عرض الأدب

التمویل الإسلامي : الأخلاقیات ، والمفاھیم ،

والممارسات

عثمان حياة ) محلل مالي معتمد (عادل مالك ( دكتوراه)

•منار الناجم • حصة الصقهان

التمويل الإسلامي : الأخلاقيات ، و المفاهيم ، و الممارسات.

عثمان حياة ( محلل مالي معتمد )مدير المحتوى ( القضايا المالية الإسلامية و البيئية و الإجتماعية و الحكم في الاستثمار )

CFA معهدعادل مالك- دكتوارة

محاضر مركز إسلامي في اقتصاديات التنمية جامعة اكسفورد و زميلا للعالم في اقتصادات المجتمعات الاسلامية .

مركز اكسفورد للدراسات الإسلامية.

يـعتبر الـتمويـل الإسـلامـي ، الـذي يـعتبر عـلى نـطاق واسـع أحـد الـقطاعـات الأسـرع نـموا فـي الـتمويـل الـعالمـي، مـوضـوع الـعديـد مــن المــناقــشات . هــل يــجب أن يــكون لــلديــن أي عــلاقــة بــالــتمويــل ؟ هــل يــمكن اســتخلاص الــتوجــيهات حــول الاقــتصاد والــتمويــل مــن الإســلام ؟ مــا المــقصود بــالتحــريــم بــالــربــا فــي الإســلام ؟ هــل يــتفوق تــمويــل الأســهم عــلى تــمويــل الــديــون لــتحقيق الازدهــار الاقـتصادي عـلى المـدى الـطويـل ؟ هـل الـقطاع المـالـي الإسـلامـي "إسـلامـي" فـقط فـي الـشكل ، ولـيس مـن حـيث الـجوهـر ؟ هـل يـــمكن أن يـــكون هـــناك بـــنك تـــجاري إســـلامـــي يـــعمل فـــي ظـــل الـــنظام الـــنقدي والمـــصرفـــي الـــسائـــد ؟ هـــل ســـيؤدي اتـــباع الحـــد الأدنــى الــقانــونــي مــن الــفقه الــتجاري الإســلامــي مــن قــبل المــؤســسات المــالــية الــتجاريــة إلــى تــحقيق الأهــداف الــعليا لــلإســلام ؟

هذه ليست سوى عينة من أكبر النقاشات حول التمويل الإسلامي .

مـثل هـذه المـناقـشات فـي الـتمويـل الإسـلامـي تـدعـو إلـى الـكثير مـن الآراء . ومـع ذلـك ، فـإن الأمـر يـتعلق بـالـحقيقة ولـيس الـرأي بأن التمويل الإسلامي هو أبرز تمويل قائم على الدين في العالم اليوم .

إحــــدى الــــطرق لــــوصــــف لــــذلــــك هــــي " الــــتمويــــل المــــتسق مــــع الــــتعالــــيم الإســــلامــــية " . و بــــالتحــــديــــد ، يــــجب أن يــــتجنب الــــتمويــــل الإســـلامـــي " الخـــطيئة " ( رأي الأعـــمال المحـــظورة ) ؛ كـــما يـــجب أن تـــلتزم بـــالمحـــظورات الإســـلامـــية بـــالـــربـــا والـــغرر المـــفرط ،

والتي يفهم أن تشمل الإقراض و الإقتراض من المال في مصلحة وبيع المخاطرة .الــنظر فــي مــثال بــسيط : الــتمويــل الإســلامــي لا يســتخدم تــمويــل مــصنع الــجعة يحــظر الإســلام الــنشاط الأســاســي - أو ١.

بـــيع المـــخاطـــر ( كـــما هـــو الـــحال فـــي المشـــتقات الـــتقليديـــة و الـــتأمـــين الـــخاص ) بســـبب حـــظر الـــربـــا والـــغرر المـــفرط . فـــكرة مــرتــبطة بــقوة بــالــتمويــل الإســلامــي هــو أن المــمولــين والــذيــن يــتم تــمويــلهم يــحتاجــون إلــى تحــمل المــخاطــر المــرتــبطة بــنتائــج الأعـــمال أو مـــلكية أحـــد الأصـــول . حـــيثما يـــجب إدارة المـــخاطـــر مـــن خـــلال الـــتأمـــين ، يـــجب أن يـــتم ذلـــك مـــن خـــلال تـــرتـــيب مشـترك لـتبادل المـخاطـر . مـنذ الأزمـة المـالـية الـعالمـية ٢٠٠٨ - ٢٠٠٧ م ، والـتي غـالـبا مـا يـلقى عـليها بـالـلوم عـلى حجـم و تضخـم الـقطاع المـالـي ، يـنظر إلـى الـتمويـل الإسـلامـي عـلى أنـه شـكل مـن أشـكال الـتمويـل يـبدو أنـه يـقول أنـواع الأشـياء الـــتي يـــريـــد الـــكثيرون ســـماعـــها مـــن الـــقطاع المـــالـــي . الـــتأكـــيد عـــلى الأخـــلاق وجـــعل الـــتمويـــل خـــادمـــا ( ولـــيس الـــرئـــيسي )

للإقتصاد الحقيقي حيث السلع و الخدمات و إنتاجها . الـذي بـدأ كـمؤلـفات مجـردة نسـبيا عـن الاقـتصاد الإسـلامـي فـي الأربـعينيات مـن الـقرن العشـريـن قـد أصـبح مجـموعـة مـتنامـية ســريــعة مــن المــعرفــة فــي مــجال الــتمويــل الإســلامــي . يــسعى هــذا الاســتعراض لــتغطية المــوضــوعــات الــرئــيسية لهــذه الأدبــيات . نــحن نــغطي المــواد المــكتوبــة بــالــلغة الإنجــليزيــة أو الــتي تــتوفــر بــها تــرجــمات بــالــلغة الإنجــليزيــة . وقــد تــم نشــر مــعظم هــذه المــواد مـــنذ عـــام ٢٠٠٠ م ، عـــندمـــا شهـــدت الـــصناعـــة و أدبـــها نـــموا كـــبيرا و أصـــبحت الأفـــكار فـــي المـــمارســـة المـــالـــية الإســـلامـــية أكـــثر

تحديدا .نـحن نـقدم لمـحة عـامـة عـن الأدبـيات المـتاحـة ، وصـف لـحالـة المـعرفـة الـقائـمة ، والمـواضـيع الـرئـيسة و المـوضـوعـات الـفرعـية المـرتـبطة

بـالمـوضـوع، وقـائـمة مـن الـقراءات المـقترحـة . مـن أجـل راحـة الـقارئ ، لا تـفترض هـذه المـراجـعة أي مــعرفــة مســبقة بــالــتمويــل الإســلامــي . بــعض مــزيــد مــن الــتوضــيحات هــي فــي الــنظام ، إن جــزءا

هـامـا مـن الـكتابـات حـول الـتمويـل الإسـلامـي قـانـونـي ، عـلى سـبيل المـثال ، مـناقـشة سـبب حـظر شـي مـا ( مـثل الـعقود الآجـلة والـخيارات ) أو الـسماح بـه فـي الـفقه الـتجاري الإسـلامـي . لمـصلحة الـقارئ غـير المـتخصص الـذي مـن غـير المـحتمل أن يهـتم بـــجوانـــب الـــفقه الـــتجاري الإســـلامـــي ، قـــمنا بـــتضمين هـــذه المـــواد فـــقط بـــالـــقدر الـــلازم . نـــشأ الـــتمويـــل الإســـلامـــي مـــن الـــفكر الاقـتصادي الإسـلامـي ، الـذي هـو فـي حـد ذاتـه مجـموعـة واسـعة مـن المـعرفـة . نـحن نـغطي فـقط عـناصـر الاقـتصاد الإسـلامـي الــضروريــة لــفهم الــتمويــل الإســلامــي . لــقد قــسمنا المــادة إلــى أقــسام مــتعددة و أضــفنا بــعض الــضوء إلــى بــدايــة كــل قــسم .

وبالتالي يمكن للقراء اختيار و قراءة الأقسام التي تروق لهم أكثر .و قـد كــتبت بـعض المـوضـوعـات فـي الأدبـيات حـول نـطاق واسـع ( عـلى سـبيل المـثال : حـظر الـربـا ) ؛ تـلقى آخـرون اهـتمامـا أقـل بــكثير ( عــلى ســبيل المــثال ، الــبيئة مــن حــيث صــلتها بــالــتمويــل الإســلامــي ) . إذا تــم تــناول مــوضــوع مــا بــما فــيه الــكفايــة عــن طـريـق عـدد قـليل مـن الـعناويـن ، فـقد حـددنـا عـدد الأعـمال المـدرجـة فـي المـناقـشات وقـائـمة الـقراءات المـقترحـة . مـن أجـل سـهولـة

القراء . قمنا بإضافة مسرد مختصر للمصطلحات العربية المستخدمة في هذه المراجعة .

هذا استعراض الأدب :-•يقدم الموضوع ويحدد السياق للأدب ،•يناقش الفكر الاقتصادي الإسلامي و يسلط الضوء على أهميته للتمويل الإسلامي ،•يشرح العناصر الرئيسية في الشريعة الإسلامية و المحظورات المتعلقة بالتمويل الإسلامي ،•يتناول استخدام " ترشيح" العقود و الوعود في هيكلة منتجات التمويل الإسلامي ،•يمس القضايا التنظيمية ،•توضح الحكم و المسؤولية الإجتماعية ،•يناقش الاقتصاد السياسي الذي يعمل فيه التمويل الإسلامي ،•يشرح النقاش حول " النموذج مقابل الجوهر " •يلخص نتائج بعض الدراسات التجريبية مع تقديم أفكار ختامية .

لــــقد حــــاولــــنا أن نــــجعل هــــذه المــــراجــــعة الأدبــــية شــــامــــلة و مــــوضــــوعــــية . نــــأمــــل أن يــــقدم شــــرحــــا بــــسيطا و واضــــحا لــــلمفاهــــيم و المناقشات في التمويل الإسلامي.

المقدمة ، ســيوفــر هــذا الــقسم خــلفية الأقــسام المــتبقية . نــحن نــقدم نــبذة تــاريــخية عــن الــصناعــة و الإحــصاءات حــول حجــمها وتــكويــنها

ونموها .يسلط الضوء على هذا القسم على النحو التالي :-

•الأفكار المرتبطة بالتمويل الإسلامي لها جاذبية واسعة ولا اقتصر بالضرورة على الإسلام .عــلى عــكس الإســلام ، الــذي يــعود إلــى الــقرن الــسابــع المــيلادي ، تــعتبر مــمارســة الــتمويــل الإســلامــي الحــديــث ظــاهــرة تــعود •

إلى القرن العشرين . الــتمويــل الإســلامــي الحــديــث هــو صــناعــة صــغيرة ولــكنها مــتنامــية . يــتكون بــشكل كــبير مــن الأعــمال المــصرفــية الــتجاريــة ؛ •

تتركز معظم أصولها في عدد قليل من البلدان ، ولكنها موجودة في العديد من البلدان حول العالم .

حقل شامل مع المثل المشتركة ،

الــتمويــل الإســلامــي هــو مــجال شــامــل . فــمثلها ليســت فــريــدة فــي الإســلام ، ولا تــقتصر مــمارســتها عــلى المســلمين . وكــما أن الــتوحــيد لــيس حــكرا عــلى الإســلام ، فــإن الأفــكار الــتي تــكمن وراء " الــتمويــل الإســلامــي " و " الاقــتصاد الإســلامــي " - بــما فــي ذلــك حــظر الــربــا و الــسعي لــتحقيق الــعدالــة الاقــتصاديــة - ليســت حــصريــة بــالــضرورة لــلإســلام . تــوجــد دســاتــيل و أفــعال مـماثـلة فـي الـديـانـات الأخـرى ، بـما فـي ذلـك الـديـانـتان الإبـراهـيميان الآخـران ، الـيهوديـة و المـسيحية ، الـتي كـانـت قـبل الإسـلام

. مــمارســة الــتمويــل الإســلامــي ليســت مــقصورة عــلى المســلمين . كــما يــشارك غــير المســلمين فــي الــتمويــل الإســلامــي بــقدرات مختلفة ، بما في ذلك رجال الأعمال و شركاء الأعمال و المهنيين و المستثمرين والقادة وقادة الفكر .

