بقلم الدكتور محمود عبداهللا محمد عطا اهللا المدرس في كلیة اللغة العربیة

فرع إیتاى البارود–جامعة األزھر

- ٢٦٠ -

- ٢٦١ -

مقدمھ فـي غيرت شكل العالم التي أكبر المؤثرات اإلسالميعد

ـ ، إلطالقاكل صورة على هفقد حدث ما يمكن أن نطلـق عليإذ ، المكـاني وان لم يتحقق االنتقال أخرى حتى بيئة إلىهجرة

والسياسـية الثقافيـة قـد تغيـرت معالمهـا العربية البيئة نأ تمامـا مختلفة اإلسالم بعد العربية النفسية ، وغدت واالجتماعية

.خ تغير على أثره وجه التاريالذي ، األمر هعما قبل عن أثر واضحةوفى هذا البحث حاولت أن أقدم للقارئ صفحه

مـن حيـث المضـمون العربي الشعر في الجديدة الحياةذه ـه الشعري الضوء على النتاج إلقاءوالشكل ، وكان ذلك من خالل

للوقـوف علـى – اهللا عنه رضيلدى الشاعر حسان بن ثابت علـى هـذا ختياريا وبعده، وقد وقع اإلسالم قبل الفنيةمعالمه

كتـب فيكما ورد أن حياته : الشاعر دون غيره لسببين األول فـي ن عاما ستون قضاها ي مائه وعشر حوالي امتدت –التراجم فهـو أكثـر : الثاني ، أما السبب اإلسالم في وستون الجاهلية

وبعده ، كما أنه اإلسالم للشعر قبل إنتاجارمين خضالمالشعراء ومن ثم سـمى – وسلم عليه صلى اهللا – بيبالنأكثرهم ارتباطا .بشاعر الرسول

بتمهيد تناولت مسبوقة خمسه فصول إلىوقد قمت بتقسيم البحث فهو : فأما الفصل األول . فيه الحديث عن نسب الشاعر ونشأته

- ٢٦٢ -

: الثـاني ، والفصل الجاهلية فيبعنوان مالمح أغراض الشاعر : الفصـل الثالـث ، و اإلسـالم في الشعريةمالمح األغراض : شعر حسان، وجاء علـى قسـمين األول فيمصادر الصورة مصادر الصـورة : والثاني الجاهلي الشعر فيمصادر الصورة

الشعر االسالمى ، وفى الفصل الرابع تناولـت خصـائص فيخصـائص : شعر حسان وجاء على قسمين ، األول فيالمطلع

فيصائص المطالع خ : والثاني ، الجاهلية القصيدة فيالمطالع ففيـه تناولـت أثـر : االسالميه ، أما الفصل الخامس القصيدة

شعر حسان ثـم اتبعـت ذلـك في النبوية والسنةالقرآن الكريم .بخاتمه بأهم نتائج البحث

- ٢٦٣ -

تمھید نسب الشاعر حسان بن ثابت ونشأته:- هو حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن :نسبه: أوال بن عدى بن عمرو العنقاء بن عمرو مزيقياء بن عامر مناهزيد

بن ماء السماء ابن حارثه الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن بن الغوث بن بنت بن مالك بـن ألزدبن ثعلبه البهلول بن مازن

) ١(زيد بن كهالن بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان : هـي فأمـه ،أمه إلى وهى نسبه ةالفر يعبابن ويكنى حسان

بن ثعلبه بن الخـزرج د بنت خنيسى بن لوزان بن عبدو يعهالفر ٠كعب بن الخزرجبن ساعده بن

الخزرج قبيلة النجار من بنيمن خالل نسب حسان نجد أنه من اسـنة فال جفنـه آل إلى قحطانى ، وأنه يمت برحم ان، وأنه يم

نسل أنهم جميعا من إذملوك الشام والى الخمين ملوك العراق ، )٢(عمرو بن عامر بن ماء السماء

مؤسسة ٤ ط٥١٢ / ٢ر سير أعالم النبالء لمؤلفة شمس الدين محمد بن أحمد عثمان الذهبي جينظ ١

دار ٩/ سيد حنفى حسين . م ، وينظر ديوان حسان بن ثابت تحقيق د١٩٨٦ -ه١٤٠٩الرسالة .١٩٧٣المعارف

دار الكتاب العربي١٥/ينظر شرح ديوان حسان بن ثابت األنصاري ، عبد الرحمن البرقوقى ٢ . م ١٩٨١-ه ١٤٠١بيروت

- ٢٦٤ -

-:النشأة والمولد: ثانیا * منتصف العقد السابع من القرن السادس في ولد حسان بن ثابت

قبـل ) يثرب ( ، وهى المنورة المدينة في ، وقد نشأ الميالدي بين قومه الخـزرج إليها –هجرة الرسول صلى اهللا عليه وسلم

والخزرج سلسـله قد كان بين األوس ،و المدينةواألوس ويهود ويـوم غاثب الحلقات ومن أيامهم يوم متصلةحروب تكاد تكون

ووقائعهم ممـا سائر أيامهم إلىسحيمه ويوم الربيع ويوم البقيع عاش حسان ستين : شعر حسان، قال بن سعد فيجاء ذكر أكثر

فـي وقد كانت حياتـه ) ١ (اإلسالم فيوستين سنه الجاهلية فيكثيرة التنقل والترحال حيث نزل كثيرا علـى ملـوك هليةالجا

فمدح ملوكها ونال من العطايـا ، كمـا كـان والمناذرة اسنةفال القبيلـة حسان من شعراء القبائل فلسانه طالمـا تحـدث باسـم

انتصارا لها وفخرا بها واعتزازا بنسبها وقد ظهر ذلك فى شعره .بوضوح – للنبـي تماما فأصبح مالزما فقد اختلفت اإلسالم فيأما حياته

صـلى اهللا عليـه –بشعرة عنـه يدافع –صلى اهللا عليه وسلم ، وقد ذكر عز الدين بن األثير فى كتابـه اإلسالم وعن -وسلم – صلى اهللا عليه وسلم -النبي أن الصحابة معرفه في الغابةأسد

يفاخر عن رسول اهللا نصب له منبرا فى المسجد يقوم عليه قائما

.٥١٢ / ٢ج/ينظر سير أعالم النبالء ١

- ٢٦٥ -

- ورسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم –صلى اهللا عليه وسلم – - اهللا يؤيد حسان بروح القدس ما نافح عن رسول اهللا إن: يقول

لعلى بن أبى طالب وقد ورد أنه قال قائل –صلى اهللا عليه وسلم أذن ان : اهللا عنه اهج القوم الـذين يهجوننـا ، فقـال رضي –

صلى – النبي فعلت ، فقال – صلى اهللا عليه وسلم -اهللارسول : ما يراد من ذلك ، ثم قال عليا ليس عنده إن –اهللا عليه وسلم

صلى اهللا عليه وسـلم –ما يمنع القوم الذين نصروا رسول اهللا أنا لهمـا وأخـذ : بأسيافهم أن ينصروه بألسنتهم ؟ فقال حسان

بصـري به مقـول بـين يسرنيال واهللا ما ـوقبطرف لسانه كيـف – صلى اهللا عليـه وسـلم –، قال رسول اهللا وصنعاء

أبا سفيان وهو ابـن عمـى ؟ تهجوهم وأنا منهم ؟ وكيف تهجو ، من العجـين ةالشعرسل تك منهم كما نيا رسول اهللا ألسل : فقال )١( أبا بكر فانه أعلم بأنساب القوم منك ائت:فقال

صلى اهللا عليـه -وهكذا أصبح حسان بن ثابت شاعر الرسول الدولةمن وقائع وأحداث تلك الكثير ه شعرفي وقد سجل –سلم و

، الجاهليـة ل وقائع كثيرة عن حياة االسالميه ، كما سجل من قب المخضرم استطاع أن يرسم من خاللها صورة للشاعر إذافحياته

مـن وما يحتوى الجاهليصورتين لعصرين مختلفين ، العصر

.م ١٩٧٠.ه ١٣٩٠ ، دار الفكر ٤٨٢/ط/أسد الغابة في معرفة الصحابة ، عز الدين بن األثير ١

- ٢٦٦ -

مـا يحتويـه مـن و اإلسالمأحداث ومنازعات ، وعصر صدر عن شعر حسان مـن المدرسةتشريعات وبناء وسوف تقوم هذه

. لكال المرحلتينللمعالم والمالمح المميزةخالل عرض

- ٢٦٧ -

الفصل األول )مالمح األغراض الشعریة في شعر حسان الجاھلي ( :رغرض الفخ: أوال

الجاهليـة فـي للشاعر حسان بن ثابت الشعريةتمثل األغراض ، فتناول غرض فيها من خصائص ومعالم ايه بكل م بثرالحياة الي

.............الفخر حيث افتخرباألبـاء - شعرة فيكبر وكان له النصيب األ -

شـعرة فـي بين ، كذلك ظهر واألجداد األدنين واألقص ( ضد ) الخزرج( المفاخرات المستمرة بانتصارات قومه

بيئـة أثـر وهذا النوع من الشعر يظهر جليـا ) األوس لدى حسان وما الشعري المضمون في الجاهليالمجتمع

من حـروب ومنازعـات قبـل القبيلتين نيدور بي كان ، ولم يكتف األمر على ذلك بل امتد شعر حسان اإلسالم

ثم تولـد ظهور شعر المناقصات ، إلى الفخر بقومه في عرف بصورة ساخرة وبعض الذيعن ذلك شعر الهجاء

. اإلقذاع وما الجاهلية البيئة على أثر هذه الدالةض النماذج بع يلي وفيما

فيهـا المشـاركة إلىكان يدور فيها من أحداث دفعت الشاعر

- ٢٦٨ -

القتال الـدائرة بـين حىروالتأثر بها ، ومن ذلك قوله مصورا )١:(يقول مفتخرا بقومه الخزرج األوس والخزرج

ا حاولتــرة مـیى العشــــ سأوت

ـ إل ـ ى وأكــ ـ عادھـأیـذب ـــ اـ

ابھاــــــ رم ن معــ ل إن ــــمح وأ

ن كـوأض یف م ادھاـرب بالس

ـ ویث ـرب تعــــ ـلم أنــ اــــــ ا بھ

ـأس ـفض ألبـود تنــــــ ادھاــــ

ا ــ ا في ص ـ القن زــ نھ دور الكم

ـ نكسىـتحة ـر أعـ وادھاـــ

وقال الحواضین للصالحین عاد

ـ ـــ الشھل ـر مـــ ـ ن عـ ادھاــــــ

ـ جعلن ـ م وقـا النعی ـ ـاء النفـ وــ

ا ل أعمادھ دى الجھ ا ل س وكن

ـوف ـى كـ ـل یـ ـوم لنـ ـا غـ ارةـ

ـى األوس نقتـعل ـل أسـ ادھاــــ

دوـــ رانا من البیض سفع الخ ـ ت

بس للح ـد نل ـرب أسبـ ادھاــــــ

ففخـره والفخر بها ، بالقبيلة األبيات نلحظ ارتباط الشاعر في نابع من انتمائه لقبيلته ، وقوته مستمده من قوتها ، سواء كانـت

باطل ، وهذا المفهوم عـرف أوعلي حربها في ق على ح القبيلة

.١٩٧٣ ، دار المعارف١٠٣/سيد حنفى حسنين. ديوان حسان بن ثابت ، تحقيق د ١

- ٢٦٩ -

، وحكاه شعراء كثيرون ، ومشهور عنهم قول دريد الجاهلية في :بن الصمه

غویت وان ترشد غزیھ أرشد ھل أنا إال من غزیھ إن غوت

)١(بالحسب والنسب والعشيرة قوله أيضا –ومن فخر حسان

رام ي الك یل ف بى أص ذونس وديم

و مىتك طليھ مواس وب المص جن

ب المجـوفت ـى یح ـل مـد یجعـ الھـ

ـم ـن دون والــ ـده وان لــ ألـم یسـ

یرة أم مد تعـولق ي العش ــــمن رھاـ

ق أم ـفنطی ـ ونعتالتـر المعضـ لىـ

ادهــ سحـاجـدنا جحـود سیـویس

ـ ائلنا سـصیب ق ـوی ـ واء المفصـ لـــ

ابناـــ ـوك رك ــ المل بواــزور أب ـوت

یرة مو ي العش م ف ى نحك دلـعنت

التـي الشاعر بنسـبه ، وبمكانـه قولـه األبيات نلحظ فخر في من بين العشيرة وذلك أثرا مـن يحتلونها ، ثم نلحظ فخره بنفسه

عاليـه بـين فقد كان يتمتع بمنزله الجاهلية فيحياته ومعيشته .قومه

)٢:(ويقول مفاخرا بآ بائه وأجداده

.١٢٥/ديوان حسان بن ثابت ١

مؤسسة ٢٣/محمد العيد الخطراوى. د.، وينظر المد ينه في العصر الجاهلي ٢٧٧/ ديوان حسان ٢ .م ١٩٨٤-هـ ١٤٠٤علوم القرآن الكريم ط أولى

- ٢٧٠ -

ـأن ـا ابـ ده واألغ ـن خلـ

الكین وساع ر وم دهـت

ثـراه قومـوس ك إن بع

دهـرب ناشـل یثـت ألھ

وا ي دور الظ عیت ف فس

واطن ، جام ر، والب دةـھ

ت مـفلتصبح ـن وأن اــ

ین علم دةـامـك حـلیق

ـون إذا سنـالمطعم وـــ

دة بح راك ل تص ن المح

ا ي جف ك ف ع التوام قم

بح جام ور تص دةـن الح

عن نسبه ، فرد ه في لحسان سألته امرأةويقول ردا على سؤال )١(:قائال

ـج ـدي أبــ هدــى ووالـو لیلـ

ب و كع واتي بن رو وأخ عم

ـوأن ـا مـ ـوم الذیـن القـ ن إذاـ

الف الج تاء مح ـأزم الش دبـ

وال ى ذوو األم رھمأعط معس

بــوالضاربین بمواطن الرع

)٢:( قوله– أيضا هومن شعرـإذا است مس درت متـ ونناـدبرتنا الش

اـكأن عروق الجوف ینصحن عندم

.١٩٤/ديوان حسان ١ .٢٣/ وينظر المدينة في العصر الجاهلي١٣٠/ديوان حسان ٢

- ٢٧١ -

رقــــاء وابني محـدنا بني العنق ــــول

)١(اـــربنا ابنمــفأكرم بنا خاال ، وأك

دتـــ ل إذا ب ـال القلی ـــود ذا الم ـــنس

رماــان مصــا وان كــروء تھ فینــم

ي الضحى لنا الحفنات الغر یلمعن ف

اــده دمــن نجـرن مـافنا یقطــوأسی

نفسه من صـفات فين نفسه بالفخر ويرى وأحيانا يخص حسا )٢:( ما ليس ألحد من أقرانه يقول المكانةوعلو األفضلين

