ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا...

29
1 اﻟﻌﺮﺑﻴ اﻹﻋﻼﻣﻴﻨﺎﻋﺎت اﻟﺼ اﻹﻧﺘﺎج وﺳﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻗﺮاءة د. اﻟﺤﻴﺪري ﻋﺒﺪاﷲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻋﻼم ﻗﺴﻢ ﻋﺪد اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم ﻣﺠﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺺ هﺬا ﻧﺸﺮ9 2005 اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻤﻬﻴﺪ ﻓﻲ أدواﺗﻬﺎ و اﻹﻋﻼﻣﻴ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت ﻣﻼﻣﺢ ﻧﺪرس وﻧﺤﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﺗﻌﻴﺔ، اﻟﻌﺮﺑﻴ اﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎت ﻣﺎ ﻹدراك ﻳﺤﺘﻀﻨﻬﺎ اﻟﺬيﻴﺎق اﻟﺴ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﻴﻮم ﻳﺤﺪث ﺑﻤﺎ ﺻﻠﺔ أﻃﻮارهﺎ ﻓﻲﺮات اﻟﻤﺘﻐﻴ و اﻟﺜﻮاﺑﺖ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ آﺎﻧﺖ إذا ﻟﻔﻬﻢﻴﺎق اﻟﺴ ﺑﻤﻌﻄﻴﺎت اﻻهﺘﻤﺎم و اﻟﻘﻴﻢ، ﻓﻲل ﺗﺒﺪ و اﻹﻧﺘﺎج ﻓﻲ ﺗﺮاآﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎرﺑﺔ اﺳﺘﺨﺪام ﺷﻴﻮع ﻣﻊ ﺑﻪ اﻷﺧﺬ اﻟﺒﺪﻳﻬﻲ ﻣﻦ أﺻﺒﺢ أﻣﺮ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻈﻤﻴ اﻟﻨ ﺗﻮﺿﻴﺢ إﻟﻰي اﻟﻤﺆدﻈﻢ اﻟﻨ ﺑﻤﺪﺧﻞ اﻹداري اﻟﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻳﻌﺮف ﻣﺎ أو اﻟﻌﻼﺋﻘﻴ اﻟﺘﺮاآﻴﺐ و اﻟﺒﻨﻰ. واﻗﻌﺎ آﻮﻧﻪ رﻏﻢ ﻧﻌﻨﻴﻪ، اﻟﺬيﻴﺎق اﻟﺴ و أﺧﺮى و إﻗﻠﻴﻤﻴ ﻋﻮاﻣﻞ وﺟﻮد ﻓﻲ ﻟﻼﻧﻘﺴﺎم ﻗﺎﺑﻠﺔ هﻴﺌﺘﻪ ﻓﺈن ﻣﺨﺼﻮﺻﺎ، ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ اﻟﺤﺎﻟﻲ اﻟﺘﺸﻜ ﻓﻲ اﻷﺻﻞ هﻲ و ﺑﺒﻌﺾ، ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔﺔ، دوﻟﻴ ا اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻹﻋﻼﻣﻲ. ﺎت اﻷدﺑﻴم ﺗﻘﺪ) 1 ( اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﺪراﺳﺔ اﻋﺘﻨﺖ اﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻴﺎﺳﻴ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴ ﻟﺪور اﻟﻤﻐﺎﻟﻲﻂ، اﻟﻤﻨﻤ اﻟﺨﻄﺎب ﺷﻜﻞ ﻳﺘﺨﺬ ﺗﻮﺻﻴﻔﺎ إﻟﻰ اﻹﺷﺎرة ﻣﻦ اﻟﺒﺎب هﺬا ﻓﻲ ﻃﺮح ﻳﺨﻠﻮ و اﻹﻋﻼم ﺷﺆون إدارة ﺗﻮﺟﻴﻪ و اﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ إﻧﺘﺎج ﻓﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮهﺎ وﻗﺎﺑﺔ اﻟﺮ ﻣﻮﺿﻮع ﺣﺪ إﻟﻰ اﻷﺣﺪاث، و اﺿﻄﺮاب ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎع ﻳﺴﻮد ﻟﻤﺎ اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﻌﻠ ﻴﺎﺳﻴ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴ اﻋﺘﺒﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻓﻲ وﻗﺼﻮر ارﺗﺠﺎل) 2 ( ﺣﻘﻴﻘﺔ وهﻲ، ﻣﺸﺮوع و اﻟﺒﺪاﻳﺔ، ﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴول اﻟﺪ إذاﻋﺎتﺤﺎد اﺗ ﻣﻦ ﺑﻄﻠﺐ آﺎنراﺳﺔ اﻟﺪ هﺬﻩ إﻧﺠﺎز ﻗﺴﻤﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻤﺸﺮوعع ﻳﺘﻔﺮ: ﻋﺒﺪ اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺸﺮف اﻟﺬيل، اﻷو ﻳﺪرس رﺣﻴﻢ، اﻟﻘﺎدر إﺷﺮاﻓﻨﺎ ﺗﺤﺖ هﻮ وﺎﻧﻲ، اﻟﺜ اﻟﻘﺴﻢ ﻳﺒﺤﺚ ﻓﻴﻤﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴ اﻟﺒﻼد ﻓﻲ اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻹﻧﺘﺎج ﻣﻀﺎﻣﻴﻦ إدراج اﻻﺗﺤﺎد إدارة ارﺗﺄت اﻷﺧﻴﺮة، ﻣﺮﺣﻠﺘﻬﺎراﺳﺔ اﻟﺪ ﺑﻠﻐﺖ وﻟﻤ اﻹﻧﺘﺎج، وﺳﺎﺋﻞ ﻣﺴﺘﻮى أﻓ ﺧﺼﺎﺋﺺ، ﻣﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴ اﻟﺪول إذاﻋﺎت ﻻﺗﺤﺎد ﻣﺎ ﻣﻊ ﻣﻨﺴﺠﻤﺔﺔ، ﻣﻨﻬﺠﻴ ﺗﻐﻴﻴﺮات إﻟﻰ ﻀﺖ ﻣﻦ اﻟﻘﺴﻢ هﺬا وﺿﻌﻨﺎ أن آﺎن و ﺛﺎن، ﺑﻔﺮﻳﻖ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ﻣﺠﺎل ﻓﻲل اﻷو اﻟﻔﺮﻳﻖ اﺳﺘﺒﺪال اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻓﻲ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﻧﻈﻤﻴ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﻦ اﻧﻄﻼﻗﺎﻮﺳﻴﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺴ ﺳﻴﺎﻗﻪ ﺿﻤﻦراﺳﺔ اﻟﺪ ﻋﺎم ﺑﺸﻜﻞ اﻹﻋﻼﻣﻴﻨﺎﻋﺎت ﻟﻠﺼﻔﺔ اﻟﻤﻜﻴ اﻟﺪوﻟﻴ اﻟﻌﻮاﻣﻞ و اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة،ﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﺮات اﻟﻤﺘﻐﻴ.

Upload: others

Post on 31-Dec-2019

3 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

1

الصناعات اإلعالمية العربية ∗قراءة في وسائل اإلنتاج

عبداهللا الحيدري. د

قسم اإلعالم جامعة البحرين2005 9نشر هذا النص في مجلة العلوم اإلنسانية عدد

جامعة البحرين

تمهيدتعين علينا، ونحن ندرس مالمح الصناعات اإلعالمية و أدواتها في

النظر في خصائص السياق الذي يحتضنها إلدراك ما الفضائيات العربية، إذا آانت لطبيعة الثوابت و المتغيرات في أطوارها صلة بما يحدث اليوم من تراآم في اإلنتاج و تبدل في القيم، و االهتمام بمعطيات السياق لفهم الموضوع أمر أصبح من البديهي األخذ به مع شيوع استخدام المقاربة

ة أو ما يعرف في الفكر اإلداري بمدخل النظم المؤدي إلى توضيح النظميو السياق الذي نعنيه، رغم آونه واقعا . البنى و التراآيب العالئقية

مخصوصا، فإن هيئته قابلة لالنقسام في وجود عوامل إقليمية و أخرى دولية، مرتبطة بعضها ببعض، و هي األصل في التشكل الحالي للمشهد

.إلعالمي العربياالتي اعتنت بدراسة الواقع اإلعالمي العربي ) 1(تقدم األدبيات

توصيفا يتخذ شكل الخطاب المنمط، المغالي لدور السلطة السياسية في إدارة شؤون اإلعالم و ال يخلو طرح في هذا الباب من اإلشارة إلى

األحداث، إلى حد موضوع الرقابة و تأثيرها في إنتاج المضامين و توجيهاعتبار السلطة السياسية العلة العليا لما يسود القطاع من اضطراب و

، وهي حقيقة )2(ارتجال وقصور في المعالجة الخاطئة للواقع االجتماعي

إنجاز هذه الدراسة آان بطلب من اتحاد إذاعات الدول العربية في البداية، و مشروع ∗ القادر رحيم، يدرس األول، الذي يشرف عليه األستاذ عبد: يتفرع المشروع إلى قسمين

مضامين اإلنتاج اإلعالمي في البالد العربية فيما يبحث القسم الثاني، و هو تحت إشرافنا مستوى وسائل اإلنتاج، ولما بلغت الدراسة مرحلتها األخيرة، ارتأت إدارة االتحاد إدراج

ضت إلى تغييرات منهجية، منسجمة مع ما التحاد إذاعات الدول العربية من خصائص، أفاستبدال الفريق األول في مجال التلفزيون بفريق ثان، و آان أن وضعنا هذا القسم من الدراسة ضمن سياقه السوسيولوجي انطالقا من مقاربة نظمية تناولت في االعتبار

. المتغيرات المحلية المباشرة، و العوامل الدولية المكيفة للصناعات اإلعالمية بشكل عام

Page 2: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

2

ال يجوز نفيها آليا لما ندرك أن مؤسسات البث الكبرى في البلدان العربية ات اإلعالمية تخدم في المقام األول المشروع تحتكرها الدولة، و أن السياسولكن وراء هذه الحقيقة الثابتة تحتجب حقائق . السياسي لنظم الحكم القائمة

أخرى لم تحظ بالفحص المبني الدقيق من قبل الباحثين في اإلعالم و العلمية االتصال إما لكونها، في نظرهم، ال تنتسب إلى مجال اهتماماتهم

لتالي، راجعة بالنظر إلى حقول معرفية أخرى، أو العتبارها وهي، باقضايا فرعية ال تتم معالجتها في نسق مستقل بل ضمن القصد الحاصل في القضية األم و هو أن يكون المدخل السياسي موضع التفكير و منطلقه في

