1 | ص

" عالماإل"معنى في

!والليث ؟"ملتزمال"

بو بكرأبكر

2 | ص

غيير ة ذات تأثير صارخ ، وقدرة على التيمنأصبح اليوم قوة مهعالم ن اإلإ

من كوسيلة طاغية حد ينكر ما للفضائياتأفال ،المجتمعاتاألفراد والمؤسسات و في

مقدرة نفاذ على فكر وعواطف واتجاهات الجماهير،ولقد عايشنا في االنتفاضة الثانية

ارية العربية في مسار كثير من خبالقنوات االبعض مدى تحكم في فلسطين

.حداثاأل

في " العربية"و" الجزيرة"ضح لكل من فضائيات وحديثا كان هناك دور وا

في بحر االنحياز والتنظير لتيار بعينه، ولىن تسقط األأل بق" الربيع العربي"براز إ

القاهرة "و "سي بي سي"وتبرز مقابلها الفضائيات المصرية القوية مثل النهار و

."والناس

طيك حزبآ أعطني صحيفة أع"أو صنع لك حزبا أعطني صحيفة أقال لينين

، جريا على العادة القديمة التي كانت " ثوريآ يقلب روسيا القيصرية رأسآ على عقب

و الصحف قبل تطور المعلواتصالية أعلي من قيمة الورق وتأثير الكتاب التعبوي ت

.تقوم بذات الفعل وما استجد صبحت القنوات الفضائيةأن اليوم أحيث

ذ إعالمي وقدرته على التأثير ور اإلن نراجع فكرتنا عن التطأمن الممكن

أي المنشورات "القديمتين"ن هناك تراجعا وانسحابا لكل من الوسيلتين أعتقد أنني أ

لصالح الوسيط االعالمي الجديد وهو واالذاعي (التلفزي)=الورقية والبث الرائي

قلوب مجامع خذت بأالتي (االنترنت)=في الشابكة مواقع التواصل االجتماعي

.وعن غزو القنوات والتعمق، لناس وعقولها معا فاستقطبتها بعيدا عن القراءةا

و الترويج من أعالم من حيث هو تقديم للحقائق والوقائع يخالف الدعاية ن اإلإ

نها حقائق، وكثيرا ما يتم أكاذيب على و األأنصافها أو أحيث هي تقديم للحقائق

.الخلط المتعمد في ذلك

الذي وهو ثوبنا ،وهو علم،داة بناء وأداة حربأالم سالح وسيف وعإن اإل

يرانا الناس من خالله، وبالتالي فهو وسيلة هامة لألشخاص والمؤسسات والتنظيمات

.كافة

3 | ص

عالم يعزز السيطرة، والتحكم في مخرجات العقول، وقد يسبب التشتت، اإل

د النهم، لذا وجب أن نتعلم وقد يصل الى ح وقد يظهر مرض الجوع واالنغماس،

كيف نتعامل مع متغيرات االتصال بفعالية وكفاءة حيث التركيز وحسن االستخدام

للوسيلة والتعامل مع دوائر التأثير واالنتقاء وامتالك الذات ما شرحناه في دراستنا

ما نقترح حسن الرجوع لها ( كيف نتعامل مع متغيرات االتصال؟)تحت عنوان

.نها وافادتنا أيضاواالستفادة م

ه لقوة الدعاية ب مثال يعتد تعطي( غوبلز)ال تزال كلمة وزير الدعاية النازي

خرون اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك اآل): كما ينقل عنه ذ يقولإ( االعالمية)

صبح اليوم أ، وهي الجملة التي تعرف الدعاية بترويج الكذب ، ما (فتصدق نفسك

ساليب المستخدمة فيها سواء في تلك الدعاية ظرا لمطاطية األصعب االمساك به ن

.التجارية او السياسية

و أ( االعالم)هذا لن كان إو ،خبره ونقول لهعلم شخصا بموضوع هو بأن ن ن ن أ

تأتي المصداقية والموثوقية والموضوعية من أهمها نإف من صفات (خباراإل)

وبموثوقية ( كما فهمته دون اضافات)نك تنقل الواقع كما هو أبمعنى والنزاهة

و أو االقتصادي أو القبلي أيز الفكري حالمصادر المنسوب لها وبموضوعية عدم الت

دعي تن أن كانت غالب وسائل االعالم تدعي ذلك وتحاول إو. و الدينيأالشخصي

.ما تكون غير صادقة كثيراواالهتمام فقط بنقل الحقائق فإنها ( الشفافية)وأ( النزاهة)