عنى وادث ال تضعض إذا الح ف ج

دريـاجتي صـق بحـإذا ال یضی

ارمنىـى أكـان ن یك ارم م

ري ي ظف ح ینتح ى المكاش وعل

ن ی ـي صفـیع وازننىـاتي م

ـان ـى لعمــــ الھزر ـت بـك لسرـ

ا نطق ـرق الشع ـال أس واـراء م

ـإذ ال یخ عريـالط شعـــ رھم ش

م حس ـى أبـأن ي ذلك بيـى ل

ـ ومق ـ الھ كمقـــ خرـ اطع الص

یر أذا ـي مـوأخ ن البص ن الج

ـح ـاك الكـ رـ ن الحب الم بأحس

سـن عـن ح الثـاني البيت في األبيات نلحظ تعبير الشاعر فيفهـو يقابـل ، إليه لمن يسئ واإلساءة ، إليه لمن يحسن المعاملة

بن عمرو مزيقياء ، هو الحارث: هو ثعلبة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء،ومحرق: العنقاء ١

.وكان أول من عاقب بالنار .م ١٩٨١-هـ١٤٠١ بيروت ٤٢٤/بنظر شرح ديوان حسان تصحيح عبد الرحمن البرقوقى

.١٨٩/ديوان حسان ٢

- ٢٧٢ -

بمثلها ، وفى البيت الخامس نجدة يؤمن والسيئة بالحسنةالحسنه الشعراء ما يقولـون إلى يوحى الذيفهو بوجود شيطان للشعر

حـد االعتقـاد إلى الجاهلية فيمن قصائد وهذه الفكرة عرفت أنه إال العصر االسالمى فيعنى والجزم بها ، وان وجد هذا الم

كان يردده القدماء لما المحاكاة على سبيل – الغالب في – شعره بين الفخر بقومه وقوه بأسهم في يموج انوأحيانا نجد حس

)١(:وبين شرب الخمر والعكوف عليها ، يقول، دا ى ماج ا فت دمي فین ال تع

ام ت المق یف تثبی رب بالس یض

زوجةــ ومم رفاـنشربھا ص

م تغن ي بی ـث ـ وت الرخـى ف امـ

، بين الخمر والحماسة موضع آخر يمزج بين الفخر فيويقول )٢(:،يقول والميسر

ـ وإن س ك ـا إذا مــ ق أم ـا األف أنما ـ

د ـون عن یا لـــ ـافتیھ ممس ـى ح معل

ا اعین بالفت تى مط اعیم بالمش مط

ت رب كان رم إذا الح الحریق المص ك

دى ین نجت ا ح ى أبیاتن ى عل وتلق

ـم ـل معم ـل كھـ ا كـ ـالس فیھ مجـ

ھ تر عرض ت یس ـاد البی ـع عم رفیـ

ـرم ة حضـ ـون النقیب ـذم میمـ ـن ال مـ

ـا ـراع إذا شت ـاز الق ـروب بأعج ضـ

ـوم ـاج ملـ ـي الھیـــــ ـى داع ـریع إل سـ

.١٨٧/ديوان حسان ١ .١٨٣/ديوان حسان ٢

- ٢٧٣ -

ت نلحظ المزج بين الفخر بالقوة والبأس والكرم ، وبين األبيا في البيت األخير ، فهو يقول في وشرب الخمر ، كما رالفخر بالميس

)١( ميسر والميسر كان عندهم من مكارم فعالهم صاحبانه : من مصادر – الجاهلية في نظر الشعراء في -وقد كانت الخمر

والحماسةهم عن الفخر حديت فية فهم يقدمونها ز الع القوة وروافد )٢(:أبا سفيان يقول هجا فيها التي حسان قصيده في، نجد ذلك

ا ر ب ا األش ا تإذا م رن یوم ذك

ـداء ـراح الفـ ب الـ فھن لطی

ـا ـالمة إن ألمنـ ـولیھا المـ نــــــ

ـاء ث أو لح ان مغ ا ك إذا م

ـا ملوك ـربھا فتتركن اونش

ـاء وأس ـا القـ ا ینھنھن ـدا م ـ

مطلـع في عن الخمر ثالشاعر بالحدي اهتمام نلحظ األبيات في البيـت فـي خاصة ، الفروسية حتى جعلها من دعائم القصيدة

آخر ما قاله حسان من " األخر من النص السابق، ويعد هذا البيت كان حسان قد ابتـدأ : الزبيريقال مصعب الجاهلية في القصيدة

: عنـد قولـه اإلسالم في ،ثم أكملها الجاهلية في يدةالقصهذه فتيه من وهجم حسان يوما على : قال. لم تروها إنعدمنا حيلنا

ياأبا الوليد : ، فقالوا وأنكره منهم ذلك مالخمر فنق قومه يشربون : هم بتركها فيثبطنا عن ذلك قولك ن ل وأنا منك ، إالما أخذنا ذلك

٤٤٩/ينظر شرح ديوان حسان ١ ٧٢/ديوان حسان ٢

- ٢٧٤ -

ان هـذا ما ينهنهنا اللقاء، فقال حس داوأسربها فتتركنا ملوكا ونشولـيس )١( ، واهللا ما شربتها منذ أسلمت، الجاهلية في قلته شيء

والحماسـة معرض شعره عن الفخر فيغريبا أن يتناول حسان ر باألعداء ، فقـد ف والظ بالقبيلةالخمر كعامل من عوامل التأثير

العامـة ةالجامعوقد تكون " الجاهليةكان ذلك من عاده الشعراء الفخر ، هيبين الحديث عن اللهو والغزل والحديث عن الحرب

واستمدادا لما لها من دالله على شعر الفخر دائما متسع لهما ففي جميـع فـي فتـاك روب من الغـزو وال ض بين الجامعة الفتوه

بيت واحد من في بن العبد يجمع بينهما هالمجاالت ، وهذا طرف )٢(: معلقته حيث يقول

وأن أشھد اللذات أنت مخلديأیھذا الالئمى أحضر الوغى إال كما ظهر نوع من شعر النقائض القائم على الفخـر باألحسـاب

الجانب األخر ، ولعل في اإلذالل وإظهارمن جانب والبطوالت إلـى ديوان حسان يكون مرجعه فيوجود ذلك اللون من الشعر

-النبـي قبل بعثه ثربيةيال ئةالبي في كانت تدور التي الحياةأثر إلـى الحرب من حين حير حيث كانت –صلى اهللا عليه وسلم

التـأثر إلـى األوس والخزرج مما دفع الشعراء قبيلتيأخر بين شـعر فـي بين القبائل والعشائر ومما ورد الدائرةبهذه األحقاد

٥٧/ينظر شرح ديوان حسان ١هـ ١٤٣١، دار الهداية ط أولى ١٩٤/كاظم الظواهري.وضوعي في الشعر الجاهلي ، دالمعادل الم ٢ م ٢٠١٠،

- ٢٧٥ -

س يق" ا ردا على قالهالتي القصيدة فيحسان من هذا القبيل قوله )١(: قصيدته فيحيث قال " الخطيمبن

ومھم ى وق ي جحجب غ بن أبل

ف م أن ا وراءھ ھ أن خطم

)٢(:فرد عليه حسان بقوله ي نفـ ریض ف د الق ـرـدع ذا وع

دحي ومدحي الشرف یرجون م

م د تلفھھ ومي للمج دع ق إن ت

ـوا ـدوا إذا وصف ـال یبـ ـل فعـ أھـ

ـى النبی ـلغ عنـ ـافیھبـــ ت قــ

ـوا ـا حلفــ ـم لنـ ـذلھم أنھـــ تـــــ

حسـان مهـت ا فقـد واضحا ، الجاهلي األبيات يظهر األثر في

جانب البطش والقوة مع االنتقام وعدم العفو ، وهى أمور بإظهاركمـا رمـى حسـان غريمـه تعد من خصائص ذلك العصر ،

وأنتم دعوه " )٣:( يدةقصلا أبيات في نسبه عندما قال فيكيك بالتش غير أبيـه إلى اإلنسان النسب أن ينتسب في والدعوة" لها وكف ملتها تظهـر ج في يفعلون ذلك واألبيات الجاهليةأهل وقد كان

مـن اإلسـالم كان عليها األوس والخزرج قبل التي الحالةهذه وقتال مستمر عداوة

٣٣٥/ينظر شرح ديوان حسان ١ ٣٣٧/شرح ديوان حسان ٢ /ينظر البحث ٣

- ٢٧٦ -

غرض المدح: ثانیا * ا كبيرا في الشعر الجاهلي فان زيحح على الرغم من احتالل المد

شعراء البيئة اليثربية في ذلك العصر كانوا مقلين فـي طـرق أبواب هذا الغرض ، فقد وجدنا أبيات المدح تـأتي فـي ثنايـا

، ولم تعرف عنهم الرحلـة حيان قصائدهم الفخرية في أغلب األ الملوك بقصد مدحهم والحصول منهم على العطاء أو الكبراء إلى

، ما خال حسان فانه كان على صلة وثيقـة بملـوك المنـاذرة وعلى الرغم من ذلك فشعر المدح عنده لم يخـل )١(والغساسنة

و من الفخر بنفسه وبأجداده ومن ذلك قصيدته التي مدح بها عمر . في حضور النابغة الذبياني ، وعلقمة بن عبده )٢(بن الحارث

عمرو بن الحـارث قدمت على << : )٣(يقول عن ذلك حسان لـي أذنت إن : ب بعد مدة ج ، فقلت للحا إليه الوصول صفاعتا

هجوت اليمن كلها ثم انقلبت عـنكم ، فـأذن لـي وإالعليه ، ، ، فدخلت عليه ، فوجدت عنده النابغة وهو جالس عـن يمينـه

يـا بـن : وعلقمه بين عبده وهو جالس عن يساره ، فقال لـي ـ عرفت عيصك ونسبك ريعة قد فال ث في غسان فارجع فإني باع

بصلة سنية وال احتاج إلى الشعر فإني أخاف عليك هـذين إليك

١٤٤/ينظر المدينة في العصر الجاهلي ١

هو أحد ملوك الغاسنة وهم بنو عمر بن مازن بن األزد ٢ ٣٥٨/شرح ديوان حسان ٣

- ٢٧٧ -

وأنت السبعين النابغة وعلقمة أن يفضحاك وفضيحتك فضيحتي ، )١(: تقول نأواهللا ال تحسن

ـم ب حجــزاتھ ـال طی ـاق النعـ رقــ

ـاسب ـوم السب ـان ی ون بالریح یحی

ـوالئد بینھـ ـض الــ ـحییھم بی ـمت ـ

اجب وق المش ریح ف یھ األض واكس

ا ـدیما نعیمھ ـادا ق ـونون أجـ یصـ

ب ـر المناك ـة األردان خض بخالص

ـده وال یحسبـون الخیر ال شـر بعـ

ـر ضـربة الزب وال یحسبــون الشـ

ا ت الحق ان إذ كن ا غس وت بھ حب

ـذاھبي ـى م ـت علـ بقومـي وإذ أعی

لهمـا : ، فقلـت عمليكإلى ذاك :البد منه ، فقال : فأبيت وقلت قد فعلنا ، فقال عمـر : قد متماني عليكما ، فقاال إالك بحق المل

)٢:(ريعة فأنشأت ف البابنهات : بن الحارث

وأولها .هذه األبيات من قول النابغة الذبياني ١ يني لهم يا أميمه ناصب وليل أقاسية بطئ الكواكبكل ١٢١/ديوان حسان ٢ اسم مكان في الشام وهو الجوالن: البضيع ٣

- ٢٧٨ -

.قرية قرب دمشق وكل هذه منازل آل جفنه الغساسنة: موضع بغوطة دمشق، وجاسم : الصغر ١ موضع قربها: وقيل قيل هي دمشق، : جلق ٢ ذات القرطين وهى أم بني جفنه بن عمرو بن مزيقياء وهى بنت ملك الروم: ماريه ٣ الخمر وإناؤها: الناجود ٤

- ٢٧٩ -

)١(: أن قالإلى

)٢(المصطلي جنوب ھتكون مواسم ومذودي الكرام فيأصیل نسبى الجاهلي العصر في من قصائد المدح المشهورة القصيدةتعد هذه

ورغم أن كل .. اليثربيالمدح ورغم أنها خير ما يمثل شعر " ، ـ بها تحدد الغرض منها وهو المـدح ، المحيطة الظروف ن إف

بالفخر، فقـد بـدأها للمدح ،بل مزجها خالصةحسان لم يجعلها بدايـة ، وهى بالوقوف على الديار والسؤال عنها وعما غيرها

ذلك العصر ،ثم في المدح في مع المتعارف عليه تتمشىطبيعيه تأبيـا فيه على عشره د ز ولم ي األساسي الغرض إلىانتقل منه

، وأنهـم والشجاعة جفنه بالجود وقرى األضياف بني فيها حمدالرحيق، وال تدعى والئدهم لنقف الحنظل ، ملوك يسقون درياق

وأسلوب نفسه بخمسه عشر بيتا فخر فيها بشرب الخمر خصثم نسبه وحده لسانه وتقلده مع قومـه وبأصالةتعامله مع سقاتها ،

ـ العشيرةشأن يعاشـرون الملـوك ن سلما وحربا ، وبأنهم ممل سـبي في ،وممن يبذلون المال إليهموتتجه ركابهم ويجالسونهم

اذانرى فيها األثر فالقصيدة )٣("الحمد والثناء ، ونقاء األعراض متعـددة المـنهج ناحيـة مـن فهي ، واضحة الجاهليةوالمعالم

١٢٥/ديوان حسان ١ /ينظر البحث نفسه ٢ ١٥٤/ينظر المدينة في الشعر الجاهلي ٣

- ٢٨٠ -

– ، فالشاعر الجاهلية للقصيدة التقليدياألغراض حسب المنهج بالوقوف على األطالل ووصف الديار ، ثم انتقل بدأ –كما سبق

، ثم افتخـر بنفسـه للقصيدة األساسي المدح وهو الغرض إلىأمـا . الجـاهلي غالب شـعرة فيوقوم وهذا هو منهج حسان

وقد تحدث عـن الخمـر حـديث المضمون ففيه نلحظ الشاعر بها ، والفخر بشربها ووصف سقاتها ، وهذه أمور لم اإلعجاب

.الجاهلية فيحديثه اإلسالم فييتحدث عنها جبله بـن األيهـم ح آلل غسان حيث مد – كذلك –وقال مادحا

)١(: ، يقول الغسانيصاحب التاج انـــال الیرموك فالخمـــبین أع ان ـــت بمعـدار أوحشـــــمن الل

دوانى ــور الــاء فالقصـــفسك ن بالس فداریا ــات مــــفالقری

)٢( انـــابل وھجــــى قنـــــــمغن ھ الصفر ــاسم فأودیــا جــفقف

ناــــول عظیمھ األركـــــــــ وحل د أنیس ـــزیز بعــلك دار العــت والنــارث الجــو بحــوم حلـــی ملتھـــد ھبــوقم ــلت أمھـــھب