في أمر الصناعات اإلعالمية بشكل عام، و من الواضح، عندما يكون النظر السلطة السياسية، تغيب قضايا اللغة و البناء عن موضوع اإلعالم زاويته

اهتمامات الباحث، وهي التي ينبغي منحها من التفكير ما يسمح بترميم العالقة، اليوم، بين اإلعالم و اللغة، ألن العالقة، في ما نرى، معتلة تماما،

شارة إليها بوصفها السبب الرئيسي و من الخطإ اتهام السلطة السياسية و اإلفي تدني قسم آبير من اإلنتاج اإلعالمي بالمنطقة العربية، فاإلعالم السليم

.ال تنبثق مالمحه من قرار سياسي هكذا تبدو الرواسب اإلقليمية الكبرى التي يختص بها اإلعالم

: ى تسميته بـ العربي محتفظة بما استقر حولها من اتفاق صريح اصطلح عل، و معربة في الوقت ذاته عن قطيعة حقيقية بين الخطاب "إعالم السلطة "

العلمي و الحقول المهنية في االتصال، علما بأن هذا الخطاب ال يستهدف، في جزء آبير منه، معالجة ما تطرحه نظريات اإلعالم و االتصال من

يم و تطوير مضامين اإلعالم مشكالت إبستمولوجية يقوم عليها إنتاج المفاهو أساليب التكوين و التعليم، إنما هو غارق في محيط المناهج الوصفية و

.التاريخية، و دراسات تحليل المضمونأما في ما يتعلق بالعوامل الدولية المحيطة بواقع الصناعات

مايميزها اإلعالمية العربية، فهي من طبيعة مختلفة عما تقدم ذآره، وأبرزمنطق تقني فرضه التسارع : يستمد تفسيره من منطقين أساسيين

التكنولوجي في االتصاالت و المعلوماتية والمجال السمعي المرئي، أدى إلى ظهور استخدامات جديدة لوسائط المعرفة و أتاح مرونة ال مثيل لها في

حه بمقتضى نقل المعلومات وتبادلها، و منطق اجتماعي تشكلت مالمالتحول من مجتمع الحداثة إلى مجتمع ما بعد الحداثة الذي انحرفت قيمه و

الدال على لم يعد يكبحها منطق سوى المنطق المنظم لسوق المضامينحال ما يعرف اليوم بالثقافة المنمذجة أو المنمطة و هي سوق حقيقية

ل من الصناعة الثقافية أمريكية بفيض هائ–تنشطها مخابر الصور األورو

Page 3: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

3

و تجمع المستثمرين في المجال السمعي المرئي و المستهلكين و القائمين باإلعالن، و ظهر، ضمن هذا السياق العالمي، جمهور جديد، صعب المراس، يستكره أسلوب التسلط التقليدي الذي مارسته وسائل اإلعالم على

اليوم على أن تستجيب إلى ميول امتداد نصف قرن ألن الوسائل ذاتها تعمل الفرد وتروم تحقيق انتظاراته من دون اعتبار قواعد العقل والمنطق السليم

.عبر آامل مراحل اإلنتاج و البث

مشكلية البحثآان يطرح " الرسالة هي الوسيلة : " عندما قال مارشال ماك لوهان

التصال و هي التي تبحث في بعض األفكار الهامة الغائبة عن أدبيات االعالقة بين مضامين اإلعالم و حواملها لفهم القصد االتصالي، و ال ريب أن الجزء األهم مما ذهب إليه ماك لوهان هو الذي يجري فيه االعتناء بدراسة الوظائف اإلخبارية للوسائط التقنية ألن الوسيط ليس بمجرد عين

جل المعاني، إنه جزء ال يتجزأ من المضمون مادي يتم إدراآه خارج سالمستقر في حدوده ، ولكن أمر الوسائط يشمل من الترآيب ما يجعل آل عنصر محدث للمعنى أو معين لتوضيحه و ترسيخه في األذهان وسيطا ضمن سلسلة من الوسائط المتراصة التي يحتاجها بناء المعاني و تحديد

اإلحاطة بكل الفئات صعب في هذه الحالةالقصد االتصالي، و من الالوسائطية التي تتخلل مراحل تشكل الرسائل ألن بعضها ينتسب إلى حقول معرفية متشعبة الفروع، و البعض اآلخر ينتمي إلى الوسط الطبيعي، و إلى مجال التقنيات المعروف بمجال الوسائل و األجهزة اإللكترونية، في حين

بعة جامعة للعنصر البشري المؤلف من فنيين و مبدعين و ما نجد فئة راحراس البوابة، ولو عدنا إلى ما ذهب إليه : يعرف عند آورت لوين بـ

في تحليله للوساطة العتبرنا جميع عناصر العالم ) 3(ريجيس دوبري وسائط، وهي آذلك ألن آل ما يحدث حولنا يكيفه المجال الوسائطي، آما

الصعب الفصل بين مفهوم الوسيط و مفهوم الوسيلة خصوصا عندما إنه منيكون من الجائز أن يستنفذهما تعبير واحد يستمد وضوحه من تماثل

و لما آان الموضوع األساسي هو وسائل اإلنتاج . الوظائف الجارية بينهمااإلعالمي العربي، فإن الدراسة ستعنى بفحص الوسائط المرآزية لهذا

نتاج بوصفها وسائل محدثة لصناعة مادتها الصورة بالمعنى الشامل اإلللكلمة حتى يتم التحقق في ما إذا آان للعامل التكنولوجي من أثر في اضطراب آليات اإلنتاج اإلعالمي العربي خصوصا لما نعلم أن اإلنتاج

بالمائة يفوق الخمسين ) أفالم و مسلسالت، و أفالم موجهة للطفل(المستورد

Page 4: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

4

من الحجم الجملي لإلنتاج المحلي في هذه المادة، أم أن السبب المباشر في ما تقدم ذآره يعود إلى غياب المؤلفين و المبدعين أصال ألننا نالحظ استمرار المؤسسات التلفزيونية العربية في االعتماد على اإلنتاج المدبلج

وقد يجوز أيضا أن تكون . هبشكل ملفت لالنتبا) الدرامي بالخصوص(عالقة المبدع بتكنولوجيا اإلعالم و االتصال على درجة من عدم الثبات مما يؤدي إلى تراآم المساحات الخالية في مواطن اإلنتاج، خصوصا لما ندرك

فواقع األمر هو أن . أن أغلب مواقع الواب يحتلها اليوم اإلنتاج األمريكيبي، في جزء آبير منه، إنتاج مستورد سواء تعلق اإلنتاج اإلعالمي العر

األمر ببرامج التنشئة، أو بالبرامج العلمية، أو بالمسلسالت و األفالم بالرغم من الجهود العربية، الرسمية منها و الخاصة، الساعية إلى احتواء الظاهرة

بكة من خالل دعم حجم االستثمارات في القطاع السمعي المرئي و توسيع شالقنوات التلفزيونية المتخصصة و النهوض باإلنتاج المحلي بما يجعله قادرا على منافسة اإلنتاج األجنبي، إال أن هذا السعي يختلف من بلد عربي إلى آخر و نجده في مصر خاصة و سوريا متجسدا في تنامي حجم األعمال

الدرامية

منهجية البحث األساس، إجراء الدراسة باعتماد التحقيق لقد تقرر، على هذا

طريقة موصلة للكشف عن واقع اإلنتاج اإلعالمي ) 4(السوسيولوجي العربي و باالستناد إلى المالحظة المنظمة العتبارها أداة لجمع المعلومات

الدقة و " تتيح فهم المعطيات الرقمية و معالجتها و لكونها أيضا تتميز بـ و ). 5" (و تنحصر في موضوعات محددة سلفا (...) آيز العمق و التر

التحقيق، إذ جرى في بدايته انطالقا من قاعدة بيانات تم ضبطها من قبل و تجمع عينات من ) 6(فريق عمل في صلب اتحاد إذاعات الدول العربية

ه فإن القنوات التلفزيونية، الحكومية و الخاصة، من مختلف الدول العربية،، سبعة بلدان عربية فقط 2000استهدف في آخر األمر، و إلى حدود سنة

، نشطت مؤسساتها التلفزيونية في التعامل مع نصوص االستمارة )7(الموجهة إليها بدقة مما ساعدنا في الحصول على قدر معين من المعلومات

و . و وسائلهاألساسية أفادتنا في قراءة مالمح اإلنتاج اإلعالمي العربي إنمـا تم اختيارها على ) انظر الهوامش(العينة الجغرافية للبلدان المذآورة

نحو يجمع الخصـــائص المختلفـــة للبنى االجتمــــاعية و السياسية و االقتصادية، و الطبيعية العربية و تراوح بين المغرب العربي، و الشرق

فاإلنتاج اإلعالمي التلفزيوني في هذه األوسط و منطقة الخليج العربي،

Page 5: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

5

المناطق إنما تكيفه عوامل جغراسياسية تختلف من منطقة إلى أخرى إضافة إلى التفاوت في الموارد البشرية و المادية بين الجهات المشار إليها، فمنطقة المغرب العربي على سبيل المثال تنتمي جغرافيا إلى القارة

ثقافيا و اقتصاديا مفتوحة على أوروبا مما يؤثر في آليات اإلفريقية، ونجدهااإلنتاج اإلعالمي سواء في مستوى الوسائل أو في مستوى المضمون، و يجعلها منسجمة مع طبيعة الصلة الوثيقة بالبلدان األوروبية، نذآر فرنسا في

ون غيرها من هذه المالمح إنما تتسم بها المنطقة المغاربية د. المقام األولالبلدان العربية األخرى، فمن البديهي إذن أن يكون لكل منطقة عربية حضور ضمن عينة البحث حتى يتم تمثيل المجتمع األصلي للبحث تمثيال صحيحا، و يتسنى بذلك الخروج برؤية شاملة واضحة بشأن وسائل اإلنتاج

نة العمدية وينسجم هذا اإلجراء مع خصائص العي. اإلعالمي العربيPurposive sample "أما ). 8" (للمجتمع بأآمله التي تعطي صورة صحيحة

مفردات العينة الجغرافية و المقصود بها مؤسسات اإلنتاج التلفزيوني، فقد " تم ظبطـها وفق خصائص العينة العشــوائية، وهي التي يراعى في أخـذها

ذلك ألن عدد مؤسسات ،)9"(ت تكافؤ فرص االختيار بين جميع الوحدااإلنتاج في العديد من البلدان العربية مرتفع ال يسمح بدراسة آل المفردات،

أما . فاعتماد العينة العشوائية البسيطة يناسب في تقديرنا وضعية الحالالواردة من المؤسسات المذآورة، فإنها تمت وفق ) 10(معالجة المعلومات