و أالعوامل المكونة للشخص حيث تدخل االحقيقة ليست وجها واحد

و أو المستمع أالمشاهد فيقع همن قدر ال مفرما هو و البلد في سياق الخبر أالمؤسسة

التفكيروالنظر عالمية تحتاج منه لجهدإببساطة في حيرة ( عامة لو المستقب أ)القارئ

من المصداقية والموثوقية يقن والتثبتالتولجهد والفرز من جهة ، "يةنقالت" و

و تلك ضمن أثر تراكم التجارب من هذه الوسيلة االعالمية أيجعل ما والموضوعية

.أو النقيض دائرة االتباع في دماغه

4 | ص

عالمية التي تتفق مع مفاهيمه وقيمه يختار الشخص العادي الوسيلة اإل

تتفق مع التيو تلك أ/ الدينية/ وميةقال/ الفكرية/ واتجاهاته وخلفيته الثقافية

له ن تحققأنه ينتظر منها إمر فاهتماماته وكذلك األ/ تفضيالته / اتجاهاته / مفاهيمه

.المصداقية والنزاهة والموضوعية على نسبية ذلك

عالم وقادة الرأي العام من السياسيين والمفكرين ورجال المجتمع اع اإلن صن إ

باحتراف فيستخدمون الوسيلة االعالمية ،مل التأثير في االخرينالمدني يدركون عوا

و شخص أ أو مشروع و توجهأو رأي أفكرة لكسب الجمهور وجذبه وتأهيله لتبني

،و الحقيقةأومة لو المعأن الهدف هو عرض الخبر أو حزب ، ومهما كان القول أ

تراه في زاوية (أو ألوان) فإنها بالضرورة ليست ناصعة البياض بل يشوبها لون

نوعوأل م و انتقاء الج أو ترتيب الكلمات أو طريقة بث الخبر أالصورة

يستهلكها فيوفر للقادة مجال حركة رهوملذلك هي صناعة تحتاج لج الخ،...المتحدثين

.رحب في عقول الناس

ول الى الثالث بدأ يخبو فيها عالم اليوم التي انتقلت من المربع األن وسائل اإلإ

ح فلم يعد السياسي والحاكم والمفكر والمصل ! والنفوذ ؟! والتأثير ؟! مفهوم السيطرة ؟

الندوة الصحف والكتب او وسائل والفقيه واألستاذ والكاتب هو فقط المؤثر من خالل

ن المربع الثالث وهو محيط حراك إ ؟من خالل المذياع والقنواتوالمهرجان أو

وسائل التواصل االجتماعي بدأ اللجمعين في الواقع االفتراضي من خألناس ا

نهم جزء من هؤالء أال إهم عن غيرهم يميزيصنع نجوما جدد ، وأبطاال قد ال

اب وطنطنة د الكت ق فكارهم ورؤاهم واهتماماتهم ببساطة تتجاوز ع أيعرضون ،الناس

و بطروحات أ ،ي المنقطعو تشبعهم بالماضألسياسيين ومآزق رجال الدين ا

المليئة باقتباسات المفكرين العظام ومصطلحات العكننة (المؤدلجين)= الفكرانيين

.والجعلكة والتجعد

وفي )في مجتمعاتنا العربية ن االنتشار الواسع لوسائط التواصل االجتماعيإ

و أكييك و أقد صنع نجوما جددا في كل من الفيسبوك او تويتر (العالم الغربي قبلنا

5 | ص

و يرى ما يشاء بشكل بسيط أو يسمع أن يقرأ أحيث يستطيع أي شخص ،يوتيوب

ن الماليين قد أشف ربما توليك( كالم كبير قوي)و أومباشر ومحدد دون تعقيدات

و لدب يحمي ولده أ ،مهاأسبقوه في مشاهدة المقطع المرئي لطفلة تبكي عند غناء

و يعجب أ (ياني) ارطوعة جميلة للموسيقو يشاهد مقأ ،به فتكن كاد نمر يأبعد

و ذلك على أمنشورات هذا الكتاب أويقرأمن ريف فلسطين الجميل أخاذةبصورة

."الفيسبوك"في هحائط

بالوقائع (عالمهمإ)صناعة االعالم بمنطق التأثير في الناس لغرض ن إ

و أ ،عنهم حو الترويأ ،(ة عبر خلط الدعاية باإلعالمتضليلهم بخف )و أ المجردة،

( و التوكيد لتوجهاتهمأ و التثبيطأبالتحفيز )ضبطهم و( توجيههم) وأ وتعليمهم، تثقيفهم

وسائل صبحت صناعة رائجة حتى مع أو انتماءات محددة أو قيم أفي مسارات

.، والقادم أعظمالتواصل االجتماعي على تنوعها

يجب ( ومخفيات سرارأبال )ن المصداقية والموثوقية والموضوعية والنزاهة إ

واإلنسان العادي ... عالم ورجل الدين ولويات رجل السياسة ورجل اإلأن تظل من أ

يضا الذي دخل ملعب التأثير المباشر من خالل المساحة المتاحة له ليس فقط عبر أ

و كجمهور لبرنامج حواريألعاب أو عبر استضافته في برنامج أصناديق االنتخاب

خالل كونه مؤثرا حقيقيا وصانع للحدث في وسائل وإنما من (تلفزي)=رائي

.التواصل االجتماعي المتنوعة

كان يصب باتجاه تكريس فكره محددة ارتبطت ( االتجاه حاديعالم األاإل)ن إ

لشيوعية والرأسمالية واالسالمويةا)الكبرى ( االيديولوجيات)= بالفكرانيات

بمجموعة من المباديء عالم مرتبط اإل ذاكلذلك كان منطق ... ( والقومية الشوفينية

ثانيا وخلق القوالب المصبوبة أوال نضباط الحديدي للفكرةالتوجيه واإلتحقيق :هي

ما يؤدي ألن ثالثا وتعزيز قيم االيمان بالفكرة عبر قصر التعبئة باتجاه واحد فقط

تشويهها ل ويسعى لبمضادة كليا لعن نقل الفكرة ا كل وسائلهعالم في اإلهذا ع يمتن

ذ تتأسس مدرسة إنعزال محاربتها بال هوادة فيحصل االنقطاع واإل وو دحضها أ

6 | ص

تعيش ) التفاعلية االتصالية (أي األسد)الليث النمر االنعزالية على حساب مدرسة

ر"األسود في جماعات م ، وتتواصل األسود الذي يعيش منفردا ما ال يفعله النمر" ز

،، وعبرالتواصل البصريوالمتطورة جدا المختلفة بالحركات التعبيرية الجسدية

.(والتعابير الصوتية المتعددة

س من حيث الجهد والوقت : لتزامإن اإل س لتحقيق الغرض، وهو التكر تكرُّ

والنشاطات المتصلة، وعليه فإن مفهوم التزامي يختلف مع مفهومك فيصبح إعالمي

حيث أن الغرض أو الهدف يهيمن على الملتزم مختلفا بالضرورة عن اعالمك

عالم إحوال فإننا كفلسطينيين أو كعرب ونرغب ب، وفي جميع األ(الوقت والجهد)

يمكن الرجوع )نقاط هامة 7فان ذلك يستوجب ،ن اتفقنا على ذلكإبقضايانا "ملتزم"

عالم إأنه : هي( عالم الملتزم الممكن والمرغوبلدراستنا تحت عنوان صناعة اإل

س، وأنه إعالم الرسالة، ومسؤول، وجاد،وأخالقي،ومؤسسي مهني، وقادر على النا

.مواجهة التحديات

ن يغلق أ بال حدود تصاالت المفتوحةعصر العولمة واإل فيلم يعد مجديا

كشخص أو مؤسسة أو ) و فكرتيأنا أوكأن ال مؤثر فيه إال ،ساسالعقل وي

والدعوة للمشهد" رة القراءة الصحيحةقد"والتنوع وامتالك فاالنفتاح ...(جماعة

صبح السمة التي أ للتأمل والتفكر كما هي دعوة هللا سبحانه وتعالى لعباده منذ األزل،

وإكساب الناس ( التنوع)هذا من خالل ( التزامه)ن يعبر عن أا هعالم معيحتاج اإل

دد ، مكانيات االختيار من متعإروح التحدي والقدرة على التنقية والفرز وبث

و أشياء والمواقف واألفكار فلم يعد السياسي ومقارنة االحتماالت والبدائل بين األ

قد وإنما رأيا قابال لألخذ والرد ما ،عبدوأفكاره صنما ي ،الراهب أوو الشيخ أالمفكر

(.االلتزام)ولمعنى ( االعالم)يستدعي تعريفا جديدا لمعنى

5102-فلسطين-المعهد الوطني لتدريب الكوادرمنشورات