انـــھ المرجــــــودا أكلــــن قع ظم د دنا الفصح فالوالئد ینــق

ناـــــاسد الكتـــــــیھا مجط عل ري ـ نقب الفيادى ــنین الجیجت

٣٢٢/ديوان ديوان حسان ١

ئم اإلبلكرا: الجماعات من الخيل، والهجان: القنابل ٢

- ٢٨١ -

)١ (انــــــغ وال نقف حنظل الشری م ــالغافر والصــــم تعللن بـــــــل

انــــــاقب األزمــــق تعـــــوح ر الده فيذك مغنى من آل جفنھ ومكاني التاج مجلس ذيعند ق مكین ـــــاك حــ ھنأرانيد ــق

)٢(: قصيدة يفخر فيها بنفسهفيلمنذر وقال يمدح النعمان بن اروح ھ ــل كلـدلج اللیـأن ت لفھاـأك ىت اب اإل لمى ب ب ن س

)٣(ديـوتغت دــــیحمومن یعط أثمان المحامد لى الحمد مالھتزور امرءا أعطى ع

تى یذكر لھ الخیر یزددمجوادا ـــولـــــھ را كثیرا فضــھ بحـــوالفیت

مدح حسان لقريش حيـث في الجاهلية البيئةأثر بدو بوضوح وي كانت تعبده قريش الذىم نبالصذكر فضلها وعزتها ، كما أشاد

)٤(: يقول الجاهلية في

)٥(دارـــد الـ لعبخالصة فالمح فتفلقت ت قریش بیضھ ــــــــكان ستار األذيحجاب بیت اهللا ى خصھم بكرامـــھ ـ رباهـــومن

البيت األخير ذكر حسان لهذا الصنم ، وقد كان لهزيل فينلحظ ، الجاهليـة في يعبدونه من دون اهللا والمدينة مكةبين وخزاعة

في البيت صورة مستوحاة من البادية فهو ينفى عن ممدوحة صفه من صفات البداوة حيث كن في ١

.البادية يكسرن الحنظل الستخراج ما فيه ١٣٢/الديوان ٢ هو النعمان ابن المنذر: ابن سلمى ٣

٣٢٨/ديوان حسان ٤ صفار البيض : المح والمحه ٥

- ٢٨٢ -

إسـالمه وحسن اإلسالموقد تبرأ حسان من كل ذلك فقد دخل . صلى اهللا عليه وسلم-شاعر الرسولحتى أصبح

، يقـول السـابقين وفى شرح ديوان حسان نجد بيتين بعد البيتين )١(:فيها مادحا قريش

ارــادى وأھل لطیمھ الجب ونداوة الن والعليأھل المكارم وبنجدة عند القنا الخطار المشاھد كلھا في قریش ولوي

البيت وخدمتـه، وكـان هبسد ان البيتين يمدح الشاعر قريش فيعند مـن الكعبةتكون مفاتيح ذلك لعبد الدار وهو منصب رفيع

وأمانات كمـا أموال من الكعبة فييتقلده ، ويكون المسئول عما أمـورهم إلبـرام يجتمعون فيها : وهى دار كانو بالندوةيمدحهم

.وتشاورهم فيوبعد عرض نماذج من شعر المدح للشاعر حسان ابن ثابت

شعر المدح في بالنصيب األكبر الغاسنة خص نلحظ أنه الجاهلية من صلته الغاسنة ما كان بينه وبين إلىيعود عنده ، ولعل ذلك

منهم والـيهم يشعرون أن حسان " كانوا – أيضا - ،وهم وقرابة اإلنشـاد ولذلك قال له الملك عمر بن الحارث وهو يصده عـن

خاف عليك هذين السبعين أن بغلباك أ أنى: ( وعلقمة النابغةأمام رابـة الق وقد كانت هـذه )٢( ) :فضيحتيويفضحاك وفضيحتك

معـرض المـدح في جعل حسان يفخر بنفسه وهو الذيالدافع

٢٥٥/شرح ديوان حسان ١

/ ، وينظر البحث نفسه١٥٥/مدينة في العصر الجاهلي ينظر ال ٢

- ٢٨٣ -

، ويرى أن كرامه أصله ، وعراقه نسبه مستمده الغاسنةلملوك عند قولـه الجاهلي شعره في كظهر ذل االنتساب لهم ، وقد من:)١(

منھم أصلى، فمن یفخر بھ یعرف الناس بفخر المفتخر یر أنكاس وال میل عسر غا ـنحن أھل العز والمجد مع

وكان من شده ارتباط حسان بهؤالء األمراء وشـعوره القـوى تفضيل عنصـر الجاهلية في ،أن أصبحت لديه إليهمباالنتساب

- غالب شعرهفي –، ومدح األمراء هؤالء البداوةالحضارة على بقيه العرب وكما أشرنا من قبل اعتراف حسان بأن مجلسه عن

)٢( جنبإلىالملك جنبا ءبجوار هؤال الطبيعي

١٩٣/ديوان حسان ١ /ينظر البحث نفسه ٢

- ٢٨٤ -

:غرض الھجاء: ثالثا * أثارتهـا التي تلك األحقاد الجاهلية فيالباعث على التهاجى كان

العصبيات والمنافرات والمفـاخرات، فانـدفع الشـعراء وراء المعاديـة بالقبيلـة قبائلهم فكان الشاعر ينـدد وإضغانأحقادهم

صـبح البيـت مـن كانت أو معتدى عليها حتى أ يةلقبيلته معتد ة شريفه، وعاد قبيلةع قدر ضوي خاملة قبيلةالشعر يرفع من قدر

مرتبطا بـالحروب – الجاهلية في –ما كان يظهر هذا الغرض بيئـة فـي ذلك شأن الفخر ، وبـالنظر فيوالمنازعات ، شأنه

تلـك نجد أن أشهر أيام العرب وحروبهم الدراسةشاعرنا محل الشاعر وبـين األوس ، قبيلةج وهى الخزر قبيلة كانت بين التياقترن ذكر ذلك باسم مجموعـه مـن الشـعراء الجـاهلين وقد

أبو قـيس بـن األسـلت، :والمخضرمين كان أبرزهم خمسه هم بـن رواحـه ، وعبدا هللا ، وأحيه بن الحالج، وحسان بن ثابت

للـدفاع عـن قومـه منهم يتصدى كل واحد الخطيم، بن وقيسفيه من أعدائهم ويشهر ينال الذي الوقت فيوالمفاخرة بأمجاده،

القصيدة الواحدة في،فيجمع ، ويطلق فيهم لسانه ثلبا وهجاء بهم بين الفخر والهجاء ، ويقف له الشاعر األخر بالمرصاد ، ويرد

، قالبا فخره ذما والقافيةتخذا نفس الوزن موينقض معانيه، عليه هم شهدت يثرب ميالد نفسه وبقومه ، وبهذه المهاجاه بين ، مشيدا ب

لم يكن لهابه عهـد األخرى العربية جديد عن البيئات شعريفن

- ٢٨٥ -

وقـد ) ١(ئضالنقان ، ذلكم هو ف الماضية أجيالها في هوال عرفت شعر حسان ظهورا ملحوظا ، فقد تفاعل في البيئةظهر أثر هذه

تنهال به على أعـدائها الذيمع قبيلته حتى أصبح لسانها بشده بن هيشه بن عبـد اهللا بـن حسان يهجوا الحارث ومن ذلك قوم

)٢( بن عمرو بن عوف معونة )٣( ناريتمسسكما ھل تقصران ولم ــما ا بالى وبالكــ رفاعة مبنيا ــی -١ )٤(ى فیھ بأحجارـأت علــلب وجــك فنيى یقاذ ــان منتھیا حتــــا كــم -٢ ارــــــــــــیر أطھــر وراداء غزــبمئ نصف الثوب بینھم الثالثةو سیك -٣ ارـة شبت بمعــــــال مجوعــــرج نیــار مــن سرائھم وم ـاب قــد خـــق -٤ اريـــــأظفالبزواء ــــ ألنشبت بإذا مـــذورحرء ــ المإنن ھیشھ ــوال بــل -٥

فـي األبيات استخدم الشاعر أللفاظ السب والشتم كما فينلحظ بغيـر ( ، والوصـف الثـاني البيت في) لب ك( التعبير بلفظ

مـوطن فـي وألن الشاعر يهجـوا . البيت الثالث في) أطهار البيـت األخيـر فيالحرب والنزاع بين األوس والخزرج نجده

واألظفـار ) البزواء( ديارهم في عليهم ، والطعن باإلغارةيهدد .هنا كنايه عن القوة وشدة الطعن

ردا على قيس )١( قوله –أيضا – الهجاء فيومن شعر حسان فـي يقـول طويلـة بقصيده بن الخطيم عندما هجاه بن الخطيم

)٢(مطلعها

٦٣/ينظر المدينة في العصر الجاهلي ١ ٢٥٢/ديوان حسان بن ثابت ٢ يعنى قيس بن رفاعة، وأخاه من بني واقف بن األوس ٣ وجأ ضرب، والمعنى ضربت ولكزت: وجأت ٤

- ٢٨٦ -

ماذا علیھم لو أنھم وقفوفوا رد الخلیط الجمال فا نصر) سـمير ( هذه القصيدة ما كان من حـرب فيوذكر بن الخطيم

ن لم بين األوس والخزرج ، والشاعراالواقعةوهى أول الحروب ا سبقت زمانها ، بل حضـرا حروبـا أخـرى يحضروها لكونه

ا بعثا هذه الحروب شعرا ، مكبغاث، وهى آخر حروبهم ، ولكنه استحضار صورة ذلك العـراك القـديم إرادة فيومبالغه منهما

نفسها اللتـين كانـت والقافيةتيها على الوزن نفسه جعال قصيد عاصـروا حـرب عليها قصائد من سبقهما من الشعراء الذين

، وهم مالك بن عجالن، ودرهم بن زيد ، وعمرو بـن )٣(سمير القيس امرئ

مطلع قصيدتهفييقول حسان ذفـمن ذكر خود شطت بھا ق ف ــال عین دموعھا تكــــا بــم لفـوانا والشكل مختـأرضا س ا ـؤم بھــــربھ تــــھا غـانت لــب وا فداة قد عزـت الحــى رأیـحت م ــك بینھـــــا كنت أدرى بوشـم وم تعتكف ــا شفھا والھمــــمالیھا ــــــــ والنفس غادرونىـفغ

رفـــــــــــ شسبتيلھم غیر ا ـمرـ نففيد القریض ـدع ذا وع صنطعفتاءنا والعبید ـن جـم دا لنا نخولكم ـــــــــــــــكنتم عبی

ف ــــــوة لھا وكـــــم دعــ وأنت ادنا سفھـــــ تعاطون مجكیف ف ـ الفعال ینتصفيا ـد لنــــرمنا جـ وأكمـكد ـــــــــشانكم ج واــفــكأعبد األوس كلما وص ن كان المجد محتده ـــنجعل م م ظلفـــاث أظلمھـــوم بعــــی وا ــد قتلــــــــــبتم ألعبـاالغض

ينظر البحث نفسه ١٢ ٦٥/المدينة في العصر الجاهليينظر ٣

- ٢٨٧ -

)١( فـھ التلــــدى لــ فیلق یجتفي یس لكم ــــن رئـم قتلنا مـــوك ف ـھ وال أنـــــرتبھ ـــت لـــلیس الفكم ـــــد یحــن لئیم عبـــوم

م كشفــ وأنتاذا عنیفــــــــأخأخذھم ــتوف ــم والسیـــنقتلھ مقابله قصيدة بـن الخطـيم في ما وضعنا قصيدة حسان هذه إذا

يل مثالهجاء المبنى على النقائض خير ت لوجدنا أنها تمثل غرض فـي اتخذه ابـن الخطـيم الذيحيث اتخذ حسان المنهج نفسه

وهـى - أيضا-فحسان بن ثابت بدأ قصيدته بالغزل )٢(قصيدته حقيقية متكاملـة ، نقيضه فهيرد متعمد على قيس بن الخطيم ،

والتعرض للعورات ، ولم الفحش إال األموميه ائضنقالفيها من هذا الموضوع وان جاء على فيحظ شيئا من ذلك عند حسان نل

هذا النص فقد التـزم فياضع ، أما استحياء فى غيره من المو

كان من عادة أهل يثرب في الجاهلية أن يقاتلون في فيالق، وهى شئ كالحصون يحميهم من وقع ١ .النبال

ومن شعره في هذه القصيدة ٢ أبلغ بني جحجبى وقومهم خطمه أنا وراءهم أنف

من ضيم خطة نكفوأننا دون ما يسومهم األعداء نفلى بحد الصفيح هامهم وفلينا هامهم بنا عنف

إن ولو قدموا التي علموا أكبادنا من ورائهم تجف لما بدت غدوة جباههم حنت إلينا األرحام والصحف

عن شأوكم، والحراب تختلفقفوا : كقلينا للمقدمين يتبع أثارها إذا اختلجت سخن عبيط عروقه تكف

إن بني عمنا طغوا وبغوا ولج منهم في قومهم سرف فأنى بقومنا خلف:معشر ظفروا قلنا: قال لنا الناس

بين ذراها مخارف دلفلنا مع آجامنا وحوزتنا يدب عنهن سامر مصع سود الغواشى كأنها عرف

٦٨/ وينظر كتاب المدينة في العصر الجاهلي

- ٢٨٨ -

لفـراق صـاحبته ذكر بكاءه . هم الشائع العام رفوعبسمه قومه ه ، وفوجئ بمراكبها تأخذ أرض بعيد إلى غادرته دون علمه التيثـم الهموم الضاربة، الرحيل ولم يبق له منها غير الذكرى و في

غرضه إلىبعد أن قدم هذه الصورة الغزلية الباسرة ينتقل فجأة ليرد على بن الخطيم سـاخرا مـن وعيـده مباشرة دون تمهيد

الشرف ، ثم ذكر فيمفتخرا بقومه، مدعيا أن خصومه أقل منهم ووسمهم بالعبودية، ثم جعل خصومه من قتلوا منهم يوم بعاث ،

.ا لقومهخوال وعبيدا وخدمومن صور الهجاء المشتملة علـى الفحـش والتعـرض

فـي عند دخولها ) مزينه( هجاء في، قوله عند حسان للعورات )١(: يوم بعاث يقولفيحلف مع األوس

اھك الفتل ــ مزینھ من أستانجي زینھ من عمق لتنصرھم ــاءت مــج شأنكم جلل فيأو تبلغوا حسبا وى أن تذكر واحسنا ــــسكل شئ ف موطن بطلفيم ـس لھـجار ولی یمشى بعقوتھم ى الدانیسـوم مـــق

)٢(:أيضا)مزينه( هجاءفيوقال )٣(تحت البشام ورفغھا لم یغسل دس وآرة ــك بین قلالة ــــــرب خ

ھا أو یفعل ـــــــیمسى یكاد ـارھا حتــتسعى وترقص تحت أیر حماء حسان لمزينه تلـك الصـورة نلحظ من النص األول من هج

فيرارها فمنتهى االيقذاع والفحش ، فقد رسم هجائها فيالبالغة

٢٩٦/ديوان حسان ١ ٢٩٦/ديوان حسان ٢ قدس ورآه جبالن فى بالد مزينة ٣

- ٢٨٩ -

هزلية مثيرة للسخرية ، ونفى عنها بعد ذلك ةاألول صور البيت الشرف والحسب ، واتهما بالدنس والبخل والجبن، وهذه الصفات

