نصوصمعاصرة

فصلية تعنى بالفكر الديني المعاصر الخامسة، السـنة والخمسونالعـدد الثامن

عشرة،هـ1441م ـ 2020ربيع

رئيس التحريرحيدر حب الله

مدير التحريرمحمد عباس دهيني

الهيئة الاستشارية )أبجديا(

وإخراجتنضيد papyrus

البطاقة وشروط النشرنصوص معاصرة، مجلة فصلية تعنى ــ

فقط ــ بترجمة النتاج الفكري الإسلاميإلى القارئ العربي.

تــرحب المجلـةـ بمســاهمات البــاحثين في مجالات الفكر الإســلامي المعاصــر،ــات ــتراث، ومراجع والتاريخ، والأدب، وال

الكتب، والمناقشات.يشترط في المادة المرسلة أن تلــتزم

ــف ــ ــول البحث العلمي على مختل ــ بأصــق، المستويات: المنهج، المنهجية، التوثيaرســـلت aشـــرت أو أ وأن لا تكـــون قـــد نللنشر في كتاب أو دورية عربية أخرى.

تخضع المادة المرسلة لمراجعــة هيئــة aشرت أم التحرير، ولا تعاد إلى صاحبها، ن

لم تنشر.ــواد ــر المـ ــادة نشـ ــق إعـ ةـ حـ ــ للمجل

المنشورة، منفصلة أو ضمن كتاب.

السعودية

العراق البحـرين

لبنانتركيامصر

يرانإ

زكــــــي الميـــــلادعبدالجبار الرفاعيكامــل الهاشـمي

محمد حسن الأمين شي قيرباخيرمحمد

محمد سليم أوغلوالعوا

محمد علي آذر شــب

ةـ ــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ فصـــــــلية فكريــــــــــــــــــــــــــــ

تعنى بالفكر الديني المعاصرالمراســلات

25 / 327لبنان ــ بيروت ــ ص. ب: www.nosos.net| :البريد الإلكتروني info @ nosos.net

:التنفيذ الطباعي ومركز النشر مؤسسة دلتا للطباعة والنشر، لبنان، الحـدث، قـرب مستشـفى السـان تريـز،

خلــف المركــز الثقــافي اللبنــاني، بنايــة عبــد الكــريممفرق ملحمة كساب، 009615464520 وعطية، تلفاكس:

deltapress@terra.net.lb البريد الإلكتروني:

وكلاء التوزيــع ــحف ٭ ــع الصـ ــرون لتوزيـ ــركة الناشـ ــان: شـ لبنـ

ــل وزارة ــرفية، مقاب ــيروت، المش ــات، ب والمطبوعــه، ط ،184/25، ص. ب: 4العمــل، ســنتر فضــل الل

+(.9611)277007/277088هاتف: ــر ــركة دار الوســـط للنشـ ــرين: شـ ــة البحـ ٭ مملكـ

+(.973)17596969والتوزيع، هاتف: ــرام، ــة الأهـ ــة: مؤسسـ ــر العربيـ ــة مصـ ٭ جمهوريـ

+(.202)7704365القاهرة، شارع الجلاء، هاتف: ٭ الإمــارات العربيــة المتحــدة: دار الحكمــة، دبي،

+(.9714)2665394هاتف: ٭ المغــرب: )ســبريس( الشــركة العربيــة الإفريقيــة

زنقــة70للتوزيع والنشر والصحافة، الدار البيضاء، سجلماسة.

ــ ــراق: ٭ ــارعـ 1الع ــداد، ش ــربي، بغ ــاب الع دار الكت ـ مكتبــة2+(.ــ 964)7901419375المتنبي، هاتف:

العين، بغــــــداد، شــــــارع المتنــــــبي، هــــــاتف: ـــــ مكتبــــة القــــائم،3+(.ــــ 964)7700728816

ـــ دار4الكاظمية، باب المراد، خلف عمارة النــواب. الغــــدير، النجــــف، ســــوق الحــــويش، هــــاتف:

ــــ مؤسســـة العطـــار5(.ـــ +964)7801752581

ــاتف: ــ ــويش، ه ــ ــوق الح ــ ــف، س ــ ــة، النج ــ الثقافيــ 964)7501608589 ــ6+(.ـ ــة ــ دار الكتب للطباعـ

، الفرع×والنشر، كربلاء، شارع قبلة الإمام الحسينــاتف: ــ ــد الحلي، هـ ــ ــد ابن فهـ ــ ــل لمرقـ ــ المقابـ

7811110341(964.)+ سوريا: مكتبة دار الحسنين، دمشق، الســيدة زينب،٭ــ

(.+963)932870435الشارع العام، هاتف: ـ مكتبة الهاشمي، قم، كــذرخان، هــاتف:1٭ إيران:

مؤسســــة البلاغ، قم،ـ 2+(.ــــ 98253)7743543 ـــ دفــتر تبليغــات3. الطــابق الأول،ســوق القــدس

ــاب» ــتان كت ــاتف:«بوس ــهدا، ه ــار راه ش ، قم، چه7742155(98253.)+

تونس: دار الزهراء للتوزيع والنشر، تونس العاصمة،٭ .(+216)98343821هاتف:

٭ شبكة الإنترنت، مكتبة النيل والفرات:http://www.neelwafurat.com

٭ المكتبة الإلكترونية العربية على الإنترنت: http://www.arabicebook.com

بريطانيا وأوروپا، دار الحكمة للطباعة والنشر ٭United Kingdomوالتوزيع:

London NW1 1HJ. Chalton Street 88. Tel: (+4420)73834037.محتـوياتهـ1441م ـ 2020العدد الثامن والخمسين، ربيع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كورونا والمسألة الدينية والشرعية حيدر حب الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــ

ملف العدد العلاقة بين الفقه والأخلاق

العلاقة بين الفقه والأخلاق17..................................الشيخ محمد عالم زاده نوري

توسعة الفقه لاستيعاب الأخلاق، الضرورة والآثار30السيد جعفر صادقي فدكي / د. الشيخ كاظم قاضي زاده

تبعية الأخلاق للدين، دراسة وتحليل56............................................د. الشيخ هادي فنائي

ضعف الثقافة الأخلاقية في الحضارة الإسلامية، وتأثير فصلالفقه عن الأخلاق

81..........................................د. الشيخ محمد هدايتي

الإنشاءات الطلبية وكيفية فهم القضايا الأخلاقية في القرآن104......................................الشيخ حسن سراج زاده

دور النية في الاختلاف الجذري بين الفقه والأخلاق، دراسة فيضوء الكتاب والسنة

127..............................د. الشيخ محمود متوسل آراني

وحدة مبدأ الإلزام بين الأحكام الأخلاقية والفقهية، دراسةوتحليل

141.........................................د. صديقة مهدوي كني

دراساتن: راته وخصائصه مفهومه التدي دينية دراسة ومعالمه، ومؤش

الأول القسم / اجتماعية173......................................د. الشيخ مهدي مهريزي

هوية الدين، مقاربات موضوعية تحديد254.....................................د. علي رضا شجاعي زند

شرعية الرياضات الروحية وحدودها، دراسة في ضوء مواقفأهل البيت واحتجاجاتهم

.د. السيد أبو الفضل الموسوي / د. محمد فنائي الإشكوري . 292

قراءات«الحديث النبوي بين الرواية والدراية»نظرة في كتاب

320.......................................د. السيد حسن إسلامي

كوروناوالمسألة الدينية والشرعية

حيدر حب الله

تمهيد ــــــ م( وأنا شــبهa حــبيس في2020 ـ 3 ـ 5أكتب هذه الوريقات )

مــنزلي منــذ أكــثر من أســبوعين، أخــرج فقــط للضــرورة؛ بســبب فيروس كورونا المستجد، الذي غزا العالم ـ بعد الصين ـ في مدةاــم، والــتي ـةـ هــذه الأي بســيطة جــدا. أعيش في مدينــة قم الإيرانيaصيبت ـ ككثير من مدن وبلدان العالم ـ بهذا الضيف غير المدعو، أ

الذي حول حياة كثير من الناس إلى جحيم، وأربك آخرين. لم يخطر في بالي خطورا جادا من قبلa أن فيروسا من هــذاب بجدل ديني ـ ديني من جهــة؛ وديــني ـ النوع كان يمكنه أن يتسب لا ديني من جهة ثانية. كنتa ـ ويشاركني في ذلك كثــيرون ـــ أتوقعــة من ــرد أو الجماع ــان الف ــلامة الإنس ــل بس ــارض يتص أن أي عاــت الإنســان والــدين الطبيعي أن يكــون دفعــه أو رفعــه من أولويز لنــا في ب لنــا مشــاكل، وعــز والدولة والأمة، لكن ضيفنا هذا سبه عنهــا aالوقت عينه قناعات راسخة، كنا نؤمن بها، وكشف حضــور

جليا.ةـ )الإنـترنت( ومواقـع لقـد شـهدت مواقـع الشـبكة العنكبوتي التواصل الاجتماعي، وخاصة حيث نعيش حاليــا، جــدلا وقيلا وقــالا، انعكســت أصــداؤه على شخصــيات ورمــوز تــدخلت فيــه ســلبا أو إيجابا. وما سأعلق عليه في هذه الوريقــات هــو جــزء أســاس من

كورونا والمسألة الدينية والشرعية

المشــهد الــذي نــراه الآن، والفــيروسa قــابع على صــدور الجميــع،ــرة ــود في أس ــيرين إلى الخل ــذهب بكث اـ الأرواح، وي ـ ــد يومي يحص

المستشفيات، ويعطل الحياة يوما بعد آخر.كورونا والجرح العاطفي العقائدي ــــــ أولa الظــواهر وأهمهــا هــو مــا أعتــبره جaرحــا عميقــا عقائــديا وعاطفيا أصاب شريحة من الناس، ومعهم بعض قليــل من رجــالـةـ والرســمية الدين. لقد جاء هذا الأمر عقب قيام السلطات الدينيـةـ وضــبط لحركــة في إيران والعراق بحملــة تعقيم للمراقــد الدينيــة زيارتها، إلى حد الحديث عن إغلاقها المؤقت، كما فعلت المملكـةـ. جبي العربية السعودية مع البيت الحــرام في موســم العaمــرة الرـةـ ب هذا الأمر في ظهور صورة تقــول: إن المراقــد الديني لقد تسب هي أحد أهم مراكز انتشار الوباء؛ نظرا لطبيعة انتشاره عبر بقائه على الأسطح، وعلينا ـــ للحــد من انتشــاره ـــ أن نقــوم بــإجراءات

صارمة قدر الإمكان. هذا الأمر، الذي يفترض أن يمر دون ضجيج، تسبب بمشكلةةـ ــ ــد الديني ــأت من أن المراقـ ــاس، نشـ ــدى بعض النـ ــة لـ عميقـــاس للعلاج من مشــاكلها حيث يعجــز ــبر ملجــأ الن والمــزارات تعت الأطباء، فكيف يعقل أن تتحــول إلى بـؤرة لإضــرار النــاس وقتلهم وغير ذلك؟! إن النــاس عنــدما تيــأس من الطب تلجــأ إلى الإمــامaعقل الكاظم؛ لتطلب منه علاج نفسها من أمراض مزمنة، فكيف ي أن يكون الطبيب ـ وهو الأئمــة وأمثــالهم ـــ هــو الضــار المــؤذي؟! كيف يعقل أن يلحق أهل البيت النبوي الضرر الكبير بشيعتهم عبر تحميلهم هذا الوباء إلى بلــدانهم الــتي رجعــوا إليهــا من الزيــارة؟!م القاتل؛ لينشروه بين الشيعة في لبنان فهل يعطون زائرهم الس والعراق والبحرين والكويت والإمارات وقطر والسعودية وسلطنة

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

7

حيدر حب الله

عaمان وغيرها، أو هم الشافي المعافي والملجــأ والــركن الحصــينوحaماة الديار؟!

aشير بعضa الروايات والأحاديث إلى أن مدينــة على خط آخر تــائر ــون س ــاوف حيث تك ــأ من المخ ــد الآمن، والملج قم هي البلــك ــأين ذهبت تل ــدام للأمن والســلامة، ف ــوف وانع ــدان في خ البل الروايات حين تحــولت قم ـــ على مــا قيــل ـــ إلى البــؤرة الأخطــرةـ، ومن ثم ـ ــات الإيراني ــع المحافظ ــيروس إلى جمي ــدرة للف المص

العراقية وسائر دول المنطقة؟!هذا المشهد تسبب بردتي فعل:

وهي ردة فعــل الســاخرين، من بعضردة الفعل الأولى: اللادينيين والملحدين وأمثــالهم، ممن تحــولت الســخرية المحملــةaعرفــون ر والتعالي إلى شعار أخلاقي لهم، وصاروا ي بفيروس التكب aعـــرف بهم. هـــؤلاء كتبـــوا في أن الفـــيروس لم يطـــل إلا بهـــا وتةــ المتدينين، الذين يدعون أن الله معهم، وأن كــل أحــاديثهم الدينيaســطورية بائســة، لم ـةـ أ ومنظومتهم المذهبية هي منظومة خaرافي

تتمكن من مواجهة فيروس، كشف عورتها وفضح سترها. بل زاد هؤلاء نقدهم الساخر عندما كتبــوا بــأن رجــال الــدين،ـةـ وإحيــاء المناســبات الذين طالما دعوا الناس إلى المراقــد الدينيةـ، وزعمـوا أن المراقـد شـفاء من كـل داء، هـا هم اليـوم المذهبي يهربون من المدينة المقدسة عندهم، ويفرون بأرواحهم، ويتخلون عن عقائدهم الزائفة، مما يكشــف عن زيفهم وتضــليلهم وكــذبهم على الناس البسطاء. بل ذهب بعضهم إلى أكثر من ذلــك، عنــدماهم رجال الدين وطلاب العلوم الدينية بأنهم بهربهم من المدينــة ات المقدسة نشروا الفيروس في مختلف المحافظات والبلدان، فهم، وهم يتحملــون aلحــق الأذيــة حيث حــل في الحقيقة فيروس ضار ي

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

8

كورونا والمسألة الدينية والشرعية

بســلوكهم غــير الأخلاقي هــذا )خــروجهم من المدينــة( مســؤوليةإلحاق الضرر المادي والمعنوي بالبلاد.

ــربي ومع هؤلاء كانت بعضa الأطراف المذهبية في العالم العلة نقــدها على المنظومــة تكتب أيضا بالطريقة نفسها، لكن مســج

المذهبية الشيعية، وليس على الدين كله.نــة كمــاردة الفعل الثانيــة: وهي ردة فعــل شــريحة متدي

ـةـ، ودعت إلى وقــف ــات الواقعي ت كــل هــذه المعطي ــا، رفضــ قلنت على كـون أهـل الـبيت تحميل المزارات مسؤولية الوباء، وأصر هم مركز الشفاء، وأن علينا الذهاب بشكل طــبيعي إلى المراقــد، وأن تعطيل المراقد هو مأساة تدعو لذرف الدموع، وهو تخل عن أهل البيت وحيدين في الشدائد، وغير ذلــك ممــا قيــل ومــا يــزال،

عبر نسج مشهد تراجيدي حزين. لن أبحث عقديا وفقهيا وحديثيا وغــير ذلــك في هــذه الأمــور،aشير إليه هــو: لمــاذا وصــلنا aريد أن أ فليس هدفي هو ذلك، بل ما أ

ر بهذه الطريقة؟ إلى هذا المشهد؟ وكيف ظهر فريق ديني يفكــه لاأولا: ليس لدينا في الفكر الإسلامي شيء يقول بأن الل

aلحق المصــائب والصــعوبات بــالمؤمنين، فليس عنــد اللــه شــعب ي مختار بهذا المعــنى، وإذا كــان قـد خلص اليهــود من ظلم فرعـون فهذا لا يعني أنه سيخلصهم دائما ـــ وفي كــل لحظــة ـــ من جميــعــودي في الحــرب ــديني اليه ــواع الظلم. لقــد شــهد اللاهــوت ال أن العالمية الثانية وما بعدها واحدة من أكثر الإشكاليات الدينيــة ألمــا في تاريخه، فبعد ما حل بــاليهود في أوروبـا وألمانيــا ظهــر ســؤال جريح يقول: أين هو الله الذي خلصنا من فرعـون عــبر البحــر مــعــرعى شــؤوننا؟ موسى، واعتبرنا شعبا مختارا، يهتم لأمرنا دوما وي

aباد بوحشية كبيرة، دون أن يرف له جفن؟ aحرق ون كيف تركنا ن ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة

هـ1441 م ـ 2020ربيع

9

حيدر حب الله

ةــ آنــذاك، كان وقع هــذا الســؤال عظيمــا على الــروح اليهودي وظهرت قراءات لاهوتية متعددة في سياق الجواب عنه؛ والسبب هو أن العقل الــديني اليهــودي تــربى على أن اللــه معــه بوصــفهم الأمة الموحدة المختارة، ورأى أن نظام الكون يسير بهذا الاتجاه،aصــيب بجaــرح نرجســي عظيم ولما افتقد اللــه في لحظــة حرجــة أ

جدا.ــك أنهم ــني ذل ــل يع ــنين؟ وه ــع المؤم ــه م ــنى أن الل ــا مع م سيكونون بلا مشاكل، ولا صعوبات، ولا مصائب، ولا بلايــا، تعصــف بهم؟ هل في العقل الكلامي والفلسفي عند المسلمين شيء من هــذا؟ لقدحــدثنا القــرآن عن أنبيــاء قaتلــوا، ولم يكن لهم حــول ولاــوا في aحرق ــنين أ ــهم، وعن مؤم ــل عن أنفس ــدفعوا القت ــوة؛ لي ق الأخدود، وعن حـروب النـبي الـتي غلب فيهـا المســلمون وغaلبـوا،aقتلـون، وحـدثنا عن البلاء بـالخوف aلون وي وعن المؤمنين الذين يقتــاذا را الصــابرين. م ــرات، مبشــ والجــوع ونقص من الأنفس والثم تعني كل هذه المنظومة، وغيرها كثير، وخاصة التاريخ الديني عبرــا تعــني أن الإيمــان والصــلاح لا يوقفــان كــل بلاء أو العصــور؟ إنه

ران قوانين الطبيعة دوما. مصيبة، ولا يغيـةـ تقــول بــأن الإيمــان لكن في الوقت عينه نجد نصوصــا ديني والصلاح يمكنهما فعل شيء، ورفع العــذاب، وأن الكفــر والضــلالة

يمكنهما إلحاق العذاب والمصائب بأصحابهما.ه ـــ هــو أن قراءتي الشخصية ـ بتعبــيري الخــاص عن هــذا كل الــدنيا ليســت مســرحا للحلــول النهائيــة المطلقــة، كمــا يتصــورها الكثيرون. لو صرفنا النظر عن فكــرة المخلص في خصــوص آخــرةـ الثلاثـة فليس هنـا حلـول نهائيــة؛ الزمان عنـد الأديـان الإبراهيميaصاب بانتكاسة عندما لا نجدها، أو نغتر بصوابنا حتى نبحث عنها، ون

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

10

كورونا والمسألة الدينية والشرعية

عندما نصــل إلى حــل في قضــية مــا، ليكــون الحــل شــاهد صــدقــة ــة خاطئ ــات التفكيري ــذه المنظوم ــل ه ــرورة... ك ــا بالض إيماننــو بتقديري، وكل ما قاله الدين من خلال قراءة مجموع نصوصه ه أن الإيمان يمكن أن ينفع أحيانــا في رفــع بلايــا ومصــائب، والكفــرــل ــرة الح ــذابات، وأن فك ــائب وع ــحابه مص ــق بأص aلح يمكن أن يــالى: النهـــائي تتلخص ضـــمن مفهـــوم )العاقبـــة(، في قولـــه تعـ

ــة للمتقين﴿ (.128؛ والأعـــراف: 83 )القصـــص: ﴾...والعاقبـفالصورة النهائية هي في القيامة )وقضية مخلص آخر الزمان(.

aصيب المؤمنــون أحيانــا بمصــائب فلا يعــني ذلــك تخلي وإذا أ الله عنهم؛ ليقول الملحد بأن ذلك تأكيد لخaرافية فكرة اللــه؛ فــإنــف، الملحد بهذه المداخلة يفكر بالطريقة الشعبية نفسها مع الأســدا. عندما يتصور أن الله معي فلا أحد يمكنه أن يهزمني دائمــا وأبـةـ، ولا معــادلات يــات مطلقــة، ولا توجــد حلــول نهائي ليس هناك كل ذات لون واحــد، إلا بالطريقــة الــتي شــرحناها، أي ضــمن مفهــومـهـ في العاقبة، وهو المفهوم النسبي على طول الخط الزمني، لكن

نهاية الدنيا يأخذ إطلاقه.ةــ بات الطبيعي إن نظــام الوجــود قــام على الأســباب والمســبـةـ، وليس على نظــام المعــاجز والخــوارق، ولا حتى حيــاة التكرارينين قائمــة على ذلــك، بــل ولا الأنبيــاء أنفســهم؛ فــالخوارق المتــدي ــا والتدخلات الغيبية حالات استثنائية في ما هو المنكشف لنا قياس بحجم حضور الأسباب الطبيعية التكرارية، دون أن يعني ذلك نفيرهــا الفلاســفة المعــاجز أو الكرامــات إطلاقــا. وهــذه النتيجــة قرــةـ طويلـــة، والمتكلمـــون المســـلمون في ســـياق معركـــة تاريخي استمرت حقبا زمنية في تحليل مفهــوم المعجــزة وعلاقتـه بنظـام

التكوين العللي. ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة

هـ1441 م ـ 2020ربيع

11

حيدر حب الله

إن سبب هذا الجرح العاطفي اليوم عند كثيرين ـــ هــوثانيا:ــل القــائم في بعض زوايــا الخطــاب في تقديري ـــ شــيء من الخلـةـ ـةـ والمفهومي الديني، والــذي يتســامح في تنــاول القضــايا العقدي والعاطفية، لكنه يتشدد في تناول مبــاحث الاســتبراء والاســتنجاء! لقد غزتنــا الروايــات الضــعيفة في متونهــا وأســانيدها ومصــادرها،ــات ــوين القناع ــعبية في تك ــة الش ــا على الخطاب ــدنا أحيان واعتمـةـ ليســت الإيمانية، وبنينا في عقول الناس أهراما من مفاهيم ديني مaحكمة، وأحيانا بحجة أن أي مفهوم يمكنه أن يخدم علاقة النــاسر، وتناقلنــا بكــل تســامح قصــص الكرامــات بأهل الــبيت فهــو مــبرـةـ بين ــط منطقي ــا رواب بن ــاكن، ورك المنســوبة إلى أشــخاص أو أمن بينهــا، وتجاهلنــا جيوشــا من حــوادث لا يوجــد ترابــط منطقي بيــا شــعبيا، الخطباء والمنبريين والمتكلمين هنا وهناك يصوغون وعيـدـعaون وبعضaنا ساكت؛ لسبب أو آخر! وانتقدنا أولئك الذين كــانوا ي دوما للتعامل العلمي المنطقي مع كل هــذه الأمــور، كمــا نتعامــلـةـ وغيرهــا. وكــانت ـةـ وبــاحتراف مــع القضــايا الفقهي ــة وعلمي بدق النتيجة أن ظهرت مثل هذه الأفكار غير العلمية. ففي أي كتاب أو سنة أو عقل دليل على أن المساجد والمراقد الدينية لا يمكنها أن تكــون ســببا نــاقلا لفــيروس من هــذا النــوع؟ من أنبأنــا بهــذا من ـةـ، وإلا ضها القوانين المادي aالغيب؟ فهذه المراقد كسائر الديار تعر ــف ــا؟! كي سخ بسبب الزائرين؟! فلماذا نكلف لجانا لتنظيفه أفلا تت لا يزيل صاحب المقام الشريف النجاســة عن مقامــه المقــدس؟! أليس في ذلــك إهانــة لهــا؛ حيث مراقــد المعصــومين لا يصــح أنسخ؟! بــل ألا توضــع الحمايــة الأمنيــة أمــام المراقــد نصفها بأنها تت

وفيها؟! هل في ذلك إهانة؟!ـهـ لا تعرضــه العــوارض إن قداسة مكان واحترامه لا يعــني أن

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

12

كورونا والمسألة الدينية والشرعية

ضــوا للمــرض والمــوت ــاء والأوصــياء تعر ـةـ؛ فالأنبي ـةـ العادي المادير ذلك من قداستهم واحــترامهم ومكــانتهم. كباقي الناس، ولم يغيـةـ ـ ـةـ التفافي في ـةـ تكل فخلط الأمور ببعضها لا داعي له، واختراع أدل

وهو مسير له تاريخ في الحياة الدينية ـ يفترض أن نتوقف عنه. إن من أسباب ذلك كله هو تســاهلنا ـــ أحيانــا ـــ مــع التكــوين المفاهيمي والعاطفي والعقدي للناس؛ لتظهر شريحة تتكلم بهذهــدي أو فقهي، ــتند إلى معطى كلامي أو عق ــتي لا تس ــة ال الطريق معتمــدة التــأويلات الغريبــة عن منطــق البحث العلمي في الفكــر الـــديني والوضــعي معـــا. فالتـــاريخ الفقهي عنـــد الشـــيعة مليءرر ــ ــاق الض ــدم إلح ــظ النفس وع ز على حف ــتي ترك ــاوى ال بالفتaز على فقه الوباء والطاعون. وهناك شــبه بالنفس والآخرين، وتركـةـ اتفاق إمامي، إن لم أقaل: إنه اتفاق تــام ـــ على التعامــل بعقلاني تامة مع هذه الأمور، وإحالة القضية إلى أهــل الخــبرة، من علمــاء الطب وغيرهم. بل بتقديري ـ والمقام ليس مقــام التفصــيل ـــ إن الفقــه الشــيعي في مســاره الزمــني متقــدم في بعض الخطــواتــة في ــديها بعض الآراء الغريب ــتي ل على فقــه ســائر المــذاهب، ال

مواجهة الأوبئة. وحتى اليوم، فقد دعا العديد من الفقهاء والمراجــع والعلمــاءـةـ ـ على انتماءاتهم وأطيافهم المتعددة المتنوعة ـــ للتعامــل بعلمي مع هذا الحدث الجلل، والالــتزام بمــا تقولــه الجهــات الصــحية في بلدانهم، وضرورة مراعاة ذلك، ولو على حساب بعض الضيق في إحياء المناسبات وصلوات الجمعة والجماعات. وهذا هــو الموقــف

aعرف عن الكثير من الفقهاء عبر التاريخ. الصحيح الذي يـةـ، aنكر أن بعض فقهاء الشيعة في بعض الفــترات الزمني ولا أــاء، وتمت الــدعوة مثــل: العصــر القاجــاري، واجهــوا ظــواهر الوب

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

13

حيدر حب الله

لإقفال المراقد، لكنهم في تلك الفــترة اعتــبروا ذلــك محاولــة منــدين، فلم يصــدقوهم في زعمهم انتشــار ــة ال الســلطات لمواجه الوباء، بل كانت لهم قراءتهم السياسية للموضــوع، وهي قــراءة ـaعتبر أمرا آخر غير رغم أن الزمن آنذاك كشف عن خطئها ـ تظل ت

ما نحن فيه هنا.ةـ ــ ــور العبادي ــف من الأمـ نـيت على التخفيـ ــ a ــريعة ب إن الشـ والمسؤوليات الملقاة على عاتق الإنســان عنــدما يكــون في ذلــك خطر، وخرجت عن ذلــك في بعض الحــالات الاســتثنائية، كالجهــادــرائض، ــبرى الف ضد المعتدين. ولهذا كان الخطر موجبا لسقوط ك كالحج والصوم، فكيف لا يوجب سقوط بعض الممارسات العبادية الأخــرى، كزيــارة المراقــد وإقامــة الجماعــات وإحيــاء المناســباتها أيضــا من المســتحبات. لقــد رخص اللــه aعــد بعضــa الدينية، التي ي للإنســان بــالنطق بكلمــة الكفــر عنــد تقيــة الخــوف، كمــا ورد في

ـةـ )آل عمــران: ة عمــار بن28أســباب نــزول آيــة التقي ( في قصــ ياسر، مــع كــون القلب عــامرا بالإيمــان، فــأي مشــكلة في زيــارة دـلا ــ ل ب ــوم، وتمث ــد، وهي تحقق المفهـ aعـ ــاء عن ب ــة والأنبيـ الأئمـــوين أنشــطة ــكلة في تك ــال؟! وأي مش ــذه الح اضــطراريا في هaعــد عبادية من هذا النــوع عــبر الشــبكة العنكبوتيــة، بحيث يبقى الب الجماعي قائما في ممارســة هــذه الأمــور؟! وهــل قضــية الزيــارةل مــؤامرة، اــم أو شــهور تمث اليوم في تعطيلها عن قaرب لبضعة أيع، أو الهدف منها محاربة أصل وجود أهل الــبيت والإســلام والتشــي أن الهدف من ذلك هو حماية أتباع الإسلام وأهل البيت أنفسهم؟!ب رأي كثــيرين ـــ أن أهــل وخاصة أن في التراث ما يفيــد ـــ بحســ البيت النبوي كانوا يــذمون بعض أصــحابهم علنــا؛ بهــدف حمــايتهم من جــور الســلاطين. فحمايــة الأتبــاع مســؤولية تقــع على عــاتق

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

14

كورونا والمسألة الدينية والشرعية

هــ الحــريص الــودود الإمام والنــبي نفســه، وقــد وصــفه القــرآن بأن(.128الرؤوف بالمؤمنين )التوبة:

إن الأصــل والغايــة من مفهــوم العبــادة والزيــارة هــوثالثا:ــع ــد الأول، ولم توض ــو المقص ــذا ه ــوب والأرواح، فه ــفاء القل ش الزيارات بهدف أن تصبح بديلا عن الأنشطة الطبيــة أو الصــحية أو مقــابلا لجهــود البشــر في علاج أنفســهم ووقايتهــا من الأمــراض. وهذه النصــوص الدينيــة في الكتــاب والســنة، إلى جــانب الســيرةــذا ــك؛ وله ــا تشــهد على ذل ــرون الأولى، ببابن عية في الق المتشــرــذهاب نحــو المســاجد والمراقــد والأمــاكن نلاحــظ أن نصــوص ال الدينية هي في غالبيتها الساحقة تتجه لبناء تربوي وروحي وعقدي واجتمــاعي، يكــون في نهايــة المطــاف بنفســه فــاعلا في ســلامة المجتمع، وعنصـرا مسـاعدا أساسـيا في بنـاء مجتمـع صـالح على

مختلف الصعد، ومنها الصعaد المادية والبدنية وغيرها. لكن بعض الثقافــات، الــتي يــدعو إليهــا بعض، تجعــل النــاسـةـ هي لطلب الحــوائج ى على أن هــذه الأمــاكن الديني وكأنهــا تــترب المادية، وكأنها بدائل عن المستشفيات والعوامل المادية، أو كأنها إذا عجزت المستشفيات فهي حتما سوف تعالج ودائما. وهو قولجم بالغيب، ونحن لا نعرف أسرار الله في فعله فيه الكثير من الره ـ وهو أكبرa مفهوم يقدمــه الــدين في مواجهــة aنفس aها. فالدعاء كل التحديات ـ لا يقول بــأنني بــديل عن الأســباب الطبيعيــة، ولا يضــعــالتي ــة ب ــل الأدعي ــا، ولا ك ــا لتجاهله ــا، أو داعي نفســه منافســا لهنا الطــرف عن تحصــيل النتــائج الماديــة من aستجاب، فلــو غضضــ تبمــا يفتقــدها الــداعي أو الزائــر أو aالدعاء أو غيره؛ نتيجة شروط ر ــة ــ غيرهمــــا، كمــــا ورد في بعض روايــــات الاستشــــفاء بالتربل، وكما الزيارة ـ لم يقaل أحــد الحسينية...، فإن الدعاء ـ كما التوك

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

15

حيدر حب الله

هــ بعض من فقهاء الإمامية وغيرهم ـ عدا جــدل قــديم كــانت عرفت الأوساط الصوفية والأخلاقية ـ بأنه قــائم مقــام الأســباب الماديــة. فهل سمعنا يوما أن فقيها من فقهاء الإمامية الكبار طالب بـإغلاق المستشفيات ووقــف علــوم الطب والصــيدلة والعقــاقير وغيرهــا؛ بحجة كفايــة الــدعاء والزيــارة والتربــة الحســينية الشــريفة بقــول

مطلق؟!رني بجــدالات عaــرفت في القــرون إن هذا الجدل اليــوم يــذك الأولى وطواها التــاريخ...، جــدالات حــول جــدوى الأخــذ بالأســبابل على اللــه، ـهـ ينــافي التوك الطبيعية، والذي فهمه بعضهم على أن

ــوم ــأتي مفه ــا ي ــدعوات. وهن ــه لل ــة بإجابت ل»والثق ــا وتوك «اعقله (. فعلينـا بالتـداوي الطـبيعي، والشـفاء510:ـ 2)صحيح ابن حبان

من الله وحده. هذا كله لا يعني أن هذه الأشياء لا دور لها، بل لها دور. ولعل أدوارها مشروطة بشروط قد تتحقق وقد لا تتحقق. كمــا أن هــذه الأدوار لم يظهــر من النــبي وأهــل بيتــه الــدعوة لجعلهــا بــديلا عن الأسباب الطبيعية. وهذه الروايات التاريخية والحديثية طافحــة في الدلالة على هــذا الأمــر. فمن أين جــاءت فكــرة أن هــذه المراقــدــدف تكــون هدفها تطبيب الناس ماديا، بحيث إذا لم تحقق هذا اله قــد حققت نقيض وجودهــا، وهــدمت فلســفة وجودهــا في قيمتهــاـةـ؟! وإذا كــان لهــا من تــأثير ـةـ والعقدي المعنوية والروحية والتربوي جانبي مادي لا نمانع وجوده إطلاقا، فهذا لا يعــني أن هــذا الجــانب الفرعي من فلسفة وجودهــا يهــدف منــه إلغــاء الأســباب الماديــة

الطبيعية أو تجاهلها.ــذه نين في ه وهنا يهمني أن أقول أيضا بأن قيام بعض المتديـاـ، وأخــذ أولادهم فات مرفوضة عقلانيا وفقهيا وديني الظروف بتصر

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

16

كورونا والمسألة الدينية والشرعية

لوا العتبات والضــرائح؛ نكايــة بفكــرة الاحتيــاط من عمدا؛ لكي يقبـةـ ــدوى...، هــذا لا يعــني أن أســاس بركــة هــذه الأمــاكن الديني الع مرفوض أو أنها غيرa مقدسة. فقد تكون مقدســة، وقــد يكــون لهــا دور مادي في الشفاء، لكن هــذا لا يعــني كونهــا بــديلا عن أســبابلب قداســة هــذه ةــ والأخــذ بهــا. فنحن نــرفض ســ الشــفاء الطبيعيــدر الأســباب الماديــة؛ بحجــة الأماكن، وفي الوقت عينه نــرفض ه

قداستها وطهرها. وفي الختام أضم صــوتي المتواضــع لكــل صــوت دعــا لاتبــاعــام سبيل العلم والمعرفة في تناول هذه القضايا، وضــرورة الاهتم بالرعاية الصحية، والــتزام مــا يقدمــه الخــبراء في هــذا المضــمار، وعدم هدر ذلك كله، مما نحن مسؤولون عنه شــرعا؛ بحجــة بعض

المفاهيم التي لم يقaم عليها أي دليل علمي أو ديني ثابت.د لي أن شرائح عدة من وقائع ما حدث في الأيام الأخيرة أكــدخaل في مجتمعاتنا المسلمة، ولو كانت محدودة، بحمد الله، لم ت عصر العلم بما له من مفهوم بعدa؛ فالعقل العلمي لم تعرفه حتى الآن، بما له من مستلزمات ونتــائج ومســارات ومــآلات، وإنهــا مــاaســميه: عصــر العاطفــة والانفعــال الوجــداني، aنسا بما أ تزال أكثر أ

بعيدا عن تسمية بعض له بعصر التفكير الأسطوري.

كورونا والطب الإسلامي ــــــ في سياق القضية نفسها، ظهرت أيضا خلال الأيــام الماضــية موجة من يدعي أن العلاج من فيروس كورونــا موجــود في الطب الإسلامي. وأخذ كل واحد يقدم لنا وصفة طبية، لا أظنه هو نفســه

بها على أحد من مصابي كورونا وأعطت نتيجة! جرaقحم نفسي في قضية الطب الإسلامي؛ فهي aريد هنا أن أ لا أ

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

17

حيدر حب الله

ــاش ــالا للنق ــيرة مج ــنوات الأخ ــذ خلال الس ــل، أخ ــوع طوي موضــران، خب الدينية والثقافية، وخاصة في إي الواسع، وشغل بعض النهــ )أبــو الطب يــه بأن وبــالأخص بعــد أن أقــدم من يصــفه بعضa مaحب الإسلامي(، وهو الشيخ عبــاس تبريزيــان، بحــرق أحــد كتب الطبaث على صــفحات الإنــترنت، وأثــار الحديث المعروفة، في تصوير ب ضجة كبيرة وانتقادات واسعة، وخاصة أن هذا الشــخص ســبق أن حورب في الحوزة العلمية في قم، بصرف النظــر عن أن طريقــة محاربتــه كــانت صــحيحة أو لا، شــريفة أو لا، وبصــرف النظــر عن

منطلقات محاربته عند هذا الفريق أو ذاك. هــذه الموجــةa العارمــة تحت اســم الطب الاســلامي ـــ وهي موجة تأتي في سياق حaمى أسلمة العلوم ـ تميل إلى جعل الأمور المادية مرتبطة بــالنص أكــثر ممــا هي مرتبطــة بالعقــل والتجربــةة، البشرية... هذه الموجة تظهر اليوم مع كورونا بعلاجاتهــا الخاصــــات العلمي، وهي لا تقــدم وتصــر على عــدم احــترام قواعــد الإثبد لنــا أنهــا نفسها في مجــال التجربــة والاختبــار العملي، وبهــذا تؤك

خارج سياق تنامي المعرفة الطبيعية المعاصرة.ــا في حين أن ــا لكورونـ ــف علاجـ ــهم يصـ ــريب أن بعضـ الغـ الروايات لم تتكلم عن كورونــا، ويقــدم بعضــهم نفســه خبــيرا في الطب وهو لم يدرسه؛ في الوقت الذي يمانع هؤلاء من إقــدام أير على الحديث عن قضايا الفقه الإسلامي؛ بحجة أنه باحث أو مفك

ليس بمتخصص!ـةـ ليس لدينا مــانع من تكــوين مدرســة صــحيحة طبيــة عالمي مختلفة عن العلوم القائمة اليــوم، فهــذا حــق طــبيعي لأي بــاحث،ـزـلا، لكن من يريــد أن والمدرســة القائمــة اليــوم ليســت وحيــا مaن

ينافس عليه أن ينافس بالمنطق وقواعد الإثبات، لا بغيرهما. ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة

هـ1441 م ـ 2020ربيع

18

كورونا والمسألة الدينية والشرعية

وأغض الطرف الآن عن مسألة الطب الإسلامي لأتكلم بأمرـةـ عــدم ـةـ الإيماني عام أختم بــه، وهــو أن من أهم الأركــان الأخلاقيــود قول ما ليس للإنسان به علم. ونحن مع الأسف غزتنا في العقــف ت، فنطلق الآراء والمواق الأخيرة ظاهرةa القول بلا علم، ولا تثبــو ــة، ول ن ــا، ولا بي ــور، ونحن لا علم لن ــف الأم والتحليلات في مختل أغلقنا أفواهنا لأرحنا واسترحنا. فتجد بعضنا في بداية أزمة كورونا كان يقول بأن الله أرسله عقابا للصينيين على تعذيب المســلمين. ولا أدري مــاذا ســيقول الآن؟! كمــا لا أدري من أخــبره بــذلك منرـ جــاءه ؟! أوحي نزل عليه أعلمه بأسرار الفعــل الإلهي أو خب aقبل من غيب؟! وهكذا. إن الوقف عن قول ما لا علم لنــا بــه والوقــف عن الكذب أساسان كبيران في حياة الإنســان والمجتمــع، وإذا لم يعتبر القول بغــير علم من الكــذب في وجهــة نظــر بعض الفقهــاء

فهما معا ضرورة لتحقيق الأمن الفردي والاجتماعي.

كلمة أخيرة ــــــد وختاما أدعو نفسي وكل إخواني وأخواتي للعمل على التقي بمــا يقدمــه أهــل الاختصــاص والمعرفــة في هــذه الأمــور، وعــدمــة؛ الاستهتار بشيء منها، ولا تجاهلها بحaجج دينية أو غير دينية واهيبون ليس على الإضـرار بأنفسـنا فقـط، بـل قـد نضـر لأننـا مaحاسـ بغيرنا، من خلال نقلنا العدوى له من حيث لا نشعر. إننا مaطــالبونةـ أيضا أن نـرتقي ونـرقى بمجتمعاتنـا؛ كي تصــبح مجتمعــات علميـدـل أن ـةـ، ب منضــبطة واعيــة، تتعامــل مــع الأمــور بــوعي واحترافيــد ــاء يحص ةـ، والوب ـ ــايا جانبي ـةـ( في قض ــدالات بيزنطي ــوض )ج نخ بالأرواح والأرزاق. إن ارتقاءنا لمستوى الوعي هذا، وأخــذنا بســبل الاحتياط؛ لمنع إيذاء أنفسنا والآخرين، هو في حد نفسه عبادة، لو

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

19

حيدر حب الله

قصدنا به وجه الله سبحانه.ــا في لحظــات إننا من موقعنا الإيماني نعمل بالأســباب، لكنن المصائب الكبيرة هــذه لا ننســى اللــه ونحن نأخــذ بهــذه الأســباب الطبيعية، وعلينا أن نرفع في أنفسنا إحساس التوحيد لله سبحانهع لــه وحــده تبــارك أكثر من أي وقت مضى، وأن نرجع إليه ونتضرـاـ أو ابتلاء وتعالى أن يخلصنا مما نزل بنا، أنزلــه بنــا عن غضــبه من واختبارا وامتحانــا. إن إيماننــا يــدعونا للتوجه الــدائم إلى اللــه، ولاـهـ لا يرمينــا في غيبوبــة عن الأســباب ما في هذه النوازل، ولكن سينا بوصــفنا الطبيعية والعقلانية، فالعنصران معا همــا مــركبa خلاصــ

مؤمنين.ــوت، إن ما يجري من حولنا لهو مدعاة وفرصة لاستذكار الم ونحن نسمع أخباره هنــا وهنــاك؛ لنقــترب أكــثر من اللــه ســبحانه، ونعتبر ونعرف كم هي هشة هذه الإنسانية؟! وكم هو هذا الإنسانر؟! ها هو فيروس بسيط يهز الكــرة الأرضــية، أشبه بكارتون متكب ويشغل بالها؛ علنا نســتفيد منــه لبنــاء نفوســنا وأرواحنــا، وتحقيــق المزيد من خضوع الإنسان أمام الله سبحانه. إنها فرصةa مراجعــة

في البيوت؛ للعودة إلى الله، وتحقيق التخلية والتصفية الكاملة.

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

20

العلاقة بين الفقه والأخلاق

العلاقة بين الفقه والأخلاق(**()الشيخ محمد عالم زاده نوري

ترجمة: مرقال هاشم

ــــــالمقدمة إن لعلم الفقه والأخلاق ـ بوصفهما علمين متوازيين ومعترفا

إنمــا»بهما رسميا، بناء على التفسير المعــروف للحــديث القائــل: . وفي مــا(2) ـ مصادر مشــتركة وهــواجس مختلفة(1)«العلم ثلاثة...

يلي ســوف نشــير إلى بعض خصــائص هــذين العلمين في الحالــةــاه العلمي ــة بمعن ــذه الدراس ــه في ه ــذنا الفق ــد أخ ــة. وق الراهنــة من المصــادر ــ أي فهم الأحكــام الشــرعية التكليفي المصــطلح ـ الدينيــة والأدلــة التفصــيلية ـــ، وأخــذنا الأخلاق بمعــنى العلم الــذي يتكفل ببيان منظومـة القيم الإنســانية. وعلى هـذا الأسـاس يمكن

القول في المقارنة بين هذين العلمين ما يلي: إن علم الفقه يتحدث عن فعــلالاختلاف في الموضوع:

المكلف )الاختياري وغــير الاختيــاري(، وأمــا علم الأخلاق فيتحــدثــف(؛ وبــذلك ــف أو غــير المكل عن الملكة والفعل الاختياري )للمكل

فإنهما يشتركان في الأفعال الاختيارية للمكلفين. إن القضــية الفقهيــة والقضــيةالاختلاف في المحمــول:

ــان في ــا تختلف ــانب القيمي، ولكنهم ــتركان في الج ــة تش الأخلاقي المحمول؛ وذلك لأن المحمــول في القضــايا الفقهيـة هي الأحكــام

أستاذ مساعد في مجال الأخلاق في مركز أبحاث العلوم)*(*(والثقافة الإسلامية.

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

21

الشيخ محمد عالم زاده نوري

ــة ــة والكراه ــوب والاســتحباب والإباح ــة الخمســة: )الوج التكليفين والقــبيح، والحرمة(، والمحمول في القضايا الأخلاقية هــو الحســ

وما ينبغي ولا ينبغي، والصائب وغير الصائب.الاختلاف في المنشأ: إن للقضايا الفقهيــة جعلا واعتبــارا

ــل اللــه ســبحانه وتعــالى، وإن الفقيــه يعمــل على شــرعيا من قبــاف هـــذا الجعـــل الشـــرعي من خلال التفقه؛ في حين أن اكتشـــل ــانوني إلهي أو جع ــة لا تنطــوي على إنشــاء ق القضــايا الأخلاقين والقaبح ــ ــرد الحaس ــوم على مج ــا هي تق ــرعي، وإنم ــار ش واعتب الواقعــيين. إن منشــأ مشــروعية الأحكــام الفقهيــة هــو الإرادة التشريعية للشارع، والتي يتم إنشــاؤها على شــكل جعــل واعتبــار قــانوني شــرعي، وهي تقــوم ـــ بطبيعــة الحــال ـــ على المصــالح والمفاسد التكوينية والذاتية، في حين أن منشأ الأحكــام الأخلاقيــة مجــرد الإرادة التكوينيــة للخــالق تعــالى فقــط؛ بمعــنى أن الحكم الأخلاقي يعمل على بيان العلاقــة التكوينيــة بين الفعــل أو الصــفةــعى إلى ــا نس ــه إنم ــاني. ونحن في علم الفق ــال الإنس وبين الكم الكشف عن الوظيفة الإلهية، في حين أننا في علم الأخلاق بصــدد

.(3)البحث عن الوظيفة الواقعية العقلانية أو العقلائية وبذلك يكــون الإلــزام والــواجب الفقهي مختلفــا عن الإلــزامــالإلزام الفقهي حكم شــــرعي، والحكم ــ والــــواجب الأخلاقي؛ ف الشرعي يستتبع استحقاقا للثواب والعقاب؛ وأما الإلزام الأخلاقي فيحمل هاجس السعادة، دون اســتحقاق الثــواب والعقــاب؛ وعلى هــذا الأســاس قــد لا يكــون الشــيء مaلزمــا من الناحيــة الفقهيــة، ويكون جائزا، ولكنه من الناحيـة الأخلاقيـة يكـون قبيحـا، وينطـوي على إلــزام بـالترك؛ بمعـنى أنـه ــ بنـاء على بعض المصــالح ــ لمaرصد له عقاب، ولكنه مع ذلك يشكل مانعا دون وصــول الإنســان ي

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

22

العلاقة بين الفقه والأخلاق

إلى السعادة والكمال.ــطلح «الحكم الأخلاقي»وإن الفقهاء بدورهم يستعملون مص

، ويعملــون على«الحكم الإلــزامي والوجــوب الفقهي»في مقابــل aفهم منه توظيفه حيث لا وجود للوجوب والحرمة الشرعية، وإنما يــر ــاتهم أن الأم ــف من كلم aستش ــاد. وي ــية والإرش ــوع من التوص نaعـد من وجهـة نظـر الأخلاقي متعلق بالآداب، أو أنه أمـر إنسـاني ي

العقل أمرا حسنا. وفي امتداد الجعل الشرعي والاعتبار القانوني يقــع موضــوعــه يحمــل هــاجس ــا فــإن الفقي ــال ورفــع التكليــف، ومن هن الامتث الامتثـــال، والـــبراءة، ورفـــع التكليـــف، والمنجزيـــة، والمعذريـــة، والطاعــة، والعصــيان، وتبعــا لــذلك يحمــل همــوم الخلاص من العقـــاب؛ في حين أن عـــالم الأخلاق يحمـــل هـــاجس الســـعادة، والكمال، والتعالي، والتكامل الروحي، والارتقاء الوجودي، والفلاح في الأبعاد الفردية والاجتماعية؛ ومن هنا فإن عدم امتثال الأحكامaعد إثما وعصــيانا، إلا أن عــدم امتثــال الأحكــام الأخلاقيــة الفقهية يدا على البــاري aعــد تمــر إنما يحول دون الوصول إلى الكمــال، ولا ي

تعالى. وبالالتفــــات إلى أن الحلال والحــــرام الفقهي ناشــــئ منــابع لنظــام ــة، وأن نظــام التشــريع ت المصــالح والمفاســد الواقعي التكوين ]الواجبات الشرعية ألطاف في الواجبات العقلية[، يمكنــواقعي. ن والقaبح ال ــواجب والحــرام اكتشــاف الحaســ ــان ال من بي

ن» وبين «الواجب والمستحب»وبعبارة أخرى: هناك بين ،«الحaســ ، نــــوع من«القaبح» وبين «الحــــرام والمكــــروه»وكــــذلك بين

ــدل بالدلالــة المطابقيــة على ــة ت الاســتلزام. إن كــل قضــية فقهين والقaبح ــ ــة الالتزاميـــة على الحaسـ الأحكـــام التكليفيـــة، وبالدلالـ

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

23

الشيخ محمد عالم زاده نوري

الأخلاقي والمصالح والمفاسد الواقعية. وإن نفس اعتبار وجعــل القــانون تـابع لبعض المصــالح. فقــد يكون الشيء حسنا أو قبيحا من الناحية التكوينية، ولكن بناء علىد aرصــ ــ ي بعض المصالح ـ من قبيل: مصلحة التسهيل أو الترخيص ـ له اعتبار شرعي. وفي مثــل هــذه الحالــة يكــون لــذلك الموضــوع حكم أخلاقي، ولكن ليس له حكم فقهي، أو أن يكون له ـ بحسب

.(4)البيان الأصــولي ـــ حكم إرشــادي، ولكن ليس لــه حكم مولــوين والقaبح الأخلاقي حكم aستنبط من الحaســ وعلى هذا الأساس لن ين وقaبح أخلاقي، وإن aستنبط من المبــاح الفقهي حaســ فقهي، ولن يــول ــام الحص ــواز الأخلاقي. وفي مق ــواز الفقهي أعم من الج الج على الحكم الفقهي لا يكون اكتشاف المصالح والمفاسد الواقعيةــرعي ــار الش ــف عن الاعتب ــر للكش ــد آخ ــذل جaه ــا. ويجب ب كافي

والاستناد القطعي إلى الشارع. وباختصــار فإننــا في الأخلاق نســعى إلى اكتشــاف التــأثير

؛«السلوك أو الأوصاف الاختيارية للإنسان على كماله»الواقعي لـ بمعنى أننا حتى عندما نبحث في النصوص الدينيــة إنمــا نبحث عن التوصــيفات والتحليلات الذاتيــة، دون الجعــل والإنشــاء الشــرعي. كما يمكن في هذا المسار ــ خلافــا للأحكــام الفقهيــة ــ الاســتعانة

قد اعتــبر&بالعقل والتجربة إلى حد كبير، حتى أن الإمام الخمينيرفة. مجال المعارف والأخلاق من مختصات العقــل وحقوقــه الصــ

ومن هنا يمكن القول:ــ وفيأولا ــة ـ ــام الأخلاقي ــة في الأحك ــايا الوحياني : إن القض

ــ تلعب دورا ــتي تقتضــي معرفــة كشــفية ـ ــع الموضــوعات ال جميكا. إرشاديا ومحر

: إن الاستلزامات العقلية معتــبرة وجــديرة بالاهتمــام،وثانيا ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة

هـ1441 م ـ 2020ربيع

24

العلاقة بين الفقه والأخلاق

وأما في الفقه فــإن اعتبــار الاســتلزامات إنمــا يكــون في الحــدودالمعروفة.

: إن الأحكـام الأخلاقيــة إنمــا تـبين العلاقـة بين الفعـلوثالثاوغايته )كمال الإنسان(، وليس النسبة بين الفعل والباري تعالى.

كمــا أن هــذا الاختلاف الــرئيس بين الفقــه والأخلاق يســتلزمبدوره موضوعين آخرين، وهما:

: إن الجعل الشرعي والاعتبار القانوني العام يحتاج إلىأولا تعيين الصــيغة والحــدود والإطــار التنفيـذي. إن البحث عن قـوالب وصورة الأعمال الشرعية يقع على عاتق الفقه، والبحث عن أصل العدم ـ دون لحاظ شكله العملي ـ يقــع على عــاتق الأخلاق؛ فــإن

»كون مثلا أمر أخلاقي، وأمــا أن«الارتباط بالله وذكره أمرا حسنا يكون هذا الارتباط بالله على شكل الصلاة بشرائطها الخاصة فهو موضــوع فقهي. وبــذلك يكــون الفقــه تجســيدا وتطبيقــا للأصــول

الأخلاقية. ــة ذاتوثانيــا ـةـ تواطؤي ــة حقــائق قيمي : إن الأحكــام الفقهي

حدين؛ فهي تدور مدار وجــود وعــدم الموضــوع )الأســود والأبيض،ــبة إلى ــو بالنس ــنى أن الحكم الفقهي ه ــد(؛ بمع ــفر والواح والص موضوعه إما موجود أو غير موجود. فالموضوع الفقهي إما واجب أو غير واجب، وإما حرام أو غير حرام. وهكـذا الأمــر بالنســبة إلى المستحب والمكروه الفقهي أيضا. فإن الصــلاة من وجهــة النظــرر ذلــك في الفقهية واجبة، وكلما كانت كيفية الصلاة أحسن لن يؤث تشديد وجوبها، كما لا يمكن القــول بـأن الصــلاة الواجبــة أصــبحت مستحبة أو أشــد اســتحبابا! أي إن الحكم الفقهي لا يشــتد، وإنمــا مع زيــادة الكيفيــة يكــون إلى جانبــه موضــوع جديــد، ولــه بطبيعــة

الحال حكم جديد. ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة

هـ1441 م ـ 2020ربيع

25

الشيخ محمد عالم زاده نوري

أمــا الموضــوعات الأخلاقيــة فهي مفــاهيم تشــكيكية، وإن الأحكــام الأخلاقيــة تحتــوي على مــراتب طوليــة ـــ بمعــنى أن لهــادــعى الأفــراد أبــدا من a سلسلة من مراتب الحaسن والقaبح ـ حيث ي

حســنات»المرتبة التي هم فيها إلى الارتقاء نحو المراتب الأعلى: . ومن هذه الناحية فإن للأحكام الفقهيــة«الأبرار سيئات المقربين

عمومية أكبر، ولا ترتفع إلا في حــالات الاضــطرار؛ إذ يجب تــدوينــة القانون بشكل عام، وأما القيم الأخلاقية فهي ذات طبيعية فردية، وتتناســب مــع الأفــراد والظــروف. إن عموميــة الأحكــام وخاصــــد ــدة في الحـ ــلحة والمفسـ ــمانها بتغليب المصـ ــة يتم ضـ الفقهيـ الأقصــى؛ فــإذا كــانت هنــاك مصــلحة غالبــة كــان الحكم واجبــا أو مســتحبا، وإذا كــانت المفســدة هي الغالبــة كــان الحكم حرامــا أو مكروها، وعلى هذا الأساس ما لم تبلغ المصــلحة والمفســدة حــد النصاب وتتجاوز حدا ما لا يصدر حكم فقهي ـ سواء أكــان إلزاميــا أو غير إلزامي ـ. وأما في الأحكام الأخلاقيــة فــإن نفس المصــلحة والمفســدة تشـــكل دليلا على الاقتضــاء أو المانعيــة في مســار الكمال، وحيث إن الأخلاق تتجــه إلى الســعادة الأخــيرة، والمرتبــة العليا من الكمال، فليس فيها حــد تقــف عنــده، بمعــنى أن الحكمــأثير ــاف الت ــا اكتش ــة يتم فيه ــة ومرتب ــود في درج الأخلاقي موج الواقعي. ونعلم ـ بطبيعة الحال ـ أن الأخلاق لا تعدم أحكاما عامة،ة، إلا أن لســان الفقــه كما لا يعدم الفقه من بعض الأحكام الخاصـ هــو لســان القــانون العــام، ولســان الأخلاق هــو لســان الســعادة الخاصة. إن الحكم الأخلاقي يصدر بمــا يتناســب ونــوع الشخصــية والظرفيات الفردية، وأما الحكم الفقهي فيصدر بشكل واحد على الجميع، وفي كافة الأعصــار والأمصــار. وفي الأخلاق يتم الالتفــاتــار الفقهي فلا يتم إلى الخصائص الشخصية للأفراد، وأما في الإط

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

26

العلاقة بين الفقه والأخلاق

aحــدث اختلافــا الالتفات إلى هــذه الاختلافــات. إن هــذا الموضــوع يــك لأن ــ ــاد الأخلاقي والفقهي؛ وذل ــ ــلوب الاجته ــ ــا في أس ــ ماهويــة للنصــوص الدينيــة في مجــال الأخلاق أكــثر التعقيــدات الظاهري

بكثير من الأحكام الفقهية.ــإن ــه والأخلاق ف ــات بين الفق ــذه الاختلاف ــات إلى ه وبالالتفــعى في الاجتهاد ـ بطبيعة الحال ـ سيكون على نوعين؛ فأحيانا نس العمليات الاجتهادية إلى التشريع الإلهي؛ وفي بعض الأحيان نعملل على اكتشاف مطلوبية أو عدم مطلوبيــة شــيء، دون أن نتوصــــوادي الآملي ــيخ ج ل الش ــد مث ــريع الإلهي. وق ــل والتش إلى الجع للاجتهاد من النوع الثاني بمسيرة يوم القــدس العــالمي، وأســبوع الوحــدة، ويــوم التشــجير. إن هــذا الاجتهــاد من النــوع الثــاني هــو

.(5)اجتهاد أخلاقي، أو هو من فقه الأخلاق ــــــما وراء الحلال الفقهي

لو افترضنا أن أمرا مــا كــان حلالا من الناحيــة الفقهيــة يبقىــات ــك لأن الواجب ــه؛ وذل نه وقaبح ســع للســؤال عن حaســ ــاك مت هنــة والحرمــة. وعلى هــذا فــإن والمحرمــات الأخلاقيــة تفــوق الحليل نهايــة اكتشاف حد الحلال والحرام الفقهي في موضوع ما لا يمث الدراسة الإسلامية له، ولا يعني كفاية الأبحاث فيه. ومن ذلـك مثلا aعد من الناحية الفقهية ســاترا أن ارتداء قطعة صغيرة من الثياب ي للحد الشرعي الواجب؛ ولكن لا يمكن أن يوصــى بهــذا النــوع من الساتر، والترويج له بشكل عــام؛ وكــذلك المــرأة في بيت زوجهــا غير مكلفة بالقيــام بــأي شــأن من شــؤون المــنزل، بمــا في ذلــك إرضاع طفلها، ويجوز لها أن تأخذ أجرا على هــذه الأمــور، ولكن لا

. وعلى هــذه الشــاكلة لا«الجــائز»يجب الأمر والترويج لهذا الأمــر يمكن الاكتفاء بالرسائل العملية في مقام بنــاء الثقافــة والمجتمــع

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

27

الشيخ محمد عالم زاده نوري

والترويج لأســلوب الحيــاة الإســلامية، ويجب الانتقــال من الحــدودالفقهية إلى التعاليم والقيم الأخلاقية.

إن مراعاة الواجب والحرام الشرعي هو حــد الإســلام، وهــو أقل ما يتوقعه الله تعالى من المؤمنين، ولا يعــني الكمــال، وإنمــا غايته نجاة الإنسان من عذاب الجحيم، وهذا يشبه حصول الطالب على درجة نجاح متدنية، ولا يستتبع عقابا، ولكنه مع ذلـك يسـتحقيــة الشــيء لا يلازم إســلاميته. إن المثــال اللــوم والتــأنيب. إن حل والنمــوذج في الســلوك الإســلامي أخص من المثــال والنمــوذجــا أن ــه إذا أردن الحلال الذي نجده عادة في الرسائل العملية. وعلي نقيم مجتمعــا إسـلاميا علينـا الــترويج لمفــاهيم أوســع من الحــدود

الفقهية، ولا يمكننا الاكتفاء بالرسائل العملية.ــلامي ــار البحث الإس ــة لا يمكن اعتب ــاف حكم الإباح وباكتشــرة ــاك في دائ ــا. هن ــد منتهي aع ــان البحث الفقهي ي ــا، وإن ك منتهين وقــبيح أيضــا؛ بمعــنى أنــه حيث لم المباحات الفقهية ما هو حســaجعل حكم فقهي ـ إلزامي أو ترجيحي ـ فإن المؤمن يشعر بقيود ي تثقــل كاهلــه على أســاس المعــايير الأخلاقيــة. وفي الأســاس إنــات ــدائرة المباح ــبيح( يختص ب ن والق شــطرا من الأخلاق )الحســ

الفقهية ومنطقة فراغ الأحكام الشرعية. ــــــالنماذج

ليس هناك قـانون في مـوارد الجعـل الشـرعي؛ ولكن يمكنن والقaبح الأخلاقي. ومن ذلــك مثلا أن الأفعــال غــير تصــور الحaســ الأخلاقية الصادرة عن الأطفال غير البالغين لا تنطوي ـ من وجهــةــتوى نظر بعض الفقهاء ـ على حكم قانوني شرعي حتى على مس

. الكراهة، في حين أنها قبيحة دون أدنى شك وفي بعض الموارد يكــون وجــود الحكم الشــرعي مشــكوكا،

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

28

العلاقة بين الفقه والأخلاق

بمعنى أنـه لا يمكن إحــراز الجعــل القــانوني بضــرس قـاطع. ومن ذلك مثلا أنــه لا يمكن الادعــاء بــأن الأمــور أدنــاه مســتحبة بشــكلنة، ومن ذلــك: إعــراض مؤكد، ولكن يمكن القول: إنها أفعال حســ

ــنين ــير المؤم ــد×أم ــأة بع ر بن إرط ــ aس ــاص وب ــرو بن الع عن عمــرب أبي ــدم ش ــفين، وع ــة ص ــوأتيهما في معرك ــف عن س الكشر عن الفضل العباس الماء بعد أن ورد العلقمي ـــ الأمــر الـذي يعبــل ــذات، وأك ــاء ال ــة النفس وبن ــ، ومعرف ــه ـ ــه ووفائ شــدة مروءت الأطعمــة المفيــدة، والتعــرف يوميــا على أحــدث المســتجداتــة، ــوم والليل السياســية، والاســتراحة لعــدد من الســاعات في اليــا في ــة وجعله ــير الكتب النافع واكتســاب صــفة الشــجاعة، وتوف متناول الجميع، رفع الإمكانات وتعلم الفنون، وممارسة الرياضــة، وإعداد مستلزمات الحياة، وإطفاء الأجهزة الكهربائية في ساعات الذروة، والاحتفاء بصور العلماء الربانيين، وما إلى ذلك من الأمور

الأخرى. وكذلك إذا افترضــنا أن ذكــر بعض الخصــائص المــذكورة في الروايات لبعض الأطعمة إنما هو من باب الإرشاد وبيــان الواقــع لاaفهم منـــه الحكم بالاســـتحباب الشـــرعي المســـتلزم للثـــواب ي

والعقاب. وعلى هذه الشاكلة لا يمكن الادعاء صراحة وبضــرس قــاطع أن الأفعال أدناه مكروهة، بيد أن إثبات عدم صوابيتها ـ دون ادعاء وجود حكم شرعي قــانوني ـــ ليس صــعبا: عــدم امتلاك الشــخص

،×لبرنــامج في الحيــاة، وخلــع الثيــاب في عــزاء الإمــام الحســين وإزجاء الوقت في الألعاب الإلكترونية، وإخراج النفايات من البيتة، والحضــور في الحفلات ــات الخاصــ إلى الشــارع في غــير الأوق الموسيقية، وبناء الأبراج في المدن، ورياضــة الملاكمــة، والدعايــة

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

29

الشيخ محمد عالم زاده نوري

للبضائع الاستهلاكية، واختلاق الموضات الحديثة من أجــل مفاقمــةالظاهرة الاستهلاكية، وما إلى ذلك من الأمور الأخرى.

ــــــالعناوين الحاكمة في ما يتعلق بالأبحــاث الفقهيــة من أجــل الكشــف عن حكمما الموضــوعات الجديــدة ـــ يتم البحث عن موضــوع مــا ـــ ولا ســي العنواين الكلية الحاكمة على ذلك الموضوع. إن الأحكــام الفقهيــة يتم حملها على العناوين الكلية والعامة، ويقع كل موضوع مصداقاaقــال عــادة: إن تشــخيص ــة. ي ــاوين الكلي ــوان أو عــدد من العن لعن مصـــداق العنـــاوين الفقهيـــة يقـــع على عـــاتق المكلف. إن هـــذا التشخيص للمصداق يكون على قســمين: فأحيانــا يكــون شخصــيا وجزئيا بالكامل، بمعنى أنــه لا يصــدق في الحيــاة إلا على شــخص واحد أو عدد معــدود من الأشــخاص، ولا يتحقق نوعــا مــا بالنســبة إلى الآخرين؛ ويكون في بعض الأحيان كليا واجتماعيا، بمعــنى أنــه يقع لجمهور الناس ويكــون أمــرا شــائعا. ومن ذلــك ـــ على ســبيل

ــتنبط الحكم الفقهي لـ ــا أن نسـ ــ: إذا أردنـ ــال ــ ــة»المثـ ممارســـة«الرياضة يجب علينا أن نكتشف العناوين العامة والكلية الحاكم

عليها، ومن ذلك مثلا أن الحفاظ على الصحة والحيلولة أو الوقايةر الجســم واجب، ولمــا كــان هــذا العنــوان منطبقــا على من تضــر

تعمــل على تحقيـق هـذا العنـوان«الرياضة»الرياضـة، بمعـنى أن وتشكل مصداقا له، فسوف تكون الرياضة واجبة. وهــذا التطــبيق يكـون على نـوعين: فتـارة يكـون شخصـيا وفرديـا بالكامــل، كــأنــة مصــداقا للحفــاظ على الســلامة والوقايــة من تكــون الرياض الأمراض بالنسبة إلى شخص واحد فقــط، عنــدها تكــون الرياضــة واجبة على هذا الشخص وحده فقط، دون الآخــرين؛ وتــارة تكــون

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

30

العلاقة بين الفقه والأخلاق

ةـ نشـــاط ــ عامـــة؛ ففي العصـــر الـــراهن مثلا؛ بالالتفـــات إلى قل الأشخاص، تكون الرياضة نافعــة لعامــة النــاس، حيث تحــول دون الأضرار المحتملة بالنسبة إليهم. وعندها تكون هناك ملازمة غالبة بين العنوان الفقهي للــواجب )الحفــاظ على الصــحة الجســدية أو

الوقاية من الأمراض( وبين الرياضة.ــة ــوب الرياض ــه الآن أن يحكم بوج ــل يمكن للفقي ــه ه وعلي شرعا بالنسبة إلى الناس الــذين يعيشــون في المــدن أم لا يــزال

تشخيص الموضوع في هذا المورد عائدا إلى المكلف؟ لو أمكن إثبات التأثير الكامل لهذه الموضوعات بالنسبة إلىــه في الإعلان عن ــردد الفقي ــة التامــة( لمــا ت ــات )العلي بع تلــك الت الحكم القطعي لهذه الموضــوعات؛ إلا أن المشــكلة تكمن في أن هذه الموضــوعات المعقــدة إنمــا تلعب دور المقتضــي في ظهــورــات، بمعــنى أنهــا تحتــوي على تلــك الآثــار لــولا المــانع بع تلــك التــار، أو وبصورة نوعية، وأنها لا تؤدي في بعض الموارد إلى تلك الآث

إذا كان لها علية فعليتها غير قابلة للإثبات. كما يردa ذات هذا السؤال حول توظيف النساء في المجتمع،ــة دaور ــيقى، وإقام ــترويج للموس ــائية، وال ــوات الفض وامتلاك القن للعجزة، ورفع أعداد مراكز اللهــو واللعب، والإنتــاج الكبــير للأفلام الساخرة، ورصد الجــوائز المليونيــة، والدعايــة للأطعمــة الضــارة، وبنــاء المطــابخ المفتوحــة في المنــازل، وبنــاء الأبــراج وناطحــات السحاب، وما إلى ذلك أيضا. فـإن هــذه الأمــور وإن كــانت مباحــة في حــد ذاتهــا، إلا أنهــا لا تنطــوي في الحيــاة الراهنــة على نتــائج اجتماعية إيجابية؛ فإن امتلاك الأقمار الصناعية والقنوات الفضائية

بما يكون ملازما للوقــوع في الحــرام بمقــدار a؛ وإن80ـ مثلا ـ ر% ممارسة النساء للعمل في المجتمــع قــد يــؤدي إلى تــأخر الــزواج

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

31

الشيخ محمد عالم زاده نوري

aسرية؛ وإن حتى أعمار متأخرة، الأمر الذي يتنافى مع الوظائف الأــاء ــام إلى الجف ــؤدي بشــكل ع ــار الســن ي ــزة وكب ــاء دaور العج بن والإجحاف بحق الوالدين؛ وإن وضـع الجــوائز المليونيـة يـؤدي إلى

التشجيع على الطمع وتعزيز ظاهرة حب الدنيا، وما إلى ذلك. وكما نلاحظ فإن أمام الفقه الراهن طريقا شاقا حتى إصدارنها ــ ــراز حaسـ ــوعات، في حين أن إحـ ــذه الموضـ الحكم الإلهي لهـ وقaبحها بالالتفات إلى المصالح والمفاســد النوعيــة لا ينطــوي على عناء. وبعبارة أخرى: إن علماء الدين ينصحون بهــذه الأحكـام دون ادعاء وجود حكم شرعي واعتبار قانوني يستلزم الثواب والعقــابــول الإلهي؛ وذلك لأن هذه الأمور هي في الغالب في مظان الوص إلى المستحبات الشرعية، وأنها بشكل عام تمهد السبيل لتحقيــق الغايات الدينية. إن هذه الملازمــة الغالبــة إنمــا تكتشــف من خلالر ة، وقــد تتغي الأبحاث العقلائية أو التحقيقات الموضــوعية المختصــ

بحسب الشرائط باختلاف الأزمنة. وبعبارة أخــرى: في الظــروف العاديــة يكــون لكــل حكم فيــام ــوم في مق ــل مفه ــ ولك ــوعات ـ ــبيق على الموض ــام التط مقــع ــا أن يتطــابق م ــ ثلاث حــالات: فإم التطــبيق على المصــاديق ـ الموضــوع على نحــو القطــع واليقين؛ أو لا يتطـابق مــع الموضــوع على نحو القطــع واليقين؛ أو لا يكــون الحكم واضــحا، ونشــك في تطــابق وعــدم تطــابق الحكم مــع الموضــوع. ويطلــق على هــذه

، كمــا«المصــاديق الرمادية»الطائفــة من الموضــوعات مصــطلح .«الشــبهة المصـداقية»يطلق على هذا الشـك والترديـد مصـطلح

يصدق يقينا على ماء الإسالة«الماء»ومن ذلك ـ مثلا ـ أن مفهوم المنزلية، وماء النهر، وماء الحوض، ولا يصــدق يقينـا على العصـير

على المــاء«المــاء»والكحول وماء الرمان، كما أن صـدق عنـوان ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة

هـ1441 م ـ 2020ربيع

32

العلاقة بين الفقه والأخلاق

القليل المشوب بشيء قليل من الطين موضعa شك وترديد. وفي الوهلــة الأولى لا يبــدو للنظــر احتمــال آخــر غــير هــذه الاحتمالات الثلاثــة، ولكن مــع شــيء من التــدقيق وإمعــان النظــرــف يمكن لنا أن نشاهد مصاديق أخرى ضــمن تضــاعيف هــذا الطي أيضا، فمثلا: في ما يتعلق بالموارد التي هي ليســت من مصــاديق ذلك الحكم على نحــو القطــع واليقين، ولا هي من غــير مصــاديقه على نحو القطع واليقين، بل هي من مصاديقه غالبا، أو أنها تصبح من مصاديقه بعد عدة مرات من التكــرار، فمثلا: لا يمكن القــول:

هي على الــدوام من مصــاديق«إن إقامــة مراكــز اللهــو واللعب»ـدـ أننــا نعلم أن كــثرة هــذه المراكــز عناوين الحرام أو المكروه؛ بي وإمكان الوصول الســهل إليهــا يــؤدي بالتــدريج إلى تبلــور ظــاهرة الاعتياد على القصــف والمتعــة، ويبتلي الكثــير من الشــباب بهــذه الآفة؛ في حين أن تأسيس المراكــز العلميــة، والمنتــديات الفنيــة،ــدريج من ــد بالت ــا، يزي ــا إليه ــة، وم ــة النافع والمؤسســات التعليميـدـة، وتهــدي الــدوافع والحــوافز العلميــة، وتنتج عــادات إيجابيــة جي نسبة كبيرة من الشباب إلى مسار العلم والكمال. وعليه لا يمكن إثبــات صــدق هــذا العنــوان دائمــا، ولا يمكن نفيــه دائمــا وبشــكلد نوع من الاقتضاء، بحيث يكــون صــادقا ـ مطلق، وإنما يثبت مجر

%؛ حيث يحظى هذا الأثر طويل الأمد80عند عدم المانع ـ بنسبة والتدريجي بالاهتمام في الأحكام الأخلاقيــة، في حين لا يكــون لــه

موضع في الرؤية الفقهية الراهنة. يمكن بيان هذا السؤال بلغة فقهيــة أيضــا؛ بمعــنى أن القيــام ببعض الأعمال يرفع من احتمال الوقوع في الحــرام، فهــل تكــونمـة؟ كمـا أن القيـام ببعض الأعمـال يرفـع من هـذه الأعمـال محرــأمر ــام ب ــة القي ــي على فرص ــروه، أو يقض ــوع المك ــال وق احتم

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

33

الشيخ محمد عالم زاده نوري

ــل مستحب، فهل يمكن اعتبار هذه الأعمال مكروهة؟ وفي المقابــواجب أو ــة على ال ــد من المحافظ ــاذج تزي ــواهر أو نم ــاك ظ هن المستحب الشرعي فهل يمكن اعتبارها واجبــة أو مســتحبة؟ ومن ذلك أن ارتداء العباءة السوداء ـ مثلا ـ مفيد جدا في الحفاظ على الواجب الشرعي للحجاب على النساء، ويرفع من احتمال تحققه؛ــتزام ــه يشــكل وســيلة وأســلوبا للضــمان النســبي للال ــنى أن بمع بالواجب، رغم أنه من المكن أن يكون له بديل أيضا. وهكذا الأمر بالنسبة إلى إخراج النفايات من البيت في تمام الســاعة التاســعةــل: ــرعية، من قبي ــاليم الش ــمن بعض التع ــه يحقق أو يض ليلا، فإن استحباب رعاية النظافة، أو وجوب اجتنــاب إيــذاء الآخــرين، فهــل يمكن بيان الحكم الشرعي بالوجوب أو الاستحباب عليه؟ يبدو أنناــراج ــاء أو إخ ــوداء للنس ــاءة الس ــداء العب ــتحباب ارت ــا باس إذا قلنفنا قيــودا إلى النفايات في تمام الساعة التاسعة ليلا نكون قد أضــ الأحكام الشرعية؛ وذلك لأن هذه الأحكام ليست عامة، ويمكن أن يكون لها بديل، بمعنى أنها مجرد أســاليب وطــرق تنفيذيــة ونمــط

من الالتزام بالحكم الشرعي، وهي قابلة للتغيير.

ــــــالنتيجةعيا في إطــار بيــان الاختلاف بين علم الفقــه كان ما تقدم ســــرى وعلم الأخلاق. ومن الممكن أن لا يقبل شخص بهذا الرأي، ويــرفين؛ ــرعي ذات ط ــة بين الحكم العقلي والحكم الش أن الملازم

كل ما حكم به الشرع حكم به العقــل، وكــل مــا حكم بــه»بمعنى (6)«العقل حكم به الشرع ، وفي مثــل هــذه الحالــة فــإن كــل حكم

أخلاقي يتم اكتشافه على أساس المصلحة أو المفســدة الواقعيــةر مباشرة عن وجود مستحب ومكروه أو واجب وحــرام فقهي، يعب

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

34

العلاقة بين الفقه والأخلاق

وإن جميع الأحكام الإرشادية سوف تغدو مولوية أيضا. كمــا يمكنهــ يعaــد المــوارد أن يكون الشــخص موافقــا على هــذا الــرأي، ولكن الباقية للأخلاق ـ أي الموارد التي لم يجعل فيها الحكم الشــرعي ـ

قليلة جدا واستثنائية وغير جديرة بالاهتمام. فمــا الــذي يجب قولــه على أســاس هــذين الافتراضــين؟ والحقيقة أننا لا ننكــر الظرفيــة الكبــيرة للفقــه في الحصــول على نظام قيمي إسلامي، إلا أنه لا يمكن لنــا ـــ من ناحيــة أخــرى ـــ أن

ــر أن ــراهن»ننك ــه ال ــذا الشــأن حتى الآن«الفق ــل في ه لم يعم بشكل كامل، وكان في الغالب نــاظرا إلى الأحكــام الإلزاميــة. لــو أن الفقــه يــرتقي إلى المكانــة الجــدير بهــا، ويمــارس مهمتــه في الكشف عن المستحبات والمكروهات، وكذلك درجــات اســتحبابها وكراهتها، بشكل كامل، فإن النظام القيمي للإسلام سوف يتجلى بشــكل أكــبر، وتنجلي الكثــير من الإبهامــات. ومن هنــا نقــترح أن يتواصــل العمــل على اســتنباط المكــروه والمســتحب الفقهي، والكشــف عن القيم الأخلاقيــة بشــكل تخصصــي، والاهتمــام بهــذا

الشأن بشكل مستقل. وبطبيعـــة الحـــال فـــإن الأبحـــاث والتحقيقـــات التخصصـــية الموضوعية في الكشف عن القيم الأخلاقية سوف تشكل مقدمــة لإصـــدار الحكم الفقهي الشـــرعي، بمعـــنى أن هـــذه الدراســـاتــاد الفقهي، ــة للاجته ــة تشــكل مقدم ــام العقلاني ــة والأحك التجريبي ويقوم عليها استنباط الحكم الشرعي. وعلى هذه الشاكلة سـوف

ــان ــلامية في أحض ــور علم الأخلاق الإس ــود»يتبل ــه المنش ،«الفق ع دور العقل في الفقه، وسوف يتم الاعتراف رسميا وسوف يتوس بالواجبات والمحرمات الأخلاقية وأحكــام العقــل العملي، وســوفب ــة، وليس بحســ يصــبح العقــل واحــدا من مصــادر الفقــه حقيق

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

35

الشيخ محمد عالم زاده نوري

التسمية فقط.

الهوامش

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

36

توسعة الفقه لاستيعاب الأخلاقالضرورة والآثار

*(*()السيد جعفر صادقي فدكي

*(*)د. الشيخ كاظم قاضي زاده

حسن علي مطرترجمة:

ــــــالمقدمة لقد انشعبت العلوم والمعارف الإسلامية، منذ بداية ظهورهــا وتأسيسها، إلى مختلــف المجــالات والعلــوم، ومن بينهــا: العقائــد،ــذا ــك. وعلى أســاس ه ــا إلى ذل ــاريخ، وم ــه، والت والأخلاق، والفق التقســيم يتم بحث كــل قســم من الموضــوعات والمســائل الــتيــفها ــتهرت بوص ــوم، واش ــذه العل ــع في أحــد ه ــا المجتم يحتاجه موضوعات ومســائل لــذلك العلم، وتم حظــر العلــوم الأخــرى من

الدخول والتحقيق في تلك المسائل والموضوعات. ومن بين هذه العلوم علما الفقه والأخلاق، اللذان ظهرا منــذ بداية تشعب العلوم الإسلامية وانقســامها، حيث عمــد المســلمونة إلى تخصيص كل من هذين العلمين بموضــوعات ومســائل خاصــaطلق في به؛ فعلم الفقه هو العلم بالأحكام الشرعية، والذي كان يــة، بادئ الأمر على الفهم العميق لجميع المسائل والمعارف الديني ثم تم تحديــده لاحقــا وبالتــدريج مــع حلــول عصــر تــدوين العلــوم الإسلامية، وانحصر شأنه بفهم واستنباط الأحكام الخاصة بالفروع

باحث في العلوم الدينية.)*(*(ية علوم الحديث)**(* . أستاذ مساعد في كل

العملية. وأما الأخلاق فهي علم تهذيب النفس، حيث يبحث أعمالــذيب النفس أو ــ ــا في ته ــ ه aــلوكياتهم من حيث دور ــ ــراد وس ــ الأف

تدنيسها.ــوى ــ ــه سـ ــ aبحث في علم الفقـ ــاس لا ي ــ ــذا الأسـ ــ وعلى هـ الموضوعات المرتبطة بالفروع العملية، وهي في الفقــه الشــيعي أبحاث خاصة، تبدأ بباب الطهارة وتنتهي بباب الديات. وقــد اكتفىزر القليــل منهم ـــ ببحث هــذه عموم فقهاء الإسلام ـــ باســتثناء الن الأبواب من زاوية الفقه والتكليــف فقــط. كمــا تم بحث ذات هــذه الأبـواب ــ مـع تغيـير طفيـف ــ في فقــه أهــل الســنة أيضـا. وفي المقابــل يتم في علم الأخلاق بحث الموضــوعات الــتي تلعب دورا في تهذيب أو تدنيس النفس، من قبيل: التوبة، والصدق، والأمانة،س. وقــد عمــد عامــة علمــاء الأخلاق ـ والكذب، والغيبــة، والتجســ سوى القليل منهم ـ إلى بحث هذه الموضوعات من زاوية الأخلاق

فقط، وبحثوا دور هذه الموضوعات في تهذيب النفس.ــنة هذا، في حين أن الرؤية التشريعية والفقهية للقرآن والس الإسلامية ـ حتى في ضــوء المصــطلح الــراهن للفقــه ـــ لا تقتصــر على الموضــوعات الســائدة في فقــه الشــيعة وأهــل الســنة؛ بــل تشمل موضوعات أخرى، مثل: الكثير من الموضوعات والمسائلــذه ــان ه ــرح وبي ــد ش ــا؛ حيث نج ــة في علم الأخلاق أيض المبحوث الموضــوعات في الكثــير من الآيــات والروايــات من زاويــة الفقــه والتكليف. ومن هنا، كما بحث الفقهــاء الموضــوعات الســائدة في الفقه من زاويــة الشــرع والتكليــف، يمكنهم كــذلك توســيع دائــرةــوا على بحث الموضــوعات الفقه، لتشمل الأخلاق أيضا، وأن يعملــريع ــ ــة التش ــ ــة في علم الأخلاق من زاوي ــ ــائل المطروح ــ والمس والتكليف، وتناول هذه الأبواب بالبحث والتحقيق في أبواب خاصة

فــات مســتقلة تحت عنــوان: فقــه»من الكتب الفقهية، أو في مؤل

.«الأخلاقــه لتشــمل الأخلاق، ــرة الفق ــال إن اتســاع دائ ــة الح وبطبيعــاء علم والنظر إلى الأبحاث الأخلاقية من زاوية فقهية، لا يعني إلغ الأخلاق، وإدخــال جميــع الأبحــاث الأخلاقيــة ضــمن مجــال الفقــه، وبحثها من زاوية التكليف فقط؛ بــل إن معــنى هــذه التوســعة هي أن علم الفقه؛ من خلال دخوله إلى دائرة الأخلاق، يتكفل بالناحيةــة ن الوظيف ــبي ــة، وي ــوعات الأخلاقي ــة للموض ــة والتكليفي الحقوقي الشرعية للأفراد في كل من هــذه الموضــوعات، مــع الإبقــاء علىــعها ــذيب النفس في موض ــائل وته ــذه المس ةـ له ـ ــة القيمي الناحيaعد من ل بعلم الأخلاق. ومن ذلك ـ مثلا ـ أن الغيبة ت الخاص المتمث

ــاحيتين: ــذه المســألة ن ــة، إلا أن له :إحــداهماالمســائل الأخلاقي : الناحية القيمية والأخلاقيـة.والأخرىالناحية الفقهية والحقوقية؛

إن الفقه من خلال دخولــه في مجــال الأخلاق إنمــا يبحث الناحيــة الحقوقيـــة والتكليفيـــة لهـــذا الموضـــوع، وبالاســـتناد إلى الآيـــاتــوارد، وأن على ــة في أغلب المـ ــة الغيبـ ــات يحكم بحرمـ والروايـ المكلف أن لا يرتكب الغيبة، وقــد تجــوز الغيبــة أو تجب في بعض الموارد؛ حيث يقوم المكلف باغتياب شــخص في جميـع المــواطنةــ للغيبــة وارتباطهــا أو عند بعض الأشــخاص، إلا أن الناحيــة القيمي بتهــذيب النفس يبقى داخلا في علم الأخلاق، وإن علمــاء الأخلاق يواصلون بحث هذه الظاهرة ودراستها من الناحيــة الأخلاقيــة، من قبيل: إن الغيبة من الرذائل الأخلاقية، وإنها تدخل ضمن الأمــراضــل ــول دون تكام ــدنيس النفس، وتح ــؤدي إلى ت ــتي ت ــية ال النفسبـة الإنسان، ويعملـون على بيــان مــا هي الآثـار والتـداعيات المترت على الغيبة؟ وما هي الطرق التي تؤدي إلى ترك الغيبة وعلاجهــا؟ إن هــذا الأمــر، بالإضــافة إلى أنــه يــؤدي إلى زيــادة وعي الأفــراد بالموقف الدقيق للإسلام في مــا يتعلــق بالموضــوعات الأخلاقيــة،

يشتمل كذلك على الكثير من الفوائد الأخــرى للأفــراد والمجتمــع، وسوف نشير إلى هذه الفوائد لاحقا. ولكن قبل الــدخول في هــذا البحث، والتعــرض للآراء المــذكورة في هــذا الموضــوع، نجــد منــد ــه؛ والأخلاق؛ لتحدي ــطلحي: الفق ــف مص ــان تعري ــروري بي الض

الموضوع مورد البحث والدراسة في هذه المقالة.

ــــــتعريف الفقه والأخلاق إن الفقــه لغــة يعــني الفهم؛ فقــد ورد في المصــباح المنــير:

ــيء» ــه فهم الش ــة في(7)«الفق ــذه الكلم ــتعمال ه ــد ورد اس . وق قالوا يا شعيب﴿القرآن بهذا المعنى أيضا، كما في قوله تعالى:

ول ا تقــ ه كثــيرا مم لهم قلــوب لا﴿(، و91 )هــود: ﴾مــا نفقــ(.179 )الأعراف: ﴾يفقهون بها

الفقه»وقد ذهب الراغب الإصفهاني في تعريف الفقه قائلا: .(8)«هو التوصل إلى علم غائب بعلم شاهد؛ فهو أخص من العلم

الفقــه هــو العلم»كما قيل في التعريف الاصطلاحي للفقــه: بالأحكام الشرعية العملية عن أدلتها التفصيلية؛ لتحصيل الســعادة

.(9)«الأخروية الفقه هو مجموع الأحكام الشــرعية الفرعيــة»وقال آخرون:

ــل الشــارع، أو العقــل عنــد الكليــة، أو الوظــائف المجعولــة من قب.(10)«عدمها

ــع ــ ــ ــة«خaلaق» و«خaلق»والأخلاق: جمـ ــ ــ ــنى الطبيعـ ــ ــ بمعـ.(11)والسجية

ــق والخaلــق من وعلى حد تعبير الراغب الإصفهاني فــإن الخلــق يعــني الهيئــة والشــكل جــذر وأصــل واحــد، مــع فــارق أن الخلــق فيعــني a ل aوالصورة الظاهرية التي يراها الإنسان بعينه، وأمــا الخ القوى والسجايا والصــفات الداخليــة الــتي تــرى بالبصــيرة والعين

.(12)الباطنة وأما في المصــطلح فيســتعمل الفقــه في مختلــف المعــاني،

ومن أهمها:aراد بــالأخلاق فيأـ الملكة والصفات النفسية الثابتة: ي

بعض الأحيان الصــفة الــتي تتحــول في نفس الإنســان إلى ملكــة.خ في ذات وروح الفــرد، وتطلــق الملكـة على الصــفة الــتي تترســ

ث .(13)بحيث تنعكس من تلقائها على أفعاله، دون تأمل أو ترينة أو قبيحــة؛ ويمكن للملكة النفسية والثابتــة أن تكــون حســنة، ــال الحســ ــور الأفع ــتي تشــكل مصــدرا لظه ــات ال وهي الملك وتسمى بالملكات الفاضلة؛ والملكات التي تكــون منشــأ للأعمــال

.(14)القبيحة، ويطلق عليها اسم الأخلاق القبيحة، والملكات الرذيلةaقيــات ل aوفي تقسيم آخر عمد علمــاء الأخلاق إلى تقســيم الخ

والصفات الروحية والنفسية للإنسان إلى قسمين، وهما:لaقيات الفطرية والطبيعية: حيث تطلــق على الصــفات1 aـ الخ

والغرائز والقابليات المaودعة في طبيعة الإنسان، ولا دخل للعمــل والاختيار فيها أبدا، من قبيـل: غريـزة البحث عن اللـه، والمطالبـة بــالحق، والعدالــة، والعــزة والكرامــة، وغريــزة حب البقــاء، وحب

الكمال، وقوة العقل، والشهوات، والغضب، وأمثال ذلك.بة والاختياريــة: وهي الــتي تطلــق على2 لaقيات المaكتســ aـ الخ

ــتي يكــون للإنســان دور في تحصــيلها، حيث الأخلاق والصــفات الــة ــفة وملك ــل: ص ــاره، من قبي ــه واختي ــا بفعل ــل على إيجاده يعم

.(15)التواضع، والصدق، والسخاء، والبذل والكرم، وما إلى ذلك تطلقب ـ الأفعال والسلوكيات الحسنة أو القبيحة:

ــال ــة والأفع ــار العملي ــردة الأخلاق في بعض المــوارد على الآث مف الناشئة من الصفات النفسية أيضا؛ فالذي تظهر عليه آثار الغضبaقــال عنــه: إنــه صــاحب أخلاق دائما يتم وصــف ســلوكه بــالقaبح، وي

aقــال عنــه: aعرف عنه البذل والســخاء، حيث ي قبيحة، وبعكسه من ي aقا حسنا ل a(16)إنه يمتلك خ.

نة: ــ ــفات الحس ــال والص ــ الأفع ــذاج ـ ــراد من ه والم المصــطلح الثــالث في مفــردة الأخلاق هــو مجــرد الحــالات أوــالف ــذب مخ ــا: الك ــا في قولن ــالحة. كم نة والص ــ ــات الحس الملك للأخلاق، حيث نعتـــبر الأخلاق هنـــا مجـــرد الأعمـــال الصـــالحة

.(17)والحسنةــأن ــة بش ــاريف والمســائل المتقدم ــوع التع ــح من مجم اتض الأخلاق أن للأخلاق أقساما ومصطلحات متنوعة؛ ولكن المراد في هذه الدراسة ـ من بين تلك الأقسام المتقدمة في المرتبــة الأولى وبشــكل مباشــر ـــ هــو خصــوص الأفعــال والســلوكيات الأخلاقيــة الحسنة والقبيحة، ويشمل في المرتبة الثانية وبشكل غير مباشــرــون ــذلك تك ــا؛ وب ــة أيض بة والاختياري ــ ــات والأخلاق المكتس الملك الملكــات والأخلاق الفطريــة والطبيعيــة خارجــة عن محــل بحثنــا؛ ببيــان: إن الأفعــال والســلوكيات الأخلاقيــة الصــادرة عن الإنســان بشكل مباشر تقــع متعلقــا للتكليــف، وإن الفقــه من خلال دخولــه إلى دائرة الأخلاق يستطيع تعــيين الحكم الشــرعي لهــذه الأفعــالبة، وإن كــانت لا الأخلاقية. وإن الملكات والأخلاق الثابتة والمكتســ تقع متعلقا للتكليف بشكل مباشر، إلا أن التكليف في هذا القســمــق بالمقــدمات ومــا يكــون ســببا في ظهــور أو من الأخلاقيات يتعل زوال هذه الملكات أو آثار وتبعات هــذه الملكــات. وإن الفقــه منaدخل هـذا القسـم من خلال دخوله إلى دائرة الأخلاق يستطيع أن يـدـ الأخلاقيات ـ من هذه الناحية ـ ضمن دائرة الأبحــاث الفقهيــة. بي أن الأخلاقيــات الفطريــة والطبيعيــة؛ حيث لا تقــع تحت ســلطةع لتشـــمل واختيـــار المكلـــف، لا يمكن لـــدائرة الفقـــه أن تتوســـ

المساحة الأخلاقية أيضا.

ــــــالأقوال والآراء هنــاك رأيــان وقــولان رئيســان بين العلمــاء والفقهــاء بشــأن

ــة: ــة فقهي القولتشريع وجعــل الموضــوعات والأبحــاث الأخلاقيــه، ويجب أنالأول : إن الأخلاق بحث مستقل ومنفصــل عن الفق

والقــوليتم بحث الأخلاق في مجالهــا التخصصــي الخــاص بهــا؛ : جواز توسيع دائرة الفقه لتشــمل الأخلاق أيضــا؛ ونســعىالثاني

في هذه الدراسة إلى تأييد وإثبات هذه النظرية الثانية.

ــــــأـ نظرية عدم جواز توسيع دائرة الفقه وشمولها للأخلاق إن الرأي الأول والرئيس المذكور في هذا الشـأن هـو أن كلا من الفقــه والأخلاق عمــل مســتقل، ويحتــوي على موضــوعاتــا لا ومســائل منفصــلة عن مســائل وموضــوعات الآخــر. ومن هن نستطيع بحث الموضوعات والمسـائل الأخلاقيـة من زاويـة الفقـهــه ــاء الفق ــ الأعم من علم ــاء ـ ــثر العلم ــد أك ــف. ويجب ع والتكلي من الموضــوعات والمســائل دـخلوا كلا aـ والأخلاق ـــ، الــذين لم ي الفقهية والأخلاقيــة في العلم الآخــر، بــل بحثوهــا بشــكل منفصــل وفي المصادر المستقلة، في عــداد القــائلين بهــذه النظريــة. وقــد ذكروا الكثير من الأدلــة لإثبــات هــذا القــول. ويمكن تلخيص الأهم

منها في الدليلين التاليين:ــتيأـ اختلاف الفقــه عن الأخلاق: ــة ال إن من بين الأدل

ذaكــرت لإثبــات هــذه النظريــة هــو الاختلاف والتفــاوت بين الفقــه والأخلاق؛ بمعنى أن الفقه والأخلاق علمان مستقلان عن بعضهما، وأن بينهمــا اختلافــا ماهويــا. ومن هنــا لا يمكن إدراج كلا هــذينــة ــا من الزاوي ــومين ضــمن علم واحــد، والنظــر إليهمــا مع المفه

الفقهية.

ومن بين الاختلافات التي ذaكرت لهذين المفهومين: ـ دائرة الأخلاق هي الأعمال الجوانحية والداخلية والباطنية،1

ــرة الفقــه فهي الأعمــال ــف؛ وأمــا دائ ــرة التكلي الخارجــة عن دائ. (18)الجوارحية والخارجية، التي تقع متعلقا للتكليف

ـ إن مصدر الأحكام الفقهية هي النصوص الدينية فقط؛ أما2ــة القوانين الأخلاقية فيمكن الحصول عليها من غير المصادر الديني

. وقد ذكر البعض هذا الاختلاف بشكل آخر، وقال: إن علم(19)أيضاــا من نصــوص ــذ مادته ــنة، وتأخ ــاب والس ــتند إلى الكت ــه يس الفق الشريعة؛ في حين أن الأخلاق تقوم على تحســين وتقــبيح العقــل،

. وجاء في عبــارة ثالثــة: إن الأحكــام(20)وكذلك على فهم الشريعةــدى الأخلاقية بحيث تقترن دائما بالفطرة الأخلاقية للإنسان، وإن لــق العاديين من البشر مقدرة إدراكية ومعرفيــة عاليــة في مــا يتعلــان ــذلك لا حاجــة إلى بي ــة، ول ــام الأخلاقي ن والقaبح والأحك بالحaســدــ وتوضيح الأحكام من قبل الشارع. وبالمناسبة فإن هذا هو مــا أك

بل﴿عليه القرآن في عدد من الآيات الكريمة، ومنها: قوله تعالى: يرة * ولـــو ألقى معـــاذيره ه بصـــ ان على نفســـ ﴾الإنســـ

ا﴿(، و15 ـ 14)القيامـــة: ــ واها * فألهمهـ ــ ــا سـ ونفس ومـ.(21)(8 ـ 7 )الشمس: ﴾فجورها وتقواها

ـ إن الضامن التنفيــذي لقــوانين الأخلاق هــو الوجــدان؛ في3 حين أن الضامن التنفيذي للأحكام الفقهية هــو المكافــأة والثــواب

ــروي ــاب الأخ ــا من(22)والعق ــرون: إن الأخلاق ليس له ــال آخ . وق ضمانة تنفيذية سوى الإيمان، الذي هو أمــر داخلي وشخصــي؛ في حين أن الأحكام الفقهية قــد تكــون لهــا ـــ بالإضــافة إلى الضــمانة

.(23)التنفيذية الداخلية ـ ضمانة تنفيذية حكومية وخارجية أيضاــل البــاري4 ـ إن المســائل الأخلاقيــة هي أمــور نــزلت من قب

تعالى؛ لغرض العمل على تهذيب النفس والتعالي الروحي، وذلــك

ليغدو بإمكان الإنســان أن يبــني ذاتــه، وينفتح أمامــه الطريــق إلى تهذيب الأخلاق، والتصــفية من الأدنـاس والأدران. ولــذلك فإنــه إذا لم تتــوفر مثـل هــذه الخصــائص في الأخلاق، ولن نصـل إلى هـذه النتيجة، لن تكون هناك أخلاق؛ وأما المسائل الفقهية فلا شأن لها بهذه الناحية، وإن الفقيه لا يبحث عن نتيجــة وأثــر الحكم، بمعــنى أن الأحكام الفقهية يجب الإتيــان بهــا حتى إذا لم تــؤد إلى النتيجــةــة؛ إذ من وجهــة نظــر مشــهور الفقهــاء لا تلعب فلســفة المطلوب

الأحكام وحدها دورا في تحكيم الأحكام.ر5 ر بتغي ـــ إن الفقــه في حالــة تحــول مســتمر؛ حيث يتغي

ــوانين؛ حيث لا شــرائط الموضــوع والحكم. وهكــذا الأمــر في القــدوام والاســتمرار؛ وأمــا ــه صــفة ال يمكن لأي قــانون أن تكــون لصـــف بالـــدوام. الأخلاق؛ وحيث هي من قبيـــل: القيم، فإنهـــا تتد والظلم ومــا إلى فالكذب ـ مثلا ـ هــو كــذب أبــدا، وكــذلك الحســ

.(24)ذلك، ولا يمكن لهذه الأمور أن تتصف بالحaسن أبدار الأخلاق والفقه: وهنــاك من ذهب في تأييــدهب ـ تضر

لنظرية فصل دائرة الأخلاق عن دائرة الفقــه إلى أبعــد من مجــرد ذكر الاختلافات القائمة بين هــذين العلمين، وقــال بضــرورة عــدم إدخال الفقه في دائرة الأخلاق؛ زاعما أن هذا الأمر يضر بالأخلاق، ويؤدي ـ في الوقت نفســه ـــ إلى عــدم الوثــوق بالشــريعة. وقــال

إن توســيع دائــرة»بعض هؤلاء الأشــخاص في تأييــد هــذه الرؤيــة: الفقه لتطال حريم الأخلاق ليس له من معنى سوى سلب الحرية والإرادة عن المتشرعين؛ وذلك لأن مجال الأخلاق هو مجال إرادة واختيار وحرية الأشخاص، وأما مجال الفقه فهو بشكل عام مجالــار عن الإلزام والإجبار القانوني والشرعي، حيث يتم ســلب الاختي المكلفين، بنــاء على بعض الضــرورات. إن التجــاوز على حــريم الأخلاق تحت عنوان )أحكام الشريعة( و)جعل المســائل الأخلاقيــة

فقهية(، دون إثبات عقلائي لضرورة هذا التحول وتغيير الماهية، لا يؤدي إلا إلى الإخلال بتطابق الشريعة مع الفطــرة الإنســانية. وإن تحقق هذا الطغيان والانحراف هو الذي أدى ويؤدي إلى اضمحلال وفناء الإيمان والاعتماد على الشرائع. وإن قضية الحــق والتكليــف وظاهرة محورية التكليــف الســائدة في الاتجــاه الفقهي لمشــهور

.(25)«الفقهاء إنما تنشأ من دخول الفقه إلى دائرة الأخلاق

ــــــالإجابة عن أدلة المخالفين ما تقدم ذكره كان من أهم الأدلة التي ذaكــرت لإثبــات فصــل الأخلاق عن الفقــه، وعــدم اتســاع دائــرة الفقــه؛ لتشــمل الأخلاق

أيضا.ـدـ أن هــذه الأدلــة غــير مقنعــة، ولا يمكنهــا أن تحــول دون بي

توسيع الفقه ليطال مجال الأخلاق أيضا؛ وذلك للأسباب التالية: ما قيل من أن دائــرة الأخلاق تتعلق بالأعمــال الجوانحيــة،أـ

ــق بالأفعــال الجوارحيــة، ومن هنــا لا يمكن للمســائل والفقــه يتعل الأخلاقية أن تندرج ضمن دائرة الفقه والتكليف، غيرa صحيح؛ وذلك

ــق بالأعمــال الجوانحيــة فقــط، بــل هي ـأولا : لأن الأخلاق لا تتعل مثل الفقه ـ قد تشمل بعض الأفعال الجوارحيــة أيضــا، من قبيــل: الكذب، والغيبة، والتهمة، والأمانــة، والإنفــاق، والكثــير من أعمــال

ــان. البر الأخرى، التي هي من فعل جوارح الإنس ــكوثانيا : إن تلد، ر، والحســ المجموعــة من المســائل الأخلاقيــة، ومن بينهــا: التكبــة ــال الجوانحي ــمن الأعم ــدرج ض ــا ين ــك مم ــا إلى ذل والحب، وم والداخلية، يمكن أن تكون متعلقا للحكم والتكليف أيضا. ببيان: إن متعلق التكليف والخطاب الشــرعي في هــذا النــوع من المســائلد ر والحســ هو مقدمات هذه الملكات، التي تؤدي إلى ظهــور التكب والمحبة، أو آثارها وتبعاتهــا الواقعــة تحت اختيــار الإنســان، وليس

ر أو الحسد أو المحبة. وعلى هــذا الأســاس فــإن نفس ملكة التكب الإشكال بعدم اختيارية المسائل الأخلاقية وعدم تعلق التكليف بها

لن يكون صحيحا. :أولاـ وفي ما يتعلق باختلاف مصدر الأخلاق يجب القول: 2

ــ عن مصــدرين، ــ بالإضــافة إلى الشــرع ـ رغم أن الأخلاق تنشــأ ـدــ أن فطــرة الإنســان وعقلــه لا وهما: الفطرة؛ والعقــل، أيضــا، بي يســتطيعان لوحــدهما، ومن دون مــؤازرة من الشــرع، أن يحصــلا على معرفة جامعة وتفصيلية، ومن دون خطأ، في جميــع التعــاليم والمســائل الأخلاقيــة. ومن هنــا فــإن جميــع النــاس يحتــاجون إلىــلوكيات ــاليم والس ــديهم إلى التع ــل؛ كي يه ــمى وأكم ــدر أس مص الأخلاقية بشكل جامع ومناسب، وليس هذا المصدر سوى الشرع،

بمعنى القرآن والسنة. : إن محل بحثنــا في هــذا الموضــوعوثانيا إنما هو ذلك القســم من المســائل والموضــوعات الأخلاقيــة الــتيــنة، وعلى تنبثق عن مصدر الوحي، والتي يرشد إليها القرآن والس أساس الرأي المنظور يمكن للفقه أن يــدخل هــذه المســاحة منــف ــة التكلي ــائل من زاوي ــذه المس ــة، ويبحث ه ــاليم الأخلاقي التع

والمسؤولية. ـ في ما يتعلق بالقول: إن الأخلاق لا تمتلك ضمانة تنفيذية،3

في حين أن الفقه يحتــوي على مثــل هــذه الضــمانة، يجب القــول أيضا: هناك أحكام فقهية كثيرة، مثل: الصــلاة والصــوم وأمثالهمــا، ليس لها من ضمانة تنفيذية سوى الإيمــان والوجــدان؛ حيث لا يتم في الخارج تعقب الشخص بسـبب تـرك هـذه الأحكـام، أو بســبب عدم اهتمامــه وتهاونــه بهــا. كمــا أن بعض التعــاليم الأخلاقيــة، من قبيــل: خيانــة الأمانــة، والافــتراء على الآخــرين، يمكن أن يفــرض عليها ضمانة تنفيذية خارجية، ومطــاردة الأشــخاص بجريــرة تــرك هذه المعايير الأخلاقية. وعلى هذا الأســاس فــإن القــول بــاختلاف

المسائل الأخلاقية عن المسائل الفقهية من هذه الناحية لا يشكلسببا للاختلاف والقول بالفصل بين هذين العلمين.

ـ وفي ما يتعلق بما قيل من أن المســائل الأخلاقيــة قــد تم4ــل الشــارع بغيــة تهــذيب النفس، إلا أن المســائل تشــريعها من قب

: إن الأمــرأولاالفقهيــة لا شــأن لهــا بهــذه الناحيــة، يجب القــول: ــذيب ــدعوة إلى ته ــه تمامــا من ال ــدم الفق ــذلك؛ إذ لا يع ليس كــان بالتكــاليف الشــرعية هي الأخــرى ــة من الإتي النفس؛ لأن الغاين تهــذيب النفس وابتعــاد الإنســان عن الأدران والمفاســد. وقــد بي القرآن الكريم أن الغاية من تشريع حكم الزكاة هو تطهير النفس

رهم﴿وتزكيتهــا، قــال تعــالى: دقة تطه ذ من أمــوالهم صــ خــــزكيهم بها ــلية103 )التوبـــة: ﴾وتـ ــ (، وإن من بين الحكم الأص

لتشريع الصلاة هو الانتهاء عن الفحشاء والمنكر؛ إذ يقــول تعــالى:ــر﴿ اء والمنك لاة تنهى عن الفحشــ لاة إن الصــ ﴾وأقم الصــ

(.45)العنكبوت: : صــحيح أن الغايــة الأساســية في الأخلاق هي تهــذيبوثانيا

النفس، وأن المقصود في الفقه غالبا هــو رفــع التكليــف والإتيــان بالوظيفة، إلا أن هــذا الأمــر لا يمنــع من بحث المســائل الأخلاقيــةــدما في الفقه، ولذلك فإن المسائل الأخلاقية ـ كما ذكرنا آنفا ـ عن تدخل في دائرة الفقه فإن الفقيــه إنمــا يبحث هــذه المســائل منaعــد تهــذيب النفس إلى مجالــه زاوية التكليف والوظيفــة، ويــترك بــا يهتم ــه إنم ــرى: إن الفق ــارة أخ ــاص، أي علم الأخلاق. وبعب الخ بالجـــانب الحقـــوقي والتكليفي من الموضـــوع، ولا يتـــدخل في المجال والجانب القيمي والأخلاقي لهذه المســائل، وهــو المجــال

ل بتهذيب النفس. المتمث ـ كما أن القول باختلاف الأخلاق عن الفقــه من حيث ثبــات5

ر القوانين الفقهيــة، لا يصــح على إطلاقــه؛ إذ القيم الأخلاقية، وتغي

ــد في ــذلك نج رة، ك ــام المتغي ــه بعض الأحك ــد في الفق ــا يوج كمرة أيضــا، من قبيــل: الآداب الأخلاق بعض التعاليم والقوانين المتغير المجتمع. فقد يكون المفهوم ر بتغي والتقاليد الاجتماعية التي تتغي الأخلاقي ذا قيمة عند مجتمع، ولا يكون كذلك في مجتمع آخر، بل

aعد مخالفا للقيم. قد ي إن توســيع» في ما يتعلق بالإشكال الثــاني، حيث قيــل: ب ـ

دائرة الفقه لتشمل مجال الأخلاق يــؤدي إلى ســلب حريــة وإرادة المتشرعين، والإخلال بتطابق الشــريعة مــع الفطــرة، واضــمحلال

، فهــو كلام مجــانب للصــواب؛«الإيمــان والاعتمــاد على الشــريعةوذلك للأسباب التالية:

: إذا كان إدخــال التعــاليم الأخلاقيــة إلى الفقــه، وتحديــدأولا الإنسان بواســطة دخــول الفقــه إلى مجــال الأخلاق، ينطــوي علىبعـة في محدوديـة مثل هذه التداعيات فيجب عـدم حصـر هـذه الت الإنسان ضمن هذه الدائرة فقط، بل يجب تعميمها على كل مورد يتم تحديد الإنسان بواسطة الواجبـات والمحظــورات بغـير العقــلبعــة أيضــا. ومن والفطرة، حيث يجب أن ينطوي على مثل هذه التــلوك ــال وس ــد أفع ــا تحدي ــتي يتم فيه ــالات ال ــوارد والمج بين المــه ــال الفق ــو مج ــورات ه ــات والمحظ ــطة الواجب ــان بواس الإنس والقوانين التي يتم تشريعها في مــورد الفــروع العمليــة؛ إذ تعمــل هذه القوانين والأحكام في الكثير من المــوارد على تحديــد ميــول ورغبات الإنسان. وعليه هل يمكن القول باختلال تطــابق الفطــرة والشريعة الإلهيــة في هــذه المــورد؛ حيث تم تحديــد حريــة وإرادة

الإنسان؟ : إن دخــول الفقــه في مجــال الأخلاق إنمــا يحــول دونثانيا

الحرية والإرادة المنبثقة عن الأهواء النفسية والميول الشــيطانية،ــان في التي لا تجدي الإنسان نفعا في الدنيا والآخرة، ويضع الإنس

المسار الحقيقي للعقل والفطــرة، ولا شــأن لــه بالحريــة والإرادةالمشروعة والنافعة للإنسان.

: ليس توسيع دائرة الفقه لتستوعب الأخلاق غير مaخــلثالثاب، بــل يــؤدي إلى إحيــاء نــداء بتطابق التشريع مع الفطــرة فحســ الفطرة وانتشــالها من مــأزق النســيان والفنــاء؛ وذلــك لأن جميــع أحكام الدين والشريعة الإلهية إنما جاءت في إطــار نــداء الفطــرة والعقل. وإن هذا الأمر هو أحد أهم الأدلة على إرسال الأنبياء؛ كما

فبعث ]اللــه[ فيهم رســله، وواتــر إليهم»: ×قــال أمــير المؤمــنينــه، ــذكروهم منســي نعمت ــه، وي ــاق فطرت ــاءه؛ ليســتأدوهم ميث أنبي

.(26)«ويحتجوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول : إن اتساع الفقه ليشمل الأخلاق لن يستتبع التداعياترابعا

المــذكورة آنفــا، بــل ســينطوي على الكثــير من الفوائــد للأخلاق ـ الأعم من الفردية والاجتماعية ـ أيضا، وســوف نشــير إلى الفوائــد

بة على ذلك في ختام هذه الدراسة. الهامة المترت

ــــــب ـ نظرية جواز توسيع دائر الفقه لتشمل الأخلاقــه؛ الرأي الآخر في هذا الشأن يقول بجواز توسيع دائرة الفقــة من ــك الطائف ــار تل ــا. ويمكن اعتب ــال الأخلاق أيض ــمل مج لتش الفقهــاء ـــ الــذين تنــاولوا بعض الأبحــاث الأخلاقيــة في كتب آيــاتة، وبحثوهــا من زاويــة الفقــه الأحكــام والمصــادر الفقهيــة الخاصــ

والتكليف ـ ضمن أنصار هذه الرؤية.ــد عبــد اللــه دراز ـــ وهــو من علمــاء أهــل الســنة ـــ من aع وي القائلين بهذه النظرية؛ حيث انتقد الفقهاء في معرض إشارته إلى هذا الموضوع، آخذا عليهم تجاهلهم الأوامر والنواهي الأخلاقية فيــواب المسائل والموضوعات الفقهية، وعدم إدراجهم لها ضــمن أب

.(27)خاصة

كما قال الغزالي ـ من علماء أهل السنة ـــ في هــذا الشــأن: معرفة آفات الأعمال قد اندرست في هذه الأعصار؛ فإن النــاس»

ط بين الخلــق في كلهم قد هجروا هذه العلــوم، واشــتغلوا بالتوســ الخصومات الثائرة في اتبــاع الشــهوات، وقــالوا: هــذا هــو الفقــه،دوا وأخرجوا هذا العلم الذي هو فقه الدين عن جملة العلوم، وتجر لفقه الدنيا الذي ما قصد به إلا دفع الشواغل عن القلوب؛ ليتفــرغ

.(28)«لفقه الدين، فكان فقه الدنيا من الدين بواسطة هذا الفقهــ من بعض ــوي ـ ــان ينط ــزالي وإن ك ــذا الكلام من الغ إن هطط، ومن ذلك اعتباره الفقــه من علــوم الجهات ـ على بعض الش الدنيا، ولكنه يشير في الوقت نفســه إلى هــذه المســألة صــراحة،ــوا بالأبحــاث الســائدة في ــاء أن لا يكتف ويقــول: يجب على الفقه الفقه فقط، بل عليهم، بالإضــافة إلى ذلــك، أن يهتمــوا بالمســائل

الأخلاقية ـ ذات الأهمية الأكبر ـ أيضا.ــة ــ من فقهــاء الإمامي ــد عمــد الســيد محمــد الصــدر ـ وق المعاصرين ـــ إلى بحث جــانب من المســائل الأخلاقيــة من زاويــة

.«فقه الأخلاق»الفقه في كتاب مستقل بعنوان: ــارته إلى بعض ــمن إش ــ ض ــر ـ ــر آخ ر معاص ــا ذهب مفك كم الاختلافات بين الأخلاق والفقه ـ إلى اعتبار هــذه الاختلافــات ســببا

إن هــذه المســائل»في عدم اتساع الفقــه لــدائرة الأخلاق، قــائلا: ]الاختلافات بين الفقــه والأخلاق[ لا تقتضــي عــدم إدراج المســائلaطaــر القانونيــة، أو العمــل على تبــويب وتفصــيل الأخلاقية ضمن الأ المسائل الأخلاقيــة من هــذه الزاويــة. كمــا تنــدرج بعض المســائل الأخلاقية بشكل ملحوظ في الأحكام الفردية والاجتماعية، ويبحثها الفقهــاء بشــكل عــام أو خــاص، ويــدخلونها في بحث الاســتنباط. وبالتالي فإن تلك المحدوديــة الــتي فرضــت على آيــات الأحكــام ـ وحشرتها ضمن عدد قليل جدا يترواح مــا بين مئــتين أو ثلاثمئــة أو

خمســمئة أو تســعمئة آيــة، على اختلاف الآراء ـــ أخــذت تنحســر، وبدأت تتسع لموضوعات أوسع؛ وذلك لأن القــرآن إذا كــان كتــاب ل تأسيســا حياة وبيان لطريــق الســعادة فــإن كــل نقطــة فيــه تمث

لمبنى، وتبيانا لحكم من الأحكام. وعلى هذا الأساس فــإن المســائل الأخلاقيــة يمكن أن تقــدم في هذا الشأن، ويتحول الجانب التوصــيفي والقيمي فيهــا إلى حلاة في مختلــف أبــواب aطaرهــا الخاصــ دستور وحكم، وتندرج ضــمن أ الأحكام الفردية والاجتماعية والسياسية، ويخرج الفقه من حصــار

قة إلى رحاب جديدة أوسع .(29)«الأبواب الضي كما شكا محقق آخر ـــ من محدوديــة الفقــه واقتصــاره علىــرى، أبواب خاصة، وعدم دخوله في مجالات المعارف الدينية الأخ

ــد تم تقليص»ومن بينها: مجال الأخلاق ـ وقال في هذا الشأن: لق دائرة الاجتهاد منذ أمــد بعيــد من حــدود الفقــه الشــامل = الفقــه العلمي )المعتقـــدات والآراء الدينيـــة( والفقـــه العملي )الأحكـــام والأخلاق(؛ ليقتصر على مجال الأحكام فقط. كما تم تضييق دائرة الاجتهاد والتفقه في مجال الأحكام؛ لتقتصر على دائــرة التكــاليف الفردية والعبادية. وبذلك لم يعaد يجري كما ينبغي في قســم الآراء الدينية )العقائد(، والسلوكيات الدينية )الأخلاق(، والتربيــة الدينيــة.ــود ــة، حيث لا وج ــع والسياس ــه المجتم ــريانا لفق ــد س ــا لا نج كم لاســتنباط طليعي فعــال في هــذا الشــأن. ويكفي لإثبــات هــذاــة بين أبحــاث ومســائل ــة وكيفي ــة كمي ــدعى أن نجــري مقارن المــاوين ــواب ذات العن ــادات وبين الأب ــه العب ــدودة لفق ــواب المع الأبــات ــ ــع والسياس ــ ــه المجتم ــ ــب لفق ــ ــة والحجم المقتض ــ العريض

.(30)«والقضاء

ــــــالأدلة على إثبات نظرية جواز اتساع الفقه لدائرة الأخلاق

ــريعية ــواهد على تشـ ــة والشـ ــف الأدلـ ــة مختلـ يمكن إقامـ الموضــوعات والمســائل الأخلاقيــة، وجــواز توســيع دائــرة الفقــه

لتشمل الأخلاق أيضا. ومن أهم تلك الأدلة ما يلي: ـــــــ الاشتراك في الموضوع والمساحة والهدف1

إن من بين الأدلة التي يمكن على أساسها إضافة الفقــه إلى مجال الأخلاق، وبحث الموضوعات والمسائل الأخلاقية من زاويــة الفقه، هي أن الموضوعات والأبحاث الأخلاقية وإن كــانت تختلــف عن الفقــه من ناحيــة، ولكنهــا تشــترك معــه من جهــات متعــددة. وذات نقاط الاشتراك هذه تصــلح أن تكــون دليلا على طــرح هــذه الأبحــاث في دائــرة الفقــه. ومن بين نقــاط الاشــتراك بين هــذين

العلمين اشتراكهما في الموضوع والمساحة والهدف، ببيان: ـ إن موضوع الفقه والأخلاق مشترك من جهــة؛ أي كمـا أن1

موضوع الفقه هو أفعال المكلفين من حيث الجواز والحرمة فــإن موضوع الأخلاق من جهة هــو الســلوك العملي والاختيــاري لأفــراد

aبحث فيــه عن الأفعــال الجــائزة(31)البشر ، بمعــنى أن هــذا العلم ينة الــتي يجب على المكلفين أن يقومــوا بهــا، والأفعــال والحســــه ــا إلى الفق القبيحة التي يجب عليهم تركها. وعليه حتى إذا نظرن بمعناه المصطلح فإن هذا المعنى سوف يكون شاملا للســلوكيات

والأفعال الأخلاقية للإنسان أيضا. ـ ويشترك الفقه والأخلاق في المساحة أيضا، حيث يشتمل2

ــة ــات، وهي: علاق ــواع من العلاق ــة أن ــا على ثلاث ــد منهم ــل واح ك الإنسان بخالقه؛ وعلاقتــه بنفســه؛ وعلاقتــه بــالآخرين وبيئتــه. وكلا هــذين العلمين يحــدد نــوع تعامــل الفــرد مــع كــل واحــد من هــذه

.(32)العلاقات الثلاث ـ ويشترك هذان العلمان من حيث الهــدف أيضــا؛ فكمــا أن3

ــة الفقــه هي إصــلاح الفــرد والمجتمــع؛ وصــولا إلى الســعادة غاي

، كذلك فإن غايــة الأخلاق هي تقــويم ســلوك الإنســان(33)الأخروية وإصلاح الفرد والمجتمع؛ من أجل الوصول في نهاية المطاف إلى

.(34)الفلاح والسعادة الأخروية وعليه؛ حيث يشترك هذان العلمان في هذه الجهات الثلاثــة، فإن الفقه عندما يدخل في دائــرة الأخلاق إنمــا يــدخل في الواقــع في دائــرة موضــوعاته، لا أنــه يتجــاوز حــدوده ويــدخل في حــدودــه خاصة بالأخلاق. ومن هنا نجد السيد محمد الصدر، في كتاب فق الأخلاق، يقـول، بعـد بيـان أربعـة وجـوه من مـوارد الاشـتراك بين

إن هناك علاقة وثيقة وحميمة بين علمي: الفقــه؛»هذين العلمين: ، بمعــنى اعتبــار«والأخلاق؛ حتى كاد أن يكــون أحــدهما عين الآخر

الفقه أخلاقا والأخلاق فقها، وإن الاختلاف بينهما إما أن يكــون من جهة القصور؛ أو من جهة التقصير؛ أو إن الاختلاف بينهما يأتي من

.(35)جهة النظر إلى كل واحد من هذه الموضوعات

ـ وحدة سياق القرآن في الموضوعات الفقهية والأخلاقية2ــــــ الدليل الثاني على جواز تشريعية الموضوعات الأخلاقيــة هــو سياق وأسلوب بيان القــرآن الكــريم في الموضــوعات الأخلاقيــة، ببيان: إنه عند المقارنة بين أسلوب ولحن بيان القــرآن في مــورد المســائل الأخلاقيــة والمســائل الشــائعة في الفقــه نشــاهد أنــه لا يوجد هناك أي اختلاف في هذين الموردين أبدا، بل نجد في بعض الموارد أن اللحن التشــريعي والحكمي للقــرآن في الموضــوعاتــوعات ــرآن في بعض الموض ــان الق ــير من بي ــد بكث ــة أش الأخلاقي الفقهية. ومن ذلــك أن القــرآن ـــ على ســبيل المثــال ـــ كمــا أمــر

لاة تنهى﴿المسلمين بالصلاة في قوله: لاة إن الصــ وأقم الصــر اء والمنكـ ــوت: ﴾عن الفحشـــ (، أو أوجب عليهم45 )العنكبـ

ــه: يام كمــا كتب على الذين﴿الصــيام بقول كتب عليكم الص (، قد أمر المسلمين بالعدل والإحسان183 )البقرة: ﴾من قبلكم

إن﴿وتقديم العون لذوي القــربى بــذات اللحن والبيــان؛ إذ يقــول: ربى ــاء ذي القــ )النحــل:﴾الله يأمر بالعدل والإحسان وإيت

ــؤدوا﴿(، وأمرهم بأداء الأمانة بقوله: 90 ــأمركم أن ت إن الله يــات إلى أهلها ــاء: ﴾الأمانـ ــد في بعض58 )النسـ ــل ويعمـ (. بـ

الموارد إلى بيان أهمية المسائل الأخلاقية ـــ من قبيــل: الإحســاند عليها مرارا وتكرارا، بل ويقرنها بــأهم إلى الوالدين ـ، بحيث يؤكــول ــرك؛ إذ يق ــة ونفي الش ــادة التوحيدي ــاء، أي العب ــالة للأنبي رس

ــالى: إياه وبالوالــدين﴿تعـ ى ربك أن لا تعبــدوا إلا وقضــــر أحــدهما أو كلاهمــا فلا ــدك الكب ا يبلغن عن انا إم إحســل لهمــا أف ولا تنهرهمــا وقــل لهمــا قــولا كريمــا ﴾تقــ

.(36)(23)الإسراء: وكما نهى القــرآن المســلمين عن الصــلاة في حالــة الســكر

لاة﴿والجنابة، في قوله: ا الذين آمنــوا لا تقربــوا الصــ يا أيهــ كارى حتى تعلمــوا مــا تقولــون ولا جنبــا إلا وأنتم ســ

(، أو نهاهم عن قتل43 )النساء: ﴾عابري سبيل حتى تغتسلوا بعضهم بعضا، واعتبر قتل المؤمن عن عمد سببا للخلود في النار،

ــأ... ومن﴿بقوله: خط وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنــا إلا زاؤه جهنم خالـدا دا فجـ ـ92 )النســاء: ﴾يقتل مؤمنــا متعم

ــبز بعضــهم93 ــذلك من الاســتهزاء ون ــع المســلمين ك ــد من (، فقس، واغتيــاب بالألقاب القبيحة، ونهــاهم عن ســوء الظن، والتجســ

يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم﴿بعضهم، بقوله: ى اء عســ ــ اء من نس ــ عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نسكم ولا تنـــابزوا أن يكن خيـــرا منهن ولا تلمـــزوا أنفســـ بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب

فأولئك هم الظالمون * يــا أيهــا الذين آمنــوا اجتنبــواوا ولا ســـ كثـــيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجس يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا

(، واعتـــبر أن عاقبـــة بعض12 ـ 11 )الحجـــرات: ﴾فكرهتمــوه الرذائل الأخلاقيــة هي الســقوط في الــدرك الأســفل من الجحيم،

ويل لكل همزة لمــزة * الذي جمــع مــالا وعــدده *﴿قائلا: ــذن في الحطمــة * ومــا لينب يحسب أن ماله أخلده * كلا

(.6 ـ 1 )الهمزة: ﴾أدراك ما الحطمة * نار الله الموقدة كما نلاحظ في الكثير من الموارد أن القــرآن الكــريم يقــرنــر بين المسائل الأخلاقية والفقهية ضمن سياق واحد، كما في الأمــة بالخشوع أثناء الصلاة، والابتعاد عن الذنوب، ودفع الزكاة، ورعاي العفــاف، وأداء الأمانــة، واحــترام العهــود والمواثيــق، والمحافظــة

ــالى: ــه تع ــا في قول ــون *﴿على الصــلاة، كم قــد أفلح المؤمن الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغــواـة فــاعلون * والذين هم كـ ون * والذين هم للز معرضــ على أزواجهم أو مـــا ملكت افظون * إلا روجهم حـــ لفـــــك ــومين * فمن ابتغى وراء ذل ــر مل إنهم غي أيمــانهم فــدهم ــ ــاتهم وعه ــادون * والذين هم لأمان فأولئك هم العافظون ــ ــ لواتهم يحـ ــ ــ ــون * والذين هم على صـ ــ ﴾راعـ

(.9 ـ 1)المؤمنون: وهكذا الأمر بالصلاة، والأمـر بـالمعروف والنهي عن المنكـر،ر، والاعتدال في الحياة، وعدم رفــع الصــوت؛ إذ يقــول وعدم التكب

ــالى: ــه عن﴿تع ــالمعروف وان لاة وأمــر ب ــا بني أقم الصــ يــور * المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمــا إن دك للناس ولا تمش في الأرض مرح ــ عر خ ــ ولا تصيك د في مشــ ــال فخــور * واقصــ ــل مخت ــه لا يحب ك الل

وت الحمــير وات لصــ ــر الأصــ ﴾واغضض من صوتك إن أنك(.19 ـ 17)لقمان:

فعلى هذا الأساس؛ وبــالنظر إلى هــذه الوحــدة في الســياق والأسلوب، فكما أن الله قد أمر بالصلاة والصــيام، وعــدم الصــلاة في حالة السكر أو الجنابــة، في الآيــات الآنــف ذكرهــا، وتم بحثهــا ودراستها في الفقه، كذلك أمر الله تعالى بالعدل والإحسان وأداءaعــد في الآيــات ر، حيث ت الأمانــة، ونهى عن الخيانــة والغيبــة والتكب المذكورة من التشريعات الإلهية، ويمكن بحثهــا في مصــادر آيــات

الأحكام والفقه أيضا.

