات لبون ( بون يف كل أربعني بنت ل" ومنها ما جاء يف زكاة اإلبل . … على املسلمني - -رسول اهللا

)6( - حديث صحيح -. )5( " ، ويف كل مخسني حقة )4

) .207 / 3( ية السول ا: اإلسنوي - ) 965 / 2( احلاصل من احملصول : األرموي - )5( ) .3 / 207( اية السول : اإلسنوي - ) 380 / 5( احملصول : الرازي - )1( )963 / 2( احلاصل من احملصول : األرموي - ) 3 / 207( اية السول : اإلسنوي - ) 388 / 5( احملصول : الرازي - )2( ) .3 / 207( اية السول : نوي اإلس- ) 388 / 5( احملصول : الرازي - )3( اليت أتت عليها ثالث سنني ، : اليت أتى عليها حوالن ، ومضت يف الثالثة ، ألن أمها تصري لبنا بوضع احلمل ، واحلقة هي : البنت اللبون هي - )4(

) ] 8 / 2( زاد املعاد : ابن القيم [ ومضت بالرابعة ، وسميت حقة ألا تستحق احلمل .1567كتاب الزكاة ، باب يف زكاة السائمة ، ح ) 240( سنن أيب داود : أبو داود - )5( .1385ح ) 292 / 1( صحيح سنن أيب داود : األلباين - )6(


الويل إذا مل جيد من اللنب إال ما يسد رمق أحد رضيعيه ، ولو قسمه عليهما غلـب : املثال الثالث هو خمـري : على ظنه هالكهما ، ولو منعهما هلكا أيضا ، ولو سقى أحدمها مات اآلخر ، فهاهنا

)7( . لك اآلخر ، أو العكس ، وال سبيل إال التخيري بني أن يسقي هذا فيه . إن كانت اإلمارتان على حكمني متنافيني لفعل واحد كإباحة الفعل وحرمته :النوع الثاين )8( . هو جائز عقال وممتنع شرعا لذلك ال توجد عليه أمثلة شرعية : حكمه

ملطلب خالصة هذا اأن يكون تعادل الدليلني يف حكم واحد والفعالن خمتلفان : إن للتعادل نوعني ، النوع األول

أن يكون تعـادل : والنوع الثاين . ، وحكمه جائز ، وواقع يف الشرع ، واتهد خمري بني الفعلني . شرعا الدليلني على حكمني متنافيني لفعل واحد ، وحكمه جائز عقال، وممتنع

:املطلب الرابع

.حكم وجود قولني تهد يف موضع واحد : إذا نقل عن جمتهد واحد ، يف حكم واحد ،قوالن متنافيان فهناك احتماالن

. أن ينقل عن اتهد القوالن يف موضع واحد : األول ضعني ، ولكل مسألة أحكامها اخلاصة أن ينقل عن اتهد القوالن وأن يكون القوالن يف مو : الثاين

. ، أحبثها على حدة إن شاء اهللا : وبناء على ما سبق ينقسم هذا املطلب إىل فرعني

. أن يكون التعارض بني أقوال اتهد الواحد يف موضع واحد : الفرع األول • . خمتلفني أن يكون التعارض بني أقوال اتهد الواحد يف موضعني : الفرع الثاين •

) .389 ، 388 / 5( احملصول : الرازي - )7( ) .3 / 207( اية السول : اإلسنوي - ) 963 / 2( احلاصل من احملصول : األرموي - ) 380 / 5( احملصول : الرازي - )8(


:أن يكون التعارض بني أقوال اتهد الواحد يف موضع واحد : الفرع األول • ويف هذه احلالة يستحيل أن يكون مراده أما له يف ذلك الوقـت ، السـتحالة اجتمـاع

: " ية أحدمها ؛ بأن يقول هل فيه ذكر ما يدل على تقو : النقيضني ، فيجب أن ننظر يف هذه احلالة ذلك مذهبه ، أو ذا أقول ، أو هذا أوىل ، أو يفرع على أحدمها ، ويترك التفريع على اآلخـر ،

فبهذه األقوال وأمثاهلا يعلم املذهب الراجح منهما عند ذلك " فيعلم أن الذي فرع عليه أقوى عنده ) 1( . اتهد من األقوال اليت وردت يف تلك املسألة

: وإن مل يذكر شيئا يدل على تقوية أحد القولني ، فيكون يف تلك املسألة قوالن )2( .أي احتمال القولني لوجود دليلني متساويني مل يستطع الترجيح بينهما : التوقف: األول أي احتمال أن يكون يف هذه املسألة مذهبان تهدين ، واتهد خمري بني:التخيري :الثاين

) 3( . القولني

: الترجيح

اية : اإلسنوي - ) 112( مجع اجلوامع : السبكي - ) 783 / 2( شرح املنهاج : األصفهاين - ) 393 / 5( احملصول : الرازي - )1(

) .467( الوجيز يف أصول التشريع اإلسالمي : هيتو - ) 208 / 3( السول ) .391 / 5( احملصول : الرازي- )2( ( احلاصل من احملصول : األرموي - ) 428 / 4( نفائس األصول يف شرح احملصول : القرايف - ) 3 / 208( اية السول : اإلسنوي - )3( )467( الوجيز يف أصول التشريع اإلسالمي : هيتو - ) 966 / 2


إن القول الثاين هو الراجح ؛ وذلك ألن اإلعمال أوىل من اإلمهال ، فالتخيري بني األقوال يف .املسألة هو إعمال ألحد القولني ، أما التوقف فهو إسقاط لكال الدليلني

ها ، فهل نلحـق املـسألة إذا مل يعرف قول اتهد يف حكم مسألة ، وعرف حكم نظري :مسألة :اهول حكمها للمسألة املعروف حكمها

إن كان هناك فرق بني املسألتني مل نلحق املسألة اهول حكمها للمـسألة املعـروف : اجلواب حكمها ، وإن مل يكن بينهما فرق ألبتة فيجوز أن نلحق املسألة اهول حكمها للمسألة املعـروف

)4( . حكمها

:أن يرد القوالن يف موضعني خمتلفني : ثاين الفرع ال • إذا نقل عن جمتهد قوالن يف موضعني خمتلفني ؛ كأن يقول يف كتاب بتحـرمي شـيء ، ويف

كتاب آخر بتحليله ، فما احلكم يف ذلك ؟ : فهنا إما أن يعلم التاريخ أو ال يعلم ، فيكون عندئذ احلكم مكونا من شقني

)1( . إذا علم القول املتأخر منهما فيكون ذلك القول ناسخا للقول األول ، وعملنا به :األول إذا مل يعلم التاريخ ، ومل نستطع معرفة الناسخ من املنسوخ ، فعندئذ حنكـم بـالتوقف ، : الثاين

عمال ألحد أو التخيري والتخيري أرجح من التوقف ألنه إ )2( . وهو عدم ترجيح أحدمها على اآلخر . الدليلني خبالف التوقف

.واهللا تعاىل أعلم

خالصة هذا املطلب : تنحصر خالصة املطلب يف بندين

إذا نقل عن جمتهد قوالن فإما أن يكونا يف موضع واحد ، وإما أن يكونا يف موضعني ، فـإن -1ذا مذهيب ؛ كان هو الراجح كانا يف موضع واحد ، ونقل عنه ما يرجح أحد القولني ؛ كأن قال ه

. ، وإن مل ينقل عنه ما يرجح أحدمها حكم بالتخيري بني الدليلني

468( الوجيز يف أصول التشريع اإلسالمي : هيتو - ) 429 / 4( نفائس األصول : القرايف - ) 784 / 2( شرح املنهاج : األصفهاين - )4(

. ( - ) 428 / 4( نفائس األصول : القرايف - ) 3 / 209( اية السول : اإلسنوي - ) 255 / 2( التحصيل من احملصول : األرموي - )1(

) .112( مجع اجلوامع : السبكي - ) 373 / 2( روضة الناظر وجنة املناظر : ابن قدامة - ) 428 / 4( نفائس األصول : القرايف - ) 3 / 209( اية السول : اإلسنوي - ) 255 / 2( التحصيل من احملصول : األرموي - )2(

) .112( مجع اجلوامع : السبكي


وإذا كان القوالن يف موضعني ، نبحث عن التاريخ ؛ فإن علم التاريخ كان املتـأخر ناسـخا -2 . للمتقدم ، وإن مل نعرف التاريخ ، نتوقف أو خنتار أحد الدليلني

. ، وأنتقل إىل الفصل الثاين بإذن اهللا انتهى الفصل األول الترجيح بني األخبار:وهو

فهرس األحاديث النبوية.……………………..….…………….. ….. …………………………………التعارض بني األدلة

63

:الفصل الثاين . الترجيح بني األخبار

قد استعرضت يف الفصل األول تعريف التعارض ، وشروطه ، وأركانه ، وأسبابه ، وحملـه ، مث طريقة مجهور الفقهاء ، وطريقة مجهور احلنفية ، وطريقة بعـض ( درست طرق حل التعارض ، وهي

النسخ ، مث اجلمع ، مث الترجيح ، مث التعـادل ، ، وقد رجحت طريقة بعض احلنفية ، وهي ) احلنفية .وقد درست النسخ ، واجلمع ، والتعادل يف الفصل األول

وقد جعلت هذا الفصل للترجيح ؛ لكثرة تفريعاته ، ودرست فيه الترجيح من حيث تعريفـه ، .وشروطه ، وطرقه

وترجيح بواسطة املنت ، وتـرجيح عـن وأهم طرق الترجيح أربعة ، ترجيح بواسطة اإلسناد ، .طريق داللة األلفاظ ، وترجيح بأمور خارجية

وقد قمـت بتقسـيم هذا الفـصل إىل مبـحث متهيـدي ، وأربعـة مبـاحث أخرى، : وذلك على النحو التايل

معىن الترجيح ، وشروطه ، وبيان وجوب العمـل بالـدليل : املبحث التمهيدي • .الراجح

. الترجيح بواسطة اإلسناد : املبحث األول • .الترجيح بواسطة املنت : املبحث الثاين • .الترجيح عن طريق داللة األلفاظ : املبحث الثالث • .الترجيح حبسب األمور اخلارجية : املبحث الرابع •


64

:املبحث التمهيدي . معىن الترجيح ، وشروطه ، وبيان وجوب العمل بالدليل الراجح

يعترب هذا املبحث مدخال هلذا الفصل ، وقد درست فيه معىن الترجيح لغـة ، واصـطالحا ، ترجيح ؛ بل جيب أن نتبع يف كـل تعـارض وبينت شروط الترجيح ، فليس كل تعارض حيتاج إىل

.الطرق املتبعة يف حل التعارض وبينت كذلك وجوب العمل بالدليل الراجح ؛ ألنه ال فائدة من دراسة الترجيح إذا جاز العمل

. بالدليل املرجوح : فبناء على ما سبق قسمت هذا املبحث إىل ثالثة مطالب

. عىن الترجيح م: املطلب األول • . شروط الترجيح : املطلب الثاين •بيان وجوب العمل بالدليل الـراجح ، وتـرك العمـل : املطلب الثالث •

.باملرجوح


65

:املطلب األول مـعـىن التـرجـيـح

ومن مث قمت بـشرح التعريـف ، تعريف الترجيح لغة ، واصطالحا يف هذا املطلب ذكرت :حي ، وبناء على ذلك قسمت هذا املطلب إىل فرعني االصطال

:الترجيح لغة : الفرع األول رجح الشيء مبعىن ثقل ، والرجحان مبعىن الرزانة والزيادة ، ورجح امليزان إذا ثقلـت كفتـه

)1( . فضلته وقويته : ومالت باملوزون ، ورجحت الشيء بالتثقيل ، فأتينا بـه )2( جلبت أنا ومخرفة العبدي بزا من هجر : حلديث عن سويد بن قيس قال ويف ا

ميشي ، فساومنا بسراويل ، فبعناه ، وثم رجـل يـزن باألجر ، - -مكة ، فجاءنا رسول اهللا . )4( – حديث صحيح - ) 3 ( "زن وأرجح - : " -فقال لـه رسول اهللا

:الترجيح اصطالحا: الثاين الفرع )5( " تقوية إحدى األمارتني على األخرى لدليل : " هو

:شرح التعريفتفيد أن الترجيح يكون بني األدلة الظنية ؛ ألا هي اليت تقبل التقويـة ، أمـا " تقوية" لفظ

)6( . األدلة القطعية فال ترجيح فيها ؛ ألا ال تقبل التقوية : فمعناها كاآليت "إحدى األمارتني على األخرى " وأما عبارة

إذا تقابل دليالن كل منهما يفيد عكس ما يفيده اآلخر ، نبحث عن تاريخ ورود األدلة ، فإذا علمناه كان املتأخر ناسخا للمتقدم ، وإن مل نعلمه مجعنا بني األدلة ما أمكن ، فإن مل نستطع اجلمع ، نبحث عن طريقة نستطيع من خالهلا تقوية أو ترجيح أحد الدليلني على اآلخر ، والترجيح قد يكون

: ابن منظور - ) 137( خمتار الصحاح : الرازي - ) 134( املصباح املنري : الفيومي – ) 442( معجم املقاييس يف اللغة : انظر ابن زكريا - )1(

) .353( املعجم الوسيط : مصطفى وآخرين - ) 199( القاموس احمليط : الفريوز آبادي - ) 445 – 2( لسان العرب ) ] .185 / 9( عون املعبود : العظيم آبادي . [ أي ثيابا من هجر ، وهجر موضع قريب من املدينة : بزا من هجر- )2( .3336يف الرجحان يف الوزن ، ح ) 7( ، كتاب البيوع ، باب ) 510( سنن أيب داود : أبو داود - )3( .2854ح ) 642 / 2( صحيح سنن أيب داود : األلباين - )4( ) 113( مجع اجلوامع : السبكي - ) 967 / 2( احلاصل من احملصول : األرموي - ) 616 / 4( شرح الكوكب املنري : انظر ابن النجار - )5( ) .473( الوجيز يف أصول التشريع اإلسالمي : هيتو - ) 376( مذكرة الشنقيطي : الشنقيطي - ) 251 / 2( فواتح الرمحوت : اللكنوي - ) .3 / 212( اية السول : اإلسنوي - ) 533( املنخول : انظر الغزايل - )6(


66

عن طريق اإلسناد ، أو عن طريق املنت ، أو عن طريق الداللة ، أو عن طريق أمور خارجية ، وبإحدى )1( . هذه الطرق ميكن تقوية أحد الدليلني على اآلخر

فال بد للترجيح من دليـل يقـوي الترجيح مبجرد اهلوى ، أنه ال جيوز " ل لدلي " تفيد لفظة و )2( . على األخرى إحدى األمارتني

:املطلب الثاين شـروط التـرجـيـح

: للترجيح عدة شروط ، البد من ذكرها ،وأمهها أربعة ث التعـارض احلقيقـي ، ، فلو اختل شرط منها ؛مل حيد )3( أن تتوفر فيه شروط التعارض :األول

. فعندئذ ال حنتاج إىل الترجيح عدم معرفة التاريخ ؛ فإذا عرف الناسخ من املنسوخ ، عملنا بالناسخ ، وتركنا املنسوخ ، فـال :الثاين

)4( . حنتاج إىل الترجيح ، ولو مـن أن ال ميكن اجلمع بني املتعارضني بوجه مقبول ؛ فإن أمكن اجلمع بني املتعارضني :الثالث

وجـه دون وجـه ،مل جيـز اللجـوء إىل التـرجيـح ؛ وذلك ألن االستـعمـال أوىل )5( . من التعطيل واإلمهال

)6( . ، فال جيوز الترجيح مبجرد اهلوى أن يقوم دليل على الترجيح:الرابع :املطلب الثالث

بيان وجوب العمل بالدليل الراجح ، وترك العمل باملرجوح ال جيوز ترك العمل بالدليل الراجح ، والعمل بالدليل املرجوح ؛ ألن العمل بالـدليل الـراجح

: واألدلة على ذلك كثرية ، منها )7( . واجب :السنة من: األول

) .126( احلدود يف األصول : بتصرف يسري الباجي - )1( ) .473( الوجيز يف أصول التشريع اإلسالمي : هيتو - ) 126( احلدود يف األصول : انظر الباجي - )2( .13اين من املطلب الثاين يف املبحث األول من الفصل األول صفحة اليت ذكرا يف الفرع الث- )3( ) .83( اإلشارة : انظر الباجي - )4( إرشاد : الشوكاين - ) 133 / 6( البحر احمليط : الزركشي - ) 163 / 2( العدة يف أصول الفقه : الفراء - ) 83( اإلشارة : انظر الباجي - )5(

. ) 785 / 2( الفحول ) .133 / 6( البحر احمليط : الزركشي - ) 163 / 2( العدة يف أصول الفقه : انظر الفراء - )6( - ) 251 / 2( فواتح الرمحوت : اللكنوي - ) 619 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - ) 3 / 212( اية السول : اإلسنوي - )7(

) .418( اجلامع ملسائل أصول الفقه : النملة


67

كيف تقضي إذا عرض " : تقرير النيب عليه السالم ملعاذ حني بعثه إىل اليمن قاضيا ؛ إذ قال له فبسنة رسول اهللا : ؟ قال "فإن مل جتد يف كتاب اهللا : " أقضي بكتاب اهللا ، قال : ؟ قال " لك قضاء

- - فإن مل جتد يف سنة رسول اهللا " : ، قال- - ؟ قـال أجتهـد " ، وال يف كتاب اهللارسـول احلمد هللا الذي وفق رسول " : صدره ، وقال - -رأيي وال آلو ، فضرب رسول اهللا

)1( "اهللا ملا يرضي رسول اهللا : وجه الداللةاحلديث على ترتيب األدلة ، وتقدمي األقوى منها على غريها ، فالكتاب مقدم على السنة ، يدل

.والسنة مقدمة على غريها من باقي األدلة . اإلمجاع: الثاين م من إمجاع الصحابة ،والسلف يف الوقائع املختلفة ، وجوب تقدمي الدليل الراجح ، ومـن عل

فتش عن أحواهلم ، ونظر يف وقائع اجتهادام ، علم علما ال يشوبه ريب ، أم كانوا يوجبون العمل )2( . بالراجح من الدليلني الظنيني ، دون أضعفهما

إذا التقى " وهو - رضي اهللا عنها -أن الصحابة قدموا خرب عائشة : لك ومن الشواهد على ذ 4( -حديث صحيح - ) 3( " فاغتسلنا- -اخلتانان فقد وجب الغسل ، فعلته أنا ورسول اهللا

-؛ ألن عائـشة )5( " إمنا املاء من املاء …" قال - - على خرب أيب سعيد اخلدري أن النيب ) . ، وزوجاته أعلم ذا األمر - - من زوجات النيب - عنها رضي اهللا

فتقدميه يدل على أن الصحابة رضي اهللا عنهم كانوا يأخذون بالدليل األقوى ، ويطرحون مـا ) 6( . دونه

:الدليل العقلي : الثالث ر املرجوح مـع وجـود إن العقل يوجب العمل بالدليل الراجح ، وترك املرجوح ، وإن اعتبا

)7( . الراجح خالف األصل

.14 سبق خترجيه يف شروط التعارض صفحة - )1( ) .251 / 2( فواتح الرمحوت : اللكنوي - ) 130 / 6( البحر احمليط : انظر الزركشي - ) 3 / 212( اية السول : اإلسنوي - )2( .608وجوب الغسل إذا التقى اخلتانان ، ح ما جاء يف ) 111( كتاب الطهارة ، باب ) 118( سنن ابن ماجة : ابن ماجة - )3( .492ح ) 99 / 1( صحيح سنن ابن ماجة : األلباين - )4( .343 - 81إمنا املاء من املاء ، ح ) 21( كتاب احليض ، باب ) 182( صحيح مسلم : مسلم - )5( ) .251 / 2( فواتح الرمحوت : اللكنوي - ) 621 / 4( شرح الكوكب املنري : انظر ابن النجار - )6( ) .251 / 2( فواتح الرمحوت : اللكنوي - )7(


68

: خالصة هذا املبحث :بعد دارسة الترجيح نستخلص ما يلي

تقويـة : وتعريف الترجيح اصطالحا هو . الثقل والزيادة والتقوية : إن معىن الترجيح لغة هو - 1 .أحد الدليلني على اآلخر لدليل

ارض بأركانه ، وشروطه ، اليت ذكرـا يف فـصل أن يتحقق التع : إن شروط الترجيح هي - 2التعارض ، و أنه ال ميكن النسخ وال اجلمع بني الدليلني املتعارضني ، وال بد أن يقوم دليل علـى

. الترجيح ، فال جيوز الترجيح مبجرد اهلوى . جيب العمل بالدليل الراجح ، وترك الدليل املرجوح - 3


69

:املبحث األول : اإلسناد الترجيح بواسطة

سابقا أن الترجيح هو الطريقة الثالثة من طرق حل التعارض ، وأن للترجيح طرقا ، فإما ‘ بينت . أن يكون عن طريق اإلسناد ، وإما أن يكون عن طريق املنت ، وإما أن يكون عن طريق أمور خارجية

فإما أن : اد ، وهو ينقسم قسمني وقد خصصت هذا املبحث لدراسة الترجيح عن طريق اإلسن . يكون عن طريق الراوي ، وإما أن يكون عن طريق الرواية

: فبناء على ما سبق قسمت هذا املبحث إىل مطلبني . الترجيحات اليت ختتص بالراوي : املطلب األول • . الترجيحات اليت ختتص بنفس الرواية : املطلب الثاين •


70

:املطلب األول : الترجيحات اليت ختتص بالراوي

وترجيحـات ترجيحات ختتص بـالراوي ، : إن الترجيح بواسطة اإلسناد ينقسم إىل قسمني . ختتص بنفس الرواية

ففي هذا املطلب درست الترجيحات اليت ختتص بالراوي ، وذكرت أمثلة عليها ، ومن أهـم : لترجيحات الفروع التسعة التالية هذه ا

.الترجيح بكثرة الرواة : الفرع األول • . الترجيح عن طريق صفات ختتص بالراوي : الفرع الثاين • .الترجيح بأن يكون أحد الراويني صاحب القصة : الفرع الثالث • .الترجيح بأن يكون أحد الراويني مباشرا ملا رواه : الفرع الرابع • .- -الترجيح بأن يكون أحد الراويني أقرب إىل النيب : مس الفرع اخلا • . الترجيح بأن يكون أحد الراويني من كبار الصحابة ،واآلخر من صغارهم: الفرع السادس •الترجيح بأن يكون أحد اخلربين مساعا من غري حجاب ،واآلخر من وراء : الفرع السابع •

. حجاب على روايـة مـن - -من سـمع من النـيب ترجيـح روايـة : الفرع الثامن •

.- - كتب له النيب .الترجيح بأن يكون املزكون ألحد الراويني أكثر من املزكني لآلخر : الفرع التاسع •


71

.الترجيح بكثرة الرواة : الفرع األول • .ثر من رواة اآلخر هو أن يكون رواة أحد احلديثني أك: الترجيح بكثرة الرواة

)1( : وقد اختلف العلماء يف هذه املسألة إىل فريقني املالكية ، والشافعية ، واحلنابلة ، وبعض احلنفية ؛ مثل حممد صـاحب أيب ( ذهب اجلمهور :األول إىل األخذ بالترجيح بكثرة الرواة ، فاحلديث الذي رواه العدد من الرواة يكون أرجح مـن ) حنيفة

)2( . ديث الذي رواه الواحد احلاألخذ ) وعلى رأسهم أبو حنيفة ، وأبو يوسف ، والكرخي ، والسرخسي ( منع أكثر احلنفية :الثاين

إن كثرة الرواة ليست حجة ، بل احلديث نفسه هو احلجة ، فـإذا : بالترجيح بكثرة الرواة ، وقالوا )3( . لى غريه من خرب اآلحاد أصبح احلديث مشهورا ، أو متواترا ، فيترجح ع

: واستدل كل فريق بأدلة على النحو التايل بالـسنة واألثـر ) املالكية والشافعية واحلنابلة ومن وافقهم من احلنفيـة ( استدل الفريق األول

: واملعقول : الدليل من السنة

إحدى صاليت العشي - - صلى بنا رسول اهللا : قال - رضي اهللا عنه -عن أيب هريرة ذو اليـدين ، : ويف القوم رجل يف يديه طول ، يقال له …… فصلى بنا ركعتني مث سلم ، : قال

أكما يقول ذو : " فقال " مل أنس ومل تقصر " قال يا رسول اهللا ، أنسيت أم قصرت الصالة ؟ قال )4( .. " …ترك ، مث سلم نعم ، فتقدم فصلى ما : ؟ فقالوا " اليدين

:وجه الداللة من احلديث

: السبكي - ) 325 / 4( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - ) 537( املنخول : الغزايل - ) 401 / 5( احملصول : انظر الرازي - )1(

( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 628 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - ) 3 / 225( اية السول : اإلسنوي - ) 113( مجع اجلوامع ) .418( اجلامع ملسائل أصول الفقه : النملة - ) 1127 / 2 ) 163 / 2 (العدة يف أصول الفقه : الفراء - ) 401 / 5( احملصول : الرازي - ) 737( إحكام الفصول يف أحكام األصول : انظر الباجي - )2( - ) 24 / 2( أصول السرخسي : السرخسي - ) 391 / 2( روضة الناظر وجنة املناظر : ابن قدامة - ) )3 / 227اية السول : اإلسنوي -

) . 634 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار / 2( فواتح الرمحوت : اهلندي - ) 1130 / 4( شرح املنار جامع األسرار يف : الكاكي - ) 24 / 2( أصول السرخسي : انظر السرخسي - )3(

266. ( .482تشبيك األصابع يف املسجد ، ح ) 88( كتاب الصالة ، باب ) 103( صحيح البخاري : انظر البخاري - )4(


72

مل يأخـذ - - دل هذا احلديث على أن الزيادة يف رواة احلديث معتربة ، حيث أن النيب )5( . بقول ذي اليدين حىت وافقه أبو بكر ، وعمر رضي اهللا عنهم

:وقد استدلوا بأثرين : الدليل من األثر : جاءت اجلدة إىل أيب بكر الصديق تسأله مرياثها ، فقال : "صة بن ذؤيب أنه قال عن قبي :األول

شيئا ، فـارجعي حـىت - -مالك يف كتاب اهللا تعاىل شيء ، وما علمت لك يف سنة نيب اهللا أعطاهـا - -رسـول اهللا ‘ حـضرت : أسأل الناس ، فسأل الناس ، فقال املغرية بن شعبة

هل معك غريك ؟ فقام حممد بن مسلمة ، فقال مثل ما قال املغرية بـن . بكر السدس ، فقال أبو )2( - قال الترمذي حديث صحيح - )1( . شعبة ، فأنفذه هلا أبو بكر

كنت جالسا باملدينة يف جملس األنصار ، فأتانا أبـو موسـى " : عن أيب سعيد اخلدري قال :الثاين إن عمر أرسل إيل أن آتيه ، فأتيت بابه فسلمت ثالثـا : نك ؟ قال ما شأ : فزعا أو مذعورا ، قلنا

إين أتيتك ، فسلمت علـى بابـك : ما منعك أن تأتينا ؟ فقلت : فلم يرد علي ، فرجعت ، فقال إذا استأذن أحدكم ثالثا فلـم " - -ثالثا ، فلم يردوا علي ، فرجعت ، وقد قال رسول اهللا

ال يقـوم : فقال أيب بن كعب . أقم عليه البينة ، وإال أوجعتك : ، فقال عمر " يؤذن له ، فلريجع )3( . فاذهب به: أنا أصغر القوم ، قال : قلت : معه إال أصغر القوم ، فقال أبو سعيد

: وجه الداللة من األثرين اعتضد خبرب حممـد ، حىتأطعم اجلدة السدس - - مل يعمل أبو بكر خبرب املغرية أن النيب

رضي اهللا عنـهم -ابن مسلمة ، ومل يعمل عمر خبرب أيب موسى ، حىت اعتضد خبرب أيب سعيد اخلدري )4( . فدل هذا أن الكثرة يف الرواة معتربة منذ الرعيل األول -أمجعني

:الدليل من املعقول اه األقل ، والعمـل بـاألقوى احلديث الذي رواته أكثر يكون مرجحا على احلديث الذي رو

واجب ؛ ألن احتمال وقوع الغلط والكذب على العدد األكثر أبعد من احتمال وقوعه يف العدد األقل وال خيفى أن الظنون اتمعة كلما كانت أكثر كانت . ؛ وألن خرب كل واحد من اجلماعة يفيد الظن

.العدة يف أصول الفقه : الفراء - )5( .2894يف اجلدة ، ح ) 5( ض ، باب كتاب الفرائ ) 441( سنن أيب داود : أبو داود - )1( .2101أبواب الفرائض ، باب ما جاء يف مرياث اجلدة ، ح ) 178 / 4( سنن الترمذي : الترمذي - )2( .2153 - 33االستئذان ، ح ) 7( كتاب اآلداب ، باب ) 1147( صحيح مسلم : مسلم - ) 3( ) .132 / 14( ي صحيح مسلم بشرح النوو: النووي - )4(


73

ا كان احلد الواجب بالزنا من أكـرب احلـدود وهلذا فإنه مل . أغلب على الظن ، حىت ينتهي إىل القطع )5 ( .وآكدها ، جعلت الشهادة عليه أكثر عددا من غريه

)1 ( : بالكتاب ، والسنة ، والقياس) احلنفية ( واستدل الفريق الثاين

لو الناس أكثر وما : قال تعاىل :الدليل من الكتاب و تصرح نينمؤبم )2 ( وقال تعاىل : نلـكو

اس أكثرال الن ونلمعي )3( . أن اهللا عز وجل قد ذم الكثرة بأم ال يدرون حكـمته يف خلقـه فـال : فوجه الداللة من اآليتني

)4( . عـربة للكثـرة يف الترجيح : الدليل من السنة

إنكم ختتصمون إيل ، ولعل بعضكم أن يكون " - -قال رسول اهللا : عن أم سلمة قالت أحلن حبجته من بعض ، فأقضي له على حنو مما أمسع منه ، فمن قطعت له من حق أخيه شيئا ، فـال

)5( " يأخذه ، فإمنا أقطع له به قطعة من النار مـن حجـة حيكم بالظـاهر - - فيدل احلديث على أن النيب :وجه الداللة من احلديث

وكذلك كثرة الرواة قـد تكـون . الفريقني ، ورمبا يكون أحدمها أحلن من اآلخر ، فيعكس احلقيقة )6( . خالف احلقيقة

:الدليل من القياس ال أثر للكثرة يف الرواة ، قياسا على الشهادة ، فإن شهادة الشاهدين يف غري الزنـا ، وشـهادة

ثر من اثنـني يف الشهادة ، وكذلك ال أثر للزيـادة يف التـرجيحاألكثر سواء ، فال أثـر ألكـ )7( . بكثرة الرواة : هو والرأي الراجح

) .975 / 2( احلاصل من احملصول : األرموي - ) 401 / 5( احملصول : الرازي - )5( ) .252 / 2( فواتح الرمحوت : اللكنوي - )1( ) .103( سورة يوسف - )2( ) .21( من اآلية : سورة يوسف - )3( ) .58 ، 14 / 3( فتح القدير : الشوكاين - ) 473 / 2( تفسري ابن كثري : ابن كثري - )4( .1713 - 4احلكم بالظاهر واللحن باحلجة ، ح ) 3( كتاب األقضية ، باب ) 910( صحيح مسلم : مسلم - )5( ) .6 / 12( صحيح مسلم بشرح النووي : انظر النووي - )6( / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - ) 3 / 227( اية السول : اإلسنوي - ) 1023 - 1019( العدة يف أصول الفقه : الفراء - )7(

633. (


74

رأي الفريق األول ؛ ألن اخلرب الذي رواه أكثر من واحد يكون أقرب إىل الصواب من اخلـرب . ديث املشهور وال احلديث املتواترالذي رواه واحد بعينه ،وإذا مل نعترب الكثرة يف الرواة مل نعترب احل

:ربا الفضل :ومثاله فقد وردت أحاديث تفيد أن الربا يف النسيئة فقط ، وأن ربا الفضل جائز ، ووردت أحاديث أخـرى تفيد أن ربا الفضل حمرم مثله مثل ربا النسيئة ، واألحاديث اليت تفيد أن ربا الفضل جائز رواها أسامة

ديث اليت تفيد حرمة الربا بنوعيه قد رواها العديد من الصحابة ، منهم عمـر ، بن زيد فقط ، واألحا وعبد اهللا بن عمر ، وأيب سعيد اخلدري ، والرباء بن عازب ، ومالك بن أوس ، فتقدم األحاديث اليت

: حترم ربا الفضل على غريها : من األحاديث اليت تبيح ربا الفضل هي

) 1( " ال ربا فيما كان يدا بيد " قال - -أن النيب : واه أسامة بن زيد ما ر:احلديث األول )2( " إمنا الربا يف النسيئة" قال - - عن أسامة بن زيد أيضا أن النيب :احلديث الثاين

:ما يلي ) الفضل والنسيئة ( ومن األحاديث اليت حترم الربا بنوعيه

الذهب بالذهب ربا إال هاء وهاء " - -ن اخلطاب قال رسول اهللا عن عمر ب : احلديث األول ، والرب بالرب ربا إال هاء وهاء ، والشـعري بالشـعري ربا إال هـاء وهـاء ، والتـمر بالتـمر ربا

)3( " إال هاء وهاء الذهب بالـذهب مـثال : " - - قال رسول اهللا: عن أيب سعيد اخلدري قال :احلديث الثاين

)4( " مبثل والورق بالورق مثال مبثل : وجه الداللة من األحاديث السابقة

احلديثان األوالن على أن الربا ال يكون يف ربا الفضل ، إمنا الربا يف النسيئة ؛ أي الزيـادة يدل ، واإلمجاع على مقابل األجل ، وأفاد احلديثان اآلخران حرمة الربا بنوعيه ، ربا الفضل ، وربا النسيئة

حرمة الربا بنوعيه ، فمن العلماء من دفع التعارض بأن حديث أسامة منـسوخ ، وتأولـه آخـرون ) 5( . بتأويالت منها أنه حممول على غري الربويات ، وقد أمجع املسلمون على ترك العمل بظاهره

: الترجيح عن طريق صفات ختتص بالراوي :الفرع الثاين •

.1596 - 103بيع الطعام مثال مبثل ، ح ) 18( كتاب املساقاة ، باب ) 832( صحيح مسلم : مسلم - ) 1( .1596 - 102 مبثل ، ح بيع الطعام مثال ) 18( كتاب املساقاة ، باب ) 832( صحيح مسلم : مسلم - )2( .2174بيع الشعري بالشعري ، ح ) 76( كتاب البيوع ، باب ) 389( صحيح البخاري : البخاري - )3( .2176بيع الفضة بالفضة ، ح ) 78( كتاب البيوع ، باب ) 389( صحيح البخاري : البخاري - )4( ) .25 ، 24 / 6( صحيح مسلم بشرح النووي : النووي - )5(


75

الصفات اليت ختتص بالراوي أن يكون راوي أحد احلديثني مشهورا بالضبط ، أو احلفـظ ، من أو العدالة ، أو الثقة ، أو مشهورا بالعلم والفقه ، أو مشهورا بالورع والتقوى ، أو عاملـا بالعربيـة

أقـواهلم خبالف اآلخر ، فتكون رواية املشهور بتلك الصفات مرجحة على غريها ، ألن الظن بصحة )1( . أقوى ، وسكون النفس إليه أشد

:ومن األمثلة على هذا الفرع ما يلي :املثال األول

ما بال أهل العراق ال يرفعون أيديهم : يروى أن األوزاعي لقي أبا حنيفة رمحه اهللا ، فقال له " -ن ابن عمر ، أن الـنيب عند الركوع ، وعند رفع الرأس منه ؟ وقد حدثين الزهري ، عن سامل ، ع

- حدثين محاد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اهللا : ، فقال أبو حنيفة ! كان يرفع يديه عند ذلكعجبا من أيب حنيفة يعارضـين : فقال األوزاعي . كان ال يرفع يديه عند ذلك - -بن مسعود

كان أفقه من الزهري ، وإبراهيم أفقه مـن أما محاد ، ف: مبا حدثين أعلى منه إسنادا ؟ فقال أبو حنيفة علقمة أفقه منه ، وأما عبد اهللا بن مسعود فهو معروف بالفقـه ، : سامل ، ولوال سبق ابن عمر لقلت

)2( ". فريجح حديثه بزيادة فقه رواته :املثال الثاين

البنـة النـصف ، ل: سئل أبو موسى األشعري عن مرياث ابنة ، وابنة ابن ، وأخت ، فقـال لقد : ولألخت النصف وال شيء لبنت االبن ، وأت ابن مسعود فسيتابعين ، فسئل ابن مسعود فقال