نـد الجاهلية ع البيئة في الهجاء كانت في استخدمها الشاعر التي قـوم أو فـي تحققت إنالعرب من مواطن الذل والهوان بحيث

ها د والعار ، كما أن أضـا زيخالوصفوا بها أصابهم والزمهم ة من صفات الفخـر والمحامـد ، من الشرف والكرم والشجاع

البيتين األخريين فيولعلنا نجد أثر البيئة الجاهلية أكثر وضوحا فـي ت المذكورة وهى نساء قبيلة مزينة بهذه الصفا فقد وصف

بعد ذلـك شـعر حسـان اإلسالموقد قوم . غاية الفحش والشتم .حفينه في ، وسوف نجد ذلك اإلسالم أعداء إالفأصبح ال يهجوا

- ٢٩٠ -

الفصل الثاني )مالمح األغراض الشعریة في شعر حسان االسالمى (

غرض الفخر: أوال* مما سبق من عرض شعر حسان الجاهلي في غرض الفخـر ،

جدناه مرتبطا بالقبيلة بحيث كان فخره في شعره معبـرا عـن و يفخر هقبيلته التي ينتمي إليها وعشيرته التي نشأ فيها ، فهوتا ر

باألحساب واألنساب، وأخرى يفخر بقوه قومه وبأسهم الشـديد ضد أعدائهم سواء كان ذلك على حق أو غير حق

الذي جعل ألمراأما في اإلسالم فقد تأثر الشاعر بروح اإلسالم فخره مستمدا من هذا الدين الجديد ، فهو يفخر باالنتساب اإلسالم

صلى اهللا عليـه – يفخر بنصره النبي – كذلك -والسبق إليه ، بالقرآن الكريم ، وغيـر – ونزول جبريل عليه السالم –وسلم

ذلك من معان وموضوعات متعلقة بالدين االسالمى ومن ذلك ، صلى اهللا عليه –بق إلى اإلسالم ونصره النبي قوله مفتخرا بالس

)١(: -وسلم تمال العظائم ــوجاه الملوك واح إال السؤدد العود والندىهل المجد

ونصر النبي وابتناء المكارم الهدىك في اإلشراك والسبق فـي لنا المل عليه –و في قصيده أخرى يفخر حسان بالتقوى ، وتأيد جبريل

)٢(:يقول. نين ، وما كان من نصر يوم بدر للمؤم-السالم

١٣٧/ديوان حسان ١ ٩٥/ديوان حسان ٢

- ٢٩١ -

دیق الرسل ــطاعة اهللا وتص در بالتقي ـــوم بــونا یــوعل لــادیث مثــدر وأحـــوم بــی ي قریش عورةــركنا فــوت

أنا أسد طلــــــإذا لقیناكم ك ل اللوى ــــكم أھـا منــوقتلن ل جحجاح رفلــــــا كــوطعن م ـــــل رأس منھــا كــوقتلن

صـلى اهللا عليـه -نلحظ في األبيات فخر الشاعر بنصرة النبي وبالقوة والبأس الذي قدمه السلمون يوم بـدر ، وكـان -وسلم

منطلق الشاعر في فخره من إحساسه العميق باإلسالم والشعور القوى بقوة االنتساب إليه ، لكن النص نلحظ فيه تلك النبرة عالية

ولعل ذلك مرجعـه االصوت التي انبثقت من فخره لتهجو قريش إلى مناسبة القصيدة حيث إن حسان قالها ردا على قصيده ابـن

ها بقومه يوم أحد يالزبعرى التي افتخر ف )١(: بيوم بدر– أيضا -وقال حسان يفتخر

ذوب ـار الكــــــــدق غیر إخبــبص ھـذي ال عیب فیــوخبر بال ن النصیب ــي المشركین مـا فـلن ملیك غداة بدرع الـبما صن

روبــنح الغــــــانھ جــدت أركــب راء ـــــغداة كأن جمعھم ح رد وشیبــــن مـاب مـد الغــكأس ـا بجمـــعــــفـال قینـاھم من

ج الحروب ـداء في وھــعلى األع آزروهد ـــــام محمد قـــــأم ى الكعوبطاـــــــــرب خوكل مج اتفوارم مرھـ صدیھمـــیبأ

نلحظ اعتماد الشاعر في النص على إظهار مواطن القوة ، وشدة البأس واألخذ على يد األعداء في عز، معتمدين في كـل ذلـك

ونصره للمؤمنين ، والشاعر في طريقه تناولـه -على اهللا تعالى للغرض يشبه هذه الطريقة القديمة في الجاهلية ، إال أن الفـارق

١٣٥ -١٣٤/انديوان حس ١

- ٢٩٢ -

عر في الجاهلية كان بفخره ينطلق من خـالل العصـبية أن الشا القبلية ، أما في اإلسالم ففخره يستند على عقيدة اإليمان بـدين اإلسالم ، والشعور بالعزة والكرامة في االنتماء إلية ، ويؤكد هذا

المعنى قوله في قصيدة )١(:أخرى ائم اإلسالم ــــ دعماـــا أقــــوبن ـــھر نبیــا بنصـرمنـــاهللا أك

دامــــرب واإلقـــزنا بالضـــوأع ــــــابھز نبیھ وكتــا أعـــوبن الھامخرافاجم عن ــھ الجمـفی وفناـفي كل معترك تطیر سی

الم واألحكامـــــرائض اإلسـبف ي أبیاتنا ــل فــا جبریـــینتابن امــــــــــرك لیس كاألقسقسما لعم ھا محكما ـــــــیتلو علینا النور فی

رامـــــــــل حــــرم هللا كـــومح اللھــل حــون أول مستحـفنك امــل زمــــام كــــونظامھا وزم ار من البریة كلھا ــن الخیـنح

نلحظ في األبيات تأثر الشاعر الواضح باإلسالم، فهي من حيث القيام علـى المضمون يفخر فيها الشاعر باالنتساب لإلسالم ، و

، كما يفخر بنزول جبريل - صلى اهللا عليه وسلم –نصره النبي بالقرآن الكريم ، كما نلحظ تأثر الشـاعر فـي – عليه السالم –كنتم خيـر امـة :" ت األخير بالقرآن الكريم في قوله تعالى يالب

اآلية......" أخرجت للناس معهودة ومن حيث الشكل نلحظ استخدام الشاعر أللفاظ غير

– الحـرام - الحـالل -اإلسالم النور ( في شعر الجاهلية مثل ) جبريل فرائض

١٤٣/ديوان حسان ١

- ٢٩٣ -

ضـر تحوعندما يفتخر الشاعر بقومه في اإلسالم نجده يس )١(:يقول . عة فذكر ما زاده اإلسالم من الفضل والريفضلهم ثم

فلما أتى اإلسالم كان لنا الفضل ــمد ـــكنا ملوك الناس قبل مح ام مضت ما لھا شكل ــــ بأیإلھ س غیره ـــا اهللا الذي لیمنروك

وأكرمنا باسم مضى مالھ عدل ـــھ ر اإللھ والنبي ودینــــبنص :إلى أن قال

ومن غسلتھ من جنابتھ الرسل یاتھ ـــــ المسلمین حنومنا أمیاإلشارة إلى : في البيت األخير يشير الشاعر إلى حدثين ، األول

كان ينتمي إلـى قبيلتـه –الصحابي الجليل سعد بن معاذ دور فـي بنـي - صلى اهللا عليه وسلم – النبي ه حين حكم –األوس

ل الرجال ، وأن تسـبى تقريظة بعد غزوة الخندق ، فحكم بأن تق لقـد – صلى اهللا عليه وسـلم –النساء والذرية ، فقال له النبي

.حكمت بحكم اهللا من فوق سبعة أرقعةالصحابي الجليل حنظله بن أبى عامر الذي لقب بغسيل : ي والثان

المالئكة وذلك عندما أصاب من أهله فلما سمع الصيحة يوم أحد . المالئكةهخرج مبارزا فاستشهد فغسلت

كما نلحظ في موضع أخر الشاعر وقد جمع فـي فخـره األوس قومه الخزرج فقط كما كان الحال فـي بوالخزرج معا فلم يفخر

)٢(:ويقول . ية الجاهل لـــــــق أول قائــأوائلنا بالح ینا النبي وصدقت آورنا وــــنص

١٤١/ديوان حسان ١ ١٦٧/ديوان حسان ٢

- ٢٩٤ -

ل حافیتھ بالقنا والقنابل ــنص وكنا متى یغزو النـــــــبي قبیلة )١( من قصيدة طويلة – أيضا –يقول

د حتى تأثالــــا المجـــتربع فین فنحن العرى من نسل آدم والعرى ناس أن یتحوالــعلینا وأعیا ال رت عماده ـــــا فاستقـز بیتبني الع زا وأفضالـار عــأعز من األنص ن الناس معشراـن تلقى مــوانك ل

في األبيات نلحظ فخر الشاعر بأهل المدينة دون أن يميز بيـنهم كما كان في الجاهلية حيث كان يفتخر بقومه الخزرج ويحـط –

األوس، أما في اإلسالم فقد جمع بينهما رفي الوقت نفسه من قد فكما هو معروف . وذلك من أثار اإلسالم ) األنصار ( تحت اسم أنهى على العداوة التي كانت – صلى اهللا عليه وسلم –أن النبي

.بين األوس والخزرج في الجاهلية مما سبق نلحظ اختالف غرض الفخر عند الشاعر حسـان بـن

ي الجاهلية، فهو بعد اإلسالم نلمس فيـه ثابت في اإلسالم عنه ف روح اإليمان باهللا تعالى ، والفخر باالنتماء إلى دينـه الحنيـف

واإلعالء من شأن المسلمين دون تميزهم إلى بطون ) اإلسالم ( .أو عشائر

غرض المدح: ثانیا*

اإلسالم في جكما كان شعر الفخر تسرى فيه روح اإليمان وأري شعر حسان االسالمى ، كذلك شعر المدح نلحظ فيه أثر اإلسالم

٢٧٤/ديوان حسان ١

- ٢٩٥ -

جليا حيث أصبح هذا الغرض يدور حـول الـدعوة إلـى اهللا، والجهاد في سبيله ، وانطلق الشاعر في مدحه لألشخاص مـن خالل إيمان الشخص باهللا الواحد ، والعمل علـى نشـر ديـن

–نبي اإلسالم ، كما وجدنا في شعر حسان مـدحا خالصـا بـال صلى اهللا عليه وسلم ، وذلك في قصائد كثيـرة تتضـمن هـذا

في شعر حسـان –الغرض ، ومدح النبي صلى اهللا عليه وسلم يختلف عن مدح حسان للملوك واألمراء في الجاهليـة ، حيـث

غي في جاهليته مؤانسه الملوك والنيل من عطاياهم، أما تبكان ي إلسالم مختلف عن ذلك في ا –مدحه النبي صلى اهللا عليه وسلم

صـلى اهللا عليـه –تماما حيث أن الشاعر يرى أن مدحه للنبي يعد من تمام اإليمان ،وصدق اعتقاده ، فلم يكن الشاعر –وسلم

تحـوال فـي ذلـك عد يغي من ذلك المدح العطايا والمال، و بتيعد أن كان يمدح من منطلق قبلي وعصـبية بشاعريه حسان ، ف

من منطلق ديني اسالمى ومن ثـم قلـت وقبلية ، أصبح يمد ح أبيات الفخر التي كانت تتخلل بكثرة قصائد المدح في الجاهليـة،

)١ :(ومن نماذج ذلك قوله ة للناس تتبعــوا سنـــد بینــق ــــوتھم ر وإخـــن فھــذوائب مـــإن ال

وارعــــــر الذي شــ اإللھ وباألم وىـتقیرضى بھا كل من كانت سریرتھ حاولوا النفع في أشیاعھم نفعوا أو دوھم ـــرو عـــــاربوا ضــــقوم إذا ح رھا البدع ـم شــالئق فاعلــالخ إنـــــدثةھم غیر محــلك منــسجیة ت

٢٣٨/ديوان حسان ١

- ٢٩٦ -

عـق ألدنى سبقھم تبــل سبـــفكي الناس سباقون قبلھم ـان فـــإن ك –ان قوله يمدح النبي في شعر حس - أيضا –ومن قصائد المديح

وقد تأثر الشاعر فيها كثيـرا بـالمجتمع –صلى اهللا عليه وسلم )١:(اإلسالمي لفظا ومضمونا يقول

ن اهللا مشهود يلوح ويشهدــم عليه للنبوة خاتم رــــــأغ ؤذن أشھد ـال في الخمس المـإذ قم النبي إلى اسمھ ــوضم اإللھ اس

رش محمود وھذا محمد ــذو العــف ــــھ لیجلھمن اســــــق لھ مــوش من الرسل واألوثان في األرض تعبد ـــــــأس وفترة د یــانا بعــنبي أت

ل المھند ــا الح الصقیــوح كمــیل فأمسى سراجا مستنیرا وھادیا دـــ نحمالم فاهللاـــــــــا اإلســـوعلمن ـــر جنة ارا وبشــذرنا نــــــوأن

نلحظ من األبيات أثر اإلسالم جليا واضحا سواء في الشـكل أو المضمون ، فمن حيث الشكل نلحظ اختيار الشاعر ألفاظ القصيدة من الوادي السهل البسيط متأثرا في ذلك بألفاظ إسالمية لم تكـن

النبوة ، المؤذن ، ( ن قبل أمثال ــمعهودة في أقوال الشعراء م ( تأثر بعبارات من القرآن الكريم في مثـل قولـه كما) العرش

وأنذرنا نـارا وبشـر ( وله ــــوق) فأمسى سراجا مستنيرا –أما من جهة المضمون فقد جعل الشاعر مدحه للنبـي ) جنة

مستمدا من رافد ديني ، وإيمان عميـق –صلى اهللا عليه وسلم عليه وسلم صلى اهللا – فهو لم يكن ليمدح النبي – تعالى –باهللا

مثلما كان يمدح الملوك من قبل بتناول مدحهم مـن منطلـق –مادي حيث كان دافعه إلى ذلك حب المال والعطايـا أو مجالـه

١٣١/شرح ديوان حسان بن ثابت ١

- ٢٩٧ -

٠ صلى اهللا عليه وسلم –األمراء والملوك ، أما في مدحه النبي ى صـل –فقد وجد حسان أن من تمام اإليمان أن يقدم حب النبي

حب ، وفي المدح تعبير عـن هـذا على كل –اهللا عليه وسلم الحب وإظهار له ، كما أنه طريق من طرق رضا اهللا سـبحانه

. وتعالى وذلك واضح من خالل البيت األخير في النص السابق ، ومن ثم

)١(:ختم الشاعر قصيدته السابقة ، بقوله بذلك ما عمرت في الناس أشھد ـــى وخالقي ق ربــــھ الخلــــوأنت ال

واك إلھا وأنت أعلى وأمجدـــس دعا الیت رب الناس عن قول من ـتع دى وإیاك نعبد ـــاك نستھـــــفإی اء واألمر كلھــق والنعمــك الخلـــل