ـ وحدة أسلوب وسياق الروايات في الموضوعات الفقهية 3 ــــــوالأخلاقية

الدليل الآخر على تشــريعية الأوامــر والتعــاليم الأخلاقيــة هــو الروايـــات الـــواردة في المصـــادر الإســـلامية؛ فـــإن أســـلوبــة يشــبه ــان الموضــوعات والمســائل الأخلاقي المعصــومين في بي أسلوبهم في بيان الموضوعات الشائعة في الفقه. فالبيان في كلا

وأهــل|الموردين هو التشــريع والتكليــف، وقــد أمــر النــبي الأكــرم عموم المكلفين بفعل أو ترك المسائل الأخلاقية صــراحة،^البيت

أو أنهم قــد اســتعملوا فيهــا تعبــيرات هي في حكم الأمــر والنهي،aستفاد من بعضها أحد الأحكام التكليفية الخمسة، أي: الوجــوب، وي أو الحرمــة، أو الاســتحباب، أو الكراهــة، أو الإباحــة، من قبيــل:

رد جـواب»التعبير بالوجوب في مورد رد جواب السلام والكتـاب: ــاب واجب، كوجــوب رد الســلام ــداء الحب والمــودة(37)«الكت ؛ وإب

aغض أعــداء اللــه: وحب أوليــاء اللــه ـــ عــز وجــل ـ»لأولياء الله، وبaغض أعـــدائهم والـــبراءة منهم ومن أئمتهم ؛(38)«واجب، وكـــذلك ب

أدوا الأمانــة إلى من ائتمنكم عليهــا، بــرا أو»والأمر بأداء الأمانــة:

ــاجرا ــق: (39)«ف aل aن الخ ــر بحaســ ن الخaلaق»؛ والأم ؛(40)«عليكم بحaســد(41)«عليكم بالتواضع»والأمر بالتواضع: ــ ؛ وكذلك النهي عن الحس

ر: ــرص والتكب ــرص»والح د والح ــ ــال: الحس ــاك عن ثلاث خص أنه.(42)«والكبر

د تشريعية هذه الموضــوعات أســلوب ومنهج بعض والذي يؤيــات في ــذه الرواي ــع ه ــدوا إلى جم ــة؛ حيث عم ــدثين الإمامي المحــة، وأصــدروا الأحكــام ــات الفقهي ة بالرواي ــة الخاصــ الكتب الروائي التكليفية على أساسها. ومن هــؤلاء المحــدثين يمكن لنــا أن نــذكر الشيخ الحaر العاملي، حيث جمع في كتاب وسـائل الشـيعة الكثـيرة، ــ ــواب خاص ــة في أب ــائل الأخلاقي ة بالمس ــ ــاديث الخاص من الأح

ــل: ــة، من قبي ــا فقهي ــات أحكام ــذه الرواي ــاب»واســتنبط من ه بر في ما يوجب الاعتبار باب استحباب التخلق»، و«استحباب التفك

ل على الله»، و«بمكارم الأخلاق باب وجوب»، و«باب وجوب التوك ،«باب استحباب كثرة البكـاء من خشــية الله»، و«الخوف من الله

بــاب»، و«باب وجوب حaسن الظن بالله وتحريم ســوء الظن به»و باب استحباب الصبر في جميع»، و«وجوب الصبر على طاعة الله

باب تحريم طلب الرئاســة»، و«باب استحباب التواضع»، و«الأمور باب تحــريم طلب الرئاســة مــع عــدم»، و«مع عدم الوثوق بالعدل

ــدل ــوق بالع ــاب وجــوب تســكين الغضــب عن فعــل»، و«الوث بد ووجــوب اجتنابـه دون الغبطة»، و«الحــرام ،«بـاب تحـريم الحسـ

ــريم الكبر»و ــاب تح ــة»، و(43)«ب م ــدنيا المحر ــريم حب ال ــاب تح بaغضها هد»، و«ووجوب ب هد في الدنيا، وحــد الز ،«باب استحباب الز

بــاب كراهــة حب المــال»، و«بــاب كراهــة الحــرص على الــدنيا»ورف .(44)«باب كراهة الطمع»، و«والش

ـــــــ سيرة ومنهج الفقهاء ومفسري آيات الأحكام4

لقــد بحث الكثــير من الفقهــاء ـــ من الفــريقين ـــ في كتبهمــائل الفقهية الخاصة وآيات الأحكام بعض الأبحاث الأخلاقية والمس المرتبطة بتهذيب النفس من جهة التشــريع والتكليــف. ويمكن أن

ــاب ة كت ــ ــة الخاص ــذكر من بين الكتب الفقهي ــلام»ن aل الس ب aــ ،«س لمؤلفه: محمد بن إسماعيل الكحلاني ـ من علماء أهــل الســنة ـــ، حيث عمد ـ بعــد الخــوض في بعض الأبحــاث الشــائعة في الفقــه، ومنها: بحث الطهارة، والصلاة، والصوم، والزكــاة ومــا إلى ذلــك ـ إلى التعرض في المجلد الرابع من هذا الكتاب إلى بعض الأبحــاث الأخلاقية، من قبيل: الســلام وإلقــاء التحيــة وآدابهــا، وآداب الأكــلــذكر ــورع، وال ــد وال ــرحم، والزه ــلة ال ــان وص ــرب، والإحس والشيــاء وأنواعــه، aخــل، والر د، والغضــب، والب والدعاء، والتوبة، والحســ

ر، وإيذاء المسلمين، والتواضع، وما إلى ذلك .(45)والنفاق، والتكب كما قام الشيخ وهبة الزحيلي ـــ وهــو الآخــر من فقهــاء أهــل السنة أيضا ـ ببحث بعض المسائل الأخلاقيـة والاجتماعيـة، ومنهـا:

.(46)«الفقه الإسلامي وأدلته»بحث التوبة، في كتابه كمــا بحث الشــيخ الأنصــاري ـــ من فقهــاء الإماميــة ـــ بــدورهــا، ويمكن ــه أيض ــة الفق ــة من زاوي ــائل الأخلاقي ــير من المس الكث الإشارة من بينهــا إلى: ســب المــؤمن، والكــذب وأنواعــه، واللهــوــية، ــ ــة على الظلم والمعص ــ ــديح والتملق، والإعان ــ واللعب، والم

. كمــا(47)والغيبة، والنميمة، والغش في المعاملة، وهجــاء المــؤمن ألف الشــيخ الأنصــاري رســالة مســتقلة في موضــوع العدالــة من

.(48)الزاوية الفقهية أيضا كما يمكن أن نذكر من علماء الشــيعة الآخــرين: جــد الشــيخ

، والســيد محمــد البجنــوردي، حيث(49)البهــائي، والســيد المرتضى ألف كــل منهم رســالة مســتقلة في موضــوع التوبــة من الزاويــة

. هذا وقــد بحث المحقق الكــركي ثلاث مســائل، وهي:(50)الفقهية

الغيبة، والسلام والتحية، والعدالة، في رسائل مســتقلة من زاويــةــزرگالفقــه أيضــا. وقــد ذكــر الآغــا مب الطهــراني، في كتابــه القي

في ، مـــا يقـــرب من عشــرة كتب ورســائل مســـتقلة«الذريعة» ، كمــا ذكــر مــا يقــرب من عشــر رســائل في(51)موضــوع العدالة

موضوع الغيبة، حيث تم تأليفها من قبل علماء الشــيعة من زاويــة.(52)فقهية

ــاولت هــذه المســائل ــتي تن ــات الأحكــام ال ومن بين كتب آيفــه: محمــد«تفسير أحكــام القــرآن»يمكن لنا أن نشير إلى ، لمؤل

خزائلي، حيث تعرض إلى بحث بعض المســائل الأخلاقيــة، ومنهــا:دركات والمشــاعر والعواطــف الفضـائل والرذائـل المرتبطـة بالمaـ والإرادة واللغة والعلاقات الإنسانية مع العالم الخارجي، في جــزء

. وقـد كتب(53)«الأحكام النفسـانية»من هذا التفسير تحت عنوان: إن هذا النــوع من الأحكــام»في مستهل مسائله الأخلاقية ما يلي:

التي اخترنا لها عنوان: الأحكام النفسانية، ونسعى هنا إلى بيانهــا، يطلق عليــه في المصــطلح العــام عنــوان: الأحكــام الأخلاقيــة، ولاــذلك لم ــة؛ ول ينبغي من بعض الجهات اعتبارها من الأحكام الفقهيفي أحكام القرآن. وأما من وجهة نظر كاتب يتعرض لها عامة مؤل

الأحكــام»السطور فــإن هــذا النــوع من الأحكــام يجب تســميته بـ ؛ لأن المراد منها هو إيجاد الملكات الفاضــلة والعــادات«النفسانية

الفردية والاجتماعية الحسنة. ففي مقابل كل واحدة من الملكــات الفاضــلة يمكن تصــور رذيلــة أو رذائــل من شــأنها أن تتحــول إلىك في أن كــل واحــدة من هــذه الملكــات، ملكات نفسانية. ولا شــب عليهــا نة أو القبيحــة؛ إذ يـترت تشكل دافعا لصدور الأفعال الحســ الثــواب والعقــاب، وحيث إن الفقهــاء يــدرجون الأعمــال المندوبــةــ ضــمن الأحكــام ــ وحتى الأمــور المباحــة ـ والأفعــال المكروهــة ـــئيتها ــاظ منش ــ بلح ــانية ـ ــام النفس ــار الأحك ــة يمكن اعتب التكليفي

.(54)«للأعمال والأحكام ـ في عداد الأحكام الفقهيةرين المعاصـــرين من تعـــرض بـــدوره في ــ ومن بين المفسـ

إلى بعض المســائل الأخلاقيــة من زاويــة«فقــه القــرآن»تفسيره فقهية أيضا، ومن بين المسائل التي تناولهــا بــالبحث يمكن لنــا أنهمــة، والكــذب، والســب، نــذكر: النفــاق، والافــتراء، والغيبــة، والتل والشـــفاعة، والـــرزق، والآداب ــ والتوبـــة والاســـتغفار، والتوسـ

ع .(55)الاجتماعية، والدعاء والتضرــات ري آي إن منهج وأسلوب هذه الطائفة من الفقهاء ومفســ الأحكام، الذين تناولوا المسائل الأخلاقية بالبحث من زاوية فقهية،د هـــذه المســـألة، وهي أن الفقـــه يمكن إقحامـــه في دائـــرة يؤيــل هــذه المســائل ــة، والعمــل على بحث وتحلي المســائل الأخلاقي

والموضوعات من زاوية الفقه والتكليف.

ــــــفوائد وآثار توسعة الفقه وشموله للأخلاق إن توسيع دائــرة الفقــه لتشــمل الأخلاق، ودراســة المســائلــالكثير من ــود ب ــف، يع ــة التكلي ــة من زاوي والموضــوعات الأخلاقي الفوائد على الأفراد والمجتمع، وإن وجود هــذه المنــافع يســتدعيــة علم ــة من زاوي جواز ـ بل وضرورة ـ بحث الموضوعات الأخلاقي

الفقه والتكليف. وإن أهم هذه الآثار والفوائد هي: ـ إن اتساع الفقه لــدائرة الأخلاق ينتشــل الأفعــال والأخلاق1

الفرديــة والاجتماعيــة للنــاس من الهــرج والمــرج، وعــدم القيــودaطaرهــا المحــددة، ويــؤدي إلى إنــدراج المــوازين الأخلاقيــة ضــمن أــدما الشرعية الصحيحة. ويعود السبب في ذلك إلى أن الأخلاق عنــة، والمــدارك ــام المتفاوت ــة، والأفه تســتند إلى المصــادر المختلف المتنوعة، والآداب الاجتماعية المتضاربة، فإن كــل شــخص ســوفــل على ــة، ويعم ــوازين الأخلاقي ــير الأخلاق والم ــل على تفس يعم

تطبيقها استنادا إلى كل من تلك المصادر المختلفــة، وهــذا بـدورهــا بم aــع، ور يؤدي إلى ظهور أشكال متعددة من الأخلاق في المجتمــل ــدما يتم بحث الأخلاق من قب ــا عن ــا؛ وأم ــاربة أحيان ــون متض تكــ، ويتم اســتنباط ــذين هم الفقهــاء ـ ــ ال ــدين ـ المتخصصــين في ال الإرشــادات واســتخراج التعــاليم الأخلاقيــة من مصــادرها الأصــلية والكاملة، ونعني بذلك القــرآن والســنة، فإنــه يمكن لهــا أن تكـون أخلاقا صحيحة ومستندة إلى موازين الشرع والدين. وبالتالي فإن أخلاق الأفراد في جميع المجتمعات والأماكن سوف تكون واحدة،

نة. وذات حدود واضحة ومتعي2 ــا ب على بحث الأخلاق فقهي ــترت ــتي ت ــ والفائــدة الثانيــة ال ـ

تكمن في تعــرف أفــراد المجتمــع على وظــائفهم بشــكل دقيــق؛ــد ــا يتم تحدي ببيان: إنه في بحث التعاليم والمفاهيم الأخلاقية فقهي مقدار اعتبارها بشكل دقيق، ويتضح ما إذا كان كل واحد من هــذه المفاهيم والتعاليم الأخلاقية هــو من النــوع الــواجب أو الحــرام أو المكروه أو المستحب أو المباح. وقال أحد المحققين المعاصــرين

ــأن: ــذا الش ــائل»في ه ــنى من بحث المس aج ــتي ت ــدة ال إن الفائ الأخلاقية على المستوى الفقهي هي أنها سوف تتمتع ببيان قــاطعن لكل واحد من ومحدد؛ فإن الفقه حيث يفيد حدودا مختلفة، ويبيaحدث مثــل هــذه الخصــائص في المســائل الأمور حدا معينا، فإنه ي الأخلاقية. وبعبارة أخرى: إن بحث المسائل الأخلاقية فقهيا سوفن لــه aخرج المكلف من حالة الحيرة وانعــدام التكليــف؛ حيث يتــبي ي بشكل قاطع ما الذي يجب عليه فعله؟ وما الذي يجب عليه عــدم

.(56)«فعله؟ ـ الفائــدة الثالثــة من هــذه التوســعة هي أن الأخلاق تكتفي3

في الغالب بالإرشادات والتوصيات العامة، ولا تبدي رأيا في موردـاـت وفــروع الموضــوعات المختلفــة؛ وأمــا في الفقــه فيتم الجزئي

بحث جميــع جهــات كــل من الموضــوعات الابتلائيــة، بواســطة الاستعانة بالأدلة الواردة في ذلك الموضوع بشكل عام أو خــاص، ثم يتم بيان حكم تلك المســألة ـــ ســواء في المــورد العــام لــذلك الوضوع أو في كل واحد من جزئياته ـــ، وهــذا يــؤدي بــالأفراد إلى التعرف على وظائفهم في مقابل كل واحــد من الجهــات والأنحــاء

« قــرآنيپژوهشيفقــه »المختلفة للمسائل الأخلاقية. وقال مؤلف إن التعاليم الأخلاقيــة تحتــاج في بعض الأحيــان ـ»في هذا الشأن:

بســبب اختلاف حــالات الإنســان في التعــاطي معهــا ــ إلى البحث والتحقيق في مختلــف جــوانب وشــرائط الموضــوع والحكم. ومن

ــه تعــالى: aشــير في قول إذا قيل لكم﴿ذلك أن القــرآن الكــريم يــه لكم ح الل ــ حوا يفس ــ الس فافس ــ حوا في المج ــ ﴾تفس

ح للآخــرين في11)المجادلة: ( إلى عمل اســتحبابي، وهــو التفســح لها شرائط مختلفة. ولا شك المجالس، إلا أن ذات عملية التفس في أن الأشخاص والحالات تختلف؛ كأن يكون الشخص في دعوةح مــع حضــوره أو لا أو لا يكــون في دعــوة، أو يتناســب التفســ يتناسب، فهذه أمور وحالات مختلفــة. فقــد لا يكــون هنــاك معــنى

ح»لهــذا في بعض المــوارد، ويــؤدي إلى إربــاك المجلس،«التفســح في بمــا ينطــوي عــدم التفســ aوتعم الفوضــى بين الحاضــرين، ور بعض الأحيان على إهانة أو إيــذاء أو اســتهزاء، وبــذلك يكــون هــذاــذه ــالات في ه ــذه الح ــع ه ــاة جمي ــا. فيجب مراع م ــل محر العم المسألة الأخلاقية. وإن رعاية جميع جهاتها، وبيان أحكام كل واحدــع هــذه المــوارد من هــذه الوجــوه المختلفــة، وموضــع بحث جمي

.(57)«والحالات، إنما يكون في علم الفقهبة على بحث المفاهيم الأخلاقية4 ـ أما الفائدة الرابعة المترت

ــذه ــام والعمــل به ــد من الاهتم ــافز والمزي ــاد الح ــا فهي إيج فقهيــدين: aع المفاهيم. إن هذه الحوافز والاهتمامات يتم إيجادهــا على ب

ــنىالبعد الأول : انتساب التعاليم الفقهية إلى الوحي والإله؛ بمع أن الأحكام والقوانين الفقهية ـ خلافــا لجميــع التعــاليم الأخلاقيــة ـ تنشأ من الدين والوحي الإلهي. وعلى هذا الأســاس عنــدما يــدركل الوظيفــة الأفراد في المجتمع أن هذا التكليف الذي تم بيانــه يمث الدينية وكلام اللـه يحصــل لــديهم دافـع أكــبر للقيـام بـه وامتثالـه؛

: وجــود الثــواب والعقــاب في التكــاليف الفقهيــة.والبعد الثاني ومن هنا عندما يعلم المكلف أن القيــام بالفعــل الأخلاقي أو تركــه يعود عليه بمثل هــذه النتــائج فــإن الحــافز لديــه إلى العمــل بهــذه

التعاليم الأخلاقية سوف يتضاعف.بــة على بحث المســائل الأخلاقيــة5 ـ والمنفعة الأخرى المترت

فقهيا، والتي يمكن عدها من أهم فوائــد دخــول الفقــه إلى دائــرة الأخلاق، هي أن توســيع الفقــه ليشــمل الأخلاق يــؤدي إلى العمــل بالتعاليم الأخلاقية للدين، وعــدم تجاهــل هــذه التعــاليم الأخلاقيــة؛ والسبب في ذلك أن الكثير من المسائل الأخلاقية يتم تجاهلها ولا تحظى بالاهتمام الكافي؛ بحجة أنهــا مجــرد مفــاهيم أخلاقيــة، وأنجب الأخلاقي، ولكن امتثالها أو تركها لا يستتبع غــير الثنــاء أو الشــ عندما يتم ربط هذه التعــاليم بالشــرع والــدين، وينــدرج كــل منهــا تحت عنوان من الأحكام الشرعية الخمسة، من الوجوب والحرمةعين ـــ في والاستحباب والكراهة والإباحة، فإن الأشخاص المتشــرaبدaونه تجاه aبدaون تجاهها ذات الاهتمام الذي ي الحد الأدنى ـ سوف يــا. ــون به الصلاة والصوم ونظائرهما من التكاليف الشرعية، ويعملدـخل التعــاليم والمفــاهيم الأخلاقيــة aـ وبذلك فإن هذا الأمر سوف يaضــاف إلى ذلــك أن الضــمانة إلى مسرح الحياة العمليــة للنــاس. ي التنفيذية الموجودة في الإلزامات الفقهية، وعدم وجود مثــل هــذهدا آخــر يمكنــه الضمانة بالنسبة إلى المسائل الأخلاقية، يشكل مؤيــل الأفــراد بالتعــاليم أن يوجب الاهتمام والمزيد من العمــل من قب

الأخلاقية في مثل هذه الحالة.

ــــــالنتيجة إن النتيجة التي يمكن الحصول عليهــا من مجمــوع مــا تقــدم هي أن موضــوعات ومســائل الأخلاق العمليــة الــتي تنــدرج ضــمنــا يمكن أن تبحث في مجــال ــان، كم ــار وإرادة الإنس ــدود اختي حــف ــا من مختلـ ــتها وبحثهـ ــاء الأخلاق دراسـ الأخلاق، ويمكن لعلمـ الجهــات والأبعــاد الأخلاقيــة، كــذلك يمكن بحثهــا من زاويــة الفقــهــارة هــذه الأبحــاث في ــ من خلال إث أيضــا. وإن الفقهــاء يمكنهم ـــان الحكم ــ بي ــة الخاصــة ـ ــات الأحكــام والكتب الفقهي تفاســير آيــة الشرعي في مورد كل واحد من هذه الموضوعات. وإن الطريقــيرة ــاج ذات س ــة تكمن في انته ــذه الغاي ــق ه ــة إلى تحقي العمليــة في وأسلوب بعض الفقهاء الذين أدرجوا بعض المسائل الأخلاقي كتب الفقه وآيات الأحكام؛ وإضافة أبواب وكتب جديدة إلى الفقهــائل ــ ــوعات والمس ــ ــة، وأن يتم بحث الموض ــ ــادر الفقهي ــ والمص الأخلاقيــة، بشــكل تفصــيلي، من زاويــة الآيــات والروايــات وســائرـةـ الأخــرى، كمــا هــو الشــأن في الأبحــاث المتداولــة في علم الأدل الفقه. وبذلك، وبالإضافة إلى حصول الفرد والمجتمع على الفوائدــاني ر الفقه من الضيق والمحدودية التي يع المتقدمة، سوف يتحر منها حاليا، ويدخل من الناحية العمليــة في جميــع مجــالات الحيــاةــان الفردية والاجتماعية للبشر؛ حيث تمس الحاجة المaبرمة إلى بي

رؤية الشرع بشأنها.

الهوامش

تبعية الأخلاق للديندراسة وتحليل

*(*()د. الشيخ هادي فنائي

مرقال هاشمترجمة:

ـــــــ بيان المسألة1 لقد كان التفكير البشري في مواجهته مع الدين قد اتخذ في بعض الأحيان مواقف سلبية، وصــلت في بعض المراحــل إلى حــدــلمت ــات، في حين س ــعوب والمجتمع ــون الش ــدين أفي ــار ال اعتبــر إلى الأخلاق على aنظ ــان ي ــات، حيث ك ــذه التوجه الأخلاق من ه الدوام بوصفها أصلا مقبولا وموضع اهتمام جميع المجتمعات التي

تبحث عن السعادة البشرية. وفي مقابـــل هـــذه الرؤيـــة ذهب بعض إلى القـــول بفصـــلــدين. ــاء للأخلاق على ال ــود أي ابتن ــر وج ــدين، وأنك الأخلاق عن الــا من ــالقول: إذا أمكن لن ــك ب ــؤلاء المفكرون على ذل ويســتدل ه الناحية المنطقية أن نثبت أن الأخلاق جزء لا يتجزأ من الدين فــإن كل تزلزل في أركان الدين سوف يؤدي ـ في مثــل هــذه الحالــة ـ إلى انهيــار الأخلاق، وعليــه يجب صــب كــل الجهــود الفكريــة علىــة ــاك إمكاني ــاء الأخلاق؛ إذ من دون الأخلاق لا تبقى هن ــود وبق خل لمواصــلة الحيــاة والتعــايش الســلمي، وإن أي نــوع من أنــواع

، وحائز أستاذ مساعد في جامعة الإمام الخميني الدولية)*(*(على دكتوراه في الفلسفة وعلم الكلام الإسلامي.

الارتباط المعرفي بين الــدين والأخلاق ســوف يــؤدي إلى انفــراطعقد الأخلاق.

تهدف هذه المقالــة إلى إثبــات أن الأخلاق غــير مســتقلة عن الدين. وعلى افتراض اسـتقلال الأخلاق عن الـدين لا تكـون هنـاكك الأشــخاص بــالأخلاق؛ لأن الــدين من أهم الــدعائم ضمانة لتمســــية للأخلاق. المعرفية والأبستمولوجية، وخير ضمانة تنفيذية وقaدس ونحن نســعى في هــذه المقالــة إلى شــرح وتفصــيل أنــواع حاجــةــة عن الأخلاق إلى الدين، ومن بينها: الاحتياجات المعرفية؛ والإجابــايا ــع القض ــدرك جمي ــان أن ي ــل يمكن للإنس ــل: ه ــؤال القائ السد عقله المتأصل، ويرسم لنفسه طريقة الأخلاقية استنادا إلى مجر حياته؟ يمكن لنا أن نتصور أنحاء مختلفــة في مــورد الارتبــاط بينــل فلاســفة الــدين الأخلاق والدين، ممــا تم بحثــه ودراســته من قبـةـ ــة هــو بحث تبعي والأخلاق. والــذي نســعى إليــه في هــذه المقال وحاجة الأخلاق إلى الدين. ويمكن لدراسة الأسئلة التالية، والإجابة

عنها، أن تساعدنا في هذا الشأن:ل إلى الأخلاق دون الرجــوع ـــ هــل يمكن للإنســان أن يتوصــ

إلى الدين؟ـ هل الأخلاق مستقلة عن الدين أو تابعة له؟

ــة من النصــوص ــ هــل يتم الحصــول على القضــايا الأخلاقي ـالدينية؟

ـ هل تحتاج الأخلاق إلى الدين في مقام التحقق والتطبيق؟ــدات ــة دون المعتق ــالقيم الأخلاقي ك ب ــ ــل يمكن التمس ــ ه ـ

الدينية؟ـ ما هو مقدار ارتباط الأخلاق بالدين؟

ـــــــ الجذور التاريخية للبحث2

إن ارتبــاط وحاجــة الأخلاق إلى الــدين من المســائل الهامــة الــتي شــغلت أذهــان المفكرين على الــدوام، ودفعتهم إلى التأمل والتفكــير في هــذه المقولــة. والســؤال الأهم الــذي شــغل أذهــان المفكـرـين في مجــال الــدين والأخلاق هــو الســؤال القائــل: هــل الأخلاق من ثمـــار ونتـــائج الـــوحي والتعـــاليم الســـماوية للأنبيـــاء والأوصياء الإلهيين أم هي ـــ مثــل ســائر المجــالات المعرفيــة، من قبيل: علم النجوم والفيزياء والرياضيات وغيرهــا ـــ علم بشــري لاـةـ مســتقلة، ولا يســتند أو يقــوم على يحتــاج إلى الــدين، ولــه هوي

العقائد الدينية؟ةــ لقد كان أغلب المفكرين قبل عصــر النهضــة يقولــون بتبعي الأخلاق للدين؛ وكــانوا في هــذا الإطــار يعتــبرون الكتب المقدســة والنصوص الدينية مصدر إلهام للقيم الأخلاقية، وكانوا يسعون إلى اســتخراج المفــاهيم الدينيــة من الكتب المقدســة؛ ومن هنــا كــانaنظر إلى الأخلاق بوصفها مجالا من العلــوم الدينيــة، وأنهــا تحظى ي بالقداســة، ويتم الحــديث عنهــا في بعض الأحيــان بعنــوان الأخلاقــب ــتطيع أن ننس اـ لا نس ـ ــيحي، وإن كن ــيحية أو أخلاق المس المس منظومة أخلاقية منسجمة وكاملة إلى المسيحية، واعتبــار مــا ورد

. (58)في الكتب المقدسة بوصفه سلسلة من النصائح الأخلاقيةــاء ــة، وهي أن العلم ــة على أهمي ــذه النقط ــوي ه ــا تنط كم المسيحيين ـ قبل عصر النهضــة ـــ، من أمثــال: أوغســطين وتومــا الأكويني، كانوا يستفيدون من أفكــار فلاســفة الإغريــق؛ من أجــل التأسيس للأخلاق المسيحية، وأن يقيمــوا الأخلاق المســيحية علىـدـ أن الإيمــان باللــه، وخلــود أساس تراث الفلاســفة اليونــانيين. بيــظ على ــد حاف ــروي، ق ــواب الأخ ــاب والث ــزاء والعق النفس، والجـدـ أنــه في أعقــاب تهــاوي ســلطة مكانتــه الأصــلية في الأخلاق. بي أرباب الكنيسة، وانســحاب الــدين من ســاحة الســيطرة الشــاملة

ــبغتها للعلم، بدأ ارتباط الأخلاق بالدين ينحسر بالتدريج، وأخذت صالدينية تجنح نحو الضعف والهوان.

وفي القرن الثامن عشر للميلاد، مع ظهور النهضة التنويرية،زت فكرة الاكتفاء بالعقل والتجربة في جميع مجالات العلــوم. تعز وفي ظل هذه الظروف ظهر اللاهوت الطبيعي والربوبية والديانة

. وبعــد ظهــور هــذا النــوع من الأفكــار والاتجاهــات(59)الطبيعيةــدين، وتم ــاط بين الأخلاق وال الإلحادية توفرت الحاضنة لفك الارتب اعتبار جميع أنواع استناد الأخلاق إلى الــدين أمــرا مرفوضــا وغــير علمي. وهكذا أضــحت الأخلاق مســتقلة عن الــدين. وقيــل بشــأن

إن ســيطرة الــدين على العلــوم»الــدليل الــرئيس لهــذا التفكــير: ــة ومظاهر التفكير الإنساني من علامات العصور الوسطى ومرحل انحطاط الفكر البشري، وكــان ازدهــار العلــوم نتيجــة لاســتقلالها. وهكذا الأمر بالنسبة إلى الأخلاق أيضـا. يمكن للإنسـان أن يتصـفنا. لقــد شــاع هــذا الــرأي في العصــر بالفضيلة دون أن يكون متدي الحديث، وأدى انتشار المذاهب المaنكرة للدين ـ مثـل: الشــيوعية،

.(60)«والنفسانية، والوجودية ـ إلى تقوية وتعزيز هذه الرؤية إن هذا النوع من الرؤية للارتباط بين الأخلاق والدين كان هو النوع الغالب. بيد أنه قد ظهر حتى في تلــك المرحلــة من عــارض هــذا النــوع من النظــرة للأخلاق، وكــان إصــرارهم يقــوم على أن

.(61)الأخلاق لا يكتب لها التحقق دون دين

ـــــــ الإسلام ومسألة انفصال الأخلاق عن الدين3 شهد القرن الأول من تاريخ الإسلام جدلا كبــيرا حــول ماهيــة وحقيقــة الإيمــان؛ فقــال الخــوارج بكفــر مــرتكب الكبــيرة؛ وذهب المعتزلة إلى القول بأن مــرتكب الكبــيرة ليس مؤمنــا، ولا كــافرا،

روا عن ذلك بـ المنزلة»بل هو في منزلة بين الكفر والإيمان، وعب

؛ وظهرت في البين فرقة أخرى ـ عaرفت بالمرجئة«بين المنزلتين ـ قالت بأن حقيقة الإيمان ليست سوى الإقرار باللسان )قــول بلا

لا تضــر مــع الإيمــان»عمل(، وقام الاعتقــاد عنــدهم على قــولهم: .(62)«معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة

وكــان هــذا التفريــط في التفكــير في حقيقتــه ردة فعــل فيل نوعا من الإباحية مقابل الإفراط الفكري لدى الخوارج؛ حيث مثــدين ــاد بال ــة مجــرد الاعتق ــادهم بكفاي في الأخلاق والعمــل؛ لاعتق لتحقيق السعادة، دون الحاجة إلى الأخلاق والأعمال الدينية؛ إذ لم يكونــوا يعتــبرون العمــل ملاكــا في الإيمــان، ومن هنــا فقــد قــالواـةـ بفصــل الإيمــان عن الأخلاق والعمــل، وجعلــوا لكــل منهمــا هويــد الأخلاق والأفعــال aمســتقلة. وعلى أســاس هــذا الاعتقــاد لم تع ــعادته إلى ــان في س ــدى الإنس ــة ل ــدين؛ إذ لا حاج ــة إلى ال بحاجن من مقولة الاعتقاد، وبذلك لا يكون لــه الأخلاق؛ إذ الإيمان والتدي

دور في سعادة الإنسان، وليس له أي تبعية للدين.ــل الأمــويين، وكــان وقد حظي هــذا الاعتقــاد بــترحيب من قب الحجاج بن يوسف الثقفي يدعم هذه العقيدة، ويحيط الشخصياتدة لهذه العقيدة باهتمام واحتفاء خاص. وقد أصبح السياسية المؤي هذا الاعتقاد وسيلة لتقويــة النظــام الأمــوي. وكــانت هــذه الفرقــةع باعتبار كبير ما دام الأمويون في الســلطة، وكــانت تكتســب تتمت

.(63)اعتبارها ومكانتها من الدولة الأموية ــــــنقد ومناقشة

aجمعa الفرق الإسلامية كلها على أن الإيمان الكامل لا يتحقق تنة، وأن المــؤمن الحقيقي هــو إلا بالعمــل الصــالح والأخلاق الحســ الإنســان العامــل، وأن حقيقــة الإيمــان مقرونــة بالعمــل الصــالح. وهكــذا نجــد أن القــرآن الكــريم حيثمــا تحــدث عن الإيمــان قرنــه

^بالحديث عن الأعمال الصالحة أيضا. كما تعرض الأئمــة الأطهــارئل الإمــام علي aعن×في كلماتهم إلى هذه المسألة أيضا؛ فقد ســ

ــل»الإيمان؟ فقال: الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللســان، وعم.(64)«بالأركان

نة شــرط في إذن فالإيمــان والعمــل الصــالح والأخلاق الحســتحقق الفلاح والسعادة.

كما اعتبر فكــر المرجئــة شــديد الخطــورة على المســلمين،د على ضــرورة أن يــربي المســلمون أولادهم على التعــاليم وأكوي aوالمعارف الدينيــة، بحيث لا يقعــوا في حبــال المرجئــة. وقــد ر

بــادروا أولادكم بالحــديث، قبــل أن» أنه قال: ×عن الإمام الصادق. (65)«يسبقكم إليهم المرجئة

ـــــــ أبعاد حاجة الأخلاق إلى الدين4 ــــــأـ الحاجة المعرفية

ــتي تشــد الإنســان إلى ك في أن أحــد أهم الأواصــر ال لا شــ الــدين في مجــال الأخلاق هــو الحاجــة المعرفيــة. إن للحكيم عبــد الــرزاق اللاهيجي في هــذا الشــأن اســتدلال هــام، يتوقف على

المقدمات التالية:لق الإنسان من أجل تحصيل الكمال الوجودي، وإن1 aـ لقد خ

مناط كمال الإنسان واكتمال نفسه الناطقــة )بعــد الحصــول علىالحكمة النظرية( يكمن في تحصيل ملكة العدالة.

ـ إن ملكة العدالة تعني رعاية الاعتدال في جميــع الأفعــال،2بحيث لا تميل إلى جهة الإفراط، ولا إلى جهة التفريط.

ـ إن الحصول على ملكة العدالة يتوقف على معرفة مقدار3ـةـ( على النفس، التأثير في كل عمل )من الناحيــة الكميــة والكيفي وهذه المعرفـة غـير مقـدورة للبشـر، واللـه الخـالق للإنسـان هـور أعمــال وحده الذي يعلم مكمن كمال نفس الإنسان، وكيــف تــؤث

الإنسان في نفسه؟ ومن هنــا يعمــل اللــه ســبحانه وتعــالى على وضــع القــوانين العامة والشرائع؛ كيما يعلمه كيفية السير في هــذا الطريــق. كمــا أن إبلاغ هــذه القــوانين والشــرائع إنمــا يتم من خلال بعث الأنبيــاء وإرسال الرسل؛ كي يحصل الإنسان في ضوء هــذه التعــاليم على ملكة العدالة وتهذيب النفس. وعليــه فــإن تحصــيل ملكــة العدالــةــاء ودلالتهم ــ ــود الأنبي ــ ــذيب النفس والأخلاق يتوقف على وج ــ وته

.(66)وهدايتهمةــ الأخلاق للـدين في إن هذا البرهــان يشــير إلى موقــع وتبعي

aعد المعرفي. الب

ـ حاجة الأخلاق إلى الدين في ماهية وتعريف المفاهيم 1 ــــــالأخلاقية

ن والقــبيح، إن المفاهيم الأخلاقية التي هي من قبيــل: الحســ والمحبوب والمكروه، والفضيلة والرذيلة، وأمثـال هـذه المفـاهيم،ــدقيق وإن كانت تبدو للوهلة الأولى واضحة، ولكن عند التأمل والت فيهــا نجــد الكثــير من الغمــوض والاختلاف في الآراء بشــأن هــذه

المفردات.ن والقaبح، والسؤال الأساس هنا يقــول: مــا هــو معيـار الحaســ والمحبوب والمبغوض، وما إلى ذلك من المفاهيم؟ فعندما يتصف فعل ما أو حالة بهذه المفاهيم ما هي الضــوابط الــتي تجعــل منــهــذي يجعــل من أفعــال ــار والملاك ال ــا؟ ومــا هــو المعي فعلا أخلاقي

الناس أفعالا أخلاقية أو مخالفة للأخلاق؟ن ـةـ أخلاقيــة إلى وضــع ضــابطة للحaســ لقــد ذهبت كــل نظريــا ــاهيم، بم ــك من المف ــا إلى ذل ــيلة، وم ــة والفض والقaبح، والرذيل يتناسب مع الأهــداف الــتي تراهــا للفعــل الأخلاقي، وبالتــالي فقــد

حددوا بــذلك معيــارا وملاكــا للفعــل الأخلاقي، كمــا قــدموا تعريفــاــرى: ــارة أخ ــة. وبعب ــاهيم الأخلاقي ــا خاصــا للمف ــاك آراء»وبيان هن

ن والقaبح بعــدد المــدارس مختلفة ومتعــددة بشــأن مفهــوم الحaســ والمذاهب الأخلاقية المتنوعة التي ظهرت على طول تاريخ الفكــر البشري. وإن من أهم أسباب ظهور المدارس هو الفهم المختلف

.(67)«للحaسن والقaبحــاهيم ــل للمفـ ــدقيق والكامـ ــأن الإدراك الـ ــاء بـ يمكن الادعـ الأخلاقية يحتــاج إلى تعريــف وتوضــيح من ناحيــة الــدين. وبطبيعــة الحال إن هذا الكلام لا يعني أن العقل عاجز عن فهم وإدراك هذه المفاهيم، وتقديم تعريف لهــا دون الرجــوع إلى النصــوص الدينيــةــل بالمطلق، بل المراد من ذلك أن الإدراك والفهم الدقيق والكام والواضح لهذه المفــاهيم يحتــاج إلى توضــيح وتعريــف من الناحيــة الدينية؛ لكي يعمل الدين بواسـطة التعـاليم السـماوية على بيانهـا وإيضاحها. وإن الدين من خلال إيضاح وبيان هذه المفــاهيم يعمــل على إزاحة الإبهام والغموض الموجود في تعريفها، ويحدد المعيــار

الصحيح في أخلاقية هذه الأفعال. الأمر الآخــر: إن تعريــف وبيــان المفــاهيم الأخلاقيــة وإيضــاح معيار الأفعال الأخلاقية رهن بتعريف الإنسان لها. فإذا كان تعريف الإنســان بحيث يجعــل حياتــه محــدودة بهــذه الــدنيا فــإن تعريفــه للمفاهيم الأخلاقية ومعيارها سيكون متناســبا مــع الحيــاة الدنيويــةــه ــة؛ وأمــا إذا كــان تعريــف الإنســان بحيث لا يحصــر حيات والمادي بالــدنيا، وإنمــا ينظــر إلى الحيــاة في هــذه الــدنيا بوصــفها مقدمــة للحياة في الآخرة، فإن تعريف هــذه المفــاهيم الأخلاقيــة ومعــاييرــوع ــدة ون وملاكات الأفعال الأخلاقية سيكون مختلفا. كما أن للعقيا في تعريــف المفــاهيم ــأثيرا وتــدخلا خاصــ النظــرة إلى الوجــود تــال ــاف الأفعـ ــار والملاك في اتصـ ــيين المعيـ ــة، وفي تعـ الأخلاقيـ

بالأخلاقية. والأمر الآخر: إن لنوع الرؤية والنظـرة إلى الإنســان والعــالم دورا ملحوظا في تعريف المفاهيم الأخلاقيــة، وتعــيين المعيــار في

(68)أخلاقية الأفعال ــتلهما ؛ حيث إن للدين بوصفه مصدرا غنيا ومس من الوحي مكانة خاصة في هذا المجال. يمكن الإذعان بأن السر في اختلاف النظريات الأخلاقية حــول تعريـف المفـاهيم الأخلاقيــة والمخالفة للقيم، وتحديد المعيــار في أخلاقيــة الأفعــال، يعــود إلى الاختلاف في الرؤية والنظرة إلى العالم ونوع الرؤية إلى الإنسان

والحياة.

ـــــــ الحاجة المعرفية في تعيين ملاك أخلاقية الأفعال2 إن الوجود ـ طبقــا لتعــاليم الأديــان الإلهيــة ـــ لا يقتصــر علىــاة عالم المادة والطبيعة، وإن حياة الإنسان ليست منحصرة بالحي في هذا العالم وهذه الدنيا فقط، وإنمــا هي مقدمــة للوصــول إلى حياتــه الأبديــة، وإن الــدنيا بمنزلــة المزرعــة للآخــرة، وإن أعمــال الناس وعقائدهم وطريقة حياتهم هي الــتي تصــوغ شــكل حيــاتهم الأبدية في الآخــرة، وتــؤدي بهم إمــا إلى الســعادة أو الشــقاء. إنaعد العaدة لجميع مقدمات حياته الأبديــة من خلال أعمالــه الإنسان ي في هــذه الــدنيا، ولــذلك يكــون هنــاك ارتبــاط وثيــق بين الأفعــال

الاختيارية والواعية للإنسان وبين سعادته وكماله الحقيقي. إن العقل البشري في الكثير من المسائل لا يستطيع وحده، ومن دون الاســتعانة بالتعــاليم الدينيــة، أن يكتشــف الارتبــاط بين الأفعال الاختيارية وتبعاتها، ويحتاج إلى الدين في هذا الشأن. كمــا أنـــه غـــير قـــادر على تشـــخيص ســـعادته وكمالـــه الحقيقي دون مســاعدة من الــوحي. ومن هنــا فــإن الــدين يهــدي الإنســان إلىن عليــه ن لــه مــا الــذي يتعي سعادته القصوى وكماله الواقعي، ويبي

فعله أو تركه؛ للوصول إلى الســعادة والكمــال؟ ومــا هــو المعيــاروالملاك في اتصاف الأفعال بالأخلاق؟

وبذلك يمكن تعريف المفاهيم الأخلاقيــة، وتحديــد الملاك فين والخــير والفضـيلة والأمــور أخلاقية الأفعــال، والقــول: إن الحسـ الممدوحة تعني تلك الأشياء التي تكون نافعة في سعادة الإنســان وكماله. وفي المقابل هناك القــبيح والمكـروه والشــر، بمعــنى مــا يكون مضرا بســعادة وكمــال الإنســان. وعلى هــذا الأســاس فــإنن والقaبح، والقيم ومــا يخــالف القيم، إنمــا تكتســب معناهــا الحaســ ومفهومها في سياق المقارنة مع كمال الإنسان وسعادته. وبــذلك يتضح ملاك أخلاقية الأفعال أيضا؛ لأن ملاك أخلاقية فعــل مــا رهن بالتأثير الذي يتركه على كمال وسعادة الإنســان. وعليــه فــإن كــل فعل يوصل الإنســان إلى الكمــال الــواقعي والســعادة القصــوى ـ ونعني بذلك القرب من الله سبحانه وتعالى ـــ يكــون فعلا أخلاقيــاــال ــان إلى الكم ــول الإنس ــول دون وص ــل يح ــل فع ــا، وك وقيمي الحقيقي والسعادة القصـوى يكـون فعلا مخالفـا للأخلاق، ومجانبـا

للقيم.ل إلى مثــل هــذا العنصــر ومن البديهي أننا إذا أردنا أن نتوصــ في تعيين الملاك في أخلاقية الأفعال يجب علينا التماس ذلك من الدين؛ لأن القرآن الكـريم قـد أشــاد بفعــل أولئـك الــذين تشــتمل أفعالهم على جميع الخصائص الآنف ذكرها، ورصد لهم أجرا وثوابا

ــه على لســانهم: ــا قال ه﴿أخرويا جزيلا، ومم إنما نطعمكم لوجــ (.9 )الدهر: ﴾الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا

وكما سبق أن ذكرنا فإن سعادة الإنســان وكمالــه همــا ملاك الأفعال الأخلاقية للإنسان، حيث تتبلور هــذه الأفعــال على أســاســدين من ـةـ الأخلاق لل ــر في تبعي ــا أن الس ــة، كم القضــايا الأخلاقي الناحية المعرفيــة يكمن في ضــعف العقــل وعجــزه عن اكتشــاف

القضايا الأخلاقية؛ إذ بناء على الأديان الإلهية والتعاليم السماوية لا ينحصر الوجــود بعــالم الطبيعــة والعــالم المــادي فقــط، وإن حيــاة الإنسان غير محدودة بالحياة المادية والدنيوية في هذا العالم، بــل

إن الحياة الدنيا مقدمة للوصول إلى الحياة الأبدية. إن الأفكــار والعقائــد والأعمــال والســجايا والأخلاق وطريقــة حياة الناس هي التي تشكل حياتهم الأبدية، ونتيجة لذلك تؤدي بــه

إلى السعادة أو الشقاء.ل ومن ناحية أخرى فإن العقل البشري إنما يســتطيع التوصــــال ــق بالأفع ــا يتعل ــة في م ــة والكلي ــاهيم العام ــرد المف إلى مج الاختيارية والكمـال النهــائي، وهـذه المفـاهيم لا تكفي وحــدها في تعيين مصاديق التعاليم الأخلاقية. فالعقــل ـــ على ســبيل المثــال ـ يدرك أن العدل حسن، وأما ما الذي يقتضيه العدل في كل مــوردــير من الموارد؟ وما هو السلوك العادل؟ فهذا ما لا يتضح في الكث من المــوارد، ولا يمكن للعقــل من تلقائــه أن يــدركها. ومن ذلــك، على سبيل المثــال: هــل يجب أن تكــون حقــوق النســاء والرجــال متســاوية في المجتمــع؟ وإذا كــان البنــاء على وجــود تفــاوت بين حقـوق الجنســين فمـا هـو مقـدار هـذا التفـاوت؟ ومـا هي مـوارد الاختلاف؟ إن العقل إنمــا يمكنــه تشــخيص مثــل هــذه المــوارد إذاــال ــة والموجــودة في الأفع ــط القائم ــع الرواب ــان محيطــا بجمي كبة عليها، والتــأثيرات الدنيويــة والأخرويــة الاختيارية، والنتائج المترت للأعمال، بشكل كامل. ولا شك في أن مثل هذه الإحاطة متعــذرة

على العقل البشري الاعتيادي. وهنـــا تتجلى ضـــرورة الرجـــوع إلى الـــدين في المصـــاديقة من التعـــاليم الأخلاقيـــة. إن الـــوحي يعمـــل على بيـــان الخاصـــة، وبشــروطه، المفاهيم الأخلاقيــة في كــل مــورد بحــدوده الخاصــ ولوازمه. ولا شك في أن العقل لا يستطيع وحده الاضطلاع بمثــل

. وبطبيعــة الحــال إن هــذا الكلام لا يعــني إنكــار دور(69)هــذا الأمرــ بحكم ــل ـ ــار دور العق ــرة الأخلاق؛ إذ لا يمكن إنك العقــل في دائــذكر ــة. وي ــايا الأخلاقي ــ في إدراك بعض القض ة ـ ــ ــه الخاص فطرتن الأصــوليون في بحث المســتقلات العقليــة، تحت عنــوان: الحaســــه يــدرك الخــير والشــر، ـاـن، أن الإنســان في وجدان والقaبح العقلي والحaسن والقaبح، وأن الله ســبحانه وتعــالى هــو الــذي ألهمــه هــذا

﴾فألهمها فجورهــا وتقواها﴿الفهم والإدراك، ومن ذلك قوله: (.8)الشمس:

وعليه؛ بسبب عجز العقــل وضــعفه في الكثــير من المــوارد، فإنه يقر بوجوب الرجوع إلى الدين من أجل الكشف عن القضــايا الأخلاقية، والوصول إلى السعادة النهائية. ومن خلال الرجــوع إلى

ــاع تعــاليم المعصــومين نصــل إلى طريــق الهدايــة،^الــوحي واتبونحصل على ما نحتاج إليه من زاد الطريق.

وبمعزل عن حكم العقل، فإن القضـايا النقليـة ــ ومن بينهـا:ه إلى عجز العقل. ومن ذلك: قوله تعالى: القرآن الكريم ـ تنب

﴿ـ قليلا (.85 )الإسراء: ﴾وما أوتيتم من العلم إلا وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن﴿ـ

ــه يعلم وأنتم لا تعلمــون ر لكم والل ﴾تحبوا شيئا وهو شــ(.215)البقرة:

ـ الحاجة إلى الوحي في اكتشاف العلاقة بين الأفعال 3 ــــــالأخلاقية وغايتها

ــال ــاط بين الأفع ــاف الارتب ــده في اكتش ــل وح لا يكفي العق الاختيارية وتداعياتها، وإن الوحي هــو الــذي يعمــل على بيــان هــذان الغايــة من الارتباط بشكل كامــل، كمــا أن الــدين هــو الــذي يــبي

الأخلاق أيضا.

ــة في ويعــود منشــأ الاختلاف في تعريــف المفــاهيم الأخلاقي بعض الأحيان إلى عدم تمييز العلاقة والارتباط القائم بين الأفعــالــتراض الاختيارية والكمال النهائي بشكل جيد. لا يوجد في هذا الافـدـ أنــه ليس جهل في ما يتعلق بغايــة الخلــق والكمــال النهــائي، بيب ــات الــتي تــترت بع هناك في البين معرفة صحيحة بالتداعيات والت على الأفعــال، وبنــوع التــأثير الــذي يتركــه كــل فعــل في وصــول الإنسان إلى الكمال المطلوب، بمعنى أن الإنسان لا يعلم مــا هــو التأثير الذي يتركه كل فعل في الوصول إلى غايته الســامية؟ ومــالا لــه؟ با منه أو محصــ إذا كان هذا الفعل مبعدا عن الكمال أو مقر من قبيل: المرجئة، الذين لم يكن لــديهم فهم وإدراك صــحيح عن تــأثير الأفعــال في كمــال الإنســان، ولم يكونــوا يعتــبرون الأفعــال

رة في تحصيل الغاية. مؤثد بعض المســلمات من والمثال المعاصر لهذه المســألة تجــر الحجــاب؛ حيث يغفلن عن تــأثير الســفور في ابتعــاد الإنســان عن الكمــال المطلــوب، ومن هنــا فــإنهن لا يــرين في الســفور وعــدم ــرا ـهـ أم ــل يرين ــة، ب ــا للقيم الأخلاقي ــا ومنافي ــرا قبيح ــاب أم الحج

. ممدوحا، ويعتبرنه نوعا من الكمال والجمال بالنسبة لهaن

ب ـ حاجة الأخلاق إلى الدين في تأييد القضايا الأخلاقية الناتجة ــــــعن العقل

إن مصدر بعض القضايا الأخلاقية هو العقــل وفطـرة البشــر، حيث يمكن اكتشـــــافها بالتأمل العقلاني، ومن دون الاســـــتعانةـدـ أن النصــوص الدينيــة )الكتــاب والســنة( تعمــل على بالــدين. بي تقديم القضايا الأخلاقية ـ التي تم التوصل إليها بتأمل وتدقيق كبيرaسر وسخاء. من قبل فلاسفة الأخلاق ـ، وتضعها أمام الناس بكل ي وبالإضافة إلى ذلك فإنها تعرض على البشر قضايا أخلاقيــة أخــرى

لا يمكن للإنسان أن يصل إليهــا أبــدا. ويكــون دور الــدين في هــذا»النوع من القضايا دورا ، كما يكون دور الــدين في تلــك«تأسيسيا

المجموعة من القضايا الأخلاقية ـــ الــتي تمتــد بجــذورها في عقــل»وفطرة البشر، ويقوم الدين ببيانها أيضــا ــ دورا فيا . يعمــل«كشــ

الدين في هــذا النـوع من المــوارد على مســاعدة العقــل، وإن مــاaطلق عليه في علم أصــول الفقــه مصــطلح الأوامــر»يقوم ببيانه ي

ـدـ أن متعلق الأمــر والنهي في الفقــه هــو«والنواهي الإرشادية ، بي الأحكام الشرعية لله ســبحانه وتعــالى، ومتعلق الأمــر والنهي في

هذا البحث هو الأحكام الأخلاقية. وبالإضافة إلى إرشاد ومساعدة الدين للعقل، فإن بيان هــذهaعد هذه القضايا على لسان الدين إنما هو في الواقع إمضاء لها، وت

«القضايا الإمضائية»القضايا من ل تأييدا ، وإن إمضاء الشريعة يمثل إليــه. إن مــا يتم بيانــه على لصــحة مــا تمكن العقــل من التوصــ لســان الــدين هــو العلم الصــحيح والحكمــة الصــائبة والبعيــدة عن الاختلاف والتناقض، وتحظى بانعكاس كل الحقيقة والمحيــط على المعلوم. إن هذا الأمر على درجة كبيرة من الأهميــة بالنســبة إلى الإنســان؛ إذ قــد يحصــل الإنســان على أمــر من عقلــه أو ضــميرهــذا الباطن، ومع ذلك يشك في صحته وواقعيته، فإذا سمع بذات هــداء الأمر من الدين أيضا سوف يجد صوت الشريعة متماهيا مــع ن

الباطن؛ فلا يبقى هناك مجال للشك والترديد بعد ذلك.ــاة ل حي إن الدين الذي يتم بيانه على لسان حملة الوحي يمث

هم عيش العلم، ومــــوت»العلم، ومــــوت الجهــــل والشــــك: .(70)«الجهل

وعلى هذا الأســاس فــإن من بين خــدمات ونعم الــدين علىة على النــاس، البشــرية، والــتي هي من الألطــاف الإلهيــة الخاصــــا. وإن ــاد إليه ــة والإرش ــة والوجداني ــتنتاجات العقلاني ــده للاس تأيي

الواجبــات»العبــارة المشــهورة على ألســنة الفقهــاء في قــولهم: ناظرة إلى هذه المعنى.«الشرعية ألطاف في الواجبات العقلية

ــاريخ لا يلجــأون ونجد المؤمنين بالأديان الإلهية على طول الت في بحثهم عن القضــايا الأخلاقيــة والســلوك الأخلاقي إلى مصــادرــائل ــذون المس ــدوام يأخ ــانوا على ال ــة، وك ــوص الديني ــير النص غ الأخلاقيــة من المصــادر الدينيــة ومن حملــة الــوحي والــدعاة إلىقــوا بــالأخلاق الــتي الــدين، وانحصــرت كــل جهــودهم في أن يتخلنين في طمأنينــة يوصي بها الــدين. أفلا يــدل ذلــك على أن المتــديل الحقيقــة ــل الـدين تمث من أن الوصايا الأخلاقيــة الصـادرة من قبــحتها واشـــتمالها على الخالصـــة، ولا يوجـــد أدنى شـــك في صـ

السعادة؟رين الغربــيين في هــذا الشــأن جــديرة كمــا أن آراء المفك

نين أن يعتقــدوا على نحــو»بالاهتمــام؛ إذ يــرون أنــه يمكن للمتــدي وجيــه أن اللــه هــو منشــأ الحقيقــة الأخلاقيــة، وأن هــذه الحقيقــة

.(71)«الأخلاقية معتبرة وموثوقة وفي ما يتعلق بالحصــول على الحقيقــة الأخلاقيــة المaســتندة

إلى الدين هناك ثلاثة أساليب مختلفة، وهي:نين إلى القــول بــأنالأسلوب الأول: يــذهب أغلب المتــدي

الله قد بلغ الحقائق الأخلاقية بواسطة الــوحي المكتــوب )الكتــاب المقــدس والقــرآن الكــريم(. وإن الــوحي المكتــوب مصــدر هــام للغاية في معرفة الأصول الأخلاقية التي يريد الله لنا أن نحيا على

أساسها.ــاني: ــلوب الث نين من ينتمي إلىالأس هنـــاك من المتـــدي

ــتراث القــائم على لتومــا الأكويــني؛ حيث«القــانون الطــبيعي»ال يــرون أن العقــل البشــري قــادر على كشــف الحقيقــة الأخلاقيــة الإلهية. ومن هذه الناحية يكون اللــه هــو المصــدر الأخــير لمجمــل

س للتمــايز النهــائي والحاســم المعارف الأخلاقية، وهو الذي يؤســــه، بين الحaسن والقaبح، إلا أننا نحن البشر قد خaلقنا على صورة الل ــادا ــدرك أبع ومن هنا أصبحنا واجدين لهذه القابلية العقلية، حيث ن

من هذا المعيار الأخلاقي الذي تجلى في الطبيعة. كمــا أن المنظرين التومــائيين )القــائلين بالقــانون الطــبيعي( ينوهــون إلى هــذه النقطــة أيضــا، وهي أن الوصــول إلى الحقيقــة الأخلاقيــة لا تــرجيح فيــه لهــذا النــوع من التــأملات الأخلاقيــة على الـــوحي المكتـــوب. وفي حالـــة التعـــارض يجب تقـــديم الـــوحيدون على أن الوحي المكتوب يكفي بطبيعة الحال المكتوب. ويؤك

في الحصول على الأصول الأخلاقية.ــدعي أن بعضالأسلوب الثالث: نين من ي هناك من المتدي

ــه، الحقائق الأخلاقية الدينية فطرية، وأننا قد خaلقنا على صورة اللــذا الكلام أن ــنى ه ــة. ومع ــورته الأخلاقي ــاص على ص ــكل خ وبش شـــهوداتنا الأخلاقيـــة الأساســـية هي في حـــد ذاتهـــا صـــورة عندــ أن الإدراك الــواعي لهــذا المفــاهيم الأخلاقيــة الأساســية للــه، بي النوع من الشهادات الفطرية يحتــاج إلى إيضــاحات خارجيـة. ومن ذلك أننا ـ على سبيل المثال ـ لكي ندرك قaبح قتل الأطفال نعمــل في بداية الأمر على إدراك معنى الطفـل والقتـل، ولكننـا لا نصـل بهذا الأسلوب إلى جميع الأصول الأخلاقية، وإنمــا نحتــاج في ذلــكــاج ــة لا تحت إلى الوحي المكتوب، وإن كانت بعض الأصول الأخلاقي إلى التعلم، وإننا بوصفنا مخلوقات لله قد جئنا إلى الدنيا مجبولين

.(72)على هذه الأصول يذهب أتباع أغلب الأديــان إلى الاعتقــاد ـــ بصــدق ـــ أنهم قــد توصلوا إلى الحقيقة الأخلاقية من طريق العقل والفطرة والوحي

ـةـ للــوحي المكتــوب في مــورد الأســلوبين(73)المكتــوب بعي . إن التــا ـ الأولين واضحة، وإن المنظرين التومائيين ـ كما ســبق أن ذكرن

يذهبون إلى الاعتقاد بــأن الإنســان يســتطيع أن يكتشــف الأصــول الأخلاقية الأساســية للــه ســبحانه وتعــالى، وأن يــدركها في حياتــه

. إلا أن هذه الطريقة بدورها إذا لم تقترن بــالرجوع إلى(74)اليوميةالوحي المكتوب لن تؤدي إلى نتيجة، وذلك للأسباب التالية:

ى لآحــاد النــاسأولا: إن هــذا النــوع من الكشــف لا يتــأت بسهولة، بل لا يحصل عليه إلا أصحاب الرأي والتنظير والتحقيــق،نية تســتغرق منهم الكثــير من الأعــوام في وذلــك بعــد جهــود مaضــ التدقيق والتأمل، مثل: أرسطو الذي أحصــى الكثــير من الفضــائل الأخلاقيـة في كتـاب )الأخلاق إلى نيقومــاخوس(. كمــا ذهب صـدرهين بدوره إلى الاعتقاد بأن حكماء اليونان قـد اسـتفادوا من المتأل تعاليم أنبياء عصــرهم في اكتشــاف هــذه الحقــائق، وجلســوا على

.(75)سماط الوحيــات ليس قليلا،وثانيــا: إن حجم الأخطــاء في هــذه المعطي

وسوف يبقى هذا السؤال قائما أبدا: من أين لنـا أن نعلم أن هــذه الأخلاق إلهية، وأن رضا الحق تعــالى يكمن في التخلق بهــا، وأنهــا

توصلنا إلى السعادة والكمال النهائي؟ــات ــذه المعطي ــان إلى ه ــاد والاطمئن ــإن الاعتق ــا ف ومن هنــور ـ ــذه الأم ــيرا. بلى، إن له ــاؤل كث ــدعو إلى التف ــة لا ي الأخلاقيــة ــ قيم ــال الأخلاق ـ ــايا في مج ــفة عن بعض القض ــفها كاش بوص معرفية، وذلك إذا لم تتعــارض مــع الــوحي المكتــوب، كمــا ينصــح بذلك القائلون بالقانون الطبيعي؛ حيث يكون الوحي المكتوب في موارد التعــارض متقــدما، بــل هي كافيــة لاكتشــاف هــذه الأصــول

.(76)الأخلاقية وعلى هذا الأساس عندما يقوم الدين بتأييد القضايا الحاصلة من العقل والوجدان والفطــرة فإنهــا تتحــول إلى حقــائق أخلاقيــة خالصة، ويصل الاعتمــاد والاطمئنـان بأدائهــا إلى الســعادة مرحلــة

اليقين. وتكون كيفيــة إحــراز تأييـد الــدين لهــذه القضــايا من خلالبيانها على لسان الدين.

ج ـ حاجة الأخلاق إلى الدين في مقام التحقق والضمانة ــــــالتنفيذية

ــر ــاليم والأوام ــه للتع ــه ومراعات ــان في التزام ــاج الإنس يحت الأخلاقية إلى التشجيع والتحذير بمختلف الوســائل والطــرق. ومنــنين ــع أخلاقي، ومواط ــات بمجتم ــالب الحكوم ــرى تط ــة أخ ناحي يتحلون بالمسؤولية؛ من أجل خفض مستوى الجــرائم والخيانــات،

الأمر الذي يخفف عليها أعباء إدارة الدولة.ــأن الأخلاق مســتقلة عن ــة ب ــة القائل ــذه النظري ــا به إذا قبلن الــدين، بمعــنى أننــا لا نحتــاج إلى الــدين والتعــاليم العقائديــة في معرفة الأفعال الأخلاقية والمخالفــة للأخلاق والفضــائل والرذائــل، وفي مقـــام تشـــخيص القيم الأخلاقيـــة يكفي العقـــل والوجـــدانــا: والفطرة ومصادر أخرى من هذا القبيل، يبقى هذا السؤال قائمد معرفة القيم الأخلاقية، هل يمكن للإنسان أن يكون أخلاقيا بمجرــبح من ــة، ويص ــورات الأخلاقي ــات والمحظ ــع الواجب ــتزم بجمي ويل

أصحاب الفضيلة؟ يمكن القول، دون أدنى تــردد: إن معرفــة الأفعــال الأخلاقيــة والفضائل والرذائل لا يكفي وحده في التخلق بالأخلاق، والحصول على سلوك أخلاقي؛ فإن معرفة القواعد والأصول الأخلاقيــة إنمــال جانبــا من الأمــر، ويجب أن تنضــم إلى ذلــك عناصــر أخــرى؛ تمثــذين لنحصل على أخلاق ناجعة، وإن كان هناك بعض الأشــخاص ال يتصفون بجميع الفضائل اعتمادا على مجرد العلم بالأمور الحسنة والقبيحة، ولمجرد شغفهم بالحقيقة، بيد أن عدد هؤلاء الأشــخاص قليل جدا، ولا يمكن اعتبـار هــذه الظــاهرة ســيرة عامـة وشـائعة.

دـ من وجــود عناصــر من قبيــل: الثــواب aـ وعلى هــذا الأســاس لا ب والعقاب، والترغيب والترهيب، والاعتقاد بضــرورة الــدور الرقــابيــة، والإشــراف الإلهي على أفعــال النــاس، وســائر التعــاليم الديني ليعمل الناس بما يعلمون. إن الدين من خلال بيانــه أرقى وأجمــل أنواع الوعود والثواب على الأفعال الأخلاقية، وأقسى أنواع الوعيد والعقــاب على الأفعــال اللاأخلاقيــة، يــزرع أهم الــدوافع والحــوافز لدى الإنسان، ويدفعه إلى التسليم والإذعان للتعاليم الأخلاقية. إنـدـaون aب هذه العناصر من الأهمية بحيث إن أكثر الناس من دونها لا يــالأمور الأخلاقيــة وتــرك الأمــور غــير الأخلاقيــة. ــام ب ميلا إلى القي وهناك بين أتباع الأديان الإلهية الكثير من النــاس الــذي يرضــخوندون بالأفعال الحســنة، ويــتركون الأفعــال للأعمال الأخلاقية، ويتقي

القبيحة؛ شوقا إلى الجنة ونعيمها؛ أو خوفا من النار وعذابها. وعلى هذا الأساس لا يمكن إنكار الحاجة إلى الــدين بوصــفه ضمانة أخلاقية. وقلما نجد هناك من ينكر ضــرورة الــدين في هــذا الشأن، حتى قال الروائي الروسي الشهير فيودور دوستويفسكي

إذا لم يكن الإيمـــان باللـــه»في روايتـــه )الإخـــوة كارامـــازوف(: .(77)«موجودا سوف يصبح كل شيئا مباحا

أجل، كيف يمكن الالتزام طوال الحيــاة بــالقوانين الأخلاقيــة، دون الاعتقاد بالله وبعض التعــاليم الســماوية، من قبيــل: تســجيل جميــع أفعــال النــاس في المحكمــة الإلهيــة في يــوم القيامــة

والحساب؟! لا يمكن للأخلاق أن تتحقق دون تحقق العقائد. وإن الأفعال»

والسلوكيات إنما تنشأ عن العقيدة. إن العقيــدة والإيمــان واليقين الذي يشكل أساسا لطمأنينــة النفس ضــروري للعمــل والســلوك.ــادر على إن الأخلاق لا تطلق على كل عمل، وإنما هي العمل الصك الإرادة، أســاس من الاعتقــاد؛ بمعــنى أن الإيمــان القلــبي يحــر

ــة إن ــل. وفي الحقيق ــتدعي الفع ــلوك وتس ــتثير الس والإرادة تس الأخلاق ثمرة الشجرة، والدين بمنزلة الجـذع لتلـك الشــجرة، وإن

.(78)«ضرورة استعانة القيم الأخلاقية بالدين أمر لا يمكن اجتنابهــوف تنتهي إن الأخلاق من دون الإيمان بالله ويوم القيامة س إلى الأنــا وحب الــذات، وبالتــالي ســوف نشــهد الفوضــى والهــرج والمــرج في الأخلاق. إن النقطــة الهامــة الــتي تجعــل من الأخلاق غير المستندة إلى الدين أمرا مجتثا ليس له قـرار ولا أســاس هي أن رعاية الأصول الأخلاقية، من قبيل: العفاف، والأمانة، والصدق، والصـواب، والإيثـار، ومسـاعدة المســاكين، تكـون في الكثـير من الأحيان مصحوبة بسلسلة من حــالات الحرمــان المــادي والافتقـارــا إلى تحمل ــدفع شخصـ ــبب يـ ــاك من سـ ــذة، وليس هنـ إلى اللـ الحرمان دون سبب وجيه أو دافــع روحي أو معنـوي يشــجعه على ذلك، إلا إذا كان مؤمنا بأن هذا الحرمان سوف يتحول في العــالمــير س بهذه المaتع اللاأخلاقية وغ الآخر إلى ثواب ونعيم، أو أن التدن

ب عليه عقاب شديد. المشروعة سوف يترت إن القواعد الأخلاقية وجميــع المشــاريع التربويــة إنمــا تكــونةــ؛ إذ عنــد بناءة ومaجدية إذا كانت تمتلك ضمانة تنفيذية متينة وقوي طغيــان الغرائــز وطوفــان الشــهوات واســتعار الرغبــات النفســيةــدان الأخلاقي سوف تنهار الخطوط الدفاعية، وتسقط كوابح الوج والنفس اللوامة، وتمس الحاجة عندها إلى قوة أكبر من الوجدان والنفس اللوامــة؛ كي تعمــل على ضــبط الإنســان وتكبح جماحــه،ــوم ــاب في ي وتعيده إلى حالة الاعتدال. إن الاعتقاد بالثواب والعقل ل عنصرا رادعا وكابحا قويا للغاية؛ إذ يمكنه أن يشــك القيامة يمث دعامة ناجعة لتطبيق الأصول الأخلاقية؛ حيث الإيمان بالله المطلعــيء في ــه ش ــذي لا يخفى علي ــان، وال ــاطن الإنس ــاهر وب على ظ الأرض ولا في السماء، والذي يكون هــو الحكم في يــوم القيامــة،

ــأقلام الملائكــة حيث يتم فتح ســجل أعمــال الإنســان المكتــوب بم الذين لا تخفى عليهم خافية. ولا يكتفى بذلك فقط، وإنما تتجســ أعمال الإنسان أمامه على صورة حقيقية وملموسة. إن من شأنل خير دعامة أخلاقية، وأفضــل ضـمانة هذا الاعتقاد الراسخ أن يمث

إجرائية وتنفيذية للأصول والقواعد الأخلاقية.

د ـ حاجة الأخلاق إلى الدين في قداسة القضايا الأخلاقية ــــــالحاصلة من العقل

إن بعض القضايا الأخلاقيــة تمتــد بجــذورها في عaمــق العقــلــرية ــذورها بش ــون ج ــذه القضــايا؛ حيث تك ـدـ أن ه ــدان. بي والوجــإن ودنيوية، تخلو بطبيعة الحال من القداسة والألوهية. ومن هنا ف الإنسان في مقام العمل إما يعمــل على تــرك أوامــر العقــل دونــد aرها وبلا رغبة. والحال لو تم تأيي رغبة؛ أو يرضخ إلى العمل بها ك هذه القضايا الأخلاقية الناشئة عن العقل والوجدان من قبل الدين أيضــا فإنــه، بالإضــافة إلى حصــول الإنســان على اليقين بصــحتها، سوف يعمــل بهــا بطمأنينــة ورغبــة أكــبر، وســوف تنطــوي نظــرة الإنسان إلى هذه القضايا بوصفها أمورا ســماوية، وســوف تحظى

ــة»لذلك بقدسية سامية. وبعبارة أخرى: إن استناد الأمور الأخلاقي إلى الواقــع والتجربــة يقضــي على قداســتها وتعاليهــا؛ إذ لا يمكن للمبــادئ الأخلاقيــة أن تنبثــق عن الطبيعــة البشــرية الناشــئة عنرر. ــع الضــ غبات والغرائز القائمة على جلب النفع ودف الميول والرــع من رف لا يرف ــ ــل الص ــة والعق ــام النظري ــا بالأحك وإن امتزاجه

.(79)«قيمتها، ولا يحمل ضمانة تنفيذية لتطبيقها والعمل بهاــة وعلى هــذا الأســاس إذا كــانت التعــاليم والأوامــر الأخلاقي ناشئة من العقل والوجدان والإحساس ونظائر هــذه الأمــور فقــطد أوامــر جافــة وخاليــة فإنها سوف تكون في مثل هذه الحالة مجر

من القداسة؛ لأن النظرة إليها سوف تكون نظرة دنيوية وبشــرية بالكامل، ويتم العمــل بهــا بشــكل ميكــانيكي. ولكي تغــدو الأخلاق ذات روح وحيويـــة ومشـــجعة، وليســـت مجـــرد مجموعـــة منــافيزيقي ــاج إلى منشــأ ميت ــة، نحت ــة والميكانيكي ــادلات الجاف المع وإلهي، وإلى رؤية متعالية. وعليه لكي تكتســب القضــايا الحاصــلة من العقل البشري على قداســة من المناســب أن يتم بيــان هــذهــة ــز وتقوي ــدين أيضــا؛ كي تعمــل على تعزي ــة ال القضــايا من ناحي

الجوانب العملية من الأخلاق.

ــــــهـ ـ حاجة الأخلاق إلى الدين في تقديم النموذج الأخلاقيــية قلما نجد هناك من ينكر تأثير النموذج والأسوة في شخصــلوك الإنسان وتربيته الأخلاقية. إن الناس من خلال ملاحظتهم لس الشــخص الــذي يتخذونــه أســوة لهم يعملــون على بلــورة حيــاتهمقون النصائح الأخلاقيــة على أنفســهم. إن النمــاذج الأخلاقية، ويطب الأخلاقية تعمل بسلوكها وأخلاقهــا إلى دفــع النــاس نحــو الفضــائلــة أخــرى. وإن ــل من جه ــردعهم عن ارتكــاب الرذائ ــة؛ وت من جهــة ــان القيم الأخلاقي د بي ــر ــماوية لم تكن لتكتفي بمج ــان الس الأدين للبشرية في كل عصر نموذجا؛ ليجعل الناس من فقط، وإنما تبي

سلوكه وأخلاقه محورا لأعمالهم. يطلق على النموذج والمثال في لغة القرآن الكريم مصطلح

. وإن الله سبحانه وتعــالى قــد عــرف بالأنبيــاء بوصــفهم«الأسوة»وة﴿أسوة للناس، ومن ذلــك: قولــه تعــالى: اــنت لكم أســ قد ك

(.4 )الممتحنة: ﴾حسنة في إبراهيم والذين معه ــاملا ــا ك ــون شخص ــلوكي يجب أن يك ــوذج الس ــا أن النم كم ومتقدما، وأن يكون موضع ثقة ومحبة النــاس، وأن يكــون ممتــازا من ناحيــــة العلم والعمــــل، وأن لا يعــــاني من أي نقص علمي

ــه أن يلعب دور ــة لا يمكن لـ ــذه الحالـ ــير هـ وعملي، وإلا ففي غـ النموذج والأسوة على النحو المطلــوب. ولن يكــون هــذا الســلوكــع ــوة من جمي ــخص الأس ــال الش ــمان اكتم ــير إلا إذا تم ض الخطـل مبـدأ موثـوق لا يمكن التشــكيك فيـه، ولا يمكن الجهـات من قبــاء وخaلص أصــحابهم، لهذا الشخص إلا أن يكون من الأنبياء والأوليــائل ئين من جميع الرذائل الأخلاقية، والمتصفين بجميع الفض المبرــا ــع الزواي ــف عن جمي ــدين على الكش ــل ال ــد عم ــة. وق الأخلاقيــاس من ــا يتمكن الن ــخاص؛ كيم ــؤلاء الأش ــاة ه ــددة من حي المتع

التأسي بهم في جميع أفعالهم وسلوكياتهم. وبالإضافة إلى الأنبيــاء والأوصــياء الــذين يتصــفون بالعصــمة، هناك رجال صــالحون ونســاء صــالحات على طــول التــاريخ، تلقوا تربية صالحة على يد الأنبياء، وأصبحوا أهلا ليكونوا أســوة للنــاس. وقد تمت الإشارة في القرآن الكريم إلى سيرة بعضهم، وقد أمــرن للناس قصصــهم؛ كي يعمــل النــاس على تنظيم ه بأن يبي الله نبيــيرتهم ــاس س ــواقفهم على أس ــالهم وم ــويب أخلاقهم وأعم وتص

العملية.

ــــــو ـ حاجة الأخلاق إلى الدين في تعيين الأهدافaنشــدها ما هي الغايــة من الأخلاق؟ ومــا هي الأهــداف الــتي ي

الناس من خلال الأفعال الأخلاقية؟ــات ــداف والغاي ــة بعض الأه ــدارس الأخلاقي ــرت الم ــد ذك لقــا ــ نة. وإن مطالعته ــ ــ ةـ والأخلاق الحس ــ ـ ــال القيمي ــ للأخلاق والأفع ودراستها تثبت أنها بحكم الإنصاف ليست أهدافا سامية ومتعالية، وأنها تحتــوي على النقص من جهــات متعــددة؛ والســبب في ذلــك يعود إلى أن هــذه الأهــداف قــد تم تحديــدها على أســاس رغبــات وأفكار البشر. وإن هذه الأهداف قــد اكتســبت ـــ بســبب بشــريتها

ــة ــا التفكــير البشــري وأفــق رؤي ــاني منه ــتي يع والمحــدوديات ال الإنســـان ــــ صـــبغة بشـــرية بالكامـــل، وأضـــحت مفتقـــرة للقيم

. إن هذه الأهداف هي بشكل عــام أهــداف غــير ثابتــة(80)المتعالية وناقصة، وتشــتمل على مصــالح فعليــة وعاجلــة للنــاس، ولا تأخــذ

المصالح الآجلة والثابتة للناس بنظر الاعتبار. كما أن أهــداف وغايــات المــدارس الأخلاقيــة مختلفــة أيضــا.ــول على ــدوام للحص ــعي على ال ــة يتم الس ــة الذاتي ففي الأنظم المقدار الأكــبر من اللــذة والمصــلحة لشخصــها، وإن مــا هــو مهمه ومصلحته الشخصية، ولا يكون هناك من هــدف aللشخص هو خير في البين سوى اللذة والمنفعة الشخصــية والفرديــة. طبقــا لهــذهaعد كل فعل ينتهي لمصلحة الفاعل أمرا حسنا، الأنظمة الأخلاقية يaعد أمرا سيئا وقبيحا. وأمــا في الأنظمــة وما كان على خلاف ذلك يــان ــة الإنس ــا بمعرف ــا وثيق ــط ارتباط ــة الأخلاق ترتب ــة فغاي الدينيــة والعقيدة. إن الغاية القصوى من خلق الإنسان في الأديان الإلهي هي الوصول إلى مقام القــرب الإلهي، وهــذه هي الغايــة الأســمى المنظورة في المسار التكــاملي للإنســان. وهنــاك بطبيعــة الحــالaعد غاية بنحو من الأنحاء. مراتب نازلة ومتوسطة أيضا، وكل منها يaد من توفر عنصــرين للوصــول إلى مقــام القــرب الإلهي، لا ب وهما: المعرفة؛ والعمل. فمن البــديهي أنــه لا يمكن الوصــول إلى هذا المقـام دون معرفـة اللـه وأسـاس الـدين؛ إذ كيـف يمكن لنـاك نحو الكمال دون معرفة الغاية والطريق الذي يؤدي إليها، التحر ودون أن نحمل الزاد الضروري في هــذا الطريــق؟! ورد في كلام

. وعليــه يجب معرفــة(81)«أول الدين معرفته» قوله: ×الإمام علي الله قبل كل شيء، ثم العمل بعــد ذلــك على بلــوغ مقــام القــرب

من خلال العمل وطي الطريق.aعــد العمــل بالأحكــام الدينيــة وبالإضافة إلى عنصر المعرفــة ي

في مجال الفقه والأخلاق من اللوازم الأساسية للقرب والكمــال،وإن مجرد معرفتها لا يوصل السالك إلى الغاية والمقصود.

ـــــــ تماهي الدين والفطرة في اكتشاف القضايا الأخلاقية5ــير من الأخلاق هــو الفطــرة والوجــدان، وإن إن مصــدر الكثــور ــدرك أن بعض الأم ــه ي ــه إلى فطرت ــان من خلال رجوع الإنســه حسنة، ويجب فعلها ويميل إليها؛ وبعضها الآخر قبيح، ويجب ترك

وينفر منه. إن الله سبحانه وتعالى قد أودع في الإنسان قوة غير العقــل والعاطفة، تلهمه التكليف وتصدر له الأوامر والنــواهي من داخلــه.با، ولا علاقة لهذه القوة بالعقل؛ لأن العقل غالبــا مــا يكـون مكتســaســمى بـ بينمــا هــذه القــوة أمــر فطــري. إن هــذه القــوة، الــتي ت

aلهم الإنسان في الكثــير من المســائل الــتي نعتبرهــا«الوجدان» ، تك هذا»من الأمور الأخلاقية، وتقول له: a(82)«افعل هذا، واتر.

كما يفهم من الآيــات القرآنيــة أن الإنســان يمتلــك مجموعــة من الإلهامات الفطريــة، ويــدرك جمــال وقaبح بعض الأمــور، بعيــدا عن مختلف أنــواع التعليم والثقافــات. فيــدرك في دخيلتــه ـــ على سبيل المثال ـ أن الصدق، والوفاء بالعهد، وحفظ الأمانة، ومبادلــة الإحسان بالإحسان، حسن وممدوح؛ كما يشعر بأن كل ما يخــالف هذه الأمور ـــ من قبيــل: الكــذب، ونقض العهــود، وخيانــة الأمانــة، والرد على الإحسـان بالإسـاءة ــ قـبيح ومــذموم. إن الإنسـان فيد، بـل لا يتـأخر هذه المعرفـة والحكم لا يحتـاج إلى معلم أو مرشـد ملاحظــة نفس في إصــدار الحكم عليهــا بــالخير أو الشــر بمجــرــدى ــة والحكم ل ــوع من المعرف ــذا الن ــأين مكمن ه ــوع. ف الموض

الإنسان؟ــذه ــري له ــأ الفط ــريم عن المنش ــرآن الك ــدث الق ــد تح لق

المعرفــة، وقــال: إن اللــه قــد هــداه إلى معرفــة الخــير والشــر،فه عليها. ومن هذه الآيات: والحسن والقبيح، وعر

ــدى﴿ـ 1 ﴾قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم ه(.50)طه:

در فهــدى﴿ـ 2 )الأعلى:﴾الذي خلق فسوى * والذي قــ(.3 ـ 2

إن الهداية في هــاتين الآيـتين تشـمل جميـع الكائنـات، إلا أن الهداية التكوينية في الإنسان تحتوي على معنى أوسع من الهداية في سائر الموجودات؛ فالهداية التكوينية في غــير الإنســان تختص بنوع الحياة والتناسل وما إلى ذلك من الأمور، وأمــا في الإنســان؛ حيث الهدف من الخلق يكون متعاليــا، فإنهــا تشــمل حتى الهدايــة

الروحية والمعنوية ومعرفة الفضائل والرذائل أيضا. ﴾ونفس وما سواها * فألهمها فجورهــا وتقواها﴿ـ 3

.(8 ـ 7)الشمس: ــوبكم﴿ـ 4 لكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قل

ه إليكم الكفر والفسوق والعصيان .(7 )الحجرات: ﴾وكر يتضح من هذه الآيــات أن الإنســان يــدرك الفســق والفجــور،زهما من الحaسن والطهــر، وأنـه محب للخــير ومبغض للشــر، ويميaصــاب بالضــعف وإن كانت هذه الفطــرة والدعامــة الداخليــة قــد ت والانهيار التدريجي؛ نتيجة للاحتكــاك بــالأجواء والأمــاكن الموبــوءة،

فلا يعود مالكا للانجذاب الداخلي والفطري نحو الخير.وى ولا تعــاونوا على﴿ـ 5 ــر والتقــ وتعــاونوا على الب

.(2 )المائدة: ﴾الإثم والعدوان نقل العلامة الطباطبائي، في هــامش تفســير هــذه الآيــة في

ــا لا|عن وابصة قال: أتيتa رســول الله»الميزان، رواية تقول: وأنــا aه عنــه؛ فقــال لي: ي أريــد أن أدع شــيئا من الــبر والإثم إلا ســألت

وابصة، أخبرك عما جئت تســأل عنــه أم تســأل؟ قلت: يــا رســول الله، أخبرني، قال: جئت لتسأل عن البر والإثم، ثم جمــع أصــابعه الثلاث، فجعل ينكت بها في صــدري، ويقــول: يــا وابصــة، اســتفت قلبك، استفت نفسك. البر ما اطمــأن إليــه القلب واطمــأنت إليــه النفس، والإثم ما حاك في القلب، وتــردد في الصــدر، وإن أفتــاك

.(83)«الناس وأفتوك.(73 )الأنبياء: ﴾وأوحينا إليهم فعل الخيرات﴿ـ 6

يــدل ]هــذا[ على تحقق»قال العلامة في تفسير هــذه الآيــة: الفعــل، أي إن الــوحي تعلق بالفعــل الصــادر عنهم، أي إن الفعــل كان يصدر عنهم بوحي مقارن له، ودلالــة إلهيــة باطنيــة، هــو غــيرب عليه إتيان الفعــل الوحي المشرع الذي يشرع الفعل أولا، ويترت

. كمــا تثبت هــذه الآيــة أن الإنســان على درايــة(84)«على ما شــرعــه ــك في طبيعت ــد أودع ذل ــه ق ــال الخــير؛ لأن الل بالحســنات وأفع

وجبلته.فتين *﴿ـ 7 انا وشـــ ألم نجعـــل لـــه عينين * ولســـ

.(10 ـ 8 )البلد: ﴾وهديناه النجدينaســتفاد من هــذه الآيــات أن الإنســان يــدرك من داخلــه قaبح يز وجمــال أعمالــه وأعمــال الآخــرين، ويعــرف الخــير والشــر، ويميــه طريق الكمال من طريق الانحراف. وعلى هذا الأساس فإن الل سبحانه وتعالى قد أودع الأصول العامة للأخلاق في جبلة الإنسان،ن تفصيلاتها على لســان الــوحي. وبعبــارة أخــرى: إن اللــه قــد وبي

كتب الأخلاق وسائر المعارف بقلمين، وهما:ــرة1 ـ قلم التكوين )الهداية التكوينية(، وهي عبارة عن الفط

والوجدان. ـ قلم التشريع )الهداية التشريعية(، وهي عبارة عن الوحي2والنبوة.

لقد دعا اللــه الإنســان في بعض آياتــه إلى الخــيرات، ومنعــهع عن من ارتكاب الموبقات، وإن هذا النوع من الأمر والنهي متفررـد ـ ــات؛ إذ لم ي ــيرات والموبق ــك الخ ــه لتل ــان ومعرفت علم الإنس تعريفهـا وشـرحها في أي موضـع من القـرآن الكـريم، وإنمـا قـامــك ــه لتل ــان وإدراك ــة الإنس ــا على معرف ــل فيه ــاد والتعوي الاعتم المفاهيم، مع التأكيد على ضرورة التحلي بتلــك الفضــاء واجتنــاب

إن الله يــأمر بالعــدل﴿تلك الرذائــل، من قبيــل: قولــه تعــالى: اء ــ ربى وينهى عن الفحشـ ان وإيتـــاء ذي القـــ ــ والإحسـ

.(90 )النحل: ﴾والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وهناك آيـات أخــرى تــدل على أن في وجــدان الإنســان قـوة ترغب بكل ما يتناسب مع طبعها، وتنفر من كل ما لا تراه مناســبا

ــالنفس﴿وفطرة الإنسان، من قبيل: قوله تعــالى: م ب ولا أقســامة .(2 )القيامة: ﴾اللو

وعلى هذا الأساس فقــد تم إيــداع كليــات الأصــول الأخلاقيــةــة ــير كافي ــات غ ـدـ أن هــذه الكلي ــه، بي ــة الإنســان وفطرت في جبلــا. وكمــا ســبق أن ذكرنــا فــإن لصــيرورة الإنســان شخصــا أخلاقي الشريعة قــد عملت على تطــوير وتعــيين مصــاديق هــذه الكليــات

بالتفصيل.

ـــــــ النتيجة6 إن الحكم بانفصال الأخلاق عن الدين لا يســتطيع أن يضــمننها من حيث الأخلاق والســعادة؛ لأن المجتمعــات البشــرية ويحصــ هــذا الاتجــاه في الأخلاق يســتند إلى المعرفــة والإدراك البشــري؛ وتعـــاني المعرفـــة البشـــرية من النقص في قيامهـــا البحت على العقل والحس أو الوجدان؛ إذ إن هــذه القــوى بــدورها تعــاني من المحدودية، وتختلف أيضا باختلاف الظروف والأزمنة، الأمــر الــذي

رة، بــل ومتعارضــة في بعض يؤدي إلى صدور أحكام ناقصة ومتغيــية ــالح الشخصـ ــر إلى المصـ ــهوات والنظـ ــان. ثم إن الشـ الأحيـ والنفســـانية يفـــاقم من عـــدم جدوائيــة هـــذا النــوع من الإدراك

والمعرفة. وعليــه يجب أن تكـون الأخلاق وليـدة أعلى وأســمى مصــادرــرور، ــيرات والش ــقاء، والخ ــعادة والش ــال الس ــة في مج المعرف والمصــالح والمفاســد، وأكثرهــا واقعيــة؛ ضــمانا لســعادة الإنســان

الحقيقية. ولا يمكن لذلك أن يتحقق إلا من الناحية الدينية.

الهوامش

ضعف الثقافة الأخلاقية في الحضارةالإسلامية

وتأثير فصل الفقه عن الأخلاق

*(*()د. الشيخ محمد هدايتي

ترجمة: وسيم حيدر

ــــــالمقدمة لقد عملت الثقافـة الدينيــة على مراكمــة العناصـر الأخلاقيــةــارة ــيرا من الحض زا كب ــه، وإن حي ــه وتعاليم ــاعيف أحكام في تضـةـ زاخــر بآيــات القلب الســليم، الــتي تتجلى على الإســلامية الغني شكل القيم الأخلاقية. وحيث إن التعاليم الدينية تعمل على رســم المنهج الصحيح لحياة الإنســان في مختلــف الأبعــاد، وترشــده إلى السعادة في كلا الدارين، وتقــوم بتنظيم حياتـه الطيبـة، المقرونـةع بروح حسنة ومنزهــة بإظهار جمال قوالب وظواهر الأعمال، تتمتاــن الأول ل بســيرة الرب وعامرة بالتقوى. والشــاهد على ذلــك يتمثــبي ــدس للن لفلك الدين والفرد الأكمل فيه، ونعني به الوجود المق

ل النمــوذج العملي الأكمــل|الأكرم ، فهو على الرغم من كونــه يمث في الدين، لم يخرج ـ في أمر الــدين والــدعوة إليــه وســلوكه مــع الناس ـ عن دائرة الأخلاق أبدا، بل قام بدعوة النــاس إلى الــدين،لaق العظيم، والرحمــة الواســعة، والمرونــة الكبــيرة، aمتسلحا بــالخ

أستاذ مساعد في جامعة المعارف الإسلامية.)*(*(

والعفــو الجم، وذلــك في مجتمــع تســوده الوحشــية والقســوةــذا ــراد في ه ــع الأف ــع جمي ــة. ودف ــانية والمعرفي ــل النفس والرذائــية، المجتمع إلى الاعتقاد بالله، وأحدث فيهم تحولا في فترة قياس حتى حلت الفضائل الأخلاقية محل الرذائل؛ وقضــى على ظــاهرة قتل الإخوة وتقطيع الأرحام، وتحول العنف والقسوة والتشدد إلى

.(85)مداراة وسلام ووئام وصلح مع النفس والذاتما بعــد وعلى الرغم من ذلك، بدأنا نشهد بالتــدريج ـــ ولا ســي الانحراف الذي حصل في منظومة الخلافة ـ انخفاضا في الاهتمام بالأخلاق التي كــانت موجــودة في بدايــة الإســلام، وأخــذت الآداب الأخلاقية تفقد رونقها وجاذبيتهــا، وصــارت الحيــاة الأخلاقيــة تتجــهــا ــل حتى الآن على موقعه ــمحلال، ولم تحص ــول والاض ــو الأف نح

.(86)الموجه والواقعي في مجال العلم والعمل إن النظـــرة الناقـــدة إلى هـــذا المســـار الـــنزولي للثقافـــةنين، يظهـر لنـا الأخلاقية، وتشخيص الآفـات الأخلاقيـة لـدى المتـدي الكثير من العلل والأسباب. ومن بين هذه الأسباب ســوف نســعىــدو أن في هذا المقال إلى بحث أربعة عناصر علمية ومعرفية. ويب هذه العوامل، التي هي من النوع الـديني والمعـرفي، ولهــا مكانـة في مصادرنا الثقافية وتعاليمنا الدينيــة، قــد بــدأت بالتــدريج تــتركــال ــلامية في مج ــارة الإس ــة للحض س الفكري aــ aس ــا على الأ تأثيرهضت الحياة الأخلاقية الإسلامية ـ التي كان من شأنها الأخلاق، وعر أن تتحـــول إلى نمـــوذج علمي وعملي دائم وكامـــل في الثقافـــة

العالمية ـ إلى النقص والأفول.

ــــــأـ الموقع التجميلي والزائد للأخلاق ورد التعبير في بعض الروايات عن تلك الأعمال الدينية الــتي

، وعن تلك الأعمــال الــتي لا«الفريضة»تحظى بالضرورة الأكبر بـ

، من قبيــل: مــا ورد عن أبي عبــد«الفضــيلة»تبلغ تلــك الأهميــة بـ تان:» أنه قال: ×، عن أمير المؤمنين^، عن آبائه×الله ن aنة ســ الســ

ة في غــير ن aهــا ضــلالة؛ وســa ة في فريضة، الأخذ بها هــدى، وترك ن aس aها إلى غير خطيئة .(87)«فريضة، الأخذ بها فضيلة، وترك

وعلى هــذا الأســاس فقــد تم اعتمــاد التقســيم إلى الفــرض . وقـد قيـل في شــرح هـذا(88)والفضل في الكتب الفقهيـة وغيرها

مـات؛ الحديث: إن الفريضة تعـني القيــام بالواجبـات وتــرك المحر حيث يكون الإتيــان بهــا مســتوجبا للحصــول على الثــواب، وتركهــاــالأخلاق ــاحها ب ــد تم إيض ــيلة فق ــا الفض ــاب. وأم ــا إلى العق مؤدي والمستحبات؛ حيث يــؤدي القيــام بهــا إلى تحصــيل الثــواب، ولكن

، فإنهــا«الفضل». وكمــا يلــوح من كلمــة (89)تركها لا يستتبع عقابــاتدل على شيء زائد وفضلة بالقياس إلى الأصل.

فعلى هذا التفســير يكــون الأصــل عبــارة عن الأعمــال الــتيــا، ولا ينبغي ــة في تركه ــوي على رخص ــا، ولا تنط ــام به يجب القي التهــاون فيهــا أو الغفلــة عنهــا. والــذي يتكفــل ببيــان هــذه الأمــور الضرورية والإلزامية هو علم الفقه. وإذا أراد شخص أن يصل إلىــو مرتبة أعلى من الكمال، ويحصل على امتياز أكبر، فإنه يتجه نح

هــ(90)الأخلاق. فعلى الرغم من عدم وجــوب هــذا الأمــر عليه ، ولكن مع ذلك يكون مستحقا للثواب عن قيامه به. وبذلك ينفصل الفقــه عن الأخلاق، ويندرج كــل منهمــا ضــمن مجــال خــاص؛ حيث يقــوم أحدهما على أساس الواجبات والضــرورات، والآخــر على أســاســان الضــرورات الأولويات والحسنات. وحيث يكون الفقه بصــدد بي والأحكام الإلزامية، ويروم إثبــات أداء التكليــف والامتثــال بــالحجج الشــرعية، والخــروج من عهــدة التكليــف، ويــدفع العقــاب عن المكلفين، فإنه يعمل في أســلوب الاســتنباط وتشــخيص الأحكــامــان ــعى إلى بي ــبط، ولكن الأخلاق؛ حيث تس ــق ومنض ــكل دقي بش

ــفها aبحث فيها عن الندب والاستحباب، وينظر إليها بوص الكمال، ويــع aمارس تلك الدقة في التعاطي م من شؤون الكمال والزينة، لا ت الأدلة والروايات الصحيحة والمعتبرة وتشخيص الحجة، ولا يتم هنا إعمال تلك الدقة المتناسبة مــع علم مــا، وإنمــا يتم التعــاطي هنــا

التســامح في»بشيء من التسامح والتساهل. وهنا تتبلــور قاعــدة aقال: «أدلة السنن إذا روينــا في الحلال والحــرام شــددنا،»، حيث ي

.(91)«وإذا روينا في الفضائل تساهلنا يبــدو أن هــذه القاعـدة، الــتي هي من الــتراث الفقهي لأهــل

، سواء في حد ذاتهــا أو من حيث انطباقهــا على الأخلاق،(92)السنةمخدوشة وغيرa تامة.

أما من الناحيــة الأولى فــإن مــا نريــد نســبته إلى الشــريعة ـ الأعم من الأحكــام أو العقائــد أو الأخلاق ـــ يجب أن يقــوم على أساس الحجة. وإن التراث الأخلاقي عندما يريـد أن يطـرح نفســهــارف ــا من المعـ ن جانبـ ــبي ــاليم الدينيـــة، وأن يـ ــفه من التعـ بوصـيــات العلميــة الإســلامية، يجب أن يتطــابق مــع الفرضــيات والمتبن وأبحاث الحجة بما يتماهى ويتناغم مع ظرفيات أصول الاســتنباط،

.(93)ولا يمكن الاعتماد بشأنها على الأدلة والروايات الضعيفة وأما من الجهة الثانية فإنمــا هنــاك مجــرد جــانب من الأخلاق يرتبـط بالأولويـات والأمـور المندوبـة أو المكروهـة، وأمــا الجـانب المهم الآخر ـ الذي تتم الغفلة عنــه عــادة في الاتجــاه المتــداول ـ فهو ضــروري بشــأن الصــفات والســلوكيات اللازمــة والضــرورية؛ــة في ــام العملي ــير من الأحك ــا أوجب من الكث ــام به حيث إن القي الفقـــه، وإن تركهـــا ســـوف يســـتوجب المزيـــد من العقـــاب

.(94)والسخط

ــــــب ـ فصل موضوع الأخلاق عن العلم الرسمي للفقه

في إطار تبويب العلوم، وفي تقسيم معروف داخــل الــدائرة الدينية، والذي لا يــزال قائمــا، حيث يتم تقســيم علــوم الــدين إلى ثلاثة أقسام، وهي: العقائد؛ والأخلاق؛ والأحكام، وقد تم التأســيس للتعاليم والمعارف الدينية على أساس من هذا التقسيم، قد تبلورةــ شــاملة ومنفصلا، له بني كل من هذه الأمور بوصفه علما مستقلا

لأجزاء العلوم، أي: الموضوع والمبادئ والمسائل. إن موضوع العلم أحد المعايير الــتي يمكن أن يشــكل مبــنى للفصــل والتمــايز بين العلــوم، ويجمــع مســائل ذلــك العلم حــولــاء محوره. وفي مورد موضوع علم الأخلاق كان اهتمام أكثر العلم

.(95)المتقدمين ينصب على الصفات هذا في حين أنهم قد اعتبروا موضوع علم الفقه في الغالب

؛ من حيث اشــــتماله على حكم من الأحكــــام«فعــــل المكلف» ، وإن كــان المـراد من(96)الشرعية أو كـان يقتضــي حكمــا شـرعيادــ أن موضــوع هــذا(97)فعل المكلف الأعم من الامتثال والــترك ، بي

العلم قد اتجه بالتدريج إلى الانحصار بالفعل.لــة في رســمه ــه الجامعــة والمتمث ــاء على غايت إن الفقــه؛ بن للمنهج الصــحيح لحيــاة الإنســان في مختلــف الأبعــاد بمــا يضــمن ســعادته في الــدارين، يهب لمســاعدة الحجــة الداخليــة للإنســان، ونعني بــذلك العقــل، ويعمــل على تنظيم حياتــه الطيبــة من خلال بيان الحلال والحرام وإرادة الله، ويهديه بواســطة بيــان المناســك والعبــادات إلى العبــادة والقــرب والرضــوان الإلهي. ومن هــذهم في الحضــارة والثقافــة ـعـ بمكانــة هامــة وموقــع قي الناحيــة يتمت

. وهنا سوف نترك الحديث عن موضــوع علم الكلام إلى(98)الدينيةــدور موضع آخر، ونواصل بحث موضوع علم الفقــه الــذي يلعب ال

الأكبر في بناء الحضارة ونقصانه الأخلاقي.

أولا: عناصر الانحصار التدريجي لموضوع الفقه في السلوكــــــ يعود انعقاد مصطلح الفقه إلى عصــر بدايــة الإســلام ونــزول

. لقد تم استعمال كلمة الفقــه،|القرآن الكريم وحياة النبي الأكرمــل: ــرآني القائ هوا في﴿من خلال الاقتباس من التعبير الق ليتفق

، في معــنى الفهم الخــاص لجميــع التعــاليم(122 )التوبة: ﴾الدينــذت الدينية، الأعم من الاعتقادية والأخلاقية والأحكام العملية، وأخ منــذ ذلــك الحين تشــتهر بالتــدريج في هــذا المعــنى؛ أي الفهمــدين ــع أصــول ال ــدين، ويســتعمل بشــأن جمي ــع ال الشــامل لجمي

وفروعه.ــأن: ــذا الش ــائي في ه ــة الطباطب ــال العلام ــراد»وق إن الم

بالتفقه تفهم جميع المعارف الدينية من أصول وفروع، لا خصوصعة؛ الأحكــام العمليــة، وهــو الفقــه المصــطلح عليــه عنــد المتشــر

ومهم﴿والدليل عليه قوله تعالى: ــذروا قــ (؛122 )التوبــة: ﴾ولين.(99)«فإن ذلك أمر إنما يتم بالتفقه في جميع الدين. وهو ظاهر

ــة القــرن الأول إن هذا المعنى الجامع للفقه، والمرتبط ببداي من الإسلام، أخذ يتجه شيئا فشــيئا ليكتســب نوعــا من التخصــيص

، وبــدأ يتعلــق ـــ من بين مجمــوع المعــارف الدينيــة(100)المفهومي الشاملة للعقائد والأخلاق والأحكــام العمليــة ـــ بخصــوص الأحكــام

العملية فقط. وفي ما يلي نشير إلى العناصر والأسباب التي كــان لهــا دورــدين من بين ــة لل ــام العملي ــاص بالأحك ــام العلمي الخ في الاهتم

المعارف الدينية:

ـ الشعور بالمزيد من الحاجة إلى السؤال عن الأعمال 1 ــــــالشرعية

لقد كان الناس في بداية عصــر الإســلام؛ بفضــل مصــاحبتهم

وقربهم من عصره وســماعهم لكلامــه ومشــاهدتهم|للنبي الأكرم لسيرته من جهة، وقلة الأحداث والخلافات وســهولة الرجــوع إليــه أو إلى الذين سمعوا أجوبة المســائل المحــدودة في ذلــك العصــر

وثقاته من جهة أخرى، كانوا يستوعبون التعــاليم|من النبي الأكرم . فكــانوا يتعلمــون مســائل(101)الدينية وفق مســار طــبيعي وواضح

العقيدة مع النزول التدريجي لآيــات البشــارة والإنــذار على النــبيــرم ــذيب|الأك ــلون على ته ــانوا في الأخلاق والآداب يحص ــا ك ، كم

aقــه العظيم ل aــبي الأكــرم وخ ــة للن ــق من خلال الســيرة العملي عمي ومواعظه البليغة، وكانوا يمتثلون الأحكــام العمليــة، مثــل: الصــلاةــاد ــد الابتع والصوم والحج والجهاد، بالاقتداء به أو سؤاله عنها. وبع التــدريجي عن الــوحي كــثرت الآراء والأقــوال المختلفــة وتعــددتــية من الأفهام من جهة، واتسعت دائرة البدع واتباع الأهواء النفس جهة أخرى، وعلى الرغم من ذلك، ومع تناغم النــاس في المبــاني الأولى والأصلية للعقائد، ووضوح الفضاء المعرفي لـديهم، لم يكن هناك ما يستوجب حساسية جــادة للخــوض المســتقل والمنفصــلــة ــات الكلاميـ ــرغم من أن الاختلافـ ــانب. وعلى الـ ــذا الجـ في هـ والعقائدية في الصفات الإلهية، ومسائل من قبيل: الجبر والاختيار

ما في عصر الإمامين الصادقين ، وانتشــار’والقضاء والقدر، ولا سي ثقافة الترجمة، كانت تدفع الطرفين إلى اتخاذ المواقف في بعضaعــد في حينهــا من المــوارد بشــدة، ولكن لم تكن هــذه المســائل ت أصول العقائد والمباني الأصلية والأولية. لقد كــان هــذا النــوع منaطـرـح بوصــفها من الأبحاث خارجا عن طاقة عامة الناس، وكانت ت الأبحاث التخصصية في الغالب، ولم يكن لها دور فاعــل وجــاد في

الحياة المعرفية للناس. على^وإذا اشتملت بعض الروايات المأثورة عن أئمة الهدى

أســئلة بعض النــاس في هــذا الشــأن فهي في الغــالب تعــود إلى

ــذا ــد في ه ــع العلمي الولي ــا المجتم ــان يثيره ــتي ك الحساســية ال القسم؛ وإلا فإن العقائد في حدودها العامة لم تكن لتبقي موضعابهة والاستفهام، بل كانت أمــرا بســيطا يمكن للــذهن للجهل والشــة ــانت مكان ــان ك ــة الإيم ــه. ومن خلال تقوي ــتوعبه ويدرك أن يس العقيدة تــزداد عaمقــا ورســوخا. كمــا أن قــوة الإيمــان إنمــا كــانتــام ــة والقي تحصــل في الغــالب من خلال التســليم للتعــاليم الديني بالأعمــال العباديــة. وفي الحقيقــة والواقــع إن رســوخ العقائــد واستحكامها يعود إلى الإصرار الجاد على امتثال الأحكــام العمليــة

. كما أن الأبحاث المرتبطة بالإمامة ــ بسـبب حضـور(102)والعبادية ، والاســتفادة من المصــادر الأوليــة، وإظهــار المســار^أهل الــبيت

ــائل ــاص على المس ــيز الخ ــؤدي إلى الترك ــ لم تكن ت ــحيح ـ الص الاعتقادية. كما لم يكن يبدو هناك إجمال وغموض في الأخلاقيــات

ن الفضــائل(103)أيضا . وإن تشــخيص الوجــدان وحكم العقــل بحaســ وقaبح الرذائل، والتطابق مع الفطرة، وكذلك الفضاء البسيط لذلك العصر، وعدم الشعور بوجود صدام بين الأخلاق والأحكام العملية، كان يزيد من انسيابيتها. إن الثــورة الأخلاقيــة الــتي ظهــرت ببعثــة

وظهور الإســلام بين النــاس في ذلــك العصــر كــانت|النبي الأكرم تزداد قوة على الدوام بتأثير من التعاليم النورانية للأئمــة الأطهــار والأصــحاب وأتبــاعهم الحقيقــيين. كمــا أن امتــداد خــوان مواعــظ الأصحاب والتابعين وتعاليم وسيرة أهل الــبيت كـانت على الـدوام تغــني عن الخــوض بشــكل خــاص في هــذا القســم من المعــارفد على ــانت تؤك ــة ك ــة والروائي ــائح القرآني ــا أن النص ــة. كم الدينيــرعية ــائف الش ــادات والوظ ــق والراســخ بين العب ــاط العمي الارتب

.(104)واستقامة الأخلاق وإصلاح النفس وازدهار الفضائل والذي كان من أكثر الأمور موردا للجهــل والتشــكيك ومثــاراــد تم للسؤال هو كيفية الأعمال والسلوكيات العبادية؛ حيث كان ق

تشريعها بكيفية جديدة وطريقة توقيفية من قبل الإسلام؛ وكــذلك ماهية الأحكام التي أعلن عنهــا الشــارع بشــأن بعض المعــاملات ـ بـــالمعنى الأعم ــــ، من قبيـــل: الـــرزق الحلال والـــزواج بشـــكل تأسيسي. إن هذا الأمــر كــان يرفــع من حساســية المكلفين تجــاه صحة وسقم سلوكياتهم، ويشغل أذهانهم ويدفعهم إلى الاستئناس

.(105)العلمي تجاه جزئيات وتفاصيل هذه السلوكيات

ـــــــ الحاكمية والتناسب مع إنتاج الأحكام السلوكية2 إن الســلطات الــتي كــانت تحكم المجتمعــات الإســلامية فيبعيــة المراحل السابقة، وكان بعضها يدعي الــدفاع عن الــدين والتــذا ــرئيس في ه ل هاجســها ال ــان الفقــه يمث لأحكــام الشــريعة، ك الشأن؛ لتتمكن من تعزيز وتثبيت سلطتها في المجتمــع، من خلال

ــوالهم وأمنهم ــاس وأم ــأرواح الن ــة ب ق ــوانين المتعل ــع الق ،(106)وض وتعمـل على توسـيع نفوذهـا وتأثيرهـا من خلال الاسـتناد الـروحيــدنا عن ــا ابتع ــاليم والأحكــام الشــرعية. وكلم ــوي إلى التع والمعن القرن الهجري الثاني، وأصبح الفقــه وســيلة لإدارة الحكم وتنظيمز الاتجاه الأحادي إلى الأحكـام العمليـة، وأصـبح السلطة، كلما تعزaطرح بوصفه العلم الديني الوحيد الــذي تمس الحاجــة علم الفقه يaــار ــة والازده إليه في المجتمع. وكان الإنتاجa الواسع للفروع الفقهي المنفرد لهذه الفروع في الواقع استجابة للاقتضــاء النــاقص الــذي اقتضـــته الحاجـــة الاجتماعيـــة؛ بســـبب الإدارة غـــير الكفـــوءة

.(107)للحكومات

ـــــــ الشريعة ودعوى انحصارها بالأحكام العملية3ــق في الغــالب على aطل إن الشــريعة في مصــطلح الفقهــاء ت

. وقــد أدى هــذا الاســتعمال(108)قسم الأحكــام العمليــة من الــدين

بالتدريج إلى تعزيز التوهم لدى البعض بــأن الشــريعة تنحصــر في ؛ بحيث عنــدما يتم الحــديث عن(109)هذا القسم من أحكــام الــدين

ك وجــوب الاهتمــام بالشــرع والحفــاظ على الشــريعة والتمســرــدa إلى الــذهن شــيء بالأحكام الشرعية والتوصية بهذه الأمور لا ي

؛ في(110)ســوى المســائل الفقهيــة المصــطلحة والأحكــام العملية ، إلا أنهــا(111)حين أن الشريعة وإن كـانت أخص من مطلـق الــدين

ــه بتشــريعها ــام الل ــتي ق ــة ال ــاليم الديني ــع التع ــع جمي تتطــابق م.(112)للناس

ـــــــ الثواب والعقاب ومنزلة العمل4 إن من بين أســـباب الاهتمـــام بالعمـــل وأحكامـــه الاهتمـــام بمســـألة الثـــواب والعقـــاب، وتصـــور انحصـــارهما في الأفعـــالعة هــذا التصــور بكــثرة؛ حيث الظاهرية. نشاهد في عaرف المتشرا بالأعمــال يعتبرون الطاعة والمعصية والأجر والثــواب أمــرا خاصــبما قالوا بأن الاتجــاه العــام في وصــايا aوالسلوكيات الظاهرية، ولر

ز على هــذا الأمر ؛ وأمــا الأخلاق فهي مرتبطــة(113)أئمة الــدين يرك بمجال الفضائل والرذائل والحaسن والقaبح والمدح والذم. في حين أن الثواب والعقاب موجود في الأخلاق وأوصاف الفضيلة والرذيلة

.(114)أيضا ـــــــ أهمية الحلال والحرام وانحصارهما في الأعمال5

بأنه الشيء الــذي لا يســتتبع القيــامa«الحلال»لقد تم تعريف «الحــرام»به عقابا. وحيث أجازه الشرع فلا مانع من فعلــه؛ وأمــا

ب العقــابa على فعلــه؛ لأن الشــرع قــد منعــه ونهى فهو الذي يترت . ومن خلال إطلالــــة تاريخيــــة نلاحــــظ أن الحلال(115)عن فعله

(116)والحرام الذي يحظى في الإسلام بأهمية كبيرة يختص تدريجيا ، وبشــكل مــتزامن يتحــد البحث عن هــذين(117)بالأفعال والأعمــال

.(118)المفهومين الجوهريين ومصاديقهما مع الفقه

ـــــــ مفردة التكليف وثقل مسؤولياتها في الأحكام العملية6فــل فــإنهم يــذهبون كما سبق أن ذكرنا في بحث الفرض والن في الغالب إلى اعتبار الفقه مرتبطا بذلك القسم من الدين الــذيب يستوجب عدم القيام به عقابا؛ في مقابـل الأخلاق الـتي لا يـترت على فعلها غير الثـواب. وحيث توجـد في الفقـه مؤاخـذة وسـؤال وعقاب فإن الأحكام الفقهيــة تثقــل كاهــل المكلف، الــذي يســعى للخلاص ورفـــع المســـؤولية عن نفســـه، ويبحث عن النجـــاة منــف العقاب. والذي يتناسب في البين مع المسؤولية وامتثال التكلي

. ومن هنا فقد قام الفقه على مدار(119)أكثر من غيره هو الأعمال التكليف، وإن الفروع الفقهية قد تم تفصيلها وتبويبها على أســاس

.(120)هذا التناسب إن الفقيــه يبحث في مســاعيه الفقهيــة والاســتنباطية عنن الحكم وتعمــل على التعريــف بــالتكليف. فحيثمــا الأدلة التي تــبيــل على ــل، والعم ــكل كام ــود حكم وجب التأمل بش ــم وج استش استخراج الفرض والتكليف من صـلبه، ويجب الســعي إلى العمــل به؛ من أجل التخفف من ثقــل المســؤولية، والتخلص من العــذاب والعقاب باحتياط كامل. وقد تبلغ الحساســية تجــاه ظــاهر العمــلــة ــ ــوانب التربويـ ــ ــان بحيث يتم التخلي عن الجـ ــ في بعض الأحيـ والازدهار الداخلي، وكذلك العلاقة الشــعورية والعاطفيــة الــودودة بين العبد والمولى. وقد يقــع التنـافي أحيانـا بين الأحكــام الفقهيـة

ــة والقيمية ــد الأخلاقي ــريعة والمقاص ــة(121)وروح الش ــأن هوي . وكبــة تحبس في كــوة التكليــف، سعادة الإنسان بأجمعها وحياته الطي

ولا يتم التعريف بالحياة الدينية والتفكير الديني بشكل كامل.