:لخص وحدات التحليل التالية تفريع رباعي ي الكفاءات اإلبداعية • الكفاءات الفنية والتقنية • الكفاءات اإلدارية • فضاءات اإلنتاج •

يتيح هذا التفريع المنهجي دراسة الموضوع من مختلف جوانبه فهو يسمح بإبراز المتغيرات المحلية واإلقليمية المكيفة للصالت الموضوعية

تاج ألن األصل في المشكل الذي سبق عرضه إنما يعود إلى بين وسائل اإلنالبحث في طبيعة النظام العالئقي للوسائل ذاتها و هي دون ريب المحرك

.االساسي لإلنتاج اإلعالمي آكل

الكفاءات اإلبداعية )1آلمة إبداع تطرح إشكاال خصوصا عندما يدور الحديث حول المبدع

أعماال مختلفة تراوح بين األداء و التنفيذ و في مجال اإلعالم الذي يجمعاالبتكار و قد يصعب مبدئيا إسناد صفة اإلبداع إلى آل الفئات المذآورة إذا

Page 6: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

6

علمنا أن فعل اإلبداع يفيد االختراع و اإلنشاء، و ورد في لسان العرب أن البديع هو المحدث العجيب، و أبدع الشيء اخترعه ال على مثال، و البديع

من أسماء اهللا تعالى إلبداعه األشياء و إحداثه إياها و هو البديع األول قبل آل شيء، ألنه بدأ الخلق على ما أراد على غير مثال تقدمه، و اهللا تعالى

ابن (بديع السموات و األرض أي خالقها و مبدعها، : آما قال سبحانه بعدم النقل و التكرار فاإلبداع حينئذ فعل مشروط ). منظور، لسان العرب

ألن المنقول المكرر إنما يحمل معه صورة المثال األول المنسوبة إلى الفاعل األول مصدر اإلنشاء و البدء و ال يصح في هذه الحالة أن يستنفذ فعل النقل و التكرار معنى اإلبداع، إال أن النقل،في حال الترجمة مثال،

التناسب و التشابه بين المعاني األصلية و فعل، رغم آونه قائما على المنقولة ، فإنه ال يخلو من إعمال الذهن و الخيال في استنباط العبارات، و المفردات و التراآيب و الصور المناسبة ألصولها، الموصلة إلى تحقيق معادلة التماثل بين صور المعاني المتشكلة ضمن سجالت لغوية مختلفة،

ز إسناد صفة اإلبداع إلى المترجم إذا آان عمله غاية في الحفاظ لذلك يجو . على أصول المعاني أثناء نقلها من لغة إلى أخرى

و الصفة في حد ذاتها، إذ يتم تداولها بشكل عشوائي في الحقل المهني لإلعالم، بدأ مفهومها يتسع لشمل آل الذين لهم حضور إعالمي

ما إذا آان هذا الحضور خاليا من االبتكار أو مكثف بصرف النظر عمرتبطا ببديع أي بشيء مبتكر و هكذا ظل المبدع من يبتدع أسلوبا في

. الحضور الميدياتيكيو المبدعون في دراسة الحال ترتبط وظائفهم باإلحداث و اإلنشاء و ت ينقسمون إلى آتاب السيناريو و مؤلفي النصوص المسرحية و المسلسال

و المترجمين و اإلعالميين و المتخصصين في الكتابة إلى الطفل، ونجد أن نسب حضورهم في قطاع اإلنتاج التلفزيوني تختلف من بلد إلى آخر آما

:يتضح ذلك في الجدول التالي

الكفاءات اإلبداعية في قطاع اإلنتاج : 1جدول رقم التلفزيوني العربي

الكفاءات اإلبداعية البلد

Page 7: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

7

آتاب اسم شرآة اإلنتاج سيناريو

مؤلفو نصوص و مسرحيات

في متخصصونإعالميونمترجمون الكتابة للطفل

+ + ليزر + + + + + عرين فيلم - - + + أنترسيكشن

+ + + + + سكرين للسينما

مصر

+ + + + + األهرام للسينماسوريا الدولية

تاجلإلن- - + + -

الشام الدولية لإلنتاج السينمائي

+ + + -

عالء الدين لإلنتاج الفني

-

+ - - القوادري - - + - - الفضل لإلنتاج الفني

- - - أمين الخياط

سوريا

الفيصل

- - + - -

الكوي - - - - - مرآز اإلخوةمؤسسة اإلنتاج ت

البرامجي المشترك- - +

سباد لإلنتاجتونسSPAD

+ - + - -

Media Production- - لبنان - + - - يارا لإلنتاج - - جديدة لإلنتاج

+ + اإلعالمي لإلنتاج - + + - - مؤسسة المكتب

- - - - - الكاميرا

السعودية

+ - - الفاديالشرق األوسط

لإلنتاج- - + - -

- - + - - الحجاوي لإلنتاج

Page 8: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

8

األندلسي لإلنتاج الفني

+ + + -

+ - أنجاد فيلم - + + - + فواز الزين

األردن

+ + + + + العنود لإلنتاج الفني

.نسبة تفي بالحاجة ال تفي بالحاجة

بال إجابة

ناريو في توضح القراءة العمودية للجدول تواضع نسبة آتاب السيمن شرآات اإلنتاج ال تفي % 58قطاع اإلنتاج التلفزيوني و نجد أن

بحاجياتها في هذا المجال في الوقت الذي يحتاج فيه قطاع اإلنتاج التلفزيوني حضور نسبة أعلى مما عليه األمر اليوم ألن الحلقة المرآزية في

المعاني إلى التحول من اإلنتاج السمعي المرئي إنما هي آامنة في ما يدفع بسجلها الطبيعي إلى سجل اصطناعي ال يعدو أن يكون السيناريو وهو األصل في منح المعاني أبعادا حسية جديدة ينسجم بمقتضاها المعنى مع

و لقد أدرآت مؤسسات التكوين اإلعالمي و . منطق الوسيط التقنيالذي تقوم عليه االتصالي في البدان الغربية أهمية هذا التخصص

الصناعات الثقافية لتعتني ضمن برامج التدريس و التدريب بتكوين متخصصين في آتابة السيناريو بينما ال يحظى الموضوع ذاته بالتفكير في أغلب معاهد اإلعالم و االتصال العربية الغارقة في تكوين الصحافيين و

اقة تاريخية في الصناعة باستثناء مصر نظرا لوجود عر )11(االتصاليين السينمائية أسهمت في وضع تقاليد الكتابة إلى الصورة و بالصورة، وتبين نتائج الدراسة انفراد مؤسسات اإلنتاج المصرية باالآتفاء في ما يتعلق

. بكتاب السيناريومن جهة ثانية، نجد أن الوضع ال يختلف في تقدير نسب مؤلفي

ية و المسلسالت العتبارها ضعيفة هي األخرى، وتكشف النصوص المسرحالقراءة األفقية للجدول حاجة الشرآات العربية لإلنتاج التلفزيوني إلى مثل هذا التخصص في آل من سوريا و الكويت و لبنان و تونس و السعودية، و

+

-

Page 9: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

9

و يعرب الحضور المتواضع لهذه الفئة عن وجود أزمة . األردن بدرجة أقل :مضمون تعود أسبابها إلى عوامل مختلفة يمكن حصرها في اآلتي

يكتسي اإلبداع في الكثير من األقطار العربية طابعا مؤسسيا )أحكوميا تتضح مالمحه في ما يتم إنتاجه من مضامين مغالية للقيم السامية

ن فيه للدولة و للمعايير السياسية السائدة، في الوقت الذي ينبغي أن يكو للسلطة مهما آانت طبيعتها، و اإلبداع فعال متحررا، بعيدا عن الوالء

محرآا ديناميا للتغير االجتماعي، و يلوح أن المبدع في الوطن العربي، آلما رام العمل ضمن سياق خال من الرقابة و من تأثير قوى الضغط في

التغلغل في دقائق " المجتمع، ارتطـــم بخطوط حـــمراء تمنعــــه من و األصل في اإلنتاج اإلعالمي إنما . على حد تعبير الجاحظ"الموجودات

يعود إلى ضروب التغلغل في دقائق المجتمع و تصوير ما يعرف في علم الزمن االجتماعي لكي يظل الواقع الميدياتيكي ناقال عاآسا و : االجتماع بـ

، ألن التباين بين الواقعين، إذا ما حدث، مفسرا للواقع االجتماعي دون سواهقد يؤدي إلى تعاقد األفراد االجتماعيين مع أنماط اإلنتاج المستورد، و لنا في ذلك مثل اإلنتاج األمريكي الذي يعتبره عامة الناس غازيا مكتسحا لفضاءات ثقافية آثيرة في العالم، و هذا انطباع خاطىء يخفي في واقع

إن إشعاع اإلنتاج األمريكي عالميا . ثقافات المحلية وهشاشتهااألمر وهن الال يعود إلى آونه أمريكيا بالمفهوم االقتصادي للكلمة، بل العتباره مادة تعكس بدقة خصائص المجتمع األمريكي، ثم إنه يقوم على حرية التعبير

عرض و وهذا عامل أساسي في الفكر اإلبداعي و محدد رئيسي لقانون ال . الطلب في أمر الصناعات اإلعالمية

تعمل المؤسسات اإلعالمية العربية بمعزل عن مراآز البحوث و ) بالدراسات و التوثيق التي يعد دورها رياديا في رصد المشكالت االجتماعية و الكشف عنها و طرح الحلول المناسبة لحلها، وهذا توجه مقصود لكي

إلعالمي بعيدا عن الواقع السوسيولوجي منسجما مع مزاج يظل اإلنتاج االدولة السياسي و مستجيبا النتظارات الفاعلين في السلطة الظابطة، خصوصا عندما يتعلق األمر بالتلفزيون نظرا لفاعليته في توجيه األحداث و

دع صناعة الرأي التي تفوق فاعلية الوسائط األخرى، وطبيعي أن يكون المبو هكذا . في هذه الحالة من يتعاقد مع فكر السلطة بدل التعاقد مع سلطة الفكر

في غياب الصالت الموضوعية بين البحث العلمي وسياسات اإلنتاج اإلعالمي القائمة على حد أدنى من حرية التعبير، تتراجع مقاييس اإلبداع و

.فته المحليةيتنامى حجم اإلنتاج الذي ينال من قيم المجتمع وثقا

Page 10: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

10

يستمر االهتمام في البلدان النامية باإلنتاج اإلعالمي المستورد ) جالذي يغمر الكثير من القنوات التلفزيونية العربية و يصيب بشكل ملحوظ