– صلى اهللا عليه وسلم –وعندما يمدح حسان أحدا غير النبي – صلى اهللا عليه وسلم –نجده يبدأ مدحه إياه بإتباعه للنبي

يمان الممدوح ، وخدمته للدين، يقول في مدح الزبير ومدى قوة إبن العوام عندما دخل على حسان وهو ينشد في مسجد رسول

والحاضرون غير مقبلين عليه ، – صلى اهللا عليه وسلم –اهللا ما لكم التستمعون ، واهللا لطالما أصغى إلية : مجلس الزبير وقال

)٢(:صاحب هذا القبر فقال حسان بمدحه ھ والقول بالفعل یعدل ـــــحواری ـــدیھد النبي وھــــى عھـــم علاــأق ق والحق أعدل ـــى الحـــیوالى ولــاجھ وطریقھ ى منھــام علــــــــأق

ا كان یوم محجلــول إذا مـیصطل الذي ـــور والبارس المشھــــھو الف ى الموت یرفل ـــاق إلـــــبأبیض سبإذا كشفت عن ساقھا الحرب حسھا

١٣٢/ديوان حسان ١ ٢٤٩/ديوان حسان ٢

- ٢٩٨ -

)١(رفل ـــد في بیتھا لمــومن أس أمھ ةـــفیانت صـــــرأ كــــوان ام الم مجد مؤثلــرة اإلســومن نص بةربى قریـــــقول اهللا ــــلھ من رس

ى فیجزلطعن المصطفى واهللا یع ھ ربة دب الزبیر بسیفـــــــــم كـــكفبالسـبق لإلسـالم ، في النص نلحظ الشاعر يمـدح ممدوحـة صـلى اهللا عليـه –والمحافظة على العهد الذي بينه وبين النبي

امه منهج الحق والثبات عليه، ثم مدحه بالشجاعة ز مع الت –وسلم ، ودفاعه عن اإلسالم ، ثم عاد ليمدحه بذلك النسـب الشـريف

صلى اهللا عليه وسلم كـل –الذي يلتقي فيه مع نسب رسول اهللا مباشرة على أثر اإلسالم في شخصية حسان بـن ذلك يدل داللة

.ثابت وتأثر شعره باإلسالم من حيث شكله ومضمونه

صلى -أمه هي صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كالب، عمة رسول اهللا ١

لماهللا عليه وس

- ٢٩٩ -

الفصل الثالث مصادر الصورة في شعر حسان بن ثابت

أهم ما يتميز به العمل األدبي هو كونه صورة يعكس ما يعاينـه صاحب العمل الفني، وما يجول بداخله من انفعاالت سواء كانت

لحظات سرور ومرح، أو آالم وحزن ، والصورة في تعبر عن إن : الشعر أقوى وأظهر من األنواع األدبية األخرى حتى قيـل

صـورة ، وطبيعـي أن تسـتوحي إال القصيدة الشعرية ما هي الصورة من البيئة التي يعيشها الشاعر سواء كانت بيئة جغرافيه

سـالمى أو بيئة اجتماعيه ، وبدراسة شعر حسان الجاهلي و اال وجدنا أن البيئة المستوحاة من البيئة الجغرافيـة تكـاد تكـون

مـن حيـث البيئـة –متشابهة إلى حد كبير ذلك ألن الحيـاة لم يدخل فيها تغير ذو أثـر علـى رؤيـة الواقـع –الجغرافية

المنظور فما زال المجتمع يعيش في الصـحراء يعتمـد علـى جاهلية أما الذي يعنينـا الطريقة نفسها التي كان قد اعتادها في ال

في مصادر الصورة التي أثرت على المشهد المرئي للقصيدة في شعر حسان ، حيث جعلت صورتها في اإلسالم تختلـف عـن صورتها في الجاهلية هي المصـادر المسـتوحاة مـن الواقـع االجتماعي ، وسوف ندرس ذلك من خالل شعر حسان الجاهلي

.و االسالمى

- ٣٠٠ -

:مصادرها في شعر حسان الجاهلي الصورة و: أوال

تشكلت الصورة في شعر حسان الجاهلي من خالل الحياة التـي يعيشها الشاعر قبل اإلسالم

فالحياة وما فيها من مشاهد وأحداث لعبت الـدور األكبـر فـي يـره مـن غتشكيل الصورة عند الشعراء ، وحسان بن ثابـت ك

ـ ه، الخيـل شعراء الجاهلية فقد وصف كل ما وقعت عليه عينوالصحراء ، والحروب ، والخمر ومجالسها ، كما صور بعض

عادات البيئة الجاهليةوسوف نبدأ هنا عرض هذه الصور بصورة الخمر فـي شـعر

)١(:حسان ، ومن ذلك قوله افیة كطعم الفلفلـاء صــــــــــــصھب د شربت الخمر في حانوتھاـــولق

)٢(ل ــــو لم أنھـــــــا ولــویعلني منھ ھا متنطفــــــكأسـى بــیسعى عل )٣ (م تقتلـــا لـ فھاتھ-تـ قتل–ت ـقتل ــــــرددتھااولتني فـــــــإن التي ن

لــصاھما للمفــــــــــــزجاجھ أرخــب ىناطـــــــصیر فعكلتاھما حلب الع )٤(رقص القلوص براكب مستعجل ا في قعرھاـت بمــبزجاجة رقص

صور الخمر بهذه الصورة البديعة يفي النص نلحظ الشاعر وهو الجاهلية، وقد أ ضاف هذا التصـوير اة المستوحاة من واقع الحي

١٢٤/ديوان حسان ١ وهو الذي في وسطه منطقة) متنطق( هو الذي في أذنه قرط، ويروى : المتنطف ٢ مزجت بالماء: قتلت ٣

الفتية من اإلبل:القلوص ٤

- ٣٠١ -

للخمر منزلة عالية فالمجتمع الجاهلي لم يكن يحرم الخمـر بـل نها من المكارم والحماسة، وفـى دوكانوا يرفعون من شأنها ويع

النص السابق نلحظ اهتمام حسان الشديد بالخمر حتى وصـفها وصفا يعكس هيئتها وهى بداخل الزجاجة ومن روائع صـورة

قوله وهـو – أيضا –التي رسمت من خالل حديثه عن الخمر )١(:زل غيت ف تحت ظالل الغمامــفي رص اھا ثقب باردـــــــــــأن فـــــ ك-١ من بیت رأس عتقت في الخیام ورةــــھا ســج بصھباء لـــ ش-٢ مرط عام فعاـــولى علیھا فــی ـــاء برھا ـرا رجــــ عتقھا دھ-٣ امـــاق ھیـــط رقـــي وســـدب ي الجسم دبیبا كماــــــ تدب ف-٤ ذفرى شدید الحزامـمختلف ال ى بھا أحمر ذو برنســ یسع-٥ ان خفیف القیامــلم یثنھ الش ـــلعوة مستعجدـــــ أروع لل-٦

في األبيات نلحظ الشاعر وقد رسم صورة للخمر متعددة األجزاء ة ورقه، ففي األبيات من األول إلى الثالث يصور جمال محبو بت

فاها الذي يشبه ذلك الغدير العذب الكائن في بطن الجبـل وقـد لحجارة المتراصة حافظ ظله على برورة الماء في العين كما أن ا

ثم ينتقل الشاعر إلـى . تعمل على جمال انسياب الماء في الغدير جزئية أخرى من الصورة تتناسب مع جمال الجزئيـة السـابقة

وقـد مـزج . مال الخمر وصفاءه بجوهى تصوير جمال الثغر الشاعر بين عوامل الجمال ومصادره في الصورتين ، فجمـال

يةفم الحيوية من حيث النظر إلال

١٨٥/ديوان حسان ١

- ٣٠٢ -

يشبه جمال الثغر ، كما يشبه من ناحية الدقة والعذوبـة جمـال الخمر،ثم استطرد الشاعر في رسم صورا أخرى مستوحاة مـن

ذاقها ثم وصف أثـر في واقع الحياة الجاهلية ، فوصف الخمر الخمر في جسم شاربها حيث صور ما تحدثه الخمر من نشـوة

ر وهو يسير أجزاء الجسم بصورة النمل الصغي لوهى تصيب ك على الرمل المستوى اللين كما في البيت الرابع ، وهذه صـورة

ع الصورة الثابتة صورة الحركة واإلحساس بها ، وفى متعكس و البيت الخامس والسادس يصور الشاعر الساقي الذي يدور على

جلس بالخمر مالومن الصور التي انعكست فيها حالة جاهلية قول حسـان فـي

)١(: أيضا –الخمر یعدون للحانون تیسا ومفصدا ولسنا بشرب فوقھم ظل بردة

في البيت يحكى الشاعر صورة من الواقع الجاهلي فقـد كـان العرب تشق دم عرق التيس ليخرج دمه ثم يقومـون بتسـخينه

– أيضا –ومن الواقع الجاهلي . ليأكلوه وكان ذلك في الجاهلية ته وهو يحمل الخمر يستدعى الشاعر صورة الساقي ، فيرسم هيئ

)١(: يقول )٢(فھا قد تقددا ا تكف بدیباجة وذي نطف یسعى ملصق خده

١٥١/ديوان حسان ١ هنا المناديل، وأصلها الثياب المتخذة من االبريسماالمراد به/ الديباجة ٢

- ٣٠٣ -

البيت يصف هيئة الساقي في الجاهلية ، فقد كان يصـنع علـى وجهه قطعا من الثياب خوفا من أن يصيب الشراب من أنفـه أو

.فمه شيئا يكرهونهالل رحالته ومن الصور التي تأثر بها حسان في الجاهلية من خ

وهـن يـزين )١(إلى إمارة الغاسنة ، قوله وهو يصف الوالئد : يقول. الستقبال عبيد الفصح عند النصارى

ان ــھ المرجــودا أكلـــن قع قددنا الفصح فالوالئد ینظم الربط علیھا مجاسد الكتان ــي نقبادى فـــیجتبین الج

ان ــقف حنظل الشرینغ وال ـامر والصمعللن بالمغــم یــل تصف هيئه الجواري وهن يستقبلن عيد –األبيات كما هو ظاهر

وفيه ينشغلن بنظم التاج - وكان ذلك في جاهلية حسان –الفصح الذي يزينه عقود المرجان والحلي، وهذه الصورة مـع حسـن منظرها استدعى فيها الشاعر حاسة الشم فجعل بجانـب حسـن

عفران برائحته الزكية ، ويبدو في الصورة أن المشهد وجود الز فـي الحضـر تعـيش ل هيئة المـرأة التـي ضالشاعر كان يف

واألمصار على المرأة البدوية وهى مغايرة لصورة المرأة فـي الصمغ وكسـر الحنظـل جنيبالغاسنة حيث إن البدوية تنشغل

الستخراج ما فيه ومن الصورة التي وردت كثيرا علـى السـنة الجاهلية، صورة الليل فقد جاء ت في شعر النابغـة في الشعراء

حيث نوامرئ القيس وغيرهما ، ولعل تصوير الشعراء الجاهلي

وليدة وهى الجارية الحسناءجمع : الوالئد ١

- ٣٠٤ -

الصحراء المحيطة باإلنسان والليل المظلم األمر الـذي جعـل طيل النظر في السماء يراقب النجوم وهـو يريـد أن ياإلنسان

.سماء تزول ليأتي النهار فإذا بها ثابتة باقية في ال )١(:يقول في ذلك حسان

ھ أن تصوباــجمنو أدى ــم ھــتھ ـن ى فلم تكــان لیلــاخمــطاول بـت اـى تغیبـــــوم حتــبھا ما أرید الن ـــــــوكلأني مـــھا كــأبیت أرعی

با ـــــــتراقب عیني آخر اللیل كوك وكب ـــإذا غار منھا كوكب بعد ك، ن أيضا في شـعر الجـاهلي –رة ومن الصور التي وردت بكث

وصف الشعر لألطالل وبقايا الدور، وقد كان ذلك من عـادتهم والمرور خالل هـذه " حيث كثرة الترحال من مكان إلى ألخر

الرحلة على ما خلفه القوم وراهم من أثر يدل على سابقة عيش وقد تكون هذه البقايا غير ذات شـأن مـن .. أو حلول بالمكان

ادية، فهي ال تعدو أن تكون رمادا تخلف عـن النـار الناحية الم كانت تحمل عليهـا ) أثافي( التي كانت توقد بالمكان أو أحجار

ولكن لها في المقابل .... أواني الطهي أو تسند بها أعمدة الخيام )٢(" قيمة كبيرة لدى الشاعر ، فهي بقايا الذكرى ، ودليل الحياة

)٣(:ومن ذلك قول حسان )٤(ابري مرسم ــ سطـاعیل ریـھ خیــأن رسومــزل عاف كلمن من

١٤٨/ديوان حسان ١-ه١٤٣١ طبعة أولى - دار الهداية٤٦/المعادل الموضوعي في الشعر الجاهلي. كاظم الظواهري .د ٢

م٢٠١٠ ١٨١-١٨٠/ديوان حسان ٣ ثياب لينة: نوع من الثياب غير مخيط،ربط: الخياعيل ٤

- ٣٠٥ -

ائم جثمــثال الحمـــثالث كأم ركد ھ غیر ــادئ مابــخالء لمب وغیر بقایا كالسحیق المنمنم وغیر شحیح ماثل حالف البلى

ومن صور حسان الجاهلية ، قوله مصورا المرأة الجميلة وقد )١(:يقول . ون عندها صورته رآها العابد الناسك فكيف تك

رـوح في الزبـــیتلو الزبور یل بیضاء لو مرت بذي نسك سكن الصوامع رھبتھ الوزر ـــــــن كل فاحشةمتبتل ع

ى الذكر ـــار رؤیتھا علـــتحت ـــــــا لرأیتھ جیران یذكرھفي األبيات نلحظ حسان يصور حال الناسك في صومعته وقـد

تار وتتبدل أحواله حتى حالجميلة فهو عندها ي مرت عليه المرأة تصبح هي المسيطرة على الذكر لديه وال شك أن هذه الصـورة

قبل اإلسالم نجاهليه وردت في شعر حسامما سبق نلحظ أن الصورة التي جاءت في شعر حسان الجاهلي تعبر عن مدة من الزمن عاشها الشاعر قبل اإلسالم وتأثر بها ،

منهما صورا وأحداثا ، فعلـى سـبيل المثـال فرسم في شعره عرضنا صورا للخمر في شعر حسان والعزابة في ذلك ، فقـد احتلت الخمر عند شعراء الجاهلية السيما شعراء المدينة مكانـة ملحوظة حيث وجود مصادرها التمور واألعنـاب وهـى مـن الغالل المتوفرة في يثرب ، كما أن وجود اليهود فيها أثر فـي

)٢ (ثربييرها بين أفراد المجتمع الانتشا

١٩٠/ديوان حسان ١ ٨١/ ينظر المدينة في العصر الجاهلي ٢

- ٣٠٦ -

مصادر الصورة في شعر حسان االسالمى : ثانیا * تشكلت الصورة الشعرية عند حسان بن ثابت بعد اإلسالم بتأثره