ـــــــ البساطة وإمكانية الوصول إلى الأعمال الظاهرية7 إن الأعمال العبادية والقــوالب العمليــة لأحكــام الــدين؛ حيث تكون أقرب إلى المحسوسات، وتحظى بظواهر ملموسة بالنسبة

ــبر ــال أك ــام وإقب ــا تحظى باهتم ــة(122)إلى الفهم، فإنه . ومن ناحي أخرى ـ كما تقدم في بيان عنصر السيادة والسلطة ـ فــإن إصــلاحظم ــام، والن ــة والأحك ــور المادي ظم في الأم ــاش، والن ــور المع أم الجمعي في الحياة الدنيويــة، يظهــر تطــبيق النقــد والوصــول إلى العمل بشكل أوضح. إن الاتجاه إلى هــذه الخصوصــية بحيث ذهب

.(123)البعض إلى تصور الفقه مرتبطا بالدنيا من الأساس يبدو أن العقائد والفقه والأخلاق في النظام المعرفي الديني العام ليست نتـائج مســتقلة عن بعضــها، ولا تنتمي إلى مســتويات متفاوتة أو لثلاث طبقــات من المaخــاطبين أو لمجــالات ثلاثــة، وإن

ــ مــع(124)منظومة التفقه قد تم بيانهما ـ بشهادة القـرآن والسـنة بعضــهما بشــكل ممــتزج دون بيــان حــد خــاص بين العقيــدة وبينــه في ــة والأخلاق. إن هــذا التمــاهي يجب ملاحظت الأحكــام العملينات المعرفية وبيان حــدود العلــوم الــذي يتم بمقتضــى مسار التعيــة الحكم ــد الأدنى في مرحل ــا، أو في الح ــوم وتبويبه تقســيم العل

والنتيجة.

ــــــثانيا: عدم إمكان تعلق التكليف بالصفات هناك من يذهب إلى الاعتقاد بأن وجــود الصــفات النفســانيةــون في الإنسان؛ حيث لا تكون اختيارية، فإن تعلق التكليف بها يكaطــاق، وبالتــالي لا يتم البحث عنهــا في من بــاب التكليــف بمــا لا ي

.(125)الفقه المرتبط بأفعال المكلفين الاختياريةaقــال: ليس لــدينا في الأخلاق وفي مثل هــذه الحالــة عنــدما يaســتفاد من ذلــك أنــه يجب أن صفات واجبة وأخــرى محرمــة قــد ي

نضــع هــذه الصــفات جانبــا، ونقصــر الاهتمــام على الواجبــات والمحرمات، التي من شأنها أن تدخل الإنسان إلى الجنة أو النار. وبذلك يتم تهميش الأخلاق، وتتعرض سعادة الفــرد والمجتمــع إلى الخطــر. هــذا في حين أن الكثــير من الصــفات اكتســابية، يحصــل

؛ وبعضــها(126)عليها الفرد بالتمرين والتكــرار أو التفكــير والاعتقــاد، ولا يتنافى مع اختيار وإرادة الإنسان، التي هي أحــد شــروط ذاتي التكليف؛ وذلك لأن تطهير النفس من الصفات القبيحــة أو تزيينهــانة أمــر واقــع تحت قــدرة واختيــار الإنســان، وإن بالصــفات الحســaسلب منه في ما يتعلق ببقاء هذه الصفة أو تعزيزهــا أو إرادته لم ت

خذ القرار في هذا الشأن .(127)إلغائها أو إضعافها، ويمكنه أن يت

محة والابتلاء العام بالصفات الرذيلة ــــــج ـ الشريعة الســة ـ يقوم الرأي لدى بعض على أن الصفات النفسية المرذولaبتلى بها عامة الناس، وقلما يــأمن شــخص من الابتلاء بهــا ـ حيث يــا لا يوافــق ــير النفس منه ــف بتطه ــا والتكلي فــإن المؤاخــذة عليهمحة، وإن اللطــف الإلهي ورحمتـه الواســعة هلة الســ الشريعة الس

دــ أن الالتفــات(128)تقتضي عدم الحديث عن التكاليف النفســية . بيــرأي؛ ــاكفأولاإلى نقطتين قد يؤدي إلى عدم تمامية هــذا ال : هن

حول الإبقاء«أهمية الأخلاق»الكثير من الروايات الواردة في باب على طهارة النفس من الرذائل، وقد تم التأكيد على هذا الجــانب

والنقطة الثانيةبشــكل أكــبر من الاهتمــام بالأحكــام الفقهيــة؛ بشأن تبويب مــراتب الرذائــل، والقــول بتشــكيكيتها؛ إذ توجــد بين الأفعال الأخلاقيــة والســلوكية بعض الأعمــال الــتي تحظى بأهميــة

، حيث يمكن العثور على صفات(129)أكبر، ولها تأثير أوسع وأشمل جوهريــة وجذريــة تقــع على قمــة الهــرم القيمي، وتكــون مصــدرا للصفات والسلوكيات الأخــرى. وقــد تم التعبــير في الروايــات عن

ــاهيم من هذه الصفات الخطيرة والمصيرية في قسم الرذائل بمفــل: ،(134)، وأســوأ(133)، وأبغض(132)، وأقبح(131)، وشــر(130)أدنى»قبي

،«(137) والهلاك(136)علامـــــــــة الشـــــــــقاء»، و«(135)وأذم الأخلاق جمــاع»، و«(141) ورأس الكفر(140) ودعــائم(139) وأصول(138)أركان»و

ــر ــات»، و(143)«أعظم الخطايا»، و(142)«الش ؛ حيث(145)«(144)المaهلك إن تعلق الأحكام التكليفية بها ليس غير بعيــد عن الرحمــة الإلهيــة فحسب، بل هي عين اللطــف الإلهي الخــاص في التنظيم العملي لنظام المصلحة. وكما سبق أن أشرنا فإن الخطور القلبي والميل الطبعي إلى هــذه الصــفات لا يقــع مــوردا للمؤاخــذة، إلا أنــه فيــار مرحلة القصد وعقد القلب على الفعل الذي لا يخرج عن الاختي

والإرادة قابل للمؤاخذة والتكليف. وعلى الرغم من أن أغلب الكتب الفقهية تخلــو من الخــوض في الصفات الأخلاقيــة من حيث بيــان الحكم الفقهي، إلا أن بعض الفقهاء لم يغفلوا عن هذا الأمر الهام، ودخلوا في بحثها على نحو

د ،(146)جـــزئي أو مســـتوف؛ كمـــا أفـــتى بعضـــهم بحرمـــة الحســـــؤمن(147)والعaجب aغض الم ــيخ(149)، والكبر(148)، وب ــد الش ــد عم . وق

ــة،«جهاد النفس»الحaر العاملي، في أبواب ــه الروائي من مجموعت إلى إضــافة حكم تكليفي في الكثــير من المــوارد حــول الصــفات

؛ كمــا(150)الأخلاقية بعد اختيار عنوان خاص بكــل من تلــك الأبــواب أفتى المقدس الأردبيلي بالحرمة في الكثير من الصفات الأخلاقية

.(151)المرذولة

ــــــد ـ الإباحة وظن الترخيص في الخلافرع، بعد حكمه بالإباحــة في يذهب الظن ببعضهم إلى أن الش الكثير من الأمور، وعدم بيان التكليف بوجوبهــا أو حرمتهــا، يخلــق منطقة فــراغ واســعة للنــاس، وإثــر الــترخيص وعــدم الإلــزام يتم

تجاهل الكثير من الأحكــام الأخلاقيــة من الناحيــة العمليــة، مــع أن هناك من الناحيـة الأخلاقيـة أمـرا ونهيـا في كـل مـورد من مــواردــن ــزام بالأحس ــات يتم الإل ــل، وحتى في الأولوي ــائل والرذائ الفضــدين؛ بالنسبة إلى الحسن، والقبيح بالقياس إلى الأقبح. كمــا أن ال من خلال وعده بالعفو والشفاعة والتشــجيع على التوبــة والثــوابــير من ــير وجــبران الكث ــاء التكف ــير على بعض الأعمــال وادع الكث

قط المهابـة عن القــبيح، ويجعــل(152)الأخطاء والقبــائح بـذلك aســ ، ينين متهاونين تجــاه رعايـة الأحكـام الأخلاقية . والإشــكال(153)المتدي

ل بتصــور الآخــر الــذي يمكن بيانــه من هــذه الزاويــة، والــذي يتمث ضـــعف الثقافـــة الأخلاقيـــة، هـــو أن بعضـــهم قـــد فهم من بعض النصوص الدينية أن التمسك والاعتقاد بالدين يستر القبيح، ويعمل على جبرانه؛ بحيث إنــه مــع وجــود الإيمــان لا يمكن لأي ســيئة أن

، أو يتم وعــد الشــيعة بــأن ولايــة الإمــام العــادل(154)تكون مضــرةوا الإمــام العــادل لن تتم حسنة لا تضــر معهــا ســيئة، وأنهم إذا تول

.(155)مساءلتهم على ما اقترفوا من سيئات ولكن يبــدو أن التوبــة والبشــارة بــالمغفرة لا يعــني تشــجيعرـاد منهــا عــدم aـ المذنب على ارتكاب المعاصــي والــذنوب، وإنمــا ي

. كمــا أن التوبـة الصــحيحة(156)إغلاق باب العــودة على المجــرمينــترن ــذنوب، وتق ــالرجوع الحقيقي عن ال ــون ب ــا تك ــوح إنم والنص بالإيمان والعمل الصالح والندم الصادق، وإلا فإن مجرد الاستغفار الشفهي والنـدم اللفظي لا يمكن عـده توبـة. وإن الغايـة الأصـلية من التوبة والوعد بالمغفرة والأجر تنطوي على هداية وتربيــة. إن الله سبحانه وتعالى يفتح صدره برحمتـه ولطفــه للجميـع، ويصــدرــهم، ــودوا إلى أنفس ــريطة أن يع ــو عنهم، ش فح والعف ــ ــرا بالص أمــوبتهم على المســتوى ــوا صــدق ت روا من ســلوكهم، وأن يثبت ويغي

العملي.

ــــــالنتيجةعب aتستمد الحضارة الإسلامية تعاليمهــا الدينيــة من ثلاث شــ ــار ــد أدى انحصـ ــه. وقـ ــد؛ والأخلاق؛ والفقـ ــة، وهي: العقائـ رئيســـال الاهتمام الرئيس في البين بالفقة؛ بوصفه علما رسميا في مجــرة ــة خارجــة عن دائ ــار الصــفات الأخلاقي ــدين من جهــة؛ واعتب ال التكليف وموضوع علم الفقه من جهة أخرى، إلى أن يكون واحــدا من الأسباب والعناصر الممهدة لاضــمحلال ثقافــة الأخلاق، وعــدمaريد لها الازدهــار جدوائية علم الفقه. ويبدو أن القيم الأخلاقية إذا أ في أحضــان الثقافــة، وأن تنتشــر في ربــوع الحضــارة الإســلامية الشيعية، فــإن من اللــوازم الجــادة والناجعــة والمصــيرية في هــذا الشأن العمل على رفع الغموض الجــوهري الكــامن في العلاقــات

العلمية القائمة بين هذين المجالين. وفي مسار تقســيم العلم، وإن ارتبــط الاعتقــاد بعلم الكلام، والعمل بعلم الفقه، والصفة بعلم الأخلاق، وتم فصل كل من هذهـدـ أن هــذه العلــوم الثلاثــة ة بــه، بي المجــالات ضــمن دائــرة خاصــــد أجــزاء aع ــدين، وت ــة لل ممتزجــة ببعضــها في المنظومــة المعرفي لمجموعــة واحــدة من العلــوم المتجانســة والمتجــاورة في إطــار العمل على صلاح وإصلاح البشر، ولا توجد بينها أي حدود من هذه الناحيـــة. ويبـــدو أن التفقه الحقيقي واللازم يجب أن يقـــوم على أساس ملاحظة هذا الامتزاج والارتباط الوثيق بين هــذه المفــاهيم

الثلاثة.

الهوامش

الإنشاءات الطلبيةوكيفية فهم القضايا الأخلاقية في القرآن

*(*()الشيخ حسن سراج زاده

ترجمة: حسن علي مطر

ــــــالمقدمة إن القضايا الأخلاقية في القرآن، طبقــا لأحــد التعــاريف، هي القضايا المؤلفة من موضـوع ومحمـول، وموضـوعها هـو الإنســانن وأبعاده الوجودية، ومحمولها هو المفــاهيم الأخلاقيــة من: الحســ

م، والصواب والخطأ، والوظيفة .(157)والقبيح، والواجب والمحرن إن الجزء الأهم من القضية الأخلاقية هو محمولها، الذي يبي المفاهيم الأخلاقية. وكلما ورد استعمال واحــد من هــذه المفــاهيم في محمول قضية ما كــانت القضــية الأخلاقيــة قابلــة للتشــخيص. يمكن لنا أن نســتفيد من الإنشــاءات الطلبيــة المفــاهيم والأحكــام

، ونســـتفيد في بعض الأحيـــان«الوجـــوب والحرمة»الأخلاقيـــة «الحسن والقبيح» ــان صــريحا أيضا. إن الإنشاء الطلبي ـ سواء أك

أم غير صريح، وسواء أكان إلزاميا أم غــير إلــزامي ـــ إن دل على أحــد المفــاهيم الأخلاقيــة دلالــة معتــبرة يمكن الاســتعانة بــه لفهم

القضية الأخلاقية. نشاهد القضايا الأخلاقية في القــرآن الكــريم تــارة في إطــار

عضو الهيئة العلمية ومدير مجموعة الأخلاق في مركز)*(*(الدراسات الإسلامية في إصفهان.

ــات إلى الكلام الإنشائي؛ وتارة على شكل الكلام الخبري. وبالالتف كثرة استعمال الإنشــاءات في القــرآن الكــريم، وبيــان الكثــير من القضايا الأخلاقيــة في هــذا الإطــار، من الضــروري تقــييم مختلــف أشــكال اســتعمال الإنشــاء، من خلال بيــان وتوضــيح الإنشــاءات؛ ليتضــح بواســطة أي من أقســام الإنشــاء يمكن اكتشــاف القضــايا الأخلاقية في القرآن. وبعبارة أخــرى: نريــد أن نعلم أي قســم منــدل على ــا ي ــدل على الوجــوب والحرمــة، وأيه أقســام الإنشــاء يــك على الحسن والقبيح أو سائر المفاهيم الأخلاقية؛ لنعمل بعد ذل تشخيص القضية الأخلاقيــة. وبهــذه الطريقــة ســوف نتعــرف على أحد أساليب التعريف بالرؤية الأخلاقية للقــرآن الكــريم، ونســتفيد

من إرشاداته وهداياته في بناء الإنسان.ــامه ـ وفي ما يلي سوف نعمل ـ ضمن تعريف الإنشاء وأقس على بيــان نمــاذج من الآيــات الــتي ورد فيهــا اســتعمال أنــواع منــواجب ن مفاهيم الحسن والقبيح، وال الإنشاءات الطلبية، والتي تبي

والحرام، وتساعدنا على معرفة القضايا الأخلاقية.

ــــــالكلام الخبري والإنشائي من الضروري أن يشتمل الكلام على وجود نسبة تامـة يصـح الســكوت عليهــا. فكلمــا كــانت هنــاك ـــ بغض النظــر عن التكلم ـ واقعيــة للنســبة القائمــة في الجملــة، بحيث تتطــابق معهــا نســبةرــا، حيث يقبــل الاتصــاف aســمى خب الكلام أم لا، فـإن هــذا الكلام ي

وم *﴿بالصدق والكذب بذاته، من قبيل: قوله تعــالى: غلبت الــريغلبون )الــروم:﴾في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم ســ

(؛ وأمــا إذا لم تكن للنســبة الموجــودة في الجملــة واقعيــة ـ3 ـ 2ــذا الكلام aســمى ه ــة ي ــ ففي هــذه الحال بغض النظــر عن التكلم ـ إنشاء، حيث لا يقبل الاتصاف بالصــدق والكــذب، من قبيــل: قولــه

(، حيث لا شــيء بغض42 )الــروم: ﴾سيروا في الأرض﴿تعالى: ل معناهــا بمجــرد القــول: سيروا﴿النظر عن اللفظ، وإنما يتحصــ

. وحيث إن محــور هــذه المقالــة هــو الإنشــاءات(158)﴾في الأرضر على بحث aقتصــ الطلبية لا يتم البحث في الكلام الخبري، وإنمــا ي

الكلام الإنشائي وأقسامه فقط.

ــــــأقسام الإنشاء إن الكلام الإنشائي أو الإنشاء على قســمين، وهمــا: الإنشــاء

الطلبي؛ والإنشاء غير الطلبي. وفي الإنشاء الطلبي يعمــد المتكلم إلى المطالبــة بمطلــوب

»غير حاصل وقت الطلب، مثل: قوله: .«اضرب زيدا وفي الإنشــاء غــير الطلــبي يكــون الكلام إنشــائيا، ولا يقبــل الاتصاف بالصدق والكذب، إلا أن المتكلم لا يطالب بمطلوب، من

.) aقبيل: صيغة البيع )بعت وفي التقسيم المشــهور ينقســم الإنشــاء الطلــبي ـــ بطبيعــةــتفهام، ــل: الأمــر، والنهي، والاس ــ إلى أقســام، من قبي الحــال ـ

والتمني، والنداء )الدعاء(. والإنشاء غير الطلبي ينقسـم بـدوره إلى أقســام، من قبيـل:

أفعال المدح والذم، والتعجب، والقسم، والرجاء، وصيغ العقود. وفي تقسيم آخر ينقسم الإنشاء الطلبي إلى قسمين، وهما:ــدل الطلب المحض؛ والطلب غير المحض. وفي الطلب المحض يــدعاء. وفي اللفظ على الطلب صراحة، ويشمل الأمــر والنهي والــمل: aفهم الطلب من فحـــوى الكلام، ويشـ ــير المحض ي الطلب غـ

.(159)الاستفهام، والتمني، والرجاء، والعرض، والحض وفي ما يلي نقتصر في البحث عن خصوص أقســام الإنشــاء

الطلبي فقط.

ــــــأقسام الإنشاء الطلبيــبي في تقســيم مشــهور إلى خمســة ينقســم الإنشــاء الطل أقسام، وهي: الأمر، والنهي، والاستفهام، والتمني، والنداء؛ وذلــك لأنه تم في تقسيم التعبيرa عن العــرض والتحضــيض بوصــفهما منــذا القســم أيضــا؛ ــا به ــير المحض(، وألحقوهم أقســام الطلب )غ وبــذلك ســوف نبحث في المجمــوع ســبعة أنــواع من الإنشــاء الطلبي. وهذه الأقسام عبــارة عن: الأمــر )طلب الفعــل(؛ والنهي )طلب الـــترك أو الامتنـــاع(؛ والاســـتفهام )طلب الفهم(؛ والتمني

ــوب( ــيء المحب ــال(160))طلب الش ــات وإقب ــداء )طلب التف ؛ والن المخاطب(؛ وكذلك العرض )طلب القيــام بشــيء أو تركــه برفــق ولين(؛ والتحضيض )الطلب الشــديد بفعــل شــيء أو تركــه(. فــإذا أمكن فهم أمر أخلاقي من كل من هذه الأقسام، ودل على حaسن

وقaبح، أو وجوب وحرمة، كان داخلا في موضع البحث.وفي ما يلي نوضح كل واحد من هذه الموارد:

الأمر ــــــ يشمل الأمر بالصيغة والأمر بالمادة، والأمر الصــريح«الأمر»

ــا من أقســام وغــير الصــريح، والأمــر المولــوي والإرشــادي. وكله طلب القيام بالفعل الصادر»الإنشاء الطلبي. إن الأمر عبارة عن:

ــالي«من العالي إلى الداني ــداني إلى الع . فإذا كان الطلب من الــان ــاوي كـ ــاوي إلى المسـ ــان من المسـ ــاء، وإذا كـ مي دعـ aــ سـ

« .«التماساوالأمر على أربع صيغ، وهي:

(.17 )ص: ﴾اصبر على ما يقولون﴿: ـ فعل الأمر1وا﴿: ـ الفعل المضــارع المقــرون بلام الأمر2 وليعفــ

(.22 )النور: ﴾وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكمــوا عليكم﴿: ـــ اســم فعــل الأمر3 ا الذين آمن ــا أيهــ ي

كم ــدة: ﴾أنفســ ــوا»، أي: «عليكم الصــدق»(، أو 105 )المائ الزم.«الصدقــل الأمر4 ــائب عن فع ــدر الن ــ المص إذا لقيتم﴿: ـ ــ ف

اب قــ رب الر صــبرا على»(، أو 4 )محمــد: ﴾الذين كفروا فضــ.(161)«اصبروا على المكاره»، أي: «المكاره

إن المعــنى الأصــلي للأمــر هـو طلب الفعـل من المخــاطب، على نحو الاستعلاء )طلب العلو(، مقرونا بالإلزام. إلا أن الأمر في الكثــير من المــوارد؛ بــالنظر إلى ســياق الكلام واقتضــاء المقــام،

aراد منه معان أخرى، من قبيل: يخرج عن معناه الأصلي، وي رب أوزعني أن﴿: الطلب من الداني إلى العــالي: الدعاء

(.15؛ الأحقاف: 19 )النمل: ﴾أشكر نعمتكــة،الالتماس : الطلب من المساوي إلى المساوي في الرتب

ها الأخ»كأن تقول لمن يساويك في المرتبة: .«أعطني القلم أيــاد : الطلب من دون تكليــف وإلــزام. والغايــة منــهالإرش

مى﴿النصــيحة والإرشــاد: ــدين إلى أجــل مســ ــداينتم ب إذا ت(.282 )البقرة: ﴾فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل

(.46 )الحجر: ﴾ادخلوها بسلام آمنين﴿: التكريما رزقكم الله﴿: الامتنان (.114 )النحل: ﴾فكلوا مم : حيث يتوهم المخاطب الحظر، فــيرد الأمــر للدلالــةالإباحة

وكلوا واشربوا حتى﴿على الإذن والترخيص، وإن أمكن الترك: ر ــ ﴾يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفج

(.187)البقرة: aستعمل في مورد غير العاقل؛ كقول الشاعر:التمني : ي

ها الليلa الطويلa ألا بصبح وما الإصباحa منك ألا أي

بأمثلانجلي

(.99 )الأنعام: ﴾انظروا إلى ثمره إذا أثمر﴿: الاعتبارaقال لمن يطرق الباب: الإذن .«ادخل»: ي

ــرين لا يســتطيعالتخيير : عندما يتم تخيير المخاطب بين أم.«تزوج هندا أو أختها»الجمع بينهما: ــال﴿: التعجب ربوا لــك الأمث )الإســراء:﴾انظر كيف ضــ

(.9؛ الفرقان: 48ئين﴿: التســـخير ــردة خاســـ ــرة: ﴾كونـــوا قـ ؛65 )البقـ

(.166الأعراف: ــار بهيئــة الإنشــاء: الإخبار وقلنــا من بعــده لبني﴿: الإخب

ــا بكم رة جئن إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخــــل: قــول رســول الله104 )الإســراء: ﴾لفيفــا من»: |(؛ ومن قبي

ــار ــده من الن ــوأ مقع ــذب علي متعمدا فليتب ــراد: «ك ــوأ»، الم يتب.«مقعده

ــا﴿: الطلب المشتمل على وعيد وتهديد: التهديد اعملوا م(.40 )فصلت: ﴾شئتم إنه بما تعملون بصير

: الطلب من المخاطب أن يأتي بما يســتحيل عليــه؛التعجيز )البقرة:﴾فأتوا بسورة من مثله﴿لغرض إثبات عجزه وضعفه:

.«أولئك آبائي فجئني بمثلهم»؛ وقول الشاعر: (162)(23واء عليكم﴿: التســوية بروا ســ بروا أو لا تصــ ﴾فاصــ

(.16)الطور: ﴿: الإهانة والتحقير ــراء:﴾كونوا حجارة أو حديدا )الإسـ

50.) ومن بين المعاني المختلفة التي ذaكرت لصيغة الأمر لا يدخل في بحثنا ســوى المعــنى الأصــلي، وبعض المعــاني الفرعيــة الــتي

يمكن لنا أن نستفيد منها مفهوما أخلاقيا. وعلى هذا الأساس فــإن مفاهيم: الالتماس والإذن والتخيــير والامتنــان والإخبــار والتســوية؛ن والقــبيح حيث لا تنطــوي على دلالــة على معــنى أخلاقي )الحســ والواجب والحرام( لا تكون داخلة في محــل بحثنــا. وفي المقابــلــه، ن الشــيء المطــالب ب ــدعاء حaســ يمكن أن نفهم من معــنى ال شريطة أن يكــون ذلــك الــدعاء قــد ورد في القــرآن الكــريم علىـرـد الــردع والمنــع عنــه. كمــا يمكن ـةـ، أو لم ي لسان شخصية قيمي الكشف من معنى الإرشاد والإكرام والتمني لزوم أو حaسن الفعل أو الشــخص، أو من معــنى التعجب والتســخير والتهديــد والتعجــيز

والتحقير لزوم الترك )الحرمة( أو قبح الفعل أو الشخص.ــوب ــنى الوج ــتفيد مع ــر يمكن أن نس ــيغة الأم ــير ص وفي غ

ــالى: ــه تع ــا في قول قل إني﴿والوظيفة من مادة الأمر أيضا، كمــون أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين * وأمرت لأن أك

لمين (. يمكن أن نفهم من مــادة12 ـ 11 )الزمــر: ﴾أول المســ الأمر الوارد في هذه الآية أن النبي في ارتباطه مــع اللــه يجب أن يأتي بالعبادة الخالصــة، وأن يكــون أول المستســلمين لإرادة اللــه

إن اللـه يـأمر﴿ســبحانه وتعــالى؛ أو كمــا ورد في قولــه تعــالى: (.90 )النحل: ﴾بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى...

ــا أن نســتفيد ــه يمكن لن ــر ومادت وبالإضــافة إلى صــيغة الأم مفهوم الوجوب والإلزام من مفــردات أخــرى تفيــد معــنى الطلب

»، و«كتب على»مما ورد في القرآن الكريم أيضا، من قبيل: ــا حق شرع»، و«قضى»، و«أوصى»، و«وصى»، و«حقيق على»، و«علي ، وغير ذلك«أوحى»، و«فتوى»، و«أخذ ميثاق»، و«فرض»، و«لكم

من المفردات الأخرى، كما في قوله تعالى: ى أن﴿ـ ــ ــره لكم وعس ــو ك ــال وه كتب عليكم القت

(.216 )البقرة: ﴾تكرهوا شيئا وهو خير لكم

﴿ـ اــة مــا دمت حيــا ك لاة والز )مــريم:﴾وأوصاني بالصــ31.)

aفهم من كلمــة aتب عليكم»وي وجــوب الزكــاة«أوصــاني» و«كوالصلاة. وهكذا الأمر بالنسبة إلى قوله تعالى:

ــق﴿ـ الحـ ــه إلا ــول على اللـ ــق على أن لا أقـ ﴾حقيـ(.105)الأعراف:

ا على المتقين﴿ـ ﴾وللمطلقات متاع بــالمعروف حقــ تعـــني«حـــق على»(. طبقـــا للـــرأي القائـــل: إن 241)البقـــرة:

.(163)«واجب»وكذلك الأمر بالنسبة إلى الآيات التالية:

ــاب لتبيننه﴿ـ ــوا الكت ــاق الذين أوت ذ اللــه ميث وإذ أخــ(.187 )آل عمران: ﴾للناس ولا تكتمونه...

(.2 )التحريم: ﴾قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم﴿ـ اكين والعــاملين﴿ـ راء والمســ دقات للفقــ إنمــا الصــ

اب والغــارمين وفي قــ عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الربيل فريضة من الله... (.60 )التوبة: ﴾سبيل الله وابن الس

ــه نوحــا والذي﴿ـ ى ب رع لكم من الــدين مــا وصــ شــى أن ــ ينا به إبراهيم وموسى وعيس أوحينا إليك وما وصركين مــا ــر على المشــ قوا فيه كب أقيموا الدين ولا تتفر

(.13 )الشورى: ﴾تدعوهم إليه... إياه وبالوالـــدين﴿ـ ى ربك أن لا تعبـــدوا إلا وقضـــ

(.23 )الإسراء: ﴾إحساناينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم﴿ـ ولقد وص

(.131 )النساء: ﴾أن اتقوا الله...ــات﴿ـ معتم آي ل عليكم في الكتاب أن إذا ســ وقد نز

ــدوا معهم حتى ا فلا تقع تهزأ بهــ ــ ا ويس ر بهــ ــه يكفــ الل

ــره إنكم إذا مثلهم... ديث غي ــ وا في ح ــ )النســـاء:﴾يخوض140.)

ــه يفتيكم﴿ـ ــ ــل الل ــ اء ق ــ ــ تفتونك في النس ــ ــ ويسط(164)فيهن ــ ــامى بالقس ــوا لليت )النســـاء:﴾... وأن تقوم127.)

ــاء﴿ـ لاة وإيت وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصكاة وكانوا لنا عابدين (.73 )الأنبياء: ﴾الز

النهي ــــــ هــو مطالبــة المخــاطب بــترك«النهي»إن المعنى الأصلي لـ

ــخص شيء، على نحو الاستعلاء، المقرون بالإلزام؛ بمعنى أن الش الذي يحتل مرتبــة عليــا يطلب من الشــخص الــذي يحتــل المرتبــة

. وأما«لا تشرب الخمر»الدنيا أن يترك شيئا ما، من قبيل: قولك: ف النهي بمعناه المطابقي، دون معناه الالــتزامي، إذا أردنا أن نعر

؛«إن النهي يعــني الــردع والمنــع من الفعل»فالأصــح هــو القــول: ــل ــع وردع الأدنى عن فع ــخص الأعلى بمن ــوم الش ــنى أن يق بمع

يحــرم» يكون النهي بمعــنى «لا تشرب الخمر»شيء. ففي قولنا: ، في حين أنــه على المفهــوم الســابق كــان«عليــك شــرب الخمر

.«يجب عليك عدم شرب الخمر»يعني وعلى أي حال فإن النهي يشتمل على ثلاث صيغ، وهي:

النهي«لام»ـ صيغة الفعل المضارع المقــرون بـ 1ــالى: الجازم ــه تع ﴿، كما في قول ﴾ولا تمش في الأرض مرحا

(.18؛ لقمان: 37)الإسراء: إياك»، من قبيل: قولك: ـ أسلوب التحذير والاستبعاد2

.«أن تكذب ـ الجملة الخبرية التي يقصد بهــا الإنشــاء والنهي3

ــالى: «النهي»)إنشــاء ــه تع ــا في قول ــبر(، كم ــل﴿ بصــيغة الخ ويفين .(165)(1 )المطففين: ﴾للمطف

aريد وفي الكثير من الموارد خرج النهي عن معناه الأصلي، وأبه معان أخرى، من قبيل: المعاني التالية:

)البقــرة:﴾ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا﴿: الدعاء286.)

ــا الأخ لا»: كــأن تقــول لمن هــو في مرتبتــك: الالتماس أيه.«تتوان في عملك

ياء إن تبـد لكم﴿: الإرشاد والهداية لا تسألوا عن أشـــه علم﴿(؛ و101 )المائدة: ﴾تسؤكم ــك ب ﴾ولا تقف ما ليس ل

(.36)الإسراء: يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما﴿: التيئيس

(.7 )التحريم: ﴾تجزون ما كنتم تعملون.«يا ليلة الأنس لا تنقضي»: التمني لا تمتثل أمري، ثم انظر ما»: عندما تقول لخادمك: التهديد

.«يقع عليك﴿: التحقير لا تمدن عينيــك إلى مــا متعنــا بــه أزواجــا

(.131؛ طه: 88 )الحجر: ﴾منهمــل وتكتمــوا الحــق﴿: التوبيخ ولا تلبسوا الحق بالباط

(.42 )البقرة: ﴾وأنتم تعلمون إن ما لا يدل من المفاهيم السابقة على المعــاني الأخلاقيــة، مثل: الالتماس والتيــئيس، لا يــدخل في محــل بحثنــا، إلا أن ســائر المعاني الأخرى، من قبيل: الإرشاد والتهديد والتحقــير، ممــا يــدل على الردع والنهي والتحريم والأمر بالترك يدخل في موضع بحثنا.aستفاد من الآية الأخيرة أن الذي ومن ذلك ـ على سبيل المثال ـ: ي يلبس الحق بالباطل، ويعمل على كتمانه، يكــون قــد اقــترف عملا

قبيحا، ويجب عليه أن لا يرتكب مثل هذا العمل؛ وذلك لأن الله قدردع عنه بشدة.

وبالإضـــافة إلى صـــيغة النهي، يمكن اكتشـــاف المفـــاهيم السلبية من مادة النهي وكل ما يفيد معــنى النهي والمنــع والــترك

ــل: ،«أعــرض»، و«اجتنب»، و«لا يحــل»، و«حــرم»أيضــا، من قبي ، ومــا إلى ذلــك من المفــردات الأخــرى، كمــا في قولــه«احــذر»و

ــالى: ــدعون من دون﴿تع ــد الذين ت قــل إني نهيت أن أعبــادة النهي في66؛ غافر: 56 )الأنعام: ﴾الله aستفاد من م (؛ حيث ي

aهي عن عبــادة الأصــنام، وعليــه أن|هذه الآية أن النبي الأكرم قد ن إن﴿يجتنب عن عبادتها. وهكــذا الأمــر بالنســبة إلى قولــه تعــالى:

ربى وينهى ان وإيتــاء ذي القــ الله يأمر بالعــدل والإحســــذكرون ــر والبغي يعظكم لعلكم ت اء والمنك ﴾عن الفحشــ

(.90)النحل: وهكذا الآيات التالية:

ا ومــا﴿ـ ر منهــ م ربي الفواحش مـا ظهــ قل إنما حر بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مــا لملطانا وأن تقولــوا على اللــه مــا لا تعلمــون ل به ســ ﴾ينز

aفهم من كلمة 33)الأعراف: النهي ولزوم الــترك«حرم»(؛ حيث يفي ما يتعلق بالأفعال القبيحة والمعاصي والظلم وما إلى ذلك.

اء﴿ـ يا أيها الذين آمنـوا لا يحـل لكم أن ترثـوا النســ(.19 )النساء: ﴾كرها...

ور﴿ـ (.30 )الحج: ﴾واجتنبوا قول الزأعرض﴿ـ ــ ــا فـ ون في آياتنـ ــ وإذا رأيت الذين يخوضـ

(.68 )الأنعام: ﴾عنهم حتى يخوضوا في حديث غيرها الذين آمنـــوا إن من أزواجكم وأولادكم﴿ـ يـــا أيهـــ

(.14 )التغابن: ﴾عدوا لكم فاحذروهم

وفي الآيات الثلاثة الأخيرة تم النهي عن العمل بصيغة وهيئةaفهم منها النهي عن الفعل ـ الــذي هــو المعــنى الأمر، ولكن حيث ي

الأصلي ـ أيضا فقد ذaكرت ضمن مصاديق النهي أيضا.aســتفاد مفهــوم النهي والحرمــة من القضــايا الإخباريــة كمــا ي

،«إنشــاء )النهي( بصــيغة الإخبــار»أيضا، وهو ما يتم التعبير عنه بـ ركة﴿من قبيل: قوله تعالى: ــة أو مشــ اني لا ينكح إلا زاني الز

م ذلــك على ر رك وحـ ا إلا زان أو مشــ انيـة لا ينكحهــ والز.(166)(3 )النور: ﴾المؤمنين

ــــــالاستفهام الاستفهام طلب معرفة شيء لم يكن معروفــا )طلب الفهم

، سواء أكان غير المعلــوم اســمه أو(167)أو طلب العلم بالمجهول(حقيقته أو عدده أو الصفة الملحقة به.

وفي معـــرض طلب معرفـــة شـــيء يتم اســـتعمال أســـماءوحروف الاستفهام.

ــاذا(، ــا )من ذا، وم ــارة عن: من، وم ــماء الاســتفهام عب وأس ومتى، وأيان، وكيف، وأين، وأنى، وكم، وأي. وحــروف الاســتفهام

عبارة عن: الهمزة )أ(، وهل. إن جميع أدوات الاستفهام، باســتثناء الهمــزة )أ( وهــل، إنمــا هي لطلب التصــور )إدراك المفــرد(؛ وأمــا كلمــة هــل فهي لطلب التصديق )إدراك النســبة(؛ وإمــا الهمــزة ـــ الــتي هي أصــل أدوات

.(168)الاستفهام ـ فهي لطلب التصور والتصديق معا ]غالبــا[، كمــا(169) للاســتفهام عن العاقل«من»وتســتعمل

للاســتفهام عن غـير العاقـل ]غالبـا[ )السـؤال عن«ما»تســتعمل ــاقلا أو حقيقة الشيء أو صفة الشيء(، سواء أكان ذلك الشيء ع

.(170)غير عاقل

اــن» و«متى»وقد تم وضع للدلالــة على الزمــان، مــع(171)«أي تستعمل للدلالة على الماضي والمســتقبل؛«متى»فارق، وهو أن

فلا تأتي إلا للسؤال عن المستقبل، وهي تفيــد معــنى«أيان»وأما ــالى: أل أيان﴿التهويل )الخوف( والتضخيم، كما في قوله تع يســ

(.6 )القيامة: ﴾يوم القيامةaستعمل فكيف إذا جئنــا من كــل﴿ لبيان الحال: «كيف»وت

ة بشهيد (.41 )النساء: ﴾أم aــا الأصــلي ـ«كيف»كما ترد في بعض الأحيان في غير معناه

ــ، حيث تســتعمل بمعــنى ــة الشــيء ـ الــذي هــو الســؤال عن حالرون باللــه وكنتم﴿التعجب، كمــا في قولــه تعــالى: كيف تكفــ

ــه ترجعــون ﴾أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليـرـدa في بعض الأحيــان بمعــنى التــوبيخ، كمــا في28)البقــرة: (. وت

ــه﴿قوله تعالى: وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات اللــان101 )آل عمران: ﴾وفيكم رسوله (. وتشتمل في بعض الأحي

ــالى: وكيف أخــاف﴿على معنى النفي والإنكار، كما في قوله تع (؛81 )الأنعام: ﴾ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله

.(172)«كيف أفعل مثل هذا الفعل السيئ؟!»أو ــان«أين»و ــيين المكـ ــالى: (173) لتعـ ــال تعـ تبقوا﴿، قـ فاســ

(.148 )البقرة: ﴾الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إذا كــانت اســتفهامية فتكــون على عــدة معــان؛«أنى»وأمــا

ــالى: «كيف»فتارة تردa بمعنى ــه تع ــا في قول أو كالذي مر﴿، كمال أنى يحيي ها قــ ــة على عروشــ ــة وهي خاوي على قري

ا... ـرـدa 259 )البقــرة: ﴾هذه الله بعــد موتهــ «أنى»(؛ وت ــا أحيانــالى: «أين»بمعنى ا زكريا﴿، كما في قوله تع ل عليهــ كلما دخــ

ال يــا مــريم أنى لــك هــذا المحراب وجد عندها رزقــا قــالت هــو من عنــد اللــه... 37 )آل عمــران: ﴾قــ ـرـدa أحيانــا (؛ وت

رني أنى شئت»، كما في قولك: «متى»بمعنى a(174)«ز. قــال﴿، كما في قوله تعالى: (175) لتعيين العدد المaبهم«كم»و

﴾قائل منهم كم لبثتم قــالوا لبثنــا يومــا أو بعض يــوم(.19)الكهف:

ــد من«أي»و aسأل بها عن العاقل وغير العاقل؛ ولتمييز واح ي شيئين يشتركان في أمر عام، وغالبا ما تأتي مضافة ومaعربة، كما

ــالى: ــه تعـ روا للذين آمنـــوا أي﴿في قولـ ال الذين كفـــ قـــ ن نــديا (؛ أو قولــه73 )مــريم: ﴾الفريقين خير مقاما وأحســ

ــون﴿تعـــالى: ــده يؤمن ديث بع ــ ــأي ح ؛185 )الأعـــراف: ﴾فبaضــيفت 50المرســلات: ــو أ إلى الزمــان أو المكــان أو«أي»(. ول

ــنى ــا مع ــل ســيكون له ــير العاق ــل أو غ ــدد أو العاق ــال أو الع الح.(176)المضاف إليه

ــاه الأصــلي وفي الكثير من الموارد يخرج الاستفهام عن معن )السؤال عن الشيء من أجــل معرفتــه(. فعلى الــرغم من وجــودرـاد من aـ العلم بالشيء، وبالالتفــات إلى ســياق الكلام والقــرائن، ي

الاستفهام أغراض ومعان أخرى، من قبيل: المعاني التالية: (، بمعـــنى:91 )المائـــدة: ﴾فهــل أنتم منتهــون﴿: الأمر

.«انتهوا»وه﴿: النهي ــة:﴾أتخشونهم فالله أحــق أن تخشــ )التوب

.«لا تخشوهم، فالله أحق أن تخشوه»(، بمعنى: 13ــذرهم لا﴿: التسوية ــذرتهم أم لم تن واء عليهم أأن ســ

(.6 )البقرة: ﴾يؤمنونان﴿: النفي الإحســ ان إلا ــرحمن:﴾هل جزاء الإحســ )ال

.«ما جزاء الإحسان إلا الإحسان»(، بمعنى: 60.(177)(40 )الأنعام: ﴾أغير الله تدعون﴿: الإنكار

ــجيع ارة تنجيكم﴿: الحض والتش ــ ــل أدلكم على تج ه

(.10 )الصف: ﴾من عذاب أليم (،17 )طــه: ﴾وما تلك بيمينك يا موسى﴿: الاستئناسـ

(.40 )التوبة: ﴾لا تحزن إن الله معنا﴿و(.1 )الانشراح: ﴾ألم نشرح لك صدرك﴿: التقرير

ــل والتخويف ــا﴿: التهويـ ة * ومـ ــا الحاق ة * مـ الحاقة (.3 ـ 1 )الحاقة: ﴾أدراك ما الحاقول﴿: الاســتبعاد اءهم رســ أنى لهم الــذكرى وقــد جــ

(.13 )الدخان: ﴾مبين بإذنه﴿: التعظيم )البقرة:﴾من ذا الذي يشفع عنده إلا

255.).«أهذا الذي مدحته كثيرا؟»: التحقيري﴿: التعجب ــل الطعــام ويمشــ سول يأك مال هذا الر

(.7 )الفرقان: ﴾في الأسواق قالوا يا شعيب أصلاتك تــأمرك﴿: التهكم والاستهزاء(.87 )هود: ﴾أن نترك ما يعبد آباؤنا

(.6 )الفجر: ﴾ألم تر كيف فعل ربك بعاد﴿: الوعيد ألم يأن﴿(؛ و214 )البقرة: ﴾متى نصر الله﴿: الاستبطاء

(.16 )الحديد: ﴾للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللهتبدلون الذي هـــو أدنى﴿: التنبيـــه إلى الخطأ أتســـ

(.61 )البقرة: ﴾بالذي هو خيرم أو تهــدي﴿: التنبيه إلى الباطل مع الصــ أفأنت تســ

(.40 )الزخرف: ﴾العمي(.26 )التكوير: ﴾فأين تذهبون﴿: التنبيه إلى الضلال

ر : من قبيل: قول شمس الدين الكوفي:التحس ما للمنازل أصبحت لا

aها أهلaها جيراني أهلي ولا جيران

: من قبيل: قول أبي العلاء المعري:التكثيرحب فأين القبورa من عهدهذي قبورنا تملأ الر

عاد؟

: وهــو طلب الشــيء برفــق ولين، من قبيــل: قــولالعرضبعضهم:

ألا تقول لمن لا زال منتظرا

منك الجواب كلاما يبعثالأملا

: وهــو طلب الشــيء بعنــف وشــدة، من قبيــل:التحضــيض.(178)«ألا تواظب على الحضور إلى المدرسة؟!»قولك:

إن الاستفهام بمعناه الأصلي لا يدل على أي معنى أو مفهوم أخلاقي، وأما المعاني الأخرى للاستفهام، من قبيل: المـوارد الـتي تســتعمل فيهــا أداة الاســتفهام بمعــنى الأمــر والتشــجيع والعــرضــل ــوبيخي والتهوي ــار الت ــالي والإنك ــار الإبط والنهي والنفي والإنك والاستبعاد والتحقــير والتعجب والوعيــد والاســتبطاء والتنبيــه علىر الخطــأ والتنبيــه على الباطــل والتنبيــه على الضــلال والتحســــدال على ــزامي ال aســتفاد منهــا المفهــوم الإل والتحضــيض؛ حيث ين والقaبح، فيمكن الوجــوب أو الحرمــة والمفهــوم الأخلاقي للحaســ الاستعانة بهــا في اكتشــاف القضــايا الأخلاقيــة. ومن ذلــك ـــ علىaســتفاد من همــزة الاســتفهام الــوارد في الآيــة ســبيل المثــال ـــ: ي التالية توبيخ الله لأولئــك الــذين يــدعون النــاس إلى أفعــال الخــير وينسون أنفسهم، وكذلك نستفيد منها تقريع أولئك المفتقرين إلى

ــالبر﴿التفكـــير القـــويم؛ إذ يقـــول تعـــالى: ــأمرون الناس ب أتكم ون أنفســ aســتفاد من الشــطر44 )البقــرة: ﴾وتنســ (؛ حيث ي

ما العــالم( يجب عليــه إذا لم الأول من الآيــة أن الإنســان )ولا ســي يكن عاملا بالبر أن لا يدعو الآخرين إلى العمل به، كمــا يتضــح من الشطر الأخير منهــا؛ حيث يشــجب عــدم التعقل، أن عــدم التعقل

أمر قـبيح، ويجب أن لا يتصـف الفــرد السـليم بهـذه الصـفة. وفيــالى: ــه تع ــا في قول ــالي، كم ــار الإبط ــتفهام الإنك ب﴿اس أيحســ

ــة أن36 )القيامــة: ﴾الإنسان أن يترك سدى ن هــذه الآي ــبي (، تaرك دون هدف أو غايــة إنمــا يــذهب في ذلــك الذي يتصور أنه قد تaعد المعــرفي يجب على الإنســان إلى تصور خاطئ، ومن ناحية الب

أن لا يذهب إلى مثل هذا التوهم والتصور المجانب للصواب.

التمني ــــــ التمني هو طلب شيء محبوب، دون أن يكون هناك أمل فيaتوقع حصوله أيضــا؛ وذلــك لأنــه إمــا مســتحيل الحصول عليه، ولا ي التحقق وغير ممكن، والإنســان بطبيعتــه يتعلق بالمحــال ويطلبــه،

ــل: قــول الشــاعر: »من قبي ــا ؛ أو أن«ألا ليت الشــباب يعــود يوم وقوعــه قــد يكــون ممكنــا، ولكنــه مaســتبعد جــدا وصــعب المنــال

يا ليت﴿: ×والتحقق، كما في قوله تعالى، حكاية عن قوم موسى(.79 )القصص: ﴾لنا مثل ما أوتي قارون

، ولكن قــد يتم«ليت»والكلمــة الأصــلية لبيــان التمني هي ،«لعــل»، و«لو»، و«هل»إظهار التمني بألفاظ أخــرى، من قبيــل:

»و ، كما في قوله تعالى: (179)«ألا»، و«هلا(.53 )الأعراف: ﴾هل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا﴿ـ ة فنكـون من المـؤمنين﴿ـ )الشــعراء:﴾فلو أن لنا كـر

106)(180).ــأزورك»وكمــا في قــولهم: ، أو كمــا في قــول«لعلي أحج ف

الشاعر: ألا عمر لي مستطاع

رجوعه فيرأب ما أثأت يد

(181)الغفلات

ــل شــخص متعــال فإنـه يـدل على aفيــد من قب إن التمني إذا أ

اــه. كمــا أن أداة التمني إذا أخلاقية وحaسن ذلك الشــيء الــذي تمنaعملت في معنى الحســرة والنــدم فإنهــا تــدل على بطلان(182)است

رة الشــخص، وصــوابية الشــيء ـدـم وحســ الشيء الذي أدى إلى نaســتفاد من اــه. ومن ذلــك ـــ على ســبيل المثــال ـــ: ي يــا»الذي تمن

ــه﴿ في قولــه تعــالى: «ليتــني ــوم يعض الظالم على يدي ويبيلا سول ســ (27 )الفرقــان: ﴾يقول يا ليتني اتخذت مع الر

أن عدم اتباع أثر النبي والدين في الدنيا أمر مجانب للصواب، ولا ينبغي لذلك أن يكون؛ لأن القـرآن الكـريم ينقــل عن هــذا الظـالم لنفسه أنه يتحسر في يــوم القيامــة، ويعض أصــابع النــدم؛ بســبب عدم اتباع النبي والسير على سبيله، ولذلك فإنه يتمنى لو أنه قــد سلك هذا الطريق في هذه الدنيا. كمــا يمكن أن يفهم من عبــارة:

اــه أمــر صــحيح، أي إن اتبــاع ســبيل النــبي«يا ليتــني» أن مــا يتمن والدين عمل صائب، ويجب على الإنسان أن يقوم به؛ إذ إن الــذي لم يتبع أثر النبي يتمنى في يوم القيامة لو أنه كان قد اتبعه وسار

على أثره.النداء ــــــ النداء هو طلب الالتفات والإقبال من قبل المتكلم )المنادي( للمخاطب )المaنادى(. ويتحقق النداء بواسطة أحد حــروف النــداء،

ــزة»وهي: ،«وا»، و«هيا»، و«أيا»، و«آي»، و«يا»، و«أي»، و«الهمـ . وعلى هذا الأســاس«أنادي»حيث تحل هذه الحروف محل قولك

فإن عبــارات النــداء هي في الأصــل عبــارات خبريــة، تحــولت إلىــريب، وســائر الأدوات«أي» و«الهمــزة»إنشــائية. وإن ــداء الق لن

من أكــثر أدوات النــداء«يا»الأخرى لنداء البعيــد. وإن أداة النــداء يتم الاقتصــار على اســتعمال«الله»استعمالا. ولنداء لفظ الجلالة

؛«يا الله»؛ للإشارة إلى علو مرتبة الباري تعالى؛ حيث نقول: «يا»ــع «اللهم»و . وفي بعض«يا»؛ حيث تأتي الميم المشددة في موض

قبــل المنــادى المضــاف والعلم«يا»الموارد إذا جاء حرف النــداء وأيها يمكن حذفها لفظا، لا تقديرا، كما في قوله تعالى:

الحين﴿ـ (.100 )الصافات: ﴾رب هب لي من الص(.29 )يوسف: ﴾يوسف أعرض عن هذا﴿ـ (.31 )الرحمن: ﴾سنفرغ لكم أيها الثقلان﴿ـ

aراد منه وفي بعض الموارد يخرج النداء عن معناه الأصلي، ويمعان أخرى، كما في الموارد التالية:

﴿ )إظهار الوجع(: التوجع (.40 )النبأ: ﴾يا ليتني كنت ترابا ، حيث يتم«يــا مظلــوم» )الحث(: كمــا في قولــك: الإغـراء

حث المخاطب بهذا النداء لأخذ حقه من الظالم..«يا لله للمؤمنين» )التظلم(: كما في قولنا: الاستغاثة

طت﴿ )النــوح والنشــيج(: الندبة رتا على مــا فــر يا حســ(.56 )الزمر: ﴾في جنب الله

: كقول الشاعر:التذكر أيا منزلي سلمى سلام

عليكما هل الأزمن اللاتي مضين

aرواجع

دع جر والر : كقول الشاعر:الز تصحa والشيب فوقأفوداي متى المتاب ألما

رأسي ألما

.(183)«يا للعشب وللماء»: التعجب وفي النداءات القرآنية؛ حيث يكون الله سبحانه وتعــالى هــو المنادى والمخاطب، ويتم طلب شــيء منــه في إطــار الــدعاء منـرـد ردع أو منــع منــه، قبل أشخاص صالحين، مثــل: الأنبيــاء، ولم ين الشــيء ن الطلب، وحaســ يمكن لنا أن نســتفيد من نــدائهم حaســ

ا برزوا﴿المطلــوب من اللــه تعــالى، كمــا في قولــه تعــالى: ولمبرا وثبت ــا صــ رغ علين ــا أفــ الوا ربن ــوده قــ الوت وجن لجــ

ـاـفرين وم الك رنا على القــ ــرة: ﴾أقدامنا وانصــ (.250 )البق وبذلك يتضح أن طلب الصبر والثبــات والاســتقامة والانتصــار على الكافرين من الله سبحانه وتعالى هو أمر حسن، ومن الحســن أنــك في ــه ذل ــف الإنســان بالصــبر والاســتقامة، وأن يتجلى في يتص

ساحة القتال والجهاد في سبيل الله.ــتفيد ــداء، يمكن أن نس ــلي للن ــنى الأص ــافة إلى المع وبالإضر كــذلك بعض المعــاني غــير الأصــلية، من قبيــل: التوجع والتحســجر أيضا، كما يمكن أن نستفيد معنى الحaسن أو القaبح والندبة والز

أيضا.

ــــــالعرض والتحضيض : الطلب والتشجيع على فعل شــيء أو تركــه برفــقالعرض

: طلب الفعل أو الترك بشــدة. ويكمن الفــرقوالتحضيضولين؛ بين العرض والتحضيض في نبرة الصــوت وطريــق أداء الكلمــات. وفي كلتا الحالتين يجب أن تأتي بعــد هــذه الحــروف جملـة فعليــة فعلها مضارع، أو ما يتم تأويله إلى مضــارع؛ إذ المــراد من الطلبــال والتشجيع هو القيام بفعل أو تركه في المستقبل. وبطبيعة الح لو جاء بعد هذه الحروف فعــل مــاض لن يكــون بمعــنى التشــجيع، وإنما يكون بمعنى التوبيخ والعتاب على ترك الفعل في الماضــي،

»كما في قولك: «لمــاذا لم تكــرم زيــدا؟»، أي: «ألا أكــرمت زيــدا)كان يجب عليك إكرامه(.

وحروف العرض عبارة عن:(.22 )النور: ﴾ألا تحبون أن يغفر الله لكم﴿: ألا.«أما تريدون أن تنجحوا في أعمالكم»: أما»: لو .«لو تحدثنا قليلا

رتني إلى أجل قريب﴿: لولا (.10 )المنافقون: ﴾لولا أخ

وحروف التحضيض عبارة عن:(.13 )التوبة: ﴾ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم﴿: ألا .«ألا تقاتلون قوما كافرين»: ألا

.«هلا تقوم بواجبك»: هلاادقين﴿: لوما ﴾لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصــ

(.7)الحجر: ــات﴿: لولا ــون والمؤمن لولا إذ سمعتموه ظن المؤمن

ــه بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين * لولا جاؤوا علي(.12 )النور: ﴾بأربعة شهداء

إن لكل واحد من الحروف السابقة معاني مختلفة، ومن بين تلك المعــاني: التحضــيض أو العــرض. وفي مــا يلي ســوف نعمــل

على ذلك باختصار:: حرف تحضيض وعرض.ألا

﴾ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمــانهم﴿التحضيض من قبيل: )يجب عليكم مقاتلتهم(.«لماذا لا تقاتلونهم؟»(، أي: 13)التوبة:

ألا تحبون أن يغفر الله لكم﴿وحرف العرض، من قبيل: ور رحيم اء﴿(؛ و22 )النــور: ﴾والله غفــ راغ إلى أهلــه فجــ فــ

ــأكلون به إليهم قال ألا ت ــذاريات:﴾بعجل سمين * فقر )ال.«لماذا لا تأكلون؟»(، بمعنى: 27 ـ 26

: حرف تحضيض وعرض.ألا: حرف تحضيض وعرض.لولا

لولا تستغفرون اللــه﴿فالتحضيض من قبيل: قوله تعالى: لمــاذا لا تســتغفرون اللــه»(، أي: 46 )النمــل: ﴾لعلكم ترحمون

،«من عملكم القــبيح، لعــل اللــه يعفــو ويصــفح عنكم ويــرحمكم؟ بمعنى: يجب عليكم أن تســتغفروا اللــه من عملكم القــبيح؛ أو ذمــال الله لسكوت الموحدين والعلماء في مواجهة المaنكرات والأعم

اهم﴿القبيحــة الــتي تصــدر عن النــاس في عصــرهم: لــولا ينهــحت بانيون والأحبــار عن قــولهم الإثم وأكلهم الســ الر

(.63 )المائدة: ﴾لبئس ما كانوا يصنعونــجيع والحث على الاجتهــاد وفهم ــل: التش ــرض من قبي والع

فلولا نفر من كل فرقــة منهم﴿الدين، كما في قوله تعالى: هوا في الدين وأنفقوا من﴿(؛ و122 )التوبة: ﴾طائفة ليتفق

ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربدق وأكن من ــ ــ ريب فأص ــ ــ ل ق ــ ــ رتني إلى أج ــولا أخ ــ ل

الحين ــافقون: ﴾الصــ ــارة: 10 )المن ــح من عب ــولا»(. فيتض رب لر في«أخرتني أن على الإنســان أن يغتنم فرصــة حياتــه، وأن يفك

قضاء حوائج الفقراء والمساكين، قبل أن يحين أجله. وفي هــاتين«لولا»الآيتين دخلت ـ التي هي للعرض ـ على الفعل الماضي، إلا

أن الفعل الماضي بمعنى المضارع؛ لأن المراد منه هو المستقبل. aفي بعض الأحيان على الأشكال التالية: مع الفعــل«لولا»كما ترد

، ومــع الجملـة الاسـمية:«لولا الله تسـتغفرونه»المضارع المقدر: .«لولا الانتصار حليفك»

ــوم»: حرف تحضيض كلما جاء بعده فعل مضارع: هلا هلا تقــل محــذوف«بواجبك ؛ وكلما جاء بعد اسم مرفوع يكون فاعلا لفع

)بتقدير: هلا يتعلم زيد يتعلم(.«هلا زيد يتعلم»يفسره ما بعده: أمــا تريـدون أن تنجحــوا»: حرف عرض، كما في قولهم: أما

.«في أعمالكم؟لو : حرف عرض، حيث يكون الفعل المضارع بعد لــو مقــدرا

»منصوبا، كما في قولــك: نرجــو أن»، بمعــنى: «لــولا تحــدثنا قليلا »؛ أو من قبيل: «تحدثنا قليلا ، أي:«لــو تــنزل عنــدنا فتصــيب خــيرا

.(184)«أرجو أن تأتينا فتحصل على خير» ومن بين حــروف العــرض والتحضــيض تم اســتعمال حــروف

في القرآن الكريم؛ فــإن أمكن لنــا«لو ما»، و«لولا»، و«ألا»مثل: ــة فإنهــا ســوف تجــدي في فهم أن نســتفيد منهــا مفــاهيم أخلاقي

من46 من سـورة التوبـة، و13القضايا الأخلاقيـة، كمـا في الآيـة من سورة التوبــة، و122 من سورة المائدة، و63سورة النمل، و

من سورة المنافقون.10

النتيجة ــــــ اتضح مما تقدم أنه بالالتفات إلى كثرة اســتعمال الإنشــاءاتما الطلبية في القرآن يمكن أن نستفيد المفاهيم الأخلاقية، ولا سي الوجوب والحرمة، بواسطة هذه الإنشاءات الواردة بصيغة الأمــر،ــرض، والتحضــيض، ــدعاء، والتمني، والع والنهي، والاســتفهام، والــك والعمل بذلك على بيان القضايا الأخلاقية من طريق محمول تلaضاف إلى ذلك ـ وكما لاحظنا سابقا ـ أنــه بالالتفـات إلى القضايا. ي المعاني المختلفة الموجودة لكل من الإنشــاءات الطلبيــة لا يمكن أن نستفيد المفــاهيم الأخلاقيــة من جميــع تلــك المعــاني. وبعبــارة أخرى: يمكن الادعاء بأن هناك نوعا من نسبة العموم والخصــوص المطلق بين الإنشاءات الطلبية والمفاهيم الأخلاقية، أي إنــه علىما منهـا مفهــوم الوجــوب الرغم من أن المفاهيم الأخلاقية، ولا سي والحرمــة، يمكن فهمهــا من الإنشــاءات الطلبيــة، ولكن ليس كــل إنشـاء طلـبي يفيـد المفـاهيم الأخلاقيـة؛ إذ من الممكن أن يكـون

هناك طلب، ولكنه غيرa مستعمل في معناه الأخلاقي.

الهوامش

ـةـ في الاختلاف الجــذري بين دور النيالفقه والأخلاق

دراسة في ضوء الكتاب والسنة

*(*()د. الشيخ محمود متوسل آراني

ترجمة: وسيم حيدر

ــــــبيان المسألة لقد عمد علمــاء الإســلام إلى تقســيم المعــارف الدينيــة إلى

، وســعوا إلى«العقائــد؛ والأخلاق؛ والأحكــام»ثلاثــة أقســام، وهي: ، ومن بينها هذه(185)تطبيق هذا التقسيم على بعض الروايات أيضا

المسجد، فإذا جماعــة قــد|دخل رسول الله»الرواية، التي تقول: أطافوا برجل، فقال: ما هذا؟ فقيل: علامة، فقــال: ومــا العلامــة؟ـةـ، فقالوا له: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعهــا، وأيــام الجاهلي

: ذاك علم لا يضــر من جهلــه، ولا|والأشعار العربيــة، فقــال النــبي : إنما العلم ثلاثــة: آيــة محكمــة، أو|ينفع من علمه... ثم قال النبي

.(186)«فريضة عادلة، أو سنة قائمة، وما خلاهaن فهو فضل إن»وقــال الشــيخ مرتضــى المطهري بشــأن هــذه الروايــة:

العلوم الدينية ـ طبقا للتقسيم الذي يعــود إلى القــرون الأولى من تــاريخ الإســلام تقريبــا ـــ تنقســم إلى ثلاثــة أقســام، وهي: العلــومــوا ق ــد طب ــة. وق ــوم الفقهي ــة؛ والعل ــوم الأخلاقي ــة؛ والعل العقائدي

عضو الهيئة العلمية في مجال المعارف الإسلامية في)*(*(ية في طهران. جامعة العلوم الطب

ــراد ــان: إن الم مضمون هذه الرواية على هذه الأقسام الثلاثة، ببي الآيــات التكوينيــة، والمقصــود من ذلــك هــو«الآيــة المحكمة»من

ــدين. والمــراد من ــة الأســاس لأصــول ال ــو بمنزل ــا ه ــد بم التوحي علم الأخلاق؛ إذ المـــراد من الفريضـــة هي«الفريضـــة العادلة»

الفريضة العقلية، وكلمة عادلة تعني رعاية الاعتدال والحد الوسطــراد من ــط. والم ــراط والتفري ــرفي الإف ــنة القائمة»بين ط «الس

.(187)«الأحكام العملية ولكن يتضح بــأدنى تأمل أن هــذا»ثم استطرد سماحته قائلا: aن هو المراد للنبي الأكرم «الآيــة المحكمة». بل المــراد من |لم يك

تعلم معاني الآيات الإلهيــة، وإدراك وفهم القــرآن. كمــا أن المــراد تعلم فرائض وســنن النـبي«الفريضة العادلة والسنة القائمة»من

الأكرم. وفي الحقيقة فإن الحديث يريد أن يقول: إن طريــق علم الدين ينحصر بتعلم آيات القــرآن الــذي هــو كلام اللــه، واســتيعابنن. وكمــا تعاليم رسول اللــه، وهي تنقســم إلى: الفــرائض؛ والســما مصــطلح ــ ولا ســي ــواجب والمســتحب ـ ــإن مصــطلح ال نعلم فaســتعمل قـديما هــو المستحب ـ مصطلح مستحدث، والـذي كـان ي

.(188)«الفريضة والسنة ومن ناحية أخرى فــإن الثــابت هــو أن هــذا التقســيم لم يكن متداولا في صدر الإســلام، وإن الــذي كــان القــرآن الكــريم يــدعو المسلمين إليه أمران، وهما: الإيمان؛ والعمــل الصــالح. وكــان يتم

والذين آمنوا﴿ذلك على نحو الإجمال تارة، كما في قوله تعالى: حاب الجنة هم فيهـــا الحات أولئك أصـــ وعملـــوا الصـــ

(؛ وتارة أخرى على نحو التفصيل، كمــا في82 )البقرة: ﴾خالدونرق﴿قوله تعالى: ــل المشــ ليس البر أن تولوا وجــوهكم قب

ر ــ ــوم الآخـ ــه واليـ ــر من آمن باللـ ــرب ولكن البـ والمغـــاب والنبيين وآتى المــال على حبه ذوي والملائكة والكت

ائلين بيل والســ القربى واليتامى والمساكين وابن الســاـة والموفــون كـ لاة وآتى الز ام الصــ ــ اب وأق قــ وفي الراء ر اء والضــ ابرين في البأســ دهم إذا عاهــدوا والصــ بعهــون ﴾وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقــ

(، حيث اعتبر الإيمان بالله ويــوم القيامــة والملائكــة177)البقرة: والأنبيــاء والكتب الســماوية في هــذه الآيــة بوصـفها من متعلقــات الإيمان، كما اعتــبر الإنفــاق على المســاكين وإقامــة الصــلاة وأداء الزكاة والوفاء بالعهــد والصــبر في الشــدائد من مصــاديق العمــل

الصالح.ن مصاديق العمل الصالح وفي معرض دراسة الآيات التي تبيز بين التعــاليم الأخلاقيــة وبين بالتفصيل نجــد أنهــا لا تفصــل أو تميــة واحــدة، دون الأحكــام الفقهيــة، وأن القــرآن يضــعهما في مرتبــة الســابقة إعطاء الأولوية لأحدهما على الآخر. وبالإضافة إلى الآي

د هــذا المعــنى أيضــا؛ إذ يقـول83فإن الآية من سورة البقــرة تؤي اللــه﴿تعالى: وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبــدون إلا

اكين ــامى والمســ ربى واليت وبالوالدين إحسانا وذي القــاــة ثم ك لاة وآتــوا الز نا وأقيمــوا الصــ وقولوا للناس حســ

قليلا منكم وأنتم معرضون .﴾توليتم إلال بالإحســان إلى الوالــدين، في إن المفهــوم الأخلاقي المتمثــد ه بعــد التوحي aــات أخــرى، قــد ورد ذكــر ــة وفي ثلاث آي هــذه الآيه قبــل aمباشرة، بل حتى تحســين القــول مــع النـاس قـد ورد ذكــر

الصلاة والزكاة. ومــع اتســاع رقعــة العلــوم الإســلامية، وضــرورة تبويبهــاــانب من ــويب جـ ــدريس، تم تبـ ــرض التعليم والتـ ــا؛ لغـ وتنظيمهـ المعــارف الدينيــة تحت عنــوان: )الفقــه(، وجــانب آخــر منــه تحت عنوان: )الأخلاق(، وتم الفصــل بينهمــا على هــذا الأســاس، وعمــد

العلماء المتخصصون في كل منهما إلى تعيين حدودهما. وقد صــدرت حتى الآن عــدة مقــالات في بيــان الاختلاف بينــوه ــد من وجـ ــان العديـ ــت إلى بيـ ضـ ــه والأخلاق، حيث تعر الفقـ الاشــتراك والافــتراق بين هــذين العلمين على مســتوى الموضــوع

. وأما موضــوع هــذه المقالــة فهــو التفــاوت(189)والمساحة والغاية والاختلاف الجوهري بين الدين والأخلاق، حيث نبحث فيهــا مصـادر الدين الأصيلة، أي القرآن والروايات والنصوص الفقهية والأخلاقية لعلماء الإسلام، بأسلوب تحليلي؛ ليتضح الحــد الفاصــل بين الفقــه

والأخلاق، والاختلاف الجوهري بينهما. وقد قامت أغلب أبحاث هذه المقالة على بيان دور النية فيــؤال ــة عن السـ ــه والأخلاق، والإجابـ ــذري بين الفقـ الاختلاف الجــةـ والقصــد في الفصــل ــأثير الني ــدار ت ــا هــو حجم ومق ــل: م القائ

والتمييز بين الفقه والأخلاق؟

ــــــدور النية في الفقه والأخلاق يبدو أن الاختلاف الأهم بين الفقــه والأخلاق الإســلامية يكمنـةـ والــدافع لــدى الفاعــل؛ حيث نجــدها في الفقــه في موضوع الني

قصــد القيــام بالأفعــال»واردة في أبواب العبادات فقط، بعنــوان: ؛ بمعنى أنه لولا أمــر اللــه لمــا قــام المكلف بامتثالهــا؛«امثالا الله

وأما في الأخلاق فــإن الأصــالة في جميــع الأعمــال العباديــة وغــير القصد إلى العمــل بمــا»العبادية تكون للدافع؛ وذلك أيضا بعنوان:

، بمعنى أنه حتى لو لم يــأمر اللــه بهــا؛ فحيث«يوجب مرضاة الله إنها تقع موردا لرضا الله سبحانه وتعالى تكون ممدوحة، ووموجبة

لرضاه، ويجب القيام بها.ــة ــع الأنظم ــه. إن جمي ــل رهن باختياريت ــل فع ــة ك إن أخلاقي الأخلاقية قــد اتفقت على أن اختيــار الإنســان يعتــبر بوصــفه أصــلا

موضوعيا. ولكن يبدو أن اختياريــة الفعــل في الفقــه وفي الأخلاق مختلفــة إلى حــد مــا. فــإذا ورد في الفقــه اشــتراط الاختيــار، إلى جانب العقل والبلوغ، بوصفه شرطا في التكليف فهو بمعنى أنه لا يجب أن يكون في القيام بالتكليف دور للإجبار والإكــراه وغيرهمــا من عوامــل الضــغط الخــارجي، وأنــه يجب أن يصــدر الفعــل عنــار لا يكــون في المكلف باختياره وإرادته. وأما في الأخلاق فالاختي مقابل الإجبار والإكراه فقــط، بــل يكــون كــذلك في مقابــل جميــع أنواع الإلزام والتكليف، سواء أكان هذا الإلزام إلزامــا اجتماعيـا أو تكليفا؛ بمعنى أن تكون الــدوافع الداخليــة هي الحــافز إلى القيــام

بالفعل، دون أن يكون للإلزامات الخارجية دور في ذلك.ــر فقهي، ــف أم وبعبارة أخرى: إن إقامة الصلاة امتثالا للتكلي ولا تنطوي على قيمة أخلاقية؛ لأن الدافع إليهــا هــو رفــع التكليــفبما اقــترنت بــإكراه داخلي أيضــا. وإذا جــاء المكلف aالشرعي، ولر بالصــلاة بــدافع شــكر البــاري تعــالى، بمعــنى أنــه حتى إذا لم تكن هناك جنة أو نار، ولم تكن هناك عقوبة على ترك الصلاة، مع ذلك كــان العبــد يخشــع بين يــدي اللــه ويهــوي إلى الركــوع والســجود، فسوف يكون هذا النوع من التعاطي مع التكليف ـــ بالإضــافة إلىؤـثر عن الأوليــاء أنهم aـ التكليف الشرعي ـ ذا قيمة أخلاقية أيضا. وي

كانوا يأتون بالصلاة على هذه الشاكلة.وي عن الإمام علي aإن قوما عبــدوا اللــه رغبــة» أنه قال: ×ر

فتلك عبادة التجار؛ وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبــادة العبيــد؛.(190)«وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار

ئل النبي الأكرم aتعب نفســك»: |وعندما سa يا رسول الله، لم ت وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك ومــا تــأخر؟! فقــال: ألا أكــون

.(191)«عبدا شكورا؟ المحجــة»وقال الفقيه الأخلاقي الفيض الكاشاني، في كتابه

aفــتي بالصــحة إذا»، في هذا الشأن: «البيضاء أما الصلاة فالفقيــه يــع aتي بصورة الأعمال مع ظاهر الشروط، وإن كان غافلا في جمي أر في حســاب معاملاتــه صلاته من أولها إلى آخرها، مشغولا بالتفك في السوق إلا عند التكبير. وهذه الصلاة لا تنفــع في الآخــرة كثــير نفــع، كمــا أن القــول باللســان في الإســلام لا ينفــع، ولكن الفقيــهــا يفتي بالصحة، أي إن ما فعله حصل به امتثالa صيغة الأمر... وأمــه ينفــع العمــل الخشوع وإحضار القلب، الذي هو عمل الآخرة، وب الظاهر، لا يتعــرض لــه الفقيــه، ولــو تعــرض لــه لكــان خارجــا عن

ه .(192)«فن وفي الأساس إن المفــاهيم الــتي وردت في القــرآن الكــريم

ــل: ــ من قبي ــات ـ ــبر»وفي الرواي ــكر»، و«الص ،«الرضا»، و«الشبين«التسليم»، و«التوكل»و aعد من خصائص الأولياء والمقر ، مما ي

ــرة التكــاليف الشــرعية، ولا يتم ــ فلا شــيء منهــا يــدخل في دائ ـ تناولهمــا في الفقــه؛ لأن هــذه الأمــور تحتــاج إلى دوافــع وحــوافز داخليــة ســامية، ولا يمكن الحصــول عليهــا بواســطة التكــاليف

الخارجية. لقــد أشــار القــرآن الكــريم في ســورة الإنســان إلى حادثــةــل ــار أه ــاء على إيث ــتيم والمســكين والأســير، وتم الثن ــام الي إطع

ــبيت ــاليف^ال ــار والتضــحية من التك ــل الإيث وتضــحيتهم. ولكن هــة؟ وإذا كــان من الأمــور الشــرعية أم هــو من المفــاهيم الأخلاقي التكليفية فلماذا كل هذا الثناء من الله عليه؟ فلا الإجبار الخــارجي له دور في التضحية والإيثار، ولا الإلزامــات الفقهيــة والاجتماعيــة،ــع أي بل يقوم الشخص بها بسبب دوافع داخلية بالكامــل، ولا يتوق مكافأة من الآخرين. وقد قــال تعــالى عن لســان أهــل الــبيت في

زاء ولا﴿إيثارهم: ــد منكم جــ إنما نطعمكم لوجه الله لا نري (.9 )الإنسان: ﴾شكورا

إن المفــردات في القــرآن الكــريم قبــل أن يكــون لهــا ثقــل تكليفي تحمل قيمة أخلاقية؛ فإن مفردات من قبيل: الخير، والبر، والمعروف، والإحسان، والإنفاق، والحسنة، هي مفــردات أخلاقيــة عامة كثيرة الاستعمال في القرآن الكريم، وقد تم الثناء فيه علىــرار ــ ــار والأب ــ ــفهم بالأخي ــ ــالحين، من خلال وص ــ ــاء والص ــ الأولي

.(193)والمحسنين وعليه إذا اعتبرنا فعل المكلف موضوعا لعلم الفقه يجب أنن ــةـ المكلف موضـــوعا لعلم الأخلاق؛ إذ لا يكفي الحaســـ نعتـــبر نين الفــاعلي شــرطا أخلاقيــا في الفعــل. ومن aعــد الحaســ الفعلي، وين الفــاعلي. ن الفعلي والحaســ الواضح أنه لا يوجد تلازم بين الحaســ

ويمكن لنا أن نتصور في ذلك أربع صور على النحو التالي: ـ أن يكون الفعل حسنا، ويكون الفاعل قاصدا لفعل حسن1

بنية خالصة. ـ أن يكون الفعل حسنا، دون أن تكون نية الفاعل خالصــة،2

من قبيل: أن يعمــل شــخص على بنــاء مدرســة أو مشــفى بقصــدهــ لا يســتفيد شــيئا، بــل الرياء، فالمحرومون ينتفعون بعملــه، ولكنaعرض الله عنه؛ بســبب ريائــه، ويكــون هــذا العمــل وبــالا عليــه، وي

برغم حaسنه الظاهري. ـ أن يكون الفعل قبيحا، ولكن الفاعل يقصد به خــيرا، كــأن3

يكذب لإنقاذ شخص بريء من القتل.ـةـ الفاعــل وغايتــه قبيحــة4 ـ أن يكون الفعل قبيحا، وتكون ني

أيضا. وهذا القسم خارج عن موضوع بحثنا. إن حكم الفقه والأخلاق في الصورتين الأولى والرابعة واحد؛ـةـ الخالصــة لازمــة وأما في الحالة الثانية فإن الفقيــه يــرى أن النيــف في العبادة فقط، ومن هنا إذا اضطر شخص إلى بيع داره بنصــبيع ــد ال قيمتها، مجبرا على ذلك؛ بسبب إفلاس أو مرض، كان عق

صحيحا من الناحية الفقهية، وإن كــان من الناحيــة الأخلاقيــة يجب تقديم المساعدة إلى المضطر دون الإجحاف بحقه، لا أن تســتغل

حاجته بهدف كسب المصلحة الشخصية. ــابلا ــان ق ــبيح إذا ك ــل الق ــدو أن الفع ــة يب ــة الثالث وفي الحال

ــدة ــاس قاع ــبيق على أس ــالأهم»للتط ــد» و«الأهم ف ــع الأفس دف أمكن الحكم بأخلاقيته، كما هو الحــال في هــذا المثــال،«بالفاسد

ــا حيث يكون الحفاظ على روح البريء أهم من قول الكــذب؛ وأم إذا كان ارتكــاب الفعــل القــبيح ينطــوي من الناحيــة الفقهيــة على أحكام من قبيل: التعزير والحد، كما لو كــان الشــخص قــد ارتكب السرقة، فإن الفقيه يعمــل على تنفيــذ الحكم، دون الالتفــات إلى

قصد الفاعل ونيته؛ إلا إذا ثبت له ذلك بالشواهد والقرائن. aعد حراما مات لا ي إن التجري وقصد المعصية في ترك المحرب عقوبة على ذلك. ومن هنا لــو قــام من الناحية الفقهية، ولا تترت شخص بقتل شخص عمـدا بـدافع الحقـد والعــداوة الشخصـية، ثم

ن أنه مهدور الدم، لم يكن على القاتل قصاص، ولا دية (194)تبي . بيدــة ــة من الناحي ــع والملام ــذا الشــخص يبقى مســتحقا للتقري أن ه

.(195)الأخلاقية؛ لأن دافعه إلى ارتكاب القتل كان قبيحا ومذموماـةـ في وقال الشيخ الأستاذ مصباح اليزدي في بيان منزلة الني

إن أساس القيمة في الأخلاق الإسلامية يقوم على النية»الأخلاق: ــول: إن والدافع الذي يدفع الإنسان إلى القيام بالفعل. ويمكن الق هـــذا من خصـــائص النظـــام الأخلاقي في الإســـلام، حيث تكـــون

ن والقaبح. وهــذا«النية» أساســا للقيمــة الأخلاقيــة، ومنشــأ للحaســل اختلافـا جوهريـا بين النظريـة الأخلاقيـة في الإسـلام وسـائر يمث النظريـات الأخلاقيـة الأخـرى؛ إذ في أغلب المـدارس الأخلاقيـة لاد يتم الالتفات إلى القصد والنية، وإن المدرسة الوحيــدة الــتي تؤكـةـ بوصــفها أساســا للقيمــة، ويتم التعريــف بهــا على هــذا على الني

ــات إلى أن دـ من الالتف aـ الأساس، هي المدرسة الكانتية، ولكن لا ب النية المنشودة لإيمانوئيل كانت بوصفها ملاكا ومعيارا للتقييم هي نية إطاعة حكم العقل واحــترام القــانون، وهــذا أمــر مختلــف عن

.(196)«الرؤية الإسلامية وفي ما يتعلق بالسؤال القائل: هل الفعــل الأخلاقي ـــ الــذين فعلي ـ نا في حــد ذاتــه، ويشــتمل على حaســ يكون صالحا وحســ ينطوي على حaسن فاعلي أيضا أم أنه يشتمل على قيمة أخلاقية،

ةــ والــدافع إلى فعلــه؟ أجــاب ســماحته قــائلا: يجب»أيا كــانت الني القــول في الجـواب: لكي يكتســب الفعــل قيمــة أخلاقيــة لا يكفين الفــاعلي أيضــا؛ aد من الحaســ الحaسن الفعلي وحده فقط، بل لا بــ إنمــا وذلك لأن آثار الفعل الأخلاقي ـ أي كمال وسعادة الإنسان ـ

ب على امتلاك النية الصحيحة .(197)«تترت طبقا لرؤية إيمانوئيل كانت لا يكون الفعل الاختياري مشتملا

: أن يكون متطابقا معأولاعلى قيمة أخلاقية إلا بشرطين، وهما: الوظيفة الأخلاقية؛ ــة. وإنوثانيا : أن يؤتى به بنية العمل بالوظيف

نا. كــل فعــل لا ينطــوي على أحــد هــذين الشــرطين لا يكـون حســ الأمـــر»ولكي نتعـــرف على الوظيفـــة يجب علينـــا الرجـــوع إلى

؛ فإن طابقه وجب علينــا القيــام بالوظيفــة على أســاس«المطلقذلك، وليس بالنظر إلى النتيجة أو دوافع أخرى.

«الواجبــات»طبقا للنظام المعرفي لإيمانوئيــل كــانت تكــون ، ولا يمكن إثبــات الأحكــام«الموجــودات»قابلــة للاســتنتاج من

الأخلاقية على أساس بعض القضايا التي لا تكون أخلاقية بأجمعها. يـذهب إيمانوئيــل كــانت في إثبـات الأحكــام الأخلاقيـة إلى القــول ببداهـــة حكم أخلاقي، ثم يســـعى إلى اســـتنباط ســـائر الأحكـــام

الأخلاقية منه.ــع يذهب كانت إلى الاعتقاد بأن هناك أصلا أخلاقيا يحــدد جمي

اعمل وكأن مذهبك الســلوكي ســوف يتحــول»وظائفنا الأخلاقية: .(198)«بإرادتك إلى واحد من قوانين الطبيعة العامة

aطلق على هذا الأصل البديهي عنــوان ،«الأمــر المطلق»إنه يــرى فاته وآثاره بصور مختلفة. وهو ي وقد عمد إلى تقريره في مؤل أنه كما يكون الأمر المطلق متحررا من جميــع القيــود فــإن جميــعــة على الوظائف الأخلاقية التي تستنتج منه مطلقة أيضا، وأنها ثابت

الجميع في جميع الحالات، دون استثناء. إن نظرية كانت ـ بالإضــافة إلى الانتقــادات المعرفيــة بشــأن

ــ لا تجيب عن مــوارد«الموجــود» و«الــواجب»نفي الارتبــاط بين التزاحم بين الوظــائف الأخلاقيــة. يــذهب كــانت إلى الاعتقــاد بــأن الوفاء بالوعد واجتناب الكذب قاعدتان أخلاقيتان عامتان لا تقبلانــر، ثم ــظ الس ــا بحف ــدت شخص ــك وع ــو أن ــتثناء؛ في حين ل الاس اضطرتك الظروف إلى الكذب من أجل الوفــاء بالوعــد، لم يقــدم كانت طريقة لحل المسألة وتحديد الوظيفة، ومــا هــو الــذي يجب

.(199)ترجيح كفته؟ وما الذي يجب فعله في مثل هذه الحالة؟

ــــــمنزلة النية في القرآن في القرآن الكريم، إلا أن هنــاك الكثــير«النية»لم ترد كلمة

ةـ ودوافـع المؤمـنين وغـير المؤمـنين من ن ني من الآيات الـتي تـبيالناس: : وهم الذين يبذلون كل ما بوسعهم من أجــلـ المؤمنون1

تحقيق مرضاة الله عن إخلاص وتسليم، كما في قوله تعالى:ــه﴿ـ ﴾ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الل

(.207)البقرة: اة﴿ـ ــ ــاء مرض ــوالهم ابتغ ون أم ــ ــل الذين ينفق ومث(.265 )البقرة: ﴾الله...

﴿ـ ون إلا كم ومــا تنفقــ وما تنفقوا من خير فلأنفســ(.272 )البقرة: ﴾ابتغاء وجه الله

بيل﴿ـ كين وابن الســ ه والمســ ربى حق آت ذا القــ فــ(.38 )الروم: ﴾ذلك خير للذين يريدون وجه الله

ون﴿ـ ــه مخلصــ ــا ولكم أعمــالكم ونحن ل ــا أعمالن ﴾لن(.139)البقرة:

ره﴿ـ ــه أجــ ن فل بلى من أسلم وجهه لله وهو محســ(.112 )البقرة: ﴾عند ربه

ــواب﴿ـ ــرد ث ا ومن ي ــه منهــ ومن يرد ثواب الدنيا نؤت(.145 )آل عمران: ﴾الآخرة نؤته منها

قل إن صلاتي ونسكي ومحياي وممــاتي للــه رب﴿ـ (.162 )الأنعام: ﴾العالمين

: وهم الذين يسعون منـ ضعاف الإيمان أو الكافرون2 خلال دوافعهم النفسية والمادية من أجــل الوصــول إلى المقاصــد

الدنيوية، كما في قوله تعالى:ا نــوف إليهم﴿ـ من كان يريــد الحيــاة الــدنيا وزينتهــ

(.15 )هود: ﴾أعمالهم فيها(.15 )الفتح: ﴾يريدون أن يبدلوا كلام الله﴿ـ ــأفواههم واللــه متم﴿ـ ــور اللــه ب يريدون ليطفئوا ن

(.8 )الصف: ﴾نوره ولو كره الكافرونون أمــوالهم رئاء الناس...﴿ـ )النســاء:﴾والذين ينفقــ

38.)ــدرك أن ــوارد لن ــذه الم ــاس في«النية»تكفي ه ل الأس تمث

د عليه القرآن الكريم كثيرا. قيمة العمل، وهو ما أك كما أن الروايات في هــذا الشــأن كثــيرة أيضــا، وفي مــا يلي

نشير إلى جانب منها:

ــــــمنزلة النية في الروايات في المصــادر الروائيــة،«النية»لقد احتل عنوان بابا مســتقلا

وقد وردت عشرات الروايات في هذا الشأن. وقد خصص العلامةم صــفحة من الجــزء65، «بحار الأنوار»المجلسي، في كتابه القي

ةــ السابع والســتين؛ لــذكر مــا يقــرب من ســبعين روايـة حــول الني والإخلاص، وأورد بحثا هامــا وجــديرا بالتأمل والتعمق حــول ماهيــة النية، الأمر الذي يثبت مدى دقة واهتمام هــذا العــالم الكبــير بهــذا

المفهوم.ن ومن بين الروايات الكثيرة اكتفينا بذكر الروايــات الــتي تــبي

أصالة النية. وسوف نقدمها ضمن أربع مجموعات:

ـ الروايات التي تعمل في المقارنة بين النية والعمل على 1 ــــــتأصيل النية

.(200)«النية أساس العمل»: |ـ قال رسول الله.(201)«الأعمال ثمار النيات»، قال: |ـ عن النبي الأكرم.(202)«لا عمل لمن لا نية له»: |ـ قال رسول الله

ــرم ــبي الأك ــغ الن ــدما بل ــ عن ــدون|ـ أن بعض المســلمين يريمــا»المشاركة في الحرب؛ بقصــد أخــذ الغنــائم والأنعــام، قــال: إن

ــه الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى؛ فمن غزا ابتغاء ما عند اللــرض الــدنيا ـ عز وجل ـ فقد وقع أجره على الله؛ ومن غزا يريد ع

.(203)«أو نوى عقالا لم يكن له إلا ما نوى

ـــــــ الروايات التي تفضل النية على العمل2وي عن رسول الله aنية المؤمن خير من عمله،» أنه قال: |ـ ر

.(204)«ونية الكافر شر من عمله، وكل عامل يعمل على نيتهر الإمام الباقر هذه الرواية قائلا: نية المؤمن خير»ـ وقد فس

من عمله؛ وذلك لأنه ينوي من الخير ما لا يدركه، ونية الكافر شــر من عمله؛ وذلـك لأن الكـافر ينـوي الشــر ويأمـل من الشــر مـا لا

.(205)«يدركهئل الإمــام الصــادق aةــ أفضــل من×ـ وقد س : كيــف تكــون الني

ةــ»العمــل؟ فقــال: بمــا كــان ريــاء للمخلــوقين، والني aلأن العمــل ر .(206)«خالصة لرب العالمين

ــبحانه×ـ وقال الإمام الصادق ، في تفسير وبيان قول الله ســالى: ن عملا﴿وتع ــود: ﴾ليبلوكم أيكم أحســ ــك: 7 )ه (:2؛ المل

ليس يعني أكثر عملا، ولكن أصوبكم عملا، وإنما الإصــابة خشــية»نة. ثم قــال: الإبقــاء على العمــل حتى الله والنية الصادقة والحســــد أن يحمــدك يخلص أشد من العمل; والعمل الخالص الذي لا تريةــ أفضــل من العمــل. ألا وإن عليه أحد إلا الله ـ عز وجــل ـــ. والني

: ــل يعمــل على﴿النية هي العمل. ثم تلا قوله عــز وجــل قل ك.(207)«، يعني على نيته﴾شاكلته

ب الثواب على النية حتى إذا لم تقترن 3 ـ الروايات التي ترت ــــــبالعمل

لأحــد أصــحابه، وهــو علي بن حمــزة:×ـ قال الإمام الكــاظم«aلا، قــد كنت : aرحم اللــه فلانــا، يــا علي، لم تشــهد جنازتــه؟ قلت

aتب لــك ثــوابa ذلــك بمــا×أحب أن أشهد جنازة مثله، فقال : قــد ك.(208)«نويت

إن العبـد المـؤمن الفقــير» أنه قـال: ×ـ وعن الإمام الصادقــير، ليقول: يا رب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخةــ كتب اللــه لــه من فإذا علم الله ـ عز وجل ـ ذلك منــه بصــدق ني

aكتب له لو عمله؛ إن الله واسع كريم .(209)«الأجر مثل ما ين سنة إلهية وقاعدة كلية على النحو ـ وهناك رواية أخرى تبي

ــه أن من هم»التالي: إن الله ـ تبارك وتعالى ـ جعل لآدم في ذريتaتبت aتبت له حسنة؛ ومن هم بحسنة وعملهــا ك بحسنة ولم يعملها كaكتب عليــه ]ســيئة[؛ له بها عشرا؛ ومن هم بسيئة ولم يعملهــا لم ت

aتبت عليه سيئة .(210)«ومن هم بها وعملها كد على وبطبيعة الحال لو استمر القصد إلى المعصــية والتمــر الله فإن ذلك يوجب خبث الباطن والسريرة، وسوف يتجسم ذلك في يوم القيامة على شــكل نــار، ويســتوجب الخلــود في الجحيم،

وهو ما سوف نشير إليه في الروايات القادمة.

ـ الروايات التي تعتبر النية أساسا لحساب الأعمال والخلود 4 ــــــفي القيامة

وي في حــديث عن الإمــام الصـادق aإن اللـه» أنـه قـال: ×ـ ر .(211)«يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة

لد أهــل النــار في النــار لأن»ـ وقال في رواية أخرى: aإنمــا خ د ل aلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا؛ وإنما خ aنياتهم كانت في الدنيا لو خ أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدينا لو بقوا أن يطيعوا الله أبدا ما بقوا. فالنيات تخلد هؤلاء وهــؤلاء. ثم تلا قولــه تعــالى:

.(212)«، قال: على نيته﴾قل كل يعمل على شاكلته﴿aثبت بوضــوح أن المــراد من إن التدقيق في هــذه الروايــات يـةـ في العبــادات فقــط؛ إذ النية في كلام الأئمة لا يقتصــر على النيةـ ـ ــا بني ــل به ــه إلى العم ــة نيت ــادة، فيمكن مقارن ــافر عب ليس للك المؤمن، بل المراد هو الروحيات والصــفات والملكــات النفســانيةaعــد الأرضــية لظهــور التي تعمل على بلورة شاكلة كــل إنســان، وتــذا المعــنى لا ــف الســلوكيات والأفعــال من الأشــخاص. وبه مختلةــ. وعلى هــذا الأســاس يجب أن نكــون يصدر أي عمل من دون ني على الدوام بصدد العمل على إصلاح نوايانا ودوافعنــا؛ كيمــا نصــل

إلى الأهداف والغايات المعنويــة من الأمــور الماديــة، كمــا أوصــىــل» أبا ذر الغفاري، بقوله: |النبي الأكرم ــك في ك يا أبا ذر، ليكن ل

.(213)«شيء نية صالحة، حتى في النوم والأكل

ــــــالنتيجة إن الفقه الإسلامي يعمل على بيــان أدنى مــا يتوقعــه الــدينــ بمن فيهم من المؤمــنين؛ لكي تتمكن جميــع طبقــات المجتمــع ـــ من ــة ـ ي ــة المتدن ضــعاف الإيمــان وأصــحاب المســتويات الفكري استيعاب طاقة إدراكه وامتلاك القدرة على القيــام بــه. إن الفقــهل الصف الأول لحركة الإنسان نحو اللــه والتقــرب منــه، وعلى يمث هذا الأساس فإنه يكتفي من بيان الأحكام والتكاليف بذلك الشيء الذي يمكن لجميع الناس ـ من شــباب ويــافعين وكهــول وشــيوخ ـ أن يعملوا به. كما أنه بطبيعة الحال يعمل على بيان المستحبات ـ بالإضافة إلى الواجبات ـ أيضا؛ وذلك تمكينــا لمن يــرغب بالــدخول

إلى الصفوف العليا.ــد ــمولة لأح ــه مش ــة علم الفق ــال المكلفين في رؤي إن أفعــتحباب، ــة، والاسـ ــوب، والحرمـ ــة، وهي: الوجـ ــام الخمسـ الأحكـــبر من ــة هي أن الحجم الأك دـ أن الحقيق ـ ــة. بي ــة، والإباح والكراه ســلوكيات وأفعــال النــاس اليوميــة تنــدرج ضــمن منطقــة الفــراغ الفقهي )المباحات(، وإن الإنسان يمتلك حرية في الفعل والــترك، وكذلك في تحديد كمها وكيفها أيضــا. ولا يمكن القــول بــأن الــدين ساكت في هذه الموارد، وأنه لم يرصد برنامجا متواصــلا لحصــول

الناس على الكمال المنشود. إن الأخلاق الإسلامية تعمل ـ في إطار مشــروع الفقــه، ومن موقع المتمم لعلم الفقه ـ من خلال بيـان ملاك ومعيـار عـام علىــاة ـ توجيه جميع أفعال وسلوكيات الإنسان في جميع مجالات الحي

ــ، وحتى في ــة ـ ــرية والاجتماعي ــة والأس ــاة الفردي الأعم من الحي العمل بالواجبات والمستحبات أيضــا، في ســياق تعاليــه وتكاملــه. ومن خلال تجاوز قشر وظاهر الأعمــال وتأصــيل النوايــا والــدوافعــاس، ــدم الن ــرقي وتق ــية ل ــد الأرض ــال يتم تمهي ــييم الأعم في تق وارتقـائهم في مـدارج الكمـال والمعنويـات، وتحويـل جميـع حيـاة

الإنسان إلى مهد للتقرب من الحضرة الإلهية.

الهوامش

ــام ــزام بين الأحكـ ــدأ الإلـ ــدة مبـ وحـالأخلاقية والفقهية

دراسة وتحليل

*(*()د. صديقة مهدوي كني

ترجمة: سرمد علي

ـــــــ المقدمة1 إن مســــــألة الارتبــــــاط بين الأخلاق والحقــــــوق هي منــفة الأخلاق. ــفة الحقـــوق وفلسـ ــة في فلسـ الموضـــوعات الهامـ وبالإضافة إلى امتلاكهما لآلية اجتماعية واحدة، فــإن طريقــة بيــان الحقــوق والأخلاق، والشــكل الظــاهري لقضــاياهما، واحــدة أيضــا،ــا يعكس ــان، وكلاهم ــة للإنس ــال الاختياري ــط بالأفع ــا مرتب وكلاهمــاك في ــا. ولكن هن ــودة منهم ــة المنش ــل والغاي ــة بين الفع العلاقــذلك يمكن القــول ــاز بينهمــا أيضــا، وب ــوقت نفســه وجــوه امتي الــو من بالفصل بينهما. وهناك من قال بأن الاختلاف في الأهداف ه

؛ إذ الهدف العام للقواعد الحقوقية هو تحقيق(214)أهم تلك الوجوهــدف النهــائي للأخلاق هــو تحقيــق الســعادة الاجتماعيــة، إلا أن اله السعادة الأبدية والكمـال النهـائي للإنسـان، الــذي هـو فـوق غايـة الحقــوق، وهــو من حيث المــورد أكــثر ســعة، ويشــمل المســائل الفردية أيضا. وهناك من قــال بــأن التفــاوت الأساســي يكمن في

أستاذ مساعد في علوم القرآن والحديث في جامعة الإمام)*(*(.×الصادق

الــدافع إلى العمــل، ومــال إلى الاعتقــاد بــأن المــراد في الأحكــام الحقوقية هو فعلية الوصول العملي، أيا كانت النوايا والدوافع إلى العمل بها، وأما في الأحكــام الأخلاقيــة فالوصــول إلى المقصــد لا

ةـ الفاعل ــ ـ ــد وني ــ ــون إلا بقص ــ ــاء إلى(215)يك ــ . وذهب بعض العلمــة، وخصصــوا موضــوع الأخلاق ــاة المادي ــوق بالحي تخصــيص الحق

. وذهب الكثير من العلمــاء إلى الاعتقــاد بـأن وجــه(216)بالمعنويات ، وذهب آخــرون إلى(217)الامتياز يكمن في نــوع الضــمانة التنفيذية

أن هذا الامتياز يكمن في منشأ الوضع والإلزام. ونحن نســعى في هذه المقالة ـ من خلال بحث ضرورة الإلزام ومنشئه في الأحكام الأخلاقية ـ إلى بيان عــدم تمــايزه من الأحكــام الحقوقيــة للقــرآن

الكريم من حيث الوجوب والإلزام.

ـــــــ ضرورة الإلزام والوجوب2ــا ــها لا يمكن له ــع بعض ــة تعيش م ــة أو طائف ــل جماع إن ك الاستغناء عن الالــتزام ببعض الواجبــات؛ لأن الحيــاة المشــتركة لاــذا ــوق والتعهدات. إن هـ ــاس الحقـ ــوم إلا على أسـ يمكن أن تقـ المفهوم يضمن بقــاء الحيــاة المشــتركة بين النــاس، ويحــول دونت. وكمــا حدوث أي نوع من أنواع الفوضى والهرج والمرج والتشت أن الإلزام والوجوب هو أصل يقيني في النظام الحقــوقي، كــذلك يتم طرحــه وتســويقه بوصــفه أحــد الأســس والعناصــر الأساســيةــوام الحكم الأخلاقي ــا. إن ق ــام الأخلاقي أيض ــلية في النظ والأص

ــالإلزام والإيجــاب؛ أولايكــون ب ــه يســتوجب التعهد،وثانيا : بكون بمعنى أنه لا يمكن أن يكون الحكم أخلاقيا ولا ينطوي على إلــزام

ــالترك ــزام ب (218)بالفعــل أو إل ــزام ــة دون إل . إن القاعــدة الأخلاقيــة ــة. إن القيم الأخلاقيــة جميل وإيجــاب إنمــا هي مجــرد قيمــة فنيــا ــاء به ــاس، ولكن لا يمكن الاكتف ــع الن ــبة إلى جمي ــة بالنس ورائع

بوصفها العنصر والعامل المحرك الوحيد. إن مجرد الجمال والفن . ومن ناحيــة أخــرى(219)لا يستوجب العمل بالخير والقيم الأخلاقية

ــاد المســؤولية، فإن الإلزام والإيجاب ليس شرطا أساسيا في إيج وإن المسؤولية دون إلزام ليس لها أي مفهوم. وفي حالة الافتقارــثر ــة من أك ــة، وحيث إن العدال ــؤولية لن تتحقق العدال إلى المس المفاهيم محورية في الأخلاق فإن عدمها سوف يــؤدي إلى انهيــار

النظام الأخلاقي.

ـــــــ مفهوم الإلزام والإيجاب3 إن الإلزام يعني ـ لغة ـ تثبيت الشيء وإقــراره في موضــعه، أو الإلقاء بأعباء عمل مــا على عــاتق شــخص وإيجابــه عليـه. ومن

وكل إنسان ألزمنــاه طــائره﴿ذلك: قول الله سبحانه وتعالى: ه (، بمعــنى جعلــه واجبــا ولازمــا عليــه،13 )الإســراء: ﴾في عنقــ

(220)بحيث لا يمكن الانفكـــاك والانفصـــال عنه . وأمـــا اصـــطلاحا فــالإلزام هــو الأوامــر والنــواهي الــتي يتم إظهارهــا وإبرازهــا في الحياة البشرية بنحو من الأنحاء. وفي بعض الموارد تـؤدي الرغبـةــة إلى عمــل؛ بمعــنى أن الشــخص يحــرز بشــكل والإرادة الداخلي تكويــني وجــود علاقــة إلزاميــة بينــه وبين عمــل مــا، ويســعى إلى

، مثل: الإنسان الجائع الذي يكتشف علاقــة(221)تحقيق ذلك العمل إلزامية بين تناول الطعام ورفع الجــوع. وفي بعض المــوارد ينشــأ إظهار الرغبة من ســلطة عليــا متمكنــة من إصــدار الأمــر والنهي، وقــادرة على إنــزال العقوبــة وإعطــاء الثــواب. إن هــذه الســلطة تعمل ــ في إطـار بيـان هـذه الرغبـة ــ على اعتبـار الحكم، ولكيــف ــف القضــايا تعمــل على توظي ــذه الحكم في مختل تعلن عن ه مفــاهيم مختلفــة، من قبيــل: الوجــوب، والحرمــة، والوظيفــة،

والواجب، والحرام، والضرورة، أو تستفيد من مادة وهيئة الأمر.

ـــــــ ماهية الإلزام والإيجاب4ــود ــرض القي ــانون ف ــائص الق ــانون، ومن خص ــزام ق إن الإل والحـــدود. وإن الإلـــزام الأخلاقي قـــانون طـــبيعي وعقلي وإلهي، وليس من قبيــل: الاعتبــار والتواضــع. فهــو طــبيعي بمعــنى أنةـ تـابع للمســائل الأخلاقيـة، الإنسان مدني بالطبع، وأنه في المدنيــذا aفرض عليه من الخارج؛ إذ وجــود ه وأن الحاجة إلى الأخلاق لا ت القــانون لا يمكن اجتنابــه والاســتغناء عنــه. كمــا أنــه عقلي لكونــه يصدر الأوامر بشكل مجرد من العواطف والضغوط والاحتياجــات؛ وإلهي لأن الله هو خــالق الطبيعــة والوجــدان والعقــل. وهــو ليس اعتباريــا؛ لأنــه لا يصــدر من مجــرد الإرادة الإنســانية والاعتبــارات والعقود الاجتماعية. وعلى هذا الأســاس فــإن كــل قــانون يتحــدث

.(222)عن العدل ويأمر به يكون قانونا طبيعيا وعقليا وإلهيا ولكي تتضح ماهية الإلزام بشكل أكبر يجب الالتفــات إلى أن

. إن كلمــة«يجب»القضايا الإلزامية تقترن عادة بألفاظ من قبيل: ــتقل،«يجب» في بعض القضايا الأخلاقية تشتمل على مفهوم مس

ن علاقة الضرورة النســبية بين الفعــل ونتيجته ، وتســتعمل(223)وتبي بمعنى الواجب والضروري واللازم. وفي هــذا النــوع من العبــارات

والعبــارات ذات الظــاهر الإنشــائي،«يجب»يمكن استبدال كلمــة ، بعبــارات ذات«يجب تناول هذا الدواء من أجل العلاج»من قبيل:

. في«إن تنــاول هــذا الــدواء أمــر لازم»ظاهر إخباري، من قبيــل: ــا في بعض ــرورية؛ وأم ــة ض ــايا تحكم علاق ــوع من القض ــذا الن ه

على معــنى«يجب»القضــايا الأخلاقيــة الأخــرى فلا تحتــوي كلمــة ــة وصــيغة مستقل، بل يكون بواسطة اقترانه بالفعل بديلا عن هيئرا عن العلاقة الاعتبارية والوضــعية بينهــا، وهي الأمر والنهي، ومعب

علاقة تقوم على أمر حقيقي وعيني.

وهنا ـ سواء توصلنا إلى علاقة ضرورية )عليــة / معلوليــة( أو إلى علاقة اعتبارية / لزومية، تقوم على الواقعية الذاتية، يمكن لنا ــ من خلال إثبـات الاشـتراك في منشــأ الإلـزام ــ أن نقــترح ذات الطرق التي اقترحها الفقهاء لتطبيق الأحكام الفقهية بالنسبة إلى الأحكــام الأخلاقيــة أيضــا )ولكن مــع ملاحظــة الاختلافــات بطبيعــة

الحال(.

ـــــــ منشأ الإلزام في القضايا الأخلاقية5 ما الذي يدفع الإنسان إلى القيام بالتكــاليف المشــتملة على المصالح؟ ومن هــو المaلـزـم؟ وأين يكمن منشــأ هــذا الإلــزام؟ في معرض الإجابة عن هذه الأســئلة تم تقــديم آراء متنوعــة. وفي مــا

يلي نذكر بعضها باختصار: يذهب بعض علمـاء الاجتمــاع إلى القـول بـأنـ المجتمع:1

؛ وأمــا(224)الأحكام الأخلاقية إنما تقوم على مجــرد الآداب والتقاليدــل ــأثير العام ــول بت ــ بالإضــافة إلى الق ــو ـ ــر منهم فه البعض الآخ الاجتمــاعي ـــ يــرى منشــأ آخــر للإلــزام أيضــا، من أمثــال: هــنري

، حيث اعتبر قوة الضــغط الاجتمــاعي وقــوة الاتجــاه(225)برجسون الداخلي الجذاب للممتــازين من الأشــخاص الــذين يســتمدون من

. فقــد اعتــبر ضــغط المجتمــع(226)الله أساسا للإلزامــات الأخلاقية مصــدرا للأخلاق؛ كمــا ذهب في الــوقت نفســه إلى الاعتقــاد بــأن النمــوذج الأخلاقي للمجتمــع يجب أن يكــون عبــارة عن قواعــد أســمى، تنبثــق عن مصــدر أعلى، بالنســبة إلى تقاليــد الجمــاهير،

وتمتزج في كل عصر مع العادات الاجتماعية. وأما في نقد هــاتين الرؤيــتين فيجب القــول: لا يمكن اعتبــار مجرد الآداب والتقاليد أو الضــغط الاجتمــاعي هي المعيــار؛ وذلــك

ر على أســاس العــادات الاجتماعيــة،أولا : لأن هــذه القواعــد تتغي

وفي حالة مقاومتها لحركة المجتمــع أو العــدول عن مســاره فــإن الناس سوف يعــودون إلى ذات حركــة ومســار المجتمــع، بإصــرارــات الأخلاق. إذن ث، وإن الاستناد إليها يؤدي إلى عدم ثب ودون تري

ــادات الاجتماعية . (227)لا يجب الاســتناد إلى مجــرد الع : لأنوثانيا هــذه القواعـد على خلاف الحقيقــة والواقعيـة الــتي تحــدثت عنهــا

، ومنهــا: قــول اللــه تعــالى في محكم كتابــه(228)الكتب الســماويةــريم: ــ ــه النبيين﴿الك دة فبعث اللـ ــ ة واحـ اـن الناس أم ــ ك

رين ومنــذرين وأنــزل معهم الكتــاب بــالحق ليحكم مبشــ(.213 )البقرة: ﴾بين الناس فيما اختلفوا فيه

يــذهب جــان جــاك روســو إلى القــول بــأنـــ الوجــدان:2ــة يكمن في مطابقتهــا أو المعيار والمنشأ في جميع القيم الأخلاقي مخالفتها للوجدان الأخلاقي للإنسان. فهو يرى أن كل شيء يقبلــهن، وكــل مــا لا ينســجم مــع الوجــدان الوجدان الأخلاقي فهــو حســ الأخلاقي للنــاس، ويــؤدي إلى إيــذاء هــذا الوجــدان وتعذيبــه، فهــو قبيح. وقد ذهب روسو إلى الاعتقاد بأننا نجــد التعــاليم الأخلاقيــة ـ التي رسمتها الطبيعة بخطوط ثابتة لا تقبل الزوال ـ مطبوعــة فيــد قلوبنا. إن روسو يفصل بين العقل والوجدان، ويرى أن العقل ق

ن علينا أن لا نقبل بأدلته .(229)يخدعنا أحيانا، ولذلك يتعي ذهب بعض العلمــاء الآخــرين إلى الاعتقــاد بــأنـ العقل:3

ــاب ــزام والإيج ــق الأول للإل ــة والطري ــو الدعام ــده ه ــل وح العق ، إلى الحــد الــذي ذهبــوا معــه إلى القــول ببداهــة أن(230)المعرفي

يعمل العقــل على إدخــال الإلــزام في البيئــة الأخلاقيــة. وهــذا هــور بالبيئــة، ــأث العقــل الــذي لا يتعلق بــأي شــخص أو جماعــة، ولا يتــه: ــه بقول ــالى وخاطب ــه ســبحانه وتع ــه الل ــذي خلق ــنى أن ال بمع

وعزتي وجلالي ما خلقتa خلقا أحسن منك، ولا أطــوع لي منــك،» هــو العقــل(231)«ولا أرفــع منــك، ولا أشــرف منــك، ولا أعــز منك

ر من جميع الضغوط والقيــود، والــذي يمتلــك القــدرة على المتحر التميــيز بين الخــير والشــر، ويصــدر أوامــره إلى النــاس وتعاليمــه

.(232)بشأن فعل أو ترك الأشياءز للإنســان من الحيــوان إن القــوة العاقلــة هي الوجــه المميج؛ وتــارة أخــرى على والنبات، وهي تتجلى تارة على شــكل متفــرر. وبعبــارة أدق: إن العقــل النظــري يلعب دور شــكل لاعب ومــؤث الكاشــف، ويعمــل على تعقل القضــايا الخبريــة، ويمــارس إحــرازــائية على الملاك؛ وأما العقل العملي فإنه يعمل في القضايا الإنش وضـــع واعتبـــار حكم يتناســـب مـــع ذلـــك الملاك، وعلى أســـاس المصالح والمفاسد الموجودة في الأفعال. ومن وجهــة نظــر بعضرين فإن العقل ـ بوصفه جــوهر الإنســان ـــ يحتــوي العلماء والمفكـةـ تتجــه إلى الأعلى؛ حيث تعمــل على على نــاحيتين: ناحيــة نظري اكتشاف الحقائق؛ والناحية الأخرى تتجه إلى الأسفل، بمعنى أنهــا تتجه نحو البدن، وبواسطة هــذه الناحيــة تعمــل على تــدبير وإدارة

. إن هذه الجوهرة الوجوديــة الثمينــة تعمــل على(233)شؤون البدن إدراك حقيقة الأفعال بنحــوين؛ ففي بعض الأمــور لا يحكم بشــيء على نحو مستقل، وإنما ينجح في اكتشاف المصلحة أو المفســدة في فعل ما بواسطة حكم واعتبار آخر، كما هو الحال بالنسبة إلى الكثــير من الأحكــام العباديــة؛ ولكن في بعض الأمــور يكــون ملاك الحكم ذاتيا في الفعــل، ويعمــل العقــل العملي على إصــدار حكم

في ما يتعلق بهذا الفعل، ويقول باعتبار حaسنه أو قaبحه. أما القائلون بهذا الرأي فعليهم ـ لإثبات نظريتهم القائلة بــأن العقل هو منشأ هذا الإلزام ـ أن يجيبوا عن أسئلة، من قبيل: هــلن وقaبح؟ وإذا قبلنــا بذاتيــة القيم في حــد ذاتهــا تنطــوي على حaســن الأفعــال وقaبحهــا بشــكل القيم فهل يمكن للعقل أن يــدرك حaســ مســتقل، ودون الاســتعانة بتعليم وبيــان الشــارع؟ وهــل يحــق

للإنسان ـ بعد حصــوله على مثــل هــذا الإدراك دون حكم وإرشــادمن الشارع ـ أن يعمل على طبق مaدركاته العقلية؟

ــال ــئلة: إن بعض الأفعـ ــذه الأسـ ــواب عن هـ ــال في الجـ aقـ يـةـ، وتتصــف ن وقaبح ذاتي وقيمــة عقلي الاختيارية تنطوي على حaســن أو القaبح، من قبيــل: الظلم والعــدل، والعلم في نفســها بالحaســن، والجهل؛ لأن العدل من حيث هو عــدل يتصــف دومــا بأنــه حســ وإن الظلم من حيث هـو ظلم يتصـف أبـدا بأنـه قـبيح. وأمــا بعض الأفعال الأخرى فلا تتصف في ذاتها بأي من هــاتين الصــفتين، بــلنة أو تكـون تابعـة لانطبـاق أحـد الأفعـال الـتي هي في ذاتهـا حسـ قبيحة؛ فإن احترام الصديق ـــ مثلا ـــ مــا دام يصــدق عليــه عنــوان العدل فهو حسن وممدوح، وعند عروض عنوان آخر يدخل ضــمن

عنوان القبيح. وكما هو واضح هناك اختلاف بين الأشاعرة والعدلية في هــذان والقaبح الشأن. وإن محل النزاع فيما بينهم حــول مســألة الحaســ بمعــنى اســتحقاق المــدح والــذم. وحيث لا يــذهب الأشــاعرة إلى الاعتقاد بالحaسن والقaبح الذاتي للأفعال فإنهم يـذهبون إلى القـولــكل ــا بش ــال وقaبحه ن الأفع ــ ــتطيع إدراك حaس ــل لا يس ــأن العق ب مستقل، ودون الاستعانة ببيان الشارع، واعتباره مســتحقا للمــدح أو الذم. إلا أن الكثــير من علمــاء الإماميــة يقولــون بعقليــة الحكمن وقaبح هــذه الأفعــال، ويعتقــدون بــأن العقلاء من حيث هم بحaســ عقلاء يستطيعون الحكم بشأن الكثير من الأعمال الاختيارية، دون

نها ،(234)الاســتعانة بإلهــام من الشــارع، ويحكمــون بقaبحهــا أو حaســ بمعنى أن العقل الذي يحكم بوجود المبدأ والشارع الحكيم يمكنــه كذلك أن يدرك أنـه ــ على سـبيل المثـال ــ يعـاقب عبـده القــادر بسبب ظلمه لعبد عــاجز آخــر، أو بســبب امتناعــه عن رد الأمانــة، وأن يثيب العبد القادر بسبب عطفه على الضعفاء. وفي الحقيقة،

إنه بعد حكم العقل النظري بالحaسن الفعلي لهذا الفعل يكون هذا العمـــل من وجهـــة نظـــر العقـــل العملي محكومـــا على الـــدوام بالحaسن، ويكون ممدوحا، وإن كــان قــد لا يقــع مــوردا للمــدح من الناحيــة الفاعليــة. ومن ذلــك ـــ على ســبيل المثــال ـــ أنــه لا أحــدن الصــدق، ولكن في مــورد الصــدق يســتطيع القــول بعــدم حaســ الضار، عندما يؤدي إلى قتل إنسان بريء، يتم تقــبيح فاعلــه، دون

.(235)تقبيح الصدق وفي هذا المقام يذهب القائلون بالحaسن والقaبح العقلي إلى الاعتقاد بأن العقل النظــري يــدرك في الفعــل شــيئا يحكم العقــلنه أو قaبحــه. هنــاك آراء مختلفــة بشــأن العملي على أساسه بحaســــذي يمكن ــرأي ال ــلها ال ــدو أن أفض ــذا الملاك، ولكن يب ةـ ه ـ ماهي استنباطه من تضاعيف كلمات فلاسفة وحكمــاء المســلمين؛ حيث

ن أو قaبح فعــل ما (236)يعتقــدون أن ملاك حكم العقــل بشــأن حaســ

إنما هو كمال الفعــل وإفاضــته الوجــود للنفس أو نقصــانه ودفعــه الوجود عن النفس. وفي هذا المورد يمكن القــول: حيث إن نفســا تحب ــذاتها إلى طلب الكمــال المطلــق، وإنه الإنســان تســعى ب البقاء بفطرتهــا، وإن كــل مــا يكــون ســببا في زيــادة بقائــه يكــونــدليل العقلي، إذن يجب على الإنســان أن يســعى إلى ــا بال محبوب تحصيل الكمال، وإن تحصيل هذا الكمــال بــدوره ضــرورة عقليــة،بنــا من الكمــال ضــروريا أيضــا. إن إذن تكون مقدماته وكل ما يقر بعض الأفعــال تســتدعي في حــد ذاتهــا الكمــال والوجــود للنفس الإنسانية، ولذلك بعد إحراز إضفاء الوجود من قبل العقل النظرينها. وعلى هــذا الأســاس فــإن ملاك يحكم العقــل العملي بحaســ الأحكام الإلزامية للعقل العملي هو إنتاج الفعـل للكمـال والوجـود للنفس أو استجلابه للنقص أو عــدم الوجــود بالنســبة إلى النفس. كمــا أن نفس الأعمــال الــتي هي من الأمــور الواقعيــة والخارجيــة

يكون تأثيرهــا أمـرا واقعيـا أيضـا؛ وعليـه فـإن اســتجلاب فعـل مـا للكمــال أو عمــل مــا للنقص يكـون هــو الأثـر الــواقعي والتكويـني للأعمــال. ومن ذلــك ـــ على ســبيل المثــال ـــ أن العقــل النظــري يكتشـف أن الصـدق يـوجب كمـال النفس، والعقـل العملي يحكم بوجوب امتثال كل ما يستوجب كمال النفس، إذن يجب أن يكــونن والقaبح ــ ــائلين بالحaس ــول: إن الق ــذا يمكن الق ــادقا. وعلى ه ص

العقلي يعتبرون العقل منشأ للإلزام والإيجاب. ويجدر بنا أن نتساءل هنــا ونقــول: هــل نحن ملزمــون ـــ من دون حكم الشارع ـ بتطبيق أحكام العقل العملي؟ عندما يكتشــفــال للنفس، ويحكم ــتوجب الكم ــا يس ــري أن عملا م ــل النظ العق العقل العملي ـ بالالتفات إلى كون هذه القضية عقلانية ـ بوجــوب تطبيقه، فإن كل عاقل سوف يعتبر ذلــك العمــل واجب التطــبيق. وبذلك سوف يتم إحراز موافقة الشارع ـــ بوصــفه رئيس العقلاء ـن على الشــارع أن يحكم على على نحو القطــع واليقين. إذن يتعي طبق ما يحكم به العقلاء من حيث هم عقلاء. ولاكتشــاف موافقــة الشارع على هذا الإلزام لا نحتاج إلى وجود دليل لفظي، وإن كان

كل ما حكم به العقل حكم بــه». (237)الدليل اللفظي موجودا أيضا . فمثلا: يمكن لنــا أن نعلم من حكم العقــل بلــزوم العــدل«الشرع

رـد في ـ ــا، حتى إذا لم ي ــذا الحكم أيض ــذات ه ــارع يحكم ب أن الشوا اللــه﴿القــرآن قولــه: وى واتقــ رب للتقــ ﴾اعــدلوا هــو أقــ

(. والقائلون بهذا الرأي يعتبرون هذا الأمر من الشارع8)المائدة: أمرا إرشاديا.

إن جميــع قضــايا العــالم إمــا من نــوع القضــاياـ الاعتبار:4 الكشفية أو من نوع القضــايا الاعتباريــة. والقضــايا الكشــفية إنمــا تقدم لنا خبرا من العالم الخارجي، ومن هنا فإنهــا تقبــل الاتصــاف بالصدق والكذب من حيث انطباقها وعــدم انطباقهــا على الواقــع.