و قد تفسر النسب المرتفعة للمترجمين في مستوى . البناء الثقافي العربيبالوارد أآثر من العناية بالصادر، و شرآات اإلنتاج العربية تزايد العناية

من شرآات اإلنتاج المذآورة ال تفتقر إلى مترجمين مما % 93نجد أن يفسر القيمة البارزة للدور الذي يؤديه المترجم و المرتبة التي يحتلها في الفكر المؤسسي لإلنتاج اإلعالمي العربي و هي مرتبة تفوق في أهميتها

آاتب السيناريو، و لهذا الواقع أسباب قد ال تتجاوز حدود مرتبة المؤلف و :المنطق التجاري و ندرجها آاآلتي

ارتفاع تكلفة اإلنتاج الذاتي •يدفع هذا العامل القائمين باإلنتاج إلى تبني اختيارات تضمن الحد األدنى للتوازن المادي لشرآة اإلنتاج بما يحقق استمرار النشاط االقتصادي

مؤسسة ألن صناعة المضامين هي في المقام األول عملية اقتصادية للآسب العقول لكسب األرباح، و تظل : تستهدف الكسب في حقيقته المزدوجة

حينئذ ترجمة األعمال المستوردة و دبلجتها أنسب، ماديا، من القيام باإلنتاج لوظائف في حد ذاته، القائم على سلسلة مرآبة من التجهيزات و ا

المتخصصة المستنزفة للوقت و للجهد و للمال، في حين نجد الترجمة ، رغم آون العمل ال يخلو من بذل الجهد و اعتماد التقنيات الضرورية لإلنجاز، ال تبلغ تكلفتها، في آل الحاالت، حدود المبالغ المعتبرة

ل فيه ترويج فالقضية برمتها مرتبطة بفكر تجاري يمث. المرصودة لإلنتاجالمنتوج حلقة أساسية، وتبقى المعادلة المناسبة لمنطق الســوق مقتصرة،

و من الشعارات . ، على الدبلجة)12(حسب شهــادات البعض من المنتجين ال تنتج : " السائدة اليوم في مجال صناعات المضمون نجد الشعار التالي

اضح في العبارات يميز الجانب ، و القصد الو"ما دمت قادرا على الشراء و يطرح هذا الواقع مشكل العالقة . االقتصادي في الصناعات الثقافية

القائمة بين المنتج و المبدع، و هي عالقة ينظمها المنطق التجاري بدرجة أولى و تسير على نحو يتقرر فيه المضمون اإلعالمي وفق ما يستجيب إلى

. دل االستجابة إلى حاجيات المجتمع الحقيقيةانتظارات صاحب المؤسسة ب غياب سوق عربية حقيقية في مستوى الصناعات اإلعالمية •

إن حاجة األقطار العربية لفئات معينة من اإلنتاج اإلعالمي التلفزيوني غير واضحة في واقع األمر ألن اإلنتاج بشكل عام مرتبط ، في

ف السامية للدولة، و قد تختلف هذه األهداف من جزء آبير منه، باألهداقطر إلى آخر مما يحدث في أغلب األحيان اضطرابا واضحا في سوق

Page 11: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

11

عرض البرامج و يجعل سياسة اإلنتاج غير منتظمة أو غائبة أصال، ثم إن سوق البرامج العربية، شأنها في ذلك شأن سوق السلع األخرى، قد غمرتها

أمريكية صرفت اهتمام -منحدرة من مخابر الصورة األوروتيارات ثقافية المستهلكين في البلدان العربية عن الواقع القريب و حبسته في حدود واقع

ال حدود لها وفق " آميات :" اإلثارة التي يتم إنتاجها بسرعة فائقة و بـ على المنظور الليبيرالي، وهذا ما يجعل مسالك الترويج لإلنتاج المحلي

غاية من التعقيد يتحول بمقتضاه القيام باإلنتاج إلى مغامرة نتائجها غير .واضحة

و هكذا تتجذر أزمة المضمون و يتعطل فعل االبتكار في الحضور المضاعف لآلثار المترجمة و المدبلجة و ال يعني ذلك أن األعمال المدبلجة

قافات المحلية، فالترجمة في حد ال قيمة لها و أن اآلثار المترجمة ال تخدم الثذاتها فعل ثقافي يتخلله اإلبداع و يحيل إلى معرفة قيم ومثل أنتجتها ثقافات أخرى، لكن االنغماس المستمر في التعامل مع المستورد يشل تدريجيا

و يتماثل هذا الواقع مع حال البحث العلمي في مجال . دينامية الثقافة المحليةاالتصال بالكثير من الجامعات العربية القائم في جزء هام منه اإلعالم و

على النقل، و في أفضل الحاالت على االجترار، و لم يجد طريقه إلى تأسيس نظري يحقق االنسجام في ما يتم تدريسه و تطبيقه مع خصائص التعبير الميدياتيكي في البلدان العربية، فالقواعد الصحفية ضمن برامج

و التكوين ) 13(تدريس العربية لم تتحرر بعد من هيكل الهرم المقلوب، الالكلب و " الصحفي، في معاهد اإلعالم و آلياته يكاد ال يتجاوز قصة

و هي القياس المعتمد غالبا في مجال الصحافة لتعريف ) 14" (الرجل . الخبر بوصفه مادة مثيرة غير مألوفة يقبل عليها الجمهور

االجتماعي و : تتضح، في ضوء ما تقدم، القطيعة بين الواقعين الميدياتيكي بسبب غياب المؤلفين من ناحية، و ارتفاع نسب المترجمين من ناحية أخرى و الحالة الثانية هي التي تفسر األولى، و تبدو القطيعة أآثر

المضامين وضوحا لما ندرس ميول األفراد المتجه بازدياد نحو استهالكالمستوردة، ولكن األخطر من ذالك بكثير هو أن تجري عملية التنشئة االجتماعية على منوال مستورد هو اآلخر، ال عالقة له، في الكثير من الحاالت، بخصائص المحيط المحلي و يجوز في هذا الصدد اعتبار غياب

ضمن حلقة اإلنتاج المتخصصين في الكتابة إلى الطفل أبرز المواقع المعتلة .اإلعالمي العربي

الكتابة إلى الطفل

Page 12: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

12

أفرزت نتائج االستبيان، آما أشرنا سابقا، ضعف نسبة المؤلفين في مجال الكتابة إلى الطفل، و نجد أن خمس شرآات إنتاج من مجموع تسع و

و تعتبر هذه %. 17عشرين تفي بحاجياتها في هذا التخصص أي ما يعادل جدا ألن األمر متصل بالتنشئة و ينبغي حينئذ أن تكون " مفزعة "النسبة

الرموز الثقافية المحلية مادة التنشئة و عمادها الحقيقيي لكي تظل العملية منسجمة مع ما للوسط االجتماعي للفرد من خصائص تميزه عن بقية

. األوساط الثقافية األخرىفي البلدان العربية في االعتماد على يستمر اإلعالم السمعي المرئي

المستورد من المضامين الموجهة للطفل و المؤلفة غالبا من القصص المصورة ذات الطابع المثير الذي يراوح بين الخيال في شكله الروائي، والعنف، ويحتل العنف في المضامين الموجهة للطفل مراتب بارزة تجعل

و فضال عن آون . ادة مرنة التسويق و التوزيعمن اإلنتاج في حد ذاته ماإلنتاج المستورد يتسم بشيء من العنف و اإلثارة، فإن جوهره ال يتناول في االعتبار خصائص الطفل العربي ألن صناعته تمت في غير السياق الذي

.يحتضن تنشئة الطفل في البلدان العربيةالطفل في البلدان العربية تقوم النسب المتقدمة دليال على مكانة

المعربة عن غياب تخطيط واضح، بعيد المدى يعنى بالتنشئة الميدياتيكية، و يالحظ عموما أن البلدان العربية ال تنتهج سياسات إنتاج على مدى طويل

تتضمن مناهج التنشئة االجتماعية و أساليبها على امتداد عقد أو ) 15( وجدت هذه السياسة، فإنها ال تقوم على عقدين من الزمن، و حتى إن

دراسات وصفية أمبريقية تكشف عن واقع الطفل في مختلف األوساط .الريفية و الحضرية و تستشرف مستقبله

الكفاءات اإلبداعية العربية في مستوى شرآات : 1 تكراري رقممدرج

العربيالتلفزيونياإلنتاج اإلعالمي ) 1999-2000(

100

90

80

70

60

Page 13: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

13

50

40

30

20

10

نصوص مؤلفو سيناريو آتاب متخصصون مترجمون

و مسلسالت مسرحية الكتابة إلى الطفلفي

ج التكراري الحضور المميز لألعمال المترجمة ضمن يبرز المدر

حلقة اإلنتاج اإلعالمي العربي، و يستبان من هذا الواقع غياب الخصائص المحلية العربية عن واقع اإلنتاج المؤلف من المواد غير المبتكرة، المترجمة و المدبلجة، مما يستوجب إعادة النظر في أسلوب التنشئة

مضامينها بالقدر الذي يناسب البيئة الثقافية و يطورها، االجتماعية وفالموضوع ال يحتاج في واقع األمر إلى نسب عالية من المتخصصين في شؤون الكتابة إلى الطفل أو إلى مؤلفي نصوص بقدر ما هو في حاجة إلى مناخ مالئم يسمح بإعداد دراسات استراتيجية تفسر حرآة التغير في

ع و يدعم حرية المبدع و يدفع بها إلى االهتمام بشؤون األفراد و المجتم .أحوالهم

تندرج ضمن هذا السياق أهمية مراآز البحوث و الدراسات التي تمثل في البلدان المصنعة بوصلة المجتمع الحقيقية، وهي إذ تبدو قائمة

ير من هذه األقطار الذات هيكليا بالبلدان العربية فإن وظائفها تبدو في الكثمنفصلة تماما عن دوائر اإلنتاج اإلعالمي و النتيجة الطبيعية لذلك هو أن القطاعين يعمالن في فراغ، و الحال أن دور الباحث ينبغي أن يكون

.متقاطعا مع دور المنتج، المادي و الرمزي، على صعيد آخر تفرز القراءة األفقية للجدول األول معطيات مختفية

متضاربة أحيانا، ففي حين تغيب نسبة المتخصصين في الكتابة إلى الطفل

Page 14: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

14

في أغلب البلدان العربية، نجدها مرتفعة في مستوى شرآات اإلنتاج التي تفتقر إلى مؤلفين في " انترسيكشن " المصرية إذا ما استثنينا شرآة