وليس ذلـك ببعيـد ) اإلسالم في غالب شعره بالدين الجديد فقد كان - صلى اهللا عليه وسلم – شاعر الرسول وعلى شاعر ه

عـن – بالكلمة والشعر –ول الذي حمل لواء الدفاع الشاعر األ )١( صلى اهللا عليه وسلم–الرسول

)٢( صلى اهللا عليه وسلم –ومن ذلك قوله في مدح النبي من الرسل واألوثان في األرض تعبد ـــد یأس وفترةانا بعــــــي أتبن

ندـــــیل المھا الح الصقـــوح كمـــیل وھادیا افأمسى سراجا مستنیر – صلى اهللا عليه وسلم –في البيتين نلحظ تصوير الشاعر للنبي

بالشمس في انبعاث الضوء منها ، وإمداد األرض بالنور والنفع أعلى منزلة وأكثر نفعا - صلى اهللا عليه وسلم – ورسول اهللا – : من هذا المعنى السابق ، حيث جاء في قوله تعالى–أي مثل السراج الشمس، ) نه وسراجا منيرا وداعيا إلى اهللا بإذ (

يهتدي به ،كما أن الشـمس - صلى اهللا عليه وسلم–فرسول اهللا أو المصباح يكشف ظلمة الليل

صلى اهللا عليه –وفى قصيدة أخرى ، يشبه الشاعر رسول اهللا : بالهالل –وسلم )١(:يقول

/ينظر البحث نفسه ١ ٣٣٩/نديوان حسا ٢

- ٣٠٧ -

داـبذل النصیحة رافع األعم متكرما یدعو إلى رب العال سمح الخلیقة طیب األعواد مثل الھالل مباركا ذا رحمة

اء والطاعة لرسول اهللا فديعكس لنا الشاعر صورا من صور ال – صلى اهللا عليه وسلم –

)٢(:يقول )٣( في أرساغھا فدع یشةبلأسد وت مكتنع كأنھم في الوغى والمــــ-١ م عنھ وما نزعوا ى نصرھنفما و ـدى والبر طاعتھم وا بني الھــأعط -٢ ن أظفارھا خشعوا ـ إذا الزعاف مــرب نالتنا مخالبھا نسموا إذا الح -٣ دب إلى الوحشیة الزرع ــكما یـــــھم دب لــوم ال نـــــإذا نصبنا لق -٤

نلحظ في األبيات تصوير الشاعر للصحابة وهم يقدمون أنفسـهم ة المعركة حيث وجود هم عند لقاء العدو وفى ساح نفداءا للدين بأ زاهم أسودا ال يهابون ذلك المـوت ن ماثل أمامهم ، هالموت وكأن

،وهذه الصورة الدالة على مطلق الفداء تشكلت من خالل تقـديم ( ونلحـظ الفعـل – صلى اهللا عليه وسلم -الطاعة والوالء للنبي

في مطلع البيت الثاني ويجسـد الـوالء وكأنـه شـئ ) أعطى ت الثالث نلحظ هـذا الجانـب ي وفى الب محسوس يرى ويلمس ،

الراقي واإلبداع الصافي من الصورة حيث أظهر الشاعر الحرب في صورة الوحش صاحب المخالـب الفتاكـة، وقـد التهمـت

–أصحاب الهمم الدنية ومن الخير فيهم من الناس ، أما نحـن فإننا ال نصاب بالجبن والهوان ، وال مكان لوجـود –مين لالمس

٣٣٨/ديوان حسان ١ ٣٣٩/ديوان حسان ٢ عوج وميل في المفاصل: موضع تنسب إليه األسو د، الفدع : دان قريب ، بيشة : مكتنع ٣

- ٣٠٨ -

يننا ، وقد أكد الشاعر هذه الرؤية في البيـت الرابـع ، الدنية ب فالصورة المعروفة عن المسلمين في حروبهم ضـد عـدوهم ال نرى فيها موضع لخيانة، وال نلحظ فيها جانبا مـن التشـفي أو

وبالمالحظة وجدنا هذه النظـرة أو الرؤيـة متـأثرة . االهانه هـو القائـل فـي اإلسالم وتعاليمه، وإال فالشاعر نفسه قبأخال

)١(الجاهلية عند حديثه عن الحرب عنیفا والخیل تنكشفقتال كم نباهللا جھدا لنقتل

)٢ (:ويقول في موضع آخر المقومجوشیـانا بالــى حمـونحم نتیح حمى ذي العز حین نریده

وجادت على الحالب بالموت والدم رارھا ـونحن إذا ما الحرب حل سار الناقة، فإذا حل الشاعر للحرب صرارا كصر في البيتين جعل

. كما تحلب الناقة اللبنصرارها حلبت دماوقال حسان في تصوير شجاعة الصحابة يـوم بـدر ووفـائهم

)٣(:عليه وسلم صلى اهللا-لرسول اهللا ظالل المنایا والسیوف اللوامع وفو یوم بدر للرسول وفوقھم

ة محسوسة لها آثـار في البيت صور الشاعر الموت في صور مادية حيث إن الموت يحتوى المكان وينشر فيه ظله، وهذا الظل

فوق الرؤسى مما يدل ويظهر في الصورة شمولية الموت ائنكللمكان من كل جوانبه، وفى هذا المشهد المسيطر عليه ظـالل

٣٣٧/ديوان حسان ١ ١٨٣/السابق ٢ ٢٤١/ديوان حسان ٣

- ٣٠٩ -

الموت تتالقى السيوف الالمعة، وفـى قلـب الصـورة نلحـظ ن الموت، وذلك وفاءا لما عاهـدوا المسلمين واقفين غير راهبي

. من الطاعة والنصرة– صلى اهللا عليه وسلم -عليه اهللا ورسولهومن الصور البديعة التي رسمها الشاعر متأثرا بمنهج اإلسالم ، صورة األخوة وما تبنيه في النفس من معان راسخة وعواطـف

حولـه جياشة، فالصاحب في خيال الشاعر هو البدر ينير لمـن . ريق فإذا فارق األخ أخاه فقد فارق البدر موضـعه وغـاب الط

)١(:يقول الشاعر في ذلك اليـــي وال قـھ غیر مقلـفارقت ثقة محض مضاربھأخيكم من

فأصبح الثغر منھ فرجھ خالي كالبدر كان على ثغر یسـد بھفي البيتين يعكس الشاعر صورة ألثر األخوة وارتباط اإلنسـان

ن الفراغ الذي يتركه األخ عند فراق أخيه ، بصاحبه، وكيف يكو .فهو كالبدر عندما يغيب عن مكان ما يتركه يعج بالظلمة

مما سبق نلحظ أثر البيئة في تشكيل الصـورة حيـث رسـمها الشاعر من خالل إيمانه القوى بالدين االسـالمى ، وارتباطـه

فلم نجد له شعرا يصف – اهللا عليه وسلم لى ص –الشديد بالنبي يه الخمر كما كان في الجاهلية ، ولم نجده يبرز صورة االنتقام ف

البطش في رسم صور الحرب وهيئتها، األمر الذي جعل تعاليم .اإلسالم وسماحته تظهر في الصورة الشعرية

١٤٧/ديوان حسان ١

- ٣١٠ -

- ٣١١ -

الفصل الرابع خصائص مطلع القصیدة في شعر حسان بن ثابت

خصائص المطلع في شعر حسان الجاهلي: أوال شأن خاص وعناية من الشـعراء ، ةقصائد في الجاهلي لمطالع ال

فقد كان الشاعر يعد لكل قصيدة مطلع أو مقدمة يمهد بها للدخول في الغرض األساسي للقصيدة وعادة ما كانت المطـالع حـديث

الغزل أو الخمر أو الحديث عن األطالل والبكاء عليها أنـه وبدراسة شعر حسان الجاهلي والوقوف على معالمه وجدنا

اتبع هذا المنهج نفسه في قصائده ، في غالب شعره نلحظ وجود هد به عادة للموضوع األصلي للقصيدة، ففي مهذا المطلع الذي ي )١(:الفخر نجده يبدأ بمطلع غزلي فيقول فى قصيدة قالها حسان

وجرى الدموع وانفادھا ادھا ـــــین تسھــذر العــم تــال وملقى عراض وأوتادھا رى ــــــــتذكــر شعثاء بعـد الك

ادھا ــــاحتھا جــر بســم اب الربیع ـن سحــ مبــإذا لج ھ آدھا ــوء بــا تنـــإذا م دودناـــــمعـرائیك ــت تــوقام

ادھا ــسنأالعا وـرو تـیق زال الربیبــووجھا كوجھ الغفي األبيات يتذكر الشاعر محبوبته عند رؤية ديارهـا ، فوقـف

اصفا سهده ، ودموعه المنهمرة ، فهو ال يكف عن ذكرها ثم واظهر الشاعر إعجاب الشديد بجمال شعرها الكثيـف ، وبـراءة وجهها الذي يحكى وجه غزال وبيت يرعى األعشـاب اليانعـة

ـ ىالتي هطلت عليها أمطار غزيرة فبدت في أبهى صـورة وف

١٠٢/ديوان حسان ١

- ٣١٢ -

أخـو )١(ها حسان على قصيدة أبـى قـيس فيالقصيدة التي يرد نجد حسان يبـدأ ) خطمه( حصين بن األسلت الذي قتل في يوم

قصيدته بمقدمه غزلية قصيرة ال تتجاوز ثالثة أبيات ، ولعلـى قصر المقدمة يعود إلى إحساس الشاعر بضرورة السرعة فـي

)٢(:الرد، الدخول في الموضوع األصلي يقول عدار أشرار ترعى ـواحتلت الغم نك أقطاعـــــبانت لمیس بحبـل م

ي عز وامراعـاطح فــى األبــترع مجاورةوأصبحت في بني نصر اع ترفي الفجر فیض غروب ذات أمـولــــــھم حكأن عیني إذا ولت

في هذه المقدمة الغزالية نلحظ اإلشارة الخفيفة إلى لحظة الوداع .، وموقف النفس منها

لتـي مـدح فيهـا ومن مطالع حسان الطللية قوله في القصيدة ا )٣(:الغاسنة، وافتخر بنفسه

) ٤(ي فالبضیع فحومل ـبین الجواب ـم تسأل ــألت رسم الدار أم لـأس للـــــالم تحـى در سـار تبنــفدی رج الصغیرین فجاسممفالمرج

من السماك األعزل توالمد جنا دمــن تعاقبھا الـریــاح دوارس ؤءل ــم تـأن لـت كـلمنازل درس تفیض دمـــوعھافالعین عانیھ

يفخـر فيهـا – قوله في قصيدة – أيضا -ومن المطالع الطللية )٥(:بقومه

ط سابري مرسمیخیاعیل ر لمن منزل عـــاف كــأن رســومھ

سلتمطلع قصيدة بن األ ١ قالت ولم تقصد لقيل الخنى مهال فقد أبلغت أسماعي

١٣٥/ديوان حسان ٢ ١٢١/ديوان حسان ٣ المقصود بها جابية الجوالن وهى قرية بالشام: الجوابي ٤

١٨٠/ديوان حسان ٥

- ٣١٣ -

)١(م ـم جثـال الحمائـأمثـالث كـث یر راكد ــابھ غـادئ مــالء المبـخ مـالسحیق المنمنـایا كـوغیر بق الف البلىــ حاثلــوغیر شجیج م

على ماثل كالحوض عاف مثلم ى ھشیمھ ـاح الصیف بالـل ریـتع زمــ المنھالوابلــبرى ـون سـوج البلى بعد عھدهسرابیلكستھ

نلحظ في النصين السابقين أنها يمثالن المطلع الطلي عند الشاعر شاعر مختلف ففي الـنص األول لدى ال يالنفسلكن أثر المطلع

بالطلل ألمر الـذي انعكـس ببكـاء يالنفسنلحظ تأثر الشاعر الشاعر على ديار خلت من أهلها ، أما النص الثاني فلـم يـزد الشاعر على براعة الوصف لما تقع عليه عينـه وصـفا دقيقـا مستخدما ألفاظ من البيئة الجاهلية ولعل ذلك يعود إلى إحسـاس

وجد نفسه فـي ذلـك فلقراية من ملوك الغاسنة الشاعر بصلة ا الطلل كما في القصيدة األولى

كما نلحظ أن المقدمة الثانية مزجها الشاعر بالغزل وذلـك قبـل )٢(الحديث عن الفخر يقول بعد المطلع الطللى

مــــؤاد المتیـــاجات الفــت بحـوضن ـــا ارھــــــك لیلى قدنأتك دیان تــف زعم ــاشح المتـول الكــت لقــصغوأم الحبل من بعد وصلھ وھمت بصر

م تكلمـــــــــو لـــــأى ولـــغیره نی الذي دي وال ـرث عنــا بالـفما حبھ ذمـــالن بالمتخــــــرم الخـــــوان صـــــوصلھ وكلتني ب ا ـــا حبھا مــوم رمىــــادا وتصـــ بعفتجزینيدى ــــ ل ـك الخیر ما ضاع سركمر أبیـلعم

دري بالحدیث المكتمـا كظ صـوم ضمنتھالھوى إذ ـوما ضقت ذرعا ب )٣( ن مرجمـــیر ظـوا غـى ونثـا تقولوا عناع ممـــ،ـا قد شـوما كان م

المراد بها هنا األثا في وهى ما بقى من منازل القوم، أو هي أوتاد الخيام وفى : غير راكد ثالث ١

البيت شبه الشاعر األثا في وهى جامدة بثالث حمامات جاثمة ١٨٢/ديوان حسان ٢ نشر الحديث وإذاعته: النث ٣

- ٣١٤ -

يـى تنبي فتعلمـاكـم عنــذوى العلائلي ـا فســــــت لما تخبرینـان كنــف لم ـاس یعـــــن یسأل النـــخبیرة وم بن عامر ــرون أوالد عمــیخبرك ع

دمــز مقـــــــل عـا أھــرام وأنـــكـأنن ى بـــــــبا تنــي عنــى تسألــمتنلحظ أن مقدمه هذه القصيدة تناولت الحديث عن الطلل ثم انتقل الشاعر إلى الحديث عن الغزل وذلك قبل الدخول في الغـرض

وهو الفخر ، فالمقدمـة طلليـة غزليـه األساسي من القصيدة استطاع الشاعر فيها أن يحسن التخلص والخروج إلى الغـرض األساسي وهو الفخر وذلك باالنتقال من حديثه عن الغزل إلـى الفخر ممن يقرأ القصيدة يدخل في أبيات الفخر دون أن يـدرى كيف انتقل الشاعر هذه النقلة وذلك واضح في البيت األخير من

قدمة المومن المطالع التي وردت في شعر حسان الجـاهلي ، المطلـع الظعنى ، وللشاعر قصيدة في الفخر يستهلها بهذه المقدمة، عندما يطلب مـن خليلـة أن يعكـس لـه الصـورة والحـال فـي

علها تأتى على هوى الشاعر ، ثم يتخيل أن قافلة ) باب جلق ( تعلو وتهبط )١() المحبس( قد هبطت من ) شعثاء( فيها حبيبته