ــا يتم وأما مفاد القضايا الاعتبارية فهو لا يخــبر عن الواقعيــة، وإنم.(238)إيجاد مفادها لدى المخاطب

في ما يتعلق بالقضايا الأخلاقية في علم الأخلاق هناك رأيان، ؛(240) )الكشــــفية((239)وهمــــا: القضــــايا الأخلاقيــــة الوصــــفية

:(242) )الاعتبارية((241)والمعيارية إن القــائلين بالنظريــة التوصــيفيةأـ النظريــة الوصــفية:

يعتقدون بوجــود خصــائص خبريــة وتقريريــة عن عــالم الواقــع في القضايا الأخلاقية، وبغض النظــر عن اللفــظ يرونهــا مشــتملة على

. وعلى«الاحتكار قبيح»، و«طلب العلم فضيلة»حقيقة ثابتة، مثل: الرغم من أن مظهر هذه القضايا يتم بيانه في بعض اللغات بلفظ

«الكينونة» را ، ولكن في بعض المــوارد؛ حيث يكــون مفادهــا معبــتفادة من عن علاقة لزومية )علية / معلولية( بين شيئين، تم الاس

يجب عليــك أن». عندما يقــول المعلم لتلميــذه: «الوجوب»صيغة فإنه بــذلك يقيم علاقــة عليــة / معلوليــة بين التعلم«تكتب درسك

يجب عليــك أن تفي»وكتابة الدرس، وعندما يقول معلم الأخلاق: فإنه يقيم علقة بين الوفاء بالوعد وبين الغايــة الأخلاقيــة.«بوعدك

وعلى أســاس هــذا التحليــل؛ وبـالنظر إلى العلاقــة الضــرورية بين . ومن ذلــك ـــ على«الوجــوب»العلة والمعلول، يمكن تفسير آلية

سبيل المثال ـــ: إذا كــان الإنســان يريــد بلــوغ الســعادة والكمــال، وكان يعلم )سواء من طريــق الشــرع أو العقــل( أن وجــود الغايـة إنما يكون ممكنا من خلال فعلية عمل خاص، فإنــه يحكم بــأن بين هذين الأمرين علاقة ضرورية. وفي هــذه الحالــة يمكن بيــان هــذهــه إذا لم يتم تأييــد الضــرورة على صــيغة الوجــوب. ولكن يبــدو أنــد مطلوبيته ـ لا من قبل الشارع ولا من قبل العقل ـ فإنه يكون قد الكشف عن ضرورته، ويجب إثبات لزوم القيام به. وهنــا تم مجر

تمس الحاجة إلى حكم معياري اعتباري.

إن القــائلين بالنظريــة المعياريـةب ـ النظرية المعيارية:ــو الطلب ــا ه ــبروا مفاده ــذه القضــايا، واعت ــدون بإنشــائية ه يعتق والإلزام والمعيارية والقاعــدة، ولا يــرون صــدقها وكــذبها صــحيحا،

aن صادقا، ولا تخaن»من قبيل: . إن صيغة هذا النوع من القضــايا«ك . وحتى إذا تم بيان هذا النوع من«الوجوب»في بعض اللغات هي

ها وروحaها هو الإنشــاء aرى جوهرa القضايا على شكل إخبار، إلا أنه ي إن»، من قبيل: أن يقول الشــارع في مقــام الأمــر: (243)والخطاب

ــار،«المسلم لا يكذب ، فإن هذه القضية وإن تم بيانها بصيغة الإخبــك أن ــنى ذل ــريع، ومع ــام التش ــان في مق ــا ك ــارع إنم إلا أن الش المسلم يجب أن لا يكذب. وفي بعض الأحيان تكون هــذه الصــيغة الخبريــة لقضــية مــا أبلــغ في الدلالــة على الضــرورة من الصــيغةــوم ــذكورة يقـ ــارة المـ ــر والنهي، فمثلا: في العبـ ــائية للأمـ الإنشـ الافتراض على أن المسلم من الصــلاح بحيث إنــه في الحقيقــة لا يكذب أبدا، وإن عدم قول الكذب مأخوذ في هذه العبــارة بوصــفه أمرا واقعا ومتحققا، وتقوم هذه القضية بالإخبـار عن هــذا الواقـع. وعلى هــذا الأســاس فــإن الأمــر والنهي غــير الإنشــائي لا يســاوق

.(244)القضايا الإخبارية دائما ينقســم القــائلون بمعياريــة القضــايا الأخلاقيــة إلى قســمين؛ فبعضــهم ـــ مثــل: الأشــاعرة ـــ ينكــر جميــع الأبعــاد المعرفيــة في الأحكام الأخلاقية، ويرون دوره منحصــرا في إنشــاء الأمــر والنهي

رين الغربيين كــان ديفيــد هيــوم(245)فقط أول(246)، ومن بين المفك من أبدى هذه النظرية بشأن الأخلاق، فقد رأى أن أفعال الإنســانن ــ ــاء للحaس ــوي على أي اقتض ــه لا تنط ــر عن حكم الل بغض النظ والقaبح. ويمكن لنا أن نشاهد نموذج هذا الرأي في حــوار ســقراط

. لا شك في أن هذا الــرأي لا يمكن القبــول بــه(247)وأثيفرون أيضامن وجهة نظر الإمامية بشكل مطلق.

وأما بعضهم الآخر فيرى أن الأحكام الأخلاقية أمور اعتباريــة، إلا أنه يراها قائمة على حقائق عالم الوجــود والإنســان والمصــالح والمفاسد الذاتية في إطار الوصول إلى الكمال المنشــود. ويمكن

، فهــو يــرى أن(248)وضع العلامة الطباطبائي ضمن هذه المجموعة مبــدأ ظهــور المفــاهيم الاعتباريــة يكمن في احتياجــات الإنســان، وقال بأن هذه المفاهيم لم تنشأ من ذاتها، ومن دون الاستناد إلى الواقــع والعــالم الخــارجي، وليســت موضــوعة من دون اعتبــار أو ملاك. وقد ذهب إلى الاعتقـاد بـأن القـوانين السـائدة بين الأفـراد وإن كانت من الأمور الوصفية والاعتباريــة الــتي تمت فيهــا رعايــة مصالح المجتمع الإنساني، إلا أن العلة التي تستوجب اعتبــار هــذه القوانين هي الطبيعة الخارجية للإنسان، والتي تدعو الإنســان إلىــف ــال في تعري ــة. وق ــات التكويني ــع الاحتياج ــل النقص ورف تكمي الاعتباريــة: إن المعــنى التصــوري أو التصــديقي ـــ الــذي ليس لــه تحقق في خارج ظرف العمــل ــ ليس ســوى اســتعمال المفــاهيم

. إن مــراد العلامــة(249)الذاتية، واستعمالها في مورد أنواع الأعمال من تحقق المفاهيم في ظرف العمل هــو أن الشــيء الــذي ليس لــه مصــداق في عــالم الخــارج نعمــل على جعــل مصــداق لــذلك

. طبقــا لهــذه النظريـة هنــاك بين الطبيعــة(250)المفهوم في أذهاننا وغاياتها علاقة من نوع الوجوب والضرورة، وهو وجــوب وضــرورة عينية وتكوينية وفلسفية قائمة بين كل علة ومعلــول. إن الإنســان يقيم ذات علاقــة الوجــوب العيــني ـــ الموجــودة في الطبيعــة في مقابل الإمكان والامتناع ـــ في عـالم الاعتبــار بين شــيئين لا تقــوم بينهما أي علاقة في الواقع. وكما يعطي حد الأسد للرجل الشجاعــود في ــوب الموج ــد الوج ــال يعطي ح ــام بالأعم ــذلك في القي ك

.(251)الطبيعة العينية للواجبات التي يخلقها الذهن لتلك الأفعال وحتى مـــا قبـــل العلامـــة الطباطبـــائي لم يكن المتقـــدمون

ــأن الإنســان يذهبون إلى الاعتقاد بالأمر والإنشاء، وكانوا يقولون ب يقوم أولا بتصور فائدة الشيء، ثم يعمل على تصديقه، ثم يحصــل

له ميل إليه، وتكون المرحلة الأخيرة هي مرحلة الإرادة. شوقا مؤكدا إرادةعقيب داع دركنا الملايما

(252)سما

ـدـ أنــه ـــ بالإضــافة إلى هــذه المقــدمات ـــ يقــول بالاعتبــار بي والحكم الإنشائي قبل الفعــل. ومــراده بطبيعــة الحــال هــو الحكم الذي تقــوم بــه النفس، وليس الحكم على شــكل الحكم النظــري )التصديق بالفائدة(، على ما كان يقول به المتقــدمون. إنــه يقــول بأن هناك ـ على الدوام ـ لكل فعــل اختيــاري في مرحلــة الصــدور

هــو الــذي«الــواجب»، وإن (253)عن الفاعل حكما إنشائيا واعتباريا يدفع الإنســان إلى الســعي وراء الغايــة الطبيعيــة، ومــا لم يتحقق ذلــك لن تكــون هــذه الأمــور مaجديــة. فمــا أكــثر الأشــخاص الــذين يــدركون فائــدة شــيء ولكنهم لا يعملــون بــه! فمــا لم يكن هنــاك

. وبـذلك في(254)إذعـان بوجـوب مطلـق الفعـل فلن يصـدر الفعل الحقيقة هو من جهة لا يـرى الإدراكـات الحقيقيـة كافيـة للتحفـيز،ــة ومن جهة أخرى لا يرى الاعتباريات التي لا تقــوم على أي واقعي

. وعلى الــرغم من تعــذر فهم عبــارات العلامــة(255)أمــورا ملزمــة الطباطبــائي في هــذه الأبحــاث، واشــتمال بعضــها على الإشــكال، يمكن لنا أن نــدرك أن نظريتــه وإن كــانت تــأتي في إطــار الغايــةــتمل على ــا تش ــة(، إلا أنه ــثرات الإدراكي ــل التك ــفية )تحلي الفلس تــداعيات هامــة بالنســبة إلى علم الأخلاق. وهــذا يقــوم ـــ بطبيعــةــدركات الجزئيــة aالحــال ـــ على أن هــذه المقالــة لا تنظــر إلى الم وعمل الفرد؛ إذ إن بعضهم يذهب إلى الاعتقــاد بـأن ظــاهر كلامــهن وقaبح الفعــل، وإن كان يدل على اعتبارية الأحكام الخاصة بحaســ إلا أن تصريحاته المتكررة والمباني الراســخة في تفكــيره الــديني

ــتين: ــوره في مرحل ــوب يمكن تص ــذا الوج ــةتثبت أن ه المرحل : في مقــام صـدور الفعـل، الــذي يقـع واسـطة في تحققالأولى

: ما يمتلكه الفعلوالمرحلة الأخرىالعمل، وله ماهية اعتبارية؛ ل أساسا لصلاح العمل أو عدم صلاحه .(256)في صلب الواقع، ويمث

ح العلامة الطباطبائي نفسه، في نهاية بحث الاعتباريات: وكما صرك في أن الوجــوب» في مرحلــة صــدور الفعــل عن الفاعــل لا شــ

الــذي يــذكره الفقهــاء في أقســام الأحكــام لا ربــط لــه بهــذاد أنه(257)«الوجوب . بيد أن عبارات العلامة في العديد من كتبه تؤي

يقول بالاعتبار حتى في ذات الفعل )في صلب الواقع( أيضا، وكما لأن الوجوب في هذه المرحلــة هــو نســبة وصــفة»يستطرد قائلا:

، ولكن الوجــوب الفعل في مرحلة الصدور عن الفاعل، وهــو عــام الــذي يــذكره الفقهــاء في الأعمــال هــو صــفة الفعــل في نفســه. وعلى الرغم من أنــه مثــل الوجــوب العــام اعتبــار عملي، وخاصـدـ أن اعتبــاره متــأخر عن اعتبــار وهو من نتائج نشاط الإنســان، بي

ن، مثــل». ويقــول في موضــع آخــر: (258)«الوجوب العام إن الحaســ الوجوب، على قسمين، وهما: الحaسن الذي هــو صــفة الفعــل في نفسه؛ والحaسن الــذي هــو صـفة لازمــة عن الفعـل الصــادر، مثـل

د هــذا الوجــوب(259)«الوجــوب العــام . على الــرغم من أنــه يقيــة بالأحكام الفقهية، بيد أن الموضوع مورد البحث في هــذه المقال هو اعتبار كل نوع من أنــواع الفعــل الاختيــاري في صــلب الواقــع،ــذا حيث إن الفعل الأخلاقي بدوره واحد من هذه الأفعال أيضا. وهده عبارة قالها الأستاذ الشــهيد الشــيخ مرتضــى مطهري؛ إذ ما تؤي يقــول: إن العلامــة الطباطبــائي كــان يقــول بنــوعين من الاعتبــار،ــدل وقaبح الظلم؛ ن الع ــ ــل: حaس ــابت، من قبي ــار الث ــا: الاعتب وهمرة بالنســبة رة والجزئية والنســبية، وتكــون متغي والاعتبارات المتغي

.(260)إلى الأفراد

ــة ــتي يمكن فهمهــا من خلال نظري ــا المســألة الأخــرى ال أم الاعتباريات التي يقول بها العلامــة الطباطبــائي فهي أنــه يــرى أنـاـت مــا جميع الاعتباريات مأخوذة من الحقائق، بمعنى أن الاعتباريــا أن تخلــق دامت غير متصلة مع واقعية ما اتصالا وجوديا لا يمكنه

ــك(261)صورة لها، ولا يمكن لها أن تبدع من ذاتها وتلقائها . ومن ذلــا لم ــذهن م أن الملكية ـ على سبيل المثال ـ أمر اعتباري، فإن ال يكن قد أدرك حقيقة الملكية في موضع آخر لا يمكن له أن يصوغ

ــة الاعتبارية ــا للملكي ــو(262)مفهوم ــا ه ــل م ــات إلى أن ك . وبالالتفقـــا بعـــالم الأفكـــار متعلـــق بالحكمـــة العمليـــة فإنـــه يـــراه متعل

ــات(263)الاعتبارية ــزءا من الإدراكـ ل جـ ــدورها تمث ــإن الأخلاق بـ فـ الاعتبارية؛ بيد أن هذه المaدركات لا يمكن أن يتم اعتبارها دون أي مقدمات، إذن يجب أن تقــوم على حقــائق العــالم، أي الإدراكــات الفطرية والعقلية. ومن ذلك ـ مثلا ـ أن العــدل وإن كــان مفهومــا أخلاقيا، ولكنه ليس بحيث لا يكون موجودا في العالم حقيقة، وإنه مجرد مخلوق للذهن البشري، بــل هــو مقتبس من عــالم الخلــق،

.(264)ومنتزع من الأمور التكوينية

ـــــــ منشأ الإلزام في القضايا الفقهية6 لقد ذهب بعض إلى القــول بـأن الفطــرة والعقــل والمصــالح

.(265)والعدل هي مصدر الإلــزام في الأحكــام والقــوانين الشــرعيةــتقلات ــير المس ــال غ ــوليين في مج ــة آراء الأص ومن خلال دراســل وحــده لا ــأن العق ــاد ب ــذهبون إلى الاعتق ــدرك أنهم ي ــة ن العقلي يستطيع الحكم بالإلزام الشرعي للقضايا الفقهية. وتوضــيح ذلــك: إن الفقيه في استنباط الإلزام في حكم فقهي يعمل على تشكيل قياس، يستخرج صغراه من حكم الشارع، وكبراه عبارة عن حكم العقــل النظــري بإيجــاب أمــر الشــارع للكمــال، ثم يحكم العقــل

ــ بكــون العملي ـــ من خلال الالتفــات إلى حكم العقــل النظــري ـالعمل بأمر الشارع إلزاميا:

ـ أقيموا الصلاة. الصغرى )حكم الشارع(.1 ـ إن ما يكــون مــوردا لأمــر الشــارع يــوجب كمــال النفس.2

الكبرى )حكم العقل النظري(.إذن الصلاة توجب كمال النفس.

ـ إن الصــلاة تــوجب كمــال النفس. الصــغرى )حكم العقــل1النظري(.

ــبرى )حكم2 ـ إن ما يوجب كمال النفس يجب القيام به. الكالعقل العملي(.

إذن يجب الإتيان بالصلاة. ــان دورا ــا يلعب ــرة وإن كان ــل والفط ــدو أن العق ــا يب ومن هنــال، ولكن لا يمكن ــائق الأفع ــات وحق أساســيا في إدراك الاحتياجرع. إن الوصول إلى هــذه الأمــور دون الاســتناد إلى الــوحي والشــ الله سبحانه وتعالى؛ وعلى أساس من علمـه ولطفـه ونظـره إلى المفاسد والمصالح، يضع بعض القوانين التي تضمن الســعادة في الدنيا والآخرة، وإن كل إنسان يتصف بالفطرة الطاهرة والسليمة

بعية لهذه القوانين. يدرك ضرورة ووجوب الت

ـــــــ القول المختار7 ذكرنــا فيمــا تقــدم أن البعض يــرى أن المعيــار والمنشــأ في جميع القيم الأخلاقية هو مجرد المطابقة أو المخالفــة للوجــدان أو العقل. ولكن يبدو أنه لا يمكن اعتبــار كــل واحــد من هــذه الأمــور وحده معيارا مناسبا للإلزامية في القضايا الأخلاقية. ولذلك سوف نعمل في هـذا المقـال قبـل كـل شـيء على نقــد ومناقشــة هـذه المعايير، وفي الختام سوف ننتقل ـ بعد بيان أوجه الانسجام فيمــا

بينها ـ إلى ذكر الرأي المختار. وقـــــد تقـــــدم أن العلمـــــاء، ومن بينهم: بعض المفكرين

، قد أبدوا اهتماما ملحوظا بموقع وأهمية الوجدان،(266)الإسلاميين ولكن هــل يمكن الادعــاء في الواقــع بأننــا قــد حصــلنا على جميــع التكاليف الأخلاقية من طريق الرجــوع إلى الوجــدان؟ وهــل يمكن

لإدراكاتنا الفطرية أو الوجدانية أن تجيب عن مثل هذا التكليف؟ إن الإجابــة عن هــذا الســؤال مرتبطــة بواحــد من المســائل المعرفية الهامة، حيث يكون لحلها تأثير مباشر في هذه المسألة،ـةـ وهي: هل الإنسان يدرك مفهوما أثنــاء ولادتــه؟ وهــل خaلقت جبلــة بالمفــاهيم الذاتيــة الإنســان وطينتــه منــذ بدايــة وجــوده مقرون والفطرية؟ وهــل يمكن العثــور على إنســان قـد حصـل على هــذه المفاهيم قبل وصوله إلى البلوغ العقلي؟ هنــاك آراء متفاوتــة في هذا الشأن. فقد ذهب أفلاطون إلى الاعتقاد بأن الإنسان يعلم كل شيء منذ ولادته؛ فقد سبق له أن تعرف قبــل ولادتــه على جميــعaل، ولكنه يكون قـد نســيها في هــذا العـالم، الحقائق في عالم المaث

ــتذكارها ــاج إلى اس ــه يحت ــذلك فإن ــذهب(267)وب ــل ي . وفي المقاب ــ من الفلاســفة(269)، وجــون لــوك(268)آخرون، من أمثــال: أبيقــور

ــة التجريبيين والحسيين ـ إلى القول بأن ذهن الإنسان مثل: اللوح البيضاء، التي تنطبع فيها الأشــياء بفعــل التمــاس مــع الموجــوداتــا الخارجية. وقد خالف هؤلاء نظرية الفطرة بشدة، واعتبروا أدلته

إلى عــدم(270)غير كافية. كما ذهب الكثــير من حكمــاء المســلمين القول بأن هذه المفاهيم مكنونــة في فطــرة الإنســان، وإنمــا هي مسبوقة بالحواس الظاهرية والباطنيــة، وقــالوا: من غــير الممكن أن تكون لدينا مaدركات نعجز عن إدراكها حتى ما قبل فترة البلوغ

العقلي. والحق هو أن الإنسان عندما يضع قدمه في هذا العالم تكون

صفحة قلبه خالية، مثل: اللوحــة البيضــاء، ليس فيهــا شــيء، وهي فارغــة من جميــع أنــواع العلم الحصــولي، وفي ذلــك يقــول اللــه

اتكم لا تعلمــون﴿تعــالى: هــ رجكم من بطــون أم واللــه أخــار والأفئدة لعلكم ــ مع والأبصـ ــ ــل لكم السـ يئا وجعـ ــ شـ

ــل78 )النحل: ﴾تشكرون ب aومع ذلــك فــإن هــذا الإنســان قــد ج .) فأقم وجهك للدين حنيفا فطـرة اللـه التي﴿بطينة خاصة:

فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلــك الــدين القيمــون ــر الناس لا يعلم هـ يولــد30 )الــروم: ﴾ولكن أكث ـ (. ولكن

ورأس مالـــه العلم الحضـــوري بذاتـــه ورؤيتـــه الشـــهودية إلى ، قــال تعــالى:(272)، ويمتلــك اســتعدادا للــرقي والتكامل(271)خالقه

(. إن هذه الإمكانات8 )الشمس: ﴾فألهمها فجورها وتقواها﴿ تنمو وتزدهر، وتصل إلى مرحلة الفعلية؛ بالالتفــات إلى الشــرائط الاكتسابية والبيئيــة بمســاعدة العقــل. ومن خلال الاســتعانة بهــذه الإمكانات والشرائط البيئيــة تغــدو هــذه المفــاهيم قابلــة للإدراك.ــك ــرة، وإن تل ــع المفــاهيم بحكم الفط ولكن لا يمكن إدراك جميــة في وجــدان السلســلة من القواعــد الضــاربة بجــذورها الفطري الإنسان إنما تبلغ مرحلة الفعليــة بمســاعدة من العقــل. ومن هنــا فإن ما يتم طرحه تحت عنوان الفطرة أو الوجدان لا يمكنه وحده

أن يكون هو منشأ الإلزام. إن من بين المعايير والمصادر الأخرى التي ذكروهــا للقضــايا الأخلاقية هو العقل. بيد أن المقطوع به في جميع الأفعــال هــو أن العقل لا يستطيع إدراك الحaسن والقaبح. وإنما في حال كون ملاكـاـ في الأفعــال يكــون العقــل قــادرا على الإدراك حكم العقــل ذاتي والحكم بحaسن تلك الأفعال وقaبحها. وأما حيث لا يكون هذا الملاكــرب ن الحج، وقaبح ش ــل: الحكم بحaســ ــل، من قبي اـ في الفع ـ ذاتي الخمر، لا يكون بمقدور العقل إدراك ذلك، رغم أن العقــل ســوف

ــل الشــارع. ويــذهب يصــادق على ذلــك بعــد صــدور الحكم من قب بعض المعتزلة إلى الاعتقــاد بـأن العقــل في المــوارد الــتي يكــونن والقaبح ذاتيــا لا يكــون قــادرا على الإدراك في فيهــا ملاك الحaســ بعض الموارد. وهذا لا يعــني ـــ بطبيعــة الحــال ـــ أن هــذه القضــايا مخالفة للعقل، وإنما بمعنى أنهــا طــاردة، وأن العقــل وحــده غــير

قادر على إدراكها، ويحتاج في ذلك إلى وجود حكم في الخارج. وبعد هذا البيان يمكن الادعـاء أن القضــايا الأخلاقيــة لا تقــومــل هي ـ ــط، ب ــل المحض فق ــدان، ولا على العق ــرد الوج على مج بالإضافة إلى الناحية الداخلية والوجدانية ـــ تحتــوي بمــا لــديها منده القيمة والفضيلة على ناحية عقلية أيضــا. إن الشــيء الــذي تؤي الفطرة يعمــل العقــل بــدوره على تأييــده، وإدراك حقيقتــه أيضــا.رــدa هــذا الســؤال القائــل: هــل يمكن للشــيء ـ وفي هذه الحالــة ي الذي تكون هنــاك ضــرورة لناحيتـه الأخلاقيـة وتحصــيله من وجهــة نظر العقل ـ أن لا تكون لــه ضــرورة من وجهــة نظــر الشــرع، ولا يكــون للشــارع أي حكم بشــأنه؟ هنــاك إمكــان أن يحكم الشــارع بشيء ولا يكون العقل قد أدرك ضرورته، ولكن لا شك قطعــا فيــا الشــرع أن الموضوعات الأخلاقية التي يحكم بها العقل يحكم به المقدس أيضا. إذا كانت القيم والأخلاق ضرورية من أجل ســعادةaشر إلى تحصيلها؟! وإذا كــان العقــل ه الشرع أو ي الإنسان أفلم ينبها إلى جميع هذه الأمور فكيف يكون الشـيء والشرع كلاهما قد نب حسنا ولا يكون في الــوقت نفســه ضــروريا؟! وبهــذا البيــان يمكن الادعاء أن الإرادة الإلهيـة ــ بالإضـافة إلى العقـل والفطـرة ــ قـد

تعلقت بهذه القيم والأخلاقيات.ــل لفظي شــرعيولــو قيل ــود دلي ــو افترضــنا وج : حتى ل

متطــابق مــع حكم العقــل فــإن هــذا الحكم ســوف يكــون حكمــا إرشاديا مستحبا، وليس حكما تأسيسيا ومولويا، والحكم الإرشادي

ب عليه ثواب أو عقاب. لا يؤسس لأي مسؤولية، ولا يترت : يمكن لنا أن نستنتج ممــا تقــدمفإننا نقول في الجواب

أن الحكم الموجود في الأحكام الأخلاقية هو مثل الأحكام الفقهيــة ـ سواء الإرشادية منهـا أو المولويـة ــ، تـدل على الطلب من دونــل: هــل هــذا الطلب . وأمــا في الجــواب عن الســؤال القائ شــك وجوبي أو استحبابي؟ فيمكن القول: إن الأحكــام العقليــة تنقســم

ــمين: ــدهماإلى قس ــال؛ أح ن وقaبح الأفع ــ :والآخر: يتعلق بحaس يكون في مــورد تحســين وتقــبيح الفــاعلين لتلــك الأفعــال. لــو أنaفهم منــه تحســين جميـع العقــل حكم بتحســين فاعـل فـإن ذلــك ي العقلاء بمن فيهم الشارع على نحو القطع واليقين. إن المراد من تحسين الشارع هو الثواب المتعلق بذلك العمل، وإذا حكم العقــلaفهم منــه الحكم بتقــبيح جميــع العقلاء بتقبيح عمل ما فإن ذلك سي بمن فيهم الشارع بالملازمة. وإن تقبيح الشارع عبارة عن عقابــه. وعليه فإن الأحكــام الإرشــادية تســتتبع مســؤولية أيضــا، وإن على

الإنسان أن يجيب عن أعماله في هذا الشأن أيضا. إذا كان منشأ هذه القضايا ـــ الأعم من الأخلاقيــة والفقهيــة ـ هي الفطــرة والعقــل والإرادة الإلهيــة فكيــف تكــون مختلفــة عن بعضها، من حيث الإنشاء والإخبار والإلزام وغير الإلزام؟ وحقــا مــاــه تعــالى: ــار والإنشــاء بين قول هــو الفــرق من حيث صــيغة الإخب

د﴿( وقوله تعالى: 1 )المائدة: ﴾أوفوا بالعقود﴿ ــ ﴾وأوفوا بالعهرين المســلمين ـ34)الإسراء: (؟ فإن أحدهما ـ طبقا لقول المفك

ن حكما فقهيا، ويدل على الوجــوب، والآخــر يشــتمل على حكم يبي(273)أخلاقي، ويدل على الاستحباب ــار حكم . فهل يمكن عــدم اعتب

على الإلــزام دون أي دليــل؟ إن كــل حكم إلزامي في ظاهره دالا يكون في ظــاهره أمــري، أو كــان يــدل على أمــر، ولم يقaم دليــل على خلافه، فهو إلزامي. قــد لا يكــون للوفــاء بالعهــد أثــر وإلــزام

ـهـ ــورد، ولكن حقوقي، ولا يمكن مؤاخذة شخص على ترك ذلك المب عليــه مســؤولية؛ قــال تعــالى: مaلزم من الناحية الأخلاقية، وتترت

ؤولا﴿ ــواب34 )الإســراء: ﴾إن العهــد كـاـن مســ (، ويســتتبع الثــؤال(274)والعقاب في الآخرة ، ولا يمكن أن يقع الشيء موردا للس

. كما لا يتنافى هذا البيان مع الأبحــاث(275)ولا يكون القيام به واجبا ــل بعض الفقهــاء أيضــا الذين﴿؛ قــال تعــالى: (276)المذكورة من قب

ة وهم لا عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كــل مــر(.56 )الأنفال: ﴾يتقون

هل يمكن لنا أن نعتبر حكم الشــارع في الكثــير من الأحكــام الفقهية والحقوقيـة ــ حيث لا يكـون للعقـل في بعض المـوارد أياــ، ونعتــبر الحكم الــذي أقامــه اــ وإلزامي طريـق إليــه ــ أمــرا مولوي الشــارع على أســاس الحقــائق الموجــودة في العــالم وعلى حكم العقل والفطرة حكما إرشــاديا واســتحبابيا؟ ولــو ســلمنا إرشــاديةــر وضــعي ب أث ــترت ــا أفلن ي ــام وعــدم وجــوب امتثاله ــذه الأحك ه

وتكويني على عدم هذا الامتثال؟ ليس للعقل أي طريق في بعض الأحكام الفقهية والحقوقية، فهل يمكن اعتبار حكم الشــارع في هــذا النــوع من المــوارد أمــرااــ؟ وهــل يمكن اعتبــار الحكم الــذي يقيمــه الشــارع مولويا وإلزاميــل ــوم على حكم العق ــالم، ويق ــودة في الع ــائق الموج على الحق والفطــرة، حكمــا إرشــاديا واســتحبابيا؟ وعلى افــتراض إرشــادية الموارد المذكورة، وفي حالـة عـدم امتثالهـا، كيــف ســيكون الأثـر

ب على ترك هذه الموارد؟ التكويني والوضعي المترت لــو أن الشــارع قــد أمــر بحكم، وكــان العقــل يمنحــه التأييــدــا أن ــار، فــإن هــذا الحكم أمــر إرشــادي، ولكن لا يمكن لن والاعتبـاـ، ومــع ذلــك لا نستنتج الاستحباب منه؛ إذ قد لا يكون الأمر مولويــدل على الوجــوب، ولا ــة في أمــر ت يكــون اســتحبابيا. فلا المولوي

. إذا كــان المــراد من الإرشــاد(277)الإرشادية تدل على الاســتحباب هو الإرشاد إلى المفاسد التي يمكن للشخص أن يتخلص منها، ولا

؛ ولكن إذا كــان(278)يتعرض لها من دونه، لا يكون وجوبهــا معلومــاــواجب العقلي aن ال ــل، ولم يك ــو الإرشــاد إلى حكم العق ــراد ه المــه عقلا. وإن ــا بامتثال مقدمة للواجب الشرعي، كان الإنسان مaلزم تركه بالذات يستتبع عقابا أخرويــا، ولكن إذا كــان مقدمــة لــواجب

آخر فإن العقاب عليه يكتسب معناه تبعا للواجب الشرعي. وعلى هذا الأساس؛ بالالتفات إلى حاجــة النــاس إلى تفعيــل الاستعدادات الفطرية وتحصيل الكمال، فإننــا كمــا نقــول بوجــوب ولزوم تنفيذ الكثير من الأحكام الفقهية لا مندوحــة لنــا من القــول بلزوم تنفيذ الأحكام الأخلاقية، سواء كــان المــراد من اللــزوم هــو اللــزوم العلي / المعلـولي أو الإلـزام العقلي أو التشــريعي. وكمـا ذكرنــا في البحث عن ماهيتــه الإلزاميــة فــإن جميــع أفــراد البشــر يعملون في الأمور الأخرى على امتثال ذلك العمل من أجل تلبيــة حاجــاتهم، دون أن يصــدر أمــر من أحــد. ومن ذلــك ـــ على ســبيل المثال ـ أن الشخص عندما يشعر بالظمأ فإنه ســوف يســعى إلى تحصيل الماء، دون أن يكــون لديــه أمــر بــذلك، بمعــنى أنــه يحــرز علاقة تكوينية وعلاقة لزومية بينه وبين العمل. وفي بعض الموارد من الممكن أن يكون هناك معتبر يعتبر هذا التكليف على الآخرين ويعلن عنه، أو أن يكون هناك شخص آخر يرشده إلى هــذا الأمــر،ــه ــا فإن ــودة فيه ــلحة الموج ــة والمص ــذه العلاق ــراز ه ــإذا تم إح ف بالالتفات إلى قاعدة اللطف يجب على الله الحكيم أن يقوم ببيان الطريق الموصل إلى هذه النقطة. لا فــرق بين أن يقــوم الشــارع ببيان طريق الوصول بواسطة الاعتبار أو أن يضع بين أيدينا طرقـا لاكتشافه. وفي القضايا الأخلاقية يكفي أن نكتشــف هــذا المقــدار من العلاقة اللزومية حتى يكتسب امتثاله الضرورة والإلــزام، رغم

بعية بمجرد أنه من الممكن أن لا يرى الجميع أنفسهم مكلفين بالتــذه ــات إلى ه ــولي. وبالالتف ــزوم العلي / المعل ــع الل ــة م المواجه النقطة فإن الاعتقاد يقــوم على أن الاســتعدادات الموجــودة لــدى الإنسان بشكل فطري، دون أن يكون لها أي اقتضاء، إنما تكشفةـ. وهـو الاعتبـار بمساعدة العقل، ويثبت لها الاعتبار بالإرادة الإلهي القائم على الفطريات والعقلانيات وبناء العقلاء، بمعنى أن الإرادة الإلهية تتعلق بلــزوم تطــوير وازدهــار هــذه الاســتعدادات. إن هــذاــوي اللازم هو أمر اعتباري وتواضعي بين الله والمكلفين، وهو يحت ـ كما تقدم أن ذكرنا ـ على منشأ حقيقي؛ يكون في بعض الأحيان

ذاتيا؛ ويكون له في بعض الأحيان منشأ نفعي ومصلحي.ــال ــارقــد يق ــوتي، واعتب ــد الملك aع ــا عن الب : إن البحث هن

الإنسان خليفة لله، وإن بناء مثل هذا الإنسان يتنافى مــع الإلــزام؛ فإن الإنسان الذي يمتثل شــيئا بــدافع من الخــوف لا يمكن بنــاؤه.رة، وتوصــل إن التربيــة مــا دامت تنطــوي على لطــف تكــون مــؤث الإنسان إلى المراتب العليا، ولكن عندما تكتسب صبغة تكليفية لا يكون لها التأثير المطلوب. إن الأخلاق عبارة عن امتيــاز، وليســت وظيفة أو تكليفــا. ليس من اللازم أن يكــون كــل مــا انطــوى على نتيجة جيدة لازما ومطلوبا. إن التــأثير الــذي ينطــوي عليــه العمــلــأثير المستحب لا ينطوي عليه الفعل الواجب، ومن هنا قد يكون ت صلاة الليل أكبر من تأثير صلاة الصبح؛ فإن التعالي إنما يكمن في

الاختيار. : إنــه في حالــة القبــولأولا: ويمكن القول في الجواب

بهذا الافتراض يجب أن لا يكون هناك أي بيــان إلــزامي في الــدين والأحكام الشرعية؛ لأن هذا الاستدلال يصدق في مورد الواجبــات الأخرى أيضا. إن المــراد من الــواجب ليس هــو الإكــراه والإجبــار؛ فحتى في الواجبات يجب محاربة النفس أيضا. كما أن الوجوب لا

ــا يتنافى مع التكامل، فالاختيار الذي يؤدي إلى تعالي الإنســان إنم يكون في مرحلة التكوين، وليس هناك أي شك في هذه المسألة.

: لم يتم الفصــل في هـذا البيـان بين مقــام الإثبــات ومقــاموثانياالثبوت، في حين يجب بحث هذين المقامين بشكل مستقل.

لا شك في أن الله سبحانه وتعالى قد خلــق الإنســان لغايــة؛ (، وهــو42 )النجم: ﴾وأن إلى ربك المنتهى﴿قال اللــه تعــالى:

ــة متعهد ومســؤول: ــذه الغاي ر﴿في مقابل ه مع والبصــ إن الس (، ويجب36 )الإسراء: ﴾والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا

أن تكون هناك مقدمات من أجــل الوصــول إلى هــذه النقطــة. إندـ أن ـ ةـ، بي ـ ــة عملي ــبح القيم الأخلاقي ــدما تص ــا يمكن عن ــذا إنم ه مخالفتهم إنما هي مع هذا النحــو من الإلــزام والإجبــار. لقــد أثبتنــا في بحث الحaسن والقaبح العقلي في مقـام الثبـوت وعـالم الواقـعaعتبر الحصــول على الكمــالات ضــروريا بالنســبة أن الإنسان كائن يــان ــات وطريقــة البي ـدـ أن الاختلاف يكمن في مقــام الإثب ــه، بي إلي والدافع للقيام بذلك. لو قبلنا بضــرورة تحصــيل الكمــالات، وقبلنــاــام ــك في مق ــدمات والطــرق الموصــلة إلى ذل ــذلك بالمق ــا ل تبع الثبوت، فهل يمكن للشارع في مقــام الثبــوت أن لا يقــدم لنــا أي

ــذا أولاطريــق للوصــول إلى المطلــوب؟ . ه ــا : مــا هيوثانيــل من بين ــروريا بالكام ــا ض ــول إليه ــبر الوص ــتي يعت ــة ال المرحل المراحل الممكنة؟ أو ما هي المقدمات التي توصلنا إلى هذا الحدــور على ــتي يجب العث ــوعات ال ــذا من الموض ــال؟ إن ه من الكم جوابها من القرآن الكريم. لقد قـام الشــارع ــ من أجــل الوصـول إلى ذلــك ـــ بتنــاول المســائل في القــرآن من مختلــف الحيثيــات؛ فتارة يضفي عليها صبغة حقوقية، ويتحــدث عن العقــاب والثــواب الدنيوي والأخــروي؛ وفي موضـع آخــر يقتصــر على تنــاول الثـواب والعقــاب الأخــروي فقــط. وبالتــالي إذا أرادت القضــية أن تكــون

أخلاقية فما هي الطريقة الأفضل لبيانها؛ لتنطوي على تأثير أكبر؟ إن رعاية المسألة الأخلاقية إنما تكون ممكنة بسبب قيمتها؛ وتارة أخرى بسبب وجود عقوبة عليهــا؛ أو لأنهــا تمنح الإنســان شخصــيةبمــا تكــون أحيانــا بســبب رعايــة حــال النــاس؛ وتــارة aواعتبــارا؛ ور بسبب الخوف من الشرطة. وبالالتفات إلى الدوافع المختلفة فيــبرة ولحن مختلــف. إن ــار ن ــة المســائل الأخلاقيــة يجب اختي رعايــتي ــو بحث عن عــالم القيم، القيم ال ــوت ه ــام الثب البحث في مقن والقيم القبيحــة، والقيم الــتي تجب مراعاتهــا تنطــوي على حaســ والقيم التي ليس هناك إلزام في رعايتهـا، والقيم المشــتملة على

مصلحة مaلزمة والقيم التي لا تنطوي على مصلحة مaلزمة.ــف؛ من أجــل ــف لحن مختل ــات يمكن توظي وفي مقــام الإثب الوصــول إلى هــذه المصــالح، من قبيــل: لحن الوعــظ والإرشــاد، ولحن العتاب، ولحن الخطــاب. ولكن كــل لحن يحتــوي على تـأثير أكبر في المخاطب، ويرفع لديه الدافع نحو القيام بالفعـل، ســوفك في أن لــزوم تنفيـذ هــذه القيم يكون مطلوبا بشكل أكبر. لا شــــان في مقام التشريع، أو في مقام الإرشاد، قد تم بيانه بلغة ولس مختلف عن الإلزامات الحقوقيـة. وإن الشـارع المقـدس قـام في القرآن الكريم ـ بالالتفــات إلى إحــراز المصــلحة أو المفســدة في موضوع ما ـ بالإرشاد إلى هذه الموضوعات أو اعتبارهــا من أجــل تنفيذ الأحكام الأخلاقية. إذن فكمــا نحن في الأحكــام الفقهيــة من القــائلين بوجوبهــا وعــدم وجوبهــا، كــذلك يمكن لنــا الوصــول في الأحكام الأخلاقية إلى مثل هذه الإلزامات أيضــا. وهــذه الإلزامــاتــار والتشــريع أو قد تختلف عن الإلزامات الفقهيــة من حيث الاعتب لحن البيان. إن هذا الأمر الهام إنما يمكن الوصـول إليـه من خلال دراسة آيــات القــرآن وأسـلوب ولحن بيانهــا. ويمكن تقســيم هــذه

الآيات إلى عدة مجموعات، وذلك على النحو التالي:

ــد1 ــالح ومفاس ــان مص ــريم، من خلال بي ــرآن الك ــ إن الق ـرة في تعالي وتكامل شخصية الإنسان، عمد الأفعال والنتائج المؤثــبر أن ــة، واعت ــام الفقهي ــة الأحك ــنى وملاك إلزامي ــريع مب إلى تشــة ــور الأخلاقي ــير من الأم ــر أخلاقي. إن الكث ــؤدي إلى أم ــه ت نتيجتل في تندرج ضمن الأهــداف الفقهيــة والحقوقيــة، وإن دورهــا يتمث المساعدة على تطبيق مباني هذه الحقوق، وإذا لم يكن في البين من هدف للفقه والحقــوق لن تشــتمل مبانيــه على تلــك الضــمانةــد في aع التنفيذية. وإن الكثير من هذه الأمور، من قبيل: العدالــة، ت زمرة مبـاني الفقـه والحقـوق، ويكـون العمــل بهــا واجبـا، وتركهـا

ما .(279)محريام﴿قال تعالى: ــوا كتب عليكم الصــ ا الذين آمن يا أيهــ

ون ــرة:﴾كمــا كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقــ )البق183.)

ــيئين2 ــة المس ــره لعاقب ــريم من خلال ذك ــرآن الك ــ إن الق ـبعات الأخروية التي ستطالهم يمهد الأرضية لإلــزام الأشــخاص والت

بالعمل بالقوانين الأخلاقية.وى ولا تعــاونوا﴿قال تعالى: وتعاونوا على البر والتقــ

اب ﴾على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقــ.(2)المائدة:

بعــات الأخرويــة تعــرض وبالتزامن مع التذكير بالتداعيات والتبة في هذه الدنيا على الاتجاه والنزوع إلى إلى بعض النتائج المترتــداخلي aعد الأرضية لتحقيق الإلزام ال الأخلاق والإعراض عنها؛ كي ي

بالمباني الأخلاقية من خلال اللجوء إليها.وله﴿قال تعالى: اربون اللــه ورســ إنما جزاء الذين يحــ

لبوا أو ــ ــوا أو يص ادا أن يقتل ــ عون في الأرض فس ــ ويسوا من الأرض ــ ــديهم وأرجلهم من خلاف أو ينف تقطع أي

رة عـــذاب زي في الـــدنيا ولهم في الآخـــ ذلـــك لهم خـــ. (33 )المائدة: ﴾عظيمــامل3 ــور الش ــات إلى الحض ــريم، بالالتف ــرآن الك ــ إن الق ـ

فات والكلي لله سبحانه وتعالى وإشرافه الدائم على أفعال وتصرــات الإنسان، إنما يوفر الأرضية للتخلق بالأخلاق والتمسك بالإلزام

السلوكية.ــه من﴿قال تعالى: أن ومــا تتلــو من ــون في شــ وما تك

هودا إذ ــ كنا عليكم ش ــل إلا ــون من عم رآن ولا تعمل ــ قة في ال ذر ون فيــه ومــا يعــزب عن ربك من مثقــ تفيضــ ــر إلا ــك ولا أكب غر من ذل ماء ولا أصــ الأرض ولا في الســ

.(61 )يونس: ﴾في كتاب مبينوس﴿وقال أيضا: ولقد خلقنا الإنسان ونعلم مــا توســ

.(16 )ق: ﴾به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريدــة على4 ـ لقد اهتم القرآن الكريم بالقضايا الأخلاقية والفقهي

السواء، واهتم بهما بشكل خاص، دون الفصل بينهما. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي﴿قال تعالى:

ــر والبغي يعظكم اء والمنك ــ ربى وينهى عن الفحش القــرون .(90 )النحل: ﴾لعلكم تذك

من العــدل والإحســان لقد وضع الله تعالى في هذه الآية كلا في مرتبة واحدة، وأمر بهما في عبارة واحدة، وفي ســياق واحــد.

، ولكن في بيان هذه الآية«يأمر»وعلى الرغم من استعمال كلمة . وحتى إذا قبلنــا(280)تم الحكم بوجوب العدل واستحباب الإحســان

ـدـ أن الفهم عقلا بجواز استعمال لفظ واحد في أكثر من معــنى بي العaرفي لا ينسجم مع مفهومين مختلفين، ومن المســتبعد جــدا أن يستوعب لفظ واحــد مفهــومي الــواجب وغــير الــواجب )الوجــوب

ن( في خطــاب واحد . وعليــه لا يمكن في آيــة واحــدة(281)والحaســ

ذات سياق واحد القول بوجوب موضوع فقهي واستحباب موضوعأخلاقي. ـ الأفعال الأمرية: هنــاك اختلاف بين علمــاء الأصــول حــول5

ظهور صيغة الأمر في الوجوب، وكيفيــة هــذا الظهــور. فقــد ذهب الســيد المرتضــى إلى القــول بأنــه مشــترك لفظي بين الوجــوب والاستحباب؛ وهناك من قــال بأنــه مشــترك معنــوي بين الوجــوب والندب والإباحــة؛ وقــد ذهب مشــهور الأصــوليين إلى القــول بــأنــة على الخلاف ــاك قرين الأمر حقيقة في الوجوب، فإذا لم تكن هنــالترك فــإن العقــل فهو ظاهر في الوجوب، وما لم يأذن المولى ب

. لقــد ذكــر الأصــوليون هــذه القاعــدة(282)يحكم بوجــوب صــدورهــة ــة وعام لاســتنباط الأحكــام الشــرعية. ولكن هــذه القاعــدة كلي

وتصــلح لفهم جميــع الأقــوال والنصــوص، . هــذا أولا : إنوثانيــاــام ــة والأحك ــام الفقهي ق بين الأحك ــر ــه لم يف ــد نزول ــرآن عن الق الأخلاقية، ولذلك فإن القواعد الأصولية قابلة للتوظيــف في جميــع

الآيات القرآنية على وتيرة واحدة. لقد ورد محمول القضايا الأخلاقيــة في القــرآن الكــريم على أشــكال مختلفــة. ومن بينهــا: الشــكل الأمــري؛ حيث ينطــوي هــذابه الأكبر مع المحمــول في القضــايا الفقهيــة في الشكل على الش القرآن. وكما سبق أن ذكرنا فإن لفعل الأمر ظهورا في الوجوب، وليس هنــاك أي فــرق من هــذه الناحيــة بين مختلــف القضــايا في القــرآن الكــريم. وبالالتفــات إلى عــدم وجــود قرينــة قائمــة علىــات وأســلوبها ــوع الآي ــإن مجم ــل على العكس ف ــ ب الاســتحباب ـ وسياقها يحمل قرينة قوية على الوجــوب ـــ فــإن الكثــير من هــذه

الآيات يدل على الضرورة واللزوم. قال تعالى:﴿ـ .(23 )الإسراء: ﴾وقل لهما قولا كريما﴿ـ .(44 )طه: ﴾فقولا له قولا لينا

ــاونوا على﴿ـ وى ولا تع ــ ــر والتق ــاونوا على الب وتعاب ديد العقــ ــه شــ ــه إن الل وا الل ــدوان واتقــ ﴾الإثم والع

.(2)المائدة: .(93 )المائدة: ﴾وأحسنوا والله يحب المحسنين﴿ـ ــة على الطلب لهــا ظهــور في6 ـــ إن الآيــات الإخباريــة الدال

aشاهد هذا الأسلوب في القضايا الأخلاقية كثيرا. وكلما الوجوب. وي كانت القضايا الإخبارية في مقام طلب شـيء مــا فإنهــا ســتكون ـ مثل فعل الأمر ـــ ظــاهرة في الوجــوب. من قبيــل: قولــه تعــالى:

﴿ ينا الإنسان بوالديه حسنا .(8 )العنكبوت: ﴾ووص إن ملاك ومعيار ظهور الأمر في الوجوب واحد؛ إذ كلمــا ثبت أن المولى قد طلب العمل بشيء، بأي لفــظ وبيــان، فــإن العقــلــالترك. يحكم بوجب الامتثال والطاعة، ما لم يأذن المولى نفسه بـرـد بصــيغة كمــا وردت توصــيات في هــذه الآيــات، وهي وإن لم ت الطلب؛ ضمانا للمزيد من التأثير، ولكنهــا واردة في مقــام الطلبــذا ــأن ه ــاد ب ــذهب إلى الاعتق ــاك من ي ــوب للمــولى. وهن والمطل الأســلوب في مقــام الطلب أبلــغ من القضــايا الأمريــة؛ لأنهــا في الحقيقة تخبر عن وقوع وتحقق الفعــل، وكــأن الامتثــال قــد صــدر

. لا شك في أن لحن المسائل الأخلاقية المقــرون(283)عن المكلفر بشــكل بالوعظ، والذي يردa في مقــام الطلب، من شــأنه أن يــؤث أكبر. وعلى هذا الأساس تكون مسألة الإلزام في مجال الســلوك الإنساني أمــرا متحققــا، وإن الآيـات التبشــيرية والتحذيريــة تســير

باتجاه تحقيق هذه الغاية.

ــــــالنتيجةـةـ للفــرد إن الأخلاق، بالإضافة إلى بناء الثقافــة وإثبــات الهوي والمجتمــع، تــوفر الأرضــية المناســبة لتطــبيق التكــاليف الشــرعية

والقانونية ـ الأعم من العبــادات والمعــاملات والأحكــام والقــوانين المدنيــة والاجتماعيــة ـــ. وإن المجتمــع الإنســاني إذا فقــد الأخلاقةــ الإنســانية، ولا تكــون هنــاك سوف يكون مجردا وعاريا من الهوي إمكانية لتطبيق القيم بشكل نسبي إلا بالقوة والرعب والعنف. لوــبر ــدها لن يمكن أن نعت ــة عن ــذه الزاوي ــا إلى الأخلاق من ه نظرنــرة نا، وســوف يكــون اعتبارهــا خارجــا عن دائ الأخلاق أمــرا حســ المسؤوليات الإلزامية. كيف يمكن اعتبار ما يشكل أساسا للحيــاة الاجتماعية الإنسانية خارجا عن دائرة الضرورات، وإدراجــه ضــمن المستحبات؟ وطبقا للتحليل المتقدم نجد أن القرآن الكريم يعتبر وجــوب امتثـال الأخلاقيـات على غــرار ســائر التكـاليف الإلزاميــة، ولكن حيث تكــون روح الإنســان مجــالا أصــليا لهــا فقــد ألقيت مسؤوليتها في هذه الــدنيا على عــاتق وجــدان الفــرد، حيث يمكنــة، وتم ــالنفس اللوام ل ب ــدان المتمث ــة الوج ــا في محكم محاكمته إيكال أمرها في يوم القيامة إلى الله سبحانه وتعالى. فــإذا الــتزم الإنسان بهذه القواعد يكون قد مهد السبيل إلى الارتقــاء بإيمانــه،aعــد والحرمــان من وأما إذا تجاوز ذلك فســوف يكــون مســتحقا للب

القaرب الإلهي. إذا كان الكثير من الأخلاقيات غــير قابــل للمتابعــة الحقوقيــة فإن السبب في ذلك لا يعود إلى عدم مسؤولية الإنسان تجاه هذا الأمــر، بــل لأن المســائل الروحيــة أبعــد من مجــال التكــاليف الاجتماعية والحقوقية. إن المجتمع السعيد والنــاجح هــو المجتمــعــة، بالإضــافة إلى ــوازم الأخلاقي ك بالمســؤوليات والل ــذي يتمســ ال مسؤولياته الحقوقية أيضا. وحيث ينشأ النظام الحقــوقي والنظــام الأخلاقي للإسلام من مصدر الوحي والعقل والفطــرة، ويســتقيان من معين واحد، ويشتركان في تنظيم الأفعال الاختيارية للإنسان، وفي تكامله الروحي والمعنــوي، وضــمان أمن وســعادة المجتمــع،

ل قــوام أحكامــه aهما بوصــفهما نظامــا واحــدا يتمث تجب دراســت بالإلزام. وعلى الرغم من أن لســان بعض آيــات القــرآن في إبلاغ القيم والأخلاقيــات هــو لســان الوعــظ والنصــيحة، وقــد تم بيانهــا بصيغة عاطفية؛ ضمانا للمزيد من التأثير على القلوب، إلا أن هــذا لا يدل ـ كمــا تصــور بعض ـــ على عــدم إلزاميتهــا. هــل يمكن للــه ســبحانه وتعــالى ـــ الــذي أعلن صــراحة عن أن غايتــه من البعثــة وإرسال أنبيائه تزكية النفوس وتهذيب الأخلاق ـ أن لا يرى إلزامية

الوصول إلى هذه الغاية؟!ولا منهم﴿قال تعالى: يين رســ هــو الذي بعث في الأم

ــاب والحكمــة ــزكيهم ويعلمهم الكت ــه وي ــو عليهم آيات يتل.(2 )الجمعة: ﴾وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين

ه للناس على فعل الخير عمد إن القرآن الكريم في إطار حث إلى بشــارتهم وتشــجيعهم على تهــذيب النفس؛ ليصــلوا من خلال

ذلك إلى الفوز والسعادة والفلاح. قال تعالى:.(9 )الشمس: ﴾قد أفلح من زكاها﴿ـ ﴿ـ وزا عظيمــا از فــ د فــ ﴾ومن يطع الله ورسوله فقــ

.(71)الأحزاب: هذه هي الغاية المطلوبة والأخــيرة في حيــاة النــاس، ويجب

العمل على تحقيقها.

الهوامش

ن: مفهومـــــه وخصائصـــــه التـــــديراته ومعالمه ومؤشدراسة دينية اجتماعية

ـ القسم الأول ـ*(*()د. الشيخ مهدي مهريزي

ترجمة: وسيم حيدر

يات aل ــــــالفصل الأول: الك ـــــــ بيان المسألة1

إن الــدين عبــارة عن مجموعــة متكاملــة من بيــان الحقــائق والعقائــد والأمــور المعنويــة والروحيــة والقيم الأخلاقيــة والوصــايا والتكاليف والشعائر والمناسك. فما هو حظ كــل من هــذه الأمــورن؟ وما هو الدور الذي يؤديه كل منهــا في كمــال الإيمــان في التدي وإتمام الدين؟ يتوق كل مســلم إلى معرفــة مــا هــو التــأثير الــذي

نه. يتركه كل من هذه القيم والتعاليم الدينية المتقدمة في تدي كما يمكن لنا أن نطرح هذا السؤال بصــيغة أخــرى، فنقــول:ن أو ــدي aعرف بهــا الشــخص المت ما هي الخصائص والصفات التي ي المجتمع والحكومة الدينية؟ إن هذه الأسئلة تعود في الحقيقة إلى

ن بوجودها، وينعدم بانعدامها. بيان أهم القيم التي يتحقق التدين هــذه المســألة بعبــارة عصــرية أمكن لنــا وإذا أردنــا أن نــبي

باحث مشهور، وأستاذ في الحوزة والجامعة. له مساهمات)*(*( فكرية متعددة في مجال الفكر الإسلامي وعلوم القرآن

والحديث.

القول: ما هي نسبة التأثير الذي تتركه القيم والتعاليم الدينيــة فين؟ هل تحتوي جميع هذه الأمور على نسبة واحدة ومتســاوية التدي من التأثير والأهميــة أم أن لبعضــها نســبة تــأثير وأهميــة أكــبر من

غيرها من الأمور الأخرى؟ــة ــة ليســت على درج ــاليم والقيم الديني ك في أن التع لا شــ واحدة من التأثير والأهمية، وهذا ما يمكن التوصل له بسهولة منــق بين ــة. وإن التفري ــع الديني ــادر والمراج ــر في المص خلال النظ الإسلام والإيمــان، أو التعريــف ببعض القيم بكونهــا أصــلا وأساســاكنا، يشير إلى هذا الاختلاف والتفاوت في الدرجة والرتبة بينها. aور كمــا نــرى هــذا التفــاوت والاختلاف في كلام بعض المفكرين في الإسلام أيضا. ومن ذلك أن العلامة الشــعراني قــد رأى ـــ فين؛ إذ ع والمتــدي كتاب له بعنوان )نثر طــوبى( ـــ فرقــا بين المتشــر

ــال: ــف عن»ق ــدقيق يختل ــدين في الاصــطلاح الصــحيح وال إن ال الشرع؛ فالشــرع عبــارة عن القــوانين الفقهيــة، وأمــا الــدين فهــو عبارة عن ســائر المســائل الأخــرى، من قبيــل: الأصــول والعقائــد

.(284)«والأخلاقن وعلى أساس هذا التفاوت عمد سماحته إلى فصــل المتــدي

ع بقولــه: ــر ــدورهم في»عن المتش ــاس يختلفــون ب كمــا أن النثا أكــبر بأصــول التمسك بالدين أو الشرع، فكل شخص يبدي تشــبــل بالشــريعة ــبر في العم ــة أك ــال عناي ــة الح ــدي بطبيع ــدين يب ال والأحكام الفقهية أيضا، وإن الذي يبدي أهميــة أكــبر بالعمــل يقنــع عيا بمجرد مطابقة أعماله على ظواهر الشرع فقــط، ولا يبــدي ســ كبيرا لسعادته في الآخرة. فلو ســافر في شـهر رمضــان، وســقط عنه وجوب الصوم، كان ذلك بالنسبة له خيرا من الإقامة والصوم وإدراك ســعادة الصــيام في شــهر رمضــان... وفي المعــاملاتــه تنحصر همته بصحة المعاملة، دون أن يعبأ بحرمتها. وقد ذكر الل

سبحانه وتعالى في القرآن جماعة من الفقــراء الــذين جــاؤوا إلىaعد لهم مــا يركبـون عليـه للمشــاركة في|رسول الله وسألوه أن ي

القتال، فلم يتمكن النبي من إجابتهم إلى ســؤالهم، فســقط عنهم الجهاد لــذلك، ولكنهم مــع ذلــك حزنــوا حزنــا شــديدا، حتى أخــذت

الذين إذا﴿الدموع تجري من مآقيهم، وذلــك حيث يقــول تعــالى: ــه تولوا د مــا أحملكم علي ــوك لتحملهم قلت لا أجــ مــا أت ﴾وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون

ــة: عة لشــعروا(92)التوب ــو أنهم كــانوا مجــرد متشــر . في حين ل بالسعادة أن سقط الجهاد عنهم بحسب ظاهر أحكــام الشــرع. إلانين، ولذلك شــعروا بــالحزن؛ بســبب حرمــانهم من أنهم كانوا متدي سعادة المشاركة في الجهاد ونيل ثواب الآخرة. أما الـذي يســعده

.(285)«سقوط الجهاد عنه فليس له نصيب من الثواب وإذا أردنا رسم صورة أوضــح للمســألة أمكن لنــا القــول: إن الدين يتألف من عناصــر وتعــاليم يمكن اعتبارهــا بوصــفها مقومــةن بهــذه ن. فإذا عمــل شــخص على الاتصــاف والــتزي للدين أو التدينا. وحيث إن تحقيـق الجــانب الأهم من هـذه التعـاليم سـمي متـدي التعاليم أمر داخلي، ولا يمكن مشاهدته، فإن له علامــات واضــحة وملموسة، نطلق عليهــا مصــطلح العناصــر المقومــة، كمــا نطلــقــاخص ــطلح الش ــة مص ــحة والملموس ــات الواض ــك العلام على تل

والخصائص. إن هذه الدراسة تسعى من جهة إلى بيان العناصـر الرئيســةــة أخــرى إلى بيــان ن؛ كما تسعى من ناحي المؤلفة والمقومة للتديــة من أهم ــبر في الحقيق ــتي تعت ن، ال ــدي ــائص الت شــواخص وخص

التعاليم والقيم الدينية. عندما ننظر إلى التعاليم الدينية ندرك أن جــزءا منهــا يتــألفــوة ــرة والنب ــد والآخ ــل: التوحي ــة، من قبي ــاهيم العقائدي من المف

والإمامة؛ وأما الجانب الآخر من التعاليم الدينية فيعمل على تبيان المفاهيم الأخلاقية المشيرة إلى الصــفات الممدوحــة والمذمومــةــة بين ــالب من خلال العلاق ــتي تتجلى في الغ ــان، وال ــدى الإنس ل الإنسان وخالقه، ومن خلال العلاقة بين الناس أنفسهم، من قبيل:ــو، والإحســان إلى الآخــرين؛ الرضــا، والتســليم، والصــدق، والعف والجـــزء الثـــالث من التعـــاليم يختص ببيــان وتفســـير المناســـك والشعائر الدينية، من قبيــل: الصــلاة، والصــوم، والزيــارة، وإقامــة المآتم؛ والقسم الرابع يختص ببيان الحقوق وحدودها بين النــاس، حيث نجد الجزء الرئيس من الفقه من هــذا القبيــل. والآن يطــرحــبر من ــا تعت هذا السؤال نفسه: أي هذه الأقسام الأربعة أو أجزائه

ن؟ الشواخص والخصائص الرئيسة في التديؤ، واكتشاف ـ القيام بالأعمال الخارقة للعادة، من قبيل: التنب

بواطن الناس ودخائلهم، والخيرة المطابقة للواقع.ل، وإقامــة ـ التوفيق للبكاء والتضــرع عنــد المناجــاة والتوســ

المآتم والتعازي.ــل: ــيرة، من قبي ــة الكث ــال العبادي ــام بالأعم ــق للقي ــ التوفي ـ الصلاة، والصوم، والزيارات، وإقامة المآتم، وختم القرآن الكريم،

وحفظ القرآن.ـ التوفيق لرؤية صاحب الأمر والتشرف بلقائه.

ـ التوفيق للشهادة في سبيل الله.ــة أو غــير ذلــك من الأمــور، من قبيــل: أداء الحقــوق، ورعاي

ن. الأخلاق، والملاكات الرئيسة في التدي كمــا يطــرح هــذا الســؤال نفســه في مجــال علم الاجتمــاعن أيضــا، أي: مــا هي الملاكــات الرئيســة الديني، والمجتمع المتــديــة من ــار المــوارد التالي ــل يمكن اعتب ــع؟ وه ن في المجتم ــدي للت

ن؟ علامات التدي

.(286)ـ تعدد المساجد والصوامع1.(287)ـ الأسماء الدينية2 ـ زيارة العتبات المقدسة )الإمام الرضا في مشــهد، وأختــه3

السيدة فاطمة المعصومة في قم المقدسة، وأخوه الســيد أحمــد ( في مدينـةچــراغ المعروف بـ )شـاه ×بن الإمام موسى بن جعفر

شــيراز، والســيد عبــد العظيم الحســني في الــري، وكــذلك الحج، وزيــارة كــربلاء المقدســة، والنجــف الأشــرف، وغيرهــا من البقــاع

.(288)المقدسة الأخرى.(289)ـ النشاطات القرآنية4.(290)ـ النذور والأوقاف5ــار6 ــة الأطه ــاء الأئم ــادة من أبن ــد الس ــ مراق ــاكن^ـ والأم

.(291)المقدسة كما أن التحلي بالأخلاق واحــترام الحقــوق في دائــرة الحيــاة

ن. aعد بدوره من أهم المؤشرات على التدي الاجتماعية ي ولا بأس هنا بطرح السؤال على نحو آخر. لــو كنــا نعيش فين الســابقة، مجتمــع يــراعي فيــه المواطنــون جميــع مظــاهر التــدين، من قبيل: المساجد والمراقد وكانت الأمثلة والنماذج على التديدـ أننـا نواجـه والأسماء الدينية، موفورة في المجتع بشكل كبير، بي في هذا المجتمــع مشــاكل جــادة على مســتوى الحقــوق والأخلاق والرفاه والأمن، فهل يمكن اعتبار هــذا المجتمــع ـــ في مثــل هــذه الحالة ـ مجتمعا دينيا؟ كما لو كان المجتمع مشتملا على المظاهر

التالية إلى حد كبير:ــه1 ــعفي الحجم المســموح ب ــات ض ــاج النفاي ــاوز إنت ــ تج ـ .(292)عالميا2 .(293)ـ استهلاك الطاقة بمقدار أضعاف المستهلك عالميا3 .(294)ـ استهلاك الدواء بمقدار أضعاف المستهلك عالميا

ـ ارتفاع نسبة الإقبــال على جراحــة التجميــل إلى أضــعافها4 .(295)عالميا ـ استهلاك مستحضرات التجميل بمقدار أضعاف المستهلك5 .(296)عالميا.(297)ـ تبذير الخبز بمقدار ثلث الطحين المستهلك6ــدار ضــعف المســتهلك7 ــران بمق ــاء في إي ــ اســتهلاك الم ـ .(298)عالميا ـ ارتفاع نسبة خسائر حــوادث الســير إلى أضــعاف أمثالهــا8 .(299)عالميا.(300)ـ الإحصائية العالية للمخالفات المرورية9

.(301)ـ ارتفاع نسبة الارتشاء إلى ضعف المعدل العالمي10.(302)ـ ارتفاع نسبة الغش إلى ضعف المعدل العالمي11 ـ التطفيف في العمل في الدوائر قد بلغ أضعاف المعدل12.(303)العالمي.(304)ـ ارتفاع إحصائية المخالفات الإدارية13.(305)ـ سونامي الشيكات الفاقدة للرصيد والاعتبار14.(306)ـ ارتفاع نسبة الطلاق إلى ضعف المعدل العالمي15.(307)ـ ارتفاع مستوى ظاهرة الفحشاء16 ـــ إحصــائية الشــجار والعــراك في الشــوارع أكــثر من17

.(308)المتعارف عالمياــدل18 ــثر من المع ــار أك ــل والانتح ــبة القت ــائية ونس ــ إحص ـ.(309)الطبيعي.(310)ـ نسبة الإدمان أكثر من المعدل الطبيعي19.(311)ـ نسبة هروب العقول أكثر من المعتاد20 ـــــ الإحصــــائية الســــنوية للقــــراءة دون المســــتوى21

.(312)المطلوب

.(313)ـ معيار فساد المسؤولين22.(314)ـ تناول المشروبات الكحولية23.(315)ـ التدخين24.(316)ـ إحصائية الملفات القضائية25.(317)ـ مصاديق الجرم في البلد26.(318)ـ إحصائية الغش والاحتيال27.(319)%44ـ ارتفاع حالات الغرق في بحيرة قزوين إلى 28.(320)ـ إحصائية الفقر29.(321)ـ إحصائية البطالة30.(322)ـ إحصائية السجناء31

، في كلمتــه(323)وفي الختام نستعرض ما ذكره الســيد القائد الــتي ألقاهــا في حشــد من شــباب محافظـة خراسـان الشــمالية، حيث اسـتعرض فيهـا إلى حــد مــا هـذا النـوع من المشـاكل. ومنــاء الحضــارة ــنى بن ــدم الشــامل بمع ــو أخــذنا التق ــه: ل ــك: قول ذل الإســلامية الحديثــة ـــ فبالتــالي هنــاك مصــداق ملمــوس وخــارجيــل: إن غايــة الشــعب الإيــراني aللتقــدم بــالمفهوم الإســلامي، ولنق ل بإقامة الحضارة الإسلامية الحديثة، وهدف الثورة الإسلامية يتمث وبذلك نكون قد وضـعنا الأمــور في نصــابها الصـحيح ــ فـإن لهــذه

:والشق الآخر: هو الشق الآلي؛ الشق الأولالحضارة شقين: ل الشق الصلبي والأصلي والأساسي. ويجب الاهتمام هو الذي يمث

بكلا الشقين. فما هو الشق الآلي؟ إن الشــق الآلي عبـارة عن القيم الــتيرا على تقــدم بلــد مــا، من قبيــل: aنظر إليها اليــوم بوصــفها مؤشــ ي العلم، والمخترعات، والصناعات، والسياسة، والاقتصــاد، والقــدرة السياســـية والعســـكرية، والاعتبـــار الـــدولي، والـــدعوة، وأدواتaعــد من أدوات الحضــارة، أو من الــدعوة. فهــذه الأمــور بأجمعهــا ت

وسائل الحضارة بعبارة أخرى. وقد حققنا في هذا الشق ـ بطبيعةالحال ـ الكثير من التقدم في بلدنا.

وأما الشق الحقيقي فهو عبارة عن تلك الأمور الــتي تشــكل صلب حياتنا، والذي هو عبارة عن نمط وشكل الحياة الــذي تقــدمــانب الحقيقي والأصــلي من ل الج ــذا الشــق يمث هـ. إن ه aـ أن ذكرت الحضارة، من قبيل: شؤون الأسرة، وتقاليد الزواج، ونوع السكن، وشكل الملبس، ونماذج الاستهلاك، وأنواع الطعام، وطرق الطبخ، وأنواع التسلية، وأساليب الخط والكتابة، وظاهرة اللغة، وأساليب الكسب والتجارة والعمل، وسلوكنا في مكان عملنا، وسلوكنا في الجامعة، وسلوكنا في المدرسة، وسلوكنا في النشاط السياســي،ــتي نمتلكهــا، وسلوكنا في الرياضة، وسلوكنا في وسائل الإعلام ال وسلوكنا تجاه آبائنا وأمهاتنـا، وسـلوكنا مـع زوجاتنـا، وسـلوكنا مـع أولادنا، وسلوكنا مع الرئيس، وسلوكنا مع المرؤوس، وتعاملنا مــع أفراد الشــرطة، وتعاملنــا مـع رجــال الدولــة، وأســفارنا، ونظافتنـاــع وطهارتنا، وسلوكنا مع أصدقائنا، وسلوكنا مع أعدائنا، وتعاملنا مــوانب الأصــلية من ل الج ــور تمث ــذه الأم ــاء. إن ه ــانب والغرب الأج

ل صلب حياة الإنسان. الحضارة؛ إذ تمثل صــلب ...فلو أننا لم نحرز تقدما في هــذا الشــق الــذي يمث الحياة فإن جميع أنواع التطور والتقدم في الشــق الأول لن تجلب لنــا الســعادة، ولن تمنحنــا الأمن والرخــاء والطمأنينــة... وبطبيعــةaحـرز تقـدما ملحوظـا في هــذا الشـق، الحال فإننا في الثـورة لم ن ولم نقaم بذلك المقدار من النشاط الذي قمنا به في الشق الأول.ــل؛ إذن علينا أن نجري دراسة توصــلنا إلى اكتشــاف مــواطن الخل لنعرف ما هي الأسباب التي أعاقتنا عن التطور والتقــدم في هــذا

الجانب؟ ...من هنا علينا أن نكتشــف مــواطن الــداء والآفــات، بمعــنى

الاهتمام والالتفات إلى الأضرار الموجودة في هذا الشأن، ونبحث عن أســبابها وعللهــا. وبطبيعــة الحــال فإننــا لا نريــد هنــا أن نعتــبر المسألة منتهية، وإنمــا نعمــل على مجــرد عــرض قائمــة بهــا على

النحو التالي: لماذا نجد ثقافة العمل الجماعي في مجتمعنا ضــعيفة؟ هــذه إحدى الآفات. فعلى الرغم من أن العالم الغربي قــد ســجل هــذهــرب الحسنة )العمل الجماعي( باسمه، ولكن الإسلام قد سبق الغ في بيان هذه الحقيقة بمئات السنين؛ إذ نجد الله تعالى يقول في

ــدة:﴾وتعاونوا على البر والتقوى﴿محكم كتابه الكريم: )المائقوا﴿، و(2 )آل عمران:﴾واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفر

ــا العمــل بشــكل جمــاعي حتى في(103 ــه يجب علين ، بمعــنى أنق عن بعضنا في هذا الشأن. التمسك بحبل الله، وعدم التفر

لماذا تشهد بعض المدن في بلادنا حالات طلاق متزايدة؟ــاطي ــوطن على تع ــزاء ال ــبابنا في بعض أج ــل ش ــاذا يقب لم

المخدرات؟ لماذا لا نراعي الضوابط الإسلامية والإنسانية في علاقتنا مــع

جيراننا؟لماذا أمست صلة الأرحام بيننا ضعيفة؟

لماذا لا نلتزم بثقافـة قيـادة السـيارات في الشـوارع بشـكلكامل؟

هذه آفات! إن التردد في الشوارع أصبح واحدا من مشاكلنا،ــق نــة، بــل هي مســألة جوهريــة تتعل وليســت هي بالمشــاكل الهي

بأرواح الناس. ما هي ضرورة السكن في الشقق بالنسبة لنا؟ وما هو مدىــا في هــذا الصوابية في ذلك؟ ما هي الضوابط التي تجب مراعاته

الشأن؟ وما هو حجم مراعاتنا لتلك الضوابط؟

ما هو نوع التسلية السليمة والضرورية؟ما هو نوع العمارة والبناء في مجتمعنا؟

وبذلك يمكن لنا أن ندرك حجم وتنـوع المســائل والمفــردات أسـلوب»الشــاملة لجميـع نـواحي الحيـاة الـتي تكمن في مقولــة

، الذي يعني هذا الجانب الرئيس والحقيقي والــواقعي من«الحياةل بسلوكياتنا. الحضارة، والمتمث

ما هو مدى تناسب نوع العمارة الراهنة مع حاجاتنــا؟ مــا هــومقدار المنطقية والعقلانية فيه؟

كيف هــو الشـأن بالنســبة إلى شـكل ثيابنـا وأزيائنـا؟ مــا هـوــا ونســائنا؟ مــا هــو ــة بين رجالن ــاذ الزين الشــأن بالنســبة إلى اتخبــة المقدار المعقول والمنطقي منها؟ وما هو مقدار الفائدة المترت

عليها؟ هل نحن صادقون في تعاملنــا مــع بعضــنا في الأســواق وفي الإدارات وفي العلاقات اليومية بشكل كامل؟ ما هي نسبة انتشار

الكذب بيننا؟ لماذا نتحدث عن الآخرين بالسوء في غيابهم؟ هناك من يمتلك القدرة على القيام بعمله، ولكنه يتهرب من

أداء المسؤولية الملقاة على عاتقه، فما هو السبب في ذلك؟ر له، فما هو هناك في البيئة الاجتماعية من يثير صخبا لا مبرخب، ولا السبب الذي يــدفع البعض منــا إلى إثــارة الضــجيج والصــ

يتحلى بالحلم والصبر والحكمة؟ــا ما هو مدى رعايتنا لحقوق الآخرين؟ كم يبلــغ حجم مراعاتن لهذه الحقوق في الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي والعــالم

الافتراضي؟ ما هو مستوى احترامنــا للقــانون؟ مــا هــو الســبب في ابتلاءل ظــاهرة بعض الناس بالتهرب من القوانين؟ إن هذا التهــرب يمث

مرضية خطيرة؟

ما هو حجم الوجدان الأخلاقي تجاه الأعمــال والوظــائف فيمجتمعنا؟

ما هو مستوى الانضباط الاجتماعي في مجتمعنا؟ما هو مقدار الإتقان في الإنتاج؟

ما هو حجم الاهتمام المبذول من أجل التحســين الكيفي فيمختلف القطاعات؟

نة والأفكــار ـدـة والآراء الحســ لماذا تبقى بعض الكلمــات الجي الصالحة في حدود الأماني، ولا تأخذ طريقها إلى التطبيق والتنفيذ

العملي؟ لمــاذا تقــول لنــا التقــارير: إن ســاعات العمــل المفيــدة في مؤسساتنا الإدارية منخفضة جــدا؟ إن ثمــاني ســاعات من العمــل الإداري يجب أن تنطوي على فائدة بمقدار ثماني ساعات، فلماذا تنخفض نسبة العمل المفيد إلى نصف ســاعة أو ســاعة واحــدة أو

ساعتين على أحسن التقادير؟! أين هو مكمن المشكلة؟ لماذا تشيع ثقافة الاستهلاك بين الكثير من أبناء شعبنا؟ فهلaعــد الاســتهلاك مــادة للتفــاخر؟ إن الثقافـة الاســتهلاكية تعــني أن يaعــد جــزءا من ضــروريات ننفق كل مــا نحصــل عليــه في أمــور لا ت

الحياة.ــا من ب ــة الر ــل آف ــه كي نستأص ــا فعل ن علين ــذي يتعي ــا ال م

مجتمعنا؟ ما الذي يتعين علينا القيام به كي نــؤدي حــق شــريك حياتنــا،

من الزوج والزوجة والأولاد؟ن علينا فعله كي لا تشيع ظاهرة الطلاق وانهيـار ما الذي يتعي

دعائم الأسرة على نحو ما هو شائع في البلدان الغربية؟ــا بين ما الذي يجب علينا فعله لكي تجمع المرأة في مجتمعنــا ــا الأســـري وبين أدائهـ ــا وكيانهـ ــا وعزتهـ ــاظ على كرامتهـ الحفـ

ــة ــوق الاجتماعي ــع بين الحق ــة، بحيث تجم ــؤوليتها الاجتماعي لمس والحقوق الأسرية؟ فما الذي يمكننا فعله كي لا تضطر المرأة إلى ــزءا ل ج اختيار إحدى هذه المسؤوليات فقط؟ إن هذه الموارد تمث

أساسيا من مشاكلنا.aرت ما هو مقدار التناســل والإنجــاب في مجتمعنــا؟ لقــد أشــ إلى أننا قد اتخذنا قرارا زمنيا يحتـاج إلى مقطـع زمــني، ثم نسـيناaقــال لــك: أيهــا الســيد، اتــرك حنفيــة المــاء مفتوحــة زمانه! كــأن يــرفنا لساعة واحدة فقط، ثم تفتح صنبور الماء وتنصرف! لقد انص وطوتنا الغفلة والنسيان لعشر سنوات أو أكثر، لنصــحو بعــد ذلــكــا في المســتقبل القــريب على صوت تقارير تقول لنا: إن مجتمعن سوف يعاني من الشيخوخة، وإن مجتمعنا سيفقد نضــرة الشــباب

وغضارته. فما هو مقدار التناسل عندنا؟aقام في بعض المدن الكــبرى منــازل للعــازبين؟ كيــف لماذا ت

تسلل هذا الوباء الغربي إلى مجتمعنا؟ مــا هي الكماليــات؟ هــل هي شــيء قــبيح؟ هــل هي شــيءن منهــا؟ حسن؟ ما هو المقدار القبيح منها؟ ما هو المقــدار الحســنة في ــاوز الحــدود الحســ ــه كي لا نتج ــا فعل ن علين ــذي يتعي ــا ال م

الحصول على الكماليات، فلا تصل إلى الحدود القبيحة؟ هــذه جــوانب متنوعــة من مســائل أشــكال وأنمــاط الحيــاة، وهناك عشرات المسائل من هــذا القبيــل، ومنهــا مــا هــو أهم منل قائمــة بأســماء الأشــياء aها. إن هــذه الأمــور تمث الأمور التي ذكرت التي تكون هيكل الحضارة. وإن الحكم على حضارة ما يستند إلى

. (324)هذه الأمور

ـــــــ المفاهيم الرئيسة وذات الصلة2 نعمـد في هـذا الفصـل إلى تقـديم شـرح مجمـل للمفــردات

الرئيســة وذات الصــلة بعنــوان البحث، ونســعى ـــ ضــمن الشــرح الإجمالي ـ إلى تحديد المعنى المراد منها، ودور كل منهـا في هـذا

البحث.ــيين: الدين: : مجمــوعأحــدهما تستعمل مفردة الدين بمعن

: الــدينوالآخرالقضــايا الشــاملة للعقائــد والأخلاق والأحكــام؛ ن. بمعنى التديــادالتدين: التحلي والالتزام بالتعاليم الدينية في مختلف أبع

العقيـــدة والأخلاق والأحكـــام، وبعبـــارة أخـــرى: تجســـيد الحيـــاةالإسلامية، والعيش على طبق تعاليم الإسلام.

إن للمعيــار والشــاخص اســتعمالين؛المعيار والشــاخص: فهو إما بمعنى قياس النسبة بين أمرين أو شــيئين؛ أو بيــان كــثرةــة، وحجم الشيء في بيئة محددة عبر بيان نسبته المئوية أو الألفي

وعليه يكون الشاخص وسيلة وأداة قياس نسبية. ومن ذلــك، على ســبيل المثــال، أنــه يتم قيــاس المســافاتaعد شاخصا ومعيارا بالنسـبة لنـا(، بالمتر أو الكيلومتر )الأمر الذي يــار أو الكيلومــترات. حيث نحســب الفواصــل بين منطقــتين بالأمتــذي نعيشــه نلجــأ إلى اســتعمال ب الحاجــة أو الظــرف ال وبحســ

المعايير والشواخص.رـا يتم اســـتعماله ــ ل في الحقيقـــة متغي إن الشـــاخص يمث وتوظيفه في تقييم الشــرائط والظــروف، والمقارنــة بين الأمكنــةاــت، وكــذلك تقــييم الشــرائط والاتجاهــات في مــا يتعلق والموقعيهــة، والــتي تشــير إلى بالأهداف والغايات، وتوفير المعلومات المنبؤ بما ســيكون عليــه الواقــع في المســتقبل. إن هــذه التكهن والتنب المعلومــات تعتــبر في بعض أبعــاد اتخــاذ القــرار في غايــة التــأثير والأهمية، وعلى هــذا الأســاس يمكن توظيفهــا في وضــع الخطــط والمشاريع وتطبيقها وتقييمها. كما أنها في الــوقت نفســه ـــ حيث

تــوفر إمكانيــة للمقارنــة ـــ يمكن من خلالهــا المقارنــة بين واقعنــا الــراهن ومــا كــان عليــه الوضــع في الأزمنــة الماضــية، وتوقع مــا

سيكون عليه الأمر في المستقبل.ــار: إن»يقول )ألبرت إنشتاين( في تعريف الشــاخص والمعي

الشاخص والمعيار عبارة عن شيء يســاعدنا على إدراك ومعرفــةن موقعنا من الوجود. فهو يساعدنا على تحديــد الاتجــاه الــذي يتعي علينا سلوكه، وما هي المســافة الــتي تفصــلنا عن بلــوغ المقاصــدد، إذا تم اختيــاره بشــكل والأهــداف والغايــات؟ إن الشــاخص الجي صحيح، سيعمل على إنذارنا قبل فــوات الأوان، وســوف يســاعدنا

.(325)«على تلبية حاجاتنا، والعمل على وضع الحل للمشكلة شاخص الشــعور بالفســاد،التعابير التركيبية للشاخص:

وشاخص التنمية البشرية، وشاخص البورصــة، وشــاخص الأســهم،وشاخص الأنواء الجوية.

بمعــنى الأجــزاء الرئيســة الــتي تشــكل الحقيقــةالمقــوم:المركبة.

بمعــنى الأجــزاء الــتي تــدخل في تــأليف الحقيقــةالمكون:المركبة.

دف الــدين )= لب الــدين وقشــور جوهر الدين وصــaطلق مصطلح جــوهر أو مخ أو لب وحقيقــة الــدين علىالدين(: ي

دف أو القشــور التعاليم المعرفية والأخلاقية من الدين، وأمــا الصــ فتطلق على الشرائع والأحكام أو المناسك. لقد كان هذا التقسيمــذي أدى إلى والتبويب مطروحا بين المسلمين منذ القدم، وهــو الــوفيون ــان الص ــاء؛ إذ ك ــوفية والفقه ــات بين الص ــدلاع المواجه ان والعرفاء ـ على ما يبدو ـ يســعون للبحث عن جــوهر ولب الــدين، بينما اقتصرت همة الفقهاء في البحث عن الأصـداف والقشـور أو

الشريعة والأحكام.

وقد أشار )الشيخ عبد الله جــوادي الآملي( ــ ضـمن التزامـه وعليه إذا تم التعبير»بهذا التعريف لجواهر الدين وأصدافه ـ قائلا:

دف aد من الالتفــات إلى أن وظيفــة الصــ عن الشريعة بالصدف لا ب تتلخص في الحفاظ على ذلك اللب والجوهر، كمــا هــو الحــال فيــة على السراج والكوة أو المصباح والزجاجة؛ حيث تعمــل الزجاج حماية المصباح والشعلة من الانطفاء، فلو لم يكن هنــاك مصــباح، ولا زجاجة، فإن الشعلة ستخبو عنــد أول نســمة تعصــف بهــا، ولن يستطيع المرء أن يهتدي إلى الطريق وسط الظلام الدامس. وإذا تم تجاهل الشريعة فإن ذلك سيؤدي إلى التخلي عن أصــل الــدين والتوحيد... إذا أردنا التعبير عن أصول الــدين بـــ )جــواهر الــدين(، وعن فروع الدين بـ )أصداف الدين(، يجب علينــا الالتفــات إلى أنــروع الأصول الاعتقادية في الدين تؤدي إلى تبلور فروع الدين، وف الدين هي التي توفر أرضية الحفاظ على أصول الــدين وتعزيزهــا. وعلى هــذا الأســاس إذا كــان الشــخص مؤمنــا بوجــود اللــه ويــومــارة، القيامة يجب أن يكون من الملتزمين بالصلاة والعبادة والطهــذات ــا لل ــتراف المعاصــي، وأن يكــون مطيع ــه أن يتجنب اق وعلي الربوبية المقدســة، حتى يــؤدي ذلــك إلى إنعــاش وازدهــار أصــولــة وترســيخ الدين، بحيث إن هذه الأعمال هي التي تؤدي إلى تقوي

.(326)«الرؤية التوحيدية لدى الإنسان إن المــراد من وجــود الــدينوجود الدين وماهية الدين:

هو ذلك الشيء الذي يتحقق في الخارج، وعلى الصـعيد التـاريخي والزمــني، وهــو الــذي يشــكل للبــاحث والطـالب مــادة وموضـوعا لدراسة علم الاجتماع. وأما ماهية الدين فهو المضمون والمحتوى الداخلي وتعاليم الدين ومعارفه التي تخضع للتحليل والدراسة من قبل المتكلمين والفقهاء. وأحيانا يتم التعبير عن هذين المفهــومينل الجسد المظهر الخارجي من بـ )الروح والجسد( أيضا؛ حيث يمث

ل بالرســالة الــتي حملهــا الرســول إلى الــدين، وأمــا الــروح فيتمث.(327)الناس

إن الأمور الذاتية للدينذاتيات الدين وعرضيات الدين:aبعث إليها بالضــرورة؛ هي الأمور التي يأتي بها النبي في كل بيئة يــة ــوع البيئ ــيها ن ــتي يقتض ــور ال ــية فهي الأم ــور العرض ــا الأم وأم والظروف الزمانية والتاريخية والثقافية. ومن ذلك ـ مثلا ـــ: اللغــةــا من ل عرض ــلامي تمث ــدين الإس ــبة إلى ال ــا بالنس ــة؛ فإنه العربي أعراضه؛ لأنه ظهر في بيئـة عربيـة، وكـان النـاس في تلـك البيئـة

.(328)يتكلمون اللغة العربية بطبيعة الحالويمكن بيان المفاهيم الثلاثة الأخيرة على النحو التالي:

ينقسم الدين إلى: ـ ماهية الدين. 1ـ جوهر الدين )الوجود التاريخي والخارجي للدين(.2

وتنقسم ماهية الدين إلى:أـ الذاتي.

ب ـ العرضي. وينقســم الــذاتي بــدوره إلى: الجــواهر؛ والأصــداف )اللبــاب

والقشور(.

ـــــــ جولة حول المصادر3ن من ن أو شــواخص وخصــائص التــدي إن مسألة معايير التدي الموضـــوعات والمســـائل الجديـــدة في العـــالم المعاصـــر؛ حيث تبلورت بعد ظهور علوم النفس والاجتمـاع، وبتبعهــا علم الاجتمــاع الديني وعلم النفس الــديني في العــالم الغــربي، وتم طرحهــا في البلدان الإسلامية وإيران أيضا. ولكن هناك شح كبير وملحوظ في

المؤلفات الإيرانية في هذا المجال.

وإن الآثار ذات الصلة الإجمالية بهذا الموضوع إنما تم تأليفها غالبا في المرحلة التي أعقبت انتصار الثورة الإسلامية في إيران.ب وفي ما يلي نقدم تعريفا موجزا بهذه الآثـار والتحقيقـات، بحســ

تاريخ نشرها وصدورها:ــاينگرشهاـ 1 ورفتارهاي ديني نوجوانان ودلالت ه

، بقلم: الدكتور السيد حســين(329)آن بر نظريه سكولار شدن سراج زاده، الأستاذ في جامعة )تربية معلم(. وهــذا البحث عبــارةــر عنهــا في مجلــة )نمايــه aشــر تقري عن دراســة تحقيقيــة، وقــد ن

هـ.ش.1377، لعام 8 و7(، العددان پژوهش وقد جاء هذا التحقيق للإجابة عن السؤال القائل: ما هو نــوع

الآراء والسلوكيات الدينية للطلاب والتلاميذ؟ــذه الدراســـة على البحث ــوم أســـلوب التحقيـــق في هـ يقـ والتنقيب والعثور على أدوات جمع المعلومات والمعطيات للإجابة عن السؤال مــورد البحث. إن المجموعــة الــتي شــكلت إحصــائيةــد تم هذه الدراسة هم من تلاميذ الثالث الإعدادي في طهران. وق اختبارهم على شكل عنقودي عــبر مرحلــتين. وكــان عــدد الطلاب

ــار يتكــون من ــذين خضــعوا للاختب ــد اســتعان391ال طــالب. وقن بأســلوب الأستاذ )ســراج زاده( في هــذا التحقيــق لقيــاس التــديــة ــية مجموعـ ــى خاصـ ــبب مقتضـ ــتارك(، ولكن بسـ )غلاك( و)سـaعد التحقيق )وهم طلاب الصف الثالث الإعدادي( لم يأخذ الكاتب ب العلم الديني بنظر الاعتبار. والســبب الـرئيس في ذلـك يكمن فيــاري في ل جــزءا من التعليم الإجب أن التعليم الديني في إيران يمث نظام التربية والتعليم الرسمي في البلاد، وغالبا مــا يكــون مقــدار الوعي الديني للطلاب ـ بغض النظــر عن الانتمــاء الــديني ـــ تابعــا لمســـتوى نجـــاحهم الدراســـي. ولـــذلك من الممكن أن يحصـــل الطلاب الأذكياء والمaجــدون على درجــات عاليـة في مــادة الــدين،

نهم. والعكس صحيح أيضا، بمعــنى أن هنــاك طلابــا رغم ضعف تدينهم، ولكن مســتوى ذكـائهم المتـدني أو تكاسـلهم لا رغم شدة تدي يسمح لهم بالحصول على درجات عالية في مــادة الــدين. ولــذلكن عمد كاتب هذه الدراسة إلى تجــاوز هــذا الجــانب، واعتــبر التــديــاطفي ــد الع aع ــادي، والب ــد الاعتق aع ــاد، وهي: الب ــة أبع شــاملا لأربع

aعد المناسكي. aعد الظاهري، والب )التجريبي(، والب إن معطيــات هــذا التحقيــق تثبت أن الطلاب الــذين خضــعوا

ن، بحيث إن % منهم4,2للاختبــار يتحلون بنســبة عاليــة من التــدين، وإن % منهم من متوســطي45,8فقط يعانون من ضعف التدي

ن، وأن ن. والنتــائج50التــدي % منهم على درجــة عاليــة من التــديــات ــ بخلاف المجتمع ــراني ـ ــع الإي ــير إلى أن المجتم ــرى تش الأخن الطبقات الفقيرة أشد منــه بين والبلدان الغربية ـ يكون فيه تدي

الطبقات الثرية. والعكسa صحيح أيضا.ن والنتيجة الأخرى التي تم الحصول عليها هي أن درجات تدين متفاوتة، وقد حصل المجيبين عن الأسئلة في مختلف أبعاد التدي

aعد العقائد. المجيبون عن الأسئلة على أعلى الدرجات في بــد واحــدا من التحقيقــات aع إن تحقيق الأستاذ )ســراج زاده( يــتوى ــاس مس ــة لقي ــاليب الغربي ــف الأس ــتي عملت على توظي ال

ن. التديــني وجهت 2 ــ ــادات دي ــ ــي اعتق ــ ــ بررس ــ گــــيريـ

ــادگرائيسكولاريســتي ،(330)دانشــگاه در بين جوانــان وبنيةـ في ـ بقلم: الســيد هــادي مرجــائي، العضــو في اللجنــة العلمي

هـ.ش.1379مؤسسة التحقيق والتخطيط للتعليم العالي، سنة إن المحقق يســـعى في هـــذه الدراســـة إلى الإجابـــة عنن والعقائــد الدينيــة بين طلاب السؤال القائل: مــا هــو واقــع التــدي

الجامعات؟

لقد تم إنجاز هــذه الدراســة على نحــو البحث والتنقيب، وتم الحصول على المعطيات اللازمة من طريــق طــرح الأســئلة. وقــدــع ــة من بين جمي ــذه الدراس ــائية له ــة الإحص ــار المجموع تم اختي الطلاب المشتغلين بالدراســة وطلب العلم في مختلــف جامعــات طهران ـ الأعم من الحكومية والأهلية ـ، وذلك في العام الدراسي

هـ.ش.1380 ـ 1379 وقـــد رصـــد حجم النمـــوذج من طريـــق أســـلوب الاختبـــار

طــالب. إن هــذه608العنقودي متعــدد المراحــل لمــا يقــرب من الدراسة، إلى جانب قيــاس العقائــد الدينيــة للطلاب في جامعــاتن، عمــدت إلى دراســة aعــد الفــردي للتــدي طهــران اســتنادا إلى البــمل ــائي، يش ــالي ثن ــار مث ــامعيين في إط ــة للج ــات الديني التوجه

التوجهات الأصولية والتوجهات العلمانية.ــذين ــه من بين ال ــير إلى أن ــق تش ــذا التحقي ــات ه إن معطي

%78خضــعوا للاختبــار في مــا يتعلق بالمعتقــدات الدينيــة هنــاك ـدـ أن هنــاك تفاوتــا يندرجون في المستوى المتوسط فما فــوق، بي ملحوظا في قسم التوجهات. وقد حصلت أربعــة عناصــر في هــذاــدين ــدين والسياســة، وال ــاطي بين ال القســم، وهي: عنصــر التع والـــدنيا، والـــدين وعلمـــاء الـــدين، والتعدديـــة المنهجيـــة، وحجم التوجهــات العلمانيــة لــدى الجــامعيين، على النســب التاليــة على

%.48,6%، و43,5%، و16%، و3,65التوالي: تندرج هــذه الدراســة ضــمن التحقيقــات الــتي لا تعتمــد علىن إلى مجرد الشاخص أسلوب محدد، والتي تستند في تقييم التدي

والحوار فقط.ــذيريـ بررسي فرايند جامعه 3 .(331) ديــني جوانــانپ

لقــد قــام بهــذه الدراســة )الســيد أحمــد غياثونــد(، في أطروحتــهــنة ــران، س ــة طه ــتير من جامع ــتوى الماجس ــة على مس الجامعي

هـ.ش. وقد سعى في هذه الأطروحة إلى الإجابــة عن عــدة1380أسئلة، وهي:

ن بين الجامعيين؟ ـ ما هو واقع وأبعاد التدين ـ ما هي العناصر والعوامل المؤثرة على واقع وأبعــاد التــدي

بين الجامعيين؟بــع في هــذه الأطروحــة يقــوم على البحث إن الأســلوب المت

والتنقيب وأدوات جمع المعطيات من خلال طرح الأسئلة. إن المجموعة الإحصائية في هذه الأطروحة تتألف من جميــع

ــات على ــ ــتوى الطلاب والطالب ــ ــالوريوس مس ــ المرحلة في البك ـ1379 الدراسي للعـــــــام طهـــــــران جامعـــــــات في اليوميةــوم1380 ــانية، والفن، والعلـ ــوم الإنسـ ــال العلـ ــ.ش، في مجـ هــ

الأساسية، والهندسة. ويقوم أسلوب الدراسة والتحقيــق في هــذه الأطروحة على اختيار النماذج العنقودية ذات المراحــل المتعــددة،

طالب وطالبة.263حيث خضع لهذه الدراسة ما يقرب من وقد عمد )غياثوند( بعد دراســة أبعــاد الــدين من وجهــة نظــرــتارك(، إلى )واتش(، و)دواس(، و)كمال المنوفي(، و)غلاك(، و)س

ن. اتباع أسلوب )غلاك( و)ستارك( في قياس وتقييم التديــة ــرة والجامع ــة أن للأس ــذه الدراس ــائج ه ــرت نت ــد أظه وقـعـ ل المجتمــع الــديني. كمــا يتمت والأصدقاء تأثيرا مباشــرا على تقب

ن قويــة، و56 % منهم على20% من الجــامعيين على درجــة تــدين متوسطة، و % منهم على مستوى إيمــاني ضــعيف.19درجة تدي

ن يــدرس البــاحث خمســة أبعــاد، وهي: وفي ما يتعلق بأبعاد التــدي الاعتقادي؛ والعاطفي؛ والمعرفي؛ والســلوكي؛ والمناســكي. وقــدما منهــا المناســك aعد المناسك الدينية ـ ولا سي حصل الطلاب في ب

الجماعية ـ على أدنى الدرجات. ل )غياثونــد( إلى نتيجــة مفادهــا: وفي نهايــة المطــاف يتوصــ

ن بين الجــامعيين. وهي ظــاهرة وجود نوع من انعدام شــكل التــديــار ــدين، وازده ــدة في ال ــدات والقيم الجدي ــوذ المعتق ر عن نف تعب

المؤسسات الدينية الحديثة إلى جانب المؤسسات التقليدية. كمــا اســتعان )الســيد غياثونــد( في تحقيقــه لقيــاس وتقــييم

ن بالأسلوب الغربي. التدي مذهبي بــا تكيــهجهت گيريـ تهيه وساخت آزمون 4

ــر إســلام ــاني، (332)ب ــعود آذربايج ــوزهپژوهشــكده، بقلم: مس ح صفحة.172هـ.ش، في 1382، سنة ودانشگاه

إن هذا الكتاب ـ الذي تم تنظيمه ضمن خمسة فصول تحمل العناوين التالية: الكليــات والمبــاني النظريــة، وأســلوب التحقيــق، وتطبيق البحث، والتحليل الإحصــائي لمعطيــات البحث، والتحليــلــ يســعى من خلال إظهــار عناصــر ــات ـ النهــائي وتفســير المعطيــة والكميــة في دراســات البحث ــان الطــرق العلمي ن إلى بي ــدي الت

الديني، عبر الاستفادة من أحدث المعطيات العلمية. يــرى مؤلف هــذا الكتــاب أن الغايــة الرئيســة منــه تكمن في تقديم معيار يمكن من خلاله تقييم العناصــر الدينيــة بشــكل عــام،ما على أساس المعــايير المســتفادة من الــدين الإســلامي، ولا سي

.(333)والعمل على تحديد مراتب أو درجات ذلك وفي فصل الكليات يتناول تعريف المفردات وأهداف البحث

والتحقيق. والفصل الثاني ـ الذي هو من أكثر فصــول الكتــاب تفصــيلا ـ يتناول تعريف الدين والمذهب، والتعريف بهيكل وعناصر الإسلام، وإمكانية القيام باختبارات دينية وأنواع الاختبارات الدينيــة، وتــاريخ

القيام بهذه الاختبارات في إيران. والفصول الثلاثة الأخيرة تتناول إعــداد الاختبــار على أســاس

عناصر الإسلام وتحليل وتقييم نتائج هذا الاختبار.

ن aعد هذا الكتاب أفضل وأمتن كتاب في مجــال تقــييم التــدي يفي مجال الإسلام باللغة الفارسية.

.(334)ـ بررسي وضعيت دين داري كاربران إينترنت5 قام بكتابة هــذه الدراســة الســيد مهــدي مهــدوي، كأطروحــة على

هـــ.ش. وقــد1383مستوى الماجستير في جامعة طهــران، ســنة سعى الباحث في هذا الكتاب إلى الإجابة عن الأسئلة التالية:

ن، وهــو أســلوب ـــ هــل النمــوذج المتــداول في تقــييم التــدي)غلاك( و)ستارك(، مناسب لدراسة الدين الإسلامي؟

ـ إذا لم يكن هذا الأسلوب مناسبا فمــا هــو الجــرح والتعــديلالذي يجب إدخاله عليه؟

ـ ما هي المسائل الــتي يجب الاهتمــام بهــا في إطــار عملنــةن؟ مفاهيم وأبعاد التدي

ـ هل إن المجموعة الخاضعة للاختبار والتحقيق في ما يتعلقن وطريقة الحوار والاستنطاق مؤثرة؟ بتقييم التدين في العالم الافتراضي؟ ـ ما هو واقع التدي

لقد تم إنجاز هذه الدراســة على أســلوب البحث الإنترنيــتي، مســتخدم للإنــترنيت. وقــد عمــد الســيد408وشــملت إحصــائيته

ــورت( )مهدي مهدوي( بعد دراسة أساليب، من قبيل: أسلوب )آلب و)فاج( و)دي جانغ( و)كينغ( و)هانت( و)هيمل فارب( و)كانينغهام( و)بيتشر( و)مارانل( و)بروئين( و)بوان( و)هــوغ(، وأســلوب تقــييمبع من قبل )غلاك( و)ستارك(، إلى الأخذ بنظر الاعتبــار ن المت التديــل: )دي جــانغ( ن مطروحــا من قب نموذجــا سداســي الأبعــاد للتــديــ )غلاك( ن لـ و)فالكند( و)أورلند(، مaستلهما من أسلوب تقييم التدي

و)ستارك(.ن إن الأبعاد المنشودة للسيد )مهدي مهدوي( في تقييم التدي على النحو التالي: المعتقدات الدينية، والتجربة الدينية، والمناسك

الدينية، والمحرمات الدينية، والعلم الديني، والتبعات الدينية. وقــد عمد السيد مهدي مهدوي في معــرض الاســتنتاج إلى الإجابــة عن الأســئلة المطروحــة؛ حيث يــرى أن نمــوذج )غلاك( و)ســتارك( يناسب دراسة الدين الإسلامي بعد إجــراء بعض الجــرح والتعــديلمات الدينية على aعد المحر عليه. وقد أضاف السيد مهدي مهدوي ب

م. يــذهب الســيد )مهــدي1965أسلوب )غلاك( و)ســتارك( لعــام مهدوي( إلى الاعتقاد بأن النموذج الخماسي لـ )غلاك( و)ســتارك(ن، إلا أن هــذا النمــوذج قــائم على ــدي وإن كــان جامعــا لتقــييم الت أساس النظريات والفرضيات الخاضــعة للاختبــار، كمــا أن نمــوذج

التحقيق المشتمل على دين وفرقة خاصة قابل للتغيير.ــو ــق ه ــذا البحث والتحقي ــادي في ه ــد الاعتق aع ــدل الب إن مع بدوره ـ مثل سائر التحقيقات المaنجزة على أرض الواقع ـ مرتفــع.بعــات الدينيــة بالقيــاس إلى ســائر aعد الت وفي المقابل فإن معدل ب الأبعاد منخفض. ويعزو المحقق سبب ذلك إلى السيادة والســلطة

الدينية.ن على الأســلوب لقــد اعتمــد هــذا التحقيــق في تقــييم التــديمــات الدينيــة، إلى aعد المحر الغربي، رغم سعيه، من خلال إضافة ب

أقلمة أسلوب )غلاك( و)ستارك( إلى حد ما. .(335)ـ مطالعه ميزان وأنواع دين داري دانشجويان6

قام بهذه الدراسة السيد محمد ميرسندســي، كأطروحــة لــه على هـ.ش.1383مستوى الدكتوراه من جامعة )تربيت مدرس(، سنة

وكان السؤال الــرئيس الــذي تناولتــه هــذه الأطروحــة على النحــون في المجتمع الإيراني المعاصر؟ التالي: ما هي أنواع التدي

يقوم أسلوب التحقيق في هذه الأطروحــة على البحث، كمــاــة ــات. والمجموع ــع المعطي ل أداة في جم ــئلة يمث ــرح الأس أن ط الإحصائية الخاضعة لهــذه الدراســة تتــألف من الطلاب الجــامعيين

طــالب417من مختلف جامعات طهران، حيث شمل الاســتطلاع جامعي.

ن إلى ــدي ــيم الت ــي( إلى تقس ــيد )ميرسندس ــد الس ــد عم لق مستويين، وهما: المستوى المحوري؛ والمســتوى القطــري. حيث تقــوم الطبقــة المحوريــة على الأبعــاد الأصــلية من الــدين )وهي:ــة المناسك، والمعتقدات، والتجربة الدينية(؛ وأمــا الطبقــة القطريــديولوجي، ــير الأي ــديولوجي وغ ن الأي ــدي ــواع الت ــتمل على أن فتشن ن الرسمي وغير الرسمي، والتقليــدي والحــداثوي، والتــدي والتدي

المباشر وغير المباشر.ل في ــة يتمث ــة والأطروح ــذه الدراس ــري له ــار النظ إن الإطــذه ــاحث من خلال ه ــعى الب ــد س ــر( و)لاكمن(. وق ــة )برغ نظري

ن في إطار واقعية الحياة اليومية. النظرية إلى تحليل أنواع التدي . ورفتارهاي ديني جوانانها نگرشـ بررسي تغيير 7

قامت بهـذا التحقيـق الســيدة مـريم زارع؛ للحصـول على شـهادةــنة ــرداد س ــهر خ ــتير، في ش ــة1384الماجس ــ.ش، من جامع هـ

طهران. وقـد ســعت في هـذه الدراسـة إلى الإجابـة عن الســؤال القائل: مــا هــو دور الجامعــة ـــ بوصــفها إحــدى الأدوات الحديثــة ـ

ن الجامعيين؟ وتأثيرها في تدي وقد عمدت السيدة زارع، في إطار الإجابة عن هذا السؤال،ــير ــ ــامعيين وغ ــ ــتين من الطلاب الج ــ ــة بين مجموع ــ إلى المقارنــة على ــذه الأطروح ــق في ه ــلوب التحقي ــوم أس ــامعيين. يق الجــات. ــع المعطي ل أداة في جم ــئلة يمث ــرح الأس ــا أن ط البحث، كم

طالب جامعي،229والنموذج الإحصائي لهذه الدراسة يتألف من من الشباب غير الجامعي.174و

ن إلى وقد قامت الباحثة في هذه الدراسة إلى تقســيم التــديــد aع ــوي؛ والب ــد الرؤي aع ــادي؛ والب ــد الاعتق aع ــاد، وهي: الب ــة أبع ثلاث

ــة الحديثــة والتقليديــة. ــد الرؤيــوي يشــمل الرؤي aع الســلوكي. والبaعد السلوك الفردي؛ aعد السلوكي ينقسم إلى قسمين، وهما: ب والبaعــد الســلوك الجمــاعي ينقســم بــدوره aعد السلوك الجماعي. وب وبــد aع ــمي؛ وب ــاعي الرس ــلوك الجم ــد الس aع ــا: ب ــمين، وهم إلى قس

السلوك الجماعي غير الرسمي.aعــد وقد أثبتت نتائج هذه الدراســة أن معــدل الاختلاف في البaعــد الاعتقــادي الاعتقادي ضــئيل جــدا، وأن أكــثر الأشــخاص في الب

كانوا في حدود المتوسط فما فوق.aعد الســلوك الــديني يقــوم أكــثر من نصــف الأشــخاص وفي بط وأكــثر من الحــد بأعمال وســلوكيات فرديــة في حــدود المتوســ

المتوسط.aعد السلوك الجماعي غــير الرســمي هنــاك اختلاف ذو وفي ب مغزى، بمعنى أن غير الجامعيين يشاركون في هذه المراسم أكثر من الطلاب الجــامعيين، كمــا أن مشــاركة غــير الجــامعيين في الســلوك الجمــاعي الرســمي أكــثر بكثــير من مســتوى مشــاركة

الطلاب الجامعيين.ــون aعد الرؤية الدينية تشير النتائج إلى أن الطلاب يميل وفي ب في الغالب إلى الرؤيـة الحديثــة، بينمــا يميـل غــير الجــامعيين إلى

الرؤية التقليدية. ومن النتائج الأخــرى الــتي تمخضــت عنهــا هــذه الدراســة أنــة ــد أدت إلى فرداني الجامعة بوصفها إحدى المؤسسات الحديثة قده بعض الحــوارت الــتي تم إجراؤهــا في هــذه ن، وهذا ما تؤي التدي

الدراسة.ــد من aع إن هذه الدراسة التي قامت بها الباحثة مــريم زارع تا في دراســة ظــاهرة بــع أســلوبا خاصــ بين الدراســات الــتي لم تت

ن. التدي

، بقلم: محمــد(336)ـ مباني نظري مقياس هاي ديــني8 رضا سالاري فر، ومسعود آذربايجاني، وعبــاس رحيمي نجــاد، من

صفحة.704هـ.ش، 1384مركز أبحاث الحوزة والجامعة، سنة يحتوي هذا الكتاب على ثمــان وعشــرين مقالــة مختــارة منaقيم مؤتمر )المباني النظرية والنفســية للمعــايير الدينيــة(، الــذي أـل عـدد من المؤسســات العلميـة والثقافيـة، بتـاريخ: شــهر من قب

هـ.ش.1382إسفند سنة وقد تم تنظيم هذه المقالات الثمانية والعشرين ضمن أربعــةاــب هــذه المقــالات على فصــول. ونحن نقــدم قائمــة بعنــاوين وكت

النحو التالي: ـــ تــدوين ملاك هــاي أرزيــابي رفتــار ديــني فــرد مســلمان1

آن / نزار العاني.پيشنهادي نامه هاي وپرسشـ بنياد كمي سازي ودين ورزي / حسن بلند.2 ـ درآمدي بر نقش حديث در ساخت مقيــاس هــاي ديــني /3.پسنديدهعباس ـ كاركردهاي دين أز منظر مدل تحليل إيمان ديني / محمد4

رضا خاكي قراملكي.ن به آن / محمد داوري.5 ـ ساختار إسلام ومؤلفه هاي تديــك6 ـ تفاوت هاي فردي در دين داري ومنحني توزيع آن در ي

جامعه ديني / محمد رضا سالاري فر.ــود دين / علي نقي7 ــر خ ــاي دين داري أز منظ ــه ه ــ مؤلف ـفقيهي. ـــ مفهــوم دين در بســتر آزمــون هــاي روان ســنجي / علي8مصباح. ديني ـ روان شناختي / رحيم ناروئينگاهيـ دين ومعنويت 9

نصرتي.

ــي دين أز 10 ــ روانشناس ــعودديــدگاهـ ــغ / مس ــد ويون فرويآذربايجاني.

ــولاتچالشـ روان شناسي ومذهب، أز 11 هاي نظري تا تحروش شناختي / هادي بهرامي إحسان.

مولوي به دين ودين داري / محمد بهشتي.نگاهـ 12ــاه أز مفهــوم وســاختار دين أز گزارشيـ 13 إمــام محمــدنگ

غزالي / بهروز رفيعي. هــاي معنــوي ويــژگيـ جســتجوي مبــاني نظــري ســنجش 14

/ حسين لطف آبادي.گراندرمان جويان در تعامل با درمان پــژوهش گســتره ودر پــردازان نظريــة نگــرشـــ مــذهب در 15

)تحليلي روانشناختي أز مذهب( / عبد الله معتمدي.ــاي آن أز 16 ــاخص هـ ــ دين، دين داري وشـ ــهنگـــاهــ علامـ

/ محمد حسين مهوري.&طباطبائيــودگرداني نامه پرسش وپايائيـ بررسي روائي 17 ــذهب )خ م

SRQ-R.محبوبه ألبرزي / ) هــاي داخلي در زمينــه ســاخت مقيــاسپــژوهش گســترهـ 18

هاي ديني / محمد خداياري فرد. ـــ ملاحظــات روانســنجي ســنجش مفــاهيم وســازه هــاي19

مذهبي در عرصه روانشناسي / عباس رحيمي نجاد. آن /گــيريـــ ســنجش دين داري واأرزيــابي مــدل أنــدازه 20

محمد رضا طالبان.ــائيـ تعيين ضابطه ها، ملاك ها، اعتبار 21 نامــه /پرسش وپاي

حسن عبد الله زاده.ـ مقياس تجربيات معنوي / باقر غباري بناب.22 درباره معيارهاي مقياس ســازي ديــني / وليچندـ نكاتي 23

الله فرزاد.

ـــ ســاخت وهنجاريــابي مقيــاس ســنجش رشــد اعتقــادي24.پوردانش آموزان مقطع متوسطه شهر تهران / داوود معنوي

ـ محدوديت هــا ومشــكلات ســنجش دين داري / مســعود25آذربايجاني.

ــرآن26 ــر ق ــنجش دين داري أز منظ ــي س ــيب شناس ــ آس ـكريم / محمد علي حاجي ده آبادي.

هـاي كيفي وســنجش دين داري / سـيد محسـنپژوهشـ 27فاطمي. فرض ها ومحــدوديت هــاي ســنجش دينپيشـ تأملي در 28

داري / سيد محمد تقي موحد أبطحي.ــازـ شــاخص هــاي دين داري در روايــات9 ، بقلم: مهن

ــة أصــول ــة على مســتوى الماجســتير، كلي ــدرتي، وهي أطروح قهـ.ش، الأستاذ المشرف: مهدي مهريزي.1386الدين، سنة

تم السعي في هــذه الأطروحــة ـــ من خلال البحث في أربــع مفردات رئيسة، وهي: الدين، والإيمــان، والتشــيع، والإســلام، فين. الروايات والأحاديث الشيعية ـ إلى بيــان ماهيــة مقومــات التــديرات الإيجابيـــة لقـــد عملت الباحثـــة من خلال اســـتخراج المتغي والســلبية في هــذه المفــردات، وتــرتيب النتــائج، على التقــييمـاـ تم وضــع وإعطاء الدرجات. ومن بين أربعة وستين عنصرا إيجابي العقل والتقوى والصبر والصدق في المراتب الأربعة الأولى، وفي العناصــر الســلبية ـــ الــتي بلغت واحــدا وأربعين عنصــرا ـــ كــانتــراتب الأربعـــة الأولى من نصـــيب: الكـــذب، وعـــدم التعقل، المـ

والتعلق بالدنيا، وسوء الظن بالآخرين.عيه إلى بيـــان الأولويـــات تكمن أهميـــة هـــذا البحث في ســـ

والترجيحات الدينية على أساس التعاليم الدينية. ـــ بحث مكانــة العقيــدة والعمــل والأخلاق في10

، بقلم: أحمد رضــا عــالم، وهي أطروحــة علىالتعاليم الشيعيةــان والمــذاهب. الأســتاذ ــة الأدي مســتوى الماجســتير، في جامع

المشرف: مهدي مهريزي. لقد سعى الباحث في هذه الدراسة إلى بيان منزلــة ومكانــةــوء ــل، في ض ــة، وهي: العقيــدة، والأخلاق، والعم ــر الثلاث العناص التعــاليم الشــيعية، على أســاس كتــاب )الكــافي(؛ بوصــفه أقــدم وأشمل مصدر للروايــات الشــيعية. وقــد عمــل البــاحث؛ من أجــل استخلاص النتــائج، على توظيـف أربعـة عشــر أســلوبا، من قبيـل:ع لــة بـــ: الإيمــان، والــدين، والتشــي المفــردات الرئيســة المتمث والإسلام، والغاية من البعثة، وعناصر اكتساب الفضــائل، ومــا إلى ذلك، في ضوء قاعدة الحصر والمقدمة وذي المقدمة، ومن خلال

%،64تحليل ما يقرب من مئتي روايــة تم تــرتيب الأخلاق بنســبة %.9%، والعقيدة بنسبة 27والعمل بنسبة

ويكمن امتياز هذه الأطروحــة في تحليــل هــذه المســألة منخلال رؤية دينية.

1ومن بين هذه الدراسات العشــرة تختص الدراســات رقم: ــة، ورقم: 7 و6 و5 و3 و2و ــ ــاث الميداني ــ ــاث8 و4 بالأبح ــ بالأبح

بالأبحــاث الجوهريــة والدينيــة؛ لتعــيين10 و9النظريــة، ورقم: المعايير والشواخص.

ـــــــ إمكان وجواز استخراج الشواخص4ــل ن؟ وهل يجوز ذلك؟ وه هل يمكن لنا تعيين شواخص للتدي

تم القيام بهذا الأمر من قبل الدين؟ للإجابـــة عن هـــذه الأســـئلة يمكن الإشـــارة إلى الأســـاليب

والنماذج المشابهة. وعندما عرف الشهيد الســيد محمــد بــاقر الصــدر، في كتابــه

)المدرسة القرآنية(، الحاجة الراهنة للمجتمعات العلمية الإسلامية بضــرورة تقــديم الأنظمــة الدينيــة قــال في الجــواب عن الســؤال

ــذلك؟: ــال...»القائل: لماذا لم يبادر الدين إلى القيام ب :وقد يق مــا الضــرورة إلى البحث لتحصــيل هــذه النظريــات الأساســيةــير ــاريخ، وفي التغي واستخلاصــها في النبــوة مثلا، أو في ســنن الت الاجتماعي، أو في الاقتصاد الإســلامي وغيرهــا، في حين أننــا نجــد

ــبي ـاـت محــددة،|أن الن ــط هــذه القضــايا على شــكل نظري aع لم ي وبصيغ عامة، وإنما اقتصر على القرآن بهــذا الــترتيب للمســلمين،

وبهذا الشكل المتراكم؟ــوم ضــرورة أساســية لاســتخلاصوالجــواب ــاك الي : إن هن

وتحديد هذه النظريات، ولا يمكن أن يفـترض الاسـتغناء عن ذلـك؛ كان يعطي هذه النظريات، ولكن من خلال التطــبيق،|إذ إن النبي

ــاة ــه في الحي ن ــان يبي ــذي ك ــام ال ــرآني الع ــاخ الق ومن خلال المن الإسلامية، كان كل فــرد مســلم في إطــار هــذا المنــاخ يفهم هــذهاــ؛ لأن المنــاخ والإطــار الــروحي النظرية، ولو فهما إجماليا ارتكازي والاجتماعي والفكري والتربوي الذي رسمه النبي كان قــادرا على أن يعطي النظرة السليمة والقــدرة السـليمة على تقــييم الموانـع والمواقف والأحداث. أما حيث لا يوجد ذلـك المنـاخ وذلــك الإطــار تكون الحاجة إلى دراسة نظريات القرآن والإسلام حاجــة حقيقيــة ملحة، خصوصا مع بروز النظريات الحديثة، من خلال التفاعل بين إنسان العالم الإسلامي وإنسان العالم الغربي بكــل مــا يملــك من رصــيد عظيم ومن ثقافــة متنوعــة في مختلــف مجــالات المعرفــة البشرية، حيث وجد الإنسان المسلم نفسه أمــام نظريــات كثــيرةaد؛ لكي يحدد موقف الإسلام في مختلف مجالات الحياة، فكان لا ب من هــذه النظريــات، أن يســتنطق نصــوص الإســلام، ويتوغل في أعماق هذه النصوص؛ لكي يصل إلى مواقــف الإســلام الحقيقيــة،

سلبا وإيجابا؛ لكي يكتشف نظريات الإسلام التي تعالج نفس هــذهـةـ في مختلــف المواضــيع الــتي عالجتهــا التجــارب البشــرية الذكي

.(337)مجالات الحياة( ومن بين العلوم الإسلامية ]الكلام والأخلاق والفقــه[ نشــاهد نماذج من الاجتهاد في الموارد المشــابهة، من قبيــل: التقســيمات

التالية:ـ أصول الدين وفروع الدين.

ـ أصول الدين وأصول المذهب.ـ الذنوب الكبيرة والذنوب الصغيرة )الكبائر والصغائر(.

ـ أركان الصلاة وواجبات الصلاة.ــادر الأولى، ــع المص ــدما نراج ــوارد عن ــذه الم ــع ه وفي جميلة بالقرآن والسنة، لا نجد هذا التقســيم، أو إذا كــانت هنـاك المتمث

إن تجتنبوا﴿من إشــارة إلى هــذا الأمــر، كمــا في قولــه تعــالى: ر عنكم سيئاتكم ، لا(31 )النساء: ﴾كبائر ما تنهون عنه نكف

ل العلمــاء نجــد تعريفــا لــذلك، ولا تحديــدا لمصــاديقه. وإنمــا توصــالمسلمون إلى هذه التقسيمات من خلال اجتهاداتهم.