لالبنة النصف ، والبنة االبـن : - -ضللت إذا وما أنا من املهتدين ، أقضي فيها مبا قضى النيب ناه بقول ابن مـسعود ، فقـال ال السدس تكملة الثلثني ، وما بقي فلألخت ، فأتينا أبا موسى فأخرب

)3( . "دام هذا احلرب فيكم تسألوين ما دل هذا احلديث على أن ابن مسعود أعلم من أيب موسى األشعري ، خاصة يف املرياث :وجه الداللة

.ويدل أيضا على تقوى أيب موسى ؛ لسرعة رجوعه إىل احلق

: األرموي - ) 326 / 4( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - ) 169 / 4( املستصفى : الغزايل - ) 424( اإلشارة : انظر الباجي - )1(

156 / 6( ول الفقه البحر احمليط يف أص: الزركشي - ) 393 / 2( روضة الناظر وجنة املناظر : ابن قدامة - ) 263 / 2( التحصيل من احملصول ) .1129 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 635 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار -) ) .478( الوجيز يف أصول التشريع اإلسالمي : هيتو - ) 262 / 2( فواتح الرمحوت : اهلندي - )2( .6736مرياث ابنة ابن مع ابنة ، ح ) 8( باب كتاب الفرائض ، ) 1224( صحيح البخاري : البخاري - )3(


76

.يني صاحب القصة الترجيح بأن يكون أحد الراو :الفرع الثالث •إذا كان أحد الراويني صاحب القصة كانت روايته هي الراجحة على غريها ؛ ملا فيها من زيـادة

)1( . الدقة ، والعلم ، ومشاهدة احلدث

تزوجهـا وهـو - -أن رسول اهللا " : ما روت ميمونة بنت احلارث رضي اهللا عنها : ومثاله تزوج - -أن النيب " على رواية ابن عباس رضي اهللا عنهما ، فهذا احلديث يقدم ) 2( " حالل

هي صاحبة القصة ، فهـي أدرى مـن - - ؛ ألن ميمونة زوج النيب )3( "ميمونة وهو حمرم .غريها وأعلم

. الترجيح بأن يكون أحد الراويني مباشرا ملا رواه :الفرع الرابع •واآلخر غري مباشر ؛ فرواية املباشر تكون أوىل من رواية ، للقصةإذا كان أحد الراويني مباشرا

)4( . غري املباشر ، لكونه أعرف مبا روى ميمونة وهو حالل - -تزوج رسول اهللا : " ما روي عن أيب رافع رضي اهللا عنه قال :ومثاله

)5( - حسنحديث-قال الترمذي "وبىن ا وهو حالل ، وكنت أنا الرسول فيما بينهما نكحها وهـو - -أن النيب " مقدمة على رواية ابن عباس رضي اهللا عنهما وهي فروايته

. ألن أبا رافع كان السفري بينهما ) 6( "حرام :اختلف األئمة يف حكم عقد احملرم للنكاح إىل رأيني : آراء العلماء يف نكاح احملرم

هاء إىل حرمة نكاح احملرم واستدلوا حبديث ميمونـة وحـديث أيب ذهب مجهور الفق :الرأي األول )7( . نكح ميمونة ومها حالالن - -رافع أن النيب

التحصيل من : األرموي - ) 169 / 4( املستصفى : الغزايل - ) 165 / 2( العدة يف أصول الفقه : الفراء - ) 425( اإلشارة : الباجي - )1(

الزركشي - ) 393 / 2( روضة الناظر وجنة املناظر : ابن قدامة - ) 327 / 4( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - ) 263 / 2( احملصول الشوكاين - ) 397( املدخل إىل مذهب اإلمام أمحد : الدمشقي - ) 637 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - ) 154 / 6( البحر احمليط : ) .1129 / 2( إرشاد الفحول : .1411 - 48حترمي نكاح احملرم وكراهية خطبته ، ح ) 5( ، باب ، كتاب النكاح ) 704( صحيح مسلم : مسلم - )2( .1837تزويج احملرم ، ح ) 12( ، كتاب جزاء الصيد ، باب ) 334( صحيح البخاري : البخاري - )3( ) .257 / 2( فواتح الرمحوت : اللكنوي - ) 843 / 2( بيان املختصر شرح خمتصر ابن احلاجب : األصفهاين - )4( .841ما جاء يف كراهية تزويج احملرم ، ح ) 23( كتاب احلج ، باب ) 126 / 3( سنن الترمذي : الترمذي - )5( . سبق خترجيه يف أعلى الصفحة - )6( ) .441 / 2( عن منت اإلقناع كشاف القناع: البهويت - ) 471( بداية اتهد واية املقتصد : ابن رشد - ) 86 / 3( األم : الشافعي - )7(


77

إن ابـن : وذهب احلنفية إىل جواز نكاح احملرم ، واستدلوا برواية ابن عباس ، وقالوا : الرأي الثاين م ، وحديث أيب رافع رواه الترمـذي ، عباس أفقه من أيب رافع ، وأيضا حديث ابن عباس رواه مسل

)1( . وما رواه مسلم مقدم على ما رواه الترمذي - -حرمة نكاح احملرم ؛ لكثرة رواة حديث أيب رافع رضي اهللا عنه أن الـنيب : ولكن الراجح

هي صاحبة الواقعة ، فهي أدرى مـن - رضي اهللا عنها -نكح ميمونة ومها حالالن ، وأن ميمونة . هو أحد رواا - وهو الواسطة بينهما-ا ذه الواقعة ، باإلضافة إىل أن أبا رافع غريه

.- -الترجيح بأن يكون أحد الراويني أقرب إىل النيب :الفرع اخلامس •حال مساعه ، روايته تكون أوىل من البعيد عنه ؛ لزيادة مساعه - - من كان أقرب إىل النيب

)2 ( .إىل الصوابمنه وهي أقرب ليلـين منـكم أولو األحـالم : " قـال - - حلديث ابن مسعود أن رسـول اهللا

)3( " والنهى :وجه الداللة من احلديث

أمر أولو األحالم أن يكونوا قريبني منه ؛ ألم هم الذين سينقلون عنه هـذا - - أن النيب .الدين فهو أوعى من غريهم

، مقدمة على رواية أنس أنه قرن ، ألن ابن عمر ذكر - -رواية ابن عمر يف إفراد النيب : ومثاله ) 4( . حني لىب ، وأنه مسع إحرامه باإلفراد - -أنه كان حتت ناقة النيب

ويف رواية . باحلج مفردا - -أهللنا مع رسول اهللا : فعن ابن عمر رضي اهللا عنهما قال )5( " أهل باحلج مفردا- -أن رسول اهللا أخرى

؟ قال - - ، فقال بم أهل رسول - -أن رجال أتى ابن عمر " ويف رواية البيهقي ؟ قال أمل - -أهل باحلج،فانصرف،مث أتاه من العام املقبل،فقال مب أهل رسول اهللا : ابن عمر

إن - -قال بلى ، ولكن أنس بن مالك يزعم أنه قرن ، قال ابـن عمـر ! م أول ؟ تأتين عا

) .232 / 3( شرح فتح القدير : ابن اهلمام - )1( ) 155 / 6( البحر احمليط : الزركشي - ) 327 / 4( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - ) 167 / 2( العدة يف أصول الفقه : الفراء - )2( ) .419( اجلامع ملسائل أصول الفقه : النملة -) 639 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - .432 - 122تسوية الصفوف وإقامتها ، ح ) 28( ، كتاب الصالة ، باب ) 220( صحيح مسلم : مسلم - )3( ) .167 / 2( العدة يف أصول الفقه : الفراء - )4( .1231 - 184يف اإلفراد والقرن باحلج والعمرة ، ح ) 27( ، كتاب احلج ، باب ) 619( صحيح مسلم : مسلم - )5(


78

أنس بن مالك كان يدخل على النساء وهن مكشفات الرؤوس ، وأين كنت حتت ناقة رسول اهللا - - ا أمسعه يليب باحلجهذا احلديث له شواهد يف البخاري ومسلم ما عدا - )1( " ميسين لعا

. _ بن مالك كان يدخل على النساء إىل آخر احلديث زيادة أن أنس : ورواية أنس بن مالك هي

)2( " يليب باحلج والعمرة مجيعا " - -قال أنس مسعت النيب الترجيح بأن يكون أحد الراويني من كبار الصحابة واآلخر من صغارهم : الفرع السادس •

ية صغارهم ؛ ألن فهمه ووعيه للمراد من احلديث أكثر إن رواية كبار الصحابة مقدمة على روا من الصغري ، وكذلك تتقدم رواية اخللفاء األربعة على غريهم ، ألن الغالب أنه يكونوا أقرب إىل النيب

- - وكذلك ترجح رواية كثري الصحبة على غريه ؛ ألن كثري املصاحبة للنيب ، حالة السماع- -3 (. فظ هلا أعلم برواية احلديث وأح(

ليليين منكم أولو " : كان يقول - - ما روى عبد اهللا بن مسعود أن النيب :والدليل على ذلك )4( " األحالم والنهى

:ومثاله ما ذكرت يف مثال الفرع السابق من تعارض رواية ابن عمر يف إفراد احلج ورواية أنس ابن

كان - -إن أنس بن مالك : يقول - - ابن عمر مالك يف إقران احلج والعمرة ، فإن .يدخل على النساء وهن مكشفات رؤوسهن ، داللة على صغر سنه رضي اهللا عنه

يليب - -قال مسعت النيب ويؤيد هذا ما روى بكر عن أنس بن مالك رضي اهللا عنه ، أهل باحلج وحده ، قال فلقيت أنسا إمنا: ، قال فحدثت بذلك ابن عمر فقالبالعمرة واحلج مجيعا

لبيك : " يقول - -ما تعدوننا إال صبيانا ، مسعت رسول اهللا : فحدثته بقول ابن عمر ، فقال )5( " .عمرة وحجة

. حج قارنا - -كتاب احلج ، باب من اختار القران وزعم أن النيب ) 9 / 5( سنن البيهقي الكربى : البيهقي - )1( .1232 - 185يف اإلفراد والقرن باحلج والعمرة ، ح ) 27( ، كتاب احلج ، باب ) 619( صحيح مسلم : مسلم - )2( 153 / 6( البحر احمليط : الزركشي - ) 264 / 2( التحصيل من احملصول : األرموي - ) 167 / 2( العدة يف أصول الفقه : انظر الفراء - )3( / 2( الفحول إرشاد: الشوكاين - ) 4157 / 8( التحبري شرح التحرير : املرداوي - ) 642 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار -)

) .419( اجلامع ملسائل أصول الفقه : النملة - ) 1128 . سبق خترجيه يف الصفحة السابقة - )4( .كتاب احلج ، باب من اختار القران ) 9 / 5( سنن البيهقي : البيهقي - )5(


79

فترجح رواية عبد اهللا بن عمر على رواية أنس بن مالك ؛ ألن ابن عمر كان أكرب سنا من ابن . مالك رضي اهللا عنهم

الترجيح بأن يكون أحد اخلربين مساعا من غري حجاب ، واآلخر مـن وراء :الفرع السابع • .حجاب

من مسع بدون حجاب فروايته مرجحة على من مسع من وراء حجاب ؛ ألن من مسـع من غري )1( . حجـاب شـارك نظـره مساعـه ، فزادته تيقنا

. اهللا عنها يف عتق بريرة من حيث كون زوجها حرا أو عبداما روي عن عائشة رضي: ومثاله )2( " كان زوج بريرة عبدا " : عن عروة بن الزبري ، عن عائشة قالت :احلديث األول مسعت القاسم حيدث عن عائـشة أـا أرادت أن : عن عبد الرمحن بن القاسم قال : احلديث الثاين

اشـتريها : " فقـال - -ءها ، فذكرت ذلك لرسـول اهللا تشتري بريرة للعتق ، فاشترطوا وال هـذا - - حلم ، فقالوا للـنيب - -وأهدي لرسول اهللا " وأعتقيها ، فإن الوالء ملن أعتق

وكان : وخيرت ، فقال عبد الرمحن " هو هلا صدقة ، وهو لنا هدية : " تصدق به على بريرة ، فقال )3( " زوجها حرا

أن بريـرة - لكوا خالة له - فتقدم رواية عروة بن الزبري عن عائشة ؛ ألا من غري حجاب عتقت ، وكان زوجها عبدا ، على رواية عبد الرمحن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن زوجها كـان

)4( . حرا ، فسماعه عنها من وراء احلجاب على روايـة مـن - - من النـيب ترجيـح روايـة من سـمع: الفرع الثامن •

) -. )5 -كتب له النيب .االنتفاع جبلود امليتة : ومثالهقد تعارض خربان أحدمها يفيد جواز االنتفاع جبلود امليتة ، واآلخر مينع االنتفاع ا ، فيقـدم

النتفاع مسعه ابن عباس من حديث جواز االنتفاع جبلود امليتة على احلديث اآلخر ؛ ألن حديث جواز ا )6 ( . إىل عبد اهللا بن عكيم - - ، واحلديث اآلخر قد كتب به رسول اهللا - -النيب

) .334 / 4( األحكام اإلحكام يف أصول : اآلمدي - ) 168 / 2( العدة يف أصول الفقه : الفراء - )1( .1504 - 13إمنا الوالء ملن أعتق ، ح ) 2( كتاب العتق ، باب ) 780( صحيح مسلم : مسلم - )2( .1504 - 12إمنا الوالء ملن أعتق ، ح ) 2( كتاب العتق ، باب ) 779( صحيح مسلم : مسلم - )3( ) .334 / 4( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )168 / 2( العدة يف أصول الفقه : الفراء - )4( ) .334 / 4( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )5( ) .740( إحكام الفصول يف أحكام األصول : الباجي - )6(


80

وجد شاة ميتة ، أعطيتها موالة مليمونة مـن - - عن ابن عباس أن رسول اهللا :احلديث األول إمنا حـرم " :فقال . إا ميتة : قالوا " هال انتفعتم بإهاا ؟ " :- -الصدقة ، فقال رسول اهللا

. )1( " أكلها أال " - -كتـاب رسـول اهللا أتانا: " ما رواه عبد اهللا بن عكيم قال :واحلديث املعارض

. )2( - حديث حسن -" تنتفعوا من امليتة بإهاب وال عصب . واألول أرجح لتقويه بالسماع املباشر

.الترجيح بأن يكون املزكون ألحد الراويني أكثر من املزكني لآلخر : سع الفرع التا • إذا كان املزكون ألحد الراويني أكثر من اآلخر ، أو كان املزكي له أعدل وأوثـق ، فروايـة

)3( . املزكى مرجحة ؛ ألا أغلب على الظن حكم مس الذكر : ومثاله

لذكر حديثان خمتلفان ، أحدمها يفيد أن مس الذكر من نواقض الوضوء قد ورد يف حكم مس ا .، واحلديث اآلخر يفيد أن مس الذكر ليس من نواقض الوضوء

من مس ذكـره " : يقول - - عن بسرة بنت صفوان أا مسعت رسول اهللا :احلديث األول . )4( - حديث صحيح - " فليتوضأ

فجاء رجـل - -قدمنا على نيب اهللا : ، قال )5 ( لق عن أبيه عن قيس بن ط : احلديث الثاين هـل هـو إال " يا نيب اهللا ما ترى يف مس الرجل ذكره بعد ما يتوضأ ، فقال : كأنه بدوي ، فقال

. )6( - حديث صحيح -" بضعة منه " أو "مضغة منه )7( .لذكر من نواقض الوضوء أخذ باحلديث األول اجلمهور ، وهم يعدون أن مس ا

.363 - 101طهارة جلود امليتة بالدباغ ، ح ) 27( كتاب احليض ، باب ) 187( صحيح مسلم : مسلم - )1( .1729ما جاء يف جلود امليتة إذا دبغت ، ح ) 7( كتاب اللباس ، باب ) 10 / 4( سنن الترمذي : الترمذي - )2( / 2( إرشاد الفحـول : الشوكاين - ) 329 / 4( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - ) 264 / 2( التحصيل من احملصول : األرموي - )3(

1130. ( .16 سبق خترجيه يف صفحة - )4( - ، فرقاه النيب - - قيس بن طلق بن علي ين املنذر اختلف يف صحبته ، وأبوه صحايب ، وقد لدغت طلق بن علي عقرب عند النيب - )5( . ) ] 8 / 398( ذيب التهذيب : ابن حجر - ) 219 / 4( أسد الغابة يف معرفة الصحابة : ابن األثري . [ فربأ - .17 سبق خترجيه يف صفحة - )6( ) .202 / 1( املغين : ابن قدامة - ) 30 / 1( األم : الشافعي - ) 8 / 1( املدونة الكربى : مالك - )7(


81

أبا هريرة ، وابن عباس ، وابن عمـر ، مـن واستدل اجلمهور على أخذهم باحلديث األول أن )1( .فقهاء الصحابة ، خبالف قيس بن طلق وأبيه

)2( . وأخذ باحلديث الثاين احلنفية ؛ فهم ال يعدون مس الذكر من نواقض الوضوء . واملرجح األول ؛ ألن رواته أفقه

خالصة هذا املطلب : إن الترجيح الذي خيتص بالراوي له طرق كثرية ، أمهها ما يلي

املالكية ، والـشافعية ، ( وقد اختلف العلماء فيه ، فذهب اجلمهور : الترجيح بكثرة الرواة - 1ح بكثرة الرواة ، وهو املختار ، ومنعه أكثـر إىل الترجي ) واحلنابلة ، وحممد صاحب أيب حنيفة

.احلنفية التقوى ، والورع ، والفقه ، والعلم بالعربية : ( رواية الراوي الذي تتوفر فيه صفات ، مثل - 2

.أرجح من غريها ) ، وغريها . رواية صاحب القصة مقدمة على غريها - 3 . رواية املباشر للقصة أرجح من غريها - 4 . يف حال تلقيه الرواية أرجح من غريها - -من كان قريبا إىل النيب رواية - 5 . رواية من مسع من غري حجاب مقدمة على رواية من مسع من وراء حجاب - 6 . رواية كبار الصحابة مقدمة على صغارهم - 7 . ، أو من شيخه ، مقدمة على غريها - - رواية من مسع من النيب - 8 . مزكوه أكثر مرجحة على رواية غريه رواية من كان– 9

.واهللا تعاىل أعلم

) .737( إحكام الفصول يف أحكام األصول ، : الباجي - )1( ) .147 / 1( حاشية رد احملتار : ابن عابدين - )2(


82

:املطلب الثاين :الترجيحات اليت ختتص بنفس الرواية

بعد دراسة املطلب اخلاص بالترجيحات اليت ختتص بالراوي ، انتقلـت إىل املطلـب اخلـاص :بالترجيحات اليت تعود إىل نفس الرواية ، وهو ينقسم إىل مخسة فروع

. ترجيح اخلرب املتواتر على خرب اآلحاد : الفرع األول • .ترجيح اخلرب املسند على اخلرب املرسل : الفرع الثاين • . ترجيح احلديث املوثوق بصحته على غريه : الفرع الثالث • . ترجيح احلديث العايل اإلسناد على احلديث األدىن منه : الفرع الرابع • .احلديث األشد تقصيا للرواية على ما هو أدىن منه ترجيح : الفرع اخلامس •


83

. ترجيح اخلرب املتواتر على خرب اآلحاد : الفرع األول • لكونه - ، يرجح املتواتر )2( ، واآلخر آحادا )1( وكان أحدمها متواترا إذا تعارض حديثان ،

) 3( . على اآلحاد لكونه مظنونا -قطعيا ورواته أكثر .مسألة القضاء بالشاهد واليمني : ومن أمثلته

فقد ورد حديثان متعارضان ، أحدمها يفيد القضاء باليمني والشاهد ، وهو متواتر ، واحلـديث .اآلخر مينع ذلك ، وهو آحاد ، فريجح املتواتر على اآلحاد

قــضى - -ل اهللا أن رسـو " - رضي اهللا عنهـما - ما رواه ابن عباس :احلديث األول )4( " بيمـني وشاهد كان بيين وبني رجل خصومة يف شيء ، فاختـصمنا : عن األشعث بن قيس قال :واحلديث اآلخر

إنه إذا حيلف وال يبـايل ، فقـال : ، فقلت له " شاهداك أو ميينه: " فقال - -إىل رسول اهللا ا ماال ، وهو فيهـا فاجـر ، لـقي اهللا وهـو من حلف على ميني ، يستحق - : " -النيب

)5( " عليـه غضبان : وجه الداللة من احلديثني

احلديث األول على جواز القضاء بالشاهد واليمني ، عنـد عـدم وجـود الـشاهدين ، يدل عى عليـه ، واحلديث الثاين يدل على أن القضاء يكون بالشاهدين ، فإن مل يوجد فاليمني على املـد

فيرجح حديث الشاهد واليمني على حديث الشاهدين ؛ ألن حديث الشاهد واليمني رواه ما يزيـد على عشرين صحابيا ، فهو متواتر ، وهو عمل اخللفاء الراشدين األربعة ومجهور السلف ، وأخذ بـه

)6( . مجهور الفقهاء )7( . واليمني وأخذ باحلديث الثاين احلنفية ، وأبطلوا احلكم بالشاهد

) ]19( تيسري مصطلح احلديث : الطحان . [ ما رواه عدد كثري حتيل العادة تواطؤهم على الكذب : حلديث املتواتر هو ا- )1( ) ]22( تيسري مصطلح احلديث : الطحان . [ ما مل جيمع شروط املتواتر : حديث اآلحاد هو - )2( ) .330 / 4( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )3( .1712 - 3القضاء باليمني والشاهد ، ح ) 2( كتاب األقضية ، باب ) 910( صحيح مسلم : مسلم - )4( . 2669اليمني على املدعى عليه ، ح ) 20( كتاب الشهادات ، باب ) 486( صحيح البخاري : البخاري - )5( الشربيين اخلطيب - ) 13 / 12( املغين : ابن قدامة - ) 832( تهد واية املقتصد بداية ا: ابن رشد - ) 282 / 3( األم : انظر الشافعي - )6( ) .613 ، 612 / 8( نيل األوطار : الشوكاين - ) 443 / 4( مغين احملتاج : ) .142 ، 141( أدلة التشريع املتعارضة : بدران - ) 39 / 17( املبسوط : السرخسي - )7(


84

.ترجيح اخلرب املسند على اخلرب املرسل : الفرع الثاين • فاملسند أوىل لتحقق املعرفة برواية املسند )2( ، واآلخر مرسال )1( إذا كان أحد اخلربين مسندا

.، واجلهالة بالراوي اآلخر ، ويرجح ما كان من )6( على املنقطع )5( ل ، واملتص )4( على املوقوف )3( ويرجح املرفوع

مراسيل التابعني على مراسيل تابعي التابعني ؛ ألن الظاهر من التابعي أنه ال يروي عن غري الصحايب ، )7( . والصحابة عدول ، فتكون مراسيل التابعني أقوى من مراسيل تابعي التابعني

يساوي املسند يف القوة ، واملوقوف ال يساوي املرفـوع ، ولكن ينبغي أن نالحظ أن املرسل ال واملنقطع ال يساوي املتصل ، فيكون قد اختل شرط من شروط التعارض ، وهو التساوي يف القوة فال

.حنتاج إىل ترجيح : )8( مسألة قتل املسلم بالكافر : ومن أمثلته

هل عندكم شيء من الوحي إال ما : عنه قلت لعلي رضي اهللا : قال عن أيب جحفة : احلديث األول والذي فلق احلبة ، وبرأ النسمة ، ما أعلمه ، إال فهما يعطيـه اهللا رجـال يف : يف كتاب اهللا ؟ قال

العقل ، وفكاك األسري ، وأن ال : وما يف الصحيفة ؟ قال : القرآن ، وما يف هذه الصحيفة ، قلت )251: املصباح املنري ( الدية : العقل )9( . يقتل مسلم بكافر

أنا أكرم مـن : قتل مسلما مبعاهد ، وقال " - -عن ابن عمر أن رسول اهللا : احلديث الثاين )10( . قال البيهقي ابن عمر مل يرو هذا احلديث ؛ بل هو حديث مرسل" وفى بذمته

ديث الثاين يدل علـى قتـل يدل احلديث األول على عدم قتل املسلم بالكافر ، واحل : وجه الداللة : املسلم بالكافر ، وقد اختلف العلماء يف هذه املسألة على قولني

) ]59( شرح البيقونية : ابن عثيمني . [ - -الذي اتصل إسناده إىل رسول اهللا : ملسند هو احلديث ا- )1( ، وال يذكر فيه الصحايب ، وإذا كان اإلرسال من - -ما سقط منه الصحايب ، أي أن التابعي ينسبه إىل النيب : احلديث املرسل هو - )2(

) ]88( شرح البيقونية : ابن العثيمني . [ ة عدول ، فال يظهر سقوطهم من السند الصحايب كان احلديث صحيحا ألن الصحاب ) ]128( تيسري مصطلح احلديث : الطحان . [ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة - -ما أضيف إىل النيب : احلديث املرفوع هو - )3( ) ]130( تيسري مصطلح احلديث : الطحان . [ فعل أو تقرير ما أضيف إىل الصحايب من قول أو: احلديث املوقوف هو - )4( ) ]136( تيسري مصطلح احلديث : الطحان . [ ما اتصل سنده مرفوعا كان أو موقوفا : احلديث املتصل هو - )5( ) ]47( دراسات يف احلديث : ة ورضوان أبو حلبي[ ما سقط من إسناده راو أو أكثر قبل الصحايب ال على التوايل : احلديث املنقطع هو - )6( 8( التحبري شرح التحرير : املرداوي - ) 330 / 4( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - ) 980 / 2( احلاصل من احملصول : األرموي - )7( ) .1132 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 4161/ ) .411( يح منهج التوفيق والترج: السوسوة - )8( .3047فكاك األسري ، ح ) 171( كتاب اجلهاد والسري ، باب ) 559( صحيح البخاري : البخاري - )9( .كتاب اجلنايات ، باب بيان ضعف اخلرب الذي روي يف قتل املؤمن بالكافر ) 30 / 8( سنن البيهقي : البيهقي - )10(


85

)1( . ال يقتل مؤمن بكافر) : رأي اجلمهور ( األول )2( . يقتل به) : رأي احلنفية ( الثاين

األول مسند يرجح رأي اجلمهور ، وهو عدم قتل املسلم بالكافر ؛ ألن احلديث : الرأي الراجح هو . ، والثاين مرسل

. ترجيح احلديث املوثوق بصحته على غريه : الفرع الثالث • عندما يكون أحد احلديثني مسندا إىل كتاب موثوق بصحته ، كصحيحي مسلم والبخـاري،

لى واآلخر أقل درجة من األول ، فيقدم ما رواه الستة على غريه ، مث ما اتفق عليه البخاري ومسلم ع )3 ( .غريمها ، مث ما رواه البخاري ، مث ما رواه مسلم ، مث ما رواه أصحاب السنن

:ما جاء يف نكاح احملرم :ومثاله -قـال الترمـذي " نكح ميمونة وهو حـالل أن النيب " روى أبو رافع :احلديث األول )4( - حديـث حسن )5 ( "حها وهو حرام نك أن النيب " روى ابن عباس :احلديث الثاين

إن ابن عباس أفقه من أيب رافع ، : فاحلنفية قدموا رواية ابن عباس وجوزوا نكاح احملرم ، وقالوا وأيضا حديث ابن عباس رواه مسلم ، وحديث أيب رافع رواه الترمذي ، وما رواه مسلم مقدم على ما

)6( . رواه الترمذي نكاح احملرم ؛ ألن حديث أيب رافع له شاهد آخر ، وهو حديث ميمونة حرمة : الرأي الراجح هو

.، وهي صاحبة القصة ، فهو مقدم على حديث ابن عباس

. ترجيح احلديث العايل اإلسناد على احلديث األدىن منه : الفرع الرابع •ـ : الترجيح بعلو اإلسناد هو ه إسـنادا ؛ أي قلة عدد رجال السند ، فهو راجح على األدىن من

الذي يكون عدد رجال السند فيه أكثر من األول ؛ ألن احتمال الغلط واخلطأ يكون أقل يف احلديث

الفقه : الزحيلي - ) 342 / 9( املغين : ابن قدامة - ) 769( بداية اتهد واية املقتصد : ن رشد اب- ) 41 / 6( األم : الشافعي - )1( ) .276 / 6( اإلسالمي وأدلته

) .237 / 7( بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع : الكاساين - )2( / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 4162 / 8( التحبري شرح التحرير : املرداوي - ) 330 / 4( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )3(

1132. ( .841ما جاء يف كراهية تزويج احملرم ، ح ) 23( كتاب احلج ، باب ) 126 / 3( سنن الترمذي : الترمذي - )4( .83 سبق خترجيه يف صفحة - )5( ) .232 / 3( شرح فتح القدير : ابن اهلمام - )6(


86

)1( . الذي يكون رجاله أقل يف إقامة الصالة روي حديثان متعارضان :ومثاله

ز عـن أيب روى سعيد بن عامر عن مهام عن عامر األحول عن مكحول أن أبا حمريي :احلديث األول علمه األذان تسع عشرة كلمة ، واإلقامة سـبع عـشرة - -أن النيب " حمذورة رضي اهللا عنه

-قـال الترمــذي " ذكر فيه اإلقامة مثــىن ، مثــىن ……"ويف رواية الدارمي " كلمة )2 ( -حديـث حـسن صحيح

خالد احلذاء عن أيب قالبة عن روى عمران بن ميسرة ، حدثنا عبد الوارث ، حدثنا :احلديث الثاين )3( " أمر بالل أن يشفع األذان ، ويوتر اإلقامة : " أنس قال

ثالثة ، وخالـد - -فإن خالدا وعامرا من طبقة واحدة ، وحديث عامر بينه وبني النيب ويكون إفـراد ، )4( اثنان ، فيكون حديث خالد أرجح من حديث عامر - -بينه وبني النيب

.اإلقامة أرجح من تثنيتها واهللا أعلم .ترجيح احلديث األشد تقصيا على ما هو أدىن منه : الفرع اخلامس •

أن تكون إحدى الروايتني أمـس سياقا للحديث ، وأشد تقصيا ، فتكون عندئـذ أوىل مـن )5( . غريها ؛ ألا تدل على حفظ راويها وضبطه

مـن - - أفرد احلج ، وقد وصف خروج النيب - - ما روى جابر أن النيب :اله ومثاملدينة مرحلة مرحلة ، ودخوله مكة ، ومناسكه على الترتيب ، وانصرافه إىل املدينة ، فإا تقدم على

)6( . رواية أنس ، أنه أهل بالعمرة مع احلج حبج مفرد ، وأقبلت عائشة - -لني مع رسول اهللا أقبلنا مه: " أنه قال :أما رواية جابر فهي

/ 3( اية السول : اإلسنوي - ) 333 / 4( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - ) 263 / 2( التحصيل من احملصول : انظر األرموي - )1(

: هيتو - ) 377( مذكرة الشنقيطي : الشنقيطي - ) 1128 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 152 / 6( البحر احمليط : الزركشي - ) 277 ) .478( الوجيز يف أصول التشريع اإلسالمي

( سنن الدارمي : الدارمي - 192ما جاء يف الترجيع يف األذان ، ح ) 140( كتاب الصالة ، باب ) 372 / 1( سنن الترمذي : الترمذي - )2( .كتاب الصالة ، باب الترجيع يف اآلذان ) 291 / 1 .603بدء األذان ، ح ) 1( كتاب األذان ، باب ) 123( ي صحيح البخار: البخاري - )3( ) .152 / 6( البحر احمليط : الزركشي - )4( ) .168 / 2( العدة يف أصول الفقه : الفراء - )5( .نفس الصفحة : املرجع السابق - )6(


87

، حىت إذا قـدمنا طفنـا بالكعبـة )2( عركت )1( رضي اهللا عنها بعمرة ، حىت إذا كنا بسرف حل ماذا ؟ : فقلنا : أن حيل منا من مل يكن معه هدي ، قال والصفا واملروة ، فأمرنا رسول اهللا

فواقعنا النساء ، وتطيبنا بالطيب ، ولبسنا ثيابنا ، وليس بيننا وبـني عرفـة إال "احلل كله : "قال على عائشة رضـي اهللا عنـها ، - -أربع ليال ، مث أهللنا يوم التروية ، مث دخل رسول اهللا

شأين أين قد حضت ، وقد حل الناس ، ومل أحلل ، : قالت " ما شأنك ؟ : " فوجدها تبكي ، فقال إن هذا أمر قد كتبه اهللا على بنـات : " بالبيت ، والناس يذهبون إىل احلج اآلن ، فقال ومل أطف

ففعلت ووقفت املواقف ، حىت إذا طهرت طافت بالكعبـة ، " آدم ، فاغتسلي ، مث أهلي باحلج ، د يا رسول اهللا إين أج : فقالت " قد حللت من حجك وعمرتك مجيعا : "والصفا واملروة ، مث قال

فأعمرها مـن ! فاذهب ا ، يا عبد الرمحن : " يف نفسي أين مل أطف بالبيت حىت حججت ، قال )3( " وذلك ليلة احلصبة " التنعيم

: وأما رواية أنس فهي لبيـك عمـرة : يليب باحلج والعمرة مجيعا ، يقول - -مسعت رسول اهللا : " أنه قال

)5( - حديث صحيح - ) 4( " ا وحجا معا ، لبيك عمرة وحج خالصة هذا املطلب

: بعد دراسة الترجيحات اليت ختتص بنفس الرواية خنلص إىل ما يلي . إن احلديث املتواتر يقدم على حديث اآلحاد - 1 . واحلديث املسند يقدم على احلديث املرسل - 2 . على غريه واحلديث الذي روي يف كتاب موثوق بصحته يقدم- 3 . واحلديث العايل إسنادا يرجح على غريه - 4 . واحلديث األشد تقصيا للرواية يقدم على غريه - 5

شرح النووي على صحيح : النووي . [ ، وهو أقرب إىل مكة ، على أميال منها مكان بني مكة واملدينة : سرف بفتح السني املهملة وكسر الراء - )1(

) ] .146 / 8( مسلم ) ] .158 / 8( شرح النووي على صحيح مسلم : النووي . [ حاضت : عركت بفتح العني والراء ، ومعناه - )2( .1213 - 136، ح … وه اإلحرام ، وأنه جيوز إفراد احلج بيان وج ) 17( كتاب احلج ، باب ) 604( صحيح مسلم : مسلم - )3( .1795يف اإلقران ، ح ) 24( كتاب احلج ، باب ) 276( سنن أيب داود : أبو داود - )4( .1579ح ) 337 / 1(صحيح أيب داود : األلباين - )5(


88

:املبحث الثاين الترجيح بواسطة املنت

بعد دراسة الترجيحات املختصة باإلسناد ، انتقلت إىل دراسة الترجيحات اليت ختتص بـاملنت ، باملنت قد تعود إىل صفات زائدة يف منت أحد احلديثني املتعارضني ، وقد تكـون والترجيحات املختصة

بني األحكام التكليفية ، كما سيتضح ذلك يف موضعه ، : فبناء على ما سبق ميكن أن أقسم هذا املبحث إىل مطلبني

. أحدمها الترجيح بني اخلربين املتعارضني لوجود صفات زائدة يف منت: املطلب األول • .الترجيح بني األحكام التكليفية : املطلب الثاين •


89

:املطلب األول .الترجيح بني اخلربين املتعارضني لوجود صفات زائدة يف منت أحدمها

إذا كان يف منت أحد احلديثني صفات زائدة على اآلخر فإنه يرجح على غريه ، وتفصيل هـذه : تالية الزيادات يف الفروع السبعة ال

.يقدم اخلرب املشتمل على زيادة يف الفعل على غريه : الفرع األول • .يقدم اخلرب الذي تضمن بيان احلكم املتنازع فيه على غريه : الفرع الثاين • . يرجح اخلرب اجلامع بني احلكم وعلته على احلديث الذي مل يذكر العلة : الفرع الثالث • . د على غريه يرجح اخلرب املؤك: الفرع الرابع • .يرجح اخلرب الذي فيه ديد وختويف على ما ليس فيه : الفرع اخلامس • .يرجح اخلرب الذي يدرأ احلد على اخلرب املوجب له : الفرع السادس • .يرجح اخلرب املثبت على اخلرب النايف : الفرع السابع •


90

ملا فيه من ريه ، يقدم اخلرب املشتمل على زيادة يف الفعل على غ: الفرع األول • )1( . زيادة العلم تعارض خرب التكبري يف الركعة األوىل من صالة العيد سبعا ، مع خرب التكبري فيها أربعا : ومثاله

؛ فريجح خرب التكبري يف الركعة األوىل من صالة العيد سبعا على خرب التكبري فيها أربعا ، ملا فيه مـن )2( . ألقل زيادة فهو أحوط من ا

- أن رسـول اهللا - رضي اهللا عنها -ما روت عائشة : إن احلديث املشتمل على الزيادة هو - " 4( - حديث صحيح - )3( " كان يكرب يف الفطر واألضحى تكبريات ، ويف الثانية مخسا