في الطريق يظل حسان مراقا القافلة حتى تمر ببصري في الشام )٢(:يقول

ن أحد ــتؤنس دون البلقاء م لـــــاب جلق ھي ببــر خلیلـــانظ بس بین الكثبان فالسندــــح د ھبطن من المــال شعثاء قـأجم

اسم مكان: المحبس ١ ١٤٩/ديوان حسان ٢

- ٣١٥ -

وه كالبرد ـط وبیض الوجی رن حورا حور المدافع في الــیحمل ددـــــــالقـعلیھ السحاب ك من دون بصري ودونھا جبل الثلج

الظعائن ، وما مرت به قفي األبيات السابقة يصف الشاعر طري من بالد وما تحمله القافلة من جواري وإيماء حسنة المظهـر ، وعلى الرغم من أن مطلع القصيدة ظعني إال أننا نلحظ وجـود

)١(:ا يأتي بعد األبيات السابقة يقولالغزل فيه )٢(یقطعن من كل سربح جدد اـــــات ومــسى ورب المخیــأن

د ــر الیمین مجتھـــبة ــحلف ــــرھانحربت لمــدن إذا قــ والب د ـاك من أحــبي إیـأحببت ح ما حلت عن خیر ما عھدت وما

، وهـى المسـتخدمة فـي في األبيات يقسم الشاعر برب اإلبل المقطع السابق كعنصر من عناصر المقدمة الطعنية، بأن حبـه

.نوه الدووفائه لمحبوبته باق لم يعتريه نقص ومطالع قصائده تمما سبق نلحظ اهتمام حسان بن ثابت بمقدما

الجاهلية وقد تنوعت المطالع فى شعره ،ما بين طلليه وغزلية ، الغزلية، وفى كل يحـاول الشـاعر والطلية الغزلية، والطعنية

التعبير عن عواطفه ومشاعره وهو متأثر بطريقة شعراء عصره ومنهجهم في عرض قصائدهم الشعرية

حسان االسالمى شعرخصائص المطلع في:ثانياية الشعر في عصر صدر اإلسالم ، وإذا بغابت المقدمات في غال

في ذلـك استخدمت فإنها أتت موجزة بل لقد اقتصرت القصيدة

١٥٠/ديوان حسان ١ األرض الواسعة بعيدة األرجاء: سربح. اإلبل المذللة من خيس الدابة ذللها: المخيسات ٢

- ٣١٦ -

العصر على الموضوع الواحد ويبدو ذلك من أثراالسـالم فـي نفوس الشعراء حيث إن العواطف في الغالب كانت تتجـه إلـى البحث عن موقف ايمانى موحد حتى أو شكلت الوحدة العضوية

ن ، وقد وجدت ذلك في شـعر حسـا ىالشعر االسالم أن تسود مطلع التقليـدي بأن ال : اإلسالم بوضوح ، ومن ثم يمكن القول

الجاهلي قل إلى حد كبير ودرجة نالذي كان يسود في شعر حسا ملحوظة في شعره االسالمى باإلضـافة إلـى ظهـور بعـض المقدمات المستحدثة التي كان لإلسالم أثره المباشرفى وجودها ، وسوف نعض أوال بعض القصائد التي خلت من المقدمة داللـة

)١( الفخرعلى ما نقول فمنها قول حسان في المــام دعائم اإلســـا أقــوبن ـــر نبیھا بنصــرمنــاهللا أك

دامــرب واإلقـزنا بالضــوأع ــتابھز نبیھ وكـــــا أعــوبن الھامخفیھ الجماجم عن فرا في كل معترك تطیر سیوفنا )٢(:وقال في غرض المدح

اس تتبعـــوا سنة للنــــد بینـق ـوتھم ــــــــــر وإخــــھفن ــذوائب مــإن ال األمر الذي شرعوــھ وبــــ اإلل وىــتق یرضى بھا كل من كانت سریرتھ

النفع فى أشیاعھم نفعوا اأو حاولو ـمدوھـــــــــروا عــاربوا ضـــوم إذا حــــق )٣(:وقوله في مدح الزبير بن العوام

ریھ والقول بالفعل یعدلواـح د النبي وھدیھــى عھـام علــأق ى ولى الحق والحق أعدلوالـی ـھ وطریقـــھ ى منھاجــام علــأق

یصول إذا ما كان یوم محجل ھو الفارس المشھور والبطل الذي

١٤٣/ديوان حسان ١ ٢٣٨/بقالسا ٢ ٢٩٤/ديوان حسان ٣

- ٣١٧ -

)١(:وقال في الهجاء )٢(علیك بمجد یاابن مقطوعة الید وما طلعت شمس النھار وال بدت

ك اللؤم في كل مشھدـتبنى علی ھـمــــــأبوك لقیط أألم النــاس كل دـعلى لؤم یوم كان لؤمك في غ ده ـــإذا الدھر عفي في تقادم عھ

في النصوص السابقة نلحظ إتيان الشاعر بالغرض األساسي من القصيدة، ومقصوده من إنشاءها دون التمهيد لـذلك بمطلـع أو

ففي الـنص . لجاهلي مقدمة تقليديه كما كان الحال في العصر ا األول يفخر الشاعر باإلسالم واالنتساب إليه، وفى النص الثاني والثالث وهما في غرض المدح األول فيها يمدح الشـاعر بـه

صلى اهللا عليه وسلم بذكر أخالقهم وإبـراز -صاحبه رسول اهللا صفاتهم التي أودعها اإلسالم فيهم ، والثاني يمدح فيـه حسـان

والـنص – رضي اهللا عنه –الزبير بن العوام الصحابي الجليل بـن ) أبى البحتـري ( الرابع في غرض الهجاء وهو في هجاء

هاشم بن الحارث بن أسد بن عبد العزى وقتل يوم بـدر كـافرا والنص يمثل وحدة كاملة مستقلة

وكما قل استخدام المطلع التقليدي في عصـر صـدر اإلسـالم لقصيدة تـأثرا بـالمنهج ودخول الشعراء مباشرة في موضوع ا

االسالمى نجد كذلك استحداث بعض صور من مطالع ومقدمات

١٥٦/السابق ١ ١٥٦/بنظر السابق. كان يهجو أبا البحتري بن هاشم ابن الحارث ابن أسد ٢

- ٣١٨ -

مستحدثه بقوة التأثير والتأثر ، ومن ذلك على سبيل المثال بداية )١(:يقول حسان. القصيدة بالدعاء

أحب من األخالق ما كان أجمال لك الخیر غض اللوم عنى فاننى أخیالــك بـا طائري فیھا علیــفم تيي باألمور وشیمــذریتي وعلم

وهـى دعـاء ) لك الخير ( نلحظ فى المطلع بداية الشاعر بعبارة افتتح به القصيدة التي مضمونها الفخر بالنفس بـذكر الفضـائل

صلى اهللا عليه وسلم-األخالق وإتباع النبيومن المطالع المتحدثة أيضا بداية القصيدة بمطلع الترحم علـى

)٢(:يقول.اء ونجد ذلك في قصيدة يفخر فيها بأهل بدرالشهد وھى ما مضى من صالح العیش راجع ع ــم دافـل لما حـــ ھماقوــ أال ی

دامعـى المــل منــات الحشا وانھــبن تھافتتفتذكرت عصرا قد مضى عـــع ورافـــم نفیــى مضوا فیھــوقتل صبـــابة وجــد ذكـرتتى أحــــبة

كذلك نجد في شعر حسان قصائد تبدأ بالنصح واإلرشاد كما في )٣(:قوله

عد كأنك غافل ال تسمعــــواق أعرض عن العوراء إن أسمعتھا رعـفلرب حافر حفرة ھو یص ودع السؤال عن األمور وحفرھا

بكاء األطالل وشـعر ه ترك بعد إسالم ه شعر حسان أن ىفويبدوقصد وداريـة ، كـذلك تـرك الغزل في مقدمات قصائده عن

٢٧٢/ديوان حسان ١ ٢٤١/السابق ٢ ٢٧٨/السابق ٣

- ٣١٩ -

الحديث عن الخمر ووصف مجالسها والدليل على ذلك قوله يوم )١(:الخندق

رق القشیبــــــــكحظ الوحي في ال بـار زینب بالكثیــــــرفت دیـع

)٢( منھمر سكوبىـــــمن الو سم تعاورھا الریـاح وكـل جـــون بیبـــــــــــ الحد ساكنھاـــا بعـــیباب فأمسى رسمھا خلقا وأمسـت

در الكئیبــــــــــرارة الصـــورد ح ـــــــوم فدع عنك التذكر كل ی ار الكذوبـــــــــإخب دق غیرـــبص ـــــھذي ال عیب فیــر بالبوخ

في النص نلحظ حديث الشاعر عن الديار وأهلها وما أصابها من ض كـل ذلـك فالبلى والقدم بعد أن أخلت من أصحابها ، ثم ير

ويدفعه عن ذهنه فقد وجد فى غيره النفـع والصـدق واألحـق بالحديث والقول فيه ، وكأن الشاعر يقدم هذه المقدمة الطلليه في عجالة سريعة ليس على سبيل التقديم للقصيدة بقدر اإلفصاح عن منهجه الجديد في إنشاء قصائده والدليل الثـاني علـى رفـض

دها في العصـر الجـاهلي ، الشاعر للمطالع التقليدية التي اعتا )٣(:قوله

برة دررـــــرقتھ عـا إذا غــسح در نحاء العین یـومي فمـزادت ھم )٤(وراء الدنس فیھا وال خورـح كنةــــ بھوجدا لشعثاء إذ شعثاء

نزرا وشر وصال الواصل النزر دع عنك شعثاء إذ كانت مودتھا دل البشرـــــــا عؤمنین اذامـللم ل یاخیر مؤتمن ـول فقـ الرستوأ

١٣٤/السابق ١

مطر أول الربيع: ىالسحاب األسود ، الو سم: الجون ٢ ٢٠٦/ديوان حسان ٣ الروح، الطيبة الرائحة المليحةهي الجارية الخفيفة: البهكنة ٤

- ٣٢٠ -

شعناء زوجته، وقد ذكرهـا عن في المطلع نلحظ حديث الشاعر في شعره الجاهلي كثيرا وذلك في مطالع العديد من قصـائده ، كما ذكر معها الخمر واصفا مجالسها وسقاتها، أما هنا فالشاعر يذكرها إثباتا لرفضه المنهج التقليدي الذي اعتاده في الجاهليـة

تفتتح بالحديث عن األطالل أو المرأة دمان قصائده قمحيث كانت منهجـه الجديـدة نوقد أفصح الشاعر ع . والرحلة والمحبوبة

صلى اهللا -وعواطفه التي تحولت بعد اإلسالم إلى رحاب النبي . حيث امتالء مشاعره بالدين االسالمى -عليه وسلم

، قول حسان رافضا الخمر كارها لها – أيضا –ومما يؤكد ذلك )١(بعد أن كان في الجاهلية يعـدها مـن المكـارم الفضـائل

)٢(:يقول ال تتصدعتخرج صحیح الرأس من وخذ معروفھ والشرب ال تد

مما سبق نلحظ التأثير الواضح لإلسالم في مقـدمات ومطـالع القصيدة في شعر حسان بن ثابت

/ينظر البحث نفسه ١ ٢٧٨/ديوان حسان ٢

- ٣٢١ -

الفصل الخامس حسانأثر القرآن الكریم والسنة النبویة في شعر

أثر القرآن الكريم في شعر حسان: أوالتأثر الشعر العربي باإلسالم في شكله ومضمونه ، ومن مظاهر ذلك ما نجده في تأثر الشعراء بالقرآن الكـريم ، خاصـة وأن

عراء {القرآن الكريم تحدث عن الشعراء قولـه تعـالى والش

اوون بعھم الغ م ،یت ر أنھ م ت ون أل ل واد یھیم ي ك م ، ف وأنھون ا یفعل ا ل ون م الحات ، یقول وا الص وا وعمل ذین آمن ا ال ل

ذین یعلم ال وذكروا اللھ كثیرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسون ب ینقلب وا أي منقل في اآليات توضيح وتفصيل ف)١( } ظلم

لمنهج اإلسالم في الشعر وما ينبغي أن يكـون عليـه الشـاعر بالنظر في شعر حسان . المسلم من سلوك وما يقوله من مضامين

نلحظ أثر اإلسالم فيه جليا واضحا السيما أثر القرآن الكريم فهو أكثر وضوحا في أسلوب الشاعر ومعاينه

ألحزاب وما كان فيهـا مـن ومن ذلك قول حسان ذاكرا غزوة ا صلى اهللا عليـه – للرسول - تعالى –نصر للمسلمين وتأييد اهللا

وللمؤمنين ، وقد ضمن الشاعر أبيات بعض ما ورد فى –وسلم )٢(:يقول . سورة األحزاب من هذا الشأن

٢٢٧ إلى اآلية٢٢٤من اآلية / سورة الشعراء ١ ١٢٠/ديوان حسان ٢

- ٣٢٢ -

ل القرى وبوادي األعرابــأھ آمــو بغـزوھم الرسـول وألبــوا -١ )١(زاب ــ األحلبةمتخمطین بح یــــھـم ف جیش عیینة وابن حرب -٢ البــــــم األسـل النبي ومغنـقت تجـور حتى إذا ورد و المدینة وا-٣ ابـى األعقـــــردوا بغیطھم عل مـدھـــــ وغدوا علینا قادرین بأیـ-٤ ابـد األربـــــك سیـود ربــوجن ــــعھم بھبوب معصفة تفرق جم-٥ وابــر خیر ثــــأثابھم في األجو ــــــالھم وكفى اإللھ المؤمنین قتـ-٦ ابـــــــتنزیل نص ملیكنا الوھ من بعد ما قنطوا ففرج عنــھــم-٧

في النص نلحظ أثر القرآن الكريم جليا علـى معاينـه إذ تـأثر وا {الشاعر بقوله تعالى في سورة األحزاب ذین آمن ا ال یا أیھ

ا اذكروا نعمة اللھ علیكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا علیھم ریحیرا ون بص ا تعمل كمـا )٢( } وجنودا لم تروھا وكان اللھ بم

ورد { تأثر في السورة نفسها بقوله تعالى ؤمنین اللھ الذین كفروا بغیظھم لم ھ الم ى الل را وكف ینالوا خی )٣( } القتال وكان اللھ قویا عزیزالشاعر بقوله تعـالى فـي سـورة وفى البيت الرابع نلحظ تأثر ا

)٤( }وغدوا على حرد قادرین {القلموفى البيت السابع نلحظ اإلشارة في الشطر الثاني إلـى قولـه

آخرة م {عالى ت دنیا وال ي ال ھ ف ن كان یظن أن لن ینصره الل

هو بن حصن بن حذيفة بن بدر الغفارى كان يقود غطفان في غزوة الخندق ،أسلم بعد الفتح : عيينة ١ وقبل قبله

٩آية/ األحزاب ٢ ٢٥/األحزاب ٣ ٢٥/سورة القلم ٤

- ٣٢٣ -

ا فلیمدد بسبب إلى السماء ثم لیقطع فلینظر ھل یذھبن كیده میظ ناصر رسوله فـي الـدنيا –المعنى أن اهللا تعالى )١( } یغ