آون مصر بلدا و السبب، في ما نرى، يعود إلى . مجال الكتابة إلى الطفليمتلك رصيدا أدبيا و مسرحيا ثريا له تأثير عميق مباشر على حرآة اإلبداع و الصناعة اإلعالمية بشكل عام، ثم إن مصر قد اعتنت في السنوات األخيرة بتوسيع دائرة القنوات التلفزيونية المتخصصة التي أسهمت في

هية و البرامج الموجهة للطفل و تنشيط آلية إنتاج البرامج التربوية والترفيلألسرة مما أدى إلى ارتفاع نسبة بث البرامج المحلية سواء تعلق األمر

. بالقطاع الخاص أو بالقطاع الحكومي الكفاءات اإلدارية )2

متخصصين في إدارة (تتألف هذه الفئة من إداريين و متصرفين . ين و قائمين بالتسويق، و مديري إنتاجو مستشارين قانوني) الشؤون المالية

لم تبرز نتائج البحث نقصا في مستوى الكفاءات اإلدارية و التصرف فأغلب مؤسسات اإلنتاج تفي بحاجياتها بخصوص تأمين الوظائف اإلدارية التي تتطلبها خصائص األعمال السمعية المرئية، لكن الحاجة إلى

ارزة و تطرح إشكاال آبيرا أمام سيولة متخصصين في التسويق تبدو ب :صناعة المضامين العربية و رواجها

ال تفي ) مجتمع البحث(من مؤسسات اإلنتاج العربية % 35بحاجياتها في مجال التسويق، و تحتاج إلى متخصصين في المادة ذاتها، و

.تفتقر إلى مستشارين قانونيين% 15شارة إلى أن التسويق يعد نشاطا بخصوص النسبة األولى، يجدر اإل

أساسيا ضمن مهن االتصال الحديثة رغم عراقة أساليبه التي تطورت عبر العصور، إال أن المؤسسات العربية لإلنتاج التلفزيوني لم تواآب، بالقدر المطلوب، تبدل جغرافيا مهن االتصال، و دليلنا في ذلك هو افتقار ذات

ن في معالجة الصورة الرقمية و في التحكم في األنظمة المؤسسات إلى فنيياالفتراضية و السبب في تقديرنا إنما يعود إلى تجذر حقيقة الالتواصل بين

.حقل البحث العلمي وقطاع اإلنتاج السمعي المرئيإن التسويق محرك دينامي للصناعات اإلعالمية و عامل فاعل في

قافي محليا و دوليا، لذلك ينبغي االعتناء بتنشيط دعم حضور اإلنتاج الثآلياته لتوفير فرص التوزيع و اإلشعاع لصناعة المضامين، و قد أتاحت اليوم الطرق السيارة لالتصال ظهور مسالك جديدة في التسويق عبر مواقع

Page 15: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

15

الواب، و منحت الصناعات اإلعالمية بعدا عالميا يخدم بدرجة أولى فال يكفي اليوم إنتاج نسب عالية من البرامج التلفزيونية . ثقافيةالمسألة ال

الجيدة من دون التفكير في موضوع الترويج الذي يحول اإلنتاج إلى قوة فاعلة في المجتمع، فالمحيط الرقمي اليوم يجمع في الوقت ذاته اإلعالم و

رية و وسائلها الثقافة و الترفيه و التربية و التجارة بكل أدواتها العصالفائــقة، معنى ذلك أن التسويق خصوصا بعد ظهور دمج الوسائط

هو اآللية التي باستطاعتها مقاومة ما يعرف عند ) Convergence(اإللكترونية و المقصود . باالآتساح الثقافي) 16) (النخبويين(البعض من المفكرين

آة في عملية صناعة بالمقاومة في هذا السياق هو توفير فرص المشار .المعرفة التي لم تعد حكرا على فئة دون أخرى

أما في ما يتعلق بالنسبة الثانية المتمثلة في افتقار العديد من مؤسسات اإلنتاج إلى مستشارين قانونيين فإن األمر يبدو طبيعيا جدا ألن حضور

قية تطرح في هؤالء في مجال اإلنتاج مشروط بوجود صناعة إعالمية حقيحدودها حقوق المؤلف و حق البث، وما يترتب عن ذلك من مسائل قانونية

اإلنتاج اإلعالمي العربي لم يبلغ . فرعية تفرزها طبيعة السوق في حد ذاتهابعد مستوى ما يسمى بصناعات المضمون و لم يحقق، بالصيغة التي هو

ديث للكلمة، إنما يجري على نحو عليها اليوم، معادلة السوق بالمفهوم الحتقليدي تبدو من خالله صناعة الصور و الرموز و إنتاج المعلومات و

. إدارتها أمرا مرتبطا بمدى حضور اإلنتاج اإلعالمي المستورد وسائل اإلنتاج التقنية و فضاءاته ) 3

قنية يجدر قبل معالجة نتائج الدراسة الميدانية المتصلة بالوسائل التلإلنتاج التلفزيوني و فضاءات اإلنتاج النظر في مستوى الوسائط السائدة اليوم في مجال صناعات المضمون و ذلك لتبين المرتبة التي تحتلها أنظمة

.اإلنتاج و البث العربية ضمن السياق الحالييتسم السياق المشار إليه بتحول بارز من اعتماد األجهزة التماثلية

ي البث و اإلنتاج إلى استخدام تكنولوجيا الرقمية المندمجة التي تطرح فو لقد سعى الفاعلون في . رهانات اقتصادية و ثقافية بدرجة أولى

المعلوماتية و االتصاالت، في أمريكا و اليابان و في العديد من البلدان فرض األوروبية إلى تطوير أنظمة البث و المعالجة و التخزين إلى حد

نظام تفاعلي جديد يسمح للمقبلين على مواقع الواب و للمتابعين لفئات برامج الباقات الرقمية الحصول على ما يريدون، متى يريدون، و ساعد هذا النظام على تنامي حجم البرامج السمعية المرئية الجامعة و المتخصصة

فة، في وقت تزايدت التي تستهدف جماهير عريضة تنتسب إلى ثقافات مختل

Page 16: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

16

خالله طلبات المستهلكين للصناعات اإلعالمية و ارتفعت فيه نسب .االستثمار لما لإلشهار و التسويق المباشر من أهمية آلما نما حجم اإلنتاج

و في حين يشهد اإلنتاج السمعي المرئي األمريكي نجاحا واسعا و سويق المعاصر، يعاني، في سيولة مرنة ال مثيل لها بفعل تنشيط آليات الت

المقابل، تدفق الصناعات اإلعالمية األوروبية من اضطراب متقطع نتيجة تعطل مسالك التوزيع، وظل مشكل ترويج صناعة الصورة مطروحا إلى حين تم استخدام شبكة األنترنت أسلوبا مالئما أتاح سيولة اإلنتاج اإلعالمي

نسا، نسبة تصدير البرامج التلفزيونية، في الثقيل، و ارتفعت، في بلد آفر 1995 مليار فرنك مقارنة بسنة 1،3: أي ما يعادل % 20: ، بـ 1996

).17( و هكذا يكون التحكم في تكنولوجيا الرقمية وراء تحقيق الرهانات االقتصادية و الثقافية بالخصوص، و التحكم في سياق الحال ال يعني امتالك

در ما يفيد ابتكار األسلوب المنسجم مع خصائص المجتمع في الوسيلة بقعالقته بالوظائف الوسائطية المتاحة، ألن االمتالك المجرد للوسيط التقني ال يقوم دليال على حجم اإلنتاج و جودته ورواجه، و المشكل الحقيقي ال يدور حول طرائق االمتالك بل حول آيفية استخدام و توظيف ما يتم

.امتالآهيقوم إنتاج المؤسسات التلفزيونية العربية، في جزء آبير منه، على اعتماد األجهزة التماثلية، و قد أظهرت نتائج االستبيان توافر المعدات و الوسائط الرقمية في مستوى آل المؤسسات المذآورة و لكن بشكل محدود و

وز الكاميرا و بعض خاليا تبدو ، حسب الدراسة، متواضعة العدد ال تتجاالترآيب و المزج الرقمية، و في بعض المؤسسات، خاليا تحويل من . النظام التماثلي إلى النظام الرقمي، و من النظام الرقمي إلى النظام التماثلي

و أحيانا ال وجود ألجهزة رقمية مستخدمة في اإلنتاج آما هو الحال في .ية المغربيةمؤسسة التلفزيون الحكوم

يؤثر هذا الواقع في اإلنتاج و أساليبه، فإذا آان األصل في اإلنتاج هو االبتكار و اإلبداع، فإن الفعل في ذاته، فعل اإلبداع و االبتكار، تدفع به الوسيلة إلى الحدوث إذا ما تم التحكم في استخدامها، انظر مثال آيف أطلقت

ن الخيال البشري و جعلت من الممكن تجسيد األنظمة الرقمية الحديثة عناو قد يعود تدني نسب . تمثالت اإلنسان الالمحدودة إلى واقع مكتمل األبعاد

إنتاج البرامج العلمية في البلدان العربية إلى هذا العامل باإلضافة إلى ما ذ آر سابقا بشأن افتقار مؤسسات اإلنتاج العربية إلى متخصصين في

.وغرافيا و معالجة الصورة الرقميةاألنف

Page 17: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

17

و لكن اعتماد األجهزة الرقمية ال يقتصر أساسا على إنتاج الموضوعات العلمية و تبسيط المعرفة، إنه يخدم في المقام األول قطاع

اإلعالنات (األعمال و مجال الدعاية و اإلعالن، فالومضات اإلشهارية تنحدر من تصور ال يتسنى تجسيمه إال الناجحة اليوم نجدها ) القصيرة

، آما يخدم مجال اإلخبار و )virtual system(باستخدام النظام االفتراضي صناعة الرأي، و يدعم بشكل مباشر تنمية أساليب الكتابة إلى الطفل، .وهي، مثلما أشرنا، الحلقة المفقودة في منظومة اإلنتاج التلفزيوني العربي

نتباه في نتائج االستبيان ال يتصل بتواضع نسبة األجهزة و ما يثير االالرقمية التي تمتلكها مؤسسات اإلنتاج التلفزيوني العربية إنما يتعلق بافتقار ذات المؤسسات إلى ما يفي بالحاجة من أجهزة تماثلية، إلنتاج فئات من

لدى المؤسسة برامج التنشئة و الدراما، فاألجهزة التماثلية المتوفرة ال تفي بالحاجة إلنتاج الدراما و ) ERTT(الحكومية التلفزيونية في تونس

المنوعات و آذلك الحال بالنسبة إلى التلفزيون الحكومي المغربي و خالفا لذلك نجد أن التلفزيون السوري يمتلك ما يسمح بإنتاج الدراما و البرامج

يفي بالحاجة من معدات إلنتاج البرامج الوثائقية و لكنه يفتقر إلى ما .الترفيهية و المنوعات