( رضـي اهللا -ليمـان أن سعيد بن العاص سأل أبا موسى األشعري وحذيفة بن ا :واحلديث اآلخر

كان يكرب : يكرب يف األضحى والفطر ؟ فقال أبو موسى - -كيف كان رسول اهللا : -عنهما كـذلك كنـت أكـرب يف : صدق ، فقال أبو موسى : أربعا ، تكبريه على اجلنائز ، فقال حذيفة

)6( - حديث صحيح - )5( " البصرة ، حيث كنت عليهم )7( .خلرب الذي تضمن بيان احلكم املتنازع فيه على غريه يقدم ا : الفرع الثاين •

: مسألة طهارة اجللود بالدباغ : ومثاله إذا دبـغ اإلهاب فقـد : " قال - - أن النـيب - - روى ابن عباس :احلديث األول

)8( " طهر

ى عـن " - -هللا أن رسول ا- - عن أيب املليح بن أسامة ، عن أبيه :احلديث الثاين و . )10( - حديث صحيح - )9( " جلود السباع

) .381( مذكرة الشنقيطي : الشنقيطي - )1( ) .140،141 / 2( سبل السالم : الصنعاين - ) 179 / 2( ة يف أصول الفقه العد: الفراء - )2( .1149التكبري يف العيدين ، ح ) 251( كتاب الصالة ، باب ) 179( سنن أيب داود : أبو داود - )3( .1018ح ) 213 / 1( صحيح سنن أيب داود : األلباين - )4( . 1153التكبري يف العيدين ، ح ) 251( كتاب الصالة ، باب ) 179( سنن أيب داود : أبو داود - )5( .1022ح ) 213 / 1( صحيح سنن أيب داود : األلباين - )6( ) .984 / 2( احلاصل من احملصول : األرموي - ) 173 / 4( املستصفى : الغزايل - ) 426( اإلشارة : الباجي - )7( .366 - 105طهارة جلود امليتة بالدباغ ، ح ) 27( كتاب احليض ، باب ) 187( م صحيح مسل: مسلم - )8( .4132يف جلود النمور والسباع ، ح ) 43( كتاب اللباس ، باب ) 616( سنن أيب داود : أبو داود - )9( 3480ح ) 779 / 2( صحيح أيب داود : األلباين - )10(


91

يدل احلديث األول على أن جلود السباع تطهر بالدباغ ، واحلديث الثاين :وجه الداللة من احلديثني ى عن استعمال جلود السباع ، حىت بعد الدباغ ، فريجح احلديث األول ؛ ألنه ذكر الفعل وذكـر

؛ ألن كال منهما جنـس )1( د السباع تطهر بالدباغ ، ماعدا جلد الكلب واخلنـزير حكمه ، فجلو .العني ، فال يطهر أبدا

. يرجح اخلرب اجلامع بني احلكم وعلته على احلديث الذي مل يذكر العلة : الفرع الثالث •كذلك ، أو كـان إذا تعارض خربان ، وكان أحدمها جامعا بني احلكم وعلته ، واآلخر ليس

فريجح اخلرب الذي مجع بني احلكم وعلته علـى أحدمها قد ورد بسبب ، واآلخر ورد من غري سبب ، غريه ؛ ألن اخلرب اجلامع بني احلكم وعلته مهتم باحلكم أكثر من اخلرب الذي تضمن احلكم دون العلة ،

)2( . ويرجح ما ورد لسبب على الذي ورد من غري سبب جاء يف قتل النساء والصبيان ما : ومثاله

:احلديث األول لو : فقال - رضي اهللا عنهما - حرق قوما ، فبلغ ابن عباس - -أن عليا : عن عكرمة

-ولقتلهم ، كما قال النيب " ال تعذبوا بعذاب اهللا : " قال - -كنت أنا مل أحرقهم ، ألن النيب - " 3( " قتلوهمن بدل دينه فا (

:احلديث الثاين وجـدت امرأة مقتـولة يف بعــض : قال - رضي اهللا عنـهما - عن نافع ، عن ابن عمر

. )4( " عن قتل النساء والصبيان - - ى رسول اهللا " - -مغـازي رسول اهللا : وجه الداللة من احلديثني

م مع ذكر علته ، وهي تبديل الدين ، فيشمل الذكر واألنثى ، أما ففي احلديث األول ذكر احلك )5( . عن قتل النساء ، ففيه احلكم دون ذكر العلة ، فيقدم احلديث األول - - يه . يرجح اخلرب املؤكد على غريه : الفرع الرابع •

) .54 / 4( بشرح النووي صحيح مسلم : النووي - )1( الشنقيطي - ) 984 / 2( احلاصل من احملصول : األرموي - ) 85( اإلشارة : الباجي - ) 170 / 2( العدة يف أصول الفقه : انظر الفراء - )2( ) .382( مذكرة الشنقيطي : .3017ال يعذب بعذاب اهللا ، ح ) 149( كتاب اجلهاد والسري ، باب ) 553( صحيح البخاري : البخاري - )3( .3015قتل النساء يف احلرب ، ح ) 148( كتاب اجلهاد والسري ، باب ) 553( صحيح البخاري : البخاري - )4( ) .382( مذكرة الشنقيطي : الشنقيطي - ) 170 / 2( العدة يف أصول الفقه : الفراء - )5(


92

تأكيد فريجح اخلرب إذا تعارض خربان كان يف أحدمها تأكيد على احلكم ، واآلخر ليس فيه )6 ( .الذي تضمن التأكيد على غريه

-: ما جاء يف نكاح املرأة دون محرم :مثاله : قال - - أن رسول اهللا - رضي اهللا عنها - ما رواه عروة عن عائشة :احلديث األول

فإن دخل ا ، اطلأميا امرأة نكحت بغري إذن وليها فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فنكاحها ب " حديـث - " فلها املهر مبا استحـل من فرجـها ، فإن اشتجروا فالسلـطان ويل من ال ويل له

)1( -حسن

األمي أحق بنفسها مـن : " قال - - أن النيب - -ما رواه ابن عباس : احلديث الثاين ) " )2ا ؟وإذا صما. وليها ، والبكر تستأذن يف نفسها

:وجه الداللة من احلديثني يدل احلديث األول على تأكيد أن من تزوجت بغري إذن وليها فنكاحها باطل ، باطل ، باطل ، واحلديث الثاين يدل على أن املرأة إذا تزوجت بغري إذن وليها فنكاحها صحيح فريجح احلديث األول

.؛ ملا فيه من التأكيد )3 ( .يرجح اخلرب الذي فيه ديد وختويف على ما ليس فيه :الفرع اخلامس •

. ما جاء يف صيام يوم الشك :ومثاله

من صام اليوم الذي يشك فيه النـاس فقـد " مرفوعا - - ما رواه عمار :احلديث األول )4( - حديث حسن صحيح - " - -عصى أبا القاسم

من صام يوما " : يقول - - قال مسعت النيب - - عن أيب سعيد اخلدري :احلديث الثاين ) 5 ( "يف سبيل اهللا ، بعد اهللا وجهه عن النار سبعني خريفا

:وجه الداللة من احلديثني

) .383( مذكرة الشنقيطي : الشنقيطي - ) 984 / 2( صول احلاصل من احمل: األرموي - )6( .1102ما جاء ال نكاح إال بويل ، ح ) 14( كتاب النكاح ، باب ) 264 / 3( سنن الترمذي : الترمذي - )1( .1421 - 66كوت ، ح استئذان الثيب يف النكاح بالنطق والبكر بالس ) 9( كتاب النكاح ، باب ) 707( صحيح مسلم : مسلم - )2( )383( مذكرة الشنقيطي : الشنقيطي - ) 1131 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 268/ - 2( التحصيل من احملصول : األرموي - )3( . 686كتاب الصوم ، باب ما جاء يف كراهية صوم يوم الشك ، ح ) 45 / 3( سنن الترمذي : الترمذي - )4( .2840فضل الصوم يف سبيل اهللا ، ح ) 36( كتاب اجلهاد والسري ، باب ) 524( صحيح البخاري : اري البخ- )5(


93

إن احلديث األول فيه ديد ، وختويف من صيام يوم الشك ، واحلديث الثاين فيه ترغيـب يف لذي فيه ختويف من صيام يوم الشك مقدم على غريه من األحاديث املرغبة يف صيام النافلة ، فاحلديث ا

.صيام النافلة

.تعارض اخلرب الذي يدرأ احلد مع اخلرب املوجب له : الفرع السادس • إذا تعارض اخلرب الذي يدرأ احلد مع اخلرب املوجب له ، فريجح اخلرب الذي يدرأ احلد على الذي

) 1( . يوجبه ادرأوا : " - -قال رسول اهللا : قالت - رضي اهللا عنها - ما روي عن عائشة :ودليله

احلدود عن املسلمني ما استطعتم ، فإن كان له خمرج فخلوا سبيله ؛ فإن اإلمام إن يخطئ يف العفو )2( - حديث ضعيف -" خري من أن يخطئ يف العقوبة

رجم يف الزنا اجتماع اجللد وال:ومثاله ملا أتى ماعز بن مالك : " ما روى ابن عباس رضي اهللا عنهما قال :حديث الرجم : احلديث األول

" ال يا رسول اهللا ، قـال : قال "لعلك قبلت ، أو غمزت ، أو نظرت ؟ " : قال له - -النيب )3 ( " فعند ذلك أمر برمجه : ال يكين ، قال "أنكتها ؟

قال رسول اهللا : قال - -عبادة بن الصامت ما رواه : حديث الرجم واجللد : احلديث الثاين - - : " خذوا عين ، خذوا عين ، قد جعل اهللا هلن سبيال ، البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة

)4 ( "، والثيب بالثيب ، جلد مائة والرجم ألول أن حد الزاين احملصن هو الرجم فقـط ، واحلـديث يفيد احلديث ا : وجه الداللة من احلديثني

الثاين يفيد أن حد الزاين احملصن اجللد مث الرجم ، فيرجح احلديث األول ألنه مسقط للجلـد ويبقـي .الرجم

: يرجح اخلرب املثبت على اخلرب النايف : الفرع السابع • )5 ( .ح اإلثبات على النفي إذا تعارض خربان ، أحدمها مثبت ، واآلخر ناف فيترج

) .424( اجلامع ملسائل أصول الفقه : النملة - ) 987 / 2( احلاصل من احملصول : األرموي - )1( .1424جاء يف درء احلدود ، ح ما ) 2( كتاب احلدود ، باب ) 453 / 3( سنن الترمذي : الترمذي - )2( لعلك ملست أو : كتاب احملاربني من أهل الكفر والردة ، باب هل يقول اإلمام للمقر ) 1237( صحيح البخاري : البخاري - )3(

.6824غمزت ، ح .1690 - 12حد الزىن ، ح ) 3( كتاب احلدود ، باب ) 897( صحيح مسلم : مسلم - )4( ) .541( املنخول : الغزايل - ) 171 / 2( العدة يف أصول الفقه : راء الف- )5(


94

: داخل الكعبة - - ما جاء يف صالة النيب :مثاله ملا دخل البيت دعـا يف " - - أن النيب - - ما روى أسامة بن زيد :احلديث األول

هذه قبلة : نواحيه كلها ومل يصل فيه حىت خرج ، فلما خرج ، ركع يف قبل البيت ركعتني ، وقال )1( " بل يف كل قبلة من البيت : ما نواحيها ؟ أيف زواياها ؟ قال: لت له ق،

:احلديث الثاين أخربين بالل أو عثمان بن طلحة ، أن رسول : قال - رضي اهللا عنهما - عن عبد اهللا بن عمر

)2( " صلى يف جوف الكعبة بني العمودين اليمانيني - -اهللا :لة من احلديثني وجه الدال

مل يصل داخل الكعبة ، ويدل احلديث الثاين أن الـنيب - -: يدل احلديث األول أن النيب - - لى يف جوف الكعبة ، فريجح حديث بالل على حديث أسامة ألن اإلثبات مقدم علـىص

. النفي خالصة هذا املطلب

: ئدة يف أحد اخلربين خنلص إىل ما يلي بعد دراسة الترجيح عن طريق وجود صفات زا .يرجح اخلرب املشتمل على زيادة يف الفعل على غريه .1 .يرجح اخلرب الذي تضمن بيان احلكم املتنازع فيه على اآلخر .2 .يرجح اخلرب اجلامع بني احلكم وعلته على احلديث الذي مل جيمع بني احلكم وعلته .3 . يرجح اخلرب املؤكد على غريه .4 .خلرب الذي فيه ديد وختويف على ما ليس فيه يرجح ا .5 .يرجح اخلرب الذي يدرأ احلد على اخلرب املوجب له .6 .يرجح اخلرب املثبت على اخلرب النايف .7

.1330 - 395استحباب دخول الكعبة للحاج وغريه ، ح ) 68( ، كتاب احلج ، باب ) 664( صحيح مسلم : مسلم - )1( .1329 - 394ه ، ح استحباب دخول الكعبة للحاج وغري ) 68( ، كتاب احلج ، باب ) 663( صحيح مسلم - )2(


95

:املطلب الثاين .الترجيح بني األحكام التكليفية

ة يف مـنتالترجيح بني األخبار املتعارضة لوجود صـفات زائد( بعد دراسة املطلب األول من ترجيحات املنت ، انتقلت إىل املطلب الثاين من ترجيحات املنت وهو التـرجيح بـني ) أحدمها

األحكام التكليفية ، فقد عرفت يف هذا املطلب احلكم التكليفي ، وذكرت أقسام األحكام التكليفيـة .اخلمسة ، مع تعريف كل قسم منها ، مث ذكرت الترجيحات بني تلك األحكام

-: فبناء على ما سبق قسمت هذا املطلب إىل متهيد ، وأربعة فروع على النحو التايل .احلكم التكليفي وأقسامه : التمهيد • .تعارض التحرمي مع الوجوب ، أو الندب ، أو الكراهة :الفرع األول • .تعارض احلرمة مع اإلباحة : الفرع الثاين • . مع الندب ، أو اإلباحة ، أو الكراهة تعارض الوجوب: الفرع الثالث • . تعارض الكراهة مع الندب ، أو اإلباحة ، وتعارض الندب مع اإلباحة : الفرع الرابع •


96

:التمهيد . احلكم التكليفي وأقسامه

يف هذا التمهيد ذكرت تعريـف احلكم التكليفي ، وذكرت أقسامه مع تعريـف كل واحد . منها :كم التكليفي هو احل: أوال

)1( .خطاب اهللا تعاىل املتعلق بأفعال املكلفني على جهة االقتضاء أو التخيري : أقسام األحكام التكليفية : ثانيا

: ينقسم احلكم التكليفي إىل مخسة أقسام على النحو التايل )2( . شرعا يف حالة ما خطاب الشارع بفعل ما تركه سبب للذم : اإلجياب هو : األول )3( . خطاب اهللا املتعلق بطلب الفعل طلبا غري جازم: الندب هو : الثاين

)4( . خطاب اهللا املتعلق بطلب الكف عن الفعل على جهة اجلزم : التحرمي هو : الثالث )5( .ن به خطاب اهللا املتعلق بطلب املقتضي للترك ومل مينع من اإلتيا : الكراهة هي: الرابع

)6( . اخلطاب الذي خري الشارع فيه املكلف بني الفعل والترك : اإلباحة هي : اخلامس .تعارض التحرمي مع الوجوب أو الندب ، أو الكراهة :الفرع األول •

، أو الكراهـة ؛ ألن الغالب من النـهي طلب ترجح احلرمة على الوجوب ، أو النـدبلغالب من األمر طلب حتصيل املصلحة ، ودفع املفاسـد مقـدم على جلب املصاحل دفع املفسدة ، وا

، فترجح احلرمة على الكراهة ؛ ألن من فعـل احلـرام وقع يف اإلمث خبـالف الكراهة فال يعاقـب )7( . فاعلها

:مثال تعارض النهي مع الوجوب

) .47 / 1( شرح املنهاج يف علم أصول : األصفهاين - )1( ) .28( منتهى السول يف علم األصول : اآلمدي - )2( ) . 137 / 1( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )3( .نفس الصفحة : املرجع السابق - )4( ) .1/ 54( اية السول : اإلسنوي - )5( .نفس الصفحة : املرجع السابق - )6( التحبري شرح : املرداوي - ) 681 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - ) 336 / 4( اإلحكام يف أصول األحكام : انظر اآلمدي - )7(

: النملة - ) 399( خل إىل مذهب اإلمام أمحد املد: الدمشقي - ) 1136 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 4185 ، 4166 / 8( التحرير ) .1192 / 2( أصول الفقه اإلسالمي : الزحيلي - ) 425( اجلامع ملسائل أصول الفقه


97

: " ذكر رمضان ، فقال - - اهللا أن رسول" -رضي اهللا عنهما-عن ابن عمر : احلديث األول )1 ( " ال تصوموا حىت تروا اهلالل ، وال تفطروا حىت تروه ، فإن غم عليكم فاقدروا له

من صام اليوم الذي يشك فيه الناس فقد : " قال - - عن عمار بن ياسر :واحلديث الثاين )2( - حديث حسن صحيح - " - -عصى أبا القاسم

:لة من احلديثني وجه الدال دل احلديث األول على أن من رأى هالل رمضان فعليه الصيام ، ومن مل يره فعليـه بالـصيام أيضا ؛ ألن معىن فاقدروا أي ضيقوا ، فأوجب صيام يوم الشك ، واحلديث الثاين حرم صـيام يـوم

) 3( . الشك ، فتقدم احلرمة على الوجوب، فيحرم صيام يوم الشك :تعارض احلرمة مع اإلباحة : الفرع الثاين •

:اختلف العلماء يف تعارض احلرمة مع اإلباحة إىل ثالثة أقوال )4( . ترجح احلرمة على اإلباحة) : رأي اجلمهور ( األول )5( . ترجح اإلباحة على احلرمة) : رأي اآلمدي ( الثاين

)6( . نهما ، وحنتاج إىل مرجحالتعارض بي ) : رأي الغزايل( الثالث : واستدل كل فريق بأدلة ، على النحو التايل

:استدل أصحاب هذا الفريق بالسنة واملعقول: أدلة الفريق األول : الدليل من السنة وهلم فيها دليالن

" : - - قال حفظت عن رسـول اهللا - رضي اهللا عنهما -عن احلسن بن علي : األول )7( - حديث حسن صحيح - " ما يريبك إىل ما ال يريبكدع

يدل احلديث على أن احلرمة مقدمة على غريها من األحكام ألن الذي يريبه جواز الفعل أمـا .ترك الفعل فال يريبه

.1906إذا رأيتم اهلالل فصوموا ، ح " - -قول النيب ) 11( كتاب الصوم ، باب ) 345( صحيح البخاري : البخاري - )1( . ) 4( حاشية 92ه يف صفحة سبق خترجي- )2( ) .106( أدلة التشريع املتعارضة : انظر بدران - )3( ) 109( األشباه والنظائر : ابن جنيم - ) 4182 / 8( التحبري شرح التحرير : املرداوي - ) 987 / 2( احلاصل من احملصول : األرموي - )4( ) .400( كتاب إعالم املوقعني القواعد الفقهية املستخرجة من: اجلزائري - ) .338 / 4( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )5( ) .177 / 4( املستصفى : الغزايل - )6( .2518، ح ] 125 ت - 60م ) [ 60( كتاب صفة القيامة والرقائق والورع ، باب ) 382 / 4( سنن الترمذي : الترمذي - )7(


98

: يقول - -مسعت رسول اهللا : قال - - ما رواه النعمان بن بشري :الثاين ل بين ، وإن احلرام بين ، وبينهما مشتبهات ال يعلمها كثري من الناس ، فمن اتقى إن احلال "

. )1( . "…الشبهات استربأ لدينه وعرضه . دل هذا احلديث أيضا على احلث على ترك الشبهات ؛ خوفا من الوقوع يف احلرام

:الدليل من املعقول ألن احلظر يترتب عليه ترك مفسدة ، بينما اإلباحة ال يترتب عليها يرجح احلظر على اإلباحة ؛

)2( . ترك مفسدة ، أو حتصيل منفعة ؛ وألن العمل مبقتضى احلرام أحوط :أدلة الفريق الثاين وقد استدلوا باملعقول من وجهني

. األصل إن األصل يف األشياء اإلباحة وليس احلرمة فعند التعارض نرجع إىل: األول إن داللة املبيح متحدة ؛ أي اإلباحة ال حتتمل حكما آخرا ، وداللة احلرمة متعددة ؛ أي : الثاين

)3( . أن النهي يشمل احلرام واملكروه : دليل الفريق الثالث ان يف الرجحان يقوى باإلباحة ، واخلرب احملرم يقوى باالحتياط ، فاخلربان متساوي إن اخلرب املبيح

)4( . ، فال يقدم أحدمها على اآلخر نالحظ أن أدلة الفريق األول أقوى األدلة ؛ ألا مدعمة بالسنة واملعقول ، خبالف غريها : الراجح

.؛ فإا أدلة عقلية حمضة لو كان هناك حيوان متولد من حيوان مأكول اللحم ، وحيوان غري مأكول اللحم ، فحكـم :مثاله

ذا احليوان املتولد يتردد بني احلرمة تبعا للحيوان غري مأكول اللحم ، وبني اإلباحة تبعـا للحيـوان ه . ، فتقدم احلرمة على اإلباحة )5( مأكول اللحم

لو رمى صيدا فوقع يف املاء ، أو كان على سطح جبل ، مث تردى منه إىل األرض ؛ فـإن :مثال آخر احلرمة واإلباحة ، فاحلرمة ألنه غرق يف املاء ، أو سقط من فوق اجلبـل ، حكم هذا الصيد يتردد بني

)6( . واإلباحة ألنه صيد ، والصيد حالل ؛ فترجح احلرمة على اإلباحة

.1599 - 107أخذ احلالل وترك الشبهات ، ح ) 20( ، كتاب املساقاة ، باب ) 833( صحيح مسلم : مسلم - )1( ( املدخل إىل مذهب اإلمام أمحد : الدمشقي - ) 1136 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 679 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - )2(

) .425( ل الفقه اجلامع ملسائل أصو: النملة - ) 399 ) .337 / 4( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )3( ) .22( أصول الفقه : فايد - )4( ) .109( األشباه والنظائر : ابن جنيم - )5(


99

:تعارض الوجوب مع الندب أو اإلباحة أو الكراهة : الفرع الثالث •ن تارك الواجب مستحق للعقـاب يرجح الوجوب على الندب ، أو اإلباحة ، أو الكراهة ؛ أل

)1 ( .خبالف تارك املندوب واملباح واملكروه فال يستحق العقاب ، وذلك أحوط للدين يف احلديث القدسي - -قال رسول اهللا : قال - - ودليل ذلك ما روى أبو هريرة

ب إيل مما افترضت عليه من عادى يل وليا فقد آذنته باحلرب ، وما تقرب إيل عبدي بشيء أح " : كنت مسعه الذي يـسمع بـه ، : ، وما يزال عبدي يتقرب إيل بالنوافل حىت أحبه ، فإذا أحببته

وبصره الذي يبصر به ، ويده اليت يبطش ا ، ورجله اليت ميشي ا ، وإن سألين ألعطينه ، ولئن عن نفس املؤمن يكره املوت وأنا أكره استعاذين ألعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي

هاءتس2( " م( دل احلديث أن الواجب أفضل من غريه من الندب ، أو اإلباحة ، لقول اهللا عز وجل يف :وجه الداللة

. "وما تقرب إيل عبدي بشيء أحب إيل مما افترضت عليه " احلديث : حة ، وتعارض الندب مع اإلباحة تعارض الكراهة مع الندب أو اإلبا: الفرع الرابع •

)3( . ترجح الكراهة على الندب ، أو اإلباحة ؛ لالحتياط يف العمل به ، ويرجح الندب على اإلباحة . الصالة يف األوقات املنهي عنها :ومثاله

إذا : " - -قال الـنيب : قال - - ما روى أبو قتادة بن ربعي األنصاري :احلديث األول )4( " أحدكم املسجد ، فال جيلس حىت يصلي ركعتنيدخل

ال صـالة بعـد : " يقول - -مسعت رسول اهللا : عن أيب سعيد اخلدري قال :احلديث الثاين )5( " الصبح حىت ترتفع الشمس ، وال صالة بعد العصر حىت تغيب الشمس

: وجه الداللة من احلديثني على استحباب الصالة عند دخول املسجد ، واحلديث الثـاين دل علـى دل احلديث األول

كراهية الصالة بعد صالة الصبح حىت ترتفع الشمس ، والصالة بعد العصر حىت تغيـب الـشمس ،

. نفس الصفحة : املرجع السابق - )6( - ) 566 / 2( الفروق : القرايف - ) 4166 / 8( التحبري شرح التحرير : املرداوي - ) 682 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - )1(

) .424( اجلامع ملسائل أصول الفقه : النملة .6502التواضع ، ح ) 38( كتاب الرقاق ، باب ) 1185( صحيح البخاري : البخاري - )2( ) .4186 ، 4185 / 8( التحبري شرح التحرير : رداوي امل- ) 682 ، 681 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - )3( .1163ما جاء يف التطوع مثىن مثىن ، ح ) 25( كتاب التهجد ، باب ) 216( صحيح البخاري : البخاري - )4( .586، ح ال يتحرى الصالة قبل غروب الشمس ) 32( كتاب مواقيت الصالة ، باب ) 119( صحيح البخاري : البخاري - )5(


100

فتعارض الندب ، وهو الصالة عند دخول املسجد ، مع الكراهة وهو عدم الصالة يف األوقات املنهي .عنها

: العلماء يف هذه املسألة إىل رأيني وقد اختلف ذهب أبو حنيفة إىل كراهية التطوع يف األوقات املنهي عنها مطلقا ، فقدم الكراهـة علـى -:األول . الندب ومجع الشافعي بني احلديثني ، وجوز الصالة ذات السبب يف األوقات املنهي عنها ، ومنـع -:الثاين

)1( . ألوقاتصالة التطوع املطلق يف هذه ا خالصة هذا املطلب

:بعد دراسة هذا املطلب نستنتج ما يلي .يرجح التحرمي على الوجوب ، والندب ، والكراهة ، واإلباحة .1 .يرجح الوجوب على الندب ، واإلباحة ، والكراهة .2 .ترجح الكراهة على الندب ، واإلباحة .3.يرجح الندب على اإلباحة .4

) .93 / 3( نيل األوطار : الشوكاين - )1(


101

املبحث الثالث الترجيح عن طريق داللة األلفاظ

بعد دراسة الترجيحات اخلاصة باإلسناد ، والترجيحات اخلاصة بـاملنت ، ننتقـل إىل دراسـة التعارض بني الدالالت ، وهو ينقسم إىل أربعة أقسام ، وقد وضحه التفتازاين يف كتابه شرح التلـويح

: يح يف أصول الفقه ، فقال على التوضيح ملنت التنق: ملا كان القرآن والسنة نظما داال على املعىن قسم اللفظ بالنسبة إىل املعىن أربعـة تقـسيمات

. باعتبار وضعه له وينقسم إىل العام واخلاص ،واملشترك واملؤول ، واملطلق واملقيـد : التقسيم األول .له فيه ، وينقسم إىل احلقيقة وااز باعتبار استعما: والتقسيم الثاين

. باعتبار ظهور املعىن منه وخفائه ، وينقسم إىل الظاهر،والنص ،واملفـسر،واحملكم : والتقسيم الثالث يف كيفية داللته،وينقسم إىل داللة العبارة ،وداللة اإلشارة، وداللة النص ، وداللـة : والتقسيم الرابع

. )1( االقتضاء ألول والثاين قد مت كتابة رسالة ماجستري فيهما بعنوان تعارض ما خيل بـالفهم للـدكتور فالتقسيم ا

شكري حسني البوسنوي فال حاجة للكتابة فيه مرة أخرى ، وقد فصلت التعارض احلادث بني أفراد ؛ القسم الثالث وأفراد القسم الرابع ، وهذا التعارض قد يكون بني اآليات ، وقد يكون بني األحاديث

ألن داللة األلفاظ أمر خفي ، فقد يفهم بعض العلماء اآلية أو احلديث بداللة معينة، ويفهمها بعضهما .اآلخر بداللة أخرى ، فيقع التعارض

: فبناء على ما سبق قسمت هذا املبحث إىل مطلبني .تعارض الداللة باعتبار ظهور املعىن منه وخفائه : املطلب األول • . الترجيح بني دالالت األلفاظ على املعىن : لثاين املطلب ا •

) .54 / 1( شرح التلويح على التوضيح : التفتازاين - )1(


102

:املطلب األول . تعارض الداللة باعتبار ظهور املعىن منه وخفائه

إن تعارض الداللة باعتبار ظهور املعىن منه وخفائه ينقسم إىل أربعة أقسام وهي الظاهر والـنص ات السابقة ، مث ذكرت حاالت تعارضها مع بعضها واملفسر واحملكم ، وقد عرفت كال من املصطلح

. البعض ، مع ذكر بعض األمثلة عليها : فبناء على ما سبق قسمت هذا املبحث إىل متهيد ، وثالثة فروع على النحو التايل

.أقسام الداللة باعتبار ظهور املعىن ، وتعريف كل قسم ، وأمثلة عليه : متهيد • . مع الظاهر تعارض النص: الفرع األول • .تعارض املفسر مع النص ، أو الظاهر : الفرع الثاين • .تعارض احملكم مع املفسر ، أو النص ، أو الظاهر : الفرع الثالث •


103

.أقسام الداللة باعتبار ظهور املعىن ، وتعريف كل قسم ، وأمثلة عليه : متهيد .الظاهر والنص واملفسر واحملكم: م تنقسم الداللة باعتبار ظهور املعىن إىل أربعة أقسا

: تعريف األقسام السابقة وأمثلة عليها مث إن زاد الوضوح بأن سيق الكالم لـه ، بالنسبة إليه ظاهرااللفظ إذا ظهر املراد منه يسمى " مث إن زاد حىت سد بـاب ، مفسرا مث إن زاد حىت سد باب التأويل والتخصيص يسمى ، نصايسمي

.حمكماتمال النسخ يسمى اح : مثال الظاهر والنص

فهذه اآلية ظاهر يف حل البيع وحرمة ) )1الربا وحرم البيع الله وأحل : قال تعاىل : املثال األول يل سـبب الربا ، ونص يف التفرقة بينهما ؛ ألن النص سيق هلا أصالة ، ال حلل البيع وحرمة الربا ؛ بدل

.الرتول ) )2 ورباع وثالث مثنى النساء من لكم طاب فانكحوا ما : قال تعاىل :املثال الثاين

فهذه اآلية ظاهر يف احلل ، نص يف عدد النساء املباح ، ألن النص جاء لتحديد احلد األقصى يف .ال لبيان حل النكاح اجلمع بني النسوة ، وهو األربع ،

:ومثال املفسر واحملكم

) )3 كآفة المشركني وقاتلوا: قوله تعاىل :مثال املفسر سد باب التخصيص ، لكنه حيتمل النـسخ ؛ لكونـه ) كافة ( فهذه اآلية مفسرة ؛ ألن قوله

.حكما شرعيا : - -قال رسول اهللا : قال - رضي اهللا عنهما -عمر عن عبد اهللا بن :ومثال احملكم

)4( " اخليل معقود يف نواصيها اخلري إىل يوم القيامة " )5( " . سد باب النسخ " إىل يوم القيامة " هذا احلديث حمكم ؛ ألن قوله

) .275( من اآلية : سورة البقرة - )1( ) .3( من اآلية : سورة النساء - )2( ) .36( من اآلية : سورة التوبة - )3( .2849اخليل معقود يف نواصيها اخلري إىل يوم القيامة ، ح ) 43( كتاب اجلهاد والسري ، باب ) 525( لبخاري صحيح ا: البخاري - )4( ) .152( التلقيح شرح التنقيح : الدركاين - ) 232 / 1( شرح التلويح على التوضيح ملنت التنقيح : التفتازاين - )5(


104

: تعارض النص مع الظاهر : الفرع األول •

)1( . ر يرجح النص لقوتهعند تعارض النص مع الظاه

: مثال تعارض النص مع الظاهر ) )2 بأموالكمتبتغوا أن ذلكم وراء ما لكم وأحل : قوله تعاىل تعارض

) ) 3 ورباع وثالث مثنى النساء من لكم طاب فانكحوا ما :مع قوله تعاىل فاآلية األوىل ظاهر يف حل النساء ما عدا احملرمات ، من غري قصر على عدد معني ، واآلية الثانية نص يف أنه ال جتوز الزيادة على أربع زوجات ؛ ألا سيقت ألجل بيان العدد ، فريجح النص علـى

)4( . نساء الظاهر ، فترجح اآلية الثانية ، وحيرم على املسلم أن يتزوج فوق أربع :و الظاهرأتعارض املفسر مع النص : الفرع الثاين •

: )5( إذا تعارض املفسر مع الظاهر أو النص فريجح املفسر على كل منهما : ومثال تعارض املفسر مع النص احلديثان التاليان

: " املستحاضة يف - -عن عدي بن ثابت ، عن أبيه ، عن جده ، عن النيب : احلديث األول حديث- ) 6( " تدع الصالة أيام أقرائها ، مث تغتسل وتصـلي ، والوضـوء عند كل صالة

)7( - صحيح أا تتوضأ يف حال استحاضتها لوقت كل صالة : " يف املستحاضة - - وقال :احلديث الثاين

أداء كانت أو قـضاء أو فاحلديث األول نص يقتضي الوضوء لكل صالة )8( - حديث صحيح -" نفال ، إال إنه حيتمل التأويل فرياد بالالم معىن الوقت ، فيكفي الوضوء الواحد يف كل وقت ، واحلديث

املدخل إىل : الدمشقي - ) 252 / 2( فواتح الرمحوت : اللكنوي - ) 236 / 1( وضيح ملنت التنقيح شرح التلويح على الت: التفتازاين - )1(

) .265( علم أصول الفقه ، : خالف - ) 398( مذهب اإلمام أمحد ) .24( من اآلية : سورة النساء - )2( ).3( من اآلية : سورة النساء - )3( ) .109( أدلة التشريع املتعارضة : بدران - ) 236 / 1( التلويح على التوضيح ملنت التنقيح شرح: التفتازاين - )4( ) .110( أدلة التشريع املتعارضة : بدران - ) 236 / 1( شرح التلويح على التوضيح ملنت التنقيح : التفتازاين - )5( .297تغسل من طهر إىل طهر ، ح : من قال ) 113( باب كتاب الطهارة ، ) 52( سنن أيب داود : أبو داود - )6( .286ح ) 60 / 1( صحيح سنن أيب داود : األلباين - )7( .كتاب الطهارة ، باب املستحاضة كيف تتطهر ) 103 / 1( شرح معاين اآلثار : الطحاوي - )8(


105

األخري مفسر ال حيتمل التأويل ألنه اشتمل على لفظ صريح يف املراد بتجديد املستحاضة وضـوءها ، )9( . فبناء عليه تتوضأ املستحاضة مرة واحدة يف كل وقت

:تعارض احملكم مع املفسر ، أو النص ، أو الظاهر :الفرع الثالث •

)1( : يرجح احملكم على املفسر والنص والظاهر لقوته بالنسبة إىل الثالثة املذكورة : مثال تعارض احملكم مع املفسر

شهادة لهم تقبلوا ولا : مع قوله تعاىل ) )2منكم عدل ذوي وأشهدوا : قوله تعاىل

) )3 أبدا فإن اآلية األوىل مفسر يقتضي قبول شهادة احملدودين يف القذف بعد التوبة ، لكـوم عـدوال بعدها إذ التائب من الذنب كمن ال ذنب له ، واآلية الثانية حمكم يقتضي عدم قبول شهادة احملدودبن

القذف ، وإن تابوا ؛ لوجود التأبيد فيها صرحيا ، فترجح اآلية الثانية ، وال تقبل شهادة من قـذف يف )4( . احملصنات أبدا

خالصة هذا املطلب : بعد دراسة هذا املطلب خنلص إىل ما يلي

نص ، واملفـسر ، الظاهر ، وال : تنقسم ألفاظ الداللة باعتبار ظهور املعىن منه إىل أربعة أقسام .1 .واحملكم

فإذا تعارضت تلك الدالالت ؛ فإنه يقدم األقوى منها ، فيقدم احملكم على املفـسر والـنص .2 .والظاهر

. ويقدم املفسر على النص والظاهر .3 . ويقدم النص على الظاهر .4

) .110( أدلة التشريع املتعارضة : بدران - ) 236 / 1( شرح التلويح على التوضيح ملنت التنقيح : التفتازاين - )9( ) .236 / 1( شرح التلويح على التوضيح ملنت التنقيح : التفتازاين - )1( ) .2( من اآلية : سورة الطالق - )2( ) .4( من اآلية : سورة النور - )3( ) .112( أدلة التشريع املتعارضة : بدران - )4(