ن حاسديه وأعاديه أن اهللا يفعل خالف واآلخرة فمن كان يظن م ذلك، ويطمع فيه ، ويغيظه أنه يظفر بمطلوبة فليستقص وسعه،

بلـغ وسيتفرغ مجهوده في أزاله ما يغيظه بأن يفعل ما يفعل من منه الغيظ كل مبلغ حتى مدحبال إلى سماء بيتـه فـاختنق الغيظ

فعل ذلك هل يذهب نصر اهللا إن فلينظر وليتصور في نفسه أنه الذي يغيطه وفى موضع آخر نلحظ تأثر الشاعر بسورة الفاتحة

)٢(:إذ يقول د ـى وأمجــسواك الھا أنت أعلدعا تعالیت رب الناس عن قول من -١ اك نعبد ــــ وإی ىاك نستھدـــــفإی ك الخلق والنعماء واألمر كلــھ ل-٢

بقوله تعالى ففي البيت الثاني نرى تأثر الشاعر في الشطر الثاني وفى الشـطر } إياك نعبد وإياك نستعين {الفاتحة من سورة

:األول من البيت نفسه نلحـظ تـأثر الشـاعر بقولـه تعـالى )٣( } ...هللا األمر من قبل ومن بعد {

١٥/سورة الحج ١ ٣٣٩/ديوان حسان ٢ ٤آية/ سورة الروم ٣

- ٣٢٤ -

)١(:يقول . وفى موضع آخر من القصيدة ذاتها لرسل واألوثان في األرض تعبدمن اــــأس وفترة د یــانا بعــي أتنب -١ د ــــــــل المھنــیلوح كما الح الصقی فأمسى سراجا مستنیرا وھادیا -٢

ففي البيت األول نرى أثر القرآن الكريم في وصـف الشـاعر إذ عبر الشاعر باشتياق اإلنسانية – صلى اهللا عليه وسلم –للنبي

قد جاء في سورة صلى اهللا عليه وسلم ، ف –واحتياجها إلى النبي ین ی {المائدة قوله تعالى ولنا یب اءكم رس د ج اب ق ل الكت ا أھ

یر وال ن بش ا م ا جاءن وا م ل أن تقول ن الرس لكم على فترة م )٢( } ...نذیر فقد جاءكم بشیر ونذیر

سـراجا (..لشـاعر لعبـارة ني نرى اسـتخدام ا وفى البيت الثا ذلك وقد ورد – صلى اهللا عليه وسلم –وصفا للنبي ..) مستنيرا

ھ {: قـال تعـالى .في سورة األحـزاب ھ بإذن ى الل ا إل وداعی )٣"( وسراجا منیرا

التي مدح فيها حسـان بـن ثابـت ) إن الذوائب ( وتعد قصيدة حابته ،أكثـر قصـائده وص - صلى اهللا عليه وسلم –رسول اهللا

يعود إلى مناسبة القصيدة ، فقد تأثرا بالقرآن الكريم ، ولعل ذلك ويرد فيهـا – صلى اهللا عليه وسلم –قالها حسان في مدح النبي

٣٣٩/ديوان حسان ١ ١٩/سورة المائدة ٢ ٤٦/سورة األحزاب ٣

- ٣٢٥ -

بن بـدر التميمـي ، نالزبر قا على شاعر وفد تميم – أيضا – – صلى اهللا عليه وسلم - عندما وفدوا على رسول اهللا )١(وذلك

مكة ، وكان فيهم عطارد بن حاجب بن زرارة ، وقيس بعد فتح ابن عاصم ، وقيس بن الحارث ، ونعيم بن زيد وعتبه بن حصن

صـلى اهللا –بن حذيفة، واألقرع بن حابس فاستأذنوا رسول اهللا عليه وسلم في المفاخرة فأذن لهم فقام خطيبهم عطارد بن حاجب

قيس الخزرجـى ، فألقى خطبته، ثم كان الرد عليه من ثابت بن صلى – شاعر وفد تميم فألقى قصيدته ثم قال رسول اهللا مثم قا

لحسان قم يا حسان فأجب الرجل فيما قال فقال –اهللا عليه وسلم )٢(:حسان

قد بینوا سنھ للناس تتبع إن الذوائب من فھر وإخوتھم ر القرآن الكريم في أكثر من ثوفى هذه القصيدة نلحظ بوضوح أ

)٣(:من ذلك قولهموضع ، و نفعواأو حاولوا النفع في أشیاعھم عدوھم ضرواقوم إذا حاربوا

حمد رسول م { )٤(:ففي البيت نلحظ تأثر الشاعر بقوله تعالى

}اللھ والذین معھ أشداء على الكفار رحماء بینھم

وما بعدها٢٩٦/بنظر شرح ديوان حسان ١ ٢٣٨/ديوان حسان ٢٣ ٢٩أية/سورة الفتح ٤

- ٣٢٦ -

في موضع آخر من القصـيدة كما نلحظ االئتناس بالقرآن الكريم )١(:اذ يقول

في فضل أحالمھم عن ذاك متسع ال یجھلون وان حـــاولت جھلھــم-١ م الطمع ـھیردــــون وال یـال یطمع ھـم ــــفة ذكرت في الوحي عفتع أ-٢

وعباد الرحمن { )٢(:ففي البيت األول نلحظ التأثر بقوله تعالى خاطبهم الجاهلون قـالوا إذاالذين يمشون على األرض هونا و

}سالما

بھم ی { )٣(:وفى البيت الثاني نلحظ التأثر بقولـه تعـالى حسالجاھل أغنیاء من التعفف تعرفھم بسیماھم ال یسألون الناس

}إلحافا كما نلحظ معاني القرآن الكريم في مواضع أخرى من القصـيدة

)٤(:يقول الشاعر نفسها اذ زعــور وال جخوان أصیبوا فال ال فخر إن ھم أصابوا من عدوھم-١ فما ونى نصرھم عنھ وما نزعوا أعطوا نبي الھدى والبر طاعتــھم -٢ أو قال عوجوا علینا ساعة ربعوا إن قال سیروا أجد السیر جھدھم-٣

أكثر من في المقطع السابق نلحظ تأثر الشاعر بالقرآن الكريم في موضع ففي البيت األول نجد معنى قوله تعالى في سورة الحديد

٢٣٨/ديوان حسان ١ ٦٣آية/سورة الفرقان ٢ ٢٧٣آية /سورة البقرة ٣ ٢٣٩/ديوان حسان ٤

- ٣٢٧ -

} ....لكیلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم { )١:(اآلية وفى البيت الثاني والثالث نلحظ وجود معنى قوله تعـالى

ا { )٢:( ذوه وم انتھوا ما آتاكم الرسول فخ ھ ف اكم عن ...نھ وضـوع – كما أسـلفنا –اآلية إذا ففي هذه القصيدة نلحظ }

األثر القرآني على معانيها اذ يتلمس الشاعر في غالـب أبياتهـا إلى المناسبة – كما تقدم –معاني القرآن الكريم ،ولعل ذلك يعو

التي قيلت فيها ، كما أن التوقيت الزمني لـه دور بـارز فـى اشتمال القصيدة على أكثر من معنى قرأني باالضافه إلى أثـر المنهج االسالمى فهي قيلت بعد الفتح في الوقت الذي نزلت فيه غالبية آيات القرآن الكريم على رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

األمر الذي زاد على أثره أثر اإلسالم في نفـوس الصـحابة –– صلى اهللا عليه وسلم –د النبي بمدارستهم القرآن الكريم على ي

ومن ثم ال عجب أن يظهر هذا األثر بوضوح في شعر حسـان . صلى اهللا عليه وسلم –بن ثابت شاعر الرسول

أثر الحديث النبوي في شعر حسان: ثانيا ا متأثر - أيضا -ه وكما تأثر حسان بالقرآن الكريم في شعره نجد ارته إلى موقـف في بعض شعره بالحديث النبوي ومن ذلك إش

٢٣آية/ سورة الحديد ١ ٧/سورة الحشر ٢

- ٣٢٨ -

صلى اهللا –سعد بن معاذ من يهود بني قريظة عندما حكم النبي فيهم بعد غزوة األحزاب ، وقد كـان سـعد مـن –عليه وسلم

شهداء غزوة األحزاب فقد رمى أثناء تلك الغزوة بسهم في أكحله وظل متأثرا بجراحه حتى سقط يهود بني قريظـة فـي قبضـة

والمسلمين ، وعندها قامت –سلم صلى اهللا عليه و –رسول اهللا يا رسـول :األوس إلى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، فقالوا

اهللا قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت ، وهم حلفاء إخواننا من أال ترضـون أن : الخزرج ،وهؤالء موالينا فأحسن فيهم فقـال

. اذ فذاك إلى سعد بن مع : بلى فقال : يحكم فيكم رجل منكم؟ قالوا صلى اهللا عليه وسلم إلـى – النبي ثثم بع ... قد رضينا : قالوا

قوموا إلـى سـيدكم فلمـا : سعد فلما انتهى إليه ، قال للصحابة قال : يا سعد إن هؤالء القوم قد نزلوا على حكمك : أنزلوه قالوا

وحكمي نافذ عليهم ؟ : مـن قال وعلى .نعم : قال وعلى المسلمين ، قالوا . نعم: قالوا وأعرض بوجهه وأشار ناحية رسول اهللا إجالال وتعظيمـا . ههنا

هم أن يقتل الرجال ، وتسبى الذرية، فيقال فأنى أحكم : .قال نعم لقـد – صلى اهللا عليه وسلم –وتقسم األموال ،فقال رسول اهللا

- ٣٢٩ -

وفى ذلك يقول )١(. فيهم بحكم اهللا من فوق سبع سموات تحكم )٢(حسان

ارم والحمد ــــواب المكــریم وأثــكـد أبت بمشھــد یاسعــفأنت الذي ى عمدم ما قضیت علقضى اهللا فیھ ذيـــــبالي قریظة یحبحكمك في

ولم تعف إذ ذكرت ما كان من عھد ھمـــــــفوافق حكم اهللا حكمــك فیوفى قصيدة أخرى يذكر حسان ما كان في يـوم بـدر بعـد أن

– صلى اهللا عليه وسلم –لمون وقد أمر رسول اهللا انتصر المس -أن يطرح قتلى المشركين ببدر في قليب ، ثم جعل رسول اهللا

يا فالن " يناديهم بأسمائهم وأسماء أبائهم –صلى اهللا عليه وسلم فانا قد وجـدنا مـا " بن فالن ، أيسركم أنكم أطعتم اهللا ورسوله؟

: ؟ فقـال عمـر "ربكم حقا وعدنا ربنا حقا ، فهل وجدتم ما وعد صلى –يارسول اهللا ما تكلم من أجساد ال أروح لها ، فقال النبي

والذي نفس محمد بيده، ما أنتم بأسـمع لمـا " –اهللا عليه وسلم )٤(: وعن ذلك يقول حسان )٣(" أقول منهم

ب في القلیبــــــــقذفناھم كباك ول اهللا لما ـــــــادیھم رســـــین وب ـــــــــذ بالقلـــوأمر اهللا یأخ دوا حدیثي كان حقا ـــــــألم تج

دقت وكنت ذا رأى مصیبــص وا ولو نطقوا لقالوا ــا نطقـــفم

م١٩٩٧-ه١٤١٧ دار المؤيد ٣١٦– ٣١٥/ ينظر الرحيق المختوم صفى الرحمن المباركفورى ١ ١١٤/ديوان حسان ٢ ٢٢٥/الرحيق المختوم ٣ ١٣٦- ١٣٥/ديوان حسان ٤

- ٣٣٠ -

–الذي مدح فيها الشاعر رسول اهللا ) إن الذوائب ( وفى قصيدة )١(: فى قوله من القصيدة –صلى اهللا عليه وسلم

اعلم شرھا البدعإن الخالئق ف سجیة تلك منھم غیر محدثھ وشر ".. - البيت نلحظ تأثر الشاعر بقوله صلى اهللا عليه وسلمفي

األمور محدثاتها ، وكل محدثه بدعة، وكل بدعة ضاللة، وكـل " ضاللة في النار

مما سبق يدل دالله مباشرة على تأثر الشاعر باإلسالم إذ ظهـر حداث في شعر العديد من المظاهر االسالميه وذكر الكثير من األ

.الوقائع التي مرت بها الدولة اإلسالمية في عهدها األول

١

- ٣٣١ -

والمصادرثبت المراجع سير أعالم النبالء شمس الدين محمد بن أحد عثمان الذهبي -٤ م ١٩٨٦ – ـه١٤٠٦ مؤسسه الرسالة - الطبعة الرابعة– دار -سيد حنفي حسـين / تحقيق د - ديوان حسان بن ثابت -٢

١٩٧٣المعارف عبـد الـرحمن – شرح ديوان حسان بن ثابت األنصاري -٥

م ١٩٨١ -ـه١٤٠١ بيروت – دار الكتاب العربي –البرقوقى دار – عز الدين بن األثير – معرفة الصحابة في أسد الغابة -١

م ١٩٧٠ – ـه١٣٩٠الفكر ـ محمد الع . عصر الجاهلي د ال المدينة في -٦ -د الخطـراوى ي

م ١٩٨٤-ـ ه١٤٠٤كريم طبعة أولى مؤسسه علوم القرآن الكـاظم . المعادل الموضـوعي فـي الشـعر الجـاهلي د -٧

م ٢٠١٠-ـ ه١٤٣١ طبعه أولى الهداية دار -الظواهري دار – صـفى الـرحمن المبـاركفورى – الرحيق المختوم -٣

م١٩٩٧-ـ ه١٤١٧المؤيد

- ٣٣٢ -

- ٣٣٣ -

خاتمة بأھم نتائج البحث

مـن مصـادر التـاريخ اصدريعد شعر حسان م أن شعره يعكس صـورة إذ يسالمواإل الجاهلي . عاش عليه الذيالمجتمع

الصنعة ولعل إلى الطبع ال إلى شعر حسان ينتمي أحيانـا يأتي جعلت شعره الذيذلك من األسباب

. الضعف إلى غاية القوة وأحيانا يميل في

بالمقـدمات الجـاهلي شـعره فيلم يهتم حسان ذلـك في اعتادها الشعراء الجاهليون التي الطويلة .الوقت

شعره سرعة االنتقال من غـرض فينلحظ أيضا . آخر إلى واندفاعـه القبلي الجاهلية بالفخر فياهتم حسان

ما له ولقبيلته أ ين فخالمالعداء لل إظهار إلىالشديد فقد اتسم الفخر بالموضـوعية وكـان اإلسالم في

.اإلسالمية بالعقيدة ناإليما إظهار له الداعي بالرقـة والعذوبـة اإلسالم فياتسم شعر حسان

. ومعانيهألفاظه فيوالتأثر بالقرآن الكريم

- ٣٣٤ -

إلـى اإلسالم فييعود ضعف الشعر عند حسان فيوتركه لموضوعات كان ينظم عليها كبر سنه

ضعف إلى ذلك يعود فيالجاهليه ولم يكن السبب .فني