مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/alfiqh_37.doc · web...

697
م ت: ة لاحظ م ح، ي ح ص ت ل ا ب ي ت ر ت حات! ف لص ا% ون ك ي ب س ح ات ت لك ا وع ب مط ل ا ي! ف دار وم عل ل ا روت ب% ان! ت لب عام1409 ه.% ن مت روة لع ا! ر مي م% ن ع رحT ش! ف! ن ص م ل ا ة! هذ ب واس ق_ لا ا{ } ه ق! ف ل ا ء! ر ج ل ا ع ب سا ل ا% ونT ث لاT ت ل وا1

Upload: others

Post on 12-Oct-2020

6 views

Category:

Documents


0 download

TRANSCRIPT

Page 1: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

التصحيح، مالحظة: تم هـ.1409 عام لبنان بيروت العلوم دار في المطبوع الكتاب حسب يكون الصفحات ترتيب

{ } األقواس بهذه المصنف شرح عن مميز العروة متن

الفقهوالثالثون السابع الجزء

1

Page 2: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

2

Page 3: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الفقهاإلسالمي الفقه في استداللية موسوعة

العظمى الله آيةالشيرازي الحسيني محمد السيد

ظله دام

الصوم كتابالرابع الجزء

العلوم دارلبنان بيروت

3

Page 4: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الثانية الطبعةم1988 ـ هـ1409

المصادر تخريج مع ومصححة منقحة

طباعة. نشر. توزيع. ـ العلوم دار اللبناني البنك مقابل العبد، بئر حريك، العنوان: حارة

الفرنسي

4

Page 5: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الصوم كتابالرابع الجزء

5

Page 6: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الرحيم الرحمن الله بسم

الحمد لله رب العالمين، والصــالة والســالم على أشــرف خلقــه سيدنا محمــد وعلى آلــه الطيــبين الطــاهرين، واللعنــة الدائمــة على

أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

6

Page 7: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

فصلوندب أربعة: واجب الصوم أقسام

}فصل{ }أقســام الصــوم أربعــة: واجب{ يمنــع عن النقيض، وفي تركــهــع عن النقيض، وليس في العقاب وفي فعله الثواب }وندب{ ال يمن

تركه العقاب وإنما في فعله الثواب. نعم احتمل بعض الفقهاء أن يكــون هنــاك مســتحبات يكــون فيــواجب أن ــه وبين ال تركها العقاب األعم من العتاب، وإنما الفرق بين الواجب فيه اإللزام وليس في المندوب إلزام، مثال ذهاب العبــد إلى السفر قد ينهى عنه المولى وإذا ســافر ضــربه ســوط، وقــد ال ينهى عنه المولى، وإنما يقول لــه: إذا ســافرت افترســك الســبع، فإنــه ال

تالزم بين العقاب والنهي، وبين الثواب واألمر. واستدلوا لــذلك ببعض الروايــات الدالــة على العقــاب في بعض

إن من: (1)األمور غير الالزمة، كما ورد في عقاب األعمال للصدوق

في باب من أصابه مرض.282 ثواب األعمال وعقاب األعمال: ص)?(17

Page 8: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

عبادة كراهة ومكروه

من جعــل الشــعر، ومرض ولم يقرأ اإلخالص ومات دخل النار.ولم يفرق فرق بمنشار من نار

ــك من ــير ذل ــات إلى غ ــداد المحرم ــاتف الشــيب في ع ــد ن وعالروايات الكثيرة في مختلف أبواب الفقه.

لكن المشهور ليس بناؤهم ذلك، وقد أقـاموا لـذلك أدلـة عقليــةونقلية، وموضع المسألة الكتب األصولية.

}ومكروه كراهـة عبـادة{ فـإن المكـروه المطلـق مــا ليس في فعله العقاب على قول المشهور، مع كون الفعــل مرجوحــا والــترك راجحا، ولكن حيث ال يتصور ذلك في العبادة، إذ لو كان مرجوحا لم يؤمر به أمر عبادة، فإن معنى المكروه النهي التنزيهي عنه، ومعنى العبادة المقربية المالزمة لألمر به، أمرا ندبيا في غير الواجب وأمرا إلزاميا في الواجب، قالوا بــأن الكراهــة في العبــادة خالف الكراهــة

المطلقة.ثم فسروا ذلك بتفسيرين:

فذهب المشهور بــأن معــنى كراهــة العبــادة أقليــة الثــواب، مثال الصالة في الدار لها مائة درجــة من الثــواب، والصــالة في المســجد لها مائة وخمسون، والصالة في الحمام لها خمســون، فالصــالة في الــدار ليســت مكروهــة وال مســتحبة، وفي الحمــام مكروهــة، وفي

المسجد مستحبة. وذهب بعض إلى أن المراد بالكراهة معارضة العبادة بأهم منها،

8

Page 9: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ومحظور. وصــوم الكفــارة، وصــوم رمضــان، شهر أقسام: صوم والواجب

حج في الهدي بدل وصوم القضاء،

مثال صوم يوم عاشوراء لهــا نفس مــا لصـوم سـائر األيــام، لكنــة أوجبت هــذه المزاحمــة تســميته ــني أمي ــه التشــبه بب حيث إن في مكروها والنهي عنه، وإن كان إذا صام اإلنسان كان حاله حال صوم

سائر األيام في الثواب. وذهب ثالث إلى أن المراد بالكراهــة الحــزازة وإن لم يكن أقـلــوت ثوابا وال مزاحما، فمن يقول في المرحاض: "ال إله إال الله" بص مرتفع ليس مــا يقــول أقــل ثوابــا من قولــه في ســائر األمــاكن، وال

مزاحما بأهم، وإنما له نوع من الحزازة. وحيث إن الكالم في هـــذا الموضـــوع خـــارج عن مبحثنـــا فعلى

الطالب أن يرجع إلى مظانه. }ومحظور{ حرمه الشارع لما فيه من المفسدة، فــإن األحكــام الشرعية تابعة للمصالح والمفاسد، كما هو مبنى العدلية، وإن ذهب

بعضهم إلى المصلحة السلوكية، لكن المشهور خالف ذلك.ــادة، إذ أما الحكم الخاص وهو اإلباحة فال يعقل بالنسبة إلى العب معنى العبــادة المقربيــة ومعــنى اإلباحــة عــدم التقــريب وال التبعيــد، والجمع بين األمــرين محــال، نعم في غــير العبــادة األحكــام خمســة

خالفا للكعبي في شبهته.ــارة{ ــواجب أقســام: صــوم شــهر رمضــان، وصــوم الكف }وال لرمضان أو غيره }وصوم القضاء{ لرمضان أو غيره }وصوم بــدل

الهدي في حج

9

Page 10: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أو بشــرط، والملــتزم واليمين، والعهــد، النــذر، وصــوم التمتــع،االعتكاف. أيام من الثالث اليوم وصوم إجارة،

منه. جملة مر فقد الواجب أمافأقسام: منه المندوب وأما

أيام كصوم معين، زمان وال مخصوص بسبب يختص ال منها: ما

التمتع{ ثالثــة أيــام في الحج وســبعة إذا رجعتم }وصــوم النــذر،ــا ــارة{ أو نحوه ــرط{ الزم }أو إج ــتزم بش ــد، واليمين، والمل والعهــة }وصوم اليوم الثالث من أيام االعتكاف، أما الواجب فقد مر جمل منه{ ويذكر بعضها اآلخر في مختلــف الكتب المرتبطــة بهــا ككتــاب

الحج وكتاب األيمان والنذور. }وأما المندوب منه فأقسـام{ أربعـة: مــا ال سـبب لـه، ومـا لـه سبب، والثاني أما سببه زماني كأيام الـبيض، أو مكــاني كثالثــة أيــام في المدينــة للحاجــة، أو فعلي كالصــوم ألجــل قضــاء الحاجــة، قــال

الة﴿تعــالى: بر والصــ تعينوا بالصــ ، وقــد فســر الصــبر(1)﴾و اســبالصوم، فإنه مصداق من مصاديقه.

والمصنف تبع في التقسيم المستند وغيره، فــذكر ثالثــة أقســاممن األقسام األربعة التي ذكرناها.

}منها: ما ال يختص بســبب مخصــوص، وال زمــان معين، كصــومأيام

.45 سورة البقرة: اآلية )?(110

Page 11: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كـان لمن التشـريق وأيـام العيـدين، من اسـتثني ما عـدا السـنةــنى، ــ ــار وردت فقد بم ــ ــيرة األخب ــ ــله في الكث ــ هو حيث من فض

ومحبوبيته

السنة عدا مــا اســتثني من{ المحــرم كصــوم }العيــدين، وأيــام التشريق لمن كان بمــنى{ أو من المكــروه كصــوم يــوم عاشــوراء، ويوم عرفة لمن يضعفه الصوم الدعاء }فقد وردت األخبــار الكثــيرةــه، في فضله من حيث هو{ صوم }ومحبوبيته{ لله تعــالى أو ألوليائ فقد اختلفوا في معنى المحبوبية، فإنه ال إشكال في تحقق اإلطاعة والمعصــية بالنسـبة إلى االمتثـال وعدمـه، كمـا ال إشـكال في تحــق االنقياد والتجري فيما لم يكن هناك مطابقة للواقع، كما لــو زعم أن المولى يريد الشيء فأتى بــه والحــال أن المــولى لم يكن أراده، أو زعم أن الشيء الفالني منهي عنه فأتى بــه والحــال أن المــولى لمــاد ــازي، إذ االنقي ــالمعنى المج ــاد ب ــإن األول انقي ــه، ف يكن نهى عن الحقيقي إنما هو في اإلطاعة، فــإن االنقيــاد والمنقــاد صــفة للفعــل والفاعل ال يتحققان في األمور المزعومة فإطالقهما إطالق مجازي، وقد اختلفوا في التجري هل يوجب العقــاب أم ال، كمــا فصــلوه في

الكالم واألصول. وأما المحبوبيــة والمبغوضــية فال إشــكال في تحققهمــا بالنســبة إلى المولى العرفي، كما ال إشكال في عدم تحققهمــا بالنســبة إلى الله سبحانه، ألنه تعالى ليس محال للحوادث، فالمراد بهمــا بالنســبة

إليه تعالى أحد أمور ثالثة. إما أنهما بالنسبة إلى أوليائه، كما يســتفاد من كالم اآلخونــد في

بعض مباحث الكفاية الشبهية بالمقام.

11

Page 12: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

لي الصــومالقدســي: الحــديث في ورد ما فيه ويكفي وفوائده.به أجازي وأنا

ــادئ(، وإما أن المراد النتائج، كما قالوا )خذ الغايات واتــرك المبكما ذهب إليه المشهور.

ــذات وإن وإما أن المراد شيء ليس بحادث ولكنه من صفات ال لم نتعقله نحن، كما ال نتعقل الذات، وهذا هو األظهــر عنــدي، ويــدل

ــه ســبحانه: ــة، كقول ــه ظــواهر األدل فونا انتقمنــا﴿علي ا آســ فلم فاالنتقام واألسف شيئان، وقوله )صلى اللــه عليــه وآلــه(:(1)﴾منهم

وإن الله يرضى لرضى فاطمة(2)و ،أحب الله من أحب حســينا(3)

ـ إذا كان ذلك على وجه اإلخبار ال الدعاء. كنت كـنزا مخفيـا فــأحببت أن أعـرفوفي الحـديث القدسـي: ــرف ــق لكي أع ــل أنفخلقت الخل ــير الحب، والحاص ــالخلق غ . ف

ــان فمحــل ــف ك ــة، وكي ــذه األدل ــيين األولين خالف ظــواهر ه المعنالمسألة األصول.

}وفوائده{ الدنيوية واألخروية }ويكفي فيه ما ورد في الحــديث { لكن الــذي وجــدت بهــذه(4)الصــوم لي وأنــا أجــازي بهالقدسي:

، أجزي عليه، أو أجزي بهالعجالة

.55 سورة الزخرف: اآلية )?(1.93 ص2 كشف الغمة: ج)?(2.218 ص2 كشف الغمة: ج)?(3 في ذكر وجوب الصوم.270 ص1 كما في الدعائم: ج)?(4

12

Page 13: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

عبــادة، الصــائم نــوم وأن النــار، من جنة الصــوم أن من ورد ومامستجاب. ودعاؤه متقبل، وعمله تسبيح، وصمتهإال الصوم في يكن لم لو أنه من العلماء، بعض قال ما ونعم

ــو ولعل المراد إعطاء الجزاء بال واسطة، وإال فجزاء كل عمل ه أقربيته إليه تعالى، وإال فسائرليالذي يعطيه سبحانه، والمراد بـ

العبادات أيضا له تعالى، والقــول بــأن للصــوم خصوصــية إذ ال يمكن الصيام بدون النية المخفية عن النــاس، منظــور فيــه، إذ كــل عبــادة

هي كذلك كما ال يخفى.ــار ــة من الن ــا ورد من أن الصــوم جن ــوم الصــائم(1)}وم ، وأن ن

أيضــا }وعملــه متقبــل،(3) ونفســه تســبيح(2)عبادة، وصمته تســبيح{. (4)ودعاؤه مستجاب{

إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة الــتي هي فــوق حــد التــواتر، مذكورة في الوسائل والمستدرك والبحار، وهي مطلقة شاملة لكل

صوم، كما هو واضح.}ونعم ما قال بعض العلماء، من أنه لو لم يكن في الصوم إال

.8 من الصوم المندوب ح1 الباب 290 ص7 الوسائل: ج)?(1.3 ثواب الصائم ح79 ثواب األعمال: ص)?(2.3 من الصوم المندوب ح1 الباب 289 ص7 الوسائل: ج)?(3(.207 )12 ح46 ص2 الفقيه: ج)?(4

13

Page 14: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

التشــبه ذروة إلى البهيمية النفس حظــوظ حضيض عن االرتقاء به لكفى الروحانية بالمالئكة وشرفا. ومنقبة فضال

كتب في مذكورة كثيرة وهي مخصوص، بسبب يختص ومنها: مااألدعية.

ــة إلى ذروة التشــبه االرتقاء عن حضيض حظوظ النفس البهيميــه بالمالئكة الروحانية لكفى به فضال ومنقبة وشرفا{ فإن اإلنسان ل روح وجسد، وكلمــا ضــعف جــانب قــوي جــانب آخــر، والصــوم ممــا يضعف الجسد فيقوى جانب الروح، فــإذا كــان الصــوم بــالحق قــوي جانب المالئكية في اإلنسان، وإذا كان الصوم بالباطــل قــوي جــانب الشيطانية، وإذا قــوي جــانب الــروح سـواء كــان بــالحق أو بالباطــلــال ــة االتصـ ــان إلى قابليـ ــل اإلنسـ ــتى يصـ ــاعر حـ ارتهفت المشـ بالروحانيات فيراهم ويســمع أصــواتهم، إن مالئكيــا فيصــل إلى هــذا

الجانب، وإن شيطانيا فيصل إلى ذلك الجانب. بل تحقــق في علم األرواح الحــديث، أن في البــدن غــدد وهــذه الغدد إذا شحذت تكون لها آثار خاصة من رؤية البعيد وسماع البعيد وإدراك األشياء الخفية، والصوم وما أشبه يشــحذ هــذه الغــدد، قــال

الشاعر: الصمت والجوع واألذكار معتزالوهكذا السهر منها رفعة حصلت

}ومنها: ما يختص بســبب مخصــوص، وهي كثــيرة مــذكورة في كتب األدعية{ كالصوم عند نزول الشدة، فعن أبي عبــد اللــه )عليــه

السالم(

14

Page 15: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بر﴿في قول الله عزوجل: الصــبر قــال: (1)﴾واستعينوا بالصــ إذا زلت بالرجل النازلة والشديدة فليصم فإن اللــه، وقال: الصيام

بر﴿عز وجل يقول: .(2)﴾ يعني الصيامواستعينوا بالص والصــوم عنــد الفقــر، فعن علي بن ســويد، عن أبي الحســن

صــمموسى )عليه السالم(، قال: شكوت إليه ضــيق يــدي؟ فقــال: .(3)وتصدق

إنيوالصوم في الحر، فقد قال أمير المؤمنين )عليه السالم(: الحديث.(4)أحب من دنياكم ثالث: الصوم في الصيف

من صام لله عــزوعن يونس، قال أبو عبد الله )عليه السالم(: وجل يومــا في شــدة الحــر فأصــابه ضــمأ وكــل اللــه بــه ألــف ملــك يمسحون وجهه ويبشرونه، حتى إذا أفطر قــال اللــه عــز وجــل: مــا

.(5)أطيب ريحك وروحك، مالئكتي اشهدوا أني قد غفرت له والصوم عن غلبة الشهوة، فعن رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه

وآله

.45 سورة البقرة: اآلية )?(1.1 من أبواب الصوم المندوب ح2 باب 298 ص7 الوسائل: ج)?(2.1 من أبواب الصوم المندوب ح2 باب 298 ص7 الوسائل: ج)?(3.5 من أبواب الصوم المندوب ح2 الباب 591 ص1 انظر المستدرك: ج)?(4.1 من أبواب الصوم المندوب ح3 باب 299 ص7 الوسائل: ج)?(5

15

Page 16: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــا: ما ــ ــوقت يختص ومنه ــ ــع، في وهو معين، ب ــ وهو منها مواض صــوم يعــادل أنه ورد فقد شــهر، كل من أيــام ثالثة أكــدها: صــوم

وأفضل الصدر، بوحر ويذهب الدهر،

ــاه، فــإن لموســلم( أنــه قــال: ــا معشــر الشــباب عليكم بالب ي.(1)تستطيعوه فعليكم بالصيام فإنه وجاؤه

والصوم في الشتاء، فقد روي عن الصـادق )عليـه السـالم( أنـه.(2)الصوم في الشتاء هو الغنيمة الباردةقال:

كــذا ذكــر في الوســائل والمســتدرك من األبــواب، وفي بعضــهاتأمل، كما أني لم أجد الكثرة التي ذكرها المصنف تبعا للمستند.

}ومنهــا: مــا يختص بــوقت معين، وهــو في مواضــع، منهــا وهــو أكدها: صــوم ثالثــة أيــام من كــل شــهر، فقــد ورد أنــه يعــادل صــوم الدهر{ والظاهر أن المراد مع صيام شهر رمضان، إذ من جــاء فلــه عشر أمثالهــا فالثالثــة في شــهر يعــادل ثالثين، والمــراد بالــدهر إمــاــار العمر باعتبار أن دهر اإلنسان هو عمره، وإما الدهر حقيقــة باعتب

أن الله يأمر المالئكة بكتابة حسنات اإلنسان حتى بعد موته.}ويذهب بوحر الصدر{ ووسوسته }وأفضل

.1 من أبواب الصوم المندوب ح4 باب 300 ص7 الوسائل: ج)?(1.1 من أبواب الصوم المندوب ح6 باب 302 ص7 الوسائل: ج)?(2

16

Page 17: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أن وهو األخبــار، من جملة عليه ويــدل المشهور، عن ما كيفياتهــاء وأول منه، خميس وآخر الشهر، من خميس أول يصوم في أربعالثاني العشر

كيفياته مــا عن المشــهور{ وإن كــان يجــوز صــومه كيــف اتفــقــو أن يصــوم أول ــار، وه ــة من األخب ــه جمل ــدل علي ــات }وي لإلطالقــر ــاء في العش ــه، وأول أربع ــر خميس من ــهر، وآخ خميس من الش

الثاني{ ويدل على ذلك متواتر النصوص: صام رســول اللــهفعن حماد، عن الصادق )عليه السالم( قال:

)صلى الله عليه وآله وسلم( حتى قيــل: مــا يفطــر، ثم أفطــر حــتى قيل: ما يصوم، ثم صام صوم داود )عليه السالم( يوما، ويوما ال، ثم قبض )عليه السالم( على صيام ثالثة أيام في الشهر، وقال: يعــدلن

.صوم الدهر )الشهر( ويذهبن بوحر الصدر وقال حمــاد: الــوحر الوسوســة، قــال حمــاد: فقلت: وأي األيــام

أول خميس في الشهر، وأول أربعــاء بعــد العشــر منــه،هي؟ قال: . فقلت: وكيــف صـارت هــذه األيـام الـتي تصـام؟وآخر خميس فيه

ألن من قبلنا من األمم كــانوا إذا نــزل على أحــدهم العــذابفقال: نزل في هذه األيام، فصام رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم(

.(1)هذه األيام ألنها األيام المخوفةوعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال:

.1 من أبواب الصوم المندوب ح7 باب 303 ص7 الوسائل: ج)?(117

Page 18: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

إن رسول الله )صلى الله عليــه وآلـه وسـلم( سـئل عن صـوم ــه ــوم تعــرض في خميســين بينهمــا أربعــاء؟ فقــال: أمــا الخميس في

. (1)األعمال، وأما األربعاء فيوم خلقت فيه النار، وأما الصوم فجنةإلى غيرها من النصوص.

والظــاهر أنــه إذا كــان في العشــر األخــير خميســان جــاز صــومأيهما، وإن كان األول أفضل باعتبار، والثاني أفضل باعتبار.

وإن كان الثاني أكثر فضال لتعدد الروايات بــذلك الــتي منهــا: مــا إذا كــانعن ابن سنان، قال: قال لي أبو عبد الله )عليــه الســالم(:

في أول الشهر خميسان فصم أولهما فإنه أفضل، وإذا كان في آخر.(2)الشهر خميسان فضم آخرهما فإنه أفضل

ومنه يعرف عدم المنافاة بينه وبين روايـة الصـدوق، قـال: روي عن العالم، أنه سأل العالم )عليه السالم( عن خميسين يتفقان في

.(3)صم األول فلعلك ال تلحق الثانيآخر العشر، فقال:

.2 من أبواب الصوم المندوب ح30 باب 304 ص7 الوسائل: ج)?(1. 3 من أبواب الصوم المندوب ح7 باب 304 ص2 الوسائل: ج)?(2.15 في أبواب التطوع وثوابه في األيام المتفرقة ح24 باب 51 ص2 الفقيه: ج)?(3

18

Page 19: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــار، كما أنه ال منافاة بين رواية حماد، وبين رواية إسحاق بن عمــوم األربعــاء، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: إنما يصــام في يــوم األربعــاء وســط الشــهر، ــه لم يعــذب أمــة فيمــا مضــى إال ي ألن

ــوم ــك الي ــراد(1)فيســتحب أن يصــام ذل ــون الم ــه يمكن أن يك ، ألن بالنسبة إلى يوم األربعاء األغلبية ال الدائميــة فالحصــر إضــافي، كمــا

هو كثير في الروايات. ويدل على أن هذا النحو أفضل الكيفيات، وإن كان في كل ثالثة فضل كيف كان، ما رواه أبو بصير، قال: سألت أبا عبــد اللــه )عليــه

صــيام ثالثــة أيــام من كــل شــهر:السالم( عن صوم السنة؟ فقال: الخميس واألربعــاء، والخميس يــذهب ببالبــل القلب ووحــر الصــدر،ــاء والخميس، الخميس واألربعاء والخميس، وإن شاء االثنين واألربع وإن شاء صام في كل عشرة يومــا، فــإن ذلــك ثالثــون حســنة، وإن

.(2)أحب أن يزيد على ذلك فليزدوفي المسالة أقوال أخر:

فعن الشـــيخ: التخيـــير بين أربعـــاء بين خميســـين وخميس بينأربعاءين.

وعن االسكافي: شهر كالمشهور، وشهر بخميس بين أربعاءين. وعن العماني: تخصيص األربعاء باألخير من العشر األوسط.

وعن الحلبي: إطالق الخميس في العشر األول، واألربعاء في

.7 من أبواب الصوم المندوب ح7 باب 306 ص7 الوسائل: ج)?(1.23 من أبواب الصوم المندوب ح7 باب 311 ص7 الوسائل: ج)?(2

19

Page 20: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

قضاؤه. له يستحب تركه ومن

العشر الثاني، والخميس في العشر الثالث. ولبعض هــذه األقــوال شــواهد، لكن المشــهور فتــوى وعمال مــا

تقدم. }ومن تركه يستحب لــه قضــاؤه{ بال خالف وال إشــكال، لجملــة

من الروايات: ــه فعن الحسن بن أبي الحمزة، قلت ألبي جعفر أو ألبي عبد الل )عليهما السالم(: صوم ثالثة أيام في الشهر أؤخره في الصــيف إلى

نعم فاحفظهاالشتاء فإني أجده أهون علي؟ فقال )عليه الســالم(: (1).

وعن الحســـن بن راشـــد، قـــال: قلت ألبي عبـــد اللـــه أو ألبي الحسن )عليهمــا السـالم(: الرجــل يتعمـد أشـهر في األيـام القصـار

.(2)ال بأسيصومه لسنة؟ قال: وعن عمار بن موسى، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال: سألته عن الرجل تكون عليه من الثالثة أيام الشهر هل يصلح له أن

ــال: ــهر؟ ق ــر الش ــومها في آخ ــا أو يص ــاءيؤخره ــا أحب، إن ش م، إلى غيرها.(3)متوالية، وإن شاء فرق بينها

.1 من أبواب الصوم المندوب ح9 باب 314 ص7 الوسائل: ج)?(1.2 من أبواب الصوم المندوب ح9 باب 314 ص7 الوسائل: ج)?(2.4 من أبواب الصوم المندوب ح9 باب 315 ص7 الوسائل: ج)?(3

20

Page 21: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

والظاهر أنه ال خصوصية للتــأخير والقضــاء، بــل يجــوز التقــديم، كأن يصوم شوال عن الســنة اآلتيــة، إلطالق خــبر حســن بن راشــد،ــد صــحة التقــديم بالنســبة إلى الســنوات اآلتيــة كمــا أن المنــاط يؤي والتأخير بالنسبة إلى الســنوات الســابقة، بــل إطالق خــبر عمــار بن

موسى يدل على التأخير مطلقا. ثم الظاهر أنه ال فرق في استحباب القضاء بين أن يكــون حــال األداء مريضا أو مسافرا أم ال، إلطالق األدلة، وخصوص خبر داود بن فرقد، عن أبيه، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( في حــديث: فيمن

إن كــان من مــرض فــإذاترك صوم ثالثة أيام في كل شهر، فقال: .(1)برأ فليقضه، وإن كان من كبر أو عطش فبدل كل يوم مد

إن كــان منوخــبر حفص، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: .(2)مرض فإذا قوي فليصمه

ــه يعلم أن مــا ورد من الســقوط محمــول على عــدم تأكــد ومن االستحباب، كخبر سعد بن سعد األشــعري، عن أبي الحســن الرضــا )عليه السالم( قال: سألته عن صوم ثالثة أيام في الشــهر هــل فيــه

.(3)القضاء على المسافر؟ قال:

.1 من أبواب الصوم المندوب ح10 باب 316 ص7 الوسائل: ج)?(1.8 من أبواب الصوم المندوب ح8 باب 319 ص7 الوسائل: ج)?(2.3 من أبواب الصوم المندوب ح21 باب 159 ص7 الوسائل: ج)?(3

21

Page 22: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وخبر عذافر، قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: أصــوم هــذه الثالثة األيام في الشهر فربما ســافرت وربمــا أصــابتني علــة فيجب

إنما يجب الفرض، فأما غير الفرضعلي قضاؤها؟ قال: فقال لي: المرض، قلت: في السفر والمرض. قال: فقال: فأنت فيه بالخيار

قد وضعه الله عــز وجــل عنــك، والســفر إن شــئت فاقضــه، وإن لم.(1)تقضه فال جناح عليك

ومنه يعلم أن قول المدارك بعدم استحباب القضــاء في الســفر والمرض محل منع، وكون الروايــات الدالــة على القضــاء ضــعيفة ال

يضر بعد التسامح في أدلة السنن. وهل يلحق بذلك الجنون والكفر والطفولة وما أشبه، الظاهر ال،

النصراف النص والفتوى عن مثله. ثم الظاهر التداخل بالنسبة إلى صـوم رمضــان وصــوم الــواجب بالنذر ونحوه أو صوم أيــام الــبيض، فــإذا قصــد األمــرين أثيب لهمــا، وهذا ال ينافى أصالة عدم التداخل، إذ ظاهر األدلة أن الصــيام ألجــل خلق النار، أو عذاب األمم السابقة، أو عرض األعمال، أو ما أشــبه، وذلك يتحقــق بمجــرد الصــوم، كمــا أنــه كــذلك بالنســبة إلى النافلــة والغفيلـــة على مـــا اخترنـــاه تبعـــا لجماعـــة من الفقهـــاء كالفقيـــهــر المحققين ومنتهى ــداخل فخ ــتى بالت ــام أف ــداني، وفي المق الهم

المقاصد، ويظهر من الجواهر الميل إليه.

.5 من أبواب الصوم المندوب ح21 باب 159 ص7 الوسائل: ج)?(122

Page 23: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــال ــة، ألن األعم ــواب إذا لم يقصــد الثالث ــدم الث نعم الظــاهر ع بالنيات، إال إذا كان هناك دليل يدل على الثواب بدون النية، كما ورد في عدم شرب الخمر وأن الله يثيبه وإن لم يقصد بتركــه أمــر اللــه

سبحانه. وفي الحائض التي تعلم بأنها ال تتمكن من صيام األول أو الثاني أو الثالث، الظاهر يجوز لها التقديم والتــأخير، وإن كــان التــأخير من

باب القضاء لعله أفضل، وكذلك غيرها من سائر ذوي األعذار. ثم إنه حيث كان الصوم مستحبا جاز له النيــة بعــد الظهــر، كمــا جــاز لــه اإلفطــار بعــد الظهــر، ولــو أفطــره إنســان كــان لــه ثــواب

مضاعف، إلطالق أدلة هذه األحكام الشاملة لما نحن فيه. وال فــرق في اســتحباب القضــاء للتــارك، بين أن يكــون الــتركــاء على مــا عمدا أو جهال أو غير ذلك، كما أن الظاهر أنه لو قدمه بن ذكرناه استحب له اإلتيان في وقته، إلطالق األدلة والعلة من عرض

األعمال ونحوه. ثم الظاهر أنه ال يستحب قضــاؤه عن الميت لعــدم الــدليل، بــل العلة تؤيد العدم، اللهم إال أن يقال: بأن وجود المقتضــي في وقتــه، كما يوجب استحباب القضاء بالنســبة إليــه كــذلك يــوجب اســتحباب

القضاء بالنسبة إلى الحي نيابة عنه. وفي استحباب استيجار الغير للنيابة عنــه أداء وقضــاء في حــال

حياته ما تقدم في بعض المباحث السابقة فراجع، والله العالم.

23

Page 24: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كل عن يتصــدق أن يســتحب ونحــوه لكــبر صــومه عن العجز ومعبدرهم أو طعام من بمد يوم

}ومع العجز عن صومه لكبر ونحوه يستحب أن يتصدق عن كل يوم بمد من طعام أو بدرهم{ بال إشكال وال خالف، ويدل على ذلك األخبار الكثيرة، كالذي رواه عيص بن القاسم، قال: ســألته عمن لم يصم الثالثة األيام من كل شــهر وهــو يشــتد عليــه الصــيام هــل فيــه

.(1)مد من طعام في كل يومفداء؟ قال: وعن يزيــد بن خليفــة، قــال: شــكوت إلى أبي عبــد اللــه )عليــه السالم( فقلت: إني أصدع إذا صمت هذه الثالثة األيام ويشــق علي،

فاصنع كما أصنع، فإني إذا سافرت صدقت عن كل يــوم بمــدقال: .(2)من قوت أهلي الذي أقوتهم به

وعن عمر بن يزيد، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه الســالم(: إن لدرهم تصــدق بــه أفضــل من صــيامالصوم يشتد علي؟ فقال لي:

.(3)وما أحب أن تدعه، ثم قال: يوم وعن إبــراهيم بن المثــنى، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه السالم(: إني قد اشتد علي صوم ثالثة أيام في كل شهر فما يجزي

عني أن

.1 من أبواب الصوم المندوب ح11 باب 317 ص7 الوسائل: ج)?(1.2 من أبواب الصوم المندوب ح11 باب 317 ص7 الوسائل: ج)?(2.3 من أبواب الصوم المندوب ح11 باب 317 ص7 الوسائل: ج)?(3

24

Page 25: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

صــدقة درهم أفضــل منأتصدق مكان كل يوم بدرهم؟ فقــال: . (1)صيام يوم

إلى غيرها من الروايات التي تدل الجمع بينهــا على التخيــير بينالدرهم والمد من الطعام.

كما أن ظــاهر الجمــع بين هــذه الروايــات وبين روايــات القضــاء شامل لغير المرض أيضــا،اشتد عليالتخيير بين الثالثة، إذ قوله:

ولذا استفاد في الجواهر تبعـا للـدروس اسـتحباب هــذا الفــداء على كل حال، واإلشكال في ذلــك كمــا في منتهى المقاصــد ال وجــه لــه،

لكن الظاهر أن الصوم مقدم على كل حال. وهل الدرهم والمــد متســاويان فيمــا إذا تســاويا قيمــة، أو المــد األصل والدرهم بدل، أو العكس، ال يبعد كون المد األصل بمعنى أن البدل للصيام هو المد، وجعل الدرهم بدال عنه من جهــة أنـه يحصــل به المد في زمن الروايات، فإذا كان غالء لم يكف الدرهم وإذا كــان

رخص لم يلزم الدرهم، بل جاز األقل. إال أن ظــاهر الفقهــاء االختصــاص، رخص المــد أو غال، كمــا في

سائر المقامات. والظاهر أنه ال يسقط القضاء مع إعطاء البدل، إذ المستفاد من

أخبار الصيام أهمية له.ــه ألجــل مشــقة إعطــاء أما ما ورد من أن الــدرهم أفضــل، فلعل

المال. ومورد هذه الصدقة المسكين، ويجوز إعطاؤهــا للســيد ولــو من

غير

.5 من أبواب الصوم المندوب ح11 باب 318 ص7 الوسائل: ج)?(125

Page 26: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــوم ــا: ص ــام ومنه ــبيض أي ــهر، كل من ال ــالث وهي ش عشر الث وعن المشــــهور، األصح على عشــــر، والخــــامس عشر والرابع

المتقدمة الثالثة أنها العماني

السيد، ويجوز إعطــاء المتعــدد لواحــد وإعطــاء الواحــد للمتعــدد لإلطالق، واألفضــل أن يكــون من أوســط الطعــام لروايــة يزيــد بن

خليفة.وفي المقام مسائل أخر تعرف من الفدية في اإلفطار.

}ومنهـا: صــوم أيــام الــبيض من كـل شــهر، وهي الثــالث عشـرــاني والرابع عشر والخامس عشر، على األصح المشهور، وعن العمــام ــة{ وال إشــكال وال خالف في اســتحباب أي ــة المتقدم ــا الثالث أنه الـبيض، بـل عن الغنيــة والمنتهى والمختلـف دعـوى اإلجمــاع عليـه،ــام منســوخ ولكن ربما استشعر من كالم الصدوق أن صوم هذه األي بالخميسين اللذين بينهما أربعاء، والتــذكرة لمــا دل على أن رســول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( قبض على ذلــك، ولكن في داللتــه

على النسخ نظر كما سيأتي، ويدل على المطلوب روايات: ســئل رســولكالمروي عن أمير المؤمنين )عليه السالم( قال:

الله )صلى اللــه عليــه وآلــه( عن صــوم أيــام الــبيض، فقــال: صــيام.(1)مقبول غير مردود

.4 من أبواب الصوم المندوب ح12 الباب 321 ص7 الوسائل: ج)?(126

Page 27: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــه الســالم( قــال: قــال والمــروي عن الحلــواني، عن علي )علي أتاني جبرئيل فقـال: قـلرسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم(:

لعلي صــم من كــل شــهر ثالثــة أيــام، يكتب لــك بــأول يــوم تصــومه عشرة آالف سنة، وبالثاني ثالثــون ألــف ســنة، وبالثــالث مائــة ألــف سنة. قلت: يا رسول الله إلى ذلك خاصة أم للنــاس عامــة؟ فقــال: يعطيك الله ذلك ولمن عمــل مثــل ذلــك، فقلت: مــا هي يــا رســول الله؟ قال: األيام البيض من كــل شــهر، وهي الثــالث عشــر والرابــع

.(1)عشر والخامس عشر وعن ابن مسعود، عن النبي )صلى الله عليــه وآلــه وســلم( في

إن الله أهبــط آدم إلى األرض مســودا فلمــا رأتــه المالئكــةحديث: فنــادى منــاد من السـماء: أن إلى أن قـال: ضجت وبكت وانتحبت

صم لربك اليوم فصام فوافق ثــالث عشــر من الشــهر فــذهب ثلث الســواد، ثم نــودي يــوم الرابــع عشــر: أن صــم لربــك اليــوم فصــام فذهب ثلث السواد، ثم نــودي يــوم الخــامس عشـر بالصـيام فصــام وقد ذهب السواد كله، فسميت أيام البيض للذي رد اللــه عــز وجــل على آدم من بياضه، ثم نادى مناد من الســماء: يــا آدم هــذه الثالثــةأيام جعلتها لك ولولدك من صامها في كل شهر فكأنما صــام الـدهر

(2). قال الصدوق: هذا الخبر صحيح، ولكن رسول اللــه )صــلى اللــه

عليه وآله( سن مكان

.3 من أبواب الصوم المندوب ح12 الباب 321 ص7 الوسائل: ج)?(1.1 من أبواب الصوم المندوب ح12 الباب 319 ص7 الوسائل: ج)?(2

27

Page 28: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أيــام الــبيض خميســا في أول الشــهر، وأربعــاء في وســطه،وخميسا في آخره.

ــل الظــاهر اســتحباب كالأقــول: ــك، ب ــل على ذل ــدل دلي لم ي األمرين، وإن كــان المســتفاد من بعض الروايــات االكتفــاء بأحــدهما من اآلخر، وهل كانت سنة رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( أيــامــة دلت على ــات المتقدم ــذكورة، بعض الرواي ــة الم ــبيض أو الثالث ال

الثاني، ورواية قرب اإلسناد تدل على األول. إن عليــا )عليــه السـالم(فعن جعفر عن أبيه )عليهما السـالم(:

كان ينعت صيام رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( قال: صام رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( الدهر كله ما شاء اللــه، ثم ترك ذلك وصام صيام داود )عليه الســالم( يومــا للــه، ثم تــرك ذلــك وصام البيض ثالثة أيام من كــل شــهر، فلم يــزل ذلــك صــيامه حــتى

، ال يبعد أن تكون سنته تارة هكذا، وتارة هكذا إلى(1)قبضه الله إليهحين الممات، فإنه يصدق حينئذ كال األمرين.

كمــا أن من ســنته أن يــزور الحســين )عليــه الســالم( بين يــومــال: إن ســنته ويوم، ويزور العباس )عليه السالم( بين يوم ويوم، يق

أن يزور

.2 من أبواب الصوم المندوب ح12 الباب 320 ص7 الوسائل: ج)?(128

Page 29: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وســلم( وهو وآله عليه الله )صــلى النبي مولد يوم ومنها: صوم الثاني الكليني: إنه وعن األصح، على األول ربيع من عشر السابع

منه عشر

الحسين )عليه السالم( إلى أن مات، وأن يــزور العبــاس )عليــهالسالم( إلى أن مات.

ثم إن الظاهر أن أيام البيض باعتبار الليالي، حيث إنهـا مقمــرة، لكن في الحديث المتقدم أنــه باعتبــار ابيضــاض آدم، ولعــل التــأنيث

، فإن الظاهر أن آدم اســود كلــه فبشــرته أخــذتالبشرةمن جهة في البياض كل يوم ثلثا.

ثم إن الظاهر خصوصا من رواية الحلــواني في أنــه ال تالزم بين األيــام الثالثــة، فيجــوز لإلنســان أن يصــوم بعضــها، ولــه ثــواب ذلــك

البعض، والله العالم. }ومنها: صوم يوم مولد النبي )صلى الله عليه وآله وسلم( وهو السابع عشر من ربيــع األول على األصـح، وعن الكليـني أنـه الثـاني عشر منه{ وتبعه الشهيد في فوائد القواعــد ميال، ثم إنــه ال إشــكالــذلك ــات بـ ــوم، والروايـ ــذا اليـ ــوم هـ ــتحباب صـ وال خالف في اسـ مستفيضة، كما أن الروايات بأنه السابع عشر أيضا كذلك، وما قالــهــذلك المدارك من أنه لم يجد رواية تصلح إلثيات أحد القــولين أراد بــه، عن أبي الرواية الصحيحة في اصطالحه، فعن إسحاق بن عبد الل

إن األيــام الــتيالحسن علي بن محمد )عليه الســالم( في حــديث: تصام فيهن أربع، منها

29

Page 30: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يوم مولد النبي )صلى الله عليه وآله وسلم( يوم الســابع عشــر.(1)من شهر ربيع األول

ــال: روي عنهم )عليهم الســالم( أنهم وفي مصــباح المتهجــد، قــهقالوا: من صام يوم السابع عشر من شهر ربيع األول كتب الله ل

.(2)صيام سنة وعن العريضي قال: ركب أبي وعمومتي إلى أبي الحسن )عليه السالم( وقد اختلفوا في األيــام الــتي تصــام في الســنة، وهــو مقيم

جئتم تســألوني عنبقرية قبل سيره إلى سر من رأى، فقــال لهم: ، فقــالوا: مــا جئنــاك إال لهــذا؟ فقــال:األيام التي تصــام في الســنة

اليوم السابع عشر من ربيع األول، وهو اليوم الذي ولد فيه رســول الحديث.(3)الله )صلى الله عليه وآله(

وعن المفيد أنه قـال: )في اليــوم السـابع عشـر من ربيـع األول كــان مولــد رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( ولم يــزل الصـــالحون من آل محمـــد )عليـــه الســـالم( على قـــديم األوقـــات

.(4)يعظمونه ويعرفون حقه ويرعون حرمته ويتطوعون بصيامه(

.1 من أبواب الصوم المندوب ح19 الباب 335 ص7 الوسائل: ج)?(1.733 مصباح المتهجد: ص)?(2.3 من أبواب الصوم المندوب ح19 الباب 335 ص7 الوسائل: ج)?(3.4 من أبواب الصوم المندوب ح19 الباب 336 ص7 الوسائل: ج)?(4

30

Page 31: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الحجة ذي من عشر الثامن وهو الغدير، يوم صوم ومنها

ورد الخبر عن الصادقين )عليهمــا الســالم(وعن المقنعة، قال: بفضل صيام أربعة ايام في السنة، إلى أن قال: يــوم الســابع عشــرــه من ربيع األول، وهو اليوم الذي ولد فيه النبي )صلى الله عليه وآل

. (1)وسلم(، فمن صامه كتب الله له صيام ستين سنة وقريب منه بدون الثواب عن مسار الشــيعة، ومــع ذكــر الثــواب

.(2)ستين سنة عن روضة الواعظين إلى غيرها من الروايات، واالختالف في الثواب باعتبــار األفــراد، فإنما يجازى الناس على قدر عقولهم، وعلى قــدر نيــاتهم، كمــا ورد في األخبار، وكذلك بالنسبة إلى وجود الموانع الخارجيــة من طهــارة

اإلنسان عن المعاصي، وعدم طهارته عنها.ولو صام في الثاني عشر بقصد الرجاء كان حسنا.

}ومنها صوم يوم الغدير، وهو الثامن عشــر من ذي الحجــة{ بال إشكال وال خالف في أصل الصوم وفي كونه في هذا اليوم، لمتواتر

الروايات. ففي رواية حسن بن راشد، بعد تعيين الصــادق )عليــه الســالم( أن الغدير كان في اليوم الثــامن عشــر من ذي الحجــة، قــال: قلت:

فما لمن صامه؟ قال: .(3)صيام ستين شهرا

.1 باب صيام األربعة السطر 59 المقنعة: ص)?(1.7 من أبواب الصوم المندوب ح19 الباب 337 ص7 الوسائل: ج)?(2.2 من أبواب الصوم المندوب ح14 الباب 323 ص7 الوسائل: ج)?(3

31

Page 32: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

، عن أبي الحسن الهادي )عليه السـالم(:(1)وفي رواية العريضيعد صوم الغدير من األيام األربعة التي يصام فيهن.

ــه الســالم( وعن العبدي قال: سمعت أبا عبد الله الصــادق )علي صيام يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا، لو عاش إنســانيقول:

ثم صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك، وصيامه يعدل عند الله عز وجل في كل عام مائــة حجــة ومائــة عمــرة مــبرورات متقبالت،

.(2)وهو عيد الله األكبر وعن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال:

صوم يوم غدير خم كفارة ستين سنة(3). وفي رواية حسن بن راشد، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(:

.(4)... والعمل فيه يعدل ثمانين شهرا وعن المفضل بن عمر، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(:

. قال: قلت: قد عرفتأربعة أعيادكم للمسلمين من عيد؟ فقال: أعظمها وأشــرفها يــوم الثــامن عشــرالعيدين والجمعة، فقال لي:

من

.3 من أبواب الصوم المندوب ح14 الباب 324 ص7 الوسائل: ج)?(1.4 من أبواب الصوم المندوب ح14 الباب 324 ص7 الوسائل: ج)?(2.5 من أبواب الصوم المندوب ح14 الباب 325 ص7 الوسائل: ج)?(3.6 من أبواب الصوم المندوب ح14 الباب 325 ص7 الوسائل: ج)?(4

32

Page 33: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

شهر ذي الحجة، وهو اليوم الذي أقام فيــه رســول اللــه )صــلى الله عليه وآله وسلم( أمير المؤمنين )عليــه الســالم(، إلى أن قــال:

.(1)ومن صامه كان أفضل من عمل ستين سنةــوموفي رواية العبدي، عن الصادق )عليه السالم(: إن صــوم ي

.(2)الغدير يعدل ستين شهرا من أشهر الحرام وفي رواية الطوسي، عن أبي الحســن الرضــا )عليــه الســالم(:

إن أمير المؤمنين )عليه السالم( صعد المنبر في يوم غدير صــادف ــر ــة، وذك ــة طويل ــار وخطب خطب ــة خمس ســاعات من النه الجمع

وصوم هذا اليوم مما ندب إلى أن قال: فضائل كثيرة ليوم الغديرــه الله تعالى إليه، وجعل الجزاء العظيم كفاء له عنه، حتى لو تعبد ل عبــد من العبيــد في الشــبيبة من ابتــداء الــدنيا إلى تقضــيها صــائما نهارهــا، قائمــا ليلهــا، إذا أخلص المخلص في صــومه، لقصــرت إليــه

.(3)أيام الدنيا عن كفائهــوم غــديروفي رواية الفتال، عنهم )عليهم السالم(: من صام ي

خم

.7 من أبواب الصوم المندوب ح14 الباب 325 ص7 الوسائل: ج)?(1.10 من أبواب الصوم المندوب ح14 الباب 326 ص7 الوسائل: ج)?(2.11 من أبواب الصوم المندوب ح14 الباب 326 ص7 الوسائل: ج)?(3

33

Page 34: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

. (1)ولم يستبدل به كتب الله له صيام الدهرإلى غيرها من الروايات الكثيرة.

ــا من تعظيم وليس غريبا أن يكون تعظيم يوم الغــدير أكــثر ثواب يوم المولود والمبعث، لوضوح أن من يطيع اللــه في تمــام مــا قــال أعظم أجرا ممن يطيع في بعض ما قال، بمعنى أنــه ســبحانه جعــل لمن أطاع قوله في النبي مائة مثال، ولمن أطــاع قولــه في الوصــي أيضا مائتين باعتبار أن البقاء أشق، وامتثال جميــع األوامــر أصــعب، كما أنه كذلك بالنسبة إلى نظــر اللــه تعــالى لــزوار الحســين )عليــه

.(2)السالم( في يوم عرفة قبل نظره إلى حجاج عرفات ثم إن من الالزم على موالي اإلمــام )عليــه الســالم( أن يهتمــوا ليوم الغدير حتى يجعلوه كعاشوراء، فإن اإلعالم األمــوي والعباســي ومن إليهم ضـــد اإلمـــام عمـــل عملـــه إلى أيامنـــا هـــذه، فكم من المسلمين واألجانب ينظرون إلى اإلمام نظرة شــزراء، فــإن الــذين غصبوا الخالفة قد أسسوا أكبر أساس لمعاداة اإلمام، فقد كان أحد أتبــاع معاويــة يــركب الناقــة ويطــوف القــرى واألريــاف في الشــام ويجمع الناس ويقول لهم: إن علي بن أبي طالب كان منافقا، وأراد قتل الرســل فــالعنوه، فيلعن النــاس اإلمــام )عليــه الســالم(، وكــان

جالوزة معاوية يعطون

.14 من أبواب الصوم المندوب ح14 الباب 329 ص7 الوسائل: ج)?(1 في ثــواب زيــارة الحســين)عليــه الســالم( يــوم70 بــاب 170 كامل الزيارات: ص)?(2

عرفة. 34

Page 35: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــبي مبعث ومنهــا: صــوم وســلم( وهو وآله عليه الله )صــلى النرجب من والعشرون السابع

األطفال في السكك األغنام الجميلة، فإذا أنســوا بهــا األطفــال، جاءهم إنسان شــديد اللهجــة كريــه المنظــر، ويســمي نفســه باســم اإلمــام علي )عليــه الســالم( ويأخــذ األغنــام من األطفــال بالضــربــوم والقسوة، إلى غير ذلك مما هو مدون في كل التواريخ، وإلى الي اإلمام وشيعته مرميون بكل ما راق ألعــداء، وفي مصــر قــبر مالــك

األشتر يسمى بقبر الشيخ العجمي، والله المستعان. }ومنها: صوم مبعث النبي )صلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( وهــو السابع والعشـرون من رجب{ بال إشــكال وال خالف، والروايــات بــه

متواترة:ــه الســالم( في ــه )علي ــد الل فعن حســن بن راشــد، عن أبي عب

وال تدع صيام يوم سبعة وعشرين من رجب، فإنــه هــوحديث قال: اليوم الذي أنــزلت فيــه النبــوة على محمــد )صــلى اللــه عليــه وآلــه

.(1)وسلم( وثوابه مثل ستين شهرا لكم وفي رواية الحســن بن بكــار، عن الرضــا )عليــه الســالم( قــال:

.(2)وصوم ذلك اليوم كصوم سبعين عاما

.1 من أبواب الصوم المندوب ح15 الباب 329 ص7 الوسائل: ج)?(1.2 من أبواب الصوم المندوب ح15 الباب 329 ص7 الوسائل: ج)?(2

35

Page 36: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الخامس اليوم وهو الكعبة، تحت من األرض دحو ومنها: يوم

كتب اللهوعن عبد الله بن طلحة، عن الصادق )عليه السالم(: .(1)له صيام سبعين سنة

كــان ثوابــهوفي رواية كثير، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(: . (2)ثواب من صام ستين شهرا

ومثله رواية ســهل، عن بعض أصــحابنا، عن أبي الحســن )عليــهالسالم(.

صــام أبــو جعفــر الثــاني )عليــهوعن الريان بن الصــلت، قــال: السالم( لما كان ببغداد، صام يوم النصــف من رجب، ويــوم الســابع

. (3)والعشرين منه، وصام معه جميع حشمهإلى غيرها من الروايات.

وال يخفى أن كون البعث في السابع والعشـرين ال ينــافي نـزول القرآن في شهر رمضان، إذ من الممكن أن ينزل القرآن، وال يــؤمرــات ــد الحكوم النبي )صلى الله عليه وآله( بتبليغه، كما هو العادة عن حيث يعطى الموظف القرار، ولكن يؤمر تبليغه بعد أشهر وســنوات

مثال.}ومنها: يوم دحو األرض من تحت الكعبة، وهو اليوم الخامس

.3 من أبواب الصوم المندوب ح15 الباب 330 ص7 الوسائل: ج)?(1.4 من أبواب الصوم المندوب ح15 الباب 330 ص7 الوسائل: ج)?(2.7 من أبواب الصوم المندوب ح15 الباب 330 ص7 الوسائل: ج)?(3

36

Page 37: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

القعدة ذي من والعشرون

والعشرون من ذي القعــدة{ بال إشــكال وال خالف، واألخبــار بــهمتواترة:

ــا غالم ــع أبي وأن ــال: كنت م ــاء، ق ــن بن علي الوش فعن الحس فتعشينا عنــد الرضــا )عليــه الســالم( ليلــة خمس وعشــرين من ذي

ليلــة خمس وعشــرين من ذي القعــدة ولــد فيهــاالقعدة، فقال له: إبراهيم )عليه السـالم(، وولـد فيهـا عيسـى بن مـريم، وفيهـا دحيت األرض من تحت الكعبة، فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستين

.(1)شهرا فيوفي الفقيـه، عن موسـى بن جعفـر )عليـه السـالم( قـال:

خمس وعشرين من ذي القعدة أنزل اللــه عــز وجــل الكعبــة الــبيت الحرام، فمن صام ذلك اليوم كان كفارة سبعين سنة، وهو أول يوم

.(2)أنزل فيه الرحمة من السماء على آدم )عليه السالم( الكعبة كانت قبة من نور أو درة أو ما أشــبه، نــزلت منأقول:

السماء إلى األرض، ثم في أيام الطوفان رجعت إلى السماء، وبقيمكانها كثيب أحمر حتى بناها إبراهيم الخليل )عليه السالم(.

والمراد بالــدحو: إمــا البســط، أو الــرمي في الفضــاء على نحــوعلي )عليه قولهم:

.1 من أبواب الصوم المندوب ح15 الباب 331 ص7 الوسائل: ج)?(1.3 في ابتداء الكعبة... ح64 باب 156 ص2 من ال يحضره الفقيه: ج)?(2

37

Page 38: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــرميالسالم( داحي باب خيبر ، والمراد على الثاني أن ابتداء ال كــان من الكعبــة، بمعــنى أنهــا الجــزء األول في الحركــة رقبــة، وإن

كانت الحركة تكون دفعة واحدة زمانا. كتب اللــه لــه صــياموفي روايــة أبي الحســن )عليــه الســالم(:

.(1)ستين شهرا وروى عبد الله الصــيقل، قــال: خــرج علينــا أبــو الحســن )عليــه السالم( يعني الرضا )عليــه الســالم( في يــوم خمس وعشــرين من

ذي القعدة، فقال: ــداكصوموا فإني أصبحت صائما . قلنا: جعلنا ف يـوم نشـرت فيــه الرحمـة، ودحيت فيــه األرض،أي يوم هو؟ قـال:

.(2)ونصبت فيه الكعبة، وهبط فيه آدم )عليه السالم( وعن عبد الرحمان السلمي، عن أمير المؤمنين )عليــه الســالم(

أول رحمة نزلت من السماء إلى األرض في خمس وعشرينقال: من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم وقــام تلــك الليلــة فلــه عبــادة

.(3)مائة سنة صام نهارها وقام ليلها في خمس وعشــرين ليلــة منوعن اإلقبال، قال: وفي روايــة:

ذي

.4 من أبواب الصوم المندوب ح16 الباب 332 ص7 الوسائل: ج)?(1.5 من أبواب الصوم المندوب ح16 الباب 332 ص7 الوسائل: ج)?(2.7 من أبواب الصوم المندوب ح16 الباب 332 ص7 الوسائل: ج)?(3

38

Page 39: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الدعاء. عن الصوم يضعفه ال لمن عرفة ومنها: يوم

القعدة أنــزلت الرحمــة من الســماء وأنــزل تعظيم الكعبــة على آدم )عليه السالم(، فمن صام ذلك اليوم استغفر له كــل شــيء بين

، إلى غيرها من الروايات.(1)السماء واألرض ولعل المراد بستين شهرا، وسبعين سنة، ومائة سنة وما أشــبه،

، فالإن تستغفر لهم سبعين مرةالمبالغة بمعنى العدد الكثير، نحو ينافي األكثر من العدد المذكور، وقد ذكرنا في ما تقــدم وجهــا آخــر

لذلك فراجع.ــدعاء{ وأضــاف }ومنها: يوم عرفة لمن ال يضعفه الصوم عن ال بعض الفقهاء اشتراط تحقق الهالل، ولكن جماعة من الفقهاء ذهبواــد ــدم أح ــع ع ــه إال م ــية ل ــام ال خصوص ــائر األي ــومه كس إلى أن ص

الشرطين، أي الضعف أو عدم تحقق الهالل فيكره. ويدل على االســتحباب مــا رواه محمــد بن مســلم، عن أحــدهما

ــا أصــومه)عليهما السالم( أنه سئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال: أن.(2)اليوم فهو يوم دعاء ومسألة

وعن سليمان الجعفري، قال: سمعت أبا الحسن )عليه السالم(كان أبي يصوم يوم عرفة في اليوم الحار في الموقف يقول:

.16 في دحو األرض... السطر 312 اإلقبال: ص)?(1.1 من أبواب الصوم المندوب ح23 الباب 343 ص7 الوسائل: ج)?(2

39

Page 40: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ويــأمر بظــل مرتفــع فيضــرب لــه، فيغتســل ممــا يبلــغ منــه من.(1)الحر

ــه الســالم( قــال: وعن محمــد بن مســلم، عن أبي جعفــر )علي من قــوي عليــه فحســن إن لمسألته عن صوم يوم عرفة، فقــال:

يمنعك من الدعاء، فإنه يوم دعاء ومســألة فصــمه، وإن خشــيت أن.(2)تضعف عن ذلك فال تصمه

وعن عبد الرحمان بن عبد الله )عليه السالم(، عن أبي الحسن لم وقــال: صــوم يــوم عرفــة يعــدل الســنة)عليه الســالم( قــال:

.(3)يصمه الحسن )عليه السالم( وصامه الحسين )عليه السالم( لعله إشارة إلى ما ياتي من أن الحسن )عليــه الســالم(أقول:

في إمامته لم يصمه.ــزلتوعن الصدوق، قال: وروي أن في تسع من ذي الحجــة أن

توبة داود)عليه السالم( فمن صام ذلــك اليــوم كــان كفــارة تســعين.(4)سنة

.3 من أبواب الصوم المندوب ح23 الباب 343 ص7 الوسائل: ج)?(1.4 من أبواب الصوم المندوب ح23 الباب 343 ص7 الوسائل: ج)?(2.5 من أبواب الصوم المندوب ح23 الباب 344 ص7 الوسائل: ج)?(3.9 في صوم التطوع وثوابه ح25 باب 52 ص2 من ال يحضره الفقيه: ج)?(4

40

Page 41: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

من صــاموعن دعائم اإلسالم، عن علي )عليــه الســالم( قــال: .يوم عرفة محتسبا فكأنما صام الدهر

وسئل أبو جعفر محمــد بن علي )عليهمــا الســالم( عن صــومه؟ إن خشــي من شــهد الموقــف أنفقال نحوا من ذلك، إال أنه قــال:

يضعفه الصوم من الـدعاء والمسـألة والقيـام، فال يصـمه فإنـه يــوم.(1)دعاء ومسألة

وعن درر اللئالي، عن رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه( أنــهقال: .(2)وصيام عرفة كصيام أربعة عشر شهرا

منوعن رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه وســلم( أنــه قــال: .(3)صام يوم عرفة غفر الله له سنة خلفه وسنة أمامه

إلى غيرهــا من الروايــات المــذكورة في الوســائل والمســتدركوغيرهما.

أما من قال بعدم االستحباب، فقد استدل بجملة من الروايات: كالمروي عن محمد بن مســلم، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(

إن رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( لم يصــم يــومقال: .(4)عرفة منذ نزل صيام شهر رمضان

.284 ص1 الدعائم: ج)?(1.5 من أبواب الصوم المندوب ح19 الباب 595 ص1 المستدرك: ج)?(2.6 من أبواب الصوم المندوب ح19 الباب 595 ص1 المستدرك: ج)?(3.2 باب صوم عرفة وعاشوراء ح14 ص4 الكافي: ج)?(4

41

Page 42: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وفيه: إن الظاهر منه عدم وجوبــه، ويــدل على أنــه )صــلى اللــه عليه وآله وسلم( كان يصوم عرفة قبل ذلك فهــو مؤيــد للمطلــوب، فهذا الحديث مثــل مــا رواه الكليــني )رحمــه اللــه( قــال: وجــاء في

مــا صــامه رســولصوم شعبان أنه سئل عنه )عليه السالم( فقال: . فــإن المــراد(1)الله )صلى الله عليه وآله وسلم( وال أحد من آبائي

صومه على وجه الوجوب، فإنــه قــال قــوم بوجــوب شــعبان كشــهررمضان، وأن إفطاره يوجب الكفارة.

وقال سدير: سألت عن أبي جعفر )عليه السالم( عن صوم يوم عرفـة، فقلت: جعلت فـداك إنهم يزعمـون أنـه يعـدل صـوم سـنة؟

إن. قلت: ولم ذاك جعلت فداك؟ قال: كان أبي ال يصومهفقال: يوم عرفــة يـوم دعــاء ومسـألة، وأتخـوف أن يضـعفني عن الــدعاء، وأكره أن أصومه وأتخوف أن يكون يــوم عرفــة يــوم أضــحى وليس

.(2)بيوم صوم وفيه: إن الظاهر منه أفضلية الدعاء والتخوف من الحرام، فيما كان من اشتباه المستحب بالحرام، وإن كان استصحاب عدم تقــدم

الشهر.وعن يعقوب بن شعيب، قال: سألت أبا عبد الله )عليه

.6 باب صوم رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( ح91 ص4 الكافي: ج)?(1.6 من أبواب الصوم المندوب ح23 الباب 344 ص7 الوسائل: ج)?(2

42

Page 43: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

إن شــئت صـمت وإنالسـالم( عن صـوم يـوم عرفـة؟ فقـال: . (1)شئت لم تصم

وفيــه: إنــه من المعلــوم كــون المقصــود نفي الوجــوب، وإال فال إشكال في أن الصوم خــير، ومنــه يظهــر وجــه روايــة الزهــري، عن

إن من الصوم الــذي صــاحبه فيــهعلي بن الحسين )عليه السالم(: .(2)بالخيار، إن شاء صام وإن شاء أفطر، صوم يوم عرفة

إنــه لموفي روايــة ســالم، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: يصم الحسن )عليه السالم( حين كان إماما، وصــام الحســين )عليــه السالم(، فلما صار الحســين )عليــه الســالم( إمامــا لم يصــم، فلمــا سئل الحسين )عليه السالم( عن ذلك؟ فقــال: »إن الحســن )عليــه السالم( كان إماما فأفطر لئال يتخذ صومه سنة، وليتأسى به الناس، فلما أن قبض كنت أنا اإلمام فأردت أن ال يتخذ صومي سنة فتأسى

.(3)الناس بيــا على ــارا عرفي والمراد دفع توهم الوجوب أو انجبار الناس انجب الصيام، فإن الناس على طريق كبرائهم، ويؤيد ذلك ما رواه الفقيه:

إن رجال أتى الحســن والحســين )عليهمــا الســالم( فوجــد أحــدهما صائما واآلخر مفطــرا، فســألهما فقــاال: إن صــمت فحســن، وإن لم

.(4)تصم فجائز

.8 من أبواب الصوم المندوب ح23 الباب 344 ص7 الوسائل: ج)?(1.12 من أبواب الصوم المندوب ح23 الباب 345 ص7 الوسائل: ج)?(2.13 من أبواب الصوم المندوب ح23 الباب 345 ص7 الوسائل: ج)?(3.10 في صوم التطوع... ح25 الباب 52 ص2 من ال يحضره الفقيه: ج)?(4

43

Page 44: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الحجة، ذي من والعشرون الرابع وهو المباهلة، ومنها: يوم

ويؤيد االستحباب ما يأتي من استحباب صوم كل يوم من تسعة أيام ذي الحجة، وأن صوم يوم عرفة فيهـا يعـادل ألفي رقبــة وألفي بدنة وألفي فرس يحمل عليها في سبيل الله، وكفــارة ســتين ســنة

قبلها، وستين بعدها. ومما تقدم يظهــر أن جــزم المســتند بعــدم االســتحباب الخــاص

مستند إلى بعض ما تقدم محل نظر. }ومنها: يوم المباهلة، وهـو الرابـع والعشـرون من ذي الحجـة{

وقيل: إنه الخامس والعشرون، لكنه غير معروف القائل. حيث قــال:(1)ويدل عليه بعد عدم الخالف فيــه إال من المــدارك

لم أقف على استحباب صوم هــذا اليــوم على نص بالخصــوص غــير مرسل الصدوق من أن صومه كفارة ســبعين ســنة، وقــد باهــل في هذا اليوم رسول الله )صلى الله عليه وآلــه وســلم( وعلي وفاطمــة والحســن والحســين )عليهم الســالم( نصــارى نجــران فــامتنعوا عن مباهلتهم وأدوا الجزية وخضعوا ألمر اإلسالم، ونــزل في ذلــك قولــه

اآلية.(2)﴾فقل تعالوا ندع﴿تعالى:

.21 السطر 350 المدارك: ص)?(1.61 سورة آل عمران: اآلية )?(2

44

Page 45: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

فقط الجمعة أو معا، وجمعة خميس ومنها: كل

}ومنها: كل خميس وجمعة معــا، أو الجمعــة فقــط{ فقــد ذهب المشــهور إلى اســتحباب صــوم كــل جمعــة، خالفــا لإلســكافي حيث

أشكل في استحبابه منفردا إال أن يسبقه أو يلحقه بيوم. ويــدل على المشــهور، مــا رواه هشــام بن الحكم، عن الصــادق )عليــه الســالم(، في الرجــل يريــد أن يعمــل شــيئا من الخــير مثــل

يســتحب أن يكــونالصدقة والصوم ونحوها؟ قال )عليــه الســالم(: .(1)ذلك يوم الجمعة، فإن العمل يوم الجمعة يضاعف

وعن الرضا )عليه السالم( أنه قال: قال رسول الله )صلى اللــه من صــام يــوم الجمعــة صــبرا واحتســابا، أعطيعليه وآله وسلم(:

.(2)ثواب عشرة أيام غر زهر ال تشاكل أيام الدنيا وخبر ابن سنان، عن الصادق )عليه السالم(، قال: رأيتــه صــائما يوم الجمعة، فقلت لــه: جعلت فــداك إن النــاس يزعمــون أنــه يــوم

ــال: ــد، فق ــوم خفض ودعةعي ــه ي ــدا يحــرم(3)كال، إن ، أي ليس عيصومه كالعيدين، وإال فقد وردت روايات أنه عيد كما ال يخفى.

استدل لإلسكافي بجملة من الروايات:

.14 من أبواب صالة الجمعة ح40 الباب 66 ص5 الوسائل: ج)?(1.2 من أبواب الصوم المندوب ح5 الباب 301 ص7 الوسائل: ج)?(2.5 من أبواب الصوم المندوب ح5 الباب 301 ص7 الوسائل: ج)?(3

45

Page 46: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــالم(، عن آبائــه ــا )عليــه الس فعن دارم بن قبيصــة، عن الرض )عليهم السالم( قال: قال رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم(:

ال تفردوا الجمعة بصوم(1). منوعن دعائم اإلسالم، عن علي )صــلوات اللــه عليــه( قــال:

صام يوم الجمعة محتســبا فكأنمــا صــام مــا بين الجمعــتين، ولكن ال يخص يوم الجمعة وحده إال أن يصوم معه غــيره قبلــه أو بعــده، ألن رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( نهى أن يخص يوم الجمعــة

.(2)بالصوم من بين األيامــدوعن أبي مريم، عن علي )عليه السالم( في حديث: وال يتعم

.(3)صوم يوم الجمعة إال أن يكون من أيام صيامه الظاهر أن الجمع ألجــل الكمــال، ال ألصــل االســتحباب،أقول:

فإن هــذا هــو المفهــوم عرفــا من جميــع هــذه الروايــات بعضــها إلى بعض، وال وجه لحمل هذه الروايات على التقية، لروايــة أبي هريــرة مثل ذلك عن الرسول )صلى الله عليه وآله( كما ال يخفى، والظاهر تأدي هذا الكمال وإن لم يصــم الخميس أو الســبت، بــأن كــان يــوم الجمعة في ضمن أيام الصيام، كأن يصوم يوما دون يوم أو ما أشبه

ذلك،

.3 من أبواب الصوم المندوب ح5 الباب 301 ص7 الوسائل: ج)?(1 في ذكر صيام السنة والنافلة.285 ص1 الدعائم: ج)?(2.3 من أبواب الصوم المندوب ح4 الباب 591 ص7 المستدرك: ج)?(3

46

Page 47: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

فيه التسع من يوم كل بل الحجة، ذي ومنها: أول

ويؤيده كونه صوم داود وصوم مريم )عليهما السالم(، إذ الصياممع فاصل يوم أو ما أشبه ال بد وأن يصادق صوم يوم الجمعة.

}ومنها: أول ذي الحجة، بل كل يوم من التسع فيه{ بال إشــكالوال خالف إال بالنسبة إلى يوم عرفة كما عرفت.

وفيويدل عليه ما عن الرضا )عليه السالم( في حــديث قــال: أول يوم من ذي الحجة ولد إبراهيم خليل الرحمان، فمن صام ذلــك

.(1)اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا اختلفت الروايات في يوم ميالد إبــراهيم الخليــل )عليــهأقول:

السالم(، وال بد وأن يكون بعضها من اشتباه الراوي. من صــام أولوعن أبي الحسن موســى )عليــه الســالم( قــال:

يوم من العشر، عشر ذي الحجة، كتب الله له صوم ثمــانين شــهرا،.(2)فإن صام التسع كتب الله له صوم الدهر

.(3)وفي رواية أخرى، عن أبي عبد الله )عليه السالم( مثله فمن صام ذلك اليوم ـ أي أول ذي الحجــةوفي مرسلة الفقيه:

ـ كان كفارة ستين سنة، وفي تسع من ذي الحجة أنزلت توبة داود

.9 في صوم التطوع ح25 الباب 52 ص2 الفقيه: ج)?(1 52 ص2، وفي الفقيــه: ج2 في ثواب صــيام ذي الحجــة ح101 ثواب األعمال: ص)?(2

.7 ح25باب .9 في صوم التطوع ح25 الباب 52 ص2 انظر الفقيه: ج)?(3

47

Page 48: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

النيروز، ومنها: يوم

.(1))عليه السالم( فمن صام ذلك اليوم كان كفارة تسعين سنةــه( في وعن ثواب األعمال، عن رسول الله )صلى الله عليه وآل حــديث الشــاب الــذي كــان يصــوم إذا أهــل هالل ذي الحجــة، قــال:

فإن لك بكل يوم تصومه عــدل عتــق)صلى الله عليه وآله وسلم(: مائة رقبة ومائة بدنة ومائة فرس يحمل عليها في سبيل اللــه، فــإذا كان يوم التروية فلك عدل ألف رقبة، وألف بدنة وألف فرس يحمل عليها في سبيل الله، فــإذا كــان يــوم عرفــة فلــك عــدل ألفي رقبــة وألفي بدنة وألفي فرس يحمل عليها في سبيل الله، وكفارة ســتين

.(2)سنة قبلها وستين سنة بعدهاومنه يظهر استحباب صوم كل يوم، وإن لم يصم سائر األيام.

}ومنهــا: يــوم النــيروز{ ذكــره غــير واحــد من الفقهــاء، لروايــةــه الشــيخ في المصــباح، عن المعلى بن خــنيس، عن الصــادق )علي

إذا كان يوم النيروز فاغتسل والبسالسالم( في يوم النيروز، قال: ،(3)أنظف ثيابك وتطيب بأطيب طيبــك، وتكــون ذلــك اليــوم صــائما

ــل ــدا قب ــيروز عي ــاحث الفقــه أن كــون الن ــا في بعض مب وقــد ذكرناإلسالم ال ينافي إقرار

.9 في صوم التطوع... ح25 الباب 52 ص2 من ال يحضره الفقيه: ج)?(1.1 في ثواب صيام عشر ذي الحجة ح101 ثواب األعمال: ص)?(2.1 من أبواب الصوم المندوب ح24 الباب 346 ص7 الوسائل: ج)?(3

48

Page 49: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وشعبان رجب ومنها: صوم أو كال ولو بعضا منها. كل من يوما

النبي )صلى الله عليه وآله وسلم( كما أقــر عيــد الجمعــة الــذيكان قبل اإلسالم.

}ومنهــا: صــوم رجب وشــعبان كال أو بعضــا ولــو يومــا من كــلــات منهما{ وخصوص بعض األيام، بال إشكال وال خالف لتواتر الرواي

بذلك:ــه ــاني )علي ــر الث ــو جعف ــال: صــام أب ــان بن الصــلت، ق فعن ري السالم( لما كان ببغداد، صام يــوم النصــف من رجب ويــوم الســابع

.(1 )والعشرون منه، وصام معه جميع حشمه إنوعن كثير النــواء، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

نوحا ركب السفينة أول يوم من رجب فأمر )عليه السالم( من معه من صــام ذلــك اليــوم تباعــدت عنــه، وقال: أن يصوموا ذلك اليوم

ــيران ــواب الن النار مسيرة سنة، ومن صام سبعة أيام أغلقت عنه أب السبعة، ومن صام ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنان الثمانية، ومنصام خمسة عشر يوما أعطي مسألته، ومن زاد زاده الله عــز وجل

(2). رجب نهر في الجنةوعن موسى بن جعفر )عليه السالم( قال:

ــا من رجب أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، فمن صــام يوم.(3)سقاه الله من ذلك النهر

.7 من أبواب الصوم المندوب ح15 الباب 330 ص7 الوسائل: ج)?(1.1 من أبواب الصوم المندوب ح26 الباب 348 ص7 الوسائل: ج)?(2.3 من أبواب الصوم المندوب ح26 الباب 350 ص7 الوسائل: ج)?(3

49

Page 50: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

رجب شــهر عظيموفي رواية أخرى عنه )عليه الســالم( قــال: يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات، من صــام يومــا منــه رجب تباعدت عنه النار مسيرة سنة، ومن صام ثالثة أيام وجبت ل

.(1)الجنة إلى غيرها من الروايات الكثــيرة الــتي ينبغي لإلنســان أن يطلــع

عليها في الوسائل والمستدرك. وأمــا شــعبان، فعن األزدي قــال: ســمعت أبــا عبــد اللــه )عليــه

من صام أول يوم من شعبان وجبت له الجنة البتة،السالم( يقول: ومن صام يومين نظــر اللــه إليــه في كـل يــوم وليلـة في دار الـدنيا ودام نظره إليه في الجنة، ومن صام ثالثة أيام زار اللــه في عرشــه

.(2)من جنته في كل يوم وفي حديث عن الرضا )عليــه الســالم(: أن رســول اللــه )صــلى

شـعبان شـهري، وهـو أفضـلالله عليـه وآلـه وسـلم( كـان يقـول: الشهور بعد شهر رمضــان، فمن صــام فيــه يومــا كنت شــفيعه يــوم

.(3)القيامة وعن أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم(، قــال: قــال رســول اللــه

تتزين السماوات في كل خميس من)صلى الله عليه وآله وسلم(: شعبان، فتقول المالئكة:

.4 من أبواب الصوم المندوب ح26 الباب 350 ص7 الوسائل: ج)?(1.8 من أبواب الصوم المندوب ح28 الباب 363 ص7 الوسائل: ج)?(2.12 من أبواب الصوم المندوب ح28 الباب 363 ص7 الوسائل: ج)?(3

50

Page 51: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــه إلى أن قال: إلهنا اغفر لصائمه وأجب دعاءهم ومن صام في.(1)يوما واحدا حرم الله جسده على النار

من صــام يــوموعن النبي )صلى الله عليه وآلــه وســلم( قــال: االثنين والخميس من شعبان جعل الله تعالى لــه نصــيبا، ومن صــام يوم االثنين والخميس من شعبان قضى له عشرين حاجة من حوائج

.(2)الدنيا، وعشرين حاجة من حوائج اآلخرةإلى غيرها من الروايات الكثيرة.

ــوم من رجب ومن وفي روايتين طويلتين: فضل صوم كل يوم ي.(3)شعبان فراجع الوسائل

كما أنه يستحب وصل شــعبان برمضــان، ففي أحــاديث متعــددة.(4)أنه توبة من الله، وأنها كفارة لما قبلهما ولما بعدهما من الذنوب

من صام ثالثة أيام منوفي حديث عن الصادق )عليه السالم(: آخــر شــعبان ووصــلها بشــهر رمضــان كتب اللــه لــه صــوم شــهرين

، وفي جملة من األحاديث داللة على أن صوم شعبان (5)متتابعين

.25 من أبواب الصوم المندوب ح28 الباب 366 ص7 الوسائل: ج)?(1.26 من أبواب الصوم المندوب ح28 الباب 366 ص7 الوسائل: ج)?(2 من أبـــواب الصـــوم28 البـــاب 360، و ص16 البـــاب 348 ص7 الوســـائل: ج)?(3

المندوب. من أبواب الصوم المندوب.29 الباب 368 ص7 الوسائل: ج)?(4.8 من أبواب الصوم المندوب ح29 الباب 370 ص7 الوسائل: ج)?(5

51

Page 52: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ورابعه وثالثة المحرم من يوم ومنها: أول

أفضل من صوم رجب إلى غير ذلك. }ومنها: أول يوم من المحرم وثالثة ورابعه{ وتاسعه، كما ذكره

روي في أول يــومجملة من العلماء، بل كله، فعن الصــدوق قــال: من المحرم دعا زكريا ربه عز وجل، فمن صام ذلك اليوم اســتجاب

.(1)الله له كما استجاب لزكريا )عليه السالم( إن زكريــا دعــا ربــهوعن النبي )صلى الله عليــه وآلــه وســلم(:

لثلث مضين من المحرم فاستجاب الله لــه، فمن صــام ذلــك اليــوم. (2)ودعا ربه استجيب دعوته كما استجيب لزكريا )عليه السالم(

وال منافاة بين الخبرين، إلمكان أن يكون دعا )عليه السالم( فيكال اليومين.

وفي حديث الريان بن شبيب، عن الرضا )عليه السالم( أنه قال فمن صام هذا اليوم ثم دعا اللهبالنسبة إلى أول يوم من المحرم:

.(3)عز وجل استجاب الله له كما استجاب لزكريا )عليه السالم( وعن المفيد، عن علي )عليــه الســالم( قــال: قــال رســول اللــه

)صلى

.18 في باب صوم التطوع... ح25 الباب 55 ص2 من ال يحضره الفقيه: ج)?(1.34 في باب الزيادات في ذلك السطر 59 المقنعة: ص)?(2.2 من أبواب الصوم المندوب ح25 الباب 347 ص7 الوسائل: ج)?(3

52

Page 53: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

إن كنت صائما بعد شهر رمضــانالله عليه وآله وسلم( لرجل: فصم المحرم، فإنه شهر تاب الله فيه على قوم ويتوب اللــه تعــالى

.(1)فيه على آخرين منوعن اإلقبال، عن النبي )صلى الله عليه وآله وسلم(، قال:

.(2)صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثالثون يوما أن من صام يوما منقال: وروي من طرقهم )عليهم السالم(:

المحــرم محتسـبا، جعــل اللــه تعــالى بينــه وبين جنهم جنــة كمــا بين.(3)السماء واألرض

لمن أمكنــه صــوم المحــرموعن الصادق )عليه الســالم( قــال: .(4)فإنه يعصم صائمه من كل سيئة

إن أفضــلوعن النبي )صلى الله عليه وآله وسلم( في حديث: ــه ــذي يدعون ــه ال ــد شــهر رمضــان صــوم شــهر الل الصــيام من بع

.(5)المحرم إن من صــام اليــوم الثــالثوعنه )صلى الله عليه وآله وسلم(:

من

.3 من أبواب الصوم المندوب ح25 الباب 347 ص7 الوسائل: ج)?(1.11 السطر 553 اإلقبال: ص)?(2.10 السطر 553 اإلقبال: ص)?(3.13 السطر 554 اإلقبال: ص)?(4.16 السطر 554 اإلقبال: ص)?(5

53

Page 54: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

القعدة. ذي من والعشرون ومنها: التاسعالعيد أحدها أيام بثالثة الفطر عيد بعد أيام ستة ومنها: صوم

.(1)المحرم استجيبت دعوتهــال: ــاس، ق ــإذاوعن ابن عب ــدد، ف إذا رأيت هالل المحــرم فاع

أصبحت من تاســعه فأصــبح صــائما، قــال: قلت: كــذلك كــان صــوم.(2)محمد رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم(؟ قال: نعم

لم أجد نص في الروايات على اليوم الرابع الــذي ذكــرهأقول:المصنف.

}ومنهــا: التاســع والعشــرون من ذي القعــدة{ ذكــره جمــع منــه، قــال: روي أن في تســع وعشــرين من ذيالعلمــاء، فعن الفقي

القعدة أنزل الله عز وجل الكعبة وهي أول رحمة نزلت، فمن صــام. (3)ذلك اليوم كان كفارة سبعين سنة

وال منافاة بين هذه وبين ما تقدم من نزول الكعبة في يوم آخر،الحتمال النزول دفعات إلى مختلف المسافات.

}ومنها: صوم ستة أيام بعد عيد الفطر بثالثة أيام أحدها العيد{

.4 باب فضل صوم الثالث من محرم سطر 554 إقبال األعمال: ص)?(1.10 من أبواب الصوم المندوب ح28 باب 348 ص7 الوسائل: ج)?(2.16 من أبواب ثواب صوم التطوع ح25 باب 54 ص2 من ال يحضره الفقيه: ج)?(3

54

Page 55: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

فالمراد الصيام من الرابع إلى التاسع، كما هو المشــهور، ويــدل عليه الجمع بين ما دل على كراهة الصــوم إلى ثالثــة أيــام، ومــا دل

على استحباب الصوم ستة أيام. فمن األول: ما عن زياد بن أبي الحالل، قال: قــال لنــا أبــو عبــد

ــرالله )عليه السالم(: ال صيام بعد األضحى ثالثة أيام، وال بعد الفط. (1)ثالثة أيام، إنها أيام أكل وشرب

ــال: ــالم(، قـ ــز، عنهم )عليهم السـ ــرت منوعن حريـ إذا أفطـ.(2)رمضان فال تصومن بعد الفطر تطوعا إال بعد ثالث يمضين

وعن عبد الرحمان بن الحجاج، قال: سألت أبا عبــد اللــه )عليــه أكرهالسالم( عن اليومين اللذين بعد الفطر أيصامان أم ال؟ فقال:

.(3)لك أن تصومهماــال: ومن الثاني: ما عن درر اللئالي، عن أبي أيوب األنصاري، ق

من صــامسمعت رسول الله )صلى الله عليه وآله وســلم( يقــول: .(4)رمضان وأتبعه ستة أيام من شوال فكأنما صام السنة

.1 من أبواب الصوم المكروه ح3 باب 387 ص7 الوسائل: ج)?(1.3 من أبواب الصوم المكروه ح3 باب 387 ص7 الوسائل: ج)?(2.2 من أبواب الصوم المكروه ح3 باب 387 ص7 الوسائل: ج)?(3.4 من أبواب الصوم المندوب ح7 باب 409 ص9 جامع أحاديث الشيعة: ج)?(4

55

Page 56: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

األولى. جمادى من النصف ومنها: يوم

وعن غــوالي اللئــالي، عن رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــهــاوسلم( أنه قال: من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنهم

.(1)صام الدهر وفي خــبر الزهــري، عن علي بن الحســين )عليــه الســالم( في

وصوم ستة أيامعداد الصيام المستحب ـ كما يظهر من السياق ـ: .(2)من شوال بعد شهر رمضان

وكأنه ألجل أنه مــع شــهر رمضــان ســتة وثالثــون يومــا،أقول: فكل يوم في عدال عشرة، فيعــادل ذلــك الســنة، فهــذا وجــه كونــهــوا ــة أن يكتب ــأمر المالئك ــه ي ــدهر ألن الل ــه كال كالســنة، ووجــه كون

الحسنات بعد موت اإلنسان. }ومنها: يوم النصف من جمــادى األولى{ لم أجــد بــذلك روايــة،ــام ــر اإلم وإن أفتى به جمع من الفقهاء، ولعله من جهة أنه يوم ظف أمير المؤمنين )عليـه السـالم( على أهـل البصـرة، وأنــه ليـوم ميالد

اإلمام زين العابدين )عليه السالم( على قول جمع من العلماء. وكيف كان ففتوى الفقيه كاف في االستحباب للتسامح في أدلة

السنن.وهناك أيام أخر يستحب صومها لم يذكرها المصنف مع وجود

.112 ح425 ص1 العوالي: ج)?(1.1 من أبواب الصوم المندوب ح5 باب 300 ص7 الوسائل: ج)?(2

56

Page 57: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

األدلة عليهــا، كمــا يظهــر لمن راجــع الوســائل والمســتدرك فيأبواب الصيام المستحب.

كما أنه يظهر من المستند أنه لم يظفــر بروايــة اســتحباب يــومــري، عن علي بن ــة الزه ــابين، كرواي ــوده في الكت ــع وج ــنين م االث

الحسين )عليه السالم(. كــان رســولوفي المستدرك، عن ابن طــاووس بســنده قــال:

الله )صلى الله عليه وآله وسلم( يصوم االثنين والخميس، فقيل لــه إن األعمال ترفع كل)صلى الله عليه وآله وسلم(: لم ذلك؟ فقال:

.(1)اثنين وخميس، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم

.1 من أبواب الصوم المندوب ح18 باب 594 ص1 مستدرك الوسائل: ج)?(157

Page 58: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يجــوز بل فيــه، بالشروع التطوع صوم إتمام يجب (: ال1 )مسألةالمغرب إلى اإلفطار له

ال يجب إتمام صوم التطوع بالشروع فيه، بل يجوزمسألة (:} له اإلفطــار إلى المغــرب{ بال إشــكال وال خالف، كمــا في المســتند وغيره، بل إجماعا كمـا في كالم جماعـة، باسـتثناء صـوم اإلعتكــاف

على قول، كما سيأتي إن شاء الله تعالى. ويدل عليه غير واحد من النصوص:

فعن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله )عليه السالم( أنــه قــال:ــإن في الذي يقضي شهر رمضان أنه بالخيار إلى زوال الشمس، ف

.(1)كان تطوعا فإنه إلى الليل بالخيارــه: ــالم( في قول ــه الس ــه )علي ــد الل ــماعة، عن أبي عب وعن س

الصائم بالخيار إلى زوال الشــمس :قــال ،إن ذلــك في الفريضــة .(2)فأما النافلة فله أن يفطر أي وقت شاء إلى غروب الشمس

وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال:،صوم النافلــة لــك أن تفطــر مــا بينــك وبين الليــل مــتى مــا شــئت

وصوم قضاء الفريضة لك أن تفطر إلى زوال الشــمس، فــإذا زالت.(3)الشمس فليس لك أن تفطر

.4 من أبواب وجوب الصوم ونيته ح4 باب 9 ص7 الوسائل: ج)?(1.8 من أبواب وجوب الصوم ونيته ح4 باب 10 ص7 الوسائل: ج)?(2.9 من أبواب وجوب الصوم ونيته ح4 باب 10 ص7 الوسائل: ج)?(3

58

Page 59: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الزوال بعد يكره كان وإن

وعن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال:الذي يقضي شهر رمضان هو بالخيار في اإلفطار مــا بينــه وبين أن

،(1)تزول الشــمس، وفي التطــوع مــا بينــه وبين أن تغيب الشــمسإلى غير ذلك.

}وإن كان يكره بعد الزوال{ لجملة من الروايات. فعن معمر بن خالد، عن أبي الحسن )عليه السالم( في حديث، قال الــراوي: وكــذلك في النوافــل ليس لي أن أفطــر بعــد الظهــر؟

.(2)نعمقال )عليه السالم(: وعن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن

أبيه )عليه السالم(: أن عليـا )عليـه السـالم( قـال: الصـائم تطوعــا بالخيار ما بينــه وبين نصــف النهــار، فــإذا انتصــف النهــار فقــد وجب

.(3)الصوم وعن أبي بصير، قال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن

هــو بالخيــار مــا بينــه وبينالصائم المتطوع تعرض له الحاجة قــال: .(4)العصر

ويدل على أصل المسألة ما يأتي في المسألة اآلتية، هذا مضافاإلى األصل.

.10 من أبواب وجوب الصوم ونيته ح4 باب 10 ص7 الوسائل: ج)?(1.5 من أبواب وجوب الصوم ونيته ح4 باب 9 ص7 الوسائل: ج)?(2.11 من أبواب وجوب الصوم ونيته ح4 باب 11 ص7 الوسائل: ج)?(3.1 من أبواب وجوب الصوم ونيته ح3 باب 7 ص7 الوسائل: ج)?(4

59

Page 60: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

للصائم (: يستحب2 )مسألة أخــوه دعــاه إذا الصوم قطع تطوعاحينئذ بكراهته قيل بل الطعام، إلى المؤمن

يســتحب للصــائم تطوعــا قطــع الصــوم إذا دعــاه:2مسألة } أخوه المؤمن إلى الطعام، بل قيــل بكراهتــه حينئــذ{ بال إشــكال وال

خالف، بل عن بعض دعوى اإلجماع عليه. ويدل عليه جملــة من الروايــات، باإلضــافة إلى إطالقــات إجابــة المؤمن، فعن الخثعمي، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن الرجل ينوي الصــيام فيلقــاه أخــوه الــذي هــو على أمــره يســأله أن

إن كان تطوعــا أجــزأه وحســب لــه، وإن كــانيفطر، أيفطر؟ قال: .(1)قضاء فريضة قضاه

منوعن نجم بن حطيم، عن أبي جعفـر )عليــه السـالم( قـال: نوى الصــوم ثم دخــل على أخيــه فســأله أن يفطــر عنــده، فليفطــر فيلدخل عليه السرور، فإنه يحتسب له بذلك اليوم عشرة أيام، وهو

ر أمثالها﴿قول اللــه عــز وجــل: نة فلــه عشــ ﴾من جاء بالحســ(2)(3).

واستدل بعض أيضا بما رواه إسحاق بن عمار، عن أبي عبد اللهإفطارك ألخيك المؤمن أفضل من صيامك )عليه السالم( قال:

.3 من أبواب وجوب الصوم ح4 باب 9 ص7 الوسائل: ج)?(1.160 سورة األنعام: اآلية )?(2.1 من أبواب آداب الصائم ح8 باب 109 ص7 الوسائل: ج)?(3

60

Page 61: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــر(1)تطوعا ، وكأنه لفهم أن المراد إفطارك في الصوم ألجل أمأخيك باإلفطار، لكنه خالف الظاهر.

وعن جميل بن دراج، قال: قــال أبــو عبــد اللــه )عليــه الســالم(:من دخل على أخيه وهــو صــائم فــأفطر عنــده ولم يعلمــه بصــومه

.(2)فيمن عليه كتب الله له صوم سنة أيما رجل مؤمن دخــلوفي روايته األخرى عنه )عليه السالم(:

على أخيه وهو صائم فسأله األكل فلم يخبره بصيامه عليه بإفطــاره.(3)كتب الله جل ثناؤه له بذلك اليوم صيام سنة

وعن داود الــرقي، قــال: ســمعت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم(ــول: ــك المســلم أفضــل من صــيامكيق ــنزل أخي إلفطــارك في م

.(4)سبعين ضعفا وعن عبد الله بن جندب، قال: قلت ألبي الحسن الماضي )عليه السـالم(: أدخــل على القـوم وهم يـأكلون وقــد صـليت العصـر وأنـا

.(5)أفطر فإنه أفضلصائم فيقولون أفطر، فقال:

.3 من أبواب آداب الصائم ح8 باب 109 ص7 الوسائل: ج)?(1.4 من أبواب آداب الصائم ح8 باب 109 ص7 الوسائل: ج)?(2.5 من أبواب آداب الصائم ح8 باب 110 ص7 الوسائل: ج)?(3.6 من أبواب آداب الصائم ح8 باب 110 ص7 الوسائل: ج)?(4.7 من أبواب آداب الصائم ح8 باب 110 ص7 الوسائل: ج)?(5

61

Page 62: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وعن عبد الله بن جنــدب، عن بعض الصــادقين )عليهم الســالم( من دخل على أخيه وهو صائم تطوعا فأفطر، كان له أجــرانقال:

.(1)أجر لنيته لصيامه، وأجر إلدخال السرور عليهإلى غيرها من الروايات.

بل ال يبعد استحباب اإلفطار في الصوم الــواجب الموســع قبــلالظهر للمناط في هذه الروايات.

ولخصوص ما رواه صالح بن عبــد اللــه، عن أبي الحســن )عليــه السالم( قال: قلت له: جعلت فداك جعلت علي صيام شهرين خرج عمي من الحبس فخــرج فأصــبح وأنــا أريــد الصــيام فيجيئــني بعض

. (2)ال بأسأصحابنا فأدعو بالغداء وأتغدى معه؟ قال: فإنه إذا كان إكرام األخ في اإلفطار معه شمل إكرامه باستجابة

دعوته.ــدعوه إلى ــرق في أصــل المســألة بين أن ي ــه ال ف والظــاهر أن الطعام أو إعطائه تمرة ونحوهــا، لشــمول بعض الروايــات لــه، كمــا

الـذي قـال: بـأن(3)اختاره المستند وغيره، خالفـا لصـاحب الحـدائق ذلك ليس من مورد األخبار، كما أن الظــاهر أنــه منــه مــا إذا عــرض الصائم نفســه إلى من يفطــره، لشــمول بعض األخبــار لــه، كمــا إذا

ذهب إلى مكان يعلم أنهم

.8 من أبواب آداب الصائم ح8 باب 111 ص7 الوسائل: ج)?(1.14 من أبواب وجوب الصوم ح4 باب 11 ص7 الوسائل: ج)?(2.208 ص13 الحدائق: ج)?(3

62

Page 63: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الثواب قلة بمعنى منه المكروه وأما

يفطرونه، أما أن يصوم وهو مدعو إلى طعــام الغــداء مثال، ففيشمول األدلة لمثله إشكال.

ثم الظاهر أنه يعطى لمن أفطر ثواب نفس ذلـك الصـوم الـذي نواه وأكثر إلطالق األدلة، وإنما احتمل المصنف الكراهــة باعتبــار أن رد دعوة المــؤمن مكــروه، وهــل الحكم جــار بالنســبة إلى المســلم الذي ليس بمؤمن، احتماالن: من إطالق بعض األدلة، ومن خصوص

بعضها بالنسبة إلى المؤمن، وال يبعد األول.أما الكافر فال إشكال في أنه ليس مشموال لألدلة.

والظاهر اســتحباب العمــل بالنســبة إلى من دعي إلى اإلفطــار، ألنه دعوة المسلم إلى الخير، وهل يتعدى الحكم إلى دعوة المسلمــاالن: من اإلطالق، ومن بعض ــار؟ احتمـ ــؤمن إلى اإلفطـ ــير المـ غـ

القرائن.وفي المقام فروع أخر تركناها خوف التطويل.

ــة ــوم، وحيث إن الكراهـ ــه{ أي من الصـ ــروه منـ ــا المكـ }وأمـــع من النقيض ال تالئم ــتي ال تمن ــنى المبغوضــية ال االصــطالحية بمع العبادية الموجبة للتقرب، قال المصنف: }بمعنى قلــة الثــواب{ عن الفرد المعتــاد، أو بمعــنى المزاحمــة بمــا هــو أفضــل منــه، كمــا في تعليقة السيد البروجردي، أو بمعنى الحزازة المجامعة لهذا المعــنى أو ذاك أو شيء ثالث وهو الكراهة العرفية، فإن اإلنسان قد يضــيف إنسانا لكنه يكرهــه، فليس ثوابــه أقــل وال شــيء آخــر أفضــل منــه،

ولكن المولى ال يرغب

63

Page 64: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

عاشوراء صوم منها أيضا، مواضع ففي

فيه رغبة تامة ألمر مالزم أو الزم أو ملزوم له. }ففي مواضع أيضا، منها صوم عاشوراء{ إذا لم يكن على وجه

الشماتة، وإال كان حراما بال إشكال وال خالف في األمر الثاني. ثم إنه إذا لم يكن على وجه الشــماتة فقــد اختلفــوا فيــه، فقــال جمع باالستحباب إذا كان على وجــه الحــزن، بــل قيــل: ال خالف في

ذلك، بل عن ظاهر الغنية: اإلجماع عليه.وقال آخرون: بعدم االستحباب بل بالكراهة مطلقا.

ــه ال بقصــد الخصوصــية بــل من حيث رجحــان ــالث: بأن وقــال ث مطلق الصوم مكــروه، وأمــا بقصــد الخصوصــية وإن لم يكن بقصــد

الشماتة فهو حرام. والظاهر أنه ال بقصد حزن أو شماتة مكروه، وأما إذا كان بقصد الشماتة فهو حرام، وإن كان بقصد الحزن ففيه احتماالن، وإن كــان الكراهة أقرب، خالفا للمشهور الــذين قــالوا باســتحبابه حينئــذ، فمــا

ذهب إليه المصنف أقرب، إذ مراده عدم قصد الشماتة قطعا. المشهور إنمــا أفتــوا بــذلك جمعــا بين الروايــات اآلمــرةأقول:

والناهيــة، فمن األولى مــا رواه أبــو همــام، عن أبي الحســن )عليــه صام رسول الله )صلى الله عليــه وآلـه وسـلم( يـومالسالم( قال:

.(1)عاشوراء وعن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، عن

أبيه

.1 من أبواب الصوم المندوب ح20 باب 337 ص7 الوسائل: ج)?(164

Page 65: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

صوموا العاشــوراء)عليه السالم(: أن عليا )عليه السالم( قال: .(1)التاسع والعاشر فإنه يكفر ذنوب سنة

وعن القداح، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، عن أبيــه )عليــه.(2)صيام يوم عاشوراء كفارة سنةالسالم(، قال:

وعن جعفر بن عثمان، عن جعفر بن محمد )عليــه الســالم( في وكانت الــوحش تصــوم يــوم عاشــوراء على عهــد داودحديث قال:

.(3))عليه السالم( لــزقتوعن كثير النواء، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم( قــال:

السفينة يوم عاشوراء على الجــودي فــأمر نــوح من معــه من الجن ، قــال: أبــو جعفــر )عليــه الســالم(:واإلنس أن يصوموا ذلـك اليــوم

أتدرون ما هذا اليوم، هذا اليوم الذي تاب اللــه عــز وجــل فيــه على آدم وحواء، وهذا اليــوم الـذي فلـق اللـه فيـه البحـر لنـبي إسـرائيل فأغرق فرعون ومن معه، وهذا اليوم الذي غلب فيه موســى )عليــهــه الســالم(، السالم( فرعون، وهذا اليوم الذي ولد فيه إبراهيم )علي وهذا اليوم الذي تاب الله فيه على قوم يونس )عليه السالم(، وهذا

اليوم الذي ولد فيه عيسى بن مريم

.2 من أبواب الصوم المندوب ح20 باب 337 ص7 الوسائل: ج)?(1.3 من أبواب الصوم المندوب ح20 باب 337 ص7 الوسائل: ج)?(2.4 من أبواب الصوم المندوب ح20 باب 337 ص7 الوسائل: ج)?(3

65

Page 66: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

)عليه السالم(، وهذا اليوم الذي يقوم فيه القائم )عليه السالم((1).

وفي حديث الزهري، عن علي بن الحســين )عليــه الســالم( في. (2)صوم عاشوراءعداد الصوم الذي صاحبه فيه بالخيار:

.(3)ومثله المروي عن الرضوي في عشــر من المحــرم وهــو يــوموروى الصــدوق في المقنــع:

فمن إلى أن قــال: عاشوراء أنــزل اللــه توبــة آدم )عليــه الســالم(.(4)صام ذلك اليوم غفر له ذنوب سبعين سنة وغفر له مكاتم عمله

ومن الثانية: ما رواه زرارة ومحمد بن مسلم، أنهما سأال البــاقر كان صومه قبل شهر)عليه السالم( عن صوم يوم عاشوراء فقال:

.(5)رمضان، فلما نزل شهر رمضان ترك وأمــاوفي رواية عبد الملك، عن الصادق )عليه الســالم( قــال:

ــه الســالم( صــريعا بين يوم عاشوراء فيوم أصيب فيه الحسين )عليأصحابه، وأصحابه صرعى حوله، أفصوم يكون في ذلك اليوم، كال

.5 من أبواب الصوم المندوب ح20 باب 338 ص7 الوسائل: ج)?(1.6 من أبواب الصوم المندوب ح20 باب 338 ص7 الوسائل: ج)?(2.28 سطر 23 فقه الرضا: ص)?(3.2 سطر 18 المقنع، من الجوامع الفقهية: ص)?(4.1 من أبواب الصوم المندوب ح21 باب 339 ص7 الوسائل: ج)?(5

66

Page 67: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ورب البيت الحــرام مــا هــو يــوم صــوم، ومــا هــو إال يــوم حــزن فمن صام أو تــبرك بــه حشــره اللــه مــع آل إلى أن قال: ومصيبة

، الحديث.(1)زياد ممسوخ القلب مسخوطا عليه وعن جعفر بن عيسى، قال: ســألت الرضــا )عليــه الســالم( عن

عن صــوم ابنصوم يوم عاشوراء ومــا يقــول النــاس فيــه، فقــال: ــين مرجانة تسألني، ذلك يوم صامه األدعياء من آل زياد لقتل الحس )عليه السالم( وهو يوم تشاءم به آل محمد )صــلى اللــه عليــه وآلــه وسلم( ويتشـاءم بـه أهـل اإلسـالم، واليــوم الـذي يتشـاءم بـه أهـل اإلسالم ال يصام وال يتبرك به، ويوم االثنين يوم نحس قبض الله فيه

ــارك إلى أن قــال: نبيه ــه تب ــبرك بهمــا لقي الل فمن صــامهما أو ت وتعــالى ممســوخ القلب، وكــان حشــره مــع الــذين ســنوا صــومهما

.(2)والتبرك بهما وعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن

من صــامه كــان حظــه من صــيام ذلــكصوم يوم عاشوراء، فقال: . قــال: قلت: ومــا كــان حظهم مناليوم حظ ابن مرجانة وآل زيــاد

النار أعاذنا الله من النــار، ومن عمــل يقــرب منذلك اليوم؟ قال: .(3)النار

.2 من أبواب الصوم المندوب ح21 باب 339 ص7 الوسائل: ج)?(1.3 من أبواب الصوم المندوب ح21 باب 340 ص7 الوسائل: ج)?(2.4 من أبواب الصوم المندوب ح21 باب 340 ص7 الوسائل: ج)?(3

67

Page 68: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــوم وعن نجية، قال: سألت أبا جعفر )عليه السالم( عن صــوم ي .صــوم مــتروك بــنزول رمضــان والمــتروك بدعةعاشوراء، فقال:

قال نجية: فسألت أبا عبد الله )عليــه الســالم( من بعــد أبيــه )عليــه ... أمــا أنــهالسالم( عن ذلك، فأجانبي بمثل جــواب أبيــه، ثم قــال:

ــل ــاد بقت صوم يوم ما نزل به كتاب وال جرت به سنة، إال سنة آل زي.(1)الحسين بن علي )عليه السالم(

وعن زرارة، عن أبي جعفر وأبي عبد الله )عليهما السالم( قاال:ال تصم في يوم عاشــوراء وال عرفــة بمكــة وال في المدينــة وال في

.(2)وطنك وال في مصر من األمصار وعن الحسين بن أبي غندر، عن أبيــه، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

ذاك يوم قتلالسالم( في حديث قلت: فصوم يوم عاشوراء؟ قال: إلى أن قــال:فيه الحسين )عليه الســالم(، فــإن كنت شــامتا فصم

إن الصــوم ال يكــون للمصــيبة وال يكــون إال شــكرا للســالمة، وإن الحسين )عليه السالم( أصيب يوم عاشوراء، فإن كنت فيمن أصيب بـه فال تصــم، وإن كنت شـامتا ممن سـره سـالمة بــني أميـة فصــم

.(3)شكرا لله تعالىإلى غيرها من الروايات.

.5 من أبواب الصوم المندوب ح21 باب 340 ص7 الوسائل: ج)?(1.6 من أبواب الصوم المندوب ح21 باب 341 ص7 الوسائل: ج)?(2.7 من أبواب الصوم المندوب ح21 باب 341 ص7 الوسائل: ج)?(3

68

Page 69: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

المشهور جمعوا بين الروايات بالحمل على الكراهــة إذاأقول: لم يكن حزنا، وإال فاالستحباب، لكن هذا الجمع ال يخلو من إشــكال، إذ ال شاهد له، بــل قــد ورد في بعض مــا تقــدم أن الصــوم ال يكــون

للمصيبة. كما أن الجمع بحمل الصوم في الطائفــة األولى على اإلمســاك

إلى العصر خالف الظاهر. وإن كــان ربمــا يستشــهد لــه بروايــة عبــد اللــه بن ســنان، عن الصادق )عليه السالم( في حــديث عاشــوراء، فقلت: مــا تقــول في

صمه من غير تــبيت، وأفطــره من غــير تشــميت، والصومه؟ قال: تجعله يوما كامال، وليكن إفطارك بعد العصر بساعة ولو بشــربة من

الحديث.(1)ماء لكن هذا الشاهد ال يكفي لصرف تلك الروايات عن ظاهرها، بلــة في صــورة ــة على الحرم ــات الناهي الالزم أن تحمــل هــذه الرواي الشماتة والكراهة مطلقا، وإن كان حزنا إن صــام بقصــد عاشـوراء، أو صام صوما مطلقا ال يقصد الخصوصــية، ولــو ال شــواهد الكراهــة الداخلية والخارجية لزم أن يقال بالحرمة مطلقا، بل شواهد التقيــة متوفرة في روايات الجواز التي منها تكذيب رواية مجالس الصدوق

للرواية المتقدمة التي فضائل يوم عاشوراء، فراجع.

.1 من أبواب الصوم المندوب ح17 باب 594 ص1 مستدرك الوسائل: ج)?(169

Page 70: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

هو الــذي الــدعاء عن يضــعفه أن خــاف لمن عرفة ومنها: صــوم الحجة ذي هالل في الشك مع وكــذا الصــوم، من أفضل من خوفــا

العيد. يوم يكون أنمضيفه إذن بدون الضيف ومنها: صوم

هذا مضافا إلى أن روايات االستحباب غالبها مربوطــة بمــا قبــلــه أصــال، واقعة كربالء كما ال يخفى، وعلى هذا فاالستحباب ال وجه لــأس في ــات لم يكن ب ــذه الرواي ــدوا على ه ــهور حيث اعتم والمش

مخالفتهم، والله سبحانه العالم. }ومنها: صوم عرفة لمن خاف أن يضعفه عن الدعاء الــذي هــوــوم أفضل من الصوم{ لمن أراد الدعاء، أما إذا لم يرد الدعاء فالص وإن أضعفه لم يكن مكروها، وتحتمــل الكراهــة مطلقــا ألنــه حكمــة

وليست بعلة. }وكذا مع الشـك في هالل ذي الحجــة{ شـكا في أنــه عرفــة أو عيــد، ال شــكا في أنــه الثــامن أو التاســع }خوفــا من أن يكــون يــوم

العيد{ وقد تقدم تفصيل الكالم في ذلك.ــوم ــيفه{ في الصـ ــدون إذن مضـ ــيف بـ ــوم الضـ ــا: صـ }ومنهـ المستحب، وفاقا البن زهرة وحمزة والـديلمي والتــذكرة والقواعــد،

بل نسب إلى المشهور. وخالفا لمن قال بــالتحريم، وهــو المحكي عن الشــيخين والحلي والمعتــبر والنــافع واإلرشــاد والتلخيص والتبصــرة، بــل عن المعتــبر

اإلجماع عليه.وبعض فصلوا بين نهي المضيف فال يجوز،

70

Page 71: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وعدم نهيه فيجوز. اســتدل المشــهور ألصــل الجــواز باألصــل، وللكراهــة بمــا رواه فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: قــال رســول

إذا دخل رجــل بلــدة فهــو ضــيفالله )صلى الله عليه وآله وسلم(: على من بها من أهل دينه حــتى يرحــل عنهم، وال ينبغي للضــيف أن يصوم إال بإذنهم، لئال يعملوا له الشيء فيفسد عليهم، وال ينبغي لهم أن يصوموا إال بإذن الضيف، لئال يحشمهم فيشتهي الطعــام فيتركــه

.(1)لهم وما رواه الفقيه، عن النبي )صلى الله عليه وآله وسلم( واألئمة

وال ينبغي للضــيف أن يصــوم عنــد من)عليهم السالم( في حــديث: .(2)زاره وأضافه

وعن الزهري، عن علي بن الحسين )عليه السالم( في حــديث:والضيف ال يصوم تطوعا إال بإذن صاحبه(3).

ومن نزل علىوقال رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم(: .(4)قوم فال يصومن تطوعا إال بإذنهم

وفي نســخه:1 من أبـــواب الصـــوم المكـــروه ح9 بـــاب 394 ص7 الوســـائل: ج)?(1المكانهم. من أبواب النذر )نقله بالمعنى(.52 باب 99 ص2 الفقيه: ج)?(2.1 من أبواب الصوم المحرم ح10 باب 395 ص7 الوسائل: ج)?(3.1 من أبواب الصوم المحرم ح10 باب 395 ص7 الوسائل: ج)?(4

71

Page 72: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وعن هشام بن الحكم، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال:ــيف أنقال رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم(: من فقه الض

وإال كـان الضـيف إلى أن قـال: ال يصـوم تطوعــا إال بـإذن صـاحبه .(1)جاهال

ــه )عليهم وعن حماد وغيره، عن الصادق )عليه السالم( عن آبائ السالم( في وصية النبي )صلى الله عليه وآلــه وســلم( لعلي )عليــه

.(2)وال يصوم الضيف تطوعا إال بإذن صاحبهالسالم( في حديث: والضيف ال يصوم إال بإذن صــاحب الــبيت،وعن الرضوي، قال:

فإن رسول الله )صلى الله عليه وآلــه وســلم( قــال: من نــزل على.(3)قوم فال يصومن تطوعا إال بإذن صاحبهم

قال المشــهور: إن الروايــات ســندها ضــعيفة، وقــرائن الكراهــة، ومثل قوله: ال ينبغيفيها متوفرة، مثل: ،وإال كان الضيف جاهال

ومثل إرداف الحكم بكون من نزل كان ضيفا، إلى غير ذلــك، فال بــدمن حملها على الكراهة.

ــاهرة في ــالنواهي الظ ــتدل ب ــه اس ــالتحريم، فإن ــول ب ــا الق أمالتحريم،

.2 من أبواب الصوم المحرم ح10 باب 396 ص7 الوسائل: ج)?(1.4 من أبواب الصوم المحرم ح10 باب 396 ص7 الوسائل: ج)?(2.29 سطر 23 فقه الرضا: ص)?(3

72

Page 73: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أيضا. إذنه عدم مع تركه األحوط بل نهيه، مع تركه األحوط

وفيه ما عرفت. أمــا المفصــل بين وجــود النهي فال يجــوز وعدمــه فيجــوز، فقــد

استدل له برواية هشام.وفيه: ما ال يخفى، وإن ذهب إليه الشرائع وفخر المحققين.

ومنه يظهــر أن قــول المصــنف: }األحــوط تركــه مــع نهيــه، بــل األحوط تركه مع عــدم إذنــه أيضــا{ هــو مقتضــى القاعــدة في بــاب الكراهة، وأن تعليق السيد البروجردي على االحتيــاط الثــاني بأنــه ال

يترك محل نظر. ثم الظــاهر كراهــة صــوم المضــيف أيضــا، كمــا تقــدم في بعض

الروايات، وصرح به بعض الفقهاء أيضا وإن أغفل الغالب ذكره. ثم الظــاهر أن المــراد بالضــيف، الضــيف المقيم ال الــذي يــأتيــه خالف ــذهب، ألن ــا ثم ي ــارة ونحوه ــل زي ــبه، ألج ــا أش ــاعة وم س

المنصرف من الضيف في المقام. كما أن الظــاهر أن المــراد بالضــيف في المأكــل والمشــرب، ال الضيف في مجرد الســكنى ونحــوه، وكــذلك الظــاهر الضــيف الــذي يكون بحضرة المضيف، ال مــا إذا لم يكن المضــيف كمــا إذا أعطــاه مفتاح داره وقال: تمتع بما في الدار من المأكـل والمشـرب، وكـأن

يأتي المضيف كل يوم عند المغرب مثال. وهل يسري الحكم إلى ما لو كان ضيفا عنده ظهرا مثال ويكــره

له الصوم؟ الظاهر نعم لرواية فضيل المتقدمة. والظاهر: إنه ال فرق بين أن يكــون المضــيف مســلما أو كــافرا،

وبين ما كان الضيف نزل بطلب من المضيف وعدمه. وهل يسري الحكم إلى الصوم الــواجب الموســع احتمــاالن: من

العلة في رواية فضيل،

73

Page 74: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

والده إذن بدون الولد ومنها: صوم

ومن التقييد بالتطوع في جملة من الروايات، لكن بنــاءهم علىأن التقييد غير جار في روايات الندب والكراهة.

ثم لــو كــانت الضــيافة لجماعــة فالظــاهر اشــتراط عــدم النهيمطلقا، فإن أجاز البعض دون البعض كان داخال في الكراهة.

ــإذا والظاهر أنه كما يكره الصوم ابتداء كذلك يكره استمرارا، ف صام ثم نزل عند جماعة كره له استدامة الصيام للقــرائن الملحقــة

له بالقسم األول، وخصوص خبر الفضيل. وهل ينسحب الحكم إلى الضيف بــالكره، ســواء كــان كرهــا من الضيف إلى المضيف، أو كرها من المضيف إلى الضــيف بــأن أنزلــه عنده كرها، احتماالن. نعم ال إشــكال في خــروج بعض أفــراد الكــره

النصراف األدلة عن مثله. وكمــا يصــدق الضــيف فيمــا كــانت الضــيافة في الغــداء ونحــوه،

لإلطالق، نعم ال(1)كــذلك يصــدق إذا كــانت الضــيافة لعشــاء ونحــوه يشمل الدليل الضيافة ألجل العشاء ونحوه لمن كــانت العــادة أكلــه

ليال وإن كانت الضيافة من الصباح. }ومنهــا: صــوم الولــد بــدون إذن والــده{ وهــو المحكي عن الشرائع والقواعد والمنتهى والتذكرة، بل وغيرهم، بــل هــو المحكي

عن األكثر. خالفا للمحكي عن النافع واإلرشاد والتلخيص والتبصــرة وشــرحــدون اإلرشاد والحدائق والمستند وغيرهم فحرموه، بل قال هؤالء: ب

إذن األبوين يحرم، فأضافوا الوالدة على الوالد كما

مما يؤكل قبل المغرب الشرعي.)?(174

Page 75: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

حكاه عنهم المستند. استدل القائلون بالتحريم: برواية هشام بن الحكم، عن الصادق )عليه السالم(، عن رسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم( وفيهــا:

ومن بر الولد بأبويــه أن ال يصــوم تطوعــا إال بــإذن أبويــه وأمرهما إلى أن قال: .(1)وإال كان الولد عاقا

.(2)عاقا قاطعا للرحمومثلها المروي في العلل إال أن فيها: فــإن بــر الوالــدين واجب، والعقــوق وقطــع الــرحم حــرام، لكن القائل بالكراهة حمل هاتين الروايتين على الكراهة، بعد عدم صــحةــل ــل على أن ك سندهما، بل أشكل في الداللة أيضا، حيث إنه ال دليــرام، ورد ــع ح ــوق وقط ــل عق ــل على أن ك ــا ال دلي ــر واجب، كم ب اإلشكاالن بأن ضعف السند بعد وجود الخبرين في الفقيه غير ضار، والداللة ظاهرة في العقوق والقطع المحرمين، إذ المنصرف منهمــا

الفرد المحرم. لكن اإلنصاف أن الفتوى بذلك مشكل جــدا بعــد ذهــاب األكــثر ـ كمــا في المـدارك ــ إلى الكراهـة، خصوصـا وأن سـيرة المسـلمينــات ــتزوجين والمتزوج ــار، خصوصــا الم ــدم اســتجازة األوالد الكب عــيام، ــبه في الص ــا أش ــدة أو م ــائهم في بالد بعي ــلين عن آب المنفص

فاالحتياط في مثل

.3 سطر 145 ص2 كما في المستند: ج)?(1.4 من أبواب الصوم المندوب ح115 باب 385 علل الشرائع: ص)?(2

75

Page 76: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

تركه األحوط بل له إيــذاء كــان إذا يحــرم بل النهي، مع خصوصــاعليه. شفقته حيث من

إذن مراعـــاة واألولى الولـــد، ولد في الحكم جريـــان والظـــاهرالوالد في كما يحرم لها إيذاء كونه ومع الوالدة،

ــول ــرب، فق ــايتهم أق ــاء ورع ــة اآلب ــذين هم تحت عناي األوالد ال المصنف: }بل األحــوط تركـه خصوصــا مــع النهي{ ينبغي أن يكــون احتياطا وجوبيا بالنسبة إلى الفرد الــذي ذكرنــا }بــل يحــرم إذا كــانــدين من أظهــر ــذاء الوال ــه{ ألن إي ــه من حيث شــفقته علي ــذاء ل إي مصاديق الحــرام، والتعبــير بالشــفقة أخــذه المصــنف من الجــواهر، وكأنــه حيث تعليلي ال تقييــدي، ويحتمــل أن يريــد التقييــد بــأن كــان النهي للشفقة ال ألن األب غير مبال فيريد أن ال يصوم ابنــه، أو ألنــه

يريد استخدامه والصوم ينافي الخدمة أو ما أشبه ذلك. ــد شــرعا، إال أن }والظاهر جريان الحكم في ولد الولد{ ألنه ولــرافهما عن أوالد ــه، كانص ــوى عن مثل ــراف النص والفت ــال بانص يقــدة{ لنص البنت بالنسبة إلى الجد األمي }واألولى مراعاة إذن الوال هشام بذلك، بل قد عرفت أن المســتند نســبه إلى جمــع، وإن كــان الذي وجدناه في كالمهم غالبــا ذكــر األب، وعلى أي حــال لــو عمــل بالرواية لزم القول بإلحاق الوالــدة بالوالــد، }ومــع كونــه إيــذاء لهــا

يحرم كما في الوالد{ لما تقدم من الدليل.ثم الظاهر أنه مع العلم بالرضا كاف، ألن المستفاد من النص

76

Page 77: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

والفتوى: أن االسـتجازة إنمـا هي لكونهـا كاشـفة عن الرضـا، ال لخصوصية فيها، فليس المقام مثل بــاب العقــود الــذي ال يفيــد فيــه

الرضا. ولو أجاز ثم سحب إجازته لــزم اإلفطــار على القــول بــالتحريم، ألن الظاهر أنه استمراري ال ابتدائي فقط، كمــا أنــه لــو لم يجــز ثمأجاز والوقت باق ولو بعد العصر جاز أن ينوي لتحقق الصوم بذلك.

وال فـــرق في الولـــد بين الـــذكر واألنـــثى والخنـــثى، والواحـــد والمتعدد، وال فرق في الوالدين بين الحر والعبد، وهــل الحكم يــأتي

بالنسبة إلى الوالد الكافر والمخالف وكذلك الوالدة، احتماالن: ــاحبهما﴿من أنه من المصاحبة بالمعروف، قد قال تعالى: وص

ــوى(1)﴾في الــدنيا معروفــا ، ومن أن المنصــرف من النص والفتالمؤمنين.

ولو أذن أحد الوالدين ولم يــأذن اآلخــر لم يجــز، ألن عــدم اإلذنمن أحدهما كاف لصدق النص.

ثم الظاهر المصــرح بــه في كالم بعض: أن الحرمــة هنــا تــوجبــو ــه ل البطالن، ألن النهي في العبادة يقتضي ذلك، وال يستشــكل بأن كان نهي كــان البطالن، وإذا كــان بطالن فال صــوم فال نهي، ألن مــا يلزم من وجوده عدمه محال، ألن النهي متوجــه إلى الشــيء الــذي لو ال النهي كـان صـحيحا، كمــا أجـابوا بـذلك عن قـول بعض العامــة القائلين بأن النهي يــدل على الصــحة، فراجــع األصــول في بــاب أن

النهي يدل على الفساد.ثم إن صوم الزوجة والمملوك ياتي من المصنف في أقسام

.15 سورة لقمان: اآلية )?(177

Page 78: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أيضا: مواضع ففي منه، المحظور وأماواألضحى. الفطر العيدين، أحدها: صوم

الصوم المحظور إن شاء الله تعالى. }وأما المحظور منه{ أي من الصوم الموجب للبطالن والعقاب أيضا، فهو حظر تكليفي إلى جانب كونه حظرا وضعيا كما يدل على ذلــك النص والفتــوى }ففي مواضــع أيضــا، أحــدها: صــوم العيــدين، الفطر واألضحى{ وذلــك بإجمـاع علمـاء اإلسـالم كافـة، بــل دعـوى

اإلجماع عليه مستفيض أو متواتر، بل هو من ضروريات الدين. فيــدل عليــه متــواتر الروايــات: كحــديث الزهــري، عن علي بن

وأما الصوم الحرام فصومالحسين )عليه السالم( في حديث قال: .(1)يوم الفطر ويوم األضحى

وفي حــديث حنــان، عن أبيــه، عن البــاقر )عليــه الســالم( قــال:أتخوف أن يكون عرفة يوم أضحى وليس بيوم صوم(2).

ــه ــه علي وعن الصادق )عليه السالم(: في وصية النبي )صلى الل يــا علي، صــوم الفطــر حــراموآلــه وســلم( لعلي )عليــه الســالم(:

.(3)وصوم يوم األضحى حراموعن حسين بن زيد، عن الصادق )عليه السالم(، عن آبائه

.1 من أبواب الصوم المحرم ح8 باب 382 ص7 الوسائل: ج)?(1.2 من أبواب الصوم المحرم ح8 باب 382 ص7 الوسائل: ج)?(2.3 من أبواب الصوم المحرم ح8 باب 382 ص7 الوسائل: ج)?(3

78

Page 79: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــه وســلم()عليهم السالم(: إن رسول الله )صلى الله عليه وآل (1)نهى عن صيام ستة أيــام، يــوم الفطــر ويــوم الشــك ويــوم النحر

الحديث. يــا ســيدي، رجــل نــذر أن يصــوم يومــا منومكاتبــة الصــيقل:

ــحى أو الجمعة دائما ما بقي، فوافق ذلك اليوم يوم عيد فطر أو أض فكتب إليه قد وضع اللـه عنــك الصـيام إلى أن قال: أيام التشريق

.(2)في هذه األيام كلها وتصوم يوما بدل يوم« نهى رســولوعن قتيبة، قال: قال أبو عبد الله )عليه السالم(:

الله )صلى الله عليه وآله وسلم( عن صوم ستة أيام، العيدين وأيام، الحديث.(3)التشريق

وعن كرام، قلت ألبي عبد الله )عليه الســالم(: إني جعلت على صــم، والنفسي أن أصوم حتى يقوم القائم؟ فقال )عليه السالم(:

الحديث. (4)تصم في السفر وال العيدينــظ ــير بلف ــات، والتعب ــا من الرواي في بعضال ينبغيإلى غيره

ال ينبغيالروايات وذكره في عداد صوم يوم الشــك غــير ضــار، إذ ــالى: ــه تع وما ينبغي﴿يستعمل في الحرام بل وفي المحال، كقول

حمن أن يتخذ ولدا .(5)﴾للر

.4 من أبواب الصوم المحرم ح8 باب 382 ص7 الوسائل: ج)?(1.6 من أبواب الصوم المحرم ح8 باب 383 ص7 الوسائل: ج)?(2.7 من أبواب الصوم المحرم ح8 باب 383 ص7 الوسائل: ج)?(3.8 من أبواب الصوم المحرم ح8 باب 383 ص7 الوسائل: ج)?(4.92 سورة مريم: اآلية )?(5

79

Page 80: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بجــوازه والقــول الحــرم، أشــهر في القتل كفــارة عن كان وإن ضعيفة عليه الدالة والرواية شاذ، للقاتل وداللة. سندا

ومن المعلوم أن صوم يوم الشك باعتبار أنه من رمضان حرام. ثم إنه ال فرق في الحكم المذكور بين العالم والجاهل، والقاصرــامه والمقصر، فإنه لم يوضع فيه الصيام كالصيام في الليل، فإذا ص

جاهال ولو عن قصور لقضاء أو كفارة أو ما أشبه لم يصح. }وإن كان عن كفــارة القتــل في أشــهر الحــرم{ إلطالق األدلــة التي تقدمت كما رأيت، وذهاب المشهور إلى عــدم الجــواز مطلقــا، }والقول بجوازه للقاتل شاذ{ فقد ذهب إليه الصدوق والشيخ وابنــد، حمزة وصاحب المنتقى وصاحب الحدائق ومحش منتهى المقاص ويظهر من نفس المنتهى التوقــف. }والروايــة الدالــة عليــه ضــعيفة سندا وداللة{ قال الشيخ في محكي الخالف: "إذا قتــل متعمــدا في أشهر الحرم وجب عليه الكفارة بصوم شهرين متتــابعين من أشــهر الحــرم وإن دخــل فيهمــا األضــحى وأيــام التشــريق، وخــالف جميــع

(1)الفقهاء في ذلك، فقالوا ال يجوز، دليلنا إجماع الفرقــة وإخبــارهم"

انتهى. ومراده زرارة، عن أبي جعفر )عليه الســالم(، قــال: ســألته عن

يغلــظ عليــه الديــة،رجل قتل رجال خطأ في الشهر الحــرام؟ قــال: . قلت:وعليه عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين من أشهر الحرم

فإنه

.52 في مسائل الكفارة... مسألة 54 ص3 الخالف: ج)?(180

Page 81: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

، قلت: يــوم العيــد وأيــامومــا هويدخل في هـذا شــيء، قــال: .(1)يصومه فإنه حق لزمهالشتريق، قال:

ــل وصحيح زرارة، قال: قلت ألبي جعفر )عليه السالم(: رجل قت عليه دية وثلث، ويصوم شهرين متتابعين منرجال في الحرم، قال:

، قــال: قلت:أشــهر الحــرم، ويعتــق رقبــة، ويطعم ســتين مســكيناــدخل في هــذا شــيء، قــال: ــدخلي ــامومــا ي ــدان وأي ، قلت: العي

.(2)يصوم فإنه حق لزمهالتشريق، قال: وصحيح زرارة، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن رجل

تغلــظ عليــه الديــة وعليــهقتل رجال خطأ في الشهر الحــرم، قــال: ، قلت: إنعتق رقبة أو صيام شــهرين متتــابعين من أشــهر الحــرم

ــام التشــريق، قــال: ــد وأي ــدخل في العي ــه حــقهــذا ي يصــومه فإن.(3)يلزمه

ــام على ــتى في المق ــة ح ــائلين بالحرم ــهور الق ــكل المش وأش الروايات المذكورة بضعف السند وبضــعف الداللــة، إذ ال يــدخل في ذلك العيدان، كما صرح بذلك الروايــة الثانيــة، وبــإعراض األصــحاب عنها، وبالشذوذ وبمخالفة الشهرتين القديمة والجديدة، ومثلها ليس

بحجة،

.1 من أبواب بقية الصوم الواجب ح8 الباب 278 ص7 الوسائل: ج)?(1.2 من أبواب بقية الصوم الواجب ح8 الباب 278 ص7 الوسائل: ج)?(2.1 من أبواب بقية الصوم الواجب ح8 الباب 278 ص7 الوسائل: ج)?(3

81

Page 82: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وفي الكل ما ال يخفى. أما ضعف السند، ففيه: إن الخــبر األول ضــعيف، وأمــا الخــبران اآلخران فهما من قسم الصحيح، فــإن إبــراهيم بن هاشــم ال يــوجب

حسن الخبر، ولو سلم فإنه من قسم الحسن.ــد، ال أنعيدانوأما ضعف الداللة، فالمراد بـ ــة عن العي الكناي

المراد الفطر واألضحى، وربما احتمل األضــحى والغــدير، وقــد كــانالراوي يظن عدم استحباب صومه مثال، فتأمل.

وأما إعراض األصحاب، ففيــه: إنــه كيــف يقــال ذلــك وقــد ادعى الشيخ اإلجماع عليه، وقــد عــرفت ذهــاب جملــة من األعيــان، ومنــه يظهر أنه ال شذوذ، كما أن مخالفة الشهرة ال توجب الضعف، وحيث

إنها أخص مطلقا من أخبار التحريم لزم التقديم عليها. نعم ربما يقال: بأن ضعف الداللة من جهة أن يــوم العيــد وأيــامــير التشريق ال يضران بالستين، إذ أيام التشريق ليس بمحرم في غ منى، ويوم العيد ال ينافي التتابع، إذ صوم واحد وثالثين يوما من أول ذي القعدة التي هي من األشهر الحــرم ال يصــطدم بالعيــد، فجــواب

اإلمام )عليه السالم( مبني على ذلك فتأمل. وكيف كان، فالمسألة في غاية اإلشكال، وإن كان وجه االحتياط

واضحا، فالالزم مراعاته.

82

Page 83: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

عشر والثــاني عشر الحــادي وهي التشــريق أيــام الثاني: صــومبمنى كان لمن الحجة ذي من عشر والثالث

}الثــاني{ من الصــوم المحظــور: }صــوم أيــام التشــريق وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشـر من ذي الحجــة لمن كـان بمنى{ بال إشكال وال خالف في الجملــة، بــل دعــوى اإلجمــاع عليــه

مستفيضة، ويدل عليه متواتر الروايات: ففي حديث الزهري، عن علي بن الحســين )عليــه الســالم( في

. (1)ثالثة أيام من أيام التشريقعداد الصيام المحرم، قال: وعن الحســين، عن الصــادق )عليــه الســالم(، عن آبائــه )عليهم

إلى أن قــال:أن رسول الله )صلى الله عليه وآلــه( نهىالسالم(: وأيام التشريق(2).

وفي مكاتبة الصيقل، حيث سأله )عليه السالم( عن صيام جملة قــد وضــع اللــه عنــكمن األيــام منهــا أيــام التشــريق؟ فكتب إليــه:

.(3)الصيام في هذه األيام كلها، وتصوم يوما بدل يوم نهى رســولوفي خبر قتيبة، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(:

الله )صلى الله عليه وآله(

.1 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح1 الباب 382 ص7 الوسائل: ج)?(1.4 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح1 الباب 382 ص7 الوسائل: ج)?(2.6 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح1 الباب 382 ص7 الوسائل: ج)?(3

83

Page 84: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

.(1)عن صوم ستة أيام العيدين وأيام التشريق« ال تصــم فيوفي حــديث كــرام، عن الصــادق )عليــه الســالم(:

.(2)السفر وال العيدين وال أيام التشريق.(3)وال صيام أيام التشريقوفي خبر سماعة:

وصــحيحة معاويــة بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه السـالم( أما باألمصار فال بأس،قال: سألته عن صيام أيام التشريق؟ فقال:

.(4)وأما بمنى فالــه الســالم( عن وصحيحته األخرى، قال: سألت أبا عبد الله )علي

إنما نهى رسول الله )صلى اللــه عليــهصيام أيام التشريق؟ فقال: .(5)وآله وسلم( عن صيامها بمنى، فأما بغيرها فال بأس

.7 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح1 الباب 383 ص7 الوسائل: ج)?(1.8 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح1 الباب 383 ص7 الوسائل: ج)?(2.5 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح1 الباب 383 ص7 الوسائل: ج)?(3.1 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح2 الباب 385 ص7 الوسائل: ج)?(4.2 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح2 الباب 385 ص7 الوسائل: ج)?(5

84

Page 85: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وعن منصور بن حازم عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:ــة النحر بمنى ثالثة أيام فمن أراد الصوم لم يصم حتى تمضي الثالث

.(1)األيام، والنحر باألمصار يوم، فمن أراد أن يصوم صام من الغد وعن عمار بن موسى، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، قــال:

.(2)أربعة أيامسألته عن األضحى بمنى؟ فقال: روي أن النبي )صلى الله عليه وآلــه وســلم(وعن المقنع قال:

ــأمره أن ينهي ــل أورق ف ــزاعي على جم ــاء الخ ــديل بن ورق بعث ب.(3)الناس عن صيام أيام منى

وفي حديث حمــاد، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن علي تنــادي)عليه السالم(، أنه قال رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه(:

.(4)في الناس: أال ال تصوموا فإنها أيام أكل وشرب

.3 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح2 الباب 385 ص7 الوسائل: ج)?(1.4 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح2 الباب 385 ص7 الوسائل: ج)?(2.9 سطر 24 المقنع: ص)?(3.10 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح2 الباب 386 ص7 الوسائل: ج)?(4

85

Page 86: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وغيره الناسك بين األقوى على فرق وال

وعن زيــاد بن أبي الحالل، قــال: قــال لنــا أبــو عبــد اللــه )عليــه، إلى غيرها.(1)ال صيام بعد األضحى ثالثة أيامالسالم(:

وقــد عــرفت أن جملــة من الروايــات الصــحيحة اشــتملت علىالتقييد على كون الصائم بمنى، وبها تقيد األخبار المطلقة.

ثم إن النص واإلجماع قــد قــام على أن المــراد بأيــام التشــريق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، فمــا في روايــة عمــار بن

موسى من ذكر األربعة يراد به مع العيد كما ال يخفى. }وال فــرق على األقــوى بين الناســك وغــيره{ على المشــهور، إلطالق األدلة، خالفا للعالمة حيث أشــكل في الحرمــة بالنســبة إلى غير الناسك، وكأنه الحتمال االنصراف إلى الناسك، لكنه ال وجــه لــه

بعد اإلطالقات القوية وكلمات الفقهاء. ومنه يعلم أنه ال فرق بين أن كان منزله في مــنى وغــيره، وبين

أن كان قد ذهب الحاج وذبحوا أم ال، كل ذلك لإلطالق. ولو نذر أن يصــوم أيــام التشــريق وأن يصــوم الــدهر وكــان في

منى، لم يصح بالنسبة إليها.ــه إذا تســحر وخــرج من مــنى قبــل الظهــر صــح ثم الظــاهر أن

الصوم،

.9 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح2 الباب 386 ص7 الوسائل: ج)?(186

Page 87: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أنه بنية رمضــان أو شــعبان من أنه في الشك يــوم الثالث: صومفال شعبان من أنه بنية وأما رمضان، من

ألنه ال دليل على حرمة الصوم بأن يكون حــال الكــون في مــنى أنــه قــال:(1)حال الحيض، وكأنــه لــذلك حكي عن الشــيخ في النهاية

يستحب صوم ثالثة أيام، يوم قبل التروية ويوم التروية ويوم عرفــة، فإن فاته صوم هذه الثالثة أيام فليصم يوم الحصبة وهــو يــوم النفــر

ويومان بعده متواليان. بأن يــوم الحصــبة(2)واستشكل العالمة عليه في محكي التذكرة

من جملة أيام التشريق، وفيه ما عرفت، وقد ورد في صــحيح عيص بن القاسـم، عن الصـادق )عليـه السـالم(، قـال: سـألته عن متمتــع

فال يصوم ذلك اليــوم، واليدخل يوم التروية وليس معه هدي، قال: يوم عرفة، ويتسحر ليلة الحصــبة فيصــبح صــائما، وهــو يــوم النفــر،

.(3)ويصوم يومين بعده والظاهر من هــذه الروايــة ومن فتــوى الشــيخ وتعليقــةأقول:

جامع المقاصد: أن قصد الصيام ال يضر في منى إذا خرج.ــوم الشــك في }الثالث{ من أقسام الصوم المحظور: }صوم ي أنه من شعبان أو رمضان بنيــة أنــه من رمضـان، وأمـا بنيــة أنـه من

شعبان فال

باب الذبح.255 النهاية: ص)?(1 في ذكر بدل الهدي.382 ص1 التذكرة: ج)?(2.5 من أبواب الذبائح ح52 الباب 168 ص10 الوسائل: ج)?(3

87

Page 88: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

مر. كما منه مانع من تمكن إذا الصــوم ينــذر بــأن المعصية، نذر وفاء الرابع: صوم

الشــكر بــذلك يقصد الفالني الــواجب تــرك إذا أو الفالني الحــرامتيسره على

مانع منه كما مر{ تفصيل الكالم فيه فراجع. }الرابع: صوم وفاء نذر المعصية، بأن ينذر الصوم إذا تمكن من الحــرام الفالني، أو إذا تــرك الــواجب الفالني، يقصــد بــذلك{ النــذر }الشكر على تيســره{ بال إشــكال وال خالف كمــا ادعــاه بعض، بــل

حكي عن بعض قطع األصحاب بذلك.واستدل لذلك بأمور ثالثة:

ــلاألول: إن الصوم يحتاج إلى القربة، وال يمكن القربة في مث هذا الصوم، بل ال أمر بهذا الصوم، إذ معنى ذلك إني أمتثل أمر الله الموجه إلى بالصوم ألجل شكره تعالى على أن أشرب الخمر، فإن مآله أشكر الله على أن رزقك خمــرا، فــإن من المعلــوم أن اللــه ال يرزق الخمر حــتى يشــكر على ذلــك. وقــد نــوقش في هــذا الــدليلــع ــ ــا ال يخفى على من راج ــ ــدا وردا كم ــ ــلة تأيي ــ ــات مفص ــ مناقش

المفصالت. المناط بالنسبة إلى روايات صوم يوم عاشوراء.الثاني:

ــري، عن علي بنالثـــالث: ــديث الزهـ ــة، كحـ ــار الخاصـ األخبـالحسين

88

Page 89: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

.(1)وصوم نذر المعصية حرام)عليه السالم(، قال: ــه وعن حماد وأنس بن محمد، عن أبيه جميعا، عن الصادق )علي السالم(، عن آبائــه )عليهم الســالم(، في وصــية النــبي )صــلى اللــه

وصــوم نــذر المعصــيةعليه وآله وسلم( لعلي )عليه السالم( قــال: .(2)حرام

وال نذر فيوفي حديث الثمالي، عن أبي جعفر )عليه السالم(: . (3)المعصية

بتقريب أن حرمة النذر تقتضي بطالنــه، فيكــون اإلتيــان بعنــوان أنه واجب بالنــذر تشــريعا محرمــا، كــذا ذكــره في منتهى المقاصــد،ــاب والظاهر أن وجه استدالل الحدائق وذكر الوسائل له في هذا الب

هو هذا. وما في الرضوي وفي الهداية للصدوق، عن الزهــري، عن علي بن الحسين )عليه السالم(، وفي المقنع من قولــه )عليــه الســالم(:

وصوم نذر المعصية حرام(4) .ذكرها في المستدرك ،

.1 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح6 الباب 391 ص7 الوسائل: ج)?(1.2 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح6 الباب 391 ص7 الوسائل: ج)?(2.3 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح6 الباب 391 ص7 الوسائل: ج)?(3.1 باب تحريم نذر المعصية ح5 الباب 600 ص1 مستدرك الوسائل: ج)?(4

89

Page 90: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ما بــاألول يلحق نعم بــه، بــأس فال عنه الزجر بقصد كان إذا وأما الصوم نذر إذا تركها. معصية عن أو منه، صدرت طاعة عن زجرا

}وأما إذا كــان بقصــد الزجــر عنــه فال بــأس بــه{، نــذره صــحيح ويجب صومه، سواء كان الزجر عن ترك الــواجب أو فعــل الحــرام، وفي المستحب تركا، والمكروه فعال يصح النــذر، كــأن ينــذر أنــه إذا فعل المكروه الفالني يصــوم زجــرا، أو إذا تــرك المســتحب الفالني

يصوم زجرا، وحينئذ يجب الصوم.ــرك أما إذا نذر إن فعل المستحب الفالني يصوم زجــرا، أو إذا ت المكروه الفالني يصــوم زجــرا، فالظــاهر عــدم صــحة النــذر، وعــدم وجوب الصوم، ألن متعلق النذر ليس براجح، وقد اشترط في كتاب النذر لزوم الرجحان في متعلقه، والصوم الــذي يــأتي بهــذا العنــوان تشريع، ألنه سبحانه لم يأمر بهذا الصوم، ومنــه يعلم أنــه لــو صــامه للزجر عن المستحب أو عن ترك المكروه ـ بدون النــذر ـــ لم يصــح

الصوم أيضا وكان حراما. }نعم يلحق باألول{ الذي هو حرمة الصوم }ما إذا نــذر الصــوم زجرا عن طاعة صدرت منه، أو عن معصية تركهــا{ مثــل أن صــلى صالة الفريضة فنوى الصوم للزجر عنه، أو ترك شراب الخمر فنوى

الصوم زجرا عن الترك. وإنما يلحق باألول ألنه صــوم لم يــأمر بــه اللــه ســبحانه فيكــون

تشريعا، بل للمناط في األخبار المتقدمة. ومما تقدم يعلم أنه ال فــرق هنــا بين كــون الزجــر عن واجب أو

مستحب أو ترك

90

Page 91: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

حرام أو ترك مكروه.ــا ثم إنه ال فرق بين العالم والجاهل في حرمة الصوم فيما ذكرن حرمته، ألن الحكم لم يقيد بالعلم، سواء كــان جهال بالموضــوع كــأن لم يعلم أن هذا خمر ونذر إن وفقه الله لشربه صام، أو بالحكم كما

لو علم بأنه خمر لكنه لم يعلم بأن الخمر حرام. ثم إن صاحب الجواهر ذكر أن نذر الصــوم لــترك واجب شــكرا، أو فعل محرم شكرا، بنفسه حرام إذا أوقعه بقصــد التقــرب، وذلــك ألنه تشريع، ولخبر الثمــالي المتقــدم، ولصــحيحة محمــد بن مســلم، عن أحدهما )عليهما السالم(، أنه سئل عن امرأة جعلت مالها هــديا

ــا وليس هــذاوكل مملوك لها حرا إن كلمت أختها أبدا، قال: تكلمه.(1)بشيء، إنما هذا وشبهه من خطوات الشياطين

بتقريب أن خطــوات اشــياطين حــرام، حيث نهى عنهــا ســبحانهيطان﴿بقوله: ، لكنــه ربمــا يقــال: إن(2)﴾وال تتبعوا خطوات الش

كل لغو من خطوات الشيطان، والنهي في اآلية لألعم، فتأمل. وال يخفى أن حرمة الصوم في باب العهد واليمين والشرط وما

.2 من أبواب اليمين ال تنعقد في المعصية ح11 الباب 139 ص16 الوسائل: ج)?(1.142. وسورة األنعام: اآلية 208 سورة البقرة: اآلية )?(2

91

Page 92: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الكالم عن السكوت صومه في ينوي بأن الصمت الخامس: صومصومه قيود من نيته في بجعله بعضه، أو النهار تمام في

أشبه كحرمته في باب النذر، لوحــدة األدلــة فيهمــا في الجملــة،كما أن حرمة الصالة والحج واالعتكاف كحرمة الصوم.

}الخامس{ من أقسام الصوم المحظور: }صوم الصــمت، بــأن ينــوي في صــومه الســكوت عن الكالم في تمــام النهــار أو بعضــه،ــتند ــا في المس ــومه{ بال خالف، كم ــود ص ــه من قي ــه في نيت بجعلــدائق ومنتهى المقاصد وغيرهما، وإجماعا كما عن المنتهى وفي الح وغيرهما، ويدل عليه جملة من الروايات، كرواية الزهــري، عن علي

.(1)وصوم الصمت حرامبن الحسين )عليه السالم( قال: وقــول النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( في وصــيته لعلي

وصــوم إلى أن قــال: وال صــمت يومــا إلى الليل)عليه الســالم(: .(2)الصمت حرام

.2 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح5 الباب 390 ص7 الوسائل: ج)?(1.3 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح5 الباب 390 ص7 الوسائل: ج)?(2

92

Page 93: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وعن منصور بن حــازم، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، عن آبائه )عليهم السالم( قال: قال رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه

وال وصال في صيام، وال صمت يومــا إلى الليلوسلم( في حديث: (1).

وعن زرارة، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( في حــديث قــال:وال صمت يوما إلى الليل(2).

وعن علي )عليه السالم( قال: قال رسول الله )صلى الله عليهــلم(: ــه وس ــنيوآل ــياحة وال ذم يع ــة وال س ــتي رهباني ليس في أم

.(3)السكوت.(4)وصوم الصمت حراموعن فقه الرضا والمقنع:

.2 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح4 الباب 388 ص7 الوسائل: ج)?(1.1 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح5 الباب 390 ص7 الوسائل: ج)?(2.4 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح5 الباب 391 ص7 الوسائل: ج)?(3 بــاب الصــوم15، المقنــع من الجوامـع الفقهيــة: ص26 ســطر 23 فقه الرضا: ص)?(4

.34سطر 93

Page 94: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يجعله لم إذا وأما في كان وإن بل به، بأس فال صمت وإن قيدا

ــول: ــان يق ــالم( ك ــه الس ــات، عن علي )علي والوعن الجعفري.(1)صمت بعد صيام

الظاهر أن المراد أن الصوم في اإلسالم نسخ الصــمتأقول: الصومي الــذي كــان متعارفــا في األمم الســابقة، وفي حــديث علي

وال)عليه السالم(، عن رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه وســلم(: .(2)صمت من غداة إلى الليل

وال صــمت مــعوفي نوادر الراوندي، أنه )عليــه الســالم( قــال: .(3)الصيام

ــير إلى ــراف تش ــات بحكم االنص ــذه الرواي ــل ه وال يخفى أن ك الصوم المقــترن بالصــمت، فاإلشــكال فيهــا بأنهــا تــدل على حرمــةــع، وحيث ــل من ــمت مح ــترن بالص ــوم المق ــة الص ــمت ال حرم الص اإلطالق في بعض هذه الروايات ال فرق بين نية الصمت كــل النهــار أو بعضــه، ومــا دل على التحــريم فيهــا إذا كــان إلى الليــل ال يكــون مقيدا، ألن المثبتين ال يقيـد أحـدهما اآلخـر، ولـذا قـام عـدم الخالف

على عدم الفرق. }وأما إذا لم يجعله قيدا وإن صمت فال بــأس بــه، بــل وإن كــان

في

باب النهي عن الوصال.61 الجعفريات: ص)?(1.3 ح16 مسألة 267 ص93 البحار: ج)?(2.37 نوادر الراوندي: ص)?(3

94

Page 95: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

النية حال الكالم يجعل لم إذا ذلك على بانيا المفطرات من جزءا وتركه صومه. في قيدا

حـال النيـة بانيـا على ذلـك{ بـأن ال يتكلم }إذا لم يجعـل الكالم جزءا من المفطرات وتركه قيدا في صومه{ إذ مجرد قصد الصمت ال يجعل الصمت مربوطــا بالصــوم، وال فــرق في أنــه حــرام بين أن يجعل الصمت جزءا جزء كراهة، ككراهة السعوط مثال، أو جزء جزء تحريم، كتحريم األكل، أو شرطا، لصدق صوم الصــمت على الكــل، كما أنه ال فرق بين أن يجعــل الصــمت المطلــق كــذلك، أو الصــمتــة، عن بعض الكالم كأن ينوي الصوم الذي جزؤه ترك التكلم بالتركي

أو ترك التكلم في األمور النحوية. ثم الظاهر من النص والفتــوى ـــ وإن نــاقش فيــه بعض ـــ كــون الصوم كذلك باطال، ال أنــه صــحيح وإن قصــد صــمته أو فعــل صـمتهــوجب ــه تشــريع والتشــريع ي ــا فقــط، باإلضــافة إلى أن حــرام تكليف

البطالن. ثم إنه إن نوى الصوم كذلك ثم نــوى الصــوم الصــحيح في وقتــا تصح النية فالظاهر الصحة، إذ ال دليل على أن مثل هذه النية حاله حال الحيض الموجب للبطالن ولو وقع في بعض النهــار، فإطالقــات

أدلة صحة الصوم إذا نوى شاملة له. ثم إنه إذا نــوى الصــمت بــدون الصــيام لم يكن ذلــك من صــوم

الصمت كما ال يخفى.

95

Page 96: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أو الســحر، إلى وليلة يــوم صــوم وهو الوصــال، السادس: صومالبين في إفطار بال يومين صوم

}السادس{ من أقسام الصوم المحظور: }صوم الوصال، وهــو صوم يوم وليلة إلى السحر، أو صوم يــومين بال إفطــار في الــبين{، وصوم الوصال ال إشــكال وال خالف في حرمتــه، بــل ادعي اإلجمــاع عليه، إال من محتمل كالم ابن الجنيد حيث قــال: "ال يســتحب صــوم الوصال الدائم في الصيام، لنهي النبي )صلى الله عليه وآله وسلم( عن ذلك، فال بــأس بمــا كــان منــه يومــا وليلــة ويفطــر في الســحر، ويكره أن يصل الليلــة الــتي من أول الشــهر بــاليوم الــذي هــو آخــر

، انتهى.(1)الشهر" وكيــف كــان، فاألخبــار الــواردة بــذلك كثــيرة، باإلضــافة إلى أنــه

تشريع.ــالمعنى األول، ــال بـ ــار نهى عن الوصـ ــما من األخبـ ثم إن قسـ وقسما منها نهى عنه بالمعنى الثــاني، وقســما ثــالث نهى عنــه نهيــا

مطلقا، كما أن كلمات الفقهاء مختلفة: فمنهم من فسره بالتفسير األول، كما عن الشــيخين والصــدوق والشرائع والنافع واإلرشاد والمختلف وغيرهم، بل األكثر كمــا صــرح

به غير واحد. ومنهم من فسره بالتفسير الثاني، كما عن االقتصــار والســرائر

والمعتبر ونكاح المبسوط. والجمع بين األخبار يقتضي حرمة القسمين، بــل غيرهمــا أيضــا، مما كان أكثر من الفجر إلى الغروب، وقد أفتى بذلك غير واحد، بل

ربما نسب إلى قطع األصحاب.

باب حرمة صوم الوصال.127 ص7 انظر الجواهر: ج)?(196

Page 97: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ال وصــالفعن زرارة، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، قــال: .(1)في صيام

ال وصــال فيوعن منصور بن حازم، عنه )عليه الســالم( قــال: .(2)صيام، وال صمت يوما إلى الليل

وفي وصـية النـبي )صـلى اللـه عليـه وآلـه وسـلم( لعلي )عليـهــرام إلى أن قال: وال وصال في صيامالسالم(: وصوم الوصال ح

(3). نهى رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه وســلم(وقال الصدوق:

عن الوصال في الصيام، وكان يواصــل فقيــل لــه في ذلــك؟ فقــال:.(4)إني لست كأحدكم، إني أظل عند ربي فيطعمني ويسقيني

.1 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح4 الباب 387 ص7 الوسائل: ج)?(1.2 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح4 الباب 388 ص7 الوسائل: ج)?(2.3 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح4 الباب 388 ص7 الوسائل: ج)?(3.4 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح4 الباب 388 ص7 الوسائل: ج)?(4

97

Page 98: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

هذا من اختصاصه )صلى اللـه عليـه وآلـه وسـلم(، كمـاأقول: في الشرائع وغيره، وما قال )صلى الله عليه وآلــه وســلم( من أنــه يطعم ويســقى، قــد ثبت في العلم الحــديث أن الــذي يســمو روحــه يتلقى روحه من عالم المعنى مــا يســد بــه حاجــات جســده، فكيــف برسول الله )صلى الله عليه وآلــه وســلم(، وقــد ورد في األحــاديث أن الله سبحانه يطعم الصائم في منامه، فكأن االختصاص بالرسول

)صلى الله عليه وآله وسلم( من جهة األكملية، والله العالم.ــه الســالم(: ــال الصــادق )علي ــه(: ق ــه الل ــال الصــدوق )رحم ق

الوصال الذي نهى عنه هو أن يجعل الرجل عشاه سحوره(1). وصــوموعن الزهــري، عن علي بن الحســين )عليــه الســالم(:

.(2)الوصال حرام الوصــالوعن الحلبي، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال:

.(3)في الصيام أن يجعل عشاه سحوره

.9 باب النوادر ح58 باب 112 ص2 من ال يحضره الفقيه: ج)?(1.6 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح4 الباب 388 ص7 الوسائل: ج)?(2.7 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح4 الباب 388 ص7 الوسائل: ج)?(3

98

Page 99: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وعن حسان بن مختار، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(:ــهما الوصال في الصيام؟ قال: إن رسول الله )صلى الله عليه وآل

، الحديث.(1)وسلم( قال: ال وصال في صيام الواصل فيوعن حفص، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال:

.(2)الصيام يصوم يوما وليلة ويفطر في السحرــه ــه )علي ــد الل ــه، عن أبي عب ــد بن ســليمان، عن أبي وعن محم

وإنمــا قــال رســول اللــه )صــلى اللــه عليــهالسالم(، إلى أن قــال: وآله(: ال وصال في صيام، يعني ال يصوم الرجل يومين متواليين من

.(3)غير إفطار، وقد يستحب للعبد أن ال يدع السحورــال: والوعن زرارة، عن أبي جعفر )عليه السالم( في حديث ق

.(4)قران بين صومين

.8 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح4 الباب 389 ص7 الوسائل: ج)?(1.9 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح4 الباب 389 ص7 الوسائل: ج)?(2.10 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح4 الباب 389 ص7 الوسائل: ج)?(3.12 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح4 الباب 390 ص7 الوسائل: ج)?(4

99

Page 100: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

عــدم مع الثانية الليلة إلى أو الســحر إلى طــاراإلف خرأ لو وأما تركه جعل قصد به. بأس فال جزءا

أنـه )صـلى اللـه عليـه وآلـه وسـلم( كـرهوعن دعائم اإلسالم: صوم األبد، وكره الوصال في الصوم، وهو أن يصــل يـومين أو أكــثر

.(1)ال يفطر من الليل أنــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( واصــل فيوعن الغوالي:

صيام رمضان فواصل الناس فنهاهم، فقــالوا: إنــك تواصــل؟ فقــال:.(2)إني لست مثلكم إني أطعم وأسقى

ــد ثم الظــاهر أن الشــرط في صــدق الوصــال إدخــال جــزء زائ بالنية، فبدون النية لم يكن صوم وصال، ولذا قال المصــنف: }وأمــا لو أخر اإلفطار إلى السحر، أو إلى الليلة الثانية مع قصد جعل تركه جزءا فال بأس به{ كما عن المسالك وغيره، بل عن المدارك نسبته إلى قطــع األصــحاب، مضــافا إلى الســيرة المســتمرة، فــإن غــالب المتدينين يصلون قبل اإلفطار، ومن المعلوم أنه ال فرق بين التأخير

إلى ساعة من الليل أو إلى السحر. لكن قال في محكي المدارك: "لكن االحتيــاط يقتضــي اجتنــاب ذلك، أي التأخير بدون النية، إذ المستفاد من الرواية تحقق الوصال

.285 ص1 دعائم اإلسالم: ج)?(1.44 ح138 ص1 الغوالي: ج)?(2

100

Page 101: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

مطلقا. السحر إلى التأخير عدم األحوط كان وإن

. (1)بتأخير اإلفطار إلى السحر مطلقا " وقد أيده على ذلك االحتياط الحدائق والجــواهر، وقــد أيــد ذلــك

فيالجــواهر بموثقــة زرارة وفضــيل، عن البــاقر )عليــه الســالم(: رمضان تصلي ثم تفطر إال أن تكون مع قوم ينتظرون اإلفطار، فإن

.كنت معهم فال تخــالف عليهم وأفطــر ثم صــل وإال فابــدأ بالصــالة ألنه حضرك فرضان اإلفطــار والصــالة فابــدأقلت: ولم ذلك؟ قال:

تصــلي وأنت صــائم فتكتب، ثم قــال: بأفضلهما، وأفضلهما الصالة.(2)صالتك تلك وتختم بالصوم أحب إلي

وجه التأييد أنه جعل اإلفطار أحد الفرضين، ومثله في التأييد ما وقتفي خــبر ابن أبي عمــير، عن الصــادق )عليــه الســالم( قــال:

، الحديث.(3)سقوط القرص ووجوب اإلفطار من الصيام وفيه: إن الظاهر من الخــبرين المــذكورين هــو وجــوب اإلفطــار عن الصــوم الشــرعي المتقــدم بالنيــة، ال مطلــق اإلمســاك بال نيــة

يام إلىللصـــوم أصـــال، فـــإن قولـــه ســـبحانه: ــ »ثم أتموا الص يدل على عــدم وجــوب الصــوم بعــد دخــول الليــل، أي ال (4)الليل«

صوم، ال على وجوب اإلفطار بعده، ومنه يظهر أن قوله: }وإن كان األحوط عدم التأخير إلى السحر مطلقا{ محل نظر، وإن ذهب إليه

غير واحد.

.18 سطر 352 المدارك: ص)?(1.2 من أبواب آداب الصائم ح7 الباب 108 ص7 الوسائل: ج)?(2.1 من أبواب ما يمسك عنه الصائم ح52 الباب 89 ص7 الوسائل: ج)?(3.187 سورة البقرة آية: )?(4

101

Page 102: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الزوجة السابع: صوم

ثم الظاهر أنه لو نوى صوم الوصال كان باطال، النصــراف النصــوم والفتوى إلى الحكمين التكليفي والوضعي معا، كما تقدم في ص

الصمت.ــه نعم إذا جدد النية في وقت يصح فيه تجديد النية لم يبطل، ألن

ال دليل على أنه كالحيض الذي يوجب بطالن الصوم ولو كان آناما. ولو نوى الوصال بعد وقت النيــة بــأن نــواه بعــد الظهــر مثال فيــل الصوم الواجب قضاء، أو قبل الظهر في صوم رمضان، فهل يبط أم ال؟ احتماالن، من أنه تشريع فيبطل، كمــا إذا نــوى الصــوم الــذي جزؤه االجتناب عن النظر مثال، فإن األجــزاء اآلتيــة من الصــوم تقــع بصورة غير شرعية، وإذا بطل الجــزء بطــل الكــل، ومن المنصــرف

من األدلة كون النية في وقت نية الصوم، لكن األول أقرب.ــه أو وال فرق في بطالن صوم الوصال بين أن يلحق مــا بعــده ب ما قبله، كما لو نوى الصيام من نصف الليــل إلى المغــرب، وكــذلك إذا كــان الوصــال مــع قــاطع، كــأن ينــوي الصــيام إلى أول الليــل ثمــك إلطالق ــل ذل ــاني، ك ــد األول بالث ــاعة بحيث قي ــد س ــيام بع الص النصوص والتشريع، والروايات المبينة ال يفهم منها الحصر وإن كان

ربما قيل بأنها تفيد الحصر.ــة{ ــوم الزوج ــور: }ص ــوم المحظ ــام الص ــابع{ من أقس }الس

تطوعا، إذ الصوم الواجب مقدم على حق الزوج

102

Page 103: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الزوج. لحق المزاحمة مع

}مــع المزاحمــة لحــق الــزوج{ كمــا ذكــره غــير واحــد، بــل عن المعتبر دعوى اتفاق علماء اإلسالم على ذلك، خالفا لجمع آخر حيث

كرهوا ذلك، وهو المحكي عن سالر وابن حمزة والشيخ وغيرهم.ــه من النهي استدل القائلون بالتحريم الموجب للفساد أيضا، ألنــلم، عن أبي جعفــر )عليــه في العبــادة، بصــحيحة محمــد بن مس

ليسالسـالم(، قـال: قـال النـبي )صـلى اللـه عليـه وآلـه وسـلم(: .(1)للمرأة تصوم تطوعا إال بإذن زوجها

جاءت امرأة إلى النبي )صلى الله عليهوبروايته األخرى، قال: وآله وسلم( فقالت: يا رسول الله ما حق الزوج على المرأة؟ فقال

أن تطيعه وال تعصــيه وال تتصــدق من)صلى الله عليه وآله وسلم(: ــانت بيته إال بإذنه، وال تصوم تطوعا إال بإذنه، وال تمنعه نفسها وإن ك

.(2)على ظهر قتبــال: ــه الســالم(، ق ــه )علي ــد الل ــزومي، عن أبي عب ــة الع وبرواي

جاءت امرأة إلى النبي )صلى الله عليه وآله وسلم( فقالت: يا

.1 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح8 الباب 393 ص7 الوسائل: ج)?(1.3 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح8 الباب 393 ص7 الوسائل: ج)?(2

103

Page 104: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه وســلم( مـا حـق الـزوج على . فقــالت: أخــبرني بشــيء منهــو أكــثر من ذلكالمــرأة؟ فقــال:

.(1)ليس لها أن تصوم إال بإذنهذلك؟ فقال: وبروايــة الزهــري، عن علي بن الحســين )عليــه الســالم(، فــإن

المرأة ال تصوم تطوعا إال بإذن زوجها(2).ــه ــه وســلم( لعلي )علي ــه وآل ــه علي ــبي )صــلى الل وبوصــية الن

.(3)يا علي ال تصوم المرأة تطوعا إال بإذن زوجهاالسالم(: وبرواية هشام بن الحكم، عن الصادق )عليه السالم(، قال: قال

ومن طاعــةرسول الله )صلى الله عليه وآله وسلم(، إلى أن قال: إلى أن قال: المرأة لزوجها أن ال تصوم تطوعا إال بإذنه وأمره

.4 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح8 الباب 394 ص7 الوسائل: ج)?(1.1 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح10 الباب 395 ص7 الوسائل: ج)?(2.4 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح10 الباب 396 ص7 الوسائل: ج)?(3

104

Page 105: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وإال كان الضيف جاهال وكانت المرأة عاصية(1). إن رجال شــكاوعن دعــائم اإلســالم، عن علي )عليــه الســالم(:

إليه أن امرأته تكثر الصوم فتمنعــه نفســها؟ فقــال: ال صــوم لهــا إال.(2)بإذنك، إال في واجب عليها أن تصومه

ــالم( وعن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت الباقر )عليه الس وال يجوز للمرأة في مالهــا عتــق وال بــر إال بــإذن زوجهــا، واليقول:

.(3)يجوز لها أن تصوم طوعا إال بإذن زوجها وهذه الروايات كما تراها صــريحة الداللــة وصــحيحة الســند في الجملة، وموافقة للمشهور ولـدعوى اإلجمـاع، بـل ربمـا يقـال بأنهـا موافقة للقاعدة أيضا، ألن منافع االستمتاع بالزوجة مملوكة للــزوج،ــومها فال يجوز أن تعرض نفسها للصرف لما يمنعه، وألنه إذا كان ص علة تامة لترك تسليم نفسها للزوج كــان مقدمــة للحــرام، ومقدمــة

الحرام حرام.أما القائلون بالكراهة، فقد استدلوا بخبر علي بن جعفر )عليه

.2 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح10 الباب 396 ص7 الوسائل: ج)?(1.10 سطر 285 ص1 دعائم اإلسالم: ج)?(2.262 ص63 البحار: ج)?(3

105

Page 106: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

السالم( عن أخيه موسى )عليه السالم( قال: سألته عن المرأة.(1)البأستصوم تطوعا بغير إذن زوجها؟ قال )عليه السالم( :

وربما يؤيده مرسل قاسم بن عــروة، المــروي في الكــافي، عن اليصــلح للمــرأة أنالصادق )عليه الســالم(، قــال )عليــه الســالم(:

ظاهر في الكراهــة،ال يصلح، فإن (2)تصوم تطوعا إال بإذن زوجهاوبذلك حمل هؤالء تلك الروايات على الكراهة.

ــا ــخ لم يكن فيه ــأن بعض النس وك ــا في خــبر علي بنتطوع جعفر، ولذا جمع صاحب الحدائق وغيره بين الطائفتين بحمل الثانيةــة ــدوب، ألن الثاني ــوم المن ــواجب واألولى على الص على الصــوم الــتملة مطلقة فالالزم حملها على المقيدة، لكن النسخ الصحيحة مش

على التطوع. باإلضــافة إلى مــا ربمــا يقــال: من اســتبعاد أن يســأل علي بن جعفر عن الصوم الواجب، وفيه: إنه سأل عن الصوم المطلــق، بــل حتى وإن سأل عن الصــوم الــواجب لم ينــاف مقامــه، ألنــه أراد أن يعرف هل أن حق الله مقدم أو أن الله قدم حــق الــزوج على حــق

نفسه.وكيف كان فال وجه لهذا الجمع، كما ال وجه لجمع آخر ذكره

.5 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح8 الباب 394 ص7 الوسائل: ج)?(1.1 باب من ال يجوز له صيام التطوع إال باإلذن، ح151 ص4 الكافي: ج)?(2

106

Page 107: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــا إذا لم ــر على م ــبر علي بن جعف ــل خ ــاء من حم بعض الفقه يزاحم حق الزوج، وحمل سائر األخبار على ما إذا زاحم حق الزوج،

ألنه جمع تبرعي. وقد توقف في المسألة الوسائل كما يظهر منــه عنوانــه للبــاب، كما تــرجح تعليقــه منتهى المقاصــد الكراهــة لتقديمــه خــبر علي بن

جعفر. وال يخفى أن االحتيــاط في اتبــاع المشــهور، وإن كــان مقتضــى

الصناعة ما ذكره القائلون بالكراهة.ــل ثم إن المشهور بين قائل بتوقف الصوم على اإلذن، وبين قائ بأن المانع منه النهي، فإذا لم ينه الزوج لم يكن به بأس، والروايات خالية عن ذلــك، وكــأنهم إنمــا اســتفادوا ذلــك من القــرائن العرفيــة المقتضية لكون منع الشارع إنما هو ألجل المزاحمــة، وبــدون النهي ال مزاحمة، إذ لو كانت مزاحمة لكان نهي عن الصــوم، فــإذا لم ينــه

لم يكن وجه للحرمة والبطالن. وعلى هذا فإذا كان الزوج صغيرا أو غائبا أو مريضــا، أو بحيث الــد ــل، أو ال يريـ ــائم والغافـ ــالمحبوس والنـ ــتمتاع كـ يتمكن من االسـ االستمتاع، أو ال يريد اإلدخال، أو كانت المرأة مستعدة لبذل نفســها إن أراد اإلدخال، أو كــان بحيث ال يقــدر كــالعنين والضــعيف الــذي ال يقــدر، أو مــا أشــبه ذلــك، لم يجب اإلذن، بــل وال يحــرم مــع النهي،

النتفاء الموضوع. وال فرق في الزوجة بين الدائمــة والمتمتــع بهــا، كمــا نص عليــه غير واحــد، كمــا ال فــرق بين الحــرة واألمــة، ومقتضــى القاعــدة أن

المطلقة الرجعية في حكم الزوجة، كما أن الناشزة كذلك قطعا.

107

Page 108: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــه، إذن بال تركه واألحــوط ــترك ال بل من ــاط ي عنه نهيه مع االحتي يكن لم وإن لحقه. مزاحما

أما إذا لم ينفق عليها الزوج عصــيانا أو مــا أشــبه، فهــل يســقطــة، أم ال، لإلطالق، ــ ــل النفق ــ ــتمتاع في مقاب ــ ــه، حيث إن االس ــ حق

احتماالن. ولو لم يأذن، أو نهى ثم أذن أو رفع النهي والوقت باق حــق لهــا الصيام، وإن كان قبل الغروب بلحظات، المتداد وقت النية إلى ذلك

الوقت. وإذا نذرت الصيام فإن كان قبل الزواج سقط حق الزوج بتقدم حق الله تعالى، كمــا فصــلنا الكالم حــول المســألة في بعض أجــزاءــذر الفقه، وإن كان بعد الزواج فليس للزوج النهي، إال إذا أسقط الن

أو قلنا بتوقف النذر على إذنه. ثم إنه ال ينبغي اإلشكال في كفاية رضــا الــزوج، إذ ليس المــراد

باإلذن إال الكاشف، كما هو المنصرف من النص والفتوى.ولو أذن حق له أن يرجع عن إذنه، إذ الدليل على وجوب البقاء. وهــل يتوقــف الــواجب غــير المعين على اإلذن؟ احتمــاالن: من

المناط، ومن أن الممنوع صوم التطوع وليس هذا منه. ثم هل صيام رمضان المستحب على المرأة من جهة كونها في حالة يتخير لهــا الصــوم لمــرض خفيــف أو نحــوه، حالــه حــال صــوم المستحب مطلقا أم ال، الظاهر األول للمنــاط، وربمــا يقــال بالثــاني

لإلنصراف. ومما تقدم تعرف وجه قول المصــنف: }واألحــوط تركــه بال إذن منه، بل ال يترك االحتياط مع نهيه عنه وإن لم يكن مزاحمــا لحقــه{

ولو تزوج في

108

Page 109: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

المولی لحق المزاحمة مع المملوك الثامن: صوم

أثناء النهار كان للزوج اإلبطال لصدق األدلة. ولو صــامت بــدون اإلذن وقلنــا بتوقفــه على اإلذن ثم طلــق في أثناء النهار كان صومها باطال، ألنــه صــادف عــدم اإلذن، لكن األصــح الصحة، ألن النهي ليس مثــل الحيض، ولــذا لــو نهى ثم أجــاز ووقت

النية باق صح. ولو كان الزوج صائما صوما وجوبيــا أو حاجــا أو معتكفــا لم يكن له حق النهي إذا قلنا بأن حقــه في النهي من جهــة المزاحمــة، إذ ال

حق له في الدخول فال مزاحمة. ثم ظاهر النص والفتــوى أن الصــوم بال إذن أو مــع النهي أو مــع

المزاحمة باطل، باإلضافة إلى أنه حرام. ولو شرطت الزوجة عند العقــد أن تصــوم تطوعــا كالســابق لم يحق له النهي، ولو نهى لم يؤثر، ألن الشــرط يقتضــي الوضــع، كمــا

حقق في محله. }الثامن: صوم المملوك مع المزاحمــة لحــق المــولى{ ال ينبغي اإلشكال في ذلك، لما دل على أن العبد للمولى، ومعنى الملكية أن عبــدا ﴿أي تصرف منه بدون إذن المولى يكون حرامــا، قــال تعــالى:

أ فشــيء، وقــال )عليــه الســالم(: (1)﴾مملوكــا ال يقــدر على شــيء.(2)الطالق

.75 سورة النمل: آية )?(1.1 من أبواب مقدمات الطالق وشرائطه ح45 باب 343 ص15 الوسائل: ج)?(2

109

Page 110: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــوم ــولىمن المعل ــق الم ــرف في ح ــزاحم تص ــوم الم أن الصوشيء فتشمله األدلة المانعة.

هذا باإلضافة إلى األخبار الخاصة المطلقة الــتي أظهــر أفرادهــا صــورة المزاحمــة، كحــديث الزهــري، عن علي بن الحســين )عليــه

ـ أي الصوم الذي يحتاجوأما صوم اإلذنالسالم( في حديث قال: بأن المرأة ال تصوم تطوعــا إال بــإذن زوجهــا، والعبــد الإلى اإلذن ـ

يصوم تطوعا إلى بــإذن ســيده، والضــيف ال يصــوم تطوعــا إال بــإذن.(1)صاحبه

وعن هشــام بن الحكم، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، في ومن صالح العبد وطاعته ونصيحته لمواله أن ال يصــومحديث قال:

إلى أن قال: تطوعا إال بإذن مواله وأمره وإال ... كان العبد فاسقا .(2)عاصيا

وفي وصية النبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم(، لعلي )عليــه.(3)وال يصوم العبد تطوعا إال بإذن موالهالسالم(:

.1 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح10 باب 395 ص7 الوسائل: ج)?(1.2 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح10 باب 396 ص7 الوسائل: ج)?(2.4 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح10 باب 396 ص7 الوسائل: ج)?(3

110

Page 111: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

إذنه دونه من ترکه واألحوط

.(1)والعبد إال بإذن موالهوعن الرضوي: ــه الســالم(: ــع، عن الســجاد )علي ــة والمقن ــدوعن الهداي والعب

.(2)اليصوم تطوعا إال بإذن سيدهــدم ــع ع ــتى م ــا ح ــع مطلق ــوت المن ــار ثب ــاهر من األخب ــل ظ ب المزاحمة، كما أنه أيضا مقتضــى كونــه مملوكــا ذاتــا وفعال للمــولى، وقد أفتى بذلك غير واحد، بل هــو المشــهور، بــل عن المنتهى عــدم

الخالف فيه.ــرة وابن ــالمحكي عن جمــل الســيد وابن زه ــك ف ــع ذل ولكن م حمزة وغير واحد من المتأخرين الجــواز، بــل عن ابن زهــرة دعــوى

اإلجماع عليه، وذلك لحمل روايات عدم الجواز على الكراهة. واستدلوا لذلك باألصــل وعمومــات اســتحباب الصــوم، وقصــور أدلة الملك عن شمول ذلك، وأن النهي عن صوم المملوك ذكر في

عداد صوم الولد وما أشبه مما هو مكروه. وفي الكــل مــا اليخفى، إذ األصــل والعمــوم ال يزاحمــان الــدليلــة، وإذا لم ــك، والنهي ظــاهر في الحرم ــة المل الخــاص، وال في أدل يعمل به في بعض الفقـرات فرضـا لم يرفـع اليـد عنــه في سـائرها

}واألحوط تركه من دون إذنه{ لما عرفت من

.29 سطر 23 فقه الرضا: ص)?(1.36 سطر 15، والمقنع: ص12 سطر 56 الهداية: ص)?(2

111

Page 112: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

نهيه. مع االحتياط يترک ال بل

اشــتراط اإلذن في النصــوص، والظــاهر من المصــنف أن هــذاــع االحتياط استحبابي، وذلك لقوله بعد ذلك }بل ال يترك االحتياط م نهيه{ الظاهر في االحتيــاط الوجــوبي، وإال لم يكن وجــه لإلضــراب، وقــد فهم الســيد الــبروجردي ذلــك حيث علــق على االحتيــاط األول

بقوله: ال يترك. وكيف كــان فمقتضــى القاعــدة حرمــة صــومه إذا كــان مزاحمــا مطلقا، وإذا لم يكن مزاحما فإن كان تصرفا في مال المولى حــرم أيضا، وإن لم يكن تصــرفا عرفــا فاالحتيــاط في احتياجــه إلى اإلذن،ــدق ــة وص ــراف إلى المزاحم ــال االنص ــذلك الحتم ــا لم نفت ب وإنم التصرف، فإن النصوص المــذكورة منصــرفة عرفــا من مثــل عبــد ال

حاجة لمواله فيه وما أشبه. اللهم إال أن يقال: إن ذلك ألجل علمه برضى مــواله، ففي مثــل

المولى الصغير الذي ال يعتبر رضاه اليأتي ذلك، فتأمل. ويــأتي في المقــام جملــة من الفــروع الــتي تقــدمت في صــوم

الزوجة وفي صوم الولد. ولو كان بعض العبد حرا، فهل له أن يصوم، ألن األدلة في العبد المطلق، أو ليس له ذلك ألنــه تصــرف في حــق المــولى، أو يفصــل بين المهايا وغيره، فيحق في األول في زمانــه دون زمــان المــولى،

وال يحق في الثاني، احتماالت. وفي المقام مسائل كثيرة، لكن حيث إنها خارجة فعال عن محل

االبتالء ال نتعرض لها.

112

Page 113: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كونه مع الولد التاسع: صوم وأذيتهما. الوالدين لتألم موجباالصوم. يضره كان ومن المريض العاشر: صوم

المسافر، عشر: صوم الحادي ما على المســتثناة الصــور في إالمر.

الخبر في ما على العيدين حتى الدهر عشر: صوم الثاني

}التاسع: صوم الولد مع كونه موجبــا لتـألم الوالـدين وأذيتهمـا{وقد تقدم البحث في ذلك في الصوم المكروه.

}العاشر: صوم المريض ومن كان يضــره الصــوم{ وإن لم يكنفعال مريضا، وقد تقدم الكالم في ذلك في أول الكتاب.

}الحادي عشر: صوم المســافر، إال في الصــور المســتثناة علىما مر{ وتقدم تفصيل الكالم في ذلك.

}الثاني عشر: صوم الدهر{ أي تمام العمر }حتى العيدين على مــا في الخــبر{، وقــد اختلفــوا في ذلــك فقــال جمــع: بــأن التحــريم الشتماله على صوم العيدين، وقال آخرون: إنه بما هــو هــو، وإن لم

يصم العيدين. واألخبار في ذلك مطلقــة، فعن الزهــري، عن علي بن الحســين

.(1)وصوم الدهر حرام)عليه السالم(، قال:

.2 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح7 باب 392 ص7 الوسائل: ج)?(1113

Page 114: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

لکونه ال عليهمــا، اشــتماله حيث من يکــون أن يمکن کــان وإنهو. حيث من الدهر صوم

وفي وصـية النـبي )صـلى اللـه عليـه وآلـه وسـلم( لعلي )عليـه.(1)وصوم الدهر حرامالسالم(، قال:

.(2)إن صوم الدهر حراموعن الرضوي: أما القائلون بعدم الحرمة، كما أشار إليه المصنف بقوله: }وإن كان يمكن أن يكون من حيث اشتماله عليهما ال لكونه صــوم الــدهر من حيث هــو{ فقــد حملــوا روايــات التحــريم على ذلــك، واســتدلوا لذلك بجملة من الروايــات الناصــة على الكراهــة في صــوم الــدهر، والناصة على صوم المعصوم كل عمــره، بعــد وضــوح أن المعصــوم

لم يكن يصوم العيدين، وهذا القول هو األقرب. فعن زرارة، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، حيث ســأله عن

صوم الدهر، فقال: .(3)لم يزل مكروها وفي روايته األخرى، عنه )عليــه السـالم( حيث سـأله عن صـوم

.(4)لم نزل نكرههالدهر، فقال:

.3 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح7 باب 392 ص7 الوسائل: ج)?(1.26 سطر 23 فقه الرضا: ص)?(2.1 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح7 باب 392 ص7 الوسائل: ج)?(3.4 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح7 باب 392 ص7 الوسائل: ج)?(4

114

Page 115: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ومضمرة سماعة، قال: سألته عن صوم الــدهر فكرهــه، وقــال: .(1)ال بأس أن يصوم يوما ويفطر يوما

وقد تقدم في أحــاديث صـوم ثالثــة أيــام من كـل شــهر أن اللـهيكتب له صوم الدهر.

وعن دعــائم اإلســالم، عن رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه.(2)إنه كره صوم األبدوسلم(:

وعن درر اللئالي، عنه )صلى الله عليه وآلـه وسـلم(، أنـه قـال:صيام نوح الدهر كله إال يوم الفطر ويوم األضحى(3).

ــه الســـالم(: ــادق )عليـ ــاووس، عن الصـ إن زينوروى ابن طـــه الســالم( أربعين ســنة العابدين )عليه السالم( بكى على أبيه )علي

.(4)صائما نهاره قائما ليله وفي رواية أخرى: إن جارية اإلمام زين العابدين )عليه الســالم(

قالت مثل ذلك. وقد روى في الوســائل في بــاب اســتحباب صــوم يــوم وإفطــارــلم(، يوم، عن ابن عباس، عن رسول الله )صلى الله عليه وآله وس

وإن كنت تريد صوم عيسى )عليه أنه قال في حديث:

.5 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح7 باب 392 ص7 الوسائل: ج)?(1.18 سطر 285 ص1 دعائم اإلسالم: ج)?(2.5 من أبواب الصوم المكروه ح1 باب 499 ص9 جامع األحاديث: ج)?(3.6 من أبواب الصوم المحرم والمكروه ح7 باب 393 ص7 الوسائل: ج)?(4

115

Page 116: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

.(1)السالم( فإنه كان يصوم الدهر كله ال يفطر منه شيئا على هذا فالقول بالكراهــة أيضــا ال يخلــو من إشــكال، وال دليــل عليــه إال مــا ربمــا يســتفاد من مضــرة ســماعة، وهي ليســت بحيث تقوى على مقابلة مــا دل على صــوم المعصــومين )عليهم الســالم( الدهر، بعد حمــل مطلقــات الكراهــة على مــا فيــه العيــدان، وحمــل

الكراهة على التحريم. ثم من قال بالحرمة أو الكراهة هــل يقــول بــذلك إذا أفطــر في

كل سنة يوما، أو ما أشبه ذلك، احتماالن. وكذلك هل يصدق صوم الدهر بالنسبة إلى ما يستثنى منه أيــام

الحيض والمرض وما أشبه، أم ال؟ احتماالن.

.3 من أبواب الصوم المندوب ح13 باب 322 ص7 الوسائل: ج)?(1116

Page 117: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

اإلمســاك (: يســتحب3 )مسألة لم وإن رمضــان شــهر في تأدبــا يكن مواضع: في صوما

ــافر ــ ــدها: المس ــ ــزوال بعد اإلقامة محل أو أهله ورد إذا أح ــ ال مــر فقد يفطر ولم قبله ورد إذا وأما أفطــر، وقد قبله أو مطلقــا،

الصوم عليه يجب أنه

: يســتحب اإلمســاك{ ففي اإلمســاك الثــواب لــه أو3}مســألة لالنقياد }تأدبا{ فإن الممسك مؤدب بآداب اإلسالم وملتزم بأداء ما

عليه مما يوجب األجر والثواب. في شهر رمضان }وإن لم يكن{ اإلمساك }صوما في مواضع{ ذكرهــا الشــرائع وغــيره، بــل في منتهى المقاصــد أنــه ال خالف فيــه ينقل وال إشكال يحتمل، وفي الحدائق نسبه إلى تصريح األصــحاب،

وعن المدارك االتفاق عليه. }أحــدها: المســافر إذا ورد أهلــه أو محــل اإلقامــة بعــد الــزوال مطلقا{ سواء أفطر أم ال، إذا كان حال الظهــر في الســفر، أمــا أذا سافر بعد الزوال من وطنه أو محل إقامته فورد بعـد الـزوال محــل اإلقامة أو الوطن فال إشكال في وجوب الصوم عليه }أو قبلــه وقــد أفطر{ حيث تحل له اإلفطار، أما إذا أفطر حيث ال تحل له، كما إذا أفطر في بلده عصيانا ثم سافر إلى مكان محــل إقامتــه ولم يفطــر

في الطريق ووصل هناك قبل الظهر فعليه الصوم. }وأما إذا ورد قبله ولم يفطر فقد مــر أنــه يجب عليــه الصــوم{

وقد

117

Page 118: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

لم لو وكــذا أفطــر، وقد النهار أثناء في برئ إذا الثاني: المريض قبله بل الزوال، بعد كان إذا يفطر ــحة عدم من مر ما على أيضا ص

القضاء. ثم واإلتمام النية تجديد األحوط كان وإن صومه،النهار أثناء في طهرتا إذا والنفساء الثالث: الحائض

تقدم الكالم في ذلك في فصل شرائط وجوب الصوم. }الثاني: المريض إذا برئ في أثناء النهــار وقــد أفطــر{ بشــرطــذر ثم ــدون الع أن كان إفطاره في حالة المرض، ال فيما إذا أفطر ب

مرض ثم برئ قبل الزوال، كما تقدم مثله في المسافر. }وكذا لولم يفطر إذا كان بعد الزوال بل قبله أيضا، على ما مر من عدم صــحة صــومه وإن كــان األحــوط تجديــد النيــة واإلتمــام ثم القضاء{ وقد مر تفصيل الكالم في ذلك في شرائط وجوب الصــوم

فراجع.ــار{ بال ــاء النه ــا في أثن ــائض والنفســاء إذا طهرت ــالث: الح }الث إشكال وال خالف كما تقدم، ويدل عليه حديث الزهــري، عن اإلمــام

وأما صــوم التــأديب: فإنــه يؤخــذزين العابدين )عليه السالم( قال: الصبي إذا راهق بالصوم تأديبا وليس بفرض، وكذلك من أفطر لعلة من أول النهار ثم قوي بقية يومه أمــر باإلمســاك بقيــة يومــه تأديبــا وليس بفرض، وكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار ثم قدم أهلــه

أمر

118

Page 119: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

باإلمساك بقية يومــه تأديبــا وليس بفــرض، وكــذلك الحــائض إذا.(1)طهرت أمسكت بقية يومها

أقول: والنفساء كالحائض، لنص األصحاب واشتراكهما في أكــثراألحكام كما قرر في محله.

وعن أبي بصــير في حــديث قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه تصلي وتتم يومهــاالسالم( عن امرأة رأت الطهر أول النهار؟ قال:

.(2)وتقضي وعن عمار بن موسى، عن الصادق )عليــه الســالم( في المــرأة يطلع الفجر وهي حائض في شهر رمضــان، فــإذا أصــبحت طهــرت، وقد أكلت ثم صلت الظهر والعصر، كيف تصنع في ذلك اليوم الــذي

.(3)تصوم وال تعتد بهطهرت فيه؟ قال: ويدل على أن اإلمساك للتــأديب، مضــافا إلى مــا مــر، مــا رواه محمد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن الرجل يقدم من سفر بعد العصــر في شــهر رمضــان فيصــيب امرأتــه حين

طهرت

.15 سطر 1 من أبواب وجوه الصوم ح67 باب 296 ص4 التهذيب: ج)?(1.5 من أبواب ما يصح منه الصوم ح28 باب 166 ص7 الوسائل: ج)?(2.2 من أبواب ما يصح منه الصوم ح28 باب 165 ص7 الوسائل: ج)?(3

119

Page 120: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ال. أم بالمفطر أتى النهار، أثناء في أسلم إذا الرابع: الكافرالنهار. أثناء في بلغ إذا الخامس: الصبي

أثنائه. في أفاقا إذا عليه والمغمى السادس: المجنون

.(1)ال بأس بهمن الحيض أيواقعها؟ قال: }الرابع: الكافر إذا أسلم في أثناء النهار، أتى بالمفطر أم ال{.

}الخامس: الصبي إذا بلغ في أثناء النهار{}السادس: المجنون والمغمى عليه إذا أفاقا في أثنائه(؟

وقد تقدم الكالم حول ذلك كله، ويدل على اســتحباب اإلمســاك مضافا إلى نص األصحاب الموجب لشمول أدلة التسامح له، روايــة

وكــذا من أفطــر لعلــة أولالزهــري، عن الســجاد )عليــه الســالم(: .(2)النهار ثم قوي بقية يومه

ومنه يعلم أن دعوى بعض الفقهاء أنه لم يجد مــا يــدل عليــه إال دليل المريض والمسافر والحائض، بضــميمة عــدم القــول بالفصــل،

منظور فيها.

.10 من أبواب ما يصح منه الصوم ح13 باب 148 ص7 الوسائل: ج)?(1.1 من أبواب ما يصح منه الصوم ح23 باب 160 ص7 الوسائل: ج)?(2

120

Page 121: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ثم ال يخفى أن المصـــنف )رحمـــه اللـــه( لم يـــذكر جملـــة من المســائل المتعلقــة ببــاب الصــوم، كمــا يظهــر لمن راجــع الجــواهر وغيره، فعلى الطالب مراجعة المفصالت، والله الموفق المستعان.

121

Page 122: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

122

Page 123: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

االعتکاف کتاب

123

Page 124: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

124

Page 125: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

االعتکاف کتاب

وهــو عبــارة عن االحتبــاس، وحيث يشــتمل اللبث الطويــل علی االحتباس يسمی بذلك، وهو لغة يطلق علی اللبث جســما أو روحــا،

ي المسجد أو المخمــر يســمىحسنا کان أو سيئا، فاللبث الطويل فاعتكافا، وكذلك مالزمة االعتقاد بالله أو باألصنام يسمى اعتكافا.

.(1)ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفونقال الله تعالى: .(2)يعكفون على أصنام لهموقال عزوجل:

وفي الشريعة: اصطلح على البقاء في المسجد بشرائط وآداب خاصة، ولذا كلما لم يظهر له قيــد أو شــرط شــرعي رجــع فيــه إلى معناه اللغوي، كما هو الحال كذلك في الصــوم وغــيره من األلفــاظ التي حددها الشارع بعد كونها ألفاظا لغوية أصال. وكذلك الحــال في باب المعامالت بمعناها األعم الشامل للمواريث والقضاء والجنايات

وغيرها.وقد دلت األدلة األربعة على رجحان االعتكاف:

.53 األنبياء: اآلية )?(1.134 األعراف: اآلية )?(2

125

Page 126: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

المسجد فی اللبث وهو

.(1)وأنتم عاكفون في المساجدقال سبحانه: وطهرا بيــتي للطــائفين والعــاكفين والركــعوقال عز من قائل:

.(2)السجود فـإن المنسـاق من اآليـتين رجحـان االعتكـاف، خصوصـا الثانيـة حيث قرن بالطواف والركوع والســجود، مضــافا إلى أمــره ســبحانه إياهما )عليهما السالم( تهيئة البيت لهم عما يزاحمهم مما يدل على

محبوبيته. وفي الســنة المطهــرة روايــات متــواترة حــول االعتكــاف، عمال

وقوال، مما سيأتي جملة منها.واإلجماع بين كافة المسلمين بال شبهة.

والعقل يدل على محبوبيــة حبس اإلنســان نفســه عن الملــذاتــه مدة، فإن ذلك يوجب تقوية الروح وتركيز اإلرادة، باإلضافة إلى أن عكوف في بيت المحبــوب، وكــل حــبيب يحب ذلــك، لمــا يجــده من

اللذة، ولو لم يكن المحبوب موجودا.قال الشاعر:

أمر على الديار ديار ليلىأقبل ذا الجدار وذا الجدارا

وما حب الديار شغفن قلبيولكن حب من سكن الديارا

ــه وقد ذكرنا في كتاب الضمان وغيره معنى لفظ )الكتاب( ووجاإلضافة.

ومما تقدم ظهر وجه قول المنصف: }وهو اللبث في المسجد{الذي هو

.183 البقرة: اآلية )?(1.119 البقرة: اآلية )?(2

126

Page 127: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

العبادة بقصد

ــان فى مسجد شرعي، فال يشمل مثل المكان الذي يهيئه اإلنس داره ألجل أن يكون مصــاله، وقــد ذكرنــا فى بعض مبــاحث )الفقــه( صحة جعل المسجد الموقت والسيار في الفضــاء، وعليــه فيشــملها

األدلة، كما سيأتي تفصيل الكالم فيه. }بقصد العبادة{ بــأن يكــون يقصــد عبــادة أخــرى باإلضــافة إلى قصد االعتكاف، فلو لم يقصد عبــادة في حــال االعتكــاف من صــالة أوصوم أو دعاء أو مــا أشــبه لم يتحقــق االعتكــاف، ويــدل على هــذاــه المشــهور بينهم، فقــد شــرط هــذا الشــرط المحقــق الشــرط أنــيرة، حيث إن ــافة إلى السـ ــيرهم، باإلضـ ــهيد وغـ ــة والشـ والعالمـ

المعتكفين يعتكفون بقصد العبادة. وعليه فــالمركوز في أذهــان الفقهــاء والســيرة دليالن على هــذا الشــرط، لكن ال يخفى ضــعف كال الــدليلين، إذ ذكــر جماعــة منــدوا الفقهاء ال يدل على المركوز، باإلضافة إلى احتمــال أنهم لم يريــدا، بــل أرادوا بــذلك إخــراج اللبث بــدون قصــد جعــل )للعبــادة( قي

حيث(1)أقم الصــالة لــذكريالقربة، فكالمهم مثل قوله تعالى: إن الصالة بدون كونها ذكرا له سبحانه ليست بصالة.

قال في الشرائع: إنه اللبث المتطاول للعبادة.وقال في التذكرة: إنه لبث مخصوص للعبادة.

وقال في الدروس: إنه لبث في مسجد جامع ثالثة أيام فصاعداصائما للعبادة.

إلى غير ذلك من كلماتهم.

.14 طه: اآلية )?(1127

Page 128: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

اللبث بنفس التعبد قصد كفاية يبعد ال بل

وهذه العبارات ال تدل على جعلهم )للعبادة( قيدا. وعلى أي حال، فالدليل األول غــير ظــاهر، كمــا أن ذلــك ســيرة بين المتشرعة غير ظاهر الوجه، فمن أين إثبات السيرة، بل ال يبعد

أن يكون المركوز السيرة على أن نفس اللبث عبادة. ولذا قال المصنف: }بل ال يبعد كفاية قصد التعبد بنفس اللبث{ ألصالة عــدم القيــد الزائــد، وألنــه الظـاهر من اآليــة المباركـة، حيث جعــل االعتكــاف قرينــا للطــواف والركــوع والســجود، وكلهــا بــذاتها

عبادة، ولبعض اإلطالقات: اعتكــافمثل المروي عن الرسول )صلى الله عليه وآله( قال:

، فإنها مثل الصالة(1)عشر في شهر رمضان يعدل حجتين وعمرتينكذا، والصوم كذا، ظاهر في استحبابه في نفسه.

وأوضح منه صحيح داود بن سرحان: كنت في المدينة في شــهر رمضان فقلت ألبي عبد اللــه )عليــه الســالم(: إني أريــد أن اعتكــف

ال تخــرج منفمــا ذا أقــول، ومــا ذا أفــرض على نفســي؟ فقــال: المسجد إال لحاجة ال بد منهــا، وال تقعــد تحت ظالل حــتى تعــود إلى

.(2)مجلسك فإن ظاهره أنه تمــام مهيــة االعتكــاف، وحيث لم يــذكر العبــادة كان الظــاهر عــدم مــدخليتها، ولــذا ســكت المعلقــون غالبــا، أمثــال

السادة ابن العم والبروجردي والجمال وغيرهم على المتن.فيصح االعتكاف

.3 من االعتكاف ح1 الباب 393 ص7 الوسائل: ج)?(1.3 من االعتكاف ح7 الباب 408 ص7 الوسائل: ج)?(2

128

Page 129: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وإن لم يضم إليه قصد عبادة أخــرى خارجــة عنــه، لكن األحــوطاألول، ويصح في كل وقت يصح فيه الصوم

}وإن لم يضم إليه قصــد عبــادة أخــرى خارجــة عنــه{ قــال فيــه الجواهر: المراد من قوله: )للعبادة( كون اللبث على وجه التعبد ب نفسه، فال يتوهم شمول اللبث بعبادة خارجية كقراءة ونحوها، بل الــه يتوهم أن المعتبر في االعتكاف قصد كون اللبث لعبادة خارجة عن بحيث ال يجزي االقتصار على قصد التعبد بــه خاصــة ضــرورة ظهــور النصوص والفتاوى في مشروعيته لنفسه من غير اعتبار ضــم قصــد

عبادة أخرى معه.}لكن األحوط األول{ خروجا عن خالف من ظاهرهم الخالف.

وقال بعض المعلقين: يقصد العبـادة بــاللبث، ويقصــد االعتكــافللعبادة، بأن يقصد األمرين معا، وال بأس بما قاله احتياطا.

}ويصح في كل وقت يصح فيــه الصــوم{ بال إشــكال وال خالف،ــة بل ظاهرهم اإلجماع عليه، وذلك إلطالق األدلة الدالة على محبوبي

االعتكاف ذاتا.ــوم، ومن نعم حيث يعتبر فيه الصوم ال يصح إال إذا صح فيه الص

ـ يعــنيواللــه لقضــاء حاجتهتلك اإلطالقات قوله )عليه السالم(: أحب إلى الله عزوجــل من صــيام شــهرين متتــابعيناألخ المؤمن ـ

.(1)واعتكافهما في المسجد الحرامفإنه ظاهر في مطلوبية نفس االعتكاف.

وال يخفى أنه تابع لكيفية الصوم ال لصوم خــاص، فــإذا صــام فياآلفاق التي يصوم بعض الليل أو بعض النهار

.2 من االعتكاف ح12 الباب 413 ص7 الوسائل: ج)?(1129

Page 130: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

رمضان شهر أوقاته وأفضل

كاآلفاق الرحوية، حال طول وجود الشمس أو حال طول وجوىالليل يصح االعتكاف.

نعم يشكل صحة االعتكاف إذا لم يقدر على الصــوم، كــالمريض والحامــل المقــرب والشــيخ ونحــوهم، إذ الظــاهر من النصــوص والفتـــاوى المالزمـــة بين االعتكـــاف والصـــوم، فال يشـــمله دليـــل

، وإن كــان لــو ال ذلــك لم يكن بعيــدا، ألن البقــاء في(1)الميســورالمسجد خصوصا بكيفية خاصة محبوب ذاتا.

ــه إلطالق وكما يصح الصوم من الطفل كذلك يصح االعتكاف منأدلته.

ــه }وأفضل أوقاته شهر رمضان{ للتأسي بالنبي )صلى الله عليوآله(، حيث إنه كان مواظبا باالعتكاف فيه.

إنه )صلى الله عليه وآله( اعتكف في شهروقد ورد في الخبر: رمضـــان في العشـــر األولى، ثم اعتكـــف في الثانيـــة في العشـــر الوسطى، ثم اعتكف في الثالثة في العشر األواخر ولم يزل يعتكف

.(2)في العشر األواخر وعن الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم( في حــديث قــال:

كان رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه( إذا كــان العشــر األواخــر اعتكــف في المســجد وضــربت لــه قبــة من شــعر، وشــمر المــئزر

، الحديث.(3)وطوى فراشهإلى غيرهما من الروايات.

ولتأكد االستحباب في شهر رمضان يستحب قضاء مــا فاتــه منالرمضان

.205 ح58 ص4 العوالي: ج)?(1.2 من االعتكاف ح1 الباب 397 ص7 الوسائل: ج)?(2.1 المصدر نفسه: ح)?(3

130

Page 131: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ومندوب، واجب إلى وينقسم منه، األواخر العشر وأفضله

السابق في الرمضان الالحق. كــانت بــدر فيقال الصدوق: قال أبو عبد الله )عليه الســالم(:

شهر رمضان ولم يعتكف رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه(، فلمــا.(1)أن كان من قابل اعتكف عشرين، عشرا لعامه وعشرا لما فاته

ورواه الكليني )رحمه الله( أيضا. أما ما رواه داود بن سرحان، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(

، فهــو(2)ال اعتكــاف إال في العشــرين من شــهر رمضــانقــال: ، وقضاء(3)محمول على زيادة الفضل، بقرينة رواية اعتكاف شهرين

رسول الله )صلى الله عليه وآله( وغيرهما، واإلجماع يؤيده أيضا. ومما تقدم ظهــر أنــه ال وجــه لتأمــل المستمســك في مــا ذكـره الماتن، ولــذا لم يعلــق على المتن من وجــدناهم من المعلقين على

كثرتهم.ــل }وأفضله العشر األواخر منه{ لما تقدم من التأسي وغيره، ب

ــني والشــيخ: ــة الكلي الفي خــبر داود بن ســرحان المتقــدم، برواي.(4)اعتكاف إال في العشر األواخر من شهر رمضان

}وينقسم إلى واجب ومندوب{ ومحرم، وهو االعتكاف مع نهي األب والــزوج والمالــك فيقــع بــاطال ألنــه من النهي في العبــادة،

ومكروه كاالعتكاف

.1 من االعتكاف ح1 الباب 397 ص7 الوسائل: ج)?(1.5 ح398 المصدر: ص)?(2.3 من االعتكاف ح12 الباب 413 ص7 الوسائل: ج)?(3.433 ص1 ، والتهذيب: ج212 ص3 الكافي: ج)?(4

131

Page 132: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ضــمن في شــرط أو يمين أو عهد أو بنــذر وجب ما منه والواجب ويجــوز مستحب، الشرع أصل ففي وإال ذلك، نحو أو إجارة أو عقد

الميت غيره وعن نفسه عن به االتيان

في أيام يكره فيه الصوم، كثالثــة أيــام أحــديها عاشــوراء، وغــير ذلك، فإن كراهــة جــزء من االعتكــاف يــوجب كراهــة االعتكــاف في

الجملة.ــذر أو عهــد أو يمين أو شــرط في ــه مــا وجب بن }والــواجب منــه( أن ــاحث )الفق ــا في بعض مب ــد ذكرن ــا ق ــد{ الزم، ألن ضــمن عق الشرط ال يلزم إال إذا كان في ضمن عقد الزم، وفاقا لجمع، وخالفا

آلخرين حيث أوجبوه أيضا. }أو إجارة{ كمـا لـو اسـتأجره لالعتكـاف إجـارة الزمـة، أمــا إذا كانت اإلجارة غير الزمة إلمكان فسخه، تبع لزوم االعتكــاف وعدمــه

الفسخ وعدمه. }أو نحو ذلــك{ كالصــلح عليــه، وذلــك إلطالق أدلــة المــذكورات الشاملة لالعتكــاف أيضــا، وال إشــكال في كــل ذلــك وال خالف، كمــا

يظهر من كلماتهم. }وإال{ جهة عارضة )ففي أصل الشرع مستحب( بال إشكال وال خالف، كمـا يظهـر من النص والفتـوى، وقــد ادعى جماعــة اإلجمـاع

على ذلك، بل في الجواهر إجماع المسلمين عليه.ــابق ــة لم يكن الس ــه الحرم ــرأ في أثنائ ــه إذا ط ــاهر أن ثم الظ اعتكافا وإن زعمه، كما لو نهاها زوجها، أو نهــاه أبــوه بعــد أن أجــازا

واعتكفا يوما مثال. }و{ ال }يجوز{ التبعيض فيه، بأن يفعل بعضــه إنســان، وبعضــه

اآلخر إنسان آخر، لعدم الدليل، بل ظاهر النص واإلجماع عدمه. ويجوز }اإلتيان به عن نفسه، وعن غــيره الميت{ كال، أو إهــداء

ثواب

132

Page 133: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

األقـوى، هو بل ذلـك، يبعد ال قـوالن، الحي عن نيابة جــواز وفيــتراط يضر وال ــوم اشـ ــه، الصـ ــالة فهو تبعي، فإنه فيـ في كالصـ

الحي. عن النيابة فيه يجوز الذي الطواف

بعضه إلى ميت أو حي. أما أن يأتي بعضه عن نفســه وبعضــه عن آخــر، فالظــاهر عــدم صحته، لعـدم الـدليل، فهـو مثـل أن يـأتي بصـالة النافلـة ركعـة عن

نفسه وركعة عن غيره.ــا عن }وفي جواز نيابة عن الحي قوالن، اليبعد ذلك{، المنع كمــه من ــا في كشف الغطاء، والجواز كما في الجواهر قال: وال يقدح م

النيابة في الصوم كالصالة في الطواف ونحوها. أقول: كأنه نظر إلى استبعاد الصوم، خصوصــا إذا صــار واجبــا ـ

كالثالث ـ عن الحي، فأراد بالتنظير رفع االستبعاد المذكور. ولذا قال المصنف: }بل هو األقــوى، وال يضــر اشــتراط الصــوم فيه، فإنه تبعي فهو كالصالة في الطواف الذي يجوز فيه النيابة عن

الحي{ وكيف كان فما قواه هو األقوى. أوال: ألصالة صحة النيابة عند العقالء في كل شيء إال ما خــرج، والشارع لم يحدث طريقة جديدة لعدم الدليل عليها، وفي المقام ال

دليل شرعي على عدم صحة النيابة في االعتكاف. ومنه يعلم أن األصل المشروعية ال عدم المشروعية كما ذكــره

المستمسك.وثانيا: جملة من اإلطالقات:

مثــل خــبر أبي حمــزة، قلت ألبي إبــراهيم )عليــه الســالم(: أحجوأصلي وأتصدق عن

133

Page 134: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أمور: صحته في ويشترطغيره. من يصح فال األول: اإليمان،الثاني: العقل

األحياء واألموات عن قرابـتي وأصـحابي؟ قـال )عليــه السـالم(:نعم تصدق عنه، ولك أجر بصالتك إياه(1).

مــا يمنــع الرجــل منكم أن يــبروقول الصادق )عليــه الســالم(: والديه حيين وميتين، يصــلي عنهمــا، ويتصــدق عنهمــا، ويحج عنهمــا، ويصوم عنهما، فيكون الذي صنع لهما، ولــه مثــل ذلــك، فيزيــد اللــه

.(2)عزوجل ببره وصلته خيرا كثيرا وربما حمــل ذلــك على إهــداء الثــواب، لكنــه خالف الظــاهر، وال

داعي له. ومن ذلك يظهر أنه يصح أن يستنيبه بــأجر، وهــل يصــح التبعيض في اإلجارة بأن يستأجره ليكون اعتكافه عن المستأجر وصومه عن

قضاء أبيه مثال، احتماالن، وإن كان األحوط العدم.}ويشترط في صحته أمور{:

}األول: اإليمان فال يصح من غيره{ قد تقدم في كتــاب الصــالة والصوم عــدم صــحة عبــادات الكــافر نصــا وإجماعــا، بــل قــد تقــدم

اشتراط الصحة باإليمان بالمعنى األخص. }الثاني: العقل{ بال إشكال وال خالف، وذلك لألدلــة الدالــة على

أن

.9 من قضاء الصالة ح12 الباب 367 ص5 الوسائل: ج)?(1.7 ح159 ص2. والكافي: ج1 من قضاء الصالة ح12 الباب 365 ص5 الوسائل: ج)?(2

134

Page 135: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ولو المجنـــون من يصح فال الســـكران من وال دوره، في أدواراالعقل. فاقدي من وغيره

، وقــد(1)بالعقل يثاب، وبــه يعــاقب، وأنــه ال تكليــف بــدون العقلذكرنا تفصيل ذلك في بعض مباحث )الفقه(.

ــو أدوارا في دوره{ ســواء صــادف ــون ول }فال يصــح من المجن دوره بعض االعتكاف أو كله، ألن بعض االعتكاف إذا صادف الجنون

بطل ذلك البعض، وببطالنه يبطل الكل. }وال من السكران وغــيره{ كشــارب المرقــد الــذي رقــد خالف المتعارف، وأما الرقاد الذي حاله حال النوم فهو مثلــه، للمنــاط في النوم الذي ال يضر ضرورة، اللهم إال إذا كان خــارج المتعــارف، كمــا إذا نام ثالثة أيام مثال، فإن شمول األدلــة لــه هنــا وفي بــاب الصــوم

بعيد. }من فاقـدي العقـل{ ولـو بعض العقـل كـالمعتوه، نعم ال يضـر السفه المالي في صحة االعتكاف، لشمول أدلته لــه كشــمول أدلــة

الصالة والصوم وغيرهما. ثم إنه يشكل القول ببطالن االعتكاف بالسكر في الجملة، كمــا إذا اعتكف ثم سكر في الليل حراما، أو اشتباها أو اضطرارا بمــا لم

يكن حراما فاعليا، إذ ال دليل على بطالن االعتكاف بذلك. واســتدالل المستمســك لبطالن االعتكــاف بفقــد العقــل بأنــه الــادة غــير ظــاهر الوجــه، قصــد بدونــه، والقصــد من ضــروريات العب

إلطالق المدعى، فإن حال السكر حال النوم، وأي دليل في

كتاب العقل والجهل.10 ص1 الكافي: ج)?(1135

Page 136: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

تعدد إذا والتعيين العبادات، من غيره فی كما القربة الثالث: نية

الفرق بينهما في مثل ما ذكرناه. ولذا قال بعض الفقهاء: لو تحققت النيــة قبـل السـكر فنــوى ثم

سكر بشم ما يوجبه ثم أفاق ال يبعد الصحة. وقد عرفت أنه وإن شرب المسكر عمدا.أقول:

}الثــالث:{ الـــ }نيــة{ فــإن االعتكــاف من األعمــال القصــدية،ــاع، ــرورة واإلجم ــة بالض ــة والملكي ــارة والنجاس ــل الطه وليس مث و}القربة{ ألنه عبادة حسب ما يســتفاد من النصــوص، حيث أردف بهــا في اآليــة الكريمــة وغــيره، وكــذا قــام على ذلــك اإلجمــاع، بــل

الضرورة.ــك في ــادات{ وقــد ســبق تفصــيل ذل }كمــا في غــيره من العب

الطهارة والصالة والصوم. }والتعيين إذا تعدد{ تعــددا مختلفــا في األثــر، أمثــال االعتكــاف المنذور، والموصى به، والمستأجر عليــه، فإنــه البــد من قصــد أيهــا، وإال لم يقـع المــأتي بـه عن المـأمور بـه، كمـا إذا كـان عليــه خمس وزكـاة وصـدقة، فإنــه يجب التعــيين، وإال لم يقــع أيهــا، فــإن عنــوان الوفاء بالنذر وعنوان النيابــة وعنــوان الوصــية وغيرهــا من العنــاوين القصدية التي ال يمكن أن تتحقــق بــدون القصــد، فــإذا لم يقصــد لم

يقع االمتثال، هذا إذا كان اختالف في األثر. أما إذا لم يكن كذلك، كما إذا كان عليه اعتكافــان بــأن نــذرهما، لم يلزم قصد أنه األول أو الثاني، إذ ال خصوصية شــرعا زائــدة على أصل الجنس، وكذا الحال إذا كان عليه صــوم يــومين أفطرهمــا في

شهر رمضان لم يلزم أن يقصد

136

Page 137: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــاال، ولو ــ ــبر وال إجم ــ ــه، قصد فيه يعت ــ ــيره في كما الوج ــ من غ ينـــوي منه الـــواجب ففي الوجه ينـــوي أن أراد وإن العبـــادات،

الندب ينوي المندوب وفي الوجوب،

أن ما يأتي بــه أوال هــو قضــاء اليــوم األول مثال، إذ ال دليــل على ذلــك، وكــذلك إذا كــان عليــه دينــاران خمســا، دينــار خمس مالبســه

ودينار خمس كتبه، إلى غير ذلك من األمثلة.ــد لــزوم ومنه يعلم أن إطالق )إذا تعدد( غير ظــاهر الوجــه، ويؤي

أن رسـول اللـهالتعيين مع التعدد المختلف الحقيقـة مـا تقـدم من ــا )صلى الله عليه وآله( صام بعد عام بدر عشرة لعامه وعشــرة لم

.(1)فاته ثم إنه يكفي التعيين فيما يلزم }ولو إجماال{ كأن ينوي ما وجب عليه أوال، أو ما استؤجر له ثانيــا، أو نحــو ذلــك، ألن األصــل الــبراءة

عن الزائد على أصل التعيين بعد تحقق االمتثال باإلجمال. }وال يعتبر فيه قصد الوجه، كمــا في غــيره من العبــادات{ على ما تقدم تفصيله، فإن إطالقات األدلة وأصالة البراءة بعد عدم دليل

على اعتبار قصد الوجه يعطي عدم لزومه. }وإن أراد أن ينــوي الوجــه ففي الــواجب منــه ينــوي الوجــوب،ــدوب، وفي المندوب ينوي الندب{ ال إشكال في نية الندب في المن وأما نية الوجوب في الواجب بالعرض، فقد يستشكل عليه بأن ذات االعتكاف مستحبة، والنذر وشبهه ال يصير الوجوب وجها له، فالالزم

في مثله أن يقصد االعتكاف

.2 من االعتكاف ح1 الباب 397 ص7 الوسائل: ج)?(1137

Page 138: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

منه جزء هو الذي الثالث اليوم كون ذلك في يقدح وال ألنه واجبا أحكامه من

المندوب ذاتا وفاء لنذره أو إجارته أو عهده. وفيــه: إنــه قــد تقــدم كفايــة القصــد اإلجمــالي، فــالمراد بقصــدــاف الوجوب االعتكاف المستحب الذي طرأ عليه الوجوب، ال االعتك

الذي ذاته واجبة. نعم إذا قصد هكــذا على وجــه التقييــد كــان بــاطال، إذ لم يشــرع

الشارع مثل هذا االعتكاف.ــح وكذا في كل مستحب أو مباح صار واجبا بالعرض، فإنه ال يصله قصد الوجوب وجها، وإنما يصح له قصد الوجوب طريقا إجماليا.

}و{ إن قلت: كيــف ينــوي النــدب في المنــدوب، مــع أن اليــومالثالث واجب؟.

قلت: }ال يقدح في ذلك كون اليوم الثالث الــذي هــو جــزء منــهــا{، وإنمــا ال يقــدح }ألنــه من أحكامــه{ كمــا عللــه بــذلك في واجب الجواهر، أي إن ذات الثالثة مستحبة، ولذا ال يجب اإلتيان باالعتكاف أصال، وإن طرأ على الثالث الوجوب بعد اإلتيــان بــاليومين، فالثــالث مستحب ذاتا واجب عرضا، فله أن ينوي في الثالث الــذات، ولــه أنــدب ينوي العرض، وله أن ينويهما معا، ولكل ذلك وجه، فإذا نوى الن في المندوب كان ناويــا للوجــه، وإن نــوى النــدب ليوميــه والوجــوب ليومــه الثــالث كــان ناويــا للوجــه، وإن نــوى النــدب ليوميــه والنــدب

والوجوب للثالث كان ذلك وجها.

138

Page 139: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــير فهو ــروع بعد بوجوبها قلنا إذا النافلة نظـ ــا، الشـ ولكن فيهـ في الوجــوب نية تجديد بل فيه، الشروع حين ذلك مالحظة األولى أول في النية كفاية وفي الفجــر، قبل النية ووقت الثــالث، اليــومإشكال رمضان شهر صوم في كما الليل

}فهو نظير النافلة إذا قلنا بوجوبها بعــد الشــروع فيهــا{ ونظــيرالحج المندوب، حيث يجب إتمامه إذا شرع فيه.

ــان ــالث بعــد اإلتي ــه يجب الث ــك{ وأن }ولكن األولى مالحظــة ذل بــاليومين }حين الشــروع فيــه{ ألنــه الوجــه الكامــل إذا أراد قصــد

الوجه.ــان }بل{ األولى }تجديد نية الوجوب في اليوم الثالث{ وإنما ك األمران أولى، ألنه اهتمام بأمر المـولى، واالهتمـام مطلـوب ودليـل

على كامل االنقياد. }ووقت النية قبل الفجر{ أي مقارنا له، وإنمــا القبليــة لتحققهــا مع أول جزء من العبادة، إذ ال وجه للقبلية بــذاتها، وإشــكال بعضــهم بأن هذا الفرع ســاقط، ألن النيــة داع غــير وارد، إذ يــأتي الكالم في

أول وقت لزوم وجود الداعي في النفس. }وفي كفاية النية في أول الليل كمــا في صــوم شــهر رمضــان، إشــكال{ ألنــه ال دليــل على أن حــال صــوم االعتكــاف حــال صــوم رمضان، فإنه في شــهر رمضــان تصــح النيــة أول الليــل لإلجمــاع أو للنبوي أو لغير ذلك، كما تقدم الكالم فيه في الصوم، وال يقــاس بــه

المقام، بل الالزم العمل هنا حسب القاعدة وهي المقارنة.

139

Page 140: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــان لو نعم ــروع ك ــوى أثنائه في أو الليل أول في فيه الش في ن الواجب في الندب أو المندوب، في الوجوب نوى ولو الوقت، ذلك

يضــر، لم اشــتباها في االشــتباه ال التقييــد، وجه على كــان إذا إالالتطبيق.

لكن فيه أوال: ماذكرناه مكررا من أن المستفاد من فهم العرف تساوي المســتحب للــواجب إال في مــا خــرج بالــدليل، فحــال صــوم االعتكــاف حــال صــوم رمضــان، كمــا أن األمــر كــذلك في الطهــارة

والصالة والحج. وثانيا: قد سبق أن النيــة عبــارة عن الـداعي، وال فــرق فيــه بينــروع المقارنة والتقدم ولو قبل أول الليل بما يبقى ارتكازا حين الش

في العمل. وبذلك يظهر أنه ال وجه إلشكال المستمسك، حيث أشكل فيهــا: لو نام في بيته ناويا المجيء إلى المســجد عنــد الفجــر واللبث فيــه معتكفا، ثم اتفــق أنــه جيء بــه إلى المســجد وهــو نــائم حــتى طلــع الفجر، إذ لو كان الــداعي موجــودا ارتكــازا كفى، وإال لم يكــف ولــو

كان أول الليل في المسجد. }نعم لو كــان الشــروع فيــه{ في االعتكــاف، حيث إن الشــروع يمكن أن يكــون من أول الليــل، وإن كــان الالزم الصــوم من أول

الفجر. }في أول الليل أو في أثنائه، نوى في ذلك الوقت{ وإال لم يكن

اعتكافا من ذلك الحين. }ولو نوى الوجوب في المندوب، أو الندب في الواجب اشــتباها لم يضر{ ألنه من الخطأ في التطبيق، فإنه يريد أمــر اللــه ســبحانه،

وإنما يشتبه في تسمية أمره بغير عنوانه، كسائر األماكن. }إال إذا كان على وجــه التقييــد ال االشــتباه في التطــبيق{ فإنــه

يبطل حينئذ

140

Page 141: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بدونه يصح فال الرابع: الصوم

ألنه ال أمر كذلك، فال امتثال، فهو كما إذا نوى أنــه يصــلي نافلــةــة أو صــالة الصــبح المســتحبة، حيث أن الشــارع لم الصــبح الواجب

يشرعهما. وبذلك يظهر ما في جملة من التعليقات، حيث قالوا بأنــه ال أثــر للتقييــد في أمثــال المقــام، ولــذا ســكت على المتن غــالب األعالم،

كالسادة الوالد وابن العم والحكيم والروجردي وغيرهم. }الرابع{ من الشرائط: }الصوم فال يصح{ االعتكـاف }بدونـه{ بال إشكال وال خالف، بل في الجواهر اإلجمــاع بقســميه عليــه، وقــد

ادعى فيه الضرورة الدينية، ويدل عليه متواتر الروايات:.(1)ال اعتكاف إال بصومففي صحيح الحلبي:

وفي روايــة العيــون، قــال علي )عليــه الســالم(: ال اعتكــاف إال.(2)بالصوم

ــال: الوفي رواية أبي داود، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( ق.(3)اعتكاف إال بصوم

.(4)ومثله رواية محمد بن مسلم، عنه )عليه السالم( وفي رواية أبي بصــير، عن أبي عبــد اللـه )عليـه السـالم( قــال:

من اعتكف صام(5).ــال: ــه الســالم( ق ــه )علي ــة محمــد بن مســلم، عن الوفي رواي

. (6)اعتكاف إال بصيام

.3 من االعتكاف ح2 الباب 398 ص7 الوسائل: ج)?(1.4 من االعتكاف ح2 الباب 399 ص7 الوسائل: ج)?(2

.5 من االعتكاف ح2 الباب 399 ص7 الوسائل: ج)?(.6 من االعتكاف ح2 الباب 399 ص7 الوسائل: ج)?(3.7 من االعتكاف ح2 الباب 399 ص7 الوسائل: ج)?(4.8 من االعتكاف ح2 الباب 399 ص7 الوسائل: ج)?(5

6

141

Page 142: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــتي المواضع غير في المسافر من وقوعه يصح فال هذا وعلى ال العيــدين، في وال والنفساء، الحائض من وال فيها، الصوم له يجوز

حين غـــافال كـــان وإن يصح لم بيـــومين العيد قبل فيه دخل لو بلالدخول.

إلى غيرها من الروايات الكثيرة }فال يصح بدونه{ وال تجري هنا قاعدة الميسور لمن ال يقــدر، ألنهــا عرفيــة، والعــرف ال يــرى اللبث

بدون الصيام ميسورا، ولذا لم يذكره أحد من الفقهاء. }وعلى هــذا فال يصــح وقوعــه من المســافر في غــير المواضــعــف عن ابن التي يجوز له الصوم فيها{ لكن في الجواهر عن المختلــفر، ــاف في السـ ــتحباب االعتكـ ــيخ وابن ادريس اسـ ــه والشـ بابويـ محتجين عليه بأنه عبادة مطلوبة للشــارع ال يشــترط فيهــا الحضــر،

فجاز صومها في السفر. إن أرادوا سفرا يصح فيه الصوم فال إشكال، وإن أرادواأقول:

سفرا ال يصح فيه الصــوم تمســكا بــإطالق االعتكــاف، ففيــه: إنــه ال إطالق، بل أدلة كون الصوم ال يصح من المسافر محكمة، فإن دليل قيد الجزء أو الشرط حاكم على إطالق المطلق، وإال صح االعتكاف

في حال الحيض والعيد وغير ذلك مع أنهم ال يقولون به.ــاء، وال في العيـــدين{ وال في أيـــام }وال من الحـــائض والنفسـ التشريق لمن كان بمنى، وال لمن يضره الصـوم ضـررا يحـرم عليــه

الصوم معه، إلى غيرهم. }بل لو دخل فيه قبل العيد بيومين{ أو بيوم }لم يصح{ النتفــاء

المركب بانتفاء جزئه. }وإن كــان غــافال حين الــدخول{ أو جــاهال أو ناســيا، وذلــك ألن

مقتضى

142

Page 143: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

منه الخــامس أو الرابع اليــوم يكــون زمــان اعتكــاف نوى لو نعم على كــان وإن يصــح، لم بالتتــابع التقييد وجه على كــان فإن العيد العيد فيكون صحته يبعد ال اإلطالق وجه االعتكاف. أيام بين فاصال

أدلة الجزء والشرط كونهما واقعيين ال علميين، ودليــل الرفــع اليمكنه رفع مثل ذلك، كما حقق في محله.

}نعم لو نوى اعتكاف زمان يكون اليوم الرابع أو الخــامس منــهــإن العيد{ كما لو نوى اعتكاف ستة أيام رابعه العيد أو ما أشبه، }ف كان على وجه التقييد بالتتابع لم يصح{ لمـا تقـدم من أن مثــل هــذا

التقييد يوجب عدم االمتثال. }وإن كان على وجــه اإلطالق{ يصــح بالنســبة إلى الســابق عن

العيد، بال إشكال لتوفر الشرائط. وأما بالنسبة إلى المتأخر عن العيد فعند المصنف فيما كان بعد العيد أقل من ثالثة أيام، }ال يبعد صحته فيكون العيد فاصال بين أيام ــد إال االعتكاف{ وكأنه نظر إلى إطالق أدلة االعتكاف، وأنه غير مقي بما كان أقل من ثالثة أيام، فإذا كان المجموع ليس أقل وقــد ســبق

على العيد ثالثة أيام لم يكن وجه لعدم الصحة. لكن فيه: إن بعد فصل العيد ال يكون المجمــوع اعتكافــا واحــدا، لما يظهر من النص من اعتبار توالي ثالثــة أيــام، والمفــروض أنــه ال توالي بعد العيد، وإال صــح يومــان قبــل العيــد وأربعــة أيــام مثال بعــد العيد، وهــذا مــا ال يقــول حــتى المصــنف بصــحته، ولــذا أشــكل فيــه

السيدان الحكيم والبروجردي، وإن سكت

143

Page 144: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بطل كذلك نواه فلو أيام، ثالثة من أقل يكون ال الخامس: أن

عليه السيدان الجمال وابن العم.ــد والحاصــل: إن الالزم أن يكــون كــل طــرف من طــرفي العي

اعتكافا بشرائطه، وإال لم يصح الفاقد للشرائط.ــام{ بال }الخامس{ من الشرائط: }أن ال يكون أقل من ثالثة أي إشكال وال خالف، بل عليه اإلجماع في الجواهر وغيره، ويــدل عليــه

مستفيض النصوص: ال يكــونفعن أبي بصير، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال:

.(1)االعتكاف أقل من ثالثة أيام وعن داود بن سرحان، قال: بدأني أبو عبد اللــه )عليــه الســالم(

االعتكاف ثالثة أيام، يعني السنة إن شــاءمن غير أن أسأل، فقال: .(2)الله

الوعن عمر بن يزيد، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال: .(3)يكون االعتكاف أقل من ثالثة أيام

وعن دعائم اإلســالم، عن جعفــر بن محمــد )عليــه الســالم( أنــه.(4)وأقل االعتكاف ثالثة أيامقال:

}فلو نواه كذلك بطــل{ إذ ال أمــر بالنســبة إلى األقــل، اللهم إال إذا كان من باب الخطأ في التطبيق، وألحق بــه الثــالث، كمــا تقــدم

مثله.

.2 من االعتكاف ح4 الباب 404 ص7 الوسائل: ج)?(1.4 من االعتكاف ح4 الباب 405 ص7 الوسائل: ج)?(2.5 من االعتكاف ح4 الباب 405 ص7 الوسائل: ج)?(3.1 من االعتكاف ح4 الباب 601 ص1 المستدرك: ج)?(4

144

Page 145: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الزائد كان وإن به، بأس فال األزيد وأما ليلة أو يوم، بعض أو يوماألكثره حد وال بعضها، أو

}وأما األزيد{ من الثالثة }فال بأس بــه، وإن كــان الزائــد يومــا{مع صومه، وإال فال يكون اعتكافا كما هو واضح.

}أو بعض يوم{ فصام ثم رفع يده عن االعتكــاف وعن الصــوم، }أو ليلة أو بعضها{ لألصل واإلطالقات، وخصوص موثق أبي عبيدة،

من اعتكــف ثالثــةعن أبي جعفر )عليــه السـالم( في حــديث قــال: أيام فهو يوم الرابع بالخيــار إن شــاء زاد ثالثــة أيــام أخــر، وإن شــاءــة فال يخــرج من ــومين بعــد الثالث ــام ي ــإن أق خــرج من المســجد، ف

.(1)المسجد حتى يتم ثالثة أيام أخر فإن ظاهره صحة الخــروج، وإن كــان في بعض اليــوم الرابــع أوــدم ــل إلى الع ــة كاشــف الغطــاء من المي ــا عن بغي ــه، فم بعض ليل ضعيف، وكأنه الحظ عدم صحة اعتكــاف بعض اليــوم، ألنــه ال صــيام بعضي فال اعتكاف بعضي، والظاهر أنه لــو ال النص، لكنــا نقــول بــه بالنسبة إلى بعض النهار، وأما بعــد النص المــذكور فال مجــال لمثــل

ذلك.ــوم ــردد بعض المعلقين في بعض الي ــه يعلم، عــدم صــحة ت ومن

والليل.ــتظهار ــل يمكن اس ــكال وال خالف، ب ــثره{ بال إش ــد ألك }وال ح اإلجمــاع من ذكــر من ذكــر منهم لــه، ويقتضــيه اإلطالقــات، وكــون

التحديد في الروايات في طرف األقل من دون تعرض لألكثر.

.4 من االعتكاف ح4 الباب 405 ص7 الوسائل: ج)?(1145

Page 146: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بعضــهم: أنه ذكر بل الســادس، وجب أيام خمسة اعتكف لو نعم اليــوم وجب أيــام ثمانية اعتكف فلو الثــالث، وجب يومين زاد كلما

وهكذا التاسع

ويؤيده مــا ورد في بعض الروايــات من ذكــر اعتكــاف شــهرين، وأنه من مرتكزات المتشرعة، فحاله حــال الصــالة والصــيام وســائر

العبادات من أنه ال حد ألكثرها.نعم إذا زاحم شيئا واجبا كان خارجا عن مفروض الكالم.

}نعم لو اعتكف خمسة أيام وجب السادس{ كما هو المشهور، ، وإن كان المحتمل أنه لبيــان(1)وذلك للنص المتقدم، عن أبي عبيدة

حصول المهية، أي أنه إذا لم يزد الثالث لم يكن اعتكافا ثانيــا، وهــذاغير بعيد في نظرنا، وسيأتي للكالم تتمة في المسألة الخامسة.

ــالث{ وعن ــومين وجب الث ــا زاد ي ــه كلم ــر بعضــهم أن ــل ذك }بالمسالك والمدارك عدم القول بالفصل بين الثالث وكل ثالث.

وكأنهم استظهروا ذلك من الموثق، وإال فال وجه لوجوب العبادة المندوبة، واألصل يقتضي العــدم، فــاألقوى عــدم الوجــوب، بــل قــدــل عرفت عدم ظهور داللة الموثق على الوجوب حتى في مورده، ب لو قلنا به في مورده لم نتعد عنه، إذ كون السادس مثاال لكل ثــالث

أول الكالم. وعلى قول أولئك: }فلو اعتكف ثمانية أيام وجب اليوم التاســع،

وهكذا{

.3 من االعتكاف ح4 الباب 405 ص7 الوسائل: ج)?(1146

Page 147: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــل، وفيه ــوم تأمـ ــوع من واليـ ــروب إلى الفجر طلـ ــرة غـ الحمـاألولى الليلة إدخال يشترط فال المشرقية

بالنسبة إلى الثــاني عشــر وغــيره }وفيــه تأمــل{ بــل منــع كمــاــات ــل يقتضــيه إطالق اعتكــاف شــهرين في بعض الرواي عــرفت، ب

، مع أنه قد يكونان تسعة وخمســين يومــا، فــإن روايــات(1)المتقدمة ، وقد يستفاد أيضا من صــوم(2)قضاء الحوائج تشعر بصحة مثل ذلك

رسول الله )صلى الله عليه وآلـه( العشـر األواخـر وقبلـه بعـد عــام.(3)بدر

ــذي }واليوم من طلوع الفجر{ في المقام، حيث فيه الصــوم ال ال يكون إال بذلك، وإال فقد ذكرنا في بعض مباحث )الفقه( االختالف

في أنه من طلوع الفجر أو من أول الشمس. }إلى غروب الحمرة المشرقية{ وهذا أيضا على المشهور، كما

ذكروا في باب اإلفطار. }فال يشترط إدخال الليلــة األولى{ إذ اإلطالق ال ينصــرف إليــه، واألصل عدمه، وتشبيهها بالليلتين المتوسطتين قيــاس مــع الفــارق، وعدم الدخول هو المشهور، خالفــا لمــا حكي عن العالمــة والشــهيد في بعض كتبهما من الدخول، واستدل لذلك بأن اليوم يستعمل في

المركب منها ومن النهار، ولدخول الليلتين المتوسطتين.ــه: ــة،وفي ــاج إلى القرين ــار يحت ــل والنه ــتعماله في اللي إن اس

ودخولهما إنما

من االعتكاف.12 الباب 413 ص7 انظر: الوسائل: ج)?(1 انظر: المصدر نفسه.)?(2.2 من االعتكاف ح1 الباب 397 ص7 انظر: الوسائل: ج)?(3

147

Page 148: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــاز وإن الرابعة وال ــرفت، كما ذلك جـ ــدخل عـ ــان فيه ويـ الليلتـالمتوسطتان

هو لقرينة ظهــور األدلــة في مثــل المقــام في االســتمرار، مثــل كـان فالن ثالثـة أيــام في السـفر، أو مريضــا، أو محبوسـا، فال وجــه

للقياس. }وال الرابعة{ لما عرفت في الليلــة األولى، وعن المــدارك أنــهــد حكى عن بعض األصحاب احتمال دخولها، وقال بعد نقله: وهو بعي

جدا، بل مقطوع بفساده.ــالم(: إن ــه الس ــادق )علي ــد، قلت للص ــر بن يزي ــبر عم وفي خ المغيريــة يحكمــون أن هــذا اليــوم لليلــة المســتقبلة؟ فقــال )عليــه

كذبوا لليلــة الماضــية، إن أهــل بطن نخلــة إذا رأوا الهاللالسالم(: قالوا: قد دخل شهر الحرام، وبطن نخلــة بين مكــة والطــائف، وهــوــه ــه علي ــلى الل ــه )ص ــول الل ــتمع الجن إلى رس ــذي اس ــان ال المك

.(1)وآله( ولعل اإلمام )عليه السالم( استشــهد بكالمهم إلفحــام المغيريــة

الذين كانوا يعتقدون بقول أولئك. والوقد ذكرنا في بعض مباحث )الفقــه( وجــه قولــه ســبحانه:

وأنــه ال ينــافي تقــدم الليــل، إلى شــواهد، (2)الليل سابق النهارــه تعــالى: ــاه قول ــد ماذكرن ــاك، ويؤي ــل ذكرناهــا هن ــر لتقــدم اللي أخ

يهم سبع ليال وثمانية أيامسخرها عل (3). }وإن جاز ذلك{ اإلدخال }كما عرفت{ عند قولــه: وأمــا األزيــد

فال بأس به.ــان المتوســطتان{ على المشــهور شــهرة ــه الليلت ــدخل في }وي

عظيمة، ألنه

.7 من أحكام شهر رمضان ح8 الباب 202 ص7 الوسائل: ج)?(1.40 يس: اآلية )?(2.7 الحاقة: اآلية )?(3

148

Page 149: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

إشكال. التلفيقية الثالثة كفاية وفيالجامع المسجد في يكون السادس: أن

المنصرف من األدلة، بل ظاهر روايات اعتكاف الرسول )صــلى الله عليه وآله(، ومع ذلك حكي عن الخالف عدم الدخول لخروجهما

عن اليومين. إنــه خالف االنصــراف في األمــور االســتمرارية كاألمثلــةوفيه:

التي تقدمت، وكذلك تــرى نظــيره في إقامــة العشــرة، وثالثــة أيــامالحيض وعشرته، وثالثة خيار الحيوان، وغير ذلك.

}وفي كفاية الثالثة التلفيقية إشــكال{ من انصــراف األدلــة إلىثالثة نهارات تامة ولو بقرينة الصيام.

ــام ــل أي ومن احتمال أن المراد المقدار المذكور من الزمان، مث الحيض والعادة، واإلقامة، وزمان الخيار والرضاع وغيرها، فيصح أن ينوي الصوم في يوم ويقصد االعتكاف من ظهــره ثم ينــوي الصــوم اليوم الرابع واالعتكاف إلى ظهره، أو إلى مغربه بزيادة نصــف يــوم

مثال، أو عدم زيادة نصف يوم بل ينهي االعتكاف إلى الظهر. واألقــرب األول، لالنصــراف المــذكور، وإشــكال بعضــهم بأنــه ال فــرق بين المــورد، واألمثلــة المــذكورة غــير وارد بعــد كــون الفــارق االنصراف، بل هو الظاهر من اعتكافات الرسول )صــلى اللــه عليــه وآلــه(، ولـذا أفــتى مشــهور المعلقين، منهم السـيدان الجمــال وابن

العم بعدم الكفاية، وظاهر المستمسك الميل إلى عدم الكفاية. }الســادس{ من الشــرائط: }أن يكــون في المســجد الجــامع{ــد والمحقــق في ــاء، منهم المفي ــيرة من الفقه ــة كب ــا عن جماع كم

المعتبر والشهيدين والمدارك،

149

Page 150: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وكثــير من المتــأخرين، وذلــك للروايــات المتــواترة الدالــة علىذلك، بدون أن يصلح ما دل على خالفها لتقييدها.

.(1)أنتم عاكفون في المساجدوقال تعالى: وروي الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال: ســئل عن

ال يصــح االعتكــاف إال في المســجد الحــرام، أواالعتكــاف؟ فقــال: مسجد الرسول )صلى الله عليه وآله(، أو مسجد الكوفة، أو مسجد

.(2)الجماعة، وتصوم مادمت معتكفا وعن أبي الصباح، عن أبي عبد الله )عليــه السـالم( قـال: سـئل

إن عليا )عليه السالم(عن االعتكاف في رمضان في العشر؟ قال: كــان يقــول: ال أرى االعتكــاف إال في المســجد الحــرام، أو مســجد

.(3) ]جماعة: صا[الرسول، أو في مسجد جامع وقريب منــه روايــة داود بن ســرحان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

.(4)السالم(، عن علي )عليه السالم(ــه الســالم( قــال: ــه )علي ــد اللــه، عن أبي وعن علي، عن أبي عب

المعتكف يعتكف في المسجد الجامع(5). ال يكـونوعن الرازي، عن أبي عبد اللـه )عليـه السـالم( قــال:

.(6)اعتكاف إال في مسجد جماعة

.183 البقرة: اآلية )?(1.7 من االعتكاف ح3 الباب 401 ص7 الوسائل: ج)?(2.5 من االعتكاف ح3 الباب 401 ص7 الوسائل: ج)?(3.10 ح402 المصدر: ص)?(4.4 الباب نفسه ح401 ص7 الوسائل: ج)?(5.6 المصدر نفسه: ح)?(6

150

Page 151: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــد آلوعن المختلف، عن ابن أبي عقيل، أنه قال: االعتكاف عن رسول الله )صلى الله عليه وآله( ال يكون إال في المساجد، وأفضل االعتكاف في المسجد الحرام، ومسجد الرسول )صــلى اللــه عليــه

.وآله(، ومسجد الكوفة، وسائر األمصار مساجد الجماعات وعن المعتبر، عن داود، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال:

ال اعتكاف إال بصوم وفي مسجد المصر الذي أنت فيه.ــالم(: ــه الس ــه )علي ــد الل ــعيد، عن أبي عب ــوازوروى ابن س ج

االعتكاف في كل مسجد جمع فيــه إمــام عــدل صـالة جماعــة، وفي.(1)المسجد الذي تصلي فيه الجمعة بإمام وخطبة

إلى غيرها من الروايات. لكن عن الشيخ والمرتضى والحلبي والحلي وغيرهم التخصــيص بأحد المساجد األربعة: مسجد الحرام، ومسجد الرسول )صلى اللـه عليه وآله(، ومسجد الكوفة، ومسجد البصــرة، وهــو الــذي يقــع اآلن

بين البصرة وبين الزبير.بل عن الخالف والتبيان واالنتصار والغنية وغيرها اإلجماع عليه.

وعن علي بن بابويه: تبــديل مســجد البصــرة بمســجد المــدائن، وعن ولده ضمه إلى األربعة فيصـح االعتكـاف في مسـاجد خمسـة،

وال يخفى أن هذا المسجد غير ظاهر األثر اآلن إال أن يريد براثا.واستدلوا لذلك بجملة من الروايات:

كخبر عمر بن يزيد، قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: ما تقول الفي االعتكاف ببغداد في بعض مساجدها؟ قــال )عليــه الســالم(:

اعتكاف إال في مسجد جماعة قد صلى فيه إمام

.11 الباب نفسه ح402 المصدر: ص)?(1151

Page 152: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

عــدل صــالة جماعــة، وال بــأس أن يعكــف في مســجد الكوفــة،.(1)والبصرة، ومسجد المدينة، ومسجد مكة

أنه ال يكون االعتكـاف إال في مسـجد جمـعوعن المقنعة روي: فيه نبي، أو وصي نبي، وهي أربعة مساجد: مسجد الحرام جمع فيه رسول الله )صلى الله عليه وآله(، ومسجد المدينة جمع فيه رسول الله )صلى الله عليه وآله ( وأمير المؤمنين )عليه السالم(، ومسجد الكوفـــة ومســـجد البصـــرة جمـــع فيهمـــا أمـــير المؤمـــنين )عليـــه

.(2)السالم( ال يجــوز االعتكــاف إال في خمســة مســاجد: فيوفي المقنــع:

المسجد الحرام، ومسجد الرسول )صلى الله عليه وآلــه(، ومســجد الكوفة، ومسجد المدائن، ومسجد البصرة، وقد جمــع النــبي )صــلى الله عليه وآله( بمكة والمدينة، وأمير المؤمــنين )عليــه السـالم( في

.(3)هذه المساجدــل المشــهور، إذ وال يخفى عدم مقاومة أدلتهم لما تقدم في دلي اإلجمــاع مقطـوع العــدم، فــالالزم حملــه على بعض المحامــل الــتي

حمل مثله الشيخ المرتضى في الرسائل فراجعه. وخبر عمر بن يزيد ظاهر في اشتراط مســجد صــلى فيــه إمــام

(4)عادل في مقابل مساجد بغداد، حيث يصلى فيها الخليفة وعلماؤه

غالبا.

.8 من االعتكاف ح3 الباب 401 ص7 الوسائل: ج)?(1.12 الباب نفسه ح402 ص7 الوسائل: ج)?(2.403 المصدر نفسه: ص)?(3.10 الباب نفسه ح401 المصدر: ص)?(4

152

Page 153: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

والسوق القبيلة مسجد في وال المسجد غير في يكفي فال

إن قلنا بأنــه(1)ومثله المقنعة ال حجية فيها، ومثله مرسل المقنعمرسل ال أنه فتواه.

،جماعة وفي بعضــها الجــامعوحيث ورد في بعض الروايــات والمشهور ذهبوا إلى كل مسجد يصلي فيه إمام جماعــة عــدل كــان ذلك قرينة على حمل الجــامع على المثــال، ولعلــه ألن األكــثر كــون

االعتكاف في المساجد الكبار، ال في الصغار. ومن المحتمل قريبا أن يكون المراد بالمسجد الجامع مــا يجمــع فيه، ال المسجد الجامع اصطالحا، وذلــك ألن مســجد جماعــة أقــوى في قرينته للجــامع من الجــامع لصــرف الجماعــة عن إطالقــه، فهــو مثل )يــرمي( الصــارف لألســد، حيث ال يصــرف يــرمى عن ظــاهره

بواسطة األسد.وكيف كان، فالظاهر كفاية كل مسجد صلى فيه إمام عادل.

}فال يكفي في غير المسجد{ ال إشكال وال خالف، بــل اإلجمــاعبقسميه عليه.

}وال{ بأس به }في مسجد القبيلــة والســوق{ وإن كــان غــالب المعلقين وافقوا المصنف في عدم صحة االعتكاف فيهما، ففي كل قرية يكون فيها مسجد صلى فيه جماعة يصح االعتكــاف، وإن كــانــدناه في بــاب مسجد موقتا، كما استظهر صحة مثلــه المصــنف، وأي المساجد، وفي كتاب )إحياء المـوات(، بــل وقـد ذكرنـا هنـاك صـحةــذكور، أي صــالة ذلك إذا كان مسجدا في الفضاء، لكن بالشرط الم

الجماعة فيه.

.2 ح3 الباب 401 ص7 الوسائل: ج)?(1153

Page 154: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــان مع األحوط ولكن بينها، تخير الجامع تعدد ولو في كونه اإلمك الله )صــلى النــبي ومســجد الحــرام، األربعة: مسجد المساجد أحد

البصرة ومسجد الكوفة، ومسجد وآله(، عليه

قال المهذب للشارح للعــروة عنــد قولــه: )والســوق( مــع عــدم اعتياد إقامة الجماعة فيها، وإال فيدخالن في مورد الــنزاع، وظــاهره

أنه يميل إلى اإلطالق ال أنه خاص بالمسجد الجامع.ــل وكيف كان }ولو تعدد الجامع تخير بينها{ لإلطالق الشامل لك

ذلك. }ولكن األحوط مــع اإلمكــان كونــه في أحــد المســاجد األربعــة: مسجد الحــرام، ومســجد النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه(، ومســجد الكوفة { األعظم، فال يشمل مثل مســجد الســهلة وزيــد وصعصــعة

وغيرها.}ومسجد البصرة{ على ماتقدم بيان محله.

ثم األحوط من ذلك االقتصار على القدر الكائن من المســجدين في زمان النبي )صلى الله عليه وآلــه( والوصــي )عليــه الســالم(، ال الزيادات المستحدثة بعدهما ولو ثبت صالة إمام معصوم فيها ، كمــاــبرة ورد أن أبا الحسن )عليه السالم( كان يصلي عند الظالل، إذ الع بالجماعة ال بصالتهم )عليهم الســالم( فــرادى، أو بصــالتهم في غــيرــجد المسجد، وإال فقد صلى علي )عليه السالم( في براثا، وفي مس رد الشمس ـ وإن لم يكن ذلك الــوقت مســجدا، ولم يــذكر الفقهــاء مسجد القبلــتين مــع أن النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( صــلى فيــه جماعة، كما ذكروا تفصيله في بــاب تحويــل القبلــة، وصــلى رســول الله )صلى الله عليه وآله( في جملــة من مســاجد المدينــة كمــا في

التاريخ.

154

Page 155: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كان سواء مملوكه، إلى بالنسبة السيد السابع: إذن أو قنا مدبرا أو ولد ام أو اكتســابا، اعتكافه يكن ولم شيء منه يتحرر لم مكاتبا

كان إذا وأما كــان إذا أنه كما منه، مانع فال اكتسابا فيجــوز مبعضــا أيضا، منه المنع مع بل إذن، دون من مواله هاياه إذا نوبته في منه

الخاص أجيره إلى بالنسبة المستأجر إذن يعتبر وكذا

}الســابع{ من الشــرائط: }إذن الســيد بالنســبة إلى مملوكــه{ سيدا أو سيدة، مملوكا أو مملوكــة، بال إشــكال وال خالف، بــل عليــه

(1)اإلجماع، ألنه مملوك ال يقدر على شـيء ، حــتى إذا لم يكن منافيــالحق المولى، إلطالق أدلته.

ــا{ خالصــا }أو مــدبرا، أو ام ولــد{ فإنهمــا مــع }ســواء كــان قن تشبثهما بالحرية يشملهما اإلطالق }أو مكاتبا لم يتحرر منه شــيء{

ألنه بعد عبد يشمله اإلطالق.}ولم يكن اعتكافه اكتسابا{ كما لو فعله تبرعا.

}وأما إذا كان اكتسابا{ كمــا إذا كــان أجــيرا }فال مــانع منــه{ إذ المكاتب يكتسب حتى يؤدي ما عليه، فهــو في الحقيقــة مــأذون في

عمله. }كما أنه إذا كان مبعضا فيجــوز منــه في نوبتــه إذا هايــاه مــواله من دون إذن{ إذا كــانت نوبتــه تســع االعتكــاف ولم يكن االعتكــاف يضر بنوبة المولى، وذلك ألنه حق العبد، فال يشمله أدلة عدم قدرته

على شيء. }بل مع المنع منه أيضا{ إذ ال حق للمولى في نوبة العبــد حــتى

يؤثر منعه. }وكــذا يعتــبر إذن المســتأجر بالنســبة إلى أجــيره الخــاص{ إذا

كانت منافعه

.75 اقتباس من سورة النحل: اآلية )?(1155

Page 156: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كان إذا الزوجة إلى بالنسبة الزوج وإذن لحقه منافيا

ملكا للمستأجر، ألنه ال يملك منافعه حتى يأتي باالعتكــاف، ألنــه تصرف في ملك الغير فيكون منهيا عنه، والنهي في العبادة يقتضي

فسادها. أما إذا لم يكن المســتأجر ملــك عليــه كــل المنــافع حــتى ينــافي االعتكاف ذلك، فال إشكال في اعتكافــه، كمــا إذا اســتأجره لخياطــة ثوبه أو كنس المسجد أو لقراءة القرآن أو نحــو ذلــك، لم يكن مــانع عن االعتكــاف لعــدم المنافــاة، ولــذا قيــد المتن جملــة من الشــراح

والمعلقين بمثل ما ذكرناه. أما إذا لم يملك المستأجر عمله، وانما نافي عمــل اإلجــارة مــع االعتكاف واعتكف، صح اعتكافه ألنه من باب الضــد، وقــد قــرر في

محله أن األمر بالشيء ال ينهى عن ضده. }وإذن الزوج بالنسبة إلى الزوجة إذا كان منافيا لحقه{ الظاهر

أن ذلك وحده ال يكفي في بطالن االعتكاف، ألنه من باب الضد. أما إذا استلزم االعتكاف كونها خارج البيت فإنه معصية، وهي ال تجتمع مع العبادة، أو كــان الصــوم مســتحبا، ال مثــل شــهر رمضــان، حيث إن الصــوم المســتحب ال يصــح بــدون إذن الــزوج، أو كــان االعتكاف منافيا لحق الزوج، حيث يكون من النهي في العبادة، مثل

األجير الخاص، فاالعتكاف يتوقف على إذنه. أما إطالق االحتياج إلى إذنه فليس عليه دليل، وإن ذكــره جملــةــذا قــال في الجــواهر: ليس للمســألة مــدرك على من الفقهــاء، ول

الظاهر، ولذا لم يعتبر إذنه بعض مشايخنا.

156

Page 157: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وعلى هذا، فإذا كان سكناهما في المسجد، وقد خرج إلى سفروكان الصوم واجبا مثال، لم يكن دليل لالحتياج إلى إذنه.

أما من قال باالحتياج فقد استدل له بأن األمر بالشــيء يقتضــي النهي عن الضد، وبأن منافع الزوجة للزوج، وبأن الخروج عن البيت

والصوم المستحب مشروطان بإذنه.وفي الكل ما ال يخفى.

إذ يرد على األول: إن االعتكاف قد ال يكون ضدا، مضافا إلى ماحقق في محله من عدم داللة األمر بالشيء على النهي عن ضده.

وعلى الثاني: أن ال دليل على ذلك.وعلى الثالث والرابع: بما تقدم.

ثم بما سبق ظهر أنه لو كان االعتكاف يســبب منــع حــق الــزوج في المستقبل احتاج إلى إذنه، ألن االعتكاف حيث كـان دفعـا لحقــه

كان منهيا عنه، والنهي في العبادة يوجب الفساد. هذا ولكن ربما يستشكل في هذا وفي الثالث، أي مــا تقــدم من قولنــا: أو كــان االعتكــاف إلخ، حيث أنهمــا ليســا شــيئا غــير مســألة

الضد، فتأمل. ثم إن الزوج إذا لم يعط النفقة للزوجة، أو كانت الزوجــة متعــة

وال ينافي االعتكاف حقه، ال إشكال في عدم اشتراط إذنهما.ــالث وجب، بقي شيء: وهو أن االعتكاف لو وصل إلى اليوم الث فال حق للزوج في المنع، وإن كــان لــه ذلــك قبــل الثــالث، إذ ال أثــر

لنهيه في الواجب،

157

Page 158: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كــان إذا ولــدهما إلى بالنســبة الوالــدة أو الوالد وإذن مســتلزماإليذائهما

.(1)وألنه ال طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولو نذرت المرأة االعتكاف كــل عــام قبــل زواجهــا، ثم تــزوجت كان للزوج حــق المنــع، لمــا ذكرنــاه في كتــاب الحج وغــيره من أن

العناوين الثانوية كالنذر واليمين ال ترفع العناوين األولية. فكما ال يصح لإلنسان أن ينذر قراءة القرآن من أول الظهر إلى المغرب إذا دخل الوقت، ال يصح أن ينذر ذلـك قبـل دخـول الـوقت، فإن النذر ال يتمكن أن يزحزح الصالة الواجبة عن مركزها، وإن كان النــذر قبــل دخــول الــوقت، حيث ال وجــوب للصــالة، ألنــه إذا دخــل

الوقت وجبت الصالة والطهور. }وإذن الوالــد أو الوالــدة بالنســبة إلى ولــدهما{ لكن ذلــك }إذا كان{ أصل االعتكاف أو صــومه }مســتلزما إليــذائهما{ إذ إيــذاؤهما حرام قطعا، فيكون االعتكاف من مصاديق اإليــذاء المحــرم، والنهي

في العبادة يوجب الفساد.ــا، أو ــدم علمهم ــا لع ــذائهما، أم ــتلزما إلي ــا إذا لم يكن مس وأم لعلمهما وعدم إيــذائهما، وإن منعــا، فالظــاهر الصــحة، وحيث ســبق

تفصيل الكالم في ذلك في باب الصوم فال حاجة إلى اإلعادة. أما إذا كان األبـوان كـافرين، فالظـاهر عـدم اعتبــار إذنهمـا وان

.(2)تأذيا، إذ ال والية للكافر على المسلمــالترك، لقولــه ســبحانه: ــاط ب وصــاحبهما فينعم ربمــا يحت

.الدنيا معروفا

.485 ص2 من وجوب الحج، والمستدرك: ج59 الباب 6 انظر: الوسائل: ج)?(1.141 انظر سورة النساء: اآلية )?(2

158

Page 159: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كـان وإن إذنهم، يعتــبر فال اإليـذاء وعــدم المنافـاة عدم مع وأما أحوط والوالد الزوج إلى بالنسبة خصوصا

ــبر }وأما مع عدم المنافاة{ لحقه }وعدم اإليذاء{ لهما }فال يعتإذنهم{ لألصل واإلطالق بعد عدم صحة ما قيل من التقييد.

}وإن كــــان أحــــوط{ خروجــــا من خالف من أوجب، ولبعضالروايات التى تقدمت في باب الصوم.

ــائلون ــثر الق ــد ك ــد{ فق ــزوج والوال }خصوصــا بالنســبة إلى ال باالشتراط فيهما، وإن كــان في أدلتهم نظــر، خصوصــا وأن الوالــدة

بــر أمكقد يقال بمساوتها للوالد، لقوله )صلى اللــه عليــه وآلــه(: ، فال(1) مـــرة. ومـــا ورد من عظيم حقهاوبـــر أبـــاكثالث مـــرات،

خصوصية للوالد في قبالها. ثم إن كان حق الزوجة يضــيع باالعتكــاف، كــان اعتكــاف الــزوج

من مسألة الضد، إذا لم يكن بإذنها. ولو شرط في ضمن العقــد عــدم االعتكــاف، فالظــاهر بطالنــه، ألنه محرم حينئذ، فيكــون من النهي في العبــادة، وليس المقــام من

مسألة الضد. ثم لو كان االعتكاف منافيا لحق الزوج، أو إيذاء لهما كما تقــدم،

فهو باطل إذا خالفوا، فال يجب اليوم الثالث. وإذا كان واجبا عليهم بحيث ال يزاحمه النهي واإليذاء، فــإن كــانــا بــأن نــذر االعتكــاف أو ــا لم يــؤثر نهيهم. أمــا إذا كــان تخييري معين الصالة، أو غير معين زمانا، كان الالزم اختيار الشيء والزمان الــذي

ال ينافي نهيهم.

باب البر بالوالدين.157 ص2 انظر الكافي: ج)?(1159

Page 160: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

المسجد في اللبث الثامن: استدامة

نعم إذا نهوا عن كال الطرفين، سقط النهي وصح االعتكــاف فيأي زمان، كما هو واضح.

ثم إن ولد الشـبهة في حكم الولـد الحالل، أمــا ولـد الزنـا ففيـهاحتماالن.

ــجد{ بال ــتدامة اللبث في المس ــرائط: }اس ــامن{ من الش }الثإشكال وال خالف، بل دعوى اإلجماع كالنصوص عليه متواترة:

كصــحيح داود بن ســرحان، قلت: كنت في المدينــة في شــهر رمضان فقلت ألبي عبد اللــه )عليــه الســالم(: إني أريــد أن أعتكــف

الفما ذا أقول وما ذا أفرض على نفســي؟ فقــال )عليــه الســالم(: .(1)تخرج من المسجد إال لحاجة ال بد منها

وال يخرج المعتكف منوصحيح ابن سنان، عنه )عليه السالم(: .(2)المسجد إال في حاجة

إلى غيرهما. في بعضالينبغيوبقرينة هذه الروايــات وغيرهــا يحمــل لفــظ

ــة ــة والحرم ــتعمل في الكراه ــه يس ــع، حيث إن ــات على المن الروايواالمتناع، مثل: .(3)وما ينبغى للرحمان أن يتخذ ولدا

الففى صحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال: ــد منها إلى أنينبغي للمعتكف أن يخرج من المسجد إال لحاجة ال ب

الحديث.(4)وال يخرج في شيءقال:

.3 من االعتكاف ح7 الباب 408 ص7 الوسائل: ج)?(1.5 ح409 المصدر: ص)?(2.92 سورة مريم: )?(3.2 من االعتكاف ح7 الباب 408 ص7 الوسائل: ج)?(4

160

Page 161: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

خرج فلو عمدا فرق غير من بطل، المبيحة األسباب لغير اختيارابه والجاهل بالحكم العالم بين

وال ينبغي للمعتكف أن يخرج منوفي الرضوي )عليه السالم(: .(1)المسجد إال لحاجة ال بد منها

ال ينبغي للمعتكـــف أن يخـــرج منوفي روايـــة ابن ســـرحان: ، إلى غيرها من الروايات.(2)المسجد إال لحاجة ال بد منها

}فلو خرج عمدا اختيارا لغــير األســباب المبيحــة{ للخــروج كمــاــامالت سيأتي }بطل{، وذلك ألن ظاهر النواهي في العبادات والمع

نهى النــبي )صــلىكونها غيرية ال نفسية فتــدل على الوضــع، مثــل ، إلىال صـالة إال بطهـور، ومثــل: (3)الله عليه وآله( عن بيع الغـرر

غير ذلك. }من غــير فــرق بين{ الرجــل والمــرأة، كمــا يقتضــيه اإلطالق،ــالغ وبعض الروايات الخاصة بالمرأة، وال بين البالغ وغيره، إذ غير الب المميز حاله حال البالغ في االســتجاب شــرعا تمرينــا، كمــا فصــلناه

في بعض المباحث السابقة. ومن غــير فــرق بين }العــالم بــالحكم والجاهــل بــه{ قصــورا أو تقصيرا، وذلك إلطالق النص والفتوى، على المشــهور، لكن بعضــهم

أخرج الجاهل القاصر،

.2 من االعتكاف ح8 الباب 601 ص1 المستدرك: ج)?(1.3 من االعتكاف ح7 الباب 408 ص7 الوسائل: ج)?(2.3 من آداب التجارة ح40 الباب 408 ص12 المصدر: ج)?(3

161

Page 162: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

، ولقولــه )عليــه(1)بل ال يبعد خروج المقصر أيضــا لحــديث الرفع ، فــإن(2)أيمــا امــرئ ركب أمــرا بجهالــة فالشــيء عليهالســالم(:

ظاهرهمــا يشــمل حــتى المقصــر، وال يخفى كــثرتهم، ال في أوائــلالشريعة فحسب، بل إلى اآلن.

واإلشكال في حديث الرفع بأنــه ينفي فعليــة الواقــع في ظــرف الجهل، ال أنه يثبت صحة عمل الجاهل، فالحديث رافع ال مثبت، غيرــا، فكمــا ال يثبت مــع وارد، إذ المفهوم عرفا من ذلك التسهيل امتنان ــا ــر آداب ــولى إذا ذك ــإن الم ــه بطالن، ف ــاب ال يثبت مع ــل عق الجه وشرائط ألوامره، ثم قال: إذا جهلت أو نسيت رفعت الكلفة عليك، فهم العرف منه عدم بطالن ما أتى المأمور به الفاقــد لتلــك اآلداب

والشرائط.ــل ــالم محتم ــر الملتفت كالع ــاع على أن المقص ــاء اإلجم وادع

االستناد، باإلضافة إلى أنه ال إجماع. نعم ال شك في الشهرة، لكنها ال تكفى في رفع اليد عن الظاهر المذكور، خصوصــا في بــاب العبــادات، ولــذا أفــتى مهــذب األحكــام بعدم ضرر الجهــل القصــوري، ثم قــال: نعم ادعي اإلجمــاع على أنــل على ــه، وإال فالعم ــل ب ــإن تم يعم ــالم، ف المقصــر الملتفت كالع اإلطالق االمتناني مع كثرة المقصرين خصوصا في أوائل الشــريعة،

انتهى. أما غالب المعلقين فقــد تبعــوا المصــنف، وكــذلك المستمســك،

وقد ذكرنا

.345 ص5 الوسائل: ج)?(1.1 من الخلل ح30 الباب 344 ص5 الوسائل: ج)?(2

162

Page 163: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

خرج لو وأما أو ناسيا يبطل فال مكرها

في كتاب الصالة ما له نفع في المقام. }وأما لو خرج ناسيا أو مكرهــا فال يبطــل{ وقــد ادعى الجــواهرــع ــديث الرف ــل وح ــه باألص ــتدل ل ــي، واس ــدم الخالف في الناس ع

وانصراف ما دل على الشرطية إلى غيره. وال يخفى أنه لو لم نقل بشمول حديث الرفع للجاهــل لم يمكن القول به هنا، ألن المقامين من واد واحد، إذ األصل ال مجال له مــعــل، ــرفت في الجاه ــا ع ــات كم ــع نفي ال إثب ــديث الرف اإلطالق، وح واالنصراف ال وجه له وإال قيل به في كل شــرط وجــزء، مــع أنهم ال

يقولون به. نعم استدل بعضهم لذلك بــأن المنســاق من األدلــة أن الخــروج المبطل ما كان عن عمد واختيار، ال ما كان عن عذر مقبــول شــرعا

وعرفا، والنسيان والغفلة من قبيل األعذار.ــل إنأقــول: ــه في الجاه ــول ب ــان الالزم الق ــا ك ــك هن تم ذل

القاصر. والحاصل: إن البابين من واد واحد، فال وجــه لتفكيــك المشــهور

بينهما. وأما اإلكراه، فقد ظهر مما تقــدم صــحة االســتدالل لــه بحــديث

، أمــا المشـهور الــذين ال يســتدلون بــه ألمثــال المقــام فقــد(1)الرفع تمســكوا تــارة باالتفــاق، وفيــه: أن ال اتفــاق، وقــد خــالف في ذلــك

المبسوط والمعتبر كما حكي عنهما.

.2 ح345 ص5، والوسائل: ج303 ص5 البحار: ج)?(1163

Page 164: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وأخرى بصحيح البزنطي، عن أبي الحســن )عليــه الســالم(، في الرجل يســتكره على اليمين فيحلــف بــالطالق والعتــاق وصــدقة مــا

ال، قــال رســول اللــهيملك، أيلزمــه ذلــك؟ فقــال )عليــه الســالم(: وضــع عن أمــتي مــا أكرهــوا عليــه، ومــا لم)صلى الله عليه وآله(:

.(1)يطيقوا، وما أخطؤوا بتقريب أن الظــاهر أن اإلمــام )عليــه الســالم( أشــار بــذلك إلى

، فيدل على عموم الرفـع للتكليـف والوضـع فيشـمل(2)حديث الرفعالنسيان.

وفيه أوال: أن ال دليل على اإلشارة المذكورة.ــدى وثانيا: إنه لو تم لزم القول برفع الجهل أيضا، فما الفــارق ل

المشهور. نعم استدل بعض المشهور لذلك بإدخال اإلكــراه في الضــرورة،ــع فكما قد يكون الحاجة األكل والشرب والبراز قد يكون الحاجة رفــع الضــرر الضرر المتوعد عليه، بل في المستمسك قد يقال بأن دف المتوعد عليه المكــره من أعظم الحــوائج وأهمهــا، فيشــمله مــا دل

على جواز الخروج للحاجة، انتهى.أما المبسوط والمعتبر فاستدل لهما باإلطالق، وفيه: ما عرفت.ــالث، حيث يجب ــوم الث ــه إذا خــرج عمــدا في الي ثم الظــاهر إن الثالث كما تقــدم بطــل اعتكافــه، وإن وجب عليــه اإلتمــام كمــا في

الحج، حيث إن إبطاله ال يؤثر في تركه، جمعا بين الدليلين.

.304 ص5 بحار األنوار: ج)?(1.303 ص5 بحار األنوار: ج)?(2

164

Page 165: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

لضرورة خرج لو وكذا أو عقال عادة أو شرعا

نعم، يؤثر البطالن في أنه لو كان منذورا ونحوه لـزم أن يعيـده،والله سبحانه العالم.

}وكذا لو خرج لضرورة عقال أو شرعا أو عــادة{ بال إشــكال وال خالف، بل ظــاهرهم أنــه من المســلمات، وفي الجــواهر مازجــا مــع الشرائع: وقد ظهر لك من النصوص الســابقة، مضــافا إلى اإلجمــاعــرعا أو بقسميه أنه يجوز له الخروج في الجملة لألمور الضرورية ش

عقال أو عادة، إلى آخر كالمه. وذلك ألن الروايات مثلت جملة من األمور مما يفهم منها عموم كل ضرورة، ولذا فهم الفقهاء منهــا ذلــك، باإلضــافة إلى وضــوح أن الرسول )صلى الله عليه وآله( في اعتكافاته في المســجد مــا كــان

يتخلى هناك حتى في مثل إناء ثم يخرج من المسجد. وال يخفى أن مـــــرادهم من الضـــــرورة أعم من االضـــــطرار االصطالحي، بل مــا يقــال لــه في العــرف ضــرورة، كمــا يظهــر من

أمثلتهم التابعة للروايات:ــه الســالم(: ــة داود، عن الصــادق )علي ــرج منففي رواي ال تخ

.(1)المسجد إال لحاجة ال بد منها ال ينبغي للمعتكــف أنوفي رواية الحلبي، عنه )عليه الســالم(:

يخرج من المسجد إال لحاجة ال بد منها، ثم ال يجلس حتى يرجـع، وال يخرج في شيء إال لجنازة، أو يعود مريضــا، وال يجلس حــتى يرجــع،

.(2)واعتكاف المرأة مثل ذلك

.3 من االعتكاف ح7 الباب 408 ص7 الوسائل: ج)?(1.2 المصدر نفسه: ح)?(2

165

Page 166: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وال ينبغي للمعتكــف أن يخــرج منوالرضــوي )عليــه الســالم(: المسجد إال لحاجة ال بد منها، وتشييع الجنــازة، ويعــود المــريض، وال

اعتكــاف المــرأة مثــل اعتكــاف، و(1)يجلس حتى يرجع من ســاعته.(2)الرجل

ليس علىوعن ابن سنان، عن الصــادق )عليــه الســالم( قــال: ــازة أو ــة أو جنـ ــجد إال إلى الجمعـ ــرج من المسـ ــف أن يخـ المعتكـ

.(3)غائط وروى الفقيــه، عن ميمــون بن مهــران، قــال: كنت جالســا عنــد الحسن بن علي )عليه السالم( فأتاه رجل فقــال لــه: يــا بن رســول الله )صلى الله عليه وآله( إن فالنا له علي مال ويريد أن يحبســني،

ــهفقال: والله ما عندي مال فأقضي عنك فكلمه، قال: فلبس )علي الســالم( نعلــه، فقلت: يــا بن رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(

ــال: ــك؟ فق ــيت اعتكاف ــهأنس ــمعت أبي )علي ــني س لم أنس ولك السالم( يحدث عن جدي رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( أنــه قال: من سعى في حاجة أخيه المسلم فكأنما عبد الله تســعة آالف

.(4)سنة صائما نهاره قائما ليله وقول المستمسك إنــه ال يــدل على عــدم منافــاة ذلــك الخــروج لالعتكاف، بــل من الجــائز أن يكــون بــنى على نقض اعتكافــه، غــير ظاهر الوجه، إذ المنساق أنه )عليه السالم( لم ينقض اعتكافه، ولذا

فهم الفقهاء منه ذلك.ــه: ــه، إال أن في ــريب من ــاس ق ــة ابن عب ــهوفي رواي ــه )علي إن

.(5)السالم( كان في المسجد الحرام معتكفا وهو يطوف بالكعبة

.3 من االعتكاف ح7 الباب 408 ص7 المستدرك: ج)?(1.5 من االعتكاف ح7 الباب 601 ص1 المستدرك: ج)?(2.6 من االعتكاف ح7 الباب 408 ص7 الوسائل: ج)?(3.4 ح409 المصدر: ص)?(4.3 من االعتكاف ح7 الباب 601 ص1 المستدرك: ج)?(5

166

Page 167: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

إلىإن المعتكف بمكة يصلي في أي بيوتهــا شــاءوفي رواية: .(1)وال يخرج المعتكف من المسجد إال في حاجةأن قال:

وال يصلي المعتكف في بيته، وال يخرج منوفي رواية الدعائم: ــذلك ــع، وك ــتى يرج ــا، وال يجلس ح ــد منه ــة ال ب ــجد إال لحاج المس

.(2)المعتكفة إال أن تحيض وفي رواية أبي بصير، عن الصادق )عليه السالم(: في المعتكفة

ترجــع إلى بيتهــا، وإذا طهــرت رجعت فقضــت مــاإذا طمثت قــال: . (3)عليها

إلى غيرها من الروايات. ولــذا مثــل الفقهــاء لــذلك باألكــل والشــرب والغســل، وتحمــل الشهادة وإقامتها ومقدماتهما، ورد الضال، وإعانة المظلــوم، وإنقــاذ الغريق والمحترق والمهدوم عليه، وعيادة المريض، وتشييع المؤمنــتقبال ــننه، واس ــه وس ــه ودفن ــالة علي ــازة الميت، والص الحي، وجنــة، ــتحمام للنظاف ــذارات، واالس ــات والق ــل النجاس ــؤمن، وغس الم ولألغسال الواجبة والمستحبة، وقضاء حاجة المــؤمن وإعانتــه لــدفع

ظالم أو إنقاذ حق، وما أشبه. ورد المال الضائع والشارد والمســروق، وامتثــال أمــر الوالــدين والزوج والمالك، والمخدوم لخادمــه، واألجــير لمســتأجره، والمتعلم

لمعلمه، ومعرفة

.3 من االعتكاف ح8 الباب 410 ص7 الوسائل: ج)?(1.1 من االعتكاف ح7 الباب 601 ص1 المستدرك: ج)?(2 ص1. والمســتدرك: ج3 من االعتكــاف ح11 البــاب 412 ص7 انظر: الوســائل: ج)?(3

.1 من االعتكاف ح11 الباب 601167

Page 168: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــاء ــول من الحاجة كقضـ ــال أو غائط أو بـ أو الجنابة من لالغتســـجد في االغتسال يجب وال ذلك، ونحو االستحاضة أمكن وإن المس

تلويث دون من

الوقت، والجهاد والــدفاع، ومصــاحبة المــريض والهــرم والطفــلــاء لالعتماد عليه لهم، والسؤال عن مسألة، أو أخذ كتاب علم أو دع أو قرآن، وطلي النورة، والحجامة والفصد، وصــعود المنــارة لألذان، وإن كــانت خــارج المســجد، إلى غــير ذلــك من أمثلتهم، فراجــع

حيث جمــع جملــة من أمثلــة الشــيخ والمحقــق والعالمــة(1)الجــواهر وغيرهم.البغيةوصاحب

ــرجيح ثم قال: ظاهر استدالل الحسن بن علي )عليه الســالم( ت كل ما كان من هذا القبيــل على االعتكــاف، إلى آخــر كالمــه. ويؤيــد

ذلك كله يسر الدين.ــه وال فرق في جواز الخروج إمكان عدمه وعدمه، كما إذا كان ل خادم يتمكن من أمره بالشراء أو بمصــاحبة المــريض أو نحــو ذلــك، إلطالق األدلة، وال يقيــد بالضــرورة العقليــة كمــا عــرفت، ولــذا جــازــة تشييع الجنازة وعيادة المريض، مع وضوح أنهما ليسا ضرورة غالب

لوجود آخرين.ــط أو وقد أطلق المصنف قوله: }كقضاء الحاجة من بول أو غائ لالغتسال من الجنابة{ وكذا من مس الميت }أو االستحاضــة ونحــو ذلك{ كاألغسال المستحبة }وال يجب االغتسال في المســجد{ لمــاــويث{ ــا }وإن أمكن من دون تل ــة ومناطه ــرفت من إطالق األدل ع

وعدم استلزام المكث في غير المسجدين.

.193 ص17 الجواهر: ج)?(1168

Page 169: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أحوط كان وإن

أما إذا استلزم الغسل المكث وجب الخروج لحرمة المكث كماهو واضح.

أمـــا في المســـجدين فيالحـــظ األكـــثر اســـتيعابا للـــوقت، مناالغتسال والخروج، إلى آخر ما ذكروه في باب من أجنب فيهما.

}وإن كان أحوط{ تحفظا على عدم الخروج مهما أمكن. أما ما عن المدارك من أنـه أطلـق جماعــة المنــع، لمـا فيـه من االمتهان المنافي لالحـترام، ويحتمـل الجـواز، ففيــه: إنـه ال امتهـان،ــل ــتيمم والغس ــوء وال ــال الوض ــواجب ح ــل ال ــال الغس ــه فح وعلي

المندوب. والحاصــل إن في المقــام أمــرين: حرمــة الخــروج إال لضــرورة والغســل ضــرورة، وحرمــة المكث وحــتى العبــور في المســجدين، فــالالزم للــذي جنب مالحظــة ذلــك، فــإن كــان البقــاء امتهانــا وجب

الخروج، وان كان الخروج يستلزم زيادة المكث اغتسل هناك. قال في المستمسك: لــو توقــف االغتســال في خــارج المســجدــال في ــل باالغتسـ ــا يحصـ ــدا على مـ ــجد زائـ على لبث في المسـ المسجد، وجب حينئــذ االغتســال في المســجد، فلــو خــالف أثم من جهة اللبث الزائد وبطل اعتكافــه، كمــا أنــه إذا أمكن االغتســال في حال الخروج بال لبث محرم جاز إيقاعه في المسجد، بل لعله يجب،

انتهى.ــا، حيث إن النهي في وفيه: إن البطالن إنما يكون إذا كان ملتفت العبادة يوجب الفساد، وقد تقدم أن االعتكاف عبارة عن اللبث، وإال

فقد عرفت أن غير الملتفت

169

Page 170: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

من بدنه أجــزاء بعض خروج ينافيه فال اللبث، صدق على والمدارنحوهما. أو رأسه أو يده

مرفوع عنه فال يبطل اعتكافه. }و{ كيف كان، فـ }المدار على صدق اللبث{ عرفا }فال ينافيهــاب المســجد خروج بعض أجزاء بدنه من يده{ كما لو أخرجها من ب

بدون حاجة، أما مع الحاجة فال إشكال. }أو رأســه{ كمــا لــو أخرجــه من ســطح المســجد للتفــرج }أو نحوهما{ كما لو أخرج رجله بدون حاجة، وهــذا هــو الــذي أفــتى بــه غالب من ذكره، وإنما جاز ذلك النصراف األدلــة عن مثلــه، كمــا لــو قال له: ابق في الدار أو في المستشــفى أو في الســوق إلى وقت كذا، فإنه يعد ممتثال عرفا ولو أخــرج جــزأه، فمــا عن المســالك من

منافاة خروج الجزء له كالكل غير ظاهر.

170

Page 171: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بعد تاب وإن بطل، اعتكافه أثناء في المعتكف ارتد : لو1 مسألة بل النهار، أثناء في كان إذا ذلك األحوط. على مطلقا

: لو ارتد المعتكف في أثناء اعتكافه بطــل، وإن تــاب1}مسألة بعد ذلــك{ كمــا هــو المشــهور، وذلــك ألن االعتكــاف من العبــادات،

والكفر مانع عن صحة العبادات. فيكون ارتداده(1)وعن الشيخ عدم البطالن، وكأنه لجب اإلسالم

كال ارتداد. وفيه: إن الجب ال يجعل غير الجزء جزءا، واللبث كل جزء جــزء

منه عبادة يقوم الكل، فإذا فقد فقد الكل. }إذا كان{ االرتداد }في أثناء النهــار{ لبطالن الصــوم المــوجب

لبطالن االعتكاف. }بل مطلقا{ ولو كان في الليل }على األحوط{ مقتضــى كــون الليلتين المتوسطتين من االعتكاف، كما تقــدم منــه، وعــدم الفــرق بين الليل والنهار في مبطلية االرتداد، ولعل الفارق بنظره أن النهارــل ـ ــة يشــمل اللي لمكــان الصــوم أهم، وحيث ال إجمــاع في العباديــاب، ــداد إذا ت ــل على البطالن باالرت ــ لم يكن دلي ــة الشــيخ ـ لمخالف فاإلطالق يقتضي البقــاء وعــدم البطالن، لكن ذلــك خالف مــا تقــدمــيره، وإن منه، بل ما هو المشهور، ولذا أشكل عليه المستمسك وغ

سكت عنه غالب المعلقين.

.230 ص40 انظر: بحار األنوار: ج)?(1171

Page 172: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــدول يجــوز : ال2مســألة ــاف من بالنية الع ــيره، إلى اعتك وإن غ حي، إلى أو آخر إلى ميت نيابة عن وال والندب، الوجوب في اتحدا

العكس. أو نفسه، إلى غيره نيابة عن أو

: ال يجوز العدول بالنيــة من اعتكــاف إلى غــيره، وإن2}مسألة اتحــدا في الوجــوب والنـدب{ وفي الجنس بــأن كـان كالهمـا واجبـا

بالنذر مثال. }وال عن نيابــة ميت إلى آخــر أو إلى حي{ أو من حي إلى ميتــك ــل ذل ــيره إلى نفســه أو العكس{ ك ــة غ أو إلى حي }أو عن نياب ألصــالة عــدم االنتقــال، إال إذا قــام هنــاك دليــل، وليس في المقــام دليل، وقــد ســبق بحث ذلــك في الصــالة والصــوم، ويــأتي في الحج

أيضا. ثم إنه إذا عمل بطــل االعتكــاف الســابق، فــإن عمــل بشــرائط االعتكاف صح االعتكاف الجديد، وإال بطل هو أيضا، وقول المصنف:

ال يجوز معناه الوضع ال التكليف. عليه كان تكليفا أيضا.(1)نعم إذا كان معينا

أي واجبا معينا.)?(1172

Page 173: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــألة ــاهر3 مس ــدم : الظ ــواز ع ــثر عن النيابة ج في واحد من أكواحد اعتكاف

: الظاهر عــدم جــواز النيابــة عن أكــثر من واحــد في3}مسألة ــريع اعتكاف واحد{ وذلك ألصالة عدم مشروعية االشتراك، ألنه تش

لم يعلم جعل الشارع له، وال إطالق في المقام يشمل ذلك. وإنما قال: )الظاهر( إلمكان الخدشة في كال األمرين، إذ األصــل المشروعية بعد كون االشتراك هو مقتضـى القاعـدة العرفيــة، فـإن العرف يرون صحة االشتراك في كل شيء إال ما خرج بالــدليل، وال دليــل على أن الشـارع أحــدث طريقـة جديـدة، فكونــه يكلم النــاس

وبلسانهم يقتضي أن يكون األمر كذلك عنده، من على قدر عقولهمغير فرق بين باب العبادات والمعامالت.

وأما اإلطالق فهو موجــود، مثــل قــول الصـادق )عليــه السـالم(:يصلي عنهما ويتصدق عنهما، ويحج عنهما، ويصــوم عنهمــا، فيكــون

، واحتمال أن المراد عن كــل واحــد(1)الذي صنع لهما وله مثل ذلكمنهما خالف الظاهر.

ومثله خبر علي بن حمــزة، قلت ألبي إبــراهيم )عليــه الســالم(:أحج وأصلي وأتصدق عن األحياء واألموات من قرابــتي وأصــحابي؟

. إلى غيرهما من الروايات.(2)نعمقال )عليه السالم(: والقول بأن أمثال هذه الروايات في مقام بيان أصــل تشــريعها،

فال يستمسك

.15 ح368 ص5 انظر: الوسائل: ج)?(1.9 من قضاء الصالة ح12 الباب 367 ص5 الوسائل: ج)?(2

173

Page 174: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أو أحياء متعددين إلى الثواب إهداء بعنوان ذلك يجوز نعم ــا أمواتمختلفين أو

بها لسائر الخصوصيات، غير ظاهر الوجه، بعد أن كل اإلطالقاتمن هذا القبيل.

وعليــه فــاألقرب الصــحة، وإن كــان األحــوط مــا ذكــره المــاتن،وسكت عليه المعلقون.

}نعم يجوز ذلــك بعنــوان إهــداء الثــواب إلى متعــددين أحيــاء أو أمواتا أو مختلفين{ وذلك ألن الثواب حق للعامل حسب الروايــات، وهو قابل لتفويضه إلى واحد أو أكــثر، فإنــه وإن لم يــرد دليــل على ذلك في خصوص االعتكاف، إال أن إمكان إعطاء األجر آلخــرين كمــا هي القاعدة عنــد العقالء، وورد مثلــه في بــاب العبــادات، يعطي أن

االعتكاف كذلك. فال يقال: مقتضــى أن لكــل إنســان ســعيه، عــدم وصــول ثــواب عمل إنســان إلنســان آخــر، إذ باإلضــافة إلى مــوارد كثــيرة ثبت في الشريعة كون السعي يكون لغــير اإلنســان ممــا يــوجب حمــل اآليــة على الطبيعة، ال على االستغراق، أن تمكن اإلنسان من إهداء ثواب عمله إلى آخرين مقتضى أن يكون للعامل سعيه، وقد ذكرنا تفصيل ذلــك في )الفقــه ـــ االقتصــاد( وفي رد من زعم أن اإلرث يكــون

للدولة ال للوارث، فراجع.

174

Page 175: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يعتــبر بل ألجلــه، يكون أن االعتكاف صوم في يعتبر : ال4 مسألة يكــون أن فيه كــون مع االعتكــاف فيجــوز كــان، صــوم أي صــائما

ــوم الص ــتيجاريا أو اس ــا ــذر جهة من واجب ــوه، الن ــذر لو بل ونح نــؤجر أن ذلك بعد له يجــوز االعتكــاف في ويعتكف للصــوم نفسه ي

الصوم ذلك

: ال يعتـبر في صـوم االعتكــاف أن يكــون ألجلـه{ بال4}مسـألة إشكال وال خالف, بــل ظـاهر المعتــبر اإلجمـاع عليــه, وذلـك إلطالق األدلة, فإنها دلت على لــزوم الصــوم في االعتكــاف, ولم يــدل على لزوم كون الصوم لالعتكــاف, بــل وكــذا إذا كــان لبثــه في المســجد واجبا ألمر مواله أو زوجهــا أو مــا أشــبه صــح االعتكــاف, إذ لم يــدل

الدليل على لزوم كون اللبث لالعتكاف.وكذا إذا كان محبوسا في المسجد أو نحو ذلك.

هذا باالضافة إلى اعتكاف النبي )صلى الله عليه وآله( في شهر رمضــان وهــو أســوة, والروايــات الــواردة في االعتكــاف في شــهر رمضان مما يفهم منه أن الالزم الصــوم ال خصــوص صــوم رمضــان

أيضا. }بل يعتبر فيه أن يكون صائما أي صوم كان{ واجبا أو مستحبا،

لنفسه أو لغيره.ــة ــا من جه }فيجوز االعتكاف مع كون الصوم استيجاريا أو واجب النذر ونحوه{ أو مختلفا, كما لـو صــام يومــا نــدبا, ويومــا اسـتيجارا, ويوما نــذرا, أو كــان بعضــه يصــادف شــهر رمضــان, إلى غــير ذلــك,

لإلطالق المذكور وغيره. }بل لو نذر االعتكاف يجوز له بعد ذلك أن يؤجر نفســه للصــوم ويعتكف في ذلك الصوم{ وكذا إذا أجر نفسه قبال ثم نذر االعتكاف, لكن بشرط أن ال يكون انصراف, وإنما يصح ذلك فيمــا ال انصــراف,

ألن نذر االعتكاف تعلق

175

Page 176: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يجب الـذي فـإن االعتكاف، نذر بعد عليه الصوم وجوب يضره والآخر بعنوان أو له كونه من األعم الصوم هو ألجله

بما هو جائز شرعا, والمفروض جواز االعتكاف بكــل صــوم بــأي وجه وقع، فإن النذر ال يشرع, ومثله لــو نــذر الحج, فإنــه إذا لم يكنــدب, انصراف يصح أن يأتي بنذره بحج اإلسالم أو حج إيجار أو حج ن

إلى غير ذلك. نعم لو كان انصراف في النــذر بــأن يكــون الصــوم لالعتكــاف ال لغــيره، ال يصــح جعــل صــوم آخــر في أيــام اعتكافــه, وســيأتي في

المسألة السادسة مزيد توضيح لذلك.ومما تقدم ظهر عدم الفرق بين تقدم اإليجار وتأخره عن النذر. }وال يضره وجوب الصوم عليه بعــد نــذر االعتكــاف، فــإن الــذي يجب ألجله{ أي ألجل االعتكاف }هو الصــوم األعم من كونــه لــه أو بعنوان آخر{، قال في المستمسك: ويكــون الحــال كمـا لــو نـذر أن يكون صائما في أيام رجب بأي عنوان كــان وفــاء لإلجــارة أو للنــذر المطلق أو قضاء أو كفارة أو غير ذلــك, فإنــه بالنــذر يجب أن يوقــعــون ــافي بين ك ــذكورة, وال تن ــاوين الم ــد العن الصــوم في رجب ألح الصــوم منــدوبا بعنوانــه األولي وواجبــا بعنــوان النــذر فيــدعو األمــر

الوجوبي إلى إطاعة األمر الندبي، انتهى. أقــول: أمــا من ذكــر أن نــذر االعتكــاف يــوجب الصــوم بالنــذرــاه، إذ ــذي ذكرن ــراف ال ــر إلى االنص ــه نظ ــيره، فكأن ــذكرة وغ كالتــتأجر االنصراف في الناذرين قريب جدا، حاله حال اإليجار، فمن يس

إنسانا للحج أو للصوم وللصالة ينصرف

176

Page 177: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

المنذور باالعتكاف بأس ال بل ــذي المندوب الصوم في مطلقا الــه، له يجــوز ــه، تم يقطعه لم فــإن قطع انقطع قطعه وإن اعتكافاالستيناف. عليه ووجب

استيجاره إلى أن يكون تلك العبادات ألجــل اإلجــارة، وإن أمكن أن يكون استيجاره ألن تــؤتی بتلــك العبــادات فحســب، حــتی يمكن الجمع بين اإلجارة وبين أن يصوم لنفسه مثال، ألن فرض المســتأجر أن يكون زيد في حال صوم وال يهمه أن يكون صومه ألي داع وبأيــة صفة من الوجــوب أو االســتحباب، ولعــل المســالك أيضــا نظــر إلى االنصــراف، حيث جــزم بــالمنع من جعــل صــوم االعتكــاف المنــذور

مندوبا. }بل ال بأس باالعتكاف المنــذور مطلقــا{ أي نــذرا مطلقــا }فيــه{ الصوم المندوب{، )في( متعلق باالعتكاف }الذي يجوز له قطع

أي قطع ذلك الصوم، وحيث كان الصوم مندوبا يجوز له قطعه. }فإن لم يقطعه تم اعتكافــه{ لجمعـه للشـرائط، فيجعــل ثالثــة أيام من صومه في رجب مستحبا اعتكافا في المســجد، فيجــوز لــه أن يقطع الصــوم حــتی ينعــدم االعتكــاف، ويجــوز لــه أن يبقی علیــه صومه حتی يبقی االعتكاف، كما يجوز له أن يرفع يده عن اعتكاف

ويبقی صومه المستحب. لكن إنمــا يجــوز مــا قالــه المــاتن من قطـع صـومه إذا كــان في اليــومين األولين كمــا ســيأتي، كمــا أن الحــال كــذلك في قطــع االعتكاف، فإذا صار اليوم الثالث ال يجوز لــه قطــع الصــوم أو قطــع

االعتكاف. }وإن قطعه انقطع ووجب عليه االستيناف{ لمكان النذر، وإنما

يجوز قطع

177

Page 178: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الصــوم حــتی ينقطــع االعتكــاف أيضــا في اليــومين األولين، ألننذره لم يكن معينا بهذا الوقت، فيجوز له تبديله إلى وقت آخر.

كما أنه إذا كان النذر االعتكاف أو التصدق مثال، جــاز لــه قطعــه إلى اعتكاف آخر، أو إلى تصدق آخر، ولكن ذلــك أيضــا في اليــومين

األولين.

178

Page 179: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

األولين، اليـومين في المنـدوب االعتكــاف قطع : يجوز5 مسألةالثالث يجب تمامهما ومع

: يجوز قطع االعتكــاف المنــدوب{ بقطــع الصــوم، أو5}مسألة ــومين األولين{ علی بقطع نفس االعتكاف مع بقاء الصــوم }في الي المشــهور، خالفــا للشــيخ والحلــبي وابن زهــرة، حيث منعــوا قطــع

االعتكاف بمجرد الشروع فيه.ــيد ــا للس ــهور، خالف ــالث{ علی المش ــا يجب الث ــع تمامهم }وم والحلــبي والمعتــبر والمختلــف والمنتهی، وبعض آخــر، حيث أجــازوا

القطع حتی في الثالث. وكال القولين محل نظــر، وذلــك لصــحيح محمــد بن مســلم، عن

إذا اعتكــف الرجــل يومــا ولم يكنأبي جعفر )عليه الســالم( قــال: اشترط، فله أن يخرج وأن يفسخ االعتكــاف، وإن أقــام يــومين ولم

.(1)يكن اشترط فليس له أن يفسخ اعتكافه حتی تمضي ثالثة أيامأما قول الشيخ ومن تبعه، فقد استدل له بأمور:

ــه ــه: اإلشــكال في األول: دعوی اإلجماع من ابن زهرة عليه، وفيصغری وكبری.

ــل: ــة إبطــال العمــل مث ــا دل علی حرم ــاني: م التبطلــواالث وفيه: إن المراد بــه اإلبطــال بــالكفر ونحــوه ال برفــع،(2)أعمالكم

اليد، كما هو كذلك في كل مستحب، وقد فصل الكالم في ذلــك فيكتاب الصالة.

.1 من االعتكاف ح4 الباب 407 ص7 الوسائل: ج)?(1.33 سورة محمد: اآلية )?(2

179

Page 180: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الثالث: ما دل علی وجوب الكفارة بالوقاع قبل تمام ثالثة أيــام، وفيه: إنه ليس ظــاهرا في المنــع عن القطــع إال من جهــة المالزمــة بين وجوب الكفارة وبين حرمة القطع، لكن المالزمــة غــير ظــاهرة،ــاف ولذا قال العالمة: ال استبعاد في وجوب الكفارة في هتك االعتك المستحب، ولو ســلمت المالزمــة نقــول: إن الصــحيح مقيــد إلطالق

دليل الكفارة حمال للمطلق علی المقيد. الرابـــع: بعض الروايـــات الظـــاهرة في ذلـــك، مثـــل روايـــة الجعفريات، عن الصـادق )عليــه السـالم(، عن أبيـه )عليــه السـالم(

كــان أبي يقــول: ينبغي للمعتكــف أن يســتثني اعتكافــه فيقــال: مكانه، يقول: اللهم إني أريد االعتكاف في شهري هذا فأعني عليه، فإن ابتليتني فيه بمرض أو خــوف فأنــا في حــل من اعتكافــه، فــإن

.(1)أصابه شيء من ذلك فهو في حل فإن الظاهر منــه أنــه إن لم يصــبه فليس في حــل، وأنــه إذا لم

حل، وفيه: إن الصحيح مقيد له. يشترط فليس في أما من ذهب إلى جواز اإلبطال مطلقــا، فاسـتدل بأنــه منــدوب، والمندوب يصح رفع اليد عنه، واستصحاب عدم وجوب المضي فيه،ــه: إن الصــحيح ــة القطــع، وفي ــبراءة يقتضــي عــدم حرم وأصــل ال

المتقدم ال يدع مجاال لكل ذلك. والتمــام بالــدخول في ليلــة الثــالث، ألنــه الظــاهر من الصــحيح

المتقدم، فإن أول ليل الثالث يعد بعد اليومين.

.1 من االعتكاف ح9 الباب 601 ص1 المستدرك: ج)?(1180

Page 181: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــذور وأما ــإن المن ــان ف ك ــا ــوز فال معين ــا، قطعه يج وإال مطلقفكالمندوب.

}وأما المنذور فإن كان معينا فال يجوز قطعه مطلقا{ حــتی من أول يــوم األول ألنــه مخالفــة للنــذر، لكن الكالم في أنــه هــل يجبــابع النصــراف بالشروع فيه، أو من أول فجر الصيام؟ والظاهر أنه ت النذر الذي هو مقصود ارتكازا، فإن لم يكن انصــراف لم يكن عــبرة بما قبل الفجر وإن نــوی، فلــو دخــل في االعتكــاف ليال حــق لــه أن يخرج ويعمل منافياته، نعم يجب عليه الرجوع قبل الفجر ليكون في

المسجد من أوله، إذا النذر لم يوجب ما قبل الفجر.ــدل، كمــا هــو المنصــرف من ــه الب }وإال فكالمنــدوب{ إذا أمكن كالمه، وإنما كان كالمندوب فيما له بدل ألنه ال يتعين بالشروع، فله إبطاله ما دام لم يدخل في الثالث، فإذا دخل فيه فليس له إبطاله،ــاء ــق لم يكن وف فإن بقي علی نيته أنه نذر كان قد وفى، وإن لم يب

ووجب عليه أن يأتي به بعد ذلك.وعلی أي حال، ليس له في الثالث نقضه، ألنه ثالث االعتكاف.

وكيف كان، فما يظهر من الشرائع من وجــوب المضــي بمجــردالشروع في المنذور، غير ظاهر الوجه بالنسبة إلى غير المعين.

181

Page 182: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

صـوم عليه وكـان معينـة، أيـام في االعتكــاف نـذر : لو6 مسـألة األيــام تلك في يصــوم أن له يجــوز اإلجــارة، ألجل واجب أو منذور قصد مع أيــام في االعتكــاف نذر لو نعم اإلجارة، أو النذر عن وفاءاإلجارة. أو النذر عن يجز لم وألجله له الصوم كون

: لو نذر االعتكاف في أيام معينة، وكــان عليــه صــوم6}مسألة منذور أو واجب ألجل اإلجــارة{ أو غيرهــا }يجــوز لــه أن يصــوم فيــاف تلك األيام وفاء عن النذر أو اإلجارة{ لما سبق من صحة االعتك مع كل صوم مشروع، إال إذا كان نذره أن يكون صــوم اعتكافــه من

جهة نفس النذر ال صوما آخر، كما تقدم. ولذا قال: }نعم لو نذر االعتكاف في أيام مع قصد كون الصــومــذر أو اإلجــارة{، وإذا له وألجله لم يجز{ صيامه االعتكافي }عن الن نذر أن يعتكف ويصوم له بعــد ثالثــة أشــهر مثال، أو حين قــدوم زيــد مثال، واتفق ذلك في شهر رمضان، وكان غافال أو جــاهال حــال النــذر بذلك، فإن كان النذر مقيدا بأن يكون الصوم له بطــل، إذ مــع تعــذر القيد يتعذر المقيد، وإن كان علی نحو تعدد المطلوب صح نذره في

االعتكاف ووجب عليه أن يأتي به.

182

Page 183: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الزيــادة بعــدم قيد فــإن يــومين أو يوم اعتكاف نذر : لو7 مسألةيومين. أو يوم ضم ووجب صح يقيده لم وإن نذره، بطل

: لو نذر اعتكاف يوم أو يــومين{ االعتكــاف المعهــود7}مسألة ــذور شرعا }فإن قيد بعدم الزيادة بطل نذره{ لعدم مشروعية المن فال يصح النذر، أما إذا قصــد المعــنی اللغــوي لالعتكــاف بالبقــاء في

المسجد والصيام وترك كل تروكه صح ألنه ليس تشريعا.ال يقال: مثال الجماع ليال مستحب، فكيف يتعلق النذر بتركه؟

ألنه يقال: البقاء في المسجد ألجل العبادة أيضا مســتحب، وقــد تعلق النذر بــه، وكــل نــذر بفعــل مســتحب ال بــد وأن يصــادفه تــرك

مستحب آخر. }وإن لم يقيده صــح{ إلطالق أدلــة النــذر بعــد أن كــان متعلقــه راجحا بإمكان الضــم، }ووجب ضــم يــوم{ في الثــاني }أو يــومين{ في األول، وهكذا الحال في كل نذر مثله، كما إذا نذر اإلحــرام نــذرا

مطلقا فإنه يصح إلمكانه بضم بقية أعمال الحج أو العمرة إليه. وممــا تقــدم يظهــر أنــه لــو لم يكن لــه مجــال أكــثر من يــوم أو يــومين، كمــا إذا كــان نــذرها في وقت بعــده حيض بيــوم أو يــومين،

بطل لعدم مشروعية ذلك. ثم إذا لم يكن النـــذر ال مقيـــدا وال مطلقـــا، بـــل مهمال، ففي

المستمسك: إنه بمنزلة المقيد في عدم المشروعية.أقول: وذلك ألنه حيث ال إطالق لنذره لم يكن مشروعا.

183

Page 184: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كـون فـاتفق أزيـد، أو معينة أيـام ثالثة اعتكاف نذر : لو8 مسألة انعقــاد لعــدم قضــاؤه، عليه يجب وال أصــله، من بطل عيدا، الثالثأحوط. لكنه نذره،

: لو نذر اعتكاف ثالثة أيام معينة أو أزيد، فاتفق كون8}مسألة الثالث عيدا{ للفطر أو األضحی }بطــل من أصــله{، ألن مثــل هــذاــه أو ال النذر غير مشروع، وال تفاوت في غير المشروع بين أن يعلم

يعلمه، ألن األحكام ال تقيد بالعلم والجهل. }وال يجب عليه قضاؤه{ ألن القضاء تابع للفــوت، وال فــوت فيــل خــاص كمــا في قضــاء ــان دلي ــام، حيث ال وجــوب، إال إذا ك المق

الحائض صيام رمضان. }لعدم انعقاد نــذره، لكنــه أحــوط{ للمنــاط في قضــاء الحــائضــاط ضــعيف ــاط، فاالحتي والمــريض، لكن حيث ال يفهم العــرف المن

غايته. وقد قيل وجوه أخر لالحتياط كلها ضعيفة، ومثل ذلك ما لو نــذر اعتكاف ثالثة أيــام لكنــه اتفــق أن ال يتمكن من ذلــك لســجن أو مــاــه إذا نجی من الســجن وقــد انقضــی ذلــك الــوقت غــير أشــبه، فإن المعين ـ كما إذا نذر اعتكاف ثالثة أيــام في هــذه الســنة ـــ لم يلــزم

عليه القضاء، ألن المتعلق كان ممتنعا.وحال الحلف في هذه المسألة وقبلها وبعدها حال النذر.

184

Page 185: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بطــل، زيد قــدوم يوم اعتكاف نذر : لو9 مسألة يــوم يعلم أن إال ووجب صح قدومه يــوم ثــاني اعتكــاف نذر ولو الفجر، قبل قدومه

آخرين. يومين ضم عليه

: لو نذر اعتكاف يــوم قــدوم زيــد بطــل{ إذا لم يعلم9}مسألة ــه ذلك، ال علما تفصيليا وال علما إجماليا منجزا، ال حاال وال ممــا يمكن

استعالمه.ــذهاب إلى ــه ال ــر{ وأمكن ــل الفج ــه قب ــوم قدوم }إال أن يعلم ي

المسجد وسائر الشرائط. ثم لو قلنا بكفاية التلفيق في االعتكاف وجاء زيد وقد كان صــام أو لم يصم وقلنا بكفايته من النهار بأن يذهب إلى المسجد في نهار أفطر فيه، فيقصد االعتكاف فيكون حال النهار حال الليل في كفايةــاال وال ــه إجم ــوم قدوم ــذره وإن لم يعلم بي ــه، صــح ن ــاف في االعتك

تفصيال. وإنما قلنا: }علما إجماليا منجزا{ إذ لو علم قدوم زيد من اليوم إلى بعد عشر سنوات لم ينجز العلم، كما ذكروا تفصيله في مسألة

العلم اإلجمالي في التدريجيات. }ولو نذر اعتكاف ثاني يوم قدومه{ أو ما أشـبه كثالثــه }صـح{ للعلم به بعد قدومــه، }ووجب عليــه ضــم يــومين آخــرين{ إذا كــان

قصده االعتكاف االصطالحي، وإال فال حاجة إلى الضم كما تقدم. ثم إنه يؤيد صحة مثل هذا النــذر، حــديث زرارة، عن أبي جعفــر )عليه السالم(، أن أمي كــانت جعلت عليهــا نــذرا إن رد اللــه عليهــا

بعض ولدها من شيء كانت تخاف

185

Page 186: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

عليه أن تصوم ذلك اليوم الذي يقدم فيه، إلى أن قال: أفتــترك إني أخاف أن تری في الذي نــذرت فيــهذلك؟ قال )عليه السالم(:

.(1)ما تكره

.3 من يصح منه الصوم ح10 الباب 139 ص7 الوسائل: ج)?(1186

Page 187: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الليلـــتين دون من أيـــام ثالثة اعتكـــاف نـــذر : لو10 مســـألةينعقد. لم المتوسطتين

: لــو نــذر اعتكــاف ثالثــة أيــام من{ االعتكــاف10}مســألة االصطالحي }دون الليلتين المتوسطتين{ أو دون إحــداهما، أو دون بعض منهمــا، أو من إحــداهما، أو دون بعض يــوم، بــأن يســتعمل محرمات االعتكاف فيه، أو ما أشبه ذلك }لم ينعقد{ لمـا تقــدم منــه دون ــادة خاصــة قررهــا الشــارع، فال شــرعية ل أن االعتكــاف عب

الكيفية المتلقاة منه.

187

Page 188: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

إدخــال يجب لم أزيــد، أو أيــام ثالثة اعتكــاف نــذر : لو11 مسألةــه، األولی الليلة ــذر إذا ما بخالف في ــاف ن ــهر اعتك ــإن ش الليلة ف

الشهر. من جزء األولی

: لو نذر اعتكاف ثالثة أيام أو أزيــد، لم يجب إدخــال11}مسألة الليلة األولی فيه{ لما تقدم من أنها خارجة عن الثالثة، اللهم إال أن

يكون نذره قد شمل ذلك بالقصد إليه ولو ارتكازا. }بخالف ما إذا نذر اعتكــاف شـهر، فـإن الليلـة األولی جـزء من الشهر{ وقد علق بعض الشراح بقوله: بال إشــكال فيــه من أحــد، ال

لغة وال عرفا وال شرعا، وقد تعلق نذره باعتكاف شهر. وفيه: إن ذلك تابع لقصده ولو ارتكازا، ولذا يقال: إن فالنــا كــان في المستشفی شهرا، سواء كان فيــه من أول يــوم الشــهر أو أول

ليله، وكالهما حقيقة. ولـذا قـال بعض المعلقين: الحكم فيـه تـابع لقصـد النـاذر، ومــع

اإلطالق ال يبعد عدم وجوب اإلدخال، وإن كان اإلدخال أحوط.وقال آخر: إن الحكم بذلك احتياطي.

أقول: الظاهر أنه إن لم يكن قصد إلى الليلــة وال ارتكــازا، كفیمن أول النهار، ألنه ال وجه للزيادة بعد تحقق النذر بذلك.

نعم كل نذر يمكن فيه أقل وأكثر، إذا جــاء بــاألكثر بقصــد النــذر كان الكل واجبا، كما إذا نذر أن يخط خطا ـ مــع رجحــان المتعلــق ـ فإنه وإن تحقق بخط قدر ذراع، أما إذا خط بقدر ذراعين كان الكــل واجبا، ألنه مصداق النذر، كمــا ذكــروا ذلــك في مســألة التخيــير بين

األقل واألكثر.

188

Page 189: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كــان وإن الهاللين بين ما يجزيه شهر اعتكاف نذر : لو12 مسألةيوما. ثالثون وجب شهر مقدار مراده كان ولو ناقصا،

: لو نذر اعتكاف شهر{ فإن كان ذا أشهر شمسية،12}مسألة لزم أن يعتكف كذلك، ألنه مقصــود، ويتخــير بين أن يعتكــف الشــهر الطويــل أو القصــير، إلطالق الشــهر عليهمــا، ولم يقصــد إال الجــامع

الصادق علی كل واحد منهما.ــه مــا بين الهاللين، وإن كــان ــة }يجزي وان كــان ذا أشــهر هاللي

ناقصا{ لما عرفت. ويصح أن يعتكف في أيام قصير النهار، كما يصح غيره، لإلطالق

في نذره. ثم لــو قصــد ولــو ارتكــازا من أول الشــهر إلى آخــره لم يكــف الملفــق، وإال كفی، فــإطالق منــع المستمســك لــذلك بقولــه: إنــه ال يجزيــه الملفــق وإن كــان ثالثين أو أكــثر، غــير ظــاهر الوجــه، فــإنــدعى، استدالله بأن الشهر حقيقة في ذلك لغة وعرفا أخص من الم

إذ الكالم في نية الناذر، ال في اللغة والعرف. }ولو كان مراده مقــدار شــهر{ أو األعم منــه ومن الشــهر ولــو ارتكازا، صح له أن يعتكف تسعة وعشرين يوما ملفقا، إذ هو مقــدار شهر، فهو مثل ما إذا قال: أعطه مقــدار أحــدهما، وأعطی أحــدهما

األنقص من اآلخر، حيث يتحقق االمتثال باألنقص. فقول المصنف: }وجب ثالثــون يومــا{ غــير ظــاهر الوجــه، وإن وجهــه المستمســك بــأن مقتضــی اإلطالق حملــه علی خصــوص

الكامل، فإن الحمل علی غيره محتاج إلى عناية زائدة، انتهی.إذ مقتضی اإلطالق التخيير ال الحمل علی الكامل.

وربما احتمل وجوب أن يعتكف يومــا من الشـهر إلى يــوم مثلــه من الشهر اآلتي، ناقصا كان األول حتی ينقص، أو كامال حتی يكمل،

وهو حسن وإن لم يكن الزما.

189

Page 190: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

مقدار نذر لو وأما التتابع، وجب شهر اعتكاف نذر : لو13 مسألة ال بل يومــا، ثالثون يكمل أن إلى ثالثة ثالثة التفريق له جاز الشهر

التفريق جواز يبعد يوما آخــرين، يومين واحد كل إلى ويضم فيوماالتتابع. هو منه المنساق يكن لم مورد كل في كذلك األمر بل

: لو نذر اعتكاف شهر{ وكان المنصرف منه الشهر13}مسألة المتتابع األيام }وجب التتابع{ ألن ارتكاز النــاذر مــا هــو المنصــرف،

وإال لم يكن كذلك. }وأما لو نذر{ اعتكاف }مقدار الشهر{ فإن لم يكن ارتكاز إلى التتابع }جاز لــه التفريــق ثالثــة ثالثــة{ أو مــا أشــبه }إلى أن يكمــل ثالثون يوما{ وذلــك ألنــه ال يفهم من المقــدار التتــابع، بــل المفهــوم ذلك القدر أياما، كالفرق بين أسبوع ومقدار أسبوع، وســنة ومقــدار

سنة. }بل ال يبعــد جــواز التفريــق يومــا فيومــا{ أو يــومين يــومين، أو مختلفا، }ويضم إلى كــل{ يــوم }واحــد يــومين آخــرين{، وإلى كــل

يومين يوما آخر. }بل األمر كذلك في كــل مــورد{ في جــواز يــوم يــوم، ويــومين يومين }لم يكن المنساق منه هــو التتــابع{ وذلــك ألنــه وفــاء بالنــذر

ومتابعة، الشتراط أن ال يكون أقل االعتكاف ثالثة.أما إذا كان المنساق منه التتابع لم يكن مؤديا للنذر إال به.

ــذا ــذر ه ــه وحين الن ــاف رجب ولم يكن في ذهن ــذر اعتك ــو ن ولالمقبل، أو

190

Page 191: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أي رجب، جاز له اعتكاف أي رجب، النطباق النذر عليه. ولو نذر اعتكاف شــهر، جــاز أن يعتكــف شــهر رمضــان لإلطالقــد المذكور، إال إذا كان منصرفه عند النذر شهرا صومه مستحب، وق

تقدم شبه هذه المسألة.

191

Page 192: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

االعتكــاف نــذر : لو14 مسألة أو شــهرا التتــابع، وجه علی زمانــاــوم فأخل ذلك، منه المنساق كان أو لفظا، شرطه سواء أزيد أو بي مراعــاة مع آخر واســتأنف فصــاعدا، ثالثة مضی ما كان وإن بطل،فيه. التتابع

: لو نذر االعتكاف شهرا أو زمانا علی وجــه التتــابع،14}مسألة سواء شرطه لفظا، أو كــان المنســاق منــه ذلــك{ وأراد عنــد النــذر المنساق ليكون ذلك منذورا ارتكازا، إذ النذر ال يكون إال بالقصد ولو

اإلجمالي منه. }فأخل بيوم أو أزيد بطل{ ألن ما أتی به ليس بالمنذور حســب شرطه اللفظي أو االرتكــازي، من غــير فــرق بين أن يكــون اإلخالل عمدا أو سهوا، ولو كان اإلخالل من جهة شرعي كالضــرر، أو عقلي كالضرورة، أو اتباعا لألمر الظاهري، كما إذا نذر اعتكــاف شــهر من أول يوم منه إلى آخره فلم يثبت الهالل وحكم الحاكم بأن غده أول الشــهر، فلم يصــم ذلــك اليــوم وإنمــا صــام من غــده، ثم انكشــف الخالف، وذلك لما حقق في محله من أن األحكــام الظاهريــة تنجــيز

وإعذار فقط. }وإن كان ما مضی{ من اعتكافــه }ثالثــة فصـاعدا{ فـإن تـبين عدم االنطباق بعد أن صام يــومين وجب اإلتيــان بالثــالث لمــا تقــدم من وجوب الثالث، إال إذا كان اعتكافــه اليــومين علی وجــه التقييــد،ــه في ــاف ل ــا، فال اعتك ــة فيهم ــه العبادي ــر بطالن أعمال حيث يظه اليومين حــتی يجب الثــالث، وحيث إن الغــالب تعــدد المطلــوب في

النية قلنا بلزوم إلحاق الثالث. }واســتأنف آخــر مــع مراعــاة التتــابع فيـــه{ حســب نــذره،

والمفروض أن نذره لم يكن معينا.

192

Page 193: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كان وإن قضاؤه وجب أزيد أو بيوم أخل وقد معينا

ــد وجب قضــاؤه{ }وإن كان{ نذره }معينا وقد أخل بيوم أو أزي بال خالف بل ادعی بعضهم اإلجماع عليــه، ويــدل عليــه قولــه )عليــه

ــالم(: ــا فاتتهالس ــها كم ــة فليقض ــه فريض ــملمن فاتت ــه يش . فإنالفريضة العرضية أيضا.

وهل الالزم قضاء كل الشهر، أو قضــاء يــوم واحــد ومــع يــومين يلحق به مثال، احتماالن، المحكي عن الشيخ في المبسوط والعالمة في التذكرة قضاء كل الشهر، ألنــه لمــا فاتــه يــوم لم يحصــل شــهر متتابع، فالالزم أن يقضي كل الشهر حتی يحصل التتابع في القضــاء

بعد ما فات التتابع في األداء. وعن المختلــف والمســالك والمــدارك االقتصــار علی قضــاء مــا أخل به، ألن ما فاته هو الذي فاته فيجب قضاؤه، أما ما أتی به فلم

يفته فلما ذا يقضيه. أقول: الذي فاته يــوم وتتــابع، وبإمكانــه تحصــيلهما في القضــاء، فالالزم مــا ذكــره األولــون، إال أن يقــال: التتــابع كــان بين األداء، وال

دليل علی التتابع بين القضاء. وعليه فالمرجع نية الناذر ولو ارتكازا، ولذا قال المستمسك: إن الناذر تارة يالحظ كل واحد من األيام المعينة لنفسه من دون اعتبارانضمامه إلى ما اتصل به من األيام، وأخری يالحظ انضمامه كذلك.

فعلی األول: يصح ما أتی به لمطابقته للمنــذور، وليس عليــه إالقضاء ما أخل به لفواته.

وعلی الثاني: عليه قضاء جميع ما أتی به )ما أخل به( إذ ما أتیبه لم

193

Page 194: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أيضا. التتابع فيه واألحوط بــاإلخالل اإلبطــال بعد المعين الزمــان ذلك من شــيء بقي وإن

منه. القضاء ابتداء فاألحوط

يات به علی وجهه الملحوظ فيــه حــال النــذر، لفقــده لالنضــمام إلى ما اتصل به، وعليه يتعين قضاء الجميــع متتابعــا لوجــوب قضــاء

الفائت كما فات، انتهی. وبهذا ظهر أن إطالق المصنف قضاء الجميــع، وتبعــه غــير واحــد

من المعلقين لسكوتهم عليه، غير ظاهر الوجه. }و{ علی ما ذكرناه فــاألقوی ال }األحــوط{ كمــا ذكــره )رحمــه

الله( }فيه التتابع أيضا{ ألنه محقق لقضاء النذر. ولو لم يعلم أنــه كــان علی أي الــوجهين، فالظــاهر عــدم لــزوم قضــاء إال مــا فــات، ال الكــل، ألنــه ال يعلم بــالفوت للكــل الــذي هــو

موضوع وجوب القضاء. }وإن بقي شيء من ذلك الزمان المعين بعد اإلبطال باإلخالل{ كما لو نذر صوم كل رجب وشرع من ثانيه، وبعد نصف رجب ظهــر لــزوم أن يــأتي بشــهر كامــل }فــاألحوط ابتــداء القضــاء منــه{ ألنــه

ميسور من األداء، فال بد من اإلتيان فيه. ومما تقــدم يظهــر أنــه بين واجب اإلتيــان فيــه، وبين غــير الزم، حســب اختالف ارتكــاز النــاذر، فاالحتيــاط مطلقــا محــل إيــراد هنــا،

والمسألة بعد بحاجة إلى التأمل.

194

Page 195: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يشــترط ولم بالرابع فأخل أيام أربعة اعتكاف نذر : لو15 مسألة كــان وال التتــابع وضم اليــوم ذلك قضــاء وجب نــذره، من منســاقاــرين، يـــومين ــة، أول المقضي جعل واألولی آخـ كـــان وإن الثالثـشاء. منها أيا جعله في مختارا

: لـو نــذر اعتكــاف أربعـة أيــام فأخــل بــالرابع، ولم15}مسـألة يشترط التتابع وال كان منساقا من نذره{ بحيث ينصرف نــذره إليــه ارتكازا، صح االعتكاف في الثالثة، ألنــه مطــابق لنــذره بــدون خلــل، و}وجب قضاء ذلك اليوم{ لقاعــدة قضــاء مــا فــات }وضــم يــومين

آخرين{ حتی يتحقق االعتكاف.ــة، وإن }و{ المصنف علی أن }األولی جعل المقضي أول الثالث كان مختارا في جعلــه أيــا منهــا شــاء{، وجــه األولويــة مــا حكي عن المــدارك بأنــه ال يصــح جعــل المقضــي اليــوم الثــالث، ألن اعتكــافــه، وال ــا عمــا في ذمت يومين قبله يجعل الثالث واجبا فال يكون مجزي جعله اليــوم الثــاني، ألن االعتكــاف يتضــمن الصــوم فال يقــع منــدوبا ممن في ذمته واجب، فالالزم أن يجعل المقضي اليــوم األول حــتی

يتخلص من اإلشكالين. ووجــه مــا اختــاره المــاتن أنــه إذا وجب يــوم قضــاء، وال يكــون االعتكاف يومــا، يجب اليومــان اآلخــران أيضــا، حــتی يمكن القضــاء فاأليام الثالثة واجبة، يوم ألنه ثالث، ويومان قبله، ألن الثالث ال يأتي

إال بهما، فال فرق بين قصده أن يكون القضاء أي الثالثة. مضــافا إلى ورود اإلشــكال علی كال قــولي المــدارك، كمــا في

الجواهر. إذ يرد علی األول: إن وجوب اليوم الثالث لتتميم االعتكاف ثالثا

ال ينافي

195

Page 196: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وجوبه من جهة أخری.ــه ــة ممن في ذمت وعلی الثاني: بأن الممتنع إنما هو وقوع النافل

قضاء رمضان ال مطلق الواجب.ــا عن أقول: وعلی ما ذكرناه فاألولوية المذكورة إنما هي خروجــبروجردي ــيدان ال ــل الس ــك، فجع ــثر من ذل ــدارك، ال أك خالف الم والجمال ذلك أحوط غير ظاهر الوجه، ولــذا سـكت علی المتن غــير

واحد، منهم ابن العم.

196

Page 197: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

إليها يضم أن وجب أيـــام خمسة اعتكـــاف نـــذر : لو16 مســـألةالثالثتين. بين فرق أو تابع سواء سادسا،

: لو نذر اعتكاف خمســة أيــام وجب أن يضــم إليهــا16}مسألة سادســا{ لمــا دل علی وجــوب الثــالث بعــد كــل اثــنين كمــا تقــدم، وإطالقه يشمل المنذور وغيره، وهذا هو المشــهور عنــد من تعــرض له، خالفا للقول بعد اللزوم، ومال إليه الشــهيد في بعض تحقيقاتــه، كما نسب إليه، وعن المحقق تقريبه، واســتدل لــه بــأن مــا دل علی ضــم السـادس خاصــة بالمنــدوب فال تشـمل المنــذور، وبــأن الرابــعوالخامس في المندوب اعتكاف آخر، ولذا لزم ضم يوم ثالث إليه.

أما المنذور فالكل اعتكاف واحد، فال وجه لضــم ســادس، وبــأناألصل عدم االحتياج إلى السادس.

ــذي ــذور ليس إال المســتحب ال ــا ال يخفی، إذ المن وفي الكــل م نذره، فهل يمكن أن يقال بصــحة صــالة ركعــة، وصــوم نصــف يــوم، وحج بال طواف، ألن أدلة هذه المستحبات لم تشمل المنذورة منها، فإذا لم يمكن القول بــذلك هنــاك لم يمكن هنــا، وإال فعلی المفــرق بيان الفارق، ولذا أشكل عليه المستمسك بأنه لــو صــح ذلــك لصــح نذر اعتكاف يومين فقط، الختصاص دليل الثالث بالمندوب، وإطالق دليــل لــزوم الثــالث ينفي الفــرق بين نــذر اعتكــاف خمســة أيــام أو

اإلتيان بخمسة استحبابا لما عرفت، وبعد ذلك ال مجال لألصل.ــابع أو فــرق بين ومنــه يعــرف وجــه قــول المصــنف: }ســواء ت الثالثتين{، ومما تقدم يظهر حال مــا إذا نــذر اعتكــاف ثمانيــة أيــام،

وهكذا إذا قلنا بوجوب كل ثالث، وقد تقدم الكالم فيه.

197

Page 198: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

نذر : لو17 مسألة معينا، زمانا أو نســيانا، وتركه غيره، أو شهرا أو عصيانا، يتعين فلم الشــهور غمت ولو قضــاؤه، وجب اضطرارا

بالظن عمل المعين ذلك عنده

: لو نذر{ االعتكاف }زمانا معينــا، شــهرا أو غــيره{17}مسألة مثل شهر رجب، أو عنــد قــدوم الحــاج، وكـان مضـبوطا، كمـا تقـدم الكالم فيـــه في مســـألة ســـابقة }وتركـــه نســـيانا، أو عصـــيانا، أو اضطرارا{ ال أن الوقت لم يكن قابال، فإن ذلك يــوجب عــدم انعقــاد

النذر، كما تقدم في نذر اعتكاف العيد.ــالم(: ــه الس ــه )علي ــاؤه{ لقول ــة}وجب قض ــه فريض من فاتت

ــد(1)فليقضها كما فاتته . وقد عمل بها المشهور مما يجبر سنده، وقــابي الصــالة والصــوم، باإلضــافة إلى ــك في كت ــدم الكالم في ذل تق اإلجماع المحقق في المقام، حتی قال بعضهم إنــه مقطــوع بــه بين األصــحاب، وفي المستمســك ظهــور اإلجمــاع الــذي تطمئن النفس بثبوت معقده، وأن االعتكاف مشتمل علی الصــوم، والصــوم واجب قضاؤه نصــا وإجماعــا، وبــأن القضــاء ثــابت في الحــائض والمــريض

وغيرهما، كما في النص والفتاوی، وال قائل بالفصل. وعليه فال إشكال علی الحكم من جهة عدم ثبــوت المرســلة، أو أنه ال تالزم بين وجوب الصوم ووجوب االعتكــاف، أو أن الـدليل في قضـــاء الحـــائض والمـــريض ال يـــدل علی مـــا نحن فيـــه، إذ ال علم

بالمالك، وعدم القول بالفصل ال يالزم القول بعدم الفصل.ــالظن{ }ولو غمت الشهور فلم يتعين عنده ذلك المعين عمل ب

ألنه طريق

من قضاء الصلوات.6 الباب 359 ص5 انظر الوسائل: ج)?(1198

Page 199: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

االحتمال. موارد بين يتخير عدمه ومع

االمتثال عقال بعد أن لم يمكن االحتياط، كذا عللوه. ويمكن أن يقــال: إنــه إذا لم يكن االمتثــال اإلجمــالي طريــق العقالء، أما إذا كان فالالزم العمــل بــه، كمــا إذا تــردد بين شــهرين، مثال نذر صوم رجب ثم حبس في محرم، فلم يعلم هل أن مــا بيــده

رجب أو اآلتي.ــوص ــداد في خص ــری االنس ــا ج ــا عقالئي ــا إذا لم يكن طريق أم

المسألة، كما إذا تردد بين عشرة أشهر. وجماعة من الفقهاء أداروا األمر مدار العسر والحرج، وال يخفیــا إذا أنه إنما يتم في عقده اإليجابي، أي لو كان عســرا لم يجب. أم لم يكن عسـرا وجب، فغــير ظــاهر إطالقــه، لمــا إذا لم يكن طريــق

االمتثال عند العقالء. }ومع عدمه يتخير بين موارد االحتمال{ كما عن الشهيد وغيره،

وعللوه بحكم العقل بذلك بعد عدم الترجيح. أقــول: بعــد تقييــد المســألة بعــدم العســر، وبــأن يكــون طريقــا عقالئيــا، وبــأن ال يكــون محــذور في أطــراف التخيــير، كمــا إذا كــان مريضا في بعض أطرافــه، وربمــا يقــال: بلــزوم االعتكــاف في هــذا الحال في الشــهر األخــير، ألنــه أقــرب إلى االمتثــال عقال، حيث إنــه دائــر بين األداء والقضــاء، لكن هــذا أقــرب إلى كونــه احتياطــا، ألنــوم أو العقالء يرون التخيير في مثل ذلك، فإذا قال له: ائتني هذا الي غــدا، أي شــك المــأمور في أن المــولی قــال أيهمــا، يــرون العقالء

اإلطاعة االحتمالية، ال أن يذهب في اليوم الثاني. ولذا سكت علی المسألة أو أيدها جملة من المعلقين والشراح،ــطهباناتي ــ ــال واالصـ ــ ــبروجردي وابن العم والجمـ ــ ــادة الـ ــ كالسـ

والسبزواري وغيرهم.

199

Page 200: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يجــوز فال المسجد، وحدة الواحد االعتكاف في : يعتبر18 مسألةمنفصلين أو متصلين كانا سواء مسجدين، في يجعله أن

:{ الظاهر أنه ال }يعتبر في االعتكاف الواحد وحدة18}مسألة المسجد{ لألصل بعد صدق اإلطالق، وقول المصــنف باالعتبــار تبعــا للجواهر، وتبعهما المستمسك وغيره لالنصراف، غير ظاهر بعــد أنــه

بعد تسليمه بدوي. أما االستدالل لذلك بفعل رســول اللــه )صــلی اللــه عليــه وآلــه( وسيرة المتشرعة فأبعد، إذ فعله )صلی الله عليه وآله( ال يدل علیالتعيين ليرفع اليد عن اإلطالق، كما أنه ال سيرة معتبرة في المقام. ومنــه يظهــر وجــه النظــر في قولــه: }فال يجــوز أن يجعلــه في مسجدين، سواء كانا متصلين أو منفصلين{ وقد تبع بذلك الجــواهر، وتبعه المستمســك، خالفــا لمــا نقلــه عن بغيــة أســتاذه، حيث جــواز التشريك بين المسجدين المتصــلين، واستشــكل فيــه بــأن االتصــال

غير مجد بعد فرض ظهور األدلة في اعتبار الوحدة. أقــول: حيث عــرفت عــدم اعتبــار ذلــك مطلقــا، فال حاجــة إلى

التكلم في تصحيح كالم البغية. ومنه يعلم الحال فيما إذا كان المســجدان أحــدهما فــوق اآلخــر بأن وقف أحدهما الطابق الفوقاني، واآلخر الطــابق التحتــاني، فــإن حالهما حــال السـطح والحيــاط للمسـجد الواحــد، ولــو لم يعلم هــل أنهما مسجد واحد أو مسجدان، كما إذا كان شارع بين المسجد فلمــك، فعلی ــل ذل يعلم هل خرق الشارع المسجد، أو كانا مسجدين قب كالم المصنف ال يجوز االنتقال، للشك في حصــول الشــرط، أمــا إذا

علم بالخرق فعلی كالمه يجوز، ألنهما مسجد واحد.

200

Page 201: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يعد وجه علی متصلين كانا لو نعم مسجدا مانع. فال واحدا

}نعم لو كانا متصلين علی وجــه يعــد مســجدا واحــدا فال مــانع{ لصدق الوحدة مما ال انصراف لألدلة عنه، ويكون حاله كما لو وســع المسجد بوقف األرض المتصــلة بــه، ولــو شــك في أنــه هــل يعــدان

واحدا أم ال، لم يصح، للزوم احراز الشرط. ثم إنه لو انتقل بعد يوم من االعتكاف من مســجد إلى مســجد،ــه لم واعتكف يوما ثانيا هناك، جاز له الترك علی رأي المصــنف، ألن

يتحقق االعتكاف الموجب لوجوب اليوم الثالث. ولو فعل بعد اليومين، واعتكف في المسجد اآلخر يــوم الثــالث، يلزم عليه أن يلحق به يومين يكون أحدهما واجبا، واآلخران مقدمــة

له، حيث ال يصح االعتكاف إال بثالثة أيام.

201

Page 202: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

فيـه، إتمامه من مـانع اتفق ثم مسجد فی اعتكف : لو19 مسألة إن قضــاؤه أو استينافه ووجب بطل ذلك، نحو أو هدم أو خوف من كان المانع عنه ارتفع إذا المسجد ذلك أو آخر، مسجد في واجبا

: لو اعتكف فی مســجد ثم اتفــق مــانع من إتمامــه19}مسألة ــتی فيه، من خوف أو هدم أو نحو ذلك{ من الموانع، فالظاهر أنه ح علی لزوم وحــدة المســجد يتم اعتكافــه في مســجد آخــر، ألنــه من أظهر مصاديق الميســور عرفــا، ولــذا احتمــل في الجــواهر االكتفــاء

باإلتمام بجامع آخر. أما قول المستمسك في وجه قول المصنف }بطل{ ألنه مناف إلطالق ما دل علی اعتبار الوحدة، ففيــه: إنــه ال إطالق في المقــام،

وكان األنسب تعليله بفقد المشروط بانتفاء شرطه. ثم لــو اتفــق أن انتهی أمــر المســجد، حيث مــال المصــنف إلى صحة الوقف الموقت المسجد، فالالزم أن يكون الحكم كذلك عنده

)رحمه الله(.ــواجب ــتينافه{ في ال ــل }وجب اس ــإذا بط ــان، ف ــف ك }و{ كي المطلق }أو قضاؤه{ فيما فات وقتــه }إن كــان واجبــا، في مســجد

آخر أو ذلك المسجد إذا ارتفع عنه المانع{.ــه االســتيجار ولو لم يجد المسجد ألنه حبس أو نحو ذلك، فهل ل

إذا يئس عن إمكانه بعد ذلك، احتماالن: ــتيجار الحي ــاب اس ــا روي في ب ــمله م ــه دين فيش ــحة، ألن الص

.أ رأيت إذا كان علی أبيك دينللدين: قال )صلی الله عليه وآله(: وعدمها، ألن األصل العدم، وال دليل

202

Page 203: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

المســجد ذلك في أو آخر مســجد في كــان سواء البناء، له وليسالمانع. رفع بعد

مخرج في المقام، لكن األول غير بعيــد، وهــذه المســألة ســيالة في كل من وجب عليه االعتكاف بنذر ونحوه ولم يتمكن من اإلتيان

به. }وليس له البناء{ لياتي بالبقية }سواء كان في مســجد آخــر أو

في ذلك المسجد{ إذا طال الفصل. أما إذا لم يطل كان حاله حال الخروج لحاجة، لعدم الدليل علی ضرر مثله، ولذا قال في المستمسك: يمكن أن يســتفاد ممــا تقــدمــاف إذا من جواز الخروج للحاجة عدم قدح الخروج في صحة االعتك

لم يطل ولم يكن ماحيا للصورة. أقــول: أمــا عــدم صــحة البنــاء إذا طــال، فلعــدم صــدق وحــدة االعتكــاف، مــع أن الطريقــة المتلقــاة من الشــرع تلــك، فاألدلــة ال

تشمل ما كان بينهما فصل طويل. وأما مع محو الصــورة، فـإن ســلم إمكانــه بــدون فصـل طويــل، فألنه خالف المتلقی من الشرع، فال يشمله اإلطالق أيضا }بعد رفع

المانع{. ثم إنه إنما يلزم االستيناف في مسجد آخــر إذا لم يكن نــذره أو اســـتيجاره مقيـــدا بالمســـجد الـــذي منـــع منـــه، وإال بطـــل النـــذر واالستيجار، لتعذر المتعلق في األول، ولعدم شمول اإلجارة لمسجد

آخر في الثاني.

203

Page 204: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يعلم لم ما منه ومحرابه وســردابه المســجد : ســطح20 مســألة جعلت إذا مضافاته وكذا خروجها، فيه. وسع لو كما منه، جزءا

: ســطح المســجد وســردابه ومحرابــه{ المســاوي20}مســألة للسطح وعدمه }منه{ للظهور العرفي الكــافي في البنــاء، ويؤيــده

سيرة المتشرعة في معاملة كل ذلك معاملة المسجد.ــأن علم أن ــاال ب ــيال، أو إجم ــا تفص ــا{ علم ــالم يعلم خروجه }م

الواقف لم يوقف إما السرداب أو السطح. أما قول المستمسك: مقتضی االستصــحاب عــدم مســجدية مــا يشك في كونه مسجدا، فمــراده مــا لم يكن ســيرة وأمــارة أخــری، كما هو واضـح، وال بـد أن يحمـل عليـه مــا عن الـدروس من تحقـق الخــروج عن المســجد بالصــعود علی الســطح، وإال كــان واضــح

الضعف، كما ذكره الجواهر. ثم الظاهر أنــه إذا هــدم جــزء من المســجد وجعــل في الشــارع ارتفع عنه حكم المسجدية، فال يصح االعتكاف فيه، وقد ذكرنا وجــهخروجه عن المسجدية في باب المساجد وفي كتاب أحياء الموات.

ــه{ لصــدق }وكذا مضافاته إذا جعلت جزءا منه، كما لو وسع في الوحدة عند من يعتبرها، وإال فقد عرفت عدم اعتبارها حسب ظاهر

األدلة. أما مضافات المسجدين، فمن اعتبر كونه في المساجد األربعة، هــل يصــح االعتكــاف فيهــا أم ال؟ احتمــاالن، من صــدق المســجدينــلي، لكن األول ــجد األص ــاص بالمس ــال االختص ــا، ومن احتم عليهمــات وردت والمســجدان قــد أضــيف إليهمــا، ولم أقــرب، ألن الرواي

تتعرض لعدم الصحة في الزيادات، وال فرق في

204

Page 205: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الزيادة بين ما كانت في زمان الرواية أو بعدها.وكذا الحال إذا جعل للمسجدين سرداب أو سطح.

وجوف الكعبة وسطحها من المســجد، بــل وكــذا إن جعــل لهمــاتحت.

وحال مساجد الكوفة والبصرة والمدائن حالهما في ما ذكر. ثم الظاهر أن المشاهد المشرفة ليست في حكم المساجد من صــحة االعتكــاف فيهــا، ألن ظــاهر الــدليل المســاجد المعنونــة بهــذا

العنوان، وقد ذكرنا حكمها عند تعرض المتن لها ما ينفع المقام.ــه ــين )علي ــرم الحس ــجد ح ــاهد كمس ــاجد في المش ــا المس أم

السالم( فلها حكم سائر المساجد، كما هو واضح.

205

Page 206: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

عين : إذا21 مسألة موضعا ــجد من خاصا المس لم العتكافه محاللغوا. قصده وكان يتعين

ــه21}مسألة : إذا عين موضعا خاصا من المسجد محال العتكافلم يتعين{ إلطالق الدليل وال استثناء له }وكان قصده لغوا{.

نعم لـو كـان التعـيين لـه وجـه شـرعي، كمـا إذا كـان راجحــا أو استؤجر لذلك لزم، إلطالق دليل النذر واإلجارة ونحوهما، ولــذا ذكــر

جماعة من الشراح والمعلقين ذلك.

206

Page 207: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ليس وهاني مسلم : قبر22 مسألة علی الكوفة مسجد من جزءاالظاهر.

22}مسألة : قبر مسلم وهــاني{ عليهمــا الســالم }ليس جــزءا من مسجد الكوفة علی الظاهر{ وال الســاحة الــتي أمــام القــبرين، ألنهما خارجان عن سور المســجد، والســيرة المســتمرة علی أنهمــا

ليسا من المسجد.ــد ــجد عنـ ــوات في المسـ ــدم دفن األمـ ــافة إلى عـ ــذا باإلضـ هـ

المتشرعة، وألصالة عدم كونها مسجدا، فال يصح االعتكاف فيها. وهل للمعتكف الذهاب لزيارتهما؟ الظاهر ذلك، لما تقدم، فإنهــاــارة ــذلك يحــق للمعتكــف الخــروج لزي حاجــة شــرعية راجحــة، وك

األموات، كما له ذلك لزيارة األحياء.

207

Page 208: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

من أو منه جــزء أنه المســجد من موضع في شك : إذا23 مســألةالمسجد. حكم عليه يجر لم مرافقه،

: إذا شك في موضع من المسجد أنــه جــزء منــه أو23}مسألة من مرافقه{ ولم يكن هناك ظهور أو سيرة تعامل معه أنه من هذا أو ذاك }لم يجر عليه حكم المســجد{ ألصــالة عدمــه، فــإن عنــوان

المسجدية عنوان خاص لم يعلم تعنون الجزء بهذا العنوان. ولو اختلـف العـرف فقــال بعض: إنــه مسـجد، وقــال بعض: إنـه ليس بمسجد، تســاقطا، وكــان األمــر كالســابق، والظن في المقــام

حاله حال الشك، لعدم دليل علی اعتباره. ثم إذا سقط مسجد عن الصالة فيــه كالمســجد قــرب الملويــة،

فالظاهر ـ حسب نظر الفقهاء ـ أنه محكوم بحكمه السابق.ــة، لكن نعم ربما يحتمل فعلية جامعيته، ألنه المنصرف من األدل منتهی األمر الشك فيستصحب حالتــه الســابقة، وكــذلك إذا صــارت أرضا، لكنا لم نستبعد في كتاب أحياء المــوات وغــيره ســقوطه عن

المسجدية إطالقا. أما لو بدل الكفار المساجد كنائس، كما في إسبانيا وفلســطين، أو اصطبالت ومخازن وما أشبه، كما في روســيا والصــين، فالظــاهر لــدينا ســقوطها عن المســجدية، لكن غــالب الفقهــاء يقولــون ببقــاء

الحكم السابق. ولو بدل المسلمون الكنيسة مسجدا، كما في مســجد أياصــوفيا بتركيا، فالظاهر إجراء حكم المسجد عليه، ألن المســلمين يرثونهــا،

فلهم أن يفعلوا بها ما يشاؤون..(1)وأورثكم أرضهم وديارهمقال سبحانه:

.27 سورة األحزاب: اآلية )?(1208

Page 209: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ونريد أن نمن علی الذين استضعفوا في االرضوقال عزوجل: ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين (1) .

إلى غير ذلك.

.5 سورة القصص: اآلية )?(1209

Page 210: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــألة ــوت من بد : ال24 مسـ كونه ثبـ ــجدا أو مسـ ــا ــالعلم جامعـ بـ كفاية وفي الشرعية، البينة أو للعلم، المفيد الشياع أو الوجداني،

إشكال الواحد العدل خبر

: ال بد من ثبوت كونــه مســجدا أو جامعــا{ إذا قلنــا24}مسألة بعدم كفاية مطلق المسجد في االعتكاف }بــالعلم الوجـداني{ ألنــه

طريق عقلي ليس قابال للوضع أو الرفع، كما حقق في محله. }أو الشياع المفيد للعلم{ ألنــه أورث العلم أيضــا، وإنمــا يقابــل بالعلم لكونــه غالبــا طريقــا إلى العلم، وقــد ذكرنــا في كتب التقليــد والقضاء والشــهادات عــدم بعــد كفايــة مطلــق الشــياع وإن لم يفــد العلم، ألنه استبانة عرفية، وطريــق عقالئي فيشــمله قــول الصــادق

، والشــارع(1)واألشياء كلها علی ذلك حتی تســتبين)عليه السالم(: لم يردع عنه.

إذا شهد عندك المؤمنونوقوله )عليه السالم( البنه إسماعيل: ، إلى غير ذلك من أوجه حجيته في نفسه.فصدقهم

}أو البينــة الشــرعية{ لمــا ذكرنــاه في الكتــابين الســابقين منإطالق حجيتها في الموضوعات.

}وفي كفايــة خــبر العـدل الواحـد إشـكال{، احتمـاالن: من أنـه استبانة، وطريــق عقالئي لم يــردع عنــه الشــارع، حيث إن االحتيــاج

إلى نفرين إنما هو في

.4 مما يكتسب به ح4 الباب 59 ص12 الوسائل: ج)?(1210

Page 211: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الشرعي. الحاكم حكم كفاية والظاهر

قضأيا النزاع، فال يكون خبر مسعدة رادعا عنه، بل مؤيدا له.ومن أن السيرة الشرعية علی عدم االعتماد علی الواحد.

لكن ذكرنــا في كتــابي: التقليــد، والقضــاء والشــهادات أرجحيــةاالعتماد.

}والظــاهر كفايــة حكم الحــاكم الشــرعي{ إلطالق مــا دل علیثبوت اعتبار حكمه، كما ذكرناه في التقليد والهالل والقضاء وغيرها. وفي قبال الظـاهر أنـه ال يثبت بـه، خصوصــا كونــه جامعــا، ألنــه ليس من شؤون الحكام، وإنمــا الثــابت مــا كــان من شــؤونهم، لكن

األقرب األول. ثم إن مما يطمئن به لكونــه مسـجدا أو جامعــا، اآلثــار الظــاهرة

لهما، فهي طريق إلى العلم أيضا.

211

Page 212: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الجامعية أو المسـجدية باعتقـاد مكان في اعتكف : لو25 مسألةالبطالن. تبين الخالف فبان

: لــو اعتكــف في مكــان باعتقــاد المســجدية أو25}مســألة الجامعيـة فبـان الخالف{ وأنـه ليس بـذلك، بــالعلم، أو الشـهادة، أو الثقة، أو غير ذلك }تبين البطالن{، ألن الحكم معلق علی الواقــع ال العلم، كما في سائر الموضوعات، فمع ظهــور الخالف يظهــر عــدم الصحة، ولذا يحق له رفع اليد، ولو تبين في آخــر نهــار الثـالث، ألنـه

ليس بواجب حينئذ.

212

Page 213: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

المســجد في االعتكــاف كــون وجــوب في فــرق : ال26 مســألةــذي المكان في االعتكاف لها فليس والمرأة، الرجل بين الجامع الونحوها. القبيلة مسجد في وال بل بيتها، في للصالة أعدته

: ال فرق في وجــوب كــون االعتكــاف في المســجد26}مسألة الجــامع بين الرجــل والمــرأة{ إلطالق الحكم، فال يقــال: ال يناســب المــرأة االعتكــاف في المســجد، وقــد دلت الروايــات الخاصــة علی

اعتكاف المرأة.ــة أبي والد: ــدم وهيففي رواي ــا فق ــا غائب ــان زوجه ــرأة ك ام

معتكفة بإذن زوجها، فخرجت حين بلغهــا قــدومها من المســجد إلى.(1)بيتها

إلى غيرهــا من الروايــات المتعــددة في أنهــا إذا حاضــت رجعت.(2)إلى بيتها

ــالة في ــه للص ــذي أعدت ــان ال ــاف في المك ــا االعتك }فليس له بيتها{، قال في الجواهر نقال عن الحدائق، إمكــان تحصــيل اإلجمــاعــه ــه )علي ــات وقاعــدة االشــتراك، وقول ــه اإلطالق ــدل علي ــه، وي علي

.(3)والمرأة مثل ذلكالسالم( في بعض الروايات: أما قول المصنف: }بل وال في مسجد القبيلة ونحوها{ كمسجد السوق، فهو مبني علی اشتراط االعتكــاف بالمســجد الجــامع، وقــدــجد، ــاف في أي مس ــتفاد من النص إطالق االعتك ــرفت أن المس ع

والله سبحانه العالم.

.6 من االعتكاف ح6 الباب 407 ص7 الوسائل: ج)?(1.3 من االعتكاف ح11 الباب 412 المصدر: ص)?(2.1 من االعتكاف ح7 الباب 408 المصدر: ص)?(3

213

Page 214: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يشــترط فال الممــيز، الصــبي اعتكــاف صــحة : األقوی27 مسألةالبلوغ فيه

: األقوی صحة اعتكاف الصبي الممــيز{ ال لشــمول27}مسألة اإلطالقات، بل لمـا يسـتفاد من صـحة صـومه وصـالته وحجــه وغـير ذلك، باإلضافة إلى عدم الخالف فيــه، وإال فــدليل الرفــع ظــاهر في

أنه ال تكليف وال وضع له مطلقا، كأنه قبل الشتريع اإلسالمي.ــه ــا، اقتران ــاهم عرف ــه المتف ــك باإلضــافة إلى أن ــدل علی ذل وي بــالمجنون والنــائم، فهــو كمــا إذا قــال المشــرع في مجلس األمــة:

تشريعات مجلس األمة ال تشمل التبعة الذين هم خارج البالد. ولذا فاألصل عدم أي تكليــف أو وضــع للثالثــة إال مــا دل الــدليل علی إخراجه، فقول جمع من الفقهاء أن مقتضی دليــل الرفــع رفــع اإللزام، ألنه المناسب للتسهيل واالمتنان دون أصــل التشــريع، غــير

ظاهر من الحديث، وقد ذكرنا ذلك في بعض مباحث )الفقه(. }فال يشترط فيه البلوغ{ أما الرشد فليس يشترط قطعــا، كمــا أن غير المميز الظاهر أنه ال يصح جعله معتكفا، كما كان يصح جعله محرما، لعدم الدليل عليه في المقام، والمنــاط وإن كــان محتمال إال

أنه غير ظاهر، ولم أجد من ذكره الفقهاء.ــون ــرة المجن والســفيه يصــح اعتكافــه إذا لم يكن داخال في دائ الذي دل الدليل علی عدم وجود التكليف بالنســبة إليــه، وذلــك ألنــه

يشمله اإلطالق في المقام، كشمول سائر اإلطالقات له. نعم خرج عنها تصرفاته الماليــة بالــدليل، كمــا فصــل في كتــاب

الحجر. ولعل قول المصنف: }األقوی{ الحتمال عدم صحة اعتكافه من

جهة الرفع، وعدم القطع بالمناط.

214

Page 215: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أعتق ولو بطــل، المــولی إذن بــدون العبد اعتكف : لو28 مسألةــه، عليه يجب لم أثنائه في ــرع ولو إتمام ــإذن فيه ش ــولی ب ثم الم

عليه يجب لم الثــاني أو األول اليوم في كان فإن األثناء في أعتق اإلتمــام، تمــام بعد كــان وإن الــواجب، االعتكــاف من يكــون أن إال

وجب الخمسة تمـــام بعد كـــان وإن الثـــالث، عليه وجب اليـــومينالسادس.

: لو اعتكــف العبــد بــدون إذن المــولی{ وال إجازتــه28}مسألة }بطل{ ألنه ال يقدر علی شيء، وإنما تصــحح اإلجــازة لمــا اســتفيد

لم يعص اللــه وإنمــا عصــی ســيده، فــاذامن قوله )عليه الســالم(: علی إشكال في ذلك.أجاز جاز

}ولو أعتق في أثنائه{ بعد المنــع }لم يجب عليــه إتمامــه{ وإن كان في اليوم الثالث، أما إذا كان قبــل ذلــك فعــدم وجــوب اإلتمــام

أظهر. }ولو شرع فيه بإذن المولی ثم أعتق في األثناء، فــإن كــان في اليــوم األول أو الثــاني لم يجب عليــه اإلتمــام{ كمــا هــو كــذلك في

الحر، فإن إطالق األدلة يشملهما. }إال أن يكــون من االعتكــاف الــواجب{ كمــا إذا اســتؤجر بــإذنــواجب ــه حــال غــيره في وجــوب اإلتمــام في ال المــولی، فــإن حال

المعين. }وإن كان بعد تمام اليومين وجب عليــه الثــالث، وإن كــان بعــد

تمام الخمسة وجب السادس{ إلطالق دليلهما.

215

Page 216: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الرجــوع له جــاز االعتكــاف في لعبده المولی إذن : إذا29 مسألةــان، يمض لم ما إذنه عن ــوع له وليس يوم ــدهما، الرج ــوب بع لوج

االعتكاف كان إذا الرجوع له يجوز ال وكذا حينئذ، إتمامه بعد واجبــاالعبد. من فيه الشروع

ــة أيضــا،29}مســألة ــده{ الشــامل لألم ــولی لعب : إذا إذن الم وكذلك في المسألة الســابقة }في االعتكــاف جــاز لــه الرجــوع عن إذنه{ ألن اإلذن ليس بملزم }ما لم يمض يومان، وليس له الرجوع

ــا(1)ال طاعة لمخلوق في معصيته الخالقبعدهما{ ألنه وجب و ، كمفي إذنه في الحج.

ومعنی ليس لــه الرجــوع أن رجوعــه ال يفيــد، }لوجــوب إتمامــه حينئذ{ فاحتمال حقه في الرجوع، كما في بعض التعاليق غير ظاهر الوجــه، وإن وجــه بأنــه تصــرف في ملــك المــولی، فــإذا منعــه عن

التصرف لم يكن له اإلتمام. }وكذا ال يجوز له الرجوع إذا كان االعتكاف واجبا{ بل ال حق له

في المنع إذا كان تعيينيا، فال أثر إلذنه وعدمه. فسواء }بعد الشروع فيــه من العبــد{ أو قبلــه ال حــق للمــولی،

ألن شرط الله قبل شرطه(2)كمــا في النبــوي )صــلی اللــه عليــه ، وآله وسلم(.

واليخفی أن فروع اعتكاف العبد كثيرة لم نفصــلها لعــدم االبتالءبه فعال.

.2ــ1 ح83 الباب 588 ص14 الوسائل: ج)?(1.6 من المصدر ح19 الباب 31 ص15 انظر: الوسائل: ج)?(2

216

Page 217: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الشــهادة إلقامة المسجد من الخروج للمعتكف : يجوز30 مسألةــور أو ــييع أو الجماعة لحض ــازة لتش ــذه عليه يتعين لم وإن الجن ه

ــرعية أو العرفية الضرورات سائر في وكذا األمور، أو الواجبة الش يرجع مما اآلخــرة أو الــدنيا بــأمور متعلقة كــانت ســواء الراجحــة،

غيره إلى أو نفسه إلى مصلحته

: يجــوز للمعتكــف الخــروج من المســجد إلقامــة30}مســألة الشهادة{ أو لتحملها، وإن لم يكن أحــدهما واجبــة عليــه ال عينــا وال كفاية، }أو لحضور الجماعة{ المستحبة، فكيف بالجمعة الواجبة إذا

كانت واجبة. }أو لتشييع الجنازة{ إلى حين الدفن. }وإن لم يتعين عليه هذه األمور{ لما تقدم في الشرط الثــامن من أن كل حاجة دينية أو عقلية أو عرفية يجوز لــه الخــروج ألجلهــا،

وقد فصلنا الكالم حول ذلك هناك. نعم الالزم أن يقيد كل ذلك بعـدم محــو الصــورة، كمــا إذا طــال

األمر يوما بليلة مثال، فإنه خالف الطريقة المتلقاة من الشارع. }وكــذا في ســائر الضــرورات العرفيــة أو الشــرعية الواجبــة أو الراجحة{ كما إذا كان المعتكف إمام جماعــة يخــرج كــل يــوم ثالث

مرات إلقامتها، أو واعظا يخرج كل يوم لوعظه، أو ما أشبه ذلك. }سواء كانت متعلقة بأمور الدنيا أو اآلخرة مما يرجــع مصــلحته إلى نفسه أو إلى غيره{ إلطالق الدليل، وكذا إذا خرج قسرا بسبب

ظالم، أو مرض

217

Page 218: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الخروج يجوز وال المذكورات. هذه أمثال بدون اختيارا

بما اليقدر علی الخروج فــأخرج إلى العالج بمــالم يمح الصــورة،إلى غير ذلك.

}وال يجوز الخروج اختيارا بدون أمثال هذه المذكورات{ لما دلمن إطالق عدم الخروج.

ــه ــزم علي ثم إنه لو شك في خروج أنه من الجائز أو المحظور ل عــدم الخــروج، ألنــه مشــمول إلطالق المنــع ويشــك في االســتثناء، فاألصــل مــع اإلطالق، وإذا كــانت حالتــه الســابقة جــائزا أو ممتنعــا

فيستصحب. ولو كانت المعتكفة امرأة يريدها زوجهــا ال للجمــاع وجب عليهــا الخروج إطاعة لها، فإن ذلك داخل في المســتثنی، وكــذلك إذا كــان

رجال يحتاج في إنفاق أهله إلى الخروج. ثم إنه ال يشترط عدم إمكان قضاء حاجته إال بالخروج، فلو كان يريد الوضوء مثال، وأمكنــه التوضــي داخــل المســجد أو خارجــه جــاز الخروج، ألنه حاجة، وال دليل علی أن الحاجة يلزم أن تكون بال بــدل

حتی يجوز الخروج لها. ثم إنه إذا خرج اعتباطــا، فالظــاهر بطالن اعتكافــه، ألن األوامــر والنواهي المتعلقة باألجزاء والشرائط ظاهرة في الوضع، كما حقق

في محله. نعم تقدم شبه مسألة أنه إذا خــرج جــاهال أو غــافال أو ســاهيا أو

ناسيا أو مكرها، لم يكن عليه شيء. فإذا بطل اعتكافه في الخروج االعتباطي فإن كان واجبا عرضا،أو ألنه يوم ثالث جدد االعتكاف ثالثة أيام، وإال كان تاركا للمستحب. ولو زعم الحاجة فخرج فظهر عدمها، لم يكن به بأس، لشــمول

األدلة له ولو بالمناط.

218

Page 219: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وجب فيه االغتسال يمكن ولم المسجد في أجنب : لو31 مسألةفيه. لبثه لحرمة اعتكافه بطل يخرج لم ولو الخروج، عليه

ــه{31}مسألة : لو أجنب في المسجد ولم يمكن االغتســال في إما من جهة عقلي كعــدم المــاء، أو شــرعي ككــون الغســل يــوجب

نجاسة المسجد، أو عرفي ككونه منافيا لآلداب عرفا.ــة ــة حرم ــروج من جه ــروج{ إن لم يجب الخ ــه الخ }وجب علي

اللبث، وإال كان وجوب الخروج من جهة حرمة لبث الجنب.ــ أي حين لم ــذ ـ أما قول المستمسك: يشكل جواز الخروج حينئ يكن اللبث حراما ـ لعدم الحاجة الالزمة، فقد عرفت أنه ال يلــزم أن

تكون الحاجة الزمة. }ولو لم يخرج بطل اعتكافه لحرمة لبثه فيه{ للنهي عن اللبث، واللبث االعتكافي عبادة، والنهي في العبــادة يــوجب الفســاد، وكــذا في سائر الموارد التي يحــرم اللبث لخــوف أو ضــرر علی نفســه أو

غيره فيفسد االعتكاف. نعم ذكر جماعة من الشراح والمعلقين أنــه لــو صــادف الجنابــة آخر اليوم الثالث بحيث تقارن الخروج واالغتســال وانقضــاء الــوقتــة ــذه الصــورة ينتهي االعتكــاف بحــدوث الجناب لم يبطــل، إذ في ه ويكون اللبث بعــدها خارجــا عنــه، ألن وجــوب الخــروج حين الجنايــة لالغتســال مــانع من جزئيــة اللبث من االعتكــاف، فال تضــر حرمتــه

بصحة االعتكاف. ثم إنـــه إذا أجنب ولم يكن مـــاء يغتســـل بـــه تيمم وبقي في

المسجد، وال يلزم الخروج لجنابته. وال يجوز للزوم البقاء في حال االعتكاف، فلو كــان المــاء بعيــدا اآلن لكنه بعد ساعة يأتي إلى باب المسجد، فأمره دائر بين الخروج

إلى الماء

219

Page 220: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ويغتسل حين وصــوله إلى المــاء، أو يبقی في المســجد متيممــا حــتی يــأتي المــاء إلى بــاب المســجد، تيمم وبقي، إذ فقــد الطهــارة الكاملة ـ أي الغســل ـــ أولی من فقــد األصــل الــذي هــو البقــاء في

.(1)المسجد، فإن الميسور ال يترك بالمعسورــة ــه في حال ــا، أو نســي أن ــه جنب ــه إذا جهــل أو نســي كون ثم إنــه االعتكاف، أو جهل أو نسي أن الجنابة تنافي االعتكاف، أو زعم أنــذهاب لالغتســال، لكن اغتسل أو تيفن بكل ذلك، لكنه ماطل في الــاء وال ــدر ال من الم كان في الحقيقة يقينه اشتباها، حيث لم يكن يق من التراب، أو اغتسل بما زعمه ماء طــاهرا، ولم يكن مــاء حقيقــة، أو لم يكن طاهرا، أو اغتسل غسال باطال اشتباها، أو ما أشــبه ذلــك،

فاعتكافه صحيح في كل حال. كما أنه كــذلك إذا كــان يــزعم أن اللبث معنــاه الجلــوس، فأخــذ يمشي في المسجد، أو يــزعم أن اإلدخــال بــدون اإلنــزال ال يســبب الجنابة، أو أن البــول بعــد الغســل غــير المســبوق بــالبول ال يســبب

الجنابة، وقد تقدم مسألة أن الجهل ال يضر، خالفا للماتن وغيره.ومن ذلك يعرف فروع أخری للمسألة.

.205 ح58 ص4 العوالي: ج)?(1220

Page 221: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

غصب : إذا32 مسـألة بـأن غــيره، إليه ســبق المسـجد من مكانــااعتكافه بطالن فاألقوی فيه، وجلس أزاله

ــأن32}مسألة : إذا غصب مكانا من المسجد سبق إليه غيره، ب ألن بقاءه غصب بعد أن أزاله وجلس فيه، فاألقوی بطالن اعتكافه{

كان المكان حــق الســابق، فمنهي عنــه، والنهي في العبــادة يــوجبفساده.

ــه الســالم( ــه )علي ــد الل روي محمــد بن إســماعيل، عن أبي عب قلت: الرجــل يكــون بمكــة أو بالمدينــة أو الحــائر أو المواضــع الــتي يرجی فيها الفضل، فربما خــرج الرجــل يتوضــأ فيجيء آخــر فيصــير

من سبق إلى موضع فهو أحق به يومهمكانه؟ قال )عليه السالم(: .(1)وليلته

وفي خبر طلحة بن زيــد، قــال أمــير المؤمــنين )عليــه الســالم(:سوق المسلمين كمسجدهم، فمن سبق إلى مكانــه فهــو أحــق بــه

.(2)إلى الليل واإلشكال في سندهما بالضعف مدفوع بالحجيــة، كمــا قــرر في محله، وفي الداللة بأنه ال يقول أحد بالحق إلى الليــل أو مــع الليــل، وبأن أحق ال يدل علی حق ثابت يوجب غصــيبة المكــان لمن دفعــه، مدفوعان بأن ظاهره إرادته إلى الليل أو مع الليل، ألنه يريد البقــاء إلى الليل أو المبيت، ال ما إذا لم يرد ذلك وذهب، وبأن الحق ظــاهر في أن من تعدی عليه كان غاصــبا، وحيث فصــلنا الكالم حــول ذلــك

إعادتــه هنــا، وكــأن المصــنف إلى في كتاب: إحياء الموات، ال داعيقال }األقوی{ لبعض تلك اإلشكاالت أو غيرها.

.1 من أحكام المساجد ح56 الباب 542 ص3 الوسائل: ج)?(1.2 من أحكام المساجد ح1 الباب 3 الوسائل: ج)?(2

221

Page 222: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

مغصوب فراش علی جلس إذا وكذا

ــه، ألن ثم لو دفع المعتكف من سبق فأعرض وذهب ســقط حق اإلعراض مسقط، كما فصلناه في ذلك الكتاب أيضا، ودفعه لم يكن لبثــا، وال فــرق في إســقاط الحــق بــاإلعراض بين دواعي اإلعــراض وأسبابه، فهو كمـا إذا قـال لـه المعتكــف: إن داره احـترقت فــذهب إلطفاء الحريق وأعرض، فإنه ال يبطل اعتكافــه إذا جــاء إلى مكانــه، وإن كان كاذبا في قوله ذلك، وكان كذبه بداعي أخذ مكانه، أو جرح جسم السابق فــذهب ليــداوي نفســه، إلى غــير ذلــك، وال تالزم بين

فعل الحرام أو قوله وبين حرمة المكان.ــه كــافر ال يحــق لــه اللبث في المســجد ولــو زعم المعتكــف أن فأخرجه وأخذ مكانه ال يبطــل اعتكافــه، لعــدم فعليــه الحرمــة، كمــا

ذكروا في الصالة في الثوب المغصوب جهال. ثم قد تقدم عدم ضرر إخراج اليد أو الرجل من المسجد، وعليه فإذا وضع يده أو رجله في مكان الغير لم يبطل اعتكافــه، وإن كــان

غاصبا.ــة من األعالم ــل جمل ــر في جع ــه النظ ــر وج ــدم يظه ــا تق وبم

كالسادة البروجردي وابن العم والجمال األمر احتياطا ال فتوی.ــان في ثم علی فرض االحتياط يلزم مراعاة الجانبين، مثال إذا كــاه اليوم الثالث أتمه وقضاه أيضا باعتكاف ثالثة أيام أخر، ليضم يوم

إلى قضاء الثالث الواجب.ــو أما قول المصنف: }وكذا إذا جلس علی فراش مغصوب{ فه وإن استدل له بما استدل لســابقه، إال أن الظــاهر أن بينهمــا فرقــا،

حيث إن التصرف في

222

Page 223: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

المفروش المسجد أرض علی الجلوس عن االجتناب األحوط بلإزالته يمكن ال وجه علی مغصوب بتراب

الفــراش ليس إال كالتصــرف في اإلنــاء المغصــوب ال يتحــد مــع الكــون االعتكــافي فال يــوجب حرمــة اللبث حــتی يكــون منهيــا عنــه ويــوجب بطالن االعتكــاف، ولــذا حــتی الــذين وافقــوا المصــنف في

الفرع السابق خالفوه هنا.ــوس ومنه يعلم الحال في قوله: }بل األحوط االجتناب عن الجل علی أرض المسجد المفروش بتراب مغصوب{ فــإن الكــون مبــاح، وإنما يكون قــد تصــرف في المحــرم، ولــذا ال وجــه الحتمــال بطالن

االعتكاف. ولذا اختار صاحب الجــواهر الجــواز في نجاتــه، ونقلــه عن بعض

مشايخه. وال فــرق في ذلــك بين أن يكــون الفــرش }علی وجــه ال يمكنــالجواز، حيث إزالته{ أو يمكن، بل إن لم يمكن اإلزالــة كــان أولی ب إن اإلنسان ال يمنع عن المرافق المشـتركة بمثــل ذلــك، فهـل يمنــع المانع عن االستطراق بأن فرش الجائر الطريق بالبالط المغصوب، وكذلك إذا فعل بالمسجد الحرام، أو النــبي )صــلی اللــه عليــه وآلــه

وسلم( أو مشاهد األئمة )عليهم السالم( إلى غير ذلك. والوجه فيه إن المار والمصلي والطائف ال يعد غاصــبا ومتعــديا،

وإنما الذي فرش، وإنما هم يستفيدون من حقهم. ، منصــرفان عن مثــل(2)ال يتــوی، و(1)علی اليدوالحاصل: إن

ذلك، فيشمله إطالق حق اإلنســان في االســتفادة من المشــتركات،وكذلك إذا فرش حرم اإلمام )عليه السالم(

.12 من الوديعة ح1 الباب 504 ص2 المستدرك: ج)?(1.3 من الصلح ح5 الباب 499 المصدر نفسه: ص)?(2

223

Page 224: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كــان إذا وأما األحــوط، علی خرج الخروج علی توقف وإن البســا أو مغصوب لثوب البطالن. عدم فالظاهر له حامال

مثال بفراش مغصوب، فإنه ال يمنع الزائــر والمصــلي وال ضــمان عليهما، وإنما علی الفارش الغاصب، إلى غير ذلك من األمثلة، وقــد

ذكرنا بعض تفصيل ذلك في كتاب: )إحياء الموات(. أما قوله: }وإن توقف علی الخروج خرج علی األحــوط{ فكأنــه ألقوائية دليل الغصب عن دليــل وجــوب االعتكــاف في الثــالث، أمــا غير الثــالث فال تعــارض حيث إن المســتحب ال اقتضــائي فال يــزاحم

الدليل االقتضائي الذي هو الحرام. }وأما إذا كان البسا لثوب مغصوب أو حامال له، فالظــاهر عــدم البطالن{ لما تقدم من عدم اتحاده مع الكــون االعتكــافي، فال وجــه

لبطالن االعتكاف. وقد أشـكل عليــه المستمسـك بـأن الفـرق بينـه وبين الجلـوس علی الفراش المغصوب خفي، التحادهما في كون المحرم شأنا من

شئون الكون. ثم إنه إذا كان كـون اإلنســان في المسـجد موجبــا للخطـر علی غيره، بأن يســبب قتــل محقــون الــدم بيــد ظــالم مثال، كــان الكــون

حراما، وبذلك يبطل االعتكاف أيضا. كما أنه ال فرق في بطالن اعتكــاف من أزاح غــيره ولبث مكانــهــراءة بين كون ذلك الغير في حال االعتكاف أو الصالة أوالدعاء أو ق

القرآن أو غير ذلك. وال فــرق بين غصــب مكانــه ســاعة أو أكــثر، ألن كــل آنــات

االعتكاف لبث عبادي إذا حرم بطل االعتكاف. والظاهر أنه ال ينفع رضــی المــزاح بعــد ذلــك، ألن الكــون صــار

محرما، وبحرمته بطل االعتكاف، فال ينفع رضاه المستقلبي.ودليل الفضولي ال يشمل المقام، والله سبحانه العالم.

224

Page 225: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

مكرهــا، أو جاهال، أو ناسيا، المغصوب علی جلس : إذا33 مسألة أو اعتكافه. يبطل لم مضطرا

ــألة : إذا جلس علی المغصـــوب{ الجلـــوس المضـــر33}مسـ باالعتكاف مع العلم والعمد }ناسيا، أو جاهال، أو مكرها، أو مضــطرا لم يبطل اعتكافه{ لرفع هــذه األمــور، كمــا في حــديث الرفــع علی

التقريب الذي ذكرناه.ــوع أم ال، ــو مرف ــل ه ــه ه ــب كالم في أن ــيان الغاص ثم في نس فصلناه في نسيان الغصب في مسألة الصــالة، والظــاهر أن إطالق

الرفع يشمله. وكيف كان، فالنهي ألجل هــذه األعــذار ســاقط عن الفعليــة، فال

نهي فعلي حتی يحرم الكون ويبطل بذلك اعتكافه. ثم إذا اشتری حق السابق حيث بينا في )كتاب اإلحيـاء( صـحته، وبعد ذلــك لم يــدفع لــه الثمن، لم يضــر باعتكافــه ألن المكــان ليس

غصبا.

225

Page 226: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

عليــه، األداء واجب دين ألداء الخــروج عليه وجب : إذا34 مســألة ال ولكن أثم يخــرج، ولم الخــروج علی متوقف آخر واجب إلتيان أو

األقوی. علی اعتكافه يبطل

ــألة ــروج ألداء دين واجب األداء34}مسـ ــه الخـ : إذا وجب عليـ عليه، أو إلتيان واجب آخر متوقــف علی الخــروج{ كإنقــاذ غريــق أو حريق أو نحــو ذلــك }ولم يخــرج أثم{ ألنــه تــرك الــواجب }ولكن ال

يبطل اعتكافه علی األقوی{ ألن األمر بالشيء ال ينهی عن ضده. أما إذا حرم الخروج فأخذ في الخروج ولم يخرج لم يبطل، ألنــهالبث في المسجد، وقصده الخروج ال يضره وإن أخذ في مقدماته.

وإذا حرم عليه االنتقال من مكان من المســجد إلى مكــان آخــر ألجل أنه يوجب خطرا علی نفسه أو محترم، فانتقل بطل اعتكافــه،

ألن لبثه االنتقالي غير لبثه االعتكافي. ثم إنه إذا كانت له حاجة جائزة الخروج ألجلها فخرج بدون قصد تلك الحاجة وإنما اعتباطا، فالظاهر البطالن، النصراف األدلة إلى ما كان قاصدا الحاجة، فهو مثل مـا إذا خـرج اعتباطـا فظهـر أن هنـاك

مريضا يعاد بحيث إذا علم به خرج ألجله.

226

Page 227: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

مراعــاة فــاألحوط لضــرورة، المســجد عن خــرج : إذا35 مســألة المكث عــدم ويجب الطــرق، أقرب والضــرورة، الحاجة بمقــدار إال ويجب الظالل تحت يجلس ال أن أيضا

: إذا خـــرج عن المســـجد لضـــرورة، فـــاألحوط{35}مســـألة اســتحبابا }مراعــاة أقــرب الطــرق{ وإنمــا قلنــا باالســتحباب خالفــا لظاهر جماعة حيث أوجبوا ذلك، إلطالق األدلــة بعــد تعــارف ســلوك األبعد واألقرب وعدم التنبيه، فإنه إن كان الزما لــزم التنبيــه، فعــدم

التنبيه مع اإلطالق دليل العدم. أما المشهور الذين قالوا بمراعاة أقرب الطــرق، فقــد اســتدلواــك لذلك بأن الضرورات تقدر بقدرها، وإذا تمكن من األقرب ومع ذل سلك األبعد يكون مكثــا زائــدا علی الضــرورة فيــوجب البطالن، ألن

الدليل إنما دل علی استثناء قدر الضرورة فقط. وفيه: ما عرفت، وإن كان االحتياط حسنا.

ــرورة{ }ويجب عدم المكث إال بمقدار الحاجة{ العرفية }والض كذلك، ألنه المستفاد من النص، أما الدقة في ذلك أكثر من العرفية

فهي خارجة عن المتفاهم. والحاصل: إن المشي كيفية، والطريق طــوال وقصــرا، ووســائل النقــل إذا احــتيج إليهــا، والمكث، كــل ذلــك يــراعى فيهــا العـرف، ال

اإلفراط وال التفريط.ــك في ــاز ذلـ ــا أن ال يجلس تحت الظالل{ وإن جـ }ويجب أيضـ نفس المسجد، إلطالق دليل االعتكاف، وألن النبي )صلی الله عليــه

وآله وسلم( كان يضرب له الخيمة في المسجد. كــانففي الصــحيح، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

رسول الله )صلی الله عليه وآله وسلم( إذا كان

227

Page 228: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

اإلمكان مع

العشر األواخر اعتكف في المسجد وضــربت لــه قبــة من شــعر، الحديث.(1)وشمر المئزر وطوی فراشه

وأما أنه ال يجلس تحت الظالل، فقد قال في الجواهر: بال خالفأجده، بل يمكن تحصيل اإلجماع عليه.

ــه ــه )علي ــد الل ــرحان، عن أبي عب ــحيح ابن س ــه ص ــدل علي وي.(2)وال تقعد تحت ظالل حتی تعود إلى مجلسكالسالم(:

أما قوله: }مع اإلمكان{ والمراد به اإلمكان العرفي، فالنصراف الدليل عما ال إمكان له، فإن الذي يريــد التخلي واالســتحمام ويعــود

المريض غالبا يكون تحت الظالل.ــارا ال ليال، وفي وقت ــه ال يجلس تحت الظالل نه ــاهر أن ثم الظ وجود السحاب ونحوهمــا، إذ ال يســمی ذلــك ظالال حينئــذ إال مجــازا،

فتأمل. أما قولنا بوجوب العــدم مطلقــا في اإلحــرام، فلمــا دل علی أن النبي )صلی الله عليه وآلــه وســلم( وبعض األئمــة )عليهم الســالم( كانوا يرفعون القبة عن المحمــل، فإنــه إذا لم يجب في الليــل كــان البد من التنبيه، خصوصا والليالي بــاردة في بعض األحيــان ومــاطرةــدل علی في بعضها أيضا، وفي روأيات الحج ذوق الحر والبرد مما ي

عدم الفرق بين الليل والنهار، وبهذا اختلف المقام عن ذلك.

.2 من االعتكاف ح5 الباب 405 ص7الوسائل: ج)?( 1.3 من االعتكاف ح3 الباب 409المصدر: ص)?( 2

228

Page 229: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الجلــوس عــدم األحــوط بل أيضــا، تحته يمشي ال أن األحــوط بلمطلقا

ــيخ ــره الش ــا ذك ــا{ كم ــه أيض ــي تحت ــوط أن ال يمش ــل األح }ب وآخرون، فيما نســب إليهم، وعن االنتصــار دعــوی اإلجمــاع علی أن المعتكف ال يستظل بسقف، واستدل له بالمناط في عدم الجلــوس

تحت الظالل.ــه، لكن اإلجماع مخدوش صغری وكبری، والمناط غير مقطوع ب ومقتضی األصل واإلطالقات الجواز خصوصــا والمشــي تحت الظــل

غالبا يالزم الخروج. من عنوان الباب بأن "المعتكــف إذا خــرج(1)أما ما في الوسائل

ــارا "، ثم في لحاجة لم يجز له الجلوس وال المشي تحت ظالل اختي المتن قال: وتقدم ما يدل علی عدم جــواز الجلــوس والمــرور تحت الظالل للمعتكــف، ففي المستمســك وحاشــية الوســائل الــتي تعين )ما تقدم وما تأخر( عدم الوقوف علی ذلك، ولــذا عنــون البــاب في جــامع أحــاديث الشــيعة "بــاب المعتكــف ال يخــرج من المســجد إال

لحاجة وال يجلس تحت ظالل"، بدون ذكر ال يمشي. وكيف كان، فالظــاهر أن حكم الرجــل والمــرأة هنــا ســواء، وإن اختلف الحكمــان في الحج، وعلی مــا تقــدم فــالحكم بــذلك احتيــاط

استحبابي. }بل األحوط عدم الجلوس مطلقا{ كمــا ذكــره غــير واحــد، بــل نسب إلى األكثر، لصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(:

ال ينبغي للمعتكف أن يخرج من المسجد إال لحاجة ال بد منها، ثم ال يجلس حتی يرجع، وال يخرج في شيء

من االعتكاف.8 الباب 410 ص7الوسائل: ج)?( 1229

Page 230: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الضرورة مع إال

.(1)إال لجنازة، أو يعود مريضا، وال يجلس حتی يرجعــه الســالم(: ال ينبغي للمعتكــف أن يخــرج منوالرضــوي )علي

المسجد إال لحاجة ال بد منها، وتشييع الجنــازة، ويعــود المــريض، وال.(2)يجلس حتی يرجع من ساعته

ال ينبغي للمعتكف أن يخــرج من المســجدورواية ابن سرحان: .(3)إال لحاجة ال بد منها، ثم ال يجلس حتی يرجع

وال يصــلي المعتكــف في بيتــه، وال يخــرج منورواية الــدعائم: .(4)المسجد إال لحاجة ال بد منها، وال يجلس حتی يرجع

}إال مع الضرورة{ النصراف الــدليل عن حالــة الضــرورة، مثــلحال التخلي، وحال عيادة المريض، ونحوهما.

وال تقعــدووجه عدم جعله فتوی احتمــال تقييــده بصــيحح داود: .(5)تحت ظالل حتى تعود إلى مجلسك

أو أن المنصرف منه الجلوس الزائــد علی مقــدار الحاجــة، هــذاغير بعيد.

قال في المستمسك: لكن ال يبعــد أن يكــون المــراد منــه النهيعن الجلوس الزائد علی مقدار الحاجة، وهو غير ما نحن فيه.

.2 من أبواب االعتكاف ح7 الباب 408المصدر: ص)?( 1.1 من أبواب االعتكاف ح8 الباب 601 ص1المستدرك: ج)?( 2.1 من أبواب االعتكاف ح7 الباب 408 ص7الوسائل: ج)?( 3.1 من أبواب االعتكاف ح8 الباب 601 ص1المستدرك: ج)?( 4.3 من أبواب االعتكاف ح7 الباب 409 ص7الوسائل: ج)?( 5

230

Page 231: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

صـورة انمحت بحيث خروجه وطـال لضرورة خرج : لو36 مسألةبطل. االعتكاف

: لــو خــرج لضــرورة وطــال خروجــه بحيث انمحت36}مســألة صورة االعتكاف بطـل{، كمـا هــو المشـهور عنـد من ذكـره، وذلــك إلطالق أدلة كونه في المسجد بعد أن الخارج منه ال يشمل المــاحي باالنصراف، ولذا عللوه بانعدام الموضوع بانتفاء الصــورة عرفــا، وال دليــل علی الصــحة، ولــو شــك في االنعــدام فالظــاهر أصــالة بقــاء

االعتكاف.

231

Page 232: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

من الكون، أنواع بين المسجد في اللبث في فرق : ال37 مسألة فيه الكــون فــالالزم ذلــك، ونحو والمشي والنوم والجلوس القيام

كان. ما نحو بأي

ــون{37}مسألة : ال فرق في اللبث في المسجد بين أنواع الك ضــرورة وإجماعــا وســيرة، حيث إن النــبي )صــلی اللــه عليــه وآلــه وسلم( كان له أنــواع من الكــون من قيــام وقعــود واســتراحة، كمــا يقتضيه الطبيعة مما لو كان خالفها لنقــل، وهكــذا جــرت ســيرة منــافة إلى ــوم، باإلض ــلم( إلى الي ــه وس ــه وآل ــه علي ــلی الل ــده )ص بع

ــظ ــات، ولفـ ــراد بـــهالمجلساإلطالقـ ــات ال يـ في بعض الروايـالجلوس، كما هو واضح.

}من القيام والجلوس والنــوم والمشــي ونحــو ذلــك{ كــالركوع }فالالزم الكون فيــه بــأي نحــو مــا كــان{ وكــذلك مختلــف الحــاالت

كاألكل والشرب والصالة والتكلم وغيرها.

232

Page 233: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

اعتكافها أثناء في المعتكفة المرأة طلقت : إذا38 مسألة طالقااعتكافها وبطل لالعتداد منزلها إلى الخروج عليها وجب رجعيا

ــاء اعتكافهــا38}مســألة : إذا طلقت المــرأة المعتكفــة في أثن طالقا رجعيا{ فإن كــان مكانهــا المســجد كالخادمــة بقيت هنــاك وال يضــر الطالق باعتكافهــا، كمــا أن المــرأة إذا مــات زوجهــا، أو انتهت

مدة متعتها لم يكن شيء لعدم لزوم كونهما في الدار مدة العدة. وأما لو طلقت رجعيا ولم يكن مكانها المسجد، فإن لم يكن لهــا

مكان، كما في بعض السواح فال شيء. أما إذا كان لها منزل }وجب عليها الخروج إلى منزلها لالعتداد{ــا كما هو المشهور شهرة عظيمة، بل عن التذكرة نسبته إلى علمائن

أجمع، وفي الجواهر قال: وهو العمدة في هذا الحكم. لكن الظاهر أنه علی القاعدة في الواجب الموسع والمستحب،ــير، إذ وفي الواجب المعين بالنذر ونحوه، أو في الثالث يكــون التخي ال مرجح ألحدهما علی اآلخر، واحتمال أنــه من حقــوق الــزوج، كمــا أصر عليه الماتن في ملحقات العروة، فإذا أجاز خروجها جاز، مؤيداــدال علی ــاهر النص ال ــة، خالف ظ ــة زوج ــة رجعي ــولهم المطلق بق

وجوب بقائها، ومحل الكالم كتاب الطالق. هذا إذا علمت بالطالق، وإال ال وجــه لقولــه: }وبطــل اعتكافهــا{

،(1)، وكــذلك في النســيان ونحــوهرفع مــا ال يعلمــونلما تقدم من ووجه البطالن أنه حيث يجب

.303 كتاب العدل والمعاد ص5بحار األنوار: ج)?( 1233

Page 234: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كــان إن اســتينافه ويجب واجبــا العــدة، من الخــروج بعد موســعا كان إذا وأما واجبا ــا الخــروج، ثم إتمامه بين التخيــير يبعد فال معين

والخروج وإبطاله في معلومة أهمية وال الواجـبين، لـتزاحم فـوراالبين

عليها البقاء في الدار يحرم مكثها خارجها، فليست المسألة منباب الظالل. تينافه إن كــان واجبــا موســعا{ وإن كــانت اعتكفتســ}ويجب ا

يومين، ألن الثالث ال يتأتى إال بضم آخرين كما تقدم. }بعد الخـروج من العـدة، وأمـا إذا كـان واجبـا معينـا{ ولم تكن اشترطت، كما يأتي بحث اشتراط المعتكف، إذ مع الشرط ال يكون واجبا مضيقا، }فال يبعد التخيير بين إتمامه ثم الخروج{ لكن ال يحقــه ــه مســتحب. }وإبطال ــومين األولين من ــان، ألن الي لهــا اعتكــاف ث والخــروج فــورا{ عرفيــا }لــتزاحم الواجــبين{ اإلتمــام والكــون في

الدار. }وال أهمية معلومــة في الــبين{ بحيث تــوجب تقــدم األهم علی المهم، واحتمال أهمية البقــاء في الــدار ال يكفي في الحكم بتقــديم مقتضی العدة، إذ االحتمال ال يــوجب رفــع اإلطالق، وحيث يتعــارض اإلطالقان ال يقدم أحدهما، بل يقع التخيير، فقول بعض الشراح بــأن

احتمال األهمية كاف في تقديم العدة، غير ظاهر الوجه.ــه بعــد تســاقط الــدليلين يرجــع إلى أمــا قــول المستمســك: إن

استصحاب عدم

234

Page 235: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

طلقت إذا وأما منزلها في كونها وجــوب لعـدم إشـكال، فال بائناالعدة. أيام في

جواز الخروج الثابت للمعتكفــة قبــل الطالق، فــيرد عليــه إنــه ال مجال لالستصحاب، إذ مستند االستصــحاب هــو أحــد الــدليلين، فهــوــذ كما إذا غرق زيد ثم غرق عمرو، فهل يقال بتساقط أنقذ هذا وأنق

هذا، فيرجع إلى استصحاب إنقاذ الغريق األول. هذا باإلضــافة إلى أنــه قــد ال تكــون حالــة ســابقة، كمــا إذا كــانــة ــارنين، حيث إن الحال الطالق ووقت الدخول في اليوم الثالث متق

السابقة االستحباب ال الوجوب. ثم إن الكالم إنما هو إذا بقيت مطلقة، أما إذا طلقها ثم راجعهــاــالطالق، لم يكن وجــه للخــروج وإبطــال ــا ب فــورا، أو بمجــرد علمه

االعتكاف. }وأما إذا طلقت بائنا فال إشكال{ حتی في اليومين المستحبينــكت في أن }لعدم وجوب كونها في منزلها في أيام العدة{. ولو شــوجب االستصــحاب ــر ي ــائن أو رجعي ولم يكن شــيء آخ ــا ب طالقه ونحوه، كما إذا كان الشك في الطالق ناشئا من الشك في أنـه هـل دخــل بهــا أم ال؟ أو كــان الــدخول قبــل البلــوغ، أو بعــد اليــاس مثال، فالالزم استصحاب عدم جواز الخروج إذا كــان الطالق حــال وجــوب

البقاء كالثالث والمنذور ونحوهما، وإال استصحب جواز البقاء.ــراه ولو تنازعا في البائن والرجعي صح لها أن تعمل حسب ما تــا إال إذا حكم الحاكم بأنه رجعي حسب قول الزوج، فإن الالزم عليه

الخروج، حيث يقال بلزوم تنفيذ حكم الحاكم، لكن ذلك إذا شكت.

235

Page 236: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أما إذا تيقنت بخطــأ الحــاكم، فــاألظهر أن يكــون لهــا الحــق فيترتيب آثار علمها، والله العالم.

236

Page 237: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

واجب أو معين، واجب إما االعتكــاف أن عــرفت : قد39 مســألة قبلــه، بل فيــه، الشــروع بمجرد يجب فاألول مندوب، وإما موسع،

الرجــوع جواز فيهما فاألقوی األخيران وأما عنه، الرجوع يجوز والاليومين. إكمال قبل

ــألة ــا واجب معين، أو39}مس ــاف إم ــرفت أن االعتك ــد ع : ق واجب موسع، وإما مندوب، فاألول يجب بمجــرد الشــروع فيــه، بــل

ولو شك في أنه هــل واجب أو مســتحب كــان األصــل عــدم، قبله{الوجوب.

ولو شك بين الواجبين فاألصل عدم التضييق، ولو علم بأنــه إمــاــه علی كال ــرد الشــروع، ألن ــدوب لم يجب بمج واجب موســع أو من

الحالين ليس بواجب المضي إذا شرع. }و{ كيف كان، ففي المعين }ال يجوز الرجوع عنــه{ فلــو رجــع وخرج فإن كان الواجب من قبيل تعدد المطلوب لزم الرجوع فورا،ــان ــواجب، وإن ك واالعتكاف من جديد بحيث يقع بعضه في زمان ال من قبيل وحدة المطلوب لم يلزم الرجوع فورا، وإنما عليه القضاء،

كما عرفت سابقا.ــال ــل إكم ــوع قب ــواز الرج ــا ج ــاألقوی فيهم ــيران ف ــا األخ }وأم اليومين{ كما تقدم، خالفا لمن أوجب اإلتمام بمجرد الشــروع، وقــد

سبق ضعف دليله. ولو شك في ما بيده هل هو الثالث أو الثــاني، لم يجب اإلتمــام،

الستصحاب عدم الثالث. ولو شك أن ما بيده الثالث أو الرابع، وجب اإلتمــام الستصــحاب

عدم

237

Page 238: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

فيهما األحــوط لكن الثالث، اليوم فيجب بعده وأما وجــوب أيضــا بالشروع اإلتمام منهما. األول خصوصا

الرابع فيشمله ما دل علی لزوم إتمام الثالث، فتأمل.ــه، إذا لم يكن }وأما بعده فيجب اليوم الثالث{ بالدخول في ليل شرط، }لكن األحوط فيهما{ احتياطا مستحبا خروجا من خالف من أوجب }أيضا وجــوب اإلتمــام بالشــروع، خصوصــا األول منهمــا{ أيــان الواجب الموسع، لمكان االستصحاب الذي ال مسرح له في ما ك

مستحبا. ولو كان عليه اعتكــاف واجب معين، وشــك بعــد أن شــروع في االعتكاف هل أن وقته كــان حــتی أنــه شــرع في الــواجب فال يجــوز قطعه، أم إنه لم يكن وإنما شرع في المستحب حتی يجوز القطــع، جاز القطع ألصالة البراءة، لكن ذلــك بعــد الفحص حيث يلــزم حــتی

في الشبهات الموضوعية إال ما خرج بالدليل، كما تكرر بيانه. ومما تقدم يظهر أن جعل السيد البروجردي االحتياط الزمــا في

الواجب الموسع محل نظر.

238

Page 239: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

شاء متى الرجوع النية حين يشترط أن له يجوز40 مسألة

: يجوز له أن يشترط حين النية الرجوع متى شاء{40}مسألة بال إشــكال وال خالف، بــل عليــه اإلجمــاع المــدعی لتــواتر النصــوص

بذلك: ال يكــونفعن أبي بصير، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال:

االعتكاف أقل من ثالثة أيام، ومن اعتكــف صــام، وينبغي للمعتكــف.(1)إذا اعتكف أن يشترط، كما يشترط الذي يحرم

واشــترطوعن عمر بن يزيد، عنه )عليــه الســالم( في حــديث: علی ربك في اعتكافــك، كمــا تشــترط عنــد إحرامــك أن يحلــك من

.(2)اعتكافك عند عارض إن عرض لك من علة تنزل بك أمر الله وعن الجعفريات، عن الصادق، عن أبيه )عليهما السـالم(، قـال:

،كان أبي يقــول: ينبغي للمعتكــف أن يســتثني اعتكافــه في مكانــه يقول: اللهم إني أريد االعتكاف في شهري هــذا فــأعني عليــه، فــإن ابتليتني فيه بمرض أو خوف كنت في حل من اعتكافي، فإن أصــابه

.(3)شيء من ذلك فهو في حل وعن محمد بن مســلم، عن البــاقر )عليــه الســالم( في حــديث:

وإن أقام يومين ولم بكن اشترط فليس له أن يفسخ اعتكافه حتی .(4)تمضي ثالثة أيام

.1 من االعتكاف ح8 الباب 411 ص7الوسائل: ج)?( 1.2المصدر نفسه: ح)?( 2.1 من االعتكاف ح9 الباب 601 ص1المستدرك: ج)?( 3.1 من االعتكاف ح4 الباب 404 ص1الوسائل: ج)?( 4

239

Page 240: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

عــارض عــروض علی الرجــوع علق سواء الثالث، اليوم في حتیعارض سبب بال حتی شاء متى الرجوع يشترط بل ال، أو

ــجد ولم تكنوعن أبي والد: ــ ــرجت من المسـ ــ ــانت خـ ــ إن كـ ، وســياتي(1)اشترطت في اعتكافها، فــإن عليهــا مــا علی المظــاهر

بتمامها في مسألة الجماع. ثم إن الشــرط ال لفــظ خــاص لــه، بــل يــأتي بكــل لغــة، إلطالق األدلة، وال يوجب العمل به، فإذا جعل الشرط جاز له الفســخ وجــاز لــه البقــاء، وال يبعــد أن ال يشــترط اللفــظ، بــل يــأتي باإلشــارة، بــل وبالنية إذا بنی عليها، كما في سائر الشرائط التي يبنى عليها العقــد

ونحوه، فتأمل. وكيــف كــان، فلــه الفســخ }حــتی في اليــوم الثــالث{ كمــا هــو المشــهور شــهرة عظيمــة، إلطالق األدلــة الســابقة، خالفــا لمــا عن المبســوط، حيث منــع عنــه في الثــالث، وكأنــه إلطالق مــا دل علی

المنع في الثالث، لكن فيه أنه مقيد بما تقدم. }سواء علق الرجــوع علی عــروض عــارض، أو ال{ بــأن لم يكنــذا عارض }بل يشترط الرجوع متى شاء حتی بال سبب عارض{ وه هو المشهور إلطالق بعض الروايــات الســابقة، خالفــا لجماعــة حيث خصصوه بالعذر، لروأيــات أبي بصــير وعمــر والجعفريــات، للتشــبيه

باإلحرام. وفيه: إنه من باب مفهوم اللقب، فإن صحيح أبي والد يدل علی

الفسخ بدون العذر، وكذلك صحيح أبن مسلم.ــالث، وفي الــواجب وال يخفی أنه ال يظهر أثر للشرط إال في الث

غير المعين

.3 من االعتكاف ح6 الباب 407المصدر: ص)?( 1240

Page 241: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بقــاء مع ونحــوه كالجمــاع المنافيــات جــواز اشتراط له يجوز والحاله. علی االعتكاف بالشــرط اعتبــار فال النية حــال المذكور الشرط يكون أن ويعتبر

قبلها

بالنذر بالنسبة إلى الكل. وهل يحتاج الرجــوع إلى النيــة، أم بفعــل المنــافي مطلقاــ كـأن يجامع في حالة االعتكاف؟ األحــوط األول، وإن كــان ال يبعــد الثــاني ألنه رجوع عملي، كالفســخ العملي والرجــوع في العــدة عمال، فــإذا

.قصد الرجوع كان رجوعا، وكذلك إذا فعل المنافيــع، النقطــاع ــاء لم ينف ــة، ثم قصــد البق ــع بالني ــإذا رج ــه ف وعلي

االعتكاف بنية الخالف. }وال يجوز{ أي ال ينفذ }له اشــتراط جــواز المنافيــات كالجمــاع ونحوه مع بقاء االعتكاف علی حاله{ كما ذكره غير واحد، ألن مثــل هذا الشرط لم يثبت شرعا، والمناط في نصوص حل االعتكاف غير مقطوع به، فهو مثــل أن يشــترط الجمــاع في الحج، أو في الصــوم

المستحب مثال، إلى غير ذلك. وعليه فإذا شرط مثل هذا الشرط وكــان اعتكافــه مقيــدا بــذلك بطل، ألن مثل هذا االعتكــاف غــير مشــروع، وإن لم يقيــد اعتكافــه

بذلك صح، فإن فعل مثل الجماع بطل وإال لم يبطل.ــار ــة، فال اعتب ــال الني ــذكور ح ــرط الم ــون الش ــبر أن يك }ويعت

بالشرط قبلها{ إال إذا بنی نية االعتكاف عليه. أما األول: فقد ذكره جمع من الفقهاء، وذلك ألنه المنصرف من

األدلة المتقدمة،

241

Page 242: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الثالث اليوم في الدخول قبل كان وإن فيه، الشروع بعد أو

يقــول حين يريــد أن يحــرم: أن حلــني حيثمثل خبر الكنــاني: .(1)حبستني

وعلی هذا، فما عن األردبيلي من احتمال أن وقته عند نية اليوم الثالث غير ظاهر الوجه، وتوجيهــه بأنــه وقت الوجــوب وإال فقبلــه ال حاجة، إذ يمكن الحل بدون االشتراط، غير وجيه، إذ الحل في اليوم الثالث يتوقف علی النية عند الشروع، فال تنحصر الفائدة بالحل في

اليومين األولين. وأمــا الثــاني: فألن الشــرط يشــمل النيــة المــذكورة، كالشــرط

المبني عليه العقد، كما ذكروا في خيار العيب ونحوه. }أو بعد الشروع فيه، وإن كان قبل الدخول في اليــوم الثــالث{

لما تقدم. ولو شك هل نوی أم ال، كــان األصــل العــدم، وإن علم أنــه نــوی

لكن شك هل كان عند النية، أو بعدها، لم يكف. ثم إنه يصح أن يشترط عند أول االعتكــاف، وعنــد اليــوم الرابــع الــذي يريــد فيــه اعتكافــا جديــدا، فــإن كليهمــا يصــحح الخــروج في

السادس، إلطالق أدلة الشرط الشامل لهما. ولو قال كنية فالن، وكان قد شرط كفى، ألنــه شــرط إجمــالي، وقد ورد مثله في إحرام أمير المؤمنين )عليــه الســالم( حيث قــال:

)كإهالل رسول الله )صلی الله عليه وآله وسلم.ــاف عمــرو، ــد، أو كاعتك ــال كاعتكــاف زي ــه ق ــو شــك في أن ول

وأحدهما

.4 من اإلحرام ح23 الباب 34الوسائل: ج ص)?( 1242

Page 243: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

فالظــاهر شــرطه، حكم أسقط ذلك بعد ثم النية حين شرط ولو اإلتمــام من الســقوط آثــار تــرتيب األحوط كان وإن سقوطه عدماليومين. إكمال بعد

شرط لم ينفع، ألن األصل عدم الزائد علی أصل النية.ــرطه، ــقط حكم ش ــك أس ــد ذل ــة ثم بع ــرط حين الني ــو ش }ول فالظاهر عدم سقوطه{ خالفــا للجــواهر، حيث حكم بالســقوط بــه، وفي النجاة جعله وجها موافقــا لالحتيــاط، وكأنــه يــراه حقــا، أو أنــه كالشــرط في العقــد، حيث إن الشــارط لــه حــق اإلســقاط مــع أن المستفاد عرفا أنه أمــر شــرعي ليس قــابال لإلســقاط، فهــو حكم ال حــق، ولــذا قــال المستمســك: لعــدم الــدليل علی أنــه من الحقــوق القابلة لإلسقاط، وإن كــان األولى أن يقــول لعــدم الــدليل علی أنــه من الحقوق، إذ أصل كونه حقا محل نظر، ال أن كونه قابال لإلسقاط

بعد كونه حقا، وإال فإن األصل في كل حق أن يقبل اإلسقاط.وكيف كان، فإذا أسقطه حق له األخذ به ألنه لم يسقط.

ــام }وإن كان األحوط{ استحبابا }ترتيب آثار السقوط من اإلتم بعد إكمال اليومين{ والظاهر أن الشــرط غــير قابــل للتبعيض، بــأن يشترط حين نيته أن يحله عند المــرض، ال عنــد الخــوف، وذلــك ألن

الدليل دل علی الشرط المطلق ال الشرط في الجملة، فتأمل.

243

Page 244: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

عقد حين االعتكــاف في الرجــوع اشــتراط يجوز : كما41 مسألة أن علي يقــول: لله كــأن نــذره في اشــتراطه يجــوز كــذلك نيتــه،

مطلقا، أو كذا عروض عند الرجوع لي يكون أن بشرط أعتكف

: كمــا يجــوز اشــتراط الرجــوع في االعتكــاف حين41}مســألة عقد نيته، كذلك يجوز اشتراطه في نذره{ كما نسب إلى المشهور، بل عن التنقيح والمستند اإلجمــاع عليــه، وذلــك للمنــاط عنــد النيــة،

وكذلك يفهم في باب الحج من أدلة شرطه أن يحله حيث حبسه. أما قول بعضهم: إلطالق األدلة الشامل للشــرط في االعتكــاف والشرط في نذر االعتكاف فغير ظاهر، إذ ال إطالق هكذا، وإن قيــل في توجيه اإلطالق بأنه ليس لنذر االعتكاف من حيث هو موضــوعية خاصــة، بــل هــو طريــق إلى إتيــان نفس االعتكــاف علی النحــو المشروع، والمفروض شرعية الشرط في نفس االعتكاف. إذ فيــه:

إن الشرعية عند النذر غير الشرعية عند النية.ــة ــهرة المحقق ــد بالش ــرفي المؤي ــالظهور الع ــان، ف ــف ك وكي واإلجمــاع المــدعى، كــان في االســتناد، خالفــا لمحكي المــدارك والحــدائق، حيث أشــكال علی ذلــك، ولــذا فأكثريــة المعلقين الــذين ظفرت بتعليقاتهم كالسادة البروجردي وابن العم والجمال وغــيرهم

سكتوا علی المتن. }كأن يقول: لله علي أن أعتكف بشــرط أن يكــون لي الرجــوع عند عروض كذا أو مطلقا{، ظاهر كالمه إمكان جعل الشــرط بعض

العوارض ال مطلقا،

244

Page 245: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــوز وحينئذ ــوع، له فيج ــترط لم وإن الرج ــروع حين يش في الش لكن الرجــوع، جــواز في النــذر حــال االشــتراط فيكفي االعتكاف،

أيضا. الشروع حال الشرط ذكر األحوطــون في فــرق وال ــذر ك ــاف الن ــام اعتك ــير أو معينة أي ــة، غ معين

الشــرط مع الجميع في الرجــوع فيجــوز متتابعــة، غــير أو متتابعة المذكور

وقـــد عـــرفت أن المســـتفاد من النص والفتـــوی عـــدم تبعيضالشرط.

}و{ كيف كان }حينئذ{ أي حين شــرط الرجــوع لــدی العــارضحين النذر.

}فيجـــوز لـــه الرجـــوع، وإن لم يشـــترط حين الشـــروع في االعتكاف{ كما أن العكس كذلك إذا لم يشترط حين النــذر وشــرط حين االعتكــاف ـــ ولم يكن معينــا ـــ صــح لــه الرجــوع، إلطالق أدلــة

الشرط الشامل للواجب الموسع والمستحب. أما النذر المعين ونحــوه، فــدليل الشــرط منصــرف عنــه، وإنمــا

يشمله دليل لزوم اإلتيان بالمعين في وقته. }فيكفي االشتراط حال النذر في جــواز الرجــوع، لكن األحــوط ذكر الشرط حال الشروع أيضا{ ثم إنه إن لم يقل حــال الشــروع ـ بناء علی لزومه ـ حق له في اليــوم األول بــل الثــاني أن يرفــع يــده عن اعتكافــه المســتحب أو الــواجب غــير المعين، وينشــئ اعتكافــا جديدا ويذكر الشــرط عنــد النيــة، ويصــح أن يعمــل ذلــك في وســط

النهار أيضا إذا قلنا بصحة االعتكاف الملفق.ــام ــذر اعتكــاف أي }وال فرق{ إذا شرط عند النذر }في كون الن معينة أو غــير معينــة، متتابعــة أو غــير متتابعــة، فيجــوز الرجــوع في

الجميع مع الشرط المذكور

245

Page 246: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــذر، في ــ ــاء يجب وال الن ــ ــوع بعد القض ــ ــيين، مع الرج ــ وال التعاإلطالق مع االستيناف

في النذر{ أما مع عدم الشرط وكــان النــذر معينــا لم يحــق لــه الشرط، ألن الواجب بالنذر اإلتيان، وإطالق دليل الشرط ال يشمله،

النصرافه عنه كما تقدم. }وال يجب القضاء بعــد الرجــوع{ عن االعتكــاف }مــع التعــيين{ في النــذر، بال إشــكال وال خالف، بــل عن التنقيح اإلجمــاع عليــه، إذ

النذر لم يكن إال بهذا القدر، فلم يفت المنذور حتی يجب قضاؤه. }وال االستيناف مع اإلطالق{ كما هو المشهور، لما تقدم من أن

النذر لم يكن إال كذلك. نعم عن المعتبر والمنتهی والتذكرة وغيرهــا وجــوب االســتيناف، ولعلهم أرادوا صورة تعدد المطلــوب في النــذر، بــأن كــان نــذره أن يأتي باعتكاف على أي حال، وأن يكون له الحــل إذا أراد، فــإذا حــل بقي نذره واجبا يأتي به بعد ذلك، ولذا أشــكل عليهم غــير واحــد من المتأخرين، وكثير من الشــراح والمعلقين أشــكلوا عليهم أو ســكتوا

علی المتن. ثم الظــاهر أن حــال العهــد واليمين حــال النــذر لوحــدة المالك، وكذا الحال في الشرط في ضمن العقد ونحــوه، حيث يصــح شــرط الحل في ضمن العقد، لكن ال يكفي ذلــك في حلــه يــوم الثــالث، إال

إذا شرط حال النية، كما هو واضح.ــومين نعم إذا شرط الحل في شرط العقد، جاز له الحل في الي

األولين، ألن الشرط العقدي ليس بمشرع.

246

Page 247: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الرجــوع له يكــون أن اعتكاف في يشترط أن يصح : ال42 مسألة أن يصح ال وكــذا فيــه، الشــرط ذكر الــذي غــير له آخر اعتكاف في

أو ولــده من آخر شــخص اعتكــاف فسخ جواز اعتكافه في يشترطأجنبي. أو عبده

ــه42}مســألة ــون ل ــاف أن يك : ال يصــح أن يشــترط في اعتك الرجوع في اعتكاف آخر له غير الذي ذكر الشرط فيه{ لألصل بعــد انحصــار الــدليل في صــحة الشــرط لنفس االعتكــاف، واحتمــل في

.المؤمنون عند شروطهمالجواهر الصحة، لعموم وفيه: إنه ال عموم لــه، فهــل يقــال بمثــل ذلــك في الصــيام بعــد

الظهر، أو في الصالة الواجبة.والتمسك بالمناط مع عدم القطع به غير وجيه.

وكذلك ال يصح أن يجعل الشرط اتمــاره بــأمر آخــر وإن لم يــرد هو، كأن يجعل حق جعــل الحــل ألبيــه مثال وإن صــح مثلــه في الــبيع

مثال، بأن يشترط االنفساخ إذا فسخ أبوه العقد. وهكذا اليصح جعل الشرط الفسخ في اليــوم األول أو الثــاني أو الثالث فقط، أو في الساعة الفالنية من اليوم الثالث، أمــا إذا جعــلــام ــه يشــمل إلى آخــر أي ــاف، فإن ــل االعتك الشــرط الفســخ في ك االعتكاف الذي يريدها، ولو كان قصده االعتكاف سنة، ألنه اعتكاف

واحد، وإطالق الدليل يشمله. ثم إنه ال تالزم بين فسخ االعتكــاف، ويبقی علی صــومه، ســواء

في رمضان، أو في االعتكاف المستحب أو الواجب. }وكــذا ال يصــح أن يشــترط في اعتكافــه جــواز فســخ اعتكــاف شخص آخر من ولده أو عبده أو أجنبي{ فإن هذا الشرط غير نافذ،

لألصل بعد عدم الدليل

247

Page 248: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

عليه، ولو اعتكــف بقصــد أن يديمــه شــهرا مثال، ثم أفطــر فيمــا بينه، ثم استأنف، وقد كان شرط عنــد أول االعتكـاف، فهـل يسـری

ذلك في االعتكاف الثاني بعد القطع؟ الظاهر ذلك، وإن لم يشترط عند الثاني، إلطالق دليل الشــرط، وال دليل علی أن القطع في الوســط يلغي فائــدة الشــرط بالنســبة

إلى الثاني، فالمنفصل كالمتصل في شمول الشرط له.

248

Page 249: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بطــل، علقه فلو االعتكــاف، في التعليق يجــوز : ال43 مسألة إال الحقيقة في فإنه الينة حين الحصــول معلوم شرط علی علقه إذاالتعليق من يكون ال

: ال يجوز التعليق في االعتكاف{ فيما كــان التعليــق43}مسألة منافيا للنية، كما نص عليه في الجواهر، وأرسله إرسال المسلمات،

ونحوه يشمل المقـام، حيث فـرضال عمل إال بنيةوذلك ألن دليل منافاة التعليق لها.

ــول ــه النظــر في ق ــر وج ــك يظه ــه بطــل{ ومن ذل ــو علق }فل المستمسك بأن دليله غير ظاهر، لعدم منافاة التعليق لحصول النيةــال ــوع من االمتث ــائي ن ــال الرج ــادات، ألن االمتث ــبرة في العب المعت كاالمتثال الجزمي، إذ يرد عليه أن االمتثــال الرجــائي غــير التعليــق، فالتعليق معناه عدم الجزم بالنيــة فال نيــة، والرجــاء جــزم بمــا نــواه

فالنية موجودة. }إال إذا علقه علی شرط معلوم الحصــول حين الينــة، فإنــه فيــمس الحقيقة ال يكون من التعليق{، كما إذا نوی أنه إذا طلعت الشــد ـ ــه إذا جــاء زي ــوي أن ــوم معتكــف، وقــد ين ــا من هــذا الي غــدا فأن المشكوك مجیئة لديه ـ غدا، فأنا من هذا اليوم معتكــف، فــإن األولــاو ناو لالعتكاف لعلمه بأن الشمس تطلع، بخالف الثاني فإنه غــير ن لالعتكــاف، ولــذا إذا ســأل عنــه هــل أنت معتكــف، يقــول: ال أعلم، وكيف تكون نية مع أنه ال يعلم هل هــو فاعــل لالعتكــاف أم ال، تبعــا لعدم علمه بأنه هــل يتحقــق المعلــق عليــه أم ال، ولــذا ســكت علیــده المتن أمثال السادة ابن العم والبروجردي والجمال وغيرهم، وأي

السيد السبزواري.

249

Page 250: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

250

Page 251: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

فصلاالعتكاف أحكام في

أمور: المعتكف علی يحرمالدبر أو القبل في بالجماع النساء أحدها: مباشرة

}فصل في أحكام االعتكاف{ــا، ــا معين ــان واجب ــا إذا ك ــور{ تكليف ــف أم ــرم علی المعتك }يح باإلضافة إلى كونه وضعا أيضا، أي مبطل يوجب القضاء، ووضـعا أي مبطــل بــدون حرمــة إذا لم يكن كــذلك بــأن كــان واجبــا موســعا أو

مندوبا. }أحدها: مباشرة النساء بالجماع في القبل أو الدبر{ بال إشكال وال خالف، بل دعاوي اإلجماع عليه، وفي الجواهر اإلجمــاع بقســميه

عليه، ويدل عليه متواتر النصوص: وال تباشــروهن وأنتم عــاكفون في المســاجد،قال الله تعــالی:

.(1)تلك حدود الله فال تقربوها

.183البقرة: اآلية )?( 1251

Page 252: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وعن الحســن بن جهم، عن أبي الحســن )عليــه الســالم(، قــال:سألته عن المعتكف يأتي أهله؟ فقال: ال يأتي امرأتــه ليال وال نهــارا

.(1)وهو معتكفــف وعن زرارة، قال: سألت أبا جعفر )عليه السالم( عن المعتك

.(2)إذا فعل فعليه ما علی المظاهريجامع أهله؟ قال: ــال: ــالم( ق ــه الس ــه عن علي )علي ــات، في روايت وعن الجعفري

المعتكف إذا وطأ أهله وهو معتكف فعليه كفارة الظهار(3).ــه الســالم( عن ــا عبــد اللــه )علي وعن ســماعة قــال: ســألت أب

هــو بمنزلــة من أفطــر يومــا من شــهرمعتكف واقع أهلــه؟ فقــال: .(4)رمضان

ــألته عن ــال: س ــالم( ق ــه الس ــه )علي ــری، عن ــه األخ وفي روايت عليه مــا علی الـذي أفطـرمعتكف واقع أهله؟ قال )عليه السالم(:

ــهرين ــوم ش ــة، أو ص ــق رقب ــدا، عت ــان متعم ــهر رمض ــا من ش يوم .(5)متتابعين، أو إطعام ستين مسكينا

ــه ــد اللــه )علي ــا عب ــد األعلی بن أعين، قــال: ســألت أب وعن عب السالم( عن رجل وطأ امرأته وهو معتكــف ليال في شــهر رمضــان؟

عليــه، قــال: قلت: فــإن وطأهــا نهــارا؟ قــال: عليه الكفــارةقال: .(6)كفارتان

.2 من االعتكاف ح5 الباب 405 ص7الوسائل: ج)?( 1.1 من االعتكاف ح6 الباب 406المصدر: ص)?( 2.1 من االعتكاف ح6 الباب 601 ص1المستدرك: ج)?( 3.2 من االعتكاف ح6 الباب 706 ص7الوسائل: ج)?( 4.5 ح407المصدر: ص)?( 5.4المصدر: ح)?( 6

252

Page 253: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وقد روي إنه ـ أي المعتكف ـ إن جــامع بالليــلقال في الفقيه: .(1)فعليه كفارة واحدة، وإن جامع بالنهار فعليه كفارتان

وعن أبي والد، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن امرأة كان زوجها غائبــا فقــدم وهي معتكفــة بــإذن زوجهــا فخــرجتــتی ــا ح ــات لزوجه ــا فهي ــجد إلى بيته ــه من المس ــا قدوم حين بلغه

إن كانت خرجت قبل أن تمضي ثالثةواقعها؟ فقال )عليه السالم(: ــا علی ــا مـ ــإن عليهـ ــا، فـ ــترطت في اعتكافهـ ــام ولم تكن اشـ أيـ

.(2)المظاهر وفي رواية ابن عياش، في اعتكاف الرســول )صــلی اللــه عليــه

وشد المئزر، وبرز من بيته وأحيى الليلة كله، وكــان يغتســلوآله(: ، فقلت: مــا معــنی شــد المــئزر؟ فقــالكل ليلة منه بين العشاءين

.(3)كان يعتزل النساء فيهن)عليه السالم(: .(4)وال يأتي النساءوفي رواية الدعائم:

وبذلك يعرف أن ما في بعض الروايات من عدم اعتزال النســاءيراد به عدم اعتزال مجالستهن ومخالطتهن.

ففي صحيح الحلبي، وقـال بعضـهم: واعـتزل )صـلی اللـه عليـه أما اعتزال النســاءوآله( النساء، فقال أبو عبد الله )عليه السالم(:

.(5)فالــری: ــة أخ ــانوفي رواي ــا ك ــه( م ــه وآل ــه علي ــلی الل ــه )ص إن

.(6)يعتزلهن

.3 ح406المصدر نفسه: ص)?( 1.6المصدر نفسه: ح)?( 2.23 ص21اإلقبال: ص)?( 3.4 ح286 ص1الدعائم: ج)?( 4.2 من االعتكاف ح5 الباب 406 ص7الوسائل: ج)?( 5.25 س21اإلقبال: ص)?( 6

253

Page 254: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بشهوة والتقبيل وباللمس

ثم ال يخفى أن الدبر كالقبل، ألنه أحــد المــأتيين، ولـذا فاحتمــال الجماع في القبل ألنه المنصرف عنه غير تام، واإلدخال يتحقق حتی ببعض الحشفة ألنه يسمی بالجماع، وقد تقدم الكالم فيه في كتابي

الطهارة والصوم. وال يخص الحكم الزوجة دائمة وغيرها، بل يشمل الوطئ بشبهة والزنــا إلطالق بعض األدلــة أو مناطهــا، والظــاهر أن اللــواط كــذلك

للمناط، وال يلزم في اإلدخال اإلنزال للصدق.وفي وطئ الحيوان احتماالن.

والظاهر أن وطئ الحي والميت سواء. }وبــاللمس والتقبيــل بشــهوة{ كمــا عن المشــهور، بــل عن

والالمـدارك أنـه ممـا قطـع بـه األصـحاب، ولعلـه لقولـه سـبحانه: .(1)تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد

وفيه: إن المنصرف منه الجماع، ولذا كان ظاهر التهذيب جــوازــه المستمســك وبعض المعلقين، ما عدا الجماع، وهو الذي ذهب إلي

فالحكم بالكراهة أشبه لمكان التسامح. والومثله في الكراهة ما في الدعائم من قوله )عليه السالم(:

.(2)يخلو مع امرأة وال يتكلم برفثــل عن ــدون شــهوة، فال إشــكال في جــوازه، ب ــان ب ــا إذا ك وأم

المنتهی أنه ال

.183سورة البقرة: اآلية )?( 1.5 ح287 ص1الدعائم: ج)?( 2

254

Page 255: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــرق وال ــرأة، الرجل بين ذلك في ف ــرم والم المعتكفة علی فيحبشهوة والتقبيل واللمس الجماع أيضا

يعرف الخالف في الجواز. }وال فرق في ذلك بين الرجل والمرأة{ في حرمة الجمــاع في االعتكــاف بال إشــكال وال خالف، بــل عليــه اإلجمــاع، وذلــك لقاعــدة

والمــرأة: (2) وابن ســرحان(1)االشتراك المؤيــدة بصــحيحتي الحلــبي.مثل ذلك

ــه الســالم( قــال: وأيورواية أبي بصير، عن أبي عبد الله )علي امرأة كانت معتكفة ثم حرمت عليها الصالة فخــرجت من المســجد فطهرت فليس ينبغي لزوجها أن يجامعهــا حــتی تعــود إلى المســجد

.(3)وتقضي اعتكافها ولم تكن اشترطت في اعتكافهــا،أما صحيح أبي والد المتقدم:

، فالظــاهر أن ذلــك ألجــل خروجهــا،(4)فإن عليها ما علی المظــاهر وإن كان يحتمل أن ذلك ألجــل الجمــاع، ألن الخــروج للــزوج حاجــة،

وإنما الجماع فيه محذور.وكيف كان، فاإلجماع المحقق واالشتراك كافيان في الداللة.

وفي لمسها وتقبيلها له الكالم السابق. }فيحــرم علی المعتكفــة أيضــا الجمــاع{ قبال ودبــرا }و{ يكــره }اللمس والتقبيل بشهوة{ بــل يكــره مــا تقــدم في روايــة الــدعائم

أيضا.

.2 من االعتكاف ح7 الباب 408 ص7الوسائل: ج)?( 1.1 ح3 الباب 402المصدر نفسه: ص)?( 2.3 ح11 الباب 412المصدر: ص)?( 3.6 ح6 الباب 407المصدر: ص)?( 4

255

Page 256: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وإن إليه، النظر يجوز من إلى بشهوة النظر حرمة عدم واألقویأيضا. اجتنابه األحوط كان

ــاني: االســتمناء ــان وإن األحــوط، علی الث الحالل الوجه علی كله. الموجب حليلته إلى كالنظر

}واألقوی عدم حرمة النظر بشهوة إلى من يجوز النظــر إليــه{كما هو المشهور.

}وإن كان األحوط اجتنابه أيضــا{ خروجــا من خالف ابن الجنيــدوالمختلف، حيث قاال بالحرمة، وكأنه للمناط في اللمس والتقبيل.

وفيه: إنه ال قطع بالمناط، بل قد عرفت عــدم دليــل كــاف علی حرمتهما، أما التذكر والتفكر، وإن أورثا الحركة فال دليل حــتی علی

كراهتهما. }الثاني: االستمناء{ في النهــار، ألنــه مبطــل للصــوم، وببطالنــه يبطل االعتكاف فإذا كان حالال كما إذا كــان بزوجتــه أو بزوجهــا ولم يكن االعتكاف معينا لم يكن بــه بــأس، وإن كــان حرامــا كاالســتمناء بيده فعل حراما وبطل اعتكافه، فإن كان االعتكاف غير معين فهــو،

وإال فعل حرامين. وإن كان االستمناء في الليل لم يضر باالعتكاف، وإنما يحرم إذا

كان حراما. وعن غير واحد إطالق القول بحرمة االســتمناء، واســتدل لــذلكــه أولی من التقبيــل واللمس بإجمــاع الخالف، وبأنــه كالجمــاع، وبأنــه إذا جنب وجب أن يخــرج من المســجد لحرمــة لبث بشــهوة، وألن

الجنب فيه. وحيث لم يسـتقم شـيء منهـا، قـال المصـنف: }علی األحــوط، وإن كــان علی الوجــه الحالل كــالنظر إلى حليلتــه المــوجب لــه{ إذ

اإلجماع مخدوش صغری

256

Page 257: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الريحان وكذا التلذذ، مع الطيب الثالث: شم

وكبری، وكونه كالجماع أشبه بالقيــاس، والمنــاط غــير مقطــوع، بل قد عرفت اإلشكال في حرمة اللمس والتقبيل بشــهوة، ومجــرد وجوب الخروج عن المسجد ال يدل علی حرمته من جهة االعتكاف،

بل حاله حال الخروج لالحتالم. قال في المستمسك: "إنه من قبيــل شــرب المســهل أو المــدر الموجب للخــروج عن المســجد للبــول والغائــط، اللهم إال أن يلــتزم بحرمــة مثــل ذلــك في االعتكــاف أيضــا، فيلــتزم ببطالن االعتكــافــرده إطالق مــا بالتسبيب إلى ما يوجب الخروج عن المسجد، لكن ي

دل علی جواز الخروج للحاجة ولو باالختيار والتسبيب"، انتهی. أقــول: وممــا تقــدم ظهــر حكم المســاحقة فإنهــا إذا لم تمن لم تبطل، ولو كان الفعل حراما، وكــذلك في الليــل وإن أمنت، أمــا إذا

أمنت نهارا بطل االعتكاف من جهة الصوم. وفي وطي الحيـــوان حيث ال يــوجب اإلبطــال إذا لم يمن ولــو

نهارا، احتماالن. هــذا وســبيل االحتيــاط في الكــل واضــح، خصوصــا بعــد إجمــاع

الخالف والشهرة المتقدمة.ولو شك في الدخول، أو خروج المني، فاألصل العدم.

}الثالث: شم الطيب مع التلذذ، وكــذا الريحــان{ كمــا حكي عن المشهور، بل عن الخالف اإلجمـاع عليـه، خالفــا لمــا عن المبسـوط من عدم حرمتــه، وذلــك لصــحيح أبي عبيــدة، عن أبي جعفــر )عليــه

ــال: ــان والالســالم( ق ــذذ بالريح المعتكــف ال يشــم الطيب وال يتل. (1)يماري وال يشتري وال يبيع

ــه لــو ال الشــهرة المحققــة لم يمكن االعتمــاد علی وال يخفی أنالصحيح المذكور

.1 من االعتكاف ح10 الباب 412 ص7الوسائل: ج)?( 1257

Page 258: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كــان إذا كما التلــذذ، عــدم مع وأما فال مثال، الشم لحاسة فاقــدابه. بأس

في اســتفادة الحرمــة، بــل كــان مســاق هــذا الحــديث مســاق المكروهات، فــإن لحنهــا لحن أمثالهــا في بــاب الصــوم ممــا حملت

علی الكراهة، وقد تقدم جملة منها في كتاب الصوم. وفي المقام روى الجعفريات، عن الصادق )عليــه الســالم(، أنــه

كان أبي يقول: إن المعتكف ال يــبيع، وال يشــتري، وال يجــادل،قال: .(1)وال يماري، وال يغضب، وال يتحول من مجلس اعتكافه

يلــزم المعتكــفوعن الدعائم، عن علي )عليــه الســالم( قــال: المسجد، ويلزم ذكــر اللــه، والتالوة، والصــالة، وال يتحــدث بأحــاديث الدنيا، وال ينشد الشعر، وال يــبيع وال يشــتري، وال يحضــر جنــازة، وال يعود مريضــا، وال يــدخل بيتــا يخلــو من امــرأة، وال يتكلم بــرفث، وال

.(2)يماري أحدا، وما كف عن الكالم مع الناس فهو خير لهــوی، ــه إلى الفت ــاط من ــف كــان، فــالحكم أقــرب إلى االحتي وكي خصوصا ولم يذكره جماعة من الفقهاء، وإجماع الشــيخ في الخالف

منقوض بفتواه في المبسوط كما عرفت. }وأما مع عدم التلذذ، كما إذا كان فاقدا لحاسة الشم{ أو يكره مثل هــذا الطيب }مثال، فال بــأس بــه{ لمــا عللــه في الجــواهر بــأن

المنساق من النص صورة

.2 من االعتكاف ح10 الباب 601 ص1المستدرك: ج)?( 1.1المصدر نفسه: ح)?( 2

258

Page 259: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

علی الضرورة عدم مع التجارة مطلق بل والشراء، الرابع: البيعالمباحات من الدنيوية باألمور باالشتغال بأس وال األحوط،

ــه المــتيقن من شــم الطيب في النص التلــذذ، وعللــه غــيره بأنوالفتوی، لكن يرد علی ذلك:

أوال: إنهم ال يقولون بمثله في باب الحج.وثانيا: بإنه قوبل في الرواية بتلذذ الريحان.

ومنــه يعلم أن قــول المستمســك: وتقييــد الريحــان بالتلــذذ هــو االختالف في تأثير التلذذ، فإن الطيب أقــوی فيــه وأكــثر عارفــا فيــه

من الريحان، محل نظر. ال يشــمأقول: أما فاســد الشــم فال يشــمله النص، حيث قــال:

.(1)الطيب }الرابــع: الــبيع والشــراء، بــل مطلــق التجــارة{ واألول هــو المشهور، بل ادعی عليه اإلجماع بقسميه في الجواهر، ويدل عليــه

جملة من الروايات السابقة. والثاني: حكي عن المنتهی حاكيا له عن المرتضی، واســتدل لــه بأنها تشتمل علی البيع والشراء، وألنها أولی بـالمنع منهمـا حـتی إذا لم يكن بيع وشراء، ومثل هذه التعليالت ـ في غــير الــبيع والشــراء ـــه غــير تصلح للكراهة، أو االحتياط ال الحرمة، ولذا قال جمع إن دليل

ظاهر. وقــال المصــنف: }مــع عــدم الضــرورة علی األحــوط{ أمــا مــع

الضرورة فيقدم دليلها علی وجه االحتياط. }وال بأس باالشتغال بــاألمور الدنيويــة من المباحــات{ الشــاملة

للمكروهات،

.1 من االعتكاف ح10 الباب 412الوسائل: ج ص)?( 1259

Page 260: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الــترك األحــوط كــان وإن ونحوهمــا، والنساجة الخياطة حتی إال الحاجة مست إذا والشــراء بــالبيع بــأس ال بل إليهــا، االضطرار مع

أو التوكيل تعذر مع والشرب لألكل إليهما

كان يقصب أو نحو ذلك لألصل، وان لم يبعد نــوع مرجوحيــة لــه.(1)لبعض األحاديث المتقدمة كالذي عن الدعائم

أما ما عن المنتهی من أن الوجه تحــريم الصــنائع المشــغلة عن العبادة كالخياطة وشبهها، إال ما ال بد منه، فكأنــه ألجــل المنــاط في

البيع والشراء، وفيه: إنه ال مناط قطعي.ــة ــتی الخياط ــال: }ح ــه حيث ق ــنف إلى قول ــر المص ــد نظ وق والنساجة ونحوهما{ مما ال يكــره أو ال يكــره في نفســه }وإن كــانــا، األحوط{ استحبابا }الترك إال مع االضطرار إليها{ اضطرارا عرفي

الحتمال المناط المذكور. }بــل ال بــأس بــالبيع والشــراء إذا مســت الحاجــة إليهمــا لألكــل والشــرب{ لنفســه أو عائلتــه، والغطــاء ونحــو ذلــك. فــإن الروايــة منصــرفة عن مثــل ذلــك، ولــذا اســتثناه في الجــواهر وغــيره، فــإن قولهم: فالن يـبيع ويشـتري ظـاهر في التجـارة، ال في اشـتراء لحم

وفاكهة لداره. هذا باإلضافة إلى ما عرفت من أن الصحيح ونحوه إلى الكراهة أشبه منها إلى الحرمة، ولذا ال يحتاج األمر إلى ما ذكره بقوله: }مع

تعذر التوكيل أو

.1 من االعتكاف ح10 الباب 601 ص1المستدرك: ج)?( 1260

Page 261: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

البيع. بغير النقلــني أو دنيوي أمر علی المجادلة أي الخامس: المماراة، بقصد دي

الفضيلة، وإظهار الغلبة

النقل بغير البيع{ نعم ال شــك أنــه أحــوط، ولــو الحــظ اإلنســان مئات األشخاص من الــذين يعتكفــون في مســاجد مكــة، والرســول )صلی الله عليه وآلــه( والكوفــة، ويحتــاجون ليــل نهــار إلى الطعــام وغيره، لعلم بعــدم إمكــان التوكيــل عرفــا، باإلضــافة إلى أنــه خالف

اليسر المبني عليه الشريعة. }الخامس: المماراة{، وفي الجواهر: بال خالف أجده فيه، وذلك

.(2)، ورواية الجعفريات(1)لصحيح أبي عبيدة المتقدم أمــا تفســير المصــنف لهــا بقولــه: }أي المجادلــة{ فغــير ظــاهر الوجه بعد ذكرهما معا في األحاديث في باب األخالقيات، وقد تقــدم

في حديث الجعفريات ذكرهما معا. والظاهر أن ما ذكره بقولــه: }علی أمــر دنيــوي أو ديــني بقصــد الغلبة وإظهــار الفضــيلة{ هــو تفسـير للمــراء، أمــا الجــدال فهــو أن يستمر علی كالمه في رد الطرف وإن لم يكن بقصد الغلبة وإظهار

الفضيلة، وليس كل جدل مذموم، بخالف كل مراء..(3)وال تجادلوا أهل الكتاب إال بالتي هي أحسنقال سبحانه:

.(4)وجادلهم بالتي هي أحسنوقال:

.1 من االعتكاف ح10 الباب 412الوسائل: ج ص)?( 1.1 من االعتكاف ح10 الباب 601 ص1المستدرك: ج)?( 2.46العنكبوت: اآلية )?( 3.125النحل: اآلية )?( 4

261

Page 262: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بل بــه، بــأس فال الخطأ عن الخصم ورد الحق إظهــار بقصد وأما علی فالمدار الطاعات أفضل من هو

وإذا ذم الجدال أريد به المراء أو ما ليس بحسن، وهو أن يقـول ويقول حيث إنــه يـورث العـداء، وكثــيرا مــا يقــع اإلنســان في خالف الواقع، ولذا ورد أن الرسول )صلی الله عليــه وآلــه( إذا رأى جــدال من يباحثــه تــرك الكالم، ولعــل المســالك حيث فســر الممــاراة بمــا ذكره المصنف أراد بعض أقسام الجدال، ال أنه أراد تفســير جعلهمــا

بمعنی واحد. وكيف كان، فما قيل من أن المراء ال يكون إال اعتراضــا، بخالف الجــدال فإنــه يكــون ابتــداء واعتراضــا، غــير ظــاهر المــدرك، فــبينــذا الجدال والمراء عموم من وجه، يجتمعان في أن يقول ويرد وهك بقصــد إظهــار الفضــيلة والغلبــة، وإذا كــان بقصــد إظهــار الفضــيلة والغلبة بدون أن يقول ويرد كان مراء، وإذا كان يقول ويــرد إلظهــار الحق بدون إظهار الفضيلة والغلبة كان جداال المراء، وبعبر عن هــذا

بالتي هي أحسن، والمحرم هما القسمان األوالن.وكيف كان، فالمحرم من الجدل ما كان مجتمعا مع المراء.

}وأما بقصد إظهار الحق ورد الخصــم عن الخطــأ فال بــأس بــه، بــل هــو من أفضــل الطاعــات{ كمــا ذكــره المســالك وغــيره، وقــد عرفت األمر به في الكتاب الكريم، وكان ديــدن النــبي )صــلی اللــه عليه وآله( واألئمة الطــاهرين )عليهم الســالم( المجادلــة بــالتي هي

أحسن. }فالمدار علی{ الصدق خارجا، فإذا قال وقــال صــدق الجــدال،

وإن لم يقصد

262

Page 263: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

.شر أو خير من نوی ما امرئ فلكل والنية القصد الصــيد من المحــرم علی يحــرم ما اجتنــاب وجوب عدم واألقوی

أحوط كان وإن ذلك ونحو المخيط ولبس الشعر وإزالة

الجدال، كسائر الموضوعات الخارجية، حيث يكــون خارجيــا وإن لم يقصده المتكلم، مثال الكذب والصدق خارجيان قصــدهما المتكلم

أم ال.ــق إال بـ ــذي ال يتحق ــارج ال ــدق الخ ــراء إال بص ــون الم نعم ال يك

ــوی ــة، فلكــل امــرئ مــا ن من خــير أو شــر{، في(1)}القصــد والنياحتياجه والتماس الدليل ألجل كالمه.

}واألقــوی عــدم وجــوب اجتنــاب مــا يحــرم علی المحــرم، من الصــيد وإزالــة الشــعر ولبس المخيــط ونحــو ذلــك{ من محرمــات اإلحرام، وذلك لعدم الدليل، فاألصل العدم، باإلضــافة إلى أن النــبي )صلی الله عليه وآله( كــان إذا اعتكــف لم يبــدل مالبســه المخيطــة ولم يفعل ما يفعله المحرم وإال لنقل ذلك، وإلى السيرة المسـتمرة

بين المعتكفين بعدم االجتناب. }وإن كان أحوط{ احتياطا في غاية الوهن، خالفا لما حكي عن

الشيخ وابن البراج وحمزة. وعن المبسوط قال: روي أنه يجتنب مــا يجتنبــه المحــرم، وأيــد بمــا تقــدم من النهي عن الجــدال والطيب والجمــاع، واســتحباب االشتراط، ولكن مجرد هذه األمور ال تكون دليال، والرواية غير ثابتة،ــه( ــه وآل ولذا قال الجواهر: المعهود من سيرة النبي )صلى الله علي

وأصحابه وغيرهم خالفه، وفي الشرائع وغيره أنه لم يثبت، وعن

.3 من مقدمات الصالة ح1 الباب 711 ص4الوسائل: ج)?( 1263

Page 264: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

التذكرة أنه ليس المراد بذلك العموم، فإنه ال يحــرم عليــه لبسالمخيط وال إزالة الشعر، وال أكل الصيد، وال عقد النكاح.

أقول: وعليه فإذا مات المعتكــف وجب غســله بالكــافور، فليسمثل المحرم، ودليل عدم شم الطيب ال يشمل الموت.

نعم إذا قلنــا بجريــان التســامح بفتــوی الفقيــه، وقيــل إن مــراد أولئك العمــوم اسـتحب مـا ذكـروا، لكن في المستمسـك بعــد نقــل

عبارة التذكرة قال: وعليه فال خالف.

264

Page 265: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــألة ــرق : ال1 مسـ ــذكورات حرمة في فـ بين المعتكف علی المـ والشــرب كاألكل الصــوم حيث من المحرمــات نعم والنهــار، الليل

بالنهار مختصة ونحوها واالرتماس

ــذكورات علی المعتكــف{1}مســألة ــة الم ــرق في حرم : ال فوالمعتكفة }بين الليل والنهار{ إلطالق األدلة، وعليه اإلجماع.

ــاس }نعم المحرمات من حيث الصوم، كاألكل والشرب واالرتم ونحوها مختصة بالنهار{ وسياتي الفرق بين الجماع ليال ففيه كفارة،

ونهارا ففيه كفارتان. كمــا أنــه يختلــف االعتكــاف في رمضــان عن غــيره نهــارا، حيث يختلف بعض أحكام رمضــان عن غــيره، فــإن االعتكــاف ال يغــير من

تلك األحكام، كما هو واضح.

265

Page 266: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

معاشه في والنظر المباح في الخوض للمعتكف : يجوز2 مسألةوعدمها الحاجة مع

: يجــوز للمعتكــف الخــوض في المبــاح والنظــر في2}مســألة معاشه مع الحاجة وعدمها{ إلطالق األدلة.

ــدعوی أن ــه ل وعن الحلي المنع عن كل مباح ال يحتاج إليه، وكأنــديث ــدم ح ــد تق ــا، وق ــة له ــور منافي ــك األم ــادة، وتل ــاف عب االعتك

، والمنــاط في حرمــة الــبيع والشــراء، لكن ذلــك ال يصــلح(1)الدعائممستندا.

.1 من االعتكاف ح10 الباب 601 ص1المستدرك: ج)?( 1266

Page 267: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

النهار في وقع إذا االعتكاف يفسد الصوم يفسد : كلما3 مسألةــتراط حيث من ــوم اش ــه، الص ــوجب فبطالنه في ــه، ي ــذا بطالن وك

ــده ــاع يفس ــواء الجم ــان س ــار، أو الليل في ك ــذا النه اللمس وك المحرمــات من ذكر ما بسائر بطالنه األحوط بل بشهوة، والتقبيل

ذكر مما وغيرها الطيب وشم والشراء البيع من

: كلمـا يفسـد الصــوم يفسـد االعتكــاف إذا وقـع في3}مسـألة النهار، من حيث اشتراط الصوم فيه{ أي في االعتكاف }فبطالنه{ أي الصـــوم }يـــوجب بطالنـــه{ أي االعتكـــاف، وال عكس، إذ من الممكن بطالن االعتكاف نهارا بدون بطالن الصوم، كما إذا خــرج أو

شم الطيب أو لمس وقبل، علی قول المبطل بذلك. }وكــذا يفســده الجمــاع{ بال إشــكال وال خالف، بــل عن الغنيــة دعوی اإلجماع عليه. }ســواء كــان في الليــل أو النهــار{ ألن ظــاهر

النهي الوضع، كما تقدم. }وكذا اللمس والتقبيل بشهوة{ لظهور النهي في الوضــع، لكن قــد عــرفت اإلشــكال في أصــل حرمتهمــا، ولعــل مــا ورد من عــدم

، ومــا ورد من(1)اعتزال الرسول )صلی الله عليه وآله( يراد بـه ذلكاعتزاله يراد به الجماع.

}بل األحوط بطالنــه بســائر مــا ذكــر من المحرمــات، من الــبيع والشراء وشم الطيب وغيرهــا ممــا ذكــر{ ووجــه كونــه احتياطــا أن

العرف ال يفهم البطالن، و

.2 من االعتكاف ح5 الباب 406 ص7الوسائل: ج)?( 1267

Page 268: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بل ال يخلو من قوة، وإن كان ال يخلو عن إشكال أيضا. أحد منه صدر إذا ذلك بعد قضاه أو واستأنفه أتمه فلو هذا وعلی

وأولى. أحسن كان الواجب االعتكاف في المذكورات

إنما هي محرمــات تخــدش في االعتكــاف، فالقاعــدة المــذكورة من أن ظاهر النهي الوضع ليست بتامة إذا لم يرهــا العــرف، ولعــل

هذا أقرب، وقد تقدم اإللماع إلى مثل ذلك. والفرق بين الجماع الــذي نقــول ببطالنــه وغــيره، باإلضــافة إلى إجماع الغنية أن الجماع يبطل الصوم، وحيث قــورن الجمــاع بالليــل للجماع بالنهار يفهم منه كونــه مثلــه في اإلبطــال، منتهی األمــر في الليــل كفــارة واحــدة، وفي النهــار كفارتــان، فليس الجمــاع كســائر

المحرمات.ــة من ــوة{ جماع ــو من ق ــل ال يخل ــه: }ب ــذا أشــكل في قول ول

المعلقين منهم السيد البروجردي.}وإن كان ال يخلو عن إشكال أيضا{ لما عرفت.

ــه من ولو شك في اإلبطال وعدمه استصحب البقاء، والقول بأن الشك في المقتضي، وفي مثله ال استصحاب، منظور فيــه، بأنــه لمــك في ــحاب في الش ــان االستص ــدم جري ــر من ع ــا ذك ــتقم م يس

المقتضي، باإلضافة إلى أنه من الشك في المقتضي محل منع. }وعلی هذا، فلو أتمه واستأنفه أو قضاه بعد ذلك، إذا صدر منه أحد المذكورات في االعتكــاف الــواجب، كــان أحســن وأولی{ فــإنــه االحتياط حسن علی كل حال إذا لم يجر إلى الوسوسة. قال )علي

.(1)أخوك دينك فاحتط لدينكالسالم(:

.14 ح123 ص18الوسائل: ج)?( 1268

Page 269: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ال يقال: مع احتمال البطالن كيف يتمه بقصد العبادة؟ــير المعين ألنه يقال: ال بأس بذلك رجاء، وحيث إن االعتكــاف غــير المحــرم يجوز رفع اليد عنه جاز ارتكاب هذه األمور في أثنائه، غ ذاتا كاالستمناء المحرم، فحال االعتكاف حال الصوم المســتحب، ال

فرق بين أن يرفع اليد عن نيته أو يجامع في أثنائه بما يبطله.

269

Page 270: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

فالظاهر سهوا، المذكورة المحرمات أحد منه صدر : إذا4 مسألة اعتكافه بطالن عدم الجماع إال

: إذا صــدر منــه أحــد المحرمــات المــذكورة ســهوا،4}مســألة فالظاهر عدم بطالن اعتكافه{ حتی الجماع، كما صــرح بــه المنتهى في المحكي عنه، بل ظاهر الجواهر احتمــال اإلجمــاع عليــه، وذلــك ألصالة الصحة بعد انصراف الــدليل إلى العمــد، بــل يشــمله حــديث

أيضا، بالتقريب الذي ذكرناه.(1)الرفع أنــه رزق رزقــهویؤيده ما ورد في نســيان الصــائم فــأفطر من

ــالم(: (2)الله ــه الس ــه )علي ــو أولی، وقول ــه فه ــه علي ــا غلب الل م . فإن النسيان مما غلب، وليس معنی بالعذر أنه ال يعاقب،(3)بالعذر

فإن عقاب المعذور قبيح فال يحتـاج رفعـه إلى االمتنــان، بـل تـرتيب آثار الصحة، وربما أيد ذلك ببنــاء الشــريعة علی الســهولة، خصوصــا

في مثل االعتكاف المشتمل علی حبس النفس والمشقة.ــال في ــد ق ــاع{ فق ــه: }إال الجم ــره المصــنف بقول ــا ذك ــا م أم المستمسك: فكأن وجه توقف المصنف فيه كثرة النصوص فيه من

دون إشارة إلى التخصيص بالعمد فتأمل، انتهی. وفيه: إنه لو قيل باالنصراف لم يكن فــرق بين الجمــاع وغــيره،ــار بن خصوصا والجماع منصوص لنسيانه، فقد روى الفقيه، عن عم موسی، أنه سأل أبا عبد الله )عليه السالم( عن الرجل ينســی وهــو

.يغتسل وال شيء عليهصائم فجامع أهله؟ فقال )عليه السالم(:

.3 من جهاد النفس ح56 الباب 296 ص11الوسائل: ج)?( 1.1 مما يمسك عنه الصائم ح9 الباب 33 ص7الوسائل: ج)?( 2.11 ح34المصدر نفسه: ص)?( 3

270

Page 271: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

جامع لو فإنه أو االســتيناف الــواجب في فــاألحوط أيضــا، سهوااإلتمام. المستحب وفي به، مشتغل هو ما إتمام مع القضاء

بل وكذلك ورد مع الجهل، قال زرارة وأبو بصير: سألنا أبا جعفر )عليه السالم( عن رجل أتی أهله في شهر رمضان، وأتی أهله وهو

.(1)ليس عليه شــيءمحرم، وهو ال يری إال أن ذلك حالل له؟ قال: إلى غيرهما من الروايات المذكورة في كتاب الصوم فراجعه.

}فإنه لو جامع سهوا أيضا، فاألحوط في الواجب االســتيناف، أو القضاء مــع إتمــام مــا هــو مشــتغل بــه{ فإنــه جمــع بين االحتمــالينــال ــول من ق }وفي المستحب اإلتمام{ إذ ال وجه لإلتمام إال علی ق بأن االعتكاف بالشروع فيه يجب، كما أن في الموسع ال احتياط فيه

باإلتمام إال علی ذلك القول، لكنك قد عرفت النظر فيه.

.12 مما يمسك عنه الصائم ح9 الباب 35 ص7الوسائل: ج)?( 1271

Page 272: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كــان فــإن المفســدات، بأحد االعتكاف فسد : إذا5 مسألة واجبــا كان وإن قضاؤه، وجب معينا اســتينافه، وجب معين غــير واجبا إال

كان إذا أو قضـاؤه يجب ال فإنه الرجــوع نـذره في أو فيه مشروطااستينافه.

كان إذا قضاؤه يجب وكذا اليومين بعد اإلفساد وكان مندوبا

5}مسألة : إذا فسد االعتكاف بأحد المفسدات فإن كان واجبــاــا وجب قضــاؤه{ لمــا ســبق من وجــوب قضــاء كــل فريضــة، معين

باإلضافة إلى ما يأتي من رواية أبي بصير.ــا غــير معين وجب اســتينافه{ ألن االمتثــال لم }وإن كــان واجب

يحصل بالفاسد فلزم االمتثال إطاعة ألمره وهو باالستيناف. }اال إذا كان مشروطا فيه{ أي شــرط عنــد االعتكــاف، }أو في نذره{ علی ما تقدم، }الرجــوع{ إذا اضــطر، أو مطلقــا }فإنــه{ إذا فسد }ال يجب قضاؤه أو استينافه{ ألن الشرط رافع للوجوب، وقد تقدم أنه ال فرق بين أن يرجع قصدا ثم يفسده، أو يجامع مثال، حيث

إنه رجوع عملي. فقــول المستمســك: أمــا إذا لم يكن بقصــده فيشــكل، للفســاد الموجب للفوت الموجب للقضــاء أو االســتيناف، اللهم إال أن يكــون

قد رجع بعد ذلك، انتهی. محل إشكال. }وكذا يجب قضاؤه إذا كان مندوبا وكان اإلفساد بعد اليــومين{ ألن اليوم الثالث يكون واجبا، خالفا لمن لم يوجبه، وقــد تقــدم رده،

وتقدم أن الدخول

272

Page 273: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــان إذا وأما قضــائه مشــروعية في بل عليه شــيء فال قبلهما كإشكال حينئذ

في ليل الثالث يوجب اإلتمام. }وأمــا إذا كــان قبلهمــا فال شــيء عليــه{ إذ ال فــوت }بــل في مشروعية قضائه حينئذ إشكال{ إذ ال فوت وإنما يكون كل وقت هو

وقته. وأما ما تقدم من قضاء الرسول )صلی الله عليه وآله( مــا فاتــه

فللزمــان الــذي هــو مســتحب خــاص، فهــو(1)من االعتكاف عام بدر مثل قضاء صالة الليل والنوافل المرتبة وما أشبه، ولذا ســكت علی

المتن كافة المعلقين الذين ظفرت بكلماتهم. ثم الظاهر أن في القضاء يصح أن كون من اعتكافات، مثال نـذر اعتكاف أربعة أيام ال علی نحو التقييد، فأفطر اليوم الرابع، وأفطــر في ثالث اعتكاف مستحب، وكــان الشــرط عليــه في ضــمن العقــد

اعتكاف يوم، فإنه يصح اعتكاف ثالثة بقصد الثالثة. فيأما موثقــة أبي بصــير، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(:

ــا المعتكفة إذا طمثت ترجع إلى بيتها، فإذا طهرت رجعت فقضت م.(2)عليها

إذا مــرض المعتكــف، أو طمثت المــرأةوعنه )عليــه الســالم(: .(3)المعتكفة، فإنه يأتي بيته، ثم يعيد إذا برء ويصوم

.2 من االعتكاف ح1 الباب 397 ص7الوسائل: ج)?( 1.3 من االعتكاف ح11 الباب 412 ص7الوسائل: ج)?( 2.1المصدر نفسه: ح)?( 3

273

Page 274: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

فمحموالن علی االعتكاف الــواجب دون المســتحب، لمــا تقــدم من صحيحة محمد بن مســلم، ولمفهــوم صــحيحة أبي والد بالنســبة إلى ما بعد الثالث في المرأة الــتي خــرجت عن االعتكــاف فواقعهــا

زوجها.

274

Page 275: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أحوط كان وإن القضاء، في الفور يجب : ال6 مسألة

: ال يجب الفور في القضاء، وإن كان أحوط{.6}مسألة أما عدم وجوب الفور فلألصل، وأما االحتياط فلفتوی المبسوط والمنتهی بــه، لكن فتواهمــا ال تــوجب جعــل الحكم احتياطــا، منتهی

األمر استحبابا من باب التسامح.

275

Page 276: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

لم نحــوه أو بنــذر الــواجب االعتكاف أثناء في مات : إذا7 مسألةأحوط، كان وإن القضاء، وليه علی يجب

: إذا مات في أثناء االعتكاف الواجب بنذر أو نحــوه{7}مسألة ــه، لم يجب ــف في وقت ــا واعتك ــا موقت ــان مســتحبا أو واجب ــإن ك ف القضاء، ألنه لم يفته شــيء حــتی إذا كــان في ثــالث المســتحب، إذ

من فاتتــهالوجوب عليه ال يدل علی أنه فــوت حــتی يشــمله دليــل ، فهو كما إذا مات في يوم رمضان، أو في أثناء صالة واجبةفريضة

صالها في أول وقتها. وإن كان واجبــا موقتــا فــات وقتــه وأخــذ يقضــيه، أو كــان واجبــا موســعا تمكن من اإلتيــان بــه فلم يــأت ثم بعــد ذلــك أتی، وجب القضاء، لشمول دليل الفــوت لــه، هــذا بالنســبة إلى إعطــاء الــولي

قضاء الميت أو وصيته بنفسه إعطاء قضائه.ــاء{ ــه القض ــه }لم يجب علی ولي ــولی فإن ــبة إلى ال ــا بالنس أم

لألصل بعد عدم الدليل علی ذلك. ومنــه يعلم وجــه النظــر في مــا عن بعض األصــحاب، علی نقــل الشيخ عنه في المبســوط، من الوجــوب علی الــولي، أو يخــرج من ماله من ينوب به عنه إذ ال وجـوب علی الـولي إطالقـا، ال تعيينــا وال

تخييرا. }وإن كان أحوط{ خروجــا من خالف من أوجب، وإن كــان هــذا

االحتياط في كمال الضعف. وهذه المسـألة تابعـة لوجــوب القضــاء عن التركـة بالنسـبة إلى

الواجب غير المالي.

276

Page 277: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الصـوم المنـذور كان لو نعم قضـاؤه، الـولي علی وجب معتكفـا االعتكاف ويكون الصوم هو عليه حينئذ الواجب ألن بــاب من واجبا

ليس الصوم فإن االعتكاف نذر لو ما بخالف المقدمة، فيــه، واجبــا الــولي علی الــواجب أن والمفــروض صــحته، في شــرط هو وإنماالعبادات. من فاته ما جميع ال الميت عن والصوم الصالة قضاء

}نعم لو كان المنذور الصوم معتكفا وجب علی الولي قضــاؤه{ أن من مات وعليه صوم واجب وجب علی وليــه أنلعموم ما روي

.يقضي عنه }ألن الواجب حينئذ عليه هو الصوم، ويكون االعتكاف واجبا من

باب المقدمة{ إذ ال يأتي صوم االعتكاف إال باالعتكاف. }بخالف ما لو نذر االعتكاف، فإن الصوم ليس واجبا فيه، وإنمــا هو شرط في صــحته{ الظــاهر أن الصــوم جــزء ال شــرط، وإنمــا الــوم ــة إلى الص ــراف األدل ــوم الميت، النص ــاء ص ــل قض ــمله دلي يش

المستقل ال ما كان جزءا. }و{ كيف كــان فـــ }المفــروض أن الــواجب علی الــولي قضــاء الصالة والصوم عن الميت ال جميع ما فاتــه من العبــادات{ كمــا لــوــة نذر قراءة القرآن أو زيارة الحسين )عليه السالم( أو صــالة النافل

أو غير ذلك، فإن األصل عدم وجوب تلك علی الولي.

277

Page 278: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بيعه يبطل لم االعتكــاف حــال في اشــتری أو بــاع : إذا8 مســألةاعتكافه. ببطالن قلنا وإن وشراؤه

ــه8}مسألة : إذا باع أو اشتری في حال االعتكاف لم يبطل بيع وشراؤه{ ألن النهي في المعاملة ال يقتضي الفساد، مثل النهي عنــر ــبيع الخم البيع وقت النداء، إال إذا كان النهي إرشادا إلى الفساد ك والخنزير، وليس المقــام منــه، فإطالقــات أدلتهمــا شــاملة لمــا وقــع منهما حال االعتكاف، وهذا هو الذي اختــاره الجــواهر وغــيره حاكيــا

القول بالبطالن عن بعض.}وإن قلنا ببطالن اعتكافه{ إذ ال تالزم بين البطالنين.

278

Page 279: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وجبت ليال ولو بالجمــاع الــواجب االعتكــاف أفسد : إذا9 مســألةــارة، ــائر في وجوبها وفي الكف ــات س ــكال المحرم ــوی إش واألق

عدمه.

: إذا أفسد االعتكاف الواجب بالجمــاع ولــو ليال وجب9}مسألة الكفارة{ بال إشكال وال خالف، بل عليه دعوی اإلجماع، ويــدل عليــه

إطالق النص، بل في بعض النصوص تصريح بالليل. ففي روايــة ســماعة، ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن

هــو بمنزلــة من أفطــر يومــا من شــهرمعتكف واقع أهلــه؟ فقــال: .(1)رمضان

وعن عبد األعلی قال: سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن عليــهرجل وطأ امرأته وهو معتكــف ليال في شـهر رمضــان؟ قــال:

.(2)عليه كفارتان، قال: قلت: فإن وطأها نهارا؟ قال: الكفارة أنه ـ أي المعتكف ـــ إن جــامع بالليــل فعليــهوفي الفقيه، روي

.(3)كفارة واحدة، وإن جامع بالنهار فعليه كفارتان }وفي وجوبها في سائر المحرمــات إشــكال{ المشــهور العــدم لألصل بعد عدم وجود الدليل، وقياسها بالجماع بال دليل، ولذا قــال: }واألقوی عدمــه{، وعن جماعــة منهم المفيــد والســيدان والتــذكرةــاط في الجمــاع، وفي ــة وبالمن ــه بإجمــاع الغني وجوبهــا، واســتدل ل

كليهما نظر واضح.

.2 من االعتكاف ح6 الباب 406 ص7الوسائل: ج)?( 1.4 من االعتكاف ح6 الباب 407 ص7الوسائل: ج)?( 2.3 ح406المصدر نفسه: ص)?( 3

279

Page 280: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

منه المنــدوب في حتی ذلك األحوط بل ثبوتها، األحوط كان وإناألقوی علی رمضان شهر ككفارة وكفارته اليومين، تمام قبل

}وإن كان األحوط ثبوتها{ خروجا من خالف من أوجب. }بل األحوط ذلك حتی في المندوب منــه قبــل تمــام اليــومين{ــالواجب، كمــا ــدليل ب إلطالق دليــل الكفــارة بعــد أن لم يخصــص ال سمعت بعض الروايات هنا وغيرها قبل ذلك، لكن الظاهر أنه ال وجه

لجعله احتياطا بعد تقييده بغيره. }وكفارته ككفارة شهر رمضان علی األقوی{ كما هو المشهور، وعن التذكرة نسبته إلى علمائنا، وعن الغنيــة اإلجمــاع عليــه، ويــدل

عليه بعض الروايات: كموثق سماعة، سألت أبا عبد الله )عليه الســالم( عن معتكــف

.(1)هو بمنزلة من أفطر يوما من شهر رمضانواقع أهله؟ فقال: ــألته وفي موثقه اآلخر، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: س

عليــه مــا علی الــذيعن معتكف واقع أهله؟ قال )عليــه الســالم(: أفطر يوما من شهر رمضان متعمــدا، عتــق رقبــة أو صــوم شــهرين

.(2)متتابعين أو إطعام ستين مسكينا خالفا للمسالك والمدارك، حيث ذكرا أنهــا كفــارة الظهــار، وعن

المبسوط نسبته إلى بعض أصحابنا. ويدل عليه صحيح زرارة، قال: سألت أبا جعفــر )عليــه الســالم(

عن المعتكف يجامع

.2المصدر: ح)?( 1.5 من االعتكاف ح6 الباب 407 ص7الوسائل: ج)?( 2

280

Page 281: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الظهار. ككفارة مرتبة كونها األحوط كان وإن

.(1)إذا فعل ذلك فعليه ما علی المظاهرأهله؟ قال: المعتكــف إذاوخبر الجعفريات، عن علي )عليه الســالم( قــال:

.(2)وطأ أهله وهو معتكف فعليه كفارة الظهارــا ــا فواقعه ــرجت عن اعتكافه ــرأة خ ــحيح أبي والد: في ام وص

إن كانت خرجت قبل أن تمضــي ثالثــةزوجها؟ قال )عليه السالم(: ــا علی ــا مـ ــان عليهـ ــا، كـ ــترطت في اعتكافهـ ــام ولم تكن اشـ أيـ

.(3)المظاهر وال يخفی أن الجمــع العــرفي بين الطــائفتين حمــل الثانيــة علی االستحباب، ولــذا قــال المصــنف: }وإن كــان األحــوط كونهــا مرتبــة

ككفارة الظهار{.ــارة، ألن ــرار الكف ــدم تك ــاع فالظــاهر ع ــرر الجم ــو ك ــه ل ثم إن

االعتكاف فسد بالجماع األول. ولو أجبرها علی الجماع وهي معتكفة دونه لم يكن شــيء عليــه وال عليها، إذ ليس هو معتكفا، وال دليل علی تحملــه عنهــا، كمــا أنهــا

مجبورة وقد رفع االضطرار، وكذلك لو انعكس.

.1 ح406المصدر: ص)?( 1.1 من االعتكاف ح6 الباب 601 ص1المستدرك: ج)?( 2.6 من االعتكاف ح6 الباب 407 ص7الوسائل: ج)?( 3

281

Page 282: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

االعتكــاف كــان : إذا10 مســألة رمضــان شــهر في وكــان واجبــا لالعتكــاف، أحــداهما كفارتــان، فعليه النهار في بالجماع وأفسده قضــاء صــوم في كــان إذا وكذا رمضان، نهار في لإلفطار والثانية

كفــارة عليه يجب فإنه الــزوال، بعد بالجمــاع وأفطر رمضان شهررمضان شهر قضاء وكفارة االعتكاف

: إذا كان االعتكاف واجبــا وكــان في شــهر رمضــان10}مسألة وأفسده بالجماع في النهــار فعليــه كفارتــان{ بال إشــكال وال خالف،

بل عن االنتصار والخالف والغنية اإلجماع عليه. }إحداهما لالعتكاف، والثانية لإلفطــار في نهــار رمضــان{ فإنــه باإلضافة إلى كونه مقتضی قاعدة عدم التداخل، يدل عليه خبر عبد األعلی: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن رجل وطأ امرأته وهو

، قــال: قلت:عليــه الكفــارةمعتكف ليال في شهر رمضــان؟ قــال: .عليه كفارتانفإن وطأها نهارا؟ قال: أنه ـ أي المعتكف ـ إن جــامع بالليــل فعليــهقال الفقيه: وروي

.كفارة واحدة، وإن جامع بالنهار فعليه كفارتان تقدم من أن غير الواجب لــه وإنما قيده باالعتكاف الواجب لما

رفع اليد عنه. }وكذا إذا كان في صوم قضاء شهر رمضان{ الموسع }وأفطــر بالجماع بعد الزوال{ أمــا قبــل الظهــر فليس بــواجب في الموســع، كما أنه إذا أفطر بعد الظهر باألكل مثال ثم جامع فقد أفسد اعتكافه

باألكل فال كفارة للجماع بعد أن بطل اعتكافه.ــان{ }فإنه يجب عليه كفارة االعتكاف وكفارة قضاء شهر رمض

أما إذا

282

Page 283: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

النهار في بالجماع وأفسده رمضان شهر في االعتكاف نذر وإذا النــذر، لخلف والثانية لالعتكــاف، كفارات: إحداها ثالث عليه وجب

رمضان. شهر في لإلفطار والثالثةــامع وإذا ــ ــار في معتكف وهو المعتكفة امرأته ج ــ ــان نه ــ رمض

كفارات أربع فاألحوط

جامع ليال ولم يكن االعتكاف واجبا فال كفارة، لما تقدم. }وإذا نــذر االعتكــاف في شــهر رمضــان وأفســده بالجمــاع في النهار وجب عليه ثالث كفارات: إحــداها لالعتكــاف{ إذا كــان واجبــا من غير جهة النذر كــاليوم الثــالث، وإال فليس االعتكــاف واجبــا في

قبال النذر حتی يجب لهذا كفارة ولهذا كفارة. }والثانية لخلف النذر{ إذا كان معينا، وإال كان له رفع اليــد عنــه

باعتكاف آخر، فال كفارة لنذره. }والثالثة لإلفطــار في شــهر رمضــان{ وإذا كــان ليال فال كفــارة

من جهة رمضان. وعليه، فإذا كان االعتكاف منذورا موسعا وجامع ليال قبل الثالث

ال شيء عليه، ال من جهة رمضان، وال االعتكاف، وال النذر. }وإذا جــامع امرأتــه المعتكفــة وهــو معتكــف في نهــار رمضــان فاألحوط أربع كفارات{ كما عن السيد والشيخ، وعن المختلــف أنــهــان ــه كفارت قول مشهور لعلمائنا لم يظهر له مخالف، وذلك ألن عليــارة ــا ثبت في النص، وكف لنفسه، وكفارة إلكراه زوجته الصائمة كم

رابعة إلكراه زوجته المعتكفة.

283

Page 284: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

لإلفطار واثنتان العتكافه، الثالث: إحداها كفاية يبعد ال كان وإن واألخــری نفسه عن إحــداهما رمضان شهر في امرأتــه، عن تحمال علی أكرهها لو ولـذا عنهـا، االعتكــاف كفـارة تحمل علی دليل وال

عليه تجب لم الليل في الجمــاع هــذا عنهــا، يتحمل وال كفارتــه، إال النهــار، في كــان إن كفارتــان منهما كل فعلی مطاوعة كانت ولو

الليل. في كان إن واحدة وكفارة

ــد ــير واح ــه غ ــا ذهب إلي ــة الثالث{ كم ــد كفاي ــان ال يبع }وإن ك }إحداها العتكافــه{ إذا كــان واجبــا كالثــالث }واثنتــان لإلفطــار في شهر رمضان، إحداهما عن نفسه، واألخری تحمال عن امرأته{، أمــا ما عن الشــرائع من كفــارتين فقــط لضــعف دليــل كفــارة التحمــل، ففيه: إن النص مؤيد بعمل األصحاب وهو مطلــق يشــمل المعتكــف

وغيره، فال وجه إلسقاط الكفارة الثالثة. }وال دليل علی تحمل كفارة االعتكاف عنها{ فاألصل ينفيه، كما إذا أكرهها علی الجماع وهمــا نــاذرا الصــوم، حيث ال يتحمــل كفــارة نذرها، وكذا لو انعكس بأن أكرهته في رمضان أو االعتكاف الواجب

أو النذر ونحوه. }ولذا لو أكرهها علی الجماع في الليل لم تجب عليه إال كفارته وال يتحمل عنها{ لألصــل بعــد عــدم الــدليل }هــذا{ فيمــا لــو كــانت

مكرهة بالفتح. }ولو كانت مطاوعة فعلی كل منهما كفارتان{ كفارة االعتكاف الواجب، وكفارة شهر رمضان، }إن كان في النهار، وكفــارة واحــدة

إن كان{ لالعتكاف الواجب إذا كان الجماع }في الليل{.وإذا كان نهار رمضان والنذر وثالث

284

Page 285: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــة ــارات، ثالث من جه ــع كف ــه أرب ــان علي ــاف واليمين، ك االعتكنفسه، وكفارة من جهة إكراه زوجته.

فرع: يحــق للطفــل الممــيز االعتكــاف، لمــا تقــدم في مســألة عــدم

اشتراط البلوغ. وإذا اعتكف لم يجب عليــه الثــالث لألصــل فال كفــارة عليــه، وال علی وليه، وإن كان اآلمر العتكافه، وال يقاس المقــام بــالحج، لعــدم

القطع بالمالك، والله سبحانه العالم. سبحان ربك رب العزة عمــا يصــفون، وســالم علی المرســلين،ــه ــد وآل ــالم علی محم ــالة والس ــالمين، والص ــه رب الع ــد لل والحم

الطاهرين. وهذا آخر ما شرحناه من العروة، إذ أن ما بعد االعتكاف كنا قــد

شرحناه قبل شرح االعتكاف، والله المتقبل.ــنين ســنة هجريــة1402وكان ذلك صبيحة ثالث ذي العقدة االث

في مدينة قم المقدسة.والحمد لله أوال وآخرا.

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

285

Page 286: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

286

Page 287: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الحج كتاب

287

Page 288: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

288

Page 289: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

289

Page 290: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

290

Page 291: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الحج كتاب

قال المصنف: }بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب الحج{. بفتح الحاء المهملة وقد تكسر، في اللغة بمعنی القصــد والكــف والقدوم والغلبة بالحجة وكثرة االختالف والتردد وقصد مكة للنسك،ــثرة االختالف إلى من يعظمــه، وســمي الحج ــل: الحج ك وعن الخلي حجا ألن الحاج يأتي قبــل الوقــوف بعرفــة إلى الــبيت ثم يعــود إليــه

لطواف الزيارة ثم ينصرف إلى منی ثم يعود لطواف الوداع. أقول: بل يذهب إليه كل يوم مرة أو مرات، أو يــذهب إليــه كــل

سنة كما في كثير من القريبين إليه. ثم إن ما تقــدم عن بعض اللغــويين من جعــل أحــد معــاني الحج القصد إلى مكه للنسك، إن كــان معــنی لغويــا موضــوعا لــه اللفــظ كسائر المعــاني فال وجــه للقــول بالنقــل، وال يســتبعد هــذا ألن مكــه )زادها الله شــرفا( كــانت مقصــدا للوفــود، فال بعــد في وضــع لفــظ خاص له، وإن كــان معــنی اصــطالحيا شــرعيا كمــا قــد يستشــم من

إذ ال وجه ظاهرا للتقیيد لو كان الحج معناهحج البيتقوله تعالی: قصد مكة للنسك، اللهم إال أن يقال: إنه من باب تعــيين المشــترك،

فهو منقول. وقد أورد كــل لــه تعريفــا خاصــا غــير مطــرد وال منعكس، وأورد بعضــهم علی اآلخــر بــإيرادات ممــا يرجــع إلى الــنزاع في اللفــظ أو

المعنی مما ال فائدة فيه، فاألولی اإلضراب عنه.ــاريف ــذه التع وأما ما ذكره الجواهر من أن الغرض من أمثال ه

الكشف

291

Page 292: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

اســتجمع من كل علی واجب وهو الحج، الــدين أركان فصل: من والســنة بالكتــاب والخنــاثی، والنســاء الرجال من اآلتية، الشرائط ســلك في ومنكــره بالضــرورة، بل المسلمين، جميع من واإلجماع

الكافرين،

، انتهی. ففيــه:(1)في الجملة فهي أشبه شيء بالتعاريف اللغوية إنــه خالف ظــاهر إيــرادات بعضــهم علی بعض بعــدم االطــراد أو

االنعكاس. }فصل: من أركــان الــدين الحج{ لمــا ورد من بنــاء الــدين علی خمس ومنهــا الحج. قــال البــاقر )عليــه الســالم( في صــحيح زرارة:

ــوم ــاة والحج والص ــالة والزك ــالم علی خمس، علی الص ــني اإلس ب، وغير هذه من الروايات الدالة علی ذلك.(2)والوالية

}وهو واجب علی كل من استجمع الشرائط اآلتيــة{ من البلــوغــاثی{ ــة واالســتطاعة }من الرجــال والنســاء والخن والعقــل والحريــع ــاع من جمي ــنة واإلجم ــاب والس ــا }بالكت ــة وعمومه إلطالق األدلــلك ــره في سـ ــدين }ومنكـ ــرورة{ من الـ ــل بالضـ ــلمين، بـ المسـ

الكافرين{ كما أثبتنا في كتاب الطهارة كفر منكر الضروري. مضافا إلى جملة من النصوص الدالة علی ذلــك في الحج، ففي خبر علي بن جعفــر اآلتي، عن أخيــه موســى )عليــه الســالم( قــال:

ــالم(: ال، ولكن منقلت: من لم يحج منا فقد كفر؟ قال )عليه الس. (3)قال هذا ليس هكذا فقد كفر

زعم أن هذا ليس هكــذاوفي خبر سليمان بن خالد اآلتي أيضا: .فقد كفر

وعن القطب الراوندي، قال رجل:

.220 ص17الجواهر: ج)?( 1.2 في مقدمة العبادات ح1 الباب 7 ص1الوسائل: ج)?( 2.1 في وجوب الحج ح2 باب 10 ص8الوسائل: ج)?( 3

292

Page 293: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وتاركه عمدا بمنزلتهم به مستخفا

ال، ولكن من جحديا رسول الله من ترك الحج فقد كفر؟ قال: .الحق فقد كفر

}وتاركه عمدا مستخفا به بمنزلتهم{ وقد تقدم الكالم في تــرك الواجب عن استخفاف، ويدل عليه أو يؤيده في المقام صحيح ذربح

من مات ولم يحجالمحاربي، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: حجة اإلسالم ولم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به أو مرض ال يطيــق

. (1)فيه الحج أو سلطان يمنعه فليمت يهوديا أو نصرانيا وعن معاوية بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( حيث

.(2) يعني من تركومن كفرقال: يـا علي تـارك الحجوعن رسول الله )صـلی اللـه عليــه وآلـه(:

وللــه علی النــاسوهو مستطيع كافر، ويقول اللــه تبــارك وتعــالی: حج الــبيت من اســتطاع اليــه ســبيال ومن كفــر فــإن اللــه غــني عن

، يــا علي من سـوف الحج حــتی يمـوت بعثــه اللـه يــوم(3)العـالمين.(4)القيامة يهوديا أو نصرانيا

وعن الطبرسي، عن أمير المؤمنين )عليه الســالم( في حــديث:ولو ترك الناس الحج لم يكن البيت ليكفر بتركهم أيــاه ولكن كــانوا

.(5)يكفرون بتركهم أياه من مــات ولموعن رسول الله )صلی الله عليه وآله( أنه قال:

يحج حجــة اإلســالم ولم تمنعــه حاجــة ظــاهرة أو مــرض حــابس أوسلطان ظالم فليمت علی أي حال شاء، إن شاء يهوديا

.1 في وجوب الحج ح7 باب 20 ص8الوسائل: ج)?( 1.2 في وجوب الحج ح7 باب 20 ص8المصدر: ج)?( 2.97سورة آل عمران: آية )?( 3.3 في وجوب الحج ح7 باب 21 ص8الوسائل: ج)?( 4.4 في وجوب الحج ح7 باب 21 ص8الوسائل: ج)?( 5

293

Page 294: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الكبائر من استخفاف غير من وتركه

. (1)أو نصرانياإلى غير ذلك من الروايات الورادة بهذه المضامين.

ولكن ال يخفی أن هذه الروايات ال تدل إال علی الترك إلى اآلخر كما هو ظاهر المتن، إذ التارك المطلـق هـو التــارك إلى اآلخـر، وإال

لم يصدق عليه الترك مطلقا.ــة من ــة جمل ــائر{ لدالل ــتخفاف من الكب ــير اس ــه من غ }وترك النصــوص عليــه، فعن معاويــة بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

وللــه علی النــاس حج الــبيت منالسالم( قــال: قــال اللــه تعــالی: هذه لمن كان عنده مال وصحة، وإن كان قال: استطاع إليه سبيال

سوفه للتجارة فال يسعه، وإن مات علی ذلك فقد تــرك شــريعة من. (2)شرائع اإلسالم

وداللته علی كون الـترك من غــير اسـتخفاف كبــيرة ظــاهرة، إذ الـترك االسـتخفافي عبـارة عن عــدم المبــاالة واالعتنـاء بالشـأن بالــذر ــترك ع عذر، والترك ال عن استخفاف مقابله الذي كان له في ال

خارجي ولو لم يكن شرعيا، كالتجارة الممثل بها في الرواية. ومثله ما عن صباح الكنــاني، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قال: قلت له: أرأيت الرجل التاجر ذا المـال حين يسـوف الحج كـل

ال عــذر لــهعــام وليس يشــغله عنــه إال التجــارة أو الــدين؟ فقــال: يسوف الحج، إن مات وقد ترك الحج فقد تــرك شــريعة من شــرائع

.(3)اإلسالم

.5 في وجوب الحج ح7 باب 21 ص8الوسائل:ج )?( 1.1 في وجوب الحج ح6 باب 16 ص8الوسائل: ج)?( 2.4 في وجوب الحج ح6 باب 17 ص8الوسائل: ج)?( 3

294

Page 295: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وعن زيــد الشــحام قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: ليس لــه عــذر، فــإن مــات فقــد تــركالتــاجر يســوف الحج؟ قــال:

.(1)شريعة من شرائع اإلسالم وعن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( في قول

هذا قال: ولله علی الناس حج البيت من استطاع إليه سبيالالله: لمن كان عنده مال وصحة، فإن سوفه للتجارة فال يسعه ذلــك، وإن مات علی ذلك فقد ترك شريعة من شــرائع اإلســالم إذا تــرك الحج وهو يجد ما يحج به، وإن دعاه أحد إلى أن يحمله فاستحی فال يفعلــه: فإنه ال يسعه إال أن يخرج ولو علی حمار أجدع أبتر، وهو قول الل

ومن كفر فإن الله غني عن العالمين،قــال: ومن تــرك فقــد كفــر .(2)ولم ال يكفر وقد ترك شريعة من شرائع اإلسالم

وعن كليب، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال: ســأله أبــو بصير وأنا أسمع، فقال له: رجل له مائة ألف فقال العام أحج، العام

ــا بصــيرأحج، فأدركه الموت وهو لم يحج حج اإلسالم؟ فقال: ــا أب ي ومن كــان في هــذه أعمی فهــو في اآلخــرةأما سمعت قول اللــه:

.(3) أعمی من فريضة من فرائض اللهأعمی وأضل سبيال أقول: وال يخفی أن المستفاد من هــذه الروايــات أن الــترك من غير اســتخفاف كبــيرة، خصوصــا الروايــة األخــيرة. نعم لم نجــد في النصوص ما صرح بلفظ الكبيرة، وخصوصا من الروايــات المتقدمــةــا أو ــه يهودي ــة علی موت ــذر الدال ــدم الع ــد بع ــير قي ــة من غ المطلق نصرانيا، فإن إطالقها يشــمل الــترك من عــذر وبال اســتخفاف، لكن

عن جامع

.6 في وجوب الحج ح6 باب 18 ص8المصدر: ج)?( 1.11 في وجوب الحج ح6 باب 19 ص8المصدر: ج)?( 2.12 في وجوب الحج ح6 باب 19 ص8المصدر: ج)?( 3

295

Page 296: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــال ــه ق األخبار في باب الحج عن النبي )صلی الله عليه وآله( أنــه صــالتهفي الحج: ــل الل ــير عــذر ال يقب ــك من غ ثم فــرط في ذل

وصيامه وال يستجاب دعاؤه، وكتب عليه كل يوم وليلة مائــة خطیئــة أصغرها كمن زنی بأمه أو ابنته، وإن قام بها من عامه كتب له بكــل درهم ثــواب حجــة وعمــرة، فــإن مــات مــا بينــه وبين القابــل مــات شهيدا، وكتب له ما بينه وبين القابــل كــل يــوم وليلــة ثــواب شــهيد،

.(1)وقضی له حوائج الدنيا واآلخرة ثم إن الظــاهر أن مثــل هــذه الروايــات محمولــة علی العقــابــة ــواقعي األولي للمعصــية مــع قطــع النظــر عن األمــور الخارجي ال الموجبة لشدة العقاب، مثال الزنا في نفسه عقابــه مائــة ســوط من النار، وبمالحظة توابعه من كونه مثال مخالفــة النــبي واإلمــام وعــدم المبــاالة بــأمر اللــه الملحــق بشــبه االســتخفاف واســتلزامه فســادــك المزني بها وإتالف النطفة ومورثيته موت الفجأة مثال إلى غير ذل عقابه ألف ألف سوط، فالمراد كونه يعاقب عقــاب ذلــك العــدد منــه أجــر الزنا في نفسه، كما أنه ال بد أن تحمل روأيات الثواب وأن ل

كذا شهيد علی ذلك أيضا. هذا ما وصل إليه فكري في توجيه هذه الطائفة من األخبــار فيــا ــا لكونه ــا علی ظاهره ــا لم نحمله ــاب، وإنم ــواب والعق ــابي الث ب

كالمخالف للضروري من أذهان المتشرعة وغير ذلك. وكيف كان، فالظاهر أن المراد من الموت يهوديا أو نصرانيا أنه محكوم بأحكامهم االحتضارية والقبريــة واألخرويــة في الجملــة، وإال فضرورة كونه محكومــا عنــدنا بحكم المســلمين من الكفن والــدفن

وقضاء صالته وحجه ونحوه مسلمة

.185جامع األخبار: ص)?( 1296

Page 297: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وهو العمــر، تمــام في واحــدة مــرة إال الشرع أصل في يجب وال مثل اإلســالم، عليه بــني الــذي الحج أي اإلســالم، بحجة المســمی

والصوم الصالة

لــدی الكــل ظــاهرا، ويؤيــده مــا عن كتــاب العالء عن محمــد بنــوز مسلم قال: قلت له: الرجل الموسر يمكث سنين ال يحج هل يج

، قلت: وإن مات ولم يحج صــلي عليــه ويســتغفرالشهادته؟ قال: ، انتهی.(1)نعمله؟ قال:

أقول: وكان وجه قبول الشهادة كفاية الوثوق فيــه، وكيــف كــان فالمتقين جريان أحكم اإلسالم عليه، ولذا نفی اإلمام )عليه السالم( كفره، وبين أن الكافر هذا من أنكر أصــل وجوبــه، وحينئــذ فــالمنكر كافر والتارك إلى اآلخر مســتخفا إن رجــع إلى اإلنكــار كــاألول، وإنــا أو نصــرانيا، لم يرجــع كــان من أظهــر مصــاديق من يمــوت يهودي وبدون االستخفاف هو من مصاديق من يموت كذلك، ومن مصاديق

، ولكنــه أقـل عقوبـة من(2)ومن كـان في هـذه أعمیقوله تعالی: األول.

وأما التارك في عام االستطاعة أو سنين عديدة مــع اإلتيــان بــه بعد ذلــك فســياتي الكالم فيــه في المســألة األولی، وحاصــله أنــه ال

شبهة في إثمه وإنما الكالم في كونه كبيرة أم ال. }وال يجب{ الحج }في أصــل الشــرع إال مــرة واحــدة في تمــام العمــر{، وأمــا الســبب بالعــارض فيجب باإلفســاد والتحمــل والعهــد

والنذر واليمين ونحوها. ــالم، }وهو المسمی حجة اإلسالم، أي الحج الذي بني عليه اإلس

مثل الصالة والصوم

.2 ح41 باب 12 ص2مستدرك الوسائل: ج)?( 1.72سورة اإلسراء: اآلية )?( 2

297

Page 298: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

والزكاة. والخمس كل الجــدة أهل علی وجوبه من العلل في الصدوق عن نقل وما من بد وال واألخبــار، لإلجمــاع مخــالف شــاذ ثبوته فرض علی عام، من المضــمون، بهــذا الــواردة كاألخبــار المحامل، بعض علی حمله يجب أنه بمعــنی البــدل، علی الوجــوب أو المؤكد االستحباب إرادةوهكذا. الثاني العام ففي تركه وإذا عامه في عليه

الحج وجــوب يبعد ال فإنه الكفــائي، الوجــوب علی حملها ويمكن كان إذا عام كل في أحد كل علی كفاية مكة تبقی ال بحيث متمكنــاــاج، عن خالية ــ ــار من لجملة الحج ــ ــوز ال أنه علی الدالة األخب ــ يج

الدالة واألخبار الحج عن الكعبة تعطيل

ــاء ــل بن ــاء ليس من قبي والخمس والزكــاة{ إشــارة إلى أن البناإلسالم علی التوحيد والنبوة والمعاد.

ــا أن وجــه إضــافة الحج إلى اإلســالم من ثم من المحتمــل قريب جهة وجوبـه بـه ال بنائـه عليـه، نحـو إضـافة الزكـاة إلى الفطـرة إذا كانت بمعنی اإلسالم كما نقول به في باب الفطــرة من كفايــة أدنى

مالبسة في اإلضافة.ــدة{ }وما نقل عن الصدوق في العلل من وجوبه علی أهل الج بكسر الجيم وتخفيف الدال من الوجدان بمعــنی أهــل الــثروة }كـل عــام علی فــرض ثبوتــه{ أي صــحة النقــل }شــاذ مخــالف لإلجمــاع واألخبار، وال بد من حمله علی بعض المحامل، كاألخبار الواردة بهذاــدل، ــد أو الوجــوب علی الب المضــمون من إرادة االســتحباب المؤكــاني ــام الث ــه ففي الع ــه وإذا ترك ــه في عام ــه يجب علي ــنی أن بمع

وهكذا{. }ويمكن حملها علی الوجوب الكفائي، فإنه ال يبعد وجوب الحج كفاية علی كل أحد في كل عام إذا كان متمكنــا بحيث ال تبقی مكــة خالية عن الحجاج، لجملة من األخبار الدالة علی أنه ال يجوز تعطيل

الكعبة عن الحج، واألخبار الدالة

298

Page 299: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

آخر في كما الوالي وعلی بعضها، في كما ـ اإلمام علی أن علی الرســول وزيــارة مكة في والمقــام الحج، علی النــاس يجــبر أن ـــ

مــال لهم يكن لم إن وأنه عنــده، وآلــه( والمقــام عليه الله )صــلیالمال. بيت من عليهم أنفق

علی أن علی اإلمام ـ كما في بعضها وعلی الوالي كما في آخــرــارة الرســول ــ أن يجــبر النــاس علی الحج والمقــام في مكــة وزي ـ )صلی اللــه عليــه وآلــه( والمقــام عنــده، وأنــه إن لم يكن لهم مــال

أنفق عليهم من بيت المال{. قــال في الجــواهر بعــد ذكــره اإلجمــاع بقســميه من المســلمين فضال من المؤمنين علی عدم وجوب الحج أكثر من مــرة، وتمســكه باألصل، وأن إطالق األمر مقتض لذلك ما لفظه: فمــا عن الصــدوق في العلل من أن اإليمان الذي اعتمد عليه وأفــتی بــه أن الحج علی

أهل الجدة في كل عام فريضة واضح الضعف.ــاس الوجــوب في وفي محكي المنتهی قال: حكي عن بعض الن كل سنة مرة، وهي حكاية لم تثبت ومخالفة لإلجماع والسنة إلخ، أو محمولة علی ما حمل عليه بعض النصــوص الموهمــة لــذلك، كخــبر

إن اللــه تعــالیعلي بن جعفر، عن أخيــه موســی )عليــه الســالم(: فرض الحج علی أهل الجدة في كل عام، وذلك قول اللـه عزوجــل:

ولله علی الناس حج البيت من استطاع إليه ســبيال ومن كفــر فــإن . قال: قلت: من لم يحج منا فقد كفر؟ قال:الله غني عن العالمين

ال ولكن من قال هذا ليس هكذا فقد كفر. الحجوخبر حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله )عليه السالم(:

. فرض علی أهل الجدة في كل عام إن في كتــاب اللــه عزوجــل فيمــاومرسل الميثمي عنه أيضــا:

من اســتطاع في كل عــام ولله علی الناس حج البيتأنزل الله: ، انتهی كالم الجواهر. (1)إليه سبيال

.220 ص17الجواهر: ج)?( 1299

Page 300: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وهناك أخبار أخر بهــذا المضــمون، فعن ابن أبي عمــير، عن أبي الحج فــرضجرير القمي، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

. (1)علی أهل الجدة في كل عام الحج واجب علی من وجد السبيلوعن العلل بسند رفعه قال:

. (2)إليه في كل عامــه الســالم(: وعن سليمان بن خالد قال: قلت للعبد الصالح )علي

ولله علی الناس حج البيت من استطاع إليه سبيال :قال لله الحج ، قلت: ومن كفــر؟علی خلقه في كل عام من استطاع إليــه ســبيال

يا سليمان ليس من ترك الحج منهم فقد كفر،قال )عليه السالم(: . ولكن من زعم أن هذا ليس هكذا فقد كفر

وعن علي بن مهزيار، وسئل عما رواه أصحابنا أن الله عزوجــل أوجب علی أهل الجدة في كل عام؟ فقال: روينا عن أبي عبــد اللـه

لله علی الناس حج البيت من استطاع إليه)عليه السالم( أنه قال: ــدمن الحج. وقال: سبيال فمن وجد السبيل فقد وجب عليه الحج م

، ولكن البد من حمل هــذه األخبــار علی أحــد(3)إذا وجد السبيل حجالحامل:

في كــل عــاماألول: أن يكون الظرف ـ أعني قولــه ـ متعلقــا بأهل الجدة ال بالوجوب، فالمعنی أن أهل الجدة في كــل عــام يجبــذه ــنة يجب عليهم الحج في ه ــذه الس ــدة ه ــل ج عليهم الحج، فأه السنة، وأهل جدة الســنة اآلتيــة يجب عليهم الحج في الســنة اآلتيــةــری وهكذا، وليس يجب علی أهل جدة السنة السابقة الحج مرة أخ

في السنة الالحقة، ألنه ليس من أهل جدة السنة الالحقة، وهذا

.4 في وجوب الحج ح2 باب 11 ص8الوسائل: ج)?( 1. 6 في وجوب الحج ح2 باب 11 ص8الوسائل: ج)?( 2.2 في أبواب شرائط الحج ح2 باب 3 ص2المستدرك: ج)?( 3

300

Page 301: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أهل الجدةأقرب إلى القواعد العربية لقرب الظرف من كلمة .نعم المنصرف بدوا هو تعلقه بالوجوب ،

الثــاني: أن يكــون المــراد الوجــوب علی ســبيل البــدل، وأن من وجب عليه الحج في السنة األولى فلم يفعل وجب في الثانيــة فــإن لم يفعل وجب في الثالثة وهكذا، احتملــه الشــيخ )رحمــه اللــه( في محكي كالمــه، فيكــون كمــا لــو قــال: يجب علی كــل مكلــف صــالة الظهر في جميع أجزاء الوقت, فمعنی الوجوب صحة اإلتيان بــه في كل جزء وكل سنة، وهذا تعبير شائع، والحاصل إن المراد بيان كون الوجــوب موســعا ال بمعنــاه االصــطالحي بــل بمعــنی بقــاء التكليــف األدائي، وليس مثل الموقتــات الــتي تســقط عنــد عــدم اإلتيــان في

جزء من الزمان. الثالث: أن يكون المراد بيان الوجوب الكفــائي، بمعــنی وجــوب كــون النــاس في كــل ســنة في تلــك الشــاهد الكريمــة علی ســبيل البدل، ويؤيــده مــا يــدل علی عــدم جــواز تعطيــل الكعبــة عن الحج، ووجوب إجبار الناس عليه، وإعطائهم من بيت المال إذا لم يتمكنوا، فلذا احتمله صاحب الوســائل، وليس هــذا المعــنی في غايــة البعــد، وإن قال في الجواهر: ومن الغريب ما في الوسائل من حمــل هــذه

ــتعمال(1)النصوص علی الوجوب كفاية ، انتهی، لشيوع مثل هذا االســدكان في في العرف، فيقول: يلزم عليكم أيها التالميذ الكون في الــر: كل عام، مريدا كون بعضهم علی سبيل الكفاية بقرينة قوله اآلخ

ال يخلو الدكان عن أحدكم.

.222 ص17الجواهر: ج)?( 1301

Page 302: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الرابع: ما احتمله الســيد الوالــد في الــدرس، من أن المــراد أن هذا الــواجب ليس يختص بــوقت دون وقت، بـل هـو واجب في كـل سنة، فليس مثل لجهاد المختص بــوقت الحاجــة، وال ممــا يجب كــل

عشرة سنين مثال مرة واحدة وهكذا، بل هو واجب مستمر. أقول: ويؤيده ما عن تفسير العياشي، عن الحلبي، عن أبي عبد اللـه )عليــه الســالم( في حــديث حجــة الــوداع، إلى أن قــال: فقــال سراقة بن جعشم الكناني: يا رسول اللــه علمنــا ديننــا كأنمــا خلقنــا اليوم، أرأيت لهذا الذي أمرتنــا بــه لعامنــا هــذا أو لكــل عــام؟ فقــال

. (1)ال، بل ألبد األبدرسول الله )صلی الله عليه وآله(: ــذه ــذا الحكم مختص به ــون الســؤال عن أن ه ــإن الظــاهر ك ف السنة، فال يكــون مثــل الصــالة والصـوم والزكـاة الممتــدة إلى يــوم القيامة، أو مثل تلك باق أبدا، كما يسـتفاد من جــواب النــبي )صــلی الله عليه وآله( إذ لو كان مراد السائل وجوبه علی كل أحد كل عام

ألجاب )صلی الله عليه وآله( بأنه ما دام العمر، ال ألبد األبد. الخامس: احتمــال إرادة االســتحباب من قولــه )عليــه الســالم(:

يجبلكثرة اســتعمال هــذه اللفظــة بمعــنی االســتحباب، كمــا في أخبار زيارة الحسين )عليه السالم( من التعبير بالوجوب.

وكيف كان: فالضرورة واإلجماع من كافة المسلمين كافيان في رفع اليد عن الوجوب في كل سنة، مضافا إلى ما عــرفت من ورود هــذه االحتمــاالت الخمســة في الروايــات المتقدمــة، علی أن هنــاك

أخبارا دالة علی عدم الوجوب في كل سنة

.230 ح90 ص1تفسير العياشي: ج)?( 1302

Page 303: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وأنه يجب في العمرة مرة واحدة، ففي صحيح هشام بن سالم، مــا كلــف اللــه العبــاد إال مــاعن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال:

إلى أن قــال:يطيقون، إنما كلفهم في اليوم والليلة خمس صلواتوكلفهم حجة واحدة وهم يطيقون أكثر من ذلك(1).

إنمــاوعن الفضل بن شاذان، عن الرضا )عليــه الســالم( قــال: أمروا بحجة واحــدة ال أكـثر من ذلــك ألن اللـه وضــع الفـرائض علی

يعــنی شــاة، ليســعفما استيسر من الهــديأدنى القوة، كما قال: القــوي والضــعيف، وكــذا ســائر الفــرائض إنمــا وضــعت علی أدنى القوم، فكان من تلك الفرائض الحج المفروض واحــدا ثم رغب بعــد

.(2)أهل القوة بقدر طاقتهم وعن محمــد بن ســنان: إن أبــا الحسـن علي بن موسـی الرضــا

علــة)عليه السالم( كتب إليه فيما كتب من جــواب مســائله، قــال: فرض الحج مرة واحــدة ألن اللــه تعــالی وضــع الفــرائض علی أدنى القوم قوة، فمن تلك الفرائض الحج المفروض واحدا ثم رغب أهــل

.(3)القوة علی قدر طاقتهم وأما قول الصــادق )عليــه الســالم( لألقــرع بن حــابس إذ ســئل:

في كل سنة مرة واحدة ومن زاد فهــو تطــوع(4)ممــا اســتدل بــه ، صــاحب الجــواهر فال يــدل علی المطلــوب، بــل داللتــه علی عكســه

أوضح، إذ كونه في كل سنة مرة واحدة مقابل مرتين

.1 في وجوب الحج ح3 باب 12 ص8الوسائل: ج)?( 1.2 في وجوب الحج ح3 باب 12 ص8المصدر: ج)?( 2.3 في وجوب الحج ح3 باب 13 ص8المصدر: ج)?( 3.4 في شرائط الحج ح3 باب 3 ص2مستدرك الوسائل: ج)?( 4

303

Page 304: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ال مقابل الوجوب في كل سنة كمــا ال يخفی، مــع أن فيــه تــأمالمن وجه آخر.

وعن دعائم اإلسالم: روينا عن جعفر بن محمــد )عليــه الســالم( وأما ما يجب علی العبــاد في أعمــارهم مــرة واحــدة فهــوأنه قال:

الحج، فرض عليهم مـرة واحـدة لبعـد األمكنـة والمشـقة عليهم في األنفس واألموال، فالحج فرض علی النــاس جميعــا إال من كــان لــه

.(1)عذر ولله علی النــاسلما نزلت وعن علي )عليه السالم( أنه قال:

قــال المؤمنــون: يــا رســول اللــهحج البيت من استطاع إليه سبيال أفي كل عام؟ فسـكت، فأعـادوا عليــه مـرتين، فقـال: ال، ولـو قلت

يا أيها الذين آمنوا ال تســألوا عن أشــياء إننعم لوجب، فأنزل الله: .(2)تبدلكم تسؤكم

اعلم يرحمــك اللــه أن الحجوعن فقه الرضــا )عليــه الســالم(: ــه .. وقــد وجب في طــول إلى أن قــال: فريضــة من فــرائض الل

العمر مرة واحدة ووعد عليها من الثواب الحجة والعفو من الذنوب(3).

ــاس قــال: لمــا وعن الغــوالي، عن الشــهيد، قــال: روى ابن عبــه األقــرع بن خطبنا رسول الله )صلی الله عليه وآله( بالحج قام إلي

ال، ولــو قلت نعمحابس فقــال: كــل عــام يــا رســول اللــه؟ فقــال: لوجب، ولو وجب لم تفعلوا، إنما الحج في العمرة مرة واحدة فمن

.(4)زاد تطوع

في ذكر وجوب الحج.288 ص1الدعائم: ج)?( 1.24 سطر2 في شرائط الحج ح3 ص2المستدرك: ج)?( 2.18 في الحج سطر26ففه الرضا: ص)?( 3.4 في وجوب الحج ح3 باب 3 ص2المستدرك: ج)?( 4

304

Page 305: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

إن اللــه كتب عليكم الحجوعنه )صلی الله عليه وآله( أنه قال: :فقال األقرع بن حابس: كل عام يا رسول الله؟ فسكت ثم قــال ، إذا لو قلت نعم لوجب ثم ال تسعون وال تطيقون ولكنه حجة واحدة(1).

ــع ــل بن الربي ــاقب، عن الفض ــوب في المن ــهر آش وعن ابن ش ورجل آخر، عن الكاظم )عليه السالم( في حــديث طويــل أنــه قــال

إن الفــرض ـللرشيد في المسجد الحــرام لمــا ســأله عن فرضــه: ،ومن الدهر كله واحد، إلى أن قال: رحمك الله ـ واحدة وخمسة وأما قولي فمن الدهر كله واحد فحجةإلى أن قال )عليه السالم(:

.(2)اإلسالم بقي في المقام شيء، وهــو أن اإلمــام أو الــوالي يجــبر النــاس علی الحج إذا تركوه ولو كان من جهة عدم مســتطيع فرضــا، وهــذا الجبر ال يختص بأهل الجدة، بل يلزم علی الــوالي الصــرف من بيتــاة، المال علی هذه المصلحة، والمراد ببيت المال هنا أعم من الزك لما تقدم في باب الزكــاة أن من ســهم ســبيل اللــه الحج، قــال فيــا الجواهر: ولعلنا نقول به، }أي بالجبر واإلنفاق من بيت المال{ كم أومأ إليه في الدروس قــال فيهــا: ويســتحب للحــاج وغــيرهم زيــاره رسول الله )صلی الله عليه وآله( بالمدينة اســتحبابا مؤكــدا، ويجــبر اإلمام الناس علی ذلك لو تركوه، لما فيه من الجفاء المحــرم، كمــا يجــبرون علی األذان، ومنــع ابن ادريس ضــعيف لقولــه )صــلی اللــه

عليه وآله(:

.189 ح169 ص1العوالي: ج)?( 1.5 ح3 باب 3 ص2المستدرك: ج)?( 2

305

Page 306: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

من أتی مكــة حاجــا ولم يـزرني إلى المدينـة فقـد جفوتـه يـوم ــه ــفاعتي، ومن وجبت ل ــه ش ــرا أوجبت ل ــاني زائ ــة، ومن أت القيام

.شفاعتي وجبت له الجنة وفي المختلــف، قــال الشــيخ: إذا تــرك النــاس الحج وجب علیــه اإلمام أن يجبرهم علی ذلك، وكذا إذا تركوا زيارة النبي )صلی الل

عليه وآله( كان عليه إجبارهم عليها أيضا.وقال ابن ادريس: ال يجب اإلجبار ألنها غير واجبة.

ــرم، انتهی كالم ــو مح ــاء وه ــتلزم الجف ــه يس ــيخ بأن واحتج الش.(1)الجواهر

أقول: ويدل علی عدم جواز تعطيــل الكعبــة وإجبــار الــوالي فيالجملة طائفة من األخبار:

لــو تــركفعن األحمس، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال: .(2)أنزل عليهم العذاب، أو قال: الناس الحج لما نوظروا العذاب

كــان عليوعن حماد، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال: )صلوات الله عليه( يقول لولده: يا بني انظروا بيت ربكم فال يخلون

.(3)عنكم فال تناظروا وعن ابن سدير، عن أبيه قال: ذكرت ألبي جعفر )عليه السالم(

، وفي حــديث آخــر:البيت فقال: لو عطلوه سنة واحدة لم يناظرواأنزل عليهم العذاب(4).

وعن أبي بصير المرادي، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال:ال يزال الدين قائما ما قامت الكعبة(5).

في وجوب الحج.222 ص17الجواهر: ج)?( 1.1 في وجوب الحج ح4 باب 13 ص8الوسائل: ج)?( 2.2 في وجوب الحج ح4 باب 13 ص8الوسائل: ج)?( 3.4 - 3 في وجوب الحج ح4 باب 13 ص8المصدر: ج)?( 4.5 في وجوب الحج ح4 باب 14 ص8الوسائل: ج)?( 5

306

Page 307: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وعن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله )عليه الســالم( يقــول:أما أن الناس لو تركوا حج هذا البيت لنزل بهم العذاب وما نوظروا(1).

وعن عبد الرحمن بن أبي عبــد اللــه، قــال: قلت ألبي عبــد اللــهــون إذا حج الرجــل )عليه السالم(: إن ناسا من هؤالء القصاص يقول

كــذبوا لــو فعــل هــذاحجة ثم تصدق ووصل كــان خــيرا لــه، فقــال: الناس لعطل هذا الــبيت، إن اللــه عزوجــل جعــل هــذا الــبيت قيامــا

.(2)للناس وعن عبد الله بن ميمون، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال:

كان في وصية أمير المؤمــنين )عليــه الســالم( قــال: ال تــتركوا حج من ترك الحج لحاجــة من حــوائج الــدنيا، وقال: بيت ربكم فتهلكوا

.(3)لم تقض حتی ينظر إلى المحلقين وعن النهج، في وصية أمير المؤمنين )عليــه الســالم( للحســنين

والله الله في بيت ربكم ال تخلوه مــا بقيتم، فإنــه)عليهما السالم(: .(4)إن ترك لم تناظروا

وعن عثمان بن شريك، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال:لو ترك الناس الحج ما ينظروا بالعذاب(5).

ــن ــو الحس ــال: بعث إلي أب ــاج، ق ــرحمن بن الحج ــد ال وعن عب بسـم اللـه الـرحمنموسی بوصية أمير المؤمنين )عليــه السـالم(:

الله الله في بيت ربكم فال، إلى أن قال: الرحيم

.7 في وجوب الحج ح4 باب 14 ص8 المصدر: ج)?(1.8 في وجوب الحج ح4 باب 14 ص8المصدر: ج)?( 2.9 في وجوب الحج ح4 باب 15 ص8المصدر: ج)?( 3 مطبعة األندلس.14 ومن وصية له عليه السالم سطر 511 ص3نهج البالغة: ج)?( 4.1 ح4 في شرائط الحج باب 3 ص2المستدرك: ج)?( 5

307

Page 308: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يخلو منكم ما بقيتم، فإنه إن ترك لم تنــاظروا، وأدنی مــا يرجــع.(1)به من أمه أن يغفر له ما سلف

وعن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال:ــو ــيعتنا عمن ال يحج منهم، ولـ ــدفع ممن يحج من شـ ــه ليـ وإن اللـ

.(2)أجمعوا علی ترك الحج لهلكوا إذا تــركتوعن رسول الله )صلی اللــه عليــه وآلــه( أنــه قــال:

.(3)أمتي هذا البيت أن تؤمه لم تناظروا وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال:

ــبرهم علی الحج إن لو عطل الناس الحج لوجب علی اإلمام أن يج.(4)شاؤوا وإن أبوا، فإن هذا البيت إنما وضع للحج

لــو أنوعن جماعــة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال: الناس تركـوا الحج لكــان علی الــوالي أن يجــبرهم علی ذلـك وعلی المقام عنده، ولو تركوا زيارة النبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( لكــان علی الوالي أن يهجرهم علی ذلك وعلی المقام عنده، فــإن لم يكن

، إلى غير ذلك.(5)لهم أموال أنفق عليهم من بيت مال المسلمين والظاهر أن هذا تكليف للوالي فعليه إلزام النــاس بهــذه األمــور األربعة مع عدم أحدها، ولو توقف ذلك علی المــال صــرف من بيت

المال.

.2 في شرائط الحج ح4 باب 4 ص2المستدرك: ج)?( 1.3 في شرائط الحج ح4 باب 4 ص2المصدر: ج)?( 2.4 في شرائط الحج ح4 باب 4 ص2 المصدر: ج)?(3.1 في وجوب الحج ح5 باب 15 ص8 الوسائل: ج)?(4.2 في وجوب الحج ح5 باب 16 ص8المصدر: ج)?( 5

308

Page 309: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــألة ــرائط تحقيق بعد الحج وجـــوب أن في خالف : ال1 مسـ الشـــوري، ــ ــنی ف ــ ــادرة يجب أنه بمع ــ ــام في إليه المب ــ من األول الع

ــتطاعة، ــوز فال االس ــأخيره يج ــه، ت ــام ففي فيه تركه وإن عن الع مع وأخر خــالف ولو األخبــار، من جملة عليه وهكــذا. ويــدل الثاني كما كبــيرة كونه يبعد ال بل عاصــيا يكــون عــذر بال الشــرائط وجــوداألخبار. من جملة من استفادته ويمكن جماعة، به صرح

: ال خالف في أن وجوب الحج بعــد تحقيـق الشـرائط1}مسألة ــام األول من ــه في العـ ــادرة إليـ ــه يجب المبـ ــنی أنـ ــوري، بمعـ فـ االستطاعة، فال يجوز تأخيره عنه، وإن تركه فيــه ففي العــام الثــاني

: وتجب(1)وهكذا، ويدل عليه جملة من{ األقوال، قــال في الجــواهرــا عن الناصــريات بعد فرض إحراز الشرائط علی الفور اتفاقا محكي والخالف وشــرح الجمــل للقاضــي وفي التــذكرة، و}األخبــار{ وقــد تقدم جملة منهــا عنــد قــول المصــنف: )وتاركــه عمــدا مســتخفا بــهــة أخــری بمنزلتهم وتركه من غير استخفاف من الكبائر( وتأتي جمل

منها. }ولو خالف وأخر مع وجود الشرائط بال عذر يكون عاصيا، بل ال يبعد كونه كبيرة، كما صرح به جماعــة، ويمكن اســتفادته من جملــةــع ــأخير م ــد أن الت ــير واح ــا عن غ ــرائع كم ــار{ ففي الش من األخب الشرائط كبيرة موبقــة، وعن المنتهی والمـدارك أن الوعيــد مطلقـا

دليل التضييق، واختاره في الجواهر.ــون ــريح في ك ــالح ص ــل ص ــف إلى اآلن علی دلي ــول: لم أق أق التأخير كبيرة، إال رواية جامع األخبار المتقدمة، نعم لو مات ولو بعد

السنة األولى كان تركه

.223 ص17الجواهر: ج)?( 1309

Page 310: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كبيرة كما لو لم يحج إلى اآلخر، ولــو الفتقــاره بعــد العــام األول الذي كان مستطيعا فيه، نعم حرمته ال إشكال فيهــا، لمــا في جملــة

وإن كــان ســوفهمن النصــوص، كقــول الصــادق )عليــه الســالم(: .(1)للتجارة فال يسعه

وحين سئل عن الرجل التاجر ذي المال حين يســوف الحج كــل عام وليس يشغله عنه إال التجارة أو الدين؟ فقــال )عليــه الســالم(:

ال عذر له يسوف الحج(2) . فإن سوفه للتجــارة فال يســعه ذلــك وإنوقوله )عليه السالم(:

. (3)مات علی ذلك فقد ترك شريعة من شرائع اإلسالم وفي الخالف، عن ابن عباس، عن النبي )صلی الله عليــه وآلــه(

. إلى غير ذلك ممــا(4)من أراد الحج فليعجل فقد أمر بتعجيلهقال: تقدم.

ثم إن تأخيره من كل سنة إلى أخری كذلك إلطالق األدلة. أقول: ولكن ال يذهب عليك أنه لو كان في الواقع عقــاب مــؤخر الحج عقاب الكبير لم يكن عذرا له يــوم القيامــة، إذ هــذه النصــوص مجملة من هذا الحيث، فال يتم بها الحجة للعبد علی المولى، بخالفــاب ما لو صرح المولى بأن الشيء الفالني صغيرة فإنه ال يصــح عق الكبيرة لعدم تمامية الحجة بذلك، ومثله ما لو قــال المــولى لعبــده: إن فعلت كذا فال عذر لك، فإنه لــو فعلــه كــان للمــولى حــق عقابــه بعقاب الكبيرة مائــة ســوط مثال، بخالف مــا لــو قــال: هــذه معصــية صغيرة، فإنه لو عاقبه بمائة والحال أن عقاب الصغيرة خمسون لم

يكن له الحق في ذلك.

.1 في وجوب الحج ح6 باب 16 ص8الوسائل: ج)?( 1.4 في وجوب الحج ح6 باب 17 ص8الوسائل: ج)?( 2.11 في وجوب الحج ح6 باب 19 ص8الوسائل: ج)?( 3.7 في وجوب الحج ح5 باب 4 ص2المستدرك: ج)?( 4

310

Page 311: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وقد تقــدم أنــه ال ثمــرة مهمــة فقهيــة في تحقيــق أنــه كبــيرة أو صغيرة إال مسألة العدالة، وقد أثبتنا في بــاب التقليــد ســهولة األمــر فيها وأنه ليس بهذا التضييق المشتهر في األعصار المتــأخرة، واللــه

تعالى هو العالم. ثم إن الفوريــة إنمــا هي بالنســبة إلى حجــة اإلســالم، أمــا حجــة النذر والعهد واليمين فتتبــع القصــد، ولــو شــك كــان األصــل العــدم،ــاتي الكالم فيــه إن وحجة االستيجار تتبع القرار، وأما حج اإلفساد في

شاء الله تعالى.

311

Page 312: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

علی االســـتطاعة حصـــول بعد الحج إدراك توقف : لو2 مســـألة إتيانها إلى المبــادرة وجب أســبابه، وتهیئة الســفر من مقــدمات،

السنة. تلك في الحج يدرك وجه علی

: لو توقف إدراك الحج بعد حصــول االســتطاعة علی2}مسألة ــا علی ــادرة إلى إتيانه مقدمات من السفر وتهیئة أسبابه، وجب المب وجه يدرك الحج في تلك الســنة{ ألن وجــوب الحج يقتضــي وجــوب مقدماته، إمــا من بــاب المقدمــة المفوتــة، وإمــا من بــاب الوجــوب الترشــحي، ووجوبهــا غــيري علی كــل تقــدير، فالتــارك للحج بتركهــا

معاقب علی تركه ال علی تركها. نعم قوله: )في تلك السنة( من باب الغــالب، وإال فلــو احتــاجتــل تهیئة األسباب إلى أكثر من سنة وجبت المبادرة إليها بحيث يحص

في أول أزمنة اإلمكان ولو بعد عشربن سنة. مثال: لو كان ورث ماال من أبيه في حال صغره فتملكه الغاصب وال يدفع إليه إال تدريجا كل سنة بمقدار جزء من عشرين جزءا ممــا به يتمكن، لزم عليه أخذه في كل سنة حتى يجتمــع عنــده وال يصــح له التخلف، كما أنه لــو احتــاج بيــع داره الزائــدة إلى مــدة أكــثر من

سنة لزم عليه االشتغال به إلى أن يحصل المال ولو بعد سنتين. والحاصل: إن كل من صدق عليه أنه استطاع يلــزم عليــه تهیئــةــل المقدمات ولو كانت تهیئتها مقدار سنتين، كما لو فرض بعد المح

عن الحجاز بحيث يحتاج إلى سنة من المسافرة لزم ذلك. كما أنه لو كان ماله عند ظالم واحتاج إلى الترافع في استنقاذه

وجب ألنه مستطيع لكن يحتاج إلى مقدمة هي الترافع. ونحوه علی ما هو المتــداول في هــذه األزمنــة من احتيــاج الحج

إلى مقدمة أخذ جواز العبور

312

Page 313: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــل هــذا ونحــوه من الحكومــة، كــل لصــدق المســتطيع علی مثــه تجب ــه الحج، وبوجوب ــا وشــرعا، فيجب علي ــة وعرف الشــخص لغ

مقدماته. وال يشــكل بــأن وجــوب الحج إنمــا هــو في أشــهر الحج فكيــفــل أشــهر الحج، يترشح منه الوجوب علی مقدماته التي هي فيما قبــل أشــهر وحينئذ فال وجوب قبلها، ويتفرع عليه جواز إتالف المال قب

الحج، وال يجب عليه إبقاوه إلى أشهره؟ ألنا نقول: يجب الحج علی كــل من جمــع الشــرائط حين جمعــه

ولله علی الناس حج الــبيت من اســتطاعلها، إلطالق قوله تعالی: ــه فكل مستطيع يجب عليه الحج، ويتوجه إليه الخطاب حين اجتماع للشرائط، فالوجوب فعلي وإنما ظرف الــواجب فيمــا بعـد، كمــا لـو قال المولى: يجب علی كل متمكن منكم أن يحضــر بعــد ســنة عنــد

زيد. فإن التكليف فعال إلى كل متمكن منهم، وإال فلو لم يكن وجوب فكيف يجب السير قبــل وقت الحج وأشــهره، خصوصــا في األزمنــة السابقة بالنسبة إلى البالد البعيدة التي يتسغرق سير المسافة بينها وبين مكة أكــثر من نصــف ســنة مثال. والالزم عــدم الوجــوب عليهم

كافة، وهذا مخالف للضرورة. وكما أن السير واجب ولو قبل سنة كــذلك حفــظ المــال، إذ ال

فرق بين حفظ المال وبين السير، فإن كان السير الزما كان حفــظالمال الزما، والمفروض وجوب األول فيجب الثاني.

لكن اإلنصاف انصراف االستطاعة عن بعض الصور المتقدمة. ثم لو تنزلنا وقلنا بعــدم توجــه التكليــف قبــل أشــهر الحج، كــان الالزم القول بوجوب المقدمات من باب المقدمة المفوتــة ونحوهــا، فجمع بعض بين وجوب السير قبل أشهره وبين عدم وجــوب حفــظ

المال تفكيك بين المتالزمين.

313

Page 314: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــزعم ــالمحرم ب وبهذا ظهر أن ال اختصاص لوجوب حفظ المال ب أنه أول السنة، بــل لــو حصــل عنــده المــال يــوم عرفــة أو قبلهــا أو

بعدها، قبل المحرم كان الالزم عليه حفظه إلى أوان الحج. ال يقــال: ال مجــال لهــذا الكالم الحتمــال فقــدان الشــرائط حــال الحج، كمــا لــو منعــه عــدو أو مــرض أو نحــو ذلــك، فال يعلم بتوجــه الوجوب إليه فعال، فيجوز له تلف المال، والحاصل إن حرمة اإلتالف متوقفــة علی توجــه الوجــوب، وهــو متوقــف علی االســتطاعة حــالــه ــان توج ــانت االســتطاعة في أشــهره مشــكوكة ك ــا ك الحج، ولم

التكليف إليه مشكوكا ويجوز له صرف المال. ألنا نقول: مضافا إلى أن استصــحاب حصــول الشــرائط ال مــانع منه، ألن المشكوك الحق واالعتبار به ال بالشك، إن التكليـف منـوط بالواقع، فلو كان في الواقع مستطيعا توجــه التكليــف إليــه فعال وإنــوقت ثم لم ــات من ال ــع ركع ــه إلى أرب لم يعلم، كمن ال يعلم ببقائ يصل وبقی ثم جن فإنه حيث كان مكلفا واقعــا يجب عليــه القضــاء، نعم ال يعاقب بالترك في الوقت فتأمــل، علی أن األصــول العقالئيــة

قاضية بالبقاء. ومنه يعلم ما لو كان حين حصول المال مريضا، ثم أتلف المــال وبرء فإنه كان الحج في الواقع واجبا عليه ولكن لم يعلم بــه، ومثلـه ما لو كان قاطعا بعدم البرء ثم برء ففي هــذه الصــور يســتقر عليــهــه ــاء الل ــذكورة إن ش ــروع الم ــياتي الكالم في بعض الف الحج، وس

تعالی.

314

Page 315: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

اختـــار منهم، كل مع المســـير من وتمكن الرفقة تعـــددت ولووإدراكا. سالمة أوثقهم

}ولو تعددت الرفقــة وتمكن من المســير مــع كــل منهم، اختــار أوثقهم سالمة وإدراكــا{ وعن الروضــة أنــه لــو تعــددت الرفقــة في العــام الواحــد وجب الســير في أولهــا، فــإن أخــر عنهــا وأدركــه مــع

التالية، وإال كان كمؤخره عمدا في استقرار الحج. وعن الدروس تجــويز التــأخير عن األولى إن وثــق بالمســير مــع

غيرها، واستحسنه في محكي المدارك.ــان أقول: واألوفق بالقواعد جواز التأخير إن وثق بالثاني، وإن ك األول أوثق، وعدم جوازه مقدميا إن لم يوثق بالثاني فإن أدرك مــع

ذلك صح ولم يكن آثما، وإن لم يدرك أثم واستقر الحج عليه. ومثله ما لو قطع بعــدم رفقــة أخــری ولم يــذهب مــع األولى ثم

اتفق وجوده وسار معه. ــه مقدمــة ظــاهرا ــاني فألن ــوق بالث ــأخير مــع الوث أمــا جــواز الت كالمقدمة األولى، وال فرق بين المقدمات في الوجوب، وحينئــذ لــو ذهب معها ولم يدرك ولم يكن له بعد مال يحج به ثانيا، لم يكن آثما وال مستقرا عليه الحج، ألنهما طريقان ظاهرا يجوز سلوك كل واحد

منها عقال. أال تری أنه لو كان هنــاك طريقــان فإنــه لــو ســلك أحــدهما ولمــذا يصل وسلك رفيقه اآلخر، لم يكن عليه لوم وعقاب في سلوك ه

الطريق دون ذاك مع فرض وصول رفيقه. وأما جوازه مع كون األولى أوثق، ألنــه ال اعتبــار عنــد العقالء إال بالثقــة، ويــرون األوثــق أولى ال متعينــا، ولــذا يرجعــون إلى كــل من األوثق والثقة من أهل الخــبرة، وقــد رجحنــا في بــاب التقليــد عــدم

وجوب تقليد األعلم لهذه الجهة. وكيف كان ففي صــورة الوثــوق بكال الوفــدين يجــوز اصــطحاب

أيهما شاء، وإن

315

Page 316: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كان غيره أوثــق، ولــو لم يــدرك لم يكن آثمــا وال مســتقرا عليــهالحج.

وأما إن لم يثق بأحدهما وســار معــه فــإن أدرك فال إشــكال في الكفاية، نعم في اصطحابه لهذا الوفد شبه تجر ال يعلم حرمته، وإن لم يدرك فال إشكال في إثمه واستقرار الحج عليه، أمــا إثمــه فألنــه لم يدرك عمدا ألنــه لم يكن مقدمــة فيكــون كمن يــأتي بمــا ال ينقــذ الغريق من الحبل مع تمكنه من الحبــل المنقــذ، ولهــذا نقــول بعــدم وجوب سلوك هذا الطريق من أول األول لو انحصــر ألن المفــروض

أنه ليس مقدمة عقالئية. وأما استقرار الحج عليه ألنه كــان مســتطيعا وتــرك عمــدا وهــو

مورد استقرار الحج. ولو فــرض انحصــار الرفقــة بهــذه الــتي ال ثقــة بهــا عنــد العقالء فالالزم القول بعدم وجــوب الســير معهــا، فال إثم وال اســتقرار ولــو فرض إدراكهم اتفاقا، واحتمال أنه كـان مقدمــة واقعـا فيكـون كمن عنــده المــال وهــو ال يعلم فال يحج حــتی تلــف المــال مــردود، بعـدمــف ــرع التكلي ــإن االســتقرار ف ــه، ف ــة الحكم في المقيس علي تمامي المنجز، وحيث ال تكليف منجزا لم يستقر بحيث يجب عليه فيما بعدــدم ــتين ع ــة والس ــألة الخامس ــياتي في المس ــكعا، وس ــو متس ول

االستقرار مع العذر، وأما العقاب فال مجال له قطعا. وأما لو قطع بعدم وفد آخر ولم يسر ثم حصل وسار معــه فــإن أدرك فال إشــكال إال من جهــة التجــري، وإن لم يــدرك وأدرك األول فال إشكال في اإلثم ألنه ترك عمدي، وفي االستقرار احتماالن، وإن

لم يدرك األول فال استقرار، وفي اإلثم احتماالن.فتحصل عدم وجوب السير مع األوثق، نعم هو أحوط.

316

Page 317: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

التمكن يعلم لم أو أخــری، حصــول يعلم ولم واحــدة وجــدت ولوالمسير من

ولو تقابــل الوثــوق بــأن وثــق بخــروج هــذا الوفــد مــع شــكه في إدراكه، ووثق بإدراك الوفد الثاني علی تقدير الخروج مع شــكه في خروجه، أو وثق بالخروج وشك في سالمته، بأن احتمل مرضــه بمــا ال يجوز شرعا تحمله، ونحو ذلــك من ذهــاب عضــو وغــيره، فــالالزم

األخذ بذي المرجح منها إن كان، وإال فالتساوي. قال في الجــواهر: ومــع التســاوي واختالف الجهــات المتســاوية فالمكلف بالخيار، والمــراد بــاإلدراك إدارك التمتــع الــذي هــو فــرض البعيــد بأركانــه االختياريــة، فلــو ضــاق وقت التــأخير عن ذلــك وجب الخروج مع السابق، فلــو أخــر عصــی وصــح حجــه، وإن علم فــواتــوغ التمتع أو اختياري أحد الموقفين بالتأخير لصدق االضطرار المس

، انتهى.(1)للعدول بذلك وإن كان منشؤه سوء االختيار أقول: ونظيره ما لو عصی وأخــر الصــالة إلى مقــدار ركعــة من الــوقت، فإنــه يجب اإلتيــان بهــا وتكفي، فال يجب القضــاء وإن كــان

آثما. وتوهم أن اإلدراك ظاهر في عدم االختيار، وال يشمل االختيــاري ولو بتفويت بعض المقــدمات الــتي لــو رعاهــا تمكن من االختيــاري،

صادق علی المدرك ولو كان التفــويت بســوءمن أدركفاسد ألن من أدرك ركعـة مناختياره، ولذا لو بقي ركعـة من الـوقت صـدق

.الوقتــاب إدراك االضــطراري من المــوقفين ومن وتتمــة الكالم في ب

ينقلب تمتعه قرانا. }ولو وجدت واحدة ولم يعلم حصول أخــری، أو لم يعلم التمكن

من المسير

في كتاب الحج.228 ص17الجواهر: ج)?( 1317

Page 318: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يجــوز أو األولى، مع الخــروج يجب فهل بالتأخير، للحج واإلدراكــأخير ــری إلى الت ــرد األخ ــال بمج ــوز ال أو اإلدراك، احتم يج مع إالاألخير. أقواها أقول الوثوق؟ من التمكن عــدم واتفق األولی مع يخــرج لم إذا تقدير أي وعلی وإن الحج عليه اســتقر التــأخير بســبب الحج إدراك عدم أو المسير

األولی، مع الخروج من متمكنا كان ألنه بالتأخير، آثما يكن لم

واإلدراك للحج بالتأخير، فهل يجب الخروج مــع األولى، أو يجــوزــع ــوز إال م ــال اإلدراك، أو ال يج ــرد احتم ــری بمج ــأخير إلى األخ الت

الوثوق؟ أقوال: اختار األول في الروضة، والثــاني في التــذكرة، والثــالث

في الدورس علی المحكي عنهم. }أقواها األخير{ وقد عــرفت وجــه األقوائيــة، }وعلی أي تقــدير إذا لم يخــرج مــع األولى واتفــق عــدم التمكن من المسـير{ بسـبب عدم رفقة أخری ال بسبب المرض ونحوه مما يقطــع بأنــه لــو خــرج مع األولى أيضا كان لم يدرك }أو عدم إدراك الحج بســبب التــأخير، اســتقر عليــه الحج{. فيــه تأمــل، إذ المفــروض أن كــل واحــد منهــا مقدمة بحسب الظاهر، ولم يــدل دليــل علی عــدم مقدميــة الثانيــة،ــك ــزم عكس ذل فقد عمل علی حسب تكليفه الظاهري، علی أنه يل

أيضا فيما خرج مع أول الرفقة ولم يدرك مع إدراك الثاني.ال يقال: لزوم الخروج مع األول كاف في عدم االستقرار.

ألنا نقول: ال دليل علی لــزوم الخــروج مــع األول، لفــرض أنهمــا متساويان من جميع الجهات، إال أنه صادف عدم وصول هــذا أو ذاك

لمانع غير عادي. }وإن لم يكن آثما بالتأخير{ كمــا أنــه ال يــأثم بالتقــديم إذا أدرك المتأخر فقط، وما علل به استقرار الحج بقوله: }ألنـه كـان متمكنـا

من الخروج مع األولى{

318

Page 319: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أيضا. معهم سار لو إدراكه عدم تبين إذا إال

ال يفيد االستقرار، إذ مجرد اإلمكان مع عدم المعين بــل التخيــير موجب للســقوط، وســياتي في المســألة الخامســة والســتين دليــل

عدم االستقرار. }إال إذا تبين عدم إدراكــه لــو ســار معهم أيضــا{ لمــا ســبق من

عدم تكليفه في هذه السنة بالحج، لعدم االستطاعة واقعا. ثم إن الظــاهر وجــوب الــذهاب إلى مكــة ولــو قبــل الحج بأحــدــد من ــا بع ــم لمن ال يتمكن فيم ــاء إلى الموس ــهرا، والبق ــر ش عش الذهاب، والحاصل إن كل من تمكن من تهیئة مقدمــة من مقدماتــه وجب عليه إذا كــان لم يتمكن بعــد ذلــك من تهیئتهــا، لمــا تقــدم من شمول أدلة الوجوب له، إذ هــو مســتطيع ولــو بتحصــيل مقدمــة من

المقدمات قبل مدة. نعم لو كان تحصيل بعض المقدمات حرجيا بمــا يرفـع الوجـوب، سقط للحرج ال لعدم شــمول اإلطالق والعمــوم لــه، كمــا هــو شــأن

العناوين الثانوية.

319

Page 320: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

320

Page 321: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

فصلأمور: وهي اإلسالم حجة وجوب شرائط في

ــان وإن الصــبي علی يجب فال والعقل، بالبلوغ أحدها: الكمال كمراهقا

}فصل في شرائط وجوب حجة اإلسالم، وهي أمور: أحدها: الكمال بالبلوغ والعقــل، فال يجب علی الصــبي وإن كــان مراهقا{، ويدل عليه قبل اإلجمــاع المــدعى في الجــواهر بقســميه،

أخبار: فعن إسحاق بن عمار قال: ســألت أبــا الحســن )عليــه الســالم(

ــه حجــة اإلســالم إذا احتلم،عن ابن عشــر ســنين يحج؟ قــال: علي ، ومن المعلـــوم أن المـــراد(1)وكـــذلك الجاريـــة عليهـــا إذا طمثت

باالحتالم والطمث البلوغ. وعن شهاب، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال: ســألته عن

عليه حجــة اإلســالم إذا احتلم، وكــذلكابن عشر سنين يحج؟ قال: .(2)الجارية عليها الحج إذا طمثت

وعن أبان بن الحكم، قال: سمعت أبا عبد اللــه )عليــه الســالم( .(3)الصبي إذا حج به فقــد قضــی حجــة اإلســالم حــتی يكــبريقول:

أقول : يعني أنه بمنزلة حجة اإلسالم لكن

.1 في وجوب الحج ح12 باب 30 ص8الوسائل: ج)?( 1.2 في وجوب الحج ح12 باب 30 ص8المصدر: ج)?( 2.1 في وجوب الحج ح13 باب 30 ص8المصدر: ج)?( 3

321

Page 322: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بإتيــان إفاقته دور يف لم إذا أدواريا كــان وإن المجنون علی والاألعمال تمام

ــان ــو ك ــه الحج ل ــزم علي ــبر ل ــإذا ك ــغيرا، ف ــا دام ص ــدتها م فائمستطيعا.

وعن مسمع بن عبد الملــك، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( لــو أن غالمــا حج عشــر حجج ثم احتلم كــانت عليــه فريضــةقــال:

.(1)اإلسالم وعن علي )عليــه الســالم(، أنــه قــال: في الصــبي يحج بــه ولم

ال يجزي ذلك عنه وعليه الحج إذا بلغ، وكذلك المرأة إذايبلغ؟ قال: .(2)حج بها وهي طفلة

وعن الراوندي بإسناده الصحيح، عن موسی بن جعفر، عن آبائه لــو)عليهم السالم( قال: قال رسول الله )صلی اللــه عليــه وآلــه(:

أن غالمــا حج عشــر حجج ثم احتلم كــان عليــه فريضــة اإلســالم إذا.(3)استطاع إليه سبيال

وأما ما ورد عن عبد الرحمن بن الحجــاج، قــال: قلت ألبي عبــد الحج علیالله )عليه الســالم(: الحج علی الغــني والفقــير؟ فقــال:

. (4)الناس جميعا، كبارهم وصغارهم، فمن كان له عذر عذره الله فمحمــول إمــا علی أصــل الثبــوت ولــو اســتحبابا، وإمــا علی أن المــراد بالصــغير الوضــيع مقابــل الشــريف، وإمــا علی الصــغير في

السن مقابل الهرم ونحوه.ــان }وال عن المجنون وإن كان أدواريا إذا لم يف دور إفاقته بإتي تمــام األعمــال{ ومــا في حكمــه من المقــدمات الــتي تتوقــف علی شخصــه، وادعی في الجــواهر اإلجمــاع عليــه بقســميه، ويــدل عليــهــق ــل في تعل ــتراط العق ــاب اش ــذكورة في ب ــار الم ــالعموم األخب ب التكاليف، وخصوص الروايــات الدلــة علی رفــع القلم عن المجنــون

حتی يفيق، وقد قلنا

.2 في وجوب الحج ح13 باب 31 ص8المصدر: ج)?( 1.1 ح11 باب 5 ص2المستدرك: ج)?( 2 في وجوب الحج.1 ح12 باب 5 ص2المستدرك: ج)?( 3.3 في وجوب الحج ح2 باب 11 ص8الوسائل: ج)?( 4

322

Page 323: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

في كتاب الزكاة وغيره: إن ظاهر أدلة الرفــع رفــع جميــع اآلثــارمن األحكام التكليفية والوضيعة وغيرهما فراجع.

بقي في المقام أمران: األول: إن السفيه الــذي ليس لــه ملكــة إصــالح المــال ليس فيــة من الرشــد، حكم المجنون، ألنه عاقل وإن لم يكن له هذه المرتب ومثله البالغ غير الرشــيد إذا كــان متمــيزا، فيشــملهما عمــوم األدلــة

وإطالقها. قال في الحدائق في كتاب الحجر: المفهوم من كالم جملــة من األصحاب أن السفيه حكمه في العبــادات البدنيــة والماليــة الواجبــةحكم الرشيد في وجوب اإلتيان بها إال أنه ال يمكن من صرف المال. وعلى هذا فمتى كان الحج عليه واجبــا فليس للــولي منعــه، بــلــه بنفســه أو يجب عليه المبادرة إليه، وعلی الولي تولي اإلنفاق علي وكيله، سواء زادت نفقته ســفرا علی نفقتــه حضــرا أم ال، وال فــرق في ذلك بين حجة اإلســالم أو حج النــذر إذا كــان النــذر ســابقا علی

الحجر، ثم تعرض للحج المندوب وما لو حلف ونحوه انتهى. وقال في الجواهر في مسألة إمكــان المســير: وكــذلك الســفيه سفها موجبا للحجر عليه وليس مريضا، فيجب عليه الحج وإن وجب علی الولي إرســال حافــظ معــه عن التبــذير إال أن يأمنــه عليــه إلىــد علی ــه تزي األياب أو ال يجد حافظا متبرعا أو يعلم أن أجرته ومؤنت ما يبذره، والنفقة الزائدة إلى األياب في مال المبذر وأجرة الحافظ

، انتهی.(1)جزء من االستطاعة إن لم يجد متبرعا كما هو واضح

في وجوب االستنابة.281 ص17الجواهر: ج)?( 1323

Page 324: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الثاني: إن المجنون األدواري إذا لم يكن دور إفاقته بقــدر تمــام أعمال الحج ولكن كان بقدر المعظم منــه وفيــه األركــان، فالظــاهر الوجوب عليه إذا تمكن من ذلــك، كمــا لــو أفــاق حين الســير فسـار معهم ثم جن ثم أفاق قبل الوقوفين أو بعد الوقــوف األول، إلطالق

من أدرك جمعــا فقــد أدرك الحجقول أبي عبد الله )عليه السالم(: .

كما أنه لو علم بأن دور جنونــه حين الوقــوف األول وجب عليــهالحج وإن كان مجنونا في ذلك الحين وهكذا.

فمـــا في المتن تبعـــا للجـــواهر وغـــيره من ســـقوط الحج عن المجنون الذي ال يفي دور إفاقته بإتيــان تمــام أعمــال الحج ال يخلــو

عن إيراد. ومثله من كان دور جنونــه قليال كمن يفيــق ســاعة ويجن ســاعة بحيث يتمكن من اإلتيــان باألعمــال حــال اإلفاقــة ولــو جن بين كــل

فعلين، لعموم األدلة، واإلحرام ال يبطل بالجنون لعدم دليل عليه. ومثل المجنون المغمی عليه في تمام ما ذكر، فلو كــان أدواريــا يفي دور إفاقته بالمعظم من أعمال الحج وجب عليــه، ولــو لم يــف بذلك لم يجب، ولو علم بأنه ال يفي ثم تبين وفــاؤه كــان كمــا تقــدم

مبتنيا علی مسألة االستقرار علی زاعم عدم االستطاعة وعدمه. وعن جميــل بن دراج، عن بعض أصــحابنا، عن أحــدهما )عليهمــاــف؟ ــتی أتی الموق ــل ح ــه فلم يعق ــريض أغمي علي الســالم( في م

.(1)يحرم عنه رجلفقال: أقول: وهذا يحتمل أن يكون المراد به إحرام رجل بــه، كمــا في

بعض أخبار الصبي مثل هذا التعبير.

.2 من أبواب اإلحرام ح55 باب 74 ص9 الوسائل: ج)?( 1324

Page 325: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــحة قلنا وإن اإلسالم حجة عن يجز لم الصبي حج ولو عباداته بص وكــان األقــوی، هو كما وشــرعيتها ســوی الشــرائط لجميع واجــدا

غالما أن الســالم(: لو )عليه الصادق عن مسمع، خبر ففي البلوغ،.(1)اإلسالم فريضة عليه كان احتلم ثم حجج عشر حج

الســالم( عن )عليه الحسن أبي عن عمــار، بن إسحاق خبر وفيعليهالسالم(: )عليه قال يحج؟ سنين عشر ابن

المــريضوعن حريز، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال: .(2)المغلوب والمغمی عليه يرمی عنه ويطاف عنه

إلى غير ذلك من الروايــات الــتي ذكروهــا في بــاب الــرمي عنالمريض والمغمی عليه والصبي.

ولو كان سكرانا في جميع المواقف لم يجز، لألصل مضــافا إلى مكاتبة علي بن راشد، قال: كتبت إليه أساله عن رجل محرم ســكر

ال يتموشهد المناسك وهو سكران أيتم حجته علی سكره؟ فكتب: . (3)حجه

ولكن الظاهر أن السكر في بعض المواضــع بحيث يــأتي بجميــعاألعمال أو األركان منها يكفي والله العالم.

}ولــو حج الصــبي لم يجــز عن حجــة اإلســالم وإن قلنــا بصــحة عباداته وشرعيتها كما هو األقــوی{ وقــد تقــدم الكالم فيهــا }وكــان واجدا لجميع الشــرائط ســوی البلــوغ، ففي خــبر مســمع{ المتقــدم

لو أن غالما حج عشر حجج ثم احتلم}عن الصادق )عليه السالم(: . وفي خبر إسحاق بن عمــار{ المتقــدم(4)كان عليه فريضة اإلسالم

أيضا }عن أبي الحسن )عليــه الســالم( عن ابن عشــر ســنين يحج؟عليه قال )عليه السالم(:

.4 في وجوب الحج ح13 باب 30 ص8الوسائل: ج)?( 1.1 من أبواب الطواف ح49 باب 458 ص9الوسائل: ج)?( 2.1 من أبواب اإلحرام ح55 باب 74 ص9الوسائل: ج)?( 3.4 في وجوب الحج ح13 باب 30 ص8الوسائل: ج)?( 4

325

Page 326: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

.طمثت إذا الحج عليها الجارية وكذا احتلم، إذا اإلسالم حجة

ــا الحج إذا ــ ــة عليه ــ ــذا الجاري ــ ــالم إذا احتلم، وك ــ ــة اإلس ــ حج{.(1)طمثت

ومثلها المجنون لو حج، أو غير المميز من البــالغ، لعــدم تمشــيالقربة منه وإن أتى بصورة األعمال تبعا لغيره.

.1 في وجوب الحج ح13 باب 30 ص8الوسائل: ج)?( 1326

Page 327: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

عن مجزيا يكن لم وإن يحج أن المميز للصبي : يستحب1 مسألة ال؟ أو الــــــولي إذن علی ذلك يتوقف هل ولكن اإلســــــالم، حجة

المال الستتباعه بإذنه مشروط أنه فيه خالف ال قيل بل المشهور الشرع من متلقاة عبادة وألنه وللكفارة، للهدي األحوال بعض في

ليس وفيــه: إنه المتيقن، علی فيه االقتصار فيجب لألصل مخالفالعمومات وأن المال، يستتبع ربما كان وإن ماليا تصرفا

: يستحب للصبي المميز أن يحج{ويــدل عليــه ظــاهر1}مسألة قول الصادق )عليه السالم( في الحديث المتقدم:

الحج علی الناس جميعا، كبارهم وصغارهمبنــاء علی مــا هــو ، علی الثبــوت ال التصــرف في كلمــةعلیالظاهر من حمــل كلمــة

صغارهموما عن ابن شهر آشوب في المناقب عن جمــع من حج ، اإلمام الســجاد )عليــه الســالم( وهــو صــبي ســباعي أو ثمــاني وفي جملته قال الراوي له )عليه السالم(: فقلت: حبيبي إنك صــبي ليس

عليك فرض وال سنة، فقال: يا شــيخ مــا رأيت من هــو أصــغر ســنا الحديث.(1)مني مات

ــات }وإن لم يكن مجزيا عن حجة اإلسالم{ لما تقدم من الرواي الدالة علی أن الغالم إذا حج عشر حجج ثم احتلم كان عليه فريضــة

اإلسالم. }ولكن هل يتوقف ذلك على إذن الولي أو ال؟ المشهور بل قيل ال خالف فيه إنه مشروط بإذنه{ كمــا في محكي المنتهی والتــذكرة }الستتباعه المال في بعض األحوال للهدي وللكفــارة، وألنــه عبــادة متلقاة من الشرع مخالف لألصــل{ إذ األصــل عــدم تكليــف الصــبي حتی باألمر االستحبابي }فيجب االقتصــار فيــه علی المــتيقن{ وهــو

صورة إذن الولي. }وفيه: إنــه ليس تصــرفا ماليــا وإن كــان ربمــا يســتتبع المــال{

لنفقة الطريق والهدي والكفارة ونحوها، }وأن العمومات

.11 ح6 ص2المستدرك: ج)?( 1327

Page 328: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

مطلقا، وشرعيته صحته في كافية

كافيــة في صــحته وشــرعيته مطلقــا{ فاألصــل ســاقط بهــا، والإجمال حتی يرجع إلى القدر المتيقن.

ــا دل علی أقول: ولكن ال يخفی أن ال عمومات في المقام إال م أن الصبي لو حج عشر حجج ونحوه، ومن المعلـوم أنهـا ليسـت في مقام بيــان أنــه كيــف تصــح حج الصــبي ومــا هي شــرائطه، بــل هي مســوقة لبيــان عــدم كفايــة حجــه عن حجــة اإلســالم، واألقــوی في المسألة إن كان الولي أبا اشترط إذنه مطلقــا، ممــيزا كـان أم غـير

مميز، غير بالغ كان أم بالغا، فيما أراد الحج االستحبابي. ويدل علی ذلك ما رواه الصدوق في كتــاب العلــل، بســنده عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: قال رســول

الله )صلی الله عليه وآله(: من فقه الضيف أن ال يصوم تطوعــا إال بإذن صاحبه، ومن طاعة المرأة لزوجها أن ال تصوم تطوعا إال بــإذن ــا زوجها، ومن صالح العبد وطاعته ونصحه لمواله أن ال يصوم تطوع إال بإذن مــواله وأمــره، ومن بــر الولــد أن ال يصــوم تطوعــا وال يحج تطوعا وال يصلي تطوعا إال بــإذن أبويــه وأمرهمــا، وإال كــان الضــيف جاهال، وكانت المرأة عاصية، وكان العبد فاسقا عاصيا، وكــان الولــد

.(1)عاقا قاطعا للرحموربما يورد علی ذلك بأمرين:

األول: خلو روايتي الكافی والفقيه عن قولــه )صــلی اللــه عليــهــا وال يصــليوآله(: ومن بر الولد أن ال يصوم تطوعا وال يحج تطوع

.(2)تطوعا إال بإذن أبوبيه وأمرهما

.4 ح115 باب 385علل الشرائع : ص)?( 1 99 ص2. الفقيــه: ج2 باب من ال يجوز لــه صــيام التطــوع ح151 ص4الكافي: ج)?(ــ 2

.2 في صوم اإلذن ح52باب 328

Page 329: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وفيــه: إن عــدم اشــتمال بعض الكتب لــه ال يــدل على عــدم صــدوره، مــع أن من ديــدن األصــحاب حــذف جملــة من الحــديث أو أكثر، خصوصا وقد تقرر في محلــه أنــه فيمــا دار األمــر بين الزيــادة والنقصان فاألصل الثاني، كما ذكروه في بــاب الكــر وغــيره، وكيــف

كان فال إشكال علی الرواية من هذه الجهة. الثاني: إن توقف صالة الولد الندبية علی إذن الوالــدين مخــالف للسيرة، فال يمكن العمــل بالحــديث الشــتماله علی مــا ال يقــول بــه

أحد.ــيرة وفيه: إن المعلوم كون طيب النفس في حكم اإلذن، وال ســدون ــد لألب في قيامــه بالصــالة المتطــوع بهــا ب علی مخالفــة الول رضاهما، وإنما الغالب الذي يلحق خالفه بالنادر الشاذ رضا الوالدين باألعمال التطوعية، وخصوصا الصالة ونحوها، بما ال مؤونة لها أصال، بل قد رأينا بعض المتدينين يرتدعون عن الزيارة والصــالة ونحوهمــاــا ــة لزعمهم ــا الكراه ــرز منهم ــع األب أو األم، وخصوصــا إذا أح بمن

مضرة في ذلك.ــوم مضافا إلى أن حجية السيرة إنما هي التصالها بزمان المعص وتقريره، وفي المقــام كالهمــا محــل إشــكال، إذ من أين لنــا إثبــات مخالفة الولد ألبويه في الصالة المتطوع بها وإقامتها بدون رضــاهما إلى زمان المعصوم، ولــو فــرض فالروايــة كافيــة في الــردع كمــا ال يخفی، مــع أن اشــتمال الروايــة علی جملــة غــير معمــول بهــا غــير مــوجب لرفــع اليـد عن العمـل بسـائر فقراتهـا، كمــا هـو مقــرر في

األصول، وعليه جرت سيرة الفقهاء في كثير من الروايات.

329

Page 330: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

علی أن الجهاد الــذي هــو من فــروض الكفايــة إذا كــان متوقفــا علی إذن الوالدين بالنص والفتوی كان التطـوع أولى بـذلك، بـل مـا دل علی وجوب إطاعة الوالدين بقــول مطلــق ـــ مثــل مــا رواه في الكافي بسنده عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله )عليه

ــاالسالم( يقول: إن رجال أتى النبي )صلی الله عليه وآله( فقــال: ي ال تشرك بالله شــیئا وإن حــرقت بالنــاررسول الله أوصني، فقال:

وعذبت إال وقلبك مطمئن باإليمان، ووالديك فأطعهما وبرهما حــيين كانا أو ميتين، وإن أمــراك أن تخــرج من أهلــك ومالــك فافعــل فــإن

.(1)ذلك من اإليمانــدكيدل علی لزوم كون العمل برضاهما مطلقا، فإن أطع وال

مثل أطع اإلمام والنبي والرسول في كون فهم العرف لزوم صـدور العمــل ناشــئا عن إطاعتهمــا مطلقــا، وليس المعــنی إطاعــة األمــر

والنهي فقط، فتأمل. ولو سلم أنه ال يدل علی اشتراط إذنهمــا، فمن المســلم داللتــه علی عدم الجواز مع المنع، وحمــل الروايــة علی االســتحباب منــاف

لصدرها.إن قلت: فكيف نصنع بذيلها؟

قلت: مضافا إلى وجود قرينة االستحباب له بقولــه )صــلی اللــه أنــه علی تقـدير رفــع اليــد عنفـإن ذلـك من اإليمــانعليه وآله(:

فقرة لمعارض أقوی ال يجوز رفع اليد عن ظهور سائر الفقرات كماتقدم.

ــ أي الغالم ـ ــال: وهــو ـ ــه ق ــذكرة من أن ــا حكي عن الت ــا م وأم محجور عليــه بــالنص واإلجمــاع، ســواء كــان ممــيزا أو ال في جميــع التصرفات إال ما استثني كعباداته وإسالمه وإحرامه وتدبيره ووصيته

وإيصال الهدية وإذنه في دخول الدار علی

.2 باب البر بالوالدين ح158 ص2الكافي: ج)?( 1330

Page 331: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

، انتهی.(1)خالف في ذلك فالظاهر أن ادعــاه اإلجمــال علی المســتثنى منــه ال المســتثنى، لوضوح الخالف في كثـير ممـا ذكـره، ويـدل عليــه ذهـاب المشـهور علی االشتراط في الحج، علی أن محل الشاهد ـ وهو الحج ـ داخــل في المستثنى منه، وإنما المستثنى اإلحــرام فقــط بعــد جــواز أصــل

الحج وإذنه، كما يقتضيه ظاهر العبارة. ویؤيد الحجر المطلق بل يــدل عليــه مــا رواه في التهــذيب، عن

إنـه قضــی أناألصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين )عليــه السـالم(: . يحجر علی الغالم حتی يعقل

ــه، ــه، ال مجــرد مال ــط ب ــا يرتب ــع م وإطالق الحجــر يشــمل جميخصوصا بقرينة الغاية.

وقريب منه في الداللة قــول البــاقر )عليــه الســالم( في حســنة إن الغالم إذا زوجه أبوه كان لــه الخيــار إذا أدرك أويزيد الكناسي:

الحديث.(2)بلغ خمس عشرة سنة فإنه لــو كــان االختيــار للــولي منحصــرا في األمــوال لم يكن لــه

التزويج ولم يكن للولد الخيار بعد البلوغ. وكيــف كــان، فالظــاهر أن اشــتراط إذن األب مطلقــا ال ســترةــة ــيز إال أن األولوي ــانت مســوقة لحكم المم ــة وإن ك ــه، والرواي علي القطعية بضميمة رواية األصبغ بن نباتة وبعض الشواهد األخر كافيــة

في انسحاب الحكم إلى غير المميز.ومن ذلك يعلم عدم الفرق بين الذكر واألنثی.

هذا كله فيما إذا كان الولي أبــا، أمــا لــو كــان غــير أب فالظـاهراشتراطه باإلذن أيضا، للحديث المتقدم عن األصبغ.

كتاب الحج.297 ص1التذكرة: ج)?( 1.9 من أبواب عقد النكاح ح6 باب 209 ص14الوسائل: ج)?( 2

331

Page 332: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وبهذا يظهر أنه ال موقــع لمــا ذكــره في الحــدائق بعــد نقلــه عن العالمة وسيد المدارك والية الوصي بقولــه: وعنــدي فيــه توقــف، إذ المتبادر من الولي في هذا المقام إنما هــو األب والجــد لــه، ومجــرد كون الوصي له والية المال ال يلــزم انســحابه في واليــة البــدن، ألن الحج يستلزم التصرف في المال والبــدن، وربمــا يظهــر من كالمهم ثبوت الوالية في هذا المقام للحاكم بالنظر إلى أن له واليــة المــال. إلى أن قال: وفيــه مــا عــرفت، بــل هــو أبعــد من الــدخول في هــذا

، انتهی.(1)المقام مضافا إلى أن لفظ الولي ال يدور الحكم مداره صدقا وكذبا، بل دليل االحتياج هنا هو دليل الحجر علی غير البالغ مطلقا، ومن لوازم الحجر علی شخصه كون جميع أعماله بنظر من له الوالية، من غير

فرق بين األب والجد والوصي والوكيل والحاكم وغيرهم.ثم إن األم هل لها والية ذلك أم ال؟

ــا في ــاء واليته ــا، النتف ــة له ــا ال والي المحكي عن ابن ادريس أنه المال والنكاح. وعن الفخر أنه قواه، وفي الشرائع نسبته إلى القيل

مشعرا بتمريضه. ولكن األقـــوی وفاقـــا للمبســـوط والخالف والمعتـــبر والمنتهی والتحرير والمختلف والدروس كونها لها، لصحيح عبد الله بن سنان،

مر رسول اللهعن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: سمعته يقول: )صلی الله عليه وآله( برويثة وهو حــاج، فقــامت إليــه امــرأة ومعهــاــك ــال: نعم ول صبي لها فقالت: يا رسول الله أيحج عن مثل هذا؟ ق

. ضرورة اقتضاء األجر لها كونها محرمة به أو آمرة لغيرها (2)أجره

الولي في حج الصبي.68 ص14الحدائق: ج)?( 1.1 من أبواب وجوب الحج ح20 باب 37 ص8الوسائل: ج)?( 2

332

Page 333: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

في االســتيذان وجب وإن صــحته في االشــترط عــدم فــاألقویــوين إذن المنــدوب حجه في يعتبر فال البالغ وأما الصور، بعض األب

يكن لم إن ــتلزما ــفر مسـ ــتمل للسـ ــوجب الخطر علی المشـ المـألذيتهما.

وغير وليه ال أجر له، إذ ال ثواب في إحرامه به، فتأمل. ثم لو حج بالصبی غــير الــولي بــدون إذنــه، أو ذهب هــو بنفســه فالظاهر بطالن حجه، ال القتضاء األمر بالشيء النهي عن ضده، بــل لعدم األمر بهذا الحج، وقد أوضحنا في األصول عدم كفاية مثل هــذا المالك، مضافا إلى أنه غــير محــرز في المقــام، فيكــون حجــه كحج

العبد بدون إذن المولی. وكما يصح أن يحج الولي بالصبي كـذلك يصـح التوكيـل في هـذاــافا إلى العمل، ألن للولي ذلك، بل هو شأن من شؤون الوالية، مض ما سياتي من صحيح عبد الــرحمن بن الحجــاج، عن الصــادق )عليــه

.(1) الحديثومري الجارية أن تطوف به بالبيتالسالم(: ــألة ــل في المس ــولي والوكي ــرف من الكالم في ال ــياتي ط وس

الرابعة إن شاء الله تعالی. وكيــف كــان }فــاألقوی{ كمــا عــرفت اشــتراط إذن الــولي في صحة حج الصبي، فما ذهب إليه المصنف تبعــا للمســتند من }عــدمــور{ ــتيذان في بعض الصـ ــحته، وإن وجب االسـ ــترط في صـ االشـ

كصورة الخطر الذي نصب الولي لدفعه ونحوه، ال وجه له. }وأما البالغ فال يعتبر في حجه المندوب إذن األبوين إن لم يكن مستلزما للسفر المشــتمل علی الخطــر المــوجب ألذيتهمــا{ وفاقــا

للمحكي عن الشيخ

.1 في أقسام الحج ح17 باب 207 ص8الوسائل: ج)?( 1333

Page 334: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

والشهيد والمدارك فأطلقوا عدم استيذانهما. ــار إذن األب في وفي الجــواهر: أمــا البــالغ فــاألقوی عــدم اعتب المندوب منه، فضال عن األم فيما لم يكن مستلزما للسفر المــؤدي

، انتهی.(1)إلى إيذائهما باعتبار مفارقته أو سبق نهيهما عنهــة، وعن ــتراط إذن األب خاصـ ــد اشـ ــة في القواعـ وعن العالمـ الشهيد الثاني في المســالك توقفــه علی إذنهمــا، وعن الروضــة أن عـــدم اعتبـــار إذنهمـــا حســـن إذا لم يكن الحج مســـتلزما للســـفرــذخيرة ــتراط حســـن، وعن الـ ــر وإال فاالشـ ــتمل علی الخطـ المشـ

اإلشكال في المسألة. واألقوی وفاقا لصاحب الحدائق وغيره االشتراط مطلقا، لروايةــا، العلل المتقدمة، ويؤيدها جملة من األخبار الدالة علی لزوم برهم خصوصــا قــول النــبي )صــلی اللــه عليــه وآلــه( في روايــة الكــافي

فإن المســتفاد من وجــوب اإلطاعــة عرفــا كــونأطعهاالمتقدمة: الصدور عن إذنهما.

وأما ما عن الصدوق )رحمه الله( من أنــه بعــد مــا ذكــر الروايــة لكن ليس للوالدين علی الولــدالمتقدمة قال: جاء هذا الخبر هكذا:

طاعة في تركه الحج تطوعا كــان أو فريضــة، وال في تــرك الصــالة، وال في ترك الصوم تطوعا كــان أو فريضــة وال في شــيء من تــرك

، انتهى. ففيه: إنــه ال يرفـع اليــد عن ظــاهر الخــبر بغـير(2)الطاعاتــتی شاهد من ضرورة أو إجماع حجة أو دليل حاكم، خصوصا وقد أف علی طبق مضمونها باالستناد إليها وإلى غيرها جملة من األصحاب. وكيف كان، فالظــاهر عــدم الفــرق بين الــذكر واألنــثى، والوالــد

والوالدة، وكون

في كيفية إحرام غير المميز.235 ص17الجواهر: ج)?( 1.115 باب 385 ص2العلل: ج)?( 2

334

Page 335: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

إشكال فال الواجب حجه في وأما

السفر مشتمال علی الخطر وعدمــه، وعلی هــذا فلــو حج بــدون إذنهما فالظاهر عدم صــحة الحج لعــدم األمــر بــه، مــع عــدم إحــراز

المالك ولو اكتفينا به كما مر. }وأما في حجه الواجب فال إشــكال{ في عــدم اشــتراط اإلذن،

الألن حق اللــه مقــدم بال إشــكال، ولــو منعنــاه في المنــدوب ألنــه ، وما ورد من عدم الجهاد بدونطاعة للمخلوق في معصية الخالق

رضاهما مع كون الجهاد واجبا، فلكون الجهاد واجبا كفائيا واإلطاعــة واجبــة عينــا، ومــع التعــارض يقــدم الــواجب العيــني بال شــبهة، ألن للكفائي بدال وليس للعيني بدل. ولذا لوصار واجبــا عليــه عينــا لقلــة المســلمين أو أمــر آخــر لم يجــز تركــه لمنعهمــا كمــا ذكــر في بــاب

الجهاد.ــام ــام األول إلى الع ــاه في اإلرجــاء من الع ــو أذن ــذا فل وعلی ه الثاني، لم يجز إطاعتهمــا لوجــوب الحج في عــام االســتطاعة عينــا، وإنما يجب اإلتيان بــه في العــام الثــاني من بــاب التعــدد المطلــوبي

كالصوم في رمضان وقضائه بعده.

335

Page 336: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بال الممــيز، غــير بالصــبي يحــرم أن للــولي : يســتحب2 مســألةاألخبار من لجملة خالف،

: يســتحب للــولي أن يحــرم بالصــبي غــير الممــيز بال2}مسألة خالف، لجملة من األخبــار{ كصــحيح عبــد الـرحمن بن الحجــاج، عنــبيا أبي عبد الله )عليه السالم( في حديث قال: قلت له: إن معنا ص

مر أمه تلقی حميدة فتســألها كيــفمولودا فكيف نصنع به؟ فقال: ، فسألتها كيف تصنع؟ فقــالت: إذا كــان يــوم الترويــةتصنع بصبيانها

ــه ــوا ب ــا يجــرد المحــرم وقف ــه وجــردوه وغســلوه كم ــأحرموا عن ف المواقف، فإذا كان يوم النحر فارموا عنه واحلقوا رأسه، ثم تـزوروا بـــه الـــبيت، ومـــري الجاريـــة أن تطـــوف بـــه الـــبيت وبين الصـــفا

.(1)والمروة وصــحيح إســحاق بن عمــار، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه السالم( عن غلمان لنا دخلــوا معنــا مكــة بعمــرة وخرجــوا معنــا إلى

قل لهم: يغتسلون ثم يحرمــون واذبحــواعرفات بغير إحرام؟ قال: .(2)عنهم كما تذبحون عن أنفسكم

ــال: وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قانظــروا من كــان معكم من الصــبيان فقــدموه إلى الجحفــة أو إلى

بطن مر، ويصنع بهم ما يصنع بالمحرم، ويطــاف بهم ويــرمی عنهم، . وفي بعض الروايات بعـدومن ال يجد الهدي منهم فليصم عنه وليه

.(3)ويسعى بهم: يطاف بهمقوله ــه الســالم( يضــعوعن الصــدوق: كــان علي بن الحســين )علي

السكين في يد الصبي ثم يقبض

.1 في أقسام الحج ح17 باب 207 ص8الوسائل: ج)?( 1.2 في أقسام الحج ح17 باب 207 ص8الوسائل: ج)?( 2.3 في أقسام الحج ح17 باب 207 ص8الوسائل: ج)?( 3

336

Page 337: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

.(1)علی يديه الرجل فيذبحــال: ــالم( ق ــا الس ــدهما )عليهم ــحيح زرارة، عن أح إذا حجوص

الرجل بابنه وهو صغير فإنه يأمره أن يلــبي ويفــرض الحج، فــإن لم . قلت: ليس لهميحسن أن يلبي لبوا عنه، ويطاف بــه ويصــلی عنه

ــاما يذبحون، قال: ــار ويتقی عليهم م يذبح عن الصغار ويصوم الكبــيدا فعلى ــل صـ ــاب والطيب، وإن قتـ ــرم من الثيـ يتقی علی المحـ

.(2)أبيه وعن أيوب أخي أديم، قال: سئل أبــو عبــد اللــه )عليــه الســالم(

.(3)كان أبي يجردهم من فخمن أين تجرد الصبيان؟ فقال: ــه ــه )علي ــد الل ــال: قلت ألبي عب ــوب ق ــونس بن يعق ــة ي وموثق الســالم(: إن معي صــبية صــغارا وأنــا أخــاف عليهم الــبرد فمن أين

ائت بهم العرج فليحرمــوا منهــا فإنــك إذا أتيت بهميحرمون؟ قال: فــإن خفت عليهم فــائت بهم، ثم قــال: العــرج وقعت في تهامة

.(4)الجحفة وعن محمــد بن الفضــيل قــال: ســألت أبــا جعفــر الثــاني )عليــه

.(5)إذا أثغرالسالم( عن الصبي متی يحرم به؟ قال: وعن دعائم اإلســالم، عن جعفــر بن محمــد )عليــه الســالم( أنــه

.(6)من تمتع بصبي فعليه أن يذبح عنهقال:

.4 باب حج الصبيان ح155 باب 266 ص2الفقيه: ج)?( 1.5 في أقسام الحج ح17 باب 208 ص8الوسائل: ج)?( 2.6 في أقسام الحج ح17 باب 208 ص8الوسائل: ج)?( 3.7 في أقسام الحج ح17 باب 209 ص8الوسائل: ج)?( 4.8 في أقسام الحج ح17 باب 209 ص8الوسائل: ج)?( 5.318 ص1دعائم اإلسالم: ج)?( 6

337

Page 338: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

المستند، صاحب فيها استشكل وإن الصيبة وكذا بل

ــان معكم من الصــبيانوعن فقه الرضا )عليه السالم(: ومن ك فقدموه إلى الجحفة أو إلى بطن مر، فيصنع بهم ما يصنع بالمحرم،

. (1)ويطاف بهم، ويرمی عنهم، ومن لم يجد منهم هديا فليصم عنه كان علي بن الحسين )عليه السالم( يحمــل الســكين في يــدو

.(2)الصبي ثم يقبض علی يده الرجل فيذبحــه وتقدم حديث عبد الله بن سنان في أمر النبي )صلی الله علي

وآله( لرويثة أن يحج عن الصبي.}بل وكذا الصيبة وإن استشكل فيها صاحب المستند{.

قـال: قيــل مــا وقفت عليهـا في المسـألة من الروايـات مختص بالصبي، وال ريب أن الصبية في معناه. أقول: ألحــد مطالبتــه بــدليل كونه في معناه. وربما يستدل للصبية برواية شهاب وموثقة إسحاقــبية المتقدمين، وفي داللتهما نظر ألنها إنما هي إذا انضمت حج الص وليس فيها ذلك، بــل ليس فيهــا حج الصــبي أيضــا، لجــواز أن يكــونــد االحتالم والطمث، ال أن ــه بع السؤال عن وجوب الحج، فأجاب بأن يكون السؤال عن الحج الـدائم حـتی يمكن التمسـك فيــه بـالتقرير.

إن معي صــبية صــغارا وأنــاوقد يستدل أيضا بموثقــة ابن يعقــوب: ــرج ــال: ائت بهم العـ ــون، قـ ــبرد فمن أين يحرمـ ــاف عليهم الـ أخـ

ــيين(3)فليحرموا منها ، وال يخفى أن الثابت من هذه الرواية بل األولهو حج الصبية، وهو يثبت من العمومات أيضا

.10 سطر 73فقه الرضا: ص)?( 1.1 ح15 باب 19 ص2المستدرك: ج)?( 2.7 في أقسام الحج ح17 باب 209 ص8الوسائل: ج)?( 3

338

Page 339: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

فيه نص لعـــدم إشـــكال عن اليخلو كـــان وان المجنـــون، وكـــذاعليه الثواب فيستحق بالخصوص

ال الحج به، انتهی.أقول: في كالمه مواقع للنظر كما ال يخفی.

وأما الحج بالصــبية الــتي هي محــل الكالم فقــد تقــدم عن علي )عليه السالم( أنــه قــال في الصــبي يحج بــه ولم يبلــغ، قــال )عليــه

ال يجزي ذلك عنه، وعليه الحج إذا بلغ، وكـذلك المـرأة إذاالسالم(: .(1)حج بها وهي طفلة

ــا هذا مضافا إلى ما ذكره الحدائق بقوله: وهذه الروايات ونحوه وإن اختصت بالصبيان إال أن األصحاب لم يفرقوا في هــذه األحكــام بين الصبي والصبية، وهو جيد فــإن أكــثر األحكــام في جميــع أبــواب الفقــه إنمــا خــرجت في الرجــال مــع أنــه ال خالف في إجرائهــا في

.(2)النساء وال إشكال }وكذا المجنون، وإن كـان ال يخلــو عن إشــكال، لعـدم نص فيــه بالخصوص، فيستحق الثواب عليه{ بل الظــاهر لــزوم القــول بعــدم

المشروعية لعدم دليل عليه. ــه في قال في الحدائق: ألحق األصحاب المجنون، واســتدل علي المنتهی بأنــه ليس أخفض حــاال من الصــبي، وهــو ضــعيف، فإنــه ال

انتهی.(3)يخرج عن القياس مع أنه قياس مع الفارقــون، واســتدل وقال في المستند: ألحق األصحاب بالصبي المجن له بأنه ليس أخفض حاال من الصبي، ورد بأنه قياس، وهو كــذلك إال

أنه لما كان

.11 باب 5 ص2المستدرك: ج)?( 1.65 ص12الحدائق: ج)?( 2المصدر نفسه.)?( 3

339

Page 340: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ثــوبي فيلبسه عنه، يحرم أن ال محرما، جعله به باإلحرام والمرادــرام ــذا أحــرمت إني اللهمويقــول: األح ــره، إلى ،الصــبي ه آخ

يكن لم وإن أياها، يلقنه أن بمعنی بالتلبية ويأمره عنه، يلبي قابالويأمره عنه، االجتناب المحرم علی يجب ما كل عن ويجنبه

المقــام مقــام المســامحة يكفي في حكمــه فتــوی كثــير من، انتهی.(1)األصحاب به

أقول: وأنت خبير بالمنافاة بين هــذا القــول وقولــه الســابق فيالصبية.

ــه، وال وكيف كان، فالقول باستحباب الحج بالمجنون ال دليل علي يقاس بالصبي للفـرق في كثــير من أحكامهمـا، أمـا الصــبي الممــيزــه، وكــذا بالنســبة إلى األذان واإلقامــة فواضــح ألمــره بالصــالة دون واإلمامة للصبيان والصوم والوصية وغيرها في الجملة، وأما الصــبي غير المميز ففي الوالية عليــه من قبــل األب والجــد ووصــيهما دونــه

علی خالف، وكذا جملة من األحكام األخر. }والمراد باإلحرام بــه جعلــه محرمــا، ال أن يحــرم عنــه{ لداللــة جملة من النصوص المتقدمة عليه }فيلبسه ثوبي اإلحــرام، ويقــول: اللهم إني أحرمت هذا الصــبي، إلى آخــره{ أو بهــذا الصــبي، لداللــةــة والرضــوي، ــة من النصــوص إشــعارا، وخصــوص خــبر معاوي جمل }ويــأمره بالتلبيــة، بمعــنی أن يلقنــه أياهــا، وإن لم يكن قــابال يلــبي

عنه{ لما تقدم في رواية زرارة عن أحدهما )عليهما السالم(. }ويجنبه عن كل ما يجب علی المحرم االجتناب عنه{ لما تقدم

ويتقی عليهم مــا يتقی علی المحــرم من الثيــابفي حديث زرارة: وهذان من باب المثال بدليل ذيله.والطيب

.23 سطر 155 ص2المستند: ج)?( 1340

Page 341: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يتمكن. ال ما كل في عنه وينوب منه، يتمكن الحج أفعال من بكلــوف ــه، ويط ــعى ب ــفا بين به ويس ــروة، الص في به ويقف والم

بالرمي ويأمره ومنی، عرفات

}ويامره بكل من أفعال الحج يتمكن منه، وينــوب عنــه في كــل ما ال يتمكن{ كما عن القواعد وغيرها: إن كل ما يتمكن الصبي من فعلــه من التلبيــة والطــواف وغيرهــا فعلــه، وإال فعلــه الــولي عنــه،

انتهی. أقــول: وخــبر زرارة ومــا عن علي بن الحســين )عليــه الســالم(

وغيرهما شاهد له في الجملة. }ويطوف به ويسعى به بين الصفا والمروة{ كما اشــتمل عليــه

جملة من النصوص المتقدمة. ثم إنه هل يلزم علی الــولي مصــاحبة الصــبي مطلقــا في حــال طوافه وسعيه، أو يشترط مصاحبة غير المميز فقــط، أو ال يشــترط

مطلقا؟ احتماالت، واألقوی األخير، نعم يشترط نيتــه عنــد إرســاله، فلــو أركبه حمارا فطاف به أو سعی بــه كفی، وذلــك لعــدم الــدليل علی

لزوم المصاحبة. وما ظاهره المعية لبيان المتعارف. ولكن األحوط اشتراط نيته عند إرسال المميز، كمــا أن األقــوی نيته عند إطافة غير المميز، وإال وقع العمل بال نية وهــو مبطــل لــه، وبهذا ظهر موقع النظر فيما عن التذكرة والدروس من وجوب كونه

سائقا أو قائدا، إذ ال قصد لغير المميز، قال في )هر( وهو حسن.ــه في ــعر، وحكمـ ــنی{ والمشـ ــات ومـ ــه في عرفـ ــف بـ }ويقـ االضــطراري واالختيــاري حكم الكبــير، وهــل عمــد الــولي في عــدم إدراك عرفات كعمده أم ال، فيه تردد، وإن كان الظــاهر العــدم ألنــه

ليس للصبي عمد. وأما تأخير اإلحرام إلى عرفات فال إشــكال فيــه، لمــا تقــدم من

حديث إسحاق بن عمار، عن الصادق )عليه السالم(. }ويأمره بالرمي{ إن قدر، علی تردد، من النصــوص المشــتملة علی ذكر الرمي كلها متضمنة للــرمي عنــه، ومن إشــعار جملــة من النصوص بفعل نفسه فيما يقدر، بل صرح في بعض الروايات بذلك، فعن أبي البخــتري، عن جعفــر بن محمــد )عليــه الســالم(، عن أبيــه

)عليه السالم(: إن عليا

341

Page 342: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الطواف بصالة يأمره وهكذا عنه، يرمی يقدر لم وإن

ــه الســالم( قــال: ــه، والصــبي يعطى)علي ــرمی عن المــريض ي. أقول: وهذا هو األقوی.(1)الحصی فيرمي

ــرمی عنــه{ قــال في الجــواهر: وفي القواعــد }وإن لم يقــدر ي ومحكي المبسوط أنه يستحب له ترك الحصی في يد غــير الممــيز،ثم يرمي الولي أي بعد أخذها من يده، ولكن لم نظفر له بمستند.

وفي محكي المنتهی: وإن وضــعها في يــد الصــغير ويــرمی بهــا فجعل يده كاآللة كان حسنا. قلت: هو كذلك محافظة علی الصــورة

اتنهی.(2)منه، ألن الرمي من أفعال الحج أقول: ويؤيده وضــع علي بن الحســين )عليــه الســالم( الســكين في يد الصبي، ولكن ينافيــه مــا تقــدم من قــولهم )عليهم الســالم(:

يرمي عنهم.}وهكذا يأمره بصالة الطواف{ إن قدر، وفيه التردد المتقدم.

قال في الحدائق: وأمــا الصــالة فإنــه يصــلي عنــه كمــا تضــمنته صحيحة زرارة، واحتمل في الدروس أمــره باإلتيـان بصـورة الصـالةــيد في ــأس الس ــه الب ــعيف وإن نفی عن ــو ض ــالطواف، وه ــا ك أيض

.(3)المداركــبر زرارة، وقال في الجواهر: وأما الصالة فقد سمعت ما في خ لكن في الدروس وعلی ما قاله األصحاب من أمر ابن ست بالصالة يشترط نقصه عنها، ولو قيل يأتي بصورة الصالة كمــا يــأتي بصــورة

، انتهی.(4)الطواف أمكن، وكأنه اجتهاد في مقابلة النص وبهــذا االختالف المتقــدم علی صــاحب المســتند والمتــأخر عنــه

يعرف ما في دعواه

.12 في رمي جمرة العقبة ح17 باب 85 ص10الوسائل: ج)?( 1 في كيفية حج غير المميز.237 ص17الجواهر: ج)?( 2 في حج الصبي.64 ص14الحدائق: ج)?( 3 في كيفية حج غير المميز.237 ص17الجواهر: ج)?( 4

342

Page 343: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يكون أن من بد وال عنه، يصلي يقدر لم وإن طاهرا ولو ومتوضئاعنه. هو فيتوضأ يمكن لم وإن الوضوء بصورة

اإلجمــاع حيث قــال: وكيفيــة حج األول أي الممــيز أن يباشــر بنفسه مــا يباشــره الحــاج من المناســك.. إلى أن قــال: ويــدل علی

يــأمره أناألول العمومات المشار إليها. وقوله في صحيحة زرارة: (1) بضميمة اإلجماع المــركب في تتمــة المناسكيلبي ويفرض الحج

انتهی.ــات ــط، للعموم ــيز فق ــة عمــل المم ــالقول بكفاي ــأس ب نعم ال ب المشار إليها فی كالمه، فإنه ال يبعد شمولها لمـا نحن فيــه كشـمول الشرائط واألجزاء وغيرها، خصوصا بعد إشعار جملــة من النصــوص

بذلك، وإن كان األحوط الجمع بين عمل الولي وعمله بنفسه. ــا تقــدم من بعض ــه م ــدل علي ــه{ وي ــدر يصــلي عن }وإن لم يق النصوص، مضافا إلى كونه مقتضی القاعدة الثانوية، }وال بد من أن ــا ــان جنب يكون طاهرا{ من الخبث }ومتوضئا{ من الحدث، بل لو ك لزم غسله }ولو بصورة الوضوء{ والغســل }وإن لم يمكن فيتوضــأ

هو عنه{ وفي المسألة خالف واحتماالت. قــال في الجــواهر: وليكونــا في الطــواف متطهــرين وإن كــانتــارة الطهارة من الطفل صورية، وفي الدروس يحتمل االجتزاء بطه الولي، وفي كشف اللثام: وعلی من طاف به الطهارة، كما قطع به

في التذكرة والدروس. وهل يجب إيقاع صــورتها بالطفــل والمجنــون؟ وجهــان كمــا في الدروس، وظاهر التذكرة من أنها ليســت طهــارة مــع األصــل، ومن

أنه طوافه ألنه طواف بالمحمول، وفي التذكرة: وعليه أن

.86 سطر 155 ص2المستند: ج)?( 1343

Page 344: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــير متوضــئين لم يجــز ــا غ ــإن كان يتوضــا للطــواف ويتوضــاه، فــا ألن الطواف، وإن كان الصبي متطهرا والولي محدثا لم يجزه أيضــان الطواف بمعونة الولي يصح والطواف ال يصح إال بطهارة، وإن ك الولي متطهرا والصبي محدثا فللشافعية وجهــان أحــدهما ال يجــزي. قلت: ال ريب في أن األحوط طهارتهمــا معــا ألنــه المــتيقن من هــذا الحكم المخالف لألصل، وإن كان يقوی في النظر االكتفــاء بطهــارة الولي كما يومي إليه ما في خــبر زرارة من االجــتزاء بالصــالة عنــه،ــاة ــرائطها فيجب مراع ــها وش ــال الحج نفس ــرق بين أفع ــه ف ولعل

، انتهی.(1)الصوري منه في األول دون الثاني فتأمل جيدا أقول: األقرب بحسب النظر لــزوم توضــيه بصــورة الوضــوء، إذ الالزم اإلتيان بجميع أعمال الحج إمــا حقيقــة أو صــورة، كمــا يرشــد

إليه تغسيله لإلحرام في صحيح عبد الرحمن. نعم لو لم يتمكن الصــبي من الصــالة لــزم علی الــولي طهارتــه للصالة وإن لم يطف معه، ولو طاف لم يلزم طهارته للطواف، ألنه ليس لنفسه بل مقدمي، وما هو لنفســه ليس المطلــوب منــه أزيــد

من الصورة. وأما التمسك باألصل لعدم لــزوم الطهــارة علی الصــبي، ففيــه: إنه أي فرق بين هذا الشرط وسائر الشرائط واألجزاء، والقول بأنها ليست إال صورة يجري في جميع األعمــال، وخــبر زرارة لم يــدل إال علی الصالة عنه وذلك ال يشعر بطهارته حال الطــواف، مضــافا إلى أن التحمل فيما لم يدل عليه مخالف لألصل، وكذا يلــزم أن يغســله

من الجنابة لو كان علی الصبي، وإال لم يجز إدخاله في المسجد

.236 ص17الجواهر: ج)?( 1344

Page 345: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

األعمال. جميع وهكذا رأسه، ويحلق

ــو مضافا إلى اشتراط الطهارة، وكذا الغســل عن مس الميت لقلنا باالشتراط به.

وأما االختتــان فالظــاهر لزومــه لمــا تقــدم من عمــوم الشــرط، واحتمال أنه لو كــان شــرطا لــزم التنبيــه عليــه منقــوض بالطهــارة،ــالحج بــه أن الشــرائط مضــافا إلى أن الظــاهر من إطالق القــول ب واألجزاء متساوية إال ما دل الــدليل علی الفــرق، ويؤيــده الرضــوي:

يصنع بهم ما يصنع بالمحرم(1). ثم إن الظاهر صحة أخذ الولي الوكيل في هذه األعمال، ويرشد إليه مضافا إلى كونــه موافقــا لألصــل صــحيح عبــد الــرحمن، وبعض

اإلشعارات األخر. }ويحلق رأســه{ أو يــأمره بــذلك إن كــان ممــيزا، وكــذلك حكم التقصــير، ويــدل علی ذلــك في الجملــة الصــحيح المتقــدم }وهكــذا

جميع األعمال{ إال أحكام نادرة دل الدليل علی خروجها.وهل حكم اإلفساد بالجماع حكم الكبير؟ الظاهر نعم.

وحكم الصــبية في مــوارد االختالف حكم المــرأة، وحكم الصــبيحكم الرجل، ويبقی علی اإلحرام لو لم يطف طواف النساء.

وعمــده وســهوه وجهلـه موضـوعا أوحكمــا مثــل الكبــير. وقولــه إنمــا هــو بالنســبة إلى حمــلعمــد الصــبي خطأ)عليــه الســالم(:

العاقلة، وإال لم يؤدب في ارتكابــه مــا يــوجب الحــد أو التعزيــر، إلىغير ذلك، والحاصل أن حال الصغير حال الكبير إال فيما استثني.

.10 سطر 73فقه الرضا: ص)?( 1345

Page 346: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الــولي كون يلزم : ال3 مسألة بل بالصــبي، اإلحــرام في محرمــامحال. كان وإن ذلك له يجوز

ــل3}مسألة : ال يلزم كون الولي محرما في اإلحرام بالصبي، بــك ــذلك، وذل يجوز له ذلك وإن كان محال{ وعن غير واحد التصريح ب لعدم الــدليل علی اشــتراط إحرامــه، ولــزوم إتيانــه ببعض األعمــال

نيابة عنه ال يستلزم إحرامه.

346

Page 347: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

غير بالصبي اإلحرام في ـ بالولي المراد أن : المشهور4 مسألةــيز ــ الممـ ــدهما والوصي والجد األب من الشـــرعي الـــولي ــ ألحـ

ــاكم ــذكورين، أحد وكيل أو وأمينه والحـ ــال العم مثل ال المـ والخـ تكن لم وإن األم بالمذكورين ألحقوا نعم واألجنبي، ونحوهما ــا ولي القاعــدة خالف علی الحكم ألن قــالوا فيهــا، الخاص للنص شرعيا، إذا اإلحــرام أحكــام يـترتب فال المـذكورين علی االقتصـار فالالزم

غيرهم المتصدي كان

: المشهور أن المراد بــالولي ـــ في اإلحــرام بالصــبي4}مسألة غير المميز ـ الــولي الشــرعي من األب والجــد، والوصــي ألحــدهما،

والحاكم، وأمينه، أو وكيل أحد المذكورين{. أما األب والجد فادعی في الجواهر عدم الخالف فيهما، بــل عن

التذكرة اإلجماع عليه. وأما الوصي فعن المدارك أنــه مقطـوع بـه في كالم األصـحاب، وأما الحاكم فهــو المحكي عن الشــيخ وجماعــة، وأمــا أمين الحــاكم فهو مستفاد من كالم الشيخ )رحمه اللــه( والعالمــة وغيرهمــا، وأمــا وكيــل أحــد المــذكورين فعن الشــهيد التصــريح بجــواز التوكيــل من

الثالثة، ألنه فعل تدخله النيابة.ــيخ في ــبي{ وعن الش ــا واألجن ــال ونحوهم ــل العم والخ }ال مث المبســوط أن األخ وابن األخ والعم وابن العم إن كــان وصــيا أو لــه والية عليه وليها فهو بمنزلة األب، وإن لم يكن أحدهم وليا وال وصــيا

كانوا كسائر األجانب، ونحوه عن السرائر.ــا شــرعيا للنص }نعم ألحقــوا بالمــذكورين األم وإن لم تكن ولي الخاص فيها{ والمراد بالنص ما تقدم من صحيح عبد الله بن ســنان

علی التقريب المتقدم. و}قالوا{ في وجه اشتراط كون المتولي أحد المذكورين: }ألن الحكم{ بإحرام الصبي }علی خالف القاعدة، فالالزم االقتصار علی

المذكورين{ ممن له الوالية }فال

347

Page 348: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــراد كــون يبعد ال ولكن ــولى ومن منهم األعم الم الصــبي أمر يت يكن لم وإن ويتكفله قــدمواالســالم(: )عليه لقوله شــرعيا، وليــا

فإنه إلخ، مر بطن إلى أو الجحفة إلى الصــبيان من معكم كان من الشرعي الولي غير يشمل أيضا

يــترتب أحكــام اإلحــرام إذا كــان المتصــدي غــيرهم{، ولكن قــد تقدم وجه آخر لذلك، وهو األدلة الدالة علی حجر غير البــالغ مطلقــا

المقتضي للحجر علی نقسه كالحجر علی ماله فراجع. }ولكن ال يبعد كون المراد األعم منهم ومن يتــولى أمــر الصــبي

ــدموا منويتكفله وإن لم يكن وليا شرعيا، لقوله )عليه السالم(: ق إلخ{ بتشــديدكان معكم من الصبيان إلى الجحفــة أو إلى بطن مر

الراء وزن فلس، موضع بقرب من مكة من جهة الشام نحو مرحلــة }فإنه يشمل غير الــولي الشــرعي أيضــا{ والمصــنف تبــع في ذلــك

صاحب المستند علی عادته في غير واحد من الفروع. قــال: ظــاهرهم أن المباشــر للحج بغــير الممــيز، الــولي أو منــة علی ــير دال ــار غ ــه، واألخب ــوا في تعين ــأمره ويســتنيبه، ثم اختلف ي

أعم ممن كــانمن كــان معكم من الصــبيانالتخصيص ألن قوله: وقــدموامــع وليــه أو غــيره، وكــذا االختصــاص في األمــر بقولــه:

فجــردوا ولبــوا عنهوغــير ذلــك، فــإن ثبت اإلجمــاع فيــه فهــو، وإال فالظاهر جوازه لكل من يتكفل طفال، غاية األمــر أنــه ال يتعلــق أمــر

، انتهی.(1)مالي بالطفل بل يكون علی المباشر فتأمل أقول: ال إطالق أبدا فيما استدل به المصنف وصاحب المســتند،

ونحــوه فألنــه أمرخــاص، ومنقــدمواأمــا قولــه )عليــه الســالم(: المحتمل قريبا كون المأمور

.238 ص17الجواهر: ج)?( 1348

Page 349: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــيز في وأما ــالالزم المم ــولي إذن ف ــرعي ال في اعتبرنا إن الشاإلذن. إحرامه صحة

بهم هم األولياء الذين كانوا معه )عليــه الســالم(، ومن أين يثبتكون المصاحب معه )عليه السالم( بعض غير األولياء.

وهذا مثل أن يقول اإلمام )عليــه الســالم( لجماعــة: بيعــوا مــال خالد، ثم يتمسك بإطالق قوله )عليه السالم( بيعوا، لجــواز بيــع غــير

المجاز له مال غيره ألنه أعم من المجاز له وغيره. وليس ما ذكرناه موردا حتی يقال: المــورد ليس بمخصــص، بــل األمر الخارجي ال إطالق له أصــال، إال أن يقطــع بعــدم الفــرق وذلــك

خلف، إذ المفروض استفادته من اللفظ ال من القطع. فهو في فرض كون الرجل حاج بابنه كما هــو صــريحلبواوأما

ــد ــا بع صدره وذيله، مضافا إلى النقض بالمميز، فإنه أي فارق بينهمــهور، اإلطالق المدعی، وبهذا ظهر أن المتعين هو ما صار إليه المش

بل الجميع في الجملة علی ما حكی. }وأما في المميز فــالالزم إذن الــولي الشــرعي إن اعتبرنــا في

صحة إحرامه اإلذن{ كما هو مقتضی ما تقدم من األدلة.

349

Page 350: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــدة : النفقة5 مســألة ــولي علی الحضر نفقة علی الزائ من ال الالصبي مال

: النفقة الزائدة علی نفقة الحضر علی الــولي ال من5}مسألة مــال الصــبي{ بال خالف كمــا في الجــواهر، قــال: ألنــه هــو الســبب والنفع عائد إليه، ضــرورة عــدم الثــواب لغــير الممــيز بــذلك، وعــدم االنتفاع به في حــال الكــبر، وألنــه أولى من فــداء الصــيد الــذي نص

، انتهی.(1)عليه في خبر زرارة وقال في المستند: ونفقته الزائــدة علی مــا يلزمــه في الحضــرــد في علی من يسافر به، لعدم ثبوت جواز التصرف في القدر الزائ

، انتهی.(2)مال الطفل أقول: ولكن فيه تردد، لعدم دليل صالح لذلك، إذ مــا يتــوهم من األدلة إما اإلجماع وهو غير مسلم في المســألة، بــل مســلم العــدم، لعدم تعرض بعض الفقهاء للمسألة أصال، مضافا إلى احتمال استناد األقوال إلى بعض األدلة اللفظيـة كاآليـة اآلتيـة، واإلجمـاع المحتمـل االستناد ساقط عن الحجية كما قرر في األصول، مــع مــا تقــدم منـا غير مرة من عدم حجية هذه اإلجماعات مطلقا، ولو كان فيه اتفاقــه الكل ما لم يكشف قطعا عن دليل معتبر أو دخول المعصوم )علي

السالم( فيه، لعدم دليل علی حجية ما سوی ذلك. وأما كـون الـولي هــو السـبب فــذلك غــير مقتض لكــون النفقـةــو لم تكن علی المباشــر، عليه، إذ السبب إنما يكون عليه الغرامة ل

وهو أول الكالم. وأما كون النفع عائدا إليه لعدم الثواب لغير الممــيز، ففيــه: مــعــير من المســتحبات ــة بكث أخصــيته عن المــدعی، النقض في الجمل

المالية وغيرها التي يفعلها الصبي

.239 ص17الجواهر: ج)?( 1.155 ص2المستند: ج)?( 2

350

Page 351: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

قبــل البلــوغ مــع عــدم الثــواب لــه، فعن زرارة، عن أبي جعفــرــه)عليه السالم( قال: إذا أتی علی الغالم عشر سنين فإنه يجــوز ل

في ماله ما أعتق أو تصدق أو أوصی على حــد معــروف وحــق فهــو.(1)جائز

وعن الحلبي، أنه سأل الصادق )عليه السالم( عن صدقة الغالم ،(2)نعم ال بأس بــه إذا وضــعها موضــع الصــدقةإذا لم يحتلم؟ قال:

إلى غير ذلك. والحل بأن الظــاهر من قـول الصــادق )عليــه السـالم( في خــبر

الصبي إذا حج به فقــد قضــی حجــة اإلســالم حــتیأبان بن الحكم: الحج علی، وقوله )عليه السالم( في حديث عبــد الــرحمن: (3)يكبر

. إنه حج لنفس الصبي، وال منافاة(4)الناس جميعا كبارهم وصغارهم بين كون األجــر للــولي وكــون الحج بنفســه ذا أثــر وضــعي أو غــيره

لنفس الصبي. وأمــا كونــه أولى من فــداء الصــيد ففيــه: إنــه إن أوجب القطــع فحجيته للقاطع، وإال فليس هنا علة منصوصة يتعدی عنها، بل قــول

ومن ال يجــد الهـدي منهمالصادق )عليه السالم( في خـبر معاويـة: ومن لم يجــد منهم هــديا فليصــم، وفي الرضوي: فليصم عنه وليه

مشــعر بكــون الهــدي علی نفس الصــبي، إذ وجــد أن الهــديعنهالمضاف إلى الصبيان ظاهر في كون الهدي ألنفسهم ال ألوليائهم.

وأما ما في المستند من عدم ثبــوت جــواز التصــرف في القــدرــان ــلحة، ألن اإلتي ــدا علی المص ــدرا زائ ــه ليس ق ــه: إن ــد، ففي الزائ

بالمستحبات المالية علی قدر

.1 في أحكام الوقوف ح15 باب 321 ص13الوسائل: ج)?( 1.3 في أحكام الوقوف ح15 باب 321 ص13الوسائل: ج)?( 2.1 من أبواب وجوب الحج ح13 باب 30 ص8الوسائل: ج)?( 3.3 من أبواب وجوب الحج ح2 باب 11 ص8الوسائل: ج)?( 4

351

Page 352: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

حفظه كـــان إذا إال الســـفر يكـــون أو به الســـفر علی موقوفـــاله. مصلحة

معروف ـ كما نص عليه في خبر زرارة ـ من المصلحة. وعلی هــذا فــاألرجح في النظــر كــون النفقــة الزائــدة من مــال الصــبي، ولكن علی قــدر المعــروف، فلــو أوجب الحج ذهــاب مالــه

بحيث يبقی بال نفقة ومحتاجا لم يجز.ــالی: ال يقال: إنه ليس من األحسن المستثنى في اآلية بقوله تع

أحسن وال تقربوا مال اليتيم إال بالتي هي(1). ألنــا نقــول: األقــوی وفاقــا لشــيخنا المرتضــی وجماعــة من

األساطين المعاصرين له علی المحكي، كفاية عدم المفسدة.ــة ــد ديني ــتمل علی فوائ ــبي المش ــوم أن الحج بالص ومن المعل ودنيوية كما يشــعر بهــا أخبــار الحج ال مفســدة فيــه إن لم نقــل أنــه

مصلحة. }إال إذا كان حفظــه موقوفــا علی الســفر بــه، أو يكــون الســفر مصلحة له{ كما عن غير واحد التصريح به، وال وجه لتوقف الجواهر بقولــه: نعم قــد يتوقــف في الحكم المزبــور فيمــا إذا توقــف حفــظ الصبي وكفالته وتربيته علی السـفر وكـانت مصـلحته، ولعـل إطالق

، انتهی.(2)األصحاب منزل علی غير ذلك أقول: ولكن الالزم بناء علی المنع عن األخــذ من مــال الصــبي، تقييد المستثنی بما إذا لم تكن نفقة الحج أزيــد من نفقــة غــيره من األسفار الكفاية لجهــة المصــلحة، التحــاد المنــاط المــذكور في كالم

األصحاب فيهما.

.152سورة األنعام: آية )?( 1.239 ص17الجواهر: ج)?( 2

352

Page 353: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الولي، علی : الهدي6 مسألة

: الهدي علی الولي{ لمــا تقــدم، ويــدل علی وجــوب6}مسألة الهدي عن الصبي في الجملة روايات، فعن الحسن بن عمــار قــال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن غلمــان لنــا دخلــوا معنــا مكــة

ــا إلى عرفــات بغــير إحــرام؟ قــال: قــل لهمبعمــرة وخرجــوا معن.(1)يغتسلون ثم يحرمون واذبحوا عنهم كما تذبحون عن أنفسكم

وعن معاويــة بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( في ومن ال يجــد منهم هــديا فليصــم عنــهحديث اإلحرام بالصبيان قال:

.(2)وليه وعن عبد الــرحمن بن أبي عبــد اللــه، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

يصــوم عن الصــبي وليــه إذا لم يجــد لــه هــديا وكــانالسالم( قال: .(3)متمتعا

حججنــا ســنة ومعنــا صــبيانوعن عبد الــرحمن بن أعين قــال: فعزت األضاحي فأصبنا شاة بعد شاة فذبحنا ألنفسنا وتركنا صبياننا،

إنما كان ينبغيفأتي بكير أبا عبد الله )عليه السالم( فسأله، فقال: أن تذبحوا عن الصبيان وتصوموا أنتم عن أنفســكم، فــإذا لم تفعلــوا

.(4)فليصم عن كل صبي منكم وليه وعنه، قال: تمتعنــا فأحرمنــا ومعنــا صــبيان فــأحرموا ولبــوا كمــا

.(5)فليصم عن كل صبي وليهلبيننا ولم يقدروا علی الغنم، قال:

.2 في أقسام الحج ح17 باب 207 ص8الوسائل: ج)?( 1.3 في أقسام الحج ح17 باب 207 ص8المصدر: ج)?( 2.2 في أبواب الذبح ح3 باب 91 ص10المصدر: ج)?( 3.3 في أبواب الذبح ح3 باب 91 ص10المصدر: ج)?( 4.4 في أبواب الذبح ح3 باب 91 ص10المصدر: ج)?( 5

353

Page 354: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الصــبي يصــوم عنــهوعنه، عن أبي جعفر )عليه السالم( قــال: .(1)وليه إذا لم يجد هديا

من تمتــع بصــبيوعن جعفر بن محمد )عليه السالم( أنه قــال: .(2)فليذبح عنه

قال في الجواهر: وأمــا الهـدي الـذي يــترتب عليــه بسـبب الحج فكأنه ال خالف بينهم في وجوبــه علی الــولي الــذي هــو الســبب في

، انتهی.(3)حجه، وقد صرح به في صحيح زرارة قلت:أقــول: صــحيح زرارة ليس صــريحا في ذلــك، ألنــه قــال:

ليس لهم ما يذبحون؟ قال )عليه السالم(: يذبح عن الصغار ويصوم . ومن المعلــوم أنــه ليس في مقــام بيــان كــون الهــدي علیالكبــار

الصبي أو الولي، نعم ال يخلو عن إشعار ويقابله إشعار رواية معاويةوالرضوي بكون الهدي علی الصبي، بل ظهورهما كما تقدم تقريبه.

ــا مضافا إلى أن األصل كون التكليف بشيء ولو اســتحبابا تكليف بجميــع خصوصــياته، ومن خصوصــيات الحج الهــدي، فالهــدي في الصــغير كالهــدي في الكبــير في كــون الموضــوع أوال وبالــذات علی نفسه، نعم المستفاد من صحيح زرارة أنه لو لم يكن للصــبي هــدي ذبح الــولي عنــه، ولــو لم يكن الهــدي كافيــا لهمــا صــام الــولي عن

نفسه، فمراتب الهدي بالنسبة إلى الصبي ثالث: األول: الهدي من ماله.

الثاني: الهدي من مال وليه.الثالث: صوم الولي عنه.

.85 في أبواب الذبح ح3 باب 92 ص10المصدر: ج)?( 1.2 ح15 باب 19 ص2المستدرك: ج)?( 2.239 ص17الجواهر: ج)?( 3

354

Page 355: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الصبي صاد إذا الصيد كفارة وكذا

ثم إن إطالق األدلة قاض بأن الصبي لو كان قــادرا علی الصــومال يصوم هو بدل الهدي، بل يصوم وليه عنه.

}وكذا كفارة الصيد إذا صاد الصبي{ كمــا صــرح بــه في صــحيحزرارة المتقدمة.

قال في الجواهر: وبه أفتى األكثر في كل ما ال فرق في لزومهــل في محكي ــا للفاض ــأ، خالف ــد والخط ــالتي العم ــف في ح للمكل التذكرة، فعلى الصبي الفداء لوجوبه بجنايتــه، فكــان كمــا لــو أتلــف

، انتهی.(1)مال غيره، وكأنه اجتهاد في مقابلة النص المعتبر أقول: أما لزوم كون كفارة الصــيد علی الــولي إذا كــان أبــا في

الجملة، فال وجه لإلشكال فيه، لمكان النص المعتبر.ــا وهل الحكم بتحمل الكفارة يختص باألب المصــاحب لالبن، كم هو مورد النص، أو باألب في صورة حج االبن ولــو لم يكن مصــاحبا، أو باألب مطلقا والولد مطلقــا، أو األعم من األب وغــيره من ســائر األولياء المصاحبين، أو ولو لم يكونوا مصاحبين؟ وعلی تقــدير عــدمــنی توجه الحكم بالكفارة إلى شخص، فهل المكلف هو الصغير، بمع

أن الوضع عليه؟ وجوه، ال إشكال في الحكم في مــورد النص، وفي غــيره تــردد، وسيأتي ما يدل علی ســقوط كفــارة الصــيد عن الصــبي، ومقتضــى الجمع بينــه وبين روايــة زرارة أنــه علی أبيــه، فيكــون حــديث زرارة مخصصا لما يأتي من السـقوط مطلقــا، وسـيأتي مقتضــی القاعــدة

فيه. وال فرق في مورد النص بين عمد الصبی وخطئــه، وإن اختلفــوا فيما يختلف حكم عمده وسهوه كالوطي واللبس إذا تعمده الصبي،

فالمحكي عن الشيخ )رحمه الله(

.239 ص17الجواهر: ج)?( 1355

Page 356: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أنه قال: الظاهر أنه يتعلــق بــه الكفــارة علی وليــه، وإن قلنــا ال أن عمــد الصــبييتعلق به شيء ـ لما روي عنهم )عليهم الســالم(:

، والخطــأ في هــذه األشــياء ال يتعلــق بــه كفــارة منوخطــأه واحدالبالغين ـ كان قويا.

وعن المدارك: إنه جيد لو ثبت اتحاد عمــد الصــبي وخطــأه علیــديات ــا ثبت في ال ــك إنم ــير واضــح، ألن ذل ــه غ وجــه العمــوم، لكن

.(1)خاصة والمسألة محل تردد، وإن كان األقــرب عــدم الوجــوب اقتصــارا

فيما خالف األصل علی موضع النص، وهو الصيد. ونقل عن الشيخ أنه يتفرع علی الوجهين ما لــو وطــأ قبــل أحــد الموقفين متعمدا، فإن قلنــا إن عمــده وخطــأه ســواء لم يتعلــق بــه فساد الحج، وإن قلنا إن عمده عمد فسد حجه ويلزمــه القضــاء، ثم قــال: واألقــوی األول ألن إيجــاب القضــاء يتوجــه إلى المكلــف وهــو

ليس بمكلف، انتهی. وتوقف في المسألة صاحب الحــدائق، لخلوهــا عن النص ســوى

صحيحة زرارة المتقدمة. أقول: مقتضی القاعدة األولية هو عدم شيء علی الولي، لعدم

ــل مقتضــی ال تزروا وازرةالدليل علی تحمــل أحــد وزر أحــد، ب عدم التحمــل مطلقــا إال مــا خــرج بالــدليل، وكــذلك(2)وزر أخری

علی الصبي لحديث رفع القلم المتيقن كــون المرفــوع بــه التكليــفومثل هذا القسم من الوضع.

.13 في كتاب الحج سطر 401المدارك: ص)?( 1.164سورة األنعام: آية )?( 2

356

Page 357: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

هي فهل بالعمد المختصة األخر الكفارات وأما الولي، علی أيضا عمد ألن الصــيد غــير في الكفــارة يجب ال أو الصــبي، مــال في أو

أن والمفروض خطأ الصبي

ثم دل الدليل الثانوي علی تكليــف الصــبي بــالحج أي وضــع قلم الحج عليه المقتضــي بظــاهره المنســبق لــدی العــرف وضــع جميــع خصوصــياته ومنهــا الكفــارات وغيرهــا، فكلمــا ورد دليــل علی عــدم لزوم شيء عليه فارقا بينـه وبين الكبـير، أو علی تحمـل غــيره منــه أخذ بمقدار داللتــه، وكلمــا لم يــدل كــان مقتضــی القاعــدة الثانويــة تكليفه به، فإن فعله الــولي وإال كــان عليــه أن يفعلــه لــو بلــغ، وفي

فعله قبل البلوغ تردد وإن كان ال يبعد صحته في الجملة. وعلى هذا لزم عليــه الحج من قابــل في فــرض الشــيخ )رحمــه الله(، وبمقتضی هذه القاعــدة ال فــرق بينــه وبين الكبــير في العمــد

والسهو والغفلة والجهل قصورا أو تقصيرا، والنسيان وغيرها. ثم إن استصحاب عدم تكليف األب بكفــارة غــير الصــيد، وعــدم تكليف غــيره بالكفــارات مطلقــا أيضــا كــاف في عــدم تعلــق شــيء بذمتهم. نعم الصــيد خــارج لألحــاديث كحــديث الريــان المشــتهر عن اإلمام جواد )عليه الســالم( في مســألة المحــرم الــذي قتــل صــيدا،

والصغير ال كفارة عليه وهي علی الكبير واجبة. وكـل مــاوعن تحف العقول مرسال عن الجواد )عليه الســالم(:

أتى به الصغير الذي ليس ببالغ فال شيء عليه، فــإن عــاد فهــو ممن. والله تعالى هو العالم.ينتقم الله منه

}وامــا الكفــارات األخــر المختصــة بالعمــد فهــل هي أيضــا علی الولي، أو في مال الصبي، أو ال يجب الكفــارة في غــير الصــيد، ألن

عمد الصبي خطأ، والمفروض أن

357

Page 358: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــارات تلك ــورة في تثبت ال الكف ــأ، ص ــوه، الخط ــوة اليبعد وج ق األحــوط لكن الصــبي، عن أدلتها النصــراف وإما لــذلك إما األخــير

قوله ألن األقــوی، هو بل االحتيــاط، هــذا يترك ال بل الولي، تكفلــديات، مختص خطأ الصبي عمدالسالم(: )عليه واالنصــراف بال

أيضا. الصيد في به االلتزام فيلزم وإال ممنوع

تلك الكفارات ال تثبت في صورة الخطــأ، وجــوه، ال يبعــد قــوة{ الوســط، لمــا عــرفت من أن مقتضــی القاعــدة هــو كــون الحج من

الصبي كالحج من الكبير إال فيما دل الدليل علی خالفه. وأما احتمال قوة }األخير{ الذي هــو عــدم وجــوب الكفــارة في غير الصيد مطلقا ال علی الولي وال علی الصبي }إمــا لــذلك{ الــذي ذكر من أن تلك الكفارات ال تثبت في صورة الخطأ، وعمــد الصــبيــير ال خطأ، }وإما النصراف أدلتها عن الصبي{ إذ ظــاهر األدلــة الكب

الصغير، فغير مستقيم. إذ عمد الصبي خطأ إنما هو في الديات كما تقدم عن المدارك، واالنصراف ال وجه لــه، وإال قيــل بــه في كــل شــرط وجــزء لم ينص عليــه في أخبــار حج الصــبيان، كمـا أشــار إليــه المصـنف في كالمــه

اآلتي. }لكن األحوط تكفل الولي، بل ال يــترك هــذا االحتيــاط، بــل هــو األقــوی{ لكن قــد عــرفت أنــه ال وجــه لــذلك، فال احتيــاط، فكيــف

بالقوة. ثم علل )رحمه الله( االحتياط بقوله: }ألن قوله )عليه السالم(:

عمد الصبی خطأمختص بالديات، واالنصــراف ممنــوع وإال فيلــزم االلتزام به في الصيد أيضا{ ولكن هــذا اإلشــكال غــير متوجــه، ألنــه

لقائل أن يقول: إن ذلك ثابت علی خالف القاعدة بالنص الخاص.

358

Page 359: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

عن يجز لم مــرات عشر الصــبي حج لو أنه عــرفت : قد7 مســألة اســتثنی لكن واالستطاعة، البلوغ بعد عليه يجب بل اإلسالم، حجة

ــزي حينئذ فإنه المشعر، وأدرك بلغ لو ما ذلك من المشهور عن يجــاع بعضـــهم ادعی بل اإلســـالم، حجة ــه، اإلجمـ ــذا عليـ حج إذا وكـ

المجنون بوجوه: ذلك يجزي حينئذ فإنه المشعر، قبل كمل ثم ندباعدم بدعوی سيأتي، ما علی العبد في الواردة أحدها: النصوص

: قد عرفت أنه لو حج الصبي عشر مــرات{ أو أكــثر7}مسألة }لم يجز عن حجة اإلسالم، بل يجب عليه بعد البلوغ واالســتطاعة{ لجمعه للشرائط }لكن استثنی المشهور من ذلك ما لــو بلــغ وأدرك المشعر، فإنه حينئذ يجــزي عن حجــة اإلســالم، بــل ادعی بعضــهم{

كما عن التذكرة والخالف }اإلجماع عليه{. قال في محكي التــذكرة: وإن بلــغ الصــبي أو أعتــق العبــد قبــل الوقوف بالمشعر فوقف بــه أو بعرفــة بالغــا أو معتقــا وفعــل بــاقي األركان أجزأ عن حجة اإلسالم، وكذا لو بلغ أو أعتق وهو واقف عند

.(1)علمائنا أجمع }وكذا إذا حج المجنون ندبا ثم كمــل قبــل المشــعر فإنــه حينئــذــذا يجزي{، فعن الدروس: ولو بلغ قبل أحد الموقفين صح حجه، وك

لو فقد التميز وباشر به الولي فاتفق البلوغ والعقل. واستدلوا علی }ذلك بوجوه، أحدها: النصوص الواردة في العبد علی ما سيأتي، بدعوی عدم خصوصية للعبد في ذلــك، بــل المنــاط

الشروع حال عدم

.17 سطر 299 ص1التذكرة: ج)?( 1359

Page 360: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الوجــوب عدم حال الشروع المناط بل ذلك، في للعبد خصوصيةالمشعر. قبل حصوله ثم الكمال لعدم

ثم متســكعا حج فيمن به االلــتزام الزمه أن مع قياس، وفيه: إنهبه. يقولون وال المشعر، قبل االستطاعة له حصل

من أحرم مكة من يحرم لم من أن من األخبار من ورد الثاني: ما حيث

الوجــوب لعــدم الكمــال ثم حصــوله قبــل المشــعر. وفيــه: إنــهقياس{.

ولكن دفع كونه من القياس في الجواهر بعد االستدالل بنصوص العبــد وإدراك الوقــوف، بقولــه: وخصــوص المــورد فيهــا ال يخصــص الوارد، بل المستفاد منها ومما ورد في العبد هنا ونحــو ذلــك عمــوم الحكم لكل من أدركهما من غير فرق بين اإلدراك بالكمــال وغــيره، ومن هنــا اســتدل األصــحاب بنصــوص العبــد علی مــا نحن فيــه مــع

، انتهی.(1)معلومية حرمة القياس عندهمــد أردكمضافا إلى الرضوي: والمملوك إذا أعتق يوم عرفة فق

، فــإن علتــه عامــة تشــمل كــل(2)الحج ألنه قد أدرك أحد الموقفينمدرك ولو كان صبيا ثم أدرك.

ــه ــه فيمن حج متســكعا ثم حصــل ل ــتزام ب ــه االل ــع أن الزم }م االستطاعة قبل المشعر، وال يقولــون بــه{ ولكنــا لم نجــد تعرضــهم ــا يتعرضــون لمســألة من حج متســكعا ــرع، وإنم ــذا الف الصــريح له الظاهر منه الحج بالتسكع إلى آخر األعمال، فال مسرح للقول بأنهم ال يقولـون بـذلك مسـتندا إلى إطالق كالمهم في حج المتسـكع إذ ال

إطالق له كما ال يخفی. }الثاني: ما ورد من األخبار من أن من لم يحرم من مكة أحــرم

من حيث

.230 ص17الجواهر: ج)?( 1.26 سطر 75فقه الرضا: ص)?( 2

360

Page 361: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

فيلزم اإلحرام، إلنشاء صالح الوقت أن منها يستفاد فإنه أمكنه، يكون أن يخفى. ال ما وفيه باألولى، القلب أو لالنقالب صالحا

ــار ــالث: األخبـ ــعر أدرك من أن علی الدالة الثـ أدرك فقد المشـ أحــرم من يشمل فال يحرم، لم من موردها الحج. وفيه: إن ســابقا

مشكل. باإلجزاء فالقول اإلسالم، حجة لغير

أمكنه، فإنه يستفاد منها أن الوقت صالح إلنشاء اإلحرام، فيلزم أن يكون صالحا لالنقالب{ بنفســه }أو القلب بــاألولى، وفيــه: مــا ال يخفی{ إذ إمكان إنشاء اإلحرام غير انقالب اإلحــرام، فســحب حكم

أحدهما إلى اآلخر قياس. }الثالث: األخبــار الدالــة علی أن من أدرك المشــعر فقــد أدرك الحج. وفيه: إن موردهــا من لم يحــرم فال يشــمل من أحــرم ســابقا لغير حجة اإلسالم، فــالقول بــاإلجزاء مشــكل{ وفاقــا للمحقــق في المعتبر والشرائع حيث تــردد في الحكم المــذكور، وجــزم المحــدث

البحراني بعدم اإلجزاء.ــبين موردهــا، ولكن ال يخفى أن جملة من النصوص مطلقة لم ي

إذا فاتتــكفعن الحلبـيين، عن أبي عبــد اللـه )عليــه السـالم( قــال: .(1)المزدلفة فقد فاتك الحج

وعن محمد بن الفضيل، قال: سألت أبا الحسن )عليــه السـالم(عن الحد الذي إذا أدركه الرجــل أدرك الحج؟ فقــال: إذا أتى جمعــا

.(2)والناس في المشعر قبل طلوع الشمس فقد أدرك الحج من أدركوعن جميل، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

المشعر الحرام يوم النحر

.1 في الوقوف بالمشعر ح25 باب 63 ص10الوسائل: ج)?( 1.3 أبواب الوقوف بالشعر ح23 باب 57 ص10الوسائل: ج)?( 2

361

Page 362: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

مستطيعا، كان إن ذلك بعد اإلعادة واألحوط

، إلى غير ذلك، ولكن(1)من قبل زوال الشمس فقد أدرك الحج االنصاف أن المنصرف عنها هو صــورة عــدم اإلدراك ال فقــد شــرط

آخر.نعم لو تم سند الرضوي لدل علی المطلب لعموم العلة.

قــال في الجــواهر: في المتن كــالمحكي عن المعتــبر والمنتهی اإلجزاء عن حجة اإلسالم علی تردد، بــل عن ظــاهر النــافع وصــريح جامع المقاصد العدم لألصل ومنع اإلجماع وداللــة األخبــار، فإنهــا إنــذي دلت علی إدراك الحج بإدراك المشعر، ولكن إنما يدرك الحج ال نــواه وأحــرم بــه، وصــالحية الــوقت لإلحــرام ال يفيــد إال إذا لم يكن محرما، أما المحرم فليس له اإلحرام ثانيا إال بعد اإلحالل أو العدولــه وال إلى ما دل عليه الدليل، وال دليل هنا، وال االستطاعة ملجئة إلي مفيدة لالنصراف إلى مــا في الذمــة، فإنــا نمنــع وجــوب الحج عليــه بهذه االستطاعة الشتغال ذمته بإتمام ما أحرم لــه، مــع أن صــالحية الوقت إذا فاتت عرفة ممنوعة، والحمل علی العبد إذا أعتق قياس، ثم أخذ في رد ما ذكر إلى أن قال: فال ريب أن األقــوی اإلجــزاء في

، انتهی.(2)حجة اإلسالم أقــول: ال تطمئن النفس بوحــدة المنــاط، وال دليــل لفظي يــدلــار إدراك ــراف في أخب ــوة االنص ــرفت من ق ــا ع ــة، لم علی الكفاي المشعر، فالقول بعدم اإلجزاء أقرب، وال أقل من اإلشكال الموجب للزوم تجديد الحج من قابل لو حصلت استطاعة كما قال المصنف:

}واألحوط اإلعادة بعد ذلك إن كان مستطيعا،

.9 أبواب الوقوف بالشعر ح23 باب 59 ص10الوسائل: ج)?( 1.230 ص17الجواهر: ج)?( 2

362

Page 363: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

قوة، عن يخلو ال بل

بل ال يخلو عن قوة{. ثم بناء علی عدم اإلجزاء ال يجزي ولو بلغ بعد اإلحرام مباشرة،

ويجزي عن العبد إلطالق أدلته. وهل يجب علی الصبي المحتمل للبلوغ في األثناء اإلمساك عن اإلحرام أم ال، فيه تفصيل، فإنه لو احتمل البلوغ بعد الوقوفين يجوز له اإلحرام قبل ذلك قطعا، لعموم األدلــة الدالــة علی صــحة إحــرام

الصبي وشرعيته. ولو احتمل البلوغ قبل الموقفين أو المزدلفة فقــط فهــل يجــوز له اإلحرام أم ال، من أن إحرامه محتمل لتفويته فورية حجة اإلسالمفال يجوز، ومن أن الحال تعلق به التكليف الندبي ظاهرا فيجوز له.

وكذا التردد فيمــا لــو لم يحــرم العبــد أو الصــبي حــتی الوقــوفالثاني ثم أعتق العبد وبلغ الصبي.

ثم لو بلغ الصبي في األثناء وقلنا بعدم كفايـة حجـه، أو بلـغ بعـد تمــام الحج، أو علم ببلوغــه بعــد ســتة أشــهر مثال، فهــل يجب عليــه البقاء في مكة فيمــا لم يكن عليــه حــرج لـو علم بأنــه لــو رجــع إلى وطنه لم يتمكن من الحج في العام القابل؟ الظاهر نعم في صــورة حصول البلــوغ فعال ألنــه مســتطيع، فال يجــوز لــه إخــراج نفســه عن ذلك، كما تقدم نظيره، أما في صورة ترقب البلوغ فالظــاهر العــدم

ألنه غير بالغ فال يتوجه التكليف إليه بالبقاء. ثم إن العبد المنصوص عليه في األدلة لو كــان تحريــره وبلوغــه في وقت واحد، فالظاهر أن حاله حال الصبي لعدم إطالق لنصوص

العبد من هذه الجهة. ومثل الصبي في وجوب البقــاء إلى العــام الثــاني مــا لــو أعتــق العبد حيث فاته الحج أو بعد تمام الحج وعلم بعدم قدرته علی الحج لو رجع إلى وطنه، والظاهر أن األمة في حكم العبد، ومثــل الصــبي

في الحكم في الجملة المجنون.

363

Page 364: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

العبد، مسألة في اآلتية الفروع فيه يجري باإلجزاء القول وعلی يشــترط هل وأنه ال، أو اإلســالم لحجة النية تجديد يجب هل أنه من ال، أو الميقــات من أو البلد من البلــوغ بعد اســتطاعته اإلجزاء في البلــوغ قبل بتمامها العمرة كون مع التمتع حج في يجري هل وأنه

ذلك. غير إلى ال، أو

}وعلی القول باإلجزاء{ في الصبي }يجری فيــه الفــروع اآلتيــة في مسألة العبد، من أنه هل يجب{ عليه بعد البلــوغ }تجديــد النيــة لحجة اإلسالم أو ال، وأنــه هـل يشـترط في اإلجــزاء اســتطاعته بعـد البلــوغ من البلــد أو من الميقــات أو ال{ يشــترط االســتطاعة أصــال }وأنه هل يجري{ الحكم باإلجزاء }في حج التمتع مع كــون العمــرة

بتمامها قبل البلوغ{ لفرض كون البلوغ بعد عرفة }أو ال{؟ــا، نعم علی الفروع المذكورة ال تكون العمرة قبل البلوغ بتمامه }إلى غير ذلك{ من الفروع المتفرعة علی اإلجزاء، وســيأتي جملــة

منها إن شاء الله تعالی.

364

Page 365: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

من يحـــرم أن قبل فبلغ الحج إلى الصـــبي مشی : إذا8 مســـألةاإلسالم. حجة حجه أن في إشكال ال مستطيعا وكان الميقات

ــل أن يحــرم من8}مسألة : إذا مشی الصبي إلى الحج فبلغ قب الميقات وكان مستطيعا{ أو صــار مســتطيعا من ذلــك الموضــع }ال إشكال في أن حجه حجــة اإلســالم{ الجتمــاع الشــرائط، والطريــق مقدمة ال ربط له بالحج، ولذا لو ســافر بقصــد التجــارة فلمــا وصــل

إلى الميقات عزم علی الحج صح. ثم بناء علی عدم االنقالب لو علم الصبي بأنه يبلــغ بعــد ســاعة، فهل يلزم عليه عدم اإلحرام ندبا ألنــه مــوجب لفــوت الحج في هــذا العام وهو فوري، أم ال يلزم ألنه فعال غير مكلف فيحرم فــإذا بلــغ ال يتمكن من إتيان حجة اإلسالم في هـذا العـام، فـإن بقيت الشـرائط

لزم عليه الحج من قابل وإال فال، احتماالن واألحوط األول.

365

Page 366: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بالغــا، كــان أنه فبــان ندبا، بالغ غير أنه باعتقاد حج : إذا9 مسألة إذا وكــذا األول، أوجهها وجهان ال، أو اإلسالم حجة عن يجزي فهل

كونه ظهر ثم النـــدب بنية االســـتطاعة عـــدم باعتقـــاد الرجل حجالحج. حين مستطيعا له إذن وإن المملــوك عل يجب فال الشروط: الحريــة، من الثاني

وكان مواله من األقــوی هو ما علی بنــاء المال حيث من مستطيعا أو بملكه، القول

: إذا حج باعتقاد أنه غير بالغ ندبا، فبان أنه كان بالغا،9}مسألة فهل يجزي عن حجة اإلسالم أو ال، وجهان، أوجهها األول{ إذ الغالب أن قصد العمل قربة إلى الله تعالی ليس علی وجه التقييد، بــل من بــاب الخطــأ في التطــبيق فــإن كــل عامــل يقصــد تكليفــه الــواقعي المتوجه إليه فعال وإن تيقن أنــه غــيره، لكن االرتكــاز بإتيــان الواقــع

علی ما هو عليه كاف في المطلب. نعم لو نوی هكذا أفعل الحج االستحبابی بحيث لو كــان غــيره الــذا أفعله لم يصح، لعدم قصده التكليف الواقعي حتی باالرتكاز، وهك

نقول في جميع العبادات. }وكذا إذا حج الرجل باعتقــاد عــدم االســتطاعة بنيــة النــدب ثم ظهــر كونــه مســتطيعا حين الحج{ وســيأتي منــه )رحمــه اللــه( في المسألة الخامسة والعشرين الفــرق بين الخطــأ في التطــبيق وبين التقييد، وال يخفی أنا وإن قلنــا بــذلك إال أن المــدعی أن مــا يقم في الخــارج اشــتباها جلــه أو لم نقلــه كلــه من بــاب الخطــأ ال من بــاب

التقييد. }الثاني من الشروط: الحرية، فال يجب عــل المملــوك وإن إذن له مواله وكان مستطيعا من حيث المال، بنــاء علی مــا هــو األقــوی

من القول بملكه، أو

366

Page 367: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

والراحلة الزاد مواله له بذل

بذل له مواله{ أو غيره مع إجازة المولى في أصل الحج }الزادوالراحلة{

ويدل عليــه قبــل اإلجماعــات أخبــار: كوثقــة الفضــل بن يــونس،ــواري قال: سألت أبا الحسن )عليه السالم( فقلت: يكون عندي الج وأنا بمكة آمرهن أن يعقدن بالحج يوم التروية فأخرج بهن فيشــهدن

إن خرجت بهن فهو أفضــل، وإنالمناسك أو أخلفهن بمكة؟ فقال: خلفتهن عند ثقة فال بأس، فليس علی الملــوك حج وال عمــرة حــتی

.(1)يعتقق وعن يـــونس بن يعقـــوب، قـــال: قلت ألبي عبـــد اللـــه )عليـــه

إن معنا مماليك وقــد تمتعــوا علينــا أن نــذبح عنهم، قــال:السالم(: .(2)المملوك ال حج له وال عمرة وال شيءفقال:

ليسوعن آدم بن علي، عن أبي الحسن )عليه الســالم( قــال: .(3)علی المملوك حج وال جهاد وال يسافر إال بإذن مالكه

وعن عبد الله بن ســليمان، قــال: ســمعت أبــا عبــد اللــه )عليــه السالم( وســألته امــرأة أن ابنــتي تــوفيت ولم يكن بهــا بــأس فــأحج

ال، عليــك، قــالت: إنهــا كــانت مملوكــة؟ فقــال: نعمعنهــا؟ قــال: .(4)بالدعاء فإنه يدخل عليها كما يدخل البيت الهدية

ــوكوعن جعفر بن محمد )عليه السالم( أنه قال: إذا حج المملأجزأ عنه ما دام مملوكا

.1 من وجوب الحج ح15 باب 32 ص8الوسائل: ج)?( 1.3 من وجوب الحج ح15 باب 32 ص8الوسائل: ج)?( 2.4 من وجوب الحج ح15 باب 32 ص8الوسائل: ج)?( 3.5 من وجوب الحج ح15 باب 32 ص8الوسائل: ج)?( 4

367

Page 368: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــإذن حج لو نعم حجة عن يجزيه ال ولكن إشــكال، بال صح مــواله ب مســمع: )لو خــبر منها للنصــوص أعاد، ذلك بعد أعتق فلو اإلسالم،

أن ــدا إلى اســتطاع إذ اإلســالم حجة عليه كــانت حجج عشر حج عبمملوك وهو حج إذا ومنها: )المملوك سبيال(، ذلك

.(1)فإن أعتق فعليه الحج وليس يلزمه الحج وهو مملوكإلى غير ذلك من النصوص التي سيأتي جملة منها إن شاء الله.ــة من ــة جمل ــح بال إشــكال{ لدالل ــواله ص ــإذن م }نعم او حج ب النصــوص المتقدمــة واآلتيــة عليــه، مضــافا إلى اإلجمــاع، }ولكن ال يجزيه عن حجة اإلسالم، فلو أعتق بعــد ذلــك{ وكــان جامعــا لســائر

الشرائط }أعاد{ الحج. وكلمة اإلعادة إما باعتبار أصل الحج، وإما باعتبار حجة اإلسالم، لمــا دل علی أن حجــه حجــة اإلســالم مــا دام عبــدا، وإال فال تصــدق

اإلعادة. وكيف كــان، فــالفتوی بعــدم اإلجــزاء }للنصــوص{ واإلجماعــات }منها: خبر مسمع{ عن الصادق )عليه الســالم(: }لــو أن عبــدا حج

{،(2)عشر حجج كانت عليه حجة اإلسالم إذا استطاع إلى ذلك سبيال.(3)كانت عليه فريضة اإلسالمونحوه خبره اآلخر، إال أن فيه:

}ومنها{: صحيح عبد اللــه بن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــهــقالسالم( قال: ــل أن يعت المملوك إذا حج وهو مملوك ثم مات قب

.(4)أجزأه ذلك الحج فإن أعتق أعاد الحج

.1 ح13 باب 5 ص2المستدرك: ج)?( 1.5 في وجوب الحج ح16 باب 33 ص8الوسائل: ج)?( 2.9 في وجوب الحج ح16 باب 34 ص8الوسائل: ج)?( 3.4 في وجوب الحج ح16 باب 33 ص8الوسائل: ج)?( 4

368

Page 369: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

الحج(. فعليه أعتق فإن يعتق، أن قبل مات إذا أجزأ

ــوك إذاوعنه أيضا، عن الصادق )عليه السالم( قال: إن }المملحج وهو مملوك أجزأ إذا مات قبل أن يعتق، فإن أعتق فعليــه الحج

(1).} وعن أبان بن الحكم قال: سمعت أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم(

الصــبي إذا حج بــه فقــد قضــی حجــة اإلســالم حــتی يكــبر،يقــول: .(2)والسيد إذا حج به فقد قضی حجة اإلسالم حتی يعتق

وعن علي بن جعفر، عن أخيه موسی بن جعفر )عليــه الســالم(.(3)المملوك إذا حج ثم أعتق فإن عليه إعادة الحجقال:

وعن إسحاق بن عمار قال: سألت أبــا إبــراهيم )عليــه الســالم( عن أم الولد تكون للرجل، ويكون قد أحجها أيجــزي ذلــك عنهــا عن

.(4)نعم. قلت: لها أجر في حجتها؟ قال: الحجة اإلسالم؟ قال: وعن شهاب، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( في حــديث قــال:

، قلت: أله أجرالقلت له: ام ولد أحجها موالها أيجزي عنها؟ قال: .(5)نعمفي حجها؟ قال:

وعن علي بن جعفر، عن أخيه موسی بن جعفر )عليــه الســالم( قال: سألته عن المملوك الموسر أذن له مواله في الحج، هل عليــه

.(6)نعم فإن أعتق أعاد الحجأن يذبح وهل له أجر؟ قال:

.1 في وجوب الحج ح16 باب 33 ص8الوسائل: ج)?( 1.2 في وجوب الحج ح16 باب 33 ص8الوسائل: ج)?( 2.3 في وجوب الحج ح16 باب 33 ص8الوسائل: ج)?( 3.6 في وجوب الحج ح16 باب 34 ص8الوسائل: ج)?( 4.8 في وجوب الحج ح16 باب 34 ص8الوسائل: ج)?( 5.10 في وجوب الحج ح16 باب 35 ص8الوسائل: ج)?( 6

369

Page 370: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أدرك فقد واليه به حج عبد حكيم: )أيما بن حكم خــــــبر في وما يجزيه أنه علی أو الحج، ثــواب إدراك علی اإلســالم( محمــول حجةــا، دام ما عنها ــبر مملوكـ ــان: )العبد لخـ حجة قضی فقد حج إذا أبـ

المسألة. في إشكال يعتق( فال حتی اإلسالم

إذا أعتــق العبــد فعليــه الحجوعن علي )عليه السالم( أنه قال: .(1)إن استطاع إليه سبيال

وعن أبي جعفر محمد بن علي )عليه السالم( أنــه ســئل عن أم.(2)الالولد يحجها سيدها ثم يعتق أيجزي عنها ذلك؟ قال:

وعن يونس بن يعقوب قــال: أرســلت إلى أبي عبــد اللــه )عليــه السالم( أن أم امرأة كانت أم ولــد فمــاتت فــأرادت المــرأة أن تحج

.(3)أو ليس قد أعتقت بولدها، تحج عنهاعنها؟ فقال: }و{ من هـــذا كلـــه ظهـــر أن }مـــا في خـــبر حكم بن حكيم{

أيما عبدالصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله )عليه السالم( يقول: }ــواب(4)حج به واليه فقد أدرك حجة اإلسالم ، محمــول علی إدراك ث

ــان{ المتقــدم: الحج، أو علی أنه يجزيه عنها ما دام مملوكا، لخبر أب{العبد إذا حج فقد قضی حجة اإلسالم حــتی يعتقفال إشــكال في

المسألة{، وهناك محمل آخر ذكــره الشــيخ وغــيره، وهــو أنــه فيمنأدرك أحد الوقوفين معتقا، لألدلة الدالة علی ذلك.

.1 ح14 باب 5 ص2المستدرك: ج)?( 1.2 ح14 باب 5 ص2المستدرك: ج)?( 2.1 في وجوب الحج ح18 باب 36 ص8الوسائل: ج)?( 3.7 في وجوب الحج ح16 باب 34 ص8الوسائل: ج)?( 4

370

Page 371: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

عن أجــزأه المشــعر إدراك قبل أعتق ثم مــواله بــإذن حج لو نعموالنصوص، باإلجماع اإلسالم حجة

}نعم لو حج بإذن مواله ثم أعتق قبل إدراك المشعر أجزأه عنــه ــد الل حجة اإلسالم باإلجماع والنصوص{، فعن شهاب، عن أبي عب

يجــزي)عليه السالم( في رجل أعتق عشية عرفة عبــدا لــه، قــال: عن العبد حجة اإلسالم، ويكتب للســيد أجــران ثــواب العتــق وثــواب

.(1)الحج وعن معاوية بن عمار قال: قلت ألبي عبد اللــه )عليــه الســالم(

إذا أدرك أحــد المــوقفين فقــد أدركمملوك أعتق يوم عرفة، قال: .(2)الحج

روي في العبد إذا أعتق يــوم عرفــة أنــه إذا أدركوعن الشيخ: .(3)أحد الموقفين فقد أدرك الحج

وعن شهاب، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( في رجــل أعتــق.(4)نعمعشية عرفة عبدا له أيجزي عن العبد حجة اإلسالم ؟ قال:

وعن معاويــة بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( في إذا أدرك أحــد المــوقفين فقــد أدركمملوك أعتق يوم عرفة، قال:

الحج، وإن فاته الموقفان فقد فاته الحج ويتم حجه ويســتأنف حجــة.(5)اإلسالم فيما بعد

.1 في وجوب الحج ح17 باب 35 ص8الوسائل: ج)?( 1.2 في وجوب الحج ح17 باب 35 ص8الوسائل: ج)?( 2.7 في المملوك ح87 باب 148 ص2االستبصار: ج)?( 3.4 في المملوك ح17 باب 35 ص2االستبصار: ج)?( 4.5 في المملوك ح17 باب 36 ص2االستبصار: ج)?( 5

371

Page 372: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أمور: في الكالم ويبقیــدها: هل ــترط أحـ ــزاء في يشـ ــرام النية تجديد اإلجـ بحجة لإلحـ

انقالب هو بل ال أو القلب، بـــاب من فهو االنعتـــاق، بعد اإلســـالمقوالن شرعي؟

وعن المفيد في كتاب االختصاص في خبر سقط أوله: ما تقــول تجــزي عن العبــد حجــةفي رجل أعتق عشية عرفة عبدا له؟ قال:

.(1)اإلسالم ويكتب للسيد أجران ثواب العتق وثواب الحج والمملوك إذا أعتق يوم عرفــة فقــد أدرك الحجوعن الرضوي:

، إلى غير ذلك.(2)ألنه قد أدرك أحد الموقفين }و{ بالجملة فال إشــكال في أصــل المطلب، نعم }يبقی الكالم

في أمور، أحدها{: إنه }هل يشترط في اإلجزاء تجديد النية لإلحرام بحجة اإلســالم بعد االنعتاق، فهو من باب القلب{ االختياري حتی أنــه لــو بــنی علیــان كونه حجا استحبابيا لم يجزه عن حجة اإلسالم، ووجب عليه اإلتيــال في ــوالن{ ق ــو انقالب شــرعي؟ ق ــل ه ــل، }أو ال، ب ــه من قاب ب

الجواهر في مسألة بلوغ الصبي قبل الموقف: وإنمــا الكالم في وجــوب تجديــد النيــة لإلحــرام بحجــة اإلســالم وللوجوب كذلك في الوقوف سيما علی تقدير اعتبار الوجــه من آنــابقا، اإلدراك ألنه ال عمل إال بنية، والفرض عدم نية حجة اإلسالم س وعدمه لألصل وانعقاد اإلحرام وانصــراف الفعــل إلى مــا في الذمــة إذا نوی عينــه، وإن غفــل عن خصوصــيته ولم يتعــرض في النيــة وال

للوجوب في نية الوقوف، ولعله األقوی تمسكا بإطالق النص في

.7 سطر 365االختصاص: ص)?( 1.26 سطر 75فقه الرضا: ص)?( 2

372

Page 373: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

األقوی. وهو الثاني، النصوص إطالق مقتضی

العبد والفتوی فيه وفي المقام فهو إجزاء شرعي. وتظهر الثمرة فيمن بلغ قبل فوات المشعر ولم يعلم حتی فرغ منه أو من باقي المناسك، فمــا عن الخالف من وجــوب تجديــد نيــة اإلحرام، والمعتبر والمنتهی والروضة من إطالق تجديد نية الوجوب،

، انتهی.(1)والدروس من تجديد النية، محل للنظر بل المنعــاره المصــنف أقول: واألقوی هو ما ذهب إليه في الجواهر واخت )رحمه الله( بقوله: }مقتضی إطالق النصوص الثاني، وهو األقــوی{ وربمــا ينــاقش في إطالق النص بأنــه ليس مســوقا لهــذه الجهــة فال إطالق له، بل المتعارف هــو علم العبــد بــذلك المــوجب لتغيــير نيتــهوتجديد نية حجة اإلسالم طبعا، فالنص جری علی حسب المتعارف. وفيه: أما عدم اإلطالق فممنـوع، خصوصـا في مثــل النيــة الـتي يغفل عنها، بل عدم استفصال اإلمام )عليــه الســالم( بين نيــة حجــة

اإلسالم وبين البقاء علی نيته السابقة كاف في المقام. وأما كون المتعارف علم العبد فذلك مسلم إذا كان مع المولى، أما لــو كــان المــولى في بلــده والعبــد حج وحــده فالمتعــارف عــدم

علمه.ــة ــل بين هذا مضافا إلى ما تقدم من أن الغالب أن الشخص يعم تكليفه الفعلي، والغفلة عن خصوصية أو الجزم بعــدمها غــير مضــر، ويندر ندرة ملحقــة بالمعــدوم أن ينــوي التقييــد أنــه لــو لم يكن مثال

مندوبا ال أحج.ــذلك من وهذا الحكم في العبد والصبي ـ لو قلنا به ـ ســواء، وك

تجددت

.231 ص17الجواهر: ج)?( 1373

Page 374: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــرض فلو ــتی بانعتاقه يعلم لم أنه فـ ــرغ، حـ يعلم ولم علم أو فـوأجزأه. كفاه النية يجدد حتی اإلجزاء

كونه اإلجــزاء في يشــترط الثاني: هل الــدخول حين مســتطيعا يشــترط ال أو االنعتــاق، حين من استطاعته يكفي أو اإلحرام، فيأقوال، أصال؟ ذلك

استطاعته وغيرهم إن دل الدليل علی كفايــة حجــه الــذي فعــلبعضه علی نحو الندب.

}فلو فـرض أنــه لم يعلم بانعتاقـه حـتی فــرغ، أو علم ولم يعلم اإلجــزاء حــتی يجــدد النيــة{ أو غفــل أو نســي أو غــير ذلــك }كفــاه

وأجزأه{. ثم إنه لو علم بانعتاقه قبل الموقف ال إشكال في جواز إحرامه الندبي وليس مثل الصبي الــذي تقــدم اإلشــكال فيــه، وذلــك لداللــة النص علی االنقالب في العبد، وعــدم الــدليل في الصــبي، فيحتمــل

وجوب حفظ القدرة لئال يتأخر الحج عن عام االستطاعة. }الثاني: هل يشترط في اإلجزاء كونــه مســتطيعا حين الــدخولــاق، أو ال يشــترط في اإلحــرام، أو يكفي اســتطاعته من حين االنعت ذلك أصال، أقوال{ فمن الــدروس والروضــة وغيرهمــا اعتبــار ســبق االستطاعة وبقائها، ألن الكمال الحاصل أحد الشرائط فــاإلجزاء من

جهته.ــوم وعن كشف اللثام الذهاب إلى القول الثاني، قال: من المعل أن اإلجزاء عن حجة اإلسالم مشروط باالستطاعة عند الكمال، لكن اإلتمام لما جامع االستطاعة التي للمكي غالبا وإن كانت كافيــة في الوجوب هنا وإن كانا نائيين، كما مرت اإلشــارة إليــه لم يشــترطوها

(1). وعن التذكرة مــا ظــاهره القــول الثــالث، قــال: لــو بلــغ الصــبيــالحج وجب وأعتق العبد قبل الوقوف أو في وقته وأمكنهما االتيان ب

عليهما ذلك، ألن الحج

.21 باب من أبواب الحج السطر 385 ص1كشف اللثام : ج)?( 1374

Page 375: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــار علی دل ما وانصــراف النصــوص إلطالق األخــير، أقواها اعتبالمقام عن االستطاعة

واجب علی الفور وال يجوز لهما تأخيره مع إمكانه كالبالغ الحــر، خالفا للشافعي، ومـتی لم يفعـل الحج مـع إمكانـه اسـتقر الوجـوب عليهما، سواء كانــا موســرين أو معســرين، ألن ذلــك واجب عليهمــا

، انتهی. (1)بإمكانه في موضعه، فلم يسقط بفوات القدرة بعدهولكن عن كشف اللثام حمله علی ما ذكره.

وعن المدارك أنه تعجب من الشـهيد اشــتراطه االسـتطاعة من قبل الستحالة ملك العبــد عنــده، وقــال: ينبغي القطــع بعــدم اعتبــار

. (2)االستطاعة مطلقا إلطالق النصــتطاعة ــول االس ــك وال إطالق ويمكن حص ــد يمل ــه: إن العب وفي

بالبذل فال تنافي االستطاعة عدم ملكية العبد. وكيف كان، فاألقوی األوسط، وفاقا لغير واحد من المعاصــرين، ألنه ال مخصص لإلطالقات المشترطة لالستطاعة، وما ذكره المــاتنــا دل علی ــراف م ــوص وانص ــير إلطالق النص ــا األخ من أن }أقواه اعتبار االستطاعة عن المقــام{ فيــه نظــر، ألنــه ال إطالق للنصــوص من هذه الجهة، كما أن االنصــراف ألدلــة الشـرط عن هــذا الفــرد ال وجــه لــه، وإال فألحــد أن يــدعي أن العبــد المجنــون إذا أعتــق قبــل الموقف صح حجه ووقع عن حجة اإلسالم إلطالق أدلة العتق، ومثله

لو كان العبد صغيرا ثم أعتق.ــه، والظاهر أن عدم ذكر االستطاعة لغلبة التمكن بل ندرة خالف كما أشار إليه كاشف اللثام في كالمه المتقــدم، قــال في المسـتند:

وقيل: ال يشترط أصال

.29 السطر 299 ص1التذكرة: ج)?( 1.31 السطر 401المدارك: ص)?( 2

375

Page 376: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

إلطالق النص، وفيه نظر، ألن اإلطالق ال عمــوم فيــه، فينصــرف إلى الغالب من حصول االستطاعة البدنية المعتبرة في المــورد، فال يشمل ما لو لم يكن هناك استطاعة، ولو سلم اإلطالق فيعارض مــاــه، دل علی اشتراط االستطاعة من الكتاب والسنة بالعموم من وجــة واألصــرحية ــاب، مضــافا إلى األكثري واألخــير أرجح لموافقــة الكت واألشــهرية، بــل يظهــر من بعض األجلــة اإلجمــاع علی اشــتراط

، انتهی.(1)االستطاعة أقول: وعلی هذا لو لم يكن مستطيعا إلتمام بقية األعمال، كمــا لــو لم يتمكن من الرجــوع إلى مكــة ماشــيا لعــدم القــوة، وال راكبــا ــوب علی دوابهم شــیئا ــاس في الرك ــة، فاســتعطى الن ــدم النفق لع فشیئا، لم يكف عن حجة اإلسالم، كما أنه لــو أعتــق ولكنــه مجنــون

لم يفق أو أفاق وهو صبي أو بلغ وهو مجنون أو عبد.ــر ــة األم والحاصل إن حال االستطاعة حال سائر الشرائط، نهايــة ــا ورد في كفاي كفاية وجودها قبل الموقف بعد العتق، والدليل إنم الحج عن حجة اإلسالم من جهة اشــتراط الحريــة ال من جهــة ســائر

الشرائط.ــل ــتطاعة ال من األول، فه ــتراط االس ــول باش ــاء علی الق ثم بن الشرط االستطاعة حين أعتق، أو قبل وقوف المشــعر كمــا اختــارهــات ــل عرف ــق قب ــو أعت ــا ل ــر النتيجــة فيم بعض المعاصــرين، وتظه واستطاع قبل المشعر بساعة واستعطی للركــوب والنفقــة بينهمــا،بحيث لوال االستعطاء لم يتمكن من المجيء إلى المشعر، وصدق

.2 السطر 156 ص2المستند: ج)?( 1376

Page 377: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ســواء المشــعر، خصــوص إدارك اإلجزاء في الشرط الثالث: هل بعرفات الوقوف أدرك المــوقفين، أحد إدراك يكفي أو ال، أو أيضا بعرفــات الوقــوف أدرك لكن المشــعر يــدرك لم فلو كفی، معتقــا

قوالن

عليه التسكع في هذا المقدار من العمل والوقت. األقرب في النظر فعال األول، إذ للتسكع في جزء حكم التســكعــل في الكل، ولم يدل دليل علی أن المتسكع إن حج ثم استطاع قبــاتن في ــدم من الم ــد تق ــل ق ــالم، ب ــة اإلس ــعر كفی عن حج المش المســألة الســابعة أن األصــحاب ال يقولــون بكفايــة إدراك المشــعر

مستطيعا فتأمل، والله العالم. ثم إن الظــاهر عــدم الفــرق في هــذا الحكم بين العبــد واألمــة،

التحاد المناط فيهما.ــالث: هــل الشــرط في اإلجــزاء إدارك خصــوص المشــعر، }الث ســـواء أدرك الوقـــوف بعرفـــات أيضـــا أو ال، أو يكفي إدراك أحـــد ــا الموقفين، فلو لم يدرك المشعر لكن أدرك الوقوف بعرفات معتق

كفی، قوالن{: ففی الحدائق ما ظاهره عدم كفاية إدراك عرفات فقــط، قــال: ال خالف بين األصحاب )رضوان الله عليهم( في أنــه لــو أدرك العبــد الموقفين أو الثــاني منهمــا معتقــا أجــزأه عن حجــة اإلســالم، حكــاه

، انتهی.(1)العالمة في المنتهیــإذن وقريب منه عبارة الجواهر، قال مازجا مــع المتن: إن حج ب مواله وأدرك الوقوف بعرفة والمشعر أو بالمشعر معتقا أجزأه ذلك

انتهی. (2)عن حجة اإلسالم بال خالف بل اإلجماع بقسميه عليهولكن قال في مسألة الصغير

.74 ص14الحدائق: ج)?( 1.74 ص14الجواهر: ج)?( 2

377

Page 378: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

األول، األحوط

والمجنون ما لفظه: ولــو فــرض تمكنــه من موقــف عرفــة دون المشعر فال يبعد عدم اإلجزاء، ضرورة ظهور النص والفتوی في أن

، انتهی.(1)كل واحد منهما مجز مع اإلتيان بما بعده ال هو نفسه وفي المستند ما ظاهره كفاية إدراك أحدهما، قال: إال أن يدرك

. (2)الموقفين معتقا فيجزيه عنها إجماعا ونصا ومثله المحكي عن كاشــف اللثــام، حيث قــال في أثنــاء كالمــه:

فإن إدراك أحد الموقفين االختياريين يفيد صحة الحج، انتهی. ولكن االنصـــاف أنـــه لم يعلم من بعضـــهم حكم فـــرض فـــوت المشعر وإدراك عرفة فقط معتقا، فإنهم في صدد بيان شــيء آخــر

ال ما نحن فيه.ــرين علی أن ــة من المعاصـ ــنف كجماعـ ــان، فالمصـ وكيـــف كـ }األحوط األول{ بل قـواه بعضـهم، ومــا يسـتدل لهم هـو أن ظـاهر اإلدراك إداركه مع ما بعده، فلو ورد أن من أدرك اإلمام في الركوع صحت جماعته، كان معناه إداركه إلى اآلخر ال أن يــدرك الركــوع ثم يحدث أو يبطل صالته لشــيء آخــر، وكــذا لــو قلنــا: أدرك فالن أحــد الموقفين، كان معناه إدراكه ومــا بعــده، ال أن يــذهب بعــد المشــعر

إلى حيث يريد بدون تتميم األعمال. ولكن األقوى الثاني لما تقدم من اشــتمال جملــة من الروايــات

إذا أدرك أحــد المــوقفينلذكر أحد الموقفين، ففي صحيح معاوية: . ومرسلة (3)فقد أدرك الحج، وإن فاته الموقفان فقد فاته الحج

.234 ص17الجواهر: ج)?( 1 السطر اآلخر.155 ص2المستند: ج)?( 2.2 ح154 الباب 265 ص2الفقيه: ج)?( 3

378

Page 379: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يكفي فال المشــعر، من االختيــاري إدارك اعتبــار األحوط أن كمامنه، االضطراري إدراك

.(1)إذا أدرك أحد الموقفين فقد أدرك الحجالشيخ: .(2)ألنه قد أدرك أحد الموقفينوفي الرضوي:

وحمل هذه الروايات علی كون المراد إدراك المشعر ال وجه لهــات أدرك ــترتيب الطبعي أن من أدرك عرف ــون ال ــد اإلطالق، وك بع المشعر غير موجب للتقييد ما لم يــوجب انصــرافا، واالنصــراف في

المقام غير تام، إذ ال وجه له. وما ذكر من أن الظاهر من اإلدراك إداركه وما بعده مستشــهدا بالمثال ليس في محله، إذ لو لم يفعــل العبــد الــذي صــار حــرا بعــد الموقف األول شیئا أصال كان كمن ترك الصالة بعد إدراكه الركوع، وليس المقــام مثلــه، بــل مثــل مــا أدرك اإلمــام راكعــا ثم لم يلحــق

بسجوده األول مثال. والحاصل أن حال من أدرك عرفات جامعــا للشــرائط حــال منــدليل النصــوص، كان من أول األمر جامعا للشرائط فحكمه حكمه ب ومثله في الحكم ما لو انعكس األمر بأن أعتق قبــل الموقــف األول

ولم يدركه وإنما أدرك المشعر فقط. }كما أن األحوط اعتبار إدارك االختيــاري من المشـعر فال يكفي إدراك االضـطراري منــه{ ولكن األقــوی أن هــذه المسـألة متفرعــة علی مســألة إدراك االضــطراري اآلتيــة في الوقــوفين، فمهمــا قلنــا

بصحة الحج هناك إلدراك أحد

.7 من أبواب الحج ح87 الباب 148 ص2االستبصار : ج)?( 1.26 السطر 75فقه الرضا: ص)?( 2

379

Page 380: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

االنعتــاق يكفي كــان وإن الموقفين كال إدراك اعتبار األحوط بل كــان إذا لكن المشــعر، قبل ولو أيضا عرفــات بــإدراك مســبوقا

مملوكا. في يجــري أو والقــران، اإلفــراد بحج مختص الحكم الرابــع: هل

التمتع حج الظاهر المملوكية؟ حال بتمامها عمرته كانت وإن أيضاالنصوص إلطالق الثاني

ــه الموقفين نقول به هنا، وحيثما قلنا بعدم اإلدراك هناك نقول بــل علی أن ــاذا ورد دلي ــق علی اإلدراك، ف ــا معل ــا، ألن الحكم هن هن الموقف االضطراري إدراك كان بمنزلــة الحــاكم المنقح للموضــوع، وذلك كما لــو قــال: من أدرك زيــارة الحســين )عليــه الســالم( يــوم عرفة كان له من األجر كذا، ثم قال: زيارة ليلة العيد إدراك لعرفــة.ــمنه الكالم األول أعم من إدراك فإنه يدل علی أن اإلدراك الذي تض

ليلة العيد. }بل األحوط اعتبار إدراك كال الموقفين وإن كان يكفي االنعتاقــو ــات أيضــا ول ــإدراك عرف ــل المشــعر، لكن إذا كــان مســبوقا ب قبــو انعتــق وأدرك أحــد ــه ل ــه مــا تقــدم ســابقا من أن مملوكــا{، وفي الموقفين كفی، سواء أدرك الموقف اآلخر أم ال، كان الموقف الذي لم يدركه قبال أو بعدا، إذ حال من انعتق وأدرك أحــدهما حــال الحــر

من أول األمر، إلطالق النصوص المتقدمة، فال وجه لهذا االحتياط. }الرابع: هل الحكم مختص بحج اإلفراد والقــران، أو يجــري في حج التمتع أيضا وإن كانت عمرته بتمامها حــال المملوكيــة؟ الظــاهر الثــاني، إلطالق النصــوص{، قــال في الجــواهر في مســألة الصــبي

: ال فــرق في الحكم المزبــور بين حج التمتــع واإلفــراد(1)والمجنــونوالقران لإلطالق، فلو كان قد اعتمر عمرة التمتع ثم أتى بحجة

.233 ص17الجواهر: ج)?( 1380

Page 381: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

المشعر إدراك ألن باألول، فقال لبعضهم خالفا ينفع إنما معتقا اإلطالق، من مر ما وفيه المملوكيــة، حــال الواقعة العمرة ال الحج

ينعتق لم إذا هــذا واحــد، عمل ألنهما البعض ذلك ذكره ما يقدح وال بعضها وأدرك التمتع عمرة في انعتق إذا وأما الحج، في إال ــا معتقاإلشكال. يرد فال

وكان فرضه عند الكمال التمتع بقي علی التمتع وكفــاه لعمرتــه مــا فعــل منهــا قبــل الكمــال، كمــا نص عليــه في محكي المختلــف

والتذكرة بل في الدروس نسبته إلى ظاهر الفتوی. }خالفا لبعضهم فقال باألول، ألن إدراك المشعر معتقا إنما ينفع الحج ال لعمرة الواقعة حال المملوكيــة، وفيــه مــا مــر من اإلطالق{

وما ذكره وجه اعتباري غير مقاوم له. }وال يقدح ما ذكره ذلك البعض ألنهمــا عمــل واحــد، هــذا إذا لم ينعتق إال في الحج، وأما إذا انعتــق في عمــرة التمتــع وأدرك بعضــها

معتقا فال يرد اإلشكال{. وكيف كان، فقد مر غير مرة أن إطالق النص قاض بــأن مــدرك أحد الموقفين معتقا يكفيه حجه عن حجة اإلسالم، فحاله في ســائر الخصوصيات حال من كان حرا من أول األمر، فإذا اعتمر قبال فهــو، وإال لزم عليه العمرة بعد الحج، وبهذا سقط مــا ربمــا يقــال من أنــه ولو اعتمر قبال لكن حيث وقعت العمرة بتمامها حال الرق لزم عليه اإلتيــان بعمــرة بعــد الحج، وكلمــات بعض األصــحاب هنــا مضــطربة

والضابط ما تقدم.

381

Page 382: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ليس به، فتلبس اإلحرام في لمملوكه المولى أذن : إذا1 مسألةالمملوك، علی اإلتمام لوجوب إذنه، في يرجع أن له

: إذا أذن المــولى لمملوكــه في اإلحــرام فتلبس بــه،1}مســألة ليس له أن يرجع في إذنه، لوجوب اإلتمــام علی المملــوك{، ويــدل علی وجوب اإلتمام مطلقا، الذي من مصاديقه وجوب اإلتمــام علی المملوك، مــا ذكــره في الجــواهر عنــد قــول المــاتن: )ال يجــوز لمن أحرم أن ينشئ إحراما آخر حتی يكمل أفعــال مــا ألحرمــه لــه( بمــا

ــافا إلى(1)لفظه: بال خالف أجده فيه، بل اإلجماع بقسميه عليه ، مض النصوص المشتملة علی كيفية حج التمتع المصرحة بأن إهالل الحج بعـد التقصــير المحلـل إلحــرام العمـرة، وإلى األمــر بإتمــام العمــرةوالحج الظاهر في عدم جواز ما يقع قبل اإلتمام بل وصحته، انتهی.

وأتموا الحجوأشار بقوله )وإلى األمر( إلخ، إلى قوله تعالى: .(2)والعمرة لله

ونحو ما في الجواهر عبارة الحدائق. نعم هنــاك بعض األخبــار الظــاهرة في أن للمــولى نقض إحــرام األمة، فعن وهب بن عبد الله، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( في رجل كان معه أم ولد له فأحرمت قبل سيدها أله أن ينقض إحرامها

.(3)نعمويطأها قبل أن يحرم؟ قال: وهذا يدل علی أحد أمرين: إما جواز نقض المولى إحــرام العبــدــإذن وإن كان بأمره، وإما أن اإلحرام من العبد ينعقــد وإن لم يكن ب

المولى، لداللة كلمة النقض عليه. نعم يؤيد االحتمال األول ما عن ضــريس، قــال: ســألت أبــا عبــد

الله )عليه السالم( عن رجل

.242 ص17الجواهر: ج)?( 1.196سورة البقرة: آية )?( 2.1 من أبواب الكفارات ح8 الباب 262 ص9الوسائل: ج)?( 3

382

Page 383: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــوق طاعة وال ــية في لمخل ــالق. نعم معص رجع ثم له أذن لو الخ يعلم لم وإذا برجوعـــه، علم إذا يحـــرم أن له يجز لم به تلبسه قبل

ويكـــون يصح أو إتمامه ويجب إحرامه يصح هل به فتلبس برجوعهأوجهها وجوه، يبطل؟ أو حله للمولى

أمر جاريته أن تحــرم من الــوقت فــأحرمت ولم يكن هــو أحــرم يأمرها فتغتسـل ثم تحــرم فال شـيءفغشيها بعد ما أحرمت؟ قال:

.(1)عليه ثم إن رجوع المــولى ليس بنفســه محرمــا، بــل لغــوا بنــاء علی

وجوب اإلتمام، فلو رجع لم يجز للعبد إطاعته. }و{ رفع السيد اليد عن الحج لقوله )عليــه الســالم( فيمــا رواه

{ ولــو فــرضال طاعة لمخلوق في معصــية الخــالقفي المعتبر: }إطاعة العبد له لم يخرج من اإلحرام.

}نعم لو إذن له ثم رجع قبل تلبسه به، لم يجز لـه أن يحـرم إذاــإذن المــولى، ولــو حج ــدبا منــوط ب ــد ن علم برجوعــه{ ألن حج العبــل فالظاهر الفساد ال ألن األمر باإلطاعة يقتضي النهي عن ضــده، ب لعدم األمــر بــالحج مــع نهي المــولى كمــا تقــدم في بعض المبــاحث

السابقة.ــه ويجب ــح إحرام ــل يص ــه، ه ــه فتلبس ب }وإذا لم يعلم برجوع إتمامه{ كما ذهب إليه في الجــواهر تبعــا لغــيره، }أو يصــح ويكــون للمولى حله{ كما حكي عن الشيخ )رحمه الله( وغيره، }اويبطــل{ــا عن كما ارتضاه الماتن وفاقا للمحكي عن المختلف، أو الوقف كم المحقق في المعتبر من أنه تردد في الصحة وعــدمها والمحكي عن القواعد االستشــكال في الصــحة، }وجــوه أوجههــا{ عنــد المصــنف

األخير. استدل لألول بما في الحدائق والجواهر بــأن العبــد دخــل دخــوال

مشروعا

.3 من أبواب الكفارات ح8 الباب 263 ص9الوسائل: ج)?( 1383

Page 384: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

فكان رجــوع المــولى كرجــوع الموكــل قبــل التصــرف ولم يعلمــه:وأتموا الحج والعمــرة للهالوكيل، مضافا إلى قوله تعالى: ، وفي

أما أن العبد دخل دخوال مشروعا فال إشــكال فيــه، ولكن الكالم فيأنه هل انعقد إحرامه مع عدم كونه مأذونا أم ال.

ــده فيشبه ما لو قال المولى لعبده الذي هو زيد: حج، فتخيل عب الذي هو عمرو بأن األمر متوجــه إليــه فإنــه يــدخل دخــوال مشــروعا ولكنــه ليس حجــا منعقــدا فيبطــل، أي ال ينعقــد لعــدم اإلذن واقعــا،

وسبق اإلذن وعدمه ال تأثير له في المقام. نعم ال إشكال في أنه لــو أعطــاه المــال ليحج ثم رجــع، فجميــع

مصارفه علی المولى، ألنه مغرور وهو يرجع إلى من غر. وأما كونه كالوكيل فقياس مــع الفــارق، إذ العبــد ليس وكيال في شيء، فهذا التنظير غير نــافع، وإن قلنــا أن الوكالــة واإلذن لفظــان والمعنی واحــد في مــوارد الوكالــة فليســت شـیئا زائــدا علی اإلذن، وانما الفرق بالمتعلق، فلو أذنه في بيــع داره كــان وكالــة، وإن أذنــه

في دخولها لم يسم وكالة. وأمــا اآليــة فاالســتدالل بهــا يتوقــف علی كــون الــدخول دخــوال

حقيقيا ال صوريا، وهو أول الكالم، ألن القائل بالبطالن ينكره.ــد في واستدل للثاني بأنه جمع بين حق المولى وبين دخول العبــار الحج باإلذن ظاهرا، كالجمع بين مقتضی العقــد وبين العيب بالخي بين الرد واألرش، وفيه: ما عن المدارك واختــاره في الحــدائق بــأن صحة اإلحرام إنما هو لبطالن رجوع المولی فكان كما لو لم يرجــع،

واإلحرام ليس من العبادات الجائزة وإنما يجوز الخروج

384

Page 385: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ســـقوطه المفـــروض بـــاإلذن مشـــروطة الصـــحة ألن األخـــير دخل أنه ودعوی بالرجوع، دخــوال فيكــون إتمامه فــوجب مشــروعا

الوكيــل، يعلم ولم التصــرف قبل الموكل كرجــوع المــولى رجــوع في الحكم ثبت وقد الظاهريـة، المشـروعية تكفي ال بأنه مدفوعةعليه. القياس يجوز وال بالدليل الوكيل

منه في مواضع مخصوصة ولم يثبت أن هذا منها. واستدل للقول }األخير{ الذي ارتضاه الماتن بما عن المختلــف من عموم حق المولى وعدم لزوم اإلذن، خصوصــا وقــد رجــع قبــلــقوطه ــروض سـ ــاإلذن المفـ ــروطة بـ ــحة مشـ التلبس، و}ألن الصـ بالرجوع، ودعوی أنه دخــل دخــوال مشــروعا فــوجب إتمامــه فيكــون رجــوع المــولى كرجــوع الموكــل قبــل التصــرف ولم يعلم الوكيــل، مدفوعة بأنــه ال تكفي المشــروعية الظاهريــة، وقــد ثبت الحكم في

الوكيل بالدليل وال يجوز القياس عليه{. والمسألة محتاجة إلى التأمل، فإنه لو فرض أن المــولى أجــازه في اإلتيان بصالة الظهر أول الوقت ثم رجع والعبــد لم يعلم إال بعــد الدخول، فهل يجــوز إبطالهــا ألنــه غــير مــأذون في الصــالة في هــذا الوقت، مع فرض سعة الوقت، أو دخل في الصــوم القضــائي بإذنــهــأذون ثم رجع ولم يعلم إال بعد الظهر، فهل يجوز اإلفطار ألنه غير م في الصوم، أو دخل في االعتكــاف بإذنــه ثم علم في اليــوم الثــالث

أنه رجع عن إذنه قبال فهل له إبطاله، وهكذا إلى غير ذلك. والوجه في التوقف أنه لم يعلم عموم اشــتراط اإلذن حــتی في

مثل هذه الصور، فالتوقف تبعا للمعتبر والقواعد أولى. وأشكل منه ما لـو رجــع قبــل تلبسـه ولم يعلم إال بعـد الوقــوف بعرفات المسبوق بعتقه قبله، فهــل يبطــل حجــه أو يصــح ويقــع عن

اإلسالم أو يصح فقط؟ ومثله ما لو رجع عن إذنه ومات قبل وصول الخبر

385

Page 386: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

إليه ثم أذنه الورثة ووصل الخبران إليه دفعة. وقريب منهما ما لو رجع عن إذنــه ولم يصــل إليــه ثم باعــه بعــد

تلبسه وأذنه الثاني.ــام، ألن أقول: وال يبعد القول بالصحة في الجميع ووجــوب اإلتمــح ــذي يص ــو اإلذن العقالئي ال ــرف ه ــرف من اإلذن في الع المنص االستناد إليه ال واقعه، ولذا لو قال له: افعل كــذا، ففعــل فقــد رجــع المولى قبل ذلـك يصـح أن يكـون فعلـه عن أمـره، وال يـری العقالء

رجوعه ذا قيمة إذا لم يعلم به العبد. ثم إن الظاهر أن االنعتاق القهري في حكم العتــق في األحكــام

المتقدمة. كمــا أن الظــاهر كفايــة الثقــة الواحــد في اإلخبــار برجوعــه عن

ــه الســالم(: ــه )علي ــه من االســتبانة، فيشــمله قول إال أناإلذن، ألن كما ذكرنا ذلك في باب التقليد.تستبين أو تقوم به البينة

ثم إنه لو انعكس الفرض بــأن لم يأذنــه وذهب عصــيانا ثم أذنــه ورضي وكتب إليه كتابا باإلذن، ثم تلبس العبد باإلحرام قبــل وصــول الخبر إليــه، فالظــاهر صــحة الحج ألنــه مــأذون واقعــا، والحكم دائــرــان في حكم اإلذن ــك ك ــابق ألن ذل ــالفرع الس ــداره، وال ينقض ب م

الواقعي ويكفي مثله عند العقالء كما عرفت.

386

Page 387: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وليس بإذنــه، المحــرم مملوكه يــبيع أن للمــولى : يجوز2 مسألة مع الفسخ له يجوز محرم بأنه جهله مع نعم إحرامه، حل للمشتري

منافعه بعض لفوات الموجب الزمان طول

ــه وليس2}مسألة : يجوز للمولى أن يبيع مملوكه المحــرم بإذن للمشتري حل إحرامه، نعم مع جهله بأنه محرم يجوز له الفسخ مــع طول الزمان الموجب لفوات بعض منافعــه{ وفاقــا للجــواهر قــال: وللمولى بيع العبد في حال اإلحرام قطعا، بل في المدارك إجماعــا، لألصل الســالم عن المعــارض بعــد كــون اإلحــرام ال يمنــع التســليم، وعــدم جــواز التحليــل للثــاني للوجــوب علی العبــد بــإذن األول، وال يقضي بفساد البيع، بل أقصاه الخيار مع عدم قصر الزمــان بحيث ال

، انتهی.(1)يفوته شيء من المنافع، لحديث نفي الضرر والضرارــه اليتمكن من ثم إن العبد المبعض ولو كان مهايا والمعتق بعض الحج إال بإذن من اشترك فيه، إال إذا كان نوبة نفسه أو مــواله اآلذن

بقدر الحج. وكما يجوز أن يبيعه يجوز أن يهبه وأن يصــالحه وأن يــؤجره وأن يجعلــه مهــرا، إلى غــير ذلــك من العقــود الجــائزة والالزمــة، وحــال الجميع حال البيع فيما ذكر، ومثل النقل االختيــاري االنتقــال بــاإلرث

والبيع في المرهون ونحوهما.

.244 ص17الجواهر: ج)?( 1387

Page 388: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــألة ــعر قبل العبد انعتق : إذا3 مسـ ــه، فهديه المشـ لم وإن عليـ أن بين بالخيــار مــواله كــان ينعتق لم وإن يصــوم، أن فعليه يتمكن

واإلجماعات. للنصوص بالصوم، يأمره أو عنه يذبح

: إذا انعتق العبد قبــل المشــعر فهديــه عليــه، وإن لم3}مسألة يتمكن فعليه أن يصوم{ ألنه صـار مسـتقال، وكونــه فيمــا قبــل تابعــا للســيد غــير مــوجب لبقــاء التبعيــة في األحكــام بعــد انقالب الحكم

بذهاب الموضوع. }وإن لم ينعتق كان مــواله بالخيــار بين أن يــذبح عنــه أو يــأمره بالصــوم، للنصــوص واإلجماعــات{ المحكيــة عن التــذكرة والمنتهی والمدارك وغيرها، فعن صحيح جميل بن دراج قال: ســأل رجــل أبــا عبد اللــه )عليــه الســالم( عن رجــل أمــر مملوكــه أن يتمتــع؟ قــال:

فمره فليصم، وإن شئت فاذبح عنه(1). وفي صحيح سعيد بن أبي خلف، قال: سألت أبا الحســن )عليــه

إن شــئت فــاذبحالسالم( قلت: أمرت مملــوكي أن يتمتــع؟ فقــال: .عنه وإن شئت فمره فليصم

وعن الحسن العطار، قال: سألت أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن رجل أمر مملوكــه أن يتمتــع بــالعمرة إلى الحج أعليــه أن يــذبح

عبــدا مملوكــا ال يقــدر علیال، ألن اللــه تعــالی يقــول عنه؟ قــال: . (2)شيء

أقــول: حملــه الشــيخ في محكي كالمــه علی أنــه ال يجب عليــهالذبح، وهو مخير بينه وبين أن يأمره بالصوم انتهی.

أقول: ويحتمل حملــه علی أن المــراد ذبح المملــوك عن نفســهبقرينة الجواب، فيكون

.1 من أبواب الذبح ح2 باب 88 ص10الوسائل: ج)?( 1.3 من أبواب الذبح ح2 باب 89 ص10. الوسائل: ج75سورة النحل: آية )?( 2

388

Page 389: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

راجعا إلى المملوك. عنهضمير ــديث وعن محمد بن مسلم، عن أحدهما )عليهما السالم( في ح

ــا علی الحــرقال: سألته عن المتمتع المملوك؟ فقال: عليه مثل م.(1)إما أضحية وإما صوم

أقـــول: حملـــه الشـــيخ في محكي كالمـــه علی من أدرك أحـــد الموقفين معتقا، ويجوز حملــه علی المســاواة في الكميــة لئال يظن

أن عليه نصف ما علی الحر كالظهار ونحوه. وهنــاك بعض الروايــات تضــمن لفــظ الغالم، وهــو وإن كــان مشتركا، إال قرينة ذكــر الصــوم تعين كــون المــراد منــه العبــد، فعن علي بن أبي حمزة، عن أبي إبراهيم )عليه السالم( قال: سألته عن غالم أخرجته معي فأمرتــه فتمتــع ثم أهــل بــالحج يــوم الترويــة ولم

ذهبت األيــام الــتي قــالأذبح عنه أفله أن يصوم بعــد النفــر؟ قــال: كمــا. قلت: طلبت الخير؟ قــال: الله، أال كنت أمرته أن يفرد الحج

طلبت الخير فاذهب فاذبح عنه شاة ســمينة وكــان ذلــك يــوم النفــر.(2)األخير

أقول: حمله الشيخ في محكي كالمه علی أفضيلة الذبح حينئذ. وعن محمد ابن أبي بصير، عن سماعة أنه سأل عن رجــل أمــر

ــال: ــوا؟ ق ــه أن يتمتع ــحي عنهمغلمان ــه أن يض ــهعلي ، قلت: فإن أعطاهم دراهم فبعضــهم ضــحی وبعضــهم أمســك الــدراهم وصــام،

ولــو أنــه، قــال: قد أجــزأ عنهم وهــو بالخيــار إن شــاء تركهاقال: .(3)أمرهم فصاموا كان قد أجزأ عنهم

وبما ذكر لزم حمــل روايــة يــونس بن يعقــوب، قــال: قلت ألبيعبد الله )عليه السالم(: إن

.5 من أبواب الذبح ح2 باب 90 ص10الوسائل: ج)?( 1.4 من أبواب الذبح ح2 باب 89 ص10الوسائل: ج)?( 2.8 من أبواب الذبح ح2 باب 90 ص10الوسائل: ج)?( 3

389

Page 390: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــوكمعنا مماليك لنا قد تمتعوا علينا أن نذبح عنهم؟ قال: الممل . علی مـا عن الشـيخ )رحمـه اللـه((1)ال حج له وال عمرة وال شـيء

من عدم إذن المولى. ــر الحج ــة ذك ــوب بقرين ــدم الوج ــه علی ع ــول: ويمكن حمل أق والعمرة، فالمراد أنــه ال يجب علی المــولى الــذبح بــل يجــوز لــه أن

يأمره بالصوم.

.6 من أبواب الذبح ح2 باب 90 ص10الوسائل: ج)?( 1390

Page 391: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يـــوجب بما إحرامه في المـــأذون المملـــوك أتى : إذا4 مســـألة أو العتــق، بعد بها ويتبع عليه أو مــواله، علی هي فهل الكفــارة،

عليه الصــيد في أو العجــز، مع الصــوم فيه فيما الصوم إلى تنتقل لصحيحة مواله، علی كونها أظهرها وجوه مواله؟ علی غيره وفيحريز

ــوجب إذا:ــ 4}مسألة أتى المملوك المأذون في إحرامه بما ي الكفارة، فهل هي علی مواله، أو عليه ويتبع بها بعد العتق، أو تنتقل إلى الصوم فيمــا فيــه الصــوم مــع العجــز، أو في الصــيد عليــه وفي غيره علی مــواله؟ وجــوه{ حكي القــول األول عن المعتــبر وظــاهر التهذيب والمدارك، وقواه المستند، وسيأتي دليلهم، والقول الثــاني

اختاره في الجواهر وسيأتي مع دليله. والقول الثــالث لم أجــده منفكــا عن الثــاني، وإنمــا جمــع بينهمــا الشيخ )رحمه الله( فقال في محكي مبسوطه: يلزم العبد ألنه فعل ذلك بدون إذن مواله، ويسقط الدم إلى الصوم ألنه عــاجز ففرضــه

، انتهی.(1)الصيام، ولسيده منعه ألنه فعل موجبه بدون إذن مواله واســتوجه العالمــة في محكي المنتهی ســقوط الــدم ولــزوم

الصوم، إال أن يأذن له السيد في الجناية فيلزم الفداء. والقول الرابع لم نظفر بقائله.

وعن المفيد )رحمه الله( وجوب الفداء في الصــيد علی الســيد،وتوقف في المسألة صاحب الحدائق.

}أظهرها{ عند المصنف وبعض المعاصرين }كونها علی مواله،ــابلصحيحة حريز{ عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: كلما أص

العبد وهو محرم في إحرامه فهو علی

في كتاب الحج.328 ص1المبسوط: ج)?( 1391

Page 392: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بإذنه. أو بأمره بالموجب اإلتيان كان إذا خصوصا

، وتؤيــده الشــهرة العظيمــة واإلجمــاعالسيد إذا كان قد أذن لهالمحكيان.

ــا أصــابوفي رواية أخری عنه مثله، إال أنه قال: المملوك كلم. (1)الصيد

إذا أصاب العبدوعن جعفر بن محمد )عليهما السالم( أنه قال: المحرم صيدا وكان مــواله أحجــه فعليــه الجــزاء، وإن لم يكن العبــد

.(2)محرما ولم يأمره مواله به فليس عليه شيء ويدل علی فقرته األخيرة وإن كانت خارجة عن محل الكالم، ما عن عبد الله قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن محرم معه

ليسغالم له ليس بمحرم أصــاب صــيدا ولم يــأمره ســيده؟ قــال: .(3)علی سيده شيء

}خصوصا إذا كان اإلتيان بالموجب بأمره أو بإذنه{ ألنه السبب،واإلذن في الشيء إذن في لوازمه.

واستدل للقول الثاني: بما في الجــواهر، قــال: ولـو جــنى العبــد في إحرامه بما يلزم فيه الدم كاللبــاس والطيب لزمــه دون الســيد،

وال تــزر وازرةلألصل السالم عن المعارض المعتضد بظاهر قولــه: ، ثم نقل مذهب الشيخ إلى أن قال: فالمتجه حينئذ بقــاءوزر أخری

، انتهی.(4)الدم في ذمته يتبع به بعد العتق فإن عجز عنه صام واستدل للقول الثالث: بما تقدم نقله عن الشيخ )رحمــه اللــه(،

باإلضافة إلى ما ذكره صاحب الجواهر.

.1 من أبواب كفارات الصید ح56 باب 251 ص9الوسائل: ج)?( 1.309 ص1دعائم اإلسالم: ج)?( 2.2 من أبواب كفارات الصید ح56 باب 251 ص9الوسائل: ج)?( 3.244 ص17الجواهر: ج)?( 4

392

Page 393: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وللقول الرابع: برواية عبـد الـرحمن بن أبي نجــران: سـألت أبــا الحسن )عليه السالم( عن عبد أصاب صيدا وهو محرم، علی مواله

.(1)ال شيء علی موالهشيء من الفداء؟ فقال: بضميمة صحيحة حريز المتقدمه الدالة علی أن ما أصاب العبــد في إحرامه فهو علی السيد إن كان قد أذن له، فإن الجمع يقتضــيــيد علی ــير الص ــذكور، فينتج أن غ ــالخبر الم ــحيحة ب ــيص الص تخص المولى والصــيد ليس عليــه، وحيث لم يكن علی المــولى فهــو علیــه ــة علی أن من صــاد صــيدا لزمت ــة الدال ــات األولي ــد، للعموم العب

الكفارة.ــتملة على أن ــة المش ــز الثاني ــة حري ــامس: برواي ــول الخ وللق المملوك إذا أصاب الصيد فهو علی مواله، بضــميمة أن غــير الصــيد تشمله عمومات أدلة الكفارة المقتضــية لتوجــه التكليــف إلى نفس

الفاعل.ومنشأ التوقف تضارب األدلة.

وذهب أبو الصالح إلى قول سابع، وهو التفصيل بين كــون العبــد مأذونــا في اإلحــرام وعدمــه، فتجب الكفــارة في األول علی الســيدوالثاني علی المملوك لكنه يصوم لعدم تمكنه من الهدي واإلطعام. وربما يستدل له بصــحيحة حريــز المتضــمنة لكــون الجــزاء علی السيد إن كان قد أذن له، المفهوم منه عدم تعلق الجزاء بالسيد إذا أحــرم العبــد بغــير إذنــه، بضــميمة أنــه تتعلــق الكفــارة بنفس العبــد

للعمومات. أقول: الظاهر أن فداء الصيد علی المولى إن كــان قــد أذن لــه

في اإلحرام فقط دون غيره.

.3 من أبواب كفارات الصید ح56 باب 252 ص9الوسائل: ج)?( 1393

Page 394: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

أما كون فداء غــير الصــيد علی نفس العبــد فللعمومــات الدالــة على أن من فعل موجب الكفارة كــانت الكفــارة عليــه، مضــافا إلى بعض الروايات الخاصة: فعن يزيــد بن خليفــة، قــال: كــان في بيــتي مكتل فيه بيض من حمام الحرم فذهب غالمي فأكب المكتل وهو ال يعلم أن فيه بيضا فكسره فخــرجت.. إلى أن قــال: فلقيت أبــا عبــد

عليــه ثمن طــيرين يطعم بــهالله )عليــه الســالم( فأخبرتــه فقــال: .(1)حمام الحرم

وأما أن جزاء الصيد علی المولى فلجملة من الروايات: األولى: صحيحة حريز الثانية المتقدمة، وأشكل عليه باضــطراب

.كلما أصاب العبد وهو محرمالمتن ألنه في صحيحته األولى: وفيه: أوال إن القدر المتيقن هو الصيد، ألنه سواء كان مطلقا أو مقيدا كان الصــيد محكومــا بهــذا الحكم، ومقتضــی القاعــدة جريــان أصالة العدم في غير الصيد، إذ عموم توجــه التكليــف بالكفــارة إلى الفاعل لم يعلم تخصيصه بــأكثر من الصــيد، فهــو علی حالــه مــا لم

يتقين بالتخصيص.وال مجال ألن يقال: هما مثبتان وال تنافي بينهما.

ألنه يقال: إن كــان هنــاك حــديثان أحــدهما يثبت معــنی أعم من اآلخــر كــان مقتضــی القاعــدة ذلــك، وليس مــا نحن فيــه كــذلك، إذ المفروض أن شيخ الطائفة رواهــا بســند واحــد مــرتين، مــرة بلفــظ الصــيد ومــرة بــدونها، وهــذا من االضــطراب في المتن ال من كــون

الحديثين المثبتين أحدهما أعم من اآلخر.

.3 من أبواب كفارات الصید ح26 باب 220 ص9الوسائل: ج)?( 1394

Page 395: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وثانيا: إن روايــتي الكليــني والصــدوق لهــذه الصــحيحة واردتــانبلفظ الصيد، وهذا كاشف عن االشتباه في رواية الشيخ.

إذاالثانية: الرواية المتقدمة عن اإلمام الصادق )عليه السالم(: .أصاب العبد المحرم صيدا وكان مواله أحجه فعليه الجزاء

الثالثة: ما عن ريان بن شبيب في حديث: إن القاضي يحــيى بن أكثم استأذن المأمون أن يسأل أبا جعفر الجواد )عليه الســالم( عن مسألة، فأذن له، فقال: ما تقول في محرم قتــل صــيدا؟ فقــال أبــو

ــرم أمجعفر )عليه السالم(: قتله في حل أو حرم، عالما كان المح إلى أنجاهال، قتله عمــدا أو خطــأ، حــرا كــان المحــرم أو عبــدا ...

،(1)والكفــارة علی الحــر في نفســه، وعلی الســيد في عبــدهقال: الحديث.

الرابعة: ما رواه حســن بن علي بن شــعبة مرســال، عن الجــواد إلى أن قــالإن المحرم إذا قتل صيدا في الحــل..)عليه السالم(:

ــا)عليه السالم(: وكل ما أتى به العبد فكفارته علی صاحبه مثل م، الحديث.(2)يلزم صاحبه

وال يعارض ما تقدم ســوی ظــاهر حــديث أبي نجــران المتقــدم. وفيه: ما في الوسائل من أنه حملــه الشــيخ وغــيره علی من أحــرم بغير إذن مواله لمــا مــر، ويمكن الجمــع بــالتخيير بين أن يــذبح عنــه وبين أن يـأمره بالصـوم، لمــا يـأتي في أحـاديث الـذبح، وإليــه ذهب

جماعة من األصحاب، انتهی. وبهذا تــبين مــا في ســائر األقــوال من اإلشــكال، فال حاجــة إلى

إطالة الكالم حولها وحول ما فيها.

.1 من أبواب كفارات الصید ح3 باب 187 ص9الوسائل: ج)?( 1.2 من أبواب كفارات الصید ح3 باب 188 ص9الوسائل: ج)?( 2

395

Page 396: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

يكن لم لو نعم كــان بل بالخصــوص، اإلحــرام في مأذونــا مأذونــا مطلقا عبد لخــبر حمال عليــه، كونها يبعد لم غــيره، أو كــان إحراما

علی الصــيد في الكفــارة لكــون النــافي نجــران أبي بن الــرحمنالصورة. هذه علی مواله

}نعم لو لم يكن مأذونا في اإلحرام بالخصوص، بل كــان مأذونــا مطلقا إحرامــا كــان أو غــيره، لم يبعــد كونهــا عليــه{ أي علی نفس العبد }حمال لخبر عبــد الــرحمن بن أبي نجــران{ المتقــدم }النــافي لكــون الكفــارة في الصــيد علی مــواله علی هــذه الصــورة{ ولكن األقوی كون اإلذن العام كاإلذن الخاص، وال شاهد لهــذا الحمــل، بــل مستبعد جدا، بخالف الحمل المتقدم عن الشيخ، فإنه أقرب لوجــود

مثله في أخبار الهدي عن العبد.

396

Page 397: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

المشعر قبل بالجماع حجه المأذون المملوك أفسد : إذا5 مسألةــاء، اإلتمام وجوب في فكالحر عليه كونها ففي البدنة وأما والقض

ــر، ما علی الكفارات سائر حال حالها أن فالظاهر مواله علی أو ماإلحرام. في له اآلذن المولی علی كونها األقوی أن مر وقد

: إذا أفســد المملــوك المــأذون حجــه بالجمــاع قبــل5}مســألة المشــعر فكــالحر في وجــوب اإلتمــام والقضــاء{ ألن الحج حقيقــةــاء واحدة في الجميع، والعمومات الدالة علی وجوب المضي والقض شاملة للعبد، وكذا سائر األحكــام من تفرقهمــا عن محــل المعصــية

في القابل وغير ذلك. }وأما البدنة ففي كونها عليه أو علی مواله، فالظــاهر أن حالهــا حال سائر الكفارات علی ما مر، وقــد مــر أن األقــوی كونهــا{ علی نفسه في غير الصيد، ال }علی المولی اآلذن له في اإلحرام{ لعــدم دليل علی كونها علی مواله، والعمومات تدل علی أن الكفــارة علی

الفاعل. ثم إنه يستثنی من هذا الحكم ما لو كان المملوك المــأذون أمــة وأحرمت بإذن موالها ثم أفسدها بالجماع مع المولى قبل المشــعر،

لبعض النصوص: فعن إسحاق بن عمــار قــال: قلت ألبي الحســن موســی )عليــه السالم(: أخبرني عن رجل محل وقــع علی أمــة لــه محرمــة؟ قــال:

ــاإلحرام؟ قلت: أجبني فيهما، قال: موسرا أو معسرا ــا ب هو أمره ؟ قلت: أجبــني فيهمــا،أو لم يأمرهــا، أو أحــرمت من قبــل نفســها

إن كان موسرا وكان عالما أنه ال ينبغي لــه وكــان هــو الــذيفقال: أمرها باإلحرام فعليه بدنــة وإن شــاء بقــرة وإن شــاء شــاة، وإن لم يكن أمرها باإلحرام فال شيء عليه موسرا كان أو معسرا، وإن كان

. وعن (1)أمرها وهو معسر فعليه دم شاة أو صيام

.2 من أبواب كفارات االستمتاع ح8 باب 263 ص9الوسائل: ج)?( 1397

Page 398: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

في اإلذن ألن القضـــــاء، من تمكينه المـــــولى علی يجب وهل قـــوالن اختيـــاره، ســـوء من ألنه ال أو لوازمـــه، في إذن الشـــيءاألول، أقواهما

ضريس قال: سألت أبا عبد الله )عليــه الســالم( عن رجــل أمــر جاريته أن تحرم من الــوقت فــأحرمت ولم يكن هــو أحــرم فغشــيها

.(1)يأمرها فتغتسل ثم تحرم فال شيء عليهبعد ما أحرمت، قال: والظــاهر أن المــراد بالشــيء العقــاب أو الكفــارة لجهلــه، كمــا

يرشد إليه الخبر السابق، وسيأتي الكالم فيه إن شاء الله تعالی.ــاء، ألن اإلذن في ــه من القض ــولى تمكين ــل يجب علی الم }وه الشيء إذن في لوازمه{ كما ذهب إليــه بعض }أو ال ألنــه من ســوء

اختياره كما ذهب إليه آخرون، قوالن، أقواهما األول{. قال بعض المعاصــرين: لكن ال للوجــه المــذكور في المتن فإنــه في محل المنــع، بــل ألجــل عمــوم وجــوب الحج من قابــل علی من أفسد حجه، وليس موقوفا علی إذنه فليس لــه منعــه ألنــه ال طاعــة لمخلــوق في معصــية الخــالق، كمــا في ســائر الواجبــات من قبيــلالصوم والصالة وغيرهما مما لم تكن الحرية شرطا لوجوبها، انتهی. واختار في الجواهر الثاني قال: إن القضــاء عقوبــة دخلت عليــه بسوء اختياره ال مدخلية لألذن السابقة فيــه بوجــه من الوجــوه، بــل ربما أدی ذلك إلى االحتيال بتعطيل العبــد نفســه عن منــافع ســيده،

بحيث يحصل عليه الضرر بذلك، ولعل

.3 من أبواب كفارات االستمتاع ح8 باب 263 ص9الوسائل: ج)?( 1398

Page 399: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

، انتهى.(1)ذلك هو األقوی وعن المدارك أنه قال: والمسألة محل تــردد، وإن كــان القــول

.(2)بعدم وجوب التمكين ال يخلو عن قوة أقول: ولكن األقوی ما ذهب إليه الماتن وبعض المعاصرين، تبعا للمحكي عن بعض السابقين، وذلك لما تقدم من عمــوم األدلــة، وال مانع له إال توهم كون منافاته لحق السيد مانعا عن الوجوب، وأداؤه

أحيانا إلى االحتيال. أما كون منافاته لحــق الســيد مانعــا عن الوجــوب فهــو ممنــوع،

نقضا وحال: أما نقضا: فيما لــو أفطــر العبــد يومــا من شــهر رمضــان عالمــا عامدا، فإنه يجب عليه الكفارة بصيام ستين يومــا، أو أبطــل صــالته فإنــه يجب عليــه اإلتيــان بهــا ثانيــا، أو ذهب إلى الحمــام للغســل ثمــك أبطل غسله بالرياء ونحوه، أو صلی في محل مغصوب أو غير ذلــتزم مما يجب عليه اإلعادة والقضاء أو الكفارة، وال اظن أن أحدا يل

بأن للسيد حق منعه عن ذلك. ال يقال: فرق بين ما نحن فيه وبين األمثلة المذكورة، إذ ال يلزم علی السيد في األمثلة إعطـاء شـيء بخالف المقـام، فإنـه لـو قلنــا

بلزوم تمكينه يلزم عليه إعطاؤه مؤنة الحج. ألنا نقول: ال إشكال في عدم وجوب إعطـاء السـيد مؤنــة حجــه في القابــل، وإنمــا الكالم في وجــوب التمكين، والمقــام ســواء مــع

األمثلة من هذه الجهة. ثم هــل إن هــذا أعظم أو جنايــة العبــد المــوجب الســترقاقه

المقتضي لخروجه عن ملك السيد رأسا.

.247 ص17الجواهر: ج)?( 1.7 السطر 402المدارك: ص)?( 2

399

Page 400: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

األول. هو حجه وأن عقوبة إنه أو حجه، هو القضاء إن قلنا سواء

وأما حال: فألن القضاء بعــد عمــوم دليلــه حكم من اللــه تعــالى، وهو مقدم علی طاعة المولى، إذ حال القضاء حال الصالة والصوم، لعدم فرق بينهما إال من جهة أنهما ابتدائي وهذا عارضي، وهــو غــير

فارق فيما نحن فيه. وأما االحتيال، فمضــافا إلى مــا تقــدم من النقض والحــل، يمكن

منعه بالتأديب والمراقبة. وأما استدالل المحدث البحراني بصحيحة حريز المتقدمــة، فــإن أراد به استفادة وجوب التمكين فهي أجنبية كمــا ال يخفی، وإن أراد وجوب إعطاء المولى المؤنة إياه فالصحيحة إنما هي بصدد الكفارة

ال القضاء. هذا مع ما قد عرفت من عدم استقامة الصحيحة للمطلقـــ، بــل إنما هي للصيد فقط، كما أنه ال وجه لتوقفه في المسألة حيث قــال أخيرا: فالمسألة هنا أيضا لخلوهـا من الـدليل الواضــح محــل توقـف

انتهی. لما عرفت من كفاية العمومات.ــو وكيف كان، فاألقوی وجوب التمكين }سواء قلنا إن القضاء ه حجه، أو إنه عقوبة وأن حجه هو األول{ لعــدم دليــل علی التفصــيل بعد شمول العمومــات مطلقــا، خالفــا لمــا حكي من أنــه ربمــا بــني القوالن علی أن القضاء هو الفــرض والفاســد عقوبــة، فيتجــه األول حينئذ لتناول اإلذن له وقــد لــزم بالشــروع فيلزمــه التمكين منــه، أو

بالعكس فيتجه الثاني لعدم تناول اإلذن له، انتهی. أقول: وفيه مضافا إلى ما تقدم، مــا ذكـره في الجـواهر بقولـه:

. (1)وفيه إن من المعلوم عدم تناول اإلذن للحج ثانيا انتهیواألظهر أن األولى فرضهما، والثانية

.247 ص17الجواهر: ج)?( 1400

Page 401: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

انعتــق، ثم ذكر بما أفسده إن وأما ينعتق، ولم حجه أفسد إذا هذا اإلتمــام وجــوب في الحر حــال حاله كــان المشــعر قبل انعتق فإن

بالقضــاء أتى إذا اإلســالم حجة عن مجزيا وكونه والبدنة والقضــاء أو القضــاء، هو حجه وأن عقوبة اإلتمــام كــون من القــولين، علیعقوبة، القضاء كون

األولىعقوبة لمضمرة زرارة قلت: فأي الحجتين لهمــا؟ قــال: .(1)التي أحدثا فيها ما أحدثا، واألخری عليهما عقوبة

}هذا{ كله فيما }إذا أفسد حجه ولم ينعتق، وأما إن أفسده بما ذكر ثم انعتق فــإن انعتــق قبــل المشـعر كـان حالــه حــال الحـر في وجوب اإلتمام والقضاء والبدنة، وكونه مجزيا عن حجــة اإلســالم إذا أتى بالقضاء علی القولين، من كــون اإلتمــام عقوبــة وأن حجــه هــو القضاء، أو كون القضــاء عقوبــة{ وفاقــا للحــدائق والجــواهر وبعض

المعاصرين. أما علی الثاني فلوقـوع حجــة اإلسـالم المتحققــة بالحريـة قبــل الموقف في حــال الحريــة، وأمــا علی األول فلوقــوع حجــة اإلســالم

بتمامها حال الحرية. وأشكل بعض المعاصرين فيما لو قلنا بأن اإلتمام عقوبة، فقال: علی هذا القول يشكل اإلجزاء، إذ ليس هو قضاء الفاســد من حجــةــدوب وبعــده اإلسالم حتی يجزي عنها، ألن المقضي قبل إفساده من لبطالنه ال يصلح ألن يصــير حجــة اإلســالم بــالعتق، نعم إن أعتــق ثمــا علی القــولين بال ــل المشــعر وأتمــه وقضــاه أجــزأ عنه أفســد قب

، انتهی.(2)إشكال

.1 باب من أبواب الحج ح373 ص4الكافي: ج)?( 1.110تعليقة البروجردي: ص)?( 2

401

Page 402: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ــه ال يصــلح ألن ــه: "وبعــده لبطالن أقــول: ولكن ال يخفى أن قول يصير حجة اإلسالم"، فيه تأمــل، إذ لم يعلم من النصــوص والفتــاوی كون الجماع مفسدا بحيث يكون ما يأتي غير مرتبــط بمـا تقـدم بــل

أعمال واجبة فقط. فإن الظاهر من روايات باب الجماع هو نقض الحج بهذا العمل،ــول زرارة: ال سقوطه عن الحجية بالمرة، ويدل عليه ما تقدم من ق

األولى التي أحــدثا فيهــا مــا أحــدثا،قلت: فأي الحجتين لهما؟ قال: .واألخری عليها عقوبة

ومثله قول الصادق )عليــه الســالم( في حــديث أبي بصــير، عن . فقــال: العليه جــزور كومــاءرجل واقع امرأته وهو محرم؟ قال:

.(1)ينبغي ألصحابه أن يجمعوا له وال يفسدوا حجهيقدر، فقال: ویؤيده ما ورد في باب النيابة من أن النائب لو أفسد حجه أجزأــل، فعن ــائب الحج من قاب ــان علی نفس الن ــه وك ــوب عن عن المن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( في الرجــل يحج عن آخر فاجترح في حجه شیئا يلزمه فيه الحج من قابل أو كفارة؟

.هي لألول تامة وعلی هذا ما اجترحقال: .(2)وقريب منه حديث اآلخر

ــه حجــه عن وعلی هذا فاألدلة الدالة علی أن العبد المعتق يكفي حجة اإلســالم ال مــانع من شــمولها لمــا نحن فيــه، هــذا مضــافا إلى مطالبة الفرق بين كون العتق قبــل الجمــاع وبين كونــه بعــده، ألنــه يقال: المقضي قبل إفساده ال يصلح ألن يصير حجة اإلسالم لبطالنه بعد، وبعد إفسـاده ال شـيء فليس حجــة اإلسـالم من بــاب السـالبة

بانتفاء الموضوع.

.13 في كفارات االستمتاع ح3 باب 258 ص9الوسائل: ج)?( 1.2 في النيابة في الحج ح3 باب 258 ص8الوسائل: ج)?( 2

402

Page 403: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بالقضــاء يــأت لم إن هــذا علی بل وإن اإلســالم بحجة أتی أيضــا ذكر فكما المشــعر بعد انعتق وإن القضــاء، ترك في عاصيا كان إال اســـتطاع، إن ذلك بعد عليه فيجب اإلســـالم، حجة عن يجزيه ال أنه

ــان وإن ــتطيعا ك ــوب ففي فعال مس ــديم وج ــالم حجة تق أو اإلس األول فعلی ال، أو فــوري القضــاء أن علی مبنيــان وجهان القضاء

دون لفوريتها اإلسالم حجة تقدم الثاني وعلی سببه، لسبق يقدمالقضاء.

وكيف كان، فاألقرب ما في المتن }بــل علی هــذا{ الــذي ذكــرــأت بالقضــاء أيضــا أتى بحجــة ــة }إن لم ي ــون القضــاء عقوب من ك اإلسالم، وإن كان عاصيا في ترك القضاء، وإن انعتــق بعــد المشــعر فكمــا ذكــر{ من أنــه يكــون عليــه الحج من قابــل، وهــل يجب علی

المولى تمكينه أم ال، إلى آخر ما ذكر ثمة. }إال أنه ال يجزيه عن حجة اإلسالم{ ولو أتی بــالحج ثانيــا، وهــذا بناء علی مذهب من يقول إن الثاني عقوبــة واضــح، وأمــا بنــاء علی القول بأن الثـاني فرضـه ففيـه تأمـل، الحتمـال التـداخل، وإن كـان

األقرب عدمه. }فيجب عليــه بعــد ذلــك إن اســتطاع، وإن كــان مســتطيعا فعال ففي وجوب تقديم حجة اإلسالم أو القضــاء وجهــان مبنيــان علی أنــدم{ القضــاء }لســبق ســببه، ــوري أو ال، فعلی األول يق القضــاء ف

وعلی الثاني تقدم حجة اإلسالم لفوريتها دون القضاء{. فعن القواعد والمبسوط والخالف تقديم حجة اإلسالم لفوريتها،

وألنه آكد لوجوبها بنص القرآن. وعن كشف اللثام تقديم القضاء، لسبق سببه وعدم االستطاعة لحجة اإلسالم إال بعده، وارتضاه في الجواهر حتی علی القول بعدم

فورية القضاء. ولكن ال يخفی أن الالزم الذهاب إلى وجوب تقديم القضاء، فلــو بقي علی االستطاعة إلى العــام الثــالث وجب عليــه حجــة اإلســالم،

وإال فال، وليس ذلك لما في المتن من

403

Page 404: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

ســبق الســبب، إذ ســبق الســبب غــير مــؤثر في التقــديم، فــإن الواجبين المتزاحمين يقدم األهم منهمــا ولــو كــان المهم ســابقا من حيث السبب. فلو نذر قبل الظهـر قـراءة القـرآن مسـتمرا من أول الظهر إلى الغروب، أو حلف أو عاهد، وكان غــافال عن الصــالة لــزم

عليه الصالة ألهميتها، وكذا في كل واجبين متزاحمين.ــة علی وجــوب القضــاء من قابــل نص في ــة الدال بــل ألن األدل المطلب مع كثرتهــا، ومــا دل علی فوريــة الحج ليس بهــذه المثابــة،

ــمونها ــارةألن مض ــوف الحج للتج ــدم علیمن س ــوه فال يق ونحالموقت بالنصوص الكثيرة.

ــه، في هذا مضافا إلى استصحاب عدم وجوب حجة اإلسالم عليصورة عدم بقاء االستطاعة إلى السنة الثالثة.

ثم إنــه لــو قلنـا بوجـوب تقــديم حجـة اإلسـالم أو حجــة القضـاء وعصی بأن أتى بمخالفه، فهــل يبطــل أو يقــع لمــا نــوی أو للــواجب عليه؟ احتمــاالت، قـال في الجــواهر بعـد نقـل وجــوب تقــديم حجــة

اإلسالم عن القواعد والخالف والمبسوط: فلو قدم القضاء لم يجز عن أحدهما، أمــا القضــاء فلكونــه قبــل وقته، وأما حجة اإلسالم فألنه لم ينوهــا، خالفــا للمحكي عن الشــيخ فصرفه إلى حجة اإلسالم، لكن عن مبسوطه احتمال البطالن قويا، واســتجوده في المــدارك بنــاء علی مســألة الضــد، وإال اتجــه صــحة

.(1)القضاء وإن أثم بتأخير حجة اإلسالم، انتهیوالله تعالى العالم.

.247 ص17الجواهر: ج)?( 1404

Page 405: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

المملــوك علی الحج وجــوب عدم من ذكر فيما فرق : ال6 مسألة صحته وعدم اإلســالم حجة عن إجزائه وعــدم مواله، بإذن إال إذا إالــعر، قبل انعتق ــ ــدبر القن بين المش ــ ــاتب والم ــ الولد وأم والمك

والمبعض، كــون عــدم مع كافيــة، نوبته وكــانت مــواله هاياه إذا إال السـفر حينئذ يجزيه وال يجب ال لكن إذن، بال منه يصح فإنه خطريــا

كونه عن يخـــرج لم ألنه مســـتطيعا، كـــان وإن اإلســـالم حجة عنكان وإن مملوكا،

ــألة ــوب الحج علی6}مس ــدم وج ــر من ع ــا ذك ــرق فيم : ال ف المملــوك وعــدم صــحته إال بــإذن مــواله، وعــدم إجزائــه عن حجــة اإلسالم إال إذا انعتق قبل المشعر، بين القن والمدبر والمكــاتب وأم الولد والمبعض{ وفاقــا للجــواهر وجماعــة من المعاصــرين، إلطالقــة ليس في حكم األدلة المتقدمة في جميع ما ذكر، والتشبث بالحري

الحرية كما اليخفی. }إال إذا{ كان المبعض }هاياه مواله وكانت نوبتــه كافيــة{ للحج }مع عدم كون السفر خطريا{ ولم يكن مضرا بنوبة السيد، كما إذاأوجب الحج ضعفا ال يتمكن معه من القيام بخدمة السيد في نوبته.

}فإنــه يصــح منــه بال إذن{ إذ األدلــة الدالــة علی توقــف حجالمملوك علی إذن السيد منصرفة عن هذه الصور فتأمل.

}لكن ال يجب{ الشــتراط الحريــة المطلقــة في الوجــوب، كمــا فــإنيستفاد من األدلة المتقدمة التي منهــا قولــه )عليــه الســالم(:

والمملــوك إذا حج ثم، وقولــه )عليــه الســالم(: أعتــق فعليــه الحج وغيرهما.أعتق فإن عليه إعادة الحج

}وال يجزيه حينئذ عن حجة اإلسالم وإن كان مســتطيعا، ألنــه لم يخرج عن كونه مملوكا{ وال يصدق عليــه أنــه أعتــق بقــول مطلــق، ولذا لو قال المولى ادع المعتقين كان المنســبق إلى الــذهن دعــوة

من أعتق بجميعه ال ببعضه }وإن كان

405

Page 406: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

في ما الغــريب ومن الصــورة، هــذه عن االنصــراف دعوی يمكن وجــوب من النــاس بعض ظنه ما الغــريب قولــه: ومن من الجواهر

لإلجمـــاع منافاته ضـــرورة الحـــال، هـــذا في عليه اإلســـالم حجةــ المســلمين عن المحكي ــ التتبع له يشــهد الــذي ـ اشــتراط علی ـ بعد فيه غرابة ال إذ انتهی، المبعض في عـــدمها المعلـــوم الحرية جميع عليه يجــري نوبته أوقــات في أن مع االنصراف دعوی إمكان

الحرية. آثار

يمكن دعـــوی االنصـــراف{ أي انصـــراف المملـــوك المحكـــوم باشـــتراط اإلذن وعـــدم وجـــوب الحج وعـــدم إجزائـــه }عن هـــذه الصورة{ بأن يقال: إن األدلة الدالة علی تــرتب هــذه األحكــام علی المملوك إنما تنصرف إلى المملــوك بتمامــه، وأمــا المملــوك بعضــه

فهو محكوم بحكم الحر في نوبته.ــر أن ــا ذك ــد م ــه{ بع ــواهر من قول ــا في الج ــريب م }فمن الغ للمبعض لــو تهايــا مــع مــواله الحج نــدبا في نوبتــه من دون إذن من المولى إذا لم يكن تغريرا بنفسه في السفر: }ومن الغريب ما ظنه بعض الناس من وجوب حجة اإلسالم عليه في هذا الحــال، ضــرورة منافاته لإلجماع المحكي عن المسلمين الذي يشهد لــه التتبــع، علی

. إذ ال غرابــة(1)اشتراط الحرية المعلــوم عــدمها في المبعض، انتهی فيه بعد إمكان دعوی االنصراف مع أن في أوقات نوبته يجري عليه جميــع آثــار الحريــة{، ولكن الظــاهر من األدلــة والقواعــد واألوفــق بالمستفاد من الكلمــات هــو مــا ذكــره صــاحب الجــواهر، إذ ليســت المهاياة إال تقسيما للمنفعة ال توزيعا للحريــة حــتی يكــون في شــهر مثال حرا وفي شهر عبدا، بل نصفه حر ونصفه عبد مثال، سواء كــان في نوبته أم في نوبة مالكه، ففي رواية عمــار بن موســى، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( في مكــاتب بين شــريكين فيعتــق أحــدهما

نصيبه

.248 ص17الجواهر: ج)?( 1406

Page 407: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كيف يصنع الخادم؟ قال: ــا يخدم الثاني يوما، ويخدم نفسه يوم.

وأما االنصراف فهو ممنوع جدا، وأمــا تــرتب جميــع آثــار الحريــةــه ــه مورث فغير معلوم إن لم يكن معلوم العدم، فهل يرث جميع مال لو مات في نوبته، أو يرثه الوارث في جميع ماله لو مــات المكــاتب في نوبته، أو تجب عليه جميع الفطرة لو صادفت نوبته، وهل تتزوج المكاتبة في نوبتها بال إذن، وهل يجوز له التصرف في مالــه بــبيع أو

هبة أو عتق في نوبته بال إذن؟ إلى غير ذلك من األحكام الكثيرة الــتي تجــدها في بــاب الكتابــة

بين مسلم المنع ومتردد فيه. هذا خصوصا إذا كان جزؤه الرق أكثر من جزئــه الحــر، كمــا لــوكان عشره حرا، ولذا أشكل علی المتن غير واحد من المعاصرين.

407

Page 408: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

وإن إطاعته، عليه وجب بالحج مملوكه المولى أمر : إذا7 مسألة يكن لم فإنه غير، عن للنيابة آجره إذا كما اإلسالم، حجة عن مجزياــرق ال ــحة بين ف أو للحج إجارته وبين الكتابة أو للخياطة إجارته ص

الصوم. أو للصالة

ــه{7}مسألة : إذا أمر المولى مملوكه بالحج وجب عليه إطاعت لوجوب إطاعة المــولى في غــير المحــرم }وإن لم يكن مجزيــا عن حجة اإلسالم{ لعدم اشتماله علی الشرائط }كمــا إذا آجــره للنيابــة عن غير، فإنــه ال فــرق بين صــحة إجارتــه للخياطــة أو الكتابــة وبينــة الدالــة علی صــحة إجارته للحج أو للصالة أو الصوم{ لعموم األدل النيابة واإلجارة، من غــير فــرق بين الحــر والعبــد، وال بين التوصــليةــة ــح نياب ــنف: "وتص ــول المص ــد ق ــواهر عن ــل في الج ــة، ب والتعبدي المملوك بإذن مواله" قال: بال خالف بــل وال إشــكال لعمــوم األدلــة

وإطالقها، انتهی. وتوهم أنه ال تصح منه حجــة اإلســالم فكــذا نيابتــه عن غــير، في غير محلــه، إذ عــدم الصــحة لشــرط مفقــود، كــالفقير الــذي إذا حج

متسكعا ال تصح منه حجة اإلسالم وإن صحت نيابته. وبهذا ظهر فساد ما عن بعض الجمهور من المنع لعدم إسقاطه

فرض الحج عن نفسه فضال عن غيره. ثم إن البذل للعبد مع إجازة المولى، أو بــذل المــولى لــه بــدون

أمر، حاله حال البذل لغير العبد، لعموم أدلة البذل، والله العالم.

408

Page 409: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

المحتويات

409

Page 410: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

410

Page 411: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

فصلفي أقسام الصوم

7-1219- الصوم الواجب......

10- الصوم المندوب.......58- عدم وجوب إتمام صوم التطوع.........1مسألة 60- قطع الصوم التطوع عند دعوة المؤمن.........2مسألة

63الصوم المكروه........78الصوم المحظور.............

117- موارد استحباب اإلمساك تأدبا......3مسألة

411

Page 412: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

االعتكاف كتاب122 -285

125 واصطالحا .......- االعتكاف لغة134- شرائط االعتكاف..........

171- لو ارتد المعتكف......1مسألة 172- عدم جواز العدول في نيت االعتكاف........2مسألة 173- النيابة عن أكثر من واحد.......3مسألة 175 الصوم لغير االعتكاف ........– 4مسألة 179- قطع االعتكاف المنذور..........5مسألة 182- تزاحم صوم االعتكاف مع المنذور......6مسألة 183- الزيادة في االعتكاف المنذور.........7مسألة 184- تزاحم وقت االعتكاف مع العيد ........8مسألة 185- عدم وجوب إدخال الليلة األولى .........9مسألة 187- لو نذر االعتكاف في األيام دون الليالي.......10مسألة 188- لو نذر اعتكاف ثالثة أيام......11مسألة 189- لو نذر اعتكاف شهر.......12مسألة 190- وجوب التتابع في اعتكاف شهر........13مسألة 192- لو أخل بيوم من نذره.............14مسألة 195- لو نذر اعتكاف أربعة أيام...........15مسألة 197 لو نذر اعتكاف خمسة أيام...........– 16مسألة 198- اإلطاعة االحتمالية في المردود..........17مسألة 200- ما يعتبر في االعتكاف الواحد........18مسألة 202- لو اتفق مانع من إتمام االعتكاف.......19مسألة

412

Page 413: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

204- حكم سطح المسجد وسردابه...........20مسألة 206- القصد اللغوي في االعتكاف...........21مسألة

- في جزئيـــة قـــبر مســـلم وهـــاني من مســـجد22مســـألة 207الكوفة .......

208- إذا شك في بعض جوانب المسجد.........23مسألة 210- لو بان أنه ليس بمسجد.........24مسألة 212- لو اعتكف باعتقاد المسجدية........25مسألة

- عــدم الفــرق في وجــوب االعتكــاف في المســجد26مســألة 213الجامع.......214- صحة اعتكاف الصبي المميز..........27مسألة 215- ال يشترط في االعتكاف البلوغ..........28مسألة 216- لو إذن المولى لعبده في االعتكاف.........29مسألة 217- خروج المعتکف من المسجد......30مسألة 219- لو أجنب المعتكف......31مسألة 221- إذا غصب مكانا من المسجد......32مسألة

ــألة ــ ــ ــالجلوس علی33مس ــ ــ ــاف ب ــ ــ ــدم بطالن االعتك ــ ــ - ع225المغصوب ......

226- لو وجب عليه الخروج.......34مسألة 227- مراعاة قرب الطرق ....35مسألة 231- انعدام الموضوع بانتفاء الصورة .......36مسألة - عــدم الفــرق في كيفيــة البقــاء في المســجد........37مسألة

232233- إذا طلقت المرأة وهي معتكفة ........38مسألة 237- إذا كان اإلعتكاف واجبا ........39مسألة 239- االشتراط في االعتكاف .....40مسألة 244- صيغة الشرط.........41مسألة 247- عدم صحة شرط الرجوع عن االعتكاف.....42مسألة

413

Page 414: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

249- التعليق في االعتكاف....43مسألة

فصلفي أحكام االعتكاف

251-285251- حرمة مباشرة النساء .......

256- حرمة االستمناء.......257- حرمة شم الطيب........

259- بيع المعتكف وشراؤه......261- المماراة.....

265- عدم الفرق بين الليل والنهار.....1مسألة 266- جواز الخوض في المباح للمعتكف......2مسألة 267- مفسدات االعتكاف......3مسألة 270م سهوا .....- إذا فعل المحر4مسألة 272- موارد وجوب القضاء .....5مسألة 275- عدم وجوب الفورية في القضاء...6مسألة 276- نذر االعتكاف ...7مسألة 278- البيع والشراء في حال االعتكاف...8مسألة 279- ال كفارة في غير الجماع........9مسألة 282- لو أفسد اعتكافه في رمضان.......10مسألة

414

Page 415: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

كتاب الحجالجزء األول

287-408

فصلفي أركان الحج

292 -319309- في فورية الحج.....1مسألة 312- وجوب المبادرة في الحج.......2مسألة

فصلفي شرائط وجوب حجة اإلسالم

321-327- اشتراط إذن الولي للصبي.......1مسألة 336- استحباب إحرام الولي بالصبي......2مسألة 346- عدم لزوم كون الولي محرما......3مسألة 347- المراد من الولي في حج الصبي ..4مسألة

- نفقــــــــــة الصــــــــــبي الزائــــــــــدة علی5مســــــــــألة 350الولي..............................

- الهــــــــــــــــدي للصــــــــــــــــبي علی6مســــــــــــــــألة 353الولي....................................

- فيمــــــــا لــــــــو بلــــــــغ الصــــــــبي وأدرك7مســــــــألة 359المشعر..........................

415

Page 416: مؤسسة التقى الثقافية204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_37.doc · Web viewوعن عبيد بن زرارة، أنه سأل أبا عبد الله (عليه السلام)

بلــــــوغ الصــــــبي قبــــــل اإلحــــــرام من– 8مســــــألة 365الميقات.......................

- لــــو حج باعتقــــاد أنــــه غــــير بــــالغ ثم بــــان9مســــألة 366خالفه....................

- الحريـــــــة...............................................................366

ــألة ــ ــ ــه1مس ــ ــ ــح ل ــ ــ ــه ال يص ــ ــ ــولی لمملوك ــ ــ - إذا إذن الم382الرجوع................. - جـــــــــــــواز بيـــــــــــــع المملـــــــــــــوك2مســـــــــــــألة

387المحرم..................................ــل3مســــــألة ــ ــ ــق قبـ ــ ــ ــد إذا انعتـ ــ ــ - الهــــــدي علی العبـ

388المشعر...................... - في كـــــــــــــــون الكفـــــــــــــــارة علی4مســـــــــــــــألة

391المولى ............................... - إذا أفســــــــد العبــــــــد حجــــــــه قبــــــــل5مســــــــألة

397المشعر............................. - ال فـــرق بين أنـــواع العبيـــد في وجـــوب الحج بعـــد6مســـألة

405العتق .........ـــــــــــده7مســــــــــــألة - إذا أمــــــــــــر المــــــــــــولى عـب

408بالحج..................................

416