106

:املطلب الثاين .الترجيح بني دالالت األلفاظ على املعىن

األول من الترجيح بني دالالت األلفاظ ، وهو الترجيح بني دالالت األلفاظ بعد دراسة املطلب باعتبار ظهور املعىن منه وخفائه ، ننتقل إىل املطلب الثـاين وهـو الترجيـح بني دالالت األلفـاظ

.على املعىن لتقسيمني مع ودالالت األلفاظ هلا تقسيم عند احلنفية ، وتقسيم آخر عند الشافعية ، وقد ذكرت كال ا

.ذكر الترجيحات بينها : فبناء على ما سبق قسمت هذا املطلب إىل متهيد ، ومثانية فروع على النحو اآليت

.أقسام داللة األلفاظ ، وتعريف تلك األقسام : التمهيد • .تعارض عبارة النص مع إشارة النص :الفرع األول • ) .مفهوم املوافقة ( داللة النص تعارض داللة اإلشارة مع: الفرع الثاين • .أن يكون أحد اخلربين منطوقا به ، وما تضمنه اآلخر مفهوما : الفرع الثالث • ) .مفهوم املوافقة ( تعارض داللة االقتضاء مع داللة النص : الفرع الرابع • .تعارض داللة االقتضاء مع داللة اإلشارة : الفرع اخلامس • .لة االقتضاء مع داللة اإلمياء تعارض دال: الفرع السادس • .تعارض داللة اإلمياء مع داللة املفهوم : الفرع السابع • .تعارض مفهوم املوافقة ومفهوم املخالفة : الفرع الثامن •


107

: أقسام داللة األلفاظ ، وتعريف تلك األقسام : متهيد • . والتقسيم اآلخر عند املتكلمني هناك تقسيمان لداللة األلفاظ ، التقسيم األول عند احلنفية

: يقسمون دالالت األلفاظ إىل أربعة أقسام هي : تقسيم احلنفية :التقسيم األول هي داللة اللفظ على ما كان الكالم مسوقا ألجله أصالة أو تبعا ، وعلم قبـل :داللة العبارة : أوال

)1( . التأمل أن ظاهر النص يتناوله هي داللة اللفظ على حكم غري مقصود وال سيق له الـنص ، ولكنـه الزم : ة اإلشارة دالل: ثانيا

)2( . للحكم الذي سيق الكالم إلفادته ، وليس بظاهر من كل وجه هي داللة اللفظ على ثبوت حكم املنطوق به للمسكوت عنه ، لوجود معىن فيه :داللة النص : ثالثا

يف املنطوق به كان ألجل ذلك املعىن ، من غري حاجة إىل نظـر ، يدرك كل عارف باللغة أن احلكم )3( . واجتهاد

هي داللة الكالم على معىن يتوقف على تقديره صدق الكالم أو صحته عقال : داللة االقتضاء : رابعا )4( . أو شرعا

ق واملفهوم املنطو: وهم يقسمون الدالالت إىل قسمني :تقسيم الشافعية :التقسيم الثاين وهو ينقسم إىل قسمني املنطـوق الـصريح . هو ما دل عليه اللفظ يف حمل النطق :املنطوق : أوال

)5( . واملنطوق غري الصريح ما دل عليه اللفظ ال يف حمل النطق ، بأن يكون حكما لغـري املذكـور وحـاال : املفهوم: ثانيا

)6( . من أحواله .ينقسم املنطوق إىل منطوق صريح ومنطوق غري صريح : أقسام املنطوق

)7( . هو ما وضع اللفظ له ، أي ما سيق الكالم ألجله :املنطوق الصريح

) 452 / 1( فواتح الرمحوت : اهلندي - ) 243 / 1( شرح التلويح على التوضيح : التفتازاين - ) 106 / 1( كشف األسرار : البخاري - )1( ) .128( أثر االختالف يف القواعد األصولية : اخلن

أثر االختالف يف القواعد : اخلن - ) 243 / 1( شرح التلويح على التوضيح : التفتازاين - ) 108 / 1( كشف األسرار : البخاري - )2( ) .129( األصولية

) 133( أثر االختالف يف القواعد األصولية : اخلن - ) 160( التلقيح شرح التنقيح : الدركاين - ) 115 / 1( كشف األسرار : البخاري - )3( . ) . 136( الختالف يف القواعد األصولية أثر ا: اخلن - ) 118 / 1( كشف األسرار : البخاري - )4( ) .64 ، 63 / 2( الضياء الالمع : حلولو - ) 93 / 3( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )5( 138( صولية أثر االختالف يف القواعد األ: اخلن - ) 88 / 2( الضياء الالمع : حلولو - ) 93 / 3( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )6( ( ) .139( أثر االختالف يف القواعد األصولية : اخلن - ) 64 / 2( الضياء الالمع : حلولو - )7(


108

)8( . هو ما مل يوضع اللفظ له ، بل هو الزم ملا وضع له : املنطوق غري الصريح : الثة أقسام ينقسم املنطوق غري الصريح إىل ث: أقسام املنطوق غري الصريح

وهي داللة اللفظ على ما يكون مقصودا للمتكلم ، ويتوقف :داللة االقتضاء : القسم األول )1( . عليه صدق الكالم ، أو صحته عقال أو شرعا

هي داللة اللفظ على الزم مقصود املتكلم ، وال يتوقـف عليـه :داللة اإلمياء : القسم الثاين )2( . م أو صحته عقال أو شرعا صدق الكال

)3( . هي داللة اللفظ على الزم غري مقصود املتكلم :داللة اإلشارة : القسم الثالث : ينقسم املفهوم إىل قسمني :أقسام املفهوم : ثانيا

ت عنه هو داللة اللفظ على ثبوت حكم املنطوق به للمسكو :مفهوم املوافقة : القسم األول )4( . ، وموافقته له نفيا أو إثباتا ، ويسمى فحوى اخلطاب ، وحلن اخلطاب

هو داللة اللفظ على ثبوت حكم للمسكوت عنه خمالف ملـا :مفهوم املخالفة : القسم الثاين )5( . دل عليه املنطوق

: )6 ( )منهج احلنفية ومنهج الشافعية ( مقارنة بني املنهجني . إن إشارة النص هي نفسها عند احلنفية والشافعية - 1 . إن داللة االقتضاء هي نفسها عند احلنفية والشافعية - 2 . إن ما يسمى عند احلنفية بداللة النص هو ما يسمى عند املتكلمني مبفهوم املوافقة - 3 . طوق الصريح وداللة اإلمياء إن ما يسميه احلنفية عبارة النص يقابله عند املتكلمني ما يسمى باملن- 4 " ليس عند احلنفية ما يسمى مفهوم املخالفة ، بل يعدونه من االستدالالت الفاسدة - 5

داللة العبارة ، داللـة : ترجح الدالالت عند احلنفية حسب الترتيب التايل : فعند تعارض الدالالت . اإلشارة ، داللة النص ، داللة االقتضاء

.نفس الصفحات : املرجعان السابقان - )8( تالف يف القواعدأثر االخ: اخلن - ) 82 / 2( الضياء الالمع : حلولو - ) 90 / 3( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )1(

) .140( األصولية ) .141( أثر االختالف يف القواعد األصولية : اخلن - ) 90 / 3( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )2( ) .82 / 2( الضياء الالمع : حلولو - )3( ) .143( ف يف القواعد األصولية أثر االختال: اخلن - ) 94 / 3( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )4( ) .143( أثر االختالف يف القواعد األصولية : اخلن - ) 99 / 3( اإلحكام يف أصول األحكام : اآلمدي - )5( ) .143( أثر االختالف يف القواعد األصولية : اخلن - )6(


109

املنطوق الصريح ، داللة االقتضاء : د الشافعية تقدم الدالالت على حسب الترتيب التايل أما عن . ، داللة اإلمياء ، مفهوم املوافقة ، داللة اإلشارة ، مفهوم املخالفة

: مقارنة بني منهج احلنفية والشافعية يف الترجيح بني الدالالت .على غريها من الدالالت ) املنطوق الصريح ( احلنفية والشافعية يقدمون داللة العبارة - 1 .على داللة االقتضاء ) مفهوم املوافقة ( احلنفية يقدمون داللة اإلشارة وداللة النص - 2 . الشافعية يقدمون داللة االقتضاء على غريها بعد املنطوق الصريح - 3خبالف الشافعية فإم يقدمون ) ة مفهوم املوافق ( احلنفية يقدمون داللة اإلشارة على داللة النص - 4

.داللة النص على داللة اإلشارة : مع إشارة النص ) املنطوق الصريح ( تعارض عبارة النص :الفرع األول •

) 1( . ترجح عبارة النص على إشارة النص : ومثال ترجيح عبارة النص مع إشارة النص

بالعبد والعبد بالحر الحر القتلى في القصاص كتب عليكم آمنوا ينالذ أيها يا: قوله تعاىل تعارض

وغضب فيها خالدا جهنم فجزآؤه مؤمنا متعمدا يقتل ومن : مع قوله تعاىل ) )2واألنثى باألنثىالله هليع لعوهن دأعو ا لهذابا عيمظع )3(

:وجه الداللة من اآليتني قد دلت اآلية األوىل عن طريق عبارة النص على وجوب القصاص من القاتل املعتدي ، ودلت اآلية الثانية عن طريق داللة اإلشارة على أنه ال قصاص على القاتل املعتدي ، إذ أن اهللا تعـاىل جعـل

ء القاتل اخللود يف جهنم ، وغضبه عليه ، وإعداد العذاب األليم له ، فتقدم عبارة الـنص علـى جزا )4( . إشارته ، ويكون القصاص يف الدنيا ثابتا على القاتل املعتدي

) :مفهوم املوافقة ( تعارض داللة اإلشارة مع داللة النص : الفرع الثاين •

، والشافعية يقـدمون داللـة ) مفهوم املوافقة ( ة على داللة النص يرجح احلنفية داللة اإلشار وقد احتج احلنفية يف تقدمي داللة اإلشارة بأن داللة اإلشارة مأخوذة مـن . النص على داللة اإلشارة

النظم ، أما داللة النص ال تفهم من منطوق اللفظ ، بل تؤخذ من مفهومه ، وحجة الشافعية يف تقدمي

) .460 / 1( الرمحوت فواتح: اهلندي - ) 449 / 1( فواتح الرمحوت : اللكنوي - )1( ) .178( من اآلية : سورة البقرة - )2( ) .93( اآلية : سورة النساء - )3( ) .147( أثر االختالف يف القواعد األصولية يف اختالف الفقهاء : اخلن - )4(


110

على إشارته ، أن داللة النص تفهم لغة من النص ، فهي قريبة من داللة العبارة ، وداللـة داللة النص ولكن الراجح رأي احلنفيـة . اإلشارة ال تفهم من النص لغة ، بل تفهم من اللوازم البعيدة للنصوص

)5( . ألن املنطوق مقدم على املفهوم : )م املوافقة مفهو( ومثال ترجيح داللة اإلشارة على داللة النص

: مع قوله تعاىل ) )1مؤمنة رقبة فتحرير خطئا قتل مؤمنا ومن : تعارض قوله تعاىل نمل وقتا يدمعتا منمؤم هآؤزفج منها جدالا خيهف الله بغضو هليع هنلعو أعود ا لهذابع

) )2 عظيما :وجه الداللة من اآليتني السابقتني

على وجوب الكفارة يف القتل اخلطأ ، فيكون وجوا يف القتل العمـد إن اآلية األوىل قد دلت من باب أوىل ، ودلت اآلية الثانية بداللة اإلشارة على عدم وجوب الكفارة يف القتل العمد ، فتقـدم

)3( . داللة اإلشارة ألا أقوى ، فال جتب الكفارة يف القتل العمد

فيقـدم : أن يكون أحد اخلربين منطوقا به ، وما تضمنه اآلخـر مفهومـا : الفرع الثالث • )4( . املنطوق على املفهوم ، ألن الغرض فيه أبني ، واملقصود فيه أجلى

.نون ما ورد يف وجوب زكاة الصيب وا:ومثاله بعـث - - أن النـيب - رضـي اهللا عـنهما - ما روى ابـن عبـاس : احلديث األول

فأعلمهم أن اهللا افترض عليهم صدقة يف أمواهلم ، تؤخذ … : " إىل اليمن فقال - -معاذا )5( " من أغنيائهم وترد على فقرائهم

عن النائم : رفع القلم عن ثالثة " قال - - عن النيب - - ما روى علي :احلديث الثاين حديث - )6( " حىت يستيقظ ، وعن الصيب حىت حيتـلم ، وعن انـون حىت يعـقل

.146صفحة : املرجع السابق - )5( .92من اآلية : سورة النساء - )1( .93اآلية : سورة النساء - )2( أثر االختالف يف : اخلن - ) 166( التلقيح شرح التنقيح : الدركاين - ) 257 / 1( شرح التلويح على التوضيح ملنت التنقيح : التفتازاين - )3(

) .148( القواعد األصولية يف اختالف الفقهاء ) .426( اإلشارة : الباجي - )4( .1395وجوب الزكاة ، ح ) 1( كتاب الزكاة ، باب ) 259( صحيح البخاري : البخاري- )5( .4403يف انون يسرق أو يصيب حدا ، ح ) 16( كتاب احلدود ، باب ) 657( سنن أيب داود : أبو داود - )6(


111

فأخذ اجلمهور باحلديث األول ، وهو وجوب الزكاة يف مال الصيب ، وأخذ احلنفيـة )7( -صحيح ول منطوق يف أن الزكاة واجبة باحلديث الثاين وهو عدم وجوب الزكاة يف مال الصيب ، فاحلديث األ

يف مجيع األموال إذا استوفت شروطها سواء كان صاحبها صغريا أم كبريا ، واحلديث الثـاين لـيس )8( . صرحيا يف عدم وجوب الزكاة فيقدم احلديث األول

: مسألة القضاء بالشاهد واليمني : مثال آخر على ترجيح املنطوق على املفهوم )1( " أنه قضى بيمني وشاهد " - - ما ثبت عن النيب :احلديث األول

)2( " شاهداك أو ميينه : " - - قال النيب :واحلديث اآلخر دل مبنطوقه على جواز احلكم بالشاهد واليمني ، واحلديث الثاين دل : فاحلديث األول :وجه الداللة

وداللة املنطوق مقدمة على داللة املفهوم فيقدم مبفهوم العدد على عدم قبول احلكم بالشاهد واليمني ، )3( . احلديث األول على احلديث الثاين

) : مفهوم املوافقة ( تعارض داللة االقتضاء مع داللة النص : الفرع الرابع • ترجح داللة االقتضاء على داللة املفهوم ؛ ألن داللة االقتضاء مقطوعة الثبوت ، وداللة املفهوم

مفهـوم ( وهذا عند الشـافعية ، أما عند احلـنفية فيقدمـون داللة الـنص ) 4( . نونة الثبوت مظ . على داللة االقتضاء ) املوافقة عن الثوب يـصيبه الـدم مـن - -أن امرأة سألت النيب " عن أمساء بنت أيب بكر :و مثاله

" ، مث رشيه ، وصلي فيهحتيه ، مث اقرصيه باملاء : - -احليضة ، فقال رسول اهللا )5 ( - حديث حسن صحيح -

- -قد دل احلديث بداللة االقتضاء على إنه ال جيوز غسل النجس بغري املاء ألنه : وجه الداللة أوجب الغسل باملاء ، واحلديث نفسه أيضا دل بداللة النص على جواز غسل الـنجس باملائعـات ،

)6( . ديث هو التطهري وذلك حيصل بكل املائعات وذلك ألن املعىن املأخوذ من احل

.3703ح ) 833 / 3( صحيح سنن أيب داود : األلباين - )7( ) .746( الفصول يف أحكام األصول إحكام: اآلمدي - )8( ) .83( سبق خترجيه يف صفحة - )1( ) .83( سبق خترجيه يف صفحة - )2( ) .614 / 8( نيل األوطار : الشوكاين - )3( ) .4174 / 8( التحبري شرح التحرير : املرداوي - ) 672 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - )4( .138ما جاء يف غسل دم احليض من الثوب ، ح ) 104( كتاب الطهارة ، باب ) 283 / 1( سنن الترمذي : الترمذي - )5( ) .117( أدلة التشريع املتعارضة : بدران - )6(


112

.هو داللة االقتضاء على داللة النص وهو وجوب غسل الثوب باملاء فقط : الراجح :تعارض داللة االقتضاء مع داللة اإلشارة : الفرع اخلامس •

ا أو حصوال ترجح داللة االقتضاء على داللة اإلشارة ؛ وذلك ألن االقتضاء مقصود بإيراد اللفظ صدق ) 7( " . ويتوقف األصل عليه ، خبالف اإلشارة فإا مل تقصد بإيراد اللفظ وإن توقف األصل عليها

. وهذا أيضا عند الشافعية ، أما عند احلنفية فيقدمون داللة اإلشارة على داللة االقتضاء : تعارض داللة االقتضاء مع داللة اإلمياء : الفرع السادس •

ترجح داللة االقتضاء على داللة اإلمياء ؛ وذلك ألن االقتضاء يتوقف األصل عليـه ، خبـالف )1( . اإلمياء فإنه ال يتوقف األصل عليه وإن كان مقصودا بإيراد اللفظ مثل االقتضاء

: تعارض داللة اإلمياء مع داللة املفهوم : الفرع السابع • )2( . داللة املفهوم ترجح داللة اإلمياء على

: تعارض مفهوم املوافقة ومفهوم املخالفة : الفرع الثامن • فإذا تعارض مفهوم املوافقة مع مفهوم املخالـفة يقدم مـفهوم املوافـقة على مفـهوم

)3( . املخالفة خالصة هذا املطلب

:بعد دراسة ترجيحات األلفاظ خنلص إىل :بني الدالالت عند احلنفية كما يلي أن الترجيح : أوال

. تقدم داللة عبارة النص على داللة اإلشارة ، وداللة النص ، وداللة االقتضاء - 1 . ترجح داللة اإلشارة على داللة النص ، وداللة االقتضاء - 2 . ترجح داللة النص على داللة االقتضاء - 3

: ي والترجيح بني الدالالت عند الشافعية كما يل: ثانيا يقدم املنطوق الصريح على داللة االقتضاء ، وداللة اإلمياء ، ومفهوم املوافقة ، وداللة اإلشارة - 1

.، ومفهوم املخالفة

) .4174 / 8( التحبري شرح التحرير : املرداوي - ) 672 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - )7( / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 4174 / 8( التحبري شرح التحرير : املرداوي- ) 672 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار- )1(

1136. ( / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين- ) 4175 / 8( التحبري شرح التحرير : املرداوي- )672 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - )2(

1136. ( ) .671 / 4( شرح الكوكب املنري : ابن النجار - )3(


113

. ترجح داللة االقتضاء على داللة اإلمياء ، ومفهوم املوافقة ، وداللة اإلشارة ، ومفهوم املخالفة- 2 . داللة اإلشارة ، ومفهوم املخالفة ترجح داللة اإلمياء على مفهوم املوافقة ، و- 3 . يرجح مفهوم املوافقة على داللة اإلشارة ، ومفهوم املخالفة - 4 . ترجح داللة اإلشارة على مفهوم املخالفة - 5


114

:املبحث الرابع : الترجيح حبسب األمور اخلارجية

مل نستطع الترجيح بـالطرق بعد دراسة الترجيح عن طريق اإلسناد ، واملنت ، والداللة ، فإن " : السابقة ، نلجأ إىل البحث عن أمور خارجية تساعدنا يف الترجيح ويقول الشوكاين يف هذا األمـر

والتـرجيح )1( " إذا استوى اخلربان إسنادا ، ومتنا ، وداللة ، رجعنـا إىل املرجحـات اخلارجيـة للكتاب ، أو موافقا للسنة ، أو موافقا لإلمجاع مبرجحات خارجية إما أن يكون أحد احلديثني موافقا

.، أو موافقا للقياس ، أو موافقا لعمل أكثر السلف : فبناء على ما سبق قسمت هذا املبحث إىل مخسة مطالب

.ترجيح أحد اخلربين ملوافقته للكتاب : املطلب األول • .- -ديث آخر من أحاديث النيب ترجيح أحد اخلربين ملوافقته حل: املطلب الثاين • .ترجيح أحد اخلربين ملوافقته لإلمجاع : املطلب الثالث • .ترجيح أحد اخلربين ملوافقته للقياس : املطلب الرابع • .ترجيح أحد اخلربين ملوافقته لعمل أكثر السلف : املطلب اخلامس •

) .1140 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 357( منتهى السول يف علم األصول : اآلمدي - )1(


115

.ترجيح أحد اخلربين ملوافقته للكتاب : املطلب األول 1( . إذا تعارض حديثان وكان أحدمها موافقا آلية من كتاب اهللا عز وجل ، فإنه يرجح على خمالفه

( ، والبعض اآلخر أمر باإلسفار )2( تعارض أحاديث صالة الصبح فإن بعضها أمر بالتغليس ا : مثاله

. سفار ، فحديث التغليس وافق آية من كتاب اهللا فيترجح على حديث اإل ) )3ا كن نساء املؤمنات ، يشهدن مـع : " قالت - رضي اهللا عنها - أن عائشة :فحديث التغليس هو

صالة الفجر ، متلفعات مبروطهن ، مث ينقلنب إىل بيون حني يقضني الصالة ، ال - -رسول )4( " يعرفهن أحد من الغلس

أسـفروا " يقـول - -ل اهللا مسعت رسو : " عن رافع بن خديج قال : وحديث اإلسفار هو )5( - حديث حسن صحيح - " بالفجر ؛ فإنه أعظم لألجر

فتتـرجح ) )6 ربكم من مغفرة إلى وسارعوا: فوافقت أحاديث التغليس عموم قوله تعاىل )7( . أحاديث التغليس على أحاديث اإلسفار

إىل أن التغليس بصالة الفجر أفضل ، )8( ) ملالكية ، والشافعية ، واحلنابلة ا( وذهب اجلمهور )9( وذهب احلنفية إىل أن اإلسفار ا أفضل

:- -ترجيح أحد اخلربين ملوافقته حلديث آخر من أحاديث النيب : املطلب الثاين )10( . فهو الراجح إذا تعارض حديثان ، وكان أحد احلديثني موافقا حلديث آخر

:اشتراط الويل يف النكاح :ومثاله

( البحر احمليط : الزركشي - ) 170 / 4( املستصفى : الغزايل - ) 426( اإلشارة : الباجي - ) 175 / 2( العدة يف أصول الفقه : الفراء - )1( ) .443( علم أصول الفقه : مغنية - ) 1139 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 175 / 6 ) ]104 / 1( تيسري العالم : آل بسام [ التغليس هو اختالط ضياء الصبح بظلمة الليل واملراد صالة الفجر يف أول وقتها - )2( ) 262/ ا ( عارضة األحوذي بشرح صحيح الترمذي : ابن العريب [ نور الفجر واملراد به صالة الفجر قبل طلوع الشمس مباشرة :هو اإلسفار - )3( [ .578وقت الفجر ، ح ) 28( كتاب مواقيت الصالة ، باب ) 118( صحيح البخاري : البخاري - )4( .154ما جاء يف اإلسفار بالفجر ، ح ) 117( الصالة ، باب كتاب ) 311 / 1( سنن الترمذي : الترمذي - )5( ) .133( من اآلية : سورة آل عمران - )6( ) .379( مذكرة الشنقيطي : الشنقيطي - ) 175 / 2( العدة يف أصول الفقه : الفراء - )7( ) .432 / 1( املغين : ابن قدامة - ) 75 / 1( األم : الشافعي - ) 72 / 1( املدونة الكربى : مالك - )8( ) . 225 / 1( شرح فتح القدير : ابن اهلمام - )9( ) .177 / 6( البحر احمليط : الزركشي - ) 175 / 2( العدة يف أصول الفقه : الفراء - )10(


116

حـديث - " ال نكاح إال بـويل : " قال - - ما روى أبو موسى أن النيب :احلديث األول )11( -صحيح

ليس للـويل : " قال - - ، أن رسول اهللا - رضي اهللا عنهما -عن ابن عباس : احلديث الثاين )2( - حديث صحيح - )1( " يتيمة تستأمر ، وصمتها إقرارها مع الثيب أمر ، وال

احلديث األول دل على اشتراط الويل يف النكاح سواء كانت بكرا أو ثيبا ، واحلـديث :وجه الداللة .الثاين أفاد أن نكاح الثيب ال يشترط فيه الويل

: قال - - أن رسول اهللا -ها رضي اهللا عن - ولكن احلديث األول اعتضد حبديث عائشة أميا امرأة نكحت بغري إذن وليها فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فإن دخل ا "

حديث -" فلها املهر مبا استـحل من فرجـها ، فإن اشتـجروا فالسلـطان ويل من ال ويل له )3( -حسن

. اط الويل ،على احلديث الثاين يرجح احلديث األول ، وهو اشتر: الراجح هو )4( .ترجيح أحد اخلربين ملوافقته لإلمجاع : املطلب الثالث

ربا الفضل :ومثاله

ال ربا فيما كان يدا " قال - -أن النيب : قال - - أن أسامة بن زيد :احلديث األول )5 ( " بيد

الذهب بالذهب ربا إال هاء " - -ل اهللا قال رسو: عن عمر بن اخلطاب قال : احلديث الثاين وهاء ، والرب بالرب ربا إال هاء وهاء ، والشعري بالشعري ربا إال هاء وهاء ، والتمر بالتمر ربا إال هاء

)6( " وهاء الذهب بالذهب مثال : " يقول- -مسعت رسول اهللا : عن أيب سعيد قال :يف حديث آخر

)7( " ال مبثل مبثل والورق بالورق مث

) .46( سبق خترجيه يف صفحة - )11( .2100يف الثيب ، ح ) 26( ب النكاح ، باب كتا ) 318( سنن أيب داود : أبو داود - )1( .1848ح ) 395 / 2( سنن أيب داود : األلباين - )2( .92 سبق خترجيه يف صفحة - )3( ) .1138 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 178 / 6( البحر احمليط : الزركشي - )4( .74 سبق خترجيه يف صفحة - )5( .74رجيه يف صفحة سبق خت- )6( .74 سبق خترجيه يف صفحة - )7(


117

)8( . فدل اإلمجاع على ترك العمل بظاهر احلديث األول والعمل باحلديثني اآلخرين

:ترجيح اخلرب إذا كان موافقا للقياس: املطلب الرابع

يترجح اخلرب املوافق للقياس على اخلرب املخالف له ، ألن املـوافق يترجـح بانضمـام القياس )1( .إليه

زكاة اخليل :ومثاله

ليس علـى املـسلم يف : " قال - - أن النيب- - ما روى أبو هريرة :احلديث األول )2 ( " عبده وال فرسه صدقة

هي : اخليل ثالثة .… : " - -قال رسول اهللا : قال - - عن أيب هريرة :احلديث الثاين فأما اليت هي له وزر ، فرجل ربطها رياء وفخرا .وهي لرجل أجر . وهي لرجل ستر . لرجل وزر

فرجل ربطها يف سـبيل اهللا مث مل . وأما اليت هي له ستر . فهي له وزر . ونواء على أهل اإلسالم فرجـل ربطهـا يف . وأما اليت هي له أجر . فهي له ستر . ينس حق اهللا يف ظهورها و ال يف رقاا

إال . فما أكلت من ذلك املرج أو الروضة من شيء . وروضة يف مرج . سبيل اهللا ألهل اإلسالم قال ما أنزل علي يف وقيل يا رسول اهللا فاحلمر ؟ .. … ، حسنات_ عدد ما أكلت _ كتب له ، ) . 375: املصباح املنري ( مبعىن معاداة : نواء )3( " …احلمر شيء

على أنه ليس يف اخليل صدقة ، ودل احلديث الثـاين دل احلديث األول :وجه الداللة من احلديثني على أن حق اهللا هو الزكاة أيده ما " مث مل ينس حق اهللا يف ظهورها و ال يف رقاا " - -يف قوله

حـديث - "يف اخليل السائمة يف كل فرس دينـار " : - -جاء يف احلديث قال رسول اهللا و ال زكاة يف اخليل قياسا على احلمري والبغـال وسـائر فيقدم احلديث األول وه … )4( -ضعيف

)5( . احليوانات

) .25 / 6( صحيح مسلم بشرح النووي : النووي - )8( ( البحر احمليط : الزركشي - ) 356( منتهى السول : اآلمدي - ) 540( املنخول : الغزايل - ) 176 / 2( العدة يف أصول الفقه : الفراء - )1( ) .254 / 2( فواتح الرمحوت : ي اللكنو- ) 179 / 6 .1463ليس على املسلم يف فرسه صدقة ، ح ) 46( كتاب الزكاة ، باب ) 272( صحيح البخاري : البخاري - )2( .987 - 24إمث مانع الزكاة ، ح ) 6( كتاب الزكاة ، باب ) 471( صحيح مسلم : مسلم - )3( .كتاب الزكاة ، باب من رأى يف اخليل صدقة ) 119 / 4( سنن البيهقي : البيهقي - )4( ) .177 / 2( العدة يف أصول الفقه : الفراء - )5(


118

مـر : قال - رضي اهللا عنهما - عن ابن عباس :احلديث األول : طهارة أبوال اإلبل :ومثاله آخر

، أما أحدمها فكـان أما إما ليعذبان ، وما يعذبان يف كبري : " بقربين فقال - -رسول اهللا )6( " ) أو من البول ( عن البول وكان اآلخر ال يسترته لنميمة ،ميشي با

قدم أناس من عكل أو عرينة فاجتووا املدينـة ، " : عن أنس رضي اهللا عنه قال :احلديث الثاين بلقاح ، وأن يشربوا من أبواهلا وألباا ، فانطلقوا ، فلما صـحوا قتلـوا - -فأمرهم النيب واستاقوا النعم ، فجاء اخلرب يف أول النهار ، فبعث يف آثارهم ، فلما ارتفع - -راعي النيب

النهار جيء م ، فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم ، وسمرت أعينهم ، وألقوا يف احلرة ، يستـسقون )1( " فال يسقون ،

:وجه الداللة من احلديثني أنواع البول ، ودل احلديث الثاين على طهارة بول اإلبل دل احلديث األول على اجتناب مجيع

فأخذ أبو حنيفة باحلديث األول وحرم بول اإلبل ألن ذلك موافق للقياس ، ولكن الـراجح يف هـذه )2( . املسألة ما ذهب إليه أبو يوسف أن البول حمرم ولكنه جيوز يف حالة التداوي

.قته عمل اخللفاء الراشدينترجيح أحد اخلربين ملواف: املطلب اخلامس يترجح أحد اخلربين ملوافقته عمل أكثر السلف ، أو ملوافقته عمل اخللفاء الراشدين أو موافقتـه

فيكونون أعلم باألحكام التشريعية والناسـخ لعمل أهل املدينة ؛ ألن املدينة دار اهلجرة ومهبط الوحي )3( .، أو ملوافقته واملنسوخ

الوضوء مما مست النار : مثاله توضؤوا مما مست : " قال- - أن رسول اهللا - -روى أبو هريرة ما : احلديث األول

)4 ( " النار أكل كتف " - - أن رسول اهللا - رضي اهللا عنهما -ما رواه ابن عباس : احلديث الثاين

)5( " شاة ، مث صلى ومل يتوضأ

.292 - 111الدليل على جناسة البول ووجوب االسترباء منه ، ح ) 34( كتاب الطهارة ، باب ) 163( صحيح مسلم : مسلم - )6( .233أبوال اإلبل والدواب والغنم ، ح ) 70( ضوء ، باب كتاب الو ) 59( صحيح البخاري - )1( ) .242 / 2( فواتح الرمحوت : اللكنوي - ) 336 / 1( فتح الباري شرح صحيح البخاري : النووي - )2( ( البحر احمليط : الزركشي - ) 169 / 4( املستصفى : الغزايل - ) 425( اإلشارة : الباجي - ) 178 / 2( العدة يف أصول الفقه : الفراء - )3( ) .254 / 2( فواتح الرمحوت : اللكنوي - ) 1139 / 2( إرشاد الفحول : الشوكاين - ) 179 / 6 .352 - 90الوضوء مما مست النار ، ح ) 23( كتاب احليض ، باب ) 184( صحيح مسلم : مسلم - )4( .354 - 91نسخ الوضوء مما مست النار ، ح ) 24( ض ، باب كتاب احلي ) 184( صحيح مسلم : مسلم - )5(


119

دل على وجوب الوضوء مما مست النار ، واحلديث الثاين احلديث األول: وجه الداللة من احلديثني دل على عدم وجوب الوضوء مما مست النار ، فيترجح احلديث الثاين ملوافقته أكثر السلف ، ويقول

) 6( والتابعني ومن بعدهم - -والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النيب:الترمذي حثخالصة هذا املب

إذا وقع التعارض ، ومل نستطع الترجيح عن طريق اإلسناد ، أو املنت ، أو الداللة ، نلجـأ إىل الترجيح عن طريق أمور خارجية ،

: ومن أهم هذه الطرق ما يلي .ترجيح أحد اخلربين ملوافقته للكتاب .1 .- -ترجيح أحد اخلربين ملوافقته حلديث آخر من أحاديث النيب .2 .جيح أحد اخلربين ملوافقته لإلمجاع تر .3 .ترجيح أحد اخلربين ملوافقته للقياس .4 .ترجيح أحد اخلربين ملوافقته لعمل أكثر السلف .5

واهللا تعاىل أعلم .انتهى الفصل الثاين ، وأنتقل إىل الفصل الثالث إن شاء اهللا

وهو بعنوان .أثر تعارض األدلة النقلية يف املعامالت الفقهية

.ما يف ترك الوضوء مما غريت النار ) 59( كتاب الطهارة ، باب ) 177 / 1( سنن الترمذي : الترمذي - )6(


120

:الفصل الثالث .أثر تعارض األدلة النقلية يف املعامالت الفقهية

بعد دراسة التعارض ودراسة طرق التخلص منه من نسخ ، ومجع ، وتـرجيح ، وتعـادل يف الفصلني السابقني ، ننتقل اآلن يف هذا الفصل آلثار التعارض الفقهية ، وقد آثرت انتقاء مسائل فقهية

. صرة ، نظرا ألن املسائل الفقهية القدمية قد توسع العلماء يف دراستها معا. ويف املسائل الفقهية املعاصرة ، فإن التعارض بني عموم األدلة ليس فيهـا نـصوص حمـددة

: وقسمت هذا الفصل إىل مبحثني .أثر التعارض يف املعامالت املالية : املبحث األول • .ثر التعارض يف املعامالت الطبية أ: املبحث الثاين •


121

:املبحث األول .أثر التعارض يف املعامالت املالية

قد حبثت عن مسائل فقهية معاصرة ختدم موضوع التعارض ، فبعد البحث والدراسة وجـدت فبينت آراء العلماء يف هـذه ثالثة موضوعات مالية معاصرة ، اختلف فيها الفقهاء بني مانع ومبيح ،

.املسائل ، وأدلة كل فريق منهم ، مث بينت وجه التعارض ، مع ترجيح ما أراه راجحا : فبناء على ما سبق قسمت هذا املبحث إىل ثالثة مطالب وهي

.التأمني وحكمه يف الشريعة اإلسالمية : املطلب األول . راحبة لآلمر بالشراء يف البنوك بيع امل: املطلب الثاين

.مثنية النقود الورقية : املطلب الثالث


122

:املطلب األول التأمني وحكمه يف الشريعة اإلسالمية

التأمني من املعامالت الفقهية املعاصرة املهمة ، فهو ييسر على الكثري من النـاس املـصائب أو مشروع ضمن ضوابط الشريعة وقواعدها ، بعيدا عن الفئة املنتهزة الكوارث اليت تحل م ، وهو أمر

املتربصة بالشعوب الدوائر ، فهو حينئذ خيتلف حكمه باختالف صورته ، فمن صوره ما هـو جـائز باتفاق الفقهاء ، ومن صوره من اختلف العلماء يف جوازه ، فقد ذكرت الصور اجلـائزة ، والـصور

. العلماء فيها ، وأدلة كل فريق ، وذكرت وجه التعارض و الترجيح املختلف فيها مع ذكر آراء : فبناء على ما سبق قسمت هذا املطلب إىل ثالثة فروع

.معىن التأمني : الفرع األول • .أقسام التأمني وحكم كل قسم منها : الفرع الثاين • . وجه التعارض والترجيح : الفرع الثالث •


123

معىن التأمني : الفرع األول • يف هذا الفرع عرفت التأمني لغة ، واصطالحا

:تعريف التأمني لغة : أوال )1( . التأمني من األمن واألمانة وهي ضد اخليانة و معناها سكون القلب وطمأنينة النفس

مكان كل رغدا من رزقها يأتيها مطمئنة آمنة كانت مثال قرية الله وضرب : ويقول اهللا تعاىل