وفي ما يلي نقوم بجولة على بعض هذه الموارد، وذلك علىالنحو التالي:

ــــــأـ أصول الدين وفروع الدين فــروع» في مقابل مصــطلح «أصول الدين»لم يرد مصطلح

ـــ وهمــا مشــهوران بين المســلمين غايــة الشــهرة ـــ في«الــدين القرآن الكريم، ولا في السنة الشريفة عند الفريقين. فلا نرى في

هذين المصدرين ما يدل على ذلك.ــل المتكلمين في القــرون فقد تم وضع هذا المصطلح من قبــطلح في ــذا المصـ ــتعمل هـ ــلامية الأولى. وإن أول من اسـ الإسـ

خصوص الأصول الخمسة هم المعتزلــة، وأول من اســتعمله منهمهـ(.230هو أبو الهذيل العلاف)حوالي

ــادر ــطلح في المص ــذا المص ــود ه ــدم وج ــاهد على ع والش القرآنية والروائية مخالفة ابن تيمية له. فقــد أعــرب عن مخالفتــه

فاتــه، ومن ذلــك: قولــه: ــك»هذه في عدد من مؤل والفــرقa في ذللام، ةـ في الإسـ هa بدعـة مaحدث وع، كمـا أن aرaول والفaصa بين مسائل الأــل ولا قالهــا أحــد من ة، ولا إجمــاع، ب ن aاــب، ولا ســ لم يدaل عليها كتaوـه aـ قين بين مــا جعل ــإن المaفــر لف والأئمة، فهي باطلة عقلا; ف السaز aمي حيح ي قaوا بينهaما بفــرق صــ aفر وع لم ي aرaول ومسائل فaصa مسائل أ

وعين .(338)«بين الن إن الغرض من نقل كلام )ابن تيمية( ليس هو تصــحيح رأيــه، وإنمــا هــو لمجــرد الإشــارة إلى أن هــذا التقســيم ليس لــه جــذورد اجتهاد منصوص عليها في المصادر الإسلامية الأولى، بل هو مجرــاد ــر صــائب، ويمكن إيج ــو في محلـهـ أم ــذي ه من المتكلمين، ال

المبررات له في الأدبيات الإسلامية. وفي ما يلي نشــير إلى نمــاذج من هــذا التقســيم في الكتب

الكلامية: لقــد ذكــر العلامــة الحلي هــذا المصــطلح في كتــاب )البــاب

فه الفاضل المقــداد قــائلا: علم الأصــول:»الحادي عشر(، وقد عر وهو ما يبحث فيه عن وحدانية الله تعالى وصــفاته وعدلــه، ونبــوة الأنبياء والإقرار بما جاء به النبي، وإمامة الأئمة، والمعاد... وسaمي هذا الفن أصول الــدين؛ لأن ســائر العلــوم الدينيــة ـــ من الحــديث

.(339)«والفقه والتفسير ـ مبنية عليه وقد ذهب الميرزا القمي إلى القول بــأن أصــول الــدين هي:ــان الوجــه في تســميتها: ــوة والمعــاد، وقــال في بي ــد والنب التوحي

ــارة عن» aسمى هذه الأمور بأصول الدين من جهة أن الأصل عب وت

الجذر والأساس وكل ما يبنى عليه، مثــل: أســاس الجــدار وجــذور الأشجار وأمثال ذلك. وإن سائر العبادات ومسائل الحلال والحرامــل فروع الدين، أي مثل الجذع والأغصان والأوراق. وعليه فإن أص كل شيء إذا كــان ثابتــا ســيكون الفــرع قائمــا عليــه، وإن لم يكن الأصل ثابتا لن يكــون هنــاك بقــاء وثبــات للفــرع. فكــل من كــانتــه أصول دينه صحيحة كان له أمل ورجاء بالنجاة، وإن كانت فروع غير سليمة وأعماله غير لائقة، ومهمــا بلغت بعــد الاحــتراق كــثرة. وكل من كانت أصول دينه متداعية لن تنفعه فروع الدين وأعمالــه

.(340)«وعباداته الشكلية، مهما بالغ في قيام الليل وصوم النهار

ــــــب ـ أصول الدين والمذهبــو من ــدوره ه ــدين والمــذهب ب ــا أن مصــطلح أصــول ال كم

اجتهادات المتكلمين؛ حيث استنبطوه من المصادر الدينية. يرى العلامة الحلي في كتاب )البــاب الحــادي عشــر( أصــول

البــاب الحــادي عشــر: في»الدين في أربعة أمور؛ وذلك إذ يقول: أجمــع ما يجب على عامــة المكلفين من معرفــة أصــول الــدين...

ـةـ العلمــاء كافــة على وجــوب معرفــة اللــه تعــالى وصــفاته الثبوتي والســلبية، ومــا يصــح عليــه ومــا يمتنــع عنــه، والنبــوة، والإمامــة،

.(341)«والمعاد والملفت أن الشــيخ الطوســي يــذهب في كتابــه )الاقتصــاد(

إلى اختزال أصول الدين في أمرين، وهما: التوحيد؛ والعدل.ــول مصــطلح ــد كلام ح ــة لا يوج ــذه المرحل ــارات ه وفي عبــل ــطلح في المراح ــذا المص ــاع ه ــا ش ــذهب(، وإنم ــول الم )أصالمتأخرة، حيث تمت إضافته إلى المصطلحات الكلامية الشيعية.

ــدين(: ــول ال ــه )أص ــيرزا القمي في كتاب ــال الم اعلم أن»ق أصول الدين ثلاثة، وهي: التوحيــد؛ والنبــوة؛ والمعــاد. وأمــا العــدل والإمامة فهما من أصـول المـذهب. وعليـه فـإن من أنكـر الأصـل

الأول من هذه الأصول الثلاثة كان كافرا، لا تحــل ذبيحتــه، وتجــري عليه سائر أحكام الكفر. وأما إذا أقر بهــذه الأمــور الثلاثــة، وأنكــرـهـ ـــ في الــوقت نفســه ـــ لا العدل أو الإمامة، لم يكن كافرا، ولكن

.(342)«يكون شيعيا، وهو من أصحاب النار قطعا

ــــــج ـ الذنوب الكبيرة والذنوب الصغيرة )الكبائر والصغائر(ــائر؛ وصــغائر، ــذنوب إلى: كب ــاك نص في تقســيم ال ليس هن

وإنما هو من استنباطات الفقهاء والمجتهدين. قال السيد محمد كــاظم ـــ مؤلف كتــاب )العــروة الــوثقى( ـــنة: ــرآن والس ــذكورة في الق ــيرة الم ــية الكب ــف المعص في تعري

المعصية الكبيرة هي كل معصية ورد النص بكونها كبيرة، كجملة» من المعاصي المذكورة في محلها؛ أو ورد التوعيد بالنار عليـه في الكتاب أو الســنة، صــريحا أو ضــمنا؛ أو ورد في الكتــاب أو الســنةــار؛ كونه أعظم من إحدى الكبائر المنصوصة أو الموعود عليها بالن

.(343)«أو كان عظيما في أنفس أهل الشرع

ــــــد ـ أركان الصلاة وواجبات الصلاة يتم تقسيم أجزاء الصلاة الواجبة إلى: أركــان؛ وغــير أركــان. وقد ذكر صاحب كتاب )العروة الوثقى( في بيـان واجبـات الصــلاة

واجبــات الصــلاة أحــد»وتقســيمها إلى: ركن؛ وغــير ركن مــا يلي: ــوع، والســجود، ــيرة الإحــرام، والرك ــام، وتكب ـةـ، والقي عشــر: الني

والقراءة، والذكر، والتشهد، والسلام، والترتيب، والموالاة. والخمسة الأولى أركان، بمعــنى أن زيادتهــا ونقيصــتها عمــداةــ بنــاء على وسهوا موجبة للبطلان. لكن لا يتصور الزيـادة في الني الــداعي. وبنــاء على الإخطــار غــير قادحــة. والبقيــة واجبــات غــير

aها ونقصها عمدا موجب للبطلان، لا سهوا .(344)«ركنية، فزيادت فـإن مفهـوم الـركن»وقال السيد الخوئي في بيان الركنيـة:

متقوم بمــا يعتمــد عليــه الشــيء، بحيث يــوجب فقــده زوال ذلــك الشيء. وأما الإخلال من حيث الزيادة فلا مدخل له في صدق هذا المفهوم، ولم يرد لفــظa الــركن في شــيء من الأخبــار، وإنمــا هــو

.(345)«مجرد اصطلاح متداول في ألسنة الفقهاء وأما الزيادة والنقيصة في تكبيرة الإحرام فهمــا»وقال أيضا:

وإن كانا متصورين فيها، إلا أن الأقوى ـ كما عرفت ـ عــدم بطلان الصلاة بزيادة تكبيرة الإحرام سهوا. وعليه فلا تكون التكبــيرة من الأركان بالمعنى المصطلح، وهو ما يكــون زيادتــه ونقيصــته عمــدا وسهوا موجبــا للبطلان. نعم، هــو ركن بــالمعنى اللغــوي، وهــو مــاهوا. وأمــا الإخلال من حيث الزيــادة يوجب نقصه البطلان، ولــو ســ فلا دخل له في كونه ركنا، إلا من جهة الاصطلاح، وحيث إن كلمــة الركن لم ترد في آية، ولا روايــة، فلا مــانع من عــد التكبــيرة ركنــا

.«بلحاظ المعنى اللغويــداعي الإحســاس إن جميع هذه الأنشطة العلمية قد جاءت بــذه الضــرورة ــام التعليم أو العمــل. وشــبيه به بالضــرورة في مقن. فقــد تم تطرح نفسها حاليا في مسألة معــايير وخصــائص التــديل اليـوم ـــ في العــالم المعاصـر وفي ظـل التجربـة والعلم التوصـــييم ــايير للتق البشري في مختلف نواحي الحياة ـ إلى ملاكات ومع والقياس، وعلى المسلمين بدورهم أن يهتموا بهــذه المســألة في

مجال بيان التعاليم الدينية أيضا.

ـــــــ ضرورة وفائدة استخراج الشواخص والملاكات5ن أن يكــون نافعــا في يمكن لتعيين شــواخص وعناصــر التــدي

الموارد الثلاثة التالية:ن.1 ـ قياس حجم التديـ تحديد الأولويات في مقام العمل.2

ن.3 ـ التعرف على الفهم الخاطئ للتديــان الشــرح الإجمــالي لهــذه الفقــرات الثلاث على ويمكن بي

النحو التالي:

ن ــــــأـ قياس حجم التديب على تحديــد الشــواخص في قيــاس إن الفائدة الأولى تترتــد ــاس مفي ــذا القي ــة. إن ه ــع والدول ــرد والمجتم ــد الف ن عن ــدي الت للمقارنة بين سائر الثقافات من جهة؛ والمقارنة بالوضع المنشــودن من جهــة أخــرى. يمكن للإنســان المســلم أن يعمــل على للتــدي تقييم نفسه، ويتعرف على واقعه الراهن، ويحدد المسافة القائمة بينه وبين الحالة المنشــودة والمثاليــة، ويخطط لتقليص المســافة

إلى حد محوها نهائيا والوصول إلى الغاية المطلوبة. إن الأوامر الكثيرة الموجودة في التعاليم الدينية، والتي تدلد في الحقيقــة على وجــوب محاســبة النفس ومراقبتهــا، إنمــا تؤكوي عن aــد ر ــر. فق ــذا الأم ــري والعقلي له ــذا الإدراك الفط على ه

بوا، وزنوهــا» أنه قال: |رسول الله aحاســ حاسبوا أنفسكم قبل أن تaوزنوا، وتجهزوا للعرض الأكبر .(346)«قبل أن ت

ــــــب ـ تحديد الأولويات في مقام العمل عند التعرف على الأولويــات، ومــا هــو الأهم والمهم؟، يمكن للشــخص العامــل عنــد الــتزاحم بين الأعمــال المختلفــة أن يقــومط والقيـــام بالأعمـــال العشـــوائية باختيـــار الأفضـــل؛ فـــإن التخب والاعتباطيــة يــؤدي بنــا إلى الكثــير من الأضــرار والخســائر. وهــذا الأمر يصدق بشأن الفــرد والدولــة والمجتمــع بشــكل كامــل. وقــد

وي عن الإمــام علي aســتدل على» في هــذا الشــأن أنــه قــال: ×رa يك بـالغرور، وتقـديم إدبـار الـدول بـأربع: تضـييع الأصـول، والتمسـ

.(347)«الأراذل، وتأخير الأفاضل

aثــر عنــه في نهج×وقــد وصف المجتمــع الجــاهلي، على مــا أ.(348)«بأرض عالمهم مaلجم، وجاهلaهم مaكرم»البلاغة، قائلا:

ن ــــــج ـ التعرف على الفهم الخاطئ للتديــايير إن الفائدة الثالثة المترتبة على تحديد الشــواخص والمعن. وكمــا ســنرى تكمن في الوصول إلى الأفهام الخاطئة في التدي فقد تبلورت على طول تاريخ الإسلام مختلف الاتجاهات والتيارات ــدا المتنوعة في التعريف بالدين. ويمكن لهذا البحث أن يكون مفي

في تقييمها.كما تحقق هذا الأمر من قبل أئمة الدين أيضا.

ــرف بعــرض العقائــد aع ع في ما ي وما نشاهده في تاريخ التشي.(349)على الأئمة يمكن أن يكون ناظرا إلى هذه المسألة

وكــذلك الروايــات الــتي تــأمر بعــرض الحــديث على القــرآند على هذه الحقيقة أيضا.|وسنة النبي الأكرم تؤك

ـــــــ الأصول الموضوعة )الاعتبارية( والفرضيات المaسبقة6ــايير من ــا يتعلق بمســألة اســتنباط الشــواخص والمع في مبقة، يكمن موضــع المصادر هناك أصول موضوعة وفرضــيات مaســ إثباتهـــا في العلـــوم الإســـلامية الأخـــرى، من قبيـــل: علم الكلام،ــك. إن والعلوم القرآنية، وعلم الحديث، وأصول الفقه، وما إلى ذل، ويتم الاســتناد إليــه في هذه الفرضيات المaسبقة منها: ما هو عامــورد البحث جميع الأبحاث الدينية؛ ومنها: ما هو خاص بالمســألة م

فقط.ــوعة، ــ ــول الموض ــ ــأهم الأص ــ ــذكير ب ــ ــا يلي يتم الت ــ وفي م

والفرضيات العامة والخاصة، مع إعادتها إلى مكانتها الأصلية.ل المصدر والمستند الأول لمعرفــة1 ـ إن القرآن الكريم يمث

ل المصــدر الدين. وأمــا الســنة بمفهومهــا الواســع والعــريض فتمث

ــة وإحرازهــا. ومن الثاني، وهي تستند إلى القرآن في أصل الحجيــع هنا لو حدث التعارض بين القرآن والسنة ـ مع عدم إمكان الجم ـــ كــان القــرآن الكــريم هــو المتقــدم، ويجب حينهــا تــرك العمــل

.(350)بالحديث، والتوقف عند مفاده ومضمونه ـ إن الأحــاديث والروايــات تواجــه الكثــير من الآفــات الــتي2

فرضتها عليها الظروف الثقافية والسياسية والمذهبية، وهي آفات ،(352)، والنقــــل بالمضــــمون(351)من قبيــــل: الوضــــع والاختلاق

ــة ق، وتبعي ــر ــع، والضــياع، والتف ــف، والتقطي والتصــحيف، والتحريالمضامين للأجواء الخاصة، وما إلى ذلك من الآفات الأخرى.

إن وجود هذه الآفات في الجملة يدعو ـــ في مقــام الاســتناد إلى الأحاديث ـ إلى العمل أولا على تحصيل الاطمئنـان بصـدورها. ثم القيام بعد ذلك بدراسة ألفاظها وتعبيراتهــا من الناحيــة الفنيــة؛ كي نرى ما هو مقدار إمكانية الاســتناد إلى عين الألفــاظ الــواردة فيه؟ وما إذا كان بالإمكان الاكتفاء بالمضــمون الإجمــالي للروايــة.دـ من العمــل على كشـف مـراد المتكلم، a وفي المرحلة الثالثة لا بــل: ــديث، من قبي ــه الح ة بفق ــ ــد الخاص ــف القواع من خلال توظيد من أن الأحـــــاديث تنتمي إلى الفحص والبحث من أجـــــل التأك

ــدة ــة واح ــمون،(353)مجموع ــات ودوام المض ــان من ثب ، والاطمئنوعدم اختصاصه بشرائط وظروف خاصة أو أشخاص بعينهم.

3 ـ الأمر الآخر الذي يجب أخذه بنظر الاعتبــار؛ بوصــفه أصــلا ، الــتي^موضوعا، هو مكانة السنة العملية وسيرة الأئمــة الأطهــار

ل تفسيرا ودعامة للسنة القوليــة، أو بيانــا لشــرائطها. وقــد تم تمث تجاهل هذا الأصل في مجال المعرفــة الدينيــة إلى حــد كبــير، ولمةــ، مثـل: علم الحــديث يتم الاهتمام به في العلوم الآليــة والتمهيديــأن ــدا، في حين أن من ش ــاهت ج ــكل ب ــه، إلا بش ــول الفق وأص استخراج وتحليــل الســنة العمليــة أن تلعب دورا كبــيرا في إحــراز

صــحة وعــدم صــحة الســنة القوليــة، والكشــف عن مــراد المتكلمأيضا.

ةــ وقوعهــا،4 رــ عن كيفي aخب ـ إن تــاريخ كــل حادثــة وظــاهرة يويكون بمنزلة الهوية التي تحدث الأجيال الآتية عن هويتها.

ــر المعصــوم( تشــتمل على وإن الســنة )قــول وفعــل وتقري التاريخ أحيانا. فإن كل حديث إنمــا صــدر لتلبيــة حاجــة، أو الإجابــةة في عن سؤال، أو في مقــام بيــان حقيقــة، أو لبيــان حالــة خاصــ بعض الأحيان. وبعبارة أخرى: إن لكل حديث أو رواية شأن نــزول يســاعد التعــرف عليــه في فهم الحــديث بشــكل أفضــل. وإن أوله إلى هــذه المســألة بشــكل جــاد، والــتزم بهــا في منهج فقيــه تنب الاستنباط وأسلوب التدريس، هو الحاج السيد حسين الطباطبائي

ــائلا: ــاد ق ــبروجردي؛ حيث ذهب إلى الاعتق ــا شــأن»ال إن لأحاديثناــت كبــار نزول، وقد صدرت في أجواء تهيمن عليهــا أقــوال ونظري

نــاظرة^فقهاء أهل السنة. وقد كانت أحاديث وكلمات أهل البيتــا. ــة أو إثباته ــاوى. فكــانت كلمــاتهم ردا على نظري إلى هــذه الفتaد من الوقــوف على أجــواء المســألة الفقهيــة؛ كي نفهم وعليه لا ب

.(354)«المراد الحقيقي من الرواية وقد ذهب السيد الشهيد محمد باقر الصدر إلى اعتبار تجريد

إحــدى آفــات الاجتهــاد(355)الدليل الشرعي من ظروفه وشــروطه في النصوص الدينية، وعمد إلى توضيح ذلــك في قســمين، وقــال

وأما الشكل الآخــر من عمليــة التجريــد في دليــل»في قسم منه: التقرير فهو ما يتفق عندما ندرس سلوكا معاصــرا لعهــد التشــريع حقا، ونستكشف سماح الإسلام به من سكوت الشريعة عنه، فإند الممارس في هذه الحالة قد يقع في خطأ التجريــد، عنــدما يجــر ذلك السلوك المعاصر لعهــد التشــريع عن خصائصــه، ويعزلــه عن العوامل التي قد تكون دخيلة في السماح بــه، ويعمم القــول بــأن

هــذا الســلوك جــائز وصــحيح إســلاميا في كــل حــال! مــع أن من الضــروري؛ لكي يكــون الاســتدلال بــدليل التقريــر موضــوعيا، أنــة من المحتمــل تأثيرهــا في موقــف ــل حال ــدخل في حســابنا ك نــالات ــك الحـ ر بعض تلـ ــلوك. فحين تتغي ــك السـ ــلام من ذلـ الإسـ والظروف يصبح الاســتدلال بــدليل التقريــر عقيمــا... فمن الخطــأ إذن أن نعــزل الســلوك المعاصــر لعهــد التشــريع عن ظروفــهر لكــل ســلوك وخصائصــه، ونعمم حكم ذلــك الســلوك بــدون مــبر مشـــابه، وإن اختلـــف في الخصـــائص الـــتي قـــد يختلـــف الحكم

.(356)«بسببهان الأستاذ السيد جعفر مرتضى العاملي ضرورة العلم وقد بيــائلا: ــة، ق ــده في الدراســات الديني ــاريخ صــدور الحــديث وفوائ بت

ــائع» ــ ــاريخ والعلم بالوق ــ ــة الت ــ ــاهلوا دور معرف ــ عليكم أن لا تتج التاريخية في فهم الروايات والنصوص الدينية؛ فإن جميع الأحداثــادل بين ــاط متب ــاك ارتب ــاريخي. وهن ــق في إطارهــا الت إنمــا تتحقر ر في الآخر ويتــأث الإنسان والزمان، بمعنى أن كل واحد منهما يؤث

ــاج(357)به . ومن هنا فإن الإدراك الصحيح للكثير من النصــوص يحتــديث إلى معرفة كاملة بالزمان والمكان والشرائط التي صدر الح في أجوائهـــا. علينـــا أن نتعـــرف على البيئـــة وردود أفعالهـــا في مواجهة النصوص الصادرة. إن معرفة هــذه الأمــور تســاعدنا على فهم حدودها وقيودها، وإدراك إشاراتها ودقائقها. وقد كان لنا مثل هذه النظرة في كتابنا )السوق في ظــل الدولــة الإســلامية(... إنن حجم تــأثير معرفــة هــذا الكتــاب ـــ رغم صــغره ـــ يمكنــه أن يــبي الحقائق الخارجية في إدراك طبيعة النصــوص الصــادرة وأهــدافها وغاياتها، ويكشف بوضوح أن هـذه المعرفـة تمنحنــا فضــاء واســعاــكل ــا بشـ ــتفادة منهـ ــل، والاسـ ــو أفضـ ــوص على نحـ لفهم النصـ

.(358)«أكبر

ـــ إنمــا تكــون الدلالــة والســند ـــ في مــا يتعلق بالمســائل5ــان؛ وإلا وجب ــك إلى الاطمئن ــ إذا أدى ذل ــة والأصــولية ـ الاعتقاديــا ــذا م التوقف، وعدم إبداء رأي على أساس ذلك باسم الدين. وهرون أيضــا. أجــل، إن د عليه علماء الأصــول والفقهــاء والمفســ يؤك كثرة وتعدد النقل والأسانيد الكثــيرة من شــأنها أن تــورث القطــع واليقين بشأن السند، وأما الدلالة فهي تحتاج إلى شواهد وقــرائنــدين د الظهور )ظاهر النص(. كما يمكن لفهم علمــاء ال تفوق مجرل قرينـة على الدلالـة، إلا أن ذلـك إنمـا يكـون إذا لم يكن أن يشك هناك شاهد على الخلاف، وإلا وجب تخطئة ذلك الفهم. ومن ذلك ـ على سبيل المثال ـ أن الفقهاء كانوا يعتقدون على مــدى قــرون بأن ماء البئر داخل في مفهوم المــاء القليــل، رغم دلالــة صــحيحةــ على ــة ـ ــودة في المصــادر الروائي ــ الموج ــع ـ إســماعيل بن بزي

اعتصام ماء البئر.وفي ما يلي سنذكر بعض الأمثلة في هذا الشأن:

في ما يتعلــق بأصــول»لقد ذهب الشيخ النائيني إلى القول: دـ من تحصــيل العلم. وحيث ينســد aـ aعتنى بالظن، بل لا ب العقائد لا يــاد ــنى الاعتق ــال، بمع ــو الإجم ــاد على نح ــاب العلم يمكن الاعتق ب

.(359)«بالواقع كما هو وإن للسيد الخوئي كلاما تفصيليا، نسوق خلاصته على النحــو

إذا كانت الغايــة في مجــال أصــول العقائــد هي المعرفــة»التالي: ـةـ أم فإنها لن تحصل بالظن، سواء أكانت الغاية من المعرفة عقلي شرعية. وبطبيعــة الحــال لا مــانع من عقــد القلب والانقيــاد للظن المعتبر. وأما في الأمور التكوينية والتاريخية فالظن المطلق ليس حجة، ويجوز الظن الخاص ـ )باعتبار الإخبار عن المتعلق( ـ طبقــا لمسلك الطريقية، وأما طبقا لمسلك المنجزية فلا يجوز حتى هــذا

.(360)«المقدار

وعليه فالنتيجــة هي أنــه لا يمكن إثبــات شــيء بخــبر الواحــد المعتـبر في أصـول العقائـد والتــاريخ والأمــور التكوينيـة. وفي مـا يتعلق بالعقائد ـ بطبيعة الحال ـ يمكن الاعتقاد على أساسها، وأما في الأمور التكوينية والتاريخية فلا يمكن ســوى الإخبــار، ولا يمكن

الحصول على معرفة بالواقع. إن الخــبر إن كــان متــواترا أو»يقــول العلامــة الطباطبــائي:

محفوفــا بقرينــة قطعيــة فلا ريب في حجيتــه، وأمــا غــير ذلــك فلا حجية فيه، إلا الأخبار الــواردة في الأحكــام الشــرعية الفرعيــة إذا كان الخبر موثوق الصدور بالظن النوعي، فإن له حجية؛ وذلك أنــرعي الحجية الشرعية من الاعتبارات العقلائية، فتتبع وجود أثر ش في المورد يقبـل الجعـل والاعتبـار الشـرعي. والقضـايا التاريخيـةــر شــرعي، والأمور الاعتقادية لا معنى لجعل الحجية فيها؛ لعدم أث ولا معــنى لحكم الشــارع بكــون غــير العلم علمــا، وتعبيــد النــاس

.(361)«بذلك وقد أشار العلامة الطباطبائي إلى هــذه المســألة في الكثــيرــوار( م، وفي تعليقته على كتاب )بحار الأن من مواضع تفسيره القي

(362). في العقائــد»وقال الميرزا جواد الطهراني في هــذا الشــأن:

ــة(. يجب الاستناد إلى الوثائق المعلومة )من ناحية الصدور والدلال ولا ينبغي الاعتقــاد بـأمر أو الإخبـار القطعي بـالواقع اعتمــادا علىــق خبر الواحد غير معلوم الصدور، أو تأويل المتشــابهات على طب أمزجتنا وأهوائنــا دون إرجــاع إلى المaحكمــات... يجب رد وتكــذيب كل حديث مخالف لمaحكمات القرآن الكريم أو الروايات المتواترة قطعية الدلالة، أو مخالف للعقــل الفطــري الســليم. أمــا الحــديث الذي لا ينطوي على تلك المخالفة )الموجبة لطرحه وتكذيبه(، ولا يــرقى إلى مســتوى الحــديث معلــوم الصــدور والدلالــة )المــوجب

للأخـــذ والالـــتزام بمضـــمونه(، يجب وضـــعه في خانـــة الإجمـــال والاحتمال، وبعبــارة ثانيــة: يجب التوقف فيــه، وبعبــارة أخــرى: إن

يجب إرجــاع علمــه إلى^هذا الحديث المنســوب إلى أهــل الــبيت أهل البيت أنفسهم، حتى إذا كــان هنــاك في كتب الروايــات آلافــوعات، فلا ينبغي ــف الموض ــل في مختل ــذا القبي ــات من ه الروايــتزام القطعي، ولا د بظاهره على نحو الال طرحه وتكذيبه، ولا التعبــبرير على إحــدى ــل والت ــه بشــكل قطعي؛ بســطوة التأوي فرض نظريات مفكر أو مجموعة من المفكرين... وعليه فإن كــل مــورد يكــون ظــاهر الكلام فيــه مخالفــا لضــروريات ومســلمات العقــولــك عن أن هــذا الظــاهر لم يكن ــة الســليمة سيكشــف ذل الفطري مرادا، أو أنه لم يصدر أساســا، إلا إذا كــان معلــوم الصــدور، وفي

.(363)«هذه الحالة يجب التصرف في المعنى الظاهر وهذا الكلام يسري بشأن السند، كمــا يســري بشــأن الدلالــة ــل إذا كــان النص )الــديني محكمــا aقب أيضا، بمعنى أن الدلالة إنما تaحتمل فيه الخطأ والخلاف. فلا يمكن لنــا أن نعتمــد ومتواترا(، ولا ي على كل ظهور أو خبر صــحيح في نســبة بعض النتــائج إلى الــديند، لا في المقولات الأصولية؛ إذ لا يوجد هناك في هــذا المجــال تعب

من قبل الشرع، ولا من قبل العقلاء. دا وزاهــدا ــا ومتعب ــو أن شخصــا ورع ــال: ل فعلى ســبيل المث صــفا ها عن الكذب، وكان بحسب مصطلح علمــاء الرجــال مت )منز بالضبط والوثاقة( قد تمكن من حل مسألة رياضية، وقال: إنه قــدــورث القطــع واليقين، حلها بشكل صحيح، فإن هذا الكلام منه لا يد من ــار للتأك دـ من الاختب aـ ــل لا ب ــار، ب ــذه بعين الاعتب ولا يمكن أخ صحة حله لتلك المسألة الرياضية. في حين أن ذات هذا الشــخصــك ــل ذل إذا نقل لنا خبرا يتعلق بالحياة اليومية فإننا سنصدقه ونقب منه؛ اعتمادا على مجرد وثاقتــه. والســر في ذلــك أننــا في الحالــة

د للعقلاء والشــارع ــع، حيث لا تعب الأولى نسعى وراء تحصيل الواق فيــه؛ وأمــا في الحالــة الثانيــة فــإن العقلاء في مــا يتعلق بــالأمورد، الاعتبارية وشؤون الحياة اليوميــة يعتمــدون على الاعتبــار والتعب

وقد أمضى الشارع هذه السيرة منهم.ا في ــ ــواترة ونص ــون مت ــا أن تك ــات يجب إم ــذه الرواي إن هــة لليقين؛ كي الدلالة، أو أن تقوم في سندها ودلالتها قــرائن مورث نتوصل من خلالها إلى استنباط الأحكام. وبطبيعة الحال فــإن هــذا لا يعني تجاهل الخبر غير المتواتر، ونسارع إلى نسبته إلى الوضــع والاختلاق. فلا يسوغ نبذ الروايات غير المتواترة وغير النص إذا لمل من تكن مخالفــة للــدليل العقلي القطعي، كمــا لا يمكن التوصــ

خلالها إلى رؤية الدين. ـ عند حصول التعارض بين القــرآن والســنة، أو بين الســنة6

اللفظية والعمليــة، أو بين مجموعــتين من الســنن اللفظيــة، يجبعندها إعمال قواعد باب التعارض.

ـــــــ أسلوب البحث7 هنـاك أمــران يجب التأكيـد عليهمــا بوصـفهما منهجــا للبحث،

وهما: ـ إن هــذا البحث ينبـع من صــلب الــدين، بمعــنى أن العثــور1

ــه من خلال الرجــوع على الجواب في هذا الشأن يجب العثور عليــرى: إن إلى المصادر الدينية الأصيلة ]القرآن والسنة[. وبعبارة أخــة؟، الحصول على المعايير، وما هو المهم والأهم من الأمور الديني ليس بــالأمر الــذي يمكن الحصــول عليــه من الخــارج، أو عــبردــ من اكتشــافه واســتخراجه من خلال a التحليلات الخارجية، بل لا ب

ع وتحليل معطيات المصادر الأولى والأصيلة. التتب ـ إن أسلوب هذا البحث اجتهادي وتحليلي، بمعنى أنه يجب2

الوصول إلى هــذا الكشــف والاســتنباط من خلال توظيــف قواعــد الفهم وإحــراز النصــوص الدينيــة. وبعبــارة أخــرى: إن هــذا البحثــدين في اســتنباط ــاء والمجته ــود الفقه ــرار جه متواصــل، على غــل الأحكام الشرعية. وبعبارة ثالثة: يجب العمل على دراسة وتحليــه، ــول الفق ــد أص ــتفادة من قواع ــوع من خلال الاس ــذا الموض ه وقواعــد علم الحــديث، وكــذلك توظيــف قواعــد العلــوم القرآنيــة

والتفسير.

ـــــــ مساحة البحث8ــالات، ــة مج ــايير يتم من خلال ثلاث ــتخراج المع إن بحث واسن؛ ومجــال المجتمــع ــدي ــاة الفــرد المســلم والمت وهي: مجــال حين؛ ومجال الحكومــة الدينيــة، بمعــنى أنــه يجب العثــور على المتدي

أجوبة الأسئلة التالية:ن؟ ـ من هو المتدي

ـ ما هو المجتمع الديني؟ـ ما هو نوع الحكومة الدينية؟

ــديني ـ ما هي العناصر والمعايير التي يتكون منها المجتمع الوالحكومة الدينية؟

وعليه فإن مساحة البحث عبارة عن:ن.1 ـ الفرد المتديـ المجتمع الديني.2ـ الحكومة الدينية.3

إن الذي يتم طرحــه أثنـاء اسـتخراج المعـايير إذا لم يكن لـه، وإذا كان لـه علامـة وقرينـة قيد وخصوصية سيكون له معنى عام على الاختصاص بإحدى المساحات الثلاثة ســيتخذ معــنى محــدودا.ة وبطبيعة الحال عند استخراج المعــايير يتم الإتيــان بمــوارد خاصــ

ومستقلة.

ن ــــــالفصل الثاني: الاتجاهات نحو التدي ــــــالمدخل

ن، نســعى في هــذا الفصــل إلى بيــان الاتجاهــات نحــو التــديرين ــل المفك ــة من قب ــاليم الديني ــويب التع ــف يتم تب ــنى: كي بمع المسلمين؟ وبعبــارة أخــرى: مــا هــو الجــزء الأهم ومــا هــو الجــزءــا المهم من الدين من وجهة نظرهم؟ أو ما الذي اعتبروه أصلا وم الــذي اعتــبروه فرعـا؟ إذ إن فهم الكمــالات الإنســانية تبعــا لاتبـاع التعاليم الدينية ليس على وتيرة واحدة؛ فهناك من يرى الحصــول على الكرامات والقيام بالأمور الخارقة للعادة كمالا؛ وهناك من لا يرى ذلك. وبطبيعة الحال فإن هاتين الرؤيتين تختلفان في النظــرن. وعلى سبيل المثــال: يمكن النظــر إلى إلى أهداف الدين والتدي

النماذج التالية: إن العلامة الأميني، من خلال تأليفه لكتاب الغــدير، كــان قــد

.(364)وصل إلى كرامات، بحيث كان يشمله الفيض الإلهي إن هذا الكلام بحسب الظاهر يعتــبر الحصــول على الكرامــة نتيجة للوصول إلى المقامات المعنويــة؛ ولكن في المقابــل هنــاك

آراء أخرى لا تحمل مثل هذه النظرة إلى الكرامة: ، المنسوبة إلى السيد«رسالة في السير والسلوك»جاء في ...ثم ينبغي عــدم الاغــترار بظهــور خــوارق العــادة،»بحر العلــوم:

وبيان دقائق الأمــور، وإظهــار الخفايــا الآفاقيــة والأنفســية، وتبــدلــواطر، والاطلاع على ــ ــراف على الخ ــ ــه؛ إذ إن الإش ــ بعض حالاتــواء، ــار، وطي الأرض والهـ ــاء والنـ ــور على المـ ــدقائق، والعبـ الـــة ــا يحصــل في مرحل ــك، إنم ــال ذل واستحضــار المســتقبل، وأمث المكاشفة الروحية، وإن الطريــق من هــذه المرحلــة إلى المــنزل

المقصود لا نهاية له، ويجب أن تطوى إليــه منــازل بعــدها منــازل، ومراحل بعدها مراحل. وما أكثر الذين تجاوزوا هــذه المرحلــة، ثم سقطوا بعــدها في أوديــة اللصــوص والأبالســة! ومــا أكــثر الكفــار

.(365)«الذين حصلت لديهم القدرة على الكثير من هذه الأمور!»وقال المصطفوي في شرح هذا النص: ...وقد اتضح ضــمنا

ــار عن ــات الغيبيـــة، والإخبـ أن المكاشـــفات الروحيـــة، والاطلاعـ الماضي والمستقبل، واجــتراح خــوارق العــادات، والقيــام بــالأمور المخالفة للطبيعة، وما إلى ذلك من الحــالات والأمــور العجيبــة، لا يــدل أي منهــا على الكمــال، والقــرب من العبوديــة الحقيقيــة،

.(366)«والإخلاص الكامل، ومقام المرجعية في السلوكaؤثر عن أبي سعيد أبي الخــير أنــه قيــل لــه: »ومما ي إن فلانــا

! فقــال: هــذا مــا تفعلــه بعض الضــفادع أيضــا.«يمشي على الماء ! فقــال: هــذا مــا يفعلــه الــذباب«وإنه يطير في الهواء»فقيل له:

!«إنه ينتقل من مدينة إلى أخرى برمشــة عين»أيضا. ثم قيل له: قال: الشيطان أيضا ينتقل من المشــرق إلى المغــرب في لحظــةرــة في أن واحدة... ثم قال: لا قيمــة لهــذه الأمــور أبــدا، إنمــا العب يقيم الرجل بين الناس ويجالسهم وينام ويستيقظ ويأكل ويشــرب ويدخل الأسواق ويمارس البيع والشراء وأن يتواصــل مــع النــاس،

.(367)«دون أن يغفل عن ذكر الله لحظة واحدة إن طــرت في»وعن الخواجة عبد اللــه الأنصــاري أنــه قــال:

aن ة، ك الهــواء فــأنت برغشــة، وإن ســرت على المــاء فــأنت قشــaذكر .(368)«صاحب قلب؛ لتكون شيئا ي

إن الكرامــات»وكــان الشــيخ عبــد العلي الطهــراني يقــول: .(369)«طمث الرجال

لبيــان هــذه الاتجاهــات يجب قبــل كــل شــيء إيضــاح أجــزاء وعناصر الدين، كما يجب بيان أبعاد ومساحة التعاليم الدينية. ومن

هنا فقد تم تنظيم مسائل هذا الفصــل ضــمن ثلاث مقــالات، علىالنحو التالي:

ــة الأولى ــاليمالمقال ــزاء التع ــاد وأج ــف أبع ــوم بتعري : تقالدينية، وتعمل على بيان آراء علماء الدين في هذا الشأن.

: تعمل على تعريف الاتجاهات، وتقوم ببيانالمقالة الثانية الآراء المختلفــة للعلمــاء والمفكرين الإســلاميين في بيــان مــا هــو

الأهم والمهم من الأجزاء والتعاليم الدينية؟ : تختص بــذكر نمــاذج وأمثلــة من الأســئلةالمقالــة الثالثة

ن. وفي ــدي ــييم الت المطروحة في المرحلة المعاصرة في مجال تقنــة في ن بعض الاتجاهــات المبي الحقيقــة فــإن المقالــة الثالثــة تــبي

المقالة الثانية بشكل عيني ومصداقي.

المقالة الأولى: نظرة إلى أبعاد ومساحات التعاليم الإسلاميةــــــ بالالتفات إلى مساحة التعاليم الإسلامية كان علمــاء الإســلام ــبيا يسعون منذ القرون الأولى إلى تقديم هيكلية وتبويب جامع نس

للتعاليم الدينية.رين ــاء والمفك وفي ما يلي نقوم بجولة على آراء بعض العلم

الإسلاميين:

ــــــهـ(505 ـ 450ـ رأي أبي حامد الغزالي )1ــزالي؛ إن أقدم تبويب في هذا الشأن يعود إلى أبي حامد الغ

ــدين( ــوم ال ــاء عل ــاب )إحي ــاء(370)حيث رأى في كت ــاب )كيمي ، وكت ، أن علوم الدين وشرائط الإسلام في الأمور التالية:(371)السعادة(

aعــرف من خلال بعض العنــاوين، وهي كــالآتي...» ماهية المســلم ت العنوان الأول: أن يعرف نفسه على حقيقتها. والعنوان الثاني: أن يعــرف اللــه تعــالى. والعنــوان الثــالث: أن يعــرف حقيقــة الــدنيا.

والعنوان الرابع: أن يعرف الآخرة... وأما أركان التعامل الإسلامي فهي أربعة؛ اثنان منهما يتعلقان بالظاهر؛ واثنان بالباطن. واللذان

: امتثــال أوامــر اللــه، وهيالركن الأوليتعلقان بالظــاهر همــا: ــادات؛ ــانيالعب ــركن الث ــاتوال ــالأدب في الحرك ــاف ب : الاتص

ــاطن ــان بالب والسكنات والمعيشة، وهي المعاملات. واللذان يتعلق : تطهــير القلب من الصــفات الرذيلــة، منالركن الثــالثفهما:

ر، والريــاء، وهي الــتي د، والتكب قبيــل: الغضــب، والبخــل، والحســــدين؛ ــق ال ــة في طري ــات الماثل ــات( والعقب ــ )المaهلك ــمى بـ aس ت

: التحلي بــالأخلاق الفاضــلة، من قبيــل: الصــبر،والــركن الرابعaسمى بـ ل، وهي التي ت والشكر، والمحبة، والرضا، والرجاء، والتوك

.(372)«)المaنجيات( لقد عمد الغزالي بعد ذلــك إلى بيــان وشــرح هــذه المعــارف من هذه الأركان ضمن عشرة أصول: ن كلا الأربعة بالتفصيل، وبي

ــــــأركان الإسلام ـــــــ ركن العبادة1

ـ5ـــ الصــلاة. 4ـــ الطهــارة. 3ـــ طلب العلم. 2ـــ العقائــد. 1ــاة. ــوم. 6الزك ــ الص ــ الحج. 7ـ ــرآن. 8ـ ــ تلاوة الق ــار9ـ ــ الأذك ـ

ـ الأوراد وأوقات العبادة.10والدعوات.

ـــــــ ركن المعاملة2كاح والزواج. 2ـ آداب الطعام. 1 ب3ـ آداب الن ــ آداب الكســ

ـ7ـــ آداب العaزلــة. 6ـ آداب الصحبة. 5ـ طلب الحلال. 4والتجارة. فر. ماع والوجــد. 8آداب الســ ـــ آداب الأمــر9ـــ آداب الســ

ـ آداب الولاية.10بالمعروف والنهي عن المنكر. ـــــــ ركن رؤية عقبات الطريق3

ـــ علاج3ـــ علاج شــهوة الفــرج والبطن. 2ـ رياضة النفس. 1د. 4آفات اللسان. ـــ علاج5ـ علاج آفات الغضــب والحقــد والحســ

aخــل. 6حب الــدنيا. ـــ علاج حب7ـــ علاج حب المــال وآفــة البر والعaجب.9ـ علاج الرياء والنفاق. 8الجاه والحشمة. ـــ علاج التكب

ـ علاج الغرور والغفلة.10

ـــــــ ركن المaنجيات4 ــ الفقــر4ـ الخوف والرجــاء. 3ـ الصبر والشكر. 2ـ التوبة. 1

ر.7ـ المحاسبة والمراقبة. 6ـ الصدق والإخلاص. 5والزهد. ـ التفكل. 8 ـ ذكر الموت وأحوال10ـ المحبة والشوق. 9ـ التوحيد والتوك

الآخرة.ــويب وإن كــان مســتوعبا لمســاحة واســعة من ــذا التب إن هـاـت، ــاول في الأعم الأغلب الأخلاقي ــه تن ــاليم الإســلامية، إلا أن التع والعبادات إلى حد مــا. وإن القســم العقائــدي منــه، بالقيــاس إلى

تعاليم الإسلام والقرآن، لا ينطوي على تناسب متعادل.

ــــــهـ(1040 ـ 969ـ رأي الميرداماد )2 لقد ارتضى الميرداماد تبويبا معروفا لتعاليم الإســلام، وصــار هذا التبويب هو المaعتمد من قبل الكثير من علماء الإســلام بعــده. فقــد اعتمــد في هــذا التبــويب على أســاس الحــديث المــأثور عن

إنما العلم ثلاثة: آية مaحكمة، أو فريضــة عادلــة، أو»: |النبي الأكرمنة قائمة a؛ فقال: الآية المحكمة: معرفة اللــه والكــون والأنبيــاء«س

والمعـــاد، وهـــذا هـــو الفقـــه الأكـــبر. والفريضـــة العادلـــة: العلم بالشريعة، وهي السنن والقواعد والحلال والحرام، وهذا هو الفقهــل آداب ــذيب الأخلاق، وتكمي ــغر. والســنة القائمــة: علم ته الأص

.(373)السفر إلى الله، ومعرفة المaهلكات والمaنجياتهين ) ــأل ــذكر هــذا1051 ـ 979وبعــده قــام صــدر المت ــ( ب هـ

التقسيم في شــرح هــذا الحــديث. وقــال، بــالنظر إلى تبــويب أبي حامــد الغــزالي في كتــاب )إحيــاء علــوم الــدين(: تنقســم العلــومن الدينية إلى: علوم معاملة؛ وعلــوم مكاشــفة. وهــذا الحــديث يــبي علوم المعاملة. والعلوم الدينية المفيدة للإنسان في آخرته تنـدرج إما في مجال أصول العقائد؛ أو تعود إلى الفــروع العمليــة. وهــذه الثانية إما ترتبـط بالأعمــال الجســدية؛ أو بالأعمــال القلبيــة. وهــذاــة ــة المaحكم الحديث يسلط الضوء على هذه الأقسام الثلاثة. فالآي تشـــير إلى أصـــول العقائـــد، والفريضـــة العادلـــة إلى الواجبـــاتمـــات، والســـنة القائمـــة تشـــير إلى الأخلاق الفاضـــلة والمحر

.(374)والحسنة وذات هــذا الشــيء قالــه الفيض الكاشــاني، عنــد شــرح هــذا الحديث، مع فارق أنه اعتبر الأخلاق هي الفريضة العادلــة، واعتـبرل السنة القائمة؛ وذلــك إذ يقــول: أن الحلال والحرام هو الذي يمث

ــد... والفريضــة» ــة إشــارة إلى أصــول العقائ ــة المaحكم ــأن الآي كــة إشــارة إلى ــة إشــارة إلى علم الأخلاق... والســنة القائم العادل

.(375)«شرائع الأحكام ومسائل الحلال والحرام... هـــ.ش( الحــديث1368 ـ 1279 )&وقد خص الإمام الخميني

الرابع والعشرين من كتابه )الأربعون حــديثا( بشــرح هــذا الحــديثهين أيضــا، مــع النبوي، ناقلا كلام أبي حامد الغــزالي وصــدر المتــأل نقدهما؛ وذلك إذ يقول: لقــد تم تقســيم العلــوم في هــذا الحــديثــذه ــر به ــريعة تنحص ــوم الش ــح أن عل ــام... فاتض ــة أقس إلى ثلاث

.(376)الأقسام ]الثلاثة[، بحسب البشر والمقامات الثلاثة الإنسانية إن»كمــا ارتضــى الشــهيد المطهــري هــذا التقســيم، قــائلا:

ــاد ــع أبع ــلام جمي ــظ الإس ــد لاح ــامع وواقعي. فق ــلام دين ج الإسدية ــ ــة، والجس ــة والأخروي ــانية، الأعم من الدنيوي ــات الإنس الحاجية والعاطفيــة، أو الفرديــة والروحية، والعقلية والفكريــة، أو الحســ

.«والاجتماعية إن مجموع التعاليم الإسلامية تشتمل بلحاظ آخــر على ثلاثــة

أقسام، وهي: وهي الأمور الــتي يجب على كــل فــردـ أصول العقائد:1

ــق ــا، والتحقي ــد نفســه في طلب الحصــول عليه أن يســعى ويجه بشــأنها في مــا يتعلق بعقيدتــه. وإن الــذي يجب على المكلف في

هذا الشأن هو من نوع العمل التحقيقي والعلمي.ــتي يجب علىـ الأخلاقيات: 2 بمعنى الخصال والصفات ال

كل مكلف مسلم أن يتحلى بها، وأن يجتنب ويبتعــد عن أضــدادها.ــة النفس ــوع مراقب وإن ما يقوم به الفرد في هذا الشأن هو من ن

وتهذيبها. بمعنى الأوامر والتكــاليف المرتبطــة بالنشــاطـ الأحكام: 3

الخـــارجي والعيـــني للمكلف، الأعم من النشـــاطات المتعلقـــةــة ــة أو الفردي ــة والأخروي ــطة الدنيوي ــاد أو الأنش ــاش والمع بالمع

. (377)والاجتماعية وهذا التبويب ينطبق على التقســيم المشــهور، وهــو: أصــول الدين؛ وفروع الــدين؛ والأخلاق. إن هــذا التبــويب جــامع ومعيــاري

تقريبا، ولذلك سوف نعمل على اعتماده وتوظيفه.

ـــــــ رأي الأستاذ مصباح اليزدي3ــارف(378)إنه ــاليم والمع ــرى للتع ــات الأخ ــده للتبويب ــد نق ، بع

الإسلامية، رأى أن التبويب والتقسيم المطلوب يقوم على أساس محور الله، وذلك على نحو طولي )لا عرضي(، وذلك ضمن عشــر طبقات، بمعنى أن معين المعارف القرآنيــة بمثابــة النهــر الجــاريــذب ــا بع من منبع الفيض الإلهي، وأنه يسقي كل مرحلة يصل إليه

من سورة الرعد(. وقـال ســماحته في17مائه )اقتباس من الآية ...من الأفضل أن نجعل الله محــورا لجميــع»ترجيح هذا التقسيم:

التعاليم القرآنية؛ إذ ينسجم ذلــك مــع روح تعــاليم القــرآن بشــكل كامل. وندخل قبل كل شيء في مســائل معرفــة اللــه والإنســان، ثم نبحث بعـد ذلـك سـائر المسـائل الإنسـانية من طريـق التـدبير الإلهي للإنســان، وبــذلك ســوف نحصــل على منظومــة منســجمة ومتناغمــة من التعــاليم، يكــون لمحورهــا أصــالة حقيقيــة واضــحة

.(379)«مترابطةa الحلقات

ــــــمعارف القرآن ـــــــ معرفة الله1

معرفة الله، والتوحيد، وصفات الله، وعامة أفعال الله.

ـــــــ معرفة الكون2 خلق الكون، الظواهر المناخية )الرعد والــبرق والمطــر ومــا إلى ذلــك(، والظــواهر الأرضــية )الجبــال والبحــار ومــا إلى ذلــك(،

والعرش والكرسي والملائكة والجن والإنس.

ـــــــ معرفة الإنسان3 خلـــق الإنســـان، والمنزلـــة والكرامـــة، وخصـــائص الـــروح،والمسؤولية والاختيار، والمعاد والمصير الأخير، والعلم والمعرفة.

ــــــمعرفة الطريقــتثنائي ــ ــوري، والعلم الاس ــ ــولي، والعلم الحض ــ العلم الحصــوة ــاء والرســل، والنب ــوحي والإلهــام(، وضــرورة إرســال الأنبي )ال

والإمامة العامة.

ــــــمعرفة الهادي تــاريخ الأنبيــاء، وكتب الأنبيــاء، وتــاريخ حيــاة الأنبيــاء والأئمــة

، والقرآن كتاب النبي.^المعصومين

ــــــمعرفة القرآن كيفية نزول القرآن، وجمع القرآن، وإعجــاز القــرآن، وعلــوم

القرآن، وأسلوب البيان، ورسالة القرآن.

ــــــمعرفة الأخلاق تهـــذيب النفس وبنـــاء النفس، وكمـــال الإنســـان وســـعادته القصوى، وأسلوب التربية والتزكية القرآنية، ودور الإيمان والعمل

الصالح.

ــــــالتعاليم العبادية في القرآن الصــلاة، والصــوم، والحج، والــدعاء، والتضــحية، والاعتكــاف،

ومراعاة الحلال والحرام. ــــــالأحكام الفردية في القرآن

الطعام والشراب، والثيــاب، والصــيد والصــياد، والعلاقــة مــعالآخرين.

ــــــالأحكام الاجتماعية أحكــام الأســرة، والقــوانين المدنيــة والاقتصــادية والقضــائية

والجزائية والسياسية والدولية.

ـــــــ رأي بعض المحققين4 عمد سماحة الأستاذ الدكتور مسعود الآذربيجاني، في كتــاب

ــر إســلام(گيري)تهيه وساخت آزمون جهت ـ(380) مذهبي با تكيه ب بعد الإشارة إلى عدد من تبويبــات التعــاليم الدينيــة ـــ إلى القــول:

حيث إن كل واحد من هــذه التبويبــات المتقدمــة لا يتناســب مــع» هــذه الدراســة، فعلينــا ـــ كمــا تقــدم ذكــره ـــ أن نعمــل من خلال الاســتفادة من التجــارب المتقدمــة على تقــديم تبــويب يكــون من

جهة جامعـا نســبيا ومنطبقــا على مجمــوع التعـاليم الإسـلامية فين؛ وأن يكون من جهة ثانية قابلا للتحــول إلى أســئلة أو مورد التدي

اختبار نفسي. كما تقدم أن ذكرنا في الفصلدراسة الآيات والروايات:

الثاني، حيث أشرنا إلى مباني ذلك، فــإن بالإمكــان تبــويب الآيــاتن بشكل رئيس حــول موضــوع الإيمــان والروايات المرتبطة بالتدي وأوصاف وخصائص المــؤمن. وعليــه طبقــا للتبــويب المقبــول في الفصل الثاني سوف نشير هنا إلى مضامين الآيات والروايـات. إن هذه المجموعة قد شــكلت أساســا لبنــاء الاختبــار، حيث مســتودعــولات ــديمها ضــمن عشــر مق ــة، ويتم تق ــة الأســئلة المخبري قائم

منفصلة:ل، والأمــل،ـ الله والإنسان:1 المعرفة، والاعتقــاد، والتوك

ر في آيــات ةــ، والعبـادة، والــذكر، والشــكر، والتلاوة والتــدب والمحبالله، والشعور المعنوي والروحي، وحaسن الظن بالله.

الاعتقاد بالحياة بعد الموت، وترجيحـ الإنسان والآخرة:2 كفة السعادة الأخروية، والاعتقــاد بنتـائج الأعمــال، وخلـود الـروح،

وق إلى الجنة والخوف من النار. والشــالنبوة والإمامــة،ـــ أوليــاء الــدين:3 ـةـ، والاعتقــاد ب المحب

والتأسي، والطاعة، والتوسل والارتباط. شــعائر الــدين، والأمــاكن المقدســة،ـ الإنسان والدين:4

د ــتقامة، والتقي ــة، والاس ــياء المقدس ــة، والأش ــواريخ المقدس والتبالحدود الشرعية، والاعتقاد بالكتب السماوية للجماعات المؤمنة.

الحفاظ على سلامة النفس،ـ الجسد والقوة الحيوية:5 وتعديل الغرائز، ورعاية النظافة والطهــارة، والاعتــدال والاقتصــاد

في المعاش.

ــادية:6 ــور الاقتص ــ الأم ــدال في التملكـ ــاء، والاعت البن واكتناز الثروة، والمال الحلال، والعمل الحلال، ومساعدة الفقــراء

والمساكين، والجد والإخلاص في العمل، وإتقان العمل.ــاء، والصــبر،ـــ العلاقــات الاجتماعيــة:7 الصــدق، والوف

والأمانة، والالتزام بالعهود والمواثيق، والعفة والطهــارة، والــدعوة إلى الخير، ومعاشرة الناس، ومراعاة حقــوق الآخــرين، والشــعورب ســـوء الظن، أو احتقـــار وإيـــذاء الآخـــرين، بالمســـؤولية، وتجن

والرفق وحaسن المعاملة والمخالطة.ـةـ لهمــا،ـ الأسـرة:8 احــترام الوالــدين والتعبــير عن المحب

ن ــول اللي ــار، والق وتكوين الأسرة، والأسرة مضمار التربية والاختبحم. واللائق، ومراعاة حقوق الآخرين، وصلة الر

الاعتبــار بالطبيعــة، والاســتفادةـــ الإنســان والطبيعــة:9 الصحيحة منها، وإعمار البيئــة والمحافظــة عليهــا، وعــدم الإضــرار

بالحيوانات.بط النفس وكبحــــ الأخلاق الفرديـــة:10 ــ ــوى )ضـ التقـ

جماحها(، والمراقبة، والتوبة، والمحاسـبة، وعـزة النفس، والصــبرــذات ــد عن حب الـ aعـ ب العaجب والب ــتقامة، والإخلاص، وتجن والاسـ

.(381)والأنا ـــــــ الرأي المختار5

ــات الأربعــة المتقــدم ذكرهــا يمكن إذا اســتثنينا هــذه التبويبــويب ــاعيف تبـ ــرى من خلال تضـ ــيمات أخـ ــول على تقسـ الحصـ من: ثقة الإسلام الكليــني، والفيض الكاشــاني، المحدثين. فإن كلاــ، قــد أقــاموا كتبهم ــال ـ ــ على ســبيل المث ــة المجلســي ـ والعلامل تبويبــا للتعــاليم المشتملة على التعاليم الدينيــة على أســس تمث

.(382)الدينية المنشودة لهم

ويبدو أنه رغم فائدة التقسيمات المطروحة للتعــاليم الدينيــة على طول التاريخ على مستوى التعليم والتعلم، ولكن يجب أن لارية ــار حصــ د أنفسنا بحصرية هذه التبويبات؛ لأن من شأن اعتب نقي هــذه التبويبــات أن يقطــع الطريــق على الفهم الحــديث؛ فإننــا إنرية تقســـيمات العقائـــد والأخلاق والفقـــه بـــالمعنى ــ دنا بحصـ تقي المتداول قد نواجه بعض المشاكل في التعــاطي مــع التقســيمات

والأطروحات الجديدة. ومن هنا نرى ضــرورة القيــام ببعض التغيــيرات والإصــلاحات

على التقسيمات المعروفة، وذلك على النحو التالي: أـــ في مجــال العقائــد يجب العمــل على إعطــاء الاســتقلالية لبعض التعاليم، فما يرتبط بدائرة التعقل والتفكير إنما يشــكل فين أو العقائد التي تم التأكيد عليهــا في الحقيقة أساس ومبنى التدي التعاليم الدينية كثيرا. وعليــه يمكن إدراج هــذا النــوع من التعــاليمــرى ــابير الأخ ــة أو التع ــير أو العقلاني ــرة التفك ــمن دائ ــة ض الديني

المستقلة عن العقائد.ــدورها إلى قســمين: ــة ب ــاليم الفقهي ــ يجب تقســيم التع ب ـ

: الحقـوق، ونعـني بهـاوالآخر: المناسك والشعائر الدينية؛ الأولــوق الأعم من الحقوق بين الأفراد أو بين الحكومة والأفراد، أو حق الله. وبطبيعة الحال فإن الطرف المقابل للحق هو التكليف. ومن هنا يمكن التعبير عنها من زاوية التكليف بالأحكام، بيد أن الأولوية

والأرجحية تكون لكفة الحق. ج ـ إن شطرا مما يتم طرحه ضمن عنوان الأخلاق يعــود في الواقــع إلى الحقــوق؛ فــإن أداء الأمانــة ليس أمــرا أخلاقيــا، وإنمــا يندرج ضمن دائــرة الحقــوق. ومن هــذا القبيــل: البهتــان ومــا إلى

ذلك.ــات ــات وطبق ــدة حلق منا الأخلاق إلى ع ــ ــو قس ــا ل ومن هن

ستكون الطبقــة الأولى والســفلى ـــ في واقــع الأمــر ـــ جــزءا من الحقــوق، فــالأخلاق هي الأمــور الــتي تعتــبر رعايتهــا من الكرامــة

والفضيلة. د ـ هناك قسم آخــر من التعــاليم الدينيــة يتــأرجح بين الفقــهــة ــور المندوب ــفه من الأم ــه بوص aبحث في الفق ــارة ي والأخلاق؛ فت والمســتحبة؛ وتــارة يتم بحثــه في كتب الأخلاق، في حين أنهــا في الحقيقة ليست من الأخلاق، ولا من الفقه، بــل تعــود إلى التقاليــد والأعــراف الفرديــة والاجتماعيــة، الــتي حظيت باهتمــام التعــاليم الدينيــة، من قبيــل: آداب الزيــارة وصــلة الأرحــام، وآداب الثيــاب،

والمشي، والأكل، وما إلى ذلك.ر عن هذه الأمــور بــالآداب والتقاليــد، ســواء كــانت فنحن نعب

بتأسيس من الدين أو إمضائه لما كان سائدا بين الناس.ــا الأمــور المتقدمــة نواجــه قســما آخــر من ــ ـــ إذا تجاوزن هـ التعاليم هي في واقعها توصيف وتفسير لعــالم المــادة أو أجزائــه، من قبيل: ما نراه في كتب الحــديث من خصــائص بعض الأطعمــةــا العلامــة ــك، والــتي ذكره ــا إلى ذل ــادن وم ــار أو المع أو الأحج

، من«كتاب السماء والعالم ]الطبيعيات[»المجلسي تحت عنوان: قبيل: الأفلاك والعناصر والحيوانات والأمكنة وغير ذلك.

و ـــ القســم الأخــير الــذي نــراه في المصــادر الدينيــة الأولىــة الإســلامية ــدم أو المرحل ــاريخ المتق ــات عن الت ــارة عن رواي عب

الأولى، والتي يمكن التعبير عنها بالتاريخ والسيرة. وعلى هذا الأساس فإن التبويب والتقسيم الأوضح، والنــاظر

إلى ما ورد في المصادر، يمكن بيانه على النحو التالي:ـ التفكير والتعقل.1ـ الأمور العقائدية.2ـ الأمور الطبيعية والتكوينية.3

ـ الأخلاق.4ـ الحقوق.5ـ الشعائر والمناسك.6ـ الآداب والتقاليد.7ـ التاريخ والسيرة.8

هذه هي رؤوس التعاليم الدينية. ولا يخفى أن القسم الثالثــاريخ ــة والتكوينيــة(، وكــذلك القســم الثــامن )الت )الأمــور الطبيعيــل يمكن والسيرة(، ليس لهما ـ بطبيعة الحال ـ موضوعية ذاتية، ب

لا أرضية للمباني الاعتقادية والسلوكية. لهما أن يشك

ن ــــــالمقالة الثانية: اتجاهات التديــة رين المســلمين للمصــادر الديني ــة وفهم المفك لم تكن رؤيق واحــد. وهــذا مــا يثبتــه ظهــور طوال التاريخ الإسلامي على نســية. كمــا مختلف الفرق المذهبية والتيارات الدينية العقلانيــة والنصــ يمكن إثبات هذه الحقيقة من خلال جميع الموضوعات الإســلامية.

ويعود سر ذلك إلى اختلاف العقول والأفهام والقابليات.ع هـــذه المســـألة ــــ في موضـــوع شـــواخص كمـــا يمكن تتبن ـ في تـاريخ التفكـير الإسـلامي أيضـا. وفي هـذه ومقومات التديرين ــاء والمفك ــات العلم المقالة سوف نسعى إلى استخراج اتجاه

ن. الإسلاميين إلى مقومات وشواخص التديــان ــارة أخــرى: ســوف نعمــل في هــذا المقــال على بي وبعب مختلف التفاسير والقراءات التي ظهرت في التاريخ والحياة تجاهن. إن دراسة تاريخ المسلمين تكشــف اللثــام عن الكثــير من التدي الاستقطابات والفــرق والجماعــات، من قبيــل: الشــيعي والســني والأشعري والمعتزلي، والفقيــه والصــوفي والأخبــاري والأصــولي،

وما إلى ذلك.

ــدى ن ل ــدي aشير إلى فهم للت بيد أن الذي نذكره هنا هو الذي ي الفرد والمجتمع، ويكــون لــه حضــور في خــارج الــذهن، ولا يكــوند تبــويب علمي. ثم إن الكثــير من هــذه الاصــطفافات تنــدرج مجر ــ مثلا في نهاية المطاف ضمن تبويب أعم، فالأشعري والمعتزلي ـ

ـ يعودان إلى الرؤية الكلامية. إن دراسة التاريخ تثبت أن هذه الاتجاهــات قــد تبلــورت على نحـــو تـــدريجي تحت تـــأثير من العوامـــل الثقافيـــة والجغرافيـــة والفردية. وعليه لا يمكن اعتبار فهم المســلمين في غــرب العــالم الإسلامي مماثلا لفهم المســلمين في الشــرق. فلم يكن فهم ابن حجر مماثلا لفهم ابن حزم. كمــا أن فهم الســود للإســلام يختلــف

عن فهمه من قبل سائر الأعراق الأخرى.ــرفي ــد الش ــد المجي ــتاذ عب ــر الأس ــد ذك ــه(383)لق ، في كتاب

، ثلاثــة مســتويات للإســلام؛ وذلــك إذ يقــول:«الإســلام والحداثة» تعــني ـ«إســلام»وعلى صعيد آخر يجــدر الانتبــاه إلى أن عبــارة »

بالإضافة إلى مدلولها المعجمي الخالص ـ مســتويات ثلاثــة، يــؤديعدم التمييز بينها إلى كثير من الالتباس وسوء التفاهم، وهي:

ــا1 ــتي نص عليه ــاره مجموعــة من القيم ال ــ الإســلام باعتب ـ القرآن. وهذه القيم الدينية والأخلاقيــة وإن اشــتملت على مبــادئنـا، تشترك فيها كل الأديان )تحريم القتـل والســرقة والكـذب والزد على ــا تؤك ــاج...( فإنه حب الخير للآخرين، إعانة الضعيف والمحتـةـ ـــ مثلا ـــ قيمــة موجــودة في بعض الأبعــاد، دون أخــرى. فالمحب القرآن، ولكنها ليست محورية فيه، كما هو الشأن في المسـيحية،ز على الرحمة تركــيزا لا نعــثر على شــبيه بــه في الكتب بينما يرك

. وهي قبل كـل شـيء قيم وجوديـة، أي إنهــا(384)المقدسة الأخرى لمعضـلات المبـدأ والمصــير. تضفي معنى على الحياة، وتـوفر حلاaلغت فيــه فهي من هذا الوجه قيم خالدة، تتجــاوز الظــرف الــذي ب

إلى الناس، ويحصل معها التجاوب عبر الزمان والمكــان، وبعبــارةل جوهر الإســلام، ومــا جــاء من أجلــه من التوحيــد أخرى: هي تمث

والهداية.دة فحسب، وإنما إلا أن القرآن لم يحتو على هذه القيم مجر احتوى إلى جانبها على العديد من القصص المقصود بهــا الاعتبــار، وعلى توجيهات في حل القضايا العلمية التي تعترض المسلم في حياته الاجتماعية، وبالخصوص ما يتعلق بالحيــاة العائليــة وبأســس المعاملات الاقتصــادية. والآيــات الــتي تخص هــذه التوجيهــات هي

التي عaرفت بآيات الأحكام. إن هــذا المســتوى الأول من الإســلام ـــ ولنســمه المســتوى

ــ ليس فقــط المســتوى المشــترك بين المســلمين(385)القــرآني ـ كافة، وإنما هو كذلك مستوى ذو وظيفــة مرجعيــة هامــة جــدا، أيــد الســلوك الــذي ف إلى مــدى بعي إن طريقــة فهمــه وتأويلــه تكي يسعى إلى الوفاء للتعاليم الإسلامية، وتحدد ـ بالتالي ـــ المســتوى

الثاني للإسلام. ـ المستوى الثــاني هــو إذن مســتوى الممارســة التاريخيــة.2

aســمى بـ فلقد أصبح المسلمون منذ انقطاع الـوحي يعيشـون مــا يــأويلي» . وأدى هــذا الوضــع إلى قيــام مؤسســات(386)«الوضــع الت

غايتها تطبيق الدين في مختلف أوجه الحياة، مثلما أدى إلى نشوءز من المعرفة هو ما عaرف بالعلوم الإسلامية. نمط متمي

ن في هذا الصدد إبداء الملاحظات التالية: ويتعي أـ إن أجيالا عديدة متعاقبة من المسلمين كانت تعتقد جــازم الاعتقــاد أن هــذا الإنتــاج المــادي والمعنــوي ليس إنتاجــا حضــاريا وثقافيا إسلاميا فحسب، وإنمــا هــو الإنتــاج الإســلامي بــأتم معــنى الكلمة، ومعنى ذلك أنهــا لم تكن واعيــة بالمســافة الــتي تفصــل ـ بالضرورة ـ التطبيق التاريخي لقيم مــا عن تلــك القيم ذاتهــا، كمــا

لم يخامرها الشك في أن النص القرآني قد يقتضي غير ما فهمتهمنه.

ب ـ إن سرعة انتشار الإسلام؛ إثــر حركــة الفتــوح، أدت إلى دخول عناصر بشــرية مختلفــة في الــدين الجديــد، ولم يكن هنــاكــد ــا عقائ ــد دخوله ــا عن ــذه العناصــر معه ــل ه ــاص من أن تحم من وحساسيات ونظرة إلى العالم تختلف عما كان سائدا عند العـربر بــذلك في توجيــه ة، فتــؤث عامــة، وعنــد المســلمين الأولين خاصــــتي ــترك بصــماتها على المؤسســات ال الممارســة الإســلامية، وت

، مســتوحين(387)اضطر المسلمون إلى اســتحداثها بصــفة تدريجيةaظaم الفرس والروم. من التقاليد العربية السابقة للإسلام ومن ن

ج ـ إن العديد من المواقف التي وقفهــا العلمــاء المســلموناــم رة بالوضـع السياسـي السـائد، وكثـيرا مــا كــان الحك كانت متأث يـوعزون بهـا، بصـفة مباشــرة أو غـير مباشـرة؛ لتـبرير سـلوكهم، وصــبغه بصــبغة الشــرعية الدينيــة. وبصــفة عامــة، ورغم التنــاقضاــم ومصــلحة علمــاء الجلي في مــواطن عديــدة بين مصــلحة الحك

، فقـــد كـــان يوجـــد تضـــامن عضـــوي بين الطـــرفين؛(388)الـــدين لانتســـابهما إلى نفس الفئـــة الاجتماعيـــة المaســـتأثرة بالمعرفـــة والنفوذ، في حين تقصى عنهما النساء والعبيــد والعامــة، أي أوفــر

الأصناف الاجتماعية عددا.رين ــ ــ لعب رجــال الــدين، من فقهــاء ومحــدثين ومفس د ـــية المحـــددة للإيمـــان القـــويم، ومتكلمين، دور الســـلطة الكنسـ

ــة(389)والمشهرة بالمخالفين . وقد أوكلوا لأنفسهم بالخصوص مهم الكلام باسم الله، وأسبغوا على آرائهم ومقالاتهم صــفة القداســة،ةــ؛ حجتهم في ذلــك فاعتبروا مثلا القوانين التي سنوها أحكاما إلهيــلامية، ــول الإس ــتنبطة من الأص ــا مaس ــرعية؛ لأنه ــام ش ــا أحك أنه

وبالأخص من القرآن والسنة النبوية، وانعقد عليها الإجماع.

مــط هـ ـ إن تواصل السنة الثقافيــة الإســلامية على نفس الن تقريبا حتى عصر النهضة العربية الحديثة، وخلال فــترات الازدهــار الحضاري والانحطاط على السواء، مرده أساسا إلى أن الأوضــاعر بصــفة جذريـة، إلا التاريخية وأنماط الإنتاج وطرق العيش لم تتغيـةـ ـةـ وتقني بظهور الحضارة الصناعية، ومــا صــاحبها من ثــورة علميمط المعــرفي التقليــدي، فحــل الــوعي التــاريخي زلزلت أركان النــوم ــبي في عل ــاد المنهج التجري ــطوري، وس ــمير الأس ــل الض مح الطبيعة، والعقلاني والاستفهامي في علوم الإنســان على حســابالثقة في نظريات المتقدمين والاكتفاء بحفظ النصوص وشرحها.

والنتيجة التي يمكن الخروج بها من هــذه الملاحظــات أنــه لا حرج من إخضاع الممارســة التاريخيــة للإســلام للنقــد والمراجعــة والتقــييم، وأن القداســة الــتي أضــفاها عليهــا الــزمن ينبغي أن لا تحجب طبيعتها البشرية، وبالتالي ما تتســم بـه ــ بحكم بشــريتها ـ من نقص ومحدودية، وحتى من زيـغ وانحــراف عن المبـادئ الــتي

أرادت أن تكون لها وفية. ــه موضــع«الإســلام»وهكــذا يتســنى وضــع ــاريخي بأكمل الت

التســاؤل، من حيث هــو جملــة المؤسســات الــتي عرفتهــا الــدول المتعاقبة التي حكمت الأمــة الإســلامية )خلافــة أو إمامــة، وزارة،بة، إلخ(، والـــتراث الـــذي أنتجـــه إمـــارة، قضـــاء، مظـــالم، حســـ المفسرون والمحدثون والمتكلمون والفقهاء والمفتــون والوعــاظ

خون وغيرهم. والمؤرaعــد الفــردي3 ـ أما المستوى الثــالث من الإســلام فيتعلق بالب

ــتبطان للقيم ــة الاسـ ــني عن القـــول: إن عمليـ ــان. وغـ في الإيمـر بالشخصية الأساسية والشخصية الفردية والمبادئ الإسلامية تتأث معا. لذا تختلف عقيدة المتصوفة عن عقيدة الفلاسفة أو الفقهــاء مثلا. وفي نطاق كل صنف من هؤلاء يختلف إيمــان كــل متصــوف

إيمــان»وكل فيلسوف وكل فقيه عن نظــيره. وإذا كــانت عبــارة: تعني الإيمان البسيط، الذي لا يعتري صاحبه الشك، فإن«العجائز

ز به، والذي هو علامة الاندماج الاجتماعي عنصر البداهة الذي يتمي الناجح، لا يتوفر لدى جميع النــاس، في جميــع الظــروف والأعمــارــذا المســتوى ــل الإســلام في ه ــا يجع ــة، مم والمســتويات الذهني ــاحث إزاءه إلا ع الب ــ ــنيف. ولا يس ــل والتص ــيا على التحلي مستعصن مدى الــثراء الــذي يمكن أن يحدثــه الــدين في متابعة آثاره، وتبي ــا ــا قلق النفوس، على اختلاف أمزجتها ومشاربها، وكيف يكون بحث عند بعضهم، وتسليما مطمئنــا عنــد آخــرين، ومصــدر معانــاة عنــد صنف، وبلسما شافيا عند آخر، ومزيجا متفاوتا من هذه المواقف، بكل الفروق الممكنة والدرجات، حسب شخصية المــؤمن الذاتيــة

.(390)«وثقافته وبيئته؟ــد ــد المجي ــتاذ عب ــد الأس ــذه المســتويات عم ولكي يثبت ه الشرفي بنفسه إلى الإشــراف على إعــداد سلســلة تحت عنــوان:

« ، وقد نشــر منهــا إلى الآن مــا يزيــد على«الإسلام واحدا ومتعددا إســلام»عشرين عنوانا. وبعض عنـاوين هــذه السلســلة كمــا يلي:

الإســلام»، و«إســلام المتكلمين»، و«إسلام الفلاسفة»، و«الفقهاء ، ومــا إلى ذلــك. وهــذه السلســلة«الإســلام الحــركي»، و«الأســود

تشــير إلى المســتوى الثــاني والثــالث من الإســلام في العــالم المعاصر. فحيث يعمل على تعريف إسلام العلماء المسلمين، من أمثال: الفقهاء، والفلاسفة، والمتكلمين، والمتصــوفة، فإنــه يشــير إلى المســتوى الثــاني من الإســلام. وحيث يتحــدث عن إســلامaشــير إلى المســتوى الثــالث من الأعــراق والطوائــف الاجتماعيــة ي

الإسلام. وبعـد هــذه المقدمـة نـرى أن بمقـدورنا ــ بعـد تجاهـل بعض الأفهام ودمجها ببعضها ـ اختزال مجموع الأفهام والاتجاهات ضمن

المحاور التالية:ـ الشريعة )الإسلام الفقهي(.1ـ المعنويات والأخلاق )إسلام العرفاء والمتصوفة(.2ـ الولاء )الإسلام الولائي(.3ـ التوحيد والعدل والمحبة.4ـ السياسة )الإسلام السياسي(.5ـ الله، والآخرة، والهدف من بعث الأنبياء.6ـ الصلاة والعدالة )صفتان من صفات المجتمع القرآني(.7ـ العقلانية والمعنوية.8

ــل شــيء عند التعريف بكل واحد من الاتجاهات نشير قبل ك إلى مهد ظهــوره، لننتقــل بعــد ذلــك إلى تبــيين مــدعاه، ومراحلــه التاريخية، وفي نهاية المطاف نقف عنــد ذكــر الشــواهد على هــذا

الاتجاه. ولكن قبـــل الـــدخول في بيـــان هـــذه الاتجاهـــات نجـــد من

الضروري التنبيه إلى النقاط التالية:ـاـر1 ــو التي ــات ه ــذه الاتجاه ــف به ــ إن المنظــور في التعري ـ

الغــالب فيهــا، فلا نقصــد منهــا الأفهــام المنحرفــة المتبلــورة على هــامش كــل من هــذه الاتجاهــات، والــتي قــد تعمــل على إســاءة الاســتغلال أحيانــا. ومن هنــا عنــدما نتحــدث عن الاتجــاه المعنــوي والــروحي يجب أن لا ينصــرف الــذهن إلى التيــارات الــتي تــدعي العرفان والتصوف. وعنــدما نتحــدث عن الاتجــاه المتمحــور حــول

ئ للفقه والشريعة. الشريعة لا نعني به موارد التوظيف السيــر الآراء2 ــر بتقريـ ــة تنحصـ ــذه المرحلـ ــا في هـ ــ إن غايتنـ ــ

والاتجاهات، ونترك أمر نقدها وتقييمها إلى مرحلة لاحقة. ــ إن هــذه الاتجاهــات تلتقي وتتـداخل في بعضــها، ولكنهــا؛3

حيث تتحقـــق في الخـــارج منفصـــلة، يجب بحث كـــل منهـــا على

انفراد. ومن ناحية أخرى؛ حيث يكون مصدرها بأجمعها هــو الإســلام

والتعاليم الإسلامي، يكون هذا التداخل أمرا طبيعيا.

ـ يتبع ـ

الهوامش

هوية الدينتحديد مقاربات موضوعية

*(*()د. علي رضا شجاعي زند

ترجمة: السيد خالد سيساوي

تمهيد ــــــ يتحـــدد ولـــوج أي بحث علمي من خلال دراســـة المنـــاهج المختلفــة، والوقــوف على مراحــل تشــكل العلــوم. فعلى أعتــاب المرحلة التي كان فيها العلم والفلسفة منـدمجين ــ قبـل الفصـل بينهما ـ كانت الخطوة الأولى نحــو اكتســاب أي معرفــة هي وضــعري تلـك المرحلـة تعريف لموضـوع ذلـك العلم، فبــات تركــيز مفكــة الموضــوع منصبا على شمولية تلك التعاريف قدر الإمكان لماهي

ــة(391)وذاتياته ــار، وجامع ــول الأغي ــة من دخ ــون مانع ــذلك تك ، وبلمصاديقها كافة.

يتجلى نجاح الباحث في مدى استناده على الماهيــات الثابتـةرة، كخطوة الأولى في تعريف موضوع علمه، بدل الأعراض المتغي وأن يكون أيضا متصفا بالجامعية والمانعيــة. ورغم كــون التعريــفـهـ؛ ــألة، إلا أن ــدمات وفرضــيات المس ــة المق متموضــعا في مرحلــد اتجــاه البحث ــال في تحدي ــة، ودوره الفع ــه البالغ بلحــاظ أهميت وتفاصيله، وما يتطلبه الظفر بــه من جهــد وإعمــال فكــري، يعتــبر

الركن الأساس للبحث النظري. عالمa اجتماع، وأستاذ جامعي معروف في مجال الدراسات)*(*(

الدينية من منظور الفكرين: الاجتماعي؛ والسياسي.

ومــع إعلان اســتقلالية العلم عن الفلســفة، واتضــاح الحــدود بينهمــا، بحلــول العصــر الحــديث، واجــه هــذا المنهج انتقــادا حــادا، أفضى إلى مراجعة كلية بشأنه. ففي هــذه المرحلــة الــتي رافقت الاعتراف بالإخفاقات المعرفية، والإقرار بعجز العقل عن الوصولــوارض إلى ذوات الأشـــياء وماهياتهـــا، تم قصـــر البحث على عـــف ــة التعري ــتزاز مكان ــا أدى إلى اه ــا، مم الظــاهرة بوصــفها علم

، وفقدانه لأهميته وأولويتــه(392)بالقياس إلى باقي مراحل المعرفةالسابقة.

بشـــكل عـــام يـــرفض العلمـــاء في الأعم الأغلب التوقف والتركيز في مطــالع أبحــاثهم على تعريفــات موضــوعات العلــوم، واستنفاد الجهد في الظفر بهــا، وولــوج ســاحة مجــادلات لا طائــل لها. لهذا رأوا إحالة الظفــر بتعريــف دقيــق وشــامل، وبعــد تحديــد موضوع علم ما، وتناول مميزاتــه الاجماليــة، إلى مرحلــة النتيجــة،aعد الخطوة الأخـيرة في كـل بحث معـرفي. وهـذا الملاحـظ التي تaحيــل البت فيهــا إلى آخــر فعلا على تعــاريف العلــوم الحديثــة؛ إذ أ مراحل المعرفة العلميــة لظــاهرة مــا؛ منســحبة بــذلك على بيــان الحالات والعلاقات السائدة، بدلا عن معرفــة الــذوات والماهيــات؛aلاحــظ عليهــا ناهيك عن فقدان تلك التعاريف لحيثية الثبــات. كمــا يرهــا في ارتباطها ارتباطا وثيقا بمقدمات المسألة وفرضــياتها، وتأث

بلورتها بمعيار الإحاطة المعرفية حول ذلك الموضوع.ــة ــخيص أولويـ ــذين النمطين المختلفين في تشـ إن تبني هـ وأهمية التعريف وتحديد مكانته في الدراسة ليس ناشئا بالضرورة

، أو التعــارض في المبــادئ«المعــرفي الأنطولــوجي»عن التغــاير النظريـــة للمنهج الأرســـطي والمنهج الحـــديث في الدراســـات

«المنهجية»العلمية، إنما هو إذعان بوجود مشربين على مســتوى العلمية؛ حيث نجد شواهد جلية على استخدام كل منهما أيضا عند

ــرفي العلمي. ومن أصحاب الفكر الحديث، والقائلين بالمنهج المع المصادفات أن يكـون الشــاهد على هــذا الكلام مرتبطــا بموضــوع

aعــدان من«تعريــف الــدين»هــذه المقالــة ؛ فــإن دوركــايم وويــبر ي ، والــتي«علم الاجتماع الــديني»الشخصيات البارزة والمؤسسة لـ

يمكننا القول بكل ثقة: إن أغلب الدراسات والنظريات المطروحة في هذا المجال ترجع إلى المباني النظرية والمنهج المعرفي لأحدرين، مع أن لهما أسلوبين مختلفين تمامــا في تعريــف هذين المفك

جهدا كبيرا في دراسته«دوركايم»الدين وإبراز مكانته، حيث بذل للدين ليعرفه انطلاقا من منظور علم الاجتماع، متكئا في دراسته دا على الصور البدائية للحياة الدينية وغيرها، كالانتحار مثلا...، مؤك في مقاربته على أن تعريــف ظــاهرة مــا مقــدم على البحث عنهــا

.(393)سوسيولوجياــبر في علم ــة وي ــتراءى مقارب ــرح ت ــذا الط ــل ه وفي مقابــأخير ــدوركايمي، حيث رأى ت الاجتماع الديني على خلاف المنهج ال

»التعريف إلى نهاية دراسته، مبررا وجهة نظره هذه بقوله: ــرا نظ للتنوع الكبير في الممارسة والأداء الديني يصــعب الظفــر بماهيــة الدين، خصوصا عند بداية البحث. وإن قضينا بإمكـان ذلـك فإنـه لا

. (394)«يتسنى إلا في آخر البحث، وفي مرحلة الاستنتاجن هذا المبنى بشــكل أدق، حين قــال:«مــاك غوثــير» وقد بي

إن اســـتخدام التعريـــف في علم الاجتمـــاع الـــديني بوصـــفه» ؛ إذ التعريف«حقيقة»استراتيجية لهو أكثر نفعا من البحث عنه كـ

بوصــفه اســتراتيجية يحــدد مســار الدراســة ونطاقهــا. وعلى هــذاب الأساس فإن تــرجيح تعريــف على تعــاريف أخــرى يتحــدد بحســ

.(395)«قدرته على أداء هذه المهمة وبغض النظر عن محل التعريف في البحث، وأن مكانــه في

»، وسواء كان «الاستنتاج» أو في مرحلة «المقدمات» أم«حقيقيا

« ــل«تمهيديا ، فإن جميع التعاريف تشترك في حقيقة مفادها أن ك تعريف يرتبط ارتباطا وثيقــا بــالمنهج والغــرض والمبــاني النظريــة لــدى المعــرف. كمــا أن الصــلة بين المبــادئ النظريــة لطــرح مــاــدر والتعريف الذي يقدمه المعرف لموضــوع، كالــدين مثلا، هــو بق من الوضوح بحيث يمكننا غالبا أن نصــل من خلال معــنى أحــدهما

إلى تعريف الآخر. ت حــول الــدين فمن وراء التعريفــات المتعــددة الــتي عaرضــ

،«التـاريخ» و«الإنسـان» و«العــالم»تتجلى الرؤى المختلفـة حــول الناتجة عن المدارس الفلسفية والاجتماعية والنفســية المعروفــة.ر وباحث ديني عنــدما يقــدم تعريفــا عن الــدين فهــو في فكل مفك الحقيقة يقدم زبدة أجوبته النظرية على أسئلة البشــر الأساســية، بعبــارات شــديدة الاختصــار. وعنــد تحليــل ذلــك التعريــف المــوجز للدين، وإمعان النظر في أجزائــه، يمكننـا معرفــة مبانيــه النظريـة

، يــوحي«التنوع» إلى نحو من «التعدد»بوضوح. كما قد ينتهي هذا بانتفــاء أي اشــتراك بين تلــك التعــاريف، مــا عــدا الاشــتراك على مستوى الألفــاظ؛ بحيث يشــير كــل تعريــف إلى أمــر مختلــف عن الآخر. من هنا يمكننا القول: إنه على الرغم من أن هذه التعاريف تبدو متصارعة فيما بينها، لكنها؛ نظرا لاختلاف لحاظاتها ومقارباتهاــا ببعضــها ــة، لا ســبيل لارتباطه ر منعزل aــز aــة ج ــدين، بمثاب حــول ال

وبة أبدا إلى تقابلها المباشر والمنطقي. البعض، ولن تصل النــا ــاريف يســمح لن ــة المرتبطــة بالتع ــذه الحقيق ــار ه إن إظه

«التعريف»بكشـف الخطـأ الناشـئ عن التصــور الـذي ادعى بـأن بذاته بيان محايد ومحل وفاق مaسبق حول ظــاهرة مــا، أي بمثابــة

لبحث مــا، ينــدرج تحت«أصــل موضــوعي» أو «فرضـية مســبقة» مقدمات أي دراسة علمية؛ لأجل تحديد موضوعها. فوجــود التعــدد والتنوع في تعريف الــدين، مضــافا إلى كونـه منوطــا بتنـوع زاويـة

ــا(، الدراسة )كلامية وتاريخية واجتماعية ونفسية وفلســفية وغيره والتنوع في المنهج )الاختزالي أو الوظيفي أو العقلي أو الشهوديــرى، ينبغي ــة أخ ــا أيضــا عن حقيق ــون ناتج ــودي و...(، يك أو الوج

خارجا. «صaور الدين»التعبير عنها بتعدد فمن جهة هناك دعوى تقول بأن الدين جوهر واحــد قــد نشــأــة من الميل الباطني للإنسان، ومن ثم تمظهر في ســياقات ثقافي واجتماعية مختلفــة؛ ومن جهــة أخــرى هنــاك من يعتقــد أن الــدين ظاهرة متعــددة ومتباينــة ذاتــا، قــد تشــكل بشــكل مســتقل بحكم الضــرورة الاجتماعيــة في المجــالات الثقافيــة المختلفــة، ومن ثم انتزع الذهن البشري صــورة واحــدة لــه، بعــد ملاحظتــة للقواســم

المشتركة بين مظاهره المختلفة. aثــيرت نقاشــات واســعة بين علمــاء اللاهــوت وعلمــاء لقــد أ الاجتماع لفهم وتحديد ماهية الــدين؛ حيث يبــدو من غــير المaجــدي ولوج مظان ذلك النزاع النظـري الـذي لا طائـل منـه، أو الاعتمـاد

.«وظيفيته» أو «فطريـــة الـــدين»على النتـــائج المترتبـــة على فالحقيقــة الــتي يمكننـا التأكيــد عليهــا أن أحــد أســباب التنــوع فيياته. وهذا ما دعا علماء اللاهــوت تعاريف الدين راجع إلى تعدد تجل المتــأخرين إلى الإذعـــان بصـــعوبة الاتفـــاق على تعريــف واحـــد

ــدين ــية(396)لل ــل خصوص ــة عن إدراج ك ــئة من ناحي ــعوبة ناش ، ص وعنصر مميز في التعريف، مما يفضي إلى إخراج مصاديق يصدق عليها مفهوم الدين؛ ومن ناحيــة أخــرى عن اتســاع نطــاق تعريــف الـــدين، الـــذي يـــؤدي بـــدوره إلى ورود الأغيـــار من مـــدارس

(.semi religion )«شبه الدين»وأيديولوجيات شبه دينية إن البعض لا يرى مشكلة التعــدد والتنــوع في تعريــف الــدين ناتجة عن الدين بما هو دين، بــل يحيــل ذلــك إلى معضــلة تعريــف

كافة؛ حيث تنطوي هــذه الأخــيرة على معــان«المفاهيم الثقافية»

ة، ومنحصــرة في دائــرة مجتمــع معين. وعلى هــذا الأســاس خاصــ ، كمــا أنهــا«قومية»فإن جميع تعريفــات الــدين تســتند إلى نظــرة

ة، مــا يعــني إعلانهــا نــاظرة إلى دين معين في بيئــة ثقافيــة خاصــالمaسبق عن انتفاء أي محاولة للحوار في هذا المجال.

aعد لوا من خلال«ويليــام جيمز»وي من المفكرين الــذين توصــ مشــترك«الــدين»مواجهــة هــذا التنــوع المفــروض إلى أن كلمــة

لفظي قد استخدم مسامحة مقترنــا بــأنواع مختلفــة؛ لــذا لا ينبغيد لوجود أصل أو ذات واحدة له .(397)بل يجب أن لا يؤخذ كمؤي

كمــا يمكن أن يكــون منشــأ تعــدد التعــاريف هــو الخلــط المفهومي بين المصطلحات والمفاهيم متقاربة المعنى؛ لأن عــدمــا ــاهيم، وتركه ــك المف ــة في الاســتخدام الصــحيح لتل ــوخي الدق ت مجملة ومبهمة، من شــأنه الإفضــاء إلى قــراءات مختلفــة للــدين. كما قد تتفاقم هذه المشــكلة أثنــاء الترجمــة من لغــة إلى أخــرى؛

نتيجة إعمال الذوق الشخصي في اختيار المرادفات اللغوية. ويضاف إلى العوامل المــذكورة ســابقا، والمؤديــة إلى تعــدد

ــة والأصــولية«ماهية الدين»الآراء حول ، اختلاف المبادئ المنطقين لاحقـــا كيـــف أن القـــراءات«التعريف»لـ ذاتـــه. وســـوف نـــبي

والتوقعات المختلفة حول مسألة التعريف قد أدت إلى إيجاد ثغرةمفهومية في تعريف الدين.

ــان ــكيك في إمك ــة للتش ــل الموجب ــاكل والعوام ورغم المش التوصل إلى تعريف واحد وشــامل أقــل نقضــا عن الــدين، إلا أننــا نضطر ـ في كل الأحوال ـ إلى إقامة تعريف عنــه عنــد أي دراســةينــا القــول ـهـ ســواء تبن دينية، أو التبني لتعريــف مقــترح، بمعــنى أنــاـ من علمـــاء القاضــي بتقـــديم التعريــف، أو جـــواز تــأخيره، كن

، وســواء نظرنــا إلى الــدين«فلاسفة الدين» أو «الاجتماع الديني»اـ من دعـــاة التعريـــف«ظـــاهراتي» أو «وظيفي»بلحـــاظ ــ ، كن

، بنــاء على كــل«بالمواضــعة» للدين أم حاولنا تعريفه «الحقيقي»aد لنا من تحديد الظــاهرة المقصــودة ومن ثم هذه الافتراضات لا ب تبيين معناهـا من خلال المفـاهيم والعبـارات الدقيقـة؛ حتى تكـون

. حينهــا فقــط نســتطيع التميــيز بين الــدين ومرادفاتــه(398)واضــحةبسهولة ووضوح.

ــذه فبما أن التعريف مقدمة ضرورية ومسألة حاســمة في هــذا ــات ه ــك في أدبي ــع المaرب ــرغم من الوض ــات، وعلى ال الدراس المجال، فإن هذه الدراسة تهدف من خلال البحث والتحقيــق إلىــمن ــا ضـ ــة، ومن ثم ترتيبهـ ــاريف المختلفـ ــد التعـ ــبط وتحديـ ضـ مجموعات متمايزة؛ سعيا منها للقيام بالخطوة الأولى في دراســة الدين، وإن عaدت محاولة محتشمة محفوفة بالإرباك. ولأجل ذلــك سنحاول تقديم تحليل أكثر دقة لعوامل التعدد والتنوع في تعريــف

الدين ـ والتي أشرنا إليها آنفا ـ ضمن أقسام أربعة مستقلة:

ـ مجالات التحقيق الديني ومسألة التعريف ــــــ1ــيز ــة تمي ــه؛ بحج ــان ماهيت ــدين وبي ــف ال إن البحث عن تعريــة، هــو في ــاة الاجتماعي ــاقي مجــالات الحي ــه عن ب نطاقــه ومجال الأساس توجه غربي؛ حيث بلغ هذا الاتجاه ذروته في الغرب حينما

ــدي بين ــ ــراع الج ــ ــدم الص ــ ــدين»احت ــ ــة و«ال ــ «العلم» من جه من جهة أخرى، حتى أفضــى إلى عــداء عملي تجلت«السياسة»و

ــع الميلادي، بين ــرن التاس ــه في الق ــاء» و«الكنيسة»حدت «العلم حــول«الملك» و«البابا »حــول شــمولية المــدعيات الدينيــة، وبين

السلطة والسيادة. ثم انصب لاحقا حول التساؤل الجاد عن ماهية الدين ونطاقه بين أصحاب الفكر من جهة وأصــحاب الســلطة من

جهة أخرى.

ــة إن التعريفات المطروحة حول الدين، بدءا من تلك المرحلزـت حـول السـعي لعـرض بيـان فلسـفي واجتمـاعي فلاحقــا، ترك

. وبحلــول عصــر«الاعتقاديــة ـــ الكلامية»للدين، بعيــدا عن أبعــاده النهضة والتنوير وصل هــذا المنهج إلى أوجــه، بحيث يمكننــا رصــد مصــدر تلــك الــدوافع الكامنــة وراء رغبــة علمــاء عصــر النهضــة، وسعيهم الحثيث للتجديــد في الفكــر الــديني والمعتقــدات الدينيــة لدى تيار العقلانية الحديثة، والذي كــان يهــدف من خلال ذلــك إلىمعرفة الجوهر الأصلي للدين، وتحديد نطاقه ضمن هدفين، هما:

أـ تحديد وتمييز مجالات الممارسة العمليــة الدينيــة، ومجــالنفوذ العقل والتجربة الإنسانية.

ب ـ تجديــد المعرفــة الدينيــة، وإزالــة الشــوائب الــتي لحقتبحقيقة الدين، وأخرجته عن مجراه الصحيح.

وإضافة إلى العوامل السابقة، فإن النتائج التي توصلت إليها الدراسات الأنثروبولوجية حــول الشــعوب غــير الأوروبيــة قــد أدت إلى التعرف على صور مختلفة للدين، مما دعا إلى توســيع دائــرة

الدراسات والأبحاث الثقافية والدينية. لقد شهد القرنان التاسع عشر والعشرون إقبالا واســعا على هــذا النــوع من الدراســات الدينيــة، بشــكل مــتزامن في منــاطق جغرافية مختلفة؛ حيث إن أولى الدراسات التحقيقية الدينية تعــود

ــود ــاء الإناسة»إلى جه ــة بين«علم ، باســتثناء الدراســات المقارن الأديان الإلهيــة، الــتي احتفطت بطابعهــا الفلســفي والكلامي على

، الــذي شــكل«تاريخ الأديــان»مدى القرون الماضية، وارتبطت بـ جزءا لا يتجزأ من التاريخ العام للمجتمعـات البشــرية؛ حيث كــانتــل هــذه العلــوم المــادة الخــام الــتي النتائج المتوصل إليهــا من قب تحتاجهــا المجــالات الأخــرى في دراســاتها المســتقبلية. فاهتمــام

«علم الاجتماع» و«علم النفس» ، اللذين هما آخر العلــوم انفصــالا

عن الفلسفة، بالدين يرجع إلى عهود متأخرة، وآخر مجال معرفي . فــرغم قــدم«فلســفة الــدين»في الدراسات المتعلقة بالدين هو

aعــد مجــالا جديــدا عaــني المباني والمبادئ الفلسفية فيهــا، إلا أنهــا ت بهذه الدراسات الدينية. نعم، هناك من يعتقد بوجود مجال معرفي

«الفينومنولوجيا»أكثر حداثة قد اهتم بمثل هــذه الدراسـات، وهــو أو الظاهراتية. فهي بحسب ادعائهم ليســت اتجاهــا في الفلســفة وعلم الاجتماع، إنما هي مجال وشـعبة جديـدة قائمـة بنفســها فيب زعمهم فــإن الظاهراتيــة وإن مجال التحقيقــات الدينيــة. وحســ كانت نسقا معرفيا وأسلوبا نظريــا قــد بــرز في الفلســفة، وظهــر رونقـه في علم الاجتمــاع، إلا أن التمـايز المبنـائي في النظـر إلىــل ــا تحت ما منها تلك المتعلقة بالدين، قد جعله القضايا القيمية، سي

مكانة مستقلة إلى جانب الدراسات الفلسفية والاجتماعية. إن الظاهراتية قد استطاعت؛ من خلال تأكيدها على النظرةرب إلى حــد كبـير من الدراسـة المصـداقية المتعاضدة للقيم، القaـ والداخلية للدين. ولعل هـذا ــ على أقـل التقـادير ــ مـا سـوغ لهـا الترقي للوصول إلى مجال مستقل محاذ لعلم الاجتماع والفلسفة

.(399)في الدراسات الدينية، متجاوزة بذلك نطاقها السابقرنا فإنــه قــد ســبقت الأبحــاث الجــادة في مســألة وكمــا أشــ

عند حلول القــرن التاســع عشــر وقــوع تطــورات«تعريف الدين»ت إلى رواج وتــرجيح الدراســات فكرية عديــدة في الغــرب، أفضــ

«من خارج الدين» aعد على الدراسات ذات الطابع الكلامي؛ حيث ت«علم الاجتماع الديني» و«علم النفس الديني» و«الإناسة» وأخيرا من العلوم الناشــئة النــاظرة لمقولــة الــدين بعــد«فلسفة الدين»

رين قبل ذلك تتعامل مــع مســألة هذا التغيير؛ إذ كانت جهود المفك تعريف الدين تعاملا جانبيا، كما أن التعريفات المطروحــة في هــذا المجال كانت ذات صبغة كلامية، لهــذا تعلقت بمصــداق واحــد من

(. Inclusivity )«الشمولية»الدين، مما جعلها فاقدة لحيثية ــمسألة ــدينيين بـ رين ال ــام المفك ــدى اهتم ،«التعريف»إن م

ومكانتهــا في مختلــف تخصصــات الدراســات الدينيــة، تــابع لتــأثيرخصوصيتين معرفيتين في ذلك العلم:

أـ تموضع ورؤية الباحث للظــاهرة مــورد الدراســة، من حيث.«داخلية» أو «خارجية»كونها

ب ـ خصوصــية الموضــوع الــذي يبحث عنــه، من حيث كونــه« » أو «نوعيا .(400)«مصداقيا

ــارت ــيتين صـ ــاتين الخاصـ ب هـ ــ ــفة»وحسـ علم» و«الفلسـ من المجالات المعرفيـة الـتي امتــازت؛«علم النفس» و«الاجتماع

من خلال بحثهــا عن الخصوصــيات النوعيــة وانطوائهــا على رؤيــة خارجية لموضوع دراستها، عن بــاقي الفــروع الباحثــة في الــدين،

ــذا«التعريف»مما جعل مسألة تكتسب تحت ظلها مكانة مهمة. لــاء النفس والاجتمــاع نجد وفرة وتنوعا في تعريف الدين لدى علم وفلاسفة الدين. وفي المقابل نجــد مجموعــة أخــرى من مجــالات الدراســات الدينيــة، كالتــاريخ والإناســة، مــع كونهــا تتبنى النظــرةــدين فيهــا ـ الخارجية للظاهرة التي تريد دراستها، إلا أن تعريف ال

اــه لموضــوع الدراســة ـ«المصـداقي»وبسـبب اللحــاظ الــذي تتبن يحتل مكانة ثانويـة وأهميـة هامشــية. كمــا أن علم الكلام؛ باعتبـارaعــد من جملــة العلــوم د والتخصــيص الموضــوعي ي ةـ التقي ـ حيثيــه ــه بلحــاظ نظرت ــا، إلا أن ــاريخ والأنثربولوجي المســانخة لعلمي الت الداخلية يختلف عن سائر المجالات المعرفية المعنية بالدراســاتاـ مســألة التعريـف لـدى هـذه ح جلي الدينية. والجدول التـالي يوضـ

المجالات المعرفية، تبعا للخصوصيتين المذكورتين: فروع

الدراساتالدينية

تموضعالباحث

خصوصيةالموضوع

مكانةالتعريف

كميةالتعاريف

متعدد بحسبمهممصداقيداخليالكلامالمواد

متعدد حسبهامشيمصداقيخارجيتاريخ الأديانالموارد

انثربولوجيا متعدد حسبفرعيمصداقيخارجيالدين

الموارد علم النفس

متنوع حسبمهمنوعيخارجيالدينيالرؤية

علم الاجتماع متنوع حسبمهمنوعيخارجيالديني

الرؤية متنوع حسبمهم للغايةنوعيخارجيفلسفة الدين

الرؤية فينومينولوجيا

الدين خارجي ـ غير مهممصداقيداخلي

للغاية متعدد حسب

الموارد

مين ــــــ تعريف الدين لدى المتكل ،«داخلية»ينظــر المتكلم أساســا إلى موضــوع بحثــه بنظــرة

، بخلاف المقاربـات الـتي تنظـر«الحق»فيكون لحاظه هـو الـدين خارجــا. من هنــا يمكننــا القــول: إن«متحقــق»إلى الدين بمــا هــو

تعريف المتكلم للدين ليس له سوى مصداق واحد، أو أنــه يشــمل أديانا ذات جوهر واحــد ومجــال مشــترك. في حين أن التعريفــات الناظرة إلى الدين من خارج تسعى عبر التقليل من المشخصــاتع من دائرة شمولها، وبالتالي إدراج عدد أكبر المميزة إلى أن توس من المصاديق والأنواع تحت تعريفاتها. وهذا مـا يجعـل التعريفـاتق، آبيــة عن تســلل الأغيــار إلى ســاحتها، الكلامية ذات نطــاق ضــيــتي تجــانب المصــداق الحقيقي، أي ــع ورود الأفــراد ال وبــذلك تمن

.«الدين الحق والكامل»

خين ــــــ تعريف الدين لدى المؤرــة في ــة شاخص ــة ومكان ــدين أهمي ــف ال ــألة تعري ليس لمسaعنى بدراســة الدراســات التاريخيــة للــدين؛ لأن هــذه الأخــيرة ت

وتحقيق الوقائع والحوادث الاجتماعية، وكذا مسار الرقي الثقــافيــل جمعي ومن ـ ــاد ومي والاجتمـــاعي والسياســـي، من خلال اعتقـ منظور خارجي. أما تحديد أي الظــواهر التاريخيــة أجــدر بــالبحث؟

، فــيرجع إلى التعريــف الــذي يعتمــده«تاريخ الــدين»والتي تحكي خ للدين. كما أنه يتعلق بمدى اهتمامــه بهــذه المســألة. فلــو المؤر كان اختياره وتحديده خاضعا لهذه المعايير والمشخصات، لكنه قد استند في تشخيصه إلى ذوقه وميولاته، فإن تعريفه ســيكون غــيرخين الاعتمــاد عليــه في قابــل للتعميم. لهــذا لا يجــوز لــدى المــؤر استباط تعريف للــدين. وبــالطبع هــذا لا ينفي تحديــده أوتشخيصــه

خ، فضلا عن تحديده لـ «مصداق» و«موضوع»المaسبق لدى المؤر أي دراسة تاريخية ـ تطبيقية كانت أو موردية ـ.«نطاق»و

تعريف الدين عند علماء الإناسة ــــــ إن علمــاء الإناســة )الأنثروبولوجيــا( وإن كــانوا ســباقين فيــف مجال الدراسات الدينية، إلا أنهم لم يباشروا بحوثهم قط بتعريــاحثين ــدين لتلج أذهــان الب ــدين. بــل لم تكن مســألة تعريــف ال ال الدينيين لولا النتائج المتوصل إليها في الدراســات الأنثروبولوجيــة،

أي إن مسألة التعريف لم تكن مقدمة لتلك الدراسات. لقد بعث تنوع دراسات المفكرين الثقافيين في الكشف عن انتقــال الأفكــار والمعتقــدات والآداب والطقــوس لــدى الشــعوبــدى ــة ل ــة المقدس ــة والأزمن ــياء والأمكن ــف الأش ــة، وتعري البدائي القوميــات المختلفــة، على مواجهــة البــاحثين الــدينيين من الجيــل الثاني ـ والـذين كــانوا غالبـا من علمــاء الاجتمــاع ــ لهـذا الســؤال

ز بهــا«ما هو الدين؟»الأساس، وهو: ، ومــا هي المعــايير الــتي نميــرف والقــرارات القوميــة«الــدين» aعن التقاليــد والفولكلــور والع

ـدـلا من أن تنصــب جهــود والمــدارس السياســية والاجتماعيــة؟ وبزت على الكشــف«تعريف الـدين»علماء الإناسة على مسألة ترك

عن جذوره في المجتمعــات البدائيــة، والتعريــف بمراحــل تطــوره على مر التــاريخ الإنســاني، فكــان من الطــبيعي أن تعتــبر الصــور

المختلفة لاهتمام الإنسان بالمقدس دينا.

تعريف الدين لدى علماء النفس ــــــ كان دخول علم النفس إلى ساحة البحث الديني من جهتين:

؛«منشــأ التــدين» و«جــذور الــدين»: محاولة البحث عن إحداهمانة فيوالأخـــرى ــئ ــاره المaتشـ ن وآثـ ــدي ــات التـ : البحث عن تبعـ

الإحساســـات والعواطـــف الفرديـــة، وكـــذا التميـــيز بين ســـنوخــأثير على ــديني من ت ــه الإيمــان ال الشخصــية الإنســانية ومــا يورثــه مفكرو علم النفس ــا يدرس ــا لم ــراد وعملهم. وتبع ــلوك الأف س الديني فإنه من الطبيعي أن لا يمــروا مــرور الكــرام على مســألة تعريف الدين، وإن كان لعلماء الاجتماع وفلاســفة الــدين في هــذا

المبحث توقف وتأمل أطول وأوسع بالقياس إليهم.

تعريف الدين لدى علماء الاجتماع ــــــ دورا مهما في«تعريف الدين»: إن لمسألة «بارسونز»يقول

تطــور دائــرة علم الاجتمــاع الــديني؛ حيث يمكننــا القــول: إن علم الاجتماع الديني هو حصيلة الجهــود الأوليــة الــتي تنــاولت موضــوع تعريف الدين بـالبحث. كمــا كـان اهتمــام علمـاء الاجتمــاع الــديني بمسألة تعريف الدين أكثر بالقياس إلى غيرهم من الباحثين الذين اشتغلوا على الدراسات الدينية في المجــالات المعرفيــة الأخــرى. فمع الأهمية التي توليها تلك المجالات لهذه المسألة في دراستها،ــة ــديني تنطــوي على أهمي ــا في دراســات علم الاجتمــاع ال إلا أنهخــذ الجــدال aعد مسألة مركزية جــديرة بالاهتمــام. وقــد ات بالغة، وت النظري لعلمــاء الاجتمـاع والفلاسـفة حــول تعريـف الــدين منـاهج

ــتزالي» و«الوظيفي» و«الشهودي» و«العقلاني»عدة، منها: «الاخ

، أســفرت عن منــاظرات ومجــادلات«الوجــودي» و«الظــاهراتي»واسعة حول هذه المسألة.

بمــا أن جهــود علمــاء الاجتمــاع وحتى»: «رابرتســون»يقول العقد الخمسين لم تثمر في الظفر بتعريف واحد مشــترك للــدين

ــل: ــإن بعضــهم، مث ــائص«غلاك» و«لنســكي»ف ــع نق ؛ ولأجــل رف التحقيقات التجربية والوظــائف العمليــة، انحــاز نحــو تحديــد أبعــاد

ن» .(401)«(Religiosity )«التدي

تعريف الدين عند الفلاسفة ــــــ بالأهميــة نفســها«فلاسفة الــدين»يحظى تعريف الدين لدى

التي يحظى بها لدى علماء الاجتمــاع، بــل هــو من المبــاحث الــتيــإن ب بين علماء الاجتماع والفلاسفة. وكما أشرنا فيما سبق ف تقر ضرورة الاهتمام بهذا العنوان في بداية المباحث التخصصــية لكــلدـ أن يصــلا إلى a فرع تنشأ من أن صاحب الـدعوى والمخـاطب لا ب توافق حــول الظــاهرة المــراد بحثهــا، وهــذا لا يحصــل إلا بالاتفــاق

. ومن هنــا(402)على تعريف جامع ومــانع للموضــوع مــورد التحقيق كلاهما على السواء«فلسفة الدين» و«علم الاجتماع الديني»فإن

. ومضــافا إلى ذلــك«الانفتاح على التعريف»من حيث الحاجة إلى بق وضــروري فــإن تقــديم التعريــف في بدايــة البحث شــرط مaســ بالنســـبة إلى فيلســـوف الـــدين؛ لأن بعض الأبحـــاث، من قبيـــل:

نظريــة المعرفــة» و«التوقعــات من الــدين» و«مجــال الــدين» ، غــير مــأخوذة من الأصــول الموضــوعة لتعريــف الــدين.«الدينية

ولهذا نجد وراء التعاريف المتعددة المaقامة حول الــدين إمــا عــالمنفس، أو عالم اجتماع، أو فيلسوف دين.

تعريف الدين من منظور علماء الظاهراتية ــــــ

إن الظاهراتي؛ ببعض الاعتبارات، ينظر إلى الدين من خارج؛ــة، كونه لا يرغب في البحث عن صحة أو عدم صحة القضايا الديني ولا يقصــد الحكم والــترجيح لــدين على آخــر. مــع أنــه في الــوقت

ــة ووصــف«متعاضــدة»نفســه يســعى نحــو الوصــول إلى معرف لهــذه الظــاهرة، ممــا يجعلــه يقــترب إلى حــد كبــير من«محايد»

الرؤية الداخلية. ر الظاهراتي سبب اللجــوء إلى هــذه المقاربــة المزدوجــة يبر برفــع إمكــان الحصــول على معرفــة محايــدة لمــا هــو صــحيح من الواقعيات القيمية. لهذا لا ينبغي الاعتماد على الشباهة الظاهرية،ــالمنهج الظــاهراتي مســاوقة ــائلين ب ــائج وأســلوب الق ــار نت واعتبـزـة لهــذه المقاربــة هي للأساليب الكلامية. فالميزة البارزة والممي

،«التحقق»أن أتباع الظاهراتية ينظــرون إلى الظــواهر في مقــام . ومــا«الحقيقية»بخلاف الكلاميين، الذين ينظرون إليها من موقع

ز هذا الاتجاه عن سائر مجالات الدراسات الدينية هــو مقصــده يمي الغائي، بمعنى أن غاية عالم النفس، وعالم الاجتمــاع، وفيلســوف الدين، وكذلك الإناسي ـ بعد اجتياز مرحلة الإبهامات المرتبطــة بـــ

«الكيفية» و«المنشأ» ــــ، هي الســـعي لتبـــيين «ماهيـــة الـــدين» المتصور للدين، في حين أن الهدف النهائي للظــاهراتي«الدور»و

هو تقديم الوصف الدقيق والمحايــد، والوصــول إلى فهم متعاضــد حول الإيمان والسلوك الإيماني. وهذه الخصوصية هي التي تجعلهخ الديني، مــع حفــظ التفــاوت المهم بينهمــا؛ حيث قريبا من المؤرخ يقـــوم بـــدوره التوصـــيفي من خلال عين ولســـان إن المـــؤر

ــدوره من خلال إحســاس«المشــاهد» ، بينمــا الظــاهراتي يقــوم ب، أي الفاعل. «لاعب الدور»ولسان

وبما أننا لا نقصد في القســم الرابــع من البحث الرجــوع إلىــة واتجــاه فمن المناســب الإشــارة إلى ــة مجــددا كرؤي الظاهراتي

نمــوذج من التعــاريف المندرجــة تحت الاتجــاه الظــاهراتي حــولالدين. من جملــة المخــالفين لاســتعمال«ويلفــرد كــانتول ســميث»

( للدلالــة على الصــورGeneric )«عـام» كمفهــوم «الــدين»مصطلح في الثقافات البشرية المختلفة؛ حيث«مخافة الله»المختلفة عن

د»يعتقد بأن استعمال مصــطلح ( يســتلزم امتلاكReified )«التجســ إطــار نظــري شــامل، في حين أن مقولــة الــدين فيهــا الكثــير منــا الإبهام والتنوع، وبالتالي يصعب حصرها في هذا القالب. ومن هن فإنه مــع اســتبعاده الكامــل للتعريفــات العامــة عن الــدين، يكتفي

Self )«الإرجــاع الـذاتي»بمفهـوم Referentialالــذي يعرضـه عـادة ،) .(403)المعتقدون بالدين وذوو ثقافة دينية ما

ـ الدين ومرادفاته ــــــ2ــرة من ــه تحت زم ــاه ومدلول ــاظ معن ــظ بلح ــل لف ــدرج ك ينــة من الألفاظ المترادفة والمتقاربة المعنى، والتي ترتبط بمجموع الاصطلاحات الخاصة. مع أن تلــك الألفــاظ ومترادفتهــا متشــابهة، وتستخدم على التبــادل ـــ بنحــو من التســامح ـــ في الاســتعمالاتـةـ الدقيقــة تتضــمن في العaرفيــة، إلا أنهــا في الاســتعمالات العلميق ســ الغــالب تباينــا مaلاحظــا جــديرا بالاهتمــام، لا يصــحح وفــق الن

العaرفي المذكور آنفا. ــا«الدين»إن لفظة ــتي في عين انطوائه من تلك الألفاظ، ال

على معنى معين محصـور قـد حaملت خطـأ؛ وباعتبــارات متعــددة، على معان مختلفــة على أنهــا مفــاهيم مرادفــة لهــا. واحــترازا منــعى ـ الوقوع في المغالطات المعنوية والأخطاء الاصطلاحية سنس قبل الدخول في تعاريف الدين ـ إلى بيــان الحــدود الفاصــلة بينهــا وبين تلك المصطلحات القريبة والمقارنة لها. وفي أثناء مباشــرتنا

لهذه التصفية المعنائية ـ إن صح التعبير ـ سنصــل في النهايــة إلىــا اـ لمباحثنـ ــ ــا مبنائي ــكل أساسـ ــدين، يشـ ــوم أوضـــح عن الـ مفهـ

المستقبلية.

الدين والأيديولوجيا ــــــ(ideology كلمــة )«مكتب ومدرسة»أقرب المرادفــات لكلمــة

«الأيــديولوجيا» و«الــدين»، وعليه تكون النســبة التقابليــة بين (404) هي العموم والخصوص من وجه، ما يعني أنه من الممكن للأديــانــال ــة تنهض بأفع ــة دنيوي ــأداء دور مدرس ــاملا التكفل ب ــثر تك الأك أيديولوجية. لكن من المسلم به أنــه لا يمكن اخــتزال دين مــا في

. وقد ترك بعض القائلين بالتوسع(405)مدرسة فكرية أو أيديولوجية ؛ بحجــة«شــبه الــدين»في معــنى الــدين البــاب مفتوحــا لــدخول

ين الاجتناب عن إخراج بعض المصاديق من دائــرة التعريــف، غاضــــك ــدوا بعض تل ــا ع ــة، كم ــياته الذاتي ــرف عن خصوص ــذلك الط بــدين ــكيك بين الـ ــة للتشـ ــير القابلـ ــتركة غـ ــيات المشـ الخصوصـ والأيديولوجيا دليلا على التساوق الذاتي لكلا المفهــومين. ولإثبــات

مدعاهم استندوا إلى استخدماتهما المشتركة: ـ القدرة على تعبئة وحشد الموالين؛ للوصــول إلى أهــداف1واحدة. ـ الدعوة إلى الثبات والكفاح والتضحية في ســبيل العقيــدة2

والرشاد. ـ حمل الموالين على احترام قدســية المؤسســين والــدعاة3

لذاك المعتقد. فلو اعتبرنا الــدين والأيــديولوجيا من جنس واحــد؛ لتأكيــدهماــدها ســتكون ــاة الإنســان، عن ــة في حي ــدي القيم والمثالي aع على ب

مـــــــوت»( والـــــــدعوة إلى Rationalization )«العقلنة»عمليـــــــة زوال»( وsecularization )«العلمنة»( وDeath of ideology )«الأيديولوجيا

( من مقولة واحــدة. وأمــا لــو اعتبرناهمــاDeserialization )«القدسية الوجــود»؛ نظـرا إلى تأكيــد واتكـاء أحــدهما على متمـايزينأمرين

في الحياة، وسعي الآخر نحو الأهــداف الدنيويــة، فــإن«الماورائيع عنه الدعوة إلى مــوت عملية العقلنة ستكون مفهوما عاما، تتفر

الأيديولوجيا والعلمنة. يعتقد فلاسفة الــدين بــأن الاختلاف بين الــدين والأيــديولوجياحت ملامحــه لهــوت كــل أوجــه متجذر ومهم جــدا؛ بحيث لــو توضــ التشابه بينهما، وأصبح لكــل منهمــا في دائرتــه معــنى مختلفــا عنع دائــرة الافــتراق الآخر. فما يفصل الدين عن الأيــديولوجيا ويوســaعــد الغــائي لكــل منهمــا؛ إذ نجــد أن الغايــة القصــوى بينهما هــو الب

، ومن ثم إيصال المتبنين لها إلى«ازدهار العالم»للأيديولوجيا هي النجاح؛ أما الدين ـ حتى الأديان الناظرة إلى الــدنيا ــ فإنـه يهـدف

إلى الفلاح الأخروي. طريقــا آخــرا للتخلص من هــذا الإبهــام والخلــط،C.J.Aيقترح

ــة )»فيقــول: ــد على الخصــائص النوعي لهــذا الغــرض يجب التأكيTypical :وإن لم يكن«الالــتزام بالمناســك العبادية»( للأديان، مثل ،

د آخــرون(406)«لهذه الحيثية دور محوري في بعض الأديان . كمــا أكaل المتعالية»على وجود (، المساوقة للقدســيةTranscendence )«المaث

(Sacredness( عد الغائي للدينa aعــد من الأبعــادUltimacy(؛ والب (، الــتي ت.(407)الأساسية لتمييز الدين عن أنواع المدارس الأخرى

ــدبريج» و«اســتارك»ولقــد رأى ــة العــالم«بين أن تبني نظري )«ما وراء الطبيعة»(، إضافة إلى الإيمان بـ Otherworldlyالأخروي )Supernatural ــالف ــان. وإن خ ـةـ للأدي ــيزة ذاتي ــبر»(، هي م ــذا«يين ه

الرأي؛ بحجة وجود بعض الأديان التي لا تؤمن بمــا وراء الطبيعــة )Non super naturalistic)(408) أنــدريو» و«رودلــف أتو». في حين اعتبر

هبــة )«كــريلي Feeling الإحســاس بالر of Aweوالخشــية المقترنــة ) جفة ) Fearبالر and Trembling ( بالنسبة إلى الأمــر القدســي عنصــرا

ــبهه ــدين وش ــلا بين ال ــل بين(409)فاص ــا رأى بعض أن الفاص . فيمب هــؤلاء فــإن«الإيمــان»هاتين المقولتين المتقارنتين هو . وبحســ

اــ في معنــاه الــدقيق«الإيمان» يحتوي على جوهر خــاص، لــو أمعن لوجدناه لا يتعلق إلا بالمعتقدات الدينية، واستخدامه في الروابــط المذهبية والميول العاطفية من الموارد التي لا تنهض بدقة معناه.

ــرى ــ ــيرتس»ي ــ ــدين هي«ك ــ زة لل ــية ممي ــ أن أهم خصوصك بالإيمــان«الإيمان» ، ويعتقد بأن الــدين يســعى من خلال التمســ

ـدـع إلى تثبيت تعليماتــه وأحكامــه بشــكل قطعي ويقيــني، بمــا لا ييــه، وهــذا مــا يصــحح قــدرة الــدين على التــأثير مجــالا للشــك والت

.(410)«بالقياس إلى العلم وأنواع المدارس شبه الدينية ــــــ(Rel. Faithالدين والإيمان )

في الضــمير«الــدين»( على حلــول Faith )«الإيمــان»يطلــق ــاني ــد الشخص aع ــدين فعلى خلاف الب ــا ال ــراد؛ أم ــي للأف الشخص

ــق الكثــير«نيبر»للايمان، لا يتجلى إلا في المجتمع. يقول : لا تتحق . وعليــه(411)من الأبعاد المهمة للدين إلا في المناسبات الاجتماعية

ــدين aعد المعتقد الشخصي دينا، وإن حمل بعض عناصر ذلــك ال لا ي واســـتخداماته، مثـــل: التلبس بالحيـــاة الحقيقيـــة؛ لأن الجنبـــة

الاجتماعية فيه ضعيفة، أو أنه فاقد كليا للأبعاد الاجتماعية. الدين بأنه عبارة عن اجتماع«نيبر»على هذا الأساس عرف ه(412)أناس يمتلكون إيمانا مشــتركا . ومضــافا إلى ذلــك علينــا التنب

زا ضــروريا وحصــريا للــدين، إلا ل حي إلى أن الإيمان وإن كان يشك أن معطي الصورة الاجتماعية للدين هي الأبعاد الأخرى من الحياة

الدينية. في التميـيز بين الـدين والإيمـان مــا«كارل بارت»وقد أبدى

الــدين هــو بحث الإنســان»يقارب هذا المعنى كلاميا، حيث يقول: لأجل الوصول إلى الله، بحث ينتهي دائما إلى وجدان إلــه مطــابق لميل الإنسان؛ أما الإيمان فهو مكاشفةa الإله؛ لذا فإن الإيمان أمر

. كمــا يعتقــد(413)«شخصي، في مقابل الدين، الذي هو أمر جمعيــبر» ــول«في ــني على قب ــر، تبت ــنخ آخ ــة من س ــان معرف أن الإيم

الحقائق الوحيانية دون قيد أو شــرط. وعليـه يكـون الإيمـان نوعـا من التســـليم أمـــام المشـــيئة والإحســـان الإلهي، دون الاســـتناد

. وفي(414)بالضـــرورة في ذلـــك على الحجج العقلانيـــة والإثباتية من خلال هــذا الأســاس إثبــات أنــه للوصــول«فيبر»الحقيقة أراد

ــا ن علين ــان يتعي ــدين والإيم ــة بين ال ــول العلاق إلى فهم أوضــح حزة بين ،«الشـــريعة» و«الإيمـــان»الوقـــوف على الأبعـــاد الممي

ــة باعتبارهما جزءين مكونين للدين، حيث يمكننا؛ ومن خلال مقارن ســريعة بين الإيمــان والشــريعة، رصــد ثلاثــة وجــوه لهــذا التمــايز،

وهي: ـ جوهر الشريعة هو التكليف والالتزام؛ وجوهر الإيمــان هــو1

التخيير والاهتمام. ـــ اعتمــاد الشــريعة على الــذهن والســلوك؛ وفي المقابــل2

اتكاء الإيمان على تصفية القلب والروح.ـ اجتماعية الشريعة؛ وشخصانية الإيمان.3

الدين والشريعة ــــــ ، وهــو التبلــور الــذاتي والبــاطني«الإيمــان»للــدين جــزءان:

اــ واكتســابيا، ولا يجــري عليــه أي نــوع من للدين؛ لذا يكون اختيارييــات الظاهريــة«الشريعة»الإجبار والإكراه؛ و aعــد من التجل ، الــتي ت

ل إلى ى بهــا للتوصــ للاعتقاد والإيمان، ونوعا من التكاليف المaوصــ التلبس بالحياة الإيمانية. طبعــا يتعلق هــذا الجــزء الثــاني بالأديــانــان الأكثر تكاملا، والتي تهتم بالحياة الاجتماعية للمؤمنين؛ أما الأدي

ل هذا الجزء جانبا مهما فيهــا، ولا«الشريعة»التي لا تمتلك فلا يمثaعد من عناصرها الذاتية. فلو اعتبرنا الدين هو ذاك الأمر الشــامل ي

«القلب»الذي ينهض بالمســتويات الثلاثــة في حيــاة الإنســان، أي جــزءا من«الشــريعة»، حينها فقــط تكــون «السلوك» و«الذهن»و

الدين.ع مصـطلح الشـريعة في بعض التعـابير بحيث صـار لقـد وaســـموله لـ ــلا عن ش ــة؛ فض لaقي aــواهي الخ ــايا والن ــاملا حتى للوص ش

. وبحسب هذا المفهــوم(415)«الأحكام العملية»؛ و«أصول العقيدة»ــةCanon في مقابل «الشريعة»تكون ــثر محدودي ، وأما المعنى الأك

ــة للشريعة فهو حصرها بالأحكام العملية للدين، حينها تكون معادلب المعــنى الأخــير فــإن الشــريعة هيJurisprudenceللفقه ) (. وحســ

جانب من الدين، يرتبط بالأفعــال وســلوك المؤمــنين فقــط، وفيأحسن الأحوال يهتم بنواياهم أيضا.

ــون إن الدين الكامل لا يمكن أن يكون فاقدا للشريعة، أو يكب، حتى بمعناهــا الأعم، ولكن تــاريخ الأديــان يشــهد شريعة فحســ

، بعــد تميـيزه بين«فيــبر»على وجود مصاديق من النـوعين. فهـذا ، قد ذكر أن الكنفوشوســية«دين الخلاص» و«الدين ذي الشريعة»

ــة التلموديــة مصــداقان للأديــان ذوي الشــرائع ــد(416)واليهودي . وع ، الـــذي كـــان يـــروج لـــه«الـــدين الطـــبيعي» «بيكر» و«بـــارنيز»

العقلانيون المتنورون في القرن السادس عشر إلى التاسع عشر،.(418()417)«الفاقد للشريعة»مصداقا للدين عند بحثــه عن مفهــوم الشــريعة، وعمليــة«هيجل»وقد انتبه

ــألة ــول المس ــائد ح ــرأي الس ــيحية، إلى اختلاف ال ــرعنة المس ش

ةــ الــدين في شــريعته؛ بينمــا رأى التالية، حيث رأى بعض أن أكملي بعض آخر أن شرعنة دين ما دليــل على فســاده. وبمــا أنــه ينظــرر نظرتــه التشــاؤمية لهــا بــأن إلى الشريعة نظرة سلبية تــراه يــبر

ل الجــزء ب«الثــابت والمســتقر»الشريعة تشك من الــدين. وحســ فكل ما يتحول إلى أمر ثابت ومســتقر يحمــل معــه«هيجل»رؤية

معنى سلبيا؛ لأن الالزام المرافق لذلك الثبات سيكون حجر عثرة بأن العناصــر الــتي«هيجل»أمام العقل السيال المتطور. ويضيف

يلزم أن تقبل على نحو الإلزام، ودون دخالة العقــل وإعمالــه، هي.(419)مذمومة ومردودة من الأساس

( ــــــRel Ethicالدين والأخلاق ) الـــدين»توجـــد ثلاث فرضـــيات مســـلمة تتعلـــق بموضـــوع

ــا من«والأخلاق ــو بحثه ــع؛ حيث لا يخل ــاق الجمي ــورد اتف ، وهي مبــة للآراء المتباينــة فائــدة، ابتــداء وابتنــاء، بــل هي ضــرورية ومقروالمتنافرة. كما أن من شأن التركيز عليها إجلاء أوجه الاختلاف.

ــرانأولا ــان وعنصـ ــان مختلفتـ ــدين والأخلاق مقولتـ : إن الـ متمايزان، رغم القرابة المعنائية القائمة بينهما. فحتى مع افتراضــتعمال التجانس والتبادر الكلي والجزئي بينهما، إلا أنه لا يمكن اس

أحدهما بدلا عن الآخر. : إن تبلــور هــذين الأمــرين يتحقق فقــط في المجتمــعثانيــا

ــا التجمعــات البشــرية المســتقرة والعريقــة، وتحققهمــا وبين ثناييتوقف على حيازة الجماعة لهذه الصفات.

ــدينثالثــا : توجــد صــلة ونحــو من التعلق والتناســب بين ال والأخلاق، وافتراض التباين بينهمــا لا يجرنــا إلى الاعتقــاد بالبينونــة

الذاتية والمعنائية.ــة إن فرض وجود علاقة بين الدين والأخلاق لأمر مaحرز بدرج

ــار. أنه لو دار الحديث عن أحدهما لتبادر الثاني إلى الذهن بلا اختي لهذا لا نجــد بين البــاحثين في الأديــان أو علمــاء الأخلاق وفلاســفة الاجتماع من يصبو إلى إنكار أي صلة بين هذين المفهومين، بحيث يدعي البينونة التامة بينهمــا. وفي الــوقت نفســه فــإن وجــود هــذا الفهم والإدراك المشترك لحقيقة هذه الصــلة لم يقــف حــائلا دون النقاش حول كيفيتهمــا، ونحــو تحققهمــا. كمــا أن التقــارب بينهمــاب التلقيات المتفاوتة حول منشئهما وسمتهما و... حال دون تسر وسنكتفي هنا بالإشارة الموجزة إلى رؤيتين أساسيتين حول النسبة القائمة بين الدين والأخلاق، ونحيل البحث التفصيلي حــولــذي يختص ــة، ال ــذه الدراس ــع من ه ــم الراب ــوع إلى القس الموض

بالبحث حول الطرق النظرية في تعريف الدين. ادعي في الرؤية الأولى، الــتي تتعلق أساســا بعلمــاء الكلام،ــه والتي قد تبناها ودافع عنها أيضا بعض الفلاسفة الاجتمــاعيين، أن من غــير الممكن ظهــور واســتمرار مدرســة أخلاقيــة دون منشــأ ومرجع ديــني ومــاورائي. وعليـه لا يمكننـا القــول بوجــود مســتقل ومكانة للأخلاق وراء الــدين. وهــذا إن دل على شــيء فإنمــا يــدل على أن التأكيد على دور التعاليم الأخلاقية والمعتقــدات الدينيــة لاده وأبــرزه بعض الفلاســفة ب، بــل أي يقتصــر على الإلهــيين فحســ

الاجتماعيين أيضا. هــدف الــدين ومشــربه، ومن جملتــه: ديننــا»يقــول هيجــل:

د آخــرون(420)«)المسيحية(، هو التربية الأخلاقية للإنســان . كمــا أكــبرت ريتشل»أيضــا، مثــل: ــذاتي«أل ، على المعــنى والمقصــود ال

للمفاهيم الأخلاقية الدينية، مــع أن مبنــاهم هــو فصــل الــدين عمــاــيع ــو توس ــة ه ــاليم الديني ــدف من التع ــدوا اله ــة، وع وراء الطبيع

. وقــد(421)وتعميق الأخلاق العملية؛ بغرض ترقي الحيــاة الإنســانية دعم» أيضا أن إحــدى وظــائف الــدين هي «كينكزلي ديويس»ذكر

دـ من اختلاق مجــــال»، حيث يقــــول: «الأخلاق الاجتماعية ــ aـ لا ب . لكن الاختلاف بين(422)«ماورائي؛ لخلــق التصــور بـالجبر الأخلاقي

رين الذين يعدون الدين في كل الأحوال منشأ وأبا الإلهيين والمفك للأخلاق راجــع إلى قــولهم بــأن للــدين نطاقــا وأهــدافا أوســع منما ــي ــل، ولا س ــل: هيج ــة، في حين أن مفكرين، مث الأخلاق العمليــاندة ــأمين المس ــو ت ــدين ه ــير لل ــدف الأخ ــبرون اله ــل، يعت ريتش

المحكمة التي تتكئ عليها الأخلاق. ؛«إيمانويــل كانط»تعود الرؤية الثانيــة في هــذا المجــال إلى

ــاهيم ــة المفـ ــان لمعرفـ ــوة أولى بنفي أي إمكـ ــام كخطـ حيث قـ والمقولات الدينية، مaنكرا بذلك أي علاقة بين الدين والمعرفة. ثمــدين والأخلاق، ــة بين ال بادر في الخطوة الثانية إلى حظر أي علاق وقلبها رأسا على عقب. وبذلك تــرك الإنســان المــؤمن في حــيرةــه ــود الل ــات وج ــة لإثب ــبراهين المعرفي ــكيك في ال من خلال التش ووجــوب الإيمـان. وفي بحثـه عن الأسـباب غـير المعرفيـة لنشـأة

الدين توصل إلى جذوره ومنشئه الأخلاقي.ــأن الأخلاق على خلاف المقاربات الرائجة كافة ادعى كانط بــو ــدين ه ــوهر ال ــدين، لا العكس؛ حيث رأى أن ج ــة لل هي المكون الأخلاق، بصرف النظر عن اتخاذ الطرق الأخلاقية في الحياة؛ فإن جميع الأفعال الأخــرى الــتي يقــوم بهــا الإنســان لإرضــاء اللــه هي

.(424()423)«توهم صرف وعبادة مصطنعة وعبودية زائفة

( ــــــRel. and Sacrednessالدين والقدسية ) حسب التعبـير الـدوركايمي يكـون جــوهر الــدين هــو التمـايز

ــه«غير المقــدس» و«المقدس»الذي يذعن به الإنسان بين . وعلي فإن لـذاك القســم من الفكـر والسـلوك والأشـياء والأمكنـة الــتيع بنحو من القدسية صبغة دينية وترتبط بمجال الدين؛ أمــا مــا تتمت

The )(425)«مظلة المقــدس»خرج عن Sacred Canopyفإنــه يرتبــط ) بالحياة العaرفية للإنسان، ولا يشمله نطاق الدين.

ـوـا، ــذا الاتجــاه، شــاؤوا أم أب ــاروا ه ــذين اخت رين ال إن المفك يكونون قد وقعـوا في نـوع من ازدواجيـة النظـرة الكونيـة. يقـول

لا يمكن أن تجتمــع الحيــاة الدينيــة والحيــاة الدنيويــة»: «دوركايم»ــا العيش ــود بينهم ــد، بحيث يس ــرف واح ــد وفي ظ من حيث واحــة اـم معينـ ــ غ في أي ــر المشـــترك؛ إذ يجب على المجتمـــع أن يتفـ

ب«يخصصها للأمور الدينية، بعيدا عن الانشــغالات الدنيوية . وحســ اعتقاده فإنه لا يوجد دين ولا مجتمع لم تحصل فيهما هذه التجزئة

من خلال«إليـاده»الزمانيـة. وبـذلك تكـون قـد تحققت ازدواجيـة )«الحقيقــــــــة المطلقة»( وReality )«الواقعية»التميــــــــيز بين

Absolutenessد (، الــتي ينســبها الإنســان إلى الأمــر المقــدس؛ إذ يؤكــا كـ ــايم»أيض ــور«دورك ــاء من منظ ــة الفض ــل وتجزئ ، على تحلي

ن، فيقول: إن بعض مكونات الفضاء من وجهة نظــر»شخص متدين متمــايزة كيفــا مــع بعضــه الآخر . وفي مقابــل(426)«شخص متــدي

هذه النظرة الاثنينية للزمان والمكان هناك انطباعات أخرى تعتــبر. (427)الكون بأسره مقدسا، من دون أي تمييز بين أجزائه

ــل ــدين من قب ــدس وال ــة بين المق ــوى المزاوج لم تكن دع بمعــنى«إليــاده» و«برغر» و«دوركــايم»الدعاة الأساسيين لهــا كـ

كونهما عدلين؛ وذلك لأن المقــدس يتجلى ويكتســب قدســيته فيدائرة الدين، ووفقا للشروط التالية:

ـ أن يبرز ويظهر في الاعتقاد والسلوك.1ــة2 ـ أن يتم تنظيم الاعتقاد والسلوك القدسي ضمن منظوم

قانونية مدونة. ـ أن تتوفر الموجبـات الضـرورية لتجمـع النـاس حــول هـذا3

المعتقد وتأمين السلوك الجمعي.

ر عن عملية الانتقال من الأمر المقدس إلى«زيمل»وقد عب «هــنري هــوبرت». وعــرف (428)(Objectification )«التعيينية»الدين بـ

.(429)الدين بأنه عبارة عن جهاز إدارة الأمور المقدسة

ــــــ(Rel. Church)الدين والكنيسة ا، ويســري بوضــوح في ــا خاصــ ــا يلجa مجتمع ــدين حينم إن الــع، بحيث لايمكن ــك المجتم ــاء ذل ــة لأعض ة والعام ــ ــاة الخاص الحير عنهـا في الثقافـة تجاهله، يكون قد تحول حينئذ إلى مؤسسة يعب

(. وعلى هــذاChurch )«الكنيسة»الغربيــة والتقليــد المســيحي بـ aقــام فيــه بعض الأساس فالكنيسة ليســت اســما لمكــان مقــدس تب، بــل هي مفهــوم أوســع من ذلــك، قــد اعتــبره المناســك فحســزه عن ــدين تمي دوركايم في تعريفه للدين بمثابة ميزة أساســية لل

،(430)السحر. والكنيسة بهذا المعــنى هي وحــدة اجتماعيــة أخلاقيةــد تجمع المؤمنين في مؤسسة واحدة، وتؤسس لاســتمرار المعتق والسلوك الديني في إطار منظم، حتى تضمن من خلال ذلك بقاء

واستمرار الحياة الاجتماعية.ــة ــة الديني ــورة للمؤسس ــة هي ص ــذا فالكنيس ــاء على ه وبن

ية في اجتماع أتباعها. وطبقا لمقاربة لدى«معرفة الأنواع»المتجل«تــرولتش» ور تجلي الــدين، وأكثرهــا رواجــا aعــد إحــدى صــa فإنهــا ت

وشمولا في المجتمع.

ــــــ(Rel. Denominationالدين والمذهب ) في تعريفــه لأنــواع المؤسســات«أرنســت تــرولتش» قــام

الاجتماعية الدينية إلى التعريــف بنــوع آخــر من هــذه المؤسســات ، حيث وجدنا أفضل معادل لها في اللغةDenominationتحت عنوان:

. وبغض(431)العربيــة ـــ وكــذا الفارســية ـــ هــو المــذهب أو الطائفة

النظـــر عن الألفـــاظ المترادفـــة لهـــذين المفهـــومين في اللغـــة يستخدمان غالبا كبــديلين في«المذهب» و«الدين»الإنكليزية فإن

الاستعمالات العاميــة للنــاطقين باللغــة الفارســية والعربيــة. وهــذاــا من المصــطلحات التساهل والتبديل الخاطئ لم يؤد إلى حرماننب، بــل أوجب في المتعــددة والمناســبة للمعــاني المختلفــة فحســ

موارد عديدة التباسا في فهمها. هــو مفهــوم شــامل يتعلــق«Religion» كمعادل لـ «الدين»إن

ــور يه خارجا. وباعتبار هذا الإطلاق ما دامت لم تتبل بالدين قبل تجلرـ كلاميــة، ولم يعــترف aطaـ رؤى ومقاربات مختلفة عن الــدين في أ

. «المذهب»بإجمالها أو تفصيلها، فلا وجود لعنوان شيء اسمه «الكنيسة»إن التحقق الخــارجي للــدين يحصــل في إطــار

الواحدة، ولكن بروز الانشعابات في هيكلــة كنيســة واحــدة يــؤدي ( المختلفــة، الــتي يــدعي كــلDenominationsإلى ظهــور المــذاهب )

منها انحصار الأصالة والأحقية الدينية فيــه. وعليــه فالمــذهب ليس مرادفا ولا قسيما للدين، بل هو نحو خاص يحكي عن تجلي الدين

ــا ــ ــا دع ــ ــذا م ــ ــا. وه ــ ــه خارج ــ ــاب«توكويل»بين أتباع ــ ، في كت ، إلى إرجاع سبب ظهــور الديمقراطيــة«الديمقراطية في أميركا»

ــود ــع إلى وج ــودة في ذاك المجتم ــددة»الموج ــذاهب المتع ،«المــة، الخاضــعة لســيطرة الأمــر الــذي تفتقــده المجتمعــات الأوروبي

الكنيسة الكاثوليكية الواحدة، أو البروتستانتية الواحدة.

( ــــــRel. and Theologyالدين والإلهيات )ــة «الإلهيات»لقد استعمل مصطلح ــادلا لكلم .«Theology» مع

بــة من وترجــع جــذور هــذه اللفظــة إلى عصــر اليونــان، فهي مركــتي: ــه؛ و Theoكلم ــنى الإل ــيرlogosبمع ــة أو التفك ــنى المعرف بمع

التفكــير»المنطقي. وبتركيب هاتين العبارتين نحصل على مفهوم

في بعض«كلام». نعم، قــد يكــون مصــطلح «المنطقي حول الإلهــات إلى الحالات معادلا مناسبا لهذه الكلمة، لكن يجب علينا الالتف

، بمعنى«الكلام» مفهوم أوسع من مصطلح «الإلهيات»أن مفهوم ن، في حين أن الإلهيات يمكن إطلاقهــا أن الكلام يختص بدين معي

على عدة أديان ذات جذور واحدة. إن الـــدين والإلهيـــات ــــ ببعض الاعتبـــارات ــــ كلاهمـــا من الوسائل، لكن الدين وسيلة أشرف من الإلهيات؛ لأن الإلهيات من

ن»وسائل ل الدين طريــق «التدي . تــبرز أهميــة«الفلاح»، بينما يمثالإلهيات في الدين من جهتين:

،«العمل»ـ باعتبار ما للفكر والنظر من تأثير على مستوى 1 وما تلعبه النية والقصد من دور؛ إذ الأصــل في الــدين هــو ابتنــاؤه

على النية والقصد. ـ باعتبار ما لها من دور في مواجهة البدع والانحرافات في2الدين.

لقد ظهرت بعض الاتجاهات في التقاليد الدينية تسيء الظنلت في الاتجــاه بالإلهيات، ولا تهتم بها. ففي التقليد المســيحي تمث

، ناهيك عن«تيارات الإصلاح الديني»المقابل للإلهيات، المقارنة لـ ضــعف هيمنــة المنطــق الأرســطي على علم اللاهــوت المســيحي أمام الطرح الإشراقي والأفلاطوني. وهذا ما جعل المسيحية بعــدــل المثاليــة الألمانيــة، هذه الصفعة الإصلاحية الموجهــة لهــا من قبــثر aعد التجربة الدينية أك د على ب التي أنتجها شلايرماخر، والتي تؤك

، ممــا«اللاثبــات»من تأكيــدها على الاعتقــاد الــديني، تعيش حالــة aلاحــظ هــذا يجعلها دائما على مرمى من سهام الخصــم. كمــا قــد ي أيضا على مراحل التاريخ الإسلامي، الذي شــهد تقــدما للاتجاهــاتــة ــاس إلى المعرف ــواص، بالقي ــدى الخ ــهودية ل ــراقية والش الإشهد نفوذaهــا وهيمنتهــا في أوســاط aشــ البرهانية الدينيــة، إلا أنــه لم ي

المسلمين كافة. أما الأديان البدائية فإما أنها كانت فاقــدة أساســاaعــد للأبعاد المعرفية؛ أو أن تلك الأبعاد كانت فاترة بالقياس إلى الب

سaكي في تلك الأديان. الن

ــــــ(Rel. Super naturelالدين وما وراء الطبيعة ) ، في دراساته عن الكون، تبعــا للمعتقــدين«مك كوير»اعتقد

الطبيعي؛ ومــا وراء»بالتعاريف الماهوية، بالانقسام الثنائي للكون ــ Natural/supernatural )«الطبيعي والظفر بجوهر الدين يكون فقــط(،

ــرة ــ ــا وراء الطبيعة»في دائ ــ ــات«م ــ ــائلين بالتعريف ــ . بخلاف القوا الانقسام «functional» الوظيفية )«العaرفي والمقدس»، الذين تبن

Profan ـsacredعندهم الدين بجوهر الناهض يكون وعليه للكون. ) ب هــذا(432)لا الواقع الخــارجيهو ذهن وتلقي المعتقدين، . وبحســ

ــإن ــاه فـ ــا وراء الطبيعة»الاتجـ ــر القaدسي» و«مـ ــران«الأمـ أمـ متمايزان، يبتنيان على فرضيات متباينــة، وإن كــان بينهمــا تــرادف

.(433)قريب، مما استدعى استعمالهما تسامحا على البدلaلبس القسم الماورائي للكون في كثير من الأديان هالة لقد أ القaدســية، في حين أن الأمــر القaدســي أعم من ذلــك. ففي بعضــا ما البدائية منها، لا يقتصر الأمر القaدسي على عالم م الأديان، سي وراء الطبيعة، بل يتعداه ليشمل أيضــا عــالم الطبيعــة. ناهيــك عن أن بعض المــذاهب الاجتماعيـة، مثـل: الكنفوشيوســية أو البوذيـة،ــور ـدـا على الأم فت جي ــر ــد وقفت وتع ــاص ق ــدين خ ــة ك المعروف المقدســة، على رغم عــدم إحرازهــا لأي رؤيــة ماورائيــة. وكمثــالــد aع على ذلك: نجد أن الديانة البوذية ـ وبمعزل عن استنادها لأي ب

. (434)ماورائي ـ توصي بنوع من اليقظة الباطنية : إنه لا ضــرورة ولا تلازم بينأولاوفي النتيجة يمكننا القول:

ــك ــة في ذل بعي الدين بالمعنى الأعم وعالم ما وراء الطبيعة، بل التــوع ــد أي ن ناظرة إلى نوع التعريف المعتمد ودائرة شموله، وتحدي

ــا. ــد دين aع من التعلقات القaدسية ت : حــتى مجموعــة الأديــانوثانياــؤمن بالفصــل بين الطبيعــة ومــا وراء الطبيعــة تراهمــا ــتي لا ت الــدين جزءين متكاملين ومتساوقين من عالم واحد، بل إن جوهر ال

أمر أوسع وأعم من الأمور الماورائية. وعليه لا يمكن بيان شمولية تعريف الــدين بـــعنوانه الاعتقــاد

، أو الاعتقــاد بــالظواهر الماورائيــة لمثــل تلــك«المقــدس»بــالأمر .(435)الأديان

ـ الدين ومبادئ التعريف ــــــ3 إن إحدى العلل الأخرى لــبروز التعــدد والاختلاف في تعريــفــان وأســس ــدين لمب ــار المحققين حــول ال ــدين ترجــع إلى اختي ال متفاوتــة في دراســاتهم. فيصــير من الطــبيعي أيضــا صــيرورةــة، ــود النظريـ ــك الجهـ ــلة من تلـ ــاريف الحاصـ الاختلاف إلى التعـ

والمتمحورة حول نقاط مركزية متفاوتة. وفي مــا يلي نعــرض بعض المبــادئ المختلفــة، المؤديــة إلى

التنوع في تعريف الدين:التعريف »المضيق« أو »الموسع« ــــــ إن الحد المطلوب والمتعادل في تعريف الــدين هــو اتصــافه

: بالجامعيــة؛ أي كونــه شــاملا لجميــع مصــاديقه، الأعم منأولا الأديان الإلهيـة أو غـير الإلهيــة؛ التوحيديـة أو غـير التوحيديـة؛ ذات

ــريعة؛ ــير ذات الش ــريعة أو غ الش ــا ــولوثاني ــة عن دخ : بالمانعيــدين»الأغيار؛ أي أنواع ــالسحر )«شبه ال )«الخرافة»(، وMagic، كـ

Superstitionو )«العرافة»(، Witchcraftو )«الروحانية»(، Spiritualism،) وباقي المــدارس والأيــديولوجيات الدنيويــة، والطقــوس والتقاليــد

الوطنية. وعلى الرغم من أن منشأ الاختلافات في تعريف الدين راجع إلى هذه المسألة؛ أي السعي لإيجاد تعريف واحد جامع لمصــاديق الدين وأشباهه كافة، مع حفظ خصوصــياتها المتفاوتــة، وذلــك من خلال ابتنائه على أقل الخصوصيات المaنتزعة من أكثر المصــاديق، إلا أن كمــال التعريــف طبقــا للمنطــق القــديم هــو حفــظ علاقــة

ــادل بين ةـ«المانعية» و«الجامعية»التع ــع علـ ــة ترج . وفي الحقيقعة إلى العدول عن هــذا قة أو الموس نشوء وظهور التعريفات الضي

الأصل، والخروج عن حد التعادل.عة هي تلــك التعريفــات الحاصــلة من إن التعريفــات الموســ خلال تجميع خصائص جميع الظواهر التي عaرفت باســم الــدين؛ إذــذي ذكــره لا جــرم أنهــا أوســع من كــل مصــاديقها. فــالتعريف ال

ــة «يينغر» Scientific في مجلـ Study of Religionــاذج مثلا من نمـعة حينمــا يحصــل الــوعي بالمســائل»، وهــو: (436)التعاريف الموســ

ــه يتعين مســير للخلاص الدائميــة والجاريــة والأبديــة للإنســان فإن النهائي، عبر المعتقدات والتقاليد المرتبطة بذلك الــوعي، وحينمــا تتشكل المؤسسات؛ بغرض ارتقاء وتنميــة ذلــك الــوعي والحفــاظــر إلى ســطح ــدين يظه ــإن ال ــدات، ف ــد والمعتق ــك التقالي على تل

. «الواقععة تكمن في شــــمولها إن إيجابيــــة التعريفــــات الموســــــة المصــاديق التاريخيــة وجامعيتها؛ بحيث تســتطيع أن تشــمل كاف

للدين بنحو من الأنحاء.ــكالان ــات إش ــوع من التعريف ــذا الن رـدa على ه ـ ــك ي ــع ذل وم

أساسيان: ـ وجــود مفــاهيم عامــة ومaبهمــة في التعريــف، تخرجــه عن1

فا ) (.Conclusiveكونه معر

، وفتح الطريــق أمــام بعض«المانعية»ـــ تضــعيف أصــل 2الظواهر شبه الدينية للدخول في دائرة التعريف.

ــدين عة توجد تعريفات أخرى لل في مقابل التعريفات الموس على مشـــرب المتكلمين، تبتـــني على أنمـــوذج من دين تـــاريخيــذلك ــا ل ــتندا ومحكوم ــا مس ــار تماميتهم ــون معي ن؛ بحيث يك معي التعريــف. تكمن مشــكلة هــذا النــوع من التعريفــات في إقصــائهاــيرة ــاد كث ــديها أبع ــتي ل ــة، ال ــان الكامل ــاديق الأدي ــير من مص لكث وشمولية؛ إذ نجــد نماذجهــا في آراء البــاحثين المنتمين إلى تقليــدن، أو المتبنين لمنهج نظــري خــاص يختصــر الــدين تبعــا لأبعــاد معيسaكي... فمثلا: الدين حسب تعريــف نظرته، كالبعد العاطفي أو الن

. بينمــا هــو«الفــرد في عزلتــه ووحدته» هــو مــا يهتم بــه «وايتهد» . كمــا«شــلاير مــاخر» عنــد «الإحساس والاتكال المحض )التــام(»

ــه ف ــايلور»يعر ــذوات الروحية» بـ «ت ــاد بال بـ»اســبيرو»؛ و«الاعتق . وقد عددنا هذه التعريفــات(437)«الإذعان بمخلوقات فوق بشرية»

ــة ــة الفردي قة؛ لاعتمادهــا على الجنب من جنس التعريفــات المضــيaعــد العــاطفي أو الاعتقــادي، للــدين؛ أو الاقتصــار فيهــا على الب

.(438)وإغفالها أو تغاضيها عن باقي الأبعاد

التعريف »الشمولي« أو »الحصري« ــــــــات ــف التعريف ــمولية»تختل رية»( وInclusive )«الش ــ )«الحص

Exclusive عة والمضيقة؛ إذ تعطف التعــاريف( عن التعريفات الموس المذكورة سلفا على شمول وسعة دائرة المصــاديق. بينمــا يكــونــه التعريف الشمولي أو الحصري ناظرا إلى شــموليته أو محدوديت

في«الحصرية» أو «الشمولية»لأبعاد الموضوع. وعلى هذا تتعلق ــال«الموضوع»التعريف بـ ، وتحكي رؤية وتلقي المعرف له. والح

أن الشــمولية أو الســعة خصوصــيتان للتعريـف نفســه، وتعكســان

مدى رعاية وتأكيد التعريف على الجامعية والمانعية. في التعريفات الشمولية للدين، والتي يعتمدها المتكلمــون ـ يـا والتي ذكرها المتكلمون المسلمون أيضـا ــ، لا يعتـبر الـدين تجل

ب،«الســلوكية» و«العاطفية» و«الفكرية»للعناصــر للبشــر فحســــا«الاجتماعية» و«الفردية»بل هو شامل لجميع مفاصل الحياة ، م

ــا لفرضــية ــات في عين قبوله ــذه التعريف ــني أن ه «الجامعية»يع للــدين تقضــي أيضــا بأخــذ عالميــة الــدين وأبديتــه وخلــوده كــأمر

. (439)مسلمرية، وفي مقابل التلقي الشمولي للدين تقــع القــراءة الحصــ وهي التوجه الغالب في التقليد المسيحي والثقافــة الغربيــة؛ حيثب يقضي التفكيك بين هاتين المجموعتين من تعاريف الــدين حســ

بأن التعريف الشمولي هو التعريف«رولند رابرتسون»وجهة نظر رة في الحيــاة د فيــه الــدين بمثابــة قــوة نافــدة مــؤث الــذي يتجســ

، في حين«الأيــديولوجيا الدنيوية»الاجتماعية، ويــرتقي إلى درجــة ــد الإرادي aع ري للــدين بالفعاليــات ذات الب ر التعريــف الحصــ aحصــ ي

«فالــدينغ»المتجهة نحو المعنويــات ومــا وراء الطبيعــة. كمــا قــال أيضا: إن التعريف الشمولي والانبساطي هو الذي لا يخــل بجــوهر

aعده الماورائي . (440)الدين المعنوي وبــبر aعت ــواخيم واخ»وي ــوا إلى وجــود«ي ــذين التفت ــة ال من جمل

هذين المنهجين الجديدين في مسألة التعريف؛ حيث مال إلى تلكــار توأميــة المجموعة من التعريفات للدين، التي تأخــذ بعين الاعتبــات ي ــكية( والتجل ــة )المناس ــة( والعملي ــة )التعليمي ــاد النظري الأبعرية وذات الاجتماعية )الوظيفيــة(. كمــا اعتقــد أن التلقيــات الحصــن جزءا من الحقيقــة فقــط، وبتأكيــدها على aعد الواحد للدين تبي الب

aقصي الأبعاد الأخرى للدين عن النظر والاعتبار aعد الواحد ت .(441)البــاط بين القــراءة ــوع من الصــلة والارتب رية»يوجــد ن «الحصــ

ــان ــف على الأدي ــاء التعري ــه من خــارج وابتن ــر إلي ــدين والنظ لل . ومن المصــادفات أن هــذا النــوع من التعريفــات هــو«المتحققة»

ثمرة البيئة المسيحية الغربية، كما أن العديد من التعريفــات الــتيــراءة ةـ عن القـ ــ ــاديق جلي رون الغربيـــون هي مصـ ــا المفك ذكرهـ

ــة«الحصرية» للدين، ما يعني أن هؤلاء نظروا إلى الأديان التاريخيزوا على أبـرز الجــوانب المشـتركة فيهـا، من وجهــة خارجيـة، وركــنى المحصــور في ذاك ــدين على أســاس المع ــوا ال ومن ثم عرف

aعد. الب إن منشأ الاختلاف في جذابية كل من التعريف الشــمولي أو الحصري للــدين يرجــع إلى مــدى اســتناد كــل منهمــا إلى التقاليــد الدينية السائدة والــروح الحاكمــة على تعاليمهمــا؛ حيث رأى بعض أن أكملية الــدين نــاظرة إلى انســحابه على كــل مفاصــل الحيــاة،ر بعض آخــر aتصــور اســتقلالa أي مجــال عنــه؛ فيمــا فســ بحيث لا يري، وعــدم خروجــه عن ــاه الحصــ ــال معن ــدين في اكتم ــال ال كم

نطاقه. الدين »الحق« أو الدين »المتحقق« ــــــ يوجد اختلاف آخــر بين العلـوم المهتمــة بالدراســات الدينيــة؛ف تلك العلوم على أساس النظرة الخارجية أو الداخلية حيث تصنـاـ من خلال ــك جلي ضــح ذل ــايزتين، ويت ــدين إلى مجموعــتين متم لل

. «المتحقق» أو «الحق»تعريف الدين ــة ــا، يتبنى الرؤي ــدين من منظــور متكلم م ــف ال يعتمــد تعريده بــدين خــاص، الداخلية لموضوع دراسته، فضــلا عن اتكائــه وتقي على صورة ذلك الدين لدى المؤمنين، والــتي هي بمثابــة الصــورة الحقيقية والصحيحة لــه؛ إذ يوجــد بين التعريــف الــذي يقدمــه عنخ لـه الـدين بمعنـاه الأعم أو الأخص وبين الـدين المتحقق والمـؤرهــ راجــع بون شاسع، بون مستمر بين حقيقة الدين وواقعيتــه، لا أن

إلى مجرد عدم التوافق البيئي، وعــدم قــدرة البشــر على تحقيــق كمالهم الفكري ومقاصدهم. بل إن حفظ هذه المســاحة الفاصــلة يكون عن قصد ووعي مشفوع بإرادة واعية؛ من أجل تعزيز رغبــةبع ــالت ــابرة من أجــل كمــال الــدين، وب المــوالين في الكفــاح والمث تحقيق الرقي الفردي والاجتماعي لأتباع ذلك الدين. ولهذا السببــة لــدى علمــاء اللاهــوت في الإدلاء ــة واعي ــدوام رغب نجــد على الــاحثين ــد أن الب ــدين. في حين نج ــة ال ــني على حقيق ــف مب بتعري الآخرين في مجال الدين، والــذين ينظــرون إلى الــدين من موقــعقــة بصــحة خارجي، يحترزون عن ولوج الأبحاث والمجادلات المتعلزون في نظرتهم على الدين المتحقق. كما أن وأحقية الدين، ويرك اهتمامهم في مقام التعريــف ينصــب على بيــان أن مــا عaــرف في الواقع التاريخي وعلى امتداد المجتمعات البشرية باسم الدين هو

الدين المتحقق.ـدـن؛ أي ابتنــاء التعريــف على يجــدر بنــا التــذكير أن هــذا الديخين والإناسيين وعلمــاء النفس الدين المتحقق، هو مشرب المؤر والاجتماع؛ في حين أن مشرب فلاسفة الدين يتموضــع في موقــعط بين التعــاريف الكلاميــة عن الــدين الحــق، والتعــاريف غـير وســــاريفهم ليســت منحــازة ــانت تع ــدين المتحقق، وإن ك ــة لل الكلاميaبن على ومقيدة كتعاريف المتكلمين، لكنها في الوقت نفســه لم تــدعيات ــل انســحبت أيضــا على م ــان، ب ــة للأدي ــات التاريخي ي التجل

.«حقيقة الدين»الموالين حول الدين الحق في الكشف عن نسق»من بين تعريفات علماء الاجتماع نجد تعريفا للدين ذا

ــدين،«وجودي د صراحة على الصورة المتحققة من ال ، يتبنى ويؤكaقال: إن الفرضــية الأساســية لأصــحاب هــذا المنهج إلى درجة أنه يرـ والأسـاس حـول معـنى مبتنية على الاعتقاد بأن التحقيـق المaعتب وحقيقة الظاهرة الدينية لا يتسنى إلا من خلال إثبات أن الدين هو

ل فكــرة انتزاعيــة أو كيان حي وأبدي في حيــاة البشــر، لا أنــه يمثنوعا من النظام الحقوقي أو الأخلاقي.

ــــــمنشأ وأصل الدين أم وظيفته؟ ترجــع بعض أســباب ظــاهرة التعــدد في تعريــف الــدين إلى التنـــوع في المبـــادئ النظريـــة، واختلاف البـــاحثين في مـــداخلــاء ولوجهم إلى موضوع الدين. فمثلا: استند الإناسيون وبعض علمــدين ومنشــأ ــاتهم على البحث حــول أصــل ال الاجتمــاع في تعريفــة الاعتقاد الديني. وبالطبع ستكون تعاريفهم تلك متمــايزة لا محال

ل إلى الــدين، أو من«ذات»عن تعــاريف من كــانت غايتــه التوصــس تعريفــه على الجــوانب لــه، ممــا يــدعونا إلى«الوظيفية»أســ

ــرجيح أحــدهما على الآخــر؛ لانتفــاء وجــه ــه يســتحيل ت القــول: إنالمقايسة والمقارنة بينهما.

ز مي غوير»لقد كتابه «مك في «Religion: The Social Context» ــف ــا: التعري ــق عليه ــدين، وأطل ــات ال ــتين من تعريف بين مجموع

)«الذاتي» Substantive def. والتعريف )«الوظيفي»(؛ Functional def.) إن التعاريف الذاتية والجوهرية كانت» حيث يشير إليه قوله: ؛(442)

الدين، بينما نظــرت التعــاريف الوظيفيــة إلى«ماهية»ناظرة إلى ياته الفردية والاجتماعية. تمتاز التعاريف الجوهريــة آثار الدين وتجل عن التعاريف الوظيفية بأنها أدق تشخيصا وتعريفــا، وبيانهــا لــذات الدين ومحتواه أحســن، ممــا يســوغ لنــا من خلالهــا التعــرف علىــاز الدين بسهولة ومن ثم تمييزه عن غيره. مع أن عين وجه الامتيــا هذا موجب لمنقصة في ذلك النوع من التعاريف؛ وهي أنها إذا م قيست إلى تعاريف الدين الوظيفية، ووضعت في الســياق الــديني والثقافي لشــخص المعــرف، تكــون أكــثر خدشــا. ومن هنــا كــانترين الغربيين ـــ في أساســها ـــ صــادقة التعاريف الجوهرية للمتفك

نا. على الدين المسيحي ـ الغربي، وبعضها لا يشمل إلا دينا معي ومن الواضح أن التعاريف الجوهرية تكتفي ببيــان الخصــائص النوعية للدين، بدل البحث عن خصائصه الذاتية؛ وذلــك راجــع إلى صعوبة الكشف عن ماهية وجــوهر ظــاهرة كالــدين. وعليــه ينبغي

. أما التعريفــات(443)عد التعريف الذاتي للدين ادعاء بدون مصداق فــإن ســعة شــموليتها تفــوق بمــراتب ســعة التعــاريف«النوعية»

الجوهرية للدين )على فرض تحققها(؛ لأن محاولة الظفــر بهــا قــد أفضت إلى وضع اليد على الفصول المشتركة؛ لتشمل أكــبر عــدد ممكن من المصاديق. وبهذا اللحاظ تكون قد احتلت موقعا وسطا

.«الوظيفي» والتعريف «الجوهري»بين التعريف ، الــتي اهتم بهــا علمــاء الاجتمــاع،«الوظيفية»إن التعــاريف

وجذبت نحوها ـ إلى حد ما ـ علماء النفس الاجتمــاعي، قــد رامتــة ــدين الفرديـ ــائف الـ ــا هي وظـ ــؤال: مـ ــذا السـ ــة عن هـ الإجابـ والاجتماعية؟ لهــذا أولت المقاربـة الوظيفيــة أهميـة كبــيرة لنتـائجــا على ــا لم يلفت انتباهه ــديني، بينم ــلوك ال ــاد والس ــار الاعتق وآث

.(444)الإطلاق البحث عن جــذور الـدين ومنشـئه وحقيقتـه وحقانيتهــف الجــوهري«مك غوير»وقد قابل التعريف الوظيفي إلى التعري

للدين كالتالي: ـ التعريف الجوهري يحتكم بشكل من الأشكال إلى تقريــر1

نين» ، في حين أن التعريــف الــوظيفي يعتمــد على تقريــر«المتــدينين حــول المراقبين، غير مبال ـ إلى حد كبــير ـــ بمــدعيات المتــدي

نهم، بل قد يشكك فيها. دوافع وحوافز تديــ أي2 ـ ما يمكن عده نقطة ضعف في التعريفات الجوهرية ـ

aعد نقطة قوة في التعريف بما ي aنين ـ ر تمحور التعريف حول المتدي الوظيفي؛ لأن هذا النوع من التعاريف يبــدي اســتناده على تقريــر

في التعريــف الأخــير«المانعية»الناظرين المحايدين. أما منقصــة فقد تم جبرانهــا إلى حـد كبـير في التعريـف الجـوهري. نعم، على الرغم من أن ميل فلاســفة الــدين نحــو تعــاريف الــدين الجوهريـة يقابله رغبة علماء الاجتمــاع في عرضــهم للتعــاريف الوظيفيــة، إلا

، في«دوركــايم»أن هذه المسألة لم تمنع علماء الاجتمــاع، مثــل: ــاة الدينيــة عن أصــول واحــدة ور البدائيــة للحي أن يبحث في الصــ

.(445)للأديان المتعددة والاعتقاد الديني في المجتمعات المختلفةيات« ــــــ ابتناء التعريف على »التجارب« أو» التجلدة على التجــــارب الباطنيــــة إن تعــــاريف الــــدين المؤك والشخصانية لا تبتني بالضرورة على الأبعاد الفردية للدين، والأمريات الــدين الخارجيـة؛ نفسه حاكم على التعاريف المبتنية على تجل حيث لا يمكن حملها على الجنبة الجمعية فحسب؛ إذ قد يكون كلا التعريفين مشيرا لأحــد تلــك الأبعــاد الفرديــة أو الجمعيــة للتجربــةبة على الجــانب الفــرد والجمعي الدينية، وكذا الآثار والنتائج المترت لتجلي الــدين. مــع أنــه يمكن رصــد اختلافــات وفــروق بــارزة بين

هذين التعريفين باعتبار حيثيات أخرى. المجموعة الأولى، أي التعريفات المبتنية على التجربة، تتكئد ــاركة، وتؤك ــد والمش ــوع من الفهم والتعاض ــها على ن في أساس على ضرورة إيجاد وعي وجــداني بالموضـوع مـورد الدراسـة؛ في حين تولي المجموعــة الثانيــة من التعــاريف، النــاظرة إلى عنصــريــات الدينيــة، اهتمامــا بالغــا بالمشــاهدة والمقارنــة العينيــة، التجل

وتستند في ذلك على البيان والتحليل. بقا بــأن«التجربة»تعلمنا التعاريف المبتنية على الدينيــة مaســ

للدراسة، وهذا ما يوحي بتحققه في كل دين يقع موضوعا مستقلا ســياق تــاريخي وثقــافي خــاص، لــه ســماته الفرديــة والانحصــاريةك في أن تلــك الخصوصــيات تكــون الفريــدة من نوعهــا؛ إذ لا شــ

ــة ــدين، وتنفي أي محاول ــذلك ال ــاحث ل حاكمــة على دراســة أي ب تحقيقية خارجية لتعميمــه. ومضــافا إلى ذلــك فــإن هــدف مقاربــةر من هيمنــة القواعــد والأحكــام العلميــة التجربة الدينية هو التحــر والاستدلالات المعرفية الصرفة؛ بغية فسح المجال لفضاء مختلف تمامــا، تحكمــه التــأملات الوجدانيــة والتفســيرات التحققيــة حــولــة ــات الديني ي ــة على التجل ــدين. في حين تتكئ التعــاريف المبتني ال على افتراضات مaسبقة وإلزامات أخرى. ومن هذا المنظور يمكننا القول: إن هناك صaورا متنوعة للدين في المجتمعات المختلفة، إلا أن التشابه النسبي بينها في المناشــئ والآثــار قــد خــول البــاحثينــبيقي، ــني والتطـ ــار البحث التبييـ ــوج غمـ ــدين ولـ ــال الـ في مجـ مســتفيدين من الأســاليب والمنــاهج المــذكورة في الدراســات التاريخية والاجتماعية. وهــذا هــو ســبب رواج التعــاريف المرتكــزةخين عــادة، وفي يات الدين لدى علمــاء الاجتمــاع والمــؤر على تجلــدين المقابل استساغة علماء اللاهوت والإناسة وبعض فلاســفة ال

للتعاريف الحاكية عن التجربة الدينية.

التعريف الفردي أو الاجتماعي للدين ــــــ ما هو المنشأ الأول للدين؟ هــل احتياجــات الفــرد ومســاعيه الباطنية والذهن السيال والخلاق لعبقرية الإنسان هي التي بادرتــاة ــات الحي ــدين أم أن متطلب ــمته ال ــيء أس ــق ش ــتراع وخل لاخ الجمعوية والضرورات الاجتماعيــة المتجــاوزة للفردانيــة هي الــتيدت الإحساس بالحاجة إلى الدين لدى أفــراد المجتمــع، مجــبرة ول

(Paradigmالآخرين على تلبيتها؟ فحتى لو سلمنا بالأفكــار المثاليــة ) لمن يعتــبر الــدين نتاجــا بشــريا، ونظرنــا إليــه من منظــور علمــاء

اللاهوت، فإن السؤال سيبقى مطروحا. كما أنه ومع قبول المنشأ الإلهي للدين ـ على الأقل بالنســبة

إلى الأديان التوحيدية )السماوية( ـ سيكون السؤال المطروح هو:ل اللــه مقصــورا على تلبيــة aســ aهــل كــان إبلاغ الــدين بواســطة ر الحاجيات الفردية للبشر أم تجاوزه ليشمل تأمين حياة المؤمــنينــان هم الأفــراد أم ــذه الأدي ــة أيضــا؟ هــل المخــاطب به الاجتماعي المجتمعات؟ إذا كان المخاطب هم الأفــراد فمــا هي الحكمــة من إنزال الشرائع الناظرة إلى الحياة الجمعوية والعلاقات الاجتماعيةــا ل عليه aؤخذ أفراد الأمة كافة بجريرة بعضها، فيتنز لأتباعها؟ ولم ي العــذاب، من قبيــل: الــدمار والهــدم و...؟ وأمــا إذا كــان الخطـاب الــديني موجهــا للمجتمعــات فلأجــل أي شــيء يكــون عــادة ملاك را الثواب والعقاب في الأديان ناظرا إلى الأفراد، ويكون إما مبشــ

وإما مخوفا لهم؟!aذلت مساع كثيرة لأجــل اســتيفاء الأجوبــة الشــافية على قد ب هاته الأسئلة. فجاءت تلك الإجابات متأرجحــة في أدلتهــا الإقناعيــة

، وهــذا(446)بين الأقل والأكثر، بل جمعت في الغالب بين هذا وذاك لا يعني عدم توجه تلك المساعي لتحقيق حل محــدد؛ أي إمــا هــذا أو ذاك. ومن الواضح أن الأجوبة التي قــدمها علمــاء النفس حــول

الــدين؟ قــد لوحــظ فيهــا الحيثيــة الفردانيــة«لمــاذا» و«من أين»ــد aع للإنســان؛ بخلاف ردود علمــاء الاجتمــاع، الــتي قــامت على الب الجمعوي. مع ذلك لا يحسن بنا الاعتقاد بأن هــذه القاعــدة الكليــةــاء لم تتعرض للنقض أصلا، أو أنها حكر على علماء الاجتماع وعلم

النفس. وكيفما كان إن المهم في تقريرنا لمسار المسألة هو عــرضل أنظـارهم في آراء بعض المحققين الدينيين، الذين قد وجهــوا جaـــدين، تعريف الدين وتبيينه على الفرد؛ بحيث عدوه مجلا ومaجليا لل وفي المقابل تأكيد بعض آخر على الجنبة الجمعوية للدين، وتناوله

لمسائله ومقولاته في إطار سياق مساره الاجتماعي.

aســتفاد عــادة من لبيان سعة الاختلاف بين هاتين المقاربتين ي ؛ حيث رأى الأول أن الــدين«اســميث» و«وايتهد»تعريف كل من:

ــه ــاني أن هو ما يلتجئ إليه الفرد في وحدته وعزلته؛ بينما يــرى الثaؤخذ متعلقــا بالضــمير الشخصــي. وقـد خــالف إلزام جمعي، قلما ي

بشدة القائلين بأن الــدين ينشــأ عن الرغبــات الفرديــة«اسميث» والمساعي الباطنية، وأن وظائفه تقتصــر على نجــاة وفلاح الــروحلة في الجنبــة الفرديــة، معتقــدا بــأن جــذور الــدين الأصــلية متأصــ

.(447)الجمعوية، وآثار تحققه تتعلق بالجماعة فقد كان جوابه عن هذه المســألة بصــورة«جون يينغر» أما

ــدين قــد اســتوفى في الأســاس مغــايرة، حيث يقــول: رغم أن ال جميع احتياجات الإنسان النفسانية، إلا أن ذلك لا يخدش في كونهب رأيــه ـــ لا يمكن ايجــاد دين من ظاهرة اجتماعيــة؛ لأنــه ـــ بحســ خلال المعتقــدات الشخصــية طالمــا لم يكن لهــا تعلق اجتمــاعي.

ــات«يينغر»ومن ثم يستخلص أن الدين ـ كما يجيب على الاحتياجبــات الاجتماعيــة (448)الفرديــة ـــ يجيب أيضــا على المتطل . وســيرا

أنــه ســواء اعتبرنــا«هــنري برغســون»على المنهج نفســه يــدعي بع، ففي كــل الأحــوال لا يمكن إنكــار الدين اجتماعيا بالذات أو بالت

.(449)دوره الاجتماعي أو التشكيك فيه

الهوامش

شرعية الرياضات الروحية وحدودهاــبيت ــ ــل ال ــ ــف أه ــ ــوء مواق ــ ــة في ض ــ دراس

واحتجاجاتهم

*(*()د. السيد أبو الفضل الموسوي

*(*()*د. محمد فنائي الإشكوري

علي الورديترجمة:

ــــــالخلاصة بالرغم من الصورة النمطيــة الســائدة الــتي تحملهــا مفــردة

لدى العديد من الناس، والــتي قــد تعــني لهم:«اضة الروحيةيالر»ــرف aع الالتزام بمجموعة من الأفعال الشــاقة يمارســها بعض من يــا يمكن ــحيح له ــوم الص ــين، إلا أن المفه ــوفة أو المرتاض بالمتصــة ــلوب الطريق ــون، وأس ــوهر الشــريعة المكن ــا ج ــه بأنه تلخيص المسنون، والسبيل الأوحــد لمغــادرة القفص النفســاني، والعــروج إلى المقام الرباني. إن ما تمتاز به الرياضة الدينيــة عن الرهبانيــة والرياضة المنحرفة أمر ليس في الرياضة ذاتها؛ إنما في الــدوافع الباعثة لها، والأبعاد التي تشتمل عليها. وما الرسالة الــتي يحملهــا

إلا دعــوة لمغــادرة الرياضــة«رهبانية أمتي الجهاد»النص المأثور: المنحرفة، والتمسك بالرياضة الروحية الســليمة، والتنويــه إلى أن

أستاذ في الحوزة والجامعة.)*(*( عضو الهيئة العلمية، وأستاذ مساعد، في مؤسسة الإمام)**(*(

الخميني التعليمية ـ البحثية.

الرياضة الروحية ليست مرفوضة بكل أشكالها. ونظرا للطابع الاجتماعي والشــمولي الــذي يمتــاز بــه الــديندـ أن تكــون ذات طــابع aـ الإسلامي فالمفــاهيم المتمخضــة عنــه لا ب

ــوم ــة هــذه«الرياضة»اجتمــاعي وشــمولي أيضــا. ومفه من جملaفaقهــا الفــردي المفاهيم. فالإسلام يرتقي بالرياضة؛ ليخرجهــا من أر عن ممارســة تتجــاوز حب؛ لتعب aفaق الاجتماعي الــر الضيق إلى الأ

ترويض الجسد إلى الإطاحة بصنم النفس. رات الرياضــة المبتغــاة دينيــا، تتبنى هذه الدراسة رصد مؤشــ

مــع بعض^عبر مراجعة المناظرات التاريخية للأئمــة المعصــومينالمتصوفة المعاصرين لهم.

المقدمة ــــــــذ صــدر«الرياضة»لقــد تعــرض مفهــوم ــا، من المبتغــاة ديني

ــل كين»الإســلام وإلى اليــوم، للتشــويه من قب ــال المتنســ ،«الجهـل خذ أحيانا أخــرى ســبيلا للاســترزاق والإثـراء من قب العلمــاء»وات

كين ز ضرورة القيام بمراجعة جديــدة لهــذا«المتهت ، الأمر الذي عز المبدأ الديني في ظل تراث أنوار العصمة )أئمة أهل البيت(؛ بغية

إنارة الطريق للقاصدين. ، وهي من حيث المعـــنى«روض» مشـــتقة من «الرياضة»و

تنقسم إلى قسمين:ــأن» في المروج الخضــراء، «وفرة الماء»: بمعنى الأول وك

ميت روضة لاستراضة الماء فيها a(450)«الروضة س. ووردت في القرآن الكريم بنحو المفرد والجمــع؛ لتشــير إلى

ــرون﴿مروج الجنان وبســاتينها: ــروم: ﴾في روضة يحب (؛15 )ال(.22 )الشورى: ﴾في روضات الجنات﴿

، وهو غالبا مــا كــان«التمرس على ترويض النفس»: الثاني

يستعمل في الإشــارة لــترويض الــدواب، ثم انتقــل ليســتخدم في الرياضـــة: كـــثرة»تـــرويض النفس الإنســـانية. يقـــول الـــراغب:

ضتa الدابة a(451)«استعمال النفس ليسلس ويمهر، ومنه: ر.ــنى الأول إلى كما يمكننا أيضا، بوجه من الوجوه، إرجاع المعــطح الثاني، أو دمج المعنيين؛ وذلك إن قلنا: إن بقاء الماء على ســة مطواعــة التربة لبرهة من الزمن ثم التخلل فيها يجعل منها ترب

ومرتاضة.ــان للـ ــان أو باعث ك ــاك محر ــون هن «الرياضة»ويمكن أن يك

aراد بها ن لترويض النفس»موضوع بحثنا، والتي ي البشــرية:«التمرــاني: البــاعث النفســي؛ أولهما : البــاعث الإلهي. وأمثلــةوالث

ــي: ــاعث النفس ب»الب ــ ــاء» و«التكس ــار» و«الري التمكن من إظه ، وذلك في الرياضات الشاقة. وهــذا كله يــدخل«الخوارق للعادات

من النفس؛ لإرضـاء الجــزء الآخـر«البهيمي»ضمن ترويض الجزء ــدين )الشيطاني أو السبعي(. في حين أن الرياضة التي ينشدها الــع ــاري عــز وجــل في جمي لا تخــرج عن ســياق الطاعــة لأمــر الب مراتبهـــا، وهي بهـــذا المعـــنى، على اختلاف أشـــكالها، وتعـــددaعد الباطني للتكاليف الشرعية، وقــد ورد في ل الب مستوياتها، تشك

فس»الأثر: ، أي جوهر الشريعة.«الشريعة رياضةa الن إلا دليــل«بالتكــاليف»وما تسمية الأوامر والنواهي الشرعية

على محورية الرياضة وأهميتها بالنســبة إلى الشــريعة، فــالتكليف.(452)«، وهو إلزامa فعل فيه مشقة«كلف»مشتق من مصدر

﴿ونقـــرأ في القـــرآن الكـــريم: لا يكلف اللــه نفســا إلارا كمـا حملتـه على وسعها... ربنـا ولا تحمـل علينـا إصــة لنــا بــه... ــا مــا لا طاقــ لن ﴾الذين من قبلنا ربنــا ولا تحم

(.286)البقرة:

وكما هو واضح من سياق الآيــة الكريمــة أن دعــاء المؤمــنينــاليف والرياضــات aطــاق من التك ــا لا ي ــول اســتبدال م يتمحــور حaطاق منها، وليس إلغاء أصل التكليف. لــذلك لا يمكن الشاقة بما يــوري في ــا المح ــة، ودوره ــف والرياض ــود التكلي ــل وج ــار أص إنكــه ودراســته هــو حقيقــة الرياضــة الشــريعة. ومــا يجب البحث في

المبتغاة دينيا وحدودها، لا البحث في أصل وجودها وثبوتها. ويمكن تقسيم الرياضة الشرعية بشــكل عــام إلى قســمين:

.«الرياضة الخاصة»؛ و«الرياضة العامة» فالرياضات العامة تشمل كافــة التكــاليف الشــرعية الــواردة في مجــال العبــادات والمعــاملات والأخلاقيــات، وتســتهدف عامــة

المسلمين، وتدل عليها أغلب آيات القرآن الكريم. فالصلاة والصــيام والحج والجهــاد والأمــر بــالمعروف والنهي عن المنكر والخمس والصدقة بأنواعها والزكــاة، وكــذلك المبــادئلaقية، كالصبر والإيثار وكظم الغيظ والسخاء والحلم...إلخ، كلها aالخ تندرج تحت عنوان الرياضة النفسية؛ نظرا لمغايرتها طبع النفس.

الرياضة»لكن ما تتمحور حوله هذه الدراسة وما تهتم به هو ، التي نادرا ما يحــالف التوفيــق شخصــا لمزاولتهــا، وهي«الخاصة

ليست ضمن قائمة الأوامر الشرعية المعروفة والمباشرة، كحمل النفس على الإكثار من المستحبات، كالصلاة والصوم المســتحبين والذكر والتواضع في المأكــل والملبس والخلــوة والاعــتزال وغــير

. «الرياضة الخاصة»ذلك، مما ينضوي تحت مفهوم من هنا فان إصل الرياضة ومحوريتها في الشريعة أمر ثـابت

ــو ــمار ه ــذا المض ــا في ه ــا يهمن ــاره، وم ــة»لا يمكن إنك الرياضة ــه؛ نتيجــة«الخاصــ ــدم الخلاف حول ــا احت ــذي طالم ــوم ال ، المفه

استغلاله السيئ من قبل بعض فرق الصوفية المنحرفــة على مــر الوقت، وهو لا يزال إلى الآن يحمل في طياته زوايا مaبهمة بحاجــة

لمزيد من الإضاءة.

من مفهوم »الرياضة الخاصة« ــــــ^موقف المعصومين الرياضـة» حافلة بمزاولة أنمــاط من ^إن سيرة المعصومين

، كالتهجد وكثرة الصوم والصــلاة المســتحبة و...إلخ، إلى«الخاصةدية، ب بــأعراض جســ درجة قد تؤدي في بعض الأحيان إلى التســبـدـن. كمــا شــهدت د، وضــعف الب م القــدمين، ونحافــة الجســ كتــور

في غـار حــراء قبـل| أنماطــا من العزلــة، كعزلــة النـبي^سيرتهم لبرهة من الــزمن؛ بســبب فســاد×البعثة، واعتزال الإمام الصادق

ئل عن ســبب ذلك a؛ وغــير(453)الزمان والأعوان، كما علله حين ســ .(454)ذلك من الموارد، التي لسنا بصددها الآن

ــومون في^وما يعنينا هنا هو الاحتجاجات التي أقامها المعص إطــار منــاظراتهم مــع مــدعي التصــوف المعاصــرين لهم، والــتيaســتعان بــه في ترســيم حــدود اــ ي بإمكانهــا أن تشــكل مصــدرا ثري

الرياضة المبتغاة للشريعة.

ــــــ وأصحاب الصفة|ـ الحوار بين النبي1ــؤخرة ــل في م ــد النخ ــان مظلل بجري فة مك ــ ــجدالص المس

aعــد لنـــزول الغربــاء العــزاب من النبــوي الشــريف المهــاجرين، أــوز والوافدين، الذين لا مأوى لهم ولا أهل. وكانت حالة الفقر والعفة إلى درجــة يفتقــد معهــا أحــدaهم للــرداء الشديد تلف أهــل الصــ المناســـب لأداء الصـــلاة في المســـجد، أو مـــا يلزمـــه من عـــدة

وتربيتــه|للمشاركة في الجهاد. ومــع ذلــك؛ ونتيجــة لتعــاليم النــبي وتواصـــله الـــدائم معهم، فقـــد ظهـــر من بينهم قمم في العلم والتقــوى والســلوك والجهــاد، أمثــال: ســلمان الفارســي، وأبي ذر الغفاري، وابن مسعود، وبلال بن رباح، وخباب بن الأرت، وصهيب

بن سنان، والمقداد، وعمار بن ياسر، وآخرين.

وي عن الإمــام جعفــر بن محمــد الصــادق aعن أبيــه، عن×ر ، يفان|، أن رســول الله^آبائه فة، وكــانوا ضــ كــان يــأتي أهــل الصــ

، كــانوا هــاجروا من أهــاليهم وأمــوالهم إلى المدينــة،|رســول الله صaفة المسجد، وهم أربعمائــة رجــل، يســلم|فأسكنهم رسول الله

عليهم بالغداة والعشي، فأتاهم ذات يوم؛ فمنهم من يخصف نعله؛ــول الله ــان رسـ ــه؛ ومنهم من يتفلى، وكـ ــع ثوبـ |ومنهم من يرقـدا من تمـر في كـل يـوم، فقــام رجـل منهم، فقــال: يـا يرزقهم مaـ رسول الله، التمر الذي ترزقنــا قــد أحــرق بطوننــا! فقــال رســول

aكم، ولكن»: |الله ــدنيا لأطعمت أما إني لو اســتطعتa أن أطعمكم الرـاح عليـه a aغدى عليـه بالجفـان وي من عـاش منكم من بعـدي فســي بالجفان، ويغدو أحــدكم في قميصـه ويـروح في أخــرى، وتنجـدون

، فقام رجل، فقــال: يــا رســول اللــه، أنــا«بيوتكم كما تنجد الكعبة زمــانكم هــذا خــير»: |على ذلك الزمان بالأشواق، فمتى هو؟ قـال

aم بطــونكم من الحلال توشــكون أن من ذلك الزمان، إنكم إن ملأت.«تملأوها من الحرام

بحديث جاء فيه على ذكر الحســاب والقــبر،|ثم تحدث النبي فة )ســعد بن أشـج( أثـرا ر بعض من حولــه من أصــحاب الصـ فتــأث

ــوم»بالغا، فقال: إني أشهد الله وأشهد رسوله ومن حضرني أن ن الليل علي حرام، والأكــل بالنهــار علي حــرام، ولبــاس الليــل علي حرام، ومخالطــة النــاس علي حــرام، وإتيــان النســاء علي حــرام،

تــأمر بــالمعروف : يا سعد، لم تصنع شيئا، كيــف|رسول الله فقالــد ــة بع ــكون البري ــاس؟ وس ــط الن ــر إذا لم تخال وتنهى عن المنكلــ بالنهــار، والبس مــا لم يكن a الحضر كفــر للنعمــة. نم بالليـل، وك ذهبا أو حريرا أو معصفرا، وأت النســاء. يــا ســعد، اذهب إلى بــني المصطلق فإنهم قــد ردوا رســولي، فــذهب إليهم، فجــاء بصــدقة،

|رسول الله فقال : كيف رأيتهم؟ قـال: خـير قـوم، مـا رأيتa قومـا

رســول قط أحسن أخلاقا فيما بينهم من قوم بعثتني إليهم، فقــال : إنه لا ينبغي لأولياء اللـه تعـالى من أهـل دار الخلـود، الــذين|الله

aهم، أن يكونوا أولياء الشيطان من أهل aهم، وفيها رغبت كان لها سعيaهم. aهم، وفيها رغبت دار الغرور، الذين لها سعي

هنا تبادر لأصحاب الصفة السؤال التالي: اذن ما هــو المعيـار الدقيق للإيمان الحقيقي؟ فقيل: يــا رســول اللــه، فــأي المؤمــنين

ذكرا، وأحسنهم له اســتعدادا، أولئــك للموت أكيس؟ قال: أكثرهم.(455)«هم الأكياس

ــني على|يتضح إذن أن النبي الكريم رجح الجوع والفقر المبــر أدان ــانب آخ ــني على الحــرام، ومن ج ــنى المب الحلال على الغ

العزلة والإفراط في الارتياض؛ بحجة العبادة والتنسك. وبعبـــارة أخـــرى: يمكن الاســـتنتاج من المـــأثور النبـــوي أن للإيمان الحقيقي ثلاثة مؤشرات، أو قaل: إنه مثلث مؤلف من ثلاثة

ــلاع: ــرام؛ أولاهاأضـ ــاة الحلال والحـ ــةوثانيها: مراعـ : الرياضـ المعتدلـــة، الـــتي تحمـــل المـــرء على ذكـــر المـــوت والحســـاب

؛ : الكـف عن الإفـراطوثالثهاوالاستعداد للقاء البـاري عـز وجــل في الارتياض، بما يهــدر حــق الأســرة والمجتمــع، وينتهي بكفــران

عم الإلهية. الن

على عاصم بن زياد ــــــ×ـ احتجاج الإمام علي2 ، قــائلا:×شكا العلاء بن زياد أخاه عاصما إلى أمير المؤمــنين

يا أمير المؤمنين، أشكو إليك أخي عاصم بن زياد، قــال: ومــا لــه؟ قال: لبس العباءة وتخلى من الدنيا، قال: علي به. فلما جاء قـال:

نفسه، لقد استهام بك الخبيث. أما رحمت أهلــك وولــدك! يا عديبــات وهــو يكــره أن تأخــذها؟! أنت أهــون أترى الله أحل لــك الطي على الله من ذلك. قال: يا أمير المؤمــنين، هــذا أنت في خشــونة

ملبسك وجشوبة مأكلك! قال: ويحــك، إني لســتa كــأنت، إن اللــهعفة النــاس؛ تعالى فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفســهم بضــ

غ ه كي لا يتبي a(456)بالفقير فقر.ــة، أو ضح بهذا الخبر ملاك مهم من ملاكات الرياضة المباح يتبما الواجبة، وهي التي على الحــاكم أن يمارســها؛ فعلى الحــاكم aر أو الإمام العــادل أن يقــدر نفســه بأشــد النــاس فقــرا من الناحيــة الاقتصــادية، ومواســاتهم في المأكــل والملبس. ولا يخفى كم هــو قاس تحمل مثل هذه الرياضة على الحاكم المبسوط اليد إن كان في زمانه من يعاني الفقر والعــوز الشــديد، كمــا كــان ذلــك واقــع

المسلمين في صدر الإسلام. وهنا قــد يســتفهم القــارئ: إن كــان على الحــاكم العــادل أن يقدر نفسه بضعفة الناس، إذن كيف أمكن لبعض الأنبياء، كــداوود

وــا حيــاة الرخــاء،^ويوسف وســليمان ، أن يســكنوا القصــور، ويحي وهم أنبياء وموصوفون بالعدل في الوقت ذاته، ألم يكن حريا بهم

أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس؟! الأمر الآخر هو: ماذا سيكون موقف أسرة الحاكم وذويه منخــذها نهجــه العســير والرياضــة الشــاقة وجشــوبة العيش الــتي ات لنفسه؟ بمعنى إن كان ذلك النهج واجبا على الحــاكم العــادل فمــاــه هو موقف أسرته من ذلك، وخصوصا أنه أمــر ينعكس على حيات

وبيته وأسرته؟! هذه الاسئلة وغيرها ستتضح إجاباتها لاحقــا، من خلال حــديثنا

عن جوانب الموضوع المختلفة.

على سفيان الثوري وأتباعه ــــــ×ـ احتجاج الإمام الصادق3 على سفيان الثوري وأصــحابه×يعتبر احتجاج الإمام الصادق

^أحد أهم وأبـرز المحاججـات الــتي احتج بهــا الأئمــة المعصــومين

ــدة ويت هذه المحاججة بطرق عدي aعلى المدرسة الصوفية. وقد ر ومختلفة، لكن من بين هذه الروايات هناك رواية جامعة، سنحاول

دراسة فقرات منها على نحو الإيجاز. وتبدأ أحداث المحاججة حين دخــل ســفيان الثــوري على أبي

ــه: إن×عبد الله ، فرأى عليه ثيابا بيضا كأنها غرقئ البيض، فقال ل اسمع مني، وع مــا أقــول لــك؛» له: ×هذا ليس من لباسك، فقال

فإنه خــير لــك عـاجلا وآجلا. إن كنت أنت مت على الســنة والحــق كان في زمان مقفــر|ولم تمaت على بدعة، أخبرك أن رسول الله

جشــب، فــإذا أقبلت الــدنيا فــأحق أهلهــا بهــا أبرارهــا لا فجارهــا؛.«ومؤمنوها لا منافقوها، ومسلموها لا كفارها

ينـوه الى أولى العناصـر الباعثـة×وهنا نجـد الامـام الصـادق على الرياضة، وهي استشــراء الفقــر بين النــاس، والــذي تفرضــه الظروف البيئية، كالجفاف والآفات وغيرها. ففي مثل هذه الحالــة

على المسلمين أن يواسي أحدهم الآخر.ــرى ـ×ثم يضيف : فما أنكرت يا ثوري، فوالله ـ إني لمع ما ت

ــرني ما أتى علي مذ عقلتa صباح ولا مساء ولله في مالي حق أمaه. أن أضعه موضعا إلا وضعت إلى عنصر آخر، وهو ضرورة اجتناب×في هذه الفقرة يشير

المال الحرام والمشبوه، وليس كل مال، بمعنى أن تحصيل المالم والمكـروه هـو ما أو مكروها، إنمـا المحـر في حد ذاته ليس محر

المال الحرام. ثم أتاه قوم ممن يظهــر التزهد، ويــدعون النــاس أن يكونــواف، فقــالوا: إن صـاحبنا معهم على مثل الذي هم عليـه من التقشــ

ــاتوا حججكم،×حصر من كلامك، ولم تحضره حجة. فقــال لهم: ه فقالوا: إن حججنا من كتاب الله، فقال لهم: فأدلوا بها؛ فإنها أحق بع وعaمل به، فقالوا: يقول الله تبارك وتعالى، مخبرا عن قوم ما ات

اـن بهم﴿: |من أصحاب النبي ويؤثرون على أنفسهم ولـو كه فأولئك هم المفلحــون ح نفســ ﴾خصاصة ومن يــوق شــ

ويطعمـون الطعـام﴿، فمدح فعلهم؛ وقال في موضع آخر: (457) ، فنحن نكتفي بهذا.(458)﴾على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا

إليهم، متحدثا حول الناســخ والمنســوخ من الآيــات×فالتفت دعaــوا عنكم مــا لا تنتفعــون بــه، أخــبروني أيهــا»القرآنية الكريمة:

فـــر، ألكم علم بناســـخ من منســـوخه، ومaحكمـــه من القـــرآن الن من هــذه متشابهه، الذي في مثله ضل من ضــل وهلــك من هلــك

ــه فلا، فقــال لهم: فمن هنــا الأمة؟ فقــالوا لــه: أو بعضــه، فأمــا كلaتيتم. وكذلك أحاديث aم من إخبــار اللــه|رسول الله أ . فأما ما ذكــرت

عز وجل إيانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم بحaسن فعالهمaهaوا عنه، وثوابهم منه على اللــه فقد كان مباحا جائزا، ولم يكونوا ن، وذلك أن اللــه جــل وتقــدس أمــر بخلاف مــا عملــوا بــه، عز وجله ناسخا لفعلهم، وكــان نهي اللــه تبــارك وتعــالى رحمــة aفصار أمر منه للمؤمنين ونظــرا؛ لكي لا يضــروا بأنفســهم وعيــالاتهم، منهم:ــذين ــيرة، ال الضعفة الصغار والولدان والشيخ الفاني والعجوز الكب لا يصبرون على الجوع، فإن تصدقتa برغيفي ولا رغيف لي غــيره

ــرات أو|رسول الله ضاعوا وهلكوا جوعا، فمن ثم قال : خمس تمــد أن ــانير أو دراهم يملكهــا الإنســان وهــو يري خمس قــرص أو دنـهـ، ثم الثانيــة على يمضيها فأفضلها مــا أنفقــه الإنســان على والدي نفســه وعيالــه، ثم الثالثــة على قرابتــه الفقــراء، ثم الرابعــة على

 سبيل الله، جيرانه الفقراء، ثم الخامسة في ها أجرا .«وهو أخس يتضـــح إذن أن عـــدم إحاطـــة بعض المتصـــوفة بالناســـخكون ببعض الآيــات، ويحتجــون بهــا، دون والمنســوخ جعلهم يتمســ الالتفات إلى الآيات الناســخة، الأمــر الــذي أدى بهم إلى الافــراط

في الإنفاق.

قــال: ابــدأ بمن تعــول،|رســول الله ثم قال: حــدثني أبي أن الأدنى فالأدنى. ثم هذا ما نطق به الكتاب؛ ردا لقولكم، ونهيا عنه،

ــه ــز مفروضــا من الل الذين إذا أنفقوا لم﴿ل: الحكيم، قا العزي ــرون أن﴾يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامــا . أفلا ت

الله تبارك وتعالى قال غير ما أراكم تدعون الناس إليه من الأثــرة على أنفسهم، وسمى من فعل ما تدعون إليه مســرفا. وفي غــير

، فنهــاهم﴾إنه لا يحب المسرفين﴿ آيــة من كتــاب اللــه يقــول: الإسراف، ونهاهم عن التقتير، ولكن أمر بين أمرين، لا يعطي عن

جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقــه فلا يســتجيب لــه؛ للحــديثaســتجاب لهم|النــبي الــذي جــاء عن : إن أصــنافا من أمــتي لا ي

دعاؤهم: )...ورجل رزقه الله عز وجل مالا كثيرا فأنفقــه ثم أقبــل : ألم أرزقــك رزقــا يدعو: يا رب، ارزقــني، فيقــول اللــه عــز وجــلaــك aــك، ولم تســرف وقــد نهيت واسعا؟ فهلا اقتصدت فيــه كمــا أمرت

الإسراف؟...(. عن| حكاية غريبة عن النبي×ثم ساق ، أصــبحت فيمــا بعــد شــأنا

ــز ــ ــه ع ــ ــال: ثم علم الل ــ ــة، فق ــ ــات الكريم ــ ــنزول بعض الآي ــ له وجل كيف ينفق؟ وذلك أنــه كــانت عنــده أوقيــة من الــذهب، |نبي

فكره أن تــبيت عنــده، فتصــدق بهــا، فأصــبح وليس عنــده شــيء، وجاءه من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامــه الســائل، واغتم هو؛ حيث لم يكن عنده ما يعطيه، وكان رحيما رقيقــا، فـأدب اللــه

ه عــز وجــل ولا تجعـل يـدك مغلولـة إلى﴿ بــأمره، فقــال: |نبي ورا ،﴾عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومــا محســ

يقول: إن الناس قد يسألونك، ولا يعذرونك، فإذا أعطيت جميع ما.(459)عندك من المال كنت قد حسرت من المال

ك بهـا المتصـوفة قـد يتضح مما تقــدم أن الآيـات الـتي تمســ نaسخت بآيات أخرى رسمت حدود الإنفاق والرياضــة الماليــة، بمــا

ب، إنمــا يصون النفس ويحفظ مــاء الوجــه، ليس للمرتــاض فحســ لأسرته وأرحامه، على أن لا يستهلك جميـع مــا عنـده، بـل يحـاول

دوما أن يدخر شيئا ليجد ما ينفق منه فيما بعد. إلى الحــديث عن ســيرة أصــحاب×ثم انتقل الإمام الصــادق

في الإنفاق، منوها إلى عدد من النقاط المهمة:|الرسول : إن الفقر والحرمان الشديد يجعل النفس تتثاقل عنأولها

جهلــة، أن النفس قــد تلتــاث على صــاحبها العبادة: )أما علمتم، ياــرزت ــإذا هي أح ــه، ف ــد علي ــا تعتم ــا من العيش م إذا لم يكن له

ت(. معيشتها اطمأنــال،وثانيها ــود الم ــريعة على وج ــام الش : توقف بعض أحك

وبالتالي إقبال الناس على التصــوف بمفهومــه الســلبي، وزهــدهمب بتعطيــل هــذا النــوع من بالمــال إلى درجــة القحــط، قــد يتســب

إلى ذلك بقوله: )وأخــبروني أيضــا عن×الأحكام، لذلك نوه الإمامــائرين( حيث يقضــون على الرجــل منكم القضــاة، أجــورة هم )جaم: نفقة امرأتــه إذا قــال: إني زاهــد، وإني لا شــيء لي؟! فــإن قلت

aم: بـــل عـــدول خصـــمتمجـــورة ظلمكم أهـــل الإســـلام، وإن قلتــدون، ــذين تري ــاس كلهم كال ــان الن ــو ك ــبروني ل ــكم... أخ أنفســدق ــان يتص ــيرهم، فعلى من ك ــاع غ ــة لهم في مت ــادا لا حاج زه

ــاة فرضمن  والصدقات والنذور بكفارات الأيمان ــذهب الزك من ال من الإبــل الزكــاة، وســائر مــا وجب فيــه والــزبيب  والتمروالفضة

والبقر والغنم، وغــير ذلــك؟! إذا كــان الأمــر كمــا تقولــون لا ينبغيــه ــان ب ــه، وإن ك ــدنيا إلا قدم لأحــد أن يحبس شــيئا من عــرض ال

خصاصة(.ــاء:×ثم اســتأنف ــدد من الأنبي ــه، مستعرضــا ســيرة ع حديث

، حيث ســأل اللــه ملكـا لا×)أخــبروني أنتم عن ســليمان بن داوودــك ]...[؛ وداوود ×ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه الله جل اسمaه ذل

، حيث قال لملك×قبله في ملكه وشدة سلطانه. ثم يوسف النبي(.﴾اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم﴿مصر:

وقه لســيرة عــدد من الانبيــاء الماضــين كشــف الإمــام وبســــو×الصادق عن حقيقة مهمة، وهي أن التوفر على المــال، حتى ل

كان بأرقام كبيرة، ليس أمرا مذموما، وليس معيارا لتقييم النــاسأيضا.

ضح أن السر وراء بعض الانحرافات التي مaنيت ومما تقدم يتــا، وإعراضــهم عن ــل رواده ــو في جه ــا المدرســة الصــوفية ه به

×. وقــد نــوه^الرجوع إلى حملة القرآن الحقيقيين، أي أهل البيت إلى هذه الحقيقة في أكثر من موضع، فقــال موجهــا خطابــه لهم:فر بآداب الله عز وجل للمؤمــنين، واقتصــروا على ها الن )فتأدبوا أيــه، أمر الله ونهيه، ودعوا عنكم ما اشتبه عليكم، مما لا علم لكم ب وردوا ]ال ـ[ علم إلى أهلــه]...[، ودعــوا الجهالــة لأهلهــا، فــإن أهــل

ــه: ــال الل ــل ذي﴿الجهل كثير، وأهل العلم قليل، وقد ق وفوق ك.(460)(﴾علم عليم

على جمع من المتصوفة ــــــ×ـ احتجاج الإمام الرضا4ــل على الرضا ــه دخ ــر أن ــوم من×ورد في الأث ــان ق بخراس

الصوفية، فقالوا له: إن أمير المؤمنين نظر في ما ولاه تعالى من الأمر، فرآكم أهل البيت أولى النــاس بــأن تقومــوا النــاس، ونظــر فيكم أهل البيت فــرآك أولى النــاس بالنــاس، فــرأى أن يــرد هــذا الأمر إليك، والأمة تحتاج إلى من يلبس الخشن، ويأكــل الجشــب، ويركب الحمار، ويعود المريض، قال: وكان الرضا متكئا، فاســتوى

اــ يلبس أقبيــة الــديباج المــزررة×جالسا، ثم قال: كــان يوسف نبيرـاد من aـ بالذهب، ويجلس على متكآت آل فرعــون، ويحكم. إنمــا ي الإمام قسطه وعدلــه، إذا قـال صـدق، وإذا حكم عــدل، وإذا وعـد

م ملبوسا ولا مطعما، وتلا قوله تعالى: قــل﴿أنجز، إن الله لم يحرــات من ــاده والطيب رج لعب ــة اللــه التي أخــ م زين ر من حــ

زق . (461)(﴾الر تتضمن هذه الرواية أيضا مجموعة من الصور السلوكية لعدد

×، يسوقها الإمام المعصــوم×من الانبياء السابقين، كالنبي يوسف كشاهد على سقم المنحى الصوفي في الارتيــاض. وتختلــف هــذه

لم×الرواية عن سابقتها في أمر واحــد، وهي أن الإمــام الصــادقد بالرياضــة يكن يشغل منصبا حكوميا، الذي هو أحد الدواعي للتقي

×الروحية، أمــا في الروايــة الأخــرى فالإمــام الرضا يتــولى منصــبال في ولايــة العهــد، وهــو في الــوقت ذاتــه لا حكوميــا مهمــا، يتمث

يذهب إلى ضرورة الالتزام بالرياضة الروحية.ــتي تحكم دـ من التوقف عنــد الجدليــة ال aـ ــاء على ذلــك لا ب بن العلاقــة بين الرياضــة الروحيــة وبين تــولي المناصــب الحكوميــة،وتمحيص الأمر بشكل دقيق، وهذا هو بالضبط ما سنتناوله لاحقا.

كما نود أن نلفت نظر القــارئ الكــريم إلى أن هنــاك المزيــدaقلت عن الإمــام الهــادي ×من الروايــات حــول الصــوفية، كــالتي ن

وغيرها، نعرض عن إيرادها؛ للوهن السندي أو النصي.

تحليل الروايات واستخلاص المعايير ــــــ لاستخلاص أبرز معايير الرياضــة الروحيــة المبتغــاة دينيــا منaد أولا من تســليط الضــوء على عــدد خلال المناظرات السابقة لا ب

من المحاور التي لها علاقة مباشرة بالرياضة الروحية:

المحور الأول: الرياضة الروحية ومقتضيات الزمان والسلطة ودرجة الفضيلة ــــــ ــا لا يخفى أن الرياضة في المأكل والملبس، التي كان ملتزم

قـل أن نشــهد نظيرهـا في مــا× والإمــام علي|بها كل من: النــبي

بلغنا من سيرة سائر الأئمة، وخصوصا المتأخرين منهم، كالصــادقرات هذا’والرضا . ومن خلال ما مر بنا من مناظرات فإن أبرز مبر

ــرين: ــه في أم ــرةالأولالاختلاف يمكن تلخيص ــود في دائ : الوج: المستوى الاقتصادي للشعب.والثانيالسلطة من عدمه؛

،×وهنا بالتحديــد قــد يســتغرب البعض موقــف الإمــام الرضا فمع وجوده في دائرة السلطة وفي منصب مهم كولاية العهــد، إلا أنه لا يرى وجــوب الالــتزام بالرياضــة في المأكــل والملبس. وقــد

ل به جده الصــادق ل في حديثه مع المتصوفة بما تمث بســيرة×تمثــبب^كل من الأنبياء داوود وسليمان ويوسف . ومرد ذلك إلى الس

الثاني الذي ذكرناه، أي الاختلاف في المستوى الاقتصــادي لأفــراد المجتمــع الإســلامي، وهــو مــا ورد في الجــزء الأول من منــاظرة

.×الإمام الصادقد الــدليل الأول على نحــو وبكلمة أخرى: إن الدليل الثاني يقيــذي ــزام، بمعــنى أن )المســتوى الاقتصــادي للمجتمــع( هــو ال الإلده. فالســـلطة في زمن الفقـــر يتحكم بســـلوك )الحـــاكم( ويقي تستوجب الرياضة الروحيــة، فيمــا لا تســتوجب ذلــك الســلطة في

حياة زاخرة بالزهد× والإمام علي|زمن الرخاء. لذلك عاش النبيــالي ف؛ لأن الفقر كان مستشريا في المجتمع آنذاك. وبالت والتقشــة ف، إنما الســلطة والحال لم تكن السلطة وحدها سببا في التقش الاقتصادية المتردية للمجتمع معــا، إذ إن الســلطة وحــدها ليســتــاء ف، فلم يكن الأنبي ــاة الزهــد والتقشــ ك بحي ــا للتمســ ســببا كافي

فين، مــع أنهم كــانوا على رأس^يوســف وداوود وســليمان متقشــالسلطة.

والآن لنتأمل هل من شواهد تأريخية تعضد هذه الرؤية؟ إن دراســة الواقــع الاجتمــاعي في صــدر الإســلام ومــا تلاه،ــف وداوود ــاء يوس ــد الأنبي ــاعي في عه ــالواقع الاجتم ــه ب ومقارنت

.×، يعضد تأريخيا ما ورد عن الإمام الصادق^وسليمانم النــبي والإمــام علي مقاليــد الســلطة في حقبــة لقــد تســنــد هيمن على أغلب الشــرائح ــا ق ــوز فيه ــر والع ــان الفق ــة ك زمنيaعث النـبي في بيئــة اجتماعيــة فقــيرة، محاطــة الاجتماعيــة. فقــد بــول ــدن، تق ــردات التم ــر إلى أبســط مف ــل والتخلف، وتفتق بالجه

، في خطبتهــا المعروفــة بالفدكيــة:÷الســيدة فاطمــة الزهــراءــوطئ ــزة الطــامع، وقبســة العجلان، وم ــة الشــارب، ونه )...مذقــئين، ةـ خاس ــورق، أذلـ ــاتون ال ــرق، وتقت ــربون الط ــدام، تش الأق

ــزل(462) من حولكم...(﴾تخافون أن يتخطفكم الناس﴿ . فلم يفة( حتى بعــد أن|النبي مكلفــا بمواســاة الفقــراء )كأصــحاب الصــ

ــه الأمــر، وأصــبح على رأس هــرم الســلطة: بر﴿اســتتب ل واصــــدون نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يري

ــدنيا ــاة ال .(463)﴾وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحي وفي كتابــه إلى ابن حــنيف يقــول أمــير المؤمــنين علي بن أبي

.(464): )أوأبيتa مبطانا وحولي بطون غــرثى وأكبــاد حــرى(×طالب لكن هذه الحال لم تـدaم طـويلا؛ إذ سـرعان مـا بـددها صـعود أولــوالي الفتوحــات طبقة من الخلفاء المتلهفين للســلطة، ومن ثم ت الإســـلامية والاســـتيلاء على الغنـــائم والانفتـــاح على الحضـــاراتــة الجديدة، كالحضارة الفارسية والرومانية، فبدأت القصور الفاره بالظهور، وانتشر الرخاء الاقتصادي بين الناس، فاختلف المستوى الاقتصادي للمجتمع في عصـر الأئمـة المتـأخرين كثـيرا عمـا كـان عليه الحال في صــدر الإســلام. من هنــا وجــدنا الإمــامين الصــادق

ــاء’والرضا ــيرة أنبي لان بس ــا على المتصــوفة، يتمث ، في احتجاجهم ؛ إذ^، وليس موســى وعيســى ومحمد^كيوسف وداوود وسليمان

ــاء يوســف وداوود وســليمان ــالعودة إلى ســيرة الأنبي نجــد أن^ب في قصــر×بيئتهم كانت بيئة القصور والرفاهية؛ فقد نشــأ يوسف

ــا ورث داوود ــزائن الأرض؛ كم ــر، وورث خ ــز مص ــلطان×عزي س . وقــد(465) فيمــا بعد×طالوت بعد مقتله؛ وورثه عنه ابنــه ســليمان

عد القرآن الكريم الملك والحكم الــذي أولاه هــؤلاء الأنبيــاء نعمــة من أنعم الله البالغة، ووصفه بالعطاء والمكافأة التي كافأ الله بها

أنبياءه، دون أن يحيد بهم هذا العطاء عن جادة العبادة والزهد. إن جــوهر المســألة يكمن في الاختلاف بين بيئــة الســلطة وبيئة الشعب. فلم يشمل الفقر والعوز في صــدر الإســلام طبقــةب، إنمـا السـلطة أيضـا، المجتمع في شبه الجزيرة العربيـة فحســ

لة بالنبي كذلك، بمعنى أن الفقر كان حالة× والإمام علي|والمتمث سائدة، بدءا ببيت الحــاكم وزقاقــه وانتهــاء بأقصــى حــدود الدولــة الإسلامية، فقد كان بين العرب وبين الحضارة والرخاء الاقتصــادي بون شاسع آنذاك. وهذا الأمر مختلف تماما عمــا كــان عليــه حــال

، الــذين نشـــأوا في أروقــة^الأنبيــاء يوســف وداوود وســـليمان القصور، وفي بحبوحة البلاط، دون أن يكون لهم دور في إيجادها،بما كان الناس خــارج القصــور يعــانون الفقــر والعــوز. لكن في aور

ــو× والإمام علي|حالة النبي لم يكن الأمر كذلك، كما أسلفنا؛ إذ ل أقدما على تشييد القصور، وابتغيا حيــاة الملــوك والســلاطين، فيــاظري الطبقــة ــام ن ــا، وأم ــة بهم ــيرة المحيط ــة الفق ــك البيئ تل المحرومة، لكان ذلك سلوكا منافيا لمنظومتهما الأخلاقية الرفيعة.

^لكن في حالة يوسف وداوود وسليمان حتى لو كان الفقر سائداــك دوا تل خارج أسوار القصور التي كانوا يرتادونها، إلا أنهم لم يشي القصور؛ كي يستفزوا الفقراء من الناس، إنما وضعوا بين جدرانها مرغمين، ودون رغبة منهم؛ لذلك عملوا على استثمارها وتوظيفها

لبسط العدل الإلهي، وهذا ما لا يضر بمبادئ الأخلاق السامية. من: الإمـــام الرضا والنـــبي×والملاحظـــة الأخـــرى أن كلا

ــب أدنى؛×يوسف ــا في منص ــلطة، إنم ــا على رأس الس لم يكون

ــام الرضا ــان يوسف×فالإم ــا ك ــد، كم ـاـ للعه ــان ولي مســؤول× ك الخزينـة، وفي مثـل هـذه الحالــة لـو أراد كـل منهمـا الخــروج عن أعراف البلاط، واتخاذ المسلك الصوفي المتنسك، فسيصــطدمان دون شك برأس السلطة، وسيقدمان على إيجاد نوع من التعارض بين سلوك الحاكم وسلوك النائب، مما يفضــي إلى زعزعــة أصــل

النظام، وهذا ما لم يكن بالمقدور الإقدام عليه. ومــا يهمنــا الآن هــو الســؤال التــالي: إذا كــان الزهــد قيمــة أخلاقية ومعنويــة رهينــة الواقــع الزمــني والمكــاني إذن لن يكــون الزهد مبدأ ثابتا، وإنما يتأثر نسبيا بــالظرف والبيئــة، فعنــد ازدهــار الواقــع الاقتصــادي للشــعب ينتفي هــذا المبــدأ، ولن يعــود لــه موضوعية، ولذلك لا يوصف بالزهد كل من الأنبياء والأئمة يوســف

!^وسليمان والرضا والإجابة عن هذا الســؤال تتضــح من خلال التعريــف الــدقيق

ب أدبيــات^للزهــد في تــراث الأئمــة المعصــومين . فالزهــد بحســرات الخارجية، إنما هو صفة المعصومين ليس أمرا مرهونا بالمتغي نفسانية داخلية. وكما ورد في العديد من الأخبار إن تعريف الزهــد

﴿هو مفــاد الآيــة الكريمــة: اتكم ولا لكي لا تأسوا على مــا فــ.(466)﴾تفرحوا بما آتاكم

في الزهــد  في تعريـف الزهـد: )ليس×يقول الإمام الصـادقــدنيا أن لا الزهد الدنيا بإضاعة المال، ولا بتحريم الحلال، بل في ال

) .(467)تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عز وجل ومما تقدم تتضح أغلب إبهامات الموضوع، ويبقى هناك جــزءل في اختلاف ــه، ويتمث ــوء عليـ ــاء بعض الضـ دـ من إلقـ ــ a متمم لا ب

مقامات الأنبياء والأئمة.لنا﴿فقــد ورد في كتــاب اللــه ســبحانه: ل فضــ ســ تلك الر

هم ــ ع بعض ــ ــه ورف هم على بعض منهم من كلم الل ــ بعض

ى ابن مــريم البينــات وأيدناه بــروح درجات وآتينــا عيســ(.253 )البقرة: ﴾القدس...

ونلاحظ أن النص القرآني الكريم بصدد بيانه مقامات الأنبياءــى وعيسى ــ ــزم، كموس ــ ــاء أولي الع ــ ــر بعض أنبي ــ ،’أتى على ذك

ــثر’وبالعودة إلى الروايات والأخبار نجد أن موسى وعيسى كانا أكالأنبياء زهدا وارتياضا.

ــه عن دعــوة موسى×يقــول الإمــام علي رب﴿: ×، في حديث :﴾إني لما أنزلت إلي من خير فقير خــبزا والله مــا ســأله إلا

يأكله؛ لأنه كان يأكل بقلة الأرض، ولقد كــانت خضــرة البقــل تــرى : ولقد×؛ وقال(468)بطنه؛ لهزاله وتشذب لحمه( من شفيف صفاق

ومعه أخوه هارون صلى الله عليهما على موسى بن عمران دخل فرعون، وعليهما مدارع الصوف، وبأيــديهما العصــا، فشــرطا لــه ـ إن أسلم ـ بقاء ملكه، ودوام عــزه، فقــال: ألا تعجبــون من هــذين

العــز وبقــاء الملــك وهمــا بمــا تــرون من حــال يشرطان لي دوام.(469)الفقر والذل(د الحجــر، ويلبس×، في وصف عيسى×ويقول : )كــان يتوســ

الخشــن، ويأكــل الجشــب، وكــان إدامــه الجــوع، وســراجه بالليــلــه ــا، وفاكهت ــه في الشــتاء مشــارق الأرض ومغاربه القمــر، وظلال وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم، ولم تكن له زوجة تفتنــه، ولا ولــدــه رجلاه، وخادمــه يــداه( يحزنه، ولا مال يلفته، ولا طمع يذله، دابت

(470).ح الإمـــام علي ×وفي خطبتـــه المعروفـــة بالقاصـــعة يصـــر

ــاء: ــام الانبي ــة وبين مق ــة الروحي ــردي بين الرياض ــب الط بالتناســار أعظم كــانت المثوبــة والجــزاء ــا كــانت البلــوى والاختب )...كلم

.(471)أجزل...( من هنا يوجه القــرآن الكــريم دعوتــه لخــاتم الأنبيــاء، والــذي

ل جوهرة الأنبياء أولي العزم، بقوله: فاصبر كما صبر أولو﴿يمثسل .﴾العزم من الر

aســري بــالنبي×وعن الإمام جعفر الصــادق إلى| قــال: )لمــا أ السماء قيل له: إن الله تبــارك وتعــالى يختــبرك في ثلاث؛ لينظــر

: الجوع والأثرة على نفســك وعلى أهلــكأولاهنكيف صبرك...: فالتكذيب والخوف الشديد، وبذلكالثانيةلأهل الحاجة]...[؛ وأما

مهجتك في محاربة أهل الكفــر بمالــك ونفســك، والصــبر على مــاــرب ــاق من الأذى والألم في الحـ ــل النفـ ــيبك منهم ومن أهـ يصـ

فمــا يلقى أهــل بيتــك من بعــدك منالثالثةوالجــراح]...[؛ وأمــا .(472)القتل(

المحور الثاني: الرياضة الروحية وحق الأسرة ــــــ بالنســبة إلى الرياضــة الروحيــة وأثرهــا على حقــوق الأســرة

ــذم إشــراكالمجموعة الأولىنحن أمام نمطين من الأخبار: : ت: تشيد بذلك.والمجموعة الثانيةالأسرة في الرياضة الروحية؛

ــبي ــة عن الن ــات المنقول ،× والإمــام علي|ويمكن عــد الروايت بنــا ســابقا، من جملــة الفئــة الأولى؛ وكــذلك الروايــات التي مر التي تحكي اختلاف سلوك الأئمة عند الخلوة وبين الأســرة. وعلى

، أنــا×أبي جعفر سبيل المثــال: يــروي أحــدهم قــائلا: )دخلتa على وصاحب لي، فإذا هو في بيت منجــد، وعليــه ملحفــة ورديــة، وقــد حف لحيته، واكتحل، فسألناه عن مسائل، فلما قaمنــا قــال لي: يــا: aك، فقلتa : لبيك، قال: إذا كان غدا فأتني أنت وصـاحب aحسن، قلت

aعلتaعليه، فإذا هو في نعم، ج aفداك، فلما أن كان من الغد دخلت بيت ليس فيــه إلا حصــير، وإذا عليــه قميص غليــظ، ثم أقبــل على

البصرة، إنك دخلت علي أمس وأنا في صاحبي، فقال: يا أخا أهل بيت المــرأة، وكــان أمس يومهــا، والــبيت بيتهــا، والمتــاع متاعهــا،

نت لي، فلا يدخل على قلبك ن لها كما تزي نت لي على أن أتزي فتزي فداك، قد كــان واللــه دخــل قلــبي شيء، فقال له صاحبي: جaعلت

شيء، فأما الآن فقد والله أذهب اللهa مــا كــان، وعلمتa أن الحــق.(473)في ما قلت(

أما المجموعة الثانية من الأخبار فيمكن الإشــارة الى الآيــات.× وأسرة علي|والروايات المتعلقة بنساء النبي

يا أيها النبي﴿: |يقول القرآن الكريم، بخصوص نساء النبيا ــ ــدنيا وزينته ــاة ال ــردن الحي ك إن كنتن ت ــ ــل لأزواج قراحا جميلا * وإن كنتن حكن ســ ر ــ ــالين أمتعكن وأس فتعــد ــه أع إن الل ــ رة ف ــ ــدار الآخ وله وال ــ ــه ورس ــردن الل ت

(.29 ـ 28 )الأحزاب: ﴾للمحسنات منكن أجرا عظيماــة: )ســياق يقول العلامة الطباطبائي في ذيل الآيات المتقدم

أو بعضــهن كــانت لا ترتضــي مــا في أزواج النــبي الآيتين يلــوح أن من الضيق والضنك، فاشتكت إليــه ذلــك،|النبي عيشتهن في بيت

واقترحت عليه أن يسعدهن في الحيــاة، بالتوســعة فيهــا وإيتــائهنـهـ ـرـهaن بين أن يفارقن ه أن يخي من زينتهــا، فــأمر اللــه ســبحانه نبي ولهaن ما يردن وبين أن يبقين عنده ولهaن ما هaن عليــه من الوضــع

.(474)الموجود( أما بالنسبة لحيــاة الزهــد والتقشــف والرياضــة الــتي عاشــها

ــام علي ــل بيت الإمـ ــة:×أهـ ــة الكريمـ ــة القرآنيـ ــها الآيـ فتعكسـ﴿ يرا كينا ويتيمــا وأســ ،﴾ويطعمون الطعــام على حبه مســ

التي أفادت الكثير من الأخبار والروايات، التي تصــل حــد التــواتر،.(475) بأكملها«الإنسان»بأنها نزلت فيهم، بل نزلت فيهم سورة

ــة كما أن هناك الكثير من الأخبار التي تصف الرياضة الروحي . وعلى ســبيل(476) على صــعيد المأكــل والملبس وغيرها÷للزهراء

وي أن فاطمة الزهراء aة،÷المثال: ر قد صنعت مســكتين من فضــ

في سفر، فلما|وقلادة، وقرطين، وسترا للباب، وكان رسول الله عاد من سفره دخل عليها، ولم يمكث عندها ـ طويلا ـ كمــا كــانت

هذا الموقف على÷عادته ـ، فخرج إلى المسجد، ففسرت فاطمةــول ــا رآه من|أن الرس ــبب م ــا بس ــادرة بيته ــا تعجل في مغ إنم

ــا المسكتين والقلادة والقرطين والستر، فنزعتها ـ جميعا ـ، وبعثتهل لـه: |إلى رسـول الله تقــرأ عليـك ابنتـك»، وقـالت لرســولها: قaـ

ــاه بهــا وحدثــه«السلام، وتقول: اجعل هذا في سبيل الله ، فلما أت فعلت، فــداها أبوهــا،»بما نبأت بــه الزهــراء هتــف محمــد بقولــه:

«فداها أبوها .(477)، ثم عاد لزيارتها مستبشراز به الزهــراء شــدة| عن بــاقي نســاء النــبي÷إن أهم ما تتمي

ــتكت أو ــا اش ــا أنه ــمع عنه ــة. ولم يس ــتها الروحي كها ورياض ــ تنس امتعضت يوما قط، بل بالعكس، طالمـا كــانت هي من يقبـل على هذا النوع من الرياضات، ولهذا السبب أصبحت محط ثنــاء البــاري

، ومورد وده ومحبته. عز وجل وبالتأمل في مكونــات وظــروف الرياضــة الروحيــة وحــق الأسرة تطالعنا مجموعتين من الأخبار، نصل من خلالها إلى نتيجة مماثلة لما توصلنا إليه في المحور الأول الذي تناولنــا فيــه رياضــة

:^الأنبياء والأئمة فمن جهة هناك عنصــر )الســلطة السياســية( كمــا في حالــة

× وعلي|النبي رهم رياضــة معتدلــة، خلافــا aســ ، التي تفــرض على أ.’لحالة الإمامين الصادق والرضا

ز شــخص ومن جهة أخرى هناك عنصر )الفضــيلة(، الــذي يمي منهم كــان| عن بــاقي نســاء النــبي÷السيدة الزهــراء ، مــع أن كلا

يعيش ذات الزمان والمكان والبيئة.هــ من الــواجب تنزيــل النــبي × وعلي|وبعبارة أخــرى: كمــا أن

دـ من تنزيــل الســيدة aـ منزلــة أولي العــزم من الأنبيــاء فكــذلك لا ب

.× منزلتهم أيضا؛ وذلك لأنها كفؤ علي÷الزهراءي والاقتــداء النتيجة العملية لما سبق تظهــر في حالــة التأســ

ي^بنموذج الرياضـة الروحيــة الخـاص بالمعصـومين . فحين التأســaد من مراعاة ثلاثة عناصر أساسية: )السلطة السياســية(؛ بهم لا ب و)المتطلبـات الزمنيـة(؛ و)درجــة الفضـيلة والمنزلــة(. وبالتـالي لاــاكم تفرض على غير الحاكم الرياضة الروحية المفروضة على الحــتي كــانت ــوز ال أو السلطان، كما لا يمكن مقارنة حالة الفقر والع سائدة في صدر الإسلام بحالة الرخاء النسبي في العصر الحاضر، وأخيرا ليس من المفروض بنا أو بأسرنا أن نحتمل رياضــة روحيــة

ة÷ وفاطمة×كــالتي كــان يحتملهــا علي ؛ وذلــك لمكانتهمــا الخاصــــتي لا ــة أولي العــزم من الرســل، وال ــة بمنزل ومنزلتهمــا المقرون

ــات^يضاهيهما فيها حتى أبناؤهما من الأئمة aد من الالتف . لذلك لا بــد إلى هذه المعايير، وكما قيل: )الحجر الكبير يخبرك بأنه غــير مaع

للرمي(.

المحور الثالث: الرياضة الروحية والحقوق الاجتماعية والسياسية للأمة الإسلامية ــــــ تعتبر الحقوق الاجتماعية والسياسية للمجتمع الاسلامي أحــد أهم الخطوط الحمراء للرياضة الروحية. فكما مر بنا في احتجــاج

ــذت الرياضــة×الإمام الصادق على أصحاب سفيان الثوري لو اتخ شكل الرهبانية التي تمارس بشكل يومي، وعلى الدوام، لتعطلت معها الأحكام، وانغلــق بــاب الصــدقات والخمس والزكــاة، والأمــرــاد، ــة، والأعي ــة والجماع ــر، والجمع ــالمعروف والنهي عن المنك ب وكافــة الأحكــام الاجتماعيــة والسياســية للإســلام، ممــا يــؤدي الىــر ــاد والأم ــاب الجه ــينغلق ب ــا س ــاعي. كم ــد الاجتم ــراط العق انف بالمعروف والنهي عن المنكر، الضــامن لبقــاء وديمومــة المجتمــع

الإسلامي، وبالتالي ليس أمامه سوى الوقوع في براثن العلمانيــة،، وهي لا تــزال مرتهنــة بــه إلى aــل كما حدث لأمــة النصــارى من قب يومنــا هـذا. ولا يخفى مــا للجهــاد في الإســلام من منزلـة عظيمـة وأهمية قصوى؛ إلى درجة وصفته بعض الأحاديث فقالت: )رهبانية

أمتي الجهاد في سبيل الله(.خــذ طــابع الرهبانيــة النصــرانية إذن تحــرم الرياضــة الــتي تتــان، ــلامة الإنس ــدد س ــا ته ــع؛ لأنه ــة والتقوق ــرف في العزل والتط وتساهم بانفراط العقد الاجتماعي الإسلامي. وسائر الأخبــار الــتيــا ــة. وهن تشجب الرهبانية تشير إلى هذا النوع من الرياضة الروحيــل ــني النهي عن ك يجب الالتفات الى أن النهي عن الرهبانية لا يعمــط من أشكال الرياضة الروحيــة؛ فالإســلام قــد اســتبدل هــذا الن

الجهــاد في»الرياضــة برياضــة هي أقســى وأشــد، أطلــق عليهــا: ــه من التضــحية«ســبيل الله ــا تشــتمل علي ، وهي، مضــافا إلى م

بالنفس، تهب الحياة للمجتمع الإسلامي.

المحور الرابع: حدود الرياضة، كما وكيفا ــــــــد أهم ــة أح ــة الروحي ــار الكمي والكيفي للرياض ــبر الإط يعت الضوابط أو الخطوط الحمراء التي لا ينبغي تجاوزها. فيجب أن لا ررا معتــدا يؤدي نمط الرياضة الممارسة إلى الإضرار بــالنفس ضــ به. كما يجب أن لا يتجاوز مقدار الرياضة حدا يــؤدي إلى الإضــرارــة؛ بالنفس أو هتكها، أو يكون على حساب أمور طارئة وأكثر أهمي فحينها تعتبر الرياضة أمرا مـذموما، كمـا لاحظنــا ذلــك في حــديث

لأصحاب الصفة.|النبيaطaر ــأ ــة ب ــة الروحي ــاط الرياض ــة أنم ــدد كاف ــلام يح إن الإس وضوابط؛ فيجــيز بعضــها؛ وينهى عن البعض الآخــر، ضــمن معــايير معينة، إلا في موضوعة الجهاد في سبيل اللــه المتضــمن لأقســى

المشقات فالأمر يبـدو مختلفـا. وقـد يصـح تأسـيس قاعـدة عامـة مفادها أن مستوى المشقة في الرياضة الروحيـة يتناسـب طرديـا مــع أهميــة المقصــود منهــا، أي إن كــان المقصــود أمــرا مصــيريا،ــأعلى ــع الإســلامي، فالمشــقة ب ــظ بيضــة الإســلام والمجتم كحف درجاتها ستكون ممدوحة هنا، كما في حالة الجهاد في سبيل الله،مــط من الرياضــة الروحيــة. وكــذلك يمكن ــد من هــذا الن aع الــذي ي

والإمــام^الإشارة إلى المشاق الــتي تحملهــا الأنبيــاء أولــو العــزم ، التي لم يكن سواهم يطيقها، كل ذلك لأجل×علي بن أبي طالب

لة بالموقع الذي يحتلونه، والــدور المنــاط الغاية المقصودة، المتمث بهم، والمسؤولية الملقاة على عاتقهم في تقــويم صــرح الشــرائع

الإلهية، والحرص على ديمومتها. إذن يتضح لنا أن حدود المشقة المسموح بها يرسمها موقف الشخص نفسه، والهدف المقصود من وراء الرياضة الروحية؛ فإنــة كان مؤسسا لشريعة جديدة أو حاكما مسؤولا عن مقدرات الأم الإسلامية فلا تستبعد منه رياضــة روحيــة بمســتوى الرياضــة الــتي

، ولا تكبر عليه تضحيات جســيمة^كان يمارسها الأنبياء أولو العزم ، وبالأخص إن كان المجتمع مبتلى×كتضحيات علي بن أبي طالب

بــالفقر والحرمــان، فحينئــذ ســيكون لزامــا عليــه التحــاف الفقــر، ومواساة الطبقات المحرومة في طريقــة العيش. وكــذلك الحــال فيما لو لم يكن المرء سلطانا أو حاكما، لكنه واجه حكمــا بالجهــاددـ من الامتثـال a في سبيل الله من قبل حـاكم الشـرع، فعندئـذ لا ب وتحمل أي نمط من أنماط الرياضــة، مهمــا بلغت قســوتها؛ وذلــك

من أجل تحقيق الغاية الأسمى.لة: حتى وإن تطلبت حيــاة الشــريعة واســتقرار وفي المحصــ وأمن وسلامة المجتمع الإسلامي رياضة من نمط خــاص فلا يحــق للمــرء أن يتخــذها ذريعــة فيصــادر حقــوق المحيطين بــه وأســرته

ومجتمعه، ولا أن يشــق على نفســه بــالجوع والعطش الشــديدين وغير ذلك مما ينجم عنه ضرر بالغ على نفسه، أو أعضــاء جســده،

رر»كعينه وأذنه وسواهما، فكل ذلــك ينــدرج تحت قاعــدة ،«لا ضــ.(478)وهو منهي عنه، كما لا يخفى

ــيط أو وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى إباحة الضرر البســيرة ــروي سـ ــتي تـ ــار الـ ــير من الأخبـ ب الكثـ ــ ــؤقت، بحسـ المـ

، وتصـف عبـادتهم، ومـا كـانوا يعانونـه من الضـعف^المعصـومينم القدمين وغير ذلك .(479)واصفرار الوجه وتور

المحور الخامس: جدلية العلاقة بين الرياضة والعقلانية وقاعدةالأهم والمهم ــــــ من خلال ما تقدم من محاور أصبح بإمكاننــا اكتشــاف الــدور الحاسم لمبدأ )الأهم والمهم( في التمييز بين الرياضــة الإســلامية

ورياضة النصارى والمتصوفة. ولنفترض أن الأمر كان مرددا بين المســؤولية الاجتماعيــة أو الحكومية أو العائليــة وبين الطقــوس العباديــة والرياضــة الروحيــة الفردية، على سبيل المثال: شخص قبــل الــزواج تصــدى لمنصــب اجتماعي أو حكومي )مع قيد الإســلام في الجميـع(، وكــان معتــادا على مزاولة المستحبات لمدة ســاعتين في كــل ليلــة. وفي هــذهم منصــبا حكوميــا، إن كــان يريــد الحالة، أي بعد أن تــزوج أو تســن الاستمرار بهاتين الساعتين فسيتخلف عن أداء مهامه تجاه أسرته

أو تجاه المجتمع، فحينئذ لمن ستكون الأولوية؟ بــالرغم من أن الإجابــة قــد تبــدو بســيطة، لكنهــا في الواقــعــة ــدو أن الأولوي ــد يب ــة الأولى ق ــيئا من التأمل. فللوهل تتطلب ش للمنصــب وللمســؤولية الاجتماعيــة والأســرية؛ انطلاقــا من أهميــة

الجماعة، وضرورة تقديمها على الفرد، عقلا وشرعا.

لكن لو تأملنـا في الجـانب الآخــر للموضـوع، أي على صـعيد الواقع والتطبيق، فسيبدو الأمر مختلفا تماما؛ إذ لو تمت التضــحية بالعبادية الفردية والتهذيب النفسي؛ من أجــل الأســرة والمجتمــع،رر على الأســرة فهذا لن يضر الإنسان كفرد، إنما سينســحب الضــ والمجتمع برمته؛ لأن حضوره في الأسرة والمجتمـع كفـرد ملـتزمع. إذن ضــرورة ــور ومهذب يختلف عن حضوره كفرد عبثي غير مت

م علينــا منح الأولويــة«تقديم الجماعـة على الفــرد» هي الــتي تحتللعبادة الفردية والرياضة الروحية والتهذيب النفسي.

ــديم «الجماعة»وبعبارة أدق: يمكن القول: إن المراد من تقــذا«الحساسية» هو الاهتمام بالجماعة، و«الفرد»على تجاهها، وه

غ التــام من أجــل الجماعــة، ومنحهــا كــل لا يعني بالضــرورة التفــر الــوقت والجهــد، وإهمــال الإنســان نفســه، بــل المــراد من تقــديم الجماعة على الفرد الارتقاء بنوعية العمل مــع الجماعــة. وبعبــارةــق وورع أفضــل من أبسط: أداء ساعة واحدة لناشط اجتماعي مت

أداء ساعتين لناشط اجتماعي غير ورع. ، بالرغم من شدة عبادته وتنسكه وخلوته،|من هنا نجد النبي

د وقيام الليل، بالتزامن مع تكليفه بإبلاغ الوحي وتحمل aمر بالتهج أـةـ والاجتماعيــة: د﴿المســؤولية الإلهي إن ناشئة الليــل هي أشــ

ــويلا بحا ط ار ســ ــك في النهــ وم قيلا * إن ل ــا وأقــ ﴾وطئ(.7 ـ 6)المزمل:

وقد ذكر المفسرون للآية الكريمة معاني متعددة، قريبــة منــة ــاغل ثقيل ــار مش ــل في النه ــك تتحم ــا: )إن ــها، ومن جملته بعض ومساعي كثيرة، فعليك بعبادة الليل؛ لتقوى بهــا روحــك، وتســتعد

.(480)للفعاليات والنشاطات الكثيرة في النهار(ر النشاط الاجتماعي للفرد سلبا على عبادتــه وبالتالي لن يؤثب الفردية وتهذيب النفس، بل يســهم في تناميــه وتعزيــزه. ويــترت

ــا ــادة؛ فإنه ــك ضــرورة تصــحيح النظــرة إلى التهجد والعب على ذلر عن هدر الــوقت والجهــد، وإنمــا تســاهم في رقي مفردات لا تعب الروح الإنسانية، فتزيد همة المرء، ويعــوض عن قلـةـ النــوم بقــوة

الإرادة والعزيمة.ــوس ــار والطق ــة والأذك ــلوات والأدعي ــل: إن الص ــا إن قي أمــطة العبادية تستغرق مaددا طويلة، وتحول دون أداء المهام والأنش

الاجتماعية. ،«بالتوازن»فمفتاح هذا اللغز هو القاعدة الذهبية الموسومة

aنيت عليها كافة أحكام الشريعة. فعلى كل مســلم مراعــاة والتي ب التوازن بين أنشطته الاجتماعية وعباداته الفردية، بحيث لا يضحيــة، ولا أن ــام الاجتماعي بعبادته الفردية وتزكية نفسه من أجل المه يجعل الأنشطة الاجتماعية ضحية طقوسه الفرديــة. من هنــا كلمــا كثرت مهام المسلم الاجتماعية، وخصوصا المسلم الذي يــرى فيــه aد أن يرتقي معها بعبادت هذه المهام مسؤولية شرعية وإلهية، لا ب وخلوتــه الفرديــة؛ كي يتســنى لــه الاســتجابة لمهامــه الاجتماعيــة بشــكل أفضــل. لــذلك فالتصــدي للمناصــب الحكوميــة يجب أن لاــادة ــا زي ــات الإنســان الســلطوية، إنم ــة رغب ــه تلبي يبتغى من ورائ

الرياضة الروحية على المستويين الفردي والاجتماعي. وتجدر الإشــارة إلى أن الرياضــات الروحيــة الفرديــة ليســت جميعها رياضات مستهلكة للــوقت، لــذلك لا تتعــارض جميعهــا مــع المهــام والأنشــطة الاجتماعيــة. فمثلا: الصــوم والتواضــع والزهــدــوفر عبادات لا تستغرق وقت المسلم، بل على العكس من ذلك ت

، الــذي هــو أفضــل«دوام الــذكر»لــه الكثــير من الــوقت. كمــا أن العبادات، لا يمنع غالبا مزاولة المسلم أغلب مهامه الاجتماعية.

ل في«التــوازن والأولوية»نموذج آخــر لقاعــدة الذهبيــة يتمث ، فبعد نسخ الآيات المتعلقة ببدايــة هجــرة×احتجاج الإمام الصادق

ــل: ــو كـاـن بهم﴿المسلمين، مث هم ول ويؤثرون على أنفســ بواسطة الآيــات الــتي تحــدد مســتويات الإنفــاق، مثــل:﴾خصاصة

ربين﴿ صــار على﴾قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقـالمسلم تقديم والديه وأسرته وأقربائه على غيرهم بالإنفاق.

aؤخــذ قاعــدة بنظــر«التــوازن والأولوية»وإن قيل: لماذا لم ت الاعتبار مطلع الهجرة النبوية؟ فالإجابة عن ذلك تكمن في أن تلك الأيــام كــانت تشــهد ولادة التجربــة الإســلامية وبدايــة تبلورهــا في المدينــة المنــورة، وكــان التحــدي الأبــرز بالنســبة إلى المســلمينل بقضــية الهجــرة وزيــادة عــدد الملتحقين بالإســلام، فكــانت يتمث الأولوية منصبة على هــذه القضــايا، وبالتــالي لا يمكن القــول بــأن

قد تم تجاهلها في ذلك الحين.«الأولوية»قاعدة ل ، وهو أبرز مصــاديق الرياضــة«بالجهاد»النموذج الآخر يتمث

الروحية في الإسلام، والتي تمارس بشكل جماعي. ـةـ aبدلت الرياضــة الفرديــة، الــتي على غــرار رهباني فقــد اســت النصارى، والتي لا تعود بالنفع إلا لصاحبها، هذا إن سلمنا بصحتها،ب، وإنمــا على بالرياضة الــتي لا تعـود منفعتهــا على الــذات فحســ الجماعة بأسرها، وبالتالي تسهم في حفظ وصيانة وديمومة أصــل

ل القيمة الأعلى. الدين الذي يمثــلامي وما نود الإلفات إليه هنا هو الاختلاف بين التفسير الإس

والتفســير الأرضــي أو المــادي لهــا. فكمــال«العقلانية»لمفهــوم لله تعــالى، الــتي هي ليســت قيمــة«العبودية»العقل في الإسلام

ـةـ. إن مــذاهب ذهنية ونظرية فحسب، وإنما هي قيمة قلبية وعمليــربح» و«المنفعة» ــذة» و«ال ــة«الل ــد عن العقلاني aع ــل الب ــدة ك بعي

ل بالعبوديـة للـه الإسلامية، التي يعتبر فيها الالتزام الــديني، المتمثسبحانه، أبرز قيمة في تراتبية سلم الأولويات.

يصنف هوى النفس والشيطان ألد«العقلانية»وبحسب هذه

أعداء الله والإنســان. والرياضــة الروحيــة تعــني الكفــاح ضــد هــذاــةـ النصـــرانية عن الرياضـــة ز الرهباني العـــدو اللـــدود. إن مـــا يمي الإســـلامية أن الأولى، على فـــرض صـــحتها، تســـتهدف الجـــانب الفردي للإنسان، ولا شأن لها بالمجتمع؛ في حين تستهدف الثانية الفــرد والأمــة والــدين؛ وذلــك نظــرا لطبيعــة الإســلام الشــموليةaعــدين الفــردي والاجتمــاعي؛ فمن والعالمية، وبالتالي تجمع بين الب

لين لذلك بـ ؛«رهبان بالليل»ناحية تدعو لقيام الليل واصفة الممتث ومن ناحية أخــرى تــدعو للجهــاد في النهــار واصــفة المجاهــدين بـ

.(481)«أسد بالنهار»

استخلاص ــــــل الرياضة الروحية في الإسلام جوهر الأحكــام الشــرعية تمث ولبابهــا، الــتي لا يمكن من دونهــا مغــادرة المــنزل النفســاني إلىاــني. وقــد أخطــأ بعض فهم هــذا المبــدأ المهم، رحاب الفضاء الرب وبالتالي وقع في كمين التطرف حين التطبيق، إفراطــا وتفريطــا.

ــبيت ــل ال ــة أه ــوه أئم ــد ن ــات في^وق ــذه الانحراف إلى بعض همحاججاتهم مع الفرق الأخرى، ونوجزها بنقاط:

ـ يجب تحمل الرياضة الروحية مهما بلغت مشقتها إذا كــان1فة. ذلك في سبيل الله سبحانه، كما كان على ذلــك أصــحاب الصــ لكن ابتداع رياضات روحية شاقة لم يرد فيها تصــريح من الشــارع

aعد من جملة الكفر بأنعم الله وآلائه. المقدس مرفوض، بل يةـ وجب على الحكـاـم2 ـ ــائدا بين الرعي ــر س ــان الفق ــ اذا ك ـ

وأصــحاب المناصــب التحــاف الفقــر كنمــط من أنمــاط الرياضــة الروحية. ولا تجب هذه الرياضة عند الرخاء؛ أو عند الوجــود خــارج

دائرة السلطة. ـ تم نسخ الآيات التي تحث المسلمين على الإنفاق الشديد3

هم على الاعتدال في الإنفاق. والإيثار المبالغ، بآيات أخرى تحثــدأ 4 ــبر مب ــ يعت ــديم الأهم على المهم» و«الأولوية»ـ في«تق

ز الرياضــة ــا يمي ــاة أهم م ــة المبتغ ــط الرياضــة الروحي ــد نم تحديةــ وغيرهــا من ةــ النصــرانية والهندي الروحية الإســلامية عن الرهبانيــلام الرياضات المنحرفة. وبالتالي إذا كان الحفاظ على بيضة الإس على رأس الأولويات فإن الرياضة الروحية للأنبياء والأئمة ستكون في مقدمة التكاليف، يليها تقديم حق الأســرة والأمــة على الحــقلــة بــالأمر الفــردي. وتمنــع الأحكــام الاجتماعيــة الإســلامية، المتمث بالمعروف والنهي عن المنكر والإنفاق والصدقات والزكاة و...إلخ

الرهبانية الفردية المaبتدعة.رر»ـــ انطلاقــا من قاعــدة 5 تحــرم الرياضــة الروحيــة«لا ضــ

رـ aطaـ ب ضــررا معتــدا بــه، إذا مaورســت خــارج الأ الشاقة، التي تسب الدينيــة والشــرعية. أمــا أنمــاط الرياضــة الروحيــة الأخــرى الــتيير تمارس في إطار المستحبات الدينيـة، كالتهجد والصــوم، فلا ضـم الأقدام والنحول بت في أضرار بسيطة، كتور فيها، حتى وإن تسب

بكثرة. كما لا تحرم^وغيرها. وهذا ملحوظ في سيرة المعصومينــتحبات، ــوس والمس ــمنها بعض الطق ــتي تتض ــة ال ــة المؤقت العaزلــرة ــق الأس ــع ح ــارض م ــيره، لكن على أن لا تتع ــاف وغ كالاعتك

والمجتمع. ـ إن اختلاف مســتويات الرياضــة الروحيــة بين أولي العــزم6

ــام علي وفاطمة ــق بهم الإمـ ل، ويلحـ aــ سـ ــاء’من الر ، وبين الأنبيـــام الرضا^الآخرين، كداوود وسليمان ويوسف ،×، ويلحق بهم الإم

ومع الأخذ بنظر الاعتبار الصفة المشتركة بين الجميع، وهي تــولي مناصــب حكوميــة، يخبرنــا أن الطائفــة الأولى الــتي عاشــت حيــاة الفقر الشديد، والطائفة الثانية التي عاشــت في أروقــة القصــور،ــة الأولى ــا؛ فلا الطائف ــط بهم ــع المحي ــا الواق ــنع أي منهم لم تص

بت في حالــة الفقــر الــتي كــانت ســائدة آنـذاك، ولا الطائفــة تســب الثانية شيدت القصور التي عاشت فيها. إن ما يتنــافى مــع الزهــددـ من الإلفــات إلى aـ هو الإقبال على الدنيا رغبة بما فيها. طبعــا لا ب أنه كان بمقدور الطائفــة الأولى بعــد توليهــا الســلطة اتخــاذ حيــاةــالي رف والرفاه وتشييد القصور، لكنها أعرضت عن ذلك، وبالت الت

: خارجــة عن إرادتهــا،الأولىتحملت مشاق رياضــتين روحيــتين: : بكامــل إرادتهــاوالثانيةفرضــتها الظــروف الزمانيــة والمكانيــة؛

رف والبذخ والرخاء، لذلك أحــرزت درجــة حين نأت بنفسها عن الت في الفضيلة أسمى من الطائفة الثانية، وتجلت فيهــا حقيقــة أولي

العزم بكل وضوح.

الهوامش

الحديث النبوي بين»نظرة في كتاب «الرواية والدراية

*(*()د. السيد حسن إسلامي

ترجمة: السيد حسن علي الهاشمي

ــاب ــذا الكت ــد ه aع ــاديث(482)ي ــة الأح ــار غربل ــودا في إط مجهــايير في ها وسمينها، وتقديم بعض الملاكــات والمع والتمييز بين غث هذا الشأن. وقد تم تنظيمه في مقدمـة مقتضـبة؛ وقسـمين. وقـدفه الشيخ جعفر السبحاني في المقدمة إلى بيان ضرورة عمد مؤل وأســلوب عملــه. وفي القســم الأول عمــل ـــ بعــد ذكــر الأبحــاثــان أدوات معرفــة الصــحيح من الســقيم في ــ على بي ــة ـ التمهيديل الجزء الأكبر من الكتاب الحديث. وفي القسم الثاني ـ الذي يمث

صفحة( ـــ يســعى المؤلف؛ من600)حيث يستغرق ما يقرب من ــأثورة عن ــاديث الم ــييم الأح ــدمها، إلى تق ــتي يق خلال الأدوات ال

أربعين صحابيا مشهورا، مع بيان أدلة ضعفها أو قوتها.

ــــــالقسم الأول: معرفة الروايةــرورية ــية والض ــاث الأساس ــان الأبح ــم تم بي ــذا القس في ه ــا ــك نافع ــد ذل aع ــاء؛ حيث ي ــة الحــديث بإيجــاز يســتحق الثن لمعرف للمبتدئين في هذا الفن، كما هو جدير بالقراءة من قبل المطلعين

باحث في الحوزة والجامعة، وأستاذ في جامعة الأديان)*( *(والمذاهب في إيران.

على هذا النوع من الأبحاث. وقــد قــام المؤلف في هــذا القســم ـ بعــد بيــان أهميــة الســنة النبويــة، واهتمــام النــبي بكتابــة وتــدوينــد ــ بنقــل ونق الحــديث، ونقــل بعض الأحــاديث في هــذا الشــأن ـــديث، ــة الح ــرعي من كتاب ــع الش ــوعة في المن ــاديث الموض الأحد أسطورة ويستنتج من ذلك أن المنع الشرعي لنقل الحديث مجر

تم اختلاقها لتبرير أفعال المخالفين لتدوين السنة. ثم قــام المؤلف بعــد ذلــك بنقــل الأســباب الواهيــة لتجاهــل الحديث عن بعض الأشخاص، واعتبرها غير تامة. فقد ذهب هــؤلاء الأشــخاص إلى الاعتقــاد بــأن المســلمين قــد أعرضــوا عن تــدوين

الحديث؛ للأسباب التالية:ـ مخافة أن تشتبه الأحاديث النبوية بالقرآن الكريم.

ـ مخافة أن يشغلهم الخوض في الحديث عن تلاوة القرآن. ــ إن تـدني المسـتوى العلمي ونـدرة القـادرين على الكتابـة

حال دون تدوين الحديث. وبعد بيان هــذه الأســباب، ذهب المؤلف إلى القــول بضــعفها وعدم تماميتها، وقال بأن السبب الرئيس وراء هذه الطامة يكمن في عدم اهتمام الخلفاء. واستنتج أن المصالح السياسـية للخلفـاء

، والتي|كانت تستوجب كتمان الأحاديث المأثورة عن النبي الأكرم ، وإثبــات^يحتوي الكثــير منهــا على فضــائل ومنــاقب أهــل الــبيت

؛ لتكون بعد ذلك عرضة للضياع والنسيان.×أحقية أمير المؤمنينــات بع ــذا القســم بالإشــارة إلى الت ــام ه ــل وإتم ثم يتم تكمي

بة على تجاهــل أحــاديث النــبي الأكــرم حتى عصــر|الكارثية المترتالخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز.

تمحيص الســنة»ثم تناول المؤلف في موضع يحمل عنــوان: ــا من«النبوية ةـ، وتنقيته ـ ــاديث النبوي ــرف على الأح ــرورة التع ض

الإسرائيليات، وذكر لذلك بعض الأدلة، ومن بينها:

كــذبا،|ـ اتساع رقعة الروايــات المنســوبة إلى النــبي الأكــرمــبتها إلى واختلاق أحاديث ذات مضامين مخالفة لنص القرآن، ونس

رسول الله. ــــ انتشـــار المتظـــاهرين بالإســـلام من اليهـــود والنصـــارى والزنادقة في المجتمع الإسلامي، وقيــامهم بـالترويج لمعتقــداتهم؛ــبتها من خلال اختلاقهم للأحاديث، ونشرها بين المسلمين، بعد نس

.|إلى النبي الأكرمــل بعض المســلمين، من الــذين ـ المتــاجرة بالحــديث من قب بــاعوا الــدين بالــدنيا، من أمثــال: ســمرة بن جنــدب، حيث كــانوا يرتزقــون من خلال اختلاق الأحــاديث وتشــويه الســاحة المقدســة

.|للنبي الأكرم ـ ســعي مختلـف الفــرق والمــذاهب الكلاميـة وســائر الفــرق الأخرى إلى تأييد مذاهبهم، بواسطة اختلاق الأحاديث لصالح أئمــة مذاهبهم، وفي مخالفتهم للآخرين )وقد نقل ـــ عن النــواوي ـــ في

هذا الموضع تقسيما لوضاع الحديث، وهو جدير بالقراءة(. ويعمد المؤلف، بعد بيان ضــرورة تصــفية الأحــاديث النبويــة، إلى بيــان طريقتــه وأســلوبه، وهــو بطبيعــة الحــال ذات الأســلوب المعروف الذي كــان ســائدا منــذ القــدم بين المحــدثين في تقــييم صحة وسقم الحديث. وفي هذا الأســلوب تكــون المحوريــة لســند الحديث، دون نصه. فقد ذهب الكثير من المحدثين إلى القول بأن الراوي إذا كان عادلا ومعاصـرا للـذي يـروي عنـه الحــديث، وكـان ضابطا، يحكم على روايتــه بالصــحة. وبعبــارة أخــرى: إن الوثاقــة،ــديث، حتى والمعاصرة، واتصال السند، والضبط، تكفي لصحة الح إذا كان المحتوى في ظاهره متعارضــا مــع القــرآن. إن النقــد في

هذا المنهج والأسلوب يكون خارجيا على الدوام، وليس داخليا. لقد قام الكثير من المحــدثين بنقــد الروايــة بهــذه الطريقــة،

مـة في هـذا الشـأن. ولم فـات القي فوا الكثير من الكتب والمؤل وألــلa كتب ــحاح»تخ ــانيد» و«الص ــل: «المس ــبرة، مث ــحيح» المعت ص

فــوا كتبــا في«صحيح مسلم» و«البخاري ، من هذا الاختبار. وقــد أل تعيين الأحاديث الضعيفة )الضعاف(، ويمكن أن نسمي من أكثرها

شهرة الكتب التالية:ــرحمن بن علي«الموضوعات»ـ 1 فه: أبو الفرج عبد ال ، لمؤل

هـ(.597 ـ 510بن محمد الجوزي ) المقاصد الحسنة في كثير من الأحاديث المشتهرة على»ـ 2ــخاوي)«الألسنة فه: عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الس ، لمؤل

هـ(.902فــه:«اللآلئ المصــنوعة في الأحــاديث الموضــوعة»ـ 3 ، لمؤل

هـ(.911 ـ 848جلال الدين عبد الرحمن السيوطي )ب من الخبيث مما يــدور على ألســنة النــاس»ـ 4 تمييز الطي

فه: عبد الرحمن بن علي الشيباني الشافعي )«من الحديث ، لمؤل هـ(.944 ـ 866

الترمـــذي والنســـائي وأبي داوود وابن«ضـــعيف ســـنن»ـ 5فــه: محمــد ناصــر الــدين ماجة. كل واحد في مجلد مســتقل، لمؤل

الألباني.ــذي وعلى الرغم من أن التوظيف الصحيح لهذا الأسلوب ـ الــ أدى إلى كان شائعا بين الشيعة، كما كان شائعا بين أهل السنة ــذـها، التعرف على الكثير من الأحاديث الموضــوعة والمختلقــة ونبــادر ــمن المص ــعيفة ض ــاديث الض ــاك بعض الأح ــزال هن ولكن لا يــاق ــذا الإخف ــد رأى المؤلف أن الســبب في ه ــة أيضــا. وق الروائي

)نقص الأسلوب والمنهج السائد( يعود إلى الأمرين التاليين: : إن المحدثين كانوا يكتفون بتقييم سند الحديث، وكانواأولا

ــدون من يعملون على توظيف معاييرهم الدقيقة ـ والتي كانوا يزي

دقتها يوما بعد يوم ـ في الرواة فقــط، ولم يكونــوا يوظفونهــا فيمتن الرواية. : إنهم كــانوا يحجمــون عن توظيــف حتى هــذا المعيـاروثانيا

عندما يعملون على تقييم الرواة الذين يحملون عنـوان الصـحابي، حيث يأخذون بكل ما يردa عن الصحابي بحذافيره. وبعبارة أخــرى:

خاضـعين للنقـد، باســتثناء«التابعين»كان جميع الرواة وصولا إلى الصــحابة؛ وذلــك لأن الروايــات الــتي لم يتم تقــييم أســانيدها، ولا

إلى درجــة|مضامينها، ولم تبلغ صحة نسبتها إلى الرســول الأكــرم القطع واليقين، كانت تعتبر الصحابة فــوق النقــد، وأنهم صــالحون بأجمعهم، وأنهم كلهم مثل النجوم التي يهتـدي بهــا الضــالون. وإن

المعروفــة والحاكمــة إنمــا نشــأت على«عدالــة الصــحابة»نظرية خلفية هذا النوع من الأحاديث.

ومن هنــا، ورغم اشــتمال المنهج القــديم ـــ ولا يــزال ـــ على القيمــة، يجب انتهــاج منهج وأســلوب جديــد يحتــوي على محاســنــذي ــ ال المنهج القديم، ويخلو من مساوئه ونواقصه. وهذا المنهج ـــد من عمد المؤلف المحترم إلى بيانه بالتفصيل ـ عبارة عن المزي الاهتمام والتأكيــد على متن الحــديث، وتقــييم مضــمونه، واختبــاره

بواسطة المعايير الدقيقة والناجعة. يذهب المؤلف في ضــرورة معرفــة صــحة الحــديث وتقييمــه

إلى القول بوجوب اختباره بخمس معايير ثابتة وقطعية، وهي: ـ القرآن الكريم.1ـ السنة القطعية.2ـ العقل الخالص.3ـ التاريخ الصحيح.4ـ إجماع واتفاق الأمة.5

يجب تقييم مضمون الحــديث بواســطة عرضــه على القــرآن

الكريم، فإن لم يخالفه ـ وإن كــان قبولــه التفصــيلي غــير واجب ـيمكن القبول به.

إن السنة النبوية مثل الجســد الواحــد والمتنــاغم والمنســجم بين أعضــائه، حيث لا يمكن لأي حــديث أن يشــذ عنهــا. ولــذلك يمكن؛ من خلال عرض الحديث على الســنة النبويــة القطعيــة، أن

نقف على صحته أو سقمه بشكل دقيق وسريع. وإن العقل، الذي هو نبي باطني وحجة إلهية، مرشد ومعيــار صــالح لمعرفــة الحــديث. والمــراد من العقــل ليس هــو أســاليبــل بعض المفكرين، بــل هــو الاســتدلال والاســتنتاج الخــاص من قب الوديعة الإلهية التي جعلهــا في ضــمير كــل شــخص، والــتي تقــوم

على الأصول البديهية. إن بعض الأحــاديث وإن اشــتملت على ظــاهر خــادع، إلا أنــهد العمل على تقييمها وإعــادة قراءتهــا من الزاويــة التاريخيــة بمجرضح زيفها واختلاقها بكل ســهولة؛ حيث نكتشــف أن من اختلقهــا يت كان يعـاني من ضـعف في الـذاكرة التاريخيـة، الأمـر الـذي جعلـه

عاجزا عن حبك أكاذيبه بشكل مaتقن.ــر عن بعض ــ بغض النظ ــلمين ـ ــع المس ــإن جمي ــالي ف وبالتــون على بعض المســائل، ــ يتفق ــة ـ ــة والفقهي ــات الكلامي الاختلاف ويمكن التعرف ـ من خلال هذا الاتحاد في الآراء ـــ على الأحــاديث

التي يردa فيها احتمال الاختلاق. وقد عمد المؤلف ـ عنـد تقديمـه وعرضـه لكـل من المعـاييرــتي لا تتحمل ــاديث ال ــل ببعض الأح ــل التمثي ــ إلى نق ــة ـ المتقدمالخضوع لهذا التحليل والتقييم، ويتضح زيفها وكذبها بكل سهولة.

ــــــالقسم الثاني: معرفة الرواة سعى المؤلف، بعد استعراض الأبحــاث النظريــة في القســم الأول، باختصار ـ وبعيدا عن الدخول في المسائل الهامشية ـــ إلى

تقييم بعض الروايات المأثورة عن أربعين صحابيا، طبقا للأســلوب الذي انتهجه. وفي هذا القسم يعمد في البدايـة إلى تقـديم تقريـر مختصـــر عن حيـــاة الصـــحابي المقصـــود، ومكانتـــه العلميـــة والاجتماعية، ثم يعمل على نقل بعض أحاديثــه المعروفـة، الــتي لاةــ، وبعــد ذلــك يتم تتعارض مضــامينها مــع القــرآن والســنة القطعي تقييم عدد من الأحــاديث المــأثورة عنهم، والــتي لا تتحمــل النقــد،

بتفصيل نسبي، ويتم إثبات عدم صوابيتها. كمـــا يشـــير المؤلف المحـــترم في هـــذا القســـم إلى بعض

النقاط، وهي، باختصار:ـ ليس الهدف تقييم جميع الصحابة وجميع رواياتهم.

ــراوي. ـ إن المنشود هو نقد الأحاديث الخاطئة، وليس نقد الــا إذا تم نقــد حــديث ورده لا تكــون الغايــة من وراء ذلــك ومن هن

الطعن والخدش في الراوي. ـ لقد تم اختيار وتــرتيب هــؤلاء الصــحابة على أســاس تــاريخ

وفياتهم. ثم قام المؤلف بفتح فصل خاص لكل صحابي، حيث يتحــدث فيـه عن سـيرته وأحاديثـه الصـحيحة وغـير الصـحيحة. ومن ذلـك،

18 قبل الهجرة ـ 20على سبيل المثال: في مورد معاذ بن جبل ) للهجــرة( يشــير إلى حياتــه ومكانتــه العلميــة، ثم ينقــل عنــه بعض الأحاديث المعروفة في بيان حــق اللــه على العبــاد، وذكــر أبــوابــه بعض الروايــات الــتي الإحســان، وفضــيلة الجهــاد. ثم ينقــل عنــول بالتجســيم والتشــبيه، والبســاطة في فهم ــا الق يستشــم منه

. وبعــد نقــل هــذه|الشــريعة، وعـدم اسـتجابة دعـاء النـبي الأكـرمــدم ــابقة، ويثبت ع ــايير الس ــا بالمع ــل على تقييمه ــاديث يعم الأح صــوابيتها. وفي الختــام نقــل حــديثا معروفــا يرويــه معــاذ، وأصــبح مستمسكا للقائلين بحجية القياس في اســتنباط الأحكــام، وعمــل

على تقييمه، وبيان مقدار دلالته وعدم دلالته على ذلك. إن الصحابة الذين تم بحثهم وتقييم رواياتهم في هذا القســمــو موســى الأشــعري، ــو ســعيد الخــدري، وأب ـاـس، وأب هم: ابن عب وأسامة بن زيد بن حارثة، والــبراء بن عــازب الأنصــاري، وزيــد بن ثابت الأنصاري، وسعد بن أبي وقاص، وسمرة بن جندب، وطلحــة بن عبيد الله التميمي، وعبادة بن الصامت، وعبد الله بن مسعود، والمغيرة بن شعبة، وعبد الله بن عمر، وجــابر بن ســمرة، وجبــير

بن مطعم، وعبد الله بن الزبير، وتميم الداري. وباختصار فإن تقييم روايات الصحابة، وتجنب إصدار الأحكامما أن بشأن شخصياتهم، جعل هذا القسم جديرا بالقراءة، ولا ســيمت ــ ن الس ــ ــروفين بحaس ــحابة المع ــال حتى الص ــييم ط ــذا التق ه والسيرة، والذين هناك شك في وثاقتهم وعــدالتهم أيضــا. كمــا أن قراءة القسم الأول من هذا الكتاب تغني القارئ عن الرجــوع إلى

الكثير من المصادر والمراجع التفصيلية.

الهوامش

قسيمة الاشتراكمجلة نصوص معاصرة

د أفرامؤسسات ........................................................................اسم المشترك:.......................................................................العنوان الكامل:

............................................................................................................................فاكس: .......................................... الهاتف:

.........................ابتداء من:...............................مدة الاشتراك: ......................عدد النسخ: ...........................................المبلغ:

.................شيك مصرفي: .......................................نقدا إلى: ............................التوقيع: ..........................................التاريخ:

الاشتراك السنوي دولار 100للأفراد سائر الدول:

)خالصة أجور البريد( دولار 200للمؤسسات

ثمن النسخة

لـيرة 5000 لبنـان لـيرة 150سـوريا الأردن دنــــــــــانير 3الكــــــــــويت دينــــــــــار 2.5

دينار 3000العراق 30الإمارات العربية درهما دنانير 3البحرين ريالا 30قطر 30السعودية

مصــر ريــال 400اليمن ريــالات 3عمان ريالا 150الصــومال دينار 200السودان جنيهات 7

3تونس دينارا 30الجزائر دنانير 5ليبيا شلنا

د. السيد محمد الثقفي

أوقيــة500موريتانيا درهما 30المغرب دنانير ليرة 20000تركيا جنيهــات 5قبرص أمريكــا

.ات دولار10وأوروبا وسائر الدول الأخرى

ــ السنة الخامسة عشرة ــ العــدد الثــامن والخمســون ــنصوص معاصرة هـ1441 م ـ 2020ربيع

330

Nosos Moasera

Editor-in-chief:Haidar Hobballah

Editor-in-Director:Mohamad Dohaini

Correspondence:To the office of the Editor-in-chief

Beirut. P.O.Box: 327 / 25 ـ Lebanon

E-mail: info@nosos.net

15 th YEAR – NO. 58 , Spring 2020 - 1441

،385:ــ 24)( انظر: السيد روح الله الخميني، شــرح چهــل حــديث )الأربعــون حــديثا( 1 ،26:ــ 2هـ.ش؛ محمد صالح المازندراني، شرح الكــافي 1368 رجاء، فرهنگيمركز نشر

هـــ؛ محمــد1382تحقيق وتصحيح: أبو الحسن الشعراني، المكتبة الإســلامية، طهــران، ــوافي ــ 1محســن الفيض الكاشــاني، ال ــنين علي134: ــير المؤم ــام أم ــة الإم ،×، مكتب

، مركــز37:ــ 2هـ؛ صدر الدين الشيرازي )صدر المتألهين(، شرح أصول الكــافي 1406هـ.ش.1383أبحاث العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية، طهران،

أنديشــهگفت وگوي)( للمزيد من الاطلاع انظر: محمد هدايتي، مناسبات فقه وأخلاق در 2ــوم ــز أبحــاث العل رين(، مرك ــة بين الفقــه والأخلاق، في حــوار مــع المفك وران )العلاق

هـ.ش؛ مهدي أحمد پور، فقــه وأخلاق إســلامي: مقايســه إي1392والثقافة الإسلامية، علم شناختي )الفقه والأخلاق الإسلامية، مقارنة معرفية(، مركز أبحاث العلوم والثقافة

هـــ.ش؛ محمــد تقي إســلامي، أخلاق إســلامي وكاربســت قاعــده1392الإسلامية، قم، تسامح در أدله سنن )الأخلاق الإسلامية وتطبيقات قاعــدة التســامح في أدلــة الســنن(:

ــوم والثقافــة الإســلامية، قم، 130 ـ 115 ــ.ش. )مصــادر1390، مركــز أبحــاث العل هـفارسية(.

هـ.ش.1380، أنوار الهدى، 7: 1)( انظر: السيد محمد الصدر، فقه الأخلاق 3 ، سازمان131 ـ 127)( للمزيد من الاطلاع انظر: الآخوند الخراساني، فوائد الأصول: 4

هـــ؛ محمــد حســين النــائيني،1407چاپ وانتشارات وزارت إرشاد إســلامي، طهــران، ــ 3فوائد الأصول ، تحرير: محمد علي الكاظمي الخراساني، مؤسسة النشــر64 ـ 60:

هـ.1409الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم، قم، هـ.ش.1391، 53 ـ 51انظر: عبد الله جوادي الآملي: )( 5 ، انتشــارات إســماعيليان،240 ـ 236:ــ 1انظر: محمد رضا المظفر، أصول الفقه )(ــ 6

هـ.ش.1375قم، هـ.1405، منشورات دار الهجرة، قم، 479، 2 ـ 1الفيومي، المصباح المنير: )( 7 ، بيروت،5، دار المعرفة، ط385)( الراغب الإصفهاني، المفردات في غريب القرآن: 8

م.2007هـ ـ 1428 ،^، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت12:ـ 1)( انظر: المحقق الكركي، جامع المقاصد 9

، قم،^، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت289:ـ 1هـ؛ الشهيد الأول، الذكرى 1408قم، هـ.1419

ــارن: 10 ــه المق ــة لفق ــبيت41)( محمــد تقي الحكيم، الأصــول العام ^، مؤسســة آل الم.1979للطباعة والنشر، قم،

.181)( انظر: الفيومي، المصباح المنير: 11.297)( انظر: الراغب الإصفهاني، المفردات في غريب القرآن: 12 ، مركــز تحقيقــات25)( انظــر: محســن غرويــان، فلســفه أخلاق )فلســفة الأخلاق(: 13

هـ.ش. )مصدر فارسي(.1379إسلامي، قم، ــة24)( انظر: ناصر مكارم الشيرازي، أخلاق در قرآن )الأخلاق في القرآن(: 14 ، مدرس

هـ.ش. )مصدر فارسي(.1377، قم، ×الإمام أمير المؤمنين )( انظر: محمــد رضــا مهــدوي كــني، نقطــه هــاي آغــازين در أخلاق عملي )المناشــئ15

هـــ.ش.1372 إســلامي، قم، فرهنگ، دفــتر نشــر 14 ـ 13الأولى في الأخلاق العمليــة(: )مصدر فارسي(.

.25 ـ 24)( انظر: مكارم الشيرازي، أخلاق در قرآن )الأخلاق في القرآن(: 16.25انظر: محسن غرويان، فلسفه أخلاق )فلسفة الأخلاق(: )( 17 ،418)( انظــر: محمــد علي إيــازي، فقــه پژوهشــي قــرآني )بحث الفقــه القــرآني(: 18

قرآن كــريمجايگاههـ.ش؛ حسن نقي زاده، 1380انتشارات دفتر تبليغات إسلامي، قم،

،396در فرايند استنباط فقهي )موقع القرآن الكــريم في مســار الاســتنباط الفقهي(: هـ.ش. )مصدران فارسيان(.1386نشر دانش شرقي، مشهد،

)( انظر: محمد فتح علي خاني، آمــوزه هــاي بنيــادين علم أخلاق )التعــاليم الجوهريــة19هـ.ش. )مصدر فارسي(.1379، مركز جهاني علوم إسلامي، قم، 39لعلم الأخلاق(:

قرآن كريم در فرايند استنباط فقهي )موقــع القــرآنجايگاه)( انظر: حسن نقي زاده، 20.396الكريم في مسار الاستنباط الفقهي(:

ـ441)( انظــر: محمــد علي إيــازي، فقــه پژوهشــي قــرآني )بحث الفقــه القــرآني(: 21442.

)( انظر: محمد فتح علي خاني، آمــوزه هــاي بنيــادين علم أخلاق )التعــاليم الجوهريــة22.38لعلم الأخلاق(:

)( انظر: الســيد إبــراهيم الحســيني، فقــه وأخلاق )الفقــه والأخلاق(، مجلــة قبســات،23هـ.ش. )مصدر فارسي(.1378 وأنديشه إسلامي، قم، فرهنگ پژوهشگاه، 108: 13العدد

ـ420)( انظــر: محمــد علي إيــازي، فقــه پژوهشــي قــرآني )بحث الفقــه القــرآني(: 24421.

)( أحمد قابل، أخلاق بــر فقــه أرجح اســت )رجحــان كفــة الأخلاق على كفــة الفقــه(،25هـ.ش. )مصدر فارسي(.1378، 7: 1771صحيفة اعتماد ملي، العدد

)( نهج البلاغة، الخطبة الأولى.26 ، تحقيق: عبــد8)( انظر: محمد بن عبد الله دراز، دستور الأخلاق في القرآن الكريم: 27

هـ.1423الصبور شاهين، دار الكتاب الإسلامي، قم، ، دار المعرفة، بيروت.401: 4)( أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين 28.432)( انظر: محمد علي إيازي، فقه پژوهشي قرآني )بحث الفقه القرآني(: 29 وأنديشه إسلامي،فرهنگ پژوهشگاه،ـ 7)( علي أكبر رشاد، المجلة الفصلية )كتاب نقد(: 30

هـ.ش. )مصدر فارسي(.1373قم، ، دار العلم للملايين،12انظر: محمد جــواد مغنيــة، فلســفة الأخلاق في الإســلام: )(ــ 31

م.1997بيروت، ــه 32 ــزحيلي، الفقــه الإســلامي وأدلت ــة ال ــ 1)( انظــر: وهب ، دار الفكــر، دمشــق،140:

هـ؛ محمد فتح علي خــاني، آمــوزه هــاي بنيــادين علم أخلاق )التعــاليم الجوهريــة1418.20لعلم الأخلاق(:

.40: 1)( انظر: الشهيد الأول، الذكرى 33 )( انظر: محمد فتح علي خاني، آمــوزه هــاي بنيــادين علم أخلاق )التعــاليم الجوهريــة34

.24لعلم الأخلاق(: هـ.ش.1380، أنوار الهدى، 14)( السيد محمد الصدر، فقه الأخلاق: 35.36)( وانظر أيضا: النساء: 36 ، تحقيق علي أكبر غفــاري، دار الكتب الإســلامية،670:ــ 2)( الكليني، أصول الكافي 37

هـ.ش.1363طهران، لإحياء^، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت169: 16)( الحaر العاملي، وسائل الشيعة 38

هـ.1414التراث، قم، .636: 2)( الكليني، أصول الكافي 39.152: 12)( الحر العاملي، وسائل الشيعة 40هـ.1409، مؤسسة الرسالة، بيروت، 111: 3)( المتقي الهندي، كنـز العمال 41.367: 15)( الحر العاملي، وسائل الشيعة 42.376 ـ 195: 15)( انظر: المصدر السابق 43.76 ـ 8: 16)( انظر: المصدر السابق 44

ــ 45 ــلام )( aل الس ب aــ ــماعيل الكحلاني، س ــد بن إس ــر: محم ــ 4انظ ــة227 ـ 148: ، مكتبهـ.1379مصطفى البابي، القاهرة،

.5574 ـ 5539: 7)( انظر: وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته 46 ، تحقيـق: لجنــة387 ـ 351:ـ 1)( انظر: الشيخ مرتضى الأنصاري، كتــاب المكاســب 47

تحقيق تراث الشيخ الأنصــاري، المــؤتمر العــالمي لإحيــاء الـذكرى السـنوية المئــة علىهـ.1420رحيل الشيخ الأنصاري، قم،

، تحقيــق: لجنــة تحقيــق تــراث1)( انظر: الشيخ مرتضى الأنصــاري، رســائل فقهيــة: 48هـ.1414الشيخ الأنصاري،

هـ.ش.1389، دار الأضواء، بيروت، 385: 20؛ 476: 4)( انظر: الطهراني، الذريعة 49 ، تحقيق: مهريــزي325:ــ 7)( انظر: السيد محمد حسن البجنوردي، القواعد الفقهية 50

هـ.1419ودرايتي، نشر الهادي، قم، .224: 15 الطهراني، ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة بزرگ)( انظر: آغا 51.83 ـ 73: 16)( انظر: المصدر السابق 52 ، ســازمان انتشـارات جاويـد،729 ـ 676)( انظـر: محمـد خـزائلي، أحكــام القـرآن: 53

هـ.ش.1361طهران، .677)( المصدر السابق: 54ــ 55 ــرآن )( ــه الق ــيزدي، فق ــد ال ــر: محم ــ 2انظ ــاتي388 ـ 151: ــة مطبوع ، مؤسس

هـ.ش.1374إسماعيليان، قم، ـ426انظر: محمــد علي إيــازي، فقــه پژوهشــي قــرآني )بحث الفقــه القــرآني(: )(ــ 56

427..446)( انظر: المصدر السابق: 57 ، نشــر بين المللي،168انظر: مصباح الــيزدي، فلســفه أخلاق )فلســفة الأخلاق(: )(ــ 58

هـ.ش. )مصدر فارســي(؛ ألســدير مــك إنتــاير، تاريخجــه فلســفة أخلاق1364طهران، ، ترجمه إلى الفارسية: إن شاء الله رحمتي، نشر حكمت،58)تاريخ فلسفة الأخلاق( :

هـ.ش.1379طهران، (: الاعتقـاد بـأن العقـل البشـري قـادر وحـده أنdeism)( الربوبية أو الـدين الطـبيعي )59

ــذه ــانت ه يؤمن بوجود الله والعلم به، دون الاستناد إلى الوحي أو الانتماء إلى دين. وك الرؤية موجودة حتى في مؤلفات الإنسوية في عصر النهضــة، بــل وقبلهــا أيضــا. )إيــان

، ترجمــه إلى الفارســية: بهــاء الــدين خرمشــاهي،25باربر، علم ودين )العلم والدين(: هـ.ش(.1374، طهران، دانشگاهينشر

،98انظر: ريتشــارد بــابكين واســترول آروم، كليــات فلســفة )كليــات الفلســفة(: )(ــ 60هـ.1402ترجمه إلى اللغة الفارسية: جلال الدين مجتبوي، نشر حكمت، طهران،

.195فلسفه أخلاق )فلسفة الأخلاق(: )( انظر: مصباح اليزدي،61 ، لجنة إدارة الحــوزة العلميــة،65)( انظر: جعفر السبحاني، بحث في الملل والنحل: 62

هـ.ش.1362قم، ـ404 وفـرق إسـلامي )الثقافـة والفـرق الإسـلامية(: فرهنگ)( انظر: جـواد مشـكور، 63

هـ.ش.1374، 406.218)( نهج البلاغة، ح64هـ.ش.1366، دار الكتاب الإسلامية، طهران، 47: 6الكليني، الأصول من الكافي )( 65 ، تصحيح وتقــديم: زين687 مراد )جوهر المراد(: گوهر)( انظر: عبد الرزاق اللاهيجي، 66

هـ.ش.1378 وإرشاد إسلامي، طهران، فرهنگالعابدين قرباني، وزارت .70)( مصباح اليزدي، فلسفه أخلاق )فلسفة الأخلاق(: 67 ، انتشـارات صـدرا،13)( انظر: مرتضى مطهري، مسألة شناخت )مسألة المعرفة(: 68

هـ.ش؛ مصباح اليزدي، دروس فلســفه أخلاق )دروس في فلســفة الأخلاق(،1367قم، هـ.ش. )مصدران فارسيان(.1367، 119: 13مجلة قبسات، العدد

.198)( انظر: مصباح اليزدي، فلسفه أخلاق )فلسفة الأخلاق(: 69.239)( نهج البلاغة: 70هـ.ش.1379، 238)( بيترسون وآخرون: 71.241 ـ 240)( انظر: المصدر السابق: 72.442)( انظر: المصدر السابق: 73.441)( انظر: المصدر السابق: 74ــائل: 75 هين(، الرس ــأل ــدر المت ــيرازي )ص ــدين الش ــدر ال ــر، ص ــة69 ـ 68)( انظ ، مكتب

المصطفوي، قم..441)( انظر: المصدر السابق: 76 ، انتشــارات296)( انظــر: مرتضــى مطهري، فلســفه وأخلاق )الفلســفة والأخلاق(: 77

هـ.ش. )مصدر فارسي(.1366صدرا، قم، )( جعفر السبحاني، حاكميت دين بر أخلاق يا تقدم أخلاق بر دين )حاكمية الدين على78

،14:ــ 32الأخلاق أو تقدم الأخلاق على الدين(، مجلة كلام إسلامي التخصصــية، العــدد هـ.ش.1378عام

.88)( ريتشارد بابكين واسترول آروم، كليات فلسفة )كليات الفلسفة(: 79.182)( انظر: مصباح اليزدي، فلسفه أخلاق )فلسفة الأخلاق(: 80.9)( نهج البلاغة، الخطبة رقم 81.54 ـ 53انظر: مطهري، فلسفه وأخلاق )الفلسفة والأخلاق(: )( 82 ، منشــورات190:ــ 5)( السيد محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن 83

سين، قم، هـ.1414جماعة المدر.305: 14)( المصدر السابق 84 )( لقد ذكر الشيخ البلاغي الأمر الأخلاقي بوصفه واحدا من وجوه الإعجاز في القرآن85

، دار14 ـ 12:ــ 1الكريم )انظر: محمد جواد البلاغي، آلاء الرحمن في تفســير القــرآن إحياء التراث العربي، بيروت(؛ وقد ورد في الروايــة النبويــة أن أســاس البعثــة والغايــة

aعثتa لأتمم مكارم الأخلاق»منها قائم على تتميم المكارم الأخلاقية: . )الفضل بن«إنما ب ، دار128:ـ 2؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ 86:ـ 10الحسن الطبرسي، مجمع البيان

هـ(.1407الكتب العلمية، بيروت، )( يمكن للمصــادر والنمــاذج التاليــة أن تكــون شــاهدا على تجاهــل الأخلاق والمســار86

ــ النســخة1التدريجي لأفولها: ـ غوستاف لوبون، تمدن إسلام وعرب )حضارة العــرب ـ ، ترجمه إلى الفارسية:535، تعريب: عادل زعيتر،؛ والنسخة الفارسية: 442العربية(:

ــف قليلا في العــالم،»هـــ.ش: 1358هاشم حسيني، نشــر إســلامية، طهــران، a ومن يط عن الأخلاق استقلالا تامــا، ويدرس أحوال الناس في غير الكتب، ير الدين أمرا مستقلانا أكثرهــا أخلاقــا، مــع أن العكس ولو كان بين الدين والأخلاق سبب لكان أكثر الأمم تدي

.«هو الواقعــران )الأخلاق2 ـ أحد فرامرز قراملكي ومساعدوه، أخلاق حرفه إي در تمدن إسلام وإي

ــران(: ــة في الحضــارة الإســلامية وإي ــ 32 ـ 28الاحترافي ــات پژوهشـــگاه، فـــرهنگي مطالعواجتماعي، طهران.

.419، 14ـ جلال رفيع، أخلاق پيامبر وأخلاق ما )أخلاق النبي الأكرم وأخلاقنا(: 3هـ.ش.1388، نشر ثالث، طهران، 11ـ علي مير سپاسي، أخلاق در حوزه عمومي: 4 ـ عباس قلي غفاري فرد، تاريخ پژوهي در آســيب شناســي أخلاقي إيــراني هــا )بحث5

، نشـر دلت، طهـران،65 و31تاريخي في معرفـة الآفـات الأخلاقيــة لـدى الإيرانـيين(: هـ.ش.1392

ـ محسن رناني، چرخه هاي أفول أخلاق واقتصاد )عجلات أفــول الأخلاق والاقتصــاد(:6هـ.ش.1390، نشر طرح نو، طهران، 16

، نشــر10ـ رضا داوري أردكاني، أخلاق در عصر مدرن )الأخلاق في عصــر الحداثــة(: 7هـ.ش.1391سخن، طهران،

وانظر أيضا: المقدس أحمد الأردبيلي، مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهانــ 12 ــ؛ يوســف البحــراني، الحــدائق1414، مؤسســة النشــر الإســلامي، قم، 374: هـ

هـ؛1430، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 64:ـ 10الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ، المكتبة الإسلامية،343،ـ 289:ـ 8محمد صالح المازندراني، شرح جامع أصول الكافي

هـ.ش.1342قم، هـ.ش.1363، دار الكتب الإسلامية، طهران، 71: 1الكليني، الكافي )( 87ــة: 88 ، دار54)( انظر على سبيل المثال: عبد الله الزيلعي، نصب الراية لأحاديث الهداي

، دار الجيل، بيروت.57: 5هـ؛ ابن حزم، المaحلى 1415الحديث، هـــ.ش؛ الفيض1342،ــ 433:ــ 2)( انظر: المازندراني، شــرح جــامع أصــول الكــافي 89

هـــ؛ صــدر1406، إصــفهان، ×، مكتبة الإمام أمير المؤمــنين302:ــ 1الكاشاني، الوافي علــوم إنســاني ومطالعــاتپژوهشــگاه،ــ 385:ــ 2الدين الشيرازي، شرح أصــول الكــافي

هـ.ش.1383، فرهنگي . )الفيض الكاشاني، المحجــة البيضــاء«...إذ إدراك الكمال غير واجب في الشرع»)(ـ 90

، مؤسسة النشر الإسلامي، قم(.18: 7في تهذيب الإحياء ، مكتبــة ابن11)( العسقلاني، القول المســدد في الــذب عن المســند للإمــام أحمــد: 91

،111هـ؛ الشيخ محمود أبو رية، أضــواء على الســنة المحمديــة: 1404تيمية، القاهرة، ةــ: ،301مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت؛ محمد ناصر الدين الألبـاني، تمــام المن

هـ.1409دار الراية، أنديشــه وران )الأخلاقگفتگــوي)( انظــر: محمــد هــدايتي، مناســبات أخلاق وفقــه در 92

رين(: هـــ.ش.1392 إســلامي، قم، وفرهنگ علوم پژوهشــگاه،ــ 286والفقه في حوار المفك)مصدر فارسي(.

)( انظر في هذا الشأن: تبرير المقــدس الأردبيلي، حيث يتجــه ـــ خلافــا للكثــيرين من93وــا عمــرهم في الفقــه والأحكــام العمليــة ـــ إلى الأخلاقيــات والأدعيــة، ويــرى الذين أفن اجتناب الفقه والفتوى من مقتضيات الورع والتقــوى. )انظــر: المجلســي، بحــار الأنــوار

، دار إحياء التراث العربي، بيروت(.42: 104الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ؛ البحــراني،374:ــ 12)( انظر في هذا الشــأن: الأردبيلي، مجمــع الفائــدة والبرهــان 94

؛ المازندراني، شرح جامع أصــول64:ــ 10الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة م.2004، الهلال، بيروت، 40: 1؛ محمد الغزالي، إحياء علوم الدين 289: 8الكافي

ــل؛»)( ومن ذلك، على سبيل المثال: يقول الفيض الكاشاني: 95 ــارة عن الفع وليس عببمــا يكــون خلقــه aب شخص خلفه السخاء ولا يبذل؛ إما لفقد المال أو لمانع آخــر. ور aفر

. )محمــد محســن الفيض الكاشــاني، الحقــائق في«البخل، وهــو يبــذل؛ لبــاعث أو ريــاءــيروت، 54محاســن الأخلاق: ــاب العــربي، ب ــ؛ المحجــة البيضــاء في1399، دار الكت هـ

(.95: 5تهذيب الأحياء ــق96 ــة الحلي، منتهى المطلب في تحقي ــه: العلام ــوع علم الفق ــأن موض ــر بش )( انظ

ــذهب ــ 1الم ــ 7: ــير»: ــاء والتخي فين من حيث الاقتض ــال المكل ــور«أفع . )ابن أبي جمه ؛ العــاملي، معــالم الــدين وملاذ34الأحسائي، الأقطاب الفقهية على مــذهب الإماميــة:

(.29المجتهدين: ، دار4)( انظر: محمــد حســين الإصــفهاني، الفصــول الغرويــة في الأصــول الفقهيــة: 97

هـ.1404إحياء العلوم الإسلامية، ، آســتان قــدس7:ــ 1)( انظر: العلامــة الحلي، منتهى المطلب في تحقيــق المــذهب 98

؛41:ــ 1هـــ.ش؛ العــاملي، ذكــرى الشــيعة في أحكــام الشــريعة 1387رضوي، مشهد، ، مكتب الإعلام الإســلامي، قم،374العاملي، منية المريد في أدب المفيد والمســتفيد:

هـ.ش.1372ــرآن 99 ــيزان في تفســير الق ــائي، الم ــة الطباطب ــ 9)( العلام ، إســماعيليان، قم،404:

هـ.ش.1371فوا فيــه بالتخصــيص، لا بالنقــل»)( قال الغزالي في هذا الشأن: 100 إن لفظ الفقه تصر

والتحويــل؛ إذ خصصــوه بمعرفــة الفــروع الغريبــة في الفتــاوى، والوقــوف على دقــائق . )الغزالي، إحياء علوم الــدين«عللها... ولقد كان اسم الفقه في العصر الأول مطلقا...

1 :53.) ،499،ــ 46:ــ 1انظر في هذا الشأن: محمود شهابي، أدوار فقه )مراحل الفقــه( )(ــ 101

)مصدر فارسي(.هـ.ش.1366 وإرشاد، طهران، فرهنگوزارت لأنســبن الإســلام نســبة لم ينســبها أحــد قبلي: الإســلام هــو»: ×قال الإمــام علي)(ــ 102

التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار، والإقرار هــو(.120، الحكمة رقم 1144. )نهج البلاغة: «الأداء، والأداء هو العمل

يذهب بعض الكتاب إلى الاعتقاد بأنــه على الــرغم من وجــود القــوانين الأخلاقيــة)(ــ 103 الدقيقة بين العرب في عصر الجاهلية )قبل ظهور الإسلام(، لم يكن الصــواب والخطــأaسaس نظرية ثابتة ومتناغمــة، ولم يكن يشــتمل على ملاك والحسن والقبيح يقوم على أ واضح. )انظر: توشيهيكو إيزوتسو، مفاهيم أخلاقي ديني در قــرآن )المفــاهيم الأخلاقيــة

ــرآن(: ــة في الق ــرزان،87الديني ــدره إي، نشــر ف ــدون ب ــه إلى الفارســية: فري ، ترجمــول،|هـ.ش(. ولكن بعد بعثة النبي الأكرم1388طهران، ، ورفع الحجب عن دفائن العق

أخذ هــذا التشــخيص يتضــح في حــدوده. وفي مــا يتعلق بوجــود الصــفات الأخلاقيــة بين العــرب في العصــر الجــاهلي ووجــود فضــائل، من قبيــل: المــروءة، والكــرم، والجــود، ومواجهة الإسلام لرذائل، من قبيل: العصبية والتفــاخر والتنــابز بالألقــاب، انظــر: جــواد

ــلام ــل الإس ــرب قب ــاريخ الع ل في ت ــ ــ 4علي، المفص ــي، قم،574: ــريف الرض ، الشهـ.ش(.1380

ــ 104 ــا ورد بشــأن الصــوم: )( ــل: م ون﴿من قبي (، وبشــأن183 )البقــرة: ﴾لعلكم تتقــــدقة: ــزكيهم بها﴿الص رهم وت ــة: ﴾تطه ــلاة: 103 )التوب ــأن الص تنهى عن﴿(، وبش

اء والمنكـر (. وللوقــوف على الروايــات المــأثورة في هــذا45 )العنكبــوت: ﴾الفحشــ )حــول الزكــاة9 )حــول الصــلاة(، وج4الشأن انظر: الحaر العاملي، وســائل الشــيعة، ج

)حــول الحج(. وانظــر أيضــا: محمــد عبــد اللــه11 )حول الصوم(، وج10والصدقة(، وج ، ترجمــه إلى الفارســية:340دراز، آيين أخلاق در قرآن )دســتور الأخلاق في الأخلاق(:

هـ.ش.1387محمد رضا عطائي، به نشر، مشهد، )( ومن ذلك، على سبيل المثال، أن ابن هشام يذكر في ســيرته عن كعب بن مالــك105

ينا وفقهنــا...»قوله: )ابن هشــام،«خرجنــا في حجــاج قومنــا من المشــركين، وقــد صــل م(. أو عنــدما أراد1985، دار إحيــاء الــتراث العــربي، بــيروت، 439:ــ 2السيرة النبوية

ــه امــرأة، ت علي الخليفة الثاني تحديد مهر النساء بما لا يزيد عن أربعمئة درهم اعترضــاــن﴿وأثبتت بطلان فتــواه؛ اســتنادا إلى قولــه تعــالى: وإن أردتم استبدال زوج مك

ــه بهتانــا وإثمــا يئا أتأخذون ــه شــ زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا من كل الناس أفقه منك يا عمر،»(، فذهل عمر، وقال قولته الشهيرة: 20 )النساء: ﴾مبينا

فات الشيخ المفيد «حتى ربات الحجال ــر: 9. )انظر: المفيد، مصن ،27، رسالة في المهــد، قم، ــيخ المفي ــة الش ــاو1413ألفي ــ؛ ابن ط ــذاهبهـ ــة م ــف في معرف وس، الطرائ

هـ(.1420، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 182: 2الطوائف ـوـا أن احتيــاجهم»)(ــ 106 ...والحقوق المالية تحفظ بالفقه، وتطلب بأحكامه، ولــذلك ظن

(.289: 8. )المازندراني، شرح جامع أصول الكافي «إلى الفقه أشد من علم الأخلاق

.53: 1)( انظر: الغزالي، إحياء علوم الدين 107 وصار علم الشريعة على صنفين: صنف مخصوص بالفقهــاء وأهــل الفتيــا، وهي»)(ــ 108

الأحكام العامة في العبادات والعادات والمعاملات، ]وألف الفقهــاء في الفقــه وأصــوله والكلام والتفسير وغــير ذلــك[؛ وصــنف مخصــوص بــالقوم في القيــام بهــذه المجاهــدة ومحاسبة النفس عليهــا، والكلام في الأذواق والمواجــد العارضــة في طريقهــا، وكيفيــة

ــدور بينهم في ذلك ــتي ت ــطلاحات ال ــرح الاص ــا من ذوق إلى ذوق، وش ــترقي منه .«ال ، تحقيــق:613:ــ 1)مقدمة ابن خلدون )ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر(

هـ(.1408خليل شحادة، دار الفكر، بيروت، )( ومن ذلـك، على سـبيل المثـال، أنـه طبقـا لروايـة الشـيخ المفيـد فـإن عـددا من109

روا عن هــذا×أصحاب المأمون الذين دخلوا مع الإمام الجواد في مناظرة علمية قــد عب(.282: 2. )انظر: المفيد، الإرشاد «فقه الشريعة»القسم من أحكام الدين بـ

ــ 110 ــام»)( ــادة المشــروعة... والعلم بالأحك ــة العب ــو علم بكيفي ــا علم الشــرائع فه وأمــل ــآداب الأك ــاملات... والعلم ب ــب والمع ــرام في المكاس ــودة من الحلال والح المحم والشرب واللباس والتحيــة والضــيافة والطيب والكلام والمؤاخــاة والمعاشــرة والســفر

. )محمــد محســن الفيض الكاشــاني، الحقــائق في محاســن«والحقــوق، إلى غــير ذلك(.14الأخلاق:

الشــريعة هي»)( قال العلامــة الطباطبــائي في بيــان الفــرق بين الشــريعة والــدين: 111 الطريقة الممهدة لأمـة من الأمم أو لنــبي من الأنبيــاء... والـدين هـو السـنة والطريقــة

(.350: 5. )الميزان في تفسير القرآن «الإلهية العامة لجميع الأممنــه في مــدة|والمراد بعلم الشريعة ما جــاء بــه النــبي»)(ــ 112 من عنــد اللــه تعــالى، وبي

ــدأ الأول عمره، وأودعه عند أهله. وهذا العلم ينقسم إلى أقسام؛ فمنها: ما يتعلق بالمبق بــأحوال المعــاد وتفاصــيلها؛ ومنهــا: مــا تعالى شأنه وبصفاته وأفعاله؛ ومنهــا: مــا يتعلفين وما يتبعها من تقويم الظــواهر بالسياســات البدنيــة؛ ومنهــا: مــا يتعلق بأفعال المكل يتعلق بأحوال القلب وتطهيره عن الرذائل وتزيينه بالفضائل. وكل هذه الأقسام محمودaه محبــوبa اللــه تعــالى. لكن بينهــا تفاوتــا؛ إذ بعضــها واجب عينــا، وبعضــها شريف، طالب

.14:ـ 2. )المازنــدراني، شــرح جـامع أصـول الكــافي «واجب كفاية، وبعضــها مســتحب وانظر أيضا: عبد العظيم شرف الدين، تاريخ تشريع الإسلام وأحكامه الملكية والشفعة

م(.1993، جامعة قار يونس، بنغازي، 23والعقد: إن»)( قال الســيد الصــدر، في توضــيح أســباب تصــور انفصــال الفقــه عن الأخلاق: 113

عة إنمــا هــو بالفقــه؛ من حيث إن مآلــه إلى الثــواب والعقــاب الاهتمــام لــدى المتشــر الأخرويين، وليس في الأخلاق وجهة من هذا القبيل، فهو لا يستحق مثل هــذا الاهتمــام.ــل قــد نجــد أن الأئمــة المعصــومين نحــوا هــذا النحــو، بحيث نجــد أن هــذا الاهتمــام بزوا على جـانب الطاعـة عي إنما هو ناتج من تربيتهم وتركـيزهم؛ وذلـك أنهم رك المتشرــوانب ــثر من الج ــه أك ــوانب المرتبطــة بالفق ــاب، وهي الج ــواب والعق ــية والث والمعص

ــالأخلاق ــبره جــائزا في الأخلاق«المرتبطــة ب ــه هــذا الإشــكال، واعت . ثم بحث في توجي الصفاتية، وغير جائز في الأخلاق العملية والسلوك الظاهري؛ بل يرى أن اهتمام الأئمــة

، دار8:ــ 1بالأخلاق السلوكية مقــدم على الفقــه. )انظــر: محمــد الصــدر، فقــه الأخلاق هـ(.1419الأضواء، بيروت،

)( سوف نحصل في الصفحات القادمة على بيــان لهــذا الأمــر، على هــامش أبحــاث114تعلق الأحكام التكليفية بالأوصاف والأفعال الأخلاقية.

ن المطلــق بــالإذن فيه»)(ــ 115 .«الحرام هو القبيح الممنوع بالنهي عنــه، والحلال الحســ ، مؤسســة النشــر الإســلامي، قم،266:ــ 11)الطوســي، التبيــان في تفســير القــرآن

هـ(.1431 ، مؤسســـة الأعلمي للمطبوعـــات، بـــيروت،152)( انظـــر: الـــبرقي، المحاســـن: 116

. وانظــر بشــأن أهميــة الحلال والحــرام: الصــدوق،178:ــ 1هـ؛ الكليني، الكافي 1429هـ.1410، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 643الخصال:

.248: 7)( انظر: الكليني، الكافي 117)( إن الروايات التالية يمكن أن تكون شاهدا على التصور التدريجي لهذه المساواة.118

ــاقر ــام الب ــ عن الإم ــال: ×ـ ــه ق ــأنتم أعــراب» أن ــوا في الحلال والحــرام، وإلا ف .«تفقه(. 151)البرقي، المحاسن: ليت الســياط على رؤوس أصــحابي حتى يتفقهــوا في» أنه قــال: ×ـ عن الإمام الصادق

(. 152. )المصدر السابق: «الحلال والحرامــه» أنه قال: ×ـ عنه من حفظ عنا أربعين حديثا من أحاديثنا في الحلال والحرام بعثه الل

(.542. )الصدوق، الخصال: «يوم القيامة فقيها عالما، ولم يعذبه»: ×)( ورد في الحديث عن الإمام الكاظم119 أولى العلم بك ما لا يصــلح لــك العمــل إلا

)أحمــد الحلي، عــدة الــداعي«به، وأوجب العلم عليك ما أنت مسؤول عن العمل به... هـ(. وقــد عمــد الفخــر الـرازي في1407، دار المرتضى، بيروت، 77أو نجاح الساعي:

ــال. ــان؛ وعلم الأعم تفسيره إلى تقسيم العلوم الدينية إلى قسمين: علم العقائد والأدي وأمــا علم الأعمــال فهــو إمــا أن يكــون عبــارة عن علم»وقــال بشــأن القســم الثــاني:

التكاليف المتعلقة بالظواهر، وهو علم الفقـه...؛ وإمـا أن يكـون علمـا بتصـفية البــاطن ، دار83:ـ 6. )تفسير الفخر الرازي )التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب( «ورياضة القلوبهـ(.1426الفكر، بيروت،

ــأن120 ــالوا ب )( وكما سبق أن ذكرنا فإنهم يرون علم الفقه علما يبحث في التكليف، وقفين. ومن ذلــك مثلا أن العلامــة الحلي قــال في إثبــات تــأخر موضوعه هو أفعــال المكل

أمــا تــأخره عن علم الكلام فلأن هــذا العلم بــاحث عن»علم الفقه عن العلوم الأخرى: ــف... موضــوع كيفية التكليف، وهو لا شك مسبوق بالبحث عن معرفـة التكليــف والمكل

فين من حيث الاقتضــاء والتخيــير . )منتهى المطلب في«هــذا العلم هــو أفعــال المكل هـــ.ش(. وإن كــان1387، آســتان قــدس رضــوي، مشــهد، 7 ـ 6:ــ 1تحقيــق المــذهب

التحقيق في ظهور مفردة التكليف بوصفها حدا أوليا للفقه ومنشــأ ظهــوره يحتــاج إلىتحقيق مستقل.

)( إن هذه الحساسية قد تبلغ مقدارا بحيث يتم الإعلان في أمــر الاجتهــاد رســميا أن121ن للمقاصــد. ن للحكم، وليس النص المــبي الــذي يجب أن يكــون ســندا هــو النص المــبي

،152:ــ 41، العــدد ^)انظر: علي دوست، فقه ومقاصد شريعت، مجلة فقــه أهــل بيتهـ.ش(.1384ربيع عام

.289: 8)( انظر: المازندراني، شرح جامع أصول الكافي 122.53: 1؛ الغزالي، إحياء علوم الدين 87: 10)( انظر: المصدر السابق 123 ،19، والنســـاء: 242 ـ 229)( ففي ســـور القـــرآن الكـــريم، من قبيـــل: البقـــرة: 124

)حول الطلاق والزواج وحــدود الحلال والحــرام الإلهي،49، والأحزاب: 6،ــ 2والطلاق: )حول الأمر بالصدقة وتحصيل12، والمجادلة: 103مصحوبا بالسلوك اللائق(؛ والتوبة:

)حــول الصــلاة والخشــوع والتواضــع(؛2، والمؤمنــون: 64 ـ 63الطهــارة(؛ والفرقــان: )حول النظر إلى الأجنبية والمواظبة على الطهارة والبراءة53، والأحزاب: 30والنور:

ــرة: ــذلك البق ــذنوب(؛ وك ــ 10 ـ 7من ال د90، ــ ــرض القلب والابتلاء بالحس ــول م )حوارتباطه بالكفر(.

)حــول امــتزاج الصــلاة109، الخطبــة رقم 338وفي الروايات، من قبيل: نهج البلاغة: ، الكتــاب1023والزكاة والجهاد بصلة الرحم والصدقة وأفعال البر(؛ والمصدر السابق:

رقم ب )شأن الصلاة والتعامل الرحيم مع الآخرين(؛ والحــر العــاملي، وســائل الشــيعةــ 12 ــاس(؛ والمصــدر الســابق: 200: )حــول285 ـ 280 )حــول الصــلاة ومــداراة الن

:13الوضوء والصلاة والحضور في المساجد وعدم اغتياب الآخرين(؛ والمصدر السابق

)حول ترك الطواف الواجب وقضاء حاجة الآخرين(.380 )( أشار الآغا ضياء العراقي في تعليقته على فوائد الأصول إلى هذه المســألة قــائلا:125

.«بعدما لا يكــون ســوء السـريرة تحت الاختيـار لا يــوجب قaبحــا في أمـر اختيــاري آخر» ، مؤسســة النشــر الإســلامي،49:ــ 3)محمد علي الكاظمي الخراساني، فوائد الأصول

هـ(. وقال السيد الخوئي، بمناسبة الحديث عن شرط الإخلاص في الوضوء،1414قم، إن تعلق الحكم الشرعي بمثل هذه الصفة إنما يمكن تصوره»واجتناب الرياء والعaجب:

ــع من حــدوث هــذه الصــفة في النفس أو إزالتهــا عن النفس فقــط، ولا من خلال المن ، مؤسســة20:ــ 6. )موســوعة الإمــام الخــوئي «يستفاد وجوب هذا الأمر من الروايــات

هـ(.1413الخوئي الإسلامية، قم، الخaلaق ـــ بالضــم ـــ ملكــة»)( قال العلامة المجلسي ضمن تعريف الأخلاق الصفاتية: 126

للنفس يصدر عنها الفعل بسهولة. ومنها: مــا تكــون خلقيــة؛ ومنهــا: مــا تكــون كســبية،ر، والمجاهدة، والممارسة، وتمرين النفس عليها. فلا ينافي وقــوع التكليــف بها .«بالتفك

وقد توهم أن الأخلاق كلهــا»(. وقال المولى صالح المازندراني: 372:ــ 67)بحار الأنوار ر aطاق. وهذا التوهم فاسد؛ لأن الأخلاق قد تتغي خلقية؛ فيكون التكليف بها تكليفا بما لا ي وتتبدل، كما هو المaشاهد في الكثير من الناس، فإنهم يزاولــون ويمارســون حتى يصــير

(.174: 8. )شرح جامع أصول الكافي «ملكة )( ذهب صدر المتألهين في المشهد الخامس عشر من مفاتيح الغيب إلى اعتبار هذا127

البحث من الأمــور الغامضــة، الــتي لا تتضــح إلا من خلال الإحاطــة التفصــيلية بأعمــالــاتيح الغيب ــ 1القلب. )انظـــر: مفـ ــران،356:ـ ــدرا، طهـ ــاد حكمت إســـلامي صـ ، بنيـ

(.53: 3هـ.ش؛ الغزالي، إحياء علوم الدين 1386 وأما السبب في عــدم مؤاخــذة أحــد على»)( قال الشيخ السبحاني في هذا الشأن: 128

صفاته النفسية الرذيلــة، وعــدم إصــدار حكم فقهي في حقــه؛ فلأن الأحكــام الإســلامية سمحة وسهلة، وتقوم على أساس أفعال الظاهر. فإذا كــان الشــخص بخيلا في واقعــه فلا شأن للأحكام الإسلامية به، ما دام كابحا لصفة البخل في نفسه، ولا تظهر عليه في أفعالــه؛ وإلا لــو صــار البنــاء على محاكمــة النــاس على طبــق مــا يجــول في أنفســهم

. )انظــر: هــدايتي،«وضــمائرهم فلن يســلم أحــد من النــار، ويبقى الإمــام علي وحوضهــويمناسبات أخلاق وفقــه در رين(:گفتگ أنديشــه وران )الأخلاق والفقــه في حــوار المفك

، قم،#، مؤسسة المهدي الموعود247:ـ 2؛ وانظر أيضا: الهمداني، مصباح الفقيه 104 ، مؤسســة73 ـ 73:ــ 6هـــ؛ الســيد مصــطفى الخميــني، تحريــرات في الأصــول 1418

هـ(.1427تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني، طهران، )( يتم التعبير في نصوصنا ومصادرنا الدينية عن هذه الأعمال الهامة والأساســية في129

، من قبيــل: قتــل النفس،276:ــ 2مجــال الرذائــل بالكبــائر ]انظــر: الكليــني، الكــافي نات[؛ والأعمــال المحبطــة بــا ومــال اليــتيم، وقــذف المaحصــ وعقوق الوالدين، وأكــل الر

، )عــدم رعايــة الأدب في رفــع2، )الإقبال على الدنيا(؛ الحجــرات: 16والمبطلة ]هود: »([؛ إلى مفاهيم من قبيل: |الصوت عند النبي الأكرم ــف: «الأخسرين أعمالا 103 ]الكه

ــاة﴿ 104ـ قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحينعا نون صــ بون أنهم يحســ ]ابن شـــعبة«أعظم الخطايا»[، ﴾الــدنيا وهم يحســ

)اقتطاع مال امرئ مســلم بغــير حــق([؛153الحراني، تحف العقول عن آل الرسول: ، )الشرك باللــه... قطيعــة الــرحم... الأمــر290:ــ 2 ]الكليني، الكافي «أبغض الأعمال»

ــروف([؛ ــالمنكر، والنهي عن المع ــاس»ب ــر الن ــابق: «ش ــدر الس ــذين327، ]المص )ال مفتــاح» )ذو الــوجهين([؛ 227:ــ 3يكرمون اتقاء شرهم(؛ المتقي الهندي، كنـز العمــال

»، «الذنوب 300:ــ 2 ]الكليني، الكافي «ندامة» أو «أشد الناس عذابا )من وصــف عــدلاــ 3وعمل بغيره(؛ المتقي الهندي، كنـز العمال ــا»: رجل باع آخرته بدنيا غيره[؛ 204: م

)طول الأمل واتباع الهـوى(؛ الليـثي335:ـ 2 ]الكليني، الكافي «أخشى )أخاف( عليكم

)كل ذلق اللســان منــافق الجنــان(؛ المصــدر170الواسطي، عيون الحكم والمواعظ: )مقارنة قرين السوء([.223السابق:

،«من حقــائق الإيمــان»كما يتم التعبير في المقابــل عن الفضــائل بمفــاهيم من قبيــل: ــال» ــون الحكم والمواعــظ: «أشــرف الأعم ــثي الواســطي، عي ــة([؛113 ]اللي )الطاع ]المصدر«خير الأعمال» )إغاثة الملهوف([؛ 114 ]المصدر السابق: «أفضل المعروف»

)الإيثــار([؛237 ]المصــدر الســابق: «خــير المكــارم»: )ما زانه الرفق([؛ 237السابق: )وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافأة،240:ـ 2 ]الكليني، الكافي «أجمل الخصال»و

وتشاغل بغير متاع الدنيا([.ية بـ 130 ــه» أيضا: «السفساف»)( لقد تم التعبير عن هذه الصفات الرذيلة والمتدن إن الل

(؛ ابن6:ــ 3. )المتقي الهنــدي، كنـــز العمــال «يحب معــالي الأخلاق، ويكــره سفســافها )الكــذب(، إذا كــان المــراد حالــة159شعبة الحراني، تحف العقــول عن آل الرســول:

ــوع من الفحش صفة الكذب: وتحفظوا من الكذب فإنه من أدنى الأخلاق قــدرا، وهــو نوضرب من الدناءة(.

شــر»:ــ 294 )النفــاق والكــذب(؛ 293)( الليثي الواسطي، عيون الحكم والمواعظ: 131يم الكذب .«الش

ــابق: 132 ــدر الس ر(؛ 113)( المص ــق التكب ــع، أقبح الخل يم الطم ــ )أقبح115 )أقبح الشيمة العدوان(؛ )أقبح الأخلاق الخيانة(.118الش

)الاستكبار(.466: 2)( الكليني، الكافي 133 )الكذب(.68)( الحراني، تحف العقول عن آل الرسول: 134 )البخل(.43)( العاملي، الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة: 135aعد الأمل(.260: 4)( الصدوق، من لا يحضره الفقيه 136 )قساوة القلب وب )ذهاب الحياء(.291: 2)( الكليني، الكافي 137 )الرغبة والرهبة والسخط والغضب(.289)( المصدر السابق: 138)( المصدر السابق )الحرص والاستكبار والحسد(.139 )الشك والشبهة(.391)( المصدر السابق: 140 )الخيانة(.263)( الليثي الواسطي، عيون الحكم والمواعظ: 141 )الاغترار بالمهل والاتكال على الأمل(.223)( المصدر السابق: 142 )حب الدنيا(.118)( المصدر السابق: 143بع(.260: 4)( الصدوق، من لا يحضره الفقيه 144 )شح مطاع، وهوى مت )( كما يتم التعبــير عن الصــفات الأخلاقيــة الهامــة في قســم الفضــائل بمفــاهيم من145

ـ6 و1، ح198؛ـ 1، ح180:ـ 15 ]الحaر العاملي، وسائل الشيعة «مكارم الأخلاق»قبيل: )اليقين والقناعة والصبر والشكر والحلم وحســن الخلــق والســخاء6، ح174:ــ 12؛ــ 7

ــروءة...([؛ ــجاعة والم ــيرة والش ــالي الأخلاق»والغ ــجادية: «مع ــحيفة الس [؛129 ]الص ]ابن فهــد الحلي،«أعلى منــازل الإيمــان»[؛ــ 117 ]المصدر الســابق: «محاسن الأدب»

ــا إذا ظهــرت، ولا228عدة الداعي: )أن ينتهي بسريرته في الصلاح إلى أن لا يبالي به :4 ]الصــدوق، من لا يحضــره الفقيـه «أوثق عaرى الإيمان»يخاف عقباها إذا استترت([؛

يم» )الحب في الله والبغض في الله([؛ 262 ، ]الليــثي الواســطي، عيــون«أفضــل الشــيم» )السخاء([؛ 123 )الكرم(؛ 23الحكم والمواعظ: ]المصــدر الســابق:«أحســن الشــ

يم»: الصفح([؛ 19 )الحياء(؛ 48 )الحلم والعفــاف([؛119 ]المصدر السابق: «أزين الشــرم الأخلاق» ــارم» )الســخاء([؛ 122 ]المصــدر الســابق: «أك ]المصــدر«أحســن المك

)ملك الغضب وإماتة263 ]المصدر السابق: «رأس الفضائل» )الجود([؛ 114السابق: ل19 ]المصدر السابق: «تاج المكارم»الشهوة([؛ )العفو([. وبطبيعة الحال فإن التوصــ

ــع ــق بشــأن جمي ــاج إلى الفحص والتحقي إلى إدراك جــامع وشــامل لمــراتب القيم يحتــل: الموارد موردا موردا. كما أن بعض الموارد لا تندرج دائما ضمن عنوان عام، من قبي

صفة دفع السيئة بــالتي هي أحســن، الــتي تم التعبــير عنهــا في القــرآن الكــريم بقولــهاهــا إلا ذو حــظ عظيم﴿تعالى: اها إلا الذين صبروا وما يلق لت:﴾وما يلق )فصــ

35.) ، مؤسســة752:ــ 2)( انظر على سبيل المثال: محمد باقر السبزواري، كفاية الفقه 146

هـ.1431النشر الإسلامي، قم، ــافع 147 :2)( انظر: الشريف حبيب الله الكاشاني، منتقد المنافع في شرح المختصر النهـ.1429، بوستان كتاب، قم، 49.752: 2؛ السبزواري، كفاية الفقه 495: 3)( انظر: الحلي، قواعد الأحكام 148 ؛ الأردبيلي،275)( انظر: الســيوري، نضــد القواعــد الفقهيــة على مــذهب الإماميــة: 149

.374: 15؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة 364: 12مجمع الفائدة والبرهان )( من قبيــل: اســتحباب ملازمــة الصــفات الحميــدة، واســتحباب الصــبر، والحلم150

والتواضع، وكراهية الحرص وحب المال، والطمع، والتفاخر والكسل، ووجوب الإخلاص،ر، والحسد، وسوء الخلق، وقساوة القلب. )الحــر والتقوى، والورع والعفة، وحرمة التكب

من ذات هذه الموسوعة12(. كما تعرض في الجزء 16 ـ 15العاملي، وسائل الشيعة إلى بيان استحباب الحياء، وكظم الغيظ، ولين العريكة.«أحكام العشرة»في أبواب

فما بعد.343: 12)( انظر: الأردبيلي، مجمع الفائدة والبرهان 151 وليس علاج ودواء لأمــراض النفس»)( مما ورد في شأن التوبة، على سبيل المثال: 152

أحسن وأنفع وأفيد من التوبة؛ إذ بها يطهر القلب عن الرذائــل، ويحفــظ ســلامته، وبهــابما يحصــل لــه مرتبــة شــامخة من الولايــة التكوينية aيخرج عن الحيوانية والبهيمية. ور».

(. وبطبيعة الحال فإن التوبــة لا تعــني تشــجيع المــذنب على ارتكــاب53)انظر: الزمر: ــاب على ــوع والإي ــاب الرج ــدم إغلاق ب ــا ع aـرـاد منه ــل ي ــبيح، ب ــتراف الق المعصــية واق

(.319المجرمين. )الصدوق، ثواب الأعمال: إن أقدم الديانات لم تنص على أصــول»)( قال بعضa المستشرقين في هذا الشأن: 153

الأخلاق، وإن النص على مبادئ الأخلاق لم يكن في غير أديان الهندوس وأديان موســى وعيسى ومحمد، وإن هذه الأديان لم تصنع أكثر من تأييدها لما كــان معروفــا، وإن هــذا التأييد قام على الأمل في الثــواب والخــوف من العقــاب في اليــوم الآخــر، وإن خــوف العقاب لم يكن مهيمنا على أكثر الناس، وما جعلت تلك الأديــان غفــران الــذنوب أمــرا

. )غوستاف لوبون، تمــدن إســلام وعــرب )حضــارة العــرب ـــ النســخة العربيــة(:«سهلا ، ترجمــه إلى الفارســية: هاشــم535، تعريب: عادل زعيتر؛ والنســخة الفارســية: 441

ح مستشــرق آخــر في كتابــه بخلاف هــذا التقريــر. )انظــر: جـون الحسيني(. ولكن صــر ، ترجمــه139 والقــرآن(: | محمد وقرآن )اعتذار لمحمدپيشگاهدوانبورت، عذر تقصير به

هـ.ش(.1388إلى الفارسية: غلام رضا سعيدي، نشر اطلاعات، طهران، .«لا يضــر مــع الإيمــان عمــل، ولا ينفــع مــع الكفــر عمــل»: ×)( عن الإمــام الصــادق154

(.464: 2)الكليني، الكافي .4 ـ 3، ح375: 1)( انظر: الكليني، الكافي 155.119؛ النحل: 55 ـ 53)( انظر في هذا الشأن: الزمر: 156aســمى مفهومــا 157 ن والقــبيح»)( من بين المفاهيم الأخلاقيــة أعلاه ي بالمفــاهيم«الحســ

القيمية، أو أحكــام القيم الأخلاقيــة، أو الأحكــام النــاظرة إلى الفضــيلة؛ وأمــا المفــاهيمaســمى«الواجب والمحرم، والصواب والخطأ، والوظيفة»الخمسة الأخرى، وهي: فهي ت

ــة. ــاظرة إلى الفريض ــام الن ــزام الأخلاقي أو الأحك ــام الإل ــة أو أحك ــاهيم الإلزامي بالمفـةـ والإلزاميــة( ـــ في aطلق أحيانا على جميع المفاهيم الأخلاقيــة )القيمي وبطبيعة الحال ي مقابل المفاهيم غير الأخلاقية ـ مصطلح المفاهيم القيمية. ]انظــر: الأســتاذ محمــد تقي

ــل،105مصباح اليزدي، فلسفه أخلاق )فلسفة الأخلاق(: ، شركت چاپ ونشر بين المل ، ترجمــه36هـ.ش؛ وليم فرانكنا، فلسفه أخلاق )فلسفة الأخلاق(: 1381، طهران، 1ط

ــبى مصــباح،1383، قم، 2إلى الفارسية: هادي صادقي، نشر كتاب طه، ط هـ.ش؛ مجت ، مركز انتشارات مؤسسه آموزشــي وپژوهشــي إمــام72بنياد أخلاق )أصول الأخلاق(:

هــــ.ش[. ومن بين هـــذه المفـــاهيم الســـبعة يتم اســـتعمال1385، قم، 4خميـــني، ط مفهومي الواجب وغير الواجب في الفقه أيضــا، بمعــنى أن هــذين المفهــومين حكمــان أخلاقيــان، كمــا همــا حكمــان فقهيــان. وهنــاك اختلاف في وجهــات النظــر بين العلمــاءرين حــول وجــه التمــايز بين الــواجب والمحظــور الأخلاقي والفقهي. ويقــوم والمفك الافتراض في هذا التحقيق على أن الواجب الأخلاقي إنما يستعمل حيث تعمــل الصــفة أو الأفعال الاختيارية على إيصال الإنسان إلى الغاية من الأخلاق، ونعــني بــذلك الكمــال

لة بـ aسـتعمل حيث تحـول«القرب من الله»الحقيقة المتمث ، والمحظـور الأخلاقي إنمـا ي الصفة أو الفعل الأخلاقي دون وصول الإنسان إلى الكمال. وعلى هذا يمكن القول: إنــواجب ــان ضــمن إطــار ال ــتي يتم بيانهــا في بعض الأحي ــادات ال ــة والعب التعــاليم الدينيــة )والمحظــور( الفقهي؛ حيث إنهــا تكــون نازلــة لغــرض الوصــول إلى ذات هــذه الغايب إلى اللــه( تكــون بهــذا الاعتبــار أخلاقيــة أيضــا. وبعبــارة أخــرى: يمكن للنظــام )التقر الحقوقي والفقهي في الإســلام أن ينــدرج في صــلب النظــام الأخلاقي للإســلام، وحتىب من الله يمكن أن تندرج ضمن الأمور الأخلاقيــة. غير العبادات إذا جيء بها بنية التقر

؛ محمــد تقي64]انظر: محمد تقي مصــباح الــيزدي، فلســفه أخلاق )فلســفة الأخلاق(: [.344مصباح اليزدي، نقد وبررسي مكاتب أخلاقي )نقد ومناقشة المدارس الأخلاقية:

هـ.1416، قم، 4، مكتبة الداوري، ط37)( انظر: سعد الدين التفتازاني، المطول: 158 ؛224)( في ما يتعلق بأقسام الإنشاء ومعاني كل منها انظر: التفتــازاني، المطــول: 159

ــد1383، قم، 8، انتشارات دار الفكر، ط127التفتازاني، مختصر المعاني: هـ.ش؛ أحم ، تحقيق وتنظيم: مجموعــة من أســاتذة الحــوزة العلميــة،65الهاشمي، جواهر البلاغة:

هـ.ش؛ إميل بــديع يعقــوب،1381، قم، 1انتشارات مركز إدارة الحوزة العلمية بقم، طــران،6موسوعة النحو والصرف والإعراب )الكلمة ذات الصلة(، نشر استقلال، ط ، طه

هـ.1431aرجى حصوله. وإذا كان هناك أمل بحصول شــيء160 )( التمني: طلب شيء محبوب لا ي

مي ذلــك رجــاء. وبالالتفــات إلى أن الرجــاء قــد ورد في aمحبــوب نســعى إلى طلبــه ســ التقسيم المشهور ضــمن الإنشــاءات غــير الطلبيــة،لم نعمــد إلى ذكــره ضــمن الإنشــاء

الطلبي. هـــ؛1431،ــ 152)( انظر: إميل بديع يعقوب، موسوعة النحــو والصــرف والإعــراب: 161

، طهــران،2، المجمــع العلمي الإســلامي، ط120عبد الهادي الفضلي، تهذيب البلاغــة: هـ.1409

.38)(وانظر أيضا: يونس: 162 ، مؤسسة«الحق»)( انظر: الراغب الإصفهاني، المفردات في غريب القرآن، مفردة 163

:10هـ؛ ابن منظور الأفريقي، لسان العــرب 1430، بيروت، 1الأعلمي للمطبوعات، طهـ.ش.1363هـ ـ 1405، نشر أدب الحوزة، قم، 51ــ 164 ــدة.«الفتــوى»)( ــدقيق والصــحيح في المســائل المعق في الأصــل تعــني الحكم ال

اللــه» )بمعـنى: «فيهن» عطـف على «وأن تقومـوا...»وبالالتفات إلى أن قولـه تعـالى: aعد فتوى وحكما إلهيا.«يفتيكم أن تقوموا... ( فإن القيام بالقسط من أجل اليتامى ي

.124)( انظر: الفضلي، تهذيب البلاغة: 165 )( هناك رأيان في هذه الآية؛ فقد ذهب بعض إلى اعتبار الآية حكما إنشائيا وشــرعيا،166

واستفاد منها حرمة الزواج من الزاني والزانية؛ إلا أن بعضا آخر قال بأن الآية تخبر عن واقعية عينية وخارجية، وهي أن الأشخاص المدنسين وغير المطهرين إنما يميلــون أبــداــالحكم ــة ب ــة مرتبط ــون الآي ــذا لا تك ــين، وعلى ه ــرائهم من المدنس ــالهم ونظ إلى أمث الشرعي. ويذهب المشهور من علماء الإمامية بشــأن الــزواج من الــزاني والزانيــة إلى

الجــواز على كراهــة. ]انظــر: محمــد حســن النجفي، جــواهر الكلام في شــرح شــرائع ، دار الكتاب الإسلامية، طهران[. ولكن من الواضح ـ بطبيعة الحال ـ441:ـ 29الإسلام

أن الشـــخص المـــؤمن يجب عليـــه من الناحيـــة الأخلاقيـــة أن لا يـــتزوج من الزانيـــةــه إذا والمشركة، وكذلك يجب على المؤمنة أن لا تتزوج من الزاني والمشــرك؛ رغم أن تم الاقتصار في النظر إلى هذه المســألة من الزاويــة الفقهيــة فقــط قــد يصــدر الحكم

على ذلك بالجواز على كراهة. ، مكتبــة ســيد17)( انظر: ابن هشام الأنصــاري، مغــني اللــبيب عن كتب الأعــاريب: 167

.79 ـ 73هـ؛ الهاشمي، جواهر البلاغة: 1406، قم، 5الشهداء، ط.73؛ الهاشمي، جواهر البلاغة: 51)( انظر: الفضلي، تهذيب البلاغة: 168 الاســتفهامية في بعض الأحيــان بمعـنى النفي الإنكــاري، كمـا في«من»)( تســتعمل 169

الله﴿قوله تعالى: ــذنوب»[، أي: 135 ]آل عمران: ﴾ومن يغفر الذنوب إلا لا يغفر ال ـ بالإضافة إلى الاســتفهام ـــ شــرطية، وموصــولة، ونكــرة«من». كما تستعمل «إلا الله

موصوفة أو زائدة أيضا. ]إميل بديع يعقوب، موسوعة النحو والصرف والإعراب )كلمــةمن([.

ــرطية،«ما»)( إن لـ 170 ــل: الش ــرى، مث ــتعمالات أخ ــرة اس ــ عش ــتفهام ـ ــير الاس ــ غ ـبية، والمصدرية، وغــير ذلــك أيضــا. ]إميــل بــديع يعقــوب، موســوعة والموصولة، والتعج

النحو والصرف والإعراب )كلمة ما([.اــن»)( وتــأتي 171 بمعــنى الشــرطية أيضــا؛ حيث تســتعمل للدلالــة على المســتقبل،«أي

. ]إميل بــديع يعقــوب، موســوعة«أيان تزرني تجدني»وتجزم مضارعين، كما في قولنا: النحو والصرف والإعراب )كلمة أيان([.

172 a على صورة الشرطية أيضا، وتكون كيــف الشــرطية اســم شــرط«كيف»)( كما ترد غير جازم، شريطة أن يتفق فعل الشرط وفعل الجواب في اللفظ والمعنى، ولا تقترن

. ]إميــل بــديع يعقــوب، موســوعة«كيــف تعمــلa أعمــلa» الزائدة، كما في قولك: «ما»بـ النحو والصرف والإعراب )كلمة كيــف(؛ ابن هشــام الأنصــاري، مغــني اللــبيب عن كتب

[. 270الأعاريب: على صــورة الشــرطية أيضــا؛ حيث تكــون ظــرف مكــان وتتضــمن«أين»)( كما ترد 173

ر حكمهــا، كمــا في«ما»الشرط، وتجزم مضارعين، وقد تلحقها ــا، ولا يتغي الزائدة أحيانيدة﴿قولــه تعــالى: ﴾أينمــا تكونــوا يــدرككم المــوت ولــو كنتم في بــروج مشــ

[. ]إميل بديع يعقوب، موسوعة النحو والصرف والإعراب )كلمة أين([.78]النساء: 174 aـرـد ــنى«أنى»)( ت ــ بمع ــتفهامي ـ ــنى الاس ــافة إلى المع ــ بالإض ــان ـ في بعض الأحي

a«أنى تجلس أجلس»، من قبيــل: قولــك: «أين»الشرطية حيث تكون بمعــنى ـرـد . كمــا تــ على شــكل ظــرف يتضــمن الشــرط أو«أنى» ــ بطبيعــة الحــال ـ ــان ـ في بعض الأحي

، كمــا في قولــه تعــالى:«من أين» أو «حيث» أو «مــتى» أو «كيف»الاســتفهام، بمعــنى [. ]الهاشمي، جواهر223 ]البقرة: ﴾نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم﴿

؛ إميل بديع يعقوب، موسوعة النحو والصرف والإعراب )كلمة أنى([.78البلاغة: 175 a «مــا أكــثر» ـ بالإضافة إلى الاستفهام ـــ على شــكل إخبــار، بمعــنى «كم»)( كما ترد

[.243أيضا. ]انظر: ابن هشام الأنصاري، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب: ـ بالإضافة إلى الاستفهام ـ على أربعة أشكال أخرى أيضا، وهي:«أي»)( وردت 176 قل ادعــوا اللــه أو ادعــوا﴿(، كمــا في قولــه تعــالى: «أي واحد»ـ شرطية )بمعنى 1

حمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى (.110 )الإسراء: ﴾الريعة أيهم﴿ـ موصولة )بمعنى الذي(، كما في قوله تعالى: 2 ــل شــ ثم لننزعن من ك

حمن عتيا (.69 )مريم: ﴾أشد على الر ـ وصلية )حيث تقع في موضع المنادى(، وتكون متصــلة أبــدا بهــاء التنبيــه، وتســتعمل3

ف بـ )الـ(، كما في قولنا: .«يا أيها الطالب ادرس»على شكل صلة للنداء المعر

ـ كمالية، بمعنى الاسم الدال على بلوغ الكمال والغاية في الحaسن أو السوء، أو تقــع4 ، بمعنى أنــه كامــل«زيد رجل أي رجل»بعد النكرة وتأخذ إعراب الصفة، كما في قولنا:

ــا: الصفات بين الرجال، أو يردa بعد المعرفة حيث يعرب في موضع الحال، كما في قولنــذب» ــد أي مه ــررتa بزي ــبيب عن كتب«م ــني الل ــاري، مغ ــام الأنص ــر: ابن هش . ]انظ

؛ إميل بديع يعقوب، موسوعة النحو والصرف والإعراب )كلمة أي([.107الأعاريب: )( في ما يتعلق بهمزة الاستفهام التي هي بمعنى الإنكار؛ تارة يكون الإنكــار بمعــنى177

التكذيب )الإنكار الإبطالي(؛ وتارة أخرى بمعنى التوبيخ )الإنكار التوبيخي(. وما يأتي بعد الهمزة في الإنكار الإبطالي غير واقع، ويكون من يدعيــه كاذبــا، كمــا في قولــه تعــالى:

﴿ ولا ــون قــ ــة إناثــا إنكم لتقول ذ من الملائك ــالبنين واتخــ فاكم ربكم ب أفأصــ﴿(؛ وقوله تعــالى: 40 )الإسراء: ﴾عظيما ــل لحم أخيــه ميتــا دكم أن يأك أيحب أحــ

دى﴿(؛ وقوله تعالى: 12 )الحجرات: ﴾فكرهتموه ــرك ســ ان أن يت ﴾أيحسب الإنســa بعــد الاســتفهام في اســتفهام الإنكــار التــوبيخي فهــو واقــع،36)القيامة: (. وأما ما يرد

قال أتعبدون ما﴿ولكن الفاعل يقع موردا للذم بسبب ما فعله، كما في قوله تعالى: قــل أرأيتكم إن أتــاكم عــذاب اللــه أو﴿(؛ وقوله تعــالى: 95 )الصافات: ﴾تنحتون

ادقين اعة أغير اللـه تـدعون إن كنتم صـ aـدـ من40 )الأنعــام: ﴾أتتكم الس (. ولا ب الالتفات إلى أن همــزة الاســتفهام الاســتنكاري إذا اســتعملت في جملــة موجبــة فإنهــا

ــالى: ك﴿تحول معناها إلى النفي، كما في قوله تع ــراهيم: ﴾أفي الله شــ (، أي:10 )إب ؛ وإن استعملت في جملة سالبة حولت معناها إلى الإيجاب، كما في قوله«لا شك فيه»

؛ وقولــه«إن الله كاف عبــده»(، بمعنى: 36 )الزمر: ﴾أليس الله بكاف عبده﴿تعالى: درك﴿تعالى: ؛ لأن نفي النفي«شــرحنا»(، بمعــنى: 1 )الانشــراح: ﴾ألم نشرح لك صــ

؛ الهاشـمي،24إثبات. ]انظر: ابن هشام الأنصاري، مغـني اللــبيب عن كتب الأعـاريب: [. 78جواهر البلاغة:

انظر: إميل بديع يعقوب، موسوعة النحو والصرف والإعراب )كلمة استفهام(.)( 178 كــأن حــروف التنــديم والتحضــيض وهي: هلا وألا ـــ بقلب الهــاء»)( يقول الســكاكي: 179

همزة ـ ولولا، ولوما مأخوذة منهما، وخبر كــأن منهمــا، أي كأنهــا مــأخوذة من هــل ولــوةـ لقولـه: اللــتين للتمني حـال كونهمـا )مركبــتين مـع مـا ولا المزيـدتين لتضـمينهما( عل ــا مركبتين. والتضمين جعل الشيء في ضمن الشيء، تقول: ضمنت الكتاب كذا كذا باب إذا جعلته متضمنا لتلك الأبواب يعنى أن الغرض المطلــوب من هــذا الــتركيب والتزامــه هو جعل هل ولو متضمنتين )معنى التمني ليتولد( علة لتضمينهما، يعني أن الغرض مندــ )منــه( أي من معــنى التمــني تضمينهما معنى التمني ليس إفادة التمــني، بــل أن يتول المتضمنتين هما إياه )في الماضي التنديم، نحو: هلا أكرمت زيــدا(، أو )لــو مــا أكرمتــه( على معنى )ليتك أكرمته(، قصدا إلى جعلــه نادمــا على تــرك الإكــرام؛ )وفي المضــارعـهـ على التحضيض، نحو: هلا تقوم(، ولو ما تقوم على معنى )ليتك تقوم(، قصــدا إلى حث

[.130؛ التفتازاني، مختصر المعاني: 225. ]انظر: التفتازاني، المطول: «القيام ،«ليت» إذا وقعت بعــد فعــل يفيــد التمني تكــون بمعــنى «لو»)( هناك من يقول: إن 180

(. ]انظــر:9 )القلم: ﴾ودوا لو تــدهن فيــدهنون﴿وتفيد التمني، كما في قوله تعالى: [.225التفتازاني، المطول:

)كلمــة236،ــ 118)( انظر: إميل بديع يعقوب، موسوعة النحو والصرف والإعراب: 181ــاريب: ــبيب عن كتب الأع ــني الل ؛ الهاشــمي،375التمني(؛ ابن هشــام الأنصــاري، مغ

.225؛ التفتازاني، المطول: 84جواهر البلاغة: . والحســرة تعــني النــدم والحــزن على«التمني» تقــع في مقابــل «الحســرة»)( إن 182

aرجى عودته أو جبرانه؛ بحيث يندم الإنسان على فعله. فقدان شيء وضياعه، بحيث لا تر؛ الــراغب الإصــفهاني، ]انظــر: أحمــد بن فــارس، معجم مقــاييس اللغــة، مــادة: حســ

المفردات في غريب القرآن، مادة: حسر[.

؛ إميل بديع يعقوب، موسوعة النحو والصرف76)( انظر: الهاشمي، جواهر البلاغة: 183.68 )كلمة النداء(؛ الفضلي، تهذيب البلاغة: 236، 118والإعراب:

)( في ما يتعلق بحروف العــرض والتحضــيض انظــر: إميــل بــديع يعقــوب، موســوعة184 النحو والصرف والإعراب؛ ابن هشام الأنصاري، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب؛ مغني

الأديب )الكلمات ذات الصلة(. ، مكتبــة134:ــ 1)( انظــر: الفيض الكاشــاني، المحجــة البيضــاء في تهــذيب الإحيــاء 185

هـــ؛ الإمــام الخميــني، شــرح چهــل حــديث )الأربعــون حــديثا(:1406الصدوق، طهران، هـ.ش.1370، مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني، طهران، 391

هـ.ش.1365، دار الكتب الإسلامية، طهران، 32: 1)( الكليني، الكافي 186رات( 187 ، انتشارات359:ـ 6)( مرتضى مطهري، مجموعه يادداشت ها )سلسلة المذك

هـ.ش. )مصدر فارسي(.1388صدرا، قم، )( المصدر نفسه.188 )( انظر، على سبيل المثال: داوود إلهامي، فقه وأخلاق: درســهايي أز مكتب إســلام189

؛ السيد مصطفى حسيني470 ـ 467)الفقه والأخلاق، دروس في العقيدة الإسلامية(: ؛ الســيد إبــراهيم الحســيني وعنايــة اللــه4رودباري، فقه وأخلاق، مجلة مربيان، العــدد . )مصادر فارسية(.16 و15 و13شريفي، فقه وأخلاق، مجلة قبسات، الأعداد

لإحيــاء الــتراث، قم،^، مؤسســة آل الــبيت63:ــ 1)( الحر العاملي، وسائل الشيعة 190هـ.1409

هـ.1404، دار الوفاء، بيروت، 69: 67)( المجلسي، بحار الأنوار 191.56: 1)( الفيض الكاشاني، المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء 192 )( لقد تم استعمال كلمة الخير والخيرات في القرآن الكريم ما يقــرب من عشــرين193

مرة؛ واستعملت كلمة الأبرار عشرين مرة تقريبــا؛ وتم اســتعمال كلمــة المعــروف مــايقرب من أربعين مرة؛ وتم استعمال كلمة الإحسان والمحسنين لأكثر من ستين مرة.

، مؤسسة34: 1)( انظر: السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي، حاشية المكاسب 194هـ.1421اسماعيليان، قم،

)( انظر: محمد رضا مهدوي كني، نقطه هــاي آغــاز در أخلاق عملي )نقــاط الانطلاق195هـ.ش. )مصدر فارسي(.1387، سروش، طهران، 395في الأخلاق العملية(:

ــرآن( 196 ــرآن )الأخلاق في الق ــيزدي، أخلاق در ق ــباح ال ــد تقي مص ــ 1)( محم :112، هـ.ش. )مصدر فارسي(.1376مؤسسة الإمام الخميني، قم،

.113المصدر السابق: )( 197 ،55 بــروس أوني، نظريــه أخلاقي كــانت )النظريــة الأخلاقيــة لإيمانوئيــل كــانت(: )(198

ــات إســلامي، قم، ــتر تبليغ ــه، انتشــارات دف ترجمــه إلى الفارســية: علي رضــا آل بويهـ.ش.1381

، مؤسسة الإمام145انظر: مجتبى مصباح اليزدي، بنياد أخلاق )أسس الأخلاق(: )(ـ 199هـ.ش. )مصدر فارسي(.1384الخميني، قم،

ــلامي،93)( عبد الواحد التميمي الآمدي، غرر الحكم ودرر الكلم: 200 ، دفتر تبليغات إسهـ.ش.1366قم،

)( المصدر نفسه.201)( المصدر نفسه.202.212: 67)( المجلسي، بحار الأنوار 203.189)( المصدر السابق: 204.206)( المصدر السابق: 205.53: 1)( الحر العاملي، وسائل الشيعة 206.16: 2)( الكليني، الكافي 207

.52: 1)( الحر العاملي، وسائل الشيعة 208.199: 67)( المجلسي، بحار الأنوار 209.428: 2)( الكليني، الكافي 210.209: 67)( المجلسي، بحار الأنوار 211.201)( المصدر السابق: 212 لإحيــاء^، مؤسســة آل الــبيت195)( الحسن بن أبي الحسن الديلمي، أعلام الدين: 213

هـ.1408التراث، قم، ــة الحكمــة: 214 ، نشــر در راه393)( انظر: محمد تقي مصباح اليزدي، تعليقة على نهاي

هـ.1405حق، قم، )( انظر: محمد رضا مهدوي كني، نقطه هــاي آغــاز در أخلاق عملي )نقــاط الانطلاق215

هـــ.ش. )مصــدر1375 إســلامي، طهــران، فرهنگ، دفتر نشر 395في الأخلاق العملية(: فارسي(.

دانشگاه، انتشارات 404: 1)( انظر: ناصر كاتوزيان، فلسفه حقوق )فلسفة الحقوق( 216هـ.ش. )مصدر فارسي(.1352طهران، طهران،

، ترجمــه إلى32 ـ 31)( انظر: وليم كي فرانكنا، فلســفه أخلاق )فلســفة الأخلاق(: 217هـ.ش.1376الفارسية: هادي صادقي، انتشارات طه، قم،

.22)( انظر: مصباح اليزدي، تعليقة على نهاية الحكمة: 218 ، ترجمــه إلى العربيــة:21)( انظر: محمد عبد الله دراز، دستور الأخلاق في القرآن: 219

م.1973عبد الصبور شاهين، دار البحوث العلمية، الكويت، ، مؤسســة55:ــ 13)( انظر: محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القــرآن 220

هـ.1417النشر الإسلامي، قم، ،57)( انظر: عبد الله جوادي الآملي، فلسفه حقوق بشر )فلسفة حقوق الإنسان(: 221

هـ.ش. )مصدر فارسي(.1375مركز نشر إسراء، قم، ةـ، فلسـفة الأخلاق في الإسـلام: 222 اـر الجديـد،62)( انظر: محمـد جـواد مغني ، دار التي

هـ.1412بيروت، .66 ـ 58)( انظر: مصباح اليزدي، تعليقة على نهاية الحكمة: 223ــاهج علم224 ــد من ــي )قواع ــة شناس ــد روش جامع ــايم، قواع ــل دوركه ــر: إيمي )( انظ

طهـران،دانشــگاه، ترجمه إلى الفارسية: علي محمـد كـاردان، انتشـارات 47الاجتماع(: هـ.ش.1368طهران،

م(: فيلســوف فرنســي، حــائز على جــائزة نوبــل1941 ـ 1859)( هنري برجسون )225للآداب.

،65)( انظر: هنري برجسون، در سرچشــمه أخلاق ودين )مصــدر الأخلاق والــدين(: 226هـ.ش.1385ترجمه إلى الفارسية: حسن حبيبي، شركت انتشار، طهران،

.388: 1)( انظر: كاتوزيان، فلسفه حقوق )فلسفة الحقوق( 227.23)( انظر: دراز، دستور الأخلاق في القرآن: 228 ،201)( انظــر: جـان جـاك روسـو، اميــل يـا آمــوزش وبـرورش )التربيـة والتعليم(: 229

هـ.ش.1360ترجمه إلى الفارسية: غلام حسين زيرك زاده، انتشارات چهره، طهران، ، منشــورات دار الخلــود،104، القرآن في التربيــة الإســلامية: الجسرنديم)( انظر: 230

م.1969بيروت، ،107:ـ 1هـ؛ محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار 1403،ـ 427)( الصدوق، الخصال: 231

هـ.1404.75)( انظر: مغنية، فلسفة الأخلاق في الإسلام: 232ــلامية(:233 )( انظر: مرتضى مطهري، آشنائي با علوم إسلامي )مدخل إلى العلوم الإس

هـ.ش.1372، انتشارات صدرا، طهران، 309

ــد الاعتقــاد: 234 ــة الحلي، كشــف المــراد في شــرح تجري ،420 ـ 417)( انظــر: العلام تصــحيح وتقــديم وتعليــق: حســن حســن زاده الآملي، مؤسســة النشــر الإســلامي، قم،

، مكتب الإعلام الإســلامي،224 ـ 220:ــ 1هـ؛ محمد رضا المظفر، أصول الفقه 1422هـ.ش.1373قم،

)( يذهب بعض إلى الاعتقاد بأن أنصار الحaسن والقaبح العقلي وإن كانوا يتحدثون عن235 العقل، إلا أن مرادهم من ذلك هو العقل الوجداني، دون العقل الاستدلالي. إنهم يــرون وضوح حaسن الإحسان وقaبح الظلم، دون حاجة إلى دليل وبرهان بالنسبة إلى الإنســان السوي والسليم، وإنهم في الحقيقة إنما يعطون الأصالة للوجدان. )انظر: ناصر مكارم

، مدرســة الإمــام علي بن أبي61:ــ 1الشيرازي، أخلاق در قرآن )الأخلاق في القــرآن( ــالب، قم، ــل1380ط ــرى أي اختلاف بين العق ــل من لا ي ــاك في المقاب ــ.ش(. وهن هـ

والوجــدان. )انظــر: محمــد تقي مصــباح الــيزدي، نقــد وبررســي مكــاتب أخلاقي )نقــد ، تحقيق وتدوين: أحمد حســين شــريفي، مؤسســه235ومناقشة المدارس الأخلاقية(:

هـ.ش(.1384آموزشي پژوهشي إمام خميني، قم، 236 )( يذهب البعض إلى الاعتقاد بأن العقل النظري في بعض المــوارد؛ حيث يــرى عملا

ما متطابقا مع العادات والتقاليــد الســائدة لــدى نــوع البشــر )انظــر: إيميــل دوركهــايم، ، ترجمــه إلى الفارســية:47قواعد روش جامعة شناسي )قواعد مناهج علم الاجتماع(:

1368علي محمد كــاردان، هـــ.ش(، فــإن العقــل العملي ســوف يصــدر حكمــا متناســبا معها. وهناك من يرى الوجــدان والحس الــداخلي )انظــر: جــان جــاك روســو، اميــل يــا

، ترجمــه إلى الفارســية: غلام حســين202 ـ 201آموزش وبرورش )التربية والتعليم(: هـ.ش(. وبعضهم يــرى موافقــة العواطــف1360زيرك زاده، انتشارات چهره، طهران،

، ترجمــه إلى137والمشاعر )انظر: اي. ج آير، حقيقت ومنطق )الحقيقــة والمنطــق(: ، جامعة صنعتي شريف(. وترى جماعة الموافقة مع الأغـراضبزرگمهرالفارسية: منوچهر

ــد ــا الآداب والتقالي ــال. وأم ن وقaبح الأفع ــل بحaســ والمصــالح هي الملاك في حكم العقــاختلاف ر ب ــتي تتغي والعواطــف والأحاســيس والأغــراض والمصــالح فهي من الأمــور ال الشــرائط، ولهــا درجــات متفاوتــة بــاختلاف الأفــراد، وعليــه لا يمكن لهــا أن تكــون هي الملاك بالنسبة إلى الأحكام العقلية، وأن تكــون قواعــدها هي الحاكمــة على المجتمــع.aضاف إلى ذلك أن الناس في هذه الملاكات إنما يحكمون بحaسن عمل مــا أو قaبحــه، لا ي

من حيث هم عقلاء، وإنما من حيث امتلاكهم للعادات والتقاليد والعواطف والمشاعر..229: 1انظر: المظفر، أصول الفقه )( 237 انظر: سعيد رجحان، مباني استنباط در حقوق إسلامي وحقوق موضوعه )أسس)(ـ 238

، انتشــارات جامعــة الإمــام17الاستنباط في الحقــوق الإســلامية والحقــوق الوضــعية(: هـ.ش. )مصدر فارسي(.1382، طهران، ×الصادق

239() Descriptive.240() Descovery.241() Normative.242() Invention.

، مركــز356:ــ 2انظر: عبد الله جوادي الآملي، تفسير تسنيم )تفسير التســنيم( )(ــ 243هـ.ش. )مصدر فارسي(.1378نشر إسراء، قم،

انظر: مهدي الحائري اليزدي، كــاوش هــاي عقــل عملي، فلســفه أخلاق )أبحــاث)(ــ 244ــفة الأخلاق(: ــل العملي، فلس ــران،51العق ــفه إي ــي حكمت وفلس ــة پژوهش ، مؤسس

هـ.ش. )مصدر فارسي(.1384طهران، ـ146: 2)( انظر: مطهري، آشنائي با علوم اسلامي )مدخل إلى العلوم الإسلامية( 245

ن والقaبح174 ن وقaبح عقلي، پايــه هــاي أخلاق جــاودان )الحaســ ؛ جعفر السبحاني، حaســ.8العقلي، أسس الأخلاق الخالدة(:

aتلندي. 1779 ـ 1711ديفيد هيوم ))( 246 خ اسك م(: فيلسوف واقتصادي ومؤر247() Pojman, Louis. P. 1987, ed “Morality and Religion”, Plato in philosophy of Religion: An Antology, (u.S.a:

wadsworth) p. 496 – 497. إن الاعتباريات على نوعين: الاعتباريات الذاتية، الــتي هي عبــارة عن كــل شــيء)(ــ 248

aنتزع من الحقائق العينية للأشياء وحقائق الوجود، دون أن يكون له ما بإزاء؛ وذلك لأن يــق على هــذه الأمـور مصـطلح الأمــور العقليــة aطل منشأ انتزاعه أمر حقيقي وواقعي، وي المعتبرة التي تقع في مقابل الأمور العقلائية المعتبرة، من قبيل: الفوق، بالالتفات إلى أن ذات الفوق موجـود، إلا أن الفوقيـة ليس لهـا وجـود عيـني؛ والاعتباريـات المحضــة،aطلق على كل شيء ليس له مبدأ ومنشأ حقيقي وعيــني، وتم اعتبــاره في ظــل حيث ت

ظروف وشرائط خاصة. ، مؤسسة النشر الإسلامي،50: 1انظر: محمد حسين الطباطبائي، نهاية الحكمة )( 249

قم. هـــ؛1417،ــ 53:ــ 8انظر: محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن )(ــ 250

،136فــارنوك، فلســفه أخلاق در قــرن حاضــر )فلســفة الأخلاق في القــرن الــراهن(: هـ.ش.1368ترجمة وتعليق: صادق لاريجاني، مركز ترجمة ونشر كتاب،

، نشر193انظر: مرتضى مطهري، نقدي بر ماركسيسم )نقد على الماركسية(: )(ـ 251هـ.ش. )مصدر فارسي(.1363صدرا، طهران،

، تصحيح: حســن حســن زاده الآملي،646:ــ 3 هادي السبزواري، شرح المنظومة )(252هـ.1413نشر ناب، طهران،

.193انظر: مطهري، نقدي بر ماركسيسم )نقد على الماركسية(: )( 253 ، بنياد علمي وفكري علامــه158انظر: محمد حسين الطباطبائي، رسائل سبعة: )(ــ 254

هـ.ش. )مصدر فارسي(.1362طباطبائي، قم، وقد تم إيراد بعض الاعتراضات على هذا الرأي الصادر عن العلامــة الطباطبــائي،)(ــ 255

فاتـه تتضـح لنـا دـ أنـه من خلال بحث ومطالعـة جميــع مؤل ومن أهمها: بحث النسبية. بيمخالفته لهذه المسألة بشكل جلي.

انظر: عبد الله جوادي الآملي، فلســفه حقــوق بشــر )فلســفة حقــوق الإنســان(:)(ــ 256هـ.ش. )مصدر فارسي(.1375، 202 ـ 201

محمــد حســين الطباطبــائي، اصــول فلســفه وروش رئاليســم )أصــول الفلســفة)(257هـ.ش. )مصدر فارسي(.1368، 199: 2والمنهج الواقعي(

المصدر نفسه.)( 258.201المصدر السابق: )( 259.201انظر: مطهري، نقدي بر ماركسيسم )نقد على الماركسية(: )( 260 انظر: محمد حسين الطباطبائي، أصول فلسفه وروش رئاليسم )أصول الفلسفة)(ـ 261

.160: 2والمنهج الواقعي( :1انظر: مرتضى مطهري، شرح مبسوط منظومة )الشرح التفصيلي للمنظومة( )( 262

هـ.ش. )مصدر فارسي(.1369، نشر حكمت، طهران، 334 وأخلاق )الخلود والأخلاق( )تذكرة الأستاذ الشهيدجاودانگيانظر: مرتضى مطهري، )(ـ 263

، تحت إشــراف: عبــد الكــريم ســروش، ســازمان انتشــارات وآمــوزش386مطهري(: هـ.ش. )مصدر فارسي(.1360انقلاب إسلامي، طهران،

.199انظر: جوادي الآملي، فلسفه حقوق بشر )فلسفة حقوق الإنسان(: )( 264 گنج،ــ 30، مقدمه علم حقوق )مقدمــة علم الحقــوق(: لنگرودي)( انظر: جعفر جعفري 265

هـ.ش. )مصدر فارسي(.1375دانش، طهران، ــه تعــالى: 266 ــائي في تفســير قول ــة الطباطب ة يهــدون﴿)( قال العلام وجعلناهم أئم

ــل: )وأوحينــا73 )الأنبيــاء: ﴾بأمرنا وأوحينا إليهم فعـل الخيــرات aإن اللــه لم يق :)

إليهم أن افعلوا الخيرات(، فيكون التكليف بالفعــل عنــدها تكليفــا شــرعيا، وإنمــا قــال: ؛ بمعنى أننا ألهمنا فعل الخير إلى القلب؛ لكي يقوم﴾وأوحينا إليهم فعل الخيرات﴿

النــاس بأخــذ الأمــر من القلب في القيــام بأفعــال الخــير. )انظــر: محمــد حســين(.305: 14الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن

ــا. إن هــذه إن الإنسان يشعر ببعض الأمور في وجدانه بوصفها تكليفا وأمرا ونهيا فطري الأمور هي في الحقيقة مجموعة من الأوامر التي تم إيداعها في وجدان الإنسان بحكم الفطرة، وفي الحقيقة إن الوجدان هو الــذي يــأمر الإنســان )انظــر: المصــدر الســابق:

(. ولكن يبقى هذا الســؤال قائمــا: هــل المــراد من الفطــرة أن الإنســان يســتطيع301 الوصول إلى وجود التكليف الأخلاقي بحكم العقــل الفطــري دون الحاجــة إلى تحصــيل المقدمات الاســتدلالية، أم المــراد من فطريــة هــذه التكــاليف هــو حكم فطــرة القلب، بمعنى أن الإنسان لا يمتلك أي دليل على الميل والاتجاه إلى التكاليف الأخلاقيـة ســوى التركيبة الروحية والجسدية الخاصة؟ إن المراد من الوجدان في هذا المقال هو فطــرة القلب، بمعنى أن هناك قوة مودعــة في وجــدان كــل إنســان؛ كي يعمــل على تحســين الفضائل والمحاسن التي يدركها، ولا يشعر معها بالحاجة إلى وضع قــانون أو اســتعمال

،260القوة. )انظر: مرتضى مطهري، سيري در سيرة أئمه )جولة في سـيرة الأئمـة(: هـــ.ش؛ محمــد حســين الطباطبــائي، أصــول فلســفه1373انتشارات صــدرا، طهــران،

(. والمراد من فطرة العقل73:ـ 5وروش رئاليسم )أصول الفلسفة والمنهج الواقعي( ــك ــدو أن التفكي ــل. ولكن يب ــدمت مناقشــته في مبحث العق ــذي تق ــان ال ــو ذات البي هــدان والفصل بين هذين الأمرين غيرa صحيح؛ إذ سوف نرى من خلال تحليل مسألة الوج أن الوجدان الأخلاقي في الناحية المرتبطة بمعرفة الحaسن والقaبح هو ذات العقل؛ لأنــه

الإدراك والمعرفة من مهام العقل وشؤونه. ، ترجمه192 ـ 178:ـ 1)( انظر: فردريك كابلستون، تاريخ فلسفه )تاريخ الفلسفة( 267

ــارات علمي ــوي، انتش ــدين مجتب ــية: جلال ال ــرهنگيإلى الفارس ــران،وفـ ــروش، طه سهـ.ش.1368

.463 ـ 462)( انظر: المصدر السابق: 268هـ.ش.1370، 93 ـ 85: 8)( انظر: المصدر السابق 269 ، تصحيح: أبو العلاء عفيفي، مكتبــة106)( انظر: ابن سينا، الشفاء )كتاب البرهان(: 270

ــاتيح الغيب( 1404المرعشي النجفي، قم، ــير )مف :20هـ؛ الفخر الرازي، التفسير الكبهـ.1420، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 72 )( انظر: عبد الله جوادي الآملي، تفسير قرآن كريم، توحيد در قرآن )تفسير القرآن271

هـــ.ش. )مصــدر1383، مركز نشــر إســراء، قم، 131:ــ 2الكريم، التوحيد في القرآن( فارسي(.

)( انظر: محمد رضا مهدوي كني، نقطه هــاي آغــاز در أخلاق عملي )نقــاط الانطلاق272.14في الأخلاق العملية(:

هـ.1413، 233: 4)( انظر: السيد أبو القاسم الخوئي، مصباح الفقاهة )المكاسب( 273 لــو وعــد شــخص شخصــا، قــائلا: اشــتر بيتــا وســأدفع ثمنــه، أو»)( يقول الشعراني: 274

اقترض مالا وسوف أسدده عنــك، وجب عليــه الوفــاء بوعــده؛ فقــد نهت آيــات القــرآنهــ من قبــائح الأعمــال. إن الوفــاء الكــريم عن التخلف عن الوعــد بشــكل بليــغ، واعتبرت بالوعــد هــو شــعار المســلم، فهـو واجب تكليفي، والتخلف عنــه يســتوجب غضــب اللــهب عليه حق مالي دنيوي أو مؤاخــذة في هــذه الــدنيا؛ والعذاب في الآخرة، ولكن لا يترت بحيث يتم رفع قضايا من هذا النوع في المحاكم بسبب قطع الوعود، ومطالبة مضمون ذلك من الذين يقطعون الوعود على أنفسهم، وإذا لم يقaم الشخص بما وعد يتم تجميد

مين في«أمواله وحبسه . الشيخ أبو الحســن الشــعراني، ترجمــة وشــرح تبصــرة المتعلهـ.1419، منشورات إسلامية، طهران، 410: 2أحكام الدين

.116: 2)( انظر: الفاضل المقداد السيوري، التنقيح الرائع 275 )( لقد ذهب الكثير من الفقهاء إلى القول بــأن الوفــاء بالعهــد والشــرط إنمــا يكــون276

واجبا إذا كان ضمن عقـد لازم آخـر، ولكنهم لم يقولــوا بــأن العمـل بالشــرط الابتـدائي واجب تكليفي، وقالوا بالإجماع في عدم لزومه )انظــر: مرتضــى الأنصــاري، المكاســب

هــ(، وإنمـا رأوه أمـرا أخلاقيـا، ووضـعوه في مقابـل الـواجب التكليفي1415،ـ 56:ـ 6 (. في حين يبــدو أن هــذا233:ــ 4)انظر: السيد الخوئي، مصباح الفقاهــة )المكاســب(

الإجماع إنما هو إجماع على عدم المطالبة، وليس إجماعا على عدم اللزوم، بمعــنى أنaعد قابلا للاتبــاع، aعد الحقوقي منه، ويرون هذا الب الفقهاء كانوا يصبون اهتمامهم على البــائل aعد القيمي والأخلاقي. إن النظام الإسلامي في الكثير من المس ولكنهم لا ينفون الب يبدي اهتماما بالناحية القيمية والأخلاقية،ـ بالإضافة إلى اهتمامه بالناحية الحقوقية. كمـاظم ورعايــة وضــع الآخــرين أو الكرامــة أن الأحكام الإســلامية، بالإضــافة إلى رعايــة النـةـ للحكم، والــتي aعد الحقوقي منها ـ، تهتم كذلك بالناحيــة القيمي لة بالب الإنسانية ـ المتمث لها تأثير في كمال الإنسان أيضا. )انظر: مهدوي كني، الأبحاث المطروحــة شــفهيا(. إلا أن الشيخ النراقي ذكر في كتاب عوائد الأيام مــا يخــالف هــذا البيــان؛ بتــأثير من آرائــه

ــد«المؤمنون عند شروطهم»الأخلاقية، فإنه استنادا إلى الكثير من الروايات، ومنها: ، قــد ــنراقي، عوائ اعتبر هذا الحكم إنشائيا، وقال بوجوب ولزوم العمل به. )انظر: أحمد ال

هـــ؛ ابن الــبراج1417، مكتب الإعلام الإســلامي، 135الأيام من قواعد فقهــاء الأعلام: ،171:ـ 1هـ؛ هادي الســبزواري، شــرح المنظومــة 1411،ـ 420الطرابلسي، المهذب:

هـــ(. وإن البعض على الــرغم من اعتبــاره أن1413تصحيح: حسن حسن زاده الآملي، الروايات الموجــودة في هــذا الشــأن كثــيرة، إلا أنــه يــرى أن التخلف عن الوعــد بحكم العقل والعقلاء موجب لسقوط الشخص عن الاعتبار بين الناس، ولكنه بسبب الاشتهارــذه ــتحباب في ه ــول بالاس عة ذهب إلى الق ــر ــة للمتش ــيرة القطعي ــاء والس بين الفقه

(، واعتبرهــا393:ــ 1المســألة )انظــر: الســيد الخــوئي، مصــباح الفقاهــة )المكاســب( (.241: 4مخالفة للأخلاق )انظر: السيد الخوئي، مصباح الفقاهة )المكاسب(

.28: 6انظر: السيد الخوئي، مصباح الفقاهة )المكاسب( )( 277هـ1404، 192: 1انظر: الحسيني الجرجاني )( 278.57)( انظر: جوادي الآملي، فلسفه حقوق بشر )فلسفة حقوق الإنسان(: 279.261: 7)( الرازي، التفسير الكبير )مفاتيح الغيب( 280ــاط الانطلاق في الأخلاق281 ــاي آغــاز در أخلاق عملي )نق ــني، نقطــه ه ــدوي ك )( مه

.536العملية(: :1؛ المظفر، أصــول الفقــه 136:ــ 1)( انظر: عوائد الأيام من قواعد فقهــاء الأعلام 28273..74: 1)( انظر: المظفر، أصول الفقه 283.271: 1العلامة الشعراني، نثر طوبى )( 284.272: 1المصدر السابق )( 285ن عــدد الأمــاكن الدينيــة1375( تعود إلى سنة 1القائمة التالية ))(ــ 286 هـ.ش، وهي تــبي

والمذهبية في إيران، ونسبتها المئوية:.%73 / 57635ـ المساجد: .%6 / 453ـ المصلى:

.%7,7 / 6048ـ المزارات والمراقد المقدسة: .%1,5 / 1185ـ المواقف والمشاهد:

.%1,7 / 1334ـ مزارات سائر كبار الشخصيات الدينية: .%2,3 / 8752ـ التكايا الثابتة:

.%11,1 / 8752ـ الحسينيات:

.%0,3 / 219ـ الفاطميات: .%0,2 / 162ـ المهديات:

.%0,5 / 390ـ الزينبيات والحيدريات: .%0,1 / 120ـ الخواقين:

.%1 / 803ـ سائر الأماكن العبادية: .%100 / 78908المجموع:

ــ 287 نسمة. وقــد634933هـ.ش بلغت إحصائية عدد المواليد الإناث: 1389في عام )(ب التسلســل مــا احتلت المراتب الخمسين الأولى الأســماء المــذكورة فيمــا يلي بحســ

من مجموع هذا العدد من المواليد، حيث يمكن بيــان هــذا التسلســل على%58نسبته النحو التالي:

.52049ـ فاطمة: 1.33411ـ زهراء: 2.31356ـ ستايش: 3.14549ـ هستي: 4.13913ـ زينب: 5.10777ـ نازنين زهراء: 6.10424ـ ريحانة: 7.8929ـ مريم: 8.8544ـ مبينا: 9

.7305ـ نرجس: 10.6820ـ كوثر: 11.6803ـ معصومة: 12.6385ـ فاطمة الزهراء: 13.6320ـ رقية: 14.6165ـ مائدة: 15.6147ـ سارينا: 16.6126ـ بسنا: 17.6061ـ محدثة: 18.6003ـ مهسا: 19.5452ـ نيايش: 20.4940ـ ثناء: 21.4871ـ سارة: 22.4742ـ أسماء: 23.4657ـ آتنا: 24.4616: يگانهـ 25.4551ـ مهدية: 26.4485ـ عسل: 27.4451ـ مليكة: 28.4294ـ إسراء: 29.4253ـ هانئة: 30.4198ـ يلدا: 31.3866ـ إلينا: 32.3839ـ حديث: 33.3793ـ هليا: 34.3785ـ نازنين: 35.3782ـ محيا: 36

.3679ـ رها: 37.3666ـ غزل: 38.3460ـ آيناز: 39.3386ـ حنانة: 40.3362ـ كيانة: 41.3353ـ باران: 42.3004ـ إلناز: 43.2985ـ آيدا: 44.2970: سوگندـ 45.2952ـ مهديس: 46.2899ـ صبا: 47.2886ـ بريا: 48.2821ـ حديثة: 49.2802ـ فائزة: 50

.366887مجموع الرتب الخمسين الأولى: .634933مجموع عدد المواليد:

نســمة. وقــد احتلت المــراتب670032وفي الســنة ذاتهــا بلــغ عــدد المواليــد الــذكور ب التسلســل مــا نســبته من%62الخمسين الأولى الأسماء المذكورة فيمــا يلي بحســ

مجموع هذا العدد من المواليد، حيث يمكن بيان هذا التسلسل على النحو التالي:.33084ـ أمير علي: 1.28485ـ أبو الفضل: 2.24019ـ أمير حسين: 3.21817ـ علي: 4.19802ـ محمد: 5.19182ـ أمير محمد: 6.17695ـ مهدي: 7.15274ـ حسين: 8.13530ـ محمد مهدي: 9

.11870ـ محمد رضا: 10.11684ـ أمير رضا: 11.11652ـ محمد طه: 12.10443ـ علي رضا: 13.10274ـ رضا: 14.9651ـ محمد أمين: 15.8383ـ محمد حسين: 16.8341ـ أمير مهدي: 17.6887ـ بنيامين: 18.6750ـ بارسا: 19.6750ـ طه: 20. 6291ـ علي أصغر:21.6092ـ ياسين: 22.6090ـ أمير عباس: 23.6005ـ إيليا: 24.5888ـ محمد جواد: 25.5485ـ متين: 26.5372ـ عرفان: 27.5091ـ علي رضا: 28

.4617ـ دانيال: 29.6591ـ ماهان: 30.4170ـ سينا: 31.4110ـ نيما: 32.4032ـ سجاد: 33.3898ـ يوسف: 34.3698ـ آرمين: 35.3635ـ عرشيا: 36.3502ـ إحسان: 37.3672ـ سبحان: 38.3445ـ مبين: 39.3298ـ برهام: 40.3177ـ عباس: 41.3135ـ محمد بارسا: 42.3940ـ سهيل: 43.3006ـ حميد رضا: 44.2941ـ آرش: 45.2929ـ محمد متين: 46.2925ـ آرين: 47.2902ـ أمير حافظ: 48.2868ـ علي أكبر: 49.2867ـ شايان: 50

.418145مجموع الرتب الخمسين الأولى: .670032مجموع عدد المواليد:

طبقا لتقرير الناطق باسم العتبة العباسية المقدسة )علي الصفار(، المنشور عبر)(ـ 288 الموقع الرسمي )شيعة أونلاين الأخباري(، إذ قال: طبقا للإحصائية الأولى فقد بلغ عـدد

مليون زائر. )موقع الغدير الأخباري(.16الزائرين الذين وصلوا إلى كربلاء المقدسة ـ لقد تحدث المدير العام للتراث الثقافي والصــناعات اليدويــة والســياحة في محافظــة خراسان الرضوية عن دخول مليــونين ومئــتين وخمســين ألـف وثلاثمئـة وسـتة وســتين سائحا إلى محافظــة خراســان الرضــوية في النصــف الثــاني من شــهر مــرداد. )موقــع

هـ.ش(.1391 / 6 / 7شبستان الأخباري، بتاريخ: ــرام؛ لأداء فريضــة ـ يتشرف في كل عام ما يقرب من مئة ألف زائر بحج بيت الله الح حج التمتع. كما أن بلدنا يحتل المرتبــة الأولى في أداء العمــرة المفــردة عالميــا؛ بحيث يمكن مشاهدة الزائرين الإيرانيين طــوال أداء العمـرة المفـردة في كـل من: المسـجد

ــا|الحرام ومسجد النبي الأكرم في كل مكان، وبأعداد كبيرة، حيث يتشرف كل عــام ميقرب من ثمانمئة ألف زائر إيراني لأداء العمرة المفردة.

كما يبلغ عدد الزائرين المتوجهين إلى العتبات المقدسة مــا يقــرب من مليــون ونصــف المليون زائر )وبطبيعة الحال فإن هذه الأرقــام تســتند إلى الإحصــائيات الرســمية، وإلاــات ــذهبون إلى العتب ــالنظر إلى الأشــخاص الــذين ي ــة؛ ب ــرين الحقيقي فــإن أعــداد الزائ

المقدسة بشكل فردي، ترقى إلى أكثر من ذلك بكثير(. وعلى الــرغم من أن الســفر إلى ســوريا يواجــه حاليــا بعض العقبــات، إلا أن الســنوات

ألــف زائــر، وأمــا700 ألــف إلى 600السابقة كانت تشهد سنويا ســفر مــا يقــرب من حاليا فقد انخفضت هذه الأعــداد إلى أدنى مســتوياتها؛ بســبب الفتنــة المaختلقــة هنــاك،

حيث اقتصر السفر إلى دمشق على الرحلات الجوية فقط. إن الأعداد المرتفعة للمواطنين الإيرانيين في ما يتعلق بالسياحة الدينية لا تقتصــر على السفر إلى خارج إيران، بل هناك الملايين من الإيرانيين الــذين يتوجهــون إلى الســياحة الدينية الداخلية والسفر إلى العتبــات والمــزارات في داخــل إيــران، مثــل: مشــهد وقم

.^وسائر المدن الأخـرى، الـتي تضــم مراقـد السـادة من أبنـاء وأحفـاد الأئمـة الأطهـارلية الـولي الفقيــه في شــؤون الحج والزيــارة، بتــاريخ: /ـ 5)الموقع الرسمي لممث 2/

هـ.ش(.1391 ـ إن المراد من النشاط الديني في تحقيق النشاط والاســتهلاك الثقــافي هــو )الحضــور في مجالس الأفراح والأحزان الدينية، ومجالس المآتم والتعازي، والمحاضرات الدينية، وجلسات تلاوة القرآن الكريم، وصلاة الجماعة، وزيارة القبور، والبقاع المقدسة، وأداءــا يتعلق ــك(. وفي م ــا إلى ذل ــادة المرضــى، والاعتكــاف، وم الأعمــال المســتحبة، وعي بالتحقيق في موضــوع الثقافــة العامــة تم طــرح أســئلة بشــأن ســلوك الأفــراد وآرائهم حول: الصلاة، وصــلاة الجماعــة، ومجــالس المــآتم والتعــازي، وزيــارة العتبــات والبقــاع

ــام%6,99المقدسة. وفي من الأسر النموذجية في نشاط الاستهلاك الثقافي يتم القي بأحد الأنشطة المنشودة دينيا من قبل أحــد الأعضــاء، وفي تحقيــق مقــدار ونمــط ملء

دقيقة من أوقات الشــباب للقيــام بهــذا النــوع36أوقات الفراغ يتم تخصيص ما معدله من النشاطات.

من الــذين شــملهم%30وطبقا لنتائج التحقيق ودراسة الأوضاع الثقافيــة العامــة كــان منهم يشـاركون فيهـا بشـكل نـادر%24الاستطلاع لا يحضــرون في صـلاة الجماعـة، و

من الــذين شــملهم%53 يشاركون في صــلاة الجماعــة في الغــالب. وإن %46جدا، و الاستطلاع يذهبون إلى زيــارة العتبــات المقدســة في قم ثلاث مــرات أو أكــثر في كــل

يقصدون زيــارة البقــاع المقدســة في الحــد الأدنى مــرة%43شهر، وإن ما يقرب من ح أكــثر الــذين شــملهم الاســتطلاع، وقــد شــكلوا مــا نســبته واحدة في الشهر. كما صر

ــزاء67,5% في الحد الأدنى، بأنهم طوال السنة الماضية أقاموا الكثير من مجالس الع والمآتم وجلسات تلاوة القرآن الكريم في منازلهم. إن نتائج هــذا الاســتطلاع التحقيقي

aسر أنهم قد أقــاموا%68تشير إلى النشاط الثقافي أيضا، بحيث أعلن ما نسبته من الأ في منــازلهم المراســيم الدينيــة، من قبيــل: تلاوة القــرآن الكــريم، والــدعاء، والتعزيــة،

ــرهنگيوالمواليد، وما إلى ذلك. )شبكة الحوزة، مقالــة بعنــوان: مصــرف كــالاي در قمف)باللغة الفارسية((.

ـ أعلن المدير العام للإعلام الإسلامي في محافظة إصــفهان عن بدايــة افتتــاح تــدريسفرع المدائح والمراثي في الجامعة العلمية ـ التطبيقية.

قال )حجة الإسلام حسين بهشتي نجاد(، في حوار له مع وكالة مهر، من خلال الإشــارة إلى الجهود الكثيرة في إطار تدريس فــرع المــدائح والمــراثي، بوصــفه مجــالا جامعيــا: بالتعاون مع الجامعة العلمية ـ التطبيقية سوف يتم تدريس اختصاص المدائح والمـراثيaضاف هذا الاختصاص إلى سائر الاختصاصات والفروع في هذه الجامعة، وبذلك سوف ي

التي يمكن تدريسها في الجامعة. وأضاف قائلا: لقد وضعنا بطبيعة الحال مقدمات تأسيس كلية المدائح والمراثي، بيد أناــل وزارة العلـوم. وفي حـال لم نحصل بعد على المصــادقة على هـذا المشـروع من قب تأسيس كلية المدائح والمراثي سوف يتم تــدريس المقاتــل والأحكــام وتــاريخ الإســلام، بالإضــافة إلى الأنغــام والمقامــات ومــا إلى ذلــك، في هــذه الكليــة بشــكل تخصصــي.

هـ.ش، موقع نصف جهان نت(.1391 / 7 / 1)بتاريخ: وقد ورد في إحصــائية الصــلوات ــ على موقـع الصــلوات ــ من أجـل تعجيــل في إمـام

ذكرا.467,654,146، ما عدده: #العصر والزمان هـ.ش فقد بلغ عدد المعتكفين مليــون معتكــف،1390وأما في إحصائية الاعتكاف لعام

ــة محافظــات ومــدن البلاد. وقــد حيث اعتكفــوا في ســتة آلاف مســجد جــامع في كاف شهدت مساجد العاصمة طهران وحدها حضور مئة ألف معتكف. وكـان عــدد المســاجد

من المعتكفين%80 مســجدا، وقـد كـان مــا نسـبته 515التي ضمت هؤلاء المعتكفين سنة.35 إلى 18تتراوح أعمارهم ما بين

ــام ــ.ش أعلن 1389وفي ع ــعيرة3717هـ ــة ش ــتعداده لإقام ــا عن اس ــجدا جامع مس ألف معتكــف في مجمــوع البلاد، حيث840الاعتكاف في كافة أنحاء البلاد. وقد شارك

مســجدا جامعــا في466تواجدوا في المساجد الجامعة المــذكورة أعلاه، وكــان هنــاك

طهــران وحــدها تســتقبل المعتكفين من شــتى الأعمــار، وقــد بلــغ عــدد المعتكفين في من المعتكفين من النســاء، و%65 معتكفــا. وكــان 66500العاصــمة طهــران وحــدها

aقيمت مراسم الاعتكاف في 35% من مدن البلاد.405 من الرجال. وقد أ هـ.ش بلغ عــدد المعتكفين في المســاجد الجامعــة في البلاد خمســمئة1388وفي عام

مســجدا من مســاجد البلاد الجامعــة حضــور المعتكفين3240ألف معتكف. وقد شــهد من%34 من الشــباب، بينمــا كــانت نســبة %66في هذه المناسبة، وكــان مــا نســبته

المعتكفين من الذين تجاوزت أعمارهم الثلاثين سنة. وقــد احتضــن هــذا الاعتكــاف من مدينة، وكان معدل المشاركين في كل من تلــك المـدن في العـام المنصــرم312قبل

ــود185 معتكفا. وكان ما معدله 1566 من المعتكفين في كل واحد من المساجد. وتع هـ.ش، وهي على النحو التالي: لقد شارك في هــذه1388الإحصائية الأخيرة إلى العام

من الحــائزين على شــهادة الــدبلوم، و65078المراسم العبادية والروحية )الاعتكاف( من حملــة شــهادة الماجســتير ومــا21099 من حملة شهادة البكــالوريوس، و72871

فوقها. ســنة، و20 ـ 15 من الــذين تــتراوح أعمــارهم مــا بين 105593وكــان مــا يقــرب من

من الــذين تــتراوح103618، و25 ـ 20 من الذين تتراوح أعمــارهم مــا بين 118625، و35 ـ 30 من الــذين تــتراوح أعمــارهم مــا بين 88176، و30 ـ 25أعمارهم مــا بين

من الذين تتجاوز أعمارهم الأربعين سنة.77666 129964 معتكفا من الذين يشاركون في الاعتكاف لأول مــرة، و153133وكان هناك

من الذين يخوضون تجربة الاعتكاف للمرة96690من الذين يشاركون للمرة الثانية، و113839الثالثة، و من الذين شاركوا لأكثر من ثلاث مرات، الأمــر الــذي يعكس تزايــدا

مطردا في أعداد المشاركين في هذه الشعيرة العبادية الروحية.ــا، و82862كمــا شــارك في هــذه الشــعيرة ــا، و70547 موظف عــاملا، و6528 طالب

من سائر أربــاب الحــرف والمشــاغل47700 ربة بيت، و154655 متقاعدا، و67339والمهن.

من البــنين. )موقـع165436 ألـف من البنـات، و330كمــا شــارك في هـذه الشــعيرة هـ.ش(.1391 / خرداد / 11برسمان، بتاريخ:

إحصائية نهضة تعليم القرآن المقامة من قبل منظمة )دار القرآن الكريم(.)( 289 ـ تعليم أكثر من مليوني شــخص في إطــار دروس القــراءة والترتيــل وإدراك المفــاهيم

القرآنية.ـ إعداد أكثر من أربعة عشر ألف معلم ومدرس للقرآن الكريم.

ـ إقامة مهرجانات اختيار النماذج المفضلة لتدريس القرآن الكريم. ـــ تعليم القــرآن الكــريم لثمانيــة عشــر ألــف وثمانمئــة وســبعين وتســعة من الأطفــال

واليافعين والشباب من خلال مشاركة المنظمة الوطنية للشباب. ـ الدعم والإسهام في تأسيس تسعة مراكــز لتربيــة وإعـداد المعلمين لتــدريس القــرآن

الكريم.ـ دعم وحماية أكثر من ألف ومئتي مؤسسة ومركز ودار عامة للقرآن الكريم.

ـ دعم عشرة عناوين لإنتاج وسائل إعلامية لتعليم القرآن والأبحاث القرآنية العامة.ـ طباعة وتوزيع أكثر من مليون نسخة واضحة للقرآن الكريم.

ـ العمـل على مـا يزيـد على ثلاثين مـوردا من المـوارد التبليغيـة في مـا يتعلق بتوسـيعــباب ما منهم الش ــي ــ ولا س ــاس وحثهم ـ ــجيع الن ــع، وتش ــة في المجتم ــواء القرآني الأج

واليافعين ـ على تعلم القرآن الكريم. ـ إقامة أربعة مؤتمرات عالمية وإقليميــة في إطــار نهضــة تعليم القــرآن، والعمــل على

لات الأخرى. دعم وإسناد إقامة أربعة مؤتمرات قرآنية من قبل المنظمات والتكت ، وإعــداد1442 و1441ـ الاشتراك مع تلفزيون القــرآن في تنفيــذ المشــاريع الوطنيــة

وتوزيع البرامج القرآنية. ـ القيام بما يزيد على خمسة عشر ألف تحقيق ميداني وتطبيقي وتأسيسي في مجــال

نهضة تعليم القرآن.

ـ القيام بمرحلتين في إطار العمل على إطلاق الــدعوة العامــة عــبر مختلــف الوســائلالإعلامية في إطار الاستفادة من المقترحات العامة.

جلسة للجــان التنســيق في نهضــة تعليم القــرآن في عمــوم البلاد.26ـ إقامة وتنسيق )موقع تلاوت دات كام(.

لقد أعلنت العلاقات العامة في هيئة أمناء )حسينة أعظم( عن الإحصائية الكاملة)(ـ 290ع مــا بين ــل المواطــنين، وهي تتــوز بالنذور المهــداة إلى هــذا المكــان المقــدس من قب

الذبائح والأموال النقدية. وفي ما يلي نقدم بيانا بهذه الإحصائية على النحو التالي: الإحصائية الكاملة بالنــذور والأنعــام والأمــوال النقديــة المهــداة من قبــل الخيرين لحسينية أعظم في مدينة زنجــان في عشــرة محــرم الحــرام من

هـ.ش:1388سنة رأس.3431ـ الخراف الحية المنذورة: 1 رأس.7848ـ نقود مخصصة لشراء الخراف: 2

رأس.12680المجموع: رأس.1401ـ الأنعام المذبوحة نذرا )من الأبقار والإبل والخراف(: 3

ــال14,070,725,550مجموع الأموال المستحصلة من النذور النقدية وبيع الأنعام: ري إيراني. ما يعادل: مليار وأربعمة وسبعة ملايين وألفين وخمسمئة تومان إيراني. )موقع

حسينية أعظم في زنجان(. أعلنت وكالة أنباء العمل الإيرانية )إيلنا( قبل ثلاثة أسابيع ـ نقلا عن أحــد الخــبراء)(ــ 291

ــراف من في التراث الثقافي ـ عن وجود ما لا يقل عن عشرة آلاف مرقد للسادة الأش في إيــران، وإن ألفين من أصـحاب هـذه المراقــد فقــط^أبناء وأحفـاد الأئمـة الأطهـار

يمتلك سندا وشجرة تثبت نسبه المتسلسل إلى أحد الأئمة الأطهار. وكان قد أضــاف قــائلا: إن هــذه المراقــد تنتشــر في مــا يقــرب من ثمانيــة آلاف بقعــة )مزار( في كافة أنحاء الأراضي الإيرانيــة، وإن بعض هــذه المــزارات يحتــوي على أكــثر

من مرقد.ح حســن ربيعي ـــ النــاطق الرســمي باســم1390وفي شهر مرداد من عام هـ.ش صر

مؤسسة الأوقاف والشؤون الخيرية ـ بأن عدد مراقد أولاد وأحفاد الأئمة يقرب من أحد عشر ألفا، وأضاف أن عدد هذه المراقد قد ارتفع إلى سبعة أضعاف قياسا إلى الســنة

هـــ.ش لم يكن عــدد هــذه1357الأولى من انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية. وفي عام المراقد في إيران يتجاوز ألفا وخمسمئة مرقد.

وكان السيد حســن ربيعي، في حــوار لــه مــع صــحيفة الشــرق، قــد عــرف جميــع هــذهــبي الأكــرم ، وأنــه|المقامات بأنها تعود إلى أولاد وأحفاد الأئمة الأطهار من أهل بيت الن

هــ.ش )أكـثر من مئـة مليـون زائـر(.1389قد زار هذه المقامـات المقدســة في عـام هـ.ش(.1391 / دي / 14)موقع بي بي سي الفارسي، بتاريخ:

قال رئيس الشورى الإسلامية لمحافظة طهــران )العاصــمة(: إن المواطــنين في)(ــ 292طهران ينتجون يوميا ما معدله ثمانية آلاف طن من النفايات.

وأضــاف الســيد شــمران: لقــد ارتفــع إنتــاج النفايــات في طهــران إلى أكــثر من الحــد المتعارف، الأمر الذي يضطر معه عمال النظافة في بلدية طهــران إلى جمــع النفايــات ثلاث مرات يوميا. وأضاف قائلا: هذا، في حين يتم جمع النفايات في سائر مدن العــالم

في ثلاثة أيام من الأسبوع فقط. كما أضاف رئيس الشورى الإسلامية لمحافظة طهــران: إن اســتهلاك المــاء والكهربــاء يفوق الحدود المتعارفة في كافة أنحاء البلاد، وإنه يفوق الحدود المسـموح بهـا عالميــا.aعــد أحــد أهم وقال السيد شمران: إن غيــاب الثقافــة الصــحيحة في اســتهلاك الطاقـة يما الكهربــاء ـــ في قطرنــا. وإن وســائل مشاكل الاســتهلاك المفــرط للطاقــة ـــ ولا ســيما الإذاعة والتلفزيون وأعضاء اللجان الاستشارية، تلعب دورا رئيسا في الإعلام، ولا سين على هــذه المؤسســات أن تعمــل على نشر ثقافة إصلاح النمــوذج الاســتهلاكي، ويتعي توعية الناس؛ كي تتم السيطرة على الاســتهلاك، وإيصــاله إلى المســتويات المعقولــة.

هـ.ش(.1389 / 6 / 6، بتاريخ: irinn_ir)موقع

قال الرئيس التنفيذي لشركة توزيع الكهرباء في محافظة تبريز: على الرغم من)(ـ 293 كل التأكيدات والنصائح الدينية والعرفيــة الموجــودة في ثقافتنــا وأدبياتنــا الدينيــة يحتــل قطرنا المرتبة الأولى عالميا، كاسرا بذلك الرقم القياسي في استهلاك الطاقة. )موقــع

هـ.ش(.1391 / خرداد / 8عصر إيران، بتاريخ: رف على شــؤون اســتهلاك الــدواء والمخــدذرات في جامعــة294 )( صــرح المــدير المaشــ

ــة في كاشــان، من خلال مقارنــة مقــادير الــدواء ومعــايير اســتهلاكه في العلــوم الطبيما بواسطة الــتزريق الداخل والخارج، قائلا: إن معدل استهلاك الدواء في إيران، ولا سي والحقن، يصل إلى أربعة أضعاف معدل الاستهلاك العـالمي. )موقــع عصــر مـا، بتـاريخ:

هـ.ش(.1391 / أرديبهشت / 23 لقد دخلت الجراحة البلاستيكية إلى إيران قبل نصف قرن؛ لغرض علاج العاهــات)(ــ 295

الناجمة بفعل الحوادث والحروق وما إلى ذلك. إلا أنه بعد مضي فــترة شــاعت ظــاهرة إقبال الشباب على هذا النوع من الجراحــات؛ بغيــة الحصــول على شــكل أكــثر جمــالا.

ــغ ــالا بل ــة إقب ــات الجراحي ــوع من العملي ــذا الن ــهد ه ــبعينات%80ش ــدي الس في عق والثمانينات، الأمر الذي رفــع إيــران إلى المرتبــة الأولى عالميــا، لتنــافس البرازيــل في

هـ.ش(.1390 / مهر / 2حجم الجراحات التجميلية. )موقع همشهري أونلاين، بتاريخ: من الجراحــات%65وقال الدكتور مجيد أبهري، المتخصص في العلــوم السـلوكية: إن

التجميلية لا ضرورة له، وإن حجم هــذه الجراحــات في إيــران يبلــغ ســبعة أضــعاف مــاهـ.ش(.1391 / خرداد / 6يشابهه عالميا. )موقع بارسينه، بتاريخ:

من%30( عن أن إيــران تســتهلك TMBAأعلنت منظمــة الإحصــاء الأوروبيــة ))(ــ 296 مستحضرات التجميــل في منطقــة الشــرق الأوســط، معلنــة بــذلك أن إيــران تقــع في

الترتيب السابع من بين البلدان المستهلكة لهذه المستحضرات في العالم. وفي تقريــر لقنــاة الجزيــرة الفضــائية بشــأن انتشــار وانتعــاش تجــارة المستحضــراته: إن إيــران تحتــل المرتبــة الســابعة في اســتهلاك التجميليــة في إيــران جــاء مــا نصــ

/ أرديبهشـــت /19مستحضـــرات التجميـــل في العـــالم. )موقـــع فـــردا، بتـــاريخ: هـ.ش(.1389

لن ثاني أكبر مستهلك لمستحضــرات التجميـل، )زنان برس(: إن النساء الإيرانيات يشك بعــد نظــيراتهن في المملكــة العربيــة الســعودية. على الــرغم من أن خــبراء الاقتصــاد يذهبون إلى الاعتقاد بــأن إيــران؛ حيث تســتهلك مستحضــرات تجميليــة رخيصــة الثمن،ــع رصــيد ــة الســعودية، ويرتف ــة العربي ــا أن تخطــف قصــب الســبق من المملك يمكنه الاستهلاك في إيران لهذه البضاعة، حتى يبلغ استهلاك مستحضرات التجميــل فيهــا إلى

ثلاثة أضعاف المستهلك في الملكة العربية السعودية. وقد بلغ تهريب مستحضرات التجميل إلى إيران حدا خرج معه عن ســيطرة المتصــدين لمكافحة التهريب وإدخال البضائع من الخارج إلى إيران بشكل غير شرعي، الأمر الذي دعا المسؤولين ـ في اجتماع ـــ إلى الحــديث عن بلــوغ حجم المستحضــرات التجميليــة

بـة إلى داخـل إيـران مـا قيمتــه مليـون دولار. وعلى الـرغم من التحـذيرات800المهررة من قبل العاملين في المجال الصحي والعلاجي والمتخصصــين في الأمــراض المتكرــدة ــة الفاق ـةـ اســتعمال المستحضــرات التجميلي ــل في البلاد من مغب ــة والتجمي الجلدي لملصق الرقابة والإشراف من قبل وزارة الصحة، والتأكيد على مخاطر استعمال هــذهع بتنــوع أكــثر من المحاصــيل المستحضــرات، يبــدو أن هــذه المستحضــرات، الــتي تتمت المسموح بها، كما أنها أرخص قيمة بالمقارنة إلى البضاعة المسموح بهــا، والمعروضــةــحة، لا في الصيدليات والأسواق، والتي تحمل الملصق الشرعي الصادر عن وزارة الصع بشـعبية واسـعة، حتى بلـغ حجم اســتهلاك تزال هذه المستحضرات غير الشرعية تتمت المرأة الإيرانية لمستحضرات التجميل ما قيمته حوالي مليــار ومئــتي مليــون دولار من

مليار دولار من محاصيل مستحضرات التجميل في العــالم، والــتي160التجارة البالغة ة ل منهــا مــا قيمتــه مليــار وأربعين مليــون دولار من هــذه التجــارة هي من حصــ يشــك

بة. البضاعة المهر النساء الإيرانيات ثاني أكبر مستهلك لمستحضــرات التجميــل في العــالم،

تحتــل المملكــة العربيــة الســعوديةبعد النساء في المملكة العربية الســعودية: المركــز الأول من حيث اســتهلاك مستحضــرات التجميــل، وأمــا إيــران فتحتــل المركــزــران؛ حيث ــأن إي ــذهبون إلى الاعتقــاد ب ــاني، على الــرغم من أن خــبراء الاقتصــاد ي الث تستهلك مستحضــرات تجميليــة رخيصــة الثمن، يمكنهــا أن تخطــف قصــب الســبق من المملكة العربية السعودية، ويرتفع رصيد الاستهلاك في إيران لهذه البضاعة، حتى يبلــغ استهلاك مستحضرات التجميل فيها إلى ثلاثــة أضــعاف المســتهلك في الملكــة العربيــة

تها البالغــة أكــثر من %30السعودية. وعلى أي حال؛ حيث لا تزال إيران تحتفــظ بحصــ من استهلاك مستحضرات التجميل في منطقة الشرق الأوسط، فإنهــا لا تــزال تحتفــظ بالمركز الســابع عالميــا من حيث اســتهلاك مستحضــرات التجميــل، على مــدى أعــوام

طويلة. تنفق أربعة عشر مليون إيرانيــة مليــار دولار على مستحضــرات التجميــل

انتشر تقرير في العــام الماضــي، مطبــوع في إحــدى الصــحف الإســبانية، وتمسنويا:ــز في ــق المنج ــا للتحقي ــول: طبق ــران، يق ــه على الصــفحات الافتراضــية في إي تعميم

مليــون من النســاء الإيرانيــات،14( للتحقيقــات هنــاك مــا يقــرب من TMBAمؤسســة )aقمن في المــدن الكــبرى في45 ـ 15اللائي تــتراوح أعمــارهن مــا بين ســنة، واللائي ي

يورو شهريا على شــراء مستحضــرات التجميــل. هــذا، في7,5إيران، ينفقن ما معدله يــورو. إن النســاء الإيرانيــات؛ بســبب570 ـ 490حين يتراوح معــدل الــرواتب مــا بين

ا بمظهــرهن؛ حيث تمضــي الواحــدة منهن مــا يزيــد على الحجاب، يولين اهتمامــا خاصــ الساعة أمام المرآة ووضع الزينة. فإذا كان الناس في أوروبا يرجحون الظهور بمظهــر

aؤثر الشباب الإيراني الظهور بمظهر مaفعم بالتجميل والزينة. طبيعي ي يورو على مستحضرات التجميل، وأكثر هذه1630ينفق الإيرانيون سنويا ما يقرب من

المستحضرات يتم اســتيراده من الخــارج، وأكــثر هــذه المســتوردات يــأتي من الطــرقبــة وغــير القانونيــة القانونية. ويذهب أكثر الخبراء إلى الاعتقاد بأن حجم البضــائع المهر

/ آذر /30ــرس، بتــاريخ: پ مليون دولار. )موقع زنــان 610 ـ 570يتراوح سعره ما بين هـ.ش(.1390

ين في صــناعة الأغذيــة تم الإعلان عن أن)(ــ 297 في المــؤتمر الرابــع للخــبراء المختصـــدـ أن مــا20% من القيمة المضافة حاليا إلى قسم التصنيع يختص بصــناعة الأغذيــة، بي

من المواد الغذائية في إيران يتم تبذيره للأسف الشديد، وهذا المقدار%30يقرب من مليون شخص. وعلى هــذا الأســاس، طبقــا للإحصــائية الموجـودة، إذا15يكفي لإشباع

ــا يمكن القــول: إن كان متوسط عدد أفراد كل أسرة يتألف من خمسة أشــخاص تقريبكل أسرة إيرانية تتلف من الطعام ما يكفي لإشباع واحد من أعضائها.

ــنويا إتلاف ــة150يتم س ــغ القيم ــدها، حيث تبل ــران وح ــبز في طه ــف طن من الخ أل التقريبية لهذا الكم مئة مليار ريال إيراني. وإذا أضفنا إلى ذلـك الخـبز الـذي يتم إتلافــه

ألف طن من600في سائر المدن الإيرانية الأخرى سنويا فإننا سنصل إلى ما مقداره مليار ريال إيراني.400الخبز الجاف، الذي يتم إتلافه، وتبلغ قيمته التقريبية

وعلى الرغم من الكلفة الثقيلة التي تقع على عاتق الدولة في دعمها لتسعيرة الخبز لا %30يصل الخبز إلى المستهلك بالجودة المطلوبــة، ويتم تبــذير وإتلاف مــا يقــرب من

ــذي5,2منه، وهو يساوي مليون طن من القمح، وهو ذات المقدار المقتطع سنويا، وال ،87:ــ 58يــام زن، العــدد پيتم استيراده من الخارج بإزاء إنفاق العملة الصعبة. )موقــع

هـ.ش(.1375بتاريخ: شهر دي / إن أهمية الخبز واستهلاكه إنما تتضح إذا علمنـا أن الإحصـاءات الرسـمية تشـير إلى أن استهلاك الخبز في إيران يبلغ أكثر من الخــبز المســتهلك في البلــدان الأوروبيــة، مثــل:ـدـ أن هــذا الحجم المرتفــع لا يعــود إلى ــة أضــعاف. بي ــا، بضــعف أو ثلاث فرنســا وألماني الاستهلاك الحقيقي للخبز في إيران، وإنمـا يعـود ســببه إلى أن هنــاك كميــة كبــيرة من

الخبز تأخذ طريقها إلى القمامة، وتبذيره بعد شرائه. تذكر الكثير من الأسباب حول تدني جودة الطحين، إلى خبزه بشكل غير مناســب، إلىــة من د أصــحاب العلاق تحويله إلى المستهلك، ليقوم بعد ذلك بتبذيره. ومع ذلك فقد أك

المســؤولين على أن إصــلاح أســاليب إنتــاج واســتهلاك الخــبز من شــأنه أن يــوفر فيالمخزون السنوي من الدقيق ما مقداره مليوني إلى ثلاثة ملايين طن.

وقال وزير التجارة: إن ما قيمته أربعة آلاف وستمئة مليار تومان يتم إنفاقهــا على دعمــالف،%30الخبز في البلاد سنويا، وإن ما يقرب من aنفق في الخبز الت من هذا الدعم ي

والذي يتم تهريبه على شكل دقيق أو خبز. ويأتي هذا التأكيد من وزير التجارة في المؤتمر الوطني للخبز، حيث أضاف قائلا: طبقاaنجــزت في أربــع محافظــات من البلاد فــإن خــبز )اللــواش( للخطـةـ التحقيقيــة الــتي أ و)البربري( يسجل الحجم الأكبر من الخــبز التــالف، بينمــا ســجلت أنــواع الخــبز الأكــبر

حجما أدنى مستوى من التلف والتبذير. وأضاف قائلا: إننا بحاجة إلى إنتاج خمســة أطنــان من الخــبز الصــناعي؛ كي نتمكن من إيصال التلف إلى الحــد الأدنى، وفي المقابــل نصــل بمســتوى الخــبز المقــاوم للفســاد

والتلف إلى الحدود القصوى. كيلوغرامــا، في160وقال وزير التجارة أيضا: إن الاستهلاك العام للخبز في البلاد يبلغ

كيلوغرامــا، وفي المكســيك20حين يبلغ هذا المعيار في الولايــات المتحــدة الأمريكيــة كيلوغرامــا،50 كيلوغرامــا، وفي الجمهوريــة التشــيكية 40 كيلوغراما، وفي فنلنــدا 31

كيلوغراما؛ حيث تثبت هذه المعايير أنه بعد60 كيلوغراما، وفي هولندا 60وفي روسيا إصلاح دورة إنتــاج الخــبز يجب أن يبلــغ القمح المســتهلك في البلاد ثمانيــة ملايين طن.

هـ.ش(.1389 / أرديبهشت / 15)موقع تابناك، بتاريخ: يذهب الخبراء إلى الاعتقاد بضــرورة أن يســتهلك كــل فــرد من المــاء في اليــوم)(ــ 298

لترا من المــاء في الحــد الأدنى. وعلى الــرغم من ذلــك يصــرح150والليلة ما مقداره المسؤولون في الدولة أن الإيرانيين يســتهلكون ضــعف المعــدل من المــاء المســتهلك

سنويا.ــرب طبقا لوكالة أنباء مهر: اعتمادا على إعلان البنك العالمي لنموذج استهلاك ماء الش

مــتر100يحدد لكل فرد ما مقداره متر مكعب سنويا، وللغسل والتنظيف مــا مقــداره مكعب سنويا. في حين يبلغ هذا المقدار في إيران ـ بسبب الاستهلاك الخاطئ ـ؛ إذ يتم اســتعمال المــاء الصــالح للشــرب في غســل الســيارات وفي تنظيــف الجســم وســقي

ــداره ــا مق ــاب والأواني، م ــزارع وغســل الثي ــدائق والم ــثر من%80 إلى %70الح أكالمعدل العالمي.

دـ أن580إن متوسط الماء المستهلك عالميا حوالي ـ مترا مكعبا لكل شخص سنويا، بيــدر1300هذه الكمية تبلغ في إيران حوالي متر مكعب، الأمر الذي يشير إلى مدى اله

في مصادر المياه والتبذير الكبير في هذه الثروة الحيوية. )موقع بيمانه اقتصــاد إيــران،هـ.ش(.1391 / أرديبهشت / 31بتاريخ:

ح رئيس جامعة العلوم الطبية في محافظة فـارس قـائلا: تحتــل إيـران)(ـ 299 دادنا: صر أعلى إحصائيات حوادث السير؛ حيث يبلــغ عــدد الخســائر البشــرية في هــذه الحــوادث

ضعف الإحصائيات العالمية في هذا الشأن.ح محمــد هــادي إيمانيــة، بعــد ظهــر هــذا اليــوم، في المــؤتمر وطبقا لتقرير فارس: صر العالمي للحوادث المرورية )التحديات والحلول(، قائلا: طبقا لإحصائية سنوات الحــرب المفروضة كان معدل الشهداء يقدر بخمسة وعشرين ألــف شــهيد ســنويا، في حين أن

الإحصائية الراهنة لحالات الوفيات بسبب حوادث السير يبلغ ثلاثين ألف قتيل سنويا.ح رئيس جامعــة العلــوم الطبيــة في محافظــة فــارس: تحتــل وأضــاف قــائلا: لقــد صــر إحصائية الوفيات بسبب حوادث السير المرتبة الثانية للخسائر البشرية في إيران، وإن أكثر الذين يتعرضون للموت بســبب هــذه الحــوادث لا تتجــاوز أعمــارهم العقــد الرابــع.

هـ.ش(.1389 / إسفند / 14)موقع دانا، بتاريخ: وقال مدير قسم التحقيقات في مؤسسة الضمان، مشــيرا إلى ارتفــاع نســبة الخســائر البشرية في حوادث السير: إن حجم الخسائر المباشرة وغير المباشرة لهذه الحــوادث

من الإنتاج الوطني.%7يزيد على ــل إيــران المرتبــة من حيث انعــدام الأمن189وأضــاف قــائلا: طبقــا للإحصــاءات تحت

بلدا، حيث كــانت )ســيراليون( وحــدها هي الأســوأ على الإطلاق190المروري من بين )تليها إيران في المرتبة الثانية(.

15 إلى 14وقال أيضــا: إن معــدل الوفيــات العــالمي بســبب حــوادث الســير يبلــغ من شخصا من بين كل مئــة ألــف شــخص، في حين أن معــدل الوفيــات في إيــران بســبب

حالــة من بين كــل مئــة ألــف شــخص، وهــذا يعــني أن الخســائر30حوادث السير يبلغ البشرية بفعل حوادث السير في إيران تبلغ ما يقرب ضعف ما عليــه الخســائر عالميــا.

هـ.ش(.1391 / أرديبهشت / 16)موقع تصادف، بتاريخ: صرح رئيس المركز التنفيذي لشرطة المرور: لقــد تم تســجيل مليــونين وتســعة)(ــ 300

وخمسين ألف مخالفة مرورية في أيام النوروز من هذا العام، وكان منها ما نسبته أكثر من نــوع المخالفــات الــتي تــؤدي إلى حــوادث مروريــة، من قبيــل: الســرعة%56من

المفرطة، والسباق غير القانوني، والقيام بالحركات الاستعراضية، وما إلى ذلك. )موقعهـ.ش(.1389 / فروردين / 17آفتاب، بتاريخ:

طبقا لمنظمة الشفافية العالمية في ما يتعلق بالفساد والرشـوة حصــلت إيـران،)(ـ 301 علامة. وقد حصلت الصين على100 علامة من 29 بلدا في العالم، على 176من بين

علامــة؛ لتحتــل32 في القائمــة، وحصــلت مصــر على 80 علامة؛ لتحتل التسلســل 39 (. )موقــع طلا120. وهذا يعني أن إيران تقع في التسلســل التــالي لـــ )118التسلسل

هـ.ش(.1391 / آذر / 16نيوز، بتاريخ: ح والملفت أن كبار رجال الدولة يشهدون على ذلك إجمالا. فعلى سبيل المثال: قد صر الشيخ أحمد جنتي، ظهر يوم الثلاثاء، في مراسم إحياء الذكرى السنوية لشهداء السابع من شهر تير، والتي أقيمت في مهديــة رشــت، قــائلا: إن أعــداء الإســلام يعــادون قائــد

يعادونه في صدر الإسلام.×الثورة الإسلامية المعظم كما كان أعداء الإمام علي وأضاف رئيس شورى صيانة الدستور ـ مشــيرا إلى أن على جميــع أبنــاء الشــعب أن لابــا المaعلن والمســتور في شا والر يسمحوا بتسلط الشياطين على رقابهم ـ قائلا: إن الر المجتمع قد بلغ أرقاما قياسية، بيد أن اللــه هــو الحــامي والــداعم للمجتمــع الإســلامي.

هـ.ش(.1391 / تير / 6)موقع شفاف، بتاريخ: لقد صرح المدير التنفيذي لشركة التأمين في إيــران: إن الغش موجــود في كــل)(ــ 302

مكان من العالم في ما يتعلق بإحصــائيات تــأمين الســيارات وشــركات الضــمان، ولكن الإحصائيات الإيرانية في هذا الشأن قد بلغت مؤخرا أرقاما مقلقة. )موقع بيمــه إيــران،

هـ.ش(.1385 / بهمن / 15بتاريخ: إن الموظفين الإيرانيين لا يعملون حتى بمقدار عمل الباكستانيين والأفغان:)( 303

هـ.ش، الصــادر عن1390طبقا لخلاصة نتائج مشروع إحصاء الطاقات العاملة في عام ســاعة، وفي2420مركز الإحصاء الإيـراني، فقـد بلــغ حجم العمـل النـافع في اليابـان

ــة ــا الجنوبي ــين 1900كوري ــاعة، وفي الص ــدة1420 س ــات المتح ــاعة، وفي الولاي ســا 1330 ســاعة، وفي تركيــا 1360الأمريكيــة ســاعة، وفي1700 ســاعة، وفي ألماني

ساعة، وفي المملكــة العربيــة الســعودية950 ساعة، وفي أفغانستان 1100باكستان ساعة.600 ساعة، وفي الكويت 720

ساعة، الأمر الــذي يعــني أن العمــل800في حين بلغت نسبة العمل المفيد في إيران ــتان ــع في باكس ــه الواق ــو علي ــا ه ــرقى حتى إلى م ــة لا ي ــدوائر الإيراني ــافع في ال الن

هـ.ش(.1391 / أرديبهشت / 30وأفغانستان. )موقع فرارو، بتاريخ: طبقا لتقرير وكالة مهر فقد أشار )جلال الدين حيدري(، عصر يــوم الأربعــاء، في)(ــ 304

مؤتمر المفتشين للحيلولة دون الارتشاء والفساد الإداري ومكافحــة هــذه الظــواهر في وزارة الشؤون الاقتصادية والمالية، إلى تفعيــل منظومــة إلكترونيــة في دوائــر الدولــة،ــل هــذه المنظومــة، في الســنوات الثلاث المنصــرمة وحتى الآن، تم ــذ تفعي ــال: من وق تسجيل أكثر من مليون وستمئة ألف مراسلة وتقريــر بشــأن مخالفــات المــوظفين في دوائر الدولة، ومن خلال متابعة الأمــر تم إيقــاف بعض المفســدين، والعمــل على الحــد

من نفوذهم وتأثيرهم. وأضــاف قــائلا: منــذ الســنوات الثلاث الماضــية تم فتح خمســة آلاف وتســعمئة واثــنين

وأربعين ملفا بمخالفات الموظفين، الأمر الذي يعكس المتابعة الجادة من أجل اجتثاثالمخالفات في المنظومات الإدارية.

ي هــذا الظــاهرة في وأضاف السيد حيدري قــائلا: إن من بين الأســباب الرئيســة لتفشـــهـ اســتدرك قــائلا: إلا أن ــة وجــود بعض المشــاكل الاقتصــادية، ولكن المنظومــة الإداري التعاليم الإسلامية لا تبيح للإنسان أن يقــترف مثــل هــذه المخالفــات والموبقــات مهمــا

هـ.ش(.1391 / مهر / 19كانت الظروف. )موقع آفتاب نيوز، بتاريخ: تشير الإحصاءات الرسمية للبنك المركزي إلى هبوط معيــار الثقــة والاعتبــار في)(ــ 305

الســوق الإيــراني؛ إذ تحكي هــذه الإحصــاءات عن ارتفــاع نســبة الشــيكات والصــكوك الفاقدة للأرصدة التي يتم تداولها ضمن المنظومة المصرفية في إيران، بحيث شــهدت

64الأشهر الثلاثة المنصرمة من هذا العام ما يقرب من مليار ريال سندا مصرفيا خاليا مليــار118من الرصيد. وفي ربيع هذا العام شهدت العاصمة طهران وحــدها أكــثر من

تومان من الصكوك والشيكات التي تم رفعها إلى فروع وشعب المحاكم في طهران. كما تشير أحدث الإحصاءات في المصرف المركزي إلى أن المســتوى الاقتصــادي في إيران شهريا قد بلغ حجما مرعبا، بحيث بلغت نسبة الصــكوك الفاقــدة للرصــيد، والــتي تم إرجاعها في الغرف الموازية للوثائق المصــرفية في طهــران، في شــهر خــرداد من

، ومن حيث المبلــغ%32,1هــذا العــام، قياســا إلى العــام المنصــرم، من حيث العــدد . وطبقا لإحصائية البنك المركــزي في شــهر خــرداد من هــذه الســنة، قياســا إلى47%

الشهر السابق له، فقــد بلــغ شــاخص أعــداد الوثــائق المرجوعــة في الغــرف الموازيــة .%14,6، ومن حيث المبلــغ %12,5للوثــائق المصــرفية في طهــران قــد ارتفعت إلى

هـــ.ش(. وفي شــهر خــرداد من عــام1389 / مــرداد / 17)موقع خــبر أونلاين، بتــاريخ: ــوال في1391 ح المدير العام لمقررات التراخيص المصرفية ومكافحة غسيل الأم صر

من الصكوك الصــادرة%12,5البنك المركزي )السيد أمير حسين أمين آزاد( قائلا: إن هـ.ش قد تم إبطالها، وهو أمر بالغ الخطورة، ومثير للقلق. كمــا أضــاف1390في عام

قائلا: لقد اتخذت نسبة الصــكوك والشــيكات الفاقــدة للرصــيد والاعتبــار في الســنوات الماضية مسارا تصاعديا، الأمر الذي يخل بالأمن والســلامة الاقتصــادية للبلاد، ولا يمكن اعتباره مؤشرا إيجابيا في الاقتصاد، حيث سيؤدي الأمر إلى سلب الثقة بين المتعاملين

هـ.ش(.1390 / 3 / 11مع هذه المؤسسة. )وكالة أنباء مهر، بتاريخ: ور( أن وســائلپــموقع شفقنا ـ قــدس أونلاين ـــ: ذكــرت )الســيدة محبوبــة علي )(ــ 306

الإعلام قد تحدثت في الآونة الأخيرة، نقلا عن )السيدة معصــومة آبــاد(، الأمينــة العامــة للسلامة في شورى محافظة طهران )العاصمة(، عن أن إيــران تحتــل المرتبــة الرابعــة

عالميا من حيث ارتفاع نسبة الطلاق. وقالت هذه السيدة، العضو في شــورى مدينــة طهــران، في اجتمــاع دراســة )مشــروع تعزيــز أركــان الأســرة وتعليم مهــارات الحيــاة المشــتركة بين الــزوجين قبــل تســجيل الــزواج(، في إطــار الإشــارة إلى أن مدينــة طهــران تحتــل المرتبــة الأولى، ومحافظــةــ، خراسان الرضوية المرتبة الثانية ـ بوصفهما أكبر مدينتين من حيث الكثافة السكانية ـ في حالات الطلاق: يراجع ألفا شخص المراكز القضــائية )الخاصــة بالشــؤون الأســرية(

ــذرت500يوميا، الأمر الذي يؤدي إلى فتح إضبارة شكوى في موضوع الطلاق. وقد ح من ملفات الشــكاوى في المجمعــات%85السيدة )معصومة آباد( قائلة: إن تخصيص

ــائم ــار دع ــذار للمســؤولين من انهي ل جــرس إن القضــائية والأســرية ببحث الطلاق يمث الأسرة. )موقع شفقنا، بتاريخ: السبت الموافق للثامن والعشرين من شهر مرداد ســنة

هـ.ش(.1391 هـ.ش جاء في تقرير موقع بازتاب:1391وفي تاريخ الثاني من شهر شهريور من سنة

34759طبقا للإحصاءات الرسمية فقد شهدت الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية حالــة منهــا إلى الأريــاف5460 حالة منها إلى المدن، و29299حالة طلاق، حيث تعود

حالــة طلاق في كــل شــهر، مــا11586والقرى. إن هذه الإحصائية تشــير إلى حــدوث حالـة طلاق في16 ســاعة، وأن كـل سـاعة تشــهد 24 حالة طلاق في كل 382يعادل

البلاد تقريبا.

ل الــولي الفقيــه في مؤسســة الشــهيد وشــؤون)(ــ 307 قال حجة الإسلام رحيميان، ممث المضحين، أثناء كلمته في مراسم إزاحة الســتار عن الشــهادة الرضــوية: يســافر حاليــال مراكـز للفحشــاء. خمسة ملايين شخص من المواطنين ســنويا إلى البلــدان الـتي تمث وإن أكثر هؤلاء الخمسة ملايين إنما يقصدون تلك البلدان لممارسة الفحشاء. وإذا كــان كل واحد منهم ينفق ألف دولار في الحد الأدنى فهــذا يعــني أن خمســة مليــارات دولار

ــير /28تخرج من البلدان؛ ليتم إنفاقها على الفحشاء. )موقع بازتاب إمروز، بتاريخ: / تهـ.ش(.1391

لقد صرح الدكتور حبيب الله مســعودي فريــد، في مـؤتمر )دراســة الآفـات الاجتماعيــةaقيم بمشــاركة من عات في الشــوارع(، والــذي أ بــة على ظــاهرة النســاء المتســك المترت رئيس جمعيــة المســعفين الاجتمــاعيين في إيــران )حســن موســوي جلــك( والمســعفةــاء الجــامعيين ــة )ليلا أرشــد(، بمناســبة أســبوع الرفــاه، في قاعــة وكالــة أنب الاجتماعي الإيرانيين )إيسنا(: طبقا لإحصــائية مراكــز إعــادة التأهيــل في منظمــة الرفــاه فــإن من

عات في الشوارع متزوجات، وإن أعمار أكثرهن تتراوح ما%12 إلى 10% من المتسك سنة. هذا، وإن إحصائية مراكز إعادة التأهيــل لمنظمــة الرفـاه تختلـف29 إلى 20بين

عن إحصائية المجتمع. كما أضاف قائلا: ...لقد شهدت السنوات الأخيرة انخفاضا تدريجيا لأعمار هــذه النســاء.

هـ.ش انخفض معدل أعمار هذه النسـاء سـنة1390 ـ 1389وفي الفترة ما بين عامي واحدة.

رين اجتماعيــا في مؤسســة الرفــاه في البلاد في وقد منح المدير العام لشؤون المتضر إلى10الختام إلى الأنشطة المنجزة في مجال الأضرار الاجتماعيــة درجــة تــتراوح من

من مئة، وأضاف قائلا: إن سياسة مجال الأضرار الاجتماعية غير محددة، ولا يوجــد15تناغم بين المؤسسات المختلفة.

ثم صر )مسعودي فريد( ـ في معرض تأكيده على ضرورة توظيف الرؤية المنهجية فيــود إلى أســباب%70النشاطات المنجزة ـ قائلا: إن من إصابة الأشخاص بالأمراض يع

ــاق ــدا، حيث يتم إنف %96بيئية وسلوكية، في حين لا يتم الالتفات إلى هذه المسائل أب/24من ميزانية الدولة على سائر الشــؤون الأخــرى. )موقــع بازتــاب إمــروز، بتــاريخ:

هـ.ش(.1391تير / هـ.ش في إيران1391تشير إحصائية فحوصات النـزاع )الجسدي( في ربيع عام )(ـ 308

حالة. )موقع منظمة الطب العدلي(.165365إلى هـ.ش( وحتى نهاية شهر دي )أي خلال عشرة أشــهر( تم الإبلاغ1390ومنذ بداية عام ) حالة نزاع وشجار في الأماكن العامة من إيران. )موقع راديــو527000عما يقرب من

فردا(.ــ 309 ــدان)( ــير من البل ــران أقــل من نســبتها في الكث رغم أن إحصــائية الانتحــار في إي

دــ أن مقارنــة هــذه الإحصــائية بالقيــاس إلى الإحصــاءات المســجلة للأعــوام الأخرى، بي 3,1المنصرمة في إيران تشــير إلى زيــادة ملحوظــة، بحيث إن نســبة الانتحــار البالغــة

لكــل مئــة6هــ.ش، قــد ارتفعت إلى 1363لكل مئة ألف شخص، والمسجلة في عـام هـــ.ش. في حين كــانت نســبة الانتحــار في1383ألــف شــخص من الســكان في عــام

لكل مئة6,5، و5,5، و8,5هـ.ش على التوالي: 1386 و1385 و1384الأعوام الثلاثة: ألف شخص.

قال المسؤول العام في إدارة السلامة النفسية في وزارة الصحة: هناك ستة أشــخاص 4200من بين كل مئة ألف شــخص في إيــران يحــاولون الانتحــار ســنويا، وهــو يعــادل

،Markaz – ejtemaee.comشخص سنويا، ولكن لا يكتب النجاح لجميع هذه المحاولات. )موقع هـ.ش(.1390 / تير / 7بتاريخ:

صرح الشــيخ الأميـني، خطيب صـلاة الجمعـة في قم، قـائلا: إن المسـؤولين في)(ـ 310 مجال عدد المدمنين في البلاد لا يقدمون إحصائيات صحيحة بعــدد المــدمنين الحقيقي،ـدـ عون لذلك قائلين: إن الكشف عن الأعــداد الحقيقيــة ليس بالعمــل الصــائب، بي ويتذر أني أمتلك إحصائيات مخيفة ومرعبة، لا تتناسب مع شأن النظام. )موقــع خــبر أونلاين،

هـ.ش(.1391 / 4 / 2بتاريخ: اــ من المخــدرات في180كما أعلن رئيس شرطة مكافحــة المخــدرات عن ضــبط طن

ــال الضــابط )علي ــة. وق ــدى الأشــهر الخمســة الأولى من الســنة الجاري البلاد على مــة: حتى مؤيدي(، على هامش مؤتمر مكافحة المخدرات في إصفهان، ضمن ندوة خبري

ة بمكافحــة المخــدرات،660نهاية شهر مرداد من هذه السنة، وفي إطار عمليــة خاصــاـ من التريــاق، و140 طنا من المخدرات، تــتراوح مــا بين 180تم الكشف عن 23 طن

طنا من الحشيشة، وثلاثة أطنان من الهيروئين، وطنا ونصف الطن من المورفين، بينمايتعلق الفائض بسائر الموارد المخدرة الأخرى.

عصابة كبيرة من تجار المخدرات، ومقتل850وأضاف ـ بعد الإشارة إلى القضاء على با أثناء المواجهات ـ قائلا: لقد تم القبض على ألــف مهــرب محــترف111عشرين مهر

ألــف إضــبارة؛ لتأخــذ93في إعــداد وتوزيــع ونقــل المخــدرات والأفيــون، وتم تشــكيل مسارها القانوني في الدوائر القضائية.

وأضاف هذا المســؤول قــائلا: إن الأشــهر الخمســة الأولى من الســنة الجاريــة شــهدتح قــائلا:%2ارتفاعا بنسبة بالقياس إلى الفترة المشابهة لها من السنة الماضية. وصر

من المخــدرات المضــبوطة قــد تم العثــور عليهــا في المــدن الحدوديــة، وأمــا%75إن النسبة المتبقية فقــد تم العثــور عليهــا في ســائر محافظــات البلاد الأخــرى )موقــع )أ(،

هـ.ش(.1391 / شهريور / 28بتاريخ: إحصائية خروج العقول من الوطن: تقع إيران من حيث خروج الطاقات والعقول)(ـ 311

ــا، إذ إن مــا يقــرب من جين%25في الصــدارة عالمي ــيين المتخــر من مجمــوع الإيران يقيمون حاليا في الدول النامية. وطبقا لإحصائية صندوق النقــد الــدولي يســعى مــا بين

ج جامعي إلى الخــروج من إيـران سـنويا، وقـد احتلت180 إلى 150 ألف إيراني متخرــدد من ــذا الع إيران المرتبة الأولى من بين واحد وتسعين بلدا ناميا وغير نام. وخروج ه

مليار دولار من الثروة الوطنية ســنويا. وفي50العقول من إيران سنويا يساوي خروج شــخص من بين400هـ.ش قالت وزارة العلوم الإيرانية في تصريح لها: إن 1388عام ألف طالب جامعي سافروا إلى مختلف البلدان الأجنبيــة منــذ بدايــة انتصــار الثــورة12

هـــ.ش؛ لإكمــال الدراســة في الخــارج على نفقــة الدولــة، لم1357الإسلامية في عام يعودوا إلى البلاد. وكذلك هناك ستون ألف طالب جامعي إيراني يواصلون الدراسة فيجين من الجامعــات خارج إيران. وطبقا للإحصاءات الرسمية فإن نســبة خــروج المتخــر

.%15من إيران بالنسبة إلى مجموع هذا العدد يبلغ من الفــائض الــداخلي على الحاجــات التعليميــة في%5,1م تم إنفاق 2006وفي عام

البلاد، وهــو بالمقارنــة إلى ســائر البلــدان الأخــرى في العــالم يحتــل المرتبــة الســابعةaقدر الخسائر الناجمة من هروب العقول الإيرانية إلى خارج البلاد بعشــرات والستين. وت

مليارات الدولارات سنويا. وطبقا للإحصائية الصادرة عن مختلف المؤسســات والمنظمــات الحكوميــة، من قبيــل:

125التقارير الأسبوعية لمؤسسة الإدارة والتخطيط، فإن تسعين طالبا من بين ــا طالبــراتب من الذين شاركوا في الأولومبيات العالمية العلمية في العام المنصرم، وحازوا م في هــذه الأولومبيــات، يدرســون حاليــا في الجامعــات الأمريكيــة. وإن الكثــير منهم لا

يعودون إلى إيران أبدا. ألــف مهنــدس وطــبيب250وطبقا لإحصائية صندوق النقد الدولي هناك حاليا أكثر من

ألف إيــراني من ذوي الدراســات العليــا، يقيمــون في الولايــات170إيراني، وأكثر من هـــ.ش1387المتحدة الأمريكية. وطبقا للإحصائية الرسمية لإدارة الجــوازات في عــام

حاملا لشهادة الدكتوراه، وما مجموعه3,2 حاملا لشهادة الماجستير، و15يهاجر يوميا من حملــة البكــالوريوس إلى خـارج الـوطن. كمـا أضــاف تقريــر صـندوق النقــد5475

من الثروة البشرية الإيرانية قــد هــاجرت إلى الولايــات%15الدولي قائلا: إن أكثر من من هــذه الطاقــات قــد هــاجرت إلى البلــدان الأعضــاء في%25المتحدة الأمريكيــة، و

منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي في أوروبا. وحاليا هناك ما لا يقل عن أربعة ملايين إيراني يقيمون في خارج إيران. ومن بين هؤلاء

aعتبر المقيمون في الولايــات المتحــدة الأمريكيــة الأكــثر دخلا بين المهاجرين الإيرانيين ي منهم يعمــل في مجــال الإدارة، و%30نظرائهم في ســائر البلــدان الأخــرى؛ حيث إن

منهم يعمل في الشؤون التقنية والأمور الجامعيــة. وكــذلك من بين مجمـوع مئــة20% ألف إيراني في ألمانيا صدر في السنوات المنصرمة ألفا كتاب، في حين لم يصــدر من

كتاب. )موقع اللجنة العلميــة للإحصــاء في100بين مليوني مهاجر تركي ألماني سوى مران(.چجامعة الشهيد

قال رئيس منظمة المكتبات العامة في كافة أنحاء البلاد: بلغ معدل قراءة الكتب)(ـ 312 ثانيــة في اليــوم. طبقــا لتقريــر مراســل المركــز47 دقيقة و18هـ.ش 1389في سنة

الإخباري )السـيد واعظي( في مراســم توزيـع الجــوائز للفـائزين في مســابقة صـندوقــة و18هـ.ش يبلغ 1388الكتاب، حيث أضاف قائلا: لقد كان هذا المعدل سنة 12 دقيق

ثانية، وكان سن من شملهم الاستطلاع يزيد على الاثني عشر عاما. وفي معــرض بيانــه أن بعض الأشــخاص والمســؤولين قــد تحــدثوا عن إحصــائية ترصــد

37دقيقتين لمعدل قراءة الكتب قــال: إن هــذه الإحصــائية تعــود إلى مــدن البلاد قبــل من أفراد الشعب آنــذاك يعــانون من الأميــة. وأضــاف )واعظي(%65سنة، حيث كان

هـــ.ش وحــتى الآن يقــدر بشــكل ســنوي.1378قائلا: إن معدل قراءة الكتاب منذ عام وقال: إن آخر إحصائية لمعدل تلاوة القرآن وقراءة الأدعيـة تشـير إلى عشـرين دقيقـة

في اليوم. وأضاف رئيس منظمة المكتبات العامة في البلاد: لقد تراجع معدل قراءة الصــحف في

دقيقــة. )موقــع تابنــاك،24 دقيقــة إلى 44السنوات الثلاثة الأخيرة، بحيث انخفض من هـ.ش(.1390 / آبان / 30بتاريخ:

يذهب الكثير من الخبراء إلى تحديد رقم معــدل قــراءة الصــحف لكــل مــواطن إيــراني بــدقيقتين في اليــوم الواحــد. وهــو رقم تم اســتنتاجه على أســاس المعــايير والأرقــام

دقيقــة، ولكــل25 دقيقة، ولكــل هولنــدي 22الحقيقية. بينما معدل القراءة لكل كندي / دي /23 دقيقــة. )موقــع همشــهري، بتــاريخ: 60 دقيقة، ولكــل إنجلــيزي 26فرنسي

هـ.ش(.1390/ــ 15جاء في وكالة فــارس للأنبــاء بتــاريخ: )(ــ 313 /ــ 8 هـــ.ش، في الخــبر رقم1385

م لمنظمــة الشــفافية الدوليــة فقــد2006: طبقــا لأحــدث التقــارير لســنة 85813421 ( في فســاد المســؤولين106 بلدا في العالم المرتبــة رقم )163احتلت إيران من بين

لت درجــة13الحكومــيين والسياســيين )الســلامة الاقتصــادية(، وبــذلك تكــون قــد تنـــز(.93بالقياس إلى مرتبتها في العام المنصرم، حيث كانت قد بلغت المرتبة رقم )

وجاء في صحيفة )انتخاب(: نشرت منظمة الشــفافية الدوليــة غــير الحكوميــة تقريرهــا السنوي بشأن الفساد المالي والإداري يوم الأربعــاء. وطبقــا لمــا ورد في هــذا التقريــر

133 درجــة؛ لتحتــل المرتبــة 13 درجة من مئة، حيث تــراجعت 28حصلت إيران على بلدا. وقد احتلت كوريا الشمالية والصومال وأفغانستان المراتب الأخيرة،174من بين

بينما كانت الدانمارك وفنلنــدا ونيوزيلنــدا في المــراتب الأولى )موقــع: بازتــاب إمــروز،هـ.ش(.1391 / آذر / 16بتاريخ:

ــاء في موقــع تابنــاك، بتــاريخ: )(ــ 314 هـــ.ش، بشــأن تنــاول1391 / خــرداد / 25ج المشروبات الكحولية في إيران: طبقا لتقرير شبه رسمي: يتم تهريب أكثر من سبعين

مليون دولار ســنويا. هــذا، بغض730مليون ليتر من أنواع المشروبات الكحولية بقيمة ــة النظر عن الكحول المصنعة داخليا. وقد أدى الإفراط في تناول المشــروبات الكحولي المصــنعة داخليـا طـوال العقـود المنصــرمة إلى أعـراض وتبعـات مفجعـة بالنسـبة إلى

مستهلكيها. هــــ.ش، مـــا يلي: تشـــير1391 / خـــرداد / 30)( ورد في موقـــع آفتـــاب، بتـــاريخ: 315

ــثر من الإحصاءات والأرقام المعلنة إلى أن قيمة تجارة السجائر في إيران تصل إلى أك مليـار65 مليار تومان. وتشير التقديرات السـنوية إلى اسـتهلاك مـا يقـرب من 3000

منا هــذا الــرقم على عشــرين ســوف يعــادل ذلــك ثلاثــة ســيجارة في إيــران. وإذا قســ مليارات سيجارة. وإذا اعتبرنا قيمة كل علبة سجائر بألف تومــان كحــد وســط ســتكون

ــتين ــة آلاف ومئ ــد الأدنى ثلاث ــران ســنويا في الح ــاق على الســجائر في إي ــة الإنف قيم مليار دولار.3,2وخمسين تومانا، أي ما يقرب من

هـــ.ش، بشــأن تــدخين1391 / أرديبهشـت / 26وفي موقــع )بازتــاب إمــروز(، بتــاريخ: الشيشة، ورد ما يلي:

إن تدخين الشيشة؛ للتسلية، ومن حين لآخر، آخذ بالازدياد، حيث يمارس هذه الظاهرة ، وتتراوح هــذه النســبة بين الأطفــال مــا بين%48 إلى %45في طهران ما يقرب من

.%8 و4% هناك في البلاد سبعة ملايين ملف قضائي: طبقا لتقرير القسم المركــزي للإعلام)(ــ 316

قــال الســيد غلام رضــا ســعيدي، في الاجتمــاع القطــري الســابع والعشــرين للاســعاف الاجتماعي: إن هذا العدد الكبير من الملفات القضائية مستقل عن الملفات الموجــودة

ألف سجين في إيـران، ومـع250في مراكز شورى حل الاختلاف. وأضاف قائلا: هناك أخذ أفراد أسرهم في الحسبان فإنهم يعتبرون عرضة للآفات الاجتماعية.

وأضاف نائب وزير العدل قائلا: هنــاك مــا يقــرب من عشــرين مليــون مــواطن معــرض للضرر في البلد، بحيث يحتاج كل واحد منهم إلى إسعاف اجتماعي للوقاية من ارتكاب

مليون نسمة، لا130الجرائم. وأضاف سعيدي قائلا: إن اليابان، التي يبلغ عدد نفوسها ألف ملف قضـائي، الأمـر الـذي يشـير إلى فاعليـة250تحتوي محاكمها على أكثر من

ــد. النشاطات الاجتماعية اليابانية؛ من أجل الحيلولة دون ارتكاب الجــرائم في هــذا البل وقد اعتبر أن حجم الجرائم والملفات القضائية في إيران لا ينسجم مع الثقافة الإيرانية

والإسلامية الغنية بالقيم والمبادئ. وقال خطيب صلاة الجمعة في قم الشيخ الأميني: هناك الكثــير من الملفـات القضــائية التي لا تزال موجودة في رفوف المحاكم، وعددها كبير جدا. وطبقا للإحصائية الصادرةر من قبل المسؤولين في الــدوائر القضــائية هنــاك آلاف الملفــات، وهــذا الأمــر لا يبشــ

هـ.ش(.1391 / 4 / 2بخير. )موقع خبر أونلاين، بتاريخ: ح ذو القــدر قــائلا:1740هناك )(ــ 317 مصداقا وموردا من الجــرائم في البلاد. لقــد صــر

مصــداقا وعنوانــا من عنــاوين الجــرائم الــتي تم1640حتى العام الماضي كنــا نعــرف عنوان جرم جديد سيضاف100تعريفها في القوانين، وخلال هذه السنة يبدو أن هناك

إلى هذا العدد، بمعنى أنه تمت المصادقة في مجلس الشورى على هذه العناوين الــتي شخص النواب أنها من الجرائم الــتي يجب تعريــف حــدودها ومعاقبــة من يرتكبهــا. وإذابما وصلت أنواع ومصاديق الجرائم إلى عنان الســماء. aاستمر الوضع على هذه الحالة ر وعليه يجب أن تقف هذه الظـاهرة، ويتم وضـع حـد لهـا، وهـو مــا ســوف يتم من خلال

الحوار والتعاطي مع مجلس الشورى، إن شاء الله تعالى.ح رئيس شرطة المباحث )ناجا( قائلا: يتم فتح عشــرين ألــف318 )( وكالة الحوادث: صر

من الــذين يحكم عليهم بالســجن في%60قضية غش واحتيــال ســنويا في البلاد، وإن هذه القضايا هم من غير أصحاب السوابق الجنائية.

وقال العميد حسن بتولي، في مؤتمر )التدريب العسكري لمــوظفي الدولــة في قطــاع 300 إلى 200المهام الشرطية والتحقيقية(، في معـرض كلامــه حـول تعـرض مـا بين

حالة احتيال وغش تتراوح ما220هـ.ش تم تحديد 1384ألف للاحتيال سنويا: في عام فة بين الكبيرة والصغيرة في قطرنا، وأضاف قائلا: إن الإحصائية الأخـيرة ليسـت مشـر لنا أبدا، ومن الطبيعي أن نواجه زيادة في عدد الملفات والإضبارات الجنائية مــع زيــادة

حوادث الغش والاحتيال، وتبعا لذلك يزداد حجم مهام ومسؤوليات الشرطة. مليون ملف يتم فتحــه في الســلطة القضــائية ســنويا.13وقال السيد بتولي: إن هناك

وطبقا لتصريح المسؤولين في هذه السلطة يضــاف إليهــا مــا يقــرب من أربعــة ملايين قــاض يمكن7000ملف قضائي سنويا، وأضاف قائلا: بــالنظر إلى عــدد قضــاتنا البــالغ

القول: إن حصة كــل ملــف قضــائي من الدراســة لا تزيــد على الأربعــة وأربعين دقيقــة هـ.ش، العدد:1391 / شهريور / 13تقريبا. )انظر: صحيفة اطلاعات، بتاريخ: الخميس،

25404.) خلال صيف هذا العام: %44ارتفاع حالات الغرق في بحر قزوين بنسبة )( 319

شخصــا غرقــا في ســواحل بحــر قــزوين على امتــداد المحافظــات الثلاثــة:222قضى ــ الــتيوگلستانجيلان ومازندران ، حيث يشكل هذا العدد بالقياس إلى السنة المنصرمة ـ

شخصــا غرقــا في ســواحل هــذه المحافظــات الثلاث ـــ زيــادة بنســبة154قضى فيهــا 44,1%.

وطبقــا لتقريــر مراســل صــحيفة )آفتــاب(، نقلا عن الإدارة المركزيــة للعلاقــات العامــة والشؤون الدوليــة لمنظمــة الطب العــدلي في البلاد، إن من بين مجمــوع الغــرقى في

، كــان عــدد الغــرقى:وگلســتانصيف هذا العام في المحافظات الثلاثة: جيلان ومازندران امرأة، كما سجل شهر مرداد العــدد الأكــبر للغــرقى، حيث بلــغ أعــداد22 رجلا، و200

شخصا.104الموتى فيه ومن ناحية موقع ومكان الغرق كانت الحالات الأكبر من الغرق قد وقعت في محافظــة

حالة في ســواحل محمــود آبــاد، ومحافظــة جيلان حيث بلــغ42مازندران، والتي بلغت ، حيث غرق ستة أشخاصگلستان غريقا، وفي سواحل رشت ومحافظة 20عدد الغرقى

في سواحل ميناء تركمن. ارتفــاع حــالات الغــرق في المحافظــات الثلاث خلال ســتة أشــهر بنســبة

كما ارتفع عدد الضحايا بسبب الغرق خلال الأشهر الستة الأولى من هذه السنة:44%ــاموگلستانفي المحافظات الثلاث: جيلان ومازندران ، بالمقارنة إلى الفترة ذاتها من الع

307. ففي الأشهر الستة الأولى من هــذا العــام قضــى %44المنصرم، بنسبة شخصــا غرقا، حيث بلغ هــذا العــدد بالقيــاس إلى الفــترةوگلستانفي محافظة جيلان ومازندران

أشــخاص غرقــا ـــ زيــادة بلغت210المماثلة لها من السنة الماضية ـ حيث مــات فيهــا .%46,1نسبتها

طبقا لهذا التقرير فقد شكل عدد الضحايا من الرجال الغرقى في الأشهر الستة الأولى امــرأة، كمـا كـانت32 رجلا، بينمــا بلــغ عـدد الضــحايا من النســاء 275من هذه السنة

ســنة، حيث تبلــغ30 إلى 21 شخصا، تتراوح ما بين 109أعمار الغرقى، البالغ عددهم من مجموع الغرقى.%35,5نسبتهم

وفي الأشهر الستة الأولى من هذه السنة احتلت محافظة مازندران المرتبة الأولى في حالة، تليها محافظــة جيلان، حيث بلــغ عــدد القتلى فيهــا182عدد الغرقى، حيث بلغت

غريقا.33، حيث بلغ عدد الغرقى فيها گلستان غريقا، ثم 92 حالــة104ومن بين هذه الأشهر الستة كانت الحصة الأكبر لشهر مــرداد، حيث ســجل

حالة منها قد وقعت في سواحل محافظــة مازنــدران، و70وفاة بسبب الغرق، وكانت . )موقعگلستان حالة في سواحل محافظة جيلان، وست حالات في سواحل محافظة 28

im0.ir هـ.ش(.1391، بتاريخ: الثلاثاء، الموافق للحادي عشر من شهر مهر سنةــة امتلاكهــا)(ــ 320 أشار )عادل آذر( إلى أن إيران إذا قيست ببلد مثل: اليابان ـ من ناحي

للمصادر الطبيعية، من قبيل: النفط والغاز والثروات الأخرى ـ سندرك أن إيــران تعيشعــ وضعا مثاليا، ومع ذلــك نجــد بلــدانا، من قبيــل: اليابــان وكوريــا الجنوبيــة وتركيــا، تتمت بمكانة اقتصادية أفضل. ثم أضــاف قــائلا: إن مرتبــة إيــران الاقتصــادية في العـالم تقــع ضمن البلدان بعد المئة ـ للأسف الشديد ـ، كما تحتل المرتبة الخامســة والســبعين بين سائر البلدان الأخرى من ناحية الرفاه الاقتصادي. هذا، ويرتفع حجم التضخم في إيران إلى عدد من رقمين. إن لهذه المشاكل ـ بطبيعة الحال ـ أسبابا متعددة، وبعضــها يعــودما في بجــذوره إلى عمــق المسـائل التاريخيـة، ومشـاكل الحكومــات السـابقة، ولا ســي

القرن الأخير. قال المدير الحــالي لمركــز الإحصــاء في إيــران: لقــد كــانت ميزانيــة الإعمــار في عــام

ــيرا من1387 هـ.ش ـ على سبيل المثال ـ قد بلغت ألف مليار تومان. بيد أن قســما كب هذه الميزانيــة قــد تم التفريــط بهــا أو تبديــدها؛ بســبب ســوء الإدارة الســابقة أو عــدمل أكبر الآفات الــتي تهـدد اقتصــاد البلــد. واليــوم؛ بسـبب كفاءتها. إن هذه المشاكل تمث البطالة والتضخم وعدم السيطرة على السيولة النقدية ـــ رغم امتلاك إيــران للمصــادر الطبيعية الضخمة ـ، هناك أكــثر من عشــرة ملايين شــخص يرزحــون تحت خــط الفقــر المــدقع، وأكــثر من ثلاثين مليــون يعيشــون تحت خــط الفقــر النســبي. )موقــع آفتــاب،

هـ.ش(. 1391 / خرداد / 7بتاريخ: ــران ـ)(321 إن نسبة البطالة ـ طبقا لأحدث التقارير الصادرة عن مركز الإحصــاء في إي

. فقد أشار التقريــر الأخــير الصــادر عن مركــز%12,9قد بلغت في ربيع العام الجاري الإحصاء الإيراني إلى أن نسبة البطالة بين السكان البالغ أعمارهم فوق العشر سنوات

، وهـــو بالمقارنـــة إلى شـــتاء عـــام%12,9هــــ.ش قـــد بلـــغ 1391خلال ربيـــع عـــام .%1,2، قد شهد انخفاضا بنسبة %14,1هـ.ش، حيث بلغت نسبة البطالة 1390

ــاس إلى%38,2وفي ذات هذا التقرير فقد بلغت نسبة المشاركة ، وهذه النســبة بالقينا بنســبة ـدـ أن%2,3النسبة المعلنة في الشــتاء المنصــرم قــد شــهدت تحســ أيضــا. بي

ــع العــام الجــاري إلى الفــترة المشــابهة لهــا في عــام ــة في ربي ــة نســبة البطال مقارن ، وهو بطبيعــة الحــال ينطــوي على%0,6هـ.ش تشير إلى ارتفاع البطالة بنسبة 1390

في حجم مشاركة السكان الذين تتجاوز أعمارهم عشر سنوات.%0,6انخفاظ بنسبة مليون ـ فوق عشرة أعوام ـــ عاطــل عن العمــل،3,1هناك حاليا ـ طبقا لهذا التقرير ـ

مليــون شــخص من ســكان المــدن، وخمســمئة2,6ومن بين هذا العدد هناك ما يعادل هـــ.ش(.1391 / مــرداد / 22ألف شخص من ســكان القــرى )موقــع شــفاف، بتــاريخ:

هـــ.ش إلى ارتفــاع نســبة البطالــة1390تشير دراسة نتائج إحصاء الأيدي العاملة لعام محافظــة إلى عــدد من رقمين.23في ثمان محافظات إلى عدد من رقم واحــد، وفي

وعلى أساس هــذا التقريــر حصــلت محافظــة يــزد على أدنى نســبة، حيث بلغت نســبة ، وحصــلت محــافظتي ألــبرز ولرســتان على أعلى نســبة، حيث بلغت%6البطالة فيهــا

.%19,2 و%19,3نسبة البطالة فيهما على التوالي: طبقــا لإحصــائية مركــز الإحصــاء في إيــران كــانت المحافظــات الأدنى من حيث نســبة

، وخراســان الجنوبيــة وزنجــان%6البطالة عبارة عن المحافظــات التاليــة: يــزد بنسـبة ، وخراســان%8,8، وآذربيجــان الشــرقية بنســبة %8,7، وكلستان بنسبة %8,4بنسبة

.%9,9، وسيستان وبلوشستان بنسبة %9,8، وقم بنسبة %9,1الرضوية بنسبة كما أن النسبة الأكبر من حيث البطالة فهي من نصــيب المحافظــات التاليــة: محافظــة

ــبرز بنســبة ــارس %19,3أل ، وإيلام وكرمانشــاه%16,6، وجيلان بنســبة %18,5، وف هارچ، و%14، وكردستان بنسبة %14,1، وكهكيلوية وبوير أحمد بنسبة %15,7بنسبة

، وآذربيجــان الغربيــة بنســبة%13,2، وإصــفهان بنســبة %13,3محال وبختياري بنسبة ، وخراســان الشــمالية%12,4، وقزوين وهمدان بنســبة %12,7، وأردبيل بنسبة 13%

، وبوشهر ومركزي وهرمزكان بنســبة%11,3، وطهران بنسبة %12,1وكرمان بنسبة ، ومازنـــدران بنســـبة%10,3، وســـمنان بنســـبة %10,5، وخوزســـتان بنســـبة 11%

10,2%. طبقا لهذاهـ.ش: 1390 و1389مقارنة البطالة في المحافظات في عامي

23هـــ.ش، كــانت نســبة البطالــة في 1390 محافظــة ســنة 31التقريــر، في مجمــوع محافظـة30محافظة من رقمين، وثمانية محافظات من رقم واحد، بينما في مجمـوع

محافظــة من رقمين، وفي ســت محافظــات24هـ.ش، كــانت النســبة في 1989سنة هـــ.ش1390من رقم واحــد. وعليــه، طبقــا لهــذا التقريــر، كــانت نســبة البطالــة ســنة

محافظــة، وهي21هـ.ش قد شــهدت انخفاضــا وتراجعــا في 1389بالمقارنة إلى سنة ــران، المحافظات التالية: آذربيجان الشرقية، وأردبيل، وإصفهان، وإيلام، وبوشهر، وطه

هار محال وبختياري، وخراسان الجنوبية، وخراسان الرضوية، وخوزســتان، وزنجــان،چوــدران، ــارس، وقم، وكردســتان، وجيلان، ومازن وســمنان، وسيســتان وبلوشســتان، وف

هـ.ش بالمقارنــة إلى1390، وهمدان، ويزد. بينا شهدت نسبة البطالة في عام وهرمزگان هـ.ش ارتفاعا وزيادة في المحافظــات التالــة:آذربيجــان الغربيــة، وخراســان1389عام

، ولرســتان،وگلســتانالشمالية، وقزوين، وكرمان، وكرمانشاه، وكهكيلويــة وبــوير أحمــد، هـ.ش(.1391 / فروردين / 28ومحافظة مركزي. )موقع تابناك، بتاريخ:

بلــدا في العــالم من حيث النســب218تحتل إيــران المرتبــة السادســة من بين )(ــ 322 العالية للسجناء. وفي ما يلي قائمة صادرة عن مركز الدراسات العـالمي للسـجناء في

هـ.ش(:1391 / آذر / 8العالم. )موقع آفتاب نيوز، بتاريخ:

الرقماسم البلد

عدد السجناءم2011بداية عام

عدد السجناءم2012بداية عام

عدد السجناءم2012في النصف الأول لعام

1الولايات المتحدة

133/292/2لم يتم التحديث832/266/2

2الصين

000/650/1لم يتم التحديث000/640/1

3روسيا

300/793900/768500/712

4البرازيل251/496

لم يتم التحديث582/514

5الهند

969/376لم يتم التحديث

998/3686

إيران000/230000/250000/250

7تايلندا

292/224لم يتم التحديث

415/2408

المكسيك330/222945/222262/238

9أفريقيا الجنوبية

265/159545/160

165/15810

أوكرانيا866/157

لم يتم التحديث264/150

11أندونيسيا689/141

لم يتم التحديث981/141

12تركيا

074/124لم يتم التحديث

677/12413

فيتنام557/108

لم يتم التحديث013/113

14أثيوبيا

361/112لم يتم التحديث

361/11215

كولومبيا444/84

لم يتم التحديث361/112

16الفليبين710/104

لم يتم التحديث979/111

17إنجلترا233/86371/87321/86

18بولندا

134/82772/81175/84

19باكستان586/75

لم يتم التحديث586/75

20

اليابان476/74

لم يتم التحديث876/69

هو السيد علي الحسيني الخامنئي.)( 323 /23 )لقاء شباب محافظة خراسان الشمالية، بتاريخ: KHMAMNEEI.IRانظر موقع: )(ـ 324هـ.ش(.1391 / 7

(.Tci.ir)( موقع شركة الاتصالات في إيران: )325 وصدف دين(، بقلم: )الشيخ عبد الله جــوادي الآملي(، المنشــورة فيگوهر)( مقالة )326

هـ.ش.1379، سنة 9 ـ 8: 225اسدار إسلام(، العدد پمجلة )فــه: عبــد الكــريم4 ـ 3)( للمزيد من الاطلاع انظر: كتاب )مــدارا ومــديريت(: 327 ، لمؤل

سروش..6 ـ 4)( للمزيد من الاطلاع انظر: المصدر السابق: 328)( الآراء والسلوكيات الدينية للشباب ودلالاتها على المعلومة.329هات العلمانية والأصولية بين الشباب الجامعي.)( 330 دراسة المعتقدات الدينية والتوجن اجتماعيا.)( 331 ل الشباب المتدي دراسة مسار تقب)( إعداد وبنية اختبار التوجه المذهبي استنادا إلى الإسلام.332.24 مذهبي با تكيه بر إسلام: گيريجهت مسعود آذربايجاني، تهيه وساخت آزمون )(333ن بين مستخدمي الإنترنت.)( 334 دراسة أوضاع التدين بين الجامعيين.)( 335 دراسة حجم وأنواع التديالمباني النظرية للمعايير الدينية.)( 336هـ.1410، دار التعارف، 40 ـ 39محمد باقر الصدر، المدسة القرآنية: )( 337 . وانظر أيضا:206:ـ 19؛ مجموع الفتاوى 88:ـ 5ابن تيمية، منهاج السنة النبوية )(ـ 338

ــزرگدايره المعارف . والكتاب الــذي صــدر مــؤخرا تحت عنــوان: ابن383:ــ 9 إسلامي بفه: عبد الله بن محمد بن خضر95 ـ 93تيمية وتقسيم الدين إلى أصول وفروع: ، لمؤل

هـ.1432م ـ 2011الزهراني، مكتبة الرشد، .3العلامة الحلي، الباب الحادي عشر: )( 339. )مصدر فارسي(.5الميرزا القمي، أصول دين: )( 340.3 ـ 2العلامة الحلي، الباب الحادي عشر: )( 341. )مصدر فارسي(.5الميرزا القمي، أصول دين: )( 342 ، شــرائط إمــام الجماعــة،597:ــ 1السيد محمد كاظم الــيزدي، العــروة الــوثقى )(ــ 343

.13المسألة رقم ، واجبات الصلاة.448: 1المصدر السابق )( 344.8: 3مستند العروة الوثقى )( 345.26، ح73: 70محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار )( 346.7835، ح342غرر الحكم: )( 347نهج البلاغة، الخطبة الثانية.)( 348ــرهللاطلاع على ذلك انظر: مجموعه مقالات )(ــ 349 ـ129:ــ 1 عبــد العظيم بزرگداشت كنگ

120: 9؛ والعدد 54 ـ 29: 5؛ المجلة الفصلية )علوم حديث(، العدد 244 ـ 193، 160.169ـ

على هذا الأمر مــرارا وتكــرارا، كمــا أصــر^ والأئمة الأطهار|)( لقد أكد النبي الأكرم350مون المسلمون أيضــا. ويمكن النظــر ـــ على ســبيل المثــال ـــ إلى عليه العلماء والمتكل

هاتين الروايتين: : )إن على كل حق حقيقــة،| قال: قال رسول الله×ـ عن السكوني، عن أبي عبد الله1

وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب اللـه فخـذوه، ومـا خـالف كتـاب اللـه فـدعوه(.(.69: 1)الكافي

قــال: )ســيأتيكم عني أحــاديث مختلفــة، فمــا جــاءكم|ـــ وعن أبي هريــرة، عن النــبي2 موافقا لكتاب الله ولسنتي فهــو مني، ومــا جــاءكم مخالفــا لكتــاب اللــه وســنتي فليس

(.133: 4مني(. )سنن الدارقطني وي هذا المضمون في المصادر الحديثية والروائية لدى الفريقين بطرق متعددة: aوقد ر

؛ تهذيب الأحكام58:ـ 6؛ـ 69 و67 و62 و60:ـ 1 انظر: الكافي ففي مصادر الشيعةــ 7 ــار 275: ــ 1؛ الاستبص ــاج 190: ــ 2؛ الاحتج ــدوق: 450 و446: ــالي الص ،367؛ أم

ــول: 16، ح58المجلس ــف العق ــي 458 و134؛ تح ــ 1؛ تفســير العياش ــامع9 و8: ؛ ج :1؛ قرب الإســناد 401، رقم 224؛ اختيار معرفة الرجال: 141، الفصل: 181الأخبار:

؛45، ح30، البــاب 20:ــ 2 ×؛ عيون أخبــار الرضا226 و221 و220:ــ 1؛ المحاسن 44 ؛21422، ح9، باب 306:ـ 17؛ مستدرك الوسائل 20، ح29، باب 235:ـ 2بحار الأنوار

.39: 1؛ مجمع البيان 312الإيضاح: ؛107:ــ 1؛ مجمــع الزوائــد 146:ــ 1 انظر: سنن الــدارمي وفي مصادر أهل السنة

و179 و175:ــ 1؛ كنـــز العمــال 78؛ دســتور معــالم الحكم: 244:ــ 21المعجم الكبير .197 و196 و191 و190 و183

هناك الكثير من الروايات الدالة على وقوع الوضع والاختلاق في الأحــاديث، وهــو)(ــ 351فــات الكثــيرة في د عليه العلماء المسلمون في المراحل اللاحقة. كما تشير المؤل ما أك

وي عن رســول الله aأنــه قــال: )أيهـا النــاس|هذا الخصوص إلى هـذه الظـاهرة أيضــا. ر أنه قال: )إنا أهــل×. وعن الإمام الصادق62:ــ 1كثرت علي الكذابة(. الكليني، الكافي

. وقــال الشــيخ108البيت صديقون، لا نخلو من كذاب يكــذب علينــا(. رجــال الكشــي: ــا عليهم،^المفيد صراحة: )وجملة الأمر أنه ليس كــل حــديث عaــزي إلى الصــادقين حق

aضيف إليهم ما ليس بحــق عنهم(. الشــيخ المفيــد، تصــحيح الاعتقــاد: . وقــال147وقد أ العلامة الشعراني: )وفي كل ألف حديث يوجد أكــثر من خمســين حــديثا كاذبــا قطعــا(.

.27الشعراني، المدخل إلى عذب المنهل: إن إباحة وشيوع النقل بالمعنى والمضمون هو من القواعــد الــتي يجب الالتفــات)(ــ 352

إليهــا في تفســير وفهم النصــوص الروائيــة؛ وذلــك أن الــرواة كــانوا في بعض الأحيــان ينقلــون مســموعاتهم بألفــاظ أخــرى أو بعبــارات شــبيهة بمــا عليــه الأصــل في إيصــال المعنى، وقد قال المحقق الحلي في هذا الشأن: )يجوز رواية الخــبر بــالمعنى، بشــرط أن لا تكون العبارة الثانية قاصرة ]عن[ معنى الأصل، بــل ناهضــة بجميــع فوائــدها؛ لأن

ــاء|الصحابة كانت تروي مجالس النبي بعد انقضائها وتطاول المaدد، ويبعد في العادة بق.153 بعينها على الأذهان(. المحقق الحلي، معارج الأصول: ×ألفاظه

وقال صاحب كتاب )معرفة الحديث(، في معرض كلامــه حــول كيفيــة النقــل والروايــة:نا، ولكنهم كــانوا يســمعون )كان بعض الرواة يعتبرون تدوين الحديث وكتابته أمــرا حســــه، وإن بألفــاظ الحديث ويحفظونه في صدورهم، وحيثما وجدوا فرصة عمدوا إلى كتابت أخرى. وكان هذا هو ديدن أغلب الرواة. وكان هناك من يسارع إلى كتابة الحــديث فــور

.23سماعه؛ لكي ينقله بلفظه، وهم قلة قليلة من الرواة(. انظر: معرفة الحديث: وهناك من علماء أهل السنة من قال: )يشهد حال أكثر الصحابة والمتقدمين أنهم كانوا ينقلون الرواية بالمضمون؛ والــدليل على ذلــك نقلهم لحادثــة أو قضــية واحــدة بألفــاظ

.77مختلفة(. منهج نقد المتن: وبذلك يتم إرجاع روايات متعددة إلى خبر واحد أحيانا. وقد نقل هــذا المنهج عن الســيد

ــ 44 ـ 43البروجردي في مقام استنباط الحكم )مجلة الحوزة، العدد المــزدوج ـ215: (،169 و149 و137 و136؛ البــدر الزاهــر: 19:ــ 7؛ آيينه پــژوهش، العــدد 217 و216

وبذلك فإنها تخرج عن حدود الاستفاضة أو التعدد، كما لا يمكن إبــداء حساســية علميــة دقيقة تجاه القوالب المنقولة. وكان سماحته ملتفتا إلى هذه المسألة في اســتنباطاته.

(. وإنمــا كــان يــرى الموضــع علامــة على صــدور الألفــاظ عن62)انظر: البدر الزاهــر: (.126المعصوم إذا تكررت في الأصول المعتبرة. )انظر: المصدر السابق:

في الدراسات الدينية يجب العمل على جمع كافة الأقوال والسيرة العملية للنبي)(ـ 353 ، ثم العمل بعــد ذلــك على اســتنباطها واســتخراجها. إن فصــل^ والأئمة الأطهار|الأكرم

ــرم ــبي الأك aعد عدم أخذ السيرة العملية للن aعد عملا صائبا. كما ي الروايات من بعضها لا يوالأئمة الأطهار بنظر الاعتبار منـزلقا كبيرا.

aد من تكوين رؤية شــاملة للثقافــة الــتي تبلــورت على مــدى ثلاثــة قــرون من وعليه لا ب الزمن. وفي ضوء هذه الرؤية تعمل الكثــير من الكلمــات على شــرح وتفســير بعضــها.

ير العملية يتم التعرف على بعض الكلمات الخاطئة أيضا. وكذلك في ضوء الس. )مصدر فارسي(.145: 44 ـ 43مجلة الحوزة، العدد المزدوج )( 354.404محمد باقر الصدر، اقتصادنا: )( 355.412)( المصدر السابق: 356.64: 5مجلة: آيينه پژوهش، العدد )( 357.69)( المصدر السابق: 358.324: 3انظر: فوائد الأصول )( 359.239 ـ 235: 2انظر: مصباح الأصول )( 360.351: 10)( الميزان في تفسير القرآن 361 :9؛ 261 و141 و66 و62: 8؛ 57: 6؛ 296: 1انظر: الميزان في تفسير القرآن )( 362

.174: 17؛ 207 ـ 205 و133 و25: 14؛ 353: 13؛ 349: 10؛ 212 ـ 211. )مصدر فارسي(.255 ـ 254؟: گويد)( عارف وصوفي چه مي 363 ،alame_amini.blogfa.com)( حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد اللــه فــاطمي نيــا، موقــع 364

هـ.ش.1389 / فروردين / 24وموقع خبر آنلاين، بتاريخ: .93)( رسالة في السير والسلوك: 365، بشرح وإيضاح: حسن المصطفوي.95 ـ 94)( المصدر السابق: 366.199)( أسرار التوحيد: 367.278)( الخواجة عبد الله الأنصاري، مناجات نامة، رقم 368. )مصدر فارسي(.345)( خاطره هاي آموزنده: 369، تصحيح: الشيخ عبد العزيز السيروان.11 ـ 10: 1)( انظر: إحياء علوم الدين 370، إعداد: خديو جم. )مصدر فارسي(.9 ـ 7: 1)( انظر: كيمياي سعادت 371.8 ـ 7: 1)( المصدر السابق 372.133: 1)( الوافي 373.56 ـ 55: 2)( انظر: شرح أصول الكافي 374.134: 1)( الوافي 375.398 ـ 385)( روح الله الموسوي الخميني، الأربعون حديثا: 376 انظر: مرتضى المطهري، الأعمال الكاملة )مجموعه آثار أستاد شــهيد مطهــري()(ــ 377. )مصدر فارسي(.65: 2

.16 ـ 11انظر: معارف قرآن: )( 378.14المصدر السابق: )( 379)إعداد وتدوين اختبار الاتجاه الديني استنادا إلى الإسلام(.)( 380 مــذهبي بـا تكيـه بـرگــيريتهيــه وســاخت آزمـون جهت انظر: مسعود آذربيجاني، )(ـ 381

. )مصدر فارسي(.65إسلام: )مبحث التقرير الموضوعي65 ـ 55:ـ 3للمزيد من الاطلاع انظر: حديث پژوهي )(ـ 382

والمضموني للأحاديث(.ر تونســي، من مواليــد مدينــة صــفاقس. مختص في383 )( عبــد المجيــد الشــرفي، مفك

الفكر والحضارة الإسلامية. )( ارجع في هذا المجــال إلى مــادة )ر ح م( في: محمـد فـؤاد عبــد البــاقي، المعجم384

المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.aسميه )علي أومليل( الإسلام المعياري، في كتابه )الإصلاحية العربية(.385 )( ي

386( (Situation hermeneutique. )( انظــر أنموذجــا من النظــرة التقليديــة إلى هــذه الظــاهرة والنافيــة لأثــر العوامــل387

التاريخية في نشأة المؤسسات الإسلامية في: عبد الحي الكتاني، التراتيب الإدارية.

)( انظر مثلا: ترجمتي البهلول بن راشد وسحنون في: محمد الطالبي، تراجم أغلبية388م.1968مستخرجة من مدارك القاضي عياض، تونس،

)( من أشهر الأمثلة على ذلك ما فعله علماء الدين بــالحلاج وابن شــنبوذ وابن رشــد389والسهروردي.

.29 ـ 26)( عبد المجيد الشرفي، الإسلام والحداثة: 390 ؛«الــذاتيات»)( لقد فصل في المنطق بين نوعين من التعريف، يعتمــد أحــدهما على 391

؛«الحــد». وكل واحد من هــذين النــوعين، المســمى أحــدهما بـ «الأعراض»والآخر على .«النــاقص»؛ و«التــام»، ينقســم على أســاس جلائــه ووضــوحه إلى: «الرسم»والآخــر بـ

كــان«التــام» وفيــه خصوصــية «الحــد»وبرأي المنطقي كلما كان التعريــف أقــرب إلى أكمل وأتم. نعم، هناك تعريفات أخرى أقــل قيمــة واهتمامــا عنــد المعــرف من غيرهــا،

. لمزيد من التفاصيل يرجع إلى كتب المنطق،«شرح الاسم» و«الخاصة المركبة»مثل: ــدورة المختصــرة في المنطــق ــك انظــر: )ال ــال على ذل ــاب التصــورات. وكمث ــة ب نهاي

(.82 ـ 98الصوري، المنطق: ب منــاهج392 )( ينبغي الالتفات إلى أن هـذا التعريـف يختلــف عن التعـاريف الـتي بحسـ

aقــام لتحديــد الموضــوع، وتكــون في بدايــة البحث. فالمقصــود في هــذا البحث العلمي ت ، وما لا ينبغي أن يقع بشأنه اللبس هو تعريف وتحديد«موضوع العلم»النص هو تعريف

. «موضوع التحقيق»393 ()Turner, B.S. Weber and Islam, London, 1974, p.44.

)( هذا التمايز على مستوى نوع التعريف وموقعه في البحث كان مطروحا أيضا لدى394ــبين في المنطقيين المسلمين. وقد تناولته أبحاثهم بالتحقيق؛ يقول هادوي الطهراني: ت

ل حقيقتــه، بشــكل كامــل... ولكن في«الحدية»التعريفات ذاتيات المعرف أو مــا يشــكــق«الرسمـي»التعريف ب. كمــا يعل يتم الفصل والتمييز بين المعــرف عن غــيره فحســ

را؛ في الوقت نفسه بأن البناء على مثــل هــذا التعريــف في مقــدمات العلم ليس ميســ لأنه يستلزم الاطلاع على ذاتيات وحقيقــة مســائل ذاك العلم، والــتي لا تتســنى إلا بعــد

نصــير الــدين»الإلمام الكامل بذلك العلم. وينســب )هــادوي( هــذا الــرأي إلى الخواجــة ـهـ»: «الطوسي»، يقول «أساس الاقتباس» في كتابه «الطوسي aن إن الإحاطــة التامــة بك

خــردگنجينه. انظــر: هــادوي الطهــراني، «التعريف يتيسر بعد تحصيل العلم بشكل كامل . وينسب أيضا الدكتور الخوانساري الاختلاف في هــذا البــاب،58 ـ 90:ــ 1)بالفارسية(

أي تقدم أو تأخر التعريــف، إلى التفــاوت في ماهيــات العلــوم، قــائلا: ومن الواضــح أنــر بهــا التعريفات في العلوم الرياضية تتقدم على القوانين الرياضية، في حين يتم الظف في العلوم الطبيعية في نتيجة الاختبار، ومن خلال الاستقراء، وتكــون حصــيلة القــوانين

.84الطبيعية. راجع: خوانساري، م. دوره مختصر منطق صوري )بالفارسية(: 395() McGuire, B. Meredith. (1981) Religion: The Social Context. Wadsworth. California, p4.

أنــه لا يمكن تقــديم تعريــف جــامع وواحــد عن الــدين؛ لأن الــدين»اســبيرو»)( يعتقد 396ظاهرة معقدة ومتنوعة. راجع:

.Hamilton, M.B., Sociology of Religion, Routledge, London and New York (p. 68) ـ ، إضــافة إلى مراجعــة النص الأصــلي، بترجمــة«هاملتون» )( وقد استعنا لمعرفة آراء397

Sociologyالسيد ثلاثي لكتاب of Religionفي بعض الموارد(، ولكن نظــرا لرعايــة الوحــدة( النصية، وتوفر النص الإنجليزي، رجحنا أن تكون الإحالات إلى النص الأصلي.

ــتي تســتخدم في تعريــف«المعــرف»)( المقصــود من 398 ــة ال ــاهيم المعروف هي المفaد أن يكــون المعــرف أجلى من». يقول د. خوانساري: «المعرف»مفهوم غير واضح لا ب

.97. انظر: د. خوانساري، المصدر السابق: «المعرفــرف بعنــوان «الظاهراتية»)( مع أن 399 aع رجحنــا أن نبحث حولهــا في«المنهج» لا تزال ت

هذا القسم كواحدة من مجالات البحث عن الدين.» في الرؤية تنبع من كـون العلم «المصداقية» أو «)( النوعية400 ( أوNomothetic )«تعميميــا

« (.Idiographic )«تفريديا401() Robertson, Roland, The sociological interpretation of Religion, Basil Blackwell. Oxford,1970, p. 51.

مــانع» و«جــامع لكــل الأفــراد»)( ومن الواضح عند أهل الاختصاص أن تقديم تعريف 402 بالمعنى الدقيق للكلمة عمل صعب، بــل أقــرب إلى المحــال، ســواء كــان«لكل الأغيار

في مطلع البحث أو في نهايته. ومع ذلــك فــإن صــرف الجهــد والــوقت وإعمــال الدقــةعي إلى ذلك في أي علم. الكافية في تحصيله أمر ممكن، وينبغي الس

403 ()Wilson, John F. and Slavens, Thomas, Research Guide to Religion Studies, American Library Association. Chicago, 1982, p.5 6ـ .

من دون معادل لها؛ وذلك بسبب«الأيديولوجيا»)( يرجح حسين نصر استعمال كلمة 404قهــا الجغــرافي. ولئلا يــؤدي ما لهذه الكلمة من معنى خاص؛ لجهة منبتهــا النظــري وتعل استخدام معادلهـا إلى سـوء فهم وتفـاهم فإنـه يـرجح اســتخدامها كمـا هي عليـه، دون

، ويرى هذا التماثل بمثابــة«الأيديولوجيا»ترجمتها. وهو لا يوافق على تعريف الإسلام بـ ، نتيجته القبول بالترادف المعنـوي بين فلســفة لا دينيــة وفلســفة دينيـة. الوقوع في فخ

، في كتاب نظرية123 ]بالفارسية[: « آينده بشروسازندگيبرخورد تمدنها »راجع: مقالة: برخورد تمدنها.

رين المســـلمين المعاصـــرين من دافـــع عن كـــون الـــدين405 )( لقـــد وaجـــد بين المفك ؛ نتيجة ملاحظة الأبعاد الاجتماعية في الإسلام، وبغرض مقابلة الأيديولوجيا«أيديولوجيا»

المضادة. ونرى هــذا التوجه في كلمــات الــدكتور شــريعتي وكتابــات مــا قبــل الثــورة لـــه ينظــر إلىبازرگان . ويعترف الأستاذ مطهري أيضا بالخاصية الأيديولوجية للإسلام، إلا أن

...الإســلام دين،»وجود عناصر وأبعاد وراء الأيديولوجية في الدين أيضــا، حينمــا يقــول: يرامونپــولكنه في الوقت نفسه مدرسة وأيــديولوجيا أيضــا. راجــع: مرتضــى مطهري،

.63انقلاب إسلامي )بالفارسية(: 406() Britannica, Vol. 26:509.407() Moyser, G., Politics and Religion in the Modern World, pp. 9 10ـ .408() Roberts, Keith A. Religion in Sociological Perspective, Wadsworth, California, 1990, p.9.409() Ibid, p6 410()Hamiltion, op. cit. p.160.411()Roberts,op.cit.,p.8.412()op.cit. Loc.cit.

،111)( ويليام هوردرن، راهنماي إلهيات بروتستانت )دليل العقائــد البروتســتانتية(: 413هـ.ش.1368، وفرهنگيترجمه إلى الفارسية: طه، وميكائيليان، طهران، علمي

جولين فروند، جامعــه شناســي مــاكس فيــبر )علم الإجتمــاع عنــد مــاكس فيــبر(:)(414]هــ.ش.1342، ترجمه إلى الفارسية: عبـد الحسـين نيــك كهـر، طهـران، نيكـان، 204

م[.1983»: «عزتي»)( يقول 415 الشريعة أخص من الدين، ولكنهــا أعم من الفقــه وأوســع نطاقــا

منه؛ لأن الفقه لا يشتمل على أصول العقائــد والأخلاقيــات. في حين أن جميــع الفقهــاءفوا الشــريعة بأنهــا مجموعــة من الأحكــام والقــوانين المرتبطــة والعلماء المسلمين عر

.10. راجع: رابطه دين وفلسفه )بالفارسية(: «بمجال السلوك والكلام وعقائد المكلف جولين فروند، جامعــه شناســي مــاكس فيــبر )علم الاجتمــاع عنــد مــاكس فيــبر(:)(416

190.ر عن الإيمان الفاقد للشريعة بـ 417 . وهذا المصطلح يشــير إلى مدرســةDeism)( وقد عب

ولكن ما عـدا ذلــك يوجـد مفهـوم عـام لـ«هربرت جربري»بريطانية تنسب إلى اللورد رين في عصــر«دئيسم» ، وهـو الـذي يـبين نـوع الإيمـان الـديني لـدى الكثـير من المفك

وــن لهــذا الاصــطلاح هم الــذين يتبعــون دينــا التنوير وما بعده. وعلى هذا الأساس المتبن ومذهبا خاصا، ويعتقدون بإله خالق فوض لهم الأمــر. ومن أهم أصــول هــذه المدرســة:

ــوحي، وعــدم الاعتمــاد على الشــريعة»عــدم الاهتمــام بـ ــوة، والاســتغناء عن ال .«النب . وأيضــا: بــراون،36 ـ 35: پروتســتانتلتفصيل أكثر راجع: هوردرن، راهنمايي إلهيــات

.70 ـ 5ك. فلسفه وإيمان مسيحي: ،403)( بارنز هـــ. وبيكــر هـــ. تــاريخ أنديشــه اجتمــاعي )تــاريخ الفكــر الإجتمــاعي(: 418

ترجمــه إلى الفارســية: جــواد يوســفيان وعلي أصــغر مجيــدي، طهــران، كتــاب الجيب،هـ.ش.1358

.18)( المصدر السابق: 419 فردريك هيغل، استقرار شريعت در مذهب مسيح )اســتقرار الشــريعة في الــدين)(420

هـ.ش.1369، آگاه، ترجمه إلى الفارسية: باقر برهام، طهران، 37المسيحي(: ، ترجمــه إلى الفارســية: بهــاء الــدين خرمشــاهي،157وهي: ژپ)( مرسيا إلياد، دين 421

هـ.ش.1372، فرهنگيطهران، مؤسسة مطالعات وتحقيقات 422() Hamiltion, op. cit. p.117.

ما القا423 ئلين)( هناك العديد من الأشخاص الذي تحدثوا عن كون الدين أمرا وهميا، سي ؛ بســبب نظرتــه إلى الأبعــاد«دوركــايم»في عصر التنوير ومــا بعــده. أمــا بأصالة العقل

الوظيفية للدين؛ ولأنه يرى الأعمال والتعاليم الدينية كرموز لمقاصد أخرى، وهي حفظح قــائلا: لــو كــان الــدين المجتمع، فقد خالف الدعاوى التي تزعم وهمية الــدين، ويصــر

ع إلى هذه الدرجة؟ ولماذا استمر إلى هذا الحد. راجع: وهما فلماذا توسHamition, M.B. Sociology of Religion. p. 68.

)( استيفان كوزر، فلسفة كانت، ترجمه إلى الفارسية: عزت الله فولادوند، طهران،424هـ.ش.1367خوارزمي،

م.1969 بهذا العنوان، نشر في سنة «بيتر برغر»)( اسم كتاب لـ 425426() Roberts, Keith A. Religion in sociological perspective.Wadsworthk California, 1990, pp.6 7ـ .427 ()Ibid, p. 9.428() Hammond Hammond, Philip, The Sacrad in a Secular Age, University of California Press., 1984, p. 4.

، ترجمــه إلى31يليام، جامعه شناســي أديــان )علم اجتمــاع الأديــان(: وولپ جان )(429هـ.ش.1377، طهران، تبيان، گواهيالفارسية: عبد الكريم

ــدگير، كــوز لــويس)(430 ــان وأنديشــه زن ــار علمبزرگ جامعــه شناســي )حيــاة وأفكــار كبهـ.ش.1370، ترجمه إلى الفارسية: محسن ثلاثي، طهران، علمي، 198الاجتماع(:

، تأليف: مالكوم«جامعة شناسي دين»)( قد استعمل محسن ثلاثي في ترجمة كتاب 431.«التجمع المذهبي» مصطلح Denominationهاملتون، في مقابل كلمة

432() McGuire, B.Meredith, religion: The Social Context, Wadsworth.California, 1981, p.90. )( سوف نوضح هذا الموضوع المتعلق بتأثير التلقيــات النظريــة على تعريــف الــدين433

بشكل تفصيلي في القسم الرابع من هذا البحث، حينمــا نتحــدث عن المنــاهج النظريــةفي تعريف الدين.

)( إن كثــيرا من الأديــان المتبنيــة لعــالم مــا وراء الطبيعيــة لا تقبــل حصــول التصــفية434 الباطنية من دون الاعتقاد والاتكاء على ما وراء الطبيعة. وفي المقابل لا يقبلون الابتناءن فيهـا على هـذا الاعتقــاد، بــل كـل مــا في الأمــر أنــه نحــو من الواقعي للبوذية والتــدي

المعاملة. )( وإن كــان يبــذل الجهــد في أدبيــات الدراســات الدينيــة؛ لئلا يكــون التبــاس وخلــط435

؛ وذلــك لغــرض التشــخص«الســحر»لمفهــوم الــدين مــع المفــاهيم المترادفــة، مثــل: ص مجــالا لا بــأس بــه من هــذه الأدبيــات والشفافية الأكثر في مفهوم الدين. وقــد خصــــق أن ما يتف لبيان وتوضيح هذا الأمر، أي التمييز بين الدين والسحر، ولكن بسبب أنه قل تحصل مثل هذه الشبهة في التلقيات المتأخرة لم نر ضــرورة في الــدخول إلى مظــانهذا البحث. فمن أراد التفصيل بشأن هذا الموضوع يمكنه الرجوع إلى المراجع التالية:

؛486ـ كيدنز، جامعه شناسي )بالفارسية(: - Hamition, M.B., Sociology of Religion. - Ringgren, H. and Strom, A. Religion of Man kind, pp xxiii ـ xxv.- Turner, B.S. Religion and Social Theory, P.22.436() Yinger, J. Milton, The Scientific Study of Religion, New York, MacMillan, 1970, p.97.437() Robertson, Sociology of Religion, Penguin, England, 1969, pp.22 34ـ .

)( حول التعريفات المضيقة عن الدين راجع:438

Turner, B.S. Weber and Islam.)( راجع: جامعيت شريعت، مجموعة مقالات )بالفارسية(.439

440() Fallding, Harold, Sociology of Religion, p.3.441() Wach, Joachim, Sociology of Religion, Chicago and London, Phoenix Books, 1944, pp.17 34ـ .442() McGuire, op.cit, pp.4 7ـ .

أفضل أنواع التعريف وأتمهــا، وهــو تعريــف«الحد التام»المناطقة التعريف يعتبر )(ــ 443ون بــأن الظفــر بــه أمــر صــعب، بــل الموضوع بالجنس والفصل القريب له، لكنهم يقــر محــال؛ لعــدم إمكــان الاطلاع على ذاتيــات الأشــياء. ومن هنــا قــد ســلموا مســبقا بــأن التعريفات السائدة والمقبولة لدى العلماء هي التعريف بأعراض الأشــياء ومشخصــاتها،

ر عنه بـ ـ98. راجع: محمد رضــا المظفر، المنطــق: «الرسم التام والناقص»والذي يعب101.

aعده الوظيفي، هو نحو444 )( من المعلوم أن إلغاء البحث عن حقيقة أمر ما، والاكتفاء بب من التغافل. كما أن الاقتصار في إثبات حقيقة وصحة ظاهرة ما على آثارهــا ووظائفهــاaعد حجة غير تامة وبرهانــا ناقصــا. وكلا التــوجهين ســجلا حضــورهما في مبحث الــدين. ت

نعم، لم يسلما من الخطأ المنطقي.aعد 445 ، من جملة الذين تحدثوا بجد عن إمكــان إقامــة«فيبر»، مثل «مارسيل موس»)( ي

تعريف جوهري للدين؛ إذ لم ير المانع في التعريف هو صعوبة الكشف عن ذات الدين، بــل أرجــع ذلــك إلى تنــوع الأشــكال الدينيــة في المجتمعــات المختلفــة مــع الماهيــات المختلفة، فيقول: في الحقيقة لا يوجد شيء جوهري باسم الدين، وما هو الموجود هــوaســمى بالأنظمــة الدينيــة، وتمظهــرت في الظواهر الدينية التي تجمعت تدريجيا في ما ينة وسط تجمعات إنسانية وفي أزمنة مشخصة. راجـع: جـان وجود أو ماهية تاريخية معي

.30بول ويليم، جامعه شناسي أديان )بالفارسية(: رون المسلمون أن الانسان من جهة جaبل على فطرتــه الدينيــة؛)(ــ 446 لهذا اعتبر المفك

ـهـ ومن جهة أخرى هو مدني بالطبع. كما اعتقدوا أن الحيــاة الاجتماعيــة شــرط في رقي نحو الكمال. فالنظر الوسط بين الفردية والاجتماعية في الدين موجب لتحقيــق التلاؤم والانسجام، ومن هذا الحيث نرفع اليد عن حالة الاجبار في اختيار أحدهما. يراجــع بهــذا الصدد آراء العلماء، من قبيل: الفارابي، العلامة الطباطبــائي، الشــهيد مطهري، محمــد

رضا حكيمي، وكثير من المتقدمين والمتأخرين.447() Hamilton, op.cit. p. 97.448() Ibid, p.118.

، ترجمه إلى8شمه أخلاق ودين )منبعا الأخلاق والدين(: چبرغسون هنري، دو سر)( 449هـ.ش.1358الفارسية: حسن حبيبي، طهران، شركة الانتشار،

.163: 7لسان العرب )( 450.372مفردات ألفاظ القرآن: )( 451.537: 2المصباح المنير )( 452.99: 1إرشاد القلوب إلى الصواب )( 453ة بــالمؤلف تحت عنــوان: )(454 الرياضــة في القــرآن» انظــر: رســالة الــدكتوراة الخاصــ

.«والسنة.129: 67بحار الأنوار )( 455.21: 1؛ أصول الكافي 34: 11ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة )( 456هم ولــو كـاـن بهم﴿:ــ 9 اقتبــاس عن ســورة الحشــر: )(457 ويؤثرون على أنفســ

.﴾خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون﴿:ــ 8 اقتبــاس عن ســورة الإنســان: )(458 كينا ويطعمــون الطعــام على حبه مســ

.﴾ويتيما وأسيرا﴿:ــ 29 اقتباس عن سورة الإســراء: )(459 ك ولا ولا تجعل يــدك مغلولــة إلى عنقــ

.﴾تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا

.68: 5؛ أصول الكافي 348تحف العقول: )( 460.34: 11؛ شرح نهج البلاغة 275: 49بحار الأنوار )( 461.250: 16شرح نهج البلاغة )( 462.302: 13الميزان في تفسير القرآن )( 463.416نهج البلاغة: )( 464.450: 2الميزان في تفسير القرآن )( 465.146: 2تفسير القمي )( 466.71: 5أصول الكافي )( 467.229: 9؛ شرح نهج البلاغة 138: 2تفسير القمي )( 468.285نهج البلاغة: )( 469.229: 9شرح نهج البلاغة )( 470.285نهج البلاغة: )( 471.62: 28بحار الأنوار )( 472.32: 5؛ وسائل الشيعة 448: 6أصول الكافي )( 473.456: 16الميزان في تفسير القرآن )( 474.132: 20 الميزان في تفسير القرآن )(475.132: 20بحار الأنوار )( 476.234الصدوق، الأمالي: )( 477رر»تســري قاعــدة )(ــ 478 ــالآخرين كمــا تســري على «لا ضــ الإضــرار» على الإضــرار ب

من سورة النســاء، في29، المنهي عنه في الآية «الانتحار». وأبرز مصاديقها: «بالنفس . وهذه القاعدة حاكمــة على الكثــير﴾ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴿قوله سبحانه:

.334: 4من الأحكام الأولية. انظر: من لا يحضره الفقيه الرياضــة الروحيــة في» انظــر: رســالة الــدكتوراه لكــاتب الســطور تحت عنــوان: )(479

.«القرآن والسنة.177: 25الأمثل في تفسير كتاب الله المaنزل )( 480.232: 2أصول الكافي )( 481 الحــديث النبــوي بين الروايــة والدرايــة،»)( المشخصات الكاملــة لهــذا الكتــاب هي: 482

دراسة موضوعية منهجية لأحاديث أربعين صــحابيا على ضــوء الكتــاب والســنة والعقــلفــه: جعفــر الســبحاني، مؤسســة الإمــام الصــادق«واتفــاق الأمــة والتــاريخ ، قم،×، لمؤل

صفحة، باللغة العربية.724هـ.ش، في 1377هـ ـ 1419