يستبان مبدئيا مما سبق أن الضعف المسجل في إنتاج الدراما العربية ال يعود سببه إلى تدني نسب الكفاءات اإلبداعية فقط، و إنما يتصل آذلك

.بمسائل تقنية تتلخص في محدودية اإلمكانات المتاحةالتسليم بهذه الحقيقة قد يحجب حقيقة ثانية ألنه في تقديرنا، و في إن

ضوء ما تقدم، ال يصح تفسير الحجم المتواضع لإلنتاج الدرامي في البلدان العربية بمحدودية اإلمكانات التقنية و نوعيتها، فالمسألة الرئيسية إنما تعود

د و الدبلجة إذ يمثل اإلنتاج إلى اختيارات المؤسسة المتجهة نحو االستيرامن اإلنتاج المحلي، آما تتصل المسألة % 70الدرامي المستورد نسبة

ذاتها بمدى الحضور اإلبداعي للمثقف العربي الذي يهجر عن قصد .فضاءات اإلنتاج التلفزيوني لعوامل سبق شرحها

ات و لو نظرنا إلى المشكل من زاوية ثانية، وافترضنا امتالك مؤسساإلنتاج التلفزيوني العربية لكل أصناف الوسائط التقنية، فإنه من الجائز استبعاد حدوث نهضة حقيقية في مستوى صناعات المضمون، ألن واقع اإلنتاج الراهن يرزح تحت رواسب ، يتمثل أبرزها في التغافل عن تصوير

الذي حل محله ما واقع المجتمع، و اإلقصاء الضمني لدور المثقف العربي في حال " المبدع التجاري " أو " المبدع المؤسسي الحكومي : " نسميه بــ

.الحديث عن مؤسسات اإلنتاج الخاصة

Page 18: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

18

على صعيد آخر، نجد أن آل المؤسسات التلفزيونية العربية تمتلك ما ال لكون هذا الفئة من" الترفيه " يكفي من تجهيزات إلنتاج األخبار و

البرامج تعد من الصنف الخفيف و إنتاجها ال يتطلب بالتالي معدات تقنية ضخمة، إنما يعود ذلك إلى اعتبار مجال اإلخبار، بالخصوص، مجاال

و إن ما . استراتيجيا في التلفزيون و موقعا محوريا المتداد السلطة السياسيةرسمي على أقسام " ء استال" من 1968جرى في فرنسا إبان أحداث ماي

اإلخبار بمؤسسات البث السمعية المرئية يقوم دليال على اعتبار إنتاج األخبار و إدارتها أمرا على غاية من األهمية بالنسبة إلى الحكومـات ألنه

، فمن الطبيعي إذن أن تحرص )social control(يعد عماد الظبط االجتماعي السائرة في طريق النمو على توفير آل ما يلزم الحكومات العربية و البلدان

إلنتاج البرامج اإلخبارية ألن مخططات التنمية تستمد وضوحها لدى الفئات االجتماعية خصوصا من إنتاج الفقرات اإلخبارية القارة و الموسمية التي

. لها انعكاس يخدم بشكل صريح السلم االجتماعيةلق بفضاءات اإلنتاج، فإن ما يلفت النظر هو عدم توفر أما في ما يتع

من شرآات % 60: األستوديوهات الكافية إلنتاج البرامج التلفزيونية اإلنتاج العربية تفتقر إلى ما يفي بالحاجة من استوديوهات لإلنتاج، في المملكة العربية السعودية شرآتان من مجموع ثالث شرآات لإلنتاج

ألوان لإلنتاج :( يوني ليس لها ما يفي بالحاجة من فضاءات لإلنتاج التلفز، في تونس، مجموع )الفني و التوزيع، و جديدة لإلنتاج الفني و التوزيع

ليس لها ما يفي بالحاجة من استوديوهات ) وحدات العينة(شرآات اإلنتاج ع السمعي لإلنتاج و التوزيSPADشرآة حسان لإلنتاج الفني، ( لإلنتاج

، في مصر شرآة واحدة من أربع شرآات )البصري، الكون الجديد لإلنتاج، في الكويت )شرآة ليزر: (فضاءاتها ال تستجيب إلى متطلبات اإلنتاج

ال تفي فضاءاتها ) مرآز اإلخوان لإلنتاج الفني(شرآة واحدة من شرآتين رة الطلب و لكنه، و يفسر البعض من المخرجين ذلك بوف. بحاجيات اإلنتاج

من الشرآات تنتج أحيانا % 69عند فحصنا لدوافع اإلنتاج الحقيقية، تبين أن غالبا ماتنتج حسب الطلب مما يفسر أن اإلنتاج، في % 20حسب الطلب و

جزء آبير منه، يجري وفق منطق ال يحكمه قانون الطلب ألن هذا المستوى قدرات المالية لشرآات اإلنتاج هي المكيف متواضع جدا، و تبقى حينئذ ال

الرئيسي لمدى توفر فضاءات اإلنتاج التلفزيوني، فرأسمال أغلب شرآات اإلنتاج العربية ال يسمح بتوفير ما يفي بالحاجة من استوديوهات لإلنتاج، ثم إن مقر هذه الشرآات ال يتجاوز في الغالب حدود العواصم الكبرى للبلدان

. ة حيث ترتفع تكلفة العقارالعربي

Page 19: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

19

من جهة أخرى أبرزت نتائج الدراسة أن أغلب شرآات اإلنتاج في و . آل من لبنان و األردن ال تشكو نقصا واضحا في فضاءات اإلنتاج

لكن، و بالرغم من اإلمكانات المتاحة للكثير من شرآات اإلنتاج و تلفزيوني في هذه األقطار رهن مؤسسات التلفزيون العربية، يبقى اإلنتاج ال

رواسب ثقافية و أخرى اقتصادية سياسية مرتبطة بسياق دولي مرآب و أمام هذا . تجعله بعيدا عن االستجابة إلى انتظارات المجتمعات العربية

المشهد اإلعالمي المتسم بشيء من االختالل و االعتالل، ينبغي في تقديرنا أخذ في االعتبار، أوال، خصائص المجتمعات النظر إلى الموضوع بفكر ي

العربية، و يرصد، في الوقت ذاته، مجال احتياجاتها في ما يتعلق بالمضامين ألن عجلة اإلنتاج، في ما نالحظ، تدور بعيدا عن هذين

.المعطيينإن ما ينبغي لفت النظر إليه، ضمن هذه الدراسة، و يشكل قاعدة

: حول محاور ثالث المشكل الحقيقية يدوريتمثل األول في أزمة المضمون بوصفها عنصرا بارزا في •

اإلنتاج اإلعالمي العربي، أزمة تؤآدها النسب المرتفعة للبرامج المستوردة و المدبلجة، و يوضحها تدني نسب إنتاج

.الدراما و البرامج التنموية و برامج التنشئةغياب المضاعف للكفاءات أما المحور الثاني فيتعلق بال •

العربية في مجال اإلنتاج التلفزيوني، غياب يجد تفسيره في حلول ما أسميناه بالمبدع المؤسسي الحكومي الذي يؤدي دورا مرآزيا في صناعة الرأي، و يلوح لنا، من خالل معايشتنا للمشهد اإلعالمي العربي، أن الصحافة المكتوبة

معتبرة من المبدعين الحقيقيين، و قد تحتضن في مجالها نسبة . يرجع ذلك إلى هامش الحرية النسبي الذي تتمتع به

يتصل المحور األخير بالمسافة الفاصلة بين واقع األفراد •االجتماعيين في األقطار العربية و اإلنتاج التلفزيوني، فالقطيعة الكامنة بين التلفزيون و المجتمع قد تجعل من

. وسيطا يعمل في فراغالتلفزيون

يبقى ما طرح للفحص و الدراسة من قضايا متصلة بالوسائط خصوصا منها المادية و التي الحت في الكثير من مواقع اإلنتاج اإلعالمي

" العربي، الحكومي و الخاص، محدودة العدد ال تستجيب لمتطلبات اإلنتاج ، في تقديرنا، مجرد هامثل إنتاج الدراما و برامج التنشئة، فإن" الثقيل

Page 20: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

20

و . عناصر لمشكل آبير مرآب أشرنا إلى جوهره ضمن المحاور السابقةعناصر المشكلة ال تكون أبدا مشكلة مثلما يقول ريجيس دوبري، فأزمة المضمون المطروحة في مستوى المشهد اإلعالمي العربي آقضية مرآزية

ا الرمزي و الجغراسياسي، بدال إنما ينبغي النظر، لفهم أبعادها، في سياقهمن ربطها مباشرة بمرتكزات اإلنتاج و البث ألن العمل اإلبداعي، بقدر ما تحكمه جدلية الوسائط التقنية، فإنه في آل طور من أطواره عمل فكري

:يستقيم بناؤه في حضور عوامل ثالث أساسية دنى بيئة التفكير، و يجب أن يتوفر في حدودها الهامش األ -

لحرية التعبير و االعتراف بالرأي اآلخر بوصفه طرفا في .اإلنتاج يسهم في إثراء البناء الثقافي للمجتمع

.أدوات التفكير، و عمادها المعرفة الخالصة -موضوعات التفكير، وهي اإللمام بخصائص المجتمع و إدراك -

.قضاياه الحقيقيةز، و المرتكز، أي إن غياب المضمون يبطل الحديث عن المرتك

الوسيط أو األداة، ال معنى له من دون مستخدمه، فكيف يجوز في حال تراجع اإلنتاج الفكري و اإلعالمي تبرير ذلك بعدم توافر األجهزة و المعدات التقنية، و على حد علمنا لم يكن اإلنتاج اإلعالمي العربي في يوم

ثم . ار وتيرته لسبب أو آلخرما نشطا مزدهرا حتي يمكننا الحديث عن انحدآيف نفسر النسب المتواضعة جدا و الغائبة أحيانا المتصلة بإنتاج برامج التنشئة و البرامج الموجهة للطفل و البرامج الوثائقية العلمية ؟ هل بإمكاننا االستنتاج أنه ال وجود لمعدات فنية آافية لدى شرآات اإلنتاج و المؤسسات

ة التلفزيونية العربية تؤمن نصيبا من إنتاج فئات البرامج المذآورة الحكومي ؟

تلوح من خالل األسئلة المطروحة قضية ثانية ال تقل أهمية عن األولى و ال تنفصل عنها بل هي في ارتباط وثيق بها، و تتمثل في السياسات

اسات أجندا واضحة إن لهذه السي. اإلعالمية المتوخاة في األقطار العربيةدقيقة تعتني في المقام األول بتنشيط البرامج اإلخبارية و الرياضية و الترفيه، و الدراما و هذا ما تعكسه المعطيات الرقمية في االستمارة المتعلقة