تم فكفرنع ) )2 يصنعون كانوا بما والخوف الجوعلباس الله فأذاقها الله بأمنا ، فلما جحدت آالء هذا مثل أريد به أهل مكة فإا كانت آمنة مطمئنة مستقرة ومن دخلها كان آ

)3( . اهللا أذاقهم اهللا لباس اجلوع واخلوف والتأمني عقد يلتزم أحد طرفيه ، وهو املؤمن ، قبل الطرف اآلخر ، وهو املـستأمن ، أداء مـا

)4( . يتفق عليه عند حتقيق شرط أو حلول أجل يف نظري مقابل نقدي معلوم :حا تعريف التأمني اصطال: ثانيا

نظام تعاقدي يقوم على أسـاس املعاوضـة ، غايتـه : " عرفه األستاذ مصطفى الزرقا بأنه هو التعاون على ترميم أضرار املخاطر الطارئة بواسطة هيئات منظمة تزاول عقوده بصورة فنية قائمة على

)5( " أسس وقواعد إحصائية أن الشيخ الزرقا حدد غاية التأمني بأا : تعريف قائال ويعلق الشيخ فيصل مولوي على هذا ال

التعاون على ترميم أضرار املخاطر الطارئة ، وهذه الغاية قد تكون للتأمني التباديل ، والتأمني التعاوين ، أما التأمني التجاري السائد اليوم فإن غايته األساسية لدى الشركات اليت تتعاطاه إمنا هي الربح ، أما

)6( . التعاون فال تطرح إال من قبيل حماولة إقناع اجلماهري فكرة :أقسام التأمني وحكم كل قسم منها : الفرع الثاين •

: قسم العلماء التأمني من حيث املؤسسات اليت تقوم به إىل ثالثة أقسام وهي

) . 1060( القاموس احمليط : الفريوز آبادي - ) 83( معجم املقاييس يف اللغة : ابن زكريا - )1( ) . 112( اآلية : سورة النحل - )2( ) .589 / 2( تفسري القرآن العظيم : ابن كثري - )3( ) .48( املعجم الوسيط : الفريوز آبادي - )4( ) . 12( نظام التأمني وموقف الشريعة منه : مولوي - ) 100( املعامالت املالية املعاصرة : شبري - )5( ) .12( نظام التأمني وموقف الشريعة منه : مولوي - )6(


124

ظفني والعمال ، فتؤمنهم مـن هو الذي تقوم به الدولة ملصلحة املو : التأمني التعاوين : القسم األول إصابة املرض والعجز والشيخوخة ويسهم يف حصيلته املوظفون والعمال وأصحاب األعمال والدولة ،

)1( : وال تقصد الدولة من وراء ذلك حتقيق األرباح ، وهو يشتمل على الصور التالية : نظام التقاعد : الصورة األوىل

ف مرتبا شهريا بعد بلوغه سن معينة تصل إىل مخسة ومخسني سـنة وهو أن جتعل الدولة للموظ يف بعض الدول ، أو بعد مكوثه يف الوظيفة مدة معينة تصل إىل عشرين سنة ، مقابل اقتطاع جزء من

. راتبه الشهري : نظام الضمان االجتماعي : الصورة الثانية

لضمان االجتمـاعي ، أو اهليئـة العامـة وهو أن جتعل الدولة أو من ينوب عنها كمؤسسة ا للتأمينات االجتماعية للموظف والعامل املشترك يف املؤسسة تعويضات يف حالة اإلصابة بـاملرض ، أو

وتدفع املؤسسة اليت % ) 5( العجز ، أو الشيخوخة ، مقابل اقتطاع جزء من راتبه الشهري يصل إىل % ) . 10( يعمل فيها

وهو أن تتكفل الدولة بتقدمي العالج الالزم ملن يصاب مبرض مـا : أمني الصحي الت: الصورة الثالثة )2( . مقابل قسط شهري يدفعه الفرد

إن هذا القسم جبميع صوره السابقة جائز شرعا بال خالف ؛ ألنه ينسجم مع :حكم التأمني التعاوين )3( . س التربع مقاصد الشريعة اليت تدعو إىل التكافل االجتماعي على أسا

هو الذي تقوم به اجلمعيات اخلريية والتعاونيـة لتـأمني حاجـات :التأمني التباديل : القسم الثاين املنتسبني إليها ، فيتفق أعضاء كل مجعية فيما بينهم على تعويض من يرتل به خطر ما ، ويدفع كـل

الصدع الذي يرتل ببعض األفراد ، عضو مبلغا معينا من املال على سبيل التربع واملؤازرة ورأب )4( : وصور هذا النوع من التأمني على النحو التايل

: اجلمعيات اخلريية اليت تنشأ بني أهل القرى واملدن : الصورة األوىل يتداعى أهل اخلري من بلدة ما إىل تكوين مجعية خريية باسم بلدم ويضعون نظاما هلا ويرتبـون

ك مبلغا من املال ، يوضع يف صندوق الطوارئ ، يصرف منه ملن أصـيب خبطـر مـا على كل مشتر . كحادث سيارة ، أو وفاة معيل ، أو غري ذلك

) .555( الفتاوى اإلسالمية : واصل - ) 102( املعامالت املالية املعاصرة : شبري - )1( ) .102( املعامالت املالية املعاصرة : شبري - )2( ) .555( ة الفتاوى اإلسالمي: واصل - ) 103( املعامالت املالية املعاصرة : شبري - )3( ) .555( الفتاوى اإلسالمية : واصل - ) 104( املعامالت املالية املعاصرة : شبري - )4(


125

:اجلمعيات اليت تنشأ بني املوظفني : الصورة الثانية يقوم األعضاء يف مؤسسة ما بإنشاء صندوق للطوارئ يسهم فيه كل موظف مببلـغ معـني ،

. احملتاج الذي ترتل به مصيبة على أساس القرض والتكافل ويعطى منه إن هذا النوع من التأمني جائز شرعا بال خالف ؛ ألنه تعاون حمـض علـى :حكم التأمني التباديل

)1( . ختفيف الكوارث :التأمني التجاري : القسم الثالث

ؤمن له أو املستفيد الذي اشترط التـأمني أن يؤدي إىل امل ) الشركة ( هو عقد يلتزم به املؤمن لصاحله مبلغا من املال أو إيرادا مرتبا أو أي عوض مايل آخر يف حالة وقوع احلادث املؤمن ضده ، أو

)2( . حتقق اخلطر املبني يف العقد ، وذلك مقابل مبلغ حمدد أو أقساط دورية يؤديها املؤمن له للمؤمن :التجاري عناصر عقد التأمني

)3( : للتأمني التجاري عدة عناصر وهي . وهو الذي ميثل هيئة التأمني كشركات التأمني املعاصرة : املؤمن - 1 . وهو الشخص الذي يقوم بالتعاقد مع املؤمن : املؤمن له ويطلق عليه املستأمن - 2واملؤمن له ، ويتمثل ذلك يف اإلجياب والقبول ) شركة التأمني ( املؤمن : التراضي بني الطرفني - 3

الصادر منهما إلنشاء عقد التأمني مما يضفي صورة قانونية على هذا النظام تلزم كال الطرفني بتنفيـذ . االتفاق يف حال توافر شروطه

.الزوجة وهو الذي يعينه املؤمن له املستفيد ليستفيد من عقد التأمني كاالبن أو : املستفيد - 4كاحلرق والسرقة وحوادث الطرق : وهو احلادث االحتمايل املؤمن منه واملبني يف العقد : اخلطر - 5

وغري ذلك ، وال يقتصر التأمني على ما يكره اإلنسان بل يشمل ما حيب مثل حوادث احتمالية الزواج . وإجناب األوالد

: صور التأمني التجاري )4( : عدة صور على النحو التايل التأمني التجاري له

:التأمني على األشياء : الصورة األوىل

) .105 ، 104( املعامالت املالية املعاصرة : شبري - )1( ) .107( املرجع السابق - )2( ) .108( املرجع السابق - )3( ) .112( املرجع السابق - )4(


126

كالتأمني على احملل التجاري من احلريق ، والبضائع من الغرق : من األضرار واخلسائر اليت تلحقها . ك ، والنقود اليت يقبضها الصراف من السرقة ، واملاشية من املوت ، واملزروعات من التلف وغري ذل

:التأمني على األشخاص : الصورة الثانية : وهو ينقسم إىل قسمني

وهو عقد يتعهد املؤمن مبقتضاه دفع مبلغا من املال للمؤمن لـه :التأمني على احلياة : القسم األول . عند بقاءه حيا بعد مدة معينة ، أو عند موته فيدفع املال لورثته

وهو عقد تلتزم الشركة مبقتضاه بدفع مبلغ من : )احلوادث ( من اإلصابات التأمني: القسم الثاين كدفع مبلغ من املال للعامل الذي يصاب بعجز دائم ، أو دفـع : املال عند وقوع اإلصابة املؤمن منها

. مصاريف العالج عند حدوث اإلصابة ، مقابل أن يدفع املؤمن له قسطا شهريا :ني من املسؤولية عن الغريتأم: الصورة الثالثة

مثل تأمني : وهو تأمني الشخص نفسه من األضرار اليت تصيبه يف ماله نتيجة حلوق ضرر بالغري . صاحب السيارة عن مسئوليته جتاه الغري عما حتدثه سيارته من أضرار باآلخرين

:حكم عقد التأمني التجاري . لتجاري فمنهم من جييز ومنهم من حيرم هذا العقد اختلف العلماء يف حكم التأمني ا

ذهب جمموعة من العلماء املعاصرين منهم الشيخ حممد خبيت املطيعي مفـيت الـديار : الفريق األول املصرية سابقا ، العالمة أمحد إبراهيم احلسيين والشيخ حممد أبو زهرة ، وجممع الفقه اإلسالمي املنبثق

)1( . المي ، إىل عدم جواز عقد التأمني التجاري من منظمة املؤمتر اإلس ذهب فريق آخر من العلماء املعاصرين إىل صحة عقد التأمني التجاري ومـن هـؤالء :الفريق الثاين

الشيخ عبد الوهاب خالف ، والشيخ علي اخلفيف ، واألستاذ مصطفى الزرقاء ، والشيخ نصر فريد )2( . واصل مفيت الديار املصرية سابقا

:وكل فريق استدل على رأيه بأدلة منها وقـد )3( عقد التأمني التجاري نوع من القمار وامليسر : أوال ) :املانعني ( أدلة الفريق األول : أوال

األنصابو والميسر الخمر إنما آمنوا الذين أيها يا :حرم اإلسالم القمار وامليسر يف قوله تعاىل الماألزو نم سل رجمع طانيالش وهنبتفاج لكمون لعحفلت )4(

) .20( قرارات وتوصيات جممع الفقه اإلسالمي : ابن اخلواجة - ) 116( املعامالت املالية املعاصرة : شبري - )1( ( الفتاوى اإلسالمية : واصل - ) 22( نظام التأمني وموقف الشريعة منه : مولوي - ) 123 ، 122( املعامالت املالية املعاصرة : شبري - )2(

554 ( ) .68( نظام التأمني وموقف الشريعة منه : مولوي - ) 120( املعامالت املالية املعاصرة : شبري - )3(


127

فعقد التأمني يشتمل على امليسر ألنه ال يستطيع املستأمن وال املؤمن أن يعرف إن كان سيحصل على )1( . قمار متوقف على اللعب العوض أو ال ؛ فإن حتصيل العوض متوقف على حدوث اخلطر ، وال

: والربا حمرم لقوله تعاىل ) ربا الفضل ، وربا النسيئة : ( عقد التأمني يتضمن الربا بنوعيه :ثانيا وأحل اهللا البيع وحرم الربا )2 ( ؛ وحقيقة عقد التأمني التجاري هي بيع نقد بنقد ، حيـث

ن يدفع قسط التأمني مقابل أن يأخذ مبلغ التأمني عند حـدوث يتفق املستأمن مع شركة التأمني على أ اخلطر ، واملبلغ الذي يأخذه املستأمن بعد أجل حيتمل أن يكون مساويا ملا دفعه ، أو متفاضال ، فـإن كان مساويا وأخذه بعد أجل كان ربا نسيئة ، وإن كان متفاضال وأخذه بعد أجل كان ربـا فـضل

)3( . با يفسد عقد التأمني وهذا الر. وربا نسيئة :عقد التأمني يشتمل على غرر مفسد للعقد : ثالثا

ى : " فعقد التأمني عقد معاوضة والغرر يفسد عقود املعاوضات ، ملا روي عن أيب هريرة قال والغرر املوجود يف عقـد التـأمني )4( " عن بيع احلصاة ، وعن بيع الغرر - -رسول اهللا

لتجاري غرر كبري فاحش ؛ ألنه يتعلق حبصول العوضني ومقدارمها ، ومجيع عقود التأمني التجـاري اتتضمن الغرر ؛ ألن مبلغ التأمني الذي وقع العقد عليه قد حيصل عليه املستأمن ، وقد ال حيصل عليه ؛

موع أقـساط ألن حصوله يتوقف على حصول اخلطر املؤمن منه ، وهو قد يقع وقد ال يقع ؛ وألن جم التأمني اليت يقدر املؤمن استيفاءها من املستأمن قد حيصل وقد ال حيصل ، والغرر أيـضا يقـع يف أن

)5( . املستأمن جيهل مقدار ما سيأخذ ، واملؤمن جيهل مقدار ما سيأخذه د التأمني التجاري حرام قطعا ؛ ألنه ولو كانت آثاره القريبة ختفف الـضرر علـى الفـر :املصلحة

املستأمن ، فإن آثاره البعيدة أشد خطورة ؛ ألن شركات التأمني تتحكم مبدخرات الـشعوب أفـرادا ومجاعات وإذا تعارضت مصلحة ومفسدة وكانت املفسدة أكرب تركت املـصلحة ألن درأ املفاسـد

)6( . مقدم على جلب املصاحل :أدلة ايزين : ثانيا

: حاديث استدل ايزون بعموم اآليات واأل

) .90( اآلية : سورة املائدة - )4( ) .120( املعامالت املالية املعاصرة : شبري - )1( ) .275( من اآلية : سورة البقرة - )2( ) .118( ة املعاصرة املعامالت املالي: شبري - )3( .1513 - 4بطالن بيع احلصاة والبيع الذي فيه غرر ح ) 2( كتاب البيوع ، باب ) 785( صحيح مسلم - )4( ) .20( قرارات وتوصيات جممع الفقه اإلسالمي : أبو غدة ) 118 ، 117( املعامالت املالية املعاصرة : شبري - )5( ) .68 ، 67( تأمني وموقف الشريعة منه نظام ال: مولوي - )6(


128

: فقال تعاىل إن اآليات واألحاديث حثت على التعاون والتكافل يف اتمع اإلسالمي : الدليل األول

نوا اوتعلى وع ى الربالتقوال ولى ونوا ع اوان اإلثم تعودالعاتقوا وو الله إن الله يددقاب شالع )1 (

ترى املؤمنني يف ترامحهم وتوادهم وتعاطفهم ، كمثـل اجلـسد إذا : " - -قال رسول اهللا و )2( " اشتكى منه عضوا ، تداعى له سائر جسده بالسهر واحلمى

أفادت اآلية واحلديث السابقني أنه جيب التعاون والتكافل والتضامن بني أفراد اتمع املسلم ، وعقـد )3( . وره حيقق الصورة املثلى من صور التعاون على الرب والتقوى التأمني جبميع ص

وإن لفـظ ) )4 بـالعقود أوفـوا آمنـوا الـذين أيها يا : واستدل ايزون بقوله تعاىل :الدليل الثاين ـظورا لبينه العقود عام يشـمل كل العقـود ومنها التأمـني وغـريه ، ولو كـان هذا العـقد حم

فإن العموم يكون مرادا ، ويدخل عقد التأمني - - ، وحيث مل يبينه الرسول - -الرسول )5( . حتت هذا العموم

مبىن وكان فيمـا - - واستدلوا أيضا مبا روي عن عمر بن يثريب قال شهدت خطبة النيب فقـد )7( - حديث صحيح - ) 6( " فسهال حيل المرئ من مال أخيه إال ما طابت به ن " خطب

طريق حل املال أن تسمح به نفس باذله من خالل التراضي ، والتـأمني - -جعل رسول اهللا )8( . يتراضى فيه الطرفان على أخذ مال بطريق خمصوص فيكون حالال

:القياس : الدليل الثالث ونظام العاقلة هو إذا قتل شخص خطأ فعلـى . العاقلة قاس ايزون عقد التأمني على نظام : أوال

.عاقلة القاتل الدية وهم أقرباءه قـال . ضربت امرأة ضرا بعمود فسطاط وهي حبلى ، فقتلتها : " ملا روي عن املغرية بن شعبة

دية املقتولة على عصبة القاتلة ، وغرة ملا يف بطنها ، فقال رجل مـن - -فجعل رسول اهللا

) .2( من اآلية : سورة املائدة - )1( .6011رمحة الناس والبهائم ، ح ) 27( كتاب األدب ، باب ) 1107( صحيح البخاري - )2( ) .52( نظام التأمني وموقف الشريعة منه : مولوي - ) 556( الفتاوى اإلسالمية : واصل - )3( ) .1( من اآلية : سورة املائدة - )4( ) .558( الفتاوى اإلسالمية : واصل - )5( .، كتاب الغصب ، باب من غصب لوحا فادخله يف سفينة أو بىن عليه جدارا ) 100 / 6( سنن البيهقي : البيهقي - )6( .وة ، اسطوانة موسوعة التال ) 161 / 4( جممع الزوائد : اهليثمي - )7( ) .558( الفتاوى اإلسالمية : واصل - )8(


129

-أنغرم دية من ال أكل وال شرب وال استهل ؟ فمثل ذلك يطل ، فقال رسول اهللا : صبة القاتلة ع - " : 264: املصباح املنري ( دية عبد أو أمة : الغرة )1 ( " أسجع كسجع األعراب. (

ل يف الشريعة اإلسالمية اليت هي باب مباح من أبواب التعام ) 2( وقاسوا التامني على املضاربة : ثانيا وذلك على أساس أن املؤمن له يقدم رأس املال يف صورة أقساط التأمني ، ويعمل املؤمن فيه الستغالله والربح فيه للمؤمن له هو مبلغ التأمني ، وبالنسبة للمؤمن األقساط وما يعود عليـه اسـتغالهلا مـن

)3( . مكاسب :العرف : الدليل الرابع ي العرف على التعامل ذا النوع من العقود والعرف مصدر من مـصادر التـشريع ، قد جر

)4( . والتأمني بكل أنواعه أصبح ضرورة اجتماعية حتتمها ظروف احلياة :املصلحة : الدليل اخلامس

التأمني ال ميكن االستغناء عنه لوجود الكم اهلائل من عمال املصانع والـشركات االقتـصادية العامة واخلاصة ، وأصبحت الشركات حتافظ على رأس املال حىت يؤدي وظيفته املنوطة به يف احملافظة على االقتصاد الذي هو عصب احلياة ، وحتافظ على العمال بغرض تأمني حيام حاال ومـستقبال ،

)5( . والتأمني يعمل على الرقي باألمم والتقدم واحلضارة : تعارض والترجيح وجه ال: الفرع الثالث •

.وجه التعارض بني األدلة : أوال أن مسألة التأمني مسألة حديثة ال توجد فيها أدلة قاطعة سواء بالتحرمي أو باإلباحة ، فالعلمـاء

.أمجعوا على جواز التأمني التعاوين والتأمني التباديل منهم من أجازه ، وكل من الفريقني استدل واختلفوا يف التأمني التجاري فمنهم من حرمه ، و

إىل ما ذهب بعموم اآليات القرآنية واألحاديث النبوية ، فحدث التعارض بني أدلة املانعني وبني أدلـة . املبيحني للتأمني التجاري ، فنحتاج إىل الترجيح

:الترجيح بني األدلة : ثانيا

.1682 - 37دية اجلنني ووجوب الدية يف القتل اخلطأ ح ) 11( كتاب القسامة ، باب ) 893( صحيح مسلم - )1( ) ]118 / 7( م األ: الشافعي [ أن يعطي رجل رجال مال يتجر فيه أو سلعة يبيعها والربح بينهما نصفان : املضاربة هي - )2( ) .558( الفتاوى اإلسالمية : واصل - )3( . املرجع السابق نفس الصفحة - )4( ) .561( املرجع السابق - )5(


130

تأمني التجاري وذلك ؛ ألن التأمني التجاري خرج أرى أن الرأي الراجح هو عدم جواز عقد ال عن هدف التأمني ، وهو التعاون والتكافل بني أفراد اتمع ، فهدف التأمني التجاري اليوم هو الربح والربح فقط ويصل إىل درجة االستغالل ، ففئة قليلة تستفيد من هذا الربح ، ويف بالدنا ال ندري من

صبحت األموال يف أيدي فئة قليلة ، وعامة الناس يف فقر وجـوع و هم أصحاب هذه الشركات ، فأ ال تكون دولة كي : قد ى سبحانه عز وجل عن أن تكون األموال يف أيدي أناس معينني فقال

نياء بيالأغن نكمم )1(

اري ووافق عليه امع الفقهي وقد طرحت هيئة كبار العلماء يف الرياض بديال شرعيا عن التأمني التج : باإلمجاع ذكره الدكتور حممد عثمان شبري يف كتابه املعامالت املالية املعاصرة ونصه كما يلي

أن يكون التأمني تعاونيا بني املشتركني الغاية منه نفع املشتركني ، وال يبتغي املؤسسون الربح من - 1 يف هذه الشركة أي أرباح عن أسهمهم من أي فائض قـد عملية التأمني ، وأن ال يتقاضى املسامهون

وهـذا هـو الفـارق . حتققه الشركة من أقساط التأمني اليت يدفعها املشتركون أو عائد استثماري . األساسي بني شركة التأمني التعاوين والتأمني التجاري

الذي حتققه الـشركة ففي التأمني التجاري يسعى مؤسسو الشركة إىل حتقيق ربح من الفائض من أقساط التأمني ، أما يف التأمني التعاوين فإن هذا الفائض ليس حقا للمؤسسني ، وإمنا هـو حـق

. للمشتركني مجيعا أن يكون ما يدفعه املشترك قسطا مقدما وحمددا ، هذا األساس ال خيتلف عن املعمـول بـه يف - 2

. شركات التأمني التجارية ن األقساط حق للمشتركني يف التأمني اإلسالمي ، ولو مل يقع حـادث ، بينمـا يف الفائض م - 3

التأمني التجاري الفائض حق للمؤسسني ، حىت إذا مل يقع اخلطر أو احلادث ال يوجد للمشتركني فيه أي حق

جود أن يكون للمشتركني نصيب يف إدارة الشركة يشعرهم بالتعاون املتبادل ، وهذا النظام ال و - 4 . له يف شركات التأمني التجاري ، وهو الذي جيعل التعاون حقيقة ملموسة

أن تستثمر الشركة ما ميكن استثماره من أموال املشتركني لصاحلهم ، ويأخـذ العـاملون يف - 5 . الشركة نسبة معينة من ربح االستثمار نظري اإلدارة

) . 7( من اآلية : سورة احلشر - )1(


131

سؤولني يف الشركة يف وضع منـاذج وثـائق أن تكون للشركة هيئة رقابة شرعية تشترك مع امل - 6 . التأمني ، وتتأكد من مطابقة الوثائق ألحكام الشريعة اإلسالمية

:املطلب الثاين بيع املراحبة

وفرقت بني بيع املراحبة قـدميا ، يف هذا املطلب درست فيه بيع املراحبة لآلمر بالشراء يف البنوك لقائلني حبل بيع املراحبة ، والعلماء القائلني حبرمة بيع املراحبة ، مث تطرقت وحديثا ، مث ذكرت العلماء ا

. ألدلة الفريقني ، وذكرت وجه التعارض مث بينت الرأي الراجح : فبناء على ما سبق قسمت هذا املطلب إىل مخسة فروع

.تعريف بيع املراحبة : الفرع األول • : مر بالشراء أركان عقد املراحبة لآل: الفرع الثاين • : كيفية بيع املراحبة لآلمر بالشراء :الفرع الثالث • :آراء العلماء املعاصرين يف حكم بيع املراحبة لآلمر بالشراء: الفرع الرابع • :وجه التعارض والترجيح : الفرع اخلامس •


132

.تعريف بيع املراحبة : الفرع األول • : عرفت املراحبة لغة واصطالحا

أعطيته رحبا ، وربـح : ، وراحبته على سلعته أي يربح فيها : جتارة راحبة : تعريف املراحبة لغة : أوال )1( . هو البيع برأس املال مع زيادة معلومة ) : بيع املراحبة ( يف جتارته إذا أفضل فيها ، و

.عرفت املراحبة قدميا وحديثا : تعريف املراحبة اصطالحا : ثانيا : ملراحبة قدميا تعريف ا .1

مساومة ومراحبة ، واملراحبة هي أن يذكر البائع للمشتري الثمن الذي اشترى به : البيع صنفان . السلعة ، ويشترط عليه رحبا ما للدينار أو الدرهم

ظهر منذ فترة وجيزة بيع املراحبة املصرفية احلديثـة :تعريف بيع املراحبة لآلمر بالشراء حديثا .2 ي ختتلف عن املراحبة يف العصر القدمي وه قيام البنك بتنفيذ طلب املتعاقد معه على أساس شراء األول ما يطلبه الثاين بالنقد الذي يدفعه :تعريفه وذلك يف مقابل التزام الطالب بشراء ما أمر به ، وحسب الربح املتفق عليه - كليا أو جزئيا -البنك

)2( . عند االبتداء : أركان عقد املراحبة لآلمر بالشراء : رع الثاين الف •

. اآلمر بالشراء :الركن األول . املصرف اإلسالمي :الركن الثاين

. البائع :الركن الثالث وبيع املراحبة هذا خيتلف عن بيع املراحبة عند الفقهاء القدامى ، فإن املراحبة عند الفقهاء القدامى

. أما اآلن فهي ثالثية األطراف ثنائية األطراف ، : كيفية بيع املراحبة لآلمر بالشراء :الفرع الثالث • . طلب من العميل يقدمه للمصرف اإلسالمي لشراء سلعة موصوفة بأوصاف معينة .1 .البائع يرسل إىل املصرف فاتورة عرض أسعار حمددة بوقت معني .2 . قبول من املصرف لشراء السلعة املوصوفة .3 .ن العميل لشراء السلعة املوصوفة من املصرف بعد متلك املصرف هلا وعد م .4

: مصطفى وآخرون - ) 131( املصباح املنري : الفيومي - ) 134( خمتار الصحاح : الرازي _ ) 198( القاموس احمليط : الفريوز آبادي - )1(

) . 346( املعجم الوسيط ) .29( بيع املراحبة لآلمر بالشراء : عفانة - )2(


133

. ببيع السلعة املوصوفة للعميل وعد من املصرف .5 . شراء املصرف للسلعة املوصوفة .6. بيع املصرف للسلعة املوصوفة للعميل بأجل مع زيادة ربح متفق عليه بني املصرف والعميـل .7

ف ، ووعد بالبيع من املصرف للعميل ، وتـسمى هـذه فيكون وعد بالشراء من العميل للمصر .العملية مواعدة ، وتوقع املصارف اإلسالمية مع عمالئها وعد بالشراء

مث يشتري املصرف السلعة من البائع ، ويوقع عقد بيع بني املصرف والبائع ، مث يوقع عقد بـني )1( . عة املوصوفة بناء على طلب العميل اآلمر بالشراء واملصرف اإلسالمي بعد متلك املصرف للسل

:آراء العلماء املعاصرين يف حكم بيع املراحبة لآلمر بالشراء: الفرع الرابع • اختلف العلماء املعاصرون يف هذه املسألة اختالفا كبريا فمنهم من يرى جواز هـذا العقـد ،

ولكل من الفريقني وجهته ، وسنعرض أدلـة ومنهم من يرى أن هذا العقد باطل ، وحيرم التعامل به . الفريقني باختصار ، مث نرجح الدليل القوي بإذن اهللا

)2( : الفريق األول القائلون جبواز بيع املراحبة هم .الدكتور سامي محود يف كتابه تطوير األعمال املصرفية .1 .جتريه املصارف اإلسالمية الدكتور يوسف القرضاوي يف كتابه بيع املراحبة لآلمر بالشراء كما .2 .الدكتور أمحد السالوس يف حبثه بعنوان املراحبة لآلمر بالشراء نظرات يف التطبيق العملي .3 . الدكتور حممد األمني الضرير يف حبثه بعنوان املراحبة لآلمر بالشراء .4 .الدكتور إبراهيم فاضل الدبو يف حبثه بعنوان املراحبة لآلمر بالشراء دراسة مقارنة .5 .الشيخ حممد علي التسخريي يف حبثه بعنوان نظرة إىل عقد املراحبة لآلمر بالشراء .6 . الشيخ حممد عبده عمر يف حبثه بعنوان املراحبة يف االصطالح الشرعي .7

)3( : الفريق الثاين القائلون حبرمة بيع املراحبة هم .ه املصارف اإلسالمية الدكتور حممد سليمان األشقر يف كتابه بيع املراحبة كما جتري .1 .الدكتور بكر بن عبد اهللا أبو زيد يف حبثه بعنوان املراحبة لآلمر بالشراء بيع املواعدة .2 . رفيق املصري يف حبثه بيع املراحبة لآلمر بالشراء يف املصارف اإلسالمية .3 .احبة والدكتور حسن عبد اهللا األمني يف حبث بعنوان االستثمار الالربوي يف نطاق عقد املر .4

) . 31( بيع املراحبة لآلمر بالشراء : عفانة _ ) 309( املعامالت املالية املعاصرة : شبري - )1( )39 ، 38( اء بيع املراحبة لآلمر بالشر: عفانة - )2( ) .56 ، 55( بيع املراحبة لآلمر بالشراء : عفانة - )3(


134

الشيخ عبد الرمحن عبد اخلالق يف مقال له بعنوان شرعية املعامالت اليت تقـوم ـا البنـوك .5 . اإلسالمية املعاصرة

) :القائلون جبواز بيع املراحبة ( أدلة الفريق األول والقواعد الفقهية - - استدلوا بعموم النصوص من كتاب اهللا وسنة رسول اهللا

:يل من الكتاب الدل: أوال ) )1 ذلك بأم قالوا إمنا البيع مثل الربا وأحل اهللا البيع وحرم الربا با : قال تعاىل - 1

هذه اآلية تفيد حل كل أنواع البيع سواء كان عينا بعني أم مثنا بثمن ، أو مثنا بعني ، أو عينـا و البيع بزيادة على الثمن األول فهذه البيـوع كلـها بثمن ، سواء كان حاال أم مؤجال ، واملراحبة ه

. حالل ألا من البيوع اليت أحلها اهللا ليه اضطررتم ما إال عليكم حرم ما فصل لكم وقد : قال تعاىل - 2 ) )2 إ

ل حني عنها تسألوا وإن تسؤ كم لكم تبد إن أشياء لوا عنتسأ ال آمنوا الذين أيها يا : قال تعاىل - 3 ـز نيآنالقر دتب فا لكمع ا اللههنع اللهو غفور يملح )3(

ومل دلت اآليتان السابقتان على أن األصل يف األشياء اإلباحة وأن اهللا عز وجل قد فصل لنا احملرمات .يذكر فيها بيع املراحبة فهو حالل

. ) )4 بكم العسر يريد وال اليسر بكم الله يريد : قال تعاىل - 4

ف عنكم أن الله يريد : قال تعاىل - 5 . ) )5 يخف

جح من الدين في جعل عليكم وما : قال تعاىل - 6 ر )6( دلت اآليات الثالث السابقة على رفع احلرج والتيسري على الناس ، والتيسري على الناس : وجه الداللة

. فبيع املراحبة فيه تيسري على الناس فهو حيقق هذا املقصد : من مقاصد الشريعة

) .275( من اآلية : سورة البقرة - )1( ) .119( من اآلية : سورة األنعام - )2( ) .101( اآلية : سورة املائدة - )3( ) .185( من اآلية : سورة البقرة - )4( ) .28( من اآلية : سورة النساء - )5( ) .78( من اآلية : سورة احلج - )6(


135

: الدليل من السنة: ثانيا

عوين ما تركتكم ، إمنا هلك من كان قـبلكم د: " قال - - عن أيب هريرة عن النيب -1 بسؤاهلم واختالفهم على أنبيائهم ، فإذا يتكم عن شيء فاجتنبوه ، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما

)1( " استطعتم إن أعظم املسلمني جرما ، من سأل عن : " قال - - عن سعد بن أيب وقاص أن النيب -2

)2( " من أجل مسألتهشيء مل حيرم ، فحرم .فال ينبغي أن خنالف هذا االجتاه القرآين والنبوي بتكثري احملرمات وتوسيع دائرة املمنوعات

يسرا وال تعـسرا " ملعاذ أيب موسى األشعري حني بعثهما إىل اليمن - - وقال رسول اهللا - 3 . )3( " وبشرا وال تنفرا

)4( " إمنا بعثتم ميسرين ومل تبعثوا معسرين… " - -قال : ة قال عن أيب هرير- 4وإن الناس يف هذا العصر أحوج ما يكونون إىل التيسري والرفق رعاية لظروفهم ، هلذا كان على أهـل

.الفقه أن ييسروا على الناس يف مسائل الفروع ، ما مل يكن التيسري يتعارض مع نصوص الشريعة ) :احملرمني لبيع املراحبة ( لثاين أدلة الفريق ا

بيع اإلنسان ما - - فقد ى النيب :بيع املراحبة لآلمر بالشراء هو بيع البنك ما ال ميلك : أوال : ليس عنده وما يدل على ذلك

من ابتاع طعاما فـال " قال - - أن النيب - رضي اهللا عنهما - عن ابن عمر :احلديث األول )5( " يستوفيه ، ومن ابتاع طعاما فال يبيعه حىت يقبضهيبيعه حىت

وبيع اإلنسان ما ليس عنده ، أن بيع املراحبة من بيع اإلنسان ما ليس عنده : وجه الداللة من احلديث .منهي عنه ، فيكون بيع املراحبة منهيا عنه وحرام

.7288 ، ح - -االقتداء بسنن رسول اهللا ) 2( كتاب االعتصام بالكتاب والسنة ، باب ) 1319( صحيح البخاري - )1( .7289السؤال ما ال يعنيه ح ما يكره من كثرة ) 3( كتاب االعتصام بالكتاب والسنة ، باب ) 1319( صحيح البخاري - )2( .3038ما يكره من التنازع واالختالف ، ح ) 164( كتاب اجلهاد والسري ، باب ) 556( صحيح البخاري - )3( .220صب املاء على البول يف املسجد ، ح ) 61( ، كتاب الوضوء ، باب ) 57( صحيح البخاري - )4( 2135بيع الطعام قبل أن يقبض ، وبيع ما ليس عندك ، ح ) 55( كتاب البيوع ، باب ) 384 (صحيح البخاري : البخاري - )5(


136

يـأتيين : فقلـت - - ، قال أتيت رسول اهللا - - عن حكيم بن حزام :احلديث الثاين - " ال تبع ما ليس عندك " الرجل يسألين من البيع ما ليس عندي أبتاع له من السوق مث أبيعه ، قال

)1( -حديث حسن عن بيع اإلنسان ما ليس عنده وبيع املراحبة مـن بيـع - - ى النيب :وجه الداللة من احلديث

.اإلنسان ما ليس عنده فهي حرام والربا منهي عنه ، فـإن : إن بيع املراحبة لآلمر بالشراء من باب احليلة على اإلقراض بالربا : ثانيا

.الفائدة اليت يأخذها البنك على بيع املراحبة هي من باب الربا وليس من باب البيع احلالل عـن - - وقد ى النيب) بيعتني يف بيعة ( إن هذه املعاملة تدخل ضمن عقدين يف عقد : ثالثا

" عن بيعتني يف بيعة- - ى رسول اهللا : " قال - -فعن أيب هريرة . بيعتني يف بيعة )2( -حديث حسن صحيح -

:أن الوفاء بالوعد ليس واجب ويدل على ذلك: رابعا ري ملـزم بيع املراحبة يعتمد على الوفاء بالوعد من العميل والوفاء من البنك ، والوفاء بالوعد غ

إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته : " قال - - عن النيب - - للطرفني ملا روى زيد بن أرقم قال التـرمذي ليـس إسنــاده - " فال إمث عليه : أن يفي له ، فلـم يفي ، ومل جييء للمـيعاد

)3 ( -بالقوي :وجه التعارض والترجيح : الفرع اخلامس •

تعارضت عموم أدلة القرآن والسنة حول جواز بيع املراحبة فـبعض اآليـات : ارض وجه التع : أوال واألحاديث دلت على جواز بيع املراحبة ، والبعض اآلخر من اآليات واألحاديث دل على عدم جواز

.بيع املراحبة فهذا التعارض حيتاج إىل ترجيح : أرى جواز بيع املراحبة ولكن بشروط : الترجيح : ثانيا أن يتفق البنك مع املشتري على نسبة الربح وعلى مدة سداد الدين فلو تأخر املشتري يف .1

. السداد ال جيوز للبنك زيادة قيمة الربح مقابل األجل . أن يكون الوعد بالشراء من قبل املشتري ملزما له ، وال جيوز أن خيل ذا الوعد .2

.1232ما جاء يف كراهية بيع ما ليس عندك ، ح ) 19( كتاب البيوع ، باب ) 346 / 3( سنن الترمذي : الترمذي - )1( .1231ما جاء يف النهي عن بيعتني يف بيعة ، ح ) 18( كتاب البيوع ، باب ) 346 / 3( سنن الترمذي : الترمذي - )2( كتاب ) 446 / 4( سنن الترمذي : الترمذي - 4995يف العدة ، ح ) 90( كتاب األدب ، باب ) 748( سنن أيب داود : أبو داود - )3(

.2633ما جاء يف عالمة املنافق ، ح ) 14( اإلميان ، باب


137

نك ملزما له ، وال جيوز له أن خيل بالوعد يف حالة أن يكون الوعد بتسليم التجارة من قبل الب .3 .غالء السلعة

أن يتفق البنك واملشتري على قيمة السلعة وقيمة ربح البنك قبل اإلقدام على شراء السلعة .4 . وذلك دفعا للشحناء والتباغض ودفعا للغرر أيضا


138

:املطلب الثالث مثنية النقود الورقية

ب ذكرت املسألة الثالثة وهي مثنية النقود الورقية ، فذكرت فيها أوال صورة املسألة يف هذا املطل وآراء العلماء فيها ، فمنهم من قال برد القيمة ومنهم من قال برد املثل وكل فريق استدل علـى مـا

. ذهب بأدلة ذكرا وذكرت وجه التعارض ورجحت بينها : ثالثة فروع فبتاء على ما سبق قسمت هذا املطلب إىل

: صورة املسألة : الفرع األول • : آراء العلماء يف هذه املسألة : الفرع الثاين • .وجه التعارض والترجيح : الفرع الثالث •


139

: صورة املسألة : الفرع األول •قيمته مثال ثالثة آالف دينار عراقـي ) نقود ورقية ( لو استدان شخص من آخر مبلغا من املال

ساوي مثال مائتني ومخسني جراما من الذهب فبعد فترة من الزمن تغريت قيمة العملة الورقية كمـا يحدث مثال يف العراق تغريا فاحشا ، فأصبحت الثالثة آالف دينار العراقـي ال تـساوي إال عـشرة

ف دينار عراقي جرامات من الذهب ، فهل يرد املستدين املال كما أخذه من النقود الورقية ، ثالثة آال 1( . فيتضرر الدائن ضررا بالغا ، أم يرد قيمة املال من الذهب وهو مائتني ومخسني جراما من الذهب

( : آراء العلماء يف هذه املسألة : الفرع الثاين •

: اختلف العلماء املعاصرون يف هذه املسألة إىل قولني ن منهم الدكتور حممد سليمان األشقر والشيخ نصر فريد ذهب بعض العلماء املعاصري : القول األول

ويقول الشنقيطي إن األوراق النقدية هي سند . واصل إىل أنه جيب رد القيمة عند تغري النقود الورقية )2( . دين بالقيمة احلقيقية

ه ينبغـي أن إىل أن ذهب فريق من العلماء املعاصرين أيضا منهم الدكتور علي السالوس : القول الثاين يؤدى الدين مبثله ال بقيمته ، يف حالة الغالء والرخص ؛ فإن النقود الورقية تأخذ أحكام النقود الذهبية

)3 ( .والفضية استقر موقف أغلب الفقهاء املعاصرين على أن الثمنية متحققة : ويقول إبراهيم بن صاحل العمر

)4( . بوضوح يف األوراق النقدية يف الدورة الثالثة بأن العمالت الورقية نقود اعتبارية ) 9( وبعد اإلطالع على قرار امع رقم

فيها صفة الثمنية كاملة، وهلا األحكام الشرعية املقررة للذهب والفضة من حيث أحكام الربا والزكاة )5 ( :والسلم وسائر أحكامهما قرر ما يلي

هي باملثل وليس بالقيمة ؛ ألن الديون تقضى بأمثاهلا فال : ن الثابتة بعملة ما العربة يف وفاء الديو .جيوز ربط الديون الثابتة يف الذمة أيا كان مصدرها مبستوى األسعار

) .196( املالية املعاصرة املعامالت: شبري - )1( املعامالت املالية : شبري - ) 548( الفتاوى اإلسالمية : واصل - ) 319 ، 318 / 1( أضواء البيان يف إيضاح القرآن بالقرآن : الشنقيطي - )2(

) .196( املعاصرة ) .197( املعامالت املالية املعاصرة : شبري - )3( ) . 120( د االئتمانية النقو: العمر - )4( )5( - HYPERLINK "http://www.islampedia.com/MIE2/fatawa/zakat2.htm#organs"

http://www.islampedia.com/MIE2/fatawa/zakat2.htm#organs


140

: كل فريق استدل على ما ذهب إليه بأدلة منها : األدلة : أدلة الفريق األول

وهـو يف - -أتيت الـنيب : قال -ي اهللا عنهما رض -عن جابر بن عبد اهللا : احلديث األول )1( . " وكان يل عليه دين ، فقضاين وزادين " صل ركعتني " : املسجد ، فقال

استسلف مـن رجـل بكـرا ، - -أن رسول اهللا - - عن أيب رافع :احلديث الثاين مل أجد : جع إليه أبو رافع فقال فقدمت عليه إبل الصدقة ، فأمر أبا رافع أن يقضي الرجل بكره فر

)2( " أعطه إياه ، إن خيار الناس أحسنهم قضاء : " فيها خيارا رباعيا ، فقال حسن قضاء الدين وعلى استحباب دل احلديثان السابقان على : وجه الداللة من احلديثني السابقني

م اإلضرار بالدائن ، فعندما يرد املثل فيه ضرر الزيادة غري املشروطة ، ويدالن مبفهوم املخالفة على عد )3( . كبري يعود على الدائن

: استدل أصحاب هذا الفريق مبا يلي :أدلة الفريق الثاين

ال تبيعـوا الـذهب : " قـال - - أن رسول اهللا - - ما رواه أبو سعيد اخلدري : أوال ى بعض ، وال تبيعوا الورق بالورق إال مثال مبثل ، وال بالذهب إال مثال مبثل ، وال تشفوا بعضها عل

)4( " تشفوا بعضها على بعض ، وال تبيعوا منها غائبا بناجز ال تبيعـوا الـدينار : " قـال - - أن رسول اهللا - -ما رواه عثمان بن عفان : ثانيا

)5( " بالدينارين ، وال الدرهم بالدرمهني : ثني السابقني وجه الداللة من احلدي

دل احلديثان السابقان على أن قضاء الدين أو بيع النقود يكون باملثل وال جتوز الزيادة وتفضيل )6( . أحدها على اآلخر

.وجه التعارض والترجيح : الفرع الثالث • وجه التعارض : أوال

.443الصالة إذا قدم من سفر ، ح ) 59( كتاب الصالة ، باب ) 97( صحيح البخاري : البخاري - )1( - 118ن استلف شيئا فقضى خريا منه ، وخريكم أحسنكم قضاء ، ح م ) 22( كتاب املساقاة ، باب ) 836( صحيح مسلم : مسلم - )2(

1600 ) .38 / 11( صحيح مسلم بشرح النووي : النووي - ) 537 / 1( فتح الباري شرح صحيح البخاري : انظر ابن حجر - )3( .2177 ، ح بيع الفضة بالفضة ) 78( كتاب البيوع ، باب ) 389( صحيح البخاري : البخاري - )4( .1585 - 78الربا ، ح ) 14( كتاب املساقاة ، باب ) 825( صحيح مسلم : مسلم - )5( ) .10 / 11( صحيح مسلم بشرح النووي : النووي - ) 380 / 4( فتح الباري شرح صحيح البخاري : ابن حجر - )6(


141

ار بالدائن ، مع األحاديـث تعارضت األحاديث الدالة على حسن قضاء الدين ، وعدم اإلضر الدالة على أن قضاء الدين يكون باملثل وال جيوز أخذ زيادة مشروطة ، وإال كان ربا ، واالخـتالف يعود إىل أن النقود الورقية هلا صفة الثمنية كالذهب والفضة أم ال ، فمن اعترب أن هلا صفة الثمنية قال

.نية النقود الورقية قال برد القيمة برد املثل وال جيوز التفاضل ، ومن قال بعدم مث أرى أن ترد القيمة إذا كانت األضرار اليت تعود على الدائن كبرية:الترجيح : ثانيا

حديث - )1( " ال ضرر وال ضرار " : قضى أن - -حلديث عبادة بن الصامت أن رسول اهللا . )2( -صحيح

القيمة ال املثل ؛ ألن الناس ستمتنع عن الدين إذا توقع الدائن واملصلحة العامة للناس تقتضي رد . أن أضرارا كبرية ستعود عليه من وراء الدين

خالصة هذا املبحث : التأمني له عدة أقسام وهي : التأمني : املسألة األوىل

لتـأمني التأمني التعاوين وله عدة صور أمهها نظام التقاعد ، ونظام الضمان االجتمـاعي ، وا .1 .الصحي ، وهذا التأمني جائز باتفاق الفقهاء

التأمني التباديل ومن صوره ، اجلمعيات اخلريية اليت تنشأ بني أهل القرى واملدن ، اجلمعيات اليت .2 .تنشأ بني املوظفني ، وحكمه جائز أيضا باتفاق الفقهاء

على األشخاص ، وهو ينقسم إىل ومن صوره التأمني على األشياء ، والتأمني : التأمني التجاري .3 .التأمني من املسؤولية عن الغري : التأمني على احلياة ، والتأمني من اإلصابات ، والصورة الثالثة

.واختلف الفقهاء يف حكم هذا القسم ورجحت حرمة هذا النوع من التأمني لالستغالل الواقع فيه .بيع املراحبة : ثانيا

( تلف عن بيع املراحبة حديثا حيث أن بيع املراحبة قدميا ثنـائي األطـراف بيع املراحبة قدميا خي .1 ) .البائع ، املشتري ، البنك ( أما بيع املراحبة حديثا ثالثي األطراف ) البائع واملشتري

. حكمه اختلف العلماء يف بيع املراحبة ورجحت جوازه بشروط .2 .مثنية النقود الورقية : ثالثا

ملسألة وهي لو استدان شخص ألف دينار من العملة الورقية مث تغـريت قيمـة ذكرت صورة ا .1 . الدينار تغريا فاحشا لسبب ما ، فهل يرد املدين قيمة األلف دينار وقت الدين ، أم يرد املثل

.2340من بىن يف حقه ما يضر جباره ، ح ) 17( ب كتاب األحكام ، با ) 400( سنن ابن ماجة : ابن ماجة - )1( .1895ح ) 39 / 2( صحيح ابن ماجة : األلباين - )2(


142

. اختلف الفقهاء يف هذه املسألة ، ورجحت رد القيمة على رد املثل .2 .واهللا تعاىل أعلم :املبحث الثاين

.أثر التعارض يف املعامالت الطبية بعد دراسة بعض املعامالت املالية املعاصرة اليت ختدم موضوع التعارض والترجيح ، انتقلـت إىل بعض املعامالت الطبية احلديثة اليت ختدم موضوع التعارض والترجيح ، ومن هذه املعامالت نقل

ضاء منها ، ولكل من احلالتني السابقتني شروط معينة األعضاء البشرية ، وتشريح اجلثث وأخذ األع . جيب توافرها حىت تكون تلك املعاملة مشروعة

: فبناء على ما سبق قسمت هذا املبحث إىل مطلبني . نقل األعضاء البشرية : املطلب األول • .تشريح جثة اإلنسان امليت : املطلب الثاين •


143

:املطلب األول .اء البشرية نقل األعض

أن حفظ النفس من الكليات اخلمسة اليت هي مقاصد الشريعة وأمر حبفظها وهي حفظ الدين ، .وحفظ النفس ، وحفظ العقل، وحفظ العرض والنسل ، وحفظ املال

( وعملية نقل األعضاء البشرية تساعد إىل حد بعيد يف حفظ املقصد الثاين من مقاصد الشريعة .، ولكن هذه العملية حتتاج إىل ضوابط كي تبقى يف مسارها الصحيح ) النفس حفظ

: فدراسة هذا املطلب يقتضي عرضه يف ثالثة فروع .صور نقل األعضاء البشرية : الفرع األول • . حكم الشرع يف صور نقل األعضاء البشرية : الفرع الثاين • . وجه التعارض والترجيح : الفرع الثالث •


144

:صور نقل األعضاء البشرية : ع األول الفر : عملية نقل األعضاء البشرية ال ختلو من أن تكون إحدى ثالث صور

.نقل عضو من جسد اإلنسان إىل مكان آخر من جسده : الصورة األوىل .نقل عضو من جسد إنسان ميت ملعاجلة احلي . :الصورة الثانية . إنسان حي آلخر للعالج نقل عضو من جسد:الصورة الثالثة

: حكم الشرع يف الصور الثالث السابقة : الفرع الثاين •ال خالف يف جواز نقل عضو من جسد اإلنسان إىل مكان آخر يف جسده ، : حكم الصورة األوىل

جاز امع الفقهي ذلـك ولقد أ . ولكن بشرط أن يتيقن األطباء أن ال يضر ذلك صاحبه ضررا بليغا )1( . واعتربه مما حيقق مقاصد الشريعة

. وهي نقل عضو من جسد إنسان ميت ملعاجلة احلي :حكم الصورة الثانية . جيوز استعمال أعضاء امليت يف معاجلة احلي ، قياسا على إباحة أكل امليت للمـضطر يف املخمـصة

)2( : ويشترط لذلك شروط وهي . يكون املنقول منه العضو البشرى قد حتقق موته أن - 1 قيام حالة الضرورة لذلك ، حبيث تكون حالة املنقول إليه املرضية يف تدهور مستمر ، وال ينقذه - 2

من وجهة النظر الطبية إال نقل عضو سليم من إنسان آخر حي أو ميت وعدم وجود مباح يقوم مقامه .فاء ، حسب ما يقرره أهل اخلربة العدول من األطباء أن يغلب على الظن حصول الش- 3 . أن يكون النقل بدون أي مقابل لورثة امليت - 4 . أال يكون العضو املنقول مؤديا إىل اختالط األنساب بأي حال من األحوال - 5

. وهي نقل العضو من إنسان حي آلخر بقصد العالج : حكم الصورة الثالثة :الف بني العلماء ، بني جميز ومانع ، ولكل فريق أدلته على ما يقول هذه الصورة موضع خ

:أدلة املانعني : استدل املانعون لعملية نقل األعضاء بنصوص من الكتاب والسنة منها

:الدليل من الكتاب :الدليل األول

) .190( املسؤولية اجلسدية يف اإلسالم : موسى - )1( ) .190( املسؤولية اجلسدية يف اإلسالم : موسى - ) 596( الفتاوى اإلسالمية : واصل - )2(


145

تـشاء ممن الملك وترتع تشاء منالملك تؤتي الملك مالك اللهم قل: استدلوا بقوله تعاىل -

زعتن واء مشن تل مذتاء وشت كدبي ريالخ كإن لىء كل عيش يرقد )1( ) )2لله قل واألرض السماوات في ما لمن قل : وبقوله تعاىل -

.ان السابقتان على أن النفس البشرية ملك هللا عز وجل ال جيوز التصرف فيها تدل اآليت :وجه الداللة ) ) 3 والبحر البر وحملناهم في آدم بني كرمنا ولقد: وبقوله تعاىل -

.أن من تكرمي بين آدم عدم التمثيل به ونقل أجزاء منه إىل إنسان آخر : لدليل من السنةا: الدليل الثاين

إذا أمر أمريا علـى جـيش أو - -كان رسول اهللا : عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال اغزوا وال تغلـوا . …: " سرية ، أوصاه يف خاصته بتقوى اهللا ومن معه من املسلمني خريا ، مث قال

)4( " …وال تغدروا وال متثلوا وال تقتلوا وليدا دل احلديث السابق على عدم املثلة يف اإلنسان واحليوان ، إن عملية نزع العضو مثلة يف :وجه الداللة

جسم اإلنسـان ، واإلسـالم يـنهى عن التـمثيل باجلـسم اآلدمي ألنه مـكرم فلذلك عـملية )5( . نزع األعضاء حمرمة

تقتلـوا وال : لقوله تعاىل إن من مقاصد الشريعة احملافظة على النفس البشرية ،: الدليل الثالث

فسي النالت مرح إال الله باحلق ) 6( ولقول الرسول - - " حديث -" ال ضرر وال ضرار )7( -صحيح

إن قطع األعضاء البشرية يتعارض مع مقاصد الشريعة ، ففي قطع األعضاء البشرية :وجه الداللة )8( . فس البشرية اليت حافظت عليها الشريعة اإلسالمية إهانة للن

القاعدة تنص إذا تعارضت مصلحتان قدم أعالمها ، وإذا تعارضت املفاسد مع املصاحل :الدليل الرابع كان درء املفاسد مقدم على جلب املصاحل ، فبذلك تكون مصلحة الشخص الذي يراد نقل العضو منه

) .26( رة آل عمران سو- )1( ) .12( من اآلية : سورة األنعام - )2( ) .70( من اآلية : سورة اإلسراء - )3( . 1731 - 3تأمري اإلمام األمراء على البعوث ، ح ) 2( ، كتاب اجلهاد والسري ، باب ) 922( صحيح مسلم : مسلم - )4( ) .194( سالم املسؤولية اجلسدية يف اإل: موسى - )5( ) .33( من اآلية : سورة اإلسراء - )6( .152 سبق خترجيه يف صفحة - )7( ) .192( املسؤولية اجلسدية يف اإلسالم : موسى - )8(


146

االنتفاع به ، بينما هو مشكوك أو مظنون صالحه واالنتفاع به إذا نقل من أرجح ، ألنه متيقن صالح . إنسان آلخر

:أدلة ايزين : استدل ايزون لعملية نزع األعضاء من احلي وزرعها يف آخر بقصد العالج باألدلة التالية

ولو أنفسهم على ويؤثرون : إن هذا الفعل إيثار ، وهو حممود شرعا ، لقوله تعاىل :الدليل األول

) )1خصاصة بهم كان واإليثار هو تقدمي الغري على النفس ، واخلصاصة هي شدة احلاجة ، فحثت الشريعة على تقدمي

)2( . مصلحة الغري على مصلحة النفس ولو كان حمتاجا ، وتقدمي األعضاء البشرية يف قمة اإليثار إن اإلنسان جيوز أن يتصرف فيما أحله اهللا عز وجل ، :الدليل الثاين

اللـه سـبيل في يقاتلون اجلنة لهم وأموالهم بأن أنفسهم المؤمنني من اشترى الله إن : لقوله تعاىل

قتلونفي )3( ن ميلك التصرف يف نفسه مبا يأذن به اهللا ، والتربع باألعضاء البشرية مـن دلت اآلية على أن اإلنسا

)4( . التصرف املشروع مثل املؤمنني يف توادهم وترامحهم وتعاطفهم ، مثـل : " - - قال رسول اهللا :الدليل الثالث

)5( " اجلسد إذا اشتكي منه عضو ، تداعى له سائر اجلسد بالسهر واحلمى )6( " املؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضا : " - - اهللا وقال رسول

يفيد احلديثان السابقان أن املؤمنني أخوة يضحي أحدهم من أجل اآلخـر ، والتـربع :وجه الداللة من مقاصد الشريعة احملافظـة علـى :الدليل الرابع )7( . باألعضاء من أمسى مظاهر األخوة اإلميانية

ية ، فيجوز التضحية جبزء من اآلدمي مقابل حياة وجناة شخص آخر ، فالشريعة اإلسالمية النفس البشر أباحت بعض احملرمات يف حالة الضرورة من أجل بقاء النفس اإلنسانية ،

) .9( من اآلية : سورة احلشر - )1( ) .195( م املسؤولية اجلسدية يف اإلسال: موسى - ) 598( الفتاوى الشرعية : واصل - )2( ) .111( من اآلية : سورة التوبة - )3( ) .195( املسؤولية اجلسدية يف اإلسالم : موسى - )4( .2586 - 66تراحم املؤمنني وتعاطفهم ، ح ) 17( ، كتاب الرب والصلة واآلداب ، باب ) 1352( صحيح مسلم : مسلم - )5( .2585 - 65تراحم املؤمنني وتعاطفهم ، ح ) 17( كتاب الرب والصلة واآلداب ، باب ، ) 1352( صحيح مسلم : مسلم - )6( ) .195( املسؤولية اجلسدية يف اإلسالم : موسى - )7(


147

اضطر فمن الله ه لغيرب أهل وما الخرتير ولحم والدم الميتة حرم عليكم إنما: فقد قال اهللا تعاىل

راغ غيال بو ادفال ع إثم هليإن ع غفور الله يمحر )1( فعلى هذا إذا كان إنقاذ إنسان من هالك حمقق ال يتم إال بأخذ جزء من غريه حيا أو ميتا ومل يوجـد

هو ضرورة مستثناة من قاعدة عدم املـساس بـالنفس وسيلة أخرى ملنع هذا اهلالك إال بذلك القطع ف )2 ( . البشرية

. وجه التعارض والترجيح : الفرع الثالث • :وجه التعارض : أوال

تعارضت عموم اآليات القرآنية واألحاديث النبوية ، فبعضها حيث على احلفاظ علـى الـنفس إليثار ومساعدة اآلخرين مبا يستطيع فذلك من البشرية وعدم املساس ا ، وبعضها اآلخر حث على ا

. أعلى مراتب األخوة : وجه الترجيح : ثانيا

بعد استعراض أدلة الفريقني نرجح جواز نقل األعضاء من الشخص احلي إىل اآلخر وذلـك إذا )3( . تيقن عدم تعرض الشخص املنقول منه للهالك ، وهذا ما رجحه امع الفقهي

امع الفقهي يف نقل األعضاءقرار بعد االطالع على موضوع زرع األعضاء وأدلة املانعني واملبيحني ، وما توصل إليـه الطـب

: احلديث قرر ما يلي إن أخذ عضو من جسم إنسان وزرعه يف جسم إنسان آخر مضطر إليه إلنقـاذ حياتـه ، أو : أوال

سية ، هو عمل جائز ، ال يتناىف مع الكرامـة اإلنـسانية ، الستعادة وظيفة من وظائف أعضائه األسا بالنسبة للمأخوذ منه ، كما أن فيه مصلحة كبرية ، وإعانة خرية للمزروع فيه ، وهو عمل مـشروع

: ومحيد ، إذا توفرت فيه الشرائط التالية ذ من قبيل اإللقـاء أن ال يضر أخذ العضو من املتربع به ضررا خيل حبياته العادية ، فيكون حينئ - 1

. بالنفس إىل التهلكة ، وهذا أمر غري جائز شرعا . أن يكون إعطاء العضو طوعا من املتربع ، دون إكراه - 2 . أن يكون زرع العضو هو الوسيلة الطبية الوحيدة املمكنة ملعاجلة املضطر - 3

) .173( اآلية : سورة البقرة - )1( . )192( املسؤولية اجلسدية يف اإلسالم : موسى - ) 598( الفتاوى الشرعية : واصل - )2( ) .207 ، 206( املسؤولية اجلسدية يف اإلسالم : موسى - )3(


148

. و غالبا أن يكون جناح كل من عملييت الرتع والزرع حمققا يف العادة أ- 4 :تعترب احلاالت التالية جائزة شرعا بطريقة األولوية : ثانيا

أخذ العضو من إنسان ميت ، إلنقاذ إنسان آخر مضطر إليه بشروط أن يكون املأخوذ منه مكلفا - 1 . ، وقد أذن بذلك حال حياته

ند الضرورة لزرعـه يف أن يؤخذ العضو من حيوان مأكول اللحم ، ومذكى مطلقا ، أو غريه ع - 2 .إنسان مضطر إليه

أخذ جزء من جسم اإلنسان لزرعه أو للترقيع يف جسم نفسه ، كأخذ قطعة من جلده أو عظمه - 3 . لترقيع ناحية أخرى من جسمه ا عند احلاجة إىل ذلك

وضع قطعة صناعية من معادن أو مواد أخرى يف جسم اإلنسان لعـالج حالـة مرضـية فيـه - 4 .فاصل وصمام القلب وغريها كامل

)1( . فكل هذه احلاالت األربع يرى الس جوازها شرعا بالشروط السابقة

) .209 ، 206( املسؤولية اجلسدية يف اإلسالم : موسى - )1(


149

:املطلب الثاين . تشريح جثة اإلنسان امليت

ن امليت أم ال إن التشريح أمر منهي عنه ، ولكن عند الضرورة هل يسمح بتشريح جثة اإلنسا . ففي هذا املطلب درست أسباب التشريح ، وخالف العلماء فيه مع بيان الرأي الراجح

:فبناء على ما سبق قسمت هذا املطلب إىل ثالثة فروع : أسباب تشريح جثة اإلنسان : الفرع األول • .أحكام تشريح اجلثة : الفرع الثاين • وجه التعارض والترجيح : الفرع الثالث •


150

: أسباب تشريح جثة اإلنسان : الفرع األول • )1( : للتشريح عدة أسباب منها

:التشريح للطب الشرعي .1 وذلك عند االشتباه جبرمية ؛ ملعرفة أسباب الوفاة ، مثل اخلنق ، أو الضرب ، أو التسمم ،

.والغاية من هذا التشريح حفظ الدماء ، وصيانة األجساد البشرية :ح للطب املرضي التشري .2

وذلك عند االشتباه مبرض ما ، فعند التشريح يعرف نوع املرض ، فتتخذ التدابري الالزمة ، . فيما يعرف بالطب الوقائي

: التشريح للطب العملي .3 وذلك ملعرفة تركيب اجلسم وأعضائه ؛ لتعلم الطب عموما ، ويكون ذلك حتت إشراف

.األطباء املختصني .أحكام تشريح اجلثة : الفرع الثاين •

خيتلف حكم التشريح قدميا عن حكم التشريح يف العصر احلديث ؛ وذلك لتقـدم الطـب بأجهزته املتطورة ، أما قدميا كان التشريح مقتصرا على إخراج اجلنني من بطن أمه عند موـا إذا

. ني من بطن أمه ظن حياة اجلنني ، واختلف العلماء يف إخراج اجلنإن ماتت امـرأة " إىل جواز شق بطن املرأة إلخراج ما يف بطنها ، ويقول النووي : فذهب الشافعية

)2( . ويف جوفها جنني حي شق جوفها ؛ ألن استبقاء احلي بإتالف جزء من امليت أمر ضروري ج ما يف بطنها ، ويـدخل إىل عدم جواز شق بطن املرأة إذا ماتت وهي حامل إلخرا : ذهب احلنابلة

)3( . القوابل أيديهن إلخراج اجلنني : أدلة كال الفريقني

: استدل هذا الفريق مبا يلي ) : املانعني ( أدلة الفريق األول كسر عظم امليت ككسره " : قال - - ، أن رسول اهللا - رضي اهللا عنها -عن عائشة : أوال )5( - حديث صحيح- )4( " حيا

) .214( املسؤولية اجلسدية يف اإلسالم : موسى - )1( ) .301 / 5( اموع : النووي - )2( ) .415 ، 414 / 2( املغين : ابن قدامة - )3( .3207يف احلفار جيد العظم ، هل يتنكب ذلك املكان ، ح ) 64( كتاب اجلنائز ، باب ) 491( سنن أيب داود : أبو داود - )4( .2746ح ) 618 / 2( صحيح األلباين : األلباين - )5(


151

أن كسر عظم امليت منهي عنه فيقاس عليه باقي تشريح جسم : وجه الداللة من احلديث .اإلنسان فهو منهي عنه

إذا أمر أمريا على جيش أو سرية - -كان رسول اهللا : عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : ثانيا اغزوا وال تغلوا وال تغـدروا : " خريا ، مث قال ، أوصاه يف خاصته بتقوى اهللا ومن معه من املسلمني

)1( " .…وال متثلوا وال تقتلوا وليدا . ى عن املثلة ، وتشريح اجلثث من املثلة املنهي عنها - - أن النيب : وجه الداللة من احلديث

:استدل هذا الفريق ) : ايزين ( أدلة الفريق الثاين ) ) 2 الناس جميعا أحيا فكأنما أحياها ومن : بقوله تعاىل

:وجه الداللة من اآلية

سواء إلخراج اجلنني ، أو لألسباب -أن إحياء النفس البشرية واجب واملراد من عملية التشريح . إحياء النفس البشرية فهي مشروعة -سابقة الذكر

)3( ) : لس هيئة كبار العلماء قرار جم( رأي العلماء املعاصرين قد اتفق العلماء املعاصرون على جواز التشريح للضرورة الطبية أو العلمية وهذا نص قرار

.هيئة كبار العلماء التشريح لغرض التحقيق يف دعوى جنائية ، أو لغرض التحقق من أمراض وبائية ، أو لغرض

. صاحل وتكثريها ، ويدرء املفاسد ويقللها بارتكاب أدىن الضررينعلمي فهو جائز ألن فيه حتصيل امل وجه التعارض والترجيح : الفرع الثالث •

لقد دلت اآلية على جواز تشريح امليت ألسباب فيها منفعة لعامة الناس ، :وجه التعارض : أوال . وجاء احلديث مينع املساس بامليت فحرمته كحرمة اإلنسان احلي

املصلحة العامة رجحت اآلية على احلديث ، وهي نوع آخـر ممكـن أن : وجه الترجيح :ثانيا . نضيفه إىل األمور اخلارجية اليت من خالهلا ميكن أن نرجح أحد األدلة على اآلخر

.4 حاشية 144 سبق خترجيه يف صفحة - )1( ) .32( من اآلية : سورة املائدة - )2( ) .218( املسؤولية اجلسدية يف اإلسالم : موسى - )3(


152

خالصة هذا املبحث ، أو علمية ، جيوز نقل األعضاء البشرية ، وكذلك جيوز تشريح اجلثة ألغراض جنائية ، أو طبية

وخيتلف حكم هاتني املسألتني قدميا ، وحديثا ، وذلك للتطور العلوم ، فيمكن القيام ا بنسبة جنـاح . عالية ، فقدميا كان ال ميكن إجراء مثل هذه العمليات

انتهى الفصل الثالث حبمد اهللا .وبذلك تكون قد انتهت الرسالة فلله احلمد واملنة


153

اخلامتةونعوذ باهللا من شرور أنفسنا وسيئات أعمـالنا ، إن احلمد هللا ، حنمده ، ونستعينه ، ونستغفره

. - -، وأشهد أن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له ، وأصـلي وأسلم على خري الربية حممد وهو بعد دراسة موضوع التعارض والترجيح ، أسجل أهم ما توصلت إليه من خالل البحث

: كاآليت الشريعة اإلسالمية كاحملجة البيضاء ليلها كنهارها ليس فيها تعارض حقيقي بل إن هذا التعارض - 1

.هو من وجهة نظر اتهد وإن املعىن االصطالحي الذي اخترته لتعريف ، هو التقابل املتمانع : أن معىن التعارض اللغوي - 2

ني على وجه توجب كل واحدة منهما ، ضد ما توجبـه تقابل احلجتني املتساويت : التعارض هو . األخرى ، يف حمل واحد ، يف زمان واحد

: ، وشروط التعارض هي ) حجية األدلة وتعددها ، مث تقابل األدلة : ( إن للتعارض ركنني مها - 3 ) يف حمل واحد ، واحد ال يتحقق ، ف ) التساوي يف الثبوت والقوة ، وأن يكون التعارض يف وقت

التعارض إال ا ، وإذا اختل أحد هذه األركان أو الشروط ، فال يعتد بالتعارض مـن الناحيـة اختالف القراءات ، عدم معرفة تاريخ ورود األدلة ، : ( الشرعية ، وكذلك للتعارض أسباب منها

ارض لـيس ، فيتضح من تلك األسباب أن التع ) واالشتراك يف اللفظ ، واختالف احلال واملوضع . حقيقيا ؛ بل راجع إىل سبب متعلق باتهد نفسه

يقع التعارض بني األدلة القطعية ، ويدفع التعارض عن طريق النسخ ، أو اجلمع ، أو التساقط ، - 4وال جيوز الترجيح بني األدلة القطعية ، ألن التعارض بني األدلة الظنية واألدلة القطعية ال يعتد به ؛

.عي مقدم اتفاقا ألن القط يقع التعارض بني اآليات القرآنية واألحاديث املتواترة ، وله حكـم األدلـة القطعيـة ، وإن - 5

تعارضت آيتان نبحث عن دليل أقل منهما رتبة ، مثل السنة ، فإن مل جند ، نبحث يف القياس حىت . نقوي أحد اآليتني على األخرى من جهة الداللة

حاديث ظنية الداللة ، وحكمه النـسخ ، أو اجلمـع ، أو التـرجيح ، أو يقع التعارض بني األ - 6 .التساقط

التعارض بني األفعال مستحيل أن حيدث يف وقت واحد ، كما أن التعارض بني القول والفعـل - 7 :له حالتان


154

إما أن يتعارضا من كل وجه ، فعند ذلك إذا علم التاريخ ، كـان املتـأخر ناسـخا : احلالة األوىل للمتقدم ، وإن مل يعرف التاريخ ، فالقول مقدم

.وإن تعارضا من وجه دون وجه ، جنمع بينهما : احلالة الثانية : هناك ثالث طرق حلل التعارض وهي - 8

) .النسخ ، الترجيح ، اجلمع ، التساقط ( طريقة مجهور احلنفية - أ ) .لنسخ ، اجلمع ، الترجيح ، التساقط ا( طريقة بعض احلنفية - ب ) .اجلمع ، النسخ ، الترجيح ، التساقط ( طريقة مجهور الفقهاء - ج

.وقد رجحت طريقة بعض احلنفية على الطريقتني األخريني رفع احلكم الشرعي خبطاب شرعي متراخ عنـه ، : " النسخ لغة وهو اإلزالة ، واصطالحا هو - 9

أن يكون احلكم املنسوخ شرعيا ، وأن يكون الناسـخ شـرعيا : ( نسخ مخسة وهي وشروط ال متراخيا عن املنسوخ ، وأن يكون غري مقيد بوقت ، وأن يكون الناسخ مساويا للمنسوخ يف القوة

) ، أو أقوى منه ، وأن يقع النسخ يف األوامر والنواهيالعمل : وأن املعىن االصطالحي للجمع هو هو الضم وتأليف املتفرق ، : تعريف اجلمع لغة - 10

أن يثبت التعارض بأركانـه ( بكال الدليلني املتعارضني ، أو بعضهما ، وشروط اجلمع أربعة هي وشروطه ، عدم معرفة الناسخ من املنسوخ ، أن ال يتعارض اجلمع مع نص صريح ، وأن يكون له

) .وجه مقبول يف اللغة ، وصـور ) التنويع ، تعدد حكم الدليل ، تعدد مواضع األدلـة ( مراتب اجلمع وهي ثالث -11

اجلمع بالتخصيص ، وبالتقييد ، و حبمل األمر على الندب ، وحبمل النـهي ( اجلمع مخس ، وهي ) . على الكراهة ، و باختالف احلال أو املوضع

املتعارضني ؛ حبيث تساوي الدليلني: هو املساواة ، ومعناه اصطالحا هو : معىن التعادل لغة - 12حتقق التعارض بأركانه ( ال يكون لبعضها مزية على البعض اآلخر ، وشروط التعادل وهي

) . وشروطه ، وعدم إمكانية النسخ ، أو اجلمع ، أو الترجيح اتفق العلماء على وقوع التعادل يف ذهن اتهد ، واختلفوا يف وقوعه حقيقة أو يف نفس - 13

.وعه يف نفس األمر ، وحكم التعادل هو التخيري بني األدلة األمر الراجح هو وقتقوية أحد الدليلني على اآلخر لدليل ، : الزيادة ، واصطالحا هو : معىن الترجيح لغة هو -14

أن يتحقق التعارض بأركانه وشروطه اليت ذكرا يف فصل التعارض ، : شروط الترجيح أربعة هي . مع بني الدليلني املتعارضني ، ووجود دليل على الترجيح وأن ال ميكن النسخ ، وال اجل


155

إن الترجيح بني األحاديث له أربعة طرق هي الترجيح عن طريق السند ، والترجيح عن طريـق -15 .املنت ، والترجيح عن طريق الداللة ، والترجيح عن طريق أمور خارجية

لراوي وترجيح خيتص بنفس الرواية الترجيحات عن طريق السند تنقسم قسمني ترجيح خيتص با -16 والتـرجيح بـأن -الترجيح بكثرة الرواة : فالترجيحات اليت ختتص بالراوي كثرية من أمهها .

يف - -يكون الراوي صاحب القصة ، أو مباشرا هلا ، أو أن يكون الراوي قريبا إىل الـنيب ، والترجيحات اليت ختـتص بـنفس حال تلقيه الرواية ، أو أن يكون الراوي من كبار الصحابة

إن احلديث املتواتر يقدم على حديث اآلحاد ، واحلديث املسند يقدم على احلـديث : الرواية هي .املرسل ، واحلديث العايل إسنادا يرجح على غريه

الترجيح عن طريق املنت ينقسم إىل قسمني وجود صفات زائدة يف منت أحد احلديثني املتعارضني -17 رجيح بني األحكام التكليفية ، والترجيح لوجود صفات زائدة كثرية منها ، والت

يرجح اخلرب املشتمل على زيادة يف الفعل على غريه ، يرجح اخلرب الذي تضمن بيان احلكم املتنازع فيه على اآلخر ، يرجح اخلرب اجلامع بني احلكم وعلته على احلديث الذي مل جيمع بني احلكم وعلته

يرجح التحرمي علـى : والترجيح بني األحكام التكليفية كاآليت . رب املؤكد على غريه ، يرجح اخل الوجوب ، والندب ، والكراهة ، واإلباحة ، ويرجح الوجوب على الندب ، واإلباحة ، والكراهة

.، وترجح الكراهة على الندب ، واإلباحة ، يرجح الندب على اإلباحة : قسم قسمني الترجيح عن طريق الداللة ين- 18

فيقدم احملكم على املفسر والنص والظاهر ، ويقدم املفسر على النص والظاهر ، ويقدم النص على -أ . الظاهر

تقدم داللة عبارة النص على داللة اإلشارة وداللة النص وداللة االقتضاء ، ترجح داللة اإلشارة -ب .ص على داللة االقتضاء على داللة النص وداللة االقتضاء ، وترجح داللة الن

أما الترجيح عن طريق أمور خارجية فيكون بترجيح أحد اخلربين ملوافقته للكتـاب ، أو - 19ترجيح أحد اخلربين ، أو - -بترجيح أحد اخلربين ملوافقته حلديث آخر من أحاديث النيب

حد اخلربين ملوافقته لعمل ملوافقته لإلمجاع ، أو بترجيح أحد اخلربين ملوافقته للقياس ، أو بترجيح أ .أكثر السلف

التأمني التعاوين والتأمني التباديل جائزان جبميع صورمها ، أما التأمني التجاري الراجح فيه عـدم -20 .اجلواز


156

بيع املراحبة جائز بشروط ، أما لو استدان شخص مبلغا ما من العملة الورقية وتغريت قيمة - 21 . ون بالقيمة ، ال باملثل العملة تغريا فاحشا فالرد يك

جيوز نقل األعضاء البشرية ، وكذلك جيوز تشريح اجلثة ألغراض جنائية ، أو طبيـة ، أو - 22علمية ، وخيتلف حكم هاتني املسألتني قدميا ، وحديثا ، وذلك لتطور العلوم ، فيمكن القيام ـا

. ليات بنسبة جناح عالية ، فقدميا كان ال ميكن إجراء مثل هذه العم واهللا تعاىل أعلم

.واحلمد هللا رب العاملني


157

الفهارس العامة

.فهرس اآلیات القرآنیة - فهرس األحادیث النبویة -

فهرس اآلثار -

فهرس األعالم -

فهرس املعاني اللغویة واالصطالحیة -

فهرس املراجع -

فهرس املوضوعات -


158

فهرس اآليات .لقد رتبت اآليات القرآنية على حسب ترتيب سور املصحف

السورة اآليةرقم اآلية

مكان ورودها

خ ما ننس نم ةآي ا أوهننس ر نأتا بخيهنم أو ا ألمهمثل لمتع أن الله

قدير شيء على كل 36 106 البقرة

ن هل وما الخنزير ولحم والدم الميتة حرم عليكم ماإ 146 173 البقرة الله به لغير أب عليكم آمنوا الذين أيها يا ت 109 178 البقرة القصاص يف القتلى ك

ريدي الله بكم رسال اليو ريدي بكمرس133 185 البقرة الع 18 222 البقرة يطهرن حتى تقربوهن والتتقوا أن لأيمانكم عرضة الله تجعلوا وال وا وروا تبحلتصو

نياس بالن اللهو يعمس يملع 5 224 البقرة

طلقاتالمو تيبأنفسهن نصبء ثالثة رو19 228 البقرة قر ينالذو نفوتوي ـنكمم ونـذريـا واجأزو نـصبتري هنبأنفـسشرا أشهر أربعة عو

37 234 البقرة

ـ خطبـة مـن بـه عرضتم فيما جناح عليكم وال الناء أوس

أنفسكم في أكننتم 4 235 البقرة

ينالذو نفوتوي نكمم ونذريا واجاجهم أزوة لأزويصتاع وم

37 240 البقرة


159

275 البقرة الربا وحرم البيع الله وأحل103 ،

126،133

ةالش تكتموا وال ادن هما وهكتمي مآث نه 11 283 البقرة قلبه فإك اللهم قل الم ك ك من تؤتي المل شاء المل 144 27 آل عمران ت

سارعوا إلى و ة رغف ن مم كمب114 133 آل عمران ر ينقـال الـذ ـمله ـاسالن إن ـاسالن ـوا قـدعمج لكـم

مه وش فاخ 40 173 آل عمران

3 النساء النساء من لكم طاب فانكحوا ما20 ،

103 ،104

فتمأال فإن خ ة داحلوا فودا أو تعم لكتم انكمم51 3 النساء أي ختين بين تجمعوا وأن 44 23 النساء األ 44 24 النساء أيمانكم ملكت ما إال

غوا بأموالكم أن ذلكم وراء ما لكم وأحل ت 104 24 النساء تب ريدي أن الله نكمع ف 133 28 النساء يخفلو و كان نم ندر عغي الله يهوا فدج فا لوالتاك اخري أ7 82 النساء ث ، خطئا مؤمنا قتل ومن خطئا إال مؤمنا يقتل أن لمؤمن كان وما

ريرفتح ةقبر ةنمؤم ، 47 92 النساء

110

ه مؤمنا متعمدا يقتل ومن آؤز فج منها جدالا خيه109 93 النساء ف ،110


160

لو النساء تعدلوا بين أن تستطيعوا ولن و تمصر51 129 النساء ح 127 1 املائدة بالعقود أوفوا آمنوا الذين أيها يا

نوا اوتعلى وع ى الربالتقوال ولى ونوا ع اواإلثم تع دالعانو127 2 املائدة و تمرح كمليتة عيالم مالدو ملحزير و ن ا الخمل وه غير أ ل 44 3 املائدة الله

ي أيها يا وا الذنإذا آم ـتمإلـى قم الةالـص كمـوهج لوا وفاغـس

كميدأيـق إلى و افرالم حـسامواو لكـمج أرو ـكموسؤ إلـى بر

نيبالكع 6 املائدة

41 ، 46

،48

جوهكم طيبا فامسحوا صعيدا فتيمموا يكم بودأي46 6 املائدة منه و نما واهيا أحما فكأنيا أحيعمج اس150 22 املائدة الن

ق من نكاال كسبا بما جزاء فاقطعوا أيديهما لسارقةوا والسار

الله اللهو زيز ع يمكح 48 38 املائدة

ك أيام فصيام ثالثة يجد لم فمن ل ة ذ كفار كمانمي 45 89 املائدة حلفتم إذا أغوالله يؤاخذكم ال م بما يؤاخذكم ولـكن أيمانكم في بالل 47 89 املائدة عقدت 125 90 املائدة واألنصاب والميسر الخمر إنما آمنوا الذين أيها يا 133 101 املائدة تسؤ كم كمل تبد إن أشياء تسألوا عن ال آمنوا الذين أيها يا

ض السماوات في ما لمن قل األرقل و له144 12 األنعام ل قدل لكم وا فصم مرح كمليا إال عم تماضطرر هلي 133 119 األنعام إجد في ال قل 15 145 األنعام أن إال يطعمه اعمط على محرما إلي أوحي ما أ 25 204 األعراف ترحمون لعلكم وأنصتوا له القرآن فاستمعوا قرىء وإذا


161

103 36 التوبة كآفة المشركني وقاتلوا إن ى اللهتراش نم نينمؤالم مهأ أنفس وم بأنالهوم مة له145 111 التوبة اجلن

لو الناس أكثر وما و تصرح نينمؤ73 21 يوسف بم نلـكو اس أكثرال الن ونلمع73 103 يوسف ي نزلنا ك ا لذكر وأ ي ل ل ما للناس لتبين إ ز ليه ن 15 44 النحل م إ

بضرو ة اللهيقر ثالم ة كانتنة آمنئطما ميهأتا يا رزقهغد122 112 النحل ر 144 33 اإلسراء باحلق إال الله حرم التي النفس تقتلوا واللقدا ونمني كرب مآد اهلنمحيوف م رر البحالب144 70 اإلسراء و

4 100 الكهف عرضا للكافرين يومئذ جهنم وعرضناج من الدين في جعل عليكم وما ر133 78 احلج ح ة لهم تقبلوا ولا ادها شد105 4 النور أب ق عن وما نطي والهى إن وإلا ه يحى ووح15 3،4 النجم ي

ينالذو ونرظاه ن يم همائنس ا ثممل ونودعقالوا ي ريرفتح ةقبر

يتماسا أن قبل من 47 3 اادلة

ولة كيد ال تكون نياء بيالأغن نكم129 7 احلشر م ؤيوونرلى ثع همأنفس لو و كان ة بهماصص145 9 احلشر خ

ي وأشهدوا ل ذو دع نكم105 2 الطالق م ؤوا ا فاقرم رستي نآن م25 20 املزمل القر


162

فهرس األحاديث النبوية .لقد رتبت األحاديث حسب احلروف اهلجائية

أخرجه احلديث مكان وروده

حرف اهلمزة 44 ابن ماجة أحلت لنا ميتتان ودمان

93 الترمذي ادرأوا احلدود عن املسلمني ما استطعتمإذا أتيـتم الغائـط فال تستـقبلوا القبـلة وال

تسـتدبروها 28 مسلم

67 ابن ماجة إذا التقى اخلتانان فقد وجب الغسل 90 مسلم إذا دبغ اإلهاب فقد طهر

إذا دخل أحدكم املسجد ، فال جيلـس حـىت يصلي ركعتني

99 البخاري 135 أبو داود إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته أن يفي له

114 الترمذي " أسفروا بالفجر فإنه أعظم لألجر 79 مسلم اشتريها وأعتقيها ، فإن الوالء ملن أعتق

110 البخاري دقة يف أمواهلم أعلمهم أن اهللا افترض عليهم ص اغزوا وال تغلوا وال تغدروا وال متثلوا وال تقتلوا

، 144 مسلم وليدا150

87 مسلم حبج مفرد- - أقبلنا مهلني مع رسول اهللا 117 مسلم أكل كتف شاة ، مث صلى ومل يتوضأ

ه الذي يأيت بشهادت ! أال أخربكم خبري الشهداء ، 10 مسلم قبل أن يسأهلا

43 51 أبو داود اللهم هذا قسمي فيما أملك

116 مسلم أما إما ليعذبان ، وما يعذبان يف كبري


163

86 البخاري أمر بالل أن يشفع األذان ويوتر اإلقامة 26 مسلم أبا طلحة فنادى- - أمر رسول اهللا

وهـو يف - - أن أعرابيا عرض لرسول اهللا سفر

5 مسلم

إن أعظم املسلمني جرما ، من سأل عن شيء مل حيرم

134 البخاري 98 مسلم احلالل بين وإن احلرام بين وبينهما مشتبهات إن

7أ ، أمحد إن القرآن مل يرتل يكذب بعضه بعضا 50 أبو داود أنت أحق به ما مل تنكحي

فقال مب أهـل - - عمر أن رجال أتى ابن - -رسول

78 البيهقي

42 أبو داود - - أن رجلني ادعيا بعريا على عهد النيب استسلف مـن رجـل - -أن رسول اهللا

بكرا 139 مسلم

76 مسلم تزوجها وهو حالل- - أن رسول اهللا 97 البخاري ذكر رمضان- - أن رسول اهللا 4 البيهقي يض ملندوحة عن الكذب إن يف املعار

20 ابن ماجة انكحوا فإين مكاثر بكم األمم 73 مسلم إنكم ختتصمون إيل ،ولعل بعضكم أن 80 الترمذي أال تنتفعوا من امليتة بإهاب وال عصب

134 البخاري إمنا بعثتم ميسرين ومل تبعثوا معسرين 74 مسلم إمنا الربا يف النسيئة

67 مسلم ا املاء من املاءإمن 85 ، 76 البخاري تزوج ميمونة وهو حمرم- - أن النيب


164

علمه األذان تسع عـشرة - - أن النيب

كلمة 86 الترمذي

85 الترمذي نكح ميمونة وهو حاللأن النيب 104 الطحاوي أا تتوضأ يف حال استحاضتها لوقت كل صالة

77 مسلم باحلج مفردا- -أهللنا مع رسول اهللا 92 مسلم األمي أحق بنفسها من وليها

، 92 الترمذي أميا امرأة نكحت بغري إذن وليها فنكاحها باطل115

حرف التاء 104 أبو داود تدع الصالة أيام أقرائها مث تغتسل وتصلي

ترى املؤمنني يف ترامحهم وتـوادهم وتعـاطفهم ، كمثل

127 البخاري 76 الترمذي ميمونة وهو حالل- - تزوج رسول اهللا

117 مسلم توضؤوا مما مست النار حرف الثاء

43، 10 مسلم مث يكون بعدهم قوم يشهدون وال يستشهدون حرف اجليم

26 مسلم جهر يف صالة اخلسوف بقراءته حرف احلاء

فيه حتيه ، مث اقرصيه باملاء ، مث رشيه ، وصلي

الترمذي111

حرف اخلاء 93 البخاري خذوا عين ، خذوا عين ، قد جعل اهللا هلن سبيال


165

116 مسلم هي لرجل وزر: اخليل ثالثة 103 البخاري اخليل يف نواصيها اخلري إىل يوم القيامة

حرف الدال 97 الترمذي دع ما يريبك إىل ما ال يريبك

م ، إمنا هلك من كان قـبلكم دعوين ما تركتك بسؤاهلم

البخاري134

حرف الذال، 74 البخاري الذهب بالذهب ربا إال هاء وهاء

115 ، 74 البخاري الذهب بالذهب مثال مبثل

115 حرف الراء

110 أبو داود رفع القلم عن ثالثة 29 مسلم رقيت على بيت أخيت حفصة ، فرأيت

حرف الزاي65 أبو داود زن وأرجح

حرف الشني، 83 البخاري شاهداك أو ميينه

111 حرف الصاد

43 مسلم صالة اجلماعة أفضل من صالة أحدكم إحـدى صـاليت - - صلى بنا رسول اهللا

يشالع

71 البخاري


166

26 الترمذي-أبو داود يف الكسوف- - صلى بنا رسول 94 مسلم يف جوف الكعبة بني العمودين اليمانينيصلى

وكان يل عليه ديـن ، فقـضاين " صل ركعتني وزادين

البخاري139

حرف الضادضربت امرأة ضرا بعمود فسطاط وهي حبلى ،

فقتلتها 128 مسلم

حرف الغني 49 مسلم الغسل يوم اجلمعة واجب على كل حمتلم

حرف الفاء 59 أبو داود يف كل أربعني بنت لبون

116 البيهقي يف اخليل السائمة يف كل فرس دينار 45 مسلم فيما سقت األار والغيم العشر حرف القاف

84 البيهقي أنا أكرم: قتل مسلما مبعاهد ،وقال 117 مسلم قدم أناس من عكل أو عرينة فاجتووا املدينة

، 83 مسلم وشاهد قضى بيمني 111

حرف الكاف 79 مسلم كان زوج بريرة عبدا

90 أبو داود كان يكرب يف الفطر واألضحى يف األوىل سبع 149 أبو داود كسر عظم امليت ككسره حيا 49 مسلم من إناء- - كنت أغتسل أنا ورسول اهللا

- كن نساء املؤمنات ، يشهدن مع رسول الفجر صالة-

البخاري 114


167

67 ، 14 الترمذي-أبو داود كيف تقضي إذا عرض لك قضاء يكـرب يف - - كيف كـان رسـول اهللا

األضحى والفطر 90 أبو داود

حرف الالم 135 الترمذي ال تبع ما ليس عندك

ال تبيعوا الـدينار بالـدينارين ، وال الـدرهم بالدرمهني

مسلم139

139 مسلم عوا الذهب بالذهب إال مثال مبثل ال تبي 91 البخاري ال تعذبوا بعذاب اهللا

، 74 مسلم ال ربا فيما كان يدا بيد 115

99 البخاري ال صالة بعد الصبح حىت ترتفع الشمس 43 البيهقي ال صالة جلار املسجد إال يف املسجد

، 140 ابن ماجة ال ضرر وال ضرار144

، 46 أبو داود نكاح إال بويل ال 114

46 البيهقي ال نكاح إال بويل مرشد وشاهدي عدل 127 البيهقي ال حيل المرئ من مال أخيه إال ما طابت

78 ، 87 أبو داود لبيك عمرة وحجا معا ، لبيك عمرة وحجا 93 البخاري لعلك قبلت ، أو غمزت ، أو نظرت

94 مسلم يف نواحيه كلها ومل يصل ملا دخل البيت دعا 116 البخاري ليس على املسلم يف عبده وال فرسه صدقة

45 مسلم ليس فيما دون مخسة أوسق صدقة 115 أبو داود ليس للويل مع الثيب أمر


168

78 ، 77 مسلم ليلين منكم ذوو األحالم والنهى حرف امليم

145 مسلم عضه بعضا املؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد ب مثل املؤمنني يف توادهم وترامحهم وتعـاطفهم ،

مثل اجلسد مسلم

145 134 البخاري من ابتاع طعاما فال يبيعه حىت يستوفيه

91 البخاري من بدل دينه فاقتلوه 49 أبو داود من توضأ يوم اجلمعة فبها ونعمت

قد عصى من صام اليوم الذي يشك فيه الناس ف أبا القاسم

الترمذي92 ، 97

92 البخاري من صام يوما يف سبيل اهللا 99 البخاري من عادى يل وليا فقد آذنته باحلرب

25 ابن ماجه من كان له إمام فإن فراءة اإلمام له قراءة 40 أبو داود من مل جيمع الصيام قبل الفجر فال صيام له

80، 16 أبو داود من مس ذكره فليتوضأ حرف النون

عن بيـع احلـصاة ، - - ى رسول اهللا وعن بيع الغرر

126 مسلم

135 الترمذي عن بيعتني يف بيعة- - ى رسول اهللا أن تغتسل املرأة بفضل - - ى رسول اهللا

الرجل 49 أبو داود

عـن قتـل النـساء - - ى رسول اهللا والصبيان

91 البخاري 90 أبو داود ى عن جلود السباع

38 مسلم يتكم عن زيارة القبور ، فزوروها


169

حرف اهلاء 50 أبو داود هذا أبوك ، وهذه أمك ، فخذ بيد أيهما شئت

80 مسلم هال انتفعتم بإهاا 43 مسلم هل تسمع النداء بالصالة

80، 17 أبو داود هل هو إال مضغة منه 16 أبو داود هو الطهور ماؤه احلل ميتته

حرف الياء 26 البيهقي يا رسول اهللا أنتوضأ مبا أفضلت احلمر

87، 78 مسلم ، أبو داود يليب باحلج والعمرة مجيعا 134 البخاري يسرا وال تعسرا وبشرا وال تنفرا


170

فهرس اآلثار فإن مل يكن أن اقض مبا يف كتاب اهللا ، 14 صحيح النسائي كتاب اهللا ؛ فبسنة

جاءت اجلدة إىل أيب بكر الصديق تسأله مرياثها ،

أبو داود ، الترمذي

72 صحيحسئل أبو موسى األشعري عن ابنة ، وابنة

75 صحيح البخاري ابن ، وأختفمن عرض له قضاء بعد اليوم ؛ فليقض فيه

15 صحيح النسائي مبا يف كتاب اهللا 72 صحيح مسلم كنت جالسا باملدينة يف جملس األنصار

هل عندكم شيء من الوحي إال مـا يف 84 صحيح البخاري كتاب اهللا

يروى أن األوزاعي لقي أبا حنيفة رمحه اهللا ، فقال

فـــواتح الرمحوت

- 75


171

فهرس األعالم

رقم الصفحة العلم رقم الصفحة العلم 19،57 نلأمحد بن حب حرف األلف

132 أمحد السالوس 22،57،97 اآلمدي

74،94 أسامة بن زيد 138 إبراهيم بن صاحل العمر

23 اإلسنوي 132 إبراهيم فاضل الدبو

83 األشعث بن قيس 17 ، 5 أبو أيوب األنصاري

10،22 أمري باد شاه 19،59 أبو بكر الصديق

26،59،78 أنس بن مالك 58، 57 أبو بكر القاضي

75 األوزاعي 84 بو جحفةأ

،18،19 أبو حنيفة100

حرف الباء

ز البخاري 76،85،139 أبو رافع 132 بكر بن عبد اهللا أبو زيد 45،49،67 أبو سعيد اخلدري 38 ابن بريدة 57،58 أبو علي اجلبائي

18 ابن عامر 18 أبو عمرو 23،34 ابن قدامة 99 أبو قتادة بن ربعي األنصاري

18 ابن كثري 86 ذورةأبو حم 94 بالل بن رباح 90 أبو املليح بن أسامة 22،57 البيضاوي 46،72،75 أبو موسى األشعري

0 حرف التاء 57،58 أبو هاشم16،17،43،4 أبو هريرة

9 26 الترمذي

101 التفتازاين 71 أبو يوسف


172

حرف السني حرف اجليم

، 17،26 جابر بن عبد اهللا45

سامي محود 132

57 السبكي 57،58 اجلويين

حرف احلاء،10،22 السرخسي

71 134 سعد بن أيب وقاص 90 حذيفة بن اليمان

90 سعيد بن العاص 132 حسن عبد اهللا األمني 86 سعيد بن عامر 18 حفص

135 حكيم بن حزام144،1 سليمان بن بريدة

50 26،49 مسرة بن جندب 18 محزة

65 سويد بن قيس حرف اخلاء حرف الشني 22 اخلضري

ح الشاطيب حرف الراء

الرازي

22،23، 57

،17،ح الشافعي19،57

14 شريح 114 رافع بن خديج 18 شعبة 132 رفيق املصري

8،101 شكري حسني حرف الزاي 138 الشنقيطي 135 زيد بن أرقم


173

حرف الطاء 19 زيد بن ثابت 18 الطربي 10،17 زيد بن خالد اجلهين 138 علي السالوس حرف العني93،14 عبادة بن الصامت

0 عمار بن ياسر

92،97 14،74 عمر بن اخلطاب 18 عاصم

127 عمر بن يثريب 79 عبد الرمحن بن القاسم عبد الرمحن عبد اخلالق

133 ،4،10 عمران بن احلصني

43 86 عمران بن ميسرة 46،76 عبد اهللا بن عباس 7 عمرو بن شعيب 80 عبد اهللا بن عكيم، 19،29 عبد اهللا بن عمر

44

حرف الغني

97 الغزايل أ عبد اهللا بن عمرو بن العاص حرف الفاء 14،75 عبد اهللا بن مسعود

122 فيصل مولوي 32 عبد اللطيف الربزجني حرف القاف 125 عبد الوهاب خالف

72 قبيصة بن ذؤيب 94 عثمان بن طلحة،19 عثمان بن عفان

139 قتادة

42 17،80 قيس بن طلق 79،90 عروة بن الزبري


174

حرف الكاف 104 عدي بن ثابت

57،71 الكرخي 90 عكرمة،19،84 علي بن أيب طالب

90 الكسائي

18

حرف الالم 125 علي اخلفيف

22 اللكنوي األعالم من النساء حرف امليم

17 أروى بنت أنيس 19 مالك 111 أمساء بنت أيب بكر 125 حممد أبو زهرة

17 أم حبيبة 132 حممد األمني الضرير 73 أم سلمة 125 حممد خبيت املطيعي 16،80 بسرة بنت صفوان 72 حممد بن مسلمة

132،1 حممد سليمان األشقر38

حفصة29

حممد عبده عمر

132 ،17،19 عائشة

26،

449 76 ميمونة بنت احلارث 129 حممد عثمان شبري

132 على التسخرييحممد

ح املزين

122،1 مصطفى الزرقا25


175

14،67 معاذ بن جبل

72،12 املغرية بن شعبة7

حرف النون

18 نافع

125،1 نصر فريد واصل38

98 النعمان بن بشري

حرف الياء

132 يوسف القرضاوي


176

فهرس املعاين اللغوية ، واالصطالحية

م رق املعىن الصفحة

رقم املعىن الصفحة

84 اخلرب املسند 4 التعارض يف اللغة 84 اخلرب املرسل 6 التعارض يف االصطالح

84 احلديث املرفوع 32 التساقط 84 احلديث املوقوف 36 النسخ لغة

84 احلديث املتصل 36 النسخ اصطالحا 84 احلديث املنقطع 40 اجلمع لغة

87 رفبس 40 اجلمع اصطالحا 87 عركت 42 التنويع أو االشتراك

96 احلكم التكليفي 44 العام 96 اإلجياب 44 اخلاص 96 الندب 45 املطلق 96 التحرمي 45 املقيد

96 الكراهة 54 التعادل لغة 96 اإلباحة 54 التعادل اصطالحا 107 داللة االقتضاء 65 الترجيح لغة

107 املنطوق 65 الترجيح اصطالحا


177

107 املفهوم 71 الترجيح بكثرة الرواة احلديث املتواتر

املنطوق الصريح 83

107 123 التأمني الصحي 107 داللة العبارة 123 التأمني التباديل 107 داللة النص

124 التأمني التجاري 107 داللة االقتضاء 124 املؤمن 108 داللة اإلمياء 124 املستأمن 108 داللة اإلشارة 124 املستفيد 108 مفهوم املوافقة 124 اخلطر 108 مفهوم املخالفة 125 التأمني على احلياة 114 حديث التغليس 125 التأمني من اإلصابات 114 حديث اإلسفار

125 تأمني من املسؤولية عن الغري 122 التأمني لغة 131 املراحبة لغة 122 التأمني اصطالحا 131 تعريف املراحبة قدميا 123 التأمني التعاوين 131 تعريف املراحبة حديثا 123 نظام التقاعد

123 نظام الضمان االجتماعي


178

املصادر واملراجع

.مرتبة ترتيبا هجائيا على األمساء املشهورة ملؤلفيها مراجع علوم القرآن وتفسريه

.القرآن الكرمي - 1 :لدين أبو الفداء إمساعيل بن كثري ، احلافظ عماد ا ابن كثري &

. تفسري القرآن العظيم ، مكتبة التراث اإلسالمي - 2 : ، أبو بكر حممد بن عبد اهللا املعروف بابن العريب ابن العريب & . أحكام القرآن ، حتقيق علي حممد البجاوي ، دار اجليل ، بريوت - 3

:ي جبامعة األزهر ، حممد حممود حجازحجازي & . التفسري الواضح ، دار التغيري للطباعة و النشر ، الزقازيق ، مصر - 4

: ، سعيد حوى حوى& . األساس يف التفسري ، دار السالم للطباعة والنشر - 5

: ، حممد عبد العظيم الزرقاين الزرقاين& . مناهل العرفات يف علوم القرآن ، دار الفكر - 6

: ، بدر الدين حممد بن عبد اهللا الزركشي الزركشي & . الربهان يف علوم القرآن ، حتقيق حممد أبو الفضل إبراهيم ، دار املعرفة ، بريوت - 7

: ، عبد الرمحن بن ناصر السعدي السعدي & جـار ، مؤسـسة حممد زهري الن : تيسري الكرمي الرمحن يف تفسري كالم املنان ، حققه - 8

. الرسالة ، بريوت : أبو القاسم بن فرية املشهور بالشاطيب الشاطيب ،&

. منت الشاطبية ، املسمى حرز األماين يف القراءات السبع ، مؤسسة قرطبة ، القاهرة - 9 : حممد األمني بن حممد املختار الشنقيطي الشنقيطي ، & لقرآن بالقرآن ، طبع وتوزيع الرئاسة العامة إلدارات البحـوث أضواء البيان يف إيضاح ا -10

. العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد ، الرياض : ، حممد بن علي بن حممد الشوكاين الشوكاين &

. فتح القدير ، دار إحياء التراث العريب -11


179

: ، حممد علي الصابوين الصابوين& . صابوين ، مصر صفوة التفاسري ، دار ال-12

: ، أبو جعفر حممد بن جرير الطربي الطربي & . جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، دار الفكر -13 : ، حممد مجال الدين القامسي القامسي & . حماسن التأويل ، دار الفكر -14

: ، عبد الفتاح القاضي القاضي & .الم ، القاهرة الوايف يف شرح الشاطبية ، دار الس-15

: أبو عبد اهللا حممد األنصاري القرطيب القرطيب ،& . أمحد عبد العليم الربدوين ، دار الشعب : اجلامع ألحكام القرآن ، حتقيق -16

: ، مناع القطان القطان& . مباحث يف علوم القرآن ، مؤسسة الرسالة -17 : ، أمحد مصطفى املراغي املراغي& . غي ، دار الفكر ، بريوت تفسري املرا-18

مراجع السنة النبوية وشروحها ومصطلحها :إمساعيل سعيد رضوان ، أمحد يوسف أبو حلبيةأبو حلبية ورضوان ، & . غزة - دراسات يف احلديث النبوي الشريف ، اجلامعة اإلسالمية -19 :سليمان بن األشعث السجستاين األزدي أبو داود ، & د ، راجعه حممد حميـي الدين عبد احلميـد ، دار إ حياء التراث سنن أيب داو-20

. العريب : ، حممد ناصر الدين األلباين األلباين &

. صحيح سنن أيب داود ، تعليق زهري الشاويش ، مكتب التربية ، الرياض -21 . صحيح سنن ابن ماجة ، تعليق زهري الشاويش ، مكتب التربية ، الرياض -22

: ، أبو عبد اهللا حممد بن إمساعيل بن إبراهيم بن املغرية البخاري اجلعفي البخاري & . صحيح البخاري ، دار الكتب العلمية ، بريوت -23


180

: ، أمحد بن علي بن حجر ابن حجر & حممد فؤاد عبد البـاقي ، حمـب الـدين : فتح الباري شرح صحيح البخاري ، حققه -24

. ، دار املعرفة ، بريوت اخلطيب : ، اإلمام أمحد بن حنبل ابن حنبل &

. املسند ، املكتبة التجارية ، مصطفى أمحد الباز ، مكة املكرمة -25 : ، حممد بن صاحل بن عثيمني ابن عثيمني &

السنة شرح البيقونية يف مصطلح احلديث ، حققه أبو عبد اهللا سيد اجلليمي ، مكتبة -26 : ، اإلمام ابن العريب املالكي ابن العريب&

. عارضة األحوذي بشرح صحيح الترمذي ، دار الفكر -27 ، أبو عبد اهللا حممد بن يزيد القزويين ابن ماجة &

سنن ابن ماجة ، حكم على أحاديثه حممد ناصر الدين األلباين ، اعـتىن بـه مـشهور -28 . للنشر والتوزيع ، الرياض سلمان ، مكتبة املعارف

: ، األمام أبو بكر أمحد بن احلسني بن علي البيهقي البيهقي & . السنن الكربى ، دار الفكر -29

: اإلمام احلافظ أبو عيسى بن سورة الترمذي الترمذي ، & ، حققه عبد الرمحـن حممد عثـمان ، دار) اجلامع الصحيح ( سنن الترمذي -30

.الفكر : ، أبو عبد اهللا احلاكم النيسابوري احلاكم &

. املستدرك على الصحيحني وبذيله التلخيص للحافظ الذهيب ، دار املعرفة ، بريوت -31 : ، الشيخ خليل أمحد السهارنفوري السهارنفوري &

كانـدهلوي ، دار بذل اهود يف حل أيب داود ، تعليق الشيخ حممد زكريا بن حيىي ال -32 . الريان للتراث ، القاهرة

: حممود الطحان الطحان ، & . تيسري مصطلح احلديث ، مكتبة املعارف ، الرياض -33

أبو جعفر أمحد بن حممد بن سالمة بـن عبـد امللـك بـن سـلمة األزدي الطحاوي ، & : الطحاوي

.معاين اآلثار ، حتقيق حممد زهري النجار ، دار الكتب العلمية ، بريوت شرح -34


181

: ، أبو الطيب حممد مشس احلق العظيم أبادي العظيم أبادي & . عون املعبود شرح سنن أيب داود ، دار الفكر -35

: ، أبو احلسني مسلم بن احلجاج القشري النيسابوري مسلم & .ر صحيح مسلم ، دار الفك-36

، اإلمام احلافظ أبو العالء حممد عبد الرمحن بن عبد الرحيم املباركفوري & : املباركفوري

. حتفة األحوذي بشرح جامع الترمذي ، دار الكتب العلمية - 37 : ، أبو عبد الرمحن أمحد بن شعيب النسائي النسائي &

ى أحاديثه األلباين ، اعتىن به مشهور بن حسن آل سـليمان ، سنن النسائي ، حكم عل -38 .مكتبة املعارف ، الرياض

: ، حميي الدين أبو زكريا حيىي بن شرف النووي & . صحيح مسلم بشرح النووي ، دار الفكر -39

: ، علي بن بكر اهليثمي اهليثمي & . ة ، اسطوانة موسوعة التالوة جممع الزوائد ، دار الريان للتراث ، القاهر-40

املراجع األصولية :سيف الدين أيب احلسن علي بن أيب علي بن حممد اآلمدي اآلمدي ، & . اإلحكام يف أصول األحكام ، دار احلديث ، القاهرة -41 منتهى السول يف علم األصول ، ويليه حتصيل املأمول من علم األصول ، خمتصر إرشاد -42

الشيخ أيب الطيب بن حسن القنوجي البخاري ، دار الكتب العلمية الفحول للعالمة : ، شيخ اإلسالم موفق الدين أيب حممد عبد اهللا بن أمحد ابن قدامة ابن قدامة & روضة الناظر وجنة املناظر يف أصول الفقه ، على مذهب اإلمام أمحد ابن حنبل ، تقدمي -43

.سسة الريان بريوت ، املكتبة املكية مكة شعبان حممد إمساعيل ، مؤ/ الدكتور : ، أبو احلسن علي بن عمر بن القصار املالكي ابن القصار & حممد بن احلسـني السليـماين ، دار الغـرب: املقدمة يف األصول ، تعليق -44

. اإلسالمي


182

: ، حممد بن أمحد بن عبد العزيز الفتوحي املعروف بابن النجار ابن النجار &/ حممد الزحيلــي ، د / د : شرح الكوكب املنري املسمى مبختصر التحرير ، حتقيق -45

. نزيه محاد ، مكتبة العبيكان ، الرياض : تاج الدين أيب عبد اهللا حممد بن احلسني األرموي األرموي ، & عبد السالم حممود أبو ناجي ، منشورات جامعة قار / د: احلاصل من احملصول ، حتقيق -46

. يونس : ، سراج الدين حممود بن أيب بكر األرموي األرموي & .عبد احلميد علي أبو زنيد ، مؤسسة الرسالة بريوت / التحصيل من احملصول ، حتقيق د-47

: ، حممد بن عبد احلميد األمسندي األمسندي & التراث ، القاهرة حممد زكي عبد الرب ، مكتبة دار / بذل النظر يف األصول ، حتقيق د-48

: ، اإلمام مجال الدين عبد الرحيم اإلسنوي اإلسنوي & . اية السول شرح منهاج الوصول يف علم األصول ، دار الكتب العلمية -49

: ، مشس الدين حممود عبد الرمحن األصفهاين األصفهاين & علي مجعـة / د .قيق أ بيان املختصر وهو شرح خمتصر ابن احلاجب يف أصول الفقه ، حت -50

.حممد ، دار السالم ، القاهرة عبد الكرمي النملة ، مكتبة الرشد ، / شرح املنهاج للبيضاوي يف علم األصول ، حققه د -51

. الرياض : ، حممد أمني املعروف بأمري باد شاه أمري باد شاه &افعية ، مطبعـة تيسري التحرير شرح كتاب التحرير اجلامع بني أصول احلنفية والش - 52

. مصطفى البايب احلليب ، أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب األندلـسي القـرطيب البـاجي الباجي &

: املالكي إحكام الفصول يف أحكام األصول ، حتقيق عبد ايد تركي ، دار املغرب اإلسالمي -53 . دار الكتب العلمية حممد حسن إمساعيل ،: اإلشارة يف أصول الفقه ، حتقيق -54 .حممد حسن إمساعيل ، دار الكتب العلمية : احلدود يف األصول ، حتقيق -55

: ، عالء الدين عبد العزيز بن أمحد البخاري البخاري &


183

كشف األسرار ، عن أصول فخر اإلسالم البزدوي ، وضع حواشيه عبد اهللا حممود حممد -56 .عمر ، دار الكتب العلمية ، بريوت

: ، اإلمام حممد بن احلسن البدخشي البدخشي & . مناهج العقول شرح منهاج الوصول يف علم األصول للبيضاوي ، دار الكتب العلمية -57 : بدران أبو العينني بدران بدران ، & أدلة التشريع املتعارضة ووجوه الترجيح بينها ، مؤسسة شباب اجلامعة ، اإلسكندرية -58 : الطيف عبد اهللا عزيز الربزجني ، عبد الربزجني & . التعارض والترجيح بني األدلة الشرعية ، دار الكتب العلمية ، بريوت -59 :احلسني حممد بن على بن الطيب البصري املعتزيل أبو البصري ، & املعتمد يف أصول الفقه ، تقدمي الشيخ خليل امليس ، دار الكتـب العلميـة ، -60

.بريوت : ، سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاين اين التفتاز & شرح التلويح على التوضيح ملنت التنقيح يف أصول الفقه ، ضبطه وخرج آياته وأحاديثه -61

. الشيخ زكريا عمريات ، دار الكتب العلمية ، بريوت : : إمام احلرمني أبو املعايل عبد امللك بن عبد اهللا بن يوسف اجلويين: اجلويين &

مسري مصطفى دباب ، دار إحياء التـراث العـريب ، : الربهان يف أصول الفقه ، حتقيق -62 . بريوت

. حممد حسن إمساعيل ، دار الكتب العلمية : التلخيص يف أصول الفقه ، حتقيق -63 : ، حممد بن حسني بن حسن اجليزاين اجليزاين &

.ماعة ، دار ابن اجلوزي ، الرياض معامل أصول الفقه عند أهل السنة واجل-64 : ، الدكتور شكري حسني راميتش البوسنوي حسني &

جـدة ، دار ابن حـزم ، - تعارض ما خيل بالفهم ، دار األندلس اخلضـراء -65 .بريوت

: ، أمحد بن عبد الرمحن بن موسى الزليطين القروي املالكي حلولو &


184

عبد الكرمي النملة ، مكتبـة الرشـد ، / ح مجع اجلوامع ، حتقيق د الضياء الالمع شر -66 .الرياض

: ، الشيخ حممد اخلضري اخلضري & . أصول الفقه ، دار احلديث ، القاهرة -67

: ، عبد الوهاب خالف خالف & . علم أصول الفقه ، دار احلديث ، القاهرة -68

: اخلن مصطفى / ، د اخلن & . أثر االختالف يف القواعد األصولية يف اختالف الفقهاء ، مؤسسة الرسالة -69

: جنم الدين حممد الدركاين الدركاين ، & . التلقيح شرح التنقيح لصدر الشريعة ، دار الكتب العلمية -70

: ، عبد القادر بن بدران الدمشقي الدمشقي & عبد اهللا بن عبد احملسن التركـي ، / أمحد بن حنبل ، تعليق د املدخل إىل مذهب اإلمام -71

. مؤسسة الرسالة : ، فخر الدين حممد بن عمر بن احلسني الرازي الرازي &

طه جابر فياض العلواين ، مؤسسة الرسالة / احملصول يف علم أصول الفقه ، حتقيق د-72 :الدمخيسي عبد الفتاح أمحد قطب / ، دالدمخيسي &

التحقيق املأمول ملنهاج األصول على املنهاج للقاضي البيضـاوي ، مؤسسـة -73 . قرطبة

: ، وهبة الزحيلي الزحيلي & . أصول الفقه اإلسالمي ، دار الفكر -74

: ، بدر الدين حممد بن ادر بن عبد اهللا الشافعي الزركشي & عبد الستار أبو غدة ، راجعه الشيخ عبد / ، حرره الدكتور البحر احمليط يف أصول الفقه -75

. القادر عبد اهللا العاين ، وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية ، الكويت :عبد الكرمي زيدان / ، د زيدان &

. الوجيز يف أصول الفقه ، مؤسسة الرسالة -76

:بن علي السبكي ، قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب السبكي &


185

. مجع اجلوامع يف أصول الفقه ، علق عليه عبد املنعم خليل إبراهيم ، دار الكتب العلمية -77 : ، اإلمام أبو بكر حممد بن أمحد بن أيب سهل السرخسي السرخسي &

أصول السرخسي ، حتقيق أيب الوفا األفغاين ، دار املعارف ، الرياض-78 :عالء الدين أبو بكر حممد بن أمحد السمرقندي . لسمرقنديا &

حممد زكي عبد الـرب ، وزارة األوقـاف / ميزان األصول يف نتائج العقول ، حققه د - 79 .والشؤون اإلسالمية ، قطر

: ، أليب مظفر السمعاين السمعاين & . الرسالة قواطع األدلة يف األصول ، حتقيق حممد حسن هيتو ، مؤسسة -80

: ، عبد ايد حممد إمساعيل السوسوة السوسوة & منهج التوفيق والترجيح بني خمتلف احلديث وأثره يف الفقه اإلسالمي ، دار النفـائس ، -81

.األردن : أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن حممد اللخمي الشاطيب الشاطيب ، &

الشيخ عبد اهللا أبو زيد ، دار ابن القيم ، الرياض ، دار ابن عفان ، املوافقات ، تقدمي - 82 . القاهرة

: ، حممد بن إدريس الشافعي الشافعي & . الرسالة ، دار الفكر -83

: ، حممد األمني بن حممد املختار الشنقيطي الشنقيطي & .رة مذكرة يف أصول الفقه ، مكتبة ابن تيمية ، القاه-84 : ، حممد علي بن حممد الشوكاين الشوكاين & إرشاد الفحول إىل حتقيق احلق من علم األصول ، حتقيق سامي بن العريب األثري ، دار -85

. الفضيلة : ، أبو إسحاق إبراهيم بن على بن يوسف الشريازي الشريازي &

.ن إمساعيل ، دار الكتب العلمية التبصرة يف أصول الفقه ، حتقيق حممد حس-86 : اإلمام أبو حامد حممد بن حممد الغزايل الغزايل ، &


186

املستصفى ، حتقيق محزة بن زهري حافظ ، اجلامعة اإلسالمية ، كلية الشريعة ، املدينـة -87 . املنورة

. املنخول من تعليقات األصول ، حتقيق حممد حسن هيتو ، دار الفكر -88 : ، حممد حسن فايد فايد &

. أصول الفقه ، مطبعة دار التأليف ، مصر -89 : ، القاضي أبو يعلى حممد بن احلسني الفراء البغدادي الفراء &

حممد عبد القادر أمحد عطا ، دار الكتـب العلميـة ، : العدة يف أصول الفقه ، حتقيق -90 . بريوت

: شهاب الدين أبو العباس أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن املصري القرايف ، اإلمام القرايف & حممد عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية : نفائس األصول يف شرح احملصول ، حققه -91

. : ، الشيخ حممد بن حممد بن أمحد الكاكي الكاكي &

لرمحن عبد الغفور األفغاين ، مكتبة جامع األسرار يف شرح املنار للنسفي ، حتقيق فضل ا -92 . نزار مصطفى الباز

: العالمة عبد العلي حممد بن نظام الدين حممد السهالوي األنصاري اللكنوي اللكنوي ، & فواتح الرمحوت بشرح مسلم الثبوت ، ضبطه عبد اهللا حممود حممد عمر ، دار الكتـب -93

.العلمية ، بريوت : عالء الدين أبو احلسن علي بن سليمان املرداوي احلنبلي ،املرداوي &

أمحد بن حممد الـسراح ، مكتبـة / د: التحبري شرح التحرير يف أصول الفقه ، حتقيق -94 . الرشد ، الرياض

: ، حممد جواد مغنية مغنية & . علم أصول الفقه يف ثوبه اجلديد ، دار العلم ، بريوت -95

: ، األستاذ عبد الكرمي بن على بن حممد النملة نملة ال & اجلامع ملسائل أصول الفقه وتطبيقها على املذهب الراجح ، مكتبة الرشد ، الرياض -96 : ، الشيخ حممود مصطفى عبود هرموش هرموش &

. غاية املأمول يف توضيح الفروع لألصول ، مكتب البحوث الثقافية ، لبنان - 97 :عبد العلي حممد بن نظام الدين األنصاري اهلندي اهلندي ، &


187

بشرح مسلم الثبوت لإلمام حمب اهللا بن عبد الشكور البـهاري ، فواتح الرمحوت - 98 .اهلندي ، دار إحياء التراث العريب ، بريوت

: حممد حسن هيتو / د هيتو ، & . لرسالة ، بريوت الوجيز يف أصول التشريع اإلسالمي ، مؤسسة ا- 99

مراجع القواعد الفقهية : زين العابدين بن إبراهيم بن جنيم ، ابن جنيم &

. األشباه والنظائر على مذهب أيب حنيفة النعمان ، دار الكتب العلمية - 100 : عبد ايد مجعة اجلزائري أبو عبد الرمحن ، اجلزائري &

ة من كتاب إعالم املوقعني للعالمة ابن قيم اجلوزية ، دار القواعد الفقهية املستخرج - 101 . ابن القيم ، الدمام

:، أبو العباس أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن الصنهاجي املشهور بالقرايف القرايف & د علي مجعة حممد ، دار السالم .د حممد أمحد سراج ، أ .أ/ كتاب الفروق ، حتقيق - 102

. ، القاهرة اجع الفقهيةاملر

، حممد بن صاحل العثيمني ابن العثيمني: . الشرح املمتع على زاد املستقنع ، دار ابن اجلوزي - 103 : عبد الستار أبو غدة / د أبو غدة ، &

قرارات وتوصيات جممع الفقه اإلسالمي ، من الدورة الثانية حـىت العاشـرة ، دار - 104 . القلم ، دمشق

:شيخ اإلسالم أمحد بن تيمية مية ، ابن تي & جمموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية ، مجع عبد الرمحن بن حممد النجدي احلنبلي - 105

. طبع بأمر سعود بن عبد العزيز آل سعود

: ، أبو الوليد حممد بن أمحد بن حممد بن أمحد بن رشد القرطيب األندلسي ابن رشد&


188

106 - تهد واية املقتصد ، حتقيق عبد احلليم حممد عبد احللـيم ، دار الكتـب بداية ا . احلديثة ، القاهرة

:حممد أمني الشهري ابن عابدينابن عابدين ، & حاشية رد احملتار على الدر املختار شرح تنوير األبصار يف فقه اإلمـام أيب حنيفـة - 107

.النعمان ، دار الفكر : ، مشس الدين أيب عبد اهللا حممد بن بكر الزرعي الدمشقي ةاجلوزي ابن قيم &

حممد بيومي ، عمر الفرماوي ، عبـد اهللا : زاد املعاد يف هدي خري العباد ، حتقق - 108 . املنشاوي ، مكتبة اإلميان ، باملنصورة

: م احلنفي ، كمال الدين حممد بن عبد الواحد السيواسي املعروف بابن اهلما ابن اهلمام & . شرح فتح القدير ، دار الفكر - 109

:موفق الدين ومشس الدين ابين قدامة ابين قدامة ، & . املغين والشرح الكبري على منت املقنع ، دار الفكر - 110

: ، منصور بن يونس إدريس البهويت البهويت & . كشاف القناع عن منت اإلقناع ، دار الفكر - 111

:وهبة الزحيلي الزحيلي ، & . الفقه اإلسالمي وأدلته ، دار الفكر - 112

: ، شهاب الدين حممود بن أمحد الزجناين الزجناين & حممد أديب الصاحل ، مكتبـة العبيكـان ، / ختريج الفروع على األصول ، حتقيق د - 113

. الرياض : ، مشس الدين السرخسي السرخسي &

. ط ، دار الكتب العلمية املبسو- 114 : ، حممد بن إدريس الشافعي الشافعي &

. األم ، أشرف على طبعه حممد زهري النجار ، دار املعرفة ، بريوت - 115 : ، حممد عثمان شبري شبري&

. املعامالت املالية املعاصرة يف الفقه اإلسالمي ، دار النفائس ، األردن - 116

: ، الشيخ حممد الشربيين اخلطيب لشربيين اخلطيب ا &


189

. مغين احملتاج إىل معرفة ألفاظ املنهاج ، مطبعة مصطفى البايب احلليب ، مصر - 117 : حسام الدين عفانة عفانة ، &

. بيع املراحبة لآلمر بالشراء ، مكتبة دنديس ، اخلليل ، عمان - 118 : عمر ، إبراهيم بن صاحل الالعمر &

. النقود االئتمانية ودورها وآثارها يف اقتصاد إسالمي ، دار العاصمة ، الرياض - 119 : عالء الدين أبو بكر بن مسعود الكاساين : الكاساين &

. بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع ، دار احلديث - 120 : مالك بن أنس األصبحي مالك ، &

رواية اإلمام سحنون بن سعيد التنوخي من اإلمام عبد الرمحن بن املدونة الكربى ، - 121 . قاسم ، ومعها مقدمات ابن رشد لبيان ما اقتضته املدونة من األحكام ، دار الفكر

: عبد اهللا إبراهيم موسى موسى ، & . املسؤولية اجلسدية يف اإلسالم ، دار ابن حزم ، بريوت - 122

: فيصل مولوي الشيخمولوي ،& . نظام التأمني وموقف الشريعة منه ، مؤسسة الريان ، بريوت - 123

: أبو زكريا حميي الدين بن شرف النووي :النووي & . اموع شرح املهذب ، دار الفكر - 124

: ، نصر فريد واصل مفيت الديار املصرية واصل & . قية ، القاهرة الفتاوى اإلسالمية ، املكتبة التوفي- 125

مراجع كتب فقه السنة :عبد اهللا بن عبد الرمحن بن صاحل آل بسام آل بسام ، &

. تيسري العالم شرح عمدة األحكام ، مكتبة جدة - 126 : ، اإلمام حممد بن علي بن حممد الشوكاين الشوكاين &

يار ، علق عليه عصام الدين نيل األوطار شرح منتقى األخبار من أحاديث سيد األخ - 127 .الصبابطي ، دار احلديث ، القاهرة

: ، اإلمام حممد بن إمساعيل األمري اليمين الصنعاين الصنعاين &


190

فواز أمحد زمزيل ، إبراهيم حممد اجلمل : سبل السالم شرح بلوغ املرام ، علق عليه - 128 ، آفاق

املراجع اللغوية :أبو احلسني أمحد بن فارس بن زكريا ، ابن زكريا &

. معجم املقاييس يف اللغة ، حققه شهاب الدين أبو عمرو - 129 ، اإلمام أبو الفضل مجال الدين حممد بن مكـرم ابـن منظـور اإلفريقـي ابن منظور & :املصري

. لسان العرب ، دار صادر ، بريوت - 130 :ن عبد القادر الرازي ، حممد بن أيب بكر ب الرازي &

. خمتار الصحاح ، دار احلديث القاهرة - 131 : ، جمد الدين حممد بن يعقوب الفريوز آبادي الفريوز آبادي &

. القاموس احمليط ، ضبط يوسف الشيخ حممد البقاعي ، دار الفكر - 132 : ، أمحد بن حممد بن على الفيومي الفيومي &

. ، دار احلديث القاهرة املصباح املنري- 133 ، إبراهيم مصطفى ، أمحد حسن الزيات ، حامد عبد القادر ، حممـد علـى مصطفى &

: النجار . املعجم الوسيط ، دار املعارف مصر - 134

كتب التراجم املعروف بـابن أبو احلسن علي بن أيب الكرم حممد بن عبد الكرمي الشيباين ابن األثري ، & األثري

. أسد الغابة يف معرفة الصحابة ، دار إحياء التراث العريب ، لبنان - 135 : شهاب الدين أيب الفضل أمحد بن علي بن حجر العسقالين ابن حجر ، &

. األصابة يف متييز الصحابة ، دار إحياء التراث العريب ، بريوت - 136 .طبعة جملس دائرة املعارف النظامية الكائنة يف اهلند ذيب التهذيب ، م- 137

مراجع أخرى


191

ابن أيب العز احلنفي : شرح العقيدة الطحاوية ، حتقيق جمموعة من العلماء ، خرج أحاديثه حممـد ناصـر - 138

. الدين األلباين ، التوضيح بقلم زهري الشاويش


192

فهرس املوضوعات

الصفحة املوضوع أ املقدمة أ املوضوعأمهية

ب أسباب اختيار املوضوع ب اجلهود السابقة يف املوضوع

ج الصعوبات اليت واجهت الباحث ج خطة البحث ز منهج البحث

1 التعارض والتعادل: الفصل األول 2 التعارض : املبحث األول 3 تعريف التعارض: املطلب األول 4 معىن التعارض لغة : الفرع األول

6 التعريف االصطالحي للتعارض : لثاين الفرع ا 9 العالقة بني املعىن اللغوي واملعىن االصطالحي

10 )الشهادة قبل أن تسأل(مثال توضيحي للتعارض 12 أركان التعارض وأسبابه وشروطه : املطلب الثاين 13 أركان التعارض: الفرع األول 13 شروط التعارض: الفرع الثاين

17 أسباب التعارض:الفرع الثالث 21 حمل التعارض: املطلب الثالث 22 تعارض الدليل القطعي مع الدليل القطعي: الفرع األول

24 حكم تعارض الدليلني القطعيني 24 تعارض الدليل القطعي مع الدليل الظين: الفرع الثاين

24 تعارض الدليل الظين مع الدليل الظين: الفرع الثالث


193

24 التعارض بني اآليتني: بع الفرع الرا 25 التعارض بني السنتني: الفرع اخلامس 27 التعارض بني اآلية واحلديث:الفرع السادس 27 وأفعالهتعارض أقواله : الفرع السابع

27 تعارض األفعال: البند األول 28 وأفعاله تعارض أقوال النيب: البند الثاين

30 رق دفع التعارضط: املـبـحـث الـثـاين 31 طرق العلماء يف حل التعارض: املطلب األول 32 طريقة مجهور احلنفية يف دفع التعارض: الفرع األول 32 طريقة بعض احلنفية: الفرع الثاين

33 منهج اجلمهور: الفرع الثالث 34 الترجيح بني الطرق السابقة

35 مثلة عليهمعىن النسخ ، وشروطه ، وأ: املطلـب الثاين 36 تعريف النسخ: الفرع األول 37 شروط النسخ: الفرع الثاين

37 أمثلة على النسخ: الفرع الثالث 39 معىن اجلمع ، وشروطه ، ومراتبه ، وصوره: املطلب الثالث 40 تعريف اجلمع: الفرع األول 41 شروط اجلمع: الفرع الثاين

42 مراتب اجلمع: الفرع الثالث 44 صور اجلمع: لفرع الرابع ا

44 تعارض العام واخلاص: البند األول 45 بناء املطلق على املقيد: البند الثاين

45 أقسام املطلق واملقيد وحكم كل منها 45 أن يتحد السبب واحلكم: القسم األول 46 أن يتحد السبب وخيتلف احلكم: القسم الثاين


194

47 كم وخيتلف السببأن يتحد احل: القسم الثالث 48 أن خيتلف السبب وخيتلف احلكم: القسم الرابع 48 اجلمع حبمل األمر على الندب: البند الثالث 49 اجلمع حبمل النهي على الكراهة: البند الرابع

50 اجلمع ببيان اختالف احلال واملوضع وأمثلة عليها: البند اخلامس 52 دفع التعادلآراء العلماء يف:املبحث الثالث 53 .تعريف التعادل وشروطه وحمله :املطلب األول 54 تعريف التعادل: الفرع األول 54 شروط التعادل: الفرع الثاين

55 حمل التعادل: الفرع الثالث 55 التعادل بني األدلة القطعية: أوال 55 التعادل بني الدليل القطعي والدليل الظين: ثانيا 55 التعادل بني الدليل الظين والدليل الظين : ثالثا

56 آراء العلماء يف التعادل ، ويف حكمه عند القائلني به:املطلب الثاين 57 آراء العلماء يف وقوع التعادل: الفرع األول 58 حكم التعادل عند القائلني به:الفرع الثاين

58 )الفريق األول( تتعلق بالقائلني بالتخيري : مسائل 59 أنواع التعادل: املطلب الثالث 60 حكم وجود قولني تهد يف موضع واحد: املطلب الرابع 61 أن يكون التعارض بني أقوال اتهد الواحد يف موضع واحد: الفرع األول 61 أن يرد القوالن يف موضعني خمتلفني: الفرع الثاين

63 خبارالترجيح بني األ: الفصل الثاين معىن الترجيح وشروطه وبيان وجوب العمل :املبحث التمهيدي

64 بالدليل الراجح

65 مـعـىن التـرجـيـح:املطلب األول


195

66 شـروط التـرجـيـح:املطلب الثاين 66 بيان وجوب العمل بالدليل الراجح وترك العمل باملرجوح: املطلب الثالث 69 اإلسنادالترجيح بواسطة: املبحث األول 70 ترجيحات ختتص بالراوي: املطلب األول 71 الترجيح بكثرة الرواة: الفرع األول 74 الترجيح عن طريق صفات ختتص بالراوي: الفرع الثاين

76 الترجيح بأن يكون أحد الراويني صاحب القصة: الفرع الثالث 76 ملا رواهالترجيح بأن يكون أحد الراويني مباشرا: الفرع الرابع

- 77 -الترجيح بأن يكون أحد الراويني أقرب إىل النيب : الفرع اخلامس الترجيح بأن يكون أحد الراويني من كبار الصحابة واآلخر : الفرع السادس

78 من صغارهم

الترجيح بأن يكون أحد اخلربين مساع من غري حجاب و اآلخر : الفرع السابع .من وراء حجاب

79

علـى - -ترجيـح روايـة من سـمع من النــيب : الفرع الثامن - -روايـة مـن كتب له النيب

79

80 الترجيح بأن يكون املزكون ألحد الراويني أكثر من اآلخر: الفرع التاسع 82 الترجيحات اليت تعود إىل نفس الرواية: املطلب الثاين 83 على خرب اآلحادترجيح اخلرب املتواتر : الفرع األول 84 ترجيح اخلرب املسند على اخلرب املرسل: الفرع الثاين

85 ترجيح احلديث املوثوق بصحته على غريه: الفرع الثالث 85 ترجيح العايل إسنادا على احلديث األدىن منه: الفرع الرابع

86 ترجيح احلديث األشد تقصيا على ما هو أدىن منه : الفرع اخلامس 88 الترجيحات العائدة إىل املنت: املبحث الثاين الترجيح بني األخبار املتعارضة لوجود صفات زائدة يف منت :املطلب األول

89 أحدمها

90 يقدم اخلرب املشتمل على زيادة يف الفعل على غريه: الفرع األول


196

90 غريهيقدم اخلرب الذي تضمن بيان احلكم املتنازع فيه على : الفرع الثاين يرجح اخلرب اجلامع بني احلكم وعلته على احلديث الذي مل : الفرع الثالث

.جيمع بني احلكم وعلته 91

91 يرجح اخلرب املؤكد على غريه: الفرع الرابع 92 يرجح اخلرب الذي فيه ديد وختويف على ما ليس فيه: الفرع اخلامس 93 حلد مع اخلرب املوجب للحدتعارض اخلرب الذي يدرأ ا: الفرع السادس 93 تعارض اإلثبات مع النفي: الفرع السابع 95 الترجيح بني األحكام التكليفية: املطلب الثاين

96 احلكم التكليفي وأقسامه: التمهيد 96 تعريف احلكم التكليفي: أوال 96 أقسام األحكام التكليفية: ثانيا

96 مع الوجوب أو الندب ، أو الكراهةتعارض التحرمي: الفرع األول 97 تعارض احلرمة مع اإلباحة: الفرع الثاين

99 تعارض الوجوب مع الندب أو اإلباحة أو الكراهة: الفرع الثالث تعارض الكراهة مع الندب أو اإلباحة ، وتعارض النـدب مـع : الفرع الرابع

99 اإلباحة

101 داللةالترجيح من حيث ال: املبحث الثالث 102 تعارض الداللة باعتبار ظهور املعىن منه وخفائه: املطلب األول

103 أقسام الداللة باعتبار ظهور املعىن وتعريف كل قسم وأمثلة عليه: متهيد 103 تعريف األقسام السابقة وأمثلة عليها

104 تعارض النص مع الظاهر: الفرع األول 104 مع النص والظاهرتعارض املفسر: الفرع الثاين

105 تعارض احملكم مع املفسر والنص والظاهر: الفرع الثالث 106 الترجيح دالالت األلفاظ على املعىن: املطلب الثاين

107 أقسام داللة األلفاظ وتعريف تلك األقسام: متهيد 107 تقسيم احلنفية: التقسيم األول


197

107 تقسيم الشافعية: التقسيم الثاين 107 أقسام املنطوق 108 أقسام املفهوم

108 )منهج احلنفية ومنهج الشافعية ( مقارنة بني املنهجني 109 مع إشارة النص) املنطوق الصريح ( تعارض عبارة النص : الفرع األول 109 )مفهوم املوافقة ( تعارض داللة اإلشارة مع داللة النص : الفرع الثاين

110 ن يكون أحد اخلربين منطوقا به ، وما تضمنه اآلخر مفهوماأ: الفرع الثالث 111 )مفهوم املوافقة ( تعارض داللة االقتضاء مع داللة النص : الفرع الرابع

111 تعارض داللة االقتضاء مع داللة اإلشارة: الفرع اخلامس 112 تعارض داللة االقتضاء مع داللة اإلمياء: الفرع السادس

112 تعارض داللة اإلمياء مع داللة املفهوم: السابع الفرع 112 تعارض مفهوم املوافقة ومفهوم املخالفة: الفرع الثامن

113 الترجيح حبسب األمور اخلارجية:املبحث الرابع 114 ترجيح أحد اخلربين ملوافقته للكتاب: املطلب األول -ديث آخر من أحاديث النيب ترجيح أحد اخلربين ملوافقته حل: املطلب الثاين

- 114

115 ترجيح أحد اخلربين ملوافقته لإلمجاع: املطلب الثالث 116 ترجيح اخلرب إذا كان موافقا للقياس: املطلب الرابع

117 ترجيح أحد اخلربين ملوافقته عمل اخللفاء الراشدين: املطلب اخلامس 119 يف املعامالت الفقهيةأثر تعارض األدلة النقلية: الفصل الثالث 120 أثر التعارض يف املعامالت املالية: املبحث األول 121 التأمني وحكمه يف الشريعة اإلسالمية: املطلب األول 122 معىن التأمني: الفرع األول 122 أقسام التأمني وحكم كل قسم منها: الفرع الثاين 123 التأمني التعاوين : القسم األول

123 كم التأمني التعاوينح


198

123 التأمني التباديل: القسم الثاين 124 حكم التأمني التباديل

124 التأمني التجاري: القسم الثالث 124 عناصر عقد التأمني التجاري 125 حكم عقد التأمني التجاري

128 وجه التعارض والترجيح: الفرع الثالث 130 بيع املراحبة: املطلب الثاين 131 تعريف بيع املراحبة: الفرع األول 131 أركان عقد املراحبة لآلمر بالشراء: الفرع الثاين

131 كيفية بيع املراحبة لآلمر بالشراء:الفرع الثالث 132 آراء العلماء املعاصرين يف حكم بيع املراحبة لآلمر بالشراء: الفرع الرابع

135 يحوجه التعارض والترج: الفرع اخلامس 137 مثنية النقود الورقية: املطلب الثالث 138 صورة املسألة: الفرع األول 138 آراء العلماء يف هذه املسألة: الفرع الثاين

139 وجه التعارض والترجيح: الفرع الثالث 141 أثر التعارض يف املعامالت الطبية: املبحث الثاين 142 يةنقل األعضاء البشر: املطلب األول 143 صور نقل األعضاء البشرية: الفرع األول 143 حكم الشرع يف الصور الثالث السابقة: الفرع الثاين

146 وجه التعارض والترجيح: الفرع الثالث 146 قرار امع الفقهي يف نقل األعضاء

148 تشريح جثة اإلنسان امليت: املطلب الثاين 149 جثة اإلنسانأسباب تشريح : الفرع األول 149 أحكام تشريح اجلثة: الفرع الثاين

150 وجه التعارض والترجيح: الفرع الثالث 152 اخلامتة


199

156 الفهارس العامة 157 فهرس اآليات

161 فهرس األحاديث النبوية 169 فهرس اآلثار 170 فهرس األعالم

174 فهرس املعاين اللغوية واالصطالحية 177 ملراجعاملصادر وا

191 فهرس املوضوعات A ترمجة باللغة اإلجنليزية


200

THE ISLAMIC UNIVERSITY OF GAZA DEANERY OF HIGH STUDIES COLLEGE OF

JURESPRUDENCE ORIGINS OF JURISTIC DEPARTEMENT

THE CONTRADICTION BETWEEN THE TRADITIONAL SIGNS

AND ITS JURISTIC INFLUENCES

Prepared By: -

MAHMOUD LUTFI AL JAZZAR

DIRECTION

D- MOHAMMED HAMMAD YOUNIS

This message is introduced for completion of requirements to get the master's degree in the origins of juris prudential department from college of Juresprudence (law) in the

University - Gaza Islamic

The Year 2004


201

THE CONCLUION

Paris be to Allah, lord of the worlds, Eternal Guardian of the heavens and the earth's، Disposer of all created beings, Dispatcher of Messengers (May the blessings and peace of Allah be upon them all). [Who were sent ] . To those they have been entrusted to guide and to reveal the religious laws to, With positive signs and clear - cut proofs. I praise Him for His favour and ask him to increase His grace and generosity.

I bear witness that there is no god but Allah alone, He having no associate, the one the subduer, the Generous, the pardoner and I bear witness that our master Mohammed is this servant and His Messenger. His dear one and His beloved , the best of created beings who

was honoured with the precious Qur,an the enduring miracle through the passing of the year , and with the Sunnis that enlighten spiritual guides , our Master Mohammed singled out for pithiness of speech and tolerance in religion )May the blessings and peas of Allah be upon him, upon the rest of prophets and

Messengers, and upon all their familities and upon the rest of godly person). To proceed : - After studding the subject of contradiction and probability , I write down the most important thing that I have reached to , through the research , that it is :-

1- The I Islamic Juresprudence like the white, its night like its day, has no real

contradiction but this contradiction is from the diligent point of view. 2- The meaning of linguistic contradiction is Interdicted opposition, and the I Idiomatical

meaning that I have chosen: - is , opposition of the two equalities arguments upon the face in which each one of them are making obligate against what the other do , In the same place , and in the same time .

3- The contradiction has two pillars that are: (The argument of evedences and their numerously, then the opposition of evidence) The conditions of the contradiction are: (equivalents in the firmness and power, and the contradiction should be at the same time ،and in the same place. The contradiction cannot be achieved without them , If one of these pillars or conditions become disturbed , the contradiction cannot be considered from the side of legality . The contradiction has reasons, such as: (Readings difference, non being of Knowledge about the coming of evidence date, and sharing or taking part in the pronunciation, difference state and position, but it refers to reason which connects with the diligent him self.

4- The contradiction occurs between the pasitive signs and clear - cut proofs, and the contradiction pushes by the way of invalidating, or collection or falling (break down) -the contradiction between the assumption signs and the positive signs and clear - cut proofs, can't be considered in it, because the clear - cut proofs is donated treaty .

5- The contradiction occurs between the indications of Qur,an and the recurrent prophetic

tradition ( Hadith) . And it has the clear - cut proofs Judgment.


202

If two indications were being contradicted, we should look for about another evidence lower than it in degree like the su,nna , if me don't find , we should look for in measurement to make the two indications stronger than the other , from the side of evidence .

6- The contradiction occurs between the (Hadith, which be assumption in its evidence, and its evidence, and its Judgment is, invalidating, or collection, or probability or falling . 7- The contradiction between deeds is impossible to happen in the same time .

The contradiction between utterance or saying and deed has two states: The first state: They may be conflicted from every side, this state take part if the date is being Known , the later was abrogating to the presented. If the date is not being Known, in this state the utterance is accorded.

The second state if they are conflicted from one side without side , we should collect between them.

8- there are three ways to solve the contradiction: A - Way of EL Hanafia public (invalidation, probability, collection and falling) . B - Way of some Hanafia (invalidation , collection, probability and falling( C- Way of Jurists (collection, invalidation , probability and falling ( The way of some El Hanafia has been preponderated upon the other two ways.

9- Invalidation linguistically is removal, and Idiomatically is raising the legal Judgment in legal adress and be slackness on it.

Invalidation has five condition, that are: (The invalidated Judgment should be legal, and the invalidating should be legal and slack upon the invalidated, and it shouldn't be obligated in time. the invalidating should be in way to The invalidated in the strength or stronger than it , and the invalidate should be occurred in commanding and don'ts .

10- The collection in literal meaning is: joining and forming the soparated things. As to

the Idiomatical meaning is: working with two conflicting evidence or some of them . The collection has four conditions, that are :

The contradiction should be fixed in its pillars and its conditions ، Non - being Knowledge of the invalidated from the invalidation .

- The collection should not be conflicted with turn text . And should have an acceptable face in the language.

11- The degrees of collection are three, (variation, multiplicity of evedence Judgment and multiplicity of sighns positions) . The forms of collection are five, (collection with specialization way, with binding way, and with earning the command upon the cicatrix, with earning of prohibiting or forbiding upon the hate, and with difference of state or position) .


203

12- The linguistic meaning of equivalence is: equality as to its idiomatic meaning is equality of the two conflicting evedence, In condition that has no advantage of one of them upon the other one.

The conditions of equivalence are (The contradiction should be achieved with its pillars and its conditions, and impossibilities of invalidation or the collection or the probability) .

13- The scientists have been agreed that the occurance of the equivalence in the diligent brain, and they have been in difference about its actual occurance or in the same probable command is occurred in the same command, and the equivalence Judgment is giving achoice between evedences.

14- The linguistic meaning of probability is: The increase. As to the Idiomatical meaning is making one of the two evedence strong upon the other evedence. The probability has four conditions. The contradiction should achieve with its pillars and its conditions that I have mentioned it in the contradiction act . Neither the invalidating nor the collection can be between the two-conflicted evedence and existence of evedence upon the probability.

15- The probability between the recurrent prophetic tradition ( Hadith ) has four ways : The probability by the way of predication and by the way of back and probability by the way of signs, and probability by the way of external thing.

16- Probabilities by the way of predication devide in to two parts. The first one connects

with the narrator and the second connects with the same story. The probabilities wich connect with the narrator are many : such us :- - The probabilities with numerously of narrators.

The probability that the story should be the narrator's story or be directed to it. and the narrator should be soon to the prophet ( May the blessing and peace of Allah be upon him ) . in the state of receiving the story . And the narrator should be from the greatest companions of the prophet, and the probabilities which connect with the same story is.

17- The probability by the way of back divides in to two parts existence of increased advantages in the back of one of the two conflicted recurrent prophetic tradition )Hadith ) and the probability between the charging Judgments , and probability for existence of marry increased advantages , from them , the news which includes increasing in the deed upon another The news which includes the Judgment showing that was conflicted in it upon the other one, the collected news between the Judgment and its cause upon the Hadith in which is not collect between the Judgment and its cause is being brobable. The insurance news is given preponderance on the other. The probability between the charging Judgment is as the following:

The forbiding is given preponderance upon the obligatory and cicatrix, hating, permission. 18- The probability by the way of sign devides in to two parts: -

a- To give preference to the kighted over the expounded and the text and the apparent , To give preference to the expounded over the text and apparent . To give preference over the apparent.


204

b- The sign phrase of text is produced over the evedence mark .and the text evidence and necessity evedence.

- The evedence mark is given preponderance upon the text evidence and necessity

evedence. c- And the text evedence is given preponderance upon the necessity evedence .

19- Lout the probability by the way of external thing be with probability of the two news to its acceptable to the book or with probability of one of the two news to its acceptable to the other Hadith from the prophet Hadith .

May the blessing and peace of Allah be upon him. - One of the two news is given preponderance to its acceptable to the consensus. or with

making probability to one of the two news to its acceptable to the measurement . or with making probability to one of the news to its acceptable to what the good previous doing it.

20- The Co - operative security and the exchange security are allowed in all its ways. as

to the trade security which is given prepondence is not allowed. 21- Salling of winning is allowed in conditions. But if any person, lend some of paper

money and the price of money changed in the way of exorbitant, the reaction should be in the price, not with the peer.

22- The transport of human organs are permitted allowed, and the slicing of human corpse is allowed if it was to criminal aim, or purposes. Or medical, or seience and these two issues, in the old age and in the modern age, and so it is to the sciences improvement so, they can do

it with high successful rate, average so, Like this operation in the old age can't be done or achieved and praise be to Allah, lord of the world.

ﺔﻴﻠﻘﻨﻟﺍ ﺔﻟﺩﻷﺍ ﲔﺑ ﺽﺭﺎﻌﺘﻟﺍ ...ﺔﻣﺪﻘﳌﺍ ﺃ...

Documents