فـي الـواقـع، قـد يـتم تـقاسـم مـثل هـذه الأفـكار مـن قـبل أولـئك الـذيـن قـد أو لا يـمكنهم الـكتابـة إلـى أي ديـن . لـيس الاقـتصاديـون الإسـلامـيون وحـدهـم ، بـل هـم أيـضا عـلماء بـارزون فـي الـتيار الـرئـيسي ، مـثل أمـارتـيا سـين ، و جـوزيـف سـتيغليتز ، ودوغـلاس نـــورث ، الـــذيـــن تحـــدوا الافـــتراضـــات المـــقبولـــة عـــمومـــا لـــلاقـــتصاديـــات الـــكلاســـيكية الجـــديـــدة ، و مـــفاهـــيم الـــعقلانـــية الـــنفعية ، و

الأسواق التنافسية تماما . قبل التحقق في طبيعة و أسباب ثروة الأمم (١٧٧٦)نشـــر آدم ســـميث - وهـــو الأب المـــؤســـس لـــلاقـــتصاد الحـــديـــث - نـــظريـــة المـــشاعـــر الأخـــلاقـــية ( ١٧٥٩) ، الـــتي اعـــتبرت الأخـــلاق طـبيعة و جـوهـريـة و مـضمنة لـنا كـكائـنات اجـتماعـية . قـبل فـترة طـويـلة ، وصـف الـفيلسوف الـيونـانـي أرسـطو المـال عـلو أنـه قـاحـل

وأقرض المال في مصلحة غير طبيعية . لا يـعتبر الـعمل المـصرفـي الـخالـي مـن الـفائـدة مـوضـوعـا غـريـبا عـن الـتفكير الاقـتصادي الـتقليدي . أشـار خـان ( ١٩٨٦) إلـى أوجـه الـتشابـه فـي الـفكر الاقـتصادي الإسـلامـي و بـعض الأفـكار الـتي عـبر عـنها الاقـتصاديـون مـثل فيشـر (١٩٤٥) ، سـيمونـز (١٩٤٨) ، وفـــريـــدمـــان (١٩٦٩) . فـــي الآونـــة الأخـــيرة ، أثـــارت فـــكرة الأعـــمال المـــصرفـــية ذات الأغـــراض المحـــدودة الـــتي طـــورهـــا (٢٠١٠) Kotlikoff الاهـتمام بـأوسـاط الـتمويـل الإسـلامـي . هـناك عـدد مـن سـماتـها ، مـثلها مـثل " الأعـمال المـصرفـية الـضيقة

" في فيشر تتماشى مع خيوط الفكر الاقتصادي الإسلامي . يؤـكدـ التـمويـل الإسـلامـي علـى تقـاسـم المـخاطرـ ، لـكن تقـاسـم المـخاطرـ لا ينـفرد بـالتـمويـل الإسـلامـي . تـم إنـشاء شرـكـات التـأميـن المـتبادلـة ، مـثل رويـال لـندن ، دون أي إشـارة إلـى الإسـلام وقـبل وصـول الـتمويـل الإسـلامـي الحـديـث وبـالمـثل ، تـم تـنفيذ بـعض المــبادرات لــلابــتعاد عــن الــبنوك الــقائــمة عــلى الــفائــدة دون أي إشــارة إلــى الــتمويــل الإســلامــي . عــلى ســبيل المــثال ، يــقول بــنك أعـضاء JAK ، وهـو بـنك تـعاونـي صـغير فـي الـسويـد يـطمح إلـى اقـتصاد عـادل ، مـا يـلي " إنـنا نـعتبر تـلقي المـال فـي مـقابـل

العمل و المخاطرة شرعية ؛ لكننا لا نعتبر أنه من المشروع كسب المال ببساطة بالمال .وتـتشابـه الانـتقادات بـشأن الإفـراط فـي الـديـون وخـلق الائـتمان فـي أدبـيات الـتمويـل الإسـلامـي إلـى تـلك المـوجـودة فـي الأدبـيات المـتعلقة بـالـتمويـل الـسائـد. إن تـمويـل الأسـهم - الأسـلوب المـفضل لـلتمويـل فـي نـظريـة الـتمويـل الإسـلامـي - يـمارس فـي جـميع

أنحاء العالم دون أي إشارة إلى الإسلام.ربـــما يـــكون أحـــد الـــجوانـــب المـــميزة لـــلتمويـــل الإســـلامـــي هـــو أن أفـــكاره مســـتمدة مـــن الإســـلام أو مســـتوحـــاة مـــنه . فـــي أعـــقاب الـصحافـة الـسيئة الـتي تـلقاهـا الاسـلام فـي وسـائـل الإعـلام الـدولـية و الـطبيعة الـشامـلة لـلصناعـة ، فـإن الأمـر يـتعلق بـمواصـلة

النقاش في ممارسة التمويل الإسلامي سواء كان يجب تسويقه باسم آخر، مثل " التمويل الأخلاقي " .

وجهات نظر متنوعةالـتمويـل الإسـلامـي يـجتذب وجـهات نـظر مـتنوعـة ، إن لـم تـكن مـعارضـة . عـلى سـبيل المـثال ، هـناك مـشكلتان أسـاسـيتان فـي أدبـــيات الـــتمويـــل الإســـلامـــي هـــما : (١) مـــا إذا كـــان الـــتمويـــل الإســـلامـــي إســـلامـــيات بـــالـــفعل و (٢) مـــا إذا كـــان يـــضيف قـــيمة اقـتصاديـة . يـمكن الـعثور عـلى المـناقـشات حـول هـذه الـقضايـا فـي المـنشورات و المـؤتـمرات و وسـائـل الـتواصـل الاجـتماعـي. مـن جــــهة ، رفــــض محــــمود الجــــمل (٢٠٠٥) ، و هــــو أكــــاديــــمي مــــقره فــــي الــــولايــــات المتحــــدة ، الــــصناعــــة بــــأنــــها " تــــحكيم الشــــريــــعة الإسـلامـية" . طـارق الـدوانـي ، كـاتـب و مسـتشار مـقره فـي المـملكة المتحـدة ، شـبه المـصرفـية الإسـلامـية الـتجاريـة ب " الـكحول الإسـلامـي " . ٤ آخـرون ، مـثل تـيمون كـوران ، الأكـاديـمية فـي الـولايـات المتحـدة ، يـرون الـتمويـل الإسـلامـي مـن نـاحـية أخـرى ، يســتمر بــعض عــلماء الشــريــعة (٦) و المــصرفــيين بــإعــلان أنــها إســلامــية و مــنافــسة اقــتصاديــا ، إن لــم يــكن أفــضل مــن الــتمويــل الـــتقليدي . جـــادل حســـين حـــامـــد حـــسن ، وهـــو بـــاحـــث شـــرعـــي يـــعمل فـــي هـــذه الـــصناعـــة ، بـــأن الـــتمويـــل الإســـلامـــي يـــقدم حـــلا لــــلأزمــــات المــــالــــية الــــعالمــــية المــــتكررة . (٧) يــــعتقد إقــــبال خــــان ، الــــرئــــيس الــــتنفيذي المــــؤســــس ل HSBC أمــــانــــة ، أن الــــتمويــــل الإســــلامــــي " لــــديــــه الــــقدرة عــــلى الــــتوحــــيد " . (٨) يــــقدم جــــوزيــــف ديــــفانــــا (٢٠٠٦) ، وهــــو مســــتشار وكــــاتــــب أعــــمال ، الأعــــمال المـصرفـية الإسـلامـية عـلى أنـها تـقدم " عـرض قـيمة يـتجاوز الـثقافـات " وضـمن هـذا الـطيف مـن الانـتقادات الـقاسـية و الإشـادة الـقويـة ، هـناك وجـهات نـظر أخـرى ،، يحـملها كـل مـن المسـلمين وغـير المسـلمين ، حـول الأصـالـة الإسـلامـية و الـقيمة الاجـتماعـية و الاقتصادية المضافة للتمويل الإسلامي . في هذا الاستعراض الأدبي ، حاولنا التقاط هذا التنوع في وجهات النظر .

المفاهيم الخاطئة الشائعة ترتبط مجموعة من المفاهيم الخاطئة بالتمويل الإسلامي . وتشمل ما يلي :-

•المسلمون و التمويل الإسلامي هم أحجار متجانسة تتوافق مع التعميمات.•التمويل الإسلامي الحديث هو صناعة قديمة و ناضجة نسبيا .•المسلمون ، بشكل عام ، يفهمون نظرية و ممارسة التمويل الإسلامي و يتابعونه في حياتهم المالية .•يتمتع التمويل الإسلامي بدعم حكومي نشط في معظم البلدان ذات الأغلبية المسلمة .•تميل أصول التمويل الإسلامي إلى أن تكون أكبر من أصول التمويل التقليدي في معظم البلدان ذات الأغلبية المسلمة .الشـــريـــعة هـــي الـــقانـــون الـــحاكـــم فـــي جـــميع الـــبلدان ذات الأغـــلبية المســـلمة ، ولا تـــخضع مـــعامـــلات الـــتمويـــل الإســـلامـــي إلا •

للشريعة .•التمويل الإسلامي ليس مفتوحا لغير المسلمين .•التمويل الإسلامي هو أساسا عن الأنشطة الخيرية بدلا من الأنشطة التجارية .•يتضمن التمويل الإسلامي أنشطة غير قانونية ، مثل غسل الأموال و حتى تمويل الإرهاب . •الربا المحظور هو نفس الفائدة.•التمويل الإسلامي هو دليل على الركود و محصن من الممارسات غير الأخلاقية.•و يعتقد على نطاق واسع أن صناعة التمويل الإسلامي هي الإسلامية من حيث الشكل و المضمون.

نأمل أن توضح هذه المراجعة هذه المفاهيم الخاطئة ..

الأصول يــعود الــتماس الــتوجــيه مــن تــعالــيم الإســلام فــي الــقرارات الاقــتصاديــة إلــى زمــن الــنبي محــمد( الــذي تــوفــى عــاو ٦٣٢م ) و هــو تـقليد يـرجـع تـاريـخه إلـى أكـثر مـن ١٤ قـرنـا . اسـتمر تـأثـر الـقرارات المـالـية بـالـتعالـيم الإسـلامـية دون الإشـارة بـالـضرورة إلـى " الاقــتصاد الإســلامــي " أو " الــتمويــل الإســلامــي " حــتى الــقرن العشــري ( اي ، أكــثر مــن ألــف ســنة تــقف بــين أصــل الإســلام فـــي المـــملكة الـــعربـــية الـــسعوديـــة و الـــبدايـــة لـــلتمويـــل الإســـلامـــي الحـــديـــث ) . تظهـــر المـــراجـــع الجـــديـــدة إلـــى حـــد كـــبير بـــعد ظـــهور المــصارف الحــديــثة الــقائــمة عــلى المــصالــح و اســتقلال الــبلدان ذات الأغــلبية المســلمة مــن الــحكم الأجــنبي فــي أعــقاب الحــرب الــعالمــية الــثانــية . لأن الإســلام يــميل إلــى عــدم الــتمييز بــين الــزمــان و الــديــن ، هــناك رغــبة دائــمة بــين المســلمين فــي أن يــعيشوا

جميع جوانب حياتهم ، بما في ذلك المالية ، بطريقة تتفق مع عقيدتهم .

عــلى الــرغــم مــن أن بــعض الــكتابــات الأكــاديــمية فــي الاقــتصاد و الــتمويــل الإســلامــي كــانــت مــوجــودة قــبل الأربــعينيات ، الا ان الأعــمال الــرائــدة فــي كــثير مــن الأحــيان تــرجــع إلــى ١٩٤٠ - ١٩٥٠٩ عــندمــا تــطورت الــبنوك الحــديــثة و الــتأمــين ، لــم تحــدث تـطورات مـوازيـة فـي الـتمويـل فـي الـعالـم الإسـلامـي ، وهـو مـا ينسـب جـزئـيا إلـى اسـتعمار الـعديـد مـن المـجتمعات الإسـلامـية . بـعبارة أخـرى ، عـلى الـرغـم مـن أن الإسـلام عـمره أكـثر مـن ١٤٠٠ سـنة ، فـإن الأدبـيات المـتعلقة بـالاقـتصاد الإسـلامـي لا تـقل عـن ١٠٠ عـام ، ومـمارسـة الـتمويـل الإسـلامـي أقـل مـن ٥٠ عـام . مـن المـهم أن نـأخـذ فـي الاعـتبار أنـه بـدلا مـن الـنمو الـعضوي عــلى مــدى قــرون ، كــان عــلى نــظريــة و مــمارســة الــتمويــل. الإســلامــي الــلحاق بســرعــة مــع الــتمويــل الــتقليدي عــلى مــدى عــقود قــليلة ، مــما لا يــدعــى أن يــكون عــملية صــعبة . كــان مــسار الــتمويــل الإســلامــي أكــثر صــعوبــة بســبب الــنظام المــالــي الــتقليدي الـــراســـخ والـــنظام الـــقانـــونـــي الـــذي تـــم زراعـــته فـــي المـــجتمعات الإســـلامـــية فـــي الـــحقبة الإســـتعماريـــة . وهـــكذا، فـــإن الـــتمويـــل. الإســلامــي الحــديــث غــالــبا مــا يــمزق بــين (أ) الامــتثال لــلفقه الــتجاري الإســلامــي وقــانــون الأرض ، الــذي قــد لا يــكون مــتناغــما ، (ب) عـرض أنـماط الـتمويـل الـتي تـنطوي عـلى مـخاطـر ، مـع الـتأثـير الاجـتماعـي الإيـجابـي فـي المشهـد المـالـي الإقـراض الـنقدي