، و يكاد يذهب بنا القول إلى أن األجندا )18(باإلنتاج اإلعالمي العربي البرامج العلمية و التربوية والبرامج التوثيقية ذاتها ال تتعامل مع إنتاج

الثقافية باألهمية نفسها التي توليها إلى البرامج اإلخبارية و ما سواها أو أنها تدرجها في المقام الثاني العتبارات أخرى، وقد رأينا في ما سبق أن آل

Page 21: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

21

ات في إنتاج مؤسسات اإلنتاج التلفزيوني تفي تقريبا بحاجياتها من معد . األخبار و الدراما و الترفيه

قد يخدم هذا التوجه، إلى حد ما، حقيقة السيادة الوطنية للبلدان العربية المطروحة آمسألة مستقلة بذاتها، و لكنه ال يخدم حرآة التغير االجتماعي

اهن إن الوضع الر. بوصفها نظاما ديناميا يتحدد من داخله نموذج السيادةيستوجب اإلسهام الجاد في اإلنتاج الفكري الثقافي حتى يتم تجاوز األطروحات التقليدية الموغلة في التعصب و منطق الغزو الثقافي و الغارقة في خطاب األزمات، بل إن السياسات ذاتها مجبرة على االنفتاح على

وروبا منذ القطاع الخاص في المجال السمعي المرئي على غرار ما عاشته ألكبار " العنف التجاري " عشرين سنة خلت عندما واجهت موجات

الفاعلين في مجال االتصاالت األمريكية و آان أن تخلت الحكومات األوروبية عن هيمنتها على القطاع السمعي المرئي لتفسح المجال لظهور

عمل تنظيم قنوات خاصة، في المقابل تم تأسيس سلط مستقلة تسهر علىالقطاع و النهــوض باإلنتــاج و مراقبة جودته مثل المجلس األعلى

، فاالنخراط في نظــام سوق )CSA(للقطــاع السمعي المرئي في فرنسا فضاء السوق " المنافســة رافد هام من روافـد التقدم و الرقي، و إن لفي

أشكال االبتكار من األفكار و الصور و(...) المفتوح، فضاء ثقافي مفتوح ). 19"(التي قد تتقاطع مع أعمال اإلبداع

و سواء تعلق األمر بالقطاع الحكومي أو بالقطاع الخاص في المجال السمعي المرئي فإنه من الضروري التعامل مع مراآز البحوث و الدراسات

و عند القيام باإلنتاج ألن هذه المراآز ترصد الظواهر المختلفة في المجتمع تبحث في أسبابها و اتجاه نموها و تستشرف مستقبل التغير االجتماعي على آل المستويات، و من البديهي أن يسير اإلنتاج اإلعالمي مستنيرا بما

و . تفرزه البحوث العلمية من نتائج تخدم تطور المجتمع وتصنع المستقبلمية فقط، إنما هو أمر مراآز البحث و الدراسات ال يهم الصناعات اإلعال

عماد القرار السياسي بدرجة أولى و نالحظ في المشهد السياسي األمريكي جدلية التعامل بين مؤسسات البحث و المؤسسة السياسية، عدد آبير من رجاالت السلطة يتحولون للعمل في مراآز الدراسات عقب انتهاء مهامهم

بارزة من الباحثين يذهبون إلى السلطة السياسية، في المقابل نجد نسبة .لإلسهام في صناعة القرار المبني

من هذا المنظور يمكننا القول إن الصناعات اإلعالمية في البلدان العربية ال تعطل نشاطها ندرة الوسائط و عدم توفر الفضاءات الكافية

ة العلة عليا لتواضع لإلنتاج و من الخطإ في تقديرنا، اعتبار اإلمكانات المادي

Page 22: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

22

حجم اإلنتاج اإلعالمي العربي، إن السبب آامن في غياب تقاليد اإلنتاج التي بين مختلف " الصراع الفكري : " تستمد أصولها من اإليمان بما نسميه

التيارات الفكرية و السياسية في المجتمع آما تستمد أصولها من تقاطع ديث عن اختصاص منغلق، مستقل بذاته في االختصاصات، إذ ال مجال للح

عصر قدمت فيه السيبرنتيك هندسة جديدة لتطوير المعرفة، هندسة متشكلة . من تظافر العلوم

الهوامشاالتصال و اإلعالم في الوطن : انظر على سبيل الذآر راسم محمد الجمال )1(

اإلعالم العربي على :أديب خضور . العربي، مرآز دراسات الوحدة العربيةترآي صقر، . 200أبواب القرن الحادي و العشرين، المكتبة اإلعالمية، دمشق،

. 1988اإلعالم العربي و تحديات العولمة، منشورات وزارة الثقافة، دمشق تيسير أبو عرجة، اإلعالم العربي، تحديات الماضي و المستقبل دار مجدالوي

. ...1996للنشر و التوزيع، عمان اإلعالم العربي، و على وجه التحديد اإلعالم ( و من أخطر ما يبثـــه اإلعالم " )2(

و إن . هو ترسيخ فكرة فقر الوطن و ترسيخ فكرة زيادة عدد السكان) المصريو إن معجزة يومية . ذلك آله وراء مستوى المعيشة المنخفض الذي يعيشه الناس

و إن خطورة . لمواد التموينية الضرورية للشعبتقوم بها الحكومة هي توفير اهذه المقوالت التي يراد بها الكسب السياسي للحكومات تأتي في أنها تقضي على طموح الناس في تقدم عام يشمل الجميع، و تقتل األمل في اإلنتماء ألمة قوية، و

، جريدة الوفد، أورده ابراهيم دسوقي. " ترسخ فكرة االستكانة بأخطارها المتعددة . 1988محمد سيد محمد، اإلعالم و التنمية، دار الفكر العربي، القاهرة

ريجيس دوبري، محاضرات في علم اإلعالم العام، الميديولوجيا، دار الطليعة )3( . 1996للطباعة و النشر، بيروت

لدول تحديد استمارة موسعة في صلب اتحاد إذاعات ا1999لقد تم في سنة )4(العربية شملت البحث في محوري اإلنتاج اإلعالمي التلفزيوني العربي و الوسائل المعتمدة في ذلك، و وزعت االستمارة في مستوى الدول العربية و

.استهدفت المؤسسات الحكومية و البعض من المؤسسات الخاصةمكتبة وهبة، عبدالباسط محمد حسن، أصول البحث االجتماعي، الطبعة الثامنة، )5(

. 1982القاهرة الباحثين : و يجمع، في مجال التلفزيون 1999تم تشكيل الفريق المذآور سنة )6(

عبدالله الحيدري و عبد القادر رحيم، و في مجال اإلذاعة األستاذ محمد حمدان، قام الفريق المتخصص في اإلعالم . األستاذ عبد القادر بن الشيخ: و منسق

Page 23: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

23

بإعداد نص االستمارة و متابعة أشواطها، آما قام بصياغة الورقة التلفزيونيالعلمية التمهيدية للدراسة، و حصر النتائج األولى التي أفضى إليها االستبيان في

و عرض الفريق المذآور آل ذلك على اللجنة العليا لشؤون . مرحلة الحقة يونيو من عام 12 – 11: م اإلنتاج اإلعالمي العربي المجتمعة في تونس أيا

2000 . تونس- مصر- الكويت- السعودية- لبنان– األردن -سوريا: هذه البلدان هي )7( .463عبدالباسط محمد حسن، أصول البحث االجتماعي، مرجع سابق، ص )8(فراج عبدالحميد، تصميم البحوث، دار النهضة العربية، الطبعة الثانية، )9(

54: ،ص1979القاهرة، . مرحلة معالجة المعلومات شهريناستغرقت )10(قضايا التبعية اإلعالمية و الثقافية في العالم الثالث، عالم عواطف عبدالرحمن، )11(

. 1984المعرفة، الكويت بالمخرج السوري ) عبداهللا الحيدري. عبدالقادر رحيم و د. د(اللقاء الذي جمعنا )12(

اإلنتاج اإلعالمي العربي، خلدون المالح خالل اجتماع اللجنة العليا لشؤون يذآر المخرج، في حديثه عن المشكالت . 2000 يونيو من سنة 12تونس،

الكامنة وراء ظهور إنتاج إعالمي عربي منسجم مع خصائص البيئة التي تحتضنه، أن العلة العليا ال تتمثل في غياب المبدعين و المؤلفين بل في غياب

اإلعالمية في حد ذاتها، ويدفع هذا الواقع سوق عربية تنشط فعل الصناعة بالمستثمرين في القطاع السمعي المرئي إلى استيراد المضامين بدل الدخول إلى

.مغامرة اإلنتاج عالي التكلفةاتضح من خالل معاينتنا لبرامج التدريس في العديد من معاهد اإلعالم و آلياته )13(

صحفية يقوم آليا على اعتماد القوالب في العالم العربي ، أن تدريس المواد ال .ساآسونية-الصحفية و النظريات التي أتت بها المدرسة األنقلو

من التعريفات القديمة للخبر، نجد التعريف الذي وضعه اللورد نورثكليف عام )14(إذا عض رجال : و المنسجم مع واقع اإلثارة إذ ينطلق من معادلة بسيطة 1865

بخبر أما إذا عض رجل آلبا فهذا هو الخبر، و مفاد ذلك أن آلب فهذا ليسال تزال معاهد اإلعالم في الوطن . المألوف ال يمكن أن يرتقي إلى صفة الخبر

العربي تعمل بهذه القاعدة التي قد ال تنسجم مع خصائص المحيط المحلي ألن .المفهوم جزء ال يتجزأ من السياق الذي نشأ فيه

و لكن ما هي رسالة الفضائيات : " هذا الصدد ما أورده ترآي صقر نذآر في )15(العربية إلى العالم التي ال يوجد حتى اآلن إال القليل منها الذي يحمل رسالة عربية صافية إلى هذا العالم ؟ و هذه الرسالة لم تكتمل ال من حيث التأثير و ال من حيث

. مرجع سابق..." لاالنتشار فهي ضعيفة المحتوى و الشكإن مشكلة هويتنا الثقافية، ليست في اآتساح العولمة و األمرآة، على ما نظن " )16(

و نتوهم، بل في عجز أهلها عن إعادة ابتكارها و تشكيلها في سياق األحداث و المجريات، أو في ظل الفتوحات التقنية و التحوالت التاريخية، أي عجزهم عن

تلك هي . و عقلنة سياساتهم و آوننة فكرهم و معارفهم...) (عولمة هويتهم عجزنا حتى اآلن عن خلق األفكار و : المشكلة الحقيقية التي نهرب من مواجهتها

". فتح المجاالت أو عن ابتكار المهام و تغيير األدوار، لمواجهة تحديات العولمة وية، المرآز الثقافي علي حرب، حديث النهايات، فتوحات العولمة و مآزق اله

. 37، ص، 2000العربي، الطبعة األولى، بيروت )17( TANUGI Laurent C, Le nouvel ordre numérique, Ed. Odile Jacob, 1999

Page 24: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

24

ضمن المساحة الجملية للبث خالل أسبوع، تخصص القنوات العربية نسبة )18( .عات و الترفيهللمنو% 30 و 15و ما بين ) أفالم و مسلسالت(للدراما % 40

راجع في هذا الصدد ما آتبه إبراهيم عبداهللا غلوم في حديثه عن الثغرة الثقافية )19(و في تأمل الثغرة الثقافية في اإلعالم تداعيات :" (...) يذآر الكاتب . في اإلعالم

(...) ال حصر لها، يمكن أن تأخذنا إلى تفاصيل صغيرة و لكنها ذات داللة على و األمثلة على ذلك تمأل الواقع الثقافي في . ة في استراتيجية اإلعالمغربة الثقاف

السنوات العشر األخيرة التي انتقل اإلعالم الرسمي فيها إلى مرحلة القنوات فللوهلة األولى يوهم البث الفضائي المفتوح بسد الكثير من الثغرات و . الفضائية

فالقنوات الفضائية . ن الواقع عكس ذلكإتمام شكل الحرية في التلقي الثقافي و لكالتي يزداد عددها يوما بعد يوم ال تختزل انفتاحنا المعرفي و الثقافي و إنما تعيد

إبراهيم عبداهللا غلوم، ". وجودنا التبعي مكانا و زمانا فوق األرض الواحدة اسات و الثقافة و إنتاج الديموقراطية، الطبعة األولى، المؤسسة العربية للدر

.125، 124: ، الفصل الثالث، ص 2002النشر، بيروت

المراجع

)1( MIEGE Bernard, Les industries du contenu face a l ordre informationnel, P.U.G, 2000

الصناعات اإلعالمية و االتصالية في الوطن العربي، المنظمة العربية للتربية و ) 2( .1993تونس، الثقافة و العلوم،

ترآي صقر، اإلعالم العربي و تحديات العولمة، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، ) 3(1998.

أديب خضور، اإلعالم العربي على أبواب القرن الحادي و العشرين، المكتبة ) 4( .2000اإلعالمية، دمشق،

)5 (TANUGI Laurent C, Le nouvel ordre numérique, Ed. Odile Jacob, 1999 عواطف عبدالرحمن، قضايا التبعية اإلعالمية و الثقافية في العالم الثالث، عالم ) 6(

.1984المعرفة، الكويت، ، 2نظام و إيديولوجيا، الكتاب الثقافي السنوي، : العولمة الجابري، عابد محمد) 7(

.1997 الرباط، األولى،الطبعةالمجلس القومي للثقافة العربية، منشورات )8 (TEYSSIER J.P, La télévision change de siècle, le cherche midi éditeur, 1998. علي حرب، حديث النهايات، فتوحات العولمة و مآزق الهوية، المرآز الثقافي ) 9(

.2000، الطبعة األولى، بيروت، العربيت المستعارة، تداخل األنساق و عبدهللا إبراهيم، الثقافة العربية و المرجعيا) 10(

.1999المفاهيم و رهانات العولمة، المرآز الثقافي العربي، الطبعة األولى بيروت، )11 ( Maria-Angels Roque (sous la direction) Technologies nouvelles et enjeux

socioeconomiques, ICM-PUBLISHED, 1ere Ed. Paris 1991 علم اإلعالم العام، الميديولوجيا، ترجمة فؤاد شاهين، ريجيس دوبريه، ) 12(

.1996جورجيت الحداد، دار الطليعة للطباعة و النشر، بيروت )13 (Michel Bera, Eric Mechoulan, La machine Internet, Ed. Odile Jacob. Paris, 1999. عة األولى، المؤسسة إبراهيم عبداهللا غلوم،، الثقافة و إنتاج الديموقراطية، الطب) 14(

.2002العربية للدراسات و النشر، بيروت )15 (Mattelart Armand, La mondialisation de la communication, La Découverte, 1996. ) 16 (Lévy Pierre, Cyberculture, Odile Jacob/Conseil de l Europe, Paris, 1997.

Page 25: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

25

ملخص البحث •

هو العربية، قراءة في وسائل اإلنتاج، الصناعات اإلعالميةالموضوع الذي حاولنا ضمن هذه الدراسة الوصفية معالجة ما يطرحه من قضايا متصلة بوسائط اإلنتاج اإلعالمي في المنطقة

و االهتمام بأمر الوسائط في دراسة الحال إنما يعود في . العربيةمجال الوسائطي خالل المقام األول إلى ثراء الخطاب المبني حول ال

العقد األخير من القرن الماضي، فالمجال الوسائطي هو المحرك الدينامي لألفكار، و هو الذي يمنحها البعد الحقيقي لتتحول إلى قوة

.مسيطرة في الوسط االجتماعيلقد بينت الدراسة في شقها األول افتقار اإلنتاج اإلعالمي

آتابة السيناريو و في مجال العربي إلى مبدعين خصوصا في الكتابة إلى الطفل و يعود السبب في ذلك إلى عوامل عديدة نذآر

:منها .غياب السياسات اإلعالمية طويلة المدى - عدم االهتمام، في برامج التكوين و التعليم -

بالتخصصات الدقيقة التي تخدم قطاع اإلنتاج السمعي .المرئي

لنسبة إلى الكتاب و المؤلفين محدودية هامش الحرية با -مما يجذر أزمة المضمون القائمة في مستوى اإلنتاج

.اإلعالمي و النتيجة الطبيعية لهذا الوضع هو اعتماد مؤسسات اإلنتاج العربية على اإلنتاج األجنبي المدبلج، اعتماد تفسره نسب

عربية تفي المترجمين المرتفعة إذ أن مجموع مؤسسات اإلنتاج البحاجياتها في ما يتعلق بترجمة المضامين، ثم إن هذا اإلنتاج يحتل

.من مساحة البث الكلية % 50 و 30في ما بين على صعيد آخر تشكو الكثير من مؤسسات اإلنتاج نقصا في التجهيزات التقنية التي يعتبرها القائمون على االتصال سببا في

و . ن البرامج الثقافية و العلمية و الوثائقيةتراجع نسب إنتاج فئات مالملفت للنظر أنه عندما يتعلق األمر بإنتاج البرامج اإلخبارية فإن المؤسسات ذاتها ال تواجه صعوبات لوجستية بل إن التجهيزات المتوفرة لديها تفي بالحاجة إلنتاج آل الفقرات اإلخبارية القارة و

. الظرفية

Page 26: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

26

ح في ضوء هذه المعطيات أن اإلنتاج اإلعالمي العربي يتضإنما تعيقه سياسات إعالمية متشابهة مستمرة في إنتاج السلطة

و عندما يكون . السياسية و دعم حضورها في الفكر الجماعياإلعالم منحصرا في فكر الدولة تتعطل آليات التغير االجتماعي و

ا األسباب الحقيقية المكونة للمشكل إنه. يظل فعل االبتكار مهمشاالكبير في مجال الصناعات اإلعالمية العربية، أما ما يطرح من صعوبات في مستوى توفر الوسائط الضرورية لإلنتاج أو في مستوى الكفاءات اإلبداعية فهي في نظرنا عناصر فرعية للمشكل

. الكبير المشار إليه

Page 27: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

27

Abstract

This study aims mainly at investigating the information industry in the Arab world. It deals with issues related to tools of media production in the Arab region. The study find out that media production field in the Arab world lack of creative personnel, particularly in the writing of scenario and children features. This is due to some reasons :

• Lack of strategic media policies. • Lack of audio-video production concerning

socialization and educational programs. • Limitation of freedom and production control.

The above reasons enforce Arab media to depend heavially on translated foreign programs. Imported programs represent between 30% and 50% of transmitted hours in the Arab media. On the other hand, a great number of ,media production institutions in the Arab world have insufficient technical resources to produce enough scientific, cultural and documentary programs. This is not the case for news production that have no logistic difficulties. It can be noted that the limitation of media production may be understood in the context of the relationship between media institutions. As the media reflect basically views of political elite, their role in social change will be limited. Chances for creativity will be restricted. This means that the problem is not the media or technology, but mainly the public and political sphere in which the media exist.

اإلستمارة المتخصصةالكفاءات اإلنتاج و وسائل

Page 28: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

28

2000 أو إن أمكن ،1999 اإلحصاء، سنة 2 رقم استمارة

التقنية الوسائل -) 1

نعم: زة تماثلية تعتمد مؤسستكم في اإلنتاج أجههل • ال

نعم: تعتمد مؤسستكم في اإلنتاج أجهزة رقمية هل • ال

:....................................... عدد االستوديوهات بمؤسستكم آم • :.................................................ا الترآيب عدد خاليآم • :................................................... عدد خاليا اإلنتاج آم • بمؤسستكم الثابتة هو العدد الجملي للكاميرا هات ما •

......................: ستكم بمؤسالمتنقلة هو العدد الجملي للكاميرا هات ما •

......................:

: تفي بالحاجة إلنتاج البرامج لديكم تعتبرون أن األجهزة الحالية المتوفرة هل ال نعم : الترفيهية - ال نعم : المنوعات - ال نعم : الدراما - ال نعم : األخبار - ال نعم: الوثائقية البرامج -

: مؤسستكم اقتناء تعتزم بالحاجة، هل آانت األجهزة المتوفرة ال تفيإذا

ال نعم: جديدة أجهزة - البشريةالوسائل -) 2 تفي بالحاجةبمؤسستكم عمليات اإلنتاج، هل أن الكفاءات البشرية في

Page 29: ﺔّﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔّﻴﻣﻼﻋﻹا تﺎﻋﺎﻨّﺼﻟاsite.iugaza.edu.ps/jdalou/files/2012/03/...2 ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ناﺪﻠﺒﻟا ﻲﻓ ىﺮﺒﻜﻟا ﺚﺒﻟا

29

تفي ال بالحاجة تفي البشريةالكفاءات بالحاجة

إناث ذآور

المخرجون المرآبون

المصورون اإلضاءةمهندسو الصوتمهندسو المقدمون المنشطون المترجمون المؤلفون المحليونالمراسلون في الخارج المراسلون

السيناريوآتاب في الكتابة المتخصصون

للطفل

: اإلداريةالكفاءات المتخصصون في -

التسويق المستشارون القانونيون-