السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

144
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﻴﺦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺑﻦ ﺍﳊﻠﻴﻢ ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﻘﻲ) 661 728 ﻫـ(

Upload: -

Post on 04-Nov-2014

34 views

Category:

Technology


8 download

DESCRIPTION

 

TRANSCRIPT

Page 1: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

السياسة الشرعية

تأليف شيخ اإلسالم

تقي الدين أمحد بن عبد احلليم بن تيمية ) هـ728 – 661(

Page 2: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

2

بسم اهللا الرمحن الرحيم

املقدمة، وأنزل معهم الكتاب وامليزان ليقوم احلمد هللا الذي أرسل رسله بالبينات واهلدى

، وليعلم اهللا من ينصره للناس، ومنافع ، وأنزل احلديد فيه بأس شديد الناس بالقسط، الذي أرسله باهلدى ودين احلق ؛ وختمهم مبحمد ورسله بالغيب إن اهللا قوي عزيز

، اجلامع معىن العلم والقلم للهداية ؛ وأيده بالسلطان النصري ليظهره على الدين كله وحده ال ، وأشهد أن ال إله إال اهللا ؛ ومعىن القدرة والسيف للنصرة والتعزير واحلجة

، وأشهد أن حممدا عبده ورسوله ، شهادة خالصة أخلص من الذهب اإلبريز شريك له، شهادة يكون صاحبها يف حرز صلى اهللا عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثريا

. حريز

، ال فيها جوامع من السياسة اإلهلية واآليات النبوية )1( فهذه رسالة خمتصرة ) أما بعد(، كما قال ، اقتضاها من أوجب اهللا نصحه من والة األمور عنها الراعي والرعية يستغين فيما ثبت عنه من ذ ر وجه يف صحيح مسلم وغريه النيب إن اهللا يرضى لكم {:

، وأن ، وأن تعتصموا حببل اهللا مجيعا وال تفرقوا وال تشركوا به شيئاأن تعبدوه : ثالثا . )2( } تناصحوا من واله اهللا أمركم

β¨ * {: ومها قوله تعاىل : وهذه الرسالة مبنية على آيتني يف كتاب اهللا Î) ©!$# öΝä.ããΒ ù'tƒ β r& (#ρ –Šxσè? ÏM≈uΖ≈ tΒ F{$# #’ n< Î) $ yγ Î= ÷δ r& #sŒÎ)uρ ΟçFôϑ s3ym t ÷t/ Ĩ$ ¨Ζ9$# βr& (#θ ßϑ ä3øt rB ÉΑô‰yè ø9$$ Î/ 4 ¨β Î) ©!$# $ −Κ ÏèÏΡ

/ä3ÝàÏè tƒ ÿϵ Î/ 3 ¨βÎ) ©!$# tβ% x. $ Jè‹Ïÿ xœ #ZÅÁ t/ ∩∈∇∪ $ pκš‰ r'≈ tƒ t Ï% ©!$# (#þθ ãΨtΒ#u (#θ ãè‹ÏÛr& ©!$# (#θ ãè‹ÏÛr&uρ tΑθ ß™ §9$# ’ Í<'ρ é&uρ Íö∆F{$# óΟä3ΖÏΒ ( β Î* sù ÷Λä ôãt“≈ uΖs? ’Îû &ó x« çνρ –Šãsù ’ n< Î) «!$# ÉΑθ ß™ §9$#uρ β Î) ÷ΛäΨä. tβθãΖÏΒ ÷σè? «!$$ Î/ ÏΘöθ u‹ø9$#uρ

، وما ينبغي كتبها يف ليلة ملا سأله اإلمام أن يعلق له شيئا من أحكام الرعايا " رعية شالسياسة ال " تسمى ) 1((

. )244 / 28( هذا التعليق يف الفتاوى -للمتويل . )1863 (، مالك اجلامع )2/367(، أمحد )1715(مسلم األقضية ) 2(

Page 3: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

3

ÌÅz Fψ$# 4 y7 Ï9≡sŒ ×öyz ß|¡ôm r&uρ ¸ξƒÍρ ù's? ∩∈∪ { )1( ) قال )59، 58اآليتان : سورة النساء

، وإذا ؛ عليهم أن يؤدوا األمانات إىل أهلها نزلت اآلية األوىل يف والة األمور: العلماء، ، ونزلت الثانية يف الرعية من اجليوش وغريهم حكموا بني الناس أن حيكموا بالعدل

؛ ومغازيهم وغري ذلكعليهم أن يطيعوا أويل األمر الفاعلني لذلك يف قسمهم وحكمهم ، فإذا أمروا مبعصية اهللا فال طاعة ملخلوق يف معصية اخلالق فإن إال أن يأمروا مبعصية اهللا

، وإن مل تفعل والة األمر ذلك تنازعوا يف شيء ردوه إىل كتاب اهللا وسنة رسوله وأديت ، ، ألن ذلك من طاعة اهللا ورسوله أطيعوا فيما يأمرون به من طاعة اهللا ورسوله

θ#) {: ، قال تعاىل حقوقهم إليهم كما أمر اهللا ورسوله çΡuρ$ yè s?uρ ’n?tã ÎhÉ9 ø9$# 3“ uθø)−G9$#uρ ( Ÿω uρ

(#θ çΡuρ$ yè s? ’ n?tã ÉΟøO M}$# Èβ≡uρ ô‰ãèø9$#uρ 4 { )2( )2من اآلية : ائدة سورة امل( .

فهذان مجاع : ، واحلكم بالعدل وإذا كانت اآلية قد أوجبت أداء األمانات إىل أهلها . ، والوالية الصاحلة السياسة العادلة

. 59، 58: سورة النساء اآليتان ) 1( . 2: سورة املائدة آية ) 2(

Page 4: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

4

فصل أنواع أداء األمانات

الواليات:القسم األول . يةوهو كان سبب نزول اآل : أحدمها الواليات : أما أداء األمانات ففيه نوعان

، ، طلبها منه العباس ملا فتح مكة وتسلم مفاتيح الكعبة من بين شيبة فإن النيب، فدفع مفاتيح الكعبة ، فأنزل اهللا هذه اآلية ، وسدانة البيت ليجمع له بني سقاية احلاج

، أصلح فيجب على ويل األمر أن يويل على كل عمل من أعمال املسلمني. إىل بين شيبة، فوىل رجال وهو من ويل من أمر املسلمني شيئا { ، قال النيب لك العمل من جيده لذ

من وىل {: ويف رواية . } جيد من هو أصلح للمسلمني منه فقد خان اهللا ورسوله

، فقد خان اهللا ، وهو جيد يف تلك العصابة من هو أرضى هللا منه رجال على عصابة وروى بعضهم أنه من قول . رواه احلاكم يف صحيحه . } ورسوله وخان املؤمنني

من ويل من أمر " بوقال عمر بن اخلطا . ، روي ذلك عنه البن عمر : عمر. " ، فقد خان اهللا ورسوله واملسلمني املسلمني شيئا فوىل رجال ملودة أو قرابة بينهما

. وهذا واجب عليه

؛ من األمراء فيجب عليه البحث عن املستحقني للواليات من نوابه على األمصارد ومقدمي العساكر ، ومن أمراء األجنا ، وحنوهم ، والقضاة الذين هم نواب ذي السلطان

، والسعاة على ، والشادين ، والكتاب من الوزراء: ، ووالة األموال الصغار والكبار، وعلى كل واحد من هؤالء. ، وغري ذلك من األموال اليت للمسلمني اخلراج والصدقات

، ؛ وينتهي ذلك إىل أئمة الصالة واملؤذنني أن يستنيب ويستعمل أصلح من جيده، وخزان ، والعيون الذين هم القصاد ، والربد ، وأمراء احلاج ، واملعلمني واملقرئني، ونقباء ، واحلدادين الذين هم البوابون على احلصون واملدائن ، وحراس احلصون األموال

، ورؤساء القرى الذين ، وعرفاء القبائل واألسواق العساكر الكبار والصغار

Page 5: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

5

. " الدهاقني " هم

، أن يستعمل ، من هؤالء وغريهم ويل شيئا من أمر املسلمني فيجب على كل من، وال يقدم الرجل لكونه طلب فيما حتت يده يف كل موضع أصلح من يقدر عليه

؛ فإن يف الصحيح عن النيب ؛ بل يكون ذلك سببا للمنع ، أو سبق يف الطلب الوالية. )1( } إنا ال نويل أمرنا هذا من طلبه: ؛ فقال أن قوما دخلوا عليه فسألوه والية {

، فإنك إن أعطيتها تسأل األمارةال ! يا عبد الرمحن " : وقال لعبد الرمحن بن مسرة {

اه يف ـ أخرج )2( } ؛ وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها من كري مسألة أعنت عليها

يطلب ، ومن مل من طلب القضاء واستعان عليه وكل إليه { ؛ وقال الصحيحني

. رواه أهل السنن . )3( } ؛ أنزل اهللا عليه ملكا يسدده القضاء ومل يستعن عليه

، أو والء عتاقة أو ، ألجل قرابة بينهما فإن عدل عن األحق األصلح إىل غريه ، ، والفارسية كالعربية: ، أو جنب ؛ أو طريقة ، أو مرافقة يف بلد أو مذهب صداقة ، أو غري ذلك من أو لرشوة يأخذها منه من مال أو منفعة ، ، والرومية والتركيةفقد خان اهللا ورسوله : ، أو عداوة بينهما ، أو لضغن يف قلبه على األحق األسباب$ {: ، ودخل فيما هنى عنه يف قوله تعاىل واملؤمنني pκš‰ r'≈ tƒ zƒ Ï% ©!$# (#θ ãΖtΒ#u Ÿω (#θ çΡθ èƒ rB ©!$#

tΑθ ß™ §9$#uρ (#þθ çΡθ èƒ rBuρ öΝä3ÏG≈oΨ≈ tΒ r& öΝçFΡr&uρ tβθ ßϑ n= ÷ès? ∩⊄∠∪ { )4( ، ) 27اآلية : سورة األنفال( .

. )4/409(، أمحد )4354(، أبو داود احلدود )4(، النسائي الطهارة )6730(البخاري األحكام ) 1(، النسائي )1529(، الترمذي النذور واألميان )1652(، مسلم األميان )6343(البخاري كفارات األميان ) 2(

، الدارمي النذور )5/62(، أمحد )2929(، أبو داود اخلراج واإلمارة والفيء )5384(آداب القضاة . )2346(واألميان

3/220(، أمحد )2309(، ابن ماجه األحكام )3578(، أبو داود األقضية )1323(الترمذي األحكام ) 3(( .

. 27: سورة األنفال آية ) 4(

Page 6: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

6

سورة ( )1( } ∪∇⊅∩ þθßϑn=÷æ$#uρ !$yϑΡr& öΝà6ä9≡uθøΒr& öΝä.߉≈s9÷ρr&uρ ×πuΖ÷GÏù χr&uρ ©!$# ÿ…çνy‰ΨÏã íô_r& ÒΟŠÏàtã#) {: مث قال

. )28اآلية : األنفال

، أو يعطيه ما ال ، قد يؤثره يف بعض الواليات ، أو لعتيقه فإن الرجل حلبه لولده ؛ بأخذ ما ال يؤثره زيادة يف ماله أو حفظه؛ وكذلك قد ؛ فيكون قد خان أمانته يستحقه، وخان ، فيكون قد خان اهللا ورسوله ، أو حماباة من يداهنه يف بعض الواليات يستحقه . أمانته

، واملطيع ، يثبته اهللا فيحفظه يف أهله وماله بعده مث إن املؤدي لألمانة مع خمالفة هواه أن : ويف ذلك احلكاية املشهورة . ويذهب ماله، هلواه يعاقبه اهللا بنقيض قصده فيذل أهله

أدركت عمر : ، فقال ، سأل بعض العلماء أن حيدثه عما أدرك بعض خلفاء بين العباس، وتركتهم فقراء يا أمري املؤمنني أقفرت أفواه بنيك من هذا املال : ، قيل له بن عبد العزيزوهم بضعة : ، فأدخلوهم أدخلوهم علي : فقال-وكان يف مرض موته-ال شيء هلم

يا بين واهللا ما : ، مث قال هلم ، فلما رآهم ذرفت عيناه ، ليس فيهم بالغ عشر ذكرا ؛ وإمنا أنتم أحد ، ومل أكن بالذي آخذ أموال الناس فأدفعها إليكم منعتكم حقا هو لكم

ا يستعني به ، فال أخلف له م ؛ وإما غري صاحل ، فاهللا يتوىل الصاحلني إما صاحل : رجلني، محل على مائة فرس يف سبيل فلقد رأيت بعض بنيه: قال. ، قوموا عين على معصية اهللا

. ، يعين أعطاها ملن يغزو عليها اهللا

، إىل أقصى بالد الترك : ، من أقصى املشرق هذا وقد كان خليفة املسلمني : قلتالشام والعواصم كطرسوس ، ومن جزائر قربص وثغور بالد األندلس وغريها : املغرب، ، من تركته شيئا يسريا وإمنا أخذ كل واحد من أوالده . ، إىل أقصى اليمن وحنوها، فأخذ قال وحضرت بعض اخللفاء وقد اقتسم تركته بنوه -أقل من عشرين درمها : يقال

أي يسأهلم -ولقد رأيت بعضهم يتكفف الناس : كل واحد منهم ستمائة ألف دينار

. 28: األنفال آية سورة ) 1(

Page 7: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

7

؛ ، واملسموعة عما قبله يف هذا الباب من احلكايات والوقائع املشاهدة يف الزمان و-بكفه . ما فيه عربة لكل ذي لب

مثل ما : على أن الوالية أمانة جيب أداؤها يف مواضع وقد دلت سنة رسول اهللا ، هنا يوم القيامة خزي وندامةوإ ، إهنا أمانة {: يف اإلمارة ، ومثل قوله أليب ذر تقدم

وروى البخاري يف . رواه مسلم )1( } ، وأدى الذي عليه فيهما إال من أخذها حبقها

. ، فانتظر الساعة إذا ضيعت األمانة {: قال أن النيب صحيحه عن أيب هريرة

إذا وسد األمر إىل غري أهله فانتظر : ؟ قال وما إضاعتها: قيل يا رسول اهللا ، ، وناظر الوقف ؛ فإن وصي اليتيم وقد أمجع املسلمون على معىن هذا )2( } الساعة

: ال اهللا تعاىلـ، كما ق يتصرف له باألصلح فاألصلح ؛ عليه أن ووكيل الرجل يف ماله } Ÿω uρ (#θ ç/tø)s? tΑ$ tΒ ÉΟŠ ÏKuŠø9$# ω Î) ÉL ©9$$ Î/ }‘Ïδ ß|¡ôm r& { )3( )34من اآلية : سورة اإلسراء( .

. حسنةومل يقل إال باليت هي

كلكم راع { ؛ كما قال النيب وذلك ألن الوايل راع على الناس مبرتلة راعي الغنم

، ، وهو مسئول عن رعيته ، فاإلمام الذي على الناس راع وكلكم مسئول عن رعيته، وهو ، والولد راع يف مال أبيه ، وهي مسئولة عن رعيتها راعية يف بيت زوجهاواملرأة

؛ أال فكلكم راع ، وهو مسئول عن رعيته ؛ والعبد راع يف مال سيده مسئول عن رعيتهما من راع { ، وقال أخرجاه يف الصحيحني )4( } وكلكم مسئول عن رعيته

، إال حرم اهللا عليه رائحة ، ميوت يوم ميوت وهو غاش هلا يسترعيه اهللا رعية

. )5/173(، أمحد )1825(مسلم اإلمارة ) 1( . )2/361(، أمحد )59(البخاري العلم ) 2( . 34: سورة اإلسراء آية ) 3(، الترمذي اجلهاد )1829(، مسلم اإلمارة )2278(البخاري يف االستقراض وأداء الديون واحلجر والتفليس ) 4(

. )2/121(، أمحد )2928( واإلمارة والفيء ، أبو داود اخلراج )1705(

Page 8: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

8

. رواه مسلم . )1( } اجلنة

السالم عليكم أيها : ، فقال ودخل أبو مسلم اخلوالين على معاوية بن أيب سفيان : فقالوا. فقال السالم عليك أيهما األجري. يك أيها األمريقل السالم عل: ؛ فقالوا األجريفقالوا قل السالم عليك . فقال السالم عليك أيها األجري. السالم عليك أيها األمري: قل

دعوا أبا مسلم فإنه أعلم . فقال معاوية. السالم عليك أيها األجري : فقال. أيها األمري؛ فإن أنت هنأت استأجرك رب هذه الغنم لرعايتها، فقال إمنا أنت أجري مبا يقول، وإن وفاك سيدها أجرك: ، وحبست أوالها على أخراها ، وداويت مرضاها جرباها

. ؛ ومل حتبس أوالها على أخراها عاقبك سيدها أنت مل هتنأ جرباها ومل تداو مرضاها

، وهم اهللا على عباده ، والوالة نواب فإن اخللق عباد اهللا : وهذا ظاهر يف االعتبار ؛ ففيهم معىن الوالية ؛ مبرتلة أحد الشريكني مع اآلخر وكالء العباد على نفوسهم

، وترك من هو أصلح للتجارة أو ؛ مث الويل والوكيل مىت استناب يف أموره رجال والوكالة ان ؛ فقد خ ، وهو جيد من يشتريها خبري من ذلك الثمن ، وباع السلعة بثمن العقار منه، ، فإن صاحبه يبغضه ويذمه ، ال سيما إن كان بني من حاباه وبينه مودة أو قرابة صاحبه

. ويرى أنه قد خانه وداهن قريبه أو صديقه

. )2796(، الدارمي الرقاق )5/27(، أمحد )142(، مسلم اإلميان )6731(البخاري األحكام ) 1(

Page 9: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

9

فصل األصلح هو األوىل

، وقد ال يكون يف موجوده ، فليس عليه أن يستعمل إال أصلح املوجود إذا عرف هذا، وإذا فعل ذلك ر األمثل فاألمثل يف كل منصب حبسبه، فيختا من هو أصلح لتلك الوالية

، ، وقام بالواجب يف هذا ، فقد أدى األمانة ، وأخذه للوالية حبقها بعد االجتهاد التامور ـ؛ وإن اختل بعض األم ار يف هذا املوضع من أئمة العدل املقسطني عند اهللا ـوص

θ#) {: ولـيقإن اهللا ـ، ف كن إال ذلك ـ، إذا مل مي ن غريهـبسبب م à)¨?$$ sù ©!$# $ tΒ

÷Λä ÷èsÜtFó™ =Ÿω ß#Ïk {: ويقول، )16من اآلية : سورة التغابن( )1( } #$ s3ムª!$# $ ²¡øtΡ ω Î)

$ yγ yè ó™ ãρ 4 { )2( )ل اهللاـال يف اجلهاد يف سبيـوق، ) 286من اآلية : ورة البقرة ـس :

} ö≅ ÏF≈ s)sù ’ Îû È≅‹ Î6 y™ «!$# Ÿω ß#= s3è? ω Î) y7 |¡øtΡ 4 ÇÚÌhym uρ tÏΖÏΒ ÷σçRùQ$# ( { )3( )ورة النساء ـس :

$ { وقال. )84من اآلية pκš‰ r'≈ tƒ t Ï% ©!$# (#θ ãΖtΒ#u öΝä3ø‹n= tæ öΝä3|¡àΡr& ( Ÿω Νä.•ÛØtƒ Β ¨≅ |Ê #sŒ Î)

óΟçF÷ƒ y‰tF÷δ . )105من اآلية : سورة املائدة ( )4( } 4 #$

إذا أمرتكم بأمر فأتوا { وقال النيب: فمن أدى الواجب املقدور عليه فقد اهتدى

، إليه؛ لكن إن كان منه عجز بال حاجة أخرجاه يف الصحيحني ، )5( } منه ما استطعتم

، فإن الوالية هلا وينبغي أن يعرف األصلح يف كل منصب، أو خيانة عوقب على ذلك χ {: ال تعاىلـ كما ق، وة واألمانة ـالق: ركنان Î) uöyz ÇtΒ |Nö yf ø↔ tG ó™ $# ‘“ Èθ s)ø9$#

. 16: سورة التغابن آية ) 1( . 286: سورة البقرة آية ) 2( . 84: سورة النساء آية ) 3( . 105: سورة املائدة آية ) 4(، )2619(، النسائي مناسك احلج )1337(، مسلم احلج )6858(ري االعتصام بالكتاب والسنة البخا) 5(

. )2/508(، أمحد )2(ابن ماجه املقدمة

Page 10: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

10

ßÏΒ F{$# ∩⊄∉∪ { )1( ) وقال صاحب مصر ليوسف عليه . )26من اآلية : سورة القصص

y7 {: السالم ¨ΡÎ) tΠöθ u‹ø9$# $ uΖ÷ƒ t$ s! îÅ3tΒ ×ÏΒ r& ∩∈⊆∪ { )2( ) 54من اآلية : سورة يوسف( .

çµ… {: ة جربيل ـعاىل يف صفوقال ت ¯ΡÎ) ãΑöθ s)s9 5Αθ ß™ u‘ 5Οƒ Ìx. ∩⊇∪ “ ÏŒ >ο §θ è% y‰ΖÏã “ ÏŒ ĸ öyè ø9$#

&Å3tΒ ∩⊄⊃∪ 8í$ sÜ•Β §ΝrO &ÏΒ r& ∩⊄⊇∪ { )3( ) 21-19اآليات : سورة التكوير( .

، وإىل احلرب ترجع إىل شجاعة القلب؛ فالقوة يف إمارة والقوة يف كل والية حبسبها: ، وإىل القدرة على أنواع القتال ، فإن احلرب خدعة ، واخلادعة فيها اخلربة باحلروب

: ال اهللا تعاىلـ؛ كما ق ، وحنو ذلك ، وفر ، وكر ن رمي وطعن وضرب وركوب ـم} (#ρ ‘‰Ïã r&uρ Νßγ s9 $ ¨Β ΟçF÷è sÜtG ó™ $# ÏiΒ ;ο §θè% ∅ ÏΒ uρ ÅÞ$ t/Íh‘ È≅ ø‹y⇐ø9$# šχθ ç7Ïδöè? ϵ Î/ ¨ρ ߉tã «! $#

öΝà2 ¨ρ ߉tã uρ { )4( )وقال النيب. )60من اآلية : سورة األنفال } ارموا واركبوا ،

ويف )5( } ، ومن تعلم الرمي مث نسيه فليس منا وأن ترموا أحب إيل من أن تركبوا

. رواه مسلم } فهي نعمة جحدها {: رواية

، والقوة يف احلكم بني الناس ترجع إىل العلم بالعدل الذي دل عليه الكتاب والسنة . تنفيذ األحكاموإىل القدرة على

؛ ، وترك خشية الناس ، وأال يشتري بآياته مثنا قليال واألمانة ترجع إىل خشية اهللا : وله تعاىلـ، يف ق وهذه اخلصال الثالث اليت أخذها اهللا على كل من حكم على الناس

} Ÿξ sù (#âθ t±÷‚ s? }¨$ ¨Ψ9$# Èβöθ t±÷z $#uρ Ÿω uρ (#ρ çtIô±n@ ÉL≈ tƒ$ t↔ Î/ $ YΨ yϑ rO WξŠ Î= s% 4 tΒ uρ óΟ©9 Οä3øt s† !$ yϑ Î/ tΑt“Ρr& ª!$#

. 26: سورة القصص آية) 1( . 54: سورة يوسف آية ) 2( . 21: 19سورة التكوير اآليات من ) 3( . 60: سورة األنفال آية ) 4( . )2405(، الدارمي اجلهاد )4/148(، أمحد )2513(، أبو داود اجلهاد )3578(يل النسائي اخل) 5(

Page 11: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

11

y7 Íׯ≈ s9'ρ é'sù ãΝèδ tβρ ãÏ≈ s3ø9$# ∩⊆⊆∪ { )1( )وهلذا قال النيب. )44من اآلية : سورة املائدة

، فرجل علم احلق وقضى خبالفه . ، وقاض يف اجلنة قاضيان يف النار: القضاة ثالثة {

، ورجل علم احلق وقضى ، فهو يف النار لرجل قضى بني الناس على جهل. فهو يف النار . نن رواه أهل الس )2( } ، فهو يف اجلنة به

، أو ، سواء كان خليفة والقاضي اسم كل من قضى بني اثنني وحكم بينهما ، حىت من ، أو نائبا له ؛ أو كان منصوبا ليقضي بالشرع ، أو واليا ، أو نائبا سلطانا

وهو هكذا ذكر أصحاب رسول اهللا . ، إذا ختايروا حيكم بني الصبيان يف اخلطوط . ظاهر

. 44: سورة املائدة آية ) 1( . )2315(، ابن ماجه األحكام )3573(، أبو داود األقضية )1322(الترمذي األحكام ) 2(

Page 12: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

12

فصل مانة مها املطلوب يف الشرع القوة واأل

اللهم : يقول ، وهلذا كان عمر بن اخلطاب اجتماع القوة واألمانة يف الناس قليل فإذا . فالواجب يف كل والية األصلح حبسبها . ، وعجز الثقة أشكو إليك جلد الفاجر

أقلهما و : قدم أنفعهما لتلك الوالية : تعني رجالن أحدمها أعظم أمانة واألخر أعظم قوة على -وإن كان فيه فجور -فيقدم يف إمارة احلروب الرجل القوي الشجاع : ضررا فيها

عن الرجلني يكونان : ؛ كما سئل اإلمام أمحد ، وإن كان أمينا الرجل الضعيف العاجز : ؛ فقال ، مع أيهما يغزى ، وأحدمها قوي فاجر واآلخر صاحل ضعيف أمريين يف الغزو

؛ وأما الصاحل الضعيف ، وفجوره على نفسه ، فقوته للمسلمني أما الفاجر القوي وقد قال النيب . فيغزى مع القوي الفاجر. فصالحه لنفسه وضعفه على املسلمني

)2( } بأقوام ال خالق هلم {وروي )1( } إن اهللا يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر {

، كان أوىل بإمارة احلرب ممن هو أصلح منه يف الدين إذا مل يسد وإن مل يكن فاجرا . مسده

إن {: ، وقال ، منذ أسلم يستعمل خالد بن الوليد على احلرب وهلذا كان النيب

مع أنه أحيانا قد كان يعمل ما ينكره . )3( } خالدا سيف سد اهللا على املشركني

اللهم إين أبرأ إليك مما فعل " : قام مث رفع يديه إىل السماء وقال -مرة- حىت إنه النيب، ، ومل يكن جيوز ذلك ، وأخذ أمواهلم بنوع شبهة ملا أرسله إىل بين جذمية فقتلهم " خالد

؛ ومع هذا وضمن أمواهلم ، حىت وداهم النيب وأنكره عليه بعض من معه من الصحابة ، وفعل ما فعل ؛ ألنه كان أصلح يف هذا الباب من غريه فما زال يقدمه يف إمارة احلرب

. )2517(، الدارمي السري )2/310(، أمحد )111(، مسلم اإلميان )2897(البخاري اجلهاد والسري ) 1( . )5/45(أمحد ) 2( . )3846(الترمذي املناقب ) 3(

Page 13: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

13

. بنوع تأويل

يا أبا { ؛ ومع هذا قال له النيب أصلح منه يف األمانة والصدق وكان أبو ذر

، وال تولني ال تأمرن على اثنني: ، وإين أحب لك ما أحب لنفسي ذر إين أراك ضعيفا ، ألنه رآه ضعيفا مع أنه هنى أبا ذر عن اإلمارة والوالية رواه مسلم . )1( } ال يتيمـم

. )2( } ما أظلت اخلضراء وال أقلت الغرباء أصدق هلجة من أيب ذر {: قد روي

استعطافا ألقاربه الذين - مرة عمرو بن العاص يف غزوة ذات السالسل وأمر النيب وكذلك . ؛ ألجل طلب ثأر أبيه بن زيدوأمر أسامة . على من هم أفضل منه-بعثه إليهم

، مع أنه قد كان يكون مع األمري من هو أفضل منه كان يستعمل الرجل ملصلحة راجحة . يف العلم واإلميان

ما زال يستعمل خالدا يف حرب أهل وهكذا أبو بكر خليفة رسول اهللا ، وقد ذكر له يها تأويل، وبدت منه هفوات كان له ف ، ويف فتوح العراق والشام الردة

لرجحان املصلحة على : ؛ بل عاتبه عليها ، فلم يعزله من أجلها عنه أنه كان له فيها هوى ، إذا كان خلقه مييل ؛ ألن املتويل الكبري ، وأن غريه مل يكن يقوم مقامه املفسدة يف بقائه

، خلقه مييل إىل الشدة ؛ وإذا كان ، فينبغي أن يكون خلق نائبه مييل إىل الشدة إىل اللني . ؛ ليعتدل األمر فينبغي أن يكون خلق نائبه مييل إىل اللني

يؤثر ؛ وكان عمر بن اخلطاب يؤثر استنابة خالد وهلذا كان أبو بكر الصديق، كعمر بن ألن خالدا كان شديد ، واستنابة أيب عبيدة بن اجلراح عزل خالد؛ ؛ وكان األصلح لكل منهما أن يويل من واله يب بكر ، وأبا عبيدة كان لينا كأ اخلطاب

؛ حىت دل ـ الذي هو معت ، ويكون بذلك من خلفاء رسول اهللا ليكون أمره معتدال

. )1826(مسلم اإلمارة ) 1( . )2/175(، أمحد )156(، ابن ماجه املقدمة )3801(الترمذي املناقب ) 2(

Page 14: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

14

أنا الضحوك {: وقال، )1( } ، أنا نيب امللحمة أنا نيب الرمحة { ال النيبـق

©â!#£‰Ï {: وأمته وسط قال اهللا تعاىل فيهم } القتال r& ’n?tã Í‘$ ¤ä3ø9$# â!$ uΗ xqâ‘ öΝæη uΖ÷ t/ ( öΝßγ1 t s?

$ Yè©.â‘ #Y‰£∨ß™ tβθäó tG ö6 tƒ Wξ ôÒ sù zÏiΒ «!$# $ ZΡ≡uθ ôÊ Í‘ uρ ( { )2( ) وقال . )29من اآلية : سورة الفتح

'A {: تعاىل ©!ÏŒr& ’ n?tã tÏΖÏΒ ÷σßϑ ø9$# >ο ¨“ Ïã r& ’ n?tã t ÍÏ≈ s3ø9$# { )3( ) 54ية من اآل: سورة املائدة( .

، واعتدل صارا كاملني يف الوالية-رضي اهللا عنهما-وهلذا ملا توىل أبو بكر وعمر من لني أحدمها وشدة منهما ما كان ينسبان فيه إىل أحد الطرفني يف حياة النيب

. )4( } تدوا باللذين من بعدي أيب بكر وعمر اق { ا النيبـال فيهم ـ، حىت ق اآلخر

ما برز به على عمر : وظهر من أيب بكر من شجاعة القلب يف قتال أهل الردة وغريهم . ، رضي اهللا عنهم أمجعني وسائر الصحابة

؛ مثل حفظ األموال ، قدم األمني وإذا كانت احلاجة يف الوالية إىل األمانة أشد ، فيويل عليها شاد قوي ، فال بد فيه من قوة وأمانة وحفظها ؛ فأما استخراجها وحنوها

، إذا وكذلك يف إمارة احلرب. ، وكاتب أمني حيفظها خبربته وأمانته يستخرجها بقوته، وهكذا يف سائر الواليات إذا مل أمر األمري مبشاورة أهل العلم والدين مجع بني املصلحتني

، إذا ، أو تعدد املوىل ؛ فال بد من ترجيح األصلح تتم املصلحة برجل واحد مجع بني عدد . مل تقع الكفاية بواحد تام

، واألخر ؛ فإن كان أحدمها أعلم األعلم األورع األكفأ: ويقدم يف والية القضاء، ؛ وفيما يدق حكمه األورع -، وخياف فيه اهلوى فيما قد يظهر حكمه -؛ قدم أورع

إن اهللا حيب البصر {: أنه قال ففي احلديث عن النيب. األعلم: وخياف فيه االشتباه

. )4/395(، أمحد )2355(مسلم الفضائل ) 1( . 29: سورة الفتح آية ) 2( . 54: ئدة آية سورة املا) 3( . )5/382(، أمحد )97(، ابن ماجه املقدمة )3662(الترمذي املناقب ) 4(

Page 15: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

15

. } ، وحيب العقل الكامل عند حلول الشهوات النافذ عند وررد الشبهات

، أو ، من جهة وايل احلرب دا تأييدا تاما ، إن كان القاضي مؤي ويقدمان على األكفأ . العامة

، أكثر من حاجته إىل ويقدم األكفأ إن كان القضاء حيتاج إ ىل قوة وإعانة للقاضي بل وكذلك . ؛ فإن القاضي املطلق حيتاج أن يكون عاملا عادال قادرا مزيد العلم والورع : ، والكفاءة ، ظهر اخللل بسببه ، فأي صفة من هذه الصفات نقصت كل وال للمسلمني . ؛ ويف احلقيقة فال بد منهما ؛ وإما بإحسان ورغبه إما بقهر ورهبة

؛ ، أو جاهل دين ؛ إال عامل فاسق إذا مل يوجد من يوىل القضاء : وسئل بعض العلماء وإن . ، قدم الدين إن كانت احلاجة إىل الدين أكثر لغلبة الفساد : ؟ فقال فأيهما يقدم

وأكثر العلماء يقدمون ذا . كانت احلاجة إىل العلم أكثر خلفاء احلكومات قدم العامل ، ، من أن يكون عدال أهال للشهادة ، فإن األئمة متفقون على أنه ال بد يف املتويل الدين

، أو ، أو جيوز أن يكون مقلدا هل جيب أن يكون جمتهدا : واختلفوا يف اشتراط العلم وبسط الكالم على ذلك . ؟ على ثالثة أقوال ، كيفما تيسر األمثل فاألمثلالواجب تولية

. يف غري هذا املوضع

، إذا كان أصلح املوجود فيجب مع ذلك ومع أنه جيوز تولية كري األهل للضرورة، من أمور الواليات ، حىت يكمل يف الناس ما ال بد هلم منه السعي يف إصالح األحوال

واإل مارات وحنو ، وإن كان يف احلال ال كما جيب على املعسر السعي يف وفاء دينه : ها ، بإعداد القوة ورباط اخليل ، وكما جيب االستعداد للجهاد يطلب منه إال ما يقدر عليه

، خبالف االستطاعة يف ، فإن ما ال يتم الواجب إ ال به فهو واجب يف وقت سقوطه للعجز . ، ألن الوجوب هنا ال يتم إال هبا ااحلج وحنوها فإنه ال جيب حتصيله

Page 16: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

16

فصل كيفية معرفة األصلح يف الوالية

، ومعرفة ، وذلك إمنا يتم مبعرفة مقصود الوالية وأهم ما يف هذا الباب معرفة األصلح فلهذا ملا غلب على أكثر امللوك . ؛ فإذا عرفت املقاصد والوسائل مت األمر طريق املقصود ، وكان من ؛ قدموا يف واليتهم من يعينهم على تلك املقاصد ين ، دون الد قصد الدنيا

، يؤثر تقدمي م ن يقيم رئاسته يطلب رئاسة نفسه ؛ وقد كانت السنة أن الذي يصلي ، الذين هم نواب ذي السلطان هم أمراء احلرب : باملسلمني اجلمعة واجلماعة وخيطب هبم

، قدمه املسلمون يف إمارة احلرب ر يف الصالة أبا بك ؛ وهلذا ملا قدم النيب على األجناد . وغريها

، ، كان هو الذي يؤمره للصالة بأصحابه إذا بعث أمريا على حرب وكان النيب، ، كما استعمل عتاب ابن أسيد على مكة وكذلك إذا استعمل رجال نائبا على مدينة

، وعمر و بن سى على اليمن ، وعليا ومعاذا وأبا مو وعثمان بن أيب العاص على الطائف ، ويقيم فيهم احلدود وغريها مما يفعله كان نائبه هو الذي يصلي هبم: حزم على جنران

؛ ، ومن بعدهم من امللوك األمويني وبعض العباسيني ، وكذلك خلفاؤه بعده أمري احلرب يف ؛ وهلذا كانت أكثر األحاديث عن النيب وذلك ألن أهم أمر الدين الصالة واجلهاد

، ، يشهد لك صالة اللهم اشف عبدك : وكان إذا عاد مريضا يقول {، الصالة واجلهاد

. )1( } وينكأ لك عدوا

يا معاذ إن أهم أمرك عندي : ، قال معاذا إىل اليمن وملا بعث النيب {

. )2( } الصالة

يكتب إىل عماله وكذلك كان عمر بن اخلطاب إن أهم أموركم عندي :

. )2/172(، أمحد )3107(أبو داود اجلنائز ) 1( . )6(مالك وقوت الصالة ) 2(

Page 17: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

17

، ومن ضيعها كان ملا سواها من عمله ؛ فمن حافظ عليها وحفظها حفظ دينه الصالة . شد إضاعة أ

: فإذا أقام املتويل عماد الدين. } الصالة عماد الدين {: قال وذلك ألن النيب

، وهي اليت تعني الناس على ما سواها من ن الفحشاء واملنكرـفالصالة تنهى عθ#) { ، كما قال اهللا تعاىل الطاعات ãΖŠ Ïè tFó™ $#uρ Îö9 ¢Á9$$ Î/ Íο 4θ n= ¢Á9$#uρ 4 $ pκΞÎ)uρ îο uÎ7 s3s9 ωÎ) ’ n?tã

tÏè ϱ≈ sƒ ø: $ {: اىلـوقال سبحانه وتع. )45اآلية : سورة البقرة ( )1( } ∪∋⊇∩ #$ yγ •ƒ r'≈ tƒ

zƒ Ï% ©!$# (#θãΖtΒ#u (#θ ãΨ‹ Ïè tGó™ $# Îö9 ¢Á9$$ Î/ Íο 4θ n= ¢Á9$#uρ 4 ¨β Î) ©!$# yìtΒ t ÎÉ9≈ ¢Á9$# ∩⊇∈⊂∪ { )2( )ورة ـس

} öãΒ هـال لنبيـوق. )153اآلية : رةـالبق ù&uρ y7 n= ÷δr& Íο 4θ n= ¢Á9$$ Î/ ÷É9 sÜô¹ $#uρ $ pκö n= tæ ( Ÿω

y7 è= t↔ ó¡nΣ $ ]% ø—Í‘ ( ßøt ªΥ y7è% ã— ötΡ 3 èπ t6 É)≈ yèø9$#uρ 3“ uθ ø)−G= Ï9 ∩⊇⊂⊄∪ { )3( ) 132اآلية : سورة طه( .

$ {: وقال ت عاىل tΒ uρ àM ø)n= yz £Ågø: $# }§ΡM}$#uρ ω Î) Èβρ߉ç7÷è u‹Ï9 ∩∈∉∪ !$ tΒ ß‰ƒ Í‘ é& Νåκ÷]ÏΒ ÏiΒ 5−ø— Íh‘ !$ tΒ uρ

߉ƒ Í‘ é& β r& Èβθßϑ ÏèôÜム∩∈∠∪ ¨β Î) ©!$# uθ èδ ä−#¨— §9$# ρ èŒ Íο §θ à)ø9$# ßÏG yϑ ø9$# ∩∈∇∪ { )4( ) سورة الذاريات :

. )58-56اآليات

إصالح دين اخللق الذي مىت فاهتم خسروا خسرانا : الواليات فاملقصود الواجب ب ؛ وإصالح ما ال يقوم الدين إال به من أمر ، ومل ينفعهم ما نعموا به يف الدنيا مبينا

، فمن مل يعتد أصلح ؛ وعقوبات املعتدين قسم املال بني مستحقيه : وهو نوعان. دنياهمإمنا بعثت عمايل إليكم ليعلموكم : [ طاب يقولوهلذا كان عمر بن اخل : له دينه ودنياه، فلما تغريت الرعية من وجه . " ، ويقسموا بينكم فيئكم ، وسنة نبيكم كتاب ربكم

. 45: سورة البقرة آية ) 1( . 153: سورة البقرة آية ) 2( . 132: سورة طه آية) 3( . 58: 56ات اآليات من سورة الذاري) 4(

Page 18: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

18

فإذا اجتهد الراعي يف إصالح دينهم ودنياهم حبسب . ؛ تناقصت األمور والرعاة من وجه : ؛ فقد روي سبيل اهللا، وكان من أفضل اجملاهدين يف اإلمكان كان من أفضل أهل زمانه

، عن د اإلمام أمحدـ ويف مسن} يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستني سنة {

، وأبغضهم إليه إمام خللق إىل اهللا إمام عادلأحب ا {: الـه قـ أن النيب

سبعة يظلهم { قال رسول اهللا: قال ويف الصحيحني عن أيب هريرة)1( } جائر

، ورجل قلبه معلق ب نشأ يف طاعة اهللا، وشا إمام عادل: اهللا يف ظله لوم ال ظل إال ظله ، اجتمعا على ذلك وتفرقا ، ورجالن حتابا يف أدنه باملسجد إذا خرج منه حىت يعود إليه

، ورجل دعته امرأة ذات منصب ومجال ، ورجل ذكر اهللا خاليا ففاضت عيناه عليه تعلم مشاله ، حىت ال ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها إين أخاف اهللا رب العاملني : فقال

. )2( } ما تنفق ميينه

: أهل اجلنة ثالثة { قال رسول: قال ويف صحح مسلم عن عياض بن محار

ل غين عفيف ، لرج ، ورجل رحيم رقيق القلب بكل ذي قرىب ومسلم ذو سلطان مقسط الساعي على الصدقة باحلق كاجملاهد {: أنه قال ويف السنن عنه . )3( } متصدق

=öΝèδθè {: وقد قال اهللا تعاىل ملا أمر باجلهاد. )4( } يف سبيل اهللا ÏG≈ s% uρ 4 ®L ym Ÿω tβθä3s? ×π oΨ ÷F Ïù

tβθ ä3tƒ uρ ß Ïe$! رسول يا ، وقيل للنيب {، )39من اآلية : سورة األنفال( )5( } ) !¬ #$

. )3/22(، أمحد )1329(الترمذي األحكام ) 1((، النسائي آداب القضاة )2391(، الترمذي الزهد )1031(، مسلم الزكاة )629(البخاري األذان ) 2(

. )1777(، مالك اجلامع )2/439(، أمحد )5380 . )4/266(، أمحد )2865(مسلم اجلنة وصفة نعيمها وأهلها ) 3((، أمحد )1809(، ابن ماجه الزكاة )2936(، أبو داود اخلراج واإلمارة والفيء )645(الترمذي الزكاة ) 4(

3/465( . . 193: سورة البقرة آية ) 5(

Page 19: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

19

؟ ، فأي ذلك يف سبيل اهللا ، ويقاتل رياء ، ويقاتل محية الرجل يقاتل شجاعة ! اهللا أخرجاه يف )1( } من قاتل لتكون كلمة اهللا هي العليا فهو يف سبيل اهللا " : فقال

. الصحيحني

اسم : ، وكلمة اهللا ، وأن تكون كلمة اهللا العليا فاملقصود أن يكون الدين كله هللا $ ô‰s)s9 {: ، وهكذا قال اهللا تعاىل كلماته اليت تضمنها كتابهجامع ل uΖù= y™ ö‘ r& $ oΨ n= ß™ â‘ ÏM≈ uΖÉi t7ø9$$ Î/

$ uΖø9t“Ρr&uρ ÞΟßγ yè tΒ |=≈ tG Å3ø9$# šχ#u”Ïϑ ø9$#uρ tΠθ à)u‹Ï9 â¨$Ψ9$# ÅÝó¡É)ø9$$ Î/ ( { )2( ) من اآلية : سورة احلديد

، أن يقوم الناس بالقسط يف حقوق ، وإنزال الكتب فاملقصود من إرسال الرسل. )25$ {: ، مث قال تعاىل ، وحقوق خلقه اهللا uΖø9t“Ρr& uρ y‰ƒ ωpt ø: $# ϵŠ Ïù Ó¨ ù't/ Ó‰ƒ ωx© ßìÏ≈ oΨ tΒ uρ Ĩ$ ¨Ζ= Ï9

zΝn= ÷è u‹Ï9uρ ª!$# tΒ …çν çÝÇΖ tƒ …ã& s#ß™ â‘ uρ Í=ø‹tó ø9$$ Î/ 4 { )3( ) فمن عدل . )25من اآلية : سورة احلديد

وقد روي عن . ؛ وهلذا كان قوام الدين باملصحف والسيف عن الكتاب قوم باحلديديعين - أن نضرب هبذا أمرنا رسول اهللا {: قال -رضي اهللا عنهما-جابر بن عبد اهللا

، فإنه يتوسل فإذا كان هذا هو املقصود} -يعين املصحف- من عدل عن هذا -السيف

؛ فإذا ان أقرب إىل املقصود ويل ، أيهما ك ، وينظر إىل الرجلني إليه باألقرب فاألقربيؤم القوم {: حيث قال ؛ قدم من قدمه النيب إمامة صالة فقط: كانت الوالية مثال

، فإن كانوا يف السنة بالسنة، فإن كانوا يف القراءة سواء فأعلمهم أقرؤهم لكتاب اهللا، وال يؤمن الرجل الرجل ، فإن كانوا يف اهلجرة سواء فأقدمهم سنا سواء فأقدمهم هجرة

(، النسائي اجلهاد )1646(، الترمذي فضائل اجلهاد )1904(، مسلم اإلمارة )7020(البخاري التوحيد ) 1(

. )4/417(، أمحد )2783(، ابن ماجه اجلهاد )2517(اود اجلهاد ، أبو د )3136 . 25: سورة احلديد آية ) 2( . 25: سورة احلديد آية ) 3(

Page 20: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

20

فإذا تكافأ . رواه مسلم)1( } ، وال جيلس يف بيته على تكرمته إال بإذنه يف سلطانه

الناس يوم ، كما أقرع سعد بن أيب وقاص بني ، أقرع بينهما وخفي أصلحهما : رجالن لو يعلم الناس ما يف النداء { ، ، متابعة لقوله ، ملا تشاجروا على األذان القادسية

دمي فإذا كان التق . )2( } ، مث مل جيدوا إال أن يستهموا عليه الستهموا والصف األول

كان املتويل قد أدى -وهو ما يرجحه بالقرعة إذا خفي األمر -، وبفعله بأمر اهللا إذا ظهر . األمانات يف الواليات إىل أهلها

، أبو داود )780(، النسائي اإلمامة )235(، الترمذي الصالة )673(مسلم املساجد ومواضع الصالة ) 1(

. )980(فيها ، ابن ماجه إقامة الصالة والسنة )582(الصالة ، أمحد )671(، النسائي األذان )225(، الترمذي الصالة )437(، مسلم الصالة )590(البخاري األذان ) 2(

)2/303( .

Page 21: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

21

القسم الثاين األموال

β÷ {: ، كما قال تعاىل يف الديون األموال: القسم الثاين من األمانات Î* sù zÏΒ r&

Νä3àÒ ÷è t/ $ VÒ÷è t/ ÏjŠxσã‹ù= sù “ Ï% ©!$# zÏϑ è?øτ $# …çµ tFuΖ≈ tΒ r& È,−G u‹ø9uρ ©!$# …çµ −/u‘ 3 { )1( ) من اآلية : سورة البقرة

283( .

: ويدخل يف هذا القسم

األعيان والديون اخلاصة والعامة

، من ، ومال املوىل عليه ، واملضارب ، واملوكل لشريك ، ومال ا مثل رد الودائع، ، وبدل القرض ، وكذلك وفاء الديون من أمثان املبيعات اليتيم وأهل الوقف وحنو ذلك

(βΨ * {: ال اهللا تعاىلـد ق ـوق. و ذلك ـ، وحن وصدقات النساء وأجور املنافع z≈ |¡Σ M}$# t,Î= äz % ·æθ è= yδ ∩⊇∪ #sŒÎ) çµ ¡¡tΒ •¤³9$# $ Yãρ â“ y_ ∩⊄⊃∪ #sŒÎ)uρ çµ ¡¡tΒ çösƒ ø: $# $ ¸ãθãΖtΒ ∩⊄⊇∪ ω Î) t,Íj#|Á ßϑ ø9$#

∩⊄⊄∪ t Ï% ©!$# öΝèδ 4’ n?tã öΝÍκÍEŸξ |¹ tβθßϑ Í← !#yŠ ∩⊄⊂∪ š É‹©9$#uρ þ’Îû öΝÏλÎ;≡uθ øΒ r& A,ym ×Πθ è=÷è ¨Β ∩⊄⊆∪ È≅Í← !$ ¡¡= Ïj9

ÏΘρ ãós yϑ ø9$#uρ ∩⊄∈∪ { )2( ) إىل قوله . )25-19اآليات : سورة املعارج :} öΛèε öΝÍκÉJ≈ oΨ≈tΒ L{

ôΜ Ïδωôγ tã uρ tβθ ãã≡u‘ ∩⊂⊄∪ { )3( )32اآلية : سورة املعارج( .

$! {: وقال تعاىل ¯ΡÎ) !$ uΖø9t“Ρr& y7 ø‹s9Î) |=≈ tG Å3ø9$# Èd,ys ø9$$ Î/ zΝä3ós tG Ï9 t ÷t/ Ĩ$ ¨Ζ9$# !$ oÿ Ï3 y71 u‘ r& ª!$# 4 Ÿω uρ

ä3s? tÏΖÍ← !$ y‚ ù= Ïj9 $ Vϑ‹ ÅÁyz ∩⊇⊃∈∪ { )4( -أي ال ختاصم عنهم- )105اآلية : سورة النساء(

وقال النيب. )5( } ، وال ختن من خانك أد األمانة إىل من ائتمنك { وقال النيب

. 283: سورة البقرة آية ) 1( . 25: 19سورة املعارج اآليات من ) 2( . 32: سورة املعارج آية ) 3( . 105: سورة النساء آية ) 4( . )2597(، الدارمي البيوع )3535(، أبو داود البيوع )1264(مذي البيوع التر) 5(

Page 22: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

22

سلم املسلمون من لسانه ، واملسلم من املؤمن من أمنه املسلمون على دمائهم وأمواهلم {

. )1( } ، واجملاهد من جاهد نفسه يف ذات اهللا ، واملهاجر من هجر ما هنى اهللا عنه ويده

من { ، وقال ، وبعضه يف سنن الترمذي وهو حديث صحيح بعضه يف الصحيحني

. )2( } ، ومن أخذها يريد إتالفها أتلفه اهللا أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها اهللا عنه

. رواه البخاري

؛ ففيه تنبيه على وجوب أداء وإن كان اهللا قد أوجب أداء األمانات اليت قبضت حبق خطب ، وقد ، وكذلك أداء العارية الغضب والسرقة واخليانة وحنو ذلك من املظامل

، والدين ، واملنحة مردودة العارية مؤداة {: ، وقال يف خطبته يف حجة الوداع النيب

. )3( } ، فال وصية لوارث ، إن اهللا قد أعطى كل ذي حق حقه مقضي والزعيم غارم

أن يؤدي إىل اآلخر ما جيب : ، فعلى كل منهما القسم يتناول الوالة والرعية وهذا ، وعلى ، أن يؤتوا كل ذي حق حقه ، ونوابه يف العطاء ، فعلى ذي السلطان أداؤه إليه

؛ وكذلك على جباة األموال كأهل الديوان أن يؤدوا إىل ذي السلطان ما جيب إيتاؤه إليه ؛ وليس للرعية أن يطلبوا من والة األموال ما ال قوق الرعية الذين جتب عليهم احل

Νåκ÷]ÏΒ {: ن جنس من قال اهللا تعاىل فيه ـ، فيكونون م يستحقونه uρ Β x8â“ Ïϑ ù= tƒ ’ Îû ÏM≈s% y‰¢Á9$# ÷β Î* sù (#θ äÜôãé& $ pκ÷]ÏΒ (#θ àÊ u‘ β Î)uρ öΝ©9 (#öθ sÜ÷è ム!$ pκ÷]ÏΒ #sŒÎ) öΝèδ šχθ äÜy‚ ó¡tƒ ∩∈∇∪ öθ s9uρ óΟßγ ¯Ρr&

(#θ àÊ u‘ !$ tΒ ÞΟßγ9s?# u ª!$# …ã& è!θ ß™ u‘ uρ (#θ ä9$ s% uρ $ uΖç6 ó¡ym ª!$# $ oΨŠ Ï?÷σã‹y™ ª!$# ÏΒ Ï& Î#ôÒ sù ÿ…ã& è!θ ß™ u‘ uρ !$ ¯ΡÎ) ’ n< Î) «!$#

šχθ ç6Ïî≡u‘ ∩∈∪ { )4( ) ن ـ ه ملـمث بني سبحان . )59، 58يتان اآل: سورة التوبة

. )2/379(، أمحد )4995(، النسائي اإلميان وشرائعه )2627(الترمذي اإلميان ) 1(/2(، أمحد )2411(، ابن ماجه األحكام )2257(البخاري يف االستقراض وأداء الديون واحلجر والتفليس ) 2(

361( . . )2398(، ابن ماجه األحكام )3565(، أبو داود البيوع )2120( الترمذي الوصايا )3( . 59، 58: سورة التوبة اآليتان ) 4(

Page 23: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

23

$ * {: ون بقولهـتك yϑ ¯ΡÎ) àM≈s% y‰¢Á9$# Ï!#ts)àù= Ï9 ÈÅ3≈ |¡yϑ ø9$#uρ t,Î#Ïϑ≈ yè ø9$#uρ $ pκö n= tæ Ïπ x©9xσßϑ ø9$#uρ öΝåκæ5θ è= è% † Îûuρ É>$s% Ìh9$# tÏΒ Ì≈ tó ø9$#uρ † Îûuρ È≅‹ Î6 y™ «!$# È ø⌠ $#uρ È≅‹ Î6 ¡¡9$# ( Zπ ŸÒƒ Ìsù š∅ ÏiΒ «!$# 3 ª!$#uρ íΟŠ Î= tæ

ÒΟ‹ Å6ym ∩∉⊃∪ { )1( ) 60اآلية : سورة التوبة( . ما ـ؛ ك ان ظاملا ـ، وإن ك وال هلم أن مينعوا السلطان ما جيب دفعه إليه من احلقوق

، فإن اهللا سائلهم عما أدوا إليهم الذي هلم : ، قال ملا ذكر جور الوالة أمر النيب {

: الـ ق عن النيب-رضي اهللا عنه -ففي الصحيحني عن أيب هريرة . )2( } استرعاهم

، ، فإنه ال نيب بعدي ، خلفه نيب ، كلما هلك نيب كانت بنو إسرائيل تسوسهم األنبياء {

، مث أوفوا ببيعة األول فاألول : ؟ فقال فما تأمرنا: قالوا . وسيكون خلفاء ويكثرون . )3( } ترعاهم؛ فإن اهللا سائلهم عما اس أعطوهم حقهم

إنكم سترون بعدي أثرة { قال رسول اهللا: قال وفيهما عن ابن مسعود

؛ واسألوا أدوا إليهم حقهم : ؟ قال فما تأمرنا به يا رسول اهللا : ، قالوا وأمورا تنكروهنا . )4( } اهللا حقكم

، فإمنا هم ، كما يقسم املالك ملكه وليس لوالة األمور أن يقسموها حبسب أهوائهم أعطي ال-واهللا-إين { ؛ كما قال رسول اهللا ، ليسوا مالكا أمناء ونواب ووكالء

رواه البخاري وعن أيب . )5( } ؛ وإمنا أنا قاسم أضع حيث أمرت ، وال أمنع أحدا أحدا

. 60: سورة التوبة آية ) 1( . )1/387(، أمحد )2190(، الترمذي الفنت )1843(، مسلم اإلمارة )3408(البخاري املناقب ) 2(2/297(، أمحد )2871(، ابن ماجه اجلهاد )1842(، مسلم اإلمارة )3268(بياء البخاري أحاديث األن) 3(

( . . )1/433(، أمحد )2190(، الترمذي الفنت )1843(، مسلم اإلمارة )6644(البخاري الفنت ) 4( . )2/482(، أمحد )2949(، أبو داود اخلراج واإلمارة والفيء )2949(البخاري فرض اخلمس ) 5(

Page 24: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

24

فهذا رسول رب العاملني قد أخرب أنه ليس املنع والعطاء بإرادته . حنوه هريرة، وكما يفعل ذلك ، كما يفعل ذلك املالك الذي أبيح له التصرف يف ماله واختياره

، ، يقسم املال بأمره ، وإمنا هو عبد اهللا من أحبوا ومينعون من أبغضوا امللوك الذين يعطون . فيضعه حيث أمره اهللا تعاىل

، لو وسعت على نفسك يف يا أمري املؤمنني : وهكذا قال رجل لعمر بن اخلطاب ؟ كمثل قوم كانوا أتدري ما مثلي ومثل هؤالء: ، فقال له عمر النفقة من مال اهللا تعاىل

، فهل حيل لذلك الرجل أن ، وسلموه إىل واحد ينفقه عليهم ، فجمعوا منهم ماال يف سفر: مال عظيم من اخلمس ؟ ومحل مرة إىل عمر بن اخلطاب يستأثر عنهم من أمواهلم

إنك أديت األمانة : فقال له بعض احلاضرين. إن قوما أدوا األمانة يف هذا ألمناء : فقال . ، ولو رتعت لرتعوا إليك األمانة ، فأدوا إىل اهللا تعاىل

، هكذا قال عمر بن ، ما نفق فيه جلب إليه وينبغي أن يعرف أن أويل األمر كالسوق ، وإن نفق فيه ، جلب إليه ذلك فإن نفق فيه الصدق والرب والعدل واألمانة عبد العزيز

، أن يأخذ مروالذي على ويل األ . ، جلب إليه ذلك الكذب والفجور واجلور واخليانة ، وكان علي بن أيب طالب ، وال مينعه من مستحقه ، ويضعه يف حقه املال من حله

، وال أن اللهم إين مل آمرهم أن يظلموا خلقك: ، يقول إذا بلغه أن بعض نوابه ظلم . يتركوا حقك

فصل األموال السلطانية

، ، والصدقة الغنيمة: أصناف ؛ ثالثة األموال السلطانية اليت أصلها يف الكتاب والسنة . والفيء

:الغنيمة

سورة " ، ذكرها اهللا يف فهي املال املأخوذ من الكفار بالقتال " الغنيمة " فأما: ، فقال ، ألهنا زيادة يف أموال املسلمني ، ومساها أنفاال اليت أنزهلا يف غزوة بدر " األنفال

Page 25: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

25

} y7 tΡθ è= t↔ ó¡o„ Çtã ÉΑ$ xΡF{$# ( È≅ è% ãΑ$ xΡF{$# ¬! ÉΑθ ß™ §9$#uρ ( { )1( )1من اآلية : سورة األنفال

þθ#) * {: ه ـ إىل قول. ) ßϑ n= ÷æ$#uρ $ yϑ ¯Ρr& ΝçG ôϑ ÏΨxî ÏiΒ &ó x« ¨β r'sù ¬! …çµ |¡çΗ è~ ÉΑθ ß™ §= Ï9uρ “ Ï%Î!uρ 4’ n1öà)ø9$#

4’ yϑ≈tG uŠø9$#uρ ÈÅ3≈ |¡yϑ ø9$#uρ Ç∅ ö/$#uρ È≅‹Î6 : ؛ وقال )41اآلية : سورة األنفال( اآلية . )2( } 9$#¡¡

} (#θè= ä3sù $ £ϑ ÏΒ öΝçFôϑ ÏΨ xî Wξ≈ n= ym $ Y7Íh‹sÛ 4 (#θà)¨?$#uρ ©!$# 4 χ Î) ©!$# Ö‘θ àxî ÒΟ‹ Ïm §‘ ∩∉∪ { )3( ) سورة

. )69اآلية : األنفال

: الـ ق أن النيب -اـرضي اهللا عنهم-، د اهللاـويف الصحيحني عن جابر بن عب، وجعلت يل األرض نصرت بالرعب مسرية شهر : أعطيت مخسا مل يعطهن نيب قبلي {

؛ وأحلت يل الغنائم ومل حتل ، فأميا رجل من أميت أدركته الصالة فليصل مسجدا وطهورا ، وبعثت إىل اصةـه خـث إىل قومـ، وكان النيب يبع ، وأعطيت الشفاعة ألحد قبلي، حىت يعبد اهللا بعثت بالسيف بني يدي الساعة { وقال النيب. )4( } امةـالناس ع

ار على من خالف ، وجعل الذل والصغ ، وجعل رزقي حتت ظل رحمي وحده ال شريك له ، واستشهد رواه أمحد يف املسند عن ابن عمر . )5( } ، ومن تشبه بقوم فهو منهم أمري

. به البخاري

؛ وقسمة ، وصرف اخلمس إىل من ذكره اهللا تعاىل فالواجب يف املغنم ختميسه وهم . الغنيمة ملن شهد الوقعة ، قال عمر بن اخلطاب األمخاس الباقية بني الغامنني

، فال حياىب وجيب قسمها بينهم بالعدل . ، قاتلوا أو مل يقاتلوا الذين شهدوها للقتال

. 1: سورة األنفال آية )1( . 41: سورة األنفال آية ) 2( . 69: سورة األنفال آية ) 3(، أمحد )432(، النسائي الغسل والتيمم )521(، مسلم املساجد ومواضع الصالة )427(البخاري الصالة ) 4(

. )1389(، الدارمي الصالة )3/304( . )2/92(أمحد ) 5(

Page 26: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

26

ويف . وخلفاؤه يقسموهنا ، كما كان النيب ، وال لفضله ، وال لنسبه ، ال لرياسته أحد ، فقال رأى له فضال على من دونه أن سعد بن أيب وقاص {: صحيح البخاري

عن سعد {ويف مسند أمحد . )1( } ؟ هل تنصرون وترزقون إال بضعفائكم " النيب

، يكون سهمه الرجل يكون حامية القوم ! ا رسول اهللاي: قلت: ، قال بن أيب وقاص؛ وهل ترزقون وتنصرون إال ثكلتك أمك ابن أم سعد " : ؟ قال وسهم غريه سواء

. )2( } ؟ بضعفائكم

، ملا كان ، ودولة بين العباس وما زالت الغنائم تقسم بني الغامنني يف دولة بين أمية؛ لكن جيوز لإلمام أن ينفل من ظهر منه زيادة املسلمون يغزون الروم والترك والرببر

، أو محل على ، أو رجل صعد حصنا عاليا ففتحه كسرية تسرت من اجليش : نكاية . وخلفاءه كانوا ينفلون لذلك ، ألن النيب ، وحنو ذلك ، فهزم العدو مقدم العدو فقتله

. ة الثلث بعد اخلمس ، ويف الرجع وكان ينفل السرية يف البداية الربع بعد اخلمس إنه يكون من مخس : وقال بعضهم. إنه يكون من اخلمس : ؛ قال العلماء وهذا النفل

، والصحيح أنه جيوز من أربعة األمخاس . ؛ لئال يفضل بعض الغامنني على بعض اخلمس ، كما فعل رسول ؛ ال هلوى النفس وإن كان فيه تفضيل بعضهم على بعض ملصلحة دينية

، وعلى هذا ، وغريهم ، وأمحد ، وأيب حنيفة وهذا قول فقهاء الشام . غري مرة اهللا، ، وينفل الزيادة على ذلك بالشرط إنه ينفل الربع والثلث بشرط وغري شرط: فقد قيل

. ، أو من جاءين برأس فله كذا وحنو ذلك من دلين على قلعة فله كذا: مثل أن يقول. ، وهذان قوالن ألمحد وغريه ، وال ينفله إال بالشرط لثال ينفل زيادة على الث: وقيل

؛ كما روي أن من أخذ شيئا فهو له : لإلمام أن يقول -على القول الصحيح-وكذلك . إذا رأى ذلك مصلحة راجحة على املفسدة . كان قد قال ذلك يف غزوة بدر النيب

. )3178(، النسائي اجلهاد )2739(سري البخاري اجلهاد وال ) 1( . )1/173(، أمحد )3178(، النسائي اجلهاد )2739(البخاري اجلهاد والسري ) 2(

Page 27: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

27

tΒ {ن يغل منها شيئا وإذا كان اإلمام جيمع الغنائم ويقسمها مل جيز ألحد أ uρ ö≅ è= øótƒ

ÏNù'tƒ $ yϑ Î/ ¨≅ xî tΠöθ tƒ Ïπ yϑ≈ uŠÉ)ø9$# 4 { )1( ) فإن الغلول خيانة ) 161سورة آل عمران من اآلية .

، وأذن يف ذا ترك اإلمام اجلمع والقسمة فإ. هنى عنها ، فإن النيب وال جتوز النهبة، وكل ما دل على ، حل له بعد ختميسه فمن أخذ شيئا بال عدوان : األخذ إذنا جائزا

جاز لإلنسان أن يأخذ مقدار ما : وأما إذا مل يأذن أو أذن إذنا غري جائز . اإلذن فهو إذن . ، متحريا للعدل يف ذلك يصيبه بالقسمة

، وأباح لإلمام أن يفعل فيها ما ، واحلال هذه ملسلمني مجع الغنائم ومن حرم على ا أن : والعدل يف القسمة . ، ودين اهللا وسط فقد تقابل القوالن تقابل الطرفني: يشاء

، وسهمان سهم له : ، وللفارس ذي الفرس العريب ثالثة أسهم يقسم للراجل سهم ، للفارس سهمان: فقهاء من يقولومن ال. عام خيرب ، هكذا قسم النيب لفرسه

، وألن الفرس حيتاج إىل مئونة نفسه وسائسه واألول هو الذي دلت عليه السنة الصحيحة يسوي بني الفرس العريب : ومنهم من يقول-منفعة الفارس به أكثر من منفعة راجلني -

عن ، كما روي بل اهلجني يسهم له سهم واحد : ومنهم من يقول . واهلجني يف هذاوبعضهم -ويسمى الربذون -الذي تكون أمه نبطية : والفرس اهلجني . وأصحابه النيب

، وهي ، ويسمى األكديش أو رمكة ، أو خصيا ، سواء كان حصانا يسميه التتري، ، ولإلغارة والبيات احلجر ، لقوته وحدته كان السلف يعدون للقتال احلصان : احلجر

. ، ألنه أصرب على السري ، وللسري اخلصي لعدو فيحترزون ألنه ليس هلا صهيل ينذر ا

، وعرف من عقار أو منقول . قد كان للمسلمني قبل ذلك - وإذا كان املغنوم ماال فيها أثار : وتفاريع املغامن وأحكامها. فإنه يرد إليه بإمجاع املسلمني -صاحبه قبل القسمة

؛ وإمنا ، وليس هذا موضعها يف بعض ذلك، وتنازعوا وأقوال اتفق املسلمون على بعضها . الغرض ذكر اجلمل اجلامعة

. 161: سورة آل عمران آية ) 1(

Page 28: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

28

الصدقات: فصل

أن { ؛ فقد روي عن النيب ، فهي ملن مسى اهللا تعاىل يف كتابه وأما الصدقات

؛ ولكن إن اهللا مل يرض يف الصدقة بقسم نيب وال غريه " : ، فقال صدقة رجال سأله من ال . )1( } ، فإن كنت من تلك األجزاء أعطيتك جزأها مثانية أجزاء

، وال ؛ فال حتل الصدقة لغين جيمعهما معىن احلاجة إىل الكفاية ) فالفقراء واملساكني( ، وحنو ، ويكتبوهنا ، وحيفظوهنا هم الذين جيبوهنا) والعاملني عليها( . لقوي مكتسب

) ويف الرقاب ( . يف مال الفيء -إن شاء اهللا تعاىل -فنذكرهم ) واملؤلفة قلوهبم ( . ذلكهذا أقوى األقوال . ، وعتق الرقاب ، وافتداء األسرى يدخل فيه إعانة املكاتبني

، ولو يوهنمفيعطون وفاء د. هم الذين عليهم ديون ال جيدون وفاءها) والغارمني( . فيهاويف ( . ، فال يعطون حىت يتوبوا ، إال أن يكونوا غرموه يف معصية اهللا تعاىل كان كثريا، فيعطون ما يغزون وهم الغزاة الذين ال يعطون من مال اهللا ما يكفيهم لغزوهم ) سبيل اهللا

، كما ؛ واحلج من سبيل اهللا ، من خيل وسالح ونفقة وأجرة ، أو متام ما يغزون به به . هو اجملتاز من بلد إىل بلد) وابن السبيل( . قال النيب

. )1630(أبو داود الزكاة ) 1(

Page 29: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

29

الفيء:فصل

، اليت أنزهلا اهللا يف غزوة بين ، فأصله ما ذكره اهللا تعاىل يف سورة احلشر وأما الفيء $! {: ، من قوله تعاىل ، بعد بدر النضري tΒ uρ u!$ sùr& ª!$# 4’ n?tã Ï& Î!θ ß™ u‘ öΝåκ÷]ÏΒ !$ yϑ sù óΟçFøy_ ÷ρ r& ϵø‹n= tã

ôÏΒ 9≅ ø‹yz Ÿω uρ 7U% x.Í‘ £Å3≈ s9uρ ©!$# äÝÏk= |¡ç„ …ã& s#ß™ â‘ 4’n?tã tΒ â!$ t±o„ 4 ª!$#uρ 4’ n?tã Èe≅ à2 &ó x« Öƒ ωs% ∩∉∪ !$ ¨Β u!$ sùr& ª!$# 4’ n?tã Ï& Î!θ ß™ u‘ ôÏΒ È≅÷δ r& 3“ tà)ø9$# ¬T sù ÉΑθ ß™ §= Ï9uρ “ Ï% Î!uρ 4’n1öà)ø9$# 4’yϑ≈ tG uŠø9$#uρ ÈÅ3≈ |¡yϑ ø9$#uρ

È ø⌠ $#uρ È≅‹ Î6 ¡¡9$# ö’ s1 Ÿω tβθ ä3tƒ P' s!ρ ߊ t ÷t/ Ï!$ uŠÏΨ øî F{$# öΝä3ΖÏΒ 4 !$ tΒ uρ ãΝä39s?# u ãΑθ ß™ §9$# çνρ ä‹ã‚ sù $ tΒ uρ öΝä39pκtΞ çµ ÷Ψtã (#θßγ tFΡ$$ sù 4 (#θà)¨?$#uρ ©!$# ( ¨β Î) ©!$# ߉ƒ ωx© É>$s)Ïè ø9$# ∩∠∪ Ï!#ts)àù= Ï9 t ÌÉf≈ yγ ßϑ ø9$# t Ï% ©!$# (#θ ã_ Ì÷z é& ÏΒ

öΝÏδ Ì≈ tƒ ÏŠ óΟÎγ Ï9≡uθ øΒ r&uρ tβθ äótG ö6 tƒ Wξ ôÒ sù zÏiΒ «!$# $ ZΡ≡uθ ôÊ Í‘ uρ tβρ çÝÇΖtƒ uρ ©!$# ÿ…ã& s!θß™ u‘ uρ 4 š Íׯ≈ s9'ρ é& ãΝèδ tβθ è%ω≈ ¢Á9$# ∩∇∪ t Ï% ©!$#uρ ρ â§θ t7s? u‘# ¤$! $# z≈ yϑƒM}$#uρ ÏΒ ö/ʼnÏ= ö7s% tβθ ™7Ït ä† ôtΒ ty_$ yδ öΝÍκö s9Î) Ÿω uρ tβρ ߉Ågs† ’ Îû

öΝÏδ Í‘ρ߉߹ Zπ y_% tn !$ £ϑ ÏiΒ (#θ è?ρ é& šχρ ãÏO ÷σムuρ #’ n?tã öΝÍκŦ àΡr& öθs9uρ tβ% x. öΝÍκÍ5 ×π |¹$ |Á yz 4 tΒ uρ s−θ ム£x ä© Ïµ Å¡øtΡ š Íׯ≈ s9'ρ é'sù ãΝèδ šχθ ßs Î= øßϑø9$# ∩∪ šÏ% ©!$#uρ ρ â!% y` .ÏΒ öΝÏδω÷è t/ šχθä9θ à)tƒ $ uΖ−/u‘ öÏøî $# $ oΨ s9

$ oΨ ÏΡ≡uθ ÷z \}uρ š Ï%©!$# $ tΡθ à)t7y™ Ç≈ yϑƒ M}$$ Î/ Ÿω uρ ö≅ yèøgrB ’ Îû $ uΖÎ/θ è= è% yξÏî t Ï% ©#Ïj9 (#θ ãΖtΒ#u !$ oΨ −/u‘ y7ΡÎ) Ô∃ρ âu‘

îΛ Ïm . )10-6اآليات : سورة احلشر ( )1( } ∪⊂⊆∩ ‘§

، ، والذين جاءوا من بعدهم على ما وصف فذكر سبحانه وتعاىل املهاجرين واألنصار؛ كما ةـه إىل يوم القيام ـن جاء على هذا الوج ـفدخل يف الصنف الثالث كل م

t {: وله تعاىلـوا يف ق ـدخل Ï%©!$#uρ (#θ ãΖtΒ#u -∅ ÏΒ ß‰÷èt/ (#ρ ãy_$ yδ uρ (#ρ ߉yγ≈ y_ uρ öΝä3yè tΒ y7Íׯ≈ s9'ρ é'sù

óΟä3ΖÏΒ 4 { )2( )وله ـويف ق. )75من اآلية : سورة األنفال :} t Ï%©!$#uρ Νèδθãè t7¨? $#

9≈ |¡ôm Î* Î/ { )3( )ويف قوله . )100من اآلية : سورة التوبة :} t Ìyz# uuρ öΝåκ÷]ÏΒ $£ϑ s9

. 10: 6سورة احلشر اآليات من ) 1( . 75: سورة األنفال آية ) 2( . 100: ةسورة التوبة آي ) 3(

Page 30: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

30

(#θ à)ys ù= tƒ öΝÍκÍ5 4 uθ èδuρ Ⓝ͕yè ø9$# ãΛÅ3pt ø: . )3اآلية : ة اجلمعة سور( )1( } ∪⊃∩ #$

$! {ومعىن قوله yϑ sù óΟçFøy_ ÷ρ r& ϵø‹n= tã ôÏΒ 9≅ ø‹yz Ÿω uρ 7U% x.Í‘ { )2( ) من : سورة احلشر

إن الفيء هو ما : لفقهاءوهلذا قال ا . أي ما حركتم وال سقتم خيال وال إبال 0) 6اآلية ؛ ألن ومسي فيئا. ؛ ألن إجياف اخليل والركاب هو معىن القتال أخذ من الكفار بغري قتال؛ فإن األصل أن اهللا تعاىل إمنا خلق ، أي رده عليهم من الكفار اهللا أفاءه على املسلمنين به أباح أنفسهم اليت فالكافرو. ؛ ألنه إمنا خلق اخللق لعبادته األموال إعانة على عبادته

، ؛ لعباده املؤمنني الذين يعبدونه ، وأمواهلم اليت مل يستعينوا هبا على عبادته مل يعبدوه هبا، وإن مل يكن قبضه ، كما يعاد على الرجل ما غصب من مرياثه وأفاء إليهم ما يستحقونه

، ي يصاحل عليه العدو، واملال الذ ؛ وهذا مثل اجلزية اليت على اليهود والنصارى قبل ذلك؛ وما ، كاحلمل الذي حيمل من بالد النصارى وحنوهم أو يهدونه إىل سلطان املسلمني

، ، ومن جتار أهل الذمة إذا اجتروا يف غري بالدهم ، وهو العشر يؤخذ من جتار أهل احلرب وما يؤخذ من أموال من . يأخذ هكذا كان عمر بن اخلطاب. وهو نصف العشر

، وإن كان قد صار ، واخلراج الذي كان مضروبا يف األصل عليهم لعهد منهمينقض ا . بعضه على بعض املسلمني

كاألموال : مث إنه جيتمع من الفيء مجيع األموال السلطانية اليت لبيت مال املسلمني؛ ، مثل من مات من املسلمني وليس له وارث معني اليت ليس هلا مالك معني

؛ وغري ذلك من أموال ، والودائع اليت تعذر معرفة أصحاهبا عواري، وال وكالغصوباىل يف ـر اهللا تعـوإمنا ذك . ، فهذا وحنوه مال املسلمني ، العقار واملنقول املسلمني

، إال وله وارث معني ما كان ميوت على عهده ميت ؛ ألن النيب القرآن الفيء فقط رجل من قبيلة فدفع مرياثه إىل أكرب تلك ، وقد مات مرة لظهور األنساب يف أصحابه

. 3: سورة اجلمعة آية ) 1( . 6: سورة احلشر آية ) 2(

Page 31: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

31

، كأمحد يف قول ، وقد قال بذلك طائفة من العلماء ، أي أقرهبم نسبا إىل جدهم القبيلة، وقال بذلك ، فدفع مرياثه إىل عتيقه ، ومات رجل مل خيلف إال عتيقا له منصوص وغريه

وكان . هل قريته، ودفع مرياث رجل إىل رجل من أ طائفة من أصحاب أمحد وغريهم . ، إىل من بينه وبينه نسب كما ذكرناه هو وخلفاؤه يتوسعون يف دفع مرياث امليت

، وكان يأمرهم أن جياهدوا يف سبيل اهللا ومل يكن يأخذ من املسلمني إال الصدقات . ؛ كما أمر اهللا به يف كتابه بأمواهلم وأنفسهم

، على عهد رسول اهللا يف وأيب يوان جامع ، د ومل يكن لألموال املقبوضة واملقسومة كثر ، فلما كان يف زمن عمر بن اخلطاب بل كان يقسم املال شيئا فشيئا بكر؛ وديوان ، فجعل ديوان العطاء للمقاتلة وغريهم ، وكثر الناس ، واتسعت البالد املال

. ين املسلمني ؛ وذلك الديوان هو أهم دواو مشتمل على أكثره-يف هذا الزمان-اجلري

؛ وكان النيب وكان لألمصار دواوين اخلراج والفيء وما يقبض من األموال . ، والفيء وغري ذلك وخلفاؤه حياسبون العمال على الصدقات

نوع يستحق اإل مام قبضه : فصارت األموال يف هذا الزمان وما قبله ثالثة أنواع ، كاجلبايات اليت ع حيرم أخذه باإلمجاع ونو. ، كما ذكرناه بالكتاب والسنة واإلمجاع

، أو على ، الن كان له وارث ؛ ألجل قتيل قتل بينهم تؤخذ من أهل القرية لبيت املال ونوع . ، وكاملكوس اليت ال يسوغ وضعها اتفاقا ، وتسقط عنه العقوبة بذلك حد ارتكبه

. ، وحنو ذلك ، وليس بذي فرض وال عصبة فيه اجتهاد وتنازع كمال من له ذو رحم

، وهؤالء مينعون هؤالء يأخذون ما ال حيل: وكثريا ما يقع الظلم من الوالة والرعيةوكما قد يترك بعض الناس من اجلهاد ما . ، كما قد يتظامل اجلند والفالحون ما جب؛ وكذلك العقوبات على أداء األموال . ، ويكرت الوالة من مال اهللا ما ال حيل كرته جيب . ؛ وقد يفعل ما ال حيل ه قد يترك منها ما يباح أو جيبفإن

، أو ، كرجل عنده وديعة ، جيب أداؤه أن كل من عليه مال : واألصل يف ذلك؛ ، أو مال لبيت املال ، أو مال وقف ، أو مال يتيم ، أو مال ملوكله ، أو شركة مضاربة

Page 32: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

32

، أو من عاين: أداء احلق الواجب ، فإنه إذا امتنع من أو عنده دين وهو قادر على أدائه، أو يدل على ، حىت يظهر املال ؛ فإنه يستحق العقوبة ، وعرف أنه قادر على أدائه دين

، وص ري يف احلبس فإذا عرف املال. موضعه ، وال حاجة إىل ، فإنه يستوىف احلق من املال ؤدي احلق أو ميكن من ، ضرب حىت ي ، وإن امتنع من الداللة على ماله ومن اإليفاء ضربه، ملا روى عمرو ابن وكذلك لو امتنع من أداء النفقة الواجبة عليه مع القدرة عليها . أدائه ، )1( } لي الواجد جل عرضه وعقوبته {: أنه قال ن النيب ـ، ع ريد عن أبيهـالش

، أخرجاه يف الصحيحني )2( } مطل الفين ظلم { وقال. رواه أهل السنن

اللي " و . والظامل يستحق العقوبة والتعزير : ، هو املطل "

، ، استحق العقوبة ، أو ترك واجبا أن كل من فعل حمرما : وهذا أصل متفق عليه ه ويل األمر فيعاقب الغين املماطل فإن مل تكن مقدرة بالشرع كان تعزيرا جيتهد في

: ، وقد نص على ذلك الفقهاء ، فإن أصر عوقب بالضرب حىت يؤدي الواجب باحلبس وال أعلم فيه -رضي اهللا عنهم-، وغريهم ، وأمحد ، والشافعي من أصحاب مالك

. خالفا

ملا أن النيب -رضي اهللا عنهما- وقد روى البخاري يف صحيحه عن ابن عمر وهو سعية عم -، سأل بعض اليهود احل أهل خيرب على الصفراء والبيضاء والسالح ص

. أذهبته النفقات واحلروب : فقال. عن كرت مال حيي بن أخطب- ح يي بن أخطب ، فمسه سعية إىل الزبري فدفع النيب " ، واملال أكثر من ذلك العهد قريب " : فقال، فوجدوا املسك ، فذهبوا فطافوا يف خربة ههنا قد رأيت حييا يطوف: ، فقال بعذاب

؛ وكذلك كل من ، والذمي ال حتل عقوبته إال حبق ، وهذا الرجل كان ذميا يف اخلربة

. )4/388(، أمحد )2427(، ابن ماجه األحكام )3628(، أبو داود األقضية )4689(النسائي البيوع ) 1((، النسائي البيوع )1308(، الترمذي البيوع )1564(، مسلم املساقاة )2166(البخاري احلواالت ) 2(

(، مالك البيوع )2/380(، أمحد )2403(، ابن ماجه األحكام )3345(، أبو داود البيوع )4691 . )2586(، الدارمي البيوع )1379

Page 33: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

33

. ، يعاقب على ترك الواجب كتم ما جيب إظهاره من داللة واجبة وحنو ذلك

دل استخراجه ، فلويل األمر العا وما أخذه العمال وغريهم من مال املسلمني بغري حق هدايا العمال ، قال أبو سعيد اخلدري. ؛ كاهلدايا اليت يأخذوهنا بسبب العمل منهم أن - رضي اهللا عنهما-عن ابن عباس -يف كتاب اهلدايا -وروى إبراهيم احلريب . غلول الصحيحني عن أيب محيد ويف . )1( } هدايا األمراء غلول {: قال النيب

، على ، يقال له ابن اللتبية رجال من األزد استعمل النيب {: قال الساعدي

ال الرجل ما ب " فقال النيب. ، وهذا أهدي إيل هذا لكم : ، قال ، فلما قدم الصدقة؟ فهال جلست يف ، وهذا أهدي إيل هذا لكم: ؛ فيقول نستعمله على العمل مما والنا اهللا

، ؟ والذي نفسي بيده ال يأخذ منه شيئا فينظر أيهدى إليه أم ال . ، أو بيت أمه بيت أبيه، أو ر ، أو بقرة هلا خوا ؛ إن كان بعريا له رغاء إال جاء به يوم القيامة حيمله على رقبته

؟ اللهم هل اللهم هل بلغت: ؛ مث قال ، مث رفع يديه حىت رأينا عفريت إبطيه شاة تيعر . )2( } ؟ ثالثا ؟ اللهم هل بلغت بلغت

، واملساقاة ، واملؤاجرة واملضاربة وكذلك حماباة الوالة يف املعاملة من املبايعة من عماله عمر بن اخلطاب ؛ وهلذا شاطر ، هو من نوع اهلدية واملزارعة وحنو ذلك

، وإمنا شاطرهم ملا كانوا خصوا به ألجل الوالية ، ال يتهم خبيانة من كان له فضل ودين . ، يقسم بالسوية ؛ ألنه كان إمام عدل ، وكان األمر يقتضي ذلك من حماباة وغريها

ا ، كان الواجب على كل إنسان أن يفعل من الواجب م فلما تغري اإلمام والرعية . ، وال حيرم عليه ما أباح اهللا له ، ويترك ما حرم عليه يقدر عليه

؛ ليتمكن بذلك من استيفاء وقد يبتلى الناس من الوالة مبن ميتنع من اهلدية وحنوها

. )5/424(أمحد ) 1(، أبو داود اخلراج واإلمارة )1832(، مسلم اإلمارة )2457(البخاري اهلبة وفضلها والتحريض عليها ) 2(

. )1669(، الدارمي الزكاة )5/424(، أمحد )2946(والفيء

Page 34: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

34

، ويترك ما أوجبه اهللا من قضاء حوائجهم فيكون من أخذ منهم عوضا على املظامل منهم؛ فإن األول قد باع آخرته بدنيا م من هذا كف ظلم وقضاء حاجة مباحة أحب إليه

؛ وإمنا الواجب كف الظلم عنهم ، وأخسر الناس صفقة من باع آخرته بدنيا غريه غريهمن تبليغ ذي : ، وقضاء حوائجهم اليت ال تتم مصلحة الناس إال هبا حبسب القدرة

؛ ن مفاسدهم، وصرفه ع ، وداللته على مصاحلهم ، وتعريفه بأمورهم السلطان حاجاهتم، كما يفعل ذوو األغراض من الكتاب وحنوهم يف بأنواع الطرق اللطيفة وغري اللطيفة

. أغراضهم

من أبلغوين حاجة {: أنه كان يقول عن النيب ففي حديث هند بن أيب هالة

ثبت اهللا : ؛ فإنه من أبلغ ذا سلطان حاجة من ال يستطيع إبالغها ال يستطيع إبالغها، ، وأبو داود يف سننه وقد روى اإلمام أمحد. } قدميه على الصراط يوم تزل األقدام

، فأهدى له من شفع ألخيه شفاعة { قال رسول اهللا: قال عن أيب أمامة الباهلي

وروى إبراهيم احلريب عن . )1( } ، فقد أتى بابا غيما من أبواب الربا عليها هدية فقبلها

، فيهدي إليه ، فتقضى له السحت أن يطلب احلاجة للرجل : قال عبد اهللا بن مسعود، فأهدى أنه كلم ابن زياد يف مظلمة فردها: يضا عن مسروقوروي أ. ، فيقبلها هدية

من رد عن مسلم : مسعت ابن مسعود يقول: ، وقال ، فرده عليه له صاحبها وصيفا ما كنا ! يا أبا عبد الرمحن : فقلت: ، فهو سحت ، فرزأه عليها قليال أو كثريا مظلمة

. فرذاك ك : ، قال نرى السحت إال الرشوة يف احلكم

، فال فأما إذا كان ويل األمر يستخرج من العمال ما يريد أن خيتص به هو وذووه ، وكالطائفتني ، كلص سرق من لص ، إذ كل منهما ظامل ينبغي إعانة واحد منهما

؛ فإن التعاون ؛ وال حيل للرجل أن يكون عونا على ظلم املقتتلتني على عصبية ورئاسة : نوعان

. )5/261(، أمحد )3541(أبو داود البيوع ) 1(

Page 35: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

35

، ، واستيفاء احلقوق من اجلهاد وإقامة احلدود : على الرب والتقوىتعاون: األولومن أمسك عنه خشية أن يكون من . ؛ فهذا مما أمر اهللا به ورسوله وإعطاء املستحقني

وما أكثر . ، أو على الكفاية متومها أنه متورع أعوان الظلمة فقد ترك فرضا على األعيان . ؛ إذ كل منهما كف وإمساك ما يشتبه اجلنب والفشل بالورع

تعاون على اإل مث والعدوان : والثاين ، أو أخذ مال ، كاإلعانة على دم معصوم . ؛ فهذا الذي حرمه اهللا ورسوله ، وحنو ذلك ، أو ضرب من ال يستحق الضرب معصوم

، ككثري ، وقد تعذر ردها إىل أصحاهبا نعم إذا كانت األموال قد أخذت بغري حق؛ فاإلعانة على صرف هذه األموال يف مصاحل املسلمني كسداد وال السلطانيةمن األم؛ إذ الواجب على من اإلعانة على الرب والتقوى : ، وحنو ذلك ، ونفقة املقاتلة الثغور

-، وال على ورثتهم إذا مل ميكن معرفة أصحاهبا وردها عليهم-السلطان يف هذه األموال هذا هو قول مجهور . إىل مصاحل املسلمني -ن هو الظامل مع التوبة إن كا -أن يصرفها، وعلى ، وهو منقول عن غري واحد من الصحابة ، وأمحد ، وأيب حنيفة ، كمالك العلماء

. ، كما هو منصوص يف موضع أخر ذلك دلت األدلة الشرعية

ن ، وكذلك لو امتنع السلطا ، فعليه هو أن يفعل هبا ذلك وإن كان غريه قد أخذها كانت اإلعانة على إنفاقها يف مصاحل أصحاهبا أويل من تركها بيد من يضيعها : من ردها

. ، وعلى املسلمني على أصحاهبا

θ#) {: ! فإن مدار الشريعة على قوله تعاىل à)¨?$$ sù ©!$# $ tΒ ÷Λä ÷èsÜtFó™ سورة ( )1( } #$

θ#) {: املفسر لقوله ) 16من اآلية : التغابن à)®?$# ©!$# ¨,ym ϵ Ï?$ s)è? { )2( ) سورة آل

إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما { ؛ وعلى قول النيب )102من اآلية : عمران

. 16: سورة التغابن آية ) 1( . 102: سورة آل عمران آية ) 2(

Page 36: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

36

؛ وعلى أن الواجب حتصيل املصاحل وتكميلها . أخرجاه يف الصحيحني )1( } استطعتم

، فإذا تعارضت كان حتصيل أعظم املصلحتني بتفويت أدنامها وتعطيل املفاسد وتقليلها . هو املشروع : تمال أدنامهاودفع أعظم املفسدتني مع اح

واملعني على اإل مث والعدوان من أعان الظامل على ظلمه ، أما من أعان املظلوم على ؛ مبرتلة ؛ ال وكيل الظامل فهو وكيل املظلوم : ، أو على أداء املظلمة ختفيف الظلم عنه

ويل اليتيم مثال ذلك . ، أو الذي يتوكل يف محل املال له إىل الظامل الذي يقرضه، أو إىل غريه بعد ، إذا طلب ظامل منه ماال فاجتهد يف دفع ذلك مبال أقل منه إليه والوقف

. ، وما على احملسنني من سبيل ؛ فهو حمسن االجتهاد التام يف الدفع

، الذي يتوكل هلم يف العقد وكذلك وكيل املالك من املنادين والكتاب وغريهموكذلك لو وضعت . ؛ ال يتوكل للظاملني يف األخذ هم، ودفع ما يطلب من والقبض

مظلمة على أهل قرية أو درب أو سوق أو مدينة فتوسط رجل منهم حمسن يف الدفع عنهم بغاية اإل مكان وقسطها بينهم على قدر طاقتهم ، وال ، من غري حماباة لنفسه وال لغريه

؛ لكن الغالب أن من حمسناكان: ، واإلعطاء ، بل توكل هلم يف الدفع عنهم ارتشاءوهذا . ، وآخذا ممن يريد يدخل يف ذلك يكون وكيل الظاملني حمابيا مرتشيا خمفرا ملن يريد

، مث يقذفون ، هم وأعواهنم وأشباههم ، الذين حيشرون يف توابيت من نار من أكرب الظلمة . يف النار

، )2619(، النسائي مناسك احلج )1337(، مسلم احلج )6858(البخاري االعتصام بالكتاب والسنة ) 1(

. )2/508(د ، أمح )2(ابن ماجه املقدمة

Page 37: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

37

فصل

مصارف الفيء

يف القسمة باألهم فاألهم من مصاحل املسلمني فالواجب أن يبدأ : وأما املصارف . كعطاء من حيصل للمسلمني به منفعة عامة: العامة

، فإنه ال ، وهم أحق الناس بالفيء الذين هم أهل النصرة واجلهاد : فمنهم املقاتلة، أو مشترك يف هل هو خمتص هبم : ؛ حىت اختلف الفقهاء يف مال الفيء حيصل إال هبم، ، إال ما خص به نوع ؟ وأما سائر األموال السلطانية فلجميع املصاحل وفاقا احلمجيع املص

. كالصدقات واملغنم

، والسعاة على ، والعلماء ، والقضاة كالوالة: ومن املستحقني ذوو الواليات عليهم . ؛ حىت أئمة الصالة واملؤذنني وحنو ذلك ، وحنو ذلك ، وقسمة ، وحفظا مجعا : املال

، من سداد الثغور بالكراع: ، ملا يعم نفعه وكذا صرفه يف األمثان واألجور ، كاجلسور والقناطر: ، وعمارة ما حيتاج إىل عمارته من طرقات الناس والسالح

. وطرقات املياه كاألهنار

؛ فإن الفقهاء قد اختلفوا هل يقدمون يف غري ذوو احلاجات : ومن املستحقني، منهم من ؛ على قولني يف مذهب أمحد وغريه الفيء وحنوه على غريهم ، من الصدقات

املال استحق باإل سالم : ، ومنهم من قال يقدمون : قال ، كما يشترك ، فيشتركون فيه ، كان يقدم ذوي احلاجات ؛ فإن النيب والصحيح أهنم يقدمون . الورثة يف املرياث

ليس أحد أحق هبذا املال من ر بن اخلطاب، وقال عم كما قدمهم يف مال بين النضري، والرجل وحاجته ، والرجل وبالؤه ، والرجل وغناؤه ؛ إمنا هو الرجل وسابقته أحد

: أربعة أقسام فجعلهم عمر . ذوو السوابق الذين بسابقتهم حصل املال : األول

والعلماء الذين ، كوالة األمور من يغين عن املسلمني يف جلب املنافع هلم : الثاين . جيتلبون هلم منافع الدين والدنيا

Page 38: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

38

، كاجلاهدين يف سبيل اهللا من من يبلي بالء حسنا يف دفع الضرر عنهم : الثالث . األجناد والعيون من القصاد والناسحني وحنوهم

. ذوو احلاجات : الرابع

، أو قدر يكفيه؛ وإال أعطي ما ، فقد أغىن اهللا به وإذا حصل من هؤالء متربع ، وحبسب حاجته يف مال وإذا عرفت أن العطاء يكون حبسب منفعة الرجل . عمله

، إال كما يستحقه ، فما زاد على ذلك ال يستحقه الرجل املصاحل ويف الصدقات أيضا . ، أو مرياث مثل أن يكون شريكا يف غنيمة : نظراؤه

، أو من قرابة بينهما : وى نفسه وال جيوز لإلمام أن يعطي أحدا ما ال يستحقه هل ، كعطية املخنثني من ؛ فضال عن أن يعطيه ألجل منفعة حمرمة منه ، وحنو ذلك مودة

، ، وحنو ذلك ، واملساخر ، والبغايا واملغين األحرار واملماليك وحنوهم: الصبيان املردان . أو إعطاء العرافني من الكهان واملنجمني وحنوهم

، وإن كان هو ال اإلعطاء لتأليف من حيتاج إىل تأليف قلبه - جيببل- لكن جيوز ، ، كما أباح اهللا تعاىل يف القرآن العطاء للمؤلفة قلوهبم من الصدقات حيل له أخذ ذلك، وهم السادة املطاعون يف يعطي املؤلفة قلوهبم من الفيء وحنوه وكما كان النيب

، وعيينة بن حصن ع بن حابس سيد بين متيم يعطي األقر ، كما كان النيب عشائرهم، وعلقمة بن عالثة العامري سيد بين ، وزيد اخلري الطائي سيد بين نبهان سيد بين فزارة

، ، وعكرمة بن أيب جهل كصفوان بن أمية: ، ومثل سادات قريش من الطلقاء كالب . ، وعدد كثري ، واحلارث بن هشام ، وسهيل بن عمرو وأيب سفيان بن حرب

بعث علي وهو باليمن بذهيبة {: قال ففي الصحيحني عن أيب سعيد اخلدري

األقرع بن حابس : بني أربعة فقسمها رسول اهللا يف تربتها إىل رسول اهللا، ، سيد بين كالب ، وعلقمة بن عالثة العامري صن الفزاري، وعيينة بن ح احلنظلي

يعطي : ، فقالوا فغضبت قريش واألنصار: قال. ، سيد بين نبهان وزيد اخلري الطائي

Page 39: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

39

فجاء رجل . " إين إمنا فعلت ذلك لتأليفهم " ، فقال رسول: صناديد جند ويدعنااتق : ، فقال ، حملوق الرأس اجلبني، ناتئ ، غائر العينني ، مشرف الوجنتني كث اللحية؟ أيأمنين على أهل األرض وال فمن يتق اهللا إن عصيته " فقال رسول اهللا. اهللا يا حممد، ويرون أنه خالد بن ، فاستأذن رجل من القوم يف قتله مث أدبر الرجل : قال " !؟ تأمنوينون القرآن ال جياوز حناجرهم إن من ضئضئ هذا قوما يقرء " ، فقال رسول اهللا الوليد

يقتلون أهل اإلسالم ويدعون أهل األوثان ميرقون من اإلسالم كما ميرق السهم من . )1( } ، لئن أدركتهم ألقتلنهم قتل عاد الرمية

، أبا سفيان بن حرب أعطى رسول اهللا {: قال وعن رافع بن خديج

، كل إنسان منهم مائة من ، واألقرع بن حابس ، وعيينة بن حصن وصفوان بن أمية ، كل حابس: ، فقال عباس بن مرداس ، وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك اإلبل

باس بن ، فقال ع ، وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك إنسان منهم مائة من اإلبل : مرداس

عييــــنة واألقــــرع بــــنيــع ــرداس يف اجملمـ ــان مـ يفوقـــرفع ــيوم ال ي ــض ال ــن خيف وم

هنــيب وهنــب العبــيد أجتعــلــابس ــن وال ح ــان حص ــا ك ومــنهما ــرئ م ــت دون ام ــا كن وم

. اسم فرس له " العبيد " رواه مسلم و )2( } . مائة فأمت له رسول اهللا : قال

: إما أن يرجى بعطيته منفعة : ؛ فالكافر كافر ومسلم: ن واملؤلفة قلوهبم نوعا واملسلم املطاع يرجى بعطيته املنفعة . ، إذا مل يندفع إال بذلك ؛ أر دفع مضرته كإسالمه، أو ، أو جباية املال ممن ال يعطيه إال خلوف أو إسالم نظريه . ، كحسن إسالمه أيضا

. ، إذا مل ينكف إال بذلك لمني، أو كف ضرره عن املس النكاية يف العدو

. )2578(النسائي الزكاة ) 1( . )1060(مسلم الزكاة ) 2(

Page 40: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

40

، كما يفعل ، وإن كان ظاهره إعطاء الرؤساء وترك الضعفاء وهذا النوع من العطاء ، كان من جىن ؛ فإذا كان القصد بذلك مصلحة الدين وأهله ؛ فاألعمال بالنيات امللوك

جنس ، كان من ، وإن كان املقصود العلو يف األرض والفساد وخلفائه عطاء النيب ؛ وإمنا ينكره ذوو الدين الفاسد كذي اخلويصرة الذي أنكره على النيب عطاء فرعون

ما قصد ، وكذلك حزبه اخلوارج أنكروا على أمري املؤمنني علي حىت قال فيه ما قال . ، وما تركه من سىب نساء املسلمني وصبياهنم ، وحمو امسه به املصلحة من التحكيم

، ، ألن معهم دينا فاسدا ال يصلح به دنيا وال آخرة بقتاهلم وهؤالء أمر النيب ؛ فيشتبه ترك فإن كليهما فيه ترك: وكثريا ما يشتبه الورع الفاسد باجلنب والبخل

، وقد قال جبنا وخبال: ؛ خلشية اهللا تعاىل بترك ما يؤمر به من اجلهاد والنفقة الفسادحديث : قال الترمذي. )1( } شر ما يف املرء شح هالع وجنب خالع { النيب

. صحيح

؛ وإمنا هو كرب وإرادة وكذلك قد يترك اإلنسان العمل ظنا أو إظهارا أنه ورع ، فإن النية كلمة جامعة كاملة )2( } ياتإمنا األعمال بالن { وقول النيب : للعلو

، ، والساجد للشمس والقمر ، وإال فكل واحد من الساجد هللا ، كالروح للجسد للعمل، ؛ مث هذا أقرب اخللق إىل اهللا تعاىل ، فصورهتما واحدة قد وضع جبهته على األرض

öθ#) {: د قال اهللا تعاىلـوق. ن اهللاـذا أبعد اخللق عـوه |¹# uθ s?uρ Îö9 ¢Á9$$ Î/ (#öθ |¹# uθ s? uρ

Ïπ uΗ xqöuΚ ø9$$ Î/ ∩⊇∠∪ { )3( ) السماحة : أفضل اإلميان: ويف األثر . )17من اآلية : سورة البلد

، اليت ؛ والنجدة لعطاء ، الذي هو ا فال تتم رعاية اخللق وسياستهم إال باجلود . والصرب

. )2/302(، أمحد )2511(أبو داود اجلهاد ) 1((، النسائي الطهارة )1647(، الترمذي فضائل اجلهاد )1907(، مسلم اإلمارة )1(البخاري بدء الوحي ) 2(

. )1/43(، أمحد )4227(، ابن ماجه الزهد )2201(، أبو داود الطالق )75 . 17: سورة البلد آية ) 3(

Page 41: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

41

. ؛ بل ال يصلح الدين والدنيا إال بذلك هي الشجاعة

ال اهللا ـما قـ؛ ك ، ونقله إىل غريه ن ال يقوم هبما سلبه األمر ـوهلذا كان م $ {: اىلـتع y㕃 r'≈ tƒ š Ï% ©!$# (#θ ãΖtΒ#u $ tΒ ö/ä3s9 #sŒÎ) Ÿ≅Š Ï% â/ä3s9 (#ρ ãÏΡ$# ’Îû È≅‹ Î6 y™ «!$# óΟçFù= s%$ ¯O $# ’ n< Î)

ÇÚö‘ F{$# 4 ΟçF ÅÊ u‘ r& Íο 4θ u‹ys ø9$$ Î/ $ u‹÷Ρ‘‰9$# š∅ ÏΒ Íο tÅz Fψ$# 4 $ yϑ sù ßì≈ tFtΒ Íο 4θ uŠys ø9$# $ u‹÷Ρ‘‰9$# ’ Îû Íο tÅz Fψ$# ωÎ) î≅‹ Î= s% ∩⊂∇∪ ω Î) (#ρ ãÏΖs? öΝà6ö/Éj‹yè ム$ ¹/# x‹tã $ VϑŠ Ï9r& öΑωö7oKó¡o„ uρ $·Β öθ s% öΝà2 uöxî Ÿω uρ çνρ ”àÒ s? $ \↔ ø‹x© 3 ª!$#uρ 4’ n?tã

Èe≅ à2 &ó_ x« íƒ Ï‰s% ∩⊂∪ { )1( )ال ـوق. )39، 38اآليتان : ةـورة التوب ـس

≈'óΟçFΡr {: اىلـتع yδ ÏIω àσ¯≈ yδ šχ öθ tãô‰è? (#θ à)ÏΖçFÏ9 ’Îû È≅‹Î6 y™ «!$# Νà6Ψ Ïϑ sù Β ã≅y‚ ö7tƒ ( tΒ uρ ö≅ y‚ ö6 tƒ $ yϑ ¯ΡÎ* sù ã≅ y‚ ö7tƒ tã ϵ Å¡ø¯Ρ 4 ª!$#uρ Í_ tó ø9$# ÞΟçFΡr&uρ â!#ts)àø9$# 4 χ Î)uρ (#öθ©9uθ tG s? öΑωö7tFó¡ o„ $ ·Βöθ s%

öΝä.uöxî ¢ΟèO Ÿω (#þθ çΡθ ä3tƒ /ä3n=≈ sVøΒ r& ∩⊂∇∪ { )2( ) وقد قال اهللا تعاىل. )38اآلية : سورة حممد :

} Ÿω “ Èθ tGó¡o„ Οä3Ψ ÏΒ ôΒ t,xΡr& ÏΒ È≅ö6 s% Ëx÷G xø9$# Ÿ≅ tG≈ s% uρ 4 y7 Íׯ≈ s9'ρ é& ãΝsàôã r& Zπy_ u‘ yŠ zÏiΒ t Ï% ©!$# (#θ à)xΡr&

.ÏΒ ß‰÷è t/ (#θè= tG≈ s% uρ 4 yξ ä.uρ y‰tã uρ ª!$# 4 o_ ó¡çt ø: فعلق . )10من اآلية : سورة احلديد ( )3( } 4 #$

؛ وكذلك قال اهللا تعاىل يف ، والقتال الذي هو الشجاعة األمر باإلنفاق الذي هو السخاء ρ#) {: غري موضع ߉Îγ≈ y_ uρ öΝà6Ï9≡uθ øΒ r'Î/ öΝä3Å¡àΡr&uρ ’ Îû È≅‹ Î6 y™ «!$# 4 { )4( )من : ورة التوبة س

. )41اآلية

Ÿ {: وله تعاىلـ، يف ق وبني أن البخل من الكبائر ω u ρ ¨ t |¡ ø t s † t Ï% ©! $ # t βθ è = y‚ ö7 t ƒ !$ y ϑ Î/ ã Ν ß γ9 s?# u ª! $ # Ï Β Ï& Î# ôÒ sù u θ è δ # Z ö yz Ν ç λ ° ; ( ö ≅ t/ u θ è δ @ Ÿ° ö Ν ç λ ° ; (

. 39، 38: سورة التوبة اآليتان ) 1( . 38: سورة حممد آية ) 2( . 10: سورة احلديد آية ) 3( . 41: سورة التوبة آية ) 4(

Page 42: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

42

t βθ è % § θ sÜ ã ‹ y™ $ t Β ( #θ è = Ï ƒ r2 Ï µ Î/ t Π ö θ t ƒ Ï π y ϑ≈ u Š É ) ø 9 $ من : سورة آل عمران( )1( } 3 #

š {: ويف قوله. )180اآلية Ï% ©! $ # u ρ š χρ ã ” É ∴ õ 3 t ƒ |= y δ ©%! $ # s π Ò Ï ø 9 $ # u ρ Ÿ ω u ρ

$ p κ t Ξθ à ) ÏΖ ã ƒ ’ Î û È ≅‹ Î6 y™ «! $ # Ν è δ ÷ Å e³ t7 sù A># x‹ yè Î/ 5 ΟŠ Ï 9 r & ∩⊂ لتوبة( )2( } ∪⊇ : سورة ا

{: وكذلك اجلنب يف مثل قوله تعاىل. )34من اآلية t Β u ρ ö Ν Î γ Ï j 9 u θ ã ƒ 7‹ Í × t Β ö θ t ƒ ÿ … ç ν t ç/ ߊ ω Î ) $ ]ù Ì h ys tG ã Β @ Α$ tG É ) Ï j 9 ÷ ρ r & # ¸ ” É i ys tG ã Β 4† n < Î ) 7 π t ⁄ Ïù ô‰ s ) sù u !$ t/ 5= ŸÒ tó Î/ š ∅ Ï i Β

«! $ # ç µ1 u ρ ù' t Β u ρ ã Ν ¨ Ψ y γ y_ ( š [ ø ♥ Î/ u ρ ç ÅÁ p R ù Q $ # ∩⊇ 16اآلية:سورة األنفال( )3( } ∪∌

š {: ويف قوله تعاىل. ) χθ à Î = ø t s † u ρ «! $$ Î/ ö Ν å κ ¨ Ξ Î ) ö Ν à 6Ζ Ï ϑ s 9 $ t Β u ρ Ν è δ ó Ο ä 3Ζ Ï i Β

ö Ν ß γ ¨ Ζ Å 3≈ s 9 u ρ × Π ö θ s % š χθ è % t ø t ƒ ∩∈ لتوبة( )4( } ∪∌ وهو . )56اآلية : سورة ا

، حىت إهنم يقولون ، وهو مما اتفق عليه أهل األرض كثري يف الكتاب والسنةلعامية ، ال فارس اخليل " : ويقولون " ال طعنة وال جفنة " : يف األمثال ا . " وال وجه العرب

فريق غلب عليهم حب العلو يف األرض : ولكن افترق الناس هنا ثالث فرق ، وقد ال يتأتى ، ورأوا أن السلطان ال يقوم إال بعطاء ، فلم ينظروا يف عاقبة املعاد والفساد

ال : ، وهؤالء يقولون ؛ فصاروا فهابني وهابني حلها العطاء إال باستخراج أموال من غري، فإنه إذا توىل العفيف الذي ال يأكل وال ميكن أن يتوىل على الناس إال من يأكل وطعم

، وهؤالء نظروا يف . ؛ إن مل يضروه يف نفسه وماله يطعم سخط عليه الرؤساء وعزلوه فعاقبتهم عاقبة رديئة يف الدنيا ، ، وأمهلوا اآلجل من دنياهم وآخرهتم عاجل دنياهم

. ، إن مل حيصل هلم ما يصلح عاقبتهم من توبة وحنوها واآلخرة

. 180: سورة آل عمران آية ) 1( . 34: سورة التوبة آية ) 2( . 16: سورة األنفال آية ) 3( . 56: سورة التوبة آية ) 4(

Page 43: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

43

، ودين مينعهم عما يعتقدونه قبيحا من ظلم وفريق عندهم خوف من اهللا تعاىل أن السياسة ال : ؛ ولكن قد يعتقدون مع ذلك ، فهذا حسن واجب ، وفعل احملارم اخللق

، ورمبا كان يف نفوسهم جنب أو ، فيمتنعون عنها مطلقا ه أولئك من احلرام تتم إال مبا يفعل، يكون ، فيقعون أحيانا يف ترك واجب ، أو ضيق خلق ينضم إىل ما معهم من الدين خبل

، يكون النهي عنه ، أو يقعون يف النهي عن واجب تركه أضر عليهم من بعض احملرماتورمبا اعتقدوا أن إنكار ذلك واجب وال . ن متأولني، وقد يكونو من الصد عن سبيل اهللا

، وهؤالء ال تصلح هبم الدنيا وال ، فيقاتلون املسلمني كما فعلت اخلوارج يتم إال بالقتال، وقد يعفى ؛ لكن قد يصلح هبم كثري من أنواع الدين وبعض أمور الدنيا الدين الكامل

، وقد يكونون من األخسرين ورهم، ويغفر هلم قص عنهم فيما اجتهدوا فيه فأخطأوا وهذه . ، وهم حيسبون أهنم حيسنون صنعا ، الذين ضل سعيهم يف احلياة الدنيا أعماال

، وال يرى أنه يتألف الناس من الكفار ، وال يعطي غريه طريقة من ال يأخذ لنفسه . والعطاء احملرم، ويرى أن إعطاء املؤلفة قلوهبم من نوع اجلور ؛ ال مبال وال بنفع والفجار

وخلفاؤه على عامة الناس ، وهم أهل دين حممد األمة الوسط : الفريق الثالث حبسب -وإن كانوا رؤساء -، وهو إنفاق املال واملنافع للناس وخاصتهم إىل يوم القيامة

، وعفته يف ، والدنيا اليت حيتاج إليها الدين ، وإلقامة الدين ، إىل صالح األحوال احلاجة ، فال يأخذ ما ال يستحقه فيجمعون بني التقوى واإل حسان نفسه } ¨β Î) ©!$# yìtΒ t Ï% ©!$#

(#θ s)¨?$# t Ï%©!$#¨ρ Νèδ šχθãΖÅ¡øt ’Χ ∩⊇⊄∇∪ { )1( ) 128اآلية : سورة النحل( .

. ، وال يصلح الدين والدنيا إال هبذه الطريقة ذا وال تتم السياسة الدينية إال هب

، وال يأكل هو إال احلالل وهذا هو الذي يطعم الناس ما حيتاجون إىل طعامه ، ، فإن الذي يأخذ لنفسه ، مث هذا يكفيه من اإلنفاق أقل مما حيتاج إليه األول الطيب

يف ديتهم ما ال يصلحون ، ويصلح به الناس ، ما ال تطمع يف العفيف تطمع فيه النفوس

. 128: سورة النحل آية ) 1(

Page 44: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

44

، ويف الصحيحني عن أيب سفيان بن ؛ فإن العفة مع القدرة تقوي حرمة الدين بالثاين بالصالة يأمرنا: ؟ قال مباذا يأمركم أن هرقل ملك الروم سأله عن النيب {: حرب

أن اهللا أوحى إىل إبراهيم اخلليل عليه " : ويف األثر. )1( } والصدق والعفاف والصلة

؟ ألين رأيت العطاء أحب إليك من أتدري مل اختذتك خليال : يا إبراهيم: السالم، ، وبذل املنافع ، الذي هو السخاء ، والعطاء وهذا الذي ذكرناه يف الرزق . األخذة

. ، الذي هو الشجاعة ودفع املضار صرب والغضبنظريه يف ال

وقسم ال ي غضبون لنفوسهم . قسم يغضبون لنفوسهم ولرهبم : فإن الناس ثالثة أقسام، كما يف الصحيحني عن الذي يغضب لربه ال لنفسه-هو الوسط-والثالث . وال لرهبم، وال خادما له: بيده ما ضرب رسول اهللا {: قالت-رضي اهللا عنها-عائشة

، وال نيل منه شيء فانتقم ، إال أن جياهد يف سبيل اهللا ، وال شيئا قط ، وال دابة امرأة شيء ، فإذا انتهكت حرمات اهللا مل يقم لغضبه ، إال أن تنتهك حرمات اهللا لنفسه قط

. )2( } حىت ينتقم هللا

، فهذا القسم الرابع. ، أو يأخذ لنفسه وال يعطي غريه فأما من يغضبه لنفسه ال لربه . ؛ ال يصلح هبم دين وال دنيا شر اخللق

، هم الذين قاموا بالواجبات وتركوا كما أن الصاحلني أرباب السياسة الكاملة ، ، وال يأخذون إال ما أبيح هلم لدين بعطائه ، وهم الذين يعطون ما يصلح ا احملرمات

، وهذه أخالق رسول اهللا ، ويعفون عن حقوقهم ويغضبون لرهبم إذا انتهكت حمارمه . ، وهي أكمل األمور يف بذله ودفعه

، فليجتهد املسلم يف التقرب إليها جبهده . ، كان أفضل وكل ما كان إليها أقرب

. )1/263(، أمحد )1773(، مسلم اجلهاد والسري )7(البخاري بدء الوحي ) 1(، )6/281(، أمحد )1984(، ابن ماجه النكاح )4786(، أبو داود األدب )2328(مسلم الفضائل ) 2(

. )2218(الدارمي النكاح

Page 45: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

45

ره أو تقصريه بعد أن يعرف كمال ما بعث اهللا تعاىل به ويستغفر اهللا بعد ذلك من قصو βÎ) ©!$# öΝä.ããΒ¨ * {: ، فهذا يف قول اهللا سبحانه وتعاىل من الدين حممدا ù'tƒ β r& (#ρ –Šxσè?

ÏM≈uΖ≈ tΒ F{$# #’n< Î) $ yγ Î= ÷δr& { )1( ) واهللا أعلم ) 58من اآلية : سورة النساء .

. 58: نساء آية سورة ال) 1(

Page 46: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

46

فصل احلكم بني الناس

sŒÎ)uρ ΟçFôϑ# {: وأما قوله تعاىل s3ym t ÷t/ Ĩ$Ζ9$# βr& (#θßϑ ä3øt rB ÉΑô‰yè ø9$$ Î/ 4 { )1( )رة سو

، ومها ، يكون يف احلدود واحلقوق فإن احلكم بني الناس . )58من اآلية : النساء : قسمان

القسم األول احلدود واحلقوق اليت ليست لقوم معينني وتسمى حدود اهللا

، أو نوع ؛ بل منفعتها ملطلق املسلمني احلدود واحلقوق اليت ليست لقوم معينني ، مثل حد قطاع الطريق : ، وحقوق اهللا وتسمى حدود اهللا . وكلهم حمتاج إليها . منهم

، والوقوف والوصايا اليت ، ومثل احلكم يف األموال السلطانية ، والزناة وحنوهم والسراق ال بد ؛ وهلذا قال علي بن أيب طالب فهذه من أهم أمور الواليات . ليست ملعني

. ا أمري املؤمنني هذه الربة قد عرفناها ي: فقيل. برة كانت أو فاجرة : للناس من إمارة، ويقسم ، وجياهد هبا العدو ، وتأمن هبا السبل يقام هبا احلدود: ؛ فقال فما بال الفاجرة

. هبا الفيء

، وكذلك ، وإقامته من غري دعوى أحد به وهذا القسم جيب على الوالة البحث عنه ن الفقهاء قد اختلفوا يف قطع يد ، وإن كا تقام الشهادة فيه من غري دعوى أحد به

؛ لكنهم ؛ على قولني يف مذهب أمحد وغريه هل يفتقر إىل مطالبة املسروق مباله : السارق: ، وقد اشترط بعضهم املطالبة باملال متفقون على أنه ال حيتاج إىل مطالبة املسروق باحلد

. لئال يكون للسارق فيه شبهة

؛ ال ، وال حيل تعطيله ، والضعيف ، والوضيع شريف وهذا القسم جيب إقامته على ال وهو قادر -ومن عطله لذلك . ، وال حتل الشفاعة فيه ، وال بغريمها ، وال هبدية بشفاعة

. 58: سورة النساء آية ) 1(

Page 47: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

47

، ، ال يقبل اهللا منه صرفا وال عدال فعليه لعنة اهللا واملالئكة والناس أمجعني-على إقامته-وروى أبو داود يف سننه عن عبد اهللا بن عمر . ؛ بآيات اهللا مثنا قليال وهو ممن اشترىمن حالت شفاعته دون حد من حدود { قال رسول اهللا: قال-رضي اهللا عنهما

، مل يزل يف سخط اهللا حىت ومن خاصم يف باطل وهو يعلم . ، فقد ضاد اهللا يف أمره اهللا. ، حىت خيرج مما قال ، حبس يف ردغة اخلبال ومن قال يف مسلم دين ما ليس فيه. يرتع

فذكر النيب . )1( } ؟ قال عصارة أهل الناري وما ردغة اخلبال : قيل يا رسول اهللا

. ، وهؤالء أركان احلكم احلكماء والشهداء واخلصماء

أن قريشا أمههم شأن املخزومية {: رضي اهللا عنها- ويف الصحيحني عن عائشة

ومن جيترئ عليه إال أسامة : ؟ فقالوا من يكلم فيها رسول اهللا: ، فقالوا اليت سرقت؟ إمنا هلك بنو إسرائيل أهنم يف حد من حدود اهللاأتشفع : يا أسامة: فقال. بن زيد

، والذي ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه احلد كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ففي هذه القصة . )2( } ، لقطعت يدها نفس حممد بيده لو أن فاطمة بنت حممد سرقت

فلما وجب . نو عبد مناف ، وب بنو خمزوم: ؛ فإن أشرف بيت كان يف قريش بطنان عربة، أو سرقة ، على قول بعض العلماء اليت هي جحود العارية-على هذه القطع بسرقتها

، وشفع فيها ، وأشرف البيوت وكانت من أكرب القبائل-أخرى غريها على قول آخرين، وهو فأنكر عليه دخوله فيما حرمه اهللا ، ، غضب رسول أسامة حب رسول اهللا

-وقد برأها اهللا من ذلك-، مث ضرب املثل بسيدة نساء العاملني يف احلدود الشفاعة . " ، لقطعت يدها لو أن فاطمة بنت حممد سرقت " : فقال

. )2/70(، أمحد )3597(أبو داود األقضية ) 1((، النسائي قطع السارق )1430(، الترمذي احلدود )1688(، مسلم احلدود )6406(البخاري احلدود ) 2(

(الدارمي احلدود ، )6/162(، أمحد )2547(، ابن ماجه احلدود )4373(، أبو داود احلدود )48992302( .

Page 48: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

48

، وكانت تدخل بعد ذلك على يدها تابتأن هذه املرأة اليت قطعت {: وقد روي

أن السارق إذا تاب سبقته يده إىل {: فقد روي . )1( } فيقضي حاجتها النيب

أن مجاعة أمسكوا : ملوطأ وروى مالك يف ا. } ، وإن مل يتب سبقته يده إىل النار اجلنة

إذا رفع إىل عثمان فاشفع فيه : فتلقاهم الزبري فشفع فيه فقالوا لصا لريفعوه إىل عثمانيعين الذي يقبل . " إذا بلغت احلدود السلطان فلعن اهللا الشافع واملشفع " : عنده فقال فجاء وكان صفوان بن أمية نائما على رداء له يف مسجد رسول اهللا {. الشفاعة

أعلى ردائي : يا رسول اهللا: فأمر بقطع يده فقال ، فأخذه فأتى به النيب لص فسرقهرواه . )2( } مث قطع يده " !؟ فهال قبل أن تأتيين به " : فقال. ؟ أنا أهبه له تقطع يده

، فأما بعد أن رفع إيل أنك لو عفوت عنه قبل أن تأتيين به لكان ، يعين أهل السنن . ، وال غري ذلك ، وال هببة ، وال بشفاعة ، ال بعفو فال جيوز تعطيل احلد. فال

على أن قاطع الطريق واللص وحنومها إذا رفعوا إىل -فيما أعلم- وهلذا اتفق العلماء ؛ بل جتب إقامته وإن تابوا فإن كانوا ، مل يسقط احلد عنهم مث تابوا بعد ذلكويل األمر

مبرتلة رد -، وكان متكينهم من ذلك من متام التوبة صادقني يف التوبة كان احلد كفارة هلموأصل هذا يف . ، والتمكني من استيفاء القصاص يف حقوق اآلدميني احلقوق إىل أهلها

Β ôìxô±o„ ºπ {: قوله تعاىل yè≈xx© Zπ uΖ|¡ym ä3tƒ …ã& ©! Ò=ŠÅÁ tΡ $ pκ÷]ÏiΒ ( tΒ uρ ôìxô±o„ Zπ yè≈xx© Zπy∞ÍhŠy™ ä3tƒ

…ã& ©! ×≅ øÏ. $ yγ ÷ΨÏiΒ 3 tβ%x.uρ ª!$# 4’ n?tã Èe≅ ä. &ó x« $ \F‹É)•Β ∩∇∈∪ { )3( ) فإن . )85اآلية : سورة النساء

، فإن أعانه على بر ، بعد أن كان وترا الشفاعة إعانة الطالب حىت يصري معه شفعا والرب . ، كانت شفاعة سيئة ، وإن أعانه على إمث وعدوان ، كانت شفاعة حسنة وتقوى

. )4903(، النسائي قطع السارق )4053(البخاري املغازي ) 1( . )2299(، الدارمي احلدود )4882(النسائي قطع السارق ) 2( . 85: سورة النساء آية ) 3(

Page 49: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

49

، واإل مث ما هنيت عنه ما أمرت به . دي كيد اخلائننيوإن كانوا كاذبني فإن اهللا ال يه.

$ {: وقد قال تعاىل yϑ ¯ΡÎ) (#äτℜ t“ y_ t Ï%©!$# tβθç/Í‘$ pt ä† ©!$# …ã& s!θ ß™ u‘ uρ tβ öθ yè ó¡tƒ uρ ’Îû ÇÚö‘ F{$# #·Š$ |¡sù β r& (#þθ è= −G s)ム÷ρ r& (#þθ ç6 ¯= |Áム÷ρ r& yì©Üs)è? óΟÎγƒ Ï‰÷ƒ r& Νßγ è= ã_ ö‘ r&uρ ôÏiΒ A#≈ n=Åz ÷ρ r& (#öθ xΨ ãƒ š∅ ÏΒ ÇÚö‘ F{$# 4 š Ï9≡sŒ

óΟßγ s9 Ó“ ÷“ Åz ’ Îû $ u‹÷Ρ‘‰9$# ( óΟßγ s9uρ ’ Îû Íο tÅz Fψ$# ë># x‹tã íΟŠ Ïàtã ∩⊂⊂∪ ω Î) š Ï%©!$# (#θç/$ s? ÏΒ È≅ ö6 s% βr&

(#ρ ①ωø)s? öΝÍκö n= tã ( (#þθ ßϑ n= ÷æ$$ sù χ r& ©!$# Ö‘θàxî ÒΟ‹ Ïm ، 33اآليتان : سورة املائدة ( )1( } ∪⊇⊃∩ ‘§

، فالتائب بعد القدرة عليه باق فيمن وجب فاستثىن التائبني قبل القدرة عليهم فقط . )34فأما إذا كان . هذا إذا كان قد ثبت بالبينة . ، والتعليل ، واملفهوم ؛ للعموم عليه احلد وظاهر . ري هذا املوضع فهذا فيه نزاع مذكور يف غ: ، وجاء مقرا بالذنب تائبا بإقرار

؛ بل إن طلب إقامة احلد عليه أنه ال جتب إقامة احلد يف مثل هذه الصورة : مذهب أمحد . ، وإن ذهب مل يقم عليه حد أقيم

وحديث الذي " فهال تركتموه " : ، ملا قال وعلى هذا محل حديث ماعز بن مالك داود والنسائي عن عبد اهللا بن ويف سنن أيب . مع آثار أخر " أصبت حدا فأقمه " قال

، فما بلغين من حد فقد تعافوا احلدود فيما بينكم {: قال عمرو أن رسول اهللا

: قال عن النيب ويف سن النسائي وابن ماجه عن أيب هريرة . )2( } وجب

وهذا . )3( } حد يعمل به يف األرض خري ألهل األرض من أن ميطروا أربعني صباحا {

، ، كما يدل عليه الكتاب والسن ة ألن املعاصي سبب لنقص الرزق واخلوف من العدو ، فحصل الرزق ، ونقصت معصية اهللا تعاىل ، ظهرت طاعة اهللا فإذا أقيمت احلدود

. والنصر

وال جيوز أن يؤخذ من الزاين أو السارق أو الشارب أو قاطع الطريق وحنوهم مال

. 34، 33: سورة املائدة اآليتان ) 1( . )4376(، أبو داود احلدود )4886(النسائي قطع السارق ) 2( . )2538(ابن ماجه احلدود ) 3(

Page 50: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

50

وهذا املال املأخوذ لتعطيل احلد سحت . ؛ ال لبيت املال وال لغريه تعطل به احلدود تعطيل : )دمهاـأح( : ل ويل األمر ذلك فقد مجع فسادين عظيمني ـ ، وإذا فع خبيث {: ال اهللا تعاىلـق. فترك الواجب وفعل احملرم. أكل السحت : )الثاين(، و د ـاحل

Ÿω öθ s9 ãΝßγ8 pκ÷]tƒ šχθ –ŠÏΨ≈−/§9$# â‘$ t7ôm F{$#uρ tã ÞΟÏλÎ; öθ s% zΟøO M}$# ÞΟÎγ Î= ø.r&uρ |M ós ¡9$# 4 š[ø⁄ Î6 s9 $ tΒ (#θ çΡ% x.

tβθ ãèoΨ óÁ tƒ ∩∉⊂∪ { )1( )ود ـن اليهـال اهللا تعاىل عـوق . )63اآلية : ورة املائدة ـس :

} šχθ ãè≈£ϑ y™ É>É‹s3ù= Ï9 tβθ è=≈2 r& ÏMós ¡= Ï9 4 { )2( ) ألهنم . )42من اآلية : سورة املائدة

. ، وتسمى أحيانا اهلدية وغريها كانوا يأكلون السحت من الرشوة اليت تسمى الربطيل وقد . ومىت أكل السحت ويل األمر احتاج أن يسمع الكذب من شهادة الزور وغريها

رواه )3( } الذي بينهما -الواسطة - الراشي واملرتشي والرائش لعن رسول اهللا {

. أهل السنن

يا رسول اهللا : فقال أحدمها أن رجلني اختصما إىل النيب {: ويف الصحيحني

اقض بيننا ! نعم يا رسول اهللا-وكان أفقه منه -فقال صاحبه . اقض بيننا بكتاب اهللايعين -إن ابين كان عسيفا يف أهل هذا : فقال. قل: ، فقال ، وائذن يل بكتاب اهللا

وإين سألت رجاال من أهل العلم . ، فافتديت منه مبائة شاة وخادم فزىن بامرأته-أجريا. ، وأن على امرأة هذا الرجم خربوين أن على ابين جلد مائة وختريب عامفأ

. املائة واخلادم رد عليك : ن بينكما بكتاب اهللا!، ألفضي والذي نفسي بيده " : فقال، فإن اعترفت ، واغد يا أنيس على امرأة هذا فاسأهلا وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام

. 63: سورة املائدة آية ) 1( . 42: سورة املائدة آية ) 2( . )5/279(أمحد ) 3(

Page 51: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

51

. )1( } ، فرمجها ، فاعترفت فسأهلا. " فارمجها

بدفع ، أنه ملا بذل عن املذنب هذا املال لدفع احلد عنه أمر النيب ففي هذا احلديثمن اجملاهدين والفقراء : ومل يأخذ املال للمسلمني . ، وأمر بإقامة احلد املال إىل صاحبه

، ، أو غريه ال جيوز وقد أمجع املسلمون على أن تعطيل احلد مبال يؤخذ . وغريهم، واحملارب وقاطع الطريق ، والسارق والشارب وأمجعوا على أن املال املأخوذ من الزاين

. ، مال سحت خبيث وحنو ذلك لتعطيل احلد

، وهذا من ، إمنا هو لتعطيل احلد مبال أو جاه وكثري مما يوجد من فساد أمور الناس، ، والتركمان من األعراب: أكرب األسباب اليت هي فساد أهل البوادي والقرى واألمصار

، وأهل احلاضرة من رؤساء الناس ، ومين ، وأهل األهواء كقيس ، والفالحني واألكراد، وهو سبب سقوط حرمة ، وأمراء الناس ومقدميهم وجندهم وأغنيائهم وفقرائهم

، فإذا ارتشى وتربطل على تعطيل حد ، واحنالل أمره ، وسقوط قدره من القلوب املتويل، وأصل الربطيل هو ، وصار من جنس اليهود امللعونني ت نفسه أن يقيم حدا آخر ضعف

، ألهنا تلقم املرتشي عن التكلم باحلق كما يلقمه ، مسيت به الرشوة احلجر املستطيل ، خرجت األمانة إذا دخلت الرشوة من الباب " : ، كما قد جاء يف األثر احلجر الطويل، مثل هذا السحت الذي يسمى مال للدولة على ذلك ، وكذلك إذا أخذ من الكوة، مث جاءوا إىل ويل األمر أال ترى أن األعراب املفسدين أخذوا لبعض الناس . التأديبات

، وتنكسر ، كيف يقوي طمعهم يف الفساد فقادوا إليه خيال يقدموهنا له أو غري ذلك ، وكذلك الحون وغريهم وكذلك الف! ؟ ؟ ، وتفسد الرعية حرمة الوالية والسلطنة

، فريجون إذا أمسكوا أن كيف يطمع اخلمارون : شارب اخلمر إذا أخذ فدفع بعض ماله . ، والفساد قائم ، ال يبارك فيها ، فيأخذها ذلك الوايل سحتا يفتدوا ببعض أمواهلم

(، النسائي آداب القضاة )1433(، الترمذي احلدود )1698(، مسلم احلدود )6440(البخاري احلدود ) 1(

(، مالك احلدود )4/115(، أمحد )2549(ود ، ابن ماجه احلد )4445(، أبو داود احلدود )5411 . )2317(، الدارمي احلدود )1556

Page 52: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

52

، مثل أن يرتكب بعض ، إذا محوا أحدا أن يقام عليه احلد وكذلك ذوو اجلاه ، ، مث يأوي إىل قرية نائب السلطان أو أمريه فيحمي على اهللا ورسوله جرمية الفالحني

، عن هـم يف صحيح ـ، فقد روى مسل ، ممن لعنه اهللا ورسوله فيكون ذلك الذي محاه ن أحدث حدثا أو آوى لعن اهللا م { قال رسول اهللا: قال البـعلي بن أيب ط

وإذا كان . ، فقد لعنه اهللا ورسوله فكل من آوى حمدثا من هؤالء احملدثني )1( } حمدثا

اهللا يف ، فقد ضاد إن من حالت شفاعته دون حد من حدود اهللا {: قد قال النيب

من . ، واعتاض عن اجملرمني بسحت فكيف مبن منع احلدود بقدرته ويده . )2( } أمره

؛ فإن من أعظم فسادهم محاية املعتدين ، ال سيما احلدود على سكان الرب املال يأخذه، فذلك سرا أو عالنية : ، سواء كان املال املأخوذ لبيت املال أو للوايل منهم جباه أو مال

، فإن من مكن من ، وهو مثل تضمني احلانات واخلمر حمرم بإمجاع املسلمنيمجيعه . ، فهو من جنس واحد ، أو أعان أحدا عليه مبال يأخذه منه ذلك

، ومثن ، وحلوان الكاهن واملال املأخوذ على هذا يشبه ما يؤخذ من مهر البغي مثن الكلب { قال النيب . الذي يسمى القواد : ، وأجرة املتوسط يف احلرام الكلب

فمهر . رواه البخاري . )3( } ، وحلوان الكاهن خبيث ، ومهر البغي خبيث خبيث

ويف معناه ما يعطاه اخلنثون الصبيان من املماليك أو . البغي الذي يسمى حدور القحاب مثل حالوة املنجم وحنوه على ما خيرب به من : ، وحلوان الكاهن على الفجور هبماألحرار

. ، وحنو ذلك األخبار املبشرة بزعمه

، )2127(، الترمذي الوالء واهلبة )1370(، مسلم احلج )6870(البخاري االعتصام بالكتاب والسنة ) 1(

. )1/122(، أمحد )2034(، أبو داود املناسك )4734(النسائي القسامة . )2/70(، أمحد )3597(أبو داود األقضية ) 2((، أبو داود البيوع )4294(، النسائي الصيد والذبائح )1275(، الترمذي البيوع )1568(مسلم املساقاة ) 3(

. )2621(، الدارمي البيوع )3421

Page 53: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

53

كان مبرتلة : وويل األمر إذا ترك إنكار املنكرات وإقامة احلدود عليهما مبال يأخذه ؛ الذي يأخذ ما يأخذه ، ومبرتلة القواد ، الذي يقاسم احملاربني على األخيذة مقدم احلرامية

، اليت ، وكان حاله شبيها حبال عجوز السوء امرأة لوط ليجمع بني اثنني على فاحشة ≈çµ {: ، اليت قال اهللا تعاىل فيها كانت تدل الفجار على ضيفه oΨø‹yfΡr'sù ÿ…ã& s#÷δr&uρ ω Î) …çµ s?r&zö∆ $#

ôM tΡ% x. š∅ ÏΒ t ÎÉ9≈ tóø9$# ∩∇⊂∪ { )1( )اىلـال تعـوق. )83اآلية : رافـورة األع ـس :

} Îó r'sù š Ï= ÷δ r'Î/ 8ìôÜÉ)Î/ zÏiΒ È≅ ø‹©9$# Ÿω uρ ôM ÏtG ù= tƒ öΝà6ΖÏΒ î‰tnr& ω Î) y7 s?r&zö∆ $# ( …çµ ¯ΡÎ) $ pκâ: ÅÁ ãΒ !$ tΒ

öΝåκu5$ |¹ r& 4 { )2( )فعذب اهللا عجوز السوء القوادة مبثل ما . )18من اآلية : سورة هود

، وهذا ألن هذا مجيعه أخذ مال لإلعانة عذب قوم السوء الذين كانوا يعملون اخلبائث، وهذا هو ، وينهى عن املنكر املعروف، وويل األمر إمنا نصب ليأمر ب على اإلمث والعدوان

، كان قد أتى بضد فإذا كان الوايل ميكن من املنكر مبال يأخذه . مقصود الوالية ومبرتلة من أخذ ماال . ، فأعان عدوك عليك ، مثل من نصبته ليعينك على عدوك املقصود

. ، فقاتل به املسلمني ليجاهد به يف سبيل اهللا

؛ فإن صالح املعاش لعباد باألمر باملعروف والنهي عن املنكر يوضح ذلك أن صالح ا ، وبه ، وال يتم ذلك إال باألمر باملعروف والنهي عن املنكر والعباد يف طاعة اهللا ورسوله

öΝçGΖä. uöyz >π {: ، قال اهللا تعاىل صارت هذه األمة خري أمة أخرجت للناس ¨Βé& ôM y_ Ì÷z é&

Ĩ$ ¨Ψ=Ï9 tβρ âß∆ù's? Å∃ρ ã÷è yϑ ø9$$ Î/ šχ öθ yγ ÷Ψs?uρ Çtã Ìx6Ζßϑ ø9$# { )3( ) من اآلية : سورة أل عمران

ä3tFø9uρ öΝä3Ψ {: وقال تعاىل. )110 ÏiΒ ×π ¨Β é& tβθ ããô‰tƒ ’n< Î) Îösƒ ø: $# tβρããΒ ù'tƒ uρ Å∃ρ ã÷è pRùQ$$ Î/ tβ öθ yγ ÷Ζtƒ uρ

. 83: سورة األعراف آية ) 1( . 81: سورة هود آية ) 2( . 110: سورة آل عمران آية ) 3(

Page 54: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

54

Çtã Ìs3Ψ ßϑ ø9$# 4 { )1( ) وقال تعاىل. )104من اآلية : سورة آل عمران :} tβθãΖÏΒ ÷σßϑ ø9$# uρ

àM≈oΨ ÏΒ ÷σßϑ ø9$#uρ öΝßγ àÒ ÷èt/ â!$ uŠÏ9÷ρ r& <Ù ÷è t/ 4 šχρ âß∆ù'tƒ Å∃ρ ã÷è yϑ ø9$$ Î/ tβ öθ yγ ÷Ζtƒ uρ Çtã Ìs3Ζßϑ ø9$# { )2( ) سورة

θ#) {: وقال تعاىل عن بين إسرائيل. )71من اآلية : التوبة çΡ$ Ÿ2 Ÿω šχ öθ yδ$ uΖoKtƒ tã

9x6Ψ •Β çνθè= yè sù 4 š[ø⁄ Î6 s9 $ tΒ (#θ çΡ$ Ÿ2 šχθ è= yèøtƒ ∩∠∪ { )3( ) 79اآلية : سورة املائدة( .

$ {: وقال تعاىل £ϑ n= sù (#θ Ý¡nΣ $ tΒ (#ρ ãÅe2 èŒ ÿϵ Î/ $ uΖøŠpgΥr& t Ï% ©!$# šχ öθ pκ÷]tƒ Çtã Ïþθ ¡9$# $ tΡõ‹s{r&uρ

š Ï%©!$# (#θ ßϑ n= sß ¥>#x‹yè Î/ ¤§ŠÏ↔ t/ $ yϑ Î/ (#θ çΡ% x. šχθà)Ý¡øtƒ ∩⊇∉∈∪ { )4( ) اآلية : سورة األعراف

وأخذ الظاملني ، فأخرب اهللا تعاىل أن العذاب ملا نزل جني الذين ينهون عن السوء . )165 . بالعذاب الشديد

رب ـ خطب الناس على من { أن أبا بكر الصديق : ويف احلديث الثابت

: ضعهاأيها الناس إنكم تقرءون هذه اآلية وتضعوهنا يف غري مو " : فقال اهللا ولـرس} $ pκš‰ r'≈ tƒ t Ï% ©!$# (#θ ãΖtΒ#u öΝä3ø‹n= tæ öΝä3|¡àΡr& ( Ÿω Νä.•ÛØtƒ Β ¨≅ |Ê #sŒÎ) óΟçF÷ƒ y‰tF÷δ سورة ( )5( } 4 #$

إن الناس إذا رأوا املنكر فلم : يقول وإين مسعت رسول اهللا . )105من اآلية : املائدةإن املعصية {: ويف حديث آخر . } ، أوشك أن يعمهم اهللا بعقاب من عنده يغريوه

. } ضرت العامة ، ولكن إذا ظهرت فلم تنكر إذا خفيت مل تضر إال صاحبها

هو : مقصوده األكرب: وهذا القسم الذي ذكرناه من احلكم يف حدود اهللا وحقوقه ، ، والصيام ، والزكاة مثل الصالة : فاألمر باملعروف . األمر باملعروف والنهي عن املنكر

. 104: ران آية سورة آل عم ) 1( . 71: سورة التوبة آية ) 2( . 79: سورة املائدة آية ) 3( . 165: سورة األعراف آية ) 4( . 105: سورة املائدة آية ) 5(

Page 55: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

55

، وحسن العشرة مع األهل ، وصلة األرحام ، وبر الوالدين ، واألمانة ، والصدق واحلج فالواجب على ويل األمر أن يأمر بالصلوات املكتوبات مجيع من . اجلريان وحنو ذلك و

، فإن كان التاركون طائفة ممتنعة قوتلوا ، ويعاقب التارك بإمجاع املسلمني يقدر على أمره ، ، وغريمها ، والصيام ، وكذلك يقاتلون على ترك الزكاة على تركها بإمجاع املسلمني

، والفساد يف ، كنكاح ذوات احملارم رمات الظاهرة اجملمع عليهاوعلى استحالل احمل فكل طائفة ممتنعة عن التزام شريعة من شرائع اإل سالم الظاهرة . ، وحنو ذلك األرض

. ، باتفاق العلماء ، حىت يكون الدين كله هللا املتواترة جيب جهادها

، الضرب واحلبس حىت يصلي إنه يعاقب ب: وإن كان التارك للصالة واحدا فقد قيل ، فإن تاب ومجهور العلماء على أنه جيب قتله إذا امتنع من الصالة بعد أن يستتاب

وأكثر السلف على . ؟ فيه قوالن وهل يقتل كافرا أو مسلما فاسقا . ، وإال قتل وصلىبإمجاع ، فهو كافر ، أما إذا جحد وجوهبا أنه يقتل كافرا وهذا كله مع اإلقرار بوجوهبا

، وكذلك من جحد سائر الواجبات املذكورات واحملرمات اليت جيب القتال املسلمني، ، هي مقصود اجلهاد يف سبيل اهللا ، وفعل احملرمات فالعقوبة على ترك الواجبات . عليها

. ، كما دل عليه الكتاب والسنة وهو واجب على األمة باالتفاق

دلين على عمل يعدل ! يا رسول اهللا: قال رجل {. . . وهو من أفضل األعمال

هل : ؟ قال أخربين به : قال. ، أو ال تطيقه ال تستطيعه: قال. اجلهاد يف سبيل اهللا ومن يستطيع : ؟ قال ال تفتر، وتقوم و تستطيع إذا خرج اجملاهد أن تصوم وال تفطر

إن يف اجلنة ملائة {: وقال. )1( } فذلك الذي يعدل اجلهاد يف سبيل اهللا: ؟ قال ذلك

ا اهللا للمجاهدين يف ، أعده ، بني الدرجة إىل الدرجة كما بني السماء واألرض درجة

، النسائي )1619(، الترمذي فضائل اجلهاد )1878(، مسلم اإلمارة )2633(البخاري اجلهاد والسري ) 1(

. )2/344(، أمحد )3128(اجلهاد

Page 56: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

56

، وعموده رأس األمر اإلسالم { وقال النيب. كالمها يف الصحيحني)1( } سبيله

$ {: وقال اهللا تعاىل. )2( } ، وذروة سنامه اجلهاد يف سبيل اهللا الصالة yϑ ¯ΡÎ) šχθ ãΨÏΒ ÷σßϑ ø9$# t Ï% ©!$# (#θ ãΖtΒ#u «!$$ Î/ Ï& Î!θ ß™ u‘ uρ §ΝèO öΝs9 (#θ ç/$ s?ötƒ (#ρ ߉yγ≈ y_ uρ öΝÎγ Ï9≡uθ øΒ r'Î/ óΟÎγ Å¡àΡr&uρ ’ Îû È≅‹ Î6 y™

«!$# 4 y7 Íׯ≈ s9'ρ é& ãΝèδ šχθ è% ω≈ ¢Á9$# ∩⊇∈∪ { )3( ) وقال تعاىل. )15اآلية : سورة احلجرات :

} * ÷Λäù= yè y_ r& sπ tƒ$ s)Å™ Ædl !$ pt ø:$# nο u‘$ yϑ Ïã uρ ωÉf ó¡yϑ ø9$# ÏΘ#tpt ø: $# ôyϑ x. ztΒ#u «!$$ Î/ ÏΘöθ u‹ø9$#uρ ÌÅz Fψ$# y‰yγ≈ y_ uρ ’ Îû È≅‹Î6 y™ «!$# 4 Ÿω tβ… âθ tFó¡tƒ y‰ΖÏã «!$# 3 ª!$#uρ Ÿω “ ωöκu‰ tΠöθ s)ø9$# tÏΗ Í>≈ ©à9$# ∩⊇∪ t Ï%©!$# (#θãΖtΒ#u (#ρ ãy_$ yδ uρ

(#ρ ߉yγ≈ y_ uρ ’Îû È≅‹ Î6 y™ «!$# ôΜ ÏλÎ;≡uθ øΒ r'Î/ öΝÍκŦ àΡr&uρ ãΝsàôã r& ºπ y_ u‘ yŠ y‰Ψ Ïã «!$# 4 y7 Íׯ≈ s9'ρ é&uρ ç/èφ tβρ â“Í← !$ xø9$# ∩⊄⊃∪ öΝèδ çÅe³t6 ムΟßγ š/u‘ 7πyϑ ôm tÎ/ çµ ÷Ψ ÏiΒ 5β≡uθ ôÊ Í‘ uρ ;M≈Ζy_ uρ öΝçλ°; $ pκ Ïù ÒΟŠ Ïè tΡ íΟŠ É)•Β ∩⊄⊇∪ š Ï$Î#≈ yz !$ pκ Ïù #´‰t/r& 4 ¨β Î)

©!$# ÿ…çν y‰ΨÏã íô_ r& ÒΟŠ Ïàtã ∩⊄⊄∪ { )4( ) 22-19سورة التوبة( .

. )2/335(، أمحد )6987(البخاري التوحيد ) 1( . )5/231(، أمحد )3973(، ابن ماجه الفنت )2616(الترمذي اإلميان ) 2( . 15: سورة احلجرات آية ) 3( . 22: 19سورة التوبة اآليات من ) 4(

Page 57: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

57

:فصل عقوبة احملاربني

الذين يعترضون الناس بالسالح يف : ، وقطاع الطريق ومن ذلك عقوبة احملاربني، ، واألكراد ، والتركمان من األعراب: ، ليغصبوهم املال جماهرة الطرقات وحنوها

$ {: هللا تعاىل فيهم، قال ا ، أو غريهم ، أو مردة احلاضرة ، وفسقة اجلند والفالحني yϑ ¯ΡÎ) (#äτℜ t“ y_ t Ï%©!$# tβθç/Í‘$ pt ä† ©!$# …ã& s!θ ß™ u‘ uρ tβöθ yè ó¡tƒ uρ ’ Îû ÇÚö‘ F{$# #·Š$ |¡sù β r& (#þθ è=−G s)ム÷ρ r& (#þθ ç6 ¯= |Á ム÷ρ r& yì©Üs)è?

óΟÎγƒ Ï‰÷ƒ r& Νßγ è= ã_ ö‘ r&uρ ôÏiΒ A#≈ n= Åz ÷ρ r& (#öθ xΨ ãƒ š∅ ÏΒ ÇÚö‘ F{$# 4 š Ï9≡sŒ óΟßγ s9 Ó“ ÷“ Åz ’Îû $ u‹÷Ρ‘‰9$# ( óΟßγ s9uρ ’ Îû

Íο tÅz Fψ$# ë># x‹tã íΟŠ Ïàtã ∩⊂⊂∪ { )1( )رمحه -وقد روى الشافعي . )33اآلية : سورة املائدة

إذا قتلوا وأخذوا " -ريق يف قط اع الط -رضي اهللا عنهما- يف مسنده عن ابن عباس -اهللا، وإذا أخذوا املال ومل ، وإذا قتلوا ومل يأخذوا املال قتلوا ومل يصلبوا املال قتلوا وصلبوا

، وإذا أخافوا السبيل ومل يأخذوا ماال نفوا ، قطعت أيديهم وأرجلهم من خالف يقتلوا . " من األرض

قريب من قول أيب حنيفة ، وهو ، كالشافعي وأمحد وهذا قول كثري من أهل العلم ، وإن ، فيقتل من رأى قتله مصلحة لإلمام أن جيتهد فيهم : ومنهم من قال. رمحه اهللا

؛ وإن ، ويقطع من رأى قطعه مصلحة مثل أن يكون رئيسا مطاعا فيهم : كان مل يقتل كما أن منهم من درى . ، مثل أن يكون ذا جلد وقوة يف أخذ املال كان مل يأخذ املال

فمن كان من احملاربني . واألول قول األكثر . أهنم إذا أخذوا املال قتلوا وقطعوا وصلبوا ، فإنه يقتله اإل مام حدا قد قتل ذكره ابن . ، ال جيوز العفو عنه حبال بإمجاع العلماء ؛ خبالف ما لو قتل رجل رجال لعداوة بينهما أو ، وال يكون أمره إىل ورثة املقتول املنذر، إن أحبوا ؛ فإن هذا دمه ألولياء املقتول ومة أو حنو ذلك من األسباب اخلاصة خص . ؛ ألنه قتله لغرض خاص ، وإن أحبوا أخذوا الدية ، وإن أحبوا عفوا قتلوا

. 33: سورة املائدة آية ) 1(

Page 58: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

58

، فكان ؛ مبرتلة السراق ، فضررهم عام وأما احملاربون فإمنا يقتلون ألخذ أموال الناس ، ، حىت لو كان املقتول غري مكافئ للقاتل يه بني الفقهاءوهذا متفق عل . قتلهم حدا هللا

، واملقتول ذميا أر مستأمنا فقد ، أو القاتل مسلما مثل أن يكون القاتل حرا واملقتول عبدا ، ألنه قتل للفساد العام حدا : ؛ واألقوى أنه يقتل اختلف الفقهاء هل يقتل يف احملاربة

. وكما حيبس حبقوقهم، كما يقطع إذا أخذ أمواهلم

، والباقون له ، فالواحد منهم باشر القتل بنفسه وإذا كان احملاربون احلرامية مجاعة ، ولو ، واجلمهور على أن اجلميع يقتلون إنه يقتل املباشر فقط: ، فقد قيل أعوان وردء له ؛ فإن عمر اشدين ، وهذا هو املأثور عن اخللفاء الر ، وأن الردء واملباشر سواء كانوا مائة، ، والربيئة هو الناظر الذي جيلس على مكان عال قتل ربيئة احملاربني بن اخلطاب

. وألن املباشر إمنا متكن من قتله بقوة الردء ومعونته . ينظر منه هلم من جييء

والطائفة إذا انتصر بعضها ببعض حىت صاروا ممتنعني فهم مشتركون يف الثواب ، ويسعى املسلمون تتكافأ دماؤهم {: قال فإن النيب . اهدين، كاجمل والعقاب

يعين أن )1( } ، يرد متسريهم على قعدهم ، وهم يد على من سواهم بذمتهم أدناهم

، ألهنا ، فإن اجليش يشاركها فيما غنمت ت ماالجيش املساملني إذا تسرت منه سرية فغنم كان ينفل السرية إذا كانوا يف ؛ لكن تنفل عنها نفال فإن النيب بظهره وقوته متكنت

، فإذا رجعوا إىل أوطاهنم وتسرت سرية نفلهم الثلث بعد بدايتهم الربع بعد اخلمس ، كما يف مصلحة اجليش ، ألهنا ، وكذلك لو غنم اجليش غنيمة شاركته السرية اخلمس

، فأعوان ؛ ألنه كان قد بعثهما يف مصلحة اجليش لطلحة والزبري يوم بدر قسم النيب . ، فيما هلم وعليهم ، وأنصارها منها الطائفة املمتنعة

، ودعوى ؛ مثل املقتتلني على عصبية وهكذا املقتتلون على باطل ال تأويل فيه إذا التقى املسلمان { كما قال النيب. مها ظاملتان ؛ ؛ كقيس ومين وحنومها جاهلية

. )2751(أبو داود اجلهاد ) 1(

Page 59: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

59

؟ ، فما بال املقتول هذا القاتل! يا رسول اهللا: قيل. بسيفيهما فالقاتل واملقتول يف النارولضمن كل طائفة ما أتلفته . أخرجاه يف الصحيحني . )1( } إنه أراد قتل صاحبه: قال

؛ ألن الطائفة الواحدة املمتنع بعضها وإن مل يعرف عني القاتل . لألخرى من نفس ومال ÏG=| {: وله تعاىل ـ، ويف ذلك ق عض كالشخص الواحد ـبب ä. ãΝä3ø‹n= tæ ÞÉ$ |Á É)ø9$# ’ Îû

‘n= ÷Fs)ø9$# ( { )2( ) 178من اآلية : سورة البقرة( .

فإنه يقطع من - كما قد يفعله األعراب كثريا -، ومل يقتلوا وأما إذا أخذوا املال فقط ، كأيب حنيفة: د أكثر العلماءـ، عن ، ورجله اليسرى ل واحد يده اليمىنـك

ρ÷ {اىل ـول اهللا تعـذا معىن ق ـوه. همريـ، وغ د ـوأمح r& yì©Üs)è? óΟÎγƒ Ï‰÷ƒ r& Νßγ è= ã_ ö‘ r&uρ

ôÏiΒ A#≈ n= Åz { )3( ) والرجل اليت تقطع اليد اليت يبطش هبا . )33من اآلية : سورة املائدة ،

؛ لينحسم الدم فال خيرج فيفضي ، وحتسم يده ورجله بالزيت املغلي وحنوه هاميشي علي . ، وكذلك حتسم يد السارق بالزيت إىل تلفه

، وفسقة اجلند وغريهم إذا رأوا ، فإن األعراب وهذا الفعل قد يكون أزجر من القتل ، خبالف القتل؛ ، ذكروا بذلك جرمه فارتدعوا دائما من هو بينهم مقطوع اليد والرجل

، ؛ وقد يؤثر بعض النفوس األبية قتله على قطع يده ورجله من خالف فإنه قد ينسى، ومل وأما إذا شهروا السالح ومل يقتلوا نفسا . فيكون هذا أشد تنكيال له وألمثاله

نفيهم : فقيل. ، فإهنم ينفون ، وتركوا احلراب ، أو هربوا ، مث أغمدوه يأخذوا ماال هو ما يراه اإلمام : وقيل. هو حبسهم : وقيل. ، فال يتركون يأوون يف بلد متشريده

. أصلح من ففي أو حسي أو حنو ذلك

، أبو داود )4122(، النسائي حترمي الدم )2888(، مسلم الفنت وأشراط الساعة )31(اإلميان البخاري ) 1(

. )5/47(، أمحد )4268(الفنت واملالحم . 178: سورة البقرة آية ) 2( . 33: سورة املائدة آية ) 3(

Page 60: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

60

، ، ألن ذلك أروح أنواع القتل هو ضرب الرقبة بالكف وحنوه : والقتل املشروع . لوجه ، إذا قدر عليه على هذا ا وكذلك شرع اهللا قتل ما يباح قتله من اآلدميني والبهائم

، وإذا ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة إن اهللا كتب اإلحسان على كل شيء { قال النيب

، رواه مسلم . )1( } ، وليحد أحد كم شفرته ولريح ذبيحته ذحبتم فأحسنوا الذحبة

وأما الصلب املذكور فهو رفعهم على . )2( } إن أعف الناس قتلة أهل اإلميان {: الوق

ومنهم . ، وهو بعد القتل عند مجهور العلماء ، ويشتهر أمرهم مكان عال لرياهم الناس، عض العلماء قتلهم بغري السيفوقد جوز ب. يصلبون مث يقتلون وهم مصلبون: من قال . ، حىت ميوتوا حتف أنوفهم بال قتل يتركون على املكان العايل : حىت قال

، وقد قال عمران ابن حصني فأما التمثيل يف القتل فال جيوز إال على وجه القصاص ، وهنانا عن خطبة إال أمرنا بالصدقة ما خطبنا رسول اهللا { -رضي اهللا عنهما-

، ، وال جندع آذاهنم وأنوفهم ، فإنا ال منثل هبم بعد القتل ، حىت الكفار إذا قتلناهم املثلةترك وال. )3( } ، فنفعل هبم مثل ما فعال وال نبقر بطوهنم إال أن يكونوا فعلوا ذلك بنا

β÷ {: أفضل كما قال اهللا تعاىل Î)uρ óΟçG ö6 s%% tæ (#θ ç7Ï%$ yèsù È≅ ÷VÏϑ Î/ $ tΒ ΟçFö6 Ï%θ ãã ϵ Î/ ( È⌡s9uρ ÷Λän ÷y9 |¹ uθ ßγ s9

×öyz š ÎÉ9≈ ¢Á=Ïj9 ∩⊇⊄∉∪ ÷É9 ô¹ $#uρ $ tΒ uρ x8çö9 |¹ ω Î) «!$$ Î/ { )4( ) ومن 126اآلية : سورة النحل ،

رضي اهللا -قيل إهنا نزلت ملا مثل املشركون حبمزة وغريه من شهداء أحد ) 127اآلية فأنزل اهللا . } مثلوا بنالئن أظفرين اهللا هبم ألمثلن بضعفي ما { فقال النيب-عنهم

(، النسائي الضحايا )1409(، الترمذي الديات )1955(مسلم الصيد والذبائح وما يؤكل من احليوان ) 1(

، الدارمي األضاحي )4/125(، أمحد )3170(، ابن ماجه الذبائح )2815(، أبو داود الضحايا )4413)1970( .

. )1/393(، أمحد )2681(، ابن ماجه الديات )2666(أبو داود اجلهاد ) 2( . )1656(، الدارمي الزكاة )4/428(، أمحد )2667(أبو داود اجلهاد ) 3( . 127، 126: سورة النحل اآليتان ) 4(

Page 61: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

61

š {: ، مثل قوله وإن كانت قد نزلت قبل ذلك مبكة -هذه اآلية tΡθ è= t↔ ó¡o„ uρ Çtã Çyρ ”9$# ( È≅ è% ßyρ ”9$# ôÏΒ ÌøΒ r& ’În1u‘ { )1( )وقوله . )85آلية من ا : سورة اإلسراء :} ÉΟÏ% r&uρ nο 4θ n= ¢Á9$#

Ç’ nûtsÛ Í‘$pκ]9$# $ Zs9ã— uρ zÏiΒ È≅ øŠ©9$# 4 ¨β Î) ÏM≈uΖ|¡pt ø: $# t ÷Ïδ õ‹ãƒ ÏN$ t↔ ÍhŠ¡¡9$# 4 { )2( ) من اآلية : سوره هود

، مث جرى باملدينة سبب يقتضي غري ذلك من اآليات اليت نزلت مبكة و. )114ويف صحيح مسلم عن بريدة . " بل نصرب " فقال النيب-، فأنزلت مرة ثانية اخلطاب

إذا بعث أمريا على سرية أو جيش أو يف حاجه يبكان الن {: قال بن احلصيب

: ، مث يقول نفسه أوصاه يف خاصة نفسه بتقوى اهللا تعاىل ومبن معه من املسلمني خريا، ، وال متثلوا ، وال تغلوا وال تغدروا ، قاتلوا من كفر باهللا ، يف سبيل اهللا اغزوا بسم اهللا . )3( } وال تقتلوا وليدا

إهنم ليسموا : ، فقد قيل ألخذ املال -ال يف الصحراء-الح يف البنيان ولو شهروا الس ، إذا استغاث ، ألن املطلوب يدركه الغوث ، بل هم مبرتلة املختلس واملنتهب حماربنييف -وهذا قول مالك . إن حكمهم يف البنيان والصحراء واحد : وقال أكثرهم. بالناس

، بل هم يف ، وبعض أصحاب أيب حنيفة ب أمحد، وأكثر أصحا والشافعي-املشهور عنه ، وألنه حمل ؛ ألن البنيان حمل األمن والطمأنينة البنيان أحق بالعقوبة منهم يف الصحراء

؛ وألهنم يسلبون ، فإقدامهم عليه يقتضي شدة احملاربة واملغالبة تناصر الناس وتعاوهنموهذا هو . إال بعض ماله - لبا غا-، واملسافر ال يكون معه الرجل يف داره مجيع ماله

)5( الذين تسميهم العامة يف الشام ومصر املنسر)4( ؛ ال سيما هؤالء املتحزبون الصواب

. 85: سورة اإلسراء آية ) 1( . 114: سورة هود آية ) 2((، ابن ماجه اجلهاد )2613(، أبو داود اجلهاد )1617(، الترمذي السري )1731(مسلم اجلهاد والسري ) 3(

. )2439(، الدارمي السري )5/358(، أمحد )2858 . رفون نسخة احملت) 4( . نسخة املفسد ) 5(

Page 62: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

62

، أو ؛ ولو حاربوا بالعصي واحلجارة املقذوفة باأليدي وكانوا يسمون ببغداد العيارين . اربة إال باحملددوقد حكي عن بعض الفقهاء ال حم . فهم حماربون أيضا : املقاليع وحنوها

وسواء كان فيه خالف . على أن احملاربة تكون باحملدد واملثقل : وحكى بعضهم اإلمجاع : أو مل يكن

أن من قاتل على أخذ املال بأي نوع كان من : فالصواب الذي عليه مجاهري املسلمني نوع كان من ، كما أن من قاتل املسلمني من الكفار بأي أنواع القتالة فهو حمارب قاطع

، أو ، أو سهم ، أو رمح ، ومن قاتل الكفار من املسلمني بسيف أنواع القتال فهو حريب ، ألخذ وأما إذا كان يقتل النفوس سرا . ، فهو جماهد يف سبيل اهللا ، أو عصي حجارة، فإذا انفرد بقوم منهم قتلهم وأخذ ؛ مثل الذي جيلس يف خان يكريه ألبناء السبيل املال، ويأخذ ، أو طب أو حنو ذلك فيقتله أو يدعو إىل مرتله من يستأجره خلياطة . واهلم أم، فإذا كان ألخذ املال)1( ، ويسميهم بعض العامة املعرجني ، وهذا يسمى القتل غيلة ماله

: ؟ فيه قوالن للفقهاء ، أو جيرى عليهم حكم القود فهل هم كاحملاربني

، كالمها ال ميكن ألن القتل باحليلة كالقتل مكابرة، أهنم كاحملاربني: أحدمها أن احملارب هو : والثاين. ؛ ألنه ال يدرى به ؛ بل قد يكون ضرر هذا أشد االحتراز منه؛ واألول أشبه بأصول الشريعة . ، وأن هذا املغتال يكون أمره إىل ويل الدم اجملاهر بالقتال

. به؛ ألنه ال يدرى بل قد يكون ضرر هذا أشد

رضي اهللا -، وقاتل علي ، كقتلة عثمان واختلف الفقهاء أيضا فيمن يقتل السلطان على قولني -، أو يكون أمرهم إىل أولياء الدم ، فيقتلون حدا هل هم كاحملاربني-عنهما

. ألن يف قتله فسادا عاما-يف مذهب أمحد وغريه

. نسخة املعرضني ) 1(

Page 63: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

63

:فصل وجوب قتاهلم

، إلقامة احلد بال عدوان فأما إذا طلبهم السلطان أو نوابه . وهذا كله إذا قدر عليهم . ، حىت يقدر عليهم كلهم ، فإنه جيب على املسلمني قتاهلم بات فاق العلماء فامتنعوا عليه

؛ سواء ، وإن أفضى إىل ذلك ومىت مل ينقادوا إال بقتال يفضي إىل قتلهم كلهم قوتلوا ويقاتل . يف العنق وغريه: ن يف القتال كيفما أمكن ويقتلو. كانوا قد قتلوا أو مل يقتلوا

وقتال هؤالء أوكد من . ، وذاك إقامة حد فهذا قتال . من قاتل معهم بن حيميهم ويعينهم، فإن هؤالء قد حتزبوا لفساد النفوس واألموال. قتل الطوائف املمتنعة عن شرائع اإلسالم

. وال ملك؛ ليس مقصودهم إقامة دين وهالك احلرث والنسل

، ، أو بطن واد ، أو مغارة أو رأس جبل وهؤالء كاحملاربني الذين يأوون إىل حصن، وإذا جاءهم جند ويل األمر يطلبهم يقطعون الطريق على من مر هبم : وحنو ذلك

؛ مثل األعراب قاتلوهم ودفعوهم: للدخول يف طاعة املسلمني واجلماعة إلقامة احلدود ، أو اجلبلية الذين يعتصمون طريق على احلاج أو غريه من الطرقات الذين يقطعون ال

وكاألحالف الذين حتالفوا لقطع الطريق بني . ؛ لقطع الطريق برءوس اجلبال أو املغاراتلكن قتاهلم : فإهنم يقاتلون كما ذكرنا)1( " النهيضة " ، ويسمون ذلك الشام والعراق

، إال أن يكونوا أخذوا ، وال تؤخذ أمواهلم ونوا كفارا ، إذا مل يك ليس مبرتلة قتال الكفار، وإن مل نعلم ، فيؤخذ منهم بقدر ما أخذوا ؛ فإن عليهم ضماهنا أموال الناس بغري حق

، لكن إذا عرف ؛ فإن الردء واملباشر سواء كما قلناه وكذلك لو علم عينه . عني اآلخذ، فإن تعذر الرد هم على أرباب األموال ، ويرد ما يؤخذ من عينه كان قرار الضمان عليه . ، وغري ذلك من رزق الطائفة املقاتلة هلم : عليهم كان ملصاحل املسلمني

، فإذا جرح ، ومنعهم من الفساد بل املقصود من قتاهلم التمكن منهم إلقامة احلدود. يه القتل، إال أن يكون قد وجب عل ، مل جيهز عليه حىت ميوت الرجل منهم جرحا مثخنا

. " اهلين صة" ونسخة " النهضة" نسخة) 1(

Page 64: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

64

، ومن أسر ، إال أن يكون عليه حد أو خناف عاقبته وإذا هرب وكفانا شره مل نتبعه ومن الفقهاء من يشدد فيهم حىت يرى غنيمة . ، أقيم عليه احلد الذي يقام على غريه منهم

فأما إذا حتيزوا إىل مملكة طائفة خارجة عن . ؛ وأكثرهم يأبون ذلك أمواهلم وختميسها . قوتلوا كقتاهلم . ، وأعانوهم على املسلمني إلسالمشريعة ا

، ولكنه يأخذ خفارة أو ضريبة من أبناء السبيل على وأما من كان ال يقطع الطريق وقد . ، عليه عقوبة املكاسني ، فهذا مكاس ، واألمحال وحنو ذلك ، والدواب الرءوس

، ؛ فإن الطريق ال ينقطع به ، وليس هو من قطاع الطريق اختلف الفقهاء يف جواز قتله لقد تابت توبة لو {: يف الغامدية ، حىت قال النيب مع أنه أشد الناس عذابا يوم القيامة

قتال -الذين تراد أمواهلم - وجيوز للمظلومني )1( } ، لغفر له تاهبا صاحب مكس

، إذا أمكن وال جيب أن يبذل هلم من املال ال قليل وال كثري. ني بإمجاع املسلمنياحملارب، ، ومن قتل دون دمه فهو شهيد من قتل دون ماله فهو شهيد { قال النيب. قتاهلم

وهذا الذي . )2( } ، ومن قتل دون حرمته فهو شهيد دينه فهو شهيد ومن قتل دون

، فإذا كان مطلوبه املال جاز وهو الظامل بال تأويل وال والية " الصائل " تسميه الفقهاء ، وإن ترك القتال وأعطاهم شيئا من املال ، فإذا مل يندفع إال بالقتال قوتل دفعه مبا ميكن

، أو يطلب من مثل أن يطلب الزنا مبحارم اإلنسان-به احلرمة ، وأما إذا كان مطلو جاز، فإنه جيب عليه أن يدفع عن نفسه مبا ميكن . ، أو الصيب اململوك أو غريه الفجور به املرأة

؛ ألن بذل ؛ خبالف املال فإنه جيوز التمكني منه ، وال جيوز التمكني منه حبال ولو بالقتالوأما إذا كان مقصوده قتل . النفس أو باحلرمة غري جائز ، وبذل الفجور ب املال جائز؟ على قولني للعلماء يف مذهب أمحد وهل جيب عليه. ، جاز له الدفع عن نفسه اإلنسان . وغريه

. )2324(، الدارمي احلدود )5/348(، أمحد )4442(، أبو داود احلدود )1695(مسلم احلدود ) 1( . )1421(الترمذي الديات ) 2(

Page 65: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

65

، مثل أن خيتلف فتنة- والعياذ باهللا-، فأما إذا كان وهذا إذا كان للناس سلطان ، إذا دخل أحدمها بلد فهل جيوز لإلنسان ، ، ويقتتالن على امللك سلطانان للمسلمني

؟ على ، أو يستسلم فال يقاتل فيها ، أن يدفع عن نفسه يف الفتنة ، وجرى السيف اآلخروقد -فإذا ظفر السلطان باحملاربني احلرامية . ، يف مذهب أمحد وغريه قولني ألهل العلم

، ، ويردها عليهم اليت للناس فعليه أن يستخرج منهم األموال -أخذوا األموال اليت للناس ؛ فإن امتنعوا من إحضار املال بعد ثبوته وكذلك السارق . مع إقامة احلد على أبداهنم

، أو ، حىت ميكنوا من أخذه بإحضاره أو توكيل من حيضره عليهم عاقبهم باحلرب والضربأباح للرجل ؛ فإن اهللا قد اإلخبار مبكانه كما يعاقب كل ممتنع عن حق وجب عليه أداؤه

. ، حىت تؤديه ، فامتنعت من احلق الواجب عليها يف كتابه أن يضرب امرأته إذا نشزت ، أو ، فإن أراد هبتهم املال وهذه املطالبة والعقوبة حق لرب املال . فهؤالء أوىل وأحرى

؛ فإنه ال سبيل ؛ أو العفو عن عقوبتهم فله ذلك خبالف إقامة احلد عليهم املصاحلة عليه . ، وليس لإلمام أن يلزم رب املال بترك شيء من حقه ىل العفو عنه حبالإ

: فقيل. وإن كانت األموال قد تلفت باألكل وغريه عندهم أو عند السارق رضي اهللا -وهو قول الشافعي وأمحد . ، كما يضمن سائر الغارمني يضمنوهنا ألرباهبا

؛ وهو ال جيتمع الغرم والقطع : وقيل . وتبقى مع اإلعسار يف ذمتهم إىل ميسرة -عنهما، وهو قول يضمنوهنا مع اليسار فقط دون اإلعسار: وقيل-رمحه اهللا-قول أيب حنيفة

. -رمحه اهللا-مالك

، وإلقامة وال حيل للسلطان أن يأخذ من أرباب األموال جعال على طب احملاربني ، وال للجند ، ال لنفسه لسارقني، وال على طلب ا ، وارجتاع أموال الناس منهم احلد

، فيخرج فيه جند بل طلب هؤالء من نرع اجلهاد يف سبيل اهللا: الذين يرسلهم يف طلبهموينفق على اجملاهدين يف . ، كما خيرج يف غريه من الغزوات اليت تسمى البيكار املسلمني

أو عطاء يكفيهم وإال ، فإن كان هلم إقطاع هذا من املال الذي ينفق منه على سائر الغزاة فإن . ؛ فإن هذا من سبيل اهللا أعطاهم متام كفاية غزوهم من مال املصاحل من الصدقات

Page 66: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

66

، فأخذ اإل مام ، مثل التجار الذين قد يؤخذون كان على أبناء السبيل املأخوذين زكاة كانت ولو. ، كنفقة الذين يطلبون احملاربني جاز ، وأنفقهما يف سبيل اهللا زكاة أمواهلم

، فأعطى اإل مام من الفيء واملصاحل والزكاة لبعض هلم شوكة قوية حتتاج إىل تأليف ، ، أو لترك شره فيضعف الباقون وحنو ذلك جاز رؤسائهم يعينهم على إحضار الباقني

، كأمحد ، وقد ذكر مثل ذلك غري واحد من األئمة وكان هؤالء من املؤلفة قلوهبم وال جيوز أن يرسل اإل مام من . والسن وأصول الشريعة ، وهو ظاهر الكتاب وغريه

التجار وحنوهم من أبناء : ، وال من يأخذ ماأل من املأخوذين يضعف عن مقاومة احلرامية . ، فريسل األمثل فاألمثل ؛ إال أن يتعذر ذلك ، بل يرسل من اجلند األقوياء األمناء السبيل

لقرى وحنوهم يأمرون احلرامية باألخذ يف فإن كان بعض نواب السلطان أو رؤساء ا، وأرضى املأخوذين ببعض ، حىت إذا أخذوا شيئا قامسهم ودافع عنهم الباطن أو الظاهر

؛ ألن ذلك ميكن دفعه بدون ، فهذا أعظم جرما من مقدم احلرامية ، أو مل يرضهم أمواهلم فإن قتلوا قتل هو . لعون هلم والواجب أن يقال فيه ما يقال يف الردء وا . ما يندفع به هذا

وإن أخذوا املال قطعت . وأكثر أهل العلم على قول أمري املؤمنني عمر ابن اخلطابوعلى قول طائفة من أهل العلم يقطع . ، وإن قتلوا وأخذوا املال قتل وصلب يده ورجله

يهم قامسهم ؛ لكن ملا قدر عل ، وإن كان مل يأذن هلم ، وقيل خيري بني هذين ويقتل ويصلب . ، وعطل بعض احلقوق واحلدود األموال

ممن وجب عليه حد أو حق هللا . ، أو قاتال وحنوهم ومن أوى حماربا أو سارقا ، ، فهو شريكه يف اجلرم ، ومنعه أن يستوىف منه الواجب بال عدوان ، أو آلدمي تعاىل

قال : قال طالب ، عن علي ابن أيب روى مسلم يف صحيحه . وقد لعنه اهللا ورسوله وإذا ظفر هبذا الذي . )1( } لعن اهللا من أحدث حدثا أو آوى حمدثا {: رسول اهللا

، فإن امتنع عوقب باحلبس ، أو اإلعالم به ، فإنه طلب منه إحضاره آوى احملدث

، )2127(، الترمذي الوالء واهلبة )1370(لم احلج ، مس )6870(البخاري االعتصام بالكتاب والسنة ) 1( . )1/122(، أمحد )2034(، أبو داود املناسك )4734(النسائي القسامة

Page 67: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

67

، كما ذكرنا أنه يعاقب املمتنع من أداء من ذلك احملدث والضرب مرة بعد مرة حىت ميكن . فمن وجب حضوره من النفوس واألموال يعاقب من منع حضورها . املال الواجب

، وهو ، أو الرجل املطلوب حبق ولو كان رجال يعرف مكان املال املطلوب حبق فإن هذا من . ز كتمانه، وال جيو ، فتنة جيب عليه اإلعالم به والداللة عليه الذي مينعه

؛ خبالف ما لو كان النفس أو املال مطلوبا ، وذلك واجب باب التعاون على الرب والتقوى ؛ بل جيب الدفع ، ألنه من التعاون على اإلمث والعدوان ، فإنه ال حيل اإلعالم به بباطلل قا: قال ، عن أنس بن مالك ، ففي الصحيحني ، ألن نصر املظلوم واجب عنه

. يا رسول اهللا أنصره مظلوما : قلت. انصر أخاك ظاملا أو مظلوما { ، رسول اهللا

. )1( } ، فذلك نصرك إياه متنعه من الظلم : ؟ قال فكيف أنصره ظاملا

: قال ، ويف الصحيحني عن الرباء بن عازب جابر وروى مسلم حنوه عن ، ، واتباع اجلنازة أمرنا بعيادة املريض: ، وهنانا عن سبع أمرنا رسول اهللا وال بسبع {

، وهنانا ، ونصر املظلوم ة الدعوة ورد السالم ، وإجاب ، وإبرار املقسم وتشميت العاطس، وعن لبس احلرير والقسي ، وعن املياثر ، وعن الشرب بالفضة عن خواتيم الذهبفإن امتنع هذا العامل به من اإلعالم مبكانه جازت عقوبته . )2( } والديباج واإلستربق

فعوقب . ال تدخله النيابة، ، ألنه امتنع من حق واجب عليه ، حىت خيرب به باحلبس وغريه . ، إال إذا عرف أنه عامل به ، وال جتوز عقوبته على ذلك كما تقدم

، من ، يف كل من امتنع من واجب وهذا مطرد فيما تتواله الوالة والقضاة وغريهم ، وال عقوبة على جناية ، وليس هذا مبطالبة للرجل حبق وجب على غريه قول أو فعل

. )3/99(، أمحد )2255(، الترمذي الفنت )2312(البخاري املظامل والغصب ) 1((، النسائي اجلنائز )2809(ألدب ، الترمذي ا )2066(، مسلم اللباس والزينة )5312(البخاري األشربة ) 2(

. )4/284(، أمحد )1939

Page 68: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

68

Ÿω {: قوله تعاىل ، حىت يدخل يف غريه uρ â‘ Ì“ s? ×ο u‘ Η# uρ u‘ ø— Íρ { )1( ) من : سورة اإلسراء

وإمنا ذلك مثل . )2( } على نفسهأال ال جيين جان إال { ويف قول النيب . )15اآلية

أو . ، وهو ليس وكيال وال ضامنا وال له عنده مال أن يطلب مبال قد وجب على غريه، ، ال بترك واجب ، من غري أن يكون هو قد أذنب يعاقب الرجل جريرة قريبه أو جاره

وهو أن ، فأما هذا فإمنا يعاقب على ذنب نفسه. ، فهذا الذي ال حيل وال بفعل حمرم، أو يعلم مكان املال ، الذي يطلب حضوره الستيفاء احلق يكون قد علم مكان الظامل

، فيمتنع من اإلعانة والنصرة الواجبة عليه يف الكتاب الذي قد تعلق به حقوق املستحقني، كما قد يفعل أهل العصبية بعضهم ، إما حماباة أو محية لذلك الظامل والسنة واإلمجاع

Ÿω {: وقد قال اهللا تعاىل . إما معاداة أو بغضا للمظلوم ، و ببعض uρ öΝà6¨ΖtΒ Ìôf tƒ ãβ$ t↔ oΨ x©

BΘöθ s% #’ n?tã ω r& (#θ ä9ω÷è s? 4 (#θ ä9ωôã $# uθ èδ Ü>tø% r& 3“ uθ ø)−G= Ï9 ( { )3( ) 8من اآلية : دةسورة املائ( .

عن القيام هللا والقيام بالقسط الذي أوجبه اهللا وجبنا وفشال وخذالنا - وإما إعراضا ، الذين إذا قيل هلم انفروا ، ودينه وكتابه ، كما يفعل التاركون لنصر اهللا ورسوله لدينه

. يف سبيل اهللا اثاقلوا إىل األرض

. عقوبة باتفاق العلماء، يستحق ال وعلى كل تقدير فهذا الضرب

، وأكل القوى ، عطلت احلدود وضيعت احلقوق وما مل يسلك هذه السبل . الضعيف

، وقد امتنع من تسليمه وهو يشبه من عنده مال الظامل املماطل من عني أو دين ، أو يؤدي منه النفقة الواجبة عليه ألهله أو أقاربه أو مماليكه ، يويف به دينه حلاكم عادل، كلما جتب عليه النفقة بسبب وكثريا ما جيب على الرجل حق بسبب غريه . أو هبائمه

. 15: سورة اإلسراء آية ) 1( . )3055(، ابن ماجه املناسك )2159(الترمذي الفنت ) 2( . 8: سورة املائدة آية ) 3(

Page 69: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

69

وهذا الضرب من التعزير عقوبة ملن . ، وكما جتب الدية على عاقلة القاتل حاجة قريبه ، ؛ كالقطاع والسراق ومحاهتم ، وهو ال حيضره علم أن عنده ماال أو نفسا جيب إحضاره

، لئال يتعدى فأما إن امتنع من اإلخبار واإلحضار . وهو ال خيرب مبكانهأو علم أنه خبري به ، وجيتمع شبهة وكثريا ما يشتبه أحدمها باآلخر . ، فهذا حمسن عليه الطالب أو يظلمه

. والواجب متييز احلق من الباطل . وشهوة

، أو مستجري، إذا استجار هبم وهذا يقع كثريا يف الرؤساء من أهل البادية واحلاضرة ، والعزة باإل مث ، فإهنم يرون احلمية اجلاهلية كان بينهما قرابة أو صداقة ، والسمعة عند

؛ ال سيما إن كان على احملق املظلوم - وإن كان ظاملا مبطال -أهنم ينصرونه : األوباش ذال أو ، فريون يف تسليم املستجري هبم إىل من يناويهم املظلوم رئيسا يناديهم ويناويهم

وهي من أكرب أسباب فساد الدين . جاهلية حمضة-على اإلطالق -؛ وهذا عجزا ، كحرب البسوس اليت وقد ذكر أنه إمنا كان سبب كثري من حروب األعراب . والدنيا

، واملغول دار ، وكذلك سبب دخول الترك ، إىل حنو هذا كانت بني بين بكر وتغلب . كان سببه حنو هذا: ما وراء النهر وخراسان ، واستيالئهم على ملوك اإلسالم

، فإن أكرم ، ومن بذل احلق من نفسه فقد أكرم نفسه ومن أذل نفسه لته فقد أعزها، فقد أذل نفسه ، وفعل اإلمث من منع احلق : ومن اعتز بالظلم . اخللق عند اهللا أتقاهم

%tΒ tβ {: ، قال اهللا تعاىل وأهاهنا x. ߉ƒ Ìムnο ¨“ Ïè ø9$# ¬T sù äο ¢•Ïè ø9$# $ ·è‹ÏΗsd 4 { )1( )سورة فاطر :

tβθä9θ {: ال تعاىل عن املنافقنيـوق. )10من اآلية à)tƒ È⌡s9 !$ oΨ ÷è y_ §‘ ’ n< Î) Ïπ oΨƒÏ‰yϑ ø9$#  ∅ y_ Ì÷‚ ã‹s9 –“ tã F{$# $ pκ÷]ÏΒ ¤ΑsŒF{$# 4 ¬!uρ äο ¨“ Ïè ø9$# Ï& Î!θ ß™ tÏ9uρ šÏΖÏΒ ÷σßϑ ù= Ï9uρ £Å3≈ s9uρ šÉ)Ï≈ oΨ ßϑø9$# Ÿω

tβθ ßϑ n=ôè tƒ ∩∇∪{ )2( ) ا ذـال اهللا تعاىل يف صفة هـوق . )8اآلية : سورة املنافقون

zÏΒ {: الضرب uρ Ĩ$ ¨Ψ9$# tΒ y7ç6 Éf ÷èム…ã& è!öθ s% ’ Îû Íο 4θ uŠys ø9$# $ u‹÷Ρ‘‰9$# ߉Îγ ô±ãƒ uρ ©!$# 4’ n?tã $ tΒ ’ Îû ϵ Î6 ù= s%

. 10: سورة فاطر آية ) 1( . 8: سورة املنافقون آية ) 2(

Page 70: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

70

uθ èδ uρ ‘$ s!r& ÏΘ$ |Á Ï‚ ø9$# ∩⊄⊃⊆∪ #sŒÎ)uρ 4’< uθ s? 4 të y™ ’ Îû ÇÚö‘ F{$# y‰Å¡øã‹Ï9 $ yγŠ Ïù y7 Î= ôγ ムuρ y^öys ø9$# Ÿ≅ ó¡¨Ψ9$#uρ 3 ª!$#uρ Ÿω =Ït ä† yŠ$ |¡xø9$# ∩⊄⊃∈∪ #sŒÎ)uρ Ÿ≅Š Ï% ã& s! È,?$# ©!$# çµ ø?x‹s{r& äο ¨“ Ïèø9$# ÉΟøO M}$$ Î/ 4 …çµ ç7ó¡ys sù æΛ© yγ y_ 4 }§ø⁄ Î6 s9uρ

ߊ$ yγ Ïϑ ø9$# ∩⊄⊃∉∪ { )1( ) 206-204اآليات : سورة البقرة( .

وال يثبت أنه . إن كان مظلوما ينصره- وإمنا الواجب على من استجار به مستجري ؛ بل يكثف خربه من خصمه ؛ فطاملا اشتكى الوجل وهو ظامل مظلوم مبجرد دعواه

، ؛ إما من صلح أو حكم بالقسط ، فإن كان ظاملا رده عن الظلم بالرفق إن أمكن وغريه . وإال فبالقوة

وأكثر . ، من قيس ومين وحنوهم كان كل منهما ظاملا مظلوما كأهل األهواء وإن ، أو لشبهة أو تأويل . ، أو كان مجيعا غري ظاملني املتداعني من أهل األمصار والبوادي

: ال اهللا تعاىلـ، كما ق ، أو احلكم سعى بينهما باإلصالح: ع فيما بينهما ـغلط وق} β Î)uρ Èβ$tG xÍ← !$ sÛ zÏΒ tÏΖÏΒ ÷σßϑ ø9$# (#θè= tG tG ø% $# (#θ ßs Î= ô¹ r'sù $ yϑ åκs]÷ t/ ( .β Î* sù ôM tó t/ $ yϑßγ1 y‰÷nÎ) ’n?tã 3“ t÷z W{$#

(#θ è= ÏG≈s)sù ÉL ©9$# Èö ö7s? 4 ®L ym uþ’ Å∀s? #’ n<Î) ÌøΒ r& «!$# 4 βÎ* sù ôNu!$ sù (#θßs Î= ô¹ r'sù $ yϑ åκs]÷ t/ ÉΑô‰yè ø9$$ Î/ (#þθäÜÅ¡ø% r&uρ ( ¨β Î) ©!$# =Ït ä† šÏÜÅ¡ø)ßϑ ø9$# ∩∪ $ yϑ ¯ΡÎ) tβθ ãΖÏΒ ÷σßϑ ø9$# ×ο uθ ÷z Î) (#θ ßs Î= ô¹ r'sù t ÷t/ ö/ä3÷ƒ uθ yz r& 4 (#θ à)¨?$#uρ ©!$# ÷/ä3ª= yè s9

tβθ çΗxqöè? ∩⊇⊃∪ { )2( ) وقال تعاىل. )10، 9اآليتان : سورة احلجرات :} * ω uöyz ’Îû 9ÏVŸ2 ÏiΒ öΝßγ1 uθ ôf ¯Ρ ω Î) ôtΒ ttΒ r& >π s% y‰|Á Î/ ÷ρ r& >∃ρ ã÷è tΒ ÷ρ r& £x≈ n= ô¹ Î) š ÷t/ Ĩ$ ¨Ψ9$# 4 tΒ uρ ö≅ yè øtƒ

š Ï9≡sŒ u!$ tó ÏFö/$# ÏN$ |Ê ós∆ «!$# t∃öθ |¡sù ϵŠ Ï?÷σçΡ #·ô_ r& $ \Κ‹ Ïàtã ∩⊇⊇⊆∪ { )3( ) اآلية : سورة النساء

أمن العصبية أن : قيل له { أنه عزر النيب. وقد روى أبو داود يف السنن . )114

ولكن من العصبية أن ينصر الرجل قومه يف : قال. ال: ؟ قال لرجل قومه يف احلق ينصر ا

. 206: 204سورة البقرة اآليات من ) 1( . 10، 9: سورة احلجرات اآليتان ) 2( . 114: سورة النساء آية ) 3(

Page 71: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

71

: وقال. )2( } مـا مل يأث ـه مـن قوم ـخريكم الدافع ع {: وقال. )1( } الباطل

. )3( } هـجر بذنبـر فهو ي ـمثل الذي ينصر قومه بالباطل كبعري تردى يف بئ {

. )4( } وال تكنوا . وه هبن أبيه ـمن مسعتموه يتعزى بعزاء اجلاهلية فأعض {: وقال

، ، أو جنس أو مذهب من نسب أو بلد: وكل ما خرج عن دعوة اإلسالم والقرآن ملا اختصم رجالن من املهاجرين واألنصار {، بل فهو من عزاء اجلاهلية : أو طريقة

أبدعوى " ، قال النيب يا لألنصار: ، وقال األنصاري للمهاجرين يا: فقال املهاجري . وغضب لذلك غضبا شديدا . )5( } اجلاهلية وأنا بني أظهركم

. )3949(، ابن ماجه الفنت )5119(أبو داود األدب ) 1( . )5120(أبو داود األدب ) 2( . )1/393(، أمحد )5117(أبو داود األدب ) 3( . )5/136(أمحد ) 4(، أمحد )3315(، الترمذي تفسري القرآن )2584(والصلة واآلداب ، مسلم الرب )3330(البخاري املناقب ) 5(

)3/393( .

Page 72: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

72

:فصل حد السارق

ال ـ، ق اعـة واإلمجـده اليمىن بالكتاب والسن ـع يـا السارق فيجب قطـوأم$‘ä−Í {: اىلـاهللا تع ¡¡9$#uρ èπs% Í‘$ ¡¡9$#uρ (#þθ ãè sÜø%$$ sù $ yϑ ßγ tƒ ω÷ƒ r& L!#t“ y_ $ yϑ Î/ $ t7|¡x. Wξ≈ s3tΡ zÏiΒ «!$# 3 ª!$#uρ

 Í•tã ÒΟŠ Å3ym ∩⊂∇∪ yϑ sù z>$ s? .ÏΒ Ï‰÷è t/ ϵ ÏΗø>àß yx n= ô¹ r&uρ  χ Î* sù ©!$# ÛUθ çG tƒ ϵ ø‹n= tã 3 ¨β Î) ©!$# Ö‘θàxî

îΛ Ïm §‘ ∩⊂∪ { )1( )وال جيوز بعد ثبوت احلد بالبينة . )39، 38اآليتان : سورة املائدة

، بل تقطع يده يف ال حببس وال مال يفتدى به وال غريه: ، أو باإلقرار تأخريه عليه فينبغي أن ، ، كاجلهاد يف سبيل اهللا ؛ فإن إقامة احلد من العبادات األوقات املعظمة وغريها

يعرف أن إقامة احلدود رمحة من اهللا بعباده ، ال فيكون الوايل شديدا يف إقامة احلد : ؛ ال ويكون قصده رمحة اخللق بكف الناس عن املنكرات . تأخذه رأفة يف دين اهللا فيعطله

؛ فإنه لو كف عن مبرتلة الوالد إذا أدب ولده : ، وإرادة العلو على اخللق شفاء غيظه، وإصالحا ، وإمنا يؤدبه رمحة به لفسد الولد -كما تشري به األم رقة ورأفة-أديب ولده ت

، ومبرتلة الطبيب الذي يسقي املريض ؛ مع أن يود ويؤثر أن ال حيوجه إىل تأديب حلاله، وحنو ، وقطع العروق بالفساد ، واحلجم ، ومبرتلة قطع العضو املتآكل الدواء الكريه

، وما يدخله على نفسه من املشقة لينال به ة شرب اإلنسان الدواء الكريه ؛ بل مبرتل ذلك . الراحة

، فإنه مىت كان ، وهكذا ينبغي أن تكون نية الوايل يف إقامتها فهكذا شرعت احلدود ، ، ودفع املضرة عنهم ، جبلب املنفعة هلم قصده صالح الرعية والنهي عن املنكرات

، وتيسرت له أسباب أالن اهللا له القلوب: ، وطاعة أمره ىلوابتغى بذلك وجه اهللا تعا . ، إذا أقام عليه احلد ، وقد يرضى احملدود ، وكفاه العقوبة البشرية اخلري

، أو ليبذلوا له ما يريد من ، وإقامة رياسته ليعظموه وأما إذا كان غرضه العلو عليهم

. 39، 38: سورة املائدة اآليتان ) 1(

Page 73: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

73

قبل أن يلي اخلالفة عبد العزيزويروى أن عمر بن . ، انعكس عليه مقصوده األموال، فقدم وكان قد ساسهم سياسة صاحلة كان نائبا للوليد بن عبد امللك على مدينة النيب

كيف هيبته . ، فسأل أهل املدينة عن عمر ، وقد سامهم سوء العذاب احلجاج من العراق هو أحب إلينا : الوا؟ ق كيف حمبتكم له: قال. ما نستطيع أن ننظر إليه: ؟ قالوا فيكم

هذه : قال. ما بني الثالثة األسواط إىل العشرة : ؟ قالوا فكيف أدبه فيكم : من أهلنا قال . ، هذا أمر من السماء ، وهذا أدبه ، وهذه حمبته هيبته

قطعت : فإن سرق ثانيا . ، ويستحب أن تعلق يف عنقه وإذا قطعت يده حسمت ففيه قوالن للصحابة ومن بعدهم من العلماء : ، ورابعا فإن سرق ثالثا . رجله اليسرى

، ومذهب الشافعي ، وهو قول أيب بكر تقطع أربعته يف الثالثة والرابعة: أحدمها ، وأمحد يف والكوفيني ، وهو قول علي والثاين أنه حيبس . وأمحد يف إحدى الروايتني

. روايته األخرى

، عند مجهور العلماء ، وهو ربع دينار أو ثالثة دراهم وإمنا تقطع يده إذا سرق نصابا ، ومنهم من ، وأمحد ، والشافعي ، كمالك من أهل احلجاز وأهل احلديث وغريهم

، ويف الصحيحني عن ابن فمن سرق ذلك قطع باالتفاق . دينار أو عشرة دراهم : يقول ويف )1( } قطع يف جمن مثنه ثالثة دراهم أن رسول اهللا {رضي اهللا عنهما -عمر

ويف . واجلن الترس)2( } قطع سارقا يف جمن قيمته ثالثة دراهم {لفظ مسلم

تقطع اليد يف ريع { ول اهللاقال رس: قالت-رضي اهللا عنها-الصحيحني عن عائشة

، أبو داود احلدود )4908(، النسائي قطع السارق )1446(، الترمذي احلدود )6411(البخاري احلدود ) 1(

(، الدارمي احلدود )1572( احلدود ، مالك )2/64(، أمحد )2584(، ابن ماجه احلدود )4385(2301( .

. )2/145(، أمحد )4386(، أبو داود احلدود )4909(، النسائي قطع السارق )1686(مسلم احلدود ) 2(

Page 74: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

74

ال تقطع يد السارق إال يف ربع دينار {: ويف رواية ملسلم . )1( } دينار فصاعدا

، وال تقطعوا فيما هو اقطعوا يف ربع دينار { ، قال ويف رواية للبخاري )2( } فصاعدا

. ، والدينار اثين عشر درمها وكان ربع الدينار يومئذ ثالثة دراهم. )3( } أدىن من ذلك

، ملال الضائع من صاحبهفأما ا. وال يكون السارق سارقا حىت يأخذ املال من حرز ، واملاشية اليت ال راعي عندها وحنو والثمر الذي يكون يف الشجر يف الصحراء بال حائط

. ، كما جاء به احلديث ، ويضاعف عليه الغرم ، لكن يعزر اآلخذ ، فال قطع فيه ذلك

، قال رافع بن ، وممن قال به أمحد وغريه وقد اختلف أهل العلم يف التضعيف والكثر مجار . )4( } ال قطع يف مثر وال كثر {: يقول مسعت رسول اهللا: جخدي

مسعت {: قال ، وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رواه أهل السنن . النخل

يا رسول اهللا جئت أسألك عن الضالة من : قال رجال من مزينة يسأل رسول اهللا، فدعها حىت يأتيها ، وترد املاء ، تأكل الشجر معها حذاؤها وسقاؤها: ، قال اإلبل ، جتمعها حىت يأتيها لك أو ألخيك أو للذئب : ؛ قال فالضالة من الغنم: قال. باغيها. ، وضرب نكال فيها مثنها مرتني: ؟ قال فاحلريسة اليت تؤخذ من مراتعها : قال: باغيها

يا رسول : قال. ، ففيه القطع إذا بلغ ما يؤخذ من ذلك مثن اجملن وما أخذ من عطنه ، ومل يتخذ خبنة فليس من أخذ منها بفمه : فالثمار وما أخذ منها من أكمامها قال: اهللا

، وما أخذ من أجرانه ففيه ، وضرب نكال ومن احتمل فعليه مثنه مرتني ، عليه شيء، ، ففيه كرامة مثليه ، وما مل يبلغ مثن اجملن ، إذا بلغ ما يؤخذ من ذلك مثن اجملن القطع

، أبو داود احلدود )4921(، النسائي قطع السارق )1445(، الترمذي احلدود )6407(البخاري احلدود ) 1(

. )2300(، الدارمي احلدود )1575(، مالك احلدود )2585 (، ابن ماجه احلدود )4383( . )2585(، ابن ماجه احلدود )1684(مسلم احلدود ) 2( . )6/81(أمحد ) 3(، ابن ماجه احلدود )4388(، أبو داود احلدود )4967(، النسائي قطع السارق )1449(الترمذي احلدود ) 4(

. )2308(، الدارمي احلدود )1583(ود ، مالك احلد )3/463(، أمحد )2593(

Page 75: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

75

ولذلك قال . لكن هذا سياق النسائي. رواه أهل السنن . )1( } وجلدات نكال

فاملنتهب الذي . )2( } ليس على املنتهب وال على املختلس وال اخلائن قطع { النيب

، وأما ، فيعلم به قبل أخذه ، واملختلس الذي جيتذب الشيء ينهب الشيء والناس ينظرون نه يقطع على ، فإ الطرار وهو البطاط الذي يبط اجليوب واملناديل واألكمام وحنوها

. الصحيح

. )2/180(أمحد ) 1( . )2310(، الدارمي احلدود )3/380(، أمحد )2591(، ابن ماجه احلدود )1448(الترمذي احلدود ) 2(

Page 76: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

76

فصل حد الزاين

، كما رجم النيب ، فإنه يرجم باحلجارة حىت ميوت فإن كان حمصنا : وأما الزاين، ورجم ، ورجم غري هؤالء ، ورجم اليهوديني ، ورجم الغامدية ماعز بن مالك األسلمي

لى قولني يف مذهب ؛ ع هل جيلد قبل الرجم مائة: وقد اختلف العلماء . املسلمون بعده ، ويغرب عاما بسنة وإن كان غري حمصن فإنه جيلد مائة جلدة بكتاب اهللا . أمحد وغريه . وإن كان بعض العلماء ال يرى وجوب التغريب رسول اهللا

، أو يشهد على نفسه أربع وال يقام عليه احلد حىت يشهد عليه أربعة شهداء ومنهم من يكتفي بشهادته على نفسه مرة . ثرهم ، عند كثري من العلماء أو أك شهادات

، ومنهم من يسقط عنه احلد : ، مث رجع فمنهم من يقول ، ولو أقر على نفسه واحدة . ال يسقط: يقول

، ولو مرة من تزوجها نكاحا صحيحا يف قبلها -وهو حر مكلف -واحملصن من وطئ ؛ على قولني يف هذه الصفات وهل يشترط أن تكون املوطوءة مساوية للواطئ . واحدة ، فإهنم حمصنون أيضا ؟ فأما أهل الذمة ؟ وبالعكس وهل حتصن املراهقة البالغ. . للعلماء

، رجم يهوديني عند باب مسجده ؛ ألن النيب عند أكثر العلماء كالشافعي وأمحد . وذلك أول رجم كان يف اإلسالم

، ومل تدع شبهة يف يكن هلا زوج وال سيد، ومل واختلفوا يف املرأة إذا وجدت حبلى ؛ ألنه جيوز أن تكون ال حد عليها: قيل. ، ففيها قوالن يف مذهب أمحد وغريه احلبل

، وهذا هو املأثور عن اخللفاء بل حتد: قيل. ، أو بوطء شبهة ، أو بتحمل حبلت مكرهة؛ فإن االحتماالت ، وهو مذهب أهل املدينة ، وهو األشبه بأصول الشريعة الراشدين

. ، وكذب الشهود ، كاحتمال كذهبا النادرة ال يلتفت إليها

. دون ذلك : وقد قيل. حده كحد الزنا : ، فمن العلماء من يقول وأما اللواط سواء كانا . أن يقتل االثنان األعلى واألسفل : والصحيح الذي اتفقت عليه الصحابة

Page 77: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

77

ن ـ ع-ماـرضي اهللا عنه-لسنن رووا عن ابن عباس ؛ فإن أهل ا حمصنني أو غري حمصنني، فاقتلوا الفاعل واملفعول من وجدمتوه يعمل عمل قوم لوط {: قال النيب

جد على يف البكر يو -رضي اهللا عنهما-وروى أبو داود عن ابن عباس . )1( } به

. حنو ذلك ويروى عن على بن أيب طالب . يرجم : قال. اللوطية

أنه أمر فروي عن الصديق . ؛ ولكن تنوعوا فيه ومل ختتلف الصحابة يف قتله ، أنه يلقى عليه جدار حىت ميوت حتت اهلدم: ، وعن بعضهم ، وعن غريه قتله بتحريقهأنه يرفع على أعلى جدار يف : وعن بعضهم . حيبسان يف أنق موضع حىت ميوتا : وقيل

وهذه رواية عن ابن . . ، كما فعل اهللا بقوم لوط ، ويتبع باحلجارة القرية ويرمى منهقالوا ألن اهللا رجم قوم . وعلى هذا أكثر السلف. يرجم: والرواية األخرى قال . عباس، سواء كانا حرين أو ن، فريجم االثنا ، وشرع رجم الزاين تشبيها برجم قوم لوط لوط

، فإن كان أحدمها غري ، إذا كانا بالغني ، أو كان أحدمها مملوكا واآلخر حرا مملوكني . ، وال يرجم إال البالغ بالغ عوقب مبا دون القتل

. )1/300(، أمحد )2561(، ابن ماجه احلدود )4462(، أبو داود احلدود )1456(الترمذي احلدود ) 1(

Page 78: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

78

فصل حد الشرب

، فقد روى أهل وإمجاع املسلمني فإنه ثابت بسنة رسول اهللا: وأما حد الشرب ، مث إن شرب من شرب اخلمر فاجلدوه {: من وجوه أنه قال يب، عن الن السنن

وثبت عنه أنه . )1( } ، مث إن شرب الرابعة فاقتلوه ، مث إن شرب فاجلدوه فاجلدوه

. ملسلمون بعده ، هو وخلفاؤه وا جلد الشارب غري مرة

هو تعزير يفعله اإلمام : ، يقال هو حمكم : وقيل. والقتل عند أكثر العلماء منسوخ . أنه ضرب يف اخلمر باجلريد والنعال أربعني { وقد ثبت عن النيب. عند احلاجة

، وكان علي )2( } ، وضرب عمر يف خالفته مثانني أربعني وضرب أبو بكر

، ومنهم جيب ضرب الثمانني: فمن العلماء من يقول. ، ومرة مثانني يضرب مرة أربعني . ، إذا أدمن الناس اخلمر ، والزيادة يفعلها اإلمام عند احلاجة الواجب أربعون : من يقول

. ، وحنو ذلك رتدع بدوهناأو كان الشارب ممن ال ي

، وهذا أوجه القولني . فأما مع قلة الشاربني وقرب أمر الشارب فتكفي األربعون . ، رمحهما اهللا يف إحدى الروايتني عن أمحد وهو قول الشافعي وأمحد

زاد فيه النفي وحلق الرأس مبالغة يف الزجر - ملا كثر الشرب وقد كان عمر، فإن ، أو عزله عن واليته كان حسنا ب مع األربعني لينقطع خربه، فلو غرب الشار عنه

. بلغه عن بعض نوابه أنه متثل بأبيات يف اخلمر فعزله عمر بن اخلطاب

، كل شراب مسكر من جبلد شاريها ، وأمر النيب واخلمر اليت حرمها اهللا ورسوله ، أو احلبوب . والتني، ، والرطب ، سواء كان من الثمار كالعنب أي أصل كان

. )4/93(، أمحد )2573(، ابن ماجه احلدود )4482(، أبو داود احلدود )1444(احلدود الترمذي ) 1((، أبو داود احلدود )1443(، الترمذي احلدود )1706(، مسلم احلدود )6391(البخاري احلدود ) 2(

. )2311(، الدارمي احلدود )3/115(، أمحد )2570(، ابن ماجه احلدود )4479

Page 79: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

79

، بل ملا أنزل اهللا ، كلنب اخليل أو احليوان . أو الطلول كالعسل . ، والشعري كاحلنطة، مل يكن عندهم باملدينة من مخر العنب حترمي اخلمر سبحانه وتعاىل على نبيه حممد

، وكان عامة ، وإمنا كانت جتلب من الشام ؛ ألنه مل يكن باملدينة شجر عنب شيء- وخلفائه الراشدين وأصحابه ، وقد تواترت السنة عن النيب شراهبم من نبيذ التمر

. ، وبني أنه مخر أنه حرم كل مسكر-رضي اهللا عنهم

، ، وهو أن ينبذ يف املاء متر وزبيب أي يطرح فيه وكانوا يشربون النبيذ احللو ، فهذا النبيذ ، فإن فيه ملوحة الطرح ليحلو املاء ال سيما كثري من مياه احلجاز: والنبذ

، كما حيل شرب عصري العنب قبل أن يصري ؛ ألنه ال يسكر حالل بإمجاع املسلمني ، ، أو اجلري قد هناهم أن ينبذوا هذا النبيذ يف أوعية اخلشب ، وكان النيب مسكرا

الظروف ، وأمرهم أن ينبذوا يف ، أو الظروف املزفتة أو القرع . وهو ما يصنع من التراب، ، وال يشعر اإلنسان ؛ ألن الشدة تدب يف النبيذ دبيبا خفيفا اليت تربط أفواهها باألوكية

، فإذا كان السقاء ، وهو ال يشعر فرمبا شرب اإلنسان ما قد دبت فيه الشدة املطربة ، وتلك األوعية ، فال يقع اإلنسان يف حمذور ، إذا غلى فيه النبيذ ، انشق الظرف موكى . ال تنشق

كنت هنيتكم {: ، وقال رخص بعد هذا يف االنتباذ يف األوعية وروي عنه أنه

فاختلف الصحابة ومن بعدهم )1( } ، وال تشربوا املسكر عن االنتباذ يف األوعية فانتبذوا

ومنهم . ، فنهى عن االنتباذ يف األوعية ، منهم من مل يبلغه النسخ أو مل يثبته لماءمن العفسمع طائفة من الفقهاء أن . من اعتقد ثبوته وأنه ناسخ فرخص يف االنتباذ يف األوعية ، فترخصوا يف شرب أنواع من بعض الصحابة كانوا يشربون النبيذ فاعتقدوا أنه املسكر

، وترخصوا يف املطبوخ من نبيذ التمر والزبيب إذا مل من العنب والتمراألشربة اليت ليست . يسكر الشارب

. )1048(، مالك الضحايا )3/66(أمحد ) 1(

Page 80: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

80

، ولو شرب ، جيلد شاربه أن كل مسكر مخر : والصواب ما عليه مجاهري املسلمني ، سئل عن اخلمر يتداوى هبا فإن النيب {، ، لتداو أو غري تداو منه قطرة واحدة

. )1( } ، وإن اهللا مل جيعل شفاء أميت فيما حرم عليها إهنا داء وليست بدواء " : فقال

، ، فإن وجدت منه رائحة اخلمر ، أو اعترف الشارب واحلد واجب إذا قامت البينة ، الحتمال أنه شرب ما ال يقام عليه احلد : لفقد مي. أو رؤي وهو يتقيؤها وحنو ذلك

بل جيلد إذا عرف أن : وقيل. ، أو مكرها وحنو ذلك ، أو شرهبا جاهال هبا ليس خبمر، كعثمان: ، وهذا هو املأثور عن اخللفاء الراشدين وغريهم من الصحابة ذلك مسكر

، وهو ح عليه الناس وهو الذي يصل ؛ وعليه تدل سنة رسول اهللا ، وابن مسعود وعلي . ، وغريمها وأمحد يف غالب نصوصه . مذهب مالك

، جيلد صاحبها كما جيلد ضارب واحلشيشة املصنوعة من ورق العنب حرام أيضا ، حىت يصري يف الرجل ، وهي أخبث من اخلمر من جهة أهنا تفسد العقل واملزاج اخلمر

ث من جهة أهنا تفضي إىل املخاصمة ، واخلمر أخب ، وغري ذلك من الفساد ختنث ودياثة . ، وكالمها يصد عن ذكر اهللا تعاىل وعن الصالة واملقاتلة

؛ ، ورأى أن آكلها يعزر مبا دون احلد وقد توقف بعض الفقهاء املتأخرين يف حدها، ومل جند للعلماء املتقدمني فيها مبرتلة البنج. حيث ظنها تغري العقل من غري طرب

. ، كشراب اخلمر وأكثر ، ويشتهوهنا ، بل آكلوها ينشون عنها كذلك، وليس كالما ، مع ما فيها من املفاسد ، إذا أكثروا منها ، وعن الصالة وتصدهم عن ذكر اهللا

. ، وفساد املزاج والعقل وغري ذلك من الدياثة والتخنث: األخرى

، على جناستها، تنازع الفقهاء يف ولكن ملا كانت جامدة مطعومة ليست شرابا ، وهذا هو هي جنسة كاخلمر املشروبة : فقيل. يف مذهب أمحد وغريه: ثالثة أقوال

، )4/317(، أمحد )3873(، أبو داود الطب )2046(، الترمذي الطب )1984(مسلم األشربة ) 1(

. )2095(الدارمي األشربة

Page 81: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

81

وبكل . يفرق بني جامدها ومائعها : وقيل. ؛ جلمودها ال: وقيل. االعتبار الصحيحقال أبو {. حال فهي داخلة فيما حرمه اهللا ورسوله من اخلمر واملسكر لفظا ومعىن

، وهو من البتع: أفتنا يف شرابني كنا نصنعهما باليمن! يا رسول اهللا موسى األشعريوكان : قال. ، واملزر وهو من الذرة والشعري ينبذ حىت يشتد العسل ينبذ حىت يشتد

. )1( } كل مسكر حرام " : فقال. طي جوامع الكلم وخواتيمه قد أع رسول اهللا

. متفق عليه يف الصحيحني

إن من احلنطة مخرا ومن { قال رسول اهللا: قال وعن النعمان بن بشري

، وأنا أهنى عن كل ، ومن العسل مخرا ، ومن التمر مخرا ن الزبيب مخرا وم. الشعري مخرا؛ ، ولكن هذا يف الصحيحني عن عمر موقوفا عليه رواه أبو داود وغريه . )2( } مسكر

عن ابن و)3( } اخلمر ما خامر العقل {: فقال أنه خطب به على منرب رسول اهللا

)4( } ، وكل مسكر حرام كل مسكر مخر {: قال ، أن النيب عمر رضي اهللا عنهما

. روامها مسلم يف صحيحه )5( } ، وكل مخر حرام كل مسكر مخر {: ويف رواية

، وما كل مسكر حرام { قال رسول اهللا: قالت-رضي اهللا عنها- وعن عائشة

وروى . قال الترمذي حديث حسن. )6( } ، فملء الكف منه حرام أسكر الفرق منه

، أبو داود األشربة )5604(، النسائي األشربة )1733(، مسلم األشربة )4087(البخاري املغازي ) 1( . )2098(، الدارمي األشربة )4/417(، أمحد )3391(شربة ، ابن ماجه األ )3684 (

. )3379(، ابن ماجه األشربة )3676(، أبو داود األشربة )1872(الترمذي األشربة ) 2( . )5578(، النسائي األشربة )3032(، مسلم التفسري )4343(البخاري تفسري القرآن ) 3((، ابن ماجه األشربة )3679(، أبو داود األشربة )1861(شربة ، الترمذي األ )2003(مسلم األشربة ) 4(

. )2/98(، أمحد )3390(، ابن ماجه األشربة )3679(، أبو داود األشربة )1861(، الترمذي األشربة )2003(مسلم األشربة ) 5(

. )2/98(، أمحد )3390 . )3687(، أبو داود األشربة )1866(الترمذي األشربة ) 6(

Page 82: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

82

. )1( } ، فقليله حرام ما أسكر كثريه {: من وجوه أنه قال أهل السنن عن النيب

عن شراب يشربونه أن رجال سأل النيب { وعن جابر. وصححه احلفاظ

كل : فقال. نعم: ؟ قال أمسكر هو " : ، فقال املزر : ، يقال له بأرضهم من الذرة يا : قالوا. ، أن بسقيه من طينة اخلبال ، إن على اهللا عهدا ملن شرب املسكر مسكر حرا

رواه )2( } ، أو عصارة أهل النار عرق أهل النار: ؟ قال رسول اهللا وما طينة اخلبال

كل خممر {: قال عن النيب-ارضي اهللا عنهم-وعن ابن عباس . مسلم يف صحيحه

. رواه أبو داود )3( } ، وكل مسكر حرام مخر

، مجع رسول اهللا مبا أوتيه من جوامع واألحاديث يف هذا الباب كثرية مستفيضة ثري لكونه مأكوال ، وال تأ ، ومل يفرق بني نرع ونوع ، كل ما غطى العقل وأسكر الكلم

؛ فكل ، واحلشيشة قد تذاب يف املاء وتشرب ، على أن اخلمر قد يصطبغ هبا أو مشروبا ؛ وإمنا مل يتكلم ، وكل ذلك حرام ، واحلشيشة تؤكل وتشرب مخر يشرب ويؤكل

، أو ، يف أواخر املائة السادسة ألنه إمنا حدث أكلها من قريب : املتقدمون يف خصوصها وكلها داخلة يف الكلم ، كما أنه قد أحدثت أشربة مسكرة بعد النيب ذلك قريبا من . ، من الكتاب والسنة اجلوامع

. )3/343(، أمحد )3393(، ابن ماجه األشربة )3681(، أبو داود األشربة )1865(الترمذي األشربة ) 1( . )3/361(، أمحد )5709(، النسائي األشربة )2002(مسلم األشربة ) 2( . )1/274(، أمحد )3680(أبو داود األشربة ) 3(

Page 83: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

83

فصل حد القذف

، فإذا ، وأمجع عليها املسلمون حد القذف ومن احلدود اليت جاء هبا الكتاب والسنة هو : صن هنا، واحمل ، وجب عليه احلد مثانون جلدة قذف الرجل حمصنا بالزنا أو اللواط

. ، ويف باب حد الزنا هو الذي وطن وطئا كامال يف نكاح تام احلر العفيف

Page 84: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

84

فصل املعاصي اليت ليست هلا حدود أو كفارة

، كالذي يقبل الصيب واملرأة وأما املعاصي اليت ليس فيها حد مقدر وال كفارة ، أو يقذف الناس بغري مليتة ، كالدم وا ، أو يباشر بال مجاع أو يأكل ما ال حيل األجنبية، كوالة أموال بيت املال ، أو خيون أمانته ، ولو شيئا يسريا ، أو يسرق من غري حرز الزنا

، ، وكالوكالء والشركاء إذا خانوا ، إذا خانوا فيها ، ومال اليتيم وحنو ذلك أو الوقوف ، أو يطفف ذلك ، كالذين يغشون يف األطعمة والثياب وحنو أو من يغش يف معاملته

، أو ، أو يرتشي يف حكمه ، أو يلقن شهادة الزور ، أو يشهد بالزور املكيال وامليزان ، أو يليب داعي ، أو يتعزى بعزاء اجلاهلية ، أو يعتدي على رعيته حيكم بغري ما أنزل اهللا

، بقدر أديبا فهؤالء يعاقبون تعزيرا وتنكيال وت: ، إىل غري ذلك من أنواع احملرمات اجلاهلية فإذا كان كثريا زاد يف . ، على حسب كثرة ذلك الذنب يف الناس وقلته ما يراه الوايل

؛ فإذا كان من املدمنني وعلى حسب حال املذنب . ؛ خبالف ما إذا كان قليال العقوبة؛ وعلى حسب كرب الذنب وصغره . ؛ خبالف املقل من ذلك على الفجور زيد يف عقوبته

، ، مبا ال يعاقب من مل يتعرض إال ملرأة واحدة ن يتعرض لنساء الناس وأوالدهم فيعاقب م . أو صيب واحد

، وترك ، من قول وفعل ؛ بل هو بكل ما فيه إيالم اإلنسان وليس ألقل التعزير حد، وقد يعزر هبجره وترك ، فقد يعزر الرجل بوعظه وتوبيخه واإلغالظ له ، وترك فعل قول

، كما هجر النيب حىت يتوب إذا كان ذلك هو املصلحة السالم عليه ، كما كان النيب ، وقد يعزر بعزله عن واليته " الثالثة الذين خلفوا " وأصحابه

، كاجلندي املقاتل ؛ وقد يعزر بترك استخدامه يف جند املسلمني وأصحابه يعزرون بذلك، ، وقطع أجره نوع تعزير له ؛ فإن الفرار من الزحف من الكبائر إذا فر من الزحف

، وكذلك قد يعزر باحلبس . وكذلك األمري إذا فعل ما يستعظم فعزله عن إمارته تعزير له ؛ كما روي عن ، وقد يعزر بتسويد وجهه وإركابه على دابة مقلوبا وقد يعزر بالضرب

Page 85: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

85

، فس ود ، فإن الكاذب سود الوجه أنه أمر مبثل ذلك يف شاهد الزور عمر بن اخلطاب وجه ه ، وقل ب احلديث ال يزاد على عشرة " : ؛ فقد قيل وأما أعاله . ، فق ل ب ركوبه منهم من : مث هم على قولني. وقال كثري من العلماء ال يبلغ به احلد . " أسواط ، أو ، وهي األربعون ال يبلغ باحلر أدىن حدود احلر : " ال يبلغ به أدىن احلدود " : يقولبل ال : وقيل. ، وهي العشرون أو األربعون ، وال يبلغ بالعبد أدىن حدود العبد نالثمانو

ال يبلغ بكل ذنب حد جنسه وإن زاد على : ومنهم من يقول . يبلغ بكل منهما حد العبد ، وإن ضرب أكثر من حد ، فال يبلغ بالسارق من غري حرز قطع اليد حد جنس أخر

، كما ، وإن زاد على حد القاذف ون الزنا حد الزاين وال يبلغ مبن فعل ما د. القاذف، ، وأخذ بذلك من بيت املال أن رجال نقش على خامته روي عن عمر بن اخلطاب، مث ضربه يف اليوم الثالث ، مث ضربه يف اليوم الثاين مائة ضربة فأمر به فضرب مائة ضربة

. مائة ضربة

ربان ـيض " : حافـامرأة وجدا يف ل ، يف رجل و وروي عن اخللفاء الراشدين إن كانت أحلتها له " : يف الذي يأيت جارية امرأته وروي عن النيب {. " ائةـم

. ، وغريه مذهب أمحدوهذه األقوال يف . )1( } رجم : جلد مائة وإن مل تكن أحلتها له

أن من : ، فحكي عنه وأما مالك وغريه . ، وغريه والقوالن األوالن يف مذهب الشافعي ، إذا ، يف مثل اجلاسوس املسلم ووافقه بعض أصحاب أمحد . اجلرائم ما يبلغ به القتل

-، وجوز مالك وبعض احلنابلة ، فإن أمحد توقف يف قتله جتسس للعدو على املسلمني . ، كالقاضي أىب يعلى ، ومنعه أبو حنيفة والشافعي وبعض احلنابلة قتله-ن عقيل كاب

قتل الداعية إىل البدع املخالفة : وجوز طائفة من أصحاب الشافعي وأمحد وغريمهاإمنا جوز مالك وغريه قتل : ، وقالوا ، وكذلك كثري من أصحاب مالك للكتاب والسنة

(، ابن ماجه احلدود )4459(، أبو داود احلدود )3360(، النسائي النكاح )1451(الترمذي احلدود ) 1(

. )2329(، الدارمي احلدود )4/272(، أمحد )2551

Page 86: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

86

؛ فإن ؛ وكذلك قد قيل يف قتل الساحر ؛ ال ألجل الردة ضالقدرية ألجل الفساد يف األرإن حد {: موقوفا ومرفوعا ، وقد روي عن جندب أكثر العلماء على أنه يقتل

وعن عمر وعثمان وحفصة وعبد اهللا بن . رواه الترمذي )1( } الساحر ضربه بالسيف

، ألجل الكفر: فقال بعض العلماء. قتله-رضي اهللا عنهم-من الصحابة عمر وغريهم وكذلك . لكن مجهور هؤالء يرون قتله حدا . ألجل الفساد يف األرض: وقال بعضهم

، كما يقتل ، إذا كان جنسه يوجب القتل أبو حنيفة يعزر بالقتل فيما تكرر من اجلرائم . وس ألخذ املال وحنو ذلك ، أو اغتيال النف من تكرر منه اللواط

مبا رواه مسلم يف : وقد يستدل على أن املفسد مىت مل ينقطع شره إال بقتله فإنه يقتل من أتاكم {: يقول مسعت رسول اهللا : قال ، عن عرفجة األشجعي صحيحه

، أو يفرق مجاعتكم ، يريد أن يشق عصاكم وأمركم مجيع على رجل واحد فمن أراد أن يفرق أمر هذه . ، وهنات ستكون هنات {: ويف رواية . )2( } فاقتلوه

. )3( } يع فاضربوه بالسيف كائنا من كاناألمة وهي مج

؛ بدليل ما رواه أمحد يف وكذلك قد يقال يف أمره بقتل شارب اخلمر يف الرابعة إنا : لت يا رسول اهللا فق سأل رسول اهللا {: قال ، عن ديلم احلمريي املسند

، وعلى ، وإنا نتخذ شرابا من القمح نتقوى به على أعمالنا بأرض نعاجل هبا عمال شديدا . قلت إن الناس غري تاركيه. فاجتنبوه: قال. ؛ قلت نعم هل يسكر: فقال. برد بالدنا

مل يندفع الصائل ، فإذا وهذا ألن املفسد كالصائل . )4( } فإن مل يتركوه فاقتلوهم: قال

. إال بالقتل قتل

. )1460(الترمذي احلدود ) 1( . )1852(مسلم اإلمارة ) 2( . )4/341(، أمحد )4762(، أبو داود السنة )4020(، النسائي حترمي الدم )1852(مسلم اإلمارة ) 3( . )4/232(، أمحد )3683(د األشربة أبو داو) 4(

Page 87: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

87

: ومجاع ذلك أن العقوبة نوعان

، كجلد الشارب ، جزاء مبا كسب نكاال من اهللا على ذنب ماض) أحدمها( . ، وقطع احملارب والسارق والقاذف، كما يستتاب املرتد ، وترك حمرم يف املستقبل العقوبة لتأدية حق واجب ) الثاين( و

وكما يعاقب تارك الصالة والزكاة وحقوق اآلدميني . ؛ وإال قتل تاب، فإن حىت يسلموهلذا جيوز أن يضرب . فالتعزير يف هذا الضرب أشد منه يف الضرب األول . حىت يؤدوها

واحلديث الذي يف . ، أو يؤدي الواجب عليه مرة بعد مره حىت يؤدي الصالة الواجبة ال جيلد فوق عشرة أسواط إال يف حد من {: الـه ق ـ أن ، عن النيب الصحيحني

، بأن املراد حبدود اهللا ما حرم حلق قد فسره طائفة من أهل العلم. )1( } حدود اهللا

مثل آخر : ، فإن احلدود يف لفظ الكتاب والسنة يراد هبا الفصل بني احلالل واحلرام اهللاy7 {: فيقال يف األول. احلالل وأول احلرام ù=Ï? ߊρ߉ãn «!$# Ÿξ sù $ yδρ ߉tG ÷è s? 4 { )2( ) سورة

=y7ù {: ويقال يف الثاين. )229البقرة من اآلية Ï? ߊρ ߉ãn «!$# Ÿξ sù $ yδθ ç/tø)s? 3 . )187سورة البقرة من اآلية ( )3( }

أن من ضرب : ومراد احلديث . ، فهو عرف حادث وأما تسمية العقوبة املقدرة حدا . يد على عشر جلدات ، ال يز ، كضرب الرجل امرأته يف النشوز حلق نفسه

؛ فإن خيار األمور هو اجللد املعتدل بالسوط : واجللد الذي جاءت به الشريعة وال يكون اجللد . " ، وسوط بني سوطني ضرب بني ضربني " ، قال علي أوساطها

. ، بل الدرة تستعمل يف التعزير ، وال يكتفي فيه بالدرة بالعصي وال باملقارع

(، أبو داود احلدود )1463(، الترمذي احلدود )1708(، مسلم احلدود )6458(البخاري احلدود ) 1(

. )2314(، الدارمي احلدود )4/45(، أمحد )2601(، ابن ماجه احلدود )4491 . 229: سورة البقرة آية ) 2( . 187: سورة البقرة آية ) 3(

Page 88: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

88

يؤدب ، وكان عمر بن اخلطاب بد فيها من اجللد بالسوط، فال أما احلدود ؛ بل يرتع عنه ما مينع كم ، وال جترد ثيابه كلها فإذا جاءت احلدود دعا بالسوط : بالدرة، وال يضرب وال يربط إذا مل حيتج إىل ذلك . ، من احلشايا والفراء وحنو ذلك الضربوال يضرب . )1( } إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه {: قال ، فإن النيب وجهه

، كالظهر ، ويعطي كل عضو حظه من الضرب فإن املقصود تأديبه ال قتله . مقاتله . واألكتاف والفخذين وحنو ذلك

. )2/519(، أمحد )2612(، مسلم الرب والصلة واآلداب )2421(البخاري العتق ) 1(

Page 89: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

89

فصل العقوبات اليت جاءت هبا الشريعة ملن عصى اهللا ورسوله

عقوبة : أحدمها : ت هبا الشريعة ملن عصى اهللا ورسوله نوعانالعقوبات اليت جاء، كاليت عقاب الطائفة املمتنعة: والثاين. ، كما تقدم ، من الواحد والعدد املقدور عليه

. ال يقدر عليها إال بقتال

، فكل من بلغته دعوة رسول ، أعداء اهللا ورسوله فأصل هذا هو جهاد الكفار ، حىت ال تكون فتنة( ؛ فإنه جيب قتاله الذي بعثه به فلم يستجب له إىل دين اهللا اهللا

. )ويكون الدين كله هللا

مل يأذن له يف قتل أحد على : ، وأمره بدعوة اخللق إىل دينه وألن اهللا ملا بعث نبيهtβ {: ، فأذن له وللمسلمني بقوله تعاىل ، حىت هاجر إىل املدينة ذلك وال قتاله ÏŒé& t Ï% ©# Ï9

šχθ è= tG≈s)ムöΝßγ ¯Ρr'Î/ (#θ ßϑ Î=àß 4 ¨β Î)uρ ©!$# 4’n?tã óΟÏδ ÎóÇtΡ íƒ Ï‰s)s9 ∩⊂∪ t Ï% ©!$# (#θã_ Ì÷z é& ÏΒ ΝÏδ Ì≈ tƒ ÏŠ Îötó Î/ @d,ym HωÎ) χ r& (#θ ä9θ à)tƒ $ oΨ š/u‘ ª!$# 3 Ÿω öθ s9uρ ßìøùyŠ «!$# }¨$ ¨Ζ9$# Νåκ|Õ÷è t/ <Ù ÷èt7Î/ ôMtΒ Ïd‰çλ°; ßìÏΒ≡uθ |¹ Óìu‹Î/ uρ

ÔN≡uθ n= |¹ uρ ߉Éf≈ |¡tΒ uρ ãŸ2 õ‹ãƒ $ pκ Ïù ãΝó™ $# «!$# #ZÏVŸ2 3 χ uÝÇΖuŠs9uρ ª!$# tΒ ÿ…çν çÝÇΨ tƒ 3 χ Î) ©!$# :” Èθ s)s9  Ì“ tã ∩⊆⊃∪ t Ï%©!$# βÎ) öΝßγ≈Ψ ©3¨Β ’Îû ÇÚö‘ F{$# (#θ ãΒ$ s% r& nο 4θ n= ¢Á9$# (#âθ s?# uuρ nο 4θ Ÿ2 ¨“9$# (#ρãtΒ r&uρ

Å∃ρ ã÷è yϑ ø9$$ Î/ (#öθ yγ tΡuρ Çtã Ìs3Ζßϑ ø9$# 3 ¬!uρ èπ t6 É)≈ tã Í‘θ ãΒW{$# ∩⊆⊇∪ { )1( ) 39اآليات : سورة احلج-

41( .

ÏG=| {: مث إنه بعد ذلك أوجب عليهم القتال بقوله تعاىل ä. ãΝà6ø‹n= tæ ãΑ$ tFÉ)ø9$# uθ èδ uρ ×ν ö ä. öΝä3©9 ( # |¤ tã uρ β r& (#θ èδtõ3s? $ \↔ ø‹x© uθ èδuρ ×öyz öΝà6©9 ( # |¤ tã uρ β r& (#θ™6 Ås è? $ \↔ø‹x© uθ èδ uρ @Ÿ° öΝä3©9 3 ª!$#uρ

ãΝn= ÷è tƒ óΟçFΡr&uρ Ÿω šχθ ßϑ n= ÷ès? ∩⊄⊇∉∪ { )2( ) 216اآلية : سورة البقرة( .

، وذم التاركني له . ، يف عامة السور املدنية وأكد اإلجياب وعظم أمر اجلهاد

. 41: 39سورة احلج اآليات من ) 1( . 216: سورة البقرة آية ) 2(

Page 90: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

90

≅ö { تعاىل ، وقال ووصفهم بالنفاق ومرض القلوب è% β Î) tβ% x. öΝä.äτ !$ t/# u öΝà2 äτ !$ oΨö/r&uρ öΝä3çΡ≡uθ ÷z Î)uρ ö/ä3ã_≡uρ ø— r&uρ óΟä3è?uϱtã uρ îΑ≡uθ øΒ r&uρ $ yδθßϑ çG øùutIø% $# ×ο t≈ pgÏBuρ tβ öθ t±øƒ rB $ yδ yŠ$ |¡x. ßÅ3≈ |¡tΒ uρ !$ yγ tΡöθ |Ê ös?

¡=ym r& Νà6ø‹s9Î) š∅ ÏiΒ «!$# Ï& Î!θ ß™ u‘ uρ 7Š$ yγ Å_ uρ ’ Îû Ï& Î#‹Î7y™ (#θ ÝÁ −/utIsù 4 ®L ym š† ÎAù'tƒ ª!$# Íν Íö∆ r'Î/ 3 ª!$# uρ

Ÿω “ ωöκu‰ tΠöθ s)ø9$# šÉ)Å¡≈ xø9$# ∩⊄⊆∪ { )1( ) وقال تعاىل. )24اآلية : سورة التوبة :

} $ yϑ ¯ΡÎ) šχθ ãΨÏΒ ÷σßϑ ø9$# t Ï% ©!$# (#θ ãΖtΒ#u «!$$ Î/ Ï& Î!θ ß™ u‘ uρ §ΝèO öΝs9 (#θ ç/$ s?ötƒ (#ρ ߉yγ≈ y_ uρ öΝÎγ Ï9≡uθ øΒ r'Î/ óΟÎγ Å¡àΡr&uρ

’ Îû È≅‹ Î6 y™ «!$# 4 y7Íׯ≈ s9'ρ é& ãΝèδ šχθ è% ω≈¢Á9$# ∩⊇∈∪ { )2( )15اآلية : ورة احلجرات ـس( .

*sŒÎ#! {: اىلـال تعـوق sù ôM s9Ì“Ρé& ×ο u‘θ ß™ ×π yϑ s3øt ’Χ tÏ.èŒuρ $ pκ Ïù ãΑ$ tFÉ)ø9$#   |M ÷ƒ r&u‘ t Ï% ©!$# ’ Îû ΝÍκÍ5θ è= è% ÖÚtΒ tβρ ãÝàΖtƒ y7ø‹s9Î) tsàtΡ Äc Å´ øó yϑø9$# ϵ ø‹n= tã zÏΒ ÏNöθ yϑ ø9$# ( 4’ n< ÷ρ r'sù óΟßγ s9 ∩⊄⊃∪ ×π tã$sÛ ×Αöθ s% uρ Ô∃ρ ã÷è ¨Β 4 #sŒÎ* sù

tΠt“ tã ãøΒ F{$# öθ n= sù (#θè% y‰|¹ ©!$# tβ% s3s9 #Zöyz öΝçλ°; ∩⊄⊇∪ ö≅ yγ sù óΟçFøŠ |¡tã βÎ) ÷Λä øŠ©9uθ s? β r& (#ρ ߉šøè? ’Îû ÇÚö‘ F{ $#

(#þθ ãèÏeÜs)è?uρ öΝä3tΒ$ ym ö‘ r& ∩⊄⊄∪ { )3( ) هذا ف. )22، 21 واآليتان 20من اآلية : سورة حممد

. كثري يف القرآن

$ {: اليت يقول فيها " سورة الصف " وكذلك تعظيمه وتعظيم أهله يف pκš‰ r'≈ tƒ t Ï% ©! $# (#θ ãΖtΒ#u ö≅ yδ ö/ä3—9ߊr& 4’ n?tã ;ο t≈ pgÏB /ä3Š ÉfΖè? ôÏiΒ A># x‹tã 8Λ Ï9r& ∩⊇⊃∪ tβθ ãΖÏΒ ÷σè? «!$$ Î/ Ï& Î!θ ß™ u‘ uρ tβρ ߉Îγ≈ pgéBuρ ’ Îû È≅‹ Î6 y™ «!$# óΟä3Ï9≡uθ øΒ r'Î/ öΝä3Å¡àΡr&uρ 4 ö/ä3Ï9≡sŒ ×öyz ö/ä3©9 β Î) ÷ΛäΖä. tβθ çΗ s>÷è s? ∩⊇⊇∪ öÏøó tƒ ö/ä3s9 ö/ä3t/θ çΡèŒ

óΟä3ù= Åz ô‰ãƒ uρ ;M≈ ¨Ζy_ “ ÌøgrB ÏΒ $ pκÉJ øt rB ã≈ pκ÷ΞF{$# zÅ3≈ |¡tΒ uρ Zπ t6 ÍhŠsÛ ’Îû ÏM≈Ζy_ 5β ô‰tã 4 y7 Ï9≡sŒ ã— öθ xø9$# ãΛ Ïàyè ø9$#

∩⊇⊄∪ 3“ t÷z é&uρ $ uη tΡθ ™7Ït éB ( ×óÇtΡ zÏiΒ «!$# Óx ÷G sùuρ Ò=ƒ Ìs% 3 ÎÅe³o0 uρ tÏΖÏΒ ÷σßϑ ø9$# ∩⊇⊂∪ { )4( ) سورة الصف :

Λä÷ * {: وقوله تعاىل. )13-10اآليات ù= yè y_ r& sπ tƒ$ s)Å™ Ædl !$ pt ø: $# nο u‘$ yϑ Ïãuρ ωÉf ó¡yϑ ø9$# ÏΘ#tpt ø: $#

. 24: سورة التوبة آية ) 1( . 15: سورة احلجرات آية ) 2( . 22، 21 واآليتان 20سورة حممد من اآلية ) 3( . 13: 10 اآليات من سورة الصف) 4(

Page 91: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

91

ôyϑ x. ztΒ#u «!$$ Î/ ÏΘöθ u‹ø9$#uρ ÌÅz Fψ$# y‰yγ≈ y_ uρ ’ Îû È≅‹ Î6 y™ «!$# 4 Ÿω tβ… âθ tFó¡tƒ y‰ΖÏã «!$# 3 ª!$#uρ Ÿω “ωöκu‰ tΠöθ s)ø9$# tÏΗ Í>≈ ©à9$# ∩⊇∪ t Ï%©!$# (#θ ãΖtΒ#u (#ρ ãy_$ yδ uρ (#ρ ߉yγ≈ y_ uρ ’Îû È≅‹ Î6 y™ «!$# ôΜÏλÎ;≡uθ øΒ r'Î/ öΝÍκŦ àΡr&uρ ãΝsàôã r& ºπ y_ u‘ yŠ y‰Ψ Ïã «!$# 4 y7 Íׯ≈ s9'ρ é&uρ ç/èφ tβρâ“ Í← !$ xø9$# ∩⊄⊃∪ öΝèδçÅe³t6 ムΟßγ š/u‘ 7πyϑ ôm tÎ/ çµ ÷ΨÏiΒ 5β≡uθ ôÊ Í‘ uρ ;M≈Ζy_ uρ öΝçλ°;

$ pκ Ïù ÒΟŠ Ïè tΡ íΟŠ É)•Β ∩⊄⊇∪ š Ï$ Î#≈ yz !$ pκ Ïù #´‰t/r& 4 ¨β Î) ©!$# ÿ…çν y‰Ψ Ïã íô_ r& ÒΟŠ Ïàtã ∩⊄⊄∪ { )1( ) سورة

tΒ £‰s?ötƒ öΝä3ΨÏΒ tã ϵ {: وقوله تعاىل . )22-19اآليات : التوبة ÏΖƒ ÏŠ t∃öθ |¡sù ’ ÎAù'tƒ ª!$# 5Θöθ s)Î/ öΝåκ™: Ït ä† ÿ…çµ tΡθ ™6 Ït ä†uρ A'©!ÏŒr& ’ n?tã tÏΖÏΒ ÷σßϑ ø9$# >ο ¨“ Ïã r& ’ n?tã t ÍÏ≈ s3ø9$# šχρ ߉Îγ≈pgä† ’ Îû È≅‹ Î6 y™ «!$# Ÿω uρ

tβθ èù$ sƒ s† sπ tΒöθ s9 5ΟÍ← Iω 4 y7Ï9≡sŒ ã≅ ôÒ sù «!$# ϵŠ Ï?÷σムtΒ â!$ t±o„ 4 ª!$#uρ ììÅ™≡uρ íΟŠ Î= tæ ∩∈⊆∪ { )2( ) سورة

š {: وقال تعاىل. )54من اآلية : املائدة Ï9≡sŒ óΟßγ ¯Ρr'Î/ Ÿω óΟßγ ç6 ÅÁムØ'yϑ sß Ÿω uρ Ò=|Á tΡ Ÿω uρ ×π |Á yϑ øƒ xΧ ’Îû È≅‹ Î6 y™ «!$# Ÿω uρ šχθ ä↔ sÜtƒ $ Y∞ÏÛöθ tΒ àá‹Éó tƒ u‘$ ¤à6ø9$# Ÿω uρ šχθ ä9$ uΖtƒ ôÏΒ 5iρ ߉tã ¸ξø‹¯Ρ ω Î)

|=ÏG ä. Οßγ s9 ϵ Î/ ×≅ yϑ tã ìx Î=≈|¹ 4 χ Î) ©!$# Ÿω ßì‹ÅÒ ãƒ tô_ r& tÏΖÅ¡ós ßϑ ø9$# ∩⊇⊄⊃∪ Ÿω uρ šχθ à)ÏΨムZπ s)xtΡ Zο uÉó |¹ Ÿω uρ Zο uÎ7Ÿ2 Ÿω uρ šχθ ãèsÜø)tƒ $ ºƒ ÏŠ# uρ ω Î) |=ÏG à2 öΝçλm; ÞΟßγ tƒ Ì“ ôf u‹Ï9 ª!$# z|¡ôm r& $ tΒ (#θ çΡ$ Ÿ2

tβθ è= yϑ÷è tƒ ∩⊇⊄⊇∪ { )3( ) ر ما يتولد من فذك . )121، 120من اآليتني : سورة التوبة

. ، وما يباشرونه من األعمال أعماهلم

. ، أكثر من أن حيصر ، وذكر فضائله يف الكتاب والسنة واألمر باجلهاد

، وكان باتفاق العلماء أفضل من احلج وهلذا كان أفضل ما تطوع به اإلنسان ، حىت قال كما دل عليه الكتاب والسنة . ، وصوم التطوع ، ومن صالة التطوع والعمرة : وقال. )4( } ، وذروة سنامه اجلهاد ، وعموده الصالة رأس األمر اإلسالم { النيب

، أعدها ، كما بني السماء واألرض ، ما بني الدرجة والدرجة إن يف اجلنة ملائة درجة {

. 22: 19سورة التوبة اآليات من ) 1( . 54: سورة املائدة آية ) 2( . 121، 120: سورة التوبة اآليتان ) 3( . )5/231(، أمحد )3973(، ابن ماجه الفنت )2616(الترمذي اإلميان ) 4(

Page 92: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

92

من اغربت قدماه يف سبيل اهللا {: متفق عليه وقال. )1( } اهللا للمجاهدين يف سبيله

رباط يوم وليلة يف سبيل اهللا خري { ، وقال رواه البخاري)2( } نارحرمه اهللا على ال

، وأجري عليه ، وإن مات أجري عليه عمله الذي كان يعمله من صيام شهر وقيامه، خري رباط يوم يف سبيل اهللا {: رواه مسلم ويف السنن . )3( } ، وأمن الفتان رزقه

، عني بكت عينان ال متسهما النار { وقال)4( } من ألف يوم فيما سواه من املنازل

ويف . قال الترمذي حديث حسن)5( } ، وعني باتت حترس يف سبيل اهللا من خشية اهللا

، ويصام ، أفضل من ألف ليلة يقام ليلها حرس ليلة يف سبيل اهللا {: مسند اإلمام أمحد

، أخربين بشيء يعدل يا رسول اهللا: أن رجال قال {: ويف الصحيحني)6( } هنارها

هل تستطيع إذا خرج : ؛ قال به أخربين: قال. ال تستطيع : ؛ قال اجلهاد يف سبيل اهللا. " فذلك الذي يعدل اجلهاد: قال. ؟ قال ال ، وتقوم ال تفتر اجملاهد أن تصوم ال تفطر

. )7( } ، وسياحة أميت اجلهاد يف سبيل اهللا إن لكل أمة سياحة " قال ويف السنن أنه

وهو ظاهر . ه، مل يرد يف ثواب األعمال وفضلها مثل ما ورد في وهذا باب واسع، ومشتمل على مجيع ؛ فإن نفع اجلهاد عام لفاعله ولغريه يف الدين والدنيا عند االعتبار

، ، واإلخالص له ، فإنه مشتمل من حمبة اهللا تعاىل أنواع العبارات الباطنة والطاهرة ، وسائر أنواع ، وذكر اهللا ، والصرب والزهد ، وتسليم النفس واملال له والتوكل عليه

. )2/335(، أمحد )6987(البخاري التوحيد ) 1( . )3/479(، أمحد )3116(، النسائي اجلهاد )1632(، الترمذي فضائل اجلهاد )865(معة البخاري اجل) 2( . )5/441(، أمحد )3167(، النسائي اجلهاد )1665(، الترمذي فضائل اجلهاد )1913(مسلم اإلمارة ) 3( . )2424(ي اجلهاد ، الدارم )1/75(، أمحد )3169(، النسائي اجلهاد )1667(الترمذي فضائل اجلهاد ) 4( . )1639(الترمذي فضائل اجلهاد ) 5( . )2770(ابن ماجه اجلهاد ) 6(، النسائي )1619(، الترمذي فضائل اجلهاد )1878(، مسلم اإلمارة )2633(البخاري اجلهاد والسري ) 7(

. )2/344(، أمحد )3128(اجلهاد

Page 93: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

93

. ؛ على ما ال يشتمل عليه عمل آخر األعمال

، وإما ؛ إما النصر والظفر والقائم به من الشخص واألمن أن إحدى احلسنيني دائما . الشهادة واجلنة

، ففيه استعمال حمياهم ومماهتم يف غاية سعادهتم فإن اخللق ال بد هلم من حميا وممات ؛ وإن من الناس من يركب يف ادتني أو نقصهما، ويف تركه ذهاب السع يف الدنيا واآلخرة

، فاجلهاد أنفع فيهما من كل عمل األعمال الشديدة يف الدين أو الدنيا مع قلة منفعتها ، فموت الشهيد أيسر من كل ، وقد يرغب يف ترفيه نفسه حىت يصادفه املوت شديد . ، وهي أفضل امليتات ميتة

، ، ومقصوده هو أن يكون الدين كله هللا هاد وإذا كان أصل القتال املشروع هو اجل وأما من مل . ، فمن امتنع من هذا قوتل باتفاق املسلمني وأن ت كون كلمة اهللا هي العليا ، ، واألعمى ، والشيخ الكبري ، كالنساء والصبيان والراهب يكن من أهل املمانعة واملقاتلة

، وإن كان ال أن يقاتل بقوله أو فعله ؛ إ ، وحنوهم فال يقتل عند مجهور العلماء والزمن ؛ لكوهنم ماال ؛ إال النساء والصبيان بعضهم يرى إباحة قتل اجلميع جملرد الكفر

، ، إذا أردنا إظهار دين اهللا ؛ ألن القتال هو ملن يقاتلنا واألول هو الصواب . للمسلمنيθ#) {: كما قال اهللا تعاىل è= ÏG≈ s% uρ ’Îû È≅‹ Î6 y™ «!$# t Ï% ©!$# óΟä3tΡθ è= ÏG≈ s)ムŸω uρ (#ÿρ ߉tG ÷ès? 4 χ Î) ©!$# Ÿω

=Ås ムš ωtG ÷è ßϑø9$# ∩⊇⊃∪ { )1( ) هـن عنـويف السن. )190اآلية : سورة البقرة

ما كانت : فقال. ، قد وقف عليها الناس أنه مر على امرأة مقتولة يف بعض مغازيه {

ذرية وال ال تقتلوا: إحلق خالدا فقل له {: وقال ألحدهم)2( } هذه لتقاتل

، وال ال تقتلوا شيخا فانيا {: أنه كان يقول وفيها أيضا عنه. )3( } عسيفا

. 190: سورة البقرة آية ) 1( . )4/179(، أمحد )2842(، ابن ماجه اجلهاد )2669(هاد أبو داود اجل) 2( . )4/179(، أمحد )2842(، ابن ماجه اجلهاد )2669(أبو داود اجلهاد ) 3(

Page 94: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

94

. )1( } ، وال امرأة رياـال صغ ـطف

، كما قال خللق وذلك أن اهللا تعاىل أباح من قتل النفوس ما ي حتاج إليه يف صالح ا èπ {: تعاىل uΖ÷FÏø9$#uρ ‘‰x© r& zÏΒ È≅÷G s)ø9$# 4 { )2( ) أي أن . )217من اآلية : سورة البقرة

، فمن مل أكرب منهالقتل وإن كان فيه شر وفساد ففي فتنة الكفار من الشر والفساد ما هو : ؛ وهلذا قال الفقهاء مينع املسلمني من إقامة دين اهللا مل تكن مضرة كفره إال على نفسه

. ، يعاقب مبا ال يعاقب به الساكت إن الداعية إىل البدع اخلالفة للكتاب والسنة

؛ ولكن إذا أن اخلطيئة إذا أخفيت مل تضر إال صاحبها {: وجاء يف احلديث

. } ظهرت فلم شكر ضرت العامة

؛ بل إذا ، ومل توجب قتل املقدور عليهم منهم وهلذا أوجبت الشريعة قتال الكفار ، ، أو يضل الطريق إلينا، مثل أن تلقيه السفينة ، أو غري القتال أسر الرجل منهم يف القتال

، أو ، أو املن عليه ، أو استعباده ، فإنه يفعل فيه اإلمام األصلح من قتله أو يؤخذ حبيلة ، وإن كان من ، كما دل عليه الكتاب والسنة ، عند أكثر الفقهاء مفاداته مبال أو نفس

. الفقهاء من يرى املن عليه ومفاداته منسوخا

، أو يعطوا اجلزية عن يد وهم ، حىت يسلموا وس فيقاتلون فأما أهل الكتاب واجمل . صاغرون

إال أن عامتهم ال يأخذوهنا . ومن سواهم فقد اختلف الفقهاء يف أخذ اجلزية منهم ، وامتنعت من بعض شرائعه الظاهرة ، وأميا طائفة انتسبت إىل اإلسالم من العرب، كما قاتل أبو ، حىت يكون الدين كله هللا ، فإنه جيب جهادها باتفاق املسلمني املتواترة

، وكان قد توقف يف مانعي الزكاة-رضي اهللا عنهم- وسائر الصحابة بكر الصديقرضي اهللا -، حىت قال عمر بن اخلطاب أليب بكر ، مث اتفقوا قتاهلم بعض الصحابة

. )2614(أبو داود اجلهاد ) 1( . 191: سورة البقرة آية ) 2(

Page 95: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

95

أمرت أن أقاتل الناس حىت يشهدوا { كيف تقاتل الناس وقد قال رسول اهللا-عنهما

، فقد عصموا مين دماءهم وأمواهلم إال ، فإذا قالوها أن ال إله إال اهللا وأن حممدا رسول اهللا ، واهللا لو حقها فإن الزكاة من : ، فقال له أبو بكر )1( } ؛ وحساهبم على اهللا حبقها

فما هو إال : لقاتلتهم على منعهم قال عمر منعوين عناقا كانوا يؤدوهنا إىل رسول اهللا . ، فعلمت أنه احلق أن رأيت اهللا قد شرح صدر أيب بكر للقتال

، ففي الصحيحني عن علي من وجوه كثرية أنه أمر بقتال اخلوارج وقد ثبت عنهسيخرج قوم يف آخر الزمان {: يقول رسول اهللامسعت: قال بن أيب طالب

، ، ال جياوز إمياهنم حناجرهم ، سفهاء األحالم يقولون من قول خري الربية حداث األسنان، فإن يف قتلهم ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ميرقون من الدين كما ميرق السهم من الرمية

عت ـمس: قال لم عن علي ـويف رواية ملس. )2( } أجرا ملن قتلهم يوم القيامة

القرآن ليس قراءتكم إىل قراءهتم خيرج قوم من أميت يقرءون {: يقول ول اهللاـرس

، ال ، يقرءون القرآن حيسبون أنه هلم وهو عليهم ، وال صالتكم إىل صالهتم بشيء بشيء، لو يعلم اجليش ، ميرقون من اإلسالم كما ميرق السهم من الرمية جتاوز قراءهتم تراقيهم

، وعن أيب سعيد . )3( } الذين يصيبوهنم ما قضى هلم على لسان نبيهم لنكلوا عن العمل

؛ لئن ، ويدعون أهل األوثان يقتلون أهل اإلسالم {: يف هذا احلديث عن رسول اهللا

تكون أميت فرقتني {: ، ويف رواية ملسلم متفق عليه)4( } أدركتهم ألقتلنهم قتل عاد

. )22(، مسلم اإلميان )25(البخاري اإلميان ) 1(4102(، النسائي حترمي الدم )1066(، مسلم الزكاة )6531(دين واملعاندين وقتاهلم البخاري استتابة املرت ) 2(

. )4767(، أبو داود السنة ) . )1066(مسلم الزكاة ) 3( . )2578(النسائي الزكاة ) 4(

Page 96: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

96

. )1( } ، يلي قتلهم أوىل الطائفتني باحلق فتخرج من بينهما مارقة

، ملا حصلت الفرقة بني أهل العراق والشام فهؤالء الذين قتلهم أمري املؤمنني علي، وأن أن كال الطائفتني املفترقتني من أمته بني النيب. مون احلرورية وكانوا يس

، ومل حيرض إال على قتال أولئك املارقني الذين أصحاب علي أوىل الطائفتني باحلق ، واستحلوا دماء من سواهم من املسلمني ، وفارقوا اجلماعة خرجوا من اإلسالم

. وأمواهلم

، وإن ، أنه يقاتل من خرج عن شريعة اإلسالم األمة فثبت بالكتاب والسنة وإمجاع . تكلم بالشهادتني

، ، كركعيت الفجر ، لو تركت السنة الراتبة وقد اختلف الفقهاء يف الطائفة املمتنعة ، فيقاتل فأما الواجبات واحلرمات الظاهرة واملستفيضة. ؛ على قولني هل جيوز قتاهلا، ويصوموا ، ويؤدوا الزكاة أن يقيموا الصلوات املكتوبات ، حىت يلتزموا عليها باالتفاق، وأكل من نكاح األخوات: ، ويلتزموا ترك احملرمات ، وحيجوا البيت شهر رمضان

. ، وحنو ذلك ، واالعتداء على املسلمني يف النفوس واألموال اخلبائث

فأما إذا . لون عليه إليهم مبا يقات وقتال هؤالء واجب ابتداء بعد بلوغ دعوة النيب . ، كما ذكرناه يف قتال املمتنعني من املعتدين قطاع الطرق بدأوا املسلمني فيتأكد قتاهلم ، كمانعي الزكاة واخلوارج ، واملمتنعني عن بعض الشرائع وأبلغ اجلهاد الواجب للكفار

ا قام به ، إذ ، فهو فرض على الكفاية فإذا كان ابتداء . جيب ابتداء ودفعا : وحنوهم ω {: ، كما قال اهللا تعاىل البعض سقط الفرض عن الباقني وكان الفضل ملن قام به

“ Èθ tG ó¡o„ tβρ ߉Ïè≈s)ø9$# zÏΒ tÏΖÏΒ ÷σßϑ ø9$# çöxî ’Í< 'ρ é& Í‘ uœØ9$# { )2(اآلية )95اآلية : سورة النساء( .

، فإنه يصري دفعه واجبا على املقصودين فأما إذا أراد العدو اهلجوم على املسلمني

. )3/32(، أمحد )4667(، أبو داود السنة )1065(مسلم الزكاة ) 1( . 95: سورة النساء آية ) 2(

Page 97: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

97

ÈβÎ)uρ öΝä.ρ {: ، كما قال اهللا تعاىل ، إلعانتهم ، وعلى غري املقصودين كلهم ç|ÇΖoKó™ $# ’Îû

È Ïd‰9$# ãΝà6ø‹n= yè sù çóÇΖ9$# ω Î) 4’ n?tã ¤Θöθ s% öΝä3oΨ ÷ t/ Νæη uΖ÷ t/uρ ×,≈ sVŠÏiΒ 3 { )1( )من اآلية : سورة األنفال

، وسواء كان الرجل من املرتزقة للقتال أو مل بنصر املسلم وكما أمر النيب . )72، ، مع القلة والكثرة د بنفسه وماله وهذا جيب حبسب اإلمكان على كل أح . يكن

، كما كان املسلمون ملا قصدهم العدو عام اخلندق مل يأذن اهللا يف ترى واملشي والركوب ، الذي قسمهم فيه إىل قاعد ، كما أذن يف ترك اجلهاد ابتداء لطلب العدو ألحد } tβθ بل ذم الذين يستأذنون النيب . وخارج ä9θ à)tƒ ¨β Î) $ uΖs?θ ã‹ç/ ×ο u‘ öθ tã $ tΒ uρ }‘Ïδ >ο u‘ öθ yèÎ/ ( β Î)

tβρ ߉ƒÌムω Î) #Y‘# tÏù ∩⊇⊂∪ { )2( ) 13سورة األحزاب من اآلية( .

، يار، وذلك قتال اخت ، وهو قتال اضطرار فهذا دفع عن الدين واحلرمة واألنفس فهذا النوع من . ، كغزاة تبوك وحنوها ، وإلرهاب العدو للزيادة يف الدين وإعالئه

. ، هو للطوائف املمتنعة العقوبة

فأما غري املمتنعني من أهل ديار اإلسالم وحنوهم فيجب إلزامهم بالواجبات اليت هي . املعامالت وغري ذلك ، من أداء األمانات والوفاء بالعدد يف مباين اإلسالم اخلمس وغريها

، فإن من رجاهلم ونسائهم فإنه يؤمر بالصالة : فمن كان ال يصلي من مجيع الناس، مث إن أكثرهم يوجبون قتله إذا مل يصل . امتنع عوقب حىت يصلي بإمجاع العلماء

؛ على قولني مشهورين وهل يقتل كافرا أو مرتدا أو فاسقا . فيستتاب فإن تاب وإال قتل، وهذا مع اإلقرار واملنقول عن أكثر السلف يقتضي كفره . يف مذهب أمحد وغريه

. بالوجوب

بل جيب على األولياء أن يأمروا الصيب : فأما من جحد الوجوب فهو كافر باالتفاق مروهم {: حيث قال ، كما أمر النيب ، ويضربوه عليها لعشر بالصالة إذا بلغ سبعا

. 72: سورة األنفال آية )1( . 13: سورة األحزاب آية ) 2(

Page 98: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

98

وكذلك ما )1( } ، وفرقوا بينهم يف املضاجع ، واضربوهم عليها لعشر بالصالة لسبع

. حتتاج إليه الصالة من الطهارة الواجبة وحنوها

الة ـم صلوا هب ـوأمرهم بأن يص . ومن متام ذلك تعاهد مساجد املسلمني وأئمتهم وصلى {. رواه البخاري)2( } صلوا كما رأيتموين أن أصلي {: حيث قال النيب

. )3( } إمنا فعلت هذا لتأمتوا يب ولتعلموا صاليت ( : قالمرة بأصحابه على طرف املنرب ف

فال يفوهتم ما يتعلق بفعله من . وعلى إمام الناس يف الصالة وغريها أن ينظر هلم بل على كل إمام للصالة أن يصلي هبم صالة كاملة وال يقتصر على ما : كمال دينهم

، ، وكذلك على إمامهم يف احلج ذرجيوز للمنفرد االقتصار عليه من قدر األجزاء إال لع أال ترى أن الوكيل والويل يف البيع والشراء عليه أن ي تصرف ملوكله . وأمريهم يف احلرب

فأمر . ؟ وهو يف مال نفسه يفوت نفسه ما شاء وملوليه على الوجه األصلح له يف ماله . ، وقد ذكر الفقهاء هذا املعىن الدين أهم

؛ وإال صلح للطائفتني دينهم ودنياهم : صالح دين الناس ومىت اهتمت الوالة بإ، ، وإخالص الدين كله هللا ومالك ذلك كله صالح النية للرعية . اضطربت األمور عليهم

، كما أمرنا أن نقول فإن اإلخالص والتوكل مجاع صالح اخلاصة والعامة . والتوكل عليهx‚$−ƒ {: يف صالتنا Î) ߉ç7÷è tΡ y‚$ −ƒ Î)uρ ÚÏè tG ó¡nΣ ∩∈∪ { )4( )فإن ) 5اآلية : سورة الفاحتة

أن {وقد روي . إهنما جيمعان معاين الكتب املرتلة من السماء: هاتني الكلمتني قد قيل

، وإياك ، إياك نعبد يا مالك يوم الدين " : ، فقال كان مرة يف بعض مغازيه النيب

. )2/187(، أمحد )495(أبو داود الصالة ) 1( . )1253(، الدارمي الصالة )605(البخاري األذان ) 2(/5(، أمحد )1080(، أبو داود الصالة )739(، النسائي املساجد )544(مسلم املساجد ومواضع الصالة ) 3(

339( . . 5: سورة الفاحتة آية ) 4(

Page 99: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

99

وقد ذكر ذلك يف غري موضع من . } فجعلت الرءوس تندر عن كواهلها " عنينست

çν {: كتابه كقوله ô‰ç6 ôã$$ sù ö≅ 2 uθ s?uρ ϵ ø‹n= tã 4 { )1( ) وقوله ) 123من اآلية : سورة هود

ϵ {: تعاىل ø‹n= tã àM ù=©.uθ s? ϵ ø‹s9Î)uρ Ü=ŠÏΡé& ∩∇∇∪ { )2( ) 88من اآلية : سورة هود( .

. )3( } نك ولك اللهم م " : يقول- إذا ذبح أضحيته وكان {

، اإلخالص هللا : أحدها: ، ثالثة أمور ، ولغريه عامة وأعظم عون لويل األمر خاصة . ، وأصل ذلك احملافظة على الصلوات بالقلب والبدن والتوكل عليه بالدعاء وغريه

الصرب على أذى : الثالث. ، بالنفع واملال الذي هو الزكاة اإلحسان إىل اخللق : الثاين {: ، كقوله تعاىل وهلذا جيمع اهللا بني الصالة والصرب كثريا . ق وغريه من النوائب اخلل

(#θ ãΖŠ Ïè tFó™ $#uρ Îö9 ¢Á9$$ Î/ Íο 4θ n= ¢Á9$#uρ 4 { )4( ) وكقوله تعاىل . )45من اآلية : سورة البقرة :} ÉΟÏ% r&uρ nο 4θ n= ¢Á9$# Ç’ nûtsÛ Í‘$ pκ]9$# $ Zs9ã— uρ zÏiΒ È≅ øŠ©9$# 4 ¨β Î) ÏM≈uΖ|¡pt ø: $# t ÷Ïδ õ‹ãƒ ÏN$ t↔ ÍhŠ¡¡9$# 4 y7 Ï9≡sŒ 3“ t ø. ÏŒ

š ÌÏ.≡©%# Ï9 ∩⊇⊇⊆∪ ÷É9 ô¹ $#uρ ¨βÎ* sù ©!$# Ÿω ßì‹ÅÒ ãƒ tô_ r& tÏΖÅ¡ós ßϑ ø9$# ∩⊇⊇∈∪ { )5( ) األيتان : سورة هود

É9÷ {: اىلـه تع ـوقول. )115، 114 ô¹ $$ sù 4† n?tã $ tΒ tβθ ä9θ à)tƒ ôxÎm7y™ uρ ωôϑ pt ¿2 y7În/u‘ Ÿ≅ö6 s%

Æíθ è=èÛ Ä§ôϑ ¤±9$# Ÿ≅ ö6 s% uρ $ pκÍ5ρ ãäî ( { )6( )وكذلك . )130ن اآلية ـم: ورة طه ـس

É9÷ {: " سورة ق " يف ô¹ $$ sù 4’ n?tã $ tΒ šχθä9θ à)tƒ ôx Îm7y™ uρ ωôϑ pt ¿2 y7 În/u‘ Ÿ≅ ö6 s% Æíθ è=èÛ Ä§ôϑ ¤±9$#

. 123: سورة هود آية ) 1( . 88: سورة هود آية ) 2(1946(، الدارمي األضاحي )3/375(، أمحد )3121(، ابن ماجه األضاحي )2795(أبو داود الضحايا ) 3(

( . . 45: سورة البقرة آية ) 4( . 115، 114: سورة هود اآليتان) 5( . 130 : سورة طه آية) 6(

Page 100: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

100

Ÿ≅ ö6 s% uρ É>ρ ãäó ø9$# ∩⊂∪ { )1( ) وقال تعاىل. )39اآلية :} ô‰s)s9uρ ÞΟn= ÷è tΡ y7 ¯Ρr& ß,Š ÅÒ tƒ x8â‘ ô‰|¹

$ yϑ Î/ tβθä9θ à)tƒ ∩∠∪ ôxÎm7|¡sù ωôϑ pt ¿2 y7În/u‘ ä.uρ zÏiΒ t ωÉf≈ ¡¡9$# ∩∇∪ { )2( ) اآليتان : سورة احلجر

97 ،98( .

. وأما قرنه بني الصالة والزكاة يف القرآن فكثري جدا

إذا عرف اإلنسان ما . فبالقيام بالصالة والزكاة والصرب يصلح حال الراعي والرعية ، وتالوة ، ودعاؤه ذكر اهللا تعاىل يدخل يف الصالة : يدخل يف هذه األمساء اجلامعة

ويف الزكاة اإلحسان إىل اخللق باملال . ، والتوكل عليه ، وإخالص الدين له كتابهففي الصحيحني عن . ، وقضاء حاجة احملتاج ، وإغاثة امللهوف من نصر املظلوم : والنفع، ولو فيدخل فيه كل إحسان)3( } صدقةكل معروف {: الـه قـ أن النيب

قال : قال عن عدي بن حامت : ففي الصحيحني. ، والكلمة الطيبة ببسط الوجه، فينظر ب وال ترمجانما منكم من أحد إال سيكلمه ربه ليس بينه وبينه حاج { النيب

، ، فينظر أمامه ، وينظر أشأم منه فال يرى إال شيئا قدمه أمين منه فال يرى إال شيئا قدمه ، فإن مل جيد ، فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق مترة فليفعل فتستقبله النار . )4( } فبكلمة طيبة

، ولو أن تلقى أخاك روف شيئا ال حتقرن من املع {: قال ، عن النيب ويف السنن

ويف السنن عن . } ، ولو أن تفرغ من دلوك يف إناء املستقي ووجهك إليه منبسط

أنه قال وروي عنه {. )5( } إن أثقل ما يوضع يف امليزان اخللق احلسن { النيب

. 39: سورة ق آية) 1( . 98، 97: سورة احلجر اآليتان ) 2( . )3/360(، أمحد )1970(، الترمذي الرب والصلة )5675(البخاري األدب ) 3( . )4/256(، أمحد )1016(، مسلم الزكاة )7074(البخاري التوحيد ) 4( . )6/442(، أمحد )4799(، أبو داود األدب )2003(الترمذي الرب والصلة ) 5(

Page 101: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

101

. } يا أم سلمة ذهب حسن اخللق خبري الدنيا واآلخرة " : ألم سلمة

، ، وخمالفة اهلوى ، والعفو عن الناس م الغيظـ، وكظ ويف الصرب احتمال األذى ÷ {: اىلـال تعـ، كما ق ر ـر والبطـوترك األش È⌡s9uρ $ oΨ ø% sŒr& z≈ |¡Σ M}$# $Ψ ÏΒ Zπ yϑ ôm u‘ §ΝèO $ yγ≈ oΨôã t“ tΡ çµ ÷ΨÏΒ …çµ ¯ΡÎ) Ó¨θ ä↔ uŠs9 Ö‘θ àŸ2 ∩∪ ÷ È⌡s9uρ çµ≈oΨ ø% sŒr& u!$ yϑ ÷è tΡ y‰÷è t/ u!#§|Ê çµ÷G ¡¡tΒ £s9θ à)u‹s9 |=yδ sŒ

ßN$ t↔ ÍhŠ¡¡9$# û Íh_ tã 4 …çµ ¯ΡÎ) Óy Ìxs9 î‘θ ã‚ sù ∩⊇⊃∪ ω Î) t Ï%©!$# (#ρ çy9 |¹ (#θè= Ïϑ tã uρ ÏM≈ ys Î=≈¢Á9$# y7 Íׯ≈ s9'ρ é& Οßγ s9 ×ο tÏøó ¨Β

Öô_ r&uρ ×Î7Ÿ2 ∩⊇⊇∪ { )1( ) وقال لنبيه. )11 -9اآليات : سورة هود } É‹è{ uθ øyèø9$#

óß∆ ù&uρ Å∃óãè ø9$$ Î/ óÚÌôã r&uρ Çtã šÎ= Îγ≈pgø: $# ∩⊇∪ { )2( ) وقال . )199اآلية : سورة األعراف

þθ#) * {: تعاىل ãã Í‘$y™ uρ 4’n< Î) ;ο tÏøó tΒ ÏiΒ öΝà6În/§‘ >π ¨Ψ y_ uρ $ yγ àÊ ótã ßN≡uθ≈ yϑ ¡¡9$# ÞÚö‘ F{$#uρ ôN£‰Ïã é& tÉ)−G ßϑ ù= Ï9 ∩⊇⊂⊂∪ t Ï%©!$# tβθ à)ÏΖム’Îû Ï!#§œ£9$# Ï!#§œØ9$#uρ tÏϑ Ïà≈ x6ø9$#uρ xáø‹tó ø9$# tÏù$ yè ø9$#uρ Çtã Ĩ$ ¨Ψ9$# 3

ª!$#uρ =Ït ä† šÏΖÅ¡ós ßϑ ø9$# ∩⊇⊂⊆∪ { )3( ) وقال . )134، 133اآليتان : سورة آل عمران

Ÿω {: تعاىل uρ “ Èθ tG ó¡n@ èπ oΨ |¡pt ø: $# Ÿω uρ èπ y∞ÍhŠ¡¡9$# 4 ôìsù÷Š$# ÉL©9$$ Î/ }‘Ïδ ß|¡ôm r& #sŒÎ* sù “ Ï%©!$# y7 uΖ÷ t/ …çµ uΖ÷ t/uρ ×ο uρ≡y‰tã …çµ ¯Ρr( x. ;’ Í< uρ ÒΟŠ Ïϑ ym ∩⊂⊆∪ $ tΒ uρ !$ yγ9¤)n= ムω Î) t Ï% ©!$# (#ρ çy9 |¹ $ tΒ uρ !$ yγ8¤)n= ムωÎ) ρ èŒ >eáym 5ΟŠ Ïàtã ∩⊂∈∪

$ ¨Β Î)uρ y7 ¨Ζxî u”∴tƒ zÏΒ Ç≈ sÜø‹¤±9$# Øø÷“ tΡ õ‹ÏètG ó™ $$ sù «!$$ Î/ ( …çµ ¯ΡÎ) uθ èδ ßìŠÏϑ ¡¡9$# ÞΟŠ Î= yè ø9$# ∩⊂∉∪ { )4( ) سورة

äτℜ#) {: ال تعاىلوق. )36-34اآليات : فصلت t“ y_ uρ 7π y∞ÍhŠy™ ×π y∞ÍhŠy™ $ yγ è=÷WÏiΒ ( ôyϑ sù $ x tã

yx n= ô¹ r&uρ …çν ãô_ r'sù ’ n?tã «!$# 4 …çµ ¯ΡÎ) Ÿω =Ït ä† tÏϑ Î=≈ ©à9$# ∩⊆⊃∪ { )5( ) 40اآلية : سورة الشورى( .

، نادى مناد من بطنان إذا كان يوم القيامة : -رمحة اهللا عليه-قال احلسن البصري

. 11: 9سورة هود اآليات من ) 1( . 199: سورة األعراف آية ) 2( . 134، 133: سورة آل عمران اآليتان ) 3( . 36: 34سورة فصلت اآليات من ) 4( . 40: سورة الشورى آية ) 5(

Page 102: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

102

. ، فال يقوم إال من عفا وأصلح أال ليقم من وجب أجره على اهللا : العرش

، ، أن يفعل ما يهوونه ويترك ما يكرهونه فليس حسن النية بالرعية واإلحسان إليهم Èθ {: فقد قال اهللا تعاىل s9uρ yìt7©?$# ‘,ys ø9$# öΝèδ u!#uθ ÷δ r& ÏNy‰|¡xs9 ÝV≡uθ≈ yϑ ¡¡9$# ÞÚö‘ F{$#uρ tΒ uρ

 ∅ ÎγŠ Ïù 4 { )1(] وقال تعاىل للصحابة. )71من اآلية : سورة املؤمنون :} (#þθ ßϑ n=÷æ$# uρ

¨β r& öΝä3Š Ïù tΑθ ß™ u‘ «!$# 4 öθ s9 ö/ä3ãè‹ÏÜム’ Îû 9ÏWx. zÏiΒ Íö∆ F{$# ÷Λ— ÏΨyè s9 { )2( ) من اآلية : سورة احلجرات

؛ لكن كرهه من كرهه ، ولو وإمنا اإلحسان إليهم فعل ما ينفعهم يف الدين والدنيا . )7ما كان {: أنه قال ، عن النيب ففي الصحيحني. ينبغي له أن يرفق هبم فيما يكرهونه

إن اهللا { وقال. )3( } ، وال كان العنف يف شيء إال شانه الرفق يف شيء إال زانه

. )4( } ، ويعطي على الرفق ما ال يعطي على العنف رفيق حيب الرفق

، واهللا إين ألريد أن أخرج هلم املرة من احلق : يقول وكان عمر بن عبد العزيز، فإذا نفروا ، فأخرجها معها حىت جتيء احللوة من الدنيا، فأصرب فأخاف أن ينفروا عنها

. ، سكنوا هلذه هلذه

ن ـور مـ، أو مبيس إذا أتاه طالب حاجة مل يرده إال هبا وهكذا كان النيب، ، ويرزقه منها رة بعض أقاربه أن يوليه على الصدقاتوسأله م {. ولـالق

فمنعهم إياها وعوضهم من . )5( } إن الصدقة ال حتل حملمد وال آلل حممد " : فقال

. 71: سورة املؤمنون آية ) 1( . 7: سورة احلجرات آية ) 2( . )6/58(، أمحد )4808(، أبو داود األدب )2594(الرب والصلة واآلداب مسلم ) 3(، الترمذي االستئذان واآلداب )2165(، مسلم السالم )6528(البخاري استتابة املرتدين واملعاندين وقتاهلم ) 4(

. )2794(، الدارمي الرقاق )6/199(، أمحد )2701(/4(، أمحد )2985(، أبو داود اخلراج واإلمارة والفيء )2609(زكاة ، النسائي ال )1072(مسلم الزكاة ) 5(

166( .

Page 103: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

103

: ، فلم يقض هبا لواحد منهم ، يف ابنة محزة ، وجعفر ، وزيد وحتاكم إليه علي . الفيءفقال {، هم بكلمة حسنة ، مث إنه طيب قلب كل واحد من ولكن قضى هبا خلالتها

أشبهت خلقي " : وقال جلعفر {. )1( } أنت مين وأنا منك " : لعلي

. )3( } أنت أخونا وموالنا " : وقال لزيد {. )2( } وخلقي

، فإن الناس دائما يسألون ويل األمر ماال فهكذا ينبغي لويل األمر يف قسمه وحكمه . ، والشفاعة يف احلدود وغري ذلك ، واألموال واملنافع واألجور يصلح بنقله من الواليات

حيتج إىل ، ما مل ، أو يردهم مبيسور من القول فيعوضهم من جهة أخرى إن أمكن : اىلـال اهللا تعـ، وقد ق ، خصوصا من حيتاج إىل تأليفه ؛ فإن رد السائل يؤمله اإلغالظ

} $ ¨Β r&uρ Ÿ≅Í← !$ ¡¡9$# Ÿξ sù öpκ÷]s? ∩⊇⊃∪ { )4( ) اىلـال اهللا تعـوق. )10اآلية : سورة الضحى :

} ÏN# uuρ #sŒ 4’ n1öà)ø9$# …çµ ¤)ym tÅ3ó¡Ïϑ ø9$#uρ t ø⌠ $#uρ È≅‹ Î6 ¡¡9$# Ÿω uρ ö‘ Éj‹t7è? #·ƒ É‹ö7s? ∩⊄∉∪ { )5( ) سورة

$ {: إىل قوله ) 26اآلية : اإلسراء ¨Β Î)uρ £|Ê Ì÷è è? ãΝåκ÷]tã u!$ tó ÏGö/$# 7πuΗ ÷qu‘ ÏiΒ y7Îi/¢‘ $ yδθ ã_ ös? ≅à)sù

öΝçλ°; Zω öθ s% #Y‘θ Ý¡øŠ¨Β ∩⊄∇∪ { )6( ) 28اآلية : سورة اإلسراء( .

، فإذا طيب نفسه مبا يصلح من القول والعمل وإذا حكم على شخص فإنه قد يتأذى ، من الطب الذي يسوغ ، وهو نظري ما يعطيه الطبيب للمريض سياسةكان ذلك متام ال

Ÿωθà)sù …çµ {: - ملا أرسله إىل فرعون -، وقد قال اهللا ملوسى عليه السالم الدواء الكريه s9

. )2553(البخاري الصلح ) 1( . )3765(، الترمذي املناقب )2553(البخاري الصلح ) 2( . )2553(البخاري الصلح ) 3( . 10: سورة الضحى آية ) 4( . 26: سورة اإلسراء آية ) 5( . 28: سورة اإلسراء آية ) 6(

Page 104: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

104

Zω öθ s% $ YΨÍh‹©9 …ã& ©#yè ©9 ã©.x‹tFtƒ ÷ρ r& 4 y´ øƒ s† ∩⊆⊆∪ { )1( ) 44اآلية : سورة طه( .} وقال النيب

يسرا " : - ملا بعثهما إىل اليمن-رضي اهللا عنهما-، وأيب موسى األشعري ملعاذ بن جبلوبال مرة أعرايب يف {. )2( } اوعا وال ختتلفا، وتط ، وبشرا وال تنفرا وال تعسرا

ر ـ ، مث أم ه ـه بولـأي ال تقطعوا علي " ال تزرموه " : املسجد فقام أصحابه إليه فقالإمنا بعثتم ميسرين ومل تبعثوا " وقال النيب {. )3( } هـبدلو من ماء فصب علي

. واحلديثان يف الصحيحني . )4( } معسرين

؛ فإن النفوس ال تقبل احلق وهذا حيتاج إليه الرجل يف سياسة نفسه وأهل بيته ورعيته ، فتكون تلك احلظوظ عبادة هللا حمتاجة إليها إال مبا تستعني به من حظوظها اليت هي

؛ أال ترى أن األكل والشرب واللباس واجب على اإلنسان . وطاعة له مع النية الصاحلة ، فإن مل مجل حىت مات دخل حىت لو اضطر إىل امليتة وجب عليه األكل عند عامة العلماء

. اجب إال به فهو واجب ، وما ال يتم الو ؛ ألن العبادات ال تؤدى إال هبذا النار

ففي السنن عن أيب . وهلذا كانت نفقة اإلنسان على نفسه وأهله مقدمة على غريها ار عندي دين: تصدقوا فقال رجل يا رسول اهللا { قال رسول اهللا : قال هريرة

: قال. تصدق به على زوجتك : قال. عندي آخر : قال. فقال تصدق به على نفسكقال تصدق به على . عندي آخر : قال. قال تصدق به على ولدك . عندي آخرويف صحيح مسلم عن أيب . )5( } أنت أصر به : قال. عندي آخر: قال. خادمك

. 44: سورة طه آية) 1( . )4/417(، أمحد )1733(، مسلم األشربة )2873(البخاري اجلهاد والسري ) 2(، ابن )329(، النسائي املياه )147(، الترمذي الطهارة )285(، مسلم الطهارة )5679(البخاري األدب ) 3(

. )740(، الدارمي الطهارة )144(هارة ، مالك الط )3/191(، أمحد )528(ماجه الطهارة وسننها ، )380(، أبو داود الطهارة )56(، النسائي الطهارة )147(، الترمذي الطهارة )217(البخاري الوضوء ) 4(

. )2/239(أمحد . )1691(، أبو داود الزكاة )2535(النسائي الزكاة ) 5(

Page 105: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

105

، ، ودينار أنفقته يف رقبة دينار أنفقته يف سبيل اهللا { قال رسول اهللا: قال هريرة

أعظمها أجرا الذي أنفقته . ، ودينار أنفقته على أهلك ودينار صدقت به على مسكني يا { قال رسول اهللا: ال ق ويف صحيح مسلم عن أيب أمامة . )1( } على أهلك

؛ وال تالم على كفاف . ، دان متسكه شر لك ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خري لك . )2( } واليد العليا خري من اليد السفلى . وابدأ مبن تعول

š {: وله تعاىلوهذا تأويل ق tΡθ è= t↔ ó¡o„ uρ #sŒ$ tΒ tβθ à)ÏΖムÈ≅ è% uθ øyè ø9$# 3 { )3( أي

. )219من اآلية : سورة البقرة( الفضل

ة يف الغزو ، خبالف النفق وذلك ألن نفقة الرجل على نفسه وأهله فرض عني ، وإن كان قد يصري ، وإما مستحب ؛ فإنه يف األصل إما فرض على الكفاية واملساكني

لو صدق {: ؛ وهلذا جاء يف احلديث ؛ فإن إطعام اجلائع واجب متعينا إذا مل يقم غريه به

، وذكر أنه إذا علم صدقه وجب إلمام أمحدذكره ا . } السائل ملا أفلح من رده

. إطعامه

، عن النيب الطويل وقد روى أبو حامت البسيت يف صحيحه حديث أيب ذر -وفيه أنه كان يف حكمة آل داود عليه السالم -الذي فيه من أنواع العلم واحلكمة

وساعة حياسب ، ساعة يناجي فيها ربه: حق على العاقل أن تكون له أربع ساعات " : ، ، وساعة خيلو فيها بأصحابه الذي ن خيربونه بعيوبه وحيدثونه عن ذات نفسه فيها نفسه

، فإن يف هذه الساعة عونا على تلك وساعة خيلو فيها بلذته فسما حيل وجيمل . فبني أنه ال بد من اللذات املباحة اجلميلة فإهنا تدين على تلك األمور . " الساعات

؛ باستعمال ما جيمله أن العدالة هي الصالح يف الدين واملروءة : الفقهاء وهلذا ذكر

. )2/477(، أمحد )995(مسلم الزكاة ) 1( . )5/262(، أمحد )2343(، الترمذي الزهد )1036(الزكاة مسلم ) 2( . 219: سورة البقرة آية ) 3(

Page 106: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

106

إين ألستجم نفسي : يقول وكان أبو الدرداء . ، وجتنب ما يدنسه ويشينه ويزينهواهللا سبحانه إمنا خلق اللغات والشهوات يف . ، ألستعني به على احلق بالشيء من الباطل

، كما خليق الغضب ليدفعوا بذلك جيتلبون ما ينفعهم ؛ فإنه األصل لتمام مصلحة اخللق فأما من . ، وذم من اقتصر عليها ، وحرم من الشهوات ما يضر تناوله به ما يضرهم

؛ وهلذا جاء يف احلديث ، فهذا من األعمال الصاحلة استعان باملباح اجلميل على احلق قالوا يا رسول اهللا أيأيت أحدنا . يف بضع أحدكم صدقة " : قال أن النيب { الصحيح

؟ أرأيتم لو وضعها يف حرام أما يكون عليه وزر: ؟ قال شهوته ويكون له فيها أجر ويف الصحيحني . )1( } ؟ فلم حتتسبون باحلرام وال حتتسبون باحلالل : ، قال بلى: قالوا

إنك لن تنفق نفقة تبتغي هبا وجه اهللا {: قال له أن النيب عن سعد بن أيب وقاص

ار يف هذا واآلث. )2( } ، حىت اللقمة تضعها يف يف امرأتك إال ازددت هبا درجة ورفعة

. كثرية

، وكان املباحات من صاحل أعماله ، أتت على عامة أفعاله فاملؤمن إذا كانت له نية، يعاقب على ما يظهره من العبادات رياء-لفساد قلبه ونيته-، واملنافق لصالح قلبه ونيته

أال إن يف اجلسد مضغة إذا صلحت صلح هلا سائر {: قال فإن يف الصحيح أن النيب

. )3( } ، أال وهي القلب ، واذا فسدت فسد هلا سائر اجلسد اجلسد

، فقد شرع ، وترك احملرمات وكما أن العقوبات شرعت داعية إىل فعل الواجبات ، ، واإلعانة عليه غي تيسري طريق اخلري والطاعة فينب. أيضا كل ما يعني على ذلك

. )5/168(، أمحد )1006(مسلم الزكاة ) 1((، أبو داود الوصايا )2116(، الترمذي الوصايا )1628(، مسلم الوصية )4147(البخاري املغازي ) 2(

. )3196(، الدارمي الوصايا )1495(، مالك األقضية )1/176(، أمحد )2864، الدارمي )4/270(، أمحد )3984(، ابن ماجه الفنت )1599(، مسلم املساقاة )52(البخاري اإلميان ) 3(

. )2531(البيوع

Page 107: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

107

، أو رعيته ما يرغبهم يف العمل ، وأهله ؛ مثل أن يبذل لولده والترغيب فيه بكل ممكن، واملناضلة ، واإلبل ، أو ثناء أو غريه وهلذا شرعت املسابقة باخليل من مال: الصاحليف إعداد القوة ورباط اخليل جلهاد يف ؛ ملا فيه من الترغيب ، وأخذ اجلعل عليها بالسهام، وخيرجون ، هو وخلفاؤه الراشدون يسابق بني اخليل ، حىت كان النيب سبيل اهللا

أن الرجل كان " : ، فقد روي ، وكذلك عطاء املؤلفة قلوهبم األسباق من بيت املالإليه مما طلعت يسلم أول النهار رغبة يف الدنيا فال جييء آخر النهار إال واإلسالم أحب

. " عليه الشمس

، ، ودفع ما يفضي إليه ، وسد ذريعته حسم مادته : ينبغي: وكذلك الشر واملعصية ال خيلون {: فقال ، ما هنى عنه النيب مثال ذلك. إذا مل يكن فيه مصلحة راجحة

ال حيل المرأة تؤمن باهللا واليوم {: وقال. )1( } ، فإن ثالثهما الشيطان رجل بامرأة

عن اخللوة فنهى. )2( } اآلخر أن تسافر مسرية يومني إال ومعها زوج أو ذو حمرم

وفد عبد القيس {أن : وروي عن الشعيب. ؛ ألنه ذريعة إىل الشر هبا، والسفر باألجنبية

. ، فأجلسه خلف ظهره كان فيهم غالم ظاهر الوضاءة ملا قدموا على النيب ملا كان يعس باملدينة وعمر بن اخلطاب. } نظرإمنا كانت خطيئة داود ال " : وقال

ملا كان يعس باملدينة فسمع امرأة تتغىن بأبيات تقول : فسمع امرأة تتغىن بأبيات تقول فيها : فيها

مـن سـبيل إىل مخـر فأشرهبا هـل مـن سـبيل إىل نصـر بن حجاج أو

1/222(، أمحد )2900(، ابن ماجه املناسك )1341(، مسلم احلج )2844(البخاري اجلهاد والسري ) 1(

( . (، أبو داود املناسك )1170(، الترمذي الرضاع )1339(، مسلم احلج )1038(جلمعة البخاري ا ) 2(

. )1833(، مالك اجلامع )2/506(، أمحد )2899(، ابن ماجه املناسك )1723

Page 108: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

108

، لئال فنفاه إىل البصرة، ، فحلق رأسه فازداد مجاال ، فوجده شابا حسنا بهفدعا . أنه بلغه أن رجال جيلس إليه الصبيان فنهى عن جمالسته : وروي عنه. تفتق به النساء

، منع وليه من ، أو على النساء فإذا كان من الصبيان من ختاف فتنته على الرجالس اللهو ، وإحضاره جمال ؛ ال سيما بترييحه يف احلمامات ، أو حتسينه إظهاره لغري حاجة

. ؛ فإن هذا مما ينبغي التعزير عليه واألغاين

؛ وكذلك من ظهر منه الفجور مينع من متلك الغلمان املردان الصباح ويفرق بينهما ، وكان قد استفاض عنه نوع من فإن الفقهاء متفقون على أنه لو شهد شاهد عند احلاكم

، وجيوز للرجل أن جيرحه ول شهادته، فإنه ال جيوز قب أنواع الفسوق القادحة يف الشهادة . أنه مر عليه جبنازة فأثنوا عليها خريا فقد ثبت عن النيب {. بذلك وإن مل يره

وجبت " : ، فقال شرامث مر عليه جبنازة فأثنوا عليها . " أوجبت وجبت : فقالهذه اجلنازة أثنيتم عليها خريا فقلت وجبت هلا " : فسألوه عن ذلك فقال . " وجبت

أنتم شهداء اهللا يف . ، وهذه اجلنازة أثنيتم عليها شرا فقلت وجبت هلا النار اجلنة لو كنت رامجا {: فقال . الفجور )2( مع أنه كان يف زمانه امرأة تعلن . )1( } األرض

. )3( } أحدا بغري بينة لرمجت هذه

، فال وأما احلذر من الرجل يف شهادته وأمانته وحنو ذلك . فاحلدود ال تقام إال بالبينة أنه ، حىت ، وما هو دون االستفاضة ؛ بل االستفاضة كافية يف ذلك حيتاج إىل املعاينة فهذا لدفع . " )4( اعتربوا الناس بأخداهنم " : ، كما قال ابن مسعود يستدل عليه بأقرانه

احترسوا من الناس بسوء " وقد قال عمر بن اخلطاب. ، مثل االحتراز من العدو شره

، )1932(، النسائي اجلنائز )1058(، الترمذي اجلنائز )949(، مسلم اجلنائز )1301(البخاري اجلنائز ) 1(

. )3/186(، أمحد )1491(ما جاء يف اجلنائز ابن ماجه . تظن بالفجور : يف نسخة) 2( . )1/336(، أمحد )2560(، ابن ماجه احلدود )1497(، مسلم اللعان )5010(البخاري الطالق ) 3( . بأحباهبم : يف نسخة) 4(

Page 109: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

109

. ، مع أنه ال جتوز عقوبة املسلم بسوء الظن فهذا أمر عمر . " الظن

القسم الثاين دمي معني قوق اليت آل احلدود واحل

القصاص

ال اهللا ـ، ق وسـعني فمنها النفـي مـدموق اليت آل ـ ا احلدود واحلق ـوأمö≅è% (#öθ * {: اىلـتع s9$ yè s? ã≅ ø?r& $ tΒ tΠ§ym öΝà6š/u‘ öΝà6øŠn= tæ ( ω r& (#θä.Îô³è@ ϵ Î/ $ \↔ ø‹x© ( È ø t$ Î!≡uθ ø9$$ Î/uρ

$ YΖ≈ |¡ôm Î) ( Ÿω uρ (#þθ è= çFø)s? Νà2 y‰≈ s9÷ρ r& ï∅ ÏiΒ 9,≈ n= øΒ Î) ( ßós ¯Ρ öΝà6è% ã— ötΡ öΝèδ$ −ƒ Î)uρ ( Ÿω uρ (#θç/tø)s? |·Ïm≡uθ xø9$# $ tΒ tyγ sß $ yγ ÷ΨÏΒ $ tΒ uρ š∅ sÜt/ ( Ÿω uρ (#θ è= çG ø)s? š[ø¨Ζ9$# ÉL ©9$# tΠ§ym ª!$# ωÎ) Èd,ys ø9$$ Î/ 4 ö/ä3Ï9≡sŒ Νä38 ¢¹ uρ ϵ Î/

÷/ä3ª= yè s9 tβθ è= É)÷ès? ∩⊇∈⊇∪ Ÿω uρ (#θç/tø)s? tΑ$ tΒ ÉΟŠ ÏKuŠø9$# ωÎ) ÉL ©9$$ Î/ }‘Ïδ ß|¡ôm r& 4 ®L ym xè= ö7tƒ …çν £‰ä© r& ( (#θèù÷ρ r&uρ Ÿ≅ ø‹x6ø9$# tβ#u”Ïϑ ø9$#uρ ÅÝó¡É)ø9$$ Î/ ( Ÿω ß#Ïk= s3çΡ $ ²¡øtΡ ωÎ) $ yγ yè ó™ ãρ ( #sŒÎ)uρ óΟçFù= è% (#θ ä9ωôã$$ sù öθ s9uρ tβ% Ÿ2 #sŒ

4’ n1öè% ( ωôγ yè Î/uρ «!$# (#θèù÷ρ r& 4 öΝà6Ï9≡sŒ Νä38 ¢¹ uρ ϵ Î/ ÷/ä3ª= yè s9 šχρ ã©.x‹s? ∩⊇∈⊄∪ ¨β r&uρ #x‹≈ yδ ‘ÏÛ≡uÅÀ $ VϑŠ É)tG ó¡ãΒ çνθ ãèÎ7¨?$$ sù ( Ÿω uρ (#θ ãèÎ7−Fs? Ÿ≅ ç6 ¡9$# s−§xtG sù öΝä3Î/ tã Ï& Î#‹Î7y™ 4 öΝä3Ï9≡sŒ Νä38 ¢¹ uρ ϵ Î/ öΝà6¯= yè s9

tβθ à)−G s? ∩⊇∈⊂∪ { )1( )ال تعاىلـوق. )153-151اآليات : امـسورة األنع :} $ tΒ uρ

šχ% x. ?ÏΒ ÷σßϑ Ï9 βr& Ÿ≅ çFø)tƒ $·ΖÏΒ ÷σãΒ ω Î) $ \↔ sÜyz 4 { )2( ،)92ة ـن اآليـم : ورة النساء ـس (

tΒ {: وله ـ إىل ق، uρ ö≅ çFø)tƒ $ YΨÏΒ ÷σãΒ #Y‰Ïdϑ yè tG •Β …çν äτ !#t“ yf sù ÞΟΨ yγ y_ #V$ Î#≈ yz $ pκ Ïù |=ÅÒ xî uρ ª!$# ϵ ø‹n= tã

…çµ uΖyè s9uρ £‰tã r&uρ …çµ s9 $ ¹/# x‹tã $ VϑŠ Ïàtã ∩⊂∪ { )3( ) 93ة اآلي: سورة النساء (.

≅ôÏΒ È {: ال تعاىلـوق ô_ r& y7Ï9≡sŒ $ oΨö; tFŸ2 4’ n?tã û Í_ t/ Ÿ≅ƒÏℜ uó Î) …çµ ¯Ρr& tΒ Ÿ≅ tFs% $ G¡øtΡ Îötó Î/ C§øtΡ ÷ρ r& 7Š$ |¡sù ’Îû ÇÚö‘ F{$# $ yϑ ¯Ρr'x6sù Ÿ≅ tFs% }¨$Ζ9$# $ Yè‹Ïϑ y_ ôtΒ uρ $ yδ$uŠôm r& !$ uΚ ¯Ρr'x6sù $ uŠôm r& }¨$ ¨Ψ9$#

. 153: 151سورة األنعام اآليات من ) 1( . 92: سورة النساء آية ) 2( . 93: سورة النساء آية ) 3(

Page 110: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

110

$ Yè‹Ïϑ y_ 4 { )1( )ويف الصحيحني عن النيب . )32من اآلية : سورة املائدة أنه قال :

. )2( } أول ما يقضى بني الناس يوم القيامة يف الدماء {

: فالقتل ثالثة أنواع

، سواء كان ، وهو أن يقصد من يعلمه معصوما مبا يقتل غالبا العمد احملض : أحدها؛ أو بغري ذلك كالتحريق ، أو بثقله كالسندان وكوذين القصار يقتل حبده كالسيف وحنوه

، ج الروح، وإمساك اخلصيتني حىت ختر ، واخلنق ، واإللقاء من مكان شاهق والتغريق، فهذا إذا فعله وجب فيه ، وسقي السموم وحنو ذلك من األفعال وغم الوجه حىت ميوت

، وإن ، وإن أحبوا عفوا ؛ فإن أحبوا قتلوا ، وهو أن ميكن أولياء املقتول من القاتل القودŸω {: ، قال اهللا تعاىل وليس هلم أن يقتلوا غري قاتله . أحبوا أخذوا الدية uρ (#θ è= çFø)s? }§ø¨Ζ9$#

ÉL ©9$# tΠ§ym ª!$# ω Î) Èd,ys ø9$$ Î/ 3 tΒ uρ Ÿ≅ ÏFè% $ YΒθ è= ôàtΒ ô‰s)sù $ uΖù= yè y_ ϵ Íh‹Ï9uθ Ï9 $ YΖ≈ sÜù= ß™ Ÿξ sù ’Ìó¡ç„ ’ Îpû È≅ ÷Fs)ø9$# ( …çµ ¯ΡÎ) tβ% x. #Y‘θÝÁΖtΒ ∩⊂⊂∪ { )3( )ال يقتل غري : قيل يف التفسري. )33اآلية : سورة اإلسراء

. قاتله

من أصيب بدم أو { قال رسول اهللا: قال وروي عن أيب شريح اخلزاعي

: فإن أراد الرابعة فخذوا على يديه: فهو باخليار بني إحدى ثالث -اخلبل اجلراح-خبل فمن فعل شيئا من ذلك فعاد فإن له جهنم خالدا . ، أو يأخذ الدية ، أو يعفو أن يقتل، فمن قتل بعد قال الترمذي حديث حسن صحيح. رواه أهل السنن . )4( } فيها أبدا

إنه جيب : ، حىت قال بعض العلماء قتل ابتداء العفو أو أخذ الدية فهو أعظم جرما ممن

. 32: سورة املائدة آية ) 1((، الترمذي الديات )1678(، مسلم القسامة واحملاربني والقصاص والديات )6471(البخاري الديات ) 2(

. )1/388(، أمحد )2615(، ابن ماجه الديات )3991(، النسائي حترمي الدم )1396 . 33: سورة اإلسراء آية ) 3( . )2351(، الدارمي الديات )4/31(، أمحد )2623(، ابن ماجه الديات )4496(أبو داود الديات ) 4(

Page 111: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

111

$ {: قال اهللا تعاىل. ، وال يكون أمره ألولياء املقتول قتله حدا pκš‰ r'≈ tƒ t Ï% ©!$# (#θ ãΖtΒ#u |=ÏG ä. ãΝä3ø‹n= tæ ÞÉ$ |Á É)ø9$# ’ Îû ‘n= ÷Fs)ø9$# ( ”çt ø: $# Ìhçt ø: $$ Î/ ߉ö6 yè ø9$#uρ ωö7yè ø9$$ Î/ 4 s\ΡW{$#uρ 4 s\ΡW{$$ Î/ 4 ôyϑ sù u’Å∀ ãã …ã& s! ôÏΒ

ϵŠ Åz r& Öó x« 7í$ t6 Ïo?$$ sù Å∃ρ ã÷è yϑ ø9$$ Î/ í!#yŠr&uρ ϵ ø‹s9Î) 9≈ |¡ôm Î* Î/ 3 y7 Ï9≡sŒ ×#‹ Ïøƒ rB ÏiΒ öΝä3În/§‘ ×πyϑ ôm u‘ uρ 3 Çyϑ sù 3“ y‰tG ôã $# y‰÷è t/ y7 Ï9≡sŒ …ã& s#sù ë># x‹tã ÒΟŠ Ï9r& ∩⊇∠∇∪ öΝä3s9uρ ’ Îû ÄÉ$ |Á É)ø9$# ×ο 4θ uŠym ’ Í< 'ρ é'≈ tƒ É=≈ t6 ø9F{$# öΝà6¯= yè s9

tβθ à)−G s? ∩⊇∠∪ { )1( ) 179 واآلية 178من اآلية : سورة البقرة( .

، حىت يؤثروا أن يقتلوا القاتل إن أولياء املقتول تغلي قلوهبم بالغيظ : قال العلماء ، بل يقتلون كثريا من أصحاب القاتل كسيد القبيلة ، ورمبا مل يرضوا بقتل القاتل وأولياءه

، كما ، وتعدى هؤالء يف االستيفاء داء، فيكون القاتل قد اعتدى يف االبت ومقدم الطائفة، من األعراب واحلاضرة كان يفعله أهل اجلاهلية اخلارجون عن الشريعة يف هذه األوقات

، فيفضي ذلك إىل وقد يستعظمون قتل القاتل لكونه عظيما أشرف من املقتول. وغريهم ا حالف هؤالء قوما ، ورمب أن أولياء املقتول يقتلون من قدروا عليه من أولياء القاتل

وسبب ذلك . ، فيفضي إىل الفنت والعداوات العظيمة ، وهؤالء قوما واستعانوا هبموهو -، فكتب اهللا علينا القصاص خروجهم عن سنن العدل الذي هو القصاص يف القتلى

؛ فإنه حيقن دم غري القاتل من أولياء وأخرب أن فيه حياة -املساواة واملعادلة يف القتلى . لرجلنيا

وقد روي عن علي ابن أيب . وأيضا فإذا علم من يريد القتل أنه يقتل كف عن القتل: أنه قال عن النيب-رضي اهللا عنهما- وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده طالب

، أال ال ، ويسعى بذمتهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم ون تتكافأ دماؤهماملؤمن {

رواه أمحد وأبو داود وغريمها من أهل . )2( } ، وال ذو عهد يف عهده يقتل مسلم بكافر

فال -أي تتساوى وتتعادل - أن املسلمني تتكافأ دماؤهم السنن فقضى رسول اهللا

. 179، 178: سورة البقرة اآليتان ) 1( . )1/119(، أمحد )4746(النسائي القسامة ) 2(

Page 112: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

112

وال حر أصلي . هامشي على غريه من املسلمني، وال قرشي أو يفضل عريب على عجمي . ، على أمي أو مأمور ، وال عامل أو أمري على موىل عتيق

؛ خبالف ما كان عليه أهل اجلاهلية وحكام اليهود فإنه وهذا متفق عليه بني املسلمني ، وكانت النضري تفضل قريظة والنضري : صنفان من اليهود كان بقرب مدينة النيب

، فإهنم كانوا قد ، ويف حد الزنا يف ذلك ، فتحاكموا إىل النيب ريظة يف الدماءعلى ق، وإال فأنتم ، وقالوا إن حكم بينكم بذلك كان لكم حجة غريوه من الرجم إىل التحميم

$ * {: قد تركتم حكم التوراة فأنزل اهللا تعاىل yγ •ƒ r'≈ tƒ ãΑθ ß™ §9$# Ÿω y7Ρ â“ øt s† š Ï% ©!$# tβθãã Ì≈ |¡ç„

’ Îû Ìøä3ø9$# zÏΒ š Ï%©!$# (#þθä9$ s% $ ¨ΨtΒ#u óΟÎγ Ïδ≡uθ øùr'Î/ óΟs9uρ ÏΒ ÷σè? öΝßγ ç/θ è= è% ¡ { )1( )من : سورة املائدة

β {: إىل قوله . )41اآلية Î* sù x8ρ â!$ y_ Νä3÷n$$ sù öΝæη uΖ÷ t/ ÷ρ r& óÚÍôã r& öΝåκ÷]tã ( β Î)uρ óÚÌ÷è è? óΟßγ ÷Ψ tã n= sù x8ρ •ÛØo„ $ \↔ ø‹x© ( ÷β Î)uρ |M ôϑ s3ym Νä3÷n$$ sù Νæη uΖ÷ t/ ÅÝó¡É)ø9$$ Î/ 4 ¨βÎ) ©!$# =Ït ä† tÏÜÅ¡ø)ßϑ ø9$# ∩⊆⊄∪

Ÿξ {: إىل قوله . )42من اآلية : سورة املائدة ( )2( } sù (#âθ t±÷‚ s? }¨$ ¨Ψ9$# Èβöθ t±÷z $#uρ Ÿω uρ (#ρ çtIô±n@ ÉL≈ tƒ$ t↔ Î/ $ YΨ yϑ rO WξŠÎ= s% 4 tΒ uρ óΟ©9 Οä3øt s† !$ yϑ Î/ tΑt“Ρr& ª!$# y7 Íׯ≈ s9'ρ é'sù ãΝèδ tβρ ãÏ≈ s3ø9$# ∩⊆⊆∪ $ oΨ ö; tFx.uρ öΝÍκö n= tã !$ pκ Ïù ¨β r& }§ø¨Ζ9$# ħø¨Ζ9$$ Î/ š ÷yè ø9$#uρ È ÷yè ø9$$ Î/ y#Ρ F{$#uρ É#Ρ F{$$ Î/ šχ èŒW{$#uρ Èβ èŒW{$$Î/ £Åb¡9$#uρ

ÇdÅb¡9$$ Î/ yyρ ãàf ø9$#uρ ÒÉ$ |Á Ï% { )3( ) 45، 44من اآليتني : سورة املائدة( .

، ومل يفضل منهم نفس ا على فبني سبحانه وتعاىل أنه سوى بني نفوسهم $! {: ، كما كانوا يفعلونه إىل قوله تعاىل أخرى u Ζ ø 9 t“Ρ r & u ρ y 7 ø ‹ s 9 Î ) |= ≈ tG Å 3 ø 9 $ #

È d , ys ø 9 $$ Î/ $ ] % Ï d‰ |Á ã Β $ y ϑ Ï j 9 š ÷ t/ Ï µ ÷ ƒ y‰ t ƒ z Ï Β É= ≈ tG Å 6 ø 9 $ # $ · Ψ Ï ϑ ø ‹ y γ ã Β u ρ Ï µ ø ‹ n = tã ( Ν à 6 ÷n $$ sù Ο ß γ o Ψ ÷ t/ !$ y ϑ Î/ t Α t“Ρ r & ª! $ # ( Ÿ ω u ρ ôì Î6 ®K s? ö Ν è δ u ! # u θ ÷ δ r & $ £ ϑ tã x 8 u ! % y` z Ï Β

. 41: سورة املائدة آية ) 1( . 42: سورة املائدة آية ) 2( . 45، 44: تانسورة املائدة اآلي ) 3(

Page 113: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

113

È d , ys ø 9 $ # 4 9 e ≅ ä 3 Ï 9 $ o Ψ ù = yè y_ ö Ν ä 3Ζ Ï Β Z π tã ÷ Å° % [`$ y γ ÷ Ψ Ï Β u ρ 4 { )1( ) سورة املائدة من اآلية

z {: ولهـقإىل ) 48 Ν õ 3 ßs sù r & Ï π ¨ Š Î = Î γ≈ yf ø 9 $ # t βθ äó ö7 t ƒ 4 ô t Β u ρ ß |¡ ôm r & z Ï Β «! $ #

$ V ϑ õ 3 ãm 5 Θ ö θ s ) Ï j 9 t βθ ã Ζ Ï %θ ã ƒ ∩∈ فحكم اهللا . )50اآلية : سورة املائدة( )2( } ∪⊂

. ، خالف ما عليه أهل اجلاهلية ا كلها سواءسبحانه يف دماء املسلمني أهن

، وترك وأكثر سبب األهواء الواقعة بني الناس يف البوادي واحلواضر إمنا هو البغي ، أو تعلو ، فإن إحدى الطائفتني قد يصيب بعضها بعضا من األخرى دما أو ماال العدل

، فالواجب يف كتاب اء احلق، وال تقتصر األخرى على استيف عليها بالباطل وال تنصفها، وحمو ما كان اهللا احلكم بني الناس يف الدماء واألموال وغريها بالقسط الذي أمر اهللا به

، كما ، وإذا أصلح مصلح بينهما فليصلح بالعدل عليه كثري من الناس من حكم اجلاهليةβ {: ال اهللا تعاىلـق Î)uρ Èβ$ tG xÍ← !$ sÛ zÏΒ tÏΖÏΒ ÷σßϑ ø9$# (#θ è= tG tG ø% $# (#θ ßs Î=ô¹ r'sù $ yϑ åκs]÷ t/ ( .β Î* sù ôM tó t/

$ yϑ ßγ1 y‰÷nÎ) ’n?tã 3“ t÷z W{$# (#θ è= ÏG≈s)sù ÉL©9$# Èö ö7s? 4 ®L ym uþ’ Å∀ s? #’ n< Î) ÌøΒ r& «!$# 4 β Î* sù ôNu!$ sù (#θ ßs Î= ô¹ r'sù $ yϑ åκs]÷ t/ ÉΑô‰yè ø9$$ Î/ (#þθ äÜÅ¡ø% r&uρ ( ¨βÎ) ©!$# =Ït ä† šÏÜÅ¡ø)ßϑ ø9$# ∩∪ $ yϑ ¯ΡÎ) tβθãΖÏΒ ÷σßϑ ø9$# ×ο uθ ÷z Î) (#θ ßs Î=ô¹ r'sù t ÷t/

ö/ä3÷ƒ uθ yz r& 4 { )3( ) 10 ومن اآلية 9اآلية : سورة احلجرات( .

ال ـ، كما ق ل هلم ـه أفض ـ، فإن وينبغي أن يطلب العفو من أولياء املقتول yyρãàf {: اىلـتع ø9$#uρ ÒÉ$ |Á Ï% 4 yϑ sù šX £‰|Á s? ϵ Î/ uθ ßγ sù ×ο u‘$ ¤Ÿ2 …ã&©! 4 { )4( ) سورة

أمر فيه قصاص إال ما رفع إىل رسول اهللا { قال أنس. )45من اآلية : املائدة

وروى مسلم يف صحيحه عن أيب . رواه أبو داود وغريه . )5( } أمر فيه بالعفو

. 48: سورة املائدة آية ) 1( . 50: سورة املائدة آية ) 2( . 10، 9: سورة احلجرات اآليتان ) 3( . 45: سورة املائدة آية ) 4( . )3/213(، أمحد )2692(، ابن ماجه الديات )4497(، أبو داود الديات )4784(النسائي القسامة ) 5(

Page 114: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

114

، وما زاد اهللا عبدا بعفو ما نقصت صدقة من مال { قال رسول اهللا: قال هريرة

. )1( } ، وما تواضع أحد هللا إال رفعه اهللا إال عزا

فأما الذمي فجمهور . هو املسلم احلر مع املسلم احلر : وهذا الذي ذكرناه من التكافؤ من بالد الكفار رسوال ، كما أن املستأمن الذي يقدم العلماء على أنه ليس بكفء للمسلم

، بل هو كفء له : ومنهم من يقول . ، ليس بكفء له وفاقا أو تاجرا وحنو ذلك . وكذلك الرتاع يف قتل احلر بالعبد

أال إن يف قتل اخلطأ شبه { قال النيب. اخلطأ الذي يشبه العمد : والنوع الثاين

، منها أربعون خلفة يف بطوهنا العمد ما كان يف السوط والعصا مائة من اإلبل؛ لكنه ال يقتل ؛ ألنه قصد العدوان عليه بالضرب مساه شبه العمد . )2( } أوالدها

. ، ومل يتعمد ما يقتل فقد تعمد العدوان . غالبا

فيصيب : ، أو هدفا مثل أن يرمي صيدا : أ احملض وما جيري جمراهاخلط: والثالثوهنا مسائل . وإمنا فيه الدية والكفارة. فهذا ليس فيه قود . إنسانا بغري علمه وال قصده

. ، وبينهم كثرية معروفة يف كتب أهل العلم

(، مالك اجلامع )2/386(، أمحد )2029(، الترمذي الرب والصلة )2588( واآلداب مسلم الرب والصلة) 1(

. )1676(، الدارمي الزكاة )1885، )2/224(، أمحد )2627(، ابن ماجه الديات )4547(، أبو داود الديات )4800(النسائي القسامة ) 2(

. )2383(الدارمي الديات

Page 115: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

115

فصل القصاص يف اجلراح

؛ سنة واإلمجاع بشرط املساواة فصل والقصاص يف اجلراح أيضا ثابت بالكتاب وال ، فله أن يقلع وإذا قلع سنة . ، فله أن يقطع يده كذلك فإذا قطع يده اليمىن من مفصل

، وإذا مل ، فله أن يشجه كذلك ، فأوضح العظم وإذا شجه يف رأسه أو وجهه . سنهشرع ، فال ي ، أو يشجه دون املوضحة مثل أن يكسر له عظما باطنا : متكن املساواة

وأما القصاص يف الضرب بيده أو بعصاه . ، أو األرش ؛ بل جتب الدية احملدودة القصاصفقد قالت طائفة : ، وحنو ذلك ، أو يضربه بعصا ، أو يلكمه ، مثل أن يلطمه أو سوطه . ، ألنه ال متكن املساواة فيه ، بل فيه التعزير إنه ال قصاص فيه: من العلماء

أن القصاص مشروع : اء الراشدين وغريهم من الصحابة والتابعني واملأثور عن اخللف وهو ، وبذلك جاءت سنة رسول اهللا ، وهو نص أمحد وغريه من الفقهاء يف ذلكال إين " : فذكر حديثا قال فيه خطب عمر بن اخلطاب : ، قال أبو فراس الصواب

، ولكن أرسلهم ذوا أموالكم ، وال ليأخ واهللا ما أرسل عمايل إليكم ليضربوا أبشاركمفوالذي . فلريفعه إيل: فمن فعل به سوى ذلك. إليكم ليعلموكم دينكم وسنة نبيكم

إن كان : ، فقال يا أمري املؤمنني ، فوثب عمرو بن العاص نفسي بيده إذا ألقصنه منهفس إي والذي ن : ؟ قال ، أئنك لتقصه منه رجل من املسلمني أمر على رعية فأدب رعيته

أال ال تضربوا . يقص من نفسه ، وقد رأيت رسول اهللا حممد بيده إذا ألقصنه منه . رواه اإلمام أمحد وغريه . ، وال متنعوهم حقوقهم فتكفروهم املسلمني فتذلوهم

، فال فأما الضرب املشروع . ومعىن هذا إذا ضرب الوايل رعيته ضربا غري جائز . ، أو جائز ، أو مستحب ب، إذ هو واج قصاص فيه باإلمجاع

Page 116: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

116

فصل القصاص يف األعراض

، وهو أن الرجل إذا لعن رجال أو دعا عليه : والقصاص يف األعراض مشروع أيضا قال . والعفو أفضل . بشتمة ال كذب فيها: وكذلك إذا شتمه . فله أن يفعل به كذلك

äτℜ#) {: اهللا تعاىل t“ y_ uρ 7π y∞ÍhŠy™ ×π y∞ÍhŠy™ $ yγ è= ÷WÏiΒ ( ôyϑ sù $ xtã yx n= ô¹ r&uρ …çν ãô_ r' sù ’ n?tã «!$# 4 …çµ ¯ΡÎ) Ÿω =Ït ä†

tÏϑ Î=≈ ©à9$# ∩⊆⊃∪ Çyϑ s9uρ t|Á tGΡ$# y‰÷è t/ ϵ Ïϑ ù=àß y7 Íׯ≈ s9'ρ é'sù $ tΒ ΝÍκö n= tã ÏiΒ @≅‹ Î6 y™ ∩⊆⊇∪ { )1( ) سورة

ما قاال فعلى البادئ منهما : املستبان { وقال النيب. )41، 40اآليتان : الشورى

والشتيمة اليت ال كذب فيها مثل . ويسمى هذا االنتصار . )2( } ما مل يعتد املظلوم

فأما إن افترى . ، أو تسميته بالكلب أو احلمار وحنو ذلك عنه مبا فيه من القبائحاإلخبار ، ولو كفره أو فسقه بغري حق مل حيل له أن يكفره أو ، مل حيل له أن يفتري عليه عليه

، مل حيل له أن يتعدى ل بلده وحنو ذلك ـ، أو أه ، ولو لعن أباه أو قبيلته يفسقه بغري حق$ {: اىلـال اهللا تعـق. م مل يظلموه ـ، فإهن على أولئك pκš‰ r'≈ tƒ šÏ% ©!$# (#θ ãΨ tΒ#u (#θçΡθ ä.

šÏΒ≡§θ s% ¬! u!#y‰pκà− ÅÝó¡É)ø9$$ Î/ ( Ÿω uρ öΝà6¨ΖtΒ Ìôf tƒ ãβ$ t↔ oΨ x© BΘöθ s% #’ n?tã ω r& (#θ ä9ω÷è s? 4 (#θ ä9ωôã $# uθ èδ Ü> tø% r&

3“ uθ ø)−G= Ï9 ( { )3( )فأمر اهللا املسلمني أال حيملهم بغضهم . )8من اآلية : سورة املائدة

θä9ωôã#) {: الـوق. دلوا ـار على أال يعـللكف $# uθ èδ Ü> tø% r& 3“ uθ ø)−G= Ï9 ( { )4( ) سورة

. )8املائدة من اآلية

، جاز االقتصاص ؛ ملا يلحقه من األذى فإن كان العدوان عليه يف العرض حمرما حلقه ، مل ، كالكذب ؛ وأما إذا كان حمرما حلق اهللا تعاىل ، كالدعاء عليه مبثل ما دعاه منه مبثله

. 41، 40: سورة الشورى اآليتان ) 1( . )2/517(، أمحد )2587(مسلم الرب والصلة واآلداب ) 2( . 8: سورة املائدة آية ) 3( . 8: سورة املائدة آية ) 4(

Page 117: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

117

، أو خنق أو حنو ، أو تغريق إذا قتله بتحريق : لفقهاء، وهكذا قال كثري من ا جيز حبال ، ما مل يكن الفعل حمرما يف نفسه كتجريع اخلمر واللواط ، فإنه يفعل به كما فعل ذلك . واألول أشبه بالكتاب والسن ة والعدل . ال قود عليه إال بالسيف: ومنهم من قال . به

Page 118: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

118

فصل ال قصاص يف الفرية وحنوها

ه ـ فمن. ة بغري ذلك ـ؛ ففيها العقوب وها ال قصاص فيها ـ، وحن ريةـنت الفوإذا كا اع ـ اب والسن ة واإلمجـحد القذف الثابت يف الكت t {: ال اهللا تعايلـ، ق Ï%©!$#uρ

tβθ ãΒötƒ ÏM≈oΨ |Áós ßϑ ø9$# §ΝèO óΟs9 (#θ è?ù'tƒ Ïπ yè t/ö‘ r'Î/ u!#y‰pκà− óΟèδρ ߉Î= ô_ $$ sù tÏΖ≈ uΚ rO Zο t$ ù#y_ Ÿω uρ (#θ è= t7ø)s? öΝçλm; ¸ο y‰≈ pκy− #Y‰t/r& 4 y7 Íׯ≈ s9'ρ é&uρ ãΝèδ tβθ à)Å¡≈ xø9$# ∩⊆∪ ω Î) t Ï% ©!$# (#θ ç/$ s? .ÏΒ Ï‰÷è t/ y7Ï9≡sŒ (#θ ßs n= ô¹ r&uρ ¨β Î* sù ©!$# Ö‘θ àxî

ÒΟ‹ Ïm . )5، 4اآليتان : سورة النور ( )1( } ∪∋∩ ‘§

، وإن رماه ، وهو مثانون جلدة فإذا رمى احلر حمصنا بالزنا واللواط فعليه حد القذف . بغري ذلك عوقب تعزيرا

فإن عفا عنه . ، فال يستوىف إال بطلبه باتفاق الفقهاء وهذا احلد يستحقه املقذوف ال : وقيل. ، كالقصاص واألموال آلدمي، ألن املغلب فيه حق ا سقط عند مجهور العلماء

وإمنا جيب حد القذف إذا كان . ، كسائر احلدود ، لعدم املماثلة ، تغليبا حلق اهللا يسقط . ، وهو املسلم احلر العفيف املقذوف حمصنا

؛ إال ، وكذلك الكافر والرقيق لكن يعزر القاذف فأما املشهور بالفجور فال حيد قاذفهفإن حبلت منه وولدت . وز له أن يقذف امرأته إذا زنت ومل حتبل من الزنا الزوج فإنه جي

وإذا قذفها فإما أن تقر . ؛ لئال يلحق به من ليس منه ، وينفي ولدها فعليه أن يقذفها ولو كان القاذف عبدا فعليه . ، كما ذكره اهللا يف الكتاب والسنة ، وإما أن تالعنه بالزنا

{: ؛ ألن اهللا تعاىل قال يف اإلماء يف جلد الزنا وشرب اخلمر ، وكذلك نصف حد احلر ÷β Î* sù š ÷s?r& 7π t±Ås≈ xÎ/ £Íκö n= yè sù ß#óÁ ÏΡ $ tΒ ’n?tã ÏM≈oΨ |Áós ßϑ ø9$# š∅ÏΒ É>#x‹yè ø9$# 4 { )2( ) سورة

. ، فإنه ال يتنصف ، أو قطع اليد وأما إذا كان الواجب القتل . )25من اآلية : النساء

. 5، 4: سورة النور اآليتان ) 1( . 25: سورة النساء آية ) 2(

Page 119: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

119

فصل األبضاع

، من ، فالواجب احلكم بني الزوجني مبا أمر اهللا تعاىل به ومن احلقوق األبضاع فيجب على كل من الزوجني أن يؤدي إىل اآلخر . إمساك مبعروف أو تسريح بإحسان

، وهو الصداق ؛ فإن للمرأة على الرجل حقا يف ماله راح صدر ، بطيب نفس وانش حقوقه؛ حبيث لو آىل منها استحقت ، وهو العشرة واملتعة ، وحقا يف بدنه والنفقة باملعروف

؛ ، وكذلك لو كان جمبوبا أو عنينا ال ميكنه مجاعها فلها الفرقة الفرقة بإمجاع املسلمني . ووطؤها واجب عليه عند أكثر العلماء

، كما دل أنه واجب : والصواب . إنه ال جيب اكتفاء بالباعث الطبيعي : وقد قيل ملا رآه يكثر لعبد اهللا بن عمرو قال النيب {وقد . عليه الكتاب والسنة واألصول

. )1( } إن لزوجك عليك حقا " : وم والصالة الص

، جيب وطؤها باملعروف: وقيل. جيب عليه وطؤها كل أربعة أشهر مرة: مث قيل . ، وهذا أشبه كما جتب النفقة باملعروف كذلك . على قدر قوته وحاجتها

. ، أو يشغلها عن واجب ، ما مل يضر هبا وللرجل عليها أن يستمتع منها مىت شاء . فيجب عليها أن متكنه كذلك

، واختلف الفقهاء هل عليها خدمة ، أو بإذن الشارع وال خترج من مرتله إال بإذنه. ال جيب : وقيل. جيب عليها: ؟ فقيل املرتل كالفرش والكنس والطبخ وحنو ذلك

. جيب اخلفيف منه: وقيل

. )1159(، مسلم الصيام )1874(البخاري الصوم ) 1(

Page 120: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

120

فصل ورسوله يف احلكم بني الناس يف األموال بالعدل كما أمر اهللا

، مثل قسم وأما األموال فيجب احلكم بني الناس فيها بالعدل كما أمر اهللا ورسوله . ، على ما جاء به الكتاب والسنة املواريث بني الورثة

وكذلك يف املعامالت من املبايعات . وقد تنازع املسلمون يف مسائل من ذلك ، وحنو ذلك من والوصايا واإلجارات والوكاالت واملشاركات واهلبات والوقوف

، ال تصلح الدنيا ؛ فإن العدل فيها هو قوام العاملني املعامالت املتعلقة بالعقود والقبوض . واآلخرة إال به

، كوجوب تسليم الثمن على ، يعرفه كل أحد بعقله فمن العدل فيها ما هو ظاهر ، ووجوب املكيال وامليزان ، وحترمي تطفيف ، وتسليم املبيع على البائع للمشتري املشتري

. ، وأن جزاء القرض الوفاء واحلمد ، وحترمي الكذب واخليانة والغش الصدق والبيان

فإن عامة ما هنى - أهل اإلسالم-، جاءت به الشرائع أو شريعتنا ومنه ما هو خفي، جله دقه و: ، والنهي عن الظلم عنه الكتاب والسن ة من املعامالت يعود إىل حتقيق العدل

، وأنواع الربا وامليسر اليت هنى عنها ، وجنسه من الربا وامليسر مثل أكل املال بالباطل، ، والسمك يف املاء ، وبيع الطري يف اهلواء ، وبيع حبل احلبلة مثل بيع الغرر النيب

زابنة ، وامل ، واملنابذة ، واملالمسة ، وبيع املدلس ، وبيع املصراة والبيع إىل أجل غري مسمى ، وما هنى عنه من أنواع املشاركات ، وبيع الثمر قبل بدو صالحه واحملاقلة والنجش

. ، كاملخابرة بزرع بقعة بعينها من األرض الفاسدة

فقد يرى هذا العقد والقبض . ومن ذلك ما قد تنازع فيه املسلمون خلفائه واشتباهه : اىلـال اهللا تعـ، وقد ق اده، وإن كان غريه يرى فيه جورا يوجب فس صحيحا عدال

} (#θ ãè‹ÏÛr& ©!$# (#θãè‹ÏÛr&uρ tΑθ ß™ §9$# ’ Í<'ρ é&uρ Íö∆ F{$# óΟä3ΖÏΒ ( βÎ* sù ÷Λä ôãt“≈ uΖs? ’Îû &ó x« çνρ –Šãsù ’ n< Î) «!$#

Page 121: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

121

ÉΑθ ß™ §9$#uρ β Î) ÷ΛäΨä. tβθãΖÏΒ ÷σè? «!$$ Î/ ÏΘöθ u‹ø9$#uρ ÌÅz Fψ$# 4 y7Ï9≡sŒ ×öyz ß|¡ôm r&uρ ¸ξƒÍρ ù's? ∩∈∪ { )1( ) سورة

واألصل يف هذا أنه ال حيرم على الناس من املعامالت اليت . )59من اآلية : النساءات اليت ، كما ال يشرع هلم من العباد حيتاجون إليها إال ما دل الكتاب والسنة على حترميه

، ؛ إذ الدين ما شرعه اهللا ، إال ما دل الكتاب والسنة على شرعه يتقربون هبا إىل اهللا، حيث حرموا من دين اهللا ما مل حيرمه ؛ خبالف الذين ذمهم اهللا واحلرام ما حرمه اهللا

لهم ، ال ، وشرعوا هلم من الدين ما مل يأذن به اهللا ، وأشركوا به ما مل يرتل به سلطانا اهللا . ، والدين ما شرعته ، واحلرام ما حرمته وفقنا ألن جنعل احلالل ما حللته

. 59: سورة النساء آية ) 1(

Page 122: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

122

فصل يف املشورة ال ـ فق ر هبا نبيهـاىل أمـ؛ فإن اهللا تع اورةـال غىن لويل األمر عن املش

ß#ôã {: اىلـتع $$ sù öΝåκ÷]tã öÏøó tG ó™ $#uρ öΝçλm; öΝèδö‘ Íρ$ x© uρ ’Îû Íö∆F{$# ( #sŒÎ* sù |MøΒ z•tã ö≅ ©.uθ tG sù ’ n?tã «!$# 4 ¨βÎ)

©!$# =Ït ä† t,Î#Ïj.uθ tG ßϑ ø9$# ∩⊇∈∪ { )1( ) وقد روي عن أيب . )159من اآلية : سورة آل عمران

وقد . } مل يكن أحد أكثر مشاورة ألصحابه من رسول اهللا {: قال هريرة

، وليستخرج هبا ، وليقتدي به من بعده إن اهللا أمر هبا نبيه لتأليف قلوب أصحابه : قيل، ، وغري ذلك ، واألمور اجلزئية من أمر احلروب : منهم الرأي فيما مل يرتل فيه وحي

. أوىل باملشورة فغريه

$ {: لى املؤمنني بذلك يف قوله ـد أثىن اهللا عـوق tΒ uρ y‰ΖÏã «!$# ×öyz 4’s+ö/r&uρ t Ï%©#Ï9 (#θ ãΖtΒ#u 4’n?tã uρ öΝÍκÍh5u‘ tβθè= ©.uθ tG tƒ ∩⊂∉∪ t Ï%©!$#uρ tβθç7Ï⊥ tG øgs† uÈ∝ ¯≈ t6 x. ÄΝøO M}$# |·Ïm≡uθ xø9$#uρ #sŒÎ)uρ $ tΒ (#θ ç6 ÅÒ xî öΝèδ

tβρ ãÏøó tƒ ∩⊂∠∪ t Ï% ©!$#uρ (#θ ç/$ yf tG ó™ $# öΝÍκÍh5tÏ9 (#θ ãΒ$ s% r&uρ nο 4θ n= ¢Á9$# öΝèδ ãøΒ r&uρ 3“ u‘θ ä© öΝæη uΖ÷ t/ $ £ϑ ÏΒ uρ öΝßγ≈uΖø% y— u‘

tβθ à)ÏΖム∩⊂∇∪ { )2( ) وإذا . )38، 37 واآليتان 36 من اآلية: سورة الشورى

، فإن بني له بعضهم ما جيب اتباعه من كتاب اهللا أو سنة رسوله أو إمجاع استشارهم ، وإن كان عظيما يف الدين ، وال طاعة ألحد يف خالف ذلك ، فعليه اتباع ذلك املسلمني$ {: قال اهللا تعاىل. والدنيا pκš‰ r'≈ tƒ t Ï% ©!$# (#þθãΨ tΒ#u (#θ ãè‹ÏÛr& ©!$# (#θãè‹ÏÛr&uρ tΑθ ß™ §9$# ’Í< 'ρ é&uρ Íö∆ F{$#

óΟä3ΖÏΒ ( { )3( ) 59من اآلية : سورة النساء( .

ووجه ، فينبغي أن يستخرج من كل منهم رأيه وإن كان أمرا قد تنازع فيه املسلمون β {: كما قال تعاىل. ، فأي اآلراء كان أشبه بكتاب اهللا وسنة رسوله عمل به رأيه Î* sù

. 159: سورة آل عمران آية ) 1( . 38: 36سورة الشورى اآليات من ) 2( . 59: سورة النساء آية ) 3(

Page 123: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

123

÷Λä ôãt“≈ uΖs? ’Îû &ó x« çνρ–Šãsù ’ n< Î) «!$# ÉΑθ ß™ §9$#uρ β Î) ÷ΛäΨä. tβθãΖÏΒ ÷σè? «!$$ Î/ ÏΘöθ u‹ø9$#uρ ÌÅz Fψ$# 4 y7 Ï9≡sŒ ×öyz

ß|¡ôm r&uρ ¸ξƒ Íρù's? ∩∈∪ { )1( ) 59من اآلية : سورة النساء( .

، فعلى ، وهم الذين إذا صلحوا صلح الناس األمراء والعلماء : وأولو األمر صنفان ومىت أمكن . ، واتباع كتاب اهللا كل منهما أن يتحرى مبا يقوله ويفعله طاعة اهللا ورسوله

، وإن مل ميكن يف احلوادث املشكلة معرفة ما دل عليه الكتاب والسنة كان هو الواجب ، فله أن يقلد من ، أو تكافؤ األدلة عنده أو غري ذلك ذلك لضيق الوقت أو عجز الطالب

: ، وقيل ليس له التقليد بكل حال: وقد قيل . هذا أقوى األقوال . يرتضي علمه ودينه . ، واألقوال الثالثة يف مذهب أمحد وغريه ليد بكل حالله التق

، بل وكذلك ما يشترط يف القضاة والوالة من الشروط جيب فعله حبسب اإلمكان فأما مع . ، كل ذلك واجب مع القدرة وسائر العبادات من الصالة واجلهاد وغري ذلك

، فإن ملصلي أن يتطهر باملاء وهلذا أمر اهللا ا . العجز فإن اهللا ال يكلف نفسا إال وسعها ، تيمم صعيدا ، أو خاف الضرر باستعماله لشدة الربد أو جراحة أو غري ذلك عدمه. صل قائما " : ن حصني لعمران ب وقال النيب {. ، فمسح بوجهه ويديه منه طيبا

فقد أوجب اهللا فعل الصالة . )2( } فإن مل تستطع فعلى جنب. فإن مل تستطع فقاعدا

θ#) {: ، كما قال تعاىل يف الوقت على أي حال أمكن ÝàÏ≈ ym ’ n?tã ÏN≡uθ n= ¢Á9$# Íο 4θ n= ¢Á9$#uρ 4‘sÜó™ âθ ø9$# (#θ ãΒθ è% uρ ¬! tÏFÏΨ≈ s% ∩⊄⊂∇∪ ÷βÎ* sù óΟçFøÅz »ω$ y_ Ìsù ÷ρ r& $ ZΡ$ t7ø.â‘ ( !#sŒÎ* sù ÷ΛäΨÏΒ r& (#ρ ãà2 øŒ$$ sù ©!$# $ yϑ x.

Νà6yϑ ¯= tæ $ ¨Β öΝs9 (#θ çΡθ ä3s? šχθ ãΚ n=÷è s? ∩⊄⊂∪ { )3( ) 239، 238اآليتان : سورة البقرة( .

، ، والغين والفقري ، والصحيح واملريض من واخلائففأوجب اهللا الصالة على اآل . ، كما جاء به الكتاب والسنة ، وخففها على املسافر واخلائف واملريض واملقيم واملسافر

. 59: سورة النساء آية ) 1( . )952(، أبو داود الصالة )1066(البخاري اجلمعة ) 2( . 239، 238: سورة البقرة اآليتان ) 3(

Page 124: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

124

، وأسقط ، واستقبال القبلة ، والستارة من الطهارة: وكذلك أوجب فيها واجبات ، صلوا و سلبهم احملاربون ثياهبم ، أ فلو انكسرت سفينة قوم . ما يعجز عنه العبد من ذلك

. ؛ لئال يرى الباقون عورته ، وقام إمامهم وسطهم عراة حبسب أحواهلم

فلو عميت الدالئل صلوا . ، اجتهدوا يف االستدالل عليها ولو اشتبهت عليهم القبلة فهكذا اجلهاد ، كما قد روي أهنم فعلوا ذلك على عهد رسول اهللا كيفما أمكنهم

$$?¨(θà#) {: اىلـوله تع ـ، وذلك كله يف ق ور الدينـات وسائر أموالوالي sù ©!$# $ tΒ

÷Λä ÷èsÜtFó™ إذا أمرتكم بأمر { ويف قول النيب . )16من اآلية : سورة التغابن( )1( } #$

: الـرم املطاعم اخلبيثة قـكما أن اهللا تعاىل ملا ح . )2( } مـا استطعتـفأتوا منه م

} Çyϑ sù §äÜôÊ $# uöxî 8ø$ t/ Ÿω uρ 7Š$ tã Iξ sù zΝøO Î) ϵ ø‹n= tã 4 { )3( ) 173من اآلية : سورة البقرة( .

$ { وقال تعاىل tΒ uρ Ÿ≅ yè y_ ö/ä3ø‹n= tæ ’ Îû È Ïd‰9$# ôÏΒ 8l tym 4 { )4( ) 78من اآلية : سورة احلج(

$ {: وقال تعاىل tΒ ß‰ƒ Ìムª!$# Ÿ≅ yè ôf uŠÏ9 Νà6ø‹n= tæ ôÏiΒ 8l tym { )5( )من اآلية : سورة املائدة

، إذا كانت الضرورة بغري ، ومل حيرم ما يضطر إليه فلم يوجب ما ال يستطاع . )6 . معصية من العبد

. 16: سورة التغابن آية ) 1(، )2619(، النسائي مناسك احلج )1337(، مسلم احلج )6858(ي االعتصام بالكتاب والسنة البخار) 2(

. )2/508(، أمحد )2(ابن ماجه املقدمة . 173: سورة البقرة آية ) 3( . 78: سورة احلج آية ) 4( . 6: سورة املائدة آية ) 5(

Page 125: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

125

فصل مرتلة الوالية

جيب أن يعرف أن والية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل ال قيام للدين وال ، وال فإن بين آدم ال تتم مصلحتهم إال باالجتماع حلاجة بعضهم إىل بعض. للدنيا إال هبا

إذا خرج ثالثة يف سفر فليؤمروا { بد هلم عند االجتماع من رأس حىت قال النيب

. ، وأيب هريرة ، من حديث أيب سعيد رواه أبو داود . )1( } أحدهم

ال حيل {: قال ، أن النيب وروى اإلمام أمحد يف املسند عن عبد اهللا بن عمرو

تأمري فأوجب . )2( } لثالثة يكونون بفالة من األرض إال أمروا عليهم أحدهم

. ، تنبيها بذلك على سائر أنواع االجتماع الواحد يف االجتماع القليل العارض يف السفر. ، وال يتم ذلك إال بقوة وإمارة وألن اهللا تعاىل أوجب األمر باملعروف والنهي عن املنكر

. وكذلك سائر ما أوجبه من اجلهاد والعدل وإقامة احلج واجلمع واألعياد ونصر املظلوم إن السلطان ظل اهللا يف {: ؛ وهلذا روي وإقامة احلدود ال تتم إال بالقوة واإلمارة

. " ليلة واحدة بال سلطان ستون سنة من إمام جائر أصلح من " ويقال} األرض

. والتجربة تبني ذلك

لو : يقولون- كالفضيل بن عياض وأمحد بن حنبل وغريمها-وهلذا كان السلف أن : إن اهللا يرضى لكم ثالثا { وقال النيب. كان لنا دعوة جمابة لدعونا هبا للسلطان

، وأن تناصحوا من ، وأن تعتصموا حببل اهللا مجيعا وال تفرقوا تعبدوه وال تشركوا به شيئا : ث ال يغل عليهن قلب مسلمثال {: وقال. رواه مسلم . )3( } واله اهللا أمركم

. )2608(أبو داود اجلهاد ) 1( . )2/177(أمحد ) 2( . )1863(، مالك اجلامع )2/367(، أمحد )1715(مسلم األقضية ) 3(

Page 126: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

126

، فإن دعوهتم حتيط ، ولزوم مجاعة املسلمني ، ومناصحة والة األمور إخالص العمل هللا ، لدين النصيحةا {: ويف الصحيح عنه أنه قال . رواه أهل السنن . )1( } من ورائهم

هللا ولكتابه ولرسوله : ؟ قال ملن يا رسول اهللا: قالوا. ، الدين النصيحة الدين النصيحة . )2( } وألئمة املسلمني وعامتهم

؛ فإن التقرب إليه فيها بطاعته فالواجب اختاذ اإلمارة دينا وقربة يتقرب هبا إىل اهللا فيها حال أكثر الناس البتغاء الرياسة أو وإمنا يفسد . وطاعة رسوله من أفضل القربات

ما ذئبان جائعان أرسال {: أنه قال وقد روى كعب بن مالك عن النيب . املال هبا

قال الترمذي . )3( } رف لدينه يف زريبة غنم بأفسد هلا من حرص املرء على املال والش

، مثل أو فأخرب أن حرص املرء على املال والرياسة يفسد دينه . حديث حسن صحيح . أكثر من إفساد الذئبني اجلائعني لزريبة الغنم

$! {: وقد أخرب اهللا تعاىل عن الذي يؤتى كتابه بشماله أن يقول tΒ 4 o_ øî r& Íh_ tã ÷µ u‹Ï9$ tΒ 2 ∩⊄∇∪ y7 n= yδ Íh_ tã ÷µ uŠÏΖ≈ sÜù= ß™ ∩⊄∪ { )4( ) 29، 28سورة احلاقة اآليتان( .

، وقد بني ، وجامع املال أن يكون كقارون وغاية مريد الرياسة أن يكون كفرعون öΝs9uρ * {: ، فقال تعاىل اهللا تعاىل يف كتابه حال فرعون وقارون r& (#ρ çÅ¡o„ ’ Îû ÇÚö‘ F{$#

(#ρ ãÝàΨ u‹sù y#ø‹x. tβ% x. èπ t7É)≈ tã t Ï% ©!$# (#θçΡ% x. ÏΒ óΟÎγ Ï= ö7s% 4 (#θ çΡ% x. öΝèδ £‰x© r& öΝåκ÷]ÏΒ Zο §θ è% #Y‘$ rO# uuρ ’ Îû ÇÚö‘ F{$#

ãΝèδ x‹s{r'sù ª!$# öΝÍκÍ5θ çΡä‹Î/ $ tΒ uρ tβ% x. Νßγ s9 zÏiΒ «!$# ÏΒ 5−#uρ ∩⊄⊇∪ { )5( )21اآلية : سورة غافر( .

. )2658(الترمذي العلم ) 1( . )4/102(، أمحد )4944(، أبو داود األدب )4197(، النسائي البيعة )55(مسلم اإلميان ) 2( . )2730(، الدارمي الرقاق )3/460(، أمحد )2376(الترمذي الزهد ) 3( . 29، 28: اقة اآليتانسورة احل) 4( . 21: سورة غافر آية ) 5(

Page 127: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

127

=y7ù {: وقال تعاىل Ï? â‘# ¤$! $# äο tÅz Fψ$# $ yγ è= yèøgwΥ t Ï% ©#Ï9 Ÿω tβρ߉ƒ Ìム#vθ è= ãæ ’ Îû ÇÚö‘ F{$# Ÿω uρ #YŠ$ |¡sù 4 èπ t7É)≈ yèø9$#uρ tÉ)−Fßϑ ù= Ï9 ∩∇⊂∪ { )1( )فإن الناس أربعة أقسام. )83اآلية : سورة القصص :

، ، والفساد يف األرض وهو معصية اهللا يريدون العلو على الناس : القسم األولال ـق . لقوهؤالء هم شرار اخل . ، كفرعون وحزبه وهؤالء امللوك والرؤساء املفسدون

βÎ) šχ¨ {: اىلـاهللا تع öθ tãöÏù Ÿξ tã ’ Îû ÇÚö‘ F{$# Ÿ≅ yèy_ uρ $ yγ n= ÷δ r& $ Yè u‹Ï© ß#Ïè ôÒ tG ó¡o„ Zπ xÍ←!$ sÛ öΝåκ÷]ÏiΒ

ßx În/x‹ãƒ öΝèδ u!$ oΨ ö/r& Ä ÷∏ tG ó¡o„ uρ öΝèδ u!$ |¡ÏΡ 4 …çµ ¯ΡÎ) šχ% x. zÏΒ t ωšøßϑ ø9$# ∩⊆∪ { )2( ) سورة القصص :

ال ـق : قال-وروى مسلم يف صحيحه عن ابن مسعود رضي اهللا عنه . )4اآلية ، وال يدخل النار من لبه مثقال ذرة من كرب ال يدخل اجلنة من يف ق { ول اهللاـرس

، إين أحب أن يكون ثويب حسنا : فقال رجل يا رسول اهللا. يف قلبه مثقال ذرة من إميان، الكرب بطر احلق إن اهللا مجيل حيب اجلمال : ال : ؟ قال ، أفمن الكرب ذاك ونعلي حسنا، احتقارهم وازدراؤهموغمط الناس . فبطر احلق دفعه وجحده)3( } وغمط الناس

. وهذا حال من يريد العلو والفساد

، كالسراق واجملرمني من سفلة ، بال علو الذين يريدون الفساد : والقسم الثاين . الناس

، كالذين عندهم دين يريدون أن يعلوا به يريدون العلو بال فساد: والقسم الثالث . على غريهم من الناس

، مع ، الذين ال يريدون علوا يف األرض وال فسادا فهم أهل اجلنة : وأما القسم الرابع Ÿω {: ، كما قال اهللا تعاىل ن غريهمـد يكونون أعلى مـأهنم ق uρ (#θãΖÎγ s? Ÿω uρ (#θ çΡt“ øt rB

. 83: سورة القصص آية) 1( . 4: سورة القصص آية) 2(، )59(، ابن ماجه املقدمة )4091(، أبو داود اللباس )1999(، الترمذي الرب والصلة )91(مسلم اإلميان ) 3(

. )1/416(أمحد

Page 128: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

128

ãΝçFΡr&uρ tβ öθ n= ôãF{$# β Î) ΟçGΨ ä. tÏΖÏΒ ÷σ•Β ∩⊇⊂∪ { )1( )139ة ـاآلي: ران ـورة آل عم ـس( .

Ÿξ {: اىلـال تعـوق sù (#θ ãΖÎγ s? (#þθ ãã ô‰s?uρ ’ n<Î) ÉΟù= ¡¡9$# ÞΟçFΡr& uρ tβ öθ n= ôãF{$# ª!$#uρ öΝä3yè tΒ s9uρ óΟä.uÏItƒ

öΝä3n=≈ uΗ ùår& ∩⊂∈∪ { )2( ) وقال . )35اآلية : سورة حممد :} ¬!uρ äο ¨“ Ïèø9$# Ï& Î!θ ß™ tÏ9uρ

šÏΖÏΒ ÷σßϑ ù= Ï9uρ { )3( ) 8من اآلية : سورة املنافقون( .

، وكم ممن جعل من األعلني وهو ال وال يزيده ذلك إال سفوال ، فكم ممن يريد العلو؛ ألن الناس من جنس ، وذلك ألن إرادة العلو على اخللق ظلم يريد العلو وال الفساد

ومع أنه ظ لم فالناس . فإرادة اإلنسان أن يكون هو األعلى ونظريه حتته ظلم. واحد ، نهم ال حيب أن يكون مقهورا لنظريه ؛ ألن العادل م يبغضون من يكون كذلك ويعادونه

-يف العقل والدين -مث إنه مع هذا ال بد هلم . وغري العادل منهم يؤثر أن يكون هو القاهر قال . ، كما أن اجلسد ال يصلح إال برأس ، كما قدمناه من أن يكون بعضهم فوق بعض

uθ {: تعاىل èδ uρ “ Ï% ©!$# öΝà6n= yè y_ y#Íׯ≈ n= yz ÇÚö‘ F{$# yìsùu‘ uρ öΝä3ŸÒ ÷è t/ s−öθ sù <Ù ÷è t/ ;M≈y_ u‘ yŠ öΝä.uθ è= ö7uŠÏj9

’ Îû !$ tΒ ö/ä38 s?# u 3 { )4( )اىلـال تعـوق. )165من اآلية : سورة األنعام :} ßøt wΥ $ oΨ ôϑ |¡s% Νæη uΖ÷ t/ öΝåκtJ t±ŠÏè ¨Β ’Îû Íο 4θ uŠys ø9$# $ u‹÷Ρ‘‰9$# 4 $ uΖ÷è sùu‘ uρ öΝåκ|Õ÷è t/ s−öθ sù <Ù ÷èt/ ;M≈ y_ u‘ yŠ x‹Ï‚ −G u‹Ïj9 ΝåκÝÕ÷è t/

$ VÒ ÷èt/ $ wƒÌ÷‚ ß™ 3 { )5( ) صرف فجاءت الشريعة ب . )32من اآلية : سورة الزخرف

. السلطان واملال يف سبيل اهللا

، كان فإذا كان املقصود بالسلطان واملال هو التقرب إىل اهللا وإنفاق ذلك يف سبيله ، أو الدين عن السلطان فسدت وإن انفرد السلطان عن الدين . ذلك صالح الدين والدنيا

. 139: سورة آل عمران آية ) 1( . 35: سورة حممد آية )2( . 8: سورة املنافقون آية ) 3( . 165: سورة األنعام آية ) 4( . 32: سورة الزخرف آية ) 5(

Page 129: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

129

، كما يف عمل الصاحل ، وإمنا ميتاز أهل طاعة اهللا عن أهل معصيته بالنية وال أحوال الناس إن اهللا ال ينظر إىل صوركم وال إىل أموالكم وإمنا ينظر إىل { الصحيحني عن النيب

. )1( } قلوبكم وأعمالكم

، وصاروا مبعزل عن حقيقة املال والشرف وملا غلب على كثري من والة األمور إرادة مث منهم . رأى كثري من الناس أن اإلمارة تنايف اإلميان وكمال الدين : اإلميان يف واليتهم

ومنهم من رأى حاجته إىل . من غلب الدين وأعرض عما ال يتم الدين إال به من ذلكار الدين عنده يف حمل ، وص العتقاده أنه مناف لذلك : ، فأخذه معرضا عن الدين ذلك

وكذلك ملا غلب على كثري من أهل . ال يف حمل العلو والعز. الرمحة والذل : ، واجلزع ملا قد يصيبهم يف إقامته من البالء العجز عن تكميل الدين) السابقني( الدينني

. استضعف طريقتهم واستذهلا من رأى أنه ال تقوم مصلحته ومصلحة غريه هبا

سبيل من انتسب إىل الدين ومل يكمله مبا حيتاج إليه من -الن الفاسدتان وهاتان السبي، ومل يقصد بذلك ، وسبيل من أقبل على السلطان واملال واحلرب السلطان واجلهاد واملال

، الثانية األوىل للضالني النصارى. مها سبيل املغضوب عليهم والضالني-إقامة الدين، صراط الذين أنعم اهللا عليهم من النبيني الصراط املستقيم وإمنا . للمغضوب عليهم اليهود

، وسبيل خلفائه وأصحابه ، هي سبيل نبينا حممد والصديقني والشهداء والصاحلني šχθ {: وهم الذين قال اهللا فيهم . ومن سلك سبيلهم à)Î6≈¡¡9$#uρ tβθ ä9ρ F{$# zÏΒ t ÌÉf≈ yγ ßϑ ø9$#

Í‘$ |ÁΡF{$#uρ t Ï% ©!$#uρ Νèδθãè t7¨?$# 9≈ |¡ôm Î* Î/ š† Å̧‘ ª!$# öΝåκ÷]tã (#θ àÊ u‘ uρ çµ÷Ζtã £‰tã r&uρ öΝçλm; ;M≈Ζy_ “ Ìôf s?

$ yγ tFøt rB ã≈ yγ ÷ΡF{$# t Ï$ Î#≈ yz !$ pκ Ïù #Y‰t/r& 4 y7 Ï9≡sŒ ã— öθ xø9$# ãΛÏàyè ø9$# ∩⊇⊃⊃∪ { )2( ) 100سورة التوبة اآلية( .

؛ فمن ويل والية يقصد هبا فالواجب على املسلم أن جيتهد يف ذلك حبسب وسعه ، وأقام فيها ما ميكنه من ، ومصاحل املسلمني ، وإقامة ما ميكنه من دينه طاعة اهللا

. )2564(مسلم الرب والصلة واآلداب ) 1( . 100: سورة التوبة آية ) 2(

Page 130: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

130

خري فإن تولية األبرار : مل يؤاخذ مبا يعجز عنه : الواجبات واجتنب ما ميكنه من احملرمات ، ففعل ما ومن كان عاجزا عن إقامة الدين بالسلطان واجلهاد . لألمة من تولية الفجار

، وفعل ما يقدر عليه من ، وحمبة اخلري ، والدعاء لألمة ، من النصيحة بقلبه يقدر عليه، كما ، واحلديد الناصر ؛ فإن قوام الدين بالكتاب اهلادي مل يكلف ما يعجز عنه: اخلري

. هللا تعاىلذكره ا

، ، ولطلب ما عنده فعلى كل أحد االجتهاد يف اتفاق القرآن واحلديد هللا تعاىل يا ابن آدم أنت ، كما قال معاذ بن جبل ؛ مث الدنيا ختدم الدين مستعينا باهللا يف ذلك

، فإن بدأت بنصيبك من حمتاج إىل نصيبك من الدنيا وأنت إىل نصيبك من اآلخرة أحوج ، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا فاتك ، فانتظمها انتظاما بنصيبك من الدنيااآلخرة مر

ودليل ذلك ما رواه الترمذي عن . ، وأنت من الدنيا على خطر نصيبك من اآلخرة ، ، وجعل غناه يف قلبه بح واآلخرة أكرب مهه مجع اهللا له مشله من أص {: أنه قال النيب

، وجعل فقره ؛ ومن أصبح والدنيا أكرب مهه فرق اهللا عليه ضيعته وأتته الدنيا وهي راغمة: وله تعاىلـل ذلك يف ق ـوأص. )1( } ، ومل يأته من الدنيا إال ما كتب له بني عينيه

} $ tΒ uρ àMø)n= yz £Ågø: $# }§ΡM}$#uρ ω Î) Èβρ ߉ç7÷è u‹Ï9 ∩∈∉∪ !$ tΒ ß‰ƒ Í‘ é& Νåκ÷]ÏΒ ÏiΒ 5−ø— Íh‘ !$ tΒ uρ ߉ƒ Í‘é& β r& Èβθßϑ Ïè ôÜãƒ

∩∈∠∪ ¨β Î) ©!$# uθ èδ ä−#¨— §9$# ρ èŒ Íο §θ à)ø9$# ßÏG yϑ ø9$# ∩∈∇∪ { )2( ) 58-56اآليات : سورة الذاريات

( .

، ومجيع املسلمني ملا حيبه لنا ويرضاه من القول هللا العظيم أن يوفقنا وسائر إخواننافنسأل ا، وصلى ، واحلمد هللا رب العاملني ، فإنه ال حول وال قوة إال باهللا العلي العظيم والعمل

. اهللا على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثريا دائما إىل يوم الدين

. )4105(ابن ماجه الزهد ) 1( . 58: 56سورة الذاريات اآليات من ) 2(

Page 131: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

131

فهرس اآليات

90, 56..........................أجعلتم سقاية احلاج وعمارة املسجد احلرام كمن آمن باهللا واليوم 87..........................أحل لكم ليلة الصيام الرفث إىل نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس هلن

89.......................................أذن للذين يقاتلون بأهنم ظلموا وإن اهللا على نصرهم لقدير 113....................سن من اهللا حكما لقوم يوقنونأفحكم اجلاهلية يبغون ومن أح

21...........................................................................إن اإلنسان خلق هلوعا 97................................إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأمواهلم وأنفسهم يف سبيل اهللا

43........................................................إن اهللا مع الذين اتقوا والذين هم حمسنون 46, 45, 2.....................إن اهللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إىل أهلها وإذا حكمتم بني الناس

127......................رض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبحإن فرعون عال يف األ 21...................................إنا أنزلنا إليك الكتاب باحلق لتحكم بني الناس مبا أراك اهللا وال 112, 10...........................إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور حيكم هبا النبيون الذين أسلموا 23..................................إمنا الصدقات للفقراء واملساكني والعاملني عليها واملؤلفة قلوهبم

90, 56................................ؤمنون الذين آمنوا باهللا ورسوله مث مل يرتابوا وجاهدواإمنا امل 59, 57, 49....................إمنا جزاء الذين حياربون اهللا ورسوله ويسعون يف األرض فسادا أن

124...................................إمنا حرم عليكم امليتة والدم وحلم اخلرتير وما أهل به لغري اهللا 10.............................................................................إنه لقول رسول كرمي

128............................. معيشتهم يف احلياة الدنياأهم يقسمون رمحة ربك حنن قسمنا بينهم 126.........................أومل يسريوا يف األرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم

98..........................................................................إياك نعبد وإياك نستعني 87......................الطالق مرتان فإمساك مبعروف أو تسريح بإحسان وال حيل لكم أن تأخذوا

41.............................انفروا خفافا وثقاال وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم يف سبيل اهللا ذلكم 127...........................تلك الدار اآلخرة جنعلها للذين ال يريدون علوا يف األرض وال فسادا

40.........................................مث كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصرب وتواصوا باملرمحة 123......................................حافظوا على الصلوات والصالة الوسطى وقوموا هللا قانتني

101..................................................خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن اجلاهلني 112, 50.............جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهممساعون للكذب أكالون للسحت فإن

Page 132: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

132

53.......................................................فأجنيناه وأهله إال امرأته كانت من الغابرين 124, 35, 9...................فاتقوا اهللا ما استطعتم وامسعوا وأطيعوا وأنفقوا خريا ألنفسكم ومن

99.......................فاصرب على ما يقولون وسبح حبمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب 99........................ك قبل طلوع الشمس وقبل غروهبافاصرب على ما يقولون وسبح حبمد رب

122.....................فبما رمحة من اهللا لنت هلم ولو كنت فظا غليظ القلب النفضوا من حولك 100..........................................................فسبح حبمد ربك وكن من الساجدين

9..............................فقاتل يف سبيل اهللا ال تكلف إال نفسك وحرض املؤمنني عسى اهللا أن 103..........................................................فقوال له قوال لينا لعله يتذكر أو خيشى

25........................................ حالال طيبا واتقوا اهللا إن اهللا غفور رحيمفكلوا مما غنمتم 128...............................فال هتنوا وتدعوا إىل السلم وأنتم األعلون واهللا معكم ولن يتركم 54...............................فلما نسوا ما ذكروا به أجنينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين 122.................................فما أوتيتم من شيء فمتاع احلياة الدنيا وما عند اهللا خري وأبقى

99...............................تم إن كنت على بينة من ريب ورزقين منه رزقا حسناقال ياقوم أرأي 9.................................قالت إحدامها ياأبت استأجره إن خري من استأجرت القوي األمني

53...........................قالوا يالوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل 90...............قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشريتكم وأموال اقترفتموها

109.............................لوا أتل ما حرم ربكم عليكم أال تشركوا به شيئا وبالوالدينقل تعا 54..........................................كانوا ال يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون

89........................كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خري لكم 53......................كنتم خري أمة أخرجت للناس تأمرون باملعروف وتنهون عن املنكر وتؤمنون

70......................... كثري من جنواهم إال من أمر بصدقة أو معروف أو إصالح بنيال خري يف 96............................ال يستوي القاعدون من املؤمنني غري أويل الضرر واجملاهدون يف سبيل 9...............................ال يكلف اهللا نفسا إال وسعها هلا ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا

19....................................لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب وامليزان ليقوم 50............................ال ينهاهم الربانيون واألحبار عن قوهلم اإلمث وأكلهم السحت لبئسلو

126...............................................................................ما أغىن عين ماليه 91.........................ما كان ألهل املدينة ومن حوهلم من األعراب أن يتخلفوا عن رسول اهللا

14...............................حممد رسول اهللا والذين معه أشداء على الكفار رمحاء بينهم تراهم 109............................من قتل نفسا بغري نفس أومن أجل ذلك كتبنا على بين إسرائيل أنه

Page 133: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

133

68..........................من اهتدى فإمنا يهتدي لنفسه ومن ضل فإمنا يضل عليها وال تزر وازرة 69..............................من كان يريد العزة فلله العزة مجيعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل

48.....................من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له 41............................ سبيل اهللا فمنكم من يبخل ومن يبخلهاأنتم هؤالء تدعون لتنفقوا يف

103.....................................وآت ذا القرىب حقه واملسكني وابن السبيل وال تبذر تبذيرا 29..................................................وآخرين منهم ملا يلحقوا هبم وهو العزيز احلكيم

97..........................وإذ قالت طائفة منهم ياأهل يثرب ال مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق 10.............................ترهبون به عدو اهللاوأعدوا هلم ما استطعتم من قوة ومن رباط اخليل

99, 61......................وأقم الصالة طريف النهار وزلفا من الليل إن احلسنات يذهنب السيئات 103............................................................................وأما السائل فال تنهر

103..........................وإما تعرضن عنهم ابتغاء رمحة من ربك ترجوها فقل هلم قوال ميسورا 17..........................وأمر أهلك بالصالة واصطرب عليها ال نسألك رزقا حنن نرزقك والعاقبة

113, 70.......................ائفتان من املؤمنني اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحدامهاوإن ط 60...............................وإن عاقبتم فعاقبوا مبثل ما عوقبتم به ولئن صربمت هلو خري للصابرين

21......................وإن كنتم على سفر ومل جتدوا كاتبا فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضاا إليك الكتاب باحلق مصدقا ملا بني يديه من الكتاب ن نزل 112.............. ومهيمناوأ

99, 17...................................واستعينوا بالصرب والصالة وإهنا لكبرية إال على اخلاشعني 102.........................واعلموا أن فيكم رسول اهللا لو يطيعكم يف كثري من األمر لعنتم ولكن

6....................................................واعلموا أمنا أموالكم وأوالدكم فتنة وأن اهللا عنده أجر عظيم 25.......................لقرىب واليتامىواعلموا أمنا غنمتم من شيء فأن هللا مخسه وللرسول ولذي ا

94.....................واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من 29.....................والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو األرحام

21.............................................................والذين هم ألماناهتم وعهدهم راعون 118.............................والذين يرمون احملصنات مث مل يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم مثانني

129, 29.....................السابقون األولون من املهاجرين واألنصار والذين اتبعوهم بإحسانو 72.................................والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء مبا كسبا نكاال من اهللا

54..........................واملؤمنون واملؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون باملعروف وينهون عن 124........................ن منوجاهدوا يف اهللا حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم يف الدي 116, 101....................وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على اهللا إنه ال حيب

Page 134: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

134

101................وسارعوا إىل مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات واألرض أعدت للمتقني 93...................................وقاتلوا يف سبيل اهللا الذين يقاتلونكم وال تعتدوا إن اهللا ال حيب

18.............................. فإن انتهوا فال عدوانوقاتلوهم حىت ال تكون فتنة ويكون الدين هللا 10............................وقال امللك ائتوين به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا 113.............................وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعني بالعني واألنف باألنف

101....................................ولئن أذقنا اإلنسان منا رمحة مث نزعناها منه إنه ليئوس كفور 101...........................اليت هي أحسن فإذا الذي بينكوال تستوي احلسنة وال السيئة ادفع ب

110...........................وال تقتلوا النفس اليت حرم اهللا إال باحلق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا 7....................................وال تقربوا مال اليتيم إال باليت هي أحسن حىت يبلغ أشده وأوفوا

127.............................................وال هتنوا وال حتزنوا وأنتم األعلون إن كنتم مؤمننيلذين يبخلون مبا آتاهم اهللا 41.................... من فضله هو خريا هلم بلوال حيسنب ا

53..........................ولتكن منكم أمة يدعون إىل اخلري ويأمرون باملعروف وينهون عن املنكر 100.......................................................ولقد نعلم أنك يضيق صدرك مبا يقولون

99.........................وهللا غيب السماوات واألرض وإليه يرجع األمر كله فاعبده وتوكل عليه 102...................... أتيناهمولو اتبع احلق أهواءهم لفسدت السماوات واألرض ومن فيهن بل 30, 29.......................وما أفاء اهللا على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل وال ركاب

130, 17.....................................................وما خلقت اجلن واإلنس إال ليعبدون 109............................وما كان ملؤمن أن يقتل مؤمنا إال خطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير 27..............................وما كان لنيب أن يغل ومن يغلل يأت مبا غل يوم القيامة مث توىف كل

41............................... لكم أال تنفقوا يف سبيل اهللا وهللا مرياث السماوات واألرض الوما 69................................ومن الناس من يعجبك قوله يف احلياة الدنيا ويشهد اهللا على ما يف

118........................ومن مل يستطع منكم طوال أن ينكح احملصنات املؤمنات فمن ما ملكت 109......................هومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب اهللا عليه ولعن

اء 42.................ومن يوهلم يومئذ دبره إال متحرفا لقتال أو متحيزا إىل فئة فقد ب 22.........................ومنهم من يلمزك يف الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن مل يعطوا منها

128..............وهو الذي جعلكم خالئف األرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم يف 42..........................فرقونوحيلفون باهللا إهنم ملنكم وما هم منكم ولكنهم قوم ي

61.............................ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ريب وما أوتيتم من العلم إال 90.........................ويقول الذين آمنوا لوال نزلت سورة فإذا أنزلت سورة حمكمة وذكر فيها

Page 135: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

135

124.............................ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إىل الصالة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم 122, 120........................ويل األمر منكمياأيها الذين آمنوا أطيعوا اهللا وأطيعوا الرسول وأ

يأكلون أموال لرهبان ل لذين آمنوا إن كثريا من األحبار وا أيها ا ا 42....................ي 35................................ياأيها الذين آمنوا اتقوا اهللا حق تقاته وال متوتن إال وأنتم مسلمون 17...................................ياأيها الذين آمنوا استعينوا بالصرب والصالة إن اهللا مع الصابرين

54, 9........................ال يضركم من ضل إذا اهتديتم إىلياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم 110, 59......................ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص يف القتلى احلر باحلر والعبد 116, 68..........................ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامني هللا شهداء بالقسط وال جيرمنكم 3...................................ياأيها الذين آمنوا ال حتلوا شعائر اهللا وال الشهر احلرام وال اهلدي

5....................................ين آمنوا ال ختونوا اهللا والرسول وختونوا أماناتكم وأنتمياأيها الذ 41.................................ياأيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا يف سبيل اهللا اثاقلتم

91, 14......................ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأيت اهللا بقوم حيبهم 90..................................ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على جتارة تنجيكم من عذاب أليم 112..............................ياأيها الرسول ال حيزنك الذين يسارعون يف الكفر من الذين قالوا 25................................يسألونك عن األنفال قل األنفال هللا والرسول فاتقوا اهللا وأصلحوا 105............................يسألونك عن اخلمر وامليسر قل فيهما إمث كبري ومنافع للناس وإمثهما

128, 69........................هللا العزةيقولون لئن رجعنا إىل املدينة ليخرجن األعز منها األذل و

Page 136: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

136

فهرس األحاديث 34......................أبلغوين حاجة من ال يستطيع إبالغها؛ فإنه من أبلغ ذا سلطان حاجة من ال

18..........................................أحب اخللق إىل اهللا إمام عادل، وأبغضهم إليه إمام جائر 21....................................................أد األمانة إىل من ائتمنك، وال ختن من خانك

124, 35, 9.................................................إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم 58............................... التقى املسلمان بسيفيهما فالقاتل واملقتول يف النار قيل يا رسولإذا

125........................................................إذا خرج ثالثة يف سفر فليؤمروا أحدهم 7............................إذا ضيعت األمانة، فانتظر الساعة قيل يا رسول اهللا وما إضاعتها ؟ قال

88.....................................................................إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه 39.............يينة بن حصن، واألقرعأعطى رسول اهللا أبا سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وع

25..............أعطيت مخسا مل يعطهن نيب قبلي نصرت بالرعب مسرية شهر، وجعلت يل األرض 106................أال إن يف اجلسد مضغة إذا صلحت صلح هلا سائر اجلسد، واذا فسدت فسد هلا

114.......................أال إن يف قتل اخلطأ شبه العمد ما كان يف السوط والعصا مائة من اإلبل، 68.................................................................... على نفسهأال ال جيين جان إال

93......................................................إحلق خالدا فقل له ال تقتلوا ذرية وال عسيفا 23..........................أمر النيب ملا ذكر جور الوالة، قال أدوا إليهم الذي هلم، فإن اهللا سائلهم

95.......................أمرت أن أقاتل الناس حىت يشهدوا أن ال إله إال اهللا وأن حممدا رسول اهللا، 19....................ن هذا يعين املصحفأمرنا رسول اهللا أن نضرب هبذا يعين السيف من عدل ع

67...........................أمرنا رسول اهللا وال بسبع، وهنانا عن سبع أمرنا بعيادة املريض، واتباع 100.......................................................إن أثقل ما يوضع يف امليزان اخللق احلسن

60...................................................................إن أعف الناس قتلة أهل اإلميان 94............أن اخلطيئة إذا أخفيت مل تضر إال صاحبها؛ ولكن إذا ظهرت فلم شكر ضرت العامة

48.........................ا تاب سبقته يده إىل اجلنة، وإن مل يتب سبقته يده إىل النارأن السارق إذ 125.................................................................إن السلطان ظل اهللا يف األرض

102............................إن اهللا رفيق حيب الرفق، ويعطي على الرفق ما ال يعطي على العنف 60.....................إن اهللا كتب اإلحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذحبتم

129.................. وال إىل أموالكم وإمنا ينظر إىل قلوبكم وأعمالكمإن اهللا ال ينظر إىل صوركم 12............................................................إن اهللا يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر

Page 137: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

137

14.........إن اهللا حيب البصر النافذ عند وررد الشبهات، وحيب العقل الكامل عند حلول الشهوات 125, 2................إن اهللا يرضى لكم ثالثا أن تعبدوه وال تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا حببل

54.............عصية إذا خفيت مل تضر إال صاحبها، ولكن إذا ظهرت فلم تنكر ضرت العامةإن امل 106.....................أن النيب قال يف بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول اهللا أيأيت أحدنا شهوته

86....................................................................إن حد الساحر ضربه بالسيف 12...........................................................إن خالدا سيف سد اهللا على املشركني

82........................ة، يقال له املزر،أن رجال سأل النيب عن شراب يشربونه بأرضهم من الذر 28........................أن رجال سأله من الصدقة، فقال إن اهللا مل يرض يف الصدقة بقسم نيب وال 92........................أن رجال قال يا رسول اهللا، أخربين بشيء يعدل اجلهاد يف سبيل اهللا؛ قال 50.........................أن رجلني اختصما إىل النيب فقال أحدمها يا رسول اهللا اقض بيننا بكتاب

73.......................................................مثنه ثالثة دراهمأن رسول اهللا قطع يف جمن 26......................أن سعد بن أيب وقاص رأى له فضال على من دونه، فقال النيب هل تنصرون 91, 55.................إن يف اجلنة ملائة درجة، بني الدرجة إىل الدرجة كما بني السماء واألرض، 47.....................أن قريشا أمههم شأن املخزومية اليت سرقت، فقالوا من يكلم فيها رسول اهللا

5.............................فسألوه والية؛ فقال إنا ال نويل أمرنا هذا من طلبهأن قوما دخلوا عليه 81.........................إن من احلنطة مخرا ومن الشعري مخرا ومن الزبيب مخرا، ومن التمر مخرا،

48........أن هذه املرأة اليت قطعت يدها تابت، وكانت تدخل بعد ذلك على النيب فيقضي حاجتها 44............................نا بالصالةأن هرقل ملك الروم سأله عن النيب مباذا يأمركم ؟ قال يأمر

14...............................................................................أنا الضحوك القتال 14.....................................................................أنا نيب الرمحة، أنا نيب امللحمة

106.........................إنك لن تنفق نفقة تبتغي هبا وجه اهللا إال ازددت هبا درجة ورفعة، حىت 23...........................إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكروهنا، قالوا فما تأمرنا به يا رسول

40..............................................................................إمنا األعمال بالنيات 78.....................د والنعال أربعني وضرب أبو بكر أربعني، وضربأنه ضرب يف اخلمر باجلري

93..........................أنه مر على امرأة مقتولة يف بعض مغازيه، قد وقف عليها الناس فقال ما 7..............................هنا يوم القيامة خزي وندامة، إال من أخذها حبقها، وأدىوإإهنا أمانة،

23.........................إين واهللا ال أعطي أحدا، وال أمنع أحدا؛ وإمنا أنا قاسم أضع حيث أمرت 18............ل اجلنة ثالثة ذو سلطان مقسط، ورجل رحيم رقيق القلب بكل ذي قرىب ومسلم،أه

110..................................................أول ما يقضى بني الناس يوم القيامة يف الدماء

Page 138: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

138

10...........ارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إيل من أن تركبوا، ومن تعلم الرمي مث نسيه فليس منا 33.............................لصدقة، فلمااستعمل النيب رجال من األزد، يقال له ابن اللتبية، على ا

14...........................................................اقتدوا باللذين من بعدي أيب بكر وعمر 74..........................................اقطعوا يف ربع دينار، وال تقطعوا فيما هو أدىن من ذلك

81.............................................................................اخلمر ما خامر العقل 126..........................الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة قالوا ملن يا رسول اهللا

18.................................................الساعي على الصدقة باحلق كاجملاهد يف سبيل اهللا 17...............................................................................ة عماد الدينالصال

22..........................العارية مؤداة، واملنحة مردودة، والدين مقضي والزعيم غارم، إن اهللا قد 11....................القضاة ثالثة قاضيان يف النار، وقاض يف اجلنة فرجل علم احلق وقضى خبالفه، 22.......................املؤمن من أمنه املسلمون على دمائهم وأمواهلم، واملسلم من سلم املسلمون

111....................، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم،املؤمنون تتكافأ دماؤهم 116...........................................املستبان ما قاال فعلى البادئ منهما ما مل يعتد املظلوم

58.....................املسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، 67......................انصر أخاك ظاملا أو مظلوما قلت يا رسول اهللا أنصره مظلوما فكيف أنصره

12...............................................................................الق هلمبأقوام ال خ 38........................بعث علي وهو باليمن بذهيبة يف تربتها إىل رسول اهللا فقسمها رسول اهللا

25.................بعثت بالسيف بني يدي الساعة، حىت يعبد اهللا وحده ال شريك له، وجعل رزقي 104.................تصدقوا فقال رجل يا رسول اهللا عندي دينار فقال تصدق به على نفسك قال

49..........................................ين من حد فقد وجبتعافوا احلدود فيما بينكم، فما بلغ 73..................................................................تقطع اليد يف ريع دينار فصاعدا

95......................تكون أميت فرقتني فتخرج من بينهما مارقة، يلي قتلهم أوىل الطائفتني باحلق 125....................ثالث ال يغل عليهن قلب مسلم إخالص العمل هللا، ومناصحة والة األمور،

52..................................مثن الكلب خبيث، ومهر البغي خبيث، وحلوان الكاهن خبيث 49...........................مل به يف األرض خري ألهل األرض من أن ميطروا أربعني صباحاحد يع

92............................حرس ليلة يف سبيل اهللا، أفضل من ألف ليلة يقام ليلها، ويصام هنارها 54........................خطب الناس على منرب رسول اهللا فقال أيها الناس إنكم تقرءون هذه اآلية

71.................................................................خريكم الدافع عن قومه ما مل يأمث 105........................، ودينار أنفقته يف رقبة، ودينار صدقت به علىدينار أنفقته يف سبيل اهللا

Page 139: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

139

91, 56....................رأس األمر اإلسالم، وعموده الصالة، وذروة سنامه اجلهاد يف سبيل اهللا 92...................................رباط يوم يف سبيل اهللا، خري من ألف يوم فيما سواه من املنازل

92...................رباط يوم وليلة يف سبيل اهللا خري من صيام شهر وقيامه، وإن مات أجري عليه 86........................سأل رسول اهللا فقلت يا رسول اهللا إنا بأرض نعاجل هبا عمال شديدا، وإنا

18.....................سبعة يظلهم اهللا يف ظله لوم ال ظل إال ظله إمام عادل، وشاب نشأ يف طاعة 86....................ستكون هنات، وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه األمة وهي مجيع فاضربوه

74...............ول اهللا جئت أسألك عن الضالةمسعت رجال من مزينة يسأل رسول اهللا قال يا رس 95.........................سيخرج قوم يف آخر الزمان حداث األسنان، سفهاء األحالم يقولون من

40.............................................................شر ما يف املرء شح هالع وجنب خالع 98....................................................................صلوا كما رأيتموين أن أصلي

26................عن سعد بن أيب وقاص، قال قلت يا رسول اهللا الرجل يكون حامية القوم، يكون 92................. عني بكت من خشية اهللا، وعني باتت حترس يف سبيل اهللاعينان ال متسهما النار،

80...........................فإن النيب سئل عن اخلمر يتداوى هبا، فقال إهنا داء وليست بدواء، وإن 103..................................................................فقال لعلي أنت مين وأنا منك

108....................فقد ثبت عن النيب أنه مر عليه جبنازة فأثنوا عليها خريا فقال أوجبت وجبت 81....................... اهللا أفتنا يف شرابني كنا نصنعهما باليمنقال أبو موسى األشعري يا رسول

119...............قال النيب لعبد اهللا بن عمرو ملا رآه يكثر الصوم والصالة إن لزوجك عليك حقا 55..........................قال رجل يا رسول اهللا دلين على عمل يعدل اجلهاد يف سبيل اهللا قال ال

73.............................................................قطع سارقا يف جمن قيمته ثالثة دراهم 70........................الرجل قومه يف احلق ؟ قال ال قال ولكن منقيل له أمن العصبية أن ينصر

61.................كان النيب إذا بعث أمريا على سرية أو جيش أو يف حاجه نفسه أوصاه يف خاصة 23..........................كانت بنو إسرائيل تسوسهم األنبياء، كلما هلك نيب، خلفه نيب، فإنه ال

82................................................................كل خممر مخر، وكل مسكر حرام 81..................................كف منه حرامكل مسكر حرام، وما أسكر الفرق منه، فملء ال

81..............................................................كل مسكر مخر، وكل مسكر حرام 100.............................................................................كل معروف صدقة

7................كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فاإلمام الذي على الناس راع، وهو مسئول 79.................................كنت هنيتكم عن االنتباذ يف األوعية فانتبذوا، وال تشربوا املسكر

60....................................................لئن أظفرين اهللا هبم ألمثلن بضعفي ما مثلوا بنا

Page 140: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

140

93.................................................ا شيخا فانيا، وال طفال صغريا، وال امرأةال تقتلو 74.....................................................ال تقطع يد السارق إال يف ربع دينار فصاعدا

74............................................................................ال قطع يف مثر وال كثر 87..............................................ال جيلد فوق عشرة أسواط إال يف حد من حدود اهللا

107........................ال حيل المرأة تؤمن باهللا واليوم اآلخر أن تسافر مسرية يومني إال ومعها 125................................بفالة من األرض إال أمروا عليهم أحدهمال حيل لثالثة يكونون

107.....................................................ال خيلون رجل بامرأة، فإن ثالثهما الشيطان 127......................ال يدخل اجلنة من يف قلبه مثقال ذرة من كرب، وال يدخل النار من يف قلبه

66, 52.....................................................لعن اهللا من أحدث حدثا أو آوى حمدثا 50...................................مالعن رسول اهللا الراشي واملرتشي والرائش الواسطة الذي بينه

64...................................................لقد تابت توبة لو تاهبا صاحب مكس، لغفر له 122.............................................مل يكن أحد أكثر مشاورة ألصحابه من رسول اهللا

71........................ملا اختصم رجالن من املهاجرين واألنصار فقال املهاجري يا للمهاجرين، 105...............................................................لو صدق السائل ملا أفلح من رده

108......................................................لو كنت رامجا أحدا بغري بينة لرمجت هذه 20............................ ما يف النداء والصف األول، مث مل جيدوا إال أن يستهموالو يعلم الناس

32....................................................................يل الواجد جل عرضه وعقوبته 75..............................................ليس على املنتهب وال على املختلس وال اخلائن قطع

82......................................................................ما أسكر كثريه، فقليله حرام 13.......................................ما أظلت اخلضراء وال أقلت الغرباء أصدق هلجة من أيب ذر

60.......................بالصدقة، وهنانا عن املثلة، حىت الكفارما خطبنا رسول اهللا خطبة إال أمرنا 126......................ما ذئبان جائعان أرسال يف زريبة غنم بأفسد هلا من حرص املرء على املال

113.........................................ما رفع إىل رسول اهللا أمر فيه قصاص إال أمر فيه بالعفو 44...........................ما ضرب رسول اهللا بيده خادما له، وال امرأة، وال دابة، وال شيئا قط،

102..............................يء إال زانه، وال كان العنف يف شيء إال شانهما كان الرفق يف ش 7.........................ما من راع يسترعيه اهللا رعية، ميوت يوم ميوت وهو غاش هلا، إال حرم اهللا 100...................ما منكم من أحد إال سيكلمه ربه ليس بينه وبينه حاجب وال ترمجان، فينظر 113.....................ما نقصت صدقة من مال، وما زاد اهللا عبدا بعفو إال عزا، وما تواضع أحد

71..................................مثل الذي ينصر قومه بالباطل كبعري تردى يف بئر فهو جير بذنبه

Page 141: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

141

97.........................مروهم بالصالة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم يف املضاجع 32...................................................................................مطل الفين ظلم

86.....من أتاكم وأمركم مجيع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق مجاعتكم فاقتلوه 22......................... أداءها أداها اهللا عنه، ومن أخذها يريد إتالفهامن أخذ أموال الناس يريد

130........................من أصبح واآلخرة أكرب مهه مجع اهللا له مشله، وجعل غناه يف قلبه، وأتته 110....................من أصيب بدم أو خبل اخلبل اجلراح فهو باخليار بني إحدى ثالث فإن أراد

92................................................من اغربت قدماه يف سبيل اهللا حرمه اهللا على النار 52, 47..............ته دون حد من حدود اهللا، فقد ضاد اهللا يف أمره ومن خاصممن حالت شفاع

71.....................................من مسعتموه يتعزى بعزاء اجلاهلية فأعضوه هبن أبيه وال تكنوا 78...................من شرب اخلمر فاجلدوه، مث إن شرب فاجلدوه، مث إن شرب فاجلدوه، مث إن

34.........................من شفع ألخيه شفاعة، فأهدى له عليها هدية فقبلها، فقد أتى بابا غيما 5.......................من طلب القضاء واستعان عليه وكل إليه، ومن مل يطلب القضاء ومل يستعن

64.................من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه 77....................................من وجدمتوه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل واملفعول به 4.......................رضى هللا منه،من وىل رجال على عصابة، وهو جيد يف تلك العصابة من هو أ

4.......................من ويل من أمر املسلمني شيئا، فوىل رجال وهو جيد من هو أصلح للمسلمني 33...............................................................................هدايا األمراء غلول

104..........................وبال مرة أعرايب يف املسجد فقام أصحابه إليه فقال ال تزرموه أي ال 85.........................وروي عن النيب يف الذي يأيت جارية امرأته إن كانت أحلتها له جلد مائة

100...............نه قال ألم سلمة يا أم سلمة ذهب حسن اخللق خبري الدنيا واآلخرةوروي عنه أ 102................وسأله مرة بعض أقاربه أن يوليه على الصدقات، ويرزقه منها، فقال إن الصدقة

98..............وصلى مرة بأصحابه على طرف املنرب فقال إمنا فعلت هذا لتأمتوا يب ولتعلموا صاليت 107....................ان فيهم غالم ظاهر الوضاءة، فأجلسهوفد عبد القيس ملا قدموا على النيب ك

104...............................................وقال النيب إمنا بعثتم ميسرين ومل تبعثوا معسرين 123......وقال النيب لعمران بن حصني صل قائما فإن مل تستطع فقاعدا فإن مل تستطع فعلى جنب

104.....................وقال النيب ملعاذ بن جبل، وأيب موسى األشعري رضي اهللا عنهما ملا بعثهما 103.............................................................أشبهت خلقي وخلقيوقال جلعفر

103..................................................................وقال لزيد أنت أخونا وموالنا 5.............................وقال لعبد الرمحن بن مسرة يا عبد الرمحن ال تسأل األمارة، فإنك إن

Page 142: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

142

18.......................وقيل للنيب، يا رسول اهللا الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل محية، ويقاتل رياء، 99....................................................وكان إذا ذبح أضحيته يقول اللهم منك ولك

16................قول اللهم اشف عبدك، يشهد لك صالة، وينكأ لك عدواوكان إذا عاد مريضا ي 48................وكان صفوان بن أمية نائما على رداء له يف مسجد رسول اهللا فجاء لص فسرقه،

16..................... عندي الصالة21وملا بعث النيب معاذا إىل اليمن، قال يا معاذ إن أهم أمرك 19.......................لمهم بالسنة،يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اهللا، فإن كانوا يف القراءة سواء فأع

13..................يا أبا ذر إين أراك ضعيفا، وإين أحب لك ما أحب لنفسي ال تأمرن على اثنني، 105....................يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خري لك، دان متسكه شر لك وال تالم على

95.................خيرج قوم من أميت يقرءون القرآن ليس قراءتكم إىل قراءهتم بشيء، وال صالتكم 95......................يدعون أهل األوثان؛ لئن أدركتهم ألقتلنهم قتل عاديقتلون أهل اإلسالم، و

18....................................................يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستني سنة

Page 143: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

143

الفهرس 2.........................................................................................املقدمة

4.....................................................................تفصل أنواع أداء األمانا

4....................................................................الواليات: القسم األول

9..............................................................فصل األصلح هو األوىل

12.........................................األمانة مها املطلوب يف الشرعفصل القوة و

16................................................فصل كيفية معرفة األصلح يف الوالية

21.....................................................................القسم الثاين األموال

21.....................................................األعيان والديون اخلاصة والعامة

24.............................................................فصل األموال السلطانية

24.............................................................................:الغنيمة

28....................................................................الصدقات: فصل

29........................................................................الفيء: فصل

37................................................................فصل مصارف الفيء

46......................................................................فصل احلكم بني الناس

46...............القسم األول احلدود واحلقوق اليت ليست لقوم معينني وتسمى حدود اهللا

57..............................................................اربنيعقوبة احمل: فصل

63................................................................وجوب قتاهلم: فصل

72..................................................................حد السارق: فصل

76....................................................................فصل حد الزاين

78..................................................................فصل حد الشرب

83...................................................................فصل حد القذف

84......................................دود أو كفارةفصل املعاصي اليت ليست هلا ح

89......................فصل العقوبات اليت جاءت هبا الشريعة ملن عصى اهللا ورسوله

109........................................القسم الثاين احلدود واحلقوق اليت آلدمي معني

109..........................................................................القصاص

115........................................................فصل القصاص يف اجلراح

116......................................................فصل القصاص يف األعراض

Page 144: السياسة الشرعية لشيخ الاسلام ابن تيمية

ياسة الشرعيةالس

144

118................................................فصل ال قصاص يف الفرية وحنوها

119...................................................................فصل األبضاع

120.................... الناس يف األموال بالعدل كما أمر اهللا ورسولهفصل يف احلكم بني

122.......................................................................فصل يف املشورة

125....................................................................فصل مرتلة الوالية

131..............................................................................فهرس اآليات

136...........................................................................فهرس األحاديث

143....................................................................................الفهرس

143....................................................................................الفهرس