القائم على الفائدة مع القليل من الاهتمام ، إن وجد ، للأثر الإجتماعي.كــــان بــــعض مــــن أنــــصار الاقــــتصاد الإســــلامــــي الأوائــــل مــــن عــــلماء مــــثل أبــــو عــــلاء المــــودودي (١٩٠٣-١٩٧٩) مــــن شــــبه الــــقارة الـــهنديـــة ، ســـيد قـــطب (١٩٠٦-١٩٦٦) مـــن مـــصر ، و محـــمد بـــاقـــر الـــصدر (١٩٣١-١٩٨٠) مـــن الـــعراق . أعـــطت الأطـــروحـــات المــبكرة فــي هــذا المــجال دورا مــركــزيــا لــلأخــلاق الإســلامــية وهــي مشــتقة مــن مــصادر إســلامــية كــلاســيكية و تــؤســس الأســاس السـلوكـي لـلعوامـل الاقـتصاديـة الـفرديـة. يـعتبر أنـور إقـبال قـريـشي مـن أقـدم الأعـمال بـعد ولادة جـمهوريـة بـاكسـتان الإسـلامـية فـي عـام ١٩٤٧ بـعدمـا يـقرب مـن قـرنـين مـن الـحكم الـبريـطانـي فـي شـبه الـقارة الـهنديـة. وتحـدث محـمد عـلي جـناح ( تـوفـى عـام ١٩٤٨) ، مــؤســس بــاكســتان والمــحامــي المــدرب عــلى يــد الــغرب ، عــن المــبادئ الإســلامــية فــي الأعــمال المــصرفــية و الــتمويــل فــي

حفل تنصيب البنك المركزي الباكستاني في عان ١٩٤٨ .مـــن الـــناحـــية الـــعلمية ، يـــنظر إلـــى Lembaga Tabung Haji فـــي مـــالـــيزيـــا ومشـــروع MIT Ghamr الـــذي يـــقدم الـــطعام لـلمزارعـين الـريـفيين فـي مـصر فـي السـتينيات ، سـواء كـان اجـتماعـيا أو تـنمويـا فـي الـطبيعة ، عـلى أنـه مـن أوائـل المـبادرات فـي مـجال الـتمويـل الإسـلامـي . يـعتبر بـنك دبـي الإسـلامـي ، الـذي تـأسـس فـي عـام ١٩٧٥ فـي دبـي ، أول بـنك إسـلامـي تـجاري . كـما بـدأ مـؤسـسة الـتمويـل الإنـمائـي المتـعددة الأطـراف فـي الـبنك الإسـلامـي لـلتنمية فـي المـملكة الـعربـية الـسعوديـة الأنشـطة فـي

عام ١٩٧٥ ، وتأسست أول شركة تأمين إسلامي ، وهي شركة التأمين الإسلامي ، عام ١٩٧٩ في السودان .اكتسـبت صـناعـة الـتمويـل الإسـلامـي الحـديـثة مـعظم حجـمها وشهـرتـها مـنذ عـاو ١٩٩٠. و أطـلق أول مـؤشـر لـلأسـهم الإسـلامـية ، وهــو مــؤشــر داو جــونــز لــلأســواق المــالــية الإســلامــية ، فــي عــام ١٩٩٩ . أول شــركــة صــكوك (أو شــهادة اســتثمار إســلامــية ، تــعرف أيــضا بــاســم الــسندات الإســلامــية ). صــدو عــن ركــة شـــــــل MDS فــي مــالــيزيــا فــي عــام ١٩٩٠ ، وأصــدر بــنك البحــريــن المــركــزي أول صــكوك ســياديــة فــي عــام ٢٠٠١. و تشــرح هــذه الــتطورات تــطورات ســبب اعــتبار الــعديــد مــن الــتمويــل الإســلامــي

مجالا شابا ى متطورا.

الحجم والتكوين تـقاريـر الـصناعـة المـختلفة تـأتـي مـع تـقديـرات مـختلفة لحجـم الـصناعـة . وقـد وضـع عـدد مـن الـتقاريـر الأصـول المـالـية الإسـلامـية الـعالمـية بـنحو ١٠٥ تـريـليون دولار أمـريـكي فـي عـام ٢٠١٣ . وبـالمـقارنـة ، فـإن الأصـول فـي المـيزانـيات الـعمومـية لـكل مـن أكـبر الـــبنوك الـــتقليديـــة فـــي الـــعالـــم تـــزيـــد عـــن ٢ تـــريـــليون دولار أمـــريـــكي ( أي اعـــتمادا عـــلى كـــيفية قـــياس الـــصناعـــة ، فـــإن صـــناعـــة

التمويل الإسلامي العالمي ككل أصغر من بنك تقليدي واحد ) . يـجب تـوخـي احـذر مـع الـبيانـات المـتعلقة بحجـم الـتمويـل الإسـلامـي وتـوزيـعه ونـموه بسـبب التحـديـات المـختلفة فـي الـقياس. عـلى ســـبيل المـــثال ، تـــعتبر الأصـــول المـــصرفـــية الإيـــرانـــية المـــصدر الأكـــبر لـــلأصـــول المـــتوافـــقة مـــع الشـــريـــعة لأن إيـــران " تـــدعـــي أن مـؤسـساتـها المـالـية مـتوافـقة مـع الشـريـعة بنسـبة ١٠٠٪ "(Timewell and DiVanna 2008 ) . إن تـحويـل هـذه الأصـول مــن الــعملة المحــلية إلــى الــدولار الأمــريــكي ( كــما هــو الــحال فــي إيــران ) يــمكن أن يــكون لــه تــأثــير مــادي عــلى الأرقــام الــناتــجة

بسبب تحركات سعر الصرف .ويـشمل الـتمويـل الإسـلامـي الخـدمـات المـصرفـية وأسـواق رأس المـال و الـتأمـين فـي بـلدان مـختلفة فـي الـعالـم ، ولـكن مـن حـيث أصـولـها ، تـتكون الـصناعـة الـى حـد كـبير مـن الخـدمـات المـصرفـية الـتجاريـة فـي الـبلدان ذلـت الـسكان المسـلمين الـذي يـشكلون غـالـبية سـكانـها. تـقدر الأعـمال المـصرفـية الـتجاريـة بـأغـلبية واضـحة مـن الأصـول المـالـية الإسـلامـية . ولهـذا السـبب، يـشار الـى

الــتمويــل الإســلامــي أحــيانــا بــاســم " الــصيرفــة الإســلامــية ". يــتم احــتساب ٧٠٪ تــقريــبا مــن هــذه الأصــول مــن قــبل ثــلاث دول هـي إيـران و مـاليـزيـا و المـملكة الـعربيـة الـسعوديـة ( أمـانـة التـمويـل الإسـلامـي بـالمـملكة المتحـدة ٢٠١٣) . جـزء كبـير فـي التـمويـل الإسـلامـي هـو الـصكوك. ووفـقا لـفيزكـانـو (٢٠١٤)، بـلغت "إصـدارات الـصكوك الـعالمـية أعـلى مسـتوى لـها عـــلى الإصـلاق عـند

١٣٤.٣ مليار دولار في عان ٢٠١٢، قبل أن تنخفض إلى ١١٤.٣ مليار دولار في عان ٢٠١٣ ".بــــــعد الــــــعمليات المــــــصرفــــــية الــــــتجاريــــــة والــــــصكوك ، تــــــمثل الــــــقطاعــــــات الــــــصغيرة نســــــبيا مــــــن الــــــصناديــــــق والــــــتكافــــــل ( الالــــــتزام

المتبادل ،الضمان المشترك، أو التأمين الاسلامي) معظم الأصول المالية الإسلامية المتبقية .يـشارك الـعديـد مـن الأسـماء المـعروفـة بـين المـؤسـسات المـالـية الـغربـية و مـقدمـي الخـدمـات المـهنية فـي صـناعـة الـتمويـل الإسـلامـي .يــسمح لــلمؤســسات المــالــية الــتقليديــة بــتشغيل "نــافــذة" لــلتمويــل الإســلامــي أو شــركــة تــابــعة لــلتمويــل الإســلامــي وفــقا لICD و (٢٠١٣) Thomson Reuters ، كـــان هـــناك ٢٤٩ بـــنك إســـلامـــي قـــائـــم بـــذاتـــه و ١١٤ نـــافـــذة مـــصرفـــية إســـلامـــية مـــن الـــبنوك

التقليدية اعتبارا ٢٠١٣. بســبب الــقيود المــتعلقة بــالــفقه الــتجاري الإســلامــي، لايــمكن لــلمؤســسات المــالــية الإســلامــية تــشغيل نــافــذة تــقليديــة . وبــالمــثل ، بــالــرغــم مــن أن الشــركــات الــتي قــد لا تــمر عــبر الــفحص الاســتثنائــي الــتي تســتخدمــها صــناديــق الأســهم الإســلامــية يــمكن أن

تصدر صكوك، فلا يمكن للمؤسسات للإسلامية إصدار سندات دين معتمدة. تــحولــت بــعض الــبنوك الــتقليديــة إلــى بــنوم إســلامــية كــامــلة، مــثل بــنك الــكويــت الــدولــي (ســابــقا بــنك الــكويــت الــعقاري ) و بــنك الـشارقـة الإسـلامـي (سـابـقا بـنك الـشارقـة الـوطـني ) . تـم اسـتخدام الـنوافـذ الإسـلامـية داخـل الـبنوك الـتقليديـة كـمنطلق لـلإقـلاع لــــتطويــــر صــــناعــــة الــــتمويــــل الإســــلامــــي فــــي دول جــــنوب شــــرق آســــيا والــــغرب. عــــادة، تــــقوم دول الشــــرق الأوســــط بــــإنــــشاء بــــنوم

إسلامية قائمة بذاتها )سوليه(٢٠٠٧.أحـد المـخاوف المـتعلقة بـالـنوافـذ الإسـلامـية هـو أن الـفصل الـتام لـلأمـوال بـين الـجانـبين الـتقليدي و الإسـلامـي يـصعب تـحقيقه. تــــطلب الإجــــراءات الــــتي اتخــــذهــــا الــــبنك المــــركــــزي الــــقطري فــــي عــــان ٢٠١١ غــــلق نــــوافــــذ الــــبنوك الإئــــتمائــــية ( P&S : الــــبنوك الإســلامــية فــي قــطر عــلى مــسار الســريــع نــحو الــنمو" ٢٠١٣) . كــما يــعتبر الالــتزام بــنوافــذ الــتمويــل الإســلامــي مشــبوهــا لان هـــذه المـــؤســـسات يـــمكن أن تـــنسحب مـــن الـــتمويـــل الإســـلامـــي بـــسهولـــة نســـبية. عـــلى ســـبيل المـــثال، أعـــلنت HSBC أمـــانـــة عـــام ٢٠١٢ عـن إغـلاق عـملياتـها فـي المـملكة المتحـدة و الإمـارات الـعربـية المتحـدة والبحـريـن وبـنغلاديـش وسـنغافـورة ومـوريـشيوس

. (Jenkins and Hall 2012)الـــحصة الـــسوقـــية لـــلتمويـــل الإســـلامـــي مـــهمة فـــي عـــدد مـــن الـــبلدان ذات الأغـــلبية المســـلمة ، لـــكنها أصـــغر بـــكثير مـــن الـــتمويـــل الـتقليدي. كـما تـختلف الـحصة الـسوقـية بـشكل كـبير بـين الـبلدان و مـصدر الـبيانـات. وقـد قـدرت أمـانـة الـتمويـل الإسـلامـي فـي المــــملكة المتحــــدة ( ٢٠١٣) حــــصص الــــسوق المــــصرفــــية الإســــلامــــية بنســــبة ٢٣٪ فــــي مــــالــــيزيــــا ، و ٣٥٪ فــــي المــــملكة الــــعربــــية

السعودية ، و١٧٪ في الإمارات ، و٥٪ أو أقل في تركيا ، ومصر ، وإندونسيا .لــقد اســتفاد تــطويــر الــصناعــة مــن هــيئات وضــع المــعايــير- و أبــرزهــا ، هــيئة المــحاســبة والمــراجــعة لــلمؤســسات المــالــية الإســلامــية فـــي البحـــريـــن (AAOIFI)، الـــتي أنـــشأت فـــي عـــام ١٩٩٠، و مجـــلس الخـــدمـــات المـــالـــية الإســـلامـــية (IFSB) فـــي كـــوالا لمـــبور ، الـذي افـتتح فـي ٢٠٠٢. هـيئة أخـرى مـهمة لهـذه الـصناعـة هـي أكـاديـمية الـفقه الإسـلامـي الـتابـعة لمـنظمة الـتعاون الإسـلامـي. تــأسســت فــي عــام ١٩٨١ ومــقرهــا فــي جــدة، المــملكة الــعربــية الــسعوديــة. وهــو يــتألــف مــن كــبار عــلماء الشــريــعة الــذيــن يــمثلون الـدول الأعـضاء المسـلمة، ويـعتبر مـن أكـثر المـحافـل شهـرة فـي طـبيعته. لاحـظ أن مـعايـير هـيئة المـحاسـية و المـراجـعة لـلمؤسـسات المـالـية الإسـلامـية (IAOIFI) و(IFSB) ليسـت مـلزمـة قـانـونـيا مـا لـم تـجعلها الـولايـة أو المـؤسـسة المـعنية. و بـالمـثل ، فـإن قـرارات مجـــمع الـــفقه الإســـلامـــي الـــدولـــي غـــير مـــلزمـــة، لـــكنها ذات تـــأثـــير كـــبير، و كـــثيرا مـــا يـــشار إلـــيها فـــي المـــناقـــشات حـــول الـــتمويـــل

الإسلامي .

النمو والمحتمل لا يـكاد يـمر أسـبوع واحـد حـيث لا يحـمل الإعـلام الإخـباري المـالـي الـعالمـي فـي الـعالـم - مـثل بـلومـبرغ أو فـايـنانـشيال تـايـمز أو رويـــترز - أخـــبارا عـــن الـــتمويـــل الإســـلامـــي. إن الـــكثير مـــن الاهـــتمام الـــذي يـــتلقاه الـــتمويـــل الإســـلامـــي لـــيس نـــاتـــجا عـــن حجـــمه

الحالي ، بل عن معدل نموه الذي بلغ أكثر من خانتين في الأصول وإمكانياتها المتصورة.وفــقا لأمــانــة المــالــية الإســلامــية فــي المــملكة المتحــدة (2013) ، نــمت المــيزانــيات الــعمومــية لــلبنوك المــتوافــقة مــع الشــريــعة "بنســبة 20٪ أخـرى فـي عـام 2012 لـتصل إلـى 1.3 تـريـليون دولار". وفـقا لـتقريـر خـاص صـدر عـام 2013 عـن الـتمويـل الإسـلامـي

فـي The Banker ، مـن المـوارد المـالـية الإسـلامـية ، تـباطـأ نـمو الأصـول الـشافـية للشـريـعة الإسـلامـية إلـى 8.67٪ فـي عـام 2013 ، بـانـخفاض مـن 20.7٪ فـي عـام 2012 ، عـلى الـرغـم مـن أن مـعدل الـنمو الـسنوي المـركـب لـلفترة 2006-2013 كـان فـي ضـعف الأرقـام فـي 16.02 ٪. وفـقا لـتقريـر الـتنافـسية لـلمصارف الإسـلامـية الـعالمـية 2013-2013 (EY 2013a) ، فـقد نـــما تـــقريـــر صـــناعـــي هـــام آخـــر ، وهـــو أصـــول الـــبنوك الإســـلامـــية فـــي قـــطر وإنـــدونـــيسيا والمـــملكة الـــعربـــية الـــسعوديـــة ومـــالـــيزيـــا والإمــــارات الــــعربــــية المتحــــدة وتــــركــــيا ، وهــــي الأســــواق الــــرئــــيسية لــــلمصارف الإســــلامــــية. بــــمعدل 16.4٪ ســــنويــــا خــــلال الــــفترة 2008-2012 ، مــع نــمو مــتوقــع بنســبة 19.7٪ خــلال الــفترة 2013-2018. يــتوقــع الــتقريــر أن تــنمو هــذه الأســواق "بــشكل

أسرع بكثير من بقية عالم التمويل الإسلامي" )ص (9.الـنمو السـريـع لـلتمويـل الإسـلامـي هـو سـبب رئـيسي يـرى الـعديـد مـن المـراقـبين إمـكانـات هـائـلة لمسـتقبل الـصناعـة. ويـتم تـقديـر هـذه الإمـكانـات مـن قـبل صـانـعي الـسياسـة فـي الـعواصـم الـغربـية والأسـواق الـناشـئة حـيث يـكون المسـلمون أقـلية. وكـما لاحـظ شـانـموغـام وزهـاري فـي كـتاب "الـتمهيدي حـول الـتمويـل الإسـلامـي" (2009) ، فـإن "أربـعة مـواقـع - كـوالا لمـبور فـي مـالـيزيـا ودبـــي والبحـــريـــن ولـــندن - تـــتطلع إلـــى أن تـــكون المـــركـــز الـــعالمـــي لـــلتمويـــل الإســـلامـــي" (ص 92). فـــي عـــام 2014 ، أصـــدرت المــملكة المتحــدة وهــونــغ كــونــغ وجــنوب إفــريــقيا صــكوكــــا ســياديــة لاول مــرة (أو شــهادات اســتثمار إســلامــي) ، لــيس فــقط لجــمع

التمويل ، ولكن لإجراء غرزات أعمق في سوق التمويل الإسلامي.إن أفضل ما يميز المشاعر الشعبية حول إمكانات التمويل الإسلامي هو التقرير الإخباري لعام 2008:

لا يـمكن لأحـد أن يـقول عـلى وجـه الـيقين كـم مـن المسـلمين سـوف يـسعون إلـى الـحصول عـلى الخـدمـات المـصرفـية الـتي تـتوافـق مــع الشــريــعة الإســلامــية ، أو حــتى يــدفــع لــهم عــلاوة عــلى ذلــك. لــكن حــتى جــزء صــغير مــن 1.3 مــليار هــو ســوق لا يــرغــب أحــد

في تجاهلها. )افامز (2008ويــعزى الــنمو فــي الــتمويــل الإســلامــي جــزئــيا إلــى الــنمو فــي الــقطاعــات الــغنية نســبيا مــن الــسكان المســلمين. وفــقا لمــركــز بــيو لــلأبــحاث ، فــي عــام 2010 ، كــان عــدد الــسكان المســلمين 23.4٪ (1.6 مــليار) مــن ســكان الــعالــم ومــن المــتوقــع أن يــرتــفع إلــى 26.4٪ (2.2 مــليار) بحــلول عــام 2030 (مــركــز بــيو لــلأبــحاث 2011). كــما أن الــنمو فــي الــتمويــل الإســلامــي تــغذيــه الــسيولــة الــــفائــــضة فــــي دول الخــــليج - نــــتيجة لــــثروات المــــنطقة الــــنفطية (إمــــام و كــــبودار 2010). ارتــــفاع أســــعار الــــنفط يــــثير كــــلا مــــن الـــعرض والـــطلب عـــلى الـــتمويـــل الإســـلامـــي فـــي هـــذه الـــدول. وتـــتنوع الآثـــار ، مـــن إنـــشاء مـــؤســـسات جـــديـــدة فـــي الـــبلدان ذات

الأغلبية المسلمة إلى تنظيم صفقات متوافقة مع الشريعة في الغرب.كـما سـاهـم نـمو الـتمويـل الإسـلامـي فـي نـمو أنشـطة الـتعلم والـتطويـر فـي هـذا المـجال. تـتوفـر مجـموعـة مـن الـعروض الأكـاديـمية والمــهنية فــي الــتعليم والــتدريــب والمــؤهــلات فــي الــعديــد مــن الــبلدان ، بــما فــي ذلــك الــجامــعات الــغربــية المــرمــوقــة. مــثال بــارز هــو جــامــعة دورهــام فــي المــملكة المتحــدة. فــي عــام 2013 ، بــدأت جــامــعة كــامــبردج بــرنــامــجا لــلتعليم الــتنفيذي الإســلامــي. تــشارك حــوالــي 742 مــؤســسة عــلى مســتوى الــعالــم فــي الــتعليم ونشــر المــعرفــة فــي الــتمويــل الإســلامــي. مــن الــناحــية الــعدديــة ، تــعد بـاكسـتان ومـالـيزيـا والمـملكة المتحـدة والـولايـات المتحـدة والإمـارات الـعربـية المتحـدة مـن أبـرز مـقدمـي الخـدمـات فـي هـذا المـجال

.(Yurizk 2013)وفــــيما يــــتعلق بــــمصادر الــــنمو المســــتقبلي لــــلتمويــــل الإســــلامــــي ، فــــإن المــــجال الــــناشئ هــــو تــــمويــــل صــــناعــــة الأغــــذيــــة الــــحلال (المشــروعــة) وأســلوب الــحياة المســلم. وفــقا "لــحالــة الاقــتصاد الإســلامــي الــعالمــي" (2013) ، "مــن الــناحــية الــتجاريــة ، يــشمل الاقـتصاد الإسـلامـي بـشكل طـبيعي جـميع الـقطاعـات المـدفـوعـة بـالـتزام الـسكان المسـلمين بـشيء مـن الـنشاط الـديـني الـذي لـه تــــأثــــير عــــلى الــــسوق" (p 4) ، بــــما فــــي ذلــــك المــــالــــية والمــــصرفــــية ، والــــغذاء ، والــــسفر الــــصديــــق لــــلأســــرة ، والأزيــــاء والمــــلابــــس ، ومسـتحضرات التجـميل والـعنايـة الـشخصية ، والمسـتحضرات الـصيدلانـية ، ووسـائـل الإعـلام ، والـترفـيه. قـدر هـذا الـتقريـر أن الإنـفاق الـعالمـي للمسـتهلكين المسـلمين فـي قـطاعـي الأغـذيـة ونـمط الـحياة كـان 1.62 تـريـليون دولار أمـريـكي فـي عـام 2012 ومــن المــتوقــع أن يــصل إلــى 2.47 تــريــليون دولار بحــلول عــام 2018. (وهــذا الــتفسير الــتجاري لــلاقــتصاد الإســلامــي يــختلف

عن الفكر الاقتصادي الإسلامي ، كما نناقش التالي .)تسـتمر الـتقاريـر الإخـباريـة حـول الـصناعـة فـي إبـراز نـموهـا وإمـكانـاتـها. ووفـقا لـصحيفة الإيـكونـوميسـت ، 10 "عـلى الـرغـم مـن الـــنمو الـــقوي فـــي الآونـــة الأخـــيرة لـــلمنتجات المـــالـــية الإســـلامـــية ، لا يـــزال هـــناك مـــجال لمـــزيـــد مـــن الـــتوســـع ، ســـواء فـــي الـــبلدان

الإسلامية غير المتداولة نسبيا في العالم النامي وفي الغرب".

الفكر الاقتصادي الإسلامي يـشكل الـفكر الاقـتصادي الإسـلامـي (أو الاقـتصاد الإسـلامـي) حجـر الأسـاس لـنظريـة ومـمارسـة الـتمويـل الإسـلامـي. بـالـنظر إلـى تـركـيز هـذه المـراجـعة عـلى الـتمويـل الإسـلامـي ، فـإنـنا لا نهـدف إلـى تـوفـير مجـموعـة شـامـلة مـن الاقـتصاديـات الإسـلامـية. فــي هــذا الــقسم ، نــقدم وجــهة نــظر الــعالــم الإســلامــي والإطــار الاقــتصادي الإســلامــي فــي داخــلها. كــما نســلط الــضوء عــلى

الطرق التي يتصل بها الاقتصاد الإسلامي بالمناقشات الأوسع حول الرأسمالية والعدالة التوزيعية.يسلط الضوء على هذا القسم على النحو التالي:

تــضع الــنظرة الإســلامــية لــلعالــم الــضوابــط والمــوازيــن الأخــلاقــية عــلى الســلوك الاقــتصادي لــلمؤمــنين ، لــكن الأفــكار المــرتــبطة •باقتصاد السوق والرأسمالية لا تتعارض بالضرورة مع الفكر الاقتصادي الإسلامي.

يــركــز الاقــتصاد الإســلامــي عــلى الــعدالــة الاجــتماعــية. ولــديــه تــفضيل قــوي لــتقاســم المــخاطــر ، أو تــقاســم الأربــاح ، أو طــرق •الــتمويــل الشــبيهة بــالأســهم ، ومــشاهــدة الــديــون بــشك. تــتمثل الأدوات الــبارزة لإعــادة الــتوزيــع فــي عــقود اقــتسام الأربــاح ، 11 زكـــاة (ضـــريـــبة رعـــايـــة اجـــتماعـــية) ، صـــدقـــة (الـــعطاء الـــخيري) ، الـــوقـــف (الـــوقـــف الـــخيري) ، قـــرض حـــسن (قـــروض بـــدون

فوائد) ، والميراث.يـــبقى الـــفكر الاقـــتصادي الإســـلامـــي إلـــى حـــد كـــبير مـــثالـــيات بـــدون مـــمارســـة ، وقـــد أظهـــر صـــناع الـــقرار الاقـــتصادي فـــي •

البلدان ذات الأغلبية المسلمة اهتماما ضئيلا بترجمة الرؤية الاقتصادية الإسلامية إلى واقع ملموس.

رؤية العالم الإسلامي يــؤكــد الإســلام عــلى الــغرض الأخــلاقــي لــلوجــود الإنــسانــي. حــتى الــفعل الــدنــيوي عــلى مــا يــبدو لكســب الــعيش الــصادق يــشكل شـكلا نشـطا مـن أشـكال الـعبادة فـي الإسـلام. يـعتبر الـقرآن الإنـسان "نـائـب الله عـلى الأرض" (2:30). يـبرز مـفهوم الـتوكـيد فـكرة الـوصـايـة ، الـتي يـعتبر الـفرد فـيها الـوصـي عـلى مـوارد الله. هـذه المـوارد سـيتم نشـرهـا مـن أجـل الـخير الـنهائـي لـلمجتمع. يـوضـح تـقي عـثمانـي (2002) ، وهـو واحـد مـن أكـثر عـلماء الشـريـعة تـأثـيرا فـي الـتمويـل الإسـلامـي المـعاصـر ، أهـمية الـتوجـيه الإلــهي مــن خــلال الإشــارة إلــى أن "هــناك مــناطــق لا يســتطيع الــعقل البشــري تــقديــم الــتوجــيه المــناســب لــها ، أو عــلى الأقــل ، عـرضـة لـلأخـطاء". "(ص 10) وقـدم الله الـتوجـيه مـن خـلال أنـبيائـه. عـثمانـي ("حـاضـر "الأسـباب والأسـباب المـالـية لـلأزمـة المـالـية مـن مـنظور إسـلامـي" "تـجادل بـأن" المـنافـع الـدنـيويـة لـلمبادئ الاجـتماعـية والـسياسـية والاقـتصاديـة الـخاصـة بـالإسـلام ليسـت

مقصورة على المسلمين. إنها تهدف إلى الصالح العام للبشرية ككل. "فــي دراســة لــلأدبــيات حــول الاقــتصاد الإســلامــي ، يــجادل زمــان (2008) بــأن "الإنــسان كــما هــو مــدفــوع فــقط بــالأنــانــية هــو مــضايــق لــلتقالــيد الإســلامــية لأســباب عــديــدة ، وهــذا يخــلق اخــتلافــا كــبيرا بــين وجــهات الــنظر الإســلامــية والــغربــية فــيما يــتعلق بــالــشؤون الاقــتصاديــة" (ص). 17). ويــخضع الــقرآن إلــى الــقيود الأخــلاقــية والمــحاســبة أمــام الله ، مــما يــثبط الهــدر بــالــزيــادة (7:31). وفـي مـعرض تـعليقه عـلى كـرامـة الـعمل ، يـجادل عـالـم الشـريـعة الـبارز يـوسـف الـقرضـاوي (1999) بـأن الـنبي محـمد

.(p 135) "علق رفاقه بأن "كل كرامة الإنسان مرتبطة بعمله - أي نوع من العملالأفـكار الـسابـقة لا تـقدم سـوى نـكهة الـنظرة الإسـلامـية الـعالمـية ، الـتي تـعلم الـفكر الاقـتصادي الإسـلامـي وتسـلط الـضوء عـلى الـــعنصر المـــعياري لهـــذه الأدبـــيات. فـــي المـــقابـــل ، يـــميل الاقـــتصاديـــون الـــتقليديـــون إلـــى الادعـــاء بـــأنـــها تهـــتم بـــكيفية أن تـــكون Levitt and Dubner 2006، p.) "الأمــور بــدلا مــن الــكيفية الــتي يــنبغي أن تــكون عــليها ، وأنــها لا "تــتاجــر فــي الأخــلاق190). عــــلى الــــرغــــم مــــن أن مــــثل هــــذه الادعــــاءات حــــول الاقــــتصاد الــــتقليدي هــــي إيــــجابــــية وليســــت مــــعياريــــة ، إلا أن الــــكتاب الــبارزيــن مــثل مــايــكل ســانــدل (2012) مــا زالــوا محتجــزيــن عــلى نــطاق واســع. ومــع ذلــك ، فــإن نــظريــات الاقــتصاد الإســلامــي

والتمويل هي معايير معيارية واضحة لأن الأخلاق الإسلامية متضمنة فيها.

الاقتصاد الاسلامي يــــعتمد الاقــــتصاد الإســــلامــــي عــــلى فــــكرة أن الإســــلام يــــقدم نــــموذجـــــــا أخــــلاقــــيا يــــمكن أن يــــوجــــه جــــوانــــب مــــختلفة مــــن الــــنظام الاقـتصادي - الاسـتهلاك والإنـتاج والـتوزيـع. بـرزت كـجسم مـن الأفـكار كجـزء مـن مـحاولـة تـأكـيد الـهويـة الإسـلامـية فـي المـجال الاقـــتصادي. عـــلى الـــرغـــم مـــن أن الـــبعض يـــرى أن الإســـلام ، بـــاعـــتباره رمـــزا كـــامـــلا لـــلحياة ، يـــقدم نـــظامــــا إســـلامـــيا إســـلامـــيا مـتميزا ، بـينما يـسعى الآخـرون إلـى الإرشـاد والإرشـاد مـن خـلال الـتعالـيم الإسـلامـية فـي تـصميم نـظام اقـتصادي مـن خـلال

الجهــــد الــــفكري البشــــري بــــدلا مــــن مــــحاولــــة الــــعثور عــــلى مــــعلومــــات تــــفصيلية. الــــنظام الاقــــتصادي أو المــــالــــي فــــي المــــصادر الأساسية للإسلام.

يـــقدم الـــقرآن بـــعض الأوامـــر المحـــددة حـــول الاقـــتصاد ، لـــكن الـــتعالـــيم الإســـلامـــية يـــمكن أن تـــوجـــه الســـلوك الـــفردي مـــن خـــلال تــشكيل الســلوك والــحوافــز والــقيود والــخيارات. ســيادة الله ، والمــسؤولــية تــجاه المــجتمع ، وتــعزيــز الــعدالــة الاجــتماعــية والــعدالــة شــخصية بــارزة فــي الــنظرة الإســلامــية الــعالمــية. تــعوق الــتعالــيم الإســلامــية الــتبديــد والاســتهلاك المــفرط والمــمارســات الــتجاريــة غــير الــعادلــة. تــعتبر المــعامــلات عــادلــة إذا لــم تــؤد إلــى مكســب غــير مكتســب أو خــسارة غــير مســتحقة. مــن خــلال الــسعي إلــى

حماية ثروة الناس وفكرهم وأجيالهم ، فإن النهج الإسلامي للتنمية له مقارنات كبيرة مع مفاهيم التنمية المستدامة.يـعرض الاقـتصاد الإسـلامـي نـفسه عـلى أنـه مـتميز عـن الـرأسـمالـية والاشـتراكـية ، ويـحاول المـوازنـة بـين الاعـتبارات المـتنافـسة. تحــظى الحــريــات الــفرديــة بــالاحــترام ، ولــكنها مــفيدة ومشــروطــة بــالــرفــاهــية الــعامــة. الــنموذج الإســلامــي مــتعاطــف مــع اقــتصاد الـــسوق لـــكنه يـــشعر بـــقلق عـــميق إزاء الـــعوامـــل الـــخارجـــية الاجـــتماعـــية الســـلبية. يـــتم الـــتعرف عـــلى المـــصلحة الـــفرديـــة الـــفرديـــة ،

وتعظيم الربح ، والمنافسة في السوق ، والحريات الشخصية طالما أنها لا تتعارض مع الرفاهية الأوسع للمجتمع.وبـروح مـماثـلة ، عـلى الـرغـم مـن جـواز المـلكية الـخاصـة لـلممتلكات ، إلا أن هـذا الـحق فـي مـلكية الأصـول لـيس مـطلقا. وبـموجـب الأحـــكام الإســـلامـــية ، فـــإن الله هـــو المـــالـــك الـــنهائـــي لجـــميع الأصـــول ، ويـــحتاج الإنـــسان إلـــى مـــمارســـة حـــقه فـــي المـــلكية فـــي المـصالـح الأوسـع لـلمجتمع. فـي جـوهـره ، يـؤكـد الـنهج الإسـلامـي فـي الاقـتصاد عـلى الـتوازن بـين الاعـتبارات المـتنافـسة: تـراكـم الــثروة مــقابــل تــوزيــع الــثروة ، والــحوافــز الــخاصــة مــقابــل المــجتمع الــعام ، والــروح مــقابــل المــاديــة ، واحــتياجــات الــجيل الــحالــي

مقابل احتياجات الأجيال القادمة ، و "هنا" في مقابل "الآخرة".یلاحظ النقاد أن الاقتصاد الإسلامي یتألف بشکل رئیسي من سلسلة من المطالبات النظــــــــــــــــــریة التي غالبا ما تظــــــــــــــــــل غیر . كــما يــشير الــنقاد إلــى غــياب الأســس الــصغرى والــشك فــي الاتــساق الــداخــلي لــبعض الــحجج فــي الاقــتصاد مثبتة تجریبیاالإســـلامـــي. وبـــدلا مـــن الـــنظر إلـــى الاقـــتصاد الإســـلامـــي كـــنهج شـــامـــل ومـــنهجي لـــلاقـــتصاد ، يـــمكن وصـــف الاقـــتصاد بـــأنـــه مجـموعـة مـن الأفـكار الـتي تحـدد المـعايـير الأخـلاقـية الـتي تـحكم السـلوك الاقـتصادي. إنـه يحـدد فـقط الأخـلاق الإسـلامـية فـي الاقــتصاد ، وبــذلــك ، فــإنــه يــبني جســرا مــع مــقاربــات أخــلاقــية أخــرى. فــي الــواقــع ، هــناك أوجــه تــشابــه كــبيرة بــين الاقــتصاد الأخـلاقـي لـلإسـلام والـنهج الأخـلاقـية الأخـرى. يـجادل خـان (2013) أنـه عـلى الـرغـم مـن الادعـاءات الـسامـية لـتطويـر الاقـتصاد

الإسلامي كعلم اجتماعي متميز من قبل الاقتصاديين الإسلاميين ،مـعظم مـا ظهـر تـحت عـنوان الاقـتصاد الإسـلامـي هـو تـعبير عـن الاقـتصاد الـسائـد المـزيـن بـالمـصطلحات الإسـلامـية أو مجـموعـة

(xiii .ص) .من الأوامر الدينية أو مجموعة من التأكيدات التي لا يمكن التحقق منها أو تزويرهاهــذه ليســت وجــهة نــظر مــعزولــة. وقــد أشــار روزلــي (2005) أيــضا إلــى أنــه بــالــنظر إلــى الــتركــيز المــفرط لــلاقــتصاد الإســلامــي ر الاقــــتصاد الإســــلامــــي أحــــيانــــا عــــلى الــــربــــا والــــزكــــاة (ضــــريــــبة الــــرفــــاه الاجــــتماعــــي) ، فــــإنــــه لــــيس مــــن المســــتغرب أن "يــــصو

بالرأسمالية مطروحا منه بالربا ، زكاة" )ص (3. .ويـتعلق انـتقاد آخـر بـتأكـيده عـلى الأخـلاقـيات الـفرديـة وإهـمال الاقـتصاد الـسياسـي ، مـما يـقلل مـن المـتطلبات المـؤسـسية لخـلق اقـتصاد إسـلامـي. إن الإرشـادات حـول كـيفية الـحفاظ عـلى الـتعاون الأخـلاقـي والمـعايـير الإسـلامـية المـطبقة عـلى نـطاق وطـني كـبير تـعتبر غـير كـافـية. لا تـعتمد قـابـلية الـنظام الاقـتصادي لـلبقاء عـلى مـعتقدات الأفـراد وحـوافـزهـم فحسـب ، بـل تـعتمد أيـضا

على المؤسسات الرسمية التي تشكل الحوافز وتنفذ الأخلاقيات الأخلاقية.وتـكمن الـصعوبـة ذات الـصلة فـي تـرجـمة المـبادئ الأخـلاقـية الأسـاسـية إلـى مـؤسـسات دائـمة وأشـكال تـنظيمية. الاعـتماد عـلى

المؤسسات القديمة الراسخة - على سبيل المثال ، الزكاة - تنتج ابتكارات مؤسسية محدودة.بـعض المـبادئ الأسـاسـية لـلاقـتصاد الإسـلامـي قـابـلة أيـضا لـلتأويـلات المـتعددة. عـلى سـبيل المـثال ، تـشير الاخـتلافـات الـهامـة

إلى تغطية وجمع الزكاة ، وتقليص حقوق الملكية ، ومدى وضرورة تدخل الدولة.

الإسلام والرأسمالية

تـرتـبط الـرأسـمالـية بـتعظيم الـربـح ، وحـقوق المـلكية الـخاصـة ، والمـنافـسة ، والاعـتماد عـلى الأسـواق. مـن حـيث المـبدأ ، لا يحـظر أو يــحبط أي مــن هــذه الأمــور فــي الإســلام ، وهــو فــي الــواقــع ديــن يــتميز بــه مــوقــفه "المــؤيــد لــلتجارة". كــان لــلنظام الاقــتصادي خـلال حـياة وأزمـنة الـنبي محـمد تـشابـه كـبير مـع اقـتصاد الـسوق. لـكن الـرأسـمالـية مـوجـودة فـي الـعديـد مـن الأصـناف. حـتى

فـي الـحالات الـتي يـفترض فـيها أن تـسود الأسـواق فـي بـعض الـقطاعـات ، يـكون نـطاقـها وتـشغيلها محـدودا بـالـتصميم أو قـد تـكون المـنافـسة ضـعيفة. يـمكن لـلمرء أن يـجادل أنـه بسـبب الـحصة الـكبيرة مـن الإنـفاق مـن قـبل الـحكومـات الـفيدرالـية وحـكومـات الـولايـات فـي الـناتـج المحـلي الإجـمالـي لـلولايـات المتحـدة ، فـهو اقـتصاد مـختلط فـي مـقابـل اقـتصاد الـسوق. فـي الـصين ، تـلعب

الدولة دورا نشطا في المؤسسات التجارية ، وتحولها إلى اقتصاد غالبا ما يوصف بأنه "رأسمالية الدولة".وكــــما يــــجادل الــــكهف (2004) ، فــــإن أهــــداف الــــفكر الاقــــتصادي الإســــلامــــي - ســــواء كــــانــــت تــــلبية الاحــــتياجــــات الإنــــسانــــية الأســـــاســـــية أو تحســـــين نـــــوعـــــية الـــــحياة الاقـــــتصاديـــــة - ليســـــت مـــــقصورة عـــــلى الإســـــلام. وهـــــي تـــــتجاوب مـــــع الـــــفكر الـــــفلسفي لــلاشــتراكــية ، والــشيوعــية ، والــرأســمالــية ، وغــيرهــا مــن "الإســلام". ولــكن الاخــتلاف فــي الــفكر الاقــتصادي الإســلامــي ، هــو

الاعتماد على الوحي الإلهي كمصدر للمعرفة وعلى التعبير الأخلاقي.تــميل الأدبــيات المــتعلقة بــالــتمويــل الإســلامــي إلــى الافــتراض بــأن المحــظورات والأخــلاق الإســلامــية يــمكن أن تــضع الأســاس

للاقتصاد الأخلاقي للإسلام ، وهو نظام اقتصادي مختلف عن ما ينتج من الرأسمالية أو الاشتراكية.

العدالة الاقتصادية تـــحتل الـــعدالـــة الاجـــتماعـــية والاقـــتصاديـــة مـــكانـــة بـــارزة فـــي الأدبـــيات المـــتعلقة بـــالاقـــتصاد والـــتمويـــل الإســـلامـــي. يـــتعلق الأمـــر بـتوزيـع الـثروة الاقـتصاديـة وكـذلـك الـفرص. ومـن الـشواغـل الـهامـة فـي هـذا الـصدد ارتـفاع درجـة تـركـيز الـثروة ومحـدوديـة فـرص الــــحصول عــــلى الــــتمويــــل. يــــميل الــــنظام المــــصرفــــي الحــــديــــث وأســــواق رأس المــــال إلــــى الاعــــتماد عــــلى الإقــــراض الــــذي يــــفضل الــحيلة ، ويــساهــم فــي تــركــيز الــثروة والــفرص ، مــع مــا يــرتــبط بــها مــن عــدم المــساواة والــعلل الاجــتماعــية. وعــلى الــنقيض مــن ذلـــك ، يـــصر الـــتمويـــل الإســـلامـــي عـــلى تـــقاســـم المـــخاطـــر فـــي مـــلكية الأصـــول والشـــركـــات الـــتي مـــن المـــرجـــح أن تـــوزع الـــفرص الاقـــتصاديـــة عـــلى نـــطاق أوســـع وتـــحتفظ بـــالـــتمويـــل فـــي خـــدمـــة حـــقيقية الاقـــتصاد. تـــعتبر طـــرق الـــتمويـــل الـــقائـــمة عـــلى تـــقاســـم المـخاطـر عـلى أسـاس الـسوق وسـيلة مـهمة لـتعزيـز الـعدالـة الاقـتصاديـة فـي نـظام مـالـي مـتوافـق مـع الإسـلام. هـذا لا يـعني أن الأســالــيب المــفضلة لــلتمويــل الإســلامــي ، المســتندة إلــى مــبادئ تــقاســم الأربــاح والمــخاطــر ، لا يــمكن أن تســتلزم الــظلم. عــلى ســـبيل المـــثال ، قـــد يـــحتفظ طـــرف فـــي مـــعامـــلة لـــنفسه بـــحصة ربـــحية تـــفوق بـــكثير مـــا يـــعتبر مـــعقولا. أيـــضا ، يـــمكن لمـــشاريـــع المـشاركـة فـي الـربـح حـتى فـي الشـركـات المـسموح بـها أن تسـبب ضـررا فـادحـا لـلمجتمع والـبيئة - عـلى سـبيل المـثال ، مـن خـلال تــلوث المــياه. وفــي الــوقــت نــفسه ، يــمكن أن تــؤدي المــعامــلات المــالــية الــقائــمة عــلى الــفائــدة (مــثل الائــتمانــات الــصغيرة الــتقليديــة) إلــى تــعزيــز الــفرص الاقــتصاديــة. لــكن مــن المــحتمل أن تشهــد المــؤلــفات الــخاصــة بــالــتمويــل الإســلامــي إقــراض الأمــوال الــقائــم عـلى الـفائـدة وتـداول المـخاطـر كـمشكلة مـتأصـلة - إن لـم يـكن عـلى المسـتوى الجـزئـي عـلى المـدى الـقصير ، ثـم لـلاقـتصاد الـكلي

على المدى الطويل.

الديون مقابل حقوق الملكية يـفضل الـفكر الاقـتصادي الإسـلامـي طـرق تـقاسـم الأربـاح الـتي يـفترض فـيها المـمول بـعض المـخاطـر الـتجاريـة. عـلى الـرغـم مـن حـــظر الـــقروض الـــنقديـــة الـــتي تحـــمل فـــائـــدة ، تـــعتبر الـــديـــون الـــناجـــمة عـــن مـــبيعات الائـــتمان والإيـــجارات المـــسموح بـــها. أحـــد الأسـباب هـو أنـه عـلى عـكس مـقرض المـال ، يتحـمل كـل مـن الـبائـع والمـؤجـر (فـي عـقد إيـجار تـشغيلي) المـخاطـر المـرتـبطة بـملكية الأصـل. تـؤكـد المـؤلـفات حـول الاقـتصاد الإسـلامـي مـرارا وتـكرارا عـلى الـحاجـة إلـى تـقاسـم المـخاطـر والمـكافـآت لـضمان الـعدالـة

الاقتصادية والاستقرار المالي.يوضح Chapra (2009) هذا المفهوم من خلال ملاحظة ذلك

إن زيـادة الاعـتماد عـلى حـقوق المـساهـمين لا يـعني بـالـضرورة اسـتبعاد تـمويـل الـديـون. ويـرجـع ذلـك إلـى أن جـميع الاحـتياجـات المـــالـــية لـــلأفـــراد أو الشـــركـــات أو الـــحكومـــات لا يـــمكن جـــعلها قـــابـــلة لـــلإنـــصاف وتـــقاســـم الأربـــاح والـــخسائـــر. لـــذلـــك ، لا يـــمكن الاســـتغناء عـــن الـــديـــون ، ولـــكن لا يـــنبغي الـــترويـــج لـــها لـــلاســـتهلاك غـــير الـــضروري والمـــفاجئ والمـــضاربـــة غـــير المـــنتجة. ولهـــذا الـغرض ، لا يـسمح الـنظام المـالـي الإسـلامـي بـإنـشاء الـديـون عـن طـريـق الإقـراض والاقـتراض المـباشـر. إنـها بـالأحـرى تـتطلب إنــشاء ديــون مــن خــلال بــيع أو تــأجــير مــوجــودات حــقيقية عــن طــريــق أســالــيب تــمويــلها الــقائــمة عــلى الــبيع والإيــجار. (الــصفحة

(21يــختلف تــمويــل حــقوق المــلكية عــن تــرتــيبات تــقاســم األــربــاح الــتقليديــة المــتطورة فــي الــفقه الــتجاري اإلــسالمــي ، مــثل الشــراكــات

(المـشاركـة) وإدارة االسـتثمار (المـضاربـة) .12 ويـلسون (2012) يسـلط الـضوء عـلى بـعض هـذه

الاخـتلافـات . عـلى سـبيل المـثال ، الشـراكـات الإسـلامـية هـي مـشاريـع ذات وقـت محـدود ، فـي حـين أن "الشـركـة" يـفترض أنـها مصدر قلق مستمر.

تـفتقر الشـراكـة الإسـلامـية الـتقليديـة إلـى المـسؤولـية المحـدودة الـتي هـي سـمة رئـيسية لشـركـة حـديـثة. مـقارنـة بـالشـراكـات الـتي يـركـز فـيها الشـركـاء عـلى الـربـح ، يـركـز المـساهـمون فـي الشـركـات بـشكل أكـبر عـلى مـكاسـب رأس المـال. بـعد أن قـلت ذلـك ، لا يـزال تـقاسـم الأربـاح بـعيدا عـن إقـراض الأمـوال فـي إطـار الـفائـدة سـواء تـم تـنفيذهـا مـن خـلال شـركـات ذات مـسئولـية محـدودة أم لا. فـي تـمويـل حـقوق المـلكية ، لا يـتم تحـديـد أي عـائـد إيـجابـي ثـابـت تـعاقـديـا سـابـقا. بـدلا مـن ذلـك ، تـعتمد الـعائـد عـلى أداء

العمل ، والذي يتم تحديده بعد النشر.عـلى الـرغـم مـن تشـديـدهـا عـلى تـرتـيبات المـشاركـة فـي الـربـح ، فـإن صـناعـة الـتمويـل الإسـلامـي تـعتمد أسـاســـــا عـلى الـديـون. إن

هذا الفارق بين المثل العليا وواقع التمويل الإسلامي يتم تناوله في الجدل المتعلق بالموضوع مقابل الجوهر فيما بعد.

ذات مسؤولية محدودة لـــم يـــتم ذكـــر مـــفهوم المـــسئولـــية المحـــدودة صـــراحـــة فـــي المـــصادر الأســـاســـية لـــلفقه الإســـلامـــي. ولأن الـــفقه الـــتجاري الإســـلامـــي اعــــتمد عــــلى الشــــراكــــات دون مــــسؤولــــية محــــدودة ، فــــإن فــــكرة المــــسؤولــــية المحــــدودة المــــرتــــبطة بــــالشــــركــــات تــــم اســــتيرادهــــا إلــــى المـجتمعات الإسـلامـية. يـجادل كـوران (2010) قـائـلا: "عـلى الـرغـم مـن أن بـعض مـؤسـسات الإسـلام المـبكر حـالـت دون ظـهور المـؤسـسة مـن داخـل الـحضارة الإسـلامـية ، فبمجـرد اقـتراضـها مـن الـخارج إلـى جـانـب المـؤسـسات الـداعـمة ، تـم اسـتيعابـها فـي الـنظم الـقانـونـية المحـلية ولا تـواجـه الآن أي مـقاومـة أخـرى" (ص). 50). ومـع ذلـك ، أدى إدخـال مـفهوم المـسؤولـية المحـدودة إلـى

نقاش ساخن بين الفقهاء المسلمين. وتتعلق المناقشة جزئيا بما إذا كان الحد من المسؤولية منصفا على الدائن.تســتمر الــشكوك فــي الأوســاط الأكــاديــمية حــول جــواز المــسؤولــية المحــدودة فــي الإســلام. ومــع ذلــك ، فــي عــام 1992 ، قــضت أكـاديـمية الـفقه الإسـلامـي الـدولـية ومـقرهـا جـدة أنـه "لا يـوجـد اعـتراض فـي الشـريـعة عـلى تـأسـيس شـركـة تـقتصر مـسؤولـيتها عـلى رأسـمالـها ، لأن ذلـك مـعروف لـعملاء الشـركـة ومـثل هـذا الـوعـي عـلى جـزء يـحول دون الخـداع. "(الـبنك الإسـلامـي لـلتنمية 2000 ، ص 130). تســــتخدم المــــسؤولــــية المحــــدودة عــــلى نــــطاق واســــع فــــي الــــتمويــــل الإســــلامــــي. عــــلى ســــبيل المــــثال ، تــــميل المـؤسـسات الـتي تـقدم خـدمـات مـالـية إسـلامـية إلـى أن تـكون شـركـات مـملوكـة لـلمساهـمين ذات مـسئولـية محـدودة. ربـما تـتعلق الــشكوك حــول المــسئولــية المحــدودة بــكيفية تــسهيل اســتخدام الــديــون الــتي تحــمل فــائــدة ونــشاط المــضاربــة ، مــما قــد يــؤدي إلــى خـــــــصخصة الأربـــــــاح وخـــــــسارة اجـــــــتماعـــــــية ، كـــــــما شهـــــــدنـــــــا خـــــــلال الأزمـــــــة المـــــــالـــــــية الـــــــعالمـــــــية فـــــــي 2007-2008. وقـــــــد دفـــــــع "كـــوتـــليكوف" (2010) ، الـــذي يـــدور حـــول "الأعـــمال المـــصرفـــية المحـــدودة الـــغرض" ، وهـــو نـــظام مـــالـــي بـــديـــل مـــقترح ، لـــصالـــح

مسؤولية غير محدودة لهذه الكيانات التي لا يمكن أن تعمل كصناديق مشتركة )مثل صناديق التحوط(.

إعادة توزيع الثروة يحـذر الـقرآن مـن تـداول الـثروات بـين الأغـنياء (59: 7). عـلى الـرغـم مـن أن الاسـتحواذ الشـرعـي عـلى الـثروة مـسموح بـه ، إلا أن الإســلام يــكتنز اكــتنازا وتــراكــم الــثروة مــن أجــل حــب المــال. إعــادة الــتوزيــع الــعدالــة هــي ســمة أســاســية لــلفكر الاقــتصادي الإسـلامـي. يهـدف إلـى تـحقيق الـتوازن بـين حـقوق المـلكية الـخاصـة والمـخاوف الـتوزيـعية. بـالإضـافـة إلـى عـقود تـقاسـم المـخاطـر ، فـإن بـعض الأدوات الـرئـيسية لـتوزيـع الـثروة فـي الإسـلام هـي: الـزكـاة (ضـريـبة الـرفـاه الاجـتماعـي) ، الـصدقـة (الـعطاء الـخيري) ، الــوقــف (الــودائــع الــخيريــة) ، الــقرد حــسن (الــقروض بــدون فــوائــد) ، والمــيراث . يــمكن لأدوات الــرعــايــة الاجــتماعــية هــذه ، إلــى جــانــب تــعزيــز عــقود تــقاســم المــخاطــر فــي الــتمويــل الإســلامــي ، أن تــعزز الــوصــول إلــى المــوارد المــالــية (مــحيي الــديــن ، إقــبال ،

رستم ، فو 2011). في الأقسام الفرعية التالية ، نصف بإيجاز هذه الأدوات.الـزكـاة. الـزكـاة هـي أداة رئـيسية لإعـادة تـوزيـع الإسـلام. تـمت تـرجـمته بـطرق مـختلفة ، بـما فـي ذلـك مـعدل الـفقراء ، والعشـر ، وضـرائـب الـزكـاة ، والـزكـاة الـقانـونـية. إنـها ضـريـبة سـنويـة عـلى فـائـض الـدخـل وثـروة المسـلمين وهـي تـعادل 2.5٪ مـن صـافـي الــــقيمة بــــشكل عــــام. الــــزكــــاة ذات أهــــمية ديــــنية هــــائــــلة: فــــهي مــــذكــــورة فــــي الــــقرآن وهــــي واحــــدة مــــن أركــــان الإســــلام الخــــمسة المـــقدســـة. يـــؤكـــد الـــقرآن الـــكريـــم عـــلى دفـــع الـــزكـــاة مـــع الـــحفاظ عـــلى الـــصلاة (مـــثل 2:43). فـــي الـــواقـــع ، الـــترابـــط بـــين الـــزكـــاة

والصلاة هو سمة مميزة للقرآن.وطـبقا لـلعشير وويـلسون (2006) ، فـقد نـظمت الـزكـاة مـن الـناحـية الـعملية مـن قـبل الـنبي محـمد ، وتـم فـرضـها سـياسـيا كـحق

دولـة مـن قـبل الخـليفة الأول أبـو بـكر الـذي خـاض حـربـا لجـمع الـضريـبة. المسـتفيدون الـرئـيسيون

مـن الـزكـاة هـم الـفقراء ، عـلى الـرغـم مـن أنـه يـمكن تـمديـد الآخـريـن ، مـثل الأشـخاص الـذيـن يـقومـون بجـمعها (الـقرآن 9:60). تـختلف الـزكـاة اخـتلافـا جـوهـريـا عـن الـصدقـة ، وهـي ضـريـبة إلـزامـية مـنتظمة تـعتبر حـقا لـلفقراء ووسـيلة أسـاسـية لـتنقية الـثروة. يــمكن إدارة الــزكــاة بــشكل فــردي أو عــن طــريــق الــدولــة. ومــع ذلــك ، فــإن الــزكــاة الــتي تــم جــمعها رســميا هــي نســبة غــير هــامــة نسـبيا مـن إجـمالـي الإيـرادات فـي المـجتمعات الإسـلامـية المـعاصـرة. كـان السجـل الـعام لـلزكـاة الـتي تـديـرهـا الـدولـة مـختلطا. إن ضـعف قـدرة الـدولـة يـعني أن إدارة الـزكـاة تـتشارك فـي بـعض الـعلل الـشائـعة لـلإدارة الـضريـبية فـي الـدول الـنامـية: الـفساد ، والمـحسوبـية ، وسـوء اسـتخدام الـنفوذ الـسياسـي. بسـبب الافـتقار إلـى الـثقة فـي الـحكومـة ، يـعتقد أن الـزكـاة يـتم تـوجـيهها مـن

خلال مبادرات تطوعية من الدولة.عـلى الـرغـم مـن كـونـه أداة إعـادة تـوزيـع واعـدة ، إلا أنـه تـم إجـراء عـدد قـليل مـن الـتقييمات الـصارمـة لأثـر الـزكـاة ، ويـوجـد جـدل حـول مـا إذا كـان يـنبغي تـوسـيع نـطاق تـغطية الـزكـاة لـتشمل أشـكالا جـديـدة مـن الـدخـل والـثروة (أنشـطة وسـلع جـديـدة) ومـا إذا كـان يـنبغي أن تـكون تـقتصر عـلى بـدل الإقـامـة أو يـتم اسـتخدامـها عـلى نـطاق أوسـع فـي الأنشـطة المـدرة لـلدخـل (مـثل تـمويـل

الشركات الناشئة و برامج القطاع العام التي تستهدف المجتمعات الفقيرة).تـعتبر الـزكـاة عـمومـا مـسؤولـية فـرديـة ، ومـا إذا كـانـت تـنطبق عـلى المـؤسـسات المـالـية الإسـلامـية هـي نـقطة خـلافـية. وفـقا لمـعايـير هـيئة المـحاسـبة والمـراجـعة لـلمؤسـسات المـالـية الإسـلامـية (AAOIFI) الـتي تتخـذ مـن البحـريـن مـقرا لـها ، فـإن المـؤسـسات المـالـية الإسـلامـية مـلزمـة بـدفـع الـزكـاة (1) عـندمـا يـتطلب الـقانـون المـؤسـسة المـالـية الإسـلامـية لـدفـع الـزكـاة ، (2) عـندمـا تـكون المـؤسـسة المـالـية مـطالـبة بـموجـب نـظامـها الأسـاسـي بـالـوفـاء بـالـتزامـاتـها بـالـزكـاة ، و / أو (3) عـندمـا تـكون الجـمعية الـعامـة لـلمساهـمين

في مؤسسة مالية قد أصدرت قرارا يتطلب من المؤسسة لنفعل ذلك.الـوقـف. لـقد كـان الـوقـف ، الـذي كـان مـفهومـا عـلى المسـتوى الإسـلامـي ، هـو الابـتكار الـرئـيسي فـي تـقديـم الخـدمـات الاجـتماعـية فـي الـحضارة الإسـلامـية. يـعرف كـوران (2001) الـوقـف بـأنـه "ثـقة غـير مــنشأة تـم تـأسـيسها بـموجـب الشـريـعة الإسـلامـية مـن قـــبل رجـــل حـــي أو امـــرأة مـــن أجـــل تـــوفـــير خـــدمـــة اجـــتماعـــية مـــعينة إلـــى الأبـــد. وتـــمول أنشـــطتها مـــن أصـــول حـــامـــلة لـــلإيـــرادات أصـــبحت غـــير قـــابـــلة لـــلتصرف إلـــى الأبـــد “(ص 842). اســـتخدمـــت الأوقـــاف (جـــمع الـــوقـــف) لـــتمويـــل قـــائـــمة مـــتنوعـــة مـــن الســـلع الـعامـة ، بـدءا مـن المسـتشفيات ، والـنوافـير ، والمـساجـد ، ودور الأيـتام إلـى الآثـار المـعماريـة والمـطابـخ الـعامـة. وهـي تـمثل أمـثلة نـادرة لـلمنظمات الـحية بـشكل دائـم فـي المـجتمعات الإسـلامـية المـبكرة الـتي عـملت كـواحـدة مـن أقـدم الـوسـائـل لـتوفـير الـلامـركـزيـة

للسلع والخدمات العامة.وكــمكون لا يــمكن فــصله عــن الــحضارة الإســلامــية ، فــإن دور الــوقــف يــخضع أيــضا لــلتمحيص. يــنظر إلــى الــوقــف فــي بــعض الأحـيان عـلى أنـه أداة "ثـابـتة" تـمنع إعـادة تـخصيص رأس المـال لاسـتخدامـات أكـثر إنـتاجـية. وهـذا الـنقص المـفترض يـنبع مـن صـلابـة قـانـونـية جـوهـريـة تـمنع خـروج المـغادريـن مـن أفـعال المـحسنين. كـما يـنتقد الـوقـف بسـبب افـتقاره لـلحكم الـذاتـي ، الـذي كــان يــمكن أن يــضع الأســس لمــجتمع مــدنــي قــوي. الأوقــاف فــي بــعض الأحــيان تــقع ضــمن الــسياســة الأوســع لــحقوق المــلكية. هـناك أدلـة عـلى أنـه ، مـع مـرور الـوقـت ، كـانـت الأوقـاف الـديـنية تسـتخدم فـي بـعض الأحـيان كـأدوات قـانـونـية مـناسـبة لحـمايـة

الملكية الخاصة من مصادرة الدولة وللتحايل على قوانين الميراث.يــعتمد نــوع مــن الــوقــف مــثير للجــدل عــلى الإقــراض المــدعــوم بــالأصــول الــنقديــة. عــند الخــروج مــن اعــتماد الــوقــف الــتقليدي عــلى المــلكية أو الــعقار ، يــمنح "الــوقــف الــنقدي" الــنقد كــأصــل متحــرك. اكتســبت الــوقــف الــنقدي عــملة واســعة فــي ظــل الــعثمانــيين ، ويـرجـع ذلـك أسـاسـا إلـى الاحـتياجـات المـالـية لـلدولـة. كـما كـان لـلموجـودات الـنقديـة أيـضا مـعدلات عـالـية لـلبقاء عـلى قـيد الـحياة ، لأن المـــــوارد الـــــرأســـــمالـــــية الأصـــــلية كـــــانـــــت تتجـــــدد فـــــي كـــــثير مـــــن الأحـــــيان عـــــن طـــــريـــــق إعـــــادة الـــــدخـــــل الإضـــــافـــــي المـــــتولـــــد مـــــن الاســتثمارات (Cizakca 2004). وقــد وجــد مــفهوم الــوقــف بــعض الــتطبيقات فــي الــتكافــل (الــتأمــين الإســلامــي) وأهــميته فــي

مجالات أخرى ، مثل التمويل الأصغر الإسلامي.صـدقـة. إلـى جـانـب الـزكـاة ، يـؤكـد الإسـلام عـلى الـزكـاة المـعممة الـتي تـندرج تـحت فـئة واسـعة مـن الـصدقـة. عـلى عـكس الـزكـاة ، الـصدقـة هـي جـمعية خـيريـة طـوعـية يـتم إدارتـها بـطريـقة "خـاصـة وغـير مـرئـية". كـما يسـتخدم هـذا المـصطلح كـعبارة كـاتـمانـية للســلع والأمــوال المــمتدة كــمحبة لــلفقراء. تــرتــبط الإحــسان فــي الإســلام بــالــتطهير وبــالــروح التجــدديــة لــتداول الــثروات. فــي حــين أن الــزكــاة تهــدف إلــى تــنقية الــثروة ، فــإن الــصدقــة مــقصودة لــتطهير الــذات. وجــدت الــصادقــة بــعض الــتطبيقات فــي الــتمويــل الإسـلامـي. عـلى سـبيل المـثال ، تجـمع جـمعية الأخـوات فـي بـاكسـتان الـصدقـة لـتوسـيع نـطاق الـتمويـل الأصـغر بـدون فـوائـد ،

أو القرض الحسن ، والذي سيتم مناقشته بعد ذلك.

قـرض حـسن. مـن خـلال إنـكار الـفائـدة لـلمقرض ، يـحول الإسـلام الـقروض الـنقديـة إلـى أدوات خـيريـة. ربـما بسـبب طـبيعة عـمله الـخيري ، يـعتبر الـقرآن الـكريـم (قـرض بـدون فـائـدة) مـن الـقرآن الـكريـم بـمثابـة قـرض إلـى الله. يـختلف هـذا المـفهوم عـن الـديـون الـناتـجة عـن مـبيعات وإيـجارات الائـتمان الـتجاري. وفـي كـلتا الـحالـتين ، هـناك تـوقـع قـوي بـأن يـتم سـداد الـديـون المـترتـبة فـي غــضون فــترة زمــنية محــددة مــا لــم يــكن المــديــن فــي ظــروف صــعبة (انــظر الــقرآن 2: 280 و 2: 282). وبالمثل ، ووفقا لتقاليد Yusoff و Nor و Grine و Bensaid) النبي محمد ، فإن تأجيل دفع المبالغ المتأخرة من قبل الأغنياء هو الظلم

.(2013إن المـــعالـــجة الـــعملية لـــقار فـــي صـــناعـــة الـــتمويـــل الإســـلامـــي ليســـت محـــل نـــقاش. تـــعامـــل بـــعض الـــبنوك ودائـــعها تـــحت الـــطلب كـقروض مـفيدة بـدون فـائـدة (قـرض حـسن) يـقدمـها الـعميل إلـى الـبنك ، وبـالـتالـي يـضمن الـبنك السـداد. ومـع ذلـك ، فـإن الـقرآن يــشجع المــرونــة والــسخاء مــن قــبل الــدائــن فــي هــذه الــقروض ، وخــاصــة إذا كــان المــديــن فــي الــصعوبــة (فــاروق 2011). عــلاوة عـلى ذلـك ، لا يـتم نشـر الـقرض بـشكل عـام مـن قـبل الـبنوك الإسـلامـية عـلى جـانـب الأصـول فـي المـيزانـية الـعمومـية ، عـلى الـرغـم

من أن هذا المفهوم قد ألهم بعض المبادرات المناصرة للفقراء على نطاق محدود.مـيراث. أحـكام الإرث الإجـباري فـي الإسـلام بـمثابـة وظـيفة تـوزيـعية أخـرى. وبـناء عـلى المـصادر الـقرآنـية ، فـإن هـذه الأحـكام تـشكل "أحـد أكـثر المـجالات تـفصيلا فـي الشـريـعة الإسـلامـية" (Sait and Lim 2006، p. 107). وبـموجـب قـوانـين المـيراث الإسـلامـية ، لا يـمكن تـوريـث سـوى ثـلث الـثروة الإجـمالـية لـلشخص مـن خـلال إرادتـه ؛ يـجب أن يـتم تـمريـر الـثلثين إلـى الـورثـة الشـرعـيين (بـعد دفـع الـديـون والـديـون) - أي ، الأبـناء والـبنات والأزواج. عـلاوة عـلى ذلـك ، فـإن قـواعـد الإرث فـي الإسـلام تهـدف إلــى الــحفاظ عــلى الــعائــلة المــمتدة ، ولــيس الــعائــلة الــنواة فــقط. وبــالــتالــي ، فــي غــياب الســليل المــباشــر ، يــتم تحــديــد الأســهم

التعددية لمختلف "مجموعات من العلاقات الباقين" كورثة شرعية لثروة المتوفى.ويـــشار إلـــى قـــانـــون المـــيراث الإســـلامـــي بســـبب طـــابـــعه الـــشمولـــي والمـــتكافئ ، ولـــكنه لا يخـــلو مـــن الـــخلاف. هـــناك جـــانـــبان مـــن الـقانـون مـوضـوعـان لـلنقاش: حـقوق غـير مـتساويـة لـلمرأة (بـموجـب الـقانـون الإسـلامـي ، تـحصل المـرأة عـلى نـصف حـصة الـرجـل فــي وضــع مــماثــل) ودورهــا فــي تجــزئــة الــثروة وإعــاقــة تــنمية رأس المــال. أولا ، يــرى الــبعض أن الــقيود المــفروضــة عــلى حــقوق المــرأة فــي المــيراث تــحتاج إلــى الــنظر إلــيها ضــمن إطــار تــاريــخي واجــتماعــي لا تــملك فــيه المــرأة حــقوق المــيراث فــي الــبدايــة. يــجادل الــبعض بــأن الــنساء يــعوضــن عــن هــذا "الــظلم الــقانــونــي" الــظاهــر مــن خــلال مــنح الــصيانــة مــن أزواجــهن. حــتى الــحق المحــدود فــي المــيراث الــذي يــعينه الإســلام يــصعب إنــفاذه فــي المــجتمعات الــتي تــكون لــلأعــراف الاجــتماعــية أســبقية عــليهاعــلى الــقانــون. يــمكن حــرمــان الــنساء مــن الــعرف بــدلا مــن الــقانــون ، خــاصــة فــي الأمــاكــن الــتي يــواجــهن فــيها مــفاضــلة صــعبة بــين

مطالبة الميراث والعلاقات الأسرية )انظر المناقشة التالية(.ثــانــيا ، يــنظر إلــى الشــريــعة الإســلامــية بــاعــتبارهــا عــامــلا رئــيسيا فــي تجــزئــة الــثروة ، وتــثبيط شــراكــات تــجاريــة طــويــلة الأمــد ، ومـــنع تـــراكـــم رأس المـــال فـــي المـــجتمعات الـــعربـــية. كـــما أن تجـــزؤ المـــمتلكات لـــه تـــأثـــير فـــي الإنـــتاج الـــزراعـــي ، حـــيث قـــد تـــكون المـزارع الـصغيرة جـدا غـير مـنتجة اقـتصاديـا. غـير أن الأسـاس الاسـتدلالـي لـلمطالـبات الـتي تـربـط الـوراثـة بـالـتنمية ضـعيف. Robinson and) ما إذا كان تركيز الثروة أو فرارها يشكل عقبة إنمائية أكبر يظل سؤالا مفتوحا. تظهر الأبحاث الحديثةAcemoglu 2013) أن المسـتويـات المـرتـفعة مـن عـدم المـساواة فـي الأراضـي يـمكن أن تـقوض الـحوافـز المـؤسـسية لـلازدهـار وتنسجـم مـع عـدم المـساواة الاقـتصاديـة والـسياسـية. وبـالمـثل ، يـعد الـوصـول المحـدود إلـى الأراضـي سـببا رئـيسيا لـلفقر الـريـفي

في معظم العالم النامي.يــرتــبط الــوراثــة ارتــباطــا وثــيقا بــإدارة الــثروات الــخاصــة فــي الــتمويــل الإســلامــي. مــن المــرجــح أن يــقدم المــحامــون والمخــططون

الماليون خدمات لكتابة الوصايا عن الميراث أكثر من المؤسسات المالية الإسلامية.

الاقتصاد الإسلامي: أفكار بدون ممارسة عـلى الـرغـم مـن أن الـفكر الاقـتصادي الإسـلامـي يـوفـر الخـلفية الـفكريـة لـصناعـة الـتمويـل الإسـلامـي ، فـإنـه يـنظر إلـيه أحـيانـا عــلى أنــه مجــموعــة مــن الادعــاءات الــنظريــة المــثالــية الــتي لا تــرســم بــدقــة عــلى المــمارســة. هــناك عــلامــة اســتفهام خــطيرة حــول مــا إذا كــان الاقــتصاد الإســلامــي يــمكن وصــفه بــأنــه مــجال مــتميز. ويــنظر إلــى المــحتوى الأســاســي فــي الــتعالــيم الإســلامــية عــلى أنـه مـتسق مـع الـتركـيز الـعالمـي عـلى الـتنمية والـنمو المسـتدامـين ، مـكملا ، بـالـطبع ، بـإصـرار عـلى الأخـلاق والـعدالـة. بـالمـقابـل ، تـــشير الـــدراســـات التجـــريـــبية إلـــى أن الســـبب الـــرئـــيسي لـــلفقر والتخـــلف فـــي المـــجتمعات الإســـلامـــية يـــرجـــع إلـــى حـــد كـــبير إلـــى "الـحكم السيئ" بـدلا مـن الإسـلام (إقـبال ومـراخـور 2013). كـما حـصل الاقـتصاد الإسـلامـي عـلى دعـم رسـمي محـدود فـي

المـجتمعات الإسـلامـية. أظهـرت الـحكومـات الـقليل مـن الـوعـي أو الاهـتمام بـالمـثل الـعليا الـتي يـعتنقها الاقـتصاد الإسـلامـي. لا يــزال الحــد مــن الاعــتماد عــلى الــديــون الــتي تحســب عــليها فــوائــد وتــشجيع أســالــيب تــمويــل المــشاركــة فــي الــربــح مجــرد طــلب ورقــي. بــدلا مــن تــجسيد المــثل الاقــتصاديــة الإســلامــية فــي المــؤســسات الــدائــمة ، يســتخدم الــتمويــل الإســلامــي أحــيانــا كــبديــل لإصـــلاح جـــذري أكـــثر لـــلنظام الاقـــتصادي. إن الأعـــمال المـــصرفـــية الإســـلامـــية تـــتماشـــى إلـــى حـــد كـــبير مـــع الـــنظام الـــقانـــونـــي

والتنظيمي والضريبي الحالي المصمم للتمويل التقليدي.يـعمل الـتمويـل الإسـلامـي أيـضا فـي إطـار اقـتصاد سـياسـي يـعتمد عـلى الـحفاظ عـلى الـوضـع الـراهـن بـدلا مـن تـغييره. وحـيث دعــمت الــحكومــة بــنشاط الــتمويــل الإســلامــي ، يــحتفظ الــنظام بــسيولــة غــير مــريــحة لــلتمويــل الــتقليدي. وقــد شــكك الــبعض فــي اتـجاه الـتمويـل الإسـلامـي مـن خـلال الـتساؤل عـن سـبب اهـتمامـه "بـتنظيم الـعمليات أخـلاقـيا" مـن رجـال الأعـمال الأفـراد بـدلا مـــن تـــعزيـــز الـــنمو الاقـــتصادي عـــلى المســـتوى الـــكلي وتـــوزيـــع المـــوارد وفـــقا لـــلمبادئ الإســـلامـــية لـــلعدالـــة الاجـــتماعـــية ("الـــتمويـــل

الإسلامي ، إعادة تدوير النفط ، والتنمية الاقتصادية" ، 2009).تســببت حــركــة "احــتلوا وول ســتريــت" فــي إثــارة ضــجة فــي الــدوائــر المــالــية الإســلامــية ، خــاصــة بــعد تــصويــر أحــد المــحتجين حـامـلا لافـتة كـتب عـليها "دعـونـا نسـلم الـطريـق الإسـلامـي؟" فـي هـذا الـسياق ، جـادل "مشـتاق بـاركـر" ، وهـو صـحفي ، بـأن الـــدول ذات الأغـــلبية المســـلمة " إمـــا بـــالحـــرج مـــن الاهـــتمام الـــذي يـــتلقاه الـــتمويـــل الإســـلامـــي أو الـــذي يـــعيش فـــي حـــالـــة إنـــكار "(Parker 2011). ويــــشير إلــــى أنــــه فــــي أكــــتوبــــر 2011 ، كــــان وزيــــر المــــالــــية فــــي لــــوكــــسمبورغ يــــعلق بــــشكل إيــــجابــــي عــــلى الـتمويـل الإسـلامـي ، إلا أن المـلك الأردنـي كـان صـامـتا بـشكل مـلحوظ حـول هـذا المـوضـوع بـينما كـان يـلقي كـلمة فـي المـنتدى

الاقتصادي العالمي.وهــكذا ، وجــد اســتخدام مــبادئ الاقــتصاد والــتمويــل الإســلامــي كــأســاس لــصياغــة نــظام مــالــي بــديــل دعــما رســميا محــدودا. وكــما أن البشــر لا يــتصرفــون دائــما مــثل الــرجــل الاقــتصادي (Homo economicus) ، فــإن المســلمين لا يــتصرفــون دائــما كـالـرجـل الإسـلامـي (Homo Islamicus). وبـالمـثل ، فـإن مجـرد وجـود بـلد ذي أغـلبية مسـلمة لا يـعني أن أولـئك الـذيـن يعهـد إلـيهم بـسياسـته الاقـتصاديـة يجـدون الإلـهام والـتوجـيه مـن الـفكر الاقـتصادي الإسـلامـي. سنستکشف ھـذه المسألة أکثر في

قطاع الاقتصاد السیاسي.Siddiqi (2013) ، وهو اقتصادي إسلامي بارز ، وقد لاحظ ،

سـوف يسـتدعـي الاقـتصاد الإسـلامـي فـي المسـتقبل خـمسة تـغييرات اسـتراتـيجية فـي الـنهج: الأسـرة بـدلا مـن الـسوق كـنقطة انـطلاق فـي التحـليل الاقـتصادي ؛ الـتعاون يـلعب دورا أكـبر فـي الاقـتصاد ، يـكمل المـنافـسة ؛ الـديـون الـتي تـلعب دورا فـرعـيا ولـــيس دورا مـــهيمنا فـــي الأســـواق المـــالـــية ؛ لا تـــلعب الأدوات ذات الـــفائـــدة والـــفائـــدة أي دور فـــي خـــلق المـــال والإدارة الـــنقديـــة ؛

وأخيرا ، فإن مقاصد التفكير المستندة إلى الشريعة ، تحل محل التفكير التناظري في الفقه الاقتصادي الإسلامي.لتحقيق هذه الأهداف سيكون أمر طويل.