ﺔﻴﻟﻭﺪﻟﺍ ﻖﻴﺛﺍﻮﳌﺍﻭ ﻡﻼﺳﻹﺍﻭ ... asia...

املعيار 2017جوان– 42عدد مجلة

ل القادر عبد م سالميةجامعة الدين لعلوم أصو للية

136

ةيف املسيحية واإلسالم واملواثيق الدوليالكرامة اإلنسانية

-دراسة حتليلية مقارنة-

ص مإحدى بحث الدي النص إ املقالة القيمدف

الثاب سانتساسية لإل سانيةة الكرامة و . ؛

ل و املختلفة؛ ختصاصات ل أ ا بح مسالة و

م ينظر ال تھ او . ازلھ

املسيحية ن الديانت ة او من ا بح زنودسالمية يم. و املفا ن ب العالقة تجلية غرض

الدولية املواثيق ن و ية، الدي النصوص من . املستقاة

نبحث ثم أوال ي املفا انب ا ع عرج وسوف

كال نصوص سانية الكرامة ثبوت أصل

ا حفظ آليات ثم ن؛ إالديانت ا أخ ونصل ما، ف

النظر خالل من الدولية باملواثيق ما عالق استخالص

سان حقو عن لمة املت .قالشرعية

آسيا شكريب.د

القادرجامعة األمري عبد

،للعلوم اإلسالمية

ينةقسنط

Abstract

This article aims to discuss one of the basic human values: is human dignity. The subject was treated by many researchers of different disciplines; and each one had his point of view. We have tried, to highlight the relationship between the different concepts about dignity; Christianity and Islam and its origins of relixing on the holy texts in targeting the mechanisms to maintain it. Finally we have drawn out the relationship of human dignity with (to) international instruments of human rights.

مقدمة

ا األوضاع احلضارية والسياسية يشهد عاملنا املعاصر هزات قيمية خمتلفة، أفرزواالقتصادية واالجتماعية املعاصرة، وقد واكب هذه التغريات إحساس األفراد واجلماعات

http://www.pdfonline.com/easypdf/?gad=CLjUiqcCEgjbNejkqKEugRjG27j-AyCw_-AP



137

م بانتهاك كرامتهم اإلنسانية .يف كثري من أوضاعهم وحاال

يا ملضامني املواثيق الدولية املعاصرة، كما ويعد موضوع الكرامة اإلنسانية حمورا أساس

أنه شكل موضوعا أصيال يف النصوص الدينية، خاصة النصني اإلسالمي واملسيحي، مما

إىل أي مدى ميكن إجياد أسس جامعة : طرح إشكاال معرفيا نصوغه كاآليتجيعلنا ن

؟ وما عالقة لدولية اللكرامة اإلنسانية يف عصرنا هذا من خالل النصوص الدينية واملواثيق

؟رامة اإلنسانية باحلقوق املختلفةالك

الكرامة اإلنسانية في النص الديني اإلسالمي ": لقد ارتأيت أن أحبث موضوع

، أحاول من خالله تفكيك عناصر مبنهج حتليلي مقارن "والمسيحي والمواثيق الدولية

ملوضوع، يف كل من املوضوع املختلفة، وإعادة تركيبها بعقد مقارنات داخل عناصر ا

.النصوص الدينية اإلسالمية واملسيحية واملواثيق الدولية

وترمي هذه الدراسة إىل النظر يف النص الديين املقدس يف كل من اإلسالم

ا مفهوم الكرامة اإلنسانية؛ يف خطوة أوىل من أجل واملسيحية؛ وإىل الكيفية اليت يقرر

ساليب اليت سلكها التشريع يف كل ديانة من أجل حفظ الكرامة فهم اآلليات واأل

وحبث وجود إمدادات كل منهما للمواثيق الدولية إن وجدت سابقا، أو آفاق . اإلنسانية

.االستمداد وجماالته

مفهوم الكرامة: املطلب األول

مفهوم الكرامة لغة. 1

ملعرفة قياس الباب، وإدراك يفيدنا ويعيننا ههنا أن ننظر يف أصل الكلمة

يرى ابن فارس أن خصائص املعىن، أصل صحيح له بابان" الكاف والراء وامليم" :

شرف يف الشيء يف نفسه، أو يف خلق -وهو الذي له عالقة مبوضوع البحث-أحدمها

رجل كرمي، وفرس كرمي، ونبات كرمي؛ وأكرم الرجل إذا أت: يقال. من األخالق ى بأوالد

فإذا انطلقنا ننظر يف املادة املعجمية اليت نبغيها؛ وجدنا املعاين البديعة الشريفة . 1...كرام

بريوت، دار ( ، شهاب الدين أبو عمرو.؛ تالمقاييس في اللغة: أبو احلسني أمحد بن فارس بن زكريا.1

.923، ص )الفكر




138

الكرم: السامية للمفردة ضد اللؤم: ... الصفوح: والكرمي. ونزهه عظمه: وأكرمه وكرمه...

وله علي كرامة، أي عزازة أنفك، وكل جارحة: وكرميتك... شريفة كاألذن واليد؛

1.العينان: والكرميتان

م، 1155حنو العام " الكرامة اإلنسانية: "ويف اللغات األوروبية ظهرت هذه العبارة

اليت هلا " Dignitas"لوحدها هو اللفظة الالتينية " الكرامة: "وجند أن مقابل لفظة

: ، جندمها يف القانون مجيعامعنيان أساسيان

صاحبها مكانة بارزة؛ مسؤولية تبوئ

.2...االحرتام والتقدير الذي يستحقهما شخص أو شيء ما: أو/و

فهوم الكرامة اإلنسانية اصطالحام. 2

إن الكرامة يف االصطالح ال تبعد عن معناها اللغوي قيد أمنلة؛ إذ تعريف الكرامة

ا من دون أن حنجمها؟ وبالنتيجة كيف نعرفه. اإلنسانية يكافئ تعريف إنسانية اإلنسان

فهي عادة تقرن باحلقوق اليت تنبثق عنها مث إن الكرامة ليست معيارا؛ إمنا هي مفهوم، . 3

.4وتصور لصيق بشدة بالطبيعة اإلنسانية، بني القانون الطبيعي والقانون الوضعي

رب مما وأك؛كثر من حقيقة بيولوجيةأتقوم الكرامة اإلنسانية على كون اإلنسان

يصنع أو يعمل، وال ميكن اختزال اإلنسان وقيمته إىل بعد معني أو مرحلة من ، من كيانه

ا، به وال ميكن حصر اإلنسان وقيمته يف دور منوط.عمره فالكرامة . أو وظيفة يقوم

إىل التقدم حنوه، كتطلب يدعواإلنسانية هي غاية احلياة اإلنسانية، أي األفق الذي

ا،فبإمكاننا اعتبار الكرامة اإلنسانية إحساس. لنمو، ودعوة متجددة للتطورمستمر ل

لزمنا أن حنرتم اإلنسان بكليتهي ، مهما كانت حياته، ويف أي وقت ا إنسانياه كائن كون،

جمد الدين حممد بن يعقوب الفريوزآبادي.1 : بريوت(، 2 خليل مأمون شيحا؛ ط.، تالقاموس المحيط:

.1127، ص )م2007 دار املعرفة،

2. La Dignité Humaine : La réinsertion socio juridique des démunis, p.17 3. C. GUASTADINI : Droit pénal et droits de l’homme ; La Dignité en prison : genèse et avènement, (Paris : Buenos books international), p. 314. Ibid.




139

.1)ا أو قبيحمجيال(كان، ومهما كان مظهره البشري اخلارجي

بقي أن ننبه أخريا على أن مبدأ الكرام ة اإلنسانية ليس جبديد؛ وإمنا توظيفه يف

القانون الوضعي هو الذي مت يف عهد قريب 2.

ثبوت الكرامة اإلنسانية: املطلب الثاين

بعد ما سقناه من املعاين اجلميلة، لغة واصطالحا للكرامة اإلنسانية؛ جند أنفسنا ا، فلننظر إىل ذلك كاآليت :نتساءل عن منبع ثبو

ثبوت الكرامة اإلنسانية من خالل النص الديني اإلسالميمنبع. 1

ينية يف اإلسالم كتابا وسنة، ترشدنا إىل أن أساس التكرمي إن النصوص الد

ا، ا ظاهرا وباطنا، وهي ملكه، وهو ديا للمخلوقات مستمد من خالقها؛ فهو أعلم

يب ىب نب مب زب يئ نئ مئ زئ رئ :وإليه مصريها؛ قال اهللا تعاىل

يث نثىث مث زث رث يت ىت نت مت زت رت

من زن رن مم ام ىليل مل يك ىك مك لك اك ىقيق يف ىف3 .

وعليه فاهللا تعاىل كرم اإلنسان خبلقه ابتداء، حني خلقه يف صورة حسنة :

4.

مل يك ىك مك لك اك يق ىق :فالكرامة اإلنسانية ثابتة باخللق

ىن نن من زن رن مم ام يل ىلق وقد ارتبط خل. 5

اإلنسان األول مبظهر تكرمي له، ومن خالله ذريته؛ ذلك كان بإسجاد اهللا تعاىل مالئكته

مؤسسة مدارك لدراسة آليات الرقي "، موقع كرامة اإلنسان في المفهوم المسيحي: عزيز سامر منرود .1

:على الرابط اآليتم، 14/07/2013 اقتبس يوم ؛ "الفكري

http://www.madarik.org/mag1/7.htm2. Droit pénal et droits de l’homme ; La dignité en prison : genèse et avènement, Op. Cit., p.32

.18: احلج. 3

.4: التني.4

.70: اإلسراء.5




140

حت جت هب مب خب حب جب هئ مئ خئ حئ جئ يي :له1 .

وقد زود بقدرة البيان الصادر عن موضوع، وحمل أرقى جماالت الفكر مئ خئ حئ :2

جب هئ3.

له كرامة بتسخري ما فيها وحني جعل اهللا تعاىل اإلنسان خليفة يف األرض، جعل

هب مب هئ مئ هي خيمي حي جي ه مه جه هن من خن حن :له

متكما شرف إذ كلف وغدا مسؤوال. 4

خص حص مس خس حس :5

خف حف جف مغ معجغ جع مظ حط مض خض حض جض مص6.

مث إذا كانت الكرامة اإلنسانية ثابتة للناس مجيعا على السواء باخللق واإلجياد

السويني؛ فإن اهللا تعاىل قد ج عل الناس يتفاوتون بعد ذلك يف درجة الكرامة عنده،

يبرت ىب نب مب زب رب يئ ىئ نئ مئ زئ :حبسب ما يكسبون

ىث نث مث زث يترث ىت نت مت زتوأكرم ولد آدم هو حممد . 7 ؛ قال

فما ركبك أحد، أكرم على اهللا منه«: للرباق جربيل وهذا التفاوت هو تفاوت . 8»

لتقوى، فإننا مع إقرارنا بالتمايز الطبيعي بني الناس، يف مرتبط بتحقيق اخلريية بالعمل وا

اإلمكانات واملقدرات؛ ال نرى أبدا أن هذه الفروقات الطبيعية هي حبجم التفاوت

فال ينبغي أن ينتج من ذلك تفريق يف ضمان الكرامة للناس؛9االجتماعي املصطنع .

.34: البقرة.1

م، ص 1999دار فصلت للدراسات والرتمجة والنشر، : ، حلب2 ط،اإلسالم واإلنسان: حممود عكام .2

34.

.5: العلق.3

.13: اجلاثية.4

.36، ص اإلسالم واإلنسان: حممود عكام .5

.72: األحزاب .6

.49: احلجرات .7

.703، ص3131 مسلم، ح .8

= ، اعيةـة االجتمـدالـة والحرية والعـقيقـذ إلى الحـافـمن: انـة ومشكالت اإلنسـالفلسف: ادةـا سعـرض .9




141

ل النص الديني المسيحيمنبع ثبوت الكرامة اإلنسانية من خال. 2

إن النص الديين املسيحي املدون يف الكتاب املقدس يرسم خطوط ثبوت الكرامة1

اإلنسانية؛ ويبتدئها بقصة اخللق الواردة يف سفر التكوين؛ وحتديدا يف اإلصحاح األول

جرد ليست مب-عندهم- الكرامة اإلنسانية احلقةف منه، يف الفقرة السادسة والعشرين؛

بوصفه عاملا صغريا؛ وإمنا بسبب خلقه على صورة اهللا اإلنسانوجود : اآليت ورد إذا.2

هللا« سمك: وقال ع سلطو في نا، كش تنا صو ع سان نعمل

ر

جميع وع ض، ل وع ائم، ال وع السماء، ط وع رالبحر،

ع تدب ال رالدبابات هللا«: مث يف الفقرتني التاليتني له. 3»ض فخلق

م خلق وأن ذكرا خلقھ؛ هللا ة صو ع تھ؛ صو ع سان

ر هللا،. ر م ارك و

م ل سمك: وقال ع سلطوا و ا؛ وأخضعو ض، وامألوا وا، واك ا أثمر

ر

و

ض ع يدب حيوان ل وع السماء؛ ط وع رالبحر،

«4.

سيدنا« : املرمن يف املزامريقالو الرب ا أ تذكره؟: ... ح سان و فمن

للھ؟ ت اء و مجد و املالئكة، عن قليال وتنقصھ تفتقده؟ ح آدم وابن

يديك أعمال ع سلطھ

قدميھ. تحت ء ل جعلت سيدنا... الرب ا أ :

.101، ص )م1990دار الفكر اللبناين؛ :بريوت(=

ا النصارى؛ هو االسم الذي يطلق على جمموع األسفار املقدسة اليت يؤBibleالكتاب املقدس . 1 من

ترجم إىل اليونانية ليعرب عن اللفائف اليت كتبت فيه الكتابات املقدسة، مث " هاسفرمي"ويف العربية سفر واجلمع

أو من βίζλος يوناين إما من واشتقاق اللفظة. ترجم إىل الالتينية ومنها إىل اللغات األوروبية احلديثة

βύζλος. على اللفائف وكان يدل يف البدايةpapyrusوأخذت الكنيسة . مث على ما هو مكتوب فيها

، وجعلوه ال مذكرا وال مؤنثااليونانية، الذي يصف الكتب الالتينية هذا املعىن واللفظ من الكنيسة

)neutre( biblia – Bibliorum ويف العصور الوسطى عدت لفظةBibliaانظر. مؤنثا :

F. Vigouroux ; et autres : Le Dictionnaire de la Bible ; 2ème tirage ; (Paris : Letouzey et Ané Editeurs ; 1912), (1/ 1776-1775 ).2. Roultage : Christian Theology : (New York-USA ; London-GB, 2005), p.53

.26/ 1تك .3

.28-27/ 1 تك .4




142

ض ل اسمك أمجد رما «1.

ه الصلة بني اإلنسان وخالقه هي أساس كرامته وما يتمتع به من حقوق أساسية هذ

جتاه اهذه احلقوق الشخصية يوازيها، بال شك، واجبات . راسخة، كفيلها اهللا نفسه

إمنا يتم مبزجه -يف ربطه بالنص-سيحيني عن الكرامة اإلنسانية فحديث امل .2اآلخرين

بتدئ وفق املنظور املسيحي بسقوط آدم عليه السالم يف بالتدبري اخلالصي، الذي ي

اخلطيئة ومن ورائه ذريته؛ لتنكسر العالقة اجلميلة اليت أرادها اهللا تعاىل بينه وبني البشر؛ على صورة اهللا، هو تقرير عميق على السواء لعالقة احلب ااإلنسان خملوق فهم يرون كون

؛ ولكنها عالقة انفصمت كما 3رامة كل فردالوطيدة بني اهللا، وكل إنسان؛ وكذلك ك

رأينا؛ فجعل اهللا تدبريا خالصيا إلعادة تلك العالقة، ذلك بإرسال ابنه الوحيد فيما يرون

: ويف هذا قال بعضهم-تعاىل اهللا عن الصاحبة والولد-

م األساسية والتزامهم باألخوة؛ و« العهد اجلديد يذكر بكرامة مجيع البشر ووحد يف ال وقد حقق هلم املسيح مجيعا وبالتساوي نعمة اخلالص وضم الشملك فسر.

حد أكرم اهللا الطبيعة البشرية، وقد أراد هلا، يف ابنه، أن تتحد د يوضح لنا إىل أيالتجس

. اد املسيح، نوعا ما، بكل إنسان احت؛ وهكذا مت وال انفصالبطبيعته، بدون اختالط

هو، بوجه فريدواملسيح وفيه وحده تتجلى ذات اهللا بوجه ؛"صورة اهللا الذي ال يرى"،

ا بطريقة حرة كامل يف مسكنة الطبيعة البشرية اليت تلبس

«4 .

بال مزية ألحد على أحد-وهم يرون أن الكرامة يتساوى فيها اخللق أمجعون من : -

أجل كل هذا فإنه يوجد شعب خمتار يف املسيح واحد؛ رب واحد، إميان واحد، معمودية

قد« :]الكالم اآليت لبولس الرسول[ن وأل5واحدة باملسيح اعتمدتم الذين لكم

.9 ،7- 3؛ 1/ 8مز .1

.، موقع سابقن في المفهوم المسيحيكرامة اإلنسا: نظر مقالةأ .2

3. Encyclopedia of Religions ; 2nd edition ; ( USA : Macmilan reference). (4/

2590).

.، موقع سابقكرامة اإلنسان في المفهوم المسيحي .4

.5 /4 أف .5




143

املسيح ستم وأن. ل ذكر س ل حر؛ وال عبد س ل ي؛ يونا وال ودي س ل .

للمسيح، كنتم فإن سوع؛ املسيح واحد جميعا ألنكم سل إذا فأنتم

يم كرامة متساوية"يتبع هذا أن هناك . 1»إبرا لدى كل عضو يف شعب اهللا؛"

للمسيح« الشعب ذا ساب ان ب س هللا، من ن و مو ومجدا كرامة

بن-

هللا -الوحيد من وأخذ سبق ومجداالذي كرامة ب

لذلك ففي إطار شعب .2»

د املمنوحني اهللا ال يوجد تفاوت يف الكرامة لعضو على عضو، طاملا أن الكرامة وا

لشعب اهللا مها أساسا كرامة ممنوحة، ومفاضة على الذين صاروا أبناء هللا بالنعمة، من

ب، باعتباره ابنا بالطبيعةابن اهللا، اللتني ناهلما من األكرامة وجمد 3.

والتصور املسيحي للكرامة اإلنسانية ي نطلق كذلك من الوعي مباهية اإلنسان؛ فمن

بني مجيع اخلالئق املرئية، اإلنسان وحده يستطيع أن يعرف خالقه وحيبه؛ إنه على

ا؛ إنه وحده املدعو إىل املشاركة يف حياة اهللا األرض اخلليقة الوحيدة اليت أرادها اهللا لذا

واهللا خلق كل . 4هو سبب كرامته الرئيسيلقد خلق هلذه الغاية، وهذا . باملعرفة واحملبة

شيء لإلنسان؛ ولكن اإلنسان خلق خلدمة اهللا وحمبته وحني خلق اهللا اإلنسان آخر . 5

كان شرفا له وفضال أن خيلق أخريا... 6املخلوقات كلها كان شرفا له من ناحية أن :

أسلوب اخللق تطور مـما هو أقل كماال، إىل ما وكان فضال، ألنه مل . أكثر كماالهو

يكن من املناسب أن يسكن يف املكان الذي خصص له، إال بعد أن جيهز له متاما،

.29-27/ 3 غال .1

.17/ 1 بط 2 .2

-42، ص)م1997،[ ] الدار (، 1، ط الكهنوتالتدبير اإللهي في تأسيس الكنيسة وترتيب نظام .3

43.

التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية .4 )CATECHISMUS CATHOLICAE ECCLESIAE( :

تعريب املرتوبوليت حبيب باشا؛ املطران يوحنا منصور؛ املطران كريلس سليم بسرتس، األب حنا الفاخوري؛

.124، ص )لرسلالبولسية، ومنشورات ا املكتبة :لبنان(

. نفسهصدر امل.5

. يف اليوم السادس حسب رواية اخللق يف سفر التكوين.6




144

ويعد الستقباله؛ وفور أن خلق اإلنسان وجد كل اخلليقة املرئية أمامه؛ لكي يتأملها،

.1وينال منها راحته

ون بالنظر إىل اإلنسان بكامله من مخسة وجوه وتأمل شرف اإلنسان يف خلقته يك

:حسبهم

...اإلنسان صورة اهللا؛ وهو مدعو إىل التشابه الكامل.1

... إنه نسمة حياة تأيت من اهللا.2

إنه جسد، أي خارج من األرض أيضا.3 ...

إنه روح، أي منفتح هللا وملعرفته.4 ...

إنه جسم، أي قدرة على التعبري عن نفسه.5 2... يف اخلارج، وعلى االتصال

ومن الكرامة اليت أعطيها اإلنسان حسب النص الديين املسيحي هو تسخري

فإن اهللا قد أعطى لإلنسان سيطرة على كل املخلوقات األدىن منه: املخلوقات له ...

وعلى الرغم من أن اإلنسان ال يـعول أيا منها؛ إال أنه أعطي سلطا لقد أراد اهللا . نا عليها

ذا أن خيلع على اإلنسان كرامة؛ فعناية اهللا مستمرة لإلنسان، لتوفر له سالمته،

األرض بعناية حمبته، علينا حنن أيضا أن وكما أن اهللا يسود على .3وإلعالته يف معيشته

ضمن مسئوليته من نسود عليها؛ فقد عهد اهللا لإلنسان أن يتسلط على األرض، وهذا يت

.4حنو البيئة، واملخلوقات األخرى اليت تشاركنا يف هذا الكوكب

وذلك كان من دون استحقاق على اهللا؛ إذ يرى بعضهم أنه حني نتكلم عن

االستحقاق من اهللا؛ ال بد أن نفهمه مبعىن خاص؛ إذ ما من أحد يستحق يف حد ذاته؛

ففي هذه احلال، يعين االستحقاق أن عطايا اهللا . بات إىل النهايةال نعمة اهللا، وال الث

التفسير الكامل للكتاب المقدس: مىت هنري .1 ، ترمجه مجاعة حتت إشراف املعلم األستاذ جوزيف صابر،

.14، ص1، ج)م2011إجيلز، : القاهرة(، 1ط

، أعاد النظر فيه من الناحية املسكونية األب جان المسيحيمعجم اإليمان : صبحي محوي اليسوعي.2

.70، ص )م1994دار املشرق، : بريوت(، 1كوربون،ط

التفسير الكامل للكتاب المقدس: مىت هنري .3 .15، ص1، ج

التفسير التطبيقي للكتاب المقدس .4 .9؛ ص)2004ميديا، ماسرت: القاهرة(، 5، ط




145

فعالة، أي أن اهللا ينعم مبا يلزم إلدراك الغاية اليت يعد هلا بعطيته 1.

م يقررون أنه ما أعطي لإلنسان إال بعضا من كرامة اهللا، وأخريا جتدر اإلشارة إىل أ

لكن مثل اخليال يف املرآة، أو مثل صورة امللك على قطعة من الذي هو صورة اهللا،

أن اهللا خلقنا مثله "لنصنع اإلنسان على صورتنا كمثالنا": إذ ال تعين العبارة. 2العملة

متاما، وخباصة باملعىن الطبيعي اجلسدي بل باحلري أننا نعكس جمد اهللا. وأعظم آمالنا ...

إن قيمتنا هي يف ... بتنا وصربنا وصفحنا ولطفنا وأمانتناأن نعكس طبيعته عن طريق حم

.كما يقول النصارى. 3إدراكنا أن اهللا قد خلقنا على صورته

منبع ثبوت الكرامة اإلنسانية حسب المواثيق الدولية. 3

التاريخ الشائع لنشأة مواثيق حقوق اإلنسان؛ هو تاريخ إذا تأملناه وجدناه :

التاريخ األ فليس فيه قليل أو كثري عن الفكر، أو الشرائع اليت . ورويب حلقوق اإلنسان عرفتها حضارات قدمية وكثرية غري أوروبية عن حقوق اإلنسان

وسنبني يف املطلب . 4

األخري كيف أن الدين قد سبق القانون يف هذه األمور؛ وكيف أن اإلسالم له نظرة

. والزمان، واخلصوصيات املختلفة دى حدود املكانمشولية ملسألة احلقوق، تتع

كما أن التقعيدات والفلسفات املختلفة، اليت كانت إرهاصات، صيغت أخريا يف

اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان؛ نشأت يف ظروف فكرية يف ظل الصراع ضد الكنيسة،

ممثلة الدين يف أوروبا؛ فقد قام صراع السلطة ال علمانية ضد سلطة الكنيسة؛ وسعى هذا

الصراع يف اجتاهات ثالثة هي مقاومة القضاء الكنسي، تقليل االختصاص الكنسي؛ :

ففي هذه العصور، كانت سلطة الكنيسة . 5تبعية القضاء الكنسي للقضاء امللكي

.35ص ، معجم اإليمان المسيحي: ي صبحي محوي اليسوع.1

التفسير الكامل للكتاب المقدس: مىت هنري .2 .15، ص1، ج

التفسير التطبيقي للكتاب المقدس .3 .9، ص

لس الوطين : الكويت( ةــالم المعرفـضرورات ال حقوق؛ ع: اإلسالم وحقوق اإلنسان: حممد عمارة .4 ا

.14، ص )م1985والفنون واآلداب، للثقافة

أثر الدين في النظم القانونية، دراسة مقارنة بين اإلسالم : فاطمة حممد عبد العليم عبد الوهاب .5

.542، ص)م2001جامعة القاهرة، (؛ رسالة لنيل درجة الدكتوراه يف احلقوق؛ والمسيحية




146

تتحالف مع اإلقطاع، وطبقة النبالء، لتبتز الشعوب، وترهقها، وتظلمها، وتق معها بشىت

م ما حكموا . أساليب القمع اإلرهابية وظل امللوك يدعون السلطة اإلهلية، ويدعون أ

إال بأمر إهلي وظلت هذه احليلة تنطوي على عامة الناس، حىت بدأت الشعوب .

تتململ، وتثور، وترفض هذه املقوالت؛ يدفعها يف ذلك فقر وجوع، وشعور بالغنب

ينية، لوضع تقنينات . 1والضياع فانربت السلطة العلمانية إثر الثورة على السلطة الد

دي إىل استبقاء اجليد دائما أيا كان مصدره؛ والعقيدة نابليون؛ غري أن الفطرة السليمة

ا؛ وآمرة بالنسبة هلا كدين متيز أت تلزم معتنقيها بقواعد تراها لصيقة الصلة باعه من

غريهم من أتباع األديان األخرى؛ وهو ما حتقق هنا فعال بالنسبة للمسيحية، رغم

ا الكنسي احنسار دور الكنيسة وقانو2.

وتقرير احلقوق والكرامة كان أساسه القول باحلقوق الطبيعية؛ فقد صاغ توماس

كان هلا أثرها فيما واليت[جيفرسون، مندوب فرجينيا وثيقة حقوق اإلنسان األمريكية من -كما صرح هو-وقد استمد جيفرسون تعاليمه ]... بعدها من وثائق وإعالنات

ويتضح اختالف مفهوم حقوق اإلنسان املعاصر، واملستند إىل فكرة . 3الطبيعة وقوانينها

مع االنتباه إىل أن التشابه، أو . القانون الطبيعي، عن منظومة احلقوق يف اإلسالم

لتطابق يف عدد كبري من احلقوق اإلنسانية بني النظرية اإلسالمية، والشرعة الدولية ا

ا تنطلق من أرضية املفهوم )املعاصرة(حلقوق اإلنسان ؛ وهو أمر غري مستغرب، أل

اإلنساين الواحد؛ واختالف هذه احلقوق نابع من اخلصوصيات الثقافية واحلضارية

.4للشعوب

وة اإلسالمية العاملية، مجعية الدع(، 1، طحقوق اإلنسان بين الفلسفة واألديان: حسن مصطفى الباش .1

.103، ص )هــ1426

أثر الدين في النظم القانونية، دراسة مقارنة بين اإلسالم : فاطمة حممد عبد العليم عبد الوهاب .2

.547؛ مرجع سابق، صوالمسيحية

.107، ص حقوق اإلنسان بين الفلسفة واألديان: حسن مصطفى الباش .3

مركز القاهرة لدراسات : القاهرة؛ ئق حقوق اإلنسان في الثقافة اإلسالميةالحق قديم؛ وثا: غامن جواد.4

.20ص ؛)م2000، حقوق اإلنسان




147

ة اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان؛ ورغم مشاركة متخصصني من وحني صياغ

ينية والثقافية واحلضارية لشعوب العامل، خمتلف القارات، ميثلون االجتاهات الفكرية والد

ا اتصفت بذات املرجعية الغربية الناجتة عن يف صياغته وبقية الصكوك الدولية؛ إال أ

اء الفكرية والسياسية األوروبية اليت أسسها التنويريون من القرن السادس عشر تلك األجو

.1...إىل أواخر القرن التاسع عشر؛ واليت متيزت بالليبريالية والعلمانية

ا وتتكون مفاهيم حقوق اإلنسان من جمموعة الوثائق والصكوك الدولية اليت أصدر

وثيقة أممية؛ مسيت إما بالعهد، أو إعالن، أو اتفاقية، 85 تزيد عن األمم املتحدة؛ واليت

تغطي تطلعات وأماين، وحاجات شعوب البلدان النامية، ... أو حق، أو بروتوكول

واحلقوق اجلماعية للبشر؛ لتضع القواعد العامة إلعمال ومحاية وترسيخ احلقوق األساسية

ته يف كافة الدول؛ دون النظر ألي اعتبار متييزي كاللغة واجلنس والعنصر لإلنسان وحريا

واللون والنوع والطبقة االجتماعية والقومية والعشرية 2.

؛ مث يف 19483 سنة "اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان": ذلكيف مقدمة كل

ترتكزان على احلقوق اليت اعتمدت هيئة األمم املتحدة وثيقتني دوليتني،1966عام

بالحقوق االقتصادية والثقافية العهد الدولي الخاص": تضمنها اإلعالن العاملي، ومها

وقد صدقت . "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية"؛ و"واالجتماعية

عليها معظم الدول املنضمة هليئة األمم؛ كما اعتمدت اهليئة بروتوكوال اختياري ا ملحقا

بالعهد الدويل اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية، يتعلق حبقوق األفراد يف التظلم إىل

ويسمى العهدان الدوليان، . اهليئة اليت تراقب تنفيذ العهد؛ وهي جلنة حقوق اإلنسان

.4"شريعة الدولية حلقوق اإلنسانال"ـ والربوتوكول االختياري تعرف معا ب

1981) نوفمرب( تشرين الثاين 25املتحدة يف معية العامة لألمم كما أصدرت اجل

.16ص ، وثائق حقوق اإلنسان في الثقافة اإلسالميةاحلق قدمي؛ : غامن جواد.1

.15، ص املرجع نفسه.2

، 1، لعيسى دباح، طن الدوليموسوعة القانو: انظر كل تلك املواثيق يف اجلزء اخلامس من كتاب.3

.48-44، ص5ج: ، واإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان هنا)م2003دار الشروق، : عمان(

.226؛ دار املناهج، صحقوق اإلنسان في األديان السماوية: عبد الرزاق رحيم صالل املوحي.4




148

ين أو إعالنا بشأن القضاء على مجيع أشكال التعصب والتمييز القائمني على أساس الد

يشكل التمييز بني البشر على أساس الدين، أو املعتقد «: منه3املعتقد؛ جاء يف املادة

انية؛ وإنكارا ملبادئ ميثاق األمم املتحدةإهانة للكرامة اإلنس وجيب أن يشجب بوصفه .

انتهاكا حلقوق اإلنسان؛ والوارد بالتفصيل يف العهدين الدوليني اخلاصني حبقوق

اإلنسان؛ وبوصفه عقبة يف وجه عالقات ودية، وسلمية بني األمم وتطالب املادة .»

تتخذ مجيع الدول تدابري فعالة، ملنع، واستئصال أي متييز الرابعة من اإلعالن نفسه بأن

ين واملعتقد والختاذ التدابري املالئمة ملكافحة التعصب القائم على أساس . على أساس الد

.1الدين، أو املعتقدات األخرى يف هذا الشأن

احلفاظ على الكرامة اإلنسانية: املطلب الثالث

يانه يف املطلب الذي مضى؛ وما وقفنا عليه من ثبوت كرامة من خالل ما سبق ب

هل الكرامة اإلنسانية معرضة للتنقص : لإلنسان ال ريب فيها؛ يربز تساؤل، وهو اآليت

أو اإللغاء؟ وإذا كان األمر كذلك؛ فما السبيل إىل احلفاظ عليها؟ فلنعرض للجواب من

:ثالث زوايا كاآليت

يني اإلسالميمن خالل النص الد. 1

إذا كان ثبوت الكرامة اإلنسانية يف اإلسالم ابتدأ باالصطفاء واخللق؛ فإن تلك

م العمرية بعد الكرامة متتد يف الزمان، خالل خمتلف أطوار خلق األفراد، وتقلبا

طفولة، وشبيبة، وكهولة، مث شيبة؛ بل وال يزيلها املوت، فللميت حرمته : ميالدهم

ه؛ ودار الكرامة احلقة هي يف اآلخرة، وإمنا يف دار السالم، يف اجلنةوكرامت .

فإذا كانت دار الكرامة يف اجلنة؛ فدار املهانة هي النار؛ وهنا يربز الكالم عن كرامة

ا؛ وحياسب املرء على زائدة عن القدر الذي يتساوى فيه البشر؛ كرامة تكتسب بأسبا

جك مق حق :القيامةني نفسه بالعمل السيء، يهان يوم يه تضييعها؛ فالذي

حن جن مم خم حم جم هل مل خل حل جل مك لك خك حك

.33، ص)اسات حقوق اإلنسانمركز القاهرة لدر: القاهرة(، الطائفية وحقوق اإلنسان: فيوليت داغر.1




149

يم ىم مم خم جمحم يل ىل مل خل جه هن من خن1

زت .

ىق يف ىف يث ىث نث مث زث رث يت ىت نت مت2.

عروة بن مسعود بن ؛ فهذا فاملرء إذن يصون كرامته بامتثال سبيل الكرامة بشرع اهللا

كرامة : قال. أسلم ودعى قومه إىل اإلسالم فقتلوهمعتب الثقفي، كان من أكابر قومه،

ا، وشهادة ساقها اهللا إيل أكرمين اهللا 3 .

وال يتعلق األمر باآلخرة فقط، فعلى املرء أن حيفظ كرامته يف الدنيا؛ فقد بني النيب

أن اليد العليا خري من اليد السفلى؛ وحنوها من أقواله وال بد ؛ صلى اهللا عليه وسلم

: صلى اهللا عليه وسلمأن تظهر الكرامة اإلنسانية يف إكرام من أكرمهم اهللا تعاىل، قال

ومن اإلكرام ورمحة الصغري . 4»ليس منا من مل يرحم صغرينا، ويعرف شرف كبرينا«

.5تسمية املولود باالسم احلسن

مث إن الكرامة . 6»إذا أتاكم كريم قوم، فأكرموه«: وقال كذلك اإلنسانية حبسب

النص اإلسالمي ال تتحقق باحلقوق فقط، بل بإقامة الواجبات قبل ذلك ولذلك .

جاءت التشريعات احلكيمة يف اإلسالم؛ فبمنظومتها كلها تتحقق الكرامة اإلنسانية

: فعن سليمان بن بريدة عن أبيه: للجميع ال لألفراد وحدهم؛ بل وحىت مع األعداء

إذا أمر أميرا على جيش، أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى كان رسول اهللا«

اهللا، ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال اغزوا باسم اهللا، في سبيل اهللا، قاتلوا :

.126 -124: طه.1

.49-48: الدخان.2

عز الدين أيب احلسن علي بن أيب الكرم حممد بن حممد بن عبد الكرمي بن عبد الواحد الشيباين بن .3

.405، ص3ج) دار إحياء الرتاث العريب:بريوت( ، أسد الغابة في معرفة الصحابة: األثري

.439، ص1920 الرتمذي، ح.4

الحريات في الشريعة اإلسالمية : خالد سليم عبد الفتاح .5 ، باإلعالن العالمي لحقوق اإلنسانمقارنة–

.28م، ص 2012، )منشورات احلليب احلقوقية: بريوت(، 1ط

.615، ص 3712األدب، ح: ابن ماجه.6




150

اغزوا وال تغلوا، وال تغدروا، وال تمثلوا؛ وال تقتلوا وليدا. من كفر باهللا ...«1.

ما انتقاص للكرامةوقد جاء فيها حترمي االست حط مض :هزاء والسخرية أل

خل حل جل مك لك خك حك جك مق حق مف خف حف جف مغ جغ مع جع مظ

مي خي حي هجي مه جه هن من حنخن جن مم خم حم جم ملهل

هئ مئ هي2.

ومن مقتضى هذه الكرامة يف شريعة اإلسالم مراعاة حرمة املرء يف دمه، وماله،

شرفه ومسعته؛ وأال ينال أحد من حرمة أخيه، أو جيرح مشاعره وعرضه؛ وأن حيرتم

وإحساساته، فليس ألحد أن يسب أحدا، أو يشتمه، أو حيقره؛ ومن مقتضى هذه

الكرامة كذلك أن ال يعتقل إنسان، أو حيبس، أو يعزر، أو يعذب، أو يهان، أو خيوف

يف غري حق شرعي مستند إىل قوانني اإلس أيضا مراعاة حرمة البيت بغري إذن ... الم؛

صاحبه أو يتجسس على من فيه من اخلارج، أو يتبصص من ثقب فيه وأال يعتدى ...

على حرمته يف نفسه بتفتيشه، أو فتح مراسالته إال إذا كان بوجه حق، وكان يف سلوكه

. 3ما يريب

من خالل النص الديني المسيحي. 2

يف التصور املسيحي، ألجله وجدت السماء واألرض، والبحر، وسائر إن اإلنساناخلليقة؛ وخالصه هو الذي علق عليه اهللا مثل هذه األمهية، حىت إنه مل يوفر ابنه الوحيد

نفسه يف سبيله .حبسب ما مت سوقه عن التدبري اخلالصي. 4

املسيح عليه السالم فيما ينسب قال : وقد جاء األمر باإلكرام عندهم يف األناجيلفإن اهللا أوصى قائال« : إليه يف إجنيل مىت أكرم أباك، وأمك: ومن يشتم أبا أو أما، .

.822، ص4497مسلم، ح .1

.11: احلجرات.2

.47-44، ص )بدون بيانات نشر( ، حقوق اإلنساناإلسالم و: حممد اخلضر .3

التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية .4 .125ص ،




151

»فليمت موتا1.

ان كرامته يف سبيل احلق وأما يسوع فقال « : كما إن أقصى كرامة اإلنسان أن

ليس نبي بال كرامة إال في وطنه وفي ب «:لهم .2» يته

يقصد [وأما نحن « : قال بولس ألهل كورنثوس، يف رسالته األوىل إليهموكذلك

إلى هذه الساعة نجوع ونعطش ونعرى . فبال كرامة] رسل المسيح عليه السالمونلكم وليس لنا إقامة، ونتعب عاملين بأيدينا نشتم فنبارك، نضطهد فنحتمل، .

لعالم ووسخ كل شيء إلى اآلنصرنا كأقذار ا. يفترى علينا فنعظ «3.

غري أننا جند أن التشريعات املسيحية من الصعب أن نستنبط ما يتم به حفظ

الكرامة اإلنسانية؛ إال بشيء من االستقراء للتشريعات األخالقية؛ وذلك لقلة التشريعات

املسيحية أصال .

وميكن أخريا اإلشارة أنه قد صدر بيان يف ا ينية : Dignitatis humanaeحلرية الد

مع الفاتيكاين الثاين يف ورد يف هذا البيان أن احلق يف احلرية . 7/12/1965أصدره ا

ينية مبين على كرامة الشخص البشري؛ إذ جيب عليه أن يعتنق الوحي اإلهلي مبلء الد

احلرية؛ ورفض البيان صراحة كل إكراه ين .4يف الد

من خالل المواثيق والقوانين. 3

حتاول املواثيق الدولية سن قوانني، وتشريعات، وإلزام األسرة الدولية بتطبيقها من

أجل محاية حقوق اإلنسان، وصون كرامة الناس؛ ويلفت نظرنا يف اإلعالن العاملي

رامة املتأصلة يف مجيع أعضاء لــما كان االعرتاف بالك«: حلقوق اإلنسان بدايته اآلتية

رية والعدل والسالم يف األسرة البشرية؛ وحبقوقهم املتساوية الثابتة، هو أساس احل

.4/ 15 مت .1

.57/ 13 مت .2

.13-9/ 4 كور 1 .3

.123ص ، معجم اإليمان المسيحي: صبحي محوي اليسوعي.4




152

.1»...العامل

يولد مجيع الناس أحرارا، متساوين يف الكرامة «: واملادة األوىل منه تقرر اآليت

واحلقوق؛ وقد وهبوا عقال، وضمريا؛ وعليهم أن يعامل بع .»ضهم بعضا بروح اإلخاء

ال جيوز اسرتقاق، أو استعباد أي شخص؛ وحيظر «: وتنص املادة الرابعة على اآليت

.»االسرتقاق، وجتارة الرقيق بكافة أوضاعهما

ال يعرض أي إنسان للتعذيب، وال للعقوبات، أو «: واملادة اخلامسة تقول

.»ة بالكرامةاملعامالت القاسية أو الوحشية، أو احلاط

ال يعرض أحد لتدخل تعسفي يف حياته اخلاصة، أو «: ويف املادة الثانية عشر

ولكل شخص احلق يف . أسرته، أو مسكنه، أو مراسالته؛ أو حلمالت على شرفه ومسعته

. »محاية القانون من مثل هذا التدخل، أو تلك احلمالت

لكل فرد يقوم بعمل، احلق يف أجر «: عشرين اآليتوممــا ورد يف املادة الثالثة وال

عادل مرض؛ يكفل له وألسرته عيشة الئقة بكرامة اإلنسان؛ تضاف إليه عند اللزوم

.2»وسائل أخرى للحماية االجتماعية

آفاق حفظ الكرامة اإلنسانية بني الدين والقانون: املطلب الرابع

لقانونالعالقة بين الدين وا. 1

ين والقانون، جد وثيقة، وقدمية؛ بدأت مع بداية نشأة إن العالقة بني كل من الد

أدت إىل امتزاج قواعدمها، وصعوبة " رجال الدين: "إذ إن وحدة مصدرمها. القانون

وكان الشعور بإلزام قواعد القانون يأيت نتيجة الختصاص رجال الدين . فصلها ومتييزها

.3ها، ونسبتها لآلهلةبإصدار

املتحدة، اقتبس يوم انظر اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان املنشور على موقع هيئة األمم .1

http://www.un.org/ar/documents/udhr: م؛ عن الرابط اآليت17/07/2013

.املصدر نفسه .2

انونية، دراسة مقارنة بين اإلسالم ـم القـدين في النظـر الـأث: ابـبد الوهـليم عـد العـحمد عبـفاطمة م .3




153

ين والقانون يف العصر احلديث، كانت بسبب والقطيعة اليت حصلت بني الد

ا؛ مالبسات خاصة كانت يف أوروبا املسيحية، بعد طغيان الكنيسة، وتوسع سلطا

La Déclaration des Droits deفهذا اإلعالن الفرنسي حلقوق اإلنسان واملواطن

l’Homme et du Citoyen م؛ وهو الذي حيدد اإلطار 1789 أوت 26 املؤرخ يف

اإليديولوجي الذي قامت على أساسه الثورة الفرنسية؛ جنده قد نسخ السلطان القائم

.1قبله، والذي كان يتمثل يف امللك، الذي يستمد سلطته من اهللا مباشرة

غته ونرى أخريا وجوب اإلشارة إىل خصائص امليثاق الدويل؛ وصعوبة صيا

ينية، والثقافية؛ وتنوع األطماع السياسية، متجانسا؛ وذلك بسبب اخلصوصيات الد

وحنوها من األمور؛ لنقرر أن أعظم عقبة أمامه هو االختالف يف الدين أساسا .

الحق قديم والقانون حادث. 2

. 2ت القدميةفأساس القانون هو الدين؛ الكالم عن حقوق اإلنسان عرفته الديانا

إما يف ] وهي مألى بالتشريعات[وقد اقتبست الشرائع والقوانني الكثري من أسفار التوراة

ا سامهت بقوة يف تشكيل صورة دساتري، أو أعراف سائدة؛ وهذا يعد دليال على أ

.3الضمري، والوجدان البشري منذ فجر التاريخ

كنسي يعترب من املصادر التارخيية للقانون الفرنسي إن القانون ال: كما ميكن القول

احلديث؛ كما يعد قانونا مشرتكا يف كل الشعوب املسيحية مبا فيها شعوب أوروبا

املتحضرة؛ إذ لعب دور القانون الدويل بالنسبة هلا فيما يتعلق ببعض النظم القانونية

املتصلة ببعض النظم القانوني .4ة

.79ص، والمسيحية

على املوقع pdf انظره والنص األصلي لإلعالن يف ملف Pascal Nicollierبالتعليق عليها قام .1

www.liberte.ch: التايل

حقوق : ، انظر الفصل األولحقوق اإلنسان في األديان السماوية: عبد الرزاق رحيم صالل املوحي.2

.44 إىل ص15، من ص والمندثرةاإلنسان في األديان والمعتقدات القديمة

التفسير الكامل للكتاب المقدس: هنريمىت .3 .7، ص1، ج

= الم ـة بين اإلسـارنـة مقسـن في النظم القانونية، دراـدير الـأث: حمد عبد العليم عبد الوهابـة مـاطمـف .4




154

ومن األدلة كذلك أن الدين سابق على القانون، أن االصطالح الكرامة : "

يظهر يف اإلعالنات الصادرة يف الواليات املتحدة األمريكية وفرنسا يف ال" اإلنسانية

وال يف الوثائق الالحقة خالل القرنني الالحقني؛ باستثناء اية القرن الثامن عشر؛

: م؛ حيث أعلن أن1848 حني كان ملغي االستعباد سنة Schoelcher 1شولشر

والقانون األساسي جلمهورية أملانيا الفيدرالية للثالث ". االستعباد هو نيل من كرامة الفرد"

م قرر يف الفقرة األوىل من البند األول منه بأن كرامة 1949والعشرين من ماي سنة

ا . 2اإلنسان ال مساس

جند أن اإلسالم قد بلغ يف اإلميان باإلنسان، ويف تقديس حقوقه إىل على حني

ا مرتبة احلقوق؛ عندما اعتربها ضرورات، ومن مث أدخلها يف إطار احلد الذي جتاوز

هي يف نظر اإلسالم ليست فقط حقوقا لإلنسان من حقه أن يطلبها، ... الواجبات

وإمنا هي . ل عليها، وحيرم صده عن طلبهاويسعى يف سبيلها، ويتمسك باحلصو

ا واجبات عليه أيضا ضرورات واجبة هلذا اإلنسان، بل إ ا ليست جمرد حقوق من . إ

حق الفرد أو اجلماعة أن يتنازل عنها أو عن بعضها3.

ا كل ومن هنا ال نستغرب من أن العز بن عبد السالم عرف حقوق اإلنسان، بأ

وقد تناولت تعاليم اإلسالم هذه احلقوق من . ما يتعلق جبلب املصاحل ودرء املفاسد

حيث ما على اإلنسان من واجبات والتزامات، تدخل يف مقاصد الشريعة اإلسالمية

حفظ الدين، والنفس، والعقل، واملال، : اخلمسة اليت حتقق مصلحة اإلنسان وهي

ا تشمل كل ما لإلنسان من مصاحل، وواجبات، وهي ضرورية. والنسل لبقاء البشرية؛ أل

.4لنفسه، أو لآلخرين

.548، صوالمسيحية

د أكرب م؛ أح1893 ديسمرب 26م بباريس، وتويف يف 1804 جويلية 22صحفي، وسياسي، ولد يف . 1

,Encyclopedia Britanica : نظرأ. حمامي فرنسا الذين ألغوا االستعباد يف اإلمرباطورية الفرنسية

DVD, 200.2. La Dignité Humaine : La réinsertion socio-juridique des démunis, p.18

.15-14، ص ضرورات ال حقوق: اإلسالم وحقوق اإلنسان: حممد عمارة .3

مع امللكي لبحفي الحقوق في اإلسالمالموجز . 4 = ة آل البيت،ـسـمؤس: يةـالمـارة اإلسـحضـوث الـ، ا




155

وإن ارتباط احلق بالشارع يف اإلسالم، ضمان وتوثيق للعدل ال ذريعة لالستبداد 1 .

كما أن ارتباط احلق بالشارع كفل التقرير املتوازن حلق الفرد وحق اجلماعة؛ وللحقوق

ويف املقابل جند اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان خيلو من وازع االلتزام به، . 2والواجبات

إال أن يكون التزاما أدبيا، ابتعادا بالدولة عن اإلشارة إليها بالدكتاتورية واالستبداد وأما .

ا: اإلنسان جزء من ذات الدين يف الشريعة اإلسالمية فحقوق ا كفر، واإلخالل نكرا

معصية، وتأخريها ظلم 3.

كما إن اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان ينطلق من نظرته ملصلحة الفرد، والسعي

يف الوقت الذي ترى فيه شريعة اإلسالم . لتحصيل حقوقه، والذب عنها يف وجه اجلماعة

توازنا بني مصلحة الفرد، ومصلحة اجلماعة على حد سواء؛ اعرتافا منها بوجودمها ،

وتوفيقا بينهما عند التعارض، ومواءمة عند التضارب 4.

كما جعل اإلعالن الدولة وحدها املسؤولة عن حتقيق حقوق اإلنسان؛ وأما

تمع والدولة يف قيام حقوق اإلنسان الشريعة اإلسالمية فقد أشركت الفرد وا5.

نالكرامة مرتبطة بمصير اإلنسان والقانون محدود بموت اإلنسا. 3

فالكرامة يف اإلسالم تصحب اإلنسان بعد موته إىل اآلخرة؛ فقد علمنا النيب

اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نـزله، «: يف الدعاء للميت أن نقول

.41ص م؛1995=

حقوق اإلنسان بين الشريعة اإلسالمية والفكر القانوني الغربي: حممد فتحي عثمان .1 : بريوت(؛ 1؛ ط

.37، ص)م1982بريوت، : دار الشروق

.51املرجع نفسه، ص .2

لة ؛ "الحسبة في اإلسالم"اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان في ضوء كتاب : حممد نوح القضاة.3 ا

لد الثاين، العدد الثالث، .110م، ص2006األردنية يف الدراسات اإلسالمية، ا

، "الحسبة في اإلسالم"اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان في ضوء كتاب : حممد نوح القضاة.4

.110ص

.111، ص املرجع نفسه.5




156

مرت به جنازة فقام؛ والنيب . 1»...ووسع مدخله إنها جنازة يهودي، : فقيل له«

.2»ا؟أليست نفس: فقال

وأمرت الشريعة بدفن األموات، حىت وإن كانوا كفارا؛ فقد أمر رسول اهللا جبمع

جثث شرار اخللق، بعد معركة بدر، وأهال عليهم الرتاب؛ إكراما ألصلهم، ال

.3لوصفهم

ا أكثر تركيزا على حقوق فالوثيقة جتمع بني حقوق األفراد وحقوق الشعوب، إال أ

ى مما أد؛وتركز على احلقوق أكثر مما تركز على الواجبات. زيد من التفصيلاألفراد مع امل

على من دون واجبات، احلقوق فقط داخل أوربا الغربية:إىل املعيار املزدوج يف التطبيق

.4 هلذه احلقوق خارجهامتدادا و،الغرب

البشرية حباه مبدع الطبيعة ألن؛ ومطلقة ميثل يف ذاته قيمة سامية، إنسانكلنفسا خالدة اليت أعطاها اهللا ه كرامتخص البشري لذا تطالب الكنيسة بأن تعاد للش؛

.5إياها منذ البدء

. 431، ص2229 رواه مسلم، ح .1

.271، ص 1312 البخاري، ح.2

الحريات في الشريعة اإلسالمية : خالد سليم عبد الفتاح .3 مقارنة باإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان، –

. 28ص

، موقع سابق كرامة اإلنسان في المفهوم المسيحي: سامر منرود عزيز.4

. املصدر نفسه.5




157

ةخامت

مجع أهم النتائج اليت مت التوصل إليها، من خالل خمتلف منعرجات البحث، ميكن :وذلك يف شكل نقاط كاآليت

أساسا يف انبثاق مجيع احلقوق اإلنسانية؛ املستندة " نسانيةالكرامة اإل: " تعد مسألة•

إىل خلق اإلنسان ووظيفته فوق األرض، وما حباه اهللا من نعم تدل على شرفه .

احلق قدمي، وكذلك الكالم فيه؛ والدين سابق للقانون يف محاية الكرامة اإلنسانية، •

واثيق الدولية بنيت على القول بالكرامة اإلنسانيةواحلقوق املنبثقة منها؛ والقوانني وامل .

مثة تداخالت عرب التاريخ، وتقاطعات فيم• ين والقانون، سببها -فيما نرى-ا بني الد

كون الدين شيئا ال ينفك، ومل ينفك عن االجتماع والعمران البشري عرب كامل

يين بارزا وح التاريخ، بل كان األثر الد اضرا يف صياغات القوانني، حىت يف تقريرات من

ينية؛ هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى جند بعض التوافقات يعادون الظاهرة الد

والتقاطعات فيما بني النصوص والتصورات يف اإلسالم واملسيحية؛ وذلك راجع إىل

األصل الواحد الذي صدر عنه الوحي إىل حممد وعيسى عليهما الصالة و السالم؛ وما

.خالف ذلك فهو من عبث أيدي البشر بالوحي اإلهلي

إن إصابة القوانني الوضعية يف املواثيق الدولية حلقوق اإلنسانية يف بعض املقوالت •

والتشريعات اليت حتفظ الكرامة اإلنسانية، ال يصحح مسلكها أو مسارها، أو جيعلنا

فإن مثة فطرة إنسانية، فطر اهللا تعاىل . ل ما يصدر منهانعمم احلكم هلا باإلصابة يف ك

عليها الناس، جتعل أصحاب العقول يتفقون حول بعض املعاين اإلنسانية، واملتضمنة

يف اهلداية اإلهلية هلم؛ غري أن األهواء تزهلم يف الناحية التشريعية يف سن القوانني؛

ا، وهم حمدودون حبدود فعقول الناس حمكو مة بالظروف واملالبسات اليت حييو

عقوهلم؛ ولكن الشريعة الربانية صادرة من الذي خلق العقول، والظروف،

. واملالبسات؛ وهو الذي يكرم ويهني؛ مالك امللك سبحانه




158

النص الديين يف اإلسالم • قرآنا وسنة- مي لإلنسان، يرسم يف متام وضوح أساس التكر-

خلقا، واكتسابا، وإىل املمات، ويف الربزخ، ويوم يبعث اهللا من يف : وثبوت الكرامة له

.القبور، إىل غاية الدخول إىل دار الكرامة دار السالم

النص الديين املسيحي• ، املمثل يف الكتاب املقدس يثبت -بعهديه القدمي واجلديد-

طوطها العريضة اليت تتقاطع مع ما وقفنا عليه يف اجلانب الكرامة اإلنسانية يف خ

اإلسالمي؛ ولكنه بعبث األيادي به، جنده يشط عن الصواب، حني يربطه بالتدبري اخلالصي الذي يشكل هيكل التصور املسيحي للديانة، مبا يعرف بالتدبري اخلالصي .

عمرون، ويستعبدون الناس، صياغة قوانني حقوق اإلنسان كانت من الذين يست•

وبانتهاء االستعمار الكالسيكي، مل تنته األطماع وبسط النفوذ والسيطرة، بل جاءت

تسمح بالتدخل يف الشؤون -حتت ذريعة محاية احلقوق والكرامات-آليات هلا

الداخلية للبلدان، من دون مراعاة اخلصوصيات املتباينة للدول والشعوب؛ وهو ما

رد تغليفها جيعل ذوي العقول ال يسلمون من دون متحيص ألي قرار أو أمور،

. بشعارات الكرامة وحقوق اإلنسان

الطابع اإللزامي وااللتزامي للدين، والذي يبلغ أقصى درجات الوضوح يف الشريعة •

اإلسالمية، جيعل القوانني البشرية، اليت تريد التشريع حلماية احلقوق اإل نسانية وحفظ

الكرامة، جيعلها قاصرة حمدودة .


ﺔﻴﻟﻭﺪﻟﺍ ﻖﻴﺛﺍﻮﳌﺍﻭ ﻡﻼﺳﻹﺍﻭ ... asia